Professional Documents
Culture Documents
المنبه وهو الكلب الذي كان فقط يلعق بلسانه األرجل» ولكن لو كان الكلب يفا عدوانيا ً ودخل الغرفة وأخذ يبر على الجالسين فإن
:صراخ الرجل «ابعدوا عني هذا الكلب» يكون منطقيا وله ما يبرره أي
o0
.وردود األفعال
والحق يقال .ان كثيرا ً من العلماء النفسيين اليوم يتفقون على أن تقلبات األهواء التي يصعب تعليلها والتنبٌؤ بها 65ندوة 7في
السلوك االنساني لم تعد بحاجة الى النظر اليها وتعليلها على أساس العقد النفسية الالشعورية والقوى الديناميكية الداخلية المختبئة
المكبوتة في الالشعور والرقابة الشعورية الحارسة «مصعل» أو حتى المنعكسات االشراطية بل على أساس الصور الذهنية التخيلية
المليئة باألفكار .والقيم والمواقف والمعتقدات .فالنظرية السلوكية التخيلية الحديثة في تعليل ماذهبنا اليه تتلخص بكلمة بسيطة ولكن
تعرف على الصور الذهنية تفهم ّ مدلوها هام جداًء فيقلب كل النظريات النفسية الديناميكية رأسا ً على عقب» هذه الكلمة هي
السلوك .بل أكثر من ذلك أوجد الصور واذا رغبت فستكون قادرا في معظم األحيان على تبديل المشاعر والسلوك فهذه المكتشفات
الهائلة األهمية تضع أيدينا على منابع اإلضطراب النفسي وطرق شفائه من خالل تبديل الصور الذهنية أي عالج اعادة تركيب البنية
وأن تبديل الحديث مع الذات هو بدوره الذي يبديل تلك Congnitive Restructuring Therapyالمصرفية االدراكية
.الصور الذهنية
وقبل أن نلفت الى شرح التمارين والتدريبات النوعية وعرض شواهد وحاالت خاصة التي تظهر كيف أن استخدام التخيل واالستعانة
به يمكننا من ازالة مختلف االضطرابات االنفعالية والنفسية بحس بنا أن نفصل بإسهاب العمليات التخيلية وهذا ما سنعالجه في
.الفصل الثالث من مختلف الوجوه
كه
الفصل الشثالث
تقنيات اغناء القوى التخيلية وزيادتما
أتخمنا العالمة فرويد بسيل هائل من المعلومات عن الالشعور ردوره االم والخطير في الحياة النفسية س مرض وصحة .,وعن
القوى الخفية 14ناءء ©0القابعة تحت مستوى الوعى والشعور وطبقا للنظرية النفسية -الديناميكية التحليلية (أي ا هناك دوامة
من النشاط الصادر عما تحت الشعور ونامء6208ا 5الممتد داخل الظالم (الالشعور) يصل هذا النشاط الى الشعور أو الذهن!Whi
وبالتالي هيمن على كثير من تصرفاتنا السلوكية ومشاعرنا واستنادا الى هذا االفتراض الفرويدي فإن كثيرا ً ص الشاغلين أتباع المدرسة
التحليلية الفرويدية يعتقدون أننا ضحايا الدوافع المكبوتة في أعماق الذات والطاقات الخفية المتوارية فيه والتي تتحكم وتسيطر على
.أفعالنا وسلوكياتنا
إن أصحاب النظريات الذين ينتمون الى المدرسة التحليلية األيتامكة واللزيدية اعدا كيرا داك الالشعون وا اررق حياتنا السلوكية
والعاطفية نادرأ ما يرون األشياء كماهي في الواقع ,أو يفسرونها على حقيقتها
اذ يؤولون كل شيء يرتبط بالتفاعل الذاتي بكونه جرد ترميز لشيء أساسي وجوهري من نتاج القوى الخفية الالشعورية المكبوتة.
فالفخر هو كراهية مقلوبة والفرح هو حزن منزاح» ويرون في االبداع
اه/
مظهر د تصعيد جنسي في جذوره األصلية .والطموح هو فرط تعويض عن مركب النقص وهكذا
والسؤال الذي يتبادر الى ذهننا هو؛ الذا لحأ كثير مس هؤالء أصحاب النظريات الى هذه التفسيرات والتأويالت المعقدة المحيرة
المليئة بالفحوص واأللغاز للسلوك البشري ؟
لعل جزءآ مس الجواب على هذا التساؤل يكمن في حقيقة كون الكائنات االنسانية هي 5طبيعتها تميل الى حل المشكلةء وتجد
المتعة كل المتعة في ارتياد األشياء المعقدة وتحديها وليس الظواهر البسيطة
اذن واذا كان هذا الميل البشري في التنقيب عن األمور المعقدة دغية حلهاء فكيف بإمكاننا وا حالة هذه أن نسير ونهيمن على
شىء مثل تعقيد العقل البشري بوسائل مباشرة .وأدوات سهلة الفهم؟
إن األبحاث الحديثة بدون لحوئها الى تحدي تعقدات الدماغ والنفس» و حيلهما التي ال تفسر ٤تمكنت مع ذلك من | لكشف
عن كثير ص الحقائق غير المعقدة» عص سيكولوجية االنسان
هناك كثير من البشر ال يدركون أننا جميعا ً نفكر بالمستويات اللفظية وغير اللفظية › وعندما نستقطب تفكيرنا في موضوعات هامة
.نجد أن سلسلة كبيرة من الصور الذهنية والتخيالت ترافق عواطفنا وتنصب فيها ولكي تؤمن باذهبنا اليه اختبر ذاتك بالتالي
كدر بكل شيء يجعلك مسرورا وفرحا ً» خذ بعض الوقت .ضع جانبا ولعدة دقائق هذا الكتاب الذي أنت تقرؤه اآلنء وتخيل
0۸
.المواقف أو الحوادث التي تجلب لك السعادة والحبور والطمأنينة والراحة
بعد أن تركز على هذه التخيالت المترابطة السارة حول تخيالتك وصورك الذهنية نحو أشياء مزعجة مكربة .ماهي األشياء التي
تقودك نحو شعور االكتئاب واالنقباض؟ ١
اآلن حاول أن تفكر بأي شيء يثير جنونك وغضبك ماهي طبيعة األشياء التي تقودك الى الشعور بالغضب والعدوان والميل الى
االنتقام ؟ وأخيرا :فك باألشنياء التي يالك تعن خانفا ً ماهي المنبهات التي تجعلك خائفا ً -قلقا؟
اآلن لنفحص ماذا جرى وحدث خالل ممارستك للتمرين الذي ذكرناه هل كنت حقا ً تفكر فقط بالكلمات وبالجمل؟ هل هناك أية صور
أو تخيالت لمعت 5ذهنك وشعورك؟
إن معظم الناس ال يجدون أية صعوبة في ادراك أنه عند ممارسة مشاعر واحساسات هامة .تبرز الى ساحة الشعور سلسلة من
التخيالت أو الصور الذهنية .ومع كل ذلك نجد أن أهمية قوة التخيل العقلي ال تؤخذ بعيں االعتبار من قبل كثير من علماء النفس
وأطباء النفس› فنادرا ً ما يدركون أن كثيرا ً من التخيلالت تسبب االضطرابات النفسية واالنفعالية» ولعل األكثر أهمية أن ثمة س ا
معا لحي النفسيين يظلون في جهل من أن االستخدام االرادي والمدبر لتخيالت نوعية غالبا ً ما تبرهن على أنها المفتاح الذي يفك
.األلغاز ويفتح الطريق نحو حل المشكالت المحيرة (أنظر الفصل األول)
ه8
فالتخيل بحق يفتح على مصراعيه واحدا ً من أبواب المیادیں األكثر قوة في الشخصية الزالة التوترات والشدات اليومية التي ال بحصى
.عددهاء كا وأن التخيل يمدنا باالداة الفعالة الناجعة لخلق تقرب عقالني منطقي لعالج كثير س المشكالت المختلفة
- ١:التخيالت (الصور الذهنية) والخوف
كما ذكرنا في مطلع هذا الكتاب سنعتمد على األمثلة والقصص الواقعية من حاالت ومشاهدات عالجية كيا نضع القارىء في أوضح
.صور عن ميم ما نشرحه ونأتي على ذكره
رجل أعمال عمره ”4سنة متزوج وينعم بحياة أسرية سعيدة» وبعمل مربح وفير العائدات والدخل .اال أنه خالل العشر سنوات
الماضية من تاريخ مراجعته للمعالج السلوكي النفسي بدا رفا عورا اذا ما حاول عبور الجسور أو قيادة سيارته عير األنفاق تحت
األرض أو عبر الحبالء وکل ما يتذكر وتسعفه مخيلته أن هذا الخوف يعزوه الى قصص خيالية مرعبة» مخيفة سمعها عندما كان
ولدا ً صغيرا ً
ظهر خوفه في أعقاب موت أحد معارفه عندما جنحت سيارته نحو طرف الجسر وكانت هناك الحادثة المروعة موضوع الصحافة
.اليومية وقتئذ
›كان يترتب على هذا المريض بفعل ظروف عمله» وهو من سكان مدينة يوجيرسى أن يسافر من هذه المدينة الى مدينة نيويورك
يتعين عليه كيم| يعبر نهر هودسون أن يدخل نفقا ً أو يعبر جسرا ًEs
في بعض الناسبات كان يسافر بواسطة الحافلة أو القطار وخالل هذه الرحالت وبعبوره النفق أو قطعه الجسر كان يشعر أنه البد وأن
يموت بنوبة قلبية ص جزعه .وتنفسه يكاد يتوقف .أما مسألة قيادة السيارة بنفسه فكانت خارجة عن تفكيره على اإلطالق» وعندما
سأله المعالج عن السبب أجابه ع نوبة الخوف الشديدة التي تنتابه خالل عبوره النفق أو الجسر (حالة رهاب) ولك ال جد أي
سبب في نفسه لهذا الخوف المرضي الشديد (نتاج أعمال وأبحاث الدكتور بيك ع 8أظهرت أن ادراك الفرد لفرص تعرضه للكارئة
.يتزايد تزايدا دراماتيكيا عندما يقترب الفرد س موضوع خوفه ورهابه)
عندما طلب منه المعالج أن يتخيل وجوده على الجسر أو داخل النفق تخيال حيا ً وبكل احساساته وبواقعية وكأنه في هذا المكان»
وجد المريض صعوبة يالك بل وقاوم الفكرة المطروحة عليه .ولک بعد مناقشة مطولة نسبيا ً معه وتدريجبا ً سمح لنفسه االمتثال لطلب
المعالج فتخيل المطلوب .وجاهد كي) يكون التخيل واضحاء فاتضح في خياله الحسر أو النفق بمزيد س الوضوح»› ولكن سرعاں
ما غاب هذا الوضوح في خياله للمنظرين المتخيلينء فأفاد التالي «تخيلت أن أستطيع سماع قعقعة غريبة» تنامى الصوت أكبر
