You are on page 1of 52

‫اة "ناف اة للعلومر االمتية‬

‫العالج النفسي الذاتي بقوة التخيل‬


‫د‪ .‬محمد حمدي حجار‬
‫الرياض ال اول ‪ 0‬ه‬
‫العالج النفسى الذاتي‬

‫بالمو كن العو بي للدى اسات األمنية د التدو يب بالرياضى‬


‫العالج البفى الذاتى بغوة التخيل‬
‫الدكتور خمد همدي ححار‬
‫بالمو كز العو بي للح اسات األمنية د التدو يب بالرياضى‬
‫هآ‪5٠‬‬
‫حقوق النشر محفوظة للناشر‬
‫بالمو كز العو بي للد اسات األمنية و التدويب بال ياضى‬
‫الرياض‬
‫‪٠‬ه [لموافق ‪٠99١‬م]‬
‫ا يك‬
‫المقكدمة ‪ 1١١‬الفصل األول فوائد العالج التخيلي ومنافعه ‪ ۴‬الفصل الثاني التخيل هو المفتاح لكثير مس األشياء المحيرة ‪۳۳‬‬
‫الفضل‪:‬الغالك* ات اغناء القوئ التخيلية ورادا ‪/‬اه الفصل الرابع استخدام التخيل في تنمية الثقة بالذات‬
‫واكتساب المهارة ‪ ۷0‬الفصل الخامس تقنيات التخيل في عالج المخاوف‬
‫وضروب القلق ‪ 8۷‬الفصل السادس‪ .‬تقنيات التخيل في عالج حاوف‬
‫األوالد واألطفال ‪ 0‬الفصل السابع ‪ :‬قوة التخيل في التخلص س العادات‬
‫الضارة ‪ ١0‬الفصل الثاس‪ :‬دور التخيل في التغلب على الضغوط‬
‫واالكتئاب ‪۱۷۹‬‬
‫الفصل التاسع التخيل في السيطرة على االضطرابات‬
‫العضوية النفسية المنشأ «السيكوسوماتية» ‪ ٠١١‬الفصل العاشر التخيل ودوره ‪ ٤‬الوقاية مى مامي‬
‫اال ‪۹ :‬‬
‫الفصل الحادي عشر تمارين تخيلية متفرقة مضافة ‪ ٥€‬المرالحجع‪10 :‬‬
‫‪.‬إن انحرافات السلوك بشتى أنواعها والمضادة للمجتمع ترتبط ارتباطا ً نوعيا ً بصحة الفرد النفسية وبأمنه السيكولوجي الذاتي‬
‫وهناك اهتمام يرفع مستويات االختصاصيين العاملیں في ميدان األمس االجتماعي والجنائي س الناحية السيكولوجية والثقافة الصحية‬
‫النفسية لتفهم أبعاد ا سيكولوجيا ً نظرا ً الستحالة فصل الفعل الجرمي أو االنحراني المضاد للقانود ل والمجتمع عں النزوعات النفسية‬
‫‪ .‬البانولوجية (المرضية)‬
‫ثم ان المجرم أو المنحرف الذي قادته ظروفه التربوية واالجتماعية واألسرية والمعاشية الى ارتكاب الفعل الجرمي ونال قصاصه‬
‫الجزائي يحتاج ‪:‬الى عو واعادة تأهيل لرده الى المجتمع ثانية بعد قضاء مدة العقوبة في السجون والالصالحيات‪ .‬راطا متكيفا ً وا‬
‫بالقدر المستطاع ‪ 1 .‬لالنتظام ضس مجتمعه والتكيف معه بدرجة مناسبة مس الصحة النفسية والسلوك السوي‪ .‬إن هذا يفرض‬
‫عالجه واعادة تأهيله سيكولوجيا وتوفير جميع الفرص العالجية النفسية هذا التأهيل‬
‫إبد هذا الكتاب هو أحد اإلستراتيجيات العالجية السيكولوجية الهامة الناجعة والفعالة في عالج اإلضطرابات النفسية بمختلف ضروماء‬
‫‪.‬وأيضا عالج العادات السيئة الضارة بصحة الفرد‬
‫كالتدخيى‪ .‬وتناول المسكرات اضافة الى خبراتي العالجية التي مارستها في ميدان العالج النفسي الطبي‬
‫إن أملي أن يكون هذا الكتاب سادا ً للفراغ في ميدان عالجي جديد لم يظهر الى الوجود بعد في العالم العربي‪ .‬ولم يمارس على‬
‫المستوى العالجي النفسي الطبي في المؤسسات المختصة بالطب النفسبي والعقلي س قبل المختصين في الصحة النفسية والطب‬
‫النفبي‪ .‬وال ننسبى أبدا أهمية قرن هذا العالج مع التوجيه الديني االسالمي الواجب أن يكون جزءا من الخطة العالجية‬
‫وسيالحظ القارىء أن كثيرا ً من األمثلة العالجية ذُكرت وهي من صلب أخالقية الغرب والتي ال نقر طبعا ً بها ونح ذكرناها لنوضح‬
‫أهمية المداخلة العالجية التخيلية ونجاعتها فقط ‪ .‬ال لنحاكي في العالج ما يفعله المعالج الغربي وفقا لتقاليده وعاداته ومواقفه من‬
‫المشكالت االجتماعية؛ اال أن أسس العالج هي موضوع االهتمام والتى يكن تبديلها وفقا ً لمبادئنا االسالمية واألخالقية وهذه ناحية‬
‫هامة ‪ 85‬ألفت النظر اليها‬
‫الدكتور محمد همدي حجار‬
‫الفصل األول فوائد العالج التخيل ومنافعه‬
‫يتناول هذا الكتاب بن دفتيه العديد من التقنيات والطرق العالجية التخيليةء العالج الذي يک أن نصفه بحق كا قال عنه أرنولد‬
‫الزاروس أحد رواد العالج السلوكي في العالم‪ .‬بالقدرة المائلة للتخيل العقليء فبواسطة هذا العالج» اذا ما استخدم استخداما مناسبا‬
‫‪ .‬ومالئما‪ .‬يستطيع الفرد أن يحصل على الشعور اآلني بالثقة بالنفس‬
‫ويمتلك المزيد من الطاقة والصالبة النفسيةء ويفتق قدرته العقلية لتحقيق أهداف كثير بناءة ومنتجة‪ .‬كما أن هذا العالج عون‬
‫لتخليص المريض المدس على المخدرات والتدخين‪ .‬وال مراء أن القارىء قد وقع بين يديه العديد س الكتب التي تعرفه على القوة‬
‫الخفية غير المنظورة لقوة العقل‪ .‬وأخرى تفسر له المفاتيح السرية فيا لو امتلكها وعثر عليهاء لفتحت بوجهه سبل النجاح والعالج‬
‫والمجد والسؤدد‪ .‬ولراح في كتب أخرى يقرأ مضامينها التي تكشف له الطرق الخفية السرية للسيطرة العقليةء وأكثر من ذلك قد‬
‫‪.‬تعتريه الدهشة من كتب تطالعه بأمور غريبة» عن تصورات خفية‪ .‬غيبية تقبع وراء سيطرة االنسان وخارجه عں مدركاته وارادته‬
‫ولكش في هذا الكتاب الذي تقرأه ال تجد فيه غيبيات وال أسرارا ً أو طالسم تقف حائرا ً من أمرهاء وال يضعك في طرق مليئة‬
‫‪۱۳‬‬
‫باأللغاز والمستغلقات على الفم واالدراك والبصيرة» فهو كتاب يظهر لك كيف بإمكانك امتالك االنجاز الشخصي س خالل أساليب وطرق‬
‫مباشرة واضحة وملموسة النتائج والفوائدء ومدركة بالبصيرة والحواس وبكلمة أخرى أنه يرشدك الى الطرق العملية التي تستطيع من‬
‫خالها أن تبدل سلوكك مصدر متاعبك واضطراباتك‬
‫إن أسلوبنا في الشرح والتوضيح للتقنيات العالجية التخيلية سيكون س خالل السير معك خطوة بخطوة حتى تتغلب على ما‬
‫يعتريك من خوف أو قلق أو غضب أو اكتئاب أو شعور بالصغارة والنقص وغيرها من العواطف والمشاعر السلبية المنافية التي تنكد‬
‫عيشك وترميك على هامش الحياة‬
‫واضافة الى ذلك‪ .‬فإن هذا الكتاب سيعلمك كيف أن التخيل يستطيع قهر العادات السيئة الصحية منها واالجتماعية» ويخلصك من‬
‫عبوديتها وإسارها؟ كالتدخين والشراهة نحو الطعام وغيرهماء وكيف تستطيع تفجير قدراتك وقواك النفسية لتزيد من االستمتاع بجميع‬
‫جوانب الحياة ومسراتها؟ ولتستمد المتعة والسرور من خالل تعاملك مع البشر وتصبح أكثر ابداعا ً وايجابية في عملك الذي تسترزق‬
‫منه وتعيش‪ .‬أو تمتلك القوة المنافسة في األلعاب الرياضية أو تحسين وسائل اتصاالتك وتفاءهمك مع البشر‬
‫قد تتساءل بعد هذا وذاك‪ .‬مادا نعنى بالتخيل الذى نتكلم عه مهذه الثقة الكبيرة ف النفع والمائدة‪ .‬هنا بحسن أو أن نستعس‬
‫بالتعريف الوارد في معجم اللغة ع التخيل‪ .‬فهو خر معين‪ .‬التخيل‬
‫‪1١‬‬
‫کا ورد تعريفه بالمعجم هو «الصورة الذهنية لشيء غير موجود ن ‪ 3‬في اللحظة التي يتم تصور الشيء وتخيله»‪ .‬فمثال ً اذا طلبت‬
‫أن تعلمني عن عدد النوافذ الموجودة في منزلك‪ .‬فإنك ستعمد الى إغالق عينيك لعدة لحظات ومن ثم تأتيني بالجواب‪ .‬ففي‬
‫هذه العملية يتعين عليك أن تتخيل منزلك كيما تستطيع اإلجابة عص هذا السؤال‪ .‬أي م ترى دارك بعين ذهنك‪ .‬وتخلق الصورة‬
‫التخيلية هذه الدار‪ .‬والشيء نفسه اذا ما سمعنا اسم شخص ل معرفة جيدة‪ .‬اذ للتو نخبر صورته في ذهننا ونشكلهاء وبسهولة أيضا‬
‫تستطيع تخيل األشياء الموجودة في غرفة نومك» وبلحظة تتمكن مس تخيل وجودك بعيدا بمسافات أميال وأميال عن دارك» وس ثم‬
‫تنتقل في تخيلك فتتصور وجودك على رأس عملك‪ .‬تقرأ وتطالع األوراق والمعامالت المكدسة على طاولتك‪ .‬وبطرفة عين تقفز‬
‫بخيالك الى شاطىء البحر الرملي» وس ثم الى تخيل لعبة كرة قدم سبق وشاهدتها وهكذا يطوف بك خيالك بقفزاته س موقف الى‬
‫آخر حسبا تشاء في هذا التداعي الحر للتخيل بضروبه وألوانه المختلفة‬
‫وثمة أمر على غاية مس األهمية يقدمه لنا التخيل عندما نكون في كرب عظيمء فينقذنا منه» ويحفظ صحتنا النفسية من االعتالل‬
‫والمرض‪ .‬لقد أفادنا بعض السجناء وأسرى الحرب في معسكرات االعتقال كيف أنهم تمكنوا مس انقاذ أنفسهم من اإلبيار النفسي من‬
‫خالل تصنيع تخيالت عاشوها طوال فترة األسر فبددت من كرمهمء وم الى عالم صنعوه من نسيج خياالتهم‪ .‬فكان وي حا وقائيا‬
‫منقذا‬
‫‪١.‬‬
‫من خالل التخيل يمكننا االتصال بكثير من األشياء الحقيقية الوافغية (أي الموجودة في ‪ 0‬والغائبة على المستوى المادي ‪ .‬فمثال‬
‫يدعي بعض الناس أنهم يستطيعون أن يلعبوا الشطرنج لوحدهم وكأن أشخاصا ً آخریں يشاطرونهم اللعبة ولک بخيالهم‪ .‬وبالطبع توجد‬
‫فروق وتباينات بين الناس في قدراتهم التخيلية على تشكيل الصور الذهنية الحية الواضحة‪ .‬ومع ذلك في كل إنسان توجد صور في‬
‫ذهنه بصرف النظر عن نوع تفكيره ورغباته المائلة في وعيه ومدركاته‬
‫‪ :‬رجل األعمال المصاب برهاب الطيران‬
‫لندلك على قوة التخيل العالجية الفعالة أذكر لك قصة رجل األعمال المصاب برهاب الطائرة رواها لنا األستاذ بجامعة تامبل في‬
‫فيالدلفيا الدكتور جوزف ولبي عم‪( 7/01‬رائد العالج السلوكي في العام)» يقول هذا األستاذ‪« .‬جاء الى عيادتي موظف كبير في‬
‫احدى الشركات األمريكية الواسعة الشهرة‪ ».‬يشغل منصب مدير تنفيذي يشكو من خوف مرضي (رهاب) من ركوب الطائرة وأن‬
‫طبيعة عمله ومنصبه تلزمه السفر خارج الوالية التي يعمل فيها لتفقد سير العمل في فروع الشركة بمعدل أربع مرات في السنة في‬
‫‪.‬الواليات األخرى‬
‫وقد لجأ في بادىء األمر الى معالج بالتنويم ففشل ألنه لم يتمكن‬
‫‪.‬من الدخول في مرحلة السبات التنويمي الضروري للعالج» ومن ثم قصد طبيب سيكاتري فأفاده أن مشكلته عميقة الجذور ومتأصلة‬
‫وأنه يحتاج الى عالج نفسي لعدة سنوات للشفاء من علتهء وأخيرا حط به المطاف عندي أي الدكتور ولبى‬
‫بدأت قصة خوفه منذ أدبع سنوات عا من تاريخ مراجعة هذا الطبيب المعالج ولبي» في في أعقاب مشاهدته لفيلم تضمن في‬
‫احدى مشاهده تحطم طائرة ومنذ ذلك اليوم والمريض تجنب ركوب الطائرات بسبب الرعب الكبير الذي يالزمه عند ركوها أو التفكير‬
‫بهذا الركوب‪ .‬ونظرا ً إللحاح مدير الشركة بضرورة سفره بالطائرة للواليات اختصارا للوقت» فقد فكر المريض باإلستقالة من منصبه في‬
‫‪ .‬هذه الشركة نتيجة هذا الموقف المتأزم بينه وبين المدير المصر على سفره بالطائرة‬
‫وخالل نشوب هذه األزمة كان أصدقاء المريض يمدونه بالكالم المنطقي والشرح» واألمثلة عن مخاطر الحياة التي يتعرض لحا الفرد‬
‫في حياته في كل حركة من حركاته» ويضربون له أمثلة عن نسب المخاطر في حوادث الطائرات ومقارنتها مع حوادث السيارات‬
‫علهم في ذلك يقنعونه باالقالع من خوفه ولكن كل هذه المحاوالت االقناعية لم تضعف من هذا الخوف‪ ,‬ولل تحمله على ركوب‬
‫‪.‬الطائرة‬
‫بعد أن تكلمت معه وشرح لي بدقة الظروف التي اقترنت بهذا الخوف لجأت الى اختبار تداعي بسيط لألفكار ألكشف عن مدى‬
‫شدة الخوف وارتباطاته االشراطية » طلبت منه أن يكمل الكلمات التالية بالفكرة األولى التي تخطر على ذهنه عند سماع تلك‬
‫‪.‬الكلمات فكانت أجوبته كالتالي‬
‫‪۱۷‬‬
‫ئرة = تحطم هبوط = نيران راكب طائرة = موت طيار = خطر اقالع = تحطم رة نفافة = انفجار‬
‫لقد اتضح لي بعد هذا التداعي أن المريض ال ينظر الى الطائرات بالنظرة ذاتها التي ينظر بها الى اآلليات (المركبات) التي تطير‬
‫من مكان الى مكان آخر بسرعة وبفعالية» وبسالم‪ .‬ففي تخيالته تبدو الطائرات معرضة ال محال الى التحطيم خالل اإلقالع أو‬
‫الهبوط‪ .‬كا وأنها في الجو معرضة لإلنفجار وأن محركاتها تتوقف‪ .‬وأجنحتها تتبعثر هنا وهناك في أرجاء الحو وتصبح ركاما ً حترقا ً‬
‫‪.‬تعج بالحثث المشوهة المحترقة‪ ».‬تلك كانت تصوراته للطائرة‬
‫طلبت منه أن يتخيل ذاته في طائرة تصل الى مقصدها بأمن وسالم» اال أنه أبدى عجزه عن ذلك‪ .‬وكان في اعتقادي أنه يتخيل‬
‫شيئا ً شيئا ًء وهذه الصورة التي يتخيلها هي رسالة صادرة عن الطيار الى الركاب يقول فيها ‪« ٠‬أنا كابتن الطائرة أتكلم اليكم» توفف‬
‫مركا الطائرة» أرجو أن تلبسوا ألبسة النجاة الموجودة تحت مقاعدكم» امسكوا أنفسكم وال تهلعوا وتجزعوا»‪ .‬على هذا النمط كان‬
‫‪ .‬يتخيل الطائرة كلما طلبت منه أن يتخيل ذاته في رحلة آمنة في الطائرة‬
‫كان البد اذن مس أن يتم تبديل هذه الصورة الذهنية الكارثية عں الطائرة ال بالمنطق والكالم المقنع لوحده ألا ال يجديان‪ .‬بل‬
‫بتخيالت مختلفة إيجابية تدور حول الراحة والسالم واإلطمئنان عوضا ً عن الموت أو الكارثة‬
‫لخلق هذا التبديل في التخيل لجأت في بادىء األمر الى ضرب أمثلة مقارنة عن معدالت ونسب المخاطر التى يتعرض ها االنسان‬
‫في نشاطاته اليوميةء مثال ً احتمال اإلصابة بكسور في قاع الجمجمة وحدوث نزف صاعق مميت نتيجة انزالق الرجل في الحمام‬
‫أثناء االغتسال» ونسبة التعرض الى اصطدام أثناء ركوب السيارة والموت» وأثناء صعود السلم وانزالق الرجل والسقوط وما الى ذلك‬
‫س حوادث في الئحة كبيرة بغرض أن يكون أكثر استبصارا ً وواقعية في خوفه بالموازنة مع المخاوف األخرى والمخاطر» أي بتعبير‬
‫آخر‪ .‬تبديل اإلدراك نحو الخوف من الطيران (عالج ادراكي معرفي) وحفزه على مناهضة هذا الخوف المضخم الالمنطقي بشدته‬
‫وبسيطرته الكلية على مدركاته‬
‫تضمنت االستراتيجية العالجية الحديث الكثير عن تخيل ركوب الطائرات المريح الحادىء‪ .‬وكان هذا يتم خالل جلسات عالجية‬
‫حيث يجلس المريض في مكتبي على مقعد وثير مريح ‪ .‬في كل جلسة ‪ .‬أطلب منه أن يتخيل نفسه داخل طائرة تعج‬
‫بالمسافرين» يتحادث مع من يكون بجانبهم » يشاهد األفالم الحميلة التي تعرض داخل الطائرة الفخمة العمالقة (‪۷٤۷‬س) ويأكل‬
‫‪ .‬س الطعام اللذيذ الفاخر الذي يقدم له من قبل مضيفات في غاية الجمال وحسن الطلعة واللطف والكياسة‬
‫وعند التقدم في جال التخيل كنت بين الفينة واألخرى أعرضه تخيليا ً لمواقف تخيلية «تطعيمية» مزعجة محوفة» مثل تصور وقوع‬
‫‪۱۹‬‬
‫الطائرة في جيب هوائي (مطبات هوائية) أو دخوها في كتلة غيوم سوداء مليئة بالتيارات اهوائية القاسية» فتحدث اضطرابا ً في‬
‫استقرارية الطائرة في طيرانها» واطلب منه أن يواجه مثل هذا التخيل المزعج بالهدوء‪ .‬وتبديل الحديث مع الذات ألزيل تحسسه‬
‫»منه «التعرض للموقف المخوف ومواجهته وعدم تجنبه‬
‫بعد شھریں تقريبا ً أي ثماني جلسات تخيلية عالجية‪ .‬اضافة الى تمارين بيتية من هذا القبيل ينفذها المريض وفق توجيهاتي تدور‬
‫كلها حول تخيالت ايجابية نحو ركوب الطائرة والطيران» عمد المريض ألول مرة بعد الرضى النفسي الذي عاشه في الفيلم» الى‬
‫حجز مقعد بالطائرة من نيويورك الى واشنطن العاصمة وهي رحلة‬
‫قصيرة المدة‪ ,‬ذهابا ً وحجز بالعودة بواسطة القطار (تحسبا ً) اال أنه بدل رأيه وعاد فألقى الحجز بالقطار وثبته في الطائرة‪ .‬بعد هذه‬
‫الرحلة عاد الي وهو يصف المتعة التي الزمته خالل ركوبه الطائرة وبالطمأنينة التي شعر بها‪ .‬واليوم وبعد انقضاء أربع سنوات على‬
‫عالجه من هذا الرهاب طار آالف األميال في الطائرة بدون أي انتكاس وقد رقي في ترته «الرتريفلة‪ :‬إلى و ر نول رغد ا أ عون‬
‫عالجي‪ .‬وبالطبع هناك فروق كبيرة فردية في قدرة األفراد على خلق‬
‫صور تخيلية حية جدا قريبة من الواقع » الصور التي تعينهم جدا ً على‬
‫‪ .‬العالج» وهذا ما يجعلنا نلجأ الى مقياس يقيس مستوى التخيل عند الفرد ودرجاته قبل عالحه بالعالج النفسى التخيل‬
‫‪۲۰‬‬
‫‪ - ١:‬مقياس درجة حيوية التخيل وقوته (مقياس الزاروس)‬
‫يطلب من الزبون المريض أن يتخيل بعض الصور التي يختارهاء فإذا كانت الصورة المتخيلة واضحة جدا ً يُعطى المريض الدرجة (‪)5‬‬
‫واذا كانت متوسطة في وضوحها في المخيلة» يعطى الدرجة (‪)۳‬ء ويعطى الدرجة (‪ )۲‬اذا كانت الصورة المتخيلة ضعيفة في‬
‫‪.‬وضوحها ويعطى الدرجة )‪ (١‬اذا كانت غير واضحة» أما اذا كان من الصعب قييزهاء وغامضة تماما ً فيعطى الدرجة (صفر)‬
‫اآلن وبعد أن علمت هذا المقياس ودرجاته‪ .‬أغلق عينيك‪ .‬تخيل الصورة ولتكن تمثل أحد أصدقائك أو أقربائلك‪ .‬اضافة الى تصور‬
‫المنبهات «الصور» التي أمليها عليك‪ .‬وضع ما يقابلها من درجات وفقا للمقياس الذي ذكرناه‬
‫تخيل طبقا مس الفاكهة ) ( ‪ - ۳‬تخیل عينيه ) ( ‪ ) ( ١ ۲‬تخيل أنه يضحك ‪ -‬تصور صديقك (قريبك) يقف أمامك () )‬
‫ه تخيل أنك تقود سيارتك في طريق > ‪-‬‬
‫مغير معفر بالتراب ( ) ‪ - 5‬تصور ذاتك ترمي الكرة ) ( ‪ -‬تخيل البيت الذي أمضيت فيه طفولتك ( ) ‪ -‬تخيل شاطتا ً‬
‫( بحريا ً رمليا ً أبيض ) ( ‪ ٩‬تخيل أنك تنظر الى داخل مخزد من خالل النافذة )‬
‫‪۲١‬‬
‫ؤي امغر ال رار دون ) ‪ ) ١ -‬تخيل صوت انفجار قنبلة ‪ ) ٠‬تخيل صوت كلب ينبح ‪ -‬تخيل شاشة تلفاز خالية من الصور )‬
‫‪ ١‬تخيل نفسك تشي صعودآ في سلم طويل‪ ) ٤١ - ٥ ( 2‬تخيل ذاتك ترفع شيئا ً ثقيال ‪ -‬تخيل احساساتك بورق سميك ساخن‬
‫) ‪ 4‬تخيل شم رائحة ملفوف مطبوخ ) ‪ _ ۸‬تخيل مذاق بوظة مجللة بكريم ) ‪ - ۷‬تخيل تذوق عصير ليمون ‪ - ١ 2‬مائل‬
‫أن كل (‪ )٤‬تخيل احساسات شمية( ‪ ١‬إن الدرجة المثالية التامة على هذا االختبار هى ‪ ٠‬على أسا _ تخيل ذاتك تشم وردة‬
‫جا الدالة على تخيل للشيء ء تخيال ظا »)وذوقية وبصرية وسمعية سؤال نال الدرجة العظمى وهي‬
‫کر کر جر جر کر کک جر‬
‫إن القليل من الناس الذين يحوزون على هذه الدرجة العالية التامة» وأن الدرجة ‪ ٠١٠‬أو أكثر تعنى أن الفرد المفحوص يمتلك قوة‬
‫تخيلية عالية ونامية‬
‫أما اذا كان مجموع الدرجات أقل من ‪ ٠*.‬فإنه يشك أن يستعيد المريض المعالج من العالج التخيلي الذي نشرحه ‪ 5‬هذا‬
‫‪۲۲‬‬
‫الكتاب» وهذه ناحيةهامة جدا ً نلفت النظر اليها ذلك أن االفادة من هذا العالج تحتاج الى قدرة تخيلية مقبولة‬
‫إن هذا ال يمنع بدئيا ً أن يدرب المريض الذي يرغب في هذا العالج التخيلي على التخيلء فالعملية هي اكتسابية والتدريب يحتاج‬
‫التخيل عند البدء به مع مرضى‬
‫ٍ‬ ‫الى طرق معينة لتنمية هذه القوة التخيلية الذهنية وتطويرهاء اال أننا نشير هنا الى فشل العالج‬
‫‪.‬ضعفاء التخيل وبدون تدريب‬
‫أما اذا حصلت على الدرجة ‪ ٠١‬أو أكثر فإن التقنيات التخيلية العالجية الواردة في هذا الكتاب ستكون ذات فائدة عالجية كبيرة‬
‫‪.‬لك‬
‫ان هذا الكتاب وس خالل نجه الذي يقوم على العالج الذاتي» يطرح لك سلسلة من التدريبات البيتية واألساليب الرامية الى تنمية‬
‫قواك التخيلية» وأن بعض التقنيات التخيلية تحتاج بدئيا الى عون من جانب المعالج ليرشدك الى التخيالت الخاصة وتوجيهها من‬
‫قبله من جهة‪ .‬وليجنبك من التحسس المحتمل حدوثه خالل هذا االشراف العالجي االرشادي‪ .‬أو من الخبرات المزعجة التي قد‬
‫تصادفها وتواجهها‬
‫ثم إن هذه األنواع من األساليب والطرق التخيلية التي بواسطتها يتم ارشاد المعالج لم نأت على ذكرها في هذا الكتابء فهذا‬
‫الكتاب لمحصص للعالج الذاتي وبتقنياته التي تحقق هذا الغرض فقط وال تحتاج الى حضور المعالج ليدربك عليها أو ليرشدك الى‬
‫طريقة‬
‫‪۲۳‬‬
‫تطبيقها‪ .‬وکل ماهناك اا ستشرح لك ومن ثم قاشال على عاتقك بالتنفيذ ما سيشرح لك من التقنيات بأمانة وبمثابرة وبانتظام من‬
‫‪.‬خالل تدريبات يومية مستمرة لمدة معينة‬
‫هناك كثير مى الناس يشعرول بعورهم الى القدرة وافتقارهم هاء اال أن التطبيق المنبجي لتمارين التخيل يخلق حسا قويا بالقوة‬
‫الذاتية الشخصية وبالسيطرة‪ .‬وفي هذا الكتاب نطرح خبرات أئمة المختصين في العالج النفسي التخيلي أمثال ارنولد الزاروس‬
‫وميخامبوم » وبيك وغيرهم الذیں جعلوا من هذا العالج في أيامنا هذه الرافد األسامى والمعيى األول الفعال في العالج النفسي‬
‫السلوكي الطاغي اآلن في الواليات المتحدة األمريكية على سائر مدارس العالج النفسى المعروفة في طليعتها المدرسة التحليلية‬
‫الديناميكية الفرويدية‬
‫لعل الحوار الدائر الذي سنذکره بن المريض والمعالج هو ‪ . Associated imagery‬ا ستخدام التخيا االقتران الترابطى ‪۲‬‬
‫أفضل تفسير لهذا النوع من التقنية التخيلية الكاشفة لمشكالت المريض المتوارية خلف اضطرابه المريضن ‪ :‬مازلت اشع باالنقباض‬
‫واالكتئاب ال أدري ماذا المعالج اذن يمكن القول أننا نفذنا بوعينا وبإدراكنا فاستطعنا أن نعرف أنواع المسببات الكامنة وراء القلق‬
‫والتوتر عندك‪ .‬ولقد‬
‫‪۲٤‬‬
‫‪ .‬أنه غالبا ً ما يكون استخدام التخيل ما يفيد ويشفي في وقت تفشل فيه وسائل العالج األخرى‬
‫المريض ماذا تعني؟‬
‫المعالج دعني أظهر لك ما أعنيه‪ .‬أجلس على هذا المقعد جلوسا ً مريحا ً‪ ٠ .‬حاول أن تسترخي وارخ كل شيء مشدود على‬
‫بدنك» تا ا عميقا وببطء‪ .‬وازفر افيا ببطء‪ .‬كرر هذه العملية ثالث مرات» من ثم اغلق عينيك» وحاول أن تتخيل ذاتك وهي في‬
‫مکاں ما ارس غواتة تله و اهاد تعر ان والطمايية اآلن تصور هذا الموقف (توقف عن الكالم لمدة دقيقة ماذا يحدث لك؟ تنفسك‬
‫أخذ بالتباطؤ وباالنتظام‪ .‬وتبدو هادئا مسترخيا ماذا‬
‫المريض ‪« :‬فتح عينيه» شاهدت نفسي في مزرعة» أراقب بعض المزارعيس‪ .‬وهم همون بحلب األبقار» وأن كثيرا ً من الصور‬
‫األخرى برقت في ذه‬
‫المعالج ‪ :‬مثل أى ؟‬
‫‪.‬المريض ‪ :‬ال أستطيع تدك مظني وک كيرا رون العا تصرفت فيها وكأني طفل تعودت أن أحب العمل في المزرعة‬
‫المعالجح لنقوم معا بتجربة بسيطة» هل في مقدورك الولوج أكثر في مسألة كربك وقلقك ومشاعرك المكتئبة؟ حاول أن توتر نفسك‬
‫وتعيش هذا التوتر واقعيا ً‬
‫الريض هذا أمر سهل بالنسبة اليء أستطيع أن أخلقه في‬
‫‪Yo‬‬
‫نفسي اآلن‬
‫أستطيع حتى وضع فراشات في معدتي‪ .‬المعالج كيف استطعت خلق المشاعر السلبية؟ ماهي األفكار والصور أو التخيالت التي‬
‫ركزت عليها انتباهك؟ المريض ‪ .‬ال أدري المعالج البد أنك فكرت بشيء ماء هل دار التفكير حول حلب البقر؟ المريض‪ .‬كال (فكر‬
‫قليال) فكرت بأني قلق» ممزق‪ .‬لم أفكر بشيء نوعي المعالج عد الى تلك المشاعر القلقة» دعها تتضخم وتكبر وتقوى وتشتد‬
‫واآلن مادمت تشعر باإلنكماش واالنقباض تيل أي مشهد يعود الى الماضى ويذكرك به‪ .‬بسرعة تخيل ذلك ماذا تشاهد؟ ايقن هل‬
‫برف ااا ال و "لسن ‪.‬قا رت ال الذي ابتاعه والدي لي عندما كنت في العاشرة مس عمري ماذا يفيدك هذا التفكر؟‬
‫المعالج تيل الفرس بأوضح ما يكن ‪ .‬أغمض عينيك وتخيل هذا‬
‫الفرس المزيضن‪( ::‬أصبح مضطريا بصورة واضحة) کسر الفرس رجله» وعلينا أن ندمره‬
‫المعالج هل تتكلم عن صورة؟ المريض‪« :‬يبكي » كال حدث ذلك واقعيا عندما كان أخى الكبير يركب الفرس في الوقت الذي‬
‫‪.‬وقع في حفرة أشعر بقلق كبير اآلن‬
‫‪۲٣‬‬
‫المعالج حاول أن تتخيل أخاك وهو يركب الفرس» ماهي الصور التي تبرز في يلتك وتتالى؟‬
‫المريض ‪ :‬ال أستطيع تخيل ذلك ذهني صفحة بيضاء المعالج اآلن استرخ قليال اسند ظهرك على المقعد‪ .‬حرر ذاتك من التوتر»‬
‫تنفس وازفر» وفي كل مرة تزفر الحواء من منخريك استشعر بالتوتر يخرج من بدنك (نصف دقيقة) اآلن عد وتخيل أخاك وهو‬
‫‪ .‬يركب الفرس‬
‫‪.‬المريض (توقف طويل)‬
‫المعالجح ماهي الصور التي تراها في خيلتك؟‬
‫المريض ‪ :‬ال أستطيع تخيل أخي بصورة واضحة أتخيله راكبا على الفرس وفجأة أجد نفسى أنا الذي أركبه إننا نتناوب ركوبه المعالج‬
‫هل تندمج جه ‪5‬‬
‫المريض‪ .‬ماذا تعنى بذلك؟‬
‫المعالج هل د انه تخيال لقصل مك وبين أحك‪ .‬المريفيى ‪ -:‬ال أذرئ ذلك الموقف غير واضح بالنسبة الي‪ .‬المعالج لنحاول مرة‬
‫ثانية عد الى االسترخاء‪ .‬تنفس بسهولة واهدأ ومن ثم عاود تخيل أخيك وهو يركب الفرس‪ .‬المريضص‪( :‬بعد نصف دقيقة فتح‬
‫عينيه)‪ .‬نعم أشعر أنني مندمج معه» كنت أغيب وأحضر» وأخي أيضا يبدو لي كذلك» ويصعب على أن أعلمك في| اذا كان‬
‫أخي هو الذي يركب على الفرس أم أنا االك هل نتكلم عن أخيك الذي توفي منذ عدة سنوات؟ المريض‪ :‬نعم أخي األكبر‬
‫‪۲۷‬‬
‫المعالج دعنا نرى» هو أكبر منك بسبع سنوات أليس كذلك؟ المريض‪ :‬هذا صحيح باقي اخواني أصغر مني بست وأربع سنوات‪.‬‬
‫‪ .‬أشعر بأنني مريض‬
‫المعالجح أين أمكنة المرض في بدنك؟‬
‫المريض في رأسى وأشعر بالدوار وبثقل في صدري‬
‫ٍ المعالج مظهرك وصوتك يدالن على القلق‪ .‬ماعمر أخيك عندما توفي؟‬
‫المريض‪ 5” :‬عاما لقد مات بنوبة قلبية‬
‫المعالج ‪ ٠‬وأنت اآلن ‪ 5١‬عاما‬
‫المريض نعم‪ .‬المعالج الذا تفكر أنك اندمجت مع أخيك واتحدت معه في تمرين التخيل؟‬
‫المريض‪ .‬الى أي حد تسوقني في هذا الموضوع؟‬
‫المعالج كنا عاجزين تماما عن تفسير السبب الذي جعلك فجأة قلقا ومکتئا وذلك منذ عدة أشهر خلت‪ .‬ولقد بدا عدم وجود‬
‫مسبب منطقي لذلك االضطراب‪ .‬اذ أن كل شىء بدا لي ال يستدعي حدوث هذا االضطراب اال أنه في الشهور األخيرة المنصرمة‬
‫ساءت حالتك النفسية وزاد ضيقك النفسي واالضطراب االكتثابي‬
‫المريض‪ :‬أنت تعتقد اذن أن مشكلتي مرتبطة بأخي الذي توفي‪ .‬المعالج هل لديك أي نوع من ردود الفعل المزعجة ازاء هذه‬
‫الفكرة ؟‬
‫من الجائز أنك في كثير من الطرق واألساليب غاليت في تقريب ذاتك‬
‫‪۲۸‬‬
‫س ذات أخيك‪ .‬وباعتقادي أنك عمدت الى مضاهاته في كثير مس الطرق‪ .‬على أية حال لقد توفي وهو في الثانية والخمسين س‬
‫عمره‪ .‬وباعتقادي أنه كجزء مما تعتقده اآلن أن مصير حياتك مرتبط به وستالقي المصير نفسه عندما تبلغ العمر الثانية والخمسين‬
‫حسب اعتقادك‬
‫المريض‪ :‬لذلك فأنا قلق اآلن جدا‬
‫المعالج أليس هذا هو السبب في اضطرابك المتزايد اليوم؟ المريض‪ .‬أنا ال أدري ال أستطيع أن أقول نعم أو ال‬
‫المعالج لنجرب مزيدا مس التخيل أغلق عينيك واسترخ بالقدر الذي تستطيعه (توقف لمدة ‪ ٠‬؛ ثانية)‪ .‬اآلن تخيل أخاك الكبير‬
‫المتوق يقف أمامك‪ .‬حاول أن کون صورته في خيالك واضحة جدا ً‬
‫المريضص (بعد *” ثانية من تخيل الموقف) أنا ال أستطيع ذلك أعتقد أنك على حق با قلته لي وفسرت‪ .‬أراه في خيالي دوما‬
‫متبدال غير واضح الصورة‪ .‬أنا أدخل فيه وهو يدخل ف الرؤية مزدوجة متداخلة‪ .‬فإذا كانت هذه هي مشكلتي )| شرحتها وفسرتها‬
‫‪.‬لي‪ .‬فا هو العمل وكيف أستطيع مناهضة هذا المعتقد‬
‫المعالج دعني مرة أخرى نارس معا تمرينات بسيطة » عاود االسترخاء ثانية أغمض عينيك‪ .‬وحدث ذاتك مرارا وتكرارا بهذا‬
‫الحديث مع الزايق‪: -:‬آنا الست أخي » أنا ذاتي نفذ ذلك اآلن ولعدة دقائق‪ .‬المريض ‪( :‬بعد دقيقة تقريبا) هل تدري بها إن‬
‫هذه المقولة مع الذات جعلتني أقل قلقا‬
‫‪۲۹‬‬
‫تعليق على هذا الحوار العالجي‬
‫عندما أخذت الحقائق تبرز في ذهن المريض كان البد أن يتم التوغل والكشف استنادا ً الى اإلفتراض البدئي ألسباب اضطرابهء أال‬
‫‪.‬وهو أخوه الذي توفي» وخوفه من أن يلحق بأخيه بعد بلوغه السن التي توفي فيها أخوه‬
‫واتضح أن الطرق التخيلية‪ ».‬كا وجدناء كانت النهاية الدقيقة الشفافة التى فتحت الباب على مصراعيه في الكشف عن أسباب قلقه‬
‫‪.‬واكتئابه الالشعورية المستمرة والملحة‬
‫مفتاح الطرق المغلقة اللفظية ء والنفاذ الى جذور المشكلةء وأن كثيرا ً ‪ e‬إن استخدام التخيل في مقدوره وفي كثير من األحيان أ‬
‫من الناس ييلون الى ارباك وتشويش غيرهم وأنفسهم أيضا بحشو اللغة وبالسفسطة‪ .‬أما الطرق التخيلية فتسمح للمعالج بإزالة هذه‬
‫‪ .‬العوائق‬
‫تتجلى أهمية التخيل الترابطي (ولنقل التداعي التخيلي)‪ .‬في كونه يتتبع خطوة بخطوة‪ .‬وبعمق األسباب الكامنة وراء اإلضطراب‬
‫النفسي» فعند التعامل مع مستويات عالية ومزعجة من القلق واالكتئاب‪ .‬وغيرها من الوضطر ابات النفسية‪ .‬فإن المعالج المهني‬
‫المدرب يكون جوهريا وأماشيا ً لمثل هذا التعامل‪ .‬وعلى هذا اذا كنت تشعر بالضيق والتوتر أو اإلثارة العصبية‪ .‬وغير ذلك من أغاط‬
‫‪,‬االضطراب‪ .‬وغير قادر على تحديد السبب الذي يزعجك ويكدرك‬
‫حينئذ يكون التخيل الترابطي هو األداة الفعالة في الكشف عن‬
‫السبب‪ .‬واليك نصائحنا في طريقة تطبيقية‬
‫‪ - ١‬حاول أن تسترخي بالقدر الذي تستطيعه (راجع الملحق في هذا الكتاب‪ .‬الذي يرشدك الى تدريبات االسترخاء)‬
‫؟ ‪ -‬عد الى المشاعر المنافية السلبية التي تراودك وتسيطر عليك› وحاول أن ترفع من وتيرتها وتزيدها قوة وتعاظيا ً‪ .‬وهكذاء اذا‬
‫كنت تشعر باإلثارة العصبية‪ .‬زد هذه اإلثارة وأججهاء واذا كنت مغتاظا ً زد درجة هذا الغيظ والغضب وارفع من وتيرته‬
‫فورا ركز انتباهك على أية صورة ذهنية تخطر في ساحة وعيك في أعقاب هذا التصعيد لالنفعال» فالصور التي تبرز في هذا ‪۳ -‬‬
‫الموقف حاول أن تتخيلها بحيوية كبيرة وبوضوح كبير (معظم الناس يفضلون اجراء تمارين التخيل وعيونهم مغلقة وهذا غير‬
‫‪.‬صروري)‬
‫‪ - ٤‬عندما تستمر في التركيز على تلك الصورة الذهنية تجد أن صورة أخرى حلت محلها‪ .‬فإذا حدث ذلك حاول أن توضح في‬
‫محيلتك كل واحدة منها في ذهنك بالقدر الذي تستطيعه وتستجلي اا‬
‫ه اذا لم تتوارد الى ذهنك صور مختلفة متباينة» أي أنت في حالة الصغر بالنسبة للصورة األصلية التي برزت في ساحة وعيك‪.‬‬
‫أحصر انتباهك فيهاء فهذا ما يساعدك على خلق ترابط لمختلف أجزاء الصورة ذاتها بصورة أك ااا ونيا أو أنها أي الصورة التي تحمل‬
‫في أجزائها التداعي المترابط‪ .‬تثير بدورها صورا‬
‫‪۳١‬‬
‫أخرى تجعلك متتبعا ً لها‬
‫التداعي التخيلي قد تجد أن بعضها يحتاج الى عودة اليهاء ومعاينتهامن جديد وإلقاء أضواء عليها أو معاينة أجزاء منباء عليك هنا ‪0‬‬
‫أن تستمر في النظر الى هذه الصورة وتحاول توضيح ا ار ا‬
‫إن هذا التمريى الذي ا الست غالبا ً ما يسمح لك باستبصارات هامة‪ .‬وإطامات ذاتية ‪«5‬ه‪6‬ةاء‪0‬عخ‪ 1-5614‬تفد الى الذهن‬
‫وتقتحمه» إن العالمة الكبير الموهوب وليام جيمس» الذي كتب الكثير من هذه الظاهرة السيكولوجية الحامة أي حول تيار الوعي‬
‫وأيضا ً سيفموند فرويد رائد تقنية التداعي الحر ‪2605‬ءه‪:‬هة ‪ 5:66‬أو الترابط الحر كانا على معرفة جيدة بقيمة‪٠‬نبش األفكار من‬
‫أعماقها الالشعورية‪ .‬وبالتالي متابعة العناصر الفكرية العميقة التحتية المختبئة في ظلمة الالشعور والمتوارية عن الوعي‬
‫والشك اطالقا ً أن تقنية التخيل الترابطي هي جنيس الكثير من النظريات التي تفسر فضائل عينات مجرى الوعي الحرء والصور‬
‫«المشكال اداة تحتوي على قطع متحركة من الزجاج الملون ما أن تتغير أوضاعها حتى ‪ Kaleidoscopic‬الذهنية المشكالية‬
‫»تعكس مجموعة ال نهاية لما س األشكال الهندسية المختلفة األلوان‬
‫وف الفصول المقبلة سنش رح التقنية التخيلية بتراكيبها العالية التي تؤدي الى النتائج نفسها التي ذكرناهاء ونسمى التقنية بتقنية‬
‫؟‪t.‬ع‪ p‬التصعيد من‬
‫‪۳۲‬‬
‫الفصل الثاني التخيل هو المفتاح لکشر من األشياء المحيرة‬
‫إن فهم الدور الذي يلعبه التخيل في حياتنا اليومية من شأنه أن يزودنا بالمفتاح الذي يحل لغز كثير من األشياء التي تحيرنا‬
‫وتربكناء فمثال راجعني مريض شاب يشتكي من مشاعر الكرب والتشوش والقلقى وهذه األعراض ظهرت عنده في أعقاب ترقية في‬
‫وظيفته وتحميله مسئوليات جديدة بفعل هذه الترقيةء ولقد تذكرت تقنية العالمة السيكولوجي المعروف ارنولد الزاروس في قصة ترضية‬
‫‪ .‬ماثلة عند امرأة عالحها باألسلوب الذي سأذكره وهو من ابتداعه واختراعه‬
‫قال لي المريض‪ :‬طلب مني المدير بعد هذه الترقية أن أستلم قسس] آخر أكون فيه مسئوال عن المبيعات لقاء تعويض اضافي‬
‫زهيد نسبيا ً ال يعاذل متاعب هذا القسم‪. .:‬ورغم أنفي كنت سيدا هذه الترقية» وبالتعويض الذي يخفف من أعباء الحياة تخفيفا ً‬
‫نسبيا ً اآل أنني شعرت بالجزع وبالخوف س هذا العمل الجديد ال أدري سببهماء وبالطبع إن أي معالج نفسي يصادف مثل هذه‬
‫‪ .‬المواقف المحيرة المتناقضة التي يشكو منها المرضى‬
‫السؤال الذي طرحته على نفسبي ويطرحه كل معالج على ذاته في هذا الموقف هو‪ :‬ما الذي يزعج حقا ً هذا االنسان؟ بالطبع ترد‬
‫الى الذهس كثير من األفكار واالحتماالت‪ .‬هل هو خائف من عدم قدرته‬
‫‪۳۳‬‬
‫على التعامل مع هذه المسئولية الجديدة تعامال ناجحا ً؟ هل يشعر أنه ال يستحق هذا الترفيع؟ هل هذا العمل يسلب كثيرا ً من‬
‫أوقاته المخصصة ألفراد أسرته؟ هل زوجته ستكون مستاءة مس هذا العمل الذي سيأخذ الكثير من وقته؟ هل سيكون موضع ‪-‬حسد‬
‫من قبل رفاقه مس الموظفين في هذه الشركة وسيعاني مشكالت عدوانية نتيجة هذا الحسد؟‬
‫لقد ناقشت المريض وبكل هذه االحتماالت وغيرها ولكن لم‬
‫‪ - ١‬تقنية التخيل المتصاعد‬
‫هنا لجأت الى هذه التقنية التي ابتدعها كا قلت أرنولد الزاروس وعالج فيها الكثير من المرضى عالجا ً ناجعا ً‪ .‬قصتهم تمائل هذه‬
‫القصة التي تتحداني‪ .‬طلبت من المريض أن يجلس على مقعد مريح » يسترخي وفق التعليمات التي ذكرتها له‪ .‬تأكدت أنه في‬
‫حالة استرخاء مناسب بواسطة جهاز ‪ 65۸‬الذي يعكس الحالة النفسية الفسيولوجية بدون اعطائه تغذية بيولوجية راجعة عاءةط‪0‬ع‬
‫‪ 81016‬عن حالته الفسيولوجية» طلبت منه أن يتخيل نفسه وهو في عمله الجديد سألته ماذا يقفز في مخيلته س أفكار وصور‬
‫في هذا الموقف؟‬
‫وصف لي سلسلة من النشاطات ‪ :‬التعامل مع الزبائن» يوجه النصائح والتعليمات الى الموظفين الذين يعملون تحت امرته» يقابل‬
‫الممثليى عن الشارين» يقوم بإجراء الحسابات عن المبيعات على دفتر‬
‫‪۳٤‬‬
‫خاص يوقع على طلبات بيع ‪ .‬وخالل وصفه لهذه النشاطات ‪ /‬يثر وال واحد من هذه النشاطات أي شعور باإلضطراب والضيق‬
‫عنده‪ .‬واللغز مازال غامضا ً لم يُكشف بعد‪ .‬حينئذ طلبت منه أن يص ٌعد تخيله بالشكل التالي ‪« :‬تصور ذاتك أنها ترقت الى مرتبة‬
‫أعلى في هذه الشركة‪ .‬أنت اآلن معاون مدير الشركة التي تعمل بها» بعد عدة لحظات وجدته وقد فتح عينيه» وجلس منتصب‬
‫»الظهر على الكرسي وقال‪« :‬بدأت أشاهد وأعرف ماالذي يزعجني‬
‫إن هذه الصورة الحديدة أثارت حقيقة هامة عنده‪ .‬وعندما أخذ يقلب هذه الصورة الحديدة التخيلية في ذهنه «معاون مدير» أدرك‬
‫‪.‬أن تلك الفكرة ليست بعيدة الحدوث اذ قد يحصل على منصب أعلى خالل السنوات الثالث القادمة‬
‫لقد سمح هذه الفكرة أن تغوص لعدة دقائق‪ .‬ورفع رأسة وقال لي «من هنا ينبع قلقي ويخرج اكتئابي»‪ .‬واستطرد قائال‪« :‬تراودني‬
‫جميع أنواع المخططات المبهمة من خالل تطلعاتي للسنين المقبلة» وأن الصورة التي تغريني في ترقيتي الحالية تجعلني أشعر‬
‫بالخوف جداء واذا كنت أقبل ما أنا عليه اآلنء فأنا قد ارفض ما يكون عليه األمر بعد ذلك إنني أرغب أن أقدم عمال جيدا ً في‬
‫وظيفتي الجديدة الحالية» ولكنني خائف من أن يكون موضع اعجاب من قبل مديري في کفاءتي» فأترفع مستقبالء ويكون ترفيعي‬
‫على حساب شقائي في الوظيفة لقاء مال زهيد نسبياء ومكانة ال تعادل هم المسئوليات الجسام»‪ .‬وهكذا من خالل تصعيد التخيل‬
‫امک‬
‫وضع اليد على لغز قلقه المجهول سابقا ً وأصبح باإلمكان اآلن أن أعالجه من محاوفه وتوقعاته السلبية التي ال مبرر لما بعدما تحدد‬
‫|موضوع الخوف والقلق وظهرت أسبابهم‬
‫ان هذه القصة توضح لنا الطريقة التي من خاللها يمكن األخذ بالتخيل كأداة ألهداف تشخيصية‪ ,‬وغالبا ما تحل الصورة التخيلية‬
‫المباشرة المواقف المحيرةء فإذا كنت في حيرة من أعمالك ومشاعرك فال تعرف تفسيرا ً اء عليك بتخيل ذاتك في المواقف التي‬
‫تخلق ردود الفعل هذه‪ .‬فإذا لم تظهر األجوبة‪ .‬تذكر أن تطبق تقنية التخيل التصعيدي أي بتعبير آخر‪ .‬ادفع بالصورة المتخيلة عدة‬
‫خطوات الى األمام لتكشف ما وراءها من مواقف خلفية مستترة وراء هذه الصورة فقد تكتشف شيئا م تدركه ذاتك بعد‬
‫لعل من األسباب الرئيسية في األخذ بمبدأ التخيل التصعيدي هو آنه ن ا نظال اأ ا ميهي كات االقاوفة اة الطبيعية؛ المقاومة التي‬
‫نعرفها في العالج النفسي التحليلي حق المعرفة» فالطبيعة االنسانية ترد على المواقف المؤلة برميها في ظلمات النسيان والالشعور‪.‬‬
‫ومحاولة الفرد تجنبها وتحاشيها» وابعادها من ساحة شعوره» ولك في هذه العملية التجنبية ال هروبية مس العواطف السلبية المؤلة‬
‫المنافية فإننا غالبا ً ما نعجز عن قهرها والسيطرة عليها‬
‫وص خالل السير قدما بمتابعة النتائج المترتبة عن هذا ال هروب ومالحقة الحوادث المتوارية في الالشعور للكشف عنبها ومواجهتها‬
‫فإننا نقابل وجها لوجه مع الحقيقة‪ .‬ونتجاوز الموقف‪ .‬وبالتالي يمكننا من‬
‫‪۳٦‬‬
‫مشاهدة الموقف مشاهدة هادئة نزمبة ) ومهبذه الطريقة نكسب ااا أفضل » ونبتدع طرقا ً جديدة للتعامل مع الكربة والممقوت من‬
‫‪ :‬العواطف‪ .‬وإننا ما سنذكره من أمثلة يوصح القصد والمراد‪ .‬؟ ‪ -‬أمثلة وشواهد على أهمية التخيل التصعيدى العالجى‬
‫كا ذكرنا في القصة العالجية السابقةء يقدم لنا التخيل التصعيدي أداة تشخيصية لمشكلة أو مشكالت قد يستعصى كشفها بوسائل‬
‫‪ .‬لقفية العالة التى سردها لنا العالمة الشهير المعروف ميخامبوم‪ a aE a‬التشخيص األخرى النفسيةء وإضافة الى تلك الميزة‬
‫جاءه طالب يشكو من قلق ممض ملح حيال نتائج امتحاناته‪« .‬أشعر بكرب عظيم شديد » ال أستطيع أن أركز انتباهي «أنا متأكد‬
‫أن الرسوب سيكون حليفي في الفحص»‪ .‬طلب منه المعالج ماذا يتوقع مس أفعال وردود فعل ان رسب في الفحص فأجابه و‬
‫»سأصغر والدي وأحله) المسئولية» أنظر بسخرية الى رفاقي» سيسوء وضعي النفسي«‬
‫عندما حاول المعالج التأكيد له أن الفشل في الفحص رغم أنه مزعج ويثير الكرب‪ .‬ليس هو حادثة كارثية محيفة‪ .‬فا كان من‬
‫الطالب اال وأصر على أن الرسوب لن تكون عاقبته بالنسبة اليه اال‬
‫يفا و ‪7‬‬
‫‪۳۷‬‬
‫عمد المعالج الى عالج توقعاته السلبية وفق أسلوب ألبرت أليس القائمة على تصحيح المدركات ومناهضة األفكار الالمنطقية (العالج‬
‫العقالني االنفعالي)“ وأشركه بتقنية التخيل التصعيدي‬
‫بادر المعالج أو الى الطلب منه بإغماض عينيه‪ .‬وأملى عليه طريقة االسترخاء» استرخى المريض بالقدر الذي يستطيعه‪ .‬وس ثم‬
‫طلب منه تصور رسوبه في الفخوض النبائية» وبذال ً من أن يعمد الى قهر والديه وتصغيرهما أشار اليه بتخيل تصورهما له وهما‬
‫يتبران منه وينكرانه كليا ًء ورفاقه وأساتذته هجرونه وترفضه المدرسة بإعادة تسجيله في الصف» وبهذا يصبح إنسانا ً منبوذا يستحق‬
‫الشفقة‬
‫بعد هذا التخيل السلبى لوضعه المأساوي الذي آل اليه بعد رسوبه» طلب منه المعالج اا يفعل اآلن وهو في هذا الموقف الكارثى‪.‬‬
‫‪.‬بعد تفكير قليل أجابه الطالب أنه سيترك البلد ويقصد مدينة ‪ 5‬ويبدأ من جديد‬
‫وهكذا وجد الطالب أنه بالرغم مس أن النتائج الكارثية «التى من المستحيل أن تحدث» التى تصورها فإنه وجد نفسه يطلب الحياة‬
‫ومستعد اليجاد بدائل عن اال السلبية البالغة الشدة التي تصورهاء وذلك بالذهاب الى مدينة أخرى والبدء مس جديد» وأنمى المعالج‬
‫الجلسة العالجية عند هذه النقطة‬
‫‪1 Albert Ellis (1987) the parctice of rational emotive therapy, springer publishing‬‬
‫‪company, New-York.‬‬
‫‪۳۸‬‬
‫بعد عدة أيام اتصل المريض الطالب بالمعالج الدكتور ميخامبوم ليقول له أن دراسته اآلں أضحت تسير على مايرام ذلك ألن قلقه‬
‫الكبير قد تضاءل وتقلص ‪ .‬وبالطبع كان الدكتور المعالج مسرورا جدا من هذه النتيجة السريعة االيجابية» ولكنه لم يندهش‪ .‬ذلك أن‬
‫تقنية التخيل التصعيدي غالبا ما ترينا األمور في منظورها الحقيقي‪ .‬وأضحى اآلن الطالب مهيئا ً نفسيا ً الى أن الفشل في االمتحان‬
‫وان حدث فهذا ليس معناه أن حياته أسدل عليها الستار وانتهت‪ .‬وهكذا كان قافرا عل أن ينال كل عاق ومن زان تافل األفضل‬
‫ورلن األسوأ‪ .‬فالعالج اذن قد بدل مس توقعاته السلبية ووضعه وجها ً لوجه أمام أسوأ ما يخافه ويتوقعه» فلم يجد نفسه قد طلبت‬
‫االنتحار أو االنتهاء بل السعي لبذل المزيد من جهد حتى ولو بدأ من الصفر كا‬
‫لتفنية التخيل التصعيدي كثير من التطبيقات» فنحن غالبا ً ما تفرض علينا مواجهة مواقف ال تسرناء أو تشغل الكثير س اهتماماتنا‬
‫لدرجة القلق» كالتالي‬
‫سأتقدم الى كلية الطب»‪« .‬سأتقدم الى مقابلة قبول للتوظيف»‪« .‬يتعين علي أن ألقي محاضرة أمام الجمهور في اليوم كذا»‪« .‬‬
‫ففى كل هذه المواقف اذا كانت تبدو مشكالت مقلقة بالنسبة ر من البشرة فإن تقنية التخيل التصعيدي تكون هي محط اآلمال‪.‬‬
‫وموئل الرجاء والتي كثيرا ً ماتلبي القصد وتفرج النفس» فاألمر في هذه التقنية هو بسيط وسهل‪ .‬ماعليك سوى أن تتخيل الثى‪-‬‬
‫األسوأ الذي تتوقعه وتخاف س حدوثه‪ .‬وس ثم التعامل معه‬
‫‪۳۹‬‬
‫“تخيليا ً‪ :‬والعيش فيه حتى في أسوأ نتائجه ونتاجاته‬
‫يطالعنا العالمة جوزف ولي ‪ 00‬كتابه ا ‪ 000‬ماساوي ا فأضحت تخاف من أي اتصال ‪ .‬مع رجل ا ا‬
‫رعا أو غير شرعي‬
‫طبق «ولبى» ‪١‬م‪ 1٥۷‬أسلوب التخيل التصعيدي بعدما أضحت تعيش الوحدة القاتلةء وفقدان الثقة بالنفس بالنقص المقيت‪ .‬فزوجها‬
‫السابق أقنعها أنها فاقدة الميل الجنسي‪ .‬و تلفت نظر أي رجل والواقع أنها مس حيث انجذاب الرجال ‪ 0‬كانت عكس ما تعتقد‬
‫وتتصور‪ .‬فهي جذابة‪ .‬وحيوية‪ .‬والكثير من الرجال يسعون الى خطب ودها وصداقتها وعشرتها‪ .‬وكانت تفسر هذه الالت انا عرق ف‬
‫ولي خا ول امهنا رياه قبل اعون بأسلوب التخيل التصعيدي لجأ «ولبي» أوال ً الى العالج النفسي الداعم المطمئن‪ .‬ولكن بال‬
‫طائل» حينئذ سأها عما تتصور أن يحدث ال اذا ما قبلت احدى دعوات هؤالء الرجال لطلعات أو نزهات‪ .‬اخايكت'والتهوالء كد‬
‫روزن اط للعودة اك الل اليك ‪ ١‬قد يكون بعض األفراد على درجة كبيرة مس السلبية بحيث يجدون أنفسهم غير قادريس على‬
‫تخيل ذواتهم وهم يتعاملون مع المواقف السلبية تعامال إيجابياء أمثال هؤال يحتاجون الى تدريبات تخيلية مكثفة لتنمية قواهم‬
‫التخيلية‬
‫‪2 Joseph Wolpe (1987). The practice of Behavior therapy (ihnid edition) Pergamon‬‬
‫‪press, New-York.‬‬
‫‪.‬حينئذ فكر «ولبي» في استخدام تقنية التخيل‬
‫طلب منها كالعادة أن تجلس على المقعد جلسة مريحة واالسترخاء ومن ثم اغماض عينيها وتخيل بعض المشاهد التي سيصفها ها‬
‫المشهد الموصوف تخيل قبوها لدعوة من رجل وسيم وهي الطلعة اصطحبها بسيارته الى مطعم فاخر لتناول العشاء» وكان خالل‬
‫العشاء اا ان شارا ف حديثه وتقرباته وأنسه‪ .‬وما أن انتهى مس العشاء وأركبها السيارة عائدا ً ہا الى بيتها حتى قال ها بعد أن‬
‫أوصلها الى دارها‬
‫أشعر مكرها ألقول لك أنك أسوأ امرأة شاهدتها في حياتي ‪ .‬قيمتك بقيمة خرق غسل الصحون واآلن عندما أنظر اليك أدرك أنك‬
‫ساذجة خرقاء بلهاء‪ .‬مالعك توحي بالتفاهة» وصدقيني أنني عبثا ً حاولت الخروج مع احدى الفتيات فلم أجد غيرك» كل شيء فيك‬
‫خطأ بخطأ‪ .‬طريقة سيرك» كالمك‪ .‬وأسلوب تناولك الطعام» وجلوسك‪ .‬وحركاتك وحتى طريقة تنفسك واستنشاقك اطواء وانتقاؤك‬
‫لأللبسة الشاذة‪ .‬وأنا واثق بأنك عديمة الخبرة الجنسية قارسينها كالبهائم والشك أن زوجك كان قديسا ً طوال المدة التي عاشها معك‬
‫واحتضنك فيها‬
‫»»عندما قال لما المعالج «ولبي» ‪« .‬أنها تمارس لجنس كالبهائم وعليها أن تتخيل هذا القول الصادر عن هذا الصاحب العابر‬
‫‪٤١‬‬
‫« يوجد اطالقا ً انسان يمكن أن يوجه ال مثل هذا الكالم بتلك الفظاظة المريعة» وبمذا التحقير‬ ‫تخيلها لهذا المنظر وقالت له ال‬
‫»الذي ال حدود له ألنني ال يكن أن أكون كذلك‬
‫»هنا أوما ً المعالج برأسه مشيرا ً اليها بصحة كالمهاء ولكنها أضافت‪« :‬قد يفكن مبذه األشياء ولك ال يتجرأ أن يقوها‬
‫وس ثم عاد المعالج ليكرر توالي المشهد التخيلي حيث اقتصر في هذه المرة على أنه أوصلها الى دارها مبدوء وكان هذا اللماء‬
‫بتفكيره جرد مضيعة للمال والوقت‪ .‬وكانت هي مملة وفبيحة ‪ ٤‬نظره‬
‫الذي فعله هذا المعالج أنه دفعها بهذا التخيل المغالي في السشاعة ألن تنتقد ذاتها‪ .‬ومعتقدها بنفسها بعدما حقرها من رآاسها الى‬
‫قدميها‬
‫عندما قابلته بعد عشرة أيام أي للمعالج » أفادت آنا خالل أسبوع حرجت ست مرات بع رجلين محختلفين‪ .‬وما قالت له‬
‫ردا لي كل شيء آخر هو هبوط مفاجى ء من ‪« e‬عندما ل الخروج وأقصد أنني بعدما وضعت في الموقف الذي وضعتني به‬
‫الرفيع الى التافهء‬
‫)م أعد آبهة بأي شيء يقول لي أي احد ها مها كان عجان ذلك ألنني سمعت أسوأ منه‬
‫وهكذا أفلح «ولبي » بواسطة التخيل التصعيدي أن يكسر‬
‫‪.‬عند هذه المرأة هذا اللمأزق االنفعالي‬
‫‪۲‬‬
‫باإلضافة الى هذه التقنية توجد عشرات س التقنيات التخيلية الفعالة والمباشرة» وفي هذا الكتاب انتقينا للقارىء الطرق التخيلية‬
‫التي برهنت على فعاليتها ونجاعتها ونجاحها‬
‫وال انق اطالفا وده تحقيقة خامة عن أن«تضعها لصت أعيننا أن ما يعترينا من كآبة ومشاعر قلق إنما تتسبب بفعل التخيالت‬
‫‪.‬والصور المخربة للذات‪ .‬واألحاديث السلبية مع ذواتنا المنسجمة مع هذه التصورات عن الذات‬
‫فإذا ماتخيلنا ذواتنا أنها منهزمة مع السلبيات حينئذ نؤول في النهاية الى الوقوع في مستنقع الصعوبات النفسية» وعلى نقيض ذلك‬
‫اذا ماتصورنا ذواتنا وهي تتصارع وتتعامل بفعالية وبصورة منهجية مع مواقف ناجحة نستطيع الوصول الى أهدافناء فغالبا ً ما يتحول‬
‫© هذا النجاح التخيلي ليكون حقيقيا على مستوى الواقع» وهذه حقيقة علمية ال جدال فيها‬
‫صورة الذات المثالية المترقية ‪۴۳ -‬‬
‫إن اللجوء الى استخدام الصور التخيلية الموجهة نحو النجاح هو أحس ما تمثله تقنية الدكتورة دوروثي سوكايند رطاهإ‪20‬‬
‫المعروفة أي التقنية باسم صورة !لذات المثالية» وهي من جامعة نيويورك‪ .‬وهذا النمط من التخيل هو محصص ‪Susskind‬‬
‫لساعدة األفراد‬
‫‪1 Lazarus, A. (1987). The power of imagery Pergamon press, New- York.‬‬
‫‪۳‬‬
‫الذين يعانون س ضعف الثقة بالنفس اضافة الى شعور بتقدير‬
‫‪ .‬ضعيف للذات‪ .‬وتتضس التقنية الخطوات التالية‬
‫أ يسترخي المتعالج المريض (وفقا ً لتعليمات االسترخاء الموضحة في ملحق هذا الكتاس)‪ .‬وس ثم يغلق عينيه ويتخيل ذاته تمتلك‬
‫الصفات المختلفة والمهارات التي يرغب أن توجد فيه» ويتعين على لمتعالج المتدرب أن يكون واتعيا ً فال يتبنى تخيليا ً خصائص‬
‫وصفات تتجاوز قدراته وامكاناته الحقيقية الواقعية» ولكن أن يتخيل الرغبات والصفات المميزة التي يجب أن تكون فيه والممكس‬
‫تحقيقها خالل فترة قصيرة من الوقت ماد آل جوز أن يشن موففا كالتالي ‪ :‬أرغب أن أكون ناجحاء فهذه رغبة غامضة جدا» بل‬
‫أن يتخيل ذاته متزنة ذات فضول ذهني‪ .‬فهذا الغرض أو تلك السمة الشخصية ترتبط بعالقاته االجتماعية الناجحة» وما شابه ذلك‬
‫س صفات‬
‫نت دغل أن يفاوق كا ناته اله مدت اة اله هة اقا المرغوبة مع ذاته الحقيقية الواقعية» فهذه المقارنة التخيلية تمكنه مس وضع‬
‫‪ 5000‬يال على ‪ SU E‬اعفار قرال‪ EG e‬أهداف نوعية بحيث يستطيع االسهام إسهاما فعاال نحو تحقيق السلوك الحديد المرغوب‬
‫المشاعر التي رافقت االنجاز الناجح» وتقمصه من دی و ا على استحضار مشاعر االنجاز تستطيع أن‬
‫‪03‬‬
‫جمعها‬
‫‪٤‬‬
‫د يحاول أن ينقل مشاعر اإلنجاز والنجاح السابقة الى نشاطاته المستمرة القائمة والتي يرغب أن ينجح فيها أو التي يتقمصها‬
‫ويرغب في تحقيقها تخيليا ً‬
‫فذت اول أن يوضح يليا سور الذاتت اة وله ى رة الوضوح» ففي أي نشاط مس نشاطاته اليومية مثل التحدث مع األصدقاء‪ ,‬تأكيد‬
‫الذات خالل اجتماعات مع الناس وغيرهاء عليه أن يقرن هذه المواقف مع صورته المثالية للذات ويقارنها مع هذه السلوكيات‬
‫فعندما يجد مفارقات وتباينات ہیں الذات الواقعية والذات المثالية المنشودة حينئذ يسأل ذاته عن األشياء التى تبدو له غير صحيحة‬
‫بغية وصول بذاته الواقعية الى الذات لمثالية الموخوية‬
‫قحل داه وهو يدل شن ذاه الواقفية‪:‬انطالفا من امسات بالذات المثالية المطلوبة فيحاكي هذه الذات األخيرة بسلوكه ومشاعره‬
‫وتطالعنا الدكتورة دوروثي صاحبة هذه التقنية بمثال يوضح القصد والمرمى مما ذهبنا اليه في تطبيق هذه التقنية‬
‫امرأة عمرها ‪ ۲٤‬سنة‪ ,.‬بدينة» تبدي قلقا ً من التكلم خالل الصف (تتبع دورة أدب انجليزي) تنظر الى ذاتها بكونها بشعةء وتشعر‬
‫بالكراهية لذاتها في كثير من المواقف االجتماعية‪ .‬وأن صورة ذاتها المثالية التى ترنو اليها وترغب في تحقيقها تختلف عص صورة‬
‫ذاتها الحقيقية التي د ها بثالثة أوجه‪ .‬الوجه األول ترى ذاتها المثالية‬
‫‪٥‬‬
‫المطلوبة نحيفة نحيلة‪ .‬وليست بدينة سمينة‪ .‬والوجه الثاني أن ترى ذاتها المثالية تسأل األسئلة وتطرح التعليقات في الصف‪.‬‬
‫والوجه الثالث تتصور ذاتها هادئة ومسترخية خالل وجودها ضمن الحماعة والناس» وقد ظلت متمسكة في تخيلها مبذه األوجه الثالثة‬
‫المثالية من السلوك والسمات‪ .‬وتضعها نصب عينا أينم)ا كانت ووجدت وتصرفت» جاهدت أن تكون كذلك مبدلة ذاتها الواقعية بتلك‬
‫الذات المثالية بصفاتها الثلالث‬
‫ا بعد يوم أخذت هذه الصورة التخيلية تبدو حية في ذهنها فأضحت ترى ذاتها تخيليا نحيلة وغير قلقةء وببطء أخذت هذه الصورة‬
‫االيجابية عن ذاتها تنتقل الى المواقف الحقيقيةء فعندما مهم بالطعام الغني بالدسم» سرعان ماتفكر وتتخيل صورتبها المثالية‬
‫النحيلة» فتلتزم بالطعام الخالي مس الدسمء أما في الصف فإنها تتخيل دا المثالية فتتجرأ لتكون كذلك في الواقع» حيث تطرح‬
‫‪ .‬أسئلتها بين فينة وأخرى وتسهم في مناقشات الصف‬
‫تقول هذه المرأة ع ذاتها «عادة ما أحجم ع توجيه أسئلة الى الغرباء الذين ال أعرفهم ولكن صورتي المثالية التي أتخيلها والماثلة‬
‫‪) .‬في ذهني دوما تجعلني أتصرف بصورة متطابقة معها مخالفة لذاتي الواقعية‬
‫وكا تقول لنا الدكتورة دوروثي سوكانيد عندما نركز تخيليا ً على أخطائنا ونفكر كثيرا ً في قصوراتنا الذاتية» ونتصور ما نرفضه ونكرهه‬
‫فينا حينئذ تتوقف توقعاتنا عن الفشل» بحيث أن هذه الصورة‬
‫‪٤٦‬‬
‫السلبية تتبدل لتصبح انجازا ً اعجازيا ً اجابيا‬
‫هذا غيض س فيض من التقنيات العديدة الكثيرة والتي الذات وتقهرها فتحوها الى مصادر سلوكية بناءة وترمم الشخصية لتكون‬
‫‪.‬إيجابية‪ .‬واثقة من ذاتها رافعة اعتبار الذات ومعززة لما ‪ - ٤‬الرباط المفقود‬
‫الثىء البدهى المعروف أنه ال يوجد اثنان متماثالن تماما حتى على مستوى التوأم» فاألشخاص المختلفوں ‪ ٤‬تركيبهم وخبراتهم يردون‬
‫على موقف يعنى بسلوكيات متباينة مختلفة‪ .‬وانطالقا من هذه ا حقيقة‪ .‬لتأحذ حالتس‪ .‬امرأة طلقت من زوجها فأصبحت بائسة‬
‫يائسة» تنظر الى حياتها المستقبلية بتشاؤم وكدر‪ .‬أحاطت ذاتها بمشاعر مكبلة سدت جميع طرق البدائل الحياتية التي تفرجها‬
‫وتخرجها س غمها وباتت تفكر باالنتحار‪ .‬وامرأة أخرى أيضا طلقت من زوجها م تهزها هذه الكارثة والخبرة السيئة» وجدت أن في‬
‫الحياة كثيرا من المتع واألعمال واموايات وما تجعلها تنفتح على الحياة بنفس متفائلة ومشاعر ايجابية‬
‫إن السؤال الذي يواجهنا هو ماهي المقومات األساسية التي خلقت مثل هذا التباين في التعامل وفي ردود الفعل عند المرأتين؟ لقد‬
‫ركزت المرأة األولى على ما فقدته‪ .‬على ما لم تعد تملكه‪ .‬على كارثتها التي ألمت بهاء على عدم التفتيش عن بدائل تمكنها‬
‫س أن‬
‫‪۷‬‬
‫تستقطب ذاتها حوطاء وتنقذ صحتها النفسية مس االنهيار» على وضع نفسها في مواقف حتمية في كالمها مع ذاتها‪ .‬الحياة أضحت‬
‫سوداء ‪ .‬رأنا ال أستطيع تحمل هذه المصيبة»» على التفكير الكارئي الذي يسد في وجهها السبل األخرى من متع الحياة البديلة»‬
‫على سوء حظها وإيمانها أنها سيئة الحظ مهما أنبضت نفسهاء ورفعت من معنوياتهاء أما المرأة الثانية فركزت على إيجاد بدائل‬
‫جديدة في حياتها لتسعد ذاتهاء لم تفكر وا وتستقطب ذهنها بما ضاع وذهب وانحسر ولکں على ما تملكه حاليا ً من قدرات لتتجاوز‬
‫مصيبتهاء وتفتح آفاقا ً جديدة بديلة تغنيها عا فات‪ .‬لم تكلم ذاتها بكالم سلبي حتمي يسد طريق األمل كانت تقول لذاتها' «صحيح‬
‫أن طالقي مزعج وأمر مقيت‪ .‬وأتمنى أال يحدث‪ .‬وهو مصيبة ولكن ليس كارثة ماحقة تجعلني مشلولة النفس» تسد في طريقي أي‬
‫أمل آخر بحياة جديدة بديلة أستمتع فيهاء أو أشعر أن حياتي انتهت» وما علي سوى خلق الحرأة لنفسي ألنهي حياتي بيدي» أي‬
‫بتعبير آخر لم تحصر ذاتها بتفكير ا کک مس جديد بنفس جديدة ومرة ثانية ‪ .‬قد نسأل ماالذي جعل المرأة األولى تفكر خالف‬
‫الثانية وتنظر الى المشكلة بمنظار مختلف عن المرأة الثانيةء وتتعامل مع متاعبها بأسلوب مغاير عن تعامل المرأة الثانية مع‬
‫المشكلة ذاتها؟‬
‫الجواب ‪ .‬هو معقد ومتعدد الحرانب واألسباب» يلعب فيه‬
‫‪۸‬‬
‫والتنشئة والمهارات المكتسبة في حل المشكالت‪ .‬نقول كل هذه األمور یر هاما في تحديد نوع االرتكاس ورد الفعل‪ .‬والتعامل مع‬
‫المشكالت الراضة والتوترات الفاعلة على الشخصية التي يواجهها الفرد‪ .‬ولعل السؤال الحام في هذا السياق هو هل يمك تبديل‬
‫مدركات هؤالء التعساء «أمثال المرأة اليائسة المطلقة» ازاء متاعبهم فنجعلهم سعداء‪ .‬ونبدد ظلمات حياتهم‪ .‬ونعلمهم كيف يعيشون‬
‫سعداء؟‬
‫الجواب نعم وذلك بواسطة اللجوء الى التخيل االيجابي المفرح السعيد‪ .‬حيث يكن أن نحصل على نتائج مشجعة في معظم‬
‫الحاالت‬
‫في أغلب األحيان يك تجنب سوء الفهم الشخصي (الذاتي) والصراعات العاطفية االنفعالية بالتعامل مع الرباط المفقود أي الصورة‬
‫الصامتة‪ .‬فمثال قرر زوجان أن يقضيا فترة استجمام وراحة في أحد المنتجعات الحبلية لمدة أسبوع ‪ ,‬كان مخيل الزوج هذا‬
‫االستجمام أن يقضيه في القراءة والتريض صعودا الى الحبال‪ .‬واللعب بالنردء والشطرنجح‪ .‬ومشاهدة البرامج التلفازية أما الزوجة فكان‬
‫تخيلها لفترة االستجمام هذه أن تقضيها في السهرات الليلية التي تنظمها الفنادق والمالهي الفخمة في المنتجع‪ .‬وتنظيم لقاءات مع‬
‫عائالت تتعرف عليها في األمكنة التي ترتادهاء والسباحة‪ .‬وتناول وجبات الغذاء خارج البيت‬
‫ازاء هذا التضارب الصارخ بين الزوجين في الصور الذهنية‬
‫‪۹‬‬
‫لمفهوم االستجمام األمر الذي سيؤدي بالشك الى تحول االستجمام الى خصام وصراع ونكد بينه) بفعل هذا التضارب في سبل‬
‫تمضية وقت االستجمام‪ .‬كان يتعين عليهما قبل شد الرحال الى المنتجع أن يقربا من تخيالته| لمفهوم االستجمام بشكل يتفقان‬
‫عليه وبالقدر لمم عل ‪ 2‬ور اشباع رغباتها في المنتجع‪ .‬ولتوقعاته| أي بتعبير آخر ايجاد ما أسميناه بالرباط المفقود في أنماط‬
‫‪ .‬التخيالت المتباينة‬
‫ثم في كالمنا عن الروابط المفقودة تواجهنا مواقف دقيقة وجدية في أعمالنا اإلدارية أو السلطوية (على مستوى الوظيفة مثال)‪ .‬وذلك‬
‫في غياب الرباط ذي المعنى والمغزى اذ كثيرا ً من المديرين وأصحاب المراكز العليا في اإلدارات والشركات وحتى في الوسط‬
‫العسكري الوظيفي ال يمتلكون الصورة الواضحة عن أدوارهم المناطة بهمء ووظائفهم الشخصية التبادلةء فهناك القليل جدا من نماذج‬
‫األدوار جعل نسوة يتبارين بطريقة بناءة ومقبولة في تعاملھں مع زمالئھں الرجال أو النساءء اذ نجد كثيرا من النسوة اللواتي يشغلن‬
‫مراكز وظيفية عالية یعانیں صعوبات في التوفيق ہیں سلوك تأكيد الذات بدون الظهور بمظهر عدواني‪ ,.‬واالبقاء على أنوثتهن بدون‬
‫أن يظهرن خفرات‪ .‬خجوالت‪ .‬ناقصات هنا فإن األخذ بالدور المبالغ به وتكرار تَثيل الهدف (أنظر الفصل الرابع) يقدمان فوائد حمة‬
‫ونفعهم| العالجي كبير جداء‪ .‬وفي هذا السياق تحتاج الكثير من النسوة أن يتعلمن أن لعب دور العمل أو الوظيفة يمكن أن يتم‬
‫بطريقة ما فالنسوة اللواتي يلجأن الى الخدع النسائية األنوثية التقليدية في تعاملهں الوظيفي البد وأن يكن الخاسرات في نهاية‬
‫األمرء فالمرأة‬
‫الناجحة التي تشغل وظيفة تنفيذية مثال تتجنب التعامل األنثوي‪ ,‬في عالقاتها مع الغير» فال تبكي أو تعبس أو تلجأ الى تكتيكات‬
‫ومناورات مزاجية فسواء كانت تلبس قميصا ً أو تنورة فإن محادثات العمل الناجحة تتوقف على سلسلة م صور الذات التى يراها‬
‫الفرد ى حتوزتة‪ .‬وامتالكه “مكل االتزان والتتكتة‪. .‬وتاكيق‪ .‬الذات»‪ :‬وكياسة التقرب والمعشر وغير ذلك من الصفات االجتماعية‬
‫الحميدةء وهنا أا أن العا الدوو ل لكاتب هد االت حف لعا هيده األغراض‬
‫‪»:‬ه سد الثغرة «أوالحسر الذي يصل بين طرفي الفجوة‬
‫ما أن ينقب الفرد في خضم الفناء الواسع الكبير للصور الداخلية وفي المعاني الذاتية حتى يجد أن حدود المنبه االستجابة في‬
‫المجال السيكولوجي تصبح واضحة‪ .‬إن الذين يأخذون بنظرية المنبه ‪ -‬االستجابة ويؤمنون بها يرون أنه باستطاعتك أن تفهم» وتتنبأ‬
‫وتشتيظ‪.‬غل اال تابات إن علمت وعرفت المتهات السنابقة الة‪.‬أن الطرق المختلفة المتنوعة التي س خاللها أشخاص محتلفون‬
‫يردون على المنبهات نفسها بأساليب مختلفة‪ .‬والطرق المختلفة التي يرد الفرد نفسه بها على المنبهات ذاتها بأوقات مختلفة كلها‬
‫تدل على أن هناك شيعا آخر يحدث بين المنبه واالستجابة وأن الكثير من المعالجي يعتقدون اآلن أن الصورة الذهنية أو مجموعة‬
‫س الصور الذهنية تسد الثغرة الكائنة «ولنقل أنها الحسر الذي يصل» بيسن المنبه واالستجابة‬
‫ولفهم ما نقصده اليك المثال التالي الموضح‬
‫أه‬
‫جماعة س الناس يجلسون حول مدفأة حطب تشتعل فينعمون بالدفء‪ .‬ويتبادلون أطراف الحديث ويتسامرون في احدى ليالي الشتاء‬
‫الباردة» وهم في ذلك دخل كلب صغير الى الغرفة التي يجلسون فيهاء وأخذ يلحس أرجل بعض الجالسين» أحدهم إصفر وجهه‬
‫للتووبدأ يرتجف ويصرخ قائال ‪« ٠‬ابعدوا هذا الكلب عني» واذا أردنا أن نترجم هذه الحادثة بلغة علم النفس أي منبهء استجابة‪.‬‬
‫فإن دخول الكلب الى الغرفة هو بمثابة منبه» ورد فعل الرجل هو استجابة أى‬

