You are on page 1of 54

‫الفصل ‪14‬‬

‫بري‬

‫استيقظت وفتحت عيني‪ .‬شعرت أنهم كانوا‬


‫منتفخين‪ .‬كانت الغرفة معتمة‪ ،‬ولم يكن هناك سوى مصباح واحد مضاء في‬
‫الزاوية بجوار إحدى خزائن الكتب المدمجة‪ .‬كنت مستلقًي ا على‬
‫أريكة جلدية بالية‪ ،‬وكانت أمامي طاولة قهوة خشبية قديمة‬
‫كانت ستائر النافذة مفتوحة‪ ،‬واستطعت ‪.‬‬
‫‪.‬أن أرى أن الشمس قد غربت تماًم ا‬
‫قمت بنقل البطانية التي كانت فوقي إلى الجانب‪ .‬ال بد أن آرتشر‬
‫فعل ذلك‪ .‬قلبي انقبض‪ .‬آرتشر‪ .‬لقد اعتنى‬
‫‪.‬بي‪ .‬لقد أنقذني‬
‫جلست‪ ،‬وعلى الرغم من ألم عيني والبقعة على جبهتي‬
‫التي كانت مؤلمة قليًال عند اللمس‪ ،‬إال أن ما تبقى مني‬
‫كان يشعر باالرتياح والراحة‪ .‬والمفاجأة أنني تحولت إلى‬
‫حيوان بري عندما سقطت علي تلك الشبكة‪ .‬لقد أدركت‬
‫عن بعد ما كان يحدث عندما كان آرتشر يزيله‬
‫‪،‬من جسدي‪ .‬لم أكن متأكًد ا من سبب وضع الفخ على ممتلكاته‬
‫‪.‬لكنني اعتقدت أن له عالقة بعمه‬
‫واهلل لقد شعرت بالفزع‪ .‬لقد شعرت بالحرج اآلن‪ .‬لكن‬
‫بطريقة ما شعرت باالرتياح أيًض ا‪ .‬بطريقة ما شعرت… أخف وزنا؟ عندما‬
‫أدركت أنه تم حملي ونظرت إلى‬
‫عيون آرتشر المعنية‪ ،‬شعرت باألمان‪ ،‬وهكذا سقطت الدموع أخيًر ا‬
‫‪.‬‬
‫انقطعت أفكاري عندما سمعت‬
‫‪.‬خطى آرتشر خلفي وهو يعود إلى الغرفة‬
‫التفتت ألشكره‪ ،‬وابتسامة محرجة على‬
‫شفتي‪ ،‬ولكن عندما ظهر في األفق‪ ،‬تجمدت‪ .‬األم الحلوة‬
‫لكل ما هو مقدس‪ .‬وقد سحب شعره إلى الخلف‪ ،‬وحلق‬
‫‪.‬وجهه‬
‫‪.‬وكان‪ ...‬جميًال‬
‫‪.‬لقد فغرت‬
‫ال‪ ،‬ليست جميلة‪ .‬لقد كان مجرد ذكوري بما يكفي للتخلص‬
‫‪.‬من ما يمكن أن يكون جمااًل ذكورًي ا كامًال‬
‫لم يكن فكه صلًب ا‪ ،‬بل كان مربًع ا بعض الشيء‪ ،‬ولكن ليس بطريقة‬
‫مبالغ فيها‪ .‬كانت شفتاه أعرض مما كانتا ممتلئتين‪ ،‬ذات‬
‫‪.‬لون وردي فاتح جميل‬
‫مع سحب شعره إلى الخلف وتساقط شعر وجهه‪ ،‬تمكنت من‬
‫رؤية كيف تتالءم عيناه وأنفه بشكل مثالي مع صورة وجهه‬
‫لماذا كان يخفي ذلك من أي وقت مضى؟ كنت أعلم أن لديه ‪.‬‬
‫وجًه ا جمياًل في مكان ما تحت كل هذا الشعر‪ ،‬لكن ليس هذا‪ .‬لم‬
‫‪.‬أتخيل هذا أبدا‬
‫وبينما كنت على وشك التحدث‪ ،‬اقترب مني‪ ،‬في‬
‫الضوء‪ ،‬وعندها رأيت الندبة في أسفل حلقه‬
‫وردية والمعة‪ ،‬والجلد مرتفع في بعض األماكن ومسطح في ‪-‬‬
‫أماكن أخرى‪ .‬لقد برزت بقسوة أمام جمال المالمح‬
‫‪.‬التي تعلوها‬
‫‪.‬آرتشر‪ "،‬زفرت وأنا أحدق"‬
‫توقف في حركته‪ ،‬لكنه لم يقل أي شيء‪ .‬هو‬
‫وقف هناك‪ ،‬غير متأكد من تعابير وجهه وفي الطريقة التي‬
‫تمسك بها‪ ،‬جامًد ا وغير متحرك‪ .‬ولم أستطع أن أفعل‬
‫شيًئ ا سوى التحديق‪ ،‬منبهًر ا بجماله‪ .‬شيء ما انسحب‬
‫‪.‬بقوة بداخلي‪ .‬لم يكن لديه أي فكرة‪ .‬ال أحد‬
‫تعال الى هنا؟ قلت مشيرًا إلى األريكة التي بجانبي‪ .‬استدرت‬
‫‪.‬وهو يتجول حوله وجلس بجانبي‬
‫تحركت عيني على وجهه‪ .‬لماذا قد قمت بفعلها؟‬
‫ظل صامًت ا لبضع ضربات‪ ،‬ونظر لألسفل‪ ،‬واضًع ا‬
‫شفته السفلية بين أسنانه قبل أن يرفع يديه لألعلى‬
‫‪،‬ويقول‪ ،‬ال أعرف‪ .‬أصبح تعبيره مفكًر ا‬
‫والتقت عيناه بعيني‪ ،‬ثم واصل كالمه‪ .‬عندما كنت في‬
‫الفخ‪ ،‬لم أتمكن من التحدث معك لطمأنتك‪ .‬ال يمكنك‬
‫سماعي‪ ...‬ال أستطيع منع ذلك‪ .‬نظر لألسفل للحظة‬
‫ثم عاد إلّي ‪ .‬لكن أريدك أن تراني‪ .‬تعبير عن‬
‫‪.‬الضعف غسل على وجهه‪ .‬االن تستطيع ان تراني‬
‫قلبي انقبض‪ .‬حصلت عليه‪ .‬لقد فهمت‪ .‬كانت هذه طريقته‬
‫في جعلني أشعر براحة أكبر بشأن كشف‬
‫جزء من نفسي له‪ ،‬وذلك من خالل القيام بالشيء نفسه بالنسبة لي‪ .‬رفعت يدي‬
‫‪.‬وقلت‪ :‬نعم‪ ،‬اآلن أستطيع رؤيتك‪ .‬شكرا لك‪ ،‬آرتشر‬
‫‪.‬شعرت وكأنني أستطيع التحديق به إلى األبد‬
‫وبعد دقيقة‪ ،‬أخذت نفسا وتحدثت مرة أخرى‪ .‬وأشكرك‬
‫على‪ ...‬ما فعلته سابًق ا‪ .‬هززت رأسي قليال‪ .‬انا‬
‫محرج‪ .‬لقد أنقذتني‪ .‬لقد كنت في حالة من الفوضى‪ .‬نظرت إليه كمثلي األعلى‬
‫‪-‬أنا آسف ‪.‬‬
‫أمسك يدي في يده ليوقف كلماتي ثم‬
‫سحب ظهره‪ .‬ال‪ ،‬أنا آسف‪ ،‬قال وعيناه حادتان‪ .‬نصب عمي‬
‫الفخاخ في جميع أنحاء هذه األرض‪ .‬لقد حاولت العثور عليهم جميًع ا‬
‫‪.‬وإزالتهم‪ ،‬لكني فاتني ذلك‪ .‬نظر بعيدا‬
‫‪.‬تلك كانت غلطتي‬
‫هززت رأسي‪ .‬ال‪ ،‬آرتشر‪ .‬لم يكن خطأك‪ .‬هززت‬
‫رأسي مرة أخرى‪ .‬ال‪ ،‬وعلى أية حال‪ ،‬بقدر ما أشعر باألسف ألنني‬
‫قلبت جفني‪ ،‬ضحكت وشعرت بالحرج وابتسم‬
‫‪.‬لي آرتشر ابتسامة صغيرة‪ ،‬ربما كنت بحاجة لذلك‪ .‬ال أعرف‬
‫جعد جبينه‪ .‬هل تريد أن تخبرني عن ذلك؟‬
‫لقد سقطت على األريكة وأخرجت أنفاسي‪ .‬لم أتحدث‬
‫عن تلك الليلة مع أحد‪ ،‬باستثناء محققي الشرطة في‬
‫القضية‪ .‬ليس شخصا واحدا‪ .‬وال حتى أفضل أصدقائي‪ .‬كانوا‬
‫يعرفون فقط أن والدي قد أصيب برصاص لص وأنني‬
‫شهدت ذلك‪ ،‬ولكن ليس الباقي‪ ،‬وليس كل شيء‪ .‬ولكن‬
‫‪.‬لسبب ما‪ ،‬شعرت باألمان عند الحديث عن ذلك اآلن‪ .‬شعرت باألمان مع آرتشر‬
‫وكان هناك شيء ما في رواية القصة بيدي‬
‫‪.‬كان يريحني‬
‫لقد كنا على وشك اإلغالق في تلك الليلة‪ ،‬لقد بدأت‪ .‬الرجل‬
‫الذي كان يعمل عادًة في المنضدة األمامية في مطعمنا كان قد فعل ذلك بالفعل‬
‫غادر وكان والدي هناك يقوم ببعض مسك الدفاتر‪ .‬كنت في‬
‫الخلف أخبز الخبز لليوم التالي‪ .‬سمعت رنين الباب‬
‫‪.‬واستغرق األمر مني دقيقة لغسل يدي وتجفيفهما‬
‫بمجرد أن فعلت ذلك‪ ،‬وذهبت إلى باب المطبخ‪ ،‬استطعت أن أرى من خالل‬
‫النافذة الصغيرة أن هناك رجًال يحمل مسدًس ا على والدي‬
‫‪.‬تجمعت الدموع في عيني‪ ،‬لكنني واصلت ‪.‬‬
‫لقد رآني والدي في رؤيته المحيطية واستمر في‬
‫التوقيع بكلمة "اختبئ"‪ .‬وكان الرجل يصرخ عليه ليعطيه‬
‫المال‪ .‬لكن والدي لم يسمعه‪ ،‬ولذلك لم‬
‫يرد‪ .‬أخذت نفًس ا عميًق ا بينما كان آرتشر يراقبني بتلك‬
‫العيون التي لم تفوت أي شيء أبًد ا‪ ،‬مستوعًب ا كلماتي‪ ،‬ودعمه الصامت الذي‬
‫‪.‬أعطاني القوة لالستمرار‬
‫‪،‬وقبل أن أتمكن من استيعاب ما كان يحدث‬
‫انفجرت البندقية‪ .‬توقفت مرة أخرى‪ ،‬متخياًل تلك اللحظة في ذهني‬
‫ثم هززت رأسي قلياًل ‪ ،‬عائًد ا بنفسي‬
‫‪.‬إلى الحاضر‪ ،‬إلى عيون آرتشر الرحيمة‬
‫واكتشفت الحًق ا أن األمر أصاب والدي في قلبه‪ .‬توفي‬
‫على الفور‪ .‬سقطت الدموع الدهنية من عيني‪ .‬كيف يمكنني الحصول على المزيد من‬
‫‪.‬الدموع؟ أخذت نفسا مهدئا آخر‬
‫حاولت اإلختباء في المطبخ لكني صدمت وتعثرت‬
‫وسقطت والبد أنه سمعني‪ .‬لقد جاء‬
‫‪،‬ورائي‪ ،‬وارتجفت من الذكرى قبل أن أواصل حديثي‬
‫وكانت عيناه محتقنتين بالدم‪ ،‬ومتوسعتين‪ ،‬وكان مرتعًش ا‪ ...‬كان‬
‫من الواضح أنه كان على شيء ما‪ .‬توقفت‪ ،‬وعضضت شفتي‪ .‬لكنه نظر‬
‫‪.‬إلي بهذه الطريقة وعرفت ما سيفعله‪ .‬كنت أعرف‬
‫نظرت إلى آرتشر وكان جالًس ا ساكًنا وعيناه‬
‫‪.‬محدقتان في عيني‪ .‬أخذت نفسا عميقا آخر‬
‫جعلني أخلع مالبسي وبدأ‪ ...‬يتتبع وجهي‬
‫‪.‬ببندقيته‪ ،‬كل مالمحي‪ .‬ثم انتقل إلى ثديي‬
‫أخبرني أنه سوف‪ ...‬ينتهكني بالمسدس‪ .‬لقد كنت‬
‫مرعوًبا جًد ا‪ .‬أغمضت عيني لفترة وجيزة ونظرت إلى الجانب بعيًد ا‬
‫عن آرتشر‪ .‬شعرت بأصابعه على ذقني وأعاد وجهي‬
‫إليه‪ ،‬وشعرت بشيء من تلك اإليماءة‬
‫محبب للغاية لدرجة أنني أخرجت تنهيدة صغيرة مختنًق ا‪ .‬شعرت وكأنه‬
‫كان يخبرني أنني ال أحتاج إلى الشعور بالخجل‪ ،‬وال أحتاج إلى‬
‫‪.‬االبتعاد عنه‪ .‬التقت عيني مرة أخرى‬
‫لقد كاد أن يغتصبني‪ ،‬ولكن قبل أن يفعل ذلك‪ ،‬سمعنا صوت‬
‫صفارات اإلنذار‪ ،‬وكانا يقتربان أكثر‪ .‬جرى‪ .‬نفد من‬
‫الباب الخلفي في العاصفة‪ .‬أغمضت عيني لثانية‬
‫ثم فتحتهما مرة أخرى‪ .‬أنا أكره العواصف اآلن – الرعد والبرق‬
‫يعيدني إلى هناك‪ .‬أخذت نفًس ا عميًق ا ‪.‬‬
‫‪،‬ومهتًز ا آخر‪ .‬لقد رويت للتو كل ما حدث في تلك الليلة‬
‫‪.‬وقد نجوت‬
‫بري‪ ،‬بدأ آرتشر‪ ،‬لكن يبدو أنه ال يعرف كيف يستمر‬
‫لم أكن في حاجة إليه بالرغم من ذلك‪ .‬مجرد اسمي الذي حمله ‪.‬‬
‫‪.‬بمحبة بين يديه جعل قلبي يشعر بالخفة‬
‫" ‪:‬تحركت عيون آرتشر على وجهي قبل أن يسألني‬
‫لهذا السبب رحلت؟" لهذا السبب قدت السيارة هنا؟‬
‫هززت رأسي‪ .‬بعد مقتل والدي‪ ،‬اكتشفت‬
‫أنه ترك بوليصة التأمين على حياته تنتهي‪ .‬لقد ترك الكثير‬
‫من األشياء تنزلق بينما كنت بعيًد ا في الكلية‪ .‬لم أكن‬
‫متفاجًئ ا حًق ا‪ .‬والدي‪ ،‬لقد كان ملح األرض‪ ،‬ألطف‬
‫رجل قد ترغب في مقابلته على اإلطالق‪ ،‬لكنه كان‬
‫غير منظم تماًم ا مثلهم‪ .‬أطلقت ضحكة صغيرة أثناء‬
‫‪.‬الزفير‬
‫نظرت إلى آرتشر وشجعتني عيناه على‬
‫االستمرار‪ .‬كان هناك شيء ما في الطريقة التي كان ينظر‬
‫بها إلي ‪ -‬الفهم في عينيه هدأني‬
‫‪.‬وقويني‬
‫عندما اكتشفت أنني سأضطر إلى بيع المأكوالت الجاهزة لدفع‬
‫جميع نفقات الجنازة‪ ،‬والفواتير األخرى المرتبطة بالعمل‬
‫شعرت بالخدر‪ ،‬على ما أعتقد‪ .‬لم يستغرق األمر وقًت ا طويًال قبل أن ‪،‬‬
‫أحصل على عرض للعمل‪ ،‬لكن التوقيع على األوراق كان مؤلًم ا للغاية‬
‫لدرجة أنني لم أستطع التنفس‪ .‬هززت رأسي ‪،‬‬
‫مرة أخرى‪ ،‬ال أريد العودة إلى ذلك اليوم‪ ،‬حتى في ذهني‪ .‬كان األمر‬
‫أشبه بفقدان قطعة أخرى من والدي‪ .‬لقد كان يمتلك هذا‬
‫‪.‬المتجر طوال حياتي‪ ،‬لقد كبرت عملًي ا هناك‬
‫أمسك آرتشر بيدي لثانية وجيزة ثم تركها‬
‫قائًال‪ :‬أنا آسف‪ .‬لقد سمعت هذه الكلمات من قبل‪ ،‬لكن‬
‫عندما نظرت إليه في تلك اللحظة‪ ،‬أدركت أنها لم تكن تحمل‬
‫‪.‬نفس القدر من األهمية الذي كانت عليه عندما تحدث بها آرتشر‬
‫هل اعتقلوا الرجل الذي قتل والدك؟‬
‫هززت رأسي‪ .‬ال‪ ،‬أخبرتني الشرطة أن الرجل الذي‬
‫أطلق النار على والدي كان على األرجح مدمًنا مدمًنا ولم‬
‫يتذكر حتى جريمته في اليوم التالي‪ .‬توقفت لمدة‬
‫دقيقة‪ ،‬أفكر‪ .‬لم يكن هناك شيء صحيح على اإلطالق بشأن‬
‫هذا األمر‪ ...‬لكن الشرطة كانت هي الخبيرة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬وجدت‬
‫نفسي في بعض األحيان أنظر من فوق كتفي حتى عندما لم‬
‫‪.‬أدرك على الفور أنني كنت أفعل ذلك‬
‫أومأ آرتشر برأسه وهو يعقد جبينه‪ .‬شربته وأنا‬
‫أشعر بأنني أخف وزًن ا‪ ،‬وكأنني قد تخلصت من شيء لم أكن أدرك أنني كنت‬
‫أحمله‪ .‬ابتسمت له ابتسامة صغيرة‪ .‬طريقة إلفساد‬
‫درس الطبخ الخاص بك‪ ،‬هاه؟‬
‫‪،‬توقف آرتشر ثم ابتسم لي‬
‫وتومض أسنانه المستقيمة‪ .‬لقد الحظت اآلن أن إحدى أسنانه السفلية كانت‬
‫ملتوية قليًال‪ ،‬وهذا ما جعلني أحب ابتسامته‬
‫أكثر‪ .‬لم أكن متأكدة حتى من السبب‪ ،‬ربما كانت مجرد‬
‫واحدة من تلك العيوب المثالية‪ .‬كان لديه تجعد في كل‬
‫خده‪ ،‬وليس غمازات بالضبط‪ ،‬تماًم ا كما‬
‫تتحرك عضالت خده عندما يبتسم‪ .‬حدقت في تلك التجاعيد كما لو كانتا‬
‫توأمين كان يخفيهما عني تحت لحيته‬
‫سحري‪ .‬انتقلت عيني إلى أسفل وبقيت على فمه ‪.‬‬
‫‪،‬لثانية واحدة‪ .‬عندما انتقلت عيني أخيًر ا إليه‬
‫اتسعت عيناه قليًال قبل أن ينظر بعيًد ا‪ .‬قال‬
‫‪ .‬ذهبت وأحضرت دراجتك ومبرداتك أثناء نومك ‪:‬‬
‫أضع كل شيء في ثالجتي‪ .‬أعتقد‬
‫‪.‬أنه بخير‪ .‬كان على الجليد‬
‫قلت شكرا لك‪ .‬حتى المطر التحقق من درس الطبخ؟ ضحكت‬
‫ووضعت كّف ي على جبهتي وأتنهدت‬
‫قليًال‪ .‬أعني‪ ،‬إذا كنت ستسمح لي بالعودة إلى ممتلكاتك مرة أخرى؟‬
‫‪.‬ابتسم لي ولم يقل شيًئ ا لعدة دقائق‬
‫وأخيرا‪ ،‬رفع يديه‪ .‬أرغب بذلك‪ .‬وأعدك أال أقوم‬
‫‪.‬بربطك من شجرة في المرة القادمة‬
‫انا ضحكت‪ .‬اتفاق حسن؟‬
‫ابتسم ابتسامة عريضة‪ ،‬وجمال ذلك ضربني على مؤخرتي‪ ،‬ثم‬
‫‪.‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬صفقة‬
‫لقد ظللت ابتسم له كاألحمق‪ .‬من كان يعلم أن‬
‫هذا اليوم سينتهي معي وأنا أضحك؟ ليست الفتاة التي‬
‫وقعت في الفخ وعلقت في الغابة وفقدت‬
‫‪.‬عقلها أمام الرجل الصامت الجميل (كما اتضح فيما بعد)‬
‫صحوت عندما ابتلع وانتقلت عيني إلى الندبة الموجودة‬
‫في أسفل حلقه‪ .‬مددت يدي للمسها بحذر شديد‬
‫وانكمش آرتشر للخلف‪ ،‬لكنه ظل ساكًنا‪ .‬نظرت إلى عينيه‬
‫‪.‬وتركت أطراف أصابعي تخدش الجلد المصاب بلطف شديد‬
‫ما حدث لك؟" همست ‪ ،‬يدي ال تزال على"‬
‫‪.‬حنجرته‬
‫‪،‬ابتلع من جديد وعيناه تتحركان على وجهي‬
‫وبدا وكأنه يحاول أن يقرر ما إذا كان سيجيبني‬
‫أم ال‪ .‬وأخيرًا رفع يديه وقال‪ :‬لقد أصبت‬
‫‪.‬بالرصاص‪ .‬عندما كان عمري سبع‪ .‬لقد أصبت‬
‫اتسعت عيناي ورفعت يدي ألعلى وغطيت‬
‫‪:‬فمي‪ .‬بعد ثانية‪ ،‬أنزلت يدي إلى األسفل وقلت‬
‫أطلقت النار؟ من يا آرتشر؟"‬
‫‪.‬عمي‬
‫كان دمي بارًد ا‪ .‬عمك؟ سألت في حيرة من أمري‪ .‬الشخص‬
‫الذي عاش هنا على هذه األرض معك؟‬
‫ال يا عمي اآلخر‪ .‬في اليوم الذي فقدت فيه والدي‪ ،‬أطلق عمي‬
‫‪.‬النار علي‬
‫أنا ال أفهم‪ ...‬ال أفهم‪ .‬لماذا؟ سألت‪ ،‬وأنا أعلم أن‬
‫تعبيري ينقل الرعب الذي شعرت به‪ .‬عن قصد؟ لماذا‬
‫؟‬
‫وقف آرتشر وأنزل شعره عن كل ما‬
‫كان يبعده عن وجهه‪ .‬مشى إلى‬
‫طاولة صغيرة خلف األريكة والتقط أنبوًبا صغيًر ا من‬
‫شيء ما‪ .‬عندما عاد إلى األريكة وجلس‬
‫بجانبي مرة أخرى‪ ،‬واضًع ا األنبوب على حجره‪ ،‬قال‪ ،‬سأضع‬
‫بعًض ا من مرهم المضاد الحيوي هذا على خدوشك‬
‫‪.‬حتى ال تصاب بالعدوى‬
‫لقد خمنت أنه انتهى من الحديث عن نفسه‪ .‬أردت‬
‫أن أضغط‪ ،‬لكنني لم أفعل‪ .‬كنت أعلم أكثر من أي شخص آخر أنه إذا‬
‫لم تكن مستعًد ا للحديث عن شيء ما‪ ،‬فال ينبغي ألحد‬
‫‪.‬أن يجبرك على ذلك‬
‫نظرت إلى أسفل إلى ذراعي وساقي‪ .‬كان هناك العديد من‬
‫الخدوش الصغيرة وبعض الخدوش األكبر‪ .‬لقد لسعة‬
‫‪.‬طفيفة جدا‪ ،‬ولكن ال شيء خطير‪ .‬أومأت برأسي موافًق ا آلرتشر‬
‫فتح المرهم وبدأ باستخدام إصبع واحد لفرك‬
‫‪.‬كل خدش قليًال‬
‫‪،‬عندما اقترب مني‪ ،‬استنشقت رائحة الصابون النظيفة‬
‫وهو شيء ذكوري وكل آرتشر تحته‪ .‬توقفت يده‬
‫وتوجهت عيناه نحوي وأمسكت بنظري‪ .‬بدا أن الوقت‬
‫قد توقف وتسارعت نبضات قلبي قبل أن يكسر آرتشر‬
‫نظرتنا وينظر بعيًد ا‪ ،‬ويعيد الجزء العلوي من‬
‫‪.‬األنبوب الصغير ويضعه في حجره‬
‫وقال وهو يقف مرة أخرى إن ذلك سيساعد‪ .‬وذلك عندما‬
‫‪،‬الحظت قدميه وشهقت‪ .‬كانت هناك جروح في كل مكان‬
‫كبيرة وصغيرة‪ ،‬وكانت تبدو حمراء ومنتفخة قليًال‪ .‬يا‬
‫‪.‬إلهي! ماذا حدث لقدميك؟ انا سألت‬
‫نظر إليهم كما لو كان يالحظ أنه‬
‫‪.‬أصيب‬
‫‪.‬قال‪ :‬لم أتمكن من العثور على حذائي عندما سمعت صراخك ‪ .‬سيكونون بخير‬
‫قلت‪ :‬أوه‪ ،‬آرتشر‪ ،‬وأنا أنظر إلى األسفل‪ .‬أنا آسف جدا‪ .‬يجب عليك‬
‫‪ -‬تضميدهم‪ .‬إذا كان لديك بعض منها‪ ،‬فسوف أقوم بتغليفها‬
‫ال داعي لذلك‪ .‬لقد وضعت بعض المرهم عليهم‪ .‬سيكونون بخير في‬
‫‪.‬الصباح‬
‫تنهدت‪ .‬من المؤكد أن المرهم سيساعد‪ ،‬لكنه لن يشفيه‬
‫بين عشية وضحاها‪ .‬ليس مع اإلصابات التي بدت بهذا السوء‪ .‬بدت قدماه‬
‫ممزقتين‪ .‬يا إلهي‪ ،‬لقد دهس الصخور‬
‫‪.‬واألغصان الحادة والغطاء األرضي الشائك إلنقاذي‬
‫لقد وقفت‪ .‬هل يمكنني استخدام حمامك؟‬
‫‪.‬أومأ برأسه‪ ،‬مشيرًا إلى باب خارج الغرفة الرئيسية‬
‫‪.‬مشيت أمامه ودخلت الحمام الصغير‬
‫كان كل شيء نظيًف ا ومرتًب ا هنا أيًض ا‪ ،‬الحوض والمرآة‬
‫المعان ورائحة ليمونية خفيفة في الهواء‪ .‬لم أستطع أن أعيب على‬
‫‪.‬مهاراته في التدبير المنزلي‪ ،‬كان ذلك أمًر ا مؤكًد ا‬
‫كان يجلس على المغسلة قطعة من الصابون على أحد الجانبين وعلى‬
‫الجانب اآلخر‪ ،‬وكل أشكال منتجات تنظيف األسنان‬
‫المتاحة ‪ -‬فرشاة أسنان كهربائية‪ ،‬وخيط تنظيف األسنان‪ ،‬وعدة زجاجات مختلفة‬
‫من غسول الفم‪ ،‬وأدوات تنظيف األسنان‪ ،‬و‪ -‬التقطت زجاجة ‪ -‬الفلورايد‬
‫أجهزة لوحية‪ .‬حسًنا‪ ،‬كان الرجل جاًد ا بعض الشيء بشأن‬
‫‪.‬صحة األسنان‪ .‬خمنت أنه ال يوجد ما يعيبه هناك أيًض ا‬
‫استخدمت الحمام ثم خرجت لالنضمام إلى‬
‫آرتشر‪ .‬ابتسمت له‪ .‬قلت بسخرية ‪ :‬إذن‪ ،‬أرى أنك جاد جًد ا بشأن‬
‫‪.‬أسنانك‬
‫ابتسم مرة أخرى وهز رأسه قليًال‪ ،‬ووضع إحدى‬
‫يديه على مؤخرة رقبته‪ .‬كان شعره معلًق ا في وجهه وأردت‬
‫أن أسحبه للخلف كما كان عليه حتى أتمكن من رؤية‬
‫‪.‬وجهه الجميل بشكل أفضل مرة أخرى‬
‫لم يكن عمي يثق باألطباء أو أطباء األسنان‪ .‬قال أنهم سيزرعون‬
‫أجهزة تتبع إذا سمح لهم بالوصول إلى جسدك‪ .‬لقد‬
‫شاهدته وهو يسحب ضرًس ا فاسًد ا باستخدام كماشة ذات مرة‪ .‬كشر‬
‫أصبحت صحة أسناني أولوية كبيرة بعد ‪.‬‬
‫‪.‬ذلك‬
‫أنا كشر‪ .‬يا إلهي! قلت‪ ،‬هذا أمر فظيع‪ ،‬أن‬
‫يقوم عمك بخلع سنه بنفسه‪ ،‬أعني‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن الحرص على‬
‫صحة األسنان يعد عادة جيدة‪ .‬لم أستطع منع نفسي‬
‫من الضحك قليًال‪ ،‬فابتسم لي‪ ،‬وبدا أكثر‬
‫‪.‬استرخاًء‬
‫وبعد ثانية سأل هل أنت جائع؟‬
‫‪.‬متضور جوًع ا‬
‫أومأ‪ .‬ليس لدي مجموعة كبيرة‪ .‬هل يمكنني صنع‬
‫بعض الحساء؟‬
‫قلت‪ :‬هذا يبدو رائًع ا‪ .‬دعني افعلها‪ .‬لقد وعدتك‬
‫بوجبة كبيرة وبدًال من ذلك أصبت بانهيار عصبي‪ .‬حقا‬
‫أخالق سيئة‪ .‬عضضت شفتي‪ ،‬ولكن بعد ذلك ضحكت بهدوء‪ ،‬وهزت كتفي‬
‫‪.‬اعتذارًي ا‬
‫نظر إلي وضحك‪ ،‬وكان حجابه الحاجز يتحرك‬
‫تحت قميصه‪ ،‬لكن لم يخرج أي صوت من فمه‪ .‬كانت هذه‬
‫هي المرة األولى التي يفعل فيها شيًئ ا قريًب ا من الضحك في حضوري‬
‫‪.‬شربته‪ ،‬وأحببت تلك التجاعيد في خديه ‪.‬‬
‫لقد أعدنا العشاء في مطبخه الصغير‪ ،‬الذي لم يكن نظيًف ا بشكل مدهش‬
‫شوربة نودلز الدجاج ولفائف‪ .‬عندما نظرت في ثالجته ‪.‬‬
‫‪،‬عدت إليه‪ .‬زبدة الفول السوداني‪ ،‬هالم ‪،‬‬
‫‪.‬عصير التفاح؟ هل أنت ستة؟ ابتسمت له‬
‫ومع ذلك‪ ،‬لم يرد علّي بابتسامة‪ ،‬بل نظر إلّي لبضع دقات‬
‫‪.‬كما لو كان يفكر في سؤالي‪ .‬في بعض النواحي‪ ،‬نعم‪ ،‬بري‬
‫‪.‬بطرق أخرى‪ ،‬ال‬
‫‪،‬واختفت االبتسامة من وجهي‪ .‬يا إلهي‪ ،‬آرتشر‬
‫أنا آسف‪ .‬كان ذلك تصرًف ا متهوًر ا حًق ا‪ ،‬لكنه أمسك بيدي‬
‫‪،‬ليمنعني ووقفنا هكذا لبضع ثوان‬
‫‪.‬وكالنا نحدق في أصابعنا المتشابكة‬
‫‪،‬أخيًر ا‪ ،‬ترك األمر وقال‪ ،‬مكافأة ألصدقائي‬
‫رغم ذلك‪ ،‬لدي شفاطات ملتوية في تلك الخزانة هناك‪ .‬يمكننا‬
‫نفخ الفقاعات في حليب الشوكوالتة‪ .‬أمال رأسه‬
‫‪.‬مشيرًا إلى خزانة فوق كتفي‬
‫التفتت ببطء ثم التفتت إليه ألراه‬
‫يبتسم‪ .‬مالت رأسي إلى الجانب‪ .‬هل أنت مضحك؟‬
‫لقد استمر في االبتسام‪ .‬انا ضحكت‪ .‬عمل جيد‪ ،‬قلت وأنا‬
‫‪.‬أغمز‬
‫أراني آرتشر مكان القدور والمقالي الخاصة به‪ ،‬وكنت‬
‫مشغواًل بتسخين الحساء‪ .‬كانت األجهزة قديمة‪ ،‬لكن‬
‫‪.‬آرتشر قام بتركيب أجمل األسطح األسمنتية‬
‫ذات مرة‪ ،‬لكنها ‪ HGTV‬لقد رأيت شيًئ ا كهذا في أحد برامج‬
‫‪.‬لم تكن قريبة من جمال تلك التي قام بها‬
‫عندما سخن الحساء‪ ،‬مررت يدي عليهم‪ ،‬متعجًب ا من‬
‫‪.‬مهارته‬
‫‪،‬تناولنا الطعام على طاولة مطبخه الصغيرة ثم قمنا بالتنظيف‬
‫غالًب ا في صمت ودود‪ .‬لم أستطع إال أن أالحظه‬
‫وهو يتجول في المطبخ‪ ،‬وجسده الطويل النحيل‬
‫يلتف حول جسدي‪ .‬كنت أرى كل عضلة تحت قميصه‬
‫وشاهدت ذراعيه تنثني وهو يغسل ويجفف األطباق التي ‪،‬‬
‫استخدمناها‪ ،‬بينما تظاهرت أنا بمسح‬
‫‪.‬المنضدات النظيفة بالفعل‬
‫عندما انتهى‪ ،‬التفت نحوي‪ ،‬وهو ال يزال يحمل خرقة‬
‫‪،‬الصحون‪ .‬جفف يديه بينما نظرنا إلى بعضنا البعض‬
‫‪،‬كان هناك شيء أزيز في الهواء بيننا‪ .‬ابتلعت بشدة‬
‫ورأيته يبتلع أيًض ا‪ ،‬وعيني معلقة على ندبه لجزء‬
‫‪.‬من الثانية‬
‫‪.‬نظرت إليه مرة أخرى وقلت‪ :‬يجب أن أذهب‬
‫وضع المنشفة جانبًا وهز رأسه قائًال‪ ،‬ال أستطيع‬
‫أن أسمح لك بركوب دراجتك إلى المنزل في الظالم‪ ،‬وال أستطيع قطع تلك‬
‫المسافة بعد‪ .‬نظر إلى قدميه مشيرًا إلى إصاباته‬
‫‪.‬سأكون بخير في الصباح وسأرافقك بعد ذلك ‪.‬‬
‫أومأت برأسي‪" ،‬أم‪ "...‬قلت‪ ،‬ثم وقعت‪ ،‬حسًنا‪ .‬أستطيع النوم‬
‫‪.‬على أريكتك‬
‫‪.‬هز آرتشر رأسه‪ .‬ال‪ ،‬يمكنك النوم في سريري‬
‫عندما اتسعت عيناي‪ ،‬أصبح وجهه شاحًب ا‪ ،‬وأغلق عينيه‬
‫لبضع ضربات‪ .‬وأوضح ‪ :‬أعني أنني سأنام على األريكة ويمكنك أن‬
‫تأخذ سريري‪ .‬بقع ملونة ملطخة على‬
‫عظام وجنتيه‪ ،‬وأقسم أنني شعرت بقلبي يتقلب مرة واحدة في صدري‬
‫‪.‬‬
‫‪".‬همست‪" :‬ال أستطيع أن أفعل ذلك‬
‫‪.‬نعم يمكنك ذلك‪ ،‬قال وهو يمر بجانبي خارجًا من المطبخ‬
‫تبعته إلى الغرفة المقابلة للحمام‬
‫ونظرت حولي إلى الغرفة ذات األثاث البسيط ‪ -‬مجرد سرير‬
‫وخزانة مالبس وكرسي صغير في الزاوية‪ .‬لم تكن هناك‬
‫‪.‬أي مواهب أو صور فوتوغرافية أو أي شيء‬
‫‪...‬لقد غسلت المالءات منذ بضعة أيام فقط‪ .‬إنهم‬
‫نظيفون‪ ،‬قال وهو ينظر بعيدًا عني‪ ،‬نفس البقع الحمراء‬
‫‪.‬تظهر على عظام وجنتيه العلويتين‬
‫أومأت‪ .‬حسنا‪ ،‬قلت‪ .‬شكرا لك‪ ،‬آرتشر‪ .‬لكل‬
‫‪.‬شيء‪ .‬شكًر ا لك‬
‫أومأ برأسه في وجهي‪ ،‬وأعيننا معلقة‪ ،‬وعندما‬
‫تالمست أكتافنا أثناء خروجه من الغرفة‪ ،‬شعرت‬
‫‪.‬به يهتز قليًال‪ .‬أغلق الباب خلفه‬
‫نظرت حول الغرفة مرة أخرى والحظت أن‬
‫هناك بالفعل صورة صغيرة ملقاة على الجزء العلوي من‬
‫خزانة مالبسه‪ .‬مشيت والتقطته بدقة‪ .‬كانت‬
‫فتاة جميلة‪ ،‬شعرها البني الطويل يتنسدل على كتفها‪ ،‬وهي‬
‫تضحك على الشخص الذي يقف خلف الكاميرا‪ .‬لقد بدت خالية من الهم‬
‫و سعيد‪ .‬بدت وكأنها كانت في حالة حب‪ .‬أدركت لماذا‬
‫بدت ابتسامتها مألوفة جًد ا‪ ،‬لقد كانت ابتسامة آرتشر‪ .‬اعتقدت أن هذه يجب أن تكون‬
‫والدته‪ ،‬أليسا ماكراي‪ .‬قلبت الصورة‬
‫‪،‬وكان مكتوًبا على ظهرها‪" :‬جميلتي ليس‪ ،‬الحب إلى األبد‬
‫سي‪ ".‬ج؟ كونور‪ .‬عم آرتشر‪ .‬الرجل الذي أطلق النار عليه‪ .‬لقد كان‬
‫بطاًل للمدينة‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬ال بد أنهم ال يعرفون أنه أطلق‬
‫النار على ابن أخيه‪" .‬كيف يمكن ان يكون ذلك ممكن؟" سألت الفتاة في‬
‫الصورة بهدوء‪ .‬ظلت عيناها البنيتان الكبيرتان تبتسمان‪ ،‬ولم‬
‫تعطيني أي فكرة‪ .‬لقد وضعت الصورة مرة أخرى حيث كانت‬
‫‪.‬‬
‫خلعت مالبسي بسرعة‪ ،‬وصوًال إلى مالبسي الداخلية وحمالة الصدر‪ ،‬ثم‬
‫سحبت األغطية ودخلت إلى سرير آرتشر‪ .‬كانت رائحته مثله‬
‫‪.‬صابون وذكر نظيف –‬
‫بينما كنت مستلقًي ا هناك في سريره‪ ،‬فكرت به في الغرفة األخرى‬
‫ربما كان جسده الطويل معلًق ا على طرف األريكة ‪،‬‬
‫استنشقت رائحته على مالءاته وتخيلته ‪.‬‬
‫عاري الصدر‪ ،‬وضوء القمر يسطع على‬
‫صدره الناعم العاري‪ ،‬وارتعشت قليًال‪ .‬لقد كان على بعد قدمين فقط مني على‬
‫‪.‬الجانب اآلخر من الجدار‬
‫كان التفكير في آرتشر بهذه الطريقة أمًر ا خطيًر ا بعض الشيء‬
‫ولم أكن أعرف ما إذا كانت فكرة جيدة‪ .‬بالتفكير في ‪،‬‬
‫األمر اآلن‪ ،‬أدركت أنه كانت هناك كيمياء بيننا‬
‫منذ البداية‪ .‬لقد كان من الصعب تصنيفه بسبب‬
‫كل الطرق التي كان مختلًف ا بها‪ .‬وما زلت أشعر باالرتباك قليًال‬
‫لكن من الواضح أن جسدي لم يشعر باالرتباك على اإلطالق ‪.‬‬
‫حيث انطلقت هرموناتي من خاللي‪ ،‬وامتلئت عروقي بالحرارة‬
‫وعقلي غير قادر على التخلي عن صوري وأنا ‪،‬‬
‫متشابكين مًع ا في هذه المالءات ذاتها‪ ،‬تلك‬
‫‪.‬العيون الجميلة الملونة بلون الويسكي‪ .‬مليئة بالعاطفة‬
‫انقلبت على الوسادة وضبطتها‪ ،‬وأنا أتأوه فيها بهدوء‬
‫وأغمض عيني بإحكام‪ ،‬وأرغب في النوم‪ .‬بعد‬
‫فترة قصيرة‪ ،‬على الرغم من أنني كنت قد نمت لعدة ساعات في وقت سابق من‬
‫ذلك المساء‪ ،‬إال أنني سقطت في نوم هادئ ولم أستيقظ‬
‫حتى كان شروق الشمس‪ ،‬الذي تحجبه األشجار المحيطة بالمنزل‪ ،‬يضيء‬
‫‪.‬الغرفة‬