فأكبرء وس ثم فجأة كان هناك تمايل في الجسر خيف وبعدها أخذ تخيلي يزيد مس خداعه حيث تداعى الجسر وانهار (أو النفق)
فاختفى الصوت الذي
5١
»كنت أسمغة +ورغم نحطم ا بالحديد وبالبنايات فيه» فقد كان كل شيء خيفا ً ولكن هادئا ً صامتا ً
في المرة الثانية من تخيله توالى على ذهنه سيل من الصور بصورة آلية» ومن ضمنها صور اختناق وانغمار ماء
وبالطبع هذه الور اة الى :برت ق غيلة المريض دل داللة واضحة على اآلليات وراء رهابه» فأي فرد يعاني مثل هذه الصور
المخيفة البد وأن يتجنب المواقف التي تثير مثل هذه المخاوف «في الفصل الخامس سنشرح طرق تبديل هذه الصور المخيفة التي
»تخلق أنواعا ال نهاية ها من المخاوف النوعية
أين تختزن الصور الذهنية؟ > -
تتصل أنسجة الدماغ (افتراضا ً) بكمبيوتر على درجة كبيرة من الديناميكية والتعقيد .ویکں أن نقول 26ان في هذا الدماغ عدة
الالت تصوير تصور دوسا و وتسجل أنواعا مختلفة من الصور سوداء وبيضاء .ملونة .وشرائح اضافة الى صور متحركة (أفالم) مليئة
بمسالك ودروب صوتية 158015فهذه الصور الذهنية تختزن في «ألبومات» و «مكتبات» مختلفة كائنة في هذا الدماغ .وتنبش
وتستدعى هذه الصور من أمكنتها المصنفة بدقة والمختزنة ألغراض واستخدامات مفيدة لصاحبها أو بالعكس لغير صالحه» وأن الداللة
العلمية التي تبين لنا الطريقة الدراماتيكية التي يلجأ اليها الدماغ في عملية اختزانه لالحساسات المختلفة بشكل ذكريات في صور
»ذهنية
"7
اضافة الى صور سمعية وبصرية .هذه األدلة أتتنا من المعطيات الجراحية المنفذة على أقسام الدماغ وتخصصاتهء اذ یکن أل نبضغ
الدماغ أو قشره بدون حدوث أي ألم ونعمد الى التخدير الموضعي عند فتح الدماغ لتجنب حدوث األلم قبل المباشرة بالعمل
الجراحي على المخ .وخالل تنفيذ الكثير مس العمليات الجراحية الدماغية يبقى المريض واعيا صاحيا
لقد قام الدكتور الجراح العصبي ويلدر بنفيلد «الواليات المتحدة» األمريكية خالل مداخلته الجراحية على بعض مرضى مرض الصرع
لتخفيف بعض أنواع اإلضطراب الصرعي .بتنبيه بعض اجزاء الدماغ بواسطة تيار كهربائي خفيف آلثارة وايقاظ صور ذهنية لخبرات
ماضية» وكانت هذه الصور بصرية وسمعية أو اإلثنتى معاء والصور ذاتها كانت تثار وتستدعى من مراكز خزنها مرارا ً وتكرارا بتنبيه
المركز نفسه كهربائيا ًء وبعض المراكز المثارة في أجزاء الدماغ كانت تنتج صورا ً سمعية كسماع موسيقي أو رؤية لمعات ضوئية,
ومناطق أخرى من قشر الدماغء عند اثارتهاء كانت تنتج مزيجا ً من الصور الذهنية المختلفة (المرضى هنا في حالة وعي» ويتكلمون
عا ترد الى أذهاهم من صور في أعقاب هذا التنبيه)
لحن االك الدسافية به عد مر هة اول لماكل ا اة أفادت سماع صوت أم تنادي ابنهاء وأضافت أن هذه الذكرى تعود الى عدة
سنوات خحلت» وفي كل مرة كانت تثار هذه النقطة ىس الدماغ تسمع هذه المرأة هذا الصوت مع مزيد مس األشياء المتعلقة
1۳
والمترابطة مع الصوت (هذا أمر هام جدا ً في موضوع التخيل واالخاح على توضيح الصور التخيلية مرة تلو األخرى إلثارة ماوراء
الصور المتخيلة ألمور تكون سبب مشكلة المريض) .وقد أضافت هذه المرأة المزيد على الصور الذهنية األولى «صوت أم تنادي
ولدها» عند توالي اثارة هذه المنطقة كهربائيا ً .وعندما تمت اثارة نقاط مختلفة من الدماغ تذكرت هذه المرأة المريضة خالل
المداخلة الجراحية على دماغها وهي واعية صاحية صورا ً ذهنية أخرى رؤية قاطرة .مشاهدة مسرحية .وذكريات أخرى عديدة ترتبط
.بمكتب كانت تشتغل به على آلة اخحتزال
وهكذا نرى كيف أن الناس واألماكن والمشاهد والحوادث وأشياء شخصية ال تحصى يتم تصويرها واختزانها وتصنيفها بطريقة ما في
تالفيف قشر الدماغ ,وان كار كهربائيا ضعيف الْقَوة (منبه) ننبه فيه بعض المراكز في القشر يكون كافيا ً إلثارة صور عشوائية»
.ومالبين أخرى من المنبهات أيضا تفعل هذا الفعل
إن كلمة «أحمر» أو الجملة «يوم صيفي حار» أو قول مع الذات «فكر بالفيلة» هذه المنبهات تثير عندك وعند غيرك الكثير من
.الصور الذهنية عندما تفكر بهذه المنبهات لفترة وجيزة
هناك كا يتضح لنا اذن آالف س الصور الذهنية العشوائية المترابطة التي تستدعي حالما يحرصها منبه معين من مكان اختزانها
وتصنيفها في الذاكرة الموجودة في قشر الدماغ وأن الصورة الهامة يمكن اثارتها بسهولة
"5
مغال فكر بوجه أخيك .حاول أن تتخيل وجهه بأوضح ما يمك أن تقدر على ذلك فإذا ما امعنت ذهنك وركزت انتباهك ترکیزا
شديدا ً تجد العديد من الصور الذهنية والمشاعر وسيال من الترابطات والتداعيات تجتاح ذهنك» وستأتي في طيات هذا الكتاب على
شرح الصور المفيدة ذات المعاني العديدة» وسنعلمك كيف تستحضرها وتسخرها لمنفعتك
خالل السنوات العشر الماضية ءا من عام ۱۹۸۷م» ظهرت دراسات جديدة عمالقة تجريبية ».خاصة بوظائف الدماغ ونقصد نصف
كرة الدماغ األيمن واأليسر .وقد اتضح فيها أن كل نصف كرة يسيطر على النصف اآلخر المعاكس من الجسم وف الوقت الذي
يسيطر فيه النصف األيسر من الدماغ على الجانب األيمن من الجسم فهو في الوقت نفسه أي النصف األيسر مسئول عن التفكير
المنطقي ونشاط الكالم اللفظي .والقراءة والكتابة والتنظيم التتابعي» والعمليات التحليلية كذلك فإن نصف الكرة األيسر للدماغ ضليع
.في التفكير المنطقي والمنظم ويضع المعلومات الواحدة بعد األخرى
أما نصف الدماغ األيمى فهو على عكس ذلك تماما ً فباإلضافة الى وظيفته في السيطرة #عل النضف ار و نسم و و فهم الصو
البضرية» :وهو لس طف أو جانا ولكته يعم بطريقة اتصالية .متزامنة وهو حدسى » عاطفي وينخرط في العالقات المكانية الحيزية
86121م١ 5
56
يتمتعون بنمو ممتاز في عمليات نصف كرة الدماغ األيمن ,اال أن السيكولوجيين في الحاحاتهم على عمليات المنبهات واالستجابات
التي هي من خصائص وظيفة نصف كرة الدماغ األيسر يجعلهم بهملون 58كرة الدماغ األيمن
وس ناحية .أخرى ان التمارين اإلرادية للتخيل تبدو الطريقة السهلة والمباشرة لخلق توازن أفضل وانسجام بين نصف كرة الدماغ
األيسر واألیں وانطالقا من هذا االفتراض سنستعرض بعض تمارين التخيل التي يصفها السيكولوجيون لتحقيق ما نسميه باإلنسجام السات
أو الذهني في الوظائف .وبالطبع بإمكانك اا القارىء أن تجرمها بنفسك .ومن ثم تالحظ مدى الفائدة التي تعود عليك في مساعدتك
على تحقيق هدوء وسكينة في نفسك .وزيادة طاقتك
۔ تمارين تحسیں تزامن وظائف الدماغ ) :نصفي كرةالدماغ) أ التمرين األول السبورة أو اللوح ۳
اجلس جلسة مريحة في مكان هادىء .خذ عدة تنفسات عميقة وبطيئة واسترخ › أغمض عينيك وتخيل لوحا أسود (سبورة) وأنت
تكتب عليه الحرف «أ» أضف عليه الحرف «ب» واستمر بإضافة حروف أخرى .وأن بعض الناس يأتون على كتابة جميع الحروف
األبجدية ذه الطريقة أنظر الى حد تستطيع اضافة الحروف
األبجدية .وأنت تضيف تلك الحروف ماذا حدث؟ أال تجد أن
55
بعضها يغيب ويذهب بعيدا ً! ! أال تصبح ضبابيا ً؟ عاين نموذجك وفي كل مرة تمارس هذا التمرين حاول أن تحصل على وضوح
.أكبر في تخيل الحروف .مارس هذا التمرين التخيلي لمدة خمس دقائق يوميا ب -التمرش الثاني .المصباح الكهربائي المضيء
أغمض عينيك وتخيل مصباحا ً كهربائيا ً ضعيف الضياءء موجودا ً أمامك» أمعن النظرية وركز تخيلك عليه الحظ اذا كان في مقدورك
ضياء ومن ثم باهتا ً في خيالك انتقل من الضياء الى النور الضعيف .تيل اآلن النور وهو يزداد قوة وضياء .الحل ً جعل نوره أكثر
اذا كنت تستطيع جعله ساطعا ً جدا ً بحيث يضيء كل شيء حوله» ومن ثم تدريجيا ً اجعل هذا النور يضعف ويخفت حتى يصل الى
نور ضعيف جدأ منتصب أمام ناظريك» مارس هذا التمرين لمدة خمس دقائق يوميا جد ارين الثالك تيل شيا جرا بكو فق الط
انتق أي شىء موجود في بيتك وفي متناول يدك «حجر» تفاحة» قلم» ا أي شيء آخر وهكذا» وركز انتباهك عليه کا ورا فور
مباشرة حتى تصبح مدركا ً تفصيالته .اآلن أغمض عينيك وتخيله تماما بالصورة والوضعية التي كنت عليها عندما كنت تنظر اليه
بإمعان قبل اغماض العينبى» تخيله بوضوح تام بالقدر الذي تستطيع» ادرس وتذكر تفاصيله» استمر في تخيلهء اآلن افتح عينيك.
عايش مرة ثانية الشيء كا هو موجود في الواقم قارن الشيء كما يبدو في الواقع وتفاصيله مع الصورة التي تخيلها والتي تمثل
۹۷
هذا الشيء .والحظ الفروق بين االثنين (الواقعي والمتخيل) عاين تفاصيل الثىء الواقعي (والحظ التفاصيل التي غابت عن تخيلها.