‫استجابة رد فعل الرجل احج‬

‫المنبه وهو الكلب الذي كان فقط يلعق بلسانه األرجل» ولكن لو كان الكلب يفا عدوانيا ً ودخل الغرفة وأخذ يبر على الجالسين فإن‬
‫‪ :‬صراخ الرجل «ابعدوا عني هذا الكلب» يكون منطقيا وله ما يبرره أي‬

‫االستجابة الخوف أد‬


‫‪o‬‬
‫نالحظ هنا أننا أدخلنا بين المنبه واالستجابة عنصرا ً جديدا ً هو بمثابة الجسر الذي يصل بن طرفي أال وهو الصورة الذهنية واالدراك‬
‫الذى يتضس تقويم الموقف والتوقعات والذي يؤدي الى االستجابة التخوفية » فالمنبه وهو الكلب المتوحش لم يثر رد الفعل التخوفي‬
‫(أي االستجابة) ولك الصورة الذهنية الوسيطية هى التى خلقت االستجابة التخوفية ‪0‬‬
‫اآلن لمنظر الى الموقف من زاوية اداركية أخرى» ولنفترض أن كلب على درجة كبيرة مس التوحش واالفتراس محتجز في قفص‬
‫حديدي» ترى‪ :‬هل أن المنبه ‪ -‬وهو كلب مفترس ‪ -‬يستمر بإثارة رد فعل تخوني‪ .‬أي نفس االستجابة السابقة؟ الجواب كال‬
‫طبعا ً مالم يكن الفرد الذي ينظر الى هذا الكلب المحجوز بامكانه االنفالت من القفص والهروب منه‬
‫إن النقاط السالفة الذكر التي أتينا على ذكرها تبدو على غاية األعمية‪ .‬فالرباط المفقود بين المنبهات المختلفة واالستجابات المقابلة‬
‫لما هو في الواقع الصور الذهنية الوسيطية‪ .‬أي التخيل الذي تثيره المنبهات والذي هو نتاج التفكير الذي يتضس تقويم هذه‬
‫المنبهات مس حيت الخطورة أو األمان «التهديد» الذي تعرض له الفرد في مثالنا السابق وتوقعاته ازاء سلوك الكلب وس خالل‬
‫تحليل سلوكه التخوفي ازاء الكلب الوديع الذي لم يظهر أي سلوك عدواني نحو الجالسين في الغرفة‪ ,‬يتضح لنا أن صورة الكلب‬
‫في ذهنه أنه سيعضه وينقض عليه ليهتك ويمزق بنطاله وأكثر مس ذلك يتصور أنه سيعضه ويحدث في‬
‫‪o‬‬
‫جسمه جروحا ً قد تكون خطرة تحتاج الى رعاية طبية» وأن هذا التخوف يعود الى اشتراط سلبي سبق وتعرض له هذا الرجل‬
‫عندما عضه كلب صغير وأحدث له ان التهابيا ً استوجب عالجه‪ .‬وهكذا فإن الكثير من ارتباطات االستجابة مع المنبهات تبدو لنا‬
‫غير قابلة للتفسير مالم نعرف وندرك التخيل الوسيطي الذي يعطي التفسير الواضح الهذه العالقة القائمة بين المنبه واالستجابة‬
‫استجابة تخيل وسيطي منبه‬
‫سك ي ‪.‬وح‬
‫وهكذا يمكننا القول أن كل حادثة تتحول الى أفكار وصور ذهنية وأن كل شىء نخبره يكون موجودا ً في ذهننا ويبدي تأثيرات على‬
‫سلوكنا اال كدالك فإن معتقداتنا تسيطر على استجاباتنا وتوجهها ومنذ آالف السنیںء قال الفيلسوف اإلغريقى ‪5‬دءءءام‪ 5‬في هذا‬
‫الصدد‪۰ :‬‬
‫إن الذي يشوش أذهان الناس ليست الحوادث ذاتها ولكن مدركاتهم وتفكيرهم لهذه الحوادث فعندما نكون مضطرين» معوقين» أو «‬
‫مكروبين» من السخف أن نلوم اآلخرين ونلقي اللوم عليهم» ألن تفكيرنا واحكامنا هي المسئولة ع هذه السلبيات أي أن نلوم‬
‫»أنفسنا‬
‫انه لما يدعو للدهشة أن ادراك المالحظات الفذة الالمعة في أهمية التخيالت الوسيطية التي ذكرناهاء جاءت على لسان ابيقتيطس‬
‫كنااءاءنم‪ 5‬في القرن األول الميالدي» وهذه المالحظات تشكل حجر‬
‫‪o٤‬‬
‫العالجية النفسية المشتقة من ‪ Rationa! Thinking‬الزاوية في نظرية البرت أليس الشهيرة المسماة نظرية التفكير العقالني‬
‫مالحظات ذلك الفيلسوف اإلاغريقي‪ .‬وألبرت أليس اليوم هو صاحب المدرسة العالجية المسماة مؤسسة الدراسات المتقدمة للعالج‬
‫العقالني واالنفعالي في مدينة نيويورك‬
‫إن األحكام العقالنية ‪5‬ا‪#‬عمولن‪ 3‬التي أشار اليها ابيقتيطس قد وضحها وفصلها الدكتور البرت اليس فوجد فيها أن الكالم مع الذات‬
‫هو الذي يوجه هذه األحكام العقالنية من أحكام خاطئة أو أحكام صائبة » أي بتعبير آخر ان ما تتكلمه مع ذاتك من أحاديث هو‬
‫الذي يوجه مدركاتك وصور أفكارك الذهنية ومعتقداتك‪ .‬ويكمن العالج المعرفي االدراكي ‪1‬م‪ 1652‬ع«نازمعه‪ 00‬في تبديل الحديث‬
‫مع الذات السلبي الى أحاديث ايجابية بغية تبديل المعتقد الذي يوجه السلوك‪ .‬وأن اإلضطراب النفسي مرده الى الحديث السلبي‬
‫مع الذات‪« .‬أنا انسان بائس »» «ال أستطيع أن أواجه مشكالتي الحياتية»» «المخدر هو جزء س استقراري النفضسى» وغيرذلك‪.‬‬
‫‪«» .‬يتعذر علي ايقاف المخدر ألنه يفقدن یادن النفسية‬
‫أما األستاذ الطبيب السيكاتري (النفسي) آرون بيك”‪2108‬م )‪ 8‬من جامعة بنسلفينيا ‪ -‬كلية الطب البشري ‪ -‬فيلح على أهمية‬
‫األفكار السريعة أو الصور الوسيطية الكائنة بين المنبهات (الحوادث)‬
‫‪1 Aaron Beck. M. D. (1980) Feeling Good , the new mood therapy. New Amarican‬‬
‫‪Library.‬‬