‫**********‬

‫جلست وتمددت ونظرت حولي إلى غرفة آرتشر في‬


‫ضوء شمس الصباح‪ .‬ارتديت شورتاتي ودبابتي وألقيت‬
‫نظرة خاطفة على رأسي من باب منزله‪ .‬لم يكن في أي مكان في األفق ولذلك‬
‫توجهت مباشرة عبر القاعة إلى حمامه‪ .‬لقد قمت بعملي‬
‫واستخدمت إصبعي لتنظيف أسناني والغرغرة بغسول‬
‫الفم‪ .‬غسلت وجهي ونظرت إلى نفسي في المرآة‬
‫‪،‬نظرت بخير‪ .‬كانت عيناي ال تزال منتفخة قليًال ‪.‬‬
‫ولكن بخالف ذلك‪ ،‬لم أكن أعتقد أن نزوتي جعلتني أبدو‬
‫أسوأ من الالزم هذا الصباح‪ .‬لقد قمت بتنعيم شعري‬
‫‪.‬إلى الخلف وانحنى على الحوض‬
‫لقد دفعني التفكير في ذعري إلى التفكير في‬
‫الفالش باك الذي كان من المؤكد أنه سيأتي في أي لحظة اآلن‪ .‬سيكون‬
‫من األفضل أن أحتفظ به بمفردي بعيًد ا عن أنظار آرتشر‪ .‬ربما كان‬
‫يعتقد بالفعل أنني كنت نصف مجنون‪ .‬إن السماح له برؤية‬
‫‪.‬حالة اضطراب ما بعد الصدمة التي أعاني منها من شأنه أن يقنعه بالتأكيد بأنني كنت هناك تماًم ا‬
‫وقفت أمام المغسلة لبضع دقائق‪ ،‬أغمضت عيني‬
‫وأرغب في أن يبذل الفالش باك قصارى جهده بينما كنت‬
‫‪.‬محبوًس ا خلف أبواب مغلقة‪ .‬لم يحدث شيء‬
‫فتحت الماء وتخيلت أنه المطر يتساقط‬
‫‪.‬من حولي‪ ،‬تماًم ا مثل تلك الليلة‪ .‬لم يحدث شيء‬
‫حاولت أن أسحق األمل الذي أزهر في صدري‬
‫كنت متفائال في الماضي القريب بأن ذكريات الماضي –‬
‫‪.‬قد توقفت‪ ،‬مباشرة قبل أن أتعرض للهجوم‬
‫أغمضت عيني وفكرت في الليلة السابقة‪ ،‬فيما‬
‫قاله لي آرتشر عندما أخبرته بخجلي العميق‪ ،‬بأنني‬
‫لم أفعل شيًئ ا عندما ُق تل والدي بالرصاص‪ ،‬حيث كنت‬
‫على وشك االغتصاب‪ .‬لم ينظر إلي باشمئزاز‪ ...‬بل‬
‫بتفهم‪ .‬غمرت الراحة جسدي مرة أخرى في‬
‫‪.‬الذكرى وحدها‬
‫ولقد بكيت أكثر مما كنت أعرف أنني أستطيع‪ .‬لقد بكيت‬
‫نهًر ا من الدموع‪ ...‬من أجل والدي‪ ،‬من أجل الخسارة التي شعرت بها كل يوم‬
‫لفقد أعز أصدقائي‪ ،‬شخصيتي‪ ...‬من أجل فقدان نفسي‬
‫‪...‬في مكان ما على طول الطريق‪ ،‬من أجل الهرب‬
‫‪.‬فتحت عيني‪ ،‬وقضمت ظفري وأقلقت نفسي‬
‫جبين‪ .‬هل هذا ما كنت أحتاجه؟ هل كان هذا هو الغرض من‬
‫ذكريات الماضي طوال الوقت؟ لتجبرني على مواجهة ما كنت أهرب‬
‫منه؟ هذا شعور صحيح‪ .‬لكنه لم يكن سوى جزء منه‪ .‬ربما كنت‬
‫بحاجة إلى الشعور باألمان والقبول في آالمي قبل أن أتحرر‬
‫من هذا البؤس اليومي‪ .‬كنت بحاجة إلى شخص يفهمني‬
‫‪.‬ويحتضنني وأنا أبكي‬
‫‪.‬كنت بحاجة إلى آرتشر‬
‫فتحت باب الحمام وسرت بسرعة‬
‫عبر المنزل‪ ،‬وناديته‪ .‬لم يكن بالداخل‪ .‬ركضت‬
‫إلى الخارج ودعوته‪ .‬وبعد دقائق قليلة‪ ،‬سار‬
‫من اتجاه البحيرة عبر األشجار ووقف هناك‬
‫‪.‬ينظر إلّي بتساؤل‬
‫‪.‬قال‪ :‬لم أكن أعتقد أنك ستستيقظ مبكًر ا إلى هذا الحد‬
‫‪،‬ركضت إلى أسفل المنحدر وتوقفت أمامه مباشرًة‬
‫مبتسًم ا ابتسامة عريضة‪ ،‬وكانت اإلثارة تتدفق مني‪ .‬ضحكت‬
‫ونظرت إلى وجهه الجميل‪ .‬ما زلت غير معتاد على‬
‫رؤية كل ذلك‪ .‬أو معظمها على األقل‪ .‬كان ال يزال‬
‫‪.‬بحاجة ماسة إلى قصة شعر‬
‫قلت‪ ،‬ويداي‬
‫‪.‬تتحركان بسرعة‪ :‬لم يكن لدي أي استرجاع لهذا الصباح‬
‫‪.‬عبس وهو ينظر إلي في حيرة‬
‫هززت رأسي وضحكت ضحكة صغيرة‪ .‬أعتقد أنني‬
‫ال أستطيع أن أصدق ذلك‪ ...‬أعني‪ ،‬لدي واحدة دائًم ا‪ .‬كل يوم‪ .‬قلت‪ ،‬لقد كنت‬
‫أتناول واحدة كل يوم لمدة ستة أشهر‪ ،‬ويدي‬
‫‪.‬تتحرك بسرعة‪ ،‬وعيني تمتلئ بالدموع‬
‫ظل آرتشر ينظر إلّي ‪ ،‬وظهر الفهم في عينيه‬
‫‪.‬وظهر وميض من التعاطف على تعابير وجهه ‪،‬‬
‫قلت‪ :‬يجب أن أذهب وأدع فيبي تخرج وأطعمها‪ ،‬وأنا أمسح‬
‫دموعي بسرعة‪ .‬أخذت آرتشر مرة أخرى‪ ،‬والفرح يغمر‬
‫جسدي‪ .‬لقد أعطاني هدية رائعة وكنت‬
‫أشعر بالدوار‪ .‬كنت أرغب في قضاء اليوم معه ولم‬
‫أهتم ألنني كنت دائًم ا من يقوم بالسؤال‪ .‬هل يمكنني العودة‬
‫‪.‬الحقا؟ لقد بادرت بالخروج ‪ ،‬ونظرت إليه بشكل متوقع‬
‫تحركت عيناه على وجهي لبضع ضربات ثم‬
‫‪.‬أومأ برأسه‬
‫ابتسمت‪" .‬حسًنا‪ "،‬زهقت‪ .‬تقدمت إلى األمام‬
‫واتسعت عيناه قليال‪ ،‬لكنه لم يتحرك‪ .‬لفت‬
‫ذراعي من حوله وأمسكت به بإحكام‪ .‬لم يلف ذراعيه‬
‫‪.‬حولي‪ ،‬لكنه سمح لي أن أعانقه‬
‫‪.‬وبعد دقيقة تراجعت وابتسمت له مرة أخرى‬
‫‪.‬سأعود الحقا‬
‫‪.‬تمام‬
‫‪.‬حسًنا ‪ ،‬قلت مرة أخرى وابتسم ابتسامة عريضة‬
‫ارتسمت ابتسامة على زاوية فمه‪ ،‬لكنه أومأ برأسه‬
‫‪.‬في وجهي‬
‫استدرت وركضت عبر المنحدر المشجر إلى منزله‬
‫ثم صعدت إلى درب منزله‪ .‬كانت دراجتي تتكئ على الجزء‬
‫الداخلي من سياجه‪ .‬لقد دفعته عبر البوابة وانطلقت‬
‫إلى المنزل‪ .‬هنا وهناك‪ ،‬كنت أسير على الطريق الترابي ورأسي‬
‫‪،‬مائل إلى السماء‪ ،‬أشعر بالسعادة‪ ،‬والشعور بالحياة‬
‫‪.‬والشعور بالحرية‬
‫الفصل ‪15‬‬

