Professional Documents
Culture Documents
وأﺧﯾرا ،ﻓﺈن اﻟﮭﺑﺔ اﻷروع اﻟﺗﻲ ﯾﮭﺑﻧﺎ إﯾﺎھﺎ اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻏﯾر اﻟﻣﺷروط ھﻲ اﻟﺑﺻﯾرة اﻟﻧﺎﻓذة .ﻓﻠﻘد ﺑدأت
ً
ٌ
ﻋﺎﺟز ﺑﺣﻖ ﻋن أرى ﺑﻔﺿل ھذا اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻏﯾر اﻟﻣﺷروط أن ﻛل ﻣﺎ ﺣوﻟﻲ إﻧﻣﺎ وﺟد ﻟﻣﺑﺎرﻛﺗﻲ .وأﻧﺎ
ﺗﻔﺳﯾر ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺣدوث ذﻟك ،إﻻ أﻧﮫ ﯾﺣدث .وﻟﻛﻧﻧﺎ ﻻ ﻧﺳﺗطﯾﻊ ﺗﻔﺳﯾره ﻓﻲ ﺣدود طرق اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﺳﺎﺋدة
ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻣﻧﺎ .ﻓﻘط اﻟﻌﻣل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ اﻟذي ﺗﻘدم ﻣن ﺧﻼﻟﮫ اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻏﯾر اﻟﻣﺷروط ھو اﻟذي ﯾﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧﺣﺻد
اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣذھﻠﺔ ﻟرؤﯾﺔ اﻷﻣور ﺑوﺿوح .وﺑﻣﺎ أﻧﻧﻲ ﺑﺎﺳﺗﻣرار أﻏدق اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻋﻠﻰ ﻛل اﻷﺷﺧﺎص ،ﻓﻲ
اﻟﻣﺎﺿﻲ واﻟﺣﺎﺿر ،ﻓﻘد ﺑدأت أرى أن ﻛل ﻣﺎ ﯾﺣﯾط ﺑﻲ ﯾﺗﻣﯾز ﺣﻘًﺎ ﺑﺎﻟﺗواﻓﻖ واﻻﻧﺳﺟﺎم .وﺑدأت أﻓﮭم
ﻋﺎ ﺑﺄﻧﮭﺎ ﻣؤذﯾﺔ وظﺎﻟﻣﺔ ،وھذا اﻟﺣﻛم اﻟﺧﺎطﺊ أﻧﻲ ﻗد أﺳﺄت ﻓﮭم ﺑﻌض اﻷﻣور وأطﻠﻘت ﺣﻛ ًﻣﺎ ﻣﺗﺳر ً
ﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ إدراﻛﻲ ﻣﺣدود اﻟﻣدى.
إن ﻓﮭم اﻹﻧﺳﺎن وﻗدرﺗﮫ ﻋﻠﻰ إدراك اﻷﻣور ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﻘوﯾﺔ ﺟدًا ،وﯾﻧﺗﺞ ھذا اﻹدراك ﻣن اﻹدراك
اﻟﻣﺣدود ﻟﻠذات .وﻣن ﺧﻼل ھذه اﻟرؤﯾﺔ اﻟﻣﺣدودة ،ﻧﺗطﻠﻊ إﻟﻰ ﻋﺎﻟم ﻣﺣﻔوفٍ ﺑﺎﻟﻣﺧﺎطر واﻵﻻم .ﻟﻛن
إذا رﻓﺿﻧﺎ أن ﻧﺗﻔﺎﻋل وﻓﻘًﺎ ﻟﮭذا اﻹدراك ،ورﻏﺑﻧﺎ ﻓﻲ أن ﻧرى ﻣﺎ ﯾﺣدث ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ
اﻟروﺣﯾﺔ ،ﻓﺳﺗﺗﻐﯾر رؤﯾﺗﻧﺎ ﺗﻣﺎ ًﻣﺎ .وﻧﺑدأ ﺑرؤﯾﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻣﺗﺷﺎﺑﻛﺔ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟداﻋﻣﺔ ﻟﺑﻌﺿﮭﺎ اﻟﺑﻌض
ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ .ﻛﻣﺎ ﻧﺑدأ ﺑرؤﯾﺔ اﻟرﻗﺻﺔ اﻟروﺣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺷﺗرك ﻓﯾﮭﺎ ﺟﻣﯾﻌًﺎ .ﻣن اﻟﻣﮭم أﻻ ﺗﺣﺎول اﻛﺗﺷﺎف
ﺳر اﻟرﻗﺻﺔ ،ﻓﻘط اﺗرﻛﮭﺎ ﺗﻔﺻﺢ ﻋن ﻧﻔﺳﮭﺎ ،وﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ إﯾﻘﺎﻋﮭﺎ .وﯾﮭدف اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻏﯾر اﻟﻣﺷروط،
ﺑدﻻً ﻣن اﻟﺳﻌﻲ ﻟﺿﺑط اﻹﯾﻘﺎع ،إﻟﻰ ﺗﺣرﯾرك ﻣن اﻟﺿﻐط واﻷﻟم .ﻛﻣﺎ ﯾﺳﺗﺑدل اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻏﯾر
اﻟﻣﺷروط ﺷﻌورك ﺑﺎﻹﺣﺑﺎط ﺑﺎﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺳﻛﯾﻧﺔ واﻟﻣرح واﻟﺳﻌﺎدة وھﻲ ﻣن ﺣﻘك اﻟطﺑﯾﻌﻲ.
داﺋرة اﻻﻣﺗﻧﺎن
ﺗﯾرا ﻛﺎﺛرﯾن ﻛوﻟﯾﻧز
ﺗﯾرا ﻛﺎﺛرﯾن ﻛوﻟﯾﻧز ﺗﻌﻣل ﻛﻣﻌﻠﻣﺔ وﻣﺣﺎﺿرة وﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻟﻌﻠم ﻓﻧﻎ ﺷوي ،وھو أﺣد اﻟﻌﻠوم اﻟﺻﯾﻧﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﺣدس ،ﻓﻲ ﺳﺎن دﯾﯾﻐو .ﻓﮭﻲ ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﻠﯾم اﻟﻧﺎس ﻛﯾف ﯾﻌﺗﻣدون ﻋﻠﻰ
ﺣدﺳﮭم ﻓﻲ اﻟﻧﻔﺎذ إﻟﻰ داﺧل اﻷﺷﯾﺎء وﻓﮭﻣﮭﺎ ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺗطﯾﻌوا اﻟﻌﯾش ﻓﻲ راﺣﺔ واﺗزان وﺗﻧﺎﻏم .ﻛﻣﺎ
أﻧﮭﺎ ﻗﺎﻣت ﺑﺗﺄﻟﯾف »اﻟدﻟﯾل اﻟﻐرﺑﻲ ﻟﻠﻔﻧﻎ ﺷوي :ﺧﻠﻖ اﻟﺗوازن ،واﻻﻧﺳﺟﺎم ،واﻟوﻓرة ﻓﻲ ﺑﯾﺋﺗك«.
ﺗﻌﻠﻣت اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻣن ﺧﻼل ﻣراﻗﺑﺔ أﺷﺧﺎص آﺧرﯾن ﯾﻔﻌﻠون ھذا اﻟﺷﻲء .وﻟم أﻛن أﺟﯾده
ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ .ﻓﻐﺎﻟﺑًﺎ ﻣﺎ ﻛﻧت أﻧﺳﻰ ،أو ﻻ أﻛون ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣزاﺟﯾﺔ ﻣؤاﺗﯾﺔ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن ذﻟك .ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ
ذﻟك ،اﻋﺗﻘدت أن اﻟﻧﺎس ﻻ ﯾﻼﺣظون إن ﻟم أﻛن ﻣﻣﺗﻧًﺎ .ﻛﺎن اﻷﻣر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ھدﯾ ٍﺔ أﻗدﻣﮭﺎ ،واﻟﺗﻲ ﻟم
ﯾﻛوﻧوا ﺑﺄي ﺣﺎل ﯾﺗوﻗﻌوﻧﮭﺎ .ﻟﻛن ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺎت اﻟﺗﻲ أﻛون ﻓﯾﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟ ٍﺔ ﻣزاﺟﯾ ٍﺔ ﺟﯾدة ،وأﻧﻌم ﻓﯾﮭﺎ
ﺑﺷﻛر ﺻﺎدق ،داﺋ ًﻣﺎ ﻣﺎ ﯾﺣدث ﺷﻲء ﺳﺣري .ﺣﯾث ﺗﺟﺗﺎح ﻣوﺟﺔ ﻣن اﻟﺑﮭﺟﺔ ٍ ﻋﻠﻰ أﺣد اﻷﺷﺧﺎص
ﺟﺳدي ﺑﺄﻛﻣﻠﮫ ﺗﺻﻠﻧﻲ ﺑﺎﻟﺷﺧص اﻵﺧر وﻛﺄﻧﮭﺎ ﻗوة ﻣﻐﻧﺎطﯾﺳﯾﺔ .وﺑدأت أﺗذﻛر ﺑﺷﻛل أﻓﺿل أن أﻛون
ﻣﻣﺗﻧﺔ داﺋ ًﻣﺎ.
ً
أﺣب أن أﺟرب طرﻗﺎ ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻷﺳﺗﺷﻌرھﺎ ﺟﻣﯾﻌًﺎ .إن ﻣﻔﺎﺟﺄة اﻟﻧﺎس ﺑﺎﻟﺷﻛر
اﻟذي ﻧﻘدﻣﮫ ﻟﮭم ﺗﺣﻘﻖ ﻟﻧﺎ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﺗﻌﺔ -ﺣﯾث ﺗﺷرق وﺟوھﮭم داﺋ ًﻣﺎ ،وﻧﺿﺣك ﻣﻌﮭم وﻧﺷد ﻋﻠﻰ
أﯾدي ﺑﻌﺿﻧﺎ اﻟﺑﻌض ﻟﻠﺣظﺔ .وﯾﻣﻸ اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻛل ﺣﯾﺎة ﺑﺗوھﺞ وردي اﻟﻠون .ﻓﻛﻠﻣﺎ زاد ﺷﻌوري
ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﻛل ﺷﻲء ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻲ ،أﺟد أﺳﺑﺎﺑًﺎ أﻛﺛر ﺗﺟﻌﻠﻧﻲ ﻣﻣﺗﻧﺔ .ﻓﮭﻧﺎك اﻷﺷﯾﺎء اﻟراﺋﻌﺔ ﻣﺛل
»ﻗﺑﯾﻠﺗﻲ« أو أﺻدﻗﺎﺋﻲ وﻋﺎﺋﻠﺗﻲ .وھﻧﺎك اﻷﻣور اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ﻣﺛل ﺻﺣﺗﻲ اﻟﺟﯾدة ووظﯾﻔﯾﺗﻲ اﻟراﺋﻌﺔ.
وﯾﺻل ﺑك اﻻﻣﺗﻧﺎن إﻟﻰ اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺻﻐﯾرة -ﻛﺗﻧﺳﯾﻖ ﺑﺎﻗﺔ زھور ﯾﺎﻧﻌﺔ ،أو وﻋﺎء ﻣن ﺛﻣﺎر اﻟﺑرﺗﻘﺎل،
ﻧﺎرا ﻣﺷﺗﻌﻠﺔً ﻓﻲ اﻟﻣوﻗد .ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﻧرﻛز اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻣﺣدد ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﺟﻌﻠﮫ ﯾزداد! أو ً
ھل ﯾﻌﻧﻲ ھذا أن أﻋرب ﻋن اﻣﺗﻧﺎﻧﻲ ﻟﻠطﻌﺎم اﻟﻣوﺟود ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎﺋدة ،وأن أﺷﻛر ﻓﻲ اﻟﺣﺎل ﻛل ﺷﺧص
ﺣوﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ وﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﺑﺳﺑب وﺟود وﻓرة ﻣن اﻟطﻌﺎم ﻟدي؟ وھل ﻣن اﻟﻣﻣﻛن
أن ﯾﻛون اﻣﺗﻧﺎﻧﻲ ﻟﻠﺳﻼم اﻟﻣوﺟود ﺑﯾﻧﻲ وﺑﯾن ﺟﯾراﻧﻲ ﺳﺑﺑًﺎ ﯾدﻓﻌﻧﻲ ﻷﻛون ﻣﻣﺗﻧًﺎ ﻟﻠﺳﻼم اﻟﻣوﺟود ﻋﻠﻰ
ھذا اﻟﻛوﻛب؟
ﻟﻘد ﻗررت أن ﺗﻛون اﻹﺟﺎﺑﺔ ھﻲ ﻧﻌم .ﻓداﺋرة اﻻﻣﺗﻧﺎن ﺗﺗﺳﻊ ﻛل ﯾوم .ﻓﻛرة اﻣﺗﻧﺎن واﺣدة وﺳﺗﺟد
ﻧﻔﺳك داﺧل اﻟداﺋرة ،وﺣﺎﻟﻣﺎ ﺗﺻﺑﺢ ﻓﻲ اﻟداﺧل ﺳﺗرى ﻛﯾف ﺗﻛﺑر ھذه اﻟداﺋرة وﺗﺗﺳﻊ.
اﻻﻣﺗﻧﺎن – اﻟﻣﻛون اﻟﺣﯾوي ﻟﺣﯾواﺗﻧﺎ
د .ﺗوم ﻛوﺳﺗﺎ
د .ﺗوم ﻛوﺳﺗﺎ ھو ﻣؤﺳس ﻛﻧﯾﺳﺔ اﻟﺻﺣراء ﻟﻠﻌﻠوم اﻟدﯾﻧﯾﺔ ،ﻓﻲ ﺑﺎﻟم دﯾزرت ،ﻛﺎﻟﯾﻔورﻧﯾﺎ ،ھو ﺣﺎﻟﯾًﺎ
ﻋﺿو ﻓﻲ ﻣﺟﻠس إدارة ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟدﯾﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ .وﻟﻘد أدت ﺑﮫ ﺷﮭرﺗﮫ ﻛﻣﺗﺣدث ﻣﻊ اﻟﻌﺎﻣﺔ إﻟﻰ
إﺟراء ﻋد ٍد ﻣن اﻷﺣﺎدﯾث اﻟﻣﺗﻠﻔزة ﻣﻌﮫ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﻟﻘﺎء ﻋد ٍد ﻣن اﻟﻣﺣﺎﺿرات واﻟﻧدوات ﻓﻲ
اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة وﻛﻧدا واﻧﺟﻠﺗرا .ﺗوم ھو ﻣؤﻟف ﻛﺗﺎب »اﻟﺣﯾﺎة! أﻻ ﺗرﻏب ﻓﻲ ﺻﻧﻊ ﺷﻲء ﻣﻧﮭﺎ«؟
ﻟﻘد ﺗطور ﻣوﻗﻔﻲ ﻣن اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻋﻠﻰ ﻣر اﻟﺳﺑﻌﺔ ﻋﻘود اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ ﻣن ﺣﯾﺎﺗﻲ.
ﻓﻘد اﺧﺗﺑرت ﻣﺷﺎﻋري اﻟﻌﻣﯾﻘﺔ ﺗﺟﺎه اﻟﻣﯾزة اﻟروﺣﯾﺔ ﻟﻠﺷﻌور ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻋﻧدﻣﺎ ﺗم ﺗﻌﯾﻧﻲ ﻛﻛﺎھن ﻓﻲ
ﻋﺎم .١٩٧٤ﻛﻧت أﻗدم اﻟﻣﺷورة ﻟرﺟ ٍل ﻣﺳﺗﺎءٍ ﺣزﯾن .وﻛﺎن ھذا اﻟرﺟل ﯾﻧﻌم ﺑﺻﺣﺔ ﺟﯾدة ،وﯾﻣﺎرس
رﯾﺎﺿﺔ اﻟﺗﻧس ﯾوﻣﯾًﺎ ،وﻛﺎﻧت أوﺿﺎﻋﮫ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻧﺎﺟﺣﺔً ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺣﺑﮫ ﻟﻌﻣﻠﮫ .وﻣن ﻓﺗرة وﺟﯾزة ﻛﻧت
ﻗد أﺷرﻓت ﻋﻠﻰ ﻣراﺳم زواﺟﮫ ﻣن زوﺟﺗﮫ اﻟﺟدﯾدة اﻟﻣطﻠﻘﺔ ،وﻛﺎﻧت ﻟﮫ أﺳرة ﺟﻣﯾﻠﺔ ﻣن زواج ﺳﺎﺑﻖ.
وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن ﺣﯾﺎﺗﮫ ﺑدت ﻣﺳﺗﻘرة ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺻﺣﺔ واﻟﺛروة واﻟﻌﺎطﻔﺔ واﻟﻌﻣل إﻻ أﻧﮫ ﻟم ﯾﻛن
ﺳﻌﯾدًا.
وﻷﻧﻧﻲ ﻛﻧت ﻛﺎھﻧًﺎ ﺟدﯾد اﻟﺗﻌﯾﯾن وﻻ ﺧﺑرة ﻟدي ،ﻓﻘد ﻛﻧت أﺷﻌر ﺑﺎﻟﺣرج واﻟﺣﯾرة ،ﻣﺎذا ﺳﺄطﻠب ﻓﻲ
ﺻﻼﺗﻲ؟ وﻛﯾف ﻟﻲ أن أﺧرج ھذا اﻟرﺟل ﻣن اﻛﺗﺋﺎﺑﮫ؟ وﻣﻊ اﺳﺗﻣرار ﺟﻠﺳﺎﺗﻧﺎ ،اﻛﺗﺷﻔت أن ھذا
ﺷﺎﻛرا ﻣطﻠﻘًﺎ ﻟﻣﺎ ﻟدﯾﮫ .وﻛﺎن ﯾﻌﺗﺑر ﻛل ذﻟك ﻣن اﻟﻣﺳﻠﻣﺎت .وأﻟﮭﻣﻧﻲ ھذا ﻷﺳﻌﻰ ﺑﺎﺣﺛًﺎ
ً اﻟرﺟل ﻟم ﯾﻛن
ﻋن اﻟﻣزﯾد اﻟﻣﺗﻌﻠﻖ ﺑﮭذا اﻟﻣﻛون اﻟﻐﺎﻣض واﻟﺣﯾوي ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ… .وھو اﻻﻣﺗﻧﺎن.
أﺗذﻛر ﺟﯾدًا ،ﻣﻧذ ﺳﻧوات ﺧﻠت ﻛﻧت أﺷﺎرك ﺑﻣﺎ ﯾﺷﺎر إﻟﯾﮫ ﺑﺎﻟﺧطوة اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻣن اﺛﻧﺎ ﻋﺷر ﺧطوة ﻓﻲ
ﺑرﻧﺎﻣﺞ »ﻣدﻣﻧو اﻟﻛﺣول اﻟﻣﺟﮭوﻟون« .وﻛﺎﻧت اﻟﺧطوة اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ أن ﯾﻘوم ﺷﺧص ﻣﺎ،
رﺑﻣﺎ ﯾﻛون رﺟل دﯾن ،ﺑﺎﻻﺳﺗﻣﺎع ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن ﻣدﻣﻧﻲ اﻟﻛﺣول ﻋن ﻛﯾﻔﯾﺔ وﺻوﻟﮭم إﻟﻰ ھذه
اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻣن اﻹدﻣﺎن .وﻗﺎﻟت ﻟﻲ ﺳﯾدة ﺷﺎﺑﺔ ﻓﻲ إﺣدى ھذه اﻟﺟﻠﺳﺎت أﻧﮫ» :ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﻣﻣﺗﻧًﺎ
وﻏﯾر ﺳﻌﯾد ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﮫ«.
ﻲ
أﺛر روﺣ ٌﻟﻘد ﻛﻧت أﻛﺑر ﺗﻠك اﻟﺳﯾدة ﺑﺣواﻟﻲ أرﺑﻌﯾن ﻋﺎ ًﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت ،ﻟﻛن ﻛﺎن ﻟﮭذه اﻟﻣﻘوﻟﺔ ٌ
ﻲ ذاك اﻷﺛر .ﻣﻧذ ذﻟك اﻟﺣﯾن، ﺻﺎدم .ﻟم ﯾﺳﺑﻖ ﻟﻲ أن ﺳﻣﻌت ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب ﺗﻠك »اﻟﻣﻘوﻟﺔ« ،وﺗرﻛت ﻓ ﱠ
ﺿﺎ .ﻻ اﺳﺗﺧدﻣت ھذه اﻟﻔﻛرة ﻓﻲ ﻋﻣﻠﻲ اﻟدﯾﻧﻲ ،وﻓﻲ ﺻﻔوﻓﻲ ،وﻓﻲ ﻧدواﺗﻲ وﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻲ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ أﯾ ً
ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﻣﻣﺗﻧًﺎ وﻏﯾر ﺳﻌﯾد ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﮫ .ووﺟدت أﻧﮫ ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺣﯾل ﻋﺎطﻔﯾًﺎ أن ﺗﻘوم ﺑﻛﻼ
اﻷﻣرﯾن ﻣﻌًﺎ .وﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﻧت أﺗﻔﻛر ﺑﮭذا اﻟﻣﺑدأ ،أﻟﻘﯾت ﻧظرة إﻟﻰ ﺗﻧﺷﺋﺗﻲ اﻟﻛﺎﺛوﻟﯾﻛﯾﺔ ،ﺣﯾث ﻛﻧﺎ ﻧﺳﺗﺧدم
اﻟﻣﺳﺑﺣﺔ .ﺷﺧﺻﯾًﺎ ،أﺻﺑﺢ ﻟدي ﻣﺎ أﺳﻣﯾﮫ ﻣﺳﺑﺣﺔ اﻻﻣﺗﻧﺎن اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ .وﯾﻣﻛﻧﻛم اﻟﻘول ،أﻧﻲ ﻛﻧت
أﻋد ﺣﺑﺎت اﻟﻣﺳﺑﺣﺔ ،ﯾوﻣﯾًﺎ وﺑﺷﻛل داﺋم ﻓﻲ ﺻﻠواﺗﻲ وﺗﺄﻣﻼﺗﻲ اﻟﺻﺑﺎﺣﯾﺔ .وﺑﮭذا ﻛﻧت أﺣﺻﻲ اﻟﻧﻌم
اﻟﺗﻲ أﺗﻣﺗﻊ ﺑﮭﺎ ،وﻟﯾس اﻟﻧﻌم اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﮭﺎ ﻏﯾري.
أﻣرا أﻗوم ﺑﮫ ﻛلﻟم ﯾﻘﺗﺻر ﺷﻌوري ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺧﻣﯾس اﻟﺛﺎﻟث ﻣن ﺷﮭر ﻧوﻓﻣﺑر .ﻓﺎﻟﺷﻛر أﺻﺑﺢ ً
ﯾوم .ﻓﻠدي اﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﺣﺑﺎت اﻟﻣﺳﺑﺣﺔ ﻟﻛﻲ أﺣﺻﯾﮭﺎ… وھذه اﻟﺣﺑﺎت ﺗﻣﺛل اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن
ﺳﺎﻋدوﻧﻲ… وﺣﺑﺎت ﻷوﻟﺋك اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﻟم ﯾﺳﺎﻋدوﻧﻲ )ﻷن ذﻟك ﺟﻌﻠﻧﻲ أﻗوى ﻓﻲ ﻛل ﻣرﺣﻠﺔ
ﻣن ﺣﯾﺎﺗﻲ( .ھﻧﺎك ﺣﺑﺎت ﺗﻣﺛل أﺻدﻗﺎﺋﻲ اﻟﻣﻘرﺑﯾن اﻷﻋزاء… وﺣﺑﺎت ﺗﻣﺛل ﻋﺎﺋﻠﺗﻲ… وأﺧرى ﺗﻣﺛل
ﺿﺎ ﻟﺣﯾواﻧﺎﺗﻲ ﺻﺣﺗﻲ ،وﺟﺳدي ،وﺣواﺳﻲ اﻟﺧﻣﺳﺔ ،وﺑﯾﺗﻲ اﻟذي أﺣﺑﮫ وأﺗﻣﺗﻊ ﺑﮫ .ﻛﻣﺎ أﻧﻲ أﻣﺗن أﯾ ً
ﺿﺎ ﻟﻘدرﺗﻲ ﻋﻠﻰ اﺧﺗﯾﺎر أﻓﻛﺎري وﻣواﻗﻔﻲاﻷﻟﯾﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﻋﻠﻣﺗﻧﻲ اﻟﺣب ﻏﯾر اﻟﻣﺷروط ﯾوﻣﯾًﺎ .وأﻣﺗن أﯾ ً
وطرﯾﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة.
ﻟذﻟك أدﻋوك ﻟﺗﺧﺻﯾص دﻗﯾﻘﺔ ﯾوﻣﯾًﺎ ،ﻟﺗﻛون ﻣﻣﺗﻧًﺎ ﻟﻣﺎ ﻟدﯾك ،وﻟﻛل ﻣﺎ ﻟﯾس ﻟدﯾك .ﻛن ﻣﻣﺗﻧًﺎ ﻋﻠﻰ ﻛل
ﻣﺎ ﺗﻣﻠﻛﮫ ،وﻟﻛل ﻣﺎ ﻻ ﺗﻣﻠﻛﮫ.
ﺗذﻛر :ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﻣﻣﺗﻧًﺎ وﻏﯾر ﺳﻌﯾد ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﮫ!
ﻛﻠﻣﺎت اﻻﻣﺗﻧﺎن
ﺳري داﯾﺎ ﻣﺎﺗﺎ
ﺳري داﯾﺎ ﻣﺎﺗﺎ ھﻲ واﺣدة ﻣن أواﺋل وأﻗرب ﺗﻼﻣﯾذ ﺑﺎراﻣﺎھﺎﻧﺳﺎ ﯾوﺟﺎﻧﺎﻧدا ،وﻣؤﻟﻔﺔ ﻛﺗﺎب اﻟﺳﯾرة
اﻟذاﺗﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﻟﻠرﯾﺎﺿﺔ اﻟروﺣﯾﺔ اﻟﯾوﺟﺎ .ﻋﻣﻠت ﺳري ﻟﻣدة ٤٠ﺳﻧﺔً ﻛرﺋﯾﺳﺔ ﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺟﻣﺎﻋﺔ
ﺗﺣﻘﯾﻖ اﻟذات ،وھﻲ ﺟﻣﻌﯾﺔ دوﻟﯾﺔ دﯾﻧﯾﺔ ﻏﯾر رﺑﺣﯾﺔ أﺳﺳﮭﺎ ﯾوﺟﺎﻧﺎﻧدا ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٢٠ﺑﮭدف ﻧﺷر
أﻓﻛﺎره ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﺗﻌﺎﻟﯾم اﻟﯾوﺟﺎ اﻟﮭﻧدﯾﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ وﻓن اﻟﺗﺄﻣل .وھﻛذا وﺑﻌد ﻟﻘﺎﺋﮭﺎ ﻣﻊ ﯾوﺟﺎﻧﺎﻧدا ﻓﻲ ﻋﺎم
،١٩٣١أﺻﺑﺣت ﺳري داﯾﺎ ﻣﺎﺗﺎ راھﺑﺔً ﻓﻲ ﻧظﺎم رھﺑﺎﻧﯾﺔ ﺗﺣﻘﯾﻖ اﻟذات؛ وﻟﻣدة ﻋﺷرﯾن ﻋﺎ ًﻣﺎ ،ظل
ﯾوﺟﺎﻧﺎﻧدا ﯾﻌدھﺎ ﺑﻧﻔﺳﮫ ﻟﻛﻲ ﺗﺻﺑﺢ اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﺣﻣل رﺳﺎﻟﺗﮫ اﻟروﺣﯾﺔ واﻟﻌﻣل اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﻣن ﺑﻌده.
ﻛﺎﻧت واﺣدة ﻣن أواﺋل اﻟﻧﺳﺎء اﻟﻠواﺗﻲ ﺗﺑوأن ﻣﻧﺻب اﻟرﺋﯾس اﻟروﺣﻲ ﻟﺣرﻛﺔ دﯾﻧﯾﺔ ﺗﻧﺗﺷر ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ
أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم ،ﻗﺎﻣت ﺳري داﯾﺎ ﻣﺎﺗﺎ ﺑﺈﻟﻘﺎء ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺧطب ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم ،ﻛﻣﺎ أﻧﮭﺎ
ﻗﺎﻣت ﺑﺗﺄﻟﯾف اﺛﻧﯾن ﻣن اﻟﻣﺧﺗﺎرات اﻷدﺑﯾﺔ – أﺣب ﻓﻘط وﺳﺗﻌﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻔرح ﻓﻲ داﺧﻠك.
اﻻﻣﺗﻧﺎن ھو اﻟﺻﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﺎھم ﺑدرﺟ ٍﺔ ﻛﺑﯾر ٍة ﻓﻲ إﺳﻌﺎدﻧﺎ ،ﻷﻧﮫ ﺻﻔﺔٌ أﺳﺎﺳﯾﺔٌ ﻟﻠﺣب.
وﺑﺎﻟﻔﻌل ﻓﮭو ﯾﻘرﺑﻧﺎ ﻣن اﻟﻣﺻدر اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠﺣب ﻛﻠﮫ.
ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟﺳﻧوات اﻟﻌدﯾدة اﻟﺗﻲ ﻗﺿﯾﺗﮭﺎ واﺳﺗﻔدت ﻓﯾﮭﺎ ﻣن وﺟودي ﻣﻊ ﻣﻌﻠﻣﻲ ﺑﺎراﻣﺎھﺎﻧﺳﺎ
ﯾوﺟﺎﻧﺎﻧدا ﺧﻼل ﺣﯾﺎﺗﮫ ،ﻓﺈﻧﻧﻲ أﺗذﻛر ﺗﺷﺟﯾﻌﮫ ﻟﻧﺎ ﻷن ﻧﻧﻣﻲ ﻋﺎدة ً ﺗﻘدﯾر ﻛل اﻟﺧﯾر اﻟﻣوﺟود ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة،
وأﻻ ﻧﺳﺗﮭﯾن ﺑﺄي ﺷﻲء ﺣﺗﻰ اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺻﻐﯾرة ﻣﻧﮭﺎ .وﻛﻠﻣﺎ زاد ﺗﻌﺑﯾرﻧﺎ ﻋن اﻣﺗﻧﺎﻧﺎ ﻟﻧﻌﻣﮫ اﻟﺗﻲ
أﺳﺑﻐﮭﺎ ﻋﻠﯾﻧﺎ ،ﺳواء ﻛﺎﻧت ھذه اﻟﻧﻌم ﻛﺑﯾرة ً أو ﺻﻐﯾرة ،ﺗﻌﻣﻖ ﺗﺂﻟﻔﻧﺎ ﻣﻊ ﺗﻠك اﻟذات اﻹﻟﮭﯾﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ،
وزاد وﻋﯾﻧﺎ ﺑﺣﺑﮫ اﻟذي ﯾﻧﻌم ﺑﮫ ﻋﻠﯾﻧﺎ .ﻛﻣﺎ ﺗﻛرﻣﻧﺎ اﻟﻘواﻧﯾن اﻹﻟﮭﯾﺔ ﺑوﻓرة ﺗﻐﻣر ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﻧﻌﺗرف
ﻣرض أن ﺗﻣﯾز اﻟﺧﯾر ﻓﻲ ﻛل ٍ وﻧﻘدر اﻟﻌﺎطﻲ ،اﻟذي ﺑﻔﺿﻠﮫ ﻧﻧﻌم ﺑﺎﻟﻧﻌم اﻟروﺣﯾﺔ واﻟﻣﺎدﯾﺔ .ﻓﻛم ھو
ﻟﺣظﺔ وﻓﻲ ﻛل ﺗﺟرﺑﺔ ،وأن ﺗﻧظر إﻟﻰ اﻟﻌﺎطﻲ ﺑﻘﻠب ﻣﻣﺗن.
ﻛﯾف ﻧﻧﻣﻲ ،إذًا ،ھذا اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن؟ ﯾﻣﻛن أن ﻧﻔﻌل ذﻟك ﻋن طرﯾﻖ اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﺑﻌض ظروف
ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ ﻋن ﺷﻲء ﻧﺷﻌر ﺗﺟﺎھﮫ ﺑﺷﻛر ﺻﺎدق .وﻟﯾس ﺑﺎﻟﺿرورة أن ﯾﻛون ذﻟك اﻟﺷﻲء ﺗﺟرﺑﺔً ﻣﮭﻣﺔ.
ﻓﯾﻛﻔﻲ أن ﯾﻛون ذﻟك اﻟﺷﻲء ﻟﻣﺣﺔً ﻋن ﻓﻌل طﯾب ﺣدث ﻟﻧﺎ -رﺑﻣﺎ اﺑﺗﺳﺎﻣﺔ ﺟﺎءت ﻓﻲ طرﯾﻘﻧﺎ وﺳﻣت
ﺑﻘﻠوﺑﻧﺎ .ﺣﯾث ﯾﺳﺎﻋدﻧﺎ ﺗذﻛر ﻣﺛل ھذه اﻟﺗﺟﺎرب ﻓﻲ ﺗﻧﻣﯾﺔ روح اﻟﺷﻛر.
ﺷﻛرا ﻟك ﯾﺎ إﻟﮭﻲ« .ﻓﻠﮭذه اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺑﺳﯾطﺔ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺑﻌﯾدة
ً رزﻗت ﺑﻧﻌﻣﺔ ﺟﻣﯾﻠﺔ ،ردد ﻟﻧﻔﺳك» :َ ﻛﻠﻣﺎ
اﻟﻣدى ،ﻷن ﺗرﻛﯾزك ﻋﻠﻰ اﻟﺧﯾر ﯾﻌظﻣﮫ .ﻓﻣﺎ ﻧﺣﯾﯾﮫ ﻓﻲ ﻋﻘوﻟﻧﺎ ﯾﻧﻌﻛس ﺳرﯾﻌًﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻠوﻛﻧﺎ ﻣﻊ
اﻵﺧرﯾن .ﻓﺎﻹﺣﺳﺎس اﻟﻌﻣﯾﻖ ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﯾرﺗﻘﻲ ﺑﺣﯾﺎﺗﻧﺎ وﺣﯾﺎة ھؤﻻء اﻟذﯾن ﻧﺗواﺻل ﻣﻌﮭم.
ﯾﻛﻣن ﺳر اﻻﻣﺗﻧﺎن ،ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ،ﻓﻲ اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻧواﺟﮭﮭﺎ ،ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺳﺎﻋدﻧﺎ ﻓﻲ أن ﻧﻛون
أﻛﺛر ﻗوة ً وأﻛﺛر ﺗﻌﺎطﻔًﺎ .إن ﻣﻔﮭوم ﺷﻛر ﷲ ،وإن ﻛﻧت ﻓﻲ ﺧﺿم ﻣﺣﻧ ٍﺔ ﺻﻌﺑﺔٍ ،ﻟﮭو ﻣﻔﮭوم راﺋﻊ،
أﻣر ﻣذﻛور ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻛﺗب اﻟﻣﻘدﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺷرق واﻟﻐرب .واﻷﻛﺛر ﻣن ذﻟك ،إن ھذا اﻻﻣﺗﻧﺎن وھو ٌ
ﯾﻣﺛل اﻹدراك اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ اﻟذي ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﺗﺑﻧﯾﮫ .وﺣﺗﻰ أروع وأﻋﻠﻰ درﺟﺎت اﻟﻣﻠذات اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ ھذه
اﻟﺣﯾﺎة ﻣن اﻟﻣﺣﺗم ﻟﮭﺎ أن ﺗﺻل إﻟﻰ ﻧﮭﺎﯾﺔ .ﻟﻛن ﷲ ھو ﻣﻧﺗﮭﻰ آﻣﺎﻟﻧﺎ ،وﻋﻧدﻣﺎ ﻧﺗوﺟﮫ إﻟﯾﮫ -ﻓﻲ اﻷﻓراح
واﻷﺣزان -ﺑﮭﻣﺳﺔ ﺷﻛر ،ﻧﺑدأ ﻓﻲ ﺗﺟﺎوز ﺗﻘﻠﺑﺎت ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ اﻟدﻧﯾوﯾﺔ ﻟﺗﺳﺗوي ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺣب ﯾﺑﻘﻰ ﻟﻸﺑد.
اﻻﻣﺗﻧﺎن ھو اﻟوﻋﻲ
اﯾﻣﻲ اي .دﯾن
اﯾﻣﻲ إي .دﯾن ﻣؤﻟﻔﺔ وﻣﺗﺣدﺛﺔ ﻣﻌروﻓﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟوطﻧﻲ ،وﺗﻧﺎوﻟت ﻋددًا ﻣن اﻟﻣوﺿوﻋﺎت
ﻣﺛل :اﺣﺗرام اﻟذات ،واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻷﺳرﯾﺔ ،وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺷﻔﺎء ﻣن ﻋﯾوب وﻣﺷﺎﻛل اﻟﻣﺎﺿﻲ .ﻟﻘد ﻛﺗﺑت
ﻋددًا ﻣن اﻟﻛﺗب ،وﻣﻧﮭﺎ :ﻣﺗﻌﺔ اﻷﺣﻼم ،أھداف اﻟﺣﯾﺎة ،وﻣواﺟﮭﺔ ﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺣﯾﺎة :اﻟﺗﺄﻣﻼت اﻟﯾوﻣﯾﺔ
ﻟﻠﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ اﻻﻛﺗﺋﺎب واﻟﺣزن و«اﻟﺳوداوﯾﺔ« .ﺣﺎﻟﯾًﺎ ،ﺗﻘطن إﯾﻣﻲ ﻓﻲ ﻣﺎﯾﻧﺎرد ،ﻣﺎﺳﺎﺗﺷوﺳﺗس.
ھﻧﺎك ﻗﺻﺔ ﻋن ﻣﻌﻠم روﺣﻲ ﻛﺎﻧت ﻣواﻋظﮫ وﺧطﺑﮫ اﻟﺗﻲ ﯾﻠﻘﯾﮭﺎ ﯾوﻣﯾًﺎ ذات ﺗﺄﺛﯾر ﻗوي وﻣﻠﮭم .ﻛﺎن
ﯾﻘﺿﻲ ﺳﺎﻋﺎت طوال ﻣن أﺟل اﻟﺗﺣﺿﯾر ﻟﮭذه اﻟرﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ اﻷﻣل واﻟﺣب واﻟﻌﻔو
واﻟﺳﻌﺎدة .وﻓﻲ ﺻﺑﺎح أﺣد اﻷﯾﺎم ،وﻗﺑل أن ﯾﻘف ﻹﻟﻘﺎء ﺧطﺑﺗﮫ اﻟﯾوﻣﯾﺔ ،رﻛز اﻟﻣﻌﻠم ﻋﻠﻰ اﻟرﺳﺎﻟﺔ
اﻟﺗﻲ ﯾرﯾد ﻧﻘﻠﮭﺎ ﻋﺑر ﺧطﺑﺗﮫ وﻛﺎن ﯾﻌﻠم أﻧﮭﺎ رﺑﻣﺎ ﺳﺗﻛون ﻣن أﻓﺿل اﻟﺧطب ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق .وﺑدأ
ﯾﺗذﻛر اﻟوﻗت اﻟذي أﻣﺿﺎه ﻣن أﺟل ﻛﺗﺎﺑﺔ ھذه اﻟﻌظﺔ ﻋن اﻷﻣل واﻟﺳﻼم وﺷﻌر ﺑﺎﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ أن اﻟﻛﺛﯾر
ﻣﻣن ﺳﯾﺳﺗﻣﻌون إﻟﯾﮫ ﻻ ﺑد ﺳﯾﺗﺄﺛرون ﺑﮭذه اﻟﻌظﺔ اﻟراﺋﻌﺔ .ﺛم ﻧﮭض ﻣﺑﺗﺳ ًﻣﺎ أﻣﺎم اﻟﻌدﯾد ﻣن
اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن اﺟﺗﻣﻌوا ﻟﺳﻣﺎع رﺳﺎﻟﺔ اﻟﯾوم.
ﻓﻲ ھذه اﻟﻠﺣظﺔ ،ﺟﺎء ﻋﺻﻔور ﺻﻐﯾر ووﻗف ﻋﻠﻰ إﺑرﯾز اﻟﻧﺎﻓذة ،وﺑدأ ﯾﻐرد ﺑﺳﻌﺎدة ﻟﻌدة دﻗﺎﺋﻖ ،ﺛم
ﺗوﻗف وطﺎر ﻣﺑﺗﻌدًا .ﻓﺳﻛت اﻟرﺟل ﻟﺣظﺔً ﺛم طوى اﻟﺻﻔﺣﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺧطﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﺳﯾﻠﻘﯾﮭﺎ
وﻗﺎل» :ﻟﻘد اﻧﺗﮭت ﻋظﺔ اﻟﺻﺑﺎح«.
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻲ ،ﺗوﺿﺢ ھذه اﻟﻘﺻﺔ ﻣﻌﻧﻰ اﻻﻣﺗﻧﺎن :وھو اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ أن ﻧﻌﯾش وﻧﻐﺗﻧم اﻟﻠﺣظﺔ اﻟﻌﻔوﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﻧﺳﻌﻰ إﻟﯾﮭﺎ أو أن ﻧﺗوﻗﻌﮭﺎ .وﻟﻛن ﻛﯾف ﯾﺣدث ذﻟك؟ إن ﻧﻣط اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺳرﯾﻊ وﻛﺛرة
اﻷﻣﺎﻛن اﻟﺗﻲ ﯾﺗوﺟﮫ إﻟﯾﮭﺎ اﻟﻧﺎس وﻛﺛرة اﻟﺑﺷر اﻟذﯾن ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﺗراھم ﻛل ﯾوم ،وﺳﯾل اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﺗﻲ
ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻓﺿﮭﺎ ،واﻟﺻراﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث ﯾوﻣﯾًﺎ وﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ اﺗﺧﺎذ ﻗرار ﺑﺷﺄﻧﮭﺎ ،ﻛل ذﻟك ﯾﺟﻌﻠك ﺗﻧﺳﻰ
أن ھﻧﺎك ﻋﺎﻟ ًﻣﺎ ﻣن ﺣوﻟك ﻣﻠﯾﺋًﺎ ﺑﺎﻟﻌﺟﺎﺋب.
إﻧﻧﻲ أﺣﺗﺎج ﻓﻲ ﻛل ﯾوم ﻟﺗذﻛﯾر ﻧﻔﺳﻲ ﺑﺄن اﻻﻣﺗﻧﺎن وﻋﻲ .وأﻧﺎ ﻋﺎدة ً ﻣﺎ أﺑدأ ﯾوﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﺑﺎح اﻟﺑﺎﻛر
ﺑﺎﻟرﻛض ﻓﻲ اﻟﺷوارع اﻟﻣﻌﺗﻣﺔ .وﯾﻛون ﺗرﻛﯾزي ﻣﻧﺻﺑًﺎ ﻋﻠﻰ ﻋدة ﻣوﺿوﻋﺎت ،ﺑد ًءا ﻣن اﻟﺗﻔﻛﯾر
ﺑﺎﻟﺷوارع ﺿﻌﯾﻔﺔ اﻹﻧﺎرة واﻟﺗﻲ ﻻ أدﺧﻠﮭﺎ ،وﺻوﻻً إﻟﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ اﻟﺗﺧطﯾط ﻟﺗﻧظﯾم ﯾوﻣﻲ .ﻗﺑل أن
أﻋرف ﻣﻌﻧﻰ اﻻﻣﺗﻧﺎن ،ﺑﺎﻟﻛﺎد ﻛﻧت أﻧظر إﻟﻰ اﻟﺳﻣﺎء ﻓﻲ أﺛﻧﺎء ﺟرﯾﻲ ﻓﻲ اﻟﺷوارع -ﺳﻣﺎء اﻟﻠﯾل،
ﺑﻧﺟوﻣﮭﺎ اﻟﻣﺗﻸﻟﺋﺔ وﻗﻣرھﺎ اﻟﻣﻧﯾر اﻟﻣﺗﻐﯾر دو ًﻣﺎ .ﻟﻛن ذات ﺻﺑﺎح ،ﺻﺎدف وأن ﻧظرت إﻟﻰ اﻟﺳﻣﺎء
ﻋﺎ.
ﻓرأﯾت ﺷﮭﺎﺑًﺎ .ﻛﺎن ﻟﮭذه اﻟﻠﺣظﺔ اﻟﻌﺎﺑرة وﻗﻊ ﻻ ﯾﺻدق ﻓﻲ ﻧﻔﺳﻲ .اﺑﺗﺳﻣت وﺣﺛﺛت اﻟﺧطﺎ ﻣﺳر ً
وﻧظرت ﺣوﻟﻲ ﻓﻼﺣظت ﺷﯾﺋًﺎ آﺧر وھو ظل اﻷﺷﺟﺎر اﻟذي ﯾﻧﻌﻛس ﻣﻊ ﻟون اﻟﺳﻣﺎء اﻟﻧﯾﻠﻲ ،وﺗﻸﻟؤ
اﻟﺻﺧور ﻓﻲ ظل اﻹﺿﺎءة اﻟﺧﺎﻓﺗﺔ ﻓﻲ اﻟﺷوارع ،وﺻوت ﺳﻘﺳﻘﺔ اﻟﻣﯾﺎه اﻟﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺟﺎﻧب اﻟطرﯾﻖ.
وﺧﻼل اﻟﻧﮭﺎر ،أﺧﺑرت أﺻدﻗﺎﺋﻲ ﻋن اﻟﺷﮭﺎب اﻟذي رأﯾﺗﮫ .وﻓﻲ ﺻﺑﺎح اﻟﯾوم اﻟﺗﺎﻟﻲ ،ﻗررت أن أﺑدأ
ﺟرﯾﻲ وأﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌداد ﺗﺎم ﺑﺄن أھﺗم ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟطرﯾﻖ ،وأن أوﺟﮫ ﺗرﻛﯾزي ﺑﯾن اﻟﻔﯾﻧﺔ واﻷﺧرى
ﻟﻠﻧظر ﺣوﻟﻲ وﺗﺄﻣل اﻟﺳﻣﺎء.
ﺿﺎ ﺻوت ﺑوﻣﺔ ورأﯾت اﻟﺳﺣب اﻟﺗﻲ ﺗﻧدﻓﻊ ﻣﻧذ ذﻟك اﻟﺣﯾن ،رأﯾت ﺷﮭﺎﺑﯾن آﺧرﯾن .وﺳﻣﻌت أﯾ ً
ﻣﺑﺗﻌدة ً ﺑﻔﻌل اﻟﻧﺳﺎﺋم اﻟﻌﻠﯾﻠﺔ .ﻓﮭذه اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺣﺳﯾﺔ اﻟراﺋﻌﺔ ذﻛرﺗﻧﻲ ﺑﻣﺎ ﻛﺗﺑﺗﮫ أﻟﯾس واﻛر ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﮭﺎ
»اﻟﻠون اﻷرﺟواﻧﻲ« ،ﻋﻧدﻣﺎ ﺳﺟﻠت ﺷﺧﺻﯾﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﻔﻛرﺗﮭﺎ اﻟﯾوﻣﯾﺔ» :ﻛﻧت داﺋ ًﻣﺎ ﻣﻧﺷﻐﻠﺔً ﺑﺎﻟﻛﺛﯾر ﻣن
اﻷﻣور… ﻓﻠم أﻟﺣظ ﺷﯾﺋًﺎ ﻣن ھﺑﺎت ﷲ ﺣوﻟﻲ .ﻟم أﻓﻛر ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن ﺷﻌﯾرات ﻛوز اﻟذرة )ﻛﯾف ﺗم
ﺧﻠﻖ ذﻟك؟( ،وﻻ ﻓﻲ ﺟﻣﺎل اﻟﻠون اﻷرﺟواﻧﻲ )ﻣن أﯾن ﺟﺎء ھذا اﻟﻠون؟( .وﻻ روﻋﺔ اﻟزھور اﻟﺑرﯾّﺔ
اﻟﺻﻐﯾرة .ﻻ ﺷﻲء ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق«.
ﻛم ﺗﺳﺗﻐرق ﻣن اﻟوﻗت ﺧﻼل ﯾوﻣك ﻟﺗﺗﺄﻣل ﺑﻌض ھذه اﻟﻌﺟﺎﺋب اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟطﺑﯾﻌﺔ؟ ﻣﺛل ﻣﺷﺎھدة
ﻗوس ﻗزح ﺑﻌد اﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ،وﺗﺄﻣل اﻟطﯾور وھﻲ ﺗﻧﻘر طﻌﺎﻣﮭﺎ ،أو ﺗﺄﻣل ﻟون اﻟﺑدر اﻟﻔﺿﻲ؟ اﻻﻣﺗﻧﺎن
ھو أن ﺗﻣﺷﻲ اﻟﮭوﯾﻧﻰ وأن ﺗﺳﻣﺢ ﻟﺟﻣﯾﻊ ﺣواﺳك ﺑﺎﻟﺗﻔﺗﺢ وﺗﺄﻣل اﻟﻌﺎﻟم ﻣن ﺣوﻟك .وأن ﺗﺷﻌر ﺑﺗﺄﺛﯾر
ھذا اﻟوﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﺷﻌورك وﻛﯾف ﺳﺗﻌﯾش اﻟﻠﺣظﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗك.
اﻻﻣﺗﻧﺎن :أﺣد ﻣﻌﺟزات اﻟﺣﯾﺎة
اﻟدﻛﺗور واﯾن و .داﯾر
اﻟدﻛﺗور واﯾن و .داﯾر ھو واﺣد ﻣن أﻛﺛر اﻟﻣؤﻟﻔﯾن ﺷﮭرة ً ﻋﺎﻟﻣﯾًﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ .وﻛﺗب
اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻛﺗب اﻟﺗﻲ ﺣﻘﻘت أﻋﻠﻰ ﻧﺳﺑﺔ ﻣﺑﯾﻌﺎت ،ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮫ ﻛﺗﺎب »أﺳﺗطﯾﻊ أن أرى ﺑوﺿوح اﻵن«،
و»اﻟﻧﻘﻠﺔ« و»طرﯾﻘﺔ ﺟدﯾدة ﻟﻠﺗﻔﻛﯾر طرﯾﻘﺔ ﺟدﯾدة ﻟﻠﺣﯾﺎة« و »رﻏﺑﺎت ﻣﺣﻘﻘﺔ« ،و»ﻏﯾر أﻓﻛﺎرك
ﻏﯾر ﺣﯾﺎﺗك« و»أﻧت ﻣﺎ ﺗﻔﻛر ﻓﯾﮫ«؛ ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ظﮭر ﻓﻲ أﻛﺛر ﻣن ٥٠٠٠ﺑرﻧﺎﻣﺞ إذاﻋﻲ وﺗﻠﻔزﯾوﻧﻲ.
واﻟﻣﻘﺎل اﻟﻘﺎدم ﻣﻘﺗﺑس ﻣن ﻛﺗﺎب واﯾن »ذاﺗك اﻟﻣﻘدﺳﺔ« ،واﻟﺗﻲ ﻧﺷرﺗﮭﺎ ھﺎرﺑر ﻛوﻟﯾﻧز.
إن اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﻛل اﻟﻣﻌﺟزات اﻟﺗﻲ ﺗوﺟد ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻣن ﺣوﻟك ھو أﺣد أﻓﺿل اﻟطرق اﻟﺗﻲ
ﺗﺟﻌل ﻟﻛل ﻟﺣظ ٍﺔ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗك أھﻣﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ .ﻓﻔﻲ ﺣﯾﺎﺗك اﻟﯾوﻣﯾﺔ ،ﺣﺎول أن ﺗﻘوم ﺑﻣﻧﺎﺟﺎة ﷲ ﺑﻠﺣظﺎت
ﻗﯾﻣﺔ وﺧﺎﺻﺔ .وﻓﻲ ھذه اﻟﻣﻧﺎﺟﺎة ،وﺑدﻻً ﻣن أن ﺗطﻠب اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﻧﻌم ،ﺣﺎول أن ﺗؤﻛد ﻟﻧﻔﺳك أن
ﻟدﯾك اﻹرادة ﻻﺳﺗﺧدام ﻛل ﻗواك اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﺑﻐﯾﺔ إﯾﺟﺎد اﻟﺣﻠول اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻣﺎ ﺗﻌﺎﻧﯾﮫ .واﺳﺄل ﷲ أن ﯾﻣن
ﻋﻠﯾك ﺑﺎﻟﺣﻛﻣﺔ واﺷﻛره ﻟﻣﺳﺎﻋدﺗﮭﺎ ﻟك.
إن ﻣﻌرﻓﺗك ﺑﺄﻧك ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﺣﺻل ﻋﻠﻰ ھذا اﻟدﻋم اﻹﻟﮭﻲ ھو أﻣر ﯾﺗﺟﺎوز ﻛوﻧﮫ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺷﻌﺎﺋرﯾﺔ
ﻟﺻﺑﺎح ﯾوم اﻷﺣد .ﻓﮭﻲ ﻣﻌرﻓﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﻣن اﻟداﺧل وﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺷك أو اﻟزﻋزﻋﺔ ،ﻟذا ،ﻓﮭذه اﻟﻠﺣظﺎت
ﺗﻐدو ﻣﻧﺎرة ً ﺗﮭدي ﺣﯾﺎﺗك.
ﻋﻧدﻣﺎ ﺗدرك ھذا اﻟوﺟود اﻹﻟﮭﻲ اﻟذي ﯾﻔﯾض ﺣوﻟك ،ﺳﺗﺟد وﻗﺗًﺎ أطول ﻣن أﺟل ﺗﺄﻣل اﻟﺟﻣﺎل اﻟذي
طﺎﺋرا أو زھرةً ،أو وﻗت اﻟﻐروب،ً ﯾوﺟد ﺣوﻟك وﺗﻘدره ﺣﻖ ﻗﯾﻣﺗﮫ .ﻓﯾﺟب أن ﺗﻔﺗﺢ ﻗﻠﺑك ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗﺄﻣل
أو أ ًﻣﺎ وطﻔﻠﮭﺎ اﻟرﺿﯾﻊ ،أو ﺣﺎﻓﻠﺔً ﻣدرﺳﯾﺔً ﺗﻘل أطﻔﺎﻻً ،أو ﺗرى رﺟﻼً ﻣﺳﻧًﺎ .واﺳﻣﺢ ﻟﻠﺣب أن ﯾﺗدﻓﻖ
ﺿﺎ ﻣﻧﮭم إﻟﯾك .ﻓﻛﻠﻣﺎ ﺗدرﺑت ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻘﻲ اﻟﺣب ﻣن ﻣﺣﯾطك ،ﺳﺗﺻﺑﺢ ﻣﻧك إﻟﯾﮭم واﺷﻌر ﺑﮫ ﯾﻌود ﻓﯾ ً
ﻣﻔﻌ ًﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺷﺎط.
ھﻧﺎك طﺎﻗﺔ ﺑداﺧل ﻛل ﺷﺧص وﺑداﺧل ﻛل ﺷﻲء .ﻓﺎﻟﺳﺑﯾل اﻟذي ﺗﺗﻠﻘﻰ ﺑﮫ ھذه اﻟطﺎﻗﺔ ﻏﯾر ﻣرﺋﻲ
وﯾﺄﺗﻲ إﻟﯾك ﻣن ﺧﻼل ﺗﻘدﯾرك اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﺟﻣﺎل وﻟﻠﻌﺟﺎﺋب ﻓﻲ ھذا اﻟﻛون.
ﺑﺎﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ،ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗرﺳل ھذا اﻟﺣب اﻟذي ﺗﺗﻠﻘﺎه ﻟﻶﺧرﯾن وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﻘدﯾرك ﻟﻠﺟﻣﺎل ﻣن
ﺣوﻟك .ﻓﻌﻠﯾك أن ﺗﺟرب ذﻟك!
ھﻧﺎك ﻧﺗﯾﺟﺔ إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ أﺧرى ﻣن اﻣﺗﻧﺎﻧك ﻟﻠﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ وھﻲ ﻗدرﺗك اﻟﻣﺗزاﯾدة ﻋﻠﻰ اﻟﻌطﺎء .ﻓﺈذا ﻛﺎن
ﺿﺎ
ﻟدﯾك ھذا اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻓﻲ ﻗﻠﺑك ،ﺳﯾﻛون ﻟدﯾك إرادة ﺟدﯾدة ﻟﺗﻌطﻲ اﻵﺧرﯾن ،وﺑذﻟك رﺑﻣﺎ ﯾﺷﻌرون أﯾ ً
ﺑﺎﻟﺳﻌﺎدة اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻌر ﺑﮭﺎ .وﺳﺗﺟد أﻧك راﻏب ﺑﺎﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﺑﯾﺔ اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻵﺧرﯾن دون أن ﺗﺗوﻗﻊ
ﻣﻧﮭم ﻋرﻓﺎﻧًﺎ ﺑﺎﻟﺟﻣﯾل.
وﻟﻛن ﻣن اﻟﻣﮭم اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﻌطﺎء واﻟﺗﺿﺣﯾﺔ .ﻓﺎﻟﺗﺿﺣﯾﺔ ﺑوﺟﮫ ﻋﺎم ﺗﻛون ﻣﻘﺎﺑل ﺷﻲء ﻣﺎ .ﻓﻐﺎﻟﺑًﺎ ﻣﺎ
ﺗﻘوم ﺑﮭذه اﻟﺗﺿﺣﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾﻖ ﺷﻲء ﻣﺎ .ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﺗﻘوم ﺑﺎﻟﺗﺿﺣﯾﺔ ،ﻓﺈﻧك ﺗﻌطﻲ ﻣن أﺟل أن ﺗﺄﺧذ،
وﺗﺑرﻣﺟك »اﻷﻧﺎ« ﻋﻠﻰ أن ﺗﻌﺗﻘد أﻧك ﻣﮭم وﺗﺳﺗﺣﻖ ﺷﯾﺋًﺎ ﻣﻘﺎﺑل ھذا اﻟﻌطﺎء .ﻓﺈن »اﻷﻧﺎ« ﺗﺿﺧﻣك
وﺗﺟﻌﻠك ﺗﺻدق أن ھذا اﻟﻌطﺎء اﻟذي ﻗﻣت ﺑﮫ إﻧﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ ﻋﻠو ﻣﻛﺎﻧﺗك -وﻛﺄن ﻛرﻣك ﯾﻣﯾزك ﻋن
اﻵﺧرﯾن ﻣن اﻟذﯾن ﻻ ﯾﺗﺳﻣون ﺑﺎﻟﺳﺧﺎء ﻣﺛﻠك.
أﻣﺎ ،إذا ﻗﻣت ﺑﮭذا اﻟﻌطﺎء ﻷﻧك ﺗﺷﻌر ﺑﺄﻧك ﻣﺟﺑر ﻋﻠﯾﮫ ،ﻓﺈن ﻧﻔﺳك ﻟن ﺗﺷﺟﻌك ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻌطﺎء .ﺑل
إﻧﮭﺎ »اﻷﻧﺎ« ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ھﻧﺎ وﺗﺧﺑرك أﻧك ﺗﻌﻠو ﻣﻛﺎﻧﺔً ﻋن ھؤﻻء اﻟذﯾن ﯾﺗﻠﻘون ﻋطﺎءك وﻛرﻣك
وأﻧﮭم ﯾﺟب أن ﯾﺷﻌروا ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟك.
ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ذﻟك ،ﻓﺎﻟﻌطﺎء ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﻌزﯾز اﻟﺗﺳﺎﻣﺢ واﻟﺣب ﻓﻲ ذاﺗك اﻟﻣﻘدﺳﺔ ھو أﻣر ﻣﺧﺗﻠف.
ﺻﺎ ﺑﺎﻟﻌطﺎء اﻟذي ﯾﻧﺑﻊ ﻣن اﻣﺗﻧﺎﻧك ﻟﻠﻧﻌم اﻟﺗﻲ ﻣﻧﺣت ﻟك ،ﺳﺗدرك أن اﻟﻌطﺎءﺳﺎ ﺧﺎﻟ ًﻓﻌﻧدﻣﺎ ﺗﻧﻣﻲ إﺣﺳﺎ ً
ھو اﻷﺧذ وأن اﻷﺧذ ھو اﻟﻌطﺎء ﺑﻛل ﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﻣر ﻣن روﻋﺔ .ﻓﺈن إدراﻛﻧﺎ ﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻵﺧرﯾن ھﻲ
واﺣدة ﻣن أﻛﺛر اﻟﺗﺟﺎرب اﻟﺟﺎﻟﺑﺔ ﻟﻠﺳﻌﺎدة واﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﻧﻣر ﺑﮭﺎ .وﺗذﻛر ﻛم ﻛﺎن ھذا اﻟﺷﻌور راﺋﻌًﺎ
ﻋﻧدﻣﺎ ﻗدﻣت ھدﯾﺔً ﻟواﻟدﯾك ،أو ﻟﺟدﯾك أو ﻷﻧﺳﺑﺎﺋك .ﻓﺎﻻﻣﺗﻧﺎن اﻟذي ﺷﻌرت ﺑﮫ ﻟﺳﻌﺎدﺗﮭم ﯾﻌﺎدل أو
رﺑﻣﺎ ﯾزﯾد ﺑﺎﻟﻔﻌل ﻋن ﺳﻌﺎدﺗك إذا ﺗﻠﻘﯾت ھدﯾﺔ ،ﻟﻛن ﻟﻣﺎذا؟ ﻷﻧك ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻌطﻲ ﻏﯾرك ﺗﺷﻌر ﺑﻣﺛل
ﺳﻌﺎدﺗﮫ.
وﻛﻣﺎ ﺗرى ،ﻓﺈن ذاﺗك اﻟﻣﻘدﺳﺔ ھﻲ ﻣن ﯾﻣ ّﻛﻧك ﻣن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن وأن ﺗﻌطﻲ دون ﻣﻘﺎﺑل .أﻣﺎ اﻷﻧﺎ
ﻓﮭﻲ اﻟﺟزء اﻟذي ﯾﺳﺗﺣﻖ اﻟﺟزاء ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻌطﺎء .وﯾرﺟﻊ ذﻟك إﻟﻰ أن ھذا ھو ﻣﺎ ﺗﻌودت ﻋﻠﯾﮫ اﻷﻧﺎ
طﺎﻟﻣﺎ أﻧك ﺗﻛﺎﻓﺋﮭﺎ ﻟﻔﺻﻠك ﻋن وﺟودك اﻟﻣﺣب .ﻓﺣﺎول أن ﺗﺟﻌل أﻧﺎك اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺗﻌرف اﻟﺣب
واﻟﺗﺳﺎﻣﺢ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺄﻧﺎك اﻟﻌﻠﯾﺎ؛ وﻣن ﺛم ﺳﺗﺑدأ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻋﻠﻰ ھذا اﻷﺳﺎس ﻣﻊ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ.
ﻣﻌﻧﻰ اﻻﻣﺗﻧﺎن اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ
ﻧﯾﻛوﻻس إﻟﯾوﺑوﻟوس
ﻧﯾﻛوﻻس إﻟﯾوﺑوﻟوس ﺣﺎﺋز ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋزة إﯾﻣﻲ ﻛﻣﻧﺗﺞ وﻣﺧرج وﻣﺣرر أﻓﻼم وﻣﮭﻧدس ﺻوت ،ﻛﻣﺎ
ﺳﺎ ﻹﺣدى ﺷرﻛﺎت اﻷﻓﻼم وھﻲ ﺷرﻛﺔ Earthlightوﺷرﻛﺔ »واﯾت روك« ﯾُﻌد ﻧﯾﻛوﻻس ﻣؤﺳ ً
ﻟﻠﺗرﻓﯾﮫ .أﺧرج ﻧﯾﻛوﻻس ﻓﯾﻠم رؤﯾﺎ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺟدﯾد ،اﻟذي ﯾﺻور ﻟوﯾز ﻟـ .ھﺎي ،و ﺗﯾد داﻧﺳون ودﯾﻧﯾس
وﯾﻔر .وأﻣﺿﻰ أﻛﺛر ﻣن ﻋﺎم ﻓﻲ روﺳﯾﺎ ﻋﻣل ﻓﯾﮭﺎ ﻛﻣﺧرج ﻟﻠﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﻲ »روﺳﯾﺎ اﻟﯾوم،
ﺿﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﻓﻼم اﻟرواﺋﯾﺔ ،ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك »اﻟﻠﻌﺑﺔ اﻟﻘذرة«، رﺣﻠﺔ ﺷﻌب« .ﻟﻘد ﻋﻣل أﯾ ً
و»ﺗﺳﻌﺔ ﻣﻘﺎﺑل ﺧﻣﺳﺔ« ،و»ﺧﺎر ًﺟﺎ ﻣن أﻓرﯾﻘﯾﺎ« .ﯾﻘطن ﻧﯾﻛوﻻس ﻓﻲ ﻟوس أﻧﺟﻠوس ،وھو ﻋﺿو
ﻓﻲ ﻛل ﻣن أﻛﺎدﯾﻣﯾﺗﻲ اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ واﻟﺗﻠﻔزﯾون.
ﺻﺎ ﻣﻣﺗﻧًﺎ ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ ،وﻟﻛن ﺧﻼل اﻟﺳﻧوات اﻟﻘﻠﯾﻠﺔ اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ أدرﻛت ﻣﻔﮭوم ﻟﻘد ﻛﻧت طوال ﺣﯾﺎﺗﻲ ،ﺷﺧ ً
اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق أوﺳﻊ وأﺷﻣل .ﻟﻘد ﻋﺷت ﻣﺎ ﯾﺳﻣﯾﮫ اﻟﻧﺎس »اﻟﺣﯾﺎة اﻟرﻏﯾدة« ،ﺣﯾث ﻋﺷت
طﻔوﻟﺔً ﺳﻌﯾدة وﺗﻠﻘﯾت ﺗﻌﻠﯾ ًﻣﺎ راﺋﻌًﺎ ،وﺣﻘﻘت اﻟﻧﺟﺎح ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻋﻣﻠﻲ .وﻟﻛﻧﻧﻲ ﻟم أﺣﻘﻖ ﻛل ﻣﺎ ﻛﻧت
أﺻﺑو إﻟﯾﮫ ﺣﺗﻰ اﻵن ،وﻛﻐﯾري ﻣن اﻟﻧﺎس ،ﻣررت ﺑﺑﻌض أوﻗﺎت اﻷﻟم واﻟﺣزن واﻟﺳﻌﺎدة واﻟﻣﺗﻌﺔ
ﻓﻲ ھذه »اﻟﺣﯾﺎة« اﻟﻣﺛﯾرة ﻟﻠدھﺷﺔ .وﻟﻛﻧﻧﻲ ﺳﻌﯾد اﻟﺣظ ﻷن ﻟدي اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﺻدﻗﺎء اﻟﺻﺎﻟﺣﯾن
واﻟﻣﺣﺑﯾن .وﻟدي اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻧﻌم ﻟﻛﻲ أﺷﻌر ﺗﺟﺎھﮭﺎ ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ،وﻟﻛن وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ذﻟك ،ﻓﻘد
أدرﻛت ﻓﻲ أﺣد اﻷﯾﺎم أن ھﻧﺎك ﺷﯾﺋًﺎ ﻣﺎ ﻻ أﻋرﻓﮫ :وھو اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻼﻣﺗﻧﺎن.
ﺗﻐﯾر ﻣﻌﻧﻰ اﻻﻣﺗﻧﺎن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻲ ﻋﻧدﻣﺎ ﺑدأت أﻧظر إﻟﻰ »اﻟﻘوة اﻟﻌظﻣﻰ ﻟﻠﺣﯾﺎة« – وذﻟك ﯾﺗﺟﺎوز
ﺗﺻوري اﻟذي ﺗﻌﻠﻣﺗﮫ ﻋن ﷲ .وأﺷﺎر ﺻدﯾﻖ ﻋزﯾز ﻟﻲ إﻟﻰ ﺗﻠك اﻟﻘوة اﻟﻌظﻣﻰ ﻛﺈﻟﮫ\ إﻟﮭﺔ\ ﻛﺎﻧت ﻛل
ھذا .ﺣﺗﻰ ذﻟك اﻟوﻗت ،ﻛﺎن ﻣﻔﮭوم اﻹﻟﮭﺔ اﻷﻧﺛﻰ واردًا ﻓﻘط ﻓﻲ ﻗﺻص اﻵﻟﮭﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗُروى ﻟﻲ
ﻓﻲ طﻔوﻟﺗﻲ ،وذﻟك ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻌﻠﻣت ﻋن اﻟﯾوﻧﺎن اﻟﻘدﯾﻣﺔ .ﻛﺎن ﺻدﯾﻘﻲ ﯾﺗﺣدث ﻋن وﺟود »اﻟﻘوة
اﻷﻧﺛوﯾﺔ« ،واﻟﺗﻲ أدت ﺑﺎﺗﺣﺎدھﺎ ﻣﻊ ﷲ إﻟﻰ »وﻻدة« ﻛل اﻟوﺟود اﻟﻣﺎدي ﻟﻸﺷﯾﺎء ﻓﻲ ھذا اﻟﻛون .ﻟم
ﯾﺗوﺳﻊ ﻣﻔﮭوﻣﻲ ﻋن اﻻﻣﺗﻧﺎن ﺣﺗﻰ ﻗﻣت ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﻖ ﻣن ھذا اﻟﻣﻔﮭوم )واﻟذي ﯾﺷﻛل ﺑﻛﻠّﯾﺗﮫ ﻗوة
»واﺣدة«( اﻟذي ﯾﺳﻣﻰ اﻹﻟﮫ\ إﻟﮭﺔ /ﷲ .ﻟﻘد أدرﻛت ﻣن ﺧﻼل دراﺳﺗﻲ ھذه أن اﻟﻣﺑدأ اﻷﻧﺛوي ﻟﻶﻟﮭﺔ
ﻛﺎن أول اﻟﻣﺑﺎدئ اﻹﻟﮭﯾﺔ ،وھﻲ ﻣن وﻟدت اﻹﻟﮫ اﻟذﻛر ،وﻣن اﺟﺗﻣﺎﻋﮭﻣﺎ ﻣﻌًﺎ ﺧﻠﻘوا ﻛل ھذا اﻟﻛون.
أﻋﻠم أن ھذه اﻷﻓﻛﺎر ﻻ ﺗﺗواﻓﻖ ﻣن اﻟﻧظرة اﻟﺷوﻓﯾﻧﯾﺔ اﻟدﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻋن ﷲ .أﺿف إﻟﻰ ذﻟك أن
ﻣﻌظم أدﯾﺎن اﻟﻌﺎﻟم ﻻ ﺗﻌﺗرف ﺑﻘوة اﻹﻟﮭﺔ اﻷﻧﺛﻰ ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق .وھﻲ ،وإن ﻓﻌﻠوا ذﻟك واﻋﺗرﻓوا
ﺑﻘوﺗﮭﺎ ،ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد ﻓﻲ ﻣرﺗﺑﺔ ﺑﻌد اﻹﻟﮫ ﻧﻔﺳﮫ .ﻟم ﯾﺳﺑﻖ ﻟﻲ وﻻ ﻓﻲ أي ﻣﻛﺎن أن ﺳﻣﻌت ﺑﻔﻛرة
أن اﻹﻟﮭﺔ اﻷﻧﺛﻰ ﻗد وھﺑت »اﻟﺣﯾﺎة ﻧﻔﺳﮭﺎ« ﻟﻺﻟﮫ اﻟذﻛر .وﺳواء ﻛﺎﻧت ھذه اﻟﻔﻛرة ﺧﺎطﺋﺔ أم
ﺻﺣﯾﺣﺔ ،إﻻ أن ﻣﺟرد اﻛﺗﺷﺎﻓﮭﺎ اﻟﻣﻔﺎﺟﺊ ﻣﻧﺣﻧﻲ إدرا ًﻛﺎ ﺟدﯾدًا وﻛﺎﻣﻼً ﻋن اﻻﻣﺗﻧﺎن اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ .وﻷول
ﻣرة ،ﻓﮭﻣت ﺗﻣﺎ ًﻣﺎ ﻓﻛرة اﻣﺗﻧﺎن ﷲ ﻟﻐﯾره -وھو اﻣﺗﻧﺎﻧﮫ ﻟﻺﻟﮭﺔ اﻷﻧﺛﻰ ﻷﻧﮭﺎ ﺳﺑب وﺟوده.
ﻋﻧدﻣﺎ أﻣﻌﻧت اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ اﻷﻣر ،ﺷﻌرت ﺑﺎﻟﻛم اﻟﮭﺎﺋل ﻣن اﻟﺣب واﻻﻣﺗﻧﺎن اﻟذي ﯾﺷﻌر ﺑﮫ اﻹﻟﮫ ﻧﻔﺳﮫ.
وﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت ،أدرﻛت أن »اﻟﺣﯾﺎة« ھﺑﺔ .وأن ﺣﯾﺎﺗﻲ ﻛﺎﻧت وﻣﺎزاﻟت ھﺑﺔ .وﻛﺎن اﻻﻣﺗﻧﺎن اﻟذي
ﻧﺗﺞ وﺗدﻓﻖ ﻣن ھذا اﻹدراك ھﺎﺋﻼً .وﻓﻛرت ،ﻓﻲ أﻧﻲ ﻟو ﺗﻣﻛﻧت ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺎ أن أﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻧﻔﺳﮫ
اﻟذي ﺷﻌره اﻹﻟﮫ ﻋﻠﻰ ھﺑﺔ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺗﻲ ُﻣﻧﺣت ﻟﮫ ،ﻋﻧدھﺎ ﺳﯾﻛون ﻛل ﻣﺎ ﻛﻧت ﻋﻠﯾﮫ ،وﻛل ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺗﮫ،
وﻛل ﺷﻲء ﻟﻣﺳﺗﮫ ﯾدي ،ﺳﯾﻛون ﻟﮫ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺟدﯾدة وﻣﻣﯾزة.
ﻛﺎن ﺑﻌض اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﻋرﻓﺗﮭم ﻓﻲ أﯾﺎم دراﺳﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﻛﻠﯾﺔ ﺳﺎﺧرﯾن وﻋﯾﺎﺑﯾن ﻟﻔﻛرﺗﻲ .وﻛﺎﻧوا
ﯾﻘوﻟون أن »ﷲ ﻣﯾت« ،أو أن »ﷲ« ﻏﯾر ﻣوﺟود .ﻟطﺎﻟﻣﺎ ﺷﻌرت أﻧﮭم ﺑذﻟك ﻛﺎﻧوا ﯾﺗﺣدﺛون
وﯾﻘﺻدون أﻧﻔﺳﮭم .أي أن ﺷﯾﺋًﺎ ﻣﺎ ﺑداﺧﻠﮭم ﻏﯾر ﻣوﺟود ،وھم ﯾﻌرﻓون ذﻟك.
ﻟﻘد ﺗم اﺗﮭﺎم ﻣؤﻟﻔﺗﻲ اﻟﻣﻔﺿﻠﺔ ،آﯾن راﻧد ،اﻟﺗﻲ ﻛﺗﺑت ﻛﺗﺎب »اﻟﻣﻧﺷﺄ« و»أطﻠس اﻻﺳﺗﮭﺟﺎن« ،ﻓﻲ
ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ﺑﺄﻧﮭﺎ ﻣﻠﺣدة .ﻟﻛﻧﻧﻲ رأﯾﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺔ اﻟﺗﻠﻔزﯾون ذات ﻣرة ،وﻗﺎﻟت» :ﻻ ،أﻧﺎ ﻟﺳت
ﻣﻠﺣدة .ﻟن أﻣوت أﺑدًا .ﻋﻧدﻣﺎ ﺗواﻓﯾﻧﻲ اﻟﻣﻧﯾﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻌﺎﻟم اﻟذي ﺳﯾﻧﺗﮭﻲ… اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺟﻣﯾل .واﺳﺗﻔﺎﺿت
ﺑﺎﻟﺷرح» ،ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻛس ﻣﻣﺎ ﯾﻘوﻟون ،ﻓﺈﻧﻲ أﺣب ﻛﻠﻣﺔ »ﷲ« ﻷﻧﮭﺎ ﺗﻌﻧﻲ »أﺳﻣﻰ اﻷﺳﻣﻰ« .وﻛم ھﻲ
راﺋﻌﺔ ﻋﺑﺎرة » ﻟﯾﺑﺎرﻛك ﷲ«.
ﻗﺎل ﻟﻲ ذات ﻣرة ﺻدﯾﻘﻲ اﻟﻌزﯾز ﻻزارﯾس» :إن اﻟﺣﯾﺎة ھﺑﺔٌ ووظﯾﻔﺗﻧﺎ ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﯾﺎة ھﻲ أن ﻧﺗﻌﻠم
ﻛﯾف ﻧﺗﻘﺑل ھذه اﻟﮭﺑﺔ« .وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻲ ،اﻟﺣﯾﺎة ھﺑﺔ ،واﻻﻣﺗﻧﺎن ھو اﻟﻣﻐﻧﺎطﯾس ﻓﯾﮭﺎ .وﺑﺎﻹذن ﻣن
أﺻدﻗﺎﺋﻲ ،أود أن أﻧﮭﻲ ﻓﻛرﺗﻲ ﺑﻣﺎ أﻋرب ﻋﻧﮫ ﻻزرﯾس» :ﺑﺄن اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻗوة ﻣﻠﻣوﺳﺔ .ﻛﻠﻣﺎ ﺷﻌرت
ﺑﮭﺎ أﻛﺛر ،ﻛﻠﻣﺎ ﺗﺿﺎﻋﻔت اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻌك ﻛﻲ ﺗﺷﻌر ﺑﮭﺎ .اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻗوة ﺧﺎرﻗﺔ ،ﻣﺛل اﻟﻣﻐﻧﺎطﯾس
ﺗوا .ﻓﮭو ﻣﺛل اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﮭد ﻟك اﻟطرﯾﻖ ﻟﻛﻲ ﺗﺣﻘﻖ اﻟﺳﺣري ،ﯾﺟذب إﻟﯾﮫ أﻛﺛر ﺑﻛﺛﯾر ﻣﻣﺎ ﺗﻠﻘﯾﺗﮫ ً
أﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﺣﻘﻘﺗﮫ ﺑﺎﻟﻔﻌل«.
اﻟﺗﺻﻣﯾم اﻟراﺋﻊ ﻟﻠﺣﯾﺎة
ﺟﯾﻣس ﯾوﺑﺎﻧﻛس
ﺟﯾﻣس ﯾوﺑﺎﻧﻛس ،ﻣؤﻟف وﻛﺎﺗب ﻧﺎﺟﺢ وﻟﮫ ﻋﻣود ﺛﺎﺑت ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺟﻼت واﻟﺻﺣف
اﻟوطﻧﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ُﻣﻧ ّﺟم ﯾﻘدم اﺳﺗﺷﺎرﺗﮫ ﻓﻲ ﺳﺎن دﯾﯾﻐو .ﻧﺷﺄ ﺟﯾﻣس ﻓﻲ ﺑرﻣﻧﻐﮭﺎم ،ﻓﻲ وﻻﯾﺔ أﻻﺑﺎﻣﺎ،
وﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺷﮭﺎدات اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ وﻓﻲ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻹذاﻋﯾﺔ ﻣن
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻟوﯾوﻻ ﻓﻲ ﻧﯾو أورﻟﯾﺎﻧز.
ﻗﺎدﺗﮫ دراﺳﺗﮫ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻠﻐوﯾﺎت إﻟﻰ اﻟﺳﺎﺣل اﻟﻐرﺑﻲ ،ﺣﯾث اﻛﺗﺷف اﻟﻌﮭد اﻟﺟدﯾد ،وﺧﺎض اﻟﻛﺛﯾر
ﻣن اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗدرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ.
إن اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻛﺎن ﻧزﻋﺗﻲ اﻷﻛﺛر طﺑﯾﻌﯾﺔ .ﻛطﻔل ﻧﺷﺄ ﻓﻲ رﯾف اﻻﺑﺎﻣﺎ ،ﻓﻘد ﺗﻌﻠﻣت أن
أﻛون ﻣﮭذﺑًﺎ وﻛرﯾ ًﻣﺎ وﻣﻣﺗﻧًﺎ داﺋ ًﻣﺎ .وﻋﻧدﻣﺎ أﺻﺑﺣت رﺟﻼً ،ﻓﻘد ﺗﺑﻧﯾت اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﯾﻛون ﺳﻠوﻛﻲ
اﻟﯾوﻣﻲ ،وﺟﻌﻠت ﻣﻧﮫ طرﯾﻘﺔً أﻓﺿل ﻟﺣﯾﺎة ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟﺗﻔﻛﯾر واﻟﺗﻣﻌن.
ﻟطﺎﻟﻣﺎ رأﯾت ﻧﻔﺳﻲ ﻣﺧﺗﻠﻔًﺎ .وﻋﻠﻰ ﻣدار ﺳﻧوات ﻣن اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ ھذا اﻷﻣر ،ﺑت أﺳﺄل ﻧﻔﺳﻲ ﻟﻣﺎذا
ت طوﯾﻠﺔٍ ،أي ﻛﻧت ﺧﺎرج اﻟﻘطﯾﻊ ،وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﯾﻧﺗﺎﺑﻧﻲ ھذا اﻟﺷﻌور .ﻟﻘد اﻋﺗزﻟت اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻟﺳﻧوا ٍ
أﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﺟرﺑﺔ ﻣؤﻟﻣﺔ ،إﻻ أﻧﮭﺎ ﺟﻌﻠﺗﻧﻲ أرى ﻣن ﺣوﻟﻲ ﺑطرﯾﻘ ٍﺔ أﻛﺛر وﺿو ًﺣﺎ .واﻵن أﺻﺑﺢ ﻟدي
إدراك ﻟﻣن ﺣوﻟﻲ وﺣﺗﻰ أﻧﻧﻲ أﺷﺎرك ﻓﻲ أﻧﺷﺗطﮭم .إن اﻟﻧﺎس ﻻ ﯾﻣﺎرﺳون اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻛﻌﺎدة ﯾوﻣﯾﺔ.
ﻓﺈذا ﺣدث ﻟﮭم ﺷﻲء ﺟﯾد ﯾﺷﻌرون ﺑﮭذا اﻻﻣﺗﻧﺎن وﺑﺎﻟﻌﻛس ،إذا ﺣدث ﻟﮭم ﺷﻲء ﺳﯾﺊ ﻓﻼ ﯾﺷﻌرون
ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﺑﻛل ﺗﺄﻛﯾد .وﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ،إن ﻣن ﯾﻔﻛرون ﺑﮭذه اﻟطرﯾﻘﺔ ﯾﺷﻌرون داﺋ ًﻣﺎ ﺑﺎﻟﺗﻌﺎﺳﺔ واﻟﻘﻠﻖ
واﻟﺣزن واﻹرھﺎق واﻟﺗوﺗر واﻟﻌزﻟﺔ .ﻓﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﻧﺧﺗﺎر أن ﻧﺻدق أن اﻟﻣﺂﺳﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث ﻟﻧﺎ ﻓﻲ
اﻟﺣﯾﺎة ﻣردھﺎ إﻟﻰ اﻟﻘدر اﻟذي ﯾﻘف أﻣﺎﻣﻧﺎ إذا أردﻧﺎ .وﺗﻠك اﻟﻘوى ﺳوف ﻟن ﺗﻌﺎرﺿﻧﺎ أو ﺗﺟﺎدﻟﻧﺎ.
