You are on page 1of 86

‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪:‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪،‬‬

‫ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ "دراﺳﺔ ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻟﻣﻔﻬوم"‬

‫د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد ﻋﺑد اﻟﺟواد أﺑو ﺣﻼوة‬


‫ﻣدرس اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‬
‫ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬

‫‪٢٠١٢‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٣‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫‪١٧٨‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٢‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ‬
‫"دراﺳﺔ ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻟﻣﻔﻬوم"‬
‫ﻣﻘدﻣﺔ‪:‬‬
‫ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ أﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ ﻣﻌﺎﻧﯾﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﺣﺎﻟ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ـ ــن‬ ‫‪Defeatism‬‬ ‫اﻻﻧﻛﺳﺎراﻟﻧﻔﺳ ـ ـ ـ ــﻲ أوﻻﻧﻬزاﻣﯾ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺷـ ــﻌور ﺑـ ــﺎﻟﻌﺟز وﻗﻠـ ــﺔ اﻟﺣﯾﻠـ ــﺔ واﻧﻌـ ــدام اﻟﻔﺎﻋﻠﯾـ ــﺔ اﻟﺷﺧﺻـ ــﯾﺔ ﻓـ ــﻲ اﻟﺣﯾـ ــﺎة واﻟﺗﻌﺎﺳـ ــﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻫ ـ ــﻲ داﻟ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ ﺟ ـ ــزء ﻣﻧﻬ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻷﻗ ـ ــل ﻟﻠﺗﻌ ـ ــرض ﻟﻸﺣ ـ ــداث اﻟﺻ ـ ــﺎدﻣﺔ‬
‫واﻟظـ ـ ــروف اﻟﻌﺻـ ـ ــﯾﺑﺔ واﻷﺣـ ـ ــداث اﻟﺣﯾﺎﺗﯾـ ـ ــﺔ اﻟﺿﺎﻏطﺔ‪،‬ﺧﺎﺻـ ـ ــﺔ إذا ﺻـ ـ ــﺎدﻓت ﺑﻧـ ـ ــﺎء‬
‫ﻫﺷـ ـ ـ ــﺎ ﻗ ـ ـ ـ ــﺎﺑﻼً ﻟﻼﻧﻛﺳ ـ ـ ـ ــﺎر ﻧﺗﯾﺟ ـ ـ ـ ــﺔ أﺳ ـ ـ ـ ــﺎﻟﯾب اﻟﺗﻧﺷ ـ ـ ـ ــﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾ ـ ـ ـ ــﺔ ﻏﯾ ـ ـ ـ ــر‬
‫ﻧﻔﺳ ـ ـ ـ ـًـﯾﺎ ً‬
‫اﻟﺳوﯾﺔ‪،‬ﻓﺿ ـ ـ ــﻼًﻋن ارﺗﺑﺎطﻬـ ـ ـ ــﺎ ﺑـ ـ ـ ــﺎﻟﺗﻌرض ﻟﻌﻣﻠﯾ ـ ـ ـ ـﺎت اﻟﻘﻬرواﻹﻛـ ـ ـ ـراﻩ ﺑﻣـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻬـ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ــن‬
‫ﺗﺄﺛﯾرات ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻘﻬور‪.‬‬
‫وﻫ ـ ـ ـ ــﻲ ﺣﺎﻟ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣرﺿ ـ ـ ـ ــﯾﺔ ﺣﻘﯾﻘ ـ ـ ـ ــﺔ وﻟﯾﺳ ـ ـ ـ ــت وﺻ ـ ـ ـ ــﻔﺎ اﺧﺗرﻋ ـ ـ ـ ــﻪ ﺧﯾ ـ ـ ـ ــﺎل اﻟﺷ ـ ـ ـ ــﻌراء‬
‫ﺗﺟﺎوﺑـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــﻊ ﻋط ـ ـ ــﺎء اﻟﺗﻘ ـ ـ ــدم اﻟﺣﺿ ـ ـ ــﺎري اﻟ ـ ـ ــذي أﺿ ـ ـ ــﻔﻰ‬
‫أواﻷدﺑ ـ ـ ــﺎء أو اﻟﻔﻼﺳ ـ ـ ــﻔﺔ ً‬
‫ـﺎرﻋﺎ ﻏﯾـ ــر ﻣﺳـ ــﺑوﻗًﺎ وﻏﯾـ ــر ﻣﺣـ ــدد اﻻﺗﺟـ ــﺎﻩ‪ ،‬وﻣـ ــﺎ ﺻـ ــﺎﺣﺑﻪ ﻣـ ــن اﻧﻔﺟـ ــﺎر‬
‫ﺗﻌﻘﯾـ ـًـدا وﺗﺳـ ـ ً‬
‫ﻓـ ـ ــﻲ ﺳـ ـ ــﻘف اﻵﻣـ ـ ــﺎل واﻟطﻣوﺣـ ـ ــﺎت‪ ،‬دوﻧﻣـ ـ ــﺎ اﻣـ ـ ــﺗﻼك ﻷدوات ﺗﺣﻘﯾﻘﻬ ـ ـ ـﺎ‪،‬وﻣن اﻟﻣؤﻛـ ـ ــد‬
‫أن اﻟﻬزﯾﻣــﺔ اﻟﻧﻔﺳ ــﯾﺔ أﺧط ــر ﻣ ــن اﻟﻬزﯾﻣــﺔ اﻟﻣﺎدﯾ ــﺔ ﻷﻧﻬــﺎ ﺗﺻ ــﯾب اﻟﻣ ــرء ﺑﺎﻹﺣﺑ ــﺎط‬
‫واﻟﻌﺟز رﻏم وﺟود اﻟﻣؤﻫﻼت واﻟﻌﺗﺎد ورﻏم ﺗواﻓر إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﺗﺟﺎوز‪.‬‬
‫وﯾٌﻌﺗَﻘَ ـ ـ ـُـد ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻣﺳ ـ ـ ــﺗوى اﻟﻧظـ ـ ـ ــري أن اﻟﺗﺣ ـ ـ ــدﯾث واﻟﺗﻘـ ـ ـ ــدم ﯾﺳ ـ ـ ــﺗﺗﺑﻊ اﻟﺗﺣﺿـ ـ ـ ــر‬
‫ْ‬
‫اﻹﻧﺳـ ـ ــﺎﻧﻲ واﻟﺗ ارﺟـ ـ ــﻊ اﻟـ ـ ــداﺋم ﻟﻠﻌﻧـ ـ ــف‪ ،‬ﻓﺿـ ـ ــﻼً ﻋـ ـ ــن ارﺗﺑﺎطـ ـ ــﻪ اﻹﯾﺟـ ـ ــﺎﺑﻲ ﺑﺎﻻﻧـ ـ ــدﻓﺎع‬
‫ﻧﺣـ ــو اﻟﺣﯾـ ــﺎة واﻟﻔﺎﻋﻠﯾـ ــﺔ اﻟﺷﺧﺻـ ــﯾﺔ واﻟﻬﻣـ ــﺔ اﻟذاﺗﯾـ ــﺔ ﻟﻛـ ــن ﻟﻸﺳـ ــف ﺛﺑـ ــت ﺧطـ ــﺄ ﻫـ ــذا‬
‫اﻻﻋﺗﻘ ـ ــﺎد وﻣؤﺷـ ـ ـرات ﺗﺄﯾﯾ ـ ــد ﻫ ـ ــذا اﻟﻣوﻗ ـ ــف ﻛﺛﯾـ ـ ـرة ﻻ ﺗﺧطﺋﻬ ـ ــﺎ ﻋ ـ ــﯾن رﺟ ـ ــل اﻟﺷ ـ ــﺎرع‬
‫ﻓﺿﻼ ﻋن اﻟﺧﺑﯾر‪.‬‬
‫)‪(١٩٩٥‬ﺑﺈﺷـ ـ ــﺎرﺗﻪ إﻟـ ـ ــﻰ أن ﻣﻌظـ ـ ــم‬ ‫‪Riesman‬‬ ‫إذ ﯾؤﻛـ ـ ــد ﻫـ ـ ــذا اﻟﻣﻌﻧـ ـ ــﻰ راﯾزﻣـ ـ ــﺎن‬
‫اﻷﻓـ ـ ـراد ﻻ ﯾﺳ ـ ــﺗطﯾﻌون اﻟﺗﻌ ـ ــﺎﯾش ﻣ ـ ــﻊ ﻣﺗطﻠﺑ ـ ــﺎت اﻟﺗﻘ ـ ــدم اﻟﺗﻛﻧوﻟ ـ ــوﺟﻲ اﻟﻬﺎﺋ ـ ــل اﻟ ـ ــذي‬
‫ﯾﻌﺟـ ــز اﻟﻔـ ــرد ﻋـ ــن ﻣﻼﺣﻘﺗـ ــﻪ‪ ،‬ﻓﺿـ ــﻼ ﻋـ ــن اﻟﺗﻐﯾ ـ ـرات اﻟﺗـ ــﻲ ﻟﺣﻘـ ــت ﺑـ ــﺎﻟﻘﯾم اﻹﻧﺳـ ــﺎﻧﯾﺔ‬
‫‪١٧٩‬‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫ﻧﺗﯾﺟـ ـ ــﺔ اﻟﺗﺣـ ـ ــوﻻت اﻟﺳ ـ ـ ـرﯾﻌﺔ ﻣﻣـ ـ ــﺎ أدي إﻟـ ـ ــﻰ ﺗﻌرﺿـ ـ ــﻬم ﻟﻠﻛﺛﯾـ ـ ــر ﻣـ ـ ــن ﺻوراﻟﺷـ ـ ــﻌور‬
‫ﺑﺎﻟوﺣـ ـ ـ ــدة اﻟﻧﻔﺳـ ـ ـ ــﯾﺔ واﻻﻏﺗ ـ ـ ـ ـراب اﻟﻧﻔﺳـ ـ ـ ــﻲ‪ ،‬وأن اﻟﺷـ ـ ـ ــﻌور ﺑﺎﻟوﺣـ ـ ـ ــدة اﻟﻧﻔﺳـ ـ ـ ــﯾﺔ ﻧﻘطـ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺑـ ــدء ﻟﻛﺛﯾـ ــر ﻣـ ــن اﻟﻣﺷـ ــﻛﻼت اﻟﺗ ـ ــﻲ ﯾﻌـ ــﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬـ ــﺎ اﻹﻧﺳـ ــﺎن اﻟﻣﻌﺎﺻرﺧﺎﺻـ ــﺔ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ‬
‫اﻻﻧﻛﺳﺎر واﻻﻧﻬزام اﻟﻧﻔﺳﻲ‪.‬‬
‫وﺧـ ـ ــﻼل اﻟﺳـ ـ ــﻧوات اﻟﻘﻠﯾﻠـ ـ ــﺔ اﻟﻣﺎﺿـ ـ ــﯾﺔ ﺑـ ـ ــدأ أطﺑـ ـ ــﺎء اﻟﻘﻠـ ـ ــب ﯾﺗﺣـ ـ ــدﺛون ﺻ ـ ـ ـراﺣﺔ‬
‫‪roken‬‬ ‫‪heart‬‬ ‫ﺑـ ــﺄن ﺛﻣـ ــﺔ ﻣـ ــرض ﯾُ ـ ــدﻋﻰ»ﻣﺗﻼزﻣـ ــﺔ اﻟﻘﻠـ ــب اﻟﻣﻔطـ ــور« أواﻟﻣﻛﺳـ ــور‬
‫‪muscle heart‬‬ ‫وﻫ ـ ـ ــﻲ ﺣﺎﻟ ـ ـ ــﺔ ﻣرﺿ ـ ـ ــﯾﺔ ﺗﺻ ـ ـ ــف إﺻ ـ ـ ــﺎﺑﺔ ﻋﺿ ـ ـ ــﻠﺔ اﻟﻘﻠ ـ ـ ــب‬ ‫‪syndrome‬‬

‫اﻟﻧﺎﺑﺿ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺿ ـ ــﻌف اﻟﻣﻔ ـ ــﺎﺟﺊ ﻧﺗﯾﺟ ـ ــﺔ ﻟﻠﺗﻌ ـ ــرض ﻷزﻣ ـ ــﺎت ﻧﻔﺳ ـ ــﯾﺔ ﺣ ـ ــﺎدة‪ ،‬وﻫ ـ ــو ﻣ ـ ــﺎ‬
‫ﻋـ ــن ﺿـ ــﺦ اﻟـ ــدم ﺑـ ــﺎﻟﻘوة‬ ‫‪heart‬‬ ‫‪failure‬‬ ‫ﯾُ ـ ــؤدي إﻟـ ــﻰ ﺣﺻـ ــول ﻓﺷـ ــل )ﻋﺟـ ــز( اﻟﻘﻠـ ــب‬
‫اﻟﻣﻌﻬ ـ ــودة ﻟ ـ ــﻪ ﻗﺑ ـ ــل اﻟﺗﻌ ـ ــرض ﻟﺗﻠ ـ ــك اﻟﺿ ـ ــﻐوط اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪،‬وﺗﺳ ـ ــﻣﻰ ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ‬
‫ﺑﻌـ ـ ــض أدﺑﯾـ ـ ــﺎت اﻟطـ ـ ــب ﺑﻣﺗﻼزﻣـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــرض اﻟﻘﻠـ ـ ــب اﻟﻧـ ـ ــﺎﺟم ﻋـ ـ ــن اﻟﺗـ ـ ــوﺗر اﻟﻧﻔﺳـ ـ ــﻲ«‬
‫‪.stress cardiomyopathy‬‬
‫وﻣن اﻟزاوﯾﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻧﺟد أن ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻧﻬزام اﻟﻧﻔﺳﻲ ٕوان ﻛﺎﻧت ﺗﻔﺗﻘد ﻣﺛل ﻫذﻩ‬
‫اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ ﻓﻲ أدﺑﯾﺎت اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻷدﻟﺔ اﻟﺗﺷﺧﯾﺻﯾﺔ ﻟﻼﺿطراﺑﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‬
‫ﻧﺳﺑﯾﺎ ﺗﺣت ﻣﺳﻣﯾﺎت أﺧرى ﻣﺛل‬
‫وا ﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ‪ ،‬إﻻ أن ﻟدراﺳﺗﻬﺎ ﺗﺎرﯾﺧﺎ طوﯾﻼ ً‬
‫‪،Psychological‬‬ ‫اﻟﻧﻔﺳﻲ‪Alienation‬‬ ‫"واﻻﻏﺗراب‬ ‫‪Learning helplessness‬‬ ‫"اﻟﻌﺟزاﻟﻣﺗﻌﻠم‬
‫واﻟﻘﺻورﻓﻲ اﻟﻛﻔﺎءة اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻧﺧﻔﺎض ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟذات‪،‬وﺣدﯾﺛًﺎ ﺗﺣت ﻣﺳﻣﻰ "‬
‫"‬ ‫‪Self Defeating Personality‬‬ ‫اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻘﺎﻫرة ﻟﻠذات أو اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻬﺎزﻣﺔ ﻟﻠذات‬
‫ﺣد ﻛﺑﯾر‬
‫ٕوان ﻛﺎﻧت ذات دﻻﻻت ﺗﺧﺗﻠف إﻟﻰ ٍ‬ ‫‪Fragile Personality‬‬ ‫واﻷﻧﺎ اﻟﻣﻧﻛﺳرة‬
‫ﻋﻣﺎ ﻧﻌﻧﯾﻪ ﺑﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ؛ ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﺗﻛﺗﺳﻲ ﻓﯾﻣﺎ ﻧظن‬
‫ﻣﻌﻧﻰ ﻗرًﯾﺑﺎ ﻣن ﻣﺗﻼزﻣﺔ ﻣرض اﻟﻘﻠب اﻟﻧﺎﺟم ﻋن اﻟﺗوﺗر اﻟﻧﻔﺳﻲ‪،‬وﻫو "ﺣﺎﻟﺔ‬
‫‪،‬وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻛون ذووﻫذﻩ‬
‫اﻻﻧﻬزام اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻹﻫﺎﻧﺔ واﻟﻌﺟز" ً‬
‫اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻣﺗﺷﺎﺋﻣون ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬم وﯾﻐﻠب ﻋﻠﯾﻬم اﻟﻬﻣوم واﻧﻛﺳﺎر اﻟﻧﻔس واﻻﻛﺗﺋﺎب‬

‫‪١٨٠‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٢‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻓﺿﻼ ﻋن أﻧﻬم ﻋﻠﻰ ﻏﯾر وﻓﺎق ﻣﻊ اﻟﻌﺎﻟم‬
‫ً‬ ‫وﻋدم اﻟرﺿﺎ ﻋن اﻟوﺟود اﻟذاﺗﻲ أو اﻟﻌﺎم‬
‫وﯾﻐﻠب ﻋﻠﯾﻬم ﻣﺷﺎﻋر اﻟﺧوف واﻟﺗﺑﻠد واﻟﻣرض واﻓﺗﻘﺎد اﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟدراﺳﺔ‪.‬‬
‫أدى ﺗﻌﻘ ـ ــد اﻟﺣﯾ ـ ــﺎة اﻹﻧﺳ ـ ــﺎﻧﯾﺔ ﻓ ـ ــﻲ ﻣﺟﺗﻣﻌﺎﺗﻧ ـ ــﺎ اﻟﻣﻌﺎﺻـ ـ ـرة إﻟ ـ ــﻰ ﺗﻔ ـ ــﺎﻗم ﺻ ـ ــﻌوﺑﺎت‬
‫اﻟﺣﯾ ـ ــﺎة وﺗﻌ ـ ــددت ﻣﺷ ـ ــﺎﻛل اﻹﻧﺳ ـ ــﺎن وزادت اﻷﻋﺑ ـ ــﺎء وأﺻ ـ ــﺑﺢ ﻣ ـ ــن اﻟﺻ ـ ــﻌب ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫اﻹﻧﺳـ ـ ـ ــﺎن ﺗﺣﻘﯾـ ـ ـ ــق ﻣﻌظـ ـ ـ ــم ﺣﺎﺟﺎﺗـ ـ ـ ــﻪ وطﻣوﺣﺎﺗـ ـ ـ ــﻪ أو أن ﯾﺳـ ـ ـ ــﻠك ﻓـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺣﯾـ ـ ـ ــﺎة دون‬
‫ﻣﻌﺎﻧـ ـ ـ ــﺎة أو أﻟ ـ ـ ـ ــم‪ ،‬وﻫ ـ ـ ـ ــذﻩ اﻟظ ـ ـ ـ ــروف اﻟﺣﯾﺎﺗﯾ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺻ ـ ـ ـ ــﻌﺑﺔ واﻟﻣﺗﻼﺣﻘ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓﯾﻬ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫اﻟظـ ـ ــروف اﻟﻣﺎدﯾـ ـ ــﺔ اﻟﺻـ ـ ــﻌﺑﺔ واﻟﺗﻐﯾ ـ ـ ـرات اﻟﺳ ـ ـ ـرﯾﻌﺔ اﻟﺗـ ـ ــﻲ ط ـ ـ ـرأت ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻣﺟﺗﻣﻌﺎﺗﻧـ ـ ــﺎ‬
‫اﻟﻌرﺑﯾ ـ ـ ـ ــﺔ واﻟﺗﺣ ـ ـ ـ ــدﯾﺎت اﻟﺗ ـ ـ ـ ــﻲ ﺗواﺟـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻫ ـ ـ ـ ــذﻩ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌ ـ ـ ـ ــﺎت واﻟﺣ ـ ـ ـ ــروب اﻟﻣﺗﻼﺣﻘـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫واﻟﻌـ ـ ــدوان واﻟ ـ ــدﻣﺎر وﻏﯾـ ـ ــر ذﻟـ ـ ــك زادت ﻣـ ـ ــن ﻣﻌﺎﻧـ ـ ــﺎة اﻹﻧﺳـ ـ ــﺎن وﺻ ـ ـ ـراﻋﺎﺗﻪ اﻟﻔﻛرﯾـ ـ ــﺔ‬
‫واﻟﻧﻔﺳ ـ ـ ــﯾﺔ ﻛﻣ ـ ـ ــﺎ زادت ﻣ ـ ـ ــن اﻟﺿ ـ ـ ــﻐوط اﻟﻧﻔﺳ ـ ـ ــﯾﺔ وﻣ ـ ـ ــن ﺣ ـ ـ ــﺎﻻت اﻹﺣﺑ ـ ـ ــﺎط واﻟﻘﻠ ـ ـ ــق‬
‫واﻟﺣرﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن واﻻﻛﺗﺋـ ـ ـ ـ ـ ــﺎب واﻟﺷـ ـ ـ ـ ـ ــﻌور ﺑﺎﻟوﺣـ ـ ـ ـ ـ ــدة اﻟﻧﻔﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﯾﺔ واﻻﻏﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـراب واﻟﺷـ ـ ـ ـ ـ ــﻌور‬
‫اﻻﻧﻛﺳـ ـ ـ ــﺎر واﻻﻧﻬـ ـ ـ ـ ـزام اﻟﻧﻔﺳـ ـ ـ ــﻲ‪ ،‬وﺟﻌﻠ ـ ـ ـ ــﻪ ذﻟـ ـ ـ ــك ﯾﻔﻘ ـ ـ ـ ــد ﺗوازﻧـ ـ ـ ــﻪ اﻟﻌﻘﻠ ـ ـ ـ ــﻲ واﻟﻧﻔﺳ ـ ـ ـ ــﻲ‬
‫وﯾﻌرﺿ ـ ــﻪ إﻟ ـ ــﻰ اﻟﻌدﯾ ـ ــد ﻣ ـ ــن اﻻﺿ ـ ــطراﺑﺎت اﻟﻧﻔﺳ ـ ــﯾﺔ واﻟﻌﻘﻠﯾ ـ ــﺔ واﻟﺳ ـ ــﻠوﻛﯾﺔ وﯾﺿ ـ ــﻌف‬
‫ﻗدرﺗـ ـ ـ ــﻪ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻌﻣـ ـ ـ ــل واﻟﻌطـ ـ ـ ــﺎء واﻹﻧﺟﺎز‪،‬ودﻓﻌـ ـ ـ ــﻪ ﺑﺎﺗﺟـ ـ ـ ــﺎﻩ اﻻﺳﺗﺳـ ـ ـ ــﻼم واﻟرﻛـ ـ ـ ــون‬
‫ﻟﻠواﻗﻊ ﺑﻛل ﺗﻔﺎﺻﯾﻠﻪ‪.‬‬
‫وﺗﺗﺑﻠوراﻻﺗﺟﺎﻫ ـ ــﺎت اﻟﻔﻛرﯾ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ ﻛ ـ ــل ﻋﺻ ـ ــر ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻧﺣ ـ ــو ﻣ ـ ــﺎ ﺗﻔﯾ ـ ــد ﻋطﯾ ـ ــﺎت أﺑ ـ ــو‬
‫اﻟﻌﯾﻧـ ـ ــﯾن)‪ (٢٠٠٧‬ﺣ ـ ـ ــول ﻓﻛرﯾ ـ ـ ــﺔ أﺳﺎﺳ ـ ـ ــﯾﺔ ﺗﻛـ ـ ــون اﻟط ـ ـ ــﺎﺑﻊ اﻟﻣﻣﯾ ـ ـ ــز ﻟﻬ ـ ـ ــذا اﻟﻌﺻ ـ ـ ــر‬
‫ﻓﻔ ـ ـ ــﻲ ﻣﺻـ ـ ـ ـراﻟﻔرﻋوﻧﯾﺔ ﺑ ـ ـ ــرزت ﻓﻛـ ـ ـ ـرة اﻟﺧﻠ ـ ـ ــود‪ ،‬وﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟﺣﺿ ـ ـ ــﺎرة اﻟﯾوﻧﺎﻧﯾ ـ ـ ــﺔ اﻟﻘدﯾﻣ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﺑـ ـ ـ ــرزت ﻓﻛ ـ ـ ـ ـرة اﻟوﺟـ ـ ـ ــود ‪ ،Ontology‬وأﻓـ ـ ـ ــرزت اﻟﺛـ ـ ـ ــورة اﻟﺑرﺟوازﯾـ ـ ـ ــﺔ ﻓﻛ ـ ـ ـ ـرة اﻟﻣﺳـ ـ ـ ــﺎواة‬
‫‪،Equity‬أﻣـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ ﻋﺻـ ــر اﻟﺗﺣـ ــدﯾث واﻟﺗﺻـ ــﻧﯾﻊ ﺑـ ــرزت ﻓﻛ ـ ـرة‬ ‫&‬ ‫‪Freedom‬‬ ‫واﻟﺣرﯾـ ــﺔ‬
‫‪Alienation‬‬ ‫اﻟﻣﯾﻛﻧـ ـ ـ ــﺔ واﻟﺗﺷـ ـ ـ ــﯾؤ‪،‬وﻓﻲ ﻋﺻ ـ ـ ـ ـرﻧﺎ ﻫـ ـ ـ ــذا أﺻـ ـ ـ ــﺑﺣت ﻓﻛـ ـ ـ ــرت اﻻﻏﺗ ـ ـ ـ ـراب‬
‫اﻟﻔﻛرة اﻟﺟوﻫرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺑر ﻋن أزﻣﺔ اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻣﻌﺎﺻر‪.‬‬

‫‪١٨١‬‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫وﺗﺟدراﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻻﻧدﻓﺎع اﻟﻣﺗﺳﺎرع ﻧﺣو ﺗﻘﺑل اﻟﻣﺿﺎﻣﯾن اﻟﻔﻛرﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻟﻔﻛرة‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل اﻟﻔﻛرة اﻟﻧﺎظﻣﺔ ﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﺣداﺛﺔ وﻟد‬ ‫‪Globalization‬‬ ‫اﻟﻌوﻟﻣﺔ‬
‫ﻣظﺎﻫر ﺳﻠوﻛﯾﺔ ﯾﺗﻌذر ﻓﻲ واﻗﻊ اﻷﻣر ﺗﻔﺳﯾرﻫﺎ ﺑﻔﻛرة اﻻﻏﺗراب اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻣﺷﺎر‬
‫ﺑﻣﺿﺎﻣﯾﻧﻬﺎ‬ ‫‪Defeatism‬‬ ‫إﻟﯾﻬﺎ‪ ،‬وﯾرى اﻟﺑﺎﺣث ﻣن ﺟﺎﻧﺑﻪ أن ﻓﻛرة اﻻﻧﻬزاﻣﯾﺔ‬
‫اﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﻔﻛرة اﻷﻛﺛر ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﺗوﺻﯾف واﻗﻊ ﺣﺎل اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻲ‬
‫اﻟوﻗت اﻟراﻫن‪.‬‬
‫وﯾﺗﺣدث اﻟﻛﺛﯾر ﻣن رواد اﻟﺑﺣث اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟراﻫن‬
‫‪Thoughts &Civilization Defeating‬‬ ‫ﻋن ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ واﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ‬
‫أﻧﻣوذﺟﺎ ﻟﻠﺗﻘدﻣﻲ اﻟﻔﻛري‬
‫ً‬ ‫ﻛﺗوﺻﯾف ﻋﺎم ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺑﻌ ﯾﺔ واﻻﻧﻘﯾﺎد ﻟﻶﺧر واﻋﺗﺑﺎرﻩ‬
‫واﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﻟﺻﻧﺎﻋﻲ‪،‬وﺗزاﯾد ﻫذا اﻟﺣدﯾث ﻣﻊ ﺗﻧﺎﻣﻲ واﺗﺳﺎع ﻓﺿﺎءات اﻟﻌوﻟﻣﺔ‬
‫واﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻗدر ﻣﺣﺗوم ﻻﺗﻣﻠك اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻋﻧﻪ ﻓﻛﺎﻛًﺎ‪،‬وﻣﺎ ﻣظﺎﻫر‬
‫ﻛﺎﻓﯾﺎ ﻟﻠﺗدﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺔ ﻫذا اﻟﺗوﺟﻪ‪ ،‬ﻓﻬﻧﺎك‬
‫ﻣؤﺷر ً‬
‫ًا‬ ‫اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ اﻟﻌﻣﯾﺎء إﻻ‬
‫" ‪"Knowing‬‬ ‫ﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﺗﻧﺗﺞ وﺗﻣﻠك ﻣﺎ ﯾﺻﺢ ﺗﺳﻣﯾﺗﻪ "ﺳر اﻟﺻﻧﻌﺔ واﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﻧﺗﺞ‪،‬ﻓﺿﻼ ﻋن أن ﻣظﺎﻫر اﻟﺗﺣدﯾث اﻟﻣﻌﺎﺻرة‬
‫ً‬ ‫"‪ ،How‬وﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﺗﺳﺗﻬﻠك ذﻟك‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑدى ﻋﻠﻰ ﺷﺑﺎب اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺑﻲ ﻣن ﻧوﻋﯾﺔ ﻣﻠﺑس وأﺳﻠوب ﺗﺣدث وأﺟﻬزة‬
‫اﺗﺻﺎل ﺑل وطرﯾﻘﺔ ﺗﻔﻛﯾ ٕ ارﻻ ﻣظﺎﻫر ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻬذﻩ اﻟﻧزﻋﺔ اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ اﻟﻣؤﺻﻠﺔ ﻟﻣﺎ‬
‫ﯾﺻﯾﺢ ﺗﺳﻣﯾﺗﻪ ﺑﺎﻟﺗﺷﯾؤ ‪.١‬‬
‫ﺗﻌﻘﯾدا ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ واﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ ﻣﺎ ﯾﺻﺢ ﺗﺳﻣﯾﺗﻪ‬
‫وﻟﻌل اﻟﺟﺎﻧب اﻷﻛﺛر ً‬
‫ﺑﻬزﯾﻣﺔ اﻷﻓﻛﺎر واﻟﻣﺑﺎدئ واﻟﻘﯾم واﻋﺗﻘﺎد اﻟﻣرء ﺑﺄن ﻣﺎ ﺗﺷرﺑﻪ وآﻣن ﺑﻪ ﻣن ﻣﻧظوﻣﺔ‬
‫إﯾﺟﺎﺑﯾﺎ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻣﻛﯾﻧﻪ ﻣن ﺣل ﻣﺷﻛﻼﺗﻪ‬
‫ً‬ ‫أﺛر‬
‫ﻣﺑﺎدئ وأﻓﻛﺎر وﻗﯾم ﻻ ﺟدوى ﻣﻧﻬﺎ وﻻ ً ا‬
‫ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻛون‬
‫اﻟﯾوﻣﯾﺔ‪ ،‬وأن اﻟﺧﻼص ﻓﻲ إﺗﺑﺎع ﻣﻧظوﻣﺔ ﻣﺑﺎدئ وأﻓﻛﺎر وﻗﯾم أﺧرى ً‬

‫‪١‬‬
‫وﺻف اﻟﺑﺎﺣث ﻓﻲ ﻣﺗن اﻟدراﺳﺔ ظﺎﻫرة ﺗﺷﯾؤ اﻟذات ﺑوﺻﻔﻬﺎ أﺣد أﺑﻌﺎد اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪.‬‬

‫‪١٨٢‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٢‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻣﻧظوﻣﺔ ﻣن ﯾﺗﺻور أﻧﻪ ﯾﻣﺗﻠك اﻟﻘوة اﻟﻔﻛرﯾﺔ واﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﺗﺣت ﺗﺄﺛﯾراﻟﻐزو اﻟﻔﻛر‬
‫أﯾﺿﺎ ﻋﻧدﻣﺎ‬
‫واﻧﻬﯾﺎر ﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺗﻌﻠم اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﯾش ﻣﻌﻬﺎ‪ ،‬وﺗﺗﺄﺗﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ً‬
‫ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻘوي إﯾﻬﺎم اﻟﺿﻌﯾف ﺑﺄﻧﻪ ﻗوة ﻻ ﺗﻘﻬروﺑﺄﻧﻪ أدرى وأﻋﻠم ﺑﻣﺎ ﯾﺻﻠﺢ وﻣﺎ ﻻ‬
‫ﯾﺻﻠﺢ ﻟﻪ‪ ،‬وﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﺣﯾﻠﺔ ﻟﻪ دون اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘوى واﻟﺳﯾر ﻓﻲ رﻛﺎﺑﻪ واﻻﺋﺗﻣﺎر‬
‫ﺑﺄﻣرﻩ‪.‬‬
‫ﻧﺳﺑﯾﺎ ﻓﻬم ﻣظﺎﻫر اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ واﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ وﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‬
‫ٕواذا ﻛﺎن ﻣن اﻟﯾﺳﯾر ً‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻋواﻣل ﺗﺧﻠﯾﻘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧﺣو اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﻋﻠﯾﻪ‪ ،‬ﯾﺗﻌذر ﻗﺑول ﺷﻛل ﻣرﻋب آﺧر ﻣن‬
‫ﻣﺟﺳدا ﻟﻣظﻠﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ واﻗﻊ اﻷﻣر ﻟﻠﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻛﺛﯾر‬
‫ً‬ ‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ ﯾﺑدو‬
‫ﻣن ﺷﺑﺎب اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺑﻲ وﻧﻘﺻد ﺑﻪ اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾﻧﺑﺊ ﺑﺗﺟذر اﻟﻬزﯾﻣﺔ‬
‫اﻟﻔﻛرﯾﺔ واﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ ﻟﯾس ﻓﻲ ﺑﯾﻧﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت وﺣﺳب‪ ،‬ﺑل ﺑﺗﺧﻠﯾق آﻟﯾﺎت إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﻘرﯾب ﻛذﻟك‪.‬‬
‫وﻻ ﯾﺗﺟﺎوز اﻟﺣد ﻣن ﯾدﻋﻰ أن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻗد أﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﺷدة ﺑﻣﻛﺎن‬
‫ﻟدرﺟﺔ أﻧﻪ ﻗد أﺻﺑﺢ ظﺎﻫرة ﺗﺳﺗﺣق اﻟدراﺳﺔ واﻟﺑﺣث ﻟﺗﺣدﯾد أﻋراﺿﻬﺎ‬
‫وأﺳﺑﺎﺑﻬﺎ ووﺳﺎﺋل اﻟﺣد ﻣن اﻧﺗﺷﺎرﻫﺎ واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ‪.‬‬
‫وﻣﻊ ﺗﺳﻠﯾﻣﻧﺎ ﺑﺄن اﻟﺿﻌف اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﺳﻣﺔ ﺗﻼزم اﻹﻧﺳﺎن ﻣن ﻟﺣظﺔ اﻟﺑداﯾﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺧﻠﻘﻪ‪ ،‬إﻻ أن اﺷﺗداد اﻟﺷﻌور ﺑﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿﻌف ﻫذﻩ واﺗﺳﺎع ﻧطﺎﻗﻬﺎ رﺑﻣﺎ ﯾﻔﺿﻲ إﻟﻰ‬
‫ﻣﻌﺎﻧﺎة اﻹﻧﺳﺎن ﻣن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻧﻛﺳﺎر واﻻﻧﻬزام اﻟﻧﻔﺳﻲ‪ ،‬ﻓﺗﺷل ﻗدراﺗﻪ وﯾﻌﺟز ﻋن‬
‫اﻟﺗﻌﺎﻣل اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﻣﻊ أي ﻣوﻗف أو ﺣدث أو ﻣﺷﻛﻠﺔ‪.‬‬
‫وﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ اﻟﻬزﯾﻣـ ـ ــﺔ اﻟﻧﻔﺳـ ـ ــﯾﺔ ﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ ﻣرﺿـ ـ ــﯾﺔ‪ ،‬ﻣؤﺷ ـ ـ ـراﺗﻬﺎ ﺑﺎدﯾـ ـ ــﺔ وﻗﺎﺑﺿـ ـ ــﺔ ﺑﻣﻼﺑﺳـ ـ ــﺗﻬﺎ‬
‫ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺑﻧﯾ ـ ــﺔ اﻟﻧﻔﺳ ـ ــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻛﺛﯾ ـ ــرﻣن اﻟﺷ ـ ــﺑﺎب ﻓ ـ ــﻲ ﻋﺎﻟﻣﻧ ـ ــﺎ اﻟﻌرﺑ ـ ــﻲ ﻋﻠ ـ ــﻰ وﺟ ـ ــﻪ‬
‫اﻟﺧﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوص وﻏﯾرﻣﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﻔﺔ ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣﻧظوﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت أدﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺗﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﯾف اﻟﻌﺎﻟﻣﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻼﺿـ ـ ـ ــطراﺑﺎت اﻟﻧﻔﺳـ ـ ـ ــﯾﺔ واﻟﺳـ ـ ـ ــﻠوﻛﯾﺔ ﻛﺎﻟـ ـ ـ ــدﻟﯾل اﻟﺗﺷﺧﯾﺻـ ـ ـ ــﻲ واﻹﺣﺻـ ـ ـ ــﺎﺋﻲ اﻟ ارﺑـ ـ ـ ــﻊ‬
‫اﻟﻣﻌـ ـ ـ ـ ــدل اﻟﺻـ ـ ـ ـ ــﺎدرﻋن اﻟﺟﻣﻌﯾـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠطـ ـ ـ ـ ــب اﻟﻧﻔﺳﻲ‪،‬واﻟﻧﺷ ـ ـ ـ ـ ـرة اﻟدوﻟﯾ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﺷرة ﻟﻼﺿطراﺑﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻋن ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪١٨٣‬‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫وﺗﺗﺻف ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺑﺧﺻوﺻﯾﺔ ﺗﺳﺗوﺟب دراﺳﺗﻬﺎ وﺗﺣدﯾد ﻣﻼﻣﺣﻬﺎ‪،‬‬


‫ﻓﺿﻼً ﻋن ﻛوﻧﻬﺎ ذات أﺑﻌﺎد ﻣﺗﻌددة ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﻘﺻﻲ واﻟﺑﺣث‪،‬‬
‫وﺗﺧﺗﻠف ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻋن اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗوﺻﻔﻬﺎ ﻣﻔﺎﻫﯾم ﻧﻔﺳﯾﺔ أﺧرى ﻣﺛل‬
‫ﻛﺎﻻﻏﺗراب اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻟﻌﺟز اﻟﻣﺗﻌﻠم واﻹﻋﯾﺎء اﻟﻧﻔﺳﻲ‪.‬‬
‫واﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ظﺎﻫرة ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻣﺎ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻪ أﯾﺔ ظﺎﻫرة ﻣن ﻋواﻣل ﺗﻣدﻫﺎ‬
‫وأﺧرى ﺗدﻓﻌﻬﺎ وﺗﺿﻌﻔﻬﺎ‪،‬وﻫﻲ ﺗظﻬر ﻓﻲ وﻗت دون وﻗت؛ ﺑﺳﺑب ﻋواﻣل ﻣﻛﺗﺳﺑﺔ‬
‫ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺑﯾﺗﻬﺎ وﻟﯾﺳت أﺻﯾﻠﺔ ﻓﻲ ﺑﻧﯾﺔ اﻟﻔرد أو اﻷﻣﺔ؛ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﺷروﻋﯾﺔ‬
‫اﻟﺗﺳﺎؤل ﻋن ﻣﺣددات ﺗﺧﻠﯾق اﻟدﻓﻊ ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ ،‬وﻋواﻣل اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ‪.‬‬
‫ﺧﺎﺻﺔ وأن ﻫزﯾﻣﺔ اﻟذات أﻗﺳﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺷر ﻣن ﻛل اﻷﺳﻠﺣﺔ اﻟﻔﺗﺎﻛﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫اﺧﺗرﻋﻬﺎ اﻹﻧﺳﺎن‪ ،‬وﻫﻲ ﻫزﯾﻣﺔ ﺗؤدي ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ طﻐﯾﺎن اﻟﯾﺄس إﻟﻰ اﻻرﺗﻣﺎء ﻓﻲ‬
‫أﺣﺿﺎن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺧﺎطﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻌود ﺿررﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔرد ذاﺗﻪ ﻓﻘط‪ ،‬وﻟﻛﻧﻪ‬
‫ﺿرر ﺗﺗﺳﻊ داﺋرﺗﻪ ﻟﺗﺷﻣل اﻵﺧرﯾن‪ ،‬وﻗد ﯾُﺣدث أﺿ ار ار ﺟﺳﯾﻣﺔ ﺑﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﻠﻪ‬
‫وﻟﯾس ﺑﺷرﯾﺣﺔ ﻣﺣددة ﻣﻧﻪ‪ ،‬وﻣن ﻫﻧﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﺿرورة دراﺳﺔ ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة ﺑﺗﺑﯾﺎن‬
‫اﻟظروف اﻟﺷﺎرطﺔ ﻟﻬﺎ واﻟﺗداﻋﯾﺎت اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻬﺎ وﺳﺑل اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ وﻋﻼج‬
‫اﻟﻣﺻﺎﺑون ﺑﻬﺎ‪.‬‬
‫وﯾﺻﺑﺢ اﻟﺳؤال اﻟﻣﻠﺢ واﻟداﻓﻊ ﻟﻠﺑﺣث ﻋن إﺟﺎﺑﺔ ﻟﻪ ﻫل ﻟﻬذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣﺣددات‬
‫ﺗﻛوﯾﻧﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻷﺳﻠوب اﻟﻣزاﺟﻲ ﻟﻠﺷﺧص؟ أم ﺗراﻫﺎ داﻟﺔ ﻟﻠﺗﻔﺎﻋل ﺑﯾن ﻣﺣددات‬
‫ﺗﻛوﯾﻧﯾﺔ وظروف ﺑﯾﺋﯾﺔ ﺗﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻬذا اﻟﺿﻌف اﻟﺷدﯾدواﻻﻧﻔطﺎر اﻟﻣﺧﻠق‬
‫ﻟﻠﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺑﺗﺟﻠﯾﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣوﺻﻔﺔ؟‪.‬‬
‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻣﻛن ﺻﯾﺎﻏﺔ ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟدراﺳﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ‪ :‬ﻣﺎ ﻣﺎﻫﯾﺔ‬
‫ﻣﻔﻬوم اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ؟وﻣﺎﻣؤﺷراﺗﻬﺎ وأﺑﻌﺎدﻫﺎ‪ ،‬وﻣﺣدداﺗﻬﺎ؟ وﻛﯾف ﯾﻣﻛن ﻗﯾﺎﺳﻬﺎ؟‬
‫وﻣﺎ اﻟﺳﺑﯾل إﻟﻰ اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ؟‬
‫وﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق‪ ،‬ﺗﺣﺎول اﻟدراﺳﺔ اﻟراﻫﻧﺔ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋن اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫ً‬
‫)‪ (١‬ﻣﺎ ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ؟‬

‫‪١٨٤‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٢‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪ (٢‬ﻣﺎ أﺑﻌﺎد اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ؟‬
‫)‪ (٣‬ﻣﺎ ﻣﺣددات ﺗﺧﻠﯾق اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ؟‬
‫ﻧﻔﺳﯾﺎ؟‬
‫)‪ (٤‬ﻣﺎ ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻬزوﻣﺔ ً‬
‫)‪ (٥‬ﻣﺎ طرق ﻗﯾﺎس اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ؟‬
‫)‪ (٦‬ﻣﺎ طرق اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ؟‬
‫ﻣﺑررات اﻟدراﺳﺔ وأﻫداﻓﻬﺎ‪:‬‬
‫اﻟﻧﺎس ﻣﻌﻠﻣون ﻓﻲ ﻓﻬم ﻧﻔﺳﯾﺔ اﻵﺧر‪ .‬وﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣواﻗف ﯾﺳﻬل ﻋﻠﯾﻧﺎ ﻓﻬم‬
‫ﺳﻠوك اﻵﺧر وﺗوﻗﻌﻪ‪.‬إﻻ أن اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﺑﻬﺎ ﻫذا اﻟﻔﻬم ﻣﺎ زاﻟت ﻏﯾر واﺿﺣﺔ‬
‫ﻟدى اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن‪.‬‬
‫اﺳﺗﻌﺻﺎءا ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻬم ﻣن ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻧﻛﺳﺎر اﻟﻧﻔﺳﻲ أو‬
‫ً‬ ‫وﻣﺎ ﻣن ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ أﻛﺛر‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑدى ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ﺟﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﻠك وﺗرﺣﺎﻟك ﺑﯾن ﻣواﻗف‬
‫اﻟﺗﻔﺎﻋﻼت اﻟﺣﯾﺎﺗﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺳواء ﻣواﻗف ﺗﻔﺎﻋل اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ أو ﻣواﻗف ﺗﻌﻠﯾم وﺗﻌﻠم‬
‫أو ﻣواﻗف ﻋﻣل‪.‬‬
‫ﺑﺎدﯾﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ أﻣﺎرات اﻟﺗﻌﺎﺳﺔ واﻟﻬﺑوط واﻟﺑﻼدة اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‬
‫ﻓﻘد ﺗﻼﺣظ ﺷﺧﺻﯾﺎت ً‬
‫واﻻﻓﺗﻘﺎد ﻷﺑﺳط ﻣؤﺷرات اﻟﻬﻣﺔ واﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ‪ ،‬ﺷﺧﺻﯾﺎت ﺗﺗﺳﺎوى ﻟدﯾﻬﺎ ﻗﯾﻣﺔ‬
‫اﻷﺷﯾﺎء‪ ،‬واﻟﻼﺟدوى ﻋﺑﺎرة اﻟوﺟود اﻟوﺣﯾدة اﻟﻣﻧطوق ﺑﻬﺎ‪ ،‬ﺷﺧﺻﯾﺎت اﻻﺳﺗﻬﺗﺎر‬
‫واﻻﺳﺗﻬﺎﻧﺔ ﺑﻛل ﻧﺑﯾل ﻋﻧواﻧﻬﺎ وأﺳﻠوب ﺣﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺷﺧﺻﯾﺎت ﺗﺟﺳد ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى‬
‫اﻟﻔﻛرواﻻﻧﻔﻌﺎل واﻟﺳﻠوك أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻠﺣظﺔ واﻏﺗﻧﺎم اﻟﻔرﺻﺔ‪ ،‬ﺷﺧﺻﯾﺎت ﺗﺳﯾطر‬
‫ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﺳﻠﻣﺔ "اﺳﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺳﯾﺊ ﻓﺈن اﻷﺳوأ ﻟم ﯾﺄﺗﻲ ﺑﻌد"‪ ،‬ﺷﺧﺻﯾﺎت ﻣﻧﻘﺎدة ﻟﻶﺧر‬
‫ﻣﺳﺗﺳﻠﻣﺔ ﻟﻠظرف واﻟﺳﯾﺎق‪.‬‬
‫أﻓﻼ ﺗﺳﺗدﻋﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺷرات اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ اﻻﻧﺗﺑﺎﻩ اﻟﺟﺎد ﻣن ﻗﺑل اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻓﻲ‬
‫اﻟﻌﻠوم اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟطب اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ؟ أﻟﺳﻧﺎ ﺑﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﻟﺗﻔﻬم‬
‫دﯾﻧﺎﻣﯾﺎت ﺗﺧﻠﯾق ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺷرات اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ؟ ﻫل ﺗﻧﻣﻌﻧﺎ ﻧدرة اﻟﻛﺗﺎﺑﺎت اﻟﻧظرﯾﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﺟﺎل‪ ،‬وﻋدم وﺟود ﻣﺳﻣﻰ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣؤﺷرات ﻓﻲ اﻷدﻟﺔ اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ واﻟﺗﺷﺧﯾﺻﯾﺔ‬

‫‪١٨٥‬‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻟﻼﺿطراﺑﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻣن ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗوﺻﯾﻔﻬﺎ وﺗﺧﻠﯾق ﻣﺳﻣﻰ ﻟﻬﺎ واﻟﻛﺷف‬


‫ﻋن ﻣﺣدداﺗﻬﺎ وﻣﺣﻛﺎﺗﻬﺎ اﻟﺗﺷﺧﯾﺻﯾﺔ؟‪.‬‬
‫ﻓﺿﻼً ﻋﻣﺎ ﺗﻘدم ﯾرى اﻟﺑﺎﺣث ﺑﺄن اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ وﻧﺷرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻟﺗﺻﺑﺢ‬
‫وﺳﻠوﻛﺎ ﻣن اﻟﺧطورة ﺑﻣﻛﺎن؛ ﻟﻛوﻧﻬﺎ اﻟﻣﻣﻬدة واﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻷي ﻫزﯾﻣﺔ‬
‫ً‬ ‫ﻓﻛراً واﻧﻔﻌﺎﻻً‬
‫ﺣﺿﺎرﯾﺔ وﻋﺳﻛرﯾﺔ وﺛﻘﺎﻓﯾﺔ وﻣﻌﻧوﯾﺔ وروﺣﯾﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن دراﺳﺗﻬﺎ وﺗﺑﯾﺎن ﻣﺣددات‬
‫أﻣر ﺗﻘﺗﺿﯾﻪ ﺿرورات اﻟواﻗﻊ وﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺂل‪.‬‬
‫ﺗﺧﻠﯾﻘﻬﺎ ودﯾﻧﺎﻣﯾﺗﻬﺎ ً ا‬
‫آﻧﻔﺎ اﻟداﻓﻊ اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠدراﺳﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ‪،‬وﻻ‬
‫ﻣﺛﻠت اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ وﻏﯾرﻫﺎ ﻣﻣﺎ أﺷﯾر إﻟﯾﻪ ً‬
‫ﯾﻣﻛن اﻹدﻋﺎء ﺑﺣﺎل ﻣن اﻷﺣوال أن اﻟدراﺳﺔ اﻟراﻫﻧﺔ ﺑﻔﻛرﺗﻬﺎ وﻣﺣﺗواﻫﺎ وأﺳﻠوب‬
‫اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻣﻧﻬﺟﯾﺔ ﻟﻬﺎ‪ ،‬ﺳﺗطرح إﺟﺎﺑﺎت ﺗﻔﺻﯾﻠﯾﺔ أوﺣﺗﻰ ﻣﻘﻧﻌﺔ ﻟﻬذﻩ اﻷﺳﺋﻠﺔ‪ ،‬إذ‬
‫أن ﻛل ﻣﺎ ﺗﻬدف إﻟﯾﻪ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ اﻟظﺎﻫرة وﻟﻔت اﻟﻧظر إﻟﯾﻬﺎ‪ٕ ،‬وان ﺗﺣﻘﯾق ﻫذا‬
‫أﻣر ﺷدﯾد اﻟﻘﯾﻣﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺑﺎﺣث اﻟﺣﺎﻟﻲ‪.‬‬
‫اﻟﻬدف وﻓﻘط ً ا‬
‫وﻓﻲ إطﺎر ﻫذا اﻟﻔﻬم ﺗﺳﺗﻬدف اﻟدراﺳﺔ اﻟراﻫﻧﺔ ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫)‪ (١‬اﻟﻛﺷف ﻋن ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪.‬‬
‫)‪ (٢‬ﺗﺣدﯾد أﺑﻌﺎد ﻣﻔﻬوم ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪.‬‬
‫)‪ (٣‬اﻟﻛﺷف ﻋن ﻣﺣددات ﺗﺧﻠﯾق اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪.‬‬
‫)‪ (٤‬ﺗﺣدﯾد ﻣؤﺷرات ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪.‬‬
‫)‪ (٥‬ﺗﻌﯾﯾن طرق ﻗﯾﺎس اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪.‬‬
‫)‪ (٦‬رﺳم ﺑﻌض ﻣﻼﻣﺢ ﺷﺧﺻﯾﺔ ذوو ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪.‬‬
‫)‪ (٧‬ﺗﺣدﯾد طرق اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪.‬‬
‫أﻫﻣﯾﺔ اﻟدراﺳﺔ‪:‬‬
‫ﺗﻛﺗﺳﻲ اﻟدراﺳﺔ اﻟراﻫﻧﺔ أﻫﻣﯾﺗﻬﺎ ﻣن ﻣﺣﺎوﻟﺗﻬﺎ اﻟﺗﺻدي ﻟﻣﻔﻬوم ﻧﻔﺳﻲ ﻣﺗﻌدد‬
‫اﻷﺑﻌﺎد وﻣﺗداﺧل ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﻣﻊ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻷﺧرى وﻫو‬
‫ﻣﻔﻬوم اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ؛ ﺑﻬدف وﺿﻊ ﺗﻌرﯾﻔﺎ واﺿﺣﺎ ﻟﻪ ﻣﻊ اﻟوﺻف اﻟﻛﻠﯾﻧﯾﻛﻲ‬
‫ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺻﺎﺑﯾن ﺑﻪ وطرق وأدوات ﺗﺷﺧﯾص ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ‪ ،‬ووﺿﻊ ﻣواﺻﻔﺎت‬

‫‪١٨٦‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٢‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻟﻠﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﺗﻧﺑﻪ ﻟﻬﺎ وﻣﻼﺣظﺗﻬﺎ‪ ،‬وﻣن ﺛم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗوﺻل ﻟﺗﻔﻬم‬
‫ﻣﺿﻣون ﺗﺧﻠﯾق ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ وﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ وﻧظم ﺳﺑل اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ وﻋﻼﺟﻬﺎ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ‬
‫ﻣﻊ اﻟﻧدرة اﻟواﺿﺣﺔ ﻓﻲ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﺗﻛﺗﺳب اﻟدراﺳﺔ اﻟراﻫﻧﺔ أﻫﻣﯾﺗﻬﺎ ﻣن ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﺑﻧﺎء اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻌﺎم‬
‫اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪،‬ﺗﺑﻧﯾﺎ ﻟوﺟﻬﺔ ﻧظر ﻣﻔﺎدﻫﺎ أﻧﻪ ﻟﯾس ﺑﺎﻟﺿرورة ﺗﻌرض اﻟﻔرد‬
‫ً‬ ‫ﻟﻠﻣﺑﺗﻠﻰ ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣﺔ‬
‫ﻟﺿﻐوط ﻧﻔﺳﯾﺔ أوظروف ﻋﺻﯾﺑﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗوى ﻛﻲ ﺗﻧﺗﺞ ﻋﻧﻬﺎ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻬزﯾﻣﺔ‬
‫اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻘد ﺗﺗﺑدى ﻛﺎﻓﺔ ﻣؤﺷرات اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺧص ﯾﻌﯾش ظروف‬
‫ﺣﯾﺎﺗﯾﺔ ﻋﺎدﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟدراﺳﺔ‪:‬‬
‫)‪ (١‬اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ ذات ﻣﺿﺎﻣﯾن ﻣﻌرﻓﯾﺔ ووﺟداﻧﯾﺔ وﺳﻠوﻛﯾﺔ‬
‫ﺗﺳﯾطر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺗﻠﻰ ﺑﻬﺎ‪ ،‬ﺗﺗﺟﺳد ﻓﻲ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻌﺟزوﻗﻠﺔ اﻟﺣﯾﻠﺔ ﺗﺟﺎﻩ أﺣداث‬
‫ووﻗﺎﺋﻊ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﺿر واﻟﻣﺳﺗﻘﺑل‪ ،‬وﺗﻘﺗرن ﺑﻣﺷﺎﻋر اﻟﻛﺂﺑﺔ واﻟﯾﺄس‬
‫واﻟﺧزى‪،‬ﻣﻊ اﻓﺗﻘﺎد اﻟﺷﺧص ﻟﻠﻔﺎﻋﻠﯾﺔ واﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾدﻓﻌﻪ إﻟﻰ اﻻﺳﺗﺳﻼم‬
‫واﻟرﻛون وﺗﻘﺑل واﻗﻌﻪ اﻟﺷﺧﺻﻲ دوﻧﻣﺎ ﺑذل أي ﻣﺟﻬود ﻟﺗﻐﯾﯾرﻩ وﺗﺑﻌﯾﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﻟﻶﺧر‬
‫اﺳﺗﺻﻐﺎر اﻟذات ٕواﻫﺎﻧﺗﻬﺎ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻔﻛﯾر واﻻﻧﻔﻌﺎل واﻟﻔﻌل واﻟﻣﯾل إﻟﻰ‬
‫ﻣﺎدﯾﺎ ﻻ ﺣﯾﺎة ﻓﯾﻪ "‪.‬‬
‫ﺷﯾﺋﺎ ً‬
‫وﺗﺣﻘﯾرﻫﺎ وا ﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ً‬
‫اﺷـﺗﻘت ﻛﻠﻣـﺔ اﻻﻏﺗـراب ﻣـن اﻟﻛﻠﻣـﺔ‬ ‫‪Psychological Alienation‬‬ ‫)‪ (٢‬اﻻﻏﺗراب اﻟﻧﻔﺳﻲ‬
‫واﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ ﻧﻘـل ﻣﻠﻛﯾـﺔ ﺷـﻲء ﻣـﺎ إﻟـﻰ آﺧـر‪ ،‬أو ﺗﻌﻧـﻲ اﻻﻧﺗـزاع‬ ‫"‪"Alienation‬‬ ‫اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ‬
‫أو اﻹ ازﻟ ــﺔ‪ .‬وﯾ ــرى ﺧﻠﯾ ــل إﺑـ ـراﻫﯾم رﺳ ــول وﺷ ــذى ﻋﺑ ــد اﻟﺑ ــﺎﻗﻲ اﻟﻌﺟﯾﻠ ــﻲ )‪ (٢٠٠٧‬أن‬
‫اﻻﻏﺗـراب ﻟﻐـﺔ ﯾﻌﻧــﻲ "اﻟﺗﺑﺎﻋـد ﻋــن اﻵﺧـرﯾن أو اﻟﺑﻌــد واﻟﻧﺋـﻲ ﻋــن اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ واﻟــوطن"؛‬
‫واﺻــطﻼﺣﺎً‪"،‬ﯾﻌﻧــﻲ اﻟﺷــﻌور ﺑﺎﻧﻌــدام اﻟﺳــﯾطرة واﻟــﺗﺣﻛم ﻓﯾﻣــﺎ ﯾؤدﯾــﻪ اﻟﻔــرد ﻣــن أدوار‪،‬‬
‫ﻓﺿـﻼً ﻋــن اﻟﻌزﻟـﺔ ﻋــن اﻟﻣﻧظوﻣـﺔ اﻟﻘﯾﻣﯾــﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣـﻊ وﺻــﻌوﺑﺔ اﻟﺗوﻗـﻊ ﻟﻠﺳــﻠوك وﻓﻘــدان‬
‫اﻟﻣﻌــﺎﯾﯾر وﻋــدم اﻻﻟﺗ ـزام ﺑﻬــﺎ"‪ .‬وﯾﺷــﯾر إرﯾــك ﻓــروم إﻟــﻰ أن أﺧطــر ﻣظــﺎﻫر اﻻﻏﺗ ـراب‬
‫اﻟﻧﻔﺳــﻲ ﺗﺳــﻠﯾم اﻟﻣﺑﺗﻠــﻰ ﺑــﻪ ﺑﺎﻟﻘــدر‪ٕ ،‬واﺣﺳﺎﺳ ـﻪ أﻧــﻪ ﻻ ﯾﺳــﺗطﯾﻊ أن ﯾﻔﻌــل ﺷــﯾﺋﺎً ﺣﯾــﺎل‬

