You are on page 1of 59

‫هدير األسد األول‬

‫من تأليف ‪ :‬روكسي ريفيرا‬


‫ترجمة ‪ :‬أميمة معرف‬

‫عزيزي القارئ‪ ،‬هذه القصة القصيرة تنتمي إلى سلسلة‬


‫حاميها الروسية‪ ،‬ويأتي ذلك في أعقاب أحداث نيكوالي ‪2‬‬
‫(حاميها الروسي ‪).6 #‬‬
‫فصل ‪،1‬‬
‫استمتع نيكوالي بهدوء وسكون المنزل في الصباح الباكر‪.‬‬
‫وحده في المطبخ‪ ،‬أعد وأكل فطوره البسيط واستمتع بوعاء‬
‫من الشاي الطازج‪ ،‬بالطريقة التي أحبها تماما‪ .‬عندما انتهى‬
‫من تناول وجبته‪ ،‬وضع صينية إفطار لفيفيان‪ .‬نخب مع‬
‫مسحة من زبدة اللوز والفاكهة وكوب صغير من عصير‬
‫التفاح وإناء صغير من الشوكوالتة الساخنة المصنوعة بعناية‬
‫‪-‬تأكد من أنها مثالية لها‪.‬‬

‫الليلة الماضية‪ ،‬بعد إحضارها إلى المنزل من المعرض‬


‫وممارسة الحب معها مرارا وتكرارا‪ ،‬كانت تصعد وتنخفض‬
‫أربع أو خمس مرات‪ .‬سرعان ما تعلم أن سؤالها كيف يمكن‬
‫أن يساعدها فقط أدى إلى تفاقمها وإحباطها أكثر‪ .‬لذلك ظل‬
‫هادئا واستخدم اللمس‪ ،‬مداعبة لطيفة لظهرها أو ضغط يدها‬
‫ً‬
‫مستيقظا إذا احتاجته‪.‬‬ ‫على يدها‪ ،‬ليخبرها أنه يهتم وأنه كان‬

‫فتح الباب الخلفي وأغلقه‪ .‬صرير النعال المبتلة وخطوات نقر‬


‫مخالب ستاسي على الخشب الصلب تردد صداها بصوت‬
‫عال‪ .‬كان بويشينكو قد أخذ الكلب للعب بمجرد وصوله إلى‬
‫نوبة حراسته‪ .‬لقد كان روتينا مشتركا بين االثنين‪ ،‬وشجعه‬
‫بنشاط‪.‬‬
‫ولكن بينما كان نيكوالي يلقي نظرة خاطفة على الجريب‬
‫فروت كان يقسمها بعناية‪ ،‬لوح بالسكين الحادة في اتجاه‬
‫بويشينكو‪.‬‬
‫"إذا كانت كفوفه موحلة‪ ،‬امسحها‪ ،‬ال أريد أن أجد ڨي على‬
‫يديها وركبتيها تنظف األوساخ مرة أخرى‪".‬‬

‫"آسف يا رئيس‪".‬‬
‫جفل بويشينكو‪ ،‬مما ال شك فيه أنه يستعيد ذكرى فقدان‬
‫نيكوالي لفظته اللعينة عندما اكتشف زوجته الحامل تزحف‬
‫في المدخل بقطعة قماش من األلياف الدقيقة في كل يد‪.‬‬
‫"لن أدع ذلك يحدث مرة أخرى"‪.‬‬

‫الطفل ال‪ ،‬كان التحذير الوحيد هو كل ما يحتاجه‪ ،‬كما لو كان‬


‫إلثبات وجهة نظره‪ ،‬أمسك بويشينكو حفنة من المناشف‬
‫الورقية وتمكن من إقناع الدنماركي داني الضخم بالتعاون‪،‬‬
‫عندما انتهى بويشينكو‪ ،‬سار ستاسي إلى الجزيرة الكبيرة‬
‫الحجم وراح يتجول ً‬
‫بحثا عن الطعام‪ ،‬نقر نيكوالي على‬
‫أسنانه ‪.‬‬
‫"نيت (ال)"‬
‫تذمر الكلب وشخر بشدة قبل مغادرة المطبخ‪ ،‬كان يدور حول‬
‫المنزل ببطء ويقابل كل حارس حتى يطعمه أحدهم مكافأة‪.‬‬

‫"فيفيان لم تنم جيدا الليلة الماضية‪".‬‬


‫قطع نيكوالي األجزاء القليلة األخيرة من الجريب فروت‬
‫ووضعها في وعاء صغير‪.‬‬
‫"لقد تحدثت بالفعل مع تين بشأن الحفاظ على هدوء المنزل‬
‫حتى تتمكن من الحصول على قسط من الراحة هذا الصباح‪.‬‬
‫ال أريدها أن تفعل أي شيء شاق اليوم "‪ .‬جمع القشرة‬
‫وحملها إلى صندوق السماد وألقى بها في الحاوية تحت‬
‫الحوض‪" .‬وهي بحاجة إلى البقاء بالقرب من المنزل"‪.‬‬

‫لم يكن عليه أن يقول السبب‪ ،‬كل فرد في العائلة يعرف ما‬
‫كان عليه اليوم‪.‬‬

‫"سأفعل ما بوسعي‪ ".‬سلمه بويشينكو منشفة طبق نظيفة من‬


‫الدرج‪.‬‬

‫"انظر إلى ما تفعله‪ ".‬التقط نيكوالي الصينية وغادر المطبخ‪،‬‬


‫عندما وصل إلى الجناح الرئيسي بالطابق العلوي‪ ،‬دفع‬
‫بمرفقه الباب برفق وانزلق داخل الغرفة‪ ،‬يغسل الضوء‬
‫الرمادي الفاتح على السرير ومنطقة الجلوس‪.‬‬
‫يجب أن يغلق الستائر حتى ال توقظها الشمس‪.‬‬

‫"كوليا؟"‬

‫تجمد في منتصف الخطوة واستدار نحو السرير‪ ،‬تدحرجت‬


‫على جانبها األيسر‪ ،‬ورفعت رأسها عن وسادته وتراجعت‬
‫في نومها‪.‬‬
‫"أي ساعة؟"‬

‫"انه مبكر‪".‬‬
‫وضع الصينية على العثمانية أمام كرسيها المفضل وعاد إلى‬
‫السرير‪ .‬مسترخيا على المرتبة‪ ،‬مد يده لدفع خيوط شعر‬
‫ناعمة خلف أذنها‪ ،‬ال تزال هناك خطوط حمراء باهتة على‬
‫وجهها من تجاعيد غطاء وسادته‪.‬‬
‫"يجب أن تعودي للنوم"‪.‬‬
‫"ال أعتقد أنني أستطيع‪ ".‬وجهت وجهها ودحرجت كتفيها‪.‬‬
‫"ظهري يؤلمني بشده"‪.‬‬

‫"أرني‪ ".‬أمسكت بيده وسحبتها إلى أسفل ظهرها‪ ،‬ضغط على‬


‫المكان الذي أشارت إليه‪" .‬هنا؟"‬

‫"نعم"‪.‬‬

‫من المؤكد أن مطالبتهم بالتحرك أو التدحرج من شأنه أن‬


‫يستدعي النسخة الغاضبة من زوجته الصغيرة اللطيفة عاد ًة‪،‬‬
‫فقد قرر أنه من األذكى أن يصعد إلى السرير خلفها‪ .‬مر‬
‫وقت كان سيحتج فيه على فكرة تجعد قميصه قبل مغادرة‬
‫المنزل‪ ،‬لكن تلك األيام ولت منذ زمن طويل‪ ،‬غيرته فيفيان‬
‫بطرق صغيرة لم يكن يتوقعها من قبل‪.‬‬

‫وقد أحبها أكثر من أجل ذلك‪.‬‬


‫"لقد صنعت لك شوكوالتة ساخنة‪ ".‬ضغط في وضع خلفها‬
‫وضبط الوسائد حتى يشعر كالهما بالراحة بينما كان يقوم‬
‫بتدليك أسفل ظهرها‪" .‬إنها وصفة بيني"‪.‬‬
‫نظرت إليه وابتسمت‪" .‬أنت تفسدني"‪.‬‬

‫"أنت تجعلين األمر سهال للغاية بالنسبة لي‪ ".‬قبل خدها قبل‬
‫أن يمر الى حلقها‪ ،‬لقد مزقت الكثير من درعه العاطفي‬
‫لدرجة أنه لم يتردد سوى لحظة قبل أن يعترف ‪" ،‬لقد عملت‬
‫بجد من أجل هذه الحياة‪ ،‬وبنيت كل هذا" ‪ ،‬أشار حولهم ‪،‬‬
‫"لذلك سأكون قادرً ا على إعطاء زوجتي واألطفال ما‬
‫يريدون‪".‬‬

‫لمست فكه‪ ،‬وأطراف أصابعها تنزلق بضوء الريش على‬


‫جلده‪" .‬أنت كل ما أريده وأحتاجه"‪.‬‬

‫لو كان من أي شخص آخر‪ ،‬كان البيان قد استهزأ منه‪ .‬لكنها‬


‫كانت تعني ذلك‪ ،‬كل كلمة‪ ،‬انها حقا تريده فقط‪ ،‬غني أو فقير‬
‫أو مجنون أو حر ‪-‬كانت تحبه‪ ،‬كله‪ ،‬تماما كما كان‪.‬‬

‫"لكنني حقا أحب الطريقة التي تدللني بها بأشياء جميلة"‪.‬‬

‫ضحك بهدوء واستمر في دلك أسفل ظهرها حتى شعر‬


‫بالتوتر يترك كتفيها‪ ،‬في الجزء الخلفي من عقله‪ ،‬كان يعلم‬
‫أنه بحاجة إلى السير على الطريق إذا كان سيعقد االجتماع‬
‫في الوقت المحدد‪ ،‬لكنه فجأة لم يكترث سواء اضطر لوكا‬
‫بيسراج إلى االنتظار أم ال‪ ،‬منذ الهمس األول باحتمالية هذا‬
‫االجتماع‪ ،‬سجل نيكوالي كراهيته‪ ،‬لقد أوضح أن زوجته‬
‫مستعدة للذهاب إلى المخاض في أي يوم مع طفله األول‪ ،‬مع‬
‫ابنه‪ ،‬وأنه بحاجة إلى أن يكون قريبا منها حتى يتمكن من‬
‫حمايتها وحمايتها عندما تكون في أكثر حاالتها ضعفا‪.‬‬

‫تنفست فيفيان الصعداء وهو يضغط بشدة على منحنى‬


‫عمودها الفقري‪ ،‬قام بمواءمة حركة يده مع قبالت رقيقة‬
‫متناثرة ألعلى وأسفل رقبتها وفكها‪" .‬هذا شعور جيد جدا"‪.‬‬

‫جعله صوت تنفسها مجنونا‪ ،‬قبل عشر ساعات فقط‪ ،‬تم دفنه‬
‫بداخلها‪ ،‬متكئا هنا على هذه الوسائد بينما كانت تتجول فوقه‪،‬‬
‫مجرد تذكر الطريقة التي كانت تتخبط بها في صدره‬
‫وصرخت باسمه مرارا وتكرارا‪ ،‬وأرسلت مرة أخرى موجة‬
‫احتياج ساخنة عبر معدته‪ ،‬كان من الصعب تصديق أنها قبل‬
‫عام واحد فقط‪ ،‬كانت عروس عذراء خجولة ومرتبكة‪ .‬اآلن‬
‫هي قطة جنسية صغيرة شريرة دفعته إلى اإللهاء‪.‬‬
‫عندما ترك يده تتجول على طول منحنى وركها حتى أعلى‬
‫فخذها‪ ،‬ضحكت بهدوء وامسكت بمعصمه‪" .‬ال نستطيع‪".‬‬

