Professional Documents
Culture Documents
الهزيمة النفسية
الهزيمة النفسية
٢٠١٢
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٣ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
١٧٨
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٢ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ
"دراﺳﺔ ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻟﻣﻔﻬوم"
ﻣﻘدﻣﺔ:
ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ أﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ ﻣﻌﺎﻧﯾﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﺣﺎﻟ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ـ ــن Defeatism اﻻﻧﻛﺳﺎراﻟﻧﻔﺳ ـ ـ ـ ــﻲ أوﻻﻧﻬزاﻣﯾ ـ ـ ـ ــﺔ
اﻟﺷـ ــﻌور ﺑـ ــﺎﻟﻌﺟز وﻗﻠـ ــﺔ اﻟﺣﯾﻠـ ــﺔ واﻧﻌـ ــدام اﻟﻔﺎﻋﻠﯾـ ــﺔ اﻟﺷﺧﺻـ ــﯾﺔ ﻓـ ــﻲ اﻟﺣﯾـ ــﺎة واﻟﺗﻌﺎﺳـ ــﺔ
اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ،وﻫ ـ ــﻲ داﻟ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ ﺟ ـ ــزء ﻣﻧﻬ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻷﻗ ـ ــل ﻟﻠﺗﻌ ـ ــرض ﻟﻸﺣ ـ ــداث اﻟﺻ ـ ــﺎدﻣﺔ
واﻟظـ ـ ــروف اﻟﻌﺻـ ـ ــﯾﺑﺔ واﻷﺣـ ـ ــداث اﻟﺣﯾﺎﺗﯾـ ـ ــﺔ اﻟﺿﺎﻏطﺔ،ﺧﺎﺻـ ـ ــﺔ إذا ﺻـ ـ ــﺎدﻓت ﺑﻧـ ـ ــﺎء
ﻫﺷـ ـ ـ ــﺎ ﻗ ـ ـ ـ ــﺎﺑﻼً ﻟﻼﻧﻛﺳ ـ ـ ـ ــﺎر ﻧﺗﯾﺟ ـ ـ ـ ــﺔ أﺳ ـ ـ ـ ــﺎﻟﯾب اﻟﺗﻧﺷ ـ ـ ـ ــﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾ ـ ـ ـ ــﺔ ﻏﯾ ـ ـ ـ ــر
ﻧﻔﺳ ـ ـ ـ ـًـﯾﺎ ً
اﻟﺳوﯾﺔ،ﻓﺿ ـ ـ ــﻼًﻋن ارﺗﺑﺎطﻬـ ـ ـ ــﺎ ﺑـ ـ ـ ــﺎﻟﺗﻌرض ﻟﻌﻣﻠﯾ ـ ـ ـ ـﺎت اﻟﻘﻬرواﻹﻛـ ـ ـ ـراﻩ ﺑﻣـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻬـ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ــن
ﺗﺄﺛﯾرات ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻘﻬور.
وﻫ ـ ـ ـ ــﻲ ﺣﺎﻟ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣرﺿ ـ ـ ـ ــﯾﺔ ﺣﻘﯾﻘ ـ ـ ـ ــﺔ وﻟﯾﺳ ـ ـ ـ ــت وﺻ ـ ـ ـ ــﻔﺎ اﺧﺗرﻋ ـ ـ ـ ــﻪ ﺧﯾ ـ ـ ـ ــﺎل اﻟﺷ ـ ـ ـ ــﻌراء
ﺗﺟﺎوﺑـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــﻊ ﻋط ـ ـ ــﺎء اﻟﺗﻘ ـ ـ ــدم اﻟﺣﺿ ـ ـ ــﺎري اﻟ ـ ـ ــذي أﺿ ـ ـ ــﻔﻰ
أواﻷدﺑ ـ ـ ــﺎء أو اﻟﻔﻼﺳ ـ ـ ــﻔﺔ ً
ـﺎرﻋﺎ ﻏﯾـ ــر ﻣﺳـ ــﺑوﻗًﺎ وﻏﯾـ ــر ﻣﺣـ ــدد اﻻﺗﺟـ ــﺎﻩ ،وﻣـ ــﺎ ﺻـ ــﺎﺣﺑﻪ ﻣـ ــن اﻧﻔﺟـ ــﺎر
ﺗﻌﻘﯾـ ـًـدا وﺗﺳـ ـ ً
ﻓـ ـ ــﻲ ﺳـ ـ ــﻘف اﻵﻣـ ـ ــﺎل واﻟطﻣوﺣـ ـ ــﺎت ،دوﻧﻣـ ـ ــﺎ اﻣـ ـ ــﺗﻼك ﻷدوات ﺗﺣﻘﯾﻘﻬ ـ ـ ـﺎ،وﻣن اﻟﻣؤﻛـ ـ ــد
أن اﻟﻬزﯾﻣــﺔ اﻟﻧﻔﺳ ــﯾﺔ أﺧط ــر ﻣ ــن اﻟﻬزﯾﻣــﺔ اﻟﻣﺎدﯾ ــﺔ ﻷﻧﻬــﺎ ﺗﺻ ــﯾب اﻟﻣ ــرء ﺑﺎﻹﺣﺑ ــﺎط
واﻟﻌﺟز رﻏم وﺟود اﻟﻣؤﻫﻼت واﻟﻌﺗﺎد ورﻏم ﺗواﻓر إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﺗﺟﺎوز.
وﯾٌﻌﺗَﻘَ ـ ـ ـُـد ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻣﺳ ـ ـ ــﺗوى اﻟﻧظـ ـ ـ ــري أن اﻟﺗﺣ ـ ـ ــدﯾث واﻟﺗﻘـ ـ ـ ــدم ﯾﺳ ـ ـ ــﺗﺗﺑﻊ اﻟﺗﺣﺿـ ـ ـ ــر
ْ
اﻹﻧﺳـ ـ ــﺎﻧﻲ واﻟﺗ ارﺟـ ـ ــﻊ اﻟـ ـ ــداﺋم ﻟﻠﻌﻧـ ـ ــف ،ﻓﺿـ ـ ــﻼً ﻋـ ـ ــن ارﺗﺑﺎطـ ـ ــﻪ اﻹﯾﺟـ ـ ــﺎﺑﻲ ﺑﺎﻻﻧـ ـ ــدﻓﺎع
ﻧﺣـ ــو اﻟﺣﯾـ ــﺎة واﻟﻔﺎﻋﻠﯾـ ــﺔ اﻟﺷﺧﺻـ ــﯾﺔ واﻟﻬﻣـ ــﺔ اﻟذاﺗﯾـ ــﺔ ﻟﻛـ ــن ﻟﻸﺳـ ــف ﺛﺑـ ــت ﺧطـ ــﺄ ﻫـ ــذا
اﻻﻋﺗﻘ ـ ــﺎد وﻣؤﺷـ ـ ـرات ﺗﺄﯾﯾ ـ ــد ﻫ ـ ــذا اﻟﻣوﻗ ـ ــف ﻛﺛﯾـ ـ ـرة ﻻ ﺗﺧطﺋﻬ ـ ــﺎ ﻋ ـ ــﯾن رﺟ ـ ــل اﻟﺷ ـ ــﺎرع
ﻓﺿﻼ ﻋن اﻟﺧﺑﯾر.
)(١٩٩٥ﺑﺈﺷـ ـ ــﺎرﺗﻪ إﻟـ ـ ــﻰ أن ﻣﻌظـ ـ ــم Riesman إذ ﯾؤﻛـ ـ ــد ﻫـ ـ ــذا اﻟﻣﻌﻧـ ـ ــﻰ راﯾزﻣـ ـ ــﺎن
اﻷﻓـ ـ ـراد ﻻ ﯾﺳ ـ ــﺗطﯾﻌون اﻟﺗﻌ ـ ــﺎﯾش ﻣ ـ ــﻊ ﻣﺗطﻠﺑ ـ ــﺎت اﻟﺗﻘ ـ ــدم اﻟﺗﻛﻧوﻟ ـ ــوﺟﻲ اﻟﻬﺎﺋ ـ ــل اﻟ ـ ــذي
ﯾﻌﺟـ ــز اﻟﻔـ ــرد ﻋـ ــن ﻣﻼﺣﻘﺗـ ــﻪ ،ﻓﺿـ ــﻼ ﻋـ ــن اﻟﺗﻐﯾ ـ ـرات اﻟﺗـ ــﻲ ﻟﺣﻘـ ــت ﺑـ ــﺎﻟﻘﯾم اﻹﻧﺳـ ــﺎﻧﯾﺔ
١٧٩
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
ﻧﺗﯾﺟـ ـ ــﺔ اﻟﺗﺣـ ـ ــوﻻت اﻟﺳ ـ ـ ـرﯾﻌﺔ ﻣﻣـ ـ ــﺎ أدي إﻟـ ـ ــﻰ ﺗﻌرﺿـ ـ ــﻬم ﻟﻠﻛﺛﯾـ ـ ــر ﻣـ ـ ــن ﺻوراﻟﺷـ ـ ــﻌور
ﺑﺎﻟوﺣـ ـ ـ ــدة اﻟﻧﻔﺳـ ـ ـ ــﯾﺔ واﻻﻏﺗ ـ ـ ـ ـراب اﻟﻧﻔﺳـ ـ ـ ــﻲ ،وأن اﻟﺷـ ـ ـ ــﻌور ﺑﺎﻟوﺣـ ـ ـ ــدة اﻟﻧﻔﺳـ ـ ـ ــﯾﺔ ﻧﻘطـ ـ ـ ــﺔ
اﻟﺑـ ــدء ﻟﻛﺛﯾـ ــر ﻣـ ــن اﻟﻣﺷـ ــﻛﻼت اﻟﺗ ـ ــﻲ ﯾﻌـ ــﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬـ ــﺎ اﻹﻧﺳـ ــﺎن اﻟﻣﻌﺎﺻرﺧﺎﺻـ ــﺔ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ
اﻻﻧﻛﺳﺎر واﻻﻧﻬزام اﻟﻧﻔﺳﻲ.
وﺧـ ـ ــﻼل اﻟﺳـ ـ ــﻧوات اﻟﻘﻠﯾﻠـ ـ ــﺔ اﻟﻣﺎﺿـ ـ ــﯾﺔ ﺑـ ـ ــدأ أطﺑـ ـ ــﺎء اﻟﻘﻠـ ـ ــب ﯾﺗﺣـ ـ ــدﺛون ﺻ ـ ـ ـراﺣﺔ
roken heart ﺑـ ــﺄن ﺛﻣـ ــﺔ ﻣـ ــرض ﯾُ ـ ــدﻋﻰ»ﻣﺗﻼزﻣـ ــﺔ اﻟﻘﻠـ ــب اﻟﻣﻔطـ ــور« أواﻟﻣﻛﺳـ ــور
muscle heart وﻫ ـ ـ ــﻲ ﺣﺎﻟ ـ ـ ــﺔ ﻣرﺿ ـ ـ ــﯾﺔ ﺗﺻ ـ ـ ــف إﺻ ـ ـ ــﺎﺑﺔ ﻋﺿ ـ ـ ــﻠﺔ اﻟﻘﻠ ـ ـ ــب syndrome
اﻟﻧﺎﺑﺿ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺿ ـ ــﻌف اﻟﻣﻔ ـ ــﺎﺟﺊ ﻧﺗﯾﺟ ـ ــﺔ ﻟﻠﺗﻌ ـ ــرض ﻷزﻣ ـ ــﺎت ﻧﻔﺳ ـ ــﯾﺔ ﺣ ـ ــﺎدة ،وﻫ ـ ــو ﻣ ـ ــﺎ
ﻋـ ــن ﺿـ ــﺦ اﻟـ ــدم ﺑـ ــﺎﻟﻘوة heart failure ﯾُ ـ ــؤدي إﻟـ ــﻰ ﺣﺻـ ــول ﻓﺷـ ــل )ﻋﺟـ ــز( اﻟﻘﻠـ ــب
اﻟﻣﻌﻬ ـ ــودة ﻟ ـ ــﻪ ﻗﺑ ـ ــل اﻟﺗﻌ ـ ــرض ﻟﺗﻠ ـ ــك اﻟﺿ ـ ــﻐوط اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ،وﺗﺳ ـ ــﻣﻰ ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ
ﺑﻌـ ـ ــض أدﺑﯾـ ـ ــﺎت اﻟطـ ـ ــب ﺑﻣﺗﻼزﻣـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــرض اﻟﻘﻠـ ـ ــب اﻟﻧـ ـ ــﺎﺟم ﻋـ ـ ــن اﻟﺗـ ـ ــوﺗر اﻟﻧﻔﺳـ ـ ــﻲ«
.stress cardiomyopathy
وﻣن اﻟزاوﯾﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻧﺟد أن ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻧﻬزام اﻟﻧﻔﺳﻲ ٕوان ﻛﺎﻧت ﺗﻔﺗﻘد ﻣﺛل ﻫذﻩ
اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ ﻓﻲ أدﺑﯾﺎت اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻷدﻟﺔ اﻟﺗﺷﺧﯾﺻﯾﺔ ﻟﻼﺿطراﺑﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ
ﻧﺳﺑﯾﺎ ﺗﺣت ﻣﺳﻣﯾﺎت أﺧرى ﻣﺛل
وا ﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ ،إﻻ أن ﻟدراﺳﺗﻬﺎ ﺗﺎرﯾﺧﺎ طوﯾﻼ ً
،Psychological اﻟﻧﻔﺳﻲAlienation "واﻻﻏﺗراب Learning helplessness "اﻟﻌﺟزاﻟﻣﺗﻌﻠم
واﻟﻘﺻورﻓﻲ اﻟﻛﻔﺎءة اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻧﺧﻔﺎض ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟذات،وﺣدﯾﺛًﺎ ﺗﺣت ﻣﺳﻣﻰ "
" Self Defeating Personality اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻘﺎﻫرة ﻟﻠذات أو اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻬﺎزﻣﺔ ﻟﻠذات
ﺣد ﻛﺑﯾر
ٕوان ﻛﺎﻧت ذات دﻻﻻت ﺗﺧﺗﻠف إﻟﻰ ٍ Fragile Personality واﻷﻧﺎ اﻟﻣﻧﻛﺳرة
ﻋﻣﺎ ﻧﻌﻧﯾﻪ ﺑﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ؛ ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﺗﻛﺗﺳﻲ ﻓﯾﻣﺎ ﻧظن
ﻣﻌﻧﻰ ﻗرًﯾﺑﺎ ﻣن ﻣﺗﻼزﻣﺔ ﻣرض اﻟﻘﻠب اﻟﻧﺎﺟم ﻋن اﻟﺗوﺗر اﻟﻧﻔﺳﻲ،وﻫو "ﺣﺎﻟﺔ
،وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻛون ذووﻫذﻩ
اﻻﻧﻬزام اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻹﻫﺎﻧﺔ واﻟﻌﺟز" ً
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻣﺗﺷﺎﺋﻣون ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬم وﯾﻐﻠب ﻋﻠﯾﻬم اﻟﻬﻣوم واﻧﻛﺳﺎر اﻟﻧﻔس واﻻﻛﺗﺋﺎب
١٨٠
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٢ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻓﺿﻼ ﻋن أﻧﻬم ﻋﻠﻰ ﻏﯾر وﻓﺎق ﻣﻊ اﻟﻌﺎﻟم
ً وﻋدم اﻟرﺿﺎ ﻋن اﻟوﺟود اﻟذاﺗﻲ أو اﻟﻌﺎم
وﯾﻐﻠب ﻋﻠﯾﻬم ﻣﺷﺎﻋر اﻟﺧوف واﻟﺗﺑﻠد واﻟﻣرض واﻓﺗﻘﺎد اﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ.
ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟدراﺳﺔ.
أدى ﺗﻌﻘ ـ ــد اﻟﺣﯾ ـ ــﺎة اﻹﻧﺳ ـ ــﺎﻧﯾﺔ ﻓ ـ ــﻲ ﻣﺟﺗﻣﻌﺎﺗﻧ ـ ــﺎ اﻟﻣﻌﺎﺻـ ـ ـرة إﻟ ـ ــﻰ ﺗﻔ ـ ــﺎﻗم ﺻ ـ ــﻌوﺑﺎت
اﻟﺣﯾ ـ ــﺎة وﺗﻌ ـ ــددت ﻣﺷ ـ ــﺎﻛل اﻹﻧﺳ ـ ــﺎن وزادت اﻷﻋﺑ ـ ــﺎء وأﺻ ـ ــﺑﺢ ﻣ ـ ــن اﻟﺻ ـ ــﻌب ﻋﻠ ـ ــﻰ
اﻹﻧﺳـ ـ ـ ــﺎن ﺗﺣﻘﯾـ ـ ـ ــق ﻣﻌظـ ـ ـ ــم ﺣﺎﺟﺎﺗـ ـ ـ ــﻪ وطﻣوﺣﺎﺗـ ـ ـ ــﻪ أو أن ﯾﺳـ ـ ـ ــﻠك ﻓـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺣﯾـ ـ ـ ــﺎة دون
ﻣﻌﺎﻧـ ـ ـ ــﺎة أو أﻟ ـ ـ ـ ــم ،وﻫ ـ ـ ـ ــذﻩ اﻟظ ـ ـ ـ ــروف اﻟﺣﯾﺎﺗﯾ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺻ ـ ـ ـ ــﻌﺑﺔ واﻟﻣﺗﻼﺣﻘ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓﯾﻬ ـ ـ ـ ــﺎ
اﻟظـ ـ ــروف اﻟﻣﺎدﯾـ ـ ــﺔ اﻟﺻـ ـ ــﻌﺑﺔ واﻟﺗﻐﯾ ـ ـ ـرات اﻟﺳ ـ ـ ـرﯾﻌﺔ اﻟﺗـ ـ ــﻲ ط ـ ـ ـرأت ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻣﺟﺗﻣﻌﺎﺗﻧـ ـ ــﺎ
اﻟﻌرﺑﯾ ـ ـ ـ ــﺔ واﻟﺗﺣ ـ ـ ـ ــدﯾﺎت اﻟﺗ ـ ـ ـ ــﻲ ﺗواﺟـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻫ ـ ـ ـ ــذﻩ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌ ـ ـ ـ ــﺎت واﻟﺣ ـ ـ ـ ــروب اﻟﻣﺗﻼﺣﻘـ ـ ـ ـ ــﺔ
واﻟﻌـ ـ ــدوان واﻟ ـ ــدﻣﺎر وﻏﯾـ ـ ــر ذﻟـ ـ ــك زادت ﻣـ ـ ــن ﻣﻌﺎﻧـ ـ ــﺎة اﻹﻧﺳـ ـ ــﺎن وﺻ ـ ـ ـراﻋﺎﺗﻪ اﻟﻔﻛرﯾـ ـ ــﺔ
واﻟﻧﻔﺳ ـ ـ ــﯾﺔ ﻛﻣ ـ ـ ــﺎ زادت ﻣ ـ ـ ــن اﻟﺿ ـ ـ ــﻐوط اﻟﻧﻔﺳ ـ ـ ــﯾﺔ وﻣ ـ ـ ــن ﺣ ـ ـ ــﺎﻻت اﻹﺣﺑ ـ ـ ــﺎط واﻟﻘﻠ ـ ـ ــق
واﻟﺣرﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن واﻻﻛﺗﺋـ ـ ـ ـ ـ ــﺎب واﻟﺷـ ـ ـ ـ ـ ــﻌور ﺑﺎﻟوﺣـ ـ ـ ـ ـ ــدة اﻟﻧﻔﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﯾﺔ واﻻﻏﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـراب واﻟﺷـ ـ ـ ـ ـ ــﻌور
اﻻﻧﻛﺳـ ـ ـ ــﺎر واﻻﻧﻬـ ـ ـ ـ ـزام اﻟﻧﻔﺳـ ـ ـ ــﻲ ،وﺟﻌﻠ ـ ـ ـ ــﻪ ذﻟـ ـ ـ ــك ﯾﻔﻘ ـ ـ ـ ــد ﺗوازﻧـ ـ ـ ــﻪ اﻟﻌﻘﻠ ـ ـ ـ ــﻲ واﻟﻧﻔﺳ ـ ـ ـ ــﻲ
وﯾﻌرﺿ ـ ــﻪ إﻟ ـ ــﻰ اﻟﻌدﯾ ـ ــد ﻣ ـ ــن اﻻﺿ ـ ــطراﺑﺎت اﻟﻧﻔﺳ ـ ــﯾﺔ واﻟﻌﻘﻠﯾ ـ ــﺔ واﻟﺳ ـ ــﻠوﻛﯾﺔ وﯾﺿ ـ ــﻌف
ﻗدرﺗـ ـ ـ ــﻪ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻌﻣـ ـ ـ ــل واﻟﻌطـ ـ ـ ــﺎء واﻹﻧﺟﺎز،ودﻓﻌـ ـ ـ ــﻪ ﺑﺎﺗﺟـ ـ ـ ــﺎﻩ اﻻﺳﺗﺳـ ـ ـ ــﻼم واﻟرﻛـ ـ ـ ــون
ﻟﻠواﻗﻊ ﺑﻛل ﺗﻔﺎﺻﯾﻠﻪ.
وﺗﺗﺑﻠوراﻻﺗﺟﺎﻫ ـ ــﺎت اﻟﻔﻛرﯾ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ ﻛ ـ ــل ﻋﺻ ـ ــر ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻧﺣ ـ ــو ﻣ ـ ــﺎ ﺗﻔﯾ ـ ــد ﻋطﯾ ـ ــﺎت أﺑ ـ ــو
اﻟﻌﯾﻧـ ـ ــﯾن) (٢٠٠٧ﺣ ـ ـ ــول ﻓﻛرﯾ ـ ـ ــﺔ أﺳﺎﺳ ـ ـ ــﯾﺔ ﺗﻛـ ـ ــون اﻟط ـ ـ ــﺎﺑﻊ اﻟﻣﻣﯾ ـ ـ ــز ﻟﻬ ـ ـ ــذا اﻟﻌﺻ ـ ـ ــر
ﻓﻔ ـ ـ ــﻲ ﻣﺻـ ـ ـ ـراﻟﻔرﻋوﻧﯾﺔ ﺑ ـ ـ ــرزت ﻓﻛـ ـ ـ ـرة اﻟﺧﻠ ـ ـ ــود ،وﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟﺣﺿ ـ ـ ــﺎرة اﻟﯾوﻧﺎﻧﯾ ـ ـ ــﺔ اﻟﻘدﯾﻣ ـ ـ ــﺔ
ﺑـ ـ ـ ــرزت ﻓﻛ ـ ـ ـ ـرة اﻟوﺟـ ـ ـ ــود ،Ontologyوأﻓـ ـ ـ ــرزت اﻟﺛـ ـ ـ ــورة اﻟﺑرﺟوازﯾـ ـ ـ ــﺔ ﻓﻛ ـ ـ ـ ـرة اﻟﻣﺳـ ـ ـ ــﺎواة
،Equityأﻣـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ ﻋﺻـ ــر اﻟﺗﺣـ ــدﯾث واﻟﺗﺻـ ــﻧﯾﻊ ﺑـ ــرزت ﻓﻛ ـ ـرة & Freedom واﻟﺣرﯾـ ــﺔ
Alienation اﻟﻣﯾﻛﻧـ ـ ـ ــﺔ واﻟﺗﺷـ ـ ـ ــﯾؤ،وﻓﻲ ﻋﺻ ـ ـ ـ ـرﻧﺎ ﻫـ ـ ـ ــذا أﺻـ ـ ـ ــﺑﺣت ﻓﻛـ ـ ـ ــرت اﻻﻏﺗ ـ ـ ـ ـراب
اﻟﻔﻛرة اﻟﺟوﻫرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺑر ﻋن أزﻣﺔ اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻣﻌﺎﺻر.
١٨١
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
وﺗﺟدراﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻻﻧدﻓﺎع اﻟﻣﺗﺳﺎرع ﻧﺣو ﺗﻘﺑل اﻟﻣﺿﺎﻣﯾن اﻟﻔﻛرﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻟﻔﻛرة
اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل اﻟﻔﻛرة اﻟﻧﺎظﻣﺔ ﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﺣداﺛﺔ وﻟد Globalization اﻟﻌوﻟﻣﺔ
ﻣظﺎﻫر ﺳﻠوﻛﯾﺔ ﯾﺗﻌذر ﻓﻲ واﻗﻊ اﻷﻣر ﺗﻔﺳﯾرﻫﺎ ﺑﻔﻛرة اﻻﻏﺗراب اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻣﺷﺎر
ﺑﻣﺿﺎﻣﯾﻧﻬﺎ Defeatism إﻟﯾﻬﺎ ،وﯾرى اﻟﺑﺎﺣث ﻣن ﺟﺎﻧﺑﻪ أن ﻓﻛرة اﻻﻧﻬزاﻣﯾﺔ
اﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﻔﻛرة اﻷﻛﺛر ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﺗوﺻﯾف واﻗﻊ ﺣﺎل اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻲ
اﻟوﻗت اﻟراﻫن.
وﯾﺗﺣدث اﻟﻛﺛﯾر ﻣن رواد اﻟﺑﺣث اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟراﻫن
Thoughts &Civilization Defeating ﻋن ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ واﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ
أﻧﻣوذﺟﺎ ﻟﻠﺗﻘدﻣﻲ اﻟﻔﻛري
ً ﻛﺗوﺻﯾف ﻋﺎم ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺑﻌ ﯾﺔ واﻻﻧﻘﯾﺎد ﻟﻶﺧر واﻋﺗﺑﺎرﻩ
واﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﻟﺻﻧﺎﻋﻲ،وﺗزاﯾد ﻫذا اﻟﺣدﯾث ﻣﻊ ﺗﻧﺎﻣﻲ واﺗﺳﺎع ﻓﺿﺎءات اﻟﻌوﻟﻣﺔ
واﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻗدر ﻣﺣﺗوم ﻻﺗﻣﻠك اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻋﻧﻪ ﻓﻛﺎﻛًﺎ،وﻣﺎ ﻣظﺎﻫر
ﻛﺎﻓﯾﺎ ﻟﻠﺗدﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺔ ﻫذا اﻟﺗوﺟﻪ ،ﻓﻬﻧﺎك
ﻣؤﺷر ً
ًا اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ اﻟﻌﻣﯾﺎء إﻻ
" "Knowing ﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﺗﻧﺗﺞ وﺗﻣﻠك ﻣﺎ ﯾﺻﺢ ﺗﺳﻣﯾﺗﻪ "ﺳر اﻟﺻﻧﻌﺔ واﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ
اﻟﻣﻧﺗﺞ،ﻓﺿﻼ ﻋن أن ﻣظﺎﻫر اﻟﺗﺣدﯾث اﻟﻣﻌﺎﺻرة
ً " ،Howوﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﺗﺳﺗﻬﻠك ذﻟك
اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑدى ﻋﻠﻰ ﺷﺑﺎب اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺑﻲ ﻣن ﻧوﻋﯾﺔ ﻣﻠﺑس وأﺳﻠوب ﺗﺣدث وأﺟﻬزة
اﺗﺻﺎل ﺑل وطرﯾﻘﺔ ﺗﻔﻛﯾ ٕ ارﻻ ﻣظﺎﻫر ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻬذﻩ اﻟﻧزﻋﺔ اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ اﻟﻣؤﺻﻠﺔ ﻟﻣﺎ
ﯾﺻﯾﺢ ﺗﺳﻣﯾﺗﻪ ﺑﺎﻟﺗﺷﯾؤ .١
ﺗﻌﻘﯾدا ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ واﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ ﻣﺎ ﯾﺻﺢ ﺗﺳﻣﯾﺗﻪ
وﻟﻌل اﻟﺟﺎﻧب اﻷﻛﺛر ً
ﺑﻬزﯾﻣﺔ اﻷﻓﻛﺎر واﻟﻣﺑﺎدئ واﻟﻘﯾم واﻋﺗﻘﺎد اﻟﻣرء ﺑﺄن ﻣﺎ ﺗﺷرﺑﻪ وآﻣن ﺑﻪ ﻣن ﻣﻧظوﻣﺔ
إﯾﺟﺎﺑﯾﺎ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻣﻛﯾﻧﻪ ﻣن ﺣل ﻣﺷﻛﻼﺗﻪ
ً أﺛر
ﻣﺑﺎدئ وأﻓﻛﺎر وﻗﯾم ﻻ ﺟدوى ﻣﻧﻬﺎ وﻻ ً ا
ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻛون
اﻟﯾوﻣﯾﺔ ،وأن اﻟﺧﻼص ﻓﻲ إﺗﺑﺎع ﻣﻧظوﻣﺔ ﻣﺑﺎدئ وأﻓﻛﺎر وﻗﯾم أﺧرى ً
١
وﺻف اﻟﺑﺎﺣث ﻓﻲ ﻣﺗن اﻟدراﺳﺔ ظﺎﻫرة ﺗﺷﯾؤ اﻟذات ﺑوﺻﻔﻬﺎ أﺣد أﺑﻌﺎد اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ.
١٨٢
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٢ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻣﻧظوﻣﺔ ﻣن ﯾﺗﺻور أﻧﻪ ﯾﻣﺗﻠك اﻟﻘوة اﻟﻔﻛرﯾﺔ واﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﺗﺣت ﺗﺄﺛﯾراﻟﻐزو اﻟﻔﻛر
أﯾﺿﺎ ﻋﻧدﻣﺎ
واﻧﻬﯾﺎر ﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺗﻌﻠم اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﯾش ﻣﻌﻬﺎ ،وﺗﺗﺄﺗﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ً
ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻘوي إﯾﻬﺎم اﻟﺿﻌﯾف ﺑﺄﻧﻪ ﻗوة ﻻ ﺗﻘﻬروﺑﺄﻧﻪ أدرى وأﻋﻠم ﺑﻣﺎ ﯾﺻﻠﺢ وﻣﺎ ﻻ
ﯾﺻﻠﺢ ﻟﻪ ،وﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﺣﯾﻠﺔ ﻟﻪ دون اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘوى واﻟﺳﯾر ﻓﻲ رﻛﺎﺑﻪ واﻻﺋﺗﻣﺎر
ﺑﺄﻣرﻩ.
ﻧﺳﺑﯾﺎ ﻓﻬم ﻣظﺎﻫر اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ واﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ وﻣؤﺷراﺗﻬﺎ
ٕواذا ﻛﺎن ﻣن اﻟﯾﺳﯾر ً
اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻋواﻣل ﺗﺧﻠﯾﻘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧﺣو اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﻋﻠﯾﻪ ،ﯾﺗﻌذر ﻗﺑول ﺷﻛل ﻣرﻋب آﺧر ﻣن
ﻣﺟﺳدا ﻟﻣظﻠﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ واﻗﻊ اﻷﻣر ﻟﻠﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻛﺛﯾر
ً اﻟﻬزﯾﻣﺔ ﯾﺑدو
ﻣن ﺷﺑﺎب اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺑﻲ وﻧﻘﺻد ﺑﻪ اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾﻧﺑﺊ ﺑﺗﺟذر اﻟﻬزﯾﻣﺔ
اﻟﻔﻛرﯾﺔ واﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ ﻟﯾس ﻓﻲ ﺑﯾﻧﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت وﺣﺳب ،ﺑل ﺑﺗﺧﻠﯾق آﻟﯾﺎت إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ
ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﻘرﯾب ﻛذﻟك.
وﻻ ﯾﺗﺟﺎوز اﻟﺣد ﻣن ﯾدﻋﻰ أن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻗد أﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﺷدة ﺑﻣﻛﺎن
ﻟدرﺟﺔ أﻧﻪ ﻗد أﺻﺑﺢ ظﺎﻫرة ﺗﺳﺗﺣق اﻟدراﺳﺔ واﻟﺑﺣث ﻟﺗﺣدﯾد أﻋراﺿﻬﺎ
وأﺳﺑﺎﺑﻬﺎ ووﺳﺎﺋل اﻟﺣد ﻣن اﻧﺗﺷﺎرﻫﺎ واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ.
وﻣﻊ ﺗﺳﻠﯾﻣﻧﺎ ﺑﺄن اﻟﺿﻌف اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﺳﻣﺔ ﺗﻼزم اﻹﻧﺳﺎن ﻣن ﻟﺣظﺔ اﻟﺑداﯾﺔ ﻓﻲ
ﺧﻠﻘﻪ ،إﻻ أن اﺷﺗداد اﻟﺷﻌور ﺑﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿﻌف ﻫذﻩ واﺗﺳﺎع ﻧطﺎﻗﻬﺎ رﺑﻣﺎ ﯾﻔﺿﻲ إﻟﻰ
ﻣﻌﺎﻧﺎة اﻹﻧﺳﺎن ﻣن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻧﻛﺳﺎر واﻻﻧﻬزام اﻟﻧﻔﺳﻲ ،ﻓﺗﺷل ﻗدراﺗﻪ وﯾﻌﺟز ﻋن
اﻟﺗﻌﺎﻣل اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﻣﻊ أي ﻣوﻗف أو ﺣدث أو ﻣﺷﻛﻠﺔ.
وﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ اﻟﻬزﯾﻣـ ـ ــﺔ اﻟﻧﻔﺳـ ـ ــﯾﺔ ﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ ﻣرﺿـ ـ ــﯾﺔ ،ﻣؤﺷ ـ ـ ـراﺗﻬﺎ ﺑﺎدﯾـ ـ ــﺔ وﻗﺎﺑﺿـ ـ ــﺔ ﺑﻣﻼﺑﺳـ ـ ــﺗﻬﺎ
ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺑﻧﯾ ـ ــﺔ اﻟﻧﻔﺳ ـ ــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻛﺛﯾ ـ ــرﻣن اﻟﺷ ـ ــﺑﺎب ﻓ ـ ــﻲ ﻋﺎﻟﻣﻧ ـ ــﺎ اﻟﻌرﺑ ـ ــﻲ ﻋﻠ ـ ــﻰ وﺟ ـ ــﻪ
اﻟﺧﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوص وﻏﯾرﻣﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﻔﺔ ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣﻧظوﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت أدﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺗﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﯾف اﻟﻌﺎﻟﻣﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ
ﻟﻼﺿـ ـ ـ ــطراﺑﺎت اﻟﻧﻔﺳـ ـ ـ ــﯾﺔ واﻟﺳـ ـ ـ ــﻠوﻛﯾﺔ ﻛﺎﻟـ ـ ـ ــدﻟﯾل اﻟﺗﺷﺧﯾﺻـ ـ ـ ــﻲ واﻹﺣﺻـ ـ ـ ــﺎﺋﻲ اﻟ ارﺑـ ـ ـ ــﻊ
اﻟﻣﻌـ ـ ـ ـ ــدل اﻟﺻـ ـ ـ ـ ــﺎدرﻋن اﻟﺟﻣﻌﯾـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠطـ ـ ـ ـ ــب اﻟﻧﻔﺳﻲ،واﻟﻧﺷ ـ ـ ـ ـ ـرة اﻟدوﻟﯾ ـ ـ ـ ـ ــﺔ
اﻟﻌﺎﺷرة ﻟﻼﺿطراﺑﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻋن ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ .
١٨٣
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
١٨٤
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٢ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (٢ﻣﺎ أﺑﻌﺎد اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ؟
) (٣ﻣﺎ ﻣﺣددات ﺗﺧﻠﯾق اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ؟
ﻧﻔﺳﯾﺎ؟
) (٤ﻣﺎ ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻬزوﻣﺔ ً
) (٥ﻣﺎ طرق ﻗﯾﺎس اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ؟
) (٦ﻣﺎ طرق اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ؟
ﻣﺑررات اﻟدراﺳﺔ وأﻫداﻓﻬﺎ:
اﻟﻧﺎس ﻣﻌﻠﻣون ﻓﻲ ﻓﻬم ﻧﻔﺳﯾﺔ اﻵﺧر .وﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣواﻗف ﯾﺳﻬل ﻋﻠﯾﻧﺎ ﻓﻬم
ﺳﻠوك اﻵﺧر وﺗوﻗﻌﻪ.إﻻ أن اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﺑﻬﺎ ﻫذا اﻟﻔﻬم ﻣﺎ زاﻟت ﻏﯾر واﺿﺣﺔ
ﻟدى اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن.
اﺳﺗﻌﺻﺎءا ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻬم ﻣن ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻧﻛﺳﺎر اﻟﻧﻔﺳﻲ أو
ً وﻣﺎ ﻣن ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ أﻛﺛر
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑدى ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ﺟﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﻠك وﺗرﺣﺎﻟك ﺑﯾن ﻣواﻗف
اﻟﺗﻔﺎﻋﻼت اﻟﺣﯾﺎﺗﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺳواء ﻣواﻗف ﺗﻔﺎﻋل اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ أو ﻣواﻗف ﺗﻌﻠﯾم وﺗﻌﻠم
أو ﻣواﻗف ﻋﻣل.
ﺑﺎدﯾﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ أﻣﺎرات اﻟﺗﻌﺎﺳﺔ واﻟﻬﺑوط واﻟﺑﻼدة اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ
ﻓﻘد ﺗﻼﺣظ ﺷﺧﺻﯾﺎت ً
واﻻﻓﺗﻘﺎد ﻷﺑﺳط ﻣؤﺷرات اﻟﻬﻣﺔ واﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ ،ﺷﺧﺻﯾﺎت ﺗﺗﺳﺎوى ﻟدﯾﻬﺎ ﻗﯾﻣﺔ
اﻷﺷﯾﺎء ،واﻟﻼﺟدوى ﻋﺑﺎرة اﻟوﺟود اﻟوﺣﯾدة اﻟﻣﻧطوق ﺑﻬﺎ ،ﺷﺧﺻﯾﺎت اﻻﺳﺗﻬﺗﺎر
واﻻﺳﺗﻬﺎﻧﺔ ﺑﻛل ﻧﺑﯾل ﻋﻧواﻧﻬﺎ وأﺳﻠوب ﺣﯾﺎﺗﻬﺎ ،ﺷﺧﺻﯾﺎت ﺗﺟﺳد ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى
اﻟﻔﻛرواﻻﻧﻔﻌﺎل واﻟﺳﻠوك أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻠﺣظﺔ واﻏﺗﻧﺎم اﻟﻔرﺻﺔ ،ﺷﺧﺻﯾﺎت ﺗﺳﯾطر
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﺳﻠﻣﺔ "اﺳﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺳﯾﺊ ﻓﺈن اﻷﺳوأ ﻟم ﯾﺄﺗﻲ ﺑﻌد" ،ﺷﺧﺻﯾﺎت ﻣﻧﻘﺎدة ﻟﻶﺧر
ﻣﺳﺗﺳﻠﻣﺔ ﻟﻠظرف واﻟﺳﯾﺎق.
أﻓﻼ ﺗﺳﺗدﻋﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺷرات اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ اﻻﻧﺗﺑﺎﻩ اﻟﺟﺎد ﻣن ﻗﺑل اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻓﻲ
اﻟﻌﻠوم اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟطب اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ؟ أﻟﺳﻧﺎ ﺑﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﻟﺗﻔﻬم
دﯾﻧﺎﻣﯾﺎت ﺗﺧﻠﯾق ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺷرات اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ؟ ﻫل ﺗﻧﻣﻌﻧﺎ ﻧدرة اﻟﻛﺗﺎﺑﺎت اﻟﻧظرﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﺟﺎل ،وﻋدم وﺟود ﻣﺳﻣﻰ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣؤﺷرات ﻓﻲ اﻷدﻟﺔ اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ واﻟﺗﺷﺧﯾﺻﯾﺔ
١٨٥
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
١٨٦
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٢ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻟﻠﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﺗﻧﺑﻪ ﻟﻬﺎ وﻣﻼﺣظﺗﻬﺎ ،وﻣن ﺛم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗوﺻل ﻟﺗﻔﻬم
ﻣﺿﻣون ﺗﺧﻠﯾق ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ وﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ وﻧظم ﺳﺑل اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ وﻋﻼﺟﻬﺎ ،ﺧﺎﺻﺔ
ﻣﻊ اﻟﻧدرة اﻟواﺿﺣﺔ ﻓﻲ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل.
ﻛﻣﺎ ﺗﻛﺗﺳب اﻟدراﺳﺔ اﻟراﻫﻧﺔ أﻫﻣﯾﺗﻬﺎ ﻣن ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﺑﻧﺎء اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻌﺎم
اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ،ﺗﺑﻧﯾﺎ ﻟوﺟﻬﺔ ﻧظر ﻣﻔﺎدﻫﺎ أﻧﻪ ﻟﯾس ﺑﺎﻟﺿرورة ﺗﻌرض اﻟﻔرد
ً ﻟﻠﻣﺑﺗﻠﻰ ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣﺔ
ﻟﺿﻐوط ﻧﻔﺳﯾﺔ أوظروف ﻋﺻﯾﺑﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗوى ﻛﻲ ﺗﻧﺗﺞ ﻋﻧﻬﺎ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻬزﯾﻣﺔ
اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ،ﻓﻘد ﺗﺗﺑدى ﻛﺎﻓﺔ ﻣؤﺷرات اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺧص ﯾﻌﯾش ظروف
ﺣﯾﺎﺗﯾﺔ ﻋﺎدﯾﺔ.
ﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟدراﺳﺔ:
) (١اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ ذات ﻣﺿﺎﻣﯾن ﻣﻌرﻓﯾﺔ ووﺟداﻧﯾﺔ وﺳﻠوﻛﯾﺔ
ﺗﺳﯾطر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺗﻠﻰ ﺑﻬﺎ ،ﺗﺗﺟﺳد ﻓﻲ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻌﺟزوﻗﻠﺔ اﻟﺣﯾﻠﺔ ﺗﺟﺎﻩ أﺣداث
ووﻗﺎﺋﻊ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﺿر واﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،وﺗﻘﺗرن ﺑﻣﺷﺎﻋر اﻟﻛﺂﺑﺔ واﻟﯾﺄس
واﻟﺧزى،ﻣﻊ اﻓﺗﻘﺎد اﻟﺷﺧص ﻟﻠﻔﺎﻋﻠﯾﺔ واﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾدﻓﻌﻪ إﻟﻰ اﻻﺳﺗﺳﻼم
واﻟرﻛون وﺗﻘﺑل واﻗﻌﻪ اﻟﺷﺧﺻﻲ دوﻧﻣﺎ ﺑذل أي ﻣﺟﻬود ﻟﺗﻐﯾﯾرﻩ وﺗﺑﻌﯾﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﻟﻶﺧر
اﺳﺗﺻﻐﺎر اﻟذات ٕواﻫﺎﻧﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻔﻛﯾر واﻻﻧﻔﻌﺎل واﻟﻔﻌل واﻟﻣﯾل إﻟﻰ
ﻣﺎدﯾﺎ ﻻ ﺣﯾﺎة ﻓﯾﻪ ".