‫‪١٨٧‬‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫اﻟﺣﯾ ــﺎة‪ ،‬وﺑ ــﺄن اﻟﺣﯾ ــﺎة ﯾﺟ ــب أن ﺗﺳ ــﺗﻣر وأن ﺗﻣﺿ ــﻲ ﻛﻣ ــﺎ ﻫ ــﻲ‪ ،‬وﺑﺄﻧ ــﻪ ﯾﻘﺑ ــل اﻟﻘ ــدر‬
‫طواﻋ ـﯾــﺔ ﺷـ ــﺎﻋراً أن ﻻ أﻣ ـ ــل ﻟـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ اﻟﺣﯾ ـ ــﺎة‪ ،‬ﻓﻬـ ــو ﺧـ ــﺎﺋف ﺳ ـ ــﻠﺑﻲ وﻣﺣـ ــﺑط )إرﯾ ـ ــك‬
‫‪ ٢٠٠٥‬وﯾٌ ﻌد ﻫذا اﻟﻣظﻬر ﻣن أﻫم ﻣظـﺎﻫر اﻟﻬزﯾﻣـﺔ اﻟﻧﻔﺳـﯾﺔ ﺑـﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣـﺄﺧوذ‬
‫(‬ ‫ﻓروم‪،‬‬
‫ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ اﻟراﻫﻧﺔ‪.‬‬
‫)‪ (٣‬اﻟـوﻫن اﻟﻧﻔﺳـﻲ‪ :‬ﺣﺎﻟـﺔ ﻣـن اﻟﺷـﻌور اﻟـذاﺗﻲ اﻟﻣﺳـﺗﻣر ﺑـﺎﻟﻬﺑوط واﻟﺿـﻌف اﻟﻧﻔﺳـﻲ‬
‫اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﺗﻘﺗرن ﺑﺄﻋراض ﻋﺻـﺑﯾﺔ وﺟﺳـﻣﯾﺔ‪ ،‬وﻣـن أﻫـم ﺧﺻﺎﺋﺻـﻪ اﻟـوﻫن اﻟﻧﻔﺳـﻲ واﻟﺟﺳـﻣﻲ‬
‫وﺷدة اﻟﺗﻌب واﻹﻋﯾﺎء واﻟﻔﺗور واﻹﻧﻬﺎك‪ ،‬وﻗد ﯾﺻل إﻟﻰ درﺟﺔ اﻹﻧﻬﯾﺎر‪.‬‬
‫‪Lelord‬‬ ‫)‪ (٤‬اﻟﺷﺧﺻــــﯾﺔ اﻹﻧﻬزاﻣﯾــــﺔ‪ :‬ﯾﺗﺑﻧـ ــﻰ اﻟﺑﺎﺣـ ــث ﺗﻌرﯾـ ــف ﻟﯾوﻟـ ــورد ﻛـ ــوردل‬
‫‪(٢٠١٢)Kordel‬ﺗﻌرﯾ ـ ـ ــف ﻟﻠﺷﺧﺻ ـ ـ ــﯾﺔ اﻹﻧﻬزاﻣﯾ ـ ـ ــﺔ ﺷﺧﺻ ـ ـ ــﯾﺔ ﯾﺳ ـ ـ ــﯾطرﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺷ ـ ـ ــﻌور‬
‫ﺑﺎﻹﻋﯾـ ـ ــﺎء واﻟـ ـ ــوﻫن اﻟﻧﻔﺳـ ـ ــﻲ اﻟﻌـ ـ ــﺎم واﻻﻓﺗﻘـ ـ ــﺎد ﻟﻠﺣﯾوﯾـ ـ ــﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ‪،‬ﻓﺿـ ـ ــﻼً ﻋـ ـ ــن اﻧﻬﯾـ ـ ــﺎر‬
‫ﻣﻘﺎوﻣﺗﻬـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠﻣﺗﺎﻋـ ـ ـ ــب واﻟﻣﺻـ ـ ـ ــﺎﻋب اﻟﺣﯾﺎﺗﯾـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎدﯾـ ـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ـ ــﻊ اﻻﺗﻛﺎﻟﯾـ ـ ـ ــﺔ واﻻﻋﺗﻣـ ـ ـ ــﺎد‬
‫ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻵﺧـ ـ ـرﯾن واﻟﻧظـ ـ ـرة اﻟﺳ ـ ــﻠﺑﯾﺔ ﻟﻠ ـ ــذات واﻵﺧـ ـ ـرﯾن‪ ،‬وﺗوﻗ ـ ــﻊ اﻟﺷ ـ ــر واﻟﺧ ـ ــوف ﻣ ـ ــن‬
‫ﻣﺎدﯾـ ــﺎ ﻻ‬
‫اﻟﻣﺳـ ــﺗﻘﺑل ﻣ ـ ــﻊ اﻟﻣﯾ ـ ــل إﻟـ ــﻰ ﺗﺣﻘﯾ ـ ــر اﻟ ـ ــذات واﺳﺗﺻـ ــﻐﺎرﻫﺎ واﻋﺗﺑﺎرﻫ ـ ــﺎ ﺷ ـ ــﯾﺋًﺎ ً‬
‫ﺣﯾﺎة ﻓﯾﻪ‪.‬‬
‫وﯾﺧﺗﻠف ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻹﻧﻬزاﻣﯾﺔ ﻋن ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻬﺎزﻣﺔ ﻟﻠذات‬
‫‪،Self‬ﻓﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻬﺎزﻣﺔ ﻟﻠذات ﺗﻣﺛل أﺣد اﺿطراﺑﺎت‬ ‫‪– Defeating Personality‬‬

‫اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﺻﻧﻔﺔ وﯾﺗﻣﯾز ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﯾل ﻟﺗﺟﻧب اﻟﻔرد اﻟﺧﺑرات اﻟﺳﺎرة ﻣﻊ ﺗرﻛﯾز‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺑرات واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﻰ ﺗﻣﺛل ﻣﻌﺎﻧﺎة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟـﻪ‪ ،‬وﯾﻣﻧﻊ اﻵﺧرﯾن ﻣن‬
‫ﻣﺳﺎﻋدﺗﻪ ﻓﻰ اﻟﺗﺧﻠص ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﺎﻋر‪ .‬وﯾﺧﺗﺎر اﻟﻧﺎس واﻟﻣواﻗف واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﻰ‬
‫ﺗﺷﻌرﻩ ﺑﺧﯾﺑﺔ اﻷﻣل واﻟﻔﺷل وﺳوء اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ‪ ،‬وﯾدﺧل وﯾﻧﺧرط ﻓﻰ أﻧﺷطﺔ ﺗﺗﺳم‬
‫ﺑﺎﻟﺗﺿﺣﯾﺔ اﻟزاﺋﻔﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔس دوﻧﻣﺎ اﻗﺗﻧﺎع‪ ،‬ﻣﻊ اﺳﺗﻣراء ﻟﻌب دور اﻟﺿﺣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدوام‬
‫واﻟﺗﻠذذ ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﻧﺎة‪.‬‬
‫ﻣﻧﻬﺞ اﻟدراﺳﺔ ٕواﺟراءﺗﻬﺎ ‪:‬‬

‫‪١٨٨‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٢‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻧظر ﻟﻠﻧدرة اﻟﺷدﯾدة ﻓﻲ اﻟدراﺳﺎت واﻟﺑﺣوث اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت ظﺎﻫرة اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‬
‫ًا‬
‫ﺳواءﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟدراﺳﺎت اﻟﻧظرﯾﺔ أو دراﺳﺎت اﻟﻛﺷف ﻋن ﻋﻼﻗﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﺗﻐﯾرات‬
‫اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻷﺧرى أو ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﯾﻛوﻣﺗرﯾﺔ أو ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى دراﺳﺎت‬
‫اﻟﺗدﺧل‪ ،‬ﺗﻧﺗﻣﻲ اﻟدراﺳﺔ اﻟراﻫﻧﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﺳﻣﯾﺗﻪ دراﺳﺎت اﻟﺗﻧظﯾر‪ ،‬اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﺳﺗﻬدف اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﯾﺔ ﻟﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ ،‬ﺑﻐﯾﺔ ﺗﺄﻛﯾد اﻻﻓﺗراض‬
‫اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠدراﺳﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ واﻟذي ﻣﻔﺎدة أن اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺟدﯾرة ﺑﺄن ﺗﻛون ﺣﺎﻟﺔ‬
‫ﻣرﺿﯾﺔ ﺗٌدرج ﺿﻣن ﻓﺋﺎت اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻣرﺿﯾﺔ ﻓﻲ أدﻟﺔ وﺻف وﺗﻔﺳﯾر وﺗﺷﺧﯾص‬
‫اﻻﺿطراﺑﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ أدﺑﯾﺎت اﻟطب اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻟﺻﺣﺔ‬
‫اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪.‬‬
‫وﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋن أﺳﺋﻠﺔ اﻟدراﺳﺔ ﯾﻌﺗﻣد اﻟﺑﺎﺣث أﺳﻠوب ﺗﺣﻠﯾل أدﺑﯾﺎت اﻟﻣﺟﺎل ﻣن ﺧﻼل‬
‫ﺗﺟﻣﯾﻊ وﺗﻧﺳﯾق وﺗﺻﻧﯾف اﻟﻛﺗﺎﺑﺎت اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟدراﺳﺎت اﻟﺑﺣﺛﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل وﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ‬
‫وﻓﻘًﺎ ﻵﻟﯾﺎت اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻻﺳﺗدﻻﻟﻲ واﻻﺳﺗﻧﺑﺎطﻲ ﺑﻬدف ﺗوﺿﯾﺢ ﻣﺿﺎﻣﯾﻧﻬﺎ؛ ﺑﻣﺎ ﻗد‬
‫ﯾﺳﻬم ﻓﻲ اﻟﻛﺷف ﻋن طﺑﯾﻌﺔ ﻣﻔﻬوم اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث ﺧﺻﺎﺋﺻﻪ‬
‫وﻋﻧﺎﺻرﻩ وﻣؤﺷراﺗﻪ وﻣﺣددات ﺗﺧﻠﯾﻘﻪ وﺗداﻋﯾﺎﺗﻪ‪،‬وﻓﻘًﺎ ﻟﺗﻌرﯾﻔﻪ ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ اﻟراﻫﻧﺔ‪.‬‬
‫وﻗد ﯾﺻﺢ إدراج اﻟدراﺳﺔ اﻟراﻫﻧﺔ ﺗﺣت ﻓﺋﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ اﻟﻣرﺗﻛزة ﻋﻠﻰ‬
‫‪،Concept‬‬ ‫‪Establishment‬‬ ‫اﻟوﺻف واﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻣﻧطﻠق ﻣن ﻗﺎﻋدة ﺑﻧﺎء اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم‬
‫واﻟﻣﻔﻬوم ﺗﻛوﯾن ﻧظري ﻟﻪ ﺧﺎﺻﯾﺔ اﻟﺗﻌﻣﯾم وﯾﺗﺿﻣن رؤﯾﺔ ﻣﺣددة ودﻗﯾﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل‬
‫اﻟذي ﯾﻌﻣل ﻓﯾﻪ‪ ،‬وﯾَُﻣﻛِن ﺗﺄﺳﯾس اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟﺑﺎﺣث ﻣن اﻟﺗﺄﻣل واﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻣﻧظم‬
‫ﻣﻔﯾدا ﻓﻲ اﻟوﺻف واﻟﺗﻔﺳﯾر ﻟﺣدث أو‬
‫ﺑﻧﺎءا ﻧظ ًرﯾﺎ ً‬
‫واﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﯾﻧﺗﺞ ً‬
‫ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺣداث واﻟوﻗﺎﺋﻊ واﻟﺗﺟﺎرب اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ‪.‬‬
‫وﺑﻧﺎء اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ اﻟراﻫﻧﺔ ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ أﻗرب إﻟﻰ ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺑﺣث اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ‬
‫ﺧﺎﺻﺔ ﻻﻋﺗﻣﺎدﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﺑﺎﺣث اﻟﺗﺄﻣل ﻻﺳﺗﻧطﺎق‬ ‫‪Qualitative Methodology‬‬

‫دﻻﻻت ﺑﻌض اﻟﻣظﺎﻫر اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ اﻟﻣﺟﺳدة ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﻧﻛﺳﺎر اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻟﻬزﯾﻣﺔ‬

‫‪١٨٩‬‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫ﺷﺧﺻﯾﺎ ﻣﻌﻬﺎ أو ﺗﻠك اﻟﻣظﺎﻫر اﻟﺗﻲ أﻣﻛن ﻣﻼﺣظﺗﻬﺎ‬


‫ً‬ ‫اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗم اﻟﺗﻌﺎﯾش‬
‫ﻟدى ﺷرﯾﺣﺔ واﺳﻌﺔ ﻣن اﻟﺷﺑﺎب ﻣﻊ ﺗﻌذر ﺗوﺻﯾﻔﻬﺎ وﻓﻘًﺎ ﻟﻠﻣﺗﺎح ﻣﻊ ﻧظم ﻣﻌﻠوﻣﺎت‪.‬‬
‫وﯾﺄﺗﻲ إﯾﺛﺎر اﻟﺑﺎﺣث ﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻹﺟراء اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻪ‪ ،‬ﻣن ذﻟك اﻟﺗﺣول‬
‫اﻟﺣﺎدث ﻓﻲ ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺑﺣث ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﺿر‪،‬‬
‫وﺗﺣرﻛﻪ ﻧﺣو ﻣﺎ ﯾﺻﺢ ﺗﺳﻣﯾﺗﻪ ﺑﺑﻧﺎء اﻟﻧﻣﺎذج ﻣﻊ ﺗزاﯾد اﻟﺷك ﻓﻲ اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم واﻟﻧظرﯾﺎت‬
‫اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺳﺎﺋدة إﺑﺎن ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺣداﺛﺔ‪ ،‬ﺗﻠك اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾزت ﺑﺳﯾﺎدة اﻟﻧﻣوذج‬
‫اﻟﺧطﻲ اﻟﻛﻣﻲ اﻟﺗطوري وﻧﻣوذج اﻟﻌﻠوم اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﺑوﺻﻔﻬﺎ اﻟﻧﻣوذج اﻟﻣﺣﺗذى‪،‬‬
‫واﻟﺗﺣول إﻟﻰ ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻛﯾﻔﻲ اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ ﺟزء ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻣﻼت اﻟﺑﺎﺣث‬
‫ﺟزءا ﻣن اﻟظﺎﻫرة ﻣوﺿﻊ اﻟدراﺳﺔ )ﺳﯾف اﻟدﯾن ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح وآﺧرون‪.(٢٠٠٨ ،‬‬
‫ﻟﻛوﻧﻪ ً‬
‫ﺗﺟﺎوﺑﺎ ﻣﻊ ﻣﺎ‬
‫ً‬ ‫ﻛﻣﺎ ﯾؤﺛر اﻟﺑﺎﺣث ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ اﻟﺑﺣث اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﯾﺔ‬
‫ﯾﺷﺎر إﻟﯾﻪ ﺑﺎﻟﺗوﺻﯾف اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ اﻟﻔﺎرق‪ ،‬ﺑﻬدف اﻟﺗوﺻل ﻟﻔﻬم اﻟﺣدود واﻟﻣﻼﻣﺢ‬
‫اﻟﻔﺎرﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟﻣﺗداﺧﻠﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ وﺻف اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻬﺗم ﺑﻬﺎ اﻟدراﺳﺔ‬
‫اﻟراﻫﻧﺔ ﻣﺛل ﻣﻔﻬوم اﻟﻌﺟز اﻟﻣﺗﻌﻠم واﻻﻏﺗراب اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻟوﻫن اﻟﻧﻔﺳﻲ‪ ،‬ﻟﺗﺄﻛﯾد أن‬
‫ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻷﻛﺛر ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﺗوﺻﯾف ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻧﻛﺳﺎر‬
‫اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺗﻲ ﺳﺑق اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻬﺎ‪.‬‬

‫‪١٩٠‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٢‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أﺑﻌﺎد ﻣﻔﻬوم اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‬ ‫اﻟﻣﻔﻬوم اﻟرﺋﯾﺳﻲ‬


‫اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‬
‫)‪ (١‬اﻋﺗﻘــــــــﺎدات ﻫزﯾﻣــــــــﺔ‬
‫اﻟذات‪.‬‬
‫ﻣﺣددات اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬
‫)‪ (٢‬ﺗﺷﯾﺊ اﻟذات‪.‬‬ ‫ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ ذات ﻣﺿﺎﻣﯾن‬
‫وﺟداﻧﯾﺔ ﻣﻌرﻓﯾﺔ ﺳﻠوﻛﯾﺔ‬
‫)‪ (٣‬اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺧزي‪.‬‬ ‫ﻣﺣددات‬ ‫اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ‬
‫ودﯾﻧﺎﻣﯾﺎت‬
‫اﻟﻣﻬزوﻣﺔ‬ ‫ﻋﺟز ﻗﻠﺔ ﺣﯾﻠﺔ ﻛﺂﺑﺔ ﯾﺄس‬
‫)‪ (٤‬اﺳﺗﺻﻐﺎر اﻟذات‪.‬‬ ‫ﺗﺧﻠﯾق‬ ‫ﺧزى‪ ،‬ﺑﻼدة وﻻ ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ‬
‫ﻧﻔﺳﯾﺎ‬
‫ً‬
‫)‪ (٥‬إﻫﺎﻧﺔ اﻟذات‬
‫وﺗﺣﻘﯾرﻫﺎ‪.‬‬ ‫اﺳﺗﺳﻼم اﻧﻘﯾﺎد ﺧﻧوع‪،‬‬
‫إﻫﺎﻧﺔ وﺗﺣﻘﯾر اﻟذات‬
‫ﻣؤﺷرات‬
‫)‪ (٦‬اﻓﺗﻘﺎد اﻟﺣﯾوﯾﺔ‬ ‫ﻣﺣددات ﻧﻔﺳﯾﺔ‬
‫اﻟذاﺗﯾﺔ‪.‬‬

‫اﻹطﺎر اﻟﻧظري واﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻠﻧﻣوذج اﻟﻣﻔﺗرض ﻟﻠدراﺳﺔ ‪.‬‬


‫أوﻻً‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ وأﺑﻌﺎدﻫﺎ‪.‬‬
‫ﯾﻧظر إﻟﻰ ﻣﺻطﻠﺢ اﻻﻧﻬزام اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻐﺔ ﺑوﺻﻔﻪ ﺗﺟﺳﯾد ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﻧﻛﺳﺎر واﻟﺗﺷﻘق‪،‬‬
‫ﻧﻘول اﻧﻬزم اﻟﻌدو‪ :‬اﻧﻛﺳرت ﺷوﻛﺗﻪ‪ ،‬وﺷق ﺻﻔﻪ‪ ،‬واﻧﺗﺻر ﻋﻠﯾﻪ‪ ،‬ﻓﻬو ﻣﻧﻬزم‪،‬‬
‫وﻣﻬزوم‪ ،‬واﻟﻬزﯾﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺗﺎل‪ :‬اﻟﻛﺳر‪ ،‬واﻟﻔل‪ .‬وﯾرﺗﺑط ﻣﺻطﻠﺢ اﻻﻧﻬزام اﻟﻧﻔﺳﻲ ﺑﻬذا‬
‫اﻟﻣﻌﻧﻰ ﺑﺎﺣﺗﻘﺎر اﻟذات‪ ،‬واﻻﺣﺗﻘﺎر ﻟﻐﺔ‪ :‬اﻹذﻻل‪ ،‬واﻹﻫﺎﻧﺔ‪ ،‬واﻟﺗﺻﺎﻏر‪ ٌ ،‬ﯾﻘﺎل ‪:‬‬
‫ﺣﻘرا‪ ،‬وﺣﻘﺎرة‪ ،‬ﻓﻬو ﺣﻘﯾر‪ :‬ذل وﻫﺎن وﺻﻐر )اﺑن‬
‫ﻘُر اﻟﺷﻲء ً‬
‫وﺣ َ‬
‫ﻘَرﻩ ُ ‪َ ،‬‬
‫اﺣﺗﻘرﻩ‪َ ،‬ﺣ َ‬
‫ﻣﻧظور‪ ،‬ﺟـ ‪ ،٤‬ص‪ ،٢٠٧ :‬اﻟﻣﻌﺟم اﻟوﺳﯾط‪ ،‬ﺟـ‪ ،‬ص‪.(١٨٧ :‬‬
‫وﺗﻌرف اﻻﻧﻬ ازﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻣوس ﻛﺎﻣﺑرﯾدج )‪ (٢٠١٢‬ﺑﺄﻧﻬﺎ طرﯾﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻔﻛﯾر‬
‫واﻟﺗﺻرف ﺗﺟﺳد ﺷﻌور اﻟﻣرء ﺑﺎﻟﯾﺄس ﻣﻊ ﺗوﻗﻊ اﻟﻔﺷل‪.‬‬
‫ﻓﻲ ﺗﻌرﯾف‬ ‫‪(٢٠١١) World English Dictionary‬‬ ‫وﯾزﯾد ﻗﺎﻣوس اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ‬
‫اﻻﻧﻬزاﻣﯾﺔ ﺑوﺻﻔﻬﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ ﺗﺻف اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﻌﺗرف ﺑﻌﺟزﻩ وﯾﺗوﻗﻊ اﻟﻔﺷل‬

‫‪١٩١‬‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫وﺗﻧﻌدم ﻟدﯾﻪ روح اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﺑﺳﺑب اﻗﺗﻧﺎﻋﻪ ﺑﺄن ﻻ طﺎﺋل ﻣن ﺑذل أي ﻣﺟﻬود ﻟﺗﻐﯾﯾر‬
‫واﻗﻊ ﻣﻊ ﺷﻌورﻩ ﺑﺄن اﻟﺧﺳﺎرة ﻣؤﻛدة وﻻ ﺳﺑﯾل إﻟﻰ ﺗﻔﺎدﯾﻬﺎ"‪.‬‬
‫ﺑﺄﻧﻬﺎ " اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺧﺳﺎرة واﻟﯾﺄس ﻓﻲ‬ ‫‪Defeatism‬‬ ‫وﺗﻌرف اﻻﻧﻬزاﻣﯾﺔ ﺑﺻورة ﻋﺎﻣﺔ‬
‫ﺗﺣﻘﯾق ﺗﻘدم وﻟو ﻗﻠﯾﻼً‪ ،‬واﻻﻧﻬزاﻣﯾون ﻫم ﻣن ﺗﺗﻣﻠﻛﻬم اﻟروح اﻻﻧﻬزاﻣﯾﺔ ﻓﺻﺎروا‬
‫ﯾﻔﻘدون اﻷﻣل ﻓﻲ أي ﺷﻲء‪ ،‬وﺗﺻﯾب ﻫذﻩ اﻟروح اﻹﻧﺳﺎن ﺑﺎﻟﯾﺄس واﻹﺣﺑﺎط؛ وﻣن‬
‫ﺛم ﯾدﻓﻌﻪ إﻟﻰ اﻟﺑﺣث ﻋن ﺣﻠول إﻣﺎ ﺑﺎﻟﻬروب ﻟﻠﻣﺎﺿﻲ واﻟﻌﯾش ﻓﯾﻪ واﻟﺗﻐﻧﻰ‬
‫ﺑﺄﻣﺟﺎدﻩ‪ ،‬أو اﻻﺳﺗﻛﺎﻧﺔ ﻟﻠواﻗﻊ واﻟرﺿﺎ ﺑﻪ‪.‬‬
‫وﺗﺳﻣﻰ اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺗﺣﻠﯾﻼت اﻷدﺑﯾﺔ "اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﺻﺎﻣت ﻋن‬
‫اﻻﺳﺗﺳﻼم اﻟﺗﺎم ﻟﻠﻣﺻﯾر دوﻧﻣﺎ ﻗدرة ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄي ﻓﻌل إرادي ﻟﺗﻐﯾﯾر وﺟﻬﺔ‬
‫ﻋن ﻫذﻩ‬ ‫‪Sin Raws‬‬ ‫اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ" وﻗد ﻋﺑر اﻟﺷﺎﻋر اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ ﺳﯾن روس‬
‫اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻗﺻﯾدﺗﻪ "ﺗﻌﺑﯾرات داﺧﻠﯾﺔ‪ :‬ﻋﻘﻠﻲ‪ ،‬ﺣﯾﺎﺗﻲ‪ ،‬وﻋﺎﻟﻣﻲ"‪ .‬ﻋن اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‬
‫ﺑوﺻﻔﻬﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻻﻧﻛﺳﺎر واﻻﺳﺗﺳﻼم اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﺗﺎم ﺗﺟﻌل اﻟﻣرء ﻛﺎﻟرﯾﺷﺔ ﻓﻲ ﻫواء‬
‫ﻋﺎﺑث ﯾﺄرﺟﺣﻬﺎ أﻧﻲ ﺷﺎء وﻛﯾﻔﻣﺎ ﺷﺎء ٕواﻟﻲ أﯾن ﺷﺎء‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺑر ﻋن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻷدﺑﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻷدب‬
‫اﻟﻧﺳﺎﺋﻲ ﻛﺗﺟﺳﯾد ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﺿطﻬﺎد اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻟﺟﺳدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﺳطوة اﻵﺧر)‬
‫واﻟﻣد‬ ‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪،‬‬ ‫واﻻﻋراف‬ ‫واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد‬ ‫اﻟﻌﺷﯾرة(‬ ‫اﻟزوج‪،‬‬ ‫اﻻخ‪،‬‬ ‫اﻷب‪،‬‬
‫اﻟدﯾﻧﻲ‪،‬واﻻﺿطﻬﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ وﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﺳﻣﻰ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻻﻧﻬزاﻣﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر‬
‫اﻷدب اﻟﻧﺳﺎﺋﻲ "اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﻛﺳورة اﻟﺟﻧﺎح"‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ أن اﻷدﯾﺑﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺎت داﺋﻣﺎً ﻣﺎ ﯾﻛﺗﺑن ﺑذات ﻣﻧﻛﺳرة وﻣﻬزوﻣﺔ‪ ،‬وﯾﺿﻌن‬
‫أﻧﻔﺳﻬن ﻓﻲ ﺧﺎﻧﺔ اﻟﻣرأة اﻟﻣﺿطﻬدة واﻟﻣﻬﻣﺷﺔ واﻟﻣﺳﻛﯾﻧﺔ واﻟﻣﺳﺗﻠﺑﺔ اﻟﺣرﯾﺔ‪ ،‬أي أﻧﻬﺎ‬
‫داﺋﻣﺎ ﻣﺗراﺟﻌﺔ‬
‫ً‬ ‫ﻻ ﺗﺻﻧﻊ ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻗوﯾﺔ ﻗرﯾﺑﺔ ﻣن اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟذﻛورﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﻠﻛﺔ‪،‬‬
‫ﻣﺣﺑطﺔ‪ ،‬ﺗﻧظر اﻟﻰ ﺗرﻛﯾﺑﺗﻬﺎ ﻛﺄﻧﺛﻰ‪ ،‬ﻧﺎﻋﻣﺔ‪ ،‬ﺣﺳﺎﺳﺔ ﺷﺎﻋرﯾﺔ‪ ،‬ﻋﺎﺷﻘﺔ‪ ،‬إﺣﺳﺎس‬
‫ﺑﺎﻻﻧوﺛﺔ اﻟﻣﻔرطﺔ‪ ،‬وﻟذﻟك ﺗرى ان اﻟﺟرأة ﺗوﺻﻠﻬﺎ اﻟﻰ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟذﻛورﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ‬
‫ﺗﻔﻘد أﻧوﺛﺗﻬﺎ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟرﻗﺔ واﻟوداﻋﺔ )ﺟﻣﺎل اﻟﻣظﻔر‪.(٢٠٠٩ ،‬‬

‫‪١٩٢‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٢‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وﺻﯾﻎ ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻛﺗﺄﺻﯾل ﻷﻣﺿﻰ ﻣﯾﻛﺎﻧﯾزم ﻣن ﻣﯾﻛﺎﻧﯾزﻣﺎت‬
‫ﺗﺄﺻﯾﻼ‬
‫ً‬ ‫اﻟﺣرب اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺑداﯾﺎت اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻓﻲ أدﺑﯾﺎت اﻟﻌﻠوم اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ‬
‫ﻟﺳﻼح ﻧﻔﺳﻲ ﺷدﯾد اﻟﺗﺄﺛﯾر وﺷدﯾد اﻟﻔﺎﻋﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﻓﻲ إﻟﺣﺎق اﻟﻬزﯾﻣﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻌدو دوﻧﻣﺎ ﺑذل ﻣﺟﻬود ﻋﺳﻛري ﯾذﻛر ودﻧﻣﺎ ﺗﺣﻣل ﻟﺧﺳﺎﺋر ﻣﺎدﯾﺔ أو ﺑﺷرﯾﺔ‪،‬‬
‫ﺑﺈﻓﻘﺎد اﻟﻌدو اﻹرادة اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻠﻘﺗﺎل‪ ،‬وارﺗﺑط ﺑﻬذا اﻷﻣر ﺻﯾﺎﻏﺔ ﺗﻌﺑﯾر " اﻟﺣرب‬
‫أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﻋﻘول اﻟﺑﺷر"‪.‬‬
‫اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﺳﺗﺑدأ ﻓﻲ ﻋﻘول اﻟﺑﺷر‪ ،‬وﺳﺗﻧﺗﻬﻲ ً‬
‫واﻟﺣرب اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻋﺑﺎرة ﻋن اﻻﺳﺗﺧدام اﻟﻣدﺑر ﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣﻌدة ﻟﻠﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ‬
‫آراء وﺳﻠوك ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺑﺷر‪ ،‬ﺑﻬدف ﺗﻐﯾﯾر ﻧﻬﺞ ﺗﻔﻛﯾرﻫم وأﺳﺎﻟﯾب اﻧﻔﻌﺎﻟﻬم‬
‫وﻓﻌﻠﻬم ﻟﺗﺣدث ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻻﻧﻬﯾﺎر اﻟﻣﻌﻧوي واﻻﺳﺗﺳﻼم اﻟﻧﻔﺳﻲ وﻣﺎ ﯾﺻﺎﺣﺑﻪ ﻣن‬
‫اﻧﻌدام اﻟﻔﺎﻋﻠﯾﺔ وﻓﻘدان اﻟﻬﻣﺔ وﺗﺣﻘﯾر اﻟذات واﺳﺗﺻﻐﺎرﻫﺎ واﻻﺳﺗﻬﺎﻧﺔ ﺑﻬﺎ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ‬
‫ﻓﻘدان أﯾﺔ إرادة ﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟوﺿﻊ اﻟﻘﺎﺋم واﻟرﺿﺎ ﺑﺎﻟدﻧﯾﺔ واﻟدوﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ ﻣﻊ ﺗﺛﺑﯾت‬
‫ﻫذا اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻋﺎدة ﺗﺛﻘﯾف اﻟﻌدو اﻟﻣﻬزوم ﺑﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟطرف اﻟﻣﻧﺗﺻر‪.‬‬
‫ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﻫذﻩ اﻟروح‪ ،‬وﯾﺷﯾر إﻟﻰ ﺗﻘﺑل‬ ‫‪Defeatism‬‬ ‫وﺻﯾﻎ ﻣﺻطﻠﺢ اﻻﻧﻬزاﻣﯾﺔ‬
‫اﻟﻔرد ﻟﻠﻬزﯾﻣﺔ دون ﺻراع‪ ،‬وﻓﻲ ﻟﻐﺔ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﯾوﻣﯾﺔ ﯾوﺟد اﻗﺗران ﺑﯾن ﻣﺻطﻠﺢ‬
‫اﻻﻧﻬزاﻣﯾﺔ واﻟﺗﺷﺎؤم‪ ،‬وﺑؤرﺗﻪ ﺗوﻗﻊ اﻟﺷﺧص ﻟﻠﻬزﯾﻣﺔ وﺗرﻗﺑﻪ ﻟﻬﺎ وﺗﺳﻠﯾﻣﻪ ﺑﺣﻣﯾﺗﻬﺎ؛‬
‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣن اﻷﺳﻠم ﺗوﻓﯾر اﻟﺟﻬد وﺗﻘﺑل اﻟﺣﺎل ﺑﺎﻟﺻورة اﻟﺗﻲ ﻫو ﻋﻠﯾﻬﺎ‪.‬‬
‫وﻻ ﺗﺳﺗﻬدف أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺣرب اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ إﻟﻰ اﻹﻗﻧﺎع ﺑل ﻛل ﻏﺎﯾﺗﻬﺎ ﺗﺣطﯾم اﻟﻘوى‬
‫اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻠﺧﺻم وﺗرﺳﯾﺦ ﻣﺷﺎﻋر اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻪ‬
‫)ﻓﻬﻣﻲ اﻟﻧﺟﺎر‪.(٢٠٠٥ ،‬‬

‫‪١٩٣‬‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫ھﺟوم )إﻗدام(‬ ‫اﻧﺳﺣﺎب )ھروب(‬

‫ﺛﻘﺔ )إﻗﺗدار(‬ ‫اﺳﺗﺳﻼم‬


‫)ﺧﺿوع(‬
‫ﺷﻛل )‪ (٢‬اﺳﺗﺟﺎﺑﺎت اﻹﻗدام ‪ -‬اﻻﺳﺗﺳﻼم ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺣرب اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﯾُ ﻌﺎﻟﺞ ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻬزﯾﻣﺔ أو اﻻﻧﻬزام اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟدﯾﻧﻲ ﺑﻣﻌﻧﻰ"‬
‫اﺳﺗﺻﻐﺎر اﻟﻧﻔس اﻟﺧﯾرة‪ ،‬واﺳﺗذﻻﻟﻬﺎ‪ ،‬واﻻﺳﺗﻬﺎﻧﺔ ﺑﻬﺎ أو إﻧﻛﺳﺎرﻫﺎ أﻣﺎم ﻣﺎ ﯾﻣﻠﯾﻪ‬
‫ﻋﻠﯾﻪ أﻋداؤﻫﺎ ﻣن اﻟﻧﻔس اﻷﻣﺎرة ﺑﺎﻟﺳوء‪ ،‬وﻣن ﺷﯾﺎطﯾن اﻹﻧس واﻟﺟن‪ ،‬وﻣن اﻟدﻧﯾﺎ‬
‫أﻫﻼ‬
‫ﺑﺷداﺋدﻫﺎ‪ ،‬واﻣﺗﺣﺎﻧﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺑﺑرﯾﻘﻬﺎ وزﺧﺎرﻓﻬﺎ وزﯾﻧﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺑﺻورة ﺗﺷﻌرﻫﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻟﯾﺳت ً‬
‫ﻟﻌﻣل أي ﺑر أو ﻣﻌروف‪ ،‬ﺣﺗﻰ ٕوان ﻛﺎن ﻫذا اﻟﺑر وذاك اﻟﻣﻌروف ﺑﺳﯾطًﺎ أو‬
‫ﯾﺳﯾرا‪.‬‬
‫ً‬
‫واﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺷﻲء ﻣرﻋب‪ ،‬إذ ﯾﺣﯾﺎ ﻣن ﺗﺳﯾطر ﻋﻠﯾﻪ ﺣﯾﺎة ﻓﺎرﻏﺔً ﻣن‬
‫ﻣﻘوﻣﺎت اﯾﺟﺎﺑﯾﺔ وﻣن أي ﻣﻌﻧﻰ أو ﻗﯾﻣﺔ ﻟﻠﺣﯾﺎة‪ .‬إن اﻟﻬزﯾﻣﺔ ﺗﻠﻘﻲ ﺑظﻼﻟﻬﺎ‬
‫أ ﯾﺔ ّ‬
‫اﻟﺳوداء ﻋﻠﻰ ﺟواﻧب اﻟﺣﯾﺎة ﺗﻔﻘدﻩ اﻟﺷﻌور ﺑﺄي ﻣظﻬر ﻣن ﻣظﺎﻫر اﻟﺑﻬﺟﺔ أو‬
‫اﻻﺳﺗﻣﺗﺎع ﺑﺎﻟﺣﯾﺎة‪.‬‬
‫وﯾﻧدر ﺗﻧﺎول ظﺎﻫرة اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻓﻲ أدﺑﯾﺎت ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﻣﻌﺎﺻر ﺑﺻورة ﺗﺟﻌل‬
‫أﻣر ﺑﺎﻟﻎ اﻟﺻﻌوﺑﺔ‪ ،‬وﻣﻊ ذﻟك ﺗﻔﯾد‬
‫ﻣن ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻧﺣت ﻣﻼﻣﺣﻬﻣﺎ وأﺑﻌﺎدﻫﺎ وﻣﺣدداﺗﻬﺎ ً ا‬
‫ﻣراﺟﻌﺔ أدﺑﯾﺎت اﻟﻣﺟﺎل وﺟود إﺷﺎرات إﻟﻰ ﺣﺎﻻت ﻧﻔﺳﯾﺔ ﯾﻔﺗﻘد ﻣﻌﻬﺎ اﻟﻣﺑﺗﻠﻰ ﺑﻬﺎ‬

‫‪١٩٤‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٢‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻓﺿﺎ ﺗﻠﻣس أي ﺑﻬﺟﺔ ﺣﯾﺎﺗﯾﺔ‬
‫اﻟﻬﻣﺔ واﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻪ ﯾﺗﺷرﻧق ﻋﻠﻰ ذاﺗﻪ ر ً‬
‫ﻓﻲ ﻋﺎﻟم اﻟﺧﺑرة اﻟﻣﻧظور‪ ،‬ﻓﯾﻌطل ﻗدراﺗﻪ وﯾﺷل ﻓﻌﺎﻟﯾﺎﺗﻪ وﯾﻬدر ﻗدراﺗﻪ ﻓﯾﻣﺎ ﻻ طﺎﺋل‬
‫إﻧﺳﺎﻧﻲ ﻣن وراﺋﻪ‪.‬‬
‫ٕوان ﻛﺎن ﻣﻌﻧﻰ اﻻﻧﻬزام اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻓﯾﻣﺎ ﻫو ﺷﺎﺋﻊ ﻋﺑﺎرة ﻋن اﺳﺗﺻﻐﺎر اﻟﻧﻔس‬
‫واﺳﺗذﻻﻟﻬﺎ واﻧﻛﺳﺎرﻫﺎ أﻣﺎم اﻵﺧر وأﻣﺎم اﻟذات‪ ،‬واﻧﻬﯾﺎر ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻧﻔس ﻋن‬
‫ﻣﺟﺎﺑﻬﺔ اﻟواﻗﻊ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋدة ﻋواﻣل‪ ،‬ﺗﻛﺳب اﻟﻣرء إﺣﺑﺎطﺎً ﻣزﻣﻧﺎً‪ ،‬وﺗﺟﻌﻠﻪ ﯾﺣس‬
‫"ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺣطم اﻟﻧﻔس ﺧﺎﺋر اﻟﻌزﯾﻣﺔ‪ ،‬وأﻧﻪ ﻟﯾس ﺟدﯾراً ﺑﻣﺟﺎﺑﻬﺔ اﻟﺣﯾﺎة‪.‬‬
‫ﻓﻘد ﺗﻣت اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﺣﺎﻻت ﻧﻔﺳﯾﺔ ﺷﺑﯾﻬﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﻌﻧﯾﻪ اﻻﻧﻬزام اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻓﻲ‬
‫أدﺑﯾﺎت اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻻﺿطراﺑﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺗﺳﻣﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟوﻫن اﻟﻧﻔﺳﻲ‬
‫"اﻟﺳﯾﻛﺎﺳﯾﻧﯾﺎ" واﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ ﻧﻘص اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻼﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﺎﻣل اﻟﻌﺎدي‪،‬‬
‫أو ﺣﺎﻟﺔ اﻹﻋﯾﺎء اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻟﺷﻌور اﻟداﺋم ﺑﺎﻹﻋﯾﺎء وﻓﻘدان اﻟﺣﯾوﯾﺔ "اﻟﻧﯾوراﺳﺗﯾﻧﯾﺎ "‬
‫وﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﺗ ﻧﺟم ﻫذا ﻋن اﺻﺎﺑﺔ اﻟﺧﻼﯾﺎ اﻟﻌﺻﺑﯾﺔ وﻻ ﻋن ﻣرض ﻋﺿوي‬
‫وﻣن ﻣظﺎﻫرﻫﺎ اﻟﺿﻌف اﻟﻌﺎم واﻟﺗﻌب واﻹﻋﯾﺎء ﻷﻗل ﻣﺟﻬود واﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺿﯾق‬
‫واﻟﺗﺑرم وﻋدم اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄي ﻋﻣل ﻣن اﻻﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﺗوﻛل اﻟﯾﻪ ﻣﻊ ﻋدم‬
‫اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﻣواﺻﻠﺔ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ ﻣوﺿوع ﻣﻌﯾن وﺻﻌوﺑﺔ اﻟﺗذﻛر واﻟﺗرﻛﯾز‪،‬‬
‫وﻗت‪.‬‬ ‫واﻟﺑﻼدة اﻟزاﺋدة وﺗوﻗﻊ اﻧﻬﯾﺎر ﻓﻲ أ ي‬
‫ﻓﻲ دراﺳﺗﻪ ﻋن اﺿطراب‬ ‫‪(2007) Fuchs‬‬ ‫وﻣن ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻹﺷﺎرات ﻣﺎ ﯾﺗﻧﺎوﻟﻪ ﻓوﺗﺷز‬
‫اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺑﯾﻧﯾﺔ‪ ،‬ﺑﻌﻧوان "ذوات ﻣﺗﺷذﯾﺔ‪ :‬اﻟﻼدواﻣﯾﺔ واﻟﻬوﯾﺔ ﻓﻲ اﺿطراب‬
‫اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺑﯾﻧﯾﺔ" واﻟﺗﻲ ﺗﻧطﻠق ﻣن اﻓﺗراض أن اﻟﻬوﯾﺔ ﺗﺳﺗﻠزم اﺳﺗﻣ اررﯾﺔ واﺗﺳﺎﻗﯾﺔ‬
‫ﻣﺎﺿﻲ اﻟﻣرء وﺣﺎﺿرﻩ وﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻪ واﻧدﻣﺎﺟﻬم ﻓﻲ ﻛل ﻣوﺣد‪ ،‬وﯾﺗﺄﺗﻲ ذﻟك ﻣن ﺧﻼل‬
‫ﻗدرة اﻟﻣرء ﻋﻠﻰ إﺣداث ﻧوع ﻣن اﻟﺗﻛﺎﻣل ﺑﯾن اﻟﺟواﻧب واﻟﻣﯾول اﻟﻣﺗﻧﺎﻗﺿﺔ ﻓﻲ‬
‫ﻣﻔﻬوﻣﺎ ﻣﺗﺳﻘًﺎ ﻟذاﺗﻪ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ﺗﻛوﯾﻧﻪ ﻓﻲ ذات ﻣﺗﻣﺎﺳﻛﺔ ﺗﻌﻛس‬
‫داﻟﺔ ﻓﻲ ﺟزء ﻛﺑﯾر ﻣﻧﻪ ﻻﻓﺗﻘﺎد اﻟﻣرء‬ ‫)‪(٢٠٠٧‬‬ ‫واﻟﻌ ُﺻﺎب اﻟﻧﻔﺳﻲ وﻓﻘًﺎ ﻟﺗﺻور ﻓوﺗﺷز‬
‫اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺳﯾس ﻣﻔﻬوم ذات ﻣﺗﻣﺎﺳك ﯾﺟﻣﻊ ﺑﯾن ﻣﺎﺿﯾﻪ وﺣﺎﺿرﻩ وﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻪ‪،‬‬

‫‪١٩٥‬‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫ﻓﺗﺗﺷذي ﺷﺧﺻﯾﺗﻪ وﯾﻛون اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺧواء اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻟﻣﺛل ﻫذا‬
‫اﻟﻔﺷل‪ ،‬وﯾﻣﺛل اﻟﺧواء اﻟﻧﻔﺳﻲ أو ﺧواء اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣظﻬر اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻌدم اﻟﺗوازن ﺑﯾن‬
‫اﻟﺗﻘدم اﻟﻣﺎدي واﻟﺣﺿﺎري واﻟﺗﻘﻧﻲ اﻟرﻫﯾب واﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﻌﻧوي واﻷﺧﻼﻗﻲ ﻣن‬
‫اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﺧﻠق ﺻﯾﻐﺔ ﺣﯾﺎة ﻣوﻟدة ﻟﻣﺷﺎﻋر اﻻﻧﻛﺳﺎر واﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ " ﻧﻔوس ﻛﺳﯾرة‪ :‬اﻷﻣل ﻓﻲ‬ ‫)‪Steven G Bloem (٢٠٠٨‬‬ ‫وﻋﺑر ﺳﺗﯾﻔﯾن ﺑﻠوم‬
‫اﻟﺷﻔﺎء"‪ ،‬ﻋن ﻫذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ﺑﺗﺄﻛﯾدﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻻﻧﻛﺳﺎر واﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‬
‫ﻣن ﺟﻬﺔ واﻟﺧواء اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى‪ ،‬وأن ﻫذا اﻟﺧواء اﻟﻧﻔﺳﻲ داﻟﺔ ﻻﻓﺗﻘﺎد‬
‫اﻟﻣرء اﻟرﻏﺑﺔ واﻹرادة واﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺷف ﻋن ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺣﯾﺎة ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋن‬
‫اﻟﻘﯾم اﻟروﺣﯾﺔ واﻟدﯾﻧﯾﺔ واﻻﻧﻐﻣﺎس ﻓﻲ اﻟﻣﻠذات واﻟﺳﻌﻰ وراء اﻟﺷﻬوات اﻟﺗﻲ ﻻ ﺣد‬
‫ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل ﻹﺷﺑﺎﻋﻬﺎ‪.‬‬
‫إﻟﻰ أن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻣﻛون اﻟرﺋﯾﺳﻲ‬ ‫)‪(٢٠٠٨‬‬ ‫ﻛﻣﺎ ﯾﺷﯾر ﺳﺗﻔﯾن ﺑﻠوم‬
‫ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﻛﺗﺋﺎب واﻟﯾﺄس واﻟﺗﺷﺎؤم‪ ،‬وأن اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﻘﯾم اﻟروﺣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل اﻟﺳﺑﯾل‬
‫ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ اﻟﻧﻘﯾض اﻟﻣﻧطﻘﻲ ﻟﻠﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ وﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻋﺗزاز ﺑﺎﻟذات‬
‫وﺑﺎﻵﺧرﯾن وﺑﺎﻟﻌﺎﻟم ﺑﺻورة ﻋﺎﻣﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻹﻗﺑﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﺣﯾﺎة واﻟﺗرﺣﯾب ﺑﻬﺎ‬
‫واﻻﻧدﻓﺎع اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﻟﺗﺟوﯾدﻫﺎ ﺑﻬﻣﺔ وﺣﯾوﯾﺔ ذاﺗﯾﺔ‪.‬‬
‫أن ﻟﻣﻔﻬوم اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻣظﻬرﯾن رﺋﯾﺳﯾﯾن‪:‬‬ ‫)‪(٢٠٠٨‬‬ ‫وﯾرى ﻋﺑد اﷲ اﻟﺻﺑﯾﺢ‬
‫اﻟﻣظﻬر اﻷول‪ :‬اﻟﺷﻌور ﺑﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻣﺑدأ أﻣﺎم اﻟواﻗﻊ ‪.‬‬
‫ﺣﯾث ﯾﺷﻌر اﻟﺷﺧص أن ﻣﺎ ﯾﺣﻣﻠﻪ ﻣن ﻣﺑﺎدئ ﻓﺷﻠت أﻣﺎم ﺿﻐط اﻟواﻗﻊ‪ ،‬إﻣﺎ‬
‫ﺑﺳﺑب ﻋدم واﻗﻌﯾﺔ اﻟﻣﺑدأ وﻷن اﻟﻣﺑدأ ﯾﻔﺗﻘد أدوات ﺳﻠﯾﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟواﻗﻊ‪ ،‬أو ﺑﺳﺑب‬
‫ﺟﻣودﻩ وﻓﻘدان أﻫﻠﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﻬد اﻟذي ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﺗطوﯾﻊ اﻟواﻗﻊ ﻟﻠﻣﺑدأ ‪ .‬وﻣن ﺻور ﻫذا‬
‫اﻟﻣظﻬر ‪:‬ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺗﺗﺣول اﻟﻣﺑﺎدئ إﻟﻰ ﺷﻌﺎرات ﻻ ﻣﺣﺗوى ﻟﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺈذا واﺟﻪ أﺻﺣﺎﺑﻬﺎ اﻟواﻗﻊ‬
‫وﺻﺎروا ﻣﺣﺗﺎﺟﯾن ﻟﺻﯾﻎ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺗﺳﯾﯾر اﻟواﻗﻊ ﻟم ﯾﺟدوا ﺗﻠك اﻟﺻﯾﻎ ﻓﯾﺿطرون‬
‫إﻟﻰ اﻟﺗﺄول ﻓﻲ اﺳﺗﺧدام ﻣﺎ ﻛﺎﻧوا ﯾﻧﻛروﻧﻪ ﺑﺎﻷﻣس ‪.‬‬

‫اﻟﻣظﻬر اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻫزﯾﻣﺔ اﻟذات أﻣﺎم اﻟﻣﺑدأ ‪.‬‬

‫‪١٩٦‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٢‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺣﯾث ﯾﻛﺗﺷف ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺑدأ أن ﺿرﯾﺑﺔ ﺣﻣل اﻟﻣﺑدأ ﻋﺎﻟﯾﺔ وﻫو ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ‬
‫اﻟﺻﺑر ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬إﻣﺎ ﻷن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺗﻣﻧﻌﻪ ﻣن ﺑﻌض ﻣﺻﺎﻟﺣﻪ وﺗﺣول ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن طﻣوﺣﻪ‪،‬‬
‫ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك إﻟﻰ اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن ﻣﺑدﺋﻪ واﻟﺗﺄول؛‬
‫ﺿرر ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻪ‪ ،‬ﻓﯾﺿطر ً‬
‫ٕواﻣﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻠﺣق ﺑﻪ ً ا‬
‫ودﻓﺎﻋﺎ ﻋن ﺧﯾﺎرات اﻟﯾوم ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ﺗروﯾﺟﺎ ﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﻌﺎرﺿﻪ ﺑﺎﻷﻣس‬
‫ً‬
‫واﻟﻬزﯾﻣﺔ ﻓﻲ ﻛﻼ اﻟﻣظﻬرﯾن ﻻﺑد أن ﯾﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ﻋدد ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻋر؛ ﻛﻲ ﺗﻛون‬
‫ﻫزﯾﻣﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻷول‪ :‬اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻌﺟز وﺿﻌف اﻹرادة ﻋن اﻟﺗﻐﯾﯾر‪.‬‬


‫‪ -‬اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻹﻋﺟﺎب ﺑﻣﺎ ﻋﻧد اﻟﺧﺻم ﻣن ﺗراث وﺣﺿﺎرة رﻏﺑﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﻠﯾدﻩ‪.‬‬
‫ﺗﺧل ﻋن اﻟﻬوﯾﺔ‪ ،‬وﻻﺑد أن ﯾﺻﺎﺣب ذﻟك ﺳﻠوك‬
‫اﺣﺗﻘﺎر اﻟذات أو ٍ‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ -‬اﻟﺛﺎﻟث‬
‫اﻻﺳﺗﻬﻼك ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟراﺑﻊ‪ :‬اﻻﻧدﻓﺎع ﻧﺣو اﻏﺗﻧﺎم اﻟﻠﺣظﺔ وأﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﺿر وﺗﻠﻣس ﻛل‬
‫ﻣﺻدر ﻟﻠﻣﻠذات ٕواﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻵﻧﯾﺔ دون وازع ﻗﯾﻣﻲ أو ﺗدﺑر ﻓﻲ اﻟﻌواﻗب‪.‬‬
‫‪Morale Defeating‬‬ ‫وﺗرﺗﺑط اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﺳﺎﺑق ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ‬
‫وﻫﻣﺎ‪:‬‬ ‫)‪(٢٠١١‬‬ ‫وﺗﺗﺿﻣن ﺑﻌدﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﺎ ﯾرى ﻣﺣﻣد ﺣﺳن ﻋﻠوان‬
‫اﻟﻧوع اﻷول‪ :‬ﺗﻌظﯾم إﻧﺟﺎز اﻵﺧر ﺑﻣﺎ ﯾﻘﺗﺿﻲ اﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﻠﺣﺎق ﺑﻪ أو‬
‫اﻟﺗﻔوق ﻋﻠﯾﻪ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﺳﺗﺻﻐﺎر اﻟذات ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻪ‪.‬‬
‫اﻟﻧوع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﺣﺟﯾم إﻧﺟﺎز اﻵﺧر واﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﺷﺄﻧﻪ ﺑﺷﻛل ﻏﯾر ﻣﻧطﻘﻲ‬
‫ﺗﺟﺳﯾدا‬
‫ً‬ ‫وﻻ ﻣﺑرر ‪ ،‬ﺑﺎﻻﺳﺗﻌﻼء ﺑﻣﻧﺟز ﻣﺎﺿوي ﻻ ﺳﺑﯾل إﻟﻰ اﺳﺗﻌﺎدﺗﻪ‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻟﺣﯾﻠﺔ اﻟﻬروب إﻟﻰ اﻟﻣﺎﺿﻲ واﻻﺣﺗﻣﺎء ﺑﻪ‬
‫ﻟدى ذوي اﻟﻧوع اﻷول ﻣن اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﯾﻘﯾن ﺑﺄن اﻟﺗﻔوق ﻣﻛون‬
‫أﺳﺎﺳﻲ ﻟدى اﻵﺧر وﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗﺑدل اﻷدوار ﺳوى ﺑﻣﻌﺟزة ﻻ ﺳﺑﯾل إﻟﻰ‬
‫اﺳﺗﺣﺿﺎرﻫﺎ‪ ،‬وﺗﺗﺧﻠق ﻋﻠﻰ أرﺿﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﻘﻧﺎﻋﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺳﻼم واﻻﻧﻘﯾﺎد ﻟﻶﺧر‪،‬‬
‫واﻟﻣﺳﺗﺳﻠم ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻪ أن ﯾﻌود إﻟﻰ اﻟﻣﯾدان ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺣﺎﻓز‪.‬‬

‫‪١٩٧‬‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾوﺟد ﻟدى ذوي اﻟﻧوع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﯾﻘﯾن ﺑﺄن اﻟﺗﻔوق‬
‫ﺣق ﻣن ﺣﻘوﻗﻬم اﻷﺻﯾﻠﺔ وﻟو ﻛﺎن اﻟواﻗﻊ ﯾﻛذب ذﻟك اﻟﯾﻘﯾن‪ ،‬وﯾﻛون طرﯾق‬
‫اﻟﺗﻌﺻب ﻟﻠﺛﻘﺎﻓﺔ واﻟﺗﻌﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻵﺧر ﻣﺳﺎر اﻟﺗﻔﻛﯾر وﺑؤرﺗﻪ‪.‬‬
‫ﻫذﻩ اﻟﻣﻬﻣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺻﺑﺔ إذن ﺗﺻطدم ﺑﺎﻟﺷﺎﻫد اﻟواﻗﻌﻲ ﻷﻓﺿﻠﯾﺔ اﻵﺧر‬
‫ﻓﺗﻔﺗش ﻋن ﺗﺑرﯾرات ﻋدﯾدة ﺗﺧﻔف ﻣن وطﺄة ﻫذا اﻟﺗﺻﺎدم‪ ،‬إﻣﺎ ﺑﻧﻘل أرض اﻟﻣﯾدان‬
‫ﻣن اﻟﺣﺎﺿر إﻟﻰ اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺗﺎرﯾﺦ أﺟﻣل وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﻣﺎﺿوﯾﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻌﺻﺎب ﻓﯾﻣﺎ ﯾرى ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﺗﺟﺳﯾد ﻟﻌﺟز‬
‫اﻟﺗﻔﻛﯾر واﻻﻧﻔﻌﺎل واﻟﻔﻌل‪ .‬و ٌ‬
‫اﻻﻧﺳﺎن ﻋن اﻻﻓﻼت ﻣن ﻗﺑﺿﺔ اﻟﻣﺎﺿﻲ وﻣن ﻋبء ﺗﺎرﯾﺧﻪ‪ ،‬أو إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل‬
‫ﺣﯾث اﻟوﻋد اﻟﻬﻼﻣﻲ ﺑﺎﻟﻧﺻر اﻟﻘﺎدم ﺑﺎﻻرﺗﻛﺎز ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺻﺢ ﺗﺳﻣﯾﺗﻪ ﺑﺎﻟﺗﻔﻛﯾر‬
‫اﻟﻣرﺗﻛز ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻧﯾﺔ واﻟرﻏﺑﺔ‪ .‬وﻛﻼ اﻟﻣﯾداﻧﯾن ﺗﺄﺻﯾل ﻟﻔﻛرة اﻻﻧﺗﺣﺎر اﻟﺣﺿﺎري‪.‬‬
‫واﺳﺗﺳﻼم ذوي اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﺳﺎﺑق‬
‫أﺳﻬل ﻣن اﻟﻧﻬوض ﺑﺎﻟﻌﻣل اﻟﺟﺎد‪ .‬واﻻﺳﺗﺳﻼم ﻟﺗﻔوق اﻵﺧر أو إﻧﻛﺎر ﻫذا اﻟﺗﻔوق‬
‫ﻛﻼﻫﻣﺎ ﻣﺛﺑط ﻟﻠﺳﻌﻲ‪ ،‬اﻷول ﻻﻧﻌدام اﻷﻣل واﻟﺛﺎﻧﻲ ﻻﻧﻌدام اﻟﺣﺎﺟﺔ )ﺟورج‬
‫‪.(٢٠١٠‬‬ ‫طراﺑﯾﺷﻲ‪،‬‬
‫وﺗرﺗﺑط اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺑﺎﻻﻛﺗﺋﺎب وذﻟك ﻣﺎ ﯾﺷﯾر إﻟﯾﻪ اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻠﻐوي ﻟﻼﻛﺗﺋﺎب؛‬
‫ﻓﻬو ﺣﺳب ﺑن ﻣﻧظور )‪ (٢٠٦ ،١٩٩٨‬ﻣﺄﺧوذة ﻣن ﻛﺂب واﻟﻛﺂﺑﺔ ﺳوء اﻟﺣﺎل‬
‫واﻻﻧﻛﺳﺎر ﻣن اﻟﺣزن‪ .‬ﻛﺋب ﻛﺂﺑﺎً وﻛﺂﺑﺔ واﻛﺗﺋﺎﺑﺎ وﺗﻌﻧﻲ ﺣزن واﻧﻛﺳر‪ ،‬وﻫو ﻛﺋﯾب‬
‫اﻟﺣزن‪.‬‬ ‫واﻟﻛﺂﺑﺔ ﺗﺻﯾب اﻟﻧﻔس ﺑﺎﻻﻧﻛﺳﺎر ﻣن ﺷدة‬
‫وﻻ ﺷك أن ﺳﯾطرة ﻣﺛل ﻫذا اﻟﺷﻌور ﻋﻠﻰ اﻟﻔرد ﯾﻔﺿﻲ ﺑﻪ إﻟﻰ اﻻﻧﻛﻔﺎء ﻋﻠﻰ اﻟذات‬
‫اﺳﺗﺳﻼﻣﺎ ﻟﻺﺣﺑﺎط واﻟﻬزﯾﻣﺔ‬
‫ً‬ ‫وﯾﻘﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻘدرات ﺷﺧﺻﯾﺗﻪ وﯾﺷل إﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻬﺎ؛‬
‫ﺷﯾﺋﺎ ﻣﻣﺎ ﻓﺳد ﻻ ﯾﻣﻛن إﺻﻼﺣﻪ‪ ،‬وأن‬
‫اﺳﺗﺷﻌﺎرا ﺑﻌدم اﻟﺟدوى ‪ ،‬وأن ً‬
‫ً‬ ‫اﻟداﺧﻠﯾﺔ و‬
‫اﻷﺟدى ‪ -‬وﻗد اﻧﺳﻛب اﻟﻠﺑن ‪ -‬أن ﻧﻌﻛف ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻛﯾن ﻧﺎدﻣﯾن ﺑدﻻً ﻣن اﺳﺗﻧﻔﺎر‬
‫ﺣل‪.‬‬ ‫اﻟﻬﻣﺔ واﻟﺑﺣث ﻋن‬
‫ﺟدول )‪ (١‬ﺻﯾﻎ اﻟﻬزﯾﻣﺔ‬
‫اﻟﺗﻌرﯾف‬ ‫ﺻﯾﻐﺔ اﻟﻬزﯾﻣﺔ‬