‫"نستطيع‪ ".‬قام بسحب يدها إلى اليمين مع يده وهو ينزلق‬


‫بأصابعه تحت ثوب النوم الخاص بها ويكتشف النعومة‬
‫الحريرية للجلد العاري‪.‬‬

‫"كوليا ‪"...‬‬
‫"الصمت"‪ .‬همس بلطف‪" :‬أنا أعرف كيف أساعدك على‬
‫االسترخاء"‪.‬‬

‫"أنت تعرف كيف تجعلني أفعل ما تريد"‪.‬‬

‫"هذا أيضا"‪.‬‬

‫بسحب دقيق‪ ،‬سحب ڨي على ظهرها ودفع فخذيها عن‬


‫بعضهما البعض‪ ،‬لم تحتج حتى عندما ألقى القبالت الحسية‬
‫على امتداد انتفاخ كل ثدي‪ ،‬قام بقضم الجزء األمامي من‬
‫ثوب النوم وسحبه ألسفل ليكشف عن المزيد من جسدها‬
‫الفاتن‪ .‬امتص نفسا حادا عندما حرك لسانه على حلمة ثديها‪.‬‬
‫مع علمه بمدى حساسيتها‪ ،‬كان حريصا على أال يكون قاسيا‬
‫معها‪.‬‬

‫يده بين فخذيها‪ ،‬شد حرارة أنثويها وأدار معصمه ببطء‪،‬‬


‫وفرك شقة كفه على بظرها‪ ،‬لم يكن ضغطها كافيا للوصول‬
‫إليها‪ ،‬لكنه كان كافيا لجعلها تتذمر وتتذمر من أجل المزيد‪.‬‬
‫عندما حاولت تقبيله‪ ،‬تراجع وابتسم ابتسامة عريضة‪ ،‬مما‬
‫جعلها تعمل من أجل ذلك‪ .‬قامت بتمرير أصابعها من خالل‬
‫شعره وقبضت على حفنة من أصابعه‪ ،‬وشدته من أجل القبلة‬
‫التي أرادتها بشدة‪.‬‬

‫في اللحظة التي تلمس فيها ألسنتهم‪ ،‬ب ّدل تكتيكاته واستكشف‬
‫بوسها الناعم بأصابعه‪ ،‬قام بتدوير بظرها بضربات كسولة‪،‬‬
‫وعمل تلك اللؤلؤة الصغيرة حتى أصبحت منتفخة وقاسية‪.‬‬
‫عندما بدأت في اإلمساك بكتفيها وهز وركيها‪ ،‬انزلق زوج‬
‫من أصابعه بداخلها وفرك بظرها بإبهامه‪ .‬قام بالعض على‬
‫شفتها السفلى‪ ،‬بما يكفي فقط لجعلها تلهث‪ ،‬ثم قبل منحدر‬
‫فكها إلى النقطة الحساسة في رقبتها التي كان يحب أن‬
‫يعذبها‪ .‬امتص بشدة وكشط أسنانه على بشرتها‪ ،‬مما أعطاها‬
‫لدغة حب من شأنها أن تنبض باللون األحمر الفاتح لبقية‬
‫الصباح‪.‬‬
‫كانت اللدغة هي التي أرسلتها على الحافة مباشرة‪ ،‬حككت‬
‫كتفه ودفنت وجهها في حلقه عندما جاءت‪ .‬سروالها الصغير‬
‫وأنين النشوة الذي هرب من فمها تركه يبتسم ابتسامة‬
‫عريضة‪ .‬لقد أحب قيادتها إلى البرية بهذا الشكل‪ ،‬وأحب‬
‫جعلها تأتي بمهارة ممارسه لرجل يعرف كل سر جسد‬
‫المرأة‪ .‬لقد كانت ملكه فقط‪ ،‬وكان يريدها أن تتذكر دائما أنه‬
‫الوحيد الذي يمكن أن يجعلها تشعر بهذا الشعور‪.‬‬

‫عندما نزلت من ذروة النشوة الجنسية‪ ،‬قام بمداعبة منحنياتها‬


‫المورقة وقبلها بحنان‪ ،‬احم ّرا خديها‪ ،‬وكانت لديها تلك‬
‫االبتسامة الجميلة والهادئة التي أخبرته أنه قام بعمل جيد‪.‬‬
‫همس بإبهامه على ذقنها‪:‬‬
‫"يا تابيا ليوبليو "‬

‫قبلت خده‪" :‬أحبك أيضا‪".‬‬


‫عندما انجرفت يداها الصغيرتان نحو إبزيم حزامه‪ ،‬أوقفها‬
‫برفق‪ ،‬نظرت إليه بارتباك‪" .‬لكنك‪-‬؟"‬

‫"أنا جيد‪ ".‬ضغط شفتيه على جبهتها‪ .‬كان في الواقع أي شيء‬


‫سوى أنه بخير‪ ،‬كان ديكه يتألم ويضرب‪ ،‬لكنه يعرف ماذا‬
‫سيحدث إذا مارس الحب مع زوجته بالطريقة التي يريدها‪.‬‬
‫سيشعر بالراحة واالسترخاء وهذا ببساطة لن يفعل‪ ،‬ليس مع‬
‫كل ما كان ال بد من التوصل إليه خالل االجتماع اليوم‪.‬‬
‫"لقد تأخرت بالفعل"‪.‬‬

‫أجبرته على االلتقاء بنظرتها التوسعية وهي تحجّ م وجهه‪.‬‬


‫"أوعدني بأنك ستكون حذرا اليوم"‪.‬‬

‫ضاق عينيه بالريبة‪ ،‬أخبرها أنه سيغادر المدينة للعمل لكنه لم‬
‫يعطها أي سبب للقلق‪" .‬لقد كنت تتنصتين مرة أخرى"‪.‬‬

‫"ال‪ ".‬سرعان ما أسقطت نظرتها‪" .‬نعم"‪ ،‬اعترفت بهدوء‪.‬‬


‫"سمعتك أنت وكوستيا تتحدثان في المطبخ الليلة الماضية"‪.‬‬

‫"ڨي ‪" ...‬‬

‫رفعت بصرها وحدقت فيه‪ ،‬وكان تعبيرها هو القلق الخالص‪.‬‬


‫"هل ستجلس حقا مع لوكا وأبي وهيكتور ساالس؟"‬
‫"ڨي" تحدث باسمها بقوة أكبر‪ ،‬وأسكتها قبل أن تتمكن من‬
‫طرح الكثير من األسئلة‪" .‬أنت تعرفين موقفي من هذه‬
‫القضية"‪.‬‬

‫عبست مثل طفل صغير‪" .‬ماذا حدث لبدون أسرار؟"‬

‫"أنت حامل"‪ .‬وأشار إلى ما هو واضح‪" :‬ال تحتاج إلى‬


‫ضغوط القلق بشأن هذه األشياء‪ ،‬وأنا أقول لك إنني سألتقي‬
‫بوالدك اليوم‪".‬‬

‫"لكنك لم تقل أي شيء عن لوكا بيسراج"!‬

‫"ألنني لم أكن أريدك أن تقلقي هكذا‪ ".‬عبس في وجهها‪.‬‬


‫"كنت أعلم أنك ستصيبين نفسك بالذعر"‪.‬‬

‫"إنه أمر خطير للغاية ‪ ،‬نيكوالي‪ ،‬لقاء مع لوكا وهيكتور‬


‫وأبي؟ ال يزال مطلوبا هاربا! لن يكون لوكا قادرا على‬
‫الطيران إلى هذا البلد دون أن يتم اإلبالغ عنه‪ ،‬وأنت تعلم أن‬
‫إدارة مكافحة المخدرات ربما لديها جواسيسها ووشاؤها في‬
‫جميع أنحاء أعمال هيكتور‪".‬‬
‫مثل السهم‪ ،‬اخترق الحزن قلبه‪ ،‬سماع فيفيان تتحدث عن‬
‫العالم السفلي بطريقة أوضحت أنها تفهم الزوايا والالعبين‬
‫أزعجه بشدة‪ ،‬لم تكن هذه هي الحياة التي أرادها لها‪ ،‬لقد‬
‫تذكر مرة‪ ،‬قبل أن تأتي للعمل في ساموفار‪ ،‬عندما كان قد‬
‫وضع خطة كاملة لها‪ ،‬لقد رسم المستقبل المشرق الذي‬
‫سيكون لديها وكل الطرق التي سيساعدها بها على تحقيق‬
‫إمكاناتها الكاملة‪.‬‬
‫كان من المفترض أن تصبح فنانة ناجحة بشكل كبير وتتزوج‬
‫من رجل طيب‪ ،‬كان من المفترض أن تكون قد تركت‬
‫وراءها عالم الجريمة والخطر عندما ذهب والدها إلى السجن‬
‫وانتقلت للعيش مع أجدادها‪.‬‬

‫هي كانت ستصبح فنانة ناجحة للغاية‪ ،‬هي لديها شهادة‬


‫جامعية‪ ،‬لديها أصدقاء أحبوها ويحظون باالحترام في‬
‫مجتمعهم‪.‬‬

‫لكنها اختارته بدال من ذلك‪ ،‬لم تختر رجال صالحا ليكون‬


‫زوجها وشريك حياتها‪.‬‬
‫اختارتني‪.‬‬
‫لقد وافقت على السير بجانبه خالل هذه الحياة وبناء أسرة‬
‫معه‪ ،‬حتى لو كان ذلك يعني أنه سيكون لديهم دائما قدم‬
‫واحدة في العالم السفلي الغامض الذي كاد أن يودي بحياتها‬
‫الصغيرة‪.‬‬

‫أخبرها الحقيقة‪ ،‬أنها تستحق ذلك‪.‬‬

‫وأوضح الوضع بحسرة‪" .‬جاء لوكا بشكل قانوني عبر‬


‫نيويورك‪ ،‬أحضر ابن عمه معه‪ ،‬يبدون متشابهين لدرجة أنهم‬
‫يمكن أن يكونوا إخوة‪ ،‬بقي ابن عمه في نيويورك ويتظاهر‬
‫بأنه هو‪ ،‬انزلق زيك إلى لوكا هنا دون أن يدرك أي شخص‬
‫آخر ذلك‪".‬‬

‫اتسعت عيناها "هل يفعلون ذلك كثيرا؟ لوكا وابن عمه‬


‫يتبادالن المكان يعني؟"‬

‫"خالل حرب أسرهم‪ ،‬كان ذلك تدبيرا أمنيا‪ ،‬اآلن يفعلون ذلك‬
‫فقط عندما يكون ذلك ضروريا "‪ .‬فرك شحمة أذنها بين‬
‫أصابعه‪" .‬هيكتور يعرف كيف يتعامل مع نفسه‪ ،‬والدك سيد‬
‫في هذا النوع من األشياء‪ ،‬نجتمع في كوخ بجانب البحيرة‪،‬‬
‫خارج ماتيس مباشرة‪ ،‬كل شيء تم ترتيبه بواسطة كوستيا‪".‬‬
‫درست وجهه للحظة شديدة ثم أومأت برأسها‪" .‬حسنا"‪.‬‬

‫وضع يده على بطنها الحامل للغاية‪ ،‬وقام بتمرير أنوفهما‬


‫معا‪" .‬لن أفعل أي شيء يعرض حياتي للخطر‪ ،‬ليس اآلن‪".‬‬
‫انحنى وقبل بطنها‪" .‬ليس عندما يكون لدي كل شيء أعيش‬
‫من أجله‪" ...‬‬

‫رفع رأسه‪ ،‬ناشدها أن تفهم‪" .‬ماذا أفعل اليوم؟ أنا أفعل ذلك‬
‫من أجلنا‪ ،‬أفعل ذلك لجعل هذه المدينة أكثر أمانا وإلخراج‬
‫عائلتنا من آخر أعمالنا األكثر خطورة‪ ،‬نحن ننتقل إلى أكبر‬
‫وأفضل ومنظف لألرباح" ‪.‬‬