ﺷﯾﺋﺎ ً
وﺗﺣﻘﯾرﻫﺎ وا ﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ً
اﺷـﺗﻘت ﻛﻠﻣـﺔ اﻻﻏﺗـراب ﻣـن اﻟﻛﻠﻣـﺔ Psychological Alienation ) (٢اﻻﻏﺗراب اﻟﻧﻔﺳﻲ
واﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ ﻧﻘـل ﻣﻠﻛﯾـﺔ ﺷـﻲء ﻣـﺎ إﻟـﻰ آﺧـر ،أو ﺗﻌﻧـﻲ اﻻﻧﺗـزاع ""Alienation اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ
أو اﻹ ازﻟ ــﺔ .وﯾ ــرى ﺧﻠﯾ ــل إﺑـ ـراﻫﯾم رﺳ ــول وﺷ ــذى ﻋﺑ ــد اﻟﺑ ــﺎﻗﻲ اﻟﻌﺟﯾﻠ ــﻲ ) (٢٠٠٧أن
اﻻﻏﺗـراب ﻟﻐـﺔ ﯾﻌﻧــﻲ "اﻟﺗﺑﺎﻋـد ﻋــن اﻵﺧـرﯾن أو اﻟﺑﻌــد واﻟﻧﺋـﻲ ﻋــن اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ واﻟــوطن"؛
واﺻــطﻼﺣﺎً"،ﯾﻌﻧــﻲ اﻟﺷــﻌور ﺑﺎﻧﻌــدام اﻟﺳــﯾطرة واﻟــﺗﺣﻛم ﻓﯾﻣــﺎ ﯾؤدﯾــﻪ اﻟﻔــرد ﻣــن أدوار،
ﻓﺿـﻼً ﻋــن اﻟﻌزﻟـﺔ ﻋــن اﻟﻣﻧظوﻣـﺔ اﻟﻘﯾﻣﯾــﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣـﻊ وﺻــﻌوﺑﺔ اﻟﺗوﻗـﻊ ﻟﻠﺳــﻠوك وﻓﻘــدان
اﻟﻣﻌــﺎﯾﯾر وﻋــدم اﻻﻟﺗ ـزام ﺑﻬــﺎ" .وﯾﺷــﯾر إرﯾــك ﻓــروم إﻟــﻰ أن أﺧطــر ﻣظــﺎﻫر اﻻﻏﺗ ـراب
اﻟﻧﻔﺳــﻲ ﺗﺳــﻠﯾم اﻟﻣﺑﺗﻠــﻰ ﺑــﻪ ﺑﺎﻟﻘــدرٕ ،واﺣﺳﺎﺳ ـﻪ أﻧــﻪ ﻻ ﯾﺳــﺗطﯾﻊ أن ﯾﻔﻌــل ﺷــﯾﺋﺎً ﺣﯾــﺎل
١٨٧
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
اﻟﺣﯾ ــﺎة ،وﺑ ــﺄن اﻟﺣﯾ ــﺎة ﯾﺟ ــب أن ﺗﺳ ــﺗﻣر وأن ﺗﻣﺿ ــﻲ ﻛﻣ ــﺎ ﻫ ــﻲ ،وﺑﺄﻧ ــﻪ ﯾﻘﺑ ــل اﻟﻘ ــدر
طواﻋ ـﯾــﺔ ﺷـ ــﺎﻋراً أن ﻻ أﻣ ـ ــل ﻟـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ اﻟﺣﯾ ـ ــﺎة ،ﻓﻬـ ــو ﺧـ ــﺎﺋف ﺳ ـ ــﻠﺑﻲ وﻣﺣـ ــﺑط )إرﯾ ـ ــك
٢٠٠٥وﯾٌ ﻌد ﻫذا اﻟﻣظﻬر ﻣن أﻫم ﻣظـﺎﻫر اﻟﻬزﯾﻣـﺔ اﻟﻧﻔﺳـﯾﺔ ﺑـﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣـﺄﺧوذ
( ﻓروم،
ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ اﻟراﻫﻧﺔ.
) (٣اﻟـوﻫن اﻟﻧﻔﺳـﻲ :ﺣﺎﻟـﺔ ﻣـن اﻟﺷـﻌور اﻟـذاﺗﻲ اﻟﻣﺳـﺗﻣر ﺑـﺎﻟﻬﺑوط واﻟﺿـﻌف اﻟﻧﻔﺳـﻲ
اﻟﻌﺎم ،ﺗﻘﺗرن ﺑﺄﻋراض ﻋﺻـﺑﯾﺔ وﺟﺳـﻣﯾﺔ ،وﻣـن أﻫـم ﺧﺻﺎﺋﺻـﻪ اﻟـوﻫن اﻟﻧﻔﺳـﻲ واﻟﺟﺳـﻣﻲ
وﺷدة اﻟﺗﻌب واﻹﻋﯾﺎء واﻟﻔﺗور واﻹﻧﻬﺎك ،وﻗد ﯾﺻل إﻟﻰ درﺟﺔ اﻹﻧﻬﯾﺎر.
Lelord ) (٤اﻟﺷﺧﺻــــﯾﺔ اﻹﻧﻬزاﻣﯾــــﺔ :ﯾﺗﺑﻧـ ــﻰ اﻟﺑﺎﺣـ ــث ﺗﻌرﯾـ ــف ﻟﯾوﻟـ ــورد ﻛـ ــوردل
(٢٠١٢)Kordelﺗﻌرﯾ ـ ـ ــف ﻟﻠﺷﺧﺻ ـ ـ ــﯾﺔ اﻹﻧﻬزاﻣﯾ ـ ـ ــﺔ ﺷﺧﺻ ـ ـ ــﯾﺔ ﯾﺳ ـ ـ ــﯾطرﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺷ ـ ـ ــﻌور
ﺑﺎﻹﻋﯾـ ـ ــﺎء واﻟـ ـ ــوﻫن اﻟﻧﻔﺳـ ـ ــﻲ اﻟﻌـ ـ ــﺎم واﻻﻓﺗﻘـ ـ ــﺎد ﻟﻠﺣﯾوﯾـ ـ ــﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ،ﻓﺿـ ـ ــﻼً ﻋـ ـ ــن اﻧﻬﯾـ ـ ــﺎر
ﻣﻘﺎوﻣﺗﻬـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠﻣﺗﺎﻋـ ـ ـ ــب واﻟﻣﺻـ ـ ـ ــﺎﻋب اﻟﺣﯾﺎﺗﯾـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎدﯾـ ـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ـ ــﻊ اﻻﺗﻛﺎﻟﯾـ ـ ـ ــﺔ واﻻﻋﺗﻣـ ـ ـ ــﺎد
ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻵﺧـ ـ ـرﯾن واﻟﻧظـ ـ ـرة اﻟﺳ ـ ــﻠﺑﯾﺔ ﻟﻠ ـ ــذات واﻵﺧـ ـ ـرﯾن ،وﺗوﻗ ـ ــﻊ اﻟﺷ ـ ــر واﻟﺧ ـ ــوف ﻣ ـ ــن
ﻣﺎدﯾـ ــﺎ ﻻ
اﻟﻣﺳـ ــﺗﻘﺑل ﻣ ـ ــﻊ اﻟﻣﯾ ـ ــل إﻟـ ــﻰ ﺗﺣﻘﯾ ـ ــر اﻟ ـ ــذات واﺳﺗﺻـ ــﻐﺎرﻫﺎ واﻋﺗﺑﺎرﻫ ـ ــﺎ ﺷ ـ ــﯾﺋًﺎ ً
ﺣﯾﺎة ﻓﯾﻪ.
وﯾﺧﺗﻠف ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻹﻧﻬزاﻣﯾﺔ ﻋن ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻬﺎزﻣﺔ ﻟﻠذات
،Selfﻓﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻬﺎزﻣﺔ ﻟﻠذات ﺗﻣﺛل أﺣد اﺿطراﺑﺎت – Defeating Personality
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﺻﻧﻔﺔ وﯾﺗﻣﯾز ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﯾل ﻟﺗﺟﻧب اﻟﻔرد اﻟﺧﺑرات اﻟﺳﺎرة ﻣﻊ ﺗرﻛﯾز
ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺑرات واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﻰ ﺗﻣﺛل ﻣﻌﺎﻧﺎة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟـﻪ ،وﯾﻣﻧﻊ اﻵﺧرﯾن ﻣن
ﻣﺳﺎﻋدﺗﻪ ﻓﻰ اﻟﺗﺧﻠص ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﺎﻋر .وﯾﺧﺗﺎر اﻟﻧﺎس واﻟﻣواﻗف واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﻰ
ﺗﺷﻌرﻩ ﺑﺧﯾﺑﺔ اﻷﻣل واﻟﻔﺷل وﺳوء اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ،وﯾدﺧل وﯾﻧﺧرط ﻓﻰ أﻧﺷطﺔ ﺗﺗﺳم
ﺑﺎﻟﺗﺿﺣﯾﺔ اﻟزاﺋﻔﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔس دوﻧﻣﺎ اﻗﺗﻧﺎع ،ﻣﻊ اﺳﺗﻣراء ﻟﻌب دور اﻟﺿﺣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدوام
واﻟﺗﻠذذ ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﻧﺎة.
ﻣﻧﻬﺞ اﻟدراﺳﺔ ٕواﺟراءﺗﻬﺎ :
١٨٨
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٢ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻧظر ﻟﻠﻧدرة اﻟﺷدﯾدة ﻓﻲ اﻟدراﺳﺎت واﻟﺑﺣوث اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت ظﺎﻫرة اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ
ًا
ﺳواءﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟدراﺳﺎت اﻟﻧظرﯾﺔ أو دراﺳﺎت اﻟﻛﺷف ﻋن ﻋﻼﻗﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﺗﻐﯾرات
اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻷﺧرى أو ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﯾﻛوﻣﺗرﯾﺔ أو ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى دراﺳﺎت
اﻟﺗدﺧل ،ﺗﻧﺗﻣﻲ اﻟدراﺳﺔ اﻟراﻫﻧﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﺳﻣﯾﺗﻪ دراﺳﺎت اﻟﺗﻧظﯾر ،اﻟﺗﻲ
ﺗﺳﺗﻬدف اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﯾﺔ ﻟﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ،ﺑﻐﯾﺔ ﺗﺄﻛﯾد اﻻﻓﺗراض
اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠدراﺳﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ واﻟذي ﻣﻔﺎدة أن اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺟدﯾرة ﺑﺄن ﺗﻛون ﺣﺎﻟﺔ
ﻣرﺿﯾﺔ ﺗٌدرج ﺿﻣن ﻓﺋﺎت اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻣرﺿﯾﺔ ﻓﻲ أدﻟﺔ وﺻف وﺗﻔﺳﯾر وﺗﺷﺧﯾص
اﻻﺿطراﺑﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ أدﺑﯾﺎت اﻟطب اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻟﺻﺣﺔ
اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ.
وﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋن أﺳﺋﻠﺔ اﻟدراﺳﺔ ﯾﻌﺗﻣد اﻟﺑﺎﺣث أﺳﻠوب ﺗﺣﻠﯾل أدﺑﯾﺎت اﻟﻣﺟﺎل ﻣن ﺧﻼل
ﺗﺟﻣﯾﻊ وﺗﻧﺳﯾق وﺗﺻﻧﯾف اﻟﻛﺗﺎﺑﺎت اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟدراﺳﺎت اﻟﺑﺣﺛﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل وﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ
وﻓﻘًﺎ ﻵﻟﯾﺎت اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻻﺳﺗدﻻﻟﻲ واﻻﺳﺗﻧﺑﺎطﻲ ﺑﻬدف ﺗوﺿﯾﺢ ﻣﺿﺎﻣﯾﻧﻬﺎ؛ ﺑﻣﺎ ﻗد
ﯾﺳﻬم ﻓﻲ اﻟﻛﺷف ﻋن طﺑﯾﻌﺔ ﻣﻔﻬوم اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث ﺧﺻﺎﺋﺻﻪ
وﻋﻧﺎﺻرﻩ وﻣؤﺷراﺗﻪ وﻣﺣددات ﺗﺧﻠﯾﻘﻪ وﺗداﻋﯾﺎﺗﻪ،وﻓﻘًﺎ ﻟﺗﻌرﯾﻔﻪ ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ اﻟراﻫﻧﺔ.
وﻗد ﯾﺻﺢ إدراج اﻟدراﺳﺔ اﻟراﻫﻧﺔ ﺗﺣت ﻓﺋﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ اﻟﻣرﺗﻛزة ﻋﻠﻰ
،Concept Establishment اﻟوﺻف واﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻣﻧطﻠق ﻣن ﻗﺎﻋدة ﺑﻧﺎء اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم
واﻟﻣﻔﻬوم ﺗﻛوﯾن ﻧظري ﻟﻪ ﺧﺎﺻﯾﺔ اﻟﺗﻌﻣﯾم وﯾﺗﺿﻣن رؤﯾﺔ ﻣﺣددة ودﻗﯾﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل
اﻟذي ﯾﻌﻣل ﻓﯾﻪ ،وﯾَُﻣﻛِن ﺗﺄﺳﯾس اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟﺑﺎﺣث ﻣن اﻟﺗﺄﻣل واﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻣﻧظم
ﻣﻔﯾدا ﻓﻲ اﻟوﺻف واﻟﺗﻔﺳﯾر ﻟﺣدث أو
ﺑﻧﺎءا ﻧظ ًرﯾﺎ ً
واﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﯾﻧﺗﺞ ً
ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺣداث واﻟوﻗﺎﺋﻊ واﻟﺗﺟﺎرب اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ.
وﺑﻧﺎء اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ اﻟراﻫﻧﺔ ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ أﻗرب إﻟﻰ ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺑﺣث اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ
ﺧﺎﺻﺔ ﻻﻋﺗﻣﺎدﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﺑﺎﺣث اﻟﺗﺄﻣل ﻻﺳﺗﻧطﺎق Qualitative Methodology
١٨٩
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
١٩٠
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٢ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٩١
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
وﺗﻧﻌدم ﻟدﯾﻪ روح اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﺑﺳﺑب اﻗﺗﻧﺎﻋﻪ ﺑﺄن ﻻ طﺎﺋل ﻣن ﺑذل أي ﻣﺟﻬود ﻟﺗﻐﯾﯾر
واﻗﻊ ﻣﻊ ﺷﻌورﻩ ﺑﺄن اﻟﺧﺳﺎرة ﻣؤﻛدة وﻻ ﺳﺑﯾل إﻟﻰ ﺗﻔﺎدﯾﻬﺎ".
ﺑﺄﻧﻬﺎ " اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺧﺳﺎرة واﻟﯾﺄس ﻓﻲ Defeatism وﺗﻌرف اﻻﻧﻬزاﻣﯾﺔ ﺑﺻورة ﻋﺎﻣﺔ
ﺗﺣﻘﯾق ﺗﻘدم وﻟو ﻗﻠﯾﻼً ،واﻻﻧﻬزاﻣﯾون ﻫم ﻣن ﺗﺗﻣﻠﻛﻬم اﻟروح اﻻﻧﻬزاﻣﯾﺔ ﻓﺻﺎروا
ﯾﻔﻘدون اﻷﻣل ﻓﻲ أي ﺷﻲء ،وﺗﺻﯾب ﻫذﻩ اﻟروح اﻹﻧﺳﺎن ﺑﺎﻟﯾﺄس واﻹﺣﺑﺎط؛ وﻣن
ﺛم ﯾدﻓﻌﻪ إﻟﻰ اﻟﺑﺣث ﻋن ﺣﻠول إﻣﺎ ﺑﺎﻟﻬروب ﻟﻠﻣﺎﺿﻲ واﻟﻌﯾش ﻓﯾﻪ واﻟﺗﻐﻧﻰ
ﺑﺄﻣﺟﺎدﻩ ،أو اﻻﺳﺗﻛﺎﻧﺔ ﻟﻠواﻗﻊ واﻟرﺿﺎ ﺑﻪ.
وﺗﺳﻣﻰ اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺗﺣﻠﯾﻼت اﻷدﺑﯾﺔ "اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﺻﺎﻣت ﻋن
اﻻﺳﺗﺳﻼم اﻟﺗﺎم ﻟﻠﻣﺻﯾر دوﻧﻣﺎ ﻗدرة ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄي ﻓﻌل إرادي ﻟﺗﻐﯾﯾر وﺟﻬﺔ
ﻋن ﻫذﻩ Sin Raws اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ" وﻗد ﻋﺑر اﻟﺷﺎﻋر اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ ﺳﯾن روس
اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻗﺻﯾدﺗﻪ "ﺗﻌﺑﯾرات داﺧﻠﯾﺔ :ﻋﻘﻠﻲ ،ﺣﯾﺎﺗﻲ ،وﻋﺎﻟﻣﻲ" .ﻋن اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ
ﺑوﺻﻔﻬﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻻﻧﻛﺳﺎر واﻻﺳﺗﺳﻼم اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﺗﺎم ﺗﺟﻌل اﻟﻣرء ﻛﺎﻟرﯾﺷﺔ ﻓﻲ ﻫواء
ﻋﺎﺑث ﯾﺄرﺟﺣﻬﺎ أﻧﻲ ﺷﺎء وﻛﯾﻔﻣﺎ ﺷﺎء ٕواﻟﻲ أﯾن ﺷﺎء.
ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺑر ﻋن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻷدﺑﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻷدب
اﻟﻧﺳﺎﺋﻲ ﻛﺗﺟﺳﯾد ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﺿطﻬﺎد اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻟﺟﺳدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﺳطوة اﻵﺧر)
واﻟﻣد اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ، واﻻﻋراف واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد اﻟﻌﺷﯾرة( اﻟزوج، اﻻخ، اﻷب،
اﻟدﯾﻧﻲ،واﻻﺿطﻬﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ وﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﺳﻣﻰ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻻﻧﻬزاﻣﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر
اﻷدب اﻟﻧﺳﺎﺋﻲ "اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﻛﺳورة اﻟﺟﻧﺎح".
ﻛﻣﺎ أن اﻷدﯾﺑﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺎت داﺋﻣﺎً ﻣﺎ ﯾﻛﺗﺑن ﺑذات ﻣﻧﻛﺳرة وﻣﻬزوﻣﺔ ،وﯾﺿﻌن
أﻧﻔﺳﻬن ﻓﻲ ﺧﺎﻧﺔ اﻟﻣرأة اﻟﻣﺿطﻬدة واﻟﻣﻬﻣﺷﺔ واﻟﻣﺳﻛﯾﻧﺔ واﻟﻣﺳﺗﻠﺑﺔ اﻟﺣرﯾﺔ ،أي أﻧﻬﺎ
داﺋﻣﺎ ﻣﺗراﺟﻌﺔ
ً ﻻ ﺗﺻﻧﻊ ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻗوﯾﺔ ﻗرﯾﺑﺔ ﻣن اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟذﻛورﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﻠﻛﺔ،
ﻣﺣﺑطﺔ ،ﺗﻧظر اﻟﻰ ﺗرﻛﯾﺑﺗﻬﺎ ﻛﺄﻧﺛﻰ ،ﻧﺎﻋﻣﺔ ،ﺣﺳﺎﺳﺔ ﺷﺎﻋرﯾﺔ ،ﻋﺎﺷﻘﺔ ،إﺣﺳﺎس
ﺑﺎﻻﻧوﺛﺔ اﻟﻣﻔرطﺔ ،وﻟذﻟك ﺗرى ان اﻟﺟرأة ﺗوﺻﻠﻬﺎ اﻟﻰ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟذﻛورﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﺗﻔﻘد أﻧوﺛﺗﻬﺎ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟرﻗﺔ واﻟوداﻋﺔ )ﺟﻣﺎل اﻟﻣظﻔر.(٢٠٠٩ ،
١٩٢
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٢ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وﺻﯾﻎ ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻛﺗﺄﺻﯾل ﻷﻣﺿﻰ ﻣﯾﻛﺎﻧﯾزم ﻣن ﻣﯾﻛﺎﻧﯾزﻣﺎت
ﺗﺄﺻﯾﻼ
ً اﻟﺣرب اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺑداﯾﺎت اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻓﻲ أدﺑﯾﺎت اﻟﻌﻠوم اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ
ﻟﺳﻼح ﻧﻔﺳﻲ ﺷدﯾد اﻟﺗﺄﺛﯾر وﺷدﯾد اﻟﻔﺎﻋﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﻓﻲ إﻟﺣﺎق اﻟﻬزﯾﻣﺔ
ﺑﺎﻟﻌدو دوﻧﻣﺎ ﺑذل ﻣﺟﻬود ﻋﺳﻛري ﯾذﻛر ودﻧﻣﺎ ﺗﺣﻣل ﻟﺧﺳﺎﺋر ﻣﺎدﯾﺔ أو ﺑﺷرﯾﺔ،
ﺑﺈﻓﻘﺎد اﻟﻌدو اﻹرادة اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻠﻘﺗﺎل ،وارﺗﺑط ﺑﻬذا اﻷﻣر ﺻﯾﺎﻏﺔ ﺗﻌﺑﯾر " اﻟﺣرب
أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﻋﻘول اﻟﺑﺷر".
اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﺳﺗﺑدأ ﻓﻲ ﻋﻘول اﻟﺑﺷر ،وﺳﺗﻧﺗﻬﻲ ً
واﻟﺣرب اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻋﺑﺎرة ﻋن اﻻﺳﺗﺧدام اﻟﻣدﺑر ﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣﻌدة ﻟﻠﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ
آراء وﺳﻠوك ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺑﺷر ،ﺑﻬدف ﺗﻐﯾﯾر ﻧﻬﺞ ﺗﻔﻛﯾرﻫم وأﺳﺎﻟﯾب اﻧﻔﻌﺎﻟﻬم
وﻓﻌﻠﻬم ﻟﺗﺣدث ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻻﻧﻬﯾﺎر اﻟﻣﻌﻧوي واﻻﺳﺗﺳﻼم اﻟﻧﻔﺳﻲ وﻣﺎ ﯾﺻﺎﺣﺑﻪ ﻣن
اﻧﻌدام اﻟﻔﺎﻋﻠﯾﺔ وﻓﻘدان اﻟﻬﻣﺔ وﺗﺣﻘﯾر اﻟذات واﺳﺗﺻﻐﺎرﻫﺎ واﻻﺳﺗﻬﺎﻧﺔ ﺑﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﻓﻘدان أﯾﺔ إرادة ﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟوﺿﻊ اﻟﻘﺎﺋم واﻟرﺿﺎ ﺑﺎﻟدﻧﯾﺔ واﻟدوﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ ﻣﻊ ﺗﺛﺑﯾت
ﻫذا اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻋﺎدة ﺗﺛﻘﯾف اﻟﻌدو اﻟﻣﻬزوم ﺑﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟطرف اﻟﻣﻧﺗﺻر.
ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﻫذﻩ اﻟروح ،وﯾﺷﯾر إﻟﻰ ﺗﻘﺑل Defeatism وﺻﯾﻎ ﻣﺻطﻠﺢ اﻻﻧﻬزاﻣﯾﺔ
اﻟﻔرد ﻟﻠﻬزﯾﻣﺔ دون ﺻراع ،وﻓﻲ ﻟﻐﺔ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﯾوﻣﯾﺔ ﯾوﺟد اﻗﺗران ﺑﯾن ﻣﺻطﻠﺢ
اﻻﻧﻬزاﻣﯾﺔ واﻟﺗﺷﺎؤم ،وﺑؤرﺗﻪ ﺗوﻗﻊ اﻟﺷﺧص ﻟﻠﻬزﯾﻣﺔ وﺗرﻗﺑﻪ ﻟﻬﺎ وﺗﺳﻠﯾﻣﻪ ﺑﺣﻣﯾﺗﻬﺎ؛
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣن اﻷﺳﻠم ﺗوﻓﯾر اﻟﺟﻬد وﺗﻘﺑل اﻟﺣﺎل ﺑﺎﻟﺻورة اﻟﺗﻲ ﻫو ﻋﻠﯾﻬﺎ.
وﻻ ﺗﺳﺗﻬدف أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺣرب اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ إﻟﻰ اﻹﻗﻧﺎع ﺑل ﻛل ﻏﺎﯾﺗﻬﺎ ﺗﺣطﯾم اﻟﻘوى
اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻠﺧﺻم وﺗرﺳﯾﺦ ﻣﺷﺎﻋر اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻪ
)ﻓﻬﻣﻲ اﻟﻧﺟﺎر.(٢٠٠٥ ،
١٩٣
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
١٩٤
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٢ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﻓﺿﺎ ﺗﻠﻣس أي ﺑﻬﺟﺔ ﺣﯾﺎﺗﯾﺔ
اﻟﻬﻣﺔ واﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻪ ﯾﺗﺷرﻧق ﻋﻠﻰ ذاﺗﻪ ر ً
ﻓﻲ ﻋﺎﻟم اﻟﺧﺑرة اﻟﻣﻧظور ،ﻓﯾﻌطل ﻗدراﺗﻪ وﯾﺷل ﻓﻌﺎﻟﯾﺎﺗﻪ وﯾﻬدر ﻗدراﺗﻪ ﻓﯾﻣﺎ ﻻ طﺎﺋل
إﻧﺳﺎﻧﻲ ﻣن وراﺋﻪ.
ٕوان ﻛﺎن ﻣﻌﻧﻰ اﻻﻧﻬزام اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻓﯾﻣﺎ ﻫو ﺷﺎﺋﻊ ﻋﺑﺎرة ﻋن اﺳﺗﺻﻐﺎر اﻟﻧﻔس
واﺳﺗذﻻﻟﻬﺎ واﻧﻛﺳﺎرﻫﺎ أﻣﺎم اﻵﺧر وأﻣﺎم اﻟذات ،واﻧﻬﯾﺎر ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻧﻔس ﻋن
ﻣﺟﺎﺑﻬﺔ اﻟواﻗﻊ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋدة ﻋواﻣل ،ﺗﻛﺳب اﻟﻣرء إﺣﺑﺎطﺎً ﻣزﻣﻧﺎً ،وﺗﺟﻌﻠﻪ ﯾﺣس
"ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺣطم اﻟﻧﻔس ﺧﺎﺋر اﻟﻌزﯾﻣﺔ ،وأﻧﻪ ﻟﯾس ﺟدﯾراً ﺑﻣﺟﺎﺑﻬﺔ اﻟﺣﯾﺎة.
ﻓﻘد ﺗﻣت اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﺣﺎﻻت ﻧﻔﺳﯾﺔ ﺷﺑﯾﻬﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﻌﻧﯾﻪ اﻻﻧﻬزام اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻓﻲ
أدﺑﯾﺎت اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻻﺿطراﺑﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺗﺳﻣﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟوﻫن اﻟﻧﻔﺳﻲ
"اﻟﺳﯾﻛﺎﺳﯾﻧﯾﺎ" واﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ ﻧﻘص اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻼﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﺎﻣل اﻟﻌﺎدي،
أو ﺣﺎﻟﺔ اﻹﻋﯾﺎء اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻟﺷﻌور اﻟداﺋم ﺑﺎﻹﻋﯾﺎء وﻓﻘدان اﻟﺣﯾوﯾﺔ "اﻟﻧﯾوراﺳﺗﯾﻧﯾﺎ "
وﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﺗ ﻧﺟم ﻫذا ﻋن اﺻﺎﺑﺔ اﻟﺧﻼﯾﺎ اﻟﻌﺻﺑﯾﺔ وﻻ ﻋن ﻣرض ﻋﺿوي
وﻣن ﻣظﺎﻫرﻫﺎ اﻟﺿﻌف اﻟﻌﺎم واﻟﺗﻌب واﻹﻋﯾﺎء ﻷﻗل ﻣﺟﻬود واﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺿﯾق
واﻟﺗﺑرم وﻋدم اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄي ﻋﻣل ﻣن اﻻﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﺗوﻛل اﻟﯾﻪ ﻣﻊ ﻋدم
اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﻣواﺻﻠﺔ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ ﻣوﺿوع ﻣﻌﯾن وﺻﻌوﺑﺔ اﻟﺗذﻛر واﻟﺗرﻛﯾز،
وﻗت. واﻟﺑﻼدة اﻟزاﺋدة وﺗوﻗﻊ اﻧﻬﯾﺎر ﻓﻲ أ ي
ﻓﻲ دراﺳﺗﻪ ﻋن اﺿطراب (2007) Fuchs وﻣن ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻹﺷﺎرات ﻣﺎ ﯾﺗﻧﺎوﻟﻪ ﻓوﺗﺷز
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺑﯾﻧﯾﺔ ،ﺑﻌﻧوان "ذوات ﻣﺗﺷذﯾﺔ :اﻟﻼدواﻣﯾﺔ واﻟﻬوﯾﺔ ﻓﻲ اﺿطراب
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺑﯾﻧﯾﺔ" واﻟﺗﻲ ﺗﻧطﻠق ﻣن اﻓﺗراض أن اﻟﻬوﯾﺔ ﺗﺳﺗﻠزم اﺳﺗﻣ اررﯾﺔ واﺗﺳﺎﻗﯾﺔ
ﻣﺎﺿﻲ اﻟﻣرء وﺣﺎﺿرﻩ وﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻪ واﻧدﻣﺎﺟﻬم ﻓﻲ ﻛل ﻣوﺣد ،وﯾﺗﺄﺗﻲ ذﻟك ﻣن ﺧﻼل
ﻗدرة اﻟﻣرء ﻋﻠﻰ إﺣداث ﻧوع ﻣن اﻟﺗﻛﺎﻣل ﺑﯾن اﻟﺟواﻧب واﻟﻣﯾول اﻟﻣﺗﻧﺎﻗﺿﺔ ﻓﻲ
ﻣﻔﻬوﻣﺎ ﻣﺗﺳﻘًﺎ ﻟذاﺗﻪ.
ً ﺗﻛوﯾﻧﻪ ﻓﻲ ذات ﻣﺗﻣﺎﺳﻛﺔ ﺗﻌﻛس
داﻟﺔ ﻓﻲ ﺟزء ﻛﺑﯾر ﻣﻧﻪ ﻻﻓﺗﻘﺎد اﻟﻣرء )(٢٠٠٧ واﻟﻌ ُﺻﺎب اﻟﻧﻔﺳﻲ وﻓﻘًﺎ ﻟﺗﺻور ﻓوﺗﺷز
اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺳﯾس ﻣﻔﻬوم ذات ﻣﺗﻣﺎﺳك ﯾﺟﻣﻊ ﺑﯾن ﻣﺎﺿﯾﻪ وﺣﺎﺿرﻩ وﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻪ،
١٩٥
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
ﻓﺗﺗﺷذي ﺷﺧﺻﯾﺗﻪ وﯾﻛون اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺧواء اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻟﻣﺛل ﻫذا
اﻟﻔﺷل ،وﯾﻣﺛل اﻟﺧواء اﻟﻧﻔﺳﻲ أو ﺧواء اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣظﻬر اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻌدم اﻟﺗوازن ﺑﯾن
اﻟﺗﻘدم اﻟﻣﺎدي واﻟﺣﺿﺎري واﻟﺗﻘﻧﻲ اﻟرﻫﯾب واﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﻌﻧوي واﻷﺧﻼﻗﻲ ﻣن
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺧﻠق ﺻﯾﻐﺔ ﺣﯾﺎة ﻣوﻟدة ﻟﻣﺷﺎﻋر اﻻﻧﻛﺳﺎر واﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ.
ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ " ﻧﻔوس ﻛﺳﯾرة :اﻷﻣل ﻓﻲ )Steven G Bloem (٢٠٠٨ وﻋﺑر ﺳﺗﯾﻔﯾن ﺑﻠوم
اﻟﺷﻔﺎء" ،ﻋن ﻫذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ﺑﺗﺄﻛﯾدﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻻﻧﻛﺳﺎر واﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ
ﻣن ﺟﻬﺔ واﻟﺧواء اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،وأن ﻫذا اﻟﺧواء اﻟﻧﻔﺳﻲ داﻟﺔ ﻻﻓﺗﻘﺎد
اﻟﻣرء اﻟرﻏﺑﺔ واﻹرادة واﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺷف ﻋن ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺣﯾﺎة ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋن
اﻟﻘﯾم اﻟروﺣﯾﺔ واﻟدﯾﻧﯾﺔ واﻻﻧﻐﻣﺎس ﻓﻲ اﻟﻣﻠذات واﻟﺳﻌﻰ وراء اﻟﺷﻬوات اﻟﺗﻲ ﻻ ﺣد
ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل ﻹﺷﺑﺎﻋﻬﺎ.
إﻟﻰ أن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻣﻛون اﻟرﺋﯾﺳﻲ )(٢٠٠٨ ﻛﻣﺎ ﯾﺷﯾر ﺳﺗﻔﯾن ﺑﻠوم
ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﻛﺗﺋﺎب واﻟﯾﺄس واﻟﺗﺷﺎؤم ،وأن اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﻘﯾم اﻟروﺣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل اﻟﺳﺑﯾل
ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ اﻟﻧﻘﯾض اﻟﻣﻧطﻘﻲ ﻟﻠﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ وﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻋﺗزاز ﺑﺎﻟذات
وﺑﺎﻵﺧرﯾن وﺑﺎﻟﻌﺎﻟم ﺑﺻورة ﻋﺎﻣﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻹﻗﺑﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﺣﯾﺎة واﻟﺗرﺣﯾب ﺑﻬﺎ
واﻻﻧدﻓﺎع اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﻟﺗﺟوﯾدﻫﺎ ﺑﻬﻣﺔ وﺣﯾوﯾﺔ ذاﺗﯾﺔ.
أن ﻟﻣﻔﻬوم اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻣظﻬرﯾن رﺋﯾﺳﯾﯾن: )(٢٠٠٨ وﯾرى ﻋﺑد اﷲ اﻟﺻﺑﯾﺢ
اﻟﻣظﻬر اﻷول :اﻟﺷﻌور ﺑﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻣﺑدأ أﻣﺎم اﻟواﻗﻊ .
ﺣﯾث ﯾﺷﻌر اﻟﺷﺧص أن ﻣﺎ ﯾﺣﻣﻠﻪ ﻣن ﻣﺑﺎدئ ﻓﺷﻠت أﻣﺎم ﺿﻐط اﻟواﻗﻊ ،إﻣﺎ
ﺑﺳﺑب ﻋدم واﻗﻌﯾﺔ اﻟﻣﺑدأ وﻷن اﻟﻣﺑدأ ﯾﻔﺗﻘد أدوات ﺳﻠﯾﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟواﻗﻊ ،أو ﺑﺳﺑب
ﺟﻣودﻩ وﻓﻘدان أﻫﻠﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﻬد اﻟذي ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﺗطوﯾﻊ اﻟواﻗﻊ ﻟﻠﻣﺑدأ .وﻣن ﺻور ﻫذا
اﻟﻣظﻬر :ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺗﺗﺣول اﻟﻣﺑﺎدئ إﻟﻰ ﺷﻌﺎرات ﻻ ﻣﺣﺗوى ﻟﻬﺎ ،ﻓﺈذا واﺟﻪ أﺻﺣﺎﺑﻬﺎ اﻟواﻗﻊ
وﺻﺎروا ﻣﺣﺗﺎﺟﯾن ﻟﺻﯾﻎ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺗﺳﯾﯾر اﻟواﻗﻊ ﻟم ﯾﺟدوا ﺗﻠك اﻟﺻﯾﻎ ﻓﯾﺿطرون
إﻟﻰ اﻟﺗﺄول ﻓﻲ اﺳﺗﺧدام ﻣﺎ ﻛﺎﻧوا ﯾﻧﻛروﻧﻪ ﺑﺎﻷﻣس .
١٩٦
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٢ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺣﯾث ﯾﻛﺗﺷف ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺑدأ أن ﺿرﯾﺑﺔ ﺣﻣل اﻟﻣﺑدأ ﻋﺎﻟﯾﺔ وﻫو ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ
اﻟﺻﺑر ﻋﻠﯾﻬﺎ ،إﻣﺎ ﻷن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺗﻣﻧﻌﻪ ﻣن ﺑﻌض ﻣﺻﺎﻟﺣﻪ وﺗﺣول ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن طﻣوﺣﻪ،
ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك إﻟﻰ اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن ﻣﺑدﺋﻪ واﻟﺗﺄول؛
ﺿرر ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻪ ،ﻓﯾﺿطر ً
ٕواﻣﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻠﺣق ﺑﻪ ً ا
ودﻓﺎﻋﺎ ﻋن ﺧﯾﺎرات اﻟﯾوم .
ً ﺗروﯾﺟﺎ ﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﻌﺎرﺿﻪ ﺑﺎﻷﻣس
ً
واﻟﻬزﯾﻣﺔ ﻓﻲ ﻛﻼ اﻟﻣظﻬرﯾن ﻻﺑد أن ﯾﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ﻋدد ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻋر؛ ﻛﻲ ﺗﻛون
ﻫزﯾﻣﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ:
-اﻟراﺑﻊ :اﻻﻧدﻓﺎع ﻧﺣو اﻏﺗﻧﺎم اﻟﻠﺣظﺔ وأﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﺿر وﺗﻠﻣس ﻛل
ﻣﺻدر ﻟﻠﻣﻠذات ٕواﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻵﻧﯾﺔ دون وازع ﻗﯾﻣﻲ أو ﺗدﺑر ﻓﻲ اﻟﻌواﻗب.
Morale Defeating وﺗرﺗﺑط اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﺳﺎﺑق ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ
وﻫﻣﺎ: )(٢٠١١ وﺗﺗﺿﻣن ﺑﻌدﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﺎ ﯾرى ﻣﺣﻣد ﺣﺳن ﻋﻠوان
اﻟﻧوع اﻷول :ﺗﻌظﯾم إﻧﺟﺎز اﻵﺧر ﺑﻣﺎ ﯾﻘﺗﺿﻲ اﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﻠﺣﺎق ﺑﻪ أو
اﻟﺗﻔوق ﻋﻠﯾﻪ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﺳﺗﺻﻐﺎر اﻟذات ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻪ.
اﻟﻧوع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﺣﺟﯾم إﻧﺟﺎز اﻵﺧر واﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﺷﺄﻧﻪ ﺑﺷﻛل ﻏﯾر ﻣﻧطﻘﻲ
ﺗﺟﺳﯾدا
ً وﻻ ﻣﺑرر ،ﺑﺎﻻﺳﺗﻌﻼء ﺑﻣﻧﺟز ﻣﺎﺿوي ﻻ ﺳﺑﯾل إﻟﻰ اﺳﺗﻌﺎدﺗﻪ،
. ﻟﺣﯾﻠﺔ اﻟﻬروب إﻟﻰ اﻟﻣﺎﺿﻲ واﻻﺣﺗﻣﺎء ﺑﻪ
ﻟدى ذوي اﻟﻧوع اﻷول ﻣن اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﯾﻘﯾن ﺑﺄن اﻟﺗﻔوق ﻣﻛون
أﺳﺎﺳﻲ ﻟدى اﻵﺧر وﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗﺑدل اﻷدوار ﺳوى ﺑﻣﻌﺟزة ﻻ ﺳﺑﯾل إﻟﻰ
اﺳﺗﺣﺿﺎرﻫﺎ ،وﺗﺗﺧﻠق ﻋﻠﻰ أرﺿﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﻘﻧﺎﻋﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺳﻼم واﻻﻧﻘﯾﺎد ﻟﻶﺧر،
واﻟﻣﺳﺗﺳﻠم ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻪ أن ﯾﻌود إﻟﻰ اﻟﻣﯾدان ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺣﺎﻓز.
١٩٧
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾوﺟد ﻟدى ذوي اﻟﻧوع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﯾﻘﯾن ﺑﺄن اﻟﺗﻔوق
ﺣق ﻣن ﺣﻘوﻗﻬم اﻷﺻﯾﻠﺔ وﻟو ﻛﺎن اﻟواﻗﻊ ﯾﻛذب ذﻟك اﻟﯾﻘﯾن ،وﯾﻛون طرﯾق
اﻟﺗﻌﺻب ﻟﻠﺛﻘﺎﻓﺔ واﻟﺗﻌﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻵﺧر ﻣﺳﺎر اﻟﺗﻔﻛﯾر وﺑؤرﺗﻪ.
ﻫذﻩ اﻟﻣﻬﻣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺻﺑﺔ إذن ﺗﺻطدم ﺑﺎﻟﺷﺎﻫد اﻟواﻗﻌﻲ ﻷﻓﺿﻠﯾﺔ اﻵﺧر
ﻓﺗﻔﺗش ﻋن ﺗﺑرﯾرات ﻋدﯾدة ﺗﺧﻔف ﻣن وطﺄة ﻫذا اﻟﺗﺻﺎدم ،إﻣﺎ ﺑﻧﻘل أرض اﻟﻣﯾدان
ﻣن اﻟﺣﺎﺿر إﻟﻰ اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺗﺎرﯾﺦ أﺟﻣل وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﻣﺎﺿوﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﻌﺻﺎب ﻓﯾﻣﺎ ﯾرى ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﺗﺟﺳﯾد ﻟﻌﺟز
اﻟﺗﻔﻛﯾر واﻻﻧﻔﻌﺎل واﻟﻔﻌل .و ٌ
اﻻﻧﺳﺎن ﻋن اﻻﻓﻼت ﻣن ﻗﺑﺿﺔ اﻟﻣﺎﺿﻲ وﻣن ﻋبء ﺗﺎرﯾﺧﻪ ،أو إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل
ﺣﯾث اﻟوﻋد اﻟﻬﻼﻣﻲ ﺑﺎﻟﻧﺻر اﻟﻘﺎدم ﺑﺎﻻرﺗﻛﺎز ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺻﺢ ﺗﺳﻣﯾﺗﻪ ﺑﺎﻟﺗﻔﻛﯾر
اﻟﻣرﺗﻛز ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻧﯾﺔ واﻟرﻏﺑﺔ .وﻛﻼ اﻟﻣﯾداﻧﯾن ﺗﺄﺻﯾل ﻟﻔﻛرة اﻻﻧﺗﺣﺎر اﻟﺣﺿﺎري.