وﻟﻛن ،ھﻧﺎك طرﯾﻘﺔ أﺧرى ﻟﻠﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ ذﻟك.
إن اﻻﻣﺗﻧﺎن ھو اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺣب اﻟذي ﯾﻧﺑﻊ داﺧل اﻟﺷﺧص ﻋﻧدﻣﺎ ﯾواﺟﮫ ﻧظﺎم اﻟﺣﯾﺎة اﻟراﺋﻊ .ﻟذﻟك
أﺳﺗﻘﺑل اﻟﻌﺎﻟم ﻛل ﯾوم ﺑﻧظرة ﻣﺗرﻗﺑﺔ وأﻧﺎ أﺣﺎول أن أﺟد ﺷﯾﺋًﺎ ﯾﺟﻌﻠﻧﻲ أﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن وأﺑﺣث ﻋن
ﺷﺧص أﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﮫ .ﯾﻌرف اﻟﻼھوت اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟدﯾﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ إدراك اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻌﻣﯾﻖ ﻟﻠﻧظﺎم
اﻟﻛوﻧﻲ .ﻓﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ھو اﻟوﺳﯾﻠﺔ واﻟطرﯾﻖ ﻟﻠﺗوﺻل إﻟﻰ اﻟوﻋﻲ اﻟﻛﺎﻣل اﻟذي ﯾﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﺳﻼم
واﻟﺗﻔﺎھم .ﻓﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﺗﺟرﺑﺔ دﯾﻧﯾﺔ ﻧﻣر ﺑﮭﺎ ﻛل ﯾوم.
ھذا وﯾﺧﺗﻠف ﺷﻌور اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻋن ﺷﻌور اﻟراﺣﺔ .ﻓﺈﻧﻧﻲ أﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﺣﯾﺎﺗﻲ وﻟﻣن ﺣوﻟﻲ ﻣن
ﺿﺎ .ﻓﺎﻟﻌﺑﺎرة اﻟﻧﺎس وﻛذﻟك ﻟﻌﻣﻠﻲ .وﻟﻛن ،ﻣن ﺟﮭﺔ أﺧرى ،ﻓﺄﻧﺎ أﺷﻌر ﺑﺎﻻرﺗﯾﺎح ﻷﻧﻧﻲ ﻟﺳت ﻣرﯾ ً
اﻷوﻟﻰ ﺗرﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﺑداﺧﻠﻲ .واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺗرﺟﻊ إﻟﻰ إﺣﺳﺎﺳﻲ ﺑﺎﻟﺧوف واﻟرھﺑﺔ .وﻟﻛﻧﻧﺎ ﻏﺎﻟﺑًﺎ ﻻ
ﻧﻔرق ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ .ﻓﺎﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻرﺗﯾﺎح ﯾدل ﺿﻣﻧﯾًﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ رﺑﻣﺎ ﻗد ﯾﺣدث ﺷﻲء ﺳﻲء ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل،
وﻟﻛن ﻓﻲ اﻟﻠﺣظﺎت اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻛل ﺷﻲء ﯾﺳﯾر ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾرام .وﻟﻛن اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻛﻣﻣﺎرﺳﺔ ھو أن ﺗؤﻛد
ﻟﻧﻔﺳك أن ﻛل ﻣﺎ ﯾﺣدث ﻟك ھو ﺧﯾر وأﻧﮫ ﻟن ﯾﺣدث ﺷﻲء ﺳﻲء .ﻓﻼ ﯾوﺟد ﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﮫ أو
إﺻﻼﺣﮫ -ﻓﺗﻘول ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل» :أﻧﺎ اﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﺻﺣﺗﻲ اﻟﺟﯾدة«.
ﺑدون ھذا اﻟﺗﺄﻛﯾد اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻋﻠﻰ أن ﻣﺎ ﯾﺣدث ھو اﻟﺧﯾر ،وﺑدون اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟﺷﻛر واﻟﺷﻌور
ﺑﺎﻟﺗﻘدﯾر ،أﺟد أن ﻋﻘﻠﻲ ﻗد أﺻﺑﺢ ﻣﺗﻌﺑًﺎ ،وأن ﻗﻠﺑﻲ أﺻﺎﺑﮫ اﻟﻔﺗور واﻟﺗﺑﻠد .ﻓﺄﻧﻌزل ﻋن اﻟﻌﺎﻟم وأﺳﺗﺳﻠم
ﻟﮭذا اﻟﻛﻔﺎح وﺣدي .ﻓﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ھو وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻣواﺟﮭﺔ اﻟﺻﻌوﺑﺎت واﻵﻻم واﻟﻌزﻟﺔ .وﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﺷداﺋد
واﻟﻣﺣن ،ﯾﺗطﻠب اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن أن ﻧﺗﺧﻠﻰ ﻋن أﻓﻛﺎرﻧﺎ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﺎ ﻧﻌﺗﻘده ﻋﻣﺎ ﯾﺣدث ﻟﻧﺎ.
ھﻧﺎك اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻣور اﻟﺗﻲ ﻧﻐﻔل ﻋﻧﮭﺎ ﻓﻲ أي ﻣوﻗف ﻧﻣر ﺑﮫ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ وھذا ﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧﺷﻌر
ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن .رﺑﻣﺎ ﺗﻛون ھذه اﻟظروف اﻟﺻﻌﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﮭﻧﺎ ھﻲ اﻟﻘطﻌﺔ اﻟﻣﻔﻘودة ﻓﻲ اﻟﻠﻐز اﻟذي ﻟم
ﻧدرﻛﮫ ﺑﻌد .ﻓﯾﺟب أن أﺗﺧﻠﻰ ﻋن ﻣﺧﺎوﻓﻲ وأﺣﻛﺎﻣﻲ أن ﺷﯾﺋًﺎ ﺳﯾﺋًﺎ ﯾﺣدث .وﻛﻣﺑدأ ،ﻓﮭذا ﯾؤدي دو ًﻣﺎ
إﻟﻰ اﻹدراك واﻟوﻋﻲ.
إن اﻻﻣﺗﻧﺎن ھو اﻟطرﯾﻖ اﻟﻣﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻟوﻋﻲ .وھذا اﻟوﻋﻲ ھو ﻣدﺧل ﻟﻠﺣب اﻟﻣﺗواﺻل .ﻓﮭو ﺗﺣول
ﻓﻲ طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻔﻛﯾر وإﻋﺎدة ﺗﻛﯾف ﻣﻊ اﻟظروف اﻟﻣﺣﯾطﺔ واﻟﺗزام واع ﺑﺎﻟﺣب وﻗﺑول ﻛل ﺷﻲء.
وﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﺟﻣﯾﻌًﺎ اﻟﻘﯾﺎم ﺑذﻟك .وﻟﻛن ﯾﺟب أن ﻧﻣﺗﻠك اﻹرادة ﻟﻧﻘوم ﺑذﻟك .ﯾﻧﻘذﻧﺎ اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻣن ﺗﺳﻠﺳل
اﻷﺣداث اﻟﻣؤﻟﻣﺔ ،ﺣﯾث أﻧﮫ ﯾﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧﻧظر ﺑطرﯾﻘﺔ أﻋﻣﻖ وأﻓﺿل إﻟﻰ ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ وإﻟﻰ اﻟﻧﺎس ﻣن ﺣوﻟﻧﺎ.
ﻓﻧﺎدرا ﻣﺎ ﯾﻛﺷف ﻟﻧﺎ اﻟﻣظﮭر اﻟﺧﺎرﺟﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﺑل ﯾﺣﺟﺑﮭﺎ ﻋﻧﺎ .ﻓﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﯾﺛري وﯾﻌﻣﻖ اﻟﻧظرة ً
اﻟﻣﺷرﻗﺔ ﻟﻠﺣﯾﺎة؛ ﺣﯾث أﻧﮫ ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻧﺎ ﺑرؤﯾﺔ اﻟﻣزﯾد.
ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺣﯾل أن ﺗﺷﻌر ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ واﻟﻐﺿب واﻹﺣﺑﺎط ،أو أي ﻣﺷﺎﻋر ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻣن أي ﻧوع إذا ﻛﺎن ﻟدﯾك
ھذا اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن .ﻓﺎﻟﯾوم اﻟﻣﺷرق اﻟﻣﺷﻣس ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺟﺗﻣﻊ ﻣﻊ ﯾوم ﻋﺎﺻف ﻣظﻠم ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎن
ﻧﻔﺳﮫ وﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﮫ .ﻟذا ،ﻓﺎﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ھو اﻟذي ﯾﺄﺧذ ﻋﻘوﻟﻧﺎ ﺑﻌﯾدًا ﻋن اﻟﺧوف وﯾوﺟﮭﻧﺎ إﻟﻰ
اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ وﯾﻣﺣو ﻛل اﻟﺳﻠﺑﯾﺎت واﻷﻟم واﻟﻣﻌﺎﻧﺎة .إﻧﻧﻲ أﺗﺑﻊ ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟوﻗﺎﺋﻲ ﺿد اﻟﻌزﻟﺔ
واﻟﺳﺧرﯾﺔ واﻟﺷك .ﻓﻛل ﯾوم ،وﻷﻛﺛر ﻣن ﻣرة ،أﺣﺎول أن أﻓﻛر ﻓﻲ ﻛل ﺷﻲء أﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﮫ.
وﻋﻧدﻣﺎ أﻻﺣظ ﻓﯾض اﻟرﺧﺎء واﻟﺛروة واﻟﻐﻧﻰ ،ﻓﮭذا ﯾؤدي إﻟﻰ راﺣﺔ اﻟﺑﺎل واﻟﺳﻼم اﻟداﺧﻠﻲ.
ﻟذﻟك ،إذا ﻟم ﺗﻛن ﻣن اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾﻣﺎرﺳون اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻛﺳﻠوك ﯾوﻣﻲ ،ﻣﺛﻠﮫ ﻣﺛل ﺻﻼة ﻻ ﺗﻧﺗﮭﻲ
أو ﻣوﺳﯾﻘﻰ ﻟﺣﯾﺎﺗك ،ﻓﺄﻧﺎ أدﻋوك ﻟﻛﻲ ﺗﻔﻛر ﻓﻲ ﻗﯾﺎﻣك ﺑذﻟك ،واﺑدأ ﻣن اﻵن .وارﺗﻘﻲ ﺑﻧﻔﺳك.
ﻓﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ .ﻓﺎﻧظر واﺑدأ ﺑﺎﻣﺗﻼك اﻟﻣواھب واﻟﻣﺳﺎھﻣﺎت ذات اﻟﻘﯾﻣﺔ.
وﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻣن ﺣوﻟك ﻣن اﻟﻧﺎس :ﻣن ﺗﺣﺑﮭم وﻣن ﻻ ﺗﺣﺑﮭم .ﻓﻔﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،ھم ﻣﺗﺳﺎوون .ﻓﻛﻠﮭم
اﺳﺎﺗذﺗك .ﻓﺎﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﮭم .وأﺛﻧﺎء ﻗﯾﺎﻣك ﺑذﻟك ،ﻋﻠﯾك أن ﺗدرك ﻣﺎ ھﻲ ﻗوﺗك ،وأن ﺗدرك إﻟﻰ أي
ﻣدى اﻟﺣﯾﺎة ﻣﺗﻐﯾرة .وإﻟﻰ أي ﻣدى أﻧت ﻣﺑﺎرك ﻟﻛوﻧك ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﻛﺎن.
ﺛم ﺷﺎھد ﻣﺎ ﯾﺣدث.
اﻻﻣﺗﻧﺎن ﺷﻌور ﺟﯾد!
ﺳﯾﻠﻔﯾﺎ ﻓرﯾدﻣﺎن
ﻛﺎﻧت ﺳﯾﻠﻔﯾﺎ ﻓرﯾدﻣﺎن ﻓﻠﻛﯾﺔ وﻣﺳﺗﺷﺎرة ﻓﻲ اﻟﺳﻠوك اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ،ﻛﻣﺎ ﻋﻣﻠت ﻛﻣﺣﻠﻠﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ ﻋن طرﯾﻖ
ﺗﺣﻠﯾل ﺧط اﻟﯾد ﻟﻣﺎ ﯾزﯾد ﻋن ﻋﺷرﯾن ﻋﺎ ًﻣﺎ .ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻧﮭﺎ ظﮭرت ﻛﺧﺑﯾرة ﺿﯾﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن
اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ،ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﺑرﻧﺎﻣﺞ أوﺑرا اﻟﺷﮭﯾر وﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺻﺑﺎح ﺷﯾﻛﺎﻏو .ﺗﻘﯾم ﺳﯾﻠﻔﯾﺎ ﻓﻲ
ﻣدﯾﻧﺔ ﺷﯾﻛﺎﻏو ،وﻗﺎﻣت ﺑﺗﺄﻟﯾف ﻋدد ﻣن اﻟﻛﺗب ﻣﻧﮭﺎ» :اﻟﻧﺟوم ﻓﻲ ﻋﺎﺋﻠﺗك« ،و»ﻛﯾف ﯾؤﺛر ﻋﻠم اﻟﻔﻠك
ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت« ،و»ﻣﺎ ﺑﯾن اﻵﺑﺎء واﻷطﻔﺎل«.
ﻋﻠﯾك أن ﺗﺣدد وﻗﺗًﺎ ﻟﻼﻣﺗﻧﺎن .ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻧظر إﻟﻰ ﻧﻔﺳك وإﻟﻰ ﺣﯾﺎﺗك ،رﺑﻣﺎ ﯾﻛون ﻣن اﻟﺳﮭل أن ﺗرى
اﻷﻣور اﻟﺳﯾﺋﺔ ﻗﺑل اﻟﺟﯾدة! وﻟﻛن ﺗذﻛر أن اﻟﺗﻔﻛﯾر ﺑﺳﻠﺑﯾﺔ ﯾﺿﻌف ﻣن ﺛﻘﺗك ﺑﻧﻔﺳك وﯾﺟﻌل اﻷﻣور
اﻟﺳﯾﺋﺔ ﺗﺑدو أﺳوء .ﻣن ﺑﯾﻧﻛم ،أوﻟﺋك اﻟذﯾن ﯾؤﻣﻧون ﺑﻔﻛرة ﺗﺣﻘﻖ اﻟﻧﺑوءات اﻟذاﺗﯾﺔ ﯾﻣﻛﻧﮭم أن ﯾﻔﮭﻣوا
أﻧﮫ ﻣن اﻷﻓﺿل أن ﺗﻔﺗﺢ ﻋﻘﻠك وﻗﻠﺑك إﻟﻰ اﻷﻣور اﻟﺟﯾدة اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﺣدث ﺑدﻻً ﻣن اﻟﺗﻔﻛﯾر ﺑﺎﻷﻣور
اﻟﺳﯾﺋﺔ .وﻣن اﻟﻣؤﻛد أن ﻣﻌظﻣﻧﺎ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﺗذﻛر ﺑﻌض اﻟﻠﺣظﺎت اﻟﺳﻌﯾدة واﻟﺑﺳﯾطﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث ﻟﻧﺎ
ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ،ﻣﺛل اﺑﺗﺳﺎﻣﺗك ﻓﻲ وﺟﮫ ﺷﺧص ﻏرﯾب ﺗﻘﺎﺑﻠﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺟر واﺑﺗﺳﺎﻣﺗﮫ ﻟك.
أﻟن ﯾﻛون اﻷﻣر راﺋﻌًﺎ إذا اﺳﺗطﻌﻧﺎ أن ﻧوﻗف ﺗﻠك اﻟﻠﺣظﺎت اﻟﺗﻲ ﻧﺷﻌر ﻓﯾﮭﺎ ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن واﻟﺗﻘدﯾر إذا ﻗﺎم
ﻣؤازرا ،أو ﺷﺎرﻛﻧﺎ اﻟﺿﺣك أﺛﻧﺎء ﻣﺷﺎھدة ﻓﯾﻠم ﻣﺎ ،أو ﺟﻠس ﺑﺟﺎﻧﺑﻧﺎ ً ﺷﺧص ﻣﺎ ﺑﺎﻟﺿﻐط ﻋﻠﻰ ﯾدﻧﺎ
ﺑﮭدوء ﻟﯾﺟﻠب ﻟﻧﺎ ﺑﻌض اﻟراﺣﺔ! ﻓﻛل ﯾوم ﯾﻘدم ﻟﻧﺎ ﺳﺑﺑًﺎ ﻧﺷﻌر ﻟﮫ ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن .ﻟذا ،ﻓﺈﻧﻧﺎ ﺑﺣﺎﺟﺔ ﻛﻲ
ﻧﺑﺣث ﻋن ھذه اﻟﻠﺣظﺎت وأن ﻧﺗذﻛرھﺎ .ﻓﺎﻟﺻﺣﺔ اﻟﺟﯾدة واﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎﻋدة اﻵﺧرﯾن وﻣﺳﺎﻧدة
أﻣرا ﻣﺳﻠ ًﻣﺎ ﺑﮫ.
اﻷﺻدﻗﺎء ،ﻛل ھذه اﻷﺳﺑﺎب ﺗﺟﻌﻠك ﺗﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن .ﻓﻼ ﯾﻣﻛﻧك أن ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺣﯾﺎة ً
ي ﻛل ﯾوم ﻷﻧﮭﻣﺎ ﻣﻧﺣﺎﻧﻲ اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ ﻗراراﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة. ﻓﻌﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺷﺧﺻﻲ ،أﺷﻛر واﻟد ّ
ً
وﻟﻛن اﻟﻘوة اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﻣن ارﺗﺑﺎطك ﺑﺎﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﻣﻛﻧﮫ ﺣﻘﺎ أن ﯾﺳﺎﻋدك -وھو أﻧت!
ﻟطﺎﻟﻣﺎ ﻛﻧت ﻣﻌﺟﺑﺔ ﺑﺄﻏﻧﯾﺔ »أﻓﺿل اﻷﺷﯾﺎء ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ھﻲ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺑدون ﻣﻘﺎﺑل« .واﻻﻣﺗﻧﺎن ﻛذﻟك
ﺑدون ﺗﻛﻠﻔﺔ -ﻓﻣﻌﺟزات اﻟطﺑﯾﻌﺔ ،ﻣﺛل اﻟزھور اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻔﺗﺢ ،وأوراق اﻷﺷﺟﺎر اﻟﺗﻲ ﯾﺻﺑﺢ ﻟوﻧﮭﺎ ﺑراﻗًﺎ
ﻓﻲ ﻓﺻل اﻟﺧرﯾف ،أو اﻟﺳﻣﺎء اﻟزرﻗﺎء اﻟﺻﺎﻓﯾﺔ ،ﻛل ذﻟك ﯾذﻛرﻧﺎ ﺑﺎﻟﻣﺑﺎھﺞ اﻟﺑﺳﯾطﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة .أﺗذﻛر
إﺣدى ﺻدﯾﻘﺎﺗﻲ واﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻣر ﺑﻔﺗرة ﻣؤﻟﻣﺔ ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ ﻓﻘﺎﻟت ﻟﻲ» :أﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺷرق
ﺷﻌورا إﯾﺟﺎﺑﯾًﺎ« .ﻓﺎﺑﺗﺳﻣت وﻗﻠت ﻟﮭﺎ» :إن اﻟﺷﻣس ﻻ ﺗﺷرق ً اﻟﺷﻣس ﻛل ﯾوم؛ ﺣﯾث إﻧﮭﺎ ﺗﻌطﯾﻧﻲ
ﻋﻠﯾﻧﺎ ،ﺑل ﺗﺷرق ﺑداﺧﻠﻧﺎ«.
أﺳﺗﯾﻘظ ﻛل ﯾوم وﺷﻌور اﻻﻣﺗﻧﺎن ﯾﻣﻸﻧﻲ ﻟﺳﻣﺎﻋﻲ رﻧﯾن ھﺎﺗﻔﻲ ﻷﻧﻧﻲ أﻋﻠم أﻧﮫ أﺣد أﺻدﻗﺎﺋﻲ ﯾﺗﺻل
ﻲ .وأﺷﻛر ﷲ ﻷﻧﻧﻲ أﺳﺗطﯾﻊ أن أﻧظر إﻟﻰ اﻟﺑﺣﯾرة ﻣن ﻧﺎﻓذﺗﻲ وأﺑدأ ﯾوﻣﻲ ﺑﺳﻼم. ﺑﻲ ﻟﯾطﻣﺋن ﻋﻠ ّ
ﻓﺎﻟﻛﺛﯾر ﻣﻧّﺎ ﻟدﯾﮭم ﻣﺛل ھذي اﻟﻔرص ،وﻟﻛن اﻟﻣﮭم أن ﻧﻘدرھﺎ ﺣﻖ ﻗدرھﺎ .ﻣن ﻛﺎﻓﺢ ﻣﻧﺎ ﺑﻐﯾﺔ اﻟوﺻول
إﻟﻰ ﺧﯾر اﻷﻣور ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﻛون ﻣﻣﺗﻧًﺎ ﻷﻧﮫ ﯾﻣﺗﻠك اﻟطﺎﻗﺔ واﻟﻘوة ﻟﻠﻘﺗﺎل ﻣن أﺟل اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻣﺎ
ﯾؤﻣن ﺑﮫ .ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻟدﯾﻧﺎ ﺛﻘﺔ ﺑﺄﻧﻔﺳﻧﺎ ،ﻓﺈن ﺗﻘدﯾرﻧﺎ ﻷﻧﻔﺳﻧﺎ ﺳﯾﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧﺻل إﻟﻰ اﻟﻣﻛﺎن اﻟﻣﻧﺷود .إذا
ﻗﺎدﺗﻧﺎ دروب اﻟﺣﯾﺎة إﻟﻰ دروﺳﮭﺎ اﻟﺻﻌﺑﺔ ،ﻓﻣن اﻷﻓﺿل أن ﻧﺗﻌﻠم ﻣﻧﮭﺎ وأن ﻧﻣﺿﻲ ﻗد ًﻣﺎ .ﻓﺎﻷﻣل
واﻹﯾﻣﺎن واﻟﺗﻔﺎؤل ﯾﻣﻧﺣﻧﺎ اﻟﻘوة ﻟﻧﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﻐد .ﻓﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﺗﻛون اﻟﺣﯾﺎة ﺗﺣدﯾًﺎ ﺣﻘﯾﻘﯾًﺎ ،وﻟﻛﻧﻧﺎ
ﻧﺳﺗطﯾﻊ ﺗﺣﻘﯾﻖ أﺣﻼﻣﻧﺎ إذا ﺷﻌرﻧﺎ ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﻛل ﺷﻲء ﺣﺻﻠﻧﺎ ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺎﻟﻔﻌل.
وأﺧﯾرا ،ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﺟﻣﯾﻌًﺎ أن ﻧﻛون ﻣﻣﺗﻧﯾن ﻟﻠﺷﺟﺎﻋﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﻣﺣت ﻟﻧﺎ ﺑﺧوض ﻏﻣﺎر اﻟﻣﺧﺎطر ً
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ؛ ﺣﯾث أن ﺛﻘﺗﻧﺎ ﺑﺄﻧﻔﺳﻧﺎ ھﻲ أھم ﻗوة ﻧﻣﻠﻛﮭﺎ .ﻓﻠدﯾﻧﺎ ﺟﻣﯾﻌًﺎ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺟﻧﻲ اﻟﺣب،
واﻟﺻداﻗﺔ واﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻗﺑل أن ﺗﻣﺿﻲ ﺑﻧﺎ اﻟﺣﯾﺎة إﻟﻰ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ .ﻓﺎﻷﻣر ﻣﺗروك ﻟﻧﺎ ﻓﻲ أن ﻧﺑذل اﻟﺟﮭد
اﻟﻼزم ﻟﺗﺣﻘﯾﻖ ذﻟك .ﻓﻣن ﯾدرك ﻣﻧﺎ أھﻣﯾﺔ اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻣن اﻟﻣﻣﻛن ﻟﮫ أن ﯾﺷﺟﻊ اﻵﺧرﯾن ﻋﻠﻰ إدراك
أھﻣﯾﺔ اﻟﻠﺣظﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻌﯾﺷوﻧﮭﺎ .ﻓﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﺷﻌور ﺟﯾد!
اﻻﻣﺗﻧﺎن وﻣواﺟﮭﺔ ﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺣﯾﺎة
ﺷﺎﻛﺗﻲ ﺟوﯾن
ﺷﺎﻛﺗﻲ ﺟوﯾن ھﻲ اﻟﻣؤﻟﻔﺔ ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻟﻛﺗب اﻷﻛﺛر ﻣﺑﯾﻌًﺎ »اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻹﺑداﻋﻲ«» ،اﻟﻌﯾش ﻓﻲ اﻟﺿوء«،
»اﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟﺣدﯾﻘﺔ«» ،اﻟﺻﺣوة« ،و»درب اﻟﺗﻐﯾﯾر« ،وﻏﯾرھﺎ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻛﺗب .وﻛﻣﻌﻠﻣﺔ
رﻗﯾﻘﺔ ،وواﺿﺣﺔ ،وﻣﻠﮭﻣﺔ ،أﻗﺎﻣت ﺷﺎﻛﺗﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن ورﺷﺎت اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎﻟم .وﻋﻠﻰ ﻣدى
ﻋﺷرﯾن ﻋﺎ ًﻣﺎ ،ﺳﺎﻋدت ﺷﺎﻛﺗﻲ آﻻف اﻷﺷﺧﺎص ﻓﻲ إﻋﺎدة اﻟﺛﻘﺔ ﺑﺄﻧﻔﺳﮭم واﻟﺗﺻرف ﻋﻠﻰ طﺑﯾﻌﺗﮭم
ﻣﻧﺣﻰ ﻣن ﻣﻧﺎﺣﻲ ﺣﯾﺎﺗﮭم .ﻗﺎﻣت ﺷﺎﻛﺗﻲ ﻣﻊ ً ﻹطﻼق وﺗطوﯾر طﺎﻗﺎﺗﮭم اﻹﺑداﻋﯾﺔ اﻟﮭﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ ﻛل
زوﺟﮭﺎ ،ﺟﯾم ﺑﯾرﻧز ،ﺑﺗﺄﺳﯾس دار ﻟﻠﻧﺷر وھﻲ دار ﻧﺎﺗﺎراج .وﯾﻘﯾﻣﺎن ﻓﻲ ﻣﯾﻠﻔﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻛﺎﻟﯾﻔوﻧﯾﺎ ،وﻓﻲ
ﺟزﯾرة ﻛﺎواي ﻓﻲ ﺟزر ھﺎواي.
ﻣن اﻟﺳﮭل أن ﻧﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺣدث أﻣور ﺳﻌﯾدة وﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻣﺿﻲ اﻟﺣﯾﺎة ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ
ﻧرﯾدھﺎ .وﺣﺗﻰ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺣﯾن ،ﻏﺎﻟﺑًﺎ ﻣﺎ ﻧﻔﻛر ﻓﻲ ھذه اﻷﺣداث ﻛﺄﻣور ﻣﺳﻠم ﺑﮭﺎ .ﺳﻧﺷﻌر ﺑﺎﻟﺳﻌﺎدة
ﺗﻐﻣرﻧﺎ إن ﺗوﻗﻔﻧﺎ ﻟﻠﺣظﺔ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻣﺗﻧﺎﻧﻧﺎ ﻟﻶﺧرﯾن ،وﻟﻠﻌﺎﻟم ﻣن ﺣوﻟﻧﺎ ،وﻟﻠﻘوة اﻟﻌﻠﯾﺎ ،وﻟﻠﺣﯾﺎة.
ﻧواﺟﮫ اﻟﺗﺣدي اﻷﻛﺑر ﻋﻧدﻣﺎ ﻧﺣﺎول أن ﻧﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن إن ﻛﻧﺎ ﻧﻣر ﺑﺄوﻗﺎت ﻋﺻﯾﺑﺔ ،أو ﻋﻧدﻣﺎ ﻻ
ﺗﻣﺿﻲ ﺑﻧﺎ اﻟﺣﯾﺎة ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺑﺗﻐﯾﮭﺎ .وﻓﻲ ھذه اﻷوﻗﺎت ،ﻧﺷﻌر ﺑﺎﻷذى واﻻﺿطراب أو اﻻﺳﺗﯾﺎء،
وھذا أﻣر طﺑﯾﻌﻲ ﺗﻣﺎ ًﻣﺎ .ﻓﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ھو آﺧر ﺷﻲءٍ ﻣﻣﻛن أن ﻧﺷﻌر ﺑﮫ ﻓﻲ ھذه اﻷوﻗﺎت .ﻛﺎﻧت ھﻧﺎﻟك
أوﻗﺎت ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻲ ﻛﻧت أﺷﻌر ﻓﯾﮭﺎ ﺑﻌدم اﻻﺳﺗﻘرار ،وﻛﻧت أﺗﺳﺎءل ﻟﻣﺎذا ﺗﺳﯾر اﻷﻣور ﻣﻌﻲ ﺑﮭذه
اﻟﻘﺳوة.
وﻣن اﻟﻣﺛﯾر ﻟﻼھﺗﻣﺎم ،ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻛل ﺗﻠك اﻷوﻗﺎت اﻟﻌﺻﯾﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﻣررﻧﺎ ﺑﮭﺎ أن ﻧرى أن ھﻧﺎك ﺷﯾﺋًﺎ
ھﺎ ًﻣﺎ وﺿرورﯾًﺎ ﺣدث ﺧﻼل ھذه اﻟﺗﺟرﺑﺔ .وﻗد ﻻ ﻧﺻل إﻟﻰ ھذه اﻟﻣﻌرﻓﺔ إﻻ ﺑﻌد ﻣرور أﺷﮭر أو
ﺳﺎ ھﺎ ًﻣﺎ ﺗﻌﻠﻣﻧﺎه وﺣﻛﻣﺔً أوﺳﻊ وﺑﺎﺑًﺎ ﺟدﯾدًا ﺣﺗﻰ ﺳﻧوات ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﺗﺟرﺑﺔ .وﻟﻛﻧﻧﺎ ﻧرى أن ھﻧﺎك در ً
ﯾﻔﺗﺢ ﻟﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻸﺣداث اﻟﺗﻲ ﻣررﻧﺎ ﺑﮭﺎ وﺑدت ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت.
ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ،ﻗد ﯾؤدي ﺧﺳران اﻟﻌﻣل إﻟﻰ ﺷﻔﺎء روﺣﻲ أو ﻋﺎطﻔﻲ .وﻗد ﯾﺗﯾﺢ ﻟﻧﺎ إﻧﮭﺎء ﻋﻼﻗﺔ
اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﻧﻛﺗﺷف أﻧﻧﺎ ﺑﺣﺎﺟﺔ ﻟﻘﺿﺎء ﺑﻌض اﻟوﻗت ﺑﻣﻔردﻧﺎ ،أو ﻗد ﯾﻣﮭد اﻟطرﯾﻖ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ
أﻓﺿل .ﻓﻲ ھذه اﻟﻠﺣظﺔ ،ﻧﺑدأ ﻓﻲ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﻣﺎ ﻛﺷﻔﺗﮫ ﻟﻧﺎ اﻟﺣﯾﺎة.
ﻓﻲ أﻏﻠب اﻷﺣﯾﺎن ،أﺳﻣﻲ اﻟوﻗت اﻟﻌﺻﯾب اﻟذي ﻧﻣر ﺑﮫ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ »أزﻣﺔ اﻟﺷﻔﺎء« .ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﺗﺣرر ﻣن
ﺷﻲء ﻗدﯾم ،وﻧﻧﻔﺗﺢ اﺳﺗﻌدادًا ﻟﻠﺟدﯾد .وﯾﺣدث ھذا ﻏﺎﻟﺑًﺎ ﻷﻧﮫ ﻗد أﺻﺑﺢ ﻟدﯾﻧﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌل وﻋﻲ ﻛﺎفٍ
ﺗﻐﯾﯾرا ﺿرورﯾًﺎ ﯾﺟب ً وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﻧﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻌﯾش وﻓﻘًﺎ ﻷﺳﻠوﺑﻧﺎ اﻟﻘدﯾم .وﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ،ﻧواﺟﮫ
أن ﻧﻘوم ﺑﮫ ﻓﻲ أﻧﻔﺳﻧﺎ أو ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ أو ﻓﻲ ﻛﻠﯾﮭﻣﺎ ﻣﻌًﺎ .ھﻧﺎك ﻓﺗرة ﻣن اﻟﺣزن واﻷﺳﻰ ﯾﺟب أن
ﻧﺧوض ﻏﻣﺎرھﺎ ﻋﻧد ﺗﺣررﻧﺎ ﻣن أﻣر ﻛﻧﺎ ﻣﺗﻌﻠﻘﯾن ﺑﮫ ﺑﺷدة .ﯾﺟب أن ﻧﺳﻣﺢ ﻷﻧﻔﺳﻧﺎ ﺑﺄن ﻧﺷﻌر
ﺿﺎ ﺑﺄن ھﻧﺎك ﺑﻌض اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺎت ﻓﻲ ھذه اﻟﺗﺟرﺑﺔ ﺑﺎﻟﺧوف واﻟﺣزن ،وﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﻧذ ّﻛر أﻧﻔﺳﻧﺎ أﯾ ً
اﻟﺗﻲ ﻟم ﻧدرﻛﮭﺎ ﺑﻌد.
ﻟذا ،إن ﻛﻧت ﺗﻣر ﺑﺄزﻣﺔ اﻟﺷﻔﺎء اﻵن ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗك ،ﺣﺎول أن ﺗﺣﺻل ﻋﻠﻰ أﻛﺑر ﻗدر ﻣن اﻟدﻋم واﻟﺣب،
واﺳﻣﺢ ﻟﻧﻔﺳك ﺑﺄن ﺗﺧﺗﺑر ﻛل ﺗﻠك اﻟﻣﺷﺎﻋر اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺎﺑك .وﺗﻣﻧﻰ أن ﯾﺗم اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﮭدﯾﺔ اﻟﻛﺎﻣﻧﺔ
وراء ھذه اﻟﺗﺟرﺑﺔ ﻓﻲ أﺳرع وﻗت ﺗﻛون ﻣﺳﺗﻌدًا ﻓﯾﮫ ﻟذﻟك .وﺗذﻛر أﻧﮫ ﺑﻌد ﻣﺿﻲ ﺑﻌض اﻟوﻗت وﺑﻌد
أن ﺗﻌرف أﺑﻌﺎد ھذه اﻟﺗﺟرﺑﺔ ،ﺳوف ﺗﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﮭذه اﻟرﺣﻠﺔ اﻟﻣذھﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة.
اﻹﻣﺗﻧﺎن ھو اﻟﻣﻼذ اﻵﻣن…
ﻣﯾﺗﺷﯾل ﺟوﻟد
ﻣﯾﺗﺷﯾل ﺟوﻟد ﻣؤﻟﻔﺔ ﻛﺗﺎب طﺎوﻟﺔ اﻟﻘﮭوة اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ واﻟذي ﯾﺣﻣل ﻋﻧوان »ﻣﻼﺋﻛﺔ اﻟﺑﺣر :ﻓن اﻟدﻟﻔﯾن
اﻟﻣﻘدس ﻓﻲ أطﻠﻧﺗس« .وﯾﻌﻛس ﻋﻣﻠﮭﺎ اﻟﻔﻧﻲ اﻟرواﺋﻲ ،اﻟﺣﺎﺋز ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋزة رواﯾﺔ ﻗﺻص اﻟﺧﯾﺎل
اﻟﺣﺎﻟم ،اﻟرؤى ،واﻷﺳطورة واﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ﻟﻠﺳﺑﺎﺣﺔ ﺑﺎﻟﻘرب ﻣن أﺳراب اﻟدﻻﻓﯾن .ﻟﻘد ظﮭر ﻋﻣﻠﮭﺎ
ﻓﻲ ﻣﻧﺷورات اﻷﻓﻼم اﻟوطﻧﯾﺔ ،وﻋرﺿت ﺗﻠك اﻷﻓﻼم ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص واﻟﻣﺟﻣوﻋﺎت اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ
ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم .اﻟﺣب اﻟﻌﻣﯾﻖ واﻻﺣﺗرام ﻟﻛل ﻣﻧﺎﺣﻲ ﻟﺣﯾﺎة ذﻟك ﻣﺎ ﺗﻣﺗﻠﻛﮫ ﻣﯾﺗﺷل ،وﻟﮭذا ﻓﮭﻲ
أﻋظم أﻣل ﯾﺣذوه اﻵﺧرون ﻟﯾﺷﺎرﻛوھﺎ ذﻟك اﻟﺷﻐف ﻣﻊ ﺗﻠك اﻟﻛﺎﺋﻧﺎت اﻟراﺋﻌﺔ »اﻟدﻻﻓﯾن« .ﻣﯾﺗﺷﯾل
ھﻲ اﻟرﺳﺎﻣﺔٌ اﻟﻣﺣﺗرﻓﺔ ،واﻟﻣﺻورة ،واﻟراﻗﺻﺔ ،واﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺗؤﻣن أن اﻟﺣب ھو اﻟﺣل اﻟداﺋم.
ب أﻋطﻰ اﺑﻧﺗﮫ اﻟﺻﻐﯾرة ﻗﻼدة ً ﺑﺳﯾطﺔً وأﺧﺑرھﺎ أن ﺑداﺧﻠﮭﺎ ﻣﺎ ً
ﺳﺎ ﻗﯾ ًﻣﺎ أﺧﺑرﻧﻲ أﺑﻲ ﻗﺻﺔ راﺋﻌﺔ ﻋن أ ٍ
ﺟدًا .وﻗﺎل ﻟﮭﺎ إﻧﮭﺎ إذا اﺣﺗﺎﺟت إﻟﯾﮭﺎ ﻓﻲ أي وﻗت ،ﻓﺑﺈﻣﻛﺎﻧﮭﺎ أن ﺗﻛﺳرھﺎ وﺗﺑﯾﻊ ھذا اﻷﻟﻣﺎس ﺣﺗﻰ
ﺗﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ اﻷوﻗﺎت اﻟﻌﺻﯾﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻣر ﺑﮭﺎ .وﻋﻧدﻣﺎ ﺷﺑت ﺗﻠك اﻻﺑﻧﺔ ﻟﺗﺻﺑﺢ اﻣرأة ،وﻛﺎﻓﺣت
وﺣدھﺎ ﻓﻲ أوﻗﺎت اﻟﻔﻘر اﻟﻌﺻﯾﺑﺔ ،ﻛﺎن ﻣﺟرد اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﻼدة اﻟﻣﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻌﮭﺎ ﺣول رﻗﺑﺗﮭﺎ
وﺗﺣﺗﻔظ ﺑﮭﺎ ﯾﺟﻌﻠﮭﺎ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﻣواﺟﮭﺔ ھذه اﻟﺻﻌوﺑﺎت .وﺑﻌد ﻣرور ﻋدة ﺳﻧوات ،أﺻﺑﺣت ﻧﺎﺟﺣﺔً
ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﻣﺟﺎﻻت ﺣﯾﺎﺗﮭﺎ وﻟم ﯾﻌد ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﻛﻔﺎح ﻣن أﺟل اﻟﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﻗﯾد اﻟﺣﯾﺎة .وﻗد زادھﺎ اﻟﻔﺿول
ﻟﻛﻲ ﺗﻌرف ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣﺎس اﻟﻣﺧﺑﺄ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻘﻼدة.
أﺧذت اﻟﻣرأة اﻟﻘﻼدة اﻟﺛﻣﯾﻧﺔ وﺗوﺟﮭت ﺑﮭﺎ إﻟﻰ أﻓﺿل ﺻﺎﺋﻎٍ ﻓﻲ اﻟﻘرﯾﺔ ﻟﺗﻌرف ﻣﺎ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣﺎس
اﻟﻣوﺟود ﻓﯾﮭﺎ .ﻧظر اﻟﺻﺎﺋﻎ إﻟﻰ اﻟﻘﻼدة وأﺧذ ﯾﺗﻔﺣﺻﮭﺎ ﺑﺗرﻓﻊ وازدراء ﺛم أﻣﺳك ﻣطرﻗﺔ وﺑﺿرﺑﺔ
ﺧﺎطﻔﺔ ﺣطم ﺗﻠك اﻟﻘﻼدة ،وﻛﺎن ﺑداﺧﻠﮭﺎ ﺷﻲء ﺻﻐﯾر ﻻﻣﻊ .ﻓﺄﻣﺳﻛﮫ وﻧظر إﻟﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﺿوء ﺛم ﻗﺎل:
ﺳﺎ ﯾﺎ ﺳﯾدﺗﻲ إﻧﮫ ﻣﺟرد ﻗطﻌﺔ ﻻ ﻗﯾﻣﺔ ﻟﮭﺎ ﻣن اﻟزﺟﺎج« .ﻣذھوﻟﺔً ﺑﺎﻟﺧﺑر اﻟذي ﺳﻣﻌﺗﮫ، »ھذا ﻟﯾس ﻣﺎ ً
أﺧذت ھذه اﻟﺳﯾدة ﺗﺿﺣك وﺗﺑﻛﻲ ﻓﻲ آن واﺣد.
ﺛم أﺟﺎﺑت ﻗﺎﺋﻠﺔً وھﻲ ﺗﺟﻔف دﻣوﻋﮭﺎ» :ﻻ ﯾﺎ ﺳﯾدي اﻟﻠطﯾف ،إن ھذا أﻏﻠﻰ اﻟﻣﺎس ﻗﯾﻣﺔً ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم!«
ﻓﻘد أﻋطﺎھﺎ واﻟدھﺎ ﺟوھرة ً ﻻ ﺗﻘدر ﺑﺛﻣن … ھدﯾﺔٌ ﻣن اﻷﻣل واﻻﻋﺗﻘﺎد ﺑﺄﻧﮭﺎ ﺳﺗﻛون داﺋ ًﻣﺎ ﻓﻲ أﻓﺿل
ﺣﺎل ،وﺳﺗﻛون داﺋ ًﻣﺎ ﻣﻣﺗﻧﺔً ﻟذﻟك.
وﻋﻧدﻣﺎ ﺑدأت اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﺗﺟﺎرﺑﻲ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﻧت أﺷﻌر ﻓﯾﮭﺎ ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن اﻟﻌﻣﯾﻖ ،ﻛﺎن ذھﻧﻲ ﯾدور
ﻓﻲ دواﻣﺔ .ﻓﻼ ﯾﮭم ﻛم ھﻲ ﻓرﯾدة ھذه اﻟﺗﺟرﺑﺔ وﻟﻛن اﻷھم ھو اﻟﻣرﻛز اﻟﻌﺎﺑﻖ ﺑﺎﻟﻠطف .ﻟﻘد أﺣﺳﺳت
ﺑﺎﻟﺳرور ﻋﻧدﻣﺎ اﻛﺗﺷﻔت أن ﻣﻌﻧﻰ اﻻﻣﺗﻧﺎن ھو ﺗﻘدﯾر اﻟﻔﺿل .أﺣﺎول ﺟﺎھدة ً أن أﻋﯾش ﺣﯾﺎة ﻣﺑﻧﯾﺔً
ﻋﻠﻰ اﻻﻣﺗﻧﺎن .وﻛﺎن واﻟدي وإﺧوﺗﻲ ھم أول أﺳﺎﺗذﺗﻲ ﻓﻲ ﺗﻌﻠم ذﻟك ،ﻛﻣﺎ ﺗﻌﻠﻣت ذﻟك ﻣن اﻟﺣﺷرات
اﻟﺻﻐﯾرة اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﻊ ﺗﺣت طﺣﺎﻟب اﻟﺣدﯾﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻧﺎء اﻟﺧﻠﻔﻲ ﻟﻣﻧزﻟﻧﺎ .وأﺗذﻛر ﻣﻐزى اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻋﻧدﻣﺎ
ﺗﺄﺗﻲ ﻓراﺷﺔ ﺻﻔراء اﻟﻠون وﺗﺣط ﻋﻠﻰ ﯾدي ،أو ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻲ طﺎﺋر ﺑري ﺑﺎﻻﻗﺗراب ﻣﻧﮫ ﻟدرﺟﺔ
ﺗﻣﻛﻧﻧﻲ ﻣن رؤﯾﺔ رﯾﺷﮫ ﻋن ﻗرب.
إن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻻ ﯾﺄﺗﻲ دو ًﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻠﺣظﺔ ﻧﻔﺳﮭﺎ اﻟﺗﻲ ﯾﺣدث ﻓﯾﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﺗوﺟب اﻻﻣﺗﻧﺎن .إذ أن
ھﻧﺎك ﺑﻌض اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻐرق ﺑﻌض اﻟوﻗت ﻟﺗﺗﻛﺷف ﻟﻧﺎ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ اﻟﻣﻛﺗﺳﺑﺔ ﻣﻧﮭﺎ وذﻟك
ﻋﻧدﻣﺎ ﻧﺗﻣﺗﻊ ﺑﺑﺻﯾرة ﺛﺎﻗﺑﺔ .وﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ،ﻗد ﺗؤدي ﻗﻠﺔ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن إﻟﻰ اﻟﺗراﺟﻊ ﻋن
أﻣور ﻛﺛﯾرة ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة .ﻓﻔﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷوﻗﺎت ،ﻛﻧت أﻓﻛر ﺑﻌﯾدًا ﻋن ﻣﺷﺎﻋري وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻛﻧت أﺷﻌر
ﺑﻌدم اﻟرﺿﺎ؛ وﻛﺎﻧت ھذه إﺷﺎرات ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻻ ﺑد ﻣن ﺣدوث ﺗﻐﯾﯾر ﻣﺎ ،واﻟﺣدث اﻟﺳﻲء ﻗد ﯾﻣﺳﻲ
ﻧﻘطﺔ ﺗﺣول ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻲ ،ﺣﯾث ﺗﻐﯾر ﻣﻧﺣﻰ ﺣﯾﺎﺗﻲ ﺻوب اﻟﺣب واﻻﻣﺗﻧﺎن .وﻋﻧدﻣﺎ ﻧﺿﺟت ،ﻣررت
ﺑﺎﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺗﺟﺎرب ﻣﻊ اﻟدﻻﻓﯾن اﻟﺑرﯾﺔ ،وﺗﻠك اﻟﺗﺟﺎرب ﻓﺗﺣت ﻗﻠﺑﻲ وﻋﻘﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺣب ﻏﯾر
اﻟﻣﺷروط واﻟﺗﻘدﯾر ﻟﻠﺣظﺔ اﻟﺗﻲ أﺣﯾﺎھﺎ ،واﻟﺗﻲ ﺳﺄﺷﻌر داﺋ ًﻣﺎ ﺗﺟﺎھﮭﺎ ﺑﺎﻟدھﺷﺔ واﻻﻣﺗﻧﺎن.
ﻟﻘد ﺗﻌﻠﻣت ﻣن أﺣد ﻣﻌﻠﻣﻲ اﻟﺗﺄﻣل اﻟراﺋﻌﯾن ﻛﯾف أﺣدد ھدﻓﻲ وأﺑﯾت ﻧﯾﺗﻲ .ﻓﮭذه ھﻲ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺧﺑر ﺑﮭﺎ اﻟﻌﺎﻟم ﻣن ﺣوﻟك ﺑﺎﺗﺟﺎھك ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة .إﻧك ﺗﺣدد وﺟﮭﺗك ﺛم ﺗﻘوم ﺑﺿﺑط أﺷرﻋﺔ ﺳﻔﯾﻧﺗك
اﻟﺗﻲ ﺳﺗﺗﺟﮫ إﻟﻰ ﺟزﯾر ٍة ﻣﻘدﺳ ٍﺔ ﯾﺣﺟﺑﮭﺎ اﻟﺿﺑﺎب وﺗﺑﻌد أﻣﯾﺎﻻً ﻋﻧك ،ﻟﻛﻧك ﺗﻌﻠم ﺑﺣدﺳك أﻧﮭﺎ ﻣوﺟودة.
ﻗد ﺗﻧﺣرف ﻋن طرﯾﻘك ﺑﺳﺑب رﯾﺎح ﻗوﯾﺔ وﻣﻔﺎﺟﺋﺔ ،ﻟﻛن ﻧﺳﯾ ًﻣﺎ ﻟطﯾﻔًﺎ اﺳﺗواﺋﯾًﺎ ﻗد ﯾﻌﯾدك إﻟﻰ ﻣﺳﺎرك.
ﻣرارا وﻟﻛﻧك ﺗﺣﻔظ ﺑداﺧﻠك اﻟﺧرﯾطﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﺗﮭدﯾك ﻓﻲ ھذه اﻟرﺣﻠﺔ اﻟﻐﺎﻣﺿﺔ. ً وﻗد ﯾﺣل ﻋﻠﯾك اﻟﻠﯾل
وﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻣطﺎف ﺳﺗﺻل وﺟﮭﺗك ،إن واظﺑت ﻋﻠﻰ ﺗﺑﯾﯾت ﻧﯾﺗك وﺗﺣدﯾد ھدﻓك.
أﻋﺗﻘد أن اﻻﻣﺗﻧﺎن ھو اﻟطرﯾﻖ ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ أﻋﻣﺎق أﻧﻔﺳﻧﺎ .ﻓﻔﻲ ﻛل ﺻﺑﺎحٍ وﻣﺳﺎء أﺗﻔﻛر ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة
ﻟﺑرھﺔ ﻣن اﻟوﻗت ﺛم أﻋرب ﻋن ﺷﻛري ﻟﮭﺑﺔ اﻟﺣﯾﺎة وﻣﺣﺑﺗﻲ ﻟﻛل ﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ .وأﻗدم ﺷﻛري ﻟﻛل ﻣﺎ ﻟدي
وﻟﻛل ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻣﺗﮫ .وأﻋرب ﻋن ﺷﻛري ﻷن ﻛل ﻣﺎ ﺗﻣﻧﯾت ﺗﺣﻘﯾﻘﮫ ﯾﺑدو وﻛﺄﻧﮫ ﻗد ﺗﺣﻘﻖ ﺑﺎﻟﻔﻌل .وأﻗدم
ﺷﻛري ﻟﻛل اﻟﻣﻼﺋﻛﺔ اﻟﺣﺎرﺳﺔ واﻟﻘوى اﻟروﺣﯾﺔ اﻟﺧﺎرﻗﺔ ﻟﺷﻔﺎء أﺣﺑﺗﮭم وﻟﻠﻛون .أطﻠب اﻹرﺷﺎد
وأطﺎرد أﺣﻼﻣﻲ ﺑﺣﺛًﺎ ﻋن إﺟﺎﺑﺎت .وأﻗدم ﺷﻛري ﻟﺻﺣﺗﻲ اﻟﺟﯾدة وﻟﺳﻼﻣﺔ ﺣواﺳﻲ ،وﻛذﻟك ﻟﺟﻣﺎل
ﺿﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻣﺔ اﻹﺑداع واﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﻣﺷﺎﻋري ﻣن ﺧﻼل وروﻋﺔ اﻷرض ﻣن ﺣوﻟﻲ ،وأﯾ ً
اﻟرﺳم أو ﻣن ﺧﻼل ﻛﻠﻣﺔ أو ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣوﺳﯾﻘﺎ أو ﻣن ﺧﻼل اﻟرﻗص .أﻧﺎ ﻣﻣﺗﻧﺔ ﻟﻠﺣﻛﻣﺔ ،اﻟﺗﻲ
أﺗﻌﻠﻣﮭﺎ ﻣن اﻟﻘﺻص اﻟﻘدﯾﻣﺔ واﻟﺻور ،وﻣن اﻟطﺑﯾﻌﺔ ﻣن ﺣوﻟﻧﺎ ،اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل ﻗروﻧًﺎ ﻣن اﻟﺗوق .وﻛذﻟك
ﺿﺎ ﻟﻠﺣﯾﺎة اﻟزاﺧرة واﻟرﺧﺎءأﻧﺎ ﻣﻣﺗﻧﺔٌ ﻟﻠدﻻﻓﯾن اﻟراﺋﻌﺔ واﻟطﯾور واﻷﺷﺟﺎر ،وﻛل ﺷﻲء ﺣﻲ .وأﯾ ً
اﻟذي ﻟم ﯾﻛن ﻣوﺟودًا ﻣن ﻗﺑل .وﻗﺑل ﻛل ﺷﻲء… ﺷﻛري ﺳﯾﻛون ﻋﻠﻰ اﻟﻠطف.
ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷوﻗﺎت ،ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺣﯾﺎﺗﻲ ﻣؤﻟﻣﺔً وﺻﻌﺑﺔً ،ﻛﻧت ﻣﻣﺗﻧﺔً ﺟدًا ﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﻣﻼﻣﺢ اﻟﻠطف.
ت ﻋدﯾدةٍ ،وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ذﻟك ﻛﺎن ھﻧﺎك ﺷﻌرت أﻧﻧﻲ وﺣﯾدة ٌ ﻓﻲ وﺳط ھذا اﻟﻛﻔﺎح وذﻟك اﻟﺳﻧوا ٍ
ﺷﻲء ﻓﻲ داﺧﻠﻲ ﯾﻌﻠم ﺗﻣﺎم اﻟﻌﻠم أن ﺛﻣﺔ أﻟﻣﺎﺳﺔ ﻓﻲ أﻋﻣﺎﻗﻲ .ﻟدي اﻣﺗﻧﺎن ﻋﻣﯾﻖ ﻟﻧﻌﻣﺔ اﻟﺣب واﻟﺣﯾﺎة.
ﻋﺎﻣل ﻧﻔﺳك دو ًﻣﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﺛﻣﯾﻧﺔً وﻧﻔﯾﺳﺔً ،وﻻ ﺗﻘدر ﺑﺛﻣن وﺗﺳﺗﺣﻖ اﻟﺣب .ﻓﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ھو اﻟﻣﻼذ اﻟذي
ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻧﺎ ﺑﺎﻟﺣب اﻟﻌﻣﯾﻖ.
داﺋرة ٌ ﻛﺎﻣﻠﺔ
ﺳﺎﺑﺣﺔٌ ﻣﻧذ آﻻف اﻟﺳﻧﯾن،
ﺑدرا … ﺑﺣﺛت ﻋﻧك. وﺗﺣت اﻷﻗﻣﺎر اﻟﻣﻛﺗﻣﻠﺔ ً
ﻟﻘد رﺳت اﻟﺳﻔن اﻟﻣﻔﻘودة واﻷرواح اﻟﮭﺎﺋﻣﺔ ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛن اﻟداﻓﺋﺔ
ﺗﺳﺗرﺷد ﺑﺎﻟﺣﻧﯾن وﺑﻣﻼﺋﻛﺔ اﻟﺑﺣر.
ﻗﻠﺑﻲ ﯾﺗﺟول ،وأﻟﺗف ﺣول ﻧﻔﺳﻲ،
ﯾﻐزوﻧﻲ اﻟﺷوق ﻟوطﻧﻲ،
ﺣﺎﺿرا دو ًﻣﺎ ھﻧﺎ.
ً وﻟﺳت أﻋﻠم أﻧﮫ ﻛﺎن
وﻣﻊ ﻛل ﺻﻌو ٍد وھﺑوط،
وﻣﻊ اﻧﮭﻣﺎر اﻟﻣطر،
ﻛﻧت أﺗﻧﻔس ﻣن ﻋﯾﻧﻲ،
أﺣس ﺑﺣﻼوة ﻗﺎدﻣﺔ ﻣن
أﺷﺟﺎر ﺗﺑﺗﺳم ﻟﻣﻌرﻓﺔ أن
ٍ
ً
ﺗﻠك اﻟﻛﻧوز اﻟﻣدﻓوﻧﺔ ﻋﻣﯾﻘﺔً ﺟدًا ﻓﻲ ﻗﻠﺑﻲ
ﻗد ﺑدأت ﻓﻲ ﻏﻧﺎء
أﻏﻧﯾﺔ اﻟﻣﻼﺋﻛﺔ ﺗﺣﻠم.
وروﺣﻲ ﻛﺧرﯾط ٍﺔ وﺣﯾدةٍ،
وأﺳﺗرﺷد ﺑﮭﺎ
ﺳﺎ
رﻏﺑﺗﻲ ﻓﻲ أن ﯾﻛون ھذا اﻟﻌﺎﻟم ﺳﻠ ً
ﺑﻠطف اﻷﯾدي اﻟرﻗﯾﻘﺔ،
ﺗﻧزﻟﻖ ﺻﺎﻣﺗﺔً ﺟدًا ،ﻋﻠﻰ ﺻدى اﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟﺣﻠوة ﻟﻠطﯾور
اﻟﻣﻧﺳﺎﺑﺔ ﻣن أﻋﻣﻖ ﻣﻛﺎن …
اﺑﺗﺳم ﻓﻲ داﺧﻠﻲ،
اﺑﺗﺳم ﺑﻌﻣﻖ.
اﻻﻣﺗﻧﺎن :ﯾﻣﻛﻧﮫ أن ﯾﺻﻧﻊ ﯾوﻣك!
ﻛﺎرﯾن م .ھوﻏﻲ
ﻛﺎرﯾن م .ھوﻏﻲ وھﻲ ﻓﻧﺎﻧﺔ ﺣﺎﺋزة ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋزة ،ﻛﻣﺎ أﻧﮭﺎ ﺷﺎﻋرة وﻣﺻﻣﻣﺔ وﻗد ظﮭرت أﻋﻣﺎﻟﮭﺎ ﻓﻲ
ﻣﺟﻣوﻋﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم .ﻛﻣﺎ أﻧﮭﺎ ﻗﺎﻣت ﺑﺗﺄﻟﯾف اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻣﺻور ﻟطﺎوﻟﺔ اﻟﻘﮭوة
اﻟذي ﯾﺣﻣل ﻋﻧوان» :اﻟﻣﻼﺋﻛﺔ :ﺣراس اﻟﺿوء« .وﻋﻧدﻣﺎ ﺳﺄﻟﺗﮭﺎ ﻣﺎ اﻟذي ﯾﻠﮭﻣﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎم اﻷول،
أھﻲ اﻟﻣﻼﺋﻛﺔ وﺣورﯾﺎت اﻟﺑﺣر ،أﺟﺎﺑت ﻛﺎرﯾن» :ﯾﺗﺄﻟف اﻟﻛﺗﺎب ﻣن رؤﯾﺔ ﻋﻣﯾﻘﺔ داﺧل ﻧﻔﺳك ﻋﺑر
وﺳﺎﺋل ﻣﺛل اﻟﺗﺄﻣل ،واﻷﺻوات اﻟﻣرﯾﺣﺔ ﻣﺛل ﺻوت اﻟﻣوﺳﯾﻘﺎ «،وھذا ،ﺑدوره ،ﯾﺛﯾر وﯾﻧﯾر اﻟﻔﻛر
اﻹﺑداﻋﻲ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺟﻧب اﻟﺣﻛم اﻟﻣﺳﺑﻖ .وﻗد اﺧﺗﺎرت ﻛﺎرﯾن أن ﺗﻌﯾش ﻓﻲ ﺷﻣﺎل ﻛﺎﻟﯾﻔورﻧﯾﺎ.
ﻛﺛﯾرا ﻓﻲ أن ﺗﺟﻌل
ً أود أن أﺑدأ ﺑﺎﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻣﺗﻧﺎﻧﻲ ﻟﺻدﯾﻘﺗﻲ اﻟﻌزﯾزة ﻟوﯾز ﻟـ .ھﺎي اﻟﺗﻲ ﺳﺎھﻣت
أﺣﻼﻣﻲ ،اﻟﺗﻲ طﺎﻟﻣﺎ ﻛﻧت أﺣﻠم ﺑﮭﺎ ،ﺣﻘﯾﻘﺔً .وﻟﺳوف أﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن داﺋ ًﻣﺎ ﻟﺣﺑﮭﺎ ودﻋﻣﮭﺎ وﻟطﻔﮭﺎ!
ﻛﻣﺎ أﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن اﻟذي ﻣﻧﺣﻧﻲ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ رﺳم اﻟﻣﻼﺋﻛﺔ ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ أرﺳﻣﮭﺎ .ﻓﮭذه اﻟﻧﻌﻣﺔ
ﺗﺄﺛﯾرا ﻋﻠﻰ ﺣﯾﺎﺗﮭم.
ً ﻟﯾﺳت ﻟﻲ وﺣدي -ﺑل إﻧﮭﺎ ﻣن أﺟل اﻵﺧرﯾن؛ إذ أن ﻟﮭﺎ
إن اﻟﺣﯾﺎة ﻻ ﺗﻌﻧﻲ اﻟﻌزﻟﺔ ﻋﻣن ﺣوﻟك واﻟﻌﯾش ﻣﺗﻘوﻗﻌًﺎ داﺧل ﻧﻔﺳك ،وﻟﻛﻧﮭﺎ ﺗﻌﻧﻲ ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻵﺧرﯾن
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺣب واﻟﺳﻼم .ﻓﺎﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﯾﺄﺗﻲ ﻣن ﺗﻘدﯾم ﯾد اﻟﻌون ﻟﻶﺧرﯾن ،أو ﻛﻣﺎ ﯾﺳﻣﯾﮭﺎ
اﻟﺑﻌض اﻟﻠطف دون ﺳﺑب ﺳوى أﻧك ﺗود ﻓﻌل اﻟﺧﯾر ﻟﺷﺧص آﺧر ﺳوا ًء أﻛﺎن ﻏرﯾﺑًﺎ ﻋﻧك أم ﻛﺎن
ﺻﺎ ﺗﻌرﻓﮫ طوال ﺣﯾﺎﺗك .وأﻧﺎ أﺷﻌر ﺑﺎﻟرﺿﺎ اﻟﻛﺎﻣل ﻋﻧدﻣﺎ أﻗوم ﺑﮭذا اﻟﻧوع ﻣن اﻷﻋﻣﺎل .ﻛﻣﺎ أﻧّﻲ ﺷﺧ ً
ﻲ ،ﻓﺄﻧﺎ أﻋﻠم أن ﷲ ﻻ أﺳﻌﻰ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺟزاء ﻣن ھذه اﻷﻋﻣﺎل ،إﻻ أﻧﮫ داﺋ ًﻣﺎ ﻣﺎ ﯾﻌود ﻋﻠ ّ
ﯾراﻗب ﻛل ﺷﻲء.
أذﻛر ﺑﻌض اﻟﺣوادث اﻟﺑﺳﯾطﺔ وﻣﻧﮭﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﻧت أﻋﺑر ﺟﺳر ﺳﺎن ﻣﺎﺗﯾو ،اﻟﻘرﯾب ﻣن ﻣﻧزﻟﻲ ﻓﻲ
ﻣﻧطﻘﺔ ﺧﻠﯾﺞ ﺳﺎن ﻓراﻧﺳﯾﺳﻛو .وﻛﻧت داﺋ ًﻣﺎ أﻗوم ﺑدﻓﻊ رﺳم اﻟﻣرور ﻟﻠﺳﯾﺎرة اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﺧﻠﻔﻲ .وﻓﻲ
إﺣدى اﻟﻣرات ،ﻛﺎن ھﻧﺎك ﺳﯾﺎرة ﻓﺎرھﺔ ﺗﻘف وراء ﺳﯾﺎرﺗﻲ ،وﻛﻌﺎدﺗﻲ أﻋطﯾت اﻟﻣوظﻔﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ
ﻋن أﺧذ اﻟرﺳوم اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﻣﺎل وﻗﻠت ﻟﮭﺎ أﻧﻲ ﺳﺄدﻓﻊ رﺳم اﻟﻣرور ﻟﻠﺳﯾﺎرة اﻟﺗﻲ ﺗﻘف وراﺋﻲ.
ﻲ ﺑﺳﺧرﯾﺔ؛ ﺣﯾث إﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﻘﺎرن ﺑﻼ ﺷك ﺑﯾن ﺳﯾﺎرﺗﻲ وﺑﯾن ﺗﻠك اﻟﺳﯾﺎرة اﻟﻔﺧﻣﺔ .وﻟﻛﻧﮭﺎ ﻓﻧظرت إﻟ ّ
ﻗﺎﻣت ﺑﺎﻟﻔﻌل ﺑﻣﺎ طﻠﺑﺗﮫ ﻣﻧﮭﺎ.
ﻗﻠﻣﺎ أﻟﻘﻰ ردة ﻓﻌل ﻣن اﻟﻧﺎس ﻋﻧدﻣﺎ أﻗوم ﺑﻣﺛل ھذه اﻟﻠﻔﺗﺔ ﺑﺧﻼف اﺑﺗﺳﺎﻣﺔ أو اﻟﺗﻠوﯾﺢ ﺑﺎﻟﯾدﯾن أو ﻓﻲ
ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن إﻟﻘﺎء ﻧظرة ﻏرﯾﺑﺔ ،وﻟﻛن ﻛﺎن رد اﻟﻔﻌل ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻣرة ﻣﺧﺗﻠﻔًﺎ .ﻟﻘد اﻗﺗرﺑت ھذه
اﻟﺳﯾﺎرة اﻟﺗﻲ ﺗﺣدﺛت ﻋﻧﮭﺎ وﺳﺎرت ﺑﻣﺣﺎذاة ﺳﯾﺎرﺗﻲ وﻓﺗﺣت ﻧواﻓذھﺎ وﺑدأت ﻓﺗﺎﺗﺎن وواﻟدھﻣﺎ
وواﻟدﺗﮭﻣﺎ ﺑﺎﻟﺗﻠوﯾﺢ ﺑﺄﯾدﯾﮭم واﻟﺗزﻣﯾر ﺑﺑﮭﺟﺔ وإﺛﺎرة ﻟم أرھﺎ ﻣن ﻗﺑل ،ﻓﻘد ﻛﺎﻧوا ﯾﻌﺑرون ﻋن اﻟﻛم
اﻟﮭﺎﺋل ﻣن اﻻﻣﺗﻧﺎن واﻟﺷﻛر اﻟذي ﺗﺣدﺛﻧﺎ ﻋﻧﮫ .ﻗد ﺗﻌﺗﻘد ﻣن ردة ﻓﻌﻠﮭم أﻧﮫ ﻻ ﺑد وأﻧﻲ ﻗﻣت ﺑﺷﻲء
ﺑﺳﯾط ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ .وﻟﻛن اﻟﺳﻌﺎدة واﻟدھﺷﺔ اﻟﺗﻲ رأﯾﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﮫ ٌ أﻛﺛر ﻣن ﻣﺟرد دﻓﻊ اﻟرﺳوم ،ﻓﮭو ﺷﻲ ٌء
أﻣرا ﻛﻔﯾﻼً ﺑﺄن ﯾﺻﻧﻊ ﯾو ًﻣﺎ ﻷي اﻟطﻔﻠﺗﯾن واﻟﺷﻌور ﺑﻌدم اﻟﺗﺻدﯾﻖ اﻟذي ظﮭر ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟواﻟدﯾن ﻛﺎن ً
ﺷﺧص ﻛﺎن.
ﺻﺎ ﻗد رﻛن ﺳﯾﺎرﺗﮫ أﻣﺎم وﻓﻲ وﻗت آﺧر ،ﻛﻧت أﻗود ﺳﯾﺎرﺗﻲ ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﺳﻛﻧﯾﺔ وﻻﺣظت أن ﺷﺧ ً
ﻲ أن أﻏﯾر ﻣﺳﺎري. ﻣﻧزﻟﮫ وﺗرك اﻟﻣﺻﺎﺑﯾﺢ اﻷﻣﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﯾﺎرﺗﮫ ﻣﺿﺎءة .وﻟﻛﻲ أﻧﺑﮭﮫ ﻟذﻟك ،ﻛﺎن ﻋﻠ ّ
ﻟذا اﻟﺗﻔﻔت ﺑﺳﯾﺎرﺗﻲ وﺻﻌدت إﻟﻰ ذﻟك اﻟﻣﻧزل وطرﻗت اﻟﺑﺎب ،وأﺧﺑرت ﻗﺎطﻧﯾﮫ أﻧﮭم ﻗد ﺗرﻛوا
ﻛﺛﯾرا وﻛﺄﻧﻧﻲ ﻗﻣت ﺑﻣﻌﺟزة وﻟﻛﻧﻧﻲ ﻓﻲ ﻗرارة ً ﻣﺻﺎﺑﯾﺢ ﺳﯾﺎرﺗﮭم ﻣﺿﺎءة .ﻓﺷﻛرﺗﻧﻲ ھذه اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ
ﻧﻔﺳﻲ ﻛﻧت أﺷﻌر أﻧﻧﻲ ﻟم أﻓﻌل ﺷﯾﺋًﺎ.
ﻓﻣﺎ أرﯾد ﺗوﺿﯾﺣﮫ ھو أن ﻣﺎ ﺗﻘدﻣﮫ ﻟﻠﻧﺎس ﻻ ﯾﻘﺎس ﺑﻣﺳﺗواه اﻟﻣﺎدي ﻓﻘط وﻟﻛﻧﮫ ﯾﺗﻣﺛل ﺑﻛل ﺷﻲء ﯾﻣﻛن
ﻟﺷﺧص آﺧر دون أن ﯾﺗوﻗﻊ ﻣﻧك ذﻟك .ﻓﺎﻻﻣﺗﻧﺎن اﻟذي ﺗﺗﻠﻘﺎه
ٍ أن ﺗﻘدﻣﮫ وﯾﻛون ﻧﺎﺑﻌًﺎ ﻣن ﻗﻠﺑك وروﺣك
ﯾﺄﺗﻲ ﻣن ﺷﻌورك أﻧت ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﻣن ﺣوﻟك.
أﻣر ﻋﺎﺋد ﻟك .ﻓﻛن ﻣﻣﺗﻧًﺎ ﻟﮭذه اﻟﻧﻌﻣﺔ واﺳﺗﺧدﻣﮭﺎ ﻓﻲ
ﻓﺎﻟﺣﯾﺎة ھدﯾﺔ ﻣﻧﺣت ﻟﻧﺎ ،وﻣﺎ ﺗﻘوم ﺑﮫ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗك ٌ
ﺷﻔﺎء ھذا اﻟﻛوﻛب اﻟذي ﻧﺣﯾﺎ ﻋﻠﯾﮫ ،أﻣﻧﺎ اﻷرض.
ﺗﻘدﯾر اﻻﻣﺗﻧﺎن
د .ﻛرﯾﺳﺗوﻓر ھﯾﻠز
ﻗﺎم د .ﻛرﯾﺳﺗوﻓر ھﯾﻠز ﺑﺗﺄﻟﯾف ٢٧ﻛﺗﺎﺑًﺎ ﻋن اﻟوﻋﻲ ،ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﻛﺎن اﻟرﺋﯾس اﻷﺳﺑﻖ ﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﯾوﻏﺎ
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أﻧﮫ أﺳس ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷﺷﺟﺎر ﻋﺎم - ١٩٧٢وﻛﺎن راﺋدًا ﻓﻲ ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣوارد اﻟﻐذاﺋﯾﺔ ﻣن
اﻟطﺣﺎﻟب ،وذﻟك ﺳﻌﯾًﺎ ﻟﺗﺧﻔﯾف اﻟﻣﺟﺎﻋﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم .وأﺳس ﺷرﻛﺔ اﻟﻘوة اﻟﻣﻧﯾرة ﺳﺑﯾروﻟﯾﻧﺎ .ﻛﻣﺎ أﻧﮫ
ﯾﺷﺎرك ﺣﺎﻟﯾًﺎ ﻓﻲ ﻣﺷﺎرﯾﻊ ﻟدﻋم اﻟﻣﺷردﯾن ،وﻣﺣو اﻷﻣﯾﺔ اﻟﻌﺎطﻔﯾﺔ ﻋﻧد اﻷطﻔﺎل.
أﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻋﻧدﻣﺎ أﻛون ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻣوت .ﻓﻔﻲ أﺣد اﻷﯾﺎم اﻧﺣرﻓت اﻟﻌﺟﻠﺔ اﻷﻣﺎﻣﯾﺔ
ﻟﺳﯾﺎرﺗﻲ ﻣن طراز ﺑﯾوك وأﻧﺎ أﻗودھﺎ ﻧزوﻻً ﻣن ھﺿﺑﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ وﻣﻧﺣدرة ،أﺧذت أﻧﺎور ﺑﮭﺎ إﻟﻰ أﺳﻔل
ﻋﺎ ﻟﻧﺟﺎﺗﻲ .وھﻧﺎك ﺣﺎدث اﻟﺗل وﺳط ﺷﻼل ﻣن اﻟﺷرر اﻟﻣﺗطﺎﯾر ﻣﻧﮭﺎ ووﺳط دﻋواﺗﻲ وﺻﻠواﺗﻲ ﺗﺿر ً
آﺧر ﺷﻌرت ﻓﯾﮫ ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن اﻟﺷدﯾد ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﻧت ﻋﻠﻰ ﻣﺗن ﺳﻔﯾﻧ ٍﺔ ﺛم ﺻﻌﻖ اﻟﺑرق ﺑرج اﻟﻘﯾﺎدة اﻟذي ﻛﺎن
ﯾﻧﺗﺻب ﻋﻠﻰ ﺑﻌد ﻗدﻣﯾن ﻓﻘط ﻣن وﺟﮭﻲ ،وﻛﺎن ھﻧﺎك ﻣﻼﯾﯾن ﻣن ﻓوﻟﺗﺎت اﻟﻛﮭرﺑﺎء اﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻘت
ﺑطرﯾﻘ ٍﺔ ﺳﺣرﯾ ٍﺔ إﻟﻰ اﻷرض ﻋﺑر اﻷرﺿﯾﺔ اﻟﻔوﻻذﯾﺔ وﻣﻧﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﺣﯾط ﻓﻲ اﻷﺳﻔل .ﺷﻌرت ﺑﺎﻟﺷﻛر
واﻻﻣﺗﻧﺎن وﻟن أﻧﺳﻰ أﺑدًا راﺋﺣﺔ اﻻﺣﺗراق ﻓﻲ اﻟﮭواء واﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺑدﻻً ﻣن راﺋﺣﺔ اﻟﺷﻌر اﻟﻣﺣﺗرق.
ﺿﺎ ﻹﺻﺎﺑﺔ ﺻﺎﻋﻘﺔ ﻣن اﻟﺑرق وأﻧﺎ ﻓﻲ رﺣم أﻣﻲ؛ ﻣﻣﺎ أﺻﺎﺑﮭﺎ ﺑﺣرق ﻋﻧدﻣﺎ وﻟدت ،ﺗﻌرﺿت أﯾ ً
ﺷدﯾد ﻓﻲ ذراﻋﮭﺎ .وﺟﺋت ﻟﮭذا اﻟﻌﺎﻟم ﻣﻊ ﻋﻼﻣﺔ ﺣﻣراء ﻛﺑﯾرة اﻣﺗدت ﻣن اﻟﻣرﻓﻖ وﺣﺗﻰ اﻟرﺳﻎ
وراﻓﻘﺗﻧﻲ ﻟﻣدة ١٤ﻋﺎ ًﻣﺎ .ﻛﺎﻧت أﻣﻲ ﻣﺗﺄذﯾﺔً ﺑﺷدة ﺣﺗﻰ أﻧﮭﺎ ﻟم ﺗﺗﻣﻛن ﻣن اﺣﺗﺿﺎﻧﻲ دون أن ﺗﻐﺎﻟﺑﮭﺎ
ﺻﻐﯾرا ﺟدًا ﺣﯾﻧﮭﺎ ،ﻟذﻟك ﻟم أﺗﻣﻛن ﻣن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎنً ﻣﺷﺎﻋر اﻷﻟم واﻻرﺗﺑﺎك اﻟﺗﺎم .ﻟﻘد ﻛﻧت
ﻟﻠﺣﯾﺎة.
وﻟﻛن ﻓﻲ وﻗت ﻻﺣﻖ ،ﺷﻌرت ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻷﻧﻧﺎ ﻧﺟوﻧﺎ ﻛﻠﯾﻧﺎ ﻣن ھذه اﻟﺻﺎﻋﻘﺔ ،وأﻧﻧﺎ ﻣﺎ زﻟﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﯾد
اﻟﺣﯾﺎة وﻧﺧوض ﻓﻲ ھذا اﻟﻌﺎﻟم.
أﺳﺗطﯾﻊ أن أﻓﻛر اﻵن ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻣور اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌﻠﻧﻲ أﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن واﻟﺗﻲ ﻟم أﻛن أﺷﻌر ﺑﮭﺎ
ﺣﺗﻰ ﺷرﻋت ﺑﺗﻘدﯾر ﻛل اﻟﺧﯾر اﻟذي ﻣﻧﺣﺗﻧﻲ إﯾﺎه اﻟﺣﯾﺎة .وأﻋرف اﻵن ﻛﯾف أﻋﺑر ﻋن ھذا اﻻﻣﺗﻧﺎن
-ﻟﯾس ﻓﻘط ﻓﻲ أوﻗﺎت اﻟﺷدة ،أو اﻟرﺧﺎء -وﻟﻛن ﻓﻲ ﻛل ﺗﺟﺎرب اﻟﺣﯾﺎة .ﻓﺄﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﯾس ﻓﻘط
ﺿﺎ ﻷوﻟﺋك اﻟذﯾن ﺧدﻋوﻧﻲ وﻛذﺑوا ﻋﻠﻲ وذﻟك ﺑﺳﺑب اﻟﻌدﯾد ﻣن ﻷﺻدﻗﺎﺋﻲ اﻟﻣﺧﻠﺻﯾن ،وإﻧﻣﺎ أﯾ ً
دروس اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺗﻲ ﻋﻠﻣﺗﻧﻲ اﻟﻛﺛﯾر؛ ﻟذا أﺻﺑﺢ ﻟدي ﺗﻘدﯾر ﻟﮭؤﻻء اﻟذﯾن ﯾﻔﻌﻠون ﻣﺎ ﯾﻘوﻟون وﯾﺗﻣﺳﻛون
ﻛﺛﯾرا ﺑﺎﻟﻣﺑﺎدئ اﻟروﺣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺷﺄوا ﻋﻠﯾﮭﺎ.
ً
إن واﺣدة ﻣن أﻛﺛر اﻟﻠﺣظﺎت اﻣﺗﻧﺎﻧﺎ ً ﻛﺎﻧت ﻋﻧدﻣﺎ أﻓﻘت ﺑﻌد ﻓﻘدي ﻟﻠوﻋﻲ ﻓﻲ ﻋﺎﺻﻔﺔ ﺣدﺛت ﻋﻧدﻣﺎ
ﻛﻧت ﻋﻠﻰ ﻣﺗن ﯾﺧﺗﻲ ﻓﻲ ﺟزر اﻷﻧدﯾز اﻟﻐرﺑﯾﺔ ،ﺣﯾث ﻛﻧت أﻗ ّل ﺑﻌض اﻟزاﺋرﯾن ﻟﻣﺷﺎھدة ﺟزﯾرة
ﺟﺎﻣﺎﯾﻛﺎ أﺛﻧﺎء ﺗوﺟﮭﻧﺎ ﻧﺣو ﻣﯾﻧﺎء أﻧطوﻧﯾو.
ﻛﺎﻧت ﻟوﯾز ھﺎي وزوﺟﮭﺎ أﻧدرو ﺷرﻛﺎﺋﻲ ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت ﻓﻲ ﺗﺟﺎرة ﻟﻠﺗواﺑل ،وﻛﺎﻧﺎ ﻣن ﺑﯾن اﻟزاﺋرﯾن
ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟرﺣﻠﺔ .وﻗد ﺗﻌرﺿﻧﺎ ﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﺷدﯾدة ﺑﻌد أن أﺑﺣرﻧﺎ ﺑﻌﯾدًا ﻋن ﻣﯾﻧﺎء أﻧطوﻧﯾو ﺑﻣﺳﺎﻓﺔ ﻧﺻف
ﻗدم واﺣدة ،ﺑﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟرﯾﺎح اﻟﮭوﺟﺎء ودﻓﻌﻧﻲ ﻣن ﯾوم .ﻓﺎﻧدﻓﻊ ﺣﺎﻣل اﻟﺷراع ﻓﺟﺄة ،وﻛﺎن ﺑﺳﻣﺎﻛﺔ ٍ
ﺣﺟرة اﻟﻘﯾﺎدة إﻟﻰ ﺑﺎﻟوﻋﺔ اﻟﯾﺧت .ﻟﻘد ﻛﺎن اﻟدراﺑزﯾن اﻟﺟﺎﻧﺑﻲ ﻟﻠﯾﺧت ﺗﺣت اﻟﻣﺎء ﻋﻣﻠﯾًﺎ .وﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺎ
ﻋﻠﻘت ﺑﯾن ﻗﺿﺑﺎن اﻟدراﺑزﯾن ،ﻣﻣﺎ ﺟﻌﻠﻧﻲ أﻓﻘد اﻟوﻋﻲ .وأول ﺷﻲء رأﯾﺗﮫ ﺑﻌد ذﻟك ،ﺑﻌد أن ﺑدا اﻷﻣر
وﻛﺄﻧﮫ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ ،ﻛﺎن وﺟﮫ ﻟوﯾز وھﻲ ﻣﻧﺣﻧﯾﺔ ﻓوﻗﻲ وزوﺟﮭﺎ أﻧدرو اﻟذي ﻛﺎن ﯾﺻرخ ﻓﻲ وﺟﮭﻲ
ﻲ أن أﻧﮭض ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾوﺟد ﻏﯾري ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﻘود وﯾﮭزﻧﻲ ﻣﺣﺎوﻻً إﯾﻘﺎظﻲ .وﻛﺎن ﯾﻘول إﻧﮫ ﻋﻠ ّ
اﻟﺳﻔﯾﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗزن أﻛﺛر ﻣن ﺗﺳﻌﯾن طﻧًﺎ .ﻣﺎ ﻣن أﺣد ﯾﻌرف ﻣﺳﺎر اﻹﺑﺣﺎر إﻟﻰ ﻣﯾﻧﺎء أﻧطوﻧﯾو وﻗد
ﻏﺎﺑت اﻟﺟزﯾرة ﻋن ﻧواظرﻧﺎ.