‫‪١٩٨‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٢‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻟﺗﻌرﯾف‬ ‫ﺻﯾﻐﺔ اﻟﻬزﯾﻣﺔ‬
‫ﺣﺎﻟﺔ ﻓﻛرﯾﺔ ﺗﺟﺳد ﻣﺷﺎﻋر ﺗﻧﻛر اﻟﺷﺧص ﻟﻣﯾراﺛﻪ اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ وﻫوﯾﺗﻪ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻋﺗﻘﺎدﻩ‬
‫ﻓﻲ ﺗﻬﺎﻓﺗﻪ وﻻ ﺟدواﻩ‪ ،‬وﺗﺳﻠﯾﻣﻪ ﺑﺄن ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻵﺧر ﻫﻲ اﻷﻧﻣوذج اﻟﻣﻌﯾﺎري ﻟﻠﺣﯾﺎة‪،‬‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ‬
‫وﺗرﺳﺦ ﻋﻘﻠﯾﺔ اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻰ اﻹﺗﻛﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﻐﯾر ﻓﻲ ُﺻﻧﻊ اﻟﺣﺎﺿر ٕواﺳﺗﺷراف‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﺑل وﻓﻲ ﺗﺣرﯾر اﻟذات‪.‬‬
‫إﻧﻛﺳﺎر إرادة ﺗطوﯾر اﻟذات واﻻرﺗﻘﺎء ﺑﻬﺎ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﺷل طﺎﻗﺎت ٕواﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻔرد وﯾدﺧﻠﻪ‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ‬
‫ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟرﻛون واﻻﺳﺗﺳﻼم واﻟﺗﺑﻌﯾﺔ‪.‬‬
‫اﻻرﺗﺑﺎط اﻟﺗﺎم ﺑﺎﻟواﻗﻊ اﻟﻣﺎدي اﻟﻣرﺋﻲ دوﻧﻣﺎ اﻋﺗﺑﺎر ﻷي ﻗوة روﺣﯾﺔ ﻣﻔﺎرﻗﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ‬
‫اﻻﺳﺗﺳﻼم ﻟﻬذا اﻟواﻗﻊ وﺗﺿﻣﯾن ﻗواﻧﯾﻪ ﻓﻲ ﻗﯾﺎس ﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﺳﻣﯾﺗﻪ اﻟﻣﻧﻔق ‪ -‬اﻟﻌﺎﺋد‬ ‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟروﺣﯾﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻣﺎدي اﻟﻣﺣﺳوس‪.‬‬
‫اﻧدﻓﺎع اﻟﻔرد ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ ﺗﻔﻌﯾل ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺄﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻠﺣظﺔ واﻏﺗﻧﺎم اﻟﻔرص ٕواﻋﻼء اﻟذات‬
‫ﻋﻠﻰ اﻵﺧر ﻛل اﻵﺧر‪ ،‬ﻣﻊ اﻟﻣﯾل اﻟداﺋم إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾرﻩ ٕواﻫﺎﻧﺗﻪ وﻛﺳر ﺧﺎطرﻩ دون وازع‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ‪.‬‬
‫أو رﻗﯾب أﺧﻼﻗﻲ‪ ،‬ﻓﺿﻼً ﻋن اﻟﻘﻧوط واﻟﯾﺄس ﻣن رﺣﻣﺔ اﷲ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻹﯾﻐﺎل ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﻔﺎﺳد وﺻوﻻً إﻟﻰ ﻧﻬﺎﯾﺔ طرﯾﻘﻪ‪.‬‬
‫ﺷﻌور اﻟﻔرد ﺑﺄن ﻧﺳق وﺷﺑﻛﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻬر واﻻﺳﺗﺑداد‪،‬‬
‫وأن اﻷﺳﻠوب اﻟوﺣﯾد ﻟﻠﺗﻌﺎﯾش ﻣﻌﻪ اﻟﻣﺳﺎﯾرة واﻻﻧﻘﯾﺎد ﻟﻣﺿﺎﻣﯾﻧﻪ وﻣﻌﺎﯾﯾرﻩ اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ‪.‬‬
‫واﻻﻧﻬزام اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋﺎﻣل ﻣوﻫن ﻟﻘوة اﻹﻧﺳﺎن‪ ،‬وﯾﻔﺿﻲ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت إﻟﻰ‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬
‫ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻣن اﻟﺗﺄﺛﯾرات اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻣﺛل اﻻﻧﺳﺣﺎب اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪ ،‬ﻓﻘدان‬
‫اﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟﺣرﻛﯾﺔ‪ ،‬ﺗدﻧﻲ اﻟﺳﻠوك اﻻﺳﺗﻛﺷﺎﻓﻲ‪ ،‬اﻧﺧﻔﺎض ﺳﻠوﻛﯾﺎت اﻟﺳﻌﻰ ﻟﻼﺳﺗﻣﺗﺎع‪.‬‬
‫)‪.(Huhman, 2006‬‬
‫ﻣﻔﻬوم ﻣﺗﻌدد اﻷﺑﻌﺎد ﯾﺗﺿﻣن ﻣؤﺷرات ﺳﻠوﻛﯾﺔ ﻟﻠﻬزﯾﻣﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻟروﺣﯾﺔ واﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ‬
‫واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬وﺑؤرﺗﻪ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﺣﺎﻟﺔ وﺟداﻧﯾﺔ ﺗﺗﺟﺳد ﻓﻲ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻌﺟز وﻗﻠﺔ اﻟﺣﯾﻠﺔ‬
‫ﺗﺟﺎﻩ أﺣداث ووﻗﺎﺋﻊ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﺿر واﻟﻣﺳﺗﻘﺑل‪ ،‬وﺗﻘﺗرن ﺑﺎﻟﻛﺂﺑﺔ واﻟﯾﺄس‬
‫وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺳﻠوﻛﯾﺎت داﻟﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫واﻟﺧزي‪ ،‬واﻻﻓﺗﻘﺎد ﻟﻠﻔﺎﻋﻠﯾﺔ واﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ‪،‬‬ ‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‬
‫اﻻﺳﺗﺳﻼم واﻟرﻛون وﺗﻘﺑل اﻟواﻗﻊ اﻟﺷﺧﺻﻲ دوﻧﻣﺎ ﺑذل أي ﻣﺟﻬود ﻟﺗﻐﯾﯾرﻩ ﻣﻊ ﺗﺑﻌﯾﺔ‬
‫ﺗﺎﻣﺔ ﻟﻶﺧر ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻔﻛﯾر واﻻﻧﻔﻌﺎل واﻟﻔﻌل ﻣﻊ اﻟﻣﯾل إﻟﻰ اﺳﺗﺻﻐﺎر اﻟذات‬
‫ﻣﺎدﯾﺎ ﻻ ﺣﯾﺎة ﻓﯾﻪ"‪.‬‬
‫ﺷﯾﺋﺎ ً‬
‫ٕواﻫﺎﻧﺗﻬﺎ وﺗﺣﻘﯾرﻫﺎ واﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ً‬

‫وﯾﻣﻛن ﺗﻔﻬم ﻣﺿﺎﻣﯾن ﻣﻔﻬوم اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻓﻲ اﻟﺟدول‬


‫اﻟﺳﺎﺑق ﻣن ﺧﻼل ﻣﻘﺎرﻧﺗﻪ ﺑﺎﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻣﻧﺎﻗض وﻫو ﻣﺻطﻠﺢ "اﻟﻌزة" أو اﻻﻋﺗزاز‬
‫اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﺑﺎﻟذات‪ ،‬وﯾوﺿﺢ اﻟﺷﻛل اﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﺗﺻور اﻟﻌﺎم ﻟﻬذﯾن اﻟﻣﺻطﻠﺣﯾن‪:‬‬
‫اﻟﻘﻧﺎﻋﺔ واﻟﺗﺄﯾﯾد‬
‫ﺗﻧطﻠق ﻣن‬
‫إﺛﺑﺎت اﻟذات‬ ‫اﻟﻧﻔس‬

‫اﻟﻘوة‬
‫ﺗﻘدﯾر اﻵﺧرﯾن‬ ‫واﻟﺗﻣﻛن‬

‫‪١٩٩‬‬
‫ﺗﻧطﻠق ﻣن‬

‫اﻟﻧﻔس‬ ‫اﻟﮭزﯾﻣﺔ‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫اﻻﺳﺗﺳﻼم‬
‫إھﺎﻧﺔ اﻟذات‬ ‫واﻻﻧﻘﯾﺎد‬

‫اﻟﺿﻌف‬
‫اﻻﺣﺗﻘﺎر ﻣن‬
‫اﻵﺧرﯾن‬

‫ﺷﻛل )‪ (٣‬اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﻌزة أو اﻻﻋﺗزاز ﺑﺎﻟذات‪.‬‬


‫ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻻﻋﺗزاز ﺑﺎﻟذات ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ ﯾﺳﺗﺷﻌر ﻣﻌﻬﺎ اﻟﺷﺧص ﺑﻘدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ إدارﺗﻪ‬
‫ﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻓﻲ ﺿوء اﻣﺗﻼﻛﻪ ﻟﻠﻘدرات واﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟداﻓﻌﺔ ﻟﻪ ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ ﺗﺣﻘﯾق‬
‫ٕواﺛﺑﺎت اﻟذات وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ارﺗﻔﺎع ﻣﻛﺎﻧﺗﻪ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺟﺎﻧب اﻵﺧر ﺗﻣﺛل ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ ﻣﻧﺎﻗﺿﺔ ﯾﺳﺗﺷﻌر ﻣﻌﻬﺎ اﻟﺷﺧص ﺑﻌﺟزﻩ ﻋن إدارة‬
‫ﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾدﻓﻌﻪ ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ اﻻﻧﻘﯾﺎد واﻻﺳﺗﺳﻼم ﻟﻶﺧرﯾن وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟوﻗوع ﻓﻲ‬
‫داﺋرة اﺣﺗﻘﺎر ٕواﻫﺎﻧﺔ اﻟذات وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻧﺧﻔﺎض ﻣﻛﺎﻧﺗﻪ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﯾن اﻵﺧرﯾن‬
‫ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫ﺟدول )‪ (٢‬ﻣﻔﺎﻫﯾم ذات ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻣﻔﻬوم اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻧﻘﺎط اﻟﺗﻘﺎطﻊ واﻻﺧﺗﻼف‬
‫اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻧﻔﺻﺎل ﻋن ﺧﺑراﺗﻧﺎ اﻟداﺧﻠﯾﺔ‪ ،‬أو اﻻﻓﺗﻘﺎر إﻟﻰ اﻟوﻋﻲ ﺑﻬﺎ‪،‬‬
‫ﺣﯾث ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻣﻐﺗرب أن ﯾدرك ﻣن ﯾﻛون‪ ،‬أو ﺑﻣﺎذا ﯾﺷﻌر ﻓذاﺗﻪ‬
‫ﻏرﯾﺑﺔ ﻋﻧﻪ وﻻ ﯾﺷﻌر ﺑﻣﺎ ﯾﺣدث ﻓﻲ داﺧﻠﻪ" )ﻧﺑﯾل رﻣزي اﺳﻛﻧدر‪،‬‬ ‫اﻻﻏﺗراب اﻟﻧﻔﺳﻲ‬
‫‪ ،(١٩٨٨‬وﯾﻣﺛل ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﻌد اﻟﺗﯾﺷؤ ﻓﻲ ﺗﻌرﯾف ﻣﻔﻬوم اﻟﻬزﯾﻣﺔ‬
‫اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻫو ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﺷﻌور اﻟذاﺗﻲ اﻟﻣﺳﺗﻣر ﺑﺎﻟوﻫن اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻌﺎم‪ ،‬اﻟذي‬
‫ﯾﺻﺣﺑﻪ أﻋراض ﻋﺻﺑﯾﺔ وﺟﺳﻣﯾﺔ‪ ،‬وﻣن أﻫم ﺧﺻﺎﺋﺻﻪ اﻟوﻫن اﻟﻧﻔﺳﻲ‬
‫واﻟﺟﺳﻣﻲ وﺷدة اﻟﺗﻌب واﻹﻋﯾﺎء واﻟﻔﺗور واﻹﻧﻬﺎك‪ ،‬وﻗد ﯾﺻل إﻟﻰ درﺟﺔ‬
‫اﻹﻧﻬﯾﺎر‪ ،‬وﻫو ﯾﻛﺎد ﯾﻛون ﺣﺎﻟﺔ ﻣن " اﻟﺗﻌب اﻟﻣزﻣن " ‪ .‬وﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ‬
‫اﻟوﻫن اﻟﻧﻔﺳﻲ‬
‫اﻟﺑﻌض أﺳم " اﻹﻧﻬﯾﺎر اﻟﻌﺻﺑﻲ " أو " اﻟﺿﻌف اﻟﻧﻔﺳﻲ " أو " اﻹﻋﯾﺎء‬
‫اﻟﻧﻔﺳﻲ " أو " اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻟﺿﻌف " أو " ﻣﺗﻼزﻣﺔ اﻟﺗﻌب " أو " رد ﻓﻌل‬
‫اﻟﺿﻌف ‪) Asthenic Reaction‬ﻋﻣر ﺷﺎﻫﯾن & ﯾﺣﯾﻰ اﻟرﺧﺎوي‪،‬‬
‫‪ .(١٩٧٧‬وﯾﺗﺿﻣن ﻫذا اﻟﻣﻔﻬوم أﺣد أﺑﻌﺎد ﻣﻔﻬوم اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ وﻫو‬

‫‪٢٠٠‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٢‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺑﻌد "اﻻﻓﺗﻘﺎد ﻟﻠﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ"‪.‬‬

‫وﻫذﻩ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺗظﻬر ﻗﺑوﻻً واﺿﺣﺎً ﻟﻠﻌﻧف ﻣن ﻗﺑل اﻵﺧرﯾن وﺗﺗﻠذذ ﺑﻪ‪.‬‬
‫وﯾظﻬر ﻓﻰ ﺑداﯾﺔ اﻟرﺷد؛ ﻓﻐﺎﻟﺑﺎً ﻣﺎ ﯾﺗﺟﻧب اﻟﻔرد اﻟﺧﺑرات اﻟﺳﺎرة أو ﯾرﻛز‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺑرات واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﻰ ﺗﻣﺛل ﻣﻌﺎﻧﺎة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟـﻪ‪ ،‬وﯾﻣﻧﻊ اﻵﺧرﯾن‬
‫ﻣن ﻣﺳﺎﻋدﺗﻪ ﻓﻰ اﻟﺗﺧﻠص ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﺎﻋر‪ .‬وﯾﺧﺗﺎر اﻟﻧﺎس واﻟﻣواﻗف‬
‫واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﻰ ﺗﺷﻌرﻩ ﺑﺧﯾﺑﺔ اﻷﻣل واﻟﻔﺷل وﺳوء اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ؛ وﯾدﺧل‬ ‫اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻬﺎزﻣﺔ ﻟﻠذات‬
‫وﯾﻧﺧرط ﻓﻰ أﻧﺷطﺔ ﺗﺗﺳم ﺑﺎﻟﺗﺿﺣﯾﺔ اﻟﻣزﯾﻔﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔس )ﻧﺎﺻر اﻟﺷﯾﺦ &‬
‫ﺻﻔوت ﻓرج‪ .(٢٠٠٤ ،‬وﯾﺗﺿﻣن ﻫذا اﻟﻣﻔﻬوم ﺑﻌدﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن ﻣن أﺑﻌﺎد‬
‫ﻣﻔﻬوم اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ وﻫﻣﺎ‪ :‬إﻫﺎﻧﺔ اﻟذات وﺗﺣﻘﯾرﻫﺎ‪ ،‬واﺳﺗﺻﻐﺎر‬
‫اﻟذات‪.‬‬
‫ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﺗﺑﻠد اﻟﺳﻠوﻛﻲ اﻟﻌﺎم ﻣﻊ اﻻﻋﺗﻘﺎد ﺑﻌدم ﺟدوى أي ﻣﺟﻬود أو‬
‫ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﻠﺗﻌﻠم أو ﻟﻠﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﻛﻼت ﺣﺗﻰ اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺣﯾﺎﺗﯾﺔ‬
‫ﻧﻔور ﻣن اﻟذات واﺳﺗﻬﺟﺎﻧًﺎ ﻣﻛﺑوﺗًﺎ ﻟﻬﺎ ﯾوﻟد ﺑذاﺗﻪ‬
‫اﻟﺑﺳﯾطﺔ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾرﺗب ً ا‬
‫اﻟﻌﺟز اﻟﻣﺗﻌﻠم‬
‫ﺗدرﯾﺟﯾﺎ ﻣن ﻓﻌﺎﻟﯾﺎت وأﻧﺷطﺔ اﻟﺗﻌﻠم واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪،‬‬
‫ً‬ ‫ﺣﺎﺑﺎ‬
‫اﻧﺳ ً‬
‫وﺗﺗﺿﺢ ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ ﻓﻲ‪ :‬اﻧﺧﻔﺎض اﻟداﻓﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وداﻓﻌﯾﺔ‬
‫اﻹﻗﺑﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﺣﯾﺎة‪ ،‬اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻼﻗوة‪ ،‬اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻧﻌدام اﻷﻣل‪.‬‬
‫ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ ذات ﻣﺿﺎﻣﯾن ﻣﻌرﻓﯾﺔ ووﺟداﻧﯾﺔ وﺳﻠوﻛﯾﺔ ﺗﺳﯾطر‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺗﻠﻰ ﺑﻬﺎ‪ ،‬ﺗﺗﺟﺳد ﻓﻲ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻌﺟز وﻗﻠﺔ اﻟﺣﯾﻠﺔ ﺗﺟﺎﻩ أﺣداث‬
‫ووﻗﺎﺋﻊ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﺿر واﻟﻣﺳﺗﻘﺑل‪ ،‬وﺗﻘﺗرن ﺑﺎﻟﻛﺂﺑﺔ واﻟﯾﺄس‬
‫واﻟﺧزي‪ ،‬واﻻﻓﺗﻘﺎد ﻟﻠﻔﺎﻋﻠﯾﺔ واﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ‪ ،‬وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺳﻠوﻛﯾﺎت داﻟﺔ‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺳﻼم واﻟرﻛون وﺗﻘﺑل اﻟواﻗﻊ اﻟﺷﺧﺻﻲ دوﻧﻣﺎ ﺑذل أي ﻣﺟﻬود‬
‫ﻟﺗﻐﯾﯾرﻩ ﻣﻊ ﺗﺑﻌﯾﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﻟﻶﺧر ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻔﻛﯾر واﻻﻧﻔﻌﺎل واﻟﻔﻌل ﻣﻊ‬
‫ﻣﺎدﯾﺎ ﻻ‬
‫ﺷﯾﺋﺎ ً‬
‫اﻟﻣﯾل إﻟﻰ اﺳﺗﺻﻐﺎر اﻟذات ٕواﻫﺎﻧﺗﻬﺎ وﺗﺣﻘﯾرﻫﺎ واﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ً‬
‫ﺣﯾﺎة ﻓﯾﻪ"‪.‬‬

‫ﻧﺧﻠص ﻣﻣﺎ ﺳﺑق إﻟﻰ أن اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ ﺣﺎﻟﺔ‬


‫ﻧﻔﺳﯾﺔ ﺗﺟﺳد ﺷﻌور اﻟﻣرء ﺑﺎﻟﻌﺟز وﻗﻠﺔ اﻟﺣﯾﻠﺔ واﻧﻌدام اﻟﻬﻣﺔ واﻻﺳﺗﺳﻼم ﻟﻠظروف‬
‫ﻓﺿﻼ ﻋن ﻛوﻧﻬﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﻣرﺿﯾﺔ ﻣزﻣﻧﺔ‬
‫ً‬ ‫واﻟﺗﻌﺎﯾش اﻟداﺋم ﻣﻊ ﻣﺷﺎﻋر اﻟﺣزن واﻟﻛﺂﺑﺔ‪،‬‬
‫ﻧﺳﺑﯾﺎ ﺗﺗﻣﯾز ﺑدرﺟﺔ ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻣن اﻧﺧﻔﺎض ﻓﻲ اﻟﺟﻬد واﻟطﺎﻗﺔ ٕواﺣﺳﺎس ﺑﻣﺷﺎﻋر‬
‫اﻟﻌﺟز واﻟﯾﺄس واﻟﻧﻘص واﻟﺣزن‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗﻣﺛل اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﺻدﻣﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ‬

‫‪٢٠١‬‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫ﺗﺟﻌل اﻟﻣﺑﺗﻠﻰ ﺑﻬﺎ ﯾﺣﺗﻘر ﻛل ﻣﺎﻟدﯾﻪ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺟﻌﻠﻪ ﯾزﻫد ﻓﻲ ﻛل ﺷﻲء أو ﯾﻛرﻩ‬
‫ﻣﺎﻟدﯾﻪ ﻣن إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت وﯾﺗطﻠﻊ ﺑﺎﻧﻛﺳﺎر ﻟﻶﺧر‪.‬‬
‫ووﻓﻘًﺎ ﻟذﻟك اﻟﻔﻬم ﻓﺎﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ " ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ ذات ﻣﺿﺎﻣﯾن ﻣﻌرﻓﯾﺔ‬
‫ووﺟداﻧﯾﺔ وﺳﻠوﻛﯾﺔ ﺗﺳﯾطر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺗﻠﻰ ﺑﻬﺎ‪ ،‬ﺗﺗﺟﺳد ﻓﻲ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻌﺟز وﻗﻠﺔ‬
‫اﻟﺣﯾﻠﺔ ﺗﺟﺎﻩ أﺣداث ووﻗﺎﺋﻊ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﺿر واﻟﻣﺳﺗﻘﺑل‪ ،‬وﺗﻘﺗرن‬
‫ﺑﺎﻟﻛﺂﺑﺔ واﻟﯾﺄس واﻟﺧزي‪ ،‬واﻻﻓﺗﻘﺎد ﻟﻠﻔﺎﻋﻠﯾﺔ واﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ‪ ،‬وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ‬
‫ﺳﻠوﻛﯾﺎت داﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺳﻼم واﻟرﻛون وﺗﻘﺑل اﻟواﻗﻊ اﻟﺷﺧﺻﻲ دوﻧﻣﺎ ﺑذل أي‬
‫ﻣﺟﻬود ﻟﺗﻐﯾﯾرﻩ ﻣﻊ ﺗﺑﻌﯾﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﻟﻶﺧر ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻔﻛﯾر واﻻﻧﻔﻌﺎل واﻟﻔﻌل ﻣﻊ‬
‫ﻣﺎدﯾﺎ ﻻ ﺣﯾﺎة‬
‫ﺷﯾﺋﺎ ً‬
‫اﻟﻣﯾل إﻟﻰ اﺳﺗﺻﻐﺎر اﻟذات ٕواﻫﺎﻧﺗﻬﺎ وﺗﺣﻘﯾرﻫﺎ واﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ً‬
‫ﻓﯾﻪ"‪.‬‬
‫وﯾﺗﺿﻣن ﻣﻔﻬوم اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬اﻷﺑﻌﺎد اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫)‪ (١‬اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺧزى‪.‬‬
‫" اﻧﻔﻌﺎل ﯾﺗﻣﻠك ﺻﺎﺣﺑﻪ وﯾدﻓﻌﻪ ﻟﻠﺷﻌور ﺑﺎﻻزدراء واﻻﺷﻣﺋزاز وﻋدم اﻟﻘﺑول ﻣن ﻗﺑل‬
‫اﻵﺧرﯾن‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﺷﻌر اﻟﻔرد ﺑﺎﻟذل واﻟﺣرج واﺣﻣرار اﻟوﺟﻪ وﺑﺄﻧﻪ طﻔﻠﻰ وأﻧﻪ ﻣراﻗب ﻣن‬
‫ﻗﺑل اﻵﺧرﯾن ﻛﻣﺎ ﯾدﻓﻌﻪ ﻟﻠﺷﻌور ﺑﺎﻟدوﻧﯾﺔ أو اﻟﻧﻘص ﻏﯾر اﻟﻣرﯾﺢ واﻟﺣﻘﺎرة وﻋدم‬
‫اﻟﻔﺎﺋدة واﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻻﺧﺗﻔﺎء ﻋن اﻵﺧرﯾن واﻟﺗﺻرف ﻣﻊ اﻟﻧﺎس وﻛﺄن ﻟﺳﺎن ﺣﺎﻟﻪ ﻻ‬
‫أرﯾد أن ﯾراﻧﻲ أﺣد"‬
‫)‪ (٢‬إﻫﺎﻧﺔ اﻟذات وﺗﺣﻘﯾرﻫﺎ‪:‬‬
‫" ﻧظرة اﻟﺷﺧص إﻟﻰ أﺧطﺎﺋﮫ وﻛﺄﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﻐﺗﻔر‪ ،‬ﻣﻊ ﺗوھم أن اﻟﻣﺣﯾطﯾن ﺑﮫ ﯾﻌﻠﻣوﻧﮭﺎ‬
‫ﺟﯾدا ً ﻓﺗؤدي اﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾر اﻟذات واﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﺷﺄﻧﮭﺎ‪ ،‬واﻻﺷﻣﺋزاز ﻣﻧﮭﺎ وأﺣﯾﺎﻧﺎ ً اﻟﻰ‬
‫اﻹﺣﺑﺎط اﻟﺗﺎم واﻟﻛﺂﺑﺔ‪ ،‬ﻓﺿﻼً ﻋن اﻻﻋﺗﻘﺎد ﺑﺄن ﻫذﻩ اﻷﺧطﺎء ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺿﻌف ﻓﻲ‬
‫اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وﻗﺻور ﻓﻲ اﻟﺗﻛوﯾن اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻌﺎم ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻵﺧرﯾن‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﺗﺑدى ﻓﻲ اﻟﻛﻼم‬
‫اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻟﻠذات"‪.‬‬
‫)‪ (٣‬ﺗﺷﯾﺊ اﻟذات‪.‬‬

‫‪٢٠٢‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٢‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ ﯾﻔﻘد ﻣﻌﻬﺎ اﻟﺷﺧص ﺷﻌورﻩ ﺑﻬوﯾﺗﻪ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وواﻗﻌﻪ اﻟذاﺗﻲ‪ ،‬وﯾﺗﻌﺎﻣل‬
‫ﻓﺿﻼ ﻋن ﻣﯾﻠﻪ ﻟﺗﺟرﯾد اﻟﻛﺎﺋﻧﺎت اﻟﺣﯾﺔ ﻣن‬
‫ً‬ ‫ﻣﻊ ذاﺗﻪ ﻛﺷﻲء ﻣﺎدي ﻻ ﺣﯾﺎة ﻓﯾﻪ‪،‬‬
‫ﺻﻔﺔ اﻟﺣﯾﺎة"‬
‫)‪ (٤‬اﺳﺗﺻﻐﺎر اﻟذات‪.‬‬
‫ﺷﻌور اﻟﺷﺧص ﺑﺎﻧﻌدام ﻗﯾﻣﺔ وﻗﻠﺔ ﻗدراﺗﻪ ٕواﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻪ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻵﺧرﯾن‪ ،‬ﻣﻊ اﻟﻣﯾل‬
‫إﻟﻰ اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﺷﺄن اﻟذات واﺳﺗﺿﺎﻋﻔﻬﺎ‪.‬‬
‫)‪ (٥‬اﻻﻓﺗﻘﺎد ﻟﻠﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺗﻌرف اﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ " " اﻟﺷﻌور اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﺑﺎﻟﺣﯾﺎة واﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌرب ﻋن‬
‫ﻓﻲ ﺻﯾﻐﺔ اﻟﺗﺣﻣس واﻻﻣﺗﻼء ﺑﺎﻟﺣﯾﺎة واﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻘوة‪ ،‬وﯾﻌﺗﻘد ﺑﺄﻧﻬﺎ‬ ‫ﻧﻔﺳﻬﺎ‬
‫وﻣﻧﺗﺟﺎ وﻧﺷﯾطًﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم"‪،‬‬
‫ً‬ ‫ﻓﻌﺎﻻ‬
‫ﺗﺟﺳﯾد ﻟﻣﺷﺎﻋر اﻟﻛﻔﺎءة واﻻﻧﺗﻌﺎش وﻛون اﻟﻣرء ً‬
‫وﺗﻌﺗﺑر اﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ أﺣد ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﺗﻧﻌم أو اﻟﻬﻧﺎء اﻟﻌﺎم واﻟﺷﺧﺻﻲ‬
‫ﺟزءا ﻣﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾطﻠق‬
‫ﺣﯾوﯾﺎ وﻧﺷﯾطًﺎ ً‬
‫‪ .‬وﯾﻣﺛل ﻛون اﻟﻣرء ً‬ ‫)‪(Ryan&Deci,2001‬‬

‫ﻋﻠﯾﻪ اﻷداء اﻟوظﯾﻔﻲ اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻛﺎﻣل واﻟﺗﻧﻌم اﻟﻧﻔﺳﻲ أو ﺣﺳن اﻟﺣﺎل‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ‬
‫ﺷﻌور ﺑﺎﻟﺑﻼدة اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻧﻔور‬
‫ﻓﺎﻻﻓﺗﻘﺎد إﻟﻰ اﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ ﯾرﺗب ً ا‬
‫ﻣن اﻟﺣﯾﺎة وﻋدم اﻟﺗرﺣﯾب ﺑﻬﺎ‪.‬‬
‫)‪ (٦‬اﻋﺗﻘﺎدات ﻫزﯾﻣﺔ اﻟذات‪.‬‬
‫ﺗﻣﺛل اﻋﺗﻘﺎدات ﻫزﯾﻣﺔ اﻟذات ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷﻓﻛﺎر واﻻﻋﺗﻘﺎدات اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻊ‬
‫اﻟﺷﺧص ﻟﻠﺷﻌور ﺑﺳﯾطرة ﺟواﻧب اﻟﺿﻌف واﻟﻘﺻور ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻊ ﻋﺟزﻩ ﻋن ﻣﻘﺎوﻣﺗ ﺔ‬
‫ﻓﺿﻼ ﻋن ﺗﻠون ﺣﯾﺎﺗﻪ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ﺑﺎﻟﯾﺄس‬
‫ً‬ ‫أو ﻣواﺟﻬﺔ أﺣداث اﻟﺣﯾﺎة ووﻗﺎﺋﻌﻬﺎ‪،‬‬
‫واﻟﺗﺷﺎؤم‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﻣؤﺷرات اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪.‬‬


‫ً‬
‫ﻟﻘد ﺗﻌددت ﻣظﺎﻫر اﻻﻧﻬزام اﻟﻌﻘﻠﻲ واﻟﻧﻔﺳﻲ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ ﺑﺷﻛل ﻣؤﻟم‪،‬وﺗﻌﻣﻘت ﻓﻲ‬
‫ﻣﺗﻔﺎوﺗﻪ وﻣﺗﺑﺎﯾﻧﺔ‬ ‫ﺑﻧﯾﺔ ﻣﺟﺗﻣﻌﻧﺎ ﺑدرﺟﺔ ﻣرة وﻣﺧزﯾﺔ‪ ،‬وﻟﻠﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ درﺟﺎت‬

‫‪٢٠٣‬‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫ﺗﺗراوح ﺑﯾن اﻻﻧﺑﻬﺎر اﻟﺑﺳﯾط اﻟذي ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺗﻐﻠب ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻊ اﻟوﻗت ﻣروراً ﺑﺎﻟواﻗﻌﯾﺔ‬
‫وﺣﺗﻰ اﻻﺳﺗﺳﻼم واﻟﺧﺿوع اﻟﺗﺎم‪.‬‬
‫وﺑﺎﻟﻐﺎ ﻓﻲ اﻻﻧﻬزام اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﺗﺎم ﺑﺣﯾث أﻗﺻﻰ ﻫوﯾﺗﻧﺎ‬
‫ً‬ ‫ﻛﻣﺎ ﻗطﻊ واﻗﻌﻧﺎ ﺷوطﺎً طوﯾﻼً‬
‫ﻫﺷﺎ‬
‫اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻋن ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ وﺗﻧظﯾﻬﻣﺎ ‪ ،‬ﻓﺎﺳﺗﺣﺎل ﻣﻌﻪ اﻟﺑﻧﺎء اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻠﻛﺛﯾر ﻣن أﺑﻧﺎﺋﻧﺎ ً‬
‫ﻗﺎﺑﻼً ﻟﻼﻧﻛﺳﺎر ﻣﻊ ﺷﻌور ﻣطﺑق ﺑﺎﻟدوﻧﯾﺔ واﻟﻼﻗﯾﻣﺔ‪ ،‬وﯾﺳﻬل ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﺗﺎﺑﻊ‬
‫ﻣﻧﺻف رﺻد اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣؤﺷرات اﻟﻣﺟﺳدة ﻟﻬذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ‪ ،‬ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل‬
‫ﻻ اﻟﺣﺻر ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫)‪ (١‬ﻋﻘدة اﻟذﻧب واﻟﺗﺄﻧﯾب اﻟداﺋم ﻟﻠذات‪.‬‬
‫ﻓﻘد ﺗﻼزم اﻟﺷﺧص ﻋﻘدة اﻟذﻧب طﯾﻠﺔ ﺣﯾﺎﺗﻪ دوﻧﻣﺎ ﺷﻌور ﺑﻣﺻدرﻫﺎ ﻓﯾﻌﯾش أﺳﯾر‬
‫ﻟﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺷﺑﻪ اﻟﺳﺟن اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻠذات ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻹﯾﻐﺎل واﻹﺑﺣﺎر اﻟداﺋم ﻓﻲ زﻣن‬
‫ﻓرﺻﺎ ﻻﺟﺗرار اﻟﻣﺎﺿﻲ واﺳﺗﻌﺎدة ﻣﺿﺎﻣﯾﻧﻪ وﺗوﺟﺳﺎﺗﻪ‬
‫اﻟﺧﯾﺑﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﻣﻧﺢ ً‬
‫وﻫﻠوﺳﺎﺗﻪ وﻗﻠﻘﻪ وﻣﺧﺎوﻓﻪ وﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻪ وﺣزﻧﻪ وﯾﺄﺳﻪ وﺑؤﺳﻪ‪ ،‬وﻣن ﺛم اﻟرﻛون ﻟﻠواﻗﻊ‬
‫واﻟرﺿﺎ ﺑﻣﺂﻻﺗﻪ؛ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺧﻠﯾق ظرف ﻧﻔﺳﻲ ﻣوات ﻟﻣﺎ ﯾﺻﺢ ﺗﺳﻣﯾﺗﻪ اﻟﻬزﯾﻣﺔ‬
‫‪٢‬‬
‫ﻓﻼ ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ وﻻ‬ ‫اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺗﺣﯾل ﻣﻌﻪ ﺗﺟﺎوز ﺣﺎﻟﺔ اﻹﺧﺻﺎء اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻠذات‬
‫إﻧﺗﺎج ﺣﯾﺎﺗﻲ ﯾﺳﺗﺣق اﻟﺗﻘدﯾر وﻻ إﻧﺟﺎب ﺑﺎﻟﺿرورة ﻟﻣﻬﺎم ﺣﯾﺎﺗﯾﺔ ذات ﻗﯾﻣﺔ‪.‬‬
‫وﻋﻘدة اﻟذﻧب ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟذﻧب ﻓﺎﻷﺧﯾرة ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﻗﯾﺎم‬
‫اﻟﺷﺧص ﺑﻌﻣل ﻣﻌﯾن ﻻ ﯾرﺿﺎﻩ ﺿﻣﯾرﻩ‪ ،‬أﻣﺎ ﻋﻘدة اﻟذﻧب ﻓﻬﻲ ﺷﻌور ﻣطﻠق ﻏﯾر‬
‫واﺿﺢ اﻟﻣﺻدر ﺑﺎﻟذﻧب‪ ،‬ﺗؤدي ﺑﺻﺎﺣﺑﻬﺎ إﻟﻰ اﺳﺗﺻﻐﺎر اﻟذات وﺗﺣﻘﯾرﻫﺎ‪ ،‬ﻓﯾﺷﻌر‬
‫ذﻧوﺑﺎ ﻻ‬
‫ً‬ ‫ﺑﺄﻧﻪ ﻣذﻧب ﺣﺗﻰ ﻟو ﻟو ﯾﻘم ﺑﻌﻣل ﯾﺳﺗدﻋﻲ ذﻟك‪ ،‬وﯾرى ﻓﻲ أ ﺑﺳط أﺧطﺎﺋﻪ‬
‫إﻟﺗﻣﺎﺳﺎ ﻟﻠراﺣﺔ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ﺗﻐﺗ ﻔر ‪ .‬وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺷﻌر أﻧﻪ ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ إﻧزال اﻟﻌﻘﺎب ﺑﻧﻔﺳﻪ‬

‫راﺟﻊ رواﯾﺔ ﺟﻣرة اﻟروح‪ ،‬ﻟﻠﻘﺎص ﺧﻠﯾﻔﺔ اﻟﻌرﯾﻔﻲ‪ ،‬واﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻘﺻﺻﯾﺔ ﻟﺧﺎﻟد ﻣﺣﻣد ﻏﺎزي "أﺣزان رﺟل ﻻ‬
‫‪٢‬‬

‫ﯾﻌرف اﻟﺑﻛﺎء" وﻫﻲ ﺗﻣﺛل ﻣﺎ ﯾﻣﻛن وﺻﻔﻪ ﺑﺎﻟرﻗص ﻋﻠﻰ أوﺗﺎر اﻟﻧﻔس اﻟﻣﻬزوﻣﺔ‪.‬‬

‫‪٢٠٤‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٢‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺣل ﺑﻪ اﻟﻌﻘﺎب ﻓﻘد ﻛﻔﱠر ﻋن‬
‫وﺳﺑب ذﻟك أن اﻹﻧﺳﺎن ﻧﺷﺄ وﺗﻌود أن اﻟﻣذﻧب ﻣﺗﻰ ّ‬
‫ذﻧﺑﻪ‪.‬‬

‫إن َﻣن ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﻋﻘدة ذﻧب ﯾﻧدﻓﻊ ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ﺗدﻓﻌﻪ ﺣﺎﺟﺔ ﻻ ﺷﻌورﯾﺔ إﻟﻰ‬
‫ﻣﻌﻧوﯾﺎ وذﻟك ﺑﺎﻟﺗورط وﺗﻛرار اﻷﻓﻌﺎل‬
‫َ‬ ‫دﯾﺎ أو‬
‫ﻋﻘﺎب ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ﺳواء ﻛﺎن ﻫذا اﻟﻌﻘﺎب ﻣﺎ َ‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﺿر ﺑﺟﺳﻣﻪ أو ﻣﻣﺗﻠﻛﺎﺗﻪ أو ﺳﻣﻌﺗﻪ أو ﻋﻣﻠﻪ‪ ،‬ﻓﯾورﱢط ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ ﻣﺗﺎﻋب‬
‫وﻣﺷﺎﻛل وﺻﻌوﺑﺎت ﻣﺎﻟﯾﺔ أو ﻣﻬﻧﯾﺔ أو ﻋﺎﺋﻠﯾﺔ أو ﺻﺣﯾﺔ ﻻ ﯾﻧﺎﻟﻪ ﻣﻧﻬﺎ إﻻ اﻟﺗﻌب‬
‫واﻟﻣﺷﻘﺔ واﻟﻌذاب ‪ .‬ﺑل ﻗد ﯾﺳﺗﻔز ﻋدوان اﻟﻐﯾر ﻋﻠﯾﻪ أو ﻋدوان اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺎرﺗﻛﺎب‬
‫ﺣل ﺑﻪ اﻟﻌﻘﺎب ﻫدأت ﻧﻔﺳﻪ وزال ﻋﻧﻪ ﻣﺎ ﯾﻐﺷﺎﻩ ﻣن ﺗوﺗر أﻟﯾم‪.‬‬
‫ﺟ رﯾﻣﺔ ‪ .‬ﻓﺈذا ﱠ‬
‫وﯾﺗﻐﺎﻓل ﻋن اﻧﺗﻬﺎز اﻟﻔرص اﻟﺗﻲ ﺗﻔﯾدﻩ‪ ،‬أو ﯾﺗﻛﺎﺳل ﻓﻲ ﻋﻣﻠﻪ أو ﯾﺗﻘﺑل اﻹﻫﺎﻧﺎت‬
‫دون دﻓﺎع ﻋن ﻧﻔﺳﻪ‪ٕ ،‬واﻫﺎﻧﺔ اﻟذات وﺗﺣﻘﯾرﻫﺎ وﺗﺄﻧﯾﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟدوام أﻗﺻﻰ ﺣﺎﻻت‬
‫اﻟذات‪.‬‬ ‫ﻋﻘﺎب‬
‫)‪ (٢‬اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺧزى ‪:‬‬
‫ﯾﻘﺗرن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺧزى ﺑﺎﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟذﻧب ﻟﻛوﻧﻪ ﯾﻣﺛل اﻧﻔﻌﺎل ﯾﺗﻣﻠك ﺻﺎﺣﺑﻪ وﯾدﻓﻌﻪ‬
‫ﻟﻠﺷﻌور ﺑﺎﻻزدراء واﻻﺷﻣﺋزاز وﻋدم اﻟﻘﺑول ﻣن ﻗﺑل اﻵﺧرﯾن‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﺷﻌر اﻟﻔرد ﺑﺎﻟذل‬
‫واﻟﺣرج واﺣﻣرار اﻟوﺟﻪ وﺑﺄﻧﻪ طﻔﻠﻰ وأﻧﻪ ﻣراﻗب ﻣن ﻗﺑل اﻵﺧرﯾن ﻛﻣﺎ ﯾدﻓﻌﻪ‬
‫ﻟﻠﺷﻌور ﺑﺎﻟدوﻧﯾﺔ أو اﻟﻧﻘص ﻏﯾر اﻟﻣرﯾﺢ واﻟﺣﻘﺎرة وﻋدم اﻟﻔﺎﺋدة واﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻻﺧﺗﻔﺎء‬
‫ﻋن اﻵﺧرﯾن واﻟﺗﺻرف ﻣﻊ اﻟﻧﺎس وﻛﺄن ﻟﺳﺎن ﺣﺎﻟﻪ ﻻ أرﯾد أن ﯾراﻧﻲ أﺣد‪،‬‬
‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬو اﻧﻔﻌﺎل ﯾﺗﺑدى ﺣﺎل اﻟﺗواﺟد ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن واﻟﺗﻔﺎﻋل ﻣﻌﻬم‪ ،‬وﻗد ﯾرﺗب‬
‫اﺳﺗﺳﻼﻣﺎ ﻟﻠﻣﺳﺎر ﺧوﻓًﺎ ﻣن اﻟﺗﻘﯾﯾم اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻣﻧﻬم‪.‬‬
‫ً‬ ‫اﻧﻘﯾﺎدا ﻟﻬم و‬
‫ً‬
‫ﻓﻌﻘدة اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺧزى واﻟﻌﺎر اﻟﺗﺗﻣﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻟﻌﻘدة اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟذﻧب إﻻ أﻧﻬﺎ أﻛﺛر‬
‫داﺋﻣﺎ ﻋﻠﻰ أﻓﻌﺎل‬
‫ارﺗﺑﺎطًﺎ ﺑﺎﻟﺑﻧﺎء اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻺﻧﺳﺎن‪ ،‬ﻓﻌﻘدة اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟذﻧب ﺗﻧﺻب ً‬
‫اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻣؤﺛﻣﺔ وﻻ ﺗﻧﺳﺣب ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺳﺎن ذاﺗﻪ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺧزي ﺷﻌور‬
‫ﻣﻬﯾن ﻟﻠذات ﻧﺎﺑﻊ ﻣن اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺑﻌﺟزﻫﺎ وﺑؤﺳﻬﺎ وﻗﻠﺔ ﺣﯾﻠﺗﻬﺎ وﺿﻌﻔﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ‬

‫‪٢٠٥‬‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫ﺑﺎﻵﺧرﯾن وﯾﻘﺗرن ﻛل ذﻟك ﺑﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﺧوف ﻣن اﻟﺗﻌري واﻻﻓﺗﺿﺎح أﻣﺎم اﻵﺧرﯾن‬


‫ﻟﯾﺟﺗر ﻣﺄﺳﺎﺗﻪ ﺑﺻﻣت وﺗﺄﻟم )ﻣﺻطﻔﻰ ﺣﺟﺎزي‪ ،٢٠٠٥ ،‬ص‪.(٤٧ :‬‬
‫)‪ (٣‬اﻻﻧﺗﻘﺎد اﻟداﺋم ﻟﻠذات ‪:‬‬
‫ﻣﺎ ﻟم ﯾدرك اﻟﻣرء ﻧﻘﺎط ﻗوﺗﻪ‪ ،‬ﻟن ﯾﺟﯾد ﺗوظﯾﻔﻬﺎ‪ ،‬وﻣﺎ ﻟم ﯾدرك ﻧﻘﺎط ﺿﻌﻔﻪ ﻓﻠن‬
‫ﯾﻣﻛﻧﻪ ﻋﻼﺟﻬﺎ أو ﺗﻔﺎدي ﺿررﻫ ﺎ‪ .‬ﻓﻧﻘطﺔ اﻻﻧطﻼق ﻓﻲ ُﺳﺑل اﻟﻧﺟﺎح واﻹﻧﺟﺎز ﺗﺑدأ‬
‫ﻣن ﻣﻌرﻓﺔ اﻹﻧﺳﺎن ﺑﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬وﻧظرة دﻗﯾﻘﺔ ﻋﻣﯾﻘﺔ إﻟﻰ ذاﺗﻪ ﺗﻣﻧﺣﻪ اﻹﻟﻣﺎم ﺑﺈﯾﺟﺎﺑﯾﺎﺗﻪ‬
‫وﺗُﻌرﻓﻪ ﻋﯾوﺑﻪ وﻧﻘﺎﺋﺻﻪ ﺑﻌﯾدا ﻋن ﺟﻠد اﻟذات‬
‫وﻣزاﯾﺎﻩ دون ﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﺗﻔﺿﻲ ﻟﻠﻐرور‪ّ ،‬‬
‫اﻟذي َ ﯾﻘﻌد ﺑﺻﺎﺣﺑﻪ ﻋن اﻟﻌﻣل‪.‬‬
‫وﻣﻣﺎ ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ أن “ﻧﻘد اﻟذات” ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أن ﯾﻘﻌد اﻟﻣرء ﻋن اﻟﻌﻣل إﻟﻰ أن‬
‫ﯾﺑﻠﻎ ﻣرﺗﺑﺔ اﻟﻛﻣﺎل‪ ،‬ﺑل ﻫو اﻟﺳﻌﻲ ﻟﺑﻠوغ اﻟﻛﻣﺎل‪ ،‬وﻫو ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﺳﺗﻣرة ﻣدى اﻟﺣﯾﺎة‪،‬‬
‫ﻓﯾﻌﻣل وﯾراﺟﻊ وﯾ ّﻘﯾم وﯾﺻﺣﺢ اﻟﻣﺳﺎر‪.‬‬
‫إﻻ أن اﻷﻣر ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﺧﺎﻟف ﻟدى ذوي اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ ،‬إذ ﻫم ﻓﻲ‬
‫ﺣﺎﻟﺔ داﺋم ﻣن اﻟﻧﻘد اﻟﻣﻌوق ﻟﻠذات‪ ،‬ذﻟك اﻟﻧﻘد اﻟﺳﻠﺑﻲ اﻟذي ﯾﺳد ﻣﻧﺎﻓذ اﻷﻣل‬
‫أﻣﺎﻣﻬم‪ ،‬وﯾزﯾد ﻣن ﻗﻧﺎﻋﺎﺗﻬم ﺑﺎﻟﻼﺟدوي واﻟﻼﻗﯾﻣﺔ واﻟﻼﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﻬﻣﺎ ﺑذل ﻣن ﻣﺟﻬود‪،‬‬
‫إذ أن اﻟﻘﺻور واﻟﻌﺟز ﻫﻧﺎ ﺑﻧﯾوي وﯾرﺗﺑط ﺑﺎﻟﺗرﻛﯾﺑﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻠذات‪.‬‬
‫وﯾرﺗﺑط ﺑﺎﻟﻧﻘد اﻟداﺋم ﻟﻠذات ﻣﺷﺎﻋر ﺑﻐض اﻟذات واﻟﻧﻔور ﻣﻧﻬﺎ واﻻﺳﺗﺳﻼم ﻟﻬواﺟﺳﻬﺎ‬
‫واﻟرﻛون ﻟﻠﺣﺎل وﻟﻠظرف واﻟﺳﯾﺎق‪ ،‬دوﻧﻣﺎ رﻏﺑﺔ ﻓﻲ ﺗﻐﯾﯾرﻩ أو ﺣﺗﻰ اﻟﺗطﻠﻊ ﻟﺗﻐﯾﯾرﻩ‪.‬‬

‫‪٢٠٦‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٢‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪ (٤‬ﺗﺷﯾﻲء اﻟذات ‪:Depersonalization‬‬
‫وﯾﻘﺻد ﺑﺗﺷﯾﻲء اﻟذات وﻓﻘًﺎ ﻟﻣﺎ ورد ﻓﻲ ﻗﺎﻣوس اﻟﺗراث اﻷﻣرﯾﻛﻲ " ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ‬
‫ﯾﻔﻘد ﻣﻌﻬﺎ اﻟﺷﺧص ﺷﻌورﻩ ﺑﻬوﯾﺗﻪ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وواﻗﻌﻪ اﻟذاﺗﻲ‪ ،‬وﯾﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ ذاﺗﻪ‬
‫‪Lisa Fritscher‬‬ ‫ﻛﺷﻲء ﻣﺎدي ﻻ ﺣﯾﺎة ﻓﯾﻪ"‪ ،‬وﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺗرى ﻟﯾ از ﻓرﺗﺷﯾر‬
‫ﻧوﻋﯾﺎ ﻓﻲ وﻋﻲ اﻟﻣرء ﺑواﻗﻌﻪ اﻟوﺟودي‪ ،‬ﯾﺷﻌر ﻣﻌﻪ ﺑﻌدم اﻧﺗﻣﺎﺋﻪ‬
‫ذاﺗﯾﺎ ً‬
‫ﺗﻐﯾر ً‬
‫ًا‬ ‫)‪(٢٠٠٣‬‬

‫ﻟﻠوﺟود اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﺑﺗﺟرﯾد ذاﺗﻪ ﻣن اﻟﺧﺻﺎ ﺋص اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ٕواﺳﻘﺎط ﺧﺻﺎﺋص ﻣﺎدﯾﺔ‬


‫ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬ﻛﺄﻧﻪ ﯾﺷﺑﻪ اﻹﻧﺳﺎن اﻵﻟﻲ‪ ،‬أو ﻛﺄﻧﻲ ﺑﻪ ﯾﻌﯾش ﻓﻲ ﺣﻠم طوﯾل ﻻ راﺑط ﻟﻪ ﻓﯾﻪ‬
‫ﺑﺎﻟواﻗﻊ اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ اﻟﻌﺎدي‪.‬‬
‫وﻗد ﯾﺗﻌذر ﻓﻬم اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺗﺷﯾﻲء اﻟذات‪ ،‬دون ﺗﻔﻬم ﻣﺻطﻠﺢ آﺧر ﻫو "اﻟﺷﺧﺻﺎﻧﯾﺔ‬
‫" وﻫﻲ ﻣذﻫب ﻓﻠﺳﻔﻲ ﯾﻘول ﺑﺄن اﻟﺷﺧص اﻟﺑﺷري ﻫو اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ‬ ‫"‪Personalization‬‬

‫وﺑﻌدا‬
‫ً‬ ‫أﺧﻼﻗﯾﺎ‬
‫ً‬ ‫أو اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﺟود‪ ،‬وﻟﺷﺧﺻﯾﺗﻪ أﺑﻌﺎداً إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻣﺗﻌددة‪ ،‬ﺑﻌداً‬
‫وﺑﻌدا ﻣﻧطﻘﯾﺎً‪ ،‬وأن ﻛل واﺣد ﻣن ﻫذﻩ اﻷﺑﻌﺎد ﺟدﯾر ﺑﺎﻻﻋﺗﺑﺎر‬
‫ً‬ ‫اﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺎ‬
‫ً‬ ‫وﺑﻌدا‬
‫ً‬ ‫دﯾﻧﯾﺎ‬
‫ً‬
‫واﻟﺗﻘدﯾر‪ .‬وﺗﺷﯾﯾﺊ اﻟذات أو ﺗﻔﻛﯾك اﻟﺷﺧﺻﺎﻧﯾﺔ ﻧزع ﻟﻠﺻﻔﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟﺣﯾﺔ ﻋن‬
‫ﻫذﻩ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وﺟﻌﻠﻬﺎ ﺷﯾﺊ ﻻ ﺣﯾﺎة ﻓﯾﻪ‪ ،‬ﯾﻣﺎرس دور اﻟﻣﻔﻌول ﺑﻪ ﻋﻠﻰ اﻟدوام‬
‫)ﻣﺣﻣد ﻋزﯾز اﻟﺣﺑﺎﺑﻲ‪.(١٩٨٣ ،‬‬
‫ٕواذا ﻛﺎن اﻟﺣﺎل ﻛذﻟك‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﺑط ﺑﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻧزﻋﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺷﻌور‬
‫ﺑﺎﻟﻌﺟز وﻗﻠﺔ اﻟﺣﯾﻠﺔ واﻻﺳﺗﺳﻼم واﻟرﻛون إﻟﻰ اﻟظرف واﻟﺳﯾﺎق‪.‬‬
‫ﺷﯾوﻋﺎ ﺑﯾن اﻹﻧﺎث ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟذﻛور ﺑﺳﺑب ﻋواﻣل‬
‫ً‬ ‫واﻟﻧزﻋﺔ ﻟﺗﺷﯾﻲء اﻟذات أﻛﺛر‬
‫ﺳوﺳﯾوﻟوﺟﯾﺔ ﺗﺟﻌل ﻗﯾﻣﺔ اﻹﻧﺛﻰ ﻓﻲ ﻣدى ﺟذﺑﻬﺎ ﻟﻶﺧر ٕواﺷﺑﺎﻋﻬﺎ ﻟﻣﺗطﻠﺑﺎﺗﻪ‬
‫ﺷﻌور ﻣﻌوﻗًﺎ‬
‫ًا‬ ‫اﻟﺷﻬواﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب‪ ،‬وﺗوﻟد اﻟﻧزﻋﺔ ﻟﺗﺷﯾﻲء اﻟذات ﻟدى اﻷﻧﺛﻰ‬
‫ﻟﻠﻔﺎﻋﻠﯾﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﻘﻠق اﻟداﺋم ﺣﯾﺎل اﻟﻣظﻬر ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺧﺻوص وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ‬
‫اﻟﻛﺂﺑﺔ واﻟﺗﻌﺎﺳﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ‪.‬‬
‫)‪ (٢٠٠٠‬ﻋــن ﻫــذا اﻟﻣؤﺷــر ﻓــﻲ‬ ‫‪Sierra & Berrios‬‬ ‫وﯾﻌﺑــر ﻣﯾوراﺗﺷــﻲ ﺳــﯾ ار وﺑﯾــروس‬
‫‪CAMBRIDGE‬‬ ‫ﻣﻘﯾﺎﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻬﻣﺎ اﻟﻣﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻣﻰ ﻣﻘﯾـ ـ ـ ـ ـ ــﺎس ﻛﺎﻣﺑرﯾدج"ﺗﺷـ ـ ـ ـ ـ ــﯾﯾﺊ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ــذات‬