‫‪o0‬‬
‫‪.‬وردود األفعال‬
‫والحق يقال‪ .‬ان كثيرا ً من العلماء النفسيين اليوم يتفقون على أن تقلبات األهواء التي يصعب تعليلها والتنبٌؤ بها ‪65‬ندوة‪ 7‬في‬
‫السلوك االنساني لم تعد بحاجة الى النظر اليها وتعليلها على أساس العقد النفسية الالشعورية والقوى الديناميكية الداخلية المختبئة‬
‫المكبوتة في الالشعور والرقابة الشعورية الحارسة «مصعل» أو حتى المنعكسات االشراطية بل على أساس الصور الذهنية التخيلية‬
‫المليئة باألفكار‪ .‬والقيم والمواقف والمعتقدات‪ .‬فالنظرية السلوكية التخيلية الحديثة في تعليل ماذهبنا اليه تتلخص بكلمة بسيطة ولكن‬
‫تعرف على الصور الذهنية تفهم‬ ‫ّ‬ ‫مدلوها هام جداًء فيقلب كل النظريات النفسية الديناميكية رأسا ً على عقب» هذه الكلمة هي‬
‫السلوك‪ .‬بل أكثر من ذلك أوجد الصور واذا رغبت فستكون قادرا في معظم األحيان على تبديل المشاعر والسلوك فهذه المكتشفات‬
‫الهائلة األهمية تضع أيدينا على منابع اإلضطراب النفسي وطرق شفائه من خالل تبديل الصور الذهنية أي عالج اعادة تركيب البنية‬
‫وأن تبديل الحديث مع الذات هو بدوره الذي يبديل تلك ‪ Congnitive Restructuring Therapy‬المصرفية االدراكية‬
‫‪ .‬الصور الذهنية‬
‫وقبل أن نلفت الى شرح التمارين والتدريبات النوعية وعرض شواهد وحاالت خاصة التي تظهر كيف أن استخدام التخيل واالستعانة‬
‫به يمكننا من ازالة مختلف االضطرابات االنفعالية والنفسية بحس بنا أن نفصل بإسهاب العمليات التخيلية وهذا ما سنعالجه في‬
‫‪.‬الفصل الثالث من مختلف الوجوه‬
‫كه‬
‫الفصل الشثالث‬
‫تقنيات اغناء القوى التخيلية وزيادتما‬
‫أتخمنا العالمة فرويد بسيل هائل من المعلومات عن الالشعور ردوره االم والخطير في الحياة النفسية س مرض وصحة‪ .,‬وعن‬
‫القوى الخفية ‪14‬ناءء‪ ©0‬القابعة تحت مستوى الوعى والشعور وطبقا للنظرية النفسية ‪ -‬الديناميكية التحليلية (أي ا هناك دوامة‬
‫من النشاط الصادر عما تحت الشعور ونامء‪6208‬ا‪ 5‬الممتد داخل الظالم (الالشعور) يصل هذا النشاط الى الشعور أو الذهن!‪Whi‬‬
‫وبالتالي هيمن على كثير من تصرفاتنا السلوكية ومشاعرنا واستنادا الى هذا االفتراض الفرويدي فإن كثيرا ً ص الشاغلين أتباع المدرسة‬
‫التحليلية الفرويدية يعتقدون أننا ضحايا الدوافع المكبوتة في أعماق الذات والطاقات الخفية المتوارية فيه والتي تتحكم وتسيطر على‬
‫‪.‬أفعالنا وسلوكياتنا‬
‫إن أصحاب النظريات الذين ينتمون الى المدرسة التحليلية األيتامكة واللزيدية اعدا كيرا داك الالشعون وا اررق حياتنا السلوكية‬
‫والعاطفية نادرأ ما يرون األشياء كماهي في الواقع‪ ,‬أو يفسرونها على حقيقتها‬
‫اذ يؤولون كل شيء يرتبط بالتفاعل الذاتي بكونه جرد ترميز لشيء أساسي وجوهري من نتاج القوى الخفية الالشعورية المكبوتة‪.‬‬
‫فالفخر هو كراهية مقلوبة والفرح هو حزن منزاح» ويرون في االبداع‬
‫اه‪/‬‬
‫مظهر د تصعيد جنسي في جذوره األصلية‪ .‬والطموح هو فرط تعويض عن مركب النقص وهكذا‬
‫والسؤال الذي يتبادر الى ذهننا هو؛ الذا لحأ كثير مس هؤالء أصحاب النظريات الى هذه التفسيرات والتأويالت المعقدة المحيرة‬
‫المليئة بالفحوص واأللغاز للسلوك البشري ؟‬
‫لعل جزءآ مس الجواب على هذا التساؤل يكمن في حقيقة كون الكائنات االنسانية هي ‪ 5‬طبيعتها تميل الى حل المشكلةء وتجد‬
‫المتعة كل المتعة في ارتياد األشياء المعقدة وتحديها وليس الظواهر البسيطة‬
‫اذن واذا كان هذا الميل البشري في التنقيب عن األمور المعقدة دغية حلهاء فكيف بإمكاننا وا حالة هذه أن نسير ونهيمن على‬
‫شىء مثل تعقيد العقل البشري بوسائل مباشرة‪ .‬وأدوات سهلة الفهم؟‬
‫إن األبحاث الحديثة بدون لحوئها الى تحدي تعقدات الدماغ والنفس» و حيلهما التي ال تفسر ‪ ٤‬تمكنت مع ذلك من | لكشف‬
‫عن كثير ص الحقائق غير المعقدة» عص سيكولوجية االنسان‬
‫هناك كثير من البشر ال يدركون أننا جميعا ً نفكر بالمستويات اللفظية وغير اللفظية › وعندما نستقطب تفكيرنا في موضوعات هامة‬
‫‪.‬نجد أن سلسلة كبيرة من الصور الذهنية والتخيالت ترافق عواطفنا وتنصب فيها ولكي تؤمن باذهبنا اليه اختبر ذاتك بالتالي‬
‫كدر بكل شيء يجعلك مسرورا وفرحا ً» خذ بعض الوقت‪ .‬ضع جانبا ولعدة دقائق هذا الكتاب الذي أنت تقرؤه اآلنء وتخيل‬
‫‪0۸‬‬
‫‪ .‬المواقف أو الحوادث التي تجلب لك السعادة والحبور والطمأنينة والراحة‬
‫بعد أن تركز على هذه التخيالت المترابطة السارة حول تخيالتك وصورك الذهنية نحو أشياء مزعجة مكربة‪ .‬ماهي األشياء التي‬
‫تقودك نحو شعور االكتئاب واالنقباض؟ ‪١‬‬
‫اآلن حاول أن تفكر بأي شيء يثير جنونك وغضبك ماهي طبيعة األشياء التي تقودك الى الشعور بالغضب والعدوان والميل الى‬
‫االنتقام ؟ وأخيرا ‪:‬فك باألشنياء التي يالك تعن خانفا ً ماهي المنبهات التي تجعلك خائفا ً ‪ -‬قلقا؟‬
‫اآلن لنفحص ماذا جرى وحدث خالل ممارستك للتمرين الذي ذكرناه هل كنت حقا ً تفكر فقط بالكلمات وبالجمل؟ هل هناك أية صور‬
‫أو تخيالت لمعت ‪ 5‬ذهنك وشعورك؟‬
‫إن معظم الناس ال يجدون أية صعوبة في ادراك أنه عند ممارسة مشاعر واحساسات هامة‪ .‬تبرز الى ساحة الشعور سلسلة من‬
‫التخيالت أو الصور الذهنية‪ .‬ومع كل ذلك نجد أن أهمية قوة التخيل العقلي ال تؤخذ بعيں االعتبار من قبل كثير من علماء النفس‬
‫وأطباء النفس› فنادرا ً ما يدركون أن كثيرا ً من التخيلالت تسبب االضطرابات النفسية واالنفعالية» ولعل األكثر أهمية أن ثمة س ا‬
‫معا لحي النفسيين يظلون في جهل من أن االستخدام االرادي والمدبر لتخيالت نوعية غالبا ً ما تبرهن على أنها المفتاح الذي يفك‬
‫‪.‬األلغاز ويفتح الطريق نحو حل المشكالت المحيرة (أنظر الفصل األول)‬
‫ه‪8‬‬
‫فالتخيل بحق يفتح على مصراعيه واحدا ً من أبواب المیادیں األكثر قوة في الشخصية الزالة التوترات والشدات اليومية التي ال بحصى‬
‫‪.‬عددهاء كا وأن التخيل يمدنا باالداة الفعالة الناجعة لخلق تقرب عقالني منطقي لعالج كثير س المشكالت المختلفة‬
‫‪ - ١:‬التخيالت (الصور الذهنية) والخوف‬
‫كما ذكرنا في مطلع هذا الكتاب سنعتمد على األمثلة والقصص الواقعية من حاالت ومشاهدات عالجية كيا نضع القارىء في أوضح‬
‫‪.‬صور عن ميم ما نشرحه ونأتي على ذكره‬
‫رجل أعمال عمره ‪ ”4‬سنة متزوج وينعم بحياة أسرية سعيدة» وبعمل مربح وفير العائدات والدخل‪ .‬اال أنه خالل العشر سنوات‬
‫الماضية من تاريخ مراجعته للمعالج السلوكي النفسي بدا رفا عورا اذا ما حاول عبور الجسور أو قيادة سيارته عير األنفاق تحت‬
‫األرض أو عبر الحبالء وکل ما يتذكر وتسعفه مخيلته أن هذا الخوف يعزوه الى قصص خيالية مرعبة» مخيفة سمعها عندما كان‬
‫ولدا ً صغيرا ً‬
‫ظهر خوفه في أعقاب موت أحد معارفه عندما جنحت سيارته نحو طرف الجسر وكانت هناك الحادثة المروعة موضوع الصحافة‬
‫‪.‬اليومية وقتئذ‬
‫›كان يترتب على هذا المريض بفعل ظروف عمله» وهو من سكان مدينة يوجيرسى أن يسافر من هذه المدينة الى مدينة نيويورك‬
‫يتعين عليه كيم| يعبر نهر هودسون أن يدخل نفقا ً أو يعبر جسرا ً‪Es‬‬
‫في بعض الناسبات كان يسافر بواسطة الحافلة أو القطار وخالل هذه الرحالت وبعبوره النفق أو قطعه الجسر كان يشعر أنه البد وأن‬
‫يموت بنوبة قلبية ص جزعه‪ .‬وتنفسه يكاد يتوقف‪ .‬أما مسألة قيادة السيارة بنفسه فكانت خارجة عن تفكيره على اإلطالق» وعندما‬
‫سأله المعالج عن السبب أجابه ع نوبة الخوف الشديدة التي تنتابه خالل عبوره النفق أو الجسر (حالة رهاب) ولك ال جد أي‬
‫سبب في نفسه لهذا الخوف المرضي الشديد (نتاج أعمال وأبحاث الدكتور بيك ع‪ 8‬أظهرت أن ادراك الفرد لفرص تعرضه للكارئة‬
‫‪.‬يتزايد تزايدا دراماتيكيا عندما يقترب الفرد س موضوع خوفه ورهابه)‬
‫عندما طلب منه المعالج أن يتخيل وجوده على الجسر أو داخل النفق تخيال حيا ً وبكل احساساته وبواقعية وكأنه في هذا المكان»‬
‫وجد المريض صعوبة يالك بل وقاوم الفكرة المطروحة عليه‪ .‬ولک بعد مناقشة مطولة نسبيا ً معه وتدريجبا ً سمح لنفسه االمتثال لطلب‬
‫المعالج فتخيل المطلوب‪ .‬وجاهد كي) يكون التخيل واضحاء فاتضح في خياله الحسر أو النفق بمزيد س الوضوح»› ولكن سرعاں‬
‫ما غاب هذا الوضوح في خياله للمنظرين المتخيلينء فأفاد التالي «تخيلت أن أستطيع سماع قعقعة غريبة» تنامى الصوت أكبر‬
‫فأكبرء وس ثم فجأة كان هناك تمايل في الجسر خيف وبعدها أخذ تخيلي يزيد مس خداعه حيث تداعى الجسر وانهار (أو النفق)‬
‫فاختفى الصوت الذي‬
‫‪5١‬‬
‫»كنت أسمغة‪ +‬ورغم نحطم ا بالحديد وبالبنايات فيه» فقد كان كل شيء خيفا ً ولكن هادئا ً صامتا ً‬
‫في المرة الثانية من تخيله توالى على ذهنه سيل من الصور بصورة آلية» ومن ضمنها صور اختناق وانغمار ماء‬
‫وبالطبع هذه الور اة الى ‪:‬برت ق غيلة المريض دل داللة واضحة على اآلليات وراء رهابه» فأي فرد يعاني مثل هذه الصور‬
‫المخيفة البد وأن يتجنب المواقف التي تثير مثل هذه المخاوف «في الفصل الخامس سنشرح طرق تبديل هذه الصور المخيفة التي‬
‫»تخلق أنواعا ال نهاية ها من المخاوف النوعية‬
‫أين تختزن الصور الذهنية؟ ‪> -‬‬
‫تتصل أنسجة الدماغ (افتراضا ً) بكمبيوتر على درجة كبيرة من الديناميكية والتعقيد‪ .‬ویکں أن نقول ‪ 26‬ان في هذا الدماغ عدة‬
‫الالت تصوير تصور دوسا و وتسجل أنواعا مختلفة من الصور سوداء وبيضاء‪ .‬ملونة‪ .‬وشرائح اضافة الى صور متحركة (أفالم) مليئة‬
‫بمسالك ودروب صوتية ‪ 158015‬فهذه الصور الذهنية تختزن في «ألبومات» و «مكتبات» مختلفة كائنة في هذا الدماغ‪ .‬وتنبش‬
‫وتستدعى هذه الصور من أمكنتها المصنفة بدقة والمختزنة ألغراض واستخدامات مفيدة لصاحبها أو بالعكس لغير صالحه» وأن الداللة‬
‫العلمية التي تبين لنا الطريقة الدراماتيكية التي يلجأ اليها الدماغ في عملية اختزانه لالحساسات المختلفة بشكل ذكريات في صور‬
‫»ذهنية‬
‫‪"7‬‬
‫اضافة الى صور سمعية وبصرية‪ .‬هذه األدلة أتتنا من المعطيات الجراحية المنفذة على أقسام الدماغ وتخصصاتهء اذ یکن أل نبضغ‬
‫الدماغ أو قشره بدون حدوث أي ألم ونعمد الى التخدير الموضعي عند فتح الدماغ لتجنب حدوث األلم قبل المباشرة بالعمل‬
‫الجراحي على المخ‪ .‬وخالل تنفيذ الكثير مس العمليات الجراحية الدماغية يبقى المريض واعيا صاحيا‬
‫لقد قام الدكتور الجراح العصبي ويلدر بنفيلد «الواليات المتحدة» األمريكية خالل مداخلته الجراحية على بعض مرضى مرض الصرع‬
‫لتخفيف بعض أنواع اإلضطراب الصرعي‪ .‬بتنبيه بعض اجزاء الدماغ بواسطة تيار كهربائي خفيف آلثارة وايقاظ صور ذهنية لخبرات‬
‫ماضية» وكانت هذه الصور بصرية وسمعية أو اإلثنتى معاء والصور ذاتها كانت تثار وتستدعى من مراكز خزنها مرارا ً وتكرارا بتنبيه‬
‫المركز نفسه كهربائيا ًء وبعض المراكز المثارة في أجزاء الدماغ كانت تنتج صورا ً سمعية كسماع موسيقي أو رؤية لمعات ضوئية‪,‬‬
‫ومناطق أخرى من قشر الدماغء عند اثارتهاء كانت تنتج مزيجا ً من الصور الذهنية المختلفة (المرضى هنا في حالة وعي» ويتكلمون‬
‫عا ترد الى أذهاهم من صور في أعقاب هذا التنبيه)‬
‫لحن االك الدسافية به عد مر هة اول لماكل ا اة أفادت سماع صوت أم تنادي ابنهاء وأضافت أن هذه الذكرى تعود الى عدة‬
‫سنوات خحلت» وفي كل مرة كانت تثار هذه النقطة ىس الدماغ تسمع هذه المرأة هذا الصوت مع مزيد مس األشياء المتعلقة‬
‫‪1۳‬‬
‫والمترابطة مع الصوت (هذا أمر هام جدا ً في موضوع التخيل واالخاح على توضيح الصور التخيلية مرة تلو األخرى إلثارة ماوراء‬
‫الصور المتخيلة ألمور تكون سبب مشكلة المريض)‪ .‬وقد أضافت هذه المرأة المزيد على الصور الذهنية األولى «صوت أم تنادي‬
‫ولدها» عند توالي اثارة هذه المنطقة كهربائيا ً‪ .‬وعندما تمت اثارة نقاط مختلفة من الدماغ تذكرت هذه المرأة المريضة خالل‬
‫المداخلة الجراحية على دماغها وهي واعية صاحية صورا ً ذهنية أخرى رؤية قاطرة‪ .‬مشاهدة مسرحية‪ .‬وذكريات أخرى عديدة ترتبط‬
‫‪ .‬بمكتب كانت تشتغل به على آلة اخحتزال‬
‫وهكذا نرى كيف أن الناس واألماكن والمشاهد والحوادث وأشياء شخصية ال تحصى يتم تصويرها واختزانها وتصنيفها بطريقة ما في‬
‫تالفيف قشر الدماغ‪ ,‬وان كار كهربائيا ضعيف الْقَوة (منبه) ننبه فيه بعض المراكز في القشر يكون كافيا ً إلثارة صور عشوائية»‬
‫‪.‬ومالبين أخرى من المنبهات أيضا تفعل هذا الفعل‬
‫إن كلمة «أحمر» أو الجملة «يوم صيفي حار» أو قول مع الذات «فكر بالفيلة» هذه المنبهات تثير عندك وعند غيرك الكثير من‬
‫‪.‬الصور الذهنية عندما تفكر بهذه المنبهات لفترة وجيزة‬
‫هناك كا يتضح لنا اذن آالف س الصور الذهنية العشوائية المترابطة التي تستدعي حالما يحرصها منبه معين من مكان اختزانها‬
‫وتصنيفها في الذاكرة الموجودة في قشر الدماغ وأن الصورة الهامة يمكن اثارتها بسهولة‬
‫‪"5‬‬
‫مغال فكر بوجه أخيك‪ .‬حاول أن تتخيل وجهه بأوضح ما يمك أن تقدر على ذلك فإذا ما امعنت ذهنك وركزت انتباهك ترکیزا‬
‫شديدا ً تجد العديد من الصور الذهنية والمشاعر وسيال من الترابطات والتداعيات تجتاح ذهنك» وستأتي في طيات هذا الكتاب على‬
‫شرح الصور المفيدة ذات المعاني العديدة» وسنعلمك كيف تستحضرها وتسخرها لمنفعتك‬
‫خالل السنوات العشر الماضية ءا من عام ‪۱۹۸۷‬م» ظهرت دراسات جديدة عمالقة تجريبية‪ ».‬خاصة بوظائف الدماغ ونقصد نصف‬
‫كرة الدماغ األيمن واأليسر‪ .‬وقد اتضح فيها أن كل نصف كرة يسيطر على النصف اآلخر المعاكس من الجسم وف الوقت الذي‬
‫يسيطر فيه النصف األيسر من الدماغ على الجانب األيمن من الجسم فهو في الوقت نفسه أي النصف األيسر مسئول عن التفكير‬
‫المنطقي ونشاط الكالم اللفظي‪ .‬والقراءة والكتابة والتنظيم التتابعي» والعمليات التحليلية كذلك فإن نصف الكرة األيسر للدماغ ضليع‬
‫‪.‬في التفكير المنطقي والمنظم ويضع المعلومات الواحدة بعد األخرى‬
‫أما نصف الدماغ األيمى فهو على عكس ذلك تماما ً فباإلضافة الى وظيفته في السيطرة ‪#‬عل النضف ار و نسم و و فهم الصو‬
‫البضرية» ‪:‬وهو لس طف أو جانا ولكته يعم بطريقة اتصالية‪ .‬متزامنة وهو حدسى » عاطفي وينخرط في العالقات المكانية الحيزية‬
‫‪86121‬م‪١ 5‬‬
‫‪56‬‬
‫يتمتعون بنمو ممتاز في عمليات نصف كرة الدماغ األيمن‪ ,‬اال أن السيكولوجيين في الحاحاتهم على عمليات المنبهات واالستجابات‬
‫التي هي من خصائص وظيفة نصف كرة الدماغ األيسر يجعلهم بهملون ‪ 58‬كرة الدماغ األيمن‬
‫وس ناحية‪ .‬أخرى ان التمارين اإلرادية للتخيل تبدو الطريقة السهلة والمباشرة لخلق توازن أفضل وانسجام بين نصف كرة الدماغ‬
‫األيسر واألیں وانطالقا من هذا االفتراض سنستعرض بعض تمارين التخيل التي يصفها السيكولوجيون لتحقيق ما نسميه باإلنسجام السات‬
‫أو الذهني في الوظائف‪ .‬وبالطبع بإمكانك اا القارىء أن تجرمها بنفسك‪ .‬ومن ثم تالحظ مدى الفائدة التي تعود عليك في مساعدتك‬
‫على تحقيق هدوء وسكينة في نفسك‪ .‬وزيادة طاقتك‬
‫۔ تمارين تحسیں تزامن وظائف الدماغ )‪ :‬نصفي كرةالدماغ) أ التمرين األول السبورة أو اللوح ‪۳‬‬
‫اجلس جلسة مريحة في مكان هادىء‪ .‬خذ عدة تنفسات عميقة وبطيئة واسترخ › أغمض عينيك وتخيل لوحا أسود (سبورة) وأنت‬
‫تكتب عليه الحرف «أ» أضف عليه الحرف «ب» واستمر بإضافة حروف أخرى‪ .‬وأن بعض الناس يأتون على كتابة جميع الحروف‬
‫األبجدية ذه الطريقة أنظر الى حد تستطيع اضافة الحروف‬
‫األبجدية‪ .‬وأنت تضيف تلك الحروف ماذا حدث؟ أال تجد أن‬
‫‪55‬‬
‫بعضها يغيب ويذهب بعيدا ً! ! أال تصبح ضبابيا ً؟ عاين نموذجك وفي كل مرة تمارس هذا التمرين حاول أن تحصل على وضوح‬
‫‪.‬أكبر في تخيل الحروف‪ .‬مارس هذا التمرين التخيلي لمدة خمس دقائق يوميا ب ‪ -‬التمرش الثاني‪ .‬المصباح الكهربائي المضيء‬
‫أغمض عينيك وتخيل مصباحا ً كهربائيا ً ضعيف الضياءء موجودا ً أمامك» أمعن النظرية وركز تخيلك عليه الحظ اذا كان في مقدورك‬
‫ضياء ومن ثم باهتا ً في خيالك انتقل من الضياء الى النور الضعيف‪ .‬تيل اآلن النور وهو يزداد قوة وضياء‪ .‬الحل‬ ‫ً‬ ‫جعل نوره أكثر‬
‫اذا كنت تستطيع جعله ساطعا ً جدا ً بحيث يضيء كل شيء حوله» ومن ثم تدريجيا ً اجعل هذا النور يضعف ويخفت حتى يصل الى‬
‫نور ضعيف جدأ منتصب أمام ناظريك» مارس هذا التمرين لمدة خمس دقائق يوميا جد ارين الثالك تيل شيا جرا بكو فق الط‬
‫انتق أي شىء موجود في بيتك وفي متناول يدك «حجر» تفاحة» قلم» ا أي شيء آخر وهكذا» وركز انتباهك عليه کا ورا فور‬
‫مباشرة حتى تصبح مدركا ً تفصيالته‪ .‬اآلن أغمض عينيك وتخيله تماما بالصورة والوضعية التي كنت عليها عندما كنت تنظر اليه‬
‫بإمعان قبل اغماض العينبى» تخيله بوضوح تام بالقدر الذي تستطيع» ادرس وتذكر تفاصيله» استمر في تخيلهء اآلن افتح عينيك‪.‬‬
‫عايش مرة ثانية الشيء كا هو موجود في الواقم قارن الشيء كما يبدو في الواقع وتفاصيله مع الصورة التي تخيلها والتي تمثل‬
‫‪۹۷‬‬
‫هذا الشيء‪ .‬والحظ الفروق بين االثنين (الواقعي والمتخيل) عاين تفاصيل الثىء الواقعي (والحظ التفاصيل التي غابت عن تخيلها‪.‬‬
‫أغلق عينيك مرة ثانية وأعد الكرة بتخيل هذا الشىء وبشكل خاص التفاصيل التي فاتك تيلها‬
‫د التمرين الرابع‪ :‬تخيل شاطىء بحر‬
‫استرخ وفق التعليمات الواردة في ملحق هذا الكتاب وأنت على مقعد مريح مجهز بمسندين‪ .‬لليدين» أغلق عينيك وتخيل ذاتك «‬
‫موجودة على شاطىء هادىء ي يوم من دای أنث تلب اليشة السباحة وتجوب ذهابا وإيابا على هذا الشاطىء الجميل الرمليء»‬
‫استشعر بدفء الرمل في قدميك وبدفء الشمس الظريف السار خذ تنفسا ً عميقا ً وشم هواء البحر العليل» تركز تخيلك على أشعة‬
‫الشمس ثانية التي تعكس نورها على أمواج البحر الحادئة بزرقتها الجميلة‪ .‬أنت تقرر السير لترطيب قدميك في الماء‪ .‬ماء البحر‬
‫يداعب كاحليك ويرطبها ويبردهماء تحسس النسيم اللطيف وهو يمس رجليك فيزيدهما تبريدا وتلطيفا‬
‫ركز خيلك على لمسات النسيم وهو يلفح جلدك ويجلله بغطاء شفاف من البرودة وكأن تيارا ً هوائيا ً لطيفا ً من مكيف هواء يطوف‬
‫حول جلد ليرطبه وينعشه‪ .‬طائر النورس يحلق فوق رأسك» ويضرب بجناحيه الجميليس الطويلين المواء في جهد للطيران» تخيل‬
‫هذا المنظر الجميل بكل أحاسيسك» هناك على مسافة ميل س‬
‫‪54‬‬
‫الشاطىء جزيرة صغيرة (برزخ ضس البحر ممتد في اليابسة) تبدو خضراء جميلة‪ .‬تنعم بهذا المنظر الجميل الذي يخلع عليك‬
‫الراحة والهدوء والطمأنينة واالاسترخاء والشعور بالوحدة المادئة وات تتصل ا لط اة اى ت ا اتسين تنظ الى ال فتتحول الى زبد‬
‫بخرج ويزيد ثم ينحسر مرة ثانية الى الداخل ليحرك الرمل والحصى ويراقصهما تخيل هذه الحركة الساحرة المتناوبة لألمواج وهي‬
‫تنكسر على شاطىء البحر الرمليء تخيل أضواء الشمس وهي را عن بطم البح وكانيا تدرف ن ترا د وه‬
‫»يضفی هدا المنظر على نفسك الهدوء» واالاسترخاءء والراحة» واألس والسعادة» استشعر بكل هذه المشاعر بكل احاسيسك‬
‫انتهى التخيا التمريني‬
‫بالطبع ال توجد حتى اآلن دراسات تجريبية مقارنة تثبت أن التمارين التخيلية التي ذكرناها تحسن التناغم واالنسجام الوظيفيين بن‬
‫نصفي كرة الدماغ‪ .‬ولك في اعتقاد معظم عالء النفس السلوكيين السريريين والمعالجين في القطاع النفسي السلوكي وأيضا ً عالء‬
‫النظريات النفسية أن التمارين التخيلية التي ذكرناها ها فوائد حمة عالجية ألنها تشر االستجابات االسترخائية» وتختزن الطاقة البدنية‬
‫وتحسنها وتثبط كل ارتكاسات التوتر على المستوى النفسي والفسيولوجي وفي احصائيات عالجية لألستاذ الدكتور أرنولد‬
‫‪14‬‬
‫الزاروس”" اتضح له من خالل ممارساته العالجية السلوكية الكبيرة أن التمرينين رقم ‪ ۳‬و ‪ ٤‬يخلقان عند المرضى الذين مارسوهما‬
‫الهدوء والسكينة واالسترخاء‪ .‬بينا التمرينان األول والثاني يحسنان عند المرضى الحس بالسيطرة الذاتية والثقة بالنفس‪ .‬إن مؤلف هذا‬
‫الكتاب يؤيد ما ذهب اليه الدكتور أرنولد الزاروس حيث وجد النتائج ذاتها في ممارسته العالجية السريرية» وبشكل خاص التمرين‬
‫التخيلي الرابع حيث كان األداة الفعالة في تحقيق االسترخاء النفسي المطلوب عند معظم المرضى الذين عولجوا من قله غاا سا‬
‫ومساء) ولفترة أسبوع‬
‫ً‬ ‫ارس التماريى المذكورة أعاله بمحدل مرتين يوميا ً وبخاصة التمرينين الثالث والرابع ولدة عشر دقائق (صباحا ً‬
‫‪.‬على األقل‪ .‬والحظ الى أي حد تحدث التمارين التبدل السلوكي الرامي الى تحقيق االستجابة االسترخائية‬
‫ومهذه المناسبة ان استخدام التخيل كوسلية عالجية ليس بدعة جديدة في ميدان العالج النفضسي» فلقد طبقه الممارسون العالجيون‬
‫النفسيون الفرنسيون واأللمان واإليطاليون خالل العشرين سنة المنصرمة بنجاح كبيرء وأن األستاذ العالمة النضسي ال ب السويسري‬
‫استخدم تعبير «التخيل النشيط» استخداما ً اا حيث كان مرضاه يمارسون اعادة أحالمهم النوعية التي شاهدوها ‪ .‬بتصنيعها ‪[un‬‬
‫‪.‬مرة ثانية بواسطة التخيل في غرفة العالج‬
‫‪1 Lazarus, A. (1987). The power of imagery pergamon press, New- York.‬‬
‫‪7‬‬
‫في الماضي أظهر المعالجون النفسيون األوروبيون اهتماما ً أكبر من المعالجين النفسيين األمريكان في التقنيات التخيلية العالجية اآل‬
‫أن األمريكان اليوم يثيرون بعثا ً جديدا ً ومتطورا ً للعالج التخيلي وأن معظم التقنيات التي سنأتي على ذكرها أو وردت في هذا الكتاب‬
‫‪ .‬تطبق على نطاق واسع في الممارسات العالجية النفسية في الواليات المتحدة األمريكية‬
‫من جهة أخرى البد لنا أن نؤكد على أهمية التخيل الحي المقترن بإشراك جميع االحساسات وتمثل الموقف التخيلي وكأنه واقع‬
‫وذلك في خالل ممارسة التقنيات التخيلية والتمارين‪ .‬المرتبطة بهاء فبعض الناس ال يجدون صعوبة وال حرجا ً في تخيل المواقف‬
‫المطلوبة منهم أو اجراء التمارين التخيلية التي ذكرناهاء بين آخرون يواجهون صعوبة في تخيل األشياء ل الواقع ولو لفترة سط وأكر‬
‫من ذلك جد اتشخاضا يعارئون ارال الصورة األضلية لفترة من الزمن» ومن ثم يتخيلونها وكأنها ماثلة أمامهم على لوحة أو شاشة الى‬
‫حائط‪( .‬يسقطون الصورة المتخيلة على الحائط) وس ثم يتصرفون وكأنهم يرونها حقيقة بوصف تفاصيلها‬
‫إن هذا النوع س الوضوح التصويري (الفوتوغرافي) يسمى بالتخيل لمستحضر الصور ‪ 61061017038657‬وهو شائع عند األطفال‬
‫‪ .‬خاصة‪ .‬ونادر عند الكبار وننبه الى أنه كلما كانت الصورة الذهنية واضحة المعالمء كانت النتائج المتوخاة المرجوة أفضل‬
‫أعود اليك أبها القارىء طلما أن هذا الكتاب هو لتدريبك على‪.‬‬
‫‪۷١‬‬
‫تقنيات التخيل بدون عون معالج‪ .‬فأطلب منك أن تتخيل صورة غرفة الجلوس في بيتك عندما كنت طفال تخيال واضحا يعكس‬
‫موجوداتہا» ويكون ذلك بتذكر كه كانت دو ا ارش ذاكرتك األميں في موجوداته وتفاصيله» ومثل هذا المستوى من التخيل هو كاف‬
‫وواف لألغراض التي نحن بصددها‬
‫وال يغيب عن ذهنك أن القليل جدا ً من األشخاص الذين في مقدورهم االحتفاظ بالصورة الكاملة على مستوى الذاكرة‪ .‬مثال فعندما‬
‫نتخيل سيارة فإننا نرى رفي خيالنا طبعا) المصابيح والمصدم‪ .‬واالطارات» والنوافذ الزجاجية‪ .‬وغيرها ولكن نادرا ما نتذكر جميعها‬
‫‪.‬دفعة واحدة» ولكن مع تركيزنا على تفاصيل السيارة وموجوداتها فإن األجزاء المختلفة تخطر وتغيب‬
‫تستخدم التقنيات التخيلية في كثير من الميادين الخاصة بالتدريب النفسي ومثالنا على ذلك أن معظم المدربين في ميدان الذاكرة‬
‫يعتمدون على إثارة التخيل كوسيلة عون وأداة في تذكر البنود غير المترابطةء ثم ان اخصائبي الذاكرة يستخدمون الصورة الذهنية‬
‫‪ .‬الدقيقة (أحيانا ً تكون غريبة ومقصودة)‪ .‬ببدف تسهيل تذكر األسماء والوجوه» والكلمات» واألعداد وهكذا دواليك‬
‫إن مدرب الذاكرة الشهير هاري لورين ينصح تالمذته باستحضار في ذهنهم الصورة الذهنية التي تربط الكلمات واألشياء وغيرها ببعضها‬
‫‪.‬البعض‬
‫ومن خالل استخدام تقنية الربط يستطيع الفرد أن يربط ربطا متتابعا الكثير من البنود والمواضيع وذلك بجعل عملية الترابطات غير‬
‫‪7‬‬
‫منطقية » ومضحكة بالقدر الذي يستطيعه» فهذه االرتباطات الغريبة جدا ً يك تخيلها في صور ذهنية فما اذا طلب من فرد أن يتذكر‬
‫الئحة طويلة من كلمات متقطعة غير مترابطة في المعنى مثل «سيارة» نقانق» هاتف‪ .‬فيل» حقيبة سفر‪ .‬دار وغيرها فالصورة‬
‫األول اآلنية التي عليك تخيلها كيما تستطيع تذكر الكلمات المتقطعة غير المترابطة هي صورة سيارة» معلق حبل من النقانق‪».‬‬
‫يظهر من الزجاج األمامي للسيارة» شكله مدور ملفوف مثل أسالك الهاتف»‪ .‬جميع هذه األشياء موضوعة على رأس فيل وحقيبة‬
‫سفر مربوطة على جذع الفيل» يقفا على سطح بيت‪ .‬فهذه الصورة الذهنية الكاريكاتورية الحزلية‪ ».‬يمكن تخيلها بسهولة فهذه‬
‫‪ .‬الصورة المركبة تستطيع تخيل عشرات من الكلمات واألعداد وما تريده من أشياء‬
‫وبالطبع نحن في هذا الكتاب «ال نتطرق الى مثل هذا التخيل الذاكري» فالتخيل الذي سنذكره هو ختلف تماما ذلك أن هدفنا هو‬
‫‪.‬استخدام التخيل للسيطرة على العواطف واالنفعاالت السلبية والتغلب على السلوكيات غير المرغوبة‬
‫ثم إننا سنهتم بقوة التخيل لتحسين وتطوير وتنمية المهارات االجتماعية وتحقيق السيطرة الذاتية » والتخيل من هذا القبيل هو‬
‫أسلوب ترين وممارسة ذهنية عقلية ألهداف ورغبات يطمح الفرد الى تحقيقهاء ثم من خالل اللجوء ان تكرار هذا التخيل ال هادف‬
‫‪ 8031‬اعا ( تكرار الرغبة المطلوب تحقيقها) يكن تحقيق ما يبدو متعذر المنال والوصول اليه» وأد الفصل الرابع سيصف لك هذا‬
‫العمل العالجي االم‬
‫‪Ay‬‬
‫ستخدام التخيا ‪ ٤‬تئمية الثقة بالذات واكتساب المهارة |‬
‫إن مشاهدة برامج التلفاز واألفالم هي بالشك أحد األشكال الموضوعية الواقعية للتخيل» فاألفالم السينمائية كا يعرف ذلك معظم‬
‫الناس» هي سلسلة من الصور الفردية التي يتم اسقاطها على الشاشة بتتابع سريع» بحيث أن كل صورة تثل وتصف تبدال ً طفيفا‬
‫‪.‬في سياق هذا التوالي والتتابع » وبذلك تبدو الصورة مستمرة ولک بوهم الحركة والتحرك‬
‫إن تأثير األفالم وخاصة على األطفال‪ .‬فهو على درجة كبيرة من األمية» ولقد كتب الكثير ع نتائج العنف وتأثيره على األطفال‬
‫والذي يعرض بصورة أفالم في التلفاز» وهناك ما يثبت أن الميول االجرامية يمكن أن تنمو نتيجة مشاهدة برامج أفالم من هذا‬
‫القبيل‬
‫والجانب المضيء المفيد في األفالم والتلفازء وهذا ما أبانه الكثير مس الدراسات التى أجريت على األوالد‪ .‬أن األوالد بأعمار قبل‬
‫المدرسة يمكن کا الكثير من المهارات النافعة بواسطة األفالم» مس هذه المهارات تعليمهم التعاون والمشاركة في ألعابهم ومتلکاتہم‬
‫بناء ومتفاعال على‬ ‫ً‬ ‫من األشياء مع األوالد وتجنب السلوك العدواني‪ .‬وتبديل السلوك االجتماعي االنسحابي واالنعزالي ليكون سلوكا‬
‫‪Vo‬‬
‫المستوى االجتماعى وازالة العديد س المخاوف‪ .‬فالولد يرى قرينه راد تلف رركا عر ف وو عزو من ا ال ‪,‬ينالو المكافآت والجوائز‬
‫المختلفة على حسن سلوكهم‪ ,.‬وني غالب األحيان يسعى هذا الولد الى أن ينسج على منوال ما شاهده في األفالم » والى‬
‫تقمص هذه األدوار وتمثيلها مع أصدقائه ورفاقه کا تبدو في الواقع ‪ ,‬ومبذه الطريقة» طريقة محاكاة السلوك الحسن‪ .‬يكتسب الولد أو‬
‫البنت االستجابات االجتماعية المفيدة البناءة بدال من السلوك السابق والعادات التي تهزم الذات وتولد له االحباطات‬
‫أفادنا العالمة السيكولوجي المعروف ألبرت باندورا (من جامعة ستانفورد) وصحبه بدراسات خصصت للضبط التجريبي وتناولت ميدان‬
‫فقد عالج أطفاال يخافون من الكالب الى حد الرهاب بواسطة األفالم» اذ كان ‪Synbo‬ا‪ ic‬المحاكاة وا النماذج الرمزية ‪28‬ناء‪00‬‬
‫األطفال المرهوبون من الكالب يشاهدون أفالما ً فيها أطفال يلعبون ويمرحون ومسرورون مع كالمهم بدون أن يصابوا بأي أذى» وحتى‬
‫الكبار فإنهم يستجيبون الى هذا النوع من اعادة التأهيل االنفعالي» وقل الشيء نفسه بالنسبة لرهاب األفاعي في ازالة هذا الرهاب‬
‫عن طريق مشاهدة أفالم يلعب فيها األوالد والكبار مع األفاعي بدون أن يلحق بهم أذى في عالج األطفال والكبار المرهوبين باألفاعي‬
‫‪.‬وبالطبع علينا أال نعول على عالج المخاوف بواسطة األفالم» وهذا من حسن الحظ‪ .‬للحصول على التأثيرات اإليجابية للتقليد‬
‫‪۷٦‬‬
‫فقد وهبنا الله نعمة التخيالت وهذا اكتفاء ذاتي (السينا العقلية الذهنية) للوصول الى النتائج ذاتها التي ذكرناها وهذا ما سنفصله أي‬
‫تفصيل‬
‫‪ - ١:‬تخيل دورا ً مبالغا ً فيه للتغلب على التوتر والقلق‬
‫كيرا ا ی و ومحاكاتهم وبخاصة اذا كنا نتعلم تقليد من نحترمهم ونجلهم ونبجلهم ونعجب بهمء ‪ ٤‬عام ‪145١‬م ابتدع العالمة أرنولد‬
‫في هذه التقنية‪ Exaggerated role Taking‬الزارودس تقنية سماها لعب الدور المبالغ فيه (أو المبالغة في لعب الدور )‬
‫يتخيل فرد شخصا ً ما آخر» يتعامل بيسر وسهولة مع موقف يبدو صعبا ً بالنسبة للشخص المتخيل‪ .‬وهذا المتخيل يعمد الى تقليد‬
‫األفعال الناجحة للفرد الذي تخيله» أي بتعبير آخر في المرحلة يتخيل العمل الذي يبدو صعبا ً عليه وهو ينفذ من قبل شخص آخر‬
‫بسهولة ومن ثم يعود فيتخيل أنه نفذ هذه األعمال الناجحة وقلدها وكتوضيح لذلك نضرب القصة السريرية التالية‬
‫امرأة متزوجة اعتادت أن تضرب ابنتها البالغة من العمر ‪ ٠‬سنوات» وفي كل مرة تبدي هذه البنت سلوكا ً ال يروق لوالدتها تتوتر‬
‫هذه األخيرة» وتوبخها بعنف وما أن تعمد البنت الى البكاء والصراخ تعبيرا عن غضبها من عقاب والدتها حتى تنتابها آالم الشعور‬
‫بالذنب ازاء فعلها وقد تساءلت األم كيف بإمكانها أن تلجم نفسها عن‬
‫‪42‬‬
‫هذا السلوك الغاضب األحمق الذي ينتامها ازاء ابنتها؟‬
‫هذا ما طرحته على المعالج ‪ . .‬وما قالته‪ :‬في كل مرة أوبخ نفسى على هذا التصرف» وأعاهدها أال أعود الى هذا السلوك‬
‫وأعامل ابنتي بطريقة أكثر انسانية وسوية وبصبر وبحكمة ولكن سرعان ما أفقد السيطرة على ذاتي في أول سلوك مناف يظهر من‬
‫‪» .‬جانب ابنتي‬
‫أوصاها المعالج أن تاخذ باألسلوب العالجي التخيلي‪ .‬أي استخدام الدور التخيلي المبالغ به في بادىء األمر اتفق المعالج والمتعالجة‬
‫على السمات التي ترغب هذه األم أن تحاكيها وتأخذ بها سلوكا ً وفعال ً‪ ..‬ومن ثم طلب منها أن تتخيل امرأة تمتلك هذه السمات‬
‫المطلوبة المرغوبة التي ترغب بامتالكها واكتسابها ومحاكاتهاء وقد وقع اختيار هذه األم على صديقة الحا فيها تلك الصفات أي األناقة‬
‫والظرافة» وحسن المعشرء تثق في نفسهاء وتسيطر على ذاتها في أصعب الظروف وأكثرها استفزازاء وقال ال المعالج ‪« :‬عندما‬
‫تبدي طفلتك في مرة مقبلة سلوكا يزعجك عليك على التو تصور صديقتك وكيف تتصرف بهذا الموقف وفقا للخصائص والسمات‬
‫والسلوكيات الخاصة بهاء مثال هل ترفع صوتها؟ طبعا ً ال‪ .‬هل تفقد أعصابها والسيطرة على ذاتها؟ كال وبذلك تستطيعين بسرعة تقويم‬
‫رد فعل صديقتك بخيالك ازاء هذا الموقف وتحاكيها وتتقمصين سلوكها واستجاباتها‬
‫وجدت األم المتعالجة أن هذا الدور التخيلي التى فيه بالغت في محاكاة صديقتها التي اتخذتها مثال يحتذى به في تعاملها مع‬
‫ابنتها مكنها‬
‫‪۷۸‬‬
‫‪ .‬من السيطرة على ذاتها وتبديل سلوكهاء فاضحت أكثر صبرا ً واتزانا ً وتماسكا ً وأقل ا واستثارة‬
‫بالطبع إن في مقدور أي فرد أن يمارس الموقف الذي شرحناه ممارسة مسبقة في أية مواجهات واقعية‪ .‬فاألم ومن خالل جلوسها‬
‫مسترخية هادئة في الدار» تتخيل ابنتها تتصرف تصرفا مزعجا ً‪ .‬ومن ثم تتخيل ذاتها أو تتخيل أما ً مثالية تتعامل وتتصرف مع‬
‫ابنتها تصرفا ً فيه عون وبناء وإيجابية» فهذا الموقف التخيلي المرغوب تكرره األم وتتمرن عليه مرارا ً وتكرارا ً بحيث عندما تأي‬
‫الساعة لتنفيذه ميدانيا ً واقعيا ً (أي تأتي المناسبة) تكون جاهزة ومعدة ذاتها لتلعب هذا الدور الجديد الذي تخيلته وتقمصته في‬
‫‪.‬بنات خياها‬
‫بالطبع هناك درجات من المبالغة في التقمص ولعب الدور المنشود‪ .‬فتاة عصبية متوترة عندما تضرب موعدا مع شاب وسيم الطلعة‬
‫وقد ضاقت ذرعا ً من سلوكها الذي يعطي انطباعا ً سيئا ً عن شخصيتها وقد نصحت من قبل المعالج الذي التمست عونه أن تتخيل‬
‫ذاتها بكونها أميرة ولكنها متسترة متخفية باسم مستعار تخرج مع أحد العوام ‪ .‬وان ثبتت هذه الصورة بذهنها وتقول مع ذاتها مرارا ً‬
‫وتكرارا ً أنا أميرة وهو أحد العوام‪ .‬عندما تشعر بالتوتر وهي معه وقد أفادت المعالج بعد ممارستها لهذا التمرين التخيلي المتكرر أن‬
‫محاوفها كانت تزول بعد عدة دقائق» ومن ثم تخلت عن هذا الدور‬
‫‪۷۹‬‬
‫وهناك قصة رجل شاب كان على درجة كبيرة من اإلنزعاج في كل مرة تعاد اليه البضاعة التالفة أو التي ال تناسب الشاري فأشير‬
‫‪ .‬اليه من قبل المعالج أن يعالج مشكلته بالدور المغالي التخيلي الذي نحن بصدده فنجح في التخلص من هذه المتاعب النفسية‬
‫هناك الكثير من التطبيقات وفي وسع القارىء أن يباشر على التو بمعالجة متاعبه‪ .‬إن وجدت باألخذ بهذه التقنية بالصورة التي‬
‫‪ .‬شرحناها وبالتالي معاينة الفائدة التي قد يجنيها من وراء هذا التطبيق‬
‫وتفيد هذه التقنية بخاصة عندما تشعر باإلستفزاز والتوتر‪ .‬والنقص أو باإلنزعاج مع الناس الذين يتعمدون خلق هذه المشاعر المزعجة‬
‫والمواقف السلبية معك‪ .‬أو يجعلونك تشعر مها‪ ..‬وهنا تحاول أن تتخيل ذاتك بإنسان قوي جدا ً وهام» وتلعب دور مقبض السيف‪.‬‬
‫ولعل المواقف المرتبطة باألعمال تبدو أكثرها مالءمة الستخدام هذه التقنية » ثم إن المواطنين المتخوفين من أرباب عملهم‬
‫ورؤسائهم هم المرشحون لألخذ بهذه التقنية‬
‫وناحية هامة في ميدان وظائف المرأة‪ .‬أن الكثير من الكتاب والباحثين أبانوا أن النسوة الالتي يرتقين في سلم الوظائف نحو‬
‫المراتب العالية المسئولية يكن في مواقف ذات مساوىء خاصة‪ .‬فهن يتحاشين (بفعل االشتراط السلبي)‪ . .‬الولوج بمخاطر‬
‫المسئوليات» لذا فغالبا ً ما يتركن غيرهن من الرجال لتقرير مصيرهن والتخطيط ألعمالهن‪ .‬إن أمثال هؤالء النسوة أحوج ما يكن الى‬
‫‪.‬اتباع هذا األسلوب العالجي التخيلي الذي يحتوي على أدوار طلب الترفيع‬
‫*‪A‬‬
‫وتدبر اإلحباط والتصغير‪ .‬والتعامل مع المنافس ‪ .‬والجرأة ف الكالم في االجتماعات وتأكيدات الذات تأكيدا ً مالئ) حسبها شرحنا‬
‫في فصل سابق ال يميل الى العدوان والتجريح وذلك عندما يتعرضصن الى معاملة‬
‫سيئة‬
‫إن جوهر تقنية مبالغة التخيل يقوم أوال ً على تحديد االستجابة المناسبة المرغوبة التي يرنو اليها الفرد المتعالج في موقف معين»‬
‫وقد يصل الى هذا التحديد بالتحدث مع رفاقه وأصدقائه عن هذه االستجابة المطلوبة» أو بنفسه معرفة هذه االستجابة المرغوبة بعد‬
‫ذلك أي ثانيا ً يطبق هذا الفرد تقنية االسترخاء بخطواتها الموصوفة في ملحق هذا الكتاب» ومن ثم يحاول أن يتخيل نفسه منخرطة‬
‫في السلوك المرغوب» ويكرر هذا التخيل ويتمرن عليه مرارا شريطة اضافة عنصر البالغة على هذا التخيل التقمصي للسلوك ليشعر‬
‫‪ .‬بثقة الذات‬
‫لقد عالج مؤلف الكتاب شابا ً جامعيا ً عمره ‪ ۲۳‬عاما ً من مدينة‬
‫دمشق يشكو من رهاب اجتماعي يتجلى بخوف شديد يتملكه عند الكالم مع أشخاص جدد يترافق بأعراض نفسية عضوية تأخذ صورة‬
‫تسرع القلب» وفرط التهوية الرئوية » األمر الذي يضطره الى ال هروب من االجتماع بعذر يختلقه‪ . .‬وقد كان على هذه الحالة‬
‫منذ أربع سنوات «ه من تاريخ مشاهدته ومعالحته»» لم تخفف من علته هذه أية معالحة دوائية أو نفسية داعمة‪ .‬عندما طلب‬
‫منه أن يرصد بالضبط وبصورة كتابية المشاعر الذاتية التي تنتابه عند مواجهة الناس الغرباء‬
‫م‪١‬‬
‫‪ .‬وما يدور مع نفسه مس كالم عع الذات لمدة عشرة أيام » اتضح أن مدركاته حيال الناس على الصورة التالية‬
‫الناس ينظرون اليه ألخهم يكتشفون على الفور وجود علة في نفسيته) «الناس كلهم ينظرون اليه اذا ما تكلم ألن حديثه غريب وال«‬
‫»يتقن الكالم معهم» «الناس كلهم أو عله ‪,‬ولعو عة دا أمامهم غير قادر على مجاراتهم‬
‫وكانت أحاديثه مع الذات تدور كلها حول هذه المدركات السلبية اإلنمزامية الى أن يصل الى مرحلة الشعور ‪ 3‬الشديد‪ .‬االضطراب‬
‫الفسيولوجي فيخاف أن يكتشف الناس أمره» أو أن تحل كارثة اغماء بفعل هذا االضطراب الفسيولوجي «األفكار الكارثية» فيتزايد‬
‫خوفه بفعل هذا الشعور باإلضطراب البدني «تغذية راجعة» فينتابه شعور بالجزع الشديد فيضطر أن يبرب من الموقف‪ .‬وعند عودته‬
‫الى داره يظل في حالة اكتثابية متواصلة تدوم أحيانا ً أربعة أيام متوالية يفقد اتصاله مع الواقع وحسه بالمحيط (اعتالل الشخصية)‬
‫ينشل كامل نشاطاته خالل هذه العارضة االكتئابية الحادة االرتكاسية التي نجمت عن الموقف التخوفي الراض الذي ذكرناه فال يأكل‬
‫‪.‬وال ينام نوما سويا‬
‫‪.‬ومن ثم يعود الى حالته السوية تلقائيا ً بعد أربعة أو خمسة أيام » وبعد فترة ينتكس أثر موقف مماثل وهكذا دواليك‬
‫عندما شاهدته كان يتناول األدوية المضادة لالكتئاب التقليدية‬
‫‪AY‬‬
‫وبصورة مستمرة منذ أربع سنوات بدون انقطاع يتخللها بين الفينة واألخرى تناول مادة الليثيوم وفق مشورة طبيبه المعالج‬
‫السيكاتري» وقد أحاله الي طبيبه السيكاتري بعد ما أعلمه عن استنفاد كل ما في جعبته من عالجات دوائية بال نتائج حاسمة‬
‫‪.‬ملموسة‬
‫خالل ‪ ۱۲‬جلسة عالجية سلوكية عولج فيها بالتقنيات التالية ‪ :‬العالج التخيلي الذي نحن بصدده مع تبديل الحديث مع الذات ‪.‬‬
‫‪ 55‬االسترخاء ‪ -‬العالج الميداني بتدريبات يواجه فيها المواقف االجتماعية التخوفية‬
‫ويكون هو المبادر بالحديث وبالكالم تطبيقا ً للعالج التخيلي‬
‫تحسدت خالة ارقن سا ‪:‬رانا اذ ادر االضطرات االكتئابي‪ .‬والقلق ومشاعر النقص وازدادت ثقته بنفسه‪ .‬وبدت المواقف التي كان‬
‫قاف هنا ساق فة اال عا اه قسنت القلق بدرجة كبيرة وتحس نومه وطعامه وتركيز انتباهه (كان راسبا ً في صفه لمدة سنتين بفعل‬
‫ضعف تركيز االنتباه)» وتم سحب األدوية تدريجيا خالل مدة شهر من بدء تحسنه‪ .‬وغابت النوبات الغريبة التي كانت تنتابه وحتى‬
‫تاريخ ‪ 06‬م ل تداهمه أية نوبة اكتئابية بالصورة التي كان عليها ومرة واحدة فقط عاوده االكتئاب إثر موقف عاطفي مع صديقته اال‬
‫أنه سرعان ما أجهض النوبة التي دامت لمدة ساعة فقط (حسب أقواله) باالسترخاء التخيلي وتبديل مدركاته حتى تاريخ ‪0‬ه«‬
‫(المتابعة العالجية» بمعدل جلسة‬
‫‪AY‬‬
‫واحدة كن ثالية أشهر) مازالت أوضاعه مستقرة » ويزاول دراسته الجامعية بصورة عادية ‪ .‬ال يتعاطى أي نوع من األدوية» وتكيفه‬