ﻲ ﺑﺷدة .ﻓدوﻧﻲ ،ﻛﻣﺎ ﻗﺎل أﻧدرو ﻛﺎﻧت ھذه إﺣدى ﺗﺟﺎرﺑﻲ اﻟﺗﻲ ﺷﻌرت ﻓﯾﮭﺎ أن ﻏﯾري ﯾﺣﺗﺎج إﻟ ّ
ﺳﯾﮭﻠك اﻟﺟﻣﯾﻊ .وﻋﻧدﻣﺎ اﺳﺗﻌدت وﻋﯾﻲ وأدرﻛت ﻣﺎ ﻗﺎﻟﮫ ،ﻋﻠﻣت ﻛﯾف أن ﺑﻌض اﻟﻧﺎس ﺳﻌداء اﻟﺣظ
ﻟﻧﺟﺎﺗﮭم ﻣن اﻟﻣوت ،وھﻧﺎك ﺑﻌض اﻟﻧﺎس ﯾﺗﻌﻠﻖ ﻣﺻﯾرھم ﺑوﺟود ﺷﺧص آﺧر وﺑﻣﮭﺎراﺗﮫ .ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻧﻲ
ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾر واﻟﻛﻼم! اﺿطررت إﻟﻰ ً أن أﻧﺳﻰ ﻣدى ﺳﻌﺎدﺗﻲ ﻋﻧدﻣﺎ وﺟدت أﻧّﻲ ﻣﺎ زﻟت
اﻻﻧﺗظﺎر ﻟﺛﻣﺎﻧﯾﺔ أﺳﺎﺑﯾﻊ ﺣﺗﻰ ﯾزول اﻷﻟم ﻣن رﻗﺑﺗﻲ ،وﻟﻛﻧﻧﻲ ﻛﻧت أﻓﻛر ﺑﻣدى اﻣﺗﻧﺎﻧﻲ ﻟﺑﻘﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ
ﻗﯾد اﻟﺣﯾﺎة وﻛم ﻛﺎن اﻟزاﺋرون ﺳﻌداء اﻟﺣظ ﻟﺗﻣﻛﻧﻲ ﻣن إﯾﺻﺎﻟﮭم إﻟﻰ ﺑر اﻷﻣﺎن ﻓﻲ ﻣﯾﻧﺎء أﻧطوﻧﯾو.
ﻻ زﻟت أﺗذﻛر وﺟﮫ ﻟوﯾز ،ﻋﻧدﻣﺎ اﺳﺗﻌدت وﻋﯾﻲ ،وﻗد ﻋﻠﺗﮫ ﺗﻌﺎﺑﯾر اﻟﺧوف واﻟﺟزع ،ﻛﺎﻧت ﻣﺳﺎﺣﯾﻖ
اﻟﺗﺟﻣﯾل ﻗد زاﻟت ﻛﻠﯾًﺎ ﻋﻧﮫ ،وﺷﻌرھﺎ اﻟﻣﺑﻠل ﯾﻘطر ﻣﺎ ًء .أﻣﺎ اﻵن وﺑﻌد ﻣﺿﻲ ٣٨ﻋﺎ ًﻣﺎ ﻣن ھذه
اﻟﺣﺎدﺛﺔ ،ﻓﻘد ﺟﻌﻠﺗﻧﻲ اﻟﺣﯾﺎة أﻛﺛر اﻣﺗﻧﺎﻧًﺎ .أﻋﺗﻘد أن ھﻧﺎك ﻗوة ً ﻋﻠﯾﺎ ﺟﻌﻠﺗﻧﻲ أﻧﺟو وھﻲ ﻣن دﻓﻌﺗﻧﻲ
ﻟرؤﯾﺔ ﺣﯾﺎﺗﻲ ﺑطرﯾﻘ ٍﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ .ﻟﯾس ﻟدي ﺗﺳﻣﯾﺔٌ ﻣﺣددة ٌ ﻟﮭذه اﻟﻘوة ،ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أﻧﻧﻲ ﺳﻣﻌت
ﺑﺎﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺗﺳﻣﯾﺎت .إﻻ أﻧﻧﻲ أﻓﺿل أن أﺷﻌر ﺑﮭﺎ وﻛﺄﻧﮭﺎ »طﺎﻗﺔ اﻹﻟﮭﺔ اﻷﻧﺛﻰ« .ﺗﺄﺗﻲ ھذه اﻟطﺎﻗﺔ
إﻟﯾﻧﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ھﻧﺎك ﻣﺗﺳﻊ ﻓﻲ ﻗﻠوﺑﻧﺎ ﻟﻼﻣﺗﻧﺎن واﻟﺗﻘدﯾر .ﯾﻣﻛن أن ﺗﺄﺗﯾﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﺑﺻﯾرة ﺛﺎﻗﺑﺔ
ﺗﺗﺣرك ﻓﻲ ﺑﯾﺋﺗﻧﺎ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ .ﻓﻲ وﻋﯾﻧﺎ ،ﻗد ﻧﺻل إﻟﻰ ﺣدود ھذه اﻟﺑﺻﯾرة ،ﻟﻛن ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﯾﺑﻘﻰ
ﺗرددھﺎ وﻗوﺗﮭﺎ ﻣﺧﺑﺄة ً ﻓﻲ داﺧﻠﮭﺎ.
ﯾﺷﻖ اﻻﻣﺗﻧﺎن واﻟﺗﻘدﯾر طرﯾﻘﮭﻣﺎ إﻟﻰ ﻣﺻدر اﻟﺣﯾﺎة ﻋﻧدﻣﺎ ﻧﺳﺗﺳﻠم ﻟﺗﻠك اﻟﺑﺻﯾرة اﻟﻣﺧﺗﺑﺋﺔ .ﻟﻘد ﻋﺎﻧت
طﺎﻗﺔ اﻹﻟﮭﺔ اﻷﻧﺛﻰ ھذه ﻣن اﻟﻧﺳﯾﺎن واﻹﻗﺻﺎء ﻓﻲ ﺛﻘﺎﻓﺗﻧﺎ .ووﻓﻘًﺎ ﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺣﺿﺎرات ،ﺗﺑﻘﻰ ھذه
اﻟطﺎﻗﺔ ﻣﻛﺑوﺗﺔً ﺗﻣﺎ ًﻣﺎ وﻟﯾس ﻟﮭﺎ أي ﻛراﻣ ٍﺔ إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ .ﺗﺣت ﺳﺗﺎر اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺣﺟﺞ واﻟذراﺋﻊ ،ﯾﻘﺗﻠوﻧﮭﺎ
ﻣن ﺧﻼل ﺗﻌزﯾز ﺷﻌﺎر »اﻟﺳﺑﯾل اﻟوﺣﯾد ﻟﻠﺧﻼص« .وھذه ﻟﯾﺳت اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺗﻠﻘﻰ ﺑﮭﺎ ﻧﻌﻣﺔً ﻣﺎ.
وأﺧﯾرا ،إن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﯾﺄﺗﻲ ﻣن ﺧﻼل ﻣوﻗﻔﻧﺎ ﻣن ﺗﻠﻘﻲ اﻟﮭﺑﺎت .ﻓﮭذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﻘدﯾر ھو ً
ﻣﻌﻧﻰ وﻗﯾﻣﺔ .ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﻻ ﻧﻘوم »ﺑﺎﺳﺗﻼم« اﻟﮭدﯾﺔ ﺑﺗﻘدﯾر ﻛﺎف ﻓﻛﺄﻧﻧﺎ ﻟم ﻧﺗﻠﻘﻰ ً اﻟذي ﯾﺟﻌل ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ ذات
ﺷﻲء.
ﻛﺛﯾرا ﻋن ﻣوﻗﻔك ﻣن ﺗﻠﻘﻲ ھذه اﻟﮭداﯾﺎ .ﻓﻣن اﻷﺳﮭل ﺗﻘدﯾم ھدﯾﺔ ً إن ﻣوﻗﻔك ﻣن ﺗﻘدﯾم اﻟﮭداﯾﺎ ﻻ ﯾﺧﺗﻠف
أﻛﺛر ﻣن أن ﺗﺗﻠﻘﻰ ھدﯾﺔ .وﻣن ﺑﯾن ﻛل اﻟﮭﺑﺎت اﻟﺗﻲ أﻋطﺗﻧﺎ إﯾﺎھﺎ اﻟطﺑﯾﻌﺔ ،ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ ھﺑﺔ
أﻣر ﻣﺳﻠ ٌم ﺑﮫ .ﻓﻛﯾف ﻧﻌطﻲ اﻵﺧرﯾن ﻣﺎ ﻟم ﻧﺗﻠﻘﺎه ﻧﺣن وﻻ ﻧﻘدره ﻓﻲ داﺧﻠﻧﺎ؟ أﻋﺗﻘد اﻟوﻋﻲ ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ٌ
أﻧﻧﺎ ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺟب أن ﻧﺗﻠﻘﻰ ﺑﺎﻣﺗﻧﺎن ﻣﺎ ﻧﻘدﻣﮫ ﻟﻶﺧرﯾن وإﻻ ﻟن ﺗﻛون ھدﯾﺗﻧﺎ ذات ﻗﯾﻣﺔ.
أﻧﺎ ﻣﻣﺗن ﻷﻧّﻲ أﺟد اﻟﺟﻣﺎل واﻟﺣب ﯾﻣطران ﺣﯾﺎﺗﻲ ﺑﺎﻟﻣﺣﺑﺔ وﯾﺑﻘﯾﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻧﻌﯾم .ﻓﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ھو أن
ﺗﻌرف أن ﻛل اﻟﮭداﯾﺎ ﻟﯾﺳت ﻟﮭﺎ ﻗﯾﻣﺔ ﻣﺎ ﻟم ﯾﺗم ﺗﻠﻘﯾﮭﺎ .ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،إن اﻣﺗﻧﺎﻧﻧﺎ ھو اﻟذي ﯾﻌطﻲ اﻟﮭدﯾﺔ
ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ .واﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳﺎﻣﺢ وﻧﺳﯾﺎن اﻷذى ھﻲ أﻓﺿل ھدﯾﺔ ﻧﻘدﻣﮭﺎ ﻷﻧﻔﺳﻧﺎ .وﻟﻛن ﻗﻠﺔٌ ﻗﻠﯾﻠﺔٌ
ﻣﻧﺎ ﯾﺷﻌرون ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﮭذا اﻟﺧﯾﺎر.
إذا ﻟم ﯾﺷﻌر اﻟﻧﺎس ﺑﺎﻟﺗﻘدﯾر ﻟﻣﺻدر ھذ اﻟﻘوة ،ﻓﺈﻧﮭم ﻟن ﯾﺣﺻﻠوا ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن ھذا اﻟﻣﺻدر.
ﻓﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ھو ﻧﺗﯾﺟﺔ ھذا اﻟﺗﻘدﯾر.
إن اﻻﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟوﻋﻲ ﺑﺄن ﻧﻧﺳﻰ اﻟﻣﺎﺿﻲ وأن ﻧﻧﺳﻰ أي أذى ﻗد ﻧﺗﻌرض ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل
ھو ھﺑﺔٌ ﻻ ﻣﺛﯾل ﻟﮭﺎ ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺟﻌﻠك ﺗﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎوئ اﻟﻘدر .وﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﻧﺟﻌل ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ ﺧﺎﻟﯾﺔً ﻣن
اﻟﻣﺻﺎﺋب وذﻟك ﺑﺄن ﻧﻘدر وﻧﺣﺗرم اﻟﻘوة اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻼﻣﺗﻧﺎن .ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﻧﻘدم اﻣﺗﻧﺎﻧﻧﺎ ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﺗﺄھب ﻟﻛﻲ ﻧﺗﻠﻘﻰ
ٌ
وﻧﻌﯾش ﻓﻲ ھذه اﻟﻧﻌﻣﺔ .ھذه ھﻲ ھﺑﺔ اﻹﻟﮭﺔ ،وﻛم ھﻲ ﺗواﻗﺔٌ ﻟﻣﻧﺣﮭﺎ ﻟﻧﺎ ﺟﻣﯾﻌًﺎ .إن ﺷﻌورك ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن
ﺣﺗﻰ ﻗﺑل أن ﺗﺗﻠﻘﻰ اﻟﻧﻌم -ھو اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾﺣدث اﻟﻣﻌﺟزات.
اﻻﻣﺗﻧﺎن :ﻣﻔﺗﺎح ﺣﯾﺎة ﺳﻌﯾدة وﺻﺣﯾﺔ وﻧﺎﺟﺣﺔ
ﺷﺎرون ھوﻓﻣﺎن
ﺷﺎرون ھوﻓﻣﺎن ،أﺳﺳت ﻣرﻛز اﻟﻘﯾﺎدة اﻟﻣﺳﺗﻧﯾرة ،اﻟذي ﯾﻌﻠّم اﻟﻘﯾﺎدة اﻟﻣﻠﮭﻣﺔ واﻟﺗﻣﻛﯾن اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ .ﻟﻘد
ﻛﺎﻧت ﺧﺑﯾرة ً اﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ ﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻘﺎدة ﻓﻲ ﻛل ﻣﺟﺎل وﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم .ﺗﻘوم ﺷﺎرون ﺑﺗدرﯾب
اﻷﺷﺧﺎص وﻣﺳﺎﻋدﺗﮭم ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﻛﺎﻣﻧﺔ ﻓﻲ داﺧﻠﮭم واﻟﻌﯾش ﺑﺎﺗزان ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺗﻘدﯾم
اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻹﺳﮭﺎﻣﺎت اﻟﻧﺑﯾﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻔﯾد ﻋﺎﻟﻣﻧﺎ .ﺗﻌﻣل ﺷﺎرون ﻛﻣﺗﺣدﺛ ٍﺔ واﺳﺗﺷﺎرﯾ ٍﺔ وﻣؤﻟﻔﺔٍ .وﻣن ﺑﯾن
أﻋﻣﺎﻟﮭﺎ» :ﻧﺳﺎء اﻟﺣﻠم« ،وﻧﺷرﺗﮫ ﻣؤﺳﺳﺔ ﻧﺎﺗﺎراج ،وﻣؤﺳﺳﺔ ﺣﺳﺎء اﻟدﺟﺎج ﻣن أﺟل اﻟروح،
ﺑواﺳطﺔ ﺟﺎك ﻛﺎﻧﻔﯾﻠد وﻣﺎرك ﻓﯾﻛﺗور ھﺎﻧﺳن.
ذات اﻟﺻﺑﺎح ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﻧت أﻣﺎرس رﯾﺎﺿﺔ اﻟﻣﺷﻲ ،ﻛﻧت ﻣﻣﺗﻠﺋﺔً ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن .ﻛﺎﻧت اﻟﺳﻣﺎء زرﻗﺎء
ودرﺟﺔ اﻟﺣرارة ﻣﻌﺗدﻟﺔ ،ﺑﻠﻐت ٧٤درﺟﺔ ﻓﮭرﻧﮭﺎﯾت ،وﻛﺎن اﻟﺟﻣﺎل ﯾﻘﺑﻊ ﻓﻲ ﻛل ﺷﻲء ﺗﻘﻊ ﻋﻠﯾﮫ
ﻣﻧﺛورا ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻼل اﻟﺧﺿراء ﺑﺄزھﺎرھﺎ ً ﻋﯾﻧﺎي .ﻛﻧت أرى ﺟﻣﺎﻻً ﻣورﻗًﺎ أﺧﺿر ﯾﺧطف اﻷﻧﻔﺎس،
وأﺷﺟﺎر اﻟﻧﺧﯾل وﺻوت ﺷﻼﻻت اﻟﻣﯾﺎه واﻟﻧواﻓﯾر واﻟﺑرك اﻟﻣﻠﯾﺋﺔ ﺑطﯾور اﻟﺑط وطﯾور اﻟﻠﻘﻠﻖ اﻟﺗﻲ
ﺗﺣوم ﻓوق اﻟﺑﺣﯾرة ،واﻟﺟﺑﺎل اﻟﻣﻛﻠﻠﺔ ﻗﻣﻣﮭﺎ ﺑﺎﻟﺛﻠوج .وﻋﻧدﻣﺎ ﻛﻧت أﻧظر إﻟﻰ ھذا اﻟﺟﻣﺎل اﻟﺑﺎذخ ﻣلء
ﺷﻌور ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن اﻟﺷدﯾد.
ٌ ﻋﯾﻧﺎي ،ﻏﻣرﻧﻲ
ﺗذﻛرت ﺣﯾﻧﮭﺎ ﻣﺎ ﺣدث ﻣﻧذ ﺛﻼﺛﺔ أﺷﮭر ،ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﻧت أﻗوم ﺑﻧزھ ٍﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﺑﺎل اﻟﻣﻛﺳوة ﺑﺎﻟﺛﻠوج ،وﻛﻧت
أدﻋو ﻣﻧﺑﻌﻲ اﻟروﺣﻲ ﻟﯾرﺷدﻧﻲ إﻟﻰ ﻣﻛﺎن أﻛﺛر دﻓﺋًﺎ وﺟﻣﺎﻻً ﺣﯾث ﯾﻣﻛﻧﻧﻲ أن أﻣﺎرس رﯾﺎﺿﺔ اﻟﻣﺷﻲ
اﻟﺻﺑﺎﺣﯾﺔ .ﺗذﻛرت ﻛﯾف اﻣﺗﻸ ﻗﻠﺑﻲ ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﻛل ﻣﺎ ﻣﻧﺣﺗﻧﻲ إﯾﺎه اﻟﺣﯾﺎة ،ﻓﻘد وﺟدت ھذه اﻟﺟﻧﺔً
اﻟﺟﻣﯾﻠﺔً وﺑدون ﺑذل أي ﻣﺟﮭود.
ﺳرا ﻣﮭ ًﻣﺎ .وھذا
ﺧﻼل ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﻋﺎ ًﻣﺎ ﻣن ﺗدرﯾب اﻟﻌﻣﻼء ﻟﻘﯾﺎدةٍ ﻧﺎﺟﺣﺔ ،وﺣﯾﺎةٍ ﺳﻌﯾدة ،اﻛﺗﺷﻔت ً
اﻟﺳر ھو أﻧﻧﻲ ﻟو ﻗﻣت ﺑﺗدرﯾﺑﮭم ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻻﻣﺗﻧﺎن ،ﻟﺗﻐﯾر ﻛل ﺷﻲء ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮭم ،وﺷﻌروا ﺑﺎﻟﺛﻘﺔ
واﻟرﺿﺎ ﻋن أﻧﻔﺳﮭم ،وﺑﺄن ﻟدﯾﮭم اﻟﻘوة اﻟﺗﻲ ﺗﺧوﻟﮭم ﺻﻧﻊ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟواﻋد اﻟذي ﯾﻧﺷدوﻧﮫ .وﺑﻔﺿل
ﻣرت ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮭم وﻗدرﺗﮭم ﻋﻠﻰ أن ﯾﺳﺗﺟﯾﺑوا ﻟﮭﺎ ﺑﺈﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ،ﻓﻘد ﺗﻐﯾروا ﻛﻠﯾًﺎ، ﺗﻠك اﻷﺣداث اﻟﺗﻲ ّ
ﺻﺎ ﺳﺣرﯾﺔ ﻏﯾرت ﺣﯾﺎﺗﮭم. وﻛﺄﻧﮭم ﻗد وﺟدوا ﻋ ً
ﺿﺎ .ﻓﺎﻟﻣواﻗف اﻟﺻﻌﺑﺔ واﻟﺗﻲ ﺑدت ﯾﻐﯾر اﻻﻣﺗﻧﺎن اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﻧظر ﺑﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﺣﯾﺎة وﻷﻧﻔﺳﻧﺎ أﯾ ً
ﺻﻌﺑﺔً ﻟدرﺟ ٍﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺣﻣﻠﮭﺎ أو ﺗﻐﯾﯾرھﺎ ،ﺗﺑدﻟت اﻵن .ﻓﻲ اﻟﻠﺣظﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺑدأ ﻓﯾﮭﺎ ﺑﺎﻟﺷﻌور
ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ،ﯾﺻﺑﺢ اﻟوﺿﻊ أﻗل وطﺄة ً وأﻛﺛر وﺿو ًﺣﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻧﺳﺗطﯾﻊ أن ﻧرى اﻟﻔرص اﻟﺗﻲ أﻣﺎﻣﻧﺎ
ﻟﺗﻐﯾﯾر ھذا اﻟوﺿﻊ .ﻟذا ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﺷﻌر ﺑﺎﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ أﻧﻔﺳﻧﺎ وﻓﻲ ﻗدرﺗﻧﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻧﺎ ﻧﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺗﺄﺛﯾر إﯾﺟﺎﺑﯾًﺎ ﻓﻲ
ﺑﯾﺋﺗﻧﺎ وﻓﻲ ﻋﺎﻟﻣﻧﺎ .ﻓﯾﺗﻼﺷﻰ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻛﺗﺋﺎب ،وﺗﺗﺣول اﻟﺻراﻋﺎت إﻟﻰ ﺗواﻓﻖ واﻧﺳﺟﺎم ،وﯾﺗﺣول
اﻟﺿﻐط إﻟﻰ ﺷﻌور ﺑﺎﻟﺳﻼم .ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﯾﺻﺑﺢ اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻣﻧﮭ ًﺟﺎ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ ﯾﺻﺑﺢ طرﯾﻘﻧﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ ھو
اﻟﻧﺟﺎح واﻟﺳﻌﺎدة واﻟﺻﺣﺔ.
إذا ﻛﻧﺎ ﻧﺷﻌر ﺑﺎﻟﻐﺿب أو اﻟﺧوف أو اﻟﺣزن أو اﻹﺣﺑﺎط ،ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﻔﻘد ﺷﻌورﻧﺎ ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن .أﺳﺗطﯾﻊ أن
أذﻛر ﻣواﻗف ﻻ ﺣﺻر ﻟﮭﺎ ،ﺣﯾث ﻏﻠﺑﺗﻧﻲ ﻓﯾﮭﺎ ﻣﺷﺎﻋر اﻟﺣزن أو اﻹﺣﺑﺎط اﻟﺷدﯾد ،إﻻ أﻧﻲ اﺧﺗرت أن
أﻧظر إﻟﻰ اﻟﻧﻌم اﻟﺗﻲ ﻟدي وأﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟوﺟودھﺎ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻲ .وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻠﺣظﺔ ،ﻛﻧت أﺷﻌر
ﺑﺗﺣﺳن ﺷدﯾد .ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﻧﺟد ﺷﯾﺋًﺎ ﻧﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﮫ ﻓﻲ أﺛﻧﺎء ﻣواﺟﮭﺔ ﻣوﻗفٍ ﺻﻌب ،ﻓذﻟك ﯾﺣﻔزﻧﺎ
وﯾﻌطﯾﻧﺎ اﻟطﺎﻗﺔ.
ﺑﻣﺟرد أن ﻧﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ،ﻓﺈن ﻛل ﺷﻲء ﯾﺗﻐﯾر .ﻓﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﻧﺷﻌر ﺑﺎﻟﺣزن واﻟﺿﯾﺎع ﻓﻲ ﻣوﻗف
ﻣﺎ ،ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺣزن واﻟﺿﯾﺎع ،وﻟﻛﻧﻧﺎ ﻧﺳﺗطﯾﻊ أن ﻧﻐﯾره إﻟﻰ اﻟﺷﻌور
ﺑﺎﻟﻔرح واﻟﺳﻌﺎدة .ﻓﻘد ﯾﺗﻐﯾر اﻟﻣوﻗف ﻧﻔﺳﮫ ﻓﻲ اﻟﺣﺎل ﻋﻧدﻣﺎ ﻧﻧظر إﻟﯾﮫ ﺑﻘﻠب ﻣﻔﻌم ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن.
ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻲ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﻏﯾﱠر اﻻﻣﺗﻧﺎن ﺣﯾﺎﺗﻲ ﺑﺎﻟﻛﺎﻣل .ﻓﻘد ﺷﻌرت ﺑﻘوة اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻷول ﻣرة ﺑﻌد ﺧﺳﺎرﺗﻲ
اﻟﻣؤﻟﻣﺔ ﻟﺻدﯾﻘﺗﻲ ﻓﻲ ﺣﺎدث ﺗﺣطم طﺎﺋرة .ﺑﻌد ﺷﮭور ﻣن اﻟﯾﺄس واﻟﺣزن ،ﺷدﺗﻧﻲ ﻗراءة ﺣﻛﻣ ٍﺔ ﻗدﯾﻣﺔ
ﺣﯾث ﺗﻌﻠﻣت ﻣﻧﮭﺎ أن ﺣﯾﺎﺗﻲ ﻟﮭﺎ ﻣﻌﻧﻰ وھدف .ﻋﻧدﻣﺎ ﺑدأت أﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﺗﻐﯾرت ﺣﯾﺎﺗﻲ ﻛﻠﯾًﺎ.
ﺗﻐﯾرت أوﻻً ﻧظرﺗﻲ ﻟﻠﺣﯾﺎة .ﺛم ﺑدأت أﺷﻌر ﺑﺎﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ واﻟﻘوة ﻟﻛﻲ أﺑدأ ﻣن ﺟدﯾد .وﻓﺟﺄةً ،ﺑدأت ْ ﺣﯾث
ﺣﯾﺎﺗﻲ ﺑداﯾﺔ ﺟدﯾدة ﻛﻠﯾًﺎ ،ﺑدﻻً ﻣن ﺷﻌوري ﺑﺄﻧﮭﺎ ﺳﺗﻧﺗﮭﻲ.
ﺑﻌد ذﻟك ﺑﻔﺗر ٍة وﺟﯾزة ،ﺗم ﺗﺷﺧﯾﺻﻲ ﻋﻠﻰ أﻧﻧﻲ ﻣﺻﺎﺑﺔ ﺑﻣرض ﺧطﯾر ﯾﮭدد ﺣﯾﺎﺗﻲ وﻗﺎل ﻟﻲ اﻷطﺑﺎء
ﺣﯾﻧﮭﺎ إﻧﻧﻲ ﺳﺄﻋﯾش ﻣن ﺳﺗﺔ إﻟﻰ ﺗﺳﻌﺔ أﺷﮭر ﻓﻘط ،إﻻ أﻧﻧﻲ واﺻﻠت ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻻﻣﺗﻧﺎن ،ﺛم ﺷﻌرت
ﺑﻌد ذﻟك وﻛﺄن اﻟﻣرض ﻗد ﺗﻼﺷﻰ واﻧﺳﺣب ﻣن ﺟﺳدي ،وﻛﺄن ﺧﻼﯾﺎ ﺟﺳدي ﺗﻔﯾض ﺣﯾﺎة وﺣﯾوﯾﺔ.
وﻋﻠﻣت ﺑﻌد ذﻟك أن ﻣﺷﺎﻋر اﻻﻣﺗﻧﺎن أدت إﻟﻰ إطﻼق ھرﻣون اﻻﻧدورﻓﯾن ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ أﻧﺣﺎء ﺟﺳﻣﻲ
وﺗﻣﺗﻌﻲ ﺑﺎﻟﺻﺣﺔ.
اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻻ ﯾﺷﻔﻲ اﻷﻣراض وﺣﺳب ،ﺑل إﻧﮫ ﯾﻌﯾد اﻟﺷﺑﺎب إﻟﻰ اﻟﺟﺳم .وإذا راودﺗك اﻟﺷﻛوك ﻟﻠﺣظ ٍﺔ
ﺳﻧوات ﻣن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﯾﺄس ،ﻓﺳﯾﺑدو ﻟك ھذا اﻟوﺟﮫ ٌ واﺣدةٍ ،ﻓﻌﻠﯾك أن ﺗﻧظر ﻓﻲ وﺟﮫ ﺷﺧص دﻣرﺗﮫ
ﻣﻧﮭ ًﻛﺎ وﻣﺗﻌﺑًﺎ .ﺛم اﻧظر ﻓﻲ وﺟﮫ ﺷﺧص ﻋﺎش ﺣﯾﺎﺗﮫ وھو ﯾﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ،وﺳﺗرى أن ھذا اﻟوﺟﮫ
ﻣﺷرق وﻣﻔﻌم ﺑﺎﻟﺻﺣﺔ واﻟﺣﯾوﯾﺔ.
إن ﻣﻔﺗﺎح اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺳﻌﯾدة واﻟﺻﺣﯾﺔ واﻟﻧﺎﺟﺣﺔ ھو اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن .ﻓﮭذا اﻟﺷﻌور ﯾرﻗﯾﻧﺎ وﯾﻘوﯾﻧﺎ
وﯾﺄﺗﻲ ﻟﻧﺎ ﺑﻣﺎ ﻧرﯾده .وﻣﺛﻠﻣﺎ ﻓﻌﻠتُ ﺗﻣﺎ ًﻣﺎ ﻗﺑل ﺛﻼﺛﺔ أﺷﮭر وأﻧﺎ أﻗوم ﺑﻧزھﺔ اﻟﺻﺑﺎح ،ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﻧﺣدد
ﻣﺎ ﻧرﯾد ﻣﻊ ﺷﻌورﻧﺎ ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﮫ ﻟﻣﺎ ﻟدﯾﻧﺎ ،ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﺣﻘﻖ ﺑﺎﻟﻔﻌل ﻣﺎ ﻧرﯾد؛ ﺣﯾث ﻧﺻﺑﺢ
ﻣﺻدر ﺟذب ﻟﻛل ﻣﺎ ﻓﯾﮫ ﺧﯾر ﻟﻧﺎ.
ﻋﻧدﻣﺎ ﻧﻘدم اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﻠﺣﯾﺎة ،ﺗﻣﻧﺣﻧﺎ اﻟﺣﯾﺎة ﻣﻘﺎﺑل ذﻟك .ﻋﻧدﻣﺎ ﻧﻛون ﻣﻣﺗﻧﯾن ،ﻓﺈﻧﻧﺎ ﺳﻧﺷﻌر ﺑﺎﻟﻧﺎس
ووﺟدت ﻗطﻌﺔً ﻧﻘدﯾﺔً واﺣدة ،ﻓﺎﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن
َ ﻛﻧت ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣﺎدﯾﺔ
َ وﻋطﺎء اﻟﺣﯾﺎة ﻗﺎدم إﻟﯾﻧﺎ .ﻓﺈذا
اﻟﺷدﯾد وﺳﯾﺟذب إﻟﯾك ھذا اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﻣﺎل.
ﻋﻧدﻣﺎ ﻧﻌرب ﻋن اﻣﺗﻧﺎﻧﻧﺎ ﻟﻠﻣواﻗف واﻷﺣداث اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل ﺗﺣدﯾًﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻧﺎ ،وﻧﻌرف أﻧﻧﺎ ﻗد اﻛﺗﺳﺑﻧﺎ
اﻟﺣﻛﻣﺔ ﻣن ﺧوﺿﮭﺎ ،ﯾﺣول اﻻﻣﺗﻧﺎن اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﺟرﺑﺔ إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ .وﻋﻧدﻣﺎ ﻧﻘوم ﺑﺎﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن
اﻣﺗﻧﺎﻧﻧﺎ ﻟﻶﺧرﯾن ،ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﮫ ﻧﺟذب إﻟﯾﻧﺎ اﻟﻧﺎس واﻟﻣواﻗف اﻟﺗﻲ ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ ﺳﻧﺷﻌر
ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن .ھذا ھو ﺳﺣر اﻻﻣﺗﻧﺎن.
إن اﻻﻣﺗﻧﺎن ﯾﻣﻸ ﻗﻠوﺑﻧﺎ ﺳﻌﺎدةً ،وﯾﺳﻣﺢ ﻟﻧﺎ ﺑرؤﯾﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ وﯾﻌطﯾﻧﺎ اﻟﻘوة ﻣن أﺟل أن ﻧﺗﺧذ اﻟﻘرارات
اﻟﺻﺎﺋﺑﺔ وﻧﻘوم ﺑﺎﻷﻓﻌﺎل اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ .ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﻠب اﻟﻣﻣﺗن ،ﻧﺳﺗطﯾﻊ أن ﻧرى اﻟﺟﺎﻧب اﻷﻓﺿل ﻓﻲ
ﻛل ﻣوﻗف وﻛل ﺷﺧص ﻧراه ،وأن ﻧدﻓﻌﮭم ﻹظﮭﺎر أﻓﺿل ﻣﺎ ﻟدﯾﮭم.
إن اﻻﻣﺗﻧﺎن ﺑواﺑﺔ ﻟﻺرﺗﻘﺎء إﻟﻰ ﻣﻛﺎﻧ ٍﺔ ﺳﺎﻣﯾﺔ .ﻓﺎﻟﻘﻠب اﻟﻣﻣﺗن ھو ﻗﻠب ﻣﻧﻔﺗﺢ وﯾﻌﻠو ﺑﻧﺎ ﺑﺎﺳﺗﻣرار ﺣﺗﻰ
ﯾﺻل ﺑﻧﺎ إﻟﻰ اﻷﻟوھﯾﺔ.
ﻣﻧذ ﺳﻧوات ﻗﻠﯾﻠﺔ ،ﻗﻣت ﺑرﺣﻠﺔ إﻟﻰ ﺟﺑل ﺷﺎﺳﺗﺎ اﻟواﻗﻊ ﻓﻲ ﺷﻣﺎل ﻛﺎﻟﯾﻔورﻧﯾﺎ ،ﻓﻲ رﻏﺑﺔ ﻣﻧﻲ أن
أﺗواﺻل ﺑﻌﻣﻖ ﻣﻊ ذاﺗﻲ اﻟﻌﻠﯾﺎ .وﺧﻼل ﺳﺎﻋﺎت طوﯾﻠﺔ ﻣن ﻗﯾﺎدة اﻟﺳﯾﺎرة ،رﻛزت ﺑﺷدة ﻋﻠﻰ ذاﺗﻲ ﺗﻠك
ﻣﻊ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺣب واﻻﻣﺗﻧﺎن .وﺑﻣرور اﻟﺳﺎﻋﺎت رﻓﻌت ﺗرﻛﯾزي إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻌﻠو رأﺳﻲ ﺑﻘﻠﯾل ،وﻗدﻣت
ً
اﻟﺣب واﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﮭذا اﻟﺟزء اﻟﻣﺣﺑب ﻣن ﻧﻔﺳﻲ ﻷﻧﮭﺎ ﺗرﺷدﻧﻲ وﺗﺣﻣﯾﻧﻲ ﺑﻠطف ﻟﺣظﺔً ﺑﻠﺣظﺔ ،وﯾو ًﻣﺎ
ﺗﻠو اﻵﺧر.
ﻓﻲ اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟرﺣﻠﺔ وﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﻧت أدﺧل ﻏﺎﺑﺎت اﻟﺻﻧوﺑر اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﺟﺑل ﺷﺎﺳﺗﺎ،
ﺷﻌرت ﺑﺗﻠك اﻟذات ﺗﺷﻣﻠﻧﻲ ﺑرﻋﺎﯾﺗﮭﺎ وأﻧﮭﺎ ﺗﻔرد ذراﻋﯾﮭﺎ وﺗﺣﺗوﯾﻧﻲ .وﻋﻧدﻣﺎ اﺣﺗواﻧﻲ ھذا اﻟﺷﻌور،
ﺷﻌرت ﺑﺄﻧّﻲ ﻣﻐﻣورة ٌ ﺑﺎﻟﺣب .ﻟم ﯾﻛن ھذا اﻹﺣﺳﺎس ﻣﺟرد ﻓﻛرةٍ ﺗدور ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻲ؛ ﺑل ﻛﺎن إﺣﺳﺎس
ﺷﻣل ﻛل أﺟزاء ﺟﺳﻣﻲ .ﻓﻛﻧت أﺷﻌر ﺣﻘﯾﻘﺔً أن ﻛل ﺧﻼﯾﺎ ﺟﺳدي ﯾﻐﻣرھﺎ اﻟﺣب واﻟﺳﻌﺎدة .ﻟﻘد ﻛﺎﻧت
ھذه اﻟﻣﺷﺎﻋر اﻟﻣﺑﺎرﻛﺔ ﺗطﮭرﻧﻲ ﻓﻲ ھذا اﻻﺗﺣﺎد اﻟﻣﻘدّس .ﻟﻘد ﻛﻧت أﻋرف أﻧﻧﻲ ﻓﻲ أﺣﺿﺎن اﻟﺣﺑﯾب.
ﻓﻲ ھذه اﻟﻠﺣظﺔ ،ﻓﮭﻣت أن ﻛل ﻣﺎ ﻗﺎﻟﮫ اﻟﺻوﻓﯾون ﻋﻠﻰ ﻣر اﻟﻌﺻور ﺑﺄﻧﻧﺎ ﻟﺳﻧﺎ وﺣدﻧﺎ ،ﺑل أﻧﻧﺎ ﺟﻣﯾﻌًﺎ
ﻧرﺗﺑط ﺑﺈﻟﮫ .وأي ﺗﻔﻛﯾر ﯾﻌﺗﻘد أﻧﻧﺎ ﻣﻧﻔﺻﻠون ﻣﺎ ھو إﻻ وھم .ﻓﺎﻟﺣب واﻻﻣﺗﻧﺎن ﯾﻛﺷﻔﺎن ﻋن ھذه
اﻟراﺑطﺔ.
ﺳﻣوا .ﻓﻲ أﺛﻧﺎء اﻟﻠﯾل ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﻧت
ﻟﻘد ﻛﺎن ھذا اﻻرﺗﺑﺎط ھو أﻛﺛر اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺳﺑﻖ ﻟﻲ وأن ﺷﮭدﺗﮭﺎ ً
أﺳﺗﯾﻘظ ،ﻛﻧت أرﻏب ﻋﻠﻰ اﻟﻔور ﻓﻲ ﺗوﺟﯾﮫ ﺗرﻛﯾزي ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻓﯾﻣﺎ إذا ﻛﺎن ذﻟك اﻟﺣﺿور اﻹﻟﮭﻲ ﻣﺎ
زال ﻣوﺟودًا ھﻧﺎك.
وﻣﻊ اﺳﺗﻣرار ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗواﺻل ﺗﻠك ،وﺟدت ﻧﻔﺳﻲ أﺗﻌﺟل اﻷﻣور وأﺳﻌﻰ أن أﺻل ﺑﺳرﻋﺔ .ﻟﻛن ﻛﻧت
أﺳﻣﻊ ﺻوﺗًﺎ ﯾﮭﻣس ﻓﻲ أذﻧﻲ» :ﺗﻣﮭل ،ﺳﺗﻛون ھﻧﺎك ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﻣﻧﺎﺳب« وﻗد ﻛﺎن ھذا اﻷﻣر ﻣﺧﺗﻠﻔًﺎ
ﻋن اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ اﻋﺗدت ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﺳﺗﻌﺟﺎﻟﻲ ،ﺳﻌﯾًﺎ ﻣﻧﻲ ﻟﻣواﻛﺑﺔ ﺟدول أﻋﻣﺎﻟﻲ ،ﻋﻧدﻣﺎ اﺳﺗرﺧﻲ
ﺑﮭذه اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺟدﯾدة وأﺳﻠّم زﻣﺎم أﻣوري ﻷُﻗﺎد ﺑﻠطف .ﻟذا ،ﻛﻧت داﺋ ًﻣﺎ ﻣﺎ أﺟد ﻧﻔﺳﻲ أﺻل إﻟﻰ
اﻟﻣﻛﺎن اﻟﺻﺣﯾﺢ وﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺻﺣﯾﺢ .وﺗﻛﺷﻔت ﻟﻲ اﻟﺣﯾﺎة ﺑطرﯾﻘ ٍﺔ ﺳﮭﻠﺔٍ ،ﺳﻠﺳ ٍﺔ وﺳﺣرﯾ ٍﺔ وﻻ ﺗﺣﺗﺎج
إﻟﻰ ﻣﺟﮭود ﻛﺑﯾر ،ﻛﻣﺎ أﻧﮭﺎ ﻣﻠﯾﺋﺔٌ ﺑﺎﻟﻣﺻﺎدﻓﺎت اﻟﻌﺟﯾﺑﺔ .وﺑذﻟك أﺻﺑﺣتُ ﻛﻣن ﯾﺣﯾﺎ ﺣﯾﺎة ً ﺳﺎﺣرة ،وﻛل
ﻣﺎ أﺣﺗﺎﺟﮫ ﯾﺄﺗﻲ إﻟﻲ .ﻟذا ﻛﺎن ﻗراري اﻟواﻋﻲ أن أﻗدم اﻣﺗﻧﺎﻧﻲ وﺷﻛري ﻟذاﺗﻲ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻣﻔﺗﺎح
ﯾﻔﺗﺢ ﻟﻲ ﻛل اﻷﺑواب اﻟﻣﻐﻠﻘﺔ.
إن ﺧﯾﺎراﺗﻧﺎ ﺗﺣدد ﻟﻧﺎ داﺋ ًﻣﺎ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﻌﯾش ﻓﯾﮭﺎ ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ .ﻓﺈذا اﺧﺗرﻧﺎ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻻﻣﺗﻧﺎن ،ﺳوف
ﻧﻌﯾش ﺣﯾﺎة ﻧﺎﺟﺣﺔ وﺻﺣﯾﺔ وﺳﻌﯾدة.
اﻻﻣﺗﻧﺎن ھو اﻟﺟﻧﺔ ﻧﻔﺳﮭﺎ«
ﻟورا ارﺷﯾرا ھﻛﺳﻠﻲ
ﺟﺎءت ﻟورا ارﺷﯾرا ھﻛﺳﻠﻲ إﻟﻰ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻣن ﻣﺳﻘط رأﺳﮭﺎ ﻓﻲ إﯾطﺎﻟﯾﺎ ﻛﻌﺎزﻓﺔ ﻛﻣﺎن .ﻓﻲ
ﻋﺎم ، ١٩٥٦ﺗزوﺟت أﻟدوس ھﻛﺳﻠﻲ .ﻗﺎﻣت ﻟورا ﺑﺗﺄﻟﯾف اﻟﻛﺗب اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ» :أﻧت ﻟﺳت اﻟﮭدف؛ ﺑل
ﻟﺣظﺗﮫ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ :وﺟﮭﺔ ﻧظر ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻷﻟدوس ھﻛﺳﻠﻲ«؛ »ﺑﯾن اﻟﺳﻣﺎء واﻷرض«» ،أﺳﺑﺎب
اﻟﺳﻌﺎدة ﯾو ًﻣﺎ ﺑﯾوم«؛ و»طﻔل أﺣﻼﻣك« ،وھذا اﻟﻛﺗﺎب ﺷﺎرﻛت ﺑﯾﯾرو ﻓﯾروﺗﺷﻲ ﻓﻲ ﺗﺄﻟﯾﻔﮫ.
ﻣن ﺧﻼل ھذه اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻷرﺑﻊ »اﻻﻣﺗﻧﺎن ھو اﻟﺟﻧﺔ ﻧﻔﺳﮭﺎ« ﻗﺎم اﻟﺷﺎﻋر اﻟﺻوﻓﻲ وﻟﯾﺎم ﺑﻠﯾك ﺑﺎﻟﺗﻌﺑﯾر
ﻋن ﺟوھر اﻻﻣﺗﻧﺎن.
ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺑدأ اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻣﻊ ﻟﺣظﺔ وﻻدﺗﻧﺎ ،ﯾﺻﺑﺢ ھذا اﻟﺷﻌور ﺟز ًءا ﻻ ﯾﺗﺟزأ ﻣن ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ .ﻓﺎﻟوﻻدة ھﻲ
إﺣدى ﻣﻌﺟزات ھذه اﻟﺣﯾﺎة وﯾﺟب أن ﻧﺳﺗﻘﺑﻠﮭﺎ ﺑﻔرحٍ واﻣﺗﻧﺎن .وﻟﻛن ﻟﺳوء اﻟﺣظ ،ﻟﯾس ھذا ﻣﺎ ﯾﺣدث
داﺋ ًﻣﺎ ،ﻓﻐﺎﻟﺑًﺎ ﻣﺎ ﺗﺣﺎط اﻟوﻻدة ﺑﺎﻟﺧوف وﻓﻘدان اﻟوﻋﻲ .وﻣﻊ ذﻟك ،ﻓﺎﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أن ﻣﻌﺟزة اﻟوﻻدة
اﻟﺟﺳدﯾﺔ ﺗوﻗﻊ رھﺑﺔً ﺑﺎﻟﻧﻔس -وﻻ ﺗﻘل روﻋﺔً ﻋن أﻋﺟوﺑﺔ اﻟوﻻدة اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ،واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻔﺳﯾوﻟوﺟﯾﺔ ھﻲ
أن ﺧﻼﯾﺎ اﻟﺟﺳم ﺗﻣوت ﺑﺎﺳﺗﻣرار وﯾﺗم ﺗﺟدﯾدھﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔور ﺑﺧﻼﯾﺎ ﺟدﯾدة .وﻏﺎﻟﺑًﺎ ﻣﺎ ﺗﺳﻣﻰ ھذه
اﻧﻌﺗﺎق ﻣن اﻟﺷروط واﻟﻘﯾود ٌ اﻟﺗﺟرﺑﺔ ﺗﺟرﺑﺔ اﻟوﺻول ﻟﻠﻘﻣﺔ :ﺣﯾث ﺗﺑدو اﻟوﻻدة اﻟﺟدﯾدة وﻛﺄﻧﮭﺎ
اﻟﻘدﯾﻣﺔ؛ اﻟوﻻدة اﻟﺟدﯾدة ﺗﻛﺷف روﻋﺔ اﻟﺗﺟدﯾد اﻟﺧﺎﻟد ﻟﻠﺣﯾﺎة وﻣﺎ ﺗﺣﻣﻠﮫ ﻣن إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ﻏﯾر ﻣﺗوﻗﻌﺔ.
ﺻورا إرﺷﺎدﯾﺔ ﻟوﻻدﺗﻧﺎ اﻟﻣﺛﺎﻟﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ً ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻧﺎ ،طﻔل أﺣﻼﻣك ،اﻗﺗرﺣت أﻧﺎ وﺑﯾﯾرو ﻓﯾروﺗﺷﻲ
ﯾﻣﻛن ﺧوﺿﮭﺎ ﻓﻲ أي ﻣرﺣﻠﺔ ﻋﻣرﯾﺔ .اﺧﺗر ﻣﻛﺎﻧًﺎ ھﺎدﺋًﺎ ﻟﻘراءة وﻻدﺗك اﻟﻣﺛﺎﻟﯾﺔ ﺣﯾث ﻻ ﯾﻘﺎطﻌك ﻓﯾﮫ
أﺣد؛ وﻣن اﻟﻣﻔﺿل أن ﺗﻘوم ﺑﺗﺳﺟﯾل ھذه اﻟﻠﺣظﺔ اﻟﻔرﯾدة ﻣن اﻟﺗﺄﻣل وأن ﯾﻛون ذﻟك ﻣﺻﺣوﺑًﺎ ﺑﺄﻧﻐﺎم
ﺳﺎ ﻋﻣﯾﻘًﺎ ﺑﺑطء وﻟﻌدة ﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ ﻣن اﺧﺗﯾﺎرك واﻟﺗﻲ ﺗﻠﮭﻣك اﻟﺣب واﻻﻣﺗﻧﺎن .ﻗﺑل أن ﺗﺑدأ ،ﺧذ ﻧﻔ ً
ﻣرات .واﺟﻌل ﻛل ﻧَﻔَس ﺗﺄﺧذه ﯾﻘرﺑك ﻣن اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ﯾﻘﺑﻊ ﻓﻲ داﺧﻠك ﻧﻘﯾًﺎ ﻟم ﺗﺗرك ﺑﮫ أﺣداث اﻟﺣﯾﺎة
أي آﺛﺎر .ﻓﻔﻲ ھذا اﻟﻣﻛﺎن ،ﻛل ﺷﻲءٍ ﻣﺎ زال ﻣﻣﻛﻧًﺎ وﻻ وﺟود ﻟﻔﻛرة ﻣﻧﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﻌﻘل ،وﻛل ﺷﻲءٍ ﯾﺑدو
أﻧﮫ ﯾﺣدث ﻷول ﻣرة.
أﺧﻠﻖ وﻻدﺗك اﻟﻣﺛﺎﻟﯾﺔ ﺑﻧﻔﺳك
ً
أﻏﻣض ﻋﯾﻧﯾك ،واﺳﺗرخ ﻟوﻗت ﻛﺎفٍ ﺛم ﺗﺧﯾل ﺻورة ً ﺣﯾﺔ ﻓﻲ ذھﻧك ﻟﻠﻣﻛﺎن اﻟذي ﺳﺗوﻟد ﻓﯾﮫ ﻣن
ﺟدﯾد .أﻧظر إﻟﻰ ھذا اﻟﻣﻛﺎن واﺳﺗﺷﻌر ﻋطره ،ﺛم اﻧﻔﺻل ﻋن ﺟﺳدك اﻟﻣﺎدي .ﻟﻘد وﻟدت ﻣن ﺟدﯾد،
ﺣس ﻣرھف .أﻧت ﺗﺷﻌر ﺑﺎﻟﺣب واﻻﻣﺗﻧﺎن ﯾﺣﯾطﺎن ﺑك .ﻓﻲ ھذه اﻟوﻻدة اﻟﺟدﯾدة ﻓﺄﻧت اﻵن ذو ٍ
ﻲ اﻟﻌﻣﯾﻖ ،ﻛﻣﺎ ﺳﺗﺷﻌر وﻛﺄﻧك ﻣﺣﺎط ﺑﻛل اﻟﻣﺧﻠوﻗﺎت ﺳواء اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ أم ﺳﺗﺷﻌر ﺑﺎﻟﺳﻼم اﻟطﺑﯾﻌ ّ
اﻟﺧﯾﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺑﮭﺎ وﺗﻛن ﻟﮭﺎ اﻻﺣﺗرام .ﻓﻠدﯾك اﻵن ﻛل ھذا اﻟﺑﻌث أﻣﺎﻣك وﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌداد ﻟﻠﺗرﺣﯾب
ﺑك .وﺳﺗرى زھرﺗك اﻟﻣﻔﺿﻠﺔ ﻣزداﻧﺔً ﺑﺟﻣﺎﻟﮭﺎ وﻋﺑﯾرھﺎ ﺗﻘول ﻟك» :ﻣرﺣﺑًﺎ ﺑك ،أﻧﺎ ﻣﻣﺗﻧﺔٌ ﻟوﻻدﺗك
اﻟﺟدﯾدة ،ﻣرﺣﺑًﺎ ﺑك ﻓﻲ ھذا اﻟﻌﺎﻟم ،ﻋﺎﻟم اﻟزھور«.
اﻵن أﻧظر إﻟﻰ اﻟﻣﺧﻠوﻗﺎت ،ﻓﻛل ﻣﻧﮭﺎ ﯾرﺣب ﺑك ﺑﻠﻐﺗﮫ اﻟﺧﺎﺻﺔ .ﻓرﺑﻣﺎ ﺣﯾواﻧك اﻟﻣﻔﺿل ھو ﻣن
ﺳﯾرﺣب ﺑك ﻓﻲ ھذا اﻟﻌﺎﻟم ،رﺑﻣﺎ ﻛﺎن ﻛﻠﺑًﺎ ﯾﻧدﻓﻊ إﻟﯾك ﻻﻋﻘًﺎ ،أو دﻟﻔﯾﻧًﺎ ﺑﺷﻘﻠﺑﺎﺗﮫ اﻟراﺋﻌﺔ ،أو ﻓراﺷﺔ
ﺗرﻓرف ﺑﺟﻧﺎﺣﯾﮭﺎ ﻣرﺣﺑﺔً ﺑك -ﻛﻠﮭم ﯾرﺣﺑون ﺑك ﻗﺎﺋﻠﯾن» :ﻧﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟوﻻدﺗك اﻟﺟدﯾدة ،ﻓﻌﺎﻟم
اﻟﻣﺧﻠوﻗﺎت ﯾرﺣب ﺑك«.
ﺿﺎ ﺗﺗﺣدث إﻟﯾك ﻗﺎﺋﻠﺔً» :أھﻼً أﻣﺎ اﻵن ﻓﺈﻧك ﺗرﻧو إﻟﻰ اﻟﻧﺟوم وﺗراھﺎ ﺗﺗﻸﻷ ﻓﻲ ﻛل ﻣﻛﺎن .ﻓﮭﻲ أﯾ ً
ﺑك ،ﻧﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟوﻻدﺗك! ﻣرﺣﺑًﺎ ﺑك ﻓﻲ ھذا اﻟﻌﺎﻟم ،ﻋﺎﻟم اﻟﻧﺟوم«.
ﻛﻣﺎ أﻧك ﺗﺷﻌر ﺑدﺧوﻟك إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟم اﻟذي ﯾﺣﺗرﻣك وﯾرﺣب ﺑك .وﺗﺷﻌر أن اﻣﺗﻧﺎن ھذا اﻟﻌﺎﻟم ﯾﻐﻣرك.
ﻓﺄﻧت ﺗﺗﻧﻔس ھذا اﻟﺷﻌور ،ﻟذا ،ﻓﮭو ﯾﻧﺗﺷر ﻓﻲ ﻋﻘﻠك وﺟﺳدك .وﺗﺷﻌر ﺑﺎﻟﺳﻌﺎدة ﻟدﺧوﻟك اﻟﺣﯾﺎة واﻟﻌﺎﻟم
اﻟذي ﯾرﺣب ﺑك ،ﻟذا ،ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﻘوم ﺑﺎﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ ،ﻓﺄﻧت ﻟدﯾك اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ أن
ﺗﻌطﻲ اﻟﺣب وأن ﺗﺳﺗدﻋﻲ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻋﻧد اﻵﺧرﯾن.
واﻵن ﻓﻛر ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻌظﻣﺎء ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻌﺎﻟم – رﺳﺎﻣﯾن أو ﻓﻼﺳﻔﺔ أو ﻣوﺳﯾﻘﯾﯾن أو ﺷﻌراء.
وﺗﺧﯾل أن ﻛل اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻔﺿﻠﯾن ﻟدﯾك ﻗد ﺟﺎؤوا ﻟﯾﺣﺗﻔﻠوا ﺑدﺧوﻟك ھذا اﻟﻌﺎﻟم .ﻛﻣﺎ أن ﻣﻌرﻓﺗﮭم
ﺿﺎ اﻣﺗﻧﺎن .وﻓﻲ ھذا اﻟﻌﺎﻟم ﺳﺗﺟد اﻟﺟﻣﺎل واﻟذﻛﺎء واﻟﺣب ﺗﻌﺗرف ﺑﺎﻣﺗﻧﺎن وﻻدﺗك اﻟﻌظﯾﻣﺔ ھﻲ أﯾ ً
اﻟﺟدﯾدة .ﻓﺄﻧت ﻣﻌﺟزة ،واﻟﻛل ﺟﺎء ﻟﯾﺧﺑرك ﺑﮭذا .ﻟﻘد اﺳﺗﻐرق اﻷﻣر ﻣﻼﯾﯾن اﻟﺳﻧﯾن ﻣن اﻟﺗطور ﺣﺗﻰ
ﺗُﺧﻠﻖ أﻧت اﻟﻛﺎﺋن اﻟﻧﺑﯾل اﻟذي ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻘدرات إﻟﮭﯾﺔ .ﻓﺎﻟﻧﺑﺎﺗﺎت واﻟزھور واﻟﺣﯾواﻧﺎت واﻷﺷﺧﺎص ﻗد
ﺟﺎؤوا ھﻧﺎ ﻟﺗذﻛﯾرك وإﺧﺑﺎرك» :أﻧت ﻛﺎﺋن ﻧﺑﯾل ،وﺟﻣﯾل ،وﻧﺣن ﻣﻣﺗﻧون ﻷﻧك أﺗﯾت ﻟﮭذا اﻟﻌﺎﻟم«.
وﻓﻲ ھذه اﻟوﻻدة اﻟﺟدﯾدة ﺗﻛﻣن اﻟﺑﮭﺟﺔ .ﻓﺄﻧت ﺗرى اﻟوﺟوه واﻷزھﺎر واﻟﻣﺧﻠوﻗﺎت اﻟﻣﺑﺗﺳﻣﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗرﻗص ﻓر ًﺣﺎ ﺣوﻟك .ﻓﻛل اﻟﻌﺎﻟم ﯾﺣﺗﻔﻲ ﺑﻘدوﻣك وﯾﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟك.
أﻧت ﺗدﺧل ﻋﺎﻟ ًﻣﺎ ﺣﯾث اﻟﺟﻣﯾﻊ ﯾﮭﺗم ﺑﺎﻟﺟﻣﯾﻊ ،ﻋﺎﻟم ﯾﻌﺗﺑر ﻓﯾﮫ اﻷﺧذ واﻟﻌطﺎء ﺷﯾﺋًﺎ طﺑﯾﻌﯾًﺎ ﻣﺛل اﻟﺗﻧﻔس.
ﻻ ﺑد وأﻧك ﻣﻣﺗن ﻟﮭذا اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺟدﯾد .وأن ھذا اﻟﺷﻌور ﯾﻐﻣرك وﯾﺳﯾطر ﻋﻠﯾك وﯾﺳري ﻓﻲ ﻋروﻗك.
وروﺣك وﺟﺳدك ﯾﻌﻠﻣﺎن ذﻟك.
اﻋﻠم أن…
اﻻﻣﺗﻧﺎن ھو اﻟﺟﻧﺔ ﻧﻔﺳﮭﺎ!
»اﻟﺣب ھو اﻟطرﯾﻖ اﻟﻣﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻻﻣﺗﻧﺎن«
)دورة ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺟزات(
د .ﺟﯾراﻟد ﺟﺎﻣﺑوﻟﺳﻛﻲ ،ودﯾﺎن ﺳﯾرﯾﻧﻛﯾون
اﻟدﻛﺗور ﺟﯾراﻟد ﺟﺎﻣﺑوﻟﺳﻛﻲ ودﯾﺎن ﺳﯾرﯾﻧﺳﯾوﻧﻲ ﻣﺗزوﺟﺎن ،وﯾﻌﯾﺷﺎن ﻓﻲ ﺗﯾﺑورون ،ﻛﺎﻟﯾﻔورﻧﯾﺎ.
ﯾﻌﻣل ﺟﯾراﻟد طﺑﯾب ﻧﻔﺳﻲ وﻣؤﺳس ﻷول ﻣرﻛز ﻟﻠﻌﻼج اﻟﺳﻠوﻛﻲ .أﻣﺎ دﯾﺎن ﻓﮭﻲ ﺗﻌﻣل ﻓﻲ ﻣﺟﺎل
اﻟﻣﻘﺎوﻻت وﻟﮭﺎ ﺧﺑرة ٢٥ﻋﺎ ًﻣﺎ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل ﻓﻲ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺧﺎﺻﺔ .وﻗد اﺷﺗرك
اﻟزوﺟﺎن ﻓﻲ ﺗﺄﻟﯾف ﻛﺗﺎب »ﻧداءات اﻻﺳﺗﯾﻘﺎظ« ،وﻗد ﺗﻧﺎوﻻ ﻓﯾﮫ ﻛﯾف ﻧﺳﺗطﯾﻊ اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟراﺣﺔ
ﻣن ﺧﻼل اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟروﺣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌ ّم ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ .وﺗﻘوم ﻓﻠﺳﻔﺗﮭﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺑﺎدئ ﻣﺳﺗﻘﺎة ﻣن
»أﺳﻠوب اﻟﻣﻌﺟزات«.
»اﻟﺣب ھو اﻟطرﯾﻖ اﻟﻣﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻻﻣﺗﻧﺎن« ھذه اﻟﻌﺑﺎرة ﻣﺄﺧوذة ﻣن ﻛﺗﺎب أﺳﻠوب اﻟﻣﻌﺟزات .وھو
ﻧوع ﻣن ﺗﺄﻣل اﻟﻣﺷﻲ اﻟذي ﻧﺣب أن ﻧﻘوم ﺑﮫ ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن .ﻓﻔﻲ ﻛل ﺧطوة ﻧﺧطوھﺎ ﻧذ ّﻛر أﻧﻔﺳﻧﺎ ﺑﺄن
اﻟﺣب ھو اﻟطرﯾﻖ اﻟذي ﻧﺳﯾر ﻓﯾﮫ ﻧﺣو اﻻﻣﺗﻧﺎن ،وأﻧﮫ ھو اﻟذي ﯾﻌطﯾﻧﺎ اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺳﻼم واﻟﺻﻔﺎء.
وھﻧﺎك اﻗﺗﺑﺎس آﺧر ﻣﻔﺿل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻲ ،وھو ﻣﻧﺳوب ﻟﻣﺳﺗر إﻛﮭﺎرت ،اﻟذي ﯾذﻛر أن أھم ﺻﻼة ﻓﻲ
»ﺷﻛرا ﻟك« .وﺗدل ھﺎﺗﺎن اﻟﻛﻠﻣﺗﺎن ﻋﻠﻰ إﯾﻣﺎﻧﻧﺎ اﻟﻌﻣﯾﻖ ﺑﺄن ﻛ ﱠل ﻣﺎ ﯾﺣدث
ً اﻟﻌﺎﻟم ﺗﺣﻣل ﻛﻠﻣﺗﯾن ﻓﻘط:
ﻟﻧﺎ ھو درس أراد ﷲ أن ﻧﺗﻌﻠم ﻣﻧﮫ .وﺳﺗﺻﺑﺢ ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ أﻛﺛر ھدو ًء ،ﻋﻧدﻣﺎ ﻧﺗوﻗف ﻋن ﺗﻔﺳﯾر ﻛل ﻣﺎ
ﯾﺣدث ﻟﻧﺎ .ﻓﺑدﻻً ﻣن ذﻟك ﻋﻠﯾﻧﺎ ﺗﺟرﺑﺔ ﻛل ﻣﺎ ﯾﺣدث ﻟﻧﺎ -ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﻣظﮭره اﻟﺧﺎرﺟﻲ-
»ﺷﻛرا ﻟك« ﻓﻲ ﻗﻠوﺑﻧﺎ،ً ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره ﻧﻌﻣﺔً ﺑﮭﯾﺋﺔ ﻧﻘﻣﺔ .ﻋﻧدﻣﺎ ﻧﺳﯾر ﻓﻲ طرﯾﻖ اﻟﺣﯾﺎة وﻧﺣن ﻧﻘول
»وﺷﻛرا ﻟك« ﺑﺄﻟﺳﻧﺗﻧﺎ ،ﻣﮭﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺧوف اﻟذي ﯾﻌﺗرﯾﻧﺎ ،ﻓﺈﻧﮫ ﺳﯾﺗﻼﺷﻰ ً »وﺷﻛرا ﻟك« ﻓﻲ ﻋﻘوﻟﻧﺎ،
ً
وﯾظﮭر ﻧﻘﺎء اﻟﺣب.
ﻲ وأن ﻧﻌﯾش ﻓﻲ ﻋﺎﻟم ﺗﻐﻣره ﻣﺣﺑﺔ ﷲ، ﻋﻧدﻣﺎ ﻧﺧﺗﺎر أن ﻧرﻗﻰ ﺑﺄﻧﻔﺳﻧﺎ وﻧﺳﻣو ﺑﻌﯾدًا ﻋن اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺣﺳ ّ
»ﺷﻛرا ﻟك« ﻣﻧﮭ ًﺟﺎ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ .ﻓﺎﻟﻣرﺷد اﻟذي ﯾﻘﯾم ﻓﻲ ﻗﻠوﺑﻧﺎ ﺳﯾﻘول ﺑﺄن ﻛل ﻣﺎ
ً ﻋﻧدھﺎ ﺗﺻﺑﺢ ﻋﺑﺎرة
ﻲ ﻣﺎ ھو إﻻ ﻓرﺻﺔٌ ﺟدﯾدة ٌ ﻟﻛﻲ ﻧﺧﺗﺎر طرﯾﻘﺔ اﻹﯾﻣﺎن ﺑﺎﻟﺣب ،ﺑﺎ ،ﻓﻲ ﯾﺣدث ﻟﻧﺎ ﻓﻲ ھذا اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺣﺳ ّ
ﻋﺎﻟم ﻻ ﻛﯾﺎن ﻓﯾﮫ إﻻ اﻟﺣب.
ﻋن طرﯾﻖ اﻻﺳﺗﺳﻼم ﻟﻠﺣب ،واﻻﺳﺗﺳﻼم ،ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧﺧوض ﻛل ﯾوم وﻧﺣن ﻧﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن
ﻟﺑﻌﺿﻧﺎ اﻟﺑﻌض .ﺗﺧﯾل ﻛﯾف ﺳﯾﺻﺑﺢ اﻟﻌﺎﻟم إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﻧﺗوﺟﮫ ﺑﮭﺎ ﻟﺑﻌﺿﻧﺎ و ھﻲ
»اﻟﺷﻛر«.
ﻓﻔﻲ ﻛل ﻣرة ﻧﻌرب ﻓﯾﮭﺎ ﻋن اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻋن طرﯾﻖ إظﮭﺎر اﻟﺣب ﻟﻶﺧرﯾن ،ﻧؤﻣن أن ھذا اﻟﻌﺎﻟم
ﻣﻐﻣور ﺑﺎﻟﻧور وﻟﯾس ﺑﺎﻟﻌﺗﻣﺔ.
إن ﻋﺎﻟﻣﻧﺎ ﺳﯾﺗﻐﯾر ﺑﺳرﻋﺔ إذا ﻋرﻓﻧﺎ ﻛﯾف ﻧرد ھذا اﻟﺣب اﻟذي ﯾﻣﻧﺣﮫ ﻟﻧﺎ ﺑﺎﺳﺗﻣرار ﺧﺎﻟﻘﻧﺎ .ﻓﻣﺎ ھو
أﻋظم اﻣﺗﻧﺎن ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﺗﻘدﯾﻣﮫ ﻟﺧﺎﻟﻘﻧﺎ ﺳوى أن ﻧﺧﺗﺎر أن ﻧﺣب ﺑﻌﺿﻧﺎ اﻟﺑﻌض ﻣن ﺧﻼل رؤﯾﺔ وﺟﮫ ﷲ
ﻓﻲ ﻛل ﺷﺧص وأن ﻧﻌرف أﻧﮫ ﻟﯾس ﺳوى اﻧﻌﻛﺎس؟
ھﻧﺎك ﺻﻼة ﻛﺗﺑﮭﺎ ﺟﯾري ﻣﻧذ ﺑﺿﻊ ﺳﻧوات ،وأﻋﺗﻘد أﻧﻧﺎ ﻧرﻏب ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﮭﺎ ﻛل ﺻﺑﺎح.
اﻣﺗﻧﺎﻧًﺎ ﻟك
ﯾﻧﺑض ﻛﯾﺎﻧﻲ ﻛﻠﮫ
ﺑﻧﺎر اﻟرﻏﺑﺔ
ﻻﺗﺣﺎدﻧﺎ اﻷﺑدي.
ﻛل ﻧﻔَس ﻟﻲ ھو ﻟك.
ﻗﻠﺑﻲ ﻣﻧﺎرة ٌ ﺑﻼ ﺣدود
ﺗﻧﯾر ﺑﺣﺑك.
روﺣﻲ ،ﻷﻧﮭﺎ ﻟك ،ﻓﮭﻲ ﻧور اﻟﻌﺎﻟم.
ﻋﯾﻧﯾﺎي ﺗﺷﻌّﺎن وﻻ ﺗﻌﻛﺳﺎن ﺳوى
ﺣﺑﻧﺎ اﻟﻣﺛﺎﻟﻲ.
ﯾﮭﺗز ﺟوھري ﻣﻌك
طﺎﻟﻣﺎ ﻟم ﯾُﺳﻣﻊ إﯾﻘﺎع اﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ ﺑﻌد.
ﺑﺻﯾرﺗﻲ ،ﻣﻧك ،ﻟذا ﻓﮭﻲ ﻣﺑﺎرﻛﺔ
ﺻﻼﺗﻲ ﻟﯾﺳت ﺳوى أﻏﻧﯾﺔ أﺑدﯾﺔ ﻣن اﻻﻣﺗﻧﺎن،
ﻲ ،وأﻧﺎ أﺳﻛن ﻓﯾك
ﻷﻧك ﺗﺳﻛن ﻓ ّ
وﻷﻧّﻲ أﻋﯾش ﻓﻲ ﻧﻌﻣﺗك إﻟﻰ اﻷﺑد.
ﻣﻼﺣظﺔ اﻟوﻓرة
د .ﺳوزان ﺟﯾﻔرز
ﻗﺎﻣت د .ﺳوزان ﺟﯾﻔرز ﺑﻣﺳﺎﻋدة ﻣﻼﯾﯾن اﻷﺷﺧﺎص ﻓﻲ اﻟﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎوﻓﮭم واﻟﻣﺿﻲ ﻗد ًﻣﺎ ﻓﻲ
اﻟﺣﯾﺎة ﺑﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺛﻘﺔ واﻟﺣب .وﻗد أﻟّﻔت اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻛﺗب ﻣﻧﮭﺎ» :أﺷﻌر ﺑﺎﻟﺧوف وواﺟﮭﮫ ﺑﺄي
طرﯾﻘﺔ«» ،ﻟﻧﻔﺗﺢ ﻗﻠوﺑﻧﺎ ﻟﻠرﺟﺎل«» ،أﻓﻛﺎر اﻟﻘوة واﻟﺣب«» ،اﻧ ِﮫ اﻟﺻراع وارﻗص ﻣﻊ اﻟﺣﯾﺎة«.
وﻷﻧﮭﺎ ﻣن اﻟﻣؤﻟﻔﯾن اﻟذﯾن ﯾﺣﻘﻘون أﻋﻠﻰ ﻧﺳﺑﺔ ﻣﺑﯾﻌﺎت ،ﻓﺈن ﺳوزان ﻣن اﻟﻣﻧظﻣﯾن اﻟﻣﺷﮭورﯾن ﻟورش
اﻟﻌﻣل ،ﻛﻣﺎ أﻧﮭﺎ ﻣﺗﺣدﺛﺔ ﺣﻠت ﺿﯾﻔﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺑراﻣﺞ اﻹذاﻋﯾﺔ واﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ .وﻗﺎﻣت ﺳوزان
ﺿﺎ ﺑﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌدﯾد ﻣن أﺷرطﺔ اﻟﻛﺎﺳﯾت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت ﻓﯾﮭﺎ ﻣواﺿﯾﻊ ﻣﺛل اﻟﺧوف ،واﻟﻌﻼﻗﺎت، أﯾ ً
واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ.
ﻋﻧدﻣﺎ ﻋﻣﻠت ﻣﻊ اﻟﻔﻘراء ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ ﻧﯾوﯾورك ،ﻛﻧت داﺋ ًﻣﺎ ﻣﻧدھﺷﺔً ﻣن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن اﻟذي ﯾﻣﻸ
ﻗﻠوب اﻟﻛﺛﯾرﯾن ﻣﻧﮭم ،ﻓﻲ ﺣﯾن أﻧﮭم ﻛﺎﻧوا ﻓﻲ ﻋوز ﻣﺎدي ﻛﺑﯾر .وﻟﻛن ﻟﻣﺎذا ﻛﺎﻧوا ﻣﻣﺗﻧﯾن؟ إﻧﮭم
ﻣﻣﺗﻧﯾن ﻷﻧﮭم ﻋﻠﻰ ﻗﯾد اﻟﺣﯾﺎة ،وﻷن ﻟدﯾﮭم ﻣﺎ ﯾﻛﻔﻲ ﻣن طﻌﺎم ﻋﻠﻰ ﻣواﺋدھم ،ﻣﻣﺗﻧﯾن ﻟﻼﺳﺗﻣﺗﺎع ﺑﻧور
اﻟﺷﻣس ﻓﻲ ﯾوم ﺟﻣﯾل ،وﻟﺗﻣﺗﻌﮭم ﺑﺎﻟﺻﺣﺔ اﻟﺟﯾدة ،وﻟوﺟود اﻷﺻدﻗﺎء واﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻣن ﺣوﻟﮭم ،وﻷﻧﮭم
أﻓرادًا ﯾﺳﺎھﻣون ﻓﻲ ﺑﻧﺎء ﻣﺟﺗﻣﻌﮭم.
ﺷﻌورا ﺿﺣﻼً ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻓﻲ ﻗﻠوب اﻟﻛﺛﯾرﯾن ﻣﻣن
ً وﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﮫ ،ﻛﻧت أﺷﻌر ﺑﺎﻟدھﺷﺔ ﻋﻧدﻣﺎ أرى
ﺳﺄﻟت ﻣن ﻣﻧﮭم أﻛﺛر ﺳﻌﺎدة ،ﻟﻛﻧت أﺟﺑت دون أدﻧﻰ ﺗردد أﻧﮭم ﯾﺗﻣﺗﻌون ﺑﺣﯾﺎة ﻣﺎدﯾﺔ ﻣﺗرﻓﺔ .وﻟو أﻧﻧﻲ ُ
اﻟﻔﻘراء ھم اﻷﺳﻌد واﻣﺗﻧﺎن ﻏﺎﻣر ﻓﻲ ﻗﻠوﺑﮭم.
ﻣﺎ أﺗﺣدث ﻋﻧﮫ ھﻧﺎ ﺑﺳﯾط ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ:
ﻋﻧدﻣﺎ ﻧرﻛز ﻋﻠﻰ اﻟوﻓرة ،ﻓﺈن ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ ﺳﺗﻣﺳﻲ طﺎﻓﺣﺔ ﺑﺎﻟوﻓرة؛ وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﺗرﻛﯾزﻧﺎ ﻣﻧﺻﺑًﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ
ﯾﻧﻘﺻﻧﺎ ﺳﺗﺻﺑﺢ ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ ﻧﺎﻗﺻﺔ وﻧﺷﻛو اﻟﻌوز .ﻓﺎﻷﻣر ﯾﺗﻌﻠﻖ ﺑطرﯾﻘﺔ ﺗﻔﻛﯾرﻧﺎ .ﺻﺣﯾ ٌﺢ أﻧﻧﺎ ﻻ ﻧﺳﺗطﯾﻊ
أن ﻧﻧﻛر أن اﻷﻟم أﻣر ﺣﺗﻣﻲ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ .ﻟﻛن ھذا ﯾدﻣر ﺻﺣﺗﻧﺎ اﻟﺟﺳدﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ .وﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟﻘدر
ﻣن اﻷھﻣﯾﺔ ،ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧﻧﻛر
وﺟود اﻟوﻓرة ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ!
دون ﻣﺎ ﻻ ﯾﻘل
أﻗﺗرح ﻋﻠﯾك إﻧﺷﺎء »ﻛﺗﺎب اﻟوﻓرة« اﻟﺧﺎص ﺑك .ﻛل ﻟﯾﻠﺔ ﻗﺑل أن ﺗذھب إﻟﻰ اﻟﺳرﯾرّ ،
أﻣرا ،ﯾﺎ
أﻣرا راﺋﻌًﺎ ﺣدث ﻟك ﻓﻲ ھذا اﻟﯾوم .ﻟﻛﻧك ﺳﺗﺳﺗﻐرب ﺑﺎﻟطﺑﻊ وﺗﻘول» :ﺧﻣﺳون ً ﻋن ﺧﻣﺳﯾن ً
ﺳوزان! ﻓﺄﻧﺎ ﺑﺎﻟﻛﺎد أﺳﺗطﯾﻊ أن أﻓﻛر ﺑﺛﻼﺛﺔ أﻣور«! ﻣن اﻟواﺿﺢ أﻧك ﻟم ﺗﻠﺣظ اﻟﻧﻌم اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ
ﺣﯾﺎﺗك! إن اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن ھذا اﻟﺗﻣرﯾن ھﻲ ﻣﺳﺎﻋدﺗك ﻋﻠﻰ ﻣﻼﺣظﺔ ﺗﻠك اﻟﻧﻌم .وﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﺑﻌض اﻟﻧﻘﺎط
اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺿﻣﮭﺎ ﻗﺎﺋﻣﺗك:
ﻣﺣرك ﺳﯾﺎرﺗﻲ. ّ • اﺷﺗﻐل
• أﻧﺎ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﻲ.
• ﻟدي طﻌﺎم ﻷﺗﻧﺎوﻟﮫ.
• ﻣدﺣﻧﻲ ﺷﺧص ﻣﺎ.
• ﻟم ﯾﺣدث ﻟﻸطﻔﺎل أي ﻣﺷﻛﻠﺔ.
• ﺷﻌرت ﺑدفء اﻟﺷﻣس ﯾﻼﻣس وﺟﮭﻲ.
• ﺗﺣدﺛت ﻣﻊ أﺣد أﻓﺿل أﺻدﻗﺎﺋﻲ.
• ﺑدأت اﻟزھور ﺑﺎﻟﺗﻔﺗﺢ.
• ﻟدي ﻣﺎء ﺳﺎﺧن ﻓﻲ ﺣوض اﺳﺗﺣﻣﺎﻣﻲ.
• أﻧﺎ أﺗﻧﻔس.
• أﺷرﻗت اﻟﺷﻣس.
ﻟﯾس ﻣن اﻟﺿروري أن ﺗﻛون اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﻲ ﺳﺗدوﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟوﻓرة ﺧﺎﺻﺗك ﻓﺎﺋﻘﺔ وﻻ ﺗﺣدث إﻻ
ﺑﺄﻋﺟوﺑﺔ .ﻓﻔﻲ اﻟواﻗﻊ ،ﻣن اﻷﻓﺿل أن ﺗﻛون ﻋﻛس ذﻟك .وداﺋ ًﻣﺎ ﺧذ ﻓﻲ اﻋﺗﺑﺎرك أﻧﻧﺎ إذا ﻗﻣﻧﺎ
ﻛﺑﯾرا ﻣن ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ ﺳﯾﻐدو ﺑﺎھﺗًﺎ ﻣﻣﻼً … وھو ً ﺑﺎﻟﺗرﻛﯾز ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻷﻣور اﻟﻔﺎﺋﻘﺔ واﻟﻣﺗﺄﻟﻘﺔ ،ﻓﺈن ﺟﺎﻧﺑًﺎ
ﺳﺎ ﻋﻣﯾﻘًﺎ ،ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل .أﻟﯾس اﻟﺗﻧﻔس ﻧﻌﻣﺔ ﻻ ﺗﺻدق؟! ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد ﻟﯾس ﻛذﻟك! ﺧذ ﻧﻔ ً
ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ ،ﻗد ﯾﺳﺗﻐرق اﻟﻌﺛور ﻋﻠﻰ ﺧﻣﺳﯾن ﺷﯾﺋًﺎ ﺗﻛون ﻣﻣﺗﻧًﺎ ﻟﮭم وﻗﺗًﺎ طوﯾﻼً ﺟدًا .وﻟﻛن ،ﺑﻌد وﻗت
ﻗﺻﯾر ﺳﺗﺟد أن ﺗﻠك اﻟﻧﻌم ﺳﺗﺗدﻓﻖ ﺑﺳﮭوﻟﺔ وﺗدوﻧﮭﺎ ﻋﻠﻰ ورﻗﺗك .وﯾرﺟﻊ اﻟﺳﺑب إﻟﻰ أﻧك ﺳﺗﻣﺿﻲ
أﻏﻠب ﯾوﻣك وأﻧت ﺗﻔﻛر ﻓﻲ ھذه اﻟﻧﻌم اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗك ،ﻟذا ،ﺳﯾﻛون ﻟدﯾك اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻷﻣور ﻛل
ﻟﯾﻠﺔ ﻟﺗﺿﯾﻔﮭﺎ إﻟﻰ ﻛﺗﺎب اﻟوﻓرة ﺧﺎﺻﺗك .وﺳﺗﺟدھﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌل! ﻓﮭذه اﻟﻔواﺋد واﺿﺣﺔ…
ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺑدأ ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﺧﯾر،
ﯾﺑﺗﻌد ﺗرﻛﯾزك ﺗﻠﻘﺎﺋﯾًﺎ ﻋن اﻷﻣور اﻟﺳﯾﺋﺔ …
ﻟذﻟك ﺗﺷﻌر أﻧك ﻣﺑﺎرك!
إذا ﻣﺎ ﺟﻌﻠت ﻣﻼﺣظﺔ اﻟوﻓرة ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗك ﻋﺎدة ً ﯾوﻣﯾﺔ،
ﻋﻧدھﺎ ﺳﺗﺗﻐﯾر ﺣﯾﺎﺗك!
أﺗذﻛر ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﻧت أﺟﻠس ﺑرﻓﻘﺔ أﻣﻲ ﻓﻲ ﻏرﻓﺔ ﻣﻌﯾﺷﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﯾوم ﺷﺗوي ﺷدﯾد اﻟﺑرودة وذﻟك ﻗﺑل أﺷﮭر
ﻗﻠﯾﻠﺔ ﻓﻘط ﻣن وﻓﺎﺗﮭﺎ .ﻛﺎﻧت ﺗﻌﺎﻧﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻟم وﺗﺷﻌر ﺑﺎﻟوھن ،وﻓﻲ ﻟﺣظﺔ ﻣﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﺎن اﻷﻟم
ﻲ وﻗﺎﻟت :اﻟﺟو ﺑﺎرد ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج … ﻟﻛﻧﻲ أﺷﻌر ﯾﻌﺗﺻر ﻗﻠﺑﻲ ﺑﺳﺑب ﻣﺎ ﺗﻌﺎﻧﯾﮫ ﻣن آﻻم ،ﻧظرت إﻟ ّ
ﺑﺎﻟدفء واﻟراﺣﺔ ﻓﻲ داﺧﻠﻲ .اﺑﻧﺗﻲ ﺗﺟﻠس ﺑﻘرﺑﻲ… .ﻓﺄﻧﺎ ﺳﻌﯾدة اﻟﺣظ«.
ﺷﻛرا ﻟك ﯾﺎ أﻣﻲ ﻋﻠﻰ ھذا
ً ﯾﺎ إﻟﮭﻲ! ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﻧت أﻓﻛر ﻓﻲ آﻻﻣﮭﺎ ،ﻛﺎﻧت ھﻲ ﺗﻔﻛر ﻓﻲ اﻟﻧﻌم اﻟﺗﻲ ﻟدﯾﮭﺎ.
اﻟدرس اﻟﺟﻣﯾل اﻟذي ﻣﻧﺣﺗﯾﻧﻲ إﯾﺎه!
»اﺷﻛروا ﻓﻲ ﻛل ﺷﻲء«
) ١ﺗﺳﺎﻟوﻧﯾﻛﻲ (٥:١٨
إﯾون ﺷوﻛﻲ ﺟﯾﻧﺳون
ﺗﻌﻣل إﯾون ﺷوﻛﻲ ﺟﯾﻧﺳون ﻛﻣﺳﺗﺷﺎرة ،وأﺧﺻﺎﺋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻧﮭﺎ ﻣﻌﻠﻣﺔ
ﺗﺣﻣل اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺷﮭﺎدات ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﻌﻠﯾم وﻋﻠم اﻟﻧﻔس واﻻﺳﺗﺷﺎرة .وﻗد ﺷﺎرﻛت ﻓﻲ ﺗﺄﻟﯾف ﻛﺗﺎب
ﻣﻊ )ﻣﻊ ﺟوﻟﻲ ﻛﯾن( وﻛﺎن ﺑﻌﻧوان» :ﻧﺳﺎء وﺣﯾدات :إﻧﺷﺎء ﺣﯾﺎة ﺳﻌﯾدة وﻓﻌﺎﻟﺔ« .ﻛﻣﺎ ﻗﺎﻣت ﺑﺗﺄﻟﯾف
وﻧﺷر ﻛﺗﺎﺑﮭﺎ» :ﺗﻣﻛﯾن اﻟطﻔل ﻣن اﻟداﺧل« ،و»ﻛﺗﺎب اﻟﺗﻌﻠﯾم واﻷﺑوة ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟواﺣد واﻟﻌﺷرون«.