‫بري‬

‫عندما وصلت إلى المنزل‪ ،‬سمحت لفيبي بالخروج للقيام بأعمالها‪ .‬شعرت‬
‫بخفة وسعادة أكبر‪ ،‬كما لو أنني تخلصت من القيود التي ربطتني‬
‫‪.‬باأللم والحزن على خسارتي خالل األشهر الستة الماضية‬
‫‪،‬بينما كنت أقف تحت أشعة الشمس الساطعة في انتظار فيبي‬
‫اجتاحني شعور بالسالم العميق‪ .‬لن أنسى‬
‫والدي أبًد ا‪ .‬سيكون معي في كل ما فعلته لبقية‬
‫حياتي‪ .‬إن التخلص من قيود الحزن والشعور بالذنب ال يعني‬
‫التخلص منه‪ .‬لقد أحبني والدي‪ ،‬وكان يريدني أن أكون‬
‫سعيدة‪ .‬الراحة التي غمرت جسدي كادت أن تجعلني أبكي‪ .‬لقد‬
‫اختنقت المشاعر وناديت فيبي‪ ،‬وعادت إلى‬
‫‪.‬الداخل‬
‫بعد أن أطعمتها‪ ،‬جلست وشربت كوًبا من الشاي‪ .‬كنت‬
‫أفكر في والدي طوال الوقت الذي جلست فيه هناك‪ ،‬أتذكر‬
‫اللحظات الخاصة التي شاركناها‪ ،‬وأتذكر‬
‫المراوغات الصغيرة التي كانت لديه‪ ،‬وأتخيل وجهه بوضوح شديد في ذهني‪ .‬ركزت‬
‫على ما كان لدي‪ ،‬على ما لم يحصل عليه بعض الناس‬
‫ولو لدقيقة واحدة‪ .‬لقد أمضيت معه إحدى وعشرين سنة‪ .‬لقد كنت‬
‫محظوظًا – لقد كنت محظوظًا‪ .‬عندما وقفت ألضع أطباقي في‬
‫‪.‬الحوض‪ ،‬كنت أبتسم‬
‫ذهبت إلى الحمام وفتحت الدش‬
‫‪.‬وجردت من مالبسي‪ .‬بدت خدوشي أفضل بكثير‬
‫‪.‬من الواضح أن المرهم الذي استخدمه آرتشر قد نجح‬
‫آرتشر‪ ...‬تنهدت‪ ،‬الكثير من العواطف والمشاعر المربكة‬
‫تدور في جسدي‪ .‬شعور دافئ يمأل صدري‬
‫‪.‬كلما فكرت فيه‬
‫أردت أن أعرف قصته‪ .‬أردت أن أعرف كل شيء‬
‫عنه‪ .‬لكن غريزًي ا‪ ،‬كنت أعرف أنه ال ينبغي لي أن أطرح‬
‫قضية ما حدث في اليوم الذي أطلق فيه عمه النار عليه‪ .‬أطلق عمه رئيس‬
‫الشرطة النار عليه‪ .‬يا إلهي‪ ،‬كيف استوعبت‬
‫هذا األمر؟ وماذا حدث بحق الجحيم‬
‫لتحقيق ذلك؟‬
‫‪،‬وبعد نصف ساعة كنت أرتدي شورًت ا وقميًص ا‬
‫‪.‬وجففت شعري وربطته على شكل ذيل حصان‬
‫بينما كنت أرتدي شبشب‪ ،‬ألقيت نظرة سريعة على هاتفي‬
‫الموجود أعلى خزانة المالبس والتقطته‪ .‬وكانت تحتوي على رسالتين‬
‫أنا استمعت‪ .‬كالهما من ترافيس‪ .‬رميت ‪.‬‬
‫‪.‬الهاتف مرة أخرى إلى أسفل‪ .‬سأعاود االتصال به‪ ،‬لكن ليس اآلن‬
‫رفعت فيبي وبدأت بالخارج للعودة إلى‬
‫منزل آرتشر‪ .‬لقد فكرت في شيء ما بينما كنت على وشك إغالق‬
‫بابي والعودة‪ .‬وبعد بضع دقائق‪ ،‬كنت أقود سيارتي‬
‫‪.‬مبتعًد ا عن منزلي باتجاه طريق براير‬

‫**********‬

‫يا‪ ".‬ابتسمت عندما فتح آرتشر باب منزله"‬


‫لقد ترك بوابته مفتوحة قليًال حتى أتمكن من الدخول وإحضار ‪.‬‬
‫دراجتي إلى الداخل والسماح لفيبي بالتوجه للعثور على كيتي‬
‫‪.‬والجراء‬
‫ابتسم مرة أخرى وفتح الباب على نطاق أوسع بالنسبة لي للدخول‬
‫‪.‬‬
‫دخلت إلى الداخل ورجعت إليه‪ .‬أخذت‬
‫نفسا عميقا‪ .‬شكرا الستضافتي هنا‪ ،‬آرتشر‪ .‬عضضت‬
‫‪...‬شفتي مفكًر ا‪ .‬أتمنى أال تمانع‪ ...‬بعد الليلة الماضية‬
‫‪،‬لم يكن هناك مكان آخر في العالم أردت أن أكون فيه غير هنا‬
‫‪.‬معك اليوم‪ .‬مالت رأسي وأنا أدرسه‪ .‬شكًر ا لك‬
‫لقد شاهد يدي وأنا أتحدث‪ ،‬ونظر إلى عيني‬
‫أخيًر ا‪ ،‬وتعبيًر ا عن السعادة على وجهه‪ .‬أومأ لي‬
‫‪.‬وابتسمت‪ .‬لقد استقبلته‬
‫كان يرتدي نفس الجينز البالي الذي بدا وكأنه‬
‫يمكن أن يتفكك في أي لحظة وقميًص ا ضيًق ا باللون األزرق الداكن‬
‫كانت قدميه عارية‪ ...‬وعندما نظرت إلى األسفل‪ ،‬رأيت أنهما ‪.‬‬
‫تبدوان أفضل بكثير‪ ،‬ويرجع ذلك في الغالب إلى‬
‫انخفاض التورم‪ .‬لكن الجروح والخدوش ال تزال تبدو مؤلمة‪ .‬أنا‬
‫‪.‬كشر‬
‫‪.‬تبعت عيون آرتشر عيني حتى قدميه‬
‫‪.‬إنهم بخير يا بري‬
‫‪.‬كنت ال أزال متشكًكا‪ ،‬لكنني أومأت برأسي على أي حال‬
‫‪.‬ابتسم‬
‫مالت رأسي إلى الجانب‪ .‬لذا يا آرتشر‪ ،‬لقد أحضرت‬
‫شيًئ ا معي‪ ،‬ولكن قبل أن أعرض عليك‪ ،‬أريدك فقط أن‬
‫تعرف أنه إذا لم تعجبك الفكرة‪ ...‬أو‪ ...‬أردت فقط أن تقول‬
‫‪.‬لي ال‪ ،‬فسوف أتفهم ذلك تماًم ا‬
‫‪.‬رفع الحاجب‪ .‬هذا يبدو مخيفا‬
‫لقد تنفست ضحكة صغيرة‪ .‬ال‪ ...‬فقط‪ ...‬حسًنا‪ ،‬دعني‬
‫أريكم‪ .‬ذهبت إلى الحقيبة الصغيرة التي أحضرتها وأخرجت‬
‫‪.‬مقصي‬
‫‪.‬نظر آرتشر إليهم بحذر‬
‫اعتقدت أنك قد ترغب في قصة شعر‪ ،‬قلت‪ ،‬ثم‬
‫أسرعت‪ ،‬ولكن إذا لم تفعل‪ ،‬فال بأس بذلك أيًض ا‪ .‬أنا ال أقول أنك‬
‫بحاجة إلى واحدة‪ ،‬ولكن‪ ،‬حسًنا‪ ،‬أنت بحاجة إلى واحدة‪ .‬ولكن يمكنني أيًض ا أن أقلع قلياًل‬

‫‪.‬أشبه بالتقليم –‬
‫ابتسم ابتسامة محرجة قليًال ووضع يده‬

‫على مؤخرة رقبته‪ ،‬لكنه أنزلها بعد ذلك ونظر إلّي‬


‫‪.‬أرغب بذلك ‪.‬‬
‫‪،‬ابتسمت‪ .‬انت ترغب؟ تمام! أعني أنني لست األعظم‬
‫‪.‬لكن يمكنني تصحيح األمر‪ .‬لقد قمت بقص شعر والدي عدة مرات‬
‫‪.‬ابتسم‪ .‬قطع بقدر ما تريد‪ ،‬بري‬
‫‪.‬حسنا ماذا تريد؟ سأفعل كل ما تريد‬
‫‪،‬نظر إلي‪ ،‬وظهر شيء دافئ في عينيه‬
‫رغم أنه لم يبتسم‪ .‬نظر إلي بجدية وهو‬
‫يبتلع قبل أن يقول أريدك أن تعجبك‪ .‬افعل ما‬
‫‪.‬تشاء‬
‫لقد ترددت‪ ،‬ولم أرغب في أن يشعر وكأنه يفعل‬
‫شيًئ ا لم يكن يريد القيام به‪ .‬أنت متأكد؟‬
‫قال وهو يدخل المطبخ ويسحب أحد‬
‫الكراسي من طاولة مطبخه إلى منتصف األرضية‬
‫‪.‬حيث يمكن إزالة الشعر بسهولة‬
‫ذهبت إلى حمامه وأحضرت منشفة ومشًط ا‬
‫‪،‬على حوضه‪ ،‬ثم انضممت إليه في المطبخ‬
‫‪.‬ولف المنشفة على كتفيه‬
‫بدأت بقص شعره‪ ،‬مع التركيز على أعمال‬
‫القياس والمساء‪ .‬لقد أخبرني أن بإمكاني أن أفعل ما أريد‬
‫ولذلك سأقوم بالبيع على المكشوف‪ .‬كنت أرغب في رؤية‬
‫‪.‬وجهه‪ ،‬وكان لدي فكرة غامضة أنه يستخدم شعره لالختباء‬
‫هل كانت وظيفتي أن أجرده من ذلك؟ ال‪ ،‬لكنه أعطاني‬
‫اإلذن ولذا كنت سأقبله‪ .‬سوف ينمو مرة أخرى إذا‬
‫‪.‬أراد ذلك‬
‫جلست المشط جانًب ا واستخدمت أصابعي لتمشيط‬
‫شعره الداكن الحريري قبل استخدام المقص‪ .‬شعرت بتمرير يدي‬
‫من خالل خيوطه السميكة والمموجة قليًال جًد ا‪ ،‬وشعرت‬
‫بالحميمية والحسية وارتفع معدل نبضي عندما حركت جسدي‬
‫‪.‬حوله‪ ،‬وقطعت الجزء الخلفي أوًال‪ ،‬ثم الجزء األمامي‬
‫وفي كل مرة مررت يدي ببطء على فروة رأسه‪ ،‬كان آرتشر‬
‫‪،‬يرتجف قليًال‪ .‬انحنيت عن كثب وأنا أعمل على شعره‬
‫وأستنشق رائحة الشامبو ورائحته النظيفة‪ .‬كانت‬
‫رائحته مثل الصابون‪ ،‬ولكن تحتها مباشرة كانت‬
‫رائحة المسك الخاصة بذكورته‪ ،‬مما جعل معدتي تنقبض من‬
‫‪.‬الرغبة‬
‫وبينما كنت أتحرك أمامه‪ ،‬وأقوم بتنعيم شعر‬
‫جبهته‪ ،‬نظرت إلى أسفل في وجهه والتقت عيناه‬
‫بعيني قبل أن يغلقهما بإحكام‪ .‬بدا األمر كما لو‬
‫كان يتألم‪ ،‬وكان قلبي متوتًر ا‪ .‬هل أحد منذ أمه‬
‫لمسته بالحنان؟‬
‫واصلت العمل وعندما اقتربت منه ألرفع‬
‫الشعر فوق أذنه‪ ،‬تقطعت أنفاسه‪ .‬انطلقت عيني إلى وجهه‬
‫مرة أخرى‪ .‬اتسعت حدقتا عيناه قليًال وافترقت شفتاه‬
‫تصلبت حلماتي تحت قميصي وتحركت ‪.‬‬
‫‪.‬عيون آرتشر إلى األسفل واتسعت عندما ركز على صدري‬
‫انطلقت عيناه إلى الجانب‪ ،‬وظهرت تلك البقع الحمراء على‬
‫عظام وجنتيه العلويتين‪ ،‬وقبض بيديه اللتين كانتا تجلسان‬
‫‪.‬على فخذيه العضليتين‬
‫انحنيت عليه ألقص المزيد من الشعر‪ ،‬وصدري اقترب‬
‫من وجهه‪ .‬سمعت أنفاسه تتقطع وبدأت في الخروج‬
‫بشكل أسرع‪ ،‬وزفير قليل من الهواء يكسر صمت المطبخ‬
‫نظرت إلى األسفل بينما استندت إلى الخلف ورأيت استثارته ‪.‬‬
‫‪.‬من خالل سرواله‪ ،‬سميكة وصعبة‬
‫تحركت بسرعة خلفه‪ ،‬وسويت شعره‬
‫‪.‬أكثر‪ ،‬وحاولت السيطرة على تنفسي‬
‫شعرت أن عيناي زجاجيتان‪ ،‬وتمنيت أن أكون بخير – لم أستطع‬
‫التركيز‪ ،‬وتجمع البلل بين فخذي‪ .‬لقد كنت‬
‫منفعاًل جًد ا لدرجة أنني بالكاد أستطيع الوقوف – عند قربه‪ ،‬والطريقة التي شعرت‬
‫‪.‬بها عندما لمسته‪ ،‬ومعرفة أنني كنت أؤثر عليه أيًض ا‬
‫لم يسبق لي أن أثارت بهذه السرعة – ومن‬
‫‪.‬قصة شعر غريبة‪ .‬لكن من الواضح أنه كان هناك معي‬
‫وبينما كنت أتحرك ألقف أمامه مرة أخرى‪ ،‬رأيت‬
‫‪.‬أنه كان يرتجف قليًال‬
‫هناك‪ "،‬همست‪" .‬انت انتهيت‪ .‬يبدو األمر جيًد ا حًق ا"‬
‫يا آرتشر‪ .‬ركعت أمامه وابتلعت بشدة‬
‫‪.‬عندما ألقيت نظرة كاملة‬
‫وضعت المقص على المنضدة خلفي واستدرت‬
‫وركعت بأعلى ما أستطيع واقتربت‬
‫منه‪ ،‬وقلبي ينبض بصوت عاٍل في أذني وبين‬
‫ساقي‪ .‬نظرت إليه وألقيت نظرة سريعة على فمه‬
‫‪،‬اندفعت عيناه بسرعة إلى شفتي أيًض ا‪ .‬يا إلهي ‪.‬‬
‫‪.‬أردته أن يقبلني بشدة لدرجة أنني كنت أتألم‬
‫حدق في وجهي وابتلع طعامه بكثافة‪ ،‬وكانت‬
‫تفاحة آدم تتحرك في حلقه وندبته تتجه نحو األعلى‪ .‬وبينما كنا‬
‫نحدق في بعضنا البعض‪ ،‬تحركت حالة من عدم اليقين على وجهه‪ ،‬وضرب‬
‫‪.‬قبضتيه بقوة أكبر على فخذيه‬
‫‪،‬وفجأة‪ ،‬دفع الكرسي إلى الخلف ووقف‬
‫‪.‬مصدوًم ا‪ ،‬وأنا أيًض ا مصدوم‬
‫‪.‬وقال‪ :‬عليك أن تذهب اآلن‬
‫يذهب؟ انا سألت‪ .‬لماذا يا آرتشر‪ ،‬أنا آسف‪ ،‬هل فعلت ذلك؟‬
‫هز رأسه‪ .‬كنت أرى نبضه ينبض في رقبته‬
‫‪.‬ال‪ ،‬ال شيء‪ ،‬أنا فقط‪ ...‬لدي أشياء ألقوم بها‪ .‬يجب أن تذهب ‪.‬‬
‫كان يتنفس بقسوة كما لو كان يركض خمسة أميال فقط‪ .‬في كل‬
‫األوقات التي شاهدت فيها آرتشر يقوم بعمل بدني‪ ،‬لم أشاهده قط‬
‫‪.‬ينقطع أنفاسه بسبب ذلك‪ .‬لقد نظر إلي بتوسل‬
‫"‪.‬حسًنا‪ "،‬همست‪ ،‬واللون يتحرك ألعلى في وجهي‪" .‬تمام"‬
‫جمعت مقصي وتوجهت إلى الغرفة الرئيسية ألضعه‬
‫‪.‬في حقيبتي‪ .‬التفت إلى آرتشر‬
‫‪-‬هل أنت متأكد؟ لم أفعل‬
‫‪.‬نعم‪ ،‬من فضلك‪ ،‬نعم‪ ،‬قال‬
‫تحركت عيناي إلى األسفل واستطعت أن أرى أنه‬
‫‪.‬ال يزال في حالة صحية جيدة‪ .‬لقد ابتلعت مرة أخرى‪ .‬لم أكن أعرف ماذا أفكر‬
‫هل كان محرًج ا ألنه تم تشغيله؟ أم أنه كان منزعًج ا‬
‫من أنني قمت بتشغيله؟ هل كنت متقدًم ا جًد ا؟ هل‬
‫أراد فقط أن نكون أصدقاء وقد أخطأت في قراءته تماًم ا؟ لقد خيم األذى‬
‫‪.‬واالرتباك على ذهني‬
‫‪.‬حسنا" قلت مرة أخرى وأنا أتجه نحو باب منزله"‬
‫أمسك ذراعي بلطف عندما مررت به وأذهلت‬
‫‪.‬قليًال‪ .‬أنا آسف‪ .‬أنا حقا أقدر قصة الشعر‬
‫‪،‬حدقت فيه مرة أخرى‪ ،‬والحظت كم كان يبدو جمياًل‬

‫حليًق ا حديًث ا‪ ،‬وقصة شعر جديدة ونفس االحمرار على خديه‬


‫وعيناه زجاجيتان‪ ،‬ولون بني ذهبي أكثر إشراًق ا ‪،‬‬
‫‪.‬من المعتاد‬
‫أومأت برأسي وخرجت من باب منزله‪ .‬كانت فيبي على‬
‫‪.‬الشرفة‪ ،‬فحملتها وأسرعت بالخروج من بوابة آرتشر‬
‫الفصل ‪16‬‬