‫‪٢٠٧‬‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫" واﻟ ــذي ﯾﺻ ــف ﺣﺎﻟ ــﺔ إﻧﺳ ــﺎﻧﯾﺔ ﺷ ــدﯾدة اﻟﻐ ارﺑ ــﺔ ﯾﺷ ــﻌر‬ ‫‪DEPERSONALIZATION SCALE‬‬

‫ﻣﻌﻬــﺎ اﻟﺷــﺧص ﺑــﺄن ﻻ إﺣﺳــﺎس ﻟــﻪ وﻻ ﻗﯾﻣــﺔ وﻻ ﺟــدارة وﻻ اﺳــﺗﺣﻘﺎق‪ ،‬ﻛــﺄﻧﻲ ﺑــﻪ ﺷــﯾﺋًﺎ‬
‫ﻣﺎدﯾــﺎ أو ﺳــﻠﻌﺔ ﺗﺗوﻗــف ﻛــل ﻗﯾﻣﺗﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ ﺗﺳــﻌﯾر اﻟﻧــﺎس ﻟﻬــﺎ‪ ،‬وﻣــن ﺑــﯾن أﻫــم ﻣﻔــردات‬
‫ً‬
‫داﺋﻣـﺎ إﻟـﻰ ﺻـورة‬
‫ﻫذا اﻟﻣﻘﯾﺎس " ﻣﺎ أراﻩ أﻣـﺎﻣﻲ ﯾﺑـدو ﺗﺎﻓﻬ ً ـﺎ ﻻ ﺣﯾـﺎة ﻓﯾـﻪ‪ ،‬ﻛـﺄﻧﻲ أﻧظـر ً‬
‫ﺻــﻣﺎء ﻣﯾﺗــﺔ ﻻ ﺣﯾــﺎة ﻓﯾﻬــﺎ"‪ " ،‬ﻓــﻲ ﻟﺣظــﺎت اﻟﺗﻌﺎﺳــﺔ وﻣــﺎ أﻛﺛرﻫــﺎ ﻓــﻲ ﺣﯾــﺎﺗﻲ‪ :‬أﺷــﻌر‬
‫وﻏﺎﻟﺑــﺎ ﻣــﺎ أﻓﻘــد ﺷــﻌوري ﺑــذاﺗﻲ" " أﺷــﻌر ﺑــﺄن ﺑﻌــض‬
‫ﻛــﺄن ﻻ وﺟــود ﻟ ـ ﻲ ﻓــﻲ اﻟﺣﯾــﺎة‪ً ،‬‬
‫أﺟ ـزاء ﺟﺳــدي ﻻ ﺗﻧﺗﻣــﻲ ﻟــﻲ" "ﺗــﺄﺗﻲ ﻋﻠــﻰ أوﻗــﺎت أﻓﻘــد ﺷــﻌوري ﺑــﺎﻟﺧوف ﻣــن ﻛــل ﻣــﺎ‬
‫ﯾﺛﯾر اﻟﺧوف ﻟدى ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺑﺷر" "ﻻ راﺋﺣﺔ وﻻ ﻣذاق ﻟﻛل ﻣﺎ أﺗﻧﺎوﻟـﻪ ﻣـن طﻌـﺎم" "أﺷـﻌر‬
‫ﺑﺄﻧﻲ أﻋﯾش ﻟﻛﻲ أﺗﻧﺎول اﻟطﻌﺎم ﻓﻘط"‪.‬‬
‫وﯾرى ﺳﯾ ار وﺑﯾروس )‪ (٢٠٠٠‬أن ﻣن ﯾﺣﺻﻠون ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذا‬
‫اﻟﻣﻘﯾﺎس ﯾﻔﻘدون ﻛل اﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﺣﯾﺎة‪ ،‬وﯾﺗرﺳﺦ ﻓﻲ ﺑﻧﺎﺋﻬم اﻟﻧﻔس ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن‬
‫اﻷﻓﻛﺎر واﻻﻋﺗﻘﺎدات اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻠوم اﻟذات ٕواﻫﺎﻧﺗﻬﺎ واﺣﺗﻘﺎرﻫﺎ واﺳﺗﻛﺎﻧﺗﻬﺎ واﺳﺗﺳﻼﻣﻬﺎ‬
‫ﻟﻠﺳﯾﺎق واﻟظرف‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﻣﺛل أﻋﻠﻰ ﺗﺟﻠﯾﺎت اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻋن وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻧزﻋﺔ‬ ‫)‪(٢٠١٢‬‬ ‫وﺗﻛﺷف ﻧﺗﺎﺋﺞ دراﺳﺔ ﺣدﯾﺛﺔ ﻟﺳﯾ ار وآﺧرون‬
‫ﻟﺗﺷﯾﺊ اﻟذات واﻟﻘﻠق اﻟﻣﻌوق ﻟﻔﺎﻋﻠﯾﺔ وﺣﯾوﯾﺔ اﻷﺷﺧﺎص ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة‪ ،‬وأن اﻟﻘﻠق‬
‫واﻟﺧوف ﻣن اﻟﻔﺷل واﻟﻣﯾل إﻟﻰ ﺗﺟﻧب أداء اﻟﻣﻬﺎم وﺣل اﻟﻣﺷﻛﻼت واﻹﻗدام ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻣﺧﺎطرة ﻣن ﺑﯾن أﻫم ﻣﻼﻣﺢ ذوي اﻟﻧزﻋﺔ ﻟﺗﺷﯾﺊ اﻟذات وﯾﻔﺿﻲ ﺑﻬم إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫اﻻﺳﺗﺳﻼم واﻻﻧﻘﯾﺎد ﻟﻶﺧر ‪.‬‬
‫واﻟﻧزﻋﺔ ﻟﺗﺷﯾﺊ اﻟذات إﻓﻘﺎر اﻹﻧﺳﺎن وﻣﺳﺦ إﻧﺳﺎﻧﯾﺗﮫ وإﺣﺳﺎﺳﮫ ﺑذاﺗﮫ وﺟوھره‪،‬‬
‫ودﻓﻊ ﻟﮫ ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ اﻻﺗﻛﺎﻟﯾﺔ واﻻﺳﺗﺳﻼم ﻟﻘوة أﻛﺑر ﻣﻧﻪ‪ ،‬أو ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻋظﯾﻣﺔ أو‬
‫اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ‪.‬‬ ‫ﻣؤﺳﺳﺔ ﻛﺑﯾرة ﺗﻣﻧﺣﻪ اﻟوﻫم ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺗواﺻل ﻣﻊ ﻣﻘدراﺗﻪ‬
‫)‪ (٥‬اﺳﺗﺻﻐﺎر اﻟذات‪:‬‬
‫وﻫﻲ ﺷﺑﯾﯾﻪ ﺑﻌﻘدة اﻟﻧﻘص ﻛﺣﺎﻟﺔ داﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌداد ﻻ ﺷﻌوري ﻣﻛﺑوت‪ ،‬أي أن‬
‫اﻟﺷﺧص ﻻ ﯾﻔطن إﻟﻰ وﺟودﻩ‪.‬وﯾﻧﺷﺄ ﻣن ﺗﻌرض اﻟﺷﺧص ﻟﻣواﻗف ﻛﺛﯾرة ﻣﺗﻛررة‬

‫‪٢٠٨‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٢‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺗﺷﻌرﻩ ﺑﺎﻟﻌﺟز وﻗﻠﺔ اﻟﺣﯾﻠﺔ واﻟﻔﺷل‪ ،‬وﻣﺗﻰ ﻣﺎ اﺷﺗدت وطﺄة ﻫذا اﻟﺷﻌور ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺷﺧص ﻣﺎل إﻟﻰ ﻛﺑﺗﻪ‪ ،‬أي اﻟﻰ اﻧﻛﺳﺎروﺟودﻩ‪ ،‬ﺑل ٕواﻟﻰ ﻋدم اﻹﻋﺗراف ﺑﻣﺎ ﻟدﯾﻪ‬
‫ﻣن ﻋﯾوب ﻓﻌﻠﯾﺔ‪ .‬ﻏﯾر أن ﻛل ﻣﺎ ﯾذﻛرﻩ ﺑﺎﻟﻧﻘص ﯾﺣﻣﻠﻪ ﺑﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﻓﺎع ﻋن‬
‫ﻧﻔﺳﻪ‪.‬‬

‫وﻣن ﺳﻣﺎت اﻟﺷﺧص اﻟﻣﺻﺎب ﺑﻌﻘدة اﺳﺗﺻﻐﺎراﻟذات‪ :‬اﻟﻌدوان واﻹﺳﺗﻌﻼء واﻟزﻫو‬


‫اﻟﺷدﯾد واﻟﺗظﺎﻫر ﺑﺎﻟﺷﺟﺎﻋﺔ واﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ إﻫﺎﻧﺔ اﻟذات‪ .‬وﻗد ﯾﺣﺎول ﻟﻔت اﻷﻧﺗﺑﺎﻩ إﻟﯾﻪ‬
‫ﺑﺎﻟﺗﻔﺎﺧر اﻟﻛﺎذب واﻟﺗﺑﺎﻫﻲ اﻟزاﺋف واﻻﺧﺗﻼق واﻟﻛذب أو اﻟﺗﺄﻧق ﻏﯾر اﻟﻣﺣﺗﺷم ﻓﻲ‬
‫اﻟﻛﻼم‪.‬‬ ‫اﻟﻣﻠﺑس أو اﻟﺗﺣذﻟق ﻓﻲ‬
‫وﯾﻔﺿﻲ اﻟﻣﯾل إﻟﻰ اﺳﺗﺻﻐﺎر اﻟذات إﻟﻰ ﻋدم وﺟود ﺧطط ﻟدى اﻟﺷﺧص ﻟﺗطوﯾر‬
‫ذاﺗﻪ وﻧﻔﺳﻪ ﺗطوﯾ ار ﻣرﺣﻠﯾﺎ ﺷﺎﻣﻼ‪،‬ﻓﻼ ﯾﻌرف ﻧﻘﺎط ﺿﻌﻔﻪ أو ﻗوﺗﻪ‪،‬وﻟﯾس ﻟدﯾﻪ ﻫدف‬
‫اﺿﯾﺎ ﻋن ﺣﺎﻟﻪ اﻟراﻫن دوﻧﻣﺎ رﻏﺑﺔ ﻓﻲ ﺗﺟوﯾدﻩ‬
‫ﯾﺳﻌﻰ ﻟﺗﺣﻘﯾﻘﻪ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾظل ﻋ ﻠﻰ ر ً‬
‫أو ﺗﺟﺎوزﻩ‪.‬‬
‫)‪ (٦‬اﻟﻣﺳﺎﯾرة اﻟﻣﻔرطﺔ واﻟﺗﻔﻛﯾر ﺑﻌﻘﻠﯾﺔ اﻵﺧر‪.‬‬
‫وﻧﻘﺻد ﻫﻧﺎ اﻟﻣﺳﺎﯾرة اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣﻔرطﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻊ ﺑﺎﻟﺷﺧص ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ "اﻟﻣواﺋﻣﺔ ﺍﻟﺗﻲ‬
‫ﯾﺻﻁﻧﻌﻬﺎ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻟﺳﻠوﻛﻪ وﻣدرﻛﺎﺗﻪ ﻭﺍﺗﺟﺎﻫﺎﺗﻪ ﻟﺗﺗﻧﺎﺳﺏ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻫﻭ ﺳﺎﺋﺩ‪ ،‬ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﻥ ﺃﻧﻅﻣﺔ ﻭﻋﺎﺩﺍﺕ ﻭﺗﻘﺎﻟﯾﺩ ﻭﺍﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻬﺎ ﺍﻻﻧﺻﯾﺎﻉ ﻷﺣﮑﺎﻡ ﺍﻟﺟﻣﺎﻋـﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﺗﻭﺣـﺩ ﻣﻌﻬﺎ واﺳﺗدﺧﺎل ﻗﯾﻣﻪ ﻣﻊ ﻗﯾﻣﻬﺎ ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﺻواﺑﻬﺎ أو ﺧطﺄﻫﺎ"‬
‫اﻷﺳدي‪.(٢٠٠٤ ،‬‬ ‫)أﺳﻣﺎء ﻋﺑد اﻟﺳﺗﺎر‬
‫)‪ (٧‬اﻟﺧوف ﻣن اﻟﻔﺷل وﺗوﻗﻌﻪ ‪:‬‬
‫ﻧﻔﺳﯾﺎ ﺑﻣﻘوﻻت ﻣﻌﯾﻘﺔ ﻟﻠﻔﺎﻋﻠﯾﺔ واﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﻣل‬
‫إذ ﯾﺗﺳﻠﺢ اﻟﻣﻬزوم ً‬
‫ﻓﻘد ﺗﻔﺷل‪ ،‬وﻻ ﺗﺻﻌد ﻓﻘد ﺗﺳﻘط‪ ،‬ﻻ ﺗﺗﺣرك ﻓﻘد ﺗﺗﻌﺛر‪ ،‬ﻓﺎﻟﺧوف ﻣن اﻟﻔﺷل وﺗوﻗﻌﻪ‬
‫ﻧﻔﺳﯾﺎ‪.‬‬
‫ﻧﺎظم أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺗﻔﻛﯾر واﻧﻔﻌﺎل وﻓﻌل اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻬزوم ً‬

‫‪٢٠٩‬‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫)‪ (٨‬اﻟﺣدﯾث اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻟﻠذات ‪:‬‬


‫ﻓﺎﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳـﯾﺔ ظـﺎﻫرة ﺗﺗﺟﺳـد ﻓـﻲ ﻋـدم ﺛﻘﺗﻧـﺎ ﺑﺄﻧﻔﺳـﻧﺎ أﻣـﺎم اﻵﺧـر وﺗﺳـﻠﯾﻣﻧﺎ ﻟـﻪ ﺑﺄﻧـﻪ‬
‫داﺋﻣــﺎ اﻷﻓﺿ ـل وأﻧﻧــﺎ ﻻ ﻧﺳــﺗطﯾﻊ اﻟﻣواﺟﻬــﺔ وﻻاﻟﻧﻬــوض إﻟــﻰ ﻏﯾــر ذﻟــك ﻣــن اﻟﻌﺑــﺎرات‬
‫اﻟﺗﻲ ﯾﻛﺛر ﺗردﯾدﻫﺎ ﻣـن ﺣـﯾن ﻵﺧـر ﻓـﻲ ﻣﺟﺎﻟﺳـﻧﺎ وأﺣﺎدﯾﺛﻧـﺎ ﺑـل وﻓـﻲ أذﻫﺎﻧﻧـﺎ وﻋﻘوﻟﻧـﺎ‪،‬‬
‫اﺳﺗﺻﻐﺎر ٕواﻗﻼﻻً ﻣن اﻟﺷﺄن ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻵﺧر ﻛل اﻵﺧر‪.‬‬
‫ًا‬ ‫وﺣدﯾﺛﻧﺎ ﻣﻊ ذواﺗﻧﺎ‬
‫)‪ (٩‬اﻻﺳﺗﺳﻼم ﻟﻠواﻗﻊ‪:‬‬
‫ﻓـ ـﺎﻻﻧﻬزام اﻟﻧﻔﺳ ــﻲ أن ﺗ ــرى أﻣﺎﻣ ــك أﻣ ــوراً أو ظـ ـواﻫر أو ﻣظ ــﺎﻫر ﺧط ــﺄ وﺗﻌ ــرف أﻧﻬ ــﺎ‬
‫ﺧطـ ــﺄ وﻟﻛﻧـ ــك ﺗﻌﺟـ ــز ﻋـ ــن ﺗﻐﯾﯾرﻫـ ــﺎ أو ﺗﺣـ ــﺎول أن ﺗردﻫـ ــﺎ إﻟـ ــﻰ اﻟﺻ ـ ـواب ﻻ ﺗﺳـ ــﺗطﻊ‬
‫ﻷﺳــﺑﺎب ﻋدﯾــدة إﻣــﺎ ﺿــﻌف ﻓــﻲ اﻹﻣﻛﺎﻧﯾــﺎت اﻟﻣﺗﺎﺣــﺔ ﻟــك أو ﺿــﻌف ﻓــﻲ ﻗــدراﺗك أو‬
‫ﺳـﻠطﺎﺗك أو ﻟوﺟـود ﻋواﺋــق ﺗﻣﻧﻌـك ﻣــن إﺗﻣـﺎم ﺗﻠـك اﻟﻌﻣﻠﯾــﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺻــﺑو إﻟﯾﻬـﺎ وﺗﺣــﺎول‬
‫اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﻔﻘد ﻛل إرادة ﻟﻠﺗﻐﯾﯾر‪.‬‬
‫)‪ (١٠‬اﻟروح اﻟﺗﺷﺎؤﻣﯾﺔ واﻧﺳداد أﻓق اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ‪:‬‬
‫ﻧﻔﺳﯾﺎ ﻋن اﻟﺗﺣﻛم ﺑﻣﺻﯾرﻩ‪ ،‬ﺑﺎﺿطراب‬
‫ﯾﻌرف ﻋﺟز اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻣﻘﻬور اﻟﻣﻬزوم ً‬
‫اﻟدﯾﻣوﻣﺔ وأﺑرز ﻣؤﺷراﺗﻪ ﺗﺿﺧﯾم اﻟﻣﺎﺿﻲ واﻟﻣﻌﺎﻧﺎة ﻣن اﻟﺣﺎﺿر واﻧﺳداد آﻓﺎق‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻧﻌدام اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻷﻣن‪ ،‬وﻫو ﺷﻌور ﻣﺧﻠق ﻟﻠﺑﻼدة اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ‬
‫واﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ واﻟرﻛون واﻻﺳﺗﺳﻼم ﻟﻠواﻗﻊ ﺑﻛل آﻻﻣﻪ وﻣﻧﻐﺻﺎﺗﻪ دوﻧﻣﺎ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﺗﻐﯾﯾرﻩ‬
‫ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻌﺟز واﻟﯾﺄس‪.‬‬
‫)‪ (١١‬اﻹدراك اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ واﻟﺗﻔﻛﯾر اﻻﻧﻬزاﻣﻲ‪:‬‬
‫وﻫــو ﻋــرض رﺋﯾﺳــﻲ ﻣــن اﻷﻋ ـراض اﻟﻣﻌرﻓﯾــﺔ ﻟﻼﻛﺗﺋــﺎب وﯾظﻬــر ﻓــﻲ اﻹدراك اﻟﺳــﻠﺑﻲ‬
‫ﻟﻠﺑﯾﺋــﺔ واﻟﺗﻔﻛﯾــر اﻻﻧﻬ ازﻣــﻲ‪ ،‬وﻻ ﯾﻣﻛــن ﻋــزل ﻣؤﺷ ـرات اﻟﻬزﯾﻣــﺔ اﻟﻧﻔﺳــﯾﺔ ﻋــن اﻟطرﯾﻘــﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﯾﻔﻛر ﺑﻬﺎ اﻟﺷﺧص وﯾدرك ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻷﻣور وﻋﻣﺎ ﯾﺣﻣﻠـﻪ ﻣـن أراء وﻣﻌﺗﻘـدات‬
‫ﻓﻐﺎﻟﺑــﺎ ﻣــﺎ ﯾﺻــف اﻟﻣﻬــزوم ﻧﻔﺳًــﯾﺎ‬
‫ﻋــن ﻧﻔﺳــﻪ وﻋــن اﻷﺣــداث اﻟﺧﺎرﺟﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾﻣــر ﺑﻬــﺎ ً‬
‫ﻧﻔﺳﻪ ﺑﺎﻟﻘﺻـور وﻋـدم اﻟﻠﯾﺎﻗـﺔ واﻟـﻧﻘص‪ ،‬وﯾﻌـزو إﺧﻔﺎﻗﺎﺗـﻪ وﻓﺷـﻠﻪ إﻟـﻰ ﻋواﻣـل ﺷﺧﺻـﯾﺔ‬
‫ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻘدرة واﻟﺟﻬد‪.‬‬

‫‪٢١٠‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٢‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وﯾﻌﺗﻣــد اﻻﻧﻬ ازﻣــﻲ ﻓــﻲ ﺗﻔﻛﯾـرﻩ ﻋﻠــﻰ ﻣــﺎ ﯾﻌــرف ﺑــﺎﻟﺗﻔﻛﯾر ﺑــﺎﻟﺗﻣﻧﻰ‪ ،‬وﻫــو ﺗﻔﻛﯾــر ﯾﻌﻔــﯾﻬن‬
‫ﻣﺷــﻘﺔ اﻟﻌﻣــل وﺟﻬــد اﻟﻧظــر واﻟﺗﺄﻣــل ﻓــﻰ طﺑﯾﻌــﺔ ﻣﺷــﻛﻼﺗﻪ واﻟﺗﻔﻛــر ﻓــﻰ ﺣﻠــول واﻗﻌﯾــﺔ‬
‫ﺗﺧرﺟﻪ ﻣن ﻫذا اﻟﻧﻔق اﻟﻣظﻠم اﻟذى ﯾﻘﺑﻊ ﻓﯾﻪ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﻋﻘﻠﯾﺔ ﺗﻧﺗظر اﻟﻔـرج اﻟﺳـﻬل وﺗﻧـﺄى‬
‫ﺑﻧﻔﺳــﻬﺎ ﻋــن اﻟﺻ ــﻌب‪ ،‬وﺗﺗــرك اﻟﻣﻬ ــﺎم اﻟﺟﺳــﺎم اﻟﺗ ــﻲ ﯾﺗﻌــﯾن ﻋﻠﯾﻬ ــﺎ اﻻﺿــطﻼع ﺑﻬ ــﺎ‬
‫ﻟﺷﺧص آﺧر ﺗﺗﺧﯾﻠﻪ وﺗﺗﻣﻧﺎﻩ وﺗﻧﺗظرﻩ‪.‬‬
‫ﻋﻠﻣــﺎ ﺑــﺄن‬
‫وﯾﻘﺻــد ﺑــﺎﻟﺗﻔﻛﯾر اﻻﻧﻬ ازﻣــﻲ اﻓﺗ ـراض اﻟﺷــﺧص ﺑﺎﺳــﺗﺣﺎﻟﺔ ﺗﻐﯾﯾــر اﻟﻣوﻗــف ‪ً ،‬‬
‫ﺣﺗﻣﯾـﺎ‪ ،‬وﻣــﻊ ذﻟـك ﯾﻧطﻠـق اﻟﻣﻬــزوم ﻧﻔﺳًـﯾﺎ ﻓـﻲ رؤﯾﺗـﻪ‬
‫اﻗﻌـﺎ ً‬
‫ﻫـذا اﻷﻣـر اﻓﺗـراض وﻟــﯾس و ً‬
‫وﺗﻔﺳــﯾرﻩ ﻟﻸﺣــداث واﻟوﻗــﺎﺋﻊ ﻣﻧــﻪ‪ ،‬وﻣــن ﻫﻧــﺎ ﺗﺗﺧﻠــق اﻟــﺑﻼدة اﻟﺳــﻠوﻛﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ واﻓﺗﻘــﺎد‬
‫اﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ‪.‬‬
‫إﻟ ــﻰ ﻣ ــﺎ‬ ‫‪(١٩٩٤) Snyder‬‬ ‫وﯾﻔﺿ ــﻲ اﻟﺗﻔﻛﯾ ــر اﻻﻧﻬ ازﻣ ــﻲ وﻓﻘً ــﺎ ﻟﻣ ــﺎ ﯾﺷ ــﯾر إﻟﯾ ــﻪ ﺳ ــﻧﺎﯾدر‬
‫وﯾﻌﺗﺑــر ﻫــذا اﻟﻣــوت داﻟــﺔ ﻟﺗــدﻧﻲ ﻗ ــدرة‬ ‫‪Psychological Death‬‬ ‫ﯾﺳــﻣﯾﻪ اﻟﻣــوت اﻟﻧﻔﺳــﻲ‬
‫وﯾرﺗـب ﺣﺎﻟـﺔ‬ ‫‪Goal – directed Thinking‬‬ ‫اﻟﺷـﺧص ﻋﻠـﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾـر اﻟﻣوﺟـﻪ ﻧﺣـو اﻟﻬـدف‬
‫ﻣن اﻟﺑﻼدة اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺗﺟﺎﻩ أﻫداف اﻟﺣﯾﺎة ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﯾﺄس وﻓﻘدان اﻷﻣل‪.‬‬
‫وﯾــرى ﻓﯾﺻــل ﺑــن ﺳــﻌود اﻟﺣﻠﯾﺑــﻲ)‪ (٢٠٠٣‬أن ذوي اﻟﺷــﻌور ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣــﺔ اﻟﻧﻔﺳــﯾﺔ ﺗﺗــﺄرﺟﺢ‬
‫ﺗﻔﺎﻋﻼﺗﻬم ﻣﻊ اﻟواﻗﻊ ﺑﯾن ﺳﺑﯾﻠﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن‪:‬‬
‫اﻷول‪ :‬اﻟﻧﻘد اﻟﻌﺎم ﻏﯾر اﻟﻣﺟدي واﻻﺳﺗﯾﺎء اﻟﺷﺎﻣل ﻣن اﻟﻣﺗﺎح ﻛل اﻟﻣﺗﺎح‪.‬‬
‫اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺗﺷﺎؤم ﻏﯾر اﻟﻣﻔﯾد واﻟﻣﻌطل ﻟﻠﻬﻣﺔ واﻟﻣﺛﺑط ﻟﻠﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﺗرﺗﺑط اﻟﻬزﯾﻣـﺔ اﻟﻧﻔﺳـﯾﺔ ﺑﻣـﺎ ﯾﻣﻛـن ﺗﺳـﻣﯾﺗﻪ اﻟﻧﻐﻣـﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾـﺔ‪ ،‬واﻟﻧﻐﻣـﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾـﺔ‬
‫اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ اﻧﻌﻛﺎس ﻟدرﺟـﺔ اﻟﺣﯾوﯾـﺔ )أي اﻟﺳـﻌﺎدة ﻓـﻲ ﻣﻘﺎﺑـل اﻷﻟـم( ﻓـﻲ ﺣﯾـﺎة اﻟﺷـﺧص‬
‫)وﻫــﻲ ﺗﺗﺟــﺎوز اﻟﺣﯾــﺎة اﻟﻌﺎطﻔﯾــﺔ واﻟﺟﻧﺳــﯾﺔ ﻟﻠﺷــﺧص وﺗﺗﺟــﺎوز أﯾﺿــﺎً ﻧﺟــﺎح اﻟﺟﻣﺎﻋــﺔ‬
‫اﻟﺗــﻲ ﯾﺷــﻌر اﻟﺷــﺧص ﺑﺎﻻﻧﺗﻣــﺎء إﻟﯾﻬــﺎ‪ ،‬إﻟــﻰ اﻟﺗرﺣﯾــب ﺑﺎﻟﺣﯾــﺎة ﺑﺷــﻛل ﻋــﺎم واﻻﻧــدﻓﺎع‬
‫اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ ﻣﻌﺎﻧﻘﺗﻬﺎ واﻹﻗﺑﺎل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻬﻣﺔ وﻧﺷﺎط‪ ،‬أﻣـﺎ اﻟﻧﻐﻣـﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾـﺔ اﻟﺳـﻠﺑﯾﺔ‬
‫ﻓﺎﻧﻌﻛﺎس ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺑﻼدة اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻻﻧﻛﺳﺎر‪ ،‬وﻋﺎدت ﻣﺎ ﺗرﺗﻛزاﻟﻧﻐﻣـﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾـﺔ اﻟﺳـﻠﺑﯾﺔ‬
‫ﻋﻠــﻰ ﻣﺻ ــﺎدر اﻟﻘﻠــق واﻟﺟ ــزع اﻟﻣ ــزﻣن وﺗــؤدي ﺑطﺑﯾﻌﯾ ــﺔ اﻟﺣ ــﺎل إﻟــﻰ ﺗﺂﻛ ــل اﻻﺳ ــﺗﻘرار‬

‫‪٢١١‬‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫واﻟﺗـوازن اﻻﻧﻔﻌــﺎﻟﻲ‪ ،‬وﺗﺳــﺑب اﻟﻌﺻــﺑﯾﺔ وﯾﺻــﺎﺣب ذﻟــك ﺷــﻌور ﺑﺎﻻﻧﻬزاﻣﯾــﺔ واﻧﻔﻌــﺎﻻت‬


‫ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻛﺎﻟﻌداﺋﯾﺔ واﻟﻐﺿب واﻟﺧوف واﻟﻐم وﺟﻣود اﻟﻧﻔس أو اﻟﺗﺑﻠد اﻟﺳﻠوﻛﻲ اﻟﻌﺎم‪.‬‬
‫ﻓﻛر واﻧﻔﻌﺎﻻً‬
‫وﻣن اﻟﻣظﺎﻫر اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ ﻟﻠﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻛذﻟك اﻟﺗﻔرﻧﺞ وﺗﻐرﯾب اﻟذات ً ا‬
‫وﺳﻠوﻛﺎ ﻓﻲ ﻛل ﺷﻲء ﻓﻲ اﻟﺟﻠوس واﻟﻘﯾﺎم وﻓﻲ اﻟﻠﺑﺎس وﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﻣظﺎﻫر‬
‫ً‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺟﻣﯾﻊ ﺷؤون اﻟﺣﯾﺎة وﻓﻲ طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻔﻛﯾر واﻵﻣﺎل واﻟطوﻣﺣﺎت‬
‫ﺳﺑﺑﺎ ﻟﻼﻓﺗﺧﺎر واﻻﻋﺗزاز واﻟﺗﻣدن واﻟرﻗﻲ‪.‬‬
‫ﻣﻊ اﻻﻋﺗﻘﺎد ﺑﺄن ﻫذا اﻟﺗﻔرﻧﺞ ً‬
‫ﺛﺎﻟﺛًﺎ‪ :‬اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻹﻧﻬزاﻣﯾﺔ‪ :‬ﻣﻼﻣﺣﻬﺎ ودﯾﻧﺎﻣﯾﺎﺗﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻫﻲ ﺷﺧﺻﯾﺔ ﺗﻣﺎرس ﻻ ﺷﻌوًرﯾﺎ ﻣﺎ ﯾﺻﺢ ﺗﺳﻣﯾﺗﻪ ﺑﻘﻬر اﻟذات‪ ،‬وﻗد ﯾﻛون ﻗﻬر‬
‫اﻟذات اطﺎراً ﻻ ﻓﻛﺎك ﻋﻧﻪ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟوﺟود ﻣن ﺧﻼﻟﻪ‪ ،‬إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻗﻬر اﻟﻣﻛﺎن‬
‫وﻗﻬر اﻟزﻣﺎن‪ ،‬وﯾوﺻل اﻟﺷﺧص إﻟﻰ اﻻﺳﺗﺳﻼم واﻟرﻛون وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣﺧﺎﺻﻣﺔ اﻟﻔﻌل‬
‫اﻹﺑداﻋﻲ اﻟذي ﻫو ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺗﺟﺎوز ﻟﻘﻬر اﻟذات وﻗﻬر اﻟﻣﻛﺎن واﻟزﻣﺎن )ﻣﺎﺟد ﻣورﯾس‬
‫إﺑراﻫﯾم‪.(١٩٩٩ ،‬‬
‫)‪ (٢٠١٢‬ﺷﺧﺻﯾﺔ‬ ‫‪Lelord Kordel‬‬ ‫واﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻹﻧﻬزاﻣﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻔﯾد ﻟﯾوﻟورد ﻛوردل‬
‫ﯾﺳﯾطر ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻹﻋﯾﺎء واﻟوﻫن اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻓﺿﻼً ﻋن اﻧﻬﯾﺎر‬
‫ﻣﻘﺎوﻣﺗﻬﺎ ﻟﻠﻣﺗﺎﻋب واﻟﻣﺻﺎﻋب اﻟﺣﯾﺎﺗﯾﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻣﻊ اﻻﺗﻛﺎﻟﯾﺔ واﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ‬
‫اﻵﺧرﯾن واﻟﻧظرة اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﻠذات واﻵﺧرﯾن‪ ،‬وﺗوﻗﻊ اﻟﺷر واﻟﺧوف ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل‪.‬‬
‫واﻟﺷﺧص اﻹﻧﻬزاﻣﻲ ﺷﺧصﯾﺗﻠذذ ﺑﺎﻟﻣﻬﺎﻧﺔ واﻟﻬزﯾﻣﺔ ﻓﻬو ﯾﺳﺗدرج اﻵﺧرﯾن ﻟﻛﻰ‬
‫ﯾﺳﯾﺋوا إﻟﯾﻪ أو ﯾﺗﻬرﺑوا ﻣﻧﻪ أو ﯾﻘﺎطﻌوﻩ ﺛم ﺑﻌد ذﻟك ﯾﺷﻛو ﻣن ﻗﺳوة اﻟﻧﺎس و ﻋدم‬
‫اﺣﺗراﻣﻬم ﻟﻪ‪ ،‬ﻫو ﺷﺧص ﯾﻔﺳد ﻛل ﻋﻼﻗﺔ طﯾﺑﺔ ﯾﻘﺿﻰ ﻋﻠﻰ ﻛل إﺣﺳﺎس ﺟﻣﯾل‬
‫وﻫو ﻋدﯾم اﻟﺛﻘﺔ ﺑﻧﻔﺳﻪ وﯾﺿﻐط ﻋﻠﻰ اﻷﺧرﯾن ﺑﺎﺳﺗﻣرار ﻟﯾﺧﺗﺑر ﻣدى ﺻﺑرﻫم‬
‫وﺗﺣﻣﻠﻬم ﻟﻪ‪.‬‬
‫وﯾﻣﺛل ﺟﻠد اﻟذات إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻛوﻧﻪ ﺣﺎﻟﺔ ﻣرﺿﯾﺔ ﺗﺳﺗوﺟب اﻟﻌﻼج‪ ،‬اﻟﺧﯾﺎر اﻷﺳﻬل‬
‫اﻟذي ﯾﻠﺟﺄ إﻟﯾﻪ اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ .‬ﻓﺟﻠد اﻟذات ﺣل ﺳﻬل‬
‫ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾﻘﺗﻔﻲ أﺛر أﺳﺑﺎب اﻟﻬزﯾﻣﺔ وﻻ ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﻘﯾب ﻋن اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ أدت‬

‫‪٢١٢‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٢‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫إﻟﯾﻬﺎ ﺗﻣﻬﯾدا ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬﺎ‪ .‬ﺟﻠد اﻟذات ﻻ ﯾﻛﻠف اﻟﻣرء ﺳوى إﺻدار أﺣﻛﺎم اﻹداﻧﺔ‪،‬‬
‫ٕواﺻدار اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻓﺿﻼ ﻋن ﻛوﻧﻪ ﯾﻌﺑر ﻋن ﻧزﻋﺔ إﻗﺻﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ‬
‫ﯾﺟﺳد أﯾﺿﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﺟﺑن اﻟﺷدﯾد اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺎب ﺑﻌض اﻷﻓراد اﻟذﯾن ﯾﺣﺎوﻟون‬
‫اﻟﺗﻣﻠص ﻣن ﻣﺳؤوﻟﯾﺎﺗﻬم اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻌرﻛﺔ اﻟﻧﻬوض واﻟﺗﻐﯾﯾر‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ أن ﺟﻠد اﻟذات ﻫو اﻟﺣل اﻷﺳﻬل واﻷﻛﺛر أﻧﺎﻧﯾﺔ‪ .‬إﻧﻪ ﻟﯾس ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻓﻘط ﻟﻠﻬروب‬
‫ﻣن اﻟواﻗﻊ‪ ،‬وﻟﻛﻧﻪ ﺣﯾﻠﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ ﯾﻠﺟﺄ إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺿﻌﻔﺎء واﻻﻧﻬزاﻣﯾون واﻟﻣﻧﺎﻓﻘون‪ ،‬ﻛﻲ‬
‫ﯾﺗﻣﻠﺻوا ﻣن أداء اﻷدوار اﻟﺗﻲ ﺑﺗوﺟب ﻋﻠﯾﻬم ﺗﺄدﯾﺗﻬﺎ ﻟﻠﺧروج ﻣن واﻗﻊ اﻟﻬزﯾﻣﺔ‪.‬‬
‫داﺋﻣﺎ ﻓﻲ أوﻗﺎت اﻟﻬزاﺋم و اﻹﺣﺑﺎطﺎت ﺑﺳﺑب ﻣﻧﺎخ‬
‫وﺟﻠد اﻟذات ﺷﻌور ﺳﻠﺑﻲ ﯾﺗﻧﺎﻣﻰ ً‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺧﯾم ﻋﻠﻰ اﻷﺟواء ﺑﺣﯾث ﺗﺗوارى اﻟﻧﺟﺎﺣﺎت وﯾﺗﺻدر اﻟﻔﺷل واﺟﻬﺔ‬
‫اﻟﺻدارة‪.‬‬

‫واﻟﺷﻌور اﻟﺳﻠﺑﻲ اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺟﻠد اﻟذات ﯾﻧﺑﻊ ﻣن رﻏﺑﺔ دﻓﯾﻧﺔ ﺑﺎﻟﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺷل‬
‫و ﻟﻛن ﻟﯾس ﻋن طرﯾق ﻣواﺟﻬﺗﻪ ٕواﻧﻣﺎ ﺑﺎﻟﻬروب ﻣﻧﻪ أو ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﻬروب إﻟﻰ‬
‫اﻟداﺧل ﺣﯾث ﯾﻧزوي اﻹﻧﺳﺎن وﯾﺗﻘوﻗﻊ داﺧل ﻫذا اﻟﺣﯾز اﻟﺿﯾق ﻣن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻌﺟز‬
‫واﻟﻔﺷل وذﻟك ﻟﻌﺟز اﻟﻔرد ﻋن إدراك ﻣواطن ﻗوﺗﻪ وﻣواطن ﺿﻌﻔﻪ‪.‬‬
‫وﺟﻠد اﻟذات ﺣﯾﻠﺔ اﻟﻌﺟز وﻣطﯾﺔ اﻟﻔﺷل وﻣﻬرب اﻟﺟﺑن‪ ،‬وداﺋﻣﺎً ﻣﺎ ﺗﻛون ﻫﻧﺎك‬
‫ﺣﺟﺞ ﻟﺗﺑرﯾر اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻌﺟز ذات أﺳﻣﺎء ﺑراﻗﺔ ﻟﻠﺗﻣوﯾﻪ وﺧداع اﻟﻧﻔس )أو ﺧداع‬
‫اﻟواﻗﻊ‪.‬‬ ‫اﻵﺧرﯾن( ﻣﺛل اﻟواﻗﻌﯾﺔ أو ﻣﺳﺎﯾرة اﻷﺣداث أو اﻟرﺿﺎ ﺑﺎﻷﻣر‬
‫ﺗوﺳل ﺿﺣﺎﯾﺎﻫﺎ ﺑﺎﻻﺳﺎﻟﯾب اﻟدﻓﺎﻋﯾﺔ ﻛرد ﻓﻌل‬
‫وﺛﻘﺎﻓﺔ ﺟﻠد اﻟذات ﻫﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن ّ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﯾﺄس ﻣن اﻻﻧﻌﺗﺎق ﻣن اﻟﺧوف‪ ،‬اﻟذي ﯾﻌزل اﻻﻧﺳﺎن ﻋن ﻣﺣﯾطﻪ ﻋﺑر‬
‫اﻻﻧﻛﻔﺎء ﻋﻠﻰ اﻟذات واﻟﻔرار أﻣﺎم اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟراﻫﻧﺔ واﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ‪ ،‬واﻟﻧﻛوص أي‬
‫اﻻرﺗداد اﻟﻰ ﺳﻠوﻛﯾﺎت ﺗﻌود ﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ اﻟﻰ ﻣراﺣل ﻋﻣرﯾﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬أي اﻟﺗﺻرف‬
‫ﻟﯾس ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻌﻣر واﻟﻧﺿﺞ ﺑل ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣوﻗف واﻟوﺿﻊ اﻟﻧﻔﺳﻲ‪ ،‬ﻫذا‬
‫اﻟﻧﻛوص اﻟذي ﯾﺄﺧذ أﺷﻛﺎﻻً ﻋدة ﻣﺛل‪ :‬اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺗﻘﺎﻟﯾد‪ ،‬واﻟﻌودة اﻟﻰ اﻟﻣﺎﺿﻲ‪،‬‬
‫واﻻﻣﺗﺛﺎل ﻟﻠﻌرف اﻟﺳﺎﺋد ﻛﻘﺎﻋدة ﻟﻠﺳﻠوك واﻟﻣﻌﯾﺎر ﻟﻠﻧظر‪ ،‬واﻻﺣﺗﻣﺎء ﺑﺎﻷﻣﺟﺎد‬

‫‪٢١٣‬‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫واﻟﻣﺂﺛر اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺗم إﻋﺎدة ﺑﻧﺎء ﺻورة اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻛﯾﻣﺎ ﺗﻛون ﻣﺻدر إﻟﻬﺎء‬
‫ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﻌﺟز ﻋن اﻟﻌﯾش ﻓﻲ اﻟﺣﺎﺿر ﻓﺿﻼً ﻋن ﺗﻐﯾﯾرﻩ‪ ،‬واﻟﻣﯾل اﻟﺷدﯾد اﻟﻰ‬
‫ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ‪.‬‬ ‫اﻟﺗﻧﺻل‬
‫ّ‬ ‫ﺗﺣﻣﯾل اﻵﺧرﯾن اﻟﻔﺷل‪ ،‬أي‬
‫وﻧﺳﺗﯾطﻊ أن ﻧﻘول أن ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺟﻠد اﻟذات ﻫﻲ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻋرﺑﯾﺔ ﺑﺎﻣﺗﯾﺎز وذات ﺧﺻوﺻﯾﺔ‬
‫ﺣﺻرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺗﺣدﯾد ﻟﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣن إرث ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻻ ﺗﺧطﺋﻪ‬
‫ﻋﯾن اﻟﺑﺎﺣث اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ‪ ،‬إذ ﺗﻔﯾدﻧﺎ اﻟﺧﺑرة اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ أن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺻري ذا ﻗدرة‬
‫ﻋﻠﻰ اﻻﺟﺑﺎر وﻓرض اﻟﻌﻘوﺑﺎت وﻛذﻟك اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟرﻗﺎﺑﻪ وﻣﻌرﻓﺔ أي اﻷﻓراد أﻛﺛر‬
‫واﻟطﺎﻋﺔ‪.‬‬ ‫ﻗﺑوﻻ ﺑﺎﻻذﻋﺎن واﻟﻣﺳﺎﯾرة‬
‫ﻧﻔﺳﯾﺎ ﻣﯾﻠﻪ إﻟﻰ اﻟﺗﺳوﯾف وﯾﻌﻧﻲ ﺗﺄﺟﯾل‬
‫وﻣن أﻫم ﻣؤﺷرات اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻬزم ً‬
‫اﻷﻋﻣﺎل واﻟﻣﻬﺎم إﻟﻰ وﻗت ﻻﺣق‪ .‬وﯾرى ﺑﻌض ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻧﻔس أن اﻟﺷﺧص ﻗد ﯾﻠﺟﺄ‬
‫إﻟﻰ اﻟﺗﺳوﯾف ﻓ ار ار ﻣن اﻟﻘﻠق اﻟذي ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﺻﺎﺣب ﺑداﯾﺔ اﻟﻣﻬﺎم أو إﻛﻣﺎﻟﻬﺎ أو ﻣﺎ‬
‫ﯾﺻﺎﺣب اﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات وﺧوﻓًﺎ ﻣن اﻟﻔﺷل اﻟﻣﺗوﻗﻊ‪ .‬واﻗﺗرح ﺑﻌض اﻟﻌﻠﻣﺎء أﻻ ﻧﺣﻛم‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺻرف ﺑﺄﻧﻪ ﺗﺳوﯾف إﻻ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗوﻓر ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻌﺎﯾﯾر‪ :‬أن ﯾﻛون ﻟﻠﺗﺄﺟﯾل ﻧﺗﺎﺋﺞ‬
‫ﻋﻛﺳﯾﺔ‪ ،‬ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬أن ﯾﻛون اﻟﺗﺄﺟﯾل ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻪ ﺑﻣﻌﻧﻰ أﻧﻪ ﻟﯾس ﻫﻧﺎك ﻫدف ﻣن‬
‫اﻟﺗﺄﺟﯾل‪ ،‬واﻟﺛﺎﻟث‪ :‬أن ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺄﺟﯾل ﻋدم إﻧﺟﺎز اﻟﻣﻬﺎم وﻋدم إﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات‬
‫ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﻣﺣدد‪.‬‬
‫وﻗد ﯾﻧﺗﺞ ﻋن اﻟﺗﺳوﯾف ﺗوﺗر وﺷﻌور ﺑﺎﻟذﻧب وﺣدوث ﺑﻌض اﻷزﻣﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ .‬اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗزﯾد ﻣن ﺷﻌور اﻟﺷﺧص ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ وﯾوﺳﻊ ﻣن داﺋرﺗﻬﺎ ‪.(Fiore,2006).‬‬
‫وﯾﻠﺟﺄ ذوو اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻻﻧﻬزاﻣﯾﺔ ﻋﺎدة إﻟﻰ ﺣﯾﻠﺔ اﻟﺗﺑرﯾر اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺷوﯾﻪ اﻟذات‬
‫داﺋﻣﺎ ﻻ ﺷﻲء ﯾﺳﺗﺣق ﺑذل اﻟﻣﺟﻬود‪ ،‬وﻛل ﺷﻲء ﻓﻲ‬
‫وﺗﺷوﯾﻪ اﻟواﻗﻊ‪ ،‬ﻓﺗراﻩ ﯾردد ً‬
‫ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻷﻣر إﻟﻰ زوال‪ ،‬وﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﻪ ﯾﺧرج ﻣن ﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﻔﺎﻋﻠﯾﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ‬
‫ﻣﻔﺳرا ﺿﻌﻔﻪ ﺑﺄﻧﻪ زﻫد وورع واﻧﻬزاﻣﻪ واﺳﺗﺳﻼﻣﻪ‬
‫واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﯾﻧزوي ﻋﻠﻰ اﻟذات ً‬
‫واﻧﻘﯾﺎدﻩ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ طﺎﻋﺔ وﻋزﻟﺗﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﺗدﺑر وﺗﻔﻛر‪ ،‬وﻟﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻧوﻋﯾﺔ ﻣن‬
‫اﻟﺗﺑرﯾر ﻣﯾراث ﻓﻲ اﻟوﻋﻲ اﻟﺟﻣﻌﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ﺗؤﺻﻠﻪ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻣﺛﻠﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ‬

‫‪٢١٤‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٢‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫"ﯾﺎ ﺑﺧت ﻣن ﺑﺎت ﻣظﻠوم وﻻ ﺑﺎت ظﺎﻟم" "ﻣن ﺧﺎف ﺳﻠم" "اﻧﺣﻧﻲ ﺑدﻻً ﻣن أن‬
‫ﺗﻧﻛﺳر ﻣن اﻟرﯾﺢ" "دارﻫم ﻣﺎ دﻣت ﻓﻲ دارﻫم‪ ،‬وﺟﺎرﻫم ﻣﺎ دﻣت ﺟﺎرﻫم" "اﻟﻣﯾﻪ ﻣﺎ‬
‫ﺗطﻠﻌش ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻲ" "اﻟﻌﯾن ﻣﺎ ﺗﻌﻼش ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﺟب"‪.‬‬
‫وﻣن ﻣﻼﻣﺢ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻹﻧﻬزاﻣﯾﺔ ﻛذﻟك اﻟﻣﯾل ﻟﺗﻌﻣﯾم اﻟﺧطﺄ واﻟﻔﺷل ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ أو‬
‫ﻣﻬﻣﺔ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋر اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ واﻷﻣور واﻟﻣﻬﺎم اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ‪.‬‬
‫ﻣﻼزﻣﺎ ﻟذوي اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻻﻧﻬزاﻣﯾﺔ‪ ،‬وﯾرى‬
‫ً‬ ‫ﺷﻌور‬
‫ًا‬ ‫ﻛﻣﺎ أن اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻟﺿﯾﺎع‬
‫اﻹﻧﺳﺎن اﻟﺿﺎﺋﻊ ﻛل أﻟوان اﻟﺣﯾﺎة ﻟون واﺣد وﯾﺣول اﻷﯾﺎم إﻟﻰ ﺗواﺋم ﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺔ‪،‬‬
‫واﻟﺿﯾﺎع ﻣرﺗﺑط ﺑﺷﻛل وﺛﯾق ﺑﻔﻘد اﻟطﻣوح ﻣن ﻧﻔس اﻹﻧﺳﺎن واﻟذي ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺷﻛل‬
‫ﻛﺑﯾر ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻧﻔﺳﯾﺎ‬
‫ﺟدول )‪ :(٢‬اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ ﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻬزوم ً‬
‫ﯾﻔﻘد اﻷﻣل ﻓﻲ ﻛل ﺷﺊ‪ ،‬ﯾﺷﻌر ﺑﺎﻟﯾﺄس وﯾرﺟﺢ‬ ‫اﺣﺗﻘﺎر اﻟذات واﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ‪.‬‬
‫اﻟﺧﺳﺎرة ‪.‬‬
‫ﯾطﺎﻟب اﻵﺧرﯾن ﺑﺎﻟﻌﻣل أﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﻓﻲ طﺎﻗﺎﺗﻬم ﺣﺗﻲ‬ ‫اﻻﻧﻛﺳﺎر واﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻌﺟز وﻗﻠﺔ‬
‫ﯾﻌﺟزﻫم ‪.‬‬ ‫اﻟﺣﯾﻠﺔ‪.‬‬
‫ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﺷﻠوﻟﺔ ﻟدﯾﻬﺎ إﺳﺗﻌداد ﻟﻠﻔﺷل أﻛﺛر ﻣن‬ ‫اﻟﻛﺂﺑﺔ واﻟﺗﻌﺎﺳﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ‪.‬‬
‫إﺳﺗﻌدادﻫﺎ ﻟﻠﻧﺟﺎح ‪.‬‬
‫ﻣﺣﺑط ﻟﻶﺧرﯾن‪ ،‬ﯾﻔﻛر ﻓﻲ ﺳﻔﺎﺳف اﻷﻣور‪ ،‬ﻋﺿو‬ ‫اﻧﺧﻔﺎض ﻓﻲ اﻟﺟﻬد واﻟطﺎﻗﺔ‬
‫ﻏﯾر ﻓﻌﺎل ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ‪.‬‬ ‫واﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻟﻶﺧرﯾن ﺷﺧﺻﯾﺔ إﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ ﻣﺎدﯾﺎً وﻣﻌﻧوﯾﺎً ٕواﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎً ‪.‬‬ ‫واﻻﺳﺗﺳﻼم‬ ‫اﻻﻧﻘﯾﺎد‬
‫وﻟﻠظرف واﻟﺳﯾﺎق‪.‬‬
‫ﻣﺳﻠوب اﻹرادة‪ ،‬ﻣﺗﻘﺎﻋس‪ ،‬وﯾﺳوف اﻷﻣور ‪.‬‬ ‫اﻟﺗﺷﺎؤم وﻋدم اﻻﺳﺗﺑﺷﺎر ﻣﻊ‬
‫ﺗوﻗﻊ اﻟﺷر‬
‫واﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ ﯾﻌﯾش ﺿﺎﺋﻌﺎً ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻪ ﻣﻧزوﯾﺎً‪ ،‬ﻟﯾس ﻟﻪ ﻫدف ﻓﻲ‬ ‫اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ‬ ‫اﻟﺑﻼدة‬
‫اﻟﺣﯾﺎة‪.‬‬ ‫اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫ﻋدم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﺗﺧﺎذ أي ﻗرار ﺣﺗﻰ ﻓﻲ اﻷﻣور‬ ‫اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﻣﺑﺎدئ‪.‬‬
‫اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ‪.‬‬
‫اﻟﺧوف واﻟﺧﺟل ﻣن اﻟﻛﻼم أو اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟرأي أﻣﺎم‬ ‫اﻟﺗردد ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ‪.‬‬
‫اﻵﺧرﯾن‪.‬‬

‫‪٢١٥‬‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫ﻋدم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎﻋر واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت واﻻﻧﺟراف‬ ‫اﻟﺿﻌف ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪.‬‬
‫وراءﻫﺎ دون ﺗدﺑر ﻓﻲ اﻟﻌواﻗب‪.‬‬

‫اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻟﻸﻗوى ﻓﻲ اﻟﻔﻛر أو اﻟرأي‪.‬‬ ‫ﻛﺛرة اﻻﺧﺗﻼط ﺑﺎﻟﻣﻧﻬزﻣﯾن وﺳرﻋﺔ‬


‫اﻟﺗﺄﺛر‪.‬‬
‫ﻛﺛرة اﻟﺷﻛوى واﻟﻠﺟوء ﻟﻶﺧرﯾن ﺣﺗﻰ ﻓﻲ أﺑﺳط‬ ‫اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻐﯾﯾر‪.‬‬
‫اﻷﻣور‪.‬‬
‫ﺗﻘﻠﯾد اﻵﺧرﯾن ﻓﻲ ﺣرﻛﺎﺗﻬم وﻟﺑﺎﺳﻬم وﻫﯾﺋﺎﺗﻬم ﺑل‬ ‫ﯾﻘﺑل‬ ‫وﻻ‬ ‫اﻟﻣواﺟﻬﺔ‬ ‫ﯾﺧﺷﻲ‬
‫ﺣﺗﻰ ﻓﻲ آراءﻫم وأﺧﻼﻗﻬم‪.‬‬ ‫اﻟﺗﺣدي ‪.‬‬
‫ﻋدم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﻣواﺟﻬﺔ اﻵﺧرﯾن ﻟﺷﻌورﻩ ﺑﺎﻟﺿﻌف‬ ‫ﺿﻌﯾف اﻟﻬﻣﺔ‪ ،‬ﻣﺿطرب ﻧﻔﺳﯾﺎً ‪.‬‬
‫أﻣﺎﻣﻬم‪.‬‬
‫ﺳﻬوﻟﺔ اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن رأﯾﻪ وﻣواﻗﻔﻪ ﺧوﻓﺎً ﻣن اﻵﺧرﯾن ‪.‬‬ ‫ﻻ ﯾﺣب اﻟﺗﻧﺎﻓس ﺧوﻓﺎً ﻣن‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﻘدان اﻷﻣن اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻟﺧوف ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل‬ ‫ﯾوﻗﻊ ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ اﻟﺧطﺄ واﻟذﻟل ‪.‬‬

‫وﯾﻣﻛــن ﻓﻬــم طﺑﯾﻌــﺔ اﻟﺷﺧﺻــﯾﺔ اﻟﻣﻬزوﻣــﺔ ﻧﻔﺳًــﯾﺎ ﺑﻣﻘﺎرﻧﺗﻬــﺎ ﺑﻣــﺎ ﯾﻣﻛــن ﺗﺳــﻣﯾﺗﻪ‬
‫اﻟﺷﺧﺻـ ــﯾﺔ اﻟﺻـ ــﺎﻣدة ﻧﻔﺳـ ـًـﯾﺎ‪ ،‬وﯾﺳـ ــﺗﺧدم ﻓـ ــﻲ أدﺑﯾـ ــﺎت ﻣﺟـ ــﺎل ﻋﻠـ ــم اﻟـ ــﻧﻔس اﻹﯾﺟـ ــﺎﺑﻲ‬
‫ﻓــﻲ‬ ‫‪Resilience‬‬ ‫وﺗﺷــﯾر اﻟﻣروﻧــﺔ‬ ‫‪Psychological resilience‬‬ ‫ﻣﺻــطﻠﺢ اﻟﻣروﻧــﺔ اﻟﻧﻔﺳــﯾﺔ‬
‫ﻋﻠم اﻟﻧﻔس إﻟﻰ ﻓﻛرة ﻣﯾل اﻟﻔرد إﻟـﻰ اﻟﺛﺑـﺎت واﻟﺣﻔـﺎظ ﻋﻠـﻰ ﻫدوﺋـﻪ واﺗ ازﻧـﻪ اﻟـذاﺗﻲ ﻋﻧـد‬
‫اﻟﺗﻌـ ــرض ﻟﺿـ ــﻐوط أو ﻣواﻗـ ــف ﻋﺻـ ــﯾﺑﺔ‪ ،‬ﻓﺿـ ــﻼً ﻋـ ــن ﻗدرﺗـ ــﻪ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺗواﻓـ ــق اﻟﻔﻌـ ــﺎل‬
‫واﻟﻣواﺟﻬــﺔ اﻹﯾﺟﺎﺑﯾــﺔ ﻟﻬــذﻩ اﻟﺿــﻐوط وﺗﻠــك اﻟﻣواﻗــف اﻟﺻــﺎدﻣﺔ وﺳــرﻋﺔ اﻟﺗﻌــﺎﻓﻲ ﻣــن‬
‫ﺗﺄﺛﯾراﺗﻬﺎ اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ واﻋﺗﺑﺎر اﻟﺿﻐوط ﻓرﺻـﺔ ﻟﻠـﺗﻌﻠم واﻻرﺗﻘـﺎء اﻟﺷﺧﺻـﻲ )ﻣﺣﻣـد اﻟﺳـﻌﯾد‬
‫‪.(٢٠١٢‬‬ ‫أﺑو ﺣﻼوة‪،‬‬
‫وﺗﺗﻧ ـ ــﺎول ﺻ ـ ــﻔﺎء اﻷﻋﺳ ـ ــر)‪ (٢٠١٠‬ﺑﺎﻟﺗﺣﻠﯾ ـ ــل اﻟﺗرﺟﻣ ـ ــﺎت اﻟﺗ ـ ــﻲ طرﺣ ـ ــت ﻟﻣﻔﻬ ـ ــوم‬
‫‪ Psychological Resilience‬وﺗﻧﺗﻬـﻲ إﻟـﻰ ﺗﻔﺿـﯾل ﺗرﺟﻣﺗـﻪ إﻟـﻰ اﻟﻣﻘﺎﺑـل اﻟﻌرﺑـﻲ "اﻟﺻـﻣود‬
‫اﻟﻧﻔﺳﻲ" وﺗﻌﺗﺑر اﻟﺻﻣود أﺣد اﻟﺑﻧﺎءات اﻟﻛﺑرى ﻓﻲ ﻋﻠـم اﻟـﻧﻔس اﻹﯾﺟـﺎﺑﻲ ﻓﻌﻠـم اﻟـﻧﻔس‬
‫اﻹﯾﺟـ ــﺎﺑﻲ ﻫـ ــو اﻟﻣﻧﺣـ ــﻰ اﻟـ ــذي ﯾﻌظـ ــم اﻟﻘـ ــوى اﻹﻧﺳـ ــﺎﻧﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫـ ــﺎ ﻗـ ــوى أﺻـ ــﯾﻠﺔ ﻓـ ــﻲ‬
‫اﻹﻧﺳ ــﺎن ﻣﻘﺎﺑ ــل اﻟﻣﻧ ــﺎﺣﻲ اﻟﺳ ــﺎﺋدة واﻟﺷ ــﺎﺋﻌﺔ واﻟﺗ ــﻲ ﺗﻌظ ــم اﻟﻘﺻ ــور وأوﺟ ــﻪ اﻟﺿ ــﻌف‬