ھذا ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻧﮭﺎ أﻗﺎﻣت اﻟﻌدﯾد ﻣن ورش اﻟﻌﻣل واﻟﻧدوات ﻋﻠﻰ ﻣدى اﻟﺳﻧوات اﻟﻘﻠﯾﻠﺔ اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ،
وﻋﻣﻠت ﻛﻣﺳﺗﺷﺎرة روﺣﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ .ﻛﻣﺎ أﻧﮭﺎ ﺷﺎرﻛت ﻓﻲ ﺗﺄﺳﯾس ﻣرﻛز ھوﻟو اﻟﻌﻼﺟﻲ ﻓﻲ ﺑﺣﯾرة
ھﺎﯾدن ﻓﻲ أﯾداھو.
إن ﻣﻌرﻓﺔ وﻓﮭم ﻣﻌﻧﻰ اﻻﻣﺗﻧﺎن ھو أﻣر ﯾﺳﺗﻣر طوال اﻟﺣﯾﺎة .ﻟﻘد ﻛﻧت ﺳﻌﯾدة اﻟﺣظ أن أوﻟد ﻓﻲ ﻋﺎﺋﻠﺔ
ﺗؤﻣن -ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻷوﻗﺎت اﻟﻌﺻﯾﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﻣررﻧﺎ ﺑﮭﺎ وﻛﻧﺎ ﻓﯾﮭﺎ ﻋﺎﺟزﯾن ﻋن ﺗﺄﻣﯾن اﻟﺳﻠﻊ
اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ -أﻧﮫ إذا ﻛﻧت ﺗﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﻣﺎ ﻟدﯾك ،ﺳﯾﻌطﯾك ﷲ دو ًﻣﺎ ﻣﺎ ﺗﺣﺗﺎﺟﮫ .وﺑﺎﻟطﺑﻊ ،ﻓﻘد ﻛﺎن
ﻟدﯾﻧﺎ داﺋ ًﻣﺎ ﻣﺎ ﻧﺣﺗﺎﺟﮫ وﻟدﯾﻧﺎ اﻟﻣزﯾد اﻟذي ﻣن اﻟﻣﻣﻛن ﺗﻘﺎﺳﻣﮫ ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن.
ﻋﻠﻰ ﻣر اﻟﺳﻧوات ،ﻧﻣت وﺗطورت أﻓﻛﺎري وﻓﮭﻣﻲ ﻟﻣﻌﻧﻰ اﻻﻣﺗﻧﺎن .ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﻧت طﻔﻠﺔ ،ﻛﻧت أﺟﻠس
ﺑﯾن واﻟدي ﻓﻲ اﻟﻛﻧﯾﺳﺔ ﺻﺑﺎﺣﺎت أﯾﺎم اﻷﺣد .ﻟطﺎﻟﻣﺎ ﺳﻣﻌت ھذه اﻟﻛﻠﻣﺎت ﺗﻘرأ ﻣن اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻣﻘدس:
»اﺷﻛروا ﻓﻲ ﻛل ﺷﻲء!« وﻛﺎن ﻋﻘﻠﻲ اﻟﺻﻐﯾر ﯾردد» :ﻧﻌم ،ﯾﺟب أن ﯾﻛون اﻟﻣرء ﻣﻣﺗﻧًﺎ ﻟﻛل ﺷﻲءٍ
ﺟﯾ ٍد ﯾﺣدث ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮫ« .وﻣن وﻗت ﻵﺧر ،ﻓﻲ ﺳﻧوات اﻟﺷﺑﺎب ،ﻛﺎﻧت ھذه اﻟﻛﻠﻣﺎت ﺗﺗردد ﻓﻲ ذھﻧﻲ،
وﺗﻌﻠﻣت أن أﻛون ﻣﻣﺗﻧﺔً ﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻣور اﻟواﺿﺣﺔ .ﻛﻧت أﻋرب ﻋن اﻣﺗﻧﺎﻧﻲ ﻟﻠﮭﺑﺎت اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻲ
ﻲ ،وﻟﻠﻔرص اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺣﺻﻠت ﻋﻠﯾﮭﺎ ،وﻋﻠﻰ ﻛل اﻷوﻗﺎت وﻋطف اﻵﺧرﯾن ﻋﻠ ّ
اﻟطﯾﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺿﯾﺗﮭﺎ وﻟﻸﺻدﻗﺎء اﻟذﯾن ﻗﺎﺑﻠﺗﮭم ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻲ.
ھذا وﻟﻛوﻧﻲ زوﺟﺔً ﺷﺎﺑﺔً ﺗﻌﯾش ﻓﻲ ﻣزرﻋﺔ ،ﺗﻌﻠﻣت أن أﻛون ﻣﻣﺗﻧﺔً ﻷﺷﯾﺎء ﺑﺳﯾط ٍﺔ وراﺋﻌﺔ ،ﻣﺛل
اﻟﻣطر اﻟﻣﻧﻌش اﻟذي اﻧﮭﻣر ﻓﻲ ﯾوم ﺻﯾﻔﻲ ﻗﺎﺋظ ﻟﻛﻲ ﯾﻌطﻲ ﻣﺣﺎﺻﯾﻠﻧﺎ اﻟﻌطﺷﻰ ﺑﻌض اﻟرطوﺑﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺣﺗﺎﺟﮭﺎ ﺑﺷدة .وﻓﻲ إﺣدى اﻟﺳﻧوات ،وﺑﻌد أن دﻣرت ﻋﺎﺻﻔﺔ رﻋدﯾﺔ ﺷدﯾدة ﻣﺣﺻول اﻟذرة ﻓﻲ
ﻣزرﻋﺗﻧﺎ ،ﻛﻧت ﻗﺎدرة ً ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﻠﻣﺣﺻول اﻟﻘﻠﯾل اﻟذي ﺑﻘﻲ ﻟﻧﺎ واﻟذي ﻣن ﺷﺄﻧﮫ أن
ﯾﺳﺎﻋدﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﺧﺳﺎرة وﯾﻣ ّﻛﻧﻧﺎ ﻣن اﻟﻣﻛوث ﻓﻲ اﻟﻣزرﻋﺔ ﻟﺳﻧﺔ أﺧرى.
ﻲ أن أﻋرب ﻋن ﺷﻛري وﺑﺎﻟﻎ ﺳﻌﺎدﺗﻲ ﻟﻠﮭدﯾﺔ اﻟﺛﻣﯾﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﻧت أ ًﻣﺎ ﺷﺎﺑﺔً ،ﻛﺎن ﻣن اﻟﺳﮭل ﻋﻠ ّ
ﻟدي وھم أطﻔﺎﻟﻲ .ﻓﻛﻧت أھﺗم ﺑﮭم ﺑﻘﻠب ﯾﻔﯾض ﺣﻧﺎﻧًﺎ وأﻧﺎ أراﻗﺑﮭم وھم ﯾﻛﺑرون وﯾﺷﺑون ﻟﯾﺻﺑﺣوا
رﺟﺎﻻً راﺋﻌﯾن .ﻛﺎﻧت ﺣﯾﺎﺗﻲ ﻣﻠﯾﺋﺔ ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﺑﺳﺑب اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟدفء واﻟﺗﻘﺎرب ﺑﯾن أﻓراد ﻋﺎﺋﻠﺗﻲ.
وﻛﺎﻧت ھﻧﺎك داﺋ ًﻣﺎ أﺷﯾﺎء أﺷﻌر ﺑﺎﻟﺗﻘدﯾر ﻟﮭﺎ ،وﻟطﺎﻟﻣﺎ ﺗﻠوت ﺻﻠوات ﺻﺎدﻗﺔ ﻣن اﻻﻣﺗﻧﺎن وأﻧﺎ
أﺣﺻﻲ اﻟﻧﻌم اﻟﻛﺛﯾرة ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻲ.
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎري ﻣرﺑﯾﺔ ،ﻛﻧت أﺷﻌر ﺑﺎﻟﻔﺧر واﻟﺳﻌﺎدة ﻟﮭذا اﻟﻌﻣل وﻛﻧت أﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻷﻧﻧﻲ أﻋﻣل ﻓﻲ
ﺗﻐﯾﯾرا ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم .ﻛﻧت أﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻷﻧﻧﻲ أﺳﺗطﯾﻊ أن أﻗﺗرب ﻣنً ﻣﺟﺎل أﺣﺑﮫ وﻣﺟﺎل ﻗد ﯾُﺣدث
اﻷطﻔﺎل وأن أﺣﺻل ﻣﻧﮭم ﻋﻠﻰ اﻟﺣب واﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻔرص ﻏﯾر اﻟﻣﺣدودة .ﻟﻘد ﻛﻧت أﺷﻌر أﻧﻲ
ﻣﺑﺎرﻛﺔٌ ﺑﺎﻟﻔﻌل.
»اﺷﻛروا ﻓﻲ ﻛل ﺷﻲء« وﻛﻣﺎ ﯾﺣدث ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ،ﻓﻲ أﺣد اﻷﯾﺎم )وﻗﺑل ٢١ﻋﺎ ًﻣﺎ( ﻋﻧدﻣﺎ
ﻛﻧت ﻓﻲ أﺣد اﻟﻣﻛﺗﺑﺎت أﺗﺻﻔﺢ اﻟﻛﺗب اﻟﺗﻲ ﻓﯾﮭﺎ ،وﻗﻌت ﻋﯾﻧﺎي ﻋﻠﻰ ﻛﺗﺎب ،وﻣﺎ أﺛﺎر ﻓﺿوﻟﻲ ﻛﺎن
ﻋﻧواﻧﮫ» :ﻣن اﻟﺳﺟن إﻟﻰ اﻟﺛﻧﺎء« ﻟﻠﻣؤﻟف ﻣﯾرﻟﯾن ﻛﺎروﺛرز .ﻟﻘد ﻗدم ﻟﻲ ھذا اﻟﻛﺗﺎب ﻓﻛرة ً ﻣﺛﯾرة ً
ﻟﻼھﺗﻣﺎم .ﻓﻘد ﻋﺑر اﻟﻣؤﻟف ﻋن اﻗﺗﻧﺎﻋﮫ ﺑﺄن اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟﺷﻛر ﻟﻛل ﺷﻲء ﯾﻌﻧﻲ أن ﻧﻛون ﻣﻣﺗﻧﯾن ﻟﻛل
اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺟﯾدة واﻟﺳﯾﺋﺔ ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء .وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن اﻟﻣﻔﮭوم ﺑدا ﻟﻲ ﺧﯾﺎﻟﯾًﺎ وﻏﯾر ﺻﺣﯾﺢ،
وﻟﻛن اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎول ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻛﺎﺗب اﻟﻣوﺿوع ﻛﺎﻧت ﻣﻘﻧﻌﺔ وﻗررت ﻓﻌﻼً ﻓﻊ ﺗﺟرﺑﺗﮫ .وﻟم أﻛن
ﻣﻧدھﺷﺔً ﻋﻧدﻣﺎ اﻛﺗﺷﻔت ﺑﻌدًا ﺟدﯾدًا ﻟﻼﻣﺗﻧﺎن ووﺟدت أن ھﻧﺎك ﻗوة ً ﻓﻲ اﻟﺷﻌور ﺑﮭذا اﻻﻣﺗﻧﺎن ﺣﺗﻰ
ﻓﻲ اﻷوﻗﺎت اﻟﺻﻌﺑﺔ.
أﻣرا ﺻﻌﺑًﺎ ،إﻻ أﻧﻧﻲ ﻛﻧت ﻗد ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻓﻲ اﻷوﻗﺎت اﻟﻌﺻﯾﺑﺔ ﯾﺑدو ً
ﺷﻌرت ﺑﺎﻟدھﺷﺔ ﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ھذا اﻟﺷﻌور .واﻛﺗﺷﻔت أن ﻣﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻣﻘدس» :ﻓﺗراءى ﻣﺟد اﻟرب
ﻟﻛل اﻟﺷﻌب« ﻛﺎﻧت ﻟﺗذﻛﯾرﻧﺎ أن اﻻﻣﺗﻧﺎن ﯾﻌطﻲ طﺎﻗﺔً ھﺎﺋﻠﺔً ﻗد ﺗﻐﯾر ﻣﺳﺎر اﻷﻣور ،وﻋﻧدﻣﺎ ﻓﻌﻠت
ذﻟك ،أﺻﺑﺢ ﻟدي ﻗوة وﻗدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺣدث ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻣﻲ اﻟﺧﺎرﺟﻲ .ﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ ،رأﯾت أن
اﻟظروف اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﺑدو ﺳﻠﺑﯾﺔ ھﻲ ﺑﺎﻟﻔﻌل ﻧﻘطﺔ ﻣﺣورﯾﺔ ﺗوﺿﺢ طرﯾﻘًﺎ ﺟدﯾدًا أﻧﺗﮭﺟﮫ .وﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب،
ﻋﻧدﻣﺎ أراﺟﻊ اﻷﻣور ﻓﻲ ذھﻧﻲ ،أﺳﺗطﯾﻊ أن أرى ﺑوﺿوح أن اﻻﺑﺗﻼء ﻣﺎ ﻛﺎن إﻻ ﻧﻌﻣﺔ ،وﻗد أدى ﺑﻲ
ذﻟك إﻟﻰ ﻣﻛﺎن ﻟﮫ ﻣﻌﻧﻰ أﻓﺿل وأﻋﻣﻖ.
ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻟﺗﻲ ﺗﻠت اﻛﺗﺷﺎﻓﻲ اﻟراﺋﻊ ﻟﮭذا اﻟﺟﺎﻧب ﻣن اﻟﺷﻛر ،وﺟدت أن اﻣﺗﻧﺎﻧﻲ ﻟﻛل ﯾوم ﺟدﯾد
أﺳﺗﯾﻘظ ﻓﯾﮫ ﯾﻣﻸ ﯾوﻣﻲ ﺑﺎﻟﺳﻌﺎدة ،وأﻧﺎ أﺑﺣث ﻋن ﻛل اﻟﻧﻌم اﻟﺗﻲ ﺗوﺟد ﺣوﻟﻲ ،وأراھﺎ ﺗﺗﻛﺷف واﺣدة ً
ﺗﻠو اﻷﺧرى ﻓﻲ ﺗزاﻣن راﺋﻊ .ﻓﻔﻲ ﻛل ﺻﺑﺎح ،أﺑﺎرك ﺟﺳدي ﻷﻧﮫ »اﻟﻐﻼف اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟروﺣﻲ«
وﻷﻧﮫ ﯾﺧدﻣﻧﻲ ﺑﻛﻔﺎءة ﺑﯾﻧﻣﺎ أﻣﺿﻲ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻲ أﺗﻌﻠم ﻣن دروﺳﮭﺎ وﻣن ﻣﻠذاﺗﮭﺎ .ﻛﻣﺎ أﻧﻲ أﺳﺗﻔﯾد ﻓﻲ
دروس ﺣﯾﺎﺗﻲ وﻣﻠذاﺗﮭﺎ .وأﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺻداﻗﺔ واﻟﺗﻌﺎون اﻟﺗﻲ ﺗوﺟد ﺑﯾﻧﻲ وﺑﯾن
أﻧﻲ أﺻﻠﻲ
ﺟﺳدي .ﻣﻧذ ﺳﻧوات ﻋدﯾدة ،ﺑدأت ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟﺟرﯾدة اﻟﯾوﻣﯾﺔ ﻛﻘﺎﺋﻣﺔ ﻟﺻﻠوات أﺗﻠوھﺎ ،ﻛﻣﺎ ً
ﻷوﻟﺋك اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﻧﻘرأ ﻗﺻﺻﮭم ﻣﻛﺗوﺑﺔ ﻓﻲ ﺻﻔﺣﺎت اﻟﺟرﯾدة ،ﻓﺄﻋﻠم أن ھﻧﺎك اﻟﻛﺛﯾر ﻣن
اﻟﻧﻌم ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻲ ﻟﻛﻲ أﻗدم ﻟﮭﺎ اﻣﺗﻧﺎﻧﻲ.
ﻟﺳﻧوات ﻋدﯾدة ﻛﻧت طﺎﻟﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻷﺣﻼم وﺗﻔﺳﯾرھﺎ ،وﻛﻧت أﺳﺗطﯾﻊ أﺣﯾﺎﻧًﺎ أن أﺟﻌل ﻧﻔﺳﻲ ﺗﺗﻔوق
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟرﻣزي ﻟﻠﺣﻠم ،وﻛﻧت أﺳﺗﯾﻘظ ﺑرﺳﺎﻟﺔ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻛﻠﻣﺔ -أو ﺟﻣﻠﺔ أو ﺟﻣﻠﺗﯾن ﺗدوران ﻓﻲ
ﻓورا ﺧﺷﯾﺔ أن أﻧﺳﺎھﺎ ،وﻓﻲ أﺣد اﻷﯾﺎم اﺳﺗﯾﻘظت وھذه اﻟﻛﻠﻣﺎت ذھﻧﻲ .وﻛﻧت أدون ھذه اﻟرﺳﺎﻟﺔ ً
ﺗدور ﻓﻲ ذھﻧﻲ »اﻣﺿﻲ ﻓﻲ أﯾﺎﻣك واﻻﻣﺗﻧﺎن ﻣﻧﮭ ًﺟﺎ ﻟك« .وﻋﻧدﻣﺎ ﻓﻛرت ﻣﻠﯾًﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻛﺎﻣﻧﺔ
ﺷﻌورا أو ﻋﺎطﻔﺔً
ً ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻛﻠﻣﺎت ،أدرﻛت أن اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻗد ﯾﻛون ﻧﺎﺗ ًﺟﺎ ﻋن اﻹرادة أو ﻗد ﯾﻛون
ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ .ﻓﻘد ﯾﺻﺑﺢ اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻣﻧﮭ ًﺟﺎ ﻟﻠﺣﯾﺎة ﻧﺧﺗﺎره ﺑﺄﻧﻔﺳﻧﺎ.
»اﺷﻛروا ﻓﻲ ﻛل ﺷﻲء!« اﻵن ،وﺑﺎﻧﺗﮭﺎﺟﻲ طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻔﻛﯾر ھذه ،أﺷﻌر ﺑﺎﻟدھﺷﺔ ،وﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﮫ
ﺳﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣرور ﺑﻔﺗرة ﻣرض ﺗراﻧﻲ ﻣﻣﺗﻧًﺎ ﻟرؤﯾﺗﻲ ﻏروب اﻟﺷﻣس ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﺣل ،وﻟﺗﻌﻠﻣﻲ در ً
أو ﻓﺗرة اﺿطراب .ﯾﻣﻛﻧﻧﻲ أن ﻛون ﻣﻣﺗﻧًﺎ ﻹﯾﻣﺎﻧﻲ اﻟﺛﺎﺑت ﺑﺎﻟﺗرﺗﯾب اﻹﻟﮭﻲ؛ ﺣﯾث أن طﻔﻠﻲ ﯾﻌﺎﻧﻲ
ﻲ أن أﺗﻌﻠم اﻟدروس واﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣﻧﮭﺎ ﻣن ﻣرض ﯾﮭدد ﺣﯾﺎﺗﮫ وﻻ أﻣﻠك ﺷﯾﺋًﺎ ﻟﻔﻌﻠﮫ ،وﻟﻛن ﻋﻠ ّ
ٌ
ھذه اﻟﺗﺟرﺑﺔ .إﻧﻲ ﻣﻣﺗﻧﺔ ﻟﻸوﻗﺎت اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ اﻟﺗﻲ أﻗﺿﯾﮭﺎ ﻣﻊ ﻣن أﺣب ،ﻛﻣﺎ أﻧﻲ ﻣﻣﺗﻧﺔ ﺑﻧﻔس اﻟﻘدر
ﺳﺎ ﻷﺗﻌﻠﻣﮭﺎ ورؤﯾﺔً ﺟدﯾدة ً أدرﻛﮭﺎ .أﻧﺎ ﻣﻣﺗﻧﺔٌ ﺣﻘًﺎ ﻷﻧﻧﻲ ﻟﻠﺧﻼﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث ﺑﯾﻧﻧﺎ واﻟﺗﻲ ﺗﻘدم ﻟﻲ درو ً
ﻲ أن أواﺻل ﺗﻘدﯾم اﻣﺗﻧﺎﻧﻲ ﻟﻛل ﺷﻲء! اﻛﺗﺷﻔت ﻗوة اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻲ ،وﯾﺟب ﻋﻠ ّ
اﻻﻣﺗﻧﺎن ﺟﯾد
إﻟﯾزاﺑﯾث أ .ﺟوﻧﺳون
إﻟﯾزاﺑﯾث أ .ﺟوﻧﺳون ﻣؤﻟﻔﺔ ﻛﺗﺎب» :ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻣوت أﺣدھم :دﻟﯾل اﻟﻌﯾش«؛ ﻛﻣﺎ أﻧﮭﺎ ﺷﺎرﻛت ﻓﻲ
ﺗﺄﻟﯾف ﻛﺗﺎب ﻣﻊ »ﻟوﺳﯾﺎ ﻛﺎﺑﺎﻛﺷﯾون« ،وﻛﺎن ﺑﻌﻧوان »أﻧر ﺟﺳدك ،أﻧر ﺣﯾﺎﺗك« .ﻛﻣﺎ أﻧﮭﺎ ﻗﺎﻣت
ﺑﺈﻧﺗﺎج اﻟﻌروض اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ واﻟراﻗﺻﺔ واﻟﻣﺳرﺣﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ أﻧﺣﺎء اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ،وﺗروج ﻟﻠﻌدﯾد
ﻣن اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗﻌﻠﯾم اﻟﻔﻧون .وﻛﺎﻧت طﺎﻟﺑﺔ ﻟﻔﺗرة طوﯾﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺣرﻛﺔ اﻟﺷرﻗﯾﺔ واﻟﻐرﺑﯾﺔ
واﻟﻔﻠﺳﻔﺔ ،وﺗﻌﻣل إﻟﯾزاﺑﯾث ﻣدرﺑﺔ ﺗﺎي ﺗﺷﻲ)ﻓﻧون اﻟدﻓﺎع ﻋن اﻟﻧﻔس( ﻣﻌﺗﻣدة ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻧﮭﺎ
ﻋﺎزﻓﺔ ﺟﺎز وراﻗﺻﺔ إﯾﻘﺎع.
ﻟﺳت ﻣوﻟﻌًﺎ ﺑﺎﻟﺛﻠوج.
ﻓﺎﻟرﯾﺎح اﻟﺑﺎردة اﻟرطﺑﺔ
ﻻ ﺗﺑﻌث ﺑﮭﺟﺔً ﻓﻲ ﻧﻔﺳﻲ ،وﻻ ﺗﺛﯾر ﺣﻣﺎﺳﺗﻲ.
ﻟﻛﻲ أﻣﺗدح ﺑﺑﮭﺟﺔ ﺑﮭﺎء
اﻟﺷﺗﺎء اﻟﻘﺎرس
ﺳﯾﻛون -ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻲ -
ﻛﻣن ﯾﺗرﻧم اﻟﻛذب
وﺑﻌد
ﺑدرا ﻧوره اﻟواھﻲ ﻟﯾﻧﻌﻛس
ﯾﺎ ﻟﮭﺎ ﻣن ﻋظﻣﺔ ﺑﮭﯾﺔ ،طﻣﺄﻧﯾﻧﺔ اﻟﺻﻣت ،ﻋﻧدﻣﺎ ﯾرﺳل اﻟﻘﻣر اﻟﻣﻛﺗﻣل ً
ﻋﻠﻰ ﻧدف اﻟﺛﻠﺞ اﻟﻣﻧﮭﻣر ،ﻣﺛل اﻟداﻧﺗﯾل ﻋﻠﻰ ﺛوب اﻟزﻓﺎف اﻷﺑﯾض ،ﺗرﺑﻌت ﺗﻠك اﻟﻧدف ﻋﻠﻰ أﻏﺻﺎن
اﻷﺷﺟﺎر اﻟﻌظﯾﻣﺔ .وﯾوﺣد اﻟﺳﻛون اﻟﻣطﻠﻖ ﺑﻌﺷﯾﺔ ﻟﯾﻠﺔ ﺷﺗﺎﺋﯾﺔ اﻟﺳﻣﺎء واﻷرض ﺑﺎﻧﺳﺟﺎم ﻣﺗﻛﺎﻣل ﺟﻌل
ﻋﺎ ﻟﮭذا اﻟﺟﻣﺎل اﻟﺑﮭﻲ ،وﻟﻠﺻﻣت اﻷﻋﻣﻖ، ﺿرﺑﺎت ﻗﻠﺑﻲ ﻓﻲ ازدﯾﺎد ،وﻛﻧت ﻋﻠﻰ وﺷك اﻟﺑﻛﺎء ﺧﺷو ً
ﺷﻛرا.
ً واﻟﺗﻔرد اﻷﻛﺛر ﻋﻣﻘًﺎ .ﺗﻔرد ﻛل ﺷﻲء.
ﻟم أﻛن ﺳﻌﯾدة ً ﺑﺷﻛل ﺧﺎص
ﺑﺎﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺳﺎب ﻣﻧزﻟﻘﺔً
ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻠﯾد-
ﻛﻣﺎ ﺗﻧزﻟﻖ اﻟﺳﯾﺎرات واﻷﻗدام
أو ﻛﺎﻧزﻻق درﺟﺎت ﺣرارة ﻧزوﻻً
ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺑﻲ اﻟﺻﻔر
وﻣﺎ زﻟت
ﺗﻧﮭﺎر
أﺷﻛر ﺗﻠك اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ اﻟزرﻗﺎء -وھﻲ ﺳﯾﺎرﺗﻲ -واﻷﺷﺧﺎص اﻟراﺋﻌﯾن اﻟذﯾن أﻧﺗﺟوا ﺑطﺎرﯾﺔ ﺗﻠك اﻟﺳﯾﺎرة
اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل طراز اﻟﻣوت اﻟﺻﻌب ﻟﺑطﺎرﯾﺔ طوﯾﻠﺔ اﻟﻌﻣر؛ إﺿﺎﻓﺔً ﻟﺷﻛر ﺧﺎﻟص ﻟﻠﻣﺧﻠﺻﯾن،
اﻟﻣﺧﻠﺻﯾن اﻟﺣﻘﯾﻘﯾن ،واﻟﺗﻘدﯾر ﻟﻣن اﺧﺗرع ﻣﻛﯾف اﻟﺗدﻓﺋﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎرات .وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺳﯾﺎق ،ﺳﺂﺧذ
ﻟﺣظﺔ ﻷﻗدم ﺷﻛري ﻟﻘدﻣﻲ ﻟﻘدرﺗﮭﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟرﻗص )ﻧﻘرة ،ﻧﻘرة ،ﻧﻘرة( وأرﺳل أﻣﻧﯾﺔ داﻓﺋﺔ ﻟﻛل
راﻗﺻﻲ اﻟﺷﺗﺎء اﻟذﯾن ﺷﻘوا طرﯾﻘﮭم ﻋﺑر اﻟﺟﻠﯾد وﺻوﻻً إﻟﻰ ﺑﺎب اﻻﺳﺗدﯾو وھم ﯾﺗدﺛرون ﺑﻣﻼﺑس
ﺳﻣﯾﻛﺔ طﻠﺑًﺎ ﻟﻠدفء .أﺷﻛر ﺗﺎي ﺗﺷﻲ ﻋﻠﻰ ﻛل ﺷﻲء ﻗدﻣﮫ ﻟﻲ!
ﻻ ﺗﻘﻔز روﺣﻲ طرﺑًﺎ
ﻲ اﻟﺑﺎردﺗﯾن،
ﻟﺗﻠك اﻟﻘﻔﺎزات اﻟﻣﺑﻠﻠﺔ ،واﻟﻌﯾﻧﯾن اﻟداﻣﻌﺗﯾن ﺑﻔﻌل اﻟرﯾﺎح ،وأذﻧ ّ
وأﻧﻔﻲ اﻟﻣﺣﻣر ،وأﺻﺎﺑﻊ ﯾدي وﻗدﻣﻲ اﻟﻣﺗﺟﻣدة،
واﻟﺟﻠﯾد اﻟﻣﺗﻛﺳر ﻓﻲ ﺷﻌري ،أو
ﻷﻧﻧﻲ ﻧﺳﯾت ﻗﻔﺎزاﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎرة
طوال اﻟﻠﯾل
ﺿﺎوأﯾ ً
وﺑﺳﻌﺎدة ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻗدﻣت اﻣﺗﻧﺎﻧﻲ اﻟﺧﺎﻟص ﻟﻠﺣﺳﺎء ،وﻟﻠﺧﻔﯾن اﻟوﺑرﯾﯾن ،وﻟرداء اﻟﺣﻣﺎم اﻟﻛﺑﯾر ،وﻷﻏطﯾﺔ
اﻷذﻧﯾن ،وﻟﻠﺗراﺗﯾل اﻹﻧﺟﯾﻠﯾﺔ واﻷﯾﺎدي اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺻﻔﻖ ،وﻟﻠﺷﻣس ،وﻟزھور اﻟرﺑﯾﻊ اﻟﻣﺟﻔﻔﺔ،
واﻟﺑطﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣرﯾﺣﺔ ،ﻟﻠﺳﺎﻋﺎت اﻟﻣﻧﺑﮭﺔ ،وﻟﻠﻣﺎء اﻟﺳﺎﺧن ،واﻟﻣوﻗد ،واﻟﺳﻣﺎء اﻟزرﻗﺎء اﻟزاھﯾﺔ،
واﻟﺟوارب اﻟﺣﻣراء ،وﻟﻠﻔﻛرة اﻟﺟﯾدة اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﺑﻠﺑس طﺑﻘﺎت ﻣن اﻟﻣﻼﺑس ،واﻟﺷﻣس ،وﻗﻣﺻﺎن
اﻟﻔﺎﻧﯾﻼ ،وﻟﻛﻠﺑﻲ اﻟذي ﯾﺗﺳﻠﻖ أﻛوام اﻟﺛﻠوج ،وﻟﻘطﺗﻲ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻔﻌل ﻣﺎ ﻓﻌﻠﮫ ﻛﻠﺑﻲ ،وﻟﻠﺷﺎي اﻟﺳﺎﺧن ﻣﻊ
اﻟﺣﻠﯾب ،وﺟوارب اﻟﺳﺎﻗﯾن ،واﻷﺻدﻗﺎء اﻟﻣرﺗدﯾن اﻟﻛﻧزات اﻟﻛﺑﯾرة ،واﻟﺷﻣس ،وﻟﻸﻏﻧﺎم اﻟﺗﻲ ﻣﻧﺣﺗﻧﺎ
ﺿﺎ ،وﻟﻘﺻﺔ اﻟﺷﻌر اﻟﺷﺗﺎﺋﯾﺔ وﻟﻠﺳﯾدة ﻛﻠﯾرول ،وﻟﻠﺷﻣس، ﺻوﻓﮭﺎ ،وﻟرﺟﺎل اﻟﺛﻠﺞ وﻟﻧﺳﺎء اﻟﺛﻠﺞ أﯾ ً
وﻟﻸطﻔﺎل اﻟﺻﻐﺎر اﻟذﯾن ﯾرﻓﻠون ﺑﺑزات اﻟﺛﻠﺞ اﻟﻣﻠوﻧﺔ ،وﻣزﯾﺞ اﻟﺧﻣر واﻟﻣﺎء اﻟﺳﺎﺧن ،وﻟﻸﺣذﯾﺔ،
ﺿﺎ.
وﻟﻸزھﺎر ﻣن ﻛل اﻷﻧواع ،وﻧﻌم ﻟﻠﺷﻣس أﯾ ً
ﻣﺛﯾرا ﻟﻠرﻋب ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻲً ﻟم ﯾﻛن اﻷﻣر
ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗم ﺗﻌطﯾل أﺟزاء ﻣن اﻟﺣﯾﺎة أو إﻟﻐﺎؤھﺎ
ﻣﺛل اﻟﻣدرﺳﺔ واﻟﻌﻣل ،وﻛل دروس اﻟرﻗص،
واﻟﻣطﺎرات واﻟطرق وﻣﺣﻼت اﻟﺑﻘﺎﻟﺔ وﻣﺣطﺔ اﻟوﻗود.
اﻟﺛﻠوج .اﻟﺛﻠوج .ﻣﺟرﻓﺔ .اﻟﺛﻠوج.
ﻧدف ﺛﻠﺞ ﻣﺗﻧﺎﺛرة
وھﻛذا
أورﯾﯾل روز ،ﻣﻼﻛﻲ ،ﻛﺎﻧت ﺗﺿﺣك وأﻧﺎ أﺗﺟﮫ إﻟﻰ اﻟﻧﺎﻓذة ﻷرى ﻣراھﻘﯾن ﻣن ﺟﯾراﻧﻲ ﯾﺿﺣﻛون
وھم ﯾﺟرﻓون اﻟﺛﻠﺞ وﯾرﻣوﻧﮭﺎ ﻓﻲ درب ﺳﯾﺎرﺗﻲ ،وﺳﺎﻋﻲ اﻟﺑرﯾد ﺑﺟزﻣﺗﮫ اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ وھو ﯾﻧﺎور ﻹﯾﺟﺎد
طرﯾﻘﮫ ،وھو ﯾﻐﻧﻲ ﺑﺻوت ﻋﺎل وواﺿﺢ .أﺗذﻛر أن ﷲ ﯾﺣب اﻻﺑﺗﺳﺎم .ﻟذﻟك ﺟﻠﺳت ﻓﻲ ﻣطﺑﺧﻲ،
وأﻧﺎ أراﻗب أﻗواس ﻗزح ﻣﻧﻌﻛﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺟدران ﻣطﺑﺧﻲ .ﻣﺎ ﻣن ﺷﻲء ﯾﻣﻛﻧﻧﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﮫ اﻟﯾوم .اﻟﺛﻠﺞ
ﻣﻛوم ﺑﻛﻣﯾﺎت ھﺎﺋﻠﺔ .وﻻ ﯾﻣﻛن اﻟذھﺎب إﻟﻰ أي ﻣﻛﺎن .ﯾﺎ ﻟﮭﺎ ﻣن ﻓﻛرة! ﯾﺎ ﻟﻠﺣظ اﻟﺳﻌﯾد! ﻻ ﯾﻣﻛن
اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄي ﺷﻲء .ﻟذﻟك أﻋﺗﻘد أﻧﻧﻲ ﺳوف أﻓﻛر اﻟﯾوم! أﻓﻛر ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﻣور .أﻣور ﻣن اﻟﻣﺎﺿﻲ
واﻟﺣﺎﺿر واﻟﻣﺳﺗﻘﺑل .ﻛل اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣﺗراﺑطﺔ .اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻛﺑﯾرة ،واﻟﺻﻐﯾرة وﺗﻠك اﻟﻣﺣﺑﺑﺔ .اﻟﻛون
وﺣﺗﻰ أﻧﺎ ﻣﺟرد أﺷﯾﺎء .اﻷﺷﯾﺎء ﻋﻠﻰ اﻟطرﯾﻖ إﻟﻰ وﻻﯾﺔ ﻧﯾوﯾورك وﺗﻠك اﻷﺷﯾﺎء ﻓﻲ وﻛرﯾﺳﺗﻧﺷﺗﺎد،
أﺷﯾﺎء ﺳﺎﻧت ﻛروا .واﻷﺷﯾﺎء اﻟﺳﻌﯾدة ،وﺗﻠك ﻏﯾر اﻟﺳﻌﯾدة.
ﺷﻛرا
ً ﺷﻛرا -
ً ﺷﻛرا -
ً
وﻋﻧدﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻘﻣر ﯾﻠﻣﻊ ﻋﺎﻟﯾًﺎ ﺑﺑﮭﺎء ﻓﻲ اﻟﺳﻣﺎء ،ﻗررت أﻧﺎ وﺷﻘﯾﻘﺗﻲ أورﯾﯾل روز اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺟوﻟﺔ ﻓﻲ
اﻟﺧﺎرج ،ﻟﺗﺻﻧﻊ ﻛل ﻣﻧﺎ ﻣﻼ ًﻛﺎ ﺛﻠﺟﯾًﺎ ﻣﺛﺎﻟﯾًﺎ.
ﺗﻠك ﺳﺗﻛون أروع ﻣﻔﻛرة ﻟﻘﺎﺋﻣﺔ اﻟﺷﻛر اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻔﺻل اﻟﺷﺗﺎء .وھﻛذا ﺳﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ رؤﯾﺔ اﻣﺗﻧﺎﻧﻧﺎ
وﺗﻔﮭم ﻣدى ﺑﮭﺟﺗﮫ وروﻋﺗﮫ.
أﯾﺎم ﻋظﯾﻣﺔ
ﺑﺎﺗرﯾس ﻛﺎرﺳت
ﺑﺎﺗرﯾس ﻛﺎرﺳت ﻣؤﻟﻔﺔ ﻛﺗﺎب »ﷲ ﯾﺳﮭل اﻷﻣور« ﻋﻣﻠت ﺑﺎﺗرﯾس ﻛﻛﺎﺗﺑﺔ وﺑﺎﺣﺛﺔٌ روﺣﺎﻧﯾﺔ ﻣﻌظم
ﺣﯾﺎﺗﮭﺎ .وﻗﺎﻣت ﺑﺈﻟﻘﺎء اﻟﺧطب ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﺎھﯾر وﻛﺎﻧت ﺧطﺑﮭﺎ ﻋن روﻋﺔ ﺣﺿور ﷲ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮭم ﺑﺄي
طرﯾﻘﺔ ﺗﺷﻌرھم ﺑﺎﻟراﺣﺔ .وﺗﻌﯾش ﺑﺎﺗرﯾس ﻋﻠﻰ ﺷﺎطﺊ ﻟوس أﻧﺟﻠوس ﻣﻊ اﺑﻧﮭﺎ ،إﯾﻠﯾﺎ ،ﺣﯾث
ﯾﺳﺗﻣﺗﻌون ﺑرﯾﺎﺿﺔ اﻟﻣﺷﻲ ،وﺑﺣﻔﻼت اﻵﯾس ﻛرﯾم ،ﻛﻣﺎ وﯾرﻗﺑون اﻟﺷﮭب ﻓﻲ اﻟﺳﻣﺎء.
ﻷﻧﻲ أم ﻟطﻔل ﺻﻐﯾر ،ﻏﺎﻟﺑًﺎ ﻣﺎ وﺟدت ﻧﻔﺳﻲ ﻛﺋﯾﺑﺔً ﻣﺳﻛﯾﻧﺔ .ذﻟك ﻷن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗرﺑﯾﺔ طﻔل ﺑﻣﻔردي ﻛﺎن
أﻛﺑر ﺗﺣد واﺟﮭﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق -ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﺟﺳدﯾﺔ واﻟروﺣﯾﺔ .ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻐﻠب ﻋﻠﯾك
ﺷﻌور اﻟوﺣدة واﻟﺧوف واﻟﺗﻌب واﻹرھﺎق ﻓﺳﯾﺗﻣﻛن اﻟﮭرم ﻣﻧك .وﻻ ﯾﮭم ﻛم ﻣن ﻣرة ﻗﻠت ﻓﯾﮭﺎ ﻟﻧﻔﺳﻲ
إﻧﻧﻲ أﺣﯾﺎ ﺣﯾﺎة ً راﺋﻌﺔً ﻣﻘﺎرﻧﺔً ﺑﺎﻟﺳﺗﺔ ﻣﻠﯾﺎر ﻧﺳﻣﺔ اﻟذﯾن ﯾﻌﯾﺷون ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻛوﻛب ،ﻓﻘد أدرﻛت
ﻣؤﺧرا أﻧﻧﻲ ﻟم أﺻل إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺳﻼم اﻟﺗﻲ أﺗﻣﻧﺎھﺎ.
ً
ﻟذﻟك ،ﺗوﺻﻠت إﻟﻰ ﻓﻛرة وھﻲ أن أﺷﻐل ﻧﻔﺳﻲ ﺑﺄﻣر ﻣﺎ وﺑﮭذا أﺣول ﺗرﻛﯾزي ﻋن ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻲ .ﻓﻔﻲ ﻛل
ﺳﺎ وھو أن أﺷﻛر ﷲ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻣﺎ ﺣدث ﻟﻲ ﺧﻼل ذاك ﻟﯾﻠﺔ ﻗﺑل أن أﺧﻠد ﻟﻠﻧوم ،ﻛﻧت أﻣﺎرس طﻘ ً
اﻟﯾوم ،ﺷﻲء ﻣﺎ أﻛون ﻣﻣﺗﻧﺔٌ ﺣﻘًﺎ ﻟﮫ .ﺣﺳﻧًﺎ ،ھل ﺗﺗﺧﯾﻠون ﻣﺎ اﻟذي ﺣدث؟ ﻟﻘد ﺣدﺛت ﻣﻌﺟزة! وﺟدت
ﻧﻔﺳﻲ أﺗﺟول ﻣﻌظم ﯾوﻣﻲ وأﻧﺎ أﺷﻌر ﺑﺎﻟﻔﺿل واﻻﻣﺗﻧﺎن .ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻘﻠﻲ ﯾوﻏل اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻛل ﯾوم
ﺑﺣﺛًﺎ ﻋن »اﻟواﺟب اﻟﯾوﻣﻲ« ﻷﺟد ﺷﯾﺋًﺎ ﯾﺳﺗﺣﻖ اﻻﻣﺗﻧﺎن ،اﺳﺗطﻌت أن أرى اﻷﺣداث اﻟﻘﯾّﻣﺔ اﻟﻛﺛﯾرة
اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث ﺧﻼل أرﺑﻊ وﻋﺷرﯾن ﺳﺎﻋﺔ.
ﺑدءا ً ﻣن أﻛﺛر اﻟﻠﺣظﺎت ﺑﺳﺎطﺔً ،ﻣﺛل ﺻوت اﻟﺟرس اﻟﺧﺎص ﺑﺟﯾراﻧﻲ واﻟذي ﯾﺗﺣرك ﻣﻊ اﻟﻧﺳﯾم،
وﺻوﻻً إﻟﻰ اﻻﺑﺗﺳﺎﻣﺔ اﻟﻠطﯾﻔﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﮫ ﻋﺎﻣل ﻓﻲ ﻣﺣطﺔ اﻟوﻗود ،واﻟدفء اﻟذي ﯾﻐﻣر ﻗﻠﺑﻲ ﻋﻧدﻣﺎ
ﯾرﻛض اﺑﻧﻲ إﯾﻠﻲ ﺻوﺑﻲ ﺑﻌد ﻟﻌﺑﮫ ﻟﯾﻘول ﻟﻲ أﻧﮫ ﯾﺣﺑﻧﻲ ﺣﺑًﺎ »أﻛﺑر ﻣن اﻟﻣﺣﯾط واﻟﺳﻣﺎء وأﻛﺑر ﻣن
ﻣﺎﺋﺔ ﺗرﯾﻠﯾون ﻗﻣر« ،ﯾﺑدو ﻟﻲ اﻵن أن ﻟدي ﻗﺎﺋﻣﺔً طوﯾﻠﺔ ﻣن اﻷﺷﯾﺎء ﻷﻣﺗن ﻟﮭﺎ ﻛل ﻟﯾﻠﺔ!
ﻣﺎ زﻟت ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟرھﺑﺔ )واﻻرﺗﯾﺎح اﻟﻌﻣﯾﻖ( إزاء ﺣﻘﯾﻘﺔ أن ﻛل اﻟﻣﺧﺎوف اﻟﺗﻲ ﺗظﻠل ﺗﻠك
اﻟرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﻰ »اﻟﺣﯾﺎة« ﻻ ﺗﮭم ﻋﻧدﻣﺎ أﺑطﺊ ﻋﺟﻠﺔ اﻟدوران ﺗﻠك وأدرك أن ھذه اﻟﺣﯾﺎة ﻋﺑﺎرة ً
ﻋن ﻣﺋﺎت اﻵﻻف ﻣن »اﻟﻠﺣظﺎت« اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﺑﻣﻌظﻣﮭﺎ ﺟﻣﯾﻠﺔً وراﺋﻌﺔ ،إذا أﺧذت وﻗﺗًﺎ ﻛﺎﻓﯾًﺎ
ﻟﺗﻘدﯾرھﺎ.
أﺗﻣﻧﻰ أن ﯾﺗﻣﻛن اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻣن أن ﯾروا وﯾﺷﻌروا ﺑﺎﻟﻌﻧﺎﯾﺔ اﻹﻟﮭﯾﺔ ﻓﻲ ﻛل ﺷﻲء -ﻣن ﺗﻧﺎول ﻛوب ﺷﺎي
ﻣﺛﻠﺞ ﻓﻲ ﯾوم ﺣﺎﻓل ،إﻟﻰ دفء اﻟﺑطﺎﻧﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻐطﯾﻧﺎ وﺗرﯾﺣﻧﺎ طوال اﻟﻠﯾل .وأﺗﻣﻧﻰ أن ﻧوﻟﻲ اھﺗﻣﺎ ًﻣﺎ
ﻟﻛل اﻟﻣﻌﺟزات اﻟﺗﻲ ﺗدور ﺣوﻟﻧﺎ طﺎﻟﻣﺎ أن ﻟدﯾﻧﺎ ﻋﯾﻧًﺎ ﺗرى وأذﻧًﺎ ﺗﺳﻣﻊ.
ﺑﺎرك ﻛل ﺷﻲء!
ﺟوﻟﻲ ﻛﯾن
ﻛﺎﻧت ﺟوﻟﻲ ﻛﯾن ﺗﻌﻣل ﻛﺄﺳﺗﺎذة ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻓﯾرﯾس ﻓﻲ وﻻﯾﺔ ﻣﯾﺷﯾﻐﺎن ،ﺛم اﻧﺗﻘﻠت ﺑﻌدھﺎ ﻟﺗﺷﻐل
ﻣﻧﺻب ﻗﺳﯾس ﻛﻧﺎﺋس اﻟوﺣدة ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ أﻧﺣﺎء اﻟﺑﻼد .ﻛﻣﺎ أﻧﮭﺎ ﺷﺎرﻛت )أﯾون ﺟﻧﺳون( ﻓﻲ ﺗﺄﻟﯾف
ﻛﺗﺎب ﺑﻌﻧوان» :ﻧﺳﺎء وﺣﯾدات :إﯾﺟﺎد اﻟﺳﻌﺎدة واﻟﺣﯾﺎة اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ« ،ﻛﻣﺎ أﻧﮭﺎ أﻟﻔت ﻛﺗﺎب ﺳﯾرة ذاﺗﯾﺔ
ﺣﻣل ﻋﻧوان »ﻣن ﺻﺎﺑون اﻷوﺑرا إﻟﻰ اﻟﺳﻣﻔوﻧﯾﺔ« .واﻵن ﺗﻌﻣل وﺗﻌﯾش ﻓﻲ ﻏﯾﻧزﻓﯾل ،ﻓﻠورﯾدا،
ﺣﯾث ﺗﻘﯾم ھﻧﺎك ورش ﻋﻣل ﺗرﻛز ﻓﯾﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟروﺣﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ.
وﺷﺎﻛرا ﻟﻛل
ً طﺎ وﺛﯾﻘًﺎ ﺑﺑﻌﺿﮭﻣﺎ اﻟﺑﻌض .ﻓﻣن أﺟل أن أﻛون ﻣﻣﺗﻧًﺎإن اﻻﻣﺗﻧﺎن واﻟﺛﻘﺔ ﻣرﺗﺑطﺎن ارﺗﺑﺎ ً
ﺷﺧص وﻟﻛل ﺷﻲء ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻲ ﯾﺟب أن أﺛﻖ أن ھذا اﻟﻛون ﯾﻣﻛن ﻓﮭﻣﮫ وأن ﻛل ﺗﺟرﺑﺔ اﺧﺗﺎرت
روﺣﻲ أن ﺗﺧﺗﺑرھﺎ ﻛﺎﻧت ﻣن أﺟل ﺧﯾري اﻟﻣطﻠﻖ اﻷﻋﻠﻰ .وﯾﺟب أن أﺛﻖ أﻧﮫ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾظﮭر ﻟﻲ أﻧﻲ
ﻲ أن أﺑذل ﺟﮭدًا ﻣﺿﺎﻋﻔًﺎ ﻷﺑﺎرك ﺣﯾﺎﺗﻲ ﻛﻣﺎ ﻓﺷﻠت ﻓﻲ ﺷﻲء ﻓﺈﻧﻲ أﺗﻌﻠم ﻣن ذﻟك .اﻟﺗﻌﻠم ﻓﻘط .ﻋﻠ ّ
ھﻲ ،ﺑﻛل ﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ ﻣن اﻧﺗﺻﺎرات وﻛوارث .وﯾﺗﺑﺎدر إﻟﻰ ذھﻧﻲ ﺷطر ﺷﻌري ﻣن ﻗﺻﯾدة ﻛﯾﺑﻠﯾﻧﺞ
»ﻟو«» :ﻟو ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻛﺎﻧك أن ﺗﺗﻠﻘﻰ اﻻﻧﺗﺻﺎر واﻟﻛﺎرﺛﺔ وﺗﻌﺎﻣل ھذﯾن اﻟﻣﺣﺗﺎﻟﯾن ﻋﻠﻰ ﻗدر اﻟﻣﺳﺎواة«.
ﻋﻧدﻣﺎ أذﻛر ﻧﻔﺳﻲ أﯾﺎم ﻛﻧت طﺎﻟﺑﺔً ﻓﻲ ﻣدرﺳﺔ اﻷرض أﺗذﻛر اﺧﺗﯾﺎري ﻟﺗﻠك اﻟدروس اﻟﺗﻲ ﺗﻌزز
ھدﻓﻲ اﻟروﺣﻲ ،ﻣن اﻟﻣﻣﻛن ﺣﯾﻧﮭﺎ أن أﺑﺎرك ﺑﺳﮭوﻟﺔ أﻛﺑر ﻛل ظروف ﺣﯾﺎﺗﻲ .ﺑﺎﻟطﺑﻊ ،ﻗد ﯾﻔﻛر
اﻟﺟزء ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺗﻧﯾر ﻣﻧﻲ ،وأﺗﺳﺎءل ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن» :ﻟﻣﺎذا اﺧﺗرت ھذا اﻟﺷﻘﺎء ﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد«؟
وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ذﻟك ،ﻓﺈن اﻻﻣﺗﻧﺎن واﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﻛوﻧﯾﺔ ھﻣﺎ أﻓﺿل ﺗرﯾﺎق ﻟﻠﻣﺷﺎﻋر اﻟﺳﺎﻣﺔ
اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﺑﺎﻟﺷﻌور ﺑﺎﻹﺷﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟذات واﻻﺳﺗﯾﺎء ﻣﻧﮭﺎ .وأﺟد أﻧﮫ ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺣﯾل ﺗﺟرﺑﺔ اﻻﻣﺗﻧﺎن
واﻟﻌواطف اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻓﻲ وﻗت واﺣد .ﺗذﻛرﻧﺎ اﻟﻣؤﻟﻔﺔ إﻟﯾزاﺑﯾث ﻛوﺑﻠر روس» ،ھل ﯾﺗﺣﺗم ﻋﻠﯾك ﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟودﯾﺎن ﻣن ﻋواﺻف اﻟرﯾﺢ ،ﺳوف ﻟن ﺗرى ﺟﻣﺎل ﺗﻠك اﻟوھﺎد ﻟوﻻ اﻟرﯾﺎح« .ﻟﻘد ﺗﻌﻠﻣتُ أن أﺑﺎرك
وأﺷﻛر ﻛل اﻟرﯾﺎح اﻟﺗﻲ ﻋﺻﻔت وﺷﻛﻠت ﺣﯾﺎﺗﻲ.
ﻋﻧدﻣﺎ وﺻﻠت روﺣﻲ إﻟﻰ ﻣدرﺳﺔ اﻷرض ،ﻛﺎن ھﻧﺎك اﻟﻛﺛﯾر ﻣن دروس اﻟﺗﺣدي اﻟﺻﻌﺑﺔ .وﻣرت
ﺑﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺳﻧوات ﻗﺑل أن أﺗﻌﻠم ﻛﯾف أرى اﻟﻧﻌم اﻟﺗﻲ ﺣﺻﻠت ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣن ھذه اﻟﺗﺟﺎرب .وﻋﻧدﻣﺎ
ﺑدأت ﻓﮭم اﻟﮭدف ﻣن ھذه اﻟﺗﺟﺎرب وﻛﯾف أﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﮭﺎ ﺣﯾﻧﮭﺎ اﺳﺗطﻌت أن أھرب ﻣن ظﻠﻣﺔ
ﺳﺟن اﻟﺿﺣﯾﺔ إﻟﻰ ﻧور اﻟﺣرﯾﺔ واﻟﺳﻌﺎدة.
ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻟﻌﺑﺎرة اﻟﺗﻲ ﺧﺗﻣت ﺷﮭﺎدة ﻣﯾﻼدي ﻛﺎﻧت »ﻏﯾر ﺷرﻋﻲ« ،ﻓﺄﻧﺎ ﻣﻣﺗﻧﺔٌ ﻷﻧﻲ أﻋﻠم أﻧﮫ
ﻻ أطﻔﺎل ﻏﯾر ﺷرﻋﯾﯾن ﻋﻧد ﷲ .أﻋﺗرف أن ﷲ ﻛﺎن ﻛﺎﻣل اﻟﺣﺿور واﻟﻌﻧﺎﯾﺔ ﺑﺄھﻣﯾﺗﻲ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ
ﻋﻧدﻣﺎ ذھﺑت ﻻﺳﺗﻛﻣﺎل ﺗﻌﯾﯾﻧﻲ اﻟﺷرﻋﻲ ﻓﻲ ﻣدرﺳﺔ اﻷرض .ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أﻧﻧﻲ ﺗﻌرﺿت
ﻟﻼﻋﺗداء اﻟﺟﺳدي واﻟﺟﻧﺳﻲ ﻛطﻔﻠﺔ ،إﻻ أﻧّﻲ ﻣﻣﺗﻧﺔ ﻷﻋرف أن روﺣﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗدﻣﯾرھﺎ ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن
ﻟﺷﻲء ﻋﻠﻰ اﻷرض أن ﯾؤذﯾﻧﻲ .وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أﻧّﻲ ﻣررت ﺑﻌﻼﻗﺎت »ﻓﺎﺷﻠﺔ« ،إﻻ أﻧّﻲ ﻣﻣﺗﻧﺔ ﻷن
ﻛل ﻋﻼﻗﺔ ﻛﺎﻧت ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻓرﺻﺔ ﻓرﯾدة ﻣن ﻧوﻋﮭﺎ ﻣﺎرﺳت ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ اﻟﺣب واﻟﺗﺳﺎﻣﺢ ،ﻛﻣﺎ ﺷﻛﻠت
ﻓرﺻﺔ ﻻ ﺗﻌوض ﻟﻣﻌرﻓﺔ واﻛﺗﺷﺎف أﻋﻣﺎق ﻧﻔﺳﻲ اﻟﺧﻔﯾﺔ .أﻧﺎ ﻣﻣﺗﻧﺔ ﻷﻧﻲ ﺗﻣﻛﻧت ﻣن اﻟﺗﻌﻠم ﻣن ھذه
اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﻌد اﻧﺗﮭﺎﺋﮭﺎ.
ﻟﻘد ﺗوﻓﻲ اﺑﻧﻲ اﻷﻛﺑر رﯾﺗﺷﺎرد ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ ﻣن ﻋﻣره ،وأﻧﺎ ﻣﻣﺗﻧﺔ ﺟدًا ﻷﻧﻲ أﻋرف أن
ﻛل روح ﺗﺧﺗﺎر ﺗﺟﺎرب اﻟﺣﯾﺎة ﻟﺗﺧوﺿﮭﺎ ،وﻣن ھذه اﻟﺗﺟﺎرب ﻛﯾﻔﯾﺔ ووﻗت اﻟرﺣﯾل ﻋن ھذه اﻟﺣﯾﺎة.
ﻓﻔﻲ اﻟواﻗﻊ ،ﻻ ﯾوﺟد ﻣوت .ﻓﺎﻟروح ﻻ ﺗﻣوت ﻷﻧﮭﺎ أﺑدﯾﺔ ،واﻟﺣب ﻟﯾس ﻣﺣددًا ﺑزﻣﺎن وﻣﻛﺎن .وﺑﻌدھﺎ
ﺑﻔﺗرة وﺟﯾزة ﺗوﻓﻲ اﺑﻧﻲ اﻟﺛﺎﻧﻲ روﺑرت ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻌﻣر إﺛر ﺗﻌرﺿﮫ ﻟﺗﻠف ﻓﻲ
اﻟدﻣﺎغ ﻧﺗﯾﺟﺔ إﺻﺎﺑﺗﮫ ﺑﺎﻟﻣرض .وأﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻷن روﺑرت ﻗد اﺧﺗﺎر وﺗﻘﺑل ھذا اﻟدرس ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة
ﻛﻣﺎ اﺧﺗرت وﺗﻘﺑﻠت ﺧوض ھذه اﻟﺗﺟرﺑﺔ ﻣﻌﮫ .ﻛﺎن اﻷﻟم ﯾﻌﺗﺻر ﻗﻠﺑﻲ وأﻧﺎ أراه وھو ﯾﻛﺎﻓﺢ ﻟﯾﺑﻘﻰ
ﻋﻠﻰ ﻗﯾد اﻟﺣﯾﺎة ،ﻟﻛﻧﮫ ﻛﺎن ﺑﺣﺎﺟﺗﻲ ،وﻣن ﺧﻼل ذﻟك ﻋﻠﻣﻧﻲ اﻟﺣب اﻟﻌﻣﯾﻖ .ﯾﺎ ﻟﮭﺎ ﻣن ھدﯾﺔ ﻋظﯾﻣﺔ!
ﻋﻧدﻣﺎ أﻟﻘﻲ ﻧظرة ﻋﻠﻰ ﺣﯾﺎﺗﻲ ،أﺳﺗطﯾﻊ أن أرى اﻟﺟﻣﺎل اﻟذي ﻧﺣﺗﺗﮫ وﺷﻛﻠﺗﮫ ﻟﻲ ﺗﻠك اﻟﻌواﺻف اﻟﺗﻲ
ﺿرﺑﺗﻧﻲ .وأﻧﺎ واﺛﻘﺔ أن اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺗﻲ أواﺟﮭﮭﺎ اﻵن واﻟﺗﻲ ﺳﺄواﺟﮭﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻻﺑد وأﻧﮭﺎ
ﺳﺗﺳﺎﻋدﻧﻲ ﻓﻲ ﻧﻣو روﺣﻲ .ﻛﻣﺎ أن ﻗﻠﺑﻲ ﻣﻠﻲء ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﻛل اﻷﺷﺧﺎص واﻷﺣداث ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻲ ﻷﻧﻲ
أدرك اﻵن اﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﺳﺎﻣﯾﺔ ﻣﻧﮭﺎ .وﯾﻔﯾض ﻗﻠﺑﻲ
ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﻠﺣب اﻹﻟﮭﻲ اﻟذي ﯾﺷﻣﻠﻧﺎ وﯾرﺷدﻧﺎ وﯾﺣﻣﯾﻧﺎ وﯾﺳﺎﻧدﻧﺎ ﺟﻣﯾﻌًﺎ.
اﻻﻣﺗﻧﺎن :أﺣد أھم دروس اﻟﺣﯾﺎة
ﻛﯾﻣﺑرﻟﻲ ﻟوﻛوود
ﻛﯾﻣﺑرﻟﻲ ﻟوﻛوود رﺣﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟدروب اﻟروﺣﯾﺔ ،وﻗد ﺟﻌﻠت ﻣﻧﮭﺎ ﻧظرﺗﮭﺎ اﻟواﺿﺣﺔ واﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻟﻠﺣﯾﺎة
ﻣﺻدر إﻟﮭﺎم وﻗدوة ﻟﻌﺎﺋﻠﺗﮭﺎ وأﺻدﻗﺎﺋﮭﺎ .وھﻲ ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﻠدور اﻟذي ﺗﻠﻌﺑﮫ ﻛزوﺟﺔ وأم ﻟﺑﺎري
وﺑرﯾﺗﺎﻧﻲ ﻟوﻛوود .ﻟﻘد اﻋﺗﻣدت ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺋﻠﺗﮭﺎ وﻋﻠﻰ ﻛﻧﯾﺳﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟدﯾﻧﯾﺔ ﻛﻣﺣﻔزات ﻣﮭﻣﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ
اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ .ﺗﻘﯾم ﻛﯾﻣﺑرﻟﻲ ﻓﻲ ﻻ ﻛوﺳﺗﺎ ،ﻛﺎﻟﯾﻔورﻧﯾﺎ.
ﯾﻌد اﻻﻣﺗﻧﺎن أﺣد أھم دروس اﻟﺣﯾﺎة .وﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﯾﻛون ﻣن أﺑﺳط دروس اﻟﺣﯾﺎة إذا ﺗﻌﻠﻣﻧﺎه ﻣﻧذ
ﺑداﯾﺔ ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ.
»ﺷﻛرا ﻟك :وأﻧﺎ طﻔﻠﺔٌ ﺻﻐﯾرة ،ﻛﻧت أردد ﻣﺎ ﻋﻠّﻣﻧﻲ إﯾﺎه واﻟدي .ﻓﻠم ﯾﻛن ﻟدي ھذا ً ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﻧت أﻗول
ي ﯾﺳﻣﯾﺎﻧﮫ »اﻷﺧﻼق اﻟﺣﺳﻧﺔ«. اﻟﺷﻌور اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن .ﻓﻘد ﻛﺎن ﺷﯾﺋًﺎ أﻓﻌﻠﮫ وھذا ﻣﺎ ﻛﺎن واﻟدا ّ
وﻋﻧدﻣﺎ ﻛﺑرت أﺻﺑﺢ ھذا اﻟﺳﻠوك ﻋﺎدة ً ﺣﺳﻧﺔ ،ﻓﻛﻧت أﺗﺑﻊ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت واﺳﺗﺧدم اﻟﻌﺑﺎرات» :ﻛن ﻣﮭذﺑًﺎ
»ﺷﻛرا«.
ً داﺋ ًﻣﺎ ،اﺣﺗرم ﻣن ھم أﻛﺑر ﻣﻧك ﺳﻧًﺎ؛ ﻋﻠﯾك أن ﺗﻘول داﺋ ًﻣﺎ »ﻣن ﻓﺿﻠك« و
أﻣﺎ ﻋﻧدﻣﺎ أﺻﺑﺣت ﺑﺎﻟﻐﺔ ،ﺑدأت ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر اﻷﺷﯾﺎء ﻣن ﺣوﻟﻲ :اﻟﺟﺑﺎل اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ ﻓﻲ ﻓﺻل اﻟﺧرﯾف،
واﻟﻘﻣم اﻟﻣﻛﻠﻠﺔ ﺑﺎﻟﺛﻠوج ﻓﻲ ﻓﺻل اﻟﺷﺗﺎء ،وﻟون اﻟزھور اﻟزاھﯾﺔ ﻓﻲ ﻓﺻل اﻟرﺑﯾﻊ ،وراﺋﺣﺔ اﻟﮭواء
ﺷﻌورا
ً اﻟﻣﻧﻌش اﻟﻧﻘﻲ ﺑﻌد ھطول اﻟﻣطر .ﻣن ھﻧﺎ ﺑدأت ﻓﻲ رؤﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟم ﻣن ﺣوﻟﻲ .ﻓﮭل ﻛﺎن
ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن؟
وﻣﺿت اﻟﺳﻧون ،وﺗﻣﺗﻌت ﺑﺎﻟﺣﯾﺎة وﻣﺎ ﻗدﻣﺗﮫ ﻟﻲ ﻣن ھﺑﺎت .ﻓﻘد وﺟدت ﺷرﯾ ًﻛﺎ راﺋﻌًﺎ .ﻧﻣت ﺻداﻗﺗﻧﺎ
وﺗﺣوﻟت إﻟﻰ ﺣب .ﻟﻘد ﻋﺎﻧﯾﻧﺎ ﻛﻼﻧﺎ ﻣن أوﻗﺎت ﻋﺻﺑﯾﺔ ،ﻟﻛن ﻧﺗﯾﺟﺗﮭﺎ أن ﺟﻌﻠﺗﻧﺎ ﺷرﯾﻛﯾن أﺷد ﻗوة.
وﺑﻌد ﻋﺎم أو ﻧﺣو ذﻟك ،ﺗزوﺟﻧﺎ.
ً
ﻟﻘد ﻛﺎن ﻛل ﺷﻲء راﺋﻊ! ﻓﻘد ﺣﺎن اﻟوﻗت ﻷن ﻧﺳﺗﻘر وﻧﺑدأ ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ ﻣﻌًﺎ .وﺑدﻻ ﻣن اﻻﺳﺗﻘرار ،ﺟﻧﺣﻧﺎ
ﻧﺣو ﺗﺻرﻓﺎت ﻣﺟﻧوﻧﺔ ﻟﻔﺗرة ﻣن اﻟوﻗت ،ﻓﻛﻧﺎ ﻧﻔﻌل ﻣﺎ ﻧرﯾد وﻓﻲ أي وﻗت ﻧرﯾد ،وإذا ﻣﺎ أردﻧﺎ ﺷﯾﺋًﺎ
اﺷﺗرﯾﻧﺎه ﺳواء أﻛﺎن ﻟدﯾﻧﺎ ﻣﺎل ﻛﺎﻓﻲ أم ﻻ ،ﻓﻘد ﻛﻧﺎ ﻧﻘﺗرض ﺑﺑﺳﺎطﺔ.
ﺑﻌد ذﻟك ،ﺗوﻗﻔﻧﺎ وﺗﺄﻣﻠﻧﺎ ﺑﺎﻟﺣﺎل اﻟﺗﻲ ﻧﺣن ﻋﻠﯾﮭﺎ ،وﻣﺎ اﻟذي ﻓﻌﻠﻧﺎه ﺑﺄﻧﻔﺳﻧﺎ .ﻟم ﺗﻛن اﻷﻣور ﺟﯾدة!
أﻣرا ﻣﺳﻠ ًﻣﺎ ﺑﮫ ،ﻟم ﯾﻛن ﻟدﯾﻧﺎ أيوﺑدأﻧﺎ ﻧﺗﺳﺎءل أﯾن اﺧﺗﻔﻰ اﻣﺗﻧﺎﻧﻧﺎ؟ ﻛﻧﺎ ﻧﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻷﻣور وﻛﺄﻧﮭﺎ ً
ﺗﻘدﯾر ﻟﻣﺎ ﻟدﯾﻧﺎ .ﻛل ﻣﺎ أردﻧﺎه ھو اﻟﻣزﯾد واﻟﻣزﯾد.
ﻟذا ،ﻓﻘد وﺟدﻧﺎ أن اﻟوﻗت ﻗد ﺣﺎن ﻟﻛﻲ ﻧﺻﻠﺢ ﻣن أﻧﻔﺳﻧﺎ .ﻓﺑدأﻧﺎ ﻧﻘﺗﺻد ﻓﻲ ﻧﻔﻘﺎﺗﻧﺎ وﻻ ﻧﻘﺗرض ﻟﺷراء
اﻷﺷﯾﺎء ،وﺗوﻗﻔﻧﺎ ﻋن اﻟﺳﻔر ﺧﺎر ًﺟﺎ ﻟﺷراء اﻟﮭداﯾﺎ .ﻓﻘد أدرﻛﻧﺎ أن ﻋﺎﺋﻼﺗﻧﺎ وأﺻدﻗﺎﺋﻧﺎ ﺳﯾﺣﺑوﻧﻧﺎ ﺑﻐض
اﻟﻧظر ﻋن اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﺗﻲ ﻧﺻرﻓﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم اﻟﮭداﯾﺎ ﻟﮭم.
ﻟﻘد ﻛﺎﻧت ﻓﺗرة ً ﺻﻌﺑﺔً ﻣررﻧﺎ ﺑﮭﺎ وﻧﺣن ﻧﺣﺎول اﻟﺧروج ﻣن ھذه اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ ،ﺣﺗﻰ أﻧﮫ ﯾﻣﻛﻧﻧﻲ
اﻟﻘول أﻧﻲ ﺷﻌرت ﺑﺎﻟﺣﻣﺎس ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻠﯾل ﻣن اﻟﻣﺎل ﻓﻲ ﻣﺣﻔظﺗﻲ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة.
ﻣﻊ ﻣرور اﻟوﻗت ،أﺻﺑﺣت ﺣﺎﻣﻼً – وﻛﺎن ذﻟك ﻣﻔﺎﺟﺄة ً راﺋﻌﺔ ﻟﻲ وﻟزوﺟﻲ؟ وﻣرت اﻷﺷﮭر وﻛﻠﻣﺎ
ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ أن ﺗﻌﯾش ﺗﻠك ً ﻧﻣت ﺗﻠك اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺟدﯾدة ﺑداﺧﻠﻲ ،ﻧﻣﺎ ﻣﻌﮭﺎ ﺷﻌورﻧﺎ ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن .أن ﺗﻛون
اﻟﻣﻌﺟزة ﻛﺎن أﻋظم ھدﯾﺔ ﯾﻣﻛن ﻟﻧﺎ ﺗﻠﻘﯾﮭﺎ.
أﻣﺎ ﻓﻲ ﯾوم وﻻدة طﻔﻠﺗﻧﺎ ،وﻋﻧدﻣﺎ ﺣﻣﻠﮭﺎ زوﺟﻲ ﺑﯾن ذراﻋﯾﮫ ،ﯾﺟب أن أﻗول أن ﻣﺷﺎھدة ﺗﻌﺎﺑﯾر
أﻣرا ﻻ ﯾﺻدق -ﻟﻘد اﻏرورﻗت ﻋﯾﻧﺎه ﺑدﻣوع اﻟﻔرح .ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻛﺎﻧك أن ﺗرى اﻟﺣب اﻟذي وﺟﮭﮫ ﻛﺎﻧت ً
»ﺷﻛرا ﻟك ﯾﺎ ﷲ!« ﺛم ً ﻛﺎن ﯾﺷﻌر ﺑﮫ .ﻛل ﻣﺎ أﻣﻛﻧﻧﻲ ﻗوﻟﮫ ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺣﻣل طﻔﻠﺗﻧﺎ ﺑﯾن ذراﻋﯾﮫ:
ﺷﻌور ﻛﺎﻣل
ٌ اﻧﮭﻣرت دﻣوﻋﻧﺎ .ﻟﻘد ﺗﻣت ﻣﺑﺎرﻛﺗﻧﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌل .ﻋﻧدﻣﺎ ﻧظرت ﻓﻲ ﻋﯾﻧﻲ طﻔﻠﺗﻲ ،ﻏﻣرﻧﻲ
ﺑﺎﻟﺣب واﻻﻣﺗﻧﺎن .ﻟﻘد ﻛﺎﻧت ﻣﻼ ًﻛﺎ أرﺳﻠﮫ ﷲ إﻟﯾﻧﺎ.
أﺧﯾرا أن أﺷﻌر ﺑﮫ -ھذا اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن .ﻟﻘد ﻛﻧت أﺣﻣل ھذا اﻟﺷﻌور ﻣﻌﻲ ﻛل ﯾوم. ً ﻟﻘد اﺳﺗطﻌت
ﻓﺈن اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻋﺑﺎرة ﻋن ھدﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ .ﻓﻼ ﺗﺄﺧذ ﻛل ﺷﻲء ﻛﺄﻧﮫ ﻣﺣﺗم اﻟﺣدوث .ﻋﻠﯾك أن ﺗﺷﻌر ﺑﺎﻟﺣب
واﻟﺗﻘدﯾر ﻟﻛل ﺷﻲء ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﯾﺎة .ﻓﻛل ذﻟك ﻟﮫ ﺳﺑب ،ﺗﻌﻠم ﻣﻧﮫ.
»ﺷﻛرا« أن ﺗﺷﻌر ﺑﮭذا اﻟﺷﻛر ﺑﺎﻟﻔﻌل .ﻓﺄﻧﺎ أﻓﻌل ھذا!
ً وﺗذﻛر ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻘول
ﻧِﻌم واﻓرة
ﺳﯾر ﺟون ﻣﯾﺳون
وﻟد ﺳﯾر ﺟون ﻣﺎﺳون ﻓﻲ ﻣﺎﻧﺷﺳﺗر ،ﻓﻲ إﻧﺟﻠﺗرا ﻋﺎم .١٩٢٧ﺗﻠﻘﻰ ﺗﻌﻠﯾﻣﮫ ﻓﻲ ﻣدرﺳﺔ اﻟﻘواﻋد ﻓﻲ
ﻣﺎﻧﺷﺳﺗر وﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻛﺎﻣﺑردج ﺑﻌد أن ﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﺷﮭﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻵداب واﻟﺗﺎرﯾﺦ .وﺧدم ﻓﻲ
اﻟﺟﯾش اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ ﺧﻼل اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ وﺧﺎض اﻟﺣرب اﻟﻛورﯾﺔ ،ﺣﯾث وﺻل إﻟﻰ رﺗﺑﺔ
ﻧﻘﯾب ﻓﻲ اﻟﺟﯾش .ﻛﻣﺎ ﻋﻣل ﺟون ﻓﻲ وزارة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ ﻣن ﻋﺎم ١٩٥٢إﻟﻰ ﻋﺎم ،١٩٨٤
ﺣﯾث ﻋﻣل ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣدن ﻣﻧﮭﺎ روﻣﺎ ووارﺳو ودﻣﺷﻖ وﻧﯾوﯾورك .وﻣن ١٩٨٠إﻟﻰ ، ١٩٨٤
ﻛﺎن اﻟﻣﻔوض اﻟﺳﺎﻣﻲ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ ﻓﻲ أﺳﺗراﻟﯾﺎ .ﺛم ﺗﻘﺎﻋد ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٨٤واﺳﺗﻘر ﻓﻲ أﺳﺗراﻟﯾﺎ ،ﺣﯾث
ﻋﻣل ﻛرﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻹدارة ﻟﻌدد ﻣن اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻛﺑرى ھﻧﺎك .وﻛﺎن ﯾﺣﻣل اﻟﺟﻧﺳﯾﺗﯾن اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ
واﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ ،وﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٥٤ﺗزوج ﻣن ﻣﺎرﻏرﯾت ﻧﯾوﺗن وأﻧﺟب ﻣﻧﮭﺎ وﻟدًا وﺑﻧﺗًﺎ .وﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٨٠
ﺣﺻل ﻋﻠﻰ وﺳﺎم ﺑرﺗﺑﺔ ﻓﺎرس.
أﺑﻠﻎ ﻣن اﻟﻌﻣر اﻵن ٦٨ﺳﻧﺔ ،وﻟﯾس ﻟدي ﺷﻲء ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻲ إﻻ وأﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﺗﺟﺎھﮫ .ﻓﺄﻧﺎ ﻣﻣﺗن
ﻟﻛل اﻟﻧﺎس اﻟذﯾن ﻗدﻣوا ﻟﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺳﺑﺎب ﻷﻛون ﻣﻣﺗﻧًﺎ .ﻓﻠدي اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻧﻌم اﻟﺗﻲ ﻻ أﺳﺗطﯾﻊ
أن أﺣﺻﻲ ﻋددھﺎ.
ﺳﺄﺣﺎول أوﻻً أن أﺣﺻﻲ ﺑﻌض اﻟﻧﻌم اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺛم ﺑﻌد ذﻟك اﻟﻧﻌم اﻟﺗﻲ أﺷﺎرك ﻓﯾﮭﺎ اﻵﺧرﯾن ﻓﻲ ھذا
اﻟﻌﺎﻟم.
اﻟﻧﻌم اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ
ي ﺑﯾﺗًﺎ ﺳﻌﯾدًا وآﻣﻧًﺎ وﺑﺛّﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺳﻲ روح اﻟذﻛﺎء واﻟﺣﻣﺎس .ﻓﻘد ﻛﺎﻧﺎ ﯾﺷﺟﻌﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ
ﻟﻘد وﻓّر ﻟﻲ واﻟد ّ
ﻛﺛﯾرا ﻓﻲ ﺣﺻوﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﯾم ﻣﻣﺗﺎز وﺑﺗﻛﺎﻟﯾف ﻣﺧﻔﺿﺔ.
ً اﻟﻔوز ﺑﺎﻟﻣﻧﺢ اﻟدراﺳﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺳﺎھﻣت
ً
ﻗد ﯾﻛون ﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﻧﺎﺳب ﺳﯾﺎﺳﯾًﺎ أن أﻗول اﻟﺗﺎﻟﻲ ،ﻟﻛﻧّﻲ أﻋﺗﺑر ﻧﻔﺳﻲ ﻣﺣظوظﺎ ﻷﻧﻧﻲ وﻟدت ﻣﻐﺎﯾر
اﻟﺟﻧس ﻷن… ..أﻋظم ﻧﻌﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻲ ﻛﺎﻧت زواﺟﻲ اﻟذي اﺳﺗﻣر ﻟﻣدة ٤٠ﻋﺎ ًﻣﺎ ﻣن ﺳﯾدة ﻣﺣﺑﺔ
وﺻﺑورة ،وإﻧّﻲ ﻣدﯾن ﻟﮭﺎ ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن اﻟﻛﺑﯾر ،وآﻣل أن ﺗﺳﻌﻔﻧﻲ ذاﻛرﺗﻲ ﻷﺧﺑرھﺎ ﺑذﻟك .ﻟﻘد ﻣﻧﺣﺗﻧﺎ
طﻔﻠﯾن راﺋﻌﯾن ،وھﻣﺎ ﻻ ﯾﺷﻌران ﺑﺎﻟﺳﻌﺎدة وﺗﺣﻘﯾﻖ اﻟذات ﻓﻘط ،ﺑل إﻧﮭﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻠﺔ ﻗوﯾﺔ ﻣﻊ ﺑﻌﺿﮭﻣﺎ
ﺿﺎ.
وﻣﻌﻧﺎ أﯾ ً
ﻣﻧذ ﺗﺳﻌﺔ وﻋﺷرون ﻋﺎ ًﻣﺎ ،ﺑﯾﱠن اﻟﻛﺷف اﻟطﺑﻲ أن رﺋﺗﻲ ﺗﺣﻣﻼن اﻟﻧﻘﺎﺋل أي أﻧﻲ ﻛﻧت ﻣﺻﺎﺑًﺎ
ﺑﺳرطﺎن اﻟرﺋﺔ ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،وذﻟك ﻋﻘب ﺧﺿوﻋﻲ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻻﺳﺗﺋﺻﺎل ورم ﻓﻲ اﻟﻛﻠﻰ .وﻗد
أﺧﺑرﻧﻲ اﻷطﺑﺎء أﻧﻲ ﺳﺄﻋﯾش ﻷﻗل ﻣن ﻋﺎم .وﻟﻛن ﻣن أﺧﺑرﻧﻲ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﺧطﺄ ،وﻹظﮭﺎر رﻏﺑﺗﮭم ﻓﻲ
إطﺎﻟﺔ اﻟﻣدة اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻲ ،ﻓﻘد أﻋطوﻧﻲ دوا ًء ﺗﺟرﯾﺑﯾًﺎ وﻗﺎﻟوا ﻟﻲ أﻧﮫ ﻟن ﯾﺳﺑب ﻟﻲ أي ﺿرر ،وﻣﺎ
زﻟت إﻟﻰ اﻵن أﺗﻧﺎول ذاك اﻟدواء ﯾوﻣﯾًﺎ .أﻧﺎ ﻣﻣﺗن ﻷوﻟﺋك اﻟذﯾن أﻧﺗﺟوه ،ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أﻧﻧﻲ
اﻟﺷﺧص اﻟوﺣﯾد ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟذي ظل ﯾﺗﻠﻘﻰ ذﻟك اﻟﻌﻼج ﻟﻣدة ﺗزﯾد ﻋن ﺧﻣﺳﺔ ﺳﻧوات.
ﺿﺎ ﻟﻐﺿﺑﻲ اﻟﺷدﯾد اﻟذي أﺛﺎرﺗﮫ اﻟظروف اﻟﺗﻲ أﻟﻣت ﺑﻲ ،واﻟذي أﺛﻖ ﺑﺗﺄﺛﯾره اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﻟﻛﻧﻧﻲ ﻣﻣﺗن أﯾ ً
ﻣﺣﺎرﺑﺔ ﺳرطﺎن اﻟرﺋﺔ اﻟذي أﺻﺑت ﺑﮫ .وﻟو ﻟم أﻣﺗﻠك ﻣﻔﺻﻠﻲ ورك ﻣﺻﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟﺗﯾﺗﺎﻧﯾوم ﻟﻣﺎ
ﻲ ﺑﻌدﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﻲ .ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﻟم ﯾﻛن ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻲ اﻹﺑﺻﺎر ﻟو ﻟم ﯾﻛن ﻟدي ﻋدﺳﺗﯾن داﺧل ﻣﻘﻠﺗ ّﻛﻧت ً
إﺻﺎﺑﺗﻲ ﺑﺎﻟﺳﺎد .ﻟذﻟك ﻓﺈﻧّﻲ أﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﻣن ﺟﻌل ذﻟك ﻣﻣﻛﻧًﺎ.
ﻧﻌم ﻣﺷﺗرﻛﺔ
ً
ﻓﻲ اﻟﺛﻼﺛﯾﻧﺎت ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ ،ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﻧت ﺻﻐﯾراً ،أذﻛر وﻓﺎة اﺛﻧﯾن ﻣن أﺻدﻗﺎﺋﻲ ﺑﺳﺑب
إﺻﺎﺑﺗﮭﻣﺎ ﺑﺎﻟﺣﻣﻰ اﻟﻘرﻣزﯾﺔ واﻟدﻓﺗرﯾﺎ .وأذﻛر ﻛﯾف أن ﻛ ٍل ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻛﺎن ﻟدﯾﮫ ﻧدﺑﺔ أو اﺛﻧﺗﯾن ﻣن اﻟﻧدب
اﻟداﺋرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ذراﻋﮫ اﻷﯾﺳر :ﻛﺎن ذﻟك ﺑﺳﺑب اﻟﺗطﻌﯾم ﺿد ﻣرض اﻟﺟدري .وﻛﺎن ذﻟك ﻗﺑل أﻗل ﻣن
ﻋﺷرﯾن ﻋﺎ ًﻣﺎ ﻣن ﻓرض وﺟود ﺷﮭﺎدة ﺗﺑﯾن أﺧذك اﻟﻠﻘﺎح ﻋﻧد اﻟﺳﻔر ﺧﺎرج اﻟﺑﻼد .وﺣﺗﻰ اﻵن ﯾﻌﺗﺑر
ﻣرض اﻟﺟدري أﻓظﻊ ﻗﺎﺗل ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ ،إﻻ أﻧﮫ ﺗم اﺟﺗﺛﺎﺛﮫ ﻛﻠﯾًﺎ .ﻟم ﯾﻛن ذﻟك اﻣﺗﻧﺎﻧًﺎ أو ﻧﻌﻣﺔً أﻛﺛر ﻣن
أﻧﮫ ﻛﺎن ﻣﻌﺟزة.