واﺳﺗﺳﻼم ذوي اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﺳﺎﺑق
أﺳﻬل ﻣن اﻟﻧﻬوض ﺑﺎﻟﻌﻣل اﻟﺟﺎد .واﻻﺳﺗﺳﻼم ﻟﺗﻔوق اﻵﺧر أو إﻧﻛﺎر ﻫذا اﻟﺗﻔوق
ﻛﻼﻫﻣﺎ ﻣﺛﺑط ﻟﻠﺳﻌﻲ ،اﻷول ﻻﻧﻌدام اﻷﻣل واﻟﺛﺎﻧﻲ ﻻﻧﻌدام اﻟﺣﺎﺟﺔ )ﺟورج
.(٢٠١٠ طراﺑﯾﺷﻲ،
وﺗرﺗﺑط اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺑﺎﻻﻛﺗﺋﺎب وذﻟك ﻣﺎ ﯾﺷﯾر إﻟﯾﻪ اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻠﻐوي ﻟﻼﻛﺗﺋﺎب؛
ﻓﻬو ﺣﺳب ﺑن ﻣﻧظور ) (٢٠٦ ،١٩٩٨ﻣﺄﺧوذة ﻣن ﻛﺂب واﻟﻛﺂﺑﺔ ﺳوء اﻟﺣﺎل
واﻻﻧﻛﺳﺎر ﻣن اﻟﺣزن .ﻛﺋب ﻛﺂﺑﺎً وﻛﺂﺑﺔ واﻛﺗﺋﺎﺑﺎ وﺗﻌﻧﻲ ﺣزن واﻧﻛﺳر ،وﻫو ﻛﺋﯾب
اﻟﺣزن. واﻟﻛﺂﺑﺔ ﺗﺻﯾب اﻟﻧﻔس ﺑﺎﻻﻧﻛﺳﺎر ﻣن ﺷدة
وﻻ ﺷك أن ﺳﯾطرة ﻣﺛل ﻫذا اﻟﺷﻌور ﻋﻠﻰ اﻟﻔرد ﯾﻔﺿﻲ ﺑﻪ إﻟﻰ اﻻﻧﻛﻔﺎء ﻋﻠﻰ اﻟذات
اﺳﺗﺳﻼﻣﺎ ﻟﻺﺣﺑﺎط واﻟﻬزﯾﻣﺔ
ً وﯾﻘﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻘدرات ﺷﺧﺻﯾﺗﻪ وﯾﺷل إﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻬﺎ؛
ﺷﯾﺋﺎ ﻣﻣﺎ ﻓﺳد ﻻ ﯾﻣﻛن إﺻﻼﺣﻪ ،وأن
اﺳﺗﺷﻌﺎرا ﺑﻌدم اﻟﺟدوى ،وأن ً
ً اﻟداﺧﻠﯾﺔ و
اﻷﺟدى -وﻗد اﻧﺳﻛب اﻟﻠﺑن -أن ﻧﻌﻛف ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻛﯾن ﻧﺎدﻣﯾن ﺑدﻻً ﻣن اﺳﺗﻧﻔﺎر
ﺣل. اﻟﻬﻣﺔ واﻟﺑﺣث ﻋن
ﺟدول ) (١ﺻﯾﻎ اﻟﻬزﯾﻣﺔ
اﻟﺗﻌرﯾف ﺻﯾﻐﺔ اﻟﻬزﯾﻣﺔ
١٩٨
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٢ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﻟﺗﻌرﯾف ﺻﯾﻐﺔ اﻟﻬزﯾﻣﺔ
ﺣﺎﻟﺔ ﻓﻛرﯾﺔ ﺗﺟﺳد ﻣﺷﺎﻋر ﺗﻧﻛر اﻟﺷﺧص ﻟﻣﯾراﺛﻪ اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ وﻫوﯾﺗﻪ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻋﺗﻘﺎدﻩ
ﻓﻲ ﺗﻬﺎﻓﺗﻪ وﻻ ﺟدواﻩ ،وﺗﺳﻠﯾﻣﻪ ﺑﺄن ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻵﺧر ﻫﻲ اﻷﻧﻣوذج اﻟﻣﻌﯾﺎري ﻟﻠﺣﯾﺎة،
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ
وﺗرﺳﺦ ﻋﻘﻠﯾﺔ اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻰ اﻹﺗﻛﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﻐﯾر ﻓﻲ ُﺻﻧﻊ اﻟﺣﺎﺿر ٕواﺳﺗﺷراف
اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﺑل وﻓﻲ ﺗﺣرﯾر اﻟذات.
إﻧﻛﺳﺎر إرادة ﺗطوﯾر اﻟذات واﻻرﺗﻘﺎء ﺑﻬﺎ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺷل طﺎﻗﺎت ٕواﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻔرد وﯾدﺧﻠﻪ
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟرﻛون واﻻﺳﺗﺳﻼم واﻟﺗﺑﻌﯾﺔ.
اﻻرﺗﺑﺎط اﻟﺗﺎم ﺑﺎﻟواﻗﻊ اﻟﻣﺎدي اﻟﻣرﺋﻲ دوﻧﻣﺎ اﻋﺗﺑﺎر ﻷي ﻗوة روﺣﯾﺔ ﻣﻔﺎرﻗﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
اﻻﺳﺗﺳﻼم ﻟﻬذا اﻟواﻗﻊ وﺗﺿﻣﯾن ﻗواﻧﯾﻪ ﻓﻲ ﻗﯾﺎس ﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﺳﻣﯾﺗﻪ اﻟﻣﻧﻔق -اﻟﻌﺎﺋد اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟروﺣﯾﺔ.
اﻟﻣﺎدي اﻟﻣﺣﺳوس.
اﻧدﻓﺎع اﻟﻔرد ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ ﺗﻔﻌﯾل ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺄﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻠﺣظﺔ واﻏﺗﻧﺎم اﻟﻔرص ٕواﻋﻼء اﻟذات
ﻋﻠﻰ اﻵﺧر ﻛل اﻵﺧر ،ﻣﻊ اﻟﻣﯾل اﻟداﺋم إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾرﻩ ٕواﻫﺎﻧﺗﻪ وﻛﺳر ﺧﺎطرﻩ دون وازع
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ.
أو رﻗﯾب أﺧﻼﻗﻲ ،ﻓﺿﻼً ﻋن اﻟﻘﻧوط واﻟﯾﺄس ﻣن رﺣﻣﺔ اﷲ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻹﯾﻐﺎل ﻓﻲ
اﻟﻣﻔﺎﺳد وﺻوﻻً إﻟﻰ ﻧﻬﺎﯾﺔ طرﯾﻘﻪ.
ﺷﻌور اﻟﻔرد ﺑﺄن ﻧﺳق وﺷﺑﻛﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻬر واﻻﺳﺗﺑداد،
وأن اﻷﺳﻠوب اﻟوﺣﯾد ﻟﻠﺗﻌﺎﯾش ﻣﻌﻪ اﻟﻣﺳﺎﯾرة واﻻﻧﻘﯾﺎد ﻟﻣﺿﺎﻣﯾﻧﻪ وﻣﻌﺎﯾﯾرﻩ اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ.
واﻻﻧﻬزام اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋﺎﻣل ﻣوﻫن ﻟﻘوة اﻹﻧﺳﺎن ،وﯾﻔﺿﻲ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت إﻟﻰ
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻣن اﻟﺗﺄﺛﯾرات اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻣﺛل اﻻﻧﺳﺣﺎب اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﻓﻘدان
اﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟﺣرﻛﯾﺔ ،ﺗدﻧﻲ اﻟﺳﻠوك اﻻﺳﺗﻛﺷﺎﻓﻲ ،اﻧﺧﻔﺎض ﺳﻠوﻛﯾﺎت اﻟﺳﻌﻰ ﻟﻼﺳﺗﻣﺗﺎع.
).(Huhman, 2006
ﻣﻔﻬوم ﻣﺗﻌدد اﻷﺑﻌﺎد ﯾﺗﺿﻣن ﻣؤﺷرات ﺳﻠوﻛﯾﺔ ﻟﻠﻬزﯾﻣﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻟروﺣﯾﺔ واﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،وﺑؤرﺗﻪ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﺣﺎﻟﺔ وﺟداﻧﯾﺔ ﺗﺗﺟﺳد ﻓﻲ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻌﺟز وﻗﻠﺔ اﻟﺣﯾﻠﺔ
ﺗﺟﺎﻩ أﺣداث ووﻗﺎﺋﻊ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﺿر واﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،وﺗﻘﺗرن ﺑﺎﻟﻛﺂﺑﺔ واﻟﯾﺄس
وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺳﻠوﻛﯾﺎت داﻟﺔ ﻋﻠﻰ واﻟﺧزي ،واﻻﻓﺗﻘﺎد ﻟﻠﻔﺎﻋﻠﯾﺔ واﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ، اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ
اﻻﺳﺗﺳﻼم واﻟرﻛون وﺗﻘﺑل اﻟواﻗﻊ اﻟﺷﺧﺻﻲ دوﻧﻣﺎ ﺑذل أي ﻣﺟﻬود ﻟﺗﻐﯾﯾرﻩ ﻣﻊ ﺗﺑﻌﯾﺔ
ﺗﺎﻣﺔ ﻟﻶﺧر ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻔﻛﯾر واﻻﻧﻔﻌﺎل واﻟﻔﻌل ﻣﻊ اﻟﻣﯾل إﻟﻰ اﺳﺗﺻﻐﺎر اﻟذات
ﻣﺎدﯾﺎ ﻻ ﺣﯾﺎة ﻓﯾﻪ".
ﺷﯾﺋﺎ ً
ٕواﻫﺎﻧﺗﻬﺎ وﺗﺣﻘﯾرﻫﺎ واﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ً
اﻟﻘوة
ﺗﻘدﯾر اﻵﺧرﯾن واﻟﺗﻣﻛن
١٩٩
ﺗﻧطﻠق ﻣن
اﻟﻧﻔس اﻟﮭزﯾﻣﺔ
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
اﻻﺳﺗﺳﻼم
إھﺎﻧﺔ اﻟذات واﻻﻧﻘﯾﺎد
اﻟﺿﻌف
اﻻﺣﺗﻘﺎر ﻣن
اﻵﺧرﯾن
٢٠٠
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٢ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺑﻌد "اﻻﻓﺗﻘﺎد ﻟﻠﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ".
وﻫذﻩ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺗظﻬر ﻗﺑوﻻً واﺿﺣﺎً ﻟﻠﻌﻧف ﻣن ﻗﺑل اﻵﺧرﯾن وﺗﺗﻠذذ ﺑﻪ.
وﯾظﻬر ﻓﻰ ﺑداﯾﺔ اﻟرﺷد؛ ﻓﻐﺎﻟﺑﺎً ﻣﺎ ﯾﺗﺟﻧب اﻟﻔرد اﻟﺧﺑرات اﻟﺳﺎرة أو ﯾرﻛز
ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺑرات واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﻰ ﺗﻣﺛل ﻣﻌﺎﻧﺎة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟـﻪ ،وﯾﻣﻧﻊ اﻵﺧرﯾن
ﻣن ﻣﺳﺎﻋدﺗﻪ ﻓﻰ اﻟﺗﺧﻠص ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﺎﻋر .وﯾﺧﺗﺎر اﻟﻧﺎس واﻟﻣواﻗف
واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﻰ ﺗﺷﻌرﻩ ﺑﺧﯾﺑﺔ اﻷﻣل واﻟﻔﺷل وﺳوء اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ؛ وﯾدﺧل اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻬﺎزﻣﺔ ﻟﻠذات
وﯾﻧﺧرط ﻓﻰ أﻧﺷطﺔ ﺗﺗﺳم ﺑﺎﻟﺗﺿﺣﯾﺔ اﻟﻣزﯾﻔﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔس )ﻧﺎﺻر اﻟﺷﯾﺦ &
ﺻﻔوت ﻓرج .(٢٠٠٤ ،وﯾﺗﺿﻣن ﻫذا اﻟﻣﻔﻬوم ﺑﻌدﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن ﻣن أﺑﻌﺎد
ﻣﻔﻬوم اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ وﻫﻣﺎ :إﻫﺎﻧﺔ اﻟذات وﺗﺣﻘﯾرﻫﺎ ،واﺳﺗﺻﻐﺎر
اﻟذات.
ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﺗﺑﻠد اﻟﺳﻠوﻛﻲ اﻟﻌﺎم ﻣﻊ اﻻﻋﺗﻘﺎد ﺑﻌدم ﺟدوى أي ﻣﺟﻬود أو
ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﻠﺗﻌﻠم أو ﻟﻠﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﻛﻼت ﺣﺗﻰ اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺣﯾﺎﺗﯾﺔ
ﻧﻔور ﻣن اﻟذات واﺳﺗﻬﺟﺎﻧًﺎ ﻣﻛﺑوﺗًﺎ ﻟﻬﺎ ﯾوﻟد ﺑذاﺗﻪ
اﻟﺑﺳﯾطﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾرﺗب ً ا
اﻟﻌﺟز اﻟﻣﺗﻌﻠم
ﺗدرﯾﺟﯾﺎ ﻣن ﻓﻌﺎﻟﯾﺎت وأﻧﺷطﺔ اﻟﺗﻌﻠم واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ،
ً ﺣﺎﺑﺎ
اﻧﺳ ً
وﺗﺗﺿﺢ ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ ﻓﻲ :اﻧﺧﻔﺎض اﻟداﻓﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وداﻓﻌﯾﺔ
اﻹﻗﺑﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﺣﯾﺎة ،اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻼﻗوة ،اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻧﻌدام اﻷﻣل.
ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ ذات ﻣﺿﺎﻣﯾن ﻣﻌرﻓﯾﺔ ووﺟداﻧﯾﺔ وﺳﻠوﻛﯾﺔ ﺗﺳﯾطر
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺗﻠﻰ ﺑﻬﺎ ،ﺗﺗﺟﺳد ﻓﻲ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻌﺟز وﻗﻠﺔ اﻟﺣﯾﻠﺔ ﺗﺟﺎﻩ أﺣداث
ووﻗﺎﺋﻊ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﺿر واﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،وﺗﻘﺗرن ﺑﺎﻟﻛﺂﺑﺔ واﻟﯾﺄس
واﻟﺧزي ،واﻻﻓﺗﻘﺎد ﻟﻠﻔﺎﻋﻠﯾﺔ واﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ ،وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺳﻠوﻛﯾﺎت داﻟﺔ
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ
ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺳﻼم واﻟرﻛون وﺗﻘﺑل اﻟواﻗﻊ اﻟﺷﺧﺻﻲ دوﻧﻣﺎ ﺑذل أي ﻣﺟﻬود
ﻟﺗﻐﯾﯾرﻩ ﻣﻊ ﺗﺑﻌﯾﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﻟﻶﺧر ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻔﻛﯾر واﻻﻧﻔﻌﺎل واﻟﻔﻌل ﻣﻊ
ﻣﺎدﯾﺎ ﻻ
ﺷﯾﺋﺎ ً
اﻟﻣﯾل إﻟﻰ اﺳﺗﺻﻐﺎر اﻟذات ٕواﻫﺎﻧﺗﻬﺎ وﺗﺣﻘﯾرﻫﺎ واﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ً
ﺣﯾﺎة ﻓﯾﻪ".
٢٠١
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
ﺗﺟﻌل اﻟﻣﺑﺗﻠﻰ ﺑﻬﺎ ﯾﺣﺗﻘر ﻛل ﻣﺎﻟدﯾﻪ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺟﻌﻠﻪ ﯾزﻫد ﻓﻲ ﻛل ﺷﻲء أو ﯾﻛرﻩ
ﻣﺎﻟدﯾﻪ ﻣن إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت وﯾﺗطﻠﻊ ﺑﺎﻧﻛﺳﺎر ﻟﻶﺧر.
ووﻓﻘًﺎ ﻟذﻟك اﻟﻔﻬم ﻓﺎﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ " ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ ذات ﻣﺿﺎﻣﯾن ﻣﻌرﻓﯾﺔ
ووﺟداﻧﯾﺔ وﺳﻠوﻛﯾﺔ ﺗﺳﯾطر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺗﻠﻰ ﺑﻬﺎ ،ﺗﺗﺟﺳد ﻓﻲ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻌﺟز وﻗﻠﺔ
اﻟﺣﯾﻠﺔ ﺗﺟﺎﻩ أﺣداث ووﻗﺎﺋﻊ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﺿر واﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،وﺗﻘﺗرن
ﺑﺎﻟﻛﺂﺑﺔ واﻟﯾﺄس واﻟﺧزي ،واﻻﻓﺗﻘﺎد ﻟﻠﻔﺎﻋﻠﯾﺔ واﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ ،وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ
ﺳﻠوﻛﯾﺎت داﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺳﻼم واﻟرﻛون وﺗﻘﺑل اﻟواﻗﻊ اﻟﺷﺧﺻﻲ دوﻧﻣﺎ ﺑذل أي
ﻣﺟﻬود ﻟﺗﻐﯾﯾرﻩ ﻣﻊ ﺗﺑﻌﯾﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﻟﻶﺧر ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻔﻛﯾر واﻻﻧﻔﻌﺎل واﻟﻔﻌل ﻣﻊ
ﻣﺎدﯾﺎ ﻻ ﺣﯾﺎة
ﺷﯾﺋﺎ ً
اﻟﻣﯾل إﻟﻰ اﺳﺗﺻﻐﺎر اﻟذات ٕواﻫﺎﻧﺗﻬﺎ وﺗﺣﻘﯾرﻫﺎ واﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ً
ﻓﯾﻪ".
وﯾﺗﺿﻣن ﻣﻔﻬوم اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﺳﺎﺑق ،اﻷﺑﻌﺎد اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
) (١اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺧزى.
" اﻧﻔﻌﺎل ﯾﺗﻣﻠك ﺻﺎﺣﺑﻪ وﯾدﻓﻌﻪ ﻟﻠﺷﻌور ﺑﺎﻻزدراء واﻻﺷﻣﺋزاز وﻋدم اﻟﻘﺑول ﻣن ﻗﺑل
اﻵﺧرﯾن ،ﻛﻣﺎ ﯾﺷﻌر اﻟﻔرد ﺑﺎﻟذل واﻟﺣرج واﺣﻣرار اﻟوﺟﻪ وﺑﺄﻧﻪ طﻔﻠﻰ وأﻧﻪ ﻣراﻗب ﻣن
ﻗﺑل اﻵﺧرﯾن ﻛﻣﺎ ﯾدﻓﻌﻪ ﻟﻠﺷﻌور ﺑﺎﻟدوﻧﯾﺔ أو اﻟﻧﻘص ﻏﯾر اﻟﻣرﯾﺢ واﻟﺣﻘﺎرة وﻋدم
اﻟﻔﺎﺋدة واﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻻﺧﺗﻔﺎء ﻋن اﻵﺧرﯾن واﻟﺗﺻرف ﻣﻊ اﻟﻧﺎس وﻛﺄن ﻟﺳﺎن ﺣﺎﻟﻪ ﻻ
أرﯾد أن ﯾراﻧﻲ أﺣد"
) (٢إﻫﺎﻧﺔ اﻟذات وﺗﺣﻘﯾرﻫﺎ:
" ﻧظرة اﻟﺷﺧص إﻟﻰ أﺧطﺎﺋﮫ وﻛﺄﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﻐﺗﻔر ،ﻣﻊ ﺗوھم أن اﻟﻣﺣﯾطﯾن ﺑﮫ ﯾﻌﻠﻣوﻧﮭﺎ
ﺟﯾدا ً ﻓﺗؤدي اﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾر اﻟذات واﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﺷﺄﻧﮭﺎ ،واﻻﺷﻣﺋزاز ﻣﻧﮭﺎ وأﺣﯾﺎﻧﺎ ً اﻟﻰ
اﻹﺣﺑﺎط اﻟﺗﺎم واﻟﻛﺂﺑﺔ ،ﻓﺿﻼً ﻋن اﻻﻋﺗﻘﺎد ﺑﺄن ﻫذﻩ اﻷﺧطﺎء ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺿﻌف ﻓﻲ
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وﻗﺻور ﻓﻲ اﻟﺗﻛوﯾن اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻌﺎم ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻵﺧرﯾن ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗﺑدى ﻓﻲ اﻟﻛﻼم
اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻟﻠذات".
) (٣ﺗﺷﯾﺊ اﻟذات.
٢٠٢
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٢ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ ﯾﻔﻘد ﻣﻌﻬﺎ اﻟﺷﺧص ﺷﻌورﻩ ﺑﻬوﯾﺗﻪ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وواﻗﻌﻪ اﻟذاﺗﻲ ،وﯾﺗﻌﺎﻣل
ﻓﺿﻼ ﻋن ﻣﯾﻠﻪ ﻟﺗﺟرﯾد اﻟﻛﺎﺋﻧﺎت اﻟﺣﯾﺔ ﻣن
ً ﻣﻊ ذاﺗﻪ ﻛﺷﻲء ﻣﺎدي ﻻ ﺣﯾﺎة ﻓﯾﻪ،
ﺻﻔﺔ اﻟﺣﯾﺎة"
) (٤اﺳﺗﺻﻐﺎر اﻟذات.
ﺷﻌور اﻟﺷﺧص ﺑﺎﻧﻌدام ﻗﯾﻣﺔ وﻗﻠﺔ ﻗدراﺗﻪ ٕواﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻪ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻵﺧرﯾن ،ﻣﻊ اﻟﻣﯾل
إﻟﻰ اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﺷﺄن اﻟذات واﺳﺗﺿﺎﻋﻔﻬﺎ.
) (٥اﻻﻓﺗﻘﺎد ﻟﻠﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ.
ﺗﻌرف اﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ " " اﻟﺷﻌور اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﺑﺎﻟﺣﯾﺎة واﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌرب ﻋن
ﻓﻲ ﺻﯾﻐﺔ اﻟﺗﺣﻣس واﻻﻣﺗﻼء ﺑﺎﻟﺣﯾﺎة واﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻘوة ،وﯾﻌﺗﻘد ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻧﻔﺳﻬﺎ
وﻣﻧﺗﺟﺎ وﻧﺷﯾطًﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم"،
ً ﻓﻌﺎﻻ
ﺗﺟﺳﯾد ﻟﻣﺷﺎﻋر اﻟﻛﻔﺎءة واﻻﻧﺗﻌﺎش وﻛون اﻟﻣرء ً
وﺗﻌﺗﺑر اﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ أﺣد ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﺗﻧﻌم أو اﻟﻬﻧﺎء اﻟﻌﺎم واﻟﺷﺧﺻﻲ
ﺟزءا ﻣﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾطﻠق
ﺣﯾوﯾﺎ وﻧﺷﯾطًﺎ ً
.وﯾﻣﺛل ﻛون اﻟﻣرء ً )(Ryan&Deci,2001
ﻋﻠﯾﻪ اﻷداء اﻟوظﯾﻔﻲ اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻛﺎﻣل واﻟﺗﻧﻌم اﻟﻧﻔﺳﻲ أو ﺣﺳن اﻟﺣﺎل ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﺷﻌور ﺑﺎﻟﺑﻼدة اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻧﻔور
ﻓﺎﻻﻓﺗﻘﺎد إﻟﻰ اﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ ﯾرﺗب ً ا
ﻣن اﻟﺣﯾﺎة وﻋدم اﻟﺗرﺣﯾب ﺑﻬﺎ.
) (٦اﻋﺗﻘﺎدات ﻫزﯾﻣﺔ اﻟذات.
ﺗﻣﺛل اﻋﺗﻘﺎدات ﻫزﯾﻣﺔ اﻟذات ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷﻓﻛﺎر واﻻﻋﺗﻘﺎدات اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻊ
اﻟﺷﺧص ﻟﻠﺷﻌور ﺑﺳﯾطرة ﺟواﻧب اﻟﺿﻌف واﻟﻘﺻور ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻊ ﻋﺟزﻩ ﻋن ﻣﻘﺎوﻣﺗ ﺔ
ﻓﺿﻼ ﻋن ﺗﻠون ﺣﯾﺎﺗﻪ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ﺑﺎﻟﯾﺄس
ً أو ﻣواﺟﻬﺔ أﺣداث اﻟﺣﯾﺎة ووﻗﺎﺋﻌﻬﺎ،
واﻟﺗﺷﺎؤم.
٢٠٣
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
ﺗﺗراوح ﺑﯾن اﻻﻧﺑﻬﺎر اﻟﺑﺳﯾط اﻟذي ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺗﻐﻠب ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻊ اﻟوﻗت ﻣروراً ﺑﺎﻟواﻗﻌﯾﺔ
وﺣﺗﻰ اﻻﺳﺗﺳﻼم واﻟﺧﺿوع اﻟﺗﺎم.
وﺑﺎﻟﻐﺎ ﻓﻲ اﻻﻧﻬزام اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﺗﺎم ﺑﺣﯾث أﻗﺻﻰ ﻫوﯾﺗﻧﺎ
ً ﻛﻣﺎ ﻗطﻊ واﻗﻌﻧﺎ ﺷوطﺎً طوﯾﻼً
ﻫﺷﺎ
اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻋن ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ وﺗﻧظﯾﻬﻣﺎ ،ﻓﺎﺳﺗﺣﺎل ﻣﻌﻪ اﻟﺑﻧﺎء اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻠﻛﺛﯾر ﻣن أﺑﻧﺎﺋﻧﺎ ً
ﻗﺎﺑﻼً ﻟﻼﻧﻛﺳﺎر ﻣﻊ ﺷﻌور ﻣطﺑق ﺑﺎﻟدوﻧﯾﺔ واﻟﻼﻗﯾﻣﺔ ،وﯾﺳﻬل ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﺗﺎﺑﻊ
ﻣﻧﺻف رﺻد اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣؤﺷرات اﻟﻣﺟﺳدة ﻟﻬذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ،ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل
ﻻ اﻟﺣﺻر ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
) (١ﻋﻘدة اﻟذﻧب واﻟﺗﺄﻧﯾب اﻟداﺋم ﻟﻠذات.
ﻓﻘد ﺗﻼزم اﻟﺷﺧص ﻋﻘدة اﻟذﻧب طﯾﻠﺔ ﺣﯾﺎﺗﻪ دوﻧﻣﺎ ﺷﻌور ﺑﻣﺻدرﻫﺎ ﻓﯾﻌﯾش أﺳﯾر
ﻟﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺷﺑﻪ اﻟﺳﺟن اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻠذات ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻹﯾﻐﺎل واﻹﺑﺣﺎر اﻟداﺋم ﻓﻲ زﻣن
ﻓرﺻﺎ ﻻﺟﺗرار اﻟﻣﺎﺿﻲ واﺳﺗﻌﺎدة ﻣﺿﺎﻣﯾﻧﻪ وﺗوﺟﺳﺎﺗﻪ
اﻟﺧﯾﺑﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﻣﻧﺢ ً
وﻫﻠوﺳﺎﺗﻪ وﻗﻠﻘﻪ وﻣﺧﺎوﻓﻪ وﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻪ وﺣزﻧﻪ وﯾﺄﺳﻪ وﺑؤﺳﻪ ،وﻣن ﺛم اﻟرﻛون ﻟﻠواﻗﻊ
واﻟرﺿﺎ ﺑﻣﺂﻻﺗﻪ؛ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺧﻠﯾق ظرف ﻧﻔﺳﻲ ﻣوات ﻟﻣﺎ ﯾﺻﺢ ﺗﺳﻣﯾﺗﻪ اﻟﻬزﯾﻣﺔ
٢
ﻓﻼ ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ وﻻ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺗﺣﯾل ﻣﻌﻪ ﺗﺟﺎوز ﺣﺎﻟﺔ اﻹﺧﺻﺎء اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻠذات
إﻧﺗﺎج ﺣﯾﺎﺗﻲ ﯾﺳﺗﺣق اﻟﺗﻘدﯾر وﻻ إﻧﺟﺎب ﺑﺎﻟﺿرورة ﻟﻣﻬﺎم ﺣﯾﺎﺗﯾﺔ ذات ﻗﯾﻣﺔ.
وﻋﻘدة اﻟذﻧب ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟذﻧب ﻓﺎﻷﺧﯾرة ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﻗﯾﺎم
اﻟﺷﺧص ﺑﻌﻣل ﻣﻌﯾن ﻻ ﯾرﺿﺎﻩ ﺿﻣﯾرﻩ ،أﻣﺎ ﻋﻘدة اﻟذﻧب ﻓﻬﻲ ﺷﻌور ﻣطﻠق ﻏﯾر
واﺿﺢ اﻟﻣﺻدر ﺑﺎﻟذﻧب ،ﺗؤدي ﺑﺻﺎﺣﺑﻬﺎ إﻟﻰ اﺳﺗﺻﻐﺎر اﻟذات وﺗﺣﻘﯾرﻫﺎ ،ﻓﯾﺷﻌر
ذﻧوﺑﺎ ﻻ
ً ﺑﺄﻧﻪ ﻣذﻧب ﺣﺗﻰ ﻟو ﻟو ﯾﻘم ﺑﻌﻣل ﯾﺳﺗدﻋﻲ ذﻟك ،وﯾرى ﻓﻲ أ ﺑﺳط أﺧطﺎﺋﻪ
إﻟﺗﻣﺎﺳﺎ ﻟﻠراﺣﺔ.
ً ﺗﻐﺗ ﻔر .وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺷﻌر أﻧﻪ ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ إﻧزال اﻟﻌﻘﺎب ﺑﻧﻔﺳﻪ
راﺟﻊ رواﯾﺔ ﺟﻣرة اﻟروح ،ﻟﻠﻘﺎص ﺧﻠﯾﻔﺔ اﻟﻌرﯾﻔﻲ ،واﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻘﺻﺻﯾﺔ ﻟﺧﺎﻟد ﻣﺣﻣد ﻏﺎزي "أﺣزان رﺟل ﻻ
٢
ﯾﻌرف اﻟﺑﻛﺎء" وﻫﻲ ﺗﻣﺛل ﻣﺎ ﯾﻣﻛن وﺻﻔﻪ ﺑﺎﻟرﻗص ﻋﻠﻰ أوﺗﺎر اﻟﻧﻔس اﻟﻣﻬزوﻣﺔ.
٢٠٤
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٢ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺣل ﺑﻪ اﻟﻌﻘﺎب ﻓﻘد ﻛﻔﱠر ﻋن
وﺳﺑب ذﻟك أن اﻹﻧﺳﺎن ﻧﺷﺄ وﺗﻌود أن اﻟﻣذﻧب ﻣﺗﻰ ّ
ذﻧﺑﻪ.
إن َﻣن ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﻋﻘدة ذﻧب ﯾﻧدﻓﻊ ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﻪ ،ﺗدﻓﻌﻪ ﺣﺎﺟﺔ ﻻ ﺷﻌورﯾﺔ إﻟﻰ
ﻣﻌﻧوﯾﺎ وذﻟك ﺑﺎﻟﺗورط وﺗﻛرار اﻷﻓﻌﺎل
َ دﯾﺎ أو
ﻋﻘﺎب ﻧﻔﺳﻪ ،ﺳواء ﻛﺎن ﻫذا اﻟﻌﻘﺎب ﻣﺎ َ
اﻟﺗﻲ ﺗﺿر ﺑﺟﺳﻣﻪ أو ﻣﻣﺗﻠﻛﺎﺗﻪ أو ﺳﻣﻌﺗﻪ أو ﻋﻣﻠﻪ ،ﻓﯾورﱢط ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ ﻣﺗﺎﻋب
وﻣﺷﺎﻛل وﺻﻌوﺑﺎت ﻣﺎﻟﯾﺔ أو ﻣﻬﻧﯾﺔ أو ﻋﺎﺋﻠﯾﺔ أو ﺻﺣﯾﺔ ﻻ ﯾﻧﺎﻟﻪ ﻣﻧﻬﺎ إﻻ اﻟﺗﻌب
واﻟﻣﺷﻘﺔ واﻟﻌذاب .ﺑل ﻗد ﯾﺳﺗﻔز ﻋدوان اﻟﻐﯾر ﻋﻠﯾﻪ أو ﻋدوان اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺎرﺗﻛﺎب
ﺣل ﺑﻪ اﻟﻌﻘﺎب ﻫدأت ﻧﻔﺳﻪ وزال ﻋﻧﻪ ﻣﺎ ﯾﻐﺷﺎﻩ ﻣن ﺗوﺗر أﻟﯾم.
ﺟ رﯾﻣﺔ .ﻓﺈذا ﱠ
وﯾﺗﻐﺎﻓل ﻋن اﻧﺗﻬﺎز اﻟﻔرص اﻟﺗﻲ ﺗﻔﯾدﻩ ،أو ﯾﺗﻛﺎﺳل ﻓﻲ ﻋﻣﻠﻪ أو ﯾﺗﻘﺑل اﻹﻫﺎﻧﺎت
دون دﻓﺎع ﻋن ﻧﻔﺳﻪٕ ،واﻫﺎﻧﺔ اﻟذات وﺗﺣﻘﯾرﻫﺎ وﺗﺄﻧﯾﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟدوام أﻗﺻﻰ ﺣﺎﻻت
اﻟذات. ﻋﻘﺎب
) (٢اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺧزى :
ﯾﻘﺗرن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺧزى ﺑﺎﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟذﻧب ﻟﻛوﻧﻪ ﯾﻣﺛل اﻧﻔﻌﺎل ﯾﺗﻣﻠك ﺻﺎﺣﺑﻪ وﯾدﻓﻌﻪ
ﻟﻠﺷﻌور ﺑﺎﻻزدراء واﻻﺷﻣﺋزاز وﻋدم اﻟﻘﺑول ﻣن ﻗﺑل اﻵﺧرﯾن ،ﻛﻣﺎ ﯾﺷﻌر اﻟﻔرد ﺑﺎﻟذل
واﻟﺣرج واﺣﻣرار اﻟوﺟﻪ وﺑﺄﻧﻪ طﻔﻠﻰ وأﻧﻪ ﻣراﻗب ﻣن ﻗﺑل اﻵﺧرﯾن ﻛﻣﺎ ﯾدﻓﻌﻪ
ﻟﻠﺷﻌور ﺑﺎﻟدوﻧﯾﺔ أو اﻟﻧﻘص ﻏﯾر اﻟﻣرﯾﺢ واﻟﺣﻘﺎرة وﻋدم اﻟﻔﺎﺋدة واﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻻﺧﺗﻔﺎء
ﻋن اﻵﺧرﯾن واﻟﺗﺻرف ﻣﻊ اﻟﻧﺎس وﻛﺄن ﻟﺳﺎن ﺣﺎﻟﻪ ﻻ أرﯾد أن ﯾراﻧﻲ أﺣد،
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬو اﻧﻔﻌﺎل ﯾﺗﺑدى ﺣﺎل اﻟﺗواﺟد ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن واﻟﺗﻔﺎﻋل ﻣﻌﻬم ،وﻗد ﯾرﺗب
اﺳﺗﺳﻼﻣﺎ ﻟﻠﻣﺳﺎر ﺧوﻓًﺎ ﻣن اﻟﺗﻘﯾﯾم اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻣﻧﻬم.
ً اﻧﻘﯾﺎدا ﻟﻬم و
ً
ﻓﻌﻘدة اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺧزى واﻟﻌﺎر اﻟﺗﺗﻣﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻟﻌﻘدة اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟذﻧب إﻻ أﻧﻬﺎ أﻛﺛر
داﺋﻣﺎ ﻋﻠﻰ أﻓﻌﺎل
ارﺗﺑﺎطًﺎ ﺑﺎﻟﺑﻧﺎء اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻺﻧﺳﺎن ،ﻓﻌﻘدة اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟذﻧب ﺗﻧﺻب ً
اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻣؤﺛﻣﺔ وﻻ ﺗﻧﺳﺣب ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺳﺎن ذاﺗﻪ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺧزي ﺷﻌور
ﻣﻬﯾن ﻟﻠذات ﻧﺎﺑﻊ ﻣن اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺑﻌﺟزﻫﺎ وﺑؤﺳﻬﺎ وﻗﻠﺔ ﺣﯾﻠﺗﻬﺎ وﺿﻌﻔﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ
٢٠٥
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
٢٠٦
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٢ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (٤ﺗﺷﯾﻲء اﻟذات :Depersonalization
وﯾﻘﺻد ﺑﺗﺷﯾﻲء اﻟذات وﻓﻘًﺎ ﻟﻣﺎ ورد ﻓﻲ ﻗﺎﻣوس اﻟﺗراث اﻷﻣرﯾﻛﻲ " ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ
ﯾﻔﻘد ﻣﻌﻬﺎ اﻟﺷﺧص ﺷﻌورﻩ ﺑﻬوﯾﺗﻪ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وواﻗﻌﻪ اﻟذاﺗﻲ ،وﯾﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ ذاﺗﻪ
Lisa Fritscher ﻛﺷﻲء ﻣﺎدي ﻻ ﺣﯾﺎة ﻓﯾﻪ" ،وﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺗرى ﻟﯾ از ﻓرﺗﺷﯾر
ﻧوﻋﯾﺎ ﻓﻲ وﻋﻲ اﻟﻣرء ﺑواﻗﻌﻪ اﻟوﺟودي ،ﯾﺷﻌر ﻣﻌﻪ ﺑﻌدم اﻧﺗﻣﺎﺋﻪ
ذاﺗﯾﺎ ً
ﺗﻐﯾر ً
ًا )(٢٠٠٣
وﺑﻌدا
ً أﺧﻼﻗﯾﺎ
ً أو اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﺟود ،وﻟﺷﺧﺻﯾﺗﻪ أﺑﻌﺎداً إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻣﺗﻌددة ،ﺑﻌداً
وﺑﻌدا ﻣﻧطﻘﯾﺎً ،وأن ﻛل واﺣد ﻣن ﻫذﻩ اﻷﺑﻌﺎد ﺟدﯾر ﺑﺎﻻﻋﺗﺑﺎر
ً اﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺎ
ً وﺑﻌدا
ً دﯾﻧﯾﺎ
ً
واﻟﺗﻘدﯾر .وﺗﺷﯾﯾﺊ اﻟذات أو ﺗﻔﻛﯾك اﻟﺷﺧﺻﺎﻧﯾﺔ ﻧزع ﻟﻠﺻﻔﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟﺣﯾﺔ ﻋن
ﻫذﻩ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وﺟﻌﻠﻬﺎ ﺷﯾﺊ ﻻ ﺣﯾﺎة ﻓﯾﻪ ،ﯾﻣﺎرس دور اﻟﻣﻔﻌول ﺑﻪ ﻋﻠﻰ اﻟدوام
)ﻣﺣﻣد ﻋزﯾز اﻟﺣﺑﺎﺑﻲ.(١٩٨٣ ،
ٕواذا ﻛﺎن اﻟﺣﺎل ﻛذﻟك ،ﻓﺈن اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﺑط ﺑﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻧزﻋﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺷﻌور
ﺑﺎﻟﻌﺟز وﻗﻠﺔ اﻟﺣﯾﻠﺔ واﻻﺳﺗﺳﻼم واﻟرﻛون إﻟﻰ اﻟظرف واﻟﺳﯾﺎق.
ﺷﯾوﻋﺎ ﺑﯾن اﻹﻧﺎث ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟذﻛور ﺑﺳﺑب ﻋواﻣل
ً واﻟﻧزﻋﺔ ﻟﺗﺷﯾﻲء اﻟذات أﻛﺛر
ﺳوﺳﯾوﻟوﺟﯾﺔ ﺗﺟﻌل ﻗﯾﻣﺔ اﻹﻧﺛﻰ ﻓﻲ ﻣدى ﺟذﺑﻬﺎ ﻟﻶﺧر ٕواﺷﺑﺎﻋﻬﺎ ﻟﻣﺗطﻠﺑﺎﺗﻪ
ﺷﻌور ﻣﻌوﻗًﺎ
ًا اﻟﺷﻬواﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ،وﺗوﻟد اﻟﻧزﻋﺔ ﻟﺗﺷﯾﻲء اﻟذات ﻟدى اﻷﻧﺛﻰ
ﻟﻠﻔﺎﻋﻠﯾﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﻘﻠق اﻟداﺋم ﺣﯾﺎل اﻟﻣظﻬر ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺧﺻوص وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
اﻟﻛﺂﺑﺔ واﻟﺗﻌﺎﺳﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ.