‫"أنا أثق بك يا كوليا‪ ".‬ابتسمت له وداعبت وجهه‪" .‬أنا أحبك‬


‫جدا‪ ،‬رجا ًء كن حذرا"‪.‬‬

‫"دائما‪ ".‬قبلها للمرة األخيرة قبل أن يفك تشابكه ويخرج من‬


‫السرير‪" .‬هل أنت جائعة؟"‬
‫"نعم من فضلك‪ ".‬حاولت الجلوس‪ ،‬لكنه رحمها ورفعها إلى‬
‫مكانها‪ ،‬بعد أن أصلح الوسائد‪ ،‬أحضر الصينية إلى السرير‬
‫وسلمها جهاز التحكم عن بعد الخاص بالتلفزيون‪ ،‬فقست‬
‫جزءا من الجريب فروت في فمها وشغلت أخبار الصباح‪.‬‬
‫"سأتصل بكيكي الحقا لمعرفة ما إذا كانت لديها أي نصيحة‬
‫بشأن كل آالم الظهر هذه"‪.‬‬

‫قام بتدريس تعبيره عند ذكر مدرب دوال وبرادلي الذين وظفا‬
‫قبل بضعة أشهر‪ .‬عندما قررت فيفيان أنها تريد محاولة‬
‫الوالدة الطبيعية‪ ،‬كان يدعم اختيارها‪ ،‬لكن الخوف من حدوث‬
‫خطأ ما إذا ولدت في المنزل أو في مركز أبقاه مستيقظا في‬
‫الليل‪ .‬لقد تنازلت عن طريق اختيار استخدام أفضل مستشفى‬
‫في المدينة إذا وافق على استئجار قابلة وحضور دروس‬
‫الوالدة‪.‬‬

‫لقد ذهب ‪-‬من أجلها ‪-‬لكنه لم يكن مرتاحا للغاية‪ .‬كان هناك‬
‫شريك واحد فقط لديه الشجاعة الكافية للتحدث معه أو حتى‬
‫محاولة أن يكون ودودا أثناء فترات الراحة‪ .‬كانت كيكي‬
‫شخصا لطيفا‪ ،‬لكن كان لها صوت يشبه صوت طبيب‬
‫األسنان‪ ،‬كان بإمكانه التعامل معها بجرعات صغيرة‪ ،‬لكنه لم‬
‫يكن يتطلع إلى مشاركة غرفة المستشفى معها لساعات‬
‫وساعات‪.‬‬
‫وكان هناك شيء آخر‪ ،‬شيء كان يخجل من االعتراف به‪،‬‬
‫حتى لنفسه‪.‬‬

‫كان يشعر بالغيرة من الطريقة التي استمعت بها ڨي إلى كل‬


‫كلمة قالتها كيكي وأخذت نصيحتها ورأيها‪ ،‬لقد كان شيئا‬
‫طفوليا حقا‪ ،‬لكنه كان كذلك‪ ،‬لقد كان معتادا على أن تنظر‬
‫إليه فيفيان للحصول على المشورة أو الدعم‪ ،‬لجعلها تبحث‬
‫على الفور عن شخص آخر؟ لدفعه جانبا لشخص تثق به‬
‫أكثر؟ لقد قادته للتو إلى الحائط اللعين‪.‬‬

‫لكنه أبقى فمه مغلقا‪ ،‬قطعا‪ ،‬احتاجت فيفيان إلى مساعدة كيكي‬
‫للحصول على تجربة الوالدة التي أرادتها‪.‬‬

‫"هل ستعود إلى المنزل متأخرا؟"‬

‫"سأحاول الرد عليك في أقرب وقت ممكن‪ ".‬نظر إلى‬


‫ساعته‪" .‬يستغرق اللقاء ثالث ساعات بالسيارة‪ ،‬ستستغرق‬
‫المحادثات ساعة أو ساعتين‪ ،‬ثم بعد ثالث ساعات‪ ،‬أحتاج‬
‫إلى زيارة ساموفار والتوجه إلى موقعين للبناء قبل أن أعود‬
‫إلى المنزل‪".‬‬
‫"ال تتعجل‪ ".‬أمسكت بيده وشبكت أصابعهما‪" .‬أنا في أيد‬
‫أمينة"‪.‬‬

‫قال إنه ال يريدها أن تقلق مرة أخرى‪" ،‬لدي بعض الرجال‬


‫اإلضافيين في المنزل اليوم"‪ .‬قام بتجويف فكها‪" .‬هذا مجرد‬
‫إجراء احترازي"‪.‬‬

‫ما لم يقله هو أن بيسيان كان لديها رجال يراقبون المنزل وأن‬


‫والدها أرسل بعضا من أكثر رجاله الموثوق بهم لدعمهم‪،‬‬
‫كانت المرأة األكثر أمانا في هذه المدينة‪.‬‬
‫ترك باب غرفة النوم متصدعا شبرا أو اثنين قبل أن يتجه‬
‫إلى الطابق السفلي‪ ،‬كان داني وآرتي ينتظران في المطبخ‪،‬‬
‫انتزع سترته من الجزء الخلفي من الكرسي الذي كان قد لفها‬
‫في وقت سابق ومرر ذراعيه عبر األكمام‪" .‬لنذهب"‪.‬‬

‫ً‬
‫محاطا برجاله‪ ،‬غادر نيكوالي المنزل وصعد إلى مقعد‬
‫الراكب األمامي في سيارة أرتيوم الرياضية متعددة‬
‫االستخدامات‪ .‬بصفته كابتن الشارع الذي وثق به أكثر من‬
‫غيره من القيادة الخاصة‪ ،‬حدق نيكوالي في نوافذ غرفة النوم‬
‫الرئيسية المطلة على الحديقة‪ .‬يمكنه فقط أن يرسم صورة‬
‫ظلية المرأة ‪-‬امرتي‪-‬خلف الستائر البيضاء الشاش‪ .‬من‬
‫المؤكد أنها كانت تشاهدها‪ ،‬فقد كسر أعصابه المعتادة‪ ،‬وجمع‬
‫سلوكه ورفع يده ليعترف بأنه رآها‪ ،‬تحرك الستار بما يكفي‬
‫إلظهار وجهها الجميل ويدها تلوح‪.‬‬

‫خلف عجلة القيادة‪ ،‬ابتسم أرتيوم‪ ،‬لفت نيكوالي عينه وأطلق‬


‫عليه النار‬
‫اللعنة عليك‬
‫وهج‪ .‬ضحك القبطان للتو‪" .‬أنت تصبح لطيفا‪ ،‬رئيس"‪.‬‬

‫مفكرا في زوجته تنتظر عودته‪ ،‬غمغم ‪" ،‬فيفيان هي أنعم‬


‫شخص أعرفه‪ ".‬ربط حزام األمان‪" .‬إنها أيضا األقوى"‪.‬‬

‫ارتعش فم أرتيوم مع التسلية‪" .‬متى أصبحت رومانسيا؟"‬

‫استنشق نيكوالي وانتقل ليشعر بالراحة أثناء القيادة الطويلة‬


‫التي كانت تنتظرهم‪" .‬سق فحسب"‪.‬‬

‫"أجل يا رئيس‪".‬‬
‫الفصل ‪،2‬‬
‫م ّد رقبته المؤلمة‪ ،‬خطا نيكوالي في الهواء البارد بعد ظهر‬
‫أحد أيام كانون الثاني (يناير) وسار عبر سطح السفينة‪ ،‬كانت‬
‫المقصورة المنعزلة والخاصة على ضفاف البحيرة قد‬
‫عرضت على الرؤساء األربعة بالضبط ما يحتاجون إليه‬
‫للتوصل إلى صفقة بشأن األسلحة والمخدرات وبعض‬
‫األعمال التجارية الجانبية‪ .‬لقد كانت ساعتان طويلتان ولكنها‬
‫مثمرة مع القليل من االحتكاك‪ ،‬عادة ما وجد نفسه يلعب دور‬
‫الدبلوماسي في هذه المحادثات‪ ،‬لكن هيكتور ولوكا وروميرو‬
‫قد حضروا جميعا إلى الطاولة مستعدين لتقوية العالقات‬
‫وتوسيع أعمالهم مع بناء تحالفات أفضل‪.‬‬

‫لفت انتباهه الحركة في األشجار‪ ،‬لقد رصد داني على طول‬


‫المحيط ثم أحد رجال هيكتور على بعد حوالي عشرين ياردة‪،‬‬
‫لقد أغلقت المنطقة بإحكام‪ ،‬لكن نيكوالي لم يتوقع أي مشكلة‪.‬‬

‫"المكان جميل هنا‪ ".‬خرج لوكا من المنزل وانضم إليه عند‬


‫السكة‪ ،‬سحب المدير الشاب علبة دخان من جيبه وعرض‬
‫عليها واحدة‪.‬‬

‫هز نيكوالي رأسه‪" .‬أنا ال أدخن"‪.‬‬


‫ابتسم لوكا وهو يعلم قبل أن يضيء ويأخذ أول سحب طويل‪.‬‬
‫"كيف حال زوجتك؟"‬

‫"إنها بخير جدا‪ ".‬شاهده نيكوالي وهو يستمتع بالسيجارة‬


‫دون حسد‪ ،‬لقد استقرت الرغبة الشديدة في الماضي أخيرا‬
‫ونادرا ما تزعجه بعد اآلن‪.‬‬

‫"يجب أن تكون متحمسا بشأن قدوم ابنك قريبا‪ ".‬نفض الرماد‬


‫على حافة السور قبل أن يميل ذراعيه ضده‪.‬‬

‫"نعم"‪.‬‬

‫"هذا جيد ‪ ،‬هل تعلم؟ أن يكون لك وريث بهذه السرعة؟ أنت‬


‫رجل محظوظ "‪ .‬طرد رئة من الدخان‪" .‬إذا أعطتك زوجتك‬
‫ول ًدا آخر أو اثنين ثم بعض الفتيات‪ ،‬يمكنك بناء ساللة‬
‫حقيقية‪ ،‬العائلة هي كل شيء‪ ،‬الدم هو كل شيء"‬

‫لم يكن نيكوال متأكدا مما سيقوله لذلك‪ ،‬نشأ لوكا في أسرة‬
‫كبيرة ومتماسكة حيث كان الشرف واالحترام وربطة الدم هو‬
‫الشيء الوحيد الذي يهم‪ ،‬على العكس من ذلك‪ ،‬فقد نشأ‬
‫بالطريقة الصعبة‪ ،‬وحيدا وغير محبوب طوال معظم طفولته‪.‬‬

‫في بعض األحيان كان يشعر بالقلق من أنه لن يعرف كيف‬


‫يكون أبا جيدا أو كيف يكون رجل العائلة الذي تحتاجه‬
‫زوجته وأطفاله ‪-‬لكنه بعد ذلك هدأ تلك المخاوف بتذكير نفسه‬
‫بأن فيفيان كانت شريكة له‪ ،‬لم تسمح له بالخروج عن الخط‪،‬‬
‫كانت ستريه الطريق‪.‬‬

‫قال وهو يفكر في عقد الزواج الغريب الذي كان قائما بين‬
‫لوكا وفتاة دوشكو‪" ،‬ستنشأ عائلتك قريبا"‪.‬‬

‫أصدر لوكا صوت طنين‪" .‬سوف نرى‪".‬‬


‫"هل ستقابل الفتاة وأنت هنا؟" على حد علم نيكوالي‪ ،‬الفتاة ‪،‬‬
‫وهي طالبة جامعية في هيوستن‪ ،‬لم يتم إبالغها بعقد الزواج‬
‫الذي أبرمته أسرتها وعائلتها‪ ،‬يمكنه فقط تخيل األلعاب‬
‫النارية التي صاحبت هذا االكتشاف‪.‬‬