ﻛﻣﺎ أﺗذﻛر ﻛﺎرﺛﺔ ﻣرض اﻟﺳل :ﻟم ﯾﻛن ذﻟك ﺑﺎﻟﻣرض اﻟروﻣﺎﻧﺳﻲ ،ﻛﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﺣﺎل ﻣﻊ ﻛﯾﺗس
وﺑروﻧﺗس ،ﺑل ﻛﺎن ﺑﻼ ًء ﻣﺧﯾﻔًﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟطﺑﯾﺔ .أﻣﺎ اﻵن ﻓﺈن ﻛل ھذا ﻗد اﺧﺗﻔﻰ
ﺗﻘرﯾﺑًﺎ ،واﻣﺗﻧﺎﻧﻧﺎ ﻣﻘدم ﻷوﻟﺋك اﻟذﯾن ﺳﺎﻋدوا ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﯾﮫ .وأذﻛر ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﻧت أﺧﺷﻰ اﻟﺳﺑﺎﺣﺔ ﻓﻲ
ﺣوض اﻟﺳﺑﺎﺣﺔ اﻟﻣﺣﻠﻲ وذﻟك ﺧوﻓًﺎ ﻣن اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻣرض ﺷﻠل اﻷطﻔﺎل! أﺗذﻛرون ﺷﻠل اﻷطﻔﺎل؟ ﻟذا
دﻋوﻧﺎ ﻧﻘدم اﻣﺗﻧﺎﻧﻧﺎ ﻟﻠدﻛﺗور ﺳوﻟك وھو أول ﻣن ﺻﻧﻊ اﻟﻣﺻل اﻟﻣﺿﺎد ﻟﺷﻠل اﻷطﻔﺎل.
وﻋﻠﯾﻧﺎ أن ﻧﻛون ﻣﻣﺗﻧﯾن ﻷﻧﮫ أﺻﺑﺢ ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻧﺎ اﻟﺗﺣدث ﺑﺣرﯾﺔ وﺻراﺣﺔ ﻋن ﻣرض اﻟﺳرطﺎن ،واﻟذي
ﻛﺎن اﻟﺣدﯾث ﻋﻧﮫ ﻗﺑل ﺛﻼﺛﯾن ﻋﺎ ًﻣﺎ ﻣن اﻟﻣﺣرﻣﺎت .وﻷﻧﻧﺎ ﻧﺳﺗطﯾﻊ ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻷﻣر ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧﺗﻠﻘﻰ
ﻣﺑﻛرا وﻓﻌﺎﻻً .أﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻷﻧﻧﻲ أﺳﺗطﯾﻊ أن أﺧﺑر ﻣرﺿﻰ اﻟﺳرطﺎن ﻋن ﺗﺟرﺑﺗﻲ ً ﻋﻼ ًﺟﺎ
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﻣرض وأن أﻛون ﺳﺑﺑًﺎ ﯾﺑث اﻷﻣل ﻓﻲ ﻧﻔوﺳﮭم.
ﻣﺿطرا أن ﯾﺗﻌﻠم ﻗﺗل رﺟﺎ ٍل ﻓﻲ اﻟﺣرب،ً ﻛﺛﯾرا ﻷن اﺑﻧﻲ ﻟم ﯾﻛن
ً ٌ
ﻣﻣﺗن وﻗﺑل ﻛل ﺷﻲء ،ﻛﺄب ،أﻧﺎ
ﻛﻣﺎ اﺿطررت أﻧﺎ وواﻟدي ﻣن ﻗﺑﻠﻲ أن ﻧﻔﻌل.
ٌ
أﻋﺗﻘد أن اﻟﻌﺎﻟم أﺻﺑﺢ ﻣﻛﺎﻧًﺎ أﻓﺿل ،ﻛﻣﺎ آﻣل ،ﺧﻼل ﻓﺗرة ﺣﯾﺎﺗﻲ ،وأﺷﻌر ﺑﺄﻧﻧﻲ ﻣﺣظوظ ﻷﻧﻲ ﻋﺷت
ﻣﻣﺗن ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ ﻟزﻣﻼﺋﻲ ،ﺳواء أﻛﻧت أﻋرﻓﮭم أم ﻻ ،ﻷﻧﮭم ﺳﺎھﻣوا ﺑﺄن ﯾﺣدث ذﻟك ٌ ھذه اﻟﻔﺗرة .ﻛﻣﺎ أﻧﻲ
ﻛﻠﮫ.
اﻻﻣﺗﻧﺎن :طرﯾﻖ اﻟﺷﻔﺎء
د .اﯾﻣﯾت ﻣﯾﻠر
أﻣﺿﻰ د .إﯾﻣﯾت ﻣﯾﻠر أﻛﺛر ﻣن ٢٥ﻋﺎ ًﻣﺎ ﻣن اﻟﻧﺟﺎح ﻓﻲ ﺗﻌﻠﯾم اﻟﻧﺎس ﻛﯾف ﯾﺣﺎﻓظون ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺗﮭم
ورﻓﺎھﯾﺗﮭم .وﺗم اﻋﺗﺑﺎر أﺷرطﺔ اﻟﻛﺎﺳﯾت اﻟﺗﻲ ﻗﺎم ﺑﺗﺳﺟﯾﻠﮭﺎ ﻓﻲ ﻛل أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم وﻛﺎن ﻣن ﺑﯾن ھذه
اﻟﻛﺎﺳﯾﺗﺎت ) أﻧﺎ ﻣوﺟود ،ﺗﺣرر ﻣن اﻟﺿﻐوط ،ورﺣﻠﺔ اﻟﺷﻔﺎء وﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟﻌﻧﺎوﯾن( وﻗد اﻧﺗﺷرت
اﻧﺗﺷﺎرا واﺳﻊ اﻟﻧطﺎق ﺑﯾن اﻟرﯾﺎﺿﯾﯾن اﻷوﻟﻣﺑﯾﯾن ،ورﺟﺎل اﻷﻋﻣﺎل ،واﻟﻘﺎدة واﻷطﺑﺎء وﻏﯾرھﺎ ﻣن ً
ﻓﻧون اﻟﺷﻔﺎء .وﻗﺎم إﯾﻣﯾت ﺑﺗﺄﻟﯾف اﻟﻛﺗﺎب اﻟذي ﯾﺣﻣل ﻋﻧوان :اﻟﺷﻔﺎء اﻟﻌﻣﯾﻖ :ﺟوھر طب اﻟﺟﺳد/
اﻟﻌﻘل.
ﻲ أن أﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ،أم أن اﻟﺣﯾﺎة ﻗد ﺳﻠﺑت ﻣﻧﻲ اﻟﻛﺛﯾر؟ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﺗﻠﻘﻲ ﻧظرة ً ﻋﻠﻰ ﺣﯾﺎﺗﻲ! ھل ﻋﻠ ّ
ھل أﻧظر إﻟﻰ ﻧﺻف اﻟﻛوب اﻟﻣﻣﻠوء أم إﻟﻰ ﻧﺻف اﻟﻛوب اﻟﻔﺎرغ .ﻓﻘد أﺷﺗﻛﻲ أن ﺷﺟﯾرات اﻟورود
ﺗﺣﻣل أﺷوا ًﻛﺎ ،أو أن اﻟﺷﺟﯾرات اﻟﺷﺎﺋﻛﺔ ﺗﺣﻣل ورودًا .ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ أو اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺑﺣﺗﺔ،
ﻛﺑﯾرا.
ً اﻟﻣوﻗﻔﺎن ﻣﺗﺳﺎوﯾﺎن .وﻟﻛن ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ﻗد ﯾُﺣدث اﺧﺗﯾﺎرﻧﺎ ﻷﺣد اﻟﺟﺎﻧﺑﯾﯾن اﺧﺗﻼﻓًﺎ
ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون ﺻورﺗﻧﺎ ﻋن أﻧﻔﺳﻧﺎ وﻋﻼﻗﺗﻧﺎ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟم ﺗﺻورﻧﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻧﺎ ﺿﺣﺎﯾﺎ ،ﻓﺈن ھذا اﻹﺣﺳﺎس
ﺑﺎﻟﻌﺟز ﯾﻧﺗﻘل إﻟﻰ ﻧظﺎﻣﻧﺎ ﺑﺄﻛﻣﻠﮫ .وﺗﻛون اﻟﻌﺎﻗﺑﺔ اﻟﺟﺳدﯾﺔ ھﻲ ﻓﺷل وﺗدﻣﯾر أﺣد اﻷﻋﺿﺎء أو اﻟﺟﮭﺎز
اﻟﺧﺎص ﺑﺄﺣد اﻷﻋﺿﺎء.
ﺳواء ﻛﻧﺎ ﻧﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن واﻟرﺿﺎ ،أم ﻛﻧﺎ ﻧﺷﻌر ﺑﺎﻟﺣرﻣﺎن واﻻﺳﺗﯾﺎء ،ﻓﺈن اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ اﻟﻛﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ
داﺧل أﺟﺳﺎﻣﻧﺎ ﻗد وﺟدت واﻛﺗﻣﻠت .وھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗؤدي ﺑدورھﺎ إﻟﻰ ﺳﻠوﻛﯾﺎت ﻣﻣﯾزة -ﻓﮭﻲ إﻣﺎ
اﻟﺻﺣﺔ أو اﻟﻣرض ،وإﻣﺎ اﻟﻘوة أو اﻟﺿﻌف ،وإﻣﺎ اﻟرﺿﺎ أو اﻟﺳﺧط ،وإﻣﺎ اﻟﻧﺟﺎح أو اﻟﻔﺷل.
ﺧﻼل ﻣﻣﺎرﺳﺗﻲ ﻟﻠطب )طب اﻟﻌﻘل واﻟﺟﺳم( ،ﺗظﮭر أھﻣﯾﺔ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺗﯾن اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ
واﻟﻔﯾزﯾوﻟوﺟﯾﺔ -ﻓﻣن ﯾﺷﻌرون ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﯾﺗﻣﺎﺛﻠون ﻟﻠﺷﻔﺎء أﺳرع ﻣن ﻏﯾرھم؛ ﻓﮭم ﻗﺎدرون ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﺳﻠوﻛﯾﺎت اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﺑﺳﮭوﻟﺔ أﻛﺑر؛ ﻟذﻟك ﺗراھم أﻛﺛر ﺳﻌﺎدة.
ﺑﻌد ﻣﺎ ﯾﻘرب ﻣن ﻋﺷرﯾن ﻋﺎ ًﻣﺎ ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟطب ،ﺗوﺻﻠت إﻟﻰ اﻛﺗﺷﺎف ﻣﺛﯾر ﻟﻼھﺗﻣﺎم .ﻓﮭﻧﺎك
ﺑﻌض اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾﺗﻌﻠﻣون ﻣن ﻧﺻﺎﺋﺣﻲ وﯾﻘوﻣون ﺑﺗﻐﯾرات ذات ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻣﯾﻖ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮭم؛
وھﻧﺎك آﺧرون ﻣﻣن ﯾﻌﺎﻧون ﻣن أﻣراض وأﻋراض ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ وﻟﻛﻧﮭم ﻻ ﯾﺗﻣﺎﺛﻠون ﻟﻠﺷﻔﺎء ﺑﺳﮭوﻟﺔ ،ﻛﻣﺎ
أﻧﮭم ﯾﺟدون ﺻﻌوﺑﺔً ﻓﻲ ﺗﻐﯾﯾر ﺳﻠوﻛﯾﺎﺗﮭم .ﻓﺎﻟﻣرﺿﻰ اﻟذﯾن ﯾﺷﻌرون ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﻠﺟﻠﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﻧﻘوم
ﺑﮭﺎ وﯾﻘدرون اﻟطﺎﻗﺔ واﻻھﺗﻣﺎم اﻟﻠذﯾن أﻗدﻣﮭﻣﺎ ﻟﮭم ،ﻓﮭم ﻣن ﯾﺑﻠﻲ ﺑﻼ ًء ﺣﺳﻧًﺎ .وأوﻟﺋك اﻟﻣرﺿﻰ
اﻟﺷﻛﺎﻛﯾن وﻋدﯾﻣﻲ اﻟﺛﻘﺔ ﺑﺎﻵﺧر ،واﻟذﯾن ﯾﻌﺗﻘدون أن ھذه اﻟﺟﻠﺳﺎت ﯾﺟب أن ﺗﺄﺧذ اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟوﻗت
ﺳﻠﺑت ﻣﻧﮭم ﻓﮭم ﯾﻘﺑﻠون اﻟﺗﻐﯾﯾر ﺑﺑطء وأن ﺗﻛون أﻗل ﺗﻛﻠﻔﺔ واﻟذﯾن ﯾﻔﻛرون ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮭم ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ُ
ﺷدﯾد .ﻓﯾﺗﺿﺢ ﻣن ھذه اﻷﺣداث أن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن )أو ﻋدﻣﮫ( ھو اﻷﻣر اﻷھم.
إن اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﻧرى ﺑﮭﺎ اﻟﻌﺎﻟم ﻣن ﺣوﻟﻧﺎ ﺗﺣدد ردود أﻓﻌﺎﻟﻧﺎ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘدﻣﮭﺎ ﻟﻧﺎ
اﻟﺣﯾﺎة .إن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﯾﻌطﯾﻧﺎ اﻟﻘوة ﻣن أﺟل اﻻﺧﺗﯾﺎر ﺑﺣﻛﻣﺔ… ﻛﯾف ﻧﺷﻌر ،وﻣﺎ ﻧﻘول ،وﻣﺎ
ﻧؤﻣن ﺑﮫ ،وﻣﺎ ﻧﻔﻌﻠﮫ .ﻓﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﻌﻘول ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻧﺎ ،وﻧﺣن اﻷﻛﺛر ﺛرا ًء واﻟذﯾن ﻧﺳﺗﮭﻠك ﻣن اﻟﻣوارد
ﻋﺷرة أﺿﻌﺎف أﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﻛﺎن ٪٩٥ﻣن ﺳﻛﺎن اﻟﻌﺎﻟم ﯾﺳﺗﮭﻠﻛوﻧﮫ ،واﻟذﯾن ﻋﺎﺷوا ٢٥ﺳﻧﺔً أﻛﺛر ﻣﻣﺎ
ﻋﺎش أﺟدادﻧﺎ ،اﻟذﯾن ﻛﺎﻧوا ﯾﻧﻌﻣون ﺑﺎﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﻘوة ،ﻟﻠﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺻف اﻟﻔﺎرغ ﻣن
اﻟﻛﺄس .ﻓﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﯾﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧرى اﻟﻣﺗﺎح ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻧﺎ وﻣﺎ اﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﻧﻧﻣﯾﮫ .ﻓﺑﻌد اﻟﺷﻌور ﺑﻛل ھذه
اﻟﻧﻌم ،ﻻ ﯾوﺟد ھﻧﺎك ﻣﺑرر ﻟﻠﺗﺷﺎؤم واﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟﻧﺻف اﻟﻔﺎرغ ﻣن اﻟﻛوب.
ھذا ،وﻣن دون اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ،ﯾظﮭر اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺣرﻣﺎن ،واﻟذي ﻣر ﺑﮫ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل اﻟﻛﺛﯾر
ﻣن اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾﻌﺎﻧون ﻣن اﻟﺳﻣﻧﺔ اﻟﻣﻔرطﺔ ﻓﻲ أﻣﯾرﻛﺎ واﻟذﯾن ﺗﺑﻠﻎ ﻧﺳﺑﺗﮭم .٪٦٠وﻛذﻟك
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣدﺧﻧﯾن وﻣدﻣﻧﻲ اﻟﻛﺣول واﻟﻣﺧدرات اﻟذﯾن ﺗﺗدھور ﺣﯾﺎﺗﮭم ﻷﻧﮭم ﻏﯾر ﻗﺎدرﯾن ﻋﻠﻰ أن
ﯾﻧﻔذوا ﺧﯾﺎراﺗﮭم اﻟﺑﺳﯾطﺔ وﯾؤﻣﻧون ﻓﻌﻼً أﻧﮭم راﻏﺑون ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﮭﺎ .ﻓﮭم ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣن إﻧﻛﺎر اﻟذات-
إﻧﻛﺎر ﻟﻠﻐﻧﻰ اﻟﻛﺎﻣن ﻓﻲ دواﺧﻠﮭم .ﻓﺈدراﻛﮭم ﺑﻘوة ذاﺗﮭم ﯾﺟﻌل ﻣن ﺗﻠك اﻟدواﻓﻊ واھﯾﺔ .ﻓﺑدون
اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺣﻘﯾﻘﺗك ،ﻣن اﻟﺻﻌب أن ﺗدرك اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻷي ﺷﻲء ﯾﺣدث ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗك ،إﻻ ﻓﻲ ﺑﻌض
اﻷوﻗﺎت اﻟﻌﺎﺑرة ﺳرﯾﻌﺔ اﻟزوال اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻌر ﻓﯾﮭﺎ ﺑﺎﻟرﺿﻰ.
اﻟﺣﻠﻘﺔ اﻟﻣﻔرﻏﺔ ،اﻟﺣﻠﻘﺔ اﻟﻘوﯾﺔ
ﻋﻧدﻣﺎ ﻧﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ،ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﺗﻔﺎﻋل ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن ﺑﻛﺎﻣل طﺎﻗﺗﻧﺎ؛ ﻓﯾﺷﻌرون ﺑﺎﻟﺗﻘدﯾر وﯾﻧﺟذﺑون ﻟﮭذه
اﻟطﺎﻗﺔ .وﻟﻛن اﻟﯾﺄس واﻟﻣرارة واﻟﺷﻌور ﺑﺄﻧﻧﺎ ﺿﺣﯾﺔ ﯾﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧﻌرض ﻋن اﻟﻧﺎس ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺳﻧﺣﺻل
ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻠﯾل ﻣن اﻟﻣﺳﺎﻧدة ﻣن اﻵﺧرﯾن .وﺑﺎﻟﻣﺛل ،ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻘل ﺷﻌورﻧﺎ ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ،ﯾؤدي ذﻟك إﻟﻰ ﻗﻠّﺔ
اﻟﻣﺳﺎﻋدة واﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻌﺟز واﻟﻣرض ،وﺳﻧﺷﻌر ﺑﺄن اﻟﺣﯾﺎة »ﺗﺳﻠب« ﻣﻧّﺎ ،وأن ﺻﺣﺗﻧﺎ ﺗﺗدھور ،ھذا
ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﻣﺗﻊ اﻵﺧرون أﻧﻔﺳﮭم ﺑﻣﺗﻊ اﻟﺣﯾﺎة.
ﺗﻌﻠم اﻻﻣﺗﻧﺎن
ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻋﻠم اﻟﻣﻧﺎﻋﺔ اﻟﻌﺻﺑﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ،ھﻧﺎك ﺗﺄﻛﯾد أن اﻟﻣﺷﺎﻋر واﻟﻣﻌﺗﻘدات واﻟﺗﺄوﯾﻼت )اﻟﺗﻲ
ﺗﻣﺛل ﺧرﯾطﺗﻧﺎ ﻋن ھذا اﻟﻌﺎﻟم( ﻟﮭﺎ ﻋﻣﯾﻖ اﻷﺛر ﻋﻠﻰ وظﺎﺋف اﻟﺟﺳم ﺳواء اﺳﺗﺳﻠﻣﻧﺎ ﻟﻠﻣرض أم
ﻗﺎوﻣﻧﺎه .وﺗﻛﻣن ﻣﻌظم اﻹﺛﺎرة ﻓﻲ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑـ« اﻟﻌﺟز« .ﻓﻣﮭﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﺗﺣدﯾﺎت واﻷزﻣﺎت
اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺻف ﺑﺣﯾﺎﺗﻧﺎ ،ﻓﺈﻧﻧﺎ إذا ﺷﻌرﻧﺎ ﺑﺎﻟﻌﺟز واﻟﺿﻌف ﻟﻣواﺟﮭﺗﮭﺎ ،ﻓﺈﻧﻧﺎ أﻛﺛر ﻋرﺿﺔً ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ
ﺑﺎﻷﻣراض.
أﻣرا ﻓطرﯾًﺎ ،وﻟﻛﻧﮭﺎ ،ﻛﻣﺎ أﻋﺗﻘد ،ﺷﯾﺋًﺎ ﻧﺗﻌﻠﻣﮫ وﻧﻛﺗﺳﺑﮫ.
ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺳﻣﯾﮭﺎ اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﯾﺳت ً
اﻻﻣﺗﻧﺎن ﯾﺗﻌﻠﻖ ﺑﻣﺷﺎﻋر اﻟرﺿﻰ واﻟﻘﻧﺎﻋﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ -ﻓﻠدﯾﻧﺎ ﻛل ﻣﺎ ﻧﺣﺗﺎﺟﮫ وﻧﺳﺗﺣﻘﮫ؛ وﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ
ﻧﺣن ﻧﻘﺗرب ﻣن اﻟﻌﺎﻟم ﻣﻊ اﻹﺣﺳﺎس ﺑﻘﯾﻣﺗﻧﺎ .إﻧﮭﺎ ﺗﺟرﺑﺔ ﻧﺧوﺿﮭﺎ ﻧﺣو اﻟرﺿﻰ اﻟﻛﺎﻣل واﻟذي ﻣن
اﻟﻣﻣﻛن أن ﯾﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن .ﻓﻣن دون اﻻﻣﺗﻧﺎن ،ﺳﯾﻣﯾل ﺷﻌورﻧﺎ ﻧﺣو اﻟﻧﻘص وﻋدم
اﻟﻛﻔﺎءة ،وﺣﺗﻰ أﻧﮫ ﻗد ﺗم ﺧداﻋﻧﺎ -أي ﺑﻛﻠﻣﺔ واﺣدة اﻟﻌﺟز.
إذا ﻟم ﺗﻛن ﺳﻌﯾد اﻟﺣظ ﻟﺗﺗﻌﻠم ﺳﻠوك اﻻﻣﺗﻧﺎن وأﻧت طﻔل ،ﻓﻘد ﺗﺷﻌر ﻣن ﺣﯾن ﻵﺧر أﻧك ﺗﻧزﻟﻖ ﻓﻲ
ﻣﮭﺎوي اﻟﯾﺄس واﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﺳﺗﯾﺎء واﻹھﻣﺎل .وھذا ﯾﺣدث ﻟﻲ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ،وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺣدث
ذﻟك ،أذﻛر ﺑﺑﺳﺎطﺔ اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻌﻧﻲ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺎﻷﻣور اﻟﺗﻲ أﻓﻌﻠﮭﺎ ،وأذﻛر ﻣﮭﻣﺗﻲ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻲ
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ورؤﯾﺗﻲ ﻟﮭﺎ ﺑﺎﻣﺗﻧﺎن ﻋظﯾم .ﻗد ﯾﺳﺗﻐرق اﻷﻣر ﺑﻌض اﻟوﻗت ،إﻻ أن اﻟﺗرﻛﯾز اﻟداﺧﻠﻲ
واﻟﺧﯾﺎل ﯾﺟﻌل ﺳﻠوﻛﻲ ﯾﺗﺟدد ﻣرة ً أﺧرى .وﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ ،ﻓﺄﻧﺎ ﻣﺛﻠك ﺗﻣﺎ ًﻣﺎ» ،أﻧﺎ ﻣﺎ أﻓﻛر ﻓﯾﮫ«.
اﻻﻣﺗﻧﺎن اﻟﻣﺗﺳﺎﻣﻲ
دان ﻣﯾﻠﻣﺎن
ﻗﺎم دان ﻣﯾﻠﻣﺎن ﺑﺗﺄﻟﯾف ﺳﺑﻌﺔ ﻛﺗب ،ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ »طرﯾﻖ اﻟﻣﺣﺎرب اﻟﺳﻠﻣﻲ« ،و»ﻣﺎ ﻣن ﻟﺣظﺎت
ﺿﺎ ﻛﺗﺎﺑﯾن ﻟﻸطﻔﺎل .وﻗد ﺗﻣت ﺗرﺟﻣﺔ أﻋﻣﺎﻟﮫ ﻋﺎدﯾﺔ« ،و»اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺗﻲ ﺧﻠﻘت ﻟﺗﺣﯾﺎھﺎ« .ﻛﻣﺎ أﻟف أﯾ ً
إﻟﻰ أﻛﺛر ﻣن ١٦ﻟﻐﺔ ،ﻛﻣﺎ أﻟﮭﻣت ﺗﻠك اﻟﻛﺗب ﻣﻼﯾﯾن اﻷﺷﺧﺎص .ﻛﺎن دان ﺑطل اﻟﻌﺎﻟم ﻓﻲ اﻷﻟﻌﺎب
اﻷوﻟﻣﺑﯾﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻧﮫ ﯾﻌﻣل ﻛﺄﺳﺗﺎذ ﺟﺎﻣﻌﻲ .ﯾﻘوم دان ﺑﺗدرﯾب اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن
ﯾﺣﻣﻠون أﻓﻛﺎر وﻣﺑﺎدئ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟروﺣﯾﺔ واﻟﺷﺧﺻﯾﺔ.
ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن ﻣﻌظﻣﻧﺎ ﻟدﯾﮫ ﺧﻣس ﺣواس ،إﻻ أن ھﻧﺎك ﺣﺎﺳﺗﯾن إﺿﺎﻓﯾﺗﯾن وﻟﮭﻣﺎ أھﻣﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ
وھﻣﺎ :روح اﻟدﻋﺎﺑﺔ واﻟﺑﺻﯾرة .وﻣﻧﮭﻣﺎ ﯾﻧﺑﺛﻖ اﻟﺷﻌور اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن .وإن ﻛﻧﺎ ﻧﻔﺗﻘد ﻟﻠﺑﺻﯾرة
ﺳﻧﻔﺗﻘد ﻟروح اﻟدﻋﺎﺑﺔ ﺣﺗ ًﻣﺎ؛ ﻓﻘد ﺗﺛﯾر ﺧﯾﺑﺎت اﻷﻣل اﻟﺻﻐﯾرة اﺳﺗﯾﺎﺋﻧﺎ ،وﺗﺧﯾب آﻣﺎﻟﻧﺎ وﺗوﻗﻌﺎﺗﻧﺎ إن
اﻛﺗﺷﻔﻧﺎ ﻋﯾوب وأﺧطﺎء اﻵﺧرﯾن.
وﻣﻊ ذﻟك ،ﻓﻣن ﻣﻧﺎ ﯾواﺟﮭون اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺻﻌﺑﺔ واﻻﺧﺗﺑﺎرات اﻟﻣؤﻟﻣﺔ ،ﻣﺛل اﻟﻣرض أو ﻣوت أﺣد
اﻷﺣﺑﺎء ،ﻟدﯾﮭم وﺟﮭﺔ ﻧظر ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ .ﻓﻧﺣن ﻻ ﻧطﺑﻖ ھﻧﺎ اﻟﻣﻘوﻟﺔ اﻟﻣﺷﮭورة »ﻻ ﺗﮭﺗم ﺑﺻﻐﺎﺋر
اﻷﻣور«؛ ﻓﻧﺣن ﻧﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﻛل اﻟﻧﻌم واﻟﺑرﻛﺎت ﻣﮭﻣﺎ ﺻﻐرت .وﯾﺷﺎرﻛﻧﻲ ﻓﻲ ھذا اﻟرأي
اﻟﻛﺎﺗب واﻟﻣﻣﺛل »ﺗﺷﺎرﻟز ﺟرودن« ،ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﺗوﻓﻲ واﻟده ﻛﺎن ﺑﻌﻣر اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻋﺷرة ،ﻓﻘد ﻛﺎن ﻛل ﻣﺎ
ﺣوﻟﮫ ﺗﺎﻓ ًﮭﺎ ﻻ ﻗﯾﻣﺔ ﻟﮫ .وﻟﻛن وﻓﺎة واﻟده أﻋطﺗﮫ رؤﯾﺔً ﺟدﯾدة وﻣﻌﮭﺎ إﺣﺳﺎس ﻋﻣﯾﻖ ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن.
ﻣﻊ ﻣرور اﻟوﻗت ،ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﻟدﯾﻧﺎ رؤﯾﺔ أوﺳﻊ وأﺷﻣل ،ﯾﺗﻐﯾر ﻣﻔﮭوﻣﻧﺎ .ﻓﻧﺑدأ ﻓﻲ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن
ﻟﯾس ﻓﻘط ﻣن أﺟل أﻣور ﻣﻔﺿﻠﺔ ،أو ﻣن أﺟل أﻋﻣﺎل ﻟطﯾﻔﺔ ﺗﻘدم ﻟﻧﺎ ،أو اﻟظروف اﻟﺳﻌﯾدة وﻟﻛن
ﻟﻸﺷﯾﺎء اﻟﺻﻐﯾرة ﻣﺛل إﻟﻘﺎء ﻧظرة ﺧﺎطﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺷروق اﻟﺷﻣس وﺟﻣﺎل أوراق اﻷﺷﺟﺎر اﻟﺗﻲ ﺗداﻋﺑﮭﺎ
اﻟﻧﺳﯾﻣﺎت .ﻓﮭذه اﻟرؤﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ﺗؤدي إﻟﻰ اﻟﺗواﺿﻊ اﻟﺷدﯾد وﻟﻛن ﻟﯾس ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻟﺧﻧوع وإﻧﻣﺎ ﻟﺗﻘدﯾر
ﻣﻛﺎﻧﺗﻧﺎ ﻓﻲ ھذا اﻟﻛون اﻟﻛﺑﯾر وإدراك اﻟﻔرص اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺣﻧﺎ اﻟﺣﯾﺎة إﯾﺎھﺎ .ﺳوا ًء أﻛﺎﻧت اﻷﻣور ﺗﺳﯾر
ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾرام أم ﻻ ﻓﻲ ھذه اﻟﻠﺣظﺔ.
ﺷﻛرا ﻟﻠﻌﻣﺔ ﺳوزان ﻟﺗﻘدﯾﻣﮭﺎ ﺗﻠك
ً ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﻧﺎ أطﻔﺎﻻً ،ﺗﻌﻠﻣﻧﺎ اﻻﻣﺗﻧﺎن اﻟﺗﻘﻠﯾدي ،ﻣﺛﻼ» :ﻋزﯾزي .ﻗل
ً
اﻟﻣﻼﺑس اﻟداﺧﻠﯾﺔ اﻟظرﯾﻔﺔ« .أو رﺑﻣﺎ ﻧﻛون ﻗد ﺗﻌﻠﻣﻧﺎ اﻻﻣﺗﻧﺎن ﺑداﻓﻊ اﻻﺣﺳﺎس ﺑﺎﻟذﻧب» :ﻋﻠﯾك أن
ﺗذﻛر ﻛم ﺿﺣﯾﻧﺎ ﻣن أﺟﻠك ،واﻧظر إﻟﻰ ﻧﻔﺳك اﻵن وﻣﺎ اﻟذي ﺗﻘﺗرﻓﮫ ﺑﺣﻘﻧﺎ« .ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﯾﺗﮭﻣﻧﺎ ﺷﺧص
ﺑﻌدم اﻻﻣﺗﻧﺎن ،ﻧﻌﻠم ﺣﯾﻧﮭﺎ أﻧﻧﺎ اﺧﺗرﻗﻧﺎ أﺣد اﻟﺗﻘﺎﻟﯾد اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ .ﻓﺎﻻﻣﺗﻧﺎن اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻗد ﯾﺣﻣل ﻋبء
اﻻﻟﺗزام واﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ ﺑﺎﻟﻧﻌم أو اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺳﻠوك ﻣﻌﯾن ،وﻛﺄﻧﻧﺎ ﻧﻘول» :ﻟﻘد ﻓﻌﻠت اﻟﻛﺛﯾر ﻣن أﺟﻠﻲ
أﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﻓﻌﻠت أﻧﺎ ﻣن أﺟﻠك ،ﻟذا ﻓﺄﻧﺎ ﻣدﯾن ﻟك ﺑﺎﻟﻛﺛﯾر« .وھذه ھﻲ ﺣﻛﻣﺔ اﻻﻣﺗﻧﺎن .ﻓﻐﺎﻟﺑًﺎ ﻣﺎ ﺗﻧدرج
اﻟدواﻓﻊ اﻟﻛﺎﻣﻧﺔ وراء أﻓﻌﺎل اﻹﯾﺛﺎر -اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟواﺟب ،واﻟﺿﻣﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،واﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ
وﻧﺎدرا ﻣﺎ ﯾﻛون اﻹﯾﺛﺎر اﻟﻧﻘﻲ واﻟﺗﺿﺣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔس ھﻲ اﻟدواﻓﻊ.
ً اﻻﻋﺗراف ﺑﻧﺎ ،وإﻟﻰ اﻻھﺗﻣﺎم ﺑﻧﺎ،
ﻲ أن أﻛون ﻣﻣﺗﻧًﺎ ﻟﮫ .وﻟﻛن إذا إذا ﻗدم ﻟﻲ أﺣد اﻷﺷﺧﺎص ﻣﻌروﻓًﺎ ،ﻓﺎﻟﻌرف اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﯾﺣﺗم ﻋﻠ ّ
ﻣﻧﺣﺗﮭم ﻓرﺻﺔ ﻟﺗﻘدﯾم اﻟﻌطﺎء واﻟﺧدﻣﺎت وﺗﻌزﯾز ﺷﻌورھم ﺑﻘﯾﻣﺔ أﻧﻔﺳﮭم ،ﻓﺄﻋﺗﻘد أﻧﮭم ھم ﻣن
ﺳﯾﻛوﻧون ﻣﻣﺗﻧﯾن ﻟﻲ .ﻓﻛﻠﻣﺎ ﻧظرﻧﺎ إﻟﻰ اﻷﻣور ﺑﻌﻣﻖ ،أﺻﺑﺣت ﻗواﻋد اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻣﺣﯾرة ﺑﺷﻛل أﻛﺑر.
ﻟذﻟك ﻓﺎﻻﻣﺗﻧﺎن اﻟﻣﺗﺳﺎﻣﻲ ،ﯾﺗﺟﺎوز اﻟﺗﻘﺎﻟﯾد اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ .ﻓﺑدل أن ﻧﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻷﺷﺧﺎص ﺑﻌﯾﻧﮭم،
ﺳﻧﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن أو ﻟﻠروح اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻣن ﺧﻼﻟﮭم .ﻓﻧﺑدأ ﻓﻲ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ وﻟﻛل ﻣﺎ
ﯾظﮭر ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ .وھذا اﻟﺷﻌور ﯾزﯾد ﻣن ﻗﯾﻣﺗﻧﺎ وﯾﺣﺗوﯾﻧﺎ وﯾﺳﺎﻋدﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻻرﺗﻘﺎء إﻟﻰ اﻵﺧرﯾن
واﺣﺗواﺋﮭم ﺣﯾث ﻧدرك ﻣﻌًﺎ وﻧﻌﺗرف ﻣﻌًﺎ اﻧﻧﺎ ﻓﻌﻠﻧﺎ ھذا ﻣﻌًﺎ.
ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷوﻗﺎت ،أﺳﺗﯾﻘظ ﻛل ﺻﺑﺎح وأﻧﺎ أﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ،وأﺧﻠد ﻟﻠﻧوم ﻛل ﻟﯾﻠﺔ وأﻧﺎ أﺷﻌر
ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن وﻟدي إﺣﺳﺎس ﻋﻣﯾﻖ ﺑﺎﻟوﺟود واﻟﺣب وﺑﻣﺑﺎرﻛﺔ اﻟروح .ﻓﺄﻧﺎ أﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻷﺻدﻗﺎﺋﻲ،
وﻷﻋداﺋﻲ ،ﻣﻣﺗﻧﺔٌ ﻟﻛل اﻷﻓراح اﻟﺗﻲ ﻏﻣرﺗﻧﻲ وﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﮭﻧﻲ ،ﻷن اﻷﻓراح ﺗﺳﻌدﻧﻲ،
واﻟﺗﺣدﯾﺎت ﺗﺳﺎﻋدﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻣﯾﺔ ﺷﺧﺻﯾﺗﻲ .ﻓﻛل ﺷﻲء ﻟﮫ ﻓﺎﺋدﺗﮫ.
اﻟوﻗوع ﻓﻲ اﻻﻣﺗﻧﺎن
ﻣﺎري ﻣﺎرﻏرﯾت ﻣور
ﻣﺻدرا ﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺑﺎرﺛوﻟوﻣﯾو ﻷﻛﺛر ﻣن ٢٠ﻋﺎ ًﻣﺎ .أﻣﺎ اﻟﺧﻣس ً ﻟﻘد ﻛﺎﻧت ﻣﺎري ﻣﺎرﻏرﯾت ﻣور
ﺳﻧوات اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﺣﯾﺎﺗﮭﺎ ﻓﻘد ﻗﺿﺗﮭﺎ ﻓﻲ ھﺎواي ،ﺣﯾث ﺣﺻﻠت ﻋﻠﻰ ﺷﮭﺎدﺗﯾن ﺟﺎﻣﻌﯾﺗﯾن ﻣن ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﺳﺗﺎﻧﻔورد .ﻛﺎﻧت ﻣﺎري ﺑﺎﺣﺛﺔً داﺋﻣﺔ ﻋن اﻟوﻋﻲ اﻟﻧﻘﻲ ﻟﺳﻧوات ﻋدﯾدة ،وذﻟك ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟﻌدﯾد ﻣن
اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت ﺑد ًءا ﻣن دراﺳﺔ طﺎﻗﺔ اﻟﻘدﯾﺳﯾن اﻟﻣﺳﯾﺣﯾﯾن وطﺎﻗﺔ اﻟزن اﻟﺑوذﯾﺔ ،وﺻوﻻً إﻟﻰ أﻓﻛﺎر راﻣﺎﻧﺎ
ﻣﮭﺎرﺷﻲ.
ﻣن أھم اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻠﻣﺗﮭﺎ ،ﺧﻼل اﻟﺳﺑﻌﺔ ﻋﺷر ﻋﺎ ًﻣﺎ اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻌﻣل ﻣﻊ طﺎﻗﺔ اﻟﺑﺎرﺛوﻟوﻣﯾو،
أن اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻣﺛل اﻟﺣب ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﺗﺗﻌﻣﻖ ﻓﯾﮫ ﺑدرﺟﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ .ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷوﻗﺎت ﻛﻧت أﺷﻌر أن
اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻣﻌﻧﺎه أن أﺷﻌر ﺑﺎﻟﺳﻌﺎدة واﻟرﺿﻰ ﺑﺎﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻟﻣرء ،أو اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن
ﯾﻣﻠؤون ﺣﯾﺎﺗﮫ ،أو اﻟﻣﺑﺎھﺞ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﯾﺷﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮫ .ﻟﻛن اﻟﺑﺎرﺛوﻟوﻣﯾو أظﮭر ﻟﻧﺎ أن ھﻧﺎك ﻧظرة ً أﻛﺛر
وﺗﻛرارا أن اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻓﻲ أﻋﻣﻖ درﺟﺎﺗﮫ ھو ً ﻣرارا
ً ﻋﻣﻘًﺎ ﻣن ھذه اﻟﻧظرة اﻟﻣﺣدودة .ﻟﻘد ﺑﯾن ﻟﻧﺎ
اﻟﺷﻌور اﻟداﺋم ﺑﺎﻟﺳﻛﯾﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻸ ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ وﺗﻣدﻧﺎ ﺑﺎﻟطﺎﻗﺔ ﺑﺷﻛل داﺋم ﻓﻲ ﻛل ﻟﺣظﺔ ﻣن ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ ،ﺑﻐض
اﻟﻧظر ﻋن اﻟظروف اﻟﺗﻲ ﺗراﻓﻖ ﺗﻠك اﻟﺣظﺔ .ﻟﻘد ﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧﻐﯾر ﺗﻔﻛﯾرﻧﺎ اﻟﻣﻌﺗﺎد اﻟﻣﺗﻣﺛل »ﺑﺄﻧﻧﺎ ﻧﺷﻌر
وﺣوﻟﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻌﻣﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻣن اﻟﻘﻠب وھﻲّ ﺑﺎﻟﺳﻌﺎدة ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺳﯾر اﻷﻣور ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾرام«
أن ھذا اﻻﻣﺗﻧﺎن ،ھذه اﻟﻣﻌﺟزة ،وھذا اﻟﺳﻼم ﻋﺑﺎرة ﻋن أﺳﻠوب ﻛﮭراﻣﻐﻧﺎطﯾﺳﻲ ﺛﺎﺑت ﯾﻣﻛن
اﻟوﺻول إﻟﯾﮫ ﻋن طرﯾﻖ ﺗﺧﻠﺻﻧﺎ ﻣﻣﺎ ﻧﻣر ﺑﮫ ﻣن ﻣﺂﺳﻲ ﻋﺎطﻔﯾﺔ وﻋﻘﻠﯾﺔ ﻟﻧﺻل إﻟﻰ ﺛﺑﺎت ﺻﺎﻣت
ﻟﻼﻣﺗﻧﺎن ﻧﻔﺳﮫ.
إﻧﮭﺎ ﻟﺣظﺔ ﻣﺛﯾرة ﻋﻧدﻣﺎ ﻧدرك أن ﻛل ﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ ﻟﻧﺎ وأي ﺷﻲء ﯾﺣدث ﻟﻧﺎ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﺿر ھو ﻣﺎ
ﻧﺣﺗﺎﺟﮫ ﺑﺎﻟﺿﺑط ﻹدراك ﺣﻘﯾﻘﺔ وﺟود اﻟﻧور اﻟﺳﺎطﻊ اﻟﻼﻣﺣدود ﻟﻠﻛون ﻧﻔﺳﮫ ، -ﻟﻠﺣب ،ﻟﻠﻧور ،ﻣﺎ
ھو ،وطﺑﯾﻌﺗﻧﺎ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ – أو ﺳﻣﮫ ﻣﺎ ﺷﺋت .ﻟﻘد ﻛﺎﻧت ﻛﻠﻣﺎت ﺑﺎرﺛوﻟوﻣﯾو اﻟﻣﺳﺗﻣرة ﻟﻧﺎ» :ﻣﮭﻣﺎ ﻛﺎن
اﻟﺣﺎﺿر وﻣﮭﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﺗﺟﺎرب اﻟﺗﻲ ﻧﻣر ﺑﮭﺎ ،إذا أﻋطﯾت ﻧﻔﺳك اﻟﻔرﺻﺔ ﻷن ﺗﺷﻌر ﻛﻠﯾًﺎ ﺑﮭذه
اﻟﺗﺟﺎرب وﺗﻣر ﺑﮭﺎ دون اﻟﺗﻔﻛﯾر ﺑﮭﺎ أو ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﻐﯾﯾرھﺎ أو ﻓﮭﻣﮭﺎ أو ﺗﺟﻧﺑﮭﺎ ،ﺳﺗﺟد ﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ ﻓﻲ
ﺟوھر ﻛل ھذه اﻟﺗﺟﺎرب اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺳﻛﯾﻧﺔ واﻟﺳﻌﺎدة اﻟﻠﺗﯾن ﺗﺑﺣث ﻋﻧﮭﻣﺎ«.
ﻓﻲ ھذه اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ،ﺑدأ اﻟﻛﺛﯾر ﻣﻧﺎ ﯾدرك ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟروﺣﯾﺔ ھذه اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ داﺋﻣﺔ اﻟوﺟود؛
وﺣﯾث إﻧﻧﻲ ﺳﺎﻓرت إﻟﻰ ﺑﻘﺎع ﻛﺛﯾرة ﻣن ھذا اﻟﻌﺎﻟم ،ﻓﻘد وﺟدت أن ھذه اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣوﺟودة ﻓﻲ ﻛل ﻣﻛﺎن
زرﺗﮫ وﻣﻊ أﻧﺎس ﻣن ﺛﻘﺎﻓﺎت وﺑﯾﺋﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
وﯾﺑدو اﻷﻣر ﻛﻣﺎ ﻟو أن ھﻧﺎك ﻣﻧﺑﻌًﺎ ﻟﻸﻣل واﻻﻣﺗﻧﺎن واﻟﯾﻘظﺔ ﯾﺳﻛن آﻻف وآﻻف اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻋﻠﻰ
وﺗﻛرارا ھو أن اﻟﻧﺎس ﻓﻲ
ً ﻣرارا
ً اﺧﺗﻼف ﺛﻘﺎﻓﺎﺗﮭم وﻣذاھﺑﮭم ،اﻟﻣﻌروﻓﺔ وﻏﯾر اﻟﻣﻌروﻓﺔ .ﻓﻣﺎ ﺳﻣﻌﺗﮫ
وأﺧﯾرا ﻋﻠﻣوا أن ﷲ ﻣوﺟود؛ وأﻧﮫ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺎ-ﻣن ﻗﺑل ﻣن ً ﻛل ﻣﻛﺎن ﯾﻌﺑّرون ﻋن اﻣﺗﻧﺎﻧﮭم ﺑﺄﻧﮭم
ﯾﻌرف ﻣﺎ ھﻲ اﻟﻧﻌﻣﺔ ،ﺑدأﻧﺎ ﻧدرك ﻓﻌﻼً ،ﻛﻣﺎ ﻟو أﻧﮫ ﺣﻘﻧﺎ اﻟطﺑﯾﻌﻲ ،ﺑﺄﻧﻧﺎ ﻧﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﻘدرة ﻟﺗﺟرﺑﺔ ﻗداﺳﺔ
وﺟودﻧﺎ.
إن ھذه اﻟﻘدرة اﻟﺗﻲ ﻻﺑد أن ﺗﻛون ﻣوﺟودة ﻓﻲ ھذه اﻟﻠﺣظﺔ وھذا اﻟﯾوم وھذه اﻟﺣﯾﺎة -وﻟﯾس ﻓﻲ
اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﻧﺎ وﻻدة ً ﻣﯾﻣوﻧﺔً ﺟدﯾدة ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون اﻟظروف ﻣؤاﺗﯾﮫ .ﻓﯾﺑدو أﻧﻧﺎ ﺟﻣﯾﻌًﺎ ﻧرﯾد
ﺳﻣﺎع »أﺧﺑﺎر ﺳﻌﯾدة« – وھﻲ أﻧﻧﺎ ﻧﺣن ﻣن ﻧﺳﻌﻰ إﻟﯾﮭﺎ ،وأﻧﻧﺎ ﻟم ﻧﻧﻔﺻل أﺑدًا ﻋن أﻧﻔﺳﻧﺎ ،وأن ھذه
ھﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻛﺎﻣﻧﺔ ﻓﯾﻧﺎ ﻛﻠﻣﺎ ﻛﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌداد ﻟﻠﺗﺧﻠص ﻣن اﻷﻓﻛﺎر واﻟﻣﺷﺎﻋر اﻟﻣؤﻗﺗﺔ وﻟﻠﺗﻣﺎھﻲ ﻣﻊ
وﺟود ﷲ اﻷﺑدي.
ﻛﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ ھذا اﻟﺗﺣرر اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ﻋﻧدﻣﺎ ﻧﺳﻣﺢ ﻷﻧﻔﺳﻧﺎ ﺑﺄن ﻧدرك أن ﻛل ﻟﺣظﺔ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﻣﻠﯾﺋﺔ
ﺑﺎﻟﺳﻌﺎدة واﻟراﺣﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﻧﺗرك اﻷﺷﯾﺎء ﻋﻠﻰ ﺣﻘﯾﻘﺗﮭﺎ .ﻓﻼ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن »ﻧﺻﻧﻊ »اﻟﻠﺣظﺔ أو أن
»ﻧﺟدھﺎ« أو »ﻧﻛﺗﺳﺑﮭﺎ« .ﻟﻛن ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧﻛوﻧﮭﺎ .ﻷﻧﻧﺎ ﻧﻣﺛل ﺑﺎﻟﻔﻌل ھذه اﻟﻠﺣظﺔ .ﻓﻣﺎذا ﺳﯾﻛون أﺳﮭل
ﻧﻛف ﻋن اﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ ،ﻷﻧﮫ ﻟم ﯾﺑﻖ ﺳوى ﻛﯾﻧوﻧﺗﻧﺎ ﻏﯾر اﻟﻣﺣدودة.
ّ ﻣن أن ﻧﻌﯾش ﺣﻘﯾﻘﺗﻧﺎ؟ ﻓﻌﻠﯾﻧﺎ ﻓﻘط أن
ﻓﻼ ﺗﻧﺎﺿل وﻻ ﺗﻛﺎﻓﺢ ،ﻓﻘط ﻛن أﻧت.
»ﻣﻔﻛرة اﻻﻣﺗﻧﺎن ﺧﺎﺻﺗﻲ«
اﻟﻘس ﻧﺎﻧﺳﻲ ﻧورﻣﺎن
ﻟﻘد ﻛرﺳت اﻟﻘس ﻧﺎﻧﺳﻲ ﻧورﻣﺎن ﺣﯾﺎﺗﮭﺎ ﻹﻟﮭﺎم اﻟﻧﺎس ﻣن أﺟل أن ﯾﻛﺗﺷﻔوا وﯾطوروا وﯾﺣﻘﻘوا اﻟطﺎﻗﺔ
اﻟﻛﺎﻣﻧﺔ ﻓﻲ دواﺧﻠﮭم .وﻗد ﻛﺎن ﻧﮭﺟﮭﺎ واﺿ ًﺣﺎ وﻋﻣﻠﯾًﺎ وﺟﺎدًا وﺳﮭل اﻟﺗطﺑﯾﻖ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﯾوﻣﯾﺔ .ﺗﻌﻣل
ﻧﺎﻧﺳﻲ ﻛﻛﺎھﻧﺔ ﻣوﺣدة ،وﺣﻘﻘت ﻧﺟﺎﺣﺎت ﺑﺎھرة ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت ﻋدة ﻣﺛل اﻟﻌﻘﺎرات واﻷزﯾﺎء وﻏﯾرھﻣﺎ.
رﺿﻰ وأﻛﺛر وﻓرة.
ً ﻛﻣﺎ أﻧﮭﺎ ﺗﻛرس ﺣﯾﺎﺗﮭﺎ ﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻧﺎس ﻓﻲ اﻟوﺻول إﻟﻰ ﺣﯾﺎة أﻓﺿل وأﻛﺛر
ﻲ ﺟﺎم اﻟﻌذاب ﻛﻧت أﺷﻌر أن ﺛﻣﺔ ﺳﺣﺎﺑﺔً ﻗﺎﺗﻣﺔً ﺗطوف ﺣوﻟﻲ ﻓﻲ ﻛل اﻷوﻗﺎت ،اﺳﺗﻌدادًا ﻟﺗﺻب ﻋﻠ ﱠ
ﻣؤﺧرا ،ﺣﯾث ﺑدا ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ ً واﻟﻛﺂﺑﺔ .وﺑدت ﺗﻠك اﻟﺳﺣﺎﺑﺔ اﻟﺻﻐﯾرة ﺗﻼزﻣﻧﻲ ﻣﻧذ أن ﺗم طﻼﻗﻲ
ﻲ ﺿﺎ ،ﻓﻠﯾس ﻟدي ﻋﻣل وﻣﺎدﯾًﺎ ﻏﯾر آﻣﻧﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻛﻧت أﺷﻌر ﺑﺎﻟوﺣدة اﻟﺷدﯾدة .ﻣﺎ اﻟذي ﻛﺎن ﻋﻠ ّ ﻏﺎﻣ ً
ﻓﻌﻠﮫ؟ وﻟم أﻛن أﻋرف ﻣن أﯾن أﺑدأ .ﺛم أﺷرق ذھﻧﻲ ﺑﻔﻛرة ،ﻟﻘد ﻛﺎﻧت ﻛﻣن ﺟﺎء وھﻣس ﻟﻲ» :ﺗوﻗﻔﻲ
ﻋن اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﺑﯾﺎت ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗك ،واﺷرﻋﻲ ﺑﺎﻟﺗﻔﻛﯾر ﺑﻣﺎ ھو ﺟﯾد وإﯾﺟﺎﺑﻲ« .أﻋﺗرف أﻧﮭﺎ
ﻟﯾﺳت ﻓﻛرة ﻣﺑﺗﻛرة ،إﻻ أﻧﮭﺎ ﻟم ﺗﺧطر ﺑﺑﺎﻟﻲ ﻣن ﻗﺑل.
ﺛم ﺑدأت ﻓﻲ وﺿﻊ ﺧطﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾذ ھذه اﻟﻔﻛرة .ﻓﺟﻠﺳت وﺑدأت أﺣﺻﻲ ﻛل ﺷﻲء ﺟﯾد وإﯾﺟﺎﺑﻲ أﺳﺗطﯾﻊ
ﺗذﻛره .ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﻧت أدون ﺗﻠك اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل ﺑدا ﻟﻲ اﻟﻌﺎﻟم أﻛﺛر ودًا ،وأدرﻛت أن ﻟدي اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺷﯾﺎء
ﻲ أن أﻛون ﻣﻣﺗﻧﺔً ﻟوﺟودھﺎ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻲ .وﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ ھذه اﻟﺟﻠﺳﺔ ﻣن ﺗدوﯾن اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ أﺷﻌر اﻟﺗﻲ ﻋﻠ ّ
ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﮭﺎ ،ﻛﻧت ﻗد ﻣﻸت ﺻﻔﺣﺎت ﻋدﯾدة ،وﺑدأت ﻣﺷﺎﻋر اﻟﮭم واﻟﻛﺂﺑﺔ ﺗﻧﺣﺳر وﺗﺗﻼﺷﻰ .وﻗررت
ﻣﻧذ ﺗﻠك اﻟﻠﺣظﺔ أن أﺣﻣل ﻣﻔﻛرة اﻻﻣﺗﻧﺎن ھذه -وأن أرﻛز ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ھو ﺟﯾد ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻲ وأن أﺗﺧذ
ﺧطوة ﻟﻠﻣﺿﻲ ﻗد ًﻣﺎ .وﻛﺎﻧت ﺧطﺗﻲ أن أﺣﻣل ﻣﻌﻲ ﻣﻔﻛرة ﺻﻐﯾرة ﻓﻲ ﻛل اﻷوﻗﺎت ،ﺣﯾث أدون
ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ أﺷﻌر ﻟﮭﺎ ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﺣﺎل ﺣدوﺛﮭﺎ.
ﻋﻧدﻣﺎ اﻧطﻠﻘت ﻓﻲ رﯾﺎﺿﺔ اﻟﻣﺷﻲ اﻟﺻﺑﺎﺣﯾﺔ رأﯾت اﻟﻌﺎﻟم ﺑﻧظرة ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ .ﻓﮭذا اﻟﻣﺷﮭد اﻟذي اﻋﺗدت
ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻷﯾﺎم اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ رأﯾﺗﮫ اﻟﯾوم ﯾﺿ ﱡﺞ ﺑﺎﻟﺣﯾﺎة واﻟﺟﻣﺎل واﻷﻟوان .وﺣﺗﻰ ﺗﻠك اﻟﻛﻼب اﻟﺗﻲ ﻣررت
ﺑﮭﺎ ،واﻟطﯾور اﻟﺗﻲ ﺳﻣﻌﺗﮭﺎ ﺗﻐرد ﻛﺎﻧت ﻛﻠﮭﺎ ﺗذﻛرﻧﻲ ﺑﺄﻧّﻲ أﻋﯾش ﻓﻲ ﻛون ﻣﺗﻧﺎﻏم وودود وﻣﻠﻲء
ﺑﺎﻟﺧﯾرات .ﻟﻘد دوﻧت ﻛل ھذه اﻟﻌﺟﺎﺋب ﻓﻲ »ﻣﻔﻛرة اﻻﻣﺗﻧﺎن ﺧﺎﺻﺗﻲ«.
وﻛﻠﻣﺎ ﻣﺿﻰ اﻟﯾوم ﺑﺳﺎﻋﺎﺗﮫ ﻛﺎﻧت اﻟﻧﻌم ﺗظﮭر ﻟﻲ واﺣدة ً ﺗﻠو أﺧرى .وﻋﻧدﻣﺎ وﺻل اﻟﺑرﯾد -وﺑدﻻً ﻣن
أﻣرا ﻏﯾر ﻣﺗوﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق .ﺛم ﺑﻌد ذﻟك اﻟﻔواﺗﯾر ،ﻛﺎن ھﻧﺎك ﺛﻼﺛﺔ ﺷﯾﻛﺎت .وﻛﺎﻧت ھذه اﻟﺷﯾﻛﺎت ً
أﺣﺿرت ﻟﻲ ﺟﺎرﺗﻲ ﻓطﯾرة ً ﺻﻧﻌﺗﮭﺎ ﺑﻧﻔﺳﮭﺎ؛ وﻗﺎﻟت ﻟﻲ إﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﻌﻠم ﻟﻣﺎذا ﻓﻌﻠت ذﻟك ،إﻻ أﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت
ﺗﻔﻛر ﺑﻲ وھﻲ ﺗﺧﺑز ﺗﻠك اﻟﻔطﯾرة .وﻗﺎﻣت ﺻدﯾﻘﺔ ﻟﻲ ﺑﺈھداﺋﻲ ﻟوﺣﺔً رﺳﻣﮭﺎ ﻓﻧﺎن ﻣﻌروف .ﻓﻛﺗﺑتُ
ﻛل ھذه اﻷﺣداث ﻓﻲ ﻣﻔﻛرة اﻻﻣﺗﻧﺎن .وﺑﺣﻠول ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻧﮭﺎر ،ﺗﻼﺷت ﺗﻣﺎ ًﻣﺎ ﺗﻠك اﻟﺳﺣﺎﺑﺔ اﻟﻣظﻠﻣﺔ ﺑﻛل
ﻣﺎ ﺗﺣﻣﻠﮫ ﻣن ھم وﻛﺂﺑﺔ.
ﻣﺎ زﻟت أﺳﺗﺧدم ﻣﻔﻛرة اﻻﻣﺗﻧﺎن .وھذا ﯾﺳﺎﻋدﻧﻲ ﻋﻠﻰ رؤﯾﺔ اﻷﻣور ﺑﻌﯾدًا ﻋن اﻟﻣﺧﺎوف واﻟﺷﻛوك
ﻲ اﻷﺣداث اﻟﺳﻌﯾدة واﻷﺷﺧﺎص اﻟﺗﻲ ﺗﮭزم اﻟﻧﻔس .ﻓﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ھو ﻗوة ﻣﻐﻧﺎطﯾﺳﯾﺔ ﻗوﯾﺔ ﺗﺟذب إﻟ ّ
ﻲ اﻹﻣﻛﺎﻧﺎت اﻟﺧﻔﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة .ﻓﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ھو أﺣد أھم اﻷﺳرار ﻟﺣﯾﺎةٍ راﺿﯾ ٍﺔ اﻟﺳﻌداء ،وﺗﺟذب إﻟ ّ
ٌ
ﺗﻌﺎون ﻛوﻧﻲ. ﻣﻠﯾﺋ ٍﺔ ﺑﺎﻹﻧﺟﺎزات -إﻧﮫ
ﻧﻌم! إﻧﻧﻲ أﻋﯾش ﻓﻲ ﻛون ﻣﺗﻧﺎﺳﻖ وﻣﻠﻲء ﺑﺎﻟﺧﯾرات وودود ،وأﻧﺎ أﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟذﻟك.
ھﺑﺔ اﻻﻣﺗﻧﺎن
روﺑرت اودوم
روﺑرت أودوم ،أﻟّف ﻛﺗﺎب »ﺻدﯾﻘك ﻓﻲ ١٢ﺧطوة ﻧﺣو اﻟﺷﻔﺎء« ،وﯾﻌﻣل ﻣﺳﺗﺷﺎر ﻣﯾﺗﺎﻓﯾزﯾﻘﻲ ،ﻛﻣﺎ
أﻧﮫ ﻋﻣل أﺳﺗﺎذ ﻣﺣﺎﺿر وﻣﻌﻠم ﻟﻣﺎ ﯾزﯾد ﻋن ﻋﺷرﯾن ﻋﺎ ًﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺷﻔﺎء .وﻗد درس ﺗﺎرﯾﺦ ﻧﯾو
ﻣﻛﺳﯾﻛو ،وﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﮫ أن ﯾﺟﻌل ﻣﻧزﻟﮫ ﻓﻲ ﺳﺎﻧﺗﺎ ﻓﻲ وﻻس ﻛروﺳﯾس ﻓﻲ ﻧﯾو ﻣﻛﺳﯾﻛو.
ﺗﻌﻠُم ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺣب ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ ﺗذﻛر ﺣﻘﯾﻘﺗﻧﺎ .واﻷﻣر اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﯾﺎة ،ھﻲ
ﻣظﮭر ﻣن ﻣظﺎھر اﻟروح ﻓﻲ اﻷﺟﺳﺎم اﻟﻣﺎدﯾﺔ .ﻓﺎﻟﺣﯾﺎة ٌ أﻧﮭﺎ ،ﺑﻛﺎﻣﻠﮭﺎ ،ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻛوﻛب ﻣﺎ ھﻲ إﻻ
روح ،واﻟروح ﻣﻘدﺳﺔ ،ﻟذا ﻓﺎﻟﺣﯾﺎة ﻣﻘدﺳﺔ.
ت ﻛﺎفٍ ﻧﺳﺗطﯾﻊ ﻣن ﺧﻼﻟﮫ أن ﻧﺻل إﻟﻰ اﻟوﻋﻲ اﻟﻛﺎﻣل ﺑﺗﻌﻘﯾدات اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗﺎج اﻻﻣﺗﻧﺎن إﻟﻰ وﻗ ٍ
ﻧﻣر ﺑﮭﺎ .ﻓﻐﺎﻟﺑًﺎ ﻣﺎ ﻧﻐرق ﻓﻲ اﻟﻌﻣل وﻧﺳﺗﻐرق ﺟ ﱠل وﻗﺗﻧﺎ ﻓﯾﮫ ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺑﻘﻰ ﻟﻧﺎ إﻻ ﻟﺣظﺎت ﻗﻠﯾﻠﺔ ﻟﻧﻌﯾش
اﻟﺣﯾﺎة .وﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ،ﻻ ﻧﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﺳوى ﻟﻠﻧﻌم اﻟواﺿﺣﺔ اﻟﺟﻠﯾﺔ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻧﺳﺗﺎء وﻧﺗذﻣر ﻣن
آﻻﻣﻧﺎ.
ﻧﺣن ﻧﻌﯾش ﻓﻲ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺗﺣﯾط ﺑﻧﺎ وﺗﺿﻊ ﻟﻧﺎ ﺑرﻧﺎﻣ ًﺟﺎ وھو أن ﻧﺄﻣل اﻟرﺿﺎ واﻟﺳﻌﺎدة اﻟداﺋﻣﺔ وأن ﻧﻘﻠل
ﻛﺑﯾرا .ﻓﻣن اﻟﺳﮭل ﻋﻠﯾﻧﺎ اﻵن أن ﻧﻘرأ ﻋددًاً ﻣن أھﻣﯾﺔ اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻐرق وﻗﺗًﺎ طوﯾﻼً واھﺗﻣﺎ ًﻣﺎ
ﻗﻠﯾﻼً ﻣن اﻟﻛﺗب أو أن ﻧذھب إﻟﻰ اﻟﺣﻠﻘﺎت اﻟدراﺳﯾﺔ وأن ﻧﺗوﻗﻊ اﻟﺗﻧوﯾر اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ .وﺗﺳﻣﻰ
ﺗﻠك اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ ﺑـ »روﺣﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣﺎﯾﻛروﯾف« ﻛدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺳرﻋﺗﮭﺎ اﻟﺧﺎطﻔﺔ .ﻓﺈذا أردﻧﺎ أن ﻧﺗﻌﻠم ﻛﯾف
ﻧﺣب ،ﻓﯾﺟب ﻋﻠﯾﻧﺎ أن ﻧﺗﻘﺑل ﺑﺳرور ﻛل ﺗﺟﺎرب اﻟﺣﯾﺎة ،اﻟﺳﺎرة واﻟرھﯾﺑﺔ ﻣﻧﮭﺎ واﻟﻣﮭﯾﺑﺔ .ﻓﻔﻲ ﻣﻌظم
اﻷﺣوال ،ﺗﺄﺗﻲ اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻌظﯾﻣﺔ ﻣﺗﺧﻔﯾﺔً وراء اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻻﺿطراب واﻷﻟم .ﻟذا ،ﻓﺎﻟﺗﺣدي أن ﻧﺷﻌر
ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﻶﻻم ﻛﻣﺎ ﻧﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﻠﺳﻌﺎدة.
إن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟدروﺳﻧﺎ اﻟﺗﻲ ﻧﺗﻌﻠﻣﮭﺎ وﻟﻠﺧﺑرات اﻟﺗﻲ ﻧﻛﺗﺳﺑﮭﺎ ھﻲ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ أﻓﺿل اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ
ﻟﻠﺣﯾﺎة ،ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون ھذا اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻧﺎﺑﻌًﺎ ﻣن اﻟﻘﻠب .أن ﺗﻛون ﻣﻣﺗﻧًﺎ ،ﻛﻣﺎ أوردﻧﺎ ﻓﻲ ﺑرﻧﺎﻣﺞ »اﺛﻧﺎ
ﻋﺷرة ﺧطوة »وأن ﺗﻌﺗﻣد اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻣﻧﮭ ًﺟﺎ ﻟك ،ﯾﺟﻌﻠﻧﺎ أﻗرب إﻟﻰ اﻟﺗواﺻل ﻣﻊ أﻧﻔﺳﻧﺎ .وھذا ﯾذﻛرﻧﺎ
ﺑﺄﻧﻧﺎ ﺟز ٌء ﻣن دواﻣﺔ اﻟﺧﻠﻖ اﻟﻌظﯾﻣﺔ ،وأﻧﻧﺎ ﻓﻲ رﺣﻠﺔ روﺣﯾﺔ ﻧﻌود ﻓﯾﮭﺎ إﻟﻰ اﻷﺻل .وﻛل ﺷﻲء ﻓﻲ
ھذه اﻟرﺣﻠﺔ ھو ﺟز ٌء ﯾﻘرﺑﻧﺎ ﻣن اﻟروح اﻟﻣﻘدﺳﺔ ﻋن طرﯾﻖ إدراﻛﻧﺎ ﻟﺟﺎﻧﺑﻧﺎ اﻟﻣﻘدس.
إن ﻟدﯾﻧﺎ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔً روﺣﯾﺔ ﻷن ﻧﻛون ﻣﻣﺗﻧﯾن ﺑوﻋﻲ ٍ ﻟﮭذه اﻟطﺎﻗﺔ اﻟداﺋﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻣن داﺧﻠﻧﺎ وﺗﺳﺎﻋدﻧﺎ
ﻓﻲ ﺷﻔﺎء أﻧﻔﺳﻧﺎ ،وﺷﻔﺎء أﺧوﺗﻧﺎ وأﺧواﺗﻧﺎ ،ﺑل وﺷﻔﺎء اﻟﻛوﻛب ﻛﻠﮫ ،أﻣﻧﺎ اﻷرض.
اﻣض ﺑﻌض اﻟوﻗت وﺣﯾدًا ﻓﻲ اﻟطﺑﯾﻌﺔ .وراﻗب اﻟﻧﻣل واﻟطﯾور وأوراق اﻷﺷﺟﺎر ﺑﮭدوء .ﻓﻛل أﺷﻛﺎل
اﻟﺣﯾﺎة ﻏﯾر واﻋﯾﺔ ﻟدورھﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺣﯾﺎة .ﻓﺎﻟﻧﻣل ،ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ،ﻟدﯾﮫ وﻓرة ﻣن اﻟرﻣل ﻟﯾﺑﻧﻲ
ﺿﺎ ﻟدﯾﮭﺎ وﻓرة ﻣن اﻟﻐﺻﯾﻧﺎت ﻟﺗﺑﻧﻲ أﻋﺷﺎﺷﮭﺎ .وھﻧﺎك ﺷﻼﻻت ﻣن أﺷﻌﺔ اﻟﺷﻣس ﺑﯾوﺗﮫ ،واﻟطﯾور أﯾ ً
اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻋد أوراق اﻷﺷﺟﺎر ﻓﻲ اﻧﺗﺎج ﻏذاء ﻟﻠﻧﺑﺎﺗﺎت .ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﺗﻛون ﺑﯾن أﺣﺿﺎن اﻟطﺑﯾﻌﺔ ،ﺗذﻛر أﻧك
ﺿﺎ ﺟز ٌء ﻣن ھذه اﻟﺷﺑﻛﺔ اﻟراﺋﻌﺔ واﻟﻣﻌﻘدة اﻟﺗﻲ ھﻲ اﻟﺣﯾﺎة .إﻧﮭﺎ ﻟﻧﻌﻣﺔٌ ﻋظﯾﻣﺔٌ أن ﺗﻌﯾش ﻓﻲ ھذا أﯾ ً
ﺳﺎ ﻋﻣﯾﻘًﺎ ،واﻓﺗﺢ ﻗﻠﺑك ،وﺗذﻛر أن اﻻﻣﺗﻧﺎن ھو ﺗﻘدﯾر ﷲ ﻟذاﺗﮫ اﻟﺗﻲ وھﺑﮭﺎ ﻟﮭذا اﻟﻣﻛﺎن اﻟراﺋﻊ .ﻓﺧذ ﻧﻔ ً
اﻟﻌﺎﻟم.
ﻟذاُ ،ﻛن ﻣﻣﺗﻧًﺎ ﺑوﻋﻲ ٍ ﻟﻛل ﺷﺧص وﻟﻛل ﻣﻛﺎن ،وﻟﻛل ﺷﻲء ﺳﺎھم ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻣك اﻟﺣب.
اﻻﻣﺗﻧﺎن :اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻟﻠﻘﻠب اﻟﻣﺣب
داﻧﯾﺎل ﺗﻲ ﺑﯾراﻟﺗﺎ
داﻧﯾﺎل ﺗﻲ ﺑﯾراﻟﺗﺎ ﻣدرس ﻣﯾﺗﺎﻓﯾزﯾﻘﻲ وﯾﺣﻣل ﺷﮭﺎدة ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ﻣن ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻧطﺎﻛﯾﺎ .وﻗﺿﻰ ﻓﺗرة
ﻣن اﻟﺗدرﯾب اﻟﻣﻛﺛف ﻣﻊ ﻟوﯾز ھﺎي .إن اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﻗﺎم داﻧﯾﺎل ﺑﻛﺗﺎﺑﺗﮭﺎ وﺻﻠت إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺎت
ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن اﻟﻧﺎس ،ﺑد ًءا ﻣن اﻷطﻔﺎل ﻓﻲ ﻣدارﺳﻧﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺻوﻻً إﻟﻰ اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾﻌﺎﻧون ﻣن
اﺿطراﺑﺎت ﻧﻔﺳﯾﺔ وﻋﻘﻠﯾﺔ .وﯾﻌﻣل داﻧﯾﺎل ﺣﺎﻟﯾًﺎ ﻣﻊ ﺳﺟﻧﺎء اﻟﻣﻧﻔردة ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﺳﺟون .وﺗﻣت
اﺳﺗﺿﺎﻓﺔ داﻧﯾﺎل ﻓﻲ ﺳﻠﺳﻠﺔ ﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ﺗﻔﺎﻋﻠﯾﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﻌﻧوان» :اﺣﺗرام اﻟذات :أن ﺗﺻﺑﺢ ﻣﺗﻣﻛﻧًﺎ«!
ﻓﻲ ﻗﻧﺎة ﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ .وﯾﻘﯾم داﻧﯾﺎل ﻓﻲ ھﺎواي.
ﯾدﻓﻌﻧﺎ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن إﻟﻰ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻷﻣور اﻟﺟﯾدة ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة .إﻧﮫ ﯾﺄﺧذ اﻟﻧﻌم اﻟﺗﻲ ﻧﻧﻌم ﺑﮭﺎ
وﯾﺿﺎﻋﻔﮭﺎ .وﻋﻧدﻣﺎ ﻧﻌﺑّر ﺑﺳﻌﺎدة ﻋن ﺗﻘدﯾرﻧﺎ ﻟﻠﻧﻌم ﻓذﻟك ﺳﯾﻔﺗﺢ ﻗﻠوﺑﻧﺎ وﯾﺳﻣﺢ ﻟﻧﺎ ﺑﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻣزﯾد ﻣن
اﻟﺣب.
اﻟﺣب ھو اﻟﻘوة اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻔﻲ ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ ،واﻟﺣب ھو اﻟﻘوة اﻟﺗﻲ ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﮭﺎ أن ﺗﺻﻠﺢ ﺣﯾﺎة اﻟﻌﺎﻟم ﺑﺄﺳره.
واﻻﻣﺗﻧﺎن ﯾﺄﺗﻲ ﻣن اﻟﺣب .ﻓﮭو اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻟﻠﻘﻠب اﻟﻣﺣب .ﻟذﻟك ،ﻋﻧدﻣﺎ ﻧﻌﺑّر ﻋن اﻣﺗﻧﺎﻧﻧﺎ ﻓﺈﻧﻧﺎ
ﻧدﻋم أﻧﻔﺳﻧﺎ ﺑﺎﻟﻘوة اﻟﺗﻲ ﺑدورھﺎ ﺗﺷﻔﻲ ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ .ﻓﺎﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟﺷﻛر واﻟﺛﻧﺎء ﯾﺑﻌث ﻓﻲ ﻧﻔوﺳﻧﺎ طﺎﻗﺔ
اﻟﺷﻔﺎء ،وﯾﺟﻌل ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ أﻓﺿل ﻟﻧﻌﯾﺷﮭﺎ ،واﻟﻌﺎﻟم ﻣن ﺣوﻟﻧﺎ ﻣﻛﺎﻧًﺎ أﻓﺿل ﻟﻧﺣﯾﺎ ﻓﯾﮫ .ﻓﻔﻲ ﻛل ﻣرة ﻧﻌﺑّر
ﻓﯾﮭﺎ ﻋن ﺗﻘدﯾرﻧﺎ ،ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﺳﺎﻋد ﻓﻲ ﺷﻔﺎء ھذا اﻟﻌﺎﻟم .ﻓﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﯾرﺳل ذﺑذﺑﺎت إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻣن
ﺣوﻟﻧﺎ ﯾﺳﺗﺟﯾب اﻟﻛون ﻟﮭﺎ ﺑﻠطف.
ﻟذﻟك ،زراﻋﺔ »ﺑذرة اﻻﻣﺗﻧﺎن« أﻣر أﺳﺎﺳﻲ .وﯾﺑدأ ھذا اﻟﺳﻠوك ﺑﺄن ﺗﻼﺣظ ﻛل اﻟﺧﯾر اﻟذي ﯾوﺟد
ﻟدﯾك ﺑﺎﻟﻔﻌل .وﯾﻌﺗﺑر إﺣﺻﺎء اﻟﻧﻌم اﻟﺗﻲ ﻟدﯾك إﺣدى اﻟطرق اﻟﺗﻲ ﺗرﻗﻰ ﺑروﺣك .ﻓﮭﻲ ﺗﺣول اﻟطﺎﻗﺔ
اﻟﺗﻲ ﻟدﯾك إﻟﻰ طﺎﻗﺔ إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻣرﻏوب ﻓﯾﮭﺎ .ﻓﺈذا ﻛﻧت ﺗﺷﻌر ﺑﺎﻹﺣﺑﺎط أو اﻟﺣزن ،اﺑدأ ﻓﻲ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ
ﻛل اﻷﺷﯾﺎء اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗوﺟد ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗك .واﺑدأ ﺑﺎﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﻛل اﻟﻧﻌم اﻟﺗﻲ ﻟدﯾك .ﻓﺎﺑﺣث
ﻋن ھذه اﻟﻧﻌم؛ ﻓﮭﻲ ﻣوﺟودة ٌ ﺑﺎﻟﻔﻌل .وﯾﻘوم ﻣﺛل ھذا اﻟﺳﻠوك ﺑﺗﺟدﯾد طﺎﻗﺗك .ﻓﻘدم اﻟﺷﻛر ﻟﻠﺣﯾﺎة وﻟﻛل
اﻟﺧﯾر اﻟﻣوﺟود ﺑوﻓرة ﺑداﺧﻠك وﺣوﻟك.
إن ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻛوﻧك ﺣﯾًﺎ وﺗﻣر ﺑﺗﺟﺎرب ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﯾﺎة ﻟﮭو ﺷرف ﻋظﯾم .ﻓﻛل ﯾوم ﺟدﯾد ﻣﻠﻲء
ﺑﺎﻹﻣﻛﺎﻧﺎت اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﺗﺳﺗﻐﻠﮭﺎ .ﻓﻛل ﯾوم ﺟدﯾد ھو ﻓرﺻﺔ ﻟك ﻛﻲ ﺗﺑدأ ﻣن ﺟدﯾد.
ﻓﻠدﯾك ﻓرﺻﺔ راﺋﻌﺔ ﻟﺗﻛون اﻟﺷﺧص اﻟراﺋﻊ اﻟذي أﻧت ﻋﻠﯾﮫ .ﯾﺎ ﻟﮭﺎ ﻣن ﻧﻌﻣﺔ! ﻓﺎﺷﻛر ﷲ أﻧك ﻓﻲ ھذا
اﻟﻛون ،وأﻧك ﺗرﯾد وﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﺳﺎھم ﺑﻣواھﺑك وﻗدراﺗك ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم .ﻓﺎﻟﻌﺎﻟم ﯾﺣﺗﺎج إﻟﯾك ،واﻟﺣﯾﺎة
ﻣﻣﺗﻧﺔ ﻟك .واﻵن ﻓﻘد ﺣﺎن اﻟوﻗت ﻟﺗﻛون ﻣﻣﺗﻧًﺎ ﻟﻧﻔﺳك .ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻌﺑّر ﻋن اﻻﻣﺗﻧﺎن ،ﻓﺈﻧك ﺗزﯾد ﻣن
اﻟذﺑذﺑﺎت اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷرھﺎ ﺣوﻟك ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم؛ ﺣﯾث أﻧك ﺗﺻﻧﻊ طﺎﻗﺔً إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﺗﻧﺑﻊ ﻣن داﺧﻠك ﺛم
ﺗﻌود إﻟﯾك ﻛﺗﺟﺎرب راﺋﻌﺔ .ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠك أﺷﺑﮫ ﺑﺎﻟﻣﻐﻧﺎطﯾس .ﻓﺎﻷﺷﯾﺎء اﻟطﯾﺑﺔ واﻷﺷﺧﺎص اﻟطﯾﺑون
ﺷﺧص ﯾﺷﻌر ﺑﺎﻟﺳﻌﺎدة واﻟﻣﺗﻌﺔ وﺗﺳﺗﺣﻖ أن ﯾﻠﺗﻔوا ﺣوﻟك .ﻓﺳﻠوك اﻻﻣﺗﻧﺎن ٌ ﯾﻧﺟذﺑون إﻟﯾك ﻷﻧك
ﺟﺎذب ﺑطﺑﯾﻌﺗﮫ؛ ﻷن ﻟﮫ ﻣن اﻟﻘوة ﻟﺗﺣوﯾل اﻟﺗﺣدﯾﺎت إﻟﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ،واﻟﻣﺷﺎﻛل إﻟﻰ ﺣﻠول ،واﻟﺧﺳﺎرة
إﻟﻰ ﻣﻛﺳب .ﻓﮭو ﯾﺟدد طﺎﻗﺗﻧﺎ .ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﯾوﺳﻊ آﻓﺎق رؤﯾﺗﻧﺎ ،وﯾﺳﻣﺢ ﻟﻧﺎ ﺑرؤﯾﺔ ﻣﺎ ھو ﻏﯾر ﻣرﺋﻲ
ﻟﻶﺧرﯾن ذوي اﻟﻧظرة اﻟﻣﺣدودة.
ﺣﺗﻰ ﻓﻲ أﺣﻠك ﺳﺎﻋﺎﺗﻧﺎ ،ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧزرع ﺳﻠوك اﻻﻣﺗﻧﺎن .ﻓﻼ ﯾﮭم ﻣﺎ ﯾﺣدث ﺣوﻟﻧﺎ ،ﻓﻧﺣن ﻧﺳﺗطﯾﻊ أن
ﻧﺧﺗﺎر اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻠظروف اﻟﺳﯾﺋﺔ ﺑطرﯾﻘﺔ ﺗﺳﺎﻋدﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﻠم واﻟﻧﻣو .ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﻧﻧظر إﻟﻰ اﻟﺻﻌوﺑﺎت
وﻛﺄﻧﮭﺎ ﻓرص ﻟﻧﻣو ﺗﻔﻛﯾرﻧﺎ ،ﻧﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﻠدروس اﻟﺗﻲ ﻧﺗﻌﻠﻣﮭﺎ ﻣن ھذه اﻟﺗﺟﺎرب اﻟﺻﻌﺑﺔ .ﻓﮭﻧﺎك
داﺋ ًﻣﺎ ھدﯾﺔٌ ﻓﻲ ﻛل ﺗﺟرﺑﺔ واﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻻﻣﺗﻧﺎن ﯾﺳﺎﻋدﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺛور ﻋﻠﯾﮫ .ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﻧﻘدر ﺑﺻدق ﻛل ﻣﺎ
ﻛﻧﻌم
ٍ ﺗﻘدﻣﮫ ﻟﻧﺎ اﻟﺣﯾﺎة ،ﻧرى اﻟﻧور ﺑداﺧﻠﻧﺎ وﺑداﺧل ﻛل ﻣﺎ ﺣوﻟﻧﺎ .وﻧرى ﻛل اﻷﺷﺧﺎص واﻷﺷﯾﺎء
ﺣﻘﯾﻘﯾ ٍﺔ ﻣﺣﺗﻣﻠﺔ.
اﻻﻣﺗﻧﺎن ھو اﻟﺻﻼة ﻣن أﺟل أن ﯾﻌ ﱠم اﻟﺧﯾر .وھذا ﺑدوره ﯾﺟذب اﻟوﻓرة واﻟﻛرم .أﻋﺗﻘد أن ﻛﻠﻣﺗﻲ
»ﺷﻛرا ﻟك« ھﻣﺎ أﺟﻣل ﻛﻠﻣﺗﯾن ﺟﺎدت ﺑﮭﻣﺎ اﻟﻠﻐﺔ .ﻓﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﺗﻧﯾر ھﺎﺗﯾن اﻟﻛﻠﻣﺗﯾن وﺟﮫ ﺷﺧص ً
ﻟﯾدرك أﻧﮫ ﻣﺣط ﺗﻘدﯾر ﻛﺑﯾر .ﻓﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﯾﻔﺗﺢ أﻣﺎﻣﻧﺎ أﺑواب اﻟﻘﻠوب وﯾﺳﻣﺢ ﻟﻧﺎ ﺑﺄن ﻧﺷﻌر ﺑﺎﻟﺗواﺻل.
»ﺷﻛرا ﻟك« ،ﻋﻧدھﺎ وﻋﻠﻰ ً ﻓﻲ ﻛل ﺻﺑﺎحٍ ﻋﻧدﻣﺎ أﺳﺗﯾﻘظ ،أوﻟﻰ اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗدﻓﻖ ﻣن ﻓﻣﻲ ھﻲ
ﻲ وأﺗﻧﻔس وﻟدي ﯾوم اﻟﻔور أﺷﻌر أﻧﻲ ﻗرﯾب ﻣن ﷲ وﺗﻣﻸ اﻟﻣﺣﺑﺔ ﻗﻠﺑﻲ .ﻓﺄﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻷﻧﻧﻲ ﺣ ﱞ
آﺧر ﻷﻋﯾش ﻓﯾﮫ ﺣﯾﺎة ﻛﺎﻣﻠﺔً ﻏﻧﯾﺔ .ﻛﻣﺎ أﻧﻲ ﻣﻣﺗن ﻷﻧّﻲ ھﻧﺎ وأﺷﺎرك ﻓﻲ ھذا اﻟﻛون اﻟزاﺧر ﺑﺎﻟﻧﻌم.
