Professional Documents
Culture Documents
بري
**********
بري
عندما وصلت إلى المنزل ،سمحت لفيبي بالخروج للقيام بأعمالها .شعرت
بخفة وسعادة أكبر ،كما لو أنني تخلصت من القيود التي ربطتني
.باأللم والحزن على خسارتي خالل األشهر الستة الماضية
،بينما كنت أقف تحت أشعة الشمس الساطعة في انتظار فيبي
اجتاحني شعور بالسالم العميق .لن أنسى
والدي أبًد ا .سيكون معي في كل ما فعلته لبقية
حياتي .إن التخلص من قيود الحزن والشعور بالذنب ال يعني
التخلص منه .لقد أحبني والدي ،وكان يريدني أن أكون
سعيدة .الراحة التي غمرت جسدي كادت أن تجعلني أبكي .لقد
اختنقت المشاعر وناديت فيبي ،وعادت إلى
.الداخل
بعد أن أطعمتها ،جلست وشربت كوًبا من الشاي .كنت
أفكر في والدي طوال الوقت الذي جلست فيه هناك ،أتذكر
اللحظات الخاصة التي شاركناها ،وأتذكر
المراوغات الصغيرة التي كانت لديه ،وأتخيل وجهه بوضوح شديد في ذهني .ركزت
على ما كان لدي ،على ما لم يحصل عليه بعض الناس
ولو لدقيقة واحدة .لقد أمضيت معه إحدى وعشرين سنة .لقد كنت
محظوظًا – لقد كنت محظوظًا .عندما وقفت ألضع أطباقي في
.الحوض ،كنت أبتسم
ذهبت إلى الحمام وفتحت الدش
.وجردت من مالبسي .بدت خدوشي أفضل بكثير
.من الواضح أن المرهم الذي استخدمه آرتشر قد نجح
آرتشر ...تنهدت ،الكثير من العواطف والمشاعر المربكة
تدور في جسدي .شعور دافئ يمأل صدري
.كلما فكرت فيه
أردت أن أعرف قصته .أردت أن أعرف كل شيء
عنه .لكن غريزًي ا ،كنت أعرف أنه ال ينبغي لي أن أطرح
قضية ما حدث في اليوم الذي أطلق فيه عمه النار عليه .أطلق عمه رئيس
الشرطة النار عليه .يا إلهي ،كيف استوعبت
هذا األمر؟ وماذا حدث بحق الجحيم
لتحقيق ذلك؟
،وبعد نصف ساعة كنت أرتدي شورًت ا وقميًص ا
.وجففت شعري وربطته على شكل ذيل حصان
بينما كنت أرتدي شبشب ،ألقيت نظرة سريعة على هاتفي
الموجود أعلى خزانة المالبس والتقطته .وكانت تحتوي على رسالتين
أنا استمعت .كالهما من ترافيس .رميت .