) (٢٠٠٠ﻋــن ﻫــذا اﻟﻣؤﺷــر ﻓــﻲ Sierra & Berrios وﯾﻌﺑــر ﻣﯾوراﺗﺷــﻲ ﺳــﯾ ار وﺑﯾــروس
CAMBRIDGE ﻣﻘﯾﺎﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻬﻣﺎ اﻟﻣﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻣﻰ ﻣﻘﯾـ ـ ـ ـ ـ ــﺎس ﻛﺎﻣﺑرﯾدج"ﺗﺷـ ـ ـ ـ ـ ــﯾﯾﺊ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ــذات
٢٠٧
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
" واﻟ ــذي ﯾﺻ ــف ﺣﺎﻟ ــﺔ إﻧﺳ ــﺎﻧﯾﺔ ﺷ ــدﯾدة اﻟﻐ ارﺑ ــﺔ ﯾﺷ ــﻌر DEPERSONALIZATION SCALE
ﻣﻌﻬــﺎ اﻟﺷــﺧص ﺑــﺄن ﻻ إﺣﺳــﺎس ﻟــﻪ وﻻ ﻗﯾﻣــﺔ وﻻ ﺟــدارة وﻻ اﺳــﺗﺣﻘﺎق ،ﻛــﺄﻧﻲ ﺑــﻪ ﺷــﯾﺋًﺎ
ﻣﺎدﯾــﺎ أو ﺳــﻠﻌﺔ ﺗﺗوﻗــف ﻛــل ﻗﯾﻣﺗﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ ﺗﺳــﻌﯾر اﻟﻧــﺎس ﻟﻬــﺎ ،وﻣــن ﺑــﯾن أﻫــم ﻣﻔــردات
ً
داﺋﻣـﺎ إﻟـﻰ ﺻـورة
ﻫذا اﻟﻣﻘﯾﺎس " ﻣﺎ أراﻩ أﻣـﺎﻣﻲ ﯾﺑـدو ﺗﺎﻓﻬ ً ـﺎ ﻻ ﺣﯾـﺎة ﻓﯾـﻪ ،ﻛـﺄﻧﻲ أﻧظـر ً
ﺻــﻣﺎء ﻣﯾﺗــﺔ ﻻ ﺣﯾــﺎة ﻓﯾﻬــﺎ" " ،ﻓــﻲ ﻟﺣظــﺎت اﻟﺗﻌﺎﺳــﺔ وﻣــﺎ أﻛﺛرﻫــﺎ ﻓــﻲ ﺣﯾــﺎﺗﻲ :أﺷــﻌر
وﻏﺎﻟﺑــﺎ ﻣــﺎ أﻓﻘــد ﺷــﻌوري ﺑــذاﺗﻲ" " أﺷــﻌر ﺑــﺄن ﺑﻌــض
ﻛــﺄن ﻻ وﺟــود ﻟ ـ ﻲ ﻓــﻲ اﻟﺣﯾــﺎةً ،
أﺟ ـزاء ﺟﺳــدي ﻻ ﺗﻧﺗﻣــﻲ ﻟــﻲ" "ﺗــﺄﺗﻲ ﻋﻠــﻰ أوﻗــﺎت أﻓﻘــد ﺷــﻌوري ﺑــﺎﻟﺧوف ﻣــن ﻛــل ﻣــﺎ
ﯾﺛﯾر اﻟﺧوف ﻟدى ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺑﺷر" "ﻻ راﺋﺣﺔ وﻻ ﻣذاق ﻟﻛل ﻣﺎ أﺗﻧﺎوﻟـﻪ ﻣـن طﻌـﺎم" "أﺷـﻌر
ﺑﺄﻧﻲ أﻋﯾش ﻟﻛﻲ أﺗﻧﺎول اﻟطﻌﺎم ﻓﻘط".
وﯾرى ﺳﯾ ار وﺑﯾروس ) (٢٠٠٠أن ﻣن ﯾﺣﺻﻠون ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذا
اﻟﻣﻘﯾﺎس ﯾﻔﻘدون ﻛل اﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﺣﯾﺎة ،وﯾﺗرﺳﺦ ﻓﻲ ﺑﻧﺎﺋﻬم اﻟﻧﻔس ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻷﻓﻛﺎر واﻻﻋﺗﻘﺎدات اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻠوم اﻟذات ٕواﻫﺎﻧﺗﻬﺎ واﺣﺗﻘﺎرﻫﺎ واﺳﺗﻛﺎﻧﺗﻬﺎ واﺳﺗﺳﻼﻣﻬﺎ
ﻟﻠﺳﯾﺎق واﻟظرف ،ﻣﻣﺎ ﯾﻣﺛل أﻋﻠﻰ ﺗﺟﻠﯾﺎت اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ.
ﻋن وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻧزﻋﺔ )(٢٠١٢ وﺗﻛﺷف ﻧﺗﺎﺋﺞ دراﺳﺔ ﺣدﯾﺛﺔ ﻟﺳﯾ ار وآﺧرون
ﻟﺗﺷﯾﺊ اﻟذات واﻟﻘﻠق اﻟﻣﻌوق ﻟﻔﺎﻋﻠﯾﺔ وﺣﯾوﯾﺔ اﻷﺷﺧﺎص ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ،وأن اﻟﻘﻠق
واﻟﺧوف ﻣن اﻟﻔﺷل واﻟﻣﯾل إﻟﻰ ﺗﺟﻧب أداء اﻟﻣﻬﺎم وﺣل اﻟﻣﺷﻛﻼت واﻹﻗدام ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺧﺎطرة ﻣن ﺑﯾن أﻫم ﻣﻼﻣﺢ ذوي اﻟﻧزﻋﺔ ﻟﺗﺷﯾﺊ اﻟذات وﯾﻔﺿﻲ ﺑﻬم إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ
اﻻﺳﺗﺳﻼم واﻻﻧﻘﯾﺎد ﻟﻶﺧر .
واﻟﻧزﻋﺔ ﻟﺗﺷﯾﺊ اﻟذات إﻓﻘﺎر اﻹﻧﺳﺎن وﻣﺳﺦ إﻧﺳﺎﻧﯾﺗﮫ وإﺣﺳﺎﺳﮫ ﺑذاﺗﮫ وﺟوھره،
ودﻓﻊ ﻟﮫ ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ اﻻﺗﻛﺎﻟﯾﺔ واﻻﺳﺗﺳﻼم ﻟﻘوة أﻛﺑر ﻣﻧﻪ ،أو ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻋظﯾﻣﺔ أو
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ. ﻣؤﺳﺳﺔ ﻛﺑﯾرة ﺗﻣﻧﺣﻪ اﻟوﻫم ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺗواﺻل ﻣﻊ ﻣﻘدراﺗﻪ
) (٥اﺳﺗﺻﻐﺎر اﻟذات:
وﻫﻲ ﺷﺑﯾﯾﻪ ﺑﻌﻘدة اﻟﻧﻘص ﻛﺣﺎﻟﺔ داﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌداد ﻻ ﺷﻌوري ﻣﻛﺑوت ،أي أن
اﻟﺷﺧص ﻻ ﯾﻔطن إﻟﻰ وﺟودﻩ.وﯾﻧﺷﺄ ﻣن ﺗﻌرض اﻟﺷﺧص ﻟﻣواﻗف ﻛﺛﯾرة ﻣﺗﻛررة
٢٠٨
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٢ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺗﺷﻌرﻩ ﺑﺎﻟﻌﺟز وﻗﻠﺔ اﻟﺣﯾﻠﺔ واﻟﻔﺷل ،وﻣﺗﻰ ﻣﺎ اﺷﺗدت وطﺄة ﻫذا اﻟﺷﻌور ﻋﻠﻰ
اﻟﺷﺧص ﻣﺎل إﻟﻰ ﻛﺑﺗﻪ ،أي اﻟﻰ اﻧﻛﺳﺎروﺟودﻩ ،ﺑل ٕواﻟﻰ ﻋدم اﻹﻋﺗراف ﺑﻣﺎ ﻟدﯾﻪ
ﻣن ﻋﯾوب ﻓﻌﻠﯾﺔ .ﻏﯾر أن ﻛل ﻣﺎ ﯾذﻛرﻩ ﺑﺎﻟﻧﻘص ﯾﺣﻣﻠﻪ ﺑﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﻓﺎع ﻋن
ﻧﻔﺳﻪ.
٢٠٩
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
٢١٠
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٢ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وﯾﻌﺗﻣــد اﻻﻧﻬ ازﻣــﻲ ﻓــﻲ ﺗﻔﻛﯾـرﻩ ﻋﻠــﻰ ﻣــﺎ ﯾﻌــرف ﺑــﺎﻟﺗﻔﻛﯾر ﺑــﺎﻟﺗﻣﻧﻰ ،وﻫــو ﺗﻔﻛﯾــر ﯾﻌﻔــﯾﻬن
ﻣﺷــﻘﺔ اﻟﻌﻣــل وﺟﻬــد اﻟﻧظــر واﻟﺗﺄﻣــل ﻓــﻰ طﺑﯾﻌــﺔ ﻣﺷــﻛﻼﺗﻪ واﻟﺗﻔﻛــر ﻓــﻰ ﺣﻠــول واﻗﻌﯾــﺔ
ﺗﺧرﺟﻪ ﻣن ﻫذا اﻟﻧﻔق اﻟﻣظﻠم اﻟذى ﯾﻘﺑﻊ ﻓﯾﻪ ،ﻓﻬﻲ ﻋﻘﻠﯾﺔ ﺗﻧﺗظر اﻟﻔـرج اﻟﺳـﻬل وﺗﻧـﺄى
ﺑﻧﻔﺳــﻬﺎ ﻋــن اﻟﺻ ــﻌب ،وﺗﺗــرك اﻟﻣﻬ ــﺎم اﻟﺟﺳــﺎم اﻟﺗ ــﻲ ﯾﺗﻌــﯾن ﻋﻠﯾﻬ ــﺎ اﻻﺿــطﻼع ﺑﻬ ــﺎ
ﻟﺷﺧص آﺧر ﺗﺗﺧﯾﻠﻪ وﺗﺗﻣﻧﺎﻩ وﺗﻧﺗظرﻩ.
ﻋﻠﻣــﺎ ﺑــﺄن
وﯾﻘﺻــد ﺑــﺎﻟﺗﻔﻛﯾر اﻻﻧﻬ ازﻣــﻲ اﻓﺗ ـراض اﻟﺷــﺧص ﺑﺎﺳــﺗﺣﺎﻟﺔ ﺗﻐﯾﯾــر اﻟﻣوﻗــف ً ،
ﺣﺗﻣﯾـﺎ ،وﻣــﻊ ذﻟـك ﯾﻧطﻠـق اﻟﻣﻬــزوم ﻧﻔﺳًـﯾﺎ ﻓـﻲ رؤﯾﺗـﻪ
اﻗﻌـﺎ ً
ﻫـذا اﻷﻣـر اﻓﺗـراض وﻟــﯾس و ً
وﺗﻔﺳــﯾرﻩ ﻟﻸﺣــداث واﻟوﻗــﺎﺋﻊ ﻣﻧــﻪ ،وﻣــن ﻫﻧــﺎ ﺗﺗﺧﻠــق اﻟــﺑﻼدة اﻟﺳــﻠوﻛﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ واﻓﺗﻘــﺎد
اﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ.
إﻟ ــﻰ ﻣ ــﺎ (١٩٩٤) Snyder وﯾﻔﺿ ــﻲ اﻟﺗﻔﻛﯾ ــر اﻻﻧﻬ ازﻣ ــﻲ وﻓﻘً ــﺎ ﻟﻣ ــﺎ ﯾﺷ ــﯾر إﻟﯾ ــﻪ ﺳ ــﻧﺎﯾدر
وﯾﻌﺗﺑــر ﻫــذا اﻟﻣــوت داﻟــﺔ ﻟﺗــدﻧﻲ ﻗ ــدرة Psychological Death ﯾﺳــﻣﯾﻪ اﻟﻣــوت اﻟﻧﻔﺳــﻲ
وﯾرﺗـب ﺣﺎﻟـﺔ Goal – directed Thinking اﻟﺷـﺧص ﻋﻠـﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾـر اﻟﻣوﺟـﻪ ﻧﺣـو اﻟﻬـدف
ﻣن اﻟﺑﻼدة اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺗﺟﺎﻩ أﻫداف اﻟﺣﯾﺎة ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﯾﺄس وﻓﻘدان اﻷﻣل.
وﯾــرى ﻓﯾﺻــل ﺑــن ﺳــﻌود اﻟﺣﻠﯾﺑــﻲ) (٢٠٠٣أن ذوي اﻟﺷــﻌور ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣــﺔ اﻟﻧﻔﺳــﯾﺔ ﺗﺗــﺄرﺟﺢ
ﺗﻔﺎﻋﻼﺗﻬم ﻣﻊ اﻟواﻗﻊ ﺑﯾن ﺳﺑﯾﻠﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن:
اﻷول :اﻟﻧﻘد اﻟﻌﺎم ﻏﯾر اﻟﻣﺟدي واﻻﺳﺗﯾﺎء اﻟﺷﺎﻣل ﻣن اﻟﻣﺗﺎح ﻛل اﻟﻣﺗﺎح.
اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺷﺎؤم ﻏﯾر اﻟﻣﻔﯾد واﻟﻣﻌطل ﻟﻠﻬﻣﺔ واﻟﻣﺛﺑط ﻟﻠﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ.
ﻛﻣﺎ ﺗرﺗﺑط اﻟﻬزﯾﻣـﺔ اﻟﻧﻔﺳـﯾﺔ ﺑﻣـﺎ ﯾﻣﻛـن ﺗﺳـﻣﯾﺗﻪ اﻟﻧﻐﻣـﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾـﺔ ،واﻟﻧﻐﻣـﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾـﺔ
اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ اﻧﻌﻛﺎس ﻟدرﺟـﺔ اﻟﺣﯾوﯾـﺔ )أي اﻟﺳـﻌﺎدة ﻓـﻲ ﻣﻘﺎﺑـل اﻷﻟـم( ﻓـﻲ ﺣﯾـﺎة اﻟﺷـﺧص
)وﻫــﻲ ﺗﺗﺟــﺎوز اﻟﺣﯾــﺎة اﻟﻌﺎطﻔﯾــﺔ واﻟﺟﻧﺳــﯾﺔ ﻟﻠﺷــﺧص وﺗﺗﺟــﺎوز أﯾﺿــﺎً ﻧﺟــﺎح اﻟﺟﻣﺎﻋــﺔ
اﻟﺗــﻲ ﯾﺷــﻌر اﻟﺷــﺧص ﺑﺎﻻﻧﺗﻣــﺎء إﻟﯾﻬــﺎ ،إﻟــﻰ اﻟﺗرﺣﯾــب ﺑﺎﻟﺣﯾــﺎة ﺑﺷــﻛل ﻋــﺎم واﻻﻧــدﻓﺎع
اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ ﻣﻌﺎﻧﻘﺗﻬﺎ واﻹﻗﺑﺎل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻬﻣﺔ وﻧﺷﺎط ،أﻣـﺎ اﻟﻧﻐﻣـﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾـﺔ اﻟﺳـﻠﺑﯾﺔ
ﻓﺎﻧﻌﻛﺎس ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺑﻼدة اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻻﻧﻛﺳﺎر ،وﻋﺎدت ﻣﺎ ﺗرﺗﻛزاﻟﻧﻐﻣـﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾـﺔ اﻟﺳـﻠﺑﯾﺔ
ﻋﻠــﻰ ﻣﺻ ــﺎدر اﻟﻘﻠــق واﻟﺟ ــزع اﻟﻣ ــزﻣن وﺗــؤدي ﺑطﺑﯾﻌﯾ ــﺔ اﻟﺣ ــﺎل إﻟــﻰ ﺗﺂﻛ ــل اﻻﺳ ــﺗﻘرار
٢١١
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
٢١٢
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٢ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إﻟﯾﻬﺎ ﺗﻣﻬﯾدا ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬﺎ .ﺟﻠد اﻟذات ﻻ ﯾﻛﻠف اﻟﻣرء ﺳوى إﺻدار أﺣﻛﺎم اﻹداﻧﺔ،
ٕواﺻدار اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻓﺿﻼ ﻋن ﻛوﻧﻪ ﯾﻌﺑر ﻋن ﻧزﻋﺔ إﻗﺻﺎﺋﯾﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ
ﯾﺟﺳد أﯾﺿﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﺟﺑن اﻟﺷدﯾد اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺎب ﺑﻌض اﻷﻓراد اﻟذﯾن ﯾﺣﺎوﻟون
اﻟﺗﻣﻠص ﻣن ﻣﺳؤوﻟﯾﺎﺗﻬم اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻌرﻛﺔ اﻟﻧﻬوض واﻟﺗﻐﯾﯾر.
ﻛﻣﺎ أن ﺟﻠد اﻟذات ﻫو اﻟﺣل اﻷﺳﻬل واﻷﻛﺛر أﻧﺎﻧﯾﺔ .إﻧﻪ ﻟﯾس ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻓﻘط ﻟﻠﻬروب
ﻣن اﻟواﻗﻊ ،وﻟﻛﻧﻪ ﺣﯾﻠﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ ﯾﻠﺟﺄ إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺿﻌﻔﺎء واﻻﻧﻬزاﻣﯾون واﻟﻣﻧﺎﻓﻘون ،ﻛﻲ
ﯾﺗﻣﻠﺻوا ﻣن أداء اﻷدوار اﻟﺗﻲ ﺑﺗوﺟب ﻋﻠﯾﻬم ﺗﺄدﯾﺗﻬﺎ ﻟﻠﺧروج ﻣن واﻗﻊ اﻟﻬزﯾﻣﺔ.
داﺋﻣﺎ ﻓﻲ أوﻗﺎت اﻟﻬزاﺋم و اﻹﺣﺑﺎطﺎت ﺑﺳﺑب ﻣﻧﺎخ
وﺟﻠد اﻟذات ﺷﻌور ﺳﻠﺑﻲ ﯾﺗﻧﺎﻣﻰ ً
اﻟﻬزﯾﻣﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺧﯾم ﻋﻠﻰ اﻷﺟواء ﺑﺣﯾث ﺗﺗوارى اﻟﻧﺟﺎﺣﺎت وﯾﺗﺻدر اﻟﻔﺷل واﺟﻬﺔ
اﻟﺻدارة.
واﻟﺷﻌور اﻟﺳﻠﺑﻲ اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺟﻠد اﻟذات ﯾﻧﺑﻊ ﻣن رﻏﺑﺔ دﻓﯾﻧﺔ ﺑﺎﻟﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺷل
و ﻟﻛن ﻟﯾس ﻋن طرﯾق ﻣواﺟﻬﺗﻪ ٕواﻧﻣﺎ ﺑﺎﻟﻬروب ﻣﻧﻪ أو ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﻬروب إﻟﻰ
اﻟداﺧل ﺣﯾث ﯾﻧزوي اﻹﻧﺳﺎن وﯾﺗﻘوﻗﻊ داﺧل ﻫذا اﻟﺣﯾز اﻟﺿﯾق ﻣن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻌﺟز
واﻟﻔﺷل وذﻟك ﻟﻌﺟز اﻟﻔرد ﻋن إدراك ﻣواطن ﻗوﺗﻪ وﻣواطن ﺿﻌﻔﻪ.
وﺟﻠد اﻟذات ﺣﯾﻠﺔ اﻟﻌﺟز وﻣطﯾﺔ اﻟﻔﺷل وﻣﻬرب اﻟﺟﺑن ،وداﺋﻣﺎً ﻣﺎ ﺗﻛون ﻫﻧﺎك
ﺣﺟﺞ ﻟﺗﺑرﯾر اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻌﺟز ذات أﺳﻣﺎء ﺑراﻗﺔ ﻟﻠﺗﻣوﯾﻪ وﺧداع اﻟﻧﻔس )أو ﺧداع
اﻟواﻗﻊ. اﻵﺧرﯾن( ﻣﺛل اﻟواﻗﻌﯾﺔ أو ﻣﺳﺎﯾرة اﻷﺣداث أو اﻟرﺿﺎ ﺑﺎﻷﻣر
ﺗوﺳل ﺿﺣﺎﯾﺎﻫﺎ ﺑﺎﻻﺳﺎﻟﯾب اﻟدﻓﺎﻋﯾﺔ ﻛرد ﻓﻌل
وﺛﻘﺎﻓﺔ ﺟﻠد اﻟذات ﻫﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن ّ
ﻋﻠﻰ اﻟﯾﺄس ﻣن اﻻﻧﻌﺗﺎق ﻣن اﻟﺧوف ،اﻟذي ﯾﻌزل اﻻﻧﺳﺎن ﻋن ﻣﺣﯾطﻪ ﻋﺑر
اﻻﻧﻛﻔﺎء ﻋﻠﻰ اﻟذات واﻟﻔرار أﻣﺎم اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟراﻫﻧﺔ واﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ،واﻟﻧﻛوص أي
اﻻرﺗداد اﻟﻰ ﺳﻠوﻛﯾﺎت ﺗﻌود ﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ اﻟﻰ ﻣراﺣل ﻋﻣرﯾﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ،أي اﻟﺗﺻرف
ﻟﯾس ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻌﻣر واﻟﻧﺿﺞ ﺑل ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣوﻗف واﻟوﺿﻊ اﻟﻧﻔﺳﻲ ،ﻫذا
اﻟﻧﻛوص اﻟذي ﯾﺄﺧذ أﺷﻛﺎﻻً ﻋدة ﻣﺛل :اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺗﻘﺎﻟﯾد ،واﻟﻌودة اﻟﻰ اﻟﻣﺎﺿﻲ،
واﻻﻣﺗﺛﺎل ﻟﻠﻌرف اﻟﺳﺎﺋد ﻛﻘﺎﻋدة ﻟﻠﺳﻠوك واﻟﻣﻌﯾﺎر ﻟﻠﻧظر ،واﻻﺣﺗﻣﺎء ﺑﺎﻷﻣﺟﺎد
٢١٣
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
واﻟﻣﺂﺛر اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾﺗم إﻋﺎدة ﺑﻧﺎء ﺻورة اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻛﯾﻣﺎ ﺗﻛون ﻣﺻدر إﻟﻬﺎء
ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﻌﺟز ﻋن اﻟﻌﯾش ﻓﻲ اﻟﺣﺎﺿر ﻓﺿﻼً ﻋن ﺗﻐﯾﯾرﻩ ،واﻟﻣﯾل اﻟﺷدﯾد اﻟﻰ
ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ. اﻟﺗﻧﺻل
ّ ﺗﺣﻣﯾل اﻵﺧرﯾن اﻟﻔﺷل ،أي
وﻧﺳﺗﯾطﻊ أن ﻧﻘول أن ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺟﻠد اﻟذات ﻫﻲ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻋرﺑﯾﺔ ﺑﺎﻣﺗﯾﺎز وذات ﺧﺻوﺻﯾﺔ
ﺣﺻرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺗﺣدﯾد ﻟﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣن إرث ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻻ ﺗﺧطﺋﻪ
ﻋﯾن اﻟﺑﺎﺣث اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ،إذ ﺗﻔﯾدﻧﺎ اﻟﺧﺑرة اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ أن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺻري ذا ﻗدرة
ﻋﻠﻰ اﻻﺟﺑﺎر وﻓرض اﻟﻌﻘوﺑﺎت وﻛذﻟك اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟرﻗﺎﺑﻪ وﻣﻌرﻓﺔ أي اﻷﻓراد أﻛﺛر
واﻟطﺎﻋﺔ. ﻗﺑوﻻ ﺑﺎﻻذﻋﺎن واﻟﻣﺳﺎﯾرة
ﻧﻔﺳﯾﺎ ﻣﯾﻠﻪ إﻟﻰ اﻟﺗﺳوﯾف وﯾﻌﻧﻲ ﺗﺄﺟﯾل
وﻣن أﻫم ﻣؤﺷرات اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻬزم ً
اﻷﻋﻣﺎل واﻟﻣﻬﺎم إﻟﻰ وﻗت ﻻﺣق .وﯾرى ﺑﻌض ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻧﻔس أن اﻟﺷﺧص ﻗد ﯾﻠﺟﺄ
إﻟﻰ اﻟﺗﺳوﯾف ﻓ ار ار ﻣن اﻟﻘﻠق اﻟذي ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﺻﺎﺣب ﺑداﯾﺔ اﻟﻣﻬﺎم أو إﻛﻣﺎﻟﻬﺎ أو ﻣﺎ
ﯾﺻﺎﺣب اﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات وﺧوﻓًﺎ ﻣن اﻟﻔﺷل اﻟﻣﺗوﻗﻊ .واﻗﺗرح ﺑﻌض اﻟﻌﻠﻣﺎء أﻻ ﻧﺣﻛم
ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺻرف ﺑﺄﻧﻪ ﺗﺳوﯾف إﻻ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗوﻓر ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻌﺎﯾﯾر :أن ﯾﻛون ﻟﻠﺗﺄﺟﯾل ﻧﺗﺎﺋﺞ
ﻋﻛﺳﯾﺔ ،ﺛﺎﻧﯾﺎ :أن ﯾﻛون اﻟﺗﺄﺟﯾل ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻪ ﺑﻣﻌﻧﻰ أﻧﻪ ﻟﯾس ﻫﻧﺎك ﻫدف ﻣن
اﻟﺗﺄﺟﯾل ،واﻟﺛﺎﻟث :أن ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺄﺟﯾل ﻋدم إﻧﺟﺎز اﻟﻣﻬﺎم وﻋدم إﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات
ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﻣﺣدد.
وﻗد ﯾﻧﺗﺞ ﻋن اﻟﺗﺳوﯾف ﺗوﺗر وﺷﻌور ﺑﺎﻟذﻧب وﺣدوث ﺑﻌض اﻷزﻣﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ .اﻟﺗﻲ
ﺗزﯾد ﻣن ﺷﻌور اﻟﺷﺧص ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ وﯾوﺳﻊ ﻣن داﺋرﺗﻬﺎ .(Fiore,2006).
وﯾﻠﺟﺄ ذوو اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻻﻧﻬزاﻣﯾﺔ ﻋﺎدة إﻟﻰ ﺣﯾﻠﺔ اﻟﺗﺑرﯾر اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺷوﯾﻪ اﻟذات
داﺋﻣﺎ ﻻ ﺷﻲء ﯾﺳﺗﺣق ﺑذل اﻟﻣﺟﻬود ،وﻛل ﺷﻲء ﻓﻲ
وﺗﺷوﯾﻪ اﻟواﻗﻊ ،ﻓﺗراﻩ ﯾردد ً
ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻷﻣر إﻟﻰ زوال ،وﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﻪ ﯾﺧرج ﻣن ﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﻔﺎﻋﻠﯾﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ
ﻣﻔﺳرا ﺿﻌﻔﻪ ﺑﺄﻧﻪ زﻫد وورع واﻧﻬزاﻣﻪ واﺳﺗﺳﻼﻣﻪ
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﯾﻧزوي ﻋﻠﻰ اﻟذات ً
واﻧﻘﯾﺎدﻩ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ طﺎﻋﺔ وﻋزﻟﺗﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﺗدﺑر وﺗﻔﻛر ،وﻟﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻧوﻋﯾﺔ ﻣن
اﻟﺗﺑرﯾر ﻣﯾراث ﻓﻲ اﻟوﻋﻲ اﻟﺟﻣﻌﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ﺗؤﺻﻠﻪ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻣﺛﻠﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ
٢١٤
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٢ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"ﯾﺎ ﺑﺧت ﻣن ﺑﺎت ﻣظﻠوم وﻻ ﺑﺎت ظﺎﻟم" "ﻣن ﺧﺎف ﺳﻠم" "اﻧﺣﻧﻲ ﺑدﻻً ﻣن أن
ﺗﻧﻛﺳر ﻣن اﻟرﯾﺢ" "دارﻫم ﻣﺎ دﻣت ﻓﻲ دارﻫم ،وﺟﺎرﻫم ﻣﺎ دﻣت ﺟﺎرﻫم" "اﻟﻣﯾﻪ ﻣﺎ
ﺗطﻠﻌش ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻲ" "اﻟﻌﯾن ﻣﺎ ﺗﻌﻼش ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﺟب".
وﻣن ﻣﻼﻣﺢ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻹﻧﻬزاﻣﯾﺔ ﻛذﻟك اﻟﻣﯾل ﻟﺗﻌﻣﯾم اﻟﺧطﺄ واﻟﻔﺷل ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ أو
ﻣﻬﻣﺔ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋر اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ واﻷﻣور واﻟﻣﻬﺎم اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ.
ﻣﻼزﻣﺎ ﻟذوي اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻻﻧﻬزاﻣﯾﺔ ،وﯾرى
ً ﺷﻌور
ًا ﻛﻣﺎ أن اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻟﺿﯾﺎع
اﻹﻧﺳﺎن اﻟﺿﺎﺋﻊ ﻛل أﻟوان اﻟﺣﯾﺎة ﻟون واﺣد وﯾﺣول اﻷﯾﺎم إﻟﻰ ﺗواﺋم ﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺔ،
واﻟﺿﯾﺎع ﻣرﺗﺑط ﺑﺷﻛل وﺛﯾق ﺑﻔﻘد اﻟطﻣوح ﻣن ﻧﻔس اﻹﻧﺳﺎن واﻟذي ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺷﻛل
ﻛﺑﯾر ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ.
ﻧﻔﺳﯾﺎ
ﺟدول ) :(٢اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ ﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻬزوم ً
ﯾﻔﻘد اﻷﻣل ﻓﻲ ﻛل ﺷﺊ ،ﯾﺷﻌر ﺑﺎﻟﯾﺄس وﯾرﺟﺢ اﺣﺗﻘﺎر اﻟذات واﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ.
اﻟﺧﺳﺎرة .
ﯾطﺎﻟب اﻵﺧرﯾن ﺑﺎﻟﻌﻣل أﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﻓﻲ طﺎﻗﺎﺗﻬم ﺣﺗﻲ اﻻﻧﻛﺳﺎر واﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻌﺟز وﻗﻠﺔ
ﯾﻌﺟزﻫم . اﻟﺣﯾﻠﺔ.
ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﺷﻠوﻟﺔ ﻟدﯾﻬﺎ إﺳﺗﻌداد ﻟﻠﻔﺷل أﻛﺛر ﻣن اﻟﻛﺂﺑﺔ واﻟﺗﻌﺎﺳﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ.
إﺳﺗﻌدادﻫﺎ ﻟﻠﻧﺟﺎح .
ﻣﺣﺑط ﻟﻶﺧرﯾن ،ﯾﻔﻛر ﻓﻲ ﺳﻔﺎﺳف اﻷﻣور ،ﻋﺿو اﻧﺧﻔﺎض ﻓﻲ اﻟﺟﻬد واﻟطﺎﻗﺔ
ﻏﯾر ﻓﻌﺎل ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ . واﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ.
ﻟﻶﺧرﯾن ﺷﺧﺻﯾﺔ إﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ ﻣﺎدﯾﺎً وﻣﻌﻧوﯾﺎً ٕواﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎً . واﻻﺳﺗﺳﻼم اﻻﻧﻘﯾﺎد
وﻟﻠظرف واﻟﺳﯾﺎق.
ﻣﺳﻠوب اﻹرادة ،ﻣﺗﻘﺎﻋس ،وﯾﺳوف اﻷﻣور . اﻟﺗﺷﺎؤم وﻋدم اﻻﺳﺗﺑﺷﺎر ﻣﻊ
ﺗوﻗﻊ اﻟﺷر
واﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ ﯾﻌﯾش ﺿﺎﺋﻌﺎً ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻪ ﻣﻧزوﯾﺎً ،ﻟﯾس ﻟﻪ ﻫدف ﻓﻲ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺑﻼدة
اﻟﺣﯾﺎة. اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﻋدم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﺗﺧﺎذ أي ﻗرار ﺣﺗﻰ ﻓﻲ اﻷﻣور اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﻣﺑﺎدئ.
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ.
اﻟﺧوف واﻟﺧﺟل ﻣن اﻟﻛﻼم أو اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟرأي أﻣﺎم اﻟﺗردد ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ .
اﻵﺧرﯾن.
٢١٥
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
ﻋدم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎﻋر واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت واﻻﻧﺟراف اﻟﺿﻌف ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
وراءﻫﺎ دون ﺗدﺑر ﻓﻲ اﻟﻌواﻗب.
وﯾﻣﻛــن ﻓﻬــم طﺑﯾﻌــﺔ اﻟﺷﺧﺻــﯾﺔ اﻟﻣﻬزوﻣــﺔ ﻧﻔﺳًــﯾﺎ ﺑﻣﻘﺎرﻧﺗﻬــﺎ ﺑﻣــﺎ ﯾﻣﻛــن ﺗﺳــﻣﯾﺗﻪ
اﻟﺷﺧﺻـ ــﯾﺔ اﻟﺻـ ــﺎﻣدة ﻧﻔﺳـ ـًـﯾﺎ ،وﯾﺳـ ــﺗﺧدم ﻓـ ــﻲ أدﺑﯾـ ــﺎت ﻣﺟـ ــﺎل ﻋﻠـ ــم اﻟـ ــﻧﻔس اﻹﯾﺟـ ــﺎﺑﻲ
ﻓــﻲ Resilience وﺗﺷــﯾر اﻟﻣروﻧــﺔ Psychological resilience ﻣﺻــطﻠﺢ اﻟﻣروﻧــﺔ اﻟﻧﻔﺳــﯾﺔ
ﻋﻠم اﻟﻧﻔس إﻟﻰ ﻓﻛرة ﻣﯾل اﻟﻔرد إﻟـﻰ اﻟﺛﺑـﺎت واﻟﺣﻔـﺎظ ﻋﻠـﻰ ﻫدوﺋـﻪ واﺗ ازﻧـﻪ اﻟـذاﺗﻲ ﻋﻧـد
اﻟﺗﻌـ ــرض ﻟﺿـ ــﻐوط أو ﻣواﻗـ ــف ﻋﺻـ ــﯾﺑﺔ ،ﻓﺿـ ــﻼً ﻋـ ــن ﻗدرﺗـ ــﻪ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺗواﻓـ ــق اﻟﻔﻌـ ــﺎل
واﻟﻣواﺟﻬــﺔ اﻹﯾﺟﺎﺑﯾــﺔ ﻟﻬــذﻩ اﻟﺿــﻐوط وﺗﻠــك اﻟﻣواﻗــف اﻟﺻــﺎدﻣﺔ وﺳــرﻋﺔ اﻟﺗﻌــﺎﻓﻲ ﻣــن
ﺗﺄﺛﯾراﺗﻬﺎ اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ واﻋﺗﺑﺎر اﻟﺿﻐوط ﻓرﺻـﺔ ﻟﻠـﺗﻌﻠم واﻻرﺗﻘـﺎء اﻟﺷﺧﺻـﻲ )ﻣﺣﻣـد اﻟﺳـﻌﯾد
.(٢٠١٢ أﺑو ﺣﻼوة،
وﺗﺗﻧ ـ ــﺎول ﺻ ـ ــﻔﺎء اﻷﻋﺳ ـ ــر) (٢٠١٠ﺑﺎﻟﺗﺣﻠﯾ ـ ــل اﻟﺗرﺟﻣ ـ ــﺎت اﻟﺗ ـ ــﻲ طرﺣ ـ ــت ﻟﻣﻔﻬ ـ ــوم
Psychological Resilienceوﺗﻧﺗﻬـﻲ إﻟـﻰ ﺗﻔﺿـﯾل ﺗرﺟﻣﺗـﻪ إﻟـﻰ اﻟﻣﻘﺎﺑـل اﻟﻌرﺑـﻲ "اﻟﺻـﻣود
اﻟﻧﻔﺳﻲ" وﺗﻌﺗﺑر اﻟﺻﻣود أﺣد اﻟﺑﻧﺎءات اﻟﻛﺑرى ﻓﻲ ﻋﻠـم اﻟـﻧﻔس اﻹﯾﺟـﺎﺑﻲ ﻓﻌﻠـم اﻟـﻧﻔس
اﻹﯾﺟـ ــﺎﺑﻲ ﻫـ ــو اﻟﻣﻧﺣـ ــﻰ اﻟـ ــذي ﯾﻌظـ ــم اﻟﻘـ ــوى اﻹﻧﺳـ ــﺎﻧﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫـ ــﺎ ﻗـ ــوى أﺻـ ــﯾﻠﺔ ﻓـ ــﻲ
اﻹﻧﺳ ــﺎن ﻣﻘﺎﺑ ــل اﻟﻣﻧ ــﺎﺣﻲ اﻟﺳ ــﺎﺋدة واﻟﺷ ــﺎﺋﻌﺔ واﻟﺗ ــﻲ ﺗﻌظ ــم اﻟﻘﺻ ــور وأوﺟ ــﻪ اﻟﺿ ــﻌف
٢١٦
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٢ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﻹﻧﺳــﺎﻧﻲ ،وﻫــذا اﻻﺧــﺗﻼف ﻓــﻲ اﻟــرؤى ﻻ ﯾﺗﻌــﺎرض ﻣــﻊ وﺣــدة اﻟﻬــدف وﻫــو ﺗﺣﻘﯾــق
ﺟودة اﻟﺣﯾﺎة.
وﺗرى أن اﻟﺻﻣود ﺑﻧﺎء واﻓد ﻣن ﻋﻠم اﻟﻣواد ،وﯾﺻف اﻟﻣواد اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻌﯾد ﺧواﺻﻬﺎ
ﺑﻌد اﻟﺗﻌرض ﻟﻠطرق أو اﻟﺗﻣدد أو اﻻﻧﻛﻣﺎش وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻣؤﺛرات اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،وﻫو
ﻧﻔس اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟذي ﯾﺣﻣﻠﻪ اﻟﺻﻣود ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس إذ ﯾﻌﻧﻲ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌﺎدة
اﻟﻔرد ﻟﺗوازﻧﻪ ﺑﻌد اﻟﺗﻌرض ﻟﻠﻣﺣن واﻟﺻﻌﺎب ،ﺑل وﻗد ﯾوظف ﻫذﻩ اﻟﻣﺣن واﻟﺻﻌﺎب
ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﻣو واﻟﺗﻛﺎﻣل ،وﻫو ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣﻔﻬوم دﯾﻧﺎﻣﻲ ودﯾﺎﻟﯾﻛﺗﯾﻛﻲ ﯾﺣﻣل ﻓﻲ ﻣﻌﻧﺎﻩ
اﻟﺛﺑﺎت ،ﻛﻣﺎ ﯾﺣﻣل اﻟﺣرﻛﺔ.
ﻫذﻩ اﻟﺗرﻛﯾﺑﯾﺔ اﻟﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق وﺗﺷﯾر إﻟﻰ أن اﻟﺻﻌﺎب اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛﻠﻬﺎ
ﺑﺗرﺟﻣﺗﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﻓﻘد ﺗوﻗﻔت أﻣﺎم ﻣرادﻓﺎت ﻋدﯾدة ،ﻣﻧﻬﺎ :ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻻﻧﻛﺳﺎر،
اﻟﺻﻼﺑﺔ ،اﻟﺗﺻﺎﻟﺣﯾﺔ ،اﻟﻣروﻧﺔ ،اﻟﺗﻌﺎﻓﻲ ،وﻛﺎن ﻓﻲ ﻛل ﻣﻧﻬﺎ ﻗﺻور ﻋن اﺣﺗواء
اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻷﺻﻠﻲ ،إﻟﻰ أن أﻋﺎدت اﻟﻧظرة إﻟﻰ ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺻﻣود ،ﻓرأت ﻓﻲ اﻟﺻﺎد
ﺻﻼﺑﺔ ،وﻓﻲ اﻟﻣﯾم ﻣروﻧﺔ ،وﻓﻲ اﻟواو وﻗﺎﯾﺔ وﻓﻲ اﻟدال داﻓﻌﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺟﺎوز
اﻟﺻﻣود ﻛﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻣدﻟول اﻟﻠﻐوي إﻟﻰ اﻟﻣدﻟول اﻟﻧﻔﺳﻲ.
اﻟﺻﻼﺑﺔ اﻟﻣروﻧﺔ
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ
اﻟﺻﺎﻣدة
اﻟوﻗﺎﯾﺔ اﻟداﻓﻌﯾﺔ
٢١٧
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
وﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﯾﻣﻛن اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ أن اﻟﺻﻣود اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻣﻛون اﻟﻣرﻛزي
ً
ﻧﻔﺳﯾﺎ وﻏﯾر اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﻧﻛﺳﺎر وﯾﺷﯾر إﻟﻰ "ﻋﻣﻠﯾﺔ دﯾﻧﺎﻣﯾﺔ
ﻟﻠﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺻﺎﻣدة ً
ﺗﺗﺿﻣن اﻟﺗواﻓق اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﻣﻊ ﻣﺣن وﻣﺻﺎﻋب اﻟﺣﯾﺎة" ،وﺗﺗﺿﻣن ﻋﺎﻣﻠﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن
ﻫﻣﺎ:
)أ( ﺗﻌرض اﻟﻣرء ﻟﺗﻬدﯾد ﺣﻘﯾﻘﻲ أو ﻣﺣن ﺷدﯾدة أو ﻣﺻﺎﻋب وأﺣداث ﺿﺎﻏطﺔ.
)ب( ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣرء ﺗﻛﯾف أو ﻣواﺟﻬﺔ إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم اﻟﺗﺄﺛﯾرات اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﻬذﻩ
اﻟﻣﺣن ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻧﻣو اﻟﻧﻔﺳﻲ.
وﺗوﺟد ﻋدة ﻣؤﺷرات ﻧﺳﺗطﯾﻊ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻛوﻧﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻣﺎ ﯾﺻﺢ
ﻧﻔﺳﯾﺎ وﻫﻲ:
ﺗﺳﻣﯾﺗﻪ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺻﺎﻣدة ً
)أ( أن ﯾظﻬر اﻷﻓراد اﻟﻣﻌرﺿون ﻟﻣﺧﺎطر اﻟﻣﺣن واﻟظروف اﻟﺿﺎﻏطﺔ ﻧواﺗﺞ
ارﺗﻘﺎﺋﯾﺔ أﻓﺿل ﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ.
)ب( اﻟﺗﻛﯾف واﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻟﺗﻌرض ﻟﻠﻣﺣن واﻟﺧﺑرات اﻟﺿﺎﻏطﺔ.
ﻣن اﻟﺗﺄﺛﯾ ارت اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣن واﻟظروف اﻟﺿﺎﻏطﺔ. recovery )ج( ﺳرﻋﺔ اﻟﺗﻌﺎﻓﻲ
)د( اﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ واﻹﻗﺑﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﺣﯾﺎة واﻟﺗرﺣﯾب ﺑﻬﺎ واﻟﺗﻔﺎؤل اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ.
ﻧﻔﺳﯾﺎ ﺿد اﻟﺗﺄﺛﯾرات اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﻣﻧﻐﺻﺎت اﻟﺣﯾﺎة وظروﻓﻬﺎ
)ﻫـ( ﺗﺣﺻﯾن اﻟذات ً
اﻟﻌﺻﯾﺑﺔ.
)و( اﻻﻧدﻓﺎع اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ إﻟﻰ اﻹﻧﺟﺎز اﻹﺑداﻋﻲ واﻻرﺗﻘﺎء ﺑﺎﻟذات.