‫االجتماعي مع أصدقائه حسن جدا وخاوفه االجتماعية السابقة الذي ا ‪ 90‬ا حد أطباء النفس في دمشق » أمكن انقاذه من اضطرابه‬
‫المزمن المعقد بواسطة العالج السلوكي وبعدد من الحلسات العالجية قاربت ‪ ١7‬جلسة فقط (عدا المتابعة العالجية)‬
‫‪:‬استخدام التخيل ف مشكالت العمل والتوظيف ‪۴ -‬‬
‫على المستوى العملي كل فرد يطلب وظيفة في شركة أو مؤسسة خاصة غالبا ما تكون المقابلة الشخصية للتعرف على مؤهالته‬
‫وقدراته واالنطباعات العامة عن شخصيته جزءا ً مس شروط التوظيف والقبول‪ .‬وبالطبع هناك من األفراد من يعدون أنفسهم مسبقا ً مئل‬
‫هذه المقابلة» فيمثلون الدور الذي يك أن يلعبوه ازاء اسئلة يخمنونها ويتوقعون انها قد تطرح عليهم من قبل الفاحصين» أي بتعبير‬
‫‪.‬آخر لعب الدور تخيليا هذه المقابلة‬
‫وبدل من اللجوء الى لعب األدوار غير الواضحة والمهمة التي عادة وكثيرا ً ما تكون عط ممارسات بعض الناس‪ .‬يحسن أن نوصى‬
‫خفن بيقن ‪ .‬ارفك يوم المنتخحطاق شالت وور که للمقابلة المتوقعة» ويمكن بكل تأكيد ابتداع صورة ذهنية مفصلة جدا ً‬
‫‪A4‬‬
‫‪.‬وقصدية لهذا الغرض‬
‫عليك أن تلجأ الى تخيل مواقف وصور مختلفة‪ .‬في أحدها تتخيل ذاتك وقد قدمت» الى أشخاص المقابلة التوظيفية‪ .‬وفي تخيل‬
‫‪ .‬آخر نتصور داتك وهي تأخذ الممادرة لتقديم ذاتهبا‪ .‬وهذا الخيار يعود اليك‬
‫اآلن تخيل ذاتك وهي تسأل أسئلة تتعلق بثقافتك العامة ذاتك‪ .‬أيضا ً في خيالك‪ .‬هادئة وواثقة من نفسها وبتخيل واضح جدا وبالقدر‬
‫الذي تستطيعه تصور نفسك تجلس مسترخية تبدو باردة هادئة ‪ ,‬تمشي وتتكلم مبدوء وبثقة بالنفس ‪ .‬وكلما أمعنت في تكرار هذا‬
‫التدريب نخيلياء تعاظم االحتمال وكبر في أن تتصرف في المقابلة بالسلوك ذاته الذي تمرنت عليه في تصوراتك‬
‫إن األشخاص الذين ينخرطون في مهام روتينية وأعمال واجتماعات مهنية أو تدريبية أو أولئك الذين لديهم احتكاكات يومية مع الناس‬
‫في مجال البيع والشراء» أو صاحب مؤسسة أو مدير أو استاذ من أعماله اليومية أن يعقد اجتماعات ويدرس ويقوم بتصحيح أوراق‬
‫واعطاء دروس في صنوف مختلفة‪ .‬هذه األعمال والواجبات كثيرا ً ما تكون مملة تجلب الضجر وتخفض عتبة التحمل» وتثير التوترى‬
‫ومعالجة هذه االنفعاالت السلبية يكون التخيل هو العالج» وجل ماهنالك أن يخصص الفرد الذي ينخرط بمثل هذه النشاطات وقتا ً من‬
‫يومه‪ ٠١١ .‬دقائق‪ .‬ثالث مرات و في تخيل الموقف الذي يثير‬
‫انزعاجه أو توتره» فيكون هادئا ً ويعطي ذاته مسحة مس الصبر والمتعة والقبول والسرور في مارسة هذه الواجبات ولمدة عدة‬
‫أسابيع‪ .‬وما الشك فيه أنه سيجد تبدال ً نفسيا ً طرأ خالل تعامله مع تلك الواجبات‪ .‬وفي هذه المواقف نجد أن ذهننا يسعى الي‬
‫ايجاد شيء ما سار ملطف لنقبل ما يزعجنا‬
‫وعندما تقحم المسرة في صورة كثيبة حينئذ تجد أنها تتبدل (أي األخيرة)‪ .‬والذي يحدث أنك تبدأ في تخيل الموقف الممل‬
‫المزعج فتشعر به» وس ثم تدخل على هذه الصورة شيئا ً يبدلها الى متعة» وفي هذا الصدد يقول الدكتور األستاذ أرنولد الزاروس في‬
‫معرض تطبيق هذه التقنية على ذاته بعد تبديد الملل الذي يصاحب اجتماعاته اليومية تقريبا ً مع األساتذة واهيئة التدريسية في‬
‫الجامعة التي يدرس بها‪« :‬أتخيل ذاتي وأنا ذاهب الى االجتماع معطيا لنفسي مدة قصيرة إلنهاء االجتماع» وعند تقويم امتحان‬
‫‪:‬معروض في االجتماع‪ ,‬أتخيل ذاتي أكتب تعليقات هامشية تكون مساعدة للتلميذ ومبذا تحول الصورة السارة عل الشكل التالى‬
‫كيف باستطاعتي قراءة هذا الفحص الثير للضجر؟ ومبذا تصبح االجتماعات واعطاء عالمات للفحوص الطالبية قد أخذتا طا في «‬
‫)المعنى ختلفا ً عن السابق» وهنا أكون قد بدلت سلوكي‬
‫إن أحد التطبيقات الحياتية اههامة للتخيالت المتعلقة بالمهن الحياتية المعاشية أولئك األفراد الذين يكسبون قوتهم من بيع العقارات‬
‫» والوساطات بكل أشكاها التجارية والسلع وغيرها‬
‫ك‪4‬‬
‫لجع في التجارة والبيع والتسويق يمكن تحقيقه ورفع وتيرته وزيادته أيضا باإلستعانة بالتخيل الذي شرحناه» وضربنا أمثلة عنهء أي‬
‫بتكرار تخيل كل زاوية من زوايا العمل‪ .‬واليك المثال التالي للتوضيح‬
‫اخترع أحد األفراد مدفأة جديدة التقنية بدون إعطائها أي اسم تجاري ‪ ,‬وقد سأله أحد أصدقائه السيكولوجيين عن األسباب التي‬
‫دعته بعدم اعطاء هذه المدفأة را من اسمه ومخترعه مثال ً مدفأة «األيوبي» نسبة الى اسمهء فأجابه المخترع أنني تخيلت ببنات‬
‫تفكيري كل االحتماالت الممكنة في إذا أعطيت هذه المدفأة رمزا إلسميء ووجدت أن من األفضل أن تظل بال رمز وقد نجح‬
‫‪.‬المخترع ببيع الكثير من هذه المدفأة‬
‫ونافلة القول‪ .‬البد من التذكير بايلي‪ .‬اذا ماتخيلت بأمانة وبتكرار ذاتك وهي تؤدي عمال ترغبه أن يكون سلوكا ً فإن الحظ سيكون‬
‫كبيرا ً أن يتحول هذا العمل المرغوب الى واقع خالل ممارسته عمليا‬
‫‪ . Goal Rehearsal‬تكرار الهدف المراد تحقيقه ‪۳ -‬‬
‫ونحبها وتستمتع مها وتتمى أن تظفر مها وكيا تهيى ء ذاتك هذه الوظيفة تبيؤا ً إيجابيا ً في حال ظفرك بهاء أو بالعكس تعد ذاتك‬
‫اعدادا مسبقا ً لقبول فشلك في الحصول عليها بدون أن تصاب باإلحباط‬
‫‪AV‬‬
‫‪ :‬الشديد‪ .‬عليك بالتالي‬
‫تتخيل ذاتك وقد شغلت الوظيفة التي تحبهاء تشعر بالسعادة وبالتفاؤل وباالثارة حيال المستقبلء تكرر هذا التخيل لتعزز هذه المشاعر‬
‫‪ .‬في ذاتك» ويكون إقبالك مشفوعا ً باإليجابية والحماس وبدون تحفظات‬
‫وأيضا ً تتخيل ذاتك بالعكس أنها فشلت في الظفر ببذه الوظيفة» وتستشعر تخيليا ً بالحزن ولكن ليس باإلحباط الشديد وباإلكتئاب‬
‫وبالكدر‬
‫ومن ‪ 1‬تتصور أنك تنش عن يجاالات ‪ 0‬بديلة‪ 3 .‬متعامل تماما مع الفشل ذلك ‪ ٠‬الك لدت ذاتك مسقا تخيليا لالحتماالت‬
‫والبدائل‬
‫‪.‬عرض قصة حالة‬
‫هناك كثير من البشر يعانون معاناة مستمرة ال نماية ها في بعض األحيان بسبب عجزهم وقصورهم عن تأكيد حقوقهم األساسية‪ ,‬اذ‬
‫عوضا ً ع التعبير عن آرائهم أو التكلم صراحة عن أفكارهم ورفض المطالب غير المعقولة فإن األفراد الخجولين المتخوفين يميلون‬
‫عادة الى كبت مشاعرهم واالذعان الى حاجات الغير وغالبا ً ما يعيشون هؤالء مع أنفسهم في حالة كرب» وكدرء‪ .‬والحس بالمزيمة»‬
‫‪.‬وضعف الذات وفقدان احترامهاء ويكتوون بلظى هذه المشاعر السلبية واالستياء من الذات‬
‫‪AAR‬‬
‫إن تقنية التمرن على تحقيق الهدف تخيليا ً وتكرار هذا التمرين يسهالن لك امتالك الثقة بالنفس‪ .‬وتبعد عنك المشاعر السلبية التى‬
‫ذكرناها مس خالل تأكيد الذات تيليا وممارسة حقوقك في التعبير عن آفكارك‪ .‬والتخلي عن الخجل االجتماعي الذي يكبت الذات‬
‫«» للمطالب غير المعقولة التي يطلبونها‬ ‫ويضعفها ويمرضهاء يمكنك أن تتصور ذاتك في موقف تتناقش فيه مع بعض معارفك فتقول ال‬
‫منك‪ .‬وتفضي با يجول في خاطرك مس آراء ومواقف حيال المواضيع المطروحة على بساط المناقشة معهم ‪ .‬ومثل هذا الحوار يتم‬
‫تخيليا ً وبأعلى درجة من الوضوح في التخيل ويكرر مثل هذا التمرين لفترة عشرة أيام بمواقف تخيلية تدور كلها حول التعبير عن‬
‫آرائك مع الغير وعدم قبول أشياء ترفضهاء عدم الظهور بمواقف أمام الناس تخيليا تتنافى مع ماهو في واقع نفسك‪ .‬وبالطبع عليك‬
‫في هذه األدوار التخيلية أن تميز بين تأكيد الذات والسلوك العدواني‪ .‬فبإمكانك أن تطرح آراءك بدون تسفيه آراء الغير أو التقليل‬
‫‪.‬مس قيمتهاء فال هدف هو تأكيد األنا وليس فرض األنا على الغير بسلوك مهيمن عدواني‬
‫أضرب للقارىء مثاال عن عالج حالة خوف اجتماعي» وضعف شديد في الذات والثقة بالنفس» وخجل اجتماعي مرضي»› بالتقنية‬
‫التخيلية التي نحن بصددها‬
‫شاب عمره ‪ ٠٠١‬سنة يقطن في إحدى القرى المجاورة لمدينة دمشق» يعمل بعد الظهر مصلح محركات كهربائية صغيرة» وقبل‬
‫الظهر موظفا ً في احدى مؤسسات القطاع العام بالمهنة ذاتهاء احاله إلي (المؤلف يتكلم هنا) أحد أطباء النفس في دمشق بعدما‬
‫فشل العالج‬
‫‪۸۹‬‬
‫الدوائي النفسي في تجسين أعراضه النفسية والسلوكية واالجتماعية» تحصيل المريض الثقافي بمستوى صف سابع اعدادي‪ .‬متزوج وله‬
‫ولدء حالته المعاشية دون الوسط» توفيت والدته عندما كان في السابعة من عمره‪ .‬وبعدها والده وهو في التاسعة‪ .‬وقد تكفل أخوه‬
‫الكبير بتر بيته ورعایته» خضع هذا الشاب لظروف تربوية خالل تيتمه قاسية أعاقت نوه االنفعالي واستقالل شخصيته اعاقة كبيرةء‬
‫كان اوه الكين المشترف‪ :‬عل اده عاملة فعاف الط دوا غر القادر حتى انجاز أعمال بسيطة اال باشرافه ‪ .‬ال يسمح له بشراء‬
‫حاجات بسيطة من البقالية أو لحاجة دراسته زارعا ً في نفسيته دوما ً أنه صغير ال يقدر على أداء أي شىء‪ .‬وظل على هذه‬
‫المعاملة حتى اليفاعة » وكان‪ .‬هذا الشاب ق كبير من أخيه فهو المتسلط على أفكاره وسلوكه وتصرفاته نمت عند هذا الشاب‬
‫بفعل هذه التنشئة الكابتة المعيقة الستقالل الشخصية ونحوها مشاعر النقص الشديدة والخوف من الكالم ‪ €‬الناس وضعف الذات‬
‫لدرجة أنه عاق متاعب نفسية جدا ً يوم زفافه بفعل بفعل الخجل المفرط ‪ . .‬وما قاله لي بهذا الصدد «كان هذا اليوم أزعج يوم‬
‫صادفته في حياتي في وقت يكون فيه هذا اليوم أسعد يوم عند األسوياء كنت أخاف من الزواج وأخاف الكالم مع حاتي وبأية‬
‫‪».‬صورة يجب أن أكلمها مستقبال ً‬
‫ولقد بلغ خوفه االجتماعي درجة أن شارك أخاه في محل عمله الخاصء ‪ .‬ال ليساعده في العمل بل الستقبال الزبائن واستالم‬
‫التصليحات وتحديد األجور ألنه ال يقوى على الكالم ‪ > 2‬وهذا حاله أيضا ً في عمله فيجلس صامتا ًء أي انسان يطلب شيئا ً منه‬
‫ينفذه‬
‫‪4,‬‬
‫‪.‬رغم أنه بداخله كان يشعر باالمتعاض من مطاوعته لطلبات الناس» يخاف الكالم خشية نقده وعدم قبوله منهم‬
‫كان يعاني نتيجة هذه المشاعر السلبية المكبوتة عن ضعف ذاته» الصداع» والتبول الليلي» وزلة تنفسية (ضيق تنفس) واالكتئاب‬
‫اضافة الى أعراضه النفسية التي ذكرناها‬
‫مت معالحته معدل جلسة واحدة اغا لمدة ساعتين مع تمارين تخيلية كلها تدور حول تأكيد الذات» والتعبير عن األفكار واآلراء‬
‫وبخاصة تأكيد ذاته على أخيه األكبر الذي يكرهه لسلطانه عليه ومعاملته له حتى عند زواجه معاملة الصغير الضعيف» أقول معالجته‬
‫‪.‬من قبلي لمدة شهرين مع ممارسة تلك التمارين يوميا ً في بيته أو عمله بعد تدريبه على االسترخاء‬
‫من جملة التمارين البيتية قراءة أية صحيفة يومية حيث يقتطع منها بعض األخبار السياسيةالدولية أو المحلية لتكون محور حديثه مع‬
‫‪ .‬رفاقه» ومادة تجعله يتكلم فيها لكسر سلبيته االجتماعية واكسابه المهارة على التكلم‬
‫بعد مس جلسات لم يعد بحاجة الى تعاطي ‪ 1206121‬وهي مادة محاصرة للتنبيهات اإلدرينالية في المستقبالت العصبية للقلب‬
‫من أجل تنظيم ضرباته» وعادة يوصف هذا الدواء في اإلضطراب االنفعالي الذي بدوره يسرع ضربات القلب» حيث بدأ خوفه‬
‫االجتماعي يتراجع ويشعر باإلستقرار النفسي العصبي» ى) وضعف ألم الصداع شدة وتكرارا ً وتحمس مزاجه ونومه» وبات أكثر إقباال‬
‫‪۹۱‬‬
‫ونشاطا ً‬
‫ولتحسين تأكيد ذاته طلبت منه أن يلح على النشاط الجنسي مع زوجته» ويكون هو المبادر والمسيطر في الجماع‪ .‬حيث كان‬
‫سابقا ً يجامع زوجته جنسيا ً مرة واحدة كل خمسة عشر يوماء وقد استجاب هذا الطلب ونفذ ما طلبته منه حيث وجد تجاوبا جيدا‬
‫واقباال ايجابيا من جانب زوجته‬
‫بعد ثماني جلسات عالجية اضافة الى تمارين يومية مكثفة خالل هذه المدة كانت نسبة التحسن ‪ 4٠/‬ضعف تحسسه التخوفي‬
‫االجتماعي » فأصبح أكثر إيجابية وتزاجعت اضطراباته النفسية والبدنية» وتم سحب كافة األدوية عدا الدواء المضاد لالكتئاب حيث‬
‫طلبت منه االستمرار عليه لمدة أربعة أشهر وسحبه تدريجياء وأضحى أكثر ث َقة بنفسه وطليق الكالم لدرجة شعر أصدقاؤه وكأنه انقلب‬
‫الى انسان آخر‬
‫طلبت منه أن يراجعني مراجعة متابعة بعد ثالثة أشهر للتأكد من ثبات التحسن العالجي على أن يستمر في التمارين المعطاة له‬
‫بدون انقطاع ولمدة سنة مع ممارسة االسترخاء اليومي ‪ .‬عاد بعد ثالثة أشهر وكانت حالته في تحسن مطرد‪ .‬وقد مضى على‬
‫‪ .‬عالجه أكثر من سنة حتى هذا التاريخ أي ‪ 6‬ممه بدون أي انتكاس‬
‫التحليل» وقد تكون النتائج أقل‬
‫ٍ‬ ‫إن مثل هذه ال حالة المدهشة في التحسن كانت تحتاج الى أكثر من سنتين في العالج النفسي‬
‫مما تحققت في العالج السلوكي التخيلي» وقد تم التوصل الى هذه النتيجة‬
‫‪۹۲‬‬
‫المدهشة بفعل إيمانه المطلق بالعالج الذي يمارسه واندفاعه وحماسه الكبير نحو العالج» وهذا شرط أساسي في نجاح أية معالحة‬
‫‪ .‬نفسية‬
‫‪:‬العالج السلوكي التخيلي التأكيدي للذات ‪> -‬‬
‫‪Assertive behavior‬‬
‫إن مثالنا على الدور التخيلي الذي نحن بصدده في اكتساب السلوك التأكيدي وااليجابية في تأكيد األنا ولكن بصورة غير عدوانية هو‬
‫مرضة» تعمل تحت إمرة طبيب صلف‪ .‬متكبر» شوفيني «مغال في التعصب لهنته » ال يراعي مشاعر اآلخرين‪ .‬حاولت أن تعر‬
‫له عن استيائها ومشاعرها المكبوتة في عدة مناسبات» ولكن ما أن تقدم على هذا السلوك حتى تجد نفسها مقهرة على البكاء‬
‫والنحيب» وبالتالي تتراجع وتشعر بالتهور الكبير إن هي تصدت له فيزداد شعورها بالسلبية واالنسحاب وفقدان الثقة بالذات‬
‫نصحت من قبل المعالج السلوكي أن تمارس دور المواجهة مع هذا الطنين يليا رلت الدور وتكراره) لمدة عشرة أيام على األقل‪.‬‬
‫وذلك قبل أن تنفذ هذه المواجهة عمليا ً‬
‫يتعين عليها في هذا التمرين التخبلي أن تغمض عينيهاء وتتخيل ذاتها وهي تكلم الدكتور رئيسها مؤكدة ذاتها معبرة عا يدور في‬
‫نفسها من مشاعر حيال معاملته معها ولكن بدون لمجة وال لغة أو اشارات عدوانية» وال أن تكون منفعلة متوترة خالل هذا‬
‫‪ :‬التخيلء وقد تم تنظيم المقولة التي ستتكلم باإلستعانة بها مع الدكتور تخيليا ً وهي‬
‫م‬
‫‪۹۳‬‬
‫دكتور شيريدان أتطلع الى عدة دقائق من وقتك لمشاركتي في مالحظات هامة تتعلق بشخصي» دعني أتكلم معك بدون مقدمات»«‬
‫أنا ال أشعر باالستمتاع في العمل معك» وني الوقت الذي أحترمك كطبيب وأقر بجدارتك ومستواك الطبي العالي فإنني أجدك‬
‫تعاملني معاملة محقرة ومصغرة لذاتي‪ .‬وبصراحة أنا ال أنفرد لوحدي بهذا الرأي‬
‫هناك مس يشاركونني في هذا الرأي حيال هذا السلوك السلطوي الذي ال يتمثى مع حقوق االنسان» لقد حرصت أتثناء تدريها على‬
‫هذا التخيل أن تحفظه صورة ذهنية وكالما ً وكيا تظل مصرة على تعبيرها االيجابي الثابت في هذه المواجهة فال تتراجع عنه‪ .‬طلب‬
‫منها المعالج أن تتخيل أيضا ً ردود فعله السلبية كأن تتصور بعد أن تكلمت ذلك الكالم أن يقول لما‪« :‬متى طلبت منك رأيك‬
‫في»؟؟ أو أن يقول لها كالما ً أكثر عنفا ً وغيظا ً مثل التهكم عليها واالستهزاء منها وهو يقاطعها في الكالم وال يعيرها أية التفاتة»‬
‫عليها أن تتصور هذه المواقف المحبطة السلبية ومع ذلك تظل مصرة على موقفها منه وقناعتها بماتقول له رغم كل هذه المواقف‬
‫‪.‬السيئة التي قد تظهر منه‬
‫بعد أن تدربت على هذا الموقف لمدة أسبوعين يوميا ًء عقدت العزم أن تنفذ ما تخيلته من أدوارء ففي أحد األيام صباحا ًء وبعد أن‬
‫أهى الطبيب جولته الطبية التفقدية في كافة األجنحة الخاصة به وعاد الى مكتبه معهاء وهنا تجرأت وقالت له المقولة التي تدربت‬
‫عليها تخيليا ًء نصت اليها الطبيب تاما ً وبعد أن انتهت أعلمها أنه ال يحمل‬
‫‪۹٤‬‬
‫اطالقا ً المواقف التي تنعته يها تجاههاء وس ثم طلب منها أن تقبل دعوته لتناول الخداءء وبذلك زال سوء هذا التفاهم الذي تصورته‬
‫ف معاملته اء وعادت األمور ف عالقاتها الى أحسن مايرام‬
‫لنفترض أنه حدث فعال ً الموقف السلبي الذي تخيلته هذه الممرضة كأن تكم عليها مثالء هنا عليها أن تظل على موقفها من تأكيد‬
‫ذاتهاء ولكن تبدل من تخيلها والكالم الذاتي مع نفسهاء فتصر عليه أن ينقلها الى وحدة طبية أخرى في المستشفى نفسهاء واذا بدا‬
‫‪:‬هذا األمر مستحيال لسبب ماء هناك حالن آخران‬
‫األول‪. :‬أن تسعى الى ازالة تحسسها تخيليا ً ومن ثم واقعيا ً من مواقفه التصغيرية واالستعالئية منها (أنظر الفصل الخامس من هذا‬
‫الكتاب) أو ثانيا ً تتخيل ذاتها ناجحة ومسرورة في عمل آخر تسعى اليه وتكد للحصول عليه» مثال قد تتخيل أنها مسرورة في‬
‫بمشاف أخرى ستتقدم اليها للعمل فيها بعد أن تصفحت الصحف في صحيفة االعالنات للبحث عن شواغر ألعمال ووظائف‬ ‫ٍ‬ ‫العمل‬
‫معروضة فيهاء أو أن تتصور ذاتها وهي تطلب من صديقاتها وأصدقائها مساعدتها للعثور على عمل جديد وأن تتصور مقابالت قبول‬
‫‪.‬موظفين قبل أن تجربها في المستقبل القريب‬
‫وبالطبع هناك عدد ال يحصى من المواقف الشخصية المتبادلة مع الغير حيث يمكن فيها تطبيق تكرار لعب الدور تخيليا ً» ويبدو على‬
‫درجة كبيرة س الفعالية والنتائج الناجحة بنسبة عاليةء فمثال ً في مقدور بعض الناس تكرار حوارات تخيليا يرغبون اجراءها قبل عقد‬
‫اجتماع هام وعد ترق مقابلة هامةء ويتعين في مثل هذه المواقف تخيل الموقف تخيا ٌك واضيخا ولعب الدور التحاوري» فمثال امرأة‬
‫مطلقة تتوقع أن يتصل بها زوجها المطلق هاتفيا ً ومقابلتها من أجل تسوية وضع األبناء معهاء هنا تتصور ال حوار الذي ستجريه معه‬
‫بشأن تلك التسوية‪ .‬ملحة على بعض الحقوق ولكنها تغفل في تخيل ما ترتعدسين متاورات من جاب عندما اتصل بها فعالء و قع‬
‫مالم تتوقعه وتتدرب عليه تخيليا ًء حيث لخأ الى مناورات أربكها ففشلت في مواجهتها والتصدي لحاء ألنها لم تعد ذاتها تخيليا ً لمثل‬
‫‪.‬هذه المناورات‪ ,‬فشعرت بالخداع» ولو أعدت نفسها لمثل هذه التوقعات لواجهت مناورات مواجهة ناجحة‬
‫هناك بعض الناس يعتمدون على سرعة فطنتهم في الرد على المواقف غير المتوقحة‪ .‬لذا يجدون صعوبة في كتابة مقوالتهم التي‬
‫يتوقعون استخدامها خالل اجراء الحوارات الحامة مع بعض األشخاص‪ ».‬وأمثال هؤالء هم قلة في نجاحاتهم بالتعامل مع المواقف‬
‫غير المتوقعة وبدون إعداد ذهني أو تخيلي مسبق» وبالمقابل هناك من يعتمد على تلقائيته وبداهته في الرد المناسب على مواقف‬
‫غير متوقعة» ولكن غالبا ً ما تتم محاصرتهم وارباكهم وافحامهم ألن بداهتهم ال تكون عالية المستوى‪ .‬والبد ألمثال هؤالء من اعداد‬
‫مقوالت مسبقة لتوقعاتهم والتدريب عليها تخيليا ً وبشكل خاص المحادثات اهاتفية الهامة‬
‫‪۹٩‬‬
‫‪ :‬ه ‪ -‬تكرار تخيل الهدف المطلوب لزيادة األداء الرياضي وتحسيئه‬
‫لتطبيقات التخيل في ميدان الرياضة واتقان األداءات الرياضية أيضا ً دور هام وعادة ان الحادثة الحقيقية الواقعية تختلف اختالفا ً بينآ‬
‫ع الحادثة التي يتم تخيلها أو الموجودة كصورة ذهنية» فاألولى واقعة ملموسة‪ .‬والثانية هي محض تخيل توجد في الذهن ومع ذلك‬
‫(على المستوى االختزان العصبي لالحساسات بأنواعها)» نجد عددا من النورونات العصبية (النهايات العصبية للنورونات) مشتركة‬
‫وواحدة في الوظيفة بين النورونات التي تتأثر بالصور الذهنية التخيلية واألخرى التي تتأثر بالمواقف ات الواقعية الحقيقية» بحيث أن‬
‫التفاعل على التبادل بين النوعين س هذه الخاليا (النورونات العصبية) يبدو قائ واقعا‬
‫وبتعبير آخر أكثر توضحيا ً‪ .‬على مستوى الوظيفة العصبية الفيزيولوجية اذا كنت تنظر الى قلم رصاص فإن المسالك العصبية الصادرة‬
‫من عينيك الى الجملة العصبية المركزية (الدماغ) تمكنك من أن تسجل (في المراكز المخصصة) المعنى‪ .‬واالدراك والخبرة» التي‬
‫ترافق رؤيتك لهذا القلم‪ .‬اآلن اذا ما أغمضت عينيك وتخيلت القلم نفسه بأكثر ما تستطيعه من حيوية التصور والوضوح الذهني‬
‫التخيلي» فإن صورة القلم الذهنية ستثير اآلالف من العصبونات نفسها التي نقلت صورة القلم عندما نظرت اليه كا يبدو‪ .‬وفي‬
‫الواقع وهكذا اها قيلت ‪:‬دنك تضرف تضورة انأ وس عال انرب ما فإن هذين النشاطين يتطابقان في الخبرة واألداء وكأنهها يتمان في‬
‫‪۹۷‬‬
‫الواقعم» ويسهل مثل هذا التخيل كثيرا ً هذين االنجازين عند ممارستهما في الواقع‪ .‬وبذلك نخلص الى المقولة العلمية الثابتة التالية‬
‫»‪« .‬إن التخيل القوئ الواضح في الذهن يولد الحادثة المتخيلة وكأنها تبدو في الواقع‬
‫لقد أظهرت الدراسات المقارنة التجريبية أن العب الغولف وهو يتخيل نفسه يدفع بالكرة أ ة أوينجز ضربة صعبة مرارا ً وتكرارا ً فإن‬
‫هذا األداء يتحسن عندما يمارسه في الو ويمائل ذلك يفا الممارسة الذهنية التخيلية لشخص يتمرن ذهنيا ً على اطالق األسهم على‬
‫الهدف (الدريئة) في أية مباراة سيدخلهاء فإن مثل هذا التمرين الذهني يحسن الى حد بعيد هذا األداء عند اطالق األسهم عمليا ً‬
‫‪ .‬على الدريئة‬
‫وعلى هذا ‪ .‬فإن أداء تمرين تخيلي أو مهارة ترغب في تعلمهاء وأية مهارة نوعية بدون تحديد أو حصرء فإن مثل هذا التمریں‬
‫التخيلي بحس تحسينا ً كبيرا ً اآلداء المطلوب» أو المهارة المراد اكتسابها عند الممارسة العملية‬
‫وقد يكتشف المرء أهمية القوة التخيلية وفوائدها اكتشافا ً عارضا ً أو يستخدم هذه القوة من آن الى آخر‪ .‬ولكننا نحن نحث على‬
‫اتخاذ هذه التقنية أسلوبا ً ومنہجا ً في تعلم أية مهارة أو تحسين أي أداء من خالل تكرار هذا التخيل وممارسته وليس األداء التخيلي‬
‫‪.‬العارض غير النموذجي والذي يقتصر على تخيل الشيء مرة أو مرتين فقط‬
‫(أحد رواد ومشاهير العالج النفسى‪ Beck‬محد ننا الدكتور بيك‬
‫‪۹۸‬‬
‫السلوكي األمريكان)» عن العب كرة مضرب عا مي» وهو طالب في كلية أهندسة أيضا ًء يتأهب لدخول مباراة تنافسية بعد ستة‬
‫أسابيع » وكان عليه خالل تلك المدة التي تزامنت مع دراسته» أن قيا اا في اعداد مشروع هندسي كجزء من واجباته الدراسية‬
‫التخرجية» لذا ال يوجد لديه الوقت للتدريب واعداد ذاته لدخول تلك الباراة بصورة كافية تؤهله لضمان فوزه» وقد نصحه الدكتور بيك‬
‫أن بستحن التدرنات اة عوضا عن العملية التي ال يتوفر لديه الوقت ألدائها (أي تحقيق الهدف التدريبي تخيليا مس خالل تكراره‬
‫واستمرار تممارسته على هذا المستوى س التخيل ‪ :‬يوميا ً بتتخصيص خس دقائق ثالث مرات يوميا ً وخالل االسترخاء شريطة أن‬
‫‪ .‬يكون التخيل اعدا وهو مغمض العينين‬
‫وقد استجاب هذا النصح أن تمرن تخيليا ً على الحركات والمناورات الحامة في هذه اللعبة كالضربة الحانبية اليسارية‪ .‬وغيرهاء ولكن‬
‫ظل متشككا ً من تحول هذه التدريبات التخيلية الى واقع‪ .‬اال أن الدكتور بيك كان دوما ً يدعم بأهمية الثقة بالتدريب التخيلي اليومي‬
‫الذي يمارسه واالستمرار على ذلك‬
‫عندما لعب هذا الالعب مباراته اعترته الدهشة البالغة أنه كان يلعب أفضل من السابق بأشواط كثيرة» وقد أفاض بشكره الجزيل‬
‫وأبدى تعجبه البالغ من قوة التخيل غير المتوقعة في تحسين األداء وكيف أنه كان البديل الرائع عن التدريب الواقعي‬
‫ويطالعنا ارنولد الزورس بقصة البطلة كريست ايفرت التي‬
‫‪۹۹‬‬
‫أجرت مقابلة اذاعية عن أسباب فوزها بالبطولة فقالت‪« :‬اضافة الى قاريني العملية كنت أمارس التمرينات التخيلية يوميا ً فأتمرن‬
‫في خيالي مرينا ً مكررا ً عن كل تفصيل من تفاصيل مباراتي المقبلة» أتخيل المرأة خصمى التى ستنازلني بشكلهاء بأسلوب لعبها‬
‫‪» .‬وبمناورتها المعاكسة االت أن تقوم ‪ 3‬خالل المباراة‬
‫ومبذا السياق نذكر هنا دراسات الدكتور ريتشارد سویں من خامعة‪ :‬كر لر رادو عل ‪:‬قفية ادام الحدف خال والتهرين غلك ريا‬
‫مستمرا ً لفترة معينة لتحسين المهارات الرياضية وكان هذا الدكتور المستشار السيكولوجي لفريق التزلج على الثلج األمريكي الوطني‬
‫‪ .‬األولبي‬
‫كان يطلب من الالعب وهو مسترخ مغمض العينين تخيل ذاته» وهو في التسابق الواقعي األول في السابق (على القمة) وقبل‬
‫البدء بالمباراة ومن ثم يتجاوز المنحدر بكامله في تخيله ويقطعه‪ .‬وأن كثيرا من هؤالء الذين تمرنوا على هذا التخيل وجدوا ما‬
‫مارسوه واقعا عيبال عك اولتاق ف المازاةه‪ :‬يبل كان يكهروت بالخيرة وكأنها انتقلت الى الواقع‪ .‬وخالل التخيل كانوا يتخيلون‬
‫جميع الحركات والصعوبات التي سيواجهونهاء لفحات اهواء الباردة وهي تضرب وجوههم ويتحسسون بهذا البرد» وتطاير الثلج س‬
‫جوانب الزحافات والتواء عضالت الجسم خالل الدورانات الحادة وغيرها‬
‫ف سجلي وأضابيري العالجية (مؤلف هذا الكتاب يتكلم) حادثة عالجية في هذا السياق الذي نحن بصدده‪ .‬راجعني شاب‬
‫عمره ‪ ۲۳‬سنة أيضا ً م قرى مدينة دمشق» يشكو من قلة جماعه الجنسي مع زوجته‪ .‬وانعدام الشهوة الجنسية (الليبدو) وقد ظهر‬
‫هذا االضطراب وذلك التشبيط الجنسي بعد أداء خدمة العلم (خدمة عسكرية اجبارية) وهو في وفاق زوجي تام وتسعى زوجته إلزالة‬
‫كل العوائق مس جانبها التي قد تتصور بكونها سببا ً في هذا الضعف في الميل الجسي ولک بال طائلء وقد راجع األطباء النفسییں‬
‫والبشريين ووضعوا له العالجات (بعضها هرموني) ولک حالته ظلت کا هي‬
‫بعد أن طلبت منه اجراء فحص معايرات هرمونية جنسية في دمه» اتضح لي أنها كانت سوية تماماء والسبب المباشر لهذا التثبيط‬
‫‪.‬والضعف لم يتضح خالل عدة جلسات استجوابية» وجدت أن أشي بالتخيل المتكور لعالج حالته‬
‫بعد أن شرحت فوائد الطريقة التخيلية كيا يقبل العالج ويتخذ موقفا ايجابيا تجاهه» وهذا شرط هام في العالج النفسي السلوكي‬
‫ويمارس التمارين بجدية وحماس وحس بأنه سيحصل على الفائدة المرجوةء دربته على فن االسترخاء ومن ثم أعطيته برناجا ل‬
‫عارسة ا بمعدل مرتیں» وكل مرة ‪ ٠١‬دقيقة ولمدة ‪ ٠١‬توا يتصور فيه جميع المواقف الجنسية في الجماع الجسي التي تثيره مع‬
‫زوجته» ويتكلم معها خالل الجماع بالكالم الذي يثيره (هذه ناحية هامة في العالج الجسبي) بدون خجل وال أية مراقبة» ويطلب‬
‫منها أيضا ً أن تتكلم عن احساساتها الجنسية وشهوتها خالل الجماع بدون أي قيد وال مراقبة ويكون هذا التخيل على درجة كبيرة‬
‫مس الحيوية‬
‫التخيل الذي‬
‫ٍ‬ ‫وطلبت منه (نظرا ً لعدم وجود أية حدود بينه وبين زوجته في هذا الميدان الجنسي) أن يدرب زوجته على األسلوب‬
‫‪.‬قدمته اليه (البرنامج) ) وأن يتدرب االثنان تخيليا ً على تطبيق هذا البرنامج التخيلي‬
‫عندما راجعني بعد ‪ 15‬وما أفادني أنه ألول مرة أخذ يشعر بتزايد الميل الجسي حيث ارتفعت وتيرة الجماع من كل ‪ ٠١‬يوم مرة‬
‫‪ .‬واحدة الى مرتين في األسبوع ‪ ,‬وبمواقف ومشاعر جنسية نوعية من كال الطرفين‬
‫وتالحفل هاا آنا 'اسعطعنا معالحة الموققف" الكسى وتحننه ما ال دوق اا‪ 0‬السات الع السعرلرسنة الفاغلة فى هذا التثبيط‬
‫‪.‬للشهوة الجنسية (الليبدو)‬
‫وبالطبع ان كل ما ذكرناه ال يعني أننا نقلل من أهمية الممارسة العملية وقيمتها الميدانية الواقعية‪ .‬فاإلدعاء أن اإلكتفاء بالممارسة‬
‫التخيلية في لعب الدور التعلمي لتنمية مهارات رياضية أو غيرها فهذا أمر غير صحيح وفيه تطرف وخروج عن الواقع العلمي‬
‫والعملي» فالمهارات الرياضية يمكن تحسينها تحسينا ً كبيرا ً في األداء واالتقان بالتماريس العملية والتخيلية معا ً‪ .‬واذا كان الرياضى‬
‫نعود ونقول أننا في هذا الباب نتكلم عن أهمية ‪ E‬يمتلك مهارة جيدة فإن التمارين التخيلية لالحتفاظ بمهارته ‪ 55‬هو أمر حي‬
‫لعب الدور تخيليا وتكراره الكتساب المهارة المطلوبة سواء أكانت‬
‫‪۰۲‬‬
‫اجتماعية أو رياضية أو التخلص من مشاعر منافية ء أو تحسين األداء ا لجسي أو تأكيد الذات وتقوية الثقة بالنفس وغير ذلك من‬
‫التطبيقات التي يصعب حصرها‬
‫وننبه هنا في هذا السياقء اذا ما مارس الفرد المتشائم تخيالت متشائمة» أو مواقف سيئة متشائمة مكربة» فإن هذه الصورة‬
‫التخيلية تعزز تشاؤمه وتقويه والعكس اذا ما مارس هذا المتشائم تخيالت متفائلة ‪ ,‬تضيء الحياة النفسية وتبدد ظلماتهاء فإن السلوك‬
‫التشاؤمي يتبدل الى آخر تفاؤلي‬
‫وناحية أخرى هامة في هذا الخصوص أن بعض المتشائمين يعتقدون أن بتخيال تهم وتوقعاتهم التشاؤمية يعدون أنفسهم سلفا ً ‪ 3‬من‬
‫حوادث تكون محبطة ومحيبة ‪ 07‬وممقوتة‪ .‬وكأن هذا لمتشائم يترجم لنا سلوكيته التخيلية بالتالي ‪« .‬أنا أفقرض دما وع األشياء‬
‫والحوادث التي سأصادفها اا ستجري ریا ان وأنا بتخيلي التشاؤمي للحوادث أكون قد أعددت نفسي وحميتها من األمر السييء الذي‬
‫»قل يقع‬
‫إن هذه الفلسفة هي خطرة‪ ,‬ألنها تفترض مسبقا ً أن األمور مار سی ا وأنك ہذا ا تعزز النتائج السلبية» اال کر قد ضيفت اسهاما‬
‫كبيرا ً في إضعاف ثقتك بنفسك بالتصدي للجوانب السلبية والتعامل معها تعامال ً ايجابيا ً في التغلب عليها في إيجاد الحلول البديلة‬
‫تماما ً كا وجدنا في قصة الممرضة في موقفها الرافض للطبيب الذي تعمل تحت اشرافه وإمرته وكيف أن‬
‫‪ .‬مواجهتها للموقف أخذت مناحي متنوعة في جميع االحتماالت الممكنة وكيف التعامل تلك االحتماالات السلبية واالجابية‬
‫إن السلوك السوي دوما ً هو أن تتخيل ذاتك الجوانب اإليجابية في النتائج ‪ .‬وليست السلبية» وتتعامل مع التوقعات ال ناجحا ً‬
‫‪ .‬وليس االستسالم لهاء وهذه ناحية هامة جد نلفت اليها نظر القارىء‬
‫دعني أا القارىء أن أضيف الى ما ذكرته وشرحته لك من استطبابات التخيل‪ .‬االستطبابين التالییں وهما الخوف من المسرح أو‬
‫‪.‬التكلم أمام الجمهور واالضطراب الجشبى‬
‫‪ - ١:‬الخوف من المسرح والكالم مع الجمهور‬
‫هناك الئحة من الدراسات والبراهيں السريرية والتجريبية التي تظهر أدمية تكرار لعب الدور تخيليا ً في تسهيل األداء المسرحي أمام‬
‫الجمهور‬
‫يخبرنا ميخامبوم (أحد رواد المعالجين في الطب النفسي السلوكي ) عن ممثلة موهوبة شهيرة تشعر با خوف من المسرح من‬
‫وقت الى آخر لدرجة فقدت ثقتها بنفسها‪.‬ء ذهبت فالتمست العون العالجي من طبيبين سیکاترییں (نفسيين) أقرا بوجود دوافع‬
‫الشعورية في مخاوفها‪ .‬فباعتقادهما أن في نفسيتها رغبة ال شعورية بأن تفشل كممثلة وتحتاج الى العديد من السنين في العالج‬
‫النفسي التحليلي كي| تتغلب على هذه المخاوف‪ .‬وقد أبدت عدم مسرتها من‬
‫‪6١‬‬
‫‪.‬عالج يدوم هذه الفترة الزمنية الطويلة‪ .‬لذلك قصدت الدكتور ميخامبوم مبدف وسيلة عالجية أقصر مذة‬
‫وغوضا عن أن يلج هذا المعالج في مجاهل الشعورها للتنقيب في هذا الكالم العميق عن عقد مرضها والكشف عنهاء فقد أشار‬
‫اليها بالعالج التخيليء ومارسته يوميا ً عدة مرات مقرونا ً باإلسترخاءء وبدون تقاعس أو تقصيرء وقد تضمن برنامجها العالجي التخيل‪.‬‬
‫أل تتصور ذاتها على مسرح وهي ‪ 0‬بدورها التمثيلي بثقة في النفس» والطمأنينة الذاتية وبديناميكية لم يسبق أن مارستها أو عبرت‬
‫عنهاء وهكذا ومن خالل مزج تأثير الممارسة الطبيعية للدور التخيلي المتكرر في لعبة وبصورة ا فيها‪ .‬فإن كثيرا ً مس جوانب الصور‬
‫الذهنية االيجابية ستنتقل عملي الى األداء الواقعي باعتقاد المعالج وهذا ما جد فعا اذ بعد أن مارست التخيل بتصور ذاتها ا على‬
‫المسرحء تقد ذز رها راع تام تشد اتسين وا اعد كردا كبيرا ً‪ .‬فإن أداءاتها العملية قاربت كثيرا ً من المتوئ الذى 'تضورته في‬
‫تخياالتها التمرينية اليوميةء وبدال ً من أن تمضى سنوات في العالج النفسى التخيلي للتغلب على مخاوفها وسلبياتهاء فإن العالج‬
‫‪ .‬التخيلي كاه ذفن لق ر فقط‬
‫وبالطبع علينا أن ننتبه مع القناعة بفعالية هذا النوع من العالج الى عدم المبالغةء فالتمرين التخيلي ال يخلق مثال متألقا ً والقصد‬
‫هنا أن الممارسة المقصودة للتخيل المكرر مس شأنه أن يعظم أداء الممتل والممثلة‪ .‬ويفتق اكمام مواهبه (أو مواهبها) وقدراته‬
‫‪1۰6‬‬
‫استرخاء‪ .‬وثقة بنفسه وفعالية في التعامل مع األشخاص اآلخرين في مجاالت‬ ‫ً‬ ‫الماجعة الكامنة‪ .‬وفي هذه الحالة يكون سعيدا ً وأكثر‬
‫‪ .‬ونشاطات اجتماعية ال تحصى‬
‫‪ ٠‬االضطرابات الجنسية ‪.‬‬
‫تعد االضطرابات الجنسية الميدان اآلخر في العالج التخيلي التكراري وتندرج ضمن اطاره الفعالية الحقيقية هذه التقنية في معالجة‬
‫هذه االضطرابات‪ .‬ويلجأ الكثيرون من المختصين في العالج السلوكي وعلى نطاق واسع الى عالج االضطرابات الجنسية بمختلف‬
‫تصانيفها وأشكاا المرضية عند الجنسين على السواء كالبرود الجسبى وفقدان هزة الجماع صءدعإه بالعالج السلوكي ‪۰‬‬
‫تطبق طريقة جونسون وماستر المعروفة في عالج مثل هذه االضطرابات النفسية المنشأ اضافة الى تقنيات التخيل المزيلة للتحسس‬
‫والخوف من التقرب الجنسى» وني هذه القدرة التخيلية القوية والمتعالج يكون في حالة االسترخاء عند تطبيقه للبرنامج التدريبي‬
‫البيتي المعطى له من قبل المعالج ‪ .‬فإن ازالة التحسس من التقرب الجنسي المثير الضطرابه ينتقل الى الواقع عند اقترابه‬
‫‪.‬الجماع الجنسي والممارسة الحقيقية للجنس‬
‫تقنيات التخيل ف عالج المخاوف وضروب القلق‬
‫يكن القول أن الخوف المرضي (الرهاب ‪ ) 700614‬هو خوف غير عقالني وال منطقي من شيء غير مؤذ أو موقف‪ .‬ومصطلح‬
‫«فوبيأ» هو مشتق من التعبير اإلغريقي ‪ 700005‬الذي يعني الرعب‪ .‬والملع‪ .‬أو إله الرعب الذي يثير الجزع في نفوس‬
‫األعداء‪ .‬والمرهوب يشعر ويدرك أن خوفه يثير الضحك‪ .‬وأمر سخيف وتافه في نظره ونظر الناس على السواء» وليس له أساس ومع‬
‫ذلك يشعر أنه مقهر على الخوف س هذا الشيء التافه السخيف الالمعقول‬
‫ويتميز الخوف الرهابي بأمور ثالثة عن المخاوف األخرى‪ .‬أوها أن االستجابة (رد الفعل ) ال تتناسب أطالقا ً مع المنبه (الشيء‬
‫المخوف) فالظالم مثال الذي يخاف منه المرهوب يسبب له الجزع الشديد والهروب‪ .‬فاالستجابة هنا فيها طابع المغاالة الشديدة غير‬
‫المتناسبة مع المنبه (وهو الكالم) وثانيها أنه خوف ال ارادي وال شعوري» فالمريض ال يعرف أسباب هذا الخوف» وثالئها أنه خوف‬
‫‪.‬يدفع المريض على الهروب وتجنب المثير المخوف‬
‫»وأنواع الرهاب كثيرة ال حصر ها واشتقاقا ً من األصول اليونانية في التسميات تأخذ أنواع الرهاب أسماء حسب نوع الرهاب‬
‫و قات االرتفاعات ‪00018‬م‪ Arachnophobia20٠4‬فلدينا رهاب الحيوانات ويسمى ‪ .2005506018‬ورهاب العناکب ويسمى‬
‫والخوف من األماكن المغلقة ‪8012‬م‪ Astraphobia‬ورهاب الماء (الخوف الشديد من االء) ‪618‬هطمددوك ورهاب البرق‬
‫‪ )013050‬ورهاب الساح (الخوف من الساحات المكتظة بالناس وأسواق البيع) ‪ 2‬والخوف االجتماعي ‪0‬م‪( 11‬الخوف من الكالم‬
‫مع الناس أو األكل أو المصافحة) وهناك حاوف كالخوف س المصاعد الكهربائية ومن الجسور ومن اإلصابة بالمرض ومن الميترو ‪.‬‬
‫وغيرهاأ‬
‫قد يصاب المريض بعدة أنواع من الرهاب فمثال ً رهاب الساح ف يعدم امل الك امن انوا الرهاب بحيث أن المريض يصبح مشلوال ً‬
‫‪.‬عاجزا ً عن الخروج من داره بسبب المخاوف المحيطة به من كل جانب وصوب‬
‫فيا يخص السببية أي أسباب هذا االضطراب فمازالت معظم األسباب غامضة فبعض البحائين يرون أن السبب مرده الى الصراعات‬
‫النفسية الالشعورية «النظرية النفسية ‪ -‬الديناميكية» الى تترمز بصورة حاوف خارجية» في حين أنها تعكس مخحاوف داخلية ‪5‬‬
‫الخوف من الخوف الداخلي عوء؛ ‪:0:‬ءع‪ .5‬وهكذا فإن الخوف ‪ 5‬أشياء حادة جارحة ليس في الواقع في نظر هؤالء سوى تعبير‬
‫عن صراعات عدوانية داخلية الشعورية غير محلولة أخذت ترميز الخوف من أشياء جارحة‬
‫‪۰۸‬‬
‫وهناك في طرف آخر مس البحائیں يعللون الرهاب ويردون أسبابه الى اشراط سلبي» أي بتوضيح أكثر يفترضون أن بعض الحوادث‬
‫المخيفة الراضة الماضية قد تسبب حساسية دائمة ومستمرة فتأحذ صور حاوف معينة» فالفرد الذي انحبس في المصعد لعدة‬
‫ساعات» قد يبدي حساسية دائسة حيال ركوب المصاعد فيخاف منها وس األماكن المغلقة وقل الشيء نفسه بالنسبة لركوب‬
‫الطائرات وغيرها‬
‫واذا كان المصعد الذي خاف منه المريض موجودا ً في خزن بيع كبس» فإن هذا الشخص سيتجنب كل شىء اقترد بالمصعد أي اال و‬
‫‪ .‬جزال ايت واي از ارا قب األخرى المقترنة» أي بتعبير آخر يتعمم الرهاب ليشمل موضوعات كثيرة اقترانية‬
‫وهكذا وفي تفسير مثل هذه الحاالت وخالفا ً للمعتقد السائدء ليس من الضروري أل نفهم اآلالك‪.:‬األساسة والديناميكيات المسببة‬
‫للرهاب بقدر االهتمام بمجرد ازالة هذه االرتكاسات الرهابية عند المريض‪ .‬تلك هي النظرية السلوكية العالجية‬
‫س ناحية أخرى هناك الكثير من مرضى الرهاب يستثمرون مرضهم لتحقيق مكاسب ومنافع شخصية ثانوية س عجزهم‪ .‬أي االلتفات‬
‫اليهم‪ .‬واإلنتباه واحاطتهم بالرعاية واالهتمام» فمثال لنفترض أن امرأة هي التي حوصرت في المصعد‪ .‬وأصيبت برهاب‬
‫‪۱۰۹‬‬
‫األماكن المغلقة‪ .‬فأخذ زوجها على عاتقه شراء حاجات المنزل وابتياع ا هذه الحاجات التي كانت زوجته الفتية الشابة هي التي‬
‫تقوم بها‪ .‬ثم ان الزوج أبدى اهتماما کا بخوفها‪ .‬وهذا ما يسرها لقا ف هذا الموقف يمكننا أن نفهم الذا تتمسك هذه المرأة الشابة‬
‫بمخاوفها وتحرص على استمرار هذا الخوف وبالطبع ليست جميع المواقف فيها االنتفاع س المرض بشكل يصح تعميمها على أي‬
‫موقف رهاب فإذا كانت تیان الرهانن ر ‪ 2‬أمينا ً حلصا أنك ترغب الشفاء منه‪ .‬فإن الخطوة األول تكون أن د تفحص الموقف فحصا ً‬
‫عميقا ً كي تدرك في| اذا كان في هذا اإلضطراب ما تنتفع منه ويجلب اليك بعض الفوائد من قبل الغير الذي ترتبط بهم‪ .‬اذ من‬
‫‪ .‬الصعوبة بمكان التخلص س الرهاب اذا كان فيه نفع ثانوي شخصي وفائدة تجنيها منه‬
‫وبالطبع ليست حميع حاالت الرهاب فيها ربح ثانوي‪ .‬اذ أن كثيرا من األفراد الذين يعانون خاوف متباينة‪ .‬الخوف من ركوب [‬
‫الحافلة والساحات العامة‪ .‬واألسواق وتغمرهم رغبة ملحة وصادقة‬
‫بالتخلص س مخاوفهم‬
‫واذا كان األمر كذلك فماهي الخطوات البناءة التى تقود الى‬
‫يعود الفضل في ابتداع هذه التقنية العالجية السلوكية الى‪ Systematic Desensitizati01‬تقنية ازالة التحسس المبجى‬
‫األستاذ الطبيب النفسي جوزف ولبي م‪ 101‬التى وضحها في كتابه الذي صدر عام ‪1165‬م تحت ا ‪ :‬التثبيط االل‬
‫‪ 0‬حيث شرح لنا ألول مرة طريقته في عالج الرهاب» وهذا األستاذ هو حاليا يعمل ني كلية الطب بجامعة ‪Reciprocal‬‬
‫تامبل (المعبد) في والية بنسلفانيا ومحرر مجحلة الطب السلوكي والطب النفسي التجريبي العا ية » وله مؤلفات كثيرة ودراسات‬
‫هامة متنوعة في مدان العالج النفسي السلوكي‪ .‬وهذه التقنية تعد نظرية عالجية متكاملة موثوقة النتائج » ويطبقها‪ .‬كل معالج من‬
‫مدرسة العالج السلوكي» وهي معترف بها كإحدى الوسائل العالجية المامة في العالج النفسى السلوكي لإلضطرابات النفسية على‬
‫‪.‬العموم‬
‫ب على ارخاء عضالت‬ ‫در ٍ‬
‫في هذه التقنية وقصدنا هنا عالج الرهاب‪ .‬توجد ثالث خطوات منفصلة‪ .‬الخطوط األولى يُعل ّم المريض وي ُ ّ‬