‫‪:‬بري‬

‫عدت إلى المنزل ببطء‪ .‬وبحلول الوقت الذي كنت أتجه فيه إلى الشارع‪ ،‬أدركت‬
‫أنني لم أتذكر أًي ا من رحلتي إلى المنزل‪ .‬لقد كنت‬
‫‪،‬أركب في الضباب‪ ،‬غافًال عن أي شيء من حولي‬
‫‪.‬وركزت فقط على مشاعري من االرتباك واأللم‬
‫عندما ظهر كوخ منزلي‪ ،‬رأيت شاحنة كبيرة متوقفة‬
‫أمامي وشخًص ا يقف على شرفتي‪ .‬ي للرعونة؟‬
‫عندما اقتربت أكثر‪ ،‬رأيت أنه ترافيس‪ .‬نزلت من‬
‫دراجتي واستندت بها على السياج‪ ،‬والتقطت فيبي وسرت‬
‫‪.‬نحوه‪ ،‬وابتسامة مشوشة على وجهي‬
‫‪".‬قال وهو يقترب مني‪" :‬مرحًب ا أيها الغريب‬
‫ضحكت بهدوء‪" .‬أنا آسف يا ترافيس‪ .‬أنا ال أحاول أن أكون‬
‫غريًب ا وقد تلقيت رسائلك‪ .‬لقد كنت‬
‫‪.‬مشغوًال حًق ا‪ ".‬التقيت به عند قاعدة درجي‬
‫مد يده من خالل شعره‪" .‬أنا ال أحاول أن‬
‫أطاردك‪ ".‬ابتسم ابتسامة محرجة‪" .‬لقد استمتعت حًق ا‬
‫بقضاء الوقت معك تلك الليلة‪ ،‬وستقيم المدينة‬
‫‪.‬عرًض ا للشرطة وإدارة اإلطفاء في غضون أسابيع قليلة‬
‫هناك دائًم ا عشاء بعد ذلك لتكريم والدي – إنه‬
‫أمر مهم بالنسبة للمدينة… كنت أتمنى حًق ا أن تأتي‬
‫معي‪ .‬ابتسم‪" .‬بالطبع‪ ،‬أتمنى أن تفعلي‬
‫شيًئ ا معي في وقت أقرب من ذلك‪ ،‬لكنني أردت التأكد من‬
‫"‪.‬أنني سألتك مسبًق ا عن العشاء‪ .‬انه مهم بالنسبة لي‬
‫عضضت شفتي‪ ،‬ولم أعرف ماذا أفعل‪ .‬وبعد ذلك خطر‬
‫لي أن والده هو الرجل الذي أطلق النار على آرتشر‪ .‬تكريما‬
‫له؟ كيف يمكنني؟ لم أكن أريد أن أؤذي ترافيس‪ ،‬لقد أحببته‪ .‬لقد‬
‫أحببت آرتشر أكثر‪ .‬يا إلهي‪ .‬فعلُت ‪ .‬لقد فعلت ذلك حًق ا‪ .‬لكن‬
‫آرتشر طردني من منزله‪ ،‬بينما كان ترافيس‬
‫يبذل مجهوًد ا منسًق ا لتعقبي لقضاء بعض الوقت معي‬
‫حتى لو كان ذلك لحدث لم أشعر بالراحة ‪.‬‬
‫عند حضوره‪ .‬أردت فقط أن أدخل إلى منزلي وأفكر في‬
‫‪.‬األمور‪ .‬أردت أن أكون وحيدا‬
‫ابتسمت‪" .‬ترافيس‪ ،‬هل يمكنني التفكير في األمر؟ أنا آسف‪ ...‬هذا‬
‫"‪...‬األمر المعقد برمته‪ ...‬أنا فقط‬
‫وميض شيء يشبه الغضب أو‬
‫خيبة األمل لفترة وجيزة على وجهه قبل أن‬
‫يبتسم ويقول‪" :‬ماذا لو اتصلت بك خالل يوم أو يومين؟" اثنان مع‬
‫‪.‬التفاصيل ويمكنك أن تقول نعم لي بعد ذلك؟ ابتسم‬
‫ضحكت بهدوء وقلت‪" :‬حسًنا‪ ،‬اتصل بي خالل يومين‬
‫‪".‬‬
‫ابتسم ابتسامة عريضة‪ ،‬وبدا مسترضًي ا‪ ،‬ثم انحنى لتقبيلي‬
‫وأدرت رأسي قليًال حتى يتمكن من تقبيل خدي ‪،‬‬
‫لقد عبس عندما استقام مرة أخرى‪ ،‬لكنه لم يقل ‪.‬‬
‫‪.‬أي شيء‬
‫‪".‬قلت بهدوء‪" :‬أتحدث إليك قريًب ا‬
‫أومأ برأسه مرة واحدة ثم سار حولي وتوجه‬
‫‪،‬إلى شاحنته‪ .‬شاهدته من حيث كنت أقف‬
‫‪.‬كتفاه العريضتان ومؤخرته العضلية تمأل بنطاله الجينز بشكل رائع‬
‫لقد كان حقا صيدا‪ .‬لماذا لم أشعر بأي شرارة؟ تنهدت‬
‫‪.‬وذهبت داخل منزلي مع فيبي‬
‫عدت إلى غرفتي واستلقيت على سريري وقبل‬
‫‪،‬أن أعرف ذلك‪ ،‬كنت قد غفوت‪ .‬عندما استيقظت‬
‫كانت الغرفة من حولي مظلمة‪ .‬نظرت إلى الساعة‪ .‬عشرة ثمانية عشر‬
‫‪.‬لقد كنت أنام معظم فترة ما بعد الظهر والمساء بعيًد ا ‪.‬‬
‫ربما ألنني لم أنم جيًد ا في سرير آرتشر‪ ...‬كنت‬
‫أعلم بوجوده في الغرفة المجاورة له‪ .‬تأوهت عندما‬
‫فكرت في آرتشر‪ ،‬وتساءلت عما كان يفعله اآلن‪ .‬كنت‬
‫‪.‬آمل أنني لم أفسد األمور بيننا تماًم ا‬
‫تنهدت وجلست ودخلت فيبي إلى الغرفة‬
‫يا فتاة" قلت بهدوء‪" .‬ربما تحتاج إلى" ‪.‬‬
‫"الخروج‪ ،‬أليس كذلك؟‬
‫‪،‬مشيت بها إلى الباب األمامي وارتديت شبشبي‬
‫مشيًر ا إلى أنني بحاجة إلى رمي الورود المتعفنة الموجودة على الطاولة‬
‫‪،‬بجوار مدخلي‪ ،‬في القمامة‪ .‬عندما فتحت الباب‬
‫‪.‬رأيت على الفور شيًئ ا جالًس ا على السجادة الموجودة على شرفتي‬
‫في حيرة من أمري ‪ ،‬انحنيت والتقطته‪ .‬أخذت نفسا‬
‫ثم بدأت باالبتسام‪ .‬لقد كانت "باقة" من‬
‫قطع حلوى "ألموند جوي" المربوطة مًع ا في المنتصف بقطعة صغيرة من‬
‫‪.‬الخيط‪ ،‬ومربوطة بشكل أنيق في قوس‬
‫‪،‬قلبتها بين يدي‪ ،‬ابتسمت بغباء‬
‫والسعادة تزهر في صدري‪ .‬اعتقدت أن هذا كان‬
‫اعتذارا؟ أو‪ ...‬لفتة صداقة؟ ماذا كان‬
‫!يعني بالضبط؟ تأوهت‪ .‬هذا الرجل‬
‫ضحكت بصوت عاٍل ‪ ،‬وعانقتني بقطع الحلوى ثم‬
‫وقفت هناك مبتسًم ا مثل األحمق أكثر‪ .‬فتى محرجا‬
‫‪.‬آرتشر هيل اللطيف والصامت ‪.‬‬

‫**********‬

‫عملت من ستة إلى اثنين في اليوم التالي وكنت‬


‫‪.‬أتخطى عملًي ا عندما دخلت المطعم‬
‫كان هذا هو الصباح الثاني الذي ال يحتوي على ذكريات الماضي‪ .‬عندما ذهبت للنوم في الليلة السابقة‪ ،‬كنت‬
‫خائًف ا بعض الشيء من أن ذلك الصباح كان بمثابة‬
‫صدفة غريبة‪ .‬ولكن ال‪ ،‬يبدو األمر وكأنه لم يكن كذلك‪ .‬شعرت كأنني‬
‫شخص جديد تماًم ا‪ .‬شخص أخف‪ ،‬شخص مليئ باألمل والحرية‬
‫‪.‬‬
‫وبينما كان عدد الحضور على اإلفطار يتضاءل‪ ،‬صاح نور‬
‫‪.‬من المطبخ‪" :‬ماجي‪ ،‬يجب أن آخذ قسًط ا من الراحة في الخلف‬
‫اتصل بي إذا جاء شخص ما‪ " .‬أزال القفازات البالستيكية‬
‫عن يديه ثم ابتعد عن الشواية وتوجه‬
‫‪.‬إلى غرفة االستراحة الصغيرة خلف المطبخ‬
‫‪.‬هزت ماجي رأسها‬
‫‪.‬هل هو بخير؟" انا سألت"‬
‫اللعنة العنيدة مريضة‪ ،‬لكنها بالطبع لن توظف"‬
‫طباًخ ا آخر‪ .‬إنه رخيص ويعتقد أنه الوحيد القادر‬
‫‪.‬على فعل أي شيء‪ .‬لقد هزت رأسها مرة أخرى‬
‫عبست‪ ،‬وتوقفت في المنضدة وتوجهت‬
‫‪:‬إلى ماجي‪ .‬أملت رأسي وأفكر ثم قلت‬
‫ماجي‪ ،‬إذا كنت بحاجة إلى مساعدة في المطبخ‪ ،‬فإن عائلتي"‬
‫تمتلك متجًر ا لألطعمة الجاهزة وكنت أطبخ هناك‪ .‬أعتقد أنني أستطيع أن أتدبر‬
‫أمري هنا‪ ...‬أعني‪ ،‬كما تعلم‪ ،‬إذا أصبح ذلك‬
‫»‪.‬ضرورًي ا‬
‫ماجي درستني‪" .‬حسًنا‪ ،‬شكًر ا عزيزتي‪ .‬سوف أبقي ذلك في‬
‫"‪.‬بالي‬
‫‪.‬أومأت برأسي وعدت إلى واجبات التنظيف الخاصة بي‬
‫بينما كنت على وشك االنتهاء‪ ،‬رن الجرس فوق الباب‬
‫ونظرت ألعلى ألرى امرأة أقدر أنها في منتصف األربعينيات من عمرها‬
‫تدخل المطعم‪ .‬كانت ترتدي‬
‫بدلة بنطال بيج فاتح بأكمام قصيرة تبدو وكأنها مصممة‪ ،‬وعلى‬
‫الرغم من أنني لم أكن أعرف الكثير عن أسماء العالمات التجارية‪ ،‬إال أنني‬
‫‪.‬الكبير الموجود على حقيبتها يرمز إلى شانيل ‪ C‬كنت أعرف أن شعار‬
‫كان لديها شعر أشقر المع مرفوع على شكل عقدة‪ ،‬مع‬
‫بضع قطع تؤطر وجهها بشكل فني‪ .‬كان مكياجها‬
‫خالًي ا من العيوب‪ ،‬وإن كان ثقياًل بعض الشيء‪ ،‬ومرسوًم ا على وجه مشدود‬
‫‪.‬رأى بوضوح مشرط جراح التجميل‬
‫حسًنا‪ ،‬مرحًب ا سيدة هيل‪ "،‬قالت ماجي وهي تقترب منها"‬
‫‪.‬وكأن ملكة إنجلترا قد دخلت للتو من بابها‬
‫قالت‪" :‬ماجي"‪ ،‬وهي بالكاد تنظر إليها جانًب ا‬
‫وهي تتحرك نحوي عند المنضدة‪ .‬دغدغت أنفي نفحة من‬
‫العطر الباهظ الثمن‪ ،‬الثقيل بالزنابق والورود‬
‫عطست‪ ،‬ورفعت ذراعي ألعلى لتغطية فمي ‪.‬‬
‫وأنفي‪ ،‬ثم أنزلتها لألسفل مرة أخرى‪" .‬اعذرني!" ضحكت‬
‫‪.‬بهدوء‬
‫‪.‬نظرت إلي المرأة وكأنني قد أكون معدًي ا‬
‫يا إلهي‪ ،‬بارك اهلل فيك‪ ،‬لم يكن هناك الكثير لطرحه‪ ،‬أليس كذلك؟ واو‪ ،‬لقد كنت‬
‫‪.‬أتلقى مشاعر جيدة حًق ا هنا‬
‫"‪.‬سأنتظر بينما تغسل يديك"‬
‫"‪.‬آه‪ ،‬حسًنا‪ ،‬سأعود فوًر ا ألخذ طلبك"‬
‫"‪.‬أنا ال آمر"‬
‫لقد توقفت‪ .‬تمام…‪ .‬لكنني أومأت برأسي وأسرعت إلى الخلف‬
‫حيث غسلت وجففت يدي ثم أسرعت إلى‬
‫األمام‪ .‬بينما كنت أسير نحو المنضدة‪ ،‬خطر‬
‫لي فجأة أن أسأل نفسي لماذا كنت أتلقى األوامر من‬
‫‪.‬هذا الشخص على أي حال‬
‫كيف يمكنني مساعدك؟" سألت‪ ،‬مع الحفاظ على مسافة بيني وبين"‬
‫المنضدة‪ ،‬وعدم الرغبة في العطس مرة أخرى‪ .‬كنت‬
‫‪.‬متأكًد ا تماًم ا من أنني مصاب بالحساسية تجاهها‬
‫"‪.‬أنا فيكتوريا هيل‪ ،‬أنا متأكد من أنك سمعت عني"‬
‫‪،‬نظرت إليها بصراحة‪" .‬ال‪ ،‬أنا آسف‪ ،‬لم أفعل‪ "،‬كذبت‬
‫وقد استمتعت بقدر بسيط من نظرة الغضب‬
‫‪.‬التي تومض لفترة وجيزة على وجهها‪ .‬يا لها من عاهرة‬
‫ولكن بعد ذلك تعافت بسرعة‪" .‬حسًنا‪ ،‬أنا سعيد ألنني‬
‫أتيت لتقديم نفسي‪ .‬أنا والدة ترافيس هيل‪ .‬أفهم‬
‫أنك تراه اجتماعًي ا؟‬
‫آه‪ ،‬أنا‪ "...‬توقفت‪ .‬ماذا بحق الجحيم يجري هنا؟ "لقد"‬
‫ذهبت معه في موعد واحد"‪ ،‬قلت وأنا أعقد حاجبي وأتأمل‬
‫هذه المرأة الوقحة‪ .‬لن أخرج مع‬
‫‪.‬ترافيس مرة أخرى‪ ،‬لكن هذه المرأة لم تكن بحاجة إلى معرفة ذلك‬
‫‪.‬قالت‪" :‬نعم‪ ،‬هكذا سمعت"‪" .‬هذا جيد‪ ،‬على ما أعتقد‬
‫يختار ترافيس النساء التي يريد ‪ ...‬رؤيتهن‪ .‬ما ال يناسبني‬
‫هو أنك على ما يبدو أصبحت صديًق ا آلرتشر‬
‫‪.‬هيل‬
‫اتسعت عيني وسقط فمي مفتوحا‪ .‬كيف بحق‬
‫‪.‬الجحيم عرفت ذلك؟ عبرت ذراعي على صدري‬
‫قلت‪" :‬في واقع األمر‪ ،‬إنه أكثر من مجرد صديق"‪ .‬رفعت‬
‫ذقني ونظرت إليها‪ .‬حسًنا‪ ،‬لم يكن هذا‬
‫صحيًح ا تماًم ا ‪ -‬على األقل فيما يتعلق بآرتشر ‪ -‬لكنني أردت‬
‫رؤية النظرة على وجهها عندما قلت ذلك‪ .‬كان ازدراءها آلرتشر‬
‫واضًح ا‪ ،‬ولم يكن لدي أي فكرة عن السبب‪ .‬وأفضل طريقة‬
‫يمكن أن أفكر بها للدفاع عنه في تلك اللحظة هي أن أخبرها أنني‬
‫‪.‬أراه‬
‫‪،‬نظرت إلي لبضع ضربات ثم ضحكت‬
‫مما أحدث صاعقة من الغضب عبر جسدي‪" .‬حسنا‪ ،‬أليس‬
‫هذا مألوفا؟ فتاة صغيرة أخرى تقود أبناء هيل‬
‫من خالل أعضائهم الذكورية؟» ثم ضاقت عينيها‪" .‬هذا الصبي لديه‬
‫"جانب عنيف‪ .‬هل أخبرك أحد؟‬
‫‪.‬انخفض فمي مفتوحا‪" .‬الجانب العنيف؟" انا ضحكت‬
‫"‪...‬أنت مخطئ بشأن ذلك"‬
‫لوحت بيدها‪ ،‬وأسكتتني‪" .‬اسأليه يا‬
‫فتاة صغيرة‪ .‬سمعت أنك تعرف لغة اإلشارة وتقوم بتعليمها له‬
‫اسأليه عن كيفية محاولته االعتداء علّي ‪.‬‬
‫‪.‬منذ عدة سنوات”‪ .‬أومأت برأسها وكأنها تتفق مع نفسها‬
‫لم أقل شيًئ ا‪ ،‬أحدق بها‪ ،‬ولم أصححها فيها‬
‫‪.‬على افتراض أنني كنت أعلم آرتشر كيفية التوقيع‬
‫وتابعت‪" :‬ابتعد عنه"‪" .‬شيء جيد يمكن أن‬
‫يأتي منه‪ .‬وبالنسبة لفتاة ليست غريبة على العنف‪ ،‬أعتقد‬
‫أنك ستستمعين إلى تحذيري‪ .‬ال يوجد أي معرفة متى سوف‬
‫‪.‬يتصدع ويفعل شيًئ ا يؤذيك‪ .‬بمناسبة كلمتي‬
‫"‪.‬لقد فعل ذلك من قبل‪ .‬اتمنى لك يوم جيد‬
‫وبهذا استدارت واتجهت نحو الباب‪ ،‬وأومأت برأسها‬
‫قليًال إلى ماجي التي كانت تجلس اآلن على‬
‫‪.‬طاولة االستراحة تحاول أن تبدو وكأنها ال تتنصت‬
‫لقد كنت على االرض‪ .‬لقد نظرت تلك المرأة بداخلي‪ ،‬لقد‬
‫بحثت في هويتي وماذا كان في الماضي؟ لماذا؟ ومن‬
‫كل العاهرات المتعاليات‪ ...‬العاهرات! الذين كانوا حقا‬
‫!مشاكس‬
‫‪.‬عندما ُأ غلق الباب‪ ،‬أسرعت ماجي نحوي‬
‫‪.‬ما الذي كان يدور حوله ذلك؟" سألت‪ ،‬عيون واسعة"‬
‫كنت ال أزال واقفًا هناك عابسًا‪" .‬ليس لدي أي‬
‫”فكرة حرفًي ا‪ .‬من تظن تلك المرأة أنها؟‬
‫تنهدت ماجي‪" .‬لطالما كانت توري هيل صاحبة مكانة عالية‬
‫وقوية منذ اليوم الذي دخلت فيه المدينة‪ ،‬بل وأكثر من ذلك بعد أن‬
‫تزوجت من كونور هيل‪ .‬إنها متعجرفة ويصعب‬
‫التعامل معها بعض الشيء‪ ،‬لكن ماذا تقول عن امرأة تمتلك‬
‫البلدة اللعينة بأكملها‪ ،‬بما في ذلك جميع الشركات‪ ،‬ولديها‬
‫أموال أكثر من اهلل؟‬
‫"أنها بحاجة إلى شراء شخصية أفضل لنفسها؟"‬
‫‪.‬انا عرضت‬
‫‪،‬ضحكت ماجي بهدوء‪" .‬أنا ال أختلف معك‬
‫ولكن‪ "...‬هزت كتفيها‪" .‬إنها في الغالب تحتفظ بنواديها االجتماعية المختلفة‬
‫على الجانب اآلخر من البحيرة‪ .‬ليس لدي أي سبب حقيقي للتفاعل‬
‫معها‪ .‬بالطبع‪ ،‬هي ال تصنع أي معجبين جدد‬
‫‪.‬بما تخطط لفعله بالمدينة‬
‫"نظرت إلى ماجي‪" .‬هل سيؤثر ذلك عليك وعلى نورم؟‬
‫هزت رأسها‪" .‬ال نعرف بعد‪ .‬لم يرى أحد‬
‫الخطط النهائية‪ .‬الشيء الوحيد الذي يعرفه أي شخص على وجه اليقين هو أن‬
‫‪».‬الشقق السكنية سُت بنى على الشاطئ‬
‫نظرت إلى الوراء من النافذة حيث اختفت فيكتوريا هيل‬
‫‪.‬قاب قوسين أو أدنى قبل بضع دقائق‬
‫"‪.‬همم"‬
‫"واآلن ما سبب رؤيتك آلرتشر هيل؟"‬
‫‪.‬سألت ماجي‪ ،‬قاطعة أفكاري‬
‫زفرت ونظرت إليها وأسندت فخذي‬
‫على المنضدة‪" .‬ربما كان ذلك‬
‫مبالغة بعض الشيء‪ ،‬ولكن‪ ...‬كنت أذهب إلى ممتلكاته وأقضي‬
‫"‪.‬الوقت معه‪ .‬أنا أحبه‬
‫"‪.‬لقد اعتقدت دائًم ا أنه كان بسيط التفكير"‬
‫هززت رأسي بقوة‪ُ" .‬م ْط َلقًا‪ .‬إنه ذكي‬
‫ومضحك ولطيف‪ .‬قلت له‪ ،‬واحمر خجًال‬
‫قليًال ونظرت إلى األسفل عندما نظرت إلّي ماجي بفضول‬
‫‪.‬‬
‫‪".‬قالت وهي تبدو مصدومة‪" :‬أنت تحبينه حًق ا‬
‫"‪.‬حسًنا‪ ،‬من كان ليخمن؟ همم"‬
‫قلت‪" :‬أنا أفعل"‪" .‬هناك الكثير مما يعجبك‪ .‬على أية حال‪ ،‬ما الذي كانت‬
‫”تتحدث عنه فيكتوريا هيل – كون آرتشر عنيًف ا؟‬
‫هزت ماجي كتفيها‪" .‬ال يوجد فكرة‪ .‬لم أر أي شيء من‬
‫‪،‬هذا القبيل‪ .‬كما قلت‪ ،‬اعتقدت دائًم ا أنه كان بسيًط ا‪ .‬بالطبع‬
‫لن أتفاجأ أيًض ا‪ .‬أعتقد أنه موجود في الجينات‪ .‬وكان والده‬
‫في حالة سكر لئيم‪ .‬حاولت زوجته المسكينة تلك إخفاء‬
‫"‪...‬الكدمات‪ ،‬لكننا جميًع ا كنا نعرف‬
‫أسندت فخذي على المنضدة‪" .‬هل فعل أحد‬
‫أي شيء؟" سألت وأنا أشعر بثقل في قلبي على‬
‫‪.‬والدة آرتشر‬
‫أومأت ماجي‪" .‬كان شقيقه كونور هيل‬
‫موجوًد ا دائًم ا‪ .‬لقد تشاجرت مع هذين االثنين عدة مرات حسب‬
‫‪.‬ما أعرفه‪ .‬لقد هزت رأسها مرة أخرى‬
‫عضضت شفتي‪ ،‬وتساءلت مرة أخرى عما حدث بالفعل‬
‫‪.‬بين هذين األخوين منذ فترة طويلة‬
‫قالت ماجي‪" :‬من األفضل أن أذهب للتحقق من نورم"‪" .‬يجب أن‬
‫أتأكد من أنه لم يتراجع هناك في غرفة االستراحة‪ .‬لن يكون‬
‫"‪.‬جيًد ا لألعمال‬
‫ضحكت بهدوء ورجعت إلى العمل وعقلي ممتلئ‬
‫باألسئلة عن اإلخوة واألسرار والفتاة التي أحبها كالهما‬
‫واألرملة المشاكسة‪ .‬تساءلت كيف يتناسب اللغز بأكمله‬
‫‪.‬مًع ا‪ ،‬وأين يتناسب آرتشر بين كل ذلك‬
‫الفصل ‪17‬‬