أغلق عينيك مرة ثانية وأعد الكرة بتخيل هذا الشىء وبشكل خاص التفاصيل التي فاتك تيلها
د التمرين الرابع :تخيل شاطىء بحر
استرخ وفق التعليمات الواردة في ملحق هذا الكتاب وأنت على مقعد مريح مجهز بمسندين .لليدين» أغلق عينيك وتخيل ذاتك «
موجودة على شاطىء هادىء ي يوم من دای أنث تلب اليشة السباحة وتجوب ذهابا وإيابا على هذا الشاطىء الجميل الرمليء»
استشعر بدفء الرمل في قدميك وبدفء الشمس الظريف السار خذ تنفسا ً عميقا ً وشم هواء البحر العليل» تركز تخيلك على أشعة
الشمس ثانية التي تعكس نورها على أمواج البحر الحادئة بزرقتها الجميلة .أنت تقرر السير لترطيب قدميك في الماء .ماء البحر
يداعب كاحليك ويرطبها ويبردهماء تحسس النسيم اللطيف وهو يمس رجليك فيزيدهما تبريدا وتلطيفا
ركز خيلك على لمسات النسيم وهو يلفح جلدك ويجلله بغطاء شفاف من البرودة وكأن تيارا ً هوائيا ً لطيفا ً من مكيف هواء يطوف
حول جلد ليرطبه وينعشه .طائر النورس يحلق فوق رأسك» ويضرب بجناحيه الجميليس الطويلين المواء في جهد للطيران» تخيل
هذا المنظر الجميل بكل أحاسيسك» هناك على مسافة ميل س
54
الشاطىء جزيرة صغيرة (برزخ ضس البحر ممتد في اليابسة) تبدو خضراء جميلة .تنعم بهذا المنظر الجميل الذي يخلع عليك
الراحة والهدوء والطمأنينة واالاسترخاء والشعور بالوحدة المادئة وات تتصل ا لط اة اى ت ا اتسين تنظ الى ال فتتحول الى زبد
بخرج ويزيد ثم ينحسر مرة ثانية الى الداخل ليحرك الرمل والحصى ويراقصهما تخيل هذه الحركة الساحرة المتناوبة لألمواج وهي
تنكسر على شاطىء البحر الرمليء تخيل أضواء الشمس وهي را عن بطم البح وكانيا تدرف ن ترا د وه
»يضفی هدا المنظر على نفسك الهدوء» واالاسترخاءء والراحة» واألس والسعادة» استشعر بكل هذه المشاعر بكل احاسيسك
انتهى التخيا التمريني
بالطبع ال توجد حتى اآلن دراسات تجريبية مقارنة تثبت أن التمارين التخيلية التي ذكرناها تحسن التناغم واالنسجام الوظيفيين بن
نصفي كرة الدماغ .ولك في اعتقاد معظم عالء النفس السلوكيين السريريين والمعالجين في القطاع النفسي السلوكي وأيضا ً عالء
النظريات النفسية أن التمارين التخيلية التي ذكرناها ها فوائد حمة عالجية ألنها تشر االستجابات االسترخائية» وتختزن الطاقة البدنية
وتحسنها وتثبط كل ارتكاسات التوتر على المستوى النفسي والفسيولوجي وفي احصائيات عالجية لألستاذ الدكتور أرنولد
14
الزاروس”" اتضح له من خالل ممارساته العالجية السلوكية الكبيرة أن التمرينين رقم ۳و ٤يخلقان عند المرضى الذين مارسوهما
الهدوء والسكينة واالسترخاء .بينا التمرينان األول والثاني يحسنان عند المرضى الحس بالسيطرة الذاتية والثقة بالنفس .إن مؤلف هذا
الكتاب يؤيد ما ذهب اليه الدكتور أرنولد الزاروس حيث وجد النتائج ذاتها في ممارسته العالجية السريرية» وبشكل خاص التمرين
التخيلي الرابع حيث كان األداة الفعالة في تحقيق االسترخاء النفسي المطلوب عند معظم المرضى الذين عولجوا من قله غاا سا
ومساء) ولفترة أسبوع
ً ارس التماريى المذكورة أعاله بمحدل مرتين يوميا ً وبخاصة التمرينين الثالث والرابع ولدة عشر دقائق (صباحا ً
.على األقل .والحظ الى أي حد تحدث التمارين التبدل السلوكي الرامي الى تحقيق االستجابة االسترخائية
ومهذه المناسبة ان استخدام التخيل كوسلية عالجية ليس بدعة جديدة في ميدان العالج النفضسي» فلقد طبقه الممارسون العالجيون
النفسيون الفرنسيون واأللمان واإليطاليون خالل العشرين سنة المنصرمة بنجاح كبيرء وأن األستاذ العالمة النضسي ال ب السويسري
استخدم تعبير «التخيل النشيط» استخداما ً اا حيث كان مرضاه يمارسون اعادة أحالمهم النوعية التي شاهدوها .بتصنيعها [un
.مرة ثانية بواسطة التخيل في غرفة العالج
1 Lazarus, A. (1987). The power of imagery pergamon press, New- York.
7
في الماضي أظهر المعالجون النفسيون األوروبيون اهتماما ً أكبر من المعالجين النفسيين األمريكان في التقنيات التخيلية العالجية اآل
أن األمريكان اليوم يثيرون بعثا ً جديدا ً ومتطورا ً للعالج التخيلي وأن معظم التقنيات التي سنأتي على ذكرها أو وردت في هذا الكتاب
.تطبق على نطاق واسع في الممارسات العالجية النفسية في الواليات المتحدة األمريكية
من جهة أخرى البد لنا أن نؤكد على أهمية التخيل الحي المقترن بإشراك جميع االحساسات وتمثل الموقف التخيلي وكأنه واقع
وذلك في خالل ممارسة التقنيات التخيلية والتمارين .المرتبطة بهاء فبعض الناس ال يجدون صعوبة وال حرجا ً في تخيل المواقف
المطلوبة منهم أو اجراء التمارين التخيلية التي ذكرناهاء بين آخرون يواجهون صعوبة في تخيل األشياء ل الواقع ولو لفترة سط وأكر
من ذلك جد اتشخاضا يعارئون ارال الصورة األضلية لفترة من الزمن» ومن ثم يتخيلونها وكأنها ماثلة أمامهم على لوحة أو شاشة الى
حائط( .يسقطون الصورة المتخيلة على الحائط) وس ثم يتصرفون وكأنهم يرونها حقيقة بوصف تفاصيلها
إن هذا النوع س الوضوح التصويري (الفوتوغرافي) يسمى بالتخيل لمستحضر الصور 61061017038657وهو شائع عند األطفال
.خاصة .ونادر عند الكبار وننبه الى أنه كلما كانت الصورة الذهنية واضحة المعالمء كانت النتائج المتوخاة المرجوة أفضل
أعود اليك أبها القارىء طلما أن هذا الكتاب هو لتدريبك على.
۷١
تقنيات التخيل بدون عون معالج .فأطلب منك أن تتخيل صورة غرفة الجلوس في بيتك عندما كنت طفال تخيال واضحا يعكس
موجوداتہا» ويكون ذلك بتذكر كه كانت دو ا ارش ذاكرتك األميں في موجوداته وتفاصيله» ومثل هذا المستوى من التخيل هو كاف
وواف لألغراض التي نحن بصددها
وال يغيب عن ذهنك أن القليل جدا ً من األشخاص الذين في مقدورهم االحتفاظ بالصورة الكاملة على مستوى الذاكرة .مثال فعندما
نتخيل سيارة فإننا نرى رفي خيالنا طبعا) المصابيح والمصدم .واالطارات» والنوافذ الزجاجية .وغيرها ولكن نادرا ما نتذكر جميعها
.دفعة واحدة» ولكن مع تركيزنا على تفاصيل السيارة وموجوداتها فإن األجزاء المختلفة تخطر وتغيب
تستخدم التقنيات التخيلية في كثير من الميادين الخاصة بالتدريب النفسي ومثالنا على ذلك أن معظم المدربين في ميدان الذاكرة
يعتمدون على إثارة التخيل كوسيلة عون وأداة في تذكر البنود غير المترابطةء ثم ان اخصائبي الذاكرة يستخدمون الصورة الذهنية
.الدقيقة (أحيانا ً تكون غريبة ومقصودة) .ببدف تسهيل تذكر األسماء والوجوه» والكلمات» واألعداد وهكذا دواليك
إن مدرب الذاكرة الشهير هاري لورين ينصح تالمذته باستحضار في ذهنهم الصورة الذهنية التي تربط الكلمات واألشياء وغيرها ببعضها
.البعض
ومن خالل استخدام تقنية الربط يستطيع الفرد أن يربط ربطا متتابعا الكثير من البنود والمواضيع وذلك بجعل عملية الترابطات غير
7
منطقية » ومضحكة بالقدر الذي يستطيعه» فهذه االرتباطات الغريبة جدا ً يك تخيلها في صور ذهنية فما اذا طلب من فرد أن يتذكر
الئحة طويلة من كلمات متقطعة غير مترابطة في المعنى مثل «سيارة» نقانق» هاتف .فيل» حقيبة سفر .دار وغيرها فالصورة
األول اآلنية التي عليك تخيلها كيما تستطيع تذكر الكلمات المتقطعة غير المترابطة هي صورة سيارة» معلق حبل من النقانق».
يظهر من الزجاج األمامي للسيارة» شكله مدور ملفوف مثل أسالك الهاتف» .جميع هذه األشياء موضوعة على رأس فيل وحقيبة
سفر مربوطة على جذع الفيل» يقفا على سطح بيت .فهذه الصورة الذهنية الكاريكاتورية الحزلية ».يمكن تخيلها بسهولة فهذه
.الصورة المركبة تستطيع تخيل عشرات من الكلمات واألعداد وما تريده من أشياء
وبالطبع نحن في هذا الكتاب «ال نتطرق الى مثل هذا التخيل الذاكري» فالتخيل الذي سنذكره هو ختلف تماما ذلك أن هدفنا هو
.استخدام التخيل للسيطرة على العواطف واالنفعاالت السلبية والتغلب على السلوكيات غير المرغوبة
ثم إننا سنهتم بقوة التخيل لتحسين وتطوير وتنمية المهارات االجتماعية وتحقيق السيطرة الذاتية » والتخيل من هذا القبيل هو
أسلوب ترين وممارسة ذهنية عقلية ألهداف ورغبات يطمح الفرد الى تحقيقهاء ثم من خالل اللجوء ان تكرار هذا التخيل ال هادف
8031اعا ( تكرار الرغبة المطلوب تحقيقها) يكن تحقيق ما يبدو متعذر المنال والوصول اليه» وأد الفصل الرابع سيصف لك هذا
العمل العالجي االم
Ay
ستخدام التخيا ٤تئمية الثقة بالذات واكتساب المهارة |
إن مشاهدة برامج التلفاز واألفالم هي بالشك أحد األشكال الموضوعية الواقعية للتخيل» فاألفالم السينمائية كا يعرف ذلك معظم
الناس» هي سلسلة من الصور الفردية التي يتم اسقاطها على الشاشة بتتابع سريع» بحيث أن كل صورة تثل وتصف تبدال ً طفيفا
.في سياق هذا التوالي والتتابع » وبذلك تبدو الصورة مستمرة ولک بوهم الحركة والتحرك
إن تأثير األفالم وخاصة على األطفال .فهو على درجة كبيرة من األمية» ولقد كتب الكثير ع نتائج العنف وتأثيره على األطفال
والذي يعرض بصورة أفالم في التلفاز» وهناك ما يثبت أن الميول االجرامية يمكن أن تنمو نتيجة مشاهدة برامج أفالم من هذا
القبيل
والجانب المضيء المفيد في األفالم والتلفازء وهذا ما أبانه الكثير مس الدراسات التى أجريت على األوالد .أن األوالد بأعمار قبل
المدرسة يمكن کا الكثير من المهارات النافعة بواسطة األفالم» مس هذه المهارات تعليمهم التعاون والمشاركة في ألعابهم ومتلکاتہم
بناء ومتفاعال على ً من األشياء مع األوالد وتجنب السلوك العدواني .وتبديل السلوك االجتماعي االنسحابي واالنعزالي ليكون سلوكا
Vo
المستوى االجتماعى وازالة العديد س المخاوف .فالولد يرى قرينه راد تلف رركا عر ف وو عزو من ا ال ,ينالو المكافآت والجوائز
المختلفة على حسن سلوكهم ,.وني غالب األحيان يسعى هذا الولد الى أن ينسج على منوال ما شاهده في األفالم » والى
تقمص هذه األدوار وتمثيلها مع أصدقائه ورفاقه کا تبدو في الواقع ,ومبذه الطريقة» طريقة محاكاة السلوك الحسن .يكتسب الولد أو