‫هز لوكا رأسه‪" :‬ال‪ .‬سأنتظر حتى مايو‪ ،‬عندما تتخرج‪ ،‬وبعد‬
‫ذلك يمكنني أن أحضرها معي إلى المنزل مباشرة‪".‬‬
‫لم يعتقد نيكوالي أنه مكانه ليخبر رجال آخر كيف يتودد‬
‫لزوجة المستقبل‪ ،‬لكنه كان متأكدا من أن غطرسة لوكا‬
‫وانعزاله سوف يوقعانه في المشاكل‪ ،‬كان ال يزال يحاول‬
‫اكتشاف طريقة إلعطاء المدير الشاب القليل من التوجيه دون‬
‫اإلساءة إليه عندما انضم روميرو إليهم‪.‬‬

‫نزل والد زوجته على كرسي آديرونداك ومد ساقيه‪ ،‬صرير‬


‫ألوان دراجته النارية الجلدية مع كل حركة‪ ،‬دحرج كاحله‪،‬‬
‫وتساءل نيكوالي عما إذا كان العمر قد بدأ أخيرا في اللحاق‬
‫بالمنفذ سيئ السمعة‪" .‬كيف كانت طفلتي عندما تركتها هذا‬
‫الصباح؟"‬

‫وكأنه شعر أن وجوده سيعيق النقاش بين القرين‪ ،‬اعتذر لوكا‬


‫بهدوء وتوجه إلى البحيرة مع سيجارته ليبقى معه‪.‬‬

‫"انها جيدة‪ ،‬لقد تعبت "‪ ،‬أضاف نيكوالي ‪ "،‬لكن جيدة‪".‬‬

‫حدق روميرو في البحيرة‪" .‬هل ستراقبها بعد مجيء الطفل؟"‬


‫عرف نيكوالي بالضبط ما كان روميرو يسأله حتى دون أن‬
‫ينبس ببنت شفة‪ ،‬عانت والدة فيفيان من اكتئاب رهيب بعد‬
‫الوالدة أدى إلى تفاقم مشاكل صحتها العقلية الحالية‪ ،‬كانت قد‬
‫قطعت في أحد األيام وحاولت إغراق فيفيان في حوض‬
‫االستحمام‪ .‬على الرغم من كل ما يعرفه أي شخص‪ ،‬فقد‬
‫أساءت أو أساءت إلى فيفيان عدة مرات قبل تلك اللحظة‬
‫الرهيبة‪.‬‬

‫"سأراقبها عن كثب‪ ،‬لكن ال داعي للقلق‪ ،‬تحدثت فيفيان إلى‬


‫طبيبها حول تاريخ العائلة‪ ،‬لقد علمنا أنفسنا على العالمات "‪.‬‬
‫لم يكن مضطرا للقول إنه سيفعل أي شيء للحفاظ على فيفيان‬
‫والطفل آمنين‪ .‬العالج والعقاقير والمربيات والممرضات‬
‫الليلية ‪-‬كان يحرك السماء واألرض للتأكد من أن زوجته‬
‫لديها ما تحتاجه لتكون أما جيدة وتكون سعيدة وبصحة جيدة‪.‬‬
‫"نحن على استعداد"‪.‬‬

‫وامتد الصمت بين الرجلين‪ ،‬في النهاية وجد روميرو ما‬


‫يقوله‪.‬‬

‫"كانت أجمل طفلة‪ ".‬صوته الخشن لم يتطابق مع التعبير‬


‫الحزين على وجهه القاسي‪" .‬أصبحت عيناها شاحبة اآلن‬
‫باللون األزرق‪ ،‬ولكن عندما كانت طفلة‪ ،‬كانتا أكثر زرقة من‬
‫المحيط‪ ،‬لم أرى شيئا كهذا من قبل "‪ .‬أزال حلقه وأبقى‬
‫بصره ثابتا على البحيرة‪" .‬لم أصدق أنني صنعت شيئا مثاليا‬
‫للغاية‪".‬‬
‫لم يكن نيكوالي متأكدا مما سيقوله‪ ،‬لم يكن قريبا من والد‬
‫زوجته‪ ،‬بعد كل شيء حاول الرجل قتله قبل عقد من‬
‫الزمان! لسماع الرجل القوي سيئ السمعة الذي يستخدم‬
‫المناجل يتحدث عن مشاعره تجاه األبوة كان مقلقا‪ ،‬على أقل‬
‫تقدير‪.‬‬

‫أنقذه كوستيا من المحادثة المحرجة‪ ،‬ضاق فمه وضاقت عيناه‬


‫من القلق‪ ،‬دفع المنظف بهاتف خلويا‪" .‬عليك أن تأخذ هذا"‪.‬‬

‫خطف الهاتف لعدم إعجابه بنبرة كوستيا‪" .‬أهال؟"‬

‫"كوليا؟"‬

‫عند سماعه الضغط في صوت فيفيان ‪ ،‬سأل ‪" ،‬ما الخطأ؟"‬

‫"أم ‪ "...‬نفخت نفسا مزعجا‪" .‬هل أنت مشغول؟"‬


‫"ال‪ ،‬لقد انتهينا‪ ،‬كنت على وشك المغادرة‪ ،‬لماذا؟"‬

‫"ال داعي للذعر"‪.‬‬

‫لقد أصيب بالذعر‪" .‬ما هو الخطأ؟"‬

‫"أنا في المخاض"‪.‬‬

‫"ماذا ؟" جعل تعجبه روميرو واقفا على قدميه‪" .‬أنت‬


‫متأكد؟"‬

‫"كيكي هنا‪ ،‬إنه عمل‪".‬‬

‫اللعنة‬
‫" ‪.‬منذ متى وأنت تعانين من االنقباضات؟"‬

‫"أم‪" ...‬‬
‫"ڨي! "‬

‫"لذا‪ ،‬فقد بدأوا نوعا ما مباشرة بعد مغادرتك‪ ،‬لم تكن منتظمة‬
‫في البداية ‪ ،‬لكنها كانت مؤلمة‪ .‬اآلن هم منتظمون ومؤلمون‬
‫‪".‬‬

‫ترنحت معدته‪.‬‬
‫خمس ساعات‪ ،‬خمس ساعات سخيفة!‬
‫أراد أن يصرخ عليها مئات األسئلة المختلفة لكنه حاول‬
‫التزام الهدوء‪" .‬ما مدى قربهم؟"‬

‫"أوه‪ ،‬يفصل بينهما حوالي عشرين دقيقة‪ ،‬تقول كيكي إن لدي‬


‫متسعا من الوقت للوصول إلى المستشفى‪".‬‬

‫كيكي تقول‪ ،‬كيكي تقول‪.‬‬


‫كان لديه شيء يريد أن يقوله لكيكي‪.‬‬
‫"أنا في طريقي الى المنزل‪ ،‬ال تنتظرني إذا كنت بحاجة‬
‫للذهاب إلى المستشفى‪ ،‬تين ‪ ،‬إيليا وبويشينكو يعرفون ماذا‬
‫يفعلون‪".‬‬

‫"أنا أعرف‪ ".‬بدت هادئة بشكل غريب اآلن‪" .‬خذ وقتك‪ ،‬ال‬
‫تتسرع‪ ،‬قد يستغرق هذا ساعات وساعات‪".‬‬

‫ساعات؟ لم يكن يريد أن يفكر في أنها تتألم ولو لمدة ساعة‬


‫واحدة" ‪.‬‬
‫" يا تابيا ليوبليو "‬
‫"أنا أحبك أيضا يا كوليا"‪.‬‬

‫أنهى المكالمة وألقى الهاتف في كوستيا‪" .‬نحن مغادرون‪،‬‬


‫اآلن "‬

‫"هل حان الوقت؟" بدا روميرو قلقا تقريبا‪.‬‬

‫"نعم‪ ".‬هو متردد‪" .‬هل ستأتي إلى هيوستن؟"‬


‫هز روميرو رأسه‪" :‬ليس الليلة‪ ،‬سوف يتوقعون مني‪ ،‬سأجد‬
‫طريقة لرؤية ابنتي وحفيدي‪ ،‬هكذا‪ ".‬أشار والد زوجته إلى‬
‫المنزل‪" :‬اذهب‪ ،‬سأخبر اآلخرين أنه عليك المغادرة‪".‬‬

‫ركض عبر المقصورة‪ ،‬ساخنا على كعب كوستيا‪ ،‬وانزلق‬


‫إلى مقعد الراكب في سيارة عامل التنظيف‪ .‬كان من‬
‫المفترض أن تستغرق الرحلة إلى هيوستن ثالث ساعات‬
‫وعشرين دقيقة‪ ،‬لكن كوستيا ضرب الغاز وأدار العجلة‬
‫بخبرة‪ .‬ظل نيكوالي على اتصال بفيفيان من خالل مكالمات‬
‫ونصوص متكررة‪ ،‬كانت الرحلة التي تستغرق ساعتين‬
‫تقريبا أكثر من الالزم بالنسبة له‪ ،‬استمر في تصفح قوائم‬
‫المراجعة والدروس التي تعلموها في دروس الوالدة‪ .‬بعد أن‬
‫امتأل بالقلق‪ ،‬كان عليه أن يعطي ماذا لو وكل الطرق التي‬
‫يمكن أن تسوء بها المخاض لضربة ذهنية لمسح فراغ رأسه‪.‬‬

‫ستكون بخير‪ ،‬ظل كوستيا هادئا حتى وصلوا إلى حدود مدينة‬
‫هيوستن‪" .‬إن النساء ينجبن منذ بداية الزمن‪ ،‬جسدها يعرف‬
‫ماذا يفعل "‪ .‬سرعان ما غير الممرات وضرب الغاز مرة‬
‫أخرى‪" .‬وإذا كان جسدها يعاني من مشاكل‪ ،‬فإن بعض‬
‫أفضل األطباء في العالم موجودون هنا في هذه المدينة‪".‬‬
‫لم يكن لكلمات كوستيا المشجعة التأثير المهدئ الذي ربما‬
‫كان يتخيله‪ ،‬بدال من ذلك‪ ،‬فكر نيكوالي في عسر والدة‬
‫الكتف والمقاطع القيصرية وتداعي الحبال السرية‪ ،‬بحلول‬
‫الوقت الذي توقفوا فيه أخيرا أمام المنزل‪ ،‬كان حطاما سخيفا‬
‫بالداخل‪ ،‬كان خارج مقعد الراكب حتى قبل أن تتوقف‬
‫السيارة‪.‬‬
‫"ڨي ؟" اقتحم المنزل من الباب األمامي ووجد بويشينكو‬
‫جالسا على الدرج ورأسه في يديه‪ ،‬تم رصد مظهر الراحة‬
‫على وجه الفتى بسهولة‪" .‬أين هي؟"‬

‫"في غرفة النوم مع دوال" ‪ ،‬قال بويشينكو وهو يقف ويتنحى‪:‬‬


‫"سيارات الدفع الرباعي جاهزة لالنطالق‪ ،‬لدي حقائبك في‬
‫المقعد الخلفي‪".‬‬

‫أومأ نيكوالي برأسه نحو الفتى وتسابق نحو الطابق العلوي‪.‬‬


‫انحنى تين على الحائط خارج الجناح الرئيسي‪ ،‬عبرت‬
‫ذراعيه‪ ،‬بدا متوترا ومنزعجا‪ .‬دفع تين من الحائط‪ ،‬وأقسم‬
‫بصوت عال باللغة الروسية‪" .‬هل كنت تدفع السيارة؟"‬