.الهاتف مرة أخرى إلى أسفل .سأعاود االتصال به ،لكن ليس اآلن
رفعت فيبي وبدأت بالخارج للعودة إلى
منزل آرتشر .لقد فكرت في شيء ما بينما كنت على وشك إغالق
بابي والعودة .وبعد بضع دقائق ،كنت أقود سيارتي
.مبتعًد ا عن منزلي باتجاه طريق براير
**********
.أشبه بالتقليم –
ابتسم ابتسامة محرجة قليًال ووضع يده
:بري
عدت إلى المنزل ببطء .وبحلول الوقت الذي كنت أتجه فيه إلى الشارع ،أدركت
أنني لم أتذكر أًي ا من رحلتي إلى المنزل .لقد كنت
،أركب في الضباب ،غافًال عن أي شيء من حولي
.وركزت فقط على مشاعري من االرتباك واأللم
عندما ظهر كوخ منزلي ،رأيت شاحنة كبيرة متوقفة
أمامي وشخًص ا يقف على شرفتي .ي للرعونة؟
عندما اقتربت أكثر ،رأيت أنه ترافيس .نزلت من
دراجتي واستندت بها على السياج ،والتقطت فيبي وسرت
.نحوه ،وابتسامة مشوشة على وجهي
".قال وهو يقترب مني" :مرحًب ا أيها الغريب
ضحكت بهدوء" .أنا آسف يا ترافيس .أنا ال أحاول أن أكون
غريًب ا وقد تلقيت رسائلك .لقد كنت
.مشغوًال حًق ا ".التقيت به عند قاعدة درجي
مد يده من خالل شعره" .أنا ال أحاول أن
أطاردك ".ابتسم ابتسامة محرجة" .لقد استمتعت حًق ا
بقضاء الوقت معك تلك الليلة ،وستقيم المدينة
.عرًض ا للشرطة وإدارة اإلطفاء في غضون أسابيع قليلة
هناك دائًم ا عشاء بعد ذلك لتكريم والدي – إنه
أمر مهم بالنسبة للمدينة… كنت أتمنى حًق ا أن تأتي
معي .ابتسم" .بالطبع ،أتمنى أن تفعلي
شيًئ ا معي في وقت أقرب من ذلك ،لكنني أردت التأكد من
".أنني سألتك مسبًق ا عن العشاء .انه مهم بالنسبة لي
عضضت شفتي ،ولم أعرف ماذا أفعل .وبعد ذلك خطر
لي أن والده هو الرجل الذي أطلق النار على آرتشر .تكريما
له؟ كيف يمكنني؟ لم أكن أريد أن أؤذي ترافيس ،لقد أحببته .لقد
أحببت آرتشر أكثر .يا إلهي .فعلُت .لقد فعلت ذلك حًق ا .لكن
آرتشر طردني من منزله ،بينما كان ترافيس
يبذل مجهوًد ا منسًق ا لتعقبي لقضاء بعض الوقت معي
حتى لو كان ذلك لحدث لم أشعر بالراحة .
عند حضوره .أردت فقط أن أدخل إلى منزلي وأفكر في
.األمور .أردت أن أكون وحيدا
ابتسمت" .ترافيس ،هل يمكنني التفكير في األمر؟ أنا آسف ...هذا
"...األمر المعقد برمته ...أنا فقط
وميض شيء يشبه الغضب أو
خيبة األمل لفترة وجيزة على وجهه قبل أن
يبتسم ويقول" :ماذا لو اتصلت بك خالل يوم أو يومين؟" اثنان مع
.التفاصيل ويمكنك أن تقول نعم لي بعد ذلك؟ ابتسم
ضحكت بهدوء وقلت" :حسًنا ،اتصل بي خالل يومين
".
ابتسم ابتسامة عريضة ،وبدا مسترضًي ا ،ثم انحنى لتقبيلي
وأدرت رأسي قليًال حتى يتمكن من تقبيل خدي ،
لقد عبس عندما استقام مرة أخرى ،لكنه لم يقل .
.أي شيء
".قلت بهدوء" :أتحدث إليك قريًب ا
أومأ برأسه مرة واحدة ثم سار حولي وتوجه
،إلى شاحنته .شاهدته من حيث كنت أقف
.كتفاه العريضتان ومؤخرته العضلية تمأل بنطاله الجينز بشكل رائع
لقد كان حقا صيدا .لماذا لم أشعر بأي شرارة؟ تنهدت
.وذهبت داخل منزلي مع فيبي
عدت إلى غرفتي واستلقيت على سريري وقبل
،أن أعرف ذلك ،كنت قد غفوت .عندما استيقظت
كانت الغرفة من حولي مظلمة .نظرت إلى الساعة .عشرة ثمانية عشر
.لقد كنت أنام معظم فترة ما بعد الظهر والمساء بعيًد ا .