‫‪٢١٦‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٢‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻹﻧﺳــﺎﻧﻲ‪ ،‬وﻫــذا اﻻﺧــﺗﻼف ﻓــﻲ اﻟــرؤى ﻻ ﯾﺗﻌــﺎرض ﻣــﻊ وﺣــدة اﻟﻬــدف وﻫــو ﺗﺣﻘﯾــق‬
‫ﺟودة اﻟﺣﯾﺎة‪.‬‬
‫وﺗرى أن اﻟﺻﻣود ﺑﻧﺎء واﻓد ﻣن ﻋﻠم اﻟﻣواد‪ ،‬وﯾﺻف اﻟﻣواد اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻌﯾد ﺧواﺻﻬﺎ‬
‫ﺑﻌد اﻟﺗﻌرض ﻟﻠطرق أو اﻟﺗﻣدد أو اﻻﻧﻛﻣﺎش وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻣؤﺛرات اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‪ ،‬وﻫو‬
‫ﻧﻔس اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟذي ﯾﺣﻣﻠﻪ اﻟﺻﻣود ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس إذ ﯾﻌﻧﻲ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌﺎدة‬
‫اﻟﻔرد ﻟﺗوازﻧﻪ ﺑﻌد اﻟﺗﻌرض ﻟﻠﻣﺣن واﻟﺻﻌﺎب‪ ،‬ﺑل وﻗد ﯾوظف ﻫذﻩ اﻟﻣﺣن واﻟﺻﻌﺎب‬
‫ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﻣو واﻟﺗﻛﺎﻣل‪ ،‬وﻫو ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣﻔﻬوم دﯾﻧﺎﻣﻲ ودﯾﺎﻟﯾﻛﺗﯾﻛﻲ ﯾﺣﻣل ﻓﻲ ﻣﻌﻧﺎﻩ‬
‫اﻟﺛﺑﺎت‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﺣﻣل اﻟﺣرﻛﺔ‪.‬‬
‫ﻫذﻩ اﻟﺗرﻛﯾﺑﯾﺔ اﻟﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق‬ ‫وﺗﺷﯾر إﻟﻰ أن اﻟﺻﻌﺎب اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛﻠﻬﺎ‬
‫ﺑﺗرﺟﻣﺗﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻘد ﺗوﻗﻔت أﻣﺎم ﻣرادﻓﺎت ﻋدﯾدة‪ ،‬ﻣﻧﻬﺎ‪ :‬ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻻﻧﻛﺳﺎر‪،‬‬
‫اﻟﺻﻼﺑﺔ‪ ،‬اﻟﺗﺻﺎﻟﺣﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣروﻧﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻌﺎﻓﻲ‪ ،‬وﻛﺎن ﻓﻲ ﻛل ﻣﻧﻬﺎ ﻗﺻور ﻋن اﺣﺗواء‬
‫اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻷﺻﻠﻲ‪ ،‬إﻟﻰ أن أﻋﺎدت اﻟﻧظرة إﻟﻰ ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺻﻣود‪ ،‬ﻓرأت ﻓﻲ اﻟﺻﺎد‬
‫ﺻﻼﺑﺔ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﻣﯾم ﻣروﻧﺔ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟواو وﻗﺎﯾﺔ وﻓﻲ اﻟدال داﻓﻌﯾﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺟﺎوز‬
‫اﻟﺻﻣود ﻛﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻣدﻟول اﻟﻠﻐوي إﻟﻰ اﻟﻣدﻟول اﻟﻧﻔﺳﻲ‪.‬‬

‫ﻧﻔﺳﯾﺎ‪ .‬إﻋداد اﻟﺑﺎﺣث‬


‫ﺷﻛل )‪ ( ٤‬اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻬزوﻣﺔ ً‬

‫اﻟﺻﻼﺑﺔ‬ ‫اﻟﻣروﻧﺔ‬

‫اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ‬
‫اﻟﺻﺎﻣدة‬
‫اﻟوﻗﺎﯾﺔ‬ ‫اﻟداﻓﻌﯾﺔ‬
‫‪٢١٧‬‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫وﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﯾﻣﻛن اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ أن اﻟﺻﻣود اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻣﻛون اﻟﻣرﻛزي‬
‫ً‬
‫ﻧﻔﺳﯾﺎ وﻏﯾر اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﻧﻛﺳﺎر وﯾﺷﯾر إﻟﻰ "ﻋﻣﻠﯾﺔ دﯾﻧﺎﻣﯾﺔ‬
‫ﻟﻠﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺻﺎﻣدة ً‬
‫ﺗﺗﺿﻣن اﻟﺗواﻓق اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﻣﻊ ﻣﺣن وﻣﺻﺎﻋب اﻟﺣﯾﺎة"‪ ،‬وﺗﺗﺿﻣن ﻋﺎﻣﻠﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن‬
‫ﻫﻣﺎ‪:‬‬
‫)أ( ﺗﻌرض اﻟﻣرء ﻟﺗﻬدﯾد ﺣﻘﯾﻘﻲ أو ﻣﺣن ﺷدﯾدة أو ﻣﺻﺎﻋب وأﺣداث ﺿﺎﻏطﺔ‪.‬‬
‫)ب( ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣرء ﺗﻛﯾف أو ﻣواﺟﻬﺔ إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم اﻟﺗﺄﺛﯾرات اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﻬذﻩ‬
‫اﻟﻣﺣن ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻧﻣو اﻟﻧﻔﺳﻲ‪.‬‬
‫وﺗوﺟد ﻋدة ﻣؤﺷرات ﻧﺳﺗطﯾﻊ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻛوﻧﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻣﺎ ﯾﺻﺢ‬
‫ﻧﻔﺳﯾﺎ وﻫﻲ‪:‬‬
‫ﺗﺳﻣﯾﺗﻪ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺻﺎﻣدة ً‬
‫)أ( أن ﯾظﻬر اﻷﻓراد اﻟﻣﻌرﺿون ﻟﻣﺧﺎطر اﻟﻣﺣن واﻟظروف اﻟﺿﺎﻏطﺔ ﻧواﺗﺞ‬
‫ارﺗﻘﺎﺋﯾﺔ أﻓﺿل ﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ‪.‬‬
‫)ب( اﻟﺗﻛﯾف واﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻟﺗﻌرض ﻟﻠﻣﺣن واﻟﺧﺑرات اﻟﺿﺎﻏطﺔ‪.‬‬
‫ﻣن اﻟﺗﺄﺛﯾ ارت اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣن واﻟظروف اﻟﺿﺎﻏطﺔ‪.‬‬ ‫‪recovery‬‬ ‫)ج( ﺳرﻋﺔ اﻟﺗﻌﺎﻓﻲ‬
‫)د( اﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ واﻹﻗﺑﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﺣﯾﺎة واﻟﺗرﺣﯾب ﺑﻬﺎ واﻟﺗﻔﺎؤل اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ‪.‬‬
‫ﻧﻔﺳﯾﺎ ﺿد اﻟﺗﺄﺛﯾرات اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﻣﻧﻐﺻﺎت اﻟﺣﯾﺎة وظروﻓﻬﺎ‬
‫)ﻫـ( ﺗﺣﺻﯾن اﻟذات ً‬
‫اﻟﻌﺻﯾﺑﺔ‪.‬‬
‫)و( اﻻﻧدﻓﺎع اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ إﻟﻰ اﻹﻧﺟﺎز اﻹﺑداﻋﻲ واﻻرﺗﻘﺎء ﺑﺎﻟذات‪.‬‬
‫ﻧﻔﺳﯾﺎ ﻫﻲ ﺗﻠك اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﻧﻛﺳﺎر واﻟﺗﻲ‬
‫أﻣﺎ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻬزوﻣﺔ ً‬
‫ﺗﻔﻘﺗداﻟﻔﺎﻋﻠﯾﺔ واﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ وﺗﺳﺗﻠم ﻟﻠظروف وﺗﻧﻘﺎد إﻟﯾﻬﺎ وﺗﻬﯾن ذاﺗﻬﺎ وﺗﺣﺗﻘرﻫﺎ‬
‫وﺗﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ ذاﺗﻬﺎ ﻛﺷﻲء ﻣﺎدي ﻻ ﺣﯾﺎة ﻓﯾﻪ‪ ،‬ﻓﺿﻼً ﻋن روح اﻟﺗﺷﺎؤم واﻟﺗﻔﻛﯾر‬
‫ﻧﻔﺳﯾﺎ ﻓﻲ إطﺎر ﻗﺎﺋﻣﺔ‬
‫اﻻﻧﻬزاﻣﻲ‪ ،‬وﯾﻣﻛن إﺑراز اﻟﻣﻼﻣﺢ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻬزوﻣﺔ ً‬
‫‪٢١٨‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٢‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻟﻣؤﺷرات اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ‪ ،‬ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ اﻟﻧﻘﯾض اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻠﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺻﺎﻣدة‬
‫ﻧﻔﺳﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺷﻛل اﻟﺗوﺿﯾﺣﻲ اﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫ً‬
‫ﻧﻔﺳﯾﺎ )إﻋداد اﻟﺑﺎﺣث(‬
‫ﺷﻛل )‪ ( ٥‬اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻠﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻬزوﻣﺔ ً‬

‫ﻋزو‬
‫ﺗﺷﺎؤﻣﻲ‬
‫اﺳﺗﺻﻐﺎر‬
‫اﻟذات‬

‫اﻋﺗﻘﺎدات ﻫزﯾﻣﺔ اﻟذات‬


‫ﺗﻔﻛﯾر اﻧﻬزاﻣﻲ‬

‫واﻻﺳﺗﺳﻼم‬
‫اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ‬

‫اﻻﻧﻘﯾﺎد‬
‫ﺗﺷﯾؤ اﻟذات‬
‫اﻟﺻﺎﻣدة‬
‫اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ‬
‫ﻧﻔﺳﯾﺎ‬
‫اﻟﻣﻬزوﻣﺔ ً‬
‫ﻧﻔﺳﯾﺎ‬
‫ً‬
‫ﻣرﻛز ﺿﺑط‬
‫ﺳﻠوك اﻧﺳﺣﺎﺑﻲ‬
‫ﺧﺎرﺟﻲ‬

‫إﻫﺎﻧﺔ اﻟذات وﺗﺣﻘﯾرﻫﺎ‬


‫اﻟﺧوف ﻣن اﻟﻔﺷل‬

‫اﻻﻓﺗﻘﺎد‬
‫اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺧزي‬

‫ﻟﻠﺣﯾوﯾﺔ‬

‫اﺑﻌﺎ‪ :‬ﻣﺣددات ﺗﺧﻠﯾق اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‬


‫رً‬
‫اﻻﻧﻬزاﻣﯾون واﻟﻣﺳﺗﺿﻌﻔون اﻟذﯾن ﯾﻧظرون إﻟﻰ ذواﺗﻬم ﺑﻧظرة ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﺟﻠدون‬
‫أﻧﻔﺳﻬم ﺑﺄﻧﻔﺳﻬم وﯾﻧزﻟون ﻣﻘﺎﻣﻬم اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ أدﻧﻰ ﻣﻧزﻟﺔ ﻟﺗﺷﻛﯾﻛﻬم اﻟداﺋم ﺑﻘدراﺗﻬم‬
‫وطﺎﻗﺎﺗﻬم اﻟداﺧﻠﯾﺔ‪ .‬ﻓﻛﯾف ﺗﺗﺟﻠّﻰ اﻟﻧظرة اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﻠذات؟ وﻣﺎ ﻫو ﺗﻔﺳﯾر ﻋﻠم اﻟﻧﻔس‬
‫ﻧﻔﺳﯾﺎ؟‬
‫ﻟﻬذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ؟ وﻛﯾف ﺗﺗﺧﻠق اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻬزوﻣﺔ ً‬
‫ﻣن اﻟﻣﻬم ان ﻧﻌﻠم أن ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻧﻬزام اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﺗﻲ ﻧﻌﯾﺷﻬﺎ ﻟﯾﺳت ﺣﺎﻟﺔ ﻋﻔوﯾﺔ وﺟدت‬
‫ﻣﺻﺎدﻓﺔ‪ ،‬ﺑل إﻧﻬﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ ﺧﻠﻘﺗﻬﺎ ظروف وﻣﻣﺎرﺳﺎت اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ‬

‫‪٢١٩‬‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫اﻧﻔﻌﺎﻻ‬
‫ﻓﻛر و ً‬‫وﺛﻘﺎﻓﯾﺔ وﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺗﻔﺎﻋﻠت ﻹﻧﺗﺎﺟﻬﺎ وﺗ ﻌﻣﯾﻘﻬﺎ ﻓﻲ أﺳﻠوب ﺣﯾﺎة اﻷﻓراد ً ا‬
‫وﺳﻠوﻛًﺎ‪.‬‬
‫وﻟﯾس ﺑﺎﻟﺿرورة أن ﺗﻛون اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ وﻟﯾدة ظروف اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﻌﯾﻧﻬﺎ‪ ،‬ﺑل ﻗد‬
‫ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻬزﯾﻣﺔ وﻟﯾدة ظروف ﻧﻔﺳﯾﺔ ﺗﻧﺣرف ﺑﺎﻟﻣزاج اﻟﻌﺎم ﻟﻺﻧﺳﺎن وﺗدﻓﻊ ﺑﻪ إﻟﻰ‬
‫اﻻﻧطواء ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﺔ‪.‬‬
‫وﻫﻧﺎك ﻧوع ﻣن ﻫزﯾﻣﺔ اﻟذات ﻗد ﺗﺗدﺧل ﻋواﻣل اﻟﺗرﺑﯾﺔ أو اﻟوراﺛﺔ او ظروف اﻟﺑﯾﺋﺔ‬
‫اﻷﺳرﯾﺔ ﻓﻲ دﻓﻊ اﻹﻧﺳﺎن إﻟﯾﻬﺎ رﻏﻣﺎ ﻋﻧﻪ‪ ،‬وﻫﻧﺎك أﻣراض ﺗؤدي إﻟﻰ ﻫزﯾﻣﺔ اﻟذات‬
‫وﻫﻲ ﻟﯾﺳت اﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ ﻣﺛل اﻟﺗوﺣد واﻻﻧطواء ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔس واﻻﻧﻔﺻﺎم‪ ،‬وﺑﻌض ﻫذﻩ‬
‫وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﻌب اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﯾﻠﻌب دو ار ﺑﺎر از ﻓﻲ‬
‫ً‬ ‫اﻷﻣراض ﻧﻔﺳﯾﺔ وﺑﻌﺿﻬﺎ ﻋﻘﻠﯾﺔ‪-‬‬
‫اﻟﺣد ﻣن ﺧطورة ﻫذﻩ اﻷﻣراض ﺳواء ﻣن ﺣﯾث ﺗوﻓر ﻣراﻛز اﻟرﻋﺎﯾﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﻌﻘﻠﯾﺔ‬
‫أو ﻣن ﺣﯾث ﺗوﻓر ﻋﯾﺎدات اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ أو ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﻧﺎخ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‬
‫اﻟﺻﺣﻲ اﻟﻣﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ اﺣﺗواء اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌرﺿﯾن ﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟذات‪ ،‬وﺗﻠﻌب اﻷﺳرة‬
‫دو ار ﻓﺎﻋﻼ ﻓﻲ ﻫذا اﻷﻣر ﻟﺗﺟﺎوز ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﻧﺔ ﺑﺄﻗل ﻗدر ﻣن اﻟﺣدة واﻟﺧﺳﺎرة‪ ،‬وأﻗول‬
‫وﻟﻣﺟﺗﻣﻌﻪ‪.‬‬ ‫اﻟﺧﺳﺎرة ﻷن ﺗﻌطل ﻓرد ﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋن اﻟﻺﻧﺗﺎج ﻫو ﺧﺳﺎرة ﻟﻪ وﻷﺳرﺗﻪ‬
‫وﺗﺗﻌدد ﻣﺣددات ﺗﺧﻠﯾق اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺑﺗﺟﻠﯾﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ‪ ،‬إﻻ أن أﻫم ﻣﺎ‬
‫ﯾﻣﻛن أن ﯾﻔﺿﻲ إﻟﻰ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻌرض ﻟﻠﻧﺑذ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻛﺻﯾﻐﺔ‬
‫آﻻﻣﺎ ﻧﻔﺳﯾﺔ ﺗدﻓﻊ ﺑﺎﻟﻔرد إﻟﻰ‬
‫ﻣن ﺻﯾﻎ اﻹﺳﺎءة اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ وﯾﺣدث ﻫذا اﻟﺗﻌرض ً‬
‫اﺳﺗﻣراء ﻣﺷﺎﻋر اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻟﺿﻌف واﻟﻼﺗﻘﺑل وﻣن ﻫﻧﺎ رﺑﻣﺎ ﯾﻠﺟﺄ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى‬
‫اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻼﺷﻌوري إﻟﻰ اﻻﺳﺗﻛﺎﻧﺔ واﻟﻣﺳﺎﯾرة اﻟﻣﻔرطﺔ وﻓﻘدان اﻟﻔﺎﻋﻠﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن دوام إﺧﻔﺎق اﻟﻔرد وﻓﺷﻠﻪ ﻓﻲ ﻛل ﻣﺎ ﯾﻘﺻد ﻣن أﻫم ﻣﺣددات‬
‫ﺗﺧﻠﯾق ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺣﯾن ﯾرى اﻟﻣرء ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ إﺧﻔﺎق وﻓﺷل ﻋﻠﻰ اﻟدوام‬
‫ﯾﺳﻘط ﻓﻲ ﯾدﻩ‪ ،‬ورﺑﻣﺎ اﻧﺗﻬﻰ ﺑﻪ اﻷﻣر إﻟﻰ ﻫذا اﻻﺣﺗﻘﺎر وﺗﻠك اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪.‬‬
‫وﻣﻊ ﻣﺎ ﯾﻛﺗﻧزﻩ اﻟﻔﺷل ﻣن ﻣﺣرﺿﺎت اﻟﺳﻌﻲ ﻟﺗﻌدﯾل اﻟﻣﺳﺎر اﻟﻣﺗﻌﺛر ﻟدى ﺑﻌض‬
‫اﻟﻧﺎس ﻓﺈﻧﻪ ﻟدى ﺑﻌﺿﻬم اﻵﺧر ﯾﺷﻛل إﺣﺑﺎطﺎ ﻻ ﯾرﺟﻰ ﺑرؤﻩ‪ ،‬وﻫذا ﻧوع ﻣن ﻫزﯾﻣﺔ‬

‫‪٢٢٠‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٢‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻟذات أﻣﺎم اﻟﺣﯾﺎة‪ ،‬وﻫﻲ ﻫزﯾﻣﺔ ﺗودي ﺑﺻﺎﺣﺑﻬﺎ إﻟﻲ ﻓﻘدان اﻟﺷﻬﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة‬
‫ذاﺗﻬﺎ‪ ،‬وﻛم ﻣن أﻧﺎس أودت ﺑﻬم ﻫزﯾﻣﺔ اﻟذات إﻟﻲ اﻻﺿﻣﺣﻼل ﺛم اﻟﺗﻼﺷﻲ إن ﻟم‬
‫ﯾﻛن ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﺎدي ﻓﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟروﺣﻲ‪ ،‬ﻓﻠﯾس اﻹﻧﺳﺎن ﻣﺟرد ﺟﺳد‪ ،‬ﻷن ﻫذا‬
‫اﻟﺟﺳد ﯾﻔﻘد ﻓﺎﻋﻠﯾﺗﻪ ﺑل ٕواﻧﺳﺎﻧﯾﺗﻪ إذا أﻫﻣﻠت ﻓﯾﻪ اﻟروح ﺑﻘﺗل اﻟطﻣوح وﻧﺳﯾﺎن ﺣواﻓز‬
‫اﻟﻌﻣل واﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﻣرار اﻟﺣﯾﺎة ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﻣن اﻟوﻋﻲ ﺗرﻓض اﻻﺳﺗﺳﻼم وﺗﻧﺄى‬
‫ﻋن اﻟﺧﻣول واﻟرﻛود ﺑﻣﺣﺎوﻻت ﺗﺟﺎوز اﻟذات اﻟﻣﺣﺑطﺔ إﻟﻲ اﻟذات اﻟﺧﻼﻗﺔ‬
‫واﻟﻣﺑدﻋﺔ‪.‬‬
‫ﻧﺎﻫﯾك ﻋن أن اﻧﺗﻘﺎص اﻵﺧرﯾن وﺗﺣﻘﯾرﻫم ﻟﻠﻣرء ﻋﻠﻰ اﻟدوام ﯾﻔﺿﻲ إﻟﻰ ﺗﻛوﯾن‬
‫ﻓﻛرة ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋن اﻟذات ﻣﻔﺎدﻫﺎ اﻟﻌﺟز وﻗﻠﺔ اﻟﺣﯾﻠﺔ واﻧﻌدام اﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ اﻟذات‪ ،‬واﻻﻗﺗﻧﺎع‬
‫ﺑﺎﻟﻼﻗﯾﻣﺔ وﻋدم اﻟﺟدارة اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ‪ ،‬وﯾﺗﺳق ذﻟك ﻣﻊ ﺗﺻورات أﺑراﻫﺎم ﻣﺎﺳﻠو‬
‫اﻟﺗﻲ ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن ﻋدم إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣرء ﻟﻠﺣب واﻻﺣﺗرام واﻟﺗﻘدﯾر‬ ‫)‪(Maslo,1968‬‬

‫واﻻﻧﺗﻣﺎء ﺗدﻓﻌﻪ ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ اﻟﻛﺂﺑﺔ واﻟﺑﻼدة اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ وﺗﺣول دون ﺗﻧﻔﯾذ رﻏﺑﺗﻪ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق‬
‫وﺑدﻧﯾﺎ إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ﻫذا اﻟﺗﺣﻘﯾق‪.‬‬
‫ﻣﻌرﻓﯾﺎ ً‬
‫اﻟذات ﺣﺗﻰ ٕوان ﻛﺎن ﯾﻣﺗﻠك ً‬
‫ورﺑﻣﺎ ﺗﺗﺧﻠق ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﺿﻌف اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻌﺎم ﺣﯾن ﯾدﺧل‬
‫اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ ﺻراع ﺑﯾن ﻋﻘﻠﻪ وﻣﺷﺎﻋرﻩ ﺣﯾث ﯾﺟد ﻧﻔﺳﻪ ﻋﺎﺟ ًاز ﻋن دﻓﻊ ﻣﺷﺎﻋرﻩ‬
‫واﻟﺧﻼص ﻣن وﺳﺎوﺳﻪ واﻟﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎوﻓﻪ أو ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺻدرﻫﺎ ﻓﻲ ﺑﻌض‬
‫اﻷﺣﯾﺎن‪ ،‬ﻟﯾدرك اﻟﻣرة ﺗﻠو اﻟﻣرة أﻧﻪ ﻣﻊ طﻣوﺣﻪ إﻟﻰ اﻟﺳﯾﺎدة ﻋﻠﻰ اﻷرض وﻏزو‬
‫اﻟﻔﺿﺎء ﻗﺎﺻر ﻋن اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻪ‪.‬‬
‫اﻷﻛﺛر ﻣن ذﻟك أن ﻫذا اﻹﻧﺳﺎن اﻟﺿﻌﯾف ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﺟزم ﺑﺷﻲء ﻣﻘطوع ﻣن‬
‫ﺣوادث اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل‪ ،‬ﻓﻣﻬﻣﺎ أدرك اﻟﻣرء اﻟظروف واﻟﻌواﻣل واﻟﻣؤﺛرات اﻟﺗﻲ ﺗﺣﯾط ﺑﻪ‬
‫ﻟم ﯾﺳﺗطﻊ أن ﯾﻌرف ﻣﺎذا ﺳﯾﺣدث ﻟﻪ ﺑﻌد ﺷﻬر أو ﯾوم أو ﺳﺎﻋﺔ‪ ،‬وﻣن ّﺛم ﻓﺈن‬
‫اﻟﻘﻠق واﻟﺧوف ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻫﻣﺎ اﻟﻬﺎﺟس اﻟﺟﺎﺛم ﻓوق ﺻدر اﻹﻧﺳﺎن اﻟﺣدﯾث‬
‫ﻓﺎﻗدا ﻟوﺟﻬﺗﻪ اﻟﺣﯾﺎﺗﯾﺔ ﺑدﺧوﻟﻪ ﻓﻲ داﺋرة‬
‫اﻟذي ﻓﻘد اﻹﯾﻣﺎن ﺑﻘﯾﻣﺗﻪ و ﻗدراﺗﻪ واﻧدﻓﻊ ً‬
‫اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪.‬‬ ‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ‬

‫‪٢٢١‬‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫ﺋﯾﺳﯾﺎ ﻓﻲ ﺗﺧﻠﯾق اﻟﻬزﯾﻣﺔ‬


‫ﻛﻣﺎ أن ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻔرد ﺑﺿﻌﻔﻪ ﺣﺗﻰ ﻓﻲ أوج ﻗوﺗﻪ ﻋﺎﻣﻼً ر ً‬
‫اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ ،‬وﯾﻛون ﻟﻠﻣرض ﻓﻲ أوﻫن أﺷﻛﺎﻟﻪ وﻣﺳﺑﺑﺎﺗﻪ ﻗوة ﻗﺎﻫرة اﻹﻧﺳﺎن وﻣوﻫﻧﺔ‬
‫ﻟﺻﺣﺗﻪ وﯾﺣد ﻣن ﻧﺷﺎطﻪ وﻗد ﯾﻧﺎل ﻣن ﺟﺳدﻩ وﯾﺿﻌف ﻣن ﻗوﺗﻪ ﻓﯾﺻﺑﺢ ﻋﺎﺟ ًاز ﻻ‬
‫ﻛﺎﻣﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﻔس اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻣن‬
‫ﯾﻘوى ﻋﻠﻰ رﻋﺎﯾﺔ ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬وﯾرﺗب ﻫذا اﻟﺷﻌور ﺧوﻓًﺎ ً‬
‫ﺗﺑدل اﻟﺣﺎل‪ ،‬ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻣرض واﻟﻣوت ﻫﻣﺎ اﻟﻣﺻﯾر اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻓﻠﻣﺎذا اﻟﺷﻘﺎء‬
‫واﻟﻌﻧﺎء؟! ﻫل ﯾوﺟد ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ﻣﺎ ﯾﺳﺗﺣق اﻟﺗﺿﺣﯾﺔ ﺑﺎﻟدﻋﺔ واﻟراﺣﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ؟!‪.‬‬
‫ﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ ﺗﺣت ﻣﺳﻣﻰ اﻟﻬزﯾﻣﺔ‬ ‫)‪(١٩٩٩‬‬ ‫وﯾﻌﺎﻟﺞ ﻣﺎﺟد ﻣورﯾس إﺑراﻫﯾم‬
‫اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﻣﺎ أطﻠق ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺛﻠث اﻟﻘﻬر واﻟذي ﯾﻔﺿﻲ ﺑﺎﻟﺷﺧص إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫اﻻﺳﺗﺳﻼم واﻟﻬزﯾﻣﺔ وﻣﺧﺎﺻﻣﺔ اﻟﻔﻌل اﻹﺑداﻋﻲ واﻟرﻛون إﻟﻰ اﻟﺗﻘﻠﯾد واﻟﺗرﺣﯾب‬
‫ﺑﺎﻟﻣﺄﻟوف واﻟﻣﻌﺗﺎد وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻻﻓﺗﻘﺎد إﻟﻰ اﻹﻗدام ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧﺎطرة وﻓﻘدان اﻟﻬﻣﺔ‬
‫واﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ‪.‬‬

‫ﻗﮭر‬
‫اﻟذات‬

‫اﺳﺗﺳﻼم وھزﯾﻣﺔ‬ ‫ﻗﮭر‬


‫ﻗﮭر‬
‫اﻟﻣﻛﺎن‬
‫اﻟزﻣﺎن‬

‫ﺷﻛل )‪ (٦‬ﻣﺛﻠث اﻟﻘﻬر واﻻﺳﺗﺳﻼم‪ .‬إﻋداد اﻟﺑﺎﺣث‬

‫ﻓﻔﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻘﻬر اﻟذات ﻓﯾﻣﻛن ﺗﻔﻬم دورﻩ ﻓﻲ ﺗﺧﻠﯾق اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ‬
‫ﺧﺎرﺟﺎ ﻋﻧﻪ وﺗﻧظر‬
‫ً‬ ‫ﻫو ﻣﺗﻌﺎرف ﻋﻠﯾﻪ ﻣن أن ذات اﻹﻧﺳﺎن ﻟﯾﺳت ﺟﺳﻣﻪ ﻓﻬﻲ ﺗﻘف‬
‫ﻛﻣوﺿوع‪.‬‬ ‫إﻟﯾﻪ‬

‫‪٢٢٢‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٢‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وﻗد ﺗﻌﺗﺑر ذات اﻻﻧﺳﺎن ﻋﺎﻣﻼً ﻗﺎﻫراً ﯾﺣول دون اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻟﻠﺷﺧص وﺗﻔرض‬
‫ﻋﻠﯾﻪ أدوار ﻣزدوﺟﺔ ﻟﻐرض ﺗﻣﺛﯾل أو اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻣﺎ ﺗﻛﻧﻪ ﻫذﻩ اﻟذات ﻣن رؤى وﺗﻘﯾﯾم‬
‫ﺳﻠﺑﻲ ﻣﻊ اﻧﺧﻔﺎض ﺗﻘدﯾر اﻟذات وﺿﻌف اﻟﺷﻌور ﺑﺟدارة ﻫذﻩ اﻟذات‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻌذر ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ﺗﺟﺎﻫل دور اﻟﺣد اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﺧﻠﯾق اﻟﺷﻌور‬
‫ﺑﺎﻻﻧﻬزام اﻟﻧﻔﺳﻲ أﻣﺎم ﺟﺑروت ﻗﻬر اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ وﻗﻬر اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ "ﻣﺟﺗﻣﻊ‬
‫ﻗﻬر اﻟﻠﻐﺔ ﻛﻣرﻛز اﻟﺗﻛوﯾن اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ وﻣﺎ ﯾﺳود ﻓﯾﻬﺎ ﻣن‬ ‫ال"ﻧﺣن"‪ ،‬ﻓﺿﻼً ﻋن‬
‫واﻹذﻋﺎن‪.‬‬ ‫ﻣﻔردات اﻟطﺎﻋﺔ واﻟﺗﺳﻠﯾم واﻟﺗﺄدب اﻟذي ﯾﻘﺗﺿﻲ اﻟﻣﺳﺎﯾرة‬
‫وﯾؤﺛر اﻟﺣد اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ اﻻﻧﺳﺎن وﯾﻔرض دور ﻣﻌﯾن ﻣن اﻻﻧﺷطﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ‬
‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻣن اﻟﺗرﻛﯾﺑﺎت اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﺑﺎﻟـ"ﻧﺣن" وﺳطوﺗﻬﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟـ"أﻧﺎ" ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌرف واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد واﻟﺗﺻﻧﯾف اﻟﻌرﻗﻲ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪.‬‬
‫ـر ﻣ ـ ــن‬
‫ﻛﻣـ ــﺎ أن اﻟ ـ ــزﻣن ﻛﺣ ـ ــد ﻋ ـ ــﺎم واﻟـ ــزﻣن اﻟ ـ ــذاﺗﻲ ﻛﺣ ـ ــد ﺧ ـ ــﺎص ﻟﻛـ ــل ﻓ ـ ــرد ﻋﻧﺻ ـ ـً ا‬
‫ﻋﻧﺎﺻـراﻟﻘﻬر؛ إذا ﻣــﺎ ﻋــﺎش اﻟﺷــﺧص ﻓــﻲ ﺣــدود ﻣﺎﺿــﯾﻪ واﻧﻛــب ﻓﻘــط ﻋﻠــﻰ اﺟﺗ ـ اررﻩ‪،‬‬
‫ﻓﺿ ــﻼً ﻋ ــن أن ﻣﺣدودﯾ ــﺔ اﻟ ــزﻣن وﺗﺳ ــﺎرع ﺳ ــﻘف اﻵﻣ ــﺎل واﻟطﻣوﺣ ــﺎت واﺗﺳ ــﺎﻋﻬﺎ ﻗ ــد‬
‫ﯾﺟﻌل اﻟﺷﺧص ﯾُ درك اﺳﺗﺣﺎﻟﺔ ﺗﺣﻘﯾق ﻫـذﻩ اﻵﻣـﺎل واﻟطﻣوﺣـﺎت ﻣﻣـﺎ ﯾرﺗـب ﺣﺎﻟـﺔ ﻣـن‬
‫اﻟﺑﻼدة اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻔﺿﻲ ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾـﺔ إﻟـﻰ ﻣـﺎ ﯾﺻـﺢ ﺗﺳـﻣﯾﺗﻪ ﺑـﺎﻟﻣوت اﻟﻧﻔﺳـﻲ ﻛﺗﺟﺳـﯾد‬
‫ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﻓﺗﻘﺎد ﻟﻠﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ واﻟﻼﻣﺑﺎﻻة‪.‬‬
‫ﺗﻠذذا‬
‫وﺗوﻟد ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻘﻬر وﻣﻣﺎرﺳﺎﺗﻪ‪ ،‬ﻓﻲ داﺧل اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻣﻘﻬور‪ ،‬ﻣﺎزوﺷﯾﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ أي ً‬
‫ﺣﺳﺎﺳﺎ ﺑﺎﻟدوﻧﯾﺔ واﺣﺗﻘﺎر اﻟذات واﻟﻘﻠق اﻟوﺟودي واﻻﻏﺗراب‪ .‬وﺗﻧﺗﺞ ﻋﻼﻗﺎت‬
‫ﺑﺎﻟﺗﺄﻟم ٕوا ً‬
‫أﻧﻣﺎطﺎ ﻣن اﻻﺳﺗﻼب واﺿطراب اﻟدﯾﻣوﻣﺔ وﻋﻘد‬
‫ً‬ ‫اﻹﺧﺿﺎع واﻟﻘﻬر‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﺗﺑﺗﻧﯾﻬﺎ‪،‬‬
‫ﻧﻘص ﻓﻲ أﻋﻣق اﻋﻣﺎﻗﻪ‪ .‬ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﻫذا اﻟﻘﻬر واﻟﻌﻧف اﻟﺳﻠطوﯾﯾن ﯾﻠﺟﺄ 'اﻹﻧﺳﺎن‬
‫اﻟﻣﻘﻬور' ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب إﻟﻰ اﻟﺗﻣﺎﻫﻲ ﻣﻊ ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻘﺎﻫر وأﺳﻠوب ﺣﯾﺎﺗﻪ‪ ،‬وﯾذﻫب إﻟﻰ‬
‫ﺗوﺳل اﻟﺑطش واﻟﺗﺳﻠط واﻟﺗﻌﺎﻟﻲ واﻻزدراء واﻟﺗﻌﺳف )ﻣﺻطﻔﻲ ﺣﺟﺎزي‪.(٢٠٠٥ ،‬‬
‫وﯾﻌﯾش اﻟﻣﻘﻬورون ﺻراﻋﺎً داﺧﻠﯾﺎً ﺑﯾن أن ﯾﻛوﻧوا أﻧﻔﺳﻬم وأن ﯾﻛوﻧوا ﻗﺎﻫرﯾﻬم‪ ،‬إﻻ‬
‫أﻧﻬم ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻌون اﻻﻧﻔﻼت ﻣن ﺳﻠطﺔ ﻗﺎﻫرﯾﻬم‪ ،‬ﻓﻬم ﯾرون ﻣن ﻧﻣﺎذج اﻟﻘﺎﻫرﯾن‬

‫‪٢٢٣‬‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫ﺗﺟﺳﯾداً ﻟﻬم وﻟذا ﯾﺄﺗﻲ ﻣوﻗف اﻟﻣﻘﻬورﯾن وﺳﻠوﻛﻬم وﺗﻔﻛﯾرﻫم ﻣﻧﺳﺟﻣﺎً ﻣﻊ‬
‫اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻫرﯾن وﻟﺳﻣﺎﺗﻬم وﻣﻣﺎرﺳﺎﺗﻬم وآراﺋﻬم‪.‬‬
‫وﻟﻌل اﻟﻬروب ﻣن اﻟواﻗﻊ واﻻرﺗﻣﺎء ﻓﻲ ﻓﺿﺎء اﻷﺣﻼم ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻵﻣﺎل واﻟطﻣوﺣﺎت‬
‫أﻣر ﯾﺗﻌذر ﻋﻠﻰ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت ﺗﺟﻧﺑﻪ‪ ،‬ﻣﻊ إﺑداء اﻧﻘﯾﺎد ﻣطﻠق‬
‫اﻟﻣﻘﻬورة ً ا‬
‫ﻟﻶﺧر وﺗﻣﺎﺛل ﻣطﻠق ﻣﻌﻪ‪.‬‬
‫وﻣﺎ ﯾؤﻛد ﻫذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻣﺎ ﯾﺷﺎر إﻟﯾﻪ ﻓﻲ أدﺑﯾﺎت ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ﺑﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﺑث اﻟﺧوف‬
‫وأﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣرﺗﻛزة ﻋﻠﯾﻪ ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل اﻟﺿﺑط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‬
‫واﻋﺗﺑﺎر اﻟﺧوف ﻣﯾﻛﺎﻧﯾزم ﺣﺎﻛم ﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺗﻌﻠﯾم‪،‬‬
‫ﻓﺑﻣﻘدار ﻣﺎ ﺗزداد ﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟﺧوف ﻓﻲ اﻟداﺧل اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ‪ ،‬ﺑﻣﻘدار ﻣﺎ ﺗﺿﯾق ﻣﺳﺎﺣﺔ‬
‫اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺣب واﻟﺷﺟﺎﻋﺔ واﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻛراﻣﺔ واﻟﺗواد واﻟرﺣﻣﺔ ﺣﯾث ﯾﻠﻌب اﻟﻣوت‬
‫اﻟﻧﻔﺳﻲ ﺑﺎﻻﻓﺗﻘﺎد إﻟﻰ اﻟﻬﻣﺔ واﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ دو ًار ﻣﺣورﯾﺎً‪ ،‬إذ ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼﻟﻪ اﻟﻔرار‬
‫ﻣن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻌﺟز وﻗﻠﺔ اﻟﺣﯾﺔ‪ ،‬ﻟﺗﺄﺳﯾس ﻗﺎﻧون ﻗﺎﻧون ﺣﯾﺎة ﻣؤﺳس ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻣﻊ‬
‫ﻟﻶﺧر‪.‬‬ ‫واﻟطﺎﻋﺔ‬
‫ﻓﻐﺎﻟﯾﺎ ﻣﺎ ﺗﺳﯾطر ﻋﻠﻰ ﻣن ﯾﺗﻌرض ﻟﻣﺛل ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﻓﻲ اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬
‫ً‬
‫ﻣﺷﺎﻋر اﻟﺧﺟل واﻻﻧﻌزال ﻋﻠﻰ أﻧﻔﺳﻬم ﻣﻊ ﯾﻘﺗرن ﺑﻬﺎ ﻣن ﺷﻌور ذاﺗﻲ ﺗﺎم ﺑﻌدم‬
‫ﻓﺿﻼ ﻋﻠﻰ اﻹﺣﺳﺎس اﻟﻘﻬري ﺑﺎﻟﻌﺟز‪ ،‬ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻼﻧﻌزال‬
‫ً‬ ‫اﻟﺳﻌﺎدة واﻟﺗﺷﺎؤم‪،‬‬
‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ ‪.‬‬
‫وﻋﻧواﻧﻬﺎ " ﺗوﺟﻬﺎت ﺗﻘوﯾﺔ‬ ‫‪(١٩٩٧) Skaalvik, Einar M.‬‬ ‫وﺗظﻬر دراﺳﺔ إﯾﻧﺎر ﺳﻛﺎﻟﻔﯾك‬
‫اﻷﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل ﺗوﺟﻬﺎت ﻗﻬر اﻷﻧﺎ ‪ :‬اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻬﻣﺔ واﻟﺗوﺟﻪ ﻟﻠﺗﺟﻧب‪،‬‬
‫واﻹﻧﺟﺎز‪ٕ ،‬وادراﻛﺎت اﻟذات‪ ،‬واﻟﻘﻠق" اﻟﺗﺄﺛﯾرات اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﻣﺎ ﺳﻣﺗﻪ ﻗﻬر اﻷﻧﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺑﻧﺎء اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻺﻧﺳﺎن‪ ،‬وﺗﺑدأ اﻟدراﺳﺔ ﺑﺎﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﺑﺣوث اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل‬
‫اﻟداﻓﻌﯾﺔ ﺣددت ﻧوﻋﯾن رﺋﯾﺳﯾﯾن ﻟﺗوﺟﻬﺎت اﻟﻬدف‪ ،‬اﻷول اﻟﺗوﺟﻪ ﻧﺣو اﻟﻣﻬﻣﺔ‪،‬‬
‫واﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﺗوﺟﻪ ﻧﺣو اﻷﻧﺎ‪ ،‬وأﺟرﯾت اﻟدراﺳﺔ ﺑﻬدف اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻرﺗﺑﺎطﯾﺔ‬
‫ﺑﯾنﺑﻌدﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﯾن ﻣن أﺑﻌﺎد ﺗوﺟﻬﺎت اﻷﻧﺎ‪ ،‬ﺑُ ﻌد ﻗﻬر اﻷﻧﺎ ‪ ،self-defeating‬وﺑﻌد‬

‫‪٢٢٤‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٢‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺗﻘوﯾﺔ اﻷﻧﺎ ‪ ،self-enhancing‬وﻛل ﻣن اﻹﻧﺟﺎز اﻟدراﺳﻲ‪ ،‬وﻣﻔﻬوم اﻟذات‪ ،‬وﻓﻌﺎﻟﯾﺔ‬
‫اﻟذات‪ ،‬وﺗﻘدﯾر اﻟذات‪ ،‬واﻟﻘﻠق‪ ،‬واﻟداﻓﻌﯾﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ‪ .‬وﺗﻛوﻧت ﻋﯾﻧﺔ اﻟدراﺳﺔ ﻣن ﻋﯾﻧﺔ‬
‫إﻟﻰ ‪ .٨‬وﻛﺷﻔت اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻋن وﺟودﻋﻼﻗﺔ‬ ‫‪٦‬‬ ‫ﻣن اﻟﺗﻼﻣﯾذ ﻣن ﺗﻼﻣﯾذ اﻟﺻﻔوف ﻣن‬
‫ﻓﺿﻼ‬
‫ً‬ ‫إﺣﺻﺎﺋﯾﺎ ﺑﯾن ﺗوﺟﻪ ﻗﻬر اﻷﻧﺎ ‪ ،‬واﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣرﺗﻔﻊ ﻣن اﻟﻘﻠق‪،‬‬
‫ً‬ ‫ارﺗﺑﺎطﯾﺔ داﻟﺔ‬
‫ﻋن وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ارﺗﺑﺎطﯾﺔ ﺳﻠﺑﯾﺔ داﻟﺔ ﺑﯾن ﺗوﺟﻪ ﻗﻬر اﻷﻧﺎ وﻛل ﻣن اﻟﺗﺣﺻﯾل‬
‫اﻟدراﺳﻲ‪ٕ ،‬وادراﻛﺎت اﻟذات‪ ،‬واﻟداﻓﻌﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻛﺷﻔت اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻋن وﺟود ﻋﻼﻗﺔ‬
‫ارﺗﺑﺎطﯾﺔ إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ داﻟﺔ ﺑﯾن ﺗوﺟﻬﺎت ﺗﻘوﯾﺔ اﻷﻧﺎ وﻛل ﻣن اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ‬
‫واﻹدراﻛﺎت اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻟﻠذات واﻟداﻓﻌﯾﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ‬
‫واﻧﺗﻬت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ أن ﺗوﺟﻬﺎت ﻗﻬر اﻷﻧﺎ ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻷﻛﺛر ً ا‬
‫ﺗﺧﻠﯾق ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺑﻼدة اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ واﻻﻓﺗﻘﺎد ﻟﻠﺣﯾوﯾﺔ وﺗﻌرﯾض اﻟذات ﻟﻣواﻗف اﻹﻫﺎﻧﺔ‪.‬‬
‫وﻣن اﻟﻣﺳﺗﻐرب ﺣﻘًﺎ ﻣﺎ ﺧﻠﺻت إﻟﯾﻪ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺑﻌض اﻟدراﺳﺎت ﻣن أن اﻟﺷﻌور‬
‫ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻻ ﯾﺗﻘﺻر ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻌﺎدﯾﯾن ﺑل ﻗد ﯾﺻﺎب ﺑﻪ اﻷﺷﺧﺎص‬
‫إذﻋﺎﻧﺎ ﻟﻠﺿﻐوط ٕواﻋﻼء‬
‫ً‬ ‫اﻟﻣوﻫوﺑﯾن ﺑل ذوي اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻣن اﻟﻣوﻫﺑﺔ‬
‫ﻷﻫداف أﺧرى ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣوﺟﺑﺎت اﻟﺗﻘﺑل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻻﺳﺗﺣﺳﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‬
‫واﻟﻣرﻏوﺑﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻛﺣﺎﺟﺎت إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ أﺻﯾﻠﺔ رﺑﻣﺎ ﺗدﻓﻊ اﻹﻧﺳﺎن إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺎﯾرة‬
‫إرﺿﺎءا ﻟﻶﺧر‪ .‬وﺗﺗﺟﺳد ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﺎﻋر ﺑﺻورة واﺿﺣﺔ ﻟدى اﻟﻔﺗﯾﺎت‬
‫ً‬ ‫اﻟﻣﻔرطﺔ‬
‫اﻟﻣوﻫوﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ؛ ﺣﯾث ﺗﻣﻠن إﻟﻰ إﺧﻔﺎء ﻣواﻫﺑﻬن واﻟﺗﻧﻛر ﻟﻬﺎ‪،‬‬
‫ﻣﻣﺎ ﯾﺟذر ﺷﻌورﻫن اﻻﻧﻛﺳﺎر اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ أﻧﻔﺳﻬن وﻓﻘًﺎ ﻟﻣﺿﺎﻣﯾن ﻣﺎ‬
‫ﯾﻌرف ﻓﻲ أدﺑﯾﺎت اﻟﻣﺟﺎل ﺑﺎﻟﻧزﻋﺔ إﻟﻰ ﺗﺷﯾﺊ اﻟذات )ﻟﻠﻣزﯾد راﺟﻊ‪ :‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد‬
‫‪.(٢٠١٠‬‬ ‫أﺑو ﺣﻼوة‪،‬‬
‫ﺗﺄﺛﯾرات ﻣﺛل ﻫذﻩ‬ ‫)‪(٢٠٠٧‬‬ ‫وﺗﻧﺎول ﻛل ﻣن داون إم زﯾﻣﺎﻧﺳﻛﻲ وﺳﺗﺎﺳﻲ إل ﻫﯾﻧﻧﺞ‬
‫اﻟوﺿﻌﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺳﺎء ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ واﻟﻔﺗﯾﺎت اﻟﻣوﻫوﺑﺎت ﻣﻧﻬن ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ‬
‫دراﺳﺔ ﺑﻌﻧوان‪ " :‬دور ﺗﺷﯾﺊ اﻟذات ﻓﻲ اﻻﻛﺗﺋﺎب ﻟدى اﻟﻧﺳﺎء‪ :‬اﺧﺗﺑﺎر ﻧظرﯾﺔ‬
‫أوﺿﺣوا ﻓﯾﻬﺎ أن أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬ ‫)‪( Szymanski & Henning,2007‬‬ ‫اﻟﺗﺷﯾﺊ"‬

‫‪٢٢٥‬‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌرض ﻟﻬﺎ اﻹﻧﺎث ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺗﻧﺣو ﺑﻬم ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ إدراك أﻧﻔﺳﻬن ﻛﺄﺷﯾﺎء أو‬
‫ﻛﻣﻔﻌول ﺑﻬن ﻋﻠﻰ اﻟدوام ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻬن ﯾﺗﺑﻧﯾن ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﻣرﻛز اﻟﺗﺣﻛم اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻣﻊ‬
‫اﻻﻧﺧﻔﺎض اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى اﻟداﻓﻌﯾﺔ؛ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ رﺑﻣﺎ ﯾﻛن أﻛﺛر اﺣﺗﻣﺎﻻً ﻟﻠﺗﻌرض‬
‫ﻟﻼﺿطراﺑﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ وﻣن أوﺿﺣﻬﺎ اﻻﻛﺗﺋﺎب‪ ،‬وﯾﻛﻣن ﻣﺛل ﻫذا اﻟﺗﻔﺳﯾر‬
‫وراء ظﺎﻫرة اﻧﺧﻔﺎض اﻹﻧﺟﺎز أو اﻟﺗﺣﺻﯾل ﻟدى اﻹﻧﺎث وﻣﯾﻠﻬن إﻟﻰ اﻟﺧوف ﻣن‬
‫اﻟﻧﺟﺎح‪.‬‬
‫وﯾطــرح ﺑﻌــض اﻟﻌﻠﻣــﺎء ﺗﻔﺳــﯾرات ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ﻟﻬــذﻩ اﻟظــﺎﻫرة‪ ،‬ﻣﻧﻬــﺎ أن اﻻﻋﺗﻘــﺎد ﻓــﻲ اﻟﻘــدرة‬
‫واﻟﺛﻘــﺔ ﻓــﻲ اﻟــذات ﻟــدى اﻹﻧــﺎث اﻟﻣوﻫوﺑــﺎت ﺗﺗﺿــﺎءل وﺗﺗﺂﻛــل ﺑﺎﻟﺗــدرﯾﺞ أﺛﻧــﺎء ﺳــﻧوات‬
‫دور ﻓـﻲ ذﻟـك‪ ،‬وﺗـرﺗﺑط‬
‫اﻟطﻔوﻟﺔ واﻟﻣراﻫﻘﺔ‪ ،‬وﻋـﺎدة ﻣـﺎ ﺗﻠﻌـب ﻋواﻣـل اﺟﺗﻣﺎﻋﯾـﺔ ﻣﺣـددة ً ا‬
‫ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل ﺑﺻـورة ﻋﺎﻣـﺔ ﺑﻣـﺎ ﯾﻌـرف ﺑـﺎﻟﺗﻧﻣﯾط اﻟﺟﻧﺳـﻲ وﻫوﯾـﺔ اﻟـدور وﺗرﺳـﯾﺦ ﺛﻘﺎﻓـﺔ‬
‫اﻻﺣﺗﯾﺎج اﻟداﺋم إﻟﻰ اﻵﺧر واﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﯾﻪ‪ ،‬ﻓﻘد ﺧﻠﺻـت ﻧﺗـﺎﺋﺞ د ارﺳـﺎت اﻟﺣﺎﻟـﺔ اﻟﺗـﻲ‬
‫أن اﻟﻣراﻫﻘ ـ ــﺎت اﻟﻣوﻫوﺑ ـ ــﺎت ﺗﻌـ ـ ـزﯾن‬ ‫)‪(١٩٩٤‬‬ ‫أﺟ ارﻫ ـ ــﺎ ﻛﺎﻻﻫ ـ ــﺎن وﻛﯾوﻧﺟﻬ ـ ــﺎم وﺑﻠ ـ ــوﻛﯾر‬
‫ﺗﻔـ ــوﻗﻬن ﻓـ ــﻲ اﻟﻣدرﺳـ ــﺔ إﻟـ ــﻰ ﻋواﻣ ـ ــل ﺧﺎرﺟﯾـ ــﺔ ﻻ ﻋﻼﻗـ ــﺔ ﻟﻬـ ــﺎ ﺑﻘـ ــدراﺗﻬن اﻟﺷﺧﺻ ـ ــﯾﺔ‬
‫اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﺗﻔوق واﻟﻣوﻫﺑﺔ )‪.(Callahan,Cunningham,&Plucker,1994‬‬
‫وﯾﺷــﯾر ﻋــﺎدل ﻋﺑــد اﷲ ﻣﺣﻣــد )‪ ،٢٠٠٥‬ص‪ (١٧٩ :‬إﻟــﻰ أن اﻟﻣ ـراﻫﻘﯾن اﻷﻛﺛــر ﻣوﻫﺑــﺔ‬
‫ﻣـن أﻫﻣﻬـﺎ‬ ‫‪Social Conformity‬‬ ‫ﯾﺳﺗﺧدﻣون ﺑﻌض اﺳـﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﻣﺳﺎﯾرة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾـﺔ‬
‫ﻓﯾﻣﺎ ﯾري‪:‬‬
‫‪ -‬إﻧﻛﺎر اﻟﻣوﻫﺑﺔ )اﻟﺗﻧﻛر ﻟﻣواﻫﺑﻬم ٕواﺧﻔﺎﺋﻬﺎ(‪ - .‬اﻻﻣﺗﺛﺎل‪ - .‬اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ‪- .‬‬
‫ﺗﻘﺑل اﻷﻗران‪.‬‬
‫ﻓﺈذا أﺿﻔﻧﺎ إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﺧﺻﺎﺋص ﺗﺄﺛﯾرات اﻟﺿﻐوط واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣراﻫﻘﺎت‬
‫اﻟﻣوﻫوﺑﺎت ﻷﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن اﻟﻣراﻫﻘﺎت اﻟﻣوﻫوﺑﺎت أﻛﺛر ﻣﯾﻼً إﻟﻰ اﻟﺗﻧﻛر ﻟﻣواﻫﺑﻬم‬
‫إﯾﺛﺎر ﻟﻠﻣﺳﺎﯾرة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﻣﺗﺛﺎل اﻟذي ﺗﺗﺣدد ﺑﻣوﺟﺑﻪ رﺗﺑﺗﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫ٕواﺧﻔﺎﺋﻬﺎ ً ا‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﺗﺻل اﻟﻘﺑول اﻟرﻓض‪ ،‬أو‬ ‫‪Social Status‬‬ ‫أوﺿﺎع اﻟﻣﻛﺎﻧﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬
‫ﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺎ وﺿﻌﯾﺔ‬
‫ً‬ ‫اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ‪ /‬اﻟﺗﻬﻣﯾش واﻟﺗﺟﺎﻫل‪ ،‬واﻷﻧﺛﻰ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﻻ ﺗﺣﺗﻣل‬

‫‪٢٢٦‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٢‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ إﻟﻰ اﻹﺗﯾﺎن ﺑﺳﻠوﻛﯾﺎت‬
‫ً‬ ‫اﻟرﻓض وﻻ اﻟﺗﻬﻣﯾش واﻟﺗﺟﺎﻫل‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻧدﻓﻊ‬
‫واﻟظﻬور ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﺳﻠوﻛﯾﺔ ﺑل وﻣظﻬرﯾﺔ ﺗدﻓﻊ اﻵﺧر إﻟﻰ ﻗﺑوﻟﻬﺎ واﻟﺗرﺣﯾب واﻻﺣﺗﻔﺎء‬
‫طوﻋﯾﺎ ﻟﺗﻣﯾزﻫﺎ وﻗدراﺗﻬﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻫﺑﺔ‪،‬‬
‫ﺗﻧﻛر ً‬
‫ﺑﻬﺎ ﺣﺗﻰ ٕوان دﻓﻌت ﻟﻘﺎء ذﻟك ً ا‬
‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻻﺳﺗﺳﻼم واﻟرﻛون ﻟﻠواﻗﻊ‪.‬‬
‫وﻗــد ﯾﻛــون اﻟﺷــﻌور ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣــﺔ اﻟﻧﻔﺳــﯾﺔ داﻟــﺔ ﻟﻣــﺎ ﯾﺳــﻣﯾﻪ أﻟﺑــرت إﯾﻠــﯾس ﻓــﻲ ﻧظرﯾﺗــﻪ ﻋــن‬
‫‪Self defeating behaviors‬‬ ‫اﻟﻌﻼج اﻟﻌﻘﻼﻧﻲ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ اﻟﺳﻠوﻛﻲ ﺑﺳﻠوﻛﯾﺎت ﻗﻬر اﻟذات‬
‫اﻟﻧﺎﺗﺟ ـﺔ ﻋــن ﺳــﯾطرة ﺑﻌــض اﻷﻓﻛــﺎر اﻟﻼﻋﻘﻼﻧﯾــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﻔــرد ﺧﺎﺻــﺔ اﻷﻓﻛﺎراﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻼﺟــدارة اﻟﺷﺧﺻــﯾﺔ واﻧﻌ ــدام اﻟﻘﯾﻣــﺔ‪ ،‬وﻣــﺎ ﯾﺻ ــﺎﺣﺑﻬﺎ ﻣــن ﺗﻌﺎﺳــﺔ وﻛﺂﺑ ــﺔ ﺗرﺗ ـب ﻓ ــﻲ‬
‫اﻟﻧﻔس ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﺑﻼدة واﻟﺟﻣود اﻟﺳﻠوﻛﻲ وﻓﻘدان اﻟﻔﺎﻋﻠﯾﺔ واﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺳـ ــﻠوك ﻗﻬـ ــر اﻟـ ــذات ﺑﺄﻧـ ــﻪ "أي ﺳـ ــﻠوك ﻋﻔـ ــوي أو‬ ‫)‪(١٩٨٨‬‬ ‫وﯾﻌـ ــرف ﺑوﻣﺳـ ــﺗﯾر وﺷـ ــﯾر‬
‫&‪(Baumeister‬‬ ‫إﯾذاءا ﻟﻠذات"‬
‫ﻣﻘﺻود ﯾﺻدر ﻣن اﻟﺷﺧص ﯾرﺗب أو ﯾﻣﻛن أن ﯾرﺗب ً‬
‫‪.Scher‬‬ ‫)‪1988‬‬