ﻧﻔﺳﯾﺎ ﻫﻲ ﺗﻠك اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﻧﻛﺳﺎر واﻟﺗﻲ
أﻣﺎ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻬزوﻣﺔ ً
ﺗﻔﻘﺗداﻟﻔﺎﻋﻠﯾﺔ واﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ وﺗﺳﺗﻠم ﻟﻠظروف وﺗﻧﻘﺎد إﻟﯾﻬﺎ وﺗﻬﯾن ذاﺗﻬﺎ وﺗﺣﺗﻘرﻫﺎ
وﺗﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ ذاﺗﻬﺎ ﻛﺷﻲء ﻣﺎدي ﻻ ﺣﯾﺎة ﻓﯾﻪ ،ﻓﺿﻼً ﻋن روح اﻟﺗﺷﺎؤم واﻟﺗﻔﻛﯾر
ﻧﻔﺳﯾﺎ ﻓﻲ إطﺎر ﻗﺎﺋﻣﺔ
اﻻﻧﻬزاﻣﻲ ،وﯾﻣﻛن إﺑراز اﻟﻣﻼﻣﺢ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻬزوﻣﺔ ً
٢١٨
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٢ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﻟﻣؤﺷرات اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ اﻟﻧﻘﯾض اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻠﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺻﺎﻣدة
ﻧﻔﺳﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺷﻛل اﻟﺗوﺿﯾﺣﻲ اﻟﺗﺎﻟﻲ:
ً
ﻧﻔﺳﯾﺎ )إﻋداد اﻟﺑﺎﺣث(
ﺷﻛل ) ( ٥اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻠﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻬزوﻣﺔ ً
ﻋزو
ﺗﺷﺎؤﻣﻲ
اﺳﺗﺻﻐﺎر
اﻟذات
واﻻﺳﺗﺳﻼم
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ
اﻻﻧﻘﯾﺎد
ﺗﺷﯾؤ اﻟذات
اﻟﺻﺎﻣدة
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ
ﻧﻔﺳﯾﺎ
اﻟﻣﻬزوﻣﺔ ً
ﻧﻔﺳﯾﺎ
ً
ﻣرﻛز ﺿﺑط
ﺳﻠوك اﻧﺳﺣﺎﺑﻲ
ﺧﺎرﺟﻲ
اﻻﻓﺗﻘﺎد
اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺧزي
ﻟﻠﺣﯾوﯾﺔ
٢١٩
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
اﻧﻔﻌﺎﻻ
ﻓﻛر و ًوﺛﻘﺎﻓﯾﺔ وﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺗﻔﺎﻋﻠت ﻹﻧﺗﺎﺟﻬﺎ وﺗ ﻌﻣﯾﻘﻬﺎ ﻓﻲ أﺳﻠوب ﺣﯾﺎة اﻷﻓراد ً ا
وﺳﻠوﻛًﺎ.
وﻟﯾس ﺑﺎﻟﺿرورة أن ﺗﻛون اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ وﻟﯾدة ظروف اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﻌﯾﻧﻬﺎ ،ﺑل ﻗد
ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻬزﯾﻣﺔ وﻟﯾدة ظروف ﻧﻔﺳﯾﺔ ﺗﻧﺣرف ﺑﺎﻟﻣزاج اﻟﻌﺎم ﻟﻺﻧﺳﺎن وﺗدﻓﻊ ﺑﻪ إﻟﻰ
اﻻﻧطواء ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﺔ.
وﻫﻧﺎك ﻧوع ﻣن ﻫزﯾﻣﺔ اﻟذات ﻗد ﺗﺗدﺧل ﻋواﻣل اﻟﺗرﺑﯾﺔ أو اﻟوراﺛﺔ او ظروف اﻟﺑﯾﺋﺔ
اﻷﺳرﯾﺔ ﻓﻲ دﻓﻊ اﻹﻧﺳﺎن إﻟﯾﻬﺎ رﻏﻣﺎ ﻋﻧﻪ ،وﻫﻧﺎك أﻣراض ﺗؤدي إﻟﻰ ﻫزﯾﻣﺔ اﻟذات
وﻫﻲ ﻟﯾﺳت اﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ ﻣﺛل اﻟﺗوﺣد واﻻﻧطواء ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔس واﻻﻧﻔﺻﺎم ،وﺑﻌض ﻫذﻩ
وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﻌب اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﯾﻠﻌب دو ار ﺑﺎر از ﻓﻲ
ً اﻷﻣراض ﻧﻔﺳﯾﺔ وﺑﻌﺿﻬﺎ ﻋﻘﻠﯾﺔ-
اﻟﺣد ﻣن ﺧطورة ﻫذﻩ اﻷﻣراض ﺳواء ﻣن ﺣﯾث ﺗوﻓر ﻣراﻛز اﻟرﻋﺎﯾﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﻌﻘﻠﯾﺔ
أو ﻣن ﺣﯾث ﺗوﻓر ﻋﯾﺎدات اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ أو ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﻧﺎخ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
اﻟﺻﺣﻲ اﻟﻣﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ اﺣﺗواء اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌرﺿﯾن ﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟذات ،وﺗﻠﻌب اﻷﺳرة
دو ار ﻓﺎﻋﻼ ﻓﻲ ﻫذا اﻷﻣر ﻟﺗﺟﺎوز ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﻧﺔ ﺑﺄﻗل ﻗدر ﻣن اﻟﺣدة واﻟﺧﺳﺎرة ،وأﻗول
وﻟﻣﺟﺗﻣﻌﻪ. اﻟﺧﺳﺎرة ﻷن ﺗﻌطل ﻓرد ﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋن اﻟﻺﻧﺗﺎج ﻫو ﺧﺳﺎرة ﻟﻪ وﻷﺳرﺗﻪ
وﺗﺗﻌدد ﻣﺣددات ﺗﺧﻠﯾق اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺑﺗﺟﻠﯾﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ ،إﻻ أن أﻫم ﻣﺎ
ﯾﻣﻛن أن ﯾﻔﺿﻲ إﻟﻰ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻌرض ﻟﻠﻧﺑذ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻛﺻﯾﻐﺔ
آﻻﻣﺎ ﻧﻔﺳﯾﺔ ﺗدﻓﻊ ﺑﺎﻟﻔرد إﻟﻰ
ﻣن ﺻﯾﻎ اﻹﺳﺎءة اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ وﯾﺣدث ﻫذا اﻟﺗﻌرض ً
اﺳﺗﻣراء ﻣﺷﺎﻋر اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻟﺿﻌف واﻟﻼﺗﻘﺑل وﻣن ﻫﻧﺎ رﺑﻣﺎ ﯾﻠﺟﺄ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى
اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻼﺷﻌوري إﻟﻰ اﻻﺳﺗﻛﺎﻧﺔ واﻟﻣﺳﺎﯾرة اﻟﻣﻔرطﺔ وﻓﻘدان اﻟﻔﺎﻋﻠﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ.
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن دوام إﺧﻔﺎق اﻟﻔرد وﻓﺷﻠﻪ ﻓﻲ ﻛل ﻣﺎ ﯾﻘﺻد ﻣن أﻫم ﻣﺣددات
ﺗﺧﻠﯾق ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ،ﻓﺣﯾن ﯾرى اﻟﻣرء ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ إﺧﻔﺎق وﻓﺷل ﻋﻠﻰ اﻟدوام
ﯾﺳﻘط ﻓﻲ ﯾدﻩ ،ورﺑﻣﺎ اﻧﺗﻬﻰ ﺑﻪ اﻷﻣر إﻟﻰ ﻫذا اﻻﺣﺗﻘﺎر وﺗﻠك اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ.
وﻣﻊ ﻣﺎ ﯾﻛﺗﻧزﻩ اﻟﻔﺷل ﻣن ﻣﺣرﺿﺎت اﻟﺳﻌﻲ ﻟﺗﻌدﯾل اﻟﻣﺳﺎر اﻟﻣﺗﻌﺛر ﻟدى ﺑﻌض
اﻟﻧﺎس ﻓﺈﻧﻪ ﻟدى ﺑﻌﺿﻬم اﻵﺧر ﯾﺷﻛل إﺣﺑﺎطﺎ ﻻ ﯾرﺟﻰ ﺑرؤﻩ ،وﻫذا ﻧوع ﻣن ﻫزﯾﻣﺔ
٢٢٠
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٢ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﻟذات أﻣﺎم اﻟﺣﯾﺎة ،وﻫﻲ ﻫزﯾﻣﺔ ﺗودي ﺑﺻﺎﺣﺑﻬﺎ إﻟﻲ ﻓﻘدان اﻟﺷﻬﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة
ذاﺗﻬﺎ ،وﻛم ﻣن أﻧﺎس أودت ﺑﻬم ﻫزﯾﻣﺔ اﻟذات إﻟﻲ اﻻﺿﻣﺣﻼل ﺛم اﻟﺗﻼﺷﻲ إن ﻟم
ﯾﻛن ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﺎدي ﻓﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟروﺣﻲ ،ﻓﻠﯾس اﻹﻧﺳﺎن ﻣﺟرد ﺟﺳد ،ﻷن ﻫذا
اﻟﺟﺳد ﯾﻔﻘد ﻓﺎﻋﻠﯾﺗﻪ ﺑل ٕواﻧﺳﺎﻧﯾﺗﻪ إذا أﻫﻣﻠت ﻓﯾﻪ اﻟروح ﺑﻘﺗل اﻟطﻣوح وﻧﺳﯾﺎن ﺣواﻓز
اﻟﻌﻣل واﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﻣرار اﻟﺣﯾﺎة ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﻣن اﻟوﻋﻲ ﺗرﻓض اﻻﺳﺗﺳﻼم وﺗﻧﺄى
ﻋن اﻟﺧﻣول واﻟرﻛود ﺑﻣﺣﺎوﻻت ﺗﺟﺎوز اﻟذات اﻟﻣﺣﺑطﺔ إﻟﻲ اﻟذات اﻟﺧﻼﻗﺔ
واﻟﻣﺑدﻋﺔ.
ﻧﺎﻫﯾك ﻋن أن اﻧﺗﻘﺎص اﻵﺧرﯾن وﺗﺣﻘﯾرﻫم ﻟﻠﻣرء ﻋﻠﻰ اﻟدوام ﯾﻔﺿﻲ إﻟﻰ ﺗﻛوﯾن
ﻓﻛرة ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋن اﻟذات ﻣﻔﺎدﻫﺎ اﻟﻌﺟز وﻗﻠﺔ اﻟﺣﯾﻠﺔ واﻧﻌدام اﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ اﻟذات ،واﻻﻗﺗﻧﺎع
ﺑﺎﻟﻼﻗﯾﻣﺔ وﻋدم اﻟﺟدارة اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،وﯾﺗﺳق ذﻟك ﻣﻊ ﺗﺻورات أﺑراﻫﺎم ﻣﺎﺳﻠو
اﻟﺗﻲ ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن ﻋدم إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣرء ﻟﻠﺣب واﻻﺣﺗرام واﻟﺗﻘدﯾر )(Maslo,1968
واﻻﻧﺗﻣﺎء ﺗدﻓﻌﻪ ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ اﻟﻛﺂﺑﺔ واﻟﺑﻼدة اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ وﺗﺣول دون ﺗﻧﻔﯾذ رﻏﺑﺗﻪ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق
وﺑدﻧﯾﺎ إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ﻫذا اﻟﺗﺣﻘﯾق.
ﻣﻌرﻓﯾﺎ ً
اﻟذات ﺣﺗﻰ ٕوان ﻛﺎن ﯾﻣﺗﻠك ً
ورﺑﻣﺎ ﺗﺗﺧﻠق ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﺿﻌف اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻌﺎم ﺣﯾن ﯾدﺧل
اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ ﺻراع ﺑﯾن ﻋﻘﻠﻪ وﻣﺷﺎﻋرﻩ ﺣﯾث ﯾﺟد ﻧﻔﺳﻪ ﻋﺎﺟ ًاز ﻋن دﻓﻊ ﻣﺷﺎﻋرﻩ
واﻟﺧﻼص ﻣن وﺳﺎوﺳﻪ واﻟﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎوﻓﻪ أو ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺻدرﻫﺎ ﻓﻲ ﺑﻌض
اﻷﺣﯾﺎن ،ﻟﯾدرك اﻟﻣرة ﺗﻠو اﻟﻣرة أﻧﻪ ﻣﻊ طﻣوﺣﻪ إﻟﻰ اﻟﺳﯾﺎدة ﻋﻠﻰ اﻷرض وﻏزو
اﻟﻔﺿﺎء ﻗﺎﺻر ﻋن اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻪ.
اﻷﻛﺛر ﻣن ذﻟك أن ﻫذا اﻹﻧﺳﺎن اﻟﺿﻌﯾف ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﺟزم ﺑﺷﻲء ﻣﻘطوع ﻣن
ﺣوادث اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،ﻓﻣﻬﻣﺎ أدرك اﻟﻣرء اﻟظروف واﻟﻌواﻣل واﻟﻣؤﺛرات اﻟﺗﻲ ﺗﺣﯾط ﺑﻪ
ﻟم ﯾﺳﺗطﻊ أن ﯾﻌرف ﻣﺎذا ﺳﯾﺣدث ﻟﻪ ﺑﻌد ﺷﻬر أو ﯾوم أو ﺳﺎﻋﺔ ،وﻣن ّﺛم ﻓﺈن
اﻟﻘﻠق واﻟﺧوف ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻫﻣﺎ اﻟﻬﺎﺟس اﻟﺟﺎﺛم ﻓوق ﺻدر اﻹﻧﺳﺎن اﻟﺣدﯾث
ﻓﺎﻗدا ﻟوﺟﻬﺗﻪ اﻟﺣﯾﺎﺗﯾﺔ ﺑدﺧوﻟﻪ ﻓﻲ داﺋرة
اﻟذي ﻓﻘد اﻹﯾﻣﺎن ﺑﻘﯾﻣﺗﻪ و ﻗدراﺗﻪ واﻧدﻓﻊ ً
اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ. اﻟﻬزﯾﻣﺔ
٢٢١
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
ﻗﮭر
اﻟذات
ﻓﻔﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻘﻬر اﻟذات ﻓﯾﻣﻛن ﺗﻔﻬم دورﻩ ﻓﻲ ﺗﺧﻠﯾق اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ
ﺧﺎرﺟﺎ ﻋﻧﻪ وﺗﻧظر
ً ﻫو ﻣﺗﻌﺎرف ﻋﻠﯾﻪ ﻣن أن ذات اﻹﻧﺳﺎن ﻟﯾﺳت ﺟﺳﻣﻪ ﻓﻬﻲ ﺗﻘف
ﻛﻣوﺿوع. إﻟﯾﻪ
٢٢٢
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٢ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وﻗد ﺗﻌﺗﺑر ذات اﻻﻧﺳﺎن ﻋﺎﻣﻼً ﻗﺎﻫراً ﯾﺣول دون اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻟﻠﺷﺧص وﺗﻔرض
ﻋﻠﯾﻪ أدوار ﻣزدوﺟﺔ ﻟﻐرض ﺗﻣﺛﯾل أو اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻣﺎ ﺗﻛﻧﻪ ﻫذﻩ اﻟذات ﻣن رؤى وﺗﻘﯾﯾم
ﺳﻠﺑﻲ ﻣﻊ اﻧﺧﻔﺎض ﺗﻘدﯾر اﻟذات وﺿﻌف اﻟﺷﻌور ﺑﺟدارة ﻫذﻩ اﻟذات.
ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻌذر ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ﺗﺟﺎﻫل دور اﻟﺣد اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﺧﻠﯾق اﻟﺷﻌور
ﺑﺎﻻﻧﻬزام اﻟﻧﻔﺳﻲ أﻣﺎم ﺟﺑروت ﻗﻬر اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ وﻗﻬر اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ "ﻣﺟﺗﻣﻊ
ﻗﻬر اﻟﻠﻐﺔ ﻛﻣرﻛز اﻟﺗﻛوﯾن اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ وﻣﺎ ﯾﺳود ﻓﯾﻬﺎ ﻣن ال"ﻧﺣن" ،ﻓﺿﻼً ﻋن
واﻹذﻋﺎن. ﻣﻔردات اﻟطﺎﻋﺔ واﻟﺗﺳﻠﯾم واﻟﺗﺄدب اﻟذي ﯾﻘﺗﺿﻲ اﻟﻣﺳﺎﯾرة
وﯾؤﺛر اﻟﺣد اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ اﻻﻧﺳﺎن وﯾﻔرض دور ﻣﻌﯾن ﻣن اﻻﻧﺷطﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻣن اﻟﺗرﻛﯾﺑﺎت اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﺑﺎﻟـ"ﻧﺣن" وﺳطوﺗﻬﺎ
ﻋﻠﻰ اﻟـ"أﻧﺎ" ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌرف واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد واﻟﺗﺻﻧﯾف اﻟﻌرﻗﻲ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدي.
ـر ﻣ ـ ــن
ﻛﻣـ ــﺎ أن اﻟ ـ ــزﻣن ﻛﺣ ـ ــد ﻋ ـ ــﺎم واﻟـ ــزﻣن اﻟ ـ ــذاﺗﻲ ﻛﺣ ـ ــد ﺧ ـ ــﺎص ﻟﻛـ ــل ﻓ ـ ــرد ﻋﻧﺻ ـ ـً ا
ﻋﻧﺎﺻـراﻟﻘﻬر؛ إذا ﻣــﺎ ﻋــﺎش اﻟﺷــﺧص ﻓــﻲ ﺣــدود ﻣﺎﺿــﯾﻪ واﻧﻛــب ﻓﻘــط ﻋﻠــﻰ اﺟﺗ ـ اررﻩ،
ﻓﺿ ــﻼً ﻋ ــن أن ﻣﺣدودﯾ ــﺔ اﻟ ــزﻣن وﺗﺳ ــﺎرع ﺳ ــﻘف اﻵﻣ ــﺎل واﻟطﻣوﺣ ــﺎت واﺗﺳ ــﺎﻋﻬﺎ ﻗ ــد
ﯾﺟﻌل اﻟﺷﺧص ﯾُ درك اﺳﺗﺣﺎﻟﺔ ﺗﺣﻘﯾق ﻫـذﻩ اﻵﻣـﺎل واﻟطﻣوﺣـﺎت ﻣﻣـﺎ ﯾرﺗـب ﺣﺎﻟـﺔ ﻣـن
اﻟﺑﻼدة اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻔﺿﻲ ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾـﺔ إﻟـﻰ ﻣـﺎ ﯾﺻـﺢ ﺗﺳـﻣﯾﺗﻪ ﺑـﺎﻟﻣوت اﻟﻧﻔﺳـﻲ ﻛﺗﺟﺳـﯾد
ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﻓﺗﻘﺎد ﻟﻠﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ واﻟﻼﻣﺑﺎﻻة.
ﺗﻠذذا
وﺗوﻟد ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻘﻬر وﻣﻣﺎرﺳﺎﺗﻪ ،ﻓﻲ داﺧل اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻣﻘﻬور ،ﻣﺎزوﺷﯾﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ أي ً
ﺣﺳﺎﺳﺎ ﺑﺎﻟدوﻧﯾﺔ واﺣﺗﻘﺎر اﻟذات واﻟﻘﻠق اﻟوﺟودي واﻻﻏﺗراب .وﺗﻧﺗﺞ ﻋﻼﻗﺎت
ﺑﺎﻟﺗﺄﻟم ٕوا ً
أﻧﻣﺎطﺎ ﻣن اﻻﺳﺗﻼب واﺿطراب اﻟدﯾﻣوﻣﺔ وﻋﻘد
ً اﻹﺧﺿﺎع واﻟﻘﻬر ،اﻟﺗﻲ ﺗﺑﺗﻧﯾﻬﺎ،
ﻧﻘص ﻓﻲ أﻋﻣق اﻋﻣﺎﻗﻪ .ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﻫذا اﻟﻘﻬر واﻟﻌﻧف اﻟﺳﻠطوﯾﯾن ﯾﻠﺟﺄ 'اﻹﻧﺳﺎن
اﻟﻣﻘﻬور' ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب إﻟﻰ اﻟﺗﻣﺎﻫﻲ ﻣﻊ ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻘﺎﻫر وأﺳﻠوب ﺣﯾﺎﺗﻪ ،وﯾذﻫب إﻟﻰ
ﺗوﺳل اﻟﺑطش واﻟﺗﺳﻠط واﻟﺗﻌﺎﻟﻲ واﻻزدراء واﻟﺗﻌﺳف )ﻣﺻطﻔﻲ ﺣﺟﺎزي.(٢٠٠٥ ،
وﯾﻌﯾش اﻟﻣﻘﻬورون ﺻراﻋﺎً داﺧﻠﯾﺎً ﺑﯾن أن ﯾﻛوﻧوا أﻧﻔﺳﻬم وأن ﯾﻛوﻧوا ﻗﺎﻫرﯾﻬم ،إﻻ
أﻧﻬم ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻌون اﻻﻧﻔﻼت ﻣن ﺳﻠطﺔ ﻗﺎﻫرﯾﻬم ،ﻓﻬم ﯾرون ﻣن ﻧﻣﺎذج اﻟﻘﺎﻫرﯾن
٢٢٣
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
ﺗﺟﺳﯾداً ﻟﻬم وﻟذا ﯾﺄﺗﻲ ﻣوﻗف اﻟﻣﻘﻬورﯾن وﺳﻠوﻛﻬم وﺗﻔﻛﯾرﻫم ﻣﻧﺳﺟﻣﺎً ﻣﻊ
اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻫرﯾن وﻟﺳﻣﺎﺗﻬم وﻣﻣﺎرﺳﺎﺗﻬم وآراﺋﻬم.
وﻟﻌل اﻟﻬروب ﻣن اﻟواﻗﻊ واﻻرﺗﻣﺎء ﻓﻲ ﻓﺿﺎء اﻷﺣﻼم ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻵﻣﺎل واﻟطﻣوﺣﺎت
أﻣر ﯾﺗﻌذر ﻋﻠﻰ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت ﺗﺟﻧﺑﻪ ،ﻣﻊ إﺑداء اﻧﻘﯾﺎد ﻣطﻠق
اﻟﻣﻘﻬورة ً ا
ﻟﻶﺧر وﺗﻣﺎﺛل ﻣطﻠق ﻣﻌﻪ.
وﻣﺎ ﯾؤﻛد ﻫذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻣﺎ ﯾﺷﺎر إﻟﯾﻪ ﻓﻲ أدﺑﯾﺎت ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ﺑﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﺑث اﻟﺧوف
وأﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣرﺗﻛزة ﻋﻠﯾﻪ ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل اﻟﺿﺑط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
واﻋﺗﺑﺎر اﻟﺧوف ﻣﯾﻛﺎﻧﯾزم ﺣﺎﻛم ﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺗﻌﻠﯾم،
ﻓﺑﻣﻘدار ﻣﺎ ﺗزداد ﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟﺧوف ﻓﻲ اﻟداﺧل اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ،ﺑﻣﻘدار ﻣﺎ ﺗﺿﯾق ﻣﺳﺎﺣﺔ
اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺣب واﻟﺷﺟﺎﻋﺔ واﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻛراﻣﺔ واﻟﺗواد واﻟرﺣﻣﺔ ﺣﯾث ﯾﻠﻌب اﻟﻣوت
اﻟﻧﻔﺳﻲ ﺑﺎﻻﻓﺗﻘﺎد إﻟﻰ اﻟﻬﻣﺔ واﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ دو ًار ﻣﺣورﯾﺎً ،إذ ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼﻟﻪ اﻟﻔرار
ﻣن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻌﺟز وﻗﻠﺔ اﻟﺣﯾﺔ ،ﻟﺗﺄﺳﯾس ﻗﺎﻧون ﻗﺎﻧون ﺣﯾﺎة ﻣؤﺳس ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻣﻊ
ﻟﻶﺧر. واﻟطﺎﻋﺔ
ﻓﻐﺎﻟﯾﺎ ﻣﺎ ﺗﺳﯾطر ﻋﻠﻰ ﻣن ﯾﺗﻌرض ﻟﻣﺛل ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﻓﻲ اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
ً
ﻣﺷﺎﻋر اﻟﺧﺟل واﻻﻧﻌزال ﻋﻠﻰ أﻧﻔﺳﻬم ﻣﻊ ﯾﻘﺗرن ﺑﻬﺎ ﻣن ﺷﻌور ذاﺗﻲ ﺗﺎم ﺑﻌدم
ﻓﺿﻼ ﻋﻠﻰ اﻹﺣﺳﺎس اﻟﻘﻬري ﺑﺎﻟﻌﺟز ،ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻼﻧﻌزال
ً اﻟﺳﻌﺎدة واﻟﺗﺷﺎؤم،
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ .
وﻋﻧواﻧﻬﺎ " ﺗوﺟﻬﺎت ﺗﻘوﯾﺔ (١٩٩٧) Skaalvik, Einar M. وﺗظﻬر دراﺳﺔ إﯾﻧﺎر ﺳﻛﺎﻟﻔﯾك
اﻷﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل ﺗوﺟﻬﺎت ﻗﻬر اﻷﻧﺎ :اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻬﻣﺔ واﻟﺗوﺟﻪ ﻟﻠﺗﺟﻧب،
واﻹﻧﺟﺎزٕ ،وادراﻛﺎت اﻟذات ،واﻟﻘﻠق" اﻟﺗﺄﺛﯾرات اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﻣﺎ ﺳﻣﺗﻪ ﻗﻬر اﻷﻧﺎ ﻋﻠﻰ
اﻟﺑﻧﺎء اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻺﻧﺳﺎن ،وﺗﺑدأ اﻟدراﺳﺔ ﺑﺎﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﺑﺣوث اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل
اﻟداﻓﻌﯾﺔ ﺣددت ﻧوﻋﯾن رﺋﯾﺳﯾﯾن ﻟﺗوﺟﻬﺎت اﻟﻬدف ،اﻷول اﻟﺗوﺟﻪ ﻧﺣو اﻟﻣﻬﻣﺔ،
واﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﺗوﺟﻪ ﻧﺣو اﻷﻧﺎ ،وأﺟرﯾت اﻟدراﺳﺔ ﺑﻬدف اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻرﺗﺑﺎطﯾﺔ
ﺑﯾنﺑﻌدﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﯾن ﻣن أﺑﻌﺎد ﺗوﺟﻬﺎت اﻷﻧﺎ ،ﺑُ ﻌد ﻗﻬر اﻷﻧﺎ ،self-defeatingوﺑﻌد
٢٢٤
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٢ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺗﻘوﯾﺔ اﻷﻧﺎ ،self-enhancingوﻛل ﻣن اﻹﻧﺟﺎز اﻟدراﺳﻲ ،وﻣﻔﻬوم اﻟذات ،وﻓﻌﺎﻟﯾﺔ
اﻟذات ،وﺗﻘدﯾر اﻟذات ،واﻟﻘﻠق ،واﻟداﻓﻌﯾﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ .وﺗﻛوﻧت ﻋﯾﻧﺔ اﻟدراﺳﺔ ﻣن ﻋﯾﻧﺔ
إﻟﻰ .٨وﻛﺷﻔت اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻋن وﺟودﻋﻼﻗﺔ ٦ ﻣن اﻟﺗﻼﻣﯾذ ﻣن ﺗﻼﻣﯾذ اﻟﺻﻔوف ﻣن
ﻓﺿﻼ
ً إﺣﺻﺎﺋﯾﺎ ﺑﯾن ﺗوﺟﻪ ﻗﻬر اﻷﻧﺎ ،واﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣرﺗﻔﻊ ﻣن اﻟﻘﻠق،
ً ارﺗﺑﺎطﯾﺔ داﻟﺔ
ﻋن وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ارﺗﺑﺎطﯾﺔ ﺳﻠﺑﯾﺔ داﻟﺔ ﺑﯾن ﺗوﺟﻪ ﻗﻬر اﻷﻧﺎ وﻛل ﻣن اﻟﺗﺣﺻﯾل
اﻟدراﺳﻲٕ ،وادراﻛﺎت اﻟذات ،واﻟداﻓﻌﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻛﺷﻔت اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻋن وﺟود ﻋﻼﻗﺔ
ارﺗﺑﺎطﯾﺔ إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ داﻟﺔ ﺑﯾن ﺗوﺟﻬﺎت ﺗﻘوﯾﺔ اﻷﻧﺎ وﻛل ﻣن اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟدراﺳﻲ
واﻹدراﻛﺎت اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻟﻠذات واﻟداﻓﻌﯾﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ.
ﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ
واﻧﺗﻬت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ أن ﺗوﺟﻬﺎت ﻗﻬر اﻷﻧﺎ ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻷﻛﺛر ً ا
ﺗﺧﻠﯾق ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺑﻼدة اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ واﻻﻓﺗﻘﺎد ﻟﻠﺣﯾوﯾﺔ وﺗﻌرﯾض اﻟذات ﻟﻣواﻗف اﻹﻫﺎﻧﺔ.
وﻣن اﻟﻣﺳﺗﻐرب ﺣﻘًﺎ ﻣﺎ ﺧﻠﺻت إﻟﯾﻪ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺑﻌض اﻟدراﺳﺎت ﻣن أن اﻟﺷﻌور
ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻻ ﯾﺗﻘﺻر ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻌﺎدﯾﯾن ﺑل ﻗد ﯾﺻﺎب ﺑﻪ اﻷﺷﺧﺎص
إذﻋﺎﻧﺎ ﻟﻠﺿﻐوط ٕواﻋﻼء
ً اﻟﻣوﻫوﺑﯾن ﺑل ذوي اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻣن اﻟﻣوﻫﺑﺔ
ﻷﻫداف أﺧرى ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣوﺟﺑﺎت اﻟﺗﻘﺑل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻻﺳﺗﺣﺳﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
واﻟﻣرﻏوﺑﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻛﺣﺎﺟﺎت إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ أﺻﯾﻠﺔ رﺑﻣﺎ ﺗدﻓﻊ اﻹﻧﺳﺎن إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺎﯾرة
إرﺿﺎءا ﻟﻶﺧر .وﺗﺗﺟﺳد ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﺎﻋر ﺑﺻورة واﺿﺣﺔ ﻟدى اﻟﻔﺗﯾﺎت
ً اﻟﻣﻔرطﺔ
اﻟﻣوﻫوﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ؛ ﺣﯾث ﺗﻣﻠن إﻟﻰ إﺧﻔﺎء ﻣواﻫﺑﻬن واﻟﺗﻧﻛر ﻟﻬﺎ،
ﻣﻣﺎ ﯾﺟذر ﺷﻌورﻫن اﻻﻧﻛﺳﺎر اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ أﻧﻔﺳﻬن وﻓﻘًﺎ ﻟﻣﺿﺎﻣﯾن ﻣﺎ
ﯾﻌرف ﻓﻲ أدﺑﯾﺎت اﻟﻣﺟﺎل ﺑﺎﻟﻧزﻋﺔ إﻟﻰ ﺗﺷﯾﺊ اﻟذات )ﻟﻠﻣزﯾد راﺟﻊ :ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد
.(٢٠١٠ أﺑو ﺣﻼوة،
ﺗﺄﺛﯾرات ﻣﺛل ﻫذﻩ )(٢٠٠٧ وﺗﻧﺎول ﻛل ﻣن داون إم زﯾﻣﺎﻧﺳﻛﻲ وﺳﺗﺎﺳﻲ إل ﻫﯾﻧﻧﺞ
اﻟوﺿﻌﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺳﺎء ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ واﻟﻔﺗﯾﺎت اﻟﻣوﻫوﺑﺎت ﻣﻧﻬن ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ
دراﺳﺔ ﺑﻌﻧوان " :دور ﺗﺷﯾﺊ اﻟذات ﻓﻲ اﻻﻛﺗﺋﺎب ﻟدى اﻟﻧﺳﺎء :اﺧﺗﺑﺎر ﻧظرﯾﺔ
أوﺿﺣوا ﻓﯾﻬﺎ أن أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ )( Szymanski & Henning,2007 اﻟﺗﺷﯾﺊ"
٢٢٥
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌرض ﻟﻬﺎ اﻹﻧﺎث ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺗﻧﺣو ﺑﻬم ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ إدراك أﻧﻔﺳﻬن ﻛﺄﺷﯾﺎء أو
ﻛﻣﻔﻌول ﺑﻬن ﻋﻠﻰ اﻟدوام ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻬن ﯾﺗﺑﻧﯾن ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﻣرﻛز اﻟﺗﺣﻛم اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻣﻊ
اﻻﻧﺧﻔﺎض اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى اﻟداﻓﻌﯾﺔ؛ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ رﺑﻣﺎ ﯾﻛن أﻛﺛر اﺣﺗﻣﺎﻻً ﻟﻠﺗﻌرض
ﻟﻼﺿطراﺑﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ وﻣن أوﺿﺣﻬﺎ اﻻﻛﺗﺋﺎب ،وﯾﻛﻣن ﻣﺛل ﻫذا اﻟﺗﻔﺳﯾر
وراء ظﺎﻫرة اﻧﺧﻔﺎض اﻹﻧﺟﺎز أو اﻟﺗﺣﺻﯾل ﻟدى اﻹﻧﺎث وﻣﯾﻠﻬن إﻟﻰ اﻟﺧوف ﻣن
اﻟﻧﺟﺎح.
وﯾطــرح ﺑﻌــض اﻟﻌﻠﻣــﺎء ﺗﻔﺳــﯾرات ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ﻟﻬــذﻩ اﻟظــﺎﻫرة ،ﻣﻧﻬــﺎ أن اﻻﻋﺗﻘــﺎد ﻓــﻲ اﻟﻘــدرة
واﻟﺛﻘــﺔ ﻓــﻲ اﻟــذات ﻟــدى اﻹﻧــﺎث اﻟﻣوﻫوﺑــﺎت ﺗﺗﺿــﺎءل وﺗﺗﺂﻛــل ﺑﺎﻟﺗــدرﯾﺞ أﺛﻧــﺎء ﺳــﻧوات
دور ﻓـﻲ ذﻟـك ،وﺗـرﺗﺑط
اﻟطﻔوﻟﺔ واﻟﻣراﻫﻘﺔ ،وﻋـﺎدة ﻣـﺎ ﺗﻠﻌـب ﻋواﻣـل اﺟﺗﻣﺎﻋﯾـﺔ ﻣﺣـددة ً ا
ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل ﺑﺻـورة ﻋﺎﻣـﺔ ﺑﻣـﺎ ﯾﻌـرف ﺑـﺎﻟﺗﻧﻣﯾط اﻟﺟﻧﺳـﻲ وﻫوﯾـﺔ اﻟـدور وﺗرﺳـﯾﺦ ﺛﻘﺎﻓـﺔ
اﻻﺣﺗﯾﺎج اﻟداﺋم إﻟﻰ اﻵﺧر واﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﯾﻪ ،ﻓﻘد ﺧﻠﺻـت ﻧﺗـﺎﺋﺞ د ارﺳـﺎت اﻟﺣﺎﻟـﺔ اﻟﺗـﻲ
أن اﻟﻣراﻫﻘ ـ ــﺎت اﻟﻣوﻫوﺑ ـ ــﺎت ﺗﻌـ ـ ـزﯾن )(١٩٩٤ أﺟ ارﻫ ـ ــﺎ ﻛﺎﻻﻫ ـ ــﺎن وﻛﯾوﻧﺟﻬ ـ ــﺎم وﺑﻠ ـ ــوﻛﯾر
ﺗﻔـ ــوﻗﻬن ﻓـ ــﻲ اﻟﻣدرﺳـ ــﺔ إﻟـ ــﻰ ﻋواﻣ ـ ــل ﺧﺎرﺟﯾـ ــﺔ ﻻ ﻋﻼﻗـ ــﺔ ﻟﻬـ ــﺎ ﺑﻘـ ــدراﺗﻬن اﻟﺷﺧﺻ ـ ــﯾﺔ
اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﺗﻔوق واﻟﻣوﻫﺑﺔ ).(Callahan,Cunningham,&Plucker,1994
وﯾﺷــﯾر ﻋــﺎدل ﻋﺑــد اﷲ ﻣﺣﻣــد ) ،٢٠٠٥ص (١٧٩ :إﻟــﻰ أن اﻟﻣ ـراﻫﻘﯾن اﻷﻛﺛــر ﻣوﻫﺑــﺔ
ﻣـن أﻫﻣﻬـﺎ Social Conformity ﯾﺳﺗﺧدﻣون ﺑﻌض اﺳـﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﻣﺳﺎﯾرة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾـﺔ
ﻓﯾﻣﺎ ﯾري:
-إﻧﻛﺎر اﻟﻣوﻫﺑﺔ )اﻟﺗﻧﻛر ﻟﻣواﻫﺑﻬم ٕواﺧﻔﺎﺋﻬﺎ( - .اﻻﻣﺗﺛﺎل - .اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ- .
ﺗﻘﺑل اﻷﻗران.
ﻓﺈذا أﺿﻔﻧﺎ إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﺧﺻﺎﺋص ﺗﺄﺛﯾرات اﻟﺿﻐوط واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣراﻫﻘﺎت
اﻟﻣوﻫوﺑﺎت ﻷﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن اﻟﻣراﻫﻘﺎت اﻟﻣوﻫوﺑﺎت أﻛﺛر ﻣﯾﻼً إﻟﻰ اﻟﺗﻧﻛر ﻟﻣواﻫﺑﻬم
إﯾﺛﺎر ﻟﻠﻣﺳﺎﯾرة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﻣﺗﺛﺎل اﻟذي ﺗﺗﺣدد ﺑﻣوﺟﺑﻪ رﺗﺑﺗﻬﺎ ﻓﻲ
ٕواﺧﻔﺎﺋﻬﺎ ً ا
ﻋﻠﻰ ﻣﺗﺻل اﻟﻘﺑول اﻟرﻓض ،أو Social Status أوﺿﺎع اﻟﻣﻛﺎﻧﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
ﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺎ وﺿﻌﯾﺔ
ً اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ /اﻟﺗﻬﻣﯾش واﻟﺗﺟﺎﻫل ،واﻷﻧﺛﻰ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﻻ ﺗﺣﺗﻣل
٢٢٦
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٢ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ إﻟﻰ اﻹﺗﯾﺎن ﺑﺳﻠوﻛﯾﺎت
ً اﻟرﻓض وﻻ اﻟﺗﻬﻣﯾش واﻟﺗﺟﺎﻫل ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻧدﻓﻊ
واﻟظﻬور ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﺳﻠوﻛﯾﺔ ﺑل وﻣظﻬرﯾﺔ ﺗدﻓﻊ اﻵﺧر إﻟﻰ ﻗﺑوﻟﻬﺎ واﻟﺗرﺣﯾب واﻻﺣﺗﻔﺎء
طوﻋﯾﺎ ﻟﺗﻣﯾزﻫﺎ وﻗدراﺗﻬﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻫﺑﺔ،
ﺗﻧﻛر ً
ﺑﻬﺎ ﺣﺗﻰ ٕوان دﻓﻌت ﻟﻘﺎء ذﻟك ً ا
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻻﺳﺗﺳﻼم واﻟرﻛون ﻟﻠواﻗﻊ.
وﻗــد ﯾﻛــون اﻟﺷــﻌور ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣــﺔ اﻟﻧﻔﺳــﯾﺔ داﻟــﺔ ﻟﻣــﺎ ﯾﺳــﻣﯾﻪ أﻟﺑــرت إﯾﻠــﯾس ﻓــﻲ ﻧظرﯾﺗــﻪ ﻋــن
Self defeating behaviors اﻟﻌﻼج اﻟﻌﻘﻼﻧﻲ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ اﻟﺳﻠوﻛﻲ ﺑﺳﻠوﻛﯾﺎت ﻗﻬر اﻟذات
اﻟﻧﺎﺗﺟ ـﺔ ﻋــن ﺳــﯾطرة ﺑﻌــض اﻷﻓﻛــﺎر اﻟﻼﻋﻘﻼﻧﯾــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﻔــرد ﺧﺎﺻــﺔ اﻷﻓﻛﺎراﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ
ﺑﺎﻟﻼﺟــدارة اﻟﺷﺧﺻــﯾﺔ واﻧﻌ ــدام اﻟﻘﯾﻣــﺔ ،وﻣــﺎ ﯾﺻ ــﺎﺣﺑﻬﺎ ﻣــن ﺗﻌﺎﺳــﺔ وﻛﺂﺑ ــﺔ ﺗرﺗ ـب ﻓ ــﻲ
اﻟﻧﻔس ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﺑﻼدة واﻟﺟﻣود اﻟﺳﻠوﻛﻲ وﻓﻘدان اﻟﻔﺎﻋﻠﯾﺔ واﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ.
ﺳـ ــﻠوك ﻗﻬـ ــر اﻟـ ــذات ﺑﺄﻧـ ــﻪ "أي ﺳـ ــﻠوك ﻋﻔـ ــوي أو )(١٩٨٨ وﯾﻌـ ــرف ﺑوﻣﺳـ ــﺗﯾر وﺷـ ــﯾر
&(Baumeister إﯾذاءا ﻟﻠذات"
ﻣﻘﺻود ﯾﺻدر ﻣن اﻟﺷﺧص ﯾرﺗب أو ﯾﻣﻛن أن ﯾرﺗب ً
.Scher )1988
إﻟﻰ أن ﺗﺧﻠﯾق اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟذي ﯾﺗﺑﻧﺎﻩ )(٢٠٠٨ وﯾﺷﯾر ﻋﺑد اﷲ اﻟﺻﺑﯾﺢ
وﻓﻲ إطﺎر ﻓﻛرة اﻻﺳﺗﻌﻼء اﻟﺣﺿﺎري ﻟﻶﺧر ،ﯾﺗم وﻓﻘًﺎ ﻟﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
اﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ: ) (١اﻟدﻫﺷﺔ
ﺣﯾث ﯾﺑرز اﻟﻌدو ﺣﺿﺎرﺗﻪ وﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻣن ﺟﻣﺎل وﻗوة ﻓﯾﺻﺎب ﻣـن ﯾ ارﻫـﺎ ﻣـن اﻹﻏـراء
ﺑﺎﻟدﻫﺷﺔ وﯾﺳﺗﺳﻠم ﻟﻪ .وﻫذا اﻷﺳﻠوب ﯾﺳﺗﺧدم ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻋدة ،وﻣﻣـن اﺳـﺗﺧدﻣﻪ
ﻧ ــﺎﺑﻠﯾون ﻟﻣ ــﺎ اﺳ ــﺗﻌﻣر ﻣﺻ ــر ،ﻓﻌ ــرض ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻣﺻـ ـرﯾﯾن ﺑﻌ ــض اﻟﺣﯾ ــل اﻟﻣﯾﻛﺎﻧﯾﻛﯾ ــﺔ
ﻹظﻬ ــﺎر ﻗ ــوة اﻷﻣ ــﺔ اﻟﻔرﻧﺳ ــﯾﺔ وﺿ ــﻌف اﻟﻣﺻـ ـرﯾﯾن ،وﻗ ــد ذﻛ ــر ﺑﻌ ــض ﻫ ــذﻩ اﻟﺣﯾ ــل
أﺣﯾﺎﻧــﺎ ،ﻓﺗﺑــرز
اﻟﺟﺑرﺗــﻲ ﻓــﻲ ﺗﺎرﯾﺧــﻪ .وﻣﻣــن ﯾﺳــﺗﺧدﻣﻪ ﻣؤﺳﺳــﺎت اﻟدﻋﺎﯾــﺔ واﻹﻋــﻼن ً
ﺟواﻧــب ﻣــن ﻗــوة اﻟﻣﻧــﺗﺞ اﻟﺟدﯾــد ﻣﻣــﺎ ﻻ ﯾﺗوﻗﻌــﻪ اﻟﻣﺷــﺎﻫد ،ﻓﯾــؤدي ذﻟــك إﻟــﻰ دﻫﺷــﺗﻪ.