ربما ألنني لم أنم جيًد ا في سرير آرتشر ...كنت
أعلم بوجوده في الغرفة المجاورة له .تأوهت عندما
فكرت في آرتشر ،وتساءلت عما كان يفعله اآلن .كنت
.آمل أنني لم أفسد األمور بيننا تماًم ا
تنهدت وجلست ودخلت فيبي إلى الغرفة
يا فتاة" قلت بهدوء" .ربما تحتاج إلى" .
"الخروج ،أليس كذلك؟
،مشيت بها إلى الباب األمامي وارتديت شبشبي
مشيًر ا إلى أنني بحاجة إلى رمي الورود المتعفنة الموجودة على الطاولة
،بجوار مدخلي ،في القمامة .عندما فتحت الباب
.رأيت على الفور شيًئ ا جالًس ا على السجادة الموجودة على شرفتي
في حيرة من أمري ،انحنيت والتقطته .أخذت نفسا
ثم بدأت باالبتسام .لقد كانت "باقة" من
قطع حلوى "ألموند جوي" المربوطة مًع ا في المنتصف بقطعة صغيرة من
.الخيط ،ومربوطة بشكل أنيق في قوس
،قلبتها بين يدي ،ابتسمت بغباء
والسعادة تزهر في صدري .اعتقدت أن هذا كان
اعتذارا؟ أو ...لفتة صداقة؟ ماذا كان
!يعني بالضبط؟ تأوهت .هذا الرجل
ضحكت بصوت عاٍل ،وعانقتني بقطع الحلوى ثم
وقفت هناك مبتسًم ا مثل األحمق أكثر .فتى محرجا
.آرتشر هيل اللطيف والصامت .
**********
:بري
غادرت المطعم في وقت الحق بعد ظهر ذلك اليوم والحظت أن الجو كان
بارًد ا بشكل ملحوظ ،ال يزال دافًئ ا ويشبه الصيف في الغالب ،حتى
أنني اعتقدت أنها بداية شهر سبتمبر ،لكنني اعتقدت أن إحساس
الخريف كان يمأل الهواء .كانت األوراق قد بدأت للتو في
تغيير لونها هنا وهناك ،ورأيت الجينز والسترات الصوفية في
المستقبل القريب .توقفت عند سيارتي .هل هذا يعني أنني سأبقى
هنا؟ لقد مضى على وجودي في بيليون أقل من شهر ،ولكنني
بدأت أفكر فيه باعتباره موطني .يجب أن أفكر في
.كل شيء .في الوقت الحالي ،لم أشعر بأي اندفاع
فتحت باب سيارتي وشعرت فجأة بربتة خفيفة
على كتفي .لقد اندهشت ،وأخذت نفًس ا حاًد ا وأدور
حولي .قابلني زوج من العيون البنية الذهبية .لجزء
من الثانية ،كنت في حيرة من أمري ،عندما تفحصت عيناي
.الوجه الجميل تحت رأس ذو شعر قصير داكن اللون
آرتشر .تنفست وضحكت ووضعت يدي على صدري
.
.ابتسم .آسف
ضحكت مرة أخرى .ال بأس .أنا فقط لم أسمعك تقترب
أنا جعدت جبيني .ما الذي تفعله هنا؟
قال :أنا هنا من أجلك ،وهو يضع يديه في جيوبه
وينظر إلى حذائه للحظة قبل أن يخرج يديه
من جيوبه ويعود للخلف .هل هذا مقبول؟ لقد أبقى
رأسه منحنًي ا ،لكنه نظر إلّي ،وأغمض عينيه قليًال .انقلبت معدتي
.