البنت االستجابات االجتماعية المفيدة البناءة بدال من السلوك السابق والعادات التي تهزم الذات وتولد له االحباطات
أفادنا العالمة السيكولوجي المعروف ألبرت باندورا (من جامعة ستانفورد) وصحبه بدراسات خصصت للضبط التجريبي وتناولت ميدان
فقد عالج أطفاال يخافون من الكالب الى حد الرهاب بواسطة األفالم» اذ كان Synboا icالمحاكاة وا النماذج الرمزية 28ناء00
األطفال المرهوبون من الكالب يشاهدون أفالما ً فيها أطفال يلعبون ويمرحون ومسرورون مع كالمهم بدون أن يصابوا بأي أذى» وحتى
الكبار فإنهم يستجيبون الى هذا النوع من اعادة التأهيل االنفعالي» وقل الشيء نفسه بالنسبة لرهاب األفاعي في ازالة هذا الرهاب
عن طريق مشاهدة أفالم يلعب فيها األوالد والكبار مع األفاعي بدون أن يلحق بهم أذى في عالج األطفال والكبار المرهوبين باألفاعي
.وبالطبع علينا أال نعول على عالج المخاوف بواسطة األفالم» وهذا من حسن الحظ .للحصول على التأثيرات اإليجابية للتقليد
۷٦
فقد وهبنا الله نعمة التخيالت وهذا اكتفاء ذاتي (السينا العقلية الذهنية) للوصول الى النتائج ذاتها التي ذكرناها وهذا ما سنفصله أي
تفصيل
- ١:تخيل دورا ً مبالغا ً فيه للتغلب على التوتر والقلق
كيرا ا ی و ومحاكاتهم وبخاصة اذا كنا نتعلم تقليد من نحترمهم ونجلهم ونبجلهم ونعجب بهمء ٤عام 145١م ابتدع العالمة أرنولد
في هذه التقنية Exaggerated role Takingالزارودس تقنية سماها لعب الدور المبالغ فيه (أو المبالغة في لعب الدور )
يتخيل فرد شخصا ً ما آخر» يتعامل بيسر وسهولة مع موقف يبدو صعبا ً بالنسبة للشخص المتخيل .وهذا المتخيل يعمد الى تقليد
األفعال الناجحة للفرد الذي تخيله» أي بتعبير آخر في المرحلة يتخيل العمل الذي يبدو صعبا ً عليه وهو ينفذ من قبل شخص آخر
بسهولة ومن ثم يعود فيتخيل أنه نفذ هذه األعمال الناجحة وقلدها وكتوضيح لذلك نضرب القصة السريرية التالية
امرأة متزوجة اعتادت أن تضرب ابنتها البالغة من العمر ٠سنوات» وفي كل مرة تبدي هذه البنت سلوكا ً ال يروق لوالدتها تتوتر
هذه األخيرة» وتوبخها بعنف وما أن تعمد البنت الى البكاء والصراخ تعبيرا عن غضبها من عقاب والدتها حتى تنتابها آالم الشعور
بالذنب ازاء فعلها وقد تساءلت األم كيف بإمكانها أن تلجم نفسها عن
42
هذا السلوك الغاضب األحمق الذي ينتامها ازاء ابنتها؟
هذا ما طرحته على المعالج . .وما قالته :في كل مرة أوبخ نفسى على هذا التصرف» وأعاهدها أال أعود الى هذا السلوك
وأعامل ابنتي بطريقة أكثر انسانية وسوية وبصبر وبحكمة ولكن سرعان ما أفقد السيطرة على ذاتي في أول سلوك مناف يظهر من
» .جانب ابنتي
أوصاها المعالج أن تاخذ باألسلوب العالجي التخيلي .أي استخدام الدور التخيلي المبالغ به في بادىء األمر اتفق المعالج والمتعالجة
على السمات التي ترغب هذه األم أن تحاكيها وتأخذ بها سلوكا ً وفعال ً ..ومن ثم طلب منها أن تتخيل امرأة تمتلك هذه السمات
المطلوبة المرغوبة التي ترغب بامتالكها واكتسابها ومحاكاتهاء وقد وقع اختيار هذه األم على صديقة الحا فيها تلك الصفات أي األناقة
والظرافة» وحسن المعشرء تثق في نفسهاء وتسيطر على ذاتها في أصعب الظروف وأكثرها استفزازاء وقال ال المعالج « :عندما
تبدي طفلتك في مرة مقبلة سلوكا يزعجك عليك على التو تصور صديقتك وكيف تتصرف بهذا الموقف وفقا للخصائص والسمات
والسلوكيات الخاصة بهاء مثال هل ترفع صوتها؟ طبعا ً ال .هل تفقد أعصابها والسيطرة على ذاتها؟ كال وبذلك تستطيعين بسرعة تقويم
رد فعل صديقتك بخيالك ازاء هذا الموقف وتحاكيها وتتقمصين سلوكها واستجاباتها
وجدت األم المتعالجة أن هذا الدور التخيلي التى فيه بالغت في محاكاة صديقتها التي اتخذتها مثال يحتذى به في تعاملها مع
ابنتها مكنها
۷۸
.من السيطرة على ذاتها وتبديل سلوكهاء فاضحت أكثر صبرا ً واتزانا ً وتماسكا ً وأقل ا واستثارة
بالطبع إن في مقدور أي فرد أن يمارس الموقف الذي شرحناه ممارسة مسبقة في أية مواجهات واقعية .فاألم ومن خالل جلوسها
مسترخية هادئة في الدار» تتخيل ابنتها تتصرف تصرفا مزعجا ً .ومن ثم تتخيل ذاتها أو تتخيل أما ً مثالية تتعامل وتتصرف مع
ابنتها تصرفا ً فيه عون وبناء وإيجابية» فهذا الموقف التخيلي المرغوب تكرره األم وتتمرن عليه مرارا ً وتكرارا ً بحيث عندما تأي
الساعة لتنفيذه ميدانيا ً واقعيا ً (أي تأتي المناسبة) تكون جاهزة ومعدة ذاتها لتلعب هذا الدور الجديد الذي تخيلته وتقمصته في
.بنات خياها
بالطبع هناك درجات من المبالغة في التقمص ولعب الدور المنشود .فتاة عصبية متوترة عندما تضرب موعدا مع شاب وسيم الطلعة
وقد ضاقت ذرعا ً من سلوكها الذي يعطي انطباعا ً سيئا ً عن شخصيتها وقد نصحت من قبل المعالج الذي التمست عونه أن تتخيل
ذاتها بكونها أميرة ولكنها متسترة متخفية باسم مستعار تخرج مع أحد العوام .وان ثبتت هذه الصورة بذهنها وتقول مع ذاتها مرارا ً
وتكرارا ً أنا أميرة وهو أحد العوام .عندما تشعر بالتوتر وهي معه وقد أفادت المعالج بعد ممارستها لهذا التمرين التخيلي المتكرر أن
محاوفها كانت تزول بعد عدة دقائق» ومن ثم تخلت عن هذا الدور
۷۹
وهناك قصة رجل شاب كان على درجة كبيرة من اإلنزعاج في كل مرة تعاد اليه البضاعة التالفة أو التي ال تناسب الشاري فأشير
.اليه من قبل المعالج أن يعالج مشكلته بالدور المغالي التخيلي الذي نحن بصدده فنجح في التخلص من هذه المتاعب النفسية
هناك الكثير من التطبيقات وفي وسع القارىء أن يباشر على التو بمعالجة متاعبه .إن وجدت باألخذ بهذه التقنية بالصورة التي
.شرحناها وبالتالي معاينة الفائدة التي قد يجنيها من وراء هذا التطبيق
وتفيد هذه التقنية بخاصة عندما تشعر باإلستفزاز والتوتر .والنقص أو باإلنزعاج مع الناس الذين يتعمدون خلق هذه المشاعر المزعجة
والمواقف السلبية معك .أو يجعلونك تشعر مها ..وهنا تحاول أن تتخيل ذاتك بإنسان قوي جدا ً وهام» وتلعب دور مقبض السيف.
ولعل المواقف المرتبطة باألعمال تبدو أكثرها مالءمة الستخدام هذه التقنية » ثم إن المواطنين المتخوفين من أرباب عملهم
ورؤسائهم هم المرشحون لألخذ بهذه التقنية
وناحية هامة في ميدان وظائف المرأة .أن الكثير من الكتاب والباحثين أبانوا أن النسوة الالتي يرتقين في سلم الوظائف نحو
المراتب العالية المسئولية يكن في مواقف ذات مساوىء خاصة .فهن يتحاشين (بفعل االشتراط السلبي) . .الولوج بمخاطر
المسئوليات» لذا فغالبا ً ما يتركن غيرهن من الرجال لتقرير مصيرهن والتخطيط ألعمالهن .إن أمثال هؤالء النسوة أحوج ما يكن الى
.اتباع هذا األسلوب العالجي التخيلي الذي يحتوي على أدوار طلب الترفيع
*A
وتدبر اإلحباط والتصغير .والتعامل مع المنافس .والجرأة ف الكالم في االجتماعات وتأكيدات الذات تأكيدا ً مالئ) حسبها شرحنا
في فصل سابق ال يميل الى العدوان والتجريح وذلك عندما يتعرضصن الى معاملة
سيئة
إن جوهر تقنية مبالغة التخيل يقوم أوال ً على تحديد االستجابة المناسبة المرغوبة التي يرنو اليها الفرد المتعالج في موقف معين»
وقد يصل الى هذا التحديد بالتحدث مع رفاقه وأصدقائه عن هذه االستجابة المطلوبة» أو بنفسه معرفة هذه االستجابة المرغوبة بعد
ذلك أي ثانيا ً يطبق هذا الفرد تقنية االسترخاء بخطواتها الموصوفة في ملحق هذا الكتاب» ومن ثم يحاول أن يتخيل نفسه منخرطة
في السلوك المرغوب» ويكرر هذا التخيل ويتمرن عليه مرارا شريطة اضافة عنصر البالغة على هذا التخيل التقمصي للسلوك ليشعر
.بثقة الذات
لقد عالج مؤلف الكتاب شابا ً جامعيا ً عمره ۲۳عاما ً من مدينة
دمشق يشكو من رهاب اجتماعي يتجلى بخوف شديد يتملكه عند الكالم مع أشخاص جدد يترافق بأعراض نفسية عضوية تأخذ صورة
تسرع القلب» وفرط التهوية الرئوية » األمر الذي يضطره الى ال هروب من االجتماع بعذر يختلقه . .وقد كان على هذه الحالة
منذ أربع سنوات «ه من تاريخ مشاهدته ومعالحته»» لم تخفف من علته هذه أية معالحة دوائية أو نفسية داعمة .عندما طلب
منه أن يرصد بالضبط وبصورة كتابية المشاعر الذاتية التي تنتابه عند مواجهة الناس الغرباء
م١
.وما يدور مع نفسه مس كالم عع الذات لمدة عشرة أيام » اتضح أن مدركاته حيال الناس على الصورة التالية
الناس ينظرون اليه ألخهم يكتشفون على الفور وجود علة في نفسيته) «الناس كلهم ينظرون اليه اذا ما تكلم ألن حديثه غريب وال«
»يتقن الكالم معهم» «الناس كلهم أو عله ,ولعو عة دا أمامهم غير قادر على مجاراتهم
وكانت أحاديثه مع الذات تدور كلها حول هذه المدركات السلبية اإلنمزامية الى أن يصل الى مرحلة الشعور 3الشديد .االضطراب
الفسيولوجي فيخاف أن يكتشف الناس أمره» أو أن تحل كارثة اغماء بفعل هذا االضطراب الفسيولوجي «األفكار الكارثية» فيتزايد
خوفه بفعل هذا الشعور باإلضطراب البدني «تغذية راجعة» فينتابه شعور بالجزع الشديد فيضطر أن يبرب من الموقف .وعند عودته
الى داره يظل في حالة اكتثابية متواصلة تدوم أحيانا ً أربعة أيام متوالية يفقد اتصاله مع الواقع وحسه بالمحيط (اعتالل الشخصية)
ينشل كامل نشاطاته خالل هذه العارضة االكتئابية الحادة االرتكاسية التي نجمت عن الموقف التخوفي الراض الذي ذكرناه فال يأكل
.وال ينام نوما سويا
.ومن ثم يعود الى حالته السوية تلقائيا ً بعد أربعة أو خمسة أيام » وبعد فترة ينتكس أثر موقف مماثل وهكذا دواليك
عندما شاهدته كان يتناول األدوية المضادة لالكتئاب التقليدية
AY
وبصورة مستمرة منذ أربع سنوات بدون انقطاع يتخللها بين الفينة واألخرى تناول مادة الليثيوم وفق مشورة طبيبه المعالج
السيكاتري» وقد أحاله الي طبيبه السيكاتري بعد ما أعلمه عن استنفاد كل ما في جعبته من عالجات دوائية بال نتائج حاسمة
.ملموسة
خالل ۱۲جلسة عالجية سلوكية عولج فيها بالتقنيات التالية :العالج التخيلي الذي نحن بصدده مع تبديل الحديث مع الذات .