ﻓﮭﺑﺔ اﻟﺣﯾﺎة ﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻧﺎ ﺟﻣﯾﻌًﺎ .وﻋﻧدﻣﺎ ﻧﻌرب ﻋن اﻟﺣب واﻻﻣﺗﻧﺎن ،ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧواءم طﺎﻗﺗﻧﺎ وﻧوﻗظ أﻧﻔﺳﻧﺎ
ﻟﻧﻌﻠم أن ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ ﺟزء ﻣن ھذه اﻟﮭﺑﺔ اﻟﻐﻧﯾﺔ.
ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﺑﻌض اﻟﺧطوات اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﺗﺑﺎﻋﮭﺎ ﻣن أﺟل أن ﺗﻧﻣﻲ ﺳﻠوك اﻻﻣﺗﻧﺎن:
»ﺷﻛرا« ﺑﺳرك أو ﺑﺻوت ﻋﺎل .ﻟﯾﻌﻠم ﷲ أﻧك ﺳﻌﯾد ﺑﻣﺷﺎرﻛﺗك ﺑﮭذه ً -ردد ﻋﻠﻰ ﻣدار اﻟﯾوم ،ﻛﻠﻣﺔ
اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﻰ اﻟﺣﯾﺎة .ﻗدم اﻟﺷﻛر ﻟﻧﻔﺳك وﻟﻶﺧرﯾن وﻟﻠﻌﺎﻟم ﻣن ﺣوﻟك .اﺟﻌل ھذا اﻟﺷﻌور
ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﯾﻧﺗﺷر ﻣن ﺣوﻟك ﻓﻲ ﻛل ﻣﻛﺎن.
-اﺣﺗﻔظ ﺑﻣﻔﻛرة اﻻﻣﺗﻧﺎن .ودون ﻓﯾﮭﺎ ﻛل اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻌر ﻟﮭﺎ ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗك .وﺗذﻛر أن
ﺗﺿﯾف ﺑﻌض اﻷﺷﯾﺎء ﻣﺛل اﻟﻛﮭرﺑﺎء واﻟﻣﺎء واﻟﺳﺑﺎﻛﺔ واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ،وﻛل وﺳﺎﺋل اﻟراﺣﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟﺗﻲ
اﺛن ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘدم اﻟذيﻏﺎﻟﺑًﺎ ﻣﺎ ﻧﻐﻔل ﻋﻧﮭﺎ .ﻓﺈذا اﺳﺗﻌﺻت ﻋﻠﯾك ﻛﺗﺎﺑﺗﮭﺎ ،ﺣﺎول أن ﺗﺳﺗذﻛرھﺎ ﺑﻌﻘﻠكِ .
أﺣرزﻧﺎه ﺟﻣﯾﻌًﺎ.
-ﻋﻧدﻣﺎ ﺗواﺟﮫ أوﻗﺎﺗًﺎ ﺻﻌﺑﺔ ،اﻧظر ﻟﮭذه اﻟﺗﺟﺎرب وﻗل» :أﻋﻠم أن ھذه اﻟﺗﺟﺎرب ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺣﻲ ،وأﻧﺎ
راﻏب ﺑرؤﯾﺔ ھدﯾﺔ ھذه اﻟﺗﺟرﺑﺔ .وأﺗﻣﻧﻰ أن ﺗظﮭر ﻟﻲ ھذه اﻟدروس وأﺗﻣﻧﻰ أن أﺻﺑﺢ أﻗوى وأﻛﺛر
ﻧﻘﺎ ًء.
ﺷﻛرا
ً ﺷﻛرا…
ً ﺷﻛرا….ً ﺷﻛرا…. ً
اﻻﻣﺗﻧﺎن :أﺳﻠوب ﺣﯾﺎة
ﻣﺎرﺳﯾﺎ ﺑﯾرﻛﻧز رﯾد
ﻣﺎرﺳﯾﺎ ﺑﯾرﻛﻧز رﯾد ﻣﻌروﻓﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟوطﻧﻲ ﻛﻣﺗﺣدﺛ ٍﺔ ﺗﺣﻔﯾزﯾ ٍﺔ وﻣﻘدﻣﺔ ﻧدوات .وﻟﻘد أﻣﺗﻌت
ﺟﻣﮭورھﺎ ﺑﺈﻋطﺎﺋﮭم ﺧﺑرات اﻛﺗﺳﺑﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻣدار ٢٥ﻋﺎ ًﻣﺎ .وﺣﺻﻠت ﻣﺎرﺳﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﮭﺎدات ﻓﻲ ﻋﻠم
ﻛﺑﯾرا ورﺿﺎ ﻋن ً اﻟﻧﻔس واﻟﻘﺎﻧون ،وﻋﺷرة أﻋوام ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻟﻔﻛر اﻟﺟدﯾد ،وﺣﻘﻘت ﻧﺟﺎ ًﺣﺎ
اﻟﻣﺷورات اﻟﺗﻲ ﻗدﻣﺗﮭﺎ ﻟﻠﻌﻣﻼء .وأﻟﻔت ﻣﺎرﺳﯾﺎ ﻛﺗﺎﺑًﺎ ﯾﺣﻣل ﻋﻧوان »ﻋﻧدﻣﺎ ﻻ ﺗﻛﻔﻲ ٩إﻟﻰ :٥دﻟﯾل
اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟرﺿﻰ ﻓﻲ ﻋﻣﻠك«.
ﺳﺎرة أو إذا ﻛﻧﺎ ﻧرﻛز ﻟﯾس ﻣن اﻟﺳﮭل اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن داﺋ ًﻣﺎ .ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت اﻟظروف اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﻧﺎ ﻏﯾر ّ
ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧﻔﺗﻘر إﻟﯾﮫ ،أﻛﺛر ﻣن ﺗرﻛﯾزﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻟدﯾﻧﺎ ﻓﻌﻼً ،ﻗد ﯾﺑدو اﻷﻣر ﺳﺧﯾﻔًﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﻟو ﺣﺎوﻟﻧﺎ اﻟﻌﺛور
ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻣﺎ ﻧﻣﺗن ﻟﮫ .وﻟﻛن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﯾﺷﻣل ﺷﯾﺋًﺎ أﻛﺑر ﻣن ﻣﺟرد ﺗﻘدﯾم اﻟﺷﻛر .ﻓﺎﻟﺷﻛر
ﺣدث ﻟﻠﺗو .ﻛﺄن ﺗﻘول» :أﻧﺎ ﻣﻣﺗن ﻟﻠﺳﺗرة اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ َ ﯾﻛون ﻣوﺟ ًﮭﺎ ﻧﺣو ﺷﻲء ﻣﻌﯾن أو ﻧﺣو ﺣد ٍ
ث
ﺗﻠﻘﯾﺗﮭﺎ ﻛﮭدﯾﺔ« .وﻟﻛن اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻛس ﻣن ذﻟك ،ﻓﮭو أﺳﻠوب ﺣﯾﺎة -طرﯾﻘﺔٌ ﻟﻠﻌﯾش ،ﻓﺎﻟﻧﺎس
اﻟذﯾن ﯾﻌﯾﺷون ﺑﺷﻌور اﻻﻣﺗﻧﺎن ،ﻗد طوروا ﻗدرة ً ﻋﻠﻰ ﺗﺟﺳﯾد اﻟﺳﻌﺎدة واﻟرﺿﺎ ﻋن ﺣﯾﺎﺗﮭم ﻟﺣظﺔً
ﺑﻠﺣظﺔ .وﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻘوﻣون ﺑﮭذا ،ﯾﺑدو أﻧﮭم ﯾﺟذﺑون إﻟﯾﮭم اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﻧﻌم ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮭم وﺗﺄﺗﯾﮭم ﻋﻠﻰ ﺷﻛل
ت ﺷﺧﺻﯾ ٍﺔ ﻣرﺿﯾ ٍﺔ ﻟﮭم وﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻷﻣور اﻟﺗﻲ ﯾرﻏﺑون ﺑﮭﺎ. أﻣوال ،ووظﺎﺋف ﻧﺎﺟﺣﺔ ،وﻋﻼﻗﺎ ٍ
ﻋﺎ
ﻗد ﯾؤدي ﺗﻘدﯾم اﻟﺷﻛر ﺑﺎﺳﺗﻣرار واﻧﺗظﺎم إﻟﻰ أﺳﻠوب ﺣﯾﺎة ﻣﻠﻲء ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن .وﻟذﻟك ﻓﻘد طورت ﻧو ً
ﻣن اﻟﺗﻣﺎرﯾن ،ﻟﻣﻣﺎرﺳﺗﮭﺎ ،ﻓﻔﻲ ﻛل ﻣرة ﯾﺣدث ﻓﯾﮭﺎ ﻟك ﺷﻲء ﺟﯾد –ﺳواء أﻛﺎن ھذا اﻷﻣر ﻣﺗوﻗﻌًﺎ أم
»اﻟﺷﻛر !« وﻋﻧد ﻗﯾﺎﻣك ﺑذﻟك ُ ﻏﯾر ﻣﺗوﻗﻊ -ﻓﻌﻠﯾك أن ﺗﻘول ﻟﻧﻔﺳك )ﻟﻧﻔﺳك أو ﺑﺻوت ﻋﺎ ٍل(:
ﺑﺎﻧﺗظﺎم ،ﺳﺗﻼﺣظ أﻧك ﺗﺗﻐﯾر ﺑﺎﻟﻔﻌل وأن اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﺗؤرﻗك ﺑﺎﻷﻣس ﻟم ﺗﻌد ﻛذﻟك اﻟﯾوم .ﻋﻧدﻣﺎ ﺗرى
ظﺎ ﻣﻧك ،ﻓﺎﺷﻛر إﻟﮭك ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻌم اﻟﺗﻲ ﺗﺣظﻰ ﺑﮭﺎ ،وﺣﺎول أن ﺗﻣد ﯾد اﻟﻌون ﻟﮭذا ﺻﺎ أﻗل ﺣ ًﺷﺧ ً
اﻟﺷﺧص وأن ﺗﻌطﯾﮫ ﻣﻣﺎ ﺗﻣﻠك.
إن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻻﻣﺗﻧﺎن ھﻲ ،ﺑﺑﺳﺎطﺔ ،اﻋﺗراف أن ھﻧﺎك ﻧﻌ ٌم ﻻ ﻧﮭﺎﺋﯾﺔ ﺗطوف داﺋ ًﻣﺎ ﺣوﻟﻧﺎ ﻓﻲ ھذا
اﻟﻛون وﺣﺗﻰ ﻓﻲ ﻣﺎ وراء ھذا اﻟﻛون .وﯾﺟب ﻋﻠﯾك ،ﻛﻣﺎ ﯾﺣﺛﻧﺎ إرﯾك ﺑﺗرورث ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﮫ اﻟذي ﯾﺣﻣل
ﻋﻧوان »«اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟروﺣﻲ« ،أن ﺗدرك ﺗﻣﺎ ًﻣﺎ أﻧك ﺗﻌﯾش ﻓﻲ ﻛﯾﺎن ﯾﺣﯾط ﺑك ﻛﻣﺎ ﯾﻌﯾش اﻟﺳﻣك ﻓﻲ
اﻟﻣﺎء .ﻓﻼ ﯾﻣﻛن أن ﻧﺳﺗﻐﻧﻲ ﻋن ھذا اﻟﻛﯾﺎن ،ﺣﺗﻰ وﻟو ﺧﺳرﻧﺎ ﻛ ﱠل ﻣﺎ ﻧﻣﻠك ﺑﺳﺑب أزﻣ ٍﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻓﺈن
ھذا اﻟﻛﯾﺎن ھو اﻟﺟوھر ﻏﯾر اﻟﻣﺎدي ﻟﻸﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﻧراھﺎ .وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ داﺋ ًﻣﺎ أن ﻧوﺟﮫ اﻣﺗﻧﺎﻧﻧﺎ إﻟﻰ
اﻟﺟوھر ﻏﯾر اﻟﻣرﺋﻲ ﻟﻠﻣﺎدة ﻣن ﺣوﻟﻧﺎ ،وﻧﺣن ﻧﻌﻠم أﻧﮫ ﻋﻧد ﻗﯾﺎﻣﻧﺎ ﺑذﻟك ﻧﺳﺎﻋده ﻓﻲ ظﮭوره ﻟﻧﺎ.
ﯾﻘودوﻧﺎ اﻻﻣﺗﻧﺎن إﻟﻰ ﻧﺗﯾﺟﺗﯾن راﺋﻌﺗﯾن ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ .اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ھﻲ اﻹﺣﺳﺎس اﻟﻌﻣﯾﻖ ﺑﺎﻟﺳﻌﺎدة
واﻟﻣﺗﻌﺔ ،ﻓﯾﻘﺎل إﻧﻧﺎ إذا ﺣﺎوﻟﻧﺎ أن ﻧﺳﻌﻰ ﻟﺗﺣﻘﯾﻖ اﻟﺳﻌﺎدة ،ﻛﮭدفٍ ﻟﻧﺎ ،ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺳوف ﺗراوغ وﺗﻔر ﻣﻧّﺎ.
واﻷﻣر ذاﺗﮫ ﯾﻧطﺑﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻔرح :إذا ﺣﺎوﻟﻧﺎ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﮫ ،ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻟن ﻧﺟده .وﻟﻛن إن ﻗﻣﻧﺎ ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ
اﻻﻣﺗﻧﺎن -وأن ﻧﻌﯾش ﺑوﻋﻲ ﺗﺎم ﺑﺎطﻣﺋﻧﺎن ،وأن ﻧﻛون ﺷﺎﻛرﯾن ﻟﻣﺎ ﻟدﯾﻧﺎ )ﺣﺗﻰ وإن ﻛﺎن ﻗﻠﯾﻼً( ،وأن
ﻧزرع اﻟﺳﻼم اﻟداﺧﻠﻲ ﺧﻼل أوﻗﺎت اﻟﺗﺄﻣل اﻟﮭﺎدئ ،ﺳﻧﺟد أن ھذا اﻟﻔرح ﯾظﮭر ﺗﻠﻘﺎﺋﯾًﺎ.
اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻟﻼﻣﺗﻧﺎن ھﻲ ﺗﺟرﺑﺔ ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣن اﻟوﻓرة واﻻزدھﺎر .ھﻧﺎك ﻣﺑدأ ﻣﺗﻔﻖ ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺄﻧﮫ
»ﻋﻧدﻣﺎ ﻧرﻛز ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﯾزداد« .ﻓﺈذا ﻗﺿﯾﻧﺎ ﻣﻌظم وﻗﺗﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﯾﻣﺎ ﻧﻔﺗﻘده أو ﻛم ﻧﺗﻣﻧﻰ أن
ﻣؤﺧرا ،ﻓﺈن ھذا اﻟﺷﻌور ﺳﯾزﯾد -وﺳﯾﻛون ﻟدﯾﻧﺎ اﻟﻣزﯾد ﻣن ً ﻧﺣظﻰ ﺑﺣﯾﺎةٍ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،أو ﻓﯾﻣﺎ ﻓﻘدﻧﺎه
اﻟﺧﺳﺎﺋر واﻟﻧﻘص واﻻﺳﺗﯾﺎء ﻣن وﺿﻌﻧﺎ اﻟﺣﺎﻟﻲ .وﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻷﺧرى ،إذا ﻗﻣﻧﺎ ﺑﺎﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﻣﺎ
ﻟدﯾﻧﺎ -ﻛﺎﻟطﻌﺎم ﻋﻠﻰ ﻣواﺋدﻧﺎ ،وأﺻدﻗﺎﺋﻧﺎ وﻋﺎﺋﻠﺗﻧﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﮭﺗم ﺑﺄﻣرﻧﺎ ،وأﺷﻌﺔ اﻟﺷﻣس اﻟﻣﺷرﻗﺔ -ﻓﺈن ھذه
اﻟﻧﻌم ﺳوف ﺗزداد.
ﻓﺎﻟطﺎﻗﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ ﺗﺟذب إﻟﯾﻧﺎ اﻟﻣزﯾد واﻟﻣزﯾد ﻣن اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﻧرﻏب
ﻓﯾﮭﺎ ،إﻧﮭﺎ ﻛﺎﻟﺳﺣر ﺗﻘرﯾﺑًﺎ.
ﻓورا» :ﻣﺎ اﻟذي ﺳﺄﻛون ﻟﮫ
ﻟذﻟك ،ﻋﻠﯾك أن ﺗﺑدأ ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻻﻣﺗﻧﺎن اﻟﯾوم .ﺣﺎﻟﻣﺎ ﺗﺳﺗﯾﻘظ أﺳﺄل ﻧﻔﺳك ً
واﻣض ﺑﻌض اﻟوﻗت ﻓﻲ ﺻﻣت ،ﻣﻊ ﻧﻔﺳك اﻟداﺧﻠﯾﺔ ،وﻗم ﺑﺗﻘدﯾر أﻋﺟوﺑﺔ ﻣن أﻧت. ِ ﺷﺎﻛرا اﻟﯾوم؟«
ً
وﺗذﻛر داﺋ ًﻣﺎ أن ﺗﻌﺗرف ﺑﺎﻟﺧﯾر اﻟذي ﯾﺄﺗﻲ إﻟﯾك.
اﻻﻣﺗﻧﺎن :ﻗوة ھﺎﺋﻠﺔ
ﺟون راﻧدوﻟف ﺑراﯾس
ﻗﺎم ﺟون راﻧدوﻟف ﺑراﯾس ﺑﺗﺄﻟﯾف ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﻛﺗب اﻟﺗﻲ ﺣﻘﻘت أﻛﺑر ﻧﺳﺑﺔ ﻣﺑﯾﻌﺎت ،وﻣﻧﮭﺎ:
»اﻷﺑطﺎل« و»ﻛﺗﺎب اﻟوﻓرة« ،و»اﻟﻣﻼﺋﻛﺔ داﺧل اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة« و »اﻟروح اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ« .ﻛﻣﺎ أﻧﮫ
ﯾﻌﻣل رﺋﯾس ﻣﺟﻠس إدارة ﻣؤﺳﺳﺔ ﻛوارﺗوس ،وﺑﺎﻟﺗﻌﺎون ﻣﻊ زوﺟﺗﮫ ﺟﺎن ،أدار اﻟﻌدﯾد ﻣن ورﺷﺎت
اﻟﻌﻣل ،واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﻛﺛﻔﺔ .وﻛﺎﻋﺗراف ﺑﺟﮭودھﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﻓﻲ إطﻼق راﺑط ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﻌﻘل
اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ وﯾوم اﻟﺷﻔﺎء اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺗم ﻣﻧﺣﮭﻣﺎ ﺟﺎﺋزة »ﻧور ﷲ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر« ﻟﻌﺎم ١٩٨٦ﻣن ﻗﺑل ﺟﻣﻌﯾﺔ
ﺿﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋزة اﻟﻌﻣل اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﻣن ﻣﻘﺎطﻌﺔ أرﯾزوﻧﺎ ﻟﻠﺗﺣﺎﻟف ﻛﻧﺎﺋس اﻟﻣوﺣدة .ﻛﻣﺎ ﺣﺻل ﺟون أﯾ ً
اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﻔﻛر اﻟﺟدﯾد ﻟﻌﺎم .١٩٩٢
إن اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻌﺎم ﻟﻼﻣﺗﻧﺎن ھو أن ﺗﻌﺑر ﻋن ﺷﻛرك ﻟﻠﻧﻌم اﻟﺗﻲ ﺣﺻﻠت ﻋﻠﯾﮭﺎ .وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن ھذا
أﻣر ﻣﮭم ،إﻻ أﻧّﻲ أﺷﻌر أن طﺎﻗﺔ اﻻﻣﺗﻧﺎن ھﻲ ﻣن أﻛﺛر اﻟﻘوى اﻟﺟﺎذﺑﺔ ﻓﻲ ھذا اﻟﻛون .ﻓﺎﻟﻘﻠب اﻟﻣﻠﻲء
ﺑﺎﻟﺷﻛر واﻻﻣﺗﻧﺎن ﺣﺗﻰ وإن ﻛﺎﻧت اﻟﻣظﺎھر ﺗﺧﺑرﻧﺎ أﻧﻧﺎ ﻣﺗورطون ﻓﻲ اﻷﻟم واﻟﺻراع واﻟﺣزن،
ﯾﻧﻘﻠﻧﺎ إﻟﻰ درﺟﺔ أﻋﻠﻰ ﻣن اﻹدراك ،وﺳﻧﺷﮭد ﻛﯾف ﺳﺗﺷرق اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣن ﻗﻠب اﻟوھم.
ﻷﻟﺧص ﻣﺎ ﻛﻧت ﻗد ﻛﺗﺑﺗﮫ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻲ اﻟذي ﯾﺣﻣل ﻋﻧوان »اﻟﺗﻣﻛﯾن« ،ﺗﺗﺣﻘﻖ رﻏﺑﺎﺗﻧﺎ أوﻻً ﻓﻲ اﻟوﻋﻲ،
ﺛم ﺗظﮭر ﻟﻠﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ اﻟﺗﺟرﺑﺔ واﻟﺷﻛل اﻟﻣﺛﺎﻟﯾﯾن -ﻟذﻟك ﻓﺎﻟﺳر ﯾﻛﻣن ﻓﻲ أن ﺗﻌﺑر ﻋن
ﺗﯾﺎرا دﯾﻧﺎﻣﯾﻛﯾًﺎ ﻟﺗﺣرﯾر اﻟطﺎﻗﺔ
ﺷﻛرك واﻣﺗﻧﺎﻧك ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﻧﻌم ﻻ ﺗزال ﺧﻔﯾّﺔ .ﻓﺎﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﯾﺣرر ً
اﻟروﺣﯾﺔ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ إرﺷﺎدﻧﺎ وﺗﻠﻘﻲ ﻋظﯾم اﻷﺛر ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻣﻧﺎ .ﻓﮭذه اﻟطﺎﻗﺔ ﻻ ﺗﻌﻣل ﻓﻘط ﻋﻠﻰ إزاﻟﺔ
اﻷﻧﻣﺎط اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻼوﻋﻲ ﺑﺳﺑب اﻟﺟﺣود ﻓﻲ أﻧﻔﺳﻧﺎ ،ﺑل ﺗﻛون ﺻﻠﺔ اﻟوﺻل ﺑﯾن ﻛل اﻟﻣﺻﺎدر
اﻟﻣﻣﻛﻧﺔ ﻟﻠﺧﯾر .ﺑﺎﻟطﺑﻊ ،ھﻧﺎك ﻣﺻدر واﺣ ٌد ﻟﻠﻧﻌم ،إﻻ أن اﻟﻌﻘل اﻹﻟﮭﻲ ﯾﻌﻣل ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﺎﻣﺿﺔ ﻟﯾﻘدم
ﻣﻌﺟزات راﺋﻌﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻋدد ﻻ ﺣﺻر ﻟﮫ ﻣن اﻟوﺳﺎﺋل .ﻣن ﺧﻼل اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ،ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﻘرب
أﻧﻔﺳﻧﺎ ﻣن ﺛروات ھذا اﻟﻛون ،وﻣن ﻋﻼﻗﺎت اﻟﻣﺣﺑﺔ ،وﻗوة اﻟﺷﻔﺎء اﻟﺗﻲ ﯾﺑﺛﮭﺎ ﷲ ﻓﻲ دواﺧﻠﻧﺎ.
ﻟﻘد ﺧﺑرﻧﺎ أﻧﺎ وزوﺟﺗﻲ ﺟﺎن ﻗوة اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷوﻗﺎت ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ .ﻓﻔﻲ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﯾﺎت ﻣن
ب ﺟدًا وﻛﻧت أﻣﺿﻲ أﯾﺎ ًﻣﺎ ﺑطوﻟﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺻﻼة واﻟﺗﺄﻣل ﻣن ت ﻋﺻﯾ ٍ اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ ،ﻛﻧت أﻣر ﺑوﻗ ٍ
أﺟل اﻻﺳﺗﮭداء إﻟﻰ ﺣل .وﻓﻲ ﺻﺑﺎح أﺣد اﻷﯾﺎم ،وﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﻧت أﻧﮭض ﻣن ﺳرﯾري ،ﺳﻣﻌت ﺻوﺗًﺎ
ﯾدوي ﻓﻲ اﻟﻐرﻓﺔ ﺑﮭذه اﻟﻛﻠﻣﺎت »ﺛﻖ ﺑﻲ« .وھذا ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻗد ﺣﻠت ،وأن دوري اﻵن ھو أن
أﺗوﻗف ﻋن اﻟﻘﻠﻖ وأن أﺛﻖ ﺑﺎﻟﻌﻧﺎﯾﺔ اﻹﻟﮭﯾﺔ .واﺟﺗﺎﺣﻧﻲ ﺷﻌور ﻋﻣﯾﻖ ﺟدًا ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن .ﻟﻘد أﻣﺿﯾت اﻷﯾﺎم
»ﺷﻛرا ﻟك ﯾﺎ إﻟﮭﻲ« ،وﻣن وﺳط ﻛل ھذا اﻻﺿطراب واﻟﻔوﺿﻰ ً اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ وأﻧﺎ أﻟﮭﺞ ﻓﻲ ﻗﻠﺑﻲ وﻋﻘﻠﻲ
ﺑزغ ﻧظﺎ ٌم واﻧﺳﺟﺎ ٌم ﻛﺎﻣل.
ﻓﻲ ٣٠دﯾﺳﻣﺑر ﻋﺎم ،١٩٩٣ﻋﻧدﻣﺎ أﺻﯾﺑت ﺟﺎن ﺑﺄزﻣﺔ ﻗﻠﺑﯾﺔ وﺗوﻓﯾت ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘﺎﻟﺔ ذات اﻟﻌﺟﻼت ﻓﻲ
ﻣﻧزﻟﻧﺎ ،ﺷﻌرت ﺑﺎﻻﻧﻔﺻﺎل واﻟﻌزﻟﺔ وﺗﺑﻠد اﻟﻣﺷﺎﻋر .وﺣﺗﻰ ﻋﻧدﻣﺎ ﻗﺎل ﻟﻲ اﻟﻣﺳﻌف» :أﻧﺎ آﺳف ،ﻟﻘد
ﻓﻘدﻧﺎھﺎ« ،ﻟم أﺗﻘﺑل ذﻟك .ھﻧﺎك ﺟزء ﻣن وﻋﯾﻲ ﻛﺎن ﯾﺧﺑرﻧﻲ أﻧﮭﺎ ﺳﺗﻌود ﻣرة أﺧرى وﺳﺗﺗﻌﺎﻓﻰ
ﺑﺳرﻋﺔ .وﺑﻌد أﻛﺛر ﻣن أرﺑﻊ دﻗﺎﺋﻖ ،ﻋﺎدت ،وﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﻧت ﻗﺎﺑﻌًﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ أﻧﺗظر ﺗﻘرﯾر اﻷطﺑﺎء،
ﺳﻣﺣت ﻟذﻟك اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن أن ﯾزداد وﯾﻐﻣرﻧﻲ ﻛﻣﺎ ﻟم ﯾﺣدث ﻣن ﻗﺑل .ﻓدﻋﺎﺋﻲ ﻟﮭﺎ وأﻧﺎ ﺟﺎﻟس ﻓﻲ
ﺗﻌﺑﯾرا ﻋن اﻟﺷﻛر ﻟﻘوة اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻌظﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻋد ﻓﻲ ﺷﻔﺎﺋﮭﺎ وﺗﻘوﯾﺔ ﺟﺳدھﺎ. ً ﻏرﻓﺔ اﻻﻧﺗظﺎر ﻛﺎن
ﺿﺎ ﺗﻌﺑر ﻋن اﻣﺗﻧﺎﻧﮭﺎ ﻟﻠﺣﯾﺎة وﻟﻠﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻣدھﺷﺔ وﺷﻌورھﺎ وﻓﻲ ﺻﺑﺎح اﻟﯾوم اﻟﺗﺎﻟﻲ ،ﻛﺎﻧت ﺟﺎن أﯾ ً
ﺗﻌﺑﯾرا ﻋن دھﺷﺗﮫ ﻟﺷﻔﺎﺋﮭﺎ اﻟﺳرﯾﻊ .ﻓﺎﻻﻣﺗﻧﺎن اﻟذي ﯾﺟﻣﻊ ﺑﯾن ً اﻟراﺋﻊ -وﻛﺎن اﻟطﺑﯾب ﯾﮭز رأﺳﮫ
طﺎﻗﺎت اﻟﺣب واﻟﻔرح ،ﻛﺎن ﻗد ﻣﻸ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻠﺣظﺔ ،وﻟذﻟك ﻟم أﻛن ﻣﺗﻔﺎﺟﺋًﺎ ﺑﺗﻠك اﻷﻋﺟوﺑﺔ
اﻟﺗﻲ ﺣدﺛت ﻓﻲ ذاك اﻟوﻗت.
ﻋﻧدﻣﺎ ﻧﺣﯾﺎ ﺑﻘﻠوب ﯾﻣﻸھﺎ اﻻﻣﺗﻧﺎن؛ ﻓﻼ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺧوف أن ﯾﺄﺗﻲ ،وﺳﯾﻧﺗﮭﻲ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟذﻧب ،وﻟن ﯾوﺟد
ﺳوى اﻟﺳﻼم واﻟﺣب واﻟﺗﺳﺎﻣﺢ واﻟﺗﻔﺎھم .وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻲ ھذه ھﻲ اﻟﺣﯾﺎة.
اﻟطرﯾﻖ اﻟﻣﺧﺗﺻر إﻟﻰ ﺻﻧﻊ اﻟﻣﻌﺟزات
اﻟﻘس ﻣﺎﯾﻛل ﺳﻲ ران
ﺗﻘﻠد اﻟﻘس ﻣﺎﯾﻛل ران ﻣﻧﺻب رﺋﯾس اﻟﻛﮭﻧﺔ ﻓﻲ ﻛﻧﯾﺳﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟدﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﯾﻛﺎﻏو ،وأﻟف اﻟﻌدﯾد ﻣن
اﻟﻛﺗب ،ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :اﻹﻋﻼن اﻹذاﻋﻲ اﻟﻔﻌﺎل ،وﺷﻲء ﺟﯾد ﻋﻠﻰ وﺷك
اﻟﺣدوث ،وﻗوة اﻻﻟﺗزام .ﯾﺗﻣﺗﻊ ﻣﺎﯾﻛل ﺑﺷﺧﺻﯾﺔ ﺟذاﺑﺔ ودﯾﻧﺎﻣﯾﻛﯾﺔ ﺟﻌﻠت ﻣﻧﮫ ﻣﺗﺣدث ﺑﺎرع ﻟﮫ ﻓﻠﺳﻔﺔ
واﺿﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ،واﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣن أھم أﺳﺑﺎب ﻧﺟﺎﺣﮫ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ھو وﻛل ﻣن ذھب ﻻﺳﺗﺷﺎرﺗﮫ ،ﺑل
وﻛل ﻣن ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﮫ.
طرﯾﻖ ﻣﺧﺗﺻر ﻻﺟﺗراح اﻟﻣﻌﺟزات ،ﻓﺳﯾﻛون ﺳﻠوك اﻻﻣﺗﻧﺎن ﺗﻠك اﻟطرﯾﻖ .ﻓﻌﻧدﻣﺎ ٌ إن ﻛﺎن ﺛﻣﺔ
ﯾﺗﻌﻠم اﻷﻓراد ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﺷﻛرھم ،ﻓﺈﻧﮭم ﯾﻣﮭدون اﻟطرﯾﻖ إﻟﻰ ﺗﻘﺑل اﻟﺣﯾﺎة ،ﻓﺎﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟﺷﻛر
ﯾﺣرض ﻟدى اﻻﻧﺳﺎن ﻣﺑدأ اﻟﺗﻘﺑل. ّ
»ﺷﻛرا ﻟك« ﺗﺳﺎﻋدك ﻓﻲ ﺑﻠوغ أﺷﯾﺎء ﻟطﺎﻟﻣﺎ ﺗﻣﻧﯾﺗﮭﺎ .ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾلً إن ﺗﻌﻠم ھﺎﺗﯾن اﻟﻛﻠﻣﺗﯾن اﻟﺑﺳﯾطﺗﯾن:
اﻟﻣﺛﺎل ،إذا ﻛﻧت ﺗرﯾد أن ﺗﺟﻠس ﻋﻠﻰ طﺎوﻟﺔ ﻣﻣﯾزة ﻓﻲ أﺣد اﻟﻣطﺎﻋم ،ﻓﻌﻠﯾك أن ﺗﺷﻛر أوﻻً اﻟﻘﺎﺋﻣﯾن
ﻋﻠﻰ ﺧدﻣﺗك ﻷﻧﮭم ﻏﺎﻟﺑًﺎ ﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠوﻧك ﺗﺟﻠس ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ﺗرﯾده ﺑﺎﻟﺿﺑط .وﯾﻣﻛﻧﻧﻲ إﯾراد اﻟﻛﺛﯾر
ﻣن اﻷﻣﺛﻠﺔ اﻷﺧرى ،وﻟﻛﻧﻲ أﻋﺗﻘد أﻧك ﻗد ﻓﮭﻣت اﻟﻧﻘطﺔ اﻟﺗﻲ أرﯾد إﯾﺿﺎﺣﮭﺎ.
»ﺷﻛرا ﻟك« وأﻧت ﺗﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن؟ دﻋﻧﺎ ﻧﻔﻛرً ھل ﻓﻛرت ﻗﺑل اﻵن ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺣدث ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻘول ﻷﺣد
»ﺷﻛرا » ﻟﺷﺧص ﻣﺎ ،ﯾﺣدث ﺗﻘﺎرب ﺑﯾﻧك وﺑﯾن اﻟﺷﺧص اﻟذي ﺷﻛرﺗﮫ ً ﺑﺎﻷﻣر ﻟﻠﺣظﺔ .ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻘول
ﺑﻌد ﺛﺎﻧﯾﺔ واﺣدة .أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷﺧص اﻟذي ﻗﻣت ﺑﺷﻛره ،ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺷﻌر ﺑﺄن ﻏﯾره ﯾﺣﺗﺎج إﻟﯾﮫ ،وأﻧﮫ
ﻣﺣط ﺗﻘدﯾر ،وﺣﺗﻰ أﻧﮫ ﯾﺷﻌر ﺑﺄﻧﮫ ﺷﺧص ﻣﮭم .وﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر ،ﻓﺈن اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟﺷﻛر ﯾﺟﻌل
اﻟﺷﺧص ﯾﺷﻌر ﺑﺎﻟﺳﻌﺎدة.
ً
ھﻧﺎك ﺣﻘﯾﻘﺔ ﺑﺳﯾطﺔ ،وھﻲ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛﻧك أن ﺗﻌطﻲ دون أن ﺗﺄﺧذ ،ﻓﮭذا ،وﻓﻘﺎ ﻟرأي اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ،أﺷﺑﮫ
ﺑﻘﺎﻧون» .إﻧﻧﺎ ﻧﻌطﻲ ﻣﺎ ﻧﺧﺗﺎر ،وﻧﺄﺧذ ﻣﺎ أﻋطﯾﻧﺎه .ﻟذﻟك ،ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻧﺧﺗﺎر ﻣﺎ ﻧﺄﺧذه ﻓﻲ ھذه
اﻟﺣﯾﺎة .ﺗﺧﯾل ﻛم ﺳﯾﻛون اﻷﻣر ﻣﺣزﻧًﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣن ﻻ ﯾﻌﻠﻣون ھذه اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺑﺳﯾطﺔ.
ﺟرب ﺑﻧﻔﺳك! ﻓﻌﺑّر ﻋن ﺷﻛرك ،وراﻗب اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﻻ ﺗﺄﺧذ ﻛﻼﻣﻲ أو ﻛﻼم ﻏﯾري ﻛﺄﻣر ﻣﺳﻠّم ﺑﮫ .ﺑل ّ
ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗك .ﺛم ﺣﺎول أن ﺗﻌﺑّر ﻋن ﺷﻛرك ﻗﺑل أن ﺗظﮭر اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﻧﺎھﺎ .وﺳﺗﺷﻌر ﺑﺎﻟدھﺷﺔ
ﻋﻧدﻣﺎ ﺗرى ﻛﯾف أﺻﺑﺣت ﺣﯾﺎﺗك ﺳرﯾﻌًﺎ ﻣﻠﯾﺋﺔً ﺑﺎﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟراﺋﻌﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﺧﺗﺎر اﻟﺑﻌض أن ﯾﺳﻣﯾﮭﺎ
ﻣﻌﺟزات.
ﺻﺎ آﺧر ﯾﺷﻌر ﺑﺎﻟﺳﻌﺎدة ،ﻓﺳﺗﺷﻌر ﺗرى ﻣﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟﺷﻛر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟك؟ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺟﻌل ﺷﺧ ً
ﺿﺎ .ﻓﻛم
ﺻﺎ آﺧر ﯾﺷﻌر ﺑﺄھﻣﯾﺗﮫ ﻓﺈﻧك ﺗﺷﻌر ﺑﺄھﻣﯾﺔ ﻧﻔﺳك أﯾ ً ﺿﺎ ﺑﺎﻟﺳﻌﺎدة .وﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺟﻌل ﺷﺧ ً أﻧت أﯾ ً
ﺳﯾﻛون اﻷﻣر راﺋﻌًﺎ أن ﺗﺳﺎﻋد ﻧﻔﺳك ﻓﻲ أن ﺗﺷﻌر ﺑﺎﻟﺳﻌﺎدة واﻷھﻣﯾﺔ وأﻧك ﻣوﺿﻊ ﺗﻘدﯾر .ﻓﺈن
اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟﺷﻛر ،ﯾﺟﻌﻠك ﺗﺷﻌر ﺑﺎﻻﺣﺗرام واﻟرﺿﺎ اﻟذي ﻗدﻣﺗﮫ ﻟﻠﺷﺧص اﻟذي أﻋرﺑت ﻟﮫ ﻋن
ﺷﻛرك.
إن اﺗﺑﺎع ھذا اﻷﺳﻠوب ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﻐﺎﻣرة راﺋﻌﺔ .أن ﺗﻌرف أي ﻗﺎﻧون ﯾﺟب اﺣﺗراﻣﮫ،
وﻗواﻧﯾن اﻻﻣﺗﻧﺎن واﻟﺗﻘﺑل ھﻲ ﻋﻠ ٌم ﻗﺎﺋ ٌم ﺑذاﺗﮫ .أن ﺗؤﻣن وﺗﺻدق ھذه اﻟﻘواﻧﯾن وﺗﻌﻣل ﺑﮭﺎ ﺑﺎﺳﺗﻣرار،
ﻓﮭذا ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻠﻘوى اﻹﺑداﻋﯾﺔ أن ﺗﻌﻣل ﻣن أﺟﻠك.
إن اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ راﺋﻌﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗﻌﻠم ﻛﯾف ﺗﻘدر وﺗﺣﺗرم اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﮭﺎ اﻵﺧرون ﻟﺗﺟﻌل
ﺣﯾﺎﺗك أﻛﺛر ﻣﺗﻌﺔ .إﻧك ﺗﺻﻧﻊ ﺗﺟرﺑﺗك اﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﻟذﻟك ،اﺟﻌﻠﮭﺎ ﻣﻠﯾﺋﺔ ﺑﺎﻻﺣﺗرام واﻟﺗﻘدﯾر؛ وﺣﯾث أن
اﻷﻣر ﻋﺎﺋد ﻟك ﻓﻲ أن ﺗﺧﺗﺎر ﻛﯾف ﺳﺗﻛون ﺗﺟرﺑﺗك ،ﻓﻠدﯾك اﻟﻔرﺻﺔ ﻓﻲ أن ﺗظﮭر ﻣﺎ ﻟدﯾك ﻣن ﺣب،
ﯾوﻟّد دو ًﻣﺎ ﻋﻣﻼً ﺑﻧّﺎ ًء وﺧﻼﻗًﺎ.
واﻟﺣب ِ
»ﺷﻛرا ﻟك« .ﻓﺈﻧك ﻻ ﺗﻌطﻲً ﯾﺑدأ ﻛل ذﻟك ﺑﺎﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ،وﺑﻘول ھﺎﺗﯾن اﻟﻛﻠﻣﺗﯾن اﻟﺑﺳﯾطﺗﯾن:
اﻟﺧﯾر دون ﻣﻘﺎﺑل ،ﻷﻧﮫ ﺳﯾﻌود إﻟﯾك ﻣﺿﺎﻋﻔًﺎ وأﻓﺿل ﻣﻣﺎ ﻗدﻣت .واﻵن ،اﻷﻣر ﻋﺎﺋ ٌد ﻟك! ﻓﻌﻠﯾك أن
ﺗﺟرب ﻗوة اﻻﻣﺗﻧﺎن وﺳوف ﺗﻠﻣس ﺑﺎﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﺎ ﯾﺷﯾر اﻟﺑﻌض إﻟﯾﮭﺎ ﻛﺄﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﻟﻠﺻﻼة.
وﺑﺎﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ،اﺷﻛرك ﻋﻠﻰ ﻗراءة ھذا اﻟﻣﻘﺎل .ﻓﺄﻧﺎ أﻗدر وﻗﺗك وأﻗدرك.
اﻻﻣﺗﻧﺎن :ﺧﺻﺎﺋﺻﮫ اﻟﺷﻔﺎﺋﯾﺔ
اﻟدﻛﺗور ﻓراﻧك رﯾﺷﯾﻠﯾو
ﯾﻌﻣل اﻟدﻛﺗور ﻓراﻧك رﯾﺷﯾﻠﯾو ﻛراﻋﻲ ﻟﻛﻧﯾﺳﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟدﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﺎطﺊ رﯾدوﻧدو ،ﻛﺎﻟﯾﻔورﻧﯾﺎ ،ﻛﻣﺎ أﻧﮫ
ﻛﺎن اﻟرﺋﯾس اﻟﺳﺎﺑﻖ ﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟدﯾﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ .ﺣﺻل ﻓراﻧك ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﺗدرﯾﺑﮫ اﻟدﯾﻧﻲ ﻣن
إرﻧﺳت ھوﻟﻣز ،وھو ﻣؤﺳس ﺣرﻛﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟدﯾﻧﯾﺔ .وﯾﺗم ﺑث اﻷﺣﺎدﯾث اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘدﻣﮭﺎ اﻟدﻛﺗور
رﯾﺷﯾﻠﯾو ﻋﺑر اﻹذاﻋﺔ ﯾوﻣﯾًﺎ ﻋﺑر ﺑرﻧﺎﻣﺞ »أﻓﻛﺎر ﺣﯾﺔ« ،وھو اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟذي ﺗم ﺑﺛﮫ ﻟﻣدة ٢٥ﺳﻧﺔ.
ﻗﺎم اﻟدﻛﺗور رﯾﺷﯾﻠﯾو ﺑﺗﺄﻟﯾف ﻋد ٍد ﻣن اﻟﻛﺗب وﻣﻧﮭﺎ ﻛﺗﺎب »اﺣﺗﻣﺎﻻت اﻻﺗﺻﺎل« ،و«اﻟﺗﻘﻣص ،وراﺛﺔ
روح« ،و »ﻓن أن ﺗﻛون ﻧﻔﺳك«.
إن اﻻﻣﺗﻧﺎن ھو أﻛﺛر ﻣن ﻣﺟرد ﻣوﻗف ﻧﺑﯾل .ﻓﮭو إﺣدى اﻷدوات اﻟﻘوﯾﺔ ﻟﻺدراك ،واﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻋد ﻓﻲ
اﻟﺷﻔﺎء وﺗﻌطﻲ اﻟﻧﺷﺎط واﻟﻔﺎﻋﻠﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺧوض ﺗﺟﺎرب اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺗﻲ ﻧﺗﻣﻧﺎھﺎ .ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﺗرﻛز ﻋﻠﻰ
ﺷﻌورك ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ،ﺳﺗدرك ﺑﺎﻟﻛﺎﻣل أن ﺣﯾﺎﺗك ﻣﻔﻌﻣﺔ ﺑذاك اﻟﻧﺳﯾﺞ اﻟﺟﯾد اﻟﻣﺷﺗﮭﻰ .إﻧك ﺗﺷﻛر
وﺗﺑﺎرك ﺣرﻓﯾًﺎ ﻣﺎ ﺗﻌرف أﻧك ﺗﻣﺗﻠﻛﮫ ﺑﺎﻟﻔﻌل .إن ھذه اﻟﻣﻌرﻓﺔ ھﻲ ﺗﺣﻘﯾﻖ ﻟﻘﺎﻧون ﻛوﻧﻲ ﻣﻔﺎده أن ﻣﺎ
ﺗﻘدره أﻛﺛر ﯾﺄﺗﯾك أﻛﺛر.
ﯾﺷﺑﮫ اﻻﻣﺗﻧﺎن اﻟﻣﻐﻧﺎطﯾس .ﻷﻧﮫ ﯾوﺟﮫ وﯾﺟذب إﻟﯾك ﻣﺎ ﯾﺳﺎوﯾﮫ ﺑﺎﻟﻔﻌل .ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ،ﺗﺧﯾل أﻧك
ﻖ ﻋﻠﻰ ظﮭرك وأﻧت ﺗﺷﻌر ﺑﺎﻷﻟم ،إﻻ أﻧك ﺗﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﻠﺻﺣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﻧﺎطﻖ ﻣﺳﺗﻠ ٍ
ﻣرض ﻣﺎ ،أﯾًﺎ ﻛﺎن
ٍ أﺧرى ﻣن ﺟﺳدك .رﻛز ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺻﺣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﻌم ﺑﮭﺎ .ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن
ﻧوﻋﮫ ،ﻣن اﻟﺿروري أن ﺗدع ﻋﻘﻠك ﯾﻧﺷﻐل ﺑﺎﻟﺻﺣﺔ ﻣﻊ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﮭذه اﻟﺻﺣﺔ وﺗﻘﺑل اﻟﺧﯾر
اﻟذي ﺗﻧﻌم ﺑﮫ .ﺳﺗرى أن اﻟﺟزء اﻷﻛﺑر ﻣن ﺟﺳدك ﯾﻘوم ﺑﻣﺎ ﺗود أن ﺗﻘوم ﺑﮫ .ﻟذا ﻋﻠﯾك أن ﺗﺛﻧﻲ ﻋﻠﻰ
اﻟﺻﺣﺔ وﺗﺑﺎرﻛﮭﺎ .إن ﺟﺳدك ﻗﺎﺑل ﻟﻠﺗﺟدﯾد واﻟﺗﻧﺷﯾط ،وﺷﻌور اﻻﻣﺗﻧﺎن ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﺳﻣﺎد ﻟﺷﺟرة ﺣﯾﺎﺗك،
ﻓﮭو ﯾﺣﻔز اﻟﺻﺣﺔ اﻟﺟﺳدﯾﺔ واﻟﻧﻣو.
ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺳﯾطر ﻋﻠﯾك ﻣوﻗف أو ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﻔوﺿﻰ ،ﻓﮭذا ھو اﻟوﻗت اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﻛﻲ ﺗﻔﻛر ﺑﺎﻟﺳﻼم
واﻟطﻣﺄﻧﯾﻧﺔ اﻟﻼﻧﮭﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﺑك .ﻓﻘد ﺣﺎن اﻟوﻗت ﻟﻛﻲ ﺗﺟﻌل ﻋﻘﻠك وﻣﺷﺎﻋرك ﺗﻔﯾض ﺑﺎﻟﺳﻼم واﻟﺷﻛر
واﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﻠﻘﺎﻧون واﻟﻧظﺎم اﻹﻟﮭﻲ اﻟﻣوﺟود ﻓﻲ ھذا اﻟﻛون ،وﺗﺟﻌل ﻛل ذﻟك ﻓﻲ ﺧدﻣﺗك .ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﺗﻣﺗﻠﺊ
ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﻠﺻﺣﺔ واﻟﺳﻼم ،ﻓﺈﻧك ﺳﺗﺣظﻰ ﺑﺣﻠو ٍل ﻟﺗﻠك اﻟﻔوﺿﻰ وﺷﻔﺎءٍ ﻣﻧﮭﺎ .وﻋﻧدﻣﺎ ﻻ ﺗﻌرف ﻛﯾف
ﺳﺗواﺟﮫ اﻟﺗزاﻣﺎﺗك اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺷﮭر اﻟﻘﺎدم ،وﯾﻌﺗرﯾك ﺷﻌور ﺑﺎﻟﺗوﺗر واﻟﻧﻘص ،ﻋﻠﯾك أن ﺗﻔﻛر ﻓﻲ
اﻟﺗرﯾﺎق اﻹﻟﮭﻲ ،وھو أن ﺗﻌﺑر ﻋن ﺷﻛرك واﻣﺗﻧﺎﻧك ﻋﻠﻰ اﻟﻔورة اﻟﺗﻲ ﺗﻐﻣر ﺣﯾﺎﺗك .وﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون
وﺳط ﻣﺷﻛﻠ ٍﺔ أو ﻣوﻗفٍ ﺻﻌب ،ﻋﻠﯾك أن ﺗﻘول ﻟﻧﻔﺳك:
ٌ
وﻣﻣﺗن ﻟﻔﺗﺢ اﻟطرﯾﻖ أﻣﺎم ﺗدﻓﻖ ﻣﻣﺗن ﻟﻠﺻﺣﺔ اﻟﻣﺛﺎﻟﯾﺔ وﻟﻠﺧﯾر اﻟوﻓﯾر اﻟذي ﻋرف طرﯾﻘﮫ إﻟﻲ، ٌ »أﻧﺎ
ٌ
وﻣﻣﺗن ﻟﻠﺻﺣﺔ اﻟواﻓرة اﻟﺗﻲ أﻧﻌم ﺑﮭﺎ ٌ
وﻣﻣﺗن ﻟﻛل اﻟﺳﻌﺎدة اﻟﺗﻲ ﺗﺟﺗﺎح وﻋﯾﻲ. ﻲ.
اﻟﮭﺑﺎت اﻹﻟﮭﯾﺔ ﻋﻠ ﱠ
ﺿﺎ ﻟﻠﻔرﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﻧﺣت ﻟﻲ أن أﻧﻣﻲ وﻋﯾﻲ وإدراﻛﻲ ﻟﻣﺎ ﺣوﻟﻲ ﺑﺷﻛل أﻛﺑر«. ٌ
وﻣﻣﺗن أﯾ ً اﻵن.
إن ﻣﺎ ﯾﺛﯾر اھﺗﻣﺎﻣك ھو ﻣﺎ ﺳﯾظﮭر ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗك .ﻓﺎﻟﻣﻌﻠم ﯾﺳوع ﻋرف ھذا ﻟدرﺟﺔ أﻧﮫ ﻗﺎل ﺑﺈﻣﻛﺎن ﺗﻘدﯾم
ﺳﺎ وﺣﻘﯾﻘﯾًﺎ ﻋن
أﻣرا ﻣﺣﺳو ً
اﻟﺷﻛر واﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن ﻣرﺋﯾًﺎ ،ﻣﻊ اﻟﻌﻠم أن ھذا اﻟﻐﯾر ﻣرﺋﻲ ﺳﯾﺻﺑﺢ ً
طرﯾﻖ ﻗﺎﻧون اﻟﺳﺑب واﻟﻧﺗﯾﺟﺔ .ﻓﻣﺎ ﻧﺳﻣﯾﮫ ﺑﺎﻟﻣﺷﺎﻛل ﻗﺎﺑﻌﺔً ھﻧﺎك وﻗرﯾﺑﺔ ﺟدًا ،ﺣﺗﻰ أﻧﮭﺎ ﺗوﻗﻌﻧﺎ ﻓﻲ
ﺷرﻛﮭﺎ وﺗﺿﻌﻔﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻛل اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت -اﻟﺟﺳدﯾﺔ واﻟﻌﺎطﻔﯾﺔ واﻟﻌﻘﻠﯾﺔ .وھﻲ »ﻣرﺋﯾﺔٌ« ﻟدرﺟﺔ ﯾﺻﻌب
ﻋﻠﯾﻧﺎ ﻓﯾﮭﺎ أن ﻧﻛون ﻣوﺿوﻋﯾﯾن ﺣﯾﺎﻟﮭﺎ .ﻟذا ﻣن اﻟﺿروري أن ﻧﻘﺻﻲ اﻧﺗﺑﺎھﻧﺎ ﻋﻧﮭﺎ وﻧﺣوﻟﮫ ﺻوب
ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﺷﺗﮭﺎة ،وھﻲ ﻛﺎﻣﻠﺔٌ ﺑﺎﻟﻔﻌل ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻧﺎ ﻏﯾر اﻟﻣﺣدود.
ُ
ﻋﻠﯾﻧﺎ أن ﻧرى ﻣﺎ ھو أﺑﻌد ﻣن ﺗﻠك اﻟﻣﺷﺎﻛل ﻟﺗُﺳﺗﺟﺎب ﺻﻠواﺗﻧﺎ .ﻋﻠﯾﻧﺎ أن ﻧﻘﺎرب ﻣﺎ ھو ﻻ ﻣرﺋﻲ ﻣﻊ
ﻣﺎ ھو ﻣرﺋﻲ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﯾﻣﺎ ﻧرﯾده ﺑداﺧل وﻋﯾﻧﺎ ﺑدﻻً ﻣن اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ ظواھر اﻷﻣور ﻓﻘط.
ﻟﻧﺣول ﻓﯾﮫ اﻟﻣﺷﺎﻛل إﻟﻰ ﻓرص .وھذه ھﻲ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺗﺣرر ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ ﻣن ّ ﻓﮭذا ھو اﻟﺳﺑﯾل
اﻟﺗوﺗر واﻻﺣﺗﻘﺎن وأن ﻧﺻل إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﺗﺳﺑب ﺑﺎﻻﻧزﻋﺎج .ﺣﯾن ﻧﻔﻌل ذﻟك ،ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﺗﺣرك ﻧﺣو ﻣﺟﺎل
اﻟﺣل .اﻟﻛﺛﯾرون ﻣﻧﺎ ﯾﺷﻌرون ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﺣﯾﺎل ﻣﺎ ﻟدﯾﮭم ،ﻟﻛن ﻣﺎ ﻧﺳﺑﺔ أوﻟﺋك اﻟذﯾن ﯾﺷﻌرون ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن
ﺣﯾﺎل ﻣﺎ ھم ﻋﻠﻰ وﺷك اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﮫ؟ ﺣﺎول أن ﺗﺗدرب ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻘول اﻟﺗﺎﻟﻲ:
أﻧﺎ ﻣﻣﺗن ﻟﺗﻠك اﻟﻧﻌم اﻟﺗﻲ ﻋﻠﻰ وﺷك اﻟوﺻول إﻟﻲ .وﻣﻣﺗن أﻛﺛر ﻟﻠظروف اﻟﻣﺗﻧﺎﻏﻣﺔ ﻓﻲ ﺑﯾﺗﻲ.
وأﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﻠﺗﺟﺎرب اﻟراﺋﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﺎھﻣت ﻓﻲ ﻧﻣو ﺷﺧﺻﯾﺗﻲ .وأﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﻛل ﺟدﯾد أﻧﺎ
ﻣوﻗف ﻣن اﻻﻣﺗﻧﺎن ﺣﯾﺎل ﻋﯾش اﻟﺣﯾﺎة .ﻷن ھذا اﻟﻣوﻗف ٌ وﻣﻣﺗن ﻛذﻟك ﻷﻧﮫ ﻟديٌ ﻋﻠﻰ وﺷك ﺗﻠﻘﯾﮫ.
ﯾﻣﮭد ﻟﻲ اﻟطرﯾﻖ ﻷﺣﯾﺎ ﺣﯾﺎة ﺛرﯾﺔً ﺑﺎﻟﻧﻌم.
ﻋﻧد ﻗﯾﺎﻣك ﺑذﻟك ،ﻓﺄﻧت ﻟم ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻷﺷﯾﺎء واﻟظروف ،وﻟﻛﻧك ﻋﻣﻠت ﻋﻠﻰ وﻋﯾك اﻟﺧﺎص.
وﺳﺗﺑرﻣﺞ ﻧﻔﺳك ﻋﻠﻰ أن ﺗﺗوﻗﻊ اﻷﻓﺿل .ﻓﻼ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﻟدﯾك ﻣوﻗف ﻣن اﻻﻣﺗﻧﺎن وأن ﺗﺷﻌر
ﺑﺎﻟﻣرارة ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻋﯾﻧﮫ .ﻋﻠﯾك أن ﺗﺗﺧﻠﻰ ﻋن ﻓﻛرة أن اﻟﻧﺎس واﻷﺷﯾﺎء ﻣن ﺣوﻟك ھﻲ ﺿدك.
وﻋﻠﯾك أن ﺗﺗﺣرر ﻣن ﻓﻛرة أﻧك ﻗد ﺣوﻟت ﺣﯾﺎﺗك ﻟﻔوﺿﻰ وﻻ ﯾوﺟد ﻣﺎ ﺗﻘوم ﺑﮫ ﺣﯾﺎل ذﻟك.
ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻔﯾض اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻣن داﺧﻠك ﻛﻧﺎﻓورة ﻣﺎء ،ﻓﻔﻲ أﻋﻘﺎﺑﮫ ﺗﺄﺗﻲ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﺟﯾدة ،واﻟﻣﺗﻌﺔ واﻟدﻋم
واﻟرﺧﺎء واﻟﻔرص اﻟﺟدﯾدة ﻟﺗﻌﯾش ﺣﯾﺎﺗك ﺑطرﯾﻘ ٍﺔ أﻓﺿل ﻣﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻓﻲ أي وﻗت ﻣﺿﻰ .ﻓﺈذا اﺳﺗﺣوذ
ﻋﻠﯾك اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ ﻣوﻗفٍ أو ﻣﺷﻛﻠ ٍﺔ وﻛﻧت ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗرى طرﯾﻘك ﺑوﺿوح ﻛﻲ ﺗﻔﻛر وﺗﺷﻌر
ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ،ﻓﻌﻠﯾك أن ﺗﻘوم ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
اﺟﻠس وﻋد ﺑﺗﻔﻛرﯾك اﻟواﻋﻲ إﻟﻰ اﻟذﻛرﯾﺎت وإﻟﻰ اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻌر ﺑﺎﻟﻔﻌل ﻣن أﺟﻠﮭﺎ ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن.
وﻓﻛر ﻛﯾف أرﺷدك ﷲ وھداك ﺧﻼل ﻣرورك ﺑﺎﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ .ﺑﻣﺟرد أن ﯾﻛون ﻟدﯾك ﺷﻌور
ﺻﺎدق ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﺗﻠك اﻟﻧﻌم اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ ،ﺳﺗدرك أن ﷲ ھو ذاﺗﮫ ﻣﻌك اﻟﯾوم ،ﯾو ّﺟﮭك ،وﯾرﺷدك
وﯾﺳﺎﻧدك وﯾﺟدد ﺣﯾﺎﺗك .ﻟذا ﻧظم أﻓﻛﺎرك اﻵن وﻛن ﻣﻣﺗﻧًﺎ ﻟﻣﺎ أﻧت ﻋﻠﻰ وﺷك اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﮫ.
اﻟﻣزاﻣﯾر ھﻲ أﻏﺎﻧﻲ اﻟﺛﻧﺎء واﻟﺷﻛر اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻠﻰ ﻓﻲ أوﻗﺎت اﻟﺷدة واﻟﻣﺣن .ﻓﻲ ﺧﺿم اﻟظروف
وﺷﺎﻛر ،ﻷﻧﮫ ﯾﻌﻠم أن ﷲ ﻛﺎن ٌ ٌ
ﻣﺑﺎرك واﻟﻣواﻗف اﻟﻌﺻﯾﺑﺔ ﻓﺈن إﯾﻣﺎن ﻧﺎظم اﻟﻣزاﻣﯾر ﻻ ﯾﺗزﻋزع .إﻧﮫ
ﻣﻌﮫ ﻓﻲ ﻛل وﻗت ،ﯾدﯾر ھذا اﻟﻛون وﯾﺄﺗﯾك ﺑﺎﻟﺧﯾر .رﺑﻣﺎ ﻻ ﯾدرك ﻛﯾف ﺗﺣدث ﺗﻠك اﻷﻣور؛ إﻻ أن
رؤﯾﺔ اﻹﻧﺳﺎن ﺗﺑﻘﻰ ﻣﺣدودة ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔً ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻣر ﺑﺄزﻣﺔ ﻣﺎ ،وﻟﻛن إﯾﻣﺎﻧﮫ ﻻ ﯾﺗزﻋزع.
إن اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻣﮭم ﻟﯾس ﻷﻧﮫ ﻣﺟرد ﻗﺑول ﻋﻘﻠﻲ ﻣدروس ﺑﺷﻲء ﻣﺎ .ﺑل إﻧﮫ داﻓﺊ ﻛدفء ﻧور اﻟﺷﻣس
أﻣرا ﻣﻣﻛﻧًﺎ.
ﯾﮭون اﻟﻣوﻗف ﻋﻠﯾك وﯾﺟﻌل ﻣن رؤﯾﺔ اﻟﺧﯾر ً اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل اﻷزھﺎر ﺗﻧﻣو ﯾﺎﻧﻌﺔ ،ﻓﮭو ّ
ﺗﻣﺗﻊ ﺑﺣرﯾﺔ اﺧﺗﯾﺎرك .ﻓﺄﻧت ﺳﯾّد ﻧﻔﺳك .ردد ﻟﻧﻔﺳك اﻵن:
»اﻻﻣﺗﻧﺎن ھو ﻗوة اﻟﺷﻔﺎء اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل إﻟﻰ ﻛل ﺟزءٍ ﻓﻲ ﻛﯾﺎﻧﻲ ،ﻓﺗﻐﯾره ،وﺗﺟدده ،وﺗﺟﻌﻠﮫ ﻛﺎﻣﻼً.
ﺷﻌور ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن .ﻓﯾض اﻻﻣﺗﻧﺎن ﯾﻣﻠؤﻧﻲ وﯾﺛري ﻛل ﺗﺟرﺑ ٍﺔ أﺧوﺿﮭﺎ«. ٌ ﯾﻐﻣرﻧﻲ اﻵن
اﻟﺣﻣد
ﻣرﻋﻲ ﺳﺎﻟم
ﻛﺎن اﻟراﺣل ﻣرﻋﻲ ﺳﺎﻟم ﻣﻣﺛﻼً وﻛﺎﺗب ﺳﯾﻧﺎرﯾو ،وھو اﻟذي ﻛﺗب اﻟﻔﯾﻠم اﻟﺷﮭﯾر اﻟذي ﻗﺎم أرﻧوﻟد
ﺷوارزﻧﯾﺟر ﺑﺗﻣﺛﯾﻠﮫ وﻛﺎن ﺑﻌﻧوان »ﺷرطﻲ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ«.
ﻓﻼﺣﺔ وﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻘراءة أو اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ. ً
ﻟﻘد ﻛﺎﻧت ﺟدﺗﻲ ﻷﺑﻲ ،وھذا ﻣﻧذ زﻣن ﺑﻌﯾد ،اﻣرأة ً ﺳورﯾﺔ ّ
ﻟﻛﻧﮭﺎ ﻣﻊ ذﻟك ﻛﺎﻧت ﺷدﯾدة اﻟﺗدﯾّن .ﻓﻣﮭﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺷﻲء اﻟذي ﺗﻘوم ﺑﮫ ،ﻛﺎن اﺳم ﷲ ﻻ ﯾﻔﺎرق ﺷﻔﺗﯾﮭﺎ
أﺑدًا .ﻟم ﯾﻛن ذﻛره اﺳ ًﻣﺎ ﺗﺗﻠﻔظ ﺑﮫ ،ﺑل ﻛﺎﻧت ﺗردد» :اﻟﺣﻣد « ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻣﺋﺔ ﻣرة ﻓﻲ اﻟﯾوم .ﻟﯾس
ﻓﻘط ﻋﻧدﻣﺎ ﺣدوث أﻣر ﺟﯾد ،وإﻧﻣﺎ ﻓﻲ ﻛل اﻷﺣوال .ﻓﺈذا ﻓﺎر اﻟﺣﺳﺎء وأﺣدث ﻓوﺿﻰ رھﯾﺑﺔ ،ﻛﺎﻧت
ﺗﻘوم ﺑﺗﻧظﯾﻔﮭﺎ وھﻲ ﺗردد »اﻟﺣﻣد ،اﻟﺣﻣد ،اﻟﺣﻣد «.
ﺳﺄﻟﺗﮭﺎ ﻟﻣﺎذا ﻛﺎﻧت ﺗﺷﻛر ﷲ ﻋﻠﻰ أﻣر ﺳﻲء ،ﺿﺣﻛت وﻗﺎﻟت ﻟﻲ ﻷﻧﮫ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺣدث ﻟﻧﺎ أﻣر ﺳﻲء
ﺿﺎ.
ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﻧﺳﻰ ﻋﻼﻗﺗﻧﺎ ﺑﺎ .ﺑدا اﻷﻣر ﺣﯾﻧﮭﺎ ﻏرﯾﺑًﺎ؛ ﺣﯾث أﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﺻر ﻋﻠﻰ أن أﻓﻌل ذﻟك أﯾ ً
ﻲ أن أﻗول» :اﻟﺣﻣد « ،واﻟﻐرﯾب ﻓﻲ اﻷﻣر أن ﺗﻠك ﺗﺻر ﻋﻠ ّ
ّ ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﻛﻧت أﻛﺷط رﻛﺑﺗﻲ ،ﻛﺎﻧت
اﻟﻌﺑﺎرة ﻛﺎﻧت ﻧﺎﺟﺣﺔ ،وﻟم أﻋد أﺷﻌر ﺑﺎﻷﻟم ﻓﻲ رﻛﺑﺗﻲ.
وﻋﻧدﻣﺎ ﺑﻠﻐت اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻣن ﻋﻣري ،ﺑدأت ﺑﺎﻟذھﺎب إﻟﻰ اﻟﻣدرﺳﺔ .وﺣﯾث ﻛﻧت أﻧﺗﻣﻲ إﻟﻰ أﺛﻧﯾﺔ
ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻓﻘد ﻛﺎن اﻷطﻔﺎل ﻣن ذوي اﻟﻌﯾون اﻟزرﻗﺎء ،واﻟﺷﻌر اﻷﺷﻘر ﯾﺳﺧرون ﻣﻧﻲ ،ﺑﺳﺑب ﺑﺷرﺗﻲ
ي ﻛﻲ ﻻ اﻟﺳﻣراء اﻟداﻛﻧﺔ ،وﻛﺎن اﻷطﻔﺎل ﯾﻧﻌﺗوﻧﻧﻲ »ﺑﺎﻟزﻧﺟﻲ« .ﻓﻛرھت اﻟﻣدرﺳﺔ وﺗوﺳﻠت ﻟواﻟد ﱠ
أذھب ﺛﺎﻧﯾﺔً إﻟﻰ اﻟﻣدرﺳﺔ .ﻟﻘد ﺷﻌرا ﺑﺎﻷﺳﻰ واﻟﺣزن ﻣن أﺟﻠﻲ وﻟﻛﻧﮭﻣﺎ ﻟم ﯾﺳﺗطﯾﻌﺎ ﺣﻣﺎﯾﺗﻲ إﻟﻰ
اﻷﺑد.
ﻋﻧدﻣﺎ ﺳﻣﻌت »ﺳﺗﻲ« واﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ ﺟدﺗﻲ ﻟﻛن ﺑﺎﻟﻠﮭﺟﺔ اﻟﺳورﯾﺔ ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺣدث ﻟﻲ ﻗﺎﻟت ﻟﻲ أﻧﮫ ﯾﺟب
أن أﻗول »اﻟﺣﻣد « ﻓﻲ ﻛل ﻣرة ﯾﻧﻌﺗﻧﻲ اﻷطﻔﺎل ﺑﺄﺳﻣﺎء ﻓظﯾﻌﺔ .ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت ،ظﻧﻧت أﻧﮫ أﺳوء
اﻗﺗراح ﺳﻣﻌﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق ،وﻟﻛن ﺑﻌد ﺑﺿﻌﺔ أﯾﺎم ﻣن ﺣدﯾﺛﮭﺎ ﻣﻌﻲ ،ﻋﻧدﻣﺎ ﺑدأت ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ
ﻣن اﻷوﻻد ﯾﺻرﺧون» ،اﻟزﻧﺟﻲ! اﻟزﻧﺟﻲ! اﻟزﻧﺟﻲ!« ﺣدث ﺷﻲء ﻏرﯾب .ﻛﻧت ﻋﻠﻰ وﺷك اﻟﺑﻛﺎء،
وﻛﻧت أﻛﺑﺢ دﻣوﻋﻲ ،وﻛﻧت أﺣﺎول ﺑﻛل ﻗوﺗﻲ أن أﺗﻣﺎﻟك ﻧﻔﺳﻲ ﺣﺗﻰ ﻻ أﺑدو »ﺟﺑﺎﻧًﺎ« وأن أﺳﻣﺢ ﻟﮭم
ﺑرؤﯾﺗﻲ أﺑﻛﻲ .وﻟﻛﻧﻧﻲ ﻟم أﺳﺗطﻊ .ﻓﻘد ﻛﺎﻧت اﻟدﻣوع ﺗﻧﮭﻣر ﻣن ﻋﯾﻧﺎي ﻋﻠﻰ أﯾﺔ ﺣﺎل.
ﻋﻧدھﺎ ﺗذﻛرت ﻛﻠﻣﺎت »ﺳﺗﻲ« وﺑدأت أردد ﻟﻧﻔﺳﻲ ﺑﺻﻣت ﻋﺑﺎرة »اﻟﺣﻣد ،اﻟﺣﻣد « .وﻛﺎن ﻟﮭﺎ
ﺗﺄﺛﯾر ﺑﺎﻟﻔﻌل! ﻓﻼ أﻋﻠم ﺑﺎﻟﺿﺑط ﻣﺎ اﻟذي ﺣدث ،ﻟﻛن دﻣوﻋﻲ ﺗوﻗﻔت .وﻓﺟﺄةً ،ﻟم أﻋد ﻣﮭﺗ ًﻣﺎ ﺑﻣﺎ
ﺿﺎ ،وھو ﷲ. ﯾﻌﺗﻘدوﻧﮫ ﻋﻧّﻲ .رﺑﻣﺎ ﻷﻧﻧﻲ ﺷﻌرت ﺣﯾﻧﮭﺎ أن ﻟدي ﺻدﯾﻖ أﯾ ً
ﻟﻘد ﺣدث ھذا ﻣﻧذ وﻗت طوﯾل ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ .وﻣﻧذ ذﻟك اﻟﺣﯾن ،أﺻﺑﺣت ﻛﺎﺗب ﺳﯾﻧﺎرﯾو ﻧﺎﺟﺢ .وﺳﺎﻓرت إﻟﻰ
اﻟﻌدﯾد ﻣن ﺑﻠدان اﻟﻌﺎﻟم ،واﻟﺗﻘﯾت اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﺷﺧﺎص اﻟراﺋﻌﯾن ،وأﺻﺑﺣت ﺣﯾﺎﺗﻲ أﻓﺿل ﻣﻣﺎ ﻛﻧت
أﺗﺧﯾل .وﺧﻼل ﻛل ذﻟك ،ﻛﻧت ﻋﻠﻰ اﻟدوام ﻣواظﺑًﺎ ﻋﻠﻰ ﺗردﯾد »اﻟﺣﻣد « .ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﻛﻧت
أرددھﺎ ﻣﺎ ﯾﻧوف ﻋن ﻣﺋﺔ ﻣرة ﻓﻲ اﻟﯾوم ﺗﻣﺎ ًﻣﺎ ﻣﺛل ﺟدﺗﻲ اﻟﻌزﯾزة .ﺣﺗﻰ أﻧّﻲ أﺷﻌر أﻧﻲ أرددھﺎ اﻵن.
ً
ت ﺳﻠﺑﯾﺔٍ.ﻣﺣﻘﻘًﺎ ﻓﯾﮭﺎ رﻏﺑﺎﺗك اﻟﻣرﺟوة ،وﺳﺗﺟد أﻧﮫ ﻣن اﻟﺻﻌب أن ﺗﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻣر ﺑﺧﺑرا ٍ
ﻓﮭذه ردود ﻓﻌ ٍل طﺑﯾﻌﯾ ٍﺔ ﻟﻺﻧﺳﺎن ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن.
وﻣﺎ ﯾﮭم ﻓﻲ ھذا اﻟﺷﺄن ھو أن ﺗﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻷﻛﺑر ﻋد ٍد ﻣﻣﻛن ﻣن اﻟﺗﺟﺎرب اﻟﺗﻲ ﺗﻣر ﺑﮭﺎ ،ﻓﻼ ﺗﻠﻘﻲ
ﺑﺎﻻً ﻟﻣﺎ ﯾﺣدث ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗك اﻟﯾوﻣﯾﺔ ،ﺣﺗﻰ ﻻ ﺗﺷﻐﻠك اﻟظروف ﺑﺳﺣب ﻣﺷﺎﻋرك ﻧﺣوھﺎ .ﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر،
إن ﻛﻧت ﺗﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺳﯾر أﻣورك ﺑﺷﻛل ﺟﯾد ﻓﻘط ،ﻓﻠن ﺗﺣظﻰ ﺑﮭذا اﻟﺷﻌور ﻓﻲ اﻷوﻗﺎت
اﻟﺗﻲ ﺗﻣر ﻓﯾﮭﺎ ﺑﺗﺣدﯾﺎت اﻟزﻣﺎن.
ﯾﻣﻛﻧك أن ﺗﺗﻌﻠم ﻛﯾف ﺗﻣﺿﻲ ﺑﺿﻊ دﻗﺎﺋﻖ ﻛل ﯾوم ﻟﻛﻲ ﺗﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﮭذه اﻟﺣﯾﺎة ،ﺣﺗﻰ وإن ﻛﻧت
ﺗواﺟﮫ ﺑﻌض اﻟﺗﺣدﯾﺎت واﻟﺻﻌوﺑﺎت .ﺣﯾث ﯾﻣﻛﻧك أن ﺗﻘول ﻟﻧﻔﺳك:
ﺑﻐﻧﻰ ﻋن اﻟﺗﻼﻋب ً »ﻻ ﯾﮭم ﻣﺎ ﻗد أﺷﻌر ﺑﮫ ﺑﺻدد أﺣداث اﻟﺣﯾﺎة ﻓﻲ ھذه اﻟﻠﺣظﺔ ﺑﺎﻟذات ،ﻓﺄﻧﺎ
ﺑﻣﺷﺎﻋري .ﻓﺈﻧﻧﻲ أﻣﻠك اﻟﺣرﯾﺔ ﻟﻛﻲ أطﻠﻖ أﻓﻛﺎري وﻣﺷﺎﻋري وأﻓﺗﺢ ﻗﻠﺑﻲ ﻟﺑﮭﺎء روﺣﻲ ،و ذاﺗﮫ.
ﻓﺄﻧﺎ أﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن اﻟﻌﻣﯾﻖ ﻷﻧﻲ ﺣظﯾت ﺑﻔرﺻﺔ أن أﻛون ﻋﻠﻰ ﻗﯾد اﻟﺣﯾﺎة ﺑﺷﻛﻠﻲ اﻻﻧﺳﺎﻧﻲ ﻓﻲ ھذه
اﻟﻠﺣظﺔ«.
ﺿﺎ أن ﺗﺣﺎول أن ﺗوﺳﻊ داﺋرة اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻣن أﺟﻠﮭﺎ ،ﺑﻌﯾدًا أﻣرا ﻣﻔﯾدًا ﻟك أﯾ ً
ﺳﯾﻛون ً
ﻋن اﻟﺗﺟﺎرب اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻠب اﻟﺳﻌﺎدة ﻟك .ﻓﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﺗﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﻠﺗﺟﺎرب اﻟﺗﻲ ﺳﺎﻋدت ﻓﯾﮭﺎ
اﻵﺧرﯾن ،ﺣﺗﻰ وﻟو ﺗطﻠب ﻣﻧك اﻷﻣر ان ﺗﺑذل ﻣﺟﮭودًا ﻣﺿﺎﻋﻔًﺎ .وﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﺗﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن
ﻟﻧﻣو ﺷﺧﺻﯾﺗك ﺣﺗﻰ وإن ﺗم ذﻟك ﻓﻲ ظروف ﺻﻌﺑﺔ .ﻓﻔﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷوﻗﺎت ،ﻗد ﺗﺣﻔزك ﻣواﻗف
اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻣﻠﯾﺋﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣدي واﻟﺻﻌوﺑﺎت أﻛﺗر ﻣﻣﺎ ﻗد ﺗﻔﻌﻠﮫ اﻟﻣواﻗف اﻟﺳﻌﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗﻣر ﺑﮭﺎ ،ﺣﯾث ﺗﺳﺎﻋدك
ﻋﻠﻰ اﻛﺗﺳﺎب اﻟﺷﺟﺎﻋﺔ واﻟﻘوة واﻻﻟﺗزام واﻹﺑداع .ﻓﻘد ﺗﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻷن ھذه اﻟﻣواﻗف اﻟﺻﻌﺑﺔ ﻗد
ﺟﻌﻠﺗك ﻗرﯾﺑًﺎ ﻣن اﻵﺧرﯾن ،وﺷﺟﻌﺗك ﻓﻲ أن ﺗﻌﺑّر ﻋن ﻗدرﺗك ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎطف واﻟﻌطف.
ﻓﻣن ﺧﻼل ﺗوﺳﯾﻊ ﻧطﺎق ﻓﮭﻣك وﺗﻘدﯾرك ﻟﯾﺷﻣل اﻟﻣزﯾد واﻟﻣزﯾد ﻣن ﻣواﻗف اﻟﺣﯾﺎة ،ﯾﻣﻛﻧك أن ﺗﺷﻌر
ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﺣﯾﺎﺗك ﺣﺗﻰ وإن ﻟم ﯾﺗﺣﻘﻖ ﻛل ﻣﺎ ﺗﺻﺑو إﻟﯾﮫ .إن ﺗﻌﻠم اﻛﺗﺳﺎب اﻟﺷﻌور اﻟﻘوي ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن
ﺧﻼل اﻟﻣواﻗف اﻟﺣﯾﺎﺗﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻗد ﯾﺳﺎﻋدك ﻓﻲ أن ﺗﺷﻌر ﺑﺎﻟﻘوة واﻹﺑداع واﻹﻧﺟﺎز.
ﻓﻲ ﻛل ﯾوم ،ﺳوا ًء أﻛﺎﻧت ﺗﺟﺎرﺑك اﻟﺗﻲ ﺗﻣر ﺑﮭﺎ ﻣﻣﺗﻌﺔً أو ﺻﻌﺑﺔً ،ﻓﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﺗﺣﻔز ﻗوة اﻻﻣﺗﻧﺎن
ﺑداﺧﻠك ﺑﺄن ﺗﻘول ﻟﻧﻔﺳك:
»أﻧﺎ أﺷﻌر ﺑﺎﻟﺳﻌﺎدة ﻷن ﻟدي ﻓرﺻﺔً ﻋظﯾﻣﺔً ﻛﻲ أﻋﯾش ﻣﻌﺟزة اﻟوﺟود اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﻓﻲ ھذا اﻟﻌﺎﻟم
اﻟﻣﺎدي .وأﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﻠﺧﺑرات اﻟﻛﺛﯾرة اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟﻲ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻲ اﻟﺑﺷرﯾﺔ .وأﺷﻌر ﺑﺎﻟﺳﻌﺎدة ﻟﻘوى
روﺣﻲ اﻟﻣﺣﺑّﺔ ،وﻟﻘوة ﷲ ،اﻟﺗﻲ ﺟﻌﻠت ﺣﯾﺎﺗﻲ ﻣﻣﻛﻧﺔ«.
اﻻﻣﺗﻧﺎن :ﺣﺎﻟﺔ ذھﻧﯾﺔ
د .ﺑﯾرﻧﻲ ﺳﯾﺟل
ﺟراح ﻋﺎم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل طب اﻷطﻔﺎل ،واﻟذي ﺷﺎرك ﻓﻲ أﻧﺳﻧﺔ اﻟرﻋﺎﯾﺔ اﻟطﺑﯾﺔ ﺑﯾرﻧﻲ ﺳﯾﺟل ،طﺑﯾبّ ،
واﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟطﺑﻲ .ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﻣؤﺳس ﻣﻧظﻣﺔ )ﻣرﺿﻰ اﻟﺳرطﺎن اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﯾن .(EcaPوﻗﺎم ﺳﯾﺟل
ﺑﺗﺄﻟﯾف ﻋد ٍد ﻣن اﻟﻛﺗب ﻣن ﺑﯾﻧﮭﺎ» :اﻟﺣب ،واﻟطب ،واﻟﻣﻌﺟزات« ،و »اﻟﺳﻼم واﻟﺣب واﻟﺷﻔﺎء«.
أﻋﺗﻘد أن اﻻﻣﺗﻧﺎن ھو ﺣﺎﻟﺔ ذھﻧﯾﺔ ،أﻛﺛر ﻣن ﻛوﻧﮫ ﺣﺎﻟﺔ ﺣﯾﺎﺗﯾﺔ ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﺻﺣﺔ أو اﻟﺛروة .اﺳﻣﺣوا
ﻟﻲ أن أﻗول ﺑﺄن أﻋظم ﻣﻌﻠﻣﻲ اﻻﻣﺗﻧﺎن ھم ﻣن أﺳﻣﯾﮭم ﺳﺟﻧﺎء اﻟﺣﯾﺎة .ﻣﺎ اﻟذي أﻗﺻده »ﺑﺳﺟﻧﺎء
أﻧﺎس ﻣﺳﺟوﻧون داﺧل أﻧﻔﺳﮭم وأﺟﺳﺎدھم أو ﻋﺎداﺗﮭم ،وﻣﻊ ٌ اﻟﺣﯾﺎة«؟ إﻟﯾﻛم اﻹﺟﺎﺑﺔ ،ﺳﺟﻧﺎء اﻟﺣﯾﺎة ھم
ذﻟك ﺗراھم ﻣﻣﺗﻧﯾن ﻟﮭذه اﻟﺣﯾﺎة .أﻋﺗﻘد أﻧك ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﻠﺣﯾﺎة ،وﺗراھﺎ ﻓرﺻﺔ ﻟﻣﻧﺢ اﻟﺣب،
ﺳﺗﺗﻐﯾر ﺣﯾﺎﺗك وﺳﺗﻌﯾﺷﮭﺎ ﻛﻣﺎ ﻗدّرھﺎ ﻟك اﻟﺧﺎﻟﻖ.