‫جسمه الرئيسية لخلق حالة سكينة‪ ».‬وهدوء (تثبيط التنبيه الفضبى الال الع القاقية )‪ 4‬اى هدو الشين وراك معان وننبه ‪ 7‬أن‬
‫اإلرخاء العضلي الع له اتات هام هد )يكن الوصول اليه خالل التمريں المستمرء والنتظم» والمنہجي لتقنيات‬
‫“اإلإسترخاء‬
‫في بادىء األمر استخدم التنويم لتحقيق االسترخاء اال أنه اتضح فيا بعد أن اإلسترخاء هو أفضل منه ألنه ال يجعل المريض‬
‫‪ - ١.‬في ملحق هذا الكتاب تجد أسلوبين س أساليب ض االسترخاء‬
‫مرتبطا ً بالمعالج المنوم‪ .‬ثم ان تعلم ض اإلسترخاء يفيد المرء في حياته اليومية الضعاف ردود فعله ازاء الشدات التي تفرض ذاتها‬
‫‪.‬عليه في تعامله مع المحيط بكل أبعاده االجتماعية واألسرية والمهنية‬
‫الخطوة الثانية وفيها يتم تجزئة الموقف التخوني الى سلسلة من الخطوات فمثل اذا كان الفرد يخاف من المشافي فإننا نضع سال‬
‫هرميا من امراق دة فن ارقف األقل إثازة‪ :‬وتوا أ الموقفث الذي نسميه بموقف الصفر الذي تنعدم فيه اإلثارة التخوفية ومن ثم‬
‫يليه الموقف المرتبط بالخوف من المشاني الذي يأتي في أدنى السلم» وتتوالى المواقف صعودا ً في التوتير التخوفي حتى نصل الى‬
‫الموقف األعظمي األكثر اثارة في السلم وهو دخول المستشفى ذاته‪ .‬في هذا المثال تكود رالراق اة اللبخوت‪ :‬من ااا عل "الصورة‬
‫«العالية‬
‫الموقف األول تخيل المريض يافطة مكتوبا ً عليها «مستشفى» الموقنت االن ل الطريق الذى قود ال" اللمسنتطنن» الموقفت النالت‬
‫التالي ركوب السيارة أو قيادتها في الطريق المؤدي الى المستشفى‪ ,‬وهكذا تتوالى المواقف تتابعيا ً في التخيالت المتصاعدة في‬
‫التوتر حتى نصل الى مدخل المستشفى ومشاهدة المرضى في البهو وهم يقودون الدراجات المسيرة باليد أو المحمولس على‬
‫الحماالت‪ .‬ومن ثم شم الرائحة الخاصة بالمستشفى وأخيرا ً تأي الخطوات والمواقف المخيفة الحاسمة بالنسبة للمريض» رؤية غرفة‬
‫العمليات» مشاهدة المرضى يخرجون من غرفة العمليات الجراحية‪ .‬مشاهدة صديق مريض في مركز العناية المشددة داخل‬
‫المستشفى‬
‫‪1۲‬‬
‫الخطوة الثالثة وهي عندما يمتلك المريض مهارات االسترخاء الكافية (وهذا يتطلب فترة زمنية بحدود ثالثة أسابيع بتدريب يومي)‬
‫حينئذ عليه أن يتخيل كل موقف (بند) من مواقف الالئحة اهرمية التي ذكرناها مس أجل ازالة تحسسه من هذه المواقف‬
‫‪.‬التخوفية‬
‫يبدأ المريض في تخيل الموقف األضعف في سلم المواقف الهرمية التي ذكرناها من حيث االثارة التخوفية‬
‫تخيل أنك في صحبة سارة مع بعض األصدقاء والرفاق تركب السيارة معهم واذ بك تشاهد يافطة مكتوبا ً عليها «المستشفى في «‬
‫المنعطف الثاني» وأنت في حالة استرخاء تتخيل هذه الصورة الذهنية ار امن ائ و ر ا ما اناك هده الصورة اقلق عليك أن تتخيل‬
‫موققا ً آخر أقل‪ .‬إثارة أوتنعدم فيه هذه “اإلثارة ليكوت اإلنطالق مس الصفر في االنفعال‪ ,‬كأن يكون التخيل هوا في سوق من‬
‫أسواق اللهو‬
‫اآلن كل موقف من المواقف المدرجة في الالئحة يتم تخيلها مرة تلو األخرى حتى تصبح خالية مس أية اثارة تخوفية» فإذا ما‬
‫أثارت الصورة لموقف معين استجابة خوف يتم استبدال الصورة بمنظر جميل تخيليا ولدة ‪ ۷‬دقائق‪ .‬وس ثم يعرض الموقف عليه‬
‫ثانية والمتعالج في حالة استرخاء‪ .‬وهكذا يتم التناوب بين الصورة المتخيلة للموقف والصورة السارة الى أن تتضاءل االستجابة‬
‫التخوفية بنسبة ‪ /۷* - ٦١‬أو يتم اطفاء الخوف نهائيا ً‪ .‬ويصار التعامل مع بقية المواقف على الشكل الذي ذكرناه الى أن تتم‬
‫ازالة التحسس منها مس أوها الى‬
‫‪11 ۳‬‬
‫آخرهاء وتحتاج هذه المواقف المرمية التخوفية الى عدة جلسات عالجية مزيلة للتحسس تخيليا ً‪ .‬بعد ذلك يكون المريض جاهزا ً كيم‬
‫يتعامل مع الموقف ‪ 9‬اقا بدون أل خر القلق التخوفي السنابق‪ :‬نس هذه التقنية أيضا ً ازالة التحسس من خالل التعريض التدريجي‬
‫للموقف الرهابي تخيليا ً‪ .‬على المستوى العملي كل فرد عنده على األقل تحسس رهابي واحد‪ .‬ومثالنا على ذلك أن المخاوف‬
‫االجتماعية هي شائعة ہیں الناس نظرا ألن كثيرا ً من الناس يهتمون بالرأي العام (رأي الناس ومواقفهم تجاه بعضهم عضا فالخوف‬
‫من التحقير واإلزدراء هو شائع ہیں كثير س الناس‪ .‬وهذا ما يسبب ارتباطات ہیں الخوف واالنتقاد‪ .‬والرفض» وإنكار الرأي‬
‫ومهاجمته‪ .‬وأن كثيرا ً منا قد ال تنتابه حاوف من اإلرتفاعات‪ ,‬واألماكن المغلقةء والعناكب» أو س رؤية الدم» أو األفاعي ‪ .‬وغيرها‬
‫اآل أننا قد نبدئ حساسية تخوفية أو نرد ردا مغاليا ً ازاء نقاشات حادة‪ .‬أو تجنب طرح أسئلة في الصف أو ندخل خلسة بدون‬
‫لفت أي نظر الى قاعة أثناء القاء محاضرة فنقعد في المقاعد الخلفية جاهدين اآل يراتا أخد» أو يكرا االضطرات الكير اذا ما طلب‬
‫متا أن نلقى كلمة أمام الجمهور‬
‫‪ .‬هذه األنغاط من القلق االجتماعى ينظر اليها على أسا خاوف مرضية وتعالج على هذا األساس‬
‫يمكنك أن تسأل ذاتك التالي‪« :‬ما هي التحسسات النوعية‬
‫‪۱۱ 4‬‬
‫الموجودة لدي؟» «أي المخاوف» ماهي أنواع المواقف التخوفية التي أتجنبها؟‬
‫من الجائز أنك تتجنب التجمعات البشرية وتختجل من أفرادها أو تحجم عن طلب الخدمات والمعروف‪ ,‬أو تتجنب س الجنس‬
‫اآلخر وتخاف منه» أو الكالم أمام الجموع‪ .‬أو أنك تتراجع بسهولة أمام موقفك في نقاش مع بعض الناس» فيتسلطون على تفكيرك‬
‫() أو ال تطالب بحقوقك الشخصية‪ .‬فتترك اآلخحريں يسلبونك إياها بدون أن تتصدى لهم تصديا‬ ‫ويوجهونك فال تتجرأ أن تقول لحم ال‬
‫مقبوال اجتماعيا‬
‫فمههما كانت میادیں مشكالتك االجتماعية التى تتحاشاها وتخاف منهاء وتتجنبها فإننا نوصى أن تأخذ باألساليب العالجية التى‬
‫الفشل‪ .‬أو أنهم يبدون انشغاالت ذاتية مسبقة بمخاوف الرفض› واالنتقادء وفقدان االعتبار واالحترام فأسلوب ازالة التحسس غالبا ما‬
‫يكون أداة فعالة ف عالج الحاالت الى ذكرناهاء وحاالات أخرى من الشاكلة ذاتها‪ .‬واألسلوب ذاته أي ازالة التحسس فعال جدا في‬
‫التخلص س الرهاب الواضح الذي ال لبس فيه‬
‫يفيدنا األستاذ الدكتور ولبي م‪ 701‬عن عالج حالة من قبله لشاب يشكو الضيق الشديد الذي ينتابه اذا تناول الطعام في األماكن‬
‫‪.‬العامة ‪ .‬والمتنزهات› المطاعم وغيرها وال يرتاح اال اذا تناول الطعام في بيته ولوحده» ويتضايق نسبيا اذا أكل مع أفراد أسرته‬
‫‪١ 16‬‬
‫ويكون الضيق شديدا ً اذا كان أحد أصدقائه يشاركه في طاولة الطعام عمله في الشركة بوجود فتاة جميلة يرنو الى الوصول اليها‬
‫والتعرف عليها‬
‫ثم وضع الئحة المواقف لضيقه المثيرة المتدرجة في الشدة إلزالة‬
‫التحسس منها في الخطة العالجية فكان ترتيب المواقف على الصورة التالية‬
‫‪ - ١ .‬أتناول طعام الغداء لوحدي بين| أفراد أسرتي يأكلون في الغرفة الثانية‬
‫‪.‬أتناول الفطور الصباحي مع والدي على طاولة واحدة ‪۲ -‬‬
‫أتناول وجبة العشاء في الدار مع والدي ‪۳ -‬‬
‫‪ :‬أتناول وجبة الفطور لوحدي في مطعم (كافتيريا) خال من النامن ‪5 -‬‬
‫ه أتناول وجبة الفطور لوحدي في المطعم مع وجود عدد قليل من الناس مبعثرين على طاوالات مختلفة‬
‫‪ - ١‬أتناول الغداء مع والدي في البيت بوجود أحد أصدقائي‬
‫أتناول العشاء مع صديق في شقته ‪۷ -‬‬
‫‪.‬أتناول الغداء مع صديق قديم في داره مع أفراد أسرته ‪۸ -‬‬
‫‪.‬أتناول العشاء في مطعم خال من الناس مع فتاة جميلة ‪4‬‬
‫‪ - ٠ .‬أتناول طعام الغداء في مقصف الجامعة مع ثالثة أصدقاء لي في الصف‬
‫د اتاول العشاء في دار صديقي مع أفراد أسرته وصديقته الحميلة الحذاية‪ - ١ .‬أتناول الفطور في الخارج مع فتاة جذابة فاتنة (‬
‫الجمال‪ .‬اتتاول العشاء في المطعم مع فتاة جذابة‪ 6 .‬أتناول العشاء في بيت صديقتي الجميلة بوجود والدها وعدد من الناس ‪.‬‬
‫تلك هي الئحة المواقف المتدرجة في درجة الخوف حتى الوصول الى بؤرة الموقف التخوفي وهو تناول الطعام مع صديقته وبوجود‬
‫ثالثة أشخاص غرباء‬
‫تأتي الخطوة الثانية هي أن يسترخي ثم يتخيل كل موقف من المواقف البالغة عددها ‪( ١5‬كا رأينا في الالئحة) بالتسلسل الوارد‬
‫فيها وبصورة تتابعية» وكا يك التكهن فإنه سيواجه موقفا متوترا تخوفيا في الموقف رقم »‪ «٠‬هنا يطلب منه المعالج الدكتور ولبي‬
‫بعدما شعر المريض بالخوف‪ .‬أن ينقل خياله الى صورة سارة (كتخيل مرج مس المروج الجميلة‪ .‬أو بساتيں مملوءة بالرياض)»‬
‫لمعاكسة التوتر التخوفي بصورة ذهنية سارة ولمدة عشر دقائق‪ .‬وس ثم إعادة تعريضه للموقف رقم )‪ 0١‬مره ثانية » ومرة ثالئة‬
‫مع فاصل تخيلي سار» وبصورة دورية تناوبية حتى يزول خوفه تماما أو يتضاءل الى الحد األدنى في الموقف رقم (‪)0‬‬
‫في الموقف رقم (‪( )4‬تناول العشاء في مطعم خال س الناس مع فتاة جميلة كان موقفا قلقا جدا ومفاجئا بالنسبة للمريض الشات‬
‫‪١١ 7‬‬
‫هنا أيضا ً تم اعتراض هذا التخوف بنقله الى تخيل سار أو تعميق استرخائه إلعادة هدوئه وسكينته واسترخائه الى الخط القاعدي‪,‬‬
‫‪.‬بعدها تعريضه الى الموقف رقم (‪ )4‬مرارا ً وتكرارا ً حسب ما شرحناء حتى زوال تحسسه التخوقي منه‬
‫‪.‬بسهولة تجاوز المواقف الثالثة التالية حتى الوصول الى الموقف الصعب المتوقع رقم ‪ ۴۳‬تناول العشاء مع امرأة جميلة‬
‫وهكذا‪ .‬فإن المواقف )‪ (٤ ١‬الواردة في الالئحة تمت تغطيتها في سبع جلسات عالجية مزيلة للتحسس وذلك خالل ثالثة أسابيع‬
‫ونصف األسبوع ‪ .‬حيث تمكن أن يحتفل بدعوة الفتاة الجميلة محط أمله وهدفه وعدد من األصدقاء الى تناول العشاء في مطعم‬
‫فاخر من الدرجة األولى‬
‫أن أسلوب ازالة التحسس يستند إلى افتراض على درجة كبيرة من األهمية (ومن هنا جاءت عبقرية الدكتور ولبي ‪178/0106‬‬
‫هو‪« :‬ان األشياء التي تخافها كما تبدو في الواقع تخافها أيضا ً عندما نتخيلها وإن النتيجة الطبيعية هي أن األشياء التي أصبحت ال‬
‫تخيفنا عندما نتخيلهاء ال تخيفنا بدورها في المواقف الواقعية وكا تبدو لنا في الحياة‪ .‬فهذه القاعدة المامة يكن تطبيقها عند معظم‬
‫الناس‪ .‬وال ننسى أبدا ً أنه في علم النفس يبدو القليل من القواعد التي يمكن أن يعمم تظبيقها على جميع البشرء فبعض األفراد‬
‫في مقدورهم تخيل مواضيع خوفهم ولكن ال يشعرون بأي قلق‪ .‬ولكن في اللحظة التي يواجهون المواقف التي تخيفهم في الواقعء‬
‫نجد الرعب والجزع‬
‫ينتاءهم بصورة آلية وأمثال هؤالء تفيدهم فقط التعرضات الواقعية المتدرجة الى المواقف التخوفية (التعرض المتدرج) إلزالة تحسسهم‬
‫منهاء ومن حسن الحظ أن معظم الناس يمكنهم أن يتغلبوا على تخاوفهم باللجوء الى التقنيات التخيلية التي شرحنا احداها األساسية‬
‫‪.‬‬
‫ازالة التحسس ذاتيا ً وباالعتماد على الذات بدون عون ‪۲ -‬‬
‫هناك الكثير من المعالجين الذين حصلوا على نتائج جيدة من خالل تدريب مرضاهم على كيفية ازالة تحسس أنفسهم بأنفسهم نحو‬
‫‪ .‬المواقف التي تزعجهم وتخيفهم‬
‫والواقع أنه ال توجد صعوبة بإنجاز درجة مناسبة من االسترخاء ذاتيا (بعد التدريب عليه) الزالة القلق وتحقيق السكينة والهدوء‬
‫‪ .‬النفسي‬
‫ويمكن أيضا ً للفرد المرهوب أن يضع بنفسه الئحة بمخاوفه ويتعامل معها ويعدها وفقا ً لما ذكرنا أعاله تهيئة إلزالة تحسسه من‬
‫المواقف المتدرجة في الشدة التخوفية الواحدة تلو األخرى واليك أيها القارىء مثاال عن مريض عالج ذاته بدون عون معالج بعد أن‬
‫تدرب على التقنية التي نحن بصددها لتكون لك حافزا ً على التفكير بعالج ذاتك من مخاوفك إن كنت تشكو منها‬
‫‪ .‬المريض يتكلم عن نفسه‬
‫اعتدت أن أخاف من العميان والعاجزين الذين يزحفون على«‬
‫‪۱۱۹‬‬
‫األرض‪ .‬أو المقعدين المبتوري األطراف الذين يركبون الدراجات ويسيرونها بأيديهم أو أي مشوه» فهذه الشريحة من العجز كي خوق‬
‫‪.‬وقلقي الشديدين» فإذا صدف ول أبتعد عن أحد هؤالء فوراء سرعان ما أشعر بأنني مريض‬
‫تمرنت على فن االسترخاء مسجل على شريط صوتي لمدة عشرة أيام» ومن ثم استغنيت عنه وبت أمارس االسترخاء بدونه بعدما‬
‫تعودت على االسترخاء وتنامى عندي االحساس الذاتي باالسترخاء عند مارسته» وبدأت أستخدم التخيل في تماريني المتضمنة‬
‫العناصر التي تخيفني والتي ذكرتهاء بجانب البيت الذي أقطنه يوجد رجل أعمى يجلس مع كلبه بجانب بائع أحذية» وكنت دوما ً‬
‫‪.‬أتحاشى المكان الذي يجلس فيه هذا الرجل‬
‫بدأت أعالج نفسي بتخيل ذاتي تقترب من هذا األعمى ووضع عشرة دراهم في قبضته ومن ثم الدخول الى لمحزن األحذيةء في‬
‫بداية التخيل شعرت بقليل من الخوف وواجهت ذلك باالسترخاء ومن ثم بالعودة الى تخيل الموقف الذي ذكرته حتى أصبح الموقف‬
‫خاليا ً من أي توتر أو خوف‪ .‬في اليوم الثاني عدت الى تخيل الموقف ذاته فلم أجد أية اثارة تخوفية‪ .‬اطالقا ً في الوقت الذي لم‬
‫أكن فيه مسترخيا ًء وقد فكرت أن أختبر عمليا هذا الموقف الجديد الذي عشته في خيالي‪ .‬فنفذت عمليا ً ما تخيلته؛ أي اإلقتراب‬
‫من األعمى ووضع بعض النقود في قبعته الموجودة على األرض‪ .‬ومن ثم دخول المخزن‪ .‬ولقد دهشت من هذا التبدل في سلوكي‪.‬‬
‫ومن ثم تناولت الموقف الثاني من الئحة‬
‫‪١7١‬‬
‫»محاوفي فتعاملت معها باألسلوب نفسه وهكذا وفي غضون شهر واحد تخلصت من جميع خاوفي‬
‫التنس أا القارىء الخطوات الثالث الضرورية واهامة التى ذكرتها لك‪ .‬الخطوة األولى‪ :‬اتقان االسترخاء اتقانا ً تاما ً ‪ ٠‬الخطوة الثانية‬
‫تجزئة الموقف التخويفي الى مواقف متصاعدة في الشدة حتى الذروة ويكون الموقف الذي تخاف منه كما وضحناء وثالثا ً التعامل‬
‫بإزالة تحسسك بدءا ً من الموقف الضعيف في اثارة الخوف وصعودا ً حى الذووة‪ .‬وذللك بتعريمن ذاتلك‪ :‬تيال للتوقفت ال لمحاوفك‬
‫ومن ثم االنتقال الى تخيل مريح وسار وبصورة متناوبة حتى يزال توترك وخوفك من هذا الموقف‪ .‬ومن ثم االنتقال الى الموقف‬
‫الذي يليه وهكذا‬
‫تأكد من أنك في كل جلسة ازالة تحسس تنهيها في مواقف مسترخية وإيجابية» فال تقف عند موقف وتغبي جلستك وأنت متوتر‬
‫‪ :‬متخوف» دائ عد الى حالة االسترخاء مع شعور بالهدوء والسكينة ‪ - ۳ .‬المخاوف االجتماعية‬
‫تعد الخاوف االجتماعية كا سيق وذكرنا هامة ومنتشرة بين أوساط الناس» ففي دراسة احصائية قام بها بحاثون في الدعاية والتسويق‬
‫‪:‬تناولت ثالثة آالف مواطن أمريكي تم سؤالهم عن األشياء التي يخافون منهاء فكانت نتيجة الدراسة مايلي‬
‫ماالذي تخاف منه؟ ‪ 5١/‬أجابوا أنهم يخافون الكالم أمام‬
‫الناس»ء أما المخاوف التالية التي جاءت حسب ترتيبهاء وفقا ً لديفيد والشينسكي وايرفين ويالس هي الخوف من االرتفاعات‪ ,‬الخوف‬
‫‪ 7‬الزات الخوف من المشكالت ولمتاغب الماليةغ الخوف من االد ال اقرف ين لماشو الورس ين ا اة الكالب‪ .‬قيادة السيارة»‬
‫‪.‬الظالم» المصاعد الكهربائيةء الساللم‬
‫أما الدكتور هربرت فينستر هيم من جامعة كورنيل بكلية الطب فقد أشار الى أن المخاوف االجتماعية تبدو متخفية‪ .‬مقنعة‪ .‬اذ أن‬
‫كثيرا ً من البشر لديهم مشكالت ومتاعب في تعاملهم مع الناس ولکنہم ال يدركون أن هذه المتاعب مردها ومصدرها محاوفهم‬
‫‪ .‬االجتماعية‬
‫فعندما تعيش نوعا ً من الخوف االجتماعى‪ .‬فإن الناس يردون وفقا ً لرد فعلك‪ .‬وبذلك فإنك آليا ً تجسد بسلوكك الخوف الذي البد من‬
‫أن يحدث ويظهر‪ .‬وهكذا فإن الفرد الذي يخاف الرفض وعدم القبول يتصرف ببرود وبابتعاد وتجنب كإجراء وقائي‪ .‬وبذلك يعطي‬
‫االنطباع الى س حوله مس الناس أنه ال يرغب في معاشرتهم‬
‫ان أحد المخاوف الشائعة أن تجد اآلخرين ينظرون اليك أنك عصبي المزاج وهذا غالبا ما يكون السبب التحتى وراء الخوف الذي‬
‫بعد ف المرتبة األولى من المخاوف االجتماعية وهوالخوف من الكالم أمام الجمهور (القاء كلمة خطاب ‪ .‬وغيرها) أن تبدو مورا‬
‫‪۱۲۲‬‬
‫أن تقوله فال تسعفك ذاكرتك بشيء‪ ,‬فتنتقل مس االبتهاج الى الرعب في هذا الموقف‪ .‬تلك هي أفاط الرعب التي يفرضها الكثير‬
‫مس الناس عندما يطلب اليهم التكلم الى الجمهور‪ .‬وان معظم هذه المخاوف تبدو غير منطقية ألنك تفرض على نفسك العصمة من‬
‫الخطأ والكمال» وأن أي قصور ذاتي في األداء سيحولك الى انسان أبله» غير كفء‪ .‬مهزوز في نظر الناس‬
‫أذكر «المؤلف يتكلم» أنني كنت مع طبيب هنغاري مختص باألمراض القلبية على منبر أمام المدعوين األطباء الدمشقيين في قاعة‬
‫المحاضرات بفندق الشيراتون في دمشق سنة ‪1485١‬م‪ ,‬أقدمه الى األطباء بصفتى بصفتي رئيس قسم التدريب الطبي ‪ -‬الصيدالني‬
‫في المكتب العلمى اهنغاري» كان عليه أن يلقى محاضرة عن خصائص دواء ن انتاج هنغاريا في عالج األمراض القلبية ‪ -‬الوعائية‬
‫كجزء من حملة علمية لتعريف األطباء على هذا الدواء‬
‫قبل إلقاء محاضرته وهو مدير مدرسة الدراسات العليا لألمراض الداخلية والقلبية في احدى الجامعات اهنغارية واعتمد را اة اللحاضرة‬
‫فة هن الي العلسة الباررة ذلك البلدة‪ .‬بدا منوترا تخائفا ً “نظرا الني اعلسة‪ :‬معا ‪:‬ان من ين الحاضرين أطباء على مستوى‬
‫‪.‬عال جدا ً في األمراض القلبية وعليه أن يضع في منظوره أن يطرحوا عليه أسئلة في نهاية المحاضرة‬
‫ولقد توضح خوفه مص الكالم أمام هؤالء عندما كان يسألني بين الفينة واألخرى «هل تعتقد يا دكتور حجار أنني سأجيب‬
‫اجابة صحيحة عن أسئلة هؤالء إن سألوني؟» كنت أطمئنه وأدعمه فين‬
‫هذه التوقعات السلبية عن أدائه رغم أنه طبيب قديرء أثرت كثيرا ً على سير إلقائه ومواقفه بعد المحاضرة‪ .‬كان يتلعثم خالل‬
‫المحاضرة رغم أنها مكتوبة» وغارت الكلمات في فمه فلم يعد كالمه واضحا ً‪ .‬وأخذ يسرع في اإللقاء وكأنه يسعى الى إنهاء كلمته‬
‫كسلوك هروبي» بل وجاءت أجوبته عن األسئلة التي طرحت عليه متناقضة وغير مقنعة‪ .‬بفعل توتره‪ .‬واضطرابه‪ .‬وعدم قدرته على‬
‫السيطرةعلى وره لفك فل افشال درا ف عاصرتة بل كلهت كانت فة لمنغاريا ألن في نظر األطباء أنهم أرسلوا الى سوريا أحسن‬
‫‪».‬ماعندهم وفي نهاية المحاضرة التفت الي وردد القول «الدكتور حجار هل تعتقد أن اجاباتي الى األطباء كانت صحيحة ومقبولة‬
‫لهذ فقت عليه كيرا وتائزت اله دير ويه لعل ‪ +‬واا ال الدواة ا هل ا ‪:‬احرف ا ا اد الذي أظهره أمام األطباء لدرجة أن ذاكرته‬
‫أصيبت بالشلل التامء فلم يعد يفط الى ماهو الصح والخطأ في أجوبته‪ .‬وتعطلت قدراته المعرفية خالل األجوبةء وهذا مثال يعطي‬
‫البرهان على التفكير الخاطىء الالمنطقي الذي يحمله في نفسه ازاء أدائه وقدراته وأمثاله كثيرون في المجتمع‬
‫وينصح معظم المعالجين السلوكيى األفرادالذیں يشكون من الخوف من الكالم أمام الجمهور (وكثير مس األفراد يتوقف نجاحهم في‬
‫عملهم على القدرة على الكالم بطالقة أمام الجموع والجمهور كاألساتذة وقادة األحزاب والخطباء والممثلين‪ .‬وغيرهم)‪ .‬أن يبدأ يذ‬
‫‪ -‬كأن ‪ 00‬المتكلم الى «سيداتي وساد أسعدتم يخصبي‪ .‬أنا اآلن ا ‪ 0‬أكلمكم كجماعة ع ما يحيمني أن أظهر متال أمام الناس‬
‫»لذا ا الخوف والرعب‪ .‬فإنكم بالشك ستعرفون السبب‬
‫إن مثل هذه المقدمة الساخرة التي يصف بها نفسه أمام الناس‪ .‬واالعتراف باالرتباك والخوف في الكالم أمام الجمهور‪ .‬فإنه بذلك‬
‫‪.‬أضعف مشاعر الكمال التي يرغب أن يكون فيها أمام الناس وتكون مسبب ارتباكه واضطرابه تحسبا س النقد الذي يتصوره‬
‫ومن خالل هذا الطرح وكأنه يقول لنفسه وللناس «الشيء يخيفني» بصورة غير مباشرة حينئذ يقر أنه انسان غير معصوم عر الخطأ‪.‬‬
‫والمستمع أيضا أدرك هذه الحقيقة عند كل انسان‪ .‬وبذلك فإن مخاوفه وتوتراته مس الجمهور وهو يتكلم تتبخر وتزول‬
‫وفي بعض األحيان يجد بعض األفراد حتى لو أنهم أخذوا بالنصائح التي ذكرناها‪ .‬فطرحوا أنفسهم الى المستمعين بالصورة النقدية لذواء‬
‫تہم ‪ ٠‬ومع ذلك يستمرون متوتریں» خائھں ‪ .‬مرتبكن‪ ٤ .‬هذه الحالة بتعی استخدام أسلوت ازالة التحسس الذي شرحناه تفصيال‬
‫في عالج الرهاب‪ .‬ونقترح أن يكون األسلوب على الصورة‬
‫‪ ١‬ه؟‬
‫‪ .‬التالية‬
‫يبدأ الشخص المرهوب من مواجهة الناس والتكلم اليهم‬
‫‪ :‬بتخيل ذاته‬
‫أ مجلس على المسرح أو المنبر مع أربعة أشخاص وأمامه جمع غفير من الناس المستمعيں» ولكن ال يكون هنا أحد المتكلمين‬
‫من هؤالء اة‬
‫ب ‪ -‬يتخيل نفسه هادئة مرتاحة طالما ال يناط مها أي دور لتوجيه كلمة‬
‫أو حديث الى الناس الحاضرين‪ ,‬وأن ازالة تحسسه من الخوف‬
‫في الكالم الى الناس تكون بأن يوجه كلمة واحدة‪ .‬ومن ثم يتبعها بعدة كلمات تليها جمل تضاف الى الئحة الكالم‬
‫بعض األشخاص وبخاصة أولئك الذين يخافون عندما ينظر‬
‫الناس اليهم‪ .‬يجدون أن مجرد حضور الناس هو الكرب الكبير‬
‫عندهم‪ .‬في هذه الحالة وفي الحاالت المعقدة من الخوف االجتماعي‬
‫يمك اللجوء الى التخيل المتصاعد الذي شرحناه في (الفصل الثاني)‬
‫وبخاصة في تصعيد التخيل الى درجة االعراق الذهني (التعريض‬
‫‪) Mental flooding‬المستمر المباشر بدون تدرج للمواقف المخوفة‬
‫فمثال يخبرنا الدكتور أرنولد الزاروس عن امرأة شابة مصابة بكثير من‬
‫أنواع الرهاب االجتماعي «الخوف من النقد‪ .‬والرفض» والخوف من استنكار الناس لما عند الكالم» عندما أخذت بأسلوب التخيل‬
‫المتصاعد وأغرقت ذهنها وخيالها بجميع أنواع الرفض الممكن أن‬
‫يصدر عن اآلخرين تجاهها (بعدما فشلت تقنيات ازالة التحسس)‬
‫‪.‬سرعان ما تبددت خاوفها جملة وتفصيال ً مما قالته في هذا الصدد‬
‫تصورت وتخيلت كل انسان يقول لي إنك تافهة حمقاء‪ .‬بلهاء‪ .‬شيطانة» آفة‪ ».‬مكروهة‪ .‬قذرة وكال أمعنت في هذا التصور المرري‬
‫المحقر لشخصي بدت الصورة عندي تافهة‪ .‬خرقاء‪ .‬حمقاء وقد تمرنت على هذا التدريب السلبي الكريه‪ .‬بمعدل مرتين يوميا ولدة‬
‫ثالثة أيام‪ .‬في اليوم الرابع لم أستطع المتابعة لسبب بسيط أن محاوفي كلها تبددت وبدت عدية المعنى بل سخيفة في نظري‪.‬‬
‫وأن جميع محاوني التي تجلت في ذلك التخيل تالشت من تلقاء ذاتها‬
‫ولسوء الحظ ال توجد لدينا أية طريقة يمكن التنبؤ مها سلفا ً لنعرف مسبقا ً أيآ من الطرق العالجية تبدو األكثر فعالية في عالج‬
‫الرهاب االجتماعي عند مريض ماء فالبد من اللجوء الى ما نسميه بالتجربة والخطأء وهذا أمر ال يمك تجنبه‪ .‬ولهذا السبب يتعيى‬
‫‪.‬على المعالج أن يلم بجميع ضروب التقنيات العالجية المختلفة في عالجاته اليومية ليصل الى العالج المناسب عند مريض معين‬
‫‪.‬الطرق العالجية التخيلية األخرى للخوف‪ :‬أ تخيل مناظر سارة‬
‫‪.‬إن االستخدام اإلرادي القصدي للتخيل يفتح أمامنا الكثير من االمكانات الحديدة‬
‫شاب جاء الي عند معالج سلوكي (قصة يروما لنا األستاذ‬
‫وعلية أن اق كن واله ويور ال مده والس بالطائرة ليتمكن‬
‫من مشاهدة أمه التي هي في حالة النزاع واالحتضار‪ .‬هذا الشاب بخاف ركوب الطائرة (لديه خوف في األماكن المغلقة المحصورة)‬
‫‪.‬فكر بالسفر بالسيارة ولكن المسافة طويلة‪ .‬والوقت يقاس بالساعات بالنسبة لحالة والدته‬
‫أجرى الدكتور ولبي بعض االختبارات البسيطة لهذا الشاب فاتضح أنه على درجة مناسبة من التعاون واالستجابة‪ .‬مثال كان في مقدور‬
‫هذا الشاب أن يتخيل فورا وبسرعة نفسه واقفة على تقاطع طرق‪ .‬تنظر الى نافذة مخزن‪ .‬وتراقب قطعة من الورق تطفو فوق‬
‫الماءء تشاهد موجات المحيط وتسمعها وهي تركب بعضها بعضا ً عند اندالقها على شاطىء البحر‬
‫بعد هذا االختبار البسيط للتصرف على قدرته على التخيلء قال له الدكتور ولبي ‪ :‬اذا ما استخدمت قوة تخيلك استخداما ً مناسبا ً‬
‫سوف لن تشعر بالمحاصرة والضيق عند ركوب الطائرة‪ .‬فعندما تركب الطائرة وتبدأ باالستشعار باالنحصار والتطويق‪ .‬عليك أن تغمض‬
‫عينيك وتتخيل ذاتك موجودة على شاطىء بحر واسع عريض جدا ً تنظر الى السماء الزرقاء الصافية» ترى بعض الغيوم وهي محمولة‬
‫تجوب عرض السماء تستشعر بدفء الشمس ينساب الى ظهرك» بعد ذلك تتخيل ذاتك تقف على ربوة مرتفعة تنظر الى سهل‬
‫واسع ممتد حتى األفق» تستشعر بالنسيم العليل وهو ينساب على وجهك‪ .‬كا وأعطاه هذا الطبيب المعالج برامج أخرى تخيلية‬
‫سارة من هذا القبيل يلجأ اليها وهو في الطائرة عند شعوره بالضيق والخوف من اال تحار‬
‫‪۲۸‬‬
‫عندما عاد هذا الشاب من داالس بعد عدة أيام أخبر طبيبه المعالج أنه طبق التخيالت الموصوفة وكانت النتائج جيدة جداًء اذ‬
‫بعدما ركب الطائرة متجهة الى مدينة داالس في والية تكساس بدأ يشعر بالضيق‪ .‬فبادر الى التو بتطبيق التخيالت الموصوفة فكررها‬
‫أربع مرات فشعر بالهدوء والسكينة‪ .‬وأثناء العودة ثانية بالطائرة من داالس الى نيويورك لم يجد حاجة الى تطبيق التخيالت‬
‫‪ .‬الموصوفة‪ ,‬حيث شعر ألول مرة أنه يستمتع بركوب الطائرة ألول مرة في حياته‬
‫ان هذه القصة العالجية تعطينا البرهان الساطع على أن معظم الناس في مقدورهم أن يتعلموا كيف يندمجون في مواقف تخيلية‬
‫سارة تبدد محاوفهم وتجلي كرمهم‪ .‬وهذه التقنية البسيطة التي أتينا على ذكرها یک تطبيقها في كثير مس المواقف‪ .‬مثال في‬
‫عيادة طبيب األسنان أثناء العالج السني‪ .‬حيت يطلب من المريض أن يتخيل ذاته في أماكل سارة أو يسترجع بذاكرته مواقف‬
‫‪.‬بهيجة سبق وعاشها في الواقع حيث يخف األلم كثيرا من خالل تشتيت االنتباه واضعاف القلق العاملين الهامين في زيادة األلم‬
‫‪.‬ب ‪ -‬التخيل التعامل أو المناهض‬
‫يك اللجوء اليه لمناهضة المخاوف‪ .‬وأنواع ‪ opin imagery‬هذا األسلوب من التخيل المباشر الذي نسميه بالتخيل التعاملي‬
‫الرهاب المختلفة‬
‫ف هذه التقنية تتخيل ذاتك ‪ 5‬الموقف الذي عاف منه» تعایں‬
‫‪۲4‬‬
‫وتفحص المشاعر واألحاسيس غير ‪ 2‬والمزعجة التي تثيرها هذه الصورة الذهنية ومن ثم تتخيل وأ نت تتعامل تعامال مناهضا ً ضد‬
‫الموقف الذي أثار خوفك‪ .‬والتعامل المناهض هو أن تتخيل ذاتك تتفاعل مع الموقف بدون أن تشعر بأي انزعاج» فإذا استمررت‬
‫في التعامل مع هذا الموقف بصورة إيجابية على النحو الذي ذكرناه في التصدي لإلثارة التخوفية بتخدير ذاتك» وكررت هذا‬
‫التخيل‪ .‬هناك احتمال كبير أن الموقف التخوفي سيتضاءل كثيرا ً» تكرر هذا التخيل مع تبديل الحديث مع الذات بصورة متناسبة‬
‫مع الصورة الذهنية غير المكترثة ‪ ,‬باإلثارة التخوفية وبمعدل مرتين يوميا ولدة عدة أسابيع من ناحية أخرى ولضمان فعالية التخيل‬
‫التعاملي اسأل نفسك عن ماذا ترغب في تحقيقه بدقة‪ .‬س أجل أن تتخيل ذاتك تتعامل مع الموقف بالصورة المطلوبة‬
‫عل ‪:‬ترفح ان سكل ندل اوا ا بل رال ديد اء ختلفة» كأن تقنع ذاتك أن شيعا يفا هو أمر لن يحدث أو غير مقنع؟‬
‫فمثال شاب يشعر بخوف شديد من الرفض ‪ .‬ال يتجرأ على طلب مقابلة أو التحدث مع النسوة خوفا ً من أن يالقي رفضا ً منبس»‬
‫طلب منه أن يتخيل ذاته أنه أهين من قبل فتاة على درجة كبيرة من الجمال برفضها مصاحبته وضرب موعد معه» ومع ذلك‬
‫يتقبل هذه اإلهانة لشخصه بهدوء وبدون اثارة داعا موقفه الهادىء بتبديل حديثه مع ذاته» لق ارون اغب ساظل غير اه ما دة ل‬
‫‪ RT‬من عزاطف‬
‫كان عليه وفق توصيات المعالج أن يتمرن على هذا التخيل التعاملي للموقف الرافض المهين لكرامته لعدة أيام‬
‫وطبقا ً لألسئلة التي عليه أن يطرحهاء «ما الثبىء الذي أرغب بتحقيقه في هذا التعامل؟» وجد أن أفضل تخيل يمكن أن يجعله‬
‫مرتاحا ً غير مثار أمام رفضها هو أن يقنع ذاته أن السبب الرئيسي الحجامها وابتعادها ورفضها هو خوفها مس صديقها الغيور وليس‬
‫ألنها لم تجد فيه ما يستحق االعتبار واالنجذاب‪ .‬وعقد العزم أن ينفذ هذا التخيل عمال ‪:‬أن نجرا وعاطر نظلب‪ :‬موعن من هذه‬
‫االه أىغيرها‪ :‬فى الوقت الذي يحدث نفسه أنها اذا رفضت فمعنى هذا أن ذلك بسبب خوفها من صديقها الغيور» وأن يظل على‬
‫هذه الصورة كي يبقى هادئا ورفضها مبرر بالنسبة اليه‬
‫‪.‬وهذا ما فعله ازاء فتاة تاق الى الكالم معها ودعوتها لقضاء بعض الوقت معه وما قاله في هذا الصدد‬
‫ما أن نظرت اليها حتى قررت أن أخاطر كما تخيلت وتدربت قلت في نفسي ‪ :‬بسبب غيرة صديقها وخوفها منه فإنها سترفض «‬
‫طلب أي انسان وليس أنا فقط عندما يدعوها لقضاء الوقت معه» وما أن ثبت هذه الفكرة بذهنى وأخذت أكرر هذه العبارات حتى‬
‫وجدت شع ان جار ا معن ار امت فل اد‬
‫كنت مهيئا ً ألن تقول لي كالء شكرا ً وهذا ما فعلته معي‬
‫وكررت الشيء نفسه مع أربع فتيات ولم أفشل اآل مع واحدة‬
‫‪١‬‬
‫»منبن فقط ألنني أعرف ا معنى الصاحب الغيور‬
‫وهذا الشاب بعد أن استطاع التعامل مع هذا الموقف تعامال ايجابيا «بتخدير» ذاته للرفض واعطاء التبرير للرفض» صار يتمتع بحياة‬
‫مفعمة باإليجابية وبحظ جيد مع الفتيات‬
‫وبالطبع ان األفراد الذي يكتسبون الفعالية عند استخدام التخيل يكونون قد امتلكوا أداة مدهشة‪ .‬خاوفهم ويتجاوزونها بواسطة التخيل‪.‬‬
‫‪.‬فمن خالل تعلمهم التركيز تخاوفهم فقط ولكن أيضا ً يحسنون أداءهم الرياضى‬
‫‪:‬ج ‪ -‬التعزيز السلبي التخيل‬
‫هناك طريقة أخرى تخيلية من ابتداع الدكتور جوزيف كتويال للتغلب على المخاوف والرهاب سماها «التعزير السلبي المقنع أو‬
‫‪ .‬الخفي» وتتلخص بالتالي‬
‫لنأخذ حالة خوف من االرتفاعات فالشخص المرهوب ذا النوع من الرهاب يطلب منه بادىء ذي بدء أن يتخيل ذاته وقد حوصرت‬
‫ببناية تحترق وتشتعل» ألسنة النيران تخرج من هنا وهناك‪ ,‬والدخان الخانق القاتل يشكل سحابة كثيفة تغطي البناية» والجدران‬
‫تتداعى والحرارة تبدو مخيفة» يتصور هذا الشخصء النظر المريع‬
‫‪١‬‬
‫الذي هو فيه بأعلى درجة من الوضوح والحيوية» وقبل أن يغلق الباب بقليل مكو االنقالت و اهن شوق ويج مامه مل ظرية‬
‫خاض)] برجال اإلطفاء‪ ,‬فوجد فيه الفرج والنجاة من موت مؤكد بالحريق» كان عليه أن ينزل مئات األقدام حتى يصل الى‬
‫‪.‬األرض‬
‫إن الهدف من هذه التقنية التخيلية يبدو بسيطا ً ٌ عندما تتخيل مرارا ً شيئا ً مخيفا ينقذك س رعب أقوى منه وأعنف‪ .‬فإن الخوف‬
‫األصلي األول تتضاءل قوته التخويفية بالمقارنة مع الثاني ويأخذ معنى مختلفا‬
‫فإذا كنت تشكو من أي خحوف من المخاوف‪ .‬وأي نوع من أنواع الرهاب‪ .‬أو حساسيات مزعجة» فإن إحدى الطرق التي ذكرناها‬
‫في هذا الفصل أو أكثر البد وأن تكون فعالة لتخليصك من هذا االضطراب الذي تعانيه» اخترت طريقة ازالة التحسس الذاتية بأنواعها‬
‫(التخيل السارء التخيل التعامليء والتعزيز السلبي التخيلي» فإنك والبد ستسيطر على هذه المخاوف شريطة تطبيقها تطبيقا جادا‬
‫وأضوليا وکل خو ى الالت‬
‫« تستطيع اطفاء االستجابة‬ ‫وننبه الى أن المخاوف وأنواع الرهاب نادرا ً ما تزول من تلقاء ذاتها‪ .‬فهناك قاعدة سيكولوجية تقول ‪ :‬ال‬
‫في غياب المنبه‪ .‬وهذا يعني أنك اذا ما تجنبت المنبهات التي تثير فيك القلق‪ .‬فإنها ستظل قادرة على خلق االزعاجات‬
‫االنفعالية عندك» ولكن اذا ماتصديت له المنبهات مرارا ً وتكرارا ً فإنك ستحرر في نهاية المطاف منها أو اضعافها وكيا يتحقق ذلك ال‬
‫يحتاج معظم‬
‫‪۱۳۴۳‬‬
‫الناس الى مواجهة المواقف المثيرة للخوف واالزعاج كماتبدو في الواقع الحياي» وانهم باعتمادهم على التخيل الحي النشيط الواضح‬
‫‪.‬يمكن التعامل مع النبهات المثيرة للخوف واإلزعاج بظواهرها كا تبدو وبالتالي فإن هذه االضطرابات ال تلبث أن تختفي وتتوارى‬
‫ونافلة القول أن هذا الفصل قد علمك مختلف ضروب التخيل التي تحررك من اوفك وقلقك والتقنيات التي شرحناها فيه ساعدت‬
‫اآلالف من الناس المرضى في التغلب على مخاوفهم المرضية‪ .‬وأعادت معنى الحياة واإلستقرار الى نفوسهم‪ .‬والى الفصل السادس‬
‫‪.‬ننتقل فنتكلم فيه عن عالج األطفال‬
‫‪۱۳۴٤‬‬
‫حاوف األوالد واألطفال‬
‫من حسس الحظ أن معظم األوالد يمتلكون قدرة التخيل امتالكا جيدا وحيويا وقويا» وخياالت األطفال مفعمة عادة باألشباح» والصور‬
‫المخيفة‪ .‬والمس والعفاريت» والوحوش الكاسرةء لذا فإن كثيرا ً من األطفال يعانون المخاوف وأنواع الرهاب‬
‫وكا شرحنا في الفصل السابق البد للفرد أن يعى أهمية التخيل الذاتي لفهم جوهر الرهاب» فالولد الذي يخاف الظلمة والظالم هو‬
‫في واقع األمر غير خائف‪ .‬من الظلمة ذاتهاء فالمخاوف تدور وتطوف حول الصور الذهنية التي تتدخل في الظلمة وتنخرط فيهاء‬
‫فتخيل الولد (أو البنت) يتضمن هجمات صادرةعن الشياطين والخفافيش مصاصة الدماء ‪5‬ءامصة‪ 7/‬واألشباح‪ .‬وغيرها من التخيالت‬
‫المخيفة المرعبة‪ .‬وأن أساس هذه المخاوف غالبا ما يأتي من البرامج التلفازية المخيفة» والقصص الرعبة» وسوء معاملة الوالدين‪.‬‬
‫‪.‬والمربيات القاسيات‪ .‬والحكايات المثيرة للخوف والرعب‬
‫»ولنعرف أن الولد المتخوف أو المرهوب يعاني معاناة كبيرة‬
‫فالطفولة في حقيقتها هي فترة من العمر يكون فيها الولد (أو البنت) تحت رحمة اآلخرين‪ .‬فهو ولد صغير ضعيف قليل المعرفة‬
‫يعتمد على‬
‫شقاء فوق شقاءء فالولد الذي صادفه‬
‫ً‬ ‫اآلخريں في شؤون حياته» وتتضاف الى مفاهيمه حاوف نوعية خيالية غير منطقية لتكون له‬
‫‪ .‬الحظ ليعيش في كنف أسرة تحيطه بالحنان والحب والفهم هو األكثر حظا واألوفر نعمة‬
‫إغناء‪ .‬فإنه من السهولة بمكان دحض‬ ‫ً‬ ‫وفي الوقت الذي يؤكد الكثير من الناس أن الطفولة تعد أسعد فترات حياة المرء وأكثرها‬
‫بعض هذه األفكار المغالية الرومانتيكية من خالل عودة الفرد برحلة خيالية الى ماضيه الطفلي ليتذكر هذا الجزء من حياته غالبا ً ما‬
‫‪.‬يتعرض الطفل المرهوب الى التهكم واالستهزاء من قبل أنداده األوالد‬
‫بالطبع ال حاجة ألن تكون معا جا متدربا ً متمرسا ً كيا تطبق الطرق التخيلية العالجية التي سنشرحها في هذا الفصل كيا نتمكن من‬
‫مساعدة األوالد على التغلب على خاوفهم وضروب الرهاب»‪ .‬فالتقنيات التخيلية تفيد ليس فقط في تحرير الطفل من مخاوفه‬
‫‪.‬النوعية» فإنها أيضا ً ذات وظيفة وقائية نافعة ومفيدة كا سنرى‬
‫معظم البحاثين والمشتغلي في هذا الميدان العالجي السلوكي وجدوا فائدة عالجية جيدة في تطبيق الطرق التخيلية المزيلة للتحسس‬
‫التي ذكرناها في الفصل السابق على األوالد الكبار (طرق التخيل األزيلة االس ايحو ارات التعوفية المترونة أيضا باال ست اى اال أن‬
‫الكثير منهم وبخاصة الصغار ال يتعاونون في تنفيذ تعليمات االسترخاء‪ .‬ودلت المعطيات العالجية السريرية أنه رغم أن معظم الكبار‬
‫البالغين يستجيبون استجابة جيدة في التدريب على‬
‫‪۱۳۹‬‬
‫االسترخاء‪ ,‬اآل أن هذا األخير يعد مستنفدا ً للوقت بل وصعبا ًء إن لم يكن مستحيال ً في تدريب األوالد الصغار عليه» لذا البد لنا من‬
‫أن نلتمس وسيلة أخرى مناسبة لألطفال ولعل استخدام الصور االيجابية هو البديل عن االسترخاء‪ .‬وحيث أننا نتعامل مع األطفال‬
‫واألوالد المرهوبين» فإن اهتمامنا البد وأن ينصب على مسألة تنمية الصور التي بواسطتها نطفىء المخاوف المرضية عند هؤالء األوالد‬
‫المتجلية ف مخيلتهم وتخيالهم‪ .‬وهكذا فإن أنواع التخيل المطلوبة هي تلك التي تثير المشاعر واالنفعاالت المضادة للقلق والخوف‬
‫مثل الصور الذهنية التي تثير الشعور باالعتزاز والمتعةء والمرح‪ .‬والطرب‪ .‬والمحبة وتأكيد الذات وماشابه ذلك‪ .‬نسمى هذه الصور‬
‫الذهنية التى تثير العواطف السارة البهيجة بالتخيل العاطفي أو «اإلنفعالي» ‪0-0‬‬
‫‪imagery‬‬
‫‪ - ١‬تطبيق التخيل العاطفي (االنفعالي) ‪:‬‬
‫ولد عمره ‪ ٤‬سنه يعاني س خوف شديد من الكالب‪ .‬تمت معالجته بالتخيل العاطفي أو (االنفعالي) كان غير متجاوب»كثيبا ً عند‬
‫المحاولة التدريبية على االسترخاء‪ .‬تظاهر بأنه في حالة استرخاء تامةء ولكن حركاته تعبر عن القلق واالضطراب ‪ .‬تقرر عالجه‬
‫بالتخيل العاطفى‬
‫استجوبه المعالج استجوابا ً ا عما حب ويكره من األشياء‬
‫‪ ١‬ا‪1‬‬
‫لسبر رغباته وميوله وطموحاته وهواياته» وأبدى في االستجواب رغبة ملحة في امتالك سيارة سباق نوع الفارميبو‪ ,‬اذ حالما يشب‬
‫ويكبر يرغب في دخول السباق بهاء قرر المعالج أن يستغل هذه الرغبة البارزة الجامحة في عالجه‪ .‬كان الولد مرهوبا للغاية من‬
‫الكالب (ظهر هذا الخوف المرضي عندما كان عمره سبع سنوات) وكان يتعين عليه أن يركب حافلتیں لإللتفاف حول طريق يصل‬
‫الى المدرسة كي يتعرض الى الكالب فيا لو أخذ طريقا ً مباشرا ً يوصل بالمدرسة ال يتعدى طوله "‪ ٠١‬ياردة سيرا ً على األقدام‬
‫‪ .‬وقد استدرج ليقبل العالج االنفعالي بالصورة التالية‬
‫أغمض عينيك‪ .‬ارغب منك أن ‪.‬تتخيل بصورة واضحة وبحيوية أن رغبتك في اقتناء سيارة الفارومبيو قد تحققت إنها اآلن في «‬
‫امتالكك وفي حوزتك انما تقف بجمال شكلها على الرصيف بجانب دارك‪ .‬أنت تنظر اليها بشغف ومسرة اآلن‪ .‬الحظ خطوطها‬
‫االنسيابية الجميلة األخاذةء تقرر أن تذهب بها برحلة قصيرة مع بعض أصدقائك‪ .‬تجلس على الدوالب فتغمرك مشاعر البهجة والفخر‬
‫عندما تدرك أن هذه السيارة الرائعة هي ملكك» تشغل المحرك وتسمع هدير محركها الرائع تسير بها في طريق مفتوح اآلن‪ .‬تبدو‬
‫في حالة جيدة جدا وهي في غاية اإلتقان التقني والتصميم والوظيفة» يشير عداد السرعة الى ‪ 4١‬ميالء تشعر بالمتعة التامة ألنك‬
‫مسيطر عليها سيطرة تامة» تنظر الى األشجار التي تتراكض عندما تقطعها وتتجاوزهاء تلمح كلبا يقف أمام شجرة اذا شعرت اآلن‬
‫وأنت تتخيل الكلب ببعض القلق أرفع اصبعك‬
‫‪۴۸‬‬
‫اذا رفع الولد اصبعه اشعارا ً بالقلق عليك بالطلب منه أن يعود الى الوراء بخياله فيتصور المواقف السابقة مرة ثانية لخلق مشاعر‬
‫سارة ايجابية قبل اعادة تعريضه للكلب ثانيةء أما اذا لم يرفع اصبعه حينئذ يتوالى المشهد فتتطلب منه أن يتخيل كلبا آخر أكبر‬
‫يقف أمام شجرة ومن ثم يشاهد كلبا ثالثا جاثيا‬
‫لم يحدث أن شعرنا بأي قلق خالل هذا التعريض المتتابع للكالب‪ .‬لذا كان التخيل العاطفي (السار) ممتعا جيدا بالنسبة اليه بل‬
‫وحتى التصور التالي لم يثر فيه أي قلق ‪ .‬أنت تقف اآلن أمام مقهى في قرية صغيرة» وقد انجذب نحو سيارتك العشرات س‬
‫الناس وهم يطوفون حوما مشدوهين بجمالهاء ويحسدون مالكهاء أنت تنتفخ من الفخر والكبرياء‪ .‬وفي هذه اللحظة يقترب كلب من‬
‫»سيارتك وأخذ يزفر على إطارات سيارتك‬
‫التخيل االنفعالي (البهيج) أفاد الولد بحدوث تبدل في سلوكه تبدال جيدا ازاء ردود‬
‫ٍ‬ ‫بعد ثالث جلسات س هذا القبيل أي العالج‬
‫فعله التخوفية نحو الكالب‪ .‬وقد طلب منه المعالج في| بعد أن يمتحن ةدا واقعيا فال هرب أو يبتعد عن الكالب» وهذا لم‬
‫يفرض على الولد أية مشكلة بعد سنة اتصل المعالج بالولد وبوالديه لالستفسار عن حالته فأفاداه أن خوفه من الكالب ‪.‬م يعد له‬
‫‪.‬أي وجود في سلوكه‬
‫ال يقتصر العالج التخيلي العاطفي عن ازالة المخاوف المرضية عند األوالد فقط ولكن له أيضا تأثيرات إيجابية متنوعة على كثير من‬
‫خرن‬