55االسترخاء -العالج الميداني بتدريبات يواجه فيها المواقف االجتماعية التخوفية
ويكون هو المبادر بالحديث وبالكالم تطبيقا ً للعالج التخيلي
تحسدت خالة ارقن سا :رانا اذ ادر االضطرات االكتئابي .والقلق ومشاعر النقص وازدادت ثقته بنفسه .وبدت المواقف التي كان
قاف هنا ساق فة اال عا اه قسنت القلق بدرجة كبيرة وتحس نومه وطعامه وتركيز انتباهه (كان راسبا ً في صفه لمدة سنتين بفعل
ضعف تركيز االنتباه)» وتم سحب األدوية تدريجيا خالل مدة شهر من بدء تحسنه .وغابت النوبات الغريبة التي كانت تنتابه وحتى
تاريخ 06م ل تداهمه أية نوبة اكتئابية بالصورة التي كان عليها ومرة واحدة فقط عاوده االكتئاب إثر موقف عاطفي مع صديقته اال
أنه سرعان ما أجهض النوبة التي دامت لمدة ساعة فقط (حسب أقواله) باالسترخاء التخيلي وتبديل مدركاته حتى تاريخ 0ه«
(المتابعة العالجية» بمعدل جلسة
AY
واحدة كن ثالية أشهر) مازالت أوضاعه مستقرة » ويزاول دراسته الجامعية بصورة عادية .ال يتعاطى أي نوع من األدوية» وتكيفه
االجتماعي مع أصدقائه حسن جدا وخاوفه االجتماعية السابقة الذي ا 90ا حد أطباء النفس في دمشق » أمكن انقاذه من اضطرابه
المزمن المعقد بواسطة العالج السلوكي وبعدد من الحلسات العالجية قاربت ١7جلسة فقط (عدا المتابعة العالجية)
:استخدام التخيل ف مشكالت العمل والتوظيف ۴ -
على المستوى العملي كل فرد يطلب وظيفة في شركة أو مؤسسة خاصة غالبا ما تكون المقابلة الشخصية للتعرف على مؤهالته
وقدراته واالنطباعات العامة عن شخصيته جزءا ً مس شروط التوظيف والقبول .وبالطبع هناك من األفراد من يعدون أنفسهم مسبقا ً مئل
هذه المقابلة» فيمثلون الدور الذي يك أن يلعبوه ازاء اسئلة يخمنونها ويتوقعون انها قد تطرح عليهم من قبل الفاحصين» أي بتعبير
.آخر لعب الدور تخيليا هذه المقابلة
وبدل من اللجوء الى لعب األدوار غير الواضحة والمهمة التي عادة وكثيرا ً ما تكون عط ممارسات بعض الناس .يحسن أن نوصى
خفن بيقن .ارفك يوم المنتخحطاق شالت وور که للمقابلة المتوقعة» ويمكن بكل تأكيد ابتداع صورة ذهنية مفصلة جدا ً
A4
.وقصدية لهذا الغرض
عليك أن تلجأ الى تخيل مواقف وصور مختلفة .في أحدها تتخيل ذاتك وقد قدمت» الى أشخاص المقابلة التوظيفية .وفي تخيل
.آخر نتصور داتك وهي تأخذ الممادرة لتقديم ذاتهبا .وهذا الخيار يعود اليك
اآلن تخيل ذاتك وهي تسأل أسئلة تتعلق بثقافتك العامة ذاتك .أيضا ً في خيالك .هادئة وواثقة من نفسها وبتخيل واضح جدا وبالقدر
الذي تستطيعه تصور نفسك تجلس مسترخية تبدو باردة هادئة ,تمشي وتتكلم مبدوء وبثقة بالنفس .وكلما أمعنت في تكرار هذا
التدريب نخيلياء تعاظم االحتمال وكبر في أن تتصرف في المقابلة بالسلوك ذاته الذي تمرنت عليه في تصوراتك
إن األشخاص الذين ينخرطون في مهام روتينية وأعمال واجتماعات مهنية أو تدريبية أو أولئك الذين لديهم احتكاكات يومية مع الناس
في مجال البيع والشراء» أو صاحب مؤسسة أو مدير أو استاذ من أعماله اليومية أن يعقد اجتماعات ويدرس ويقوم بتصحيح أوراق
واعطاء دروس في صنوف مختلفة .هذه األعمال والواجبات كثيرا ً ما تكون مملة تجلب الضجر وتخفض عتبة التحمل» وتثير التوترى
ومعالجة هذه االنفعاالت السلبية يكون التخيل هو العالج» وجل ماهنالك أن يخصص الفرد الذي ينخرط بمثل هذه النشاطات وقتا ً من
يومه ٠١١ .دقائق .ثالث مرات و في تخيل الموقف الذي يثير
انزعاجه أو توتره» فيكون هادئا ً ويعطي ذاته مسحة مس الصبر والمتعة والقبول والسرور في مارسة هذه الواجبات ولمدة عدة
أسابيع .وما الشك فيه أنه سيجد تبدال ً نفسيا ً طرأ خالل تعامله مع تلك الواجبات .وفي هذه المواقف نجد أن ذهننا يسعى الي
ايجاد شيء ما سار ملطف لنقبل ما يزعجنا
وعندما تقحم المسرة في صورة كثيبة حينئذ تجد أنها تتبدل (أي األخيرة) .والذي يحدث أنك تبدأ في تخيل الموقف الممل
المزعج فتشعر به» وس ثم تدخل على هذه الصورة شيئا ً يبدلها الى متعة» وفي هذا الصدد يقول الدكتور األستاذ أرنولد الزاروس في
معرض تطبيق هذه التقنية على ذاته بعد تبديد الملل الذي يصاحب اجتماعاته اليومية تقريبا ً مع األساتذة واهيئة التدريسية في
الجامعة التي يدرس بها« :أتخيل ذاتي وأنا ذاهب الى االجتماع معطيا لنفسي مدة قصيرة إلنهاء االجتماع» وعند تقويم امتحان
:معروض في االجتماع ,أتخيل ذاتي أكتب تعليقات هامشية تكون مساعدة للتلميذ ومبذا تحول الصورة السارة عل الشكل التالى
كيف باستطاعتي قراءة هذا الفحص الثير للضجر؟ ومبذا تصبح االجتماعات واعطاء عالمات للفحوص الطالبية قد أخذتا طا في «
)المعنى ختلفا ً عن السابق» وهنا أكون قد بدلت سلوكي
إن أحد التطبيقات الحياتية اههامة للتخيالت المتعلقة بالمهن الحياتية المعاشية أولئك األفراد الذين يكسبون قوتهم من بيع العقارات
» والوساطات بكل أشكاها التجارية والسلع وغيرها
ك4
لجع في التجارة والبيع والتسويق يمكن تحقيقه ورفع وتيرته وزيادته أيضا باإلستعانة بالتخيل الذي شرحناه» وضربنا أمثلة عنهء أي
بتكرار تخيل كل زاوية من زوايا العمل .واليك المثال التالي للتوضيح
اخترع أحد األفراد مدفأة جديدة التقنية بدون إعطائها أي اسم تجاري ,وقد سأله أحد أصدقائه السيكولوجيين عن األسباب التي
دعته بعدم اعطاء هذه المدفأة را من اسمه ومخترعه مثال ً مدفأة «األيوبي» نسبة الى اسمهء فأجابه المخترع أنني تخيلت ببنات
تفكيري كل االحتماالت الممكنة في إذا أعطيت هذه المدفأة رمزا إلسميء ووجدت أن من األفضل أن تظل بال رمز وقد نجح
.المخترع ببيع الكثير من هذه المدفأة
ونافلة القول .البد من التذكير بايلي .اذا ماتخيلت بأمانة وبتكرار ذاتك وهي تؤدي عمال ترغبه أن يكون سلوكا ً فإن الحظ سيكون
كبيرا ً أن يتحول هذا العمل المرغوب الى واقع خالل ممارسته عمليا
. Goal Rehearsalتكرار الهدف المراد تحقيقه ۳ -
ونحبها وتستمتع مها وتتمى أن تظفر مها وكيا تهيى ء ذاتك هذه الوظيفة تبيؤا ً إيجابيا ً في حال ظفرك بهاء أو بالعكس تعد ذاتك
اعدادا مسبقا ً لقبول فشلك في الحصول عليها بدون أن تصاب باإلحباط
AV
:الشديد .عليك بالتالي
تتخيل ذاتك وقد شغلت الوظيفة التي تحبهاء تشعر بالسعادة وبالتفاؤل وباالثارة حيال المستقبلء تكرر هذا التخيل لتعزز هذه المشاعر
.في ذاتك» ويكون إقبالك مشفوعا ً باإليجابية والحماس وبدون تحفظات
وأيضا ً تتخيل ذاتك بالعكس أنها فشلت في الظفر ببذه الوظيفة» وتستشعر تخيليا ً بالحزن ولكن ليس باإلحباط الشديد وباإلكتئاب
وبالكدر
ومن 1تتصور أنك تنش عن يجاالات 0بديلة 3 .متعامل تماما مع الفشل ذلك ٠الك لدت ذاتك مسقا تخيليا لالحتماالت
والبدائل
.عرض قصة حالة
هناك كثير من البشر يعانون معاناة مستمرة ال نماية ها في بعض األحيان بسبب عجزهم وقصورهم عن تأكيد حقوقهم األساسية ,اذ
عوضا ً ع التعبير عن آرائهم أو التكلم صراحة عن أفكارهم ورفض المطالب غير المعقولة فإن األفراد الخجولين المتخوفين يميلون
عادة الى كبت مشاعرهم واالذعان الى حاجات الغير وغالبا ً ما يعيشون هؤالء مع أنفسهم في حالة كرب» وكدرء .والحس بالمزيمة»
.وضعف الذات وفقدان احترامهاء ويكتوون بلظى هذه المشاعر السلبية واالستياء من الذات
AAR
إن تقنية التمرن على تحقيق الهدف تخيليا ً وتكرار هذا التمرين يسهالن لك امتالك الثقة بالنفس .وتبعد عنك المشاعر السلبية التى
ذكرناها مس خالل تأكيد الذات تيليا وممارسة حقوقك في التعبير عن آفكارك .والتخلي عن الخجل االجتماعي الذي يكبت الذات
«» للمطالب غير المعقولة التي يطلبونها ويضعفها ويمرضهاء يمكنك أن تتصور ذاتك في موقف تتناقش فيه مع بعض معارفك فتقول ال
منك .وتفضي با يجول في خاطرك مس آراء ومواقف حيال المواضيع المطروحة على بساط المناقشة معهم .ومثل هذا الحوار يتم
تخيليا ً وبأعلى درجة من الوضوح في التخيل ويكرر مثل هذا التمرين لفترة عشرة أيام بمواقف تخيلية تدور كلها حول التعبير عن
آرائك مع الغير وعدم قبول أشياء ترفضهاء عدم الظهور بمواقف أمام الناس تخيليا تتنافى مع ماهو في واقع نفسك .وبالطبع عليك
في هذه األدوار التخيلية أن تميز بين تأكيد الذات والسلوك العدواني .فبإمكانك أن تطرح آراءك بدون تسفيه آراء الغير أو التقليل
.مس قيمتهاء فال هدف هو تأكيد األنا وليس فرض األنا على الغير بسلوك مهيمن عدواني
أضرب للقارىء مثاال عن عالج حالة خوف اجتماعي» وضعف شديد في الذات والثقة بالنفس» وخجل اجتماعي مرضي»› بالتقنية
التخيلية التي نحن بصددها
شاب عمره ٠٠١سنة يقطن في إحدى القرى المجاورة لمدينة دمشق» يعمل بعد الظهر مصلح محركات كهربائية صغيرة» وقبل
الظهر موظفا ً في احدى مؤسسات القطاع العام بالمهنة ذاتهاء احاله إلي (المؤلف يتكلم هنا) أحد أطباء النفس في دمشق بعدما
فشل العالج
۸۹
الدوائي النفسي في تجسين أعراضه النفسية والسلوكية واالجتماعية» تحصيل المريض الثقافي بمستوى صف سابع اعدادي .متزوج وله
ولدء حالته المعاشية دون الوسط» توفيت والدته عندما كان في السابعة من عمره .وبعدها والده وهو في التاسعة .وقد تكفل أخوه
الكبير بتر بيته ورعایته» خضع هذا الشاب لظروف تربوية خالل تيتمه قاسية أعاقت نوه االنفعالي واستقالل شخصيته اعاقة كبيرةء
كان اوه الكين المشترف :عل اده عاملة فعاف الط دوا غر القادر حتى انجاز أعمال بسيطة اال باشرافه .ال يسمح له بشراء
حاجات بسيطة من البقالية أو لحاجة دراسته زارعا ً في نفسيته دوما ً أنه صغير ال يقدر على أداء أي شىء .وظل على هذه
المعاملة حتى اليفاعة » وكان .هذا الشاب ق كبير من أخيه فهو المتسلط على أفكاره وسلوكه وتصرفاته نمت عند هذا الشاب
بفعل هذه التنشئة الكابتة المعيقة الستقالل الشخصية ونحوها مشاعر النقص الشديدة والخوف من الكالم €الناس وضعف الذات
لدرجة أنه عاق متاعب نفسية جدا ً يوم زفافه بفعل بفعل الخجل المفرط . .وما قاله لي بهذا الصدد «كان هذا اليوم أزعج يوم
صادفته في حياتي في وقت يكون فيه هذا اليوم أسعد يوم عند األسوياء كنت أخاف من الزواج وأخاف الكالم مع حاتي وبأية
».صورة يجب أن أكلمها مستقبال ً