وﻣﻣــن ﯾﺳــﺗﺧدﻣﻪ ﻣﻣﺛﻠــو اﻟﺷــرﻛﺎت ،ﻓــﻲ ﺗــروﯾﺞ ﺑﺿــﺎﺋﻌﻬم ﺣﯾــث ﯾﻔــﺎﺟﺋون اﻟﻣﺳــﺗﻬﻠك
ﺑﺟواﻧب ﻣن ﻗوة اﻟﻣﻧﺗﺞ وﻓواﺋدﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻟم ﯾﻛـن اﻟﻣﺳـﺗﻬﻠك ﯾﺗوﻗﻌﻬـﺎ ،ﻓﯾﺑـﺎدر إﻟـﻰ ﺷـراء
٢٢٧
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
اﻟدﻫﺷﺔ . اﻟﺑﺿﺎﻋﺔ .واﻟدﻫﺷﺔ ﺗﻌﻧﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻧﺑﻬﺎر وﺟﻣود ﻓﻲ اﻹرادة واﺳﺗﺳﻼم ﻟﻣﺻدر
٢٢٨
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٢ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (٣اﻟﺗﺟﻬﯾل ﺑﺎﻟﻬوﯾﺔ واﻟﺗﺎرﯾﺦ:
ﻓﻣـن ﯾﺟﻬـل ﻫوﯾﺗـﻪ وﺗـﺎرﯾﺦ أﻣﺗـﻪ ﻻ ﯾﺑــﺎﻟﻲ ﺑـﺄي ﺣﺿـﺎرة أﺧـذ ،وﻻ ﯾﺟـد ﻓرﻗً ـﺎ ﺑﯾﻧـﻪ وﺑــﯾن
ﺧﺻ ــﻣﻪ ﻣﻣ ــن ﻻ ﯾرﯾ ــد ﻟ ــﻪ اﻟﺧﯾ ــر ،ﻧﺗﯾﺟ ــﺔ ﻻﻓﺗﻘ ــﺎد ﻗدرﺗ ــﻪ ﻋﻠ ــﻰ ﺗﺣدﯾ ــد ﻣﻌﻧ ــﻰ اﻟﺣﯾ ــﺎة
ﻓﯾﻬﺎ. واﻟﻬدف ﻣﻧﻬﺎ ودروﻩ
ورﺑﻣــﺎ ﯾﺟﺳــد اﻻﻓﺗﻘــﺎد ﻟﻠﻬوﯾــﺔ ﻓــﻲ ﺟــزء ﻣﻧــﻪ ﻋﻠــﻰ اﻷﻗــل أﺣــد ﻣﻼﻣــﺢ ﻣــﺎ ﯾﻌــرف ﻓــﻲ
Dissociative أدﺑﯾﺎت اﻻﺿطراﺑﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺑﺎﺿطراب ﺗﻔﻛك اﻟﻬوﯾﺔ أو ﺗﺷـذي اﻟﻬوﯾـﺔ
وﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺷـدﯾدة ﻣـن ﺗﺑﻧـﻲ اﻟﺷـﺧص ﻟﻬـوﯾﺗﯾن ﻣﺗﻌﺎرﺿـﺗﯾن ،ﻫوﯾـﺔ Identity Disorder
ﺣﺎﻟــﺔ وﻫوﯾــﺔ ﻣﺗﺣﻛﻣــﺔ وﯾﻘﺻــد ﺑﻬوﯾــﺔ اﻟﺣﺎﻟــﺔ ﻫوﯾــﺔ اﻻﻧﺗﺳــﺎب اﻟطﺑﯾﻌــﻲ ،ﺑﯾﻧﻣــﺎ ﯾﻘﺻــد
ﺑﺎﻟﻬوﯾــﺔ اﻟﻣﺗﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻬوﯾــﺔ اﻟﻣ ــروج ﻟﻬــﺎ ﻣــن ﻗﺑــل اﻟﻌ ــﺎﻟم اﻻﻓﺗ ارﺿــﻲ ﺑوﺻــﻔﻬﺎ اﻟﻬوﯾ ــﺔ
اﻟﻣﺗﻣﯾزة أو ﻫوﯾﺔ اﻟﺗﻘدم اﻟﺣﺿﺎري واﻻرﺗﻘﺎء اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ واﻟﻣﺳـﺗدﺧﻠﺔ ﻓـﻲ اﻟﺑﻧـﺎء اﻟﻧﻔﺳـﻲ
ﻟﻠﺷﺧص.
وﺗوﻟــد ﺣﺎﻟــﺔ اﻟﺗﻧــﺎﻗض ﻫــذﻩ ﻣــﯾﻼ ﻧﺣــو ﻧﺳــﯾﺎن اﻷﺻــل ﺑﺻــورة ﯾﺗﻌــذر ﺗﻔﺳــﯾرﻫﺎ ﺑﻌواﻣــل
ﻏﺎﻟﺑــﺎ ﻓــﻲ اﻟﺗﻔﺳــﯾر إﻟــﻰ اﻓﺗ ـراض
اﻟﻧ ﺳــﯾﺎن اﻟﻣﻌﺗﻣــدة ﻓــﻲ أدﺑﯾــﺎت ﻋﻠــم اﻟــﻧﻔس ،وﯾﻠﺟــﺄ ً
&(Wildgoose, Clarke, , وﺟـود ﻋواﻣـل ﻻ ﺷـﻌورﯾﺔ ﺗـدﻓﻊ اﻟﺷـﺧص إﻟـﻰ ذﻟـك اﻟﻧﺳـﯾﺎن
).Waller , 2001
إﻟـﻰ ﻣﺟﻣوﻋـﺔ أﺧـرى ﻣـن ﻣﺣـددات ﺗﺧﻠﯾــق )(٢٠٠٨ وﯾﺷـﯾر ﻓﯾﺻـل ﺑـن ﺳـﻌود اﻟﺣﻠﯾﺑـﻲ
اﻟﺷــﻌور ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣــﺔ اﻟﻧﻔﺳــﯾﺔ ﻟﻌــل ﻣــن أﺑرزﻫــﺎ ﻣــﺎ ﺳــﻣﺎﻩ ﺑـــﺎﻟﻔراغ اﻟروﺣـــﻲ؛ إذ ﯾــرى أن
ﻋﻣﻠﯾـ ــﺎ ﯾﺧ ــدم اﻹﻧﺳـ ــﺎن ﻓﯾـ ــﻪ ﻛـ ــل ﻣـ ــن ﺗﺟـ ــب ﻋﻠﯾـ ــﻪ
اﻟ ــروح إذا ﻟـ ــم ﺗﺟﻌـ ــل ﻟﻬـ ــﺎ ﺟـ ــدوﻻً ً
ﺧدﻣﺗﻪ،اﻧﺷــﻐﻠت ﻫــذﻩ اﻟ ـروح ﺑﺄوﻫــﺎم اﻟﻬزﯾﻣــﺔ واﻟﺿــﻌف ،وأﺻــﺑﺣت ﻫﺷــﺔ ﺗﺷــرب ﻛــل
ﯾﻣﯾﻧﺎ وﻛﻠﻣﺔ ﺷﻣﺎﻻً .
ﺧﺑر ،وﺗﺻدق ﻛل ﻧﺑﺄ ،ﻓﻛﻠﻣﺔ ﺗﻣﯾل ﺑﻬﺎ ً
وﯾﺗﺳــق ﻫــذا اﻟ ـرأي ﻣــﻊ ﻣــﺎ ﻫــو ﻣطــروح ﻓــﻲ أدﺑﯾــﺎت ﻋﻠــم اﻟــﻧﻔس ﺗﺣــت ﻣﺳــﻣﻰ ﺧ ـواء
اﻟﻣﻌﻧـــﻰ واﻟﻔــــراغ اﻟوﺟـــودي ﺑﺗﻔﺳ ــﯾراﺗﻬﻣﺎ اﻟﻣﺳ ــﺗﻘرة ﻓ ــﻲ أدﺑﯾ ــﺎت اﻟﻔﻛ ــر اﻟﺳ ــﯾﻛوﻟوﺟﻲ
اﻟﻣؤﺳس ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻟوﺟودﯾﺔ واﻟﻧزﻋﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ واﻟﻔﻛر اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ.
٢٢٩
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﺛل اﻟﻌﯾش ﻓﻲ وﺳـط ﻣﻌـروف ﺑـﺎﻻﻧﻬزام واﺣﺗﻘـﺎر اﻟـذات ﻣﺣ ًـددا رﺋﯾﺳًـﯾﺎ ﻟﻠـدﻓﻊ
ﺑﺎﺗﺟـﺎﻩ اﻟﺷـﻌور ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣــﺔ اﻟﻧﻔﺳـﯾﺔ ،ﻟﺗﺷــرب ﻣـن ﯾﻌـﯾش ﻓــﻲ ﻣﺛـل ﻫﻛــذا وﺳـط ﻟﻣﻧظوﻣــﺔ
أﻓﻛﺎر وﻣﻌﺎرف ﺗﺳﺗﺣﻘر اﻟذات وﺗﺳﺗﺻﻐر ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻘﯾﻣﺔ اﻵﺧر اﻟﻣﻐﺎﯾر.
أﺿــف إﻟــﻰ ﻣــﺎ ﺗﻘــدم ﻣــﺎ ﯾﻔﻌﻠــﻪ اﻟﻛﺑـــت واﻻﺳـــﺗﺑداد واﻟﻘﻬـــر ﻓــﻲ اﻟﺑﻧــﺎء اﻟﻧﻔﺳــﻲ ﻟﻣــن
ﯾﺗﻌرض ﻟﻪ ﺑﺻورة ﻣﺳـﺗﻣرة ،ﻓﻬـو ﻣـن ﺑـﯾن اﻟﻣﺣـددات اﻟﺗـﻲ ﺗﺧﻠـق اﻻﺣﺗﻘـﺎر واﻻﻧﻬـزام
اﻟﻧﻔﺳــﻲ؛ ذﻟــك أن اﻟﻣــرء إذا ﺣﯾــل ﺑﯾﻧــﻪ وﺑــﯾن اﻟﺗﻌﺑﯾــر ﻋﻣــﺎ ﺑداﺧﻠــﻪ وﻓــرض ﻋﻠﯾــﻪ ﻋــن
طرﯾــق اﻻﺳــﺗﺑداد واﻟﻘﻬــر ﻣــﺎ ﻻ ﯾرﺗﺿــﯾﻪ أو ﻣ ـﺎ ﻻ ﯾﻘﺑﻠــﻪ واﺳــﺗﻣرت ﻫــذﻩ اﻟﺣﺎﻟــﺔ دون
اﻧﻔراج أو ﺗﻧﻔـﯾس أﺻـﯾب ﺑﺎﻟﯾـﺄس واﻟﻘﻧـوط وﻣـن ﺛـم ﺑﺎﻹﺣﺑـﺎط وﺣﺗﻘـﺎر اﻟـذات واﻻﻧﻬـزام
اﻟﻧﻔﺳﻲ.
وﻻﺑــد أن ﻧﻠﺗﻔــت اﻟﻧظــر إﻟــﻲ اﻟﻌواﻣــل اﻟﻧﻔﺳــﯾﺔ واﻟذﻫﻧﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻧﺗــﺎب اﻹﻧﺳــﺎن اﻟﻣﻘﻬــور
ﺣﯾث ﺗﺳوﻗﻪ ﻋﻘدﻩ واﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻪ اﻟﻰ اﻟﺑﺣـث "ﻋـن ﻣﺧطـﺊ ﯾﺣ ﱢﻣﻠـﻪ وزراﻟﻌدواﻧﯾـﺔ اﻟﻣﺗراﻛﻣـﺔ
داﺧﻠﯾــﺎً ،وﯾﻐــدو اﻻﻋﺗــداء ﻣﺷــروﻋﺎً ،ﻻ ﯾﺷــﻛل ﻋــدواﻧﺎً ﻋﻠــﻰ ﻗﯾﻣــﺔ إﻧﺳــﺎﻧﯾﺔ ،ﺑــل ﻋﻠــﻰ
ﻣﺻــدر اﻟﺷــر .وﯾﺗطــور اﻻﻋﺗــداء اﻟــﻰ اﻟﺗﻣــﺎﻫﻲ اﻟــذي ﯾﺄﺧــذ أﺷــﻛﺎﻻً ﻋــدة :اﻟﺗﻣــﺎﻫﻲ
ﺑﺄﺣﻛــﺎم اﻟﻣﺗﺳــﻠط ،أي ﺗوﺟﯾــﻪ ﻋــدوان اﻟﻣﺗﺳــﻠط اﻟــﻰ ﻧﻔﺳــﻪ وﻟــﯾس ﻟﻠﻣﺗﺳــﻠط ﻓــﻲ ﻋﻣﻠﯾــﺔ
ﺟﻠــد ﻟﻠــذات واﻟﺣــط ﻣــن ﺷــﺄﻧﻬﺎ واﻻﺳﺗﺳــﻼم ﻟﺷــﻌور اﻟﻬزﯾﻣــﺔ ﻓــﻲ اﻟــداﺧل ،واﻟﺗﻣــﺎﻫﻲ
ﺑﻌــداون اﻟﻣﺗﺳــﻠط ،ﺣﯾــث ﺗــﺗﻘﻣص اﻟﺿــﺣﯾﱠﺔ دور اﻟﺟــﻼد ،ﻓﺗﻔــرغ ﻣــﺎ وﻗــﻊ ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻣــن
ﻣظــﺎﻟم ﻋﻠــﻰ ﻣــن ﻫــم أﺿــﻌف ﻣﻧﻬــﺎ ،واﻷﺧطــر ﻣــن ذﻟــك ﻫــو اﻟﺗﻣــﺎﻫﻲ ﺑﻘــﯾم اﻟﻣﺗﺳــﻠط
وأﺳــﻠوﺑﻪ اﻟﺣﯾــﺎﺗﻲ ،ﺣﯾــث ﯾــﺗم إﻣﺗﺻــﺎص ﻗــﯾم اﻟظــﺎﻟم واﻟرﻏﺑــﺔ ﻋﻧــد اﻻﻧﺳــﺎن اﻟﻣﻘﻬــور
ﻟﻠﻌﯾش ﻓﻲ ﻋﺎﻟم اﻟﻣﺗﺳﻠط واﻗﺗﻔﺎء ﺳﯾرﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة واﻟﺳﻠوك واﻟﺗﻔﻛﯾر.
ﻛﻣﺎ أن ﺗﺄﺳﯾس ﻧظم اﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺗﻌﻠم ﻋﻠـﻰ آﻟﯾـﺎت ﺗوﻟﯾـد اﻻﺳﺗﺻـﻐﺎر ﻓـﻲ ﻧﻔـس اﻟﻣـﺗﻌﻠم
وﻋ ــدم اﻟﺛﻘ ــﺔ ﺑ ــﺎﻟﻧﻔس ،وﺗرﺑﯾﺗ ــﻪ ﻋﻠ ــﻰ ﻋ ــدم اﻟطﻣ ــوح واﻟﻧﻘ ــﺎش اﻟﺑﻧ ــﺎء واﻟﻧﻘ ــد اﻹﯾﺟ ــﺎﺑﻲ
ـر ﻣﺧﻠﻘً ـ ــﺎ ﻟﺣﺎﻟـ ــﺔ ﻣـ ــن
واﻟﻣﻐـ ــﺎﻣرة اﻟﻣﺣﺳـ ــوﺑﺔ واﻹﻗـ ــدام اﻟﻣﻧطﻘـ ــﻲ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻣﺧـ ــﺎطرة،أﻣـ ـً ا
اﻟﺣذرواﻟﻬﯾﺑﺔ ورﺑﻣـﺎ ﯾﻔﺿـﻲ ﻣـﻊ اﺳـﺗﻣرار ﻣﻣﺎرﺳـﺔ ﻫـذﻩ اﻵﻟﯾـﺎت إﻟـﻰ ﺗﺧﻠﯾـق ﻣـﺎ ﯾﻌـرف
ﺑظﺎﻫرة اﻟﻛف اﻟﺳﻠوﻛﻲ واﻟﺗﺑﻠد اﻟﻔﻛري اﻟﻌﺎم.
٢٣٠
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٢ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وﯾﺟدر اﻟﺗﻧوﯾﻪ ﻛذﻟك ،إﻟﻰ أن ﻣظﺎﻫر اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻻﻧﻛﺳﺎر
ﻗد ﺗﻛون داﻟﺔ ﻓﻲ ﺟزء ﻣﻧﻬﺎ (٢٠٠٦) Spiegel اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﺎ ﯾﻔﯾد ﺷﺑﯾﺟل
ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻟﻠﺧﺑرات اﻟﺻﺎدﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻓﺷل اﻟﻣرء ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻓﻲ ﻣن ﺗﺄﺛﯾرات اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ
ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺿﻌف ﺑﻧﺎﺋﻪ اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻌﺎم وﻗﺻور ﻣﻬﺎرات ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﻓﻲ أدﺑﯾﺎت ﻋﻠم اﻟﻧﻔس
اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ اﻟﻣﻌﺎﺻر اﻟﺻﻣود اﻟﻧﻔﺳﻲ ،ﻓﺿﻼً ﻋن اﻓﺗﻘﺎدﻩ إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺎﻧدة اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ .
ﺟزءا ﻣن اﺿطراﺑﺎت اﻟﺿﻐوط
ﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر ﻗد ﺗﻛون ﻣﺷﺎﻋر اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ً
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺻدﻣﺔ ،Post Traumatic Stress Disordersوﺗﺻﺑﺢ ﻫﻲ ﺑذاﺗﻬﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﻣرﺿﯾﺔ
ﻣﻊ ﺗﺗﺎﻟﻲ ﺧﺑرات اﻟﺗﻌرض ﻟﻠﺻدﻣﺎت واﻟﻔﺷل ﻓﻲ اﻟﻣواﺟﻬﺔ ،إذ ﺗﺗﺧﻠق ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ
اﻷرﺿﯾﺔ ﻣﻼﻣﺢ اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗوﺻﯾف اﻟﺳﺎﺑق.
ﻧﻔﺳﯾﺎ ﺑﺎﻣﺗﯾﺎز وﺗﺳﻬم ﻓﻲ ﺗﺧﻠﯾﻘﻪ ﻋواﻣل ذات
ﻣﺗﻐﯾر ً
ًا ٕوان ﻛﺎﻧت اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ
ارﺗﺑﺎط ﻣﺑﺎﺷر ﺑﺎﻟﺑﻧﺎء اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻺﻧﺳﺎن ﻛﻣﺎ ﯾﺗﺷﻛل ﻓﻲ ﺳﯾﺎق اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﺛﻘﺎﻓﻲ ﻣﺎ،
ﻻ ﯾﻣﻛن ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل إﻏﻔﺎل اﻟدور اﻟرﺋﯾﺳﻲ اﻟذي ﺗﻠﻌﺑﻪ اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ
ﺗﺧﻠﯾق اﻟﺷﻌورﺑﺎﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ،ﻓﻘد اﺳﺗطﺎﻋت اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻋﺑر آﻟﯾﺎﺗﻬﺎ
اﻟﻣﺗﻌددة ﻣن ﺗﻐﯾﯾر ﻣﻼﻣﺢ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻷﺻﯾﻠﺔ ﻋﻧد ﻋدد ﻻﯾﺳﺗﻬﺎن ﺑﻪ ﻣن اﻟﻧﺎس ﻓﻲ
أﺣﯾﺎﻧﺎ وزﺣزﺣت اﻟﻛﺛﯾر
ً اﻟﺑﻼد اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻹﺳﻼﻣﯾﺔ وأﺳﺳت ﻟوﻋﻲ ﻣﺧﺗﻠف وﻏرﯾب
ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ واﻟﻘﯾم واﻟﺛواﺑت ﻋﻧد أوﻟﺋك ﻣن ﻣﻛﺎﻧﻬﺎ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻓﻲ اﻟوﻋﻲ وﺑدأ اﻟﻧظر
إﻟﯾﻬﺎ ﯾﺗﻐﯾر وﻓق ﻣﺎ اﺳﺗﺟد ﻣن ﻓﻛر وﺛﻘﺎﻓﺔ وﻣﺎﯾﺳﺗﺟد ﻟﯾس ﺑﺎﻟﺿرورة أن ﯾﻛون
ﺻﺣﯾﺣﺎً أو ﺻﺎﺋﺑﺎً أو ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟدﻗﺔ.
وﻟﻌ ــل أﺧط ــر ﻣ ــﺎ ﻧﺟ ــم ﻋ ــن اﻟﻌوﻟﻣ ــﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾ ــﺔ دﻓ ــﻊ اﻟﻛﺛﯾـ ـرﯾن ﻟﻠﺗﻔﻛﯾ ــر ﺑﻌﻘﻠﯾ ــﺔ اﻵﺧ ــر
واﺳﺗﺻــﻐﺎر اﻟــذات ﻣﻘﺎرﻧــﺔ ﺑــﻪ ،واﻟﺗﺧﻠــﻲ ﻋــن ﻣﻘوﻣــﺎت اﻟﻔﻛــر وأﺳﺳــﻪ اﻻﺧﻼﻗﯾــﺔ دﻓــﻊ
ﺑﻘﺿـ ــﺎﯾﺎ ﻻﺗﻘﺑ ـ ــل اﻟﺧ ـ ــﻼف إﻟ ـ ــﻰ واﺟﻬ ـ ــﺔ اﻟﺧ ـ ــﻼف وﺑطرﯾﻘ ـ ــﺔ ﻻﺗ ارﻋ ـ ــﻲ ﺧﺻوﺻ ـ ــﯾﺎت
اﻟﻣﺟﺗﻣﻌ ـ ــﺎت وﻣﻌﺗﻘ ـ ــداﺗﻬﺎ اﻟدﯾﻧﯾ ـ ــﺔ ﺛ ـ ــم ﯾ ـ ــﺄﺗﻲ ﻣ ـ ــن ﯾﻘ ـ ــف ﺿ ـ ــد ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﺧﺻوﺻ ـ ــﯾﺎت
واﻟﻣﻌﺗﻘـدات وﯾﻧﺳــﻔﻬﺎ ﻣــن اﻟــداﺧل وﻫــو ﻣــن أﺑﻧــﺎء ﻫــذﻩ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌــﺎت ﻣﻌﺗﺑـراً ذﻟــك ﻋﻣــﻼً
٢٣١
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
اﻧﻔﺗﺎﺣﯾـ ــﺎً وواﻋﯾـ ــﺎً وﺣـ ــﯾن ﺗﺿـ ــﯾق ﺑـ ــﻪ اﻵﻓـ ــﺎق ﯾﻠﺟـ ــﺄ ﻟﻠﺣرﯾـ ــﺔ ﻟﯾﺣﺗﻣـ ــﻲ ﺑﻬ ـ ـﺎ ﻣـ ــن اﻟﻧﻘـ ــد،
وﻟﻸﺳــف ﯾﺗﻔــق اﻟﺟﻣﯾ ــﻊ ﻓــﻲ اﻷﺧﯾــر ﻋﻠ ــﻰ ﺣرﯾــﺔ اﻟ ـرأي اﻟﺷﺧﺻ ــﻲ دون اﻟﻧظــر إﻟ ــﻰ
اﻟﻧﺗـﺎﺋﺞ واﻵﺛـﺎر واﻟﺗﺑﻌـﺎت واﻟﺧـراب اﻟـذي ﯾﺑـدأ ﺑـرأي أو ﻓﻛـرة ﻣﻣﻧوﻋـﺔ ﻣـن اﻟـرﻓض ﻓــﻲ
واﻟﻔﻛرﯾﺔ. ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ
ووﻓﻘً ــﺎ ﻟﻬــذا اﻟﺗﺣﻠﯾــل ﺗﻛﺗﻣــل دواﺋــر ﺗﺧﻠﯾــق اﻟﻬزﯾﻣــﺔ اﻟﻧﻔﺳــﯾﺔ ﺑﻣﻌﻧﺎﻫــﺎ اﻟﻌــﺎم؛ وﺑﺎﻟﺗـ ـﺎﻟﻲ
وﺟوﺑﯾـ ــﺎ وﯾﻘﺗﺿـ ــﻲ
ـر ً ﯾﺻـ ــﺑﺢ اﻟﺗﺣـ ــدث ﻋﻧﻬـ ــﺎ وﺗﻧﺎوﻟﻬـ ــﺎ ﺑﺎﻟـ ــدرس واﻟﺑﺣـ ــث اﻟﻌﻠﻣـ ــﻲ أﻣـ ـً ا
وﺿــﻌﻬﺎ ﻋﻠ ــﻰ أوﻟوﯾ ــﺎت ﺧرطﯾ ــﺔ اﻟﺑﺣــث اﻟﻌﻠﻣ ــﻲ اﻟﺳوﺳ ــﯾوﻟوﺟﻲ واﻟﺳ ــﯾﻛوﻟوﺟﻲ ﻋﻠ ــﻰ
وﺟﻪ اﻟﺗﺣدﯾد.
وﻣــن اﻟﺟواﻧ ــب اﻟﺳــﻠﺑﯾﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟ ــﺔ ﻣــن ﺗـــدﺧل اﻟﻌوﻟﻣـــﺔ ﻓــﻲ ﺣﯾ ــﺎة ﻓﺋــﺔ اﻟﺷ ــﺑﺎب
ﻓﺗﺗﻣﺛـل ﻓــﻲ ﺗﻘﺑـل اﻟﺷــﻌور اﻟ ازﺋـد ﺑﺎﻹﺣﺑــﺎط واﻟﻣﺑﺎﻟﻐـﺔ ﻓــﻲ اﺳـﺗﺧدام اﻷﺳــﺎﻟﯾب اﻟدﻓﺎﻋﯾــﺔ
واﻟﺗـﻲ ﺗﺑﻌــد اﻹﻧﺳـﺎن ﻋــن اﻟﺗﻌﺎﻣـل ﻣــﻊ ﻣﺣﯾطـﻪ ﺑواﻗﻌﯾــﺔ وﻣـن ﻫــذﻩ اﻷﺳـﺎﻟﯾب اﻟدﻓﺎﻋﯾــﺔ
اﻟﺗــﻲ ﺗــﻧﻌﻛس ﻋﻠــﻰ اﻟﺳــﻠوك اﻻﺟﺗﻣــﺎﻋﻲ واﻟﻧﻔﺳــﻲ وﺗﻣﺛــل ﻓــﻲ ﻧﻔــس اﻟوﻗــت ﻣؤﺷ ـرات
أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ:
اﻻﻧﻛﻔــﺎء ﻋﻠــﻰ اﻟــذات :ﻓﻬـﻲ ﺗﺳــﯾر ﻧﺣــو اﻟﺗﻘوﻗــﻊ واﻻﻧﺳـﺣﺎب ﺑــدل ﻣﺟﺎﺑﻬــﺔ اﻟﺗﺣــدﯾﺎت
اﻟراﻫﻧﺔ واﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ.
اﻟﻧﻛوص :وﯾﻧﻌﻛس ذﻟك ﺑﺎﻷﺷﻛﺎل اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
أ( اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺗﻘﻠﯾد :اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻣﺟﺗﻣﻊ ﺟﺎﻣد ،ﻣﺗوﺟﻪ ﻧﺣو اﻟﻣﺎﺿﻲ ﯾﺿﻊ
اﻟﻌرف ﺑدﻻً ﻣن اﻟﻣﺑدأ واﻟﻘﯾﻣﺔ ﻛﻘﺎﻋدة ﻟﻠﺳﻠوك وﻛﻣﻌﯾﺎر ﻟﻠﻧظرة إﻟﻰ اﻷﻣور.
ب( اﻟرﺟـــوع إﻟـــﻰ اﻟﻣﺎﺿـــﻲ اﻟﺟﯾـــد :اﻟﻧﻛ ــوص ﺑﺎﻟﻣﺎﺿ ــﻲ واﻻﻧﺗﻣ ــﺎء ﺑﺄﻣﺟ ــﺎدﻩ وأﯾﺎﻣ ــﻪ
اﻟﺳـﻌﯾدة ،وﺗﻛـون ﺷـﺎﺋﻌﺔ ﻓـﻲ ﺣـﺎﻻت اﻟﻔﺷـل ،وﻫﻧـﺎ ﺗﻛـون ﻋﻣﻠﯾـﺔ ﺗـزﯾﯾن ﻟﻠﻣﺎﺿـﻲ ،ﻣـن
ﺧ ــﻼل طﻣ ــس ﻋﺛ ارﺗ ــﻪ ﻣ ــن ﺟﺎﻧ ــب واﻟﻣﺑﺎﻟﻐ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﺗﺿ ــﺧﯾم ﺣﺳ ــﻧﺎﺗﻪ ﻣ ــن ﺟﺎﻧ ــب آﺧ ــر
وﻫﻛــذا ﯾﺗﺣــول اﻟﻣﺎﺿــﻲ إﻟــﻰ ﻋــﺎﻟم ﻣــن اﻟﺳــﻌﺎدة واﻟﻬﻧــﺎء أو اﻟﺟــد أو اﻻﻋﺗﺑــﺎر ﯾﻠﻐــﻲ
اﻟــزﻣن ﻣــن ﺧــﻼل اﺧﺗ ـزال اﻟدﯾﻣوﻣــﺔ إﻟــﻰ ﺑﻌــدﻫﺎ اﻟﻣﺎﺿــﻲ ﻓﻘــط ،اﻟﺣﯾــﺎة ﻫــﻲ اﻟﻣﺎﺿــﻲ
٢٣٢
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٢ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وﻻ ﺷﻲء ﻏﯾرﻩ .أﻣﺎ اﻟﺣﺎﺿر ﻓﻬو اﻟﻘدر اﻟﺧﺎﺋن اﻟـذي ﯾﺟـب أﻻ ﯾﻘـف اﻹﻧﺳـﺎن ﻋﻧـدﻩ.
وأﻣﺎ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻓﻼ ﯾدﺧل ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺑﺎن.
اﻹﺳﻘﺎط :ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺻﺑﺢ اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ ﻣوﻗف ﻋﺎﺟز ﻋـن اﻟﺗﻌﺎﻣـل ﻣـﻊ اﻷﻣـور اﻟﺣﯾﺎﺗﯾـﺔ
وﺗﺣدﯾﺎﺗﻬﺎ ،ﯾﺻﺑﺢ ﻛﺛﯾر اﻻﻋﺗﻣﺎدﯾـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻹﺳـﻘﺎط ﺑﻣﻌﻧـﻰ ﺗﺣﻣﯾـل اﻵﺧـرﯾن ﻣﺳـؤوﻟﯾﺔ
اﻟﻔﺷ ــل ،وﻓـ ــﻲ ﺑﻌ ــض اﻷﺣﯾـ ــﺎن ﻫﻧـ ــﺎك ﻣﻐ ــﺎﻻة ﻓـ ــﻲ ﻫـ ــذﻩ اﻟﺣﺎﻟ ــﺔ إذ ﯾﺻـ ــﺑﺢ اﻹﺳـ ــﻘﺎط
ﻣﯾﻛـﺎﻧﯾزم ﻟﯾﺣـﺎول اﻹﻧﺳــﺎن أو اﻟﺷـﺎب ﻣﻧـﻪ اﻟــﺗﺧﻠص ﻣـن اﻟﻣﺳـؤوﻟﯾﺔ ٕواﻟﻘــﺎء اﻟﻠـوم ﻋﻠــﻰ
اﻵﺧر.
اﻟﺗﻣﺎﻫﻲ وﯾﺄﺧذ ﻋدة أﺷﻛﺎل:
)أ( اﻟﺗﻣـﺎﻫﻲ ﺑﺄﺣﻛـﺎم اﻟﻣﺗﺳـﻠط :وﻫـذﻩ ﻣﺷـﺎﻛل ﻧﻔﺳـﯾﺔ وﻟ ﯾﺳـت اﺟﺗﻣﺎﻋﯾـﺔ ٕواﻧﻣـﺎ ﺗﻌﻛــس
ﻧﻔﺳــﻬﺎ ﻓــﻲ اﻟﺳــﻠوك اﻻﺟﺗﻣــﺎﻋﻲ ،وﻫﻧــﺎ ﯾﻛــون اﻹﻧﺳــﺎن اﻟﻣﻘﻬــور واﻟﻣﻐﻠــوب ﻋﻠــﻰ أﻣ ـرﻩ
ﻓــﻲ ﻋﻣﻠﯾــﺔ اﻟﺗﻣــﺎﻫﻲ ﺑﺄﺣﻛ ــﺎم اﻟﻣﺗﺳــﻠطﻣن ﻧﺎﺣﯾــﺔ ﺗوﺟﯾــﻪ ﻋ ــدوان اﻟﻣﺗﺳــﻠط إﻟــﻰ ﻧﻔﺳ ــﻪ
وﻟﯾس ﻟﻠﻣﺗﺳﻠط ﻣﻣﺎ ﯾﺷﻛل ﻣﺷﺎﻋر ﺑﺎﻟذﻧب ودوﻧﯾﺔ ﺗﻘﻠـل ﻓـﻲ ﻗﯾﻣـﺔ اﻟـذات وﯾﻧﺧـرط ﻓـﻲ
ﻋﻣﻠﯾــﺔ ﻧﻔﺳ ــﯾﺔ وﻫــﻲ اﻟﺣ ــط ﻣــن ﻗﯾﻣﺗ ــﻪ ﻛﺈﻧﺳ ــﺎن ،وﻗﯾﻣــﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋ ــﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾﻌ ــﯾش ﻣﻌﻬ ــﺎ
أﺻـﻼً وﺑﺎﻻﺗﺟـﺎﻩ اﻵﺧـر ﯾﻌﻠـﻲ ﻣـن ﺷـﺄن اﻟﻣﺗﺳــﻠط وﯾﺑـﺎﻟﻎ ﻓـﻲ اﻋﺗﺑـﺎرﻩ وﻓـﻲ ﺗﺛﻣـﯾن ﻛــل
ﻣﺎ ﯾﻣت ﻟﻪ ﺑﺻﻠﺔ.
)ب( اﻟﺗﻣﺎﻫﻲ ﺑﻌدوان اﻟﻣﺗﺳﻠط :وﻟﯾـﺗﺧﻠص اﻹﻧﺳـﺎن اﻟﻣﻘﻬـور ﻣـن ﻣﺄزﻗـﻪ اﻟـذي ﯾﺣﯾـﺎ
ﻋن طرﯾق ﻗﻠب اﻷدوار ،ﻓﻬو ﯾﻠﻌـب دور اﻟﻘـوي اﻟﻣﻌﺗـدي وﯾﺳـﻘط ﻛـل ﺿـﻌﻔﻪ وﻋﺟـزﻩ
ﻋﻠــﻰ اﻟﺿــﺣﺎﯾﺎ اﻷﺿــﻌف ﻣﻧــﻪ اﻷﺿــر اﻟﺷــﺑﯾﻪ ﺑــﻪ ﻫــو اﻟﻣــذﻧب ،وﻫــو اﻟﻣﻘﺻــر وﻫــو
ﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﯾﺳــﺗﺣق اﻹﻫﺎﻧــﺔ واﻟﺗﺣطــﯾم .وﻣــن ﺧــﻼل اﻟﺗﻣــﺎﻫﻲ ﺑﺎﻟﻣﻌﺗــدي ﯾﺳــﺗﻌﯾد اﻹﻧﺳــﺎن
اﻟﻣﻘﻬور ﺑﻌـض اﻋﺗﺑـﺎرﻩ اﻟـذاﺗﻲ وﻋﻠـﻰ اﻷدق اﻟوﺻـول إﻟـﻰ وﻫـم اﻻﻋﺗﺑـﺎر اﻟـذاﺗﻲ ﻛﻣـﺎ
أﻧــﻪ ﯾــﺗﻣﻛن ﻣــن ﺧــﻼل ﻫــذا اﻷﺳ ـﻠوب اﻷوﻟــﻲ ﻣــن ﺗﻌرﯾــف ﻋدواﻧﯾﺗــﻪ اﻟﻣﺗراﻛﻣــﺔ واﻟﺗــﻲ
ﻛﺎﻧــت ﺗﺗوﺟــﻪ إﻟــﻰ ذاﺗــﻪ ،اﻟﺗــﻲ ﺗﻧﺧــر ﻛﯾﺎﻧــﻪ وﺗﺣطــم وﺟــودﻩ .ﻫــذا اﻟﺗﻌرﯾــف ﻟﻠﻌدواﻧﯾــﺔ
ﯾﺻــﺑﻬﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟﺧــﺎرج ﻣــن ﺧــﻼل ﻣﺧﺗﻠــف اﻟﺗﺑرﯾ ـرات اﻟﺗــﻲ ﺗﺟﻌــل اﻟﻌﻧــف ﻣﻣﻛﻧــﺎً ﺗﺟــﺎﻩ
اﻟﺿـ ــﺣﯾﺔ ،وﯾﻔـ ــﺗﺢ اﻟﺳـ ــﺑﯾل أﻣـ ــﺎم ﻋـ ــودة ﻣﺷـ ــﺎﻋر اﻟوﻓـ ــﺎق ﻣـ ــﻊ اﻟـ ــذات ،ﺷـ ــرط اﻟﺗ ـ ـوازن
٢٣٣
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
اﻟوﺟ ـودي وﺗﺷ ــﺗد اﻟﺣﺎﺟــﺔ ﻟﻠﺿ ــﺣﺎﯾﺎ ﺑﻣﻘ ــدار ازدﯾــﺎد اﻟﻌدواﻧﯾ ــﺔ وﺗوﺟﻬﻬــﺎ ﻧﺣ ــو اﻟﺧ ــﺎرج
وﻣﻘدار اﻟﻧﻘص ﻓـﻲ اﻟوﻓـﺎق ﻣـﻊ اﻟـذات .وﻫـذا ﻣـﺎ ﯾﻔﺳـر ظـﺎﻫر اﻟﻌﻧـف اﻟﻣوﺟـود داﺧـل
اﻟﺷﺎرع اﻟﻌرﺑﻲ وﺧﺎﺻﺔ ﺑﯾن ﺟﯾل اﻟﺷﺑﺎب.
)ج(اﻟﺗﻣﺎﻫﻲ ﺑﻘﯾم اﻟﻣﺗﺳﻠط وأﺳﻠوﺑﻪ اﻟﺣﯾﺎﺗﻲ :وﻫذا اﻷﺳـﻠوب ﻣـن اﻷﺳـﺎﻟﯾب اﻟﺧطـرة
ﻷﻧــﻪ ﯾــﺗم ﺑــدون ﻋﻧــف ظــﺎﻫر ،وﺗﻛــون رﻏﺑــﺔ ﻋﻧــد اﻹﻧﺳــﺎن اﻟﻣﻘﻬــور ﻓــﻲ اﻟــذوﺑﺎن ﻓــﻲ
ﻋــﺎﻟم اﻟﻣﺗﺳــﻠط واﻟظــﺎﻟم وﯾﻘــوم ﺑــﺎﻟﺗﻘرب ﻣــن أﺳــﻠوب ﺣﯾﺎﺗــﻪ وﻗﯾﻣــﻪ وﻣﺛﻠــﻪ اﻟﻌﻠﯾــﺎ .وﻫﻧــﺎ
ﻓــﻲ ﻫــذا اﻷﺳــﻠوب ﯾﺑﺣــث ﻋــن ﺣــل ﻟﻠﺧــروج ﻣــن ﻣﺄزﻗــﻪ اﻟوﺟــودي وﻫﻧــﺎ ﯾﻛــون ﺿــﺣﯾﺔ
ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻏﺳل دﻣﺎغ ﻣزﻣﻧﺔ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺗﺳﻠط )ﺳﻠطﺎن ﺑن ﻣوﺳﻰ اﻟﻌوﯾﺿﺔ.(٢٠٠٤،
ﺧﺎﻣﺳﺎ :ﻗﯾﺎس اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ:
ً
) (٢٠١٢ﻓـﻲ إطـﺎر ﺗﻧﺎوﻟﻬـﺎ ﻟﻠﻣظـﺎﻫر Jasmin Masquerade ـﻛوردي
ﺗﺷـﯾر ﺟﺎﺳـﻣﯾن ﻣﺎﺳ ا
اﻟﻣرﺿﯾﺔ ﻟـﺑﻌض اﻟﺣـﺎﻻت اﻟﻧﻔﺳـﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطـﺔ ﺑﺎﻟﺷﺧﺻـﯾﺔ اﻟﻬﺷـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﻬـﺗم ﺑﺎﻷﺑﻌـﺎد
اﻟﻬﺎﻣﺷ ــﯾﺔ ﻟﻠﺣﯾ ــﺎة أن ﻣـ ــن أﻫ ــم ﻣﻼﻣـ ــﺢ ﻫ ــذﻩ اﻟﺷﺧﺻ ــﯾﺔ اﻻﻧﻛﺳـ ــﺎر اﻟﻧﻔﺳ ــﻲ ،وﯾـ ــرى
اﻟﺑﺎﺣـ ــث أن ﻣـ ــﺎ أﺷـ ــﺎرت إﻟﯾـ ــﻪ ﯾﻣﺛـ ــل ﺗﺟﺳـ ـ ًـﯾدا ﻟظـ ــﺎﻫرة اﺿـ ــطراب اﻟﻬزﯾﻣـ ــﺔ اﻟﻧﻔﺳـ ــﯾﺔ،
وﯾﻣﻛن اﻻﺳﺗﻧﺎد إﻟﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣظﺎﻫر وﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﺧﺻـﺎﺋص اﻟﻧﻔﺳـﯾﺔ واﻟﺳـﻠوﻛﯾﺔ اﻟﻣوﺿـﺣﺔ
ﻓﻲ ﻗﯾﺎس ﻫذا اﻻﺿطراب : ﺟدول)(٢ ﻓﻲ
) (١اﻟﺷﻌور ﺑﻌدم اﻻرﺗﯾﺎح ﺣﺎل اﻟﺗواﺟد ﻓﻲ ﻣواﻗف ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺷﺧص ﻣرﻛزًا
ﻟﻼﻧﺗﺑﺎﻩ ﻣن ﻗﺑل اﻵﺧرﯾن:
وﺗﺑﻌــﺎ ﻟطﺑﯾﻌــﺔ ﻣوﻗــف اﻟﺗﻔﺎﻋــل
وﺗﺧﺗﻠــف ﺗﺟﻠﯾــﺎت ﻫــذا اﻟﻌــرض ﻣــن ﺷــﺧص إﻟــﻰ آﺧــر ً
اﻟــذي ﯾﺣﺗــوي اﻟﺷــﺧص ،ﻓﻘــد ﯾﻠﺟــﺄ ﺷــﺧص ﻣــﺎ إﻟــﻰ ﺟــذب اﻧﺗﺑــﺎﻩ اﻵﺧ ـرﯾن ﻣــن ﺧــﻼل
اﺳ ــﺗﻣراء ﻟﻌ ــب دور اﻟﺿ ــﺣﯾﺔ واﻟﻣظﻠ ــوم ،ورﺑﻣ ــﺎ ﯾﻧ ــدﻓﻊ ﺷ ــﺧص آﺧ ــر ﺑﺎﺗﺟ ــﺎﻩ ط ــرق
درءا ٕواﺧﻔـ ـ ًـﺎءا
اﻟﻣﻌﺎﻣﻠـ ــﺔ اﻟﻌدواﻧﯾـ ــﺔ ،ﺑﯾﻧﻣـ ــﺎ ﯾﻔﺿـ ــل ﺷـ ــﺧص آﺧـ ــر اﻟﺗﺟﻧـ ــب واﻻﻧﻌ ـ ـ زال ً
ﻟﺿﻌﻔﻪ أﻣﺎم اﻵﺧرﯾن.