‫ألقى نيكوالي وهجا تحذيريا في اتجاه المنفذ‪" .‬ليس اآلن"‪.‬‬


‫"أعتقد أن األمر بدأ يصبح جادا"‪ .‬قال تين‪" :‬كانت تتجول في‬
‫المنزل وتتسلق الدرج صعودا ونزوال لكنها دخلت غرفة‬
‫النوم منذ حوالي أربعين دقيقة‪ ".‬فحص ساعته‪" .‬لم تخرج‬
‫هي وكيكي منذ ذلك الحين‪ ،‬لكن فيفيان تحدث الكثير من‬
‫الضوضاء"‪.‬‬

‫أثناء دخوله غرفة النوم‪ ،‬وجد فيفيان تمشي من أحد طرفي‬


‫غرفة النوم إلى الطرف اآلخر بينما شجعتها كيكي على‬
‫االستمرار في الحركة واالسترخاء وتفجير االنقباض التالي‪.‬‬
‫بمجرد أن رصدته‪ ،‬ابتسمت فيفيان‪ .‬اندفع إلى جانبها‪ ،‬وأكل‬
‫األرض بخطوات طويلة وغمرها في عناق محب‪ .‬دفنت‬
‫وجهها على رقبته‪" .‬أنا سعيدة جدا لوجودك هنا"‪.‬‬

‫"أنا آسف ألن األمر استغرق وقتا طويال"‪.‬‬

‫"إنه بخير‪ ،‬انقباضاتي تفصل بينها اثني عشر دقيقة‪ ،‬هذا‬


‫يسير ببطء‪ ،‬لم أفعل حتى– ووووه"‬
‫أمسكت بذراعيه بقوة لدرجة أنه جفل بالفعل‪.‬‬
‫بعد أن أدرك أنها كانت متوترة‪ ،‬أمسك مؤخرة رقبتها بيد‬
‫واحدة وعجنها برفق‪ ،‬وضع يده األخرى على بطنها‬
‫الصخري القاسي‪ ،‬بدأ التدريب الذي حضروه فجأة‪" .‬عليك‬
‫االسترخاء‪ ،‬فيفيان‪ ،‬في كل مرة تشددين فيها وتحاربين‬
‫االنكماش‪ ،‬سيؤلمك أكثر‪".‬‬

‫وكأنها تهدأ من وجوده‪ ،‬تنفث نفسا بطيئا وصاخبا‪ ،‬كان يشعر‬


‫بارتياح في عضالتها‪ ،‬تراجعت ضده‪ ،‬متمسكة بخصره‬
‫وتهتز من جانب إلى آخر‪ ،‬ضغط على خده على وجهها‪،‬‬
‫وأغمض عينيه وأمسكها‪ ،‬وقدم لها الدعم الذي تحتاجه‪ ،‬حتى‬
‫انتهاء االنقباض‪.‬‬

‫عندما فتح عينيه‪ ،‬اكتشف أن كيكي ما زالت جالسة على‬


‫الكرسي لكنها ابتسمت له بحرارة‪ ،‬بعد كل تلك األسابيع من‬
‫عدم اإلعجاب بها‪ ،‬شعر بسعادة غريبة للحصول على‬
‫موافقتها‪.‬‬
‫أنا لن أفسد هذا األمر‪ ،‬أستطيع أن أفعل ذلك‪ ،‬يمكنني‬
‫مساعدة ڨي في تجاوز هذا‪.‬‬

‫مشيرا إلى الحمام‪ ،‬قالت كيكي له كلمة واحدة‪" :‬الدش"‪.‬‬


‫تذكر المناقشات حول المساعدة في الماء واالستحمام خالل‬
‫المرحلة األولى من المخاض‪ ،‬وقاد بهدوء فيفيان إلى الحمام‬
‫وأغلق الباب‪ .‬فتح الحمام‪ ،‬ليس حارا جدا‪ ،‬وارتطم بربطة‬
‫عنقه‪ .‬لم يهتم بمكان سقوط مالبسه‪ ،‬فقد أسقطها خلفه عشوائيا‬
‫ثم ساعد فيفيان على الخروج من سروال اليوغا وقميص‬
‫الدبابة‪.‬‬

‫لم يكونوا تحت رذاذ المطر الدافئ لفترة طويلة قبل أن تئن‬
‫من األلم مرة أخرى‪ ،‬متكئة عليه‪ ،‬تمايلت من جانب إلى آخر‪.‬‬
‫لف ذراعيه حول جسدها العاري‪ ،‬داعما بطنها‪ ،‬وقبل رقبتها‪.‬‬
‫"نفس‪ ،‬سولنيشكا (شمسي)‪ ،‬أنت تستطيعين فعل هذا‪ ،‬انكماش‬
‫واحد في كل مرة‪".‬‬

‫وحده مع فيفيان في الحدود البخارية لحمامهما‪ ،‬أدرك أن كل‬


‫الرهبة التي كان يعاني منها وكل مخاوفه بشأن ما يمكن أن‬
‫يحدث لن تساعدها‪ ،‬كان عليه أن يتخلى عن كل ذلك وأن‬
‫يكون الرجل القوي الذي ال يعرف الخوف الذي تحتاجه‪،‬‬
‫هذا ليس عنك‪ ،‬إنه عنها‪.‬‬

‫همس التشجيع وأبقى يديه عليها حتى تتذكر أنها لم تكن‬


‫وحيدة‪ ،‬تحدث معها من خالل اآلالم التي تجتاح جسدها‪.‬‬
‫انقباض واحد‪ ،‬انقباضان‪ ،‬ثالثة انقباضات ‪-‬ظلوا في الحمام‬
‫لمدة خمسة منهم قبل أن ترغب في إراحة ساقيها‪.‬‬

‫لم يهتم بمن رأى األوشام التي كان يحتفظ بها عادة‪ ،‬قام بلف‬
‫منشفة حول خصره وغطها في رداء الحمام الرقيق الذي‬
‫احتفظت به خلف الباب‪ ،‬لم يزعج فيفيان باألسئلة حول ما‬
‫تريد أن ترتديه‪ ،‬انتزع بروتيل ومالبس قطنية من جانبها من‬
‫خزانة المالبس وساعدها في ارتدائها‪.‬‬

‫في غرفة النوم‪ ،‬أحضرت كيكي كرة والدة كبيرة‪ ،‬سقطت‬


‫فيفيان عليها بكل سرور وانحنى إلى األمام على المرتبة‪.‬‬
‫دلكت دوال أسفل ظهر فيفيان بينما كان يرتدي مالبسه على‬
‫عجل‪ ،‬وخرج من الحمام على أصوات زوجته وهي ممسكة‬
‫بانقباض آخر‪ ،‬بإلقاء نظرة خاطفة على ساعته‪ ،‬قام بحساب‬
‫الوقت بينهما‪ ،‬بهذا المعدل‪ ،‬كانت ستظل في المخاض‬
‫لساعات!‬

‫بصمت كيكي شجعته على أن يأخذ مكانها ثم غادرت غرفة‬


‫النوم بهدوء‪ ،‬وضع ذقنه على كتف فيفيان وعجن أسفل‬
‫ظهرها‪" .‬ما الذي يمكنني فعله أيضا لمساعدتك؟"‬
‫"فقط ال تتركني"‪ .‬قالت بصوت عال وسريع بشكل غير‬
‫طبيعي‪" :‬أريد أن أكون قادرة على رؤيتك‪".‬‬
‫"زولوتا (ذهبي)" وقبّل هيكلها‪" .‬أنا هنا‪ ،‬لن أترك بصرك‬
‫مرة أخرى‪".‬‬

‫أسندت فيفيان جبهتها على ذراعيه المتصالبتين وهزت الكرة‬


‫ذهابا وإيابا‪ ،‬كان صوتها مكتوما وهي تسأل‪" :‬كيف حال‬
‫والدي؟"‬

‫لم يكن يعتقد أن هذا هو الوقت المناسب للتحدث عن والدها‪،‬‬


‫ولكن إذا كان ذلك يبتعد عن األلم وعدم الراحة‪ ،‬فسيخبرها‬
‫بأي شيء تريد معرفته‪" .‬كان جيدا‪ ،‬أخبرني أنه سيأتي‬
‫لرؤيتك أنت والطفل قريبا‪".‬‬

‫"وعملك؟"‬

‫بدأ يخبرها أال تقلق بشأن أي من ذلك‪ ،‬لكنه كان يعرفها جيدا‪،‬‬
‫كانت ستفكر في األمر إذا لم يطمئنها‪" .‬كل شيء سار‬
‫بالضبط بالطريقة التي أردتها"‪.‬‬
‫"حسنا‪ ".‬مألت االرتياح صوتها ‪" :‬أنا سعيدة"‪.‬‬

‫مرت الساعتان التاليتان مثل األولى‪ ،‬هزت الكرة‪ ،‬سارت‪،‬‬


‫اتكأت عليه وتمايلت‪ ،‬تمكن من جعلها تشرب وحتى أكل‬
‫موزة أخذتها كيكي من الطابق السفلي‪ ،‬استمرت الدوال في‬
‫مفاجأته باالبتعاد عن طريقهم وتقديم الدعم أو النصيحة فقط‬
‫عند الحاجة‪ ،‬وافق بصمت ‪-‬وعلى مضض ‪-‬على أن فيفيان‬
‫كانت محقة في تعيين أخصائي والدة‪.‬‬

‫نمت االنقباضات أقوى واقتربت من بعضها البعض حتى‬


‫أخيرا ‪ -‬حان وقت المغادرة إلى المستشفى‪ ،‬حتى اآلن‪ ،‬كان‬
‫تين يسير في الرواق‪ ،‬بدا بويشينكو وكأنه قد أغمي عليه‬
‫عندما اضطرت فيفيان إلى التوقف في منتصف الطريق‬
‫أسفل الدرج لتذمر طريقها من خالل تقلص مؤلم بشكل‬
‫خاص‪ ( .‬بويشينكو ضحكني هنا خخخ)‬

‫"أنا أقود‪ ".‬قام تيم بضرب مفاتيح السيارة من الوتد‪" .‬أنت‪".‬‬


‫وأشار إلى كيكي‪" .‬اجلسي معي في المقدمة"‪.‬‬

‫ال يبدو أن الدوال تعرف ماذا تفعل مع المنفذ العمالق‪ ،‬أومأت‬


‫برأسها ببساطة وتابعت وراءه بأكياس اإلمدادات‪ ،‬بقي‬
‫بويشينكو في الخلف لمشاهدة المنزل‪ ،‬لكن إيليا وبعض أفراد‬
‫طاقم أرتيوم كانوا ينتظرون في الخارج ألخذ الحراسة‪ ،‬فقط‬
‫في حالة‪ ،‬لم يعتقد نيكوالي أن أي شخص كان غبيا بما يكفي‬
‫التخاذ خطوة الليلة‪ ،‬لكنه لم يأخذ أي شيء كأمر مسلم به‪،‬‬
‫وليس فيما يتعلق بفي‪.‬‬

‫إذا كان لدى أي شخص الكرات لتجربة شيء ما‪ ،‬فلن يكون‬
‫لديه تلك الكرات لفترة أطول‪ ،‬لم يكن يدعو كوستيا لهذا‬
‫المنصب أيضا‪ ،‬ستكون واحدة يفعلها بنفسه ‪-‬ويستمتع بها‪.‬‬
‫بمجرد أن يكونوا على الطريق‪ ،‬بدا أن تقلصات فيفيان تزداد‬
‫حدة‪ ،‬لكنها أصبحت مركزة وهادئة بشكل مزعج‪ .‬لوال إمساك‬
‫يدها بإحكام لدرجة أن أطراف أصابعه تخدرت‪ ،‬لما عرف‬
‫حتى أنها كانت تتألم‪ ،‬نظر تين بعصبية إلى المقعد الخلفي في‬
‫انعكاس المرآة‪ ،‬قامت كيكي بلف الجزء العلوي من جسدها‬
‫بزاوية حتى تتمكن من تقديم المساعدة‪ ،‬قام نيكوالي بضبط‬
‫انتباه الجميع باستثناء فيفيان‪ ،‬أمسك بصرها وهي تتنفس من‬
‫خالل انقباضها األطول واألقوى حتى اآلن‪.‬‬