ولقد بلغ خوفه االجتماعي درجة أن شارك أخاه في محل عمله الخاصء .ال ليساعده في العمل بل الستقبال الزبائن واستالم
التصليحات وتحديد األجور ألنه ال يقوى على الكالم > 2وهذا حاله أيضا ً في عمله فيجلس صامتا ًء أي انسان يطلب شيئا ً منه
ينفذه
4,
.رغم أنه بداخله كان يشعر باالمتعاض من مطاوعته لطلبات الناس» يخاف الكالم خشية نقده وعدم قبوله منهم
كان يعاني نتيجة هذه المشاعر السلبية المكبوتة عن ضعف ذاته» الصداع» والتبول الليلي» وزلة تنفسية (ضيق تنفس) واالكتئاب
اضافة الى أعراضه النفسية التي ذكرناها
مت معالحته معدل جلسة واحدة اغا لمدة ساعتين مع تمارين تخيلية كلها تدور حول تأكيد الذات» والتعبير عن األفكار واآلراء
وبخاصة تأكيد ذاته على أخيه األكبر الذي يكرهه لسلطانه عليه ومعاملته له حتى عند زواجه معاملة الصغير الضعيف» أقول معالجته
.من قبلي لمدة شهرين مع ممارسة تلك التمارين يوميا ً في بيته أو عمله بعد تدريبه على االسترخاء
من جملة التمارين البيتية قراءة أية صحيفة يومية حيث يقتطع منها بعض األخبار السياسيةالدولية أو المحلية لتكون محور حديثه مع
.رفاقه» ومادة تجعله يتكلم فيها لكسر سلبيته االجتماعية واكسابه المهارة على التكلم
بعد مس جلسات لم يعد بحاجة الى تعاطي 1206121وهي مادة محاصرة للتنبيهات اإلدرينالية في المستقبالت العصبية للقلب
من أجل تنظيم ضرباته» وعادة يوصف هذا الدواء في اإلضطراب االنفعالي الذي بدوره يسرع ضربات القلب» حيث بدأ خوفه
االجتماعي يتراجع ويشعر باإلستقرار النفسي العصبي» ى) وضعف ألم الصداع شدة وتكرارا ً وتحمس مزاجه ونومه» وبات أكثر إقباال
۹۱
ونشاطا ً
ولتحسين تأكيد ذاته طلبت منه أن يلح على النشاط الجنسي مع زوجته» ويكون هو المبادر والمسيطر في الجماع .حيث كان
سابقا ً يجامع زوجته جنسيا ً مرة واحدة كل خمسة عشر يوماء وقد استجاب هذا الطلب ونفذ ما طلبته منه حيث وجد تجاوبا جيدا
واقباال ايجابيا من جانب زوجته
بعد ثماني جلسات عالجية اضافة الى تمارين يومية مكثفة خالل هذه المدة كانت نسبة التحسن 4٠/ضعف تحسسه التخوفي
االجتماعي » فأصبح أكثر إيجابية وتزاجعت اضطراباته النفسية والبدنية» وتم سحب كافة األدوية عدا الدواء المضاد لالكتئاب حيث
طلبت منه االستمرار عليه لمدة أربعة أشهر وسحبه تدريجياء وأضحى أكثر ث َقة بنفسه وطليق الكالم لدرجة شعر أصدقاؤه وكأنه انقلب
الى انسان آخر
طلبت منه أن يراجعني مراجعة متابعة بعد ثالثة أشهر للتأكد من ثبات التحسن العالجي على أن يستمر في التمارين المعطاة له
بدون انقطاع ولمدة سنة مع ممارسة االسترخاء اليومي .عاد بعد ثالثة أشهر وكانت حالته في تحسن مطرد .وقد مضى على
.عالجه أكثر من سنة حتى هذا التاريخ أي 6ممه بدون أي انتكاس
التحليل» وقد تكون النتائج أقل
ٍ إن مثل هذه ال حالة المدهشة في التحسن كانت تحتاج الى أكثر من سنتين في العالج النفسي
مما تحققت في العالج السلوكي التخيلي» وقد تم التوصل الى هذه النتيجة
۹۲
المدهشة بفعل إيمانه المطلق بالعالج الذي يمارسه واندفاعه وحماسه الكبير نحو العالج» وهذا شرط أساسي في نجاح أية معالحة
.نفسية
:العالج السلوكي التخيلي التأكيدي للذات > -
Assertive behavior
إن مثالنا على الدور التخيلي الذي نحن بصدده في اكتساب السلوك التأكيدي وااليجابية في تأكيد األنا ولكن بصورة غير عدوانية هو
مرضة» تعمل تحت إمرة طبيب صلف .متكبر» شوفيني «مغال في التعصب لهنته » ال يراعي مشاعر اآلخرين .حاولت أن تعر
له عن استيائها ومشاعرها المكبوتة في عدة مناسبات» ولكن ما أن تقدم على هذا السلوك حتى تجد نفسها مقهرة على البكاء
والنحيب» وبالتالي تتراجع وتشعر بالتهور الكبير إن هي تصدت له فيزداد شعورها بالسلبية واالنسحاب وفقدان الثقة بالذات
نصحت من قبل المعالج السلوكي أن تمارس دور المواجهة مع هذا الطنين يليا رلت الدور وتكراره) لمدة عشرة أيام على األقل.
وذلك قبل أن تنفذ هذه المواجهة عمليا ً
يتعين عليها في هذا التمرين التخبلي أن تغمض عينيهاء وتتخيل ذاتها وهي تكلم الدكتور رئيسها مؤكدة ذاتها معبرة عا يدور في
نفسها من مشاعر حيال معاملته معها ولكن بدون لمجة وال لغة أو اشارات عدوانية» وال أن تكون منفعلة متوترة خالل هذا
:التخيلء وقد تم تنظيم المقولة التي ستتكلم باإلستعانة بها مع الدكتور تخيليا ً وهي
م
۹۳
دكتور شيريدان أتطلع الى عدة دقائق من وقتك لمشاركتي في مالحظات هامة تتعلق بشخصي» دعني أتكلم معك بدون مقدمات»«
أنا ال أشعر باالستمتاع في العمل معك» وني الوقت الذي أحترمك كطبيب وأقر بجدارتك ومستواك الطبي العالي فإنني أجدك
تعاملني معاملة محقرة ومصغرة لذاتي .وبصراحة أنا ال أنفرد لوحدي بهذا الرأي
هناك مس يشاركونني في هذا الرأي حيال هذا السلوك السلطوي الذي ال يتمثى مع حقوق االنسان» لقد حرصت أتثناء تدريها على
هذا التخيل أن تحفظه صورة ذهنية وكالما ً وكيا تظل مصرة على تعبيرها االيجابي الثابت في هذه المواجهة فال تتراجع عنه .طلب
منها المعالج أن تتخيل أيضا ً ردود فعله السلبية كأن تتصور بعد أن تكلمت ذلك الكالم أن يقول لما« :متى طلبت منك رأيك
في»؟؟ أو أن يقول لها كالما ً أكثر عنفا ً وغيظا ً مثل التهكم عليها واالستهزاء منها وهو يقاطعها في الكالم وال يعيرها أية التفاتة»
عليها أن تتصور هذه المواقف المحبطة السلبية ومع ذلك تظل مصرة على موقفها منه وقناعتها بماتقول له رغم كل هذه المواقف
.السيئة التي قد تظهر منه
بعد أن تدربت على هذا الموقف لمدة أسبوعين يوميا ًء عقدت العزم أن تنفذ ما تخيلته من أدوارء ففي أحد األيام صباحا ًء وبعد أن
أهى الطبيب جولته الطبية التفقدية في كافة األجنحة الخاصة به وعاد الى مكتبه معهاء وهنا تجرأت وقالت له المقولة التي تدربت
عليها تخيليا ًء نصت اليها الطبيب تاما ً وبعد أن انتهت أعلمها أنه ال يحمل
۹٤
اطالقا ً المواقف التي تنعته يها تجاههاء وس ثم طلب منها أن تقبل دعوته لتناول الخداءء وبذلك زال سوء هذا التفاهم الذي تصورته
ف معاملته اء وعادت األمور ف عالقاتها الى أحسن مايرام
لنفترض أنه حدث فعال ً الموقف السلبي الذي تخيلته هذه الممرضة كأن تكم عليها مثالء هنا عليها أن تظل على موقفها من تأكيد
ذاتهاء ولكن تبدل من تخيلها والكالم الذاتي مع نفسهاء فتصر عليه أن ينقلها الى وحدة طبية أخرى في المستشفى نفسهاء واذا بدا
:هذا األمر مستحيال لسبب ماء هناك حالن آخران
األول. :أن تسعى الى ازالة تحسسها تخيليا ً ومن ثم واقعيا ً من مواقفه التصغيرية واالستعالئية منها (أنظر الفصل الخامس من هذا
الكتاب) أو ثانيا ً تتخيل ذاتها ناجحة ومسرورة في عمل آخر تسعى اليه وتكد للحصول عليه» مثال قد تتخيل أنها مسرورة في
بمشاف أخرى ستتقدم اليها للعمل فيها بعد أن تصفحت الصحف في صحيفة االعالنات للبحث عن شواغر ألعمال ووظائف ٍ العمل
معروضة فيهاء أو أن تتصور ذاتها وهي تطلب من صديقاتها وأصدقائها مساعدتها للعثور على عمل جديد وأن تتصور مقابالت قبول
.موظفين قبل أن تجربها في المستقبل القريب
وبالطبع هناك عدد ال يحصى من المواقف الشخصية المتبادلة مع الغير حيث يمكن فيها تطبيق تكرار لعب الدور تخيليا ً» ويبدو على
درجة كبيرة س الفعالية والنتائج الناجحة بنسبة عاليةء فمثال ً في مقدور بعض الناس تكرار حوارات تخيليا يرغبون اجراءها قبل عقد
اجتماع هام وعد ترق مقابلة هامةء ويتعين في مثل هذه المواقف تخيل الموقف تخيا ٌك واضيخا ولعب الدور التحاوري» فمثال امرأة
مطلقة تتوقع أن يتصل بها زوجها المطلق هاتفيا ً ومقابلتها من أجل تسوية وضع األبناء معهاء هنا تتصور ال حوار الذي ستجريه معه
بشأن تلك التسوية .ملحة على بعض الحقوق ولكنها تغفل في تخيل ما ترتعدسين متاورات من جاب عندما اتصل بها فعالء و قع
مالم تتوقعه وتتدرب عليه تخيليا ًء حيث لخأ الى مناورات أربكها ففشلت في مواجهتها والتصدي لحاء ألنها لم تعد ذاتها تخيليا ً لمثل
.هذه المناورات ,فشعرت بالخداع» ولو أعدت نفسها لمثل هذه التوقعات لواجهت مناورات مواجهة ناجحة
هناك بعض الناس يعتمدون على سرعة فطنتهم في الرد على المواقف غير المتوقحة .لذا يجدون صعوبة في كتابة مقوالتهم التي
يتوقعون استخدامها خالل اجراء الحوارات الحامة مع بعض األشخاص ».وأمثال هؤالء هم قلة في نجاحاتهم بالتعامل مع المواقف
غير المتوقعة وبدون إعداد ذهني أو تخيلي مسبق» وبالمقابل هناك من يعتمد على تلقائيته وبداهته في الرد المناسب على مواقف
غير متوقعة» ولكن غالبا ً ما تتم محاصرتهم وارباكهم وافحامهم ألن بداهتهم ال تكون عالية المستوى .والبد ألمثال هؤالء من اعداد
مقوالت مسبقة لتوقعاتهم والتدريب عليها تخيليا ً وبشكل خاص المحادثات اهاتفية الهامة
۹٩
:ه -تكرار تخيل الهدف المطلوب لزيادة األداء الرياضي وتحسيئه
لتطبيقات التخيل في ميدان الرياضة واتقان األداءات الرياضية أيضا ً دور هام وعادة ان الحادثة الحقيقية الواقعية تختلف اختالفا ً بينآ
ع الحادثة التي يتم تخيلها أو الموجودة كصورة ذهنية» فاألولى واقعة ملموسة .والثانية هي محض تخيل توجد في الذهن ومع ذلك
(على المستوى االختزان العصبي لالحساسات بأنواعها)» نجد عددا من النورونات العصبية (النهايات العصبية للنورونات) مشتركة
وواحدة في الوظيفة بين النورونات التي تتأثر بالصور الذهنية التخيلية واألخرى التي تتأثر بالمواقف ات الواقعية الحقيقية» بحيث أن
التفاعل على التبادل بين النوعين س هذه الخاليا (النورونات العصبية) يبدو قائ واقعا
وبتعبير آخر أكثر توضحيا ً .على مستوى الوظيفة العصبية الفيزيولوجية اذا كنت تنظر الى قلم رصاص فإن المسالك العصبية الصادرة
من عينيك الى الجملة العصبية المركزية (الدماغ) تمكنك من أن تسجل (في المراكز المخصصة) المعنى .واالدراك والخبرة» التي
ترافق رؤيتك لهذا القلم .اآلن اذا ما أغمضت عينيك وتخيلت القلم نفسه بأكثر ما تستطيعه من حيوية التصور والوضوح الذهني
التخيلي» فإن صورة القلم الذهنية ستثير اآلالف من العصبونات نفسها التي نقلت صورة القلم عندما نظرت اليه كا يبدو .وفي
الواقع وهكذا اها قيلت :دنك تضرف تضورة انأ وس عال انرب ما فإن هذين النشاطين يتطابقان في الخبرة واألداء وكأنهها يتمان في