‫‪:‬بري‬

‫غادرت المطعم في وقت الحق بعد ظهر ذلك اليوم والحظت أن الجو كان‬
‫بارًد ا بشكل ملحوظ‪ ،‬ال يزال دافًئ ا ويشبه الصيف في الغالب‪ ،‬حتى‬
‫أنني اعتقدت أنها بداية شهر سبتمبر‪ ،‬لكنني اعتقدت أن إحساس‬
‫الخريف كان يمأل الهواء‪ .‬كانت األوراق قد بدأت للتو في‬
‫تغيير لونها هنا وهناك‪ ،‬ورأيت الجينز والسترات الصوفية في‬
‫المستقبل القريب‪ .‬توقفت عند سيارتي‪ .‬هل هذا يعني أنني سأبقى‬
‫هنا؟ لقد مضى على وجودي في بيليون أقل من شهر‪ ،‬ولكنني‬
‫بدأت أفكر فيه باعتباره موطني‪ .‬يجب أن أفكر في‬
‫‪.‬كل شيء‪ .‬في الوقت الحالي‪ ،‬لم أشعر بأي اندفاع‬
‫فتحت باب سيارتي وشعرت فجأة بربتة خفيفة‬
‫على كتفي‪ .‬لقد اندهشت‪ ،‬وأخذت نفًس ا حاًد ا وأدور‬
‫حولي‪ .‬قابلني زوج من العيون البنية الذهبية‪ .‬لجزء‬
‫من الثانية‪ ،‬كنت في حيرة من أمري‪ ،‬عندما تفحصت عيناي‬
‫‪.‬الوجه الجميل تحت رأس ذو شعر قصير داكن اللون‬
‫آرتشر‪ .‬تنفست وضحكت ووضعت يدي على صدري‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬ابتسم‪ .‬آسف‬
‫ضحكت مرة أخرى‪ .‬ال بأس‪ .‬أنا فقط لم أسمعك تقترب‬
‫أنا جعدت جبيني‪ .‬ما الذي تفعله هنا؟‬
‫قال‪ :‬أنا هنا من أجلك‪ ،‬وهو يضع يديه في جيوبه‬
‫وينظر إلى حذائه للحظة قبل أن يخرج يديه‬
‫من جيوبه ويعود للخلف‪ .‬هل هذا مقبول؟ لقد أبقى‬
‫رأسه منحنًي ا‪ ،‬لكنه نظر إلّي ‪ ،‬وأغمض عينيه قليًال‪ .‬انقلبت معدتي‬
‫‪.‬‬
‫نعم‪ ،‬ال بأس‪ ،‬قلت له مبتسمًا‪ .‬لقد حصلت على الباقة‬
‫‪.‬التي تركتها لي‪ .‬احببته‬
‫أومأ برأسه وابتسم ابتسامة صغيرة‪ ،‬ولكن بعد ذلك اتخذ وجهه‬
‫‪.‬تعبيًر ا قلًق ا‬
‫‪ -‬قال وهو يمرر يده على شعره القصير‪ :‬أنا آسف لما حدث باألمس ‪ .‬يجب أن أشرح‪ ،‬أنا‬
‫آرتشر‪ ،‬قلت وأنا أمسك بيده لمنعه من‬
‫التحدث‪ ،‬ماذا عن درس الطبخ الليلة ويمكننا‬
‫التحدث بعد ذلك؟ هل هذا بخير؟‬
‫‪،‬تفحصني للحظة ثم أومأ برأسه‪ ،‬نعم‬
‫وأعاد يديه إلى جيوبه ونظر حوله‬
‫‪.‬بعصبية‬
‫ابتسمت‪ .‬حسًنا‪ ،‬عظيم… جيد‪ .‬سأعود إلى المنزل وأقوم‬
‫‪.‬بالتنظيف وأركب الدراجة‬
‫‪.‬أومأ برأسه مرة أخرى‪ ،‬نعم‬
‫‪.‬قلت‪ :‬ادخل‪ ،‬وأنا أشير إلى سيارتي‪ .‬سأقودك إلى المنزل‬
‫نظر إلى سيارتي وكأنها طبق طائر‪ .‬ال‪ ،‬سأمشي‬
‫‪.‬‬
‫عبوس في وجهه‪ .‬آرتشر‪ ،‬بصراحة‪ .‬لماذا المشي عندما أستطيع أن‬
‫أقودك؟‬
‫‪.‬بدأ في التراجع‪ .‬سوف أراك بعد قليل‬
‫لقد نظرت إليه فقط حتى استدار وبدأ في المشي‬
‫بعيًد ا‪ .‬حسنا‪ ،‬تناسب نفسك إذن‪ ،‬اعتقدت‪ .‬عندها الحظت أن‬
‫جميع الناس ينظرون في طريقي بفضول‪ ،‬ويسيرون‬
‫‪،‬ببطء‪ ،‬دون أن يحاولوا حتى إخفاء فضولهم‪ .‬يا إلهي‬
‫المدن الصغيرة يمكن أن تكون مزعجة للغاية‪ .‬هل كان هناك أي خصوصية هنا‬
‫على اإلطالق؟‬
‫‪.‬ركبت سيارتي وتوجهت إلى المنزل‬

‫**********‬

‫بمجرد وصولي إلى منزلي‪ ،‬أخذت حماًم ا سريًع ا وارتديت‬


‫سروالي الكتاني األصفر الشاحب وقميصي األبيض المفضل‬
‫‪،‬قمت بتجفيف شعري جزئًي ا وربطته للخلف بشكل غير محكم ‪.‬‬
‫وتركت بعض الخصالت لتأطير وجهي‪ .‬أخذت بضع‬
‫‪،‬دقائق إضافية أمام المرآة‪ ،‬ألبدو بمظهر جميل أمام آرتشر‬
‫وشعرت بقشعريرة في بطني عندما فكرت في‬
‫‪.‬قضاء الوقت معه‬
‫بعد عشرين دقيقة‪ ،‬وصلنا أنا وفيبي إلى‬
‫‪.‬بوابة آرتشر المفتوحة‪ ،‬ودخلنا بعجلة‪ ،‬وأغلقتها خلفنا‬
‫كالعادة‪ ،‬انطلقت فيبي عبر الفناء بحًث ا عن‬
‫كيتي والجراء الذين كانوا يتبعون أمهم اآلن‬
‫أثناء قيامها بمهام سرية في جميع أنحاء العقار‪ .‬ابتسمت‬
‫لنفسي‪ .‬أعتقد أنني كنت أود مقابلة العم‬
‫‪.‬نيت‬
‫خرج آرتشر من منزله وابتسم لي‪ ،‬فابتسمت‬
‫ابتسامة عريضة وأنا أسير نحوه‪ .‬كان األمر سيستغرق مني‬
‫‪.‬بعض الوقت للتعود على مظهره الجديد‪ .‬يا إلهي‪ ،‬كان رائعًا‬

‫من المؤكد أن مالبسه كانت ال تزال غريبة بعض الشيء بالنسبة‬


‫لرجل في العشرينات من عمره‪ ...‬انتظر‪ ،‬كم كان عمر آرتشر على أي حال؟‬
‫وعلى بعد حوالي عشرين قدًم ا منه‪ ،‬وقعت‪ ،‬كم عمرك؟‬
‫بدا مرتبًكا للحظة‪ ،‬ثم نظر بعيًد ا‬
‫‪.‬كما لو كان يحسب‪ ،‬وقال‪ :‬ثالثة وعشرون‬
‫توقفت‪ ،‬عابًس ا‪ .‬لماذا تبدو مرتبكا؟‬
‫هز رأسه قليال‪ .‬لم يكن العم نيت‬
‫يحتفل بأعياد الميالد بالضبط‪ ،‬لذا أنسى العام أحياًن ا‪ .‬عيد ميالدي‬
‫‪.‬هو الثاني من ديسمبر‬
‫لم أكن أعرف ماذا أقول لذلك‪ .‬لم يحتفل أحد‬
‫بعيد ميالده؟ كل هذه السنوات؟ بدا األمر وكأنه‬
‫شيء بسيط نسبًي ا‪ ،‬ولكن لسبب ما‪ ،‬جعل قلبي‬
‫‪.‬يضغط بشكل مؤلم‬
‫‪.‬أنا آسف يا آرتشر‪ ،‬قلت ذلك عندما وصلت إليه مباشرة‬
‫هز كتفيه وكأنه ليس هنا وال هناك‪ .‬تعال‬
‫للدالخل؟‬
‫‪.‬أومأت‬
‫‪،‬قلت له وأنا أتبعه إلى داخل منزله‪" :‬بالمناسبة‬
‫‪،‬أنت ال تعرف شيًئ ا عن درجي األمامي المفكوك‬
‫أليس كذلك؟" لقد الحظت أنه لم يعد فضفاًض ا بعد اآلن عندما عدت‬
‫إلى المنزل من العمل في وقت سابق‪ .‬لم يكن من الممكن‬
‫أن يعلم جورج كونيك بذلك‪ .‬لم أتصل به‪ .‬آخر‬
‫‪.‬شخص صعد سلمي كان آرتشر‬
‫‪.‬نظر إلّي وأدار جسده قليًال‬
‫وقال إن األمر خطير‪ .‬لقد ذهبت وأصلحته في وقت سابق اليوم‪ .‬استغرق األمر‬
‫‪.‬بضع دقائق فقط‬
‫‪.‬لقد تنفست‪" .‬شكًر ا لك‪ .‬لقد كان ذلك مدروًس ا حًق ا‬
‫اهلل هذا الرجل‪ .‬كان سيقتلني بالحالوة‬
‫‪.‬الزائدة‬
‫‪.‬أومأ برأسه ببساطة كما لو لم يكن شيًئ ا‬
‫عندما دخلنا‪ ،‬أخذ بيدي وقادني إلى األريكة‬
‫‪.‬وجلسنا مًع ا‪ .‬نظرت إليه بترقب‬
‫إن النظر إلى هذا الرجل الضخم والجميل‪ ،‬ذو الجسم الذي‬
‫قضى العديد من الرجال ساعات في صالة األلعاب الرياضية من أجله‪ ،‬والجلوس أمامي ويبدو‬
‫خجواًل للغاية وغير متأكد‪ ،‬كان أمًر ا يصعب علي أن أستوعبه‬
‫ومع ذلك فقد جعل قلبي يتسارع‪ .‬والدفء ‪-‬‬
‫يسري في عروقي‪ .‬بدا‬
‫غير مرتاح بعض الشيء‪ ،‬لكنه أخذ نفًس ا عميًق ا ووقع‪" ،‬حول‬
‫األمس‪ ...‬لقد‬
‫قاطعته‪ ،‬آرتشر‪ ،‬ليس عليك أن تشرح‪ ".‬أعتقد أنني‬
‫‪-‬أفهم‬
‫ال‪ ،‬ال تفهم‪ ،‬لقد قاطعني‪ .‬فرك يده‬
‫‪،‬على شعره القصير الجديد‪ .‬بري‪ ،‬أنا لست كذلك‪ ...‬أطلق تنهيدة‬
‫وأطبق فكه قليًال‪ .‬ليس لدي خبرة في‪ ...‬عيناه‬
‫تشعران بالملل في عيني‪ ،‬وتتألقان بكثافة‪ .‬شعرت بهذه الشدة‬
‫بين فخذي‪ .‬لم أستطع منع نفسي من ذلك‪ ،‬كان جسدي يتفاعل معه‬
‫‪.‬سواء طلبت ذلك أم ال‬
‫هل أستطيع ان أسألك سؤال؟ قال‪ :‬تلك البقع الحمراء نفسها‬
‫تظهر عاليًا على عظام وجنتيه‪ .‬يا إلهي‪ ،‬لقد كان جميًال بالنسبة‬
‫‪.‬لي‬
‫‪.‬أي شئ‬
‫هل‪ ...‬تريد مني أن أقبلك باألمس؟ هل تريد‬
‫مني أن أتطرق إليك؟ افترقت شفتاه قليًال‪ ،‬وراقبني بحثًا‬

‫‪.‬عن إجابتي وكأن حياته تعتمد عليها‬


‫نعم‪ ،‬قلت دون تردد‪ .‬لقد لعبت ألعاًبا مع‬
‫شباب في الماضي‪ .‬ألعاب المغازلة وصعبة المنال‪ ،‬لكن مع‬
‫آرتشر‪ ،‬لم أفكر في األمر ثانية‪ .‬الصدق الكامل‬
‫كان الشيء الوحيد الذي سأعطيه له‪ .‬لن أتعمد أبًد ا‬
‫إيذاء هذا الرجل الجميل والحساس والجريح أكثر‬
‫‪.‬مما أصيب به بالفعل‬
‫أطلق أنفاسه بصوت عاٍل ‪ .‬أردت أن أقبلك‬
‫‪-‬أن ألمسك‪ .‬لم أكن أعرف‪ ...‬إذا كنت تريد ذلك أيًض ا ‪،‬‬
‫ابتسمت ونظرت إليه من خالل رموشي‪ .‬قلت آلرتشر وأنا‬
‫أمسك بيده وأضعها على قلبي الذي كان‬
‫ينبض بعنف في صدري‪" .‬هل تشعر بذلك؟" همست‬
‫مستخدمًا صوتي ألن يدي كانتا ممسكتين بي‪" .‬هذه هي‬
‫الطريقة التي تؤثر علي‪ .‬قلبي ينبض بشدة‪ ،‬ألنني أريدك‬
‫‪.‬أن تقبلني بشدة لدرجة أنني بالكاد أستطيع التنفس‬
‫اتسعت عيناه‪ ،‬واتسعت حدقاته بشكل كبير لدرجة أن عينيه‬
‫البنيتين الذهبيتين بدت بنية داكنة‪ .‬لقد مر شيء‬
‫ملموس تقريًب ا بيننا‪ .‬نظر من عيني إلى فمي‬
‫ثم عاد إلى عيني مرة أخرى‪ .‬لم أتحرك‪ ،‬وأنا‬
‫أعلم غريزًي ا أن تولي زمام المبادرة هنا يعني شيًئ ا بالنسبة له‪ .‬جلست‬
‫ساكًنا وعيني تتجول في فمه أيًض ا‪ .‬لقد لعق شفتيه‬
‫وأرسلت تلك الحركة الصغيرة شرارة من الكهرباء مباشرة‬
‫بين ساقي‪ .‬قمت بعصرهما مًع ا بخفة‪ ،‬محاواًل‬

‫‪.‬تخفيف األلم الذي كان يتراكم هناك‬


‫قبلني‪ ،‬قبلني"‪ ،‬هتفت في ذهني‪ ،‬والتوتر"‬
‫يتصاعد كثيًر ا لدرجة أنه عندما بدأ رأسه أخيًر ا‬
‫‪.‬يتحرك ببطء نحو رأسي‪ ،‬كدت أتأوه بارتياح‬
‫تحرك نحوي‪ ،‬وشفتاه تفترقان قليًال‪ ،‬والنظرة‬
‫على وجهه مزيج بين عدم اليقين والشهوة الصارخة‪ .‬لن‬
‫أنسى أبًد ا تلك النظرة‪ ،‬فطالما عشت‪ ،‬لن أنسى أبًد ا‬
‫الجمال المطلق للتعبير على وجه آرتشر‪ .‬في المرة القادمة‬
‫‪،‬لن يكون هو نفسه‪ .‬بمجرد أن قبلني‪ ،‬قبلته األولى‬
‫عرفت أن األمر لن يكون كما كان مرة أخرى‪ .‬شربته وحفظته‬
‫وجعلته جزًء ا مني‪ .‬وبعد ذلك وصلت شفتاه‬
‫إلى شفتي‪ ،‬وتأوهت‪ ،‬وهو صوت الهث يتصاعد‬
‫‪،‬من حلقي بال انقطاع‪ .‬فتح عينيه وتوقف للحظة‬
‫وأصبحت عيناه أكثر قتامة قبل أن يضغط بشفتيه بقوة‬
‫على شفتي‪ ،‬ويغلق عينيه مرة أخرى‪ .‬أغلقت شفتي أيًض ا‬
‫وانغمست في ملمس شفتيه الناعمتين وهو‬
‫يتذوق شفتي ويجربها وينظفها بلطف ثم يضغط عليها مرة أخرى‪ .‬بعد‬
‫عدة ثوان‪ ،‬قرب جسده مني ومر لسانه‬
‫على شفتي التي فتحتها‬
‫على الفور‪ ،‬ودعوته للدخول دون تحفظ‪ .‬دخل لسانه‬
‫إلى فمي مؤقًت ا واستخدمت لساني للتشابك‬
‫معه‪ .‬لقد ضغط على جسده بشكل أقرب‬
‫وأطلق زفيًر ا صغيًر ا من فمه إلى فمي‪ ،‬كما لو كان يبث‬
‫‪.‬الحياة في داخلي‪ .‬وربما كان كذلك‪ .‬ربما كان كذلك طوال الوقت‬
‫أعادني برفق على األريكة‪ ،‬ولم‬
‫ينفصل فمه عن فمي أبًد ا‪ ،‬وانحنى فوقي‪ ،‬مائاًل رأسه‬
‫تعمقت القبلة بينما استمر لسانه في التحرك ‪.‬‬
‫‪.‬داخل فمي‪ ،‬وقابلت لسانه في رقصة بطيئة ومثيرة‬
‫‪.‬ولم يكن هناك شيء أفضل من أي وقت مضى‬
‫إن االرتياح الهذياني الذي أزهر في قلبي عندما‬
‫‪،‬شعرت بمدى رغبتي في أن يقبلني هذا الرجل فوقي‬
‫‪.‬جعلني أرغب في البكاء من السعادة‬
‫بعد عدة دقائق‪ ،‬ابتعد‪ ،‬الهًث ا‪ ،‬يمتص‬
‫الهواء وينظر في عيني‪ .‬حدقت فيه وابتسمت‬
‫لكن بدًال من أن يبتسم لي‪ ،‬ضغط شفتيه على ‪،‬‬
‫شفتي ورفع يديه لألعلى ومرر أصابعه في‬
‫شعري‪ ،‬ممسًكا بحفنات لطيفة‪ .‬لقد شعرت باالرتياح لدرجة أنني تأوهت‬
‫مرة أخرى‪ ،‬وضغطت على فخذي ألعلى في جسده الصلب‪ .‬شعرت‬
‫بانتصابه‪ ،‬بقوة وسميكة‪ ،‬واهتزت حتى تم الضغط عليه‬
‫في المكان الذي أحتاج إليه‪ ،‬وكانت حرارته تشع عبر‬
‫‪.‬خامة بنطاله الجينز والمواد الرقيقة لشورتي الكتاني‬
‫‪،‬نفخ نفخة صغيرة أخرى من الهواء في فمي‬
‫فشربتها‪ ،‬وأنا أعلم أنه أنين ال‬
‫‪.‬صوت له‬
‫ضغط على انتصابه لألسفل بلطف وفصل شفتيه‬
‫عن شفتي لينظر إلى وجهي بتساؤل‪ ،‬ليرى ما إذا كنت‬
‫موافًق ا على ما كان يفعله‪ .‬لطفه واهتمامه‬
‫‪،‬بما أريد جعل قلبي يعتصر بشدة‬
‫"‪.‬فابتسمت ابتسامة صغيرة‪" .‬نعم‪ "،‬زهدت‪" .‬نعم‬
‫استأنف تقبيلي وأضاف اآلن التدحرج اللطيف‬
‫لوركيه حتى يتحرك انتصابه فوق البظر في‬
‫دوائر لذيذة‪ .‬تساءلت عما إذا كان يعلم أن الحركات التي كانت‬
‫تسعده كانت تسعدني أيًض ا‪ .‬لقد حرصت‬
‫على التعبير عما أحببته فيما كان يفعله‪ ،‬عن طريق‬
‫اللهاث في فمه والضغط على وركّي فيه‪ .‬قام‬
‫بتعديل حركاته وفًق ا لردود أفعالي‪ ،‬وحقيقة‬
‫أنه كان متناغًم ا جًد ا مع متعتي الخاصة‪ ،‬أرسلت‬
‫‪،‬موجة أخرى من اإلثارة إلى أعماقي‪ ،‬مما تسبب في ارتعاش البظر وتورمه‬
‫والدم ينبض بقوة هناك‪ .‬فكرت بذهول كم‬
‫‪،‬من هذا الرقص بين الرجل والمرأة كان غريزة خالصة‬
‫‪.‬وتواصاًل غير معلن خالًص ا‬
‫وبينما كان يتحرك فوقي‪ ،‬احتكت حلماتي المتصلبة على صدره‬
‫‪.‬مما تسبب في انطالق المزيد من الشرر نحو األسفل ‪،‬‬
‫خرجت دفعة أخرى من الهواء من فمه‪ ،‬وعندما شعرت‬
‫بها‪ ،‬انقبض جسدي بشكل لذيذ‪ ،‬وارتعشت عندما‬
‫حررت‪ ،‬وتحررت من فمه وصرخت‪ ،‬وصدري‬
‫‪.‬يتقوس إلى الخلف‬
‫شعرت به يرتجف أيًض ا ثم ظل فوقي‪ ،‬وكان تنفسه‬
‫متشنًج ا‪ .‬عندما فتحت عيني‪ ،‬كان يحدق بي‬
‫نظرة تعجب خالصة ومذهولة‪ .‬جلس‪ ،‬وال يزال ينظر ‪،‬‬
‫إلي‪ ،‬ووقع‪ ،‬هل كان من المفترض أن يحدث ذلك؟ فقط من‬
‫التقبيل‪ ،‬يعني؟‬
‫ضحكت وأومأت برأسي ورفعت يدي‪ .‬قلت نعم‪ ،‬أعني‬
‫‪.‬نعم‪ ،‬يحدث ذلك أحياًن ا ‪،‬‬
‫انحنأت وقبلته بخفة على فمه‪ .‬عندما‬
‫انحنى إلى الخلف‪ ،‬انفجر وجهه في ابتسامة كبيرة‪ .‬يا اهلل يا‬
‫قلبي‪ .‬قلبي لم يتحمل تلك االبتسامات لقد كانت أكثر من‬
‫‪.‬الالزم – جميلة جًد ا وساحقة جًد ا‬
‫ضحكت من النظرة المتعجرفة قليًال على وجهه‪ .‬لم أكن‬
‫أريد أن أخبره أن القدوم مرتدًي ا بنطالك لم يكن‬
‫‪،‬شيًئ ا يدعو للغرور‪ ،‬ألن الحقيقة كانت‬
‫لم أكن أعتقد أنني كنت منفعاًل على اإلطالق كما كنت في‬
‫هذا األمر األريكة معه قبل دقائق قليلة‪ .‬لذلك‪ ،‬يمكن أن يكون‬
‫متعجرًف ا في الوقت الحالي‪ .‬ضحكت مرة أخرى بسعادة وقبلته‬
‫‪.‬بخفة مرة أخرى‬
‫استندت إلى الوراء وقلت‪ ،‬لن أعطيك‬
‫درس الطبخ هذا اآلن‪ .‬انا ذاهب لطهي الطعام بالنسبة لك‪ .‬أريد أن‬
‫أعتني بك الليلة‪ .‬هل هذا مقبول؟‬
‫لقد درسني‪ ،‬وظهر شيء دافئ ولطيف في‬
‫‪.‬عينيه الجميلتين وأومأ برأسه ببساطة‪ ،‬نعم‬