‫عندما وصلوا إلى المستشفى‪ ،‬بقي تين للتعامل مع مواقف‬


‫السيارات‪ ،‬مع حقيبة المستشفى الخاصة بهم معلقة على كتفه‪،‬‬
‫ساعد نيكوالي فيفيان على الخروج من السيارة بمساعدة‬
‫كيكي‪ ،‬شقوا طريقهم إلى الداخل وتم اصطحابهم بسرعة إلى‬
‫طابق المخاض والوالدة‪.‬‬

‫الفوضى التي كان يتوقعها لم تحدث قط‪ ،‬كانت طبيبة التوليد‬


‫من عيادة فيفيان على األرض وجاءت الستقبالها بينما كانت‬
‫الممرضة والقابلة في الوردية تأخذ عالماتها الحيوية وتأكدت‬
‫من صحة تاريخها الطبي‪ ،‬عندما سألوها عما إذا كانت تريد‬
‫البقاء في بروتيلها وإزالة كل شيء من الخصر إلى أسفل أو‬
‫ارتداء أحد عباءات المستشفى‪ ،‬اختارت الثوب‪.‬‬

‫"ساعدني؟" لم تعد قادرة على التحدث بجمل طويلة بعد اآلن‪،‬‬


‫كان األمر كما لو أن دماغها قرر إيقاف وظائف معينة بحيث‬
‫يكون تركيز جسدها الوحيد على والدة طفلهم‪.‬‬

‫قال بلطف‪" :‬تعالي"‪ .‬حرك ذراعه حول كتفيها‪ ،‬وقادها إلى‬


‫الحمام وأخرجها من مالبسها‪ ،‬كان قد استدار ليطوي‬
‫بروتيلها وتنورتها عندما سمعها تلهث‪ .‬تدور حوله‪ ،‬وجد‬
‫فيفيان تحتضن بطنها وتحدق في األرض حيث بدأت تتشكل‬
‫بركة كبيرة على نحو متزايد‪.‬‬
‫كانت عيناها مفتوحتان على مصراعيها‪ ،‬وبدت مصدومة‬
‫تماما‪" .‬أعتقد أن مائي قد انكسر للتو"‪.‬‬

‫"دعنا نساعدك على التنظيف‪ ".‬نزع الرداء المبلل من جسدها‬


‫وساعدها على االستحمام‪" .‬سأحضر لك واحدة جديدة"‪.‬‬

‫عندما فتح باب الحمام‪ ،‬أبعدته القابلة والممرضات عن‬


‫الطريق وعالجت الموقف بكفاءة‪ ،‬بمجرد التأكد من أن فيفيان‬
‫بخير تماما وكان السائل األمنيوسي صافيا‪ ،‬سُمح لها‬
‫باالستحمام واالنتهاء من التغيير‪ ،‬ساعدها في السرير ووقف‬
‫بينما تم وضع أنبوب وريدي في يدها ‪-‬فقط في حالة ‪-‬ولف‬
‫شريط مراقبة حول بطنها‪.‬‬

‫مأل صوت نبضات قلب ابنه القوي الغرفة‪ ،‬لقد هزته إثارة‬
‫الترقب حتى النخاع‪ ،‬قبل أن تنتهي هذه الليلة‪ ،‬كان يحمل ابنه‬
‫بين ذراعيه‪.‬‬
‫سأكون أبا‪( .‬وحق ربي تأثرت أععع)‬
‫"ثمانية سنتيمترات" ‪ ،‬أعلنت القابلة بعد التحقق من تقدم‬
‫فيفيان‪ ،‬ربت على ركبة زوجته وابتسم ابتسامة عريضة‪" .‬لم‬
‫يمض وقت طويل اآلن يا حبيبتي"‪.‬‬
‫نظرت فيفيان إليه وتمكنت من منحه ابتسامة ضعيفة‪،‬‬
‫سرعان ما حل مكانها تكشيرة‪ ،‬سرعان ما أدركوا أنها ال‬
‫تستطيع تحمل األلم أثناء وجودها في السرير‪ ،‬تم توصيل‬
‫جهاز مراقبة السلكي على بطنها‪ ،‬وبدأوا نفس الروتين الذي‬
‫كانوا يعملون به في المنزل ‪-‬المشي‪ ،‬والتأرجح‪ ،‬والقرفصاء‪.‬‬
‫بتوجيه من كيكي وحدسه الخاص‪ ،‬ساعد فيفيان قدر‬
‫استطاعته‪.‬‬

‫"من فضلك توقف عن فحص ساعتك !" قطعت فيفيان بعد‬


‫انقباض طويل وشديد بشكل خاص‪.‬‬

‫بعد أن فوجئ باألمر الفظ‪ ،‬أومأ برأسه وأزال ساعته‪،‬‬


‫ووضعها في جيبه ونسي األمر الملعون‪ ،‬لم يدرك أنه كان‬
‫يتفقد األمر كثيرا‪" .‬لم أقصد أن أجعلك تشعرين باالندفاع‪،‬‬
‫في"‪.‬‬

‫"أنا أعرف‪ ".‬ضغطت على جبهتها حتى صدره ومالت إليه‪:‬‬


‫"أنا آسفة"‪.‬‬
‫"ال‪ ،‬ال تعتذري‪ ،‬نحن بخير‪ ".‬لف ذراعيه حولها ودلك‬
‫ظهرها‪" :‬نحن بخير"‪.‬‬

‫"أنا أعتقد أنني سأمرض‪ ".‬ابتعدت فيفيان عنه فجأة ونظرت‬


‫بشكل محموم حول الغرفة‪.‬‬

‫"هنا‪ ".‬ظهرت كيكي بحوض ومنشفة كما استسلمت زوجته‬


‫من الغثيان‪ ،‬بينما تقعدت فيفيان‪ ،‬همست كيكي ‪" ،‬االنتقال‪".‬‬

‫اآلن بدا األلم في أسوأ حاالته‪ ،‬جلست فيفيان القرفصاء على‬


‫طول حافة السرير‪ ،‬ممسكة بالمرتبة‪ ،‬ولهثت من خالل‬
‫االنقباضات التي تمزق جسدها الصغير بمثل هذا العذاب‪ ،‬لم‬
‫تكن تصدر أي ضجيج غير تلك األنفاس المقاسة‪ ،‬لم يستطع‬
‫حتى تخيل العذاب الذي يمسك بها اآلن‪ ،‬أكل الذنب في‬
‫وجهه‪.‬‬
‫لقد فعلت هذا لها‪.‬‬

‫كان عليه أن يعض لسانه عندما فكر في مقدار الراحة التي‬


‫ستعطيها إيبيدورال‪ .‬يمكن أن تكون خالية من األلم وتستريح‬
‫في السرير بدال من محاولة إيجاد طرق جديدة الحتضان األلم‬
‫بينما يعمل جسدها على إجبار طفلها على الخروج من‬
‫رحمها‪ ،‬تذكر جحيم التعافي من جروح الطعنات وطلقات‬
‫الرصاص‪ ،‬وتساءل عن عدد المرات التي تضخمت فيها آالم‬
‫المخاض‪ .‬عشرة؟ عشرين؟‬

‫وهذا لم يكن حتى أسوأ جزء من المخاض‪ ،‬قريبا‪ ،‬ستكون في‬


‫الجحيم المطلق‪ ،‬بدأت ساقاه في االلتواء عندما أصابته موجة‬
‫من الغثيان بينما كان يتخيل األلم الهائل الذي سيصاحب‬
‫نزول الطفل وخروجه‪.‬‬

‫خذي األدوية‪ ،‬في‪ ،‬فقط خذ األدوية اللعينة!‬


‫أراد أن يصرخ عليها لتغيير رأيها‪ ،‬للسماح لطبيب بالدخول‬
‫قبل فوات األوان‪.‬‬

‫لكنه لم يقل ذلك‪.‬‬


‫جثمت كيكي إلى جانب زوجته‪ ،‬نظرت إليه كما لو كان تحثه‬
‫بصمت على فعل شيء ما‪ ،‬أخذ منشفة نظيفة من المكدس‬
‫المجاور للمغسلة في جناح الوالدة ونقعها في ماء بارد‪،‬‬
‫وعصرها وعاد إلى جانبها‪ .‬بافتراض نفس الوضع الجاثم‪،‬‬
‫مسح جبهتها وقبل صدغها بحنان‪.‬‬
‫يتحدث باللغة الروسية‪ ،‬فقط من أجلها‪ ،‬يهمس‪" ،‬أنت تبلين‬
‫بال ًء حسنا‪ ،‬أنت تدهشنني اللعنة ‪ ،‬فيفيان "‪ .‬ادعى فمها اآلن ‪.‬‬
‫" سولنيشكا "‬
‫قبلها مرة أخرى‪" .‬نحن على وشك االنتهاء‪ ،‬أنا فخور جدا‬
‫بك"‪.‬‬

‫لم تعد تركز على الحائط عبر الغرفة‪ ،‬حملت نظرته وأومأت‬
‫برأسها‪ ،‬لقد تحول حتى أصبح خلفها مباشرة وجلس على كرة‬
‫الوالدة اإلسفنجية‪ .‬حملها بذراعيه تحت ذراعها وقدم لها‬
‫الدعم الذي احتاجته للجلوس في وضع القرفصاء دون إجهاد‬
‫ساقيها‪ ،‬كانت االنقباضات مباشرة فوق بعضها البعض اآلن‪،‬‬
‫وبدا أن فيفيان تنطق بألمها أكثر من ذلك بكثير‪.‬‬

‫بين الحين واآلخر‪ ،‬كان يالحظ النظرات الغريبة من طاقم‬


‫المستشفى‪ .‬لم يلومهم لكونهم مذعورين‪ ،‬الرجال مثله لم يكن‬
‫معروفا بكونهم لطيفين أو صبورين‪ ،‬مع شمر أكمامه إلى‬
‫مرفقيه وعرض وشم الغوغاء على الشاشة بالكامل‪ ،‬بدا وكأنه‬
‫نزيل في السجن أكثر من كونه شريكا محبا يوجه زوجته‬
‫بلطف خالل والدتها األولى‪.‬‬
‫عندما ركعت القابلة لفحصها بعد تعرض فيفيان لسلسلة من‬
‫االنقباضات الصعبة‪ ،‬بدت متفاجئة‪" .‬أوه! أنت زائد اثنين ! "‬

‫ماذا بحق الجحيم يعني ذلك؟‬

‫قالت القابلة‪" :‬حسنا ‪ ،‬كيدو‪ ،‬إذا أردت الوالدة هنا ‪ ،‬فال بأس‪،‬‬
‫ولكن إذا كنت تعتقدين أنك تريدين أن تستيقظ في السرير فقد‬
‫حان وقت التحرك "‪ .‬ربت على ركبة فيفيان مرة أخرى‪.‬‬
‫"ألن هذا الطفل في طريقه‪".‬‬