وﺗﻧﺟم ﻣﺷﺎﻋر ﻋدم اﻻرﺗﯾﺎح ﻟدى ذوي ﻫذﻩ اﻟﻧوﻋﯾﺔ ﻣن اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺑﺳﺑب اﻧﺧﻔﺎض
ﺗﻘدﯾر اﻟذات واﻟﺷﻌور ﺑﻌدم اﻟﻘﯾﻣﺔ وﻋدم اﻟﺟدارة اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ.
٢٣٤
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٢ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (٢ﻋدم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﺿﻐوط اﻵﺧرﯾن:
ﻓﺑﺳﺑب ﺷﻌور اﻟﻔرد ﺑﻌدم اﻟﻘﻣﯾﺔ وﻋدم اﻷﻫﻠﯾﺔ واﻟﺟدارة اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ﯾﻧدﻓﻊ ﻟﻠﺑﺣث
ﻋن اﻟﻘﺑول واﻻﺳﺗﺣﺳﺎن ﻣن ﻗﺑل اﻵﺧرﯾن ،ﻋن طرﯾق اﻻﺳﺗﺳﻼم واﻹذﻋﺎن ﻟﻬم
واﻻﻧﻘﯾﺎد ﻟﺗوﺟﯾﻬﺎﺗﻬم.
) (٣اﻟﺗﻘﻠب وﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ:
ﻧﻔﺳﯾﺎ اﻟﺣﺳﺎﺳﯾﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﻔرطﺔ ،وﻫو
ﻣن ﺧﺻﺎﺋص ذوي اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻧﻬزﻣﺔ ً
داﺋﻣﺎ ﻟﺗﻠﻣس أي إﺷﺎرة وﻟو ﻏﯾر ﻣﻘﺻودة ﺗدﻋم ﺷﻌورﻩ ﺑﺎﻟﻼﺟدارة
ﻣﻧدﻓﻊ ً
واﻟﻼﺳﺗﺣﻘﺎق .وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﺷﻌورﻫم اﻟﻌﻣﯾق ﺑﺎﻟﺣزن واﻻﺳﺗﯾﺎء ﻣن اﻟذات
واﻵﺧرﯾن ،ﯾﻠﺟﺋون ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب إﻟﻰ ﺣﯾﻠﺔ اﻹﻧﻛﺎر ﻛﻣﯾﻛﺎﻧﯾزم ﺗواﻓق وﻣواﺟﻬﺔ ﻟﺧﻔض
واﺧﺗزال آﻻﻣﻬم اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻌﻣﯾﻘﺔ ﻋن طرﯾق اﻟﺳﺧرﯾﺔ واﻟﻣﯾل إﻟﻰ اﻟﻔﻛﺎﻫﺔ واﻟﻣزاح
اﻟداﺋم.
وﻟﻛن ﺳرﻋﺎن ﻣﺎ ﺗزول ﻫذﻩ اﻟﺣﯾﻠﺔ ﻟﺗﺣل ﻣﺣﻠﻬﺎ اﻧﻔﺟﺎرات اﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ﻋﻧﯾﻔﺔ ﻷﺑﺳط
اﻷﺣداث ﻣﻊ اﻟﻠﺟوء ﻟوﺳﺎﺋل ﻣواﺟﻬﺔ ﻏﯾر وظﯾﻔﯾﺔ ﻟﻠﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﺣدة ﻫذﻩ اﻻﻧﻔﺟﺎرات
ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﺧﺗﻔﺎؤﻫﺎ ﺑﺳرﻋﺔ.
) (٤اﻟﺗوظﯾف اﻟداﺋم ﻟﻠﻣظﻬر اﻟﺑدﻧﻲ ﻟﺟذب اﻻﻧﺗﺑﺎﻩ )اﻟﺗﺷﯾؤ(:
ﻻ ﯾؤﺳس ذوو اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺗﻘﯾﯾ م ذاﺗﻬم ﻣن رؤﯾﺔ داﺧﻠﯾﺔ ،وﯾﻌﺗﻣدون
داﺋﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾرات اﻵﺧرﯾن.
ﻓﻲ ﺗﻘﯾﯾﻣﻬم ﻷﻧﻔﺳﻬم ً
وﻫم ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﺿﺣﺎﯾﺎ ﻟﺗﺟﺎﻫل آﺑﺎﺋﻬم وﻣﻌﻠﻣﯾﻬم ﻟﺻﻔﺎﺗﻬم اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻣﺛل
إﻧﺟﺎزاﺗﻬم اﻟدراﺳﯾﺔ وأﻓﻛﺎرﻫم وآراﺋﻬم ،وﯾﻠﺟﺄ ﻫؤﻻء اﻷﺷﺧﺎص إﻟﻰ ﺣﯾﻠﺔ دﻓﺎﻋﯾﺔ
ﺗﻧﻘذﻫم ﻣن ﻣﺛل ﻫذا اﻟﺗﺟﺎﻫل وذﻟك ﺑﺗﺣول ﺗرﻛﯾزﻫم ﻋن ﺳﺟﺎﯾﺎﻫم اﻟداﺧﻠﯾﺔ إﻟﻰ
اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﻣظﻬرﻫم اﻟﺑدﻧﻲ اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻹﺣداث اﻧطﺑﺎﻋﺎت إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻵﺧرﯾن
رﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺑﻠﻬم وﺗﻘدﯾرﻫم ،وﻫﻧﺎ ﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ أﻣور ﻫﺎﻣﺷﯾﺔ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ
ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق ﺑﺎﻹﻧﺟﺎزات اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ذات اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟداﺋم.
٢٣٥
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻻﻫﺗﻣﺎم اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ ﻓﯾﻪ ﺑﺎﻟﻣظﻬر اﻟﺑدﻧﻲ ،ﯾﻣﯾل ﻫؤﻻء اﻷﺷﺧﺎص إﻟﻰ
ﺑﻌض ﻣظﺎﻫر اﻟﺗﺧﻧث ﺑﺗوظﯾف ﻧﻐﻣﺎت اﻟﺻوت واﻟﻣؤﺛرات اﻟﺻوﺗﯾﺔ واﻟﺗﺻﻧﻊ
ﻧﺳﺑﯾﺎ ﺑﯾن ﻗطﺎع ﻋرﯾض ﻣن طﻼب اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ
اﻟﻛﻼﻣﻲ ،وﻫذﻩ ﺣﺎﻟﺔ ﺷﺎﺋﻌﺔ ً
ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﺿر.
) (٥أﺳﻠوب ﻛﻼﻣﻲ ﻗﺎﻫر ﻟﻠذات ﻣﻊ اﻻﻓﺗﻘﺎد إﻟﻰ اﻟﺗﺑرﯾر:
اﻟﻣﯾل ﻟﺗﻘدﯾم أوﺻﺎف ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﻠذات ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻵﺧرﯾن ،ﯾﻬﯾن ﺑﻬﺎ ذاﺗﻪ وﯾﻘﻠل ﻣن
اﺳﺗﺻﻐﺎر ﻟﻬﺎ وﺗﺳﻔﯾﻬ ً ﺎ ﻟﻘﯾﻣﺗﻬﺎ دوﻧﻣﺎ أدﻟﺔ واﻗﻌﯾﺔ ﺗﺛﺑت ﺻﺣﺔ ﻫذا اﻟﻣﯾل.
ًا ﺷﺄﻧﻬﺎ
self- ) (٦اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ ﻋن اﻟﻣﺂﺳﻲ واﻟﻧﻛﺑﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ
:dramatization
ﯾﻣﯾل ذوو اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻌﺎﺳﺔ واﻟﻛﺂﺑﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ ﻣﻊ اﻻﻋﺗﻘﺎد ﺑﺄﻧﻪ ﻻ
ﯾوﺟد ﻓﻲ اﻟﻛون ﻣن ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﻣﺄﺳﻲ وﻧﻛﺑﺎت ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﺛﻠﻬم ،وﯾطﻠق ﻋﻠﻰ ذوي
" ﺑﺈﺿﻔﺎء طﺎﺑﻊ ﻛﺎرﺛﻲ ﻋﻠﻰ Dramatic Type ﻫذا اﻟﻣﯾل" ذوو اﻟﻧﻣط اﻟﻣﺄﺳﺎوي
اﻷﺣداث واﻟﺧﺑرات اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌرﺿون ﻟﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ وﺻف طﺎﺑﻌﻬﺎ اﻟﺳﻠﺑﻲ.
) (٧اﻟﻣﯾل إﻟﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻣﺄﺳﺎوي:
اﻋﺗﻘ ــﺎد اﻟﻔ ــرد أن ﻣ ــﺎ ﺣ ــدث أو ﺳ ــوف ﯾﺣ ــدث ﺳ ــﯾﻛون ﺷ ــﯾﺋﺎ ﻻ ﯾﻣﻛ ــن ﺗﺣﻣﻠ ــﻪ ،وﻟ ــن
ﯾﺳــﺗطﯾﻊ إﯾﻘﺎﻓــﻪ ،وﻻ ﯾﻣﻛــن اﻟﺳــﯾطرة ﻋﻠﯾــﻪ .وأﻧــﻪ ﯾﺗﺧطــﻰ ﺣــدود ﻗــدرة اﻟﻔــرد ﻟﻣواﺟﻬﺗــﻪ
ﺑﻧﺟــﺎح ٕ ،واذا ﻛــﺎن اﻷﻣــر ﻛــذﻟك ﻓــﺎﻟرﻛون واﻻﺳﺗﺳــﻼم واﻻﻓﺗﻘــﺎد إﻟــﻰ اﻟﺣﯾوﯾــﺔ اﻟذاﺗﯾــﺔ
اﻟﻧﺗﯾﺟ ــﺔ اﻟﺣﺗﻣﯾ ــﺔ ،ﻣﺛ ــﺎل ذﻟ ــك أن ﯾﻌﺗﻘ ــد اﻟﻔ ــرد أن اﻟﻔﺷ ــل ﻣ ــن أﺳـ ـوأ اﻷﻣ ــور ،ﻣ ــﻊ أن
اﻟطﺑﯾﻌﻲ أن اﻟﻔﺷل ﻓرﺻﺔ ﻣن ﻓرص اﻟﺗﻌﻠم اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﯾﻐﺗﻧﻣﻬﺎ اﻹﻧﺳﺎن.
ﺋﯾﺳﯾﺎ ﻣن ﻣﺣـددات اﻻﻛﺗﺋـﺎب ﺣﺳـب ﻧظرﯾـﺔ اﻟﻌـﻼج
ﻣﺣددا ر ً
وﯾﻣﺛل اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻣﺄﺳﺎوي ً
Belief ﻟﻛوﻧـﻪ ﺟ ًـزءا ﻣـن ﻧظـﺎم اﻟﺗﻔﻛﯾـر واﻻﻋﺗﻘـﺎد Beck اﻟﻣﻌرﻓـﻲ ﻟﻼﻛﺗﺋـﺎب ﻵرون ﺑﯾـك
ﻟدى اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻛﺗﺋب )ﻋﺑد اﻟﺳﺗﺎر إﺑراﻫﯾم ،١٩٩٨ ،ص ص.(٢٠٠-١٧١ : System
٢٣٦
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٢ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذ ﯾوﺟد ﻟدي ذوي اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻗﺻور ﻓﻲ اﻹﺣﺳﺎس ﺑﻬوﯾﺔ اﻷﻧﺎ؛
ﻓﻐﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻌون ﺗﺣدﯾد ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺣﯾﺎة واﻟﻬدف ﻣﻧﻬﺎ ودورﻫم ﻓﯾﻬﺎ؛ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ً
ﺗذوب ﺷﺧﺻﯾﺎﺗﻬم ﻓﻲ اﻵﺧرﯾن ﻣﻊ ﺳرﻋﺔ اﻟﺗﺷﺗت واﻻرﺗﺑﺎك ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻌرض
ﻷﺣداث أو ظروف ﺿﺎﻏطﺔ واﻻﻓﺗﻘﺎد إﻟﻰ اﻟﺗرﻛﯾز واﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻣﺳﺗﻘل.
SELF- واﺳﺗﺧدم ﺑول ﯾﻠﺳﻣﺎ (٢٠٠٧) PAUL YELSMAﻣﻘﯾﺎس اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻬﺎزﻣﺔ ﻟﻠذات
the Self-Defeating وﻫو ﺗطوﯾر ﻟﻣﻘﯾﺎس ﻗﻬر اﻟذات DEFEATING PERSONALITY Scale
ﻓﻲ دراﺳﺔ (١٩٩٠) Schill اﻟذي ﺳﺑق أن أﻋدﻩ ﺗوﻣﺎس ﺷﯾل Scale (Schill, 1990),
٢٣٧
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
وﻣن اﻟﻣﺣﻛﺎت اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﺗﺷﺧﯾص ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﻲ ظل ﺗواﻓر ﺳﻠوﻛﯾﺎت ﻗﻬر
ٕواﻫزام اﻟذات ﻫذﻩ ،أن ﻻ ﺗﻛون ﻧﺎﺗﺟﺔ ﺑﺻورة ﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻠﺗﻌرض ﻟﻧوﺑﺎت ﻣﺗﻛررة ﻣن
ﺳوء اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺑدﻧﯾﺔ أو اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ أو اﻹﻫﻣﺎل ،ﻛﻣﺎ ﯾﺻﻌب ﺗﺷﺧﯾص ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ
ووﺿﻊ ﻣن ﺗﺗﺑدى ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺣﻛﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إظﻬﺎرﻩ إﯾﺎﻫﺎ ﻣﻘﺗرﻧﺔ ﺑﺎﻻﻛﺗﺋﺎب
ﺗﺣت ﻓﺋﺔ اﺿطراب اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻬﺎزﻣﺔ ﻟﻠذات. Major depression اﻟرﺋﯾﺳﻲ
وﺑﻣراﺟﻌــﺔ اﻟﺑﺎﺣــث ﻷدﺑﯾــﺎت اﻟﻣﺟــﺎل ﺗﻌــذر اﻟﺗوﺻــل إﻟــﻰ أي د ارﺳــﺔ اﺳــﺗﻬدﻓت ﻗﯾــﺎس
وﺗﺷﺧﯾص ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﺄﺧوذ ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟد ارﺳـﺔ اﻟراﻫﻧـﺔ ،وﻣـﻊ ذﻟـك
ﯾﻣﻛن ﻣـن ﺧـﻼل اﻻﺳـﺗﻔﺎدة ﻣـن اﻟﻣﻘـﺎﯾﯾس اﻟﺗـﻲ طرﺣـت ﻟظـﺎﻫرة ﺗﺷـﯾؤ اﻟـذات واﻟﻌﺟـز
اﻟﻣ ــﺗﻌﻠم واﻋﺗﻘـ ــﺎدات ﻓﻌﺎﻟﯾ ــﺔ اﻟـ ــذات ،اﻟﺗوﺻـ ــل إﻟ ــﻰ ﻣﺣﺎوﻟـ ــﺔ أوﻟﯾ ــﺔ ﻟﺻـ ــﯾﺎﻏﺔ ﻣﻘﯾـ ــﺎس
ﯾﺳــﺗﻬدف ﻗﯾ ــﺎس ﻣؤﺷ ـرات اﻟﻬزﯾﻣ ــﺔ اﻟﻧﻔﺳــﯾﺔ؛ وﻣ ــن ﺛــم اﻟ ــدﻋوة ﻹﻋــداد ﺑطﺎرﯾ ــﺔ ﻟرﺳ ــم
ﻧﻔﺳﯾﺎ.
اﻟﺑروﻓﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻌﺎم ﻟذوي اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻬزوﻣﺔ ً
وﺑﺗﺣﻠﯾــل أدﺑﯾــﺎت اﻟﻣﺟــﺎل اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑﻣؤﺷ ـرات اﻟﺿــﻌف اﻟﻧﻔﺳــﻲ واﻻﺗﻛﺎﻟﯾــﺔ واﻋﺗﻘــﺎدات
ﻣﻘﯾﺎﺳـ ــﺎ
ﻫزﯾﻣ ـــﺔ اﻟـ ــذات واﻟﻌﺟ ـ ـزاﻟﻣﺗﻌﻠم واﻟﺷﺧﺻـ ــﯾﺔ اﻟﻬﺎزﻣـ ــﺔ ﻟﻠـ ــذات ،ﯾﻘﺗـ ــرح اﻟﺑﺎﺣـ ــث ً
ﻟﻠﻬزﯾﻣــﺔ اﻟﻧﻔﺳ ــﯾﺔ ﯾﺗﻛــون ﻣ ــن ) (٤٨ﻣﻔ ــردة ﻣوزﻋــﺔ ﻋﻠ ــﻰ ﺳ ــﺗﺔ أﺑﻌــﺎد رﺋﯾﺳ ــﯾﺔ وﻣرﻓ ــق
ﺗﻣﻬﯾدا ﻟﻠﺗﺣﻘق ﻣن ﺻدق اﻟﺗﻛـوﯾن واﻟﺻـدق
ﻧﺳﺧﺔ ﺗﺣﻛﯾم اﻟﻣﻘﯾﺎس ﺑﻣﻼﺣق اﻟدراﺳﺔً ،
اﻟﻌﺎﻣﻠﻲ ﻓﻲ دراﺳﺔ ﻻﺣﻘﺔ.
ﺳﺎدﺳﺎ :اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ:
ً
اﻧطﻠﻘــت اﻟد ارﺳــﺔ اﻟراﻫﻧــﺔ ﻣــن اﻓﺗ ـراض أن اﻟﻬزﯾﻣــﺔ اﻟﻧﻔﺳــﯾﺔ داﻟــﺔ ﻟﻠﺗﻔﺎﻋــل ﺑــﯾن ﻧــوﻋﯾن
رﺋﯾﺳــﯾﯾن ﻣ ــن اﻟﻣﺣ ــددات ،اﻷول ﻣﺣــددات ﻣﺗﻌﻠﻘ ــﺔ ﺑﺎﻟﺑروﻓﯾ ــل اﻟﻧﻔﺳــﻲ ﻟﻠﺷ ــﺧص ﻣ ــن
ﺣﯾـ ــث أﺳـ ــﻠوﺑﻪ ﻓـ ــﻲ اﻟﺗﻔﻛﯾـ ــر واﻟﻔﻌـ ــل واﻻﻧﻔﻌـ ــﺎل ،واﻟﺛـ ــﺎﻧﻲ ﻣﺣـ ــددات ﻣﺗﻌﻠﻘـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺳـ ــﯾﺎق
اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟذي ﯾﺣﺗوﯾﻪ .وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻧﺗظم طرق اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣـن اﻟﻬزﯾﻣـﺔ اﻟﻧﻔﺳـﯾﺔ
ﺣول ﻣﺣورﯾن رﺋﯾﺳﯾﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ:
اﻟﻣﺣوراﻷول :ﺳﺑل اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺳﯾﺎق اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ.
٢٣٨
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٢ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (١إﻗرار أﺳﻠوب اﻟﺗﻘﺑل اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروط ﻟﻸطﻔﺎل ﻓﻲ أﺳﺎﻟﯾب اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ
اﻟواﻟدﯾﺔ.
) (٢إﻋﺎدة ﻫﯾﻛﻠﺔ ﻧظم اﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺗﻌﻠﯾم ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻧطﻠﻘﺎت اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﺑﻧﺎء
واﻟوظﯾﻔﺔ ﺑﺈﻗرار ﻧظم ﺗﻌﻠﯾم وﺗﻌﻠﯾم ﻣرﺗﻛزة ﻋﻠﻰ اﻹﺑداع ﻟﺗﻛوﯾن اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ
اﻟﻧﺎﺿﺟﺔ اﻟﻣﺳﺗﻧﯾرة اﻟﻘﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾر واﻹﺑداع ،ﺑﺗﺄﺻﯾل ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺗﺧﻠﯾق
اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻹﺑداﻋﻲ ﺑﻧﯾﺔ وﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻓﻲ ﻧظم اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾم
واﻟﺗﻌﻠم .وﻻ ﯾﻣﺛل ﻫذا اﻷﻣر ﺗرﻓًﺎ ﻧظ ًرﯾﺎ ﻧﻛﺗﻔﻲ ﺑﺗردﯾدﻩ ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن
اﻟﺧطط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗم طرﺣﻬﺎ ،ﺑل ﯾﻣﺛل ﺿرورة وﺟود وﺣﺗﻣﯾﺔ ﺑﻘﺎء
ﻓﻲ ﻋﺎﻟم اﻟﯾوم واﻟﻐد إن أرﯾد ﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎﺗﻧﺎ أن ﻻ ﺗﺧرج ﻣن اﻟﺳﯾﺎق اﻟﻌﺎم
ﻟﻣﺳﺎر اﻟﺣﯾﺎة.
) (٣ﺗﯾﺳﯾر ﺳﺑل اﻟﻧﺟﺎح أﻣﺎم اﻷطﻔﺎل ﺑﺈﻋﺎدة ﻫﯾﻛﻠﺔ ﺧﺑرات اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
واﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺗﻌﻠم ﺑﻣﺎ ﯾﺿﻣن إﺷﻌﺎرﻫم ﺑﺎﻟﻛﻔﺎءة واﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ اﻟذات ،وﻣﺎ ﻧود
ﻛل ّﻣﻧﺎ ﯾﺳﻛﻧﻪ ﺷﺧص آﺧر ﻣﻬزوم ،ﻋﻠﻰ ﻧظم اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ
اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﯾﻪ أن ّ
واﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺗﻌﻠم ﺟﻌﻠﻪ ﺣﺑﯾس ﻣﻬﻣﻼت اﻟﻔﺷل ﺑﺗوﻓﯾر ﻓرص وﺧﺑرات ﻧﺟﺎح
ﻣﺗﻧوﻋﺔ؛ ﻷﻧّﻪ إن اﺳﺗﯾﻘض ﻣن اﻟداﺧل ﻓﺟﺄة ﯾﺻﻌب ﻛﺑت ﺟﻣﺎﺣﻪ.
) (٤ﺿرورة إﺳﻘﺎط اﻷوﻫﺎم اﻟذﻫﻧﯾﺔ اﻟداﻓﻌﺔ ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ اﻟرﻛون ﻟﻠﺗﻘﻠﯾد ،وﺗﻔﻛﯾك ﺛﻘﺎﻓﺔ
اﻟﺧوف ﻓﻲ ﺑﻧﯾﺔ ﻧظم اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺗﻌﻠﯾمٕ ،واﻋﺎدة
اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻟﻠﻣﺗﻌﻠم ،وﺗﺿﻣﯾن ﻣﺑدأ "اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺣرﯾﺔ" ﻓﻲ ﺳﯾﺎق ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻌﻠﯾم
واﻟﺗﻌﻠﯾم.
) (٥أن ﺗﺳﺗﻬدف وﻛﺎﻻت وآﻟﯾﺎت اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺗﻌﻠم ﺗوطﯾن اﻟﺛﻘﺔ
ﺑﺎﻟﻧﻔس داﺧل اﻟﻣﺗﻌﻠم واﺳﺗﺣﺿﺎراﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺳﺎﻣﯾﺔ ﻟﻺﻧﺳﺎن،ﺑﺗﻔﻌﯾل ﻣﺿﺎﻣﯾن
ﻣﺳﻠﻣﺔ رﺋﯾﺳﯾﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ " اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻛﺎﺋن اﻟوﺣﯾد اﻟراﻏب ﻓﻲ اﻟﺗﺣرر
اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻟﺳﺎﻋﻲ إﻟﯾﻪ".
٢٣٩
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
) (٦أن ﺗﺳـ ــﺗﻬدف وﻛـ ــﺎﻻت وآﻟﯾـ ــﺎت اﻟﺗﻧﺷـ ــﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾـ ــﺔ واﻟﺗﻌﻠـ ــﯾم واﻟـ ــﺗﻌﻠم ﺗـــــوطﯾن
اﻟﻬوﯾــــﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾــــﺔ واﻟﺣﺿــــﺎرﯾﺔ واﻟروﺣﯾــــﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣـ ــﻊ ﻓـ ــﻲ أﺳـ ــﺎﻟﯾب اﻟﺗﻧﺷـ ــﺋﺔ
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾـ ــﺔ وﻣﻧـ ــﺎﻫﺞ وأﻧﺷ ـ ــطﺔ وﺧﺑ ـ ـرات اﻟﺗﻌﻠـ ــﯾم واﻟ ـ ــﺗﻌﻠم ،ﺑﺗﻔﻌﯾـ ــل ﻣﺳ ـ ــﻠﻣﺔ
"اﻻﻋﺗ اززﺑﺎﻟﻣﻧﺟز اﻟﺣﺿـﺎري ﻟﻸﻣـﺔ ﯾﺗطﻠـب إﻋـﺎدة إﻧﺗﺎﺟـﻪ ﺑﺗوﺟﻬـﺎت ﻋﺻـرﯾﺔ
ﺗﻧﻔﺗﺢ ﻋﻠﻰ اﻵﺧر إﻓﺎدة واﺳﺗﻔﺎدة".
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺳﺑل اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟذات اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ.
ﻣﻊ ﺗﺳﻠﯾﻣﻧﺎ ﺑﺻﺣﺔ اﻻﻓﺗراض اﻟﻘﺎﺋل ﺑﺄن ﻫزﯾﻣﺔ اﻹﻧﺳﺎن ﻻ ﺗﺄﺗﻲ إﻻ ﻣن اﻟداﺧل
وأن اﻟﻧﻔس اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻗوة اﻟﻣؤﺛرات اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻻ ﺗﻬزم ﻣن اﻟﺧﺎرج ،وﺟب
ﺗﻔﻌﯾل ﻣﺿﺎﻣﯾن ﻫذا اﻻﻓﺗراض ﻓﻲ ﺑﻧﯾﺔ ﻧظم اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺗﻌﻠﯾم
ﺑﺎﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻌرف ﻓﻲ أدﺑﯾﺎت ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﺗﻧﻣﯾﺔ ﺧﺻﺎﺋص
ﻧﻔﺳﯾﺎ أو وﻓﻘًﺎ ﻟﻼﺻطﻼح اﻟﻣﻌﻬود ﻓﻲ أدﺑﯾﺎت ﻋﻠم اﻟﻧﻔس
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺻﺎﻣدة ً
اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ اﻟﻣروﻧﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ،Psychological Resilienceواﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ ﺗﻣﻛن
اﻟﻣرء ﻣن اﻟﺗواﻓق اﻟﻔﻌﺎل واﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻟﻣﻧﻐﺻﺎت اﻟﺣﯾﺎة وظروﻓﻬﺎ اﻟﺻﺎدﻣﺔ
ﻣﻊ ﺳرﻋﺔ اﻟﺗﻌﺎﻓﻰ ﻣن ﺗﺄﺛﯾراﺗﻬﺎ اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﺑﺎﻻﻧدﻓﺎع اﻹرادي ﻧﺣو ﺗﺟوﯾد اﻟﺣﯾﺎة
واﻟﺗﻣﻛﯾن ﻟﻠذات )ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة.(٢٠١٢ ،
)(٢٠٠٢ Reivich, K. & Shatte,A وﺗﻌرف ﻛﺎرﯾن رﯾﻔﯾﺗش وأﻧدرو ﺷﺎﺗﻲ
اﻟﻣروﻧﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ":اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺛﺎﺑرة واﻟﺗﻣﺎﺳك اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﻣﺻﺎﻋب
وﺿﻐوط اﻟﺣﯾﺎة أو ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺷداﺋد واﻟﻣﺣن".
واﻧطﻼﻗًﺎ ﻣن ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﺗﺣدد رﯾﻔﯾﺗش ﺳﺑﻊ ﻣﻛوﻧﺎت أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺻﻣود اﻟﻧﻔﺳﻲ
ﺗﻌد أﺳﺎس اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾرى اﻟﺑﺎﺣث ﻣن اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ،ﻓﺿﻼً ﻋن ﻛوﻧﻬﺎ ﻣن أﻫم
ﻣﺣددات اﻟﺗﻧﻌم وﺟودة اﻟﺣﯾﺎة وﻫﻲ:
٢٤٠
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٢ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.١اﻟوﻋﻲ ﺑﺎﻻﻧﻔﻌﺎﻻت واﻟﻣﺷﺎﻋر وﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ.
اﻟﻘدرة اﻷوﻟﻰ ﻫﻲ ﺗﻌرف اﻟﻣرء وﺗﺣدﯾدﻩ ﻟﻼﻧﻔﻌﺎﻻت واﻟﻣﺷﺎﻋر اﻟﺗﻲ ﺗﺳﯾطر ﻋﻠﯾﻪ،
وﻋﻧد اﻟﺿرورة ،اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﺎﻋر واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت.
.٢ﺿﺑط اﻻﻧدﻓﺎﻋﺎت اﻟذاﺗﯾﺔ.
ﯾﺗﻣﯾزذوو اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﻣروﻧﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺑﺎﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻣل اﻟﻐﻣوض،
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻧدﻓﻌون ﻫﻛذا ﺑدون وﻋﻲ إﻟﻰ ﺻﻧﻊ واﺗﺧﺎذ ﻗ اررات ﻣﺗﻌﺟﻠﺔ ﻣﺑﺗﺳرة .إذ
ﺗﺄﻣﻠﯾﺎ ﻗﺑل اﺗﺧﺎذ
ﻫم ﻗﺎدرون ﻋﻠﻰ اﻟﺗرﯾث واﻟﺗدﺑر وﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻷﺷﯾﺎء أو اﻷﺣداث ً
ﻗرار ﺑﻔﻌل أو ﺗﺻرف ﻣﻌﯾن.
.٣اﻟﺗﻔﺎؤل.
وﯾﻌﻧﻲ ذﻟك أن ﯾﺗﺑﻧﻰ وﯾﺗﺑﻊ اﻹﻧﺳﺎن أﺳﻠوب اﻟوﺻف واﻟﺗﻔﻛﯾر واﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﺗﻔﺎؤﻟﻲ.
وﻣﺎ ﻧﻌﻧﯾﻪ ﻫو اﻟﺗﻔﺎؤل اﻟواﻗﻌﻲ اﻟذي ﯾﺑﻌد اﻹﻧﺳﺎن ﻋن اﻟﺗﻬوﯾﻣﺎت اﻟﺧﯾﺎﻟﯾﺔ ﻏﯾر
اﻗﻌﯾﺎ ،ﻛﻣن ﯾدس رأﺳﻪ ﻓﻲ
ﻫﻼﻣﯾﺎ ﻏﯾر و ً
ً اﻟﻣﺳﺗﻧدة إﻟﻰ اﻟواﻗﻊ ،وﻣن ﯾظﻬرون ﺗﻔﺎؤﻻً
ﻣﺗﻌﺎﻣﯾﺎ ﻋن اﻟﺣﻘﺎﺋق واﻟواﻗﻊ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﺗﻔﺎؤل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ أو اﻟواﻗﻌﻲ ﻫو ذﻟك
ً اﻟﺗراب
اﻟﺗﻔﺎؤل اﻟذي ﯾدﻓﻊ اﻹﻧﺳﺎن ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ ﺣل ﻣﺷﻛﻼﺗﻪ ﻣن ﺧﻼل رؤﯾﺔ اﻟواﻗﻊ ووﺻﻔﻪ
وﺗﻔﺳﯾرﻩ ﺑدون ﻣزاﯾدة وﺗﻠﻣس ﻛل ﺟواﻧب اﻟﺧﯾر ﻓﯾﻪ.
.٤اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺳﺑﺑﻲ.
وﯾﻌﻧﻲ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﺷﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﻣق ﻓﻲ اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻬﻬﺎ .وﻣن
ﯾﺣﺻﻠون ﻋﻠﻰ درﺟﺎت ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﺗﻲ ﺗﻘﯾس اﻟﻣروﻧﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻫم
اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎدرون ﻋﻠﻰ اﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟﻣﺷﻛﻼت ﻣن زاوﯾﺎ ﻣﺗﻌددة ﻟﻠﺗﺑﺻر ﺑﻣﺧﺗﻠف
اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺳﺑﺑﺔ ﻟﻬﺎ واﻟﺣﻠول اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ ﻟﻠﺗﻐﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ.
.٥اﻟﺗﻌﺎطف .
وﯾﻌﻧﻲ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﻗراءة وﻓﻬم اﻧﻔﻌﺎﻻت وﻣﺷﺎﻋر اﻵﺧرﯾن .وﻟﻬذﻩ اﻟﻘدرة أﻫﻣﯾ ﺔ
ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻟﻠﻣروﻧﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﺳﺑﺑﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن ﻫﻣﺎ :اﻷول :ﯾﺳﺎﻋد اﻟﺗﻌﺎطف اﻷﻓراد ﻋﻠﻰ
إﻗﺎﻣﺔ واﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن .واﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﻌد ﻫذﻩ
٢٤١
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
ﺋﯾﺳﯾﺎ ﻣن ﻣﺻﺎدر
ﻣﺻدر ر ً
ًا اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎطف
اﻟﻣﺳﺎﻧدة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻌد ﻋﺎﻣل وﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻻﺿطراﺑﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ
واﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ .وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾﺣﺻﻠون ﻋﻠﻰ درﺟﺎت ﻣرﺗﻔﻌﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﺗﻲ ﺗﻘﯾس اﻟوﻋﻲ ﺑﺎﻻﻧﻔﻌﺎﻻت واﻟﻣﺷﺎﻋر وﻓﻬم اﻻﻧﻔﻌﺎﻻت
واﻟﻣﺷﺎﻋر اﻟذاﺗﯾﺔ ،ﯾﻣﯾﻠون أﻛﺛر إﻟﻰ اﻟﺗﻌﺎطف ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻣن ﯾﺣﺻﻠون
ﻋﻠﻰ درﺟﺎت ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ.
.٦ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟذات.
وﯾﻌﻧﻲ ﺑﺑﺳﺎطﺔ ﺷدﯾدة ﺛﻘـﺔ اﻟﻣـرء ﻓـﻲ ﻗدرﺗـﻪ ﻋﻠـﻰ ﺣـل اﻟﻣﺷـﻛﻼت .ﻛﻣـﺎ ﺗـرﺗﺑط ﻓﻌﺎﻟﯾـﺔ
اﻟــذات ﺟزًﺋﯾــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻷﻗــل ﺑﻣﻌرﻓــﺔ اﻟﻣــرء ﻟﻣﻛــﺎﻣن ﻗوﺗــﻪ وﺑــﺎطن ﺿــﻌﻔﻪ وﺗرﻛﯾ ـزﻩ ﻋﻠــﻰ
ﺣﺳن ﺗوظﯾف ﻣﻛﺎﻣن ﻗوﺗﻪ ﻟﺗﻣﻛﯾﻧﻪ ﻣن اﻟﺗواﻓق اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﻣﻊ أﺣـداث ووﻗـﺎﺋﻊ اﻟﺣﯾـﺎة.
وﺗؤﻛد رﯾﻔﯾﺗش ﻋﻠـﻰ اﺧـﺗﻼف ﻣﻔﻬـوم ﻓﻌﺎﻟﯾـﺔ اﻟـذات ﻋـن ﻣﻔﻬـوم ﺗﻘـدﯾر اﻟـذات .ﺑﻣﻌﻧـﻰ
آﺧــر أن ﻓﻌﺎﻟﯾــﺔ اﻟــذات ﻟﯾﺳــت ﻣﺟــرد رﺿــﺎ اﻟﻣــرء ﻋــن ذاﺗــﻪ ،ﺑــل إﻧﻬــﺎ ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻣــن
اﻟﻣﻬﺎرات اﻟﻣرﺗﻛزة ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة اﻟﺗﻣﻛن ﻣن اﻟﺗواﻓق ﻣﻊ أﺣـداث ووﻗـﺎﺋﻊ اﻟﺣﯾـﺎة اﻹﯾﺟﺎﺑﯾـﺔ
واﻟﺳﻠﺑﯾﺔ.
.٧اﺗﺧﺎذ اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﻣﺣﺳوﺑﺔ.
وﯾﻘﺻــد ﺑــذﻟك ﺣﺳــﺑﻣﺎ ﺗــرى رﯾﻔﯾــﺗش اﻻﺳــﺗﻌداد ﻟﻺﻗــدام ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺧــﺎطرة اﻟﻣﺣﺳــوﺑﺔ أو
اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ .وﻣن ﯾﺣﺻﻠون ﻋﻠﻰ درﺟـﺎت ﻣرﺗﻔﻌـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻣﻘـﺎﯾﯾس اﻟﻣروﻧـﺔ اﻟﻧﻔﺳـﯾﺔ ﻟـدﯾﻬم
رﻏﺑ ــﺔ ٕوارادة وﻗﺎﺑﻠﯾ ــﺔ ﻋﺎﻟﯾ ــﺔ ﻟﺗﺟرﯾ ــب اﻷﺷ ــﯾﺎء واﻻﻋﺗﻘ ــﺎد ﺑ ــﺄن اﻟﻣﺣﺎوﻟ ــﺔ واﻟﺧط ــﺄ ﺑ ــل
ﺟزءا ﻣن اﻟﺣﯾﺎة.
أﺣﯾﺎﻧﺎ ً
واﻟﻔﺷل ً
وأﻛدت رﯾﻔﯾﺗش ﻋﻠﻰ أن ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻟﯾﺳـت ﻛﺎﻣﻠـﺔ أو ﻟﯾﺳـت ﻧﻬﺎﺋﯾـﺔ ،إﺿـﺎﻓﺔ إﻟـﻰ أﻧـﻪ
ﻟــﯾس ﻣــن اﻟﻣﺣــﺗم أن ﯾﺣﺻــل اﻹﻧﺳــﺎن ﻋﻠــﻰ درﺟــﺎت ﻣرﺗﻔﻌــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻫــذﻩ اﻷﺑﻌــﺎد أو
أﯾﺿـﺎ ﻋﻠـﻰ أﻧـﻪ ﻟﻛـﻲ ﻧزﯾـد
اﻟﻣﻛوﻧﺎت اﻟﺳـﺑﻌﺔ ﻟدﻣﻐـﻪ ﺑﺧﺎﺻـﯾﺔ اﻟﻣروﻧـﺔ اﻟﻧﻔﺳـﯾﺔ .وﺗﻔﯾـد ً
ﻣــن وﺳــﻊ اﻟﻣروﻧــﺔ اﻟﻧﻔﺳــﯾﺔ ﻟــدى اﻟﺑﺷــر ﻋﻠﯾﻧــﺎ أوﻻً أن ﻧﺣــدد أي ﻣــن اﻟﻌواﻣــل اﻟﺳــﺑﻊ
٢٤٢
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٢ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اﻟﻣﺷــﺎر إﻟﯾ ـﻬـﺎ ﻫــم أﻗوﯾــﺎء ﻓﯾــﻪ ،واﻟﺑــدء ﺑﻣﻛــﺎﻣن اﻟﻘــوة أوﻻً ﺛــم اﻻﻧﺗﻘــﺎل ﺑﻌــد ذﻟــك إﻟــﻰ
اﻷﺑﻌﺎد اﻷﺿﻌف.
ﻛﻣﺎ ﻧوﻫت رﯾﻔﯾﺗش ﺑﺻورة ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ ﺳﻣﺔ أو ﻋﺎﻣل اﻟﺗﻌﺎطف ﻋﻠﻰ
اﻋﺗﺑﺎر أﻧﻪ ﻓﯾﻣﺎ ﺗرى اﻟﻐراء اﻟذي ﯾﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾن
اﻟﻧﺎس .وﻣن اﻟﻣﻬم أن ﻧؤﻛد أﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن رﯾﻔﯾﺗش ﺗرى أن ﺑﻌض اﻷﻓراد
ﻟدﯾﻬم ﻧزﻋﺔ أو ﻣﯾل طﺑﯾﻌﻲ ﻧﺣو اﻟﺳﻠوك واﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﻣﻣﺛﻠﺔ ﻟﻠﻣروﻧﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ،إﻻ
أن ﻛل ﻣﺎ ﺗﺗﺿﻣﻧﻪ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﯾﻣﻛن ﺗﻧﻣﯾﺗﻪ ٕواﺛراؤﻩ ﻣن ﺧﻼل ﺑراﻣﺞ اﻟﺗدرﯾب
واﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ.