‫**********‬

‫بينما كان آرتشر يغتسل‪ ،‬جعلت نفسي في المنزل في مطبخه‬


‫الصغير وبدأت في إعداد وجبة له‪ .‬كانت هذه هي‬
‫المرة األولى التي أطبخ فيها منذ ما يقرب من عام‪ ،‬لكنني لم أشعر‬
‫إال بالسعادة والرضا عندما كنت أقوم بالتقطيع والخلط والتحضير‬
‫وأطنين أثناء العمل‪ .‬جاء آرتشر وسكب ‪،‬‬
‫رقائق البطاطس في وعاء صغير وأخرج وعاًء ا من البصل‬
‫‪.‬من ثالجته ووضعه على المنضدة‬
‫‪.‬قال مبتسما ‪ :‬المقبالت‬
‫باِه ظ‪ .‬ضحكت‪ ،‬ثم دفعت بعض الرقائق جانًب ا حتى‬
‫‪.‬أصل إلى واحدة انطوت أثناء عملية القلي‬
‫تلك كانت المفضلة لدي‪ .‬لقد كانت مقرمشة قليًال‬
‫وكانت مثالية الستخدامها كمغرفة صغيرة للتغميس‪ .‬وضعته في‬
‫‪.‬فمي وابتسمت له‪ ،‬ثم عدت إلى العمل‬
‫‪،‬لم نتحدث كثيًر ا أثناء طهي الطعام‪ ،‬حيث كانت يداي مشغولتين‬
‫لكن بدا آرتشر راضًي ا بمجرد مشاهدتي‪ ،‬واقًف ا ووركه‬
‫الضيق مسنًد ا إلى المنضدة‪ .‬نظرت إليه‬
‫عدة مرات‪ ،‬واقفا هناك وذراعيه متقاطعتان على صدره‬
‫‪.‬وابتسامة صغيرة سعيدة على وجهه‬
‫‪،‬لقد جذبني إليه عدة مرات وقبلني بعمق‬
‫وبدا مذهواًل مرة أخرى عندما لم أوقفه‪ .‬ثم‬
‫ابتسمت ووجدت شريحة مطوية أخرى ووضعتها في‬
‫‪.‬فمي‬
‫عندما انتهى العشاء‪ ،‬قمت بإعداد طاولته الصغيرة وجلسنا‬
‫وقمت بإعداد الطعام‪ .‬أمسك آرتشر بيدي ‪،‬‬
‫وقال‪ ،‬شكًر ا لك على هذا‪ ،‬بدا وكأنه طفل صغير‬
‫ال يعرف تماًم ا كيف يعبر عما كان يقصده حًق ا‪ .‬شكرا‬
‫لك‪ ،‬كرر‪ .‬لقد فهمت ما يعنيه هذا الشكر البسيط‬
‫‪.‬بالرغم من ذلك‪ .‬ولم يعتني به أحد منذ فترة طويلة‬
‫تناول قضمة وجلس‪ ،‬وقد اتخذ وجهه نفس‬
‫التعبير الحالم الذي كان على وجهه بعد‬
‫قبلتنا األولى‪ .‬ابتسمت‪ .‬جيد؟‬
‫أومأ برأسه وهو ال يزال يمضغ‪ .‬لقد كنت على حق‪ ،‬أنت‬
‫‪.‬طباخة ماهرة حًق ا‬
‫ابتسمت‪ .‬شكًر ا لك‪ .‬كنت أطبخ في مطعمنا‪ .‬لقد توصلت أنا وأبي‬
‫إلى كل الوصفات‪ .‬كنا نطبخ ونخبز‬
‫معًا‬

‫حدقت خلف آرتشر وأتخيل والدي وهو ينثر الدقيق‬


‫على وجهي ثم أتظاهر بأنه كان مجرد حادث‪ .‬ابتسمت‬
‫قليًال ‪ -‬الذكرى التي جلبت الدفء إلى صدري‪ ،‬وليس‬
‫الضيق الذي شعرت به خالل األشهر الستة الماضية عندما‬
‫‪.‬تخطر على بالي ذكرى والدي‬
‫هل انت بخير؟ سأل آرتشر وهو ينظر إلّي بقلق‪ .‬انحنت شفتاي‬
‫إلى ابتسامة أوسع‪ ،‬وأمسكت بيد آرتشر‬
‫‪.‬وضغطت عليها برفق‬
‫‪.‬نعم أنا بخير‬
‫وفجأة بدأ المطر يهطل بلطف خارج‬
‫نافذة المطبخ ونظرت إلى األعلى وعقدت حاجبي قليًال‪ .‬نظرت‬
‫مرة أخرى إلى آرتشر عندما رأيت يديه تتحرك في‬
‫‪.‬رؤيتي المحيطية‬
‫ليس من المفترض أن تهب العاصفة الليلة‪ ،‬قال وهو‬
‫‪.‬يقرأ أفكاري بوضوح‬
‫‪.‬أخرجت نفًس ا وابتسمت‪ ،‬وأرخيت كتفي‬
‫‪.‬درسني آرتشر وأمسك بيدي وضغط عليها‬
‫‪،‬نهضت وذهبت إلى باب منزله األمامي‪ ،‬واتصلت بفيبي‬
‫التي كانت بالفعل على الشرفة‪ .‬أحضرتها إلى الداخل واستقرت‬
‫‪.‬على السجادة في غرفة المعيشة‬
‫عدت إلى الطاولة ورجعت أنا وآرتشر إلى طعامنا‬
‫ولم يقل أي منا أي شيء لبضع دقائق ‪،‬‬
‫‪.‬بينما واصلنا تناول الطعام‬
‫بعد أن تناولنا الطعام‪ ،‬ساعدني آرتشر في تنظيف األطباق وتنظيف‬
‫المطبخ‪ .‬وبينما كنت أجفف طبًق ا كان قد غسله للتو‪ ،‬قلت‬
‫آرتشر‪ ،‬حدث شيء ما في المطعم اليوم وأردت" ‪:‬‬
‫‪".‬أن أسألك عنه‬
‫نظر إلّي ‪ ،‬ويداه في الماء الرغوي وأومأ برأسه‬
‫‪.‬‬
‫وضعت الطبق الجاف في الخزانة ووقعت‪ ،‬دخلت امرأة‬
‫إلى المطعم اليوم و‪ ...‬توقفت للحظة‪ ،‬أفكر في صياغتي‬
‫لم تهددني بالضبط‪ ،‬بل أشبه بالتحذير‪ ،‬على ما ‪.‬‬
‫‪.‬أعتقد‪ .‬لكنها قالت لي أن أبتعد عنك‬
‫كان آرتشر يحدق باهتمام في يدي‪ ،‬وكانت عيناه‬
‫تتجهان نحو وجهي‪ ،‬وقد عقد حواجبه‪ .‬أدار رأسه إلى‬
‫اليمين‪ ،‬لكنه بدا حذًر ا كما لو كان يعرف ما كنت‬
‫‪.‬على وشك قوله‬
‫فيكتوريا هيل؟ قلت وعلى الفور تصلب فكه‬
‫وأدار رأسه ونظر إلى الماء الرغوي‪ .‬ظل‬
‫ساكًنا لعدة ثواٍن قبل أن يحضر المقالة التي كان‬
‫ينظفها من الماء ويلقيها في‬
‫الجانب اآلخر الفارغ من الحوض‪ ،‬مما تسبب في صوت قعقعة مفاجئ ومرتفع‬
‫‪.‬وجعلني أشعر بالذهول‬
‫أعاد يديه المبتلتين إلى الخلف ومررهما خالل‬
‫شعره‪ ،‬ثم وقف ساكًنا‪ ،‬نفس القراد في فكه‬
‫‪.‬يقبض ويسترخي مراًر ا وتكراًر ا‬
‫‪،‬لمست ذراعه بلطف‪ ،‬ولم ينظر إلي‬
‫‪.‬رغم أن جسده استرخى قليًال‬
‫سحبت يدي إلى الخلف وتوقفت للحظة‪ ،‬مستوعًب ا‬
‫جسده المتوتر وتعبيره المتوتر‪ ،‬معتقًد ا أنني لم‬
‫أرى آرتشر هيل غاضًب ا من قبل‪ .‬لقد رأيته حذًر ا‪ ،‬وخجواًل ‪ ،‬وغير‬
‫‪.‬متأكد‪ ،‬لكنه لم يغضب أبًد ا‪ .‬لم أكن متأكدة مما يجب فعله‬
‫أخذ نفًس ا عميًق ا‪ ،‬لكنه لم يقل شيًئ ا‪ ،‬ونظر من فوق كتفي‬
‫‪.‬وعقله فجأة في مكان بعيد ‪،‬‬
‫هل ستخبرني عنها يا آرتشر؟‬
‫عادت عيناه نحوي‪ ،‬صافية‪ .‬أخذ‬
‫‪.‬نفًس ا عميًق ا آخر وأومأ برأسه‪ ،‬نعم‬
‫جففنا أيدينا وتركنا آخر األطباق في الحوض‬
‫وانتقلنا إلى الغرفة الرئيسية‪ .‬جلست بجانبه على ‪،‬‬
‫‪.‬األريكة وانتظرت أن يتحدث‬
‫وبعد ثانية‪ ،‬نظر إلي وقال‪ ،‬عندما‬
‫‪.‬كان عمي يموت‪ ،‬بدا رأسه‪ ...‬صافًي ا قليًال في بعض األحيان‬
‫لقد انجرف مرة أخرى للحظة‪ ،‬ويحدق فوق كتفي‬
‫‪.‬للحظات ثم يعود إلى الحاضر‬
‫‪.‬وجدت عيناه عيني مرة أخرى‬
‫كان األمر كما لو أن السرطان التهم بعًض ا من كل ما‬
‫جعله ‪ ...‬مختلًف ا عقلًي ا‪ .‬كانت لديه لحظات‬
‫من الحياة الطبيعية لم أشهدها فيه من قبل‪ ،‬أو على األقل‬
‫‪.‬ليس لفترات طويلة من الزمن‬
‫في بعض األحيان خالل تلك األوقات‪ ،‬كان يعترف لي بأشياء‬
‫‪،‬حول كل أنواع األشياء‪ .‬األشياء التي فعلها في حياته –‬
‫كيف كان يحب أمي‪ ...‬ومضة قصيرة من األلم ظهرت على‬
‫‪.‬مالمحه قبل أن يمضي‬
‫‪،‬في أحد األيام‪ ،‬دخلت غرفته ووجدته يبكي‬
‫فسحبني إليه وظل يخبرني عن مدى أسفه‬
‫وعندما سألته عن السبب‪ ،‬أخبرني أنه عندما كنت في المستشفى ‪.‬‬
‫بعد إصابتي مباشرة‪ ،‬رفع إحدى يديه إلى ندبته‬
‫دون وعي‪ ،‬وفركها بلطف ثم أعاد يده‬
‫إلى األسفل‪ ،‬وأخبره األطباء أن صوتي من‬
‫الممكن إصالح الصندوق ‪ ،‬لكن كان هناك إطار زمني محدود‬
‫للقيام بذلك‪ .‬توقف مرة أخرى‪ ،‬وفكه ينقبض عدة‬
‫‪.‬مرات‪ ،‬والمرارة تمأل تعبيره‬
‫ولكن بعد ذلك أخبرني كيف أخبر فيكتوريا بشأن‬
‫الجراحة المقررة‪ ،‬وبدأت تزرع في رأسه أنه‬
‫‪،‬سيكون من األفضل لو لم أتمكن من التحدث‪ .‬إذا لم أتمكن من التحدث‬
‫فال يمكن استجوابي‪ .‬لقد استغلت جنون العظمة الذي أصابه حتى‬
‫ألغى الجراحة وأضاع فرصة التحدث‬
‫‪.‬مرة أخرى‬
‫لقد امتصت أنفاسي‪ ،‬بالرعب‪ .‬لماذا؟ انا سألت‪ .‬لماذا‬
‫هي تريد أن تفعل ذلك؟ لماذا ال تريدك أن تتحدث؟‬
‫هز رأسه ونظر بعيًد ا للحظة‪ .‬ألنني‬
‫أعرف أشياء ال تريد مشاركتها‪ .‬أو ربما هي‬
‫تكرهني فقط‪ .‬ربما كالهما‪ .‬لم أحسب ذلك حًق ا‪ .‬هز‬
‫‪.‬رأسه مرة أخرى‪ .‬ولكن ال يهم حقا‬
‫عقدت حاجبي‪ ،‬في حيرة من أمري‪ .‬آرتشر‪ ،‬من المؤكد أنها تعرف‬
‫‪.‬أنك تستطيع الكتابة‪ ،‬وأنك تستطيع التواصل إذا أردت ذلك‬
‫ما هو الشيء الذي ال تريد مشاركته؟‬
‫أخذ نفسا عميقا‪ .‬ال يهم‪ ،‬بري‪ .‬ال يوجد شيء‬
‫أتحدث عنه على أي حال‪ .‬هذا هو أسوأ جزء في األمر‪ .‬لقد‬
‫اغتنمت فرصتي الوحيدة ألكون طبيعًي ا‪ ،‬وألكون شخًص ا حقيقًي ا‪ ،‬وألعيش‬
‫حياة مثل اآلخرين‪ ،‬وكل هذا مقابل ال شيء‪ .‬لم أكن‬
‫‪.‬ألخبرها سًر ا على أي حال‬
‫آرتشر‪ ،‬أمسكت بيديه‪ ،‬وأحضرتهما إلى قلبي كما‬
‫فعلت سابًق ا‪ .‬أنت شخص حقيقي‪ ،‬يمكنك أن تعيش حياة‬
‫مثل اآلخرين‪ .‬ومن قال لك أنك ال تستطيع؟ شعرت وكأن‬
‫قلبي كان يتصدع‪ .‬هذا الرجل اللطيف والذكي واللطيف لم يفكر‬
‫‪.‬كثيًر ا في نفسه‬
‫نظر إلى األسفل‪ ،‬وهو يهز رأسه‪ ،‬غير قادر على الرد علي‬
‫‪.‬ألنني وضعت يديه على صدري ‪،‬‬
‫لم أسأله أكثر عن السر الذي يحمله ضد‬
‫فيكتوريا‪ .‬كنت أعلم أن آرتشر سيثق بي ألنه كان يشعر‬
‫بالراحة‪ .‬لقد عاش حياته وحيدا ومنعزال‪ ،‬دون‬
‫أن يتحدث معه أحد لفترة طويلة‪ .‬مثلي تمامًا في الطبخ والحميمية‬
‫خطوات صغيرة‪ .‬بطريقتنا الخاصة‪ ،‬كنا ‪...‬‬
‫‪.‬نتعلم الثقة‬
‫كان لدي سؤال أخير بالرغم من ذلك‪ .‬تركت يديه‬
‫ووقعت‪ ،‬لماذا ستخبرني أنك عنيف؟ كان األمر‬
‫‪.‬سخيًف ا تقريًب ا‪ .‬كان آرتشر ألطف رجل قابلته في حياتي‬
‫لقد جاءت إلى هنا بعد وفاة عمي وبعد أن رأتني‬
‫في المدينة عدة مرات‪ .‬ليس لدي أي فكرة عن السبب‪ ،‬وال‬
‫أهتم‪ .‬كنت غاضًب ا‪ ،‬ومتألًم ا‪ .‬لقد دفعتها خارج بوابتي‪ .‬سقطت‬
‫على الحمار‪ .‬لقد بدا يشعر بالخجل‪ ،‬على الرغم من أنه لم يكن بحاجة‬
‫‪.‬لذلك‪ ،‬على األقل ليس في كتابي‬
‫تابعت شفتي‪ .‬أنا أفهم‪ ،‬آرتشر‪ .‬لقد كانت تستحق ذلك‬
‫‪.‬وأكثر من ذلك بكثير أيًض ا‪ .‬أنا آسف‬
‫نظر إلي وهو يدرس وجهي‪ .‬لقد أمال رأسه‬
‫ويبدو أن شيًئ ا ما قد برز في عينيه‪ .‬أنت ‪،‬‬
‫لم تعيرها أي اهتمام‪ .‬لقد سألتني عنها بعد أن‬
‫‪.‬قبلنا‬
‫‪.‬أومأت برأسي‪ .‬أنا أعرفك‪ ،‬قلت ببساطة‬
‫بدا وكأنه كان يعمل على حل اللغز‪ .‬هل صدقتني‬
‫عليها على الفور؟‬
‫‪.‬نعم انا قلت‪ .‬قطعًا‬

‫حدقنا في بعضنا البعض لبضع دقات ثم‬


‫انكسر وجهه في إحدى تلك االبتسامات التي توقف القلب‪ .‬كدت‬
‫أتأوه‪ ،‬والحرارة تسري في عروقي‪ .‬تلك االبتسامة كانت لي‪ ،‬كنت‬
‫سأراهن أنه لم يجعل أحد آرتشر هيل يبتسم‬
‫بهذه الطريقة منذ وقت طويل جًد ا‪ .‬شعرت بالجشع والتملك‬
‫‪.‬تلك االبتسامة الجميلة‪ .‬ابتسمت مرة أخرى‬
‫هل يمكننا تقبيل بعض أكثر؟ سأل وعيناه تلمعان بالرغبة‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬انا ضحكت‬
‫‪.‬ماذا؟ هو قال‬
‫‪.‬ال شيء‪ ،‬أجبت‪ .‬الشىء على االطالق‪ .‬تعال الى هنا‬
‫لقد تحدثنا على أريكة آرتشر لفترة طويلة‪ .‬لكنها‬
‫كانت حلوة ولطيفة هذه المرة‪ ،‬حيث تم إخماد حاجتنا الشديدة في وقت سابق‬
‫‪،‬في الوقت الحالي‪ .‬لقد تعلمنا أفواه بعضنا البعض‬
‫وحفظنا أذواق بعضنا البعض‪ ،‬واستمتعنا فقط بعالقة‬
‫‪.‬التقبيل الحميمة‪ ،‬من الشفاه إلى الشفاه‪ ،‬والتنفس إلى التنفس‬
‫عندما فتحنا أعيننا ونظر إلّي ‪ ،‬وقام‬
‫‪،‬بتنعيم شعري إلى الخلف ووضع قطعة خلف أذني‬
‫أخبرتني عيناه بكل شيء لم يستطع صوته أن يخبرني به‪ .‬لقد نقلنا‬
‫آالف الكلمات‪ ،‬دون أن ننطق كلمة واحدة‬
‫‪.‬‬
‫في وقت الحق‪ ،‬بعد أن تضاءل هطول المطر اللطيف إلى‬
‫ال شيء‪ ،‬اصطحبني آرتشر إلى المنزل‪ ،‬وهو يقود دراجتي بجانبه‬
‫‪.‬وكانت فيبي تجلس بهدوء في السلة ‪،‬‬
‫أمسك بيدي‪ ،‬ونظر إلي بخجل وابتسم بينما‬
‫‪.‬ابتسمت مرة أخرى‪ ،‬وشعرت بقلبي ينتفخ في صدري‬
‫ثم قبلني على درجتي األمامية‪ ،‬قبلة لطيفة ولطيفة للغاية‬
‫لدرجة أن قلبي آلمني‪ ،‬وشعرت بشفتيه الناعمتين بمفردي‬
‫بعد فترة طويلة من رحيله وتحوله نحو الزاوية بعيًد ا عن‬
‫‪.‬األنظار‬
‫الفصل ‪18‬‬