ً ً
وﻣن اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك أﺷﺧﺎص أﻋرﻓﮭم ﯾﻌﺎﻧون ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻣن اﻷﻣراض واﻹﻋﺎﻗﺎت إﻻ أﻧّﻲ
أﺳﻣﯾﮭم أﺻﺣﺎء .ﻟﻣﺎذا أﺻﺣﺎء؟ أﺻﺣﺎء ﻷﻧﮭم ﺗﻌﻠّﻣوا ﺗﻠك اﻟﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻟﮭﺎ واﻟد زﻣﯾل ﻟﻲ )وھو
طﺑﯾب ﻋﺎم( ذات ﻣرة» :اﻟﺻﺣﺔ اﻟﺟﯾدة اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ھﻲ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﯾش ﺑدوﻧﮭﺎ«.
ﺳﺎم ﻛﯾن ﯾﺣﻛﻲ ﻟﻧﺎ ﻋن ﺻدﯾﻖ ﻟﮫ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﻣرض »ﻟو ﺟﯾرﯾﺞ« أو اﻟﺿﻣور اﻟﻌﺿﻠﻲ .وﻣﻊ أﻧﮫ
أﻣرا ﻣرھﻘًﺎ ،ﻓﻘد ﻛﺎن ﺳﺎم ﯾزوره ،وﯾﻣﺗدح ﺻدﯾﻘﮫ ﻛﺛﯾرا ،ﻓﺣﺗﻰ اﻟﺗﻧﻔس ﻛﺎن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﮫ ً ً ﻛﺎن ﯾﻌﺎﻧﻲ
ﻋﻠﻰ ﻣوﻗﻔﮫ اﻟﻘوي .ﺳﺄﻟﮫ ﺻدﯾﻘﮫ» :أي ﺧﯾﺎر أﻣﺎﻣﻲ«؟ رد ﺳﺎم» :ﯾﻣﻛﻧك أن ﺗﺗﺑول وﺗﺋن ﻗﻠﯾﻼً« ،رد
اﻟﺻدﯾﻖ» :ﻟم ﯾﺳﺑﻖ ﻟﻲ أن أظﮭرت أﻧﯾﻧﻲ ووﺟﻌﻲ« .إذا ﺳﺄﻟت ﻣﻌظم اﻷﺷﺧﺎص ﻓﯾﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت
اﻟﺣﯾﺎة ﻋﺎدﻟﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﮭم ،ﻟﺳوف ﯾﺻرﺧون ﻓﻲ وﺟﮭك »ﻻ« .وﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎﻧوا أﻛﺛر ﺛرا ًء ﻛﻠﻣﺎ ارﺗﻔﻊ
ﺻﯾﺎﺣﮭم .ﻓﻌﻠﯾﻧﺎ أن ﻧدرك أﻧﮫ ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﺻﻌوﺑﺔ اﻟﺣﯾﺎة ،إﻻ أﻧﮭﺎ ﻟﯾﺳت ظﺎﻟﻣﺔ .ﻓﻛﻠﻧﺎ ﻧواﺟﮫ
اﻟﻣﺷﺎﻛل .إﻻ أن اﻟﺣل ھو أن ﻧﺗﻌﻠم ﻛﯾف ﻧﺗﻌﺎﯾش ﻣﻊ ھذه اﻟﻣﺷﻛﻼت وﻛﯾف ﻧﺳﺗﻐﻠﮭﺎ.
ﻣﻛﺗوب ﻟك ،أراد ﻟك ﷲ ﺑﮫ أن ﯾﻐﯾر ٌ أﻣر
ت ھو ٌﻲ» ،إن ﻣﺎ ﺗﻣر ﺑﮫ ﻣن ﺻﻌوﺑﺎ ٍ ﻛﺎﻧت رﺳﺎﻟﺔ واﻟدﺗﻲ إﻟ ّ
أﻣرا ﺣﺳﻧًﺎ ﻣن ھذه اﻟﺗﺟرﺑﺔ «.ﻟﻘد ﻛﺎﻧت ﻣﺛل اﻟﻔﯾﻠﺳوف ﻛﺎرل ﯾوﻧﻎ، ﻣﺳﺎرك ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة .وﺳﯾظﮭر ﻟك ً
اﻟذي ﻗﺎل» :ھل ﻟك أن ﺗدﻋﻲ ھؤﻻء اﻷﺻدﻗﺎء اﻟذﯾن ﯾﻌﺎﻧون ﻣن ﺣدث ﻣﺄﺳﺎوي ،إﻟﻰ اﻻﺣﺗﻔﺎل،
ﻓﮭﻧﺎك ﺣدث إﯾﺟﺎﺑﻲ آت« .وإن ﺣدث ﻟﮭم أﻣر راﺋﻊ ،ﻛﺎن ﯾﻘول» :إﻧﮫ أﻣر ﺳﻲء ،وﻟﻛن إن ﺗﻛﺎﺗﻔﻧﺎ
ﻣﻌًﺎ ﻓﺳوف ﻧﺗﻐﻠب ﻋﻠﯾﮫ «.ﻗد ﺗﺿﺣك ﺣﯾن ﺗﻌرف أن ﻧﺳﺑﺔ ٪٩٠ﻣن اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن رﺑﺣوا
اﻟﯾﺎﻧﺻﯾب ،وﺑﻌد ﻓوزھم ﺑﺛﻼث إﻟﻰ ﺧﻣس ﺳﻧوات ،ﯾﺷﻛون ﺑﺄن ذﻟك اﻟﺣدث اﻟﺳﻌﯾد ﻗد د ّﻣر ﺣﯾﺎﺗﮭم.
ﻣﺎذا ﯾﺧﺑرﻧﺎ اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻣﻘدس أو اﻟﺗﻠﻣود؟ ﯾﻘول اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻣﻘدس أن ﺑﻧﻲ آدم ﻻ ﯾﺄﺗﻲ ﻟﮭذه اﻟدﻧﯾﺎ ﻟﻛﻲ
ﯾُﺧ َدم ،ﺑل ﻟﻛﻲ ﯾَﺧدُم وﯾﺿﺣﻲ ﺑﺣﯾﺎﺗﮫ ﻣن أﺟل ﺧﯾر اﻵﺧرﯾن .وﯾﺧﺑرﻧﺎ اﻟﺗﻠﻣود أن اﻟذي ﯾﻔرح ﻓﻲ
أدﯾﺎن أﺧرى ﺗﻌﻠﻣﻧﺎ أنٌ ﺧﺿم اﻵﻻم واﻟﻣﺣن اﻟﺗﻲ ﺗﻧﮭﺎل ﻋﻠﯾﮫ ﺳﯾﺟﻠب ﻣﻌﮫ اﻟﺧﻼص ﻟﮭذا اﻟﻌﺎﻟم .ﺛﻣﺔ
اﻟﮭﺑﺔ واﻟدرس واﻟﻌﺑرة ﻛﺎﻣﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻼء واﻟﻣﺣن .ﺣﺗﻰ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻌﻣل ،ﻓﺈن اﻟﻣرور ﺑﮭذه اﻟﺷداﺋد
واﻟﻣﺣن ﯾﺷﻔﯾﻧﺎ وﯾﻔﺗﺢ ﻟﻧﺎ اﻟطرﯾﻖ ﻟﻧﺑﺻر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ.
وھﻧﺎك ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺋدة اﻟرب ﺗﻘﺑﻊ أﻗواﻟﮫ اﻟﻣﻔﺿﻠﺔ ،واﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﮭﺎ أن ﺗﺧﻔف اﻟﻌبء ﻋن ﻛﺎھﻠك ﻟﻛﻲ
ﺗﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﻠﺣﯾﺎة ﻷﻧﮭﺎ ﻓرﺻﺔٌ ﻟﺗﻌﺑّر ﻋن ﺣﺑك ﺑطرﯾﻘﺔ ﻓرﯾدة .وأول ﻗول ﻣن ھذه اﻷﻗوال» :ﻻ
ﻲ ﻋن ﻛل ﻣﺎ ﯾﺣدث ،ﻓﮭذا ﻣن ﺷﺄﻧﻲ أﻧﺎ« .وھذا اﻟﻘول ﻣذﯾل ﺑﺗوﻗﯾﻊ ﻲ وﻛﻠّ ٌ
ﺗﺷﻌر ﺑﺄﻧك ﻣﺳؤول ﺣﺗﻣ ٌ
»ﷲ« .وھﻧﺎك ﻗول آﺧر» :أﻧﺳﻰ ﻛل ﻣﺎ ﺗﺗذﻛره ،وأﺗذﻛر ﻛل ﻣﺎ ﺗﻧﺳﺎه«.
ّ
ﻟذﻟك ﻧﺣن ﻧﻌﯾش وﺳط اﻟﺻﻌوﺑﺎت واﻷﻟم ،ﻓﻣﺎ اﻟذي ﯾﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن وﯾﻌﻠّﻣﻧﺎ ﻛﻧوز اﻟﺣﯾﺎة؟
ﻓﻧﺎؤﻧﺎ! ھذه ھﻲ اﻹﺟﺎﺑﺔ .ﻧﻌم ،ﻓﺈن ﻟم ﺗﺷﻌر ﺑﺎﻵﻻم اﻟﺟﺳدﯾﺔ واﻟﻌﺎطﻔﯾﺔ ﻓﻠن ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻌﯾش ﻓﻲ ھذه
اﻟﺣﯾﺎة .ﻷن ھذه اﻵﻻم ﺗﺣﻣﯾﻧﺎ وﺗوﻗظ اھﺗﻣﺎﻣﻧﺎ ﺑﻣﺎ ﻧﺣﺗﺎﺟﮫ وﻣﺎ ﯾﺣﺗﺎﺟﮫ ﻣن ﻧﺣب .ﯾﻌﻠّﻣﻧﺎ اﻟﻔﻧﺎء أن
وﻗت ﻣﺣدو ٌد ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة وﯾزﯾد ﻣن إدراﻛﻧﺎ ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻛﻧز اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ .وﻛﻣﺎ ﻗﺎل ﺑﯾﺗر ﻧول ﻓﻲٌ أﻣﺎﻣﻧﺎ
دورﯾﺗﮫ اﻷﺧﯾرة» :اﻟوﻗت ﻟﯾس ﻣﺎﻻً .اﻟوﻗت ھو ﻛل ﺷﻲء .ﻓﺈن رؤﯾﺗك ﻟﻠﺷﻲء ﻵﺧر ﻣرة ﻻ ﺗﻘل
أھﻣﯾﺔً ﻋن رؤﯾﺗك ﻟﮫ أول ﻣرة ،ﻛﻣﺎ أﻧك ﺗﻣﺿﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟوﻗت ﻣﻊ ﻣن ﺗﺣب ﻣن اﻷﺷﺧﺎص
واﻷﺷﯾﺎء ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﻣﺿﻲ اﻟﻘﻠﯾل ﻣن اﻟوﻗت ﻣﻊ ﻣن ﻻ ﺗﺣﺑﮭم«.
ﻣﻣﺗن ﻟﮫ ﻓﻘط ﻓﻲ ھذا اﻟﺣﯾﺎة وﻟﻠﻔرص اﻟﺗﻲ أﺳﺗطﯾﻊ ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ ٌ ﯾﻣﻛﻧﻧﻲ أن أﺷﺎرك اﻵﺧرﯾن ﻣﺎ أﻧﺎ
اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ ﻣﻌﺟزات اﻹﺑداع ،ھذا ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أﻧﻧﻲ ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﮫ أﻋرف وأﺧﺗﺑر اﻟﻛﺛﯾر ﻣن
ﻣﻣﺗن ﺑﺑﺳﺎط ٍﺔ ﻷﻧّﻲ أﺳﺗﯾﻘظ ﻛل ﺻﺑﺎحٍ وأﻧﺎ ﻣدرك ﻟﻠﻌﺎﻟم ﻣن ﺣوﻟﻲ. ٌ اﻷﻟم .اﻷھم ﻣن ذﻟك ﻛﻠﮫ ،أﻧّﻲ
وأﻋﻠم أن ھﻧﺎك ﻏﯾري ﻣن اﻟﻧﺎس ﯾﺗﻣﻧون أﻻ ﯾﺳﺗﯾﻘظوا ﻓﻲ اﻟﯾوم اﻟﺗﺎﻟﻲ ،ﻓﻠﻣﺎذا ﯾوﺟد ھذا اﻻﺧﺗﻼف؟
ﻲ أن أﺷﻌر أﻋﺗﻘد أن ھذا اﻻﺧﺗﻼف ﻧﺎﺟم ﻋن اﻟﺣب اﻟذي ﺣﺻﻠت ﻋﻠﯾﮫ ﻣﻧذ وﻻدﺗﻲ واﻟذي ﺳ ّﮭل ﻋﻠ ّ
ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن .ﻟذا ،ﻓﺈﻧﻲ أطﻠب ﻣﻧﻛم ﺟﻣﯾﻌًﺎ أن ﺗﺗﻌﺎﻣﻠوا ﻣﻊ ﺑﻌﺿﻛم اﻟﺑﻌض ﻛﻣﺎ ﺗﺗﻌﺎﻣل اﻷم اﻟرؤوم ﻣﻊ
أﻣر ﻣﺗروكطﻔﻠﮭﺎ ،وﺑذﻟك ﯾﻣﻛن ﻟﻧﺎ ﺟﻣﯾﻌًﺎ أن ﻧﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﮭذه اﻟﺣﯾﺎة .ﻓﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻌﺑﯾرك ﻋن ﺣﺑك ٌ
ﻟك وﺣدك .وﻟﻛن ﻋﻠﯾك أن ﺗﺧﺗﺎر طرﯾﻘﺗك ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ ھذا اﻟﺣب ،وأﯾﻧﻣﺎ ﻗﺎﺑﻠت اﻟﻧﺎس ،رﺟﺎﺋﻲ ﻟك أن
ﺗﻌﺑر ﻟﮭم ﻋن ھذا اﻟﺣب.
إذا ﻓﻌﻠﻧﺎ ذﻟك ،ﻓﻛ ٌل طﻔ ٍل ﺳﯾﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﻠﺣﯾﺎة واﻟﻔرص اﻟﺗﻲ أﻣﺎﻣﮫ ﻛﻲ ﯾﺧدم ﻏﯾره وﯾؤﺛر ﻓﻲ
ﺧﯾﺎر ﻧﺎﺑ ٌﻊ ﻣن اﻹرادة اﻟﺣرة.
ٌ ﺣﯾﺎة اﻵﺧرﯾن .ﻓﻌﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ذﻟك ،ﺗذ ّﻛر دو ًﻣﺎ أن اﻻﻣﺗﻧﺎن ھو
ﻓﺟﻧّﺎت ﻋدن ﻟم ﺗدم ﻷﻧﮫ ﻟم ﯾﻛن ﺛﻣﺔ ﺧﯾﺎرات .ﻓﺄﻣﺎﻣﻧﺎ اﻻﺧﺗﯾﺎر ،دﻋوﻧﺎ ﻧﺣب اﻟﺣﯾﺎة ،وﻧﺣب ﻏﯾرﻧﺎ
ﻣن اﻟﻛﺎﺋﻧﺎت اﻟﺣﯾﺔ وأن ﻧﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن.
اﻟﻧظر ﺑﻌﯾون اﻻﻣﺗﻧﺎن
اﻟﻘس ﻛرﯾﺳﺗﯾﺎن ﺳورﻧﺳون
اﻟﻘس ﻛرﯾﺳﺗﯾﺎن ﺳورﻧﺳون ھو اﻟﻘس اﻷول ﻓﻲ ﻛﻧﯾﺳﺔ ﺳﯾﺳﺎﯾد ﻟﻠﻌﻠوم اﻟدﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ دﯾل ﻣﺎر،
ﻛﺎﻟﯾﻔورﻧﯾﺎ .وھو اﻟرﺋﯾس اﻟﺳﺎﺑﻖ ﻟرﺟﺎل اﻟدﯾن ﻓﻲ ﺟﻧوب ﻛﺎﻟﯾﻔورﻧﯾﺎ وﺧدم ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﻲ ﻷﻣﻧﺎء
ث ﻋن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻓﻘد ﺳﺎﻋد ﻛرﯾﺳﺗﯾﺎن ﻣﺋﺎت اﻷﺷﺧﺎص ﻲ ،وﻛﺑﺎﺣ ٍﺣرﻛﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟدﯾﻧﯾﺔ .ﻛر ّﺣﺎﻟ ٍﺔ ﻋﺎﻟﻣ ّ
ت روﺣﯾ ٍﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﯾن واﻟﮭﻧد وأﻓرﯾﻘﯾﺎ وﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟﺑﻘﺎع اﻟﻐرﯾﺑﺔ ﻓﻲ ھذا ﻓﻲ اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ اﺳﺗﻛﺷﺎﻓﺎ ٍ
اﻟﻌﺎﻟم .وﺑﻣﺎ أﻧﮫ ظ ﱠل طوال ﺣﯾﺎﺗﮫ ﯾدرس ﻋﻠوم اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ وﻋﻠم اﻟﻣﯾﺗﺎﻓﯾزﯾﻘﯾﺎ ،ﻓﻘد ﻛﺎن ھدﻓﮫ اﻟوﺣﯾد ھو
رؤﯾﺔ اﻟﻘوة اﻟروﺣﯾﺔ ﻓﻲ ﻛل ﺷﻲء.
ﻓﻲ ﻋطﻼت أﻋﯾﺎد اﻟﻣﯾﻼد ورأس اﻟﺳﻧﺔ ،وﻛﻧت ﯾوﻣﮭﺎ أﺑﻠﻎ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻣن اﻟﻌﻣر ،ﻗدﻣت ﻟﻲ ﺟدﺗﻲ
ﻖ ﻛﮭدﯾﺔ ،وﻛﺎﻧت ﺗﺣﻣل ﻋﺑﺎرة »ﻋﺎم ﺳﻌﯾد« .ﻟم ﺗﻛن ﺗﻠك ھدﯾﺗﻲ اﻟﻣﻔﺿﻠﺔ .وﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ رﺑطﺔ ﻋﻧ ٍ
ﻛﻧت أدﻋو أﻻ أﺿطر ﻻرﺗداﺋﮭﺎ ﯾو ًﻣﺎ .ﻟﻛن رﺳﺎﻟﺔ اﻟﺷﻛر اﻟﺗﻲ اﺿطررت إﻟﻰ ﻛﺗﺎﺑﺗﮭﺎ ﺣﯾﻧﮭﺎ ﻟﺟدﺗﻲ
ﻛﺎﻧت أول ذﻛرى ﻟﻲ ﻣﻊ اﻻﻣﺗﻧﺎن .ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﻛﺗﺑت ﺗﻠك اﻟرﺳﺎﻟﺔ ،ﻛﻧت أﻓﻛر ،ﻛﻣﺎ ﻧﻔﻌل ﻓﻲ أﺛﻧﺎء ﻛﺗﺎﺑﺗﻧﺎ
ﺿﺎ اﺧﺗﺑرت ﺷﻌور اﻟﺗﻘدﯾر ﻋﻠﻰ ﻷي رﺳﺎﻟﺔ ،ﺑﺟدﺗﻲ اﻟﺗﻲ ﻗدﻣت ﻛل اﻟﺣب واﻟرﻋﺎﯾﺔ ﻟﻲ .وأﻧﺎ أﯾ ً
اﻷﻗل ﻟﻛل ﺗﻠك اﻟﻐﻧﺎﺋم ﻓﻲ ﻋطﻠﺗﻲ.
ﻏرﺳت ھذه اﻟدروس اﻟﻣﺑﻛرة ﻓﻲ اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻓﻲ ﻧﻔﺳﻲ ﻋﺎدة ً اﺳﺗﻣرت ﻣﻌﻲ طوال ﺣﯾﺎﺗﻲ ،وھﻲ اﻟﺗﻌﺑﯾر ّ
ﻋن ﺷﻛري ﻟﻶﺧرﯾن ،واﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﻟﮭﺎ ﻋﻣﯾﻖ اﻷﺛر ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻲ .ﻋﻧدﻣﺎ ﻧرى اﻷﻣور اﻟﺳﻌﯾدة ،ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ
إﻻ أن ﻧرﻛز ﻋﻠﻰ اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺎت ،اﻟﺗﻲ ﺗﺣررﻧﺎ ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل ﻣن اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ اﻟﺳﻠﺑﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﮭﯾﻣن ﻋﻠﻰ
ﺗﻔﻛﯾر اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺷﺧﺎص .ﻋﻧدﻣﺎ أﺗﺣدث ﻣﻊ أﻧﺎس ﻧﺎﺟﺣﯾن ﻓﺈﻧّﻲ أﺳﻣﻊ أﻓرادًا ﯾرﻛزون ﻋﻠﻰ
اﻟﻔرص واﻻﻣﻛﺎﻧﯾﺎت وﻟﯾس ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧﺎطر واﻟﺻﻌوﺑﺎت .ﻓﮭؤﻻء ھم ﻣن ﯾﺷﻌرون ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن
ﻟﻠﻧﺟﺎﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﺣﻘﻘوھﺎ وﯾﺗوﻗﻌون أن ﺗﺟﺎزﯾﮭم اﻟﺣﯾﺎة ﺑﺎﻷﻓﺿل .وھذا ﻣﺎ ﯾﺣدث ﺑﺎﻟﻔﻌل.
إرﻧﺳت ھوﻟﻣز ،ﻣؤﺳس ﺣرﻛﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟدﯾﻧﯾﺔ ،أورد ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﮫ ﻋﻠوم اﻟﻌﻘل» :ھﻧﺎك ﻓﻲ دواﺧﻠﻧﺎ
ب ﻻ ﺣدود ﻟﮭﺎ .وﻟﻧﺎ ﺷرف ﺣﺿور وﻻدﺗﮭﺎ!« ﻓﺎﻟﺣﯾﺎة ﺗﻧﺗظر إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ﻟم ﺗوﻟد ﺑﻌد ﻟﺧوض ﺗﺟﺎر ٍ ٌ
ﻣﻧك أن ﺗﺛﻖ ﻓﻲ أﺣﻼﻣﮭﺎ .ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﻧﺧﺗﺎر أن ﻧﻧﺣﺎز إﻟﻰ اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺎت ،ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن
ﺻﺎ ﺗﺟﻠب ﻟﻧﺎ ﻣزﯾدًا ﻣن اﻟﺧﯾر .وﺧﻼل ﻛل ذﻟك ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﻧﻣو ﻟﻠﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﮭﻧﺎ وﻧرى ﻓﯾﮭﺎ ﻓر ً
وﻧﺗﻌﻠم ﻓﻲ ھذه اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ.
اﻟﻘﻠب اﻟﻣﻣﺗن ﯾﻌطﻲ اﻟﺣﯾوﯾﺔ ﻟﻠروح وﯾﻧﻌش اﻟﺟﺳد .ﻓﮭو ﯾﺣرر روﺣﻧﺎ ﻣن اﻟﻌﺑودﯾﺔ ،وﯾرﻗﻰ ﺑﺈدراﻛﻧﺎ
إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى ﻣرﯾﺢ ﺣﯾث ﺗﺟﻌﻠﻧﺎ أﺟﻧﺣﺔ اﻟوﻋﻲ ﻧﻧﻌم ﺑﺎﻻﻧﺳﺟﺎم ﻣﻊ اﻟذﻛﺎء اﻹﺑداﻋﻲ .ھﻧﺎك ﺗﻣرﯾن ﺟﯾد
وھو ﺧﯾر ﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧك أن ﺗﺑدأ ﺑﮫ ﺻﺑﺎﺣك ،وﺣﺗﻰ ﻗﺑل أن ﺗﻔﺗﺢ ﻋﯾﻧﯾك ،وھو أن ﺗرى وأن ﺗﺷﻌر ﺑﻛل
اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺟﯾدة ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗك .ﻓﺑدﻻً ﻣن أن ﺗﻘول» :ﯾﺎ إﻟﮭﻲ ،ﻟﻘد ﺣل اﻟﺻﺑﺎح!« ،ﺣﺎول أن ﺗﻘول:
»اﻟﺣﻣد ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺻﺑﺎح اﻟﺟﯾد« .أو أن ﺗﻘول» :إﻧﮫ ﯾوم راﺋﻊ آﺧر ،وأﻧﺎ أﺷﻌر ﺑﺎﻟﺳﻌﺎدة ﻟﻛوﻧﻲ
ﻣﺎ زﻟت ﻋﻠﻰ ﻗﯾد اﻟﺣﯾﺎة .ﻓﮭذا ﯾو ٌم ﺧﻠﻘﮫ ﷲ .ﺳﺄﺳﺗﻣﺗﻊ وأﺷﻌر ﺑﺎﻟﺳﻌﺎدة ﺧﻼﻟﮫ «.ﺣﺎول أن ﺗﺣﺻﻲ
ﻋﺷر ﻧﻌم ﺗﻧﻌم ﺑﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗك ﻗﺑل أن ﺗﻧﮭض ﻣن ﺳرﯾرك .وﺳوف ﺗﻧدھش ﻛﯾف ﺳﯾﻣﺿﻲ ﯾوﻣك ﻋﻠﻰ
ﻣﺎ ﯾرام) .ﻟﻛن ﺣذار! أن ﺗﻛون ﻣﺑﺗﮭﺟﺎ ً ﻗﺑل أن ﯾﺣﺗﺳﻲ اﻵﺧرون ﻗﮭوﺗﮭم اﻟﺻﺑﺎﺣﯾﺔ ﻓﻠن ﯾﻛون ذﻟك
داﺋ ًﻣﺎ ﻣوﺿﻊ ﺗﻘدﯾر!(.
إن اﻟﺣﯾﺎة ﻧظﺎم ﻣﻠﻲء ﺑﺎﻟﺧﯾرات ،وھﻲ ﻗﺎﺑﻌﺔ ﺑﺎﻧﺗظﺎرﻧﺎ ﻣن أﺟل أن ﻧﺗواﻓﻖ ﻣﻊ ﺟواﻧﺑﮭﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﻧوﺟﮫ أﻧظﺎرﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﻋن طرﯾﻖ اﻟﺛﻧﺎء واﻟﺗﻘدﯾر ،ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﺟﻌل أﻧﻔﺳﻧﺎ ﻓﻲ ﺗﻧﺎﺳﻖ
ً
ﻣﻊ ھذا اﻟﻌطﺎء اﻟﻣﺗواﺗر .وﻛﺄن ھﻧﺎك ﻗوة ً ﻣﻐﻧﺎطﯾﺳﯾﺔً ﺗﺟذب إدراﻛﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﺧﯾر اﻟوﻓﯾر اﻟداﺋم .ﻓﻛﺄن
ﺑﺈﺗﻘﺎن ﻟﺟذب ﺗﻠك اﻟﺗﺟﺎرب اﻟﺗﻲ ﺗدﻋم ﺣﺎﻟﺗﻧﺎ اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ .ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﻧﻧظر ﺑﻌﯾون
ٍ اﻟوﻋﻲ واﻟﻼوﻋﻲ ﯾﻌﻣﻼن
اﻻﻣﺗﻧﺎن ،ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﺻﺑﺢ وﺳﯾﻠﺔ ﺗﺟﻠب اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﻧﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻣن أﺟﻠﮭﺎ .ﻟﻘد ﻗﯾل ﻟﻧﺎ
»أن ﻧﻛون ﺷﺎﻛرﯾن ﻣﻣﺗﻧﯾن ﻟﻛل ﺷﻲء« ،وھذا ﯾﺷﻣل رﺑطﺔ اﻟﻌﻧﻖ ،وﺟﺳدﻧﺎ وﺣﺗﻰ ﺗﻧﻔﺳﻧﺎ اﻟﯾوﻣﻲ.
ﻣن اﻟﺳﮭل أن ﺗﻛون ﻣﻣﺗﻧًﺎ ﻟﻸﺷﯾﺎء اﻟﻌظﯾﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ،وﻟﻛن أن ﺗﻛون ﻣﻣﺗﻧًﺎ »ﻟﻛل ﺷﻲء« ﻓﮭذا
ﯾﺿﻌك ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻧ ٍﺔ ﻗوﯾ ٍﺔ وﻣﻧﺳﺟﻣﺔ .ﻓﻲ ھذا اﻟﺻﺑﺎح ،وأﻧﺎ أﺟﻠس ﻋﻠﻰ ﺷﺎطﺊ دﯾل ﻣﺎر ﻗرب ﻣﻧزﻟﻲ،
أﺣﯾﻲ ھذا اﻟﯾوم اﻟﺟدﯾد ،ﻓﻘد ﻛﻧت ﻏﺎرﻗًﺎ ﺑﺟﻣﺎ ٍل ﺑﮭﻲ ٍ ﯾﻣﻠؤﻧﻲ ﺑﺎﻟرھﺑﺔ .ﺷﻌرت ﺑﺎﻟﺗﻧﺎﻏم واﻻﻧﺳﺟﺎم ﻣﻊ
ت ﻗﻠﯾﻠ ٍﺔ ﻣن ﺻﻔﺣﺔ اﻟﻣﺎء .ﺷﻌرت ﺑﻔرﺣﺔ اﻟدﻻﻓﯾن وھﻲ ﺗﻌﺗﻠﻲ اﻟﺑﺟﻊ اﻟذي ﻛﺎن ﯾﺣﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺑﻌد إﻧﺷﺎ ٍ
ﺗﻠك اﻟﻣوﺟﺎت اﻟﻛﺑﯾرة .وﻋﻧدﻣﺎ ﻟﻣﺣت اﻟﺣﯾﺗﺎن وھﻲ ﺗرﻓﻊ زﻋﺎﻧﻔﮭﺎ اﻟﻣﮭﯾﺑﺔ ﻓوق اﻟﻣﺎء ،أدرﻛت ﻋظﻣﺔ
ﺑﺎﻧﺗظﺎم
ٍ ﺿﺎ أﺗﻧﻔسﷲ .وﻟﻛن ﻓﻲ ھذا اﻟﺻﺑﺎح ،وﻓﻲ ﻧﺷوة ﺗﻠك اﻟﻠﺣظﺔ اﻟراﺋﻌﺔ ،ﻟﻣﺣت ﻧﻔﺳﻲ أﯾ ً
واﻧﺳﺟﺎم ﺗﺎﻣﯾن ،ﻛﻣﺎ ﺑدت ﻟﻲ ﺣرﻛﺗﺎ اﻟﻣدر واﻟﺟزر ﻣﺗﻧﺎﻏﻣﺗﯾن ﻣﻊ اﻟرﯾﺎح ،واﻷﻋﺷﺎب ﺗﺗﻣﺎوج ﺑﮭدوءٍ
ٍ
ﺗﺎم ﻣﻊ ﻣﺎ ﯾﺣﯾط ﺑﮭﺎ .وﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻠﺣظﺔ ،ﻛﻧت أﺷﻌر ﺑﻛل ﺣﺑﺔ رﻣل أطﺄھﺎ ،وﺗﺣﺳﺳت واﻧﺳﺟﺎم ٍ
ٍ
ﺳرﺗﻲ ،اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﺗواﻓﻖ واﻧﺳﺟﺎم ﻣﺛﺎﻟﻲ ﻣﻊ اﻟﻛون ﻛﻠﮫ.
ﻟذا ﻋﻧدﻣﺎ أﻧﻔﺻل ﻋن اﻟواﻗﻊ وأﻋود إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﻔردﯾﺔ واﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ ذاﺗﻲ ،ﻻ ﯾﺳﻌﻧﻲ اﻟﻘول ﺳوى
ﺷﻛرا.
ً ….
ﻣظﺎھر اﻻﻣﺗﻧﺎن
د .ھﺎل ﺳﺗون ،د .وﺳﯾدرا ﺳﺗون
ﻧﻔس ﺳرﯾرﯾﯾن ،وﻗﺎﻣﺎ ﺑﺗﺄﻟﯾف اﻟﻛﺗﺎب اﻟذي ﻲ ٍ د .ھﺎل ﺳﺗون ،د .وﺳﯾدرا ﺳﺗون ،ﯾﻌﻣل ﻛﻼھﻣﺎ ﻛﻌﺎﻟﻣ ّ
ﯾﺣﻣل ﻋﻧوان »إﺣراج أﻧﻔﺳﻧﺎ ،وإﺣراج اﻵﺧرﯾن ،وإﺣراج أﻧﺎك اﻟﻧﺎﻗدة« .ﻗﺎم ھﺎل ﺑﺗﺄﺳﯾس ﻣرﻛز
ﻋﻼجٍ ﺑﺎﻟﻔﻧون ﻓﻲ ﻟوس أﻧﺟﻠوس ﻓﻲ أواﺋل ﺳﺑﻌﯾﻧﯾﺎت اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ ،وھو ﻣن أوﻟﻰ اﻟﻣراﻓﻖ
اﻟﺻﺣﯾﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻼد .أﻣﺎ ﺳﯾدرا ﻓﻘد أﺷرﻓت ﻋﻠﻰ ﻣرﻛز ھﻣﺑرﻏر ﻓﻲ ﻟوس أﻧﺟﻠوس ،وھو
ﻲ ﻟﻠﻔﺗﯾﺎت اﻟﻣراھﻘﺎت .وﻣﻧذ ﻋﺎم ،١٩٨٢ﺳﺎﻓرا ودرﺳﺎ ﻓﻲ أرﺟﺎء اﻟوﻻﯾﺎت ﻲ وﻋﻼﺟ ﱞ ٌ
ﻣرﻛز ﺳﻛﻧ ﱞ
ﺿﺎ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻧﺷطﺗﮭم اﻟﺗدرﯾﺑﯾّﺔ واﻟﻛﺗﺎﺑﯾّﺔ ،واﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺟري اﻟﻣﺗﺣدة ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺧﺎرﺟﮭﺎ أﯾ ً
ﺑﻣﻌظﻣﮭﺎ ﻓﻲ ﻣوطﻧﮭم ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣل ﻛﺎﻟﯾﻔورﻧﯾﺎ اﻟﺷﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﻘﺎطﻌﺔ ﻣﯾﻧدوﺳﯾﻧو.
ﺧﯾر وﺳﻲ ٌء ﺑطﺑﯾﻌﺗﮫ .ﻷن ﻻ ﯾوﺟد ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎﻋر اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،ﻣﮭﻣﺎ ﻛﺎﻧت ھذه اﻟﻣﺷﺎﻋر إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ،ﻣﺎ ھو ٌ
ھذا ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﻛﯾﻔﯾﺔ اﺳﺗﺧداﻣﻧﺎ أو ﺗوﺻﯾﻠﻧﺎ ﻟﮭذه اﻟﻣﺷﺎﻋر واﻷﺣﺎﺳﯾس .ﺗﺗﻣﺛل ﻗدرﺗﻧﺎ ﻓﻲ إدراﻛﻧﺎ
ﻟﻠﻘوة اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻧﺎ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﺗﺧﺎذ اﻟﺧﯾﺎر اﻷﻣﺛل اﻟذي ﯾﺗﻌﻠﻖ ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﺟﻠﻲ ھذه اﻟطﺎﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم
ﻣن ﺣوﻟﻧﺎ ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺣدد ﻛﯾﻔﯾﺔ اﺳﺗﺧداﻣﻧﺎ ﻟﻸﻓﻛﺎر واﻟﻣﺷﺎﻋر واﻟﺗﺟﺎرب اﻟﺗﻲ ﻧﻣر ﺑﮭﺎ .وﺑﮭذه
ﺻﺔ أو اﻷﻓﻛﺎر ﺳﺗظﮭر إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟم اﻟطرﯾﻘﺔ ﻓﻘط ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧﺣﻛم ﻓﯾﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت ھذه اﻟﻣﺷﺎﻋر اﻟﺧﺎ ّ
ﺑطرﯾﻘ ٍﺔ ﺗﺟﻌﻠﮭﺎ ﻗوة ً ﻟﻠﺧﯾر أو اﻟﺷر ﻓﻲ ھذا اﻟﻌﺎﻟم .واﻻﻣﺗﻧﺎن ﻻ ﯾﺳﺗﺛﻧﻰ ﻣن ھذه اﻟﻘﺎﻋدة.
اﻻﻣﺗﻧﺎن واﻟﺣب أﻣران ﻣﺗﺻﻼن؛ ﺣﯾث أﻧﻧﺎ ﻧﺷﻌر ﺑﮭﻣﺎ ﻣﻌًﺎ .ﺑﻌﺑﺎرةٍ أﺧرى ،ﺗﺗﺿﻣن ھذه اﻟﻌﻼﻗﺔ
طرﻓﯾن أﺣدھﻣﺎ ﯾﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ،واﻵﺧر -اﻟذي ﻗد ﯾﻛون ﻓردًا أو ﻣﺟﻣوﻋﺔ -ﺗﺻدر ﻋﻧﮫ ﺗﺻرﻓﺎت
ﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ أﻣر ھﺎ ٌم وأﺳﺎﺳ ٌ
ﺗدﻓﻊ اﻟطرف اﻷول ﻟﻛﻲ ﯾﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن .ﻓﺎﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ٌ
ي ﯾﻧﺗﺷر ﻋﺎﻣﺔً ﺑﯾن اﻷﻓراد اﻟذﯾن ﺗﻣت ﻣﺳﺎﻋدﺗﮭم ﻣن ﻗﺑل ﻣﻌﻠّ ٍم ﺷﻌور ﺟوھر ﱞ
ٌ آﻧﻔﺔ اﻟذﻛر؛ ﺣﯾث أﻧﮫ
واعٍ ﻣن أي ﻧوع ،وﺑﮭذا ﺗﻛون ھذه اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺟز ًءا ﻣن ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺗﺣوﯾل اﻟﻣوﺟودة ﺑﯾن اﻟﺗﻠﻣﯾذ ﻣن ﻧﺎﺣﯾ ٍﺔ
وﺑﯾن اﻟﻣﻌﻠّم ﻣن ﻧﺎﺣﯾ ٍﺔ أﺧرى ﻓﻲ أﯾﺔ ﻋﻼﻗ ٍﺔ ﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔٍ ،أو ﺗدرﯾﺑﯾ ٍﺔ أو ﻋﻼﺟﯾﺔ .وﻟﻔﮭم اﻟﮭدف ﻣن ھذا
ﻲٍ ،وﻣﻌﺎﻟﺞٍ ﺷﺧص ﯾﻘوم ﺑﺄي ﻧوعٍ ﻣن اﻟﻌﻼج ﻣﺛل ﻣﻌﺎﻟﺞٍ ﻧﻔﺳ ّ ٍ اﻟﻣﻘﺎل ،ﻓﺈن ﻛﻠﻣﺔ »اﻟﻣﻌﻠّم« ﺗﺷﻣل أي
ﺷﺧص ﯾﺗﻠﻘﻰ اﻟﻣﺳﺎﻋدة ،ﺳوا ًء ﻛﺎن ﻋﻣﯾﻼً ،أم ﻣوﺿوع ٍ يٍ ،أو ﻛﺎﺗب .وﻛﻠﻣﺔ »ﺗﻠﻣﯾذ« ﺗﺷﻣل أي ﺗﻘﻠﯾد ّ
ﺿﺎ أم طﺎﻟﺑًﺎ. ﺑﺣث ،أم ﻣرﯾ ً
ﻣن اﻷﻣور اﻟﻣﺣﯾرة واﻟﻣﺛﯾرة اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ھو أﻧﮫ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺷﻌر ﻛل ﻓرد ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﺑطرﯾﻘ ٍﺔ
ي ﻋﻠﻰ ﺳﯾر ﺣﯾﺎة اﻟﺷﺧص. ﺗﺄﺛﯾر ﻗو ﱞ
ٌ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ .ﻓﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺷﻌور ﺑﮫ وﻛﯾﻔﯾﺔ ظﮭوره ﺑﻣرور اﻟوﻗت ﻟﮭﺎ
وﻧرﯾد أن ﻧرﻛز ھﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﯾﻔﯾﺔ ظﮭور اﻻﻣﺗﻧﺎن ﺳوا ًء ﺑﺎﻟوﻋﻲ أو اﻟﻼوﻋﻲ واﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻛل
ﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣدة .ﻛﻣﺎ أﻧﻧﺎ ﻧﺧطط ﻟﻠﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾﻖ ھذه اﻟﻔﻛرة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺗﻠﻣﯾذ واﻟﻣﻌﻠّم ﻓﻲ
ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻌﻼج أو اﻟﺷﻔﺎء ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﺻﻐﯾرة أو اﻟﻛﺑﯾرة ﻣن اﻷﻓراد اﻟذﯾن ﯾطﻣﺣون
ﻲ ٍ أﻓﺿل. إﻟﻰ إدراك ووﻋ ّ
ﻲ ﻟﻠﺷﺧص .وﻣﺎ ﯾﻌﻧﯾﮫ ﻣن دون ھذا اﻟوﻋﻲ ،ﯾﻣﯾل اﻻﻣﺗﻧﺎن إﻟﻰ اﻟظﮭور ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟﺎﻧب اﻟطﻔوﻟ ّ
ﻲ ھو أن ھﻧﺎك ﻋﻼﻗﺔً ﺗﻔﺎﻋﻠﯾﺔً ﺑﯾن اﻟﻣﻌﻠّم واﻟﺗﻠﻣﯾذ ﺗﺷﺑﮫ ﺗﻠك اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻣوﺟودة ﺑﯾن اﻟﺟﺎﻧب اﻟطﻔوﻟ ّ
ّ
اﻟطﻔل وواﻟده ،ﺣﯾث ﯾﻠﻌب اﻟﺗﻠﻣﯾذ دور اﻻﺑن أو اﻻﺑﻧﺔ ﻟﻠﻣﻌﻠم .واﻟﻣﺷﺎﻋر اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺞ ﻋن ذﻟك ﯾﻣﻛن أن
ﺗﻛون ﻗوﯾّﺔ ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ ،وﻟﻛﻧﮭﺎ ﺗﺣدث ﺿﻣن إطﺎر ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺗﻔﺎﻋل ﺑﯾن اﻷب واﺑﻧﮫ .وﻧﺷﯾر إﻟﻰ ھذه اﻟﻌﻼﻗﺔ
اﻟواﻟد\ اﻟطﻔل ﺑﺄﻧﮭﺎ ﻧﻣوذ ٌج ﻟﻠﺗﻌﮭد واﻻﻟﺗزام.
ّ
ﻣﻌﯾن
ٍ ﻲ ٍ ﯾﻣﯾل إﻟﻰ اﻟوﻗوع ﻓﻲ ﻧوعٍ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ،اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﺗﻠﻘﻰ ﻣﺳﺎﻋدة ً ﻣن ﻣﻌﻠّ ٍم روﺣﺎﻧ ّ
ﻣن اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﺎطﻔﯾﺔ ﻣﻊ ﻣﻌﻠّﻣﮫ .ﻓﯾﺷﻌر اﻟﺗﻠﻣﯾذ ﺑﺎﻟﺣب واﻻﻣﺗﻧﺎن اﻟﺷدﯾدﯾن ﻟﮫ ،وﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣﺎ ﯾﺣدث
ﻲ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺗﻠﻣﯾذ ﺑﻣﻌﻠّﻣﮫ ،واﻟﺣب ﻲ وأﺳﺎﺳ ٌ أﻣر طﺑﯾﻌ ٌ أن ﻋواطﻔﮭم ﺗﻠك ﺗ ُ ْﻛﺷَف وﺗ ُ ْ
ظ َﮭر .وھذا ٌ
ﻲ ﺑوﺟ ٍﮫ ﻋﺎم .وھذا ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أن ﺗﺑﻘﻰ ﺗﻠك اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﺣﺻورة ً واﻻﻣﺗﻧﺎن ھﻣﺎ ﺟز ٌء ﻣن اﻟﺗدرﯾب اﻟروﺣ ّ
ﺿﻣن ھذا اﻹطﺎر ﻟﻸﺑد.
إذًا ﻣﺎ ھﻲ ﻋواﻗب ھذا اﻟﺗﻔﺎﻋل واﻟﺗواﺻل اﻟذي ﯾﺷﺑﮫ إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر ﻋﻼﻗﺔ اﻟطﻔل ﺑواﻟدﯾﮫ؟ وﻛﯾف
ي ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﺷﻌور ﻗو ٌ
ٌ ﯾﻣﻛن ﻟﺷﻲء ﺑﮭذا اﻟﺟﻣﺎل واﻟروﻋﺔ أن ﯾﺗﺣول إﻟﻰ أﻣر ﺳﻠﺑﻲ؟ ﻓﺈذا ﻛﺎن ھﻧﺎك
ﻣن طرف اﻟطﻔل ،ﺳﯾﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﺻﻌب أن ﻧﺳﺎﻋد اﻟطﻔل ﻓﻲ ﺗﺧطﻲ ﻧﻘﺎط اﻟﺿﻌف ﻷﻧﮭﺎ ﺳﺗﺑﻘﻰ
ﺑذورا ﻣﻐروﺳﺔً ﻓﻲ ﺗرﺑﺔ اﻟﻼوﻋﻲ ﻟدﯾﮫ .ﻓﻣﺎ ﯾﺣدث ﺑﻌد ذﻟك ھو أن ذاك اﻟطﻔل اﻟداﺧﻠﻲ )اﻟﮭش ً
ّ ً
اﻟﺿﻌﯾف( اﻟﻘﺎﺑﻊ داﺧل اﻟﺗﻠﻣﯾذ ﺳﯾﻛون ﻣﺣﺎطﺎ ﺑرﻋﺎﯾﺔ اﻟﻣﻌﻠم .ﻓﻲ ﻣﺛل ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ،ﯾﺳﺗﻣر اﻟﺗﻠﻣﯾذ
ﺑﺎﻟﻧﻣو ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟروﺣﻲ ،وﻟﻛن ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﮫ ﺳﯾزﯾد اﻋﺗﻣﺎد اﻟﺗﻠﻣﯾذ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠّم وﯾزﯾد ﻛذﻟك
اﻟﻣﯾل ﻋﻠﻰ أن ﺗﺑﻘﻰ ﺗﻠك اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﺷدﯾدة اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ .وﺳﯾﺑﻘﻰ اﻟﺧوف ﺳﺎﻛﻧًﺎ ﻗﻠب اﻟﺗﻠﻣﯾذ ﻣن أن
ﻋﺎ ﻣن اﻟﺷﻌور اﻟﺳﻠﺑﻲ ،وھذا ﯾﻛﺷف اﻟﺧوف اﻟﻌﻣﯾﻖ أي ردة ﻓﻌل ﻟﮫ ﺗﺟﺎه اﻟﻣﻌﻠّم اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻗد ﺗﺧﻠﻖ ﻧو ً
ﻣن أن ﯾﻔﻘد اﻟطﻔل اﻟﺣب واﻟﺗواﺻل اﻟﺣﻣﯾم اﻟذي ﯾﺣﺗﺎﺟﮫ وﯾرﻏﺑﮫ ذاك اﻟطﻔل اﻟداﺧﻠﻲ.
ّ
وﻛﻣﺎ أﺷرﻧﺎ آﻧﻔًﺎ ،ﯾﻌد ذﻟك ﺟز ًءا طﺑﯾﻌﯾًﺎ وأﺳﺎﺳﯾًﺎ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟوﻋﻲ .ﻓﺈذا أﺑدى اﻟﻣﻌﻠم ﺗﻔﮭ ًﻣﺎ ﻛﺎﻣﻼً،
ﺿﺎ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﺈن ذﻟك ﯾﺳﺎﻋد اﻟﺗﻠﻣﯾذ ﻛﻲ ﯾﺻﺑﺢ واﻋﯾًﺎ وﻣدر ًﻛﺎ ﻟﺗﻠك اﻟﮭﺷﺎﺷﺔ ،وﯾدرﺑﮫ أﯾ ً
اﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ ﻟﮭذا اﻟطﻔل اﻟداﺧﻠﻲ ﺗﻌود إﻟﯾﮫ ھو ﻧﻔﺳﮫ .ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﺗﻠﻣﯾذ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌدا ٍد ﻟﺧوض ﻏﻣﺎر ھذه
اﻟﺗﺟرﺑﺔ ،ﻓﮭذا ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟوﻋﻲ ﻗد ﺑدأ ﺑﺎﻟﺗطور .وﯾﺑدأ اﻟﺷﺧص ﺑﺗﻘﺑل ﺗﻠك اﻟﻘوة واﻟﮭﺷﺎﺷﺔ ﻋﻠﻰ ﺣد
ﺳواء.
وﻣﻊ ﺗطور ھذه اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ،ﺗﺑدأ طﺑﯾﻌﺔ اﻻﻣﺗﻧﺎن ﺑﺎﻟﻣرور ﺑﺗﻐﯾر ﻛﺎﻣل .ﻓﻼ ﯾزال ذاك اﻟﺳﺎﻋﻲ ﯾﺷﻌر
ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﻠﻣﺳﺎﻋدة ،واﻟﺣب ،واﻟﻣﺷﺎﻋر اﻟﺟﯾدة وﻛل ﻣﺎ ﺗم ﻣﻧﺣﮫ ﻟﮫ أو ﻟﮭﺎ .إﺿﺎﻓﺔً إﻟﻰ ذﻟك ،ﯾﺣدث
ﺗطور ﻓﻲ ﻗوة اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟرﻏﺑﺔ ﺑﺧوض اﻟﻣﺧﺎطر ﻣن أﺟل إظﮭﺎر اﻟﻣﺷﺎﻋر واﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ رد ٌ
ّ
ﻓﻌ ٍل ﯾؤﺛر ﻓﯾﮫ .ﻓﻣن اﻷﺳﻠم أن ﺗﺧوض ھذه اﻟﻣﺧﺎطر اﻵن ﻷن اﻟﻣﻌﻠم اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻟم ﯾﻌد ھو واﻟد ذاك
اﻟطﻔل اﻟذي ﻓﻲ داﺧﻠك .ﻓﺎﻷﻣر اﻵن ﺑﯾن أﯾدﯾﻧﺎ ،وﻣﻌﻧﺎ وﻋﯾﻧﺎ وإدراﻛﻧﺎ اﻟﺧﺎص ،واﻟذي ﯾﻣﺛل واﻟد
اﻟطﻔل اﻟداﺧﻠﻲ.
ﻓﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ھو اﻟﻌﺎطﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻔﺗﺢ ﻣﻧﺎﺑﻊ اﻟﺣب واﻟرﺣﻣﺔ .ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻔﻧون اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ ،ﯾﻌﺗﺑر اﻻﻣﺗﻧﺎن
أﻣرا أﺳﺎﺳﯾًﺎ ﻟﻼﻟﺗزام اﻟﻌﺎطﻔﻲ اﻟذي ﯾوﺟد ﺑﯾن اﻟﻣﻌﻠّم واﻟﺗﻠﻣﯾذ .ﻓﺑدون اﻹدراك ،ﯾﻣﻛن أن ﯾؤدي إﻟﻰ ً
اﻟﺗرﻛﯾز اﻟﻣﻔرط ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺎﻋر اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ واﻹﻓراط ﻓﻲ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﻣﺷﺎﻋر اﻟﺣب
واﻻﻣﺗﻧﺎن واﻟرﺣﻣﺔ .أﻣﺎ ﺑوﺟود اﻟوﻋﻲ واﻹدراك ،ﯾﻣﻛن أن ﻧﺷﻌر ﺑﮭذه اﻟﻌواطف وأن ﻧﻘدرھﺎ ﺣﻖ
ﻗدرھﺎ دون ﺗدﺧل ﻣن ﻗوة اﻟﺗﻣﻛﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﻔوق اﻟﺗﻠﻣﯾذ ،واﻟﺗﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ ان ﺗﻛون ھدﻓﻧﺎ اﻟرﺋﯾس ﺑوﺻﻔﻧﺎ
ﻣﻌﻠّﻣﯾن.
اﻻﻣﺗﻧﺎن وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠوﺟود
د .ﺷﺎرون ﺳﺗرود
ﻓﺎزت د .ﺷﺎرون ﺳﺗرود ﺑﻠﻘب اﻟﻣرأة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻌﺎم ،١٩٩٢ - ١٩٩١وﻋﻣﻠت ﻛطﺑﯾﺑ ٍﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔٍ،
وﻣﺗﺣدﺛ ٍﺔ ﺗﺣﻔﯾزﯾﺔ ،وﻣﺳﺗﺷﺎرةً ،وﻣﻌﻠّﻣﺔ ﻟﻣدة ٢٥ﻋﺎ ًﻣﺎ .ﻛﻣﺎ أﻧﮭﺎ أﺳﺳت ﻣرﻛز »اﻻﺣﺗﻔﺎل ﺑﺎﻟﺣﯾﺎة«،
وھو ﻣرﻛز روﺣﻲ ﯾﻌﻠّم ،وﯾﺷﻔﻲ ،وﯾ ّﻣﻛن ،وﯾدﻋم ﻗﺿﺎﯾﺎ ﻣﺛل اﻟﺳﻼم اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،واﻟﻧﺳﺎء اﻟﻣﻌﻧﻔﺎت
ﻲ ﺣﯾث ﯾﻘدم ٌ
ﻣرﻛز ﻋﻼﺟ ٌ ﺿﺎ »ﻣرﻛز اﻟﺗﺣدي« وھو واﻷطﻔﺎل اﻟﻣﻌﺗدى ﻋﻠﯾﮭم ،واﻹﯾدز ،وأﺳﺳت أﯾ ً
اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻟﻸﻓراد اﻟﻣﺻﺎﺑﯾن ﺑﺎﻟﺷﻠل اﻟﻧﺻﻔﻲ أو اﻟﻛﻠﻲ وﺗﻣﻛﯾﻧﮭم ﻣن ﺑﻧﺎء ﺣﯾﺎﺗﮭم .ﻛﻣﺎ أﻧﮭﺎ ﺷﻐﻠت
ﻣﻧﺻب رﺋﯾس اﻹﻛﻠﯾروس ﻟﻠﻌﻠوم اﻟدﯾﻧﯾﺔ.
ﻟﻘد اﻛﺗﺷﻔت أن اﻻﻣﺗﻧﺎن ھو وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠوﺟود .ﻋﻧدﻣﺎ ﻧدرك أن ﻛل ﺷﻲء ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﯾﺎة ھو ھﺑﺔ ﻟﻧﺎ ﻣن
اﻟﻛون وأن ﻣﺎ ﻧﺣن ﻋﻠﯾﮫ ﺟﻌل ﻣن ھذا اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾﺳﻣﻰ »اﻟﺣﯾﺎة« ھو اﻟﮭﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﻘدﻣﮭﺎ ﺑدورﻧﺎ
ﻟﮭذا اﻟﻛون ،ﻋﻧدھﺎ ﯾﺗﻌﻣﻖ وﻋﯾﻧﺎ .ﻓﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ھو ﻣﺎدة ٌ ﺣﻘﯾﻘﺔٌ ﺗﻧﺑﺛﻖ ﻣن ﺷﻌور اﻹﻧﺳﺎن ﺑﮫ .وھذه اﻟﻣﺎدة
ﺗﺧﺗرق وﺗﻧﺗﺷر ﻓﻲ ﻛل ﻣﺎ ﯾﺣﯾط ﺑﻧﺎ؛ ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﻧﺎ ،وﻓﻲ ﻣﻼﺑﺳﻧﺎ وﻓﻲ ﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻷﺷﯾﺎء.
ﻛﻔن ﻟﻠﺑرﻛﺔ وﻋﻣﻠﮭﺎ .وﯾﺑدو ھذا اﻷﻣر ﺟﻠﯾًﺎ اﻻﻣﺗﻧﺎن ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره »وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠوﺟود« ﯾﺑدأ ﻓﻲ إﻋﻼن ﻧﻔﺳﮫ ّ
ﻋﻧدﻣﺎ ﻧدرك أن اﻟﺣﯾﺎة ﺑﻛﺎﻣﻠﮭﺎ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ إﺛر ﺗردد ذﺑذﺑﺎت اﻟطﺎﻗﺔ .ﺗﻠك اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺣﯾﯾﮭﺎ ھﻲ ﻧﻔس
اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌود إﻟﯾﻧﺎ .وﻗد ﻧﺻﺎب ﺑﺧﯾﺑﺔ أﻣل ﻋﻧدﻣﺎ ﻻ ﻧﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﻧرﯾدھﺎ ﻓﻲ ھذه
اﻟﺣﯾﺎة .ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ذﻟك ،ﻓﺈن ﻛل ﺗﺟرﺑﺔ ﻧﻣر ﺑﮭﺎ ﺗﻛرر ﻧﻔﺳﮭﺎ ﺑﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌدادﻧﺎ اﻟﻣﺗﻣﺛل
ﺑﺎﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟرﺳﺎﻟﺔ وﻗﺑول اﻟﮭدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘدﻣﮭﺎ ﻟﻧﺎ ﺗﻠك اﻟﯾﻘظﺔ .ھذا ﯾﺧﻠﻖ ﻣﺳﺎﺣﺔً ﻟﻠﻣﻌﺟزات.
ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﻧت طﻔﻠﺔً ﺻﻐﯾرة ،ﻛﻧﺎ ﻧﻌﯾش ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎﺣ ٍﺔ ﺗﻌﺎدل ﻧﺻف ﻓدان ﺗﻐطﯾﮭﺎ أﺷﺟﺎر اﻟﺟوز ،وﻛﺎن
ﻖ ﻣﻣﯾز ﻟﻲ ﺷﺟرة ٌ »ﺧﺎﺻﺔ« أﺗﺳﻠﻘﮭﺎ وأﺗﻣرﺟﺢ ﻋﻠﻰ أﻏﺻﺎﻧﮭﺎ .ﻟﻘد ﻛﺎﻧت ﺗﻠك اﻟﺷﺟرة ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺻدﯾ ٍ
وﻋزﯾز ،وﻛﻧت ﻣﻣﺗﻧﺔً ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ ﻷﻧﻲ أﺣظﻰ ﺑﮭذه اﻟرﻓﻘﺔ اﻟﻣﻣﯾزة .ﻟطﺎﻟﻣﺎ اﺳﺗﻣﻌت ﺗﻠك اﻟﺷﺟرة ﻟﻛل
أﻓﻛﺎري وﺳﻣﺣت ﻟﻲ ﺑﺗﺳﻠﻖ أﻏﺻﺎﻧﮭﺎ وﻣن ھﻧﺎك ﻛﻧت ﻛطﯾر ﯾﺣظﻰ ﺑرؤﯾ ٍﺔ ﺷﺎﻣﻠ ٍﺔ ﻟﻣﺎ ﺣوﻟﮫ .ﻓﺈن
ﻛﻧت ﺟﺎﺋﻌﺔ ﻗدﻣت ﻟﻲ ﻣن ﺛﻣﺎرھﺎ اﻟﻠذﯾذة ،وﻛﻧت راﺿﯾﺔً ﺳﻌﯾدة ﺑذﻟك .ﻛﻣﺎ ﻛﻧت أﺗﺧذ ﻣن ﻗﺷور
ﺛﻣﺎرھﺎ اﻟﺻﻠﺑﺔ ﻗوارب أزﯾﻧﮭﺎ ﺑﺷراع ﻣن أوراﻗﮭﺎ وأرﺑطﮭﺎ ﺑﺧﯾط أﺳﻧﺎن ﻛﻲ أﺟرھﺎ ﺑﮫ .ﻧﻌم ،ﻟﻘد
ﻛﺎﻧت ﺗﻠك اﻟﺷﺟرة ﺻدﯾﻘﺗﻲ وﻛﻧت أﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﮭﺎ.
ﺑدﻋم ﻣن أﺣد ،ﻛﺎن ﻋﻠﻰ واﻟدﺗﻲ أن ﺗﺳﺗﺄﺟر ﺑﻌض اﻟﻌﻣﺎل اﻟﻣﮭﺎﺟرﯾن، ٍ ﻋﻧدﻣﺎ ﻟم ﺗﻛن ﻋﺎﺋﻠﺗﻲ ﺗﺣظﻰ
ﻛﻲ ﯾﮭزوا أﺷﺟﺎر اﻟﺟوز ﻟﯾﺳﻘطوا ﺛﻣﺎرھﺎ ،وﻛﻧت أﻣﻠﺊ أﻛﯾﺎس اﻟﺧﯾش ﺑﺄﺟﻣل ﺣﺑﺎت اﻟﺟوز اﻟﺗﻲ
ﺗﻧﺗﺛر ﻋﻠﻰ أرض ﷲ اﻟﺧﺿراء .وﻛﺎن ﺑﯾﻊ ﺛﻣﺎر اﻟﺟور ﯾوﻓر ﻟﻧﺎ أﺟﻣل أﻋﯾﺎد اﻟﻣﯾﻼد .ﻓﻲ ذﻟك
اﻟوﻗت ،ﻟم ﯾﻛن ﻟدي أدﻧﻰ ﺗﻘدﯾر ﻟﻠﺣﯾﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﮭﺎ أﻣﻲ ﻟﻠﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ اﻷﻣر .ﻓﺛﻣﺎر اﻟﺟوز ﺗﺣﻣل
ﻗﺷرة ً ﺳوداء ﺗﺻﺑﻎ ﯾد ﻛل ﻣن ﯾﻣﺳﮫ ﺑﺎﻟﻠون اﻷﺳود! وﻛﺎن ﯾﺟب ﺗﻘﺷﯾر ﻛل ﺛﻣرة ﺑﺎﻟﺗدرﯾﺞ ،وھذا ﻣﺎ
ﺳﯾﺟﻌﻠﻧﻲ ﻣﺣط ﺳﺧرﯾﺔ اﻷطﻔﺎل ﻓﻲ اﻟﻣدرﺳﺔ ،وﺳﯾطﻠب ﻣﻧﻲ اﻟﻣﻌﻠّﻣون أن أﻧظف ﯾد ﱠ
ي اﻟﻘذرﺗﯾن!
ﺑﻌد ﻣرور اﻟﺳﻧوات ،ﻛﻧت أﻓﻛر ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﺗﺟرﺑﺔ وﯾﻧﺗﺎﺑﻧﻲ إﺣﺳﺎس طﺎغٍ ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ،ﻷﻧﮭﺎ ﻋﻠّﻣﺗﻧﻲ أن
أﻧظر إﻟﻰ ﻣﺎ ھو ﻣﺗوﻓر أﻣﺎﻣﻲ ﻓﻲ ﻛل ﻟﺣظﺔٍ ،ﻛﻲ أﺑﺎرﻛﮫ ،وأرى ﺟوھره ﯾﻧﻣو ﻟﺻﺎﻟﺣﻲ! ﻛﻣﺎ أﻧﮫ
ﺑﺄﻣس اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﻛﻲ ﻧﻔﮭﻣﮭم وﻧﺣﺑﮭم ﻓﻲ اﻷوﻗﺎت اﻟﺻﻌﺑﺔ ّ ﺳﺎ ﻋﻣﯾﻘًﺎ ﺑﺎﻟﺗﻌﺎطف ﻣﻊ ﻣن ھمأﻋطﺎﻧﻲ إﺣﺳﺎ ً
اﻟﺗﻲ ﯾﻣرون ﺑﮭﺎ -واﻷھم ﻣن ذﻟك ،أن ﻧرى اﻟﺣب اﻟذي ﯾوﻟد اﻟطﺎﻗﺔ ﻓﻲ دواﺧﻠﻧﺎ.
ﻟﻘد ﺧدﻣﻧﻲ »ﺳﻠوك اﻻﻣﺗﻧﺎن« ﺑﺷﻛل ﺟﯾد ﺧﻼل ﻋﺷرﯾن ﺳﻧﺔً ﻣن ﻋﻣﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺳوﺳﺔ .إن ﻓن
اﻟﻣﺑﺎرﻛﺔ ﯾﺄﺗﻲ ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﻌدادﻧﺎ ﺑﺎﻟذھﺎب واﻻﺳﺗﺳﻼم ﻟﻣﻼك اﻟوﺟود اﻟذي ﯾﺣﻣل اﻟﺟﻣﺎل ﻋﻠﻰ
ً
ﺟﻧﺎﺣﯾﮫ -وأن ﻧدرك أن ﺛﻣﺔ ﻗوة ً ﺧﻔﯾﺔً ﺗﺣرك ﺗﻠك اﻟﺗﺟﺎرب وﺗﻘودھﺎ وﻣﺎ ﻋﻠﯾﻧﺎ ﺳوى أن ﻧﺛﻖ ﺑذﻟك.
اﻟﺻدق ﯾﺣررﻧﺎ
أﻧﺟﯾﻼ ﺑﺎﺳﯾدوﻣو ﺗراﻓورد
أﻧﺟﯾﻼ ﺗراﻓورد ھﻲ ﻣؤﻟﻔﺔ ﻛﺗﺎب »طرﯾﻖ اﻟﺑطوﻟﺔ :رﺣﻠﺔ اﻣرأة ﻣن اﻟﺳرطﺎن إﻟﻰ اﻟﺷﻔﺎء اﻟذاﺗﻲ«.
ﻋﻧدﻣﺎ أﺻﯾﺑت أﻧﺟﯾﻼ ﻷول ﻣرة ﺑﻣرض اﻟﺳرطﺎن واﻟذي ﺳﻣﺗﮫ »اﻟﮭدﯾﺔ« ،رأت أن اﻷﻣر ﺳﯾﺻﺑﺢ
ﻋﻣﺎ ﻗرﯾب ﺗﺣوﻻً ﺟوھرﯾًﺎ ﻓﻲ ﻣﺳﺎر ﺣﯾﺎﺗﮭﺎ .ﺑﻌد ﺧﺿوﻋﮭﺎ ﻟﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن ﻛورﺳﺎت اﻟﻌﻼج اﻟﻛﯾﻣﺎوي
واﻟﻌﻼج اﻹﺷﻌﺎﻋﻲ ،اﻛﺗﺷﻔت ﻛﺗﺎب اﻟدﻛﺗور ﺑﯾرﻧﻲ ﺳﯾﺟل» :اﻟﺣب ،واﻟدواء ،واﻟﻣﻌﺟزات«،
وﺑﺎﺷرت ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺗﺧﯾل اﻟﻣطروﺣﺔ ﻓﻲ ذاك اﻟﻛﺗﺎب ،وﻛﻧﺗﯾﺟ ٍﺔ ﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺷﻔﺎء اﻟﻣذھﻠﺔ اﻟﺗﻲ
ﻣرت ﺑﮭﺎ )وھﻲ اﻟﻘﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﺗم ﺗﺳﺟﯾﻠﮭﺎ ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟدﻛﺗور ﺳﯾﺟل »اﻟﺳﻼم واﻟﺣب واﻟﺷﻔﺎء«( .ﻓﻲ
ﺗﻠك اﻟﺗﺟرﺑﺔ طورت أﻧﺟﯾﻼ ھﺑﺔ »رؤﯾﺔ اﻟﻧﺎس« وذﻟك ﻟﻣﺳﺎﻋدﺗﮭم ﻓﻲ ﺗﻐﯾﯾر ﺣﯾﺎﺗﮭم ،وﺻﺣﺗﮭم،
وطرق ﻣﻌﯾﺷﺗﮭم .وھﻲ اﻵن ﺗﻘوم ﺑﺗﻌﻠﯾم اﻟﻧﺎس ﻛﯾف ﯾﺣﯾون ﺑﻘوة اﻟﺣب واﻹﯾﻣﺎن.
»إن ﺻﻔﺔ اﻟرﺣﻣﺔ ﻻ رﯾﺎء ﻓﯾﮭﺎ؛ إﻧﮭﺎ ﺗﻧﮭﻣر ﻛﻣطر ﻟطﯾف ﻣن اﻟﺳﻣﺎء……«.
ﻓﻛرت ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻛﻠﻣﺎت ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﻧت أﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﻠﺣب ﻏﯾر اﻟﻣﺷروط ﻓﻲ ﻗﻠﺑﻲ -ذاك ﻟطﺎﻟﻣﺎ ّ
اﻟﺣب اﻟذي ﯾﺗدﻓﻖ ﻣن ﻣﻧﺑﻊ اﻟﺧﻠﻖ ،ﻷﻧﻲ أﻋﻠم ﻋﻠم اﻟﯾﻘﯾن أﻧﻧﻲ ﻧﻠت اﻟﻐﻔران.
ﻲ أن أﺳﺎﻣﺢ؟ اﻟﺟواب ﺑﺑﺳﺎطﺔ ﻷﻧّﻲ إﻧﺳﺎﻧﺔ. وﻟم ﻋﻠ ّ
ﻟﻣﺎذا أﺣﺗﺎج إﻟﻰ اﻟﻐﻔران؟ َ
ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﻧت أﺗدرب ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎﻣﺣﺔ ﻧﻔﺳﻲ وﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎﻣﺣﺔ اﻵﺧرﯾن ،ﻛﻧت أﺷﻌر ﺑﻣوﺟﺔ اﻻﻣﺗﻧﺎن
وﯾﺳﺗدر
ﱡ ﺗﻧﺳﺎب ﺑداﺧﻠﻲ ،وﺑﺎﻟﺗواﺿﻊ ﯾﻐﻣرﻧﻲ ﻛﺈﺛﺑﺎت ﻋﻠﻰ ﻛرم ﷲ .اﻻﻣﺗﻧﺎن اﻟذي ﯾﺣرك ﻗﻠﺑﻲ،
ﻲ .ﻛﺎن ﻣن اﻟﺗواﺿﻊ أن أدرك أن ھﻧﺎك ﻣن ﯾﺣﺑﻧﻲ. ﻋﺎ ﻣن ﻋﯾﻧ ﱠ
دﻣو ً
ﻖ ھذا اﻹدراك ﯾﺟﻌﻠﻧﻲ ﻣﻧﻔﺗﺣﺔ وﯾﺳﻣﺢ ﺑﻧﻣو ﺷﺧﺻﯾﺗﻲ وﺗطورھﺎ .ﻛﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﺗﺻﺎ ٍل ﻋﻣﯾ ٍ
ﺷﺧص ﻣﺎ ﺗﺣﻣل ﻛل اﻟﻣﺧﺎطر ﻟﯾﻌﺗﻧﻲ ﺑﻲ ،وأﻧﺎ ﻣﻣﺗﻧﺔٌ ٌ ﻖ ﻟﻐﯾري ﻣن اﻟﻧﺎس .ﻓﮭﻧﺎك ب ﻋﻣﯾ ٍﺑﺎ ،وﺣ ٍ
ﺟدًا ﻟﮭذه اﻟﻣﻌﺟزة!
ﯾرﺑطﻧﺎ اﻻﻣﺗﻧﺎن ﺑﺎ وﺑﻐﯾرﻧﺎ ﻣن اﻟﺑﺷر .ﻓﻌﻧدﻣﺎ أرى ﻋدم وﺟود اﻣﺗﻧﺎن ﻓﻲ ھذا اﻟﻌﺎﻟم ،أدرك أﻧﻧﺎ ﻓﻲ
ﻋز آﻻﻣﻧﺎ وأﻣﺳﯾﻧﺎ ﻣﻌزوﻟﯾن ،وﻧﺧﺷﻰ اﻻﺗﺻﺎل ﺑﺎﻵﺧرﯾن .ﻛﻣﺎ أﻧﻧﺎ ﻧرﻓض ﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺣﻣﯾﻣﺔ
ﻲ ٍ ﻣﻊ ﺷﺧص آﺧر؛ إذًا ﻓﻧﺣن ﻧرﻓض ﺗﻠك اﻟﻌﺎطﻔﺔ. اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻣﻊ اﻟﻘﻠب ﺑﺎﻟﻘﻠب ﻓﻲ اﺗﺣﺎد روﺣ ّ
ﻓﻲ اﻷﯾﺎم اﻷوﻟﻰ ﻣن ﻋﻣﻠﻲ ،ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﻧت أﻗوم ﺑﻌﻼج اﻟﻣرﺿﻰ ،ﻛﻧت أﺷﻌر ﺑﺎﻟﯾﺄس واﻹﺣﺑﺎط ﻋﻧدﻣﺎ
أﻟﻣس أﻧﮫ ﻻ وﺟود ﻟﻼﻣﺗﻧﺎن ﻟدى ﺑﻌض اﻟﻣرﺿﻰ اﻟذﯾن ﻗﺻدوﻧﻲ طﻠﺑًﺎ ﻟﻠﻣﺳﺎﻋدة.
ﻗرأت ﺑﺿﻊ ﻛﻠﻣﺎت ﻷﻟﺑرت ﺷوﯾﺗزر ﻓﻲ ﻋظﺔ ﻗدﻣﮭﺎ إﺑﺎن ﻗﯾﺎﻣﮫ ﺑﻣﮭﻣ ٍﺔ ﻓﻲ أﻓرﯾﻘﯾﺎ .ﻗﺎﻟﮭﺎ ﺑﺑﺳﺎط ٍﺔ
ﺷدﯾدةٍ ،إﻧك إن ﺷﻌرت ﺑﻧﻘص اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻓﺎﻧظر داﺧل ﻧﻔﺳك واﻛﺗﺷف ﻓﻲ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺑوﺳﻌك اﻟﺗﻌﺑﯾر
ﻋن ھذا اﻻﻣﺗﻧﺎن أم ﻻ.
ﺑدأت أﻋﯾش ﺑﮭذه اﻟﻛﻠﻣﺎت واﻛﺗﺷﻔت أن اﻟﻌﺎﻟم ﯾﺗﻐﯾر .ﻓﺈن ﺻدق ﻣﺷﺎﻋرﻧﺎ ھو اﻟﺷﻲء اﻟوﺣﯾد اﻟذي
ﯾﻧﻔﻌﻧﺎ وﯾﺣررﻧﺎ.
ﻓﻲ إﺣدى اﻟﻣرات ،وﻣﻧذ ﻋدة ﺳﻧوات ﺧﻠت ،ﻛﻧت أﺳﯾر ﺑرﻓﻘﺔ ﺻدﯾﻖ ﻟﻲ ﻓﻲ ﺣدﯾﻘ ٍﺔ ﺟﻣﯾﻠﺔٍ .ﺗوﻗﻔت
ﻓﺟﺄة ،واﻧﺗﺎﺑﻧﻲ اﻟﺧوف ﻟدى رؤﯾﺗﻲ ﻟﯾﻌﺳوب ﯾرﺗﺟف ﻋﺎﻟﻘًﺎ ﻓﻲ ﺷﺑﻛ ٍﺔ ﺿﺧﻣ ٍﺔ ﻟﻌﻧﻛﺑوت ﺳوداء .ﻛﻧت
أراﻗﺑﮫ ،ورأﯾت أن ﺗﻠك اﻻﻧﺗﻔﺎﺿﺎت اﻟﯾﺎﺋﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﻘوم ﺑﮭﺎ اﻟﯾﻌﺳوب ﺳﻌﯾًﺎ ﻟﻠﺗﺣرر ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺳوى
ﻧداءات ﺗوﻗظ اﻟﻌﻧﻛﺑوت اﻟﺗﻲ ﺑدأت ﺗزﺣف ﺑﺑطء ﻧﺣو ﻓرﯾﺳﺗﮭﺎ اﻟﺑﺎﺋﺳﺔ .ﺷﻌرت ﺑﻣﺣﻧﺔ اﻟﯾﻌﺳوب اﻟذي
ﻛﺎن ﯾﻧﺎﺿل ﻣن أﺟل ﺣﯾﺎﺗﮫ!
ﻗﺎدﺗﻧﻲ اﻟرﺣﻣﺔ ﻟﻠوﺻول ﺑﺳرﻋﺔ إﻟﻰ ﻋﺻﺎ ،وﻓﻲ ﻟﺣظﺔ ،ﻛﻧت ﻗد ﺣررت اﻟﯾﻌﺳوب ،اﻷﻣر اﻟذي
أﺛﺎر رﻋب اﻟﻌﻧﻛﺑوت اﻟﺟﺎﺋﻌﺔ .ﺛم أﺣﺿرت ھذا اﻟﺻدﯾﻖ اﻟﺟدﯾد إﻟﻰ ﻣﻘﻌد ﻗرﯾب وﺑدأت ﺑﺈزاﻟﺔ ﺗﻠك
اﻟﺷﺑﻛﺔ اﻟﻠزﺟﺔ اﻟﻌﺎﻟﻘﺔ ﺑﻘرون اﺳﺗﺷﻌﺎره وأرﺟﻠﮫ ﺑﻌﻧﺎﯾﺔ ﻛﺑﯾرة .ﻛﺎﻧت أﺷﻌﺔ اﻟﺷﻣس ﺗﻠﻣﻊ ﻋﻠﻰ ﺟﻧﺎﺣﯾﮫ
ﻋﺎﻛﺳﺔً أﻟوان ﻗوس ﻗزح .ﻟطﺎﻟﻣﺎ ﺧﺷﯾت ﻣن اﻟﯾﻌﺎﺳﯾب ،ووﺟدت اﻟﯾﻌﺳوب ﻓﻲ ھذه اﻟﻣرة ﺟﻣﯾﻼً ﺟدًا.
ﺟﺛم اﻟﯾﻌﺳوب ﻋﻠﻰ إﺻﺑﻌﻲ ،ﻟم ﯾﻛن ﻓﻲ ﻋﺟﻠﺔ ﻣن أﻣره ﻟﯾطﯾر ﻣﺑﺗﻌدًا .ﻟﻘد وﺟدت اﻷﻣر ﻣذھﻼً.
ﻣرت ﻓﺗرة ٌ طوﯾﻠﺔٌ وﻧﺣن ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﺣﺎل ،ﺛم ﺗﻣﻧﯾت اﻟﺧﯾر ﻟﮫ وﻧﻔﺧت ﻋﻠﻰ ﺟﻧﺎﺣﯾﮫ ﻷﺳﺗﺣﺛﮫ ﻋﻠﻰ
اﻟطﯾران.
طﺎر اﻟﯾﻌﺳوب ﺛم ﻋﺎد إﻟﻲ وﺣط ﻋﻠﻰ ﻛﺗﻔﻲ ،وﺑﻘﻲ ھﻧﺎك طوال ﻓﺗرة ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟظﮭر ،ﻗد ﺗظﻧون أﻧّﻲ
ﺳﺧﯾﻔﺔٌ ،ﻟﻛن ﯾﻣﻛن أن أﻗﺳم أﻧﮫ ﻛﺎن ﯾﺷﻛرﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺗﮫ ﻷﺟﻠﮫ!
ﻣﻧذ ذﻟك اﻟﺣﯾن ،ﻛﺎﻧت ﻟدي ﻋﻼﻗﺔ وﺛﯾﻘﺔ ﻣﻊ ﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﯾﻌﺎﺳﯾب .وﻓﻲ ﻗرارة ﻧﻔﺳﻲ ،ﻛﻧت أﺗﺧﯾل أﻧﻲ
أﻧﻘذت ﻣﻠك اﻟﯾﻌﺎﺳﯾب ،وﻟذﻟك وأﯾﻧﻣﺎ ﺗوﺟﮭت ،ﻓﺳﺄﻛون ﺿﯾﻔًﺎ ﻣرﺣﺑًﺎ ﺑﮫ ﻓﻲ ﻣﻼذھم اﻵﻣن ،اﻷرض.
ﻻ أﻋﻠم ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻷﻣر ،ﻟﻛن ﻣﺛل ھذه اﻟﺗﺟﺎرب ﺗﺟﻌﻠﻧﻲ أﺷﻌر ﺑﺳﻌﺎدةٍ ﻏﺎﻣرة.
أﺧﺑرﻧﻲ أﺣد أﺻدﻗﺎﺋﻲ ﺑﺄﻧﮫ أﻧﻘذ ﺑوﻣﺔً ذات ﯾوم ،وﻣﻧذ ذﻟك اﻟﺣﯾن ﺗﺄﺗﻲ اﻟﺑوﻣﺔ ﻟزﯾﺎرﺗﮫ وﺗﺣط ﻋﻠﻰ
ﺷﺟرة ﻗرب ﻏرﻓﺔ ﻧوﻣﮫ .ﻛم أﺗﻣﻧﻰ أن ﻧﻛون ﻧﺣن اﻟﺑﺷر طﺑﯾﻌﯾﯾن ﻛﺗﻠك اﻟﻛﺎﺋﻧﺎت.
اﻻﻣﺗﻧﺎن :ﺻﻼة ﺻﺎﻣﺗﺔ ،ﻏﯾر ﻣﻌﻠﻧﺔ
راﻣﺎ ج .ﻓﯾرﻧون
راﻣﺎ ج .ﻓﯾرﻧون ھﻲ ﻣؤﺳﺳﺔ »راﺑطﺔ ﻣﻌﻠﻣﻲ اﻟﯾوﻏﺎ« ﻓﻲ وﻻﯾﺔ ﻛﺎﻟﯾﻔورﻧﯾﺎ ،وھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺻدر
وﺗﻧﺷر ﻣﺟﻠﺔ اﻟﯾوﻏﺎ .إن ﻋﻣل راﻣﺎ اﻟدوﻟﻲ ﻛرﺋﯾﺳ ٍﺔ ﻟﻣرﻛز اﻟﺣوار اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ )اﻟذي ﺗﺄﺳس ﻓﻲ ﻋﺎم
١٩٨٤ﻟﺧﻠﻖ إطﺎر ﻋﻣل ،ﺣﯾث ﯾﺗﻣﻛن ﻓﯾﮫ اﻟﻣواطﻧون ﻣن اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ واﻻﺗﺣﺎد
اﻟﺳوﻓﯾﺎﺗﻲ ﻣن اﻟﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻓﺎﺗﮭم ﻣن ﺧﻼل اﻟﺣوار( .ﻟﻘد ﺳﺎھﻣت ﺧﺑرﺗﮭﺎ اﻟواﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل
اﻟﯾوﻏﺎ ﻓﻲ ﻣﺷﺎرﻛﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﺗﺄﺳﯾس ﻣﻌﮭد ﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت ودراﺳﺎت اﻟﺳﻼم .اﺳﺗﺧدم اﻟﻣﻌﮭد ﻋﻠم ﻧﻔس
اﻟﺷرق واﻟﻐرب ،واﻟﻣﺑﺎدئ اﻟروﺣﯾﺔ ،وﻣﺑﺎدئ ﺑﻧﺗﺎﺟﺎﻟﻲ ﺳوﺗرا ﻟﻠﯾوﻏﺎ ،ﻛﻘﺎﻋدةٍ أﺳﺎﺳﯾ ٍﺔ ﻓﻲ اﻟﺗدرﯾب
اﻟداﺧﻠﻲ واﻟﺧﺎرﺟﻲ اﻟﻼ ﻋﻧﻔﻲ ﻹﻧﺷﺎء ﻓرق دوﻟﯾ ٍﺔ ﻣﺗﺧﺻﺻ ٍﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت .ﻗﺎل ﻋراف ﻋظﯾم ذات
ﻣرة» :ﺗﺣوم اﻟﻣﻼﺋﻛﺔ ﻓوق اﻷرض ﺑﺎﺣﺛﺔً ﻋن أﺷﻌﺔ اﻟﺷﻛر واﻻﻣﺗﻧﺎن اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺑﺛﻖ ﻣن اﻟﻘﻠب اﻟﻣﺣب
وﻏﯾر اﻷﻧﺎﻧﻲ«.