ﺳﺎﺑﻌﺎ :اﺳﺗﻧﺗﺎﺟﺎت ﺗﺄﻣﻠﯾﺔ:
ً
أﺛﺎرت اﻟدراﺳﺔ اﻟراﻫﻧﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺗﺄﻣﻼت اﻟذاﺗﯾﺔ ﻟدى اﻟﺑﺎﺣث ،رﺑﻣﺎ ﯾﻛون ﻣن
اﺳﺗﻛﻣﺎﻻ ﻟﻠﺗوﺻﯾف اﻟﻌﺎم ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ وﻓﻘًﺎ ﻟﻣﻌﻧﺎﻫﺎ
ً اﻟﻣﻔﯾد ﺗﺿﻣﯾﻧﻬﺎ
اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻪ ،وﯾﻣﻛن ﺗﻠﺧﯾﺻﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
) (١ﯾﻣﯾل اﻟﺑﺷر إﻟﻰ أن ﯾﺣﯾﻠوا اﻟواﻗﻊ اﻟﻣﺣﺳوس إﻟﻰ ﻛﯾﺎن ﺧﺎص ،وﯾﺧﻠﻌون ﻋﻠﯾﻪ
ﻟﻐﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺷﺎﻋرﻫم اﻟذاﺗﯾﺔ ،ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﯾﺗرﺟﻣون ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ
أﺣﺎﺳﯾﺳﻬم ورؤﯾﺗﻬم ﻟﻸﻣور ﻣوظﻔﯾن ﻣﺎﻣروا ﺑﻪ ﻣن ﺗﺟﺎرب وﺧﺑرات ،ﻷن
ﻣﻌﯾﻧﺎ ﺗﺣددﻩ ﺗﺟﺎرﺑﻬم ،وﻣﺎﻗد ﻣروا ﺑﻪ ﻣن
ً ﻧظرﺗﻬم ﻟﻬذا اﻟواﻗﻊ ﺗﺄﺧذ طﺎﺑﻌﺎً
ﺿﻐوط ﻧﻔﺳﯾﺔ وﻗﺿﺎﯾﺎ ﺗﻣﺛل ﻟﻬم ﺧﺑرات ﻣؤﻟﻣﺔ؛ ﻟذا ﯾﺟب أن ﯾٌﺻﺎر إﻟﻰ إﻋﺎدة
ﻗراءة ﻣﺎ ﺳﻣﻰ ﺑظﺎﻫرة اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ أرﺿﯾﺔ اﻟﻣﻧﺣﻰ اﻟظﺎﻫرﯾﺎﺗﻲ
ﻛﻣﻧﺣﻲ ﻓﻠﺳﻔﻲ ﻟﻪ ﺗﺿﻣﯾﻧﺎت ﻧﻔﺳﯾﺔ.
واﻟﻣﻧﺣﻰ اﻟظﺎﻫرﯾـﺎﺗﻲ"اﻟﻔﻧوﻣﻧوﻟوﺟﻲ" ﯾﻧﺳـب اﻟﻔﺿـل ﻓـﻲ ﺗﺄﺳﯾﺳـﻪ ﻟﻠﻔﯾﻠﺳـوف اﻷﻟﻣـﺎﻧﻲ
إدﻣوﻧد ﻫوﺳﯾرل ،وﯾﻣﻛن اﻻﺳﺗﻧﺎد إﻟﻰ ﻫذا اﻟﻣﻧﺣﻰ ﻓـﻲ ﺗﺣﻠﯾـل إد ارﻛـﺎت ذوي اﻟﺷـﻌور
ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣ ــﺔ اﻟﻧﻔﺳ ــﯾﺔ ﻟﻠ ــذات واﻵﺧـ ـرﯾن واﻟﻌ ــﺎﻟم؛ ﻟﻛوﻧ ــﻪ ﻣﻧﺣ ــﻰ ﻓﻠﺳ ــﻔﻲ ﺗﺣﻠﯾﻠ ــﻲ ذا أﺑﻌ ــﺎد
ﻧﻔﺳﯾﺔ ﯾرﻛز ﻋﻠﻰ ﺗﻧﺎول اﻟﺗﺟﺎرب اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟﻛﺑرى ﺑـﺎﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠـﻰ ﻓﻛـرة ﻋﺎﻣـﺔ ﻣﻔﺎدﻫـﺎ
ﺧﺎﺻــﺎ ﺑﻬــﺎ ﺗﻘﺗﺿــﯾﻪ طﺑﯾﻌــﺔ ﻣــﺎ
ﻧوﻋﯾــﺎ ً
أن "ﻟﻛــل ﺗﺟرﺑــﺔ ﻣــن اﻟﺗﺟــﺎرب اﻹﻧﺳــﺎﻧﯾﺔ ﺷــﻛﻼً ً
٢٤٣
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
ﻧﺣ ــن ﺑﺻـ ــدد ﺗﺣﻠﯾﻠ ــﻪ ،ﺑﺈﺣﺎﻟﺗـ ــﻪ إﻟ ــﻰ ﻣﯾﻛﺎﻧﯾزﻣـ ــﺎت ﻣﺣ ــددات ﺗﺧﻠﯾﻘـ ــﻪ ﻛﺣﺎﻟ ــﺔ ﺷـ ــﻌورﯾﺔ
ﺧﺎﻟﺻ ــﺔ وارﺗﺑﺎطﺎﺗ ــﻪ ﺑﺎﻷﻓﻌ ــﺎل اﻟﻘﺻ ــدﯾﺔ وﻏﯾ ــر اﻟﻘﺻ ــدﯾﺔ ،ﻋﻠ ــﻰ اﻋﺗﺑ ــﺎر أن اﻟﺷ ــﻌور
اﻟﺧــﺎﻟص واﻟﻔﻌــل اﻟﻘﺻــدي وﻏﯾــر اﻟﻘﺻــدي ﻣﺑــدأ ﻛــل ﻣﻌرﻓــﺔ " )ﻟﻠﻣزﯾــد ارﺟــﻊ :ﻓﯾﻠﯾــب
ﻫوﻧﻣﺎن & إﺳﺗﯾل ﻛوﻟﯾش ،٢٠٠٢ﺑﺳﺎم ﻓطوس. (٢٠٠٦ ،
)(٢اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾٌﻌﺗﻘد ﺣﺎﻟﺔ وﺟودﯾﺔ ﺗرﺗﺑط ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﻛوﻧﻬﺎ
اﻟﻣرء ﻋن ﻧﻔﺳﻪ وﻋن اﻟﺣﯾﺎة وﻋن اﻟﻐرض ﻣﻧﻬﺎ؛ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن أي اﺧﺗﻼل ﻓﻲ
ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﯾﻔﺿﻲ إﻟﻰ ﺗﺧﻠﯾق ظروف ﻣواﺗﯾﺔ ﻟﺗﻌزﯾزﻫﺎ وﺗوﺳﯾﻊ ﻧطﺎﻗﻬﺎ ﺣﺗﻰ
ﺗﺻل ﻓﻲ أﻗﺻﻰ درﺟﺎﺗﻬﺎ إﻟﻰ ﺷل ﻓﻌﺎﻟﯾﺎت اﻟﺷﺧص ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة.
)(٣اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ داﻟﺔ ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﻧﻛﺳﺎر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻺﻧﺳﺎن ﺑﻣﺎ ﯾﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ﻣن
ﺷﻌور ﺑﺎﻟدوﻧﯾﺔ واﻹﺣﺑﺎط وﻓﻘدان اﻟﻬﻣﺔ واﻟﺑﻼدة اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ واﻹذﻋﺎن ﻟﻶﺧر
وﻟﻠظرف واﻟﺳﯾﺎق؛ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﺗﺧﻠص ﻣﻧﻬﺎ ﯾﻘﺗﺿﻲ ﻣن اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﯾن ﻓﻲ
اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟطب ﻧﻔﺳﯾﺔ ﺗوﺻﯾف ﻣﺣددات ﺗﺧﻠﯾﻘﻬﺎ وﺳﯾﺎق
ذﻟك اﻟﺗﺧﻠﯾق ودﯾﻧﺎﻣﯾﺎﺗﻪ أﻛﺛر ﻣن اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ اﻟوﺟداﻧﯾﺔ واﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ.
)(٤اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺗﺟﺳﯾد ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿﯾﺎع اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻌﺎم ،ﻓﻬﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺻف ﻣن
ﯾﻌﯾﺷون ﺑدون أﻫداف واﺿﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ،وﻟﯾس ﻟدﯾﻬم اﺗﺟﺎﻩ إﯾﺟﺎﺑﻲ ﻧﺣو
اﻟﺣﯾﺎة ﯾﺿﺑط إﯾﻘﺎع ﺗﺻرﻓﺎﺗﻬم وﻛﺄﻧﻬم ﯾدورون ﺑﺣﻠﻘﺔ ﻣﻔرﻏﻪ وﯾﻘﻌون ﺿﺣﺎﯾﺎ
اﻻﻫواء واﻟﻣﺻﺎﻟﺢ وﻋدم ظﻬور اﻟرؤﯾﺔ ﺑﺷﻛل واﺿﺢ .ﻓﺎﻟواﻗﻊ ﯾﻘول إن اﻟﺿﯾﺎع
ﻫو اﻟﻌدو اﻷﻛﺑر ﻟﻼﻧﺳﺎن وزﯾﺎدة اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺿﯾﺎع ﯾﻧذر ﺑﻌواﻗب وﺧﯾﻣﺔ أﻗﻠﻬﺎ
ﻓﻘدان اﻟﺛﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔس وﺗدﻫور اﻟﺻﺣﺔ واﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻬﺎﻣﺷﯾﺔ وأﻋﻼﻫﺎ اﻻﺳﺗﺳﻼم
واﻟرﻛون ﻟﻠواﻗﻊ واﻟﻣوت اﻟﻧﻔﺳﻲ ،Psychological Deathواﻟﻣوت اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻣظﻬر
رﺋﯾﺳﻲ ﻣن ﻣظﺎﻫر ﺗﺷﯾﺊ اﻟذات ﻓﺎﻹﻧﺳﺎن ﻣوﺟود ﺑﺟﺳﻣﻪ وﯾﻌﯾش ﻣﻊ اﻟﻧﺎس
وﯾﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻬم وﻟﻛن ﻣﺷﺎﻋرﻩ وأﺣﺎﺳﯾﺳﻪ ﻣﻌطﻠﻪ ،ﻓﻬو ﻣﺛل اﻵﻟﺔ ﯾﺄﻛل وﯾﺷرب
ﺳﻠوﻛﯾﺎ
ً وﯾﻧﺎم وﯾﺣﺗﻘر وﯾﻬﯾن وﯾزدري وﯾﺣﺳد وﯾﻛرﻩ وﯾﯾﺄس وﯾﺗﺷﺎﺋم وﯾﻘﻧط وﯾﺗﺑﻠد
)ﻟﻠﻣزﯾد راﺟﻊ.( Snyder 1994:
٢٤٤
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٢ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأﻫم ﺧﺎﺻﯾﺔ ﻟوﺻف اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺗﺟدد واﻟﻣﺛﺎﺑرة ،ﻓﺎﻟﺣﯾﺎة اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ
ﺻﯾرورة وظﯾﻔﯾﺔ واﻧﺑﺛﺎق داﺋم ﻟﻠﺗﺟدد واﻟﺗﺣول اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ،ﻓﺈذا ﻓﻘدت ﺣﯾﺎة اﻹﻧﺳﺎن
ﻛﺎﺋﻧﺎ ًﺣﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى
ﺧﺎﺻﯾﺔ اﻟﺗﺟدد واﻟﻣﺛﺎﺑرة واﻟﺗﺣول اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ،أﺻﺑﺢ ً
وﻣﻔﺗﻘدا ﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻟﺑﻬﺟﺔ واﻟﺳرور )ﻟﻠﻣزﯾد
ً ﻓﺎﻗدا ﻟﻛل ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ وﺣﯾوﯾﺔ،
اﻟﺑﯾوﻟوﺟﻲ ً
راﺟﻊ :ﻧدرﻩ اﻟﯾﺎزﺟﻲ. (٢٠١١ ،
وﯾﻌﺑر ﻋن ﻫذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ذﻟك اﻟﺗوﺻﯾف اﻟﻣﺻور اﻟذي ﺗظﻬرﻩ اﻟﺻورة اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ وﻣﺎ
ﻛﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن ﺗﻌﻠﯾق.
ﻫﯾﺎ أﺣﺿر ورﻗﺔ وﻗﻠم ،وﺗﻌﺎل ﻛﻲ ﺗﻛﺗب ﻧﻌﯾك * أدري أﻧﻪ ﻣطﻠب ﺷؤم ،ﻟﻛن
اﻟﻣﻐزى ﻣﻧﻪ ﺟد ﻣﻬم
)(٥اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺗﺟﺳﯾد ﻟﻣﺎ ﯾﺻﺢ ﺗﺳﻣﯾﺗﻪ ﺑﺎﻟﻌﺑودﯾﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ؛ ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﺗﺳﻠﯾم
اﻟﻣرء إر ًادﯾﺎ ﻟزﻣﺎم أﻣرﻩ ﻵﺧر ﯾﻔﻛر ﻟﻪ وﯾﺧطط ﻟﻪ وﯾرﺳم ﻟﻪ ﻣﻼﻣﺢ ﺣﯾﺎﺗﻪ وﺟﻬﺔ
وﻣﺻﯾرا.
ً
)(٦اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺗﺟﺳﯾد ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻔراغ اﻟروﺣﻲ وأن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿﯾﺎع اﻟﻧﻔﺳﻲ ذات
ﻣﻐﺎل
ٍ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺎﻟﻔراغ اﻟروﺣﻲ ،وﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾؤدي إﻟﯨﯾﻪ ﻣن ﺗﻣﺳك
ﻣﺎض وﻟﻰ وﻻ ﺳﺑﯾل إﻟﻰ
ٍ ﺑﻣظﺎﻫر ﻫﺎﻣﺷﯾﺔ ﻟﺗدﯾن ﻫﺎﻣﺷﻲ وﺑﺎﻟﺣﻧﯾن إﻟﻰ
اﺳﺗﻌﺎدﺗﻪ إﻻ ﻓﻲ أذﻫﺎن اﻟﻣﻛﺑﻠﯾن ﺑﺎﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻧﻬزام ﺑﺗوﻫم اﻟﺗﻣﯾز واﻟزﻫو ﺑﻪ ﻓﻲ
ﻣواﺟﻬﺔ اﻵﺧر ،أو ﺑﺈﺻطﻧﺎع زﻫد ﻣزﯾف ﻛﻬروب ﻣن واﻗﻊ طﻐﻰ.
٢٤٥
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
٢٤٦
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٢ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)(٦اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﺎﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻋﺗﻘﺎدات ﻫزﯾﻣﺔ اﻟذات وﻣﻌﻧﻰ اﻟﺣﯾﺎة
واﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ ﻟدى طﻼب اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ﻓﻲ دول اﻟرﺑﯾﻊ اﻟﻌرﺑﻲ.
)(٧اﻟﻧﻣذﺟﺔ اﻟﺑﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟوﺣدة اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﻌﺟز اﻟﻣﺗﻌﻠم واﻻﻧﺳﺣﺎب
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟدى ﻓﺋﺎت ﻛﻠﯾﻧﯾﻛﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
)(٨اﺧﺗﺑﺎر ﻧﻣوذج ﺳﺑﺑﻲ ﺑﯾن ﻣظﺎﻫر اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ وﺧﺻﺎﺋص اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣدرﺳﯾﺔ
واﻻﺗﺟﺎﻩ ﻧﺣو اﻟﻣدرﺳﯾﺔ وﻣﻔﻬوم اﻟذات.
)(٩اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن أﺳﺎﻟﯾب اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟواﻟدﯾﺔ وﻣظﺎﻫر اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﯾدرﻛﻬﺎ
اﻷﺑﻧﺎء.
)(١٠اﻷﻓﻛﺎر اﻟﻼﻋﻘﻼﻧﯾﺔ وﻋﻼﻗﺗﻬﺎ ﺑﻣظﺎﻫر اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟدى طﻼب اﻟﺗﻌﻠﯾم
اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ.
) (١١دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﻟﻼﻋﺗﻘﺎدات واﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺧﻠﻘﺔ ﻟﻣظﺎﻫر اﻟﻬزﯾﻣﺔ
اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟدى اﻟﺷﺑﺎب.
)(١٢ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﺑرﻧﺎﻣﺞ إرﺷﺎدي ﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺿﻐوط ﻓﻲ ﺗﺧﻔﯾض
ﻣظﺎﻫر اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟدى ﻓﺋﺎت ﻛﻠﯾﻧﯾﻛﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
)(١٣ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻣﻌرﻓﻲ ﺳﻠوﻛﻲ ﻟﺧﻔض ﻣظﺎﻫر اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻧﻣﯾﺔ
اﻟﺗﻧﻌم اﻟذاﺗﻲ ﻟدى ﻓﺋﺎت ﻛﻠﯾﻧﯾﻛﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
)(١٤ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﺑرﻧﺎﻣﺞ إرﺷﺎدي ﻗﺎﺋم ﻋﻠﻰ ﻓﻧﯾﺎت ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﺗﺧﻔﯾض
ﻣﺷﺎﻋر اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟدى ﻓﺋﺎت ﻛﻠﯾﻧﯾﻛﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
)(١٥ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﺑرﻧﺎﻣﺞ إرﺷﺎدي ﻟﺗﻌدﯾل اﻷﻓﻛﺎر اﻟﻼﻋﻘﻼﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺧﻔﯾض ﻣظﺎﻫر
اﺳﯾﺎ.
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟدى طﻼب اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ اﻟﻣﺗﺄﺧرﯾن در ً
٢٤٨
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٢ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٢٤٩
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
ﻣراﺟﻊ اﻟدراﺳﺔ:
أوﻻ اﻟﻣراﺟﻊ اﻟﻌرﺑﯾﺔ:
) (١إرﯾـــك ﻓـــروم) .(٢٠٠٥ﻣﺳـــﺎﻫﻣﺔ ﻓـــﻲ ﻋﻠـــوم اﻻﻧﺳـــﺎن ،اﻟﺻـــﺣﺔ اﻟﻧﻔﺳـــﯾﺔ
ﻟﻠﻣﺟﺗﻣـــﻊ اﻟﻣﻌﺎﺻــــر،ﺗرﺟﻣﺔ ﻣﺣﻣــــد ﺣﺑﯾــــب ،إﺻــــدار دار اﻟﺣــــوار،
دﻣﺷق.
) (٢أﺳﻣﺎء ﻋﺑد اﻟﺳﺗﺎر اﻷﺳدي ) ( 2004ﺑﻧﺎء ﻣﻘﯾﺎس اﻟﻣﺳـﺎﯾرة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾـﺔ ﻟـدى
طﻠﺑﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ،رﺳـﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳـﺗﯾر ﻏﯾـر ﻣﻧﺷـورة ،ﻛﻠﯾـﺔ اﻵداب ،ﺟﺎﻣﻌـﺔ
ﺑﻐداد.
) (٣ﺑﺳﺎم ﻓطوس ) .(٢٠٠٦اﻟﻣـدﺧل إﻟـﻰ ﻣﻧـﺎﻫﺞ اﻟﻧﻘـد اﻟﻣﻌﺎﺻـر ،دار اﻟوﻓـﺎء
ﻟدﻧﯾﺎ اﻟطﺑﻊ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.
) (٤ﺟﻣـﺎل اﻟﻣظﻔـر ) .(٢٠٠٩اﻧﻛﺳـﺎر اﻟـذات ﻓــﻲ اﻟﻘـص اﻟﻧﺳـوي ،ﻣﺗـﺎح ﻋﻠــﻰ
ﻣوﻗــﻊ اﻟﺣــوار اﻟﻣﺗﻣــدن ،ﻋﻠــﻰ ﺷــﺑﻛﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾــﺔ ،اﻟـــراﺑط
اﻹﻟﻛﺗروﻧـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﻲ اﻟﺗـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺎﻟﻲ:
h p://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=190678
) (٥ﺟــــورج طراﺑﯾﺷــــﻲ ) .(٢٠١٠اﻟﻣــــرض ﺑــــﺎﻟﻐرب ،ﺑﺗــــرا ﻟﻠطﺑﺎﻋــــﺔ واﻟﻧﺷــــر
واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن.
) (٦ﺧﻠﯾل اﺑراﻫﯾم رﺳول ﺷذى ﻋﺑد اﻟﺑﺎﻗﻲ اﻟﻌﺟﯾﻠﻲ ).(٢٠٠٨دراﺳـــﺔ ﻣﯾداﻧﯾـــﺔ
ﺣــــول إﺷﻛﺎﻟﯾـــــﺔ اﻻﻧﺗﻣـــــﺎء واﻟﻬوﯾــــﺔ ،اﻟﻣﺟﻠــــﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾــــﺔ ﻟﺷﺑﻛـــــﺔ
اﻟﻌﻠـــوم اﻟﻧﻔﺳﯾــــﺔ ،اﻟﻣﺟﻠــد اﻟراﺑـــﻊ -اﻟﻌــدد ،١٧ﻣﺗــﺎح ﻋﻠــﻰ ﻣوﻗــﻊ
اﻟﻌﻠوم اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺑﻛﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾـﺔ ،اﻟـراﺑط اﻹﻟﻛﺗروﻧـﻲ
h p://www.arabpsynet.com/apn.journal/apnJ17/apnJ17.HTM اﻟﺗﺎﻟﻲ:
) (٧ﺳﻠطﺎن ﺑن ﻣوﺳﻰ اﻟﻌوﯾﺿﺔ ) .(٢٠٠٤اﻹﺣﺑﺎط و اﻹﻏﺗـراب ﻟـدى اﻟﺷـﺑﺎب
اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣـﺔ ،ﺑﺣـث ﻗـدم ﺿـﻣن ﻓﻌﺎﻟﯾـﺎت ﻣـؤﺗﻣر اﻟﺷـﺑﺎب
اﻷردن. اﻟﻌرﺑﻲ واﻟﻌوﻟﻣﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟزرﻗﺎء اﻷﻫﻠﯾﺔ ،اﻟزرﻗﺎء،
) (٨ﺳــﯾف اﻟــدﯾن ﻋﺑـــد اﻟﻔﺗــﺎح إﺳــﻣﺎﻋﯾل وآﺧـــرون) .(٢٠٠٨ﺑﻧــﺎء اﻟﻣﻔـــﺎﻫﯾم:
٢٥٠
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٢ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دراﺳﺔ ﻣﻌرﻓﯾﺔ وﻧﻣﺎذج ﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ،ﺟـ ،٢- ١دار اﻟﺳﻼم ،اﻟﻘﺎﻫرة.
) (٩ﺻـــﻔﺎء اﻷﻋﺳـــر) .(٢٠١٠اﻟﺻـــﻣود ﻣـــن ﻣﻧظـــور ﻋﻠـــم اﻟـــﻧﻔس اﻹﯾﺟـــﺎﺑﻲ،
اﻟﻧﺷــــرة اﻟدورﯾــــﺔ ﻟﻠﺟﻣﻌﯾــــﺔ اﻟﻣﺻــــرﯾﺔ ﻟﻠدراﺳــــﺎت اﻟﻧﻔﺳــــﯾﺔ ،اﻟﻌــــدد
)،(٧٧ﻣﺎرس .٢٠١٠
) (١٠ﻋــــﺎدل ﻋﺑــــد اﷲ ﻣﺣﻣــــد ).(٢٠٠٥ﺳــــﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﻣوﻫﺑــــﺔ ،ﺳﻠﺳــــﻠﺔ ذوي
اﻻﺣﺗﯾﺎﺟـــــﺎت اﻟﺧﺎﺻـــــﺔ ،اﻟﻘـــــﺎﻫرة ،دار اﻟرﺷـــــﺎد ﻟﻠطﺑﺎﻋـــــﺔ واﻟﻧﺷـــــر
واﻟﺗوزﯾﻊ.
) (١١ﻋﺑـــد اﻟﺳـــﺗﺎر إﺑـــراﻫﯾم ) .(١٩٩٨اﻻﻛﺗﺋـــﺎب :اﺿـــطراب اﻟﻌﺻـــر ،ﻓﻬﻣـــﻪ
وأﺳﺎﻟﯾب ﻋﻼﺟﻪ ،ﻋـﺎﻟم اﻟﻣﻌرﻓـﺔ ) ،(٢٣٩اﻟﻣﺟﻠـس اﻟـوطﻧﻲ ﻟﻠﺛﻘﺎﻓـﺔ
واﻟﻔﻧون واﻵداب ،اﻟﻛوﯾت.
) (١٢ﻋﺑد اﷲ اﻟﺻﺑﯾﺢ ) .(٢٠٠٨اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳـﯾﺔ ،ﻣﺗـﺎح ﻋﻠـﻰ ﻣوﻗـﻊ ﻧواﻓـذ،
ﻋﻠــــﻰ ﺷــــﺑﻛﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣــــﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾــــﺔ ،اﻟــــراﺑط اﻹﻟﻛﺗروﻧــــﻲ اﻟﺗــــﺎﻟﻲ:
http://islamtoday.net/nawafeth/artshow-43-11485.htmﺗ ﺎرﯾﺦ
اﻟﺣﺻول اﻟﺳﺑت ٢٠١٣/٢/١٢ﻓﻲ ﺗﻣﺎم اﻟواﺣدة ﺑﻌد اﻟظﻬر.
) (١٣ﻋﺑــد اﷲ ﺑــن ﻋﻠــﻲ ﺻــﻐﯾر ).(٢٠٠٩أﺳــﺑﺎب وأﻋ ـراض اﻟﺿــﻌف اﻟﻧﻔﺳــﻲ
اﻟــذي أﺻــﺎب ﻏﺎﻟــب اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن ،ﺳﻠﺳــﻠﺔ ﺑﻧــﺎء اﻟﺷﺧﺻــﯾﺔ اﻟدﻋوﯾــﺔ
"اﻟﺑﻧﺎء واﻟﺗﻛوﯾن اﻟذاﺗﻲ"،
) (١٤ﻋﺑـــد اﷲ ﻣﺣﻣـــد أﺣﻣـــد اﻟﺣرﯾـــري ) ١٤١٧ﻫــــ(.اﻻﻧﻬزام اﻟﻧﻔﺳـــﻲ ﺑواﻋﺛـــﻪ
وﻋﻼﺟـــﻪ ﻣـــن ﻣﻧظـــور اﻟﺗرﺑﯾـــﺔ اﻻﺳـــﻼﻣﯾﺔ ،ﻣﻌﻬـــد اﻟﺑﺣـــوث اﻟﻌﻠﻣﯾـــﺔ
ٕواﺣﯾﺎء اﻟﺗراث ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح اﻟوطﻧﯾﺔ ،ﻧﺎﺑﻠس ،ﻓﻠﺳطﯾن.
) (١٥ﻋطﯾـــﺎت أﺑـــو اﻟﻌﯾﻧـــﯾن ) .(٢٠٠٧ﺷـــﺑﺎﺑﻧﺎ ﺑـــﯾن ﻏرﺑـــﺔ واﻏﺗـــراب :دراﺳـــﺔ
ﻟﻠﻣﺷﻛﻼت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،اﻟﻘـﺎﻫرة ،اﻟﻬﯾﺋـﺔ اﻟﻣﺻـرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ
ﻟﻠﻛﺗﺎب.
) (١٦ﻋﻣـر ﺷـﺎﻫﯾن ،ﯾﺣﯾـﻲ اﻟرﺧـﺎوي ) : ( ١٩٧٧ﻣﺑـﺎدئ اﻷﻣـراض اﻟﻧﻔﺳــﯾﺔ،
٢٥١
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
٢٥٢
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٢ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺑﺣث ﻣﻘدم إﻟﻰ ﻣؤﺗﻣر "اﻹﺳﻼم واﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻرة"،اﻟﻣﻧﻌﻘد ﺑﻛﻠﯾﺔ
أﺻـــــــول اﻟـــــــدﯾن ﻓـــــــﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌـــــــﺔ اﻹﺳـــــــﻼﻣﯾﺔ ،ﻓـــــــﻲ اﻟﻔﺗـــــــرة-٢ :
٢٠٠٧/٤/٣م.
) (٢٦ﻣﺣﻣــد ﺣﺳــن ﻋﻠــوان ) .(٢٠١١اﻟﻬزﯾﻣــﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾــﺔ ،ﻣﺗــﺎح ﻋﻠــﻰ ﻣوﻗــﻊ
اﻟـــــوطن أون ﻻﯾـــــن ،ﻋﻠـــــﻰ ﺷـــــﺑﻛﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣـــــﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾـــــﺔ ،اﻟـــــراﺑط
اﻹﻟﻛﺗروﻧـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﻲ اﻟﺗـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺎﻟﻲ:
h p://www.alwatan.com.sa/Ar cles/Detail.aspx?Ar cleId=6304
) (٢٧ﻣﺣﻣـــد ﻋزﯾـــز اﻟﺣﺑـــﺎﺑﻲ ) .(١٩٨٣اﻟﺷﺧﺻـــﺎﻧﯾﺔ اﻹﺳـــﻼﻣﯾﺔ ،طــــ ،٢دار
اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻟﻘﺎﻫرة.
) (٢٨ﻣﺻــــــطﻔﻲ ﺣﺟــــــﺎزي ) .(٢٠٠٥اﻟﺗﺧﻠــــــف اﻻﺟﺗﻣــــــﺎﻋﻲ :ﻣــــــدﺧل إﻟــــــﻰ
ﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻣﻘﻬور ،طـ ،٩اﻟﻣرﻛـز اﻟﺛﻘـﺎﻓﻲ اﻟﻌرﺑـﻲ ،اﻟـدار
اﻟﺑﯾﺿﺎء ،اﻟﻣﻐرب.
) (٢٩ﻧﺎﺻر اﻟﺷﯾﺦ ،ﺻﻔوت ﻓـرج ) :(٢٠٠٤اﻟﻔـروق ﺑـﯾن اﻟﻣﺗﻌرﺿـﺎت ﻟﻠﻌﻧـف
وﻏﯾـــــر اﻟﻣﺗﻌرﺿـــــﺎت ﻟـــــﻪ ﻓـــــﻰ ﻋـــــدد ﻣـــــن اﻟﻣﺗﻐﯾـــــرات اﻟﺷﺧﺻـــــﯾﺔ
واﻹﻛﻠﯾﻧﯾﻛﯾﺔ ،دراﺳﺎت ﻧﻔﺳﯾﺔ.٤٢٢ – ٣٧١ (٣) ١٤ ،
) (٣٠ﻧﺑﯾــل رﻣــزي اﺳــﻛﻧدر ).(١٩٨٨اﻻﻏﺗـراب وأزﻣــﺔ اﻹﻧﺳــﺎن اﻟﻣﻌﺎﺻــر ،دار
اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.
) (٣١ﻧــدرﻩ اﻟﯾــﺎزﺟﻲ ) .(٢٠١١اﻟﺣﯾــﺎة واﻟﻣــوت ﻣــن ﻣﻧظــور اﻟﻌﻠــم واﻟﻔﻠﺳــﻔﺔ،
ﻣﺗــﺎح ﻋﻠــﻰ ﻣوﻗــﻊ ﻣﻌــﺎﺑر ﻋﻠــﻰ ﺷــﺑﻛﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾــﺔ ،اﻟ ـراﺑط
اﻹﻟﻛﺗروﻧـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﻲ اﻟﺗـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺎﻟﻲ:
h p://maaber.50megs.com/issue_january08/perenial_ethics2.htm
٢٥٣
ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة. واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د، ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ، ﻣﺣدداﺗﻬﺎ، ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ، ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ:اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
. اﻟﻣراﺟﻊ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ:ﺛﺎﻧﯾﺎ
ً
(1) Baumeister, R.F. Scher, Stephen (1988). Self-Defeating Behavior
Patterns among Normal Individuals: Review and Analysis of
Common Self-Destructive Tendencies. American Psychological
Association, 1-22
(2) World English Dictionary (2011).
http://dictionary.reference.com/browse/defeatism
(3) Masquerade, J (2012). Histrionic Personality Disorder Forum,
http://www.psychforums.com/histrionic-personality/
(4) Kordel , L (2012). Live to Enjoy the Money You Make, Literary
Licensing, LLC.
(5) YELSMA. P (2007) ASSOCIATIONS AMONG ALEXITHYMIA,
POSITIVE AND NEGATIVE EMOTIONS, AND SELF-DEFEATING
PERSONALITY. Psychological Reports, Vol,(100), No (2), PP. 575-
584 .
(6) Reivich, K. & Shatte, A. (2002). The Resilience Factor, Broadway
Publishrer ,UK.
(7) Huhman, K.L. (2006). "Social conflict models- Can they inform
us about human psychopathology? Hormones and Behavior ,50
(4): 640–646.
(8) Szymanski.D.M,&Henning. S.L (2007). The Role of Self-
objectification in Women’s Depression: A Test of Objectification
Theory. Sex Roles, Vol 56, N 1-2 / January, 45-53.
(9) Sierra,M , Medford, N, Wyatt, G &Anthony S. (2012).
Depersonalization disorder and anxiety: A special relationship?
Psychiatry Research, 197 , PP.123–127.
(10) Bloem, S (2008).Broken Minds: Hope for Healing When You Feel
Like You're Losing It, Kregel Publishers, New York.
(11) Fritscher, L (2003). Depersonalization, Available at:
http://phobias.about.com/od/glossary/g/depersonalizationdef
.htm
(12) Fiore,Neil A (2006). The Now Habit: A Strategic Program for
Overcoming Procrastination and Enjoying Guilt- Free Play .New
York: Penguin Group.
(13) Spiegel, D (2006). Recognizing Trauma c Dissocia on. American
Journal of Psychiatry 2; 163(4): 566–568.
(14) SCHILL, T (1990) A MEASURE OF SELF-DEFEATING PERSONALITY.
Psychological Reports: Volume 66, Issue 1 , pp. 1343-1346.
(15) Fuchs T. (2007). Fragmented selves: temporality and iden ty in
borderline personality disorder, Psychopathology;40(6):379-87.
(16) The American Heritage® (2000) Dic onary of the English
Language, Fourth Edition , Houghton Mifflin Company.
(17) Callahan, C. M., Cunningham, C. M., & Plucker, J. A. (1994).
Foundations for the future: The socio-emotional development
of gi ed, adolescent women. Roeper Review, 17, 99-105.
٢٥٤
٢٠١٢ ( ﻟﺳﻧﺔ٢) اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(18) Sierra, M., & Berrios, G.E (2000). Cambridge Depersonaliza on
Scale (CDS), Institute of Psychiatry Depersonalization Research
Unit Section of Neuropsychiatry, University of London Press.
(19) Snyder C.R. (1994).Psychology of Hope: You Can Get Here from
There, The Free Press, New York.
(20) Wildgoose,A., Clarke,S.,& Waller, G (2001). Treating personality
fragmentation and dissociation in borderline personality
disorder: A pilot study of the impact of cognitive analytic
therapy, British Journal of Medical Psychology, Volume 74,
Issue 1, pages 47–55.
(21) Cambridge Advanced Learner's Dictionary & Thesaurus ©
Cambridge University Press)
٢٥٥
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
٢٥٦
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٢ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﻣﻼﺣق اﻟدراﺳﺔ.
ﻣﻠﺣق )(١
ﻣﻘﯾﺎس اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ
ﺳﻌﺎدة اﻷﺳﺗﺎذ اﻟدﻛﺗور .................................................. :
اﻟﺳﻼم ﻋﻠﯾﻛم ورﺣﻣﺔ اﷲ وﺑرﻛﺎﺗﻪ ،ﻧﻬدﯾﻛم أطﯾب آﯾﺎت اﻟﺗﻘدﯾر واﻟﺗﺣﺎﯾﺎ،،،،
ﯾﻘوم اﻟﺑﺎﺣث ﺑدراﺳﺔ ﺑﻌﻧوان " اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ،
ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ وﻋﻼﺟﻬﺎ" ،وﺗﺳﺗﻬدف اﻟدراﺳﺔ ﺗوﺻﯾف اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ
اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﯾﺔ "ﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ" ﺑﺻورة ﻓﺎرﻗﺔ ﻋن ﺑﻌض اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ
اﻟﻣﺗداﺧﻠﺔ ﻣﻌﻪ ﻣﺛل :اﻟﻌﺟز اﻟﻣﺗﻌﻠم ،اﺿطراب اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻬﺎزﻣﺔ ﻟﻠذات ،اﻻﻏﺗراب
اﻟﻧﻔﺳﻲ ،واﻟوﻫن اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻹﻋﯾﺎء اﻟﻧﻔﺳﻲ.
وﯾﻌرف اﻟﺑﺎﺣث ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ:
ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ ذات ﻣﺿﺎﻣﯾن ﻣﻌرﻓﯾﺔ ووﺟداﻧﯾﺔ وﺳﻠوﻛﯾﺔ ﺗﺳﯾطر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺗﻠﻰ
ﺑﻬﺎ ،ﺗﺗﺟﺳد ﻓﻲ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻌﺟز وﻗﻠﺔ اﻟﺣﯾﻠﺔ ﺗﺟﺎﻩ أﺣداث ووﻗﺎﺋﻊ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ
ﻓﻲ اﻟﺣﺎﺿر واﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،وﺗﻘﺗرن ﺑﺎﻟﻛﺂﺑﺔ واﻟﯾﺄس واﻟﺧزي ،واﻻﻓﺗﻘﺎد ﻟﻠﻔﺎﻋﻠﯾﺔ واﻟﺣﯾوﯾﺔ
وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺳﻠوﻛﯾﺎت داﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺳﻼم واﻟرﻛون وﺗﻘﺑل اﻟواﻗﻊ اﻟذاﺗﯾﺔ،
اﻟﺷﺧﺻﻲ دوﻧﻣﺎ ﺑذل أي ﻣﺟﻬود ﻟﺗﻐﯾﯾرﻩ ﻣﻊ ﺗﺑﻌﯾﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﻟﻶﺧر ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻔﻛﯾر
واﻻﻧﻔﻌﺎل واﻟﻔﻌل ﻣﻊ اﻟﻣﯾل إﻟﻰ اﺳﺗﺻﻐﺎر اﻟذات ٕواﻫﺎﻧﺗﻬﺎ وﺗﺣﻘﯾرﻫﺎ ".
وﯾﺗﺿﻣن ﻣﻔﻬوم اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﺳﺎﺑق ،اﻷﺑﻌﺎد اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
) (١اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺧزى.
" اﻧﻔﻌﺎل ﯾﺗﻣﻠك ﺻﺎﺣﺑﻪ وﯾدﻓﻌﻪ ﻟﻠﺷﻌور ﺑﺎﻻزدراء واﻻﺷﻣﺋزاز وﻋدم اﻟﻘﺑول ﻣن ﻗﺑل
اﻵﺧرﯾن ،ﻛﻣﺎ ﯾﺷﻌر اﻟﻔرد ﺑﺎﻟذل واﻟﺣرج واﺣﻣرار اﻟوﺟﻪ وﺑﺄﻧﻪ طﻔﻠﻰ وأﻧﻪ ﻣراﻗب ﻣن
ﻗﺑل اﻵﺧرﯾن ﻛﻣﺎ ﯾدﻓﻌﻪ ﻟﻠﺷﻌور ﺑﺎﻟدوﻧﯾﺔ أو اﻟﻧﻘص ﻏﯾر اﻟﻣرﯾﺢ واﻟﺣﻘﺎرة وﻋدم
اﻟﻔﺎﺋدة واﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻻﺧﺗﻔﺎء ﻋن اﻵﺧرﯾن واﻟﺗﺻرف ﻣﻊ اﻟﻧﺎس وﻛﺄن ﻟﺳﺎن ﺣﺎﻟﻪ ﻻ
أرﯾد أن ﯾراﻧﻲ أﺣد"
٢٥٧
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
ﻋﻠﯾﻪ اﻷداء اﻟوظﯾﻔﻲ اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻛﺎﻣل واﻟﺗﻧﻌم اﻟﻧﻔﺳﻲ أو ﺣﺳن اﻟﺣﺎل ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﺷﻌور ﺑﺎﻟﺑﻼدة اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻧﻔور
ﻓﺎﻻﻓﺗﻘﺎد إﻟﻰ اﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ ﯾرﺗب ً ا
ﻣن اﻟﺣﯾﺎة وﻋدم اﻟﺗرﺣﯾب ﺑﻬﺎ.
) (٦اﻋﺗﻘﺎدات ﻫزﯾﻣﺔ اﻟذات.
٢٥٨
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٢ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺗﻣﺛل اﻋﺗﻘﺎدات ﻫزﯾﻣﺔ اﻟذات ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷﻓﻛﺎر واﻻﻋﺗﻘﺎدات اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻊ
اﻟﺷﺧص ﻟﻠﺷﻌور ﺑﺳﯾطرة ﺟواﻧب اﻟﺿﻌف واﻟﻘﺻور ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻊ ﻋﺟزﻩ ﻋن ﻣﻘﺎوﻣﺗ ﺔ
ﻓﺿﻼ ﻋن ﺗﻠون ﺣﯾﺎﺗﻪ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ﺑﺎﻟﯾﺄس
ً أو ﻣواﺟﻬﺔ أﺣداث اﻟﺣﯾﺎة ووﻗﺎﺋﻌﻬﺎ،
واﻟﺗﺷﺎؤم.
٢٥٩
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
٢٦٠
اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ اﻟﻌدد ) (٢ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٢ ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ـ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﻧﻬور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أﻋﺗﻘد أﻧﻲ ﻟن أﺗﻘن أي ﻋﻣل ٥
أﻋﺗﻘد أﻧﻲ ﻏﯾر ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺧطﯾط ٦
ﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ
ﻟن ﺗﺗﻐﯾر اﻷﻣور ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،ﻣﻬﻣﺎ ﺑذﻟت ٧
ﻣن ﺟﻬد
ﺗﺗوﻗف ﻗﯾﻣﺗﻲ ﻋﻠﻰ آراء اﻵﺧرﯾن ٨
٢٦١
اﻟﻬزﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ،ﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ،ﻣﺣدداﺗﻬﺎ ،ﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ ،واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ د .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد أﺑو ﺣﻼوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
..............................................................................
..............................................................................
..............................................................................
..............................................................................
..............................................................................
..............................................................................
........................................................................
٢٦٢