‫بري‬

‫في اليوم التالي‪ ،‬أيقظني هاتفي من نوم عميق‪ .‬نظرت‬


‫إلى الساعة‪ .‬الرابعة والنصف صباحًا؟ بحق الجحيم؟‬
‫‪.‬مرحبا" قلت بتوتر وأنا أضغط على زر الرد"‬
‫‪.‬عسل؟" لقد كانت ماجي"‬
‫‪.‬مرحًب ا ماجز‪ ،‬ما األمر؟" سألت ‪ ،‬قلقة اآلن"‬
‫عزيزتي‪ ،‬أنا أوافق على عرضك للعمل في"‬
‫المطبخ اليوم‪ .‬كان نورم مستيقًظ ا طوال الليل وهو يتقيأ ‪ -‬آسف‬
‫وليس هناك طريقة تمكنه من الذهاب إلى المطعم‪ .‬إذا ‪ TMI -‬على‬
‫قررت أنك ال تريد أن تفعل ذلك‪ ،‬فال بأس‪ .‬ولكن‪ ،‬إذا كان األمر كذلك‪ ،‬فسوف‬
‫‪.‬يتعين علينا وضع عالمة مغلقة على الباب‬
‫توقفت للحظات‪ ،‬مدرًكا أن إغالق‬
‫المطعم ولو ليوم واحد سيأخذ المال من جيوبهم‬
‫لقد كبر أطفالهما‪ ،‬لكنني سمعت ماجي ‪.‬‬
‫تذكر لصديقة أنها ونورم كانا يعمالن‬
‫بجد في العامين الماضيين للتعويض عن‬
‫التقاعد الذي لم يدخراه أثناء وجود أطفالهما في‬
‫"‪.‬الكلية‪" .‬بالطبع سأفعل ذلك‪ ،‬ماجي‬
‫‪.‬لقد تركت نفسا‪" .‬حسنا عظيم‪ .‬شكرا جزيال‪ ،‬هون‬
‫"سوف أراك هناك قريبا؟‬
‫"‪.‬نعم‪ ،‬وأعطي نورم أفضل ما لدي"‬
‫"‪.‬سأفعل‪ ،‬عزيزتي‪ ،‬شكًر ا"‬
‫انا اغلقت الخط‪ .‬كنت سأطبخ للناس اليوم‪ .‬جلست‬
‫‪ -‬هناك لبضع دقائق‪ ،‬لكنني لم أشعر بالقلق حيال ذلك‬
‫بخالف التوتر الناتج عن القدرة على مواكبة الطلبات‬
‫الواردة‪ .‬ربما كان ذلك ألنني تبللُت قدمي أثناء‬
‫الطهي آلرتشر‪ ،‬أو ربما كان ذلك فقط ألنني كنت في‬
‫مكان أفضل اآلن فيما يتعلق بمشاعري ومخاوفي‪ .‬على أية‬
‫حال‪ ،‬لم يكن لدي الوقت للجلوس هنا والتفكير في األمر طوال اليوم‪ .‬كنت‬
‫‪.‬بحاجة للوصول إلى العشاء والبدء في تجهيز المطبخ‬
‫أخذت حماًم ا سريًع ا‪ ،‬وارتديت زيي الرسمي‪ ،‬وجففت شعري‬
‫وسحبته مرة أخرى إلى كعكة منخفضة‪ ،‬مع التأكد من‬
‫احتواء شعري بالكامل‪ .‬أخرجت فيبي ثم أطعمتها‪ ،‬ثم خرجت مسرعة‬
‫‪.‬من الباب‬
‫‪،‬بعد عشر دقائق‪ ،‬كنت أسير داخل المطعم‬
‫‪.‬وكان من الواضح أن ماجي وصلت إلى هناك قبلي بدقائق‬
‫قالت‪" :‬سوف أساعدك في اإلعداد"‪" .‬إنها‬
‫بسيطة جًد ا بالرغم من ذلك‪ .‬إذا كنت تشعر بالراحة في إعداد البيض وبعض‬
‫العجة ولحم الخنزير المقدد والفطائر‪ ،‬فسوف تكون على ما يرام‪ .‬ال شيء‬
‫‪.‬نخدمه معقد للغاية‬
‫أومأت‪" .‬أعتقد أنني سأكون بخير‪ ،‬ماجي‪ .‬فقط دع‬
‫العمالء يعرفون أن هذا هو يومي األول‪ ،‬وآمل أن يتقبلوا‬
‫أن تكون وجبتهم متأخرة ببضع دقائق عما اعتادوا عليه‬
‫‪.‬ابتسمت ‪.‬‬
‫‪.‬سوف أعتني بهم‪ ".‬ابتسمت مرة أخرى"‬
‫لقد انشغلنا بإخراج جميع مكونات األومليت من‬
‫الثالجة ووضعها في الحاويات الموجودة في الجزء الخلفي من‬
‫المنضدة خلف الشواية لسهولة الوصول إليها‪ .‬ضربت ماجي‬
‫عدة علب من البيض ووضعتها في حاويات في‬
‫الثالجة أسفل المنضدة حتى تكون جاهزة لي للصب‬
‫مباشرة على الشواية أيًض ا‪ .‬وبعد نصف ساعة‪ ،‬شعرت‬
‫أن كل مكوناتي جاهزة‪ .‬ذهبت ماجي لبدء‬
‫تحضير القهوة وقلب الالفتة الموجودة على الباب من‬
‫‪".‬مغلق" إلى "مفتوح"‬
‫بدأ الجرس يدق فوق الباب بعد بضع دقائق‬
‫عندما بدأ العمالء األوائل في القدوم‪ .‬قضيت‬
‫الصباح في إعداد العجة‪ ،‬وقلي قطع من لحم‬
‫الخنزير المقدد والبطاطا المقلية‪ ،‬وسكب خليط فطيرة نورم‬
‫على صينية الخبز‪ .‬لقد تخلفت عن الركب قليًال في عدة مرات‪ ،‬ولكن‬
‫بشكل عام‪ ،‬ألول مرة لي في هذا المطبخ بالتحديد‪ ،‬وأقوم‬
‫بالطهي لعدد كبير من األشخاص في إطار زمني‪ ،‬شعرت‬
‫بالرضا تجاه العمل الذي قمت به‪ .‬أستطيع أن أقول أن ماجي كانت سعيدة‬
‫أيًض ا بكل الغمزات واالبتسامات التي أطلقتها لي عبر‬
‫‪.‬النافذة المفتوحة‪" .‬أقوم بعمل رائع يا عزيزتي‪ "،‬اتصلت‬
‫عندما بدأت األمور تتباطأ قليًال‪ ،‬بدأت في إضافة‬
‫لمسة خاصة بي على عدد قليل من األطباق ‪ -‬القليل من الثوم في البيض الذي استخدمته في‬
‫‪،‬العجة‪ ،‬وقليل من الكريمة في البيض المخفوق‬
‫واللبن بدًال من الماء في الفطيرة الخليط – األشياء التي‬
‫‪.‬علمني إياها والدي‬
‫‪،‬بينما كنت أقوم بتنظيف المطبخ استعداًد ا لتناول طعام الغداء‬
‫قمت بإعداد سلطة البطاطس الخاصة بي مع لحم الخنزير المقدد‪ ،‬وسلطة‬
‫‪.‬المعكرونة بالفلفل المشوي التي كانت المفضلة في أطعمةنا الجاهزة‬
‫ابتسمت وأنا أفعل ذلك‪ ،‬وكان قلبي سعيًد ا بحقيقة أن هذه‬
‫لم تكن مهمة حزينة‪ ،‬بل كانت شيًئ ا أبقى ذكرى والدي‬
‫‪.‬حية‬
‫لقد كان الغداء أفضل من وجبة اإلفطار حيث أصبحت‬
‫‪.‬اآلن أتعامل بشكل كامل مع المطبخ وكيف تعمل جميع األجهزة‬
‫أخبرت ماجي الجميع عن "السلطتين الخاصتين" وبحلول‬
‫‪.‬الساعة الثانية عشرة والنصف‪ ،‬كانت الدفعتان قد اختفتا تماًم ا‬
‫"قالت ماجي وهي تبتسم‪" :‬مراجعات رائعة لتلك السلطات يا عزيزتي‬
‫هل تعتقد أنك ترغب في تحضير بعض الدفعات اإلضافية للغد" ‪.‬‬
‫"؟‬
‫‪.‬ابتسمت‪" .‬بالتأكيد شيء" قلت بسعادة‬
‫‪،‬وبحلول الساعة الثالثة‪ ،‬عندما أغلق المطعم أبوابه‬
‫كنت أنا وماجي مرهقين‪ ،‬ولكننا تبادلنا‬
‫‪.‬الضحك‪ .‬لقد كنت متعبا‪ ،‬ولكن سعيدا وراضيا‬
‫"هل تحتاجني مرة أخرى غًد ا؟"‬
‫ال اتمنى‪ .‬آمل أن يكون نورم في تحسن‪ ،‬لكنني سأخبرك"‬
‫بذلك‪ ».‬غمزت في وجهي‪" .‬لقد قمت بعمل جيد حًق ا‬
‫هناك‪ ".‬بدت مدروسة‪" .‬حتى عندما يعود نورم‪ ،‬هل تعتقد‬
‫أنك ستكون مهتًم ا بإعداد بعض تلك السلطات كعنصر‬
‫"عادي؟‬
‫"‪.‬ابتسمت‪" .‬أحب أن‬
‫غادرت المطعم مبتسًم ا بسعادة وتوجهت إلى سيارتي‪ .‬عندما كنت‬
‫على وشك الوصول إلى هناك‪ ،‬توقفت سيارة شرطة في موقف السيارات‬
‫‪.‬المجاور لسيارتي‪ ،‬وكان ترافيس بداخلها‬
‫وقفت بجوار سيارتي‪ ،‬ولم أركبها‪ ،‬في انتظار أن يقوم‬
‫‪.‬ترافيس بإيقاف تشغيل سيارته والخروج‬
‫مشى نحوي‪ ،‬وابتسامة على وجهه بدت أقل‬
‫‪.‬من حقيقية‬
‫"‪.‬مرحبا‪ ،‬بري"‬
‫‪.‬مرحبا ترافيس‪ ".‬ابتسمت"‬
‫"هل هذا صحيح؟"‬
‫واختفت االبتسامة من وجهي‪" .‬هل ما هو صحيح؟" قلت‬
‫‪.‬معتقًد ا أنني أعرف بالضبط ما كان يسأل عنه ‪،‬‬
‫هل هذا آرتشر أكثر من مجرد صديق لك؟" أسند مؤخرته"‬
‫على سيارتي وعقد ذراعيه أمامه‪ ،‬وعيناه‬
‫‪.‬موجهتان نحوي‬
‫تنهدت ونظرت لألسفل لمدة دقيقة ثم عدت إلى‬
‫‪،‬ترافيس‪" .‬نعم‪ ،‬ترافيس‪ ،‬هذا صحيح‪ ".‬وضعت وزني على ورك واحد‬
‫وشعرت بعدم الراحة قليًال أمام هذا الرجل الذي قبلته‬
‫"‪.‬في الواقع‪ ،‬أنا أراه" ‪.‬‬
‫هو ضحك‪" .‬رؤيته؟ كيف ذلك؟" لقد بدا‬
‫‪.‬مرتبًكا حًق ا‬
‫لقد شعرت بالغضب على الفور‪ ،‬حيث وقفت بشكل أكثر استقامة‪" .‬كيف‬
‫‪...‬ذلك؟ ألنه رجل طيب ‪ -‬إنه ذكي ولطيف و‬
‫لماذا أشرح هذا؟ انظر يا ترافيس‪ ،‬الحقيقة هي‪ ...‬أنا أحبه‬
‫‪.‬ولم أكن أحاول أن أقودك بالخروج معك ‪،‬‬
‫لكنني لم أكن متأكًد ا حًق ا في تلك المرحلة مما كان يحدث‬
‫معي ومع آرتشر‪ .‬واآلن أنا كذلك‪ .‬ولذا أتمنى أن تفهم‬
‫‪.‬عندما أخبرك أنني ال أريد رؤية أي شخص آخر‪ .‬فقط هو‬
‫"‪.‬آرتشر فقط‬
‫‪.‬ضاقت عيناه علي‪ ،‬وظهر الغضب على وجهه‬
‫‪.‬لكن بنفس السرعة‪ ،‬صحح تعابير وجهه وهز كتفيه‬
‫‪،‬اسمع‪ ،‬أنا لست سعيدا بهذا‪ .‬أنا مهتمة بك‪ ،‬لذا"‬
‫‪،‬نعم‪ ،‬هذا أمر سيء للغاية لسماعه‪ .‬زم شفتيه‪" .‬ولكن‬
‫‪،‬اسمع‪ ،‬إذا وجدت طريقة للتواصل مع آرتشر‬
‫فكيف يمكن أن أغضب من ذلك؟ لقد واجه هذا الطفل‬
‫وقًت ا عصيًب ا بما فيه الكفاية‪ .‬أنا لست أنانًي ا جًد ا ألرى أنه يستحق بعض‬
‫"‪.‬السعادة‪ .‬لذا‪ ...‬أتمنى لكما األفضل يا بري‪ .‬حًق ا‬
‫"أخذت نفًس ا‪ ،‬وقررت أن أتجاهل تعليقه "الطفلي‬
‫عن آرتشر وأذكره بأن آرتشر كان في الواقع‬
‫أكبر منه ببضعة أشهر‪ .‬تركت ذلك وقلت‪" :‬شكًر ا‬
‫‪.‬ترافيس‪ .‬وأنا أقدر ذلك كثيرا‪ .‬أصدقاء؟" ابتسمت له‬
‫تأوه‪" .‬أوه‪ .‬منطقة األصدقاء‪ .‬ولكن بعد ذلك ابتسم‬
‫"‪.‬وبدا حقيقيا‪" .‬نعم يا أصدقاء‬
‫"‪.‬ابتسمت له وتنفست‪" .‬حسنا جيد‬
‫ابتسمنا لبعضنا البعض للحظة‪ ،‬ثم أمال‬
‫رأسه إلى الجانب ويبدو كما لو كان يفكر‪" .‬اسمع يا‬
‫بري‪ ،‬هذا الموقف برمته جعلني أدرك أنني‬
‫‪.‬كنت أحمًق ا ولم أحاول جاهًد ا أن أكون صديًق ا آلرتشر‬
‫ربما قمت بطرده بسرعة كبيرة جًد ا‪ ،‬معتقًد ا أن صمته يعني‬
‫أنه غير مهتم بأن نكون أصدقاء‪ .‬ربما كنت أنا من‬
‫"‪.‬لم يبذل قصارى جهده بما فيه الكفاية‬
‫أومأت برأسي‪ ،‬متحمًس ا‪" .‬نعم‪ ،‬إنه يريد حًق ا أن ُي عامل‬
‫كشخص عادي يا ترافيس‪ .‬ويبدو أن ال أحد في المدينة يفعل‬
‫ذلك‪ .‬إنهم جميًع ا يتجاهلونه ويتظاهرون بأنه غير موجود‪ .‬أنا‬
‫‪.‬عبست‬
‫‪.‬أومأ برأسه وهو يدرسني‪" .‬أنت شخص جيد‪ ،‬بري‬
‫‪.‬سأقود سيارتي إلى هناك في وقت الحق من هذا األسبوع وألقي التحية عليه‬
‫ابتسمت‪" .‬سيكون ذلك رائًع ا يا ترافيس‪ .‬أعتقد أنه قد‬
‫"‪.‬يعجبه ذلك‬
‫تمام‪ ".‬ابتسم‪" .‬اآلن سأذهب ألغرق أحزاني"‬
‫"‪.‬في فطيرة الكرز الخاصة بماجي‬
‫العشاء مغلق‪ "،‬قلت له‪ ،‬وأعطيته وجًه ا حزيًنا"‬
‫‪.‬ثم ابتسمت‬
‫ابتسم مرة أخرى‪" .‬نعم‪ ،‬ولكن ماجي ال تزال هناك وعندما‬
‫"‪.‬تلقي نظرة على وجهي‪ ،‬سوف تقوم بتقطيعي إلى قطعة‬
‫"غمز‪" .‬أتمنى لك يوًم ا سعيًد ا‪ ،‬حسًنا؟‬
‫ضحكت قليال‪" .‬أنت أيًض ا يا ترافيس‪ ".‬ركبت سيارتي وتوجهت إلى‬
‫‪.‬المنزل وأنا أغني مع الراديو طوال الطريق‬

‫**********‬

‫بعد ساعة‪ ،‬تم االستحمام وأرتدي بنطال‬


‫جينز داكن اللون وقميًص ا أزرق فاتح وشعري يتدلى طوياًل وفضفاًض ا‬
‫بعد عشر دقائق من ذلك‪ ،‬توقفت أمام ‪.‬‬
‫بوابة آرتشر وفيبي في سلتي‪ .‬فتحت البوابة التي‬
‫‪.‬تركت صدًع ا مفتوًح ا‪ ،‬ووضعت فيبي في األسفل لتذهب للبحث عن أصدقائها‬
‫أسندت دراجتي نحو سياج آرتشر وبدأت في‬
‫السير في ممر منزله الطويل‪ ،‬تماًم ا كما ظهر بجانب‬
‫منزله‪ ،‬وهو يرتدي الجينز الممزق وحذاء العمل وال‬
‫شيء غير ذلك‪ .‬كان صدره يلمع قليًال من العرق‬
‫وكان يستخدم ذراعه لمسح جبهته‪ .‬من الواضح ‪،‬‬
‫‪.‬أنه كان في أحد مشاريعه العديدة مرة أخرى‬
‫انغمست بطني عند رؤية هذا الجسد الجميل وفكرت‬
‫في مدى رغبتي في رؤية كل ذلك ‪ -‬كل جزء منه‪ .‬قريبًا؟‬
‫‪.‬آمل قريبا‬
‫ابتسم لي وبدأ يمشي بشكل أسرع وطار سرب من‬
‫الفراشات بين أضلعي‪ .‬بدأت مسرعة‬
‫‪.‬نحوه أيًض ا‬
‫عندما كنت على وشك الوصول إليه‪ ،‬ركضت في آخر الطرق الصغيرة‬
‫وطرت نحوه عندما أمسك بي ورفعني بين ذراعيه‪ ،‬وضحكت‬
‫بسعادة وهو يدور حولي ويضحك بصمت علي‬
‫‪.‬‬
‫أسندت رأسي إلى األسفل وقبلته بقوة‪ ،‬وغابت‬
‫في نكهة القرفة الحلوة في فمه‪ ،‬الممزوجة بتلك‬
‫النكهة الفريدة التي كان هو فقط‪ .‬قبلته على جميع أنحاء وجهه‬
‫‪.‬مبتسًم ا وأحب مذاق بشرته المالح قليًال ‪،‬‬
‫لقد نظر إلي بهذه الطريقة التي جعلتني أشعر‬
‫باالعتزاز‪ .‬كان تعبيره عجيًب ا ومبهًج ا في نفس الوقت‬
‫أدركت أنني وضعت هذا التعبير على ‪.‬‬
‫وجه هذا الرجل الجميل‪ .‬ذاب قلبي وتقلصت معدتي مرة أخرى‪ .‬فركت‬
‫إبهامي على عظمة وجنتيه ونظرت إليه‬
‫"من حيث حملني فوقه‪ .‬قلت‪" :‬لقد اشتقت إليك اليوم‬
‫‪.‬‬
‫ابتسم لي وأخبرتني عيناه بكل شيء‬
‫لم تستطع يداه قوله وهو يضمني بالقرب منه‪ .‬أحضر شفتيه‬
‫‪.‬إلى شفتي مرة أخرى وقبلني بعمق‬
‫وبعد بضع دقائق‪ ،‬جئت ألستنشق الهواء‪" .‬لقد تمكنت حًق ا‬
‫من التقبيل بسرعة‪ ،‬أليس كذلك؟" غمزت له‬
‫‪.‬وضحك بصمت‪ ،‬وصدره يهتز ضدي‬
‫‪.‬لقد خذلني ووقع‪ ،‬أنت سعيد للغاية اليوم‬
‫أومأت برأسي بينما كنا نسير نحو منزله‪ .‬ذهبنا إلى‬
‫مطبخه حيث سكب لنا أكواًبا من الماء بينما أخبرته‬
‫‪.‬بكل شيء عن الطهي في العشاء‬
‫كان يشرب الماء‪ ،‬ويراقبني وأنا أتحدث بعيًد ا‪ ،‬ومن الواضح‬
‫أنه يجد متعة في سعادتي‪ .‬رجل لطيف‪ .‬كان حلقه‬
‫يتحرك مع كل جرعة من الماء‪ ،‬وتمتد ندبته وهو‬
‫‪،‬يشرب‪ .‬توقفت عن الحديث وانحنت إلى األمام وقبلته‬
‫وأفكر للحظات فيما قاله لي باألمس‬
‫عن فيكتوريا هيل‪ ،‬العاهرة الشريرة‪ .‬أي نوع من‬
‫‪،‬الشياطين الفظيعة كان عليك أن تفعل ما فعلته بآرتشر‬
‫مما يضمن أن إعاقته هي التي سيتعين عليه التعايش معها إلى األبد‪ ،‬مما يؤدي‬
‫في النهاية إلى عزله وجعله يشعر بالضرر‬
‫‪،‬والمحدودية‪ .‬لم أكن شخًص ا عنيًف ا‪ ،‬لكن عندما فكرت في األمر‬
‫شعرت أنه يمكنني بسهولة إلحاق األلم الجسدي بها دون أن أشعر‬
‫‪.‬بأي قدر من الذنب‬
‫لففت ذراعي حول خصر آرتشر ووضعت رأسي‬
‫على صدره‪ ،‬واستمعت إلى نبضات قلبه‪ .‬حّو لت‬
‫‪،‬وجهي إلى جلده الدافئ ووضعت أنفي عليه‬
‫واستنشقت رائحته المسكية‪ .‬أخرجت لساني لتذوقه‬
‫‪،‬وشعرت به يقسو على معدتي‪ .‬ضغطت عليه‬
‫‪.‬وضغطت عليه بقوة أكبر‪ ،‬وكان يرتجف قليًال‬
‫قام بتمرير أصابعه من خالل شعري حتى تأوهت‬
‫وعيني ترفرف مغلقة‪ .‬فتحتهم ألنظر إليه وكان‬
‫يحدق في وجهي بنفس نظرة الرهبة التي‬
‫جعلت قلبي ينبض خارج الزمن في صدري‪ .‬لعدة‬
‫ثوان‪ ،‬نظرنا إلى بعضنا البعض قبل أن يقرب شفتيه‬
‫‪،‬من شفتي ويدخل لسانه إلى فمي‪ ،‬دافًئ ا ورطًب ا‬
‫وينزلق بشكل لذيذ فوق لساني‪ .‬انطلقت الشرر إلى األسفل‪ ،‬وضغطت‬
‫على انتصاب آرتشر بقوة أكبر للتخلص من‬
‫الخفقان الشديد الذي بدأ بين ساقي‪ .‬لكن هذا‬
‫جعل األمر أسوأ‪" .‬آرتشر‪ "...‬زفرت‪ ،‬وتحررت‬
‫‪.‬من قبلته‬
‫رفع ذراعيه من حولي وعيناه محدقتان‬
‫في عيني‪ ،‬والنظرة على وجهه كانت متوترة وجائعة إلى حٍد ما‬
‫أعلم أنك تحب يدي في شعرك‪ .‬أرني ‪.‬‬
‫‪.‬الطرق األخرى التي تحب أن يتم لمسك بها‪ .‬قال‪ :‬علمني ما شئت‬
‫وبينما كانت يداه تلفظان الكلمات ببطء‪ ،‬تقطعت أنفاسي‬
‫وتدفق المزيد من الرطوبة بين ساقي‪ .‬بقدر ما‬
‫كان سؤاله مثيًر ا‪ ،‬إال أنني شعرت بعدم اليقين أيًض ا‪ .‬لم يسألني أحد قط‬
‫‪،‬عن أي شيء كهذا‪ ،‬ولم أكن أعرف بالضبط ماذا أفعل‬
‫‪.‬ومن أين أبدأ‪ .‬لقد ابتلعت بشدة‬
‫دون أن ينظر بعيدًا عن عيني‪ ،‬رافقني آرتشر‬
‫إلى أريكته ووضعني على األرض بلطف‪ .‬نظرت‬
‫إليه وعضضت شفتي‪ .‬كان يقف فوقي هكذا‪ ،‬وكان انتصابه‬
‫يالمس الجزء األمامي من بنطاله الجينز‪ ،‬وكان يبدو مثل كل خيال قد‬
‫تحقق‪ .‬فقط مخيلتي كانت تنقصني‬
‫ألنني لم أفكر قط في إضافة نظرة الرهبة والشهوة‬
‫التي تحجب مالمح خيالي الجميلة‪ .‬لم أفكر قط‬
‫في أن أمنحه تلك العيون الرائعة ذات اللون الويسكي مع هامش‬
‫من الرموش الداكنة‪ .‬لم أكن أعلم أن آرتشر هيل‬
‫موجود في مكان ما في هذا العالم المجنون المزدحم‪ ،‬وأنه‬
‫‪ُ.‬خ لق من أجلي فقط‬
‫وفي تلك اللحظة عرفت‪ .‬كنت أقع في حب‬
‫الرجل الجميل الصامت الذي يحدق بي‪ .‬إذا لم أكن قد‬
‫‪.‬سقطت بالفعل‬
‫جلس على األريكة بجانبي وانحنى وقبلني‬
‫بلطف ثم انحنى للخلف‪ ،‬ومرر يديه‬
‫على شعري مرة أخرى حتى تأوهت‪ .‬كنت احب ان‪ .‬إذا مرر آرتشر‬
‫‪،‬بأطراف أصابعه على فروة رأسي طوال الليل‬
‫فقد يكون ذلك كافًي ا بالنسبة لي‪ ،‬ربما‪ .‬حسًنا‪ ،‬لن يكون األمر كذلك‪ .‬لكنه‬
‫ال يزال يشعر باالرتياح‪ .‬ابتسمت له وهو ينظر إلي‬
‫‪.‬بتساؤل‬
‫"‪.‬همست‪" :‬رقبتي"‪" .‬أنا أحب تقبيل رقبتي‬
‫انحنى على الفور وركض شفتيه الناعمة على الجلد‬
‫هناك‪ .‬رفعت رأسي إلى الخلف وتنهدت‪ ،‬مستخدًم ا أصابعي‬
‫‪.‬لتمرير شعره الناعم الكثيف‬
‫لقد جرب المص بلطف على الجلد الموجود في رقبتي‬
‫وتمرير شفتيه على الجلد هناك‪ ،‬وأخبرته‬
‫بأنيناتي عن أكثر ما أعجبني‪ .‬وتماًم ا مثل آرتشر‪ ،‬كان‬
‫جيًد ا في كل ما يفعله‪ ،‬حيث تعلم بسرعة وسهولة كيف‬
‫‪.‬يجعلني ألهث وأتلوى تحته‬
‫مع استثارتي‪ ،‬أصبحت أكثر جرأة‪ ،‬ودفعت رأسه إلى األسفل‪ ،‬حتى‬
‫ثديي‪ .‬لقد فهم على الفور وانحنى إلى الخلف‬
‫‪.‬ووضع يديه عليهما‪ ،‬وشعر بثقلهما‬
‫انطلقت عيناه نحوي‪ ،‬ولمعت بالشهوة‪ ،‬ثم عادت‬
‫إلى جسدي وهو يرفع قميصي ويسحبه فوق رأسي‬
‫مرر عينيه فوقي‪ ،‬وأنا مستلقي هناك مرتديًا ‪.‬‬
‫‪.‬حمالة صدري البيضاء البسيطة‪ ،‬وأخذ يستنشق بحدة‬
‫‪.‬وصلت إلى أعلى وفكته وتركته يسقط على الجانب‬
‫‪.‬اتسعت عيون آرتشر قليًال وهو يحدق في ثديي‬
‫‪،‬في ظروف أخرى‪ ،‬ربما كنت سأشعر بعدم االرتياح‬
‫لكن الشهوة الصارخة تشرق في عينيه‪ ،‬ونظرة التقدير‬
‫على وجهه كانت شديدة لدرجة أنني توهجت تحت تدقيقه‬
‫‪.‬‬
‫‪،‬قال‪ :‬أنت أجمل شيء رأيته في حياتي‬
‫‪.‬وابتسمت له ابتسامة صغيرة‬
‫يمكنك تقبيلي هناك يا آرتشر‪ "،‬همست‪ ،‬وأنا أرغب في"‬
‫الشعور بفمه الدافئ الرطب وهو يمص حلمتي بشدة لدرجة أنني‬
‫‪.‬شعرت باأللم‬
‫توهجت عيناه‪ ،‬وانحنى على الفور كما لو كان هذا‬
‫هو بالضبط ما يريد القيام به وكان ينتظر‬
‫‪.‬توجيهاتي‬
‫لقد شهقت وتأوهت عندما استخدم لسانه لتذوق ولعق‬
‫حلمة واحدة‪ ،‬ثم الحلمة التالية‪ .‬كان دمي يتدفق‬
‫في عروقي‪ ،‬ولم أستطع منع نفسي عندما اندفعت وركاي‬
‫إلى األعلى‪ ،‬بحًث ا عن الراحة من النبض العميق الذي كان ينبض‬
‫‪.‬بين ساقي‪ ،‬متوسًال أن يمتلئ‬
‫استمر آرتشر في مداعبتي وامتصاص حلماتي حتى كنت‬
‫‪.‬أتأوه بمزيج من النشوة واأللم‬
‫"‪.‬آرتشر‪ "،‬أنا الهث‪" .‬هذا كثير‪ .‬عليك ان تقف"‬
‫رفع رأسه ونظر إلي مع‬
‫‪.‬عبوس صغير‪ .‬ليس جيدا؟ سأل‬
‫ضحكت‪ ،‬صوت صغير معذب‪" .‬ال‪ ،‬جيد جًد ا‪ "،‬قلت وأنا‬
‫‪.‬أعض على شفتي‬
‫‪.‬أمال رأسه وهو يدرسني ثم أومأ برأسه‬
‫‪.‬قال‪ :‬أنت بحاجة إلى الراحة‪ .‬أرني كيف أفعل ذلك بيدي‬
‫لقد رمشُت في وجهه‪" .‬حسنًا‪ "،‬همست‪ .‬أدركت أنني‬
‫مازلت أستخدم صوتي‪ ،‬بدًال من يدي‪ ،‬على الرغم من أن‬
‫هناك مساحة اآلن بيننا‪ ،‬وأحضرتهم من‬
‫"حول خصره ليوقع‪" :‬اخلع بنطالي الجينز؟‬
‫‪،‬استدار على الفور لفك أزرار بنطالي الجينز وفك سحابه‬
‫ثم وقف ليسحبه إلى أسفل ساقي‪ .‬انتصابه ال يزال‬
‫يمأل بنطاله الجينز‪ .‬يجب أن يحتاج إلى بعض الراحة أيًض ا‪ .‬أردته‬
‫‪.‬بداخلي بشدة‪ ،‬لكنني علمت أنها ستكون المرة األولى له‬
‫‪.‬اعتقدت أننا يجب أن نبني على ذلك‪ .‬لم يكن هناك اندفاع‬
‫عاد إلى حيث كان يجلس بجانبي ونظر‬
‫إلي بتساؤل مرة أخرى‪ .‬أخذت يدي ووضعتها‬
‫قليًال تحت حزام مالبسي الداخلية‪ .‬يمكن أن أشعر أنهم‬
‫‪.‬كانوا غارقين بالفعل‬
‫وصل إلى األسفل مؤقًت ا وعندما وصلت أصابعه‬
‫إلى ثنياتي وانزلقت إلى بللتي‪ ،‬تأوهت وأرجعت‬
‫رأسي إلى الخلف‪ ،‬وسقطت إحدى ساقي على الجانب‪ ،‬على ظهر األريكة‬
‫لمنحه وصواًل أفضل‪ .‬انزلقت أصابعه فوقي ‪،‬‬
‫‪.‬وشعرت بالداخل قليًال بحالة جيدة جًد ا‬
‫بعد دقيقة‪ ،‬انتقل إلى أسفل جسدي وخلع مالبسي‬
‫الداخلية ووضع ساقي بلطف على األريكة‬
‫مرة أخرى‪ .‬تحرك لألعلى واستخدم إصبعه لتتبع شفتي‬
‫واآلن شاهد وهو يفعل ذلك‪ .‬لقد كنت منفتًح ا وتعرضت له‬
‫بأكثر الطرق حميمية ممكنة‪ .‬لكن الغريب أنني لم أشعر‬
‫بالخجل‪ .‬عندما ضرب إصبعه حزمة أعصابي المتورمة‪ ،‬شهقت‬
‫‪،‬وتأوهت وضغطت على أصابعه‪ .‬توهجت عيناه‬
‫وأدار إصبعه حولها بينما كنت أتأوه وأحرك رأسي‬
‫من جانب إلى آخر على وسادة األريكة‪ .‬شعرت بالدم‬
‫ينبض اآلن على نار هادئة‪ ،‬ويبدأ في الغليان‪" .‬أسرع‪ ،‬من فضلك‪ "،‬توسلت‬
‫‪.‬‬
‫أسرع آرتشر‪ ،‬وصنع إصبعه دوائر ضيقة على‬
‫‪.‬البظر النابض وهو يحركه رًد ا على صرخاتي وأنيناتي‬
‫لقد جعلني أشعر بالتوتر الشديد‪ ،‬ولم يستغرق األمر سوى دقائق قبل أن‬
‫يشد جسدي ثم يتحرر بشكل رائع في وابل من‬
‫المتعة الشديدة لدرجة أنني صرخت باسم آرتشر‪ ،‬وقّو ست‬
‫‪.‬ظهري لألعلى ثم انهارت على األريكة‬
‫عندما فتحت عيني‪ ،‬كان آرتشر يحدق بي‪ ،‬وشفتاه‬
‫انفرجتا قليًال‪ ،‬ونفس المزيج من العشق والشهوة‬
‫‪.‬على وجهه‬
‫صعد على األريكة وقبلني بحنان‪ ،‬وقضم‬
‫شفتي بإغاظة‪ .‬شعرت باالبتسامة على فمه وابتسمت‬
‫‪.‬على شفتيه‬
‫‪،‬ولكن عندما هززته قليًال‪ ،‬استنشق فجأة‬
‫وتذكرت أنه ربما كان في وضع محتاج‬
‫‪.‬اآلن أيضًا‬