ﺷﺎﻛرا ﻷﻣر ﻣﺎ) .اﻟﺷﻛر( أوً ﻋرف وﯾﺑﺳﺗر ذات ﻣرة اﻻﻣﺗﻧﺎن ﺑﺄﻧﮫ ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺷﻌور أو أن ﺗﻛون ّ
ً
)اﻻﻣﺗﻧﺎن( ﯾﻌﻧﻲ أن ﺗﻛون ﻣﻣﺗﻠﺋﺎ ﺑﺎﻟﻌظﻣﺔ أو اﻟﻧﻌﻣﺔ .اﻻﻣﺗﻧﺎن ﯾﻌﻧﻲ ﺗﻘدﯾم اﻟﺷﻛر واﻟﻌرﻓﺎن ،ﻟﯾس ﻟﯾوم
ﻧﻔس ﺗﺄﺧذه .إن ﺗﻌﺑﯾر اﻻﻣﺗﻧﺎن واﺣد ﻓﻲ اﻟﻌﺎم ،ﺑل ﻓﻲ ﻛل ﯾوم ﻣن اﻟﻌﺎم ،ﻓﻲ ﻛل دﻗﯾﻘﺔ وﻣﻊ ﻛل ٍ
ﯾزھر ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ وﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻵﺧرﯾن ﻣن ﺧﻼل إدراﻛﻧﺎ أﻧﻧﺎ ﻛﺎﻣﻠون ﺑﺄﻧﻔﺳﻧﺎ.
ﺳرﯾﺔ وﻏﯾر ﻣﻌﻠﻧﺔ .ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺑﻌﺛﮭﺎ ﻣن داﺧل اﻟروح ﺗﺻﺑﺢ ﻟطﺎﻟﻣﺎ ﻛﺎن اﻻﻣﺗﻧﺎن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻲ ﺻﻼة ّ
ُﺣول طﻣوﺣﻧﺎ ورﻏﺑﺎﺗﻧﺎ وﻣطﺎﻟﺑﻧﺎ إﻟﻰ ﻧظرةٍ ﺷﺎﻣﻠ ٍﺔ ﻟﻠﺣﯾﺎة ﺗﺗﺟﺎوز دورات وﻛﺄﻧﮭﺎ رﺳو ٌل ﻣﺟﻧ ٌﺢ ﯾ ّ
اﻟﺣﯾﺎة وأﻧﻣﺎطﮭﺎ اﻟﻣﺎدﯾﺔ.
ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺻﺑﺢ اﻻﻣﺗﻧﺎن واﻟﺷﻛر طرﯾﻘﺔً ﻟﻠﺣﯾﺎة ،ﻓﺈن ﺟﻣﯾﻊ ﺟواﻧﺑﮭﺎ اﻟزاﺧرة ﺑﺎﻟﻧﻌم ،ﻣﺛل اﻟﺟﺎﻧب
ي ،ﺳﺗﺗﻌﺎﯾش ﻣﻊ ﺑﻌﺿﮭﺎ اﻟﺑﻌض ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﻗوﺗﻧﺎ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺳﺗﻣﺗزج ﻣﻊ ﻲ واﻟﺟﺳد ّ ي واﻟروﺣ ّ اﻟﻣﺎد ّ
ﻗوى اﻟﻛون ﻣن ﺣوﻟﻧﺎ ﻣن أﺟل إﺻﻼح وﺷﻔﺎء اﻟﻌﺎﻟم وإﺻﻼح وﺷﻔﺎء أﻧﻔﺳﻧﺎ .ﯾﻣدﻧﺎ اﻻﻣﺗﻧﺎن ﺑطﺎﻗﺔ
ب ﺻﺣﯾ ٍﺔ ﺧﺎﻟﯾ ٍﺔ ﻣنﺣوﻟﮭﺎ إﻟﻰ ﺟﯾو ٍ ﺣول ﺟﯾوب اﻟﺗوﺗر واﻟﻣرض اﻟﺗﻲ ﻓﻲ أﺟﺳﺎدﻧﺎ وﺗ ُ ّ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﺗ ُ ّ
اﻷﻣراض.
إﻧﻧﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﻧﻌرب ﻋن اﻣﺗﻧﺎﻧﻧﺎ ﻣﻊ ﻛل ﻧﻔس ﻧﺄﺧذه ،ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﺻﺑﺢ أﺷﺑﮫ ﺑﺳﻣﻔوﻧﯾﺔ راﺋﻌ ٍﺔ ﻣن اﻟرﺣﻣﺔ
واﻟﺣب واﻟﺗﻔﺎھم .ﻛﻣﺎ أﻧﮭﺎ ﺳﺗﻧﮭﻲ ﻛل ﺣدود اﻟﻌزﻟﺔ وﺗﺗﺣول إﻟﻰ إدراك ﯾوﺣدﻧﺎ ﻣﻊ اﻟﺟﻣﯾﻊ.
ﺣﺗﻰ ﻓﻲ أﺣﻠك ﻟﺣظﺎت اﻟﺣﯾﺎة ،ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧرى أﻧﻔﺳﻧﺎ ﺑﻌﯾن اﻻﺣﺗرام وأن ﻧﻌرف أن اﻟﻔرص ﺗوﻟد ﻣن
رﺣم اﻷزﻣﺎت .ﺑﻔرﺣﺔ اﻟﺗﻘﺑل واﻟﺷﻛر ﺳﺗﺗدﻓﻖ أﺣداث اﻟﺣﯾﺎة ﻣﺛل ﺟدول ﺛﺎﺑت وﻓﯾّﺎض ﺑﺎﻟوﻋﻲ،
ﺣوﻟﮭﺎ إﻟﻰ درﺟﺎت ﻧﺧطو ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻧﺣو اﻷﻋﺎﻟﻲ. وﺗُذﻟل اﻟﻌﻘﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗرض ﺧطواﺗﻧﺎ ،وﺗ ُ ّ
إن اﻣﺗﻧﺎﻧﻧﺎ ھو ﺗﻘدﯾﻣﻧﺎ ﻟﻘوة أﻋﻠﻰ ،وھو اﻹﯾﻣﺎن ﺑﺄن ھﻧﺎك ﻗوة ٌ أﻋظم ﻣﻧﺎ ﺗﻘوم ﺑﺈرﺷﺎدﻧﺎ وﺣﻣﺎﯾﺗﻧﺎ.
ت ﻋﻠﻰ ﻓﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻻﻣﺗﻧﺎن ھو ﻣﺎ ﻧﻘدﻣﮫ ﻣن أﺟل أن ﻧو ّﺣد وﻧﻘوي رؤﯾﺗﻧﺎ ﺗﺟﺎه ﻣﺎ ﯾﺣدث ﻣن ﺗﻐﯾرا ٍ
اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺷﺧﺻﻲ أو ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم.
ﯾوم ﻣﻊ ﻛل ﻛﻠﻣﺔ ،وﻓﻲ ﻛل ﻛﯾف ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣرء أن ﯾﻣﺎرس اﻻﻣﺗﻧﺎن؟ ﯾﻣﻛﻧك ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻛل ٍ
ﻓﻛرة ،وﺑﻛل إﺷﺎرة .ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أﻧﮫ ﻗد ﯾﻛون ﻟدﯾك ﻗﺎﺋﻣﺔٌ ﻣن اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت واﻟرﻏﺑﺎت ،ﻓﻌﻠﯾك أن
ﺗﺳﺄل ﻧﻔﺳك ﻣﺎ اﻟذي أﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻣن أﺟﻠﮫ اﻵن .اﺑﺣث ﻋن اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﺗُﺷﻌل ﺷرارة اﻻﻣﺗﻧﺎن
ﻟدﯾك ،ﺣﺗﻰ وﻟو ﺑدت ﻟك ﺿﺋﯾﻠﺔً ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ اﺗﺑﻌﮭﺎ .ﺳﺗﺑدأ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾًﺎ ﺑﺎﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻧﺷﺎط واﻟﺳﻌﺎدة .ﻣﺎرس
طﻘوس اﻻﺣﺗﻔﺎل ﺑﻌﯾد اﻟﺷﻛر -ﻟﯾس ﻣرة ً واﺣدة ً ﻓﻲ اﻟﻌﺎم ،ﺑل ﻓﻲ ﻛل ﯾوم .ﻗدم ﻗﺎﺋﻣﺔً ﺑﺎﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ
ﺗﻣﺗن ﻟوﺟودھﺎ ،وراﻗﺑﮭﺎ وھﻲ ﺗﻧﻣو وﺗزدھر .رﻛز ﻋﻠﻰ اﻟوﻓرة واﻟﻧﻌم اﻟﺗﻲ ﻟدﯾك ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗك اﻵن
ﺑدﻻً ﻣن اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻧﻘﺻك.
ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻟدﯾك رؤﯾﺔٌ ﺷﺎﻣﻠﺔٌ ﻟﻠﺣﯾﺎة .وﻋﻠﯾك ﻛذﻟك أن ﺗؤﻛدھﺎ وﺗدرﻛﮭﺎ وأن ﺗﻌﯾﺷﮭﺎ .ﻓﻠﯾس ھﻧﺎك
ﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻟوﺻول إﻟﯾﮫ أﺑﻌد ﻣن وﺻوﻟك ﻹدراك ذاﺗك .ﻓﺄﻧت اﻟﻛون اﻟذي ﯾﺷﻣل ﻛﻣﺎل ذاﺗك .وﻛﻣﺎ
ﻗﺎل ﺷﻛﺳﺑﯾر ذات ﻣرة» :اﻓﺗرض اﻟﺳﻠوك ،اﻟذي ﺗﻔﺗﻘر إﻟﯾﮫ ،وﺳﯾﻛون ﻟك«.
ﯾﻣﻛﻧك ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻓﻲ أي وﻗت أو ﻓﻲ أي ﻣﻛﺎن .ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑذﻟك ،ﺑﺑﺳﺎطﺔ ،ﻋﻠﯾك أن ﺗﻛون واﻋﯾًﺎ
ﻟﺗﻧﻔﺳك .وأﻧت ﺗﺗﻧﻔس ،ﺗﺧﯾل أن اﻟوﻋﻲ اﻟﻛوﻧﻲ ﯾدﺧل ﻣﻊ ھواء اﻟﺷﮭﯾﻖ ﻣن ﻛل اﻻﺗﺟﺎھﺎت ﻟﯾﺻب
ﻓﻲ داﺧﻠك .ﺗﻧﻔس ﺑﮭدوءٍ وراﺣﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻧﻔﺳك ﺑﺄن ﺗﺷﻌر ﺑﺎﻟرﻓﺎھﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻟراﺣﺔ
واﻟﻣﺛﺎﻟﯾﺔ .وﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺧرج ھواء اﻟزﻓﯾر ،اﻧﺷر ﻣﻌﮫ اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻻﻛﺗﻔﺎء واﻟﻔرح واﻟوﻓرة ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗك
وﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم.
ﻣر اﻟﺳﻧﯾن ﻓﻲ ﻏرس روح وھﻧﺎ أود أن أورد ﺑﻌض اﻻﻗﺗراﺣﺎت اﻟﺗﻲ وﺟدت أﻧﮭﺎ ﻣﻔﯾدة ٌ ﻋﻠﻰ ّ
اﻻﻣﺗﻧﺎن:
-اﻧظر إﻟﻰ ﻛل ﻣن ﺣوﻟك ﺑﺣب واﻣﺗﻧﺎن وأﻧت ﺗﻌﻣل وﺗﺳﯾر إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺑﮭم.
-ﻟﺗﻛن ﻛﻠﻣﺎﺗك ﺷﺎﻓﯾﺔً وﻟﯾﺳت ﺟﺎرﺣﺔ.
-ﻛن أول ﻣن ﯾﻐﻔر وﻗم ﺑﺎﻟﺧطوة اﻷوﻟﻰ.
ﺷﺧص ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗك ﺑﻣﺣﺑ ٍﺔ وﺷﻛر )ﺧﺎﺻﺔ أوﻟﺋك اﻟذﯾن ﻛﺎﻧت ﺑﯾﻧك وﺑﯾﻧﮭم ﺑذور اﻟﺷﻘﺎق ٍ -ﻋﺎﻣل ﻛل
ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ أو اﻟﺣﺎﺿر(.
-ﻛن ﻗﻧﺎة ً ﻋﻔوﯾﺔً ﻟﺗدﻓﻖ اﻟﺣب ﻏﯾر اﻟﻣﺷروط أﯾﻧﻣﺎ ﻛﻧت ،وأﯾًﺎ ﻣن ﻛﺎن ﻣﻌك.
ﺳد اﻟﺳﻼم اﻟذي ﺗرﻏب ﻓﻲ رؤﯾﺗﮫ ﻓﻲ ھذا اﻟﻌﺎﻟم. -ﺟ ّ
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻲ ،اﻻﻣﺗﻧﺎن ھو ﻣوﻗف ﻟﻠﻌﻘل واﻟﻘﻠب .ﯾﺑدأ ﻣن اﻟداﺧل وﯾﺗدﻓﻖ ﻋﺑر ﻛل ﺟزءٍ ﻣن روﺣﻲ .ﻻ
ي وﻛل ﻣﺎ أﺻﺑو إﻟﯾﮫ وﻛل طوحٍ ﯾﺗرك أي ﺟزءٍ ﻣﻧﻲ ﻣن دون أن ﯾؤﺛر ﻓﯾﮫ .ﻓﮭو ﯾﺷﻣل ﻛل ﻣﺎ ھو ﻟد ّ
ﺷﻌور أﻛﺛر ﻣﻧﮫ ﻓﻌل ،ﻓﮭو اﻟﺣب ﻏﯾر اﻟﻣﻧﺗﮭﻲ ﻟﻠﺧﺎﻟﻖ وﻟﻛل ٌ ﯾﻣﻛﻧﻧﻲ ﺗﺻوره .ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻲ ،اﻻﻣﺗﻧﺎن
إﺑداﻋﺎﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﺧﻠﻖ.
اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻏﯾر اﻟﻣﺷروط
د .دورﯾن ﻓﯾرﺗﯾو
د .دورﯾن ﻓﯾرﺗﯾو ،طﺑﯾﺑﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ وروﺣﺎﻧﯾﺔ وﻣﯾﺗﺎﻓﯾزﯾﻘﯾﺔ .وﻗد ﻗﺎﻣت ﺑﺗﺄﻟﯾف ﻋدد ﻣن اﻟﻛﺗب اﻟﺗﻲ
ﺣﻘﻘت ﻧﺳﺑﺔ ﻣﺑﯾﻌﺎت ﻋﺎﻟﯾﺔ ،ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك »رؤى اﻟﻣﻼك« ،ﻛﻣﺎ أﻧﮭﺎ ﻋﺎدة ً ﻣﺎ ﺗظﮭر ﻓﻲ ﻋدد ﻣن
اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ واﻹذاﻋﯾﺔ .وﻗد ﺳﺎھﻣت ﻓﻲ ﻧﺷر ﻋدد ﻣن اﻟﻛﺗب ،وﺗﻘﯾم ﻋددًا ﻣن ورﺷﺎت اﻟﻌﻣل
ﻛل أﺳﺑوع ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ أﻧﺣﺎء اﻟﺑﻼد.
»إن ﻛل ﻣوﻗفٍ ،ﻧدرﻛﮫ وﻧﻔﮭﻣﮫ ﺑﺷﻛل ﺻﺣﯾﺢ ،ﯾﺻﺑﺢ ﻓرﺻﺔ ﻟﻠﺷﻔﺎء«.
-دورة ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺟزات
ﻣن اﻟﺳﮭل أن ﺗﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﺧﻼل اﻟﻠﺣظﺎت اﻟواﺿﺣﺔ ،ﻛﺄن ﺗﺧرج ﺻدﯾﻘﺔ ﻟك ﻋن طرﯾﻘﮭﺎ
وﺗﺗوﻗف ﻓﻘط ﻟﻣﺳﺎﻋدﺗك ،أو ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗﻠﻘﻰ ھدﯾﺔً ﺧﺎﺻﺔً ﻣﻧﺎﺳﺑﺔً ﺗﺣﺑﮭﺎ .ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﺿ ّﺦ اﻻﻣﺗﻧﺎن ﺑﺳﮭوﻟﺔ ﻓﻲ
ﺳﯾﺔ ﻓﺎﻋﻠﺔ ،أو ﻋﻧد ﺣﺿور ﺟﻠﺳﺔ ﺗﺄﻣل ﻣﻛﺛﻔﺔ ،أو ﻋﻧدﻣﺎ اﻟﻠﺣظﺎت اﻟروﺣﯾﺔ :ﻣﺛل ﺗﻘدﯾم ﺧدﻣﺎت ﻛﻧ ّ
ﻧﺳﺗﮭدي إﻟﻰ ﺣل ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﻣﻧﺎﺳب.
وﻟﻛن ﻣﺎذا ﻋن ﺗﻠك اﻟﻠﺣظﺎت اﻷﺧرى -ﺗﻠك اﻟﻠﺣظﺎت اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺳﺗدﻋﻲ ﻣﻧّﺎ اﻻﻣﺗﻧﺎن اﻟواﺿﺢ؟ ھل
ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﺗﺣﯾط ﺑﻧﺎ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣواﻗف اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗدﻋﻲ اﻟﺗﻘدﯾر ﻓﻲ ﺣﯾن أﻧﻧﺎ ﻻ ﻧﺷﻌر ﺑذﻟك.
ت وﺳط ﺷرﯾطٍ ﻣﺳﺟل .ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﻧﺟد اﻟﻣﺑررات ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ،ﯾﻧﻣﺣﻲ اﻣﺗﻧﺎﻧﻧﺎ ﻣﺛل ﺗﻘطﻌﺎ ٍ ﻓﻲ ٍ
ت أﺧرى ،ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أﻧﻧﺎ ﻧﻧﺳﻰ اﻟﻘوى اﻷﺑدﯾﺔ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ،ﺗﻔﯾض ﻗﻠوﺑﻧﺎ ﺑﺎﻟﺗﻘدﯾر .وﻓﻲ ﻟﺣظﺎ ٍ
اﻟﺗﻲ ﺗﮭبﱡ ﺑﺎﺳﺗﻣرار ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ ،ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﻔﻛر »ﻣﺎ اﻟذي ﻧﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻣن أﺟﻠﮫ؟ -ھذا ،إن ﻟم ﻧﻛن
ﻣﻧﻔﺗﺣﯾن وﻋﻠﻰ ﻋﻠم ﺑﺎﻟدروس اﻟﺣﺳﺎﺳﺔ واﻟﻣﻌﻘدة واﻟﻣﻌﺟزات اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث ﻓﻲ ﻛل ﻟﺣظ ٍﺔ ﻣن ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ.
ﻷﻧﮫ ،ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،ھﻧﺎك داﺋ ًﻣﺎ ﻣﺎ ﻧﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻣن أﺟﻠﮫ.
إن ﻗوة ﷲ اﻟﺧﺎرﻗﺔ ﺗﻌﻣل ﻣن أﺟﻠﻧﺎ ﺑﺎﺳﺗﻣرار ،وﺗﻘدم ﻟﻧﺎ ﻣﺎ ﻧﺣﺗﺎج إﻟﯾﮫ ﺑﺎﻟﺿﺑط ﻣن أﺟل أن ﻧﺗﻌﻠم
ت ﺛﺎﺑﺗ ٍﺔ ﻣن اﻟﻔرص ﻣن أﺟل أن ﻧﻛﺗﺷف ﺣﻘﺎﺋﻖ ذات وﻧﻧﻣو .ﻛﻣﺎ أن ﻗواﻧﯾن اﻟﻛون ﺗﻌطﯾﻧﺎ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾًﺎ ﺗﯾﺎرا ٍ
ﻗﯾﻣﺔ ﻋن أﻧﻔﺳﻧﺎ .إﻧﻧﺎ ﻧﺟﺗذب دو ًﻣﺎ اﻟﺗﺟﺎرب اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻧﺎﺳب وآﻣﺎﻟﻧﺎ وﻣﺗطﻠﺑﺎﺗﻧﺎ .ﻓﻣﺎ ﻋﻠﯾﻧﺎ إﻻ أن ﻧﻼﺣظ
ﺗﻠك اﻟﺗﺟﺎرب اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺗﻲ إﻟﯾﻧﺎ .ﻓﺈن ﻟم ﻧدرك اﻟﻔرص اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗوﯾﮭﺎ ھذه اﻟﺗﺟﺎرب ،ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺳﺗﻌﯾد ﻧﻔﺳﮭﺎ
وﺗﻛرارا ﺣﺗﻰ ﻧﻼﺣظﮭﺎ.
ً ﻣرارا
ً
اﻻﻣﺗﻧﺎن ھو طرﯾﻘﺗﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺗرﺣﯾب ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗﺟﺎرب وأن ﻧﻘول ﻟﮭﺎ» :ﻣرﺣﺑًﺎ ﺑك ،ﻟﻘد ﻛﻧت أﺗوﻗﻊ
ﺷﻛرا ﺟزﯾﻼً ﻟوﺟودك ھﻧﺎ ﻟﻣﺳﺎﻋدﺗﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﻠم واﻟﻧﻣو .ﻧﺣن داﺋ ًﻣﺎ أﻛﺛر ﻗوة ً وﺣﻛﻣﺔً ﻋﻧدﻣﺎ ً ﻣﺟﯾﺋك!
ﻧواﺟﮫ ﻛل درس ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ﺑﮭذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻧﻌﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺣﻣﻠﮭﺎ .ﯾوﺿﺢ اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﻧﺎ وﻟﻠﻛون ﺑﺄﻧﻧﺎ ﻧﺛﻖ
ﺑﻘﺎﻧون اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ اﻟذي وﺿﻌﮫ ﷲ .ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧواﺟﮫ ﻛل ﻣوﻗفٍ ﺑﻼ ﺧوفٍ ﻣﺗﺳﻠﺣﯾن ﺑﺑﻌض اﻟﻣﻌﺎرف اﻟﺗﻲ
ھﻲ ﻣﺟرد اﻧﻌﻛﺎس ﻟﺗﻔﻛﯾرﻧﺎ .ﻓﮭذه اﻟﻣواﻗف ﻟﯾﺳت ﻋﻘﺎﺑًﺎ وﻻ ﺛواﺑًﺎ ،ﺑل ھﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺳﺑب ﻣﺎ.
ﻟذﻟك ،ﻓﻛل ﻣوﻗفٍ ﻧﺗﻌرض ﻟﮫ ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﯾﺎة ﻣﺎ ھو إﻻ ﻓرﺻﺔٌ ﻟﻧﺎ ﻟﻧﻧظر ﻓﻲ اﻟﻣرآة وﻧرى اﻧﻌﻛﺎ ً
ﺳﺎ
ﻣﺛﺎﻟﯾًﺎ ﻷﻧﻣﺎط ﺗﻔﻛﯾرﻧﺎ .ﻓﺟﻣﯾﻊ ھذه اﻟﻣواﻗف -ﺳواء ﻛﻧﺎ ﻧﻌﺗﺑرھﺎ إﯾﺟﺎﺑﯾﺔً أو ﺳﻠﺑﯾﺔ -ھﻲ ﺛﻣﺎر أﻓﻛﺎرﻧﺎ.
ﻲ ٍ ﻣوﻗﻔًﺎ ﻏﯾر ﻣﻧﺎﺳب ﻷﻓﻛﺎرﻧﺎ. اﻟﻣﻧظم ،أن ﻧﺟﺗذب ﺑﺷﻛل ﻋﺷواﺋ ّ ّ ﻟذا ،ﻓﻣن اﻟﻣﺳﺗﺣﯾل ،ﻓﻲ ھذا اﻟﻛون
ﻓﺈذا ﻟم ﻧﮭﺗم ﺑﻧﻣط اﻟﻣواﻗف اﻟﺗﻲ ﻧﺟﺗذﺑﮭﺎ ،ﻓﻌﻠﯾﻧﺎ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻣﺻدر اﻷﺳﺎﺳﻲ واﻟذي ھو ﻧﻣط ﺗﻔﻛﯾرﻧﺎ.
ﻓﺈن اﻟﻧﻣو اﻟروﺣﻲ ﯾﺄﺗﻲ ﻣن اﻛﺗﺷﺎف أﻧﻣﺎط اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻼﺋﻣك ،ﺛم ﺗﻘرر اﺳﺗﺑداﻟﮫ ﺑﺄﻓﻛﺎر
ﺻﺣﯾﺣﺔ .وھذا ﯾﺷﺑﮫ إﻟﻰ ﺣد ﺑﻌﯾد إزاﻟﺔ اﻷﻋﺷﺎب اﻟﺿﺎرة ﻣن اﻟﺣدﯾﻘﺔ.
ّ
ﻻ ﯾﮭم اﻟﻣظﮭر اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻟﻠﻣواﻗف اﻟﺗﻲ ﺗﻣر ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗك ،ﻓﺎﻧظر إﻟﯾﮭﺎ وﻛﺄﻧﮭﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﻌﻠّﻣﯾن
اﻟﻠطﻔﺎء اﻟذﯾن ﺗم إرﺳﺎﻟﮭم ﻣن أﺟل اﻟﺧﯾر اﻷﺳﻣﻰ واﻷﻓﺿل ﻓﻲ داﺧﻠك .ﻓﮭؤﻻء اﻟﻣﻌﻠّﻣون ھم
ﻣرﺷدون ﻟﻣﺳﺎﻋدﺗك ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ھوﯾﺗك واﻟﺗﺣرر ﻣن اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﺿﯾﻖ واﻟﻣﻌﺗﻘدات اﻟﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺧوف.
ﻋن طرﯾﻖ ھؤﻻء اﻟﻣﻌﻠّﻣﯾن ،ﻓﺈﻧك ﺗﺗﻌﻠم أن ﺗﺛﻖ ﺑﻣﺣﺑﺔ ﷲ وﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﮫ .ﻓﻛﻠﻣﺎ ﺗوﻛﻠت ﻋﻠﻰ ﷲ ،ﻛﻠﻣﺎ
ﻓُﺗﺣت ﻟك ﺑواﺑﺎت اﻻﻧﺳﺟﺎم واﻟوﻓرة.
اﻛﺗﺷﻔت إﺣدى ﻣرﯾﺿﺎﺗﻲ ﻓواﺋد اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻏﯾر اﻟﻣﺷروط .ﻟﻘد ﻛﻧت أﻗوم ﺑﺎﻟﺗﺄﻣل ﻗﺑل ﺟﻠﺳﺎت
اﻻﺳﺗﺷﺎرة اﻟﮭﺎﺗﻔﯾﺔ ،ﻟذا ﻛﻧت أﺷﻌر ﺑﺎﻟﺣب اﻟﻛﺑﯾر ﻟﻛل ﻣﺎ ﯾﺻﺎدﻓﻧﻲ .أول ﺷﻲء أﺧﺑرﺗﻧﻲ ﺑﮫ ھو أن
ﺳﯾﺎرﺗﮭﺎ ﺗﻌطﻠت ﻓﺟﺄةً ،وأﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ ﺗﺣﻣل دﻓﻊ ﻣﺋﺎت اﻟدوﻻرات اﻟﻼزﻣﺔ ﻹﺻﻼح اﻟﺳﯾﺎرة.
ﺑﺷﻛل ﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ،ﻗﻠت ﻟﮭﺎ» :راﺋﻊ! ﻻ ﺑد أن ﷲ ﻟدﯾﮫ ﻣﺧطط ﻣﺧﺗﻠف ﻣن أﺟﻠك .ﻓﻌﻠﯾﻧﺎ أن ﻧﺷﻛر ﷲ«.
ﺳﺎ ﻋﻣﯾﻘًﺎ ،وﺗرددت ﻟﻠﺣظﺔ رﺑﻣﺎ .ﺛم اﺳﺗﺟﺎﺑت ﻟطﻠﺑﻲ. ﻛﺎﻧت ﻣرﯾﺿﺗﻲ ،اﻣرأة ً ﻣؤﻣﻧﺔ ،أﺧذت ﻧﻔ ً
وﻗﺎﻟت» :أرﯾد أن أؤﻣن ﺑﺄن ھذا اﻟﻣوﻗف ﺳﯾﺟﻠب اﻷﻓﺿل ﻟﻲ .ﻟﻛن ﻻ ﻓﻛرة ﻟدي ﻛﯾف ﺳﯾﺗم
ذﻟك…«
ﻟذا أﺟﺑﺗﮭﺎ» :إن ھذه اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗرﺟﻊ إﻟﻰ ﷲ وﻟﯾس ﻟﻧﺎ«» .ﻋﻠﯾﻧﺎ ﻓﻘط أن ﻧﻘدم اﻟﺷﻛر وأن ﻧﻌﻠم أن ﻛل
ﻣﺎ ﻧﺣﺗﺎﺟﮫ ﺳﻧﺻل إﻟﯾﮫ «.ﻟذا اﻧﺿﻣت ﻛﻠﺗﺎﻧﺎ ﻓﻲ ﺻﻼة ﻟﻔﺿل اﻟﺧﺎﻟﻖ .ﻛﺎﻧت ﻛﻠﺗﺎﻧﺎ ﺗﻌﻠم أن ھذا
اﻟوﺿﻊ ﻛﺎن ﻏرﯾﺑًﺎ وأن ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺣﺎﻻت ﯾﻧﺗﺞ ﻓﻲ ﻣظﺎھر ﻻ ﺗُﻧﺳﻰ ﻋن اﻟﻘوة اﻹﻟﮭﯾﺔ.
وأﺻﺑﺣت ﻗﺎدرة ً ﺑﺎﻟﻔﻌل ﻋﻠﻰ أن ﺗﺛﻖ أن
ْ ْ
ﺷﻌرت ﺑﺎﻟﻔﻌل ﺑﺎﻟراﺣﺔ واﻟﺳﻼم ﻓﻲ ھذا اﻟﻣوﻗف ﺗﺣدﺛﻧﺎ ﺣﺗﻰ
اﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﮭﺎ ﻗد ﺗﻣت ﺗﻠﺑﯾﺗﮭﺎ .اﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﺗﺟﻠﻲ ﺻدى ﻛﻠﻣﺎت ﯾﺳوع اﻟﻣﺳﯾﺢ ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻣﻘدس:
»ﻛل ﻣﺎ ﺗطﻠﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﺻﻼة ،آﻣن ﺑﮫ ،ﻓﺳﺗﺗﻠﻘﺎه« .ﻣظﺎھر ﻧﺎﺟﺣﺔ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻋواﻣل :اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ
ْ
أﺻﺑﺣت أن اﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗك ﺗﻣت ﺗﻠﺑﯾﺗﮭﺎ ،وأن ﺗؤﻣن ﺑﺄن ھذا ﺻﺣﯾﺢ ،وأن ﺗﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟذﻟك .ﻋﻧدﻣﺎ
ھذه اﻟﺳﯾدة ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ أن ﺗﺣﻣل ھذه اﻟﻌواﻣل اﻟﺛﻼﺛﺔ ﻓﻲ ﻓﻛرھﺎ ،طﻠﺑتُ ﻣﻧﮭﺎ ﻋﻧدھﺎ أن ﺗﺳﻠّم اﻷﻣر
.ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻣرﺣﻠﺔ ،اﺳﺗطﺎﻋت اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ ﺣل ﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﺳﯾﺎرﺗﮭﺎ وذﻟك ﻷﻧﮭﺎ أظﮭرت اﻻﻣﺗﻧﺎن
ﻏﯾر اﻟﻣﺷروط.
أﺷﻌر داﺋ ًﻣﺎ ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺟﺗذب أﺣد اﻟﻣرﺿﻰ ﺷﯾﺋًﺎ ﻣﺎ أﺷﺑﮫ ﻣﺎ ﯾﻛون ﺑﻌﺑور ﺣﻠﻘ ٍﺔ ﻧﺎرﯾﺔ .أﻋﻠم أﻧﮫ
ﺑﻣﺟرد أن ﯾواﺟﮫ اﻟﺷﺧص وﺿﻌًﺎ ﻣﺧﯾﻔًﺎ ﺳﯾﺗﻣﺳك ﺑﯾد ﷲ ،وﻟذﻟك ﻓﺈن ﺗﻠك اﻟﺳﯾدة ﻟن ﺗﺷﻌر أﻧﮭﺎ
وﺣﯾدة وﻣﺗروﻛﺔ ﻓﻲ ھذا اﻟﻌﺎﻟم .ﺳﺗﻌرف -وﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺟرﺑﺔ -أﻧﮭﺎ ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟوﺛوق ﺑﺎ داﺋ ًﻣﺎ .ﻓﺑﻌد
ﻗرار ﺑﺷﺄن ھذه اﻟﻣواﻗف اﻟﻌﺎطﻔﯾﺔ ،ﯾﻧﺗﮭﻲ اﻷﻣر ﺑﺎﻟﺟﻣﯾﻊ أن ﯾﺛﻘوا ﺑﺄﻧﻔﺳﮭم وﺑﺎ أﻛﺛر ٍ اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ
ﻣﻣﺎ ﻓﻌﻠوا ﻣن ﻗﺑل.
ت ﻋﻠﻰ أﺧﺑﺎرا ﺟﯾدة .وﻗﺎﻟت ﻟﻲ :أﻧ ِ
ً اﺗﺻﻠت ﺑﻲ ﻣرﯾﺿﺗﻲ ﺑﻌد ﻓﺗرةٍ وﺟﯾزة ﻣن ﺟﻠﺳﺗﻧﺎ وھﻲ ﺗﺣﻣل
ﺣﻖ د .ﻓﯾرﺗﯾو!« وﻛﺎﻧت ﺗﻘول ذﻟك وھﻲ ﺗﺻرخ ﺑﺄذﻧﻲ ﺑﺣﻣﺎس ﺷدﯾد» .ﻣن ﺣﯾث ﻻ أﻋﻠم ،ﻗﺎﻣت
إﺣدى ﺻدﯾﻘﺎﺗﻲ ﺑﺈﻋطﺎﺋﻲ ﺳﯾﺎرﺗﮭﺎ اﻟﻔﺎﺧرة ﻣﻘﺎﺑل ﺳﻌر زھﯾد ،وطﻠﺑت ﻣﻧﻲ ١٠٠دوﻻر ﻛدﻓﻌﺔ
أوﻟﻰ«!
وﻣﻧذ أن وﺿﻌت ﻣرﯾﺿﺗﻲ ﺛﻘﺗﮭﺎ ﺑﺎ ،ﻟم ﺗﻌد ﻛﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻗﺑل ،ﻓﻘد ﺗﻐﯾرت ﺑﺎﻟﻛﺎﻣل .ﻓﮭﻲ اﻵن ﺗﻌﺗﺑر
ﺻﺎ ﻣن أﺟل أن ﺗﻧﻣﻲ ﻗدراﺗﮭﺎ وﺗطورھﺎ .ﻟﻘد ﻛﺎﻧت ﺣﯾﺎﺗﮭﺎ ﺗﺳﯾر ﺑﺳرﻋﺔ اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﮭﮭﺎ ﻓر ً
اﻟﺿوء ﻷﻧﮭﺎ ﻟم ﺗﻌد ﺗﺧﺷﻰ أن ﺗﻛون وﺣﯾدة ً أو أﻧﮭﺎ ﻣﮭددة ٌ ﺑﺧطر ﻣﺎ .ﻓﮭﻲ اﻵن ﺗﻌرف اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ وھﻲ
اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻧﺎ ﺟﻣﯾﻌًﺎ:
اﻟﺳﻣو ﻋﻠﻰ ﻛل اﻟﻣﺧﺎوف اﻟﺗﻲ ﺗﺣﯾط ﺑﻧﺎ .ﻓﻣﻊ اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻏﯾر اﻟﻣﺷروط ،ﻧﺻﺑﺢ ّ اﻻﻣﺗﻧﺎن ﯾﻣﻧﺣﻧﺎ
واﺛﻘﯾن ﺑﺎﻟوﻓرة اﻷﺑدﯾﺔ.
ﺳﺗﯾوارت واﯾﻠد
اﻟﻣؤﻟف واﻟﻣﺣﺎﺿر ﺳﺗﯾوارت واﯾﻠد ھو واﺣ ٌد ﻣن اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟذاﺗﯾﺔ
اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ .ﯾﺗﻣﯾز واﯾﻠد ﺑﺄﺳﻠوﺑﮫ اﻟﺳﺎﺧر واﻟﻣﺛﯾر ﻟﻠﺟدل ،واﻟﻣؤﺛر .أﻟف ﺳﺗﯾوارت ١٦ﻛﺗﺎﺑًﺎ ،ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ
ﻛﺗﺎب ﺑﻌﻧوان »ﺧﻣﺎﺳﯾﺔ ﺗﺎوس« ،واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﻧوع اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ .وھﻲ» :اﻟﺗﺄﻛﯾدات ،واﻟﻘوة،
واﻟﻣﻌﺟزات ،واﻹﻧﻌﺎش ،وﺧدﻋﺔ اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﻣﺎل ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺧدع« .أﺣدث ﻛﺗﺎب ﻟﺳﺗﯾوارت ھو
اﻟﻧﻔس اﻟﻼﻧﮭﺎﺋﯾﺔ ٣٣ :ﺧطوة ﻻﺳﺗﻌﺎدة طﺎﻗﺗك اﻟداﺧﻠﯾﺔ .ﻟﻘد ﺗﻣت ﺗرﺟﻣت ﻛﺗب ﺳﺗﯾوارت إﻟﻰ ١٢ﻟﻐﺔ
ﺣول اﻟﻌﺎﻟم.
إن ﻋﻣﻠﯾﺗﻧﺎ اﻟروﺣﯾﺔ ﺧﻼل اﻟﺣﯾﺎة ﻋﺑﺎرة ﻋن رﺣﻠﺔ ﻣن اﻷﻧﺎ إﻟﻰ اﻟروح .ﻷن اﻷﻧﺎ ﻋﺎدة ً ﻣﺎ ﺗﻛون ﻏﯾر
آﻣﻧﺔ؛ وذﻟك ﻷن ﻟدﯾﮭﺎ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت واﻟرﻏﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﺎج اﻹﺷﺑﺎع ،وﻟدﯾﮭﺎ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن
اﻟﻣﺧﺎوف اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﺗﮭدأ .ﯾﺟب أن ﺗؤﻛد اﻷﻧﺎ ﻋﻠﻰ أﻓﻛﺎرھﺎ وﺻورﺗﮭﺎ اﻟﻘﯾﻣﺔ ﻋن ﻧﻔﺳﮭﺎ ،ﻓﺗﺻﺑﺢ
ﺑذﻟك اﻟﺳﻠوﻛﯾﺎت ﻣﻘدﺳﺔ.
ﻣن اﻟطﺑﯾﻌﻲ أن ﺗﺑدأ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ واﻷﻧﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻛن داﺧل ﺗﻠك اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ﻣن ﺧﻼل ﺗﺄﻛﯾد
اﻟذات ،ﺑﺗﺗوﯾﺞ ﻧﻔﺳﮭﺎ ﻣﻠﻛﺔً ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺣﯾط ﺑﮭﺎ .وﻣﻊ ﻣرور اﻟوﻗت ،ﺗﺻﺑﺢ أﻣﻧﯾﺎت ورﻏﺑﺎت ﺗﻠك
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ أواﻣر ﻻ ﯾﻣﻛن ﻋﺻﯾﺎﻧﮭﺎ أو اﻟطﻌن ﻓﯾﮭﺎ .وﯾﺻﺑﺢ إﺑﻘﺎء اﻟﻣﻠك ﺳﻌﯾدًا وإﻋطﺎء ﻣﺎ
ﯾرﯾد ھدﻓًﺎ أوﺣد.
ﻣﻣﯾزا وﻧﺎﺟ ًﺣﺎ ﺗﻣﺎ ًﻣﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،ﻓﻠن ﯾطول اﻷﻣر ﺣﺗﻰ ﯾرﻓﻊ ﻣن ﻗدرً إذا ﻛﺎن اﻟﺷﺧص
ﻧﻔﺳﮫ وﯾﻣﺳﻲ ﻛﻧﺻف إﻟﮫ .وﺑﻣﺟرد أن ﺗﺻل اﻷﻧﺎ إﻟﻰ ھذه اﻟﻣﻧزﻟﺔ اﻟﻣﻘدﺳﺔ ،ﺳﺗﺑدأ ﺗﺑﻌﺎت أھﻣﯾﺔ
اﻟذات ﺑﺎﻟﺗدﻓﻖ ،ﻓﺗﺑدأ ﺑﺈﺻدار اﻷواﻣر ،وﻓرض اﻟﻣطﺎﻟب ،واﻟﺗﻼﻋب ﻓﻲ اﻟﻣواﻗف ،وﺗﺗﻘﮭﻘر ﻛل
ﻣظﺎھر اﻟﻣروﻧﺔ ،واﻟرﺣﻣﺔ واﻟروﺣﺎﻧﯾﺔ واﻟﺗﻘدﯾر .وأي ﺷﺧص ﯾﺗﺣدى ﻣراﺳﯾم اﻟﻣﻠك واﻟﻣﻠﻛﺔ ،أو
ﻣﺳﺗﻌرا ﻣن ھذا اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺳﺗﺑد.
ً اﻟﺻورة اﻟﺗﻲ رﺳﻣﺎھﺎ ﻋن أﻧﻔﺳﮭم ،ﺳﯾواﺟﮫ ﻏﺿﺑًﺎ
ﻟﻘد أﻧﺗﺟت ﻣﺟﺗﻣﻌﺎﺗﻧﺎ اﻟﻣﻌﺎﺻرة اﻟطﻐﺎة .وﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺄﺳﻼﻓﻧﺎ ،ﻓﻘد ﺳﺎﻋدت وﺳﺎﺋل اﻟرﻓﺎھﯾﺔ ﻓﻲ أن
ﺗﻐرق اﻟﻧﻔس ﻓﻲ أھواﺋﮭﺎ ،ﻓﻛل ﻣﺎ ﺗﺣﺗﺎﺟﮫ اﻷﻧﺎ ھو ﻓﻲ ﻣﺗﻧﺎول ﯾدھﺎ .ﻓﻧﺣن ﻻ ﻧﺣﻔر ﺑﺣﺛًﺎ ﻋن اﻟطﻌﺎم،
وﻻ ﻧﻘطﻊ اﻷﺷﺟﺎر ﺳﻌﯾًﺎ ﻟﻠدفء ،وﻻ ﻧﺣﻔر ﺧﻧﺎدق اﻟﺻرف اﻟﺻﺣﻲ ،ﺑل ﻛل ﺗﻠك اﻷﺷﯾﺎء ﯾﺗم
ﺗوﻓﯾرھﺎ وﺗﻘدﯾﻣﮭﺎ ﻟﻧﺎ دون ﻋﻧﺎء ﻣن ﻗﺑﻠﻧﺎ .وﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻻت ،ﻣن اﻟطﺑﯾﻌﻲ أن ﯾﻔﻘد اﻟﺑﺷر اﻟﺷﻌور
ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ،ﻓﺑدﻻً ﻣن أن ﻧﻔﻛر وﻧﺳﺗﺛﻣر ﻓﻲ اﻷﻣور اﻟﮭﺎﻣﺔ ،ﻓﺈﻧﻧﺎ أﺻﺑﺣﻧﺎ ﻋﺑﯾدًا ﻧﺑذل اﻟﺟﮭود ﻟﺿﻣﺎن
اﺳﺗﻣرار ﺳﻌﺎدة اﻷﻧﺎ أو اﻟﻣﻠﻛﺔ.
ب ﻣﻠﻲءٍ
ﻋﺎﻟم ﻏرﯾ ٍ
ٍ ﺛم ﺗﺟد ﻧﻔﺳك ﻓﺟﺄةً ،ﻣﺧﻠوﻗًﺎ روﺣﯾًﺎ ﻟﻛن ﺑﺣﻔﺎﺿﺎت ،أي طﻔﻼً ﻣدﻟﻼً ،وﻟدت ﻓﻲ
ﺑﺎﻻھﺗﻣﺎم ﺑﺈرﺿﺎء اﻟذات واﻟﺗﺳﺎھل واﻟﻔوﺿﻰ .واﻟﺷﺑﺎب ﻟﯾس ﻟدﯾﮭم اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﺗﺣدي ﺣﻛم اﻷﻧﺎ.
ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ واﻟﺻراع ﺳﻌﯾًﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾﻖ ﻣطﺎﻟﺑك .وﺳرﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﺗﻌﻠم أن وﻟﻛﻧك ﺳرﯾﻌًﺎ ﻣﺎ ﺗﺻﺑﺢ ً
ﺗﺑﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻷﻧﺎ ﺳﻌﯾدة ﺑﺄي ﺛﻣن.
ﺿﺎ ﯾﺣﻛﻲ إن اﻟﺗﺎرﯾﺦ ھو ﻗﺻﺔ ﻏرور اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﯾن وﺻراﻋﮭم ﻣن أﺟل اﻟﺳﻠطﺔ واﻟﻧﻔوذ .وﻛذﻟك أﯾ ً
ﺗﺎرﯾﺧك اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻋن ﻧﻔس اﻟﺣروب واﻟﺻراﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺧﺿﺗﮭﺎ ،واﻟﻣﻌﺎھدات اﻟﺗﻲ وﻗﻌﺗﮭﺎ
واﻟﻣﻧﺎطﻖ اﻟﺗﻲ ﻗﻣت ﺑﻔﺗﺣﮭﺎ واﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﻣررت ﺑﮭﺎ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺣﻔﺎظك ﻋﻠﻰ ﻣﻣﻠﻛﺔ اﻷﻧﺎ .ﻓﻲ ظل
اﺿطراب ھذه اﻟﻘواﻧﯾن ،اﻟﺗﻲ ﺗرﻛز ﻋﻠﻰ اﻟذات وﺗﮭﺗم ﺑﮭﺎ ،ﺗﺿﯾﻊ ﻣﻧﺎ ﺻور ﷲ ،وﺗﺿﯾﻊ ﻣﻧﺎ ﻛذﻟك
ﻏﺎﯾﺔ وﻣﻌﻧﻰ اﻟﺣﯾﺎة .أﻣﺎ اﻟﺟﺎﻧب اﻟروﺣﻲ ،ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻛﺛﯾر ﻣﻧﺎ ،ﻓﯾﺑﻘﻰ ﻣﺗوارﯾًﺎ ﺗﺣت اﻟﺳطﺢ ﻛﺣرﻛ ٍﺔ
ﻣﻘﺎوﻣ ٍﺔ ﺗﺳرع ﺧﻠﺳﺔً ﻓﻲ اﻷزﻗﺔ اﻟﻣظﻠﻣﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻐﻔل ﻋﯾن اﻷﻧﺎ وﺗﺳﮭو.
إذن ،ﻓﻣﺎذا ﯾﻌﻧﻲ اﻟﺳﻌﻲ ﺑﻐﯾﺔ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺄس اﻟﻣﻘدﺳﺔ ،وﻣﺎذا ﺑﺷﺄن اﻟرﺣﻠﺔ اﻟﻣﻘدﺳﺔ؟ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻲ ﯾﺑدو أﻧﮭﺎ رﺣﻠﺔ ﻋﺎدﻟﺔ ﺑطول ١٢ﺑوﺻﺔ ،وﻧﺣن ﻧﺳﺎﻓر ﻣن اﻟﻌﻘل إﻟﻰ اﻟﻘﻠب ،ﻣن اﻟﺗﻔﻛﯾر إﻟﻰ
اﻟﻣﺷﺎﻋر ،وﻣن اﻟﻣطﺎﻟب واﻹرﺿﺎء إﻟﻰ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺗﻘدﯾر واﻟﺗواﺿﻊ .وﺗﺑﻠﻎ اﻟرﺣﻠﺔ اﻟروﺣﯾﺔ أوﺟﮭﺎ
ﺑﻣوت اﻷﻧﺎ وﺗﺗوﯾﺞ اﻟروح ﻣﻠﻛﺔً.
وﻛﻣﺎ أﺷرت ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻲ »ھﻣس رﯾﺎح اﻟﺗﻐﯾر« ،ﻓﺈن ﻗﺻﺔ اﻟﺻﻠب ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻗﺻﺔ ﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ رﻣزﯾﺔ
ﺗﻣﺛل رﺣﻠﺗﻧﺎ اﻟروﺣﯾﺔ .ﺳﺗرى اﻷﻧﺎ ،ﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﺑﺷﺧﺻﯾﺔ ﯾﺳوع اﻟﻧﺎﺻري ،ﺗﻣوت ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻠﯾب ،ﺣزﯾﻧﺔً
ﻣﻛروﺑﺔً .أﻣﺎ ﻣرﯾم اﻟﻣﺟدﻟﯾﺔ وﻧﺳﺎء أﺧرﯾﺎت ،اﻟﻠواﺗﻲ ﺗوﺳدن أﻗدام اﻟﺻﻠﯾب ،ﻓﯾﻣﺛﻠن ﻧﻌوﻣﺔ ورﻗﺔ
أرواﺣﻧﺎ ،اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﻔﻌل ﺷﯾﺋًﺎ ﻟﺗﺣﻔظ وﺗﺣﻣﻲ اﻷﻧﺎ ،ﻓﻠم ﺗﻔﻌل ھؤﻻء اﻟﻧﺳوة ﺳوى اﻻﻧﺗظﺎر.
وﺣﺎﻟﻣﺎ ﺗوﻓﻲ ﻋﯾﺳﻰ اﻟﻧﺎﺻري ،وﺿﻊ ﺟﺛﻣﺎﻧﮫ ﻓﻲ ﺿرﯾﺢٍ ﻟﻣدة ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم .وﯾرﻣز ھذا اﻟرﻗم إﻟﻰ
اﻟﺻﻣت واﻟﺗﺄﻣل واﻟﺻﻼة .وﯾﻣﺛل اﻟﺗﺄﻣل اﻟﺑﺎطﻧﻲ ،واﻟﺗواﺿﻊ واﻻﻣﺗﻧﺎن -وھﻲ ﺻﻔﺎت ﺗﺧﻠﻌﮭﺎ ﻋﻠﻰ
ﻧﻔﺳك ﺣﺎﻟﻣﺎ ﺗﺑدأ رﺣﻠﺗك ﻋﺑر اﻟﻛﮭوف اﻟﻣظﻠﻣﺔ ﻟﻸﻧﺎ اﻟداﺧﻠﯾﺔ .أﺛﻧﺎء اﻟﺗﺄﻣل واﻟﺷﻔﺎء ،ﺗﺳﺗﻌد ﻟﻠﺣﺿور
اﻟﻣﮭﯾب ﻟﻠروح اﻟﻘدس ،أي ﻟﻌودة ﷲ إﻟﻰ ﺣﯾﺎﺗك.
ﺑﻌد ﻓﺗرة ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم ﻓﻲ اﻟﺿرﯾﺢ ،ﻗﺎم اﻟﻧﺎﺻري ﻣن اﻟﻣوت وﺻﻌد إﻟﻰ اﻟﺳﻣﺎء ،ﻋﻧد ھذا اﻟﻧﻘطﺔ
ﺗﺣدﯾدًا ،ﯾﺗﺧذ ھوﯾﺔً ﺟدﯾدة -ﻓﯾﺻﺑﺢ ﻛرﯾﺳﺗوس ،اﻟﻧور اﻹﻟﮭﻲ – ﻣﺎﻟﺋًﺎ اﻟروح اﻟﺣﯾّﺔ اﻟﺧﺎﻟدة ،اﻟﺗﻲ
ﺗﻌود ﻣرة ً أﺧرى إﻟﻰ اﻟوﺟود اﻹﻟﮭﻲ.
ورﺣﻠﺗﻧﺎ ﺗﺷﺑﮫ إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر ھذه اﻟرﺣﻠﺔ اﻟﻣﻘدﺳﺔ ،ﻓﻧﺣن ﻧﺷﻔﻲ أﻧﻔﺳﻧﺎ ،وﻧﺳﺎھم ﺑﺷﻔﺎء ھذا اﻟﻛون ،ﻷﻧﮫ
ﻣﺎ ﻣن ﺷﻲء ﺻﺣﯾﺢ ﺣﺗﻰ ﯾﺗم ﻋزل اﻷﻧﺎ.
ﻟذﻟك ﻋﻠﯾك أن ﺗﺗﺧﻠﻰ ﻋن اﻷﻣور اﻟﺣﻣﻘﺎء اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﮭﺎ أن ﺗﺳﺗﻣر .ﯾﺟب أن ﯾرﺗﺑط اﻟﺗواﺿﻊ
ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ،وﻣن ﺛم ﺗﺗﻘدم ﺧطوة ً ﺑﺎﺗﺟﺎه اﻟﻧﻔس اﻟﻼﻧﮭﺎﺋﯾﺔ داﺧﻠك .ﯾﺑدو ﻟﻲ اﻷﻣر ﺟﻣﯾﻼً وراﺋﻌًﺎ ،ﻷﻧﻧﺎ
ﻧدرك ﻓﻲ أﻋﻣﺎﻗﻧﺎ ﻛﯾف ﻧﻘوم ﺑﮭذه اﻟرﺣﻠﺔ اﻟﻣﻘدﺳﺔ.
أﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن اﻟﺷدﯾد ﻷﻧﻲ أﻋﯾش ﻓﻲ ھذا اﻟﻌﺻر اﻟﺣدﯾث؛ ﺣﯾث أﻋﯾش ﺑرﻓﺎھﯾﺔ وﻻ أﺑذل اﻟﻛﺛﯾر
ت روﺣﯾﺔ .ﻓﺄﻧﺎ ﻣرﺗﺎﺣﺔ ،ﻣرﺗﺎﺣﺔ ت وإﻧﺟﺎزا ٍ
ﻲ ﻣن أﺟل أن ﻧﻘوم ﺑﺗﻐﯾرا ٍ ٌ
وﻗت ﻣﺛﺎﻟ ٌ ﻣن اﻟﺟﮭد .ﻓﮭو
ﺗﻣﺎ ًﻣﺎ ،ھذا رأﯾﻲ.
اﻟﯾوم اﻷﻛﺛر روﻋﺔ
ﻣﺎرﻏرﯾت أوﻟﯾﻔﯾﺎ وﻟﻔﺳون
اﺷﺗﮭرت ﻣﺎرﻏرﯾت أوﻟﯾﻔﯾﺎ وﻟﻔﺳون ﻋﺎﻟﻣﯾًﺎ ﺑﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺻص وﺑﺄﻧﮭﺎ أﺧﺻﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ .أﺳﻌدت ﺑراﻣﺟﮭﺎ اﻟﻔرﯾدة اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣﻊ اﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟﺟﻣﺎھﯾر ﻓﻲ ﻣرﻛز ﻛﯾﻧﯾدي ،وﻓﻲ اﻷﻣم
اﻟﻣﺗﺣدة ،وﺳﯾدﻧﻲ ،وﻓﻲ دار اﻷوﺑرا واﻟﻣﺳرح اﻟوطﻧﻲ وﺟﺎﻣﻌﺎت ﺑرﯾﻧﺳﺗون وھﺎرﻓﺎرد .ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل
اﻟﻣﺛﺎل ﻻ اﻟﺣﺻر ،ﻗﺎﻣت ﻣﺎرﻏرﯾت ﺑﺗﺄﻟﯾف ﻛﺗﺎب »وﺷم اﻟﺳﻼﺣف :ﻣن أﺟل اﻛﺗﺷﺎف وﺗﺣﻘﯾﻖ
أﺣﻼﻣك« وﻛﺗﺎب »اﻟزواج ﺑﺈﻟﮭﺔ اﻟﻣطر« .ﺗﻌﯾش ﻣﺎرﻏرﯾت ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ ﻧﯾوﯾورك.
أﺷﻛر ﷲ ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﯾوم اﻟﻣدھش :ﻟﺗﻠك اﻷرواح اﻟﺧﺿراء اﻟﻣﺗﻘﺎﻓزة ﻧﺣو اﻷﺷﺟﺎر ،وﻟﻠﺣﻠم اﻷزرق
اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﺳﻣﺎء؛ وﻟﻛل ﻣﺎ ھو طﺑﯾﻌﻲ وﻻ ﻧﮭﺎﺋﻲ اﻟﻣﺗﻣﺛل ﺑﻛﻠﻣﺔ ﻧﻌم.
ﻛﺎﻣﯾﻧﻐز
ﺧﺎرج ﻧﺎﻓذﺗﻲ ﯾﻧﺑﺳط ﻣﺷﮭ ٌد ﯾﺧطف اﻷﻧﻔﺎس ﺑﺟﻣﺎﻟﮫ .واﻟﻣﻧﺣدرات اﻟﻣﻛﻠﻠﺔ ﺑﺎﻷﺷﺟﺎر اﻟﻣﻣﺗدة ﻋﻠﻰ
طول اﻟﻧﮭر ،وﻓﻲ ﻛل ﻣرة ﺗﻠﻘﻲ اﻟﺷﻣس ﺑﺄﺷﻌﺗﮭﺎ اﻟﻣﺗﺳﻠﻠﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻏﯾوم اﻟﺻﯾف ،ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗرﺷﻖ
اﻷوراق اﻟﺧﺿراء ﺑﺄﺷﻌﺗﮭﺎ وﯾﻠﻣﻊ وﺟﮫ اﻟﻧﮭر ﺑﻠون ذھﺑﻲ.
وﻓﻲ اﻟداﺧل ،ھﻧﺎك اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺻور اﻟﺗﻲ ﺗﺛري ﻋﯾﻧﺎي .ھﻧﺎ ﯾﻘﺑﻊ ﺑوذا ،ﺑﺑطﻧﮫ اﻷﺑدﯾﺔ ووﺟﮫ
اﻟﻣﺑﺗﺳم ،وﻧﻘﺎر اﻟﺧﺷب اﻟﻔﯾﻠﯾﺑﯾﻧﻲ ،اﻟذي ﯾﻘف ﻋﻠﻰ طﺎوﻟ ٍﺔ ﻣن ﺧﺷب اﻟﻛرز -وﻣﺟﻣوﻋ ٍﺔ ﻣن ﺑﻠورات
اﻟﻛوارﺗز اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻸﻷ ﻋﻧد ﻗدﻣﯾﮫ .ﻋﻼوة ً ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋ ٍﺔ ﻣن اﻟﺻور -ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ واﻷﺻدﻗﺎء وأﻣﺎﻛن
ﺑﻌﯾدة– ،ﻓﺗزﯾد ﻣن ﺳﺣر ھذا اﻟﻌرض.
وﻣﺎ ﺳﺎھم ﻓﻲ زﯾﺎدة ﺳﺣر ھذا اﻟﯾوم اﻟﻣدھش ھو اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺳﻌﺎدة واﻟرﺿﻰ -اﻟﻧﺎﺷﺊ ﻋن ﺣﻘﯾﻘﺔ
ﻛوب ﻣن اﻟﺷﺎي
ٌ أﻧﻧﻲ أﺷﺎرك ﻓﻲ ﻧﺷﺎطٍ ﻏﺎ ٍل ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺑﻲ .ﻓﺄﻧﺎ أﺟﻠس ﻓﻲ ﺷﻘ ٍﺔ ﻧظﯾﻔ ٍﺔ وﺟﻣﯾﻠﺔ ،وﺑﺟﺎﻧﺑﻲ
ﺻﺎ ،وﺗﻧﺗﺷر راﺋﺣﺗﮫ اﻟﺣﻠوة ﻓﻲ اﻟﮭواء .وﺑﺳﺑب ﻛل ھذا ﻛﻧت ﺑطﻌم اﻟﺗﻔﺎح ،ﯾﺗﺻﺎﻋد ﻣﻧﮫ اﻟﺑﺧﺎر ﻣﺗراﻗ ً
أﻏرق ﺑﺷﻌور ﻏﺎﻣر ﻣﻣﺎ ﯾﻣﻛن وﺻﻔﮫ ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن.
ﺿﺎ أن ﻧﻌرب ﻋن اﻣﺗﻧﺎﻧﻧﺎ –ﺑﻌﻘوﻟﻧﺎ -ﻟﻛل ﺗﻠك اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣدى ،اﻟﺣزن أو اﻟﻐﺿب ﻣن اﻟﻣﮭم أﯾ ً
أو اﻹﺣﺑﺎط .وﻛﻣﺎ ﻛﺗب اﻟﺷﺎﻋر ﺛﯾودور روﺛك» :ﻓﻲ وﻗت اﻟﻌﺗﻣﺔ ،ﺗﺑدأ اﻟﻌﯾن ﺑﺎﻟرؤﯾﺔ« .وﺑﻣﺎ أﻧﻧﻲ
أروي اﻟﻘﺻص واﻟﺣﻛﺎﯾﺎ ،ﻓﻘد ﻗرأت اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺧراﻓﺎت واﻟﺣﻛﺎﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗدﻋم ھذه اﻟﻔﻛرة .اﻟﻌدﯾد
ﻣن ھذه اﻟﻘﺻص ﺗﻌﻠّﻣﻧﺎ أن اﻟﺛﻌﺎﺑﯾن واﻟﺿﻔﺎدع -اﻟﻣﺧﻠوﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﺗوﺻف ﻓﻲ أﻏﻠب اﻷﺣﯾﺎن ﺑﺄﻧﮭﺎ
ﺑﻐﯾﺿﺔ -ﺗﻘوم ﻓﻲ ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻷﻣر ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ وﺣراﺳﺔ اﻟﻣﺟوھرات واﻟذھب .وﺑﺎﻟﻣﺛل ،ﻓﺈن اﻟﺗﺟﺎرب
اﻟﻣؤﻟﻣﺔ ﻟﯾﺳت ﺑﻼ ﻣﻌﻧﻰ .ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗﻔﺗﺢ ﺟروﺣﻧﺎ ﺑذﻛرﯾﺎت ﻣؤﻟﻣﺔ ،ﻓﻧﺣن داﺋ ًﻣﺎ ﻧﻛﺗﺷف اﻟﻠؤﻟؤ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ
داﺧل أرواﺣﻧﺎ.
ي ﺳﯾدة ٌ ﺗﺣﻣل ﻗﺻﺗﮭﺎ اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗوﺿﺢ ﻗوة اﻻﻣﺗﻧﺎن .ﻛﺎﻧت ﺗﻠك ﻓﻲ إﺣدى ورﺷﺎت اﻟﻌﻣل ﻛﺎن ﻟد ﱠ
اﻟﻣرأة ﻣﺎرﯾﺳول ،اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل ﻧدوب اﻟﺣﯾﺎة ﻓﻲ اﻟﻣدﯾﻧﺔ .ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن أﺣد واﻟدﯾﮭﺎ ﻛﺎن ﻋﺎﻣﻼً
وﻏﺎﺋب ﻣﻌظم اﻟوﻗت .ﻋﺎﻧت ﻣﺎرﯾﺳول ﻣن اﻻﻋﺗداء ٌ ﻣﺟدًا دؤوﺑًﺎ ،إﻻ أن اﻵﺧر ﻣدﻣن ﻛﺣول
طﺎ ﺑطﻌﺎم اﻟﻛﻼب ،وھذا ﯾﻌﻧﻲ أﻧﮭﺎ ﺗﻌﯾش اﻟﺟﺳدي ﻣن واﻟدھﺎ ،وﻛﺎن اﻟﺗﻌﻠﯾم ﻓﻲ ﻓﺗرة طﻔوﻟﺗﮭﺎ ﻣرﺗﺑ ً
ﻓﻲ ﻗﺎع اﻟﻣدﯾﻧﺔ ،وھذا ﻣﺎ أدى ﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ إﻟﻰ اﻧزﻻﻗﮭﺎ ﻓﻲ ھﺎوﯾ ٍﺔ ﺳﺣﯾﻘﺔ .اﻧﮭﺎرت ﻣﺎرﯾﺳول روﺣﯾًﺎ،
واﻧزﻟﻘت ﻓﻲ ﻋﺎﻟم اﻟﺟرﯾﻣﺔ واﻟﻣﺧدرات.
ﻋﻧدﻣﺎ ﺑﻠﻐت ﻣﺎرﯾﺳول اﻟﺛﻼﺛﯾن ﻣن ﻋﻣرھﺎ ،ﻛﺎﻧت ﺣﺎﻣﻼً .ﻛﻣﺎ ﻋﻠﻣت أﻧﮭﺎ ﻣﺻﺎﺑﺔ ﺑﻔﯾروس ﻧﻘص
ق ﻟﮭﺎ ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﯾﺎة .وﻟﮭذه ﺑﺣﻠم واﺣ ٍد ﺑﺎ ٍ
ٍ اﻟﻣﻧﺎﻋﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ .ﻣدﻓوﻋﺔ ﺑﻣﺧﺎوف اﻷﻣوﻣﺔ ،ﺗﺷﺑﺛت
اﻟﻐﺎﯾﺔ ،ﺑدأت ﻣﺎرﯾﺳول ﺑطﻠب اﻟﻣﺳﺎﻋدة .وﻷﻧﮭﺎ أﻋرﺑت ﻋن اﻣﺗﻧﺎﻧﮭﺎ اﻟﻌﻣﯾﻖ ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾن،
واﻟﻣﺳﺗﺷﺎرﯾن واﻟﻣﯾﺳرﯾن ورﺟﺎل اﻟدﯾن واﻟزﻣﻼء واﻷطﺑﺎء اﻟﻣﺷﺎرﻛﯾن ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺗﮭﺎ ،ﻓﻘد اﻧدﻓﻊ
اﻟﻛﺛﯾرون وﺗرﻛوا أﻋﻣﺎﻟﮭم ﻟﻣﺳﺎﻋدﺗﮭﺎ .وﻗد أدى دﻋﻣﮭم ﻟﮭﺎ وﻗدرﺗﮭﺎ اﻟﮭﺎﺋﻠﺔ إﻟﻰ ﺣدوث اﻟﻣﻌﺟزة.
وﺣﺗﻰ ﻟﺣظﺔ ﻛﺗﺎﺑﺔ ھذه اﻟﺳطور ،ﻛﺎﻧت ﻣﺎرﯾﺳول ﺗﺧوض طرﯾﻘﮭﺎ ﻧﺣو اﻟﺷﻔﺎء ﻣن ﺗﻌﺎطﻲ
اﻟﻣﺧدرات ،وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن إﺻﺎﺑﺗﮭﺎ ﺑﻔﯾروس ﻧﻘص اﻟﻣﻧﺎﻋﺔ اﻟﻣﻛﺗﺳب ،إﻻ أن ﺻﺣﺗﮭﺎ ﺟﯾدة .وﺗﻠك
اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺣرﻗﮭﺎ ﻓﻲ ﯾوم ﻣن اﻷﯾﺎم أﺻﺑﺣت ﻣﺻدر ﻗوﺗﮭﺎ ﻟﺻﻧﻊ ﻣﺳﺗﻘﺑ ٍل أﻓﺿل -ﻣﮭﻣﺎ
طﺎل زﻣن ھذا اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل أو ﻗﺻر -ﻣن أﺟﻠﮭﺎ وﻣن أﺟل طﻔﻠﺗﮭﺎ ذات اﻟﻌﺎﻣﯾن -اﻟطﻔﻠﺔ ﻻﻣﻌﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾن،
وﺻﺎﺣﺑﺔ اﻟﺳﺎﻗﯾن اﻟﻣﻣﺗﻠﺋﺗﯾن.
إن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن واﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻧﮫ ﻟﻠﺧﯾر اﻟﻣوﺟود ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ ﯾﺳﺎﻋدﻧﺎ ﻓﻲ ﺗﻘﺑل اﻟﺟواﻧب اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻓﻲ
ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ .وﻣﻊ ذﻟك ،وﺣﺗﻰ وﻧﺣن ﻧﻌﻣل ﻟﺗﺣوﯾل اﻟﻘش إﻟﻰ ذھب ،ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻧﺎ أن ﻧرﻛز ﻋﻠﻰ اﻟﺛروة
وﻟﯾس ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘر .وﺣﺗﻰ وﻧﺣن ﻧﺑذل ﺟﮭودًا واﻋﯾﺔً ﻟﻛﻲ ﻧدﻓﻊ ﺑﻣﺷﺎﻛﻠﻧﺎ ﺑﻌﯾدًا وﻧﺗﺟﺎھﻠﮭﺎ أو ﻧﺗﺟﻧﺑﮭﺎ،
ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻧﺎ اﻟﻌﺛور ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻻﻣﺗﻧﺎن واﻟﺷﻛر ﻟﮫ .ﻓﺎﻟﺷﻛوى ﺗرﻛز اﻧﺗﺑﺎھﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧﻔﺗﻘده ﻓﻲ
أﻣر واﻗﻊٍ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻣﻧﺎ.
ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ ،وﻣﺎ ﻧرﻛز ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ ﻋﻘوﻟﻧﺎ ﺳﯾﺗﺣول ﺗدرﯾﺟﯾًﺎ إﻟﻰ ٍ
ھﻧﺎك طرﯾﻘﺔٌ واﺣدة ٌ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ ﺗطوﯾر ﺷﻌورﻧﺎ ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن وھﻲ إﯾﻼء اﻻھﺗﻣﺎم اﻟﻛﺑﯾر ﻟﻠﺟﻣﺎل
ﻣن ﺣوﻟﻧﺎ .وﺣﺗﻰ اﻷﺣداث اﻟﺻﻐﯾرة اﻟﺗﻲ ﺗﻣر ﻓﻲ ﯾوﻣﻧﺎ ﻛﺗﻌطﺷﻧﺎ ﻟﻛوب ﻣﺎء ﺑﺎرد ﯾروي ظﻣﺄﻧﺎ ،أو
أن ﻧﻧﻌم ﺑﻐطﺎء وﺛﯾر ﻓﻲ ﺻﺑﺎح ﻋﺎﺻف ،أو ﻣﺷﺎھدة اﻟﻧﺳﯾم وھو ﯾراﻗص ﻧﺑﺗﺔ اﻟﮭﻧدﺑﺎء ،أو اﻻﺳﺗﻣﺎع
إﻟﻰ ﺟوﻗﺔ ﺻرﺻﺎر اﻟﻠﯾل اﻟذي ﯾﻐﻧﻲ وﯾﻐﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﯾﻠﺔ ﻗﻣراء ،ﻛل ھذه اﻷﺷﯾﺎء ﺗﺣﺗﺎج ﻣﻧﺎ اﻻﺣﺗرام،
ﺗﻌﺑﯾرا ﻋن اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﮭﺎ.
ً
طرق ﻻ ﺗﻌد وﻻ ﺗﺣﺻﻰ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ ،إﻻ أن ﺑﻌﺿﮭﺎ ﻻ ﯾﻛون ٌ ﻟﻸﺳف ،إن اﻓﺗﻘﺎرﻧﺎ ﻟﻼﻣﺗﻧﺎن ﯾظﮭر ﻓﻲ
واﺿ ًﺣﺎ .ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ،اﻟﻛﺛﯾر ﻣﻧّﺎ ﯾﻧدﻓﻊ ﻓﻲ ھذي اﻟﺣﯾﺎة – ﻣﺗﺟﺎھﻼً روﻋﺗﮭﺎ وﻧﺣن ﻧﺧوض
ﻣﻧﺎظر طﺑﯾﻌﯾ ٍﺔ ﺧﻼﺑ ٍﺔ ﻏﺎرﻗ ٍﺔ ﺑﺎﻷﻟوان
ٍ ﻧﻣر ﺑﺟﺎﻧب
ﻛﺛﯾرا ﻣﺎ ّ ً ﻗﺎﺋﻣﺔً ﻻ ﺗﻧﺗﮭﻲ ﻣن اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﻣرھﻘﺔ.
اﻟﺻﺎﺧﺑﺔ ،إﻻ أﻧﻧﺎ ﺑﺎﻟﻛﺎد ﻧﻠﺣظ ﻛل ذاك اﻟﺑﮭﺎء .ﻧﺣن ﻧﻠﺗﮭم طﻌﺎﻣﻧﺎ دون ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺻﻣت ﺑل وﻗﻠﯾل
ﻣن اﻟﺷﻛر ﻟذاك اﻟﻛﺎﺋن اﻟﺣﻲ اﻟذي ﻗدم ﺣﯾﺎﺗﮫ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل أن ﯾﻛون ﻏذا ًء ﻟﻧﺎ .وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻘوم اﻟﺑﻌض
ﻛﺗﻘدﯾر ﻟﻠﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ
ٍ ﺗﻌﺑﯾرا ﻣﻧﺎﺳﺑًﺎ
ً ﺑﺄﻣور طﯾﺑﺔ وﻣﻔﯾدة ﻟﻧﺎ ،إﻻ أﻧﻧﺎ ﻧﻘﻠل ﻣن ﺷﺄن ﺟﮭودھم وﻻ ﻧﺑدي
ﻗدﻣوھﺎ .ﻧرﻣﻲ اﻟﻛﺗب اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض ،وﻧﮭﻣل ﺗﻠك اﻟﺻﻔﺣﺎت ﻧﺎﻋﻣﺔ اﻟﻣﻠﻣس واﻟﮭﺷﺔ واﻟطﺎﻓﺣﺔ
ﻏﺎ ﻣﻧﮫ .ﻛﻣﺎ أﻧﻧﺎ ﻧﻐرق ﻓﻲ ﻣﺗطﻠﺑﺎت ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،وﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن أﻣرا ﻣﻔرو ًﺑﺎﻟﺣﻛﻣﺔ وﻧﻌﺗﺑرھﺎ ً
اﻷﺣﯾﺎن ،ﻧﺗﺟﺎھل وﺣﺗﻰ أﻧﻧﺎ ﻧﺗﺣدث ﺑﻘﺳوةٍ إﻟﻰ أﺻدﻗﺎﺋﻧﺎ وأﺳرﺗﻧﺎ وزﻣﻼءﻧﺎ اﻟذﯾن دﻋﻣوﻧﺎ ﻓﻲ رﺣﻠﺗﻧﺎ
ﻋﺑر ھذي اﻟﺣﯾﺎة .وﺣﺗﻰ أﻧﻧﺎ ﻧﺳﺗﻘﺑل ﻣﺻدر وﺟودﻧﺎ ،وھﻲ اﻟﺷﻣس ،ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ،ﺑﻠﻌﻧﺔٍ،
وﺗذﻣر ،ﺑل وﻧرى ﻓﯾﮭﺎ دﺧﯾﻼً ﻣزﻋ ًﺟﺎ ﯾﺄﻣرﻧﺎ ﺑﺎﻟﺗﺧﻠص ﻣن أﻏطﯾﺔ اﻟﻧوم واﻟﺑدء ﺑﺄﻧﺷطﺔ ﯾوم ﻻ ﻧرﻏب
ﻓﯾﮫ.
اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺗﻘﺎﻟﯾد اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ﯾؤﻛد ﻋﻠﻰ أھﻣﯾﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻻﻣﺗﻧﺎن ،وﺧﺎﺻﺔ ﻷﻣﻧﺎ اﻷرض.
وﻣﺛﻠﻲ ﻣﺛل اﻟﻛﺛﯾرﯾن ،ﻓﻘد اﻧﺟذﺑت إﻟﻰ اﻟﺟﻣﺎل اﻟﻣﮭﯾب ﻷﻧﺎﺷﯾد ﻧﺎﻓﺎﺟو ﺑﻠﯾﺳﯾﻧﺟواي .وﯾﻘﺎل ﺑﺄن ﻗوة
ھذه اﻷﻏﺎﻧﻲ اﻻﺣﺗﻔﺎﻟﯾﺔ راﺋﻌﺔٌ ﻟدرﺟ ٍﺔ أﻧﮭﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺿم اﻟﻔرد ﺑوﺋﺎم ﻣﻊ ھذا اﻟﻌﺎﻟم.
ﻣﻣﯾزا ﻟﻣﻐﻧﻲ ﻧﺎﻓﺎﺟو ﯾﻌزف ﻧﺳﺧﺔً ﻣن أﻧﺷودة درب اﻟﺟﻣﺎل ً ﻣﻧذ وﻗت ﻟﯾس ﺑﺑﻌﯾد ،رأﯾت ﻓﯾﻠ ًﻣﺎ وﺛﺎﺋﻘﯾًﺎ
ﻻﻣرأة ﻣﺳﻧﺔ .ﻛﺎﻧت اﻷﻧﺷودة ﺗﮭدف إﻟﻰ ﺗﮭدﺋﺔ ﻣﺧﺎوف ﺗﻠك اﻟﻣرأة ،واﺻﻔﺔً ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻣرﯾض ﺑروح
اﻟﺟﺑﺎل واﻷﻋﺷﺎب واﻷﺷﺟﺎر داﺋﻣﺔ اﻟﺧﺿرة ،وﺑﺿﺑﺎب اﻟﺻﺑﺎح واﻟﺳﺣب وﺑرك اﻟﻣﯾﺎه وﻗطرات
ً
اﻟﻧدى وﻏﺑﺎر اﻟطﻠﻊ .ﺑﻣﺳﺎﻋدة ھذه اﻟﻣرأة ﻋﻠﻰ أن ﺗﻛون ﻗرﯾﺑﺔً ﻣﻊ ھذا اﻟﺟﻣﺎل اﻟزاﺧر واﻟوﺣﺷﻲ ﻣن
ﺣوﻟﮭﺎ ،ﺳﺎھم ذﻟك اﻟﻣﻐﻧﻲ ﻓﻲ ﺷﻔﺎﺋﮭﺎ.
وﺷﻌور اﻻﻣﺗﻧﺎن ﯾﺷﺑﮫ ﺗﻠك اﻷﻧﺷودة ،ﻓﮭو دواء ﺟﯾد وﻓﻌﺎل .ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﻧﺷﻌر ﺑﺎرﺗﺑﺎطﻧﺎ ﺑﻣﺣﯾطﻧﺎ اﻟواﻓر
ﺳﻧﺷﻌر أﻧﻧﺎ ﻣﺑﺎرﻛون .وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن اﻟﺣﯾﺎة واﻟﻣﻌﺎﻧﺎة أﻣران ﻣﺗﺷﺎﺑﻛﺎن -ﻣﺗﻼﺣﻣﺎن ﻛﺗﻼﺣم
أﻟوان ﻗوس ﻗزح ﻓﻲ اﻟﻐﯾوم اﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ،ﻛﺄﺷﻌﺔ اﻟﺷﻣس واﻟظل ،ﻛﺎﻟﻣرض واﻟﺻﺣﺔ ،ﻓﺈن ﻛل ذﻟك
ﺟﺎﻧب آﺧر.
ٌ ﺟﺎﻧب ﻣن اﻟﺻورة ،ﻓﺛﻣﺔ
ٌ ﯾﺳﺎﻋﻧﺎ ﻋﻠﻰ إدراك أن اﻟﻣﻌﺎﻧﺎة ﻟﯾﺳت إﻻ
ﺻﻼة اﻻﻣﺗﻧﺎن
ﺑﻘﻠم ﻟوﯾز إﻟـ ھﺎي
ھﻧﺎك ،ﻓﻲ أﻋﻣﻖ أﻋﻣﺎق ﻧﻔﺳﻲ ،ﯾﺗوﺳد ﺑﺋر اﻻﻣﺗﻧﺎن .وأﺳﻣﺢ اﻵن ﻟﮭذا اﻻﻣﺗﻧﺎن ﺑﻣلء ﻗﻠﺑﻲ،
وﺟﺳدي ،وﻋﻘﻠﻲ ،ووﻋﻲ ،وﻛل ﻛﯾﺎﻧﻲ .ھذا اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻛﺷﻣس ﺗرﺳل أﺷﻌﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﻛل اﻻﺗﺟﺎھﺎت،
ﻲ ﻣﺣﻣﻼً ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن أﺿﻌﺎﻓًﺎ .وﻛﻠﻣﺎ ﻛﻧت ﻣﻣﺗﻧﺔً أﻛﺛر ،ﻛﻠﻣﺎ أدرﻛتوﯾﻠﻣس ﻛل ﺷﻲء ،وﻣن ﺛم ﯾﻌود إﻟ ّ
ﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﺳﻌﺎدﺗﻲ
ٌ ﺑﺷﻌور طﯾب ،إﻧﮫ
ٍ أن ﺗﻠك اﻟﻧﻌم ﻻ ﻧﮭﺎﯾﺔ ﻟﮭﺎ .اﺳﺗﺧدام اﻻﻣﺗﻧﺎن ﯾﺟﻌﻠﻧﻲ أﺷﻌر
اﻟداﺧﻠﯾﺔ .إﻧﮫ وﺷﺎ ٌح داﻓﺊ ﻟﺣﯾﺎﺗﻲ.
ٌ ٌ
أﺷﻌر ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﻧﻔﺳﻲ وﻟﺟﺳدي .ﻣﻣﺗﻧﺔ ﻟﻘدرﺗﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻣﻊ واﻟﺑﺻر واﻟﻠﻣس واﻟذوق .ﻣﻣﺗﻧﺔ ﻟﻣﻧزﻟﻲ
اﻟذي أﻋﺗﻧﻲ ﺑﮫ ﺑﻛل ﺣب .ﻣﻣﺗﻧﺔٌ ﻟﻌﺎﺋﻠﺗﻲ وأﺻدﻗﺎﺋﻲ ،وﻟﺳﻌﺎدﺗﻲ ﺑﻣﺷﺎرﻛﺗﮭم أوﻗﺎﺗﮭم .ﻣﻣﺗﻧﺔٌ ﻟﻌﻣﻠﻲ
اﻟذي أﻗدم ﻗﺻﺎرى ﺟﮭدي داﺋ ًﻣﺎ ﻓﻲ ﺳﺑﯾﻠﮫ .ﻣﻣﺗﻧﺔٌ ﻟﻣواھﺑﻲ وﻗدراﺗﻲ اﻟﺗﻲ أﻋﺑر ﻋﻧﮭﺎ دو ًﻣﺎ ﺑطرﯾﻘﺔ
ﻣرﺿﯾﺔ .ﻣﻣﺗﻧﺔٌ ﻟدﺧﻠﻲ ،وأﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﯾﻘﯾن ﺑﺄﻧﮫ ﯾزدھر ﻋﻧد ﻛل ﻣﻧﻌطف وزاوﯾﺔ .ﻣﻣﺗﻧﺔٌ ﻟﻛل اﻟﺗﺟﺎرب
اﻟﺗﻲ ﻣررت ﺑﮭﺎ وﻛﺎﻧت ﺟز ًءا ﻣن ﻧﻣوي اﻟروﺣﻲ .ﻣﻣﺗﻧﺔٌ ﻟﻠطﺑﯾﻌﺔ ،اﻟﺗﻲ أﺣﺗرم ﻓﯾﮭﺎ ﻛل ﺷﻲء ﺣﻲ.
ﻣﻣﺗﻧﺔٌ ﻟﮭذا اﻟﯾوم ،وﻣﻣﺗﻧﺔٌ ﻟﻠﻘﺎدﻣﺎت ﻣن اﻷﯾﺎم.
ﻣﻣﺗﻧﺔً ﻟﻠﺣﯾﺎة
اﻵن وإﻟﻰ اﻷﺑد.
أﻓﻛﺎري ﻋن اﻻﻣﺗﻧﺎن
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
____________________________________
اﻻﻣﺗﻧﺎن
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
____________
أﻓﻛﺎري اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻋن اﻻﻣﺗﻧﺎن
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
______________________________________________________
___________________