‫إﻟﻰ أن ﺗﺧﻠﯾق اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟذي ﯾﺗﺑﻧﺎﻩ‬ ‫)‪(٢٠٠٨‬‬ ‫وﯾﺷﯾر ﻋﺑد اﷲ اﻟﺻﺑﯾﺢ‬
‫وﻓﻲ إطﺎر ﻓﻛرة اﻻﺳﺗﻌﻼء اﻟﺣﺿﺎري ﻟﻶﺧر‪ ،‬ﯾﺗم وﻓﻘًﺎ ﻟﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫اﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ‪:‬‬ ‫)‪ (١‬اﻟدﻫﺷﺔ‬
‫ﺣﯾث ﯾﺑرز اﻟﻌدو ﺣﺿﺎرﺗﻪ وﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻣن ﺟﻣﺎل وﻗوة ﻓﯾﺻﺎب ﻣـن ﯾ ارﻫـﺎ ﻣـن اﻹﻏـراء‬
‫ﺑﺎﻟدﻫﺷﺔ وﯾﺳﺗﺳﻠم ﻟﻪ‪ .‬وﻫذا اﻷﺳﻠوب ﯾﺳﺗﺧدم ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻋدة‪ ،‬وﻣﻣـن اﺳـﺗﺧدﻣﻪ‬
‫ﻧ ــﺎﺑﻠﯾون ﻟﻣ ــﺎ اﺳ ــﺗﻌﻣر ﻣﺻ ــر‪ ،‬ﻓﻌ ــرض ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻣﺻـ ـرﯾﯾن ﺑﻌ ــض اﻟﺣﯾ ــل اﻟﻣﯾﻛﺎﻧﯾﻛﯾ ــﺔ‬
‫ﻹظﻬ ــﺎر ﻗ ــوة اﻷﻣ ــﺔ اﻟﻔرﻧﺳ ــﯾﺔ وﺿ ــﻌف اﻟﻣﺻـ ـرﯾﯾن‪ ،‬وﻗ ــد ذﻛ ــر ﺑﻌ ــض ﻫ ــذﻩ اﻟﺣﯾ ــل‬
‫أﺣﯾﺎﻧــﺎ‪ ،‬ﻓﺗﺑــرز‬
‫اﻟﺟﺑرﺗــﻲ ﻓــﻲ ﺗﺎرﯾﺧــﻪ‪ .‬وﻣﻣــن ﯾﺳــﺗﺧدﻣﻪ ﻣؤﺳﺳــﺎت اﻟدﻋﺎﯾــﺔ واﻹﻋــﻼن ً‬
‫ﺟواﻧــب ﻣــن ﻗــوة اﻟﻣﻧــﺗﺞ اﻟﺟدﯾــد ﻣﻣــﺎ ﻻ ﯾﺗوﻗﻌــﻪ اﻟﻣﺷــﺎﻫد‪ ،‬ﻓﯾــؤدي ذﻟــك إﻟــﻰ دﻫﺷــﺗﻪ‪.‬‬
‫وﻣﻣــن ﯾﺳــﺗﺧدﻣﻪ ﻣﻣﺛﻠــو اﻟﺷــرﻛﺎت‪ ،‬ﻓــﻲ ﺗــروﯾﺞ ﺑﺿــﺎﺋﻌﻬم ﺣﯾــث ﯾﻔــﺎﺟﺋون اﻟﻣﺳــﺗﻬﻠك‬
‫ﺑﺟواﻧب ﻣن ﻗوة اﻟﻣﻧﺗﺞ وﻓواﺋدﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻟم ﯾﻛـن اﻟﻣﺳـﺗﻬﻠك ﯾﺗوﻗﻌﻬـﺎ‪ ،‬ﻓﯾﺑـﺎدر إﻟـﻰ ﺷـراء‬

‫‪٢٢٧‬‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫اﻟدﻫﺷﺔ ‪.‬‬ ‫اﻟﺑﺿﺎﻋﺔ‪ .‬واﻟدﻫﺷﺔ ﺗﻌﻧﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻧﺑﻬﺎر وﺟﻣود ﻓﻲ اﻹرادة واﺳﺗﺳﻼم ﻟﻣﺻدر‬

‫)‪ (٢‬ﺗﻐﯾﯾب اﻟﺳﺑل اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺧﯾﺎرات اﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ‪:‬‬


‫وﯾﺻور ﻟﻠطرف اﻟﺿﻌﯾف أن ﺳﺑﯾل اﻟﻧﺟﺎة واﺣد وﻫو ﺳﺑﯾل اﻟﺧﺻـم ﻓﻘـط‪ ،‬ﻓـﺎﻟﺗطوﯾر‬
‫اﻟﺧﺻم ‪.‬‬ ‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺗﻘدم اﻹداري ﻻ ﯾﺗم إﻻ ﻣن ﺧﻼل اﻟطرق اﻟﺗﻲ ﺳﻠﻛﻬﺎ‬

‫‪٢٢٨‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٢‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪ (٣‬اﻟﺗﺟﻬﯾل ﺑﺎﻟﻬوﯾﺔ واﻟﺗﺎرﯾﺦ‪:‬‬
‫ﻓﻣـن ﯾﺟﻬـل ﻫوﯾﺗـﻪ وﺗـﺎرﯾﺦ أﻣﺗـﻪ ﻻ ﯾﺑــﺎﻟﻲ ﺑـﺄي ﺣﺿـﺎرة أﺧـذ‪ ،‬وﻻ ﯾﺟـد ﻓرﻗً ـﺎ ﺑﯾﻧـﻪ وﺑــﯾن‬
‫ﺧﺻ ــﻣﻪ ﻣﻣ ــن ﻻ ﯾرﯾ ــد ﻟ ــﻪ اﻟﺧﯾ ــر‪ ،‬ﻧﺗﯾﺟ ــﺔ ﻻﻓﺗﻘ ــﺎد ﻗدرﺗ ــﻪ ﻋﻠ ــﻰ ﺗﺣدﯾ ــد ﻣﻌﻧ ــﻰ اﻟﺣﯾ ــﺎة‬
‫ﻓﯾﻬﺎ‪.‬‬ ‫واﻟﻬدف ﻣﻧﻬﺎ ودروﻩ‬
‫ورﺑﻣــﺎ ﯾﺟﺳــد اﻻﻓﺗﻘــﺎد ﻟﻠﻬوﯾــﺔ ﻓــﻲ ﺟــزء ﻣﻧــﻪ ﻋﻠــﻰ اﻷﻗــل أﺣــد ﻣﻼﻣــﺢ ﻣــﺎ ﯾﻌــرف ﻓــﻲ‬
‫‪Dissociative‬‬ ‫أدﺑﯾﺎت اﻻﺿطراﺑﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺑﺎﺿطراب ﺗﻔﻛك اﻟﻬوﯾﺔ أو ﺗﺷـذي اﻟﻬوﯾـﺔ‬
‫وﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺷـدﯾدة ﻣـن ﺗﺑﻧـﻲ اﻟﺷـﺧص ﻟﻬـوﯾﺗﯾن ﻣﺗﻌﺎرﺿـﺗﯾن‪ ،‬ﻫوﯾـﺔ‬ ‫‪Identity Disorder‬‬

‫ﺣﺎﻟــﺔ وﻫوﯾــﺔ ﻣﺗﺣﻛﻣــﺔ وﯾﻘﺻــد ﺑﻬوﯾــﺔ اﻟﺣﺎﻟــﺔ ﻫوﯾــﺔ اﻻﻧﺗﺳــﺎب اﻟطﺑﯾﻌــﻲ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣــﺎ ﯾﻘﺻــد‬
‫ﺑﺎﻟﻬوﯾــﺔ اﻟﻣﺗﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻬوﯾــﺔ اﻟﻣ ــروج ﻟﻬــﺎ ﻣــن ﻗﺑــل اﻟﻌ ــﺎﻟم اﻻﻓﺗ ارﺿــﻲ ﺑوﺻــﻔﻬﺎ اﻟﻬوﯾ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﺗﻣﯾزة أو ﻫوﯾﺔ اﻟﺗﻘدم اﻟﺣﺿﺎري واﻻرﺗﻘﺎء اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ واﻟﻣﺳـﺗدﺧﻠﺔ ﻓـﻲ اﻟﺑﻧـﺎء اﻟﻧﻔﺳـﻲ‬
‫ﻟﻠﺷﺧص‪.‬‬
‫وﺗوﻟــد ﺣﺎﻟــﺔ اﻟﺗﻧــﺎﻗض ﻫــذﻩ ﻣــﯾﻼ ﻧﺣــو ﻧﺳــﯾﺎن اﻷﺻــل ﺑﺻــورة ﯾﺗﻌــذر ﺗﻔﺳــﯾرﻫﺎ ﺑﻌواﻣــل‬
‫ﻏﺎﻟﺑــﺎ ﻓــﻲ اﻟﺗﻔﺳــﯾر إﻟــﻰ اﻓﺗ ـراض‬
‫اﻟﻧ ﺳــﯾﺎن اﻟﻣﻌﺗﻣــدة ﻓــﻲ أدﺑﯾــﺎت ﻋﻠــم اﻟــﻧﻔس‪ ،‬وﯾﻠﺟــﺄ ً‬
‫&‪(Wildgoose, Clarke, ,‬‬ ‫وﺟـود ﻋواﻣـل ﻻ ﺷـﻌورﯾﺔ ﺗـدﻓﻊ اﻟﺷـﺧص إﻟـﻰ ذﻟـك اﻟﻧﺳـﯾﺎن‬
‫)‪.Waller , 2001‬‬
‫إﻟـﻰ ﻣﺟﻣوﻋـﺔ أﺧـرى ﻣـن ﻣﺣـددات ﺗﺧﻠﯾــق‬ ‫)‪(٢٠٠٨‬‬ ‫وﯾﺷـﯾر ﻓﯾﺻـل ﺑـن ﺳـﻌود اﻟﺣﻠﯾﺑـﻲ‬
‫اﻟﺷــﻌور ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣــﺔ اﻟﻧﻔﺳــﯾﺔ ﻟﻌــل ﻣــن أﺑرزﻫــﺎ ﻣــﺎ ﺳــﻣﺎﻩ ﺑـــﺎﻟﻔراغ اﻟروﺣـــﻲ؛ إذ ﯾــرى أن‬
‫ﻋﻣﻠﯾـ ــﺎ ﯾﺧ ــدم اﻹﻧﺳـ ــﺎن ﻓﯾـ ــﻪ ﻛـ ــل ﻣـ ــن ﺗﺟـ ــب ﻋﻠﯾـ ــﻪ‬
‫اﻟ ــروح إذا ﻟـ ــم ﺗﺟﻌـ ــل ﻟﻬـ ــﺎ ﺟـ ــدوﻻً ً‬
‫ﺧدﻣﺗﻪ‪،‬اﻧﺷــﻐﻠت ﻫــذﻩ اﻟ ـروح ﺑﺄوﻫــﺎم اﻟﻬزﯾﻣــﺔ واﻟﺿــﻌف‪ ،‬وأﺻــﺑﺣت ﻫﺷــﺔ ﺗﺷــرب ﻛــل‬
‫ﯾﻣﯾﻧﺎ وﻛﻠﻣﺔ ﺷﻣﺎﻻً ‪.‬‬
‫ﺧﺑر‪ ،‬وﺗﺻدق ﻛل ﻧﺑﺄ‪ ،‬ﻓﻛﻠﻣﺔ ﺗﻣﯾل ﺑﻬﺎ ً‬
‫وﯾﺗﺳــق ﻫــذا اﻟ ـرأي ﻣــﻊ ﻣــﺎ ﻫــو ﻣطــروح ﻓــﻲ أدﺑﯾــﺎت ﻋﻠــم اﻟــﻧﻔس ﺗﺣــت ﻣﺳــﻣﻰ ﺧ ـواء‬
‫اﻟﻣﻌﻧـــﻰ واﻟﻔــــراغ اﻟوﺟـــودي ﺑﺗﻔﺳ ــﯾراﺗﻬﻣﺎ اﻟﻣﺳ ــﺗﻘرة ﻓ ــﻲ أدﺑﯾ ــﺎت اﻟﻔﻛ ــر اﻟﺳ ــﯾﻛوﻟوﺟﻲ‬
‫اﻟﻣؤﺳس ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻟوﺟودﯾﺔ واﻟﻧزﻋﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ واﻟﻔﻛر اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ‪.‬‬

‫‪٢٢٩‬‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫ﻛﻣﺎ ﯾﻣﺛل اﻟﻌﯾش ﻓﻲ وﺳـط ﻣﻌـروف ﺑـﺎﻻﻧﻬزام واﺣﺗﻘـﺎر اﻟـذات ﻣﺣ ًـددا رﺋﯾﺳًـﯾﺎ ﻟﻠـدﻓﻊ‬
‫ﺑﺎﺗﺟـﺎﻩ اﻟﺷـﻌور ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣــﺔ اﻟﻧﻔﺳـﯾﺔ‪ ،‬ﻟﺗﺷــرب ﻣـن ﯾﻌـﯾش ﻓــﻲ ﻣﺛـل ﻫﻛــذا وﺳـط ﻟﻣﻧظوﻣــﺔ‬
‫أﻓﻛﺎر وﻣﻌﺎرف ﺗﺳﺗﺣﻘر اﻟذات وﺗﺳﺗﺻﻐر ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻘﯾﻣﺔ اﻵﺧر اﻟﻣﻐﺎﯾر‪.‬‬
‫أﺿــف إﻟــﻰ ﻣــﺎ ﺗﻘــدم ﻣــﺎ ﯾﻔﻌﻠــﻪ اﻟﻛﺑـــت واﻻﺳـــﺗﺑداد واﻟﻘﻬـــر ﻓــﻲ اﻟﺑﻧــﺎء اﻟﻧﻔﺳــﻲ ﻟﻣــن‬
‫ﯾﺗﻌرض ﻟﻪ ﺑﺻورة ﻣﺳـﺗﻣرة‪ ،‬ﻓﻬـو ﻣـن ﺑـﯾن اﻟﻣﺣـددات اﻟﺗـﻲ ﺗﺧﻠـق اﻻﺣﺗﻘـﺎر واﻻﻧﻬـزام‬
‫اﻟﻧﻔﺳــﻲ؛ ذﻟــك أن اﻟﻣــرء إذا ﺣﯾــل ﺑﯾﻧــﻪ وﺑــﯾن اﻟﺗﻌﺑﯾــر ﻋﻣــﺎ ﺑداﺧﻠــﻪ وﻓــرض ﻋﻠﯾــﻪ ﻋــن‬
‫طرﯾــق اﻻﺳــﺗﺑداد واﻟﻘﻬــر ﻣــﺎ ﻻ ﯾرﺗﺿــﯾﻪ أو ﻣ ـﺎ ﻻ ﯾﻘﺑﻠــﻪ واﺳــﺗﻣرت ﻫــذﻩ اﻟﺣﺎﻟــﺔ دون‬
‫اﻧﻔراج أو ﺗﻧﻔـﯾس أﺻـﯾب ﺑﺎﻟﯾـﺄس واﻟﻘﻧـوط وﻣـن ﺛـم ﺑﺎﻹﺣﺑـﺎط وﺣﺗﻘـﺎر اﻟـذات واﻻﻧﻬـزام‬
‫اﻟﻧﻔﺳﻲ‪.‬‬
‫وﻻﺑــد أن ﻧﻠﺗﻔــت اﻟﻧظــر إﻟــﻲ اﻟﻌواﻣــل اﻟﻧﻔﺳــﯾﺔ واﻟذﻫﻧﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻧﺗــﺎب اﻹﻧﺳــﺎن اﻟﻣﻘﻬــور‬
‫ﺣﯾث ﺗﺳوﻗﻪ ﻋﻘدﻩ واﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻪ اﻟﻰ اﻟﺑﺣـث "ﻋـن ﻣﺧطـﺊ ﯾﺣ ﱢﻣﻠـﻪ وزراﻟﻌدواﻧﯾـﺔ اﻟﻣﺗراﻛﻣـﺔ‬
‫داﺧﻠﯾــﺎً‪ ،‬وﯾﻐــدو اﻻﻋﺗــداء ﻣﺷــروﻋﺎً‪ ،‬ﻻ ﯾﺷــﻛل ﻋــدواﻧﺎً ﻋﻠــﻰ ﻗﯾﻣــﺔ إﻧﺳــﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬ﺑــل ﻋﻠــﻰ‬
‫ﻣﺻــدر اﻟﺷــر‪ .‬وﯾﺗطــور اﻻﻋﺗــداء اﻟــﻰ اﻟﺗﻣــﺎﻫﻲ اﻟــذي ﯾﺄﺧــذ أﺷــﻛﺎﻻً ﻋــدة‪ :‬اﻟﺗﻣــﺎﻫﻲ‬
‫ﺑﺄﺣﻛــﺎم اﻟﻣﺗﺳــﻠط‪ ،‬أي ﺗوﺟﯾــﻪ ﻋــدوان اﻟﻣﺗﺳــﻠط اﻟــﻰ ﻧﻔﺳــﻪ وﻟــﯾس ﻟﻠﻣﺗﺳــﻠط ﻓــﻲ ﻋﻣﻠﯾــﺔ‬
‫ﺟﻠــد ﻟﻠــذات واﻟﺣــط ﻣــن ﺷــﺄﻧﻬﺎ واﻻﺳﺗﺳــﻼم ﻟﺷــﻌور اﻟﻬزﯾﻣــﺔ ﻓــﻲ اﻟــداﺧل‪ ،‬واﻟﺗﻣــﺎﻫﻲ‬
‫ﺑﻌــداون اﻟﻣﺗﺳــﻠط‪ ،‬ﺣﯾــث ﺗــﺗﻘﻣص اﻟﺿــﺣﯾﱠﺔ دور اﻟﺟــﻼد‪ ،‬ﻓﺗﻔــرغ ﻣــﺎ وﻗــﻊ ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻣــن‬
‫ﻣظــﺎﻟم ﻋﻠــﻰ ﻣــن ﻫــم أﺿــﻌف ﻣﻧﻬــﺎ‪ ،‬واﻷﺧطــر ﻣــن ذﻟــك ﻫــو اﻟﺗﻣــﺎﻫﻲ ﺑﻘــﯾم اﻟﻣﺗﺳــﻠط‬
‫وأﺳــﻠوﺑﻪ اﻟﺣﯾــﺎﺗﻲ‪ ،‬ﺣﯾــث ﯾــﺗم إﻣﺗﺻــﺎص ﻗــﯾم اﻟظــﺎﻟم واﻟرﻏﺑــﺔ ﻋﻧــد اﻻﻧﺳــﺎن اﻟﻣﻘﻬــور‬
‫ﻟﻠﻌﯾش ﻓﻲ ﻋﺎﻟم اﻟﻣﺗﺳﻠط واﻗﺗﻔﺎء ﺳﯾرﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة واﻟﺳﻠوك واﻟﺗﻔﻛﯾر‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ أن ﺗﺄﺳﯾس ﻧظم اﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺗﻌﻠم ﻋﻠـﻰ آﻟﯾـﺎت ﺗوﻟﯾـد اﻻﺳﺗﺻـﻐﺎر ﻓـﻲ ﻧﻔـس اﻟﻣـﺗﻌﻠم‬
‫وﻋ ــدم اﻟﺛﻘ ــﺔ ﺑ ــﺎﻟﻧﻔس‪ ،‬وﺗرﺑﯾﺗ ــﻪ ﻋﻠ ــﻰ ﻋ ــدم اﻟطﻣ ــوح واﻟﻧﻘ ــﺎش اﻟﺑﻧ ــﺎء واﻟﻧﻘ ــد اﻹﯾﺟ ــﺎﺑﻲ‬
‫ـر ﻣﺧﻠﻘً ـ ــﺎ ﻟﺣﺎﻟـ ــﺔ ﻣـ ــن‬
‫واﻟﻣﻐـ ــﺎﻣرة اﻟﻣﺣﺳـ ــوﺑﺔ واﻹﻗـ ــدام اﻟﻣﻧطﻘـ ــﻲ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻣﺧـ ــﺎطرة‪،‬أﻣـ ـً ا‬
‫اﻟﺣذرواﻟﻬﯾﺑﺔ ورﺑﻣـﺎ ﯾﻔﺿـﻲ ﻣـﻊ اﺳـﺗﻣرار ﻣﻣﺎرﺳـﺔ ﻫـذﻩ اﻵﻟﯾـﺎت إﻟـﻰ ﺗﺧﻠﯾـق ﻣـﺎ ﯾﻌـرف‬
‫ﺑظﺎﻫرة اﻟﻛف اﻟﺳﻠوﻛﻲ واﻟﺗﺑﻠد اﻟﻔﻛري اﻟﻌﺎم‪.‬‬

‫‪٢٣٠‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٢‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وﯾﺟدر اﻟﺗﻧوﯾﻪ ﻛذﻟك‪ ،‬إﻟﻰ أن ﻣظﺎﻫر اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻻﻧﻛﺳﺎر‬
‫ﻗد ﺗﻛون داﻟﺔ ﻓﻲ ﺟزء ﻣﻧﻬﺎ‬ ‫‪(٢٠٠٦) Spiegel‬‬ ‫اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﺎ ﯾﻔﯾد ﺷﺑﯾﺟل‬
‫ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻟﻠﺧﺑرات اﻟﺻﺎدﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻓﺷل اﻟﻣرء ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻓﻲ ﻣن ﺗﺄﺛﯾرات اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‬
‫ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺿﻌف ﺑﻧﺎﺋﻪ اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻌﺎم وﻗﺻور ﻣﻬﺎرات ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﻓﻲ أدﺑﯾﺎت ﻋﻠم اﻟﻧﻔس‬
‫اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ اﻟﻣﻌﺎﺻر اﻟﺻﻣود اﻟﻧﻔﺳﻲ‪ ،‬ﻓﺿﻼً ﻋن اﻓﺗﻘﺎدﻩ إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺎﻧدة اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‬
‫واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﺟزءا ﻣن اﺿطراﺑﺎت اﻟﺿﻐوط‬
‫ﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر ﻗد ﺗﻛون ﻣﺷﺎﻋر اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ً‬
‫اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺻدﻣﺔ ‪ ،Post Traumatic Stress Disorders‬وﺗﺻﺑﺢ ﻫﻲ ﺑذاﺗﻬﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﻣرﺿﯾﺔ‬
‫ﻣﻊ ﺗﺗﺎﻟﻲ ﺧﺑرات اﻟﺗﻌرض ﻟﻠﺻدﻣﺎت واﻟﻔﺷل ﻓﻲ اﻟﻣواﺟﻬﺔ‪ ،‬إذ ﺗﺗﺧﻠق ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ‬
‫اﻷرﺿﯾﺔ ﻣﻼﻣﺢ اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗوﺻﯾف اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫ﻧﻔﺳﯾﺎ ﺑﺎﻣﺗﯾﺎز وﺗﺳﻬم ﻓﻲ ﺗﺧﻠﯾﻘﻪ ﻋواﻣل ذات‬
‫ﻣﺗﻐﯾر ً‬
‫ًا‬ ‫ٕوان ﻛﺎﻧت اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‬
‫ارﺗﺑﺎط ﻣﺑﺎﺷر ﺑﺎﻟﺑﻧﺎء اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻺﻧﺳﺎن ﻛﻣﺎ ﯾﺗﺷﻛل ﻓﻲ ﺳﯾﺎق اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﺛﻘﺎﻓﻲ ﻣﺎ‪،‬‬
‫ﻻ ﯾﻣﻛن ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل إﻏﻔﺎل اﻟدور اﻟرﺋﯾﺳﻲ اﻟذي ﺗﻠﻌﺑﻪ اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺗﺧﻠﯾق اﻟﺷﻌورﺑﺎﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻘد اﺳﺗطﺎﻋت اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻋﺑر آﻟﯾﺎﺗﻬﺎ‬
‫اﻟﻣﺗﻌددة ﻣن ﺗﻐﯾﯾر ﻣﻼﻣﺢ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻷﺻﯾﻠﺔ ﻋﻧد ﻋدد ﻻﯾﺳﺗﻬﺎن ﺑﻪ ﻣن اﻟﻧﺎس ﻓﻲ‬
‫أﺣﯾﺎﻧﺎ وزﺣزﺣت اﻟﻛﺛﯾر‬
‫ً‬ ‫اﻟﺑﻼد اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻹﺳﻼﻣﯾﺔ وأﺳﺳت ﻟوﻋﻲ ﻣﺧﺗﻠف وﻏرﯾب‬
‫ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ واﻟﻘﯾم واﻟﺛواﺑت ﻋﻧد أوﻟﺋك ﻣن ﻣﻛﺎﻧﻬﺎ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻓﻲ اﻟوﻋﻲ وﺑدأ اﻟﻧظر‬
‫إﻟﯾﻬﺎ ﯾﺗﻐﯾر وﻓق ﻣﺎ اﺳﺗﺟد ﻣن ﻓﻛر وﺛﻘﺎﻓﺔ وﻣﺎﯾﺳﺗﺟد ﻟﯾس ﺑﺎﻟﺿرورة أن ﯾﻛون‬
‫ﺻﺣﯾﺣﺎً أو ﺻﺎﺋﺑﺎً أو ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟدﻗﺔ‪.‬‬
‫وﻟﻌ ــل أﺧط ــر ﻣ ــﺎ ﻧﺟ ــم ﻋ ــن اﻟﻌوﻟﻣ ــﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾ ــﺔ دﻓ ــﻊ اﻟﻛﺛﯾـ ـرﯾن ﻟﻠﺗﻔﻛﯾ ــر ﺑﻌﻘﻠﯾ ــﺔ اﻵﺧ ــر‬
‫واﺳﺗﺻــﻐﺎر اﻟــذات ﻣﻘﺎرﻧــﺔ ﺑــﻪ‪ ،‬واﻟﺗﺧﻠــﻲ ﻋــن ﻣﻘوﻣــﺎت اﻟﻔﻛــر وأﺳﺳــﻪ اﻻﺧﻼﻗﯾــﺔ دﻓــﻊ‬
‫ﺑﻘﺿـ ــﺎﯾﺎ ﻻﺗﻘﺑ ـ ــل اﻟﺧ ـ ــﻼف إﻟ ـ ــﻰ واﺟﻬ ـ ــﺔ اﻟﺧ ـ ــﻼف وﺑطرﯾﻘ ـ ــﺔ ﻻﺗ ارﻋ ـ ــﻲ ﺧﺻوﺻ ـ ــﯾﺎت‬
‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻌ ـ ــﺎت وﻣﻌﺗﻘ ـ ــداﺗﻬﺎ اﻟدﯾﻧﯾ ـ ــﺔ ﺛ ـ ــم ﯾ ـ ــﺄﺗﻲ ﻣ ـ ــن ﯾﻘ ـ ــف ﺿ ـ ــد ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﺧﺻوﺻ ـ ــﯾﺎت‬
‫واﻟﻣﻌﺗﻘـدات وﯾﻧﺳــﻔﻬﺎ ﻣــن اﻟــداﺧل وﻫــو ﻣــن أﺑﻧــﺎء ﻫــذﻩ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌــﺎت ﻣﻌﺗﺑـراً ذﻟــك ﻋﻣــﻼً‬

‫‪٢٣١‬‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫اﻧﻔﺗﺎﺣﯾـ ــﺎً وواﻋﯾـ ــﺎً وﺣـ ــﯾن ﺗﺿـ ــﯾق ﺑـ ــﻪ اﻵﻓـ ــﺎق ﯾﻠﺟـ ــﺄ ﻟﻠﺣرﯾـ ــﺔ ﻟﯾﺣﺗﻣـ ــﻲ ﺑﻬ ـ ـﺎ ﻣـ ــن اﻟﻧﻘـ ــد‪،‬‬
‫وﻟﻸﺳــف ﯾﺗﻔــق اﻟﺟﻣﯾ ــﻊ ﻓــﻲ اﻷﺧﯾــر ﻋﻠ ــﻰ ﺣرﯾــﺔ اﻟ ـرأي اﻟﺷﺧﺻ ــﻲ دون اﻟﻧظــر إﻟ ــﻰ‬
‫اﻟﻧﺗـﺎﺋﺞ واﻵﺛـﺎر واﻟﺗﺑﻌـﺎت واﻟﺧـراب اﻟـذي ﯾﺑـدأ ﺑـرأي أو ﻓﻛـرة ﻣﻣﻧوﻋـﺔ ﻣـن اﻟـرﻓض ﻓــﻲ‬
‫واﻟﻔﻛرﯾﺔ‪.‬‬ ‫ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ‬
‫ووﻓﻘً ــﺎ ﻟﻬــذا اﻟﺗﺣﻠﯾــل ﺗﻛﺗﻣــل دواﺋــر ﺗﺧﻠﯾــق اﻟﻬزﯾﻣــﺔ اﻟﻧﻔﺳــﯾﺔ ﺑﻣﻌﻧﺎﻫــﺎ اﻟﻌــﺎم؛ وﺑﺎﻟﺗـ ـﺎﻟﻲ‬
‫وﺟوﺑﯾـ ــﺎ وﯾﻘﺗﺿـ ــﻲ‬
‫ـر ً‬ ‫ﯾﺻـ ــﺑﺢ اﻟﺗﺣـ ــدث ﻋﻧﻬـ ــﺎ وﺗﻧﺎوﻟﻬـ ــﺎ ﺑﺎﻟـ ــدرس واﻟﺑﺣـ ــث اﻟﻌﻠﻣـ ــﻲ أﻣـ ـً ا‬
‫وﺿــﻌﻬﺎ ﻋﻠ ــﻰ أوﻟوﯾ ــﺎت ﺧرطﯾ ــﺔ اﻟﺑﺣــث اﻟﻌﻠﻣ ــﻲ اﻟﺳوﺳ ــﯾوﻟوﺟﻲ واﻟﺳ ــﯾﻛوﻟوﺟﻲ ﻋﻠ ــﻰ‬
‫وﺟﻪ اﻟﺗﺣدﯾد‪.‬‬
‫وﻣــن اﻟﺟواﻧ ــب اﻟﺳــﻠﺑﯾﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟ ــﺔ ﻣــن ﺗـــدﺧل اﻟﻌوﻟﻣـــﺔ ﻓــﻲ ﺣﯾ ــﺎة ﻓﺋــﺔ اﻟﺷ ــﺑﺎب‬
‫ﻓﺗﺗﻣﺛـل ﻓــﻲ ﺗﻘﺑـل اﻟﺷــﻌور اﻟ ازﺋـد ﺑﺎﻹﺣﺑــﺎط واﻟﻣﺑﺎﻟﻐـﺔ ﻓــﻲ اﺳـﺗﺧدام اﻷﺳــﺎﻟﯾب اﻟدﻓﺎﻋﯾــﺔ‬
‫واﻟﺗـﻲ ﺗﺑﻌــد اﻹﻧﺳـﺎن ﻋــن اﻟﺗﻌﺎﻣـل ﻣــﻊ ﻣﺣﯾطـﻪ ﺑواﻗﻌﯾــﺔ وﻣـن ﻫــذﻩ اﻷﺳـﺎﻟﯾب اﻟدﻓﺎﻋﯾــﺔ‬
‫اﻟﺗــﻲ ﺗــﻧﻌﻛس ﻋﻠــﻰ اﻟﺳــﻠوك اﻻﺟﺗﻣــﺎﻋﻲ واﻟﻧﻔﺳــﻲ وﺗﻣﺛــل ﻓــﻲ ﻧﻔــس اﻟوﻗــت ﻣؤﺷ ـرات‬
‫أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪:‬‬
‫اﻻﻧﻛﻔــﺎء ﻋﻠــﻰ اﻟــذات‪ :‬ﻓﻬـﻲ ﺗﺳــﯾر ﻧﺣــو اﻟﺗﻘوﻗــﻊ واﻻﻧﺳـﺣﺎب ﺑــدل ﻣﺟﺎﺑﻬــﺔ اﻟﺗﺣــدﯾﺎت‬
‫اﻟراﻫﻧﺔ واﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻧﻛوص‪ :‬وﯾﻧﻌﻛس ذﻟك ﺑﺎﻷﺷﻛﺎل اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫أ( اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺗﻘﻠﯾد‪ :‬اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻣﺟﺗﻣﻊ ﺟﺎﻣد‪ ،‬ﻣﺗوﺟﻪ ﻧﺣو اﻟﻣﺎﺿﻲ ﯾﺿﻊ‬
‫اﻟﻌرف ﺑدﻻً ﻣن اﻟﻣﺑدأ واﻟﻘﯾﻣﺔ ﻛﻘﺎﻋدة ﻟﻠﺳﻠوك وﻛﻣﻌﯾﺎر ﻟﻠﻧظرة إﻟﻰ اﻷﻣور‪.‬‬
‫ب( اﻟرﺟـــوع إﻟـــﻰ اﻟﻣﺎﺿـــﻲ اﻟﺟﯾـــد‪ :‬اﻟﻧﻛ ــوص ﺑﺎﻟﻣﺎﺿ ــﻲ واﻻﻧﺗﻣ ــﺎء ﺑﺄﻣﺟ ــﺎدﻩ وأﯾﺎﻣ ــﻪ‬
‫اﻟﺳـﻌﯾدة‪ ،‬وﺗﻛـون ﺷـﺎﺋﻌﺔ ﻓـﻲ ﺣـﺎﻻت اﻟﻔﺷـل‪ ،‬وﻫﻧـﺎ ﺗﻛـون ﻋﻣﻠﯾـﺔ ﺗـزﯾﯾن ﻟﻠﻣﺎﺿـﻲ‪ ،‬ﻣـن‬
‫ﺧ ــﻼل طﻣ ــس ﻋﺛ ارﺗ ــﻪ ﻣ ــن ﺟﺎﻧ ــب واﻟﻣﺑﺎﻟﻐ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﺗﺿ ــﺧﯾم ﺣﺳ ــﻧﺎﺗﻪ ﻣ ــن ﺟﺎﻧ ــب آﺧ ــر‬
‫وﻫﻛــذا ﯾﺗﺣــول اﻟﻣﺎﺿــﻲ إﻟــﻰ ﻋــﺎﻟم ﻣــن اﻟﺳــﻌﺎدة واﻟﻬﻧــﺎء أو اﻟﺟــد أو اﻻﻋﺗﺑــﺎر ﯾﻠﻐــﻲ‬
‫اﻟــزﻣن ﻣــن ﺧــﻼل اﺧﺗ ـزال اﻟدﯾﻣوﻣــﺔ إﻟــﻰ ﺑﻌــدﻫﺎ اﻟﻣﺎﺿــﻲ ﻓﻘــط‪ ،‬اﻟﺣﯾــﺎة ﻫــﻲ اﻟﻣﺎﺿــﻲ‬

‫‪٢٣٢‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٢‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وﻻ ﺷﻲء ﻏﯾرﻩ‪ .‬أﻣﺎ اﻟﺣﺎﺿر ﻓﻬو اﻟﻘدر اﻟﺧﺎﺋن اﻟـذي ﯾﺟـب أﻻ ﯾﻘـف اﻹﻧﺳـﺎن ﻋﻧـدﻩ‪.‬‬
‫وأﻣﺎ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻓﻼ ﯾدﺧل ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺑﺎن‪.‬‬
‫اﻹﺳﻘﺎط‪ :‬ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺻﺑﺢ اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ ﻣوﻗف ﻋﺎﺟز ﻋـن اﻟﺗﻌﺎﻣـل ﻣـﻊ اﻷﻣـور اﻟﺣﯾﺎﺗﯾـﺔ‬
‫وﺗﺣدﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬ﯾﺻﺑﺢ ﻛﺛﯾر اﻻﻋﺗﻣﺎدﯾـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻹﺳـﻘﺎط ﺑﻣﻌﻧـﻰ ﺗﺣﻣﯾـل اﻵﺧـرﯾن ﻣﺳـؤوﻟﯾﺔ‬
‫اﻟﻔﺷ ــل‪ ،‬وﻓـ ــﻲ ﺑﻌ ــض اﻷﺣﯾـ ــﺎن ﻫﻧـ ــﺎك ﻣﻐ ــﺎﻻة ﻓـ ــﻲ ﻫـ ــذﻩ اﻟﺣﺎﻟ ــﺔ إذ ﯾﺻـ ــﺑﺢ اﻹﺳـ ــﻘﺎط‬
‫ﻣﯾﻛـﺎﻧﯾزم ﻟﯾﺣـﺎول اﻹﻧﺳــﺎن أو اﻟﺷـﺎب ﻣﻧـﻪ اﻟــﺗﺧﻠص ﻣـن اﻟﻣﺳـؤوﻟﯾﺔ ٕواﻟﻘــﺎء اﻟﻠـوم ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻵﺧر‪.‬‬
‫اﻟﺗﻣﺎﻫﻲ وﯾﺄﺧذ ﻋدة أﺷﻛﺎل‪:‬‬
‫)أ( اﻟﺗﻣـﺎﻫﻲ ﺑﺄﺣﻛـﺎم اﻟﻣﺗﺳـﻠط‪ :‬وﻫـذﻩ ﻣﺷـﺎﻛل ﻧﻔﺳـﯾﺔ وﻟ ﯾﺳـت اﺟﺗﻣﺎﻋﯾـﺔ ٕواﻧﻣـﺎ ﺗﻌﻛــس‬
‫ﻧﻔﺳــﻬﺎ ﻓــﻲ اﻟﺳــﻠوك اﻻﺟﺗﻣــﺎﻋﻲ‪ ،‬وﻫﻧــﺎ ﯾﻛــون اﻹﻧﺳــﺎن اﻟﻣﻘﻬــور واﻟﻣﻐﻠــوب ﻋﻠــﻰ أﻣ ـرﻩ‬
‫ﻓــﻲ ﻋﻣﻠﯾــﺔ اﻟﺗﻣــﺎﻫﻲ ﺑﺄﺣﻛ ــﺎم اﻟﻣﺗﺳــﻠطﻣن ﻧﺎﺣﯾــﺔ ﺗوﺟﯾــﻪ ﻋ ــدوان اﻟﻣﺗﺳــﻠط إﻟــﻰ ﻧﻔﺳ ــﻪ‬
‫وﻟﯾس ﻟﻠﻣﺗﺳﻠط ﻣﻣﺎ ﯾﺷﻛل ﻣﺷﺎﻋر ﺑﺎﻟذﻧب ودوﻧﯾﺔ ﺗﻘﻠـل ﻓـﻲ ﻗﯾﻣـﺔ اﻟـذات وﯾﻧﺧـرط ﻓـﻲ‬
‫ﻋﻣﻠﯾــﺔ ﻧﻔﺳ ــﯾﺔ وﻫــﻲ اﻟﺣ ــط ﻣــن ﻗﯾﻣﺗ ــﻪ ﻛﺈﻧﺳ ــﺎن‪ ،‬وﻗﯾﻣــﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋ ــﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾﻌ ــﯾش ﻣﻌﻬ ــﺎ‬
‫أﺻـﻼً وﺑﺎﻻﺗﺟـﺎﻩ اﻵﺧـر ﯾﻌﻠـﻲ ﻣـن ﺷـﺄن اﻟﻣﺗﺳــﻠط وﯾﺑـﺎﻟﻎ ﻓـﻲ اﻋﺗﺑـﺎرﻩ وﻓـﻲ ﺗﺛﻣـﯾن ﻛــل‬
‫ﻣﺎ ﯾﻣت ﻟﻪ ﺑﺻﻠﺔ‪.‬‬
‫)ب( اﻟﺗﻣﺎﻫﻲ ﺑﻌدوان اﻟﻣﺗﺳﻠط‪ :‬وﻟﯾـﺗﺧﻠص اﻹﻧﺳـﺎن اﻟﻣﻘﻬـور ﻣـن ﻣﺄزﻗـﻪ اﻟـذي ﯾﺣﯾـﺎ‬
‫ﻋن طرﯾق ﻗﻠب اﻷدوار‪ ،‬ﻓﻬو ﯾﻠﻌـب دور اﻟﻘـوي اﻟﻣﻌﺗـدي وﯾﺳـﻘط ﻛـل ﺿـﻌﻔﻪ وﻋﺟـزﻩ‬
‫ﻋﻠــﻰ اﻟﺿــﺣﺎﯾﺎ اﻷﺿــﻌف ﻣﻧــﻪ اﻷﺿــر اﻟﺷــﺑﯾﻪ ﺑــﻪ ﻫــو اﻟﻣــذﻧب‪ ،‬وﻫــو اﻟﻣﻘﺻــر وﻫــو‬
‫ﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﯾﺳــﺗﺣق اﻹﻫﺎﻧــﺔ واﻟﺗﺣطــﯾم‪ .‬وﻣــن ﺧــﻼل اﻟﺗﻣــﺎﻫﻲ ﺑﺎﻟﻣﻌﺗــدي ﯾﺳــﺗﻌﯾد اﻹﻧﺳــﺎن‬
‫اﻟﻣﻘﻬور ﺑﻌـض اﻋﺗﺑـﺎرﻩ اﻟـذاﺗﻲ وﻋﻠـﻰ اﻷدق اﻟوﺻـول إﻟـﻰ وﻫـم اﻻﻋﺗﺑـﺎر اﻟـذاﺗﻲ ﻛﻣـﺎ‬
‫أﻧــﻪ ﯾــﺗﻣﻛن ﻣــن ﺧــﻼل ﻫــذا اﻷﺳ ـﻠوب اﻷوﻟــﻲ ﻣــن ﺗﻌرﯾــف ﻋدواﻧﯾﺗــﻪ اﻟﻣﺗراﻛﻣــﺔ واﻟﺗــﻲ‬
‫ﻛﺎﻧــت ﺗﺗوﺟــﻪ إﻟــﻰ ذاﺗــﻪ‪ ،‬اﻟﺗــﻲ ﺗﻧﺧــر ﻛﯾﺎﻧــﻪ وﺗﺣطــم وﺟــودﻩ‪ .‬ﻫــذا اﻟﺗﻌرﯾــف ﻟﻠﻌدواﻧﯾــﺔ‬
‫ﯾﺻــﺑﻬﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟﺧــﺎرج ﻣــن ﺧــﻼل ﻣﺧﺗﻠــف اﻟﺗﺑرﯾ ـرات اﻟﺗــﻲ ﺗﺟﻌــل اﻟﻌﻧــف ﻣﻣﻛﻧــﺎً ﺗﺟــﺎﻩ‬
‫اﻟﺿـ ــﺣﯾﺔ‪ ،‬وﯾﻔـ ــﺗﺢ اﻟﺳـ ــﺑﯾل أﻣـ ــﺎم ﻋـ ــودة ﻣﺷـ ــﺎﻋر اﻟوﻓـ ــﺎق ﻣـ ــﻊ اﻟـ ــذات‪ ،‬ﺷـ ــرط اﻟﺗ ـ ـوازن‬

‫‪٢٣٣‬‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫اﻟوﺟ ـودي وﺗﺷ ــﺗد اﻟﺣﺎﺟــﺔ ﻟﻠﺿ ــﺣﺎﯾﺎ ﺑﻣﻘ ــدار ازدﯾــﺎد اﻟﻌدواﻧﯾ ــﺔ وﺗوﺟﻬﻬــﺎ ﻧﺣ ــو اﻟﺧ ــﺎرج‬
‫وﻣﻘدار اﻟﻧﻘص ﻓـﻲ اﻟوﻓـﺎق ﻣـﻊ اﻟـذات‪ .‬وﻫـذا ﻣـﺎ ﯾﻔﺳـر ظـﺎﻫر اﻟﻌﻧـف اﻟﻣوﺟـود داﺧـل‬
‫اﻟﺷﺎرع اﻟﻌرﺑﻲ وﺧﺎﺻﺔ ﺑﯾن ﺟﯾل اﻟﺷﺑﺎب‪.‬‬
‫)ج(اﻟﺗﻣﺎﻫﻲ ﺑﻘﯾم اﻟﻣﺗﺳﻠط وأﺳﻠوﺑﻪ اﻟﺣﯾﺎﺗﻲ‪ :‬وﻫذا اﻷﺳـﻠوب ﻣـن اﻷﺳـﺎﻟﯾب اﻟﺧطـرة‬
‫ﻷﻧــﻪ ﯾــﺗم ﺑــدون ﻋﻧــف ظــﺎﻫر‪ ،‬وﺗﻛــون رﻏﺑــﺔ ﻋﻧــد اﻹﻧﺳــﺎن اﻟﻣﻘﻬــور ﻓــﻲ اﻟــذوﺑﺎن ﻓــﻲ‬
‫ﻋــﺎﻟم اﻟﻣﺗﺳــﻠط واﻟظــﺎﻟم وﯾﻘــوم ﺑــﺎﻟﺗﻘرب ﻣــن أﺳــﻠوب ﺣﯾﺎﺗــﻪ وﻗﯾﻣــﻪ وﻣﺛﻠــﻪ اﻟﻌﻠﯾــﺎ‪ .‬وﻫﻧــﺎ‬
‫ﻓــﻲ ﻫــذا اﻷﺳــﻠوب ﯾﺑﺣــث ﻋــن ﺣــل ﻟﻠﺧــروج ﻣــن ﻣﺄزﻗــﻪ اﻟوﺟــودي وﻫﻧــﺎ ﯾﻛــون ﺿــﺣﯾﺔ‬
‫ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻏﺳل دﻣﺎغ ﻣزﻣﻧﺔ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺗﺳﻠط )ﺳﻠطﺎن ﺑن ﻣوﺳﻰ اﻟﻌوﯾﺿﺔ‪.(٢٠٠٤،‬‬
‫ﺧﺎﻣﺳﺎ‪ :‬ﻗﯾﺎس اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪:‬‬
‫ً‬
‫)‪ (٢٠١٢‬ﻓـﻲ إطـﺎر ﺗﻧﺎوﻟﻬـﺎ ﻟﻠﻣظـﺎﻫر‬ ‫‪Jasmin Masquerade‬‬ ‫ـﻛوردي‬
‫ﺗﺷـﯾر ﺟﺎﺳـﻣﯾن ﻣﺎﺳ ا‬
‫اﻟﻣرﺿﯾﺔ ﻟـﺑﻌض اﻟﺣـﺎﻻت اﻟﻧﻔﺳـﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطـﺔ ﺑﺎﻟﺷﺧﺻـﯾﺔ اﻟﻬﺷـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﻬـﺗم ﺑﺎﻷﺑﻌـﺎد‬
‫اﻟﻬﺎﻣﺷ ــﯾﺔ ﻟﻠﺣﯾ ــﺎة أن ﻣـ ــن أﻫ ــم ﻣﻼﻣـ ــﺢ ﻫ ــذﻩ اﻟﺷﺧﺻ ــﯾﺔ اﻻﻧﻛﺳـ ــﺎر اﻟﻧﻔﺳ ــﻲ‪ ،‬وﯾـ ــرى‬
‫اﻟﺑﺎﺣـ ــث أن ﻣـ ــﺎ أﺷـ ــﺎرت إﻟﯾـ ــﻪ ﯾﻣﺛـ ــل ﺗﺟﺳـ ـ ًـﯾدا ﻟظـ ــﺎﻫرة اﺿـ ــطراب اﻟﻬزﯾﻣـ ــﺔ اﻟﻧﻔﺳـ ــﯾﺔ‪،‬‬
‫وﯾﻣﻛن اﻻﺳﺗﻧﺎد إﻟﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣظﺎﻫر وﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﺧﺻـﺎﺋص اﻟﻧﻔﺳـﯾﺔ واﻟﺳـﻠوﻛﯾﺔ اﻟﻣوﺿـﺣﺔ‬
‫ﻓﻲ ﻗﯾﺎس ﻫذا اﻻﺿطراب ‪:‬‬ ‫ﺟدول)‪(٢‬‬ ‫ﻓﻲ‬
‫)‪ (١‬اﻟﺷﻌور ﺑﻌدم اﻻرﺗﯾﺎح ﺣﺎل اﻟﺗواﺟد ﻓﻲ ﻣواﻗف ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺷﺧص ﻣرﻛزًا‬
‫ﻟﻼﻧﺗﺑﺎﻩ ﻣن ﻗﺑل اﻵﺧرﯾن‪:‬‬
‫وﺗﺑﻌــﺎ ﻟطﺑﯾﻌــﺔ ﻣوﻗــف اﻟﺗﻔﺎﻋــل‬
‫وﺗﺧﺗﻠــف ﺗﺟﻠﯾــﺎت ﻫــذا اﻟﻌــرض ﻣــن ﺷــﺧص إﻟــﻰ آﺧــر ً‬
‫اﻟــذي ﯾﺣﺗــوي اﻟﺷــﺧص‪ ،‬ﻓﻘــد ﯾﻠﺟــﺄ ﺷــﺧص ﻣــﺎ إﻟــﻰ ﺟــذب اﻧﺗﺑــﺎﻩ اﻵﺧ ـرﯾن ﻣــن ﺧــﻼل‬
‫اﺳ ــﺗﻣراء ﻟﻌ ــب دور اﻟﺿ ــﺣﯾﺔ واﻟﻣظﻠ ــوم‪ ،‬ورﺑﻣ ــﺎ ﯾﻧ ــدﻓﻊ ﺷ ــﺧص آﺧ ــر ﺑﺎﺗﺟ ــﺎﻩ ط ــرق‬
‫درءا ٕواﺧﻔـ ـ ًـﺎءا‬
‫اﻟﻣﻌﺎﻣﻠـ ــﺔ اﻟﻌدواﻧﯾـ ــﺔ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣـ ــﺎ ﯾﻔﺿـ ــل ﺷـ ــﺧص آﺧـ ــر اﻟﺗﺟﻧـ ــب واﻻﻧﻌ ـ ـ زال ً‬
‫ﻟﺿﻌﻔﻪ أﻣﺎم اﻵﺧرﯾن‪.‬‬
‫وﺗﻧﺟم ﻣﺷﺎﻋر ﻋدم اﻻرﺗﯾﺎح ﻟدى ذوي ﻫذﻩ اﻟﻧوﻋﯾﺔ ﻣن اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺑﺳﺑب اﻧﺧﻔﺎض‬
‫ﺗﻘدﯾر اﻟذات واﻟﺷﻌور ﺑﻌدم اﻟﻘﯾﻣﺔ وﻋدم اﻟﺟدارة اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ‪.‬‬

‫‪٢٣٤‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٢‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪ (٢‬ﻋدم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﺿﻐوط اﻵﺧرﯾن‪:‬‬
‫ﻓﺑﺳﺑب ﺷﻌور اﻟﻔرد ﺑﻌدم اﻟﻘﻣﯾﺔ وﻋدم اﻷﻫﻠﯾﺔ واﻟﺟدارة اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ‪ ،‬ﯾﻧدﻓﻊ ﻟﻠﺑﺣث‬
‫ﻋن اﻟﻘﺑول واﻻﺳﺗﺣﺳﺎن ﻣن ﻗﺑل اﻵﺧرﯾن‪ ،‬ﻋن طرﯾق اﻻﺳﺗﺳﻼم واﻹذﻋﺎن ﻟﻬم‬
‫واﻻﻧﻘﯾﺎد ﻟﺗوﺟﯾﻬﺎﺗﻬم‪.‬‬
‫)‪ (٣‬اﻟﺗﻘﻠب وﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫ﻧﻔﺳﯾﺎ اﻟﺣﺳﺎﺳﯾﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﻔرطﺔ‪ ،‬وﻫو‬
‫ﻣن ﺧﺻﺎﺋص ذوي اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻧﻬزﻣﺔ ً‬
‫داﺋﻣﺎ ﻟﺗﻠﻣس أي إﺷﺎرة وﻟو ﻏﯾر ﻣﻘﺻودة ﺗدﻋم ﺷﻌورﻩ ﺑﺎﻟﻼﺟدارة‬
‫ﻣﻧدﻓﻊ ً‬
‫واﻟﻼﺳﺗﺣﻘﺎق‪ .‬وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﺷﻌورﻫم اﻟﻌﻣﯾق ﺑﺎﻟﺣزن واﻻﺳﺗﯾﺎء ﻣن اﻟذات‬
‫واﻵﺧرﯾن‪ ،‬ﯾﻠﺟﺋون ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب إﻟﻰ ﺣﯾﻠﺔ اﻹﻧﻛﺎر ﻛﻣﯾﻛﺎﻧﯾزم ﺗواﻓق وﻣواﺟﻬﺔ ﻟﺧﻔض‬
‫واﺧﺗزال آﻻﻣﻬم اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻌﻣﯾﻘﺔ ﻋن طرﯾق اﻟﺳﺧرﯾﺔ واﻟﻣﯾل إﻟﻰ اﻟﻔﻛﺎﻫﺔ واﻟﻣزاح‬
‫اﻟداﺋم‪.‬‬
‫وﻟﻛن ﺳرﻋﺎن ﻣﺎ ﺗزول ﻫذﻩ اﻟﺣﯾﻠﺔ ﻟﺗﺣل ﻣﺣﻠﻬﺎ اﻧﻔﺟﺎرات اﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ﻋﻧﯾﻔﺔ ﻷﺑﺳط‬
‫اﻷﺣداث ﻣﻊ اﻟﻠﺟوء ﻟوﺳﺎﺋل ﻣواﺟﻬﺔ ﻏﯾر وظﯾﻔﯾﺔ ﻟﻠﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﺣدة ﻫذﻩ اﻻﻧﻔﺟﺎرات‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﺧﺗﻔﺎؤﻫﺎ ﺑﺳرﻋﺔ‪.‬‬
‫)‪ (٤‬اﻟﺗوظﯾف اﻟداﺋم ﻟﻠﻣظﻬر اﻟﺑدﻧﻲ ﻟﺟذب اﻻﻧﺗﺑﺎﻩ )اﻟﺗﺷﯾؤ(‪:‬‬
‫ﻻ ﯾؤﺳس ذوو اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺗﻘﯾﯾ م ذاﺗﻬم ﻣن رؤﯾﺔ داﺧﻠﯾﺔ‪ ،‬وﯾﻌﺗﻣدون‬
‫داﺋﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾرات اﻵﺧرﯾن‪.‬‬
‫ﻓﻲ ﺗﻘﯾﯾﻣﻬم ﻷﻧﻔﺳﻬم ً‬
‫وﻫم ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﺿﺣﺎﯾﺎ ﻟﺗﺟﺎﻫل آﺑﺎﺋﻬم وﻣﻌﻠﻣﯾﻬم ﻟﺻﻔﺎﺗﻬم اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻣﺛل‬
‫إﻧﺟﺎزاﺗﻬم اﻟدراﺳﯾﺔ وأﻓﻛﺎرﻫم وآراﺋﻬم‪ ،‬وﯾﻠﺟﺄ ﻫؤﻻء اﻷﺷﺧﺎص إﻟﻰ ﺣﯾﻠﺔ دﻓﺎﻋﯾﺔ‬
‫ﺗﻧﻘذﻫم ﻣن ﻣﺛل ﻫذا اﻟﺗﺟﺎﻫل وذﻟك ﺑﺗﺣول ﺗرﻛﯾزﻫم ﻋن ﺳﺟﺎﯾﺎﻫم اﻟداﺧﻠﯾﺔ إﻟﻰ‬
‫اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﻣظﻬرﻫم اﻟﺑدﻧﻲ اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻹﺣداث اﻧطﺑﺎﻋﺎت إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻵﺧرﯾن‬
‫رﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺑﻠﻬم وﺗﻘدﯾرﻫم‪ ،‬وﻫﻧﺎ ﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ أﻣور ﻫﺎﻣﺷﯾﺔ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ‬
‫ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق ﺑﺎﻹﻧﺟﺎزات اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ذات اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟداﺋم‪.‬‬