نعم ،ال بأس ،قلت له مبتسمًا .لقد حصلت على الباقة
.التي تركتها لي .احببته
أومأ برأسه وابتسم ابتسامة صغيرة ،ولكن بعد ذلك اتخذ وجهه
.تعبيًر ا قلًق ا
-قال وهو يمرر يده على شعره القصير :أنا آسف لما حدث باألمس .يجب أن أشرح ،أنا
آرتشر ،قلت وأنا أمسك بيده لمنعه من
التحدث ،ماذا عن درس الطبخ الليلة ويمكننا
التحدث بعد ذلك؟ هل هذا بخير؟
،تفحصني للحظة ثم أومأ برأسه ،نعم
وأعاد يديه إلى جيوبه ونظر حوله
.بعصبية
ابتسمت .حسًنا ،عظيم… جيد .سأعود إلى المنزل وأقوم
.بالتنظيف وأركب الدراجة
.أومأ برأسه مرة أخرى ،نعم
.قلت :ادخل ،وأنا أشير إلى سيارتي .سأقودك إلى المنزل
نظر إلى سيارتي وكأنها طبق طائر .ال ،سأمشي
.
عبوس في وجهه .آرتشر ،بصراحة .لماذا المشي عندما أستطيع أن
أقودك؟
.بدأ في التراجع .سوف أراك بعد قليل
لقد نظرت إليه فقط حتى استدار وبدأ في المشي
بعيًد ا .حسنا ،تناسب نفسك إذن ،اعتقدت .عندها الحظت أن
جميع الناس ينظرون في طريقي بفضول ،ويسيرون
،ببطء ،دون أن يحاولوا حتى إخفاء فضولهم .يا إلهي
المدن الصغيرة يمكن أن تكون مزعجة للغاية .هل كان هناك أي خصوصية هنا
على اإلطالق؟
.ركبت سيارتي وتوجهت إلى المنزل
**********
**********
بري
**********
وبدا األمر قاسًي ا بشكل مؤلم ،وكان الرأس أرجوانًي ا ومحتقاًن ا .
.
نظرت إليه وكان يراقبني ،والشكوك
تخيم اآلن على مالمحه .أنت جميلة ،لقد وقعت ،وكان يبدو
.مرتاًح ا بشكل واضح
انحنيت إلى األمام ولعقت طرفه المتورم بخفة
فارتجف وامتص أنفاسه .نظرت إليه ،
بارتياح وكانت عيناه كبيرتين ،واتسعت حدقة عينه بشكل
.أكبر
،انحنيت إلى األمام مرة أخرى ولعقت الجزء الخلفي من قضيبه
من القاعدة إلى الحافة ثم حلق لساني حول
الحافة مرة أخرى .أصبح تنفسه متقطًع ا وكنت أسمعه
.يسحب جرعات كبيرة من الهواء
وضعت فمي فوق الرأس واستخدمت قبضتي إلمساك قاعدة
قضيبه بينما امتصته إلى حلقي قدر استطاعتي
رفعت فمي ألعلى وألسفل عليه لبضع .
ضربات ،وعندما انحنيت للخلف ألرى ما إذا كان يحب ما كنت أفعله
ضغط نحوي ،وتوسل إلي بعينيه ،
أن أستمر .ابتسمت قليًال ثم وضعت فمي
.عليه
رفع يديه إلى رأسي وبدأ في تمرير
أصابعه عبر شعري مرة أخرى بينما كنت أتحرك ألعلى وألسفل على
.طوله الصلب
وبعد أقل من دقيقة ،شعرت به يكبر ويزداد
قوة في فمي ،وأصبح لهثه أعلى عندما بدأ في
التوجه نحو وجهي .فقط بضع ضربات وتجمد ،وانفجر
جوهره السميك والمالح في فمي .لقد ابتلعت ذلك
ثم قمت بتحريك لساني فوق رأس قضيبه
.مرة أخيرة قبل أن أصعد وأنظر إليه
كانت يده اآلن في شعره ،ممسكة بالخصالت الموجودة
فوق جبهته مباشرًة ،وكان ينظر إلّي كما لو
أنه اكتشف للتو الكأس المقدسة .ابتسمت له
.بسخرية .جيد؟ لقد وقعت
لقد أومأ برأسه للتو ،وهو نفس التعبير المروع
على وجهه .انحنيت وجلست على حجره وقبلت
فمه .قبلني بعمق لعدة دقائق ثم
.انحنى للخلف
هل ستفعل ذلك مرة أخرى؟
لقد أطلقت ضحكة صغيرة .نعم .ليس مثل ،اآلن ،ابتسمت ،ولكن
.نعم .أنا سوف
قبلته مرة أخرى ثم نهضت من حضنه ،وسحبت مالبسي
مرة أخرى بينما رفع آرتشر بنطاله الجينز فوق وركيه الضيقين
لقد رأيت معظمه اآلن ،ولكن ليس بالكامل .لم أستطع .