۹۷
الواقعم» ويسهل مثل هذا التخيل كثيرا ً هذين االنجازين عند ممارستهما في الواقع .وبذلك نخلص الى المقولة العلمية الثابتة التالية
»« .إن التخيل القوئ الواضح في الذهن يولد الحادثة المتخيلة وكأنها تبدو في الواقع
لقد أظهرت الدراسات المقارنة التجريبية أن العب الغولف وهو يتخيل نفسه يدفع بالكرة أ ة أوينجز ضربة صعبة مرارا ً وتكرارا ً فإن
هذا األداء يتحسن عندما يمارسه في الو ويمائل ذلك يفا الممارسة الذهنية التخيلية لشخص يتمرن ذهنيا ً على اطالق األسهم على
الهدف (الدريئة) في أية مباراة سيدخلهاء فإن مثل هذا التمرين الذهني يحسن الى حد بعيد هذا األداء عند اطالق األسهم عمليا ً
.على الدريئة
وعلى هذا .فإن أداء تمرين تخيلي أو مهارة ترغب في تعلمهاء وأية مهارة نوعية بدون تحديد أو حصرء فإن مثل هذا التمریں
التخيلي بحس تحسينا ً كبيرا ً اآلداء المطلوب» أو المهارة المراد اكتسابها عند الممارسة العملية
وقد يكتشف المرء أهمية القوة التخيلية وفوائدها اكتشافا ً عارضا ً أو يستخدم هذه القوة من آن الى آخر .ولكننا نحن نحث على
اتخاذ هذه التقنية أسلوبا ً ومنہجا ً في تعلم أية مهارة أو تحسين أي أداء من خالل تكرار هذا التخيل وممارسته وليس األداء التخيلي
.العارض غير النموذجي والذي يقتصر على تخيل الشيء مرة أو مرتين فقط
(أحد رواد ومشاهير العالج النفسى Beckمحد ننا الدكتور بيك
۹۸
السلوكي األمريكان)» عن العب كرة مضرب عا مي» وهو طالب في كلية أهندسة أيضا ًء يتأهب لدخول مباراة تنافسية بعد ستة
أسابيع » وكان عليه خالل تلك المدة التي تزامنت مع دراسته» أن قيا اا في اعداد مشروع هندسي كجزء من واجباته الدراسية
التخرجية» لذا ال يوجد لديه الوقت للتدريب واعداد ذاته لدخول تلك الباراة بصورة كافية تؤهله لضمان فوزه» وقد نصحه الدكتور بيك
أن بستحن التدرنات اة عوضا عن العملية التي ال يتوفر لديه الوقت ألدائها (أي تحقيق الهدف التدريبي تخيليا مس خالل تكراره
واستمرار تممارسته على هذا المستوى س التخيل :يوميا ً بتتخصيص خس دقائق ثالث مرات يوميا ً وخالل االسترخاء شريطة أن
.يكون التخيل اعدا وهو مغمض العينين
وقد استجاب هذا النصح أن تمرن تخيليا ً على الحركات والمناورات الحامة في هذه اللعبة كالضربة الحانبية اليسارية .وغيرهاء ولكن
ظل متشككا ً من تحول هذه التدريبات التخيلية الى واقع .اال أن الدكتور بيك كان دوما ً يدعم بأهمية الثقة بالتدريب التخيلي اليومي
الذي يمارسه واالستمرار على ذلك
عندما لعب هذا الالعب مباراته اعترته الدهشة البالغة أنه كان يلعب أفضل من السابق بأشواط كثيرة» وقد أفاض بشكره الجزيل
وأبدى تعجبه البالغ من قوة التخيل غير المتوقعة في تحسين األداء وكيف أنه كان البديل الرائع عن التدريب الواقعي
ويطالعنا ارنولد الزورس بقصة البطلة كريست ايفرت التي
۹۹
أجرت مقابلة اذاعية عن أسباب فوزها بالبطولة فقالت« :اضافة الى قاريني العملية كنت أمارس التمرينات التخيلية يوميا ً فأتمرن
في خيالي مرينا ً مكررا ً عن كل تفصيل من تفاصيل مباراتي المقبلة» أتخيل المرأة خصمى التى ستنازلني بشكلهاء بأسلوب لعبها
» .وبمناورتها المعاكسة االت أن تقوم 3خالل المباراة
ومبذا السياق نذكر هنا دراسات الدكتور ريتشارد سویں من خامعة :كر لر رادو عل :قفية ادام الحدف خال والتهرين غلك ريا
مستمرا ً لفترة معينة لتحسين المهارات الرياضية وكان هذا الدكتور المستشار السيكولوجي لفريق التزلج على الثلج األمريكي الوطني
.األولبي
كان يطلب من الالعب وهو مسترخ مغمض العينين تخيل ذاته» وهو في التسابق الواقعي األول في السابق (على القمة) وقبل
البدء بالمباراة ومن ثم يتجاوز المنحدر بكامله في تخيله ويقطعه .وأن كثيرا من هؤالء الذين تمرنوا على هذا التخيل وجدوا ما
مارسوه واقعا عيبال عك اولتاق ف المازاةه :يبل كان يكهروت بالخيرة وكأنها انتقلت الى الواقع .وخالل التخيل كانوا يتخيلون
جميع الحركات والصعوبات التي سيواجهونهاء لفحات اهواء الباردة وهي تضرب وجوههم ويتحسسون بهذا البرد» وتطاير الثلج س
جوانب الزحافات والتواء عضالت الجسم خالل الدورانات الحادة وغيرها
ف سجلي وأضابيري العالجية (مؤلف هذا الكتاب يتكلم) حادثة عالجية في هذا السياق الذي نحن بصدده .راجعني شاب
عمره ۲۳سنة أيضا ً م قرى مدينة دمشق» يشكو من قلة جماعه الجنسي مع زوجته .وانعدام الشهوة الجنسية (الليبدو) وقد ظهر
هذا االضطراب وذلك التشبيط الجنسي بعد أداء خدمة العلم (خدمة عسكرية اجبارية) وهو في وفاق زوجي تام وتسعى زوجته إلزالة
كل العوائق مس جانبها التي قد تتصور بكونها سببا ً في هذا الضعف في الميل الجسي ولک بال طائلء وقد راجع األطباء النفسییں
والبشريين ووضعوا له العالجات (بعضها هرموني) ولک حالته ظلت کا هي
بعد أن طلبت منه اجراء فحص معايرات هرمونية جنسية في دمه» اتضح لي أنها كانت سوية تماماء والسبب المباشر لهذا التثبيط
.والضعف لم يتضح خالل عدة جلسات استجوابية» وجدت أن أشي بالتخيل المتكور لعالج حالته
بعد أن شرحت فوائد الطريقة التخيلية كيا يقبل العالج ويتخذ موقفا ايجابيا تجاهه» وهذا شرط هام في العالج النفسي السلوكي
ويمارس التمارين بجدية وحماس وحس بأنه سيحصل على الفائدة المرجوةء دربته على فن االسترخاء ومن ثم أعطيته برناجا ل
عارسة ا بمعدل مرتیں» وكل مرة ٠١دقيقة ولمدة ٠١توا يتصور فيه جميع المواقف الجنسية في الجماع الجسي التي تثيره مع
زوجته» ويتكلم معها خالل الجماع بالكالم الذي يثيره (هذه ناحية هامة في العالج الجسبي) بدون خجل وال أية مراقبة» ويطلب
منها أيضا ً أن تتكلم عن احساساتها الجنسية وشهوتها خالل الجماع بدون أي قيد وال مراقبة ويكون هذا التخيل على درجة كبيرة
مس الحيوية
التخيل الذي
ٍ وطلبت منه (نظرا ً لعدم وجود أية حدود بينه وبين زوجته في هذا الميدان الجنسي) أن يدرب زوجته على األسلوب
.قدمته اليه (البرنامج) ) وأن يتدرب االثنان تخيليا ً على تطبيق هذا البرنامج التخيلي
عندما راجعني بعد 15وما أفادني أنه ألول مرة أخذ يشعر بتزايد الميل الجسي حيث ارتفعت وتيرة الجماع من كل ٠١يوم مرة
.واحدة الى مرتين في األسبوع ,وبمواقف ومشاعر جنسية نوعية من كال الطرفين
وتالحفل هاا آنا 'اسعطعنا معالحة الموققف" الكسى وتحننه ما ال دوق اا 0السات الع السعرلرسنة الفاغلة فى هذا التثبيط
.للشهوة الجنسية (الليبدو)
وبالطبع ان كل ما ذكرناه ال يعني أننا نقلل من أهمية الممارسة العملية وقيمتها الميدانية الواقعية .فاإلدعاء أن اإلكتفاء بالممارسة
التخيلية في لعب الدور التعلمي لتنمية مهارات رياضية أو غيرها فهذا أمر غير صحيح وفيه تطرف وخروج عن الواقع العلمي
والعملي» فالمهارات الرياضية يمكن تحسينها تحسينا ً كبيرا ً في األداء واالتقان بالتماريس العملية والتخيلية معا ً .واذا كان الرياضى
نعود ونقول أننا في هذا الباب نتكلم عن أهمية Eيمتلك مهارة جيدة فإن التمارين التخيلية لالحتفاظ بمهارته 55هو أمر حي
لعب الدور تخيليا وتكراره الكتساب المهارة المطلوبة سواء أكانت
۰۲
اجتماعية أو رياضية أو التخلص من مشاعر منافية ء أو تحسين األداء ا لجسي أو تأكيد الذات وتقوية الثقة بالنفس وغير ذلك من
التطبيقات التي يصعب حصرها
وننبه هنا في هذا السياقء اذا ما مارس الفرد المتشائم تخيالت متشائمة» أو مواقف سيئة متشائمة مكربة» فإن هذه الصورة
التخيلية تعزز تشاؤمه وتقويه والعكس اذا ما مارس هذا المتشائم تخيالت متفائلة ,تضيء الحياة النفسية وتبدد ظلماتهاء فإن السلوك
التشاؤمي يتبدل الى آخر تفاؤلي
وناحية أخرى هامة في هذا الخصوص أن بعض المتشائمين يعتقدون أن بتخيال تهم وتوقعاتهم التشاؤمية يعدون أنفسهم سلفا ً 3من
حوادث تكون محبطة ومحيبة 07وممقوتة .وكأن هذا لمتشائم يترجم لنا سلوكيته التخيلية بالتالي « .أنا أفقرض دما وع األشياء
والحوادث التي سأصادفها اا ستجري ریا ان وأنا بتخيلي التشاؤمي للحوادث أكون قد أعددت نفسي وحميتها من األمر السييء الذي
»قل يقع
إن هذه الفلسفة هي خطرة ,ألنها تفترض مسبقا ً أن األمور مار سی ا وأنك ہذا ا تعزز النتائج السلبية» اال کر قد ضيفت اسهاما
كبيرا ً في إضعاف ثقتك بنفسك بالتصدي للجوانب السلبية والتعامل معها تعامال ً ايجابيا ً في التغلب عليها في إيجاد الحلول البديلة
تماما ً كا وجدنا في قصة الممرضة في موقفها الرافض للطبيب الذي تعمل تحت اشرافه وإمرته وكيف أن
.مواجهتها للموقف أخذت مناحي متنوعة في جميع االحتماالت الممكنة وكيف التعامل تلك االحتماالات السلبية واالجابية
إن السلوك السوي دوما ً هو أن تتخيل ذاتك الجوانب اإليجابية في النتائج .وليست السلبية» وتتعامل مع التوقعات ال ناجحا ً
.وليس االستسالم لهاء وهذه ناحية هامة جد نلفت اليها نظر القارىء
دعني أا القارىء أن أضيف الى ما ذكرته وشرحته لك من استطبابات التخيل .االستطبابين التالییں وهما الخوف من المسرح أو
.التكلم أمام الجمهور واالضطراب الجشبى
- ١:الخوف من المسرح والكالم مع الجمهور
هناك الئحة من الدراسات والبراهيں السريرية والتجريبية التي تظهر أدمية تكرار لعب الدور تخيليا ً في تسهيل األداء المسرحي أمام
الجمهور
يخبرنا ميخامبوم (أحد رواد المعالجين في الطب النفسي السلوكي ) عن ممثلة موهوبة شهيرة تشعر با خوف من المسرح من
وقت الى آخر لدرجة فقدت ثقتها بنفسها.ء ذهبت فالتمست العون العالجي من طبيبين سیکاترییں (نفسيين) أقرا بوجود دوافع
الشعورية في مخاوفها .فباعتقادهما أن في نفسيتها رغبة ال شعورية بأن تفشل كممثلة وتحتاج الى العديد من السنين في العالج
النفسي التحليلي كي| تتغلب على هذه المخاوف .وقد أبدت عدم مسرتها من
6١
.عالج يدوم هذه الفترة الزمنية الطويلة .لذلك قصدت الدكتور ميخامبوم مبدف وسيلة عالجية أقصر مذة
وغوضا عن أن يلج هذا المعالج في مجاهل الشعورها للتنقيب في هذا الكالم العميق عن عقد مرضها والكشف عنهاء فقد أشار
اليها بالعالج التخيليء ومارسته يوميا ً عدة مرات مقرونا ً باإلسترخاءء وبدون تقاعس أو تقصيرء وقد تضمن برنامجها العالجي التخيل.