‫جوانب شخصية األوالد‪ .‬فاألوالد الذين تحرروا من محاوفهم المرضية بواسطة هذه التقنية العالجية غالبا ما يتحسن أداؤهم المدرسي»‬
‫وأن كثيرا من مشاعر التهديد وعدم الطمأنينة تنحسرء‪ .‬وهذا ال يدعو للدهشة ذلك ألن الرهاب يضعف كثيرا مس معنويات الولد‬
‫ويحط من‬
‫الثقة بالنفس‬
‫۔ استغالل البطلين باتمان ورویں ف عالج رهاب المدرسة ‪۲‬‬
‫في سياق العالج التخيلي االنفعالي يمكن سبر الصور البطولية التي يتقمصها الولد (أو البنت) والمستمدة عادة من أفالم التلفاز‬
‫والسين| والقصص الخيالية أو من تخيالت الولد ذاته» ويسعى المعالج في زخحم هذه التخيالت والصور الى البحث عن رغبات‬
‫الولد حيال ذاته التي يرغب في تبديلها بأخرى في هذه العملية الخيالية التقمصية» وكان «البطالن» باتمان وروبين موضع استغالل‬
‫هذه الظاهرة السيكولوجية عند األوالد لعالج رهاب المدرسة‪ .‬عالج حالة‬
‫ولد عمره تسع سنوات خلق مشكلة لوالديه نتيجة تمنعه عن الذهاب الى المدرسةء وقد تنامت هذه المشكلة تناميا ً تدريجيا ً في‬
‫نفسية الولدء اذ كان معلمه يوسعه تقريعا ً وتوبيخا ً وذما ً وبصورة قاسية مرارا ً اة ورغم أن المعلم السادي ترك المدرسةء إال أن الولد‬
‫أصبح يعتريه الخوف س الذهاب الى المدرسة في كل صباح‪ .‬وخالل فترة عدة أسابيع قليلة بدأ الولد يشتكي في كل صباح من‬
‫مرض وقبل‬
‫‪١‬‬
‫ذهابه الى المدرسة (سلوك هروبي) وقد تجاهل والداه حالته مرتين اال أنه بدا على درجة كبيرة من الضيق والكرب» وقد عمد‬
‫المعالج في بادىء األمر الى اجراء مقابالت تشخيصية سريرية دقيقة للولد وباالستعانة بوالديه» وأخضعه الى اختبارات شخصية‬
‫وتحصيلية› وتوخت هذه المقابالت واالختبارات معرفة فيا اذا كان الولد يعان مس مقافت ون و أو أن لخد الدی دی ‪,‬اشام بالولن‬
‫عا جعله يؤثر البقاء في الدار وعدم الذهاب للمدرسة (عند بعض األوالد تظهر أغراقن الرهات تة انذاء الوالدين كلقا مفرطا حياك‬
‫اوالدها خارج الدار) أو اذا كان الولد يعاني من قصور في الدراسة واحباطات تحصيلية أو أنه مرتبط بوالديه ال يقدر االبتعاد عر‬
‫أحدهماء وبخاصة األم فهو ال يعاني رهاب المدرسة بقدر ما يعاني قلق االبتعاد عن والدته‬
‫كان الولد ذكيا ً جدا ً کا أظهرته اختبارات الذكاء؛ كما لم يجد المعالج أي اضطراب في شخصيته أو في تفاعالته مع والديه» فاتجه‬
‫‪,‬التشخيض ‪.‬الى وجود رهاب مدرسة ضرفه‬
‫ولقد اتضح س تحليل تخيل الولد أن مخاوفه انبثقت عن تخیالت تدور حول انزال عقاب فيه من قبل معاقیں «قذرين» ورغم أن‬
‫المدرسة تبدو مثالية وأن حيع المعلمين فيها جيدون‪ .‬ومع ذلك ظلت تخيالته وتصوراته السلبية عن المدرسة قائمة مستمرة‬
‫كان البطالن باتمان وروبين (السينمائيان) هما موضع اهتمام الولد ويتقمص أدوارهما تخيليأء وتدور قصصهما السينمائية والتلفازية‬
‫بتصديه] للجريمة مس خالل التخفي بألبسة ملونة إمعانا ً بالتضليل» وقد استغل المعالج هذين البطلين المحبوبين من قبل الولد في‬
‫العالج التخيلي العاطفي بالطلب من الولد تخيل تسلسل القصة التالية‪« .‬تخيل أن باتمان وروبين طلبا منك مساعدتم) للقبض على‬
‫المجرم » ‪ .‬وأعطياك «راديو السلكي» يثبت بالمعصم يتصالن بك ين دعت الضرورة الى ذلك» وبقي هذا األمر سرا ً بينكا ال أحد‬
‫‪.‬يعرف دورك في التعاون معهما للكشف عن الجرائم في مدرستك‬
‫قال لك باتمان بالراديو الالسلكي وضعت لك رسالة سرية في صندوقك الموجود في المدرسة فعندما تذهب الى المدرسة صباحا ً‬
‫اذهب الى صندوقك عاجال وافتحه واقرأ هذه الرسالة» ومن ثم اتلفينا‬
‫وبالطبع عليك أال تخير باتمان وروبيسن عن اوفك من الملدرسة‪ .‬تذهب صباحا ً الى المدرسة تلبية لهذا الطلب» وتفتح صندوقك‬
‫اآلن تخيل ذاتك تذهب الى المدرسة عندما تركب الحافلة باتجاه المدرسة» تفكر عجبا ً با ستكون عليه الرسالةء وماهي المعلومات‬
‫الموجودة فيهاء تصل الحافلة الى المدرسة» تنزل من الحافلة وتمشي الموينا باتجاه صندوقك ال ترغب في الذهاب راكضا ً الى‬
‫»الضندوق ‪:‬خشية آثارة الفضول واالنتاء‬
‫عند هذه النقطة طلب المعالج من الولد أن يعطيه تفصيالت كثيرة عا حدث وصف الولد بناء المدرسة والطريق الذي سار فيه ›‬
‫واألوالد وكيف فتح صندوقه‪ .‬وكان ادف من وراء ذلك هو‬
‫‪۱۲‬‬
‫تمكين الصبي من رؤية ذاته وهو يعود الى المدرسة بدون مشاعر القلق ‪ .٠ .‬فبدال من القلق يستبدله بصورة المتعة‪ ,‬والفضول‪.‬‬
‫واالثارة والدراما‬
‫‪:‬عن ماذا تتكلم الرسالة السرية؟ هذا كان موضوع متابعة العالج التخيلي‪ .‬قال له المعالج تخيل مايلي‬
‫تفتح خزانتك فتجد في داخلها ورقة خضراء اللون» وعالمة سر» تعرف من هو المرسل‪ .‬تدسها في جيبك على الفور بعض «‬
‫أصدقائك اتجهوا نحوك وأخذوا يتحدثون معك‪ .‬تدبرت األمر واستطعت أن تقرأها خلسة في منآى عن األنظارء إنها طبعامن باتمان‬
‫وروبيس» تقول الرسالة سنتكلم معك بالراديو الموجود في معصمك خالل انتهاء دروس منتصف النهارء أي ظهرا تذهب الى الصف‬
‫يعطيك المعلم دروسا ً النجازها في الصف» تجلس على مقعد الدراسة في الصف وتقوم بإنجاز ما طلبه المعلم منك‪ .‬تفكر بماذا‬
‫سيطلب منك باتمان وروبين من أعمال بعد انتهاء حصة الظهر الدرسيةء المعلم الى كه وسبى زترك ادرت غاة "ال الك حطر‬
‫»اليه ‪:‬ولك ال تترك مشاعرك نحوه تزعجك اطالقا ًء تفكر بما سيوكل كل من روبين وباتمان من مهمات اليك‬
‫ركز المعالج بتخيله على «المعلم السيىء» لفترة من الزس خالل العالج التخيلي االنفعالي س أجل احداث التبديل المطلوب في‬
‫معتقده ومدركاته وبنيته المعرفية وذلك من خوفه منه الى الالمباالة منهء فحالما يعرف المعالج عادة سبب الخوف حينئذ يكو هذا‬
‫السبب‬
‫‪€۳‬‬
‫هو هدف العالج وازالة التحسس التخوفي منه‪ .‬وهكذا فإن «المعلم السبىء» الذي هو علة رهاب الولد من المدرسة التي أحاطت‬
‫به أضحت اآلن غتلفة تماماء وبالطبع عندما اتصل كل من باتمان وروبيس في نهاية األمر بالولد بالراديو الموجود في معصمه أفاداه‬
‫أن هذا « المعلم السيىء» هو المطلوب مراقبته وتحري تصرفاته والكشف عن تحركاته وهكذا طلب من الولد تنفيذ مهمة جعل هذا‬
‫المعلم تحت رقابته المستمرة» وكانت أوامر باتمان وروبين الى الولد ان هذا الرجل قد يكون معك فظا ً وسيئا ً في معاملته‪ .‬ولكن‬
‫عليك تجاهله وعدم االهتمام بتصرفاته نحوك «نالحظ هنا مواجهة الموقف التخوقي والتصدي له باإلنكار»‪ .‬وقي هذا الموقف التخيلي‬
‫بالذات»‪ .‬أخذ الولد يعبر عن عدوانه ويظهره» فعوضا ً عن أن ينهي القصة بنفسه» طلب من المعالج كيف بإمكانه مساعدة باتمان‬
‫وروبين في اغراء المعلم السبىء باستدراجه الى شرك وفخ بحيث يتمكن البطالن من القبض عليه ووضعه في السجن‬
‫في نهاية الجلسة العالجية طلب المعالج من الولد (واسمه طبعا بيتر) ردا على سؤاله أن يتخيل هو بذاته مطالب روبين وباتمان‬
‫في المدرسة» في اليوم التالي (الحظ لم يطلب منه المعالج أن يجرب الذهاب الى المدرسة‪ .‬ولكنه ألح على كيف يتمكن الولد‬
‫من صنع تخيالته بنفسه واسقاطها على المدرسة» وهذا ما يسمى بسمات الطلب)‪ .‬والذي حدث أن الولد ذهب الى المدرسة س‬
‫‪.‬تلقاء ذاته بعد جلسة عالجية واحدة» ولم يعد يشكو من أية مشكلة تتعلق بذهابه الى المدرسة‬
‫‪١.5‬‬
‫بالطبع ليست المشكالت من هذا القبيل سريعة الحل بالصورة التي رأيناها حيث أمكن اعادته الى المدرسة بجلسة واحدة فقطى‬
‫‪.‬فالفروق الفردية ف االرتكاس الرهابي والتخوفي كبيرة بين األوالد‬
‫والجدير بالذكر هناك س يرى من الناس أن طرق العالج التخيلي العاطفي ماهي اال حيل وأالعيب ندخلها في ذه األوالدء تشجعهم‬
‫على االستغراق بأحالم اليقظة‪ .‬واإلمعان في التخيالت واألوهام وليس جرهم الى عالم الواقع‬
‫والحق يقال ان جميع التجارب والدراسات التي تمت في نطاق هذا النوع من العالج التخيلي العاطفي لم يتمخض عنها مشاهدة‬
‫أية تأثيرات غير مرغوبة لحقت باألطفال واألوالد جراء هذا العالج» ولم يصدف أنها عززت عند أي ولد ضعف التمييز بين ماهو‬
‫واقع أو خيالي» وال ضرر اطالقا من مساعدة الكبار واألوالد على السواء في استخدام الطرق التخيلية للتعامل مع واقع أليم وتجاوزه‬
‫سيا وأن‬
‫جميع الطرق السلوكية العالجية تستخدم تدافا واسقا الفدزالك ‪ 0‬في التعامل مع المشتكالت الواقعية الراضة تعامال تكيفيا ً‬
‫المضامين الوقائية للتخيل االيجابي ©‬
‫والخرافات المرعبة فماذا لو استعضنا عن هذه القصص الخيالية السلبية التى هى من أسباب الرهاب عند األطفال بالعديد من‬
‫القصص التى تدور حول تخيالت يتعامل بواسطتها هؤالء األطفال‬
‫‪١.6‬‬
‫تعامال إيجابيا ً وتقوي فيهم القدرة على التصدي للمشكالت» وعلى أرضية تخيل واقعي؟‬
‫فمثال أن تسرد األم القصص للولد أو البنت سردا ترسخ في ذهنه الحقائق السيكولوجية األساسية‪ .‬من هذه الحقائق السيكولوجية أن‬
‫تنسج موضوعا ً للولد يدور حول قضية هامة هي أنه من المقبول أن يرتكب األخطاء عوضا أن ينظر الى نفسه نظرة كمال وعصمة‬
‫عن الخطأ‪ .‬وهنا فإن البطل في القصة أو الحكاية يتعلم أهمية االستفادة من أخطائه الشخصية‪ .‬وبذلك فإن القصص والحكايات‬
‫التخيلية التي تؤكد على هذه النقطة هي أن األخطاء تكون دوما ً أفضل مصدر للتربية الشخصية وأن تعليم الولد أو البنت أن‬
‫عن الخطأء هي ‪ ey‬لین ‪:‬مين الضروري أن يكون في كل األوقات صائبا في تصرفاته وأحكامه‪ .‬واألذراك‪' :‬أن‪ :.‬كل فر لین‬
‫حقائق سيكولوجية إحساسية يتعين ترسيخها في المنظومة الفكرية‪ ,‬لألوالد في العمليات التربوية والحكايات القصصية المتناسبة مع‬
‫أعمارهم ‪ .‬وس خالل القصص والحكايات الخيالية الترشيدية‪ .‬يمكن االظهار لألوالد أن األمور في الحياة قد تكون صحيحة أو العكس‬
‫خاطتة‪ ,‬وهناك الشيء الجيد وآخر سبىء في هذه الحياة‬
‫ويحس هنا أن نذكر مثاال لقصة ترشيدية من هذا القبيل الذي نتكلم عنه في احدى دور الرعاية والحضانة (أعمار بين ‪ 4‬دسنوات)‬
‫جلس معالج سلوكي نفسي مع ثلة من األطفال يقص عليهم القصص الترشيدية التخيلية واالفتراضية التي تساعدهم على‬
‫التعامل مع المشكالت العصبية إن هم وقعوا فيها مستقبال أتاهم بقصة بنت صغيرةعمرها حمس سنوات فقدت أمها وهي في محزن‬
‫بيع كبير ذهبت البنت الى أحد رجال البيع في هذا المخزن وأخبرته أنها فقدت أمها في زحمة الناس الموجودة في هذا المخزن‬
‫الكبير‪ .‬في هذا الموقف طرح المعالج وبالمشاركة مع األوالد الصغار الذیں يقص عليهم هذه القصة الخيارات المفتوحة أمام البنت‬
‫الضائعة» ماذا لولم تجد في هذا المخزن س تقص له عن ضياعها ؟ ماذا تفعل البنت إن ضاعت في مهرجان‪ .‬أو عرض شعبي‪.‬‬
‫أو في الحي القريب من دارها؟ كانت هذه المواقف واالحتماالت عن ضياع البنت والحلول الواجب طرحها كيا تنقذ البنت ذاتها‬
‫موضع اهتمام األطفال وانتباههم وكان المعالج خالل هذه االفتراضات والخيارات يطرح على األوالد أفضل الحلول الممكن أن تتبعها‬
‫البنت كي| تتجنب الخوف والجزع والحلع‪ .‬وبالتالي االتصال بأهلها‬
‫أحد أصدقاء الدكتور ارنولد الزاروس استشاره بشأن بنته البالغة مس العمر أربع سنوات التي أضحت تخاف من الذهاب الى األطباءء‬
‫وكانت البنت قد تعرضت الى زرق بعض األبر من قبل الطبيب» فكان أن ظهر الخوف واضحا ً من األطباء» نصح الدكتور الزاروس‬
‫أم البنت باستخدام التخيل االنفعالي» في كل مساء وقبل ذهاب البنت الى الفراش كانت األم تقص على ابنتها قصة الطبيب‬
‫المحسن العطوف الظريف بخاصة مع البنات الصغار الذي یساعدھں على التخفيف من االمهس ومعاناتهن عندما يمرضن‪ .‬بعد‬
‫‪€۷‬‬
‫أربعة أشهر من هذه القصة التي كانت تسردها على ابنتها بأوجه مختلفة وتكررها مرضت البنت بالتهاب في البلعوم استدعى مرضها‬
‫‪ .‬للعناية الطبية‬
‫ل تبد هذه البنت أية استجابة تخوفية عندما عادها الطبيب وتفحص حالتها ووصف لما الدواء‪ .‬بل كانت متجاوبة متعاونة »‬
‫والحظت كيف أن الطبيب كان يبذل كل مافي وسعه للتخفيف عن معاناتها تماما كا كانت قصة أمها التي سردتها لحاء وبهذه‬
‫الطريقة‬
‫‪ - ٤ :‬الخطوات الرئيسية في تطبيق التخيل العاطفي على األوالد ذكورا وإناثا ً‬
‫أ حاول أن تخلق نقاشا ً وبأسلوب لطيف مع الولد كيها تعرف ظروف وشدة واتساع مخاوفه‪ .‬ماهي بواعث الخوف؟ متى يكون‬
‫الخوف خفيفا ومتى يبلغ ذروته في السوء؟ كيف يتعامل الولد معه وماهي اآلليات النفسية الدفاعية التي يستخدمها في هذا التعامل؟‬
‫‪ .‬حاول أن تعد الئحة بالمواقف األقل تخويفا ً حتى أكثرها خوفا ً (الالئحة الهرمية للمواقف التخوفية التي سبق وشرحناها)‬
‫ب حاول أن توجد وتتعرف على صور األبطال التي يتقمصها الولد ويرغب أن يحاكي أعمالهم‪ .‬وهذه الصورة تستمد عادة من أفالم‬
‫التلفاز» واألفالم السينمائيةء والمذياع» والكتب الخيالية أو من خالل تصورات وتخيالت بنات ذهن الولد‬
‫‪١‬‬
‫‪ .‬تنسح حوله القصص تضس فيها حاوف الطفل‬
‫‪.‬د وكا ذكرنا في هذا الفصل ‪ .‬تطلب من الولد أن يغلق عينيه‬
‫وتعمد من جانبك الى وصف التتابع التخيلي للحوادث القريبة والملتصقة في حياة الطفل اليومية وفي سياق هذا الوصف‪ .‬تدرس فيه‬
‫شخصية البطل الخيالي المحبوب عند هال الولد أو ذاته البديلة مو اماه (ويناسب هنا أن تقرأ ثانية كيف تم طرح صورة باتمان‬
‫وروبن في المثال العالجي الذي سبق وذكرناه في رهاب المدرسة)‬
‫في كل مرة يتم فيها تقديم‪ .‬المشاهد والمواقف المثيرة لخوف الطفل (بدءًأ من المواقف األقل تخوفا ً) اظهر صور البطل كجزء‬
‫طبيعي وعادي س سياق القصة‪ .‬وفيا بعد ومباشرته اسأل الولد فيا اذا كان خائفا ً‪ .‬منزعجا ً أو متضايقا ً اذا أفاد باإليجاب أدخل‬
‫المشاهد اللبازة مرن بالولة بوصو الط فرط األ تمل ‪:‬الى الموقك األكثر تخوفا ً (في سلم الئحة المواقف المخوفة) اال حتى يزول‬
‫خوف الولد ويتالشى س الموقف الذي أنت تزيل تحسسه منه» ولزيد س االيضاح في فهم هذه الخطوات نذكر لك القصة العالجية‬
‫التالية‬
‫طفل عمره عشر سنوات حاف من الظالم ويظهر هذا الخوف‬
‫صراحة ويشتد عندما يزمع أبواه على اجراء الزيارات لألصدقاء‬
‫واألقرباء ليال حتى لو كانا بقربه وجنبا الى جنب ويرفض دخول أية‬
‫‪١4‬‬
‫غرفة مظلمة‪ ..‬حتى لو رافقه أحد الوالدين» وال ينام اآل اذا كان هناك مصباح مضاء على أريكة بجانب سريره ‪ .‬ال يشعر هذا الولد‬
‫بالقلق هارا ولكن يعتريه التوتر دوما ً والخوف عند غياب الشمس‬
‫ظهرت محاوفه حوالي السنة الفائتة من مراجعة المعالج وذلك اثر مشاهدة فلم محيف‪ ,‬وفيا بعد حذرته جدته کےا يكون بعيدا ً عن‬
‫‪.‬األبواب والنوافذ ليال خشية السارقين والخاطفين الذیں يتسللون خلسة الى البيوت طمعا في السرقة والسلب‬
‫أخذه والداه الى الطبيب النفسى طلبا ً للعالج فاستمر في عالجه لعدة أشهر ولك بال طائل‪ .‬وباإلضافة الى محاوفه الليلية كان يعاني‬
‫‪ .‬من كوابيس ليلية مخيفة» األمر الذي تضافر على تكيفه فساء تحصيله المدرسى وتأخرت دراسته‬
‫أخيرا ً رمى به الحظ ليكون بين أيدي معالج سلوكي على مستوى أستاذ جامعة وهو الدكتور بيك الشهير‪ .‬دامت معالحته فقط ثالث‬
‫» جلسات بأسلوب التخيل العاطفي » فشفي س رهاب الظالم‬
‫كان ‪ :‬الولك مكرما شعرقا عدا بالتطل سومان و شك لذا لحا المعالج الدكتور بيك الى استغالل هذا البطل الخراني في عالج الولد‬
‫(الرجل الحديدي) على أساس أنه صورته الثالية للبطل‬
‫كان على الولد أن يتخيل أن هذا البطل المعشوق من قبله طلب منه أن يكون أحد أفراد ثلته وعمالئه السریںء لذا فهو فى«‬
‫‪١6‬‬
‫تخيله المطلوب منه هو أن يكون جالسا ً في غرفة الطعام مع أمه وأبيهء وكان الوقت ليال» وفجأة تلقى اشارة بواسطة الراديو‬
‫المثبت في معصمه أن البطل سوبرمان سيأتي الى طرفك تتوجه بسرعة الى غرفة الجلوس نظرا ً ألن مهمتك يجب أن تبقى سرية‬
‫ال يعرفها أحد‪ .‬في تلك الغرفة يوجد نور خافت ضعيف‪ .‬مصدره ممثى بهو الدار اآلن عليك أن تتظاهر أنك لوحدك في هذه الغرفة‬
‫تنتظر قدوم اوران ازاف فك رر ى هذا الروت‬
‫أفاد الولد فيمابعد عن مشاعره كما كان یتعیں عليه ذلك ‪ .‬اذ كان ني أي موقف أو مشهد يثير قلقه يعمد المعالج الى تبديله‬
‫قليال ليظهره له أنه أ أف ونيد ماين فمثال هذا المشهد التالي أثار بعض المشاعر القلقية األولية‬
‫أنت اآلن لوحدك في غرفة النوم انها تبدو سوداء وسوداء مظلمة» وأنت تنظر الى الخارج عبر النافذة لترصد قدوم السوبرمان»» «‬
‫‪ :‬وقد أضيف الى هذه التعليمات التالي‬
‫اجعل عينيك تتأقلم مع الظلمة وتستطيع أن ترى جيدا وعندما تسترخي وتنتظر كي تتأقلم عيناك ستجد أن الرؤية أضحت واضحة «‬
‫ضياء في نهاية الجلسة الثالثة (كانت مدة الجلسة ساعة واحدة وفي كل أسبوع مرة) كان الصبي‬ ‫ً‬ ‫أكثر فأكثر‪ .‬وتبدو األشياء أكثر‬
‫قادرا على تخيل ذاته انه وحده في غرفة الحمام» وجميع األنوار مطفأة‪ ,‬ينتظر اتصاال س السوبرمان‪ .‬فباإلضافة الى تخلصه من‬
‫محاوفه من الكالم والليل كان هذه الطريقة الفضل أيضا ً بتأثيرها اإليجابي على‬
‫‪١٠١‬‬
‫حياته اليومية» اذ تحسن أداؤه المدرسى» وأن كثيرا من مظاهر عدم الطمأنينة والخوف تالشت وزالت» وبعد سنة أفادت أمه أنه‬
‫‪.‬أصبح ولدا ً ختلفا ً تماما عن السابق بسلوكه اإليجابي‬
‫ونافلة القول‪ .‬يعد التخيل العاطفي أكثر الطرق الفعالة في عالج رهاب األطفال وال مراء أن الخوف والرهاب يبدوان على درجة‬
‫كبيرة من اإلزعاج واإليالم عند المرضى األطفال‪ .‬وأنه لمن السهولة بمكان تعريض الولد ليشعر بالخوف‪ .‬والوحدةء‪ .‬وأن أية طريقة‬
‫تساعد الولد على التحرر من هذه اإلضطرابات تبدو ذات نفع‬
‫وفائدة‬
‫قوة التخيل ‪ ٤‬التخلص من العادات الضارة‬
‫)»! !الكحول‪ .‬والمخدرات» والتدخين وغيرها«‬
‫حتى اآلن ألححنا على أهمية التخيل العاطفى في التغلب على المخاوف والرهاب بأنواعه‪ .‬والمشكالت ‪ ”٠‬الملتصقة هذه‬
‫االضطرابات في هذا الفصل والفصول التالية سوف نعاين دور التخيل السلبي (أو األشراط المنفر) في اضعاف أو ازالة العديد مس‬
‫المشكلالت‬
‫مهندس معماري عمره ‪ 75‬عاما يشكو من عصاب وسواسي جبري (يفحص األمور مرارا ً وتكرارا ً)‪ .‬وقد أعاق هذا السلوك الجبري‬
‫عمله‪ .‬ورغم أنه جيد التأهيل مهنيا ً فقد أخذ يعمل كمصمم مخططات ومصورات هندسية‪« .‬كنت أقوم بالتدقيق بالمقاييس مرارا‬
‫وتكراراء ورغم أنني أدرك أن تفاصيل التصاميم هي صحيحة‪ ,‬اال أنني أقف لمدة عشر دقائق أمام كل رقم ومن ثم أنتقل الى‬
‫»غيره» وفي بعض األحيان أكاد أخرج من صوابي»‪ .‬وأفقد عقلي‪ .‬اذ علي أن أدقق دوما ً وأبدا ً باألرقام والتفاصيل للتأكد من صحتها‬
‫عمد المعالج الى األخذ بأسلوب (تقنية) التخيل السلبي لعالج‬
‫‪ :‬وسواسه الجبري‪ .‬وضعه المعالج في حالة تنويميه‪ :‬وأمره بتنفيذ التعليمات التالية‬
‫أنت اآلن هادىء» مسترخ اء عمينا وتي بالسكية واألس الداخلي أرغب منك أن تتخيل ذاتك وهي في العمل ترسم التصاميم «‬
‫والمخططات» وتقوم بتدقيقها طوال فترة العمل‪ .‬أنت مسترخ وهادىء تدقق المخططات مرة واحدة‪ .‬نجدها صحيحة تعود وتدققها‬
‫للمرة الثانية أنت مازلت هادئا ً مسترخيا ً للمرة الثالثة تعود وتدقق التصاميم اال أنك فجأة شعرت بالقلق واالضطراب والتوتر أخذ التوتر‬
‫النفسي يتصاعد ويتعاظم (تثاقل تنفسه وأصبح أكثر صعوبة)‪ .‬تترك المخططات ال تدققها ى) اعتدت‪ .‬اآلن تبدأ برسم مخطط جديد»‬
‫تخيل هذا الموقف الجديد‪ .‬حالما تبدأ برسم هذا المخطط الجديد تشعر مس جديد بالهدوء واالسترخاء واألمن النفسى الداخلي ‪.‬‬
‫عندما أعد حتى العدد الخامس تفتح عينيك» ‪۰‬‬
‫كا نالحظ أنه من األمور الطبيعية والمنطقية والعادية أن يدقق في المخططات مرتين أو مرة واحدة‪ .‬ولكن بعد ذلك بنذو األمزفرضيا‬
‫غير سوي ‪ .‬وبناء على ذلك تم استخدام التخيل اإليجابي عندما أخذ فيرف تمر تكيقيا ولک ما أن بدأ يتصرف هذا التصرف غير‬
‫التكيفي التدقيق للمرة الثالثة ‪ »-‬حتى تم تقديم التخيل السلبي له بأن يشعر بالضيق وبثقل التنفس وبالتوتر‬
‫واذا تم قرن التدقيق المفرط مع تصاعد التوتر والقلق واالنزعاج البدني‪ .‬وغير ذلك من اإلحساسات المزعجة «حينئذ فإنه‬
‫سيتوقف عن ممارسة هذه العادة القاهرة للذات المزعجة لها ويبدأ بالتصرف تصرفا ً مناسبا ً سويا ً‪ .‬وس جهة أخرى يتم قرن االستجابة‬
‫الجديدة المالئمة بالتخيل السار الذي يتضمن االسترخاء والهدوء والطمأنينة»» وهكذا كانت المقولة االقترانية على الصورة التالية ‪٠‬‬
‫‪«» .‬حالما تبدأ بالنشاط الجديد‪ .‬أي تصميم جدید» استشعر من جديد با هدوء واإلسترخاء‬
‫لقد تعرض المريض لعشر جلسات من هذا القبيل» أي التخيل السلبي» وكل جلسة دامت حوالي ‪ 7١‬دقيقة ولمدة خمسة أسابيع‬
‫وقد أفاد المريض فيا بعد أن سلوكه الجبري الوسواسي قد خباء ولم يعد يشعر بأية أفكار جبرية ملحة من هذا القبيل تعيق‬
‫وراحته‪ .‬وما قاله في هذا الصدد‪« :‬لقد تضاعف عملي حمس مرات عن السابق‪ .‬وفي بعض األحيان تراودني أفكار بضرورة معاينة‬
‫أعمالي والتدقيق فيهاء ولك اطالقا ً ال تصل مثل هذه األفكار الى أن تفرض ذاتها وتجعلني في حالة توتر وانزعاج مثلما كان عليه‬
‫األمر اا‬
‫وقد أشرنا أنه تم اللجوء الى استخدام التنويم ولک ليس من الضروري أبدا ً أن يكون التنويم جزءا ً أساسيا ً في العالج‪ .‬وأن المعالج‬
‫ذاته الذي لحأ الى التنويم في هذه الحالة تخلى عنه فيا بعد في عالجاته س هذا القبيل ألنه شعر أنه مضيعة للوقت وال يؤثر‬
‫على سير العالج‬
‫ونؤكد هنا أن االسترخاء لوحده يقوم مقام التنويم وهو البديل‬
‫العمل لمثبت سريريا ً وتجريبيا ً وبخاصة اذا استطاع المتعالج أن يسترخي قبل أن يتخيل المشاهد في عالج حالة ادمان على‬
‫الكحول (المؤلف يتكلم) لرجل في الخمسين» واإلدمان يعود الى ‪ 10‬سنة تقريبا ً‪ .‬انذره أحد األطباء الدمشقيي أنه مهدد بتشمع‬
‫الكبد‪ .‬أقبل المدمن يطلب العالج وكان يظهر إيجابية وتعاونا من أجل تخليصه من ادمانه‬
‫كان يحب سحب الكحول تدريجيا ً في بادىء األمر واستبدال الويسكي بمشروب كحولي أقل ضررا ً من الجعة (البيرة) اضافة الى‬
‫تعليمه بأهمية عدم أخذ جرعات كبيرة خالل الشرب (عدم استهالك اال الكمية المخصصة له)‪ .‬لم تكن هناك صراعات نفسية‬
‫تحتية وراء الشرب» وال مشاعر نقص بل التعود االجتماعي من خالل صحبته لعدد من األصدقاء المدمنين حيث كان العامل ا في‬
‫‪.‬استمراره على الشرب‬
‫ذرب على االسترخاء وطلبت منه أن يقرأ بعض المقاالت عن أضرار الشرب على المستوى النضسى والبدني (ثقافة ووعي ذاتي)‬
‫‪ Aversive conditioning‬بفرض خلق األرضية المعرفية لنبديل السلوك وإحداث أشراط منفر‬
‫ونظرا ً ألن مسألة الفطام هي مسألة سيكولوجية بالدرجة األولى رغم عدم انكار العامل البيولوجي في العثور على الكحول‪ ,‬فقد تُ َق َف‬
‫بأهمية مناهضة الكالم مع الذات السلبي الذي يعزز ما نسميه عند المدس بقلق االنزعاج ‪,‬اء ׫ ‪616‬مسرمءولط الناجم عن الكف‬
‫عن‬
‫‪1 ٥٦‬‬
‫تناول الكحول‪ .‬وهذا القلق يتعزز بالحديث السلبي مع الذات‬
‫كالتالي‬
‫أنا ال أستطيع تحمل عدم شرب المسكر ‪-‬‬
‫چ أستطيع أن أعمل يدون شرت‬
‫‪ .‬ال أمتلك القوة الكافية لمنع نفسي عن تناول المشروب وغير ذلك‬
‫‪ .‬ألن مثل هذا الحديث السلبي هو الذي يضعف الفعالية الذاتية في محاولتهم للكف عن الشرب ولک بال طائل‬
‫»واضافة الى ذلك‪ .‬ومن أجل إبقائه فقط على الجعة «البيرة‬
‫‪:‬ولحجم معين منها يوميا ً كبديل ع الويسكي » فقد تمت معالحته أيضا ً بأسلوب العالج التخيلي السلبي‪ .‬على الصورة التالية‬
‫في كل جلسة عالجية كنت أطلب منه االسترخاء (بعد أن تم تعليمه هذه التقنية) وتخيل أنه يشرب كأس جعة برشفات ذات‬
‫فواصل طويلة زمنية ومن ثم يأخذ كأسا ً ثانية وأيضا ً يستهلك خالل مدة طويلة نسبيا في الكأس الثالث يتصور أنه بدأ يشعر بالغثيان‬
‫وباإلضافة الى ذلك حالة كبده المرهق التعب» ونصائح األطباء له وصورة زوجته التي يحبها كيف تتوسل اليه إليقاف تناول الكحول‬
‫وأوالده الصغار الذين أيضا ً يناجونه بابا نح بحاجة اليك‪ .‬كل هذه التخيالت المنفرة كنت أطلب منه أن يتخيلها ويستشعر ا ويعيشها‬
‫بكل حيوية في ذهنه عندما يصل الى الكأس‬
‫‪\o¥‬‬
‫الثالت مس الجعة‪ .‬وكان يتفاعل معي تفاعال جيدا ويتعاون «وهذا شرط هام في العالج» الى أقصى حد في خلق هذه التصورات‬
‫المنفرة وربطها بالكأس الثالث الذي اعتبرته الحد المقبول الستمراره على تناول الجعة بدون أذى نفسي وال جسدي‬
‫بعد انتهاء كل جلسة كنت أطلب منه تنفيذ تمارين بيتية يجلس ليها ا كنا ورل أن يتخيل كل ما قرأه مس مقاالت وأمور عن‬
‫مضار الخمر تفضا فوا واجتماعا ویر بط فوا هذه التخيالات السلبية مع الكأس الثالث‬
‫بعد عشر جلسات اضافة الى التماريس اليومية (كل أسبوع جلسة ولمدة ساعتس وامتناعه قطعيا ً عن الذهاب الى أصدقائه القدامى‬
‫المدمنين‪ .‬والتقيد بالبرنامج األسبوعي الذي أعطي له حيث كان المطلوب منه تغطية كامل يومه بنشاطات خارجية تمتص كل‬
‫اهتماماته وانتباهه‪ .‬وممارسة الرياضة وقراءة الكتب التي ييل اليها «نشاطات بديلة») أفاد أنه أصبح يكتفي تماما بثالثة كؤوس جعة‬
‫‪.‬بدون وجود المزيك هن الوق سيا وان نظرته الى الكحول‪ :‬قد دلت ماما فاع يشعر بالكراهية نحو الكحول‬
‫أفاد بعد سبعة أشهر أنه مازال على حالته بدون أي انتكاس مع ضعف شديد في الميل الى المشروب وتحرره ص قلق االنزعاج»‬
‫ولقد نصحته أن يستمر على التمارين التي أعطيت له وأن يناهض دوما األفكار السلبية التي تخلق عنده االرتداد والنكس س خالل‬
‫تبديل الحديث مع الذات الى حديث ايجابي يدعم دوما فطامه ويعزز امتناعه‬
‫عن المشروب لقد تحسنت حالته الصحية وزاد مردوده وتبدلت نظرته الى الحياة وازدادت ثقته بنفسه وأينا وجد كان ينصح من‬
‫يشرب أن‬
‫وننبه هنا الى أن عالج مثل هذه الحاالت المزمنة ونجاح هذه المعالجة يتوقفان على الموقف االيجابي س جانب المتعالج المريض»‬
‫‪ .‬وإيمانه بالقدرة على الوصول لمن نتائج مشجعة‪ .‬وبدون هذا الموقف ال يكتب ال للعالج السلبي وال لغيره النجاح‬
‫فالمريض دوما ً هو المسئول عن تبني الموقف العالجي وتمثله وبذل كل جهوده وقواه لشفاء ذاته بإرشادات المعالج‬
‫يطالعنا الدكتور جوزيف كوتيال (من جامعة بوسطن) بكثير من دراساته ومشاهداته السريرية عن أهمية العالج التخيلي السلبي في‬
‫عالج كثير مس المشكالت كالتدخي» والسرقة والبدانة» واإلنحرافات الجنسية (اغواء األوالد‪ .‬وعرض األعضاء التناسلية أواإلغواء‬
‫الجسي من خالل الكشف والتعرية الجسدية والتلصلص الجسى)‬
‫وعن عالج الحاالت الصعبة مثل االدمان على الخذرات والكحول‪ .‬فإنه مس األهمية بمكان أن يكون في التخيل السلبي مغاالة‬
‫بالتكريه والتنفير التخيلي» ويرى الدكتور كوتيال أن التفصيالت الكبيرة والمتعمدة المحدثة للقرف وللغثيان تجعل الكحولي المتعالج‬
‫يشعر للتو بالغثيان في معدته‪ .‬فالبلعة األولى للمشروب ترتد ويتم تقيؤها مع الحزئيات المرة المذاق للطعام التي تحدث الحس‬
‫باإلختناق عندما حاول البلع‪ .‬ويتزايد الونزعاج عندما يزداد الحس باإلقياء‬
‫‪1۹‬‬
‫والغثياد‪ .‬وتنهمر الدموع مس عينيه ويسيل اللعاب والمخاط من وجهه لينسكبا في كأس الخمر وس ثم وبصرخة مرض عالية الصوت‬
‫يتخيل ذاته‪ .‬يتقيأ على كامل ألبسته وجسمه» وعلى األرض وعلى كأسه بلود أصفر ضارب الى الخضرة يدعو للقرف واإلشمئزاز‬
‫ويستمر في اإلقياء امتواتر المنتاليي ليغطي كل شيء والناس تنظر اليه باشمئزاز ونفور‪ ,‬وهنا تعبق الرائحة الكريهة المنفرة في أرجاء‬
‫المكان الذي هو فيه‪ .‬لتعود هذه الرائحة بدورها فتزيد من غثيانه واقيائه‪ .‬وهكذا يدخل في الحلقة المعيبةء يعود فيأخذ رشفة‬
‫أخرى س كأسه الليء بالمخاط واإلقياءء وجزئيات الطعام وعصارة المعدة ورائحة اإلقياءء ويحاول أن يتقيأ مرة أخرى وأخرى ولك ال‬
‫تخرج اآل المقذوفات الجافة من الطعام» فال يجد مندوحة بعد هذا الموقف الكريه المنفر المحقر للذات اال بقذف كأسه» واعطاء‬
‫ظهره الى زجاجات الخمر المرصونة على الطاولة ومن ثم الخروج الى المواء الطلق ليمال صدره بالهواء العليل وبدأ يشعر أنه أكبرس‬
‫أن يغوص في هذا الوحل الكريه‪ .‬ومن ثم يذهب الى الحمام ليغسل الواح من جسمه ومن ننسه‪ .‬اع ظحالن ما‬
‫إنه لمن النادر أن نجد شخصا ً يتخيل ما سردناه س تفاصيل وصور مزرية كريهة تصورا حيويا ً وتخلصا ً مشدودا ً بكل حواسه ليستشعر‬
‫بالكراهية والنفور بدون أن يعتريه حس ولو قليل بالغثيان» وهذا ما يؤكد قوة التخيل التي تستطيع أن تخلق نوعا ً مس االحساسات‬
‫واالضطرابات البدنية‬
‫‪11 ۰‬‬
‫ففي جلسة عالجية واحدة يمكن أن يتعامل الكحولي تخيليا ً مع عشرين منظرا مختلفا منفرا ومن ثم يشجعء أن يمارس مشاهد‬
‫‪.‬تخيلية ممائلة في بيته ہیں فترات الحلسات العالجية‬
‫وقد يلجأ المعالج الى اعداد تسجيالت صوتية (كاسيت) لمواقف تخيلية مثيرة للغثيان والقرف واالشمئزاز كيا تكون أدوات برامج‬
‫يمارسها المريض في داره (وظائف وواجبات بيتية)‬
‫هناك العديد من الدراسات السريرية تؤكد وشت فعالية هذه التقنيات المنفرة والناجعة حتى عند المدمنين على الكحول‬
‫ونلفت نظر القارىء الى أن تقنيات التخيل السلبى (المنفر) الرامية الى التخلص س العادات المضرة بالصحة أو االما المنافية هي‬
‫جميعها متمائثلة متشابهة‪ .‬فإذا كان هدف العالج التخلص س التدخين أو التخفيف من عدد لفافات التبغ المستهلكة فإن الصور‬
‫الذهنية التخيلية تتضمن التقيؤ في أعقاب استنشاق دخان السيجارة» وتخيل مادة القطران الطالعة في األسناخ الرئوية» ولون الرئة‬
‫األسود بفعل القطران وتخيل تعرض الرئة والبلعوم الى السرطان» (وس المناسب أن يعرض المعالج على المتعالج صورا لرئة مصابة‬
‫بالسرطان وكيف تبدو الصورة» ويصف له المعاناة وأيضا يعطيه نشرات عن الكحماتيات تقاض رطان الزئة اة ا واا یک أن يطلب‬
‫المعالج مس المدخحن أن يكتب الفتات ويعلقها في أماكن بارزة في بيته تذكره دوما باألخطار ونسبتها التي يتعرض فا المدخن بغية‬
‫‪.‬تعزيز االستجابة السلبية المنفرة للتدخين‬
‫‪۱٩۱‬‬
‫أما ببخصوص عالج البدانة وزيادة الوزن أو االلتزام بتوصيات الطبيب الصحية حيال الراتب الغذائي والحميةء فالصور الذهنية التخيلية‬
‫تتضمن الحس بالتقيؤ والنتائج المخيفة النامة عن تناول األطعمة الممنوعة على البدين» مثل األغذية الدهنية والنشويات‪ .‬وبالتأكيد‬
‫أن هذه التصورات الذهنية السلبية من شأنها زيادة السيطرة على الذات‪ .‬أي ما يسميه العوام بقوة االرادة‪ .‬وفي يقين جميع‬
‫الشاغلين بالعالج السلوكي بال استثناء أن األفراد الذين يمارسون بنجاح تدريبات السيطرة على الذات من هذا القبيل يحصلون في‬
‫واقع األمر على تخيالت وصور منفرة تكريهية ذات تعزيز مناسب وذاتية المنشأ وتكون طوع بناهم ورهن ارادتهم‬
‫يقص لنا الدكتور ارنولد الزاروس في كتابه «قوة التخيل وعجائبه العالجية» كيف أن امرأة تمكنت من أن تنقص وزنها بمقدار دورن‬
‫کل اما خالل تان اشير ودل يعدم الت ا االلتزام بحمية معينة وتعزيز هذه الحمية بشراء كيلو من الدهصس الحيوان ووضعها في‬
‫كيس نايلون شفاف» فكل| شعرت بزيغ ووهن في ارادتها للخروج مس الحمية يطلب منها أن تتخيل كيس الشحم وهو ملتصق‬
‫بجسمهاء فكان مثل هذا التخيل المنفر كافيا ألن يجعلها تصحو وتلتزم ببرنامج الحمية وقد نصحت زميالتها أن يتبعن نفس األسلوب‬
‫‪.‬الذي تتبعه إن أردن انقاص أوزائمن‬
‫‪.‬وقصة أخرى في فقدان الوزن يحدثنا عنها أيضا ً الدكتور المذكور‬
‫امرأة بدينة سمينة كانت تعيش ولمدة طويلة على متالزمة تسمى‬
‫‪۲‬‬
‫يويو» ويقصد بذلك فقدان الوزن واستعادته بصورة مستمرة اذ كانت تفرض على نفسها حمية قاسية فتفقد الكثير من وزنهاء ومن ثم«‬
‫ال تلبث أن تستعيد الوزن ذاته فيا بعد بل وتزيدهء وهكذا دواليك وقد ضاقت ذرعا ً من هذا التذبذب في الوزن‪ .‬وكادت تيأسن من‬
‫‪ :‬حالتها الى أن استشارت الدكتور أرنولد الزاروس» وقد أشار عليها أن تتصرف وتتدرب على الشكل التالي‬
‫أن تضع صورتها وهي بدينة بوزن ‪ ۲٠۲‬رطل انكليزي والصورة األخرى عندما تصبح ‪ ۰‬رطا وتتخيل االثنتين بتمریں منتظم» ويي كل‬
‫مرة تشعر بإغراء الطعام ووه ارادتهاء عليها أن تتخيل الصورتين وتقارنهاء وقد طبقت فعال هذا األسلوب التخيلي السلبي المنفر حيث‬
‫كانت تشعر على التو أن الدافع نحو الطعام قد انحسر وزال‪ .‬وبذلك امک حفاظها على وزنها فلم يعد يتذبذب مثلم) كان عليه‬
‫‪.‬األمر سابقا‬
‫‪ . Fetishism‬وننبه الى أهمية االسترخاء قبل تنفيذ التخيل السلبى المنفر ‪ ١‬الطبيب المصاب بالفتشية‬
‫يسرد لنا الدكتور ولبي ‪٠‬م‪ 1٥۷‬قصة الطبيب المصاب بانحراف جسي يسمى بالفتشية الجنسية (أي الدافع الوسواسي الجسي بالنظر‬
‫الى األعضاء التناسلية للنساء ولسها) وقد استشار هذا الطبيب المريض طبيبين نفسيس وعدة اخصائيين نفسيين في محاوالته الى‬
‫معالحة هذا االضطراب الجسى الوسوامي‪ .‬وقد فشلت المعالجة النفسية ا ارت یی ألم ات رات خافن لين‬
‫‪۹۳‬‬
‫أن تلجأ بعض النسوة الى رفع شكوى ضده الى الجمعية األمريكية الطبية بتهمة التحرش وتعدي حدود مهنته‬
‫وكان يطلب من النسوة أن يتعرين تاما ً في أ ية شكوى مرضية › حتى لو كن يشكين من الصداع مثال ً الذي ال يبرره التعري التام‬
‫باسم الفحص الطبي‪ .‬وهكذا وبسلوكه الذي شرحناه كان يعرض نفسه يوميا ً الى حاطر شكوى مهنية بحقه المهني األخالقي الى‬
‫‪.‬الجهات المختصة الطبية األمريكية‬
‫راجع ذا الطنين القن غاا سلوكيا شهيرا وخر الد كور ميللر وقد أوصى له بالعالج التخيلي السلبي (االشراط السلبي المنفر) وجدير‬
‫بالذكر هنا أن هذا الطبيب المريض عندما يتظاهر كذبا بأهمية فحص المريضة مس عضوها التناسلي كان في واقع األمر يركز على‬
‫اثارته الجنسية عند لمسه ألعضائها التناسلية» وخالل هذا التركيز كان يفقد عقالنيته وسيطرته على ذاته» فال يبالي بالمخاطر التي‬
‫قد تتأق من جراء لمس األعضاء التناسلية عند المرأة المفحوصة بصورة مشينة ظاهرة» واالنفعاالت الجنسية التي تبدو على سلوكه‬
‫وتصرفاته‪ .‬ورغم أنه يمارس الفحص النسائي بحضور ممرضة وهذه األخيرة على علم بوسواسه المرضي الجنسي» فإن كثيرا ً من‬
‫النسوة المريضات كن يعبرن عن امتعاضهن من سلوكيته في الفحص بين أخريات يرفضن االستجابة الى فحصه النسائي» وفي‬
‫األوقات التي يشتد بها سلوكه الجبري الوسواسي الجسي يظهر غير منطقي سوي في تصديه للمرأة المريضة التي كانت ال تطاوعه‬
‫‪ .‬في فحصه النسائي‬
‫‪155‬‬
‫في الجلسة األولى العالجية للتخيل السلبي ركز المعالج على النتائج السلبية المشينة بحق الطبيب المريض المتعالج وآثار استبصاره‬
‫‪ .‬ووعيه نحوها‪ .‬فبعد أن ¿ وضعه في حالة استرخاء طلب منه أن يتخيل الموقف التالي‬
‫استشير مس قبل امرأة تشكو من ألم في األذن‪ .‬فبعد أن عاين األذني واألنفين» والبلعوم طلب منها التعري أظهرت طواعيتهاء «‬
‫طلب من الممرضة أن تعدها للفحص النسائي‪ .‬فحص ثدييها ومن ثم نظر الى عضوها التناسلي» كانت المرأة المريضة من الشرطة‬
‫تم ارسالحا خصيصا من قبل المجلس الطبي لألمور المهنية األخالقيةء وفي اللحظة التي حاول الطبيب أن يمس عضوها التناسلي‬
‫اقتحمت عيادته ثلة من النسوة الشرطيات بلباسهن الرسمي» وقد تم وضع األصفاد بيديه» ونقل الى أقرب مركز شرطة» وقد وجهت‬
‫اليه تهمة اساءته للتعليمات األخالقية المهنية وخرقهاء اضافة الى تصرفات جرمية أخرى‪ .‬وألقي ‪٠‬به في السجن» ومن ثم أطلق‬
‫‪ .‬سراحه بكفالة ونشرت قصته في الصحف المحلية كطبيب مصاب بال هوس الجنسي‬
‫وما أن استمر هذا التخيل السلبي لحالته على هذه الصورة حى ظهر في وجهه الخجل والكراهية‬
‫لقد جعل المعالج التخيالت السلبية على درجة كبيرة من النشاط والحيوية» فسرد القصة (والذي كان بمثابة كابوس أحالم ال ينتهي‬
‫بقسوته) كان يقدم له تقديما ً مستمرا ً ليتخيله على مدار ساعة كاملة‪ .‬حيث كان الطبيب في نبايته يبدو مهزوزا متوترا شاحبا‬
‫‪110‬‬
‫‪.‬يشكو الغثيان ويتصبب منه العرق‬
‫هذه القصة التخيلية بعد انتهاء الجلسة كانت تدريبه اليومي البييق» عليه اغا لوسده يعن اال سرا مرن ‪:‬يرما اجى مود ا المقبلة»‬
‫أي بعد أسبوع » ونبهه المعالج الى أن المرأة الثانية الى ستعالجها وتكشف عن عورتها بال ضرورة قد تكون هي امرأة شرطية‬
‫» «ال تنس ذلك‬
‫نع اى جاه ال اا ك ال اا و وا منشرحا ً قال له‪ .‬لم أعد أشعر بأنني مجبر على أداء هذا الفعل الشنيع ا لجنوني» ولكن هذا‬
‫التأثير أخذ يتضاءل‪ .‬فسر له المعالج أن التخيل السلبي يجب االستمرار به لفترة طويلة نسبيا ليتعزز ويحدث التبدل السلوكي ‪,‬‬
‫ويجب أن يارس بحيوية تخيلية‪ :‬بالقدر المستطاع‪ .‬واشتراك كل الحواس واالنفعاالت المنافية التي تتمشى مع السير التخيلي» وطلب‬
‫‪:‬اليه أن يتصرف على الصورة التالية‬
‫في كل لحظة يجد نفسه على وشك االنسياق نحو هوسه الجنسي مع المرأة المفحوصة عليه أن يتوقف لحظة ويتذكر المرأة ا «‬
‫التي تخيلها (السيناريو الذي تدرب عليه) وهنا سيجد أن هذا التخيل سيمنحه القوة للكف عن هذا السلوك المشين» وفي الجلسة‬
‫العالجية التالية صعد المعالج التخيل السلبي الكريه مضمنه تخيالت مشينة أمام أهله وردود فعلهم ازاء صنعه المرضي المحقر‬
‫لعائلته» بعد هاتين الجلستين ومع التدريب البيتي استطاع الطبيب المريض أن يسيطر على القهر والوسواس الجنسي ونوازعه‬
‫المريضة المشينة اذ ضعف النزوع‬
‫الفتيشي على مدى السنوات ولكن ما أن يشعر بقليل من الميل والنزوع لممارسته عليه دوما أن يجتر التخيل السلبي الذي يلجم‬
‫‪:‬هذا النزوع»‪ .‬؟ ‪ -‬عالج الميول االنتحارية بالمعالجة التخيلية السلبية‬
‫عالج حالة ‪۰‬‬
‫فتاة عمرها ‪ ١8‬عاما ً في الصف الثانوي تبدي قصة اضطراب سيكاتري مزمن جاء ہا والداها الى تداك نفسى سلوكي شهير واسمه‬
‫ألبرت آليس» بسبب االما المتكررة لالنتحار التي بلغت ثالث مرات خالل مدة ستة أشهر آذ تناولت في المرتين حبوب منومة‬
‫بجرعات سمية» والمرة الثالثة في قطع أحد أوردة معصمها حيث أنقذت بأعجوبة في تلك المرة األخيرة ومع ذلك أ لحت أنها في‬
‫‪.‬المرة التالية لن تفلت من قبضة الموت‬
‫تضاربت التشاخيص السيكاترية حول حالتها‪ .‬بعض السيكاترييبى شخصوا حالة الذهان االكتثابي» بينم| آخرون ذهبوا الى تشخيص‬
‫مرض الفصام أو السيكوباتية أو الهستيرياء ولكن جميع هذه التشخيصات ل تعط التفسير المقنع ليولها االنتحارية العنيفة الجرئية‪.‬‬
‫ويتضح من فحوى كالمها الغضب‪ ,‬والقلق والتشوش ومشاعر االثم ولكن لم تبرز بروزا ً واضحا ً دوافعها األساسية اآل عندما لجأ الدكتور‬
‫‪ .‬البرت أليس‪ .‬الى تطبيق التقنية التخيلية التالية‬