االنتظار لرؤيته عارية في كل مكان .لم أستطع االنتظار ألشعر
به من الجلد إلى الجلد وهو يتحرك بداخلي .أنا ارتجفت .على الرغم
من أنني قد وصلت إلى هزة الجماع قبل أقل من خمسة عشر دقيقة ،إال أنني
.شعرت بالدفء ينتشر عبر عروقي
،عدت إلى حجره وقبلت رقبته بخفة
وأخرجت لساني ألتذوق الملوحة هناك .لقد كان
يعمل في الفناء في وقت سابق ،وكان يتصبب عرقا قليال ،ولكن كل شيء
عنه كان لذيذا بالنسبة لي .استنشقت بعمق عندما كانت ذراعيه
تلتف حولي وتمسكني بقوة به .شعرت باألمان والحماية
.وكنت أشعر بالسعادة
،بعد دقيقة ،رفعت رأسي وسألته ،آرتشر
،عمك ،هل علمك عن ...الجنس؟ احمر وجهي قليًال
ال أريد إحراجه .يا له من موقف غريب
أن أجلس في حضن الرجل األكثر جاذبية الذي عرفته في حياتي ،وهو
رجل جميل يبلغ من العمر ثالثة وعشرين عاًم ا وأسأله إذا كان يعرف
ما هو الجنس .ال يعني ذلك أنني كنت قلًق ا جًد ا عليه في ذلك
القسم ،فمن الواضح أنه كان سريع الدراسة وكان
تلميًذ ا ممتاًز ا .اعتقدت أنه يعرف الجوانب اإلنجابية للجنس ،وافترضت
أنه درس علم األحياء .لكن هل كان يعرف شيًئ ا عن
األشياء المتنوعة التي يفعلها الرجال والنساء مًع ا؟
هز آرتشر كتفيه .ال ،لم يكن عقله يعمل بهذه
الطريقة حًق ا .كان يبدو دائًم ا أنه يعمل على حل مشكلة ما في رأسه
أو حماية ممتلكاتنا .سألته عن ذلك ذات مرة ،
.عندما كنت في الثالثة عشرة من عمري أو نحو ذلك وأعطاني مجلتين
نظر بعيًد ا ،وبدا غير مريح بعض الشيء .كانت هناك
بعض المقاالت فيها ...وقد فهمت جوهرها .عبس وهو
...يدرسني لمدة دقيقة .هل يزعجك أنني لم أفعل ذلك قط
،قبل أن يكمل كالمه ،كنت أهز رأسي .ال
آرتشر .أنت الرجل األكثر جاذبية الذي عرفته على اإلطالق .حتى ذلك اليوم
الذي توقفت فيه في موقف السيارات لمساعدتي ،كنت منجذًبا إليك
حينها .حتى مع اللحية المجنونة والشعر الطويل .ابتسمت
.وابتسم مرة أخرى
،أعتقد أننا جيدون جًد ا مًع ا ،أليس كذلك؟ أنا مثار
.تقبيل رقبته
ابتسم ابتسامة حقيقية هذه المرة وأومأ برأسه
.وقبلني على شفتي
بقينا على هذا النحو لبضع دقائق ،فقط قبلنا بخفة
وأمسكنا ببعضنا البعض ،وأنا أداعب رقبته ذات الرائحة اللذيذة
.يمكن أن يكون بقيت هناك طوال اليوم .