‫في طريقه؟ حاليا؟‬

‫"السرير" ‪ ،‬شخرت فيفيان‪" .‬ساقاي تؤلمان بشدة اآلن"‪.‬‬

‫لم ينتظر حتى وقوف القابلة‪ ،‬في دقات القلب التالية‪ ،‬كان‬
‫على قدميه وجرف فيفيان بين ذراعيه‪ .‬وضعها بعناية على‬
‫السرير ومداس شعرها بينما طار الموظفون في زوبعة من‬
‫النشاط‪ ،‬انتقلت كيكي إلى الجانب اآلخر من السرير وتحدثت‬
‫بهدوء مع القابلة عن خطة الوالدة واألشياء التي تريد فيفيان‬
‫تجنبها‪.‬‬
‫قلبت فيفيان وجهها‪ ،‬أمسكت بقميصه األمامي‪" .‬يا إلهي‪،‬‬
‫نيكوالي‪ ".‬يمكنه سماع الخوف في صوتها اآلن‪ ،‬نزفت دمعة‬
‫من زاوية عينها اليسرى‪" .‬هذا يؤلم كثيرا‪ ،‬حرفيا ال أستطيع‬
‫–أووووه ‪"...‬‬
‫أغمضت عينيها وأغمضت عينيها وتشتكي بشدة ‪.‬‬
‫"بلياد(عاهرة)!"‬
‫سماع لعنتها بهذه الطريقة التي تقودها إلى أصلها يثبت مدى‬
‫شدة األلم‪ ،‬ابتعد عنه الشعور بالذنب لكنه تجاهل قضاياه‬
‫وركز عليها‬
‫" سولنيشكا‪ ،‬أنت تستطيعين فعل هذا‪ ،‬أنت هنا‪ ،‬أنت قريبة‬
‫جدا‪".‬‬

‫"يا إلهي ‪ ،‬نيكوالي"‪ .‬قالت وهي مذعورة تقريبا‪" :‬أعلم أنني‬


‫قلت أنني أريد‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬خمسة أطفال معك‪ ،‬لكن‬
‫ربما يكفي طفل واحد؟"‬

‫"أبذل جهدك" قام بتمشيط الشعر المبلل خلف أذنها ووضع‬


‫إبهامه على شفتها السفلى‪" .‬واحد هو رقم مثالي"‪.‬‬
‫"سالديست (زالجة)‪ ".‬تراجعت في ذهول ثم تجهمت‪ ،‬دفعت‬
‫كفيها ‪ ،‬وأطلقت هديرا أذهله‪" .‬يا إلهي‪ ،‬أعتقد أن الوقت قد‬
‫حان"!‬

‫كانت القابلة عند سفح السرير في لحظة لتفقد فيفيان‪" .‬أوه‪،‬‬


‫حبيبتي‪ ،‬لقد حان الوقت بالتأكيد‪ ".‬طلبت من إحدى‬
‫الممرضات إحضار طبيب التوليد إلى الغرفة‪ ،‬لكن نيكوالي‬
‫لم يكن متأكدا من أن الطبيب سوف يفعل ذلك‪" .‬أنت بحاجة‬
‫إلى حبس أنفاسك والتحمل بقوة"‪.‬‬

‫تم كسر السرير وتحويله بسرعة‪ ،‬قامت الممرضات بتغطية‬


‫المنطقة من أجل وصول الطفل الوشيك‪ .‬دخل فريق من‬
‫الحضانة إلى الغرفة ووقف إلى الجانب‪ ،‬مستعدا للتدخل إذا‬
‫حدث أي خطأ مع الطفل‪.‬‬

‫"دادي ؟" خاطبته القابلة بابتسامة‪" .‬خذ قدم الماما في هذه اليد‬
‫واحتضن مؤخرة رقبتها‪ .‬كيكي؟ " يبدو أن لديها عالقة‬
‫طويلة األمد مع ُدولتهم التي اتخذت قدم فيفيان األخرى‪.‬‬

‫تنضح فيفيان بقوة أنثوية خالصة وهي تتعامل مع أصعب‬


‫مرحلة في هذه العملية‪ ،‬في الجزء الخلفي من ذهنه‪ ،‬كان يعلم‬
‫أن الدفع قد يستغرق ساعات في بعض الحاالت‪ ،‬ولكن بنا ًء‬
‫على استجابة القابلة ودوال‪ ،‬بدت أن فيفيان تحطم رقما قياسيا‪.‬‬
‫بدا أنها استهلكتها حاجتها إلى والدة ابنهما‪ ،‬فحدقت في بقعة‬
‫في السقف واستنشقت أنفاسا بطيئة ومقاسة قبل الضغط مع‬
‫كل انقباض‪.‬‬

‫دفعة واحدة‪ ،‬اثنتان‪ ،‬ثالث‪ ،‬أربع دفعات وفجأة حثتها القابلة‬


‫على التنفس والتوقف عن الدفع‪ ،‬أبقى عينيه مركزة على وجه‬
‫فيفيان‪ .‬كسرت تركيزها عندما غمرها األلم ونظرت إليه‬
‫بتعبير عن العذاب المطلق يلوي وجهها الجميل‪ .‬تقشرت‪،‬‬
‫تمسكت بقميصه وذراعه وهي تأن‪ ،‬تسابق العرق على خط‬
‫شعرها ونقع الجزء العلوي من الفستان‪ ،‬تنهمر الدموع من‬
‫زوايا عينيها‪.‬‬

‫"في هذا االنكماش التالي‪ ،‬اضغطي لألسفل وادفعي يا فيفيان"‬


‫‪ ،‬حثت القابلة‪" .‬طفلك جاهز للوالدة"‪.‬‬

‫"تنفس من األلم"‪ .‬درب كيكي "تتقبله‪.‬‬


‫"احتضنها ‪-‬امتلكها‪".‬‬
‫استنشقت فيفيان نفسا عميقا وبدأت في الدفع‪ ،‬طردت صرخة‬
‫مدوية وهدير بدائي حيث تم توجيه ابنهما بلطف إلى العالم‬
‫من قبل األيدي الماهرة للقابلة‪.‬‬

‫عندما تم وضع ليف ‪ Lev‬على صدر فيفيان‪ ،‬شعر نيكوالي‬


‫بالدوار‪ ،‬لقد حدث كل ذلك بسرعة كبيرة لدرجة أنه لم يكن‬
‫يعتقد أنه حقيقي‪ ،‬بكت فيفيان وهي تلمس طفلها الصغير‬
‫بحذر‪ ،‬كانت أصابعها ترتجف وهي تنظفها على طول‬
‫خصالت الشعر الداكن فوق رأسه الصغير‪.‬‬

‫تدخلت ممرضة لشفط فم الطفل وتغطيته بمنشفة‪ ،‬كان كل ما‬


‫يحتاجه هو تحفيز الفرك نظيفا‪ .‬مثل أسد صغير‪ ،‬زأر ابنهما‬
‫بقوة‪ ،‬ونظف رئتيه وحلقه وتحول إلى اللون األحمر الزاهي‬
‫بينما كان يلكم الهواء ويتلوى بحثا عن راحة والدته ودفئها‪.‬‬

‫غافلة عن األلم‪ ،‬عانقت فيفيان ابنهما عن قرب ووجهت عينيه‬


‫بالدموع نحوه‪ .‬قالت‪" :‬كوليا" صوتها مليء بالعاطفة‪.‬‬

‫" سولنيشكا "‬


‫وهو ينحني إلى األسفل‪ ،‬وتقاسم مع زوجته قبلة كادت أن‬
‫تخرجه من ركبتيه‪ .‬بعد أن تأثر بتجربة مشاهدة ابنهما‪،‬‬
‫طفلهما األول‪ ،‬يأتي إلى العالم‪ ،‬تمسك بحاجز السرير بيد‬
‫واحدة واستخدم أصابع يرتجف من األخرى لإلمساك بيد ليف‬
‫الصغيرة‪ .‬تذكر ما قاله روميرو مرة أخرى في المقصورة‪،‬‬
‫وضغط بجبهته على فيفيان وهمس‪" :‬انظر إلى ما صنعناه‪".‬‬

‫"إنه مثالي ‪ ،‬أليس كذلك؟"‬

‫وافق نيكوالي‪" :‬إنه مثالي تماما‪".‬‬

‫بطريقة ما تمكن من االحتفاظ بها معا بما يكفي لقطع الحبل‪،‬‬


‫بعد ذلك‪ ،‬مرت الساعتان التاليتان في حالة ضبابية من‬
‫النشاط‪ .‬مشى ليف إلى الحضانة ليتم وزنه واالستحمام‪ ،‬ولكن‬
‫فقط بعد التأكد من أن فيفيان ستكون بخير بدونه‪ .‬كان جنون‬
‫العظمة من أن يحاول شخص ما أن يأخذ ابنه أو يؤذيه قويا‬
‫جدا‪ .‬كان يقف في منطقة معينة من الحضانة بينما كان‬
‫الموظفون يزنون ويستحمون ويرتدون مالبس ليف‪.‬‬

‫بحلول الوقت الذي كانت فيه ليف جاهزة للعودة إلى جناح ما‬
‫بعد الوالدة في فيفيان‪ ،‬كانت قد اغتسلت وتغيرت مالبسها‬
‫وكانت في الفراش تنهي تناول الوجبة‪ .‬بمجرد االنتهاء من‬
‫ذلك‪ ،‬ساعدت الممرضة التي تضاعفت كمستشارة الرضاعة‬
‫كيكي ألنها ساعدت فيفيان في إحضار ليف إلى ثديها في أول‬
‫تمريض له‪.‬‬

‫وقف نيكوالي بجانب السرير وشاهد بمزيج من الرهبة‬


‫واالندهاش بينما تتقن زوجته هذه المهارة الجديدة‪ .‬حاول أن‬
‫يأخذ كل النصائح التي قدمها المستشار ودوال‪ ،‬لكنه بدأ يشعر‬
‫بالقلق كما لو كان ينزل من األعلى‪ .‬وببطء أدرك أصوات‬
‫الخشخشة القادمة من حقيبتهم في المستشفى‪ .‬قام بفك ضغط‬
‫الحقيبة الجانبية وأدرك أن أصدقاءهم كانوا يفجرون هواتفهم‬
‫المحمولة برسائل نصية ومكالمات هاتفية‪.‬‬
‫متأكدا من أن الرد على جميع الرسائل سيستغرق وقتا‬
‫طويال‪ ،‬فقد قرر إرسال األخبار إلى يوري ولينا أوال‪ ،‬ويرجع‬
‫ذلك أساسا إلى أن يوري وافق على أن يكون األب الروحي‬
‫لليف‪ ،‬وكانت لينا ملكة شبكات التواصل االجتماعي التي‬
‫ستتأكد من أن أي شخص وكل شخص يعرف أن الطفل‬
‫موجود هنا‪.‬‬

‫ليف هنا‪ 7 ،‬أرطال ‪ 3‬أوقية‪ ،‬كانت في مذهلة‪ ،‬إنها تستريح‬


‫اآلن‪.‬‬
‫ولفت طرقة على الباب انتباهه من الهاتف‪ .‬وضعه بعيدا في‬
‫جيبه عندما دخلت ممرضة الغرفة بحقيبة ورقية مألوفة في‬
‫يدها‪" :‬صديق لك أوصل هذا على المكتب‪ ،‬لم يكن يريد أن‬
‫يزعجك‪ ،‬لكنه قال إنه يريد أن يتأكد من تناولك وجبة جيدة‬
‫الليلة‪".‬‬

‫"شكرا لك‪ ".‬أخذ نيكوالي الكيس الذي يحمل شعار مخبز‬


‫ماركيز من الممرضة‪ ،‬عندما ولدت صوفيا العام الماضي‪،‬‬
‫أرسل نيكوالي غدا ًء ساخنا من ساموفار إلى ديميتري‪ ،‬يبدو‬
‫أن صديقه كان يرد الجميل اآلن‪.‬‬

‫بينما كانت فيفيان ترضع ليف‪ ،‬جلس في زاوية الغرفة‬


‫واستمتع بوجبة اإلفطار بالبوريتو والمعجنات المكسيكية التي‬
‫أرسلتها إليه بيني‪ .‬لتناول وجبة في وقت متأخر من الليل‪،‬‬
‫ضرب المكان‪ ،‬عندما وصل إلى الداخل بحثا عن منديل‪،‬‬
‫اكتشف المالحظة المكتوبة من الداخل‪ ،‬كان خط يد كوستيا‬
‫سهال بما يكفي للتعرف عليه‪.‬‬