‫‪1 Aaron Beck. M. D. (1980) Feeling Good , the new mood therapy. New Amarican‬‬
‫‪Library.‬‬
‫‪11 ۷‬‬
‫أرغب منك أن تتخيلي أنك توفيت‪ .‬أقدمت على االنتحارء وأصبحت في حكم األموات‪ . .‬واآلن‪ .‬أنت روح غير مرئية تنظرين «‬
‫الى جسدك والى مراسيم الدفنء ماذا تشاهدين؟ في كل مرة كنت أطرح عليها أسئلة تقول لي‪« .‬أنا ال أعرف» ولكن في هذه‬
‫المرة أجابت بوصف المشهد أن والدتها بخاصة بدت مفجوعة‪ .‬مكلومة الفؤادء مهيضة الجناح» واسترسلت في وصف جميع أفراد‬
‫أسرتها ومن ضمنهم العمات والخاالتء واألعمام وأختاها اللتان كانتا تبديان الحسرة على سوء معاملتيها ألختها الميتة وكيف أن‬
‫جميعهم كانوا يعانون مشاعر االثم وتأنيب الضمير ويتمنون جميعهم أن يموتوا ويلحقوا بها‬
‫هذا التخيل الثأري منحها مشاعر الرضا الذاتي الكبير‪ .‬وكانت المريضة على درجة كبيرة مس عدم النضج» وبالتالي تنامت عندها‬
‫مشاعر الحنق الالعقالني األحمق واالستياء تجاه أفراد أسرتهاء ومن خالل لجوئها الى االنتحار فإنها كانت تتخيل بالعودة اليهم ثانية‬
‫بحيث سيعانون مس األسف طوال حياتهم على فراقها‬
‫من ثم عمد المعالج الى وصف حي تناول مشهد وفاتها كيف دفنت وأنزلت جثتها في تابوت خشبي ضس حفرة قبر» ومن ثم‬
‫انتهى األمر» عاد أفراد أسرتها بعد فترة قصيرة من الحزن الى االستمتاع بالحياة بكل ضروبها وألوانهاء وأضحت هي اليتة المنسية»‬
‫‪ .‬يأكلها الدود رويدا ً رويدا ً لتكون أثرا ً بعد‬
‫ولقد كان يؤكد الطبيب على ناحية هامة أنه مع مضي الوقت‬
‫فسيطويها النسيان شيئا ً فشيئا ًء الى أن تصبح مجرد ذكرى في الذاكرة عند أهلها وأفراد أسرتها ثم ماذا عن هيكلها وجسدها ؟ إنبهما‬
‫‪ .‬مجرد رفات ترابه أما أفراد أسرتها فهم الذیں يعيشون ويمرحون ويرتعون‬
‫بدت الفتاة وقد أخذت على حين غرة فقالت له‪« :‬يبدو أنك على حق» من هذه الكلمة التي نطقت بها أخذ العالج قيثرا ليال‬
‫حيث تركز على تعليمها كيف تعيش حياتهاء واقتطاف سعادتها سواء أكان هذا بمحبة أفراد أسرتها لها أم بدون هذه المحبة إن هذا‬
‫التخيل السلبي العالجي قد فتح أيضا أقنية عالجية مكنت المعالج من أن يقيم معها أسس المطاوعة والتوافق‬
‫وال مراء أن األفراد الذين يصرفون الوقت لتنمية التخيل السلبي إنهم بالشك سيمتلكون األداة الفعالة الناجعة لمعاينة عاداتهم غير‬
‫المرغوبة وامتالك الثقة بأنفسهم‪ .‬وقد أكدت الدراسات التي أجريت في جامعة ستانغوز األمريكية الشهيرة أنه حتى األوالد الصغار في‬
‫‪.‬مقدورهم استخدام التخيل لمقاومة االغراءات والنزوعات‬
‫ففي تجربة طلب من األوالد الجلوس على الطاولة وأمامه يوجد صح فيه ديك رومي فاخر‪ .‬وأن يختبروا أنفسهم الى أي حد‬
‫يستطيعون مقاومة إغراء هذا الديك اللذيذ الطعم الذي يفوح برائحته ما يجعل اللعاب يسيل مدرارا ً في األفواهء فال يتذوقونهء ولتبديل‬
‫مدركات هؤالء األوالد حيال هذا الطبق‪ .‬طلب منهم‬
‫المجرب بأن يتخيلوا هذا الطبق الموجود أمامهم كرة ثلجية بشكل‬
‫‪۱۹‬‬
‫ديك رومي تبعث البرودة» هذا التخيل جعل األوالد يقاومون إغراء الطعام لفترة طويلة س الوقت‪ .‬وبالطبع أن التخيل هنا ليس من‬
‫النوع السلبي المنفر بل هو مجرد مثال يبرهن لنا على قوة التخيل السلبي‬
‫بعد هذا دعني أيها القارىء أطوف بك في ألوان أخرى من‬
‫‪ .‬التخيل فأشرح لك تقنية جديدة هي التخيل السلبي الممزوج مع االثباتات والمكافات االجابية‬
‫‪ :‬قرن التخيل السلبى مع المكافآت االيجابية ‪۳ -‬‬
‫هناك ما يثبت أن قرن (مزج) التخيل السلبي مع المكافآت االيجابية له نفعه الكبير‪ .‬وفائدته الكبيرة بخاصة عند الشابات‬
‫المتزوجات الالئي لديس كل األسباب الوجيهة والمقبولة لكره حمواتين‪ .‬وتوقع زيارات هؤالء الحموات لمن بشيء من الخوف والذعر‬
‫ومن المعروف أن الكراهية القائمة بين هذيں الطرفين هي أشبه بظاهرة قريبة من الناموس البشري»› وشائعة في جميع المجتمعات‬
‫والثقافات البشرية تقريبا‬
‫فالشابة الزوجة تكون في شجار مستمر تقريبا ً مع زوجها كل خططت أم الزوج لزيارة ولدهاء وينشب هذا الخالف قبل الزيارة‬
‫وأثناءها وبعدها‬
‫ويعصف التوتر بالزوجة قبل زيارة أم زوجها وتسعى الى اقناع زوجها بإلغاء هذه الزيارة أو تأخيرها وتأجيلها‪ .‬وحجة الزوجة في ذلك‬
‫أن مالحظاتها الالذعة وتدخالتها في شئونها الحياتية ونصائحها التي تنم عن السلطويةء كلها هي مصدر ازعاج لها يسعى الزوج الى‬
‫اقناع زوجته بالتغاضي عن هذه السلوكيات غير المالئمة وال تعيرها التفاتة أو اهتماما ً وتقبل الزوجة على مضض‪ .‬رغبة زوجها ولكن‬
‫في داخلها تشعر بالحقر والتوثب ازاء أية مبادرة استفزازية قد تصدر عن حماتها‪ .‬ما أن تدخل الحماة الى دار ابنها وبعد وقت‬
‫قصير حتى تقضى على هذا التوازن غير المستقر الذي تعهالت‪ :‬رو ا حال قيار ‪.‬أن لك بد سيل االنتقادات التي توجهها اليها‬
‫والنصائح السلطوية التي تسديها هاء هذا الموقف يخلق بذاته رد فعل» فتدخل في صراع سافر عدواني مع آم ارج‬
‫وحيث أن أم الزوج تزور ابنها كل أربعة أشهر مرة وللدة ست ساعات تقريبا يكون من الحكمة أن تتجنب الزوجة أي خصام مع‬
‫حماتهاء كما ال يوجد ما يشجع على أن يبدل الزوج مس موقفه في زيارة أمه له وارتباطه هاء ولقد وجدت الزوجة أنها اذا‬
‫استطاعت ضبط أعصابها ومزاجهاء وتتظاهر بقبول آراء ومالحظات حماتهاء فإن كل طرف من هذين الطرفين يستفيد استفادة متكافئةء‬
‫وعلى هذا وجد‬
‫‪:‬المعالج أن أنسب التخيل العالجي يكون على الشكل التالي‬
‫استرخي » دعي عضالتك رخوة ‪ :‬استشعري بالثقل«‬
‫‪۷1‬‬
‫والهدوء‪ .‬اآلن أطلب منك أن تتخيلي حماتك توجه لك بعض العبارات الظالمة العدوانية » مما تقوله لك «أنت امرأة عفنة‪ .‬وأں‬
‫ابنها يستحق امرأة أفضل وأنت امرأة غير شريفة» كسولة ‪ .‬ال تصلحي أن تكوني زوجة ولم تخلقي لهذا الدور» وأنت أسوأ من‬
‫»شاهدتما في حياتي‬
‫بعد هذه العبارات المختصرة والزرية المهينة القاسية» تخيل ذاتك وأنت تقابلي هذا الكالم باالبتسامة‪ .‬وتتجاهلي كل ا المحقر‬
‫فجأة فتحت المرأة عينها وقالت للمعالج «عفوا ً أنا ال أستطيع أن ألعب هذا الدور وال أن أتخيله وحتى مثل هذا التخيل يحولني‬
‫»الى امرأة مجنونة خارجة عن طورها فأرفسها برجلي‬
‫تحول المعالج فطلب منها أن تتخيل أنها موضوعة تحت المراقبة» وستواجه من يطلق النار عليها من قبل زمرة مسلحة بالبنادق‬
‫اذا ما نطقت بأية كلمة» واذا ما تحملت حماتها بلسانها السليط بدون الرد عليها‪ .‬فإنها ستكافا ً على ذلك‪ .‬وهذه المكافأة هي‬
‫‪.‬دعوة الى عشاء فاخر مس قبل زوجها في المكان الذي تختاره‬
‫وافق زوجها على هذا المخطط اذا ما تماسكت زوجته‪ .‬وسيطرت على ذاتها سيطرة تامة وتجنبت أي نقاش وتفاعل مع أمه‪ .‬اذ‬
‫سيعقب هذا النجاح في تصرفاتها دعوتها الى عشاء فاخر‬
‫كافك ا م انا" مكلت وت مه خط ا‬
‫‪1 ۷۲‬‬
‫أمام حماتها رغم كل ثرثرتها ونقدها بعد عدة أشهر م ‪0‬‬
‫عنذ ‪ 8 5 5‬ص التخاصم ا مخ ‪00‬‬
‫وبالطبع لم يكن اجراؤها حكيا ً وكافيا ً في انقطاعها ع تخيل الزمرة المسلحة المجهزة بإطالق النار ألنها عادت بعد توقفها عن مثل‬
‫هذا التخيل الى التشاجر مع حماتها وما استجر هذا األمر مس العودة الى اضعاف ذاتهاء والحس باالبزام‪ .‬والى ما هنالك من‬
‫متاعب دارت فيها وأدخلت معها زوجها في هذه المتاعب‪ .‬وعلى هذا فقد نصحها بالعودة الى تعزيز التخيل بضبط انفعاالتها مع‬
‫المكافأة المعتادة التي وعد زوجها بتقديمها ها‬
‫من مشاهداتي العالجية السريرية (المؤلف يتكلم) التي تؤكد أهمية العالج التخيلي السلبي المنفر المقرون باالثابة والمكافأة أن شابا‬
‫عمره ‪ 7١‬عاما ً يعاني من رهاب اجتماعي والخوف من نقد الناس له لذا يعزف عن التكلم في أي اجتماع يكون فيه ويتصور أنه‬
‫اذا ما تكلم » فإنه سيواجه بالنقد‪ .‬أو على األقل لن يكون كالمه مقبوال أمام من هم يبذونه في الحديث‬
‫لبي فقتو اعد وميه هد وسخريةء وتعليقا مفزعا ول يترك كلمة ‪. SS‬طلبت منه أن يتخيل وجوده ضمن أصدقائه وهم يتحدثولن‬
‫سيئة اال ولصقها‬
‫*‪١/‬ا‬
‫بشخصيته » وعليه أن يواجه هذا الموقف ببرود ويدعم موقفه بتبديل‬
‫‪.‬حديثه مع ذاته كأن يقول‬
‫لن آبه لكالمه ‪ .‬إنه يصف نفسه هو انسان سفيه وقح › متسلطء همه فقط نقد الناس‪ .‬وأن أي نقاش؟ أدخل معه معناه أنني «‬
‫أشعرته باهتمامي بكالمه»» وأعلمته أنه كال نجح في هذا التخيل وواجهه مبذه الصورة» وتمكن س البقاء هادئا ً غير منفعلء عليه‬
‫بعد انتهاء هذا التدريب البيتي أن يكافىء ذاته بالشيء الذي يرغبه مباشرة» كأن يسمع أغنية يحبهاء أو يأكل أكلة يميل اليها أو‬
‫يذهب الى عند صديقء أو يجري اتصاال ً جنسيا ً مع زوجته‪ .‬وغيرها‪ .‬أي دعم التخيل السلبي بالمكافأة ومس خالل جلسات‬
‫وتمرينات من هذا القبيل‪ .‬زالت سالبيته وخوفه من الكالم بل وأصبح هاجسه هو االجتماع بأصدقائه ليكون األول المتحدث في كل‬
‫حلقة اجتماع ويوجه النقد ويعبر عن رأيه وكان سلوكه المتبدل محط تعجب جميع‬
‫‪ .‬رفاقه‬
‫قوة االرادة والتخيل ‪> -‬‬
‫هناك أفراد يمتلكون قوة االرادة أكثر س غيرهم في مقدورهم مناهضة نزوعاتهم نحو طعام معیںء واالقالع عن التدخيس» وتجنب‬
‫االفراط في الطعام أو العادات السيئة كالكحول‪ .‬وما الشك فيه أن ما نسميه قوة االرادة عند بعض األشخاص هو أمر حقيقي‬
‫وثابت» وتبدو فعالة في التخلص من العادات السيئة المضرة بالصحة أو المؤذية للتكيف االجتماعي ومنبع هذه القوة وأسا‬
‫‪۱۷€‬‬
‫ليس في وجود «قوة داخلية» كا يظن البعض ولكن بوجود صورة ذهنية محددة ‪ .‬تتسم بنتائج سلبية سيئة عن العادة التي قرر‬
‫الشخص االقالع عن التعامل معها وممارستها لنفترض أنك تحتاج وفقا ً لنصائح الطبيب» الى تخفيض زنك ووحدت‪ .‬فك درا أمام‬
‫مغريات الطعام التي تشدك نحوها؟ كالحلوى اللذيذة والفطائر الفاخرة والبوظة المغرية‪ .‬وغير ذلك من لذائذ الطعام الذي تحبهء واآلن‬
‫أصبحت في حالة يطلب منك فيها االمتناع عن تناولها ألنها تزيد وزنك وتضر بصحتك‪ .‬فهل تأكل هذه األطعمة اذا كانت في ذهنك‬
‫صورة حية ناشطة سلبية عص مضار هذه األطعمة ألنها تسهم في تصلب شرايينك وتقودك الى المرض القلبي االكليلي ونتائجه‬
‫الخطيرة؟ بالطبع ال‬
‫ماذا يحدث عند ما نسميه بصاحب االرادة الضعيفة في هذا الموقف السيكولوجي التخيلي لإلدراك؟ الذي يحدث أنه ال يمتلك عمليا ً‬
‫«الصورة االدراكية التخيلية عن النتائج السلبية ولم يشكلها في ذهنه عى هذه األطعمة الضارة بصحته بل عوضا ً عن ذلك توجد صور‬
‫ذهنية عن هذه األطعمة تتسم باللذة والمتعة والمسرة التي سيحصل عليها عندما يتناول هذه األطعمة‪ .‬ولعل األمثلة التي سنضربها‬
‫»في هذا الخصوص ستعطيك توضيحها أفضل عن معنى قوة االرادة على المستوى السيكولوجي التخيلي‬
‫ننصح القارىء الذي يرغب في أن يلتزم بحمية معينة هامة للحفاظ على صحته‪ .‬أن يتوقف قليال ويتخيل الصورة السلبية للنتائج‬
‫السيئة الضارة التي تترتب ع تلبية نزوعاته ولنقل مثال‬
‫‪\Vo‬‬
‫االتصال الجسي العابر مع امرأة عابرة وما يترتب عص ذلك من امكانية تعرضه للطاعون الحالي المنتشر في العام وهو االيدز اذ‬
‫يكفى فقط عندما يشعر أن ذاته ودوافعه الجنسية تغريانه بمثل هذا االتصال الجسى القاتل عليه أن يتوقف لحظة‪ .‬ويتخيل عاقبة‬
‫هذا ااا ورد ا ا هذه الصورة السلبية قد يكفي الحماد نزوعاته وتبديل موقفه» فيتجنب هذا االتصال الجسبى الخطر عليه أال يتخيل‬
‫المواقف الجنسية األ إلى قد فمل غال عن ر هدا االعات المرغوبة ال يمكن أن تلبيها له هذه المرأة والتي قد يجدها فيهاء فمثل‬
‫هذا الع االعان مده ال اال وئ ايلك اعات عليه» وقل الشيء ذاته بالنسبة للحمية عن بعض أنواع الطعام كالدهنيات والنشويات‬
‫والسكريات بالنسبة لمريض السكري‪ .‬أو الذي يعاني مس ارتفاع الشحوم في الدم المهددة بإصابته باألمراض الوعائية السائدة‪ .‬فإن‬
‫التخيل االيجابي لألطعمة المليئة ذه الممنوعات هو العلة في ضعف ارادته نحوها بل عليه أن يتخيل الصورة السلبية (أطعمة قاتلة‬
‫سامة إن أكثر منها) أطعمة تسد الشرايين» يتصور كيف أنها تدخل الى معدته وتنقل الذرات الشحمية في الدم لتستقر في أوعيته‬
‫الدموية» وكيف تتراكم وتترسب مع الوقت اتك الغا وق ف‬
‫يتوق الى تناوها‪ .‬ويشعر بميل جامح نحوها» فالتخيل المنفر المكره (أي الصورة السلبية عن الطعام) هي الي تبدل سلوكه وتطفى‬
‫ء‬
‫‪۱۷٦‬‬
‫النزوعات نحو هذه األطعمة‪ .‬وعلى المريض الذي يظفر بالكف عر تناول هذه األطعمة عليه أن يكافىء ذاته على صنيعه كي) يعزز‬
‫هذه االرادة بأي شيء يميل اليه شريطة أال تكون أطعمة ممنوعة عنه طبعا‬
‫بعد هذا الشرح ع مفهوم األداء مس الوجهة التخيلية والصور الذهنية وأهمية التخيالت المنفرة في االمتناع عس تلبية رغبات‬
‫فيزيولوجية ضارة للصحة والسيطرة على الذات» نتكلم في الفصل الثامن التالي عص أهمية السيطرة (وكيف يتم تحقيقها) على‬
‫العواطف السلبية الشائعة‪ ».‬ونقصد االكتئاب واليأس والكرب‬
‫وليعلم القارىء أن للتخيل قوة واسعة ممتدة الطيف‪ .‬يمكن بواسطته أن نعالج الكثير والكثير من االضطرابات النفسية والعادات‬
‫‪ .‬السيئة والسلوكية‪ .‬واالجتماعية‬
‫‪VY‬‬
‫الفصل الثامن على الضغوط واالكتئاتب‬
‫االكتئاب واضطرابات المزاج أو العاطفة هي شائعة في المجتمعات الصناعية والزراعية؛ في المدن والريف‪ .‬وإن كانت المدن أكبر‬
‫نسبة من الريف في االصابات االكتئابية نتيجة تزايد الحاجات الضاغطة المؤثرة» وتعقد سبل الحياة والعيش فيهاء في اضطرابات‬
‫‪ .‬العاطفة ( االكتئاب والكرب) نجد الحزن وفقدان النزوع نحو االستمتاع بالمسرة واسوداد جميع ضروب الحياة في نفسية المكتثب‬
‫يفقد المريض باالكتئاب حماسه واقباله على الحياة» ويعزف عن المشاركة االجتماعية واالهتمام بأموره الحياتية» ونغم الحياة برمته‬
‫يصبح مأساة وحزنا ً وسوداوية‪ .‬وكأن غشاوة سوداء على عينيه فانعكس كل لون من ألوان الحياة بظلها األسود فبات ال يرى في‬
‫‪.‬الدنيا اال الظالم واألسى والحزن والكابة‬
‫يكون الصباح عند هؤالء هو أسوأ وقت» ولكن مع تقدم ساعات النهار يتحسن المزاج نسبيا ًء يعاني مريض االكتكاب س األرق الذي‬
‫غالبا ً ما يأخذ تقطع النوم واالستيقاظات المتكررة ليالء فال يقدر على النوم ثانية» وبخاصة اذا كان ذهنه مملوءا بال هواجس‬
‫‪ .‬والمخاوف والصراعات لتزيده بؤسا ً على بؤس وكربا ً على كرب‬
‫‪1۷4‬‬
‫من أعراض االكتئاب‪ ».‬ضعف الشهية‪ .‬انحسار الشهوة الجنسية‪ .‬وعدم القدرة على تركيز االنتبامء وهواجس المخاوف والوساوس من‬
‫المرض‪ .‬والعوز‪ .‬الفاقة» والعجز التي تكون حور اجترار أفكاره ههاء اضافة الى شكاوى بدنية معممة تأخذ طابع االنشغاالت‬
‫المرضية‪ .‬والحس بالصغارة» وفقدان اعتبارات الذات‪ .‬وضعف االرادة» وعدم القدرة على اتخاذ أي قرار» وتراجع في القدرات‬
‫العقلية (تفكير بطيء عجز عن التخيل) ومشاعر اثم ووجود نزوعات انتحارية‬
‫هناك العديد من األمراض العضوية التي تحدث االضطراب االكتئابي‪ .‬أهمها وفي طليعتها االنفلوانزاء اكتئاب بعد الوالدة» قصور الدرق»‬
‫تصلب الشرايين الدماغيةء اآلفات الورميةء وكافة األمراض العضوية المزمنة» ومن ضمنها اضطرابات االستقالبات ثم هناك من يرى أن‬
‫االضطراب االكتثابي ناجم عن أسباب بيوكيميائية (نقص األمينات الدماغية) «الدوبامين» السيروتونين‪ .‬النورادريناليى» وأحادي أمين‬
‫األكسيداز» وتوجد أيضا ً عوامل أخرى ال جال لذكرها هنا‬
‫وأحب هنا إن أميز ہیں «االكتئاب» هذا االضطراب الطبى الذي يستدعي العالج باألدوية المضادة لالكتئاب وغيرها ب المداخالت‬
‫العالجية السيكاترية عن انحطاط المزاج أو الغم أو الكرب الذي يعيبنا جميعا ً من وقت الى آخر وفق الظروف التنفسية التي تمر‬
‫‪.‬بناء والذي يحرمنا من المتعة وبهجة الحياة لفترة الوقت‬
‫فيضفي على حياتنا النفسية التشاؤم وبالطبع أن التقنيات العالجية التخيلية التي سنذكرها هي لعالج الحاالت االكتثابية العارضة وليس‬
‫' االكتئاب المرضى الذي يعالج باألدوية المضادة لالكتئاب‬
‫والجدال أن تقنيات التخيل في هذا الميدان الذي حددناه تستهدف ازالة أنواع الكآبة وانحطاط المزاج المصادفة في حياتنا اليومية‬
‫والناحمة عن ظروف ارتكاسية خارجية وتوترات‪ .‬فالتخيل قادر على استئصال المزاج التشاؤمي الذي غالبا ما يحط ويفتت احترامنا‬
‫‪ .‬لذواتناء ويولد تقريع الذات ويصغرهاء والقنوط وانحطاط المزاج‬
‫وكا ذكرنا في الفصل األول‪ .‬إن الصور الذهنية المختلفة تحدث مشاعر وعواطف مختلفة متطابقة مع تلك الصور» فالصور الذهنية‬
‫والتخيالت القابعة في فكرنا وتصورنا والتي تثير فينا الغم والكرب انما تنبع في واقع األمر من خسارات لحقت بنا‬
‫هناك خلو وانفراغ في الكرب والكآبة‪ .‬بينا في القلق نجد غالبا الصور الذهنية التي تولد الشعور بالتهديد أو توقع حدوث خسارة»‬
‫‪ .‬لذلك فنص ال نبالغ القول أن مشاعر البشر وتصرفاتهم هي وليدة تصوراتهم الذهنية عن أنفسهم وعما يحيط بهم‬
‫هذه الحقيقة يؤكدها الدكتور جورج كيلي ويعدها أحد األسس والبادىء الجوهرية في علم النفس فيقول‪« :‬إن سلوكيات االنسان تأخذ‬
‫منحاها ومسالكها على المستوى النفسي بواسطة الطرق‬
‫اما‬
‫والسبل التي من خالها يتوقع صورة الحوادث واألحداث أي بتعبير آخر أن توقعات الفرد حيال سير األحداث هي التي تحدد نوعية‬
‫سلوكه وتصرفاته‪ .‬فالتوقعات اذن هي الكلمة البارزة الهامة في هذا القانون السيكولوجي الحام‪ .‬وهذا يعني أن الكائنات االنسانية‬
‫تبدو مسيرة بتوقعاتها وتكهناتها للمستقبل» ‪ .‬وكا الححنا في سياق هذا الكتاب وفي عدة مناسبات‪ .‬فإن معظم توقعاتنا التشاؤمية‬
‫‪:‬والتفاؤلية تأحذ شكل التخيل الذهني وقد يسأل القارىء السؤال التالي‬
‫إذا طرحنا على أحد األفراد سؤاال ً هو“ كيف تنظر الى حالتك وشئون أعمالك خالل الخمس سنوات المقبلة؟ قد يكون جوابه التالي‬
‫‪:‬‬
‫أرى نفسي وقد تضاعفت أعمالي فزاد دخلي ليصبح الضعفين ألنني استوردت معمال ً متواضعا ً لينتج سلعا ً ذات رواج» وهنا سأشتري«‬
‫‪» .‬الدار التي أقطنها حاليا ً‪ .‬وأبتاع سيارة فاخرة وسأزوج ابني‬
‫اآلن وقد حانت االجابة عن سؤال هام يتناول التعليق على اجابة الفرد الذي ذكرناه هل ياترى تفاؤله نابع عن التخيل االيجابي‬
‫الذي يحرك فيه هذا التفاؤل والنجاح أو أن تفاؤله هو الذي خلق هذ التخيل االيجابي حيال المستقبل؟ الجواب هو الشق األول من‬
‫هذا السؤال‪ . .‬أي أن التخيل االيجابي هو الذي يولد التفاؤل حيال المستقبل أو التشاؤم عند آخر‪ .‬ولعل القصة التي سنذكرها‬
‫تضفي‬
‫‪۱A۲‬‬
‫‪ .‬مزيدا من الوضوح والفهم ألهمية التخيل االيجابي في التوقعات التفاؤلية والتشاؤمية‬
‫امرأة في متوسط العمر طلقت من زوجها تشتكي من الشقاء النفسي والغم والكدر والوحدة والتشاؤم إنها تتمسك بصورة ذهنية بائسة‬
‫تخلع على جميع احساساتها مشاعر البؤس والشقاء» فكل انسان يحمل في طيات نفسه تنبؤا ً سلبيا ً سيالقي الشقاء‪ .‬وبالطبع يكمن‬
‫غالا ف اندي هله الضيورة الذهية‪ :‬مهدر ا‬
‫بدأ المعالج باستجوابها وسبر ههواياتها ليكتب الئحة بهذه الهوايات والنشاطات التي كانت تستمتع بها مثل السير في األحراج»‬
‫وزيارات المتاحف‪ .‬وحضور الحفالت الموسيقية‪ .‬والتسلية مع أبناء أختها وقراءة المجالت‪ .‬وتناول المرطبات‪ .‬والى ماهنالك من‬
‫‪ .‬تسليات‬
‫طلب منها المعالج أداء واجبات وتمارين بيتية تقوم على تخيل تلك النشاطات التي ذكرتها‪« .‬عليك فقط أن تنغمسي في تخيل‬
‫هذه النشاطات السارة» في كل يوم مرتين» وكل مرة خمس عشرة دقيقة‪ .‬وحالما ترد الى ذهنك الصورة السلبية قولي لها وبصوت‬
‫‪.‬عال تسمعيه ‪ :‬توقفي ومن ثم التفتي على التو الى تخيل منظر ساره‬
‫عندما قابلها المعالج بعد أسبوع أفادته أنها مارست التمارين التخيلية وشعرت أنها أصبحت أقل تشاؤما وظلمة النفس‪ .‬بعد ذلك ‪-‬‬
‫استوجب التفكير باالحتماالت الواقعية المختلفة حول‬
‫‪۱A۳‬‬
‫مستقبلهاء وماهي ‪ 00‬االيجابية الواجب أن تتخذها لتبدل هذا التشاؤم ؟ اتضح أن ن أحد تخيالتها الرئيسي هو أن أحد الرجال قد‬
‫يقع في حبها وتتزوج به‪ .‬وبذلك تنحل مشكالتهاء وتسمى هذه «بالصورة الذهنية الطفيلية» وقد أكد المعالج على اغا فة ا ألن‬
‫سعادتها تتركز على وجود أساسي لفرد آخحر وق رأي المعالج أنه رغم أن العالقة الرومانسية بين رجل وامرأة هي أمر جميل‬
‫‪.‬وحسس بحد ذاتهء اآل أنها تحتاج الى خيارات أكبر في ميدان المتعة والسعادة بوجود رجل أو بدون وجوده‬
‫وعندما أخذ يحدثها عن خباراتهاء اتضح أن ما ينقصها هو وجود هدف واضح عندها وبعد مزيد مس النقاش عبرت عن رغبتها في‬
‫أن تتوظف في مكتب عقاري » ولكن أبدت شكها في قدرتها على القيام ببذه الوظيفة» طلب منبا المعالج أن تمارس تخيال‬
‫نموذجيا ً ممبجيا ً يرتبط هذه الوظيفة‪ .‬تخيلي ذاتك تقابلس الزبائن» وتناقشيهم عن نوع البيت ومواصفاته المراد شراؤه أو استئجاره‬
‫وتريهم البيوت المختلفة‪ .‬هذا التخيل يجب أن يكون على درجة كبيرة من الوضوح والحيوية وتمارسيه ونا عدة مرات‬
‫«لقد استطعت تخيل جميع االمكانات ووجدت كثيرا ً من األشياء التي أستطيع القيام بها لقد ‪ E‬قابلت المعالج للمرة ‪ #‬كاله وض‬
‫»حددت برامج لمستقبلي‬
‫وهكذا نجد كيف أن ن أي تبديل يحدث في الصورة الذهنية القائمة يتبعها بالتأكيد تغير في المشاعر أو المزاج‪ .‬وأن الصورة‬
‫‪10‬‬
‫الذهنية عندها والتي اتسمت بالمرأة المدمرة المحطمة قد تم استبدالها بالمرأة التي تهتم بالعديد من النشاطات والخيارات المثيرة»‬
‫تتمتغ وتسر من مصادفاتها اليومية‪ .‬اضافة الى السعي نحو أهداف مختلفة وأخرى فرعية في سير حياتهاء وبالطبع لم تتخل عن‬
‫التفكير بالعثور على رجل تعيش معه المشاعر الرومانسية وتبادله الحب والعاطفةء ولك هذا التفكير ليس هو األمل والهدف األوحدين‬
‫لسعادتها‬
‫بعد سنة (متابعة عالجية) اتضح أنها حصلت على رخصة لفتح مكتب عقاري لبيع الدور واألراضي» وكانت ناجحة في هذا العمل‬
‫الجديد » وقد انخرطت في عدة عالقات غرامية» ولكن لم تكن واحدة من هذه العالقات عط استقطاب لسعادتہاء وحور حياتها‬
‫وارتباط نهائي فيها ومن جملة خياراتها المتنوعة الحياتية التي تسعدهاء اهتمامها بعلم السالالت حيث تسجلت في دورة خاصة بكلية‬
‫تدرس هذا العلم فقط بغرض التسلية واالستمتاع‪ .‬ووفرت المال لتذهب برحالت سياحية خارج الواليات المتحدة األمريكية وتفكر أن‬
‫‪.‬توسع مشروعها بإدخال شركاء‬
‫‪ ١‬عامل الوقت في الشفاء هو غير صحيح ‪:‬‬
‫هناك مقولة وهى الحقيقة البدهية أن «الوقت لوحده قد يشفي المريض» هذه المقولة هي مضللة وغير صحيحة‪ .‬بالريت لني بالعامل‬
‫‪ :‬الذي قد يحقق الشفاء‪ .‬تخيل الموقف التالي الخرافي طبعا كواقعة‬
‫‪1A0‬‬
‫إنسان أصيب بمرض نفسي قبل وقت قليل من دخوله بسبات سيدوم عشرين سنة بعد هذه المدة من النوم المديد استيقظ فرغم‬
‫‪ .‬مرور ‪ ٠١‬عاما ً على هذا المرض فإنه من الجائز جدا ً أنه سيشعر بهذا المرض النفسي‬
‫ولنعاين الموقف من زاوية أخرى‪ .‬مرور الوقت قد يساعد على حدوث استجابة شفاء» ولك شريطة أن تتبدل المشاعر والخبرة‬
‫والتفكير الكفيلة بمحو الرضوض السيكاترية الماضية‬
‫وبالتأكيد كثيرا ً ما يحدث أننا نفكر بالرضوض النفسية الخفيفة نسبيا ً التي سبق وتعرضنا اء وأزعجتنا قبل عشر سنوات (أو حتى منذ‬
‫سبعة أشهر) وقد نتعجب عندما نعاين حالتنا السابقة في ضوء حالتنا النفسية الراهنة في ردود أفعالنا المغالية غير السوية والسابقة‬
‫ازاء الحوادث التي اعترضتنا‬
‫فإذا ما اعترضت المرء حادثة أزعجته ومضت عليها مدة زمنية › فغالبا ً ما تكون الفائدة كبيرة أن يتخيل هذا االنسان ذاته ينظر‬
‫الى االد تة راج آل الوزاء‪ :‬وال الض ب ا موقت رمق اة أشهر الى األمام أي ينظر الى الحادثة متخي أنها قد ا ستة أشهر»‬
‫وبهذا التخيل التحايلي على الحادثة في النظر اليها وقد مضى عليها عدة أشهر منذ اآلن‪ .‬تبدو الحادثة في نظره ضعيفة الوقع ›‬
‫قليلة األثر والتأثير» وبالتالي يشعر هذا االنسان بالراحة والفرج‪ .‬فالتخيل اذں في مقدوره أن يسبق الزمن فيأخذك برحلة عبر‬
‫المستقبل تنظر الى حوادثك المزعجة من موقع زمن المستقبل الذي حملك خيالك‬
‫‪۱۸٦‬‬
‫اليه» أو بالعكس يعود بك التخيل الى الماضى لتنظر منه الى المستقبل ويمكن أن تفهم القصد بالمثال التالي‬
‫أحد االخصائيىس النفسییں البارزیں أمضى ثالث سنوات ونصف السنة‪ ,.‬في والية فيالدلفيا في العمل واألبحاث‪ .‬ولكن كانت هذه‬
‫السنوات بالنسبة اليه سنوات عجافا ً ل يجن المردود الذي تخيله‪ .‬ولم تک اقامته في ربوع فيالدلفيا سارة أطالقا ً لذا كان دوا ب‬
‫ابی عل ما ته فق ارفاك ‪ 1‬تكن دة‬
‫تداول هذا الموضوع مع أصدقائه في العلم والمعرفة فأشار أحدهم أن يلجأ هذا االختصاصي الى رحلة تخيلية تنسيه هذا الندم وذلك‬
‫االخفاق ‪ ۷‬م (وهو العام الذي نزل فيه ف والية فيالدلفيا ومضى فيها ثالث سنوات ونصف السنة) هو العام الذي ذهب فيه الى‬
‫والية كاليفورنيا ( بعد أن أمضى ثالث سنوات ونصف السنة في فيالدلفياء ذهب الى كاليفورنياء وقد فتحت أمامه أبواب الرزق والعمل‬
‫الوفير)‬
‫اذ تخيل ذاته أنه في عام ‪ 19571/‬م‪ ,‬كان في كاليفورنيا وما رافق وجوده مس التوفيق والعمل والتأليف حتى عام ‪۱۹۸۷‬م»‬
‫ومهذا التخيل الذي سلخ منه فترة ثالث سنوات ونصف السنة مس فيالدلفيا وديجها في كاليفورنياء شعر بالتخفيف النفسبى عن‬
‫السني الضائعة في‬
‫‪AV‬‬
‫فيالدلفياء وفي هذا يقول هذا االختصاصي السيكولوجي ‪« :‬في محاولتي السقاط الزمن على الحاضر فإن هذه العملية السيكولوجية‬
‫قربتني أكثر فأكثر س الحاضر‪ .‬وقد أدركت شيئين هامين‪ .‬الشىء األول‪ :‬أن مثل هذا االسقاط للزس (الرحلة التخيلية) دفع عني‬
‫بعض الخبرات الماضية السيئة (فترة فيالدلفيا) والشيء ء الثاني رأيت أن بذور بعض مكتشفاتي اهامة وبعض العالقات المنداقنة‬
‫اهام أا قد دوت في فيالدلفياء ومن خالل حذف السنوات الثالث ونصف السنة فقدت بعض الرباطات الحامة بالحاضر‪ .‬ولعل التأثير‬
‫اآلني والدائم لتمري الرحلة التخيلية أنه أزال حزني وأسفي عا فقدته خالل اقامتي في فيالدلفيا وفي هذا الصدد‪ .‬أي أهمية الرحلة‬
‫التخيلية عبر المستقبل الضعاف تأثيرات الحاضر والماضي المؤلة يقص علينا العام السيكولوجي السلوكي ساموئيل تورنر الحالة‬
‫اجترار أفكارها اا بأنها تزوجت‪ e‬العالجية التالية بالتقنية التي شرحناها” مرأة تعاني مس عصاب وسواسى دفعت بنفسها الى حافة‬
‫من الرجل غير المناسب هما فمنذ أربع سنوات تزوجت رجال بعد اختبار دام تسعة أشهر وقبل هذا الزواج» كانت مخطوبة لرجل‬
‫دامت عالقاته معها سنتين‪ .‬ومن ثم فسخت هذه الخطوبة بسبب رفض أهلها لهذا الزواج» وقبل إنهاء عالقته معها قال لما هذا‬
‫الخطيب‪ :‬سيأتي يوم تندميں فيه على فسخ هذه الخطوبة» وبعد ذلك تزوجت الرجل الذي تعرفت عليه بعد فسخ الخطوبة‪.‬‬
‫وأنجبت منه ثالثة أبناء‪ .‬وكان واا ا لدان شان اوالدها فيا عة ا‬
‫مما‬
‫ظلت كلمات خطيبها األول في ذهنها تتردد أصداؤها في نفسيتها‪ .‬بأنها أخطأت الخيار وستندم على هذه الخطيئة‪ .‬كانت هذه الفكرة‬
‫تجترها بدون سبب‪ .‬وتجد نفسھا تفكير ہاء وترديدها ترددها اجتراريا ً وسواسيا ً جبريا ً‬
‫‪ 000‬فبعد أن علمها ‪ . Time Projection‬عندما راجعت الدكتور ساموئيل تورنر فكر بأن يعالجها بتقنية االسقاط الزمني‬
‫االسترخاء وازالة أي توتر نفسي» طلب منها أن تتخيل أنها وافقت على الزواج من الرجل األول الذي فسخت خطوبتها منه وأخذ‬
‫يصف ال وجودها معه يوما ً بعد يوم تخيليا ً وصفا ً حيويا ً طلب منہا أن تتخيل أنها تنام معه» يجامعها‪ .‬تستيقظ معه‪ .‬تذهب معه‬
‫أين) يذهب‪ .‬ترافقه في غدواته وروحاته وركز المعالج في التخيل على مواقف والديها الرافضة هذا الزواج» الرفض غير المعلن‬
‫صراحة وتأثيره على سير زواجها ومن ثم وجهت بنفسها بعض التخيالت‪ .‬ملف نا ا ولد ونوع األب الذي سيكون عليه تتعامل مع‬
‫األمور والواجبات المنزلية» كالقضايا المالية وغيرها‬
‫بعد هذه الرحلة التخيلية نحو الماضي قالت للمعالج ‪ .‬أشعر بالشقاء بل إن الملل هو أفضل كلمة أعبر عنها عن حالتي النفسية‬
‫‪ .‬الوحيدة التحيليه ل بعد تشعر بإلحاح الفكرة الوسواسية أنها ارتكبت خطأ بتركه‪ a‬في زواجي من هذا الرجل ‪ .‬بعدمله‬
‫وبالطبع قد يقول القارىء أن هذا عالج يتسم بالخدعة‪ .‬وخداع الذات وأنها تحاول اقناع نفسها أن خيارها الزوجي لم يكن‬
‫‪۱۸۹‬‬
‫هذا العالج مسوغ طاال خلصها من هذا الكابوس الذي دام أربع سنوات وهي تشك بزواجها وتفكر بخطيئة ارتكبتها وهما جاءت من‬
‫‪.‬ايحاء الغير‪ .‬وأمكن تخليصها من هذا الوسواس المستحوذ خالل جلسة واحدة دامت ثالڻيى دقيقة فقط‬
‫دعني اآلن أنتقل أا القارىء ألغنيك بمزيد من الثروة عن قوة ودور «االضفاء الزمني التخيلي» ف عالج مثل هذه الحاالت ‪۲ .‬‬
‫‪ - .‬تهدم العالقات العاطفية‬
‫لعل أكثر المشكالت مصادفة في الممارسات العالجية النفسية السريرية هي القضايا العاطفية والعالقات الغرامية وهذه المشكالت تبدو‬
‫معدة‪ .‬ومهيأة لعالج االضفاء الزمني» أو الرحلة الزمنية عبر الماضي أو المستقبل التخيلية‬
‫عندما يصطدم المحب أن محبوبه وجد انسانا ً غيره وتخلى عنه » أو أخذت االرتباطات الرومانسية طريق الفتور واالنتهاء تبرز المعاناة‬
‫‪.‬النفشية ‪ .‬الكبياة‪ :‬عند ملحت" الروك الهحون‬
‫هناك القليل من المواقف التى س خاللها تقود األفراد الى اإلستبصار بذواتهم‪ .‬ومعاينة متاعبهم معاينة موضوعية‪ .‬وتوجيه أسئلة الى‬
‫ذواتهم عن أسباب متاعبهم بعد انهيار العالقات العاطفية‬
‫من المعروف أن العاشقين المرفوضين المهجورين يعانون آالما ممضة قاسية كنتيجة معاينة األسئلة التي يطرحونها على أنفسهم وما‬
‫يترتب عتها من شكوك ذاتية‪ .‬مس هذه األسئلة «هل أنا أحمق؟ هل أنا انسان غير مقبول؟ هل قدرتي الحنسية ناقصة معثورة؟‬
‫هل يسخر منى الناس؟ هل أنا في الواقع جدير بأن أحب وأن ‪۰‬‬
‫مثل هذه األسئلة تستجر بذاتها سلسلة من ردود الفعل فا لمحب المرفوض ينظر الى المحبوب الرافض نظرة الميتم الذي ال نظير‬
‫له‪ .‬وال آخر يضارعه في صفاته وسماته وخصائصه‪ .‬وفجأة يبدو المحبوب في نظر المح كزوة مابعدها ثروة» وآية ما بعزنها آي‬
‫فالمحبوب يتجل في نظر المحب باألمير أو األميرة هو الوحيد (أو الوحيدة) في هذا الكون التي منها (أو منه) تشع السعادة‬
‫وتضفي على المحب معنى وجوده وحياته وهنا نجد الجبر والقهر في السلوك العاطفي عند العاشق المحب «يجب أن تكون لي‬
‫!! ‪ .‬فقط» يجب أن تعود الي‬
‫من أجل كسر هذا الجر العاطفي الموْؤلم القاهر يبدو «االضفاء الزمني التخيلي» الدواء والعالج المناسب‬
‫في هذه التقنية نطلب من ال ُعاني المحب أن يقوم برحلة تخيلية باتجاه المستقبل‪« .‬فيتخيل أو تتخيل نفسه أو نفسها» ينخرط‬
‫في نشاطات مختلفة مثابة يجني منها فائدة ومكافآت» مثال نقول له‪ .‬تخيل ذاتك تعيش اليوم وغدا ً‪ .‬اآلن باستطاعتك وبسهولة‬
‫االستغراق في التفكير الكتيب المكدر للنفسء» تبكي ‪ +‬وتنحبء» وتفتت نياط فلبك› وتتضرع الى الله أن يعيد اليك محبوبتك‪.‬‬
‫وتقضي أوقاتك بائسا ً شقيا ً‬
‫‪۱۹۱‬‬
‫تعيسا ً‪ .‬ولكن بدال من أن تكون على هذا الحال الشقي التعيس تخيل أنك ذهبت الى حقل تنشد الرسم «قبل تحديد النشاط‬
‫النوعي يتعيس على المعالج أن يتعرف على الهواية التي كوفىء فيها» تخيل المنظر الذي تود أن ترسمه تخيال واضحا ً حيا ً أنت‬
‫اآلن في مرج أخضر تبدأ بالرسم‪ .‬ما أن تتحدد معالم المنظر الذي ترسمه وتظهر تفاصيله حتى يعتريك الشعور بالرضا والمسرة تقرر‬
‫أيضا ً أن تعزف على البيانو مرة أخرى تتخيل ذاتك أيضا ً أنك تعزف عليه ا والمسرة عندما تتراكض أصابعك على طول أصابع البيانو‬
‫لتخرج لحنا عذيا ً اا ساحرا ً وكقاعدة عامة في هذه التقنية العالجية كلما كان الفرد غائرا ً في الحزن واالحباط والعزلة العاطفية‪».‬‬
‫‪.‬تزايدت المشاهدات التخيلية السارة في الجلسة العالجية‬
‫والغرض من ذلك أن تمس شيئا ً يراه الفرد سارا ً بالنسبة اليه والمالحظ‪:‬أن الفرد المكتئب حالما يعترف أنه أصاب السرور من بعض‬
‫التخيالت السارة» يبدو في األفق حظا ً مشرقا ً لمساعدة هذا االنسان على التخلص س اكتئابه وتعاسته ‪ .‬وما أن يساعد الفرد ذاته‬
‫على تمارسة خبرة سارة ولو قليلة فإن اإلنذار (أي سير اإلضطراب والمرض ) ال يلبث أن يتحسن‬
‫ويمكن القول بكل ثقة أن تقنية االضفاء الزمنى تحقق األغراض‬
‫العالجية التي أتينا على ذكرها اذا ما شجعنا المنكوب عاطفيا ً على انتقاء الخيارات التي تقوده الى تبديل مزاجه» وازاحة سوداويته‬
‫وتبديد‬
‫‪4۲‬‬
‫وهناك كثير مس الناس بحكم فطنتهم وذكائهم‪ .‬سرعان ما یہددوں ظلمة حياتهم بالتخيالت الحميلة السعيدة التي يميلون اليهاء لك‬
‫‪.‬سوب ا وعلى هذا يمكن القول أن تقنية االضفاء الزمني هي اداة فعالة في التعامل مع الرفض بشتى أنواعه‬
‫وننبه الى أن مشاعر الرفض واإلحباط وغيرها من مشاعر الشقاء والتعاسة تتعاظم وتتقوى باجترارها وتخيل أسبابها الماضية» والتعلق‬
‫بأنقاضها الزائلة الزائفة» وأن البديل عن ذلك هو القفز الى المستقبل والتحرك نحوه فتتجاوز به الماضي البغيض المؤلم» ونؤطر‬
‫المستقبل بدور بناء‪.‬ء وفي هذه القفزة النوعية التي نتجاوز فيها أحزاننا يصبح اا جا والتوقع مشرقا ً متفائال‬
‫ونؤكد أن األسلوب هنا هو أن تطير في خيالك الى المستقبل (أي تسبق الحاضر وتتجاوزه فتخطط ذا الطيران والقفز طيفا ً س‬
‫الخطوات اإليجابية تتخيلها يوما بيوم وأسبوعا بأسبوع‪ .‬وهذا ما نسميه بتقنية البرمجة الذاتية‪ .‬وخالل هذا اإلغراق الذهني بالصور‬
‫والتخيالت اإليجابية البهيجة التي ضربنا أمثلة عنها كثيرا ً في هذا الفصل‪ .‬قد تداهمك األفكار السوداوية الماضية التي تسعى الى‬
‫طمسها وازالة آثارها بالصور البديلة اإليجابية ففي هذه الحالة عليك أن تزغ الفسك‪ :‬بأن تقول هذه األفكاز وتضوت موخ منك ونين‬
‫ذاتك قفي أا أرفض أل أفكر بك‪ .‬وص ثم تحول ذهنك على التو الى التخيالت االيجابية المفرحة‬
‫هي‪ ime projection‬ونافلة القول أن تقنية االضفاء الزمني‬
‫‪۱ 4 ۹۳‬‬
‫عون للفرد في أن يتجاوز الحاضر عندما تبدو األحداث القائمة والمستمرة غير سارة ومزعجة وهذه التقنية تعين المرضى الذين اة‬
‫موقا ندم اوغا او اال ال ودی فى معسكرات االعتقال وني السجون إما بتخيل المواقف البهيجة الماضية ونسج اشراقاتها وبهجتها في‬
‫تفاصيلها لتبديد ظلمة النفس الحالية وتجاوز األحزان الراهنة‪ .‬أو القفز الى المستقبل بابتداع الحوايات المرغوبة وأحيانا ً النزوعات‬
‫البهيجة والعيش في تفاصيلها فبها تخبو معاناة الحاضر طالب في الجامعة أصيب بحمى رئوية أقعدته الفراش ثالثة أشهر كانت تقنية‬
‫إضفاء الزمن القدح المعال بالنسبة اليه واألسلوب المثالي لحالته ‪ .‬كان بائسا ً حزينا ً ألن مرضه فوت عليه كامل الفصل الدراسى‬
‫الجامعي ‪ .‬وكان يعد نفسه لتحضير رسالته قبل مرضه‪ .‬في تقنية االضقاء الزمني طار بخياله مدة ستة أشهر الى األمام ومن موقف‬
‫هذه القفزة الزمنية عليه أن ينظر الى مرضه الذي عاناه افتراضا ً من ستة أشهر على اعتبار أنه تجاوز حاضره هذه المدة تخيليا ً‬
‫ليشعر بالمسرة ألنه اعتنى بنفسه فلم يستهتر بها بالتعجل بمغادرة الفراش والذهاب الى الجامعة ومع تقدمه نحو الشفاء بإمكانه أن‬
‫ينخرط في دراسته إلعداد رسالته الجامعية‪ .‬ومن ثم تقدم بتخيله خمسة أعوام نحو المستقبل ليرى أنه ال فرق كثيرا ً فيها اذا أنجز‬
‫دراسته هذا العام أو بعد سنتين‪ .‬وكا هو الحال في معظم الطرق التخيلية» فعندما نتخيل الحوادث التي تنتظرنا مستقبال يتزايد آليا‬
‫‪.‬احتمال أداء األعمال ذات االنجاز الذاتي‬
‫ويك القول أن تقنية اإلضفاء الزمني هي طريقة تسمح‬
‫‪۱4٤‬‬
‫‪ :‬للمعرفة من خالل وصفها لتكون معرفة مندمجة بالخبرة‪ - ٤> .‬تخيالت السيطرة‬
‫‪.‬نظرية «اليأس المتعلم» التي طرحها الدكتور مارتس سليفمان من جامعة بنسلفانيا تفسر بعض أنواع االضطراب االكتثابي‬
‫والقليل‪ e1 ۴‬ترى هذه النظرية أن الفرد االنمزامى المنتكمش غير القادر على تأكيد ذاته والتعبير عنها والذي يراقب ذاته ودامنءه‪0‬‬
‫الكالم‪ .‬اذا ما تعرض الى مواقف بيئية ماكرة‪ .‬يتشكل عنده المعتقد أنه مهما حاول أن يبذل جهدا فإن هذا الجهد ضائع ال نفع‬
‫منه‪ .‬وال جدوى اطالقا من القيام بأي عمل لتبديل الموقف ألنه لن يظفر بهذا التبديل» وهذا هو اليأس المتعلم (أي ذو حظ سبىء‬
‫وال يمس تبديل هذا الحظ مهما بذل من جهد لذا ال داعي ألي عمل ألنه مضيعة للوقت) لذا وفقا ً هذه النظرية أن تتالي الحوادث‬
‫وتعاقبها المحدثة لإلكتئاب هي أ ‪ -‬اإلصابة بإحباط كبير بسبب الفشل في الوصول الى أهداف هامة ع ب ‪ -‬بفعل هذا اإلحباط‬
‫يدرك الفرد ويؤس أن جهوده التي ستبذل ال تثمر وال تبدل الموقف ‪ .‬ج ‪ -‬أن الشعور باليأس والتعرض لزيد من اإلحباط يؤكدان له‬
‫هذا اإليمان بعدم جدوى الكفاح وبذل الجهود لتخطي الصعوبات د إيمان الفرد أن استجاباته لن تحظى بدعم أو بتعزيز ايجابي‪ .‬هذا‬
‫‪.‬االغان بشت ويتاكك‬
‫‪140 ٥‬‬
‫ه يترتب ع البند السابق (د) تناقص وتضاؤل عدد محاوالته لتحسيں الوضع الذي هو فيه و ‪ -‬ينجم عن كل هذه الخطوات‬
‫السابقة تعمم مشاعر اليأس وسيطرتها ز ‪ -‬وهنا يبرز اإلكتئاب والميلوخوليا بأوضح صورهما النفسية والسلوكية بعد أن طرح سليفمان‬
‫نظريته في نشوء االكتئاب وأسبابه» يطالعنا بعالج اإلكتئاب فالعالج برأيه هو في سيطرة الفرد على بيئته وعلى المتاعب التي تبرز‬
‫له في هذا المحيط فاإلنسان بحاجة الى أن يتعلم تحقيق السيطرة والفعالية الذاتية اللتبى تمكننا مس التغلب على العقبات التي‬
‫تعترضه في المحيط االجتماعي الذي يعيش فيه‪ .‬أي مواجهة الصعاب والتغلب عليها والتعامل معها تعامال ً إيجابيا وليس الهروب من‬
‫وجهها وال مراء أن التخيالت الذهنية التى تدور حول السيطرة الذاتية على المواقف تمهد الطريق نحو امتالك لياراك المختلفة‬
‫التعاملية التى اف اا ا ‪ ۰‬يطالعنا الدكتور أرنولد الزاروس بقصة فرد عالجه اكتسب وتعلم اليأس والقنوط فتش هذا المعالج ع فعل‬
‫يستطيع هذا االنسان أن يقوم به ولكن يتجنبه‪ .‬ذلك أن أي انسان مهما كانت حالته هو قادر على انجاز عمل (غسل سيارة»‬
‫تحطيب خشبء تذكر أغان ‪ 2‬تطريز وغيرها) طلب منه أن يسترخي ويتخيل ذاته وهي تقوم بأي عمل ولكن‬
‫‪۱۹٩‬‬
‫تستطيع أداءه‪ .‬وخالل هذا التخيل في انجاز العمل كان يوحي له بالقدرة على السيطرة على الشىء الذي ينجزه في خياله تبديل‬
‫الكالم مع ذاته ليكوت عا انا الد هناك كدر من التاين يبدول موقفا متسائال‪( :‬ماهذا؟؟) ازاء انجازات ضئيلة يرونها في نظرهم‬
‫تافهة فالحياة بنظرهم تتطلب أداء أكثر من قلي بيضة» أو تلميع إناء زهور نحاسي» ولعل هذا يذكرنا بمقولة وحكمة بنجامیں‬
‫‪ .‬فرانكلين‬
‫إن السعادة العظيمة عند الكائن اإلنساني ال تقاس بالحظوظ الكبيرة الكثيرة الجيدة التي ينالحا ألا نادرا ما يحظى بها هذا الكائن»«‬
‫) ولكن بالفوائد القليلة والتحسن المطرد اللذين يحظى بها كل يوم‬
‫في العملية التخيلية نركز على تلك اإلنجازات القليلة «الفوائد الزهيدة» التي يمكن أن يحصل عليها المريض من أجل تمكينه من‬
‫استعادة يه وبقدرته في السيطرة على المحيطء فالفرد الذي نشرت قصته القصيرة في مجلة محلية عليه أال يكو أقل غبطة مس‬
‫الفيزيائى النووي الذي نشرت مقالته أو معادلته الرياضية في مجلة عالمية» ولط فإنه مس األمور البسيطة نناقش كل انجاز بموازنته‬
‫مع انجاز كبير انساني في تاريخ البشرية‪ .‬فالفيزيائي الشهير الذي يشعر أن جائزة نوبل هي الحائزة الوحيدة التي ترضيه وتسعده»‬
‫الشك أنه سيكون عرضة الى اليأس المتعلم واالكتئاب‪ .‬وضحية االحباط اذا لم يحصل عليها ألنه حصر أهدافه بشىء واحد دون سواه‬
‫في وقت غير‬
‫‪١ 17‬‬
‫قادر على السيطرة على الحوادث‪ .‬وجعلها وفق ارادتهء فمثل هذا التحديد الذي ال يتضمن أية بدائل أخرى هو سبب شقاء كل‬
‫انسان مس هذا القبيل» والسلوك الصحي عند هذا الفيزيائي هو أن جائزة نوبل ولكن ال جعلها الهدف األوحد‪ .‬ويسعى الى الحصول‬
‫عليها ولكن يوجد عنده بدائل اذا لم يحصل على جائزة نوبل ما تجنبه اإلحباط الذي هو أساس اليأس المتعلم واالكتئاب ولبنته)‬
‫األساسية‬
‫عمرها ‪ (٤‬هسنة) أصيبت بسكتة دماغية فأدت الى شلل نصفي أيسر فأضحت نسبيا ً معوقة » وأثناء مشيتها ترمي قدمها ‪0‬‬
‫اليسرى‪ 26 .‬األ مر يها بدا ‪:‬مهفا واهنا قبل اإلصابة مبذا الي كانت العبة ماهرة بلعبة الغولف وفي التزلج على الجليد أب ا‬
‫اللعبتين فقط‪ .‬بل كانت موضع اعجاب وثناء من قبل معارفهاء أما اآلن فقد أضحت عاجزة عن أداء هاتيں اللعبتين وممارستهماء‬
‫فاكتسحها الغم والكدر واليأس‬
‫أقنعها زوجها بالتماس عون معالج نضبي فلبت هذا الطلب‪ .‬مما قالته للمعالج‬
‫ذهبت بال رجعة المسرة المتعة الحياتية» كانت بائسة قانطة‪ .‬تتكلم عن ميلها الى االنتحار ولكن ال تملك الحرأة على تنفيذ ذلك«‬
‫بالطبع كانت في حاجة الى أدوية مضادة لإلكتئاب وعندما أشار اليها بإحالتها الى طبيب نفسي لوصف العالج المناسب رفضت قائلة‬
‫له أال توجد طريقة أخرى غير الدواء؟‬
‫‪۹۸‬‬
‫فكر المعالج بعالجهاء بتخيالت السيطرة» وس خالل استجواها من أجل العثور على بدائل س الهوايات‪ .‬غير التزلج والغولف‪.‬‬
‫التي تستطيع أن تمارسها ممارسة جيدة فعثر على هواية اعداد المعجنات بخاصة قالب الكاتو‬
‫طلب منها في جلسة عالجية تخيل اعدادها لقالب كاتو من أجل اضافته الى أطباق العشاء (تخيال مفصال) المعدة لوليمة مع‬
‫صديقاتها وقرن مع هذا التخيل المديح الذي ستالقيه س قبل صديقاتها ازاء هذا االنجاز اللذيذ الفاخر الماهر‪ .‬تتصور كيف أن‬
‫صديقاتما عندما وضعت قالب الكاتو اال أنها اعترضت على أن هذا االنجاز ال يعادل ما كانت تحققه عندما لعبت الغولف‪ .‬وقد‬
‫صحح المعالج هذا التصور إن عليها أال تقارن بل التركيز على السرور والمتعة اللذين تصاحبان هذا االنجاز الناجح‬
‫وبالطبع كانت هناك أشياء أخرى تستطيع إنجازها جيدا اذ تجيد لعبة الورق (البوكر) وغيرها من ألعاب الورق‪ .‬ثم آنا كانت طاهية‬
‫‪ .‬جيدة تتقن اعداد الطعام الفاخر‪ .‬كا_أنها مصورة بارعة وفنانة في التقاط الصور الناجحة وهاوية في شبابها لمذه المواية‬
‫استغل المعالج هذه الحوايات وطلب منها أن تعيش هذه اإلنجازات في تخيلها واحدة تلو األخرىء وتشرك جميع احساساتها في‬
‫المتعة والمسرة في تخيلها هذه الحوايات وهي تمارسها وبدون أن تقارنها بالغولف أو التزلج‬
‫وهذه التخيالت المتسمة بالسيطرة والقدرة على األشياء التي‬
‫‪۱۹۹‬‬
‫تستمتع بها تخدم هدفين األول‪ :‬فمن خالل تركيزها على هذه المهارات االيجابية ضمن ذاتهاء فإن مشاعرها االكتئابية تبدأ باإلنحسار‬
‫والثاني‪ .‬أن المشاهد التخيلية التي تتناول هذه الهوايات والمهارات تعد بمثابة تكرار التخيل الهدف (راجع الفصل الرابع) لذا لم‬
‫يفاجأ المعالج عندما أعلمته أنها ستعود لممارسة هواية التصوير وستوفر بعض االل لشراء آلة تصوير واألدوات الالزمة لممارسة التصوير‬
‫في قبو دارهاء وهنا تجدر االشارة الى كيف أن االكتئاب يتعزز ويترسخ عند التفكير بالخسارات بما فقده االنسان في حين يتعين‬
‫عليه اذا أراد تبديد هذه الظلمة النفسية أن ينبش ما عنده من قدرات ومهارات لتكون موضع اهتمامه وتحوله نحوهاء وحتى أن نصح‬
‫البائس اليائس أال يلجأ الى تأجيج نار تعاسته باجترار حوادث أحزانه وخساراته‪ .‬هذا النصح يعد بمثابة تأثير إيجابي ولكن عندما‬
‫‪.‬نلجأ الى التخيل نجد حدوث تبدالت هامة في التفكير والسلوك‬
‫إن القدرة على اشتقاق غبطة تامة كاملة من عمل بسيط ينفذ دا دا هي مهارة تعطي أكلها وثمارهاء وأن تخيل المرء في حصوله‬
‫على هذه األهداف وامتالكها (األهداف البسيطة) ومن ثم العمل على مارستها في الواقع هو أحد العالجات الفعالة المضادة للوكتئاب‬
‫على مستوى التخيل ثم هناك تفرعات هامة أخرى وأفاط هي موضوع الفصل التاسع‬
‫‪00‬‬
‫التخيل في السيطرة على االضطرابات العضوية النفسية المنشأ (السيكوسوماتية)‬
‫تستخدم بعض األساليب التخيلية من قبل بعض الممارسين والتي تستند الى تصورات روحية وغيبية» فالمعالجون الروحيون الدشون‬
‫هال ا ‪:‬يعون ال استحضار الضصورة "ان ال القن مع المسيح من أجل تسهيل امتالك الثقة بالنفس وأداء المنجزات الروحية‪.‬‬
‫فبعض الشافيں يعتقدون في «السوائل السحرية» ويحثون مرضاهم تخيل ذواتهم وهم يستعملون هذه السوائل الخاصة النوعية في أوروبا‬
‫نجد كثيرا ً من األطباء البشريين الذين يلجأون الى التقنيات التخيلية يفضلون ما نسميه بالتداعي الحر للتخيل الذي يصاحب‬
‫االستبطانء بدال من توليد تخيالت نوعية موجهة تحت اشراف المعالج فأولئك الذين يستخدمون التداعي الحر التخيلي انما يرمون‬
‫من ورائه فهم الترميز المفترض الكافي وراء التخيل وهذا ما نجده في حقيقة األمر عند المعالجي النفسيين التحليليين الذين يأولون‬
‫كل صورة ذهنية وفقا للدوافع الجنسية‪ .‬والرموز القضيبية» وتخيالت الطفولة ومحاوف الخصي والنقل والمقاومات (آليات الدفاع‬
‫النفسية) وما شابه ذلك‪ .‬وعدا االفادات القصصية ذات النتائج المؤثرة في هذا النوع من العالج ال توجد معطيات تبرهن أن مثل‬
‫هذا النوع مس التخيل المستخدم هذه الطريقة التحليلية يحدث تغيرات في السلوك‬
‫‪۲۰١‬‬
‫وي البنية المعرفية عند المريض موثوقة ويمكن التنبؤ بها‪ .‬من ناحية أخرى هناك عدة دراسات وأبحاث أظهرت دقة توالي السبب‬
‫والتأثير عند تطبيق التقنيات التخيلية المذكورة في هذا‬
‫الكتاب ‪ - ١‬شفاء قرحات المعدة ‪٠‬‬
‫تجنبنا في هذا الكتاب ذكر أية تصورات تخيلية وهمية أو أفكار من هذا القبيلء فقد التزمنا فقط بالتقنيات التخيلية المؤكدة المثبتة‬
‫‪.‬بالثوابت التجريبية والتي فيها النفع السريري العالجي الملموس اآلني‬
‫وكا نعرف أن الدراسات الخاصة بالعالج النفسبي هي مليئة بجميع أنواع القصص المتعلقة بطرق معدة لفئة قليلة‬
‫ومن سوء الحظ أننا نجد كثيرا ً من الناس ييلون الى المفاهيم الضبابية الغامضة ويفضلونها على األفكار الواضحة النيرة» ولكن مع‬
‫هناك بعض البحاثين المصابين بقرحات معدة تمكنوا من شفاء ذاتهم من القرحة بالتخيل» وشرح أحد هؤالء كيف تم ذلك فخالل‬
‫مساء) يتخيل ذاته في رحلة عبر جسده‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مدة ‪ ۷ - 1‬أسابيع كان يخصص كل يوم عشرين دقيقة (عشر دقائق صباحاء وأخرى‬
‫يتخيل ذاته وبحيوية بالغة‪ :‬تسناعد أعضاءى الداغلية المقلنة 'وحعلها أك تكفا مك يتخيل داته ارس «مساجات» لكليته وكبده‪.‬‬
‫والحويصلة‬
‫الصفراوية» كما ويتخيل ذاته تدخل الى معدته ويضع مواد مرممة على قرحة المعدة‪ .‬ووفقا ً لمعتقده أن هذه الطريقة أمكن بواسطتها‬
‫‪.‬شفاء مرضه خالل مدة شهرين‬
‫هناك أيضا ً افادات أكثر دهشة مما ذكرنا فبعض الطرق التى ا ات ا تعدا رف برا لس ا اا على المستوى التجريبي ما ينفي أو‬
‫يؤكد علميا ً مثل هذه الطرق اال أن الدراسات التي طرحت على الجمعية العالمية لتقنيات التخيل العقلي وضعت النتائج بكونها‬
‫مؤثرة بالنسبة لإلستخدام المتنوع للتخيالت والتي تمتد من األنواع المخيفة المفزعة الى التخيالت المريحة السارة المفرحة‬
‫والحق يقال‪ :‬إن كثيرا ً من االختصاصيين في ميدان العالج النفسي المحترمين أفادوا بكثير من خبراتهم والتي تناولت النتائج‬
‫‪ .‬االيجابية التي حصلوا عليها من خالل تطبيق األنواع المختلفة من تقنيات التخيل‬
‫وبالطبع إن هذا ال يكفي من الوجهة العلمية» وال تشكل تلك المعطيات والخبرات أساسا علميا يركن اليه كل الركون والوثوقيةء‬
‫فالتجارب المقارنة العلمية هي الفيصل واألساس في اقرار أهمية التخيل في عالج األمراض النفسية العضوية‪ ,.‬ومع ذلك يوجد قليل‬
‫جدا ً من التجارب التي خضعت للضبط التجريبي » وأبحاث منهجية بالقلة نفسهاء تناولت الطرق التخيلية العالجية لألمراض العضوية‬
‫التي نس بصددها‬
‫ومع ذلك ورغم أننا ال نستطيع االعتماد كثيرا ً على أية خبرات وتمارسات تأتينا بصورة فرادية من قبل المشتغلين في هذا الميدان‬
‫فإنه أيضا ً ليس من الحكمة أن ننكر اطالقا ً االدعاءات الخاضعة للتجربة واالختبار‪ .‬والخاصة بالفوائد العالجية التي يكن الحصول عليها‬
‫‪ .‬من األساليب التخيلية‬
‫ومن األمور المؤكدة أن القدرة النفسية العضوية لتقنيات التخيل يمكن اثباتها والبرهان على وجودها بسهولة ويسر اذ هناك الكثير من‬
‫الدراسات أبانت أن األفراد في مقدورهم السيطرة على معدل ضربات القلب‪ .‬وحرارة الجسم ء والضغط الدموي‪ .‬وغير ذلك من‬
‫العمليات الفيزيولوجية وشاهدنا على ذلك األبحاث والتجارب في ميدان التغذية البيولوجية الراجعة حيث يمكن بواسطة أجهزة التغذية‬
‫هذه ضبط النشاط العصبى الودي والسيطرة عليه‪ .‬وأضحى هذا الميدان هاما ً في ميدان األات الت‬
‫وبالطبع قد ال يحتاج المرء الى جهاز أو آلة النجاز تلك السيطرة على النشاط العصبي للجملة العصبية الذاتية» وبالتالي التأثير على‬
‫وظيفة عضو ما من أعضاء الجسم فالتخيل لوحده غالبا ً ما يستخدم لتحقيق تلك األغراض‬
‫ويذكر لنا البحاثة الروسى األستاذ الدكتور لوريا ‪:18‬ندآ كيف أن أحد أشخاص تجاربه ادر على تبديل معدالت ضربات قلبه بالتخيل»‬
‫فتارة يزيدها لتصبح ‪ ٠‬ضربة في الدقيقة‪ .‬وتارة أخرى يخفضها الى ‪ ۷١‬درجة وذلك وفق مشيئته‪« .‬يتخيل أنه يركض للحاق‬
‫بقطار بدأ يسيرء وعليه أن يركض بأقصى سرعته للصعود اليه وال عجب فإن قلبي يبدأ بزيادة ضرباته‪ .‬وبعد ذلك أتخيل ذاتي‬
‫‪» .‬مستلقيا ى ل الي غا أن ن أنام وبذلك أشعر أن ضربات قلبي أخذت باالنخفاض‬
‫ثم أننا عندما ننام وفي طور تحرك المقلتين (أحد أطوار النوم) وتكون األحالم في ذروتها تزداد ضربات القلب‪ .‬ومعدالت التنفس»‬
‫بفعل هذه األحالم وخاصة اذا كانت مثيرة أو مقلقة‪ .‬يمكن رفع درجة حرارة اليد بالتخيل لمدى درجتس وذلك بتصور فرن أو وشائع‬
‫‪.‬متوهجة تبث االشعاعات الحرارية نحو يديه‬
‫إن هذا عادة ما نطلبه من المتدرب على االسترخاء وأجهز التغذية البيولوجية الراحبة (جهاز قياس الحرارة اليدوية مم‪ ) 76‬يتخيل‬
‫يديه مغمورة في ماء ساخحن‪ .‬أو تلبس القفازات الصوفية أو يتحسس ويستشعر بكل احساساته تخيل موقد نار» أو مدفأة كهربائية»‬
‫والعكس اذا أراد أن يخفض درجة حرارة يده بتصورها وهي تمسك قطعة ثلج » ومس المعلوم أن فرط تعرق راحة الكفس عند بعض‬
‫"'األشخاص يعالج بهذا العالج التخيلي لضبط التعرق‬
‫وأكثر من ذلك يخبرنا الدكتور لوريا وزمالؤه أنه من الممكن السيطرة على حجم بؤبؤ العيس (تضييقا ً وتوسيعا ً) بالتخيل وذلك عن‬
‫طريق تصور درجات مختلفة في شدة النور» كتخيل نور ساطع ينصب عل الحين فكي لر ا االمررعيد عدر ا في علم النفس‬
‫السريري واإلرشادي ‪ .‬دار‬
‫‪.‬العلم للمالیں بيروت‪۱۹۸۷ :‬م‬
‫بعد هذا العرض عن مكانة التخيل العلمية في عالج األمراض النفسية العضوية نعود آل الكالم عن دور التخيل ‪ ٤‬هذه االضطرابات‬
‫‪.‬وفقا ً للتحفظات التى أتينا على ذكرها ‪ - ۲‬الضغط الشرياني‬
‫الشرياني» وهذا المريض في أواخر األربعينيات» يتناول الدواء وصفه له طبيبه كان تحملهم| سيئا ً بالنسبة للمريض» اذ أخذ يعاني‬
‫من ضعف جنسي وارتكاسات اكتئابية (التأثيرات السيئة الحانبية للدواء ويزول االكتئاب‪ ,‬اال أن الدوار والصداع وبعض درجات من‬
‫‪.‬الغشي تالزمه كنتيجة لتوقفه عن تناول دواء الضغط‬
‫أشير لهذا المريض بالعالج التأملي‪ .‬وقد التحق فعا بدورة خاصة في هذا العالج» ورغم أنه حقق فائدة عالجية في هذا النوع من‬
‫‪.‬العالج ولكن الملل والضجر جعالنه يتوقف عن نمارسته وذلك بعد ثالثة أشهر من التحاقه هذه الدورة‬
‫كبديل عن العالج التأملي بمعدل مرتين ‪ 27‬وکل مرة‪ Positive ime,‬طلب منه المعالج السلوكي األحذ بالتخيل االيجابي‬
‫‪ ۲۰‬دقيقة ‪ 1 .‬ووصف له المعالج ثالثة مشاهد تخيلية محختلفة ترفده بالهدوء وبالسكينة واالسترخاء؛ المشهد أو المنظر األول تخيله‬
‫لمرج أخضر‬
‫واسع كبير تجوب به األبقار وفيه جدول ماء‪ .‬وبعض األشجارء أما المنظر الثاني ‪ .‬خيمة دافئة منتصبة على ربوة تطل على جبل‬
‫عال شاهق ولمنظر الثالث هو صفيحة خشبية ملساء عائمة على‬
‫حوض سباحة كبير في يوم حار بعد الظهر يستلقي عليها‬
‫وعليه في كل صباح بعد االستيقاظ وقبل تناول الفطور الصباحي أن يسترخحي ويفحص عينيه ويتخيل أحد هذه المناظر الثالثة وده‬
‫‪.‬عشرين ذفيقة‪. :‬وان يكرودهدة العملية منناء أنضا ولدة عشرين دقيقة قبل طعام العشاء‬
‫وكا نالحظ أن تشابه التخيل مع بعض طرق التأمل هو تشويقا ً للمتعالج في المثابرة على تمرينه من التأمل الذي ينصب على شىء‬
‫‪.‬واحد‬
‫ظل هذا المريض يتابع التمارين لمدة سنتين ولم يعد ضغط الدم‬
‫فع الة في قبول أفكار بسيطة ومباشرة‪ .‬فهؤالء يعتقدون أنه مالم تكس‬ ‫وبالطبع هناك بعض الناس من تكون لد‪.‬هم صعوبات جامحة ّ‬
‫التمارين التخيلية مستندة على قواعد منطقية واضحة فإنه ال نفع منها‬
‫وأمثال هؤالء عادة ما يميلون الى مذاهب مختلفة مزخرفة» مع‬
‫تعاليم دينية بمعنى ماء ويضاف الى ذلك مسحة من البنى الشبيهة بالعلم تنصب كلها في فلسفة شرقية‪ .‬وبرأي علماء النفس‬
‫السلوكيى أن هذه األلعاب الجمبازية العقلية هي فائضة عن الحاجة» تسبب للفرد التشوش والفوضى‪ .‬لذا فإننا في هذا الكتاب‬
‫تجنبنا التكلم عن األسس النظرية المفصلة وتعمدنا تجاهل واغفال الطرق التخيلية التي لذ كنك إلى اسان منطقي واضح بات‬
‫التهاب الحلد‪ .‬عسالج حالة ‪37‬‬
‫فاة برعا نة ‪.‬عكر عاماء فل أا تشكو ما يلم ان «طفح جلدي هستريائي» حسب تشخيص طبيبها الجلدي‪ .‬قبل فحوصها الدرسية‪.‬‬
‫وخالل فترات أخرى اتسمت بالشدات‪ .‬كان يعتلي وجهها ورقبتها الطفح الجلدي االلتهابي‪ .‬مع بثور جلدية وعادة ما كانت تلجأ الى‬
‫‪.‬ثقب هذه البثور فتسبب ضماجا ً ثانويا ً وبعض التندبات الجلدية‬
‫تعان من توتر مزعج » لذا م تكن هناك أية مشكالت جلدية عدا بعض العد (حب الشباب)‬ ‫ٍ‬ ‫خالل فترة دراستها الثانوية لم تكن‬
‫‪.‬الذي يظهر في وجهها بين آونة وأخرى‬
‫ظهرت أعراض « الطفح المستيريائي» عند دخوها الجامعة وقبل التحاقها بالجامعة بعدة أشهر ماتت احدى صديقاتها العزيزات عليها‬
‫في حادث اصطدام سيارة» وهذه الصديقة كانت بدورها تعاني‬
‫‪۲۰۸‬‬
‫‪.‬من «التهاب جلد غير نوعي»‪ .‬أي ارتكاس جلدي تحسسي غاليا ً ما يتظاهر بالتهاب خطاطي (بقعي)‬
‫تحادث المعالج بدقة وبتفصيل معهاء وس قصتها مع صديقتها التي توفيت فاتضح له في نباية األمر أن مريضته تعان مس مشاعر‬
‫وذكاء منهاء وأنها من الخطأ أن تدخل الجامعة‬ ‫ً‬ ‫‪.‬األثم شديدة الوطأة كانت مريضة تشعر أن صديقتها هي أكثر جاال‬
‫وبالطبع‪ .‬لم يكن هناك منطق لهذا الشعور» ولكنه كان ملحاحاء وقوياء ومسيطراء فكر المعالج بعالجها بالتخيل االيجابي الموجهء‬
‫طلب منها أن تتخيل ذاتها تحتك وتتصل بصديقتها المتوفية وتطلب منها هذه األخيرة برجاء وبرغبة قوية أن تثابر على دراستها في‬
‫الحامعة‪ .‬وعلى المريضة المتعالجة أن تتخيل هذا الحوار النوعي عدة مرات يوميا ً‬
‫نفذت المريضة تعليمات المعالج بدقة حيث أفادت بعد أسبوع أنها وصديقتها المتوفية تناقشتا «كل شيء يزعجها أي يزعج‬
‫المريضة» «هذا النوع من العالج التخيلي كثيرا ً ما يستخدم من قبل المعالجين الغشتالتيين والذين يعتقدون أن كثيرا ً منا لديهم‬
‫‪» .‬أعمال غير منجزة ال منتهية‪ .‬وهذه الحاجات يجب انجازها كاملة غير منقوصة‬
‫مس ثم سألت المعالج فيا اذا كان يعتقد آنا اهتمت كثيرا ً بصديقتها نتيجة مشاعر األثم الالمنطقيةء وبذلك كانت ال شعوريا تحاول‬
‫االلتفات الى صديقتها مس أجل تبدئة قلقها (هذه الفتاة انتسبت الى دورة علم نفس في الكلية) أجابها المعالج أن هذا‬
‫‪ .‬التفسير جائز ومقبول‪ .‬ولکں يما أنه ال يوجد طرق الختيار هذه االفتراضات وتلك التأويالت فإنها تعد محرد اعتقادات‬
‫ومهما يكن من أمر وبعد استخدام الحوار التخيلي البسيط الذي ذكرناه» شفيت من «الطفح المستيريائي» وتخرجت هذه الفتاة بعد‬
‫سنتيسن من الكلية المنتسبة اليها‬
‫في هذه القصة نجد أن جوهرها يدور حول مشاعر األثم المكبوتة والتي تم تخفيفها وازالتها بالحوار التخيلي‪ .‬نحن جيعنا نحمل في‬
‫أعباء كبيرة أو قليلة من مشاعر األثم حيال كثير من األفعال والسلوكيات السلبية المختلفة‪ .‬فاالثم هو عاطفة مؤذية‬‫ً‬ ‫أعماق نفوسنا‬
‫ضارة بكل أبعاد هذه الكلمة من معنى‪ .‬فإذا ما ارتكبنا خطأ بحق انسان لنحاول أن نقدم تعويضا ً‪ .‬واذا عجزنا عن معالجة الموقف‬
‫لنتعلم من أخطائنا ولنأخذ منها دروسا فالشعور باألثم ال يقدم شيئا ً للشخص الذي يعز اليه كما أن االثم ال يصلح الخراب» وال يشفي‬
‫لدى حامله‪ . .‬فعندما يعض الشعور اآلثم الفردء فإنه من المفيد معاينة الموقف من خالل أفكار الشخص اآلخحر واالعتقاد أنه‬
‫‪.‬يرغب» أي الشخص اآلخرء أن يصفح وينسى» واذا عزف هذا الشخص عن الصفح فإنه يكون في مشكلة غير سوية‬
‫‪ :‬التهاب القولون القرحي ‪> -‬‬
‫الذي ابتدع نظرية معقدة عنس‪ Akhtar Ahsen‬نحب أن نعرف القارىء على االختصاصى السيكولوجى واسمه اكهتر آهسن‬
‫‪1۰‬‬
‫‪ Eidetics‬الشخصية االنسانية مس خالل الكشف عن النوعية التي أسماها التخيلالت‬
‫وفي عالجه التخيلي ركز تركيزا ً كبيرا ً على التخيل بحيث أخذ يستنبط من المعاني والقيم » ولمعرفة التقنيات الفعالة التى أتى بها‬
‫آهسن لها ضرورة في فهم المعطيات النظرية‬
‫امرأة عمرها ‪ 78‬عاما ً تعاني من نوبات التهاب قولون قرحي حاد‪ .‬وعندما كانت تعالج في المستشفى تبرزت وتغوطت من ‪- ٠١‬‬
‫‪ ٠.‬مرة يوميا ً بغائط مزيج س اط ودم وماءء بعد أسبوعيس كانت العالمات الحيوية غير مستقرة أهمها اضطراب نظم القلب‬
‫وصف لما آهس تخيال بصريا ً بسيطا ً عليها أن تمارسه وتكرره وهذا التخيل هو أن تتصور ذاتها احتضنت كطفل صغير» من قبل أمها‬
‫وقد أفاد المعالج آهسن أنه خالل ‪ ۲٤‬ساعة فقط تحسنت عالقاتها البدنية الحيوية وأضحت مستقرة» ومن ثم أعطاها تمارين تخيلية‬
‫أخرى لمدة أسبوع تمارسها يوميا لمدة ‪ ٠١‬دقيقة» فكان أن تناقصت مرات تغوطها من عشریں مرة الى حمس مرات يومياء‬
‫‪.‬وغابت اضطرابات نظم القلب‬
‫وبالطبع إن القليل جدا ً من الحاالت التي قد تستجيب لمثل هذه االستجابة الدراماتيكية ولكن هناك ما يثبت عند بعض األفراد أن‬
‫الولوج بالتخيالت المريحة الممتعة في أعماق الماضي» يعطي نتائج أكثر مما يتوقعه االنسان على مستوى االضطرابات اهضمية‬
‫فهذه الصور البهيجة الممتعة والذكريات السارة تبدىء األمعاء وتضعف االفرازات الحامضةء وتخفف التشنجات والتقلصات الكولونية‬
‫ومن خالل جهاز التنظير يمك الرؤية بوضوح كيف أن التخيالت المختلفة تحدث تبدالت آنية في حركات األمعاء‪ .‬وأن التأثيرات‬
‫الفيزيولوجية غير محصورة في الجهاز الهضمي» فالتخيالت العدوانية والمعبرة ع الكراهية على نقيض التخيالت السارة الدافئة تحدث‬
‫اضطرابا ً في نظم القلب وترفع الضغط الشرياني وتخل بااليقاع التنفسي وغيرها (أعراض ودية)‪ .‬ولكن كا سنشرح فيا بعد أن التخيل‬
‫العدواني قد يكون عالجيا اذا ما تم استخدامه استخداما مناسبا وترشيديا‬
‫ه تشنج القولون‬
‫هناك اماع ہیں المشتغلي في العلوم النفسية الطبية واألمراض السيكوسوماتية بخاصة أن األعراض العضوية النفسية المنشأ (أي‬
‫االضطرابات السيكوسوماتية) هي وظيفة الغضب المكبوت واذا كان األمر كذلك فإن العالج المقبول المنطقي على المستوى التخيلي‬
‫على أقل تقدير (ونحص بصدد العالج التخيلي في هذا الكتاب) هو أن يستخدم المريض التخيل العدواني كي) ينفس عن غضبه‬
‫وعدوانه المكبوتيسن بتطهير نفسه من هذا العدوان‬
‫‪.‬فالولد المراهق المثبط ‪ 12516164‬القليل الكالم‪ .‬الخجول‬
‫‪۲1۲‬‬
‫والذي يشكو س تشنج القولون‪ .‬والذي لم يستجب الى العالجات الدوائية المختلمة‪ .‬يوصى‪ ,‬بعالجه بالتخيل العدواني التفريضي ‪.‬‬
‫وهذه هي القصة العالجية التى سنذكرها‬
‫هذا الولد راجع معالجا ً نفسيا ً سلوكيا ً يشكو مس تشنج قولون وقد اتضح لهذا المعالج أن الولد يكبت عواطفه واستياءه عندما يواجه‬
‫الوجوه السلطوية‪ .‬وقد اعترف للمعالج بوجود عده أشخاص يكرههم وال يقوى على مواجهتهم بما يجول في نفسه‬
‫وصف له المعالج تخيل ذاته وهو في حلبة المالكمة والمصارعة يوجه ضربات أو يطرح (بالمصارعة) األفراد الذیں يكرههم واحدا تلو‬
‫اآلخر‪ .‬وعليه أن تكون ضرباته أو مصارعته عنيفة (عدوانية في التخيل )هذه الوصمة التخيلية مارا وما غيدة هرات ول ية عشر‬
‫یوما‬
‫فبعد عدة أسابيع أفاد المريض المعالج أن أله القولوني بدأ أحس من السابق» بعد ذلك علمه المعالج كيف يتصدى لنيل حقوقه‬
‫الشخصية ويعبر عنها صراحة بال مواربة» وال سكوت‪ .‬وال كبت» وقد أخذ بنصيحة المعالج نما عاد عليه األمر بمزيد من التحس»‬
‫فالمسألة العالجية برمتها كانت مسألة تبديل سلوك في التعامل مع المحيط ازاء حقوقه الشخصية‪ ,.‬وما ترتب ع ذلك من سلبية‬
‫وكبت ظهرتا بصورة أعراض قولونية‬
‫»من ناحية أخرى نجد أن النسوة يلجأن الى التخيل العدواني‬
‫‪11 ۳‬‬
‫ويفضلن في هذا التخيل االنخراط في معارك لفظية مفزعة نابية وليس العراك البدني» ويملن في تخيل ذواتين وهن يقل للخصم‬
‫انصرف ابتعد‪ .‬أو اللجوء الى الصراخ‪ .‬واذا لجأن الى تخيل أنفسهن في اشتباك بدني فيفضل الرفس» والخربشة‪ .‬والعض» والصفع‬
‫)!!( ‪.‬على الوجه‬
‫وفي رأي الدكتور أرنول الزاروس أن مرصى تشنج القولون يستفيدون من االسترخاء والتخيل االيجابي وبخاصة الصور الذهنية التي تدور‬
‫حول انتظام حركات األمعاء‪ .‬وهدوئهاء والمعدة أيضا‬
‫وعادة يخصص المريض عشر دقائق في كل جلسة تخيلية من هذا القبيل يكررها ثالثة الى أربعة أيام‪ .‬والطريقة سهلة وبسيطة‪.‬‬
‫يسترخي المريض بعمق كبير» ومن ثم يتخيل جهازه ال هضمي وهو يعمل بصورة هادئة وبحساسية أقل‬
‫دت الصداع التوتري‬
‫من المؤكد أن معظم األشخاص الذين يعانون من الصداع التوتري يستفيدون استفادة جيدة من االسترخاء ووسائل التغذية البيولوجية‬
‫“الراحبة وأن أفضل عالج لهذا الصداع هو االسترخاء والتدريب عليه‬