‫‪٢٣٥‬‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻻﻫﺗﻣﺎم اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ ﻓﯾﻪ ﺑﺎﻟﻣظﻬر اﻟﺑدﻧﻲ‪ ،‬ﯾﻣﯾل ﻫؤﻻء اﻷﺷﺧﺎص إﻟﻰ‬
‫ﺑﻌض ﻣظﺎﻫر اﻟﺗﺧﻧث ﺑﺗوظﯾف ﻧﻐﻣﺎت اﻟﺻوت واﻟﻣؤﺛرات اﻟﺻوﺗﯾﺔ واﻟﺗﺻﻧﻊ‬
‫ﻧﺳﺑﯾﺎ ﺑﯾن ﻗطﺎع ﻋرﯾض ﻣن طﻼب اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ‬
‫اﻟﻛﻼﻣﻲ‪ ،‬وﻫذﻩ ﺣﺎﻟﺔ ﺷﺎﺋﻌﺔ ً‬
‫ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﺿر‪.‬‬
‫)‪ (٥‬أﺳﻠوب ﻛﻼﻣﻲ ﻗﺎﻫر ﻟﻠذات ﻣﻊ اﻻﻓﺗﻘﺎد إﻟﻰ اﻟﺗﺑرﯾر‪:‬‬
‫اﻟﻣﯾل ﻟﺗﻘدﯾم أوﺻﺎف ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﻠذات ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻵﺧرﯾن‪ ،‬ﯾﻬﯾن ﺑﻬﺎ ذاﺗﻪ وﯾﻘﻠل ﻣن‬
‫اﺳﺗﺻﻐﺎر ﻟﻬﺎ وﺗﺳﻔﯾﻬ ً ﺎ ﻟﻘﯾﻣﺗﻬﺎ دوﻧﻣﺎ أدﻟﺔ واﻗﻌﯾﺔ ﺗﺛﺑت ﺻﺣﺔ ﻫذا اﻟﻣﯾل‪.‬‬
‫ًا‬ ‫ﺷﺄﻧﻬﺎ‬
‫‪self-‬‬ ‫)‪ (٦‬اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ ﻋن اﻟﻣﺂﺳﻲ واﻟﻧﻛﺑﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ‬
‫‪:dramatization‬‬
‫ﯾﻣﯾل ذوو اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻌﺎﺳﺔ واﻟﻛﺂﺑﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ ﻣﻊ اﻻﻋﺗﻘﺎد ﺑﺄﻧﻪ ﻻ‬
‫ﯾوﺟد ﻓﻲ اﻟﻛون ﻣن ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﻣﺄﺳﻲ وﻧﻛﺑﺎت ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﺛﻠﻬم‪ ،‬وﯾطﻠق ﻋﻠﻰ ذوي‬
‫" ﺑﺈﺿﻔﺎء طﺎﺑﻊ ﻛﺎرﺛﻲ ﻋﻠﻰ‬ ‫‪Dramatic Type‬‬ ‫ﻫذا اﻟﻣﯾل" ذوو اﻟﻧﻣط اﻟﻣﺄﺳﺎوي‬
‫اﻷﺣداث واﻟﺧﺑرات اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌرﺿون ﻟﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ وﺻف طﺎﺑﻌﻬﺎ اﻟﺳﻠﺑﻲ‪.‬‬
‫)‪ (٧‬اﻟﻣﯾل إﻟﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻣﺄﺳﺎوي‪:‬‬
‫اﻋﺗﻘ ــﺎد اﻟﻔ ــرد أن ﻣ ــﺎ ﺣ ــدث أو ﺳ ــوف ﯾﺣ ــدث ﺳ ــﯾﻛون ﺷ ــﯾﺋﺎ ﻻ ﯾﻣﻛ ــن ﺗﺣﻣﻠ ــﻪ‪ ،‬وﻟ ــن‬
‫ﯾﺳــﺗطﯾﻊ إﯾﻘﺎﻓــﻪ‪ ،‬وﻻ ﯾﻣﻛــن اﻟﺳــﯾطرة ﻋﻠﯾــﻪ‪ .‬وأﻧــﻪ ﯾﺗﺧطــﻰ ﺣــدود ﻗــدرة اﻟﻔــرد ﻟﻣواﺟﻬﺗــﻪ‬
‫ﺑﻧﺟــﺎح ‪ٕ ،‬واذا ﻛــﺎن اﻷﻣــر ﻛــذﻟك ﻓــﺎﻟرﻛون واﻻﺳﺗﺳــﻼم واﻻﻓﺗﻘــﺎد إﻟــﻰ اﻟﺣﯾوﯾــﺔ اﻟذاﺗﯾــﺔ‬
‫اﻟﻧﺗﯾﺟ ــﺔ اﻟﺣﺗﻣﯾ ــﺔ‪ ،‬ﻣﺛ ــﺎل ذﻟ ــك أن ﯾﻌﺗﻘ ــد اﻟﻔ ــرد أن اﻟﻔﺷ ــل ﻣ ــن أﺳـ ـوأ اﻷﻣ ــور‪ ،‬ﻣ ــﻊ أن‬
‫اﻟطﺑﯾﻌﻲ أن اﻟﻔﺷل ﻓرﺻﺔ ﻣن ﻓرص اﻟﺗﻌﻠم اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﯾﻐﺗﻧﻣﻬﺎ اﻹﻧﺳﺎن‪.‬‬
‫ﺋﯾﺳﯾﺎ ﻣن ﻣﺣـددات اﻻﻛﺗﺋـﺎب ﺣﺳـب ﻧظرﯾـﺔ اﻟﻌـﻼج‬
‫ﻣﺣددا ر ً‬
‫وﯾﻣﺛل اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻣﺄﺳﺎوي ً‬
‫‪Belief‬‬ ‫ﻟﻛوﻧـﻪ ﺟ ًـزءا ﻣـن ﻧظـﺎم اﻟﺗﻔﻛﯾـر واﻻﻋﺗﻘـﺎد‬ ‫‪Beck‬‬ ‫اﻟﻣﻌرﻓـﻲ ﻟﻼﻛﺗﺋـﺎب ﻵرون ﺑﯾـك‬
‫ﻟدى اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻛﺗﺋب )ﻋﺑد اﻟﺳﺗﺎر إﺑراﻫﯾم‪ ،١٩٩٨ ،‬ص ص‪.(٢٠٠-١٧١ :‬‬ ‫‪System‬‬

‫)‪ (٨‬اﻟﻘﺎﺑﻠﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﻬواء وﺳرﻋﺔ اﻟﺗﺄﺛر ﺑﺎﻵﺧرﯾن أو اﻟظروف‪:‬‬

‫‪٢٣٦‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٢‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫إذ ﯾوﺟد ﻟدي ذوي اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻗﺻور ﻓﻲ اﻹﺣﺳﺎس ﺑﻬوﯾﺔ اﻷﻧﺎ؛‬
‫ﻓﻐﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻌون ﺗﺣدﯾد ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺣﯾﺎة واﻟﻬدف ﻣﻧﻬﺎ ودورﻫم ﻓﯾﻬﺎ؛ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ‬
‫ً‬
‫ﺗذوب ﺷﺧﺻﯾﺎﺗﻬم ﻓﻲ اﻵﺧرﯾن ﻣﻊ ﺳرﻋﺔ اﻟﺗﺷﺗت واﻻرﺗﺑﺎك ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻌرض‬
‫ﻷﺣداث أو ظروف ﺿﺎﻏطﺔ واﻻﻓﺗﻘﺎد إﻟﻰ اﻟﺗرﻛﯾز واﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻣﺳﺗﻘل‪.‬‬
‫‪SELF-‬‬ ‫واﺳﺗﺧدم ﺑول ﯾﻠﺳﻣﺎ ‪ (٢٠٠٧) PAUL YELSMA‬ﻣﻘﯾﺎس اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻬﺎزﻣﺔ ﻟﻠذات‬
‫‪the Self-Defeating‬‬ ‫وﻫو ﺗطوﯾر ﻟﻣﻘﯾﺎس ﻗﻬر اﻟذات‬ ‫‪DEFEATING PERSONALITY Scale‬‬

‫ﻓﻲ دراﺳﺔ‬ ‫‪(١٩٩٠) Schill‬‬ ‫اﻟذي ﺳﺑق أن أﻋدﻩ ﺗوﻣﺎس ﺷﯾل‬ ‫‪Scale (Schill, 1990),‬‬

‫اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻌﺟز ﻋن ﻗراءة وﺗﻔﺳﯾر اﻻﻧﻔﻌﺎﻻت‪ ،‬واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ واﻟﺳﻠﺑﯾﺔ‪،‬‬


‫وﺧﻠص إﻟﻰ أن أﻫم ﻣﻠﻣﺢ ﻣن ﻣﻼﻣﺢ ﻫذﻩ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺗﻘﯾﯾم اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻟﻠذات واﻟﻣﯾل‬
‫إﻟﻰ إﻫﺎﻧﺔ اﻟذات وﺗﺣﻘﯾرﻫﺎ‪ .‬ووﺿﻊ )‪ (٨‬ﻣﺣﻛﺎت ﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ذوي ﻧزﻋﺔ إﻫزام اﻟذات‬
‫ﺗﺗﻣﺛل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪.١‬ﺗﻔﺿﯾل اﻟﺗواﺟد ﻓﻲ ﻣواﻗف ﺗؤدي إﻟﻰ ﺧﯾﺑﺔ اﻷﻣل واﻟﻔﺷل وﺳوء اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺣﺗﻰ‬
‫ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﺟد ﻓﻲ ﻣواﻗف أﻓﺿل‪.‬‬
‫ٕوان ﻛﺎن ً ا‬
‫‪.٢‬رﻓض اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻣن ﻗﺑل اﻵﺧرﯾن‪.‬‬
‫‪.٣‬اﻟﺗﺟﺎوب اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟذﻧب واﻷﻟم ﻣﻊ اﻷﺣداث اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ‪.‬‬
‫‪.٤‬اﻟﺗﺄﻟم واﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻐﺿب ﻣن اﻵﺧرﯾن ﻣﻊ ﻋدم اﻟﺳﻌﻰ ﻟﺗﻠطﯾﻔﻪ أو ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر‬
‫ﻋﻧﻪ؛ وﻣن ﺛم اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻧﻛﺳﺎر واﻹﻫﺎﻧﺔ‪.‬‬
‫‪ .٥‬رﻓض ﻓرص إﺳﻌﺎد اﻟذات ورﻓض اﻻﻋﺗراف ﺑﺎﻟﺳﻌﺎدة ﺣﺗﻰ ٕوان ﻛﺎن ﯾﺷﻌر‬
‫ﺑﻬﺎ‪.‬‬
‫‪.٦‬اﻟﻔﺷل ﻓﻲ إﻧﻬﺎء اﻟﻣﻬﺎم اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺈﻧﺟﺎز أﻫداﻓﻪ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ﻣﻊ اﻣﺗﻼﻛﻪ اﻟﻘدرة‬
‫ﻋﻠﻰ ذﻟك‪.‬‬
‫‪.٧‬اﻟﻣﯾل إﻟﻰ رﻓض ﻣن ﯾﺗﻌﺎﻣﻠون ﻣﻌﻪ ﺑﻠطف وود‪.‬‬
‫‪.٨‬اﻟﺗﺿﺣﯾﺔ اﻟﻣزﯾﻔﺔ واﺳﺗﻣراء ﻟﻌب دور اﻟﺿﺣﯾﺔ‪.‬‬

‫‪٢٣٧‬‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫وﻣن اﻟﻣﺣﻛﺎت اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﺗﺷﺧﯾص ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﻲ ظل ﺗواﻓر ﺳﻠوﻛﯾﺎت ﻗﻬر‬
‫ٕواﻫزام اﻟذات ﻫذﻩ‪ ،‬أن ﻻ ﺗﻛون ﻧﺎﺗﺟﺔ ﺑﺻورة ﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻠﺗﻌرض ﻟﻧوﺑﺎت ﻣﺗﻛررة ﻣن‬
‫ﺳوء اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺑدﻧﯾﺔ أو اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ أو اﻹﻫﻣﺎل‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﺻﻌب ﺗﺷﺧﯾص ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ‬
‫ووﺿﻊ ﻣن ﺗﺗﺑدى ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺣﻛﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إظﻬﺎرﻩ إﯾﺎﻫﺎ ﻣﻘﺗرﻧﺔ ﺑﺎﻻﻛﺗﺋﺎب‬
‫ﺗﺣت ﻓﺋﺔ اﺿطراب اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻬﺎزﻣﺔ ﻟﻠذات‪.‬‬ ‫‪Major depression‬‬ ‫اﻟرﺋﯾﺳﻲ‬
‫وﺑﻣراﺟﻌــﺔ اﻟﺑﺎﺣــث ﻷدﺑﯾــﺎت اﻟﻣﺟــﺎل ﺗﻌــذر اﻟﺗوﺻــل إﻟــﻰ أي د ارﺳــﺔ اﺳــﺗﻬدﻓت ﻗﯾــﺎس‬
‫وﺗﺷﺧﯾص ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﺄﺧوذ ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟد ارﺳـﺔ اﻟراﻫﻧـﺔ‪ ،‬وﻣـﻊ ذﻟـك‬
‫ﯾﻣﻛن ﻣـن ﺧـﻼل اﻻﺳـﺗﻔﺎدة ﻣـن اﻟﻣﻘـﺎﯾﯾس اﻟﺗـﻲ طرﺣـت ﻟظـﺎﻫرة ﺗﺷـﯾؤ اﻟـذات واﻟﻌﺟـز‬
‫اﻟﻣ ــﺗﻌﻠم واﻋﺗﻘـ ــﺎدات ﻓﻌﺎﻟﯾ ــﺔ اﻟـ ــذات‪ ،‬اﻟﺗوﺻـ ــل إﻟ ــﻰ ﻣﺣﺎوﻟـ ــﺔ أوﻟﯾ ــﺔ ﻟﺻـ ــﯾﺎﻏﺔ ﻣﻘﯾـ ــﺎس‬
‫ﯾﺳــﺗﻬدف ﻗﯾ ــﺎس ﻣؤﺷ ـرات اﻟﻬزﯾﻣ ــﺔ اﻟﻧﻔﺳــﯾﺔ؛ وﻣ ــن ﺛــم اﻟ ــدﻋوة ﻹﻋــداد ﺑطﺎرﯾ ــﺔ ﻟرﺳ ــم‬
‫ﻧﻔﺳﯾﺎ‪.‬‬
‫اﻟﺑروﻓﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻌﺎم ﻟذوي اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻬزوﻣﺔ ً‬
‫وﺑﺗﺣﻠﯾــل أدﺑﯾــﺎت اﻟﻣﺟــﺎل اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑﻣؤﺷ ـرات اﻟﺿــﻌف اﻟﻧﻔﺳــﻲ واﻻﺗﻛﺎﻟﯾــﺔ واﻋﺗﻘــﺎدات‬
‫ﻣﻘﯾﺎﺳـ ــﺎ‬
‫ﻫزﯾﻣ ـــﺔ اﻟـ ــذات واﻟﻌﺟ ـ ـزاﻟﻣﺗﻌﻠم واﻟﺷﺧﺻـ ــﯾﺔ اﻟﻬﺎزﻣـ ــﺔ ﻟﻠـ ــذات‪ ،‬ﯾﻘﺗـ ــرح اﻟﺑﺎﺣـ ــث ً‬
‫ﻟﻠﻬزﯾﻣــﺔ اﻟﻧﻔﺳ ــﯾﺔ ﯾﺗﻛــون ﻣ ــن )‪ (٤٨‬ﻣﻔ ــردة ﻣوزﻋــﺔ ﻋﻠ ــﻰ ﺳ ــﺗﺔ أﺑﻌــﺎد رﺋﯾﺳ ــﯾﺔ وﻣرﻓ ــق‬
‫ﺗﻣﻬﯾدا ﻟﻠﺗﺣﻘق ﻣن ﺻدق اﻟﺗﻛـوﯾن واﻟﺻـدق‬
‫ﻧﺳﺧﺔ ﺗﺣﻛﯾم اﻟﻣﻘﯾﺎس ﺑﻣﻼﺣق اﻟدراﺳﺔ‪ً ،‬‬
‫اﻟﻌﺎﻣﻠﻲ ﻓﻲ دراﺳﺔ ﻻﺣﻘﺔ‪.‬‬
‫ﺳﺎدﺳﺎ‪ :‬اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪:‬‬
‫ً‬
‫اﻧطﻠﻘــت اﻟد ارﺳــﺔ اﻟراﻫﻧــﺔ ﻣــن اﻓﺗ ـراض أن اﻟﻬزﯾﻣــﺔ اﻟﻧﻔﺳــﯾﺔ داﻟــﺔ ﻟﻠﺗﻔﺎﻋــل ﺑــﯾن ﻧــوﻋﯾن‬
‫رﺋﯾﺳــﯾﯾن ﻣ ــن اﻟﻣﺣ ــددات‪ ،‬اﻷول ﻣﺣــددات ﻣﺗﻌﻠﻘ ــﺔ ﺑﺎﻟﺑروﻓﯾ ــل اﻟﻧﻔﺳــﻲ ﻟﻠﺷ ــﺧص ﻣ ــن‬
‫ﺣﯾـ ــث أﺳـ ــﻠوﺑﻪ ﻓـ ــﻲ اﻟﺗﻔﻛﯾـ ــر واﻟﻔﻌـ ــل واﻻﻧﻔﻌـ ــﺎل‪ ،‬واﻟﺛـ ــﺎﻧﻲ ﻣﺣـ ــددات ﻣﺗﻌﻠﻘـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺳـ ــﯾﺎق‬
‫اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟذي ﯾﺣﺗوﯾﻪ‪ .‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻧﺗظم طرق اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣـن اﻟﻬزﯾﻣـﺔ اﻟﻧﻔﺳـﯾﺔ‬
‫ﺣول ﻣﺣورﯾن رﺋﯾﺳﯾﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫اﻟﻣﺣوراﻷول‪ :‬ﺳﺑل اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺳﯾﺎق اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪.‬‬

‫‪٢٣٨‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٢‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪ (١‬إﻗرار أﺳﻠوب اﻟﺗﻘﺑل اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروط ﻟﻸطﻔﺎل ﻓﻲ أﺳﺎﻟﯾب اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ‬
‫اﻟواﻟدﯾﺔ‪.‬‬
‫)‪ (٢‬إﻋﺎدة ﻫﯾﻛﻠﺔ ﻧظم اﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺗﻌﻠﯾم ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻧطﻠﻘﺎت اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﺑﻧﺎء‬
‫واﻟوظﯾﻔﺔ ﺑﺈﻗرار ﻧظم ﺗﻌﻠﯾم وﺗﻌﻠﯾم ﻣرﺗﻛزة ﻋﻠﻰ اﻹﺑداع ﻟﺗﻛوﯾن اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ‬
‫اﻟﻧﺎﺿﺟﺔ اﻟﻣﺳﺗﻧﯾرة اﻟﻘﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾر واﻹﺑداع‪ ،‬ﺑﺗﺄﺻﯾل ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺗﺧﻠﯾق‬
‫اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻹﺑداﻋﻲ ﺑﻧﯾﺔ وﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻓﻲ ﻧظم اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾم‬
‫واﻟﺗﻌﻠم‪ .‬وﻻ ﯾﻣﺛل ﻫذا اﻷﻣر ﺗرﻓًﺎ ﻧظ ًرﯾﺎ ﻧﻛﺗﻔﻲ ﺑﺗردﯾدﻩ ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن‬
‫اﻟﺧطط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗم طرﺣﻬﺎ‪ ،‬ﺑل ﯾﻣﺛل ﺿرورة وﺟود وﺣﺗﻣﯾﺔ ﺑﻘﺎء‬
‫ﻓﻲ ﻋﺎﻟم اﻟﯾوم واﻟﻐد إن أرﯾد ﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎﺗﻧﺎ أن ﻻ ﺗﺧرج ﻣن اﻟﺳﯾﺎق اﻟﻌﺎم‬
‫ﻟﻣﺳﺎر اﻟﺣﯾﺎة‪.‬‬
‫)‪ (٣‬ﺗﯾﺳﯾر ﺳﺑل اﻟﻧﺟﺎح أﻣﺎم اﻷطﻔﺎل ﺑﺈﻋﺎدة ﻫﯾﻛﻠﺔ ﺧﺑرات اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬
‫واﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺗﻌﻠم ﺑﻣﺎ ﯾﺿﻣن إﺷﻌﺎرﻫم ﺑﺎﻟﻛﻔﺎءة واﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ اﻟذات‪ ،‬وﻣﺎ ﻧود‬
‫ﻛل ّﻣﻧﺎ ﯾﺳﻛﻧﻪ ﺷﺧص آﺧر ﻣﻬزوم‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﻧظم اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ‬
‫اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﯾﻪ أن ّ‬
‫واﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺗﻌﻠم ﺟﻌﻠﻪ ﺣﺑﯾس ﻣﻬﻣﻼت اﻟﻔﺷل ﺑﺗوﻓﯾر ﻓرص وﺧﺑرات ﻧﺟﺎح‬
‫ﻣﺗﻧوﻋﺔ؛ ﻷﻧّﻪ إن اﺳﺗﯾﻘض ﻣن اﻟداﺧل ﻓﺟﺄة ﯾﺻﻌب ﻛﺑت ﺟﻣﺎﺣﻪ‪.‬‬
‫)‪ (٤‬ﺿرورة إﺳﻘﺎط اﻷوﻫﺎم اﻟذﻫﻧﯾﺔ اﻟداﻓﻌﺔ ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ اﻟرﻛون ﻟﻠﺗﻘﻠﯾد‪ ،‬وﺗﻔﻛﯾك ﺛﻘﺎﻓﺔ‬
‫اﻟﺧوف ﻓﻲ ﺑﻧﯾﺔ ﻧظم اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺗﻌﻠﯾم‪ٕ ،‬واﻋﺎدة‬
‫اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻟﻠﻣﺗﻌﻠم‪ ،‬وﺗﺿﻣﯾن ﻣﺑدأ "اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺣرﯾﺔ" ﻓﻲ ﺳﯾﺎق ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻌﻠﯾم‬
‫واﻟﺗﻌﻠﯾم‪.‬‬
‫)‪ (٥‬أن ﺗﺳﺗﻬدف وﻛﺎﻻت وآﻟﯾﺎت اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺗﻌﻠم ﺗوطﯾن اﻟﺛﻘﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻧﻔس داﺧل اﻟﻣﺗﻌﻠم واﺳﺗﺣﺿﺎراﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺳﺎﻣﯾﺔ ﻟﻺﻧﺳﺎن‪،‬ﺑﺗﻔﻌﯾل ﻣﺿﺎﻣﯾن‬
‫ﻣﺳﻠﻣﺔ رﺋﯾﺳﯾﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ " اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻛﺎﺋن اﻟوﺣﯾد اﻟراﻏب ﻓﻲ اﻟﺗﺣرر‬
‫اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻟﺳﺎﻋﻲ إﻟﯾﻪ"‪.‬‬

‫‪٢٣٩‬‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫)‪ (٦‬أن ﺗﺳـ ــﺗﻬدف وﻛـ ــﺎﻻت وآﻟﯾـ ــﺎت اﻟﺗﻧﺷـ ــﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾـ ــﺔ واﻟﺗﻌﻠـ ــﯾم واﻟـ ــﺗﻌﻠم ﺗـــــوطﯾن‬
‫اﻟﻬوﯾــــﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾــــﺔ واﻟﺣﺿــــﺎرﯾﺔ واﻟروﺣﯾــــﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣـ ــﻊ ﻓـ ــﻲ أﺳـ ــﺎﻟﯾب اﻟﺗﻧﺷـ ــﺋﺔ‬
‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾـ ــﺔ وﻣﻧـ ــﺎﻫﺞ وأﻧﺷ ـ ــطﺔ وﺧﺑ ـ ـرات اﻟﺗﻌﻠـ ــﯾم واﻟ ـ ــﺗﻌﻠم‪ ،‬ﺑﺗﻔﻌﯾـ ــل ﻣﺳ ـ ــﻠﻣﺔ‬
‫"اﻻﻋﺗ اززﺑﺎﻟﻣﻧﺟز اﻟﺣﺿـﺎري ﻟﻸﻣـﺔ ﯾﺗطﻠـب إﻋـﺎدة إﻧﺗﺎﺟـﻪ ﺑﺗوﺟﻬـﺎت ﻋﺻـرﯾﺔ‬
‫ﺗﻧﻔﺗﺢ ﻋﻠﻰ اﻵﺧر إﻓﺎدة واﺳﺗﻔﺎدة"‪.‬‬
‫اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺳﺑل اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟذات اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻣﻊ ﺗﺳﻠﯾﻣﻧﺎ ﺑﺻﺣﺔ اﻻﻓﺗراض اﻟﻘﺎﺋل ﺑﺄن ﻫزﯾﻣﺔ اﻹﻧﺳﺎن ﻻ ﺗﺄﺗﻲ إﻻ ﻣن اﻟداﺧل‬
‫وأن اﻟﻧﻔس اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻗوة اﻟﻣؤﺛرات اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻻ ﺗﻬزم ﻣن اﻟﺧﺎرج‪ ،‬وﺟب‬
‫ﺗﻔﻌﯾل ﻣﺿﺎﻣﯾن ﻫذا اﻻﻓﺗراض ﻓﻲ ﺑﻧﯾﺔ ﻧظم اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺗﻌﻠﯾم‬
‫ﺑﺎﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻌرف ﻓﻲ أدﺑﯾﺎت ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﺗﻧﻣﯾﺔ ﺧﺻﺎﺋص‬
‫ﻧﻔﺳﯾﺎ أو وﻓﻘًﺎ ﻟﻼﺻطﻼح اﻟﻣﻌﻬود ﻓﻲ أدﺑﯾﺎت ﻋﻠم اﻟﻧﻔس‬
‫اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺻﺎﻣدة ً‬
‫اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ اﻟﻣروﻧﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ‪،Psychological Resilience‬واﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ ﺗﻣﻛن‬
‫اﻟﻣرء ﻣن اﻟﺗواﻓق اﻟﻔﻌﺎل واﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻟﻣﻧﻐﺻﺎت اﻟﺣﯾﺎة وظروﻓﻬﺎ اﻟﺻﺎدﻣﺔ‬
‫ﻣﻊ ﺳرﻋﺔ اﻟﺗﻌﺎﻓﻰ ﻣن ﺗﺄﺛﯾراﺗﻬﺎ اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﺑﺎﻻﻧدﻓﺎع اﻹرادي ﻧﺣو ﺗﺟوﯾد اﻟﺣﯾﺎة‬
‫واﻟﺗﻣﻛﯾن ﻟﻠذات )ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‪.(٢٠١٢ ،‬‬
‫)‪(٢٠٠٢‬‬ ‫‪Reivich, K. & Shatte,A‬‬ ‫وﺗﻌرف ﻛﺎرﯾن رﯾﻔﯾﺗش وأﻧدرو ﺷﺎﺗﻲ‬
‫اﻟﻣروﻧﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ‪ ":‬اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺛﺎﺑرة واﻟﺗﻣﺎﺳك اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﻣﺻﺎﻋب‬
‫وﺿﻐوط اﻟﺣﯾﺎة أو ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺷداﺋد واﻟﻣﺣن"‪.‬‬
‫واﻧطﻼﻗًﺎ ﻣن ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﺗﺣدد رﯾﻔﯾﺗش ﺳﺑﻊ ﻣﻛوﻧﺎت أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺻﻣود اﻟﻧﻔﺳﻲ‬
‫ﺗﻌد أﺳﺎس اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾرى اﻟﺑﺎﺣث ﻣن اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺿﻼً ﻋن ﻛوﻧﻬﺎ ﻣن أﻫم‬
‫ﻣﺣددات اﻟﺗﻧﻌم وﺟودة اﻟﺣﯾﺎة وﻫﻲ‪:‬‬

‫‪٢٤٠‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٢‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ .١‬اﻟوﻋﻲ ﺑﺎﻻﻧﻔﻌﺎﻻت واﻟﻣﺷﺎﻋر وﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ‪.‬‬
‫اﻟﻘدرة اﻷوﻟﻰ ﻫﻲ ﺗﻌرف اﻟﻣرء وﺗﺣدﯾدﻩ ﻟﻼﻧﻔﻌﺎﻻت واﻟﻣﺷﺎﻋر اﻟﺗﻲ ﺗﺳﯾطر ﻋﻠﯾﻪ‪،‬‬
‫وﻋﻧد اﻟﺿرورة‪ ،‬اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﺎﻋر واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت‪.‬‬
‫‪ .٢‬ﺿﺑط اﻻﻧدﻓﺎﻋﺎت اﻟذاﺗﯾﺔ‪.‬‬
‫ﯾﺗﻣﯾزذوو اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﻣروﻧﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺑﺎﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻣل اﻟﻐﻣوض‪،‬‬
‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻧدﻓﻌون ﻫﻛذا ﺑدون وﻋﻲ إﻟﻰ ﺻﻧﻊ واﺗﺧﺎذ ﻗ اررات ﻣﺗﻌﺟﻠﺔ ﻣﺑﺗﺳرة‪ .‬إذ‬
‫ﺗﺄﻣﻠﯾﺎ ﻗﺑل اﺗﺧﺎذ‬
‫ﻫم ﻗﺎدرون ﻋﻠﻰ اﻟﺗرﯾث واﻟﺗدﺑر وﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻷﺷﯾﺎء أو اﻷﺣداث ً‬
‫ﻗرار ﺑﻔﻌل أو ﺗﺻرف ﻣﻌﯾن‪.‬‬
‫‪ .٣‬اﻟﺗﻔﺎؤل‪.‬‬
‫وﯾﻌﻧﻲ ذﻟك أن ﯾﺗﺑﻧﻰ وﯾﺗﺑﻊ اﻹﻧﺳﺎن أﺳﻠوب اﻟوﺻف واﻟﺗﻔﻛﯾر واﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﺗﻔﺎؤﻟﻲ‪.‬‬
‫وﻣﺎ ﻧﻌﻧﯾﻪ ﻫو اﻟﺗﻔﺎؤل اﻟواﻗﻌﻲ اﻟذي ﯾﺑﻌد اﻹﻧﺳﺎن ﻋن اﻟﺗﻬوﯾﻣﺎت اﻟﺧﯾﺎﻟﯾﺔ ﻏﯾر‬
‫اﻗﻌﯾﺎ‪ ،‬ﻛﻣن ﯾدس رأﺳﻪ ﻓﻲ‬
‫ﻫﻼﻣﯾﺎ ﻏﯾر و ً‬
‫ً‬ ‫اﻟﻣﺳﺗﻧدة إﻟﻰ اﻟواﻗﻊ‪ ،‬وﻣن ﯾظﻬرون ﺗﻔﺎؤﻻً‬
‫ﻣﺗﻌﺎﻣﯾﺎ ﻋن اﻟﺣﻘﺎﺋق واﻟواﻗﻊ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﺗﻔﺎؤل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ أو اﻟواﻗﻌﻲ ﻫو ذﻟك‬
‫ً‬ ‫اﻟﺗراب‬
‫اﻟﺗﻔﺎؤل اﻟذي ﯾدﻓﻊ اﻹﻧﺳﺎن ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ ﺣل ﻣﺷﻛﻼﺗﻪ ﻣن ﺧﻼل رؤﯾﺔ اﻟواﻗﻊ ووﺻﻔﻪ‬
‫وﺗﻔﺳﯾرﻩ ﺑدون ﻣزاﯾدة وﺗﻠﻣس ﻛل ﺟواﻧب اﻟﺧﯾر ﻓﯾﻪ‪.‬‬
‫‪ .٤‬اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺳﺑﺑﻲ‪.‬‬
‫وﯾﻌﻧﻲ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﺷﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﻣق ﻓﻲ اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻬﻬﺎ‪ .‬وﻣن‬
‫ﯾﺣﺻﻠون ﻋﻠﻰ درﺟﺎت ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﺗﻲ ﺗﻘﯾس اﻟﻣروﻧﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻫم‬
‫اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎدرون ﻋﻠﻰ اﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟﻣﺷﻛﻼت ﻣن زاوﯾﺎ ﻣﺗﻌددة ﻟﻠﺗﺑﺻر ﺑﻣﺧﺗﻠف‬
‫اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺳﺑﺑﺔ ﻟﻬﺎ واﻟﺣﻠول اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ ﻟﻠﺗﻐﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ .٥‬اﻟﺗﻌﺎطف ‪.‬‬
‫وﯾﻌﻧﻲ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﻗراءة وﻓﻬم اﻧﻔﻌﺎﻻت وﻣﺷﺎﻋر اﻵﺧرﯾن‪ .‬وﻟﻬذﻩ اﻟﻘدرة أﻫﻣﯾ ﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻟﻠﻣروﻧﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﺳﺑﺑﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن ﻫﻣﺎ‪ :‬اﻷول‪ :‬ﯾﺳﺎﻋد اﻟﺗﻌﺎطف اﻷﻓراد ﻋﻠﻰ‬
‫إﻗﺎﻣﺔ واﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن‪ .‬واﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﻌد ﻫذﻩ‬

‫‪٢٤١‬‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫ﺋﯾﺳﯾﺎ ﻣن ﻣﺻﺎدر‬
‫ﻣﺻدر ر ً‬
‫ًا‬ ‫اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎطف‬
‫اﻟﻣﺳﺎﻧدة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻌد ﻋﺎﻣل وﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻻﺿطراﺑﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‬
‫واﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ‪ .‬وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾﺣﺻﻠون ﻋﻠﻰ درﺟﺎت ﻣرﺗﻔﻌﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﺗﻲ ﺗﻘﯾس اﻟوﻋﻲ ﺑﺎﻻﻧﻔﻌﺎﻻت واﻟﻣﺷﺎﻋر وﻓﻬم اﻻﻧﻔﻌﺎﻻت‬
‫واﻟﻣﺷﺎﻋر اﻟذاﺗﯾﺔ‪ ،‬ﯾﻣﯾﻠون أﻛﺛر إﻟﻰ اﻟﺗﻌﺎطف ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻣن ﯾﺣﺻﻠون‬
‫ﻋﻠﻰ درﺟﺎت ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ .٦‬ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟذات‪.‬‬
‫وﯾﻌﻧﻲ ﺑﺑﺳﺎطﺔ ﺷدﯾدة ﺛﻘـﺔ اﻟﻣـرء ﻓـﻲ ﻗدرﺗـﻪ ﻋﻠـﻰ ﺣـل اﻟﻣﺷـﻛﻼت‪ .‬ﻛﻣـﺎ ﺗـرﺗﺑط ﻓﻌﺎﻟﯾـﺔ‬
‫اﻟــذات ﺟزًﺋﯾــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻷﻗــل ﺑﻣﻌرﻓــﺔ اﻟﻣــرء ﻟﻣﻛــﺎﻣن ﻗوﺗــﻪ وﺑــﺎطن ﺿــﻌﻔﻪ وﺗرﻛﯾ ـزﻩ ﻋﻠــﻰ‬
‫ﺣﺳن ﺗوظﯾف ﻣﻛﺎﻣن ﻗوﺗﻪ ﻟﺗﻣﻛﯾﻧﻪ ﻣن اﻟﺗواﻓق اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﻣﻊ أﺣـداث ووﻗـﺎﺋﻊ اﻟﺣﯾـﺎة‪.‬‬
‫وﺗؤﻛد رﯾﻔﯾﺗش ﻋﻠـﻰ اﺧـﺗﻼف ﻣﻔﻬـوم ﻓﻌﺎﻟﯾـﺔ اﻟـذات ﻋـن ﻣﻔﻬـوم ﺗﻘـدﯾر اﻟـذات‪ .‬ﺑﻣﻌﻧـﻰ‬
‫آﺧــر أن ﻓﻌﺎﻟﯾــﺔ اﻟــذات ﻟﯾﺳــت ﻣﺟــرد رﺿــﺎ اﻟﻣــرء ﻋــن ذاﺗــﻪ‪ ،‬ﺑــل إﻧﻬــﺎ ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻣــن‬
‫اﻟﻣﻬﺎرات اﻟﻣرﺗﻛزة ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة اﻟﺗﻣﻛن ﻣن اﻟﺗواﻓق ﻣﻊ أﺣـداث ووﻗـﺎﺋﻊ اﻟﺣﯾـﺎة اﻹﯾﺟﺎﺑﯾـﺔ‬
‫واﻟﺳﻠﺑﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ .٧‬اﺗﺧﺎذ اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﻣﺣﺳوﺑﺔ‪.‬‬
‫وﯾﻘﺻــد ﺑــذﻟك ﺣﺳــﺑﻣﺎ ﺗــرى رﯾﻔﯾــﺗش اﻻﺳــﺗﻌداد ﻟﻺﻗــدام ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺧــﺎطرة اﻟﻣﺣﺳــوﺑﺔ أو‬
‫اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ‪ .‬وﻣن ﯾﺣﺻﻠون ﻋﻠﻰ درﺟـﺎت ﻣرﺗﻔﻌـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻣﻘـﺎﯾﯾس اﻟﻣروﻧـﺔ اﻟﻧﻔﺳـﯾﺔ ﻟـدﯾﻬم‬
‫رﻏﺑ ــﺔ ٕوارادة وﻗﺎﺑﻠﯾ ــﺔ ﻋﺎﻟﯾ ــﺔ ﻟﺗﺟرﯾ ــب اﻷﺷ ــﯾﺎء واﻻﻋﺗﻘ ــﺎد ﺑ ــﺄن اﻟﻣﺣﺎوﻟ ــﺔ واﻟﺧط ــﺄ ﺑ ــل‬
‫ﺟزءا ﻣن اﻟﺣﯾﺎة‪.‬‬
‫أﺣﯾﺎﻧﺎ ً‬
‫واﻟﻔﺷل ً‬
‫وأﻛدت رﯾﻔﯾﺗش ﻋﻠﻰ أن ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻟﯾﺳـت ﻛﺎﻣﻠـﺔ أو ﻟﯾﺳـت ﻧﻬﺎﺋﯾـﺔ‪ ،‬إﺿـﺎﻓﺔ إﻟـﻰ أﻧـﻪ‬
‫ﻟــﯾس ﻣــن اﻟﻣﺣــﺗم أن ﯾﺣﺻــل اﻹﻧﺳــﺎن ﻋﻠــﻰ درﺟــﺎت ﻣرﺗﻔﻌــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻫــذﻩ اﻷﺑﻌــﺎد أو‬
‫أﯾﺿـﺎ ﻋﻠـﻰ أﻧـﻪ ﻟﻛـﻲ ﻧزﯾـد‬
‫اﻟﻣﻛوﻧﺎت اﻟﺳـﺑﻌﺔ ﻟدﻣﻐـﻪ ﺑﺧﺎﺻـﯾﺔ اﻟﻣروﻧـﺔ اﻟﻧﻔﺳـﯾﺔ‪ .‬وﺗﻔﯾـد ً‬
‫ﻣــن وﺳــﻊ اﻟﻣروﻧــﺔ اﻟﻧﻔﺳــﯾﺔ ﻟــدى اﻟﺑﺷــر ﻋﻠﯾﻧــﺎ أوﻻً أن ﻧﺣــدد أي ﻣــن اﻟﻌواﻣــل اﻟﺳــﺑﻊ‬

‫‪٢٤٢‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٢‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻟﻣﺷــﺎر إﻟﯾ ـﻬـﺎ ﻫــم أﻗوﯾــﺎء ﻓﯾــﻪ‪ ،‬واﻟﺑــدء ﺑﻣﻛــﺎﻣن اﻟﻘــوة أوﻻً ﺛــم اﻻﻧﺗﻘــﺎل ﺑﻌــد ذﻟــك إﻟــﻰ‬
‫اﻷﺑﻌﺎد اﻷﺿﻌف‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﻧوﻫت رﯾﻔﯾﺗش ﺑﺻورة ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ ﺳﻣﺔ أو ﻋﺎﻣل اﻟﺗﻌﺎطف ﻋﻠﻰ‬
‫اﻋﺗﺑﺎر أﻧﻪ ﻓﯾﻣﺎ ﺗرى اﻟﻐراء اﻟذي ﯾﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾن‬
‫اﻟﻧﺎس‪ .‬وﻣن اﻟﻣﻬم أن ﻧؤﻛد أﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن رﯾﻔﯾﺗش ﺗرى أن ﺑﻌض اﻷﻓراد‬
‫ﻟدﯾﻬم ﻧزﻋﺔ أو ﻣﯾل طﺑﯾﻌﻲ ﻧﺣو اﻟﺳﻠوك واﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﻣﻣﺛﻠﺔ ﻟﻠﻣروﻧﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ ،‬إﻻ‬
‫أن ﻛل ﻣﺎ ﺗﺗﺿﻣﻧﻪ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﯾﻣﻛن ﺗﻧﻣﯾﺗﻪ ٕواﺛراؤﻩ ﻣن ﺧﻼل ﺑراﻣﺞ اﻟﺗدرﯾب‬
‫واﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺳﺎﺑﻌﺎ‪ :‬اﺳﺗﻧﺗﺎﺟﺎت ﺗﺄﻣﻠﯾﺔ‪:‬‬
‫ً‬
‫أﺛﺎرت اﻟدراﺳﺔ اﻟراﻫﻧﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺗﺄﻣﻼت اﻟذاﺗﯾﺔ ﻟدى اﻟﺑﺎﺣث‪ ،‬رﺑﻣﺎ ﯾﻛون ﻣن‬
‫اﺳﺗﻛﻣﺎﻻ ﻟﻠﺗوﺻﯾف اﻟﻌﺎم ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ وﻓﻘًﺎ ﻟﻣﻌﻧﺎﻫﺎ‬
‫ً‬ ‫اﻟﻣﻔﯾد ﺗﺿﻣﯾﻧﻬﺎ‬
‫اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻪ‪ ،‬وﯾﻣﻛن ﺗﻠﺧﯾﺻﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫)‪ (١‬ﯾﻣﯾل اﻟﺑﺷر إﻟﻰ أن ﯾﺣﯾﻠوا اﻟواﻗﻊ اﻟﻣﺣﺳوس إﻟﻰ ﻛﯾﺎن ﺧﺎص‪ ،‬وﯾﺧﻠﻌون ﻋﻠﯾﻪ‬
‫ﻟﻐﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺷﺎﻋرﻫم اﻟذاﺗﯾﺔ‪ ،‬ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﯾﺗرﺟﻣون ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ‬
‫أﺣﺎﺳﯾﺳﻬم ورؤﯾﺗﻬم ﻟﻸﻣور ﻣوظﻔﯾن ﻣﺎﻣروا ﺑﻪ ﻣن ﺗﺟﺎرب وﺧﺑرات‪ ،‬ﻷن‬
‫ﻣﻌﯾﻧﺎ ﺗﺣددﻩ ﺗﺟﺎرﺑﻬم‪ ،‬وﻣﺎﻗد ﻣروا ﺑﻪ ﻣن‬
‫ً‬ ‫ﻧظرﺗﻬم ﻟﻬذا اﻟواﻗﻊ ﺗﺄﺧذ طﺎﺑﻌﺎً‬
‫ﺿﻐوط ﻧﻔﺳﯾﺔ وﻗﺿﺎﯾﺎ ﺗﻣﺛل ﻟﻬم ﺧﺑرات ﻣؤﻟﻣﺔ؛ ﻟذا ﯾﺟب أن ﯾٌﺻﺎر إﻟﻰ إﻋﺎدة‬
‫ﻗراءة ﻣﺎ ﺳﻣﻰ ﺑظﺎﻫرة اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ أرﺿﯾﺔ اﻟﻣﻧﺣﻰ اﻟظﺎﻫرﯾﺎﺗﻲ‬
‫ﻛﻣﻧﺣﻲ ﻓﻠﺳﻔﻲ ﻟﻪ ﺗﺿﻣﯾﻧﺎت ﻧﻔﺳﯾﺔ‪.‬‬
‫واﻟﻣﻧﺣﻰ اﻟظﺎﻫرﯾـﺎﺗﻲ"اﻟﻔﻧوﻣﻧوﻟوﺟﻲ" ﯾﻧﺳـب اﻟﻔﺿـل ﻓـﻲ ﺗﺄﺳﯾﺳـﻪ ﻟﻠﻔﯾﻠﺳـوف اﻷﻟﻣـﺎﻧﻲ‬
‫إدﻣوﻧد ﻫوﺳﯾرل‪ ،‬وﯾﻣﻛن اﻻﺳﺗﻧﺎد إﻟﻰ ﻫذا اﻟﻣﻧﺣﻰ ﻓـﻲ ﺗﺣﻠﯾـل إد ارﻛـﺎت ذوي اﻟﺷـﻌور‬
‫ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣ ــﺔ اﻟﻧﻔﺳ ــﯾﺔ ﻟﻠ ــذات واﻵﺧـ ـرﯾن واﻟﻌ ــﺎﻟم؛ ﻟﻛوﻧ ــﻪ ﻣﻧﺣ ــﻰ ﻓﻠﺳ ــﻔﻲ ﺗﺣﻠﯾﻠ ــﻲ ذا أﺑﻌ ــﺎد‬
‫ﻧﻔﺳﯾﺔ ﯾرﻛز ﻋﻠﻰ ﺗﻧﺎول اﻟﺗﺟﺎرب اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟﻛﺑرى ﺑـﺎﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠـﻰ ﻓﻛـرة ﻋﺎﻣـﺔ ﻣﻔﺎدﻫـﺎ‬
‫ﺧﺎﺻــﺎ ﺑﻬــﺎ ﺗﻘﺗﺿــﯾﻪ طﺑﯾﻌــﺔ ﻣــﺎ‬
‫ﻧوﻋﯾــﺎ ً‬
‫أن "ﻟﻛــل ﺗﺟرﺑــﺔ ﻣــن اﻟﺗﺟــﺎرب اﻹﻧﺳــﺎﻧﯾﺔ ﺷــﻛﻼً ً‬

‫‪٢٤٣‬‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫ﻧﺣ ــن ﺑﺻـ ــدد ﺗﺣﻠﯾﻠ ــﻪ‪ ،‬ﺑﺈﺣﺎﻟﺗـ ــﻪ إﻟ ــﻰ ﻣﯾﻛﺎﻧﯾزﻣـ ــﺎت ﻣﺣ ــددات ﺗﺧﻠﯾﻘـ ــﻪ ﻛﺣﺎﻟ ــﺔ ﺷـ ــﻌورﯾﺔ‬
‫ﺧﺎﻟﺻ ــﺔ وارﺗﺑﺎطﺎﺗ ــﻪ ﺑﺎﻷﻓﻌ ــﺎل اﻟﻘﺻ ــدﯾﺔ وﻏﯾ ــر اﻟﻘﺻ ــدﯾﺔ‪ ،‬ﻋﻠ ــﻰ اﻋﺗﺑ ــﺎر أن اﻟﺷ ــﻌور‬
‫اﻟﺧــﺎﻟص واﻟﻔﻌــل اﻟﻘﺻــدي وﻏﯾــر اﻟﻘﺻــدي ﻣﺑــدأ ﻛــل ﻣﻌرﻓــﺔ " )ﻟﻠﻣزﯾــد ارﺟــﻊ‪ :‬ﻓﯾﻠﯾــب‬
‫ﻫوﻧﻣﺎن & إﺳﺗﯾل ﻛوﻟﯾش ‪ ،٢٠٠٢‬ﺑﺳﺎم ﻓطوس‪. (٢٠٠٦ ،‬‬
‫)‪(٢‬اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾٌﻌﺗﻘد ﺣﺎﻟﺔ وﺟودﯾﺔ ﺗرﺗﺑط ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﻛوﻧﻬﺎ‬
‫اﻟﻣرء ﻋن ﻧﻔﺳﻪ وﻋن اﻟﺣﯾﺎة وﻋن اﻟﻐرض ﻣﻧﻬﺎ؛ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن أي اﺧﺗﻼل ﻓﻲ‬
‫ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﯾﻔﺿﻲ إﻟﻰ ﺗﺧﻠﯾق ظروف ﻣواﺗﯾﺔ ﻟﺗﻌزﯾزﻫﺎ وﺗوﺳﯾﻊ ﻧطﺎﻗﻬﺎ ﺣﺗﻰ‬
‫ﺗﺻل ﻓﻲ أﻗﺻﻰ درﺟﺎﺗﻬﺎ إﻟﻰ ﺷل ﻓﻌﺎﻟﯾﺎت اﻟﺷﺧص ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة‪.‬‬
‫)‪(٣‬اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ داﻟﺔ ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﻧﻛﺳﺎر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻺﻧﺳﺎن ﺑﻣﺎ ﯾﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ﻣن‬
‫ﺷﻌور ﺑﺎﻟدوﻧﯾﺔ واﻹﺣﺑﺎط وﻓﻘدان اﻟﻬﻣﺔ واﻟﺑﻼدة اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ واﻹذﻋﺎن ﻟﻶﺧر‬
‫وﻟﻠظرف واﻟﺳﯾﺎق؛ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﺗﺧﻠص ﻣﻧﻬﺎ ﯾﻘﺗﺿﻲ ﻣن اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﯾن ﻓﻲ‬
‫اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟطب ﻧﻔﺳﯾﺔ ﺗوﺻﯾف ﻣﺣددات ﺗﺧﻠﯾﻘﻬﺎ وﺳﯾﺎق‬
‫ذﻟك اﻟﺗﺧﻠﯾق ودﯾﻧﺎﻣﯾﺎﺗﻪ أﻛﺛر ﻣن اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ اﻟوﺟداﻧﯾﺔ واﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ‪.‬‬
‫)‪(٤‬اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺗﺟﺳﯾد ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿﯾﺎع اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺻف ﻣن‬
‫ﯾﻌﯾﺷون ﺑدون أﻫداف واﺿﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة‪ ،‬وﻟﯾس ﻟدﯾﻬم اﺗﺟﺎﻩ إﯾﺟﺎﺑﻲ ﻧﺣو‬
‫اﻟﺣﯾﺎة ﯾﺿﺑط إﯾﻘﺎع ﺗﺻرﻓﺎﺗﻬم وﻛﺄﻧﻬم ﯾدورون ﺑﺣﻠﻘﺔ ﻣﻔرﻏﻪ وﯾﻘﻌون ﺿﺣﺎﯾﺎ‬
‫اﻻﻫواء واﻟﻣﺻﺎﻟﺢ وﻋدم ظﻬور اﻟرؤﯾﺔ ﺑﺷﻛل واﺿﺢ ‪ .‬ﻓﺎﻟواﻗﻊ ﯾﻘول إن اﻟﺿﯾﺎع‬
‫ﻫو اﻟﻌدو اﻷﻛﺑر ﻟﻼﻧﺳﺎن وزﯾﺎدة اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺿﯾﺎع ﯾﻧذر ﺑﻌواﻗب وﺧﯾﻣﺔ أﻗﻠﻬﺎ‬
‫ﻓﻘدان اﻟﺛﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔس وﺗدﻫور اﻟﺻﺣﺔ واﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻬﺎﻣﺷﯾﺔ وأﻋﻼﻫﺎ اﻻﺳﺗﺳﻼم‬
‫واﻟرﻛون ﻟﻠواﻗﻊ واﻟﻣوت اﻟﻧﻔﺳﻲ ‪ ،Psychological Death‬واﻟﻣوت اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻣظﻬر‬
‫رﺋﯾﺳﻲ ﻣن ﻣظﺎﻫر ﺗﺷﯾﺊ اﻟذات ﻓﺎﻹﻧﺳﺎن ﻣوﺟود ﺑﺟﺳﻣﻪ وﯾﻌﯾش ﻣﻊ اﻟﻧﺎس‬
‫وﯾﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻬم وﻟﻛن ﻣﺷﺎﻋرﻩ وأﺣﺎﺳﯾﺳﻪ ﻣﻌطﻠﻪ‪ ،‬ﻓﻬو ﻣﺛل اﻵﻟﺔ ﯾﺄﻛل وﯾﺷرب‬
‫ﺳﻠوﻛﯾﺎ‬
‫ً‬ ‫وﯾﻧﺎم وﯾﺣﺗﻘر وﯾﻬﯾن وﯾزدري وﯾﺣﺳد وﯾﻛرﻩ وﯾﯾﺄس وﯾﺗﺷﺎﺋم وﯾﻘﻧط وﯾﺗﺑﻠد‬
‫)ﻟﻠﻣزﯾد راﺟﻊ‪.( Snyder 1994:‬‬

‫‪٢٤٤‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٢‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وأﻫم ﺧﺎﺻﯾﺔ ﻟوﺻف اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺗﺟدد واﻟﻣﺛﺎﺑرة‪ ،‬ﻓﺎﻟﺣﯾﺎة اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ‬
‫ﺻﯾرورة وظﯾﻔﯾﺔ واﻧﺑﺛﺎق داﺋم ﻟﻠﺗﺟدد واﻟﺗﺣول اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻓﻘدت ﺣﯾﺎة اﻹﻧﺳﺎن‬
‫ﻛﺎﺋﻧﺎ ًﺣﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى‬
‫ﺧﺎﺻﯾﺔ اﻟﺗﺟدد واﻟﻣﺛﺎﺑرة واﻟﺗﺣول اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ‪ ،‬أﺻﺑﺢ ً‬
‫وﻣﻔﺗﻘدا ﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻟﺑﻬﺟﺔ واﻟﺳرور )ﻟﻠﻣزﯾد‬
‫ً‬ ‫ﻓﺎﻗدا ﻟﻛل ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ وﺣﯾوﯾﺔ‪،‬‬
‫اﻟﺑﯾوﻟوﺟﻲ ً‬
‫راﺟﻊ‪ :‬ﻧدرﻩ اﻟﯾﺎزﺟﻲ‪. (٢٠١١ ،‬‬
‫وﯾﻌﺑر ﻋن ﻫذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ذﻟك اﻟﺗوﺻﯾف اﻟﻣﺻور اﻟذي ﺗظﻬرﻩ اﻟﺻورة اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ وﻣﺎ‬
‫ﻛﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن ﺗﻌﻠﯾق‪.‬‬

‫ﻫﯾﺎ أﺣﺿر ورﻗﺔ وﻗﻠم‪ ،‬وﺗﻌﺎل ﻛﻲ ﺗﻛﺗب ﻧﻌﯾك * أدري أﻧﻪ ﻣطﻠب ﺷؤم‪ ،‬ﻟﻛن‬
‫اﻟﻣﻐزى ﻣﻧﻪ ﺟد ﻣﻬم‬

‫)‪(٥‬اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺗﺟﺳﯾد ﻟﻣﺎ ﯾﺻﺢ ﺗﺳﻣﯾﺗﻪ ﺑﺎﻟﻌﺑودﯾﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ؛ ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﺗﺳﻠﯾم‬
‫اﻟﻣرء إر ًادﯾﺎ ﻟزﻣﺎم أﻣرﻩ ﻵﺧر ﯾﻔﻛر ﻟﻪ وﯾﺧطط ﻟﻪ وﯾرﺳم ﻟﻪ ﻣﻼﻣﺢ ﺣﯾﺎﺗﻪ وﺟﻬﺔ‬
‫وﻣﺻﯾرا‪.‬‬
‫ً‬
‫)‪(٦‬اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺗﺟﺳﯾد ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻔراغ اﻟروﺣﻲ وأن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿﯾﺎع اﻟﻧﻔﺳﻲ ذات‬
‫ﻣﻐﺎل‬
‫ٍ‬ ‫ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺎﻟﻔراغ اﻟروﺣﻲ‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾؤدي إﻟﯨﯾﻪ ﻣن ﺗﻣﺳك‬
‫ﻣﺎض وﻟﻰ وﻻ ﺳﺑﯾل إﻟﻰ‬
‫ٍ‬ ‫ﺑﻣظﺎﻫر ﻫﺎﻣﺷﯾﺔ ﻟﺗدﯾن ﻫﺎﻣﺷﻲ وﺑﺎﻟﺣﻧﯾن إﻟﻰ‬
‫اﺳﺗﻌﺎدﺗﻪ إﻻ ﻓﻲ أذﻫﺎن اﻟﻣﻛﺑﻠﯾن ﺑﺎﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻧﻬزام ﺑﺗوﻫم اﻟﺗﻣﯾز واﻟزﻫو ﺑﻪ ﻓﻲ‬
‫ﻣواﺟﻬﺔ اﻵﺧر‪ ،‬أو ﺑﺈﺻطﻧﺎع زﻫد ﻣزﯾف ﻛﻬروب ﻣن واﻗﻊ طﻐﻰ‪.‬‬

‫‪٢٤٥‬‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫)‪(٧‬اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺗﺟﺳﯾد ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺿﻌﺎف اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻣﻔﺿﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻘﺎﻋس‬


‫وﻓﻘﺎ‬
‫واﻓﺗﻘﺎد اﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ واﻟرﻛون واﻻﺳﺗﺳﻼم ﻟﻠواﻗﻊ واﻟوﺟﻬﺔ واﻟﻣﺳﺎر‪ ،‬وﺗﻣﺛل ً‬
‫ﻟﻠﻔﻬم اﻟدﯾﻧﻲ ظﻠم ﺑﯾن ﻟﻠذات‪ ،‬ﯾﻘول اﻟﺣق ﺗﺑﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺳم اﷲ اﻟرﺣﻣن اﻟرﺣﯾم‬
‫ِﯾن‬
‫ﺗَﺿﻌﻔ َ‬
‫ُﻧﺗُم ﻗَﺎﻟُ ْوا ُﻛﻧﱠﺎ ُ ْﻣﺳ ْ َ‬
‫َﻧﻔُﺳ ْﻬِم ﻗَﺎﻟُ ْوا ﻓَِﯾم ﻛ ْ‬
‫اﻟﱠذ َﯾن َﺗَوﻓﱠﺎﻫُُ م َاﻟْﻣﻼﺋِﻛَﺔُ ظَﺎﻟِﻣِﻲ أ ِ‬
‫إِن ِ‬
‫]ﱠ‬
‫ُوﻟَﺋِك َﻣَﺄْواﻫُْ م َﺟﻬ َ ُﻧﱠم‬
‫ﺎﺟر ْوا ﻓِﯾﻬ َ ﺎ ﻓَ ﺄ َ‬
‫اﺳﻌﺔً ﻓَﺗُﻬ َ ُِ‬
‫اﻟﻠﱠﻪَ و ِ َ‬
‫ض ِ‬ ‫َﻟَم ﺗَﻛُْن أَْر ُ‬
‫ِﻲ ﻗَﺎﻟُ ْوا أ ْ‬
‫ض‬
‫اﻷَْر ﻓِ‬
‫ﯾر[ "ﺳورة اﻟﻧﺳﺎء‪ ،‬اﻵﯾﺔ‪ .(٩٧ :‬وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن ﻛﺗب اﻟﺗﻔﺎﺳﯾر‬
‫ﺻً ا‬
‫َ َوﺳَﺎءْت َﻣ ِ‬
‫ﺗﺷﯾر إﻟﻰ أن ﻣﻌﻧﻰ "ظﺎﻟﻣﻲ أﻧﻔﺳﻬم" اﻟﻣﻘﺎم ﻓﻲ دار اﻟﺷرك ﺑﻌد أن أﻣروا‬
‫ﺑﺎﻟﻬﺟرة إﻟﻰ اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻟﻣﻧورة‪ ،‬وﯾدﻋﻲ اﻟﺑﺎﺣث أن ظﻠم اﻟذات وﻓﻘًﺎ ﻟﻣﺿﺎﻣﯾن‬
‫اﻟدراﺳﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ داﻟﺔ ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺳﻼم واﻟرﻛون ﻟﻠواﻗﻊ واﻟوﺟﻬﺔ واﻟﻣﺳﺎر ﻣﻊ‬
‫اﻟﻣﯾل ﻻﺳﺗﺣﻘﺎر اﻟذات واﺳﺗﺻﻐﺎرﻫﺎ وﻗﻠﺔ اﻟﺣﯾﻠﺔ واﻟﻌﺟز‪.‬‬
‫)‪(٨‬اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻗد ﺗﻛون داﻟﺔ ﻓﻲ ﺟزء ﻣﻧﻬﺎ ﻹﺷﺑﺎع ﺑﻌض اﻟدواﻓﻊ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬
‫واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻣﻠﺣﺔ ﻣﺛل اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻻﺳﺗﺣﺳﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﻣرﻏوﺑﯾﺔ‬
‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟدى اﻹﻧﺎث ذوي اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻣن اﻟﻣوﻫﺑﺔ اﻟﻼﺗﻲ‬
‫ﺗﻌﺷن ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ذات ﺗﻧﻣطﯾﺎت ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻣﺣددة ﻟﻣﻛﺎﻧﺔ ودور اﻷﻧﺛﻰ‬
‫ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة‪.‬‬
‫‪Self healing‬‬ ‫)‪(٩‬اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻧﻘﯾض اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻠﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺷﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠذات‬
‫‪Personality‬؛ ﻟﻛون اﻷﺧﯾرة ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﻧدﻓﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﺳﺎر اﻻﻧﻌﺗﺎق اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻣن‬
‫اﻻﺳﺗﺳﻼم واﻟرﻛون ﻟﻣ اررة اﻟواﻗﻊ‪ ،‬واﻟﺗرﺣﯾب ﺑﺎﻹﺛﻣﺎر واﻟﺗﺟدﯾد اﻟﺳﻠوﻛﻲ‪،‬‬
‫ﻓرﺻﺎ ﻣﻣﺗﻌﺔ ﻟﻠﺗﻌﻠم واﻻرﺗﻘﺎء ﺑﺎﻟذات‪.‬‬
‫واﻋﺗﺑﺎر ﻣﺻﺎﻋب اﻟﺣﯾﺎة وأزﻣﺎﺗﻬﺎ ً‬