رفعت رأسي عندما تذكرت المحادثة التي أجريتها
مع ترافيس .لقد رأيت ترافيس في المدينة اليوم وسألني
عن المجيء إلى هنا لرؤيتك .عقد آرتشر
حواجبه لكنه لم يقل أي شيء .لم أذكر حقيقة أنني
ذهبت في موعد واحد مع ترافيس .ولم يكن يعني أي شيء
على أية حال ،ولم تكن لدي مشاعر تجاهه أبًد ا ،فلماذا أطرح األمر
اآلن؟
على أي حال ،واصلت ،قال إنه يشعر بالسوء ألنه لم
يعد لديه عالقة معك .رفع آرتشر
حاجًب ا واحًد ا ،لكنه استمر في االستماع .قال أنه سيأتي
.إلى هنا هذا األسبوع للزيارة
بدا آرتشر مشكوًكا فيه .ماذا؟ انا سألت .أنت ال تحبه
؟
انتقلت من حضنه إلى جانبه على األريكة حتى نتمكن من
استخدام أيدينا للتحدث بسهولة أكبر .في الفترة القصيرة التي
عرفته فيها ،أصبحنا جيدين جًد ا في التحدث
بلغة اإلشارة مًع ا ،باستخدام نوع من اليد القصيرة للكلمات التي
يفهمها كل منا ،ونقوم فقط بتهجئة أجزاء من الكلمات ،وأشياء
من هذا القبيل .لقد استغرقنا اآلن حوالي نصف الوقت لإلدالء ببيان
.كما كان الحال قبل أسبوعين
كان آرتشر أفضل بكثير من تلقاء نفسه عما كان عليه
عندما وقعت معه ألول مرة ،وكان يلتقط األشياء مني
بينما كنا نمضي قدًم ا .بعد كل شيء ،لقد تحدثت بها طوال حياتي .وكانت
لغتي الثانية .لقد تعلمها فقط من كتاب
وكانت هذه هي المرة األولى التي يستخدمها فيها فعلًي ا .قبل بضعة أسابيع فقط
كان قد أوضح أشياء لم يكن ،
.لديه عالمة عليها -اآلن لم يعد األمر كذلك
قال :ال ،ليس حقًا .إنه يعبث مع الناس يا بري كان فكه
متوتًر ا بسبب بعض الذكريات أو بأخرى وهو يحدق في
الفضاء .حتى أنني لم أره منذ عامين ،باستثناء
.القيادة في أنحاء المدينة بسيارة الشرطة الخاصة به
لقد درسته .حسًنا ،أعتقد أنه تغير .إنه
رجل لطيف حًق ا ،في الواقع .ربما يمكنك منحه فرصة عندما
يأتي إلى هنا؟ ألن يكون لطيًف ا أن يكون لديك عائلة في
المدينة تربطك بها عالقة فعلية؟ فكرت كيف
سأفعل أي شيء حتى يكون لدي شخص واحد لالتصال بعائلتي ،وكيف
سأفعل كل ما بوسعي لتعزيز العالقة إذا أتيحت لي الفرصة
وأردت ذلك آلرتشر .لقد كرهت فكرة .
وجوده هنا وحيًد ا طوال الوقت ،باستثناء أنا .أردت
له أصدقاء وعائلة ...أردته أن يكون سعيًد ا ،وأن يكون جزًء ا
.من المجتمع
ال يزال آرتشر يبدو متشكًكا ،لكنه أدرك ما أنا متأكد من أنه
كان تعبيًر ا مليًئ ا باألمل على وجهي وسألني" :هل تريد مني
"أن أعطيه فرصة؟
.أومأت ببطء ،نعم
ظل ينظر إلي لمدة دقيقة .قال ببساطة :حسًنا ،سأفعل
.
وضعت يدي على خده وانحنيت وقبلت شفتيه
الناعمة" .أعلم أن هذا ليس باألمر السهل بالنسبة لك .شكًر ا لك "،قلت ،وأنا
.أتحدث بصوتي على شفتيه
أومأ برأسه ،وسحبني إليه مرة أخرى
.وأمسك بي بقوة