‫‪- ١.‬أنظر ملحق ‪:‬هذا الكتاب‬


‫األم سوى االسترخاء لوحده بدون دواء‪ .‬وأن المرضى الذين ال يستفيدون من التدريب على االسترخاء أو التغذية البيولوجية الراحبة‬
‫في الحالة األخيرة يوصي التخيل المفرغ للعدوان والغضب على النحو الذي ذكرناه في القصة السابقة‪ .‬أي تخيل المريض ذاته وهو‬
‫والبد من التنبيه هنا أن من األهمية بمكان أن يدرك المريض الذي يعالج نفسه بالتخيل المفرغ للغضب وعيز ہیں التخيل والواقع ‪.‬‬
‫ففي التخيل يمكن للفرد أن يتصور أنه يقتل اآلالف من الناس‪ .‬أما في الواقع فيتعين على الفرد أن يتعامل مع قدرته في تفريغ‬
‫الغضب في الي ال ماع رط هة كف رة ر وتان وهن الغضب هو تأكيد الذات تأكيدا غير عدواني‪ .‬أي بكلمة مختصرة أن يكون‬
‫() في الموقف الذي يجد فيه ما يخالف معتفده وحريته الشخصية ‪ .‬وأفكاره» ورعباته» وفي هذا‬ ‫الفرد ممتلكا ً الحرأة أن يقول ال‬
‫‪.‬الكتاب ذكرنا هذه الناحية أكثر من مرة‬
‫وهناك العديد من الكتب التي تتكلم عن العالج بواسطة تأكيد ومركبات النقص واألفكار االنهزامية والشعور بالصغارة وعدم احترام‬
‫‪ .‬الذات‬
‫وتنصح هذه الكتب أن يلجأ الفرد أوال قبل اظهار االستجابة‬
‫‪"16‬‬
‫المؤكدة للذات في واقع الحياة بتخيل ذاته وهو يفرغ كل غضبه ومن ثم يتصور االستجابة التأكيدية التي يرغب في اظهارها ويكررها‬
‫مرارا کارا‬
‫وتدل المشاهدات السريرية الكثيرة أن الصداع التوتري غالبا ما يزول من خالل ممارسة التخيل العدواني» هناك امرأة وصف هما أن‬
‫الداع و ولف القصة التالية التى سنذكرها ‪ ES EE‬تتخيل وهی ترمى الى «بلوكات مصنوعة من مادة الصلصال» من الفافلة قاف‬
‫تفصيال ً تلقي مزيدا ً س األهمية على الفوائد العالجية التي نجنيها س قوة التخيل‬
‫امرأة عمرها «‪ »5/‬سنة أضحت بحكم المصابة بالعجز نتيجة الصداع الممض الذي يكاد يعميها في نوباته الشديدة‪ .‬وأن معدل‬
‫النوبات هو نوبتان أسبوعيا ً تعانيهها على مدى عشر سنوات خلت‪ .‬وقد عزا األطباء (العصبيون والسيكاتريون على السواء) سبب‬
‫هذا الصداع الى التحسس (االليرجيا) غير النوعي والضغط الوعائي القحفي‪ .‬وجهد يقع على العيں» والتوتر النفسي» بينا آخرون‬
‫شخصوا هذا الصداع من النوع السقيقة الكالسيكية‪ .‬في حين فسر طبيب آخر سبب الصداع على أساس هستيريائي (شد االنتباه‬
‫‪ .‬اليها)‬
‫عولجت بحمية خاصة ووضعت ال األدوية المهدئة‪ ,‬والمسكنات والعالج النفسي التحليلي» والتدليك (مساجات) واالسترخاء والتغذية‬
‫البيولوجية الراحبة والتنويم ونظارات خاصة‬
‫وقد اتضح أن بعض الوصفات خففت نسبيا ً شدة الصداع‪ .‬ولکں ظلت تشكو من هذا الصداع الذي يضعف بصرهاء وباتت تميل الى‬
‫األدوية القوية القاتلة لأل من معاينة قصتها الحياتية وجد المعالج أن والدها هجر األسرة بكاملها (األم وأختها الكبرى والمريضة)‬
‫عندما كانت المريضة في السن العاشرة» بعد حمس سنوات ظهر األب فجأة‪ .‬وأبدى رغبته في العودة الى أسرته‪ .‬واالنضمام اليها‬
‫‪.‬ثانية‪ .‬رفضت األم ذلك اال أن األب خأ الى اطالق الرصاص عليها فقتلها وباشر بنفسه فانتحر‬
‫عاشت المريضة بعد ذلك مع عمتها قرابة أربعة أعوام‪ .‬ومن ثم تزوجت وقد أصابها الصداع في الوقت الذي أختها الوحيدة الباقية‬
‫ذهبت الى الكلية » وتوفيت عمتها وورثت ماال وفيرا نسبيا مس عمهاء وقد كان لتأثير هذه الحوادث المتزامنة تقريبا ً عليها على‬
‫درجة كبيرة من التعقيد ومن خالل التخيل االستقصائي ظهر التالي‬
‫عندما كانت في العاشرة عند ترك والدها أسرته» شعرت بالحنق والغضب عليه كان الغضب هو البارز اضافة الى مشاعر أخرى ‪.‬‬
‫ولعدة أسباب كبتت هذا الغضب‪ .‬وعندما أقدم والدها على ارتكاب الجريمة المزدوجة الشنعاءء فقد خدرت برضى نفسي ال يفسر‬
‫‪.‬تجلى بالشعور بالظلم» والخوف» والتشوش» وقد تمكنت عمتها من نحويل طاقات المريضة نحو مجاالت بناءة‬
‫ثم ان تتالي الحوادث وتتابعهاء العمل المدرسي» الذي أتبع الزواج» ومن ثم االنجاب واألمومة» كل هذه األمور أعانتها لتنيض‬
‫‪1%‬‬
‫بنفسها نحو نشاطات بناءة إيجابية» اآل أنها بعد أن عاشت دور األم وماتت عمتها التي كانت همزة وصل بالماضي بالنسبة اليهاء‬
‫واندفق المال عليها من عمها الذي كان بالنسبة لها محض كفارة عن ذنب» بدت المشاعر التي ظلت حبيسة مكبوتة منذ مدة‬
‫طويلة يصعب انكارها‬
‫أخذت تشعر بأنها مقهورة بمشاعر الكراهية والغضب للجريمة التى ارتكبها والدها‪ .‬وأبدت عجزها عن تدبر هذه المشاعر الملحاحة‬
‫بالؤرمها) ركيت ونع هذا الغضب الماحق الذي يعترها بال رحمة (بعض المحللين النفسییں فسروا صداعها ‪ ae‬المائية عو كل قال‬
‫‪ .‬تفسيرا ً ترميزيا ً نظرا ً ألن والدتها أصيبت بالرصاصة في رأسها)‬
‫وبصرف النظر عن مدى صحة التعليالت اآلنفة الذكر لصداعها فإن تخيلها كان مفعما بالسخط البغيض العقابي على فعل والدها‬
‫فشلت محاوالت المعالج في اقناعها على تخيل والدها كإنسان معتوه مجنون يستحق الشفقة وليس البغضاء‪ .‬لذا حاول مساعدتها في‬
‫تشكيل سلسلة مس االنتقامات البشعة المخيفة التى كانت موجودة في ذاكرة والدها ‪٠‬‬
‫فقد طلب منها أن تتصور ذاتها وهي تعود بذاكرتها الى الوراء تعذبه وتقتله أكثر من مرة» وفي أحد مشاهد تخيالتها االنتقامية‬
‫‪.‬العدوانية التي تعود بها حتى الى أيام طفولة والدها عندما كان صبيا ً تطرده من الدار وتنفيه س أسرته‬
‫‪1۸‬‬
‫التخيل وهي تكيل والدها‬
‫ٍ‬ ‫لقد كان عدوانها ضد أبيها في التخيل ال يوصف لدرجة أدهش المعالج » وعندما كانت تندمج بالمنظر‬
‫تخيليا ألوان العذاب االنتقامي تجدها وهي تتلوى وتنشج بالبكاء وتتكلم بغضب شديدء‪ .‬ويخرج الزبد س فمها‬
‫بعد ثالثة أشهر مس جلسات تخيلية عدوانية ولنسميها بجلسات الكراهة تعفن جل “واحزة اسوضاء‪“.‬اقادضه المريضة شن اغا سا‬
‫‪ .‬لما ‪ ٠‬ور هذ لفن تعد ما فين سنوات‬
‫بالطبع إن حاالت قليلة من هذا القبيل تكون دراماتيكية ولننبه أولئك الذين يشكون من صداع التوتر فال يستفيدون مص االسترخاء‬
‫والتغذية البيولوجية الراجعة هناك أسلوبان نوعيان في عالجهاء األول هو تطهير الغضب والعدوان بواسطة التخيل» والثاني تذكر دوما ً‬
‫أنه في الواقع ال يعبر عن الكراهية والغضب بصورتم) الفجة كما يحدث في التخيل ولک بسلوك تأكيد الذات ويحسن هنا أن أذكر‬
‫أن قراء هذا الكتاب إنما ينقسمون الى قراء الفئة األولى وهم الذين يرغبون في تجربة طرق التخيل لتحسين نوعيات حياتهم ‪,‬‬
‫والفئة الثانية وهي المهنيون المعالجون الذي يتمون بإضافة الى ترسانتهم وطرقهم العالجية» أساليب وتقنيات التخيل الواردة في هذا‬
‫‪.‬الكتاب ولعلي في توجيه كلمة الى هؤالء األخيرين قد يكون فيها النفع واالرشاد هم‬
‫‪11 ۹ 4‬‬
‫إن أصحاب المدرسة التحليلية الديناميكية الذين قرأوا قصة المريضة بالصداع التي سردناها قد يجدون فيها كل التأييد ألفكارهم‬
‫معتقداتہم» فمس أهمية الصراعات النفسية وآليات الكبت في ‪ 0‬وأحداث االضطرابات السيكوماتية وإن العالج التخيلي الذي ذكرته‬
‫هذه الحالة ال يعدو كونه عالجا ً يندرج في أساليبهم العالجية السيكوديناميكية‪ .‬وال أنكر أن کثیرا مس الحاالت قد تقوم على أساس‬
‫أنموذج سهل مليء بالنقل واالنكار والتصعيد أي بتعبير آخر ببعض آليات الدفاع النفسية» وأنه لمن الخطأ الكبير أن يستخلص‬
‫القارىء المختص أننا نوصف له هذه األنغاط من التصورات التفسيرية أو األسس التحتية للصراع أو االضطراب‪ .‬فأساليب التحديد من‬
‫العقد النفسية يك األخذ بها بدون أن نشتري الصيغ العالجية السيكوديناميكية» وبتعبير آخر أن بإمكان الفرد أن يستعيد خبرة عاطفية‬
‫قوية وبصورة حية هي مس عداد الماضى بدون أن نوصف له نظريات فرويد أو نتبع طرقه العالجية‪ .‬والمالحظ هنا أن تحرير‬
‫التحليل‬
‫ٍ‬ ‫‪.‬الغضب والعدوان بواسطة التخيل أثبتت فعاليته في وقت فشلت فيه بقية العالجات ومن ضمنها العالج النفسي‬
‫وبالطبع نحن هنا ال نقوى وال نضعف األسس النظرية لنظام العالج النفس التحليلي الفرويدي‪ .‬اآل أن الذي ينفذ االشراط االجرائي ال‬
‫يواجه متاعب في فهم النتاج االيجابي للعالج بدون أن يتوجه الى العمليات الالشعورية » وعلينا هنا أال نتجاهل الحقيقة أن العالج‬
‫التحليلي لم يقدم أي نفع في هذه الحالة التي ذكرناها‬
‫‪42‬‬
‫‪:‬األرق ‪¥۷ -‬‬
‫إن األفراد الذين يجدون صعوبة في الدخول في النوم‪ .‬غالبا ً ما يشعرون بتحسن ملموس يطرأ على اضطرابات نومهم» عندما‬
‫‪ .‬يمارسوا نوعا معينا من التخيل االيجابي‬
‫هؤالء يجدون التحسن اذا ما طلب متهم أن يتخيلوا أي مكان أو موقف حقيقي أو تخيلي حيث يجدون فيه ويشعرون باألمان التام‬
‫ولعل التخيل التالي فيه الفائدة أ غواصة قابعة في أعماق المحيط غير قابلة للعطب والتحطم ال‬
‫(‬
‫)يصلح هذا التخيل لرهاب األماكن المغلقة‬
‫ب ‪ -‬مركبة فضائية منيعة بعيدة عن األرض مليون سنة ضوئية ج ‪ -‬غرفة مريحة حميلة ال يوجد فيها أي انسان‪ .‬د جزيرة‬
‫‪.‬مهجورة منعزلة عن العالم‬
‫مس أجل استخدام التخيل ألغراض نوم يطلب من الفرد أن يستلقي في فراشه ويذهب برحلة تخيلية الى مكان آخر مس «األمثلة‬
‫التي ضربناها آنفا» ‪ ١‬أي يتخيل أنه في غواصة رأسية في قاع البحرء وجميع احساساته يركزها أنه في أمان وسالم تأمين» ذلك‬
‫‪.‬ألن هذه الغواصة منيعة غير قابلة للعطب أو التحطيم من قبل أي شيء‬
‫ويحدثنا العالمة الزاروس ع أسلوبه الذي يتبعه لنفسه مس أجل مكافحة األرق» وهذا األسلوب هو تخيل حضوره لمحاضرة ملة‬
‫جزاء» حت عله وا سات غر عددة أن" عفرها وم الت المحاضر يئز ويدندن ف أذنيه › وخالل أقل من ثالث دقائق › هذه‬
‫الصورة تستثير فيه النوم العميق ‪ . ٠‬هناك تخيالت أخرى غالبا ما ‪ 03‬تستثر النوم ا لعميق › تخيل عمل مكروه وممل وتخيل‬
‫التعامل مع مشكالت مملة مضجرة‬
‫التخيل المرتبط بخاصية معينة ‪۸ -‬‬
‫منذ أمد بعيد واالخصائيون في التنويم يدعون أن النماذج المختلفة للتخيل العقلي تعد ذات نفع كبير لعالج االضطرابات‬
‫السيكلوسوماتية‪ .‬فالعالقة الخداعة القائمة بين التخيل والجملة العصبية الذاتية (المستقلة‪ .‬أو النباتية» هى خاصة للبحث بأكثر‬
‫‪.‬الطرق العلمية دقة‬
‫تجرى حاليا ً في الواليات المتحدة األمريكية عدة دراسات خبرية من قبل علماء نفس تجريبيس تتناول التخيل منقبة عن مستقبل‬
‫هذا النمط اهام مس العالج‪ .‬وفضال عن ذلك أظهر علماء السلوك المغالجون اليوم اهتماما ً متزايدا ً في مواضيع األفكار» والمواقف›‬
‫والتخيالت‪ .‬والمعتقدات‪ .‬والتي سموها بالحوادث الخاصة‪ .‬والعمليات السرية والخفية‪ .‬وعلى هذا يمكننا أن نتطلع الى مستقبل‬
‫مشرق"من األبحات السريرية الخاضة بالعمليات التخيلية‪ .‬اآل أنه مس الوجهة العملية ال يتعين علينا انتظار النتائج السريرية أو‬
‫التجريبية كيا نطبق الطرق المفيدة الواردة في هذا الكتاب‬
‫والبد هنا من التنويه لنقطة هامة نتوقف عندها هى أن هناك براهيس محبرية وسريرية تدل على التأثيرات المفيدة النافعة للتخيل‬
‫االيجابي ويجمع معظم المعالجيس السريريين السلوكيين على أهمية االستخدام الواسع النطاق للتخيل الشافي في أي اضطراب يعاني‬
‫منه المريض سواء أكان في مجال التوتر النفسي أو الشدات أو االضطرابات اله ب العرضوة‬
‫ثم ان ولوج الفرد في التخيل االيجابي مس شأنه أن يبدل وظيفة الجملة العصبية المستقلة ويخضعها الى سيطرته الذاتية‬
‫وال مراء انه في بعض الحاالت ال يبدو للتخيل االيجابي العادي فيه أي تأثير‪ .‬لذا يتعي على بعض الناس اللجوء الى استخدام‬
‫التخيالت الخاصة جدا والذاتيةء ولنفهم هذا النوع س التخيل الخاص نضرب المثال العالجي التالي‬
‫رجل عمره ‪ 70‬سنة يعاني من آالم متعددة (صداع‪ .‬ألم قطني‪ .‬ألم معدة‪ .‬ألم صدر‪ .‬واآلالم المفصلية) واضافة الى ذلك يشكو‬
‫س خفقان القلب وزلة تنفسية (عسر تنفس) والتعب» ونوبات بكاء واكتئاب‪ .‬طاف على عدد من االختصاصيين واألطباء العامیں‪.‬‬
‫والمشافي المتعددة‪ .‬وحتى المعالجين الروحییںء كان التشخيص يمتد مس «الوهصش العصبي» الى فصام بدئي أولي وظل يعاني‬
‫عندما قصد أحد المعالجين السلوكيى طلبا ً للعالج كان في نہاية مطاف أمله حيث حاول أو يشنق نفسه بحبل‬
‫لم يلجأ أي معالج من المعالجين الذیں جربوا وسائلهم العالجية فيه الى عالجه بالتخيل‪ .‬وقد قرر المعالج أن يبدأ معه بالتدريب‬
‫على االسترخاء العميق العضلي‪ .‬وأتبعه بالتخيل االيجابي العادي‬
‫طلب منه أن يتخيل ذاته على شاطىء بحر في يوم دافیء مشمس يستمتع بأشعة الشمس اللطيفة والبحر األزرق الهادىء‪ .‬وقد قدم‬
‫هذا التخيل تحسنا طفيفا ً في حالته‪ .‬واضافة الى ذلك استمر المعالج في الحديث معه عر بعض األخطاء التي ارتكبها في نشاطاته‬
‫وأعماله اليومية‬
‫لقد بدا المريض مفرط الحساسية لحد ما عندما يتذكر ماضيه» واتضح أن معظم مشكالته تعود الى زس وفاة والدته» عندما كان في‬
‫الثالثة والعشريں س عمره» حيت وجدها ميتة بصورة لم يتوقعهاء فكان هذا الموت بمثابة رضى نفسى شديدء وأبدى المريض حبا جا‬
‫»عاط جار جه آم را با ن انا ع ملف ران ف طفولته‪« .‬أستطيع أن أتخيل ابتسامة أمي وذكرياتي السعيدة معها‬
‫طلب منه المعالج أن يجعل س عيد ميالده الذي بلغ فيه سس االن عوضا عن مو فاط الجر وار هذا ال مرن بوا وكل مرة لمدة‬
‫‪ ۲١‬دقيقة » عليه أن يسترخى ويتخيل عيد ميالده العاشر بكل حيوية وتفاصيله الدقيقة ‪١‬‬
‫في نهاية األسبوع األول أفاد أن قلقه قد انخفض عما كان‬
‫‪٤‬‬
‫ا وتابع المعالج ي المريض موغال في حياته الماضية بصورة کو فتذكر قصة كانب تسردها أمه له خالل وقت النوم ‪ ,‬وعنواں القصة‬
‫«نافذة في الحنة») حيث يعرج فا اال نان ويلعب مع المالئكة‪ .‬وكان يقرن هذا التخيل مع حس عميق بالطمأنينة » وقد اتفق‬
‫معه المعالج أن يتوجه في تخيله س قصة عيد ميالده الى صورة نافذة الجنة فيطبق هذا التخيل مرتیں يوميا ً‪ .‬وکاں المريض قادرا ً‬
‫على تضخيم صور هذه القصة في خياله تضخيا ً كبيرا‬
‫ومع ممارسته هذا التخيل القصصى أضحى في خياله وقد شكل صداقات مع المالئكة التي كانت تنتظر لقاءه کل يوم مرتس‪ .‬وف‬
‫بعض االشراقات التخيلية كان يتخيل أنه قريب مر الله‪ .‬ويرنو الى لقاء أمه في أبواب الجنة‪ .‬وفي نهاية العشرين دقيقة كان يعود‬
‫الى األرض‪ .‬وقد احتوت معالحته على أغاط أخرى كثير من الوسائل العالجية‪ .‬وقد تعلم خالل ذلك ا جديدة أكثر تكيفا ً ونفعا ً‪.‬‬
‫وكيف يتعامل مع مشاعره تعامال أكثر نضجا ً وكيف يناهض ويصارع معتقداته الخاطئة‪ .‬ويواجه الناس مواجهة أكثر صراحة وفعالية‪.‬‬
‫وتأكيدا للذات‬
‫وقد ظهرت عالمات التحس الواضحة بفضل تخيل نافذة الجنة الذي كان يارسه مرتيي يوميا‬
‫لقد اختفت اآلالم واألوجاع المتعددة المنتشرة وانحسر االكتئاب وغاب ضيق التنفس وانتظم عمل القلب‪ .‬ووجد عمال وانخرط فيه‪.‬‬
‫وانقطع عن المعالج مدة ثالث سنوات‪ .‬بعد هذه المدة‬
‫‪Yo‬‬
‫حاضر المعالج في مدينة لوس أنجلوس وكان مريضه من ہیں الحاضریں‬
‫بعد المحاضرة اجتمع مع معالجه فأخبره بحالته الجيدة وبزواجه‪ .‬وبانتظار مولوده األول الحديد‪ .‬وقد يتساءل القارىء عن الحكمة‬
‫الكامنة وراء دفع هذا المريض في أحالم اليقظة وإبعاده عن عالم الواقع‬
‫والتوات عل “ذلك آنه من النائن جدا أن جد مريضا يدمج الواقع بالخيال وال يفصل بين في حياته اليومية الواقعية» وس واجب‬
‫المعالج دوما ً أن بميز المريض بوجود فرق ہیں التخيل والواقع‬
‫كذلك قد يخطر بذهن القارىء ماهي اآللية التي تكس وراء الفعالية العالجية السريرية للتخيل االيجابي؟ كما الشك فيه أن العنصر‬
‫الشافي يكمن في درجات االسترخاء العميقة التي يلج فيها الفرد في التخيل االيجابي‪ .‬فهناك كثير من الدراسات واألبحاث برهنت‬
‫على التغيرات العميقة النفسية والفيزيولوجية الى تحدث خالل االسترخاء وبعده ‪٠‬‬
‫الحا را ارادا ودنا‬
‫وقد يقول البعض أننا نسترخى عندما نشاهد التلفاز أو بقراءة كاب ‪:‬وجواينا شوال أن هناك فرقا بين السئلية والالسترحاء ففى الوقت‬
‫الذى‪ .‬يكوت اللهو والتسلية إجابيين وهامين‪: +‬اال انها ليسا‬
‫نفس االسترخاء الذي يتخذ موقفا ً اراديا ً في السيطرة على الوظيفة حيث فيه يتعمق االسترخاء أكثر فأكثر‬
‫والجدير بالذكر أن قرن االسترخاء بالتخيل العقلي يرتبط بالتنويم والتنويم الذاتي ألن حاالت مى الوعي المتبدل تحدث في هذا‬
‫الموقف‪ .‬ومهم| كال نوع التفسير في أعلى محاالته هناك دليل وبرهان على الفوائد المامة التى يكن أن يحصل عليها الفرد س‬
‫خالل استخدام أنماط التخيالت الموصوفة في هذا الكتاب‬
‫‪YY‬‬
‫الفصل العاشر التخيل ودوره ‪ ٤‬الوقاية من مأسي المستقبل‬
‫ماهو معلوم أن تعبير «رضى المستقبل النفسي» يدل على أننا في معظم األحيان نفشل في القدرة على التنبؤ ا قد يحدث لنا من‬
‫حوادث هامة مستقبلية‪ .‬واذا ما فوجئنا هذه الحوادث السيئة قد يعترينا التشوش ونصاب بالصدمة الراضة» وما يعقبها من عقابيل‬
‫نفسية مرضية أحيانا‬
‫من هذه الحوادث المستقبلية الحامة الراضة‪ .‬التبدالت الكيميائية الحيوية التى تحدث لنا في سن اليأس (عند الرجال والنساء)‬
‫‪.‬ففي هذا الطور ‪ 5‬الحياة يتزايد وعينا لذاتنا (المراقبة لوظائف األعضاء) وهي شيء مؤد‬
‫على األطوار السيكولوجية النموذجية لنمو الكهلء مثال ماهو المتوقع أن يحدث في األعمار بين الثالثينيات واألربعينيات»‪ .‬أو‬
‫الخمسينيات َوال َْس تينيات وغيرها بل وهذه التوقعات تمتد حتى العمر بعد المئة سنة» والذي يحدث أن كثيرا ً من الناس تعتريهم‬
‫المفاجأة والبغتة» المتقدمة‪ .‬يستيقظون على واقع عمر األربعين أو الخمسين وأن حياتهم قد انتصفت وهم ف طريقهم الى الشيخوخة‬
‫‪ .‬وقد عبروا الباب‬
‫‪4‬‬
‫‪۱۹۸۰ 822510‬م هو طبيب ختص بالعالج السلوكي القصة المرضية‪ Runs‬نحوهاء فيڏذعرون وینتاہم الخوف”» يذكر لنا دافيد بورنر‬
‫‪:‬التالية التي عالحها‬
‫رجل عمره )‪ (٦٤‬سنة مصاب باكتئاب حاد» ورغم أن ظروف حياته القائمة يحسد عليهاء حيث يتوفر له عمل جيد‪ .‬وحياة‬
‫عائلية جيدةء والمال متوفر لديه» فقد دخل في حالة مليوخوليا عندما علم أن مطعمه الذي اعتاد أن يرتاده ويتناول فيه أشهى‬
‫المأكوالت سيتحول الى خزن بيع أطعمة كبير‬
‫ورغم أن هذه الحادثة قد تبدؤ في نظر البعض أنها تافهة وال تستحق أن ترضى الفرد ليصل الى حالة اكتئاب اال أنها بنظره كانت‬
‫دل كرا طا عل عاتم دوجا ادر أن ايه قل بول ودی وأن كثيرا ً من أبواب ال حياة البهيجة قد سدت وأغلقت في وجهه‬
‫في رحلة عمل الى شيكاغو قرر زيارة بيت طفولته» حيث اكتشف أنه تحول الى بناء كبير بشقق كثيرة‪ .‬وعندما علم أن ابنته‬
‫البالغة س العمر ‪ 7١‬سنة أعلنت عص وشك زواجهاء أخذ أيضا على حيس غرةء ففوجىء بهذا القرار» وقد بدا منشغال موسوسا ً‬
‫بشئون عمله بعدما أدرك أن ابنته التي تعمل معه لم تعد طفلة في الثالثة عشرة‬
‫‪ ١‬االيمان بالله وتعزيز العقيدة الروحية أحسس وسيلة وأفضل دواء لخلق السكينة في النفس وتقبل واقع الشيخوخة بجميع مشكالتها‪-‬‬
‫السيكولوجية والبدنية‬
‫‪۳۰‬‬
‫من عمرها بل أصبحت في الحادية والعشرين» وهي على قاب قوسیں أو أدن من الزواج واالنفكاك عله‬
‫وبالطبع لو أن هذا الرجل قد أعد نفسه مسبقا ً لتوقع هذه التبدالت ومواجهتها فإن االحتمال كبيرا ً ال يصاب باالكتئاب‬
‫إن هذه الفكرة دعمت ببعض البيانات والمعلومات استقاها الدكتور دافيد من مشاهداته العالجية السريرية والمتابعات هذه المعالجات‪.‬‬
‫وقد اتضح له أن كثيرا مس مرضاه السابقيس ظلوا على حالة مستقرة في الشفاء من أعراضهم المرضية الى أن واجهوا مشكالت لم‬
‫‪ .‬يتوقعوا حدوثهاء ففوجئوا با لم يعدوا أنفسهم على مواجهته من متاعب ومشكالت‬
‫زت لنا هذا الطبيث “هال من ملقاته المرضية البين ا افترضه هناك امرأة شابة عالحها معالجة شافية من حالة قلق شديد» وقد‬
‫اكليل (جلطة‬‫ٍ‬ ‫بقيت معافاة مس القلق والخوف والتوتر الى أن عانق والدها من نوبتس قلبيتين وفي النوبة الثالثة توفي من احتشاء‬
‫‪.‬في الشرايين القلبية االكليلية)‬
‫وقد انتكست انتكاسا ً كبيرا ً واحتاجت الى عدة أشهر اضافية س العالج حتى استقرت من جديد واستقام مزاجهاء وقد تساءل الدكتور‬
‫دافيد بينه وبيس نفسه ماذا كانت حالتها لو أنها قبل انهاء معالحتها في المرة األولى تطاول الحديث معها ليمتد الى مستقبل‬
‫أوضاعها األسرية‪ .‬وكان األمر وقتئذ إعدادها مسبقا ً لتقبل صدق موت والدها باالحتشاء؟‬
‫‪۲۳١‬‬
‫إن السؤال المطروح هو‪ :‬كيف يمكن اعداد الفرد للتعامل مع مسائل وحوادث مستقبلية؟ الجواب هو باللجوء الى «التخيل‬
‫االسقاطي» وتكرار هذا التدريب التخيلى وتتلخص التقنية االعدادية للحوادث المستقبلية الراضة ارات التالية‬
‫يبدأ المعالج ( ويمكن للفرد ذاته أن يقوم بهذا الدور بدون عون المعالج) بالنظر في المشكالت المرتقبة المستقبلية التي قد يتعرض‬
‫ال المريض وعليه مواجهتها وذلك من خالل استقرار حياته وأوضاعه وتوقعاته المستقبلية» كا يدرس التغيرات المستقبلية التي قد‬
‫يواجهها المريض وذلك بعد أن يعالجه من متاعبه الحالية وذلك خالل الخمس والعشر سنوات المقبلة‪ .‬ومن ثم يبدأ بوضع برنامج‬
‫تخيلي لإلعداد لهذه المسائل‪ .‬وهكذا فإن الزوجين الحديثي العهد في االقتران والزواج اللذين يتلقيان االرشاد الزوجي سيكونان‬
‫ْ ‪ :‬مؤهلين للوالدية بجميع ما يترتب عن هذه الوالدية من مسئوليات اذا ما استمر انزواج د‬
‫والذي نراه وفقا لإلحصائيات األمريكية إن كثيرا مس حاالات الزواج تبوء بالفشل واالنفصال ويتعس اعداد الزوجين للتكيف مع رضا‬
‫الطالق‪ .‬وأيضا هناك في الميدان المهني ما يتوجب االعداد السيكولوجي لتاعب المستقبل فبعض الموظفين يترقون الى مراتب علياء‬
‫تستوجب مسئوليات أكبر‪ .‬أو ينقلون الى مراكز عمل خارج مكان اقامتهم‪ .‬في حين نجد آخرين تجاوزوا أنظمة الترفيع الى مرتبة‬
‫‪.‬أعلى وعليهم أن يقبلوا االحالة الى التقاعد‪ .‬ويتقبلوا هذا المصير‬
‫‪۳۲‬‬
‫وبعض األسر تواجه بفراغ أجواء األسرة س االوالد‪ .‬هذا يذهب الى الجامعة واآلخر يتزوج فال يبقى في المنزل اآل الزوجان‬
‫‪.‬وآخرون يتعين عليهم مواجهة كارثة وآالم موت من يحبونهم أو اصابتهم بمرض عضال تطول فيه المعاناة‬
‫ونجد أن كثيرا ً من االس مؤمتون بفلسفة 'الوقت الخاضي أذ عليهم أال يقلقوا لما قد يحدث في المستقبل فهم أبناء الديمومة‬
‫‪.‬الحاضرة وال يتعيس عليهم التفكير بمصائب المستقبل التي قد يواجهونها طاال ل تحدث بعد‬
‫مثا « قد ينتقل زوجي من مكانه الى مكان آخر الستالم وظيفة جديدة للشركة نفسها» أنا ال أفكر اآل عندما يحدث هذا النقلء‬
‫فلربما تبدل موقف الشركة وألغت هذا التعيى الحديد‪ .‬وهكذا نجد إن في حياتنا كثيرا ً من األمور والمواقف المستقبلية نفكر بها‬
‫بفلسفة خاصة متباينةء هناك من يعد نفسه ألرزاء المستقبل وخطوبهء وهناك من يظل فارا ً الى حاضر يتخوف من المستقبل فال‬
‫‪.‬يرغب في التفكير به‬
‫فالقلق حيال المستقبل هو أمر ال طائل منه وال جدوی» وإعداد الذات هذا المستقبل أمر يبدو تختلفا ً تماما وأن إعداد الذات لواجهة‬
‫صدمات المستقبل ال يكمن فقط في التفكير في الحوادث المستقبلية المرتقبة‪ .‬ولكن وهذا األهم في تخيلها واضحا ً بالقدر الممكن‬
‫والتعامل معها تعامال إيحابيا‬
‫‪۲۳‬‬
‫الذي نراه أن من يفكر بالمستقبل يكون تفكيره منصبا ً حول األوضاع االلية والمهنية والمعاشيةء والقليل س يسعى الى مواجهة‬
‫‪.‬المستقبل بإعداد ذاته اعدادا ً نفسيا ً للتعامل مع ما يتوقعه من متاعب‬
‫االعداد النفسي التدريبي لمواجهة حوادث النيران واشتعال النار تتصرف تصرفا ً عقالنيا ً ومنطقيا ً اذا ما اشتعلت النار في المنزل أو _‬
‫دور السين) أو السفينة‪ .‬وغيرها ولنقل هنا االعداد لمواجهة‬
‫جرس االنذار والطوارىء يقرع » تناول ألبسة النجاة واصعد الى ظهر السفينة اذا ما اشتعلت النار في الدارء يدرب اآلباء أبناءهم أال‬
‫يفروا الى بهو الدارء بل إغالق أبواب غرف النوم الموجودة فيها واالنتظار لنجدتهم‬
‫تكرر هذه األدوار للتأكد س اكتساب االستجابة أو رد الفعل المناسب المطلوب‪ .‬فاالعداد المسبق يقلل احتماالت حدوث الفزع‬
‫ويضعف المخاطر ويزود الفرد بالسلوكيات التكيفية قد يسأل فرد كيف أستطيع أن أتعامل مع فقداني لعملي وتسريحي من وظيفتي؟‬
‫‪.‬جوابنا له التالي‬
‫عينيه ‪ 00‬أنه و‪e‬‬
‫والبدائل الممك أن يجدهاء وان ‪ 1‬لذاته التالي «اذا ما فقدت‬
‫‪۳٤‬‬
‫عملي سأحمع تعويضاتي‪ .‬وص ثم أفكر في عمل آخر آقرأ الصحف‪ .‬وأتصل بالشواغر المعلنة مس األعمال المناسبة لمؤهالي»‬
‫وأطرق كل باب بحثا عن مهنة‪ .‬أسأل وأستعلم األصدقاء ومؤسسات التوظيف‪ .‬وال أترك منفذا مس منافذ الوصول الى عمل اآل‬
‫»وأدخل فيه‪ .‬ولک اآلن استمتع بوظيفة ممتعة ‪ 2‬وآمل أن أستمر بها‬
‫طوال حياتي (المؤلف يتكلم عن نفسه) وقبل أن أختص بالعلوم النفسية الطبية العالجية كنت فطريا ً مكتشفا ً أهمية التخيل واالعداد‬
‫النفسي لصدمات المستقبل» لم أشغل وظيفة اال وضعت في منظوري احتماالت المتاعب والنجاح‪ .‬وهيأت نفسي لمواجهتها مسبقا‬
‫شغلت مناصب عالية في القوات المسلحة وأخرى بالمستوى نفسه في حياتي المدنية» وكنت أتوقع دوما ً المنافسات العدوانية‬
‫‪ .‬واللئيمة مس قبل س أتعامل معهم في وظائفي المدنية بالشركات األجنبية العلمية بحكم مرتبتي العالية الوظيفية‬
‫ودف ضط الف كنك له اسن ا كثيرا عل اعدادي وتوقعاتي المسبقة‪ .‬وكنت أعالحها بدرجة كبيرة س تأكيد الذات وبالمناورة‬
‫وااللتفاف حسب ما يتطلبه الموقف‪ .‬ولم أجد أية صعوبة أو صدمة كبيرة في التعامل مع األمور السلبية الباعثة على التوتر والقلق‪.‬‬
‫‪ E‬ومثل هذا االعداد النفسى المسبق التخيلى كان هو سر نجاحى في حياتي المهنية» ومواجهة المتاعب بأعلى درجة ممكنة س‬
‫والمؤسف أن كثيرا ً مس البشر ال يعرفون ذواتهم كيف تتصرف‬
‫‪Yo‬‬
‫أمام الشدائد والصعاب‪ .‬إذ معظم الناس هم أميل الى عقل مغلق والشك هناك من یری ذاته حسبا يتصور أنه صاحب بصيرة»‬
‫ومفتوح الصدر والقلب‪ .‬ويستجيب ألية مقترحات بناءة تأي من الغير» ولكن عندما نالحظ معظم الناس في ظروف الشدائد والضغوط‬
‫‪ .‬والتهديد نجدهم على درجة كبيرة من تصلب السلوك وقلة البصيرة وبتفكير ذاتي خال من أية موضوعية‬
‫ولعل مس أتعس البشر هم الذين يركزون أهدافهم على النجاح و وال يستطيعون يذ تصور فشلهم بل الفشل سيكون كارثة ماحقة لهم‬
‫إن أمثال هؤالء المرشحيى فعال ً للرضوض النفسية االكتثابية الشديدة نتيجة فقدان البدائل وتمحور حياتهم النفسية على أمل واحد‬
‫‪.‬يجب أن يتحقق أي أنهم يفرضون على ذواتهم قوانيسن حياتية ال يستطيعون أصال التحكم بها‬
‫وبتعبير آخر انهم يفرضون على أنفسهم الحتميات‪ .‬يجب أن أكون المتفوق األول‪ .‬يجب أن أحصل على هذه الفتاةء يجب أن‬
‫أحصل على هذه الوظيفة؛ إن كلمة «يجب» هي التي ستكون الضربة القاضية التي يتلقونها عندما ال تتحقق «يجب» انهم يملكون‬
‫القدرة والسعي فقط ولكنهم ال يستطيعون السيطرة على متحوالت الحياة الخارجة عن إرادتهم وقدراتهم انهم ليسوا آهة ليقولوا ألنفسهم‬
‫»«يجب» أن يتحقق ذلك «كنى فيكون‬
‫إن هذا نجده واضحا ً تماما ً في العالقات الغرامية‪ .‬فالعاشق‬
‫ضف‬
‫وقد بلور كل عواطفه نحو انسان واحد ال یری بديال فيه انه كل شيء‪ ,‬لذا يجب أن يحصل عليه» وعندما يفلت الحبيب ويذهب‬
‫ويجد العاشق أن أمله الوحيد قد ولى وأدبر» يشعر أنه فقد الحياة كلها ألنه لم يعد نفسه مسبقا ً ألية بدائلء ولعل المنتحر بسبب‬
‫عشقه يعاني من كآبة قاتلة نتيجة فقدان األمل الوحيد الذي البديل فيه وال نغالي أن معظم االضطرابات النفسية المشاهدة في‬
‫الممارسة السريرية مصدرها عدم اعداد المريض لذاته مسبقا للتعامل مع متاعب مستقبلية أو أنه بلور عواطفه ومشاعره في هدف‬
‫واحد‪ .‬ورغبة واحدة» جعلها عور حزان لين ل من أن يحدد لنفسه أهدافا ً بديلة في حال فشله بتحقيق هدفه األساسي‬
‫إن القائد الناجح في الميدان العسكري هو الذي يخطط للنصر مس خالل وضعه في منظوره جميع االحتماالت المنتظرة» وكيفية‬
‫التعامل معهاء ويعد نفسه ومرؤوسيه بل وجنوده لجميع االحتماالت المترقبة» وأن سر احتفاظ أفراده بمعنوياتهم وقدراتهم القتالية‬
‫العالية هي أنهم أعدوا مسبقا ً لمواجهة جميع االحتماالت وطرق التعامل مع هذه االحتماالت‪ .‬فالمفاجأة تنعدم رهبتها ووقعها‪.‬‬
‫‪.‬ومعروف أن المفاجأة هي أخطر عامل على المردود القتالي والمعنويات في القتال‬
‫س جهة أخرى‪ .‬يطالعنا الدكتور أرنولد الزاروس بأفكاره االبداعية العالجية المثيرة للضحك والنكتة في مشوراته وارشاداته للعاشقين‬
‫الذين یؤموں عيادته إنه يرى وفي معظم األحيان» أن الزواج ال يكون واضح المعالم‪ .‬ومسئولياته غائبة عن الحبيبين اللذیں‬
‫‪۴%‬‬
‫ينويان الزواج» بكل بساطة يقول العاشق لمعشوقته‪ :‬هل تقبليني كزوج؟ فاالثنان ال تکوں لديا فكرة متميزة واضحة عن قدسية‬
‫الزواج وحرمته» وهذا ما يجعله هشا قابال للعطب سريع االنميار‬
‫عندما يستشار لإلرشاد والتوجيه يطلب من الفتاة المقبلة على الزواج أن تتخيل المواقف المستقبلية بعد همود حمى االقبال الجنبي‬
‫الزوجي ‪ .‬وتصبح العالقات الزوجية بمسئولياتها وتفاعالتها الشخصية هي التي تقرر استمرار الزواج أو امياره نقول يطلب من الفتاة‬
‫‪ .‬أن تتصور التالي‬
‫انت اآلن حامل في الشهر الثاني تشعرين بالوهن» وبأعراض الدوارء والغثيان‪ .‬بين حيس وآخر‪ .‬وخالل وجود زوجك في غرفة «‬
‫النوم » تتهيج معدتك‪ .‬ويقسو الغثيان فتركضين الى الحمام‪ .‬تتقيئين كل شيء في معدتك وتتهيج معدتك الى حد تشعرين فيه أن‬
‫أمعاءك تخرج من فمك أما الزوج فال يأبه بجا حل بك‪ .‬يقرأ الصحيفة بولع واهتمام وكأنك غير موجودة» تتدلى رجاله على السرير‬
‫كالدب القطبي ويتقلب عليه عندما يبدل من وضعيته كالقط الكبير الذي يداعب ذاته تحت أشعة الشمس الدافئة‬
‫وهناك تخيالت أخرى‪ .‬كالوضع االلي والتعامل مع أمه وأهله (الزوج)‪ .‬واالختالفات في الطباع والميول و وغيرها‪ .‬هذه األمور‬
‫يطلب من الزوجين تخيلها مسبقا وتوقع حدوثها‬
‫والهدف من هذا االرشاد التخيلي للزوجس ليس فقط خلق توقعات تقوم على الواقع فقط ولكن أيضا ً السماح للزوجين اكتساب‬
‫‪۴۸‬‬
‫الطرق العقالنية لحل خالفاتهم واختالفاتهم في الرغبات والميول والطباع الشخصية‪ .‬وس خالل األخذ بتقنية التخيل في مقدور الفرد‬
‫أن يذهب برحلة واقعية ولك في بساط الخيال‪ ,‬لما سيواجهه وينتظره مستقبال ومن خالل هذا االعداد للمواجهات المستقبلية يمكن‬
‫عن الشقل لقان ی ال رفاسن ی عله ا‬
‫‪.‬التقويم االنفعالي ‪۲ -‬‬
‫‪.‬رجل عمره ‪ 00‬سنة يشغل منصب مدير تنفيذي في شركة‪ .‬قوم وضعه المستقبلي على الصورة التالية‬
‫حاليا ً أنا مدير الشركة‪ .‬خالل حمس سنوات عل أن أبدأ بالتفكير عن مسألة احالتي للمعاش وحان الوقت اآلن ألتخيل تماما «‬
‫كيف سأمضي وقتي بعد احالتي على المعاش‪ .‬وأبدد طاقاتي أوالدي حميعهم متزوجون» ويتمتعون بوالديتهم وانجابهم لألوالد» زوجي‬
‫تتمتع بعملها وستستمر في ذلك وستظل في تفاعالتها مع صديقاتها وأوالدها ومعارفھاء ولعلى ال أكون مخطئا ان فاتحتها منذ اآلن‬
‫»بما سيكون عليه أمري ا تقاعدي آذ أحب أن تكون تخيالتي وتصوراتي حيال هذا الوضع متطابقة مع تصوراتها وتخيالتها عن حالي‬
‫إن هذا الموقف الذي اذه ذلك الرجل يتخذه كثير من للمستقبل هو أن يحدد الفرد بالتفصيل تخيالته‪ .‬فاقتصاره كا رأينا‬
‫‪۳۹‬‬
‫على أن يعمل كذا وكذاء فهذا غير كاف‪ .‬بل عليه أن يتخيل الحوادث التى يخطط لها ويعيش فيها بكل احساساته وانفعاالته‪ .‬ا‬
‫بهذا المعنى ترفد بطيف من االحتماالت قد نتجاهلها ونفهمها عندما نفكر في الموقف بدون أن نلجًأ الى تخيله ونحن في حالة‬
‫‪.‬استرخاء كما سبق ووصفنا أسلوب الولوج في التخيل وشروطه‬
‫ولعل أهم األمور والمواقف الواجب أن نتخيلها ونعد أنفسنا لواجهتها تخيليا ً هي المرض‪ .‬وموت األعزاء على قلوبنا (الولدء ا و‬
‫وتبدالت العمل أي بتعبير آخر األمور األكثر رضا وتبديال لحياتنا االنفعالية والتكيفية» وال أنسى اطالقا (المؤلف يتكلم) والموقف مازال‬
‫في مخيلتي حتى اآلن‪ .‬حالة زوجة صديقي الضابط الكبير الرتبة الذي استشهد في حرب حرين عام ‪1417‬م أثناء محاصرة فرقته‬
‫لمدينة القنيطرةء كانت تحبه حبا ً جما وهذه المحبة جعلتهاتفر وتعتقد أن زوجها ا وعندما ا ااه اضهت اة فاقدة ال شك والصرات‬
‫غاما كات اله عة الورسة اننا جت له روما كات ر كيف يكلمها وتكلمه» ويجلس معها وتجلس معه‪ .‬كانت األهالس البصرية‬
‫والسمعية جزءا من حياتها اليومية لمدة أكثر من ستة أشهرء ال تمدق اطالنا آنه مات لتك وريه كران ناما كانه معا اعا أن تجعله‬
‫حيا ً في خيالها وبالفعل ظل كذلك قرابة ستة أشهر‬
‫ولوك ا كاوق رافح اعت ميا مادا مسبقا الحتماالت فجيعتها به‪ .‬وهو ضابط يخوض الحرب» واصابته‬
‫‪324‬‬
‫هي احتمال كي عد ‪ .‬لما أصيبت بهذا الرض النفسي العنيف جدا‬
‫ومما الشك فيه‪ .‬أن مثل هذا التخيل واالعداد يحتاجان الى جرأة وعقل وواقعية‪ .‬وأقصد تخيل الموت لقريب أو عزيز فأكثر الناس‬
‫مهربون مس هذا األمر ألنهم ال يستطيعون تخيل الفجيعة فيغالبون بهذا األمر سنة الحياةء وواقعهاء فالموت حق‪ .‬وعلى االنسان أن‬
‫يتخيل وقوعه ويعد ذاته لمواجهته ولعل المؤمنين هم ا االن ا وات ل ككزة ارت وا وه هة االيمان بالمؤمن ومنحة الله له‪.‬‬
‫فيستقبل الموت بطمأنينة المؤمن الذاهب الى عند ربه‪ .‬ومثل هذا التصور عند المؤس المقرون بعقيدة قوية حيال فكرة الموت يبدد‬
‫عنده الخوف ويجعله يستسيغه ويتقبله ألنه دعوة الله اليه‬
‫ونلخص هنا الخطوات الخاصة بإعداد الذات لتجنب صدمة أ ‪ -‬عليك تقويم حالتك القائمة ماهي القوى المسيطرة في العمل‬
‫والبيت؟ فكر بالعالقات الصداقية وباألقرباءء ماهي المتغيرات والمستجدات التي تتوقع حدوثها؟ كيف ستؤثر هذه التغيرات عليك؟‬
‫نيدح ين هذه التعيزات الترففة ‪.‬فتال للنترطن‪ :‬انك عل اقباط مکیں بأحد أفراد عائلتك أو بصديق‪ ,‬وقد قرر االنتقال الى بلد آخر»‬
‫بحيث أن اتصاله الشخصي بك سيكون قليال في‬
‫‪3‬‬
‫تخيلك تستطيع تصور فقدانك لهذا الشخص وتزيل حساسيتك ازاء هذا الفقدان‪ .‬وفي الوقت نفسه تتخيل بدائل له بخلق عالقات‬
‫‪.‬جديدة مع شخص آخر يحل محله‬
‫ج ۔ فكر بكل عالقة قائمة بينك وبين اآلخرین عاين كيف أن هذا الوضع القائم قد ال يدوم وأنك ستواجه تغیرا ف المستقبل‬
‫القريب في هذه العالقات القائمة وس ثم تخيل ذاتك وأنت تتعامل مع هذه التبدالت ‪ 00 / .‬بمكان أن مدا التخيل بما نسميه‬
‫«بحادثة الصفر» أي أن تتخيل ‪ 0‬شوم تعد ومن ثم تحاول كد ظهور بعض الخسارات أو التبدالت التي تحاول تجنبها‬
‫د ركز انتباهك على التغيرات المحتملة الوقوع ضمن ذاتك‪ .‬والممكن أن تحدث خالل السنوات الخمس المقبلة تخيل ذاتك وهي‬
‫هادئة تقبل الحتميات التي ال مفر منها من‬
‫تغيرات فمثال الصلع يمكنك أن تتخيل ذاتك من اآلن وبعد خهمس‬
‫سنوات أنه لى يعلو رأسك اال قليل من الشعر (الصلع) أو أن تصلع تماما حدثت ذاتك وأنت تتخيل تيل الصلع فتقول ومن ثم ما‬
‫بعد‬
‫وكا سبق وتكلمنا في بداية هذا الكتاب أن معظم تفكيرنا ‪ O RR‬هرا مستعارا اذا كان الصلع يزعجك ‪.‬‬
‫يتضس التخيل العقلي» ومن خالل تركيزنا اراديا ً وبصورة واعية على‬
‫الصور الذهنية المترابطة‪ .‬فإن النتاج يكون خريطة عقلية ذهنية تبدو‬
‫‪.‬أكثر وضوحا ودقة‬
‫ومبذه الطريقة فإ خططك المستقبلية تبدو أكثر واقعية‪ .‬فال تقع فريسة المفاجأات وحين) ينكشف لك المستقبل با تتوقعه وتتخيله‬
‫ويصبح واقعا في لحظتك الراهنة القائمةء فإنك ستجد ذاتك مستعدة لمواجهته‪ .‬ستجد ذاتك في ذلك المستقبل وأنت تتعامل معه‬
‫في الحاضر منذ اآلد ‪ .‬وهذا هو سر التخيل وقوته الال محدودة العالجية‬
‫‪E32‬‬
‫الفصل الحادى عشر ارين اة فرق مضيافة‬
‫يشعر المعالج النفمبى السريري خالل ممارسته العالجية أنه يستطيع أن ينصح مريضا ما يجب عليه أن يفعله‪ .‬وما يتعين عليه أن‬
‫يتجنبه في كثير من المواقف» ورغم أن المريض يفهم ويوافق على كل ما أسدي اليه من ارشادات فغالبا ما همل ما نصح به‬
‫‪.‬ويتجاهل ما قدم له من توصيات‬
‫فمثال يجد فرد أنه ال جدوى من الدخول في نقاش مع خاله» وفي المرة الثانية نجده وقد انخرط معه في نقاشات سياسية‬
‫وزوج يجد أنه مضيعة للوقت ومبعث فشاخنات‪ :‬أن دخل مع زوجته في أمور تتعلق بصنيعها في تربية أوالدهاء ولک نجده أنه للتو‬
‫نقض هذا الموقف ودخل معها في حوار من هذا القبيل فعاد الى نكده وتبرمه من سوء تفاهمه معها وامرأة تجد الضرر في‬
‫«النرفزة» والعصبية المفرطة وتقرر أنها ستكون أكثر هدوءا ً ورزانة في تعاملها مع أوالدهاء ثم ال تلبث أن تعود الى هذا السلوك بعد‬
‫عدة ساعات في هذا القرار‬
‫كيف بإمكان هذه المرأة وذاك الرجل االبقاء على ما عقدا العزم عليه كيف بإمكانه) الثبات على القرار والقصد؟‬
‫الحل يكون أن الفرد الذي يعود الى االنخراط في جدال مع‬
‫‪ .‬ويقابل هذه االثارة ببرود وبعيدا عنه وغير مهتم ويكرر هذا التخيل‬
‫واألم التي تأكل أعصابها في تعاملها مع أوالدهاء تتخيل ذاتها مرارا وتكرارا ً أوالدها وهم يتصرفودن تضوفا ال يوق لماء ومع ذلك تواجه‬
‫سلوكياتهم بالبرودة واألناة والسيطرة على الذات‬
‫في هذا الفصل سنتطرق الى أهم المشكالات التي يصادفها المعالج النفسي السريري في ممارسته العالجية في محاولة الغناء القارىء‬
‫بمزيد من التقنيات التخيلية المفيدة» وبذلك نكون في هذا الكتاب قد جعلناالقارىء يتبع دورة كاملة مستكملة في العالج التخيلي»‬
‫وحفزناه وهذا ما نريده‪ .‬الى األخذ با علمناه اياه ليكون أداة في حل مشكالته ومتاعبه االجتماعية والنفسية‪ .‬وأي فرد ال يخلو من‬
‫متاعب ومشكالت؟ أ ‪ -‬كيف تصبح أقل تحسسا ً واهتماما ً ازاء رفض اآلخرين ألفكارك‪ ,‬ومواقفك؟‬
‫إن مسألة رفض اآلخرين ألفكار الغير ومواقفهم من األمور الشائعة في الشكاوي النفسية عند كثير من المرضى‪ .‬وغالبا ما يؤدى هذا‬
‫الموقف الى الشعور بالنقص‪ .‬والخوف من الكالم أمام الناس (الخوف االجتماعي) وضعف الثقة بالذات» ويزداد الموقف رضا ً للنفس‬
‫عندما يواجه اعيان الناس وكبارهم الرفض من الغير آلرائهم وأفكارهم‬
‫ولعل الدواء المضاد المناسب لهذا الموقف السلبي الذي يتلقاه‬
‫الفرد من جانب بعض الناس هو التالى‬
‫أن تتخيل ذاتك وهي تنظر الى وجه الرافقض» والى عينيه» ووقفته» وقسمات وجهه وتعابيره وكالمه‪ .‬وثم تتصور وأن تتجاهل موقفه‬
‫وتنكره وتزدریه» أو بالعكس تدافع ع نفسك‪ ,‬تسدد له هجوما معاكسا أو ما يناسب موقفه منك ‪ .‬وأن االم في هذا التخيل‬
‫التدريبي أن تكون مرتاحا ً فيه فال يزعجك التوقع وال يحدث لك التوتر‬
‫‪ .‬واليك المثال التالي‬
‫طالب عمره ‪ ۱۹‬سنة اشتكى الى المعالج من صعوية ة وإرضاء والده وكسب وده بحيث أن أمائر وجه والده تعبر دوما ً عن عدم‬
‫‪ ,‬الرضا عنة‬
‫وموقف هذا الوالد حدت عند الولد الشعور بالذنب وعدم الرضا‬
‫طلب المعاجل مس هذا الشاب أن يتمرن على التخيل التالي مرتين يوميا على األقل‬
‫أن يسترخي أو ا بوصو وحيوية (وجه ‪ 2‬التفاصيل ” لي أذ ا العبوس ن بقلب نظره في تعابير وجهه الرافضة يظل متخيال ً هذه‬
‫التفاصيل السلبية المنافية‬
‫‪ .‬وبوصوح لمدة دقيقتس‬
‫‪€۷‬‬
‫بعد ممارسة هذا التمرين لمدة أقل من أسبوع أخذ الشاب يشعر بفقدان حساسيته نجاه وجه والده المتجهم‪ .‬وأضحى في مقدوره‬
‫تأكيد ذاته ويصرح لوالده بالتالى‬
‫أال ترى يا والدي أن لك وجها ً رائعا ً‪ .‬ما الذي يزعجك؟ قبل أن يارس هذا التمرين كان ينزعج كثيرا من عالئم الرفض البادية‬
‫على وجه أبيه» وال يتجرأ بمصارحته بما يجول في نفسه إذ كان مهرب وتوتره النفسى يتزايد‪ .‬وما قاله الشاب اآلن واجهت والدي‬
‫وأزلت معه أسباب اكفهرار وجهه با مكاشفة والصراحة التي امتلكتها‬
‫نالحظ في هذا التمرين أنه تضس شيئين‪ ,‬ازالة التحسس من عبوسة وجه األب من اجهة ‪ +‬ن ا رار الل راج الفصل الرابع)‬
‫التعرضي االيجابي وال ننسى أن كثيرا من تقنيات التخيل الناجعة الفعالة تحتوي على هذين العنصرين‪ .‬ب ‪ -‬التعبير عن اآلراء‬
‫‪:‬الصريحة والشريفة الصادقة‬
‫هناك من األشخاص س يعزفون عن االفصاح عا في أنفسهم والتعبير عن آرائهم اآل اذا تأكدوا وجود صدى في نفوس اآلخرين ‪.‬‬
‫وستكون ردود أفعالهم ازاء آرائهم فيها معنى الكياسة والفهم‪ .‬ومالم تكن لديهم بعض الضمانات أن المستمع آلرائهم الصريحة والشريفة‬
‫سيواجهها بالقبول والعاطفة النبيلة فإنهم يفضلون بقاء مشاعرهم الحقيقية دفينة في نفوسهم‬
‫ومهذه الطريقة ‪ .‬فالكثير من العالقات الشخصية التبادلة‬
‫‪ .‬تتسم بالزيف الذي يخرب ويقوض المحبة األصلية والثقة والرد الشريف‬
‫تضرع هده الحالة التدريب على تمرين تخيلي يتصور الفرد ذاته يوجه رأيا ً صريحا ً وشريفا ً صادقا ً قد ال يالقي صدى وال يسمع مس‬
‫قبل الغير‪ .‬عالجت مريضا ً (المؤلف يتكلم) يعيش الكبت والحقد الكبيرين تجاه والده اذ يحمل والده مسئولية الحالة المرضية‬
‫النفسية التي آل اليها!! وهي الخوف االجتماعي وضعف الثقة بالذات وتحقيرها ومشاعر االثم‪ .‬األمور التي عاقت كثيرا ً من تكيفه‬
‫االجتماعي‪ .‬كان كال جاء لجلسة عالجية يبدأها بسب وشتم والده بعدوانية كبيرة وبألفاظ نابية» وبالمقابل وخالل عالقاته اليومية مع‬
‫‪.‬والده كان يبدو خانقا ً‪ .‬مطواعا ً‪ .‬أنيسا ً في وقت كان والده وفي أية مناسبة يقرعه ويذمه كالولد الصغير‬
‫أدركت أن محور مشكلته النفسية وجوهرها تكمنان في هذا العدوان المكبوت‪ .‬وضعفه أمام ذاته في التعبير عن آرائه الصريحة ازاء‬
‫‪.‬معاملة والده له‬
‫طلبت منه بعدما شرحت له فوائد التخيل وآلياته العالجية أن يتخيل أنه يقف أمام والده ويفرغ كل مافي نفسه من آراء وأفكار‬
‫وعواطف سلبية تجاه معاملته له» وأن يحمله مسئولية إعاقة نموه االنفعالي ومرضه النفسي» ويعبر له عن كراهيته وبغضه لهء‬
‫‪,‬وأنانيته ور صالحيته ليكون أبا ً محترما ً وفي الوقت نفسه يقف غير مال اطالقا ازاء أي رد يصدر عن والده ازاء هذا النقد الشديد‬
‫‪44‬‬
‫ويبدل كالمه مع ذاته طاتا مع الالمباالة» سوف أقف غير مبال بكل كالم بهاجمني فيه ألنه مس الطبيعي أال يكون غير ذلك»‬
‫المهم أنني أسمعته مافي نفسى صراحة» وعليه أن يعرف مكانته في نفسي» وعلى المريض أن يكرر هذا التمرين مرتيى يوميا ً ولدة‬
‫أسبوع بحوارات مختلفة (دفعا مس الملل) ولكنها جميعا تصب في هذا المنحى في الجلسة المقبلة» وجدته على غير عادته» لم‬
‫يباشر بذكر أبيه ول ہاجمه أو يشتمهء أفاد أنه شعر باالرتياح الكبير» وأن عالقاته مع رئيسه (الكابش الطيار) قد تحسنت وأصبح‬
‫في مقدوره أن يعبر له عن آرائه حيال المالحظات التى كان يبدا له عند الطيران (المريض هو ناز جاور ومكة فل كيك أن هد‬
‫الفسرين ی اده الله تعد محصورة باألب بل باألشخاص الذیں يتعامل معهم المريض وس‬
‫حملتهم رئيسه الطيار‬
‫وبالطبع اتبعت تقنيات عالجية أخرى سلوكية الزالة متاعبه في عالقاته االجتماعية األخرى‪ .‬ومن ضمنها خجله الكبير أمام الجنس‬
‫اآلخر وعلى العموم‪ .‬ومن خالل ازالة عقدته من والده بقدرته على تأكيد ذاته‪ .‬وحفزه دوما على أن يباشر هو بإثارة مواقف‬
‫غاضبة من جانب أبيه كي) يتعلم ازالة تحسسه منه وهذا ما نسميه «بالتطعيم الوقائي ضد الغضب والتوتره فقد تحسنت أعراضه‬
‫المتعددة تحسنا ملموسا بعدد من الجلسات العالجية مقدارها احدى عشرة جلسة وهو اآلن قيد المتابعة العالجية حيث يقابلنى كل‬
‫ثالثة أشهر لعاينة مدى ثبات تحسنه واستقرار هذا ا‬
‫‪10 ۰‬‬
‫‪:‬االجابة ب ركال للمطالب غير المنطقية والالمرغوبة‬
‫هناك الكثير من الناس الذين يطاوعون غيرهم بقبول ما يطلبونه منهم بينها هم في واقع قرارة أنفسهم رافضون هذه المطالب ال‬
‫«» ء إن هذا الموقف المنافي المتضارب يعود عليهم بالشعور باالثئم تجاه ذواتهم‪ .‬ويتنامى عندهم بالشعور‬
‫يتجرأون أن يقولوا لهم ال‬
‫بالضعف أمام الغير‪ ,‬وبالصغارة» وتحقير الذات ألنهم عاجزون عن‬
‫تأكيد ذواتهم‬
‫مراهق عمره ‪ ١8‬سنةء في الصف الثالث الثانوي من عائلة كريمة وذات دخل رفيع‪ .‬والوسط العائلي على درجة عالية من الثقافة‬
‫والده طبيب وأمه محامية راجعني والده (المؤلف يتكلم) للنظر في امكانية عالج ابنه الخجول جدا المثبط‪ .‬المنعزلء المضطرب‬
‫الكالم» المتأخر في دراسته» سبق وعالج هذا الشاب المراهق لمدة سنة تقريبا اخصائي بعلم النفس التعليمي غير متخصص بالعالج‬
‫النفسي» ظبق عليه أساليب التفريغ االنفعالي والتداعي الحر وكانت معالجات سطحية مخففة للتوتر النفمبي ال تعالج جذور متاعبه»‬
‫كشفت االختبارات السيكولوجية التشخيصية السريرية أن هذا الشاب على عتبة بدء االضطراب الفصامي بفعل الميل الشديد الى العزلة‬
‫واحالم اليقظة في طابعها الخيالي الغريب الالواقعي المتسم بالفرار من عالم الواقع وكانت والدته خدوعة عدا بمظاهره السلوكية‬
‫تعتبره في أوج الحياء االجتماعي » وديع يتحاشى الصداقات المؤذية» وال يرغب بمخالطة أصدقاء السوء من‬
‫‪01‬‬
‫رفاقه في المدرسة» والواقع أن سلوكه كان انسحابيا ً جداًء يعبر عن كراهيته لسلوكيات أصدقائه في وقت ال يستطيع أن يرد عليهم‬
‫() على مواقفهم تجاهه‪ .‬وغير قادر على مواجهتهم با في نفسه من مشاعر منافية ازاء معاملتهم له‪ .‬كان الكبت‬ ‫بكلمات ال‬
‫النفسي للعدوان على درجة كبيرة مس الشدة‪ .‬ويتظاهر هذا الكبت ہیں حين وآخر‪ .‬برفض الدراسة» ومعاندة والدته‪ .‬واتهامها‬
‫التخيل المؤكد للذات‪ .‬وقد استجاب في‬‫ٍ‬ ‫بالتسلط عليه عموما ً كانت حالته عصابا ً مزمنًآ على عتبة الفصام رشحت حالته للعالج‬
‫بادىء األمر الى العالج استجابة مشجعة عندما كنت أدربه على االسترخاء الضروري جد الضعاف استجاباته التوترية القوية التي‬
‫يعيشها يوميا ً ‪ .‬اال أنه فجأة رفض العالج» وحاولت والدته بكل قواها أن تثنيه عن عزمه اآل أنه أصر على ذلك لعاملين حسب‬
‫تفسیري أنه كان يستفيد من مرضه استفادة ال شعورية بفرط االهتمام تجاهه وتلبية طلباته من جانب والدیه» وهذا مكسب سيخسره‬
‫اذا ما استقل وزالت أعراضه ‪ .‬وثانيا ً هواجسه الالسوية الزورية التي بدأت تجتاح أفكاره خلسة» وكان منها موجه الى شخصي‬
‫‪.‬كمعالج » وهذا ما أثبت صحة افتراضي التشخيصي أن الشاب على عتبة الفصام الشبابي‬
‫‪ .‬المخاطر السيكولوجية‬
‫يلج فيه الفرد نتيجة خوفه من ركب المخاطر النفسية؛ اذ يسعى دوما ً أن يتصرف ليكون في الجانب اآلمن‪ . .‬وهذا ما يمنعه من‬
‫االستمتاع‬
‫‪YoY‬‬
‫بجوانب حياته» ولنقل الفرد الذي يتسم برعديد الطبع» ونقصد بالمخاطر هنا الفردية البحتة‪ .‬فعند بعض األفراد أن جرد دعوة‬
‫ألصدقائهم لتناول العشاء على مائدتهم فهذا أمر على جانب كبير من المخاطرة‪ .‬وهناك آخرون يخافون من المطالبة بزيادة رواتبهم أو‬
‫التعبير عن استيائهم من مواقف معينة أو ابداء مشاعر صداقية‬
‫أعرف ميوظفا ً «الكالم للمؤلف» كان يعمل نحت امرتي في احدى الشركات األجنبية المصنعة لألدوية» يسعى بكل جهده الى ارضاء‬
‫رؤسائه ولو على حساب كرامته وذاته‪ .‬كان يعبر لي عن مشاعره من تصرفات أحد زمالئه وعن غبنه في تعويضاته‪ .‬ولكنه ال‬
‫يتجرأ اطالقا ً أن يأخذ على عاتقه المطالبة بإنصافه أو إيقاف رفيقه عن االيقاع به» كان يرغب مني أن ألبي طلباته بدون أن أذكر‬
‫اسمه أي أن أتبناها نابدة من مبادأتي الخاصة وقد اتضح لي يوما ً عندما أخذ رأيه مديره في األمور التي نقلتها اليه عن مطالب‬
‫هذا الموظف أنه أعلم المدير أن ما أنا كلمته به هو من مبدأ مبادراتي الخاصة‪ .‬خوفا ً من أن يأخذ عنه فكرة سيئة» فيلغي عقده‬
‫حسب تصوره‪ .‬إنه يظن أن أمنه النفسي هو في الولوج بأية مخاطر نفسية» وأال يقتحم ماهو غير راض عنه حفاظا ً على عمله‪.‬‬
‫‪. .‬وكان سلوكه طوال حياته على هذا النهج السلبي وهو في أعماق نفسه يشعر أنه ضعيف » ال يقوى على المطالبة بحقوقه‬
‫العصابي ومن خالل مشاهداتي وممارساتي العالجية لم أجد حالة‬
‫عصابية (أء ی اضطراب نفسي) اال وفيها سلوك التجنب والهروب ‪ .‬وهذا ما تؤكده جميع األبحاث والدراسات السريرية في هذا‬
‫‪.‬الخصوص‬
‫وانطالقا ً من هذه الظاهرة الحامة في السلوك العصابي المرضي» نجد مرضى النفوس يتجنبون مواجهة الناس» وحتى مواجهة مشاعرهم‬
‫‪.‬ذاتهباء ودوما يكونون ف حالة توتر‬
‫من المعلوم أن كل فرد فيه بعض الميول العصابية التي تعيق فقن أنه خا قعل قن بطل العوة و الع عن شخص آخرء أو تتظاهر‬
‫أنك تعرف كل شيء وترفض أن تعترف بجهلك ببعض األمور التي تسأل عنباء ألم مع القول المشهور كذا ؟ فيقول له بالتأكيد‬
‫‪.‬أعرفه وهو عمليا ال يعرفه ألنه ال يرغب في االعتراف بجهله به‪ .‬وقس على هذا األمر في سلوكياتنا‬
‫ثم هناك بعض األشخاص يزعجهم تلقي الثناء والمديح عالجت مريضا ً مازوشيا (الكالم للمؤلف) يعاني من خوف اجتماعيى‪ .‬ومشاعر‬
‫اضطهادية وعندما كان يؤدي واجباته ووظائفه وتمريناته ‪ 0‬التي أطلبها منه‪ .‬وأمدحه على هذا األداء كان ينزعج دا مك ن أطري‬
‫عليه ألنه بنظره ال د يستحق االطراء بل وينتكس ا‬
‫هناك أيضا ً آخرون‪ .‬يبذلون كل مافي استطاعتهم لتجنب الوقوع بالخطأ في أعمالهم وكأنهم بحالهم هذا يؤمنون أنهم يتوجب عليهم أن‬
‫يكونوا معصومين عن الخطأ‪ .‬ومثل هذا الحذر الشديد في‬
‫عدم الوقوع بالخطأ يفوت عليهم فرصا كبيرة من الربح واالستمتاع والمكاسب المادية واالجتماعية‬
‫من ناحية أخرى نجد أن سلوك التجنب يرتبط ارتباطا ً وثيقا ً بالتسويف‪ .‬والمماطلة والتأجيل في تلبية المطالب‪ .‬وهذا وجه آخر س‬
‫السلوك العصابي» والشك أن كثيرا ً منا عانوا خسارات كبيرة بفعل ارتباطاتهم بأعمال مع أشخاص من النوع المماطل المسوف‪ .‬بل‬
‫‪.‬أن عماطالتنا وتأخير اتخاذ أي قرارء والخوف من المخاطرة السيكولوجية كبر نا روكت عا ا هامة في األعمال واألرباح‬
‫للتغلب على سلوك السلبية ولنقل الطبع السلبي الرعديد (وهذا األسلوب العالجي استفاد منه اآلالف من المرضى حسب ما تشير‬
‫الى ذلك الدراسات السريرية)‪ .‬ننصح القارىء الذي يعاني س الخوف من الولوج في المخاطر السيكولوجية المتسمة بالمماطلة‬
‫‪.‬بالعالج التخيلي التالي‬
‫أ في بادىء األمر عليك أن ترصد وتسجل في الئحة المواقف غير السارة المزعجة التى اعتدت على تجنبهاء ولنقل مال زيارة‬
‫صديق مريض‪ .‬الطلب ‪ ۶‬أبويك وأسرتك عدم التدخل في شئونك الخاصة» دفع الديون الى الصديقء كتابة رسالة ‪ 2‬وغيرها‬
‫ب ‪ -‬انتق مس هذه الالئحة أي موقف مس هذه المواقف وتعامل‬
‫‪.‬معه تخيليا ً على أساس تخيل انجازه» كرر هذا التخيل بتمارين يومية لمدة مس دقائق يوميا ً ولعدة أسابيع قليلة‬
‫‪Yoo‬‬
‫ج يفضل انتقاء المواقف األكثر سهولة (ك| سبق وذكرنا عند‬
‫رصد المواقف المراد مواجهتها وازالة التحسس منها في مطلع هذا‬
‫الكتاب» أي المواقف المتسلسلة هرميا بالشدة والصعوبة) وأن‬
‫تبدأ بالتعامل معها تخيليا ً‪ .‬تعامل معها واقعيا‬
‫وهكذا تجد أن هذه الالئحة التي تضمنت الكثير من المواقف التجنبية قد تضاءلت وصغرت وتزايدت ثقتك بنفسك وتعاظنت قدرتق‬
‫عل السيطرة غل المواقق الخارجية ‪. :‬ول تش أبدا المواظبة على تمارين التخيل حتى ازالة الموقف السلبي ومن ثم النزول الى‬
‫‪ .‬الميدان‪ .‬والتعامل مع تلك المواقف على مستوى الواقع العمل‬
‫تخيل رد الفعل بقوة صفر‬
‫نذكر هنا نموذجا ً آخر مص التخيل من ابتداع الدكتور جوزيف كوتيال من جامعة بوسطن‪ .‬وأفادت التجارب السريرية أنه أعطى نتائج‬
‫‪ .‬محمودة ‪ ٤‬تهدئة لمحاوف المرضى الذين طبقوه‬
‫لنفترض أن مريضا ً يعاني من خوف شديد في طرح سؤال على‬
‫لعالج حالته نطلب منه أن يتخيل ذاته يسأل سؤاال ً سخيفا ً ومضحكا للغاية‪ .‬وثير نمدا بل وحتى االعهام بضحالة العقل‪ .‬وضعف‬
‫الذكاء وبعد أن يطرح هذا السؤال‪ .‬يتخيل أن سؤاله ل يعر‬
‫"كه‬
‫ويذكر لنا جوزيف كوتيال عالج رجل شاب يشكو من اضطراب في الكالم المتوسط الشدةء يخاف خوفا ً شديدا ً من أن يطلب منه‬
‫القاء كلمة أمام الناس‪ .‬وقد انتسب الى مدرسة تعالج اضطرابات الكالم وتشجع على ازالة الخوف من الكالم أمام الجمهور‬
‫طلب منه أن يتخيل ذاته في موقف يتكلم فيه أمام أفراد صفه» ولكن في التخيل كان كالمه سیئا جداء غير واضح ‪ ٠‬ال تخرج‬
‫الكلمة من فيه (فمه) اال بعد انحباس صوتي طويل المدة‬
‫كان عليه وفق تعليمات المعالج أن يتخيل معلمه ورفاقه طالب ضفة يتشاهلون تاهال ثاما انتخا صرته وكالفه ‪...‬بعد أن مارشن‬
‫هذا التخيل الذي أسميناه ( رد الفعل الصفر) لعدة أيام أفاد بتناقص مشاعر القلق المتوقعة‪ .‬أنا ال أعرف كيف حدث ذلك وكل‬
‫مافي األمر أن هذا التخيل أفادني في اضعاف القلق هكذا قال ألامعالج وهكذا نأتي في هذا الفصل األخير على نهاية الكتاب‪.‬‬
‫وأملنا أن يكون القارىء قد سار معنا في هذه الرحلة العلمية المحضة للجوانب العالجية الحامة في قوة التخيل‪ .‬وأصبح على يقس‬
‫أن ما سردناه وفصلناه من حاالت عالجية التي ازدحم فيها هذا الكتاب وما شرحناه من ألوان العالج التخيليء ما تجعله موقنا ً‬
‫مؤمنا ً بأهمية األساليب العالجية الجديدة السلوكية التي طرحت ذاتها اليوم بثقة كبيرة في تقديم الخدمات قصيرة المدة الزمنية»‬
‫وبأجور عالجية زهيدةء ال تقارن مع تكاليف العالج النفسي التخيلي» وأسهمت في‬
‫باه ؟‬
‫‪.‬تقديم األسس الحديثة للعالج النفسي القابل للقياس والذي يلمس المريض نتائجه العالجية وفوائده خالل بضع جلسات‬
‫إن على القارىء أال يقرأ الكتاب بعجالة كأي كتاب آخر ثقافي‪ .‬بل عليه أن يتمعن في سطوره» ويأخذ بأساليبه» ويسعى الى‬
‫تطبيقها على ذاته في عالج ذاتي» حيث والشك سيجد الفائدة كل الفائدة وتزداد ثقته يما قرا وسمع من قصص عالجية ألنه أراد‬
‫‪.‬بذاته أن يتمعن مصداقية ما جاء في هذا الكتاب‬
‫وأن مجال التعديل واالبداع مس األساليب التخيلية هو مفتوح أمام القارىء وكل باحث‪ .‬أذ أن القصص العالجية التي سردناها ماهي‬
‫اال شواهد وأمثلة لإلثبات والتأكيد والبرهان‪ .‬وفي وسع القارىء أن يعمل بذهنه كيا يستنبط أساليب تخيلية معدلة تالئم حالته»‬
‫وتتفق مع مشكلته فباب اإلبداع واالجتهاد مفتوح لكل قاریء باحثا ً كان أم قارئا ً مهتيا ً‪ .‬وعندما يدرك ادراكا ً حقيقيا ً األسس التي يقوم‬
‫‪.‬عليها العالج التخيلي ويؤمن بهاء فال عائق أمامه اطالقا ليجول ويصول في هذا الميدان العالجي الحديث‬
‫‪10 ۸‬‬
‫الق‬
‫تقنيات التدريب على االسترخاء‬
‫إن معظم التقنيات التي تدرب على فن االسترخاء هي مفيدة وفعالة بال تمييز أو استثناء أو تفضيل شريطة أن يتحقق االسترخاء‬
‫العض العام مبذه التقنيات‬ ‫ٍ‬
‫‪.‬ويمكننا أن تميز نوعين س أساليب االسترخاء‬
‫‪.‬تمارين ن¿ االسترخاءء التوتير للعضل المتناویں (ويسمى شا االسترخاء المتصاعد) ‪3-5‬‬
‫‪.‬ات تذريب االسترخاء الحسى‪ .‬نطلب منك أن تجرب النوعين وتختار األنسب لك‬
‫قد تطلب من شخص أن يكون عذب الصوت رخيم اللحن کیا يمل عليك تعليمات االسترخاء والتي سنذكرها لك وتنفذهاء بعد أن‬
‫يتم تسجيلها على شريط صوتي» أو أن تقوم بذاتك بتسجيل هذه التعليمات وبصوتك على الشريط الصوتي أو تقوم بإمالء هذه‬
‫التعليمات الى صديقك‪ .‬ومن ثم يقوم هذا األخير عندما يأتي دورك بالتدريب على االسترخاء‪ .‬يلي عليك التعليمات لتنفيذها فجميع‬
‫األساليب المذكورة يمكنك اتباعها وهذا يعود الى خيارك ولكن ما أن تحفظ التعليمات وتختار منها في ذاكرتك لم تعد الحاجة ال الى‬
‫الشريط الصوتي وال الى رفيقك إلمالء هذه التعليمات عليك‬
‫‪CÎ‬‬
‫‪ .‬أ ‪ -‬تمرين استرخاء توتير العضل‬
‫اجلس على مقعد مريح له مسندان لليدين عدل وضعيتك لكون اقل مرضة اما" سرون ان شو ون ود غل ج (حزام‪ .‬ربطة‬
‫عنق ‪ .‬وغيرها) اآلن خذ تنفسا ً عميقا ً تمأل رئتيك فيه وببطء ومن ثم ازفر الهواء ببطء أيضا ً ليخرج من رئتيك‪ .‬كرر العملية ثالث‬
‫مرات‬
‫‪ .‬ارخ جسمك واعضائك ارخا ناما والستغريةا فى جاك يشذك الى األسفل‬
‫اآلن‪ .‬وتر كل عضلة أو مجموعة عضل توتيرا غير مؤم من عضالت جسمك الرئيسية وحافظ على هذا التوتير لمدة حمس ثوان‬
‫وس ثم ارخ العضالت ا موترة واستشعر هذا االسترخاء وبالتوتير في هذه العملية المتناوبة عليك أن تركز انتباهك في التوتير‬
‫‪ .‬واالسترخاء العضل‬
‫اآلن كررمافعلته‪ .‬وتر جميع عضالت جسمك ‪ .‬حافظ على هذا التوتر لمدة خمس ثوان ارخ العضالت المتوترة واستمتع هذا‬
‫االسترخاء ‪ .‬واستشعر به‬
‫‪.‬اإل ‪.‬عند تفا عا “ةف مندرك‪. :‬ذفن اهران ببطء واستشعر بالتوتر مخرج مع الزفير‬
‫بعد ذلك ‪ .‬ارخ عضالت جميع جسمك في وقت تركز‬
‫‪۰‬‬
‫انتباهك على فكيك فتضغطهاء وتشد العضالت حول عينيك شدا ً فوياء تستشعر بالتوتر في الفكين وفي العينيں والوجه‪ .‬ابق بقية‬
‫اآلن ارخ التوتير العضلي في الفكن وارخ عضالت اآلن ادفع برأسك الى الخلف الى الحد الذي تشعر التوتر في عضالت الرقبة‬
‫وارفع كتفيك الى األعلى حتى ارتفاع األذنين‪ .‬العلوي عر الظهر‪ .‬عاين التوتر العضلي ف هذه المناطق واالسترخاء ‪ ٤‬بقية عضالت‬
‫الجسم المسترخية‪ .‬ارخ عضالت الكتفي بإعادته) الى الحالة السابقة‪ .‬ودع رأسك يأخذ مكانه األول‪ .‬استشعر باإلسترخاء في‬
‫الكتفي‪ .‬والرقبة ‪ .‬اآلن اجعل كفيك قبضة ووتر عضالت معدتك استشعر بالتوتر | لعضا ‪ ٤‬القد لقبضتين و عضالت المعدة وقارن‬
‫هذا التوتر باإلسترحاء في بقية الجسم استشعر هذا االسترخاء‬
‫وتر عضالات االاليتى رعضالت الفخذیں وادفع ‪027‬‬
‫بأصابع رجليك الى األسفل لتوتير عضالت الساقين‪ ,‬استشعر بالتوتر في اإلليتين وعضالت الفخذ والساق‪ .‬بينما اجعل بقية عضالت‬
‫‪ ,‬جسدك مسترخية» اآلن ارخ عضالت هذه األعضاء واستشعر باإلسترخاء فيها ودع هذا االسترخاء يعم جميع أرجاء جسدك‬
‫عندما تزفر الهواء من منخريك تخيل كلمة (هادىء) كرر هذه العملية الزفيرية مع هذا التخيل‪ ..‬للمدة التي ترغبها‬
‫‪ :‬ب ‪ -‬التدريب على االسترخاء الحسي‬
‫اجلس على مقعد مريح وعدل وضعيتك بحيث تكون مرتاحا ً تامأ ارخ جميع األشياء المشدودة على جسمك» اسند ظهرك ورقبتك‬
‫على ظهر المقعد» ستطرح عليك‪ .‬سلسلة من األسئلة وكل سؤال تجيب عليه بكلمة نعم أو ال » عاين رد فعلك ازاء كل سؤال‬
‫مهما كان رد فعلك فهو جيد ومقبول » ال توجد مقولة صحيحة أو خاطئة في أقوالك‪ - .‬هل يمكنك أن تشعر بالثقل وزيادة وزنك‬
‫وتكون مستمتعا ً بذلك (ه ثوان توقف)‪ .‬؟ ‪ -‬هل يمكنك أن تستشعر وتركز انتباهك على يديك وساعديك؟ (ه ثوان توقف)؟ ‪-‬‬
‫استرخاء من األخرى؟ (ه ثوان توقف)‪ - ١ .‬هل يمكنك أن تغلق عينيك؟ (ه‬ ‫ً‬ ‫هل يكن أن تستشعر أن احدى رجليك هی أكثر‬
‫‪.‬ثوان فقط)‬
‫‪۲‬‬
‫هل يمكنك االبقاء على اغالق العينين خالل الفترة التى تستغرقها األسئلة التي طرحتها عليك؟ (ه ثوان فقط) ‪- ١‬‬
‫‪.‬هل تستطيع أن تتخيل المسافة الكائنة بي ذروة رأسك ورأس قدمك؟ (ه ثوان فقط) ‪-‬‬
‫هل تستطيع أن تتخيل أنك تنظر الى شيء بعيد؟ (‪ 0‬ثوان فقط) ‪-‬‬
‫‪.‬هل تستطيع استشعار التوتر وهو يخرج منك؟ (‪ 0‬ثوان فقط) ‪-‬‬
‫هل تستطيع أن تعي الفراغ الكائن في فمك؟ (ه ثوان فقط) ‪-‬‬
‫‪.‬هل تستطيع تخيل مكان هادىء؟ (‪ 5‬ثوان توقف) ‪-‬‬
‫هل تستطيع استشعار اإلحساس بالحرارة في مكان ما من بدنك؟ (ه ثوان توقف) ‪-‬‬
‫‪.‬هل تستطيع أن تستشعر بالهدوء واألمان؟ ‪ (٠١‬ثوان توقف) ‪-‬‬
‫‪.‬هل تستطيع أن تفتح عينيك؟ (‪ 0‬ثوان توقف) ‪-‬‬
‫اذا كانت عيناك مغلقتين أرجو أن تفتحه| واستشعر اآلن باليقظة والراحة كيف استشعرت باإلسترخاء؟‬
‫‪۹۳‬‬
‫‪ :‬المرااجسع المراجع العر بية‬
‫الدكتور محمد حجار أبحاث ‪ 5‬علم النفس السريري واإلرشادي دار العلم للماليين بيروت‪۱۹۸۷ .‬م ‪5‬‬
‫المراجع األجنبية‬
‫‪Albert Ellis (1987) the parctice of rational emotive therapy, springer publishing‬‬
‫‪company, New-York.‬‬
‫‪- Joseph Wolpe (1987). The practice of Behavior therapy (ihnid edition) Pergamon‬‬
‫‪press, New-York. Lazarus, A. (1987). The power of imagery pergamon press, New-‬‬
‫‪York. Aaron Beck. M. D. (1980) Feeling Good , the new mood therapy. New Amarican‬‬
‫‪Library.‬‬
‫‪Ellis A(1988) Rational- emotive, Therapy with alcoholics and substance abusers,‬‬
‫‪pergamon press, New-York.‬‬
‫‪"o‬‬

‫طبعت بالمطايع اال بدا رالنش درك زاكر لرا سا االم بالساض ‪1۰٤۱‬ء ‪۱۹۹۰ -‬ء‬
‫دار العم الہ کہ الع ےھ لل ‪,‬اما االسمة‪ ,‬اليس رنت لزنا‬

You might also like