‫‪٢٤٦‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٢‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺛﺎﻣﻧًﺎ‪ :‬دراﺳﺎت ﻣﻘﺗرﺣﺔ‪.‬‬


‫ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﺗداﺧل اﻟﺷدﯾد ﺑﯾن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ‬
‫ﻣﻔﺎﻫﯾﻣﯾﺎ‪ ،‬ﺗﻠزم اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﻣزﯾد ﻣن‬
‫ً‬ ‫اﻟراﻫﻧﺔ‪ ،‬وﻋدم وﺿوح اﻟﺣدود اﻟ ﻔﺎرﻗﺔ ﺑﯾﻧﻬﺎ‬
‫اﻟدراﺳﺎت اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻋﻠﻰ أﺳﻠوب اﻟﺗﺄﺳﯾس اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻠﺗﻣﯾﯾز اﻟﻔﺎرق ﺑﯾن‬
‫ﻣﺻطﻠﺣﺎت‪ :‬اﻻﻧﻛﺳﺎر اﻟﻧﻔﺳﻲ‪ ،‬واﻟوﻫن اﻟﻧﻔﺳﻲ‪ ،‬واﻹﻧﻬﺎك اﻟﻧﻔﺳﻲ‪ ،‬واﺿطراب‬
‫اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻬﺎزﻣﺔ ﻟﻠذات‪ ،‬وﺣﺎﻟﺔ اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﻧﺣت‬
‫ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﺿﻣن أدﻟﺔ اﻻﺿطراﺑﺎت‬
‫اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ٕوادراﺟﻬﺎ ً‬
‫اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل ﺑﺗوﺻﯾف ﻣﻼﻣﺣﻬﺎ اﻟﻔﺎرﻗﺔ وﻣﺣﻛﺎﺗﻬﺎ‬
‫اﻟﺗﺷﺧﯾﺻﯾﺔ وﻣﺣددات ﺗﻛوﯾﻧﻬﺎ ودﯾﻧﺎﻣﯾﺎﺗﻬﺎ‪.‬‬
‫وﺗﺟﺎوﺑﺎ ﻣﻊ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟراﻫﻧﺔ ﻟﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺛورات اﻟرﺑﯾﻊ اﻟﻌرﺑﻲ واﻟﺗﻲ ﺗﺗﺄرﺟﺢ ﺑﯾن‬
‫ً‬
‫ﻣﻼﻣﺢ رﺟﺎء اﻻﻧﻌﺗﺎق اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻣن اﻟﻌﺑودﯾﺔ ﻟﻶﺧر واﻟظرف واﻟﺳﯾﺎق‪ ،‬وﻣﺧﺎوف‬
‫ﺗدﻣﯾر‬
‫اﻟﻧﻛوص ﻟﻠﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺑﻣﻼﻣﺣﻬﺎ اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ ورﺑﻣﺎ ﺑﺻورة أﻋﻣق وأﻛﺛر ً ا‬
‫ﻟﻠﺑﻧﺎء اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻠﺷﺑﺎب اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬ﯾﻘﺗرح اﻟﺑﺎﺣث ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻣﻼﺗﻪ اﻟذاﺗﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑق‬
‫اﻟﺗﻧوﯾﻪ إﻟﯾﻬﺎ‪ ،‬اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺑﺣوث اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫)‪ (١‬ﺷﺑﺎب دول ﺛورات اﻟرﺑﯾﻊ اﻟﻌرﺑﻲ ﺑﯾن رﺟﺎء اﻻﻧﻌﺗﺎق اﻟﻧﻔﺳﻲ وﺧﯾﺑﺔ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ‬
‫اﻟﻌودة ﻟﻣ اررة اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬دراﺳﺔ ﺗﻧﺑؤﯾﺔ‪.‬‬
‫)‪(٢‬اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ ﻟذوي اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺋﺎت‬
‫اﻟﻛﻠﯾﻧﯾﻛﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻌﺎدﯾﯾن‪.‬‬
‫)‪ (٣‬اﻟﺑروﻓﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻌﺎم ﻟذوي اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﻧطﻠﻘﺎت اﻟﻧظرﯾﺔ‬
‫ﻟﻠﻣدرﺳﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ وﻟﻠﻔﻛر اﻟظﺎﻫرﯾﺎﺗﻲ "اﻟﻔﻧوﻣﻧوﻟوﺟﻲ" واﻟﻣدرﺳﺔ اﻟوﺟودﯾﺔ‪.‬‬
‫)‪(٤‬اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾﺔ ﻟﻣﻘﯾﺎس اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ وﻣﺗﻌﻠﻘﺎﺗﻪ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬دراﺳﺔ ﺳﯾﻛوﻣﺗرﯾﺔ‬
‫ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪.‬‬
‫)‪(٥‬دراﺳﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ وﺳﻣﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﺗٌﻘﺎس ﺑﻣﻘﯾﺎس‬
‫اﻟﻌواﻣل اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﺧﻣﺳﺔ اﻟﻛﺑرى ﻟﻠﺷﺧﺻﯾﺔ‪.‬‬
‫‪٢٤٧‬‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫)‪(٦‬اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻋﺗﻘﺎدات ﻫزﯾﻣﺔ اﻟذات وﻣﻌﻧﻰ اﻟﺣﯾﺎة‬
‫واﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ ﻟدى طﻼب اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ﻓﻲ دول اﻟرﺑﯾﻊ اﻟﻌرﺑﻲ‪.‬‬
‫)‪(٧‬اﻟﻧﻣذﺟﺔ اﻟﺑﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟوﺣدة اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﻌﺟز اﻟﻣﺗﻌﻠم واﻻﻧﺳﺣﺎب‬
‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟدى ﻓﺋﺎت ﻛﻠﯾﻧﯾﻛﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪.‬‬
‫)‪(٨‬اﺧﺗﺑﺎر ﻧﻣوذج ﺳﺑﺑﻲ ﺑﯾن ﻣظﺎﻫر اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ وﺧﺻﺎﺋص اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣدرﺳﯾﺔ‬
‫واﻻﺗﺟﺎﻩ ﻧﺣو اﻟﻣدرﺳﯾﺔ وﻣﻔﻬوم اﻟذات‪.‬‬
‫)‪(٩‬اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن أﺳﺎﻟﯾب اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟواﻟدﯾﺔ وﻣظﺎﻫر اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﯾدرﻛﻬﺎ‬
‫اﻷﺑﻧﺎء‪.‬‬
‫)‪(١٠‬اﻷﻓﻛﺎر اﻟﻼﻋﻘﻼﻧﯾﺔ وﻋﻼﻗﺗﻬﺎ ﺑﻣظﺎﻫر اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟدى طﻼب اﻟﺗﻌﻠﯾم‬
‫اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ‪.‬‬
‫)‪ (١١‬دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﻟﻼﻋﺗﻘﺎدات واﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺧﻠﻘﺔ ﻟﻣظﺎﻫر اﻟﻬزﯾﻣﺔ‬
‫اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟدى اﻟﺷﺑﺎب‪.‬‬
‫)‪(١٢‬ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﺑرﻧﺎﻣﺞ إرﺷﺎدي ﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺿﻐوط ﻓﻲ ﺗﺧﻔﯾض‬
‫ﻣظﺎﻫر اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟدى ﻓﺋﺎت ﻛﻠﯾﻧﯾﻛﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪.‬‬
‫)‪(١٣‬ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻣﻌرﻓﻲ ﺳﻠوﻛﻲ ﻟﺧﻔض ﻣظﺎﻫر اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻧﻣﯾﺔ‬
‫اﻟﺗﻧﻌم اﻟذاﺗﻲ ﻟدى ﻓﺋﺎت ﻛﻠﯾﻧﯾﻛﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪.‬‬
‫)‪(١٤‬ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﺑرﻧﺎﻣﺞ إرﺷﺎدي ﻗﺎﺋم ﻋﻠﻰ ﻓﻧﯾﺎت ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﺗﺧﻔﯾض‬
‫ﻣﺷﺎﻋر اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟدى ﻓﺋﺎت ﻛﻠﯾﻧﯾﻛﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪.‬‬
‫)‪(١٥‬ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﺑرﻧﺎﻣﺞ إرﺷﺎدي ﻟﺗﻌدﯾل اﻷﻓﻛﺎر اﻟﻼﻋﻘﻼﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺧﻔﯾض ﻣظﺎﻫر‬
‫اﺳﯾﺎ‪.‬‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟدى طﻼب اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ اﻟﻣﺗﺄﺧرﯾن در ً‬

‫‪٢٤٨‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٢‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪٢٤٩‬‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫ﻣراﺟﻊ اﻟدراﺳﺔ‪:‬‬
‫أوﻻ اﻟﻣراﺟﻊ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪:‬‬
‫)‪ (١‬إرﯾـــك ﻓـــروم)‪ .(٢٠٠٥‬ﻣﺳـــﺎﻫﻣﺔ ﻓـــﻲ ﻋﻠـــوم اﻻﻧﺳـــﺎن‪ ،‬اﻟﺻـــﺣﺔ اﻟﻧﻔﺳـــﯾﺔ‬
‫ﻟﻠﻣﺟﺗﻣـــﻊ اﻟﻣﻌﺎﺻــــر‪،‬ﺗرﺟﻣﺔ ﻣﺣﻣــــد ﺣﺑﯾــــب‪ ،‬إﺻــــدار دار اﻟﺣــــوار‪،‬‬
‫دﻣﺷق‪.‬‬

‫)‪ (٢‬أﺳﻣﺎء ﻋﺑد اﻟﺳﺗﺎر اﻷﺳدي ) ‪ ( 2004‬ﺑﻧﺎء ﻣﻘﯾﺎس اﻟﻣﺳـﺎﯾرة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾـﺔ ﻟـدى‬
‫طﻠﺑﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ‪ ،‬رﺳـﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳـﺗﯾر ﻏﯾـر ﻣﻧﺷـورة‪ ،‬ﻛﻠﯾـﺔ اﻵداب‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌـﺔ‬
‫ﺑﻐداد‪.‬‬
‫)‪ (٣‬ﺑﺳﺎم ﻓطوس )‪ .(٢٠٠٦‬اﻟﻣـدﺧل إﻟـﻰ ﻣﻧـﺎﻫﺞ اﻟﻧﻘـد اﻟﻣﻌﺎﺻـر‪ ،‬دار اﻟوﻓـﺎء‬
‫ﻟدﻧﯾﺎ اﻟطﺑﻊ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪.‬‬
‫)‪ (٤‬ﺟﻣـﺎل اﻟﻣظﻔـر )‪ .(٢٠٠٩‬اﻧﻛﺳـﺎر اﻟـذات ﻓــﻲ اﻟﻘـص اﻟﻧﺳـوي‪ ،‬ﻣﺗـﺎح ﻋﻠــﻰ‬
‫ﻣوﻗــﻊ اﻟﺣــوار اﻟﻣﺗﻣــدن‪ ،‬ﻋﻠــﻰ ﺷــﺑﻛﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾــﺔ‪ ،‬اﻟـــراﺑط‬
‫اﻹﻟﻛﺗروﻧـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﻲ اﻟﺗـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪h p://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=190678‬‬
‫)‪ (٥‬ﺟــــورج طراﺑﯾﺷــــﻲ )‪ .(٢٠١٠‬اﻟﻣــــرض ﺑــــﺎﻟﻐرب‪ ،‬ﺑﺗــــرا ﻟﻠطﺑﺎﻋــــﺔ واﻟﻧﺷــــر‬
‫واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪.‬‬
‫)‪ (٦‬ﺧﻠﯾل اﺑراﻫﯾم رﺳول ﺷذى ﻋﺑد اﻟﺑﺎﻗﻲ اﻟﻌﺟﯾﻠﻲ )‪.(٢٠٠٨‬دراﺳـــﺔ ﻣﯾداﻧﯾـــﺔ‬
‫ﺣــــول إﺷﻛﺎﻟﯾـــــﺔ اﻻﻧﺗﻣـــــﺎء واﻟﻬوﯾــــﺔ‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠــــﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾــــﺔ ﻟﺷﺑﻛـــــﺔ‬
‫اﻟﻌﻠـــوم اﻟﻧﻔﺳﯾــــﺔ‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠــد اﻟراﺑـــﻊ ‪ -‬اﻟﻌــدد ‪ ،١٧‬ﻣﺗــﺎح ﻋﻠــﻰ ﻣوﻗــﻊ‬
‫اﻟﻌﻠوم اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺑﻛﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾـﺔ‪ ،‬اﻟـراﺑط اﻹﻟﻛﺗروﻧـﻲ‬
‫‪h p://www.arabpsynet.com/apn.journal/apnJ17/apnJ17.HTM‬‬ ‫اﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫)‪ (٧‬ﺳﻠطﺎن ﺑن ﻣوﺳﻰ اﻟﻌوﯾﺿﺔ )‪ .(٢٠٠٤‬اﻹﺣﺑﺎط و اﻹﻏﺗـراب ﻟـدى اﻟﺷـﺑﺎب‬
‫اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣـﺔ‪ ،‬ﺑﺣـث ﻗـدم ﺿـﻣن ﻓﻌﺎﻟﯾـﺎت ﻣـؤﺗﻣر اﻟﺷـﺑﺎب‬
‫اﻷردن‪.‬‬ ‫اﻟﻌرﺑﻲ واﻟﻌوﻟﻣﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟزرﻗﺎء اﻷﻫﻠﯾﺔ‪ ،‬اﻟزرﻗﺎء‪،‬‬
‫)‪ (٨‬ﺳــﯾف اﻟــدﯾن ﻋﺑـــد اﻟﻔﺗــﺎح إﺳــﻣﺎﻋﯾل وآﺧـــرون)‪ .(٢٠٠٨‬ﺑﻧــﺎء اﻟﻣﻔـــﺎﻫﯾم‪:‬‬
‫‪٢٥٠‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٢‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫دراﺳﺔ ﻣﻌرﻓﯾﺔ وﻧﻣﺎذج ﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ‪ ،‬ﺟـ‪ ،٢- ١‬دار اﻟﺳﻼم‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪.‬‬
‫)‪ (٩‬ﺻـــﻔﺎء اﻷﻋﺳـــر)‪ .(٢٠١٠‬اﻟﺻـــﻣود ﻣـــن ﻣﻧظـــور ﻋﻠـــم اﻟـــﻧﻔس اﻹﯾﺟـــﺎﺑﻲ‪،‬‬
‫اﻟﻧﺷــــرة اﻟدورﯾــــﺔ ﻟﻠﺟﻣﻌﯾــــﺔ اﻟﻣﺻــــرﯾﺔ ﻟﻠدراﺳــــﺎت اﻟﻧﻔﺳــــﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌــــدد‬
‫)‪،(٧٧‬ﻣﺎرس ‪.٢٠١٠‬‬
‫)‪ (١٠‬ﻋــــﺎدل ﻋﺑــــد اﷲ ﻣﺣﻣــــد )‪.(٢٠٠٥‬ﺳــــﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﻣوﻫﺑــــﺔ‪ ،‬ﺳﻠﺳــــﻠﺔ ذوي‬
‫اﻻﺣﺗﯾﺎﺟـــــﺎت اﻟﺧﺎﺻـــــﺔ‪ ،‬اﻟﻘـــــﺎﻫرة‪ ،‬دار اﻟرﺷـــــﺎد ﻟﻠطﺑﺎﻋـــــﺔ واﻟﻧﺷـــــر‬
‫واﻟﺗوزﯾﻊ‪.‬‬
‫)‪ (١١‬ﻋﺑـــد اﻟﺳـــﺗﺎر إﺑـــراﻫﯾم )‪ .(١٩٩٨‬اﻻﻛﺗﺋـــﺎب‪ :‬اﺿـــطراب اﻟﻌﺻـــر‪ ،‬ﻓﻬﻣـــﻪ‬
‫وأﺳﺎﻟﯾب ﻋﻼﺟﻪ‪ ،‬ﻋـﺎﻟم اﻟﻣﻌرﻓـﺔ )‪ ،(٢٣٩‬اﻟﻣﺟﻠـس اﻟـوطﻧﻲ ﻟﻠﺛﻘﺎﻓـﺔ‬
‫واﻟﻔﻧون واﻵداب‪ ،‬اﻟﻛوﯾت‪.‬‬
‫)‪ (١٢‬ﻋﺑد اﷲ اﻟﺻﺑﯾﺢ )‪ .(٢٠٠٨‬اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳـﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺗـﺎح ﻋﻠـﻰ ﻣوﻗـﻊ ﻧواﻓـذ‪،‬‬
‫ﻋﻠــــﻰ ﺷــــﺑﻛﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣــــﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾــــﺔ‪ ،‬اﻟــــراﺑط اﻹﻟﻛﺗروﻧــــﻲ اﻟﺗــــﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪ http://islamtoday.net/nawafeth/artshow-43-11485.htm‬ﺗ ﺎرﯾﺦ‬
‫اﻟﺣﺻول اﻟﺳﺑت ‪ ٢٠١٣/٢/١٢‬ﻓﻲ ﺗﻣﺎم اﻟواﺣدة ﺑﻌد اﻟظﻬر‪.‬‬
‫)‪ (١٣‬ﻋﺑــد اﷲ ﺑــن ﻋﻠــﻲ ﺻــﻐﯾر )‪.(٢٠٠٩‬أﺳــﺑﺎب وأﻋ ـراض اﻟﺿــﻌف اﻟﻧﻔﺳــﻲ‬
‫اﻟــذي أﺻــﺎب ﻏﺎﻟــب اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن‪ ،‬ﺳﻠﺳــﻠﺔ ﺑﻧــﺎء اﻟﺷﺧﺻــﯾﺔ اﻟدﻋوﯾــﺔ‬
‫"اﻟﺑﻧﺎء واﻟﺗﻛوﯾن اﻟذاﺗﻲ"‪،‬‬
‫)‪ (١٤‬ﻋﺑـــد اﷲ ﻣﺣﻣـــد أﺣﻣـــد اﻟﺣرﯾـــري )‪ ١٤١٧‬ﻫــــ(‪.‬اﻻﻧﻬزام اﻟﻧﻔﺳـــﻲ ﺑواﻋﺛـــﻪ‬
‫وﻋﻼﺟـــﻪ ﻣـــن ﻣﻧظـــور اﻟﺗرﺑﯾـــﺔ اﻻﺳـــﻼﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻌﻬـــد اﻟﺑﺣـــوث اﻟﻌﻠﻣﯾـــﺔ‬
‫ٕواﺣﯾﺎء اﻟﺗراث‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح اﻟوطﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻧﺎﺑﻠس‪ ،‬ﻓﻠﺳطﯾن‪.‬‬
‫)‪ (١٥‬ﻋطﯾـــﺎت أﺑـــو اﻟﻌﯾﻧـــﯾن )‪ .(٢٠٠٧‬ﺷـــﺑﺎﺑﻧﺎ ﺑـــﯾن ﻏرﺑـــﺔ واﻏﺗـــراب‪ :‬دراﺳـــﺔ‬
‫ﻟﻠﻣﺷﻛﻼت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة‪ ،‬اﻟﻘـﺎﻫرة‪ ،‬اﻟﻬﯾﺋـﺔ اﻟﻣﺻـرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ‬
‫ﻟﻠﻛﺗﺎب‪.‬‬
‫)‪ (١٦‬ﻋﻣـر ﺷـﺎﻫﯾن‪ ،‬ﯾﺣﯾـﻲ اﻟرﺧـﺎوي ) ‪ : ( ١٩٧٧‬ﻣﺑـﺎدئ اﻷﻣـراض اﻟﻧﻔﺳــﯾﺔ‪،‬‬

‫‪٢٥١‬‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻧﺻر اﻟﺣدﯾﺛﺔ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪.‬‬


‫)‪ (١٧‬ﻓﻬﻣـــﻲ اﻟﻧﺟـــﺎر )‪ .(٢٠٠٥‬اﻟﺣـــرب اﻟﻧﻔﺳـــﯾﺔ‪ :‬أﺿـــواء إﺳـــﻼﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺳﻠﺳـــﻠﺔ‬
‫اﻟرﺳﺎﺋل اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ )‪ ،(٤٠‬دار اﻟﻔﺿﯾﻠﺔ‪ ،‬اﻟرﯾﺎض‪.‬‬
‫)‪ (١٨‬ﻓﯾﺻـــل ﺑـــن ﺳـــﻌود اﻟﺣﻠﯾﺑـــﻲ )‪ .(٢٠٠٣‬اﻟﻬزﯾﻣـــﺔ اﻟﻧﻔﺳـــﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺗـــﺎح ﻋﻠـــﻰ‬
‫ﻣوﻗــــﻊ ﺻــــﯾد اﻟﻔواﺋــــد ﻋﻠــــﻰ ﺷــــﺑﻛﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣــــﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾــــﺔ‪ ،‬اﻟــــراﺑط‬
‫‪h p://www.saaid.net/Doat/faisal/k/3.htm‬‬ ‫اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ اﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫)‪ (١٩‬ﻓﯾﻠﯾب ﻫوﻧﻣﺎن & إﺳﺗﯾل ﻛوﻟﯾش)‪ .(٢٠٠٢‬اﻟظﺎﻫرﯾﺎﺗﯾـﺔ‪ ،‬ﺗرﺟﻣـﺔ‪ :‬ﺣﺳـن‬
‫طﺎﻟب‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻼﻣﺎت‪ ،‬اﻟﻌدد )‪ ،(١٧‬ص ص‪.١١٤-١٠٨ :‬‬
‫)‪ (٢٠‬ﻟﺳـــــﺎن اﻟﻌـــــرب ﻻﺑـــــن ﻣﻧظـــــور ‪ ،٢٠٨٨ ،٢٠٧/٤‬واﻟﻣﻌﺟـــــم اﻟوﺳـــــﯾط‬
‫‪ ،١٨٧/١‬ﻣﺎدة‪" :‬ﺣﻘر" ﺑﺗﺻرف‪.‬‬
‫)‪ (٢١‬ﻣﺎﺟد ﻣورﯾس إﺑراﻫﯾم )‪ .(١٩٩٩‬ﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻘﻬر واﻹﺑداع‪ ،‬دار‬
‫اﻟﻔﺎراﺑﻲ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪.‬‬
‫)‪ (٢٢‬ﻣﺟدي اﻟﻬﻼﻟﻲ )‪ .(٢٠٠٩‬ظـﺎﻫرة اﻟﺿـﻌف اﻟﻧﻔﺳـﻲ وﺳـﺑل ﻋﻼﺟﻬـﺎ‪ ،‬دار‬
‫اﻷﻧدﻟس اﻟﺟدﯾدة‪ ،‬ﺑﯾروت‪.‬‬
‫)‪ (٢٣‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼ وة )‪ .(٢٠١٠‬ﺗﺣﻘﯾـق اﻟﻣوﻫﺑـﺔ‪ :‬ﺗـﺄﺛﯾرات اﻹدراﻛـﺎت‬
‫اﻟﻣﺧﺗﻠﺔ ﻟﻠذات وﻟﻠﻌﺎﻟم ﻋﻠﻰ اﻟﻣراﻫﻘﯾن اﻟﻣوﻫـوﺑﯾن‪ ،‬ﻣﺟﻠـﺔ اﻟدراﺳـﺎت‬
‫اﻟﺗرﺑوﯾــﺔ واﻹﻧﺳــﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻠﯾــﺔ اﻟﺗرﺑﯾــﺔ ﺑــدﻣﻧﻬور ﺟﺎﻣﻌــﺔ اﻹﺳــﻛﻧدرﯾﺔ‪،‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ ،‬ص ص‪.٢٢٤-١٦٩ :‬‬
‫)‪ (٢٤‬ﻣﺣﻣــــد اﻟﺳـــــﻌﯾد أﺑــــو ﺣـــــﻼوة )‪ .(٢٠١٢‬اﻟﻣروﻧــــﺔ اﻟﻧﻔﺳـــــﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬـــــﺎ‬
‫وﻣﺣــدداﺗﻬﺎ‪ ،‬وﻗﯾﻣﺗﻬــﺎ اﻟوﻗﺎﺋﯾــﺔ‪ ،‬ﺑﺣــث ﻗــدم ﺿــﻣن ﻓﻌﺎﻟﯾــﺎت اﻟﻣــؤﺗﻣر‬
‫اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﻌﻠم اﻟﻧﻔس "ﻋﻠم اﻟﻧﻔس واﻹﻣﻛﺎﻧﺎت اﻹﯾﺟﺎﺑﯾـﺔ ﻟـدى‬
‫اﻹﻧﺳــﺎن اﻟﻌرﺑــﻲ"‪ ،‬رﻋﺎﯾــﺔ وﺗﻧظــﯾم ﻗﺳــم ﻋﻠــم اﻟــﻧﻔس ﻛﻠﯾــﺔ اﻵداب‪،‬‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،‬ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة ﻣن ‪.٢٠١٢/٤/١١ -٩‬‬
‫)‪ (٢٥‬ﻣﺣﻣــد ﺣﺳــن اﻟﺑﺧﯾــت )‪ .(٢٠٠٧‬ﻓﻛــر اﻟﻬزﯾﻣــﺔ ﺧطــرﻩ وﺳــﺑل ﻣواﺟﻬﺗــﻪ‪،‬‬

‫‪٢٥٢‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٢‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺑﺣث ﻣﻘدم إﻟﻰ ﻣؤﺗﻣر "اﻹﺳﻼم واﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻرة"‪،‬اﻟﻣﻧﻌﻘد ﺑﻛﻠﯾﺔ‬
‫أﺻـــــــول اﻟـــــــدﯾن ﻓـــــــﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌـــــــﺔ اﻹﺳـــــــﻼﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻓـــــــﻲ اﻟﻔﺗـــــــرة‪-٢ :‬‬
‫‪٢٠٠٧/٤/٣‬م‪.‬‬
‫)‪ (٢٦‬ﻣﺣﻣــد ﺣﺳــن ﻋﻠــوان )‪ .(٢٠١١‬اﻟﻬزﯾﻣــﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾــﺔ‪ ،‬ﻣﺗــﺎح ﻋﻠــﻰ ﻣوﻗــﻊ‬
‫اﻟـــــوطن أون ﻻﯾـــــن‪ ،‬ﻋﻠـــــﻰ ﺷـــــﺑﻛﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣـــــﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾـــــﺔ‪ ،‬اﻟـــــراﺑط‬
‫اﻹﻟﻛﺗروﻧـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﻲ اﻟﺗـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪h p://www.alwatan.com.sa/Ar cles/Detail.aspx?Ar cleId=6304‬‬
‫)‪ (٢٧‬ﻣﺣﻣـــد ﻋزﯾـــز اﻟﺣﺑـــﺎﺑﻲ )‪ .(١٩٨٣‬اﻟﺷﺧﺻـــﺎﻧﯾﺔ اﻹﺳـــﻼﻣﯾﺔ‪ ،‬طــــ‪ ،٢‬دار‬
‫اﻟﻣﻌﺎرف‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪.‬‬
‫)‪ (٢٨‬ﻣﺻــــــطﻔﻲ ﺣﺟــــــﺎزي )‪ .(٢٠٠٥‬اﻟﺗﺧﻠــــــف اﻻﺟﺗﻣــــــﺎﻋﻲ ‪ :‬ﻣــــــدﺧل إﻟــــــﻰ‬
‫ﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻣﻘﻬور‪ ،‬طـ‪ ،٩‬اﻟﻣرﻛـز اﻟﺛﻘـﺎﻓﻲ اﻟﻌرﺑـﻲ‪ ،‬اﻟـدار‬
‫اﻟﺑﯾﺿﺎء‪ ،‬اﻟﻣﻐرب‪.‬‬
‫)‪ (٢٩‬ﻧﺎﺻر اﻟﺷﯾﺦ‪ ،‬ﺻﻔوت ﻓـرج )‪ :(٢٠٠٤‬اﻟﻔـروق ﺑـﯾن اﻟﻣﺗﻌرﺿـﺎت ﻟﻠﻌﻧـف‬
‫وﻏﯾـــــر اﻟﻣﺗﻌرﺿـــــﺎت ﻟـــــﻪ ﻓـــــﻰ ﻋـــــدد ﻣـــــن اﻟﻣﺗﻐﯾـــــرات اﻟﺷﺧﺻـــــﯾﺔ‬
‫واﻹﻛﻠﯾﻧﯾﻛﯾﺔ‪ ،‬دراﺳﺎت ﻧﻔﺳﯾﺔ‪.٤٢٢ – ٣٧١ (٣) ١٤ ،‬‬
‫)‪ (٣٠‬ﻧﺑﯾــل رﻣــزي اﺳــﻛﻧدر )‪.(١٩٨٨‬اﻻﻏﺗـراب وأزﻣــﺔ اﻹﻧﺳــﺎن اﻟﻣﻌﺎﺻــر‪ ،‬دار‬
‫اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪.‬‬
‫)‪ (٣١‬ﻧــدرﻩ اﻟﯾــﺎزﺟﻲ )‪ .(٢٠١١‬اﻟﺣﯾــﺎة واﻟﻣــوت ﻣــن ﻣﻧظــور اﻟﻌﻠــم واﻟﻔﻠﺳــﻔﺔ‪،‬‬
‫ﻣﺗــﺎح ﻋﻠــﻰ ﻣوﻗــﻊ ﻣﻌــﺎﺑر ﻋﻠــﻰ ﺷــﺑﻛﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾــﺔ‪ ،‬اﻟ ـراﺑط‬
‫اﻹﻟﻛﺗروﻧـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﻲ اﻟﺗـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪h p://maaber.50megs.com/issue_january08/perenial_ethics2.htm‬‬

‫‪٢٥٣‬‬
‫ ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬.‫ واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‬،‫ ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‬،‫ ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‬،‫ ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‬،‫ ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‬:‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

.‫ اﻟﻣراﺟﻊ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ‬:‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‬
ً
(1) Baumeister, R.F. Scher, Stephen (1988). Self-Defeating Behavior
Patterns among Normal Individuals: Review and Analysis of
Common Self-Destructive Tendencies. American Psychological
Association, 1-22
(2) World English Dictionary (2011).
http://dictionary.reference.com/browse/defeatism
(3) Masquerade, J (2012). Histrionic Personality Disorder Forum,
http://www.psychforums.com/histrionic-personality/
(4) Kordel , L (2012). Live to Enjoy the Money You Make, Literary
Licensing, LLC.
(5) YELSMA. P (2007) ASSOCIATIONS AMONG ALEXITHYMIA,
POSITIVE AND NEGATIVE EMOTIONS, AND SELF-DEFEATING
PERSONALITY. Psychological Reports, Vol,(100), No (2), PP. 575-
584 .
(6) Reivich, K. & Shatte, A. (2002). The Resilience Factor, Broadway
Publishrer ,UK.
(7) Huhman, K.L. (2006). "Social conflict models- Can they inform
us about human psychopathology? Hormones and Behavior ,50
(4): 640–646.
(8) Szymanski.D.M,&Henning. S.L (2007). The Role of Self-
objectification in Women’s Depression: A Test of Objectification
Theory. Sex Roles, Vol 56, N 1-2 / January, 45-53.
(9) Sierra,M , Medford, N, Wyatt, G &Anthony S. (2012).
Depersonalization disorder and anxiety: A special relationship?
Psychiatry Research, 197 , PP.123–127.
(10) Bloem, S (2008).Broken Minds: Hope for Healing When You Feel
Like You're Losing It, Kregel Publishers, New York.
(11) Fritscher, L (2003). Depersonalization, Available at:
http://phobias.about.com/od/glossary/g/depersonalizationdef
.htm
(12) Fiore,Neil A (2006). The Now Habit: A Strategic Program for
Overcoming Procrastination and Enjoying Guilt- Free Play .New
York: Penguin Group.
(13) Spiegel, D (2006). Recognizing Trauma c Dissocia on. American
Journal of Psychiatry 2; 163(4): 566–568.
(14) SCHILL, T (1990) A MEASURE OF SELF-DEFEATING PERSONALITY.
Psychological Reports: Volume 66, Issue 1 , pp. 1343-1346.
(15) Fuchs T. (2007). Fragmented selves: temporality and iden ty in
borderline personality disorder, Psychopathology;40(6):379-87.
(16) The American Heritage® (2000) Dic onary of the English
Language, Fourth Edition , Houghton Mifflin Company.
(17) Callahan, C. M., Cunningham, C. M., & Plucker, J. A. (1994).
Foundations for the future: The socio-emotional development
of gi ed, adolescent women. Roeper Review, 17, 99-105.

٢٥٤
٢٠١٢ ‫( ﻟﺳﻧﺔ‬٢) ‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
(18) Sierra, M., & Berrios, G.E (2000). Cambridge Depersonaliza on
Scale (CDS), Institute of Psychiatry Depersonalization Research
Unit Section of Neuropsychiatry, University of London Press.
(19) Snyder C.R. (1994).Psychology of Hope: You Can Get Here from
There, The Free Press, New York.
(20) Wildgoose,A., Clarke,S.,& Waller, G (2001). Treating personality
fragmentation and dissociation in borderline personality
disorder: A pilot study of the impact of cognitive analytic
therapy, British Journal of Medical Psychology, Volume 74,
Issue 1, pages 47–55.
(21) Cambridge Advanced Learner's Dictionary & Thesaurus ©
Cambridge University Press)

٢٥٥
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫‪٢٥٦‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٢‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻣﻼﺣق اﻟدراﺳﺔ‪.‬‬
‫ﻣﻠﺣق )‪(١‬‬
‫ﻣﻘﯾﺎس اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ‬
‫ﺳﻌﺎدة اﻷﺳﺗﺎذ اﻟدﻛﺗور ‪.................................................. :‬‬
‫اﻟﺳﻼم ﻋﻠﯾﻛم ورﺣﻣﺔ اﷲ وﺑرﻛﺎﺗﻪ‪ ،‬ﻧﻬدﯾﻛم أطﯾب آﯾﺎت اﻟﺗﻘدﯾر واﻟﺗﺣﺎﯾﺎ‪،،،،‬‬
‫ﯾﻘوم اﻟﺑﺎﺣث ﺑدراﺳﺔ ﺑﻌﻧوان " اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪،‬‬
‫ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ وﻋﻼﺟﻬﺎ"‪ ،‬وﺗﺳﺗﻬدف اﻟدراﺳﺔ ﺗوﺻﯾف اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ‬
‫اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﯾﺔ "ﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ" ﺑﺻورة ﻓﺎرﻗﺔ ﻋن ﺑﻌض اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﺗداﺧﻠﺔ ﻣﻌﻪ ﻣﺛل‪ :‬اﻟﻌﺟز اﻟﻣﺗﻌﻠم‪ ،‬اﺿطراب اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻬﺎزﻣﺔ ﻟﻠذات‪ ،‬اﻻﻏﺗراب‬
‫اﻟﻧﻔﺳﻲ‪ ،‬واﻟوﻫن اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻹﻋﯾﺎء اﻟﻧﻔﺳﻲ‪.‬‬
‫وﯾﻌرف اﻟﺑﺎﺣث ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ ذات ﻣﺿﺎﻣﯾن ﻣﻌرﻓﯾﺔ ووﺟداﻧﯾﺔ وﺳﻠوﻛﯾﺔ ﺗﺳﯾطر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺗﻠﻰ‬
‫ﺑﻬﺎ‪ ،‬ﺗﺗﺟﺳد ﻓﻲ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻌﺟز وﻗﻠﺔ اﻟﺣﯾﻠﺔ ﺗﺟﺎﻩ أﺣداث ووﻗﺎﺋﻊ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻟﺣﺎﺿر واﻟﻣﺳﺗﻘﺑل‪ ،‬وﺗﻘﺗرن ﺑﺎﻟﻛﺂﺑﺔ واﻟﯾﺄس واﻟﺧزي‪ ،‬واﻻﻓﺗﻘﺎد ﻟﻠﻔﺎﻋﻠﯾﺔ واﻟﺣﯾوﯾﺔ‬
‫وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺳﻠوﻛﯾﺎت داﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺳﻼم واﻟرﻛون وﺗﻘﺑل اﻟواﻗﻊ‬ ‫اﻟذاﺗﯾﺔ‪،‬‬
‫اﻟﺷﺧﺻﻲ دوﻧﻣﺎ ﺑذل أي ﻣﺟﻬود ﻟﺗﻐﯾﯾرﻩ ﻣﻊ ﺗﺑﻌﯾﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﻟﻶﺧر ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻔﻛﯾر‬
‫واﻻﻧﻔﻌﺎل واﻟﻔﻌل ﻣﻊ اﻟﻣﯾل إﻟﻰ اﺳﺗﺻﻐﺎر اﻟذات ٕواﻫﺎﻧﺗﻬﺎ وﺗﺣﻘﯾرﻫﺎ "‪.‬‬
‫وﯾﺗﺿﻣن ﻣﻔﻬوم اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬اﻷﺑﻌﺎد اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫)‪ (١‬اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺧزى‪.‬‬
‫" اﻧﻔﻌﺎل ﯾﺗﻣﻠك ﺻﺎﺣﺑﻪ وﯾدﻓﻌﻪ ﻟﻠﺷﻌور ﺑﺎﻻزدراء واﻻﺷﻣﺋزاز وﻋدم اﻟﻘﺑول ﻣن ﻗﺑل‬
‫اﻵﺧرﯾن‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﺷﻌر اﻟﻔرد ﺑﺎﻟذل واﻟﺣرج واﺣﻣرار اﻟوﺟﻪ وﺑﺄﻧﻪ طﻔﻠﻰ وأﻧﻪ ﻣراﻗب ﻣن‬
‫ﻗﺑل اﻵﺧرﯾن ﻛﻣﺎ ﯾدﻓﻌﻪ ﻟﻠﺷﻌور ﺑﺎﻟدوﻧﯾﺔ أو اﻟﻧﻘص ﻏﯾر اﻟﻣرﯾﺢ واﻟﺣﻘﺎرة وﻋدم‬
‫اﻟﻔﺎﺋدة واﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻻﺧﺗﻔﺎء ﻋن اﻵﺧرﯾن واﻟﺗﺻرف ﻣﻊ اﻟﻧﺎس وﻛﺄن ﻟﺳﺎن ﺣﺎﻟﻪ ﻻ‬
‫أرﯾد أن ﯾراﻧﻲ أﺣد"‬

‫‪٢٥٧‬‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫)‪ (٢‬إﻫﺎﻧﺔ اﻟذات وﺗﺣﻘﯾرﻫﺎ‪:‬‬


‫وﯾﻌرﻓﻪ اﻟﺑﺎﺣث ﺑﺄﻧﻪ " ﻧظرة اﻟﺷﺧص إﻟﻰ أﺧطﺎﺋﮫ وﻛﺄﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﻐﺗﻔر‪ ،‬ﻣﻊ ﺗوھم أن‬
‫اﻟﻣﺣﯾطﯾن ﺑﮫ ﯾﻌﻠﻣوﻧﮭﺎ ﺟﯾدا ً ﻓﺗؤدي اﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾر اﻟذات واﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﺷﺄﻧﮭﺎ‪،‬‬
‫واﻻﺷﻣﺋزاز ﻣﻧﮭﺎ وأﺣﯾﺎﻧﺎ ً اﻟﻰ اﻹﺣﺑﺎط اﻟﺗﺎم واﻟﻛﺂﺑﺔ‪ ،‬ﻓﺿﻼً ﻋن اﻻﻋﺗﻘﺎد ﺑﺄن ﻫذﻩ‬
‫اﻷﺧطﺎء ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺿﻌف ﻓﻲ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وﻗﺻور ﻓﻲ اﻟﺗﻛوﯾن اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻌﺎم ﻣﻘﺎرﻧﺔ‬
‫ﺑﺎﻵﺧرﯾن‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﺗﺑدى ﻓﻲ اﻟﻛﻼم اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻟﻠذات"‪.‬‬
‫)‪ (٣‬ﺗﺷﯾﺊ اﻟذات‪.‬‬
‫ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ ﯾﻔﻘد ﻣﻌﻬﺎ اﻟﺷﺧص ﺷﻌورﻩ ﺑﻬوﯾﺗﻪ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وواﻗﻌﻪ اﻟذاﺗﻲ‪ ،‬وﯾﺗﻌﺎﻣل‬
‫ﻓﺿﻼ ﻋن ﻣﯾﻠﻪ ﻟﺗﺟرﯾد اﻟﻛﺎﺋﻧﺎت اﻟﺣﯾﺔ ﻣن‬
‫ً‬ ‫ﻣﻊ ذاﺗﻪ ﻛﺷﻲء ﻣﺎدي ﻻ ﺣﯾﺎة ﻓﯾﻪ‪،‬‬
‫ﺻﻔﺔ اﻟﺣﯾﺎة"‬
‫)‪ (٤‬اﺳﺗﺻﻐﺎر اﻟذات‪.‬‬
‫ﯾﻌرف اﻟﺑﺎﺣث ﺑﻌد اﺳﺗﺻﻐﺎر اﻟذات ﺑﻛوﻧﻪ "ﺷﻌور اﻟﺷﺧص ﺑﺎﻧﻌدام ﻗﯾﻣﺔ وﻗﻠﺔ‬
‫ﻗدراﺗﻪ ٕواﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻪ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻵﺧرﯾن‪ ،‬ﻣﻊ اﻟﻣﯾل إﻟﻰ اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﺷﺄن اﻟذات‬
‫واﺳﺗﺿﺎﻋﻔﻬﺎ"‬
‫)‪ (٥‬اﻻﻓﺗﻘﺎد ﻟﻠﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺗﻌرف اﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ " اﻟﺷﻌور اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﺑﺎﻟﺣﯾﺎة واﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌرب ﻋن‬
‫ﻓﻲ ﺻﯾﻐﺔ اﻟﺗﺣﻣس واﻻﻣﺗﻼء ﺑﺎﻟﺣﯾﺎة واﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻘوة‪ ،‬وﯾﻌﺗﻘد ﺑﺄﻧﻬﺎ‬ ‫ﻧﻔﺳﻬﺎ‬
‫وﻣﻧﺗﺟﺎ وﻧﺷﯾطًﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم"‪،‬‬
‫ً‬ ‫ﻓﻌﺎﻻ‬
‫ﺗﺟﺳﯾد ﻟﻣﺷﺎﻋر اﻟﻛﻔﺎءة واﻻﻧﺗﻌﺎش وﻛون اﻟﻣرء ً‬
‫وﺗﻌﺗﺑر اﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ أﺣد ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﺗﻧﻌم أو اﻟﻬﻧﺎء اﻟﻌﺎم واﻟﺷﺧﺻﻲ‬
‫ﺟزءا ﻣﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾطﻠق‬
‫ﺣﯾوﯾﺎ وﻧﺷﯾطًﺎ ً‬
‫‪ .‬وﯾﻣﺛل ﻛون اﻟﻣرء ً‬ ‫)‪(Ryan&Deci,2001‬‬

‫ﻋﻠﯾﻪ اﻷداء اﻟوظﯾﻔﻲ اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻛﺎﻣل واﻟﺗﻧﻌم اﻟﻧﻔﺳﻲ أو ﺣﺳن اﻟﺣﺎل‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ‬
‫ﺷﻌور ﺑﺎﻟﺑﻼدة اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻧﻔور‬
‫ﻓﺎﻻﻓﺗﻘﺎد إﻟﻰ اﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ ﯾرﺗب ً ا‬
‫ﻣن اﻟﺣﯾﺎة وﻋدم اﻟﺗرﺣﯾب ﺑﻬﺎ‪.‬‬
‫)‪ (٦‬اﻋﺗﻘﺎدات ﻫزﯾﻣﺔ اﻟذات‪.‬‬

‫‪٢٥٨‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٢‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺗﻣﺛل اﻋﺗﻘﺎدات ﻫزﯾﻣﺔ اﻟذات ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷﻓﻛﺎر واﻻﻋﺗﻘﺎدات اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻊ‬
‫اﻟﺷﺧص ﻟﻠﺷﻌور ﺑﺳﯾطرة ﺟواﻧب اﻟﺿﻌف واﻟﻘﺻور ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻊ ﻋﺟزﻩ ﻋن ﻣﻘﺎوﻣﺗ ﺔ‬
‫ﻓﺿﻼ ﻋن ﺗﻠون ﺣﯾﺎﺗﻪ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ﺑﺎﻟﯾﺄس‬
‫ً‬ ‫أو ﻣواﺟﻬﺔ أﺣداث اﻟﺣﯾﺎة ووﻗﺎﺋﻌﻬﺎ‪،‬‬
‫واﻟﺗﺷﺎؤم‪.‬‬

‫وﯾﺗﻛون اﻟﻣﻘﯾﺎس ﻣن )‪ (٤٨‬ﻣﻔردة ﻣوزﻋﺔ ﺑﺎﻟﺗﺳﺎوي ﻋﻠﻰ اﻷﺑﻌﺎد اﻟﺳﺗﺔ‪ ،‬ﺑﺣﯾث‬


‫ﺧﺻص ﻟﻛل ﺑﻌد )‪ (٨‬ﻣﻔردات‪ ،‬أﺷﺗﻘت ﻣن ﻣراﺟﻌﺔ أدﺑﯾﺎت اﻟﻣﺟﺎل‪ ،‬وﺑﺎﻻﺳﺗﻔﺎدة‬
‫وﻓﻘﺎ‬
‫ﻣن ﺑﻌض اﻟﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻛل ﺑﻌد ﻣن اﻷﺑﻌﺎد اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬وﯾﺟﺎب ﻋﻧﻪ ً‬
‫ﻟﺗدرﯾﺞ ﻟﯾﻛرت اﻟﺧﻣﺎﺳﻲ‪.‬‬
‫ﺣﺳﻧﺎ ﺗﻌﺎوﻧﻛم‪ ،‬ﻧرﺟو إﺑداء اﻟرأي ﺑﺻدد ﻣدى اﻧﺗﻣﺎء ﻛل‬
‫ٕواذ ﻧﺷﻛر ﻟﻛم ﻣﺳﺑﻘًﺎ ً‬
‫ﻣﻔردة ﻣن ﻣﻔردات اﻟﻣﻘﯾﺎس ﻟﻠﺑﻌد اﻟﻣدرﺟﺔ ﺗﺣﺗﻪ‪ ،‬وﻣدى ﺻﺣﺔ اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻠﻐوﯾﺔ‬
‫ﻟﻛل ﻣﻔردة ﻣن ﻣﻔرداﺗﻪ‪.‬‬
‫وﺗﻔﺿﻠوا ﺑﻘﺑول أﺳﻣﻰ آﯾﺎت اﻟﻣﻧﻰ وأرق ﺗﺣﯾﺎﺗﻲ‬
‫د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ﻣدرس اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‬
‫ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‪.‬‬

‫‪٢٥٩‬‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫ﻣﻔردات ﻣﻘﯾﺎس اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‬


‫اﻟﺑﻌد اﻷول ‪ :‬اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺧزي‬
‫اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻠﻐوﯾﺔ‬ ‫اﻻﻧﺗﻣﺎء ﻟﻠﻣﺣور‬
‫اﻟﻌﺑﺎرات‬
‫ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺣﺔ‬ ‫ﺻﺣﯾﺣﺔ‬ ‫ﻻ ﺗﻧﺗﻣﻲ‬ ‫ﺗﻧﺗﻣﻲ‬
‫ﻣﻼﺣظﺎت‬
‫أرﻏب ﻓﻲ ﺗوﺟﯾﻪ اﻟﻠوم ﻟذاﺗﻰ‬ ‫‪١‬‬
‫أرﻏب ﻓﻲ ﺗﺟﻧب اﻵﺧرﯾن واﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋﻧﻬم‬ ‫‪٢‬‬
‫أﺷﻌر ﺑﺎﻻﺷﻣﺋزاز ﻣن ﻧﻔﺳﻰ‬ ‫‪٣‬‬
‫أﺷﻌر ﺑﺄﻧﻲ ﻋﻠﻰ وﺷك اﻻﻧﻬﯾﺎر اﻟﻧﻔﺳﻲ‬ ‫‪٤‬‬
‫أﺷﻌر أﻧﻲ ﺳﻲء اﻟطﺑﺎع‬ ‫‪٥‬‬
‫أﺷﻌر أﻧﻲ ﺗﺎﻓﻪ‬ ‫‪٦‬‬
‫أﺷﻌر ﺑﻌدم اﻟرﺿﺎ ﻋن ﻧﻔﺳﻲ‬ ‫‪٧‬‬
‫أﺷﻌر ﺑﺎﺣﺗﻘﺎر اﻵﺧرﯾن ﻟﻲ‬ ‫‪٨‬‬

‫اﻟﺑﻌد اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﺷﯾﺊ اﻟذات‬


‫أﺷﻌر ﺑﻌدم إﻧﺳﺎﻧﯾﺗﻲ‬ ‫‪١‬‬
‫ﺻور ﺟﺎﻣدة ﻻ ﺣﯾﺎة ﻓﯾﻬﺎ‬
‫أﺷﻌر ﺑﺄن ﻣﺎ أراﻩ ً ا‬ ‫‪٢‬‬
‫أﻟﻣس ﻧﻔﺳﻲ ﺑﺎﺳﺗﻣرار ﻟﻠﺗﺄﻛد ﻣن أن‬ ‫‪٣‬‬
‫ﺟﺳﻣﻲ ﻣوﺟود‬
‫أﺷﻌر ﺑﺟﻣود ﻣﺷﺎﻋري واﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻲ‬ ‫‪٤‬‬
‫أﺷﻌر ﺑﺄن اﻷﻣﺎﻛن اﻟﺗﻲ ﺳﺑق ﻟﻲ اﻟﺗواﺟد‬ ‫‪٥‬‬
‫ﻓﯾﻬﺎ ﻛﺄﻧﻲ ﻟم أرﻫﺎ ﻗﺑل ذﻟك‬
‫أﻋﺷر أﻧﻲ أﻋﯾش ﺧﺎرج ﺟﺳﻣﻲ‬ ‫‪٦‬‬
‫أﻋﯾش ﻛﻲ أﺗﻧﺎول اﻟطﻌﺎم ﻓﻘط‬ ‫‪٧‬‬
‫أﺷﻌر ﺑﺄﻧﻲ ﻻ ﻣﺎض وﻻ ﻣﺳﺗﻘﺑل ﻟﻲ‬ ‫‪٨‬‬

‫اﻟﺑﻌد اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬اﻋﺗﻘﺎدات ﻫزﯾﻣﺔ اﻟذات‬


‫أﻋﺗﻘد أﻧﻪ ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺣﯾل أن ﺗﺣل ﻣﺷﺎﻛﻠﻲ‬ ‫‪١‬‬
‫ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة‬
‫أﻋﺗﻘد ﺑﺧطﺄ ﻓﻲ ﺷﺧﺻﯾﺗﻲ ﻋﻧدﻣﺎ أﺗﻌرض‬ ‫‪٢‬‬
‫ﻟﻠﻧﺑذ ﻣن اﻵﺧرﯾن‬
‫أﻋﺗﻘد أن ﺣﺎﻟﺗﻲ اﻟﻣزاﺟﯾﺔ اﻟﺳﯾﺋﺔ ﻧﺗﺎج‬ ‫‪٣‬‬
‫ﻋواﻣل ﺧﺎرج ﺳﯾطرﺗﻲ‬
‫أﻋﺗﻘد أﻧﻪ ﻟن ﯾﺄﺗﻲ اﻟﯾوم اﻟذي أﺷﻌر ﻓﯾﻪ‬ ‫‪٤‬‬
‫ﺑﺎﻟﻘﯾﻣﺔ ﻣﻬﻣﺎ ﺣﻘﻘت ﻣن ﻧﺟﺎح‬

‫‪٢٦٠‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد )‪ (٢‬ﻟﺳﻧﺔ ‪٢٠١٢‬‬ ‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أﻋﺗﻘد أﻧﻲ ﻟن أﺗﻘن أي ﻋﻣل‬ ‫‪٥‬‬
‫أﻋﺗﻘد أﻧﻲ ﻏﯾر ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺧطﯾط‬ ‫‪٦‬‬
‫ﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ‬
‫ﻟن ﺗﺗﻐﯾر اﻷﻣور ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل‪ ،‬ﻣﻬﻣﺎ ﺑذﻟت‬ ‫‪٧‬‬
‫ﻣن ﺟﻬد‬
‫ﺗﺗوﻗف ﻗﯾﻣﺗﻲ ﻋﻠﻰ آراء اﻵﺧرﯾن‬ ‫‪٨‬‬

‫اﻟﺑﻌد اﻟراﺑﻊ‪ :‬اﻻﻓﺗﻘﺎد ﻟﻠﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ‬


‫أﺷﻌر أن ﻻ ﺷﻲء ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ﯾﺳﺗﺣق ﺑذل‬ ‫‪١‬‬
‫اﻟﺟﻬد‬
‫أﺷﻌر أﻧﻪ ﻻ ﯾوﺟد ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن‬ ‫‪٢‬‬
‫ﯾﺟﻠب اﻟﺳرور‬
‫أﺷﻌر أن اﻟﺣﯾﺎة ﻏﯾر ﺟدﯾرة ﺑﺄن ﺗٌﻌﺎش‬ ‫‪٣‬‬
‫أﺷﻌر ﺑﻌدم اﻟداﻓﻌﯾﺔ ﻟﻠﺣﯾﺎة‬ ‫‪٤‬‬
‫أﺷﻌر أﻧﻲ أﻋﯾش ﯾوم ﺑﯾوم‪ ،‬وﻻ أﺗطﻠﻊ ﻟﻠﯾوم‬ ‫‪٥‬‬
‫اﻟﺗﺎﻟﻲ‬
‫أﺷﻌر ﺑﺎﻹﻋﯾﺎء ﻋﻧد ﺑذل أي ﺟﻬد‬ ‫‪٦‬‬
‫أﺷﻌر ﺑﺎﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ ﻋدم إﻛﻣﺎل أي ﻋﻣل أﻗوم‬ ‫‪٧‬‬
‫ﺑﻪ‬
‫أﺷﻌر ﺑﺎﻟﺿﻌف ﻋﻧد ﻣواﺟﻬﺔ أي ﻣﺻﺎﻋب‬ ‫‪٨‬‬
‫ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة‬

‫اﻟﺑﻌد اﻟﺧﺎﻣس‪ :‬اﺳﺗﺻﻐﺎر اﻟذات‬


‫أﺷﻌر أﻧﻲ أﻗل ﻗﯾﻣﺔ ﻣن اﻟﻣﺣﯾطﯾن ﺑﻲ‬ ‫‪١‬‬
‫أﺷﻌر أن اﻵﺧرﯾن ﯾﺳﻘطوﻧﻧﻲ ﻣن ﺣﺳﺎﺑﺎﺗﻬم‬ ‫‪٢‬‬
‫ﻓﻲ ﻛل اﻷوﻗﺎت‬
‫وﻋﻠﻣﺎ‬
‫أﺷﻌر أن اﻵﺧرﯾن أﻛﺛر ﻣﻧﻲ ﻋﻘﻼً ً‬ ‫‪٣‬‬
‫وﻓﻬﻣﺎ‬
‫ً‬
‫أﺷﻌر أﻧﻲ ﻏﯾر ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ ﺗطوﯾر ذاﺗﻲ‬ ‫‪٤‬‬
‫أﺷﻌر ﺑﺎﻟﻌداء ﺗﺟﺎﻩ اﻵﺧرﯾن ﻟﻌﻠﻣﻲ أﻧﻬم‬ ‫‪٥‬‬
‫أﻓﺿل ﻣﻧﻲ‬
‫أﺷﻌر أﻧﻲ ﻏﯾر ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﺎﻓس ﻣﻊ‬ ‫‪٦‬‬
‫اﻵﺧرﯾن‬
‫أﺷﻌر أن ﻛل زﻣﻼﺋﻲ أﻓﺿل ﻣﻧﻲ‬ ‫‪٧‬‬
‫أﺷﻌر أن طﻣوﺣﺎﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة أﻋﻠﻰ ﺑﻛﺛﯾر‬ ‫‪٨‬‬
‫ﻣن ﻗدراﺗﻲ‬

‫‪٢٦١‬‬
‫اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺣدداﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د‪ .‬ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬

‫اﻟﺑﻌد اﻟﺳﺎدس‪ :‬إﻫﺎﻧﺔ اﻟذات وﺗﺣﻘﯾرﻫﺎ‬


‫أﺳﺗﺣق ﺗوﺑﯾﺦ اﻵﺧرﯾن ﻟﻲ‬ ‫‪١‬‬
‫أﺧﯾب ظن اﻵﺧرﯾن ﻓﻲ‬ ‫‪٢‬‬
‫أﺷﻌر ﺑﺎﻟذﻧب ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺳﺗﺎء أي ﺷﺧص ﻣﻧﻲ‬ ‫‪٣‬‬
‫أﺷﻌر ﺑﺄﻧﻲ ﺳﺑب ﻛل اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻲ أﻋﺎﻧﻲ‬ ‫‪٤‬‬
‫ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻲ‬
‫أﺷﻌر أﻧﻲ ﻻ اﺳﺗﺣق اﻟﺣﯾﺎة‬ ‫‪٥‬‬
‫أﺷﻌر ﺑﺎﻟﻧﻔور ﻣن ذاﺗﻲ‬ ‫‪٦‬‬
‫ﻻ ﯾوﺟد ﻣﺎ ﯾدﻓﻊ اﻵﺧرﯾن ﻟﻠﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻲ‬ ‫‪٧‬‬
‫ارﺗﻛﺑت أﺧطﺎء ﻛﺛﯾرة ﺑﺳﺑب ﺣﻣﺎﻗﺗﻲ وﺳوء‬ ‫‪٨‬‬
‫ﺗﻘدﯾري ﻟﻸﻣور‬

‫ﻣﻔردات أﺧرى ﯾﻣﻛن إﺿﺎﻓﺗﻬﺎ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪..............................................................................‬‬
‫‪..............................................................................‬‬
‫‪..............................................................................‬‬
‫‪..............................................................................‬‬
‫‪..............................................................................‬‬
‫‪..............................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬

‫‪٢٦٢‬‬

You might also like