‫دون أن أتكلم‪ ،‬دفعته للخلف ودفعته بلطف‬


‫‪،‬بيدي حتى أصبح جالًس ا على األريكة‬
‫‪،‬متكًئ ا على ظهره‪ .‬كانت عيناه تراقبانني طوال الوقت‬
‫في انتظار رؤية ما كنت أفعله‪ .‬وقفت ورفعت مالبسي‬
‫الداخلية إلى أعلى ساقي حتى ال أتعثر بها‬
‫‪.‬حول كاحلي‬
‫ركعت أمامه وفككت أزرار بنطاله الجينز‬
‫ونظرت إليه‪ .‬كانت عيناه تراقبني بفارغ الصبر‪ .‬لم يكن لديه أي فكرة حرفًي ا‬
‫عما كنت أفعله‪ .‬يا إلهي‪ .‬كنت أعلم أن آرتشر كان‬
‫معزواًل هنا في هذا العقار‪ ،‬لكنني تساءلت عما إذا كان عمه‬
‫قد تحدث معه عن الجنس من قبل‪ ...‬تساءلت عن مدى معرفته‬
‫باألشياء التي يفعلها الرجال والنساء في غرفة النوم‪ .‬أو‬
‫‪.‬أريكة غرفة المعيشة‬
‫لقد سحبت بنطاله الجينز إلى األسفل وتحرر قضيبه‪ .‬نظرت‬
‫إليه للحظة‪ ،‬وشفتاي انفصلتا‪ .‬بالتأكيد لم يكن ينقصه‬
‫هذا القسم‪ .‬تماًم ا مثل بقية جسده‪ ،‬كان كبيًر ا وجمياًل‬

‫وبدا األمر قاسًي ا بشكل مؤلم‪ ،‬وكان الرأس أرجوانًي ا ومحتقاًن ا ‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫نظرت إليه وكان يراقبني‪ ،‬والشكوك‬
‫تخيم اآلن على مالمحه‪ .‬أنت جميلة‪ ،‬لقد وقعت‪ ،‬وكان يبدو‬
‫‪.‬مرتاًح ا بشكل واضح‬
‫انحنيت إلى األمام ولعقت طرفه المتورم بخفة‬
‫فارتجف وامتص أنفاسه‪ .‬نظرت إليه ‪،‬‬
‫بارتياح وكانت عيناه كبيرتين‪ ،‬واتسعت حدقة عينه بشكل‬
‫‪.‬أكبر‬
‫‪،‬انحنيت إلى األمام مرة أخرى ولعقت الجزء الخلفي من قضيبه‬
‫من القاعدة إلى الحافة ثم حلق لساني حول‬
‫الحافة مرة أخرى‪ .‬أصبح تنفسه متقطًع ا وكنت أسمعه‬
‫‪.‬يسحب جرعات كبيرة من الهواء‬
‫وضعت فمي فوق الرأس واستخدمت قبضتي إلمساك قاعدة‬
‫قضيبه بينما امتصته إلى حلقي قدر استطاعتي‬
‫رفعت فمي ألعلى وألسفل عليه لبضع ‪.‬‬
‫ضربات‪ ،‬وعندما انحنيت للخلف ألرى ما إذا كان يحب ما كنت أفعله‬
‫ضغط نحوي‪ ،‬وتوسل إلي بعينيه ‪،‬‬
‫أن أستمر‪ .‬ابتسمت قليًال ثم وضعت فمي‬
‫‪.‬عليه‬
‫رفع يديه إلى رأسي وبدأ في تمرير‬
‫أصابعه عبر شعري مرة أخرى بينما كنت أتحرك ألعلى وألسفل على‬
‫‪.‬طوله الصلب‬
‫وبعد أقل من دقيقة‪ ،‬شعرت به يكبر ويزداد‬
‫قوة في فمي‪ ،‬وأصبح لهثه أعلى عندما بدأ في‬
‫التوجه نحو وجهي‪ .‬فقط بضع ضربات وتجمد‪ ،‬وانفجر‬
‫جوهره السميك والمالح في فمي‪ .‬لقد ابتلعت ذلك‬
‫ثم قمت بتحريك لساني فوق رأس قضيبه‬
‫‪.‬مرة أخيرة قبل أن أصعد وأنظر إليه‬
‫كانت يده اآلن في شعره‪ ،‬ممسكة بالخصالت الموجودة‬
‫فوق جبهته مباشرًة ‪ ،‬وكان ينظر إلّي كما لو‬
‫أنه اكتشف للتو الكأس المقدسة‪ .‬ابتسمت له‬
‫‪.‬بسخرية‪ .‬جيد؟ لقد وقعت‬
‫لقد أومأ برأسه للتو‪ ،‬وهو نفس التعبير المروع‬
‫على وجهه‪ .‬انحنيت وجلست على حجره وقبلت‬
‫فمه‪ .‬قبلني بعمق لعدة دقائق ثم‬
‫‪.‬انحنى للخلف‬
‫هل ستفعل ذلك مرة أخرى؟‬
‫لقد أطلقت ضحكة صغيرة‪ .‬نعم‪ .‬ليس مثل‪ ،‬اآلن‪ ،‬ابتسمت‪ ،‬ولكن‬
‫‪.‬نعم‪ .‬أنا سوف‬
‫قبلته مرة أخرى ثم نهضت من حضنه‪ ،‬وسحبت مالبسي‬
‫مرة أخرى بينما رفع آرتشر بنطاله الجينز فوق وركيه الضيقين‬
‫لقد رأيت معظمه اآلن‪ ،‬ولكن ليس بالكامل‪ .‬لم أستطع ‪.‬‬
‫االنتظار لرؤيته عارية في كل مكان‪ .‬لم أستطع االنتظار ألشعر‬
‫به من الجلد إلى الجلد وهو يتحرك بداخلي‪ .‬أنا ارتجفت‪ .‬على الرغم‬
‫من أنني قد وصلت إلى هزة الجماع قبل أقل من خمسة عشر دقيقة‪ ،‬إال أنني‬
‫‪.‬شعرت بالدفء ينتشر عبر عروقي‬
‫‪،‬عدت إلى حجره وقبلت رقبته بخفة‬
‫وأخرجت لساني ألتذوق الملوحة هناك‪ .‬لقد كان‬
‫يعمل في الفناء في وقت سابق‪ ،‬وكان يتصبب عرقا قليال‪ ،‬ولكن كل شيء‬
‫عنه كان لذيذا بالنسبة لي‪ .‬استنشقت بعمق عندما كانت ذراعيه‬
‫تلتف حولي وتمسكني بقوة به‪ .‬شعرت باألمان والحماية‬
‫‪.‬وكنت أشعر بالسعادة‬
‫‪،‬بعد دقيقة‪ ،‬رفعت رأسي وسألته‪ ،‬آرتشر‬
‫‪،‬عمك‪ ،‬هل علمك عن‪ ...‬الجنس؟ احمر وجهي قليًال‬
‫ال أريد إحراجه‪ .‬يا له من موقف غريب‬
‫أن أجلس في حضن الرجل األكثر جاذبية الذي عرفته في حياتي‪ ،‬وهو‬
‫رجل جميل يبلغ من العمر ثالثة وعشرين عاًم ا وأسأله إذا كان يعرف‬
‫ما هو الجنس‪ .‬ال يعني ذلك أنني كنت قلًق ا جًد ا عليه في ذلك‬
‫القسم‪ ،‬فمن الواضح أنه كان سريع الدراسة وكان‬
‫تلميًذ ا ممتاًز ا‪ .‬اعتقدت أنه يعرف الجوانب اإلنجابية للجنس‪ ،‬وافترضت‬
‫أنه درس علم األحياء‪ .‬لكن هل كان يعرف شيًئ ا عن‬
‫األشياء المتنوعة التي يفعلها الرجال والنساء مًع ا؟‬
‫هز آرتشر كتفيه‪ .‬ال‪ ،‬لم يكن عقله يعمل بهذه‬
‫الطريقة حًق ا‪ .‬كان يبدو دائًم ا أنه يعمل على حل مشكلة ما في رأسه‬
‫أو حماية ممتلكاتنا‪ .‬سألته عن ذلك ذات مرة ‪،‬‬
‫‪.‬عندما كنت في الثالثة عشرة من عمري أو نحو ذلك وأعطاني مجلتين‬
‫نظر بعيًد ا‪ ،‬وبدا غير مريح بعض الشيء‪ .‬كانت هناك‬
‫بعض المقاالت فيها‪ ...‬وقد فهمت جوهرها‪ .‬عبس وهو‬
‫‪...‬يدرسني لمدة دقيقة‪ .‬هل يزعجك أنني لم أفعل ذلك قط‬
‫‪،‬قبل أن يكمل كالمه‪ ،‬كنت أهز رأسي‪ .‬ال‬
‫آرتشر‪ .‬أنت الرجل األكثر جاذبية الذي عرفته على اإلطالق‪ .‬حتى ذلك اليوم‬
‫الذي توقفت فيه في موقف السيارات لمساعدتي‪ ،‬كنت منجذًبا إليك‬
‫حينها‪ .‬حتى مع اللحية المجنونة والشعر الطويل‪ .‬ابتسمت‬
‫‪.‬وابتسم مرة أخرى‬
‫‪،‬أعتقد أننا جيدون جًد ا مًع ا‪ ،‬أليس كذلك؟ أنا مثار‬
‫‪.‬تقبيل رقبته‬
‫ابتسم ابتسامة حقيقية هذه المرة وأومأ برأسه‬
‫‪.‬وقبلني على شفتي‬
‫بقينا على هذا النحو لبضع دقائق‪ ،‬فقط قبلنا بخفة‬
‫وأمسكنا ببعضنا البعض‪ ،‬وأنا أداعب رقبته ذات الرائحة اللذيذة‬
‫‪.‬يمكن أن يكون بقيت هناك طوال اليوم ‪.‬‬
‫رفعت رأسي عندما تذكرت المحادثة التي أجريتها‬
‫مع ترافيس‪ .‬لقد رأيت ترافيس في المدينة اليوم وسألني‬
‫عن المجيء إلى هنا لرؤيتك‪ .‬عقد آرتشر‬
‫حواجبه لكنه لم يقل أي شيء‪ .‬لم أذكر حقيقة أنني‬
‫ذهبت في موعد واحد مع ترافيس‪ .‬ولم يكن يعني أي شيء‬
‫على أية حال‪ ،‬ولم تكن لدي مشاعر تجاهه أبًد ا‪ ،‬فلماذا أطرح األمر‬
‫اآلن؟‬
‫على أي حال‪ ،‬واصلت‪ ،‬قال إنه يشعر بالسوء ألنه لم‬
‫يعد لديه عالقة معك‪ .‬رفع آرتشر‬
‫حاجًب ا واحًد ا‪ ،‬لكنه استمر في االستماع‪ .‬قال أنه سيأتي‬
‫‪.‬إلى هنا هذا األسبوع للزيارة‬
‫بدا آرتشر مشكوًكا فيه‪ .‬ماذا؟ انا سألت‪ .‬أنت ال تحبه‬
‫؟‬
‫انتقلت من حضنه إلى جانبه على األريكة حتى نتمكن من‬
‫استخدام أيدينا للتحدث بسهولة أكبر‪ .‬في الفترة القصيرة التي‬
‫عرفته فيها‪ ،‬أصبحنا جيدين جًد ا في التحدث‬
‫بلغة اإلشارة مًع ا‪ ،‬باستخدام نوع من اليد القصيرة للكلمات التي‬
‫يفهمها كل منا‪ ،‬ونقوم فقط بتهجئة أجزاء من الكلمات‪ ،‬وأشياء‬
‫من هذا القبيل‪ .‬لقد استغرقنا اآلن حوالي نصف الوقت لإلدالء ببيان‬
‫‪.‬كما كان الحال قبل أسبوعين‬
‫كان آرتشر أفضل بكثير من تلقاء نفسه عما كان عليه‬
‫عندما وقعت معه ألول مرة‪ ،‬وكان يلتقط األشياء مني‬
‫بينما كنا نمضي قدًم ا‪ .‬بعد كل شيء‪ ،‬لقد تحدثت بها طوال حياتي‪ .‬وكانت‬
‫لغتي الثانية‪ .‬لقد تعلمها فقط من كتاب‬
‫وكانت هذه هي المرة األولى التي يستخدمها فيها فعلًي ا‪ .‬قبل بضعة أسابيع فقط‬
‫كان قد أوضح أشياء لم يكن ‪،‬‬
‫‪.‬لديه عالمة عليها ‪ -‬اآلن لم يعد األمر كذلك‬
‫قال‪ :‬ال‪ ،‬ليس حقًا‪ .‬إنه يعبث مع الناس يا بري كان فكه‬
‫متوتًر ا بسبب بعض الذكريات أو بأخرى وهو يحدق في‬
‫الفضاء‪ .‬حتى أنني لم أره منذ عامين‪ ،‬باستثناء‬
‫‪.‬القيادة في أنحاء المدينة بسيارة الشرطة الخاصة به‬
‫لقد درسته‪ .‬حسًنا‪ ،‬أعتقد أنه تغير‪ .‬إنه‬
‫رجل لطيف حًق ا‪ ،‬في الواقع‪ .‬ربما يمكنك منحه فرصة عندما‬
‫يأتي إلى هنا؟ ألن يكون لطيًف ا أن يكون لديك عائلة في‬
‫المدينة تربطك بها عالقة فعلية؟ فكرت كيف‬
‫سأفعل أي شيء حتى يكون لدي شخص واحد لالتصال بعائلتي‪ ،‬وكيف‬
‫سأفعل كل ما بوسعي لتعزيز العالقة إذا أتيحت لي الفرصة‬
‫وأردت ذلك آلرتشر‪ .‬لقد كرهت فكرة ‪.‬‬
‫وجوده هنا وحيًد ا طوال الوقت‪ ،‬باستثناء أنا‪ .‬أردت‬
‫له أصدقاء وعائلة‪ ...‬أردته أن يكون سعيًد ا‪ ،‬وأن يكون جزًء ا‬
‫‪.‬من المجتمع‬
‫ال يزال آرتشر يبدو متشكًكا‪ ،‬لكنه أدرك ما أنا متأكد من أنه‬
‫كان تعبيًر ا مليًئ ا باألمل على وجهي وسألني‪" :‬هل تريد مني‬
‫"أن أعطيه فرصة؟‬
‫‪.‬أومأت ببطء‪ ،‬نعم‬
‫ظل ينظر إلي لمدة دقيقة‪ .‬قال ببساطة ‪ :‬حسًنا‪ ،‬سأفعل‬
‫‪.‬‬
‫وضعت يدي على خده وانحنيت وقبلت شفتيه‬
‫الناعمة‪" .‬أعلم أن هذا ليس باألمر السهل بالنسبة لك‪ .‬شكًر ا لك‪ "،‬قلت‪ ،‬وأنا‬
‫‪.‬أتحدث بصوتي على شفتيه‬
‫أومأ برأسه‪ ،‬وسحبني إليه مرة أخرى‬
‫‪.‬وأمسك بي بقوة‬

You might also like