‫المستشفى مغلق‪ ،‬أصدقاؤنا في الحضانة وعلى األرض‪.‬‬


‫لم يكن نيكوالي أقل دهشة ألن كوستيا رتب طريقة للتحكم‬
‫في الوصول إلى غرفتهما والطفل‪ ،‬أكثر فأكثر‪ ،‬تولى‬
‫المنظف دورا ال يمكن وصفه إال بأنه دور نائب الرئيس‬
‫األندر بوص المزيد والمزيد‪ ،‬تساءل نيكوالي عما إذا كان‬
‫الوقت قد حان لتغيير التنظيم قليال‪...‬‬

‫بعد فترة وجيزة‪ ،‬غادرت الممرضة وكذلك غادرت كيكي‪،‬‬


‫ولكن ليس قبل أن تضغط عليه في عناق الدب‪ ،‬أمسكته دوال‬
‫على حين غرة ولفت ذراعيها حوله قبل أن يتمكن من‬
‫تجنبها‪ ،‬ربت على ظهرها بشكل محرج وشكرها بينما‬
‫ابتسمت فيفيان لهم من السرير‪.‬‬

‫بمفرده مع زوجته وابنه‪ ،‬استرخى نيكوالي على سرير‬


‫المستشفى وضبط القبعة برفق إلبقاء رأس طفلهما دافئا‪ ،‬ملتفا‬
‫على صدر فيفيان‪ ،‬بدا ليف راضيا عن مكان نومه المريح‪.‬‬
‫"إنه هادئ جدا"‪.‬‬

‫"إنه نائم مثل والدته" همست فيفيان وجفونها تتدلى بشدة‪.‬‬

‫"اسمحي لي أن آخذه‪ ".‬انتظر نيكوالي لمعرفة ما إذا كانت‬


‫ستعترض على أخذ الطفل منها‪ ،‬تم تنشيط غرائزها األمومة‬
‫لحماية طفلها بشدة عند والدته‪ ،‬وبدا أنها تملّك بعض الشيء‬
‫بشأن حمله‪ .‬افترض أنه كان رد فعل طبيعي‪ ،‬خاصة بعد‬
‫التجربة البدائية التي مرت بها للتو‪.‬‬
‫"أنا أحب ذلك‪ ".‬تخلت عن طيب خاطر ابنهما بين ذراعيه‪.‬‬
‫لقد دعم رأس ليف بعناية وحمله بالقرب من صدره بينما أعاد‬
‫فيفيان ترتيب البطانية التي كان قد تم لفها بداخلها وشد‬
‫الطرف الفضفاض بشكل أكثر إحكاما‪ .‬سقطت على وسادتها‬
‫وابتسمت له‪ ،‬لمعت عيناها بالحب والدفء‪" .‬تبدو رائعا‬
‫هكذا"‪.‬‬

‫ابتلع نيكوالي بقوة‪ ،‬اشتد حلقه وهو يحدق في ابنه‪ ،‬بدا الحبر‬
‫الداكن الملتف حول ذراعيه قاسيا وقاسيا للغاية مقارنة‬
‫بالبراءة الكروية لوجه ليف الصغير الجميل‪ ،‬شعر بالضعف‬
‫ولكنه شجاع‪ ،‬اعترف‪" ،‬إنه شعور جيد أن أحتجزه أخيرا"‪.‬‬

‫لمست فيفيان ذراعه‪" .‬أنا أحبك‪ ،‬بكثير‪ ،‬لم أكن ألفعل هذا‬
‫بدونك‪".‬‬

‫"نعم‪ ،‬يمكن أن يكون لديك‪ ،‬ألنك أقوى شخص أعرفه‪ ،‬في "‪.‬‬
‫عقد ليف قريبا‪ ،‬انحنى وأسر فمها بقبلة لم يرغب في إنهاءها‬
‫أبدا‪" .‬أنا أحبك حتى ال يقترب مما أشعر به اآلن"‪.‬‬
‫"هذا يكفي"‪ .‬وأكدت له‪" :‬انها أكثر من كافية"‪.‬‬

‫انتظر نيكوالي حتى استسلمت فيفيان أخيرا لإلرهاق قبل‬


‫الوقوف بحذر‪ ،‬جلس على الكرسي الهزاز بالقرب من‬
‫السرير وبدأ يهتز ببطء‪ .‬بينما كانت فيفيان حامال‪ ،‬لم يكن‬
‫قادرا على تصور لحظة كهذه بوضوح‪ ،‬أب وطفله على‬
‫كرسي هزاز؟ لم يكن بالضبط صاحب شيء‪.‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬ها هو‪ ،‬يه ّز ويحتضن أروع شيء رآه على‬
‫اإلطالق‪ .‬ضاع نيكوالي في احتماالت مستقبل ابنه‪ ،‬وتعجب‬
‫من الطفل الذي كان يحمله‪ .‬أنفه وأذنيه وعيناه وفمه – كان‬
‫هناك الكثير مما كان مألوفا عن ليف‪.‬‬

‫في غرفة المستشفى الهادئة المظلمة‪ ،‬استهلك نيكوالي أفكار‬


‫والدته وأبيه‪ .‬كيف كان الحال بالنسبة لوالدته وهي تمر‬
‫بالحمل والوالدة بمفردها عندما كانت مراهقة صغيرة‬
‫وضعيفة؟ هل أتى مكسيم إلى المستشفى؟ هل جعله مكسيم‬
‫طفال؟ بماذا كانت والدته تحلم به؟ هل عرفت أنه سيصبح‬
‫يوما ما زعيم عصابة قوي ومخوف؟ أم أنها حلمت أن يكون‬
‫طبيبا أو محاميا؟‬
‫بدأ ليف في الضجة‪ ،‬واستيقظت فيفيان على الفور‪ .‬لم يكن‬
‫نيكوالي متأكدا مما فعله‪ ،‬ولكن أصبح من الواضح أن ليف‬
‫أراد أن يرضع مرة أخرى‪ .‬أعاد الطفل إلى فيفيان وجلس‬
‫عند سفح السرير بينما كانت تضع ابنهما على صدرها وهي‬
‫نائمة وحاول أن يجعله يمسك بشكل صحيح‪ .‬عندما لم ينجح‬
‫األمر‪ ،‬ناداها بتردد لمساعدتها‪ .‬لقد وجهت له ابتسامة شاكرة‬
‫ولكنها محرجة عندما اكتشفوا كيفية جعل الرضاعة الطبيعية‬
‫تحدث معا‪.‬‬
‫نظرت ممرضة داخل الغرفة وطلبت بهدوء اإلذن بالدخول‬
‫للتحقق من فيفيان‪ .‬حاول أال يحوم ألن الممرضة تأكدت من‬
‫أن ضغط دم زوجته قد عاد إلى طبيعته‪ ،‬وأنها ليست مصابة‬
‫بارتفاع في درجة الحرارة‪ ،‬عندما كان كل شيء على ما‬
‫يرام‪ ،‬تراجعت الممرضة بهدوء‪.‬‬

‫انتظر ليف أن ينام مرة أخرى قبل تأخذه من فيفيان التي‬


‫أومأت برأسها في غضون ثوان من تسليم ابنهما‪ ،‬بعد أن‬
‫شعر بالنشاط والحماية‪ ،‬عاد إلى الكرسي الهزاز وحضن‬
‫الطفل‪ .‬كان عقله يتسابق مع األفكار حول كل التجارب‬
‫الجديدة والرائعة التي تنتظره‪ ،‬ولكن أيضا مع المخاوف‬
‫العميقة من أنه سيفشل هذا الصبي الصغير اللطيف الذي‬
‫يعتمد عليه‪.‬‬
‫عندما انبثقت أشعة الشمس الوردية والبرتقالية عبر السماء‪،‬‬
‫نهض نيكوالي من الكرسي ومشى إلى النوافذ المطلة على‬
‫المدينة‪ .‬عندما أشرقت الشمس في السماء‪ ،‬أغلق عينيه وترك‬
‫حرارة األشعة التي تخترق الزجاج تغسل وتدفئته‪ ،‬في‬
‫األسفل‪ ،‬كانت المدينة تعج بالنشاط‪.‬‬

‫وهو يمسح شفتيه على رأس ابنه‪ ،‬وتمتم بالروسية ‪" ،‬هل‬
‫ترى ذلك؟ هذه المدينة؟ هيوستن؟ إنها لنا هذه مدينة"‪.‬‬

‫حتى تلك اللحظة‪ ،‬لم يكن قد فهم حقا اآلثار المترتبة على‬
‫إنجاب ابن‪ ،‬دعا ماكسيم ولوكا الصبي إلى وريثه‪ ،‬لكن‬
‫نيكوالي لم يعترف بهذه االدعاءات‪ ،‬لم أشعر أنني على ما‬
‫يرام ‪ ...‬حتى اآلن‪.‬‬

‫"يوما ما ‪ ،‬سيكون هذا كله لك‪ ".‬أقسم نيكوالي حينها وهناك‬


‫أنه سيستمر في بناء أعمال مشروعة وقوة حقيقية يمكن أن‬
‫يرثها ابنه ‪ -‬التي يمكن ألطفاله ‪ -‬أن يرثوها‪" .‬كل ما أفعله‬
‫هو لك وألمك‪ ".‬ابتلع كرة العاطفة المحبوسة في حلقه‪" .‬أنت‬
‫الفتى األكثر حظا في العالم في امتالك أمك‪ ،‬في يوم من‬
‫األيام‪ ،‬ستفهم كم هي رائعة‪ ،‬كم هي جميلة وقوية ورائعة‪،‬‬
‫يوما ما‪ ،‬ستندهش منها مثلي تماما‪".‬‬

‫فتح ليف عينيه وأغمض عينيه ببطء بينما كان نيكوالي‬


‫يتحدث إليه باللغة الروسية‪ ،‬لم يستطع ابنه فهم كلمة تخرج‬
‫من فمه‪ ،‬لكنه لم يدع ذلك يمنعه‪.‬‬

‫"أنا لست رجل صالح‪ ،‬لقد ارتكبت الكثير من األخطاء‪،‬‬


‫لكنني سأكون أبا صالحا لك‪ ،‬سأكون أبا صالحا وزوجا‬
‫صالحا‪ ،‬وستعرف دائما كم أنت محبوب "‪ .‬احترقت عيناه‪،‬‬
‫وأغمض عينيه بسرعة لتطهيرها‪ ،‬أقسم على حياته أن ابنه‬
‫لن يعرف أبدا الجوع واأللم والصدمة وسوء المعاملة التي‬
‫دمرت طفولته‪" .‬أنت وأمك السبب في أن أتنفس‪".‬‬
‫كان ليف قد أبعد بأحد ذراعيه الصغيرة بعيدا عن البطانية‬
‫الملتفة واصطدم بقبضته بإصبع نيكوالي‪ .‬بعد لحظة‪ ،‬استولى‬
‫عليها ‪-‬وكاد قلب نيكوالي ينفجر في صدره‪ ،‬غمره الحب‬
‫الذي شعر به البنه‪ .‬انزلقت دمعة على خده‪ ،‬لكنه لم يمسحها‪،‬‬
‫في إحدى تلك اللحظات النادرة‪ ،‬سمح لنفسه أن يشعر بكل‬
‫شيء‪.‬‬
‫ألنه‪ ،‬بينما كان يمسك ليف ويراقب شروق الشمس الشتوي‬
‫الرائع‪ ،‬شعر كما لو أنه دخل عبر مدخل إلى عالم جديد‪.‬‬

‫وبداية جديدة‪.‬‬

‫النهاية‬
‫(أف هذه النوفيال جعلتني أتأثر جدا من شدة روعتها)‬

You might also like