أل تتصور ذاتها على مسرح وهي 0بدورها التمثيلي بثقة في النفس» والطمأنينة الذاتية وبديناميكية لم يسبق أن مارستها أو عبرت
عنهاء وهكذا ومن خالل مزج تأثير الممارسة الطبيعية للدور التخيلي المتكرر في لعبة وبصورة ا فيها .فإن كثيرا ً مس جوانب الصور
الذهنية االيجابية ستنتقل عملي الى األداء الواقعي باعتقاد المعالج وهذا ما جد فعا اذ بعد أن مارست التخيل بتصور ذاتها ا على
المسرحء تقد ذز رها راع تام تشد اتسين وا اعد كردا كبيرا ً .فإن أداءاتها العملية قاربت كثيرا ً من المتوئ الذى 'تضورته في
تخياالتها التمرينية اليوميةء وبدال ً من أن تمضى سنوات في العالج النفسى التخيلي للتغلب على مخاوفها وسلبياتهاء فإن العالج
.التخيلي كاه ذفن لق ر فقط
وبالطبع علينا أن ننتبه مع القناعة بفعالية هذا النوع من العالج الى عدم المبالغةء فالتمرين التخيلي ال يخلق مثال متألقا ً والقصد
هنا أن الممارسة المقصودة للتخيل المكرر مس شأنه أن يعظم أداء الممتل والممثلة .ويفتق اكمام مواهبه (أو مواهبها) وقدراته
1۰6
استرخاء .وثقة بنفسه وفعالية في التعامل مع األشخاص اآلخرين في مجاالت ً الماجعة الكامنة .وفي هذه الحالة يكون سعيدا ً وأكثر
.ونشاطات اجتماعية ال تحصى
٠االضطرابات الجنسية .
تعد االضطرابات الجنسية الميدان اآلخر في العالج التخيلي التكراري وتندرج ضمن اطاره الفعالية الحقيقية هذه التقنية في معالجة
هذه االضطرابات .ويلجأ الكثيرون من المختصين في العالج السلوكي وعلى نطاق واسع الى عالج االضطرابات الجنسية بمختلف
تصانيفها وأشكاا المرضية عند الجنسين على السواء كالبرود الجسبى وفقدان هزة الجماع صءدعإه بالعالج السلوكي ۰
تطبق طريقة جونسون وماستر المعروفة في عالج مثل هذه االضطرابات النفسية المنشأ اضافة الى تقنيات التخيل المزيلة للتحسس
والخوف من التقرب الجنسى» وني هذه القدرة التخيلية القوية والمتعالج يكون في حالة االسترخاء عند تطبيقه للبرنامج التدريبي
البيتي المعطى له من قبل المعالج .فإن ازالة التحسس من التقرب الجنسي المثير الضطرابه ينتقل الى الواقع عند اقترابه
.الجماع الجنسي والممارسة الحقيقية للجنس
تقنيات التخيل ف عالج المخاوف وضروب القلق
يكن القول أن الخوف المرضي (الرهاب ) 700614هو خوف غير عقالني وال منطقي من شيء غير مؤذ أو موقف .ومصطلح
«فوبيأ» هو مشتق من التعبير اإلغريقي 700005الذي يعني الرعب .والملع .أو إله الرعب الذي يثير الجزع في نفوس
األعداء .والمرهوب يشعر ويدرك أن خوفه يثير الضحك .وأمر سخيف وتافه في نظره ونظر الناس على السواء» وليس له أساس ومع
ذلك يشعر أنه مقهر على الخوف س هذا الشيء التافه السخيف الالمعقول
ويتميز الخوف الرهابي بأمور ثالثة عن المخاوف األخرى .أوها أن االستجابة (رد الفعل ) ال تتناسب أطالقا ً مع المنبه (الشيء
المخوف) فالظالم مثال الذي يخاف منه المرهوب يسبب له الجزع الشديد والهروب .فاالستجابة هنا فيها طابع المغاالة الشديدة غير
المتناسبة مع المنبه (وهو الكالم) وثانيها أنه خوف ال ارادي وال شعوري» فالمريض ال يعرف أسباب هذا الخوف» وثالئها أنه خوف
.يدفع المريض على الهروب وتجنب المثير المخوف
»وأنواع الرهاب كثيرة ال حصر ها واشتقاقا ً من األصول اليونانية في التسميات تأخذ أنواع الرهاب أسماء حسب نوع الرهاب
و قات االرتفاعات 00018م Arachnophobia20٠4فلدينا رهاب الحيوانات ويسمى .2005506018ورهاب العناکب ويسمى
والخوف من األماكن المغلقة 8012م Astraphobiaورهاب الماء (الخوف الشديد من االء) 618هطمددوك ورهاب البرق
)013050ورهاب الساح (الخوف من الساحات المكتظة بالناس وأسواق البيع) 2والخوف االجتماعي 0م( 11الخوف من الكالم
مع الناس أو األكل أو المصافحة) وهناك حاوف كالخوف س المصاعد الكهربائية ومن الجسور ومن اإلصابة بالمرض ومن الميترو .
وغيرهاأ
قد يصاب المريض بعدة أنواع من الرهاب فمثال ً رهاب الساح ف يعدم امل الك امن انوا الرهاب بحيث أن المريض يصبح مشلوال ً
.عاجزا ً عن الخروج من داره بسبب المخاوف المحيطة به من كل جانب وصوب
فيا يخص السببية أي أسباب هذا االضطراب فمازالت معظم األسباب غامضة فبعض البحائين يرون أن السبب مرده الى الصراعات
النفسية الالشعورية «النظرية النفسية -الديناميكية» الى تترمز بصورة حاوف خارجية» في حين أنها تعكس مخحاوف داخلية 5
الخوف من الخوف الداخلي عوء؛ :0:ءع .5وهكذا فإن الخوف 5أشياء حادة جارحة ليس في الواقع في نظر هؤالء سوى تعبير
عن صراعات عدوانية داخلية الشعورية غير محلولة أخذت ترميز الخوف من أشياء جارحة
۰۸
وهناك في طرف آخر مس البحائیں يعللون الرهاب ويردون أسبابه الى اشراط سلبي» أي بتوضيح أكثر يفترضون أن بعض الحوادث
المخيفة الراضة الماضية قد تسبب حساسية دائمة ومستمرة فتأحذ صور حاوف معينة» فالفرد الذي انحبس في المصعد لعدة
ساعات» قد يبدي حساسية دائسة حيال ركوب المصاعد فيخاف منها وس األماكن المغلقة وقل الشيء نفسه بالنسبة لركوب
الطائرات وغيرها
واذا كان المصعد الذي خاف منه المريض موجودا ً في خزن بيع كبس» فإن هذا الشخص سيتجنب كل شىء اقترد بالمصعد أي اال و
.جزال ايت واي از ارا قب األخرى المقترنة» أي بتعبير آخر يتعمم الرهاب ليشمل موضوعات كثيرة اقترانية
وهكذا وفي تفسير مثل هذه الحاالت وخالفا ً للمعتقد السائدء ليس من الضروري أل نفهم اآلالك.:األساسة والديناميكيات المسببة
للرهاب بقدر االهتمام بمجرد ازالة هذه االرتكاسات الرهابية عند المريض .تلك هي النظرية السلوكية العالجية
س ناحية أخرى هناك الكثير من مرضى الرهاب يستثمرون مرضهم لتحقيق مكاسب ومنافع شخصية ثانوية س عجزهم .أي االلتفات
اليهم .واإلنتباه واحاطتهم بالرعاية واالهتمام» فمثال لنفترض أن امرأة هي التي حوصرت في المصعد .وأصيبت برهاب
۱۰۹
األماكن المغلقة .فأخذ زوجها على عاتقه شراء حاجات المنزل وابتياع ا هذه الحاجات التي كانت زوجته الفتية الشابة هي التي
تقوم بها .ثم ان الزوج أبدى اهتماما کا بخوفها .وهذا ما يسرها لقا ف هذا الموقف يمكننا أن نفهم الذا تتمسك هذه المرأة الشابة
بمخاوفها وتحرص على استمرار هذا الخوف وبالطبع ليست جميع المواقف فيها االنتفاع س المرض بشكل يصح تعميمها على أي
موقف رهاب فإذا كانت تیان الرهانن ر 2أمينا ً حلصا أنك ترغب الشفاء منه .فإن الخطوة األول تكون أن د تفحص الموقف فحصا ً
عميقا ً كي تدرك في| اذا كان في هذا اإلضطراب ما تنتفع منه ويجلب اليك بعض الفوائد من قبل الغير الذي ترتبط بهم .اذ من
.الصعوبة بمكان التخلص س الرهاب اذا كان فيه نفع ثانوي شخصي وفائدة تجنيها منه
وبالطبع ليست حميع حاالت الرهاب فيها ربح ثانوي .اذ أن كثيرا من األفراد الذين يعانون خاوف متباينة .الخوف من ركوب [
الحافلة والساحات العامة .واألسواق وتغمرهم رغبة ملحة وصادقة
بالتخلص س مخاوفهم
واذا كان األمر كذلك فماهي الخطوات البناءة التى تقود الى
يعود الفضل في ابتداع هذه التقنية العالجية السلوكية الى Systematic Desensitizati01تقنية ازالة التحسس المبجى
األستاذ الطبيب النفسي جوزف ولبي م 101التى وضحها في كتابه الذي صدر عام 1165م تحت ا :التثبيط االل
0حيث شرح لنا ألول مرة طريقته في عالج الرهاب» وهذا األستاذ هو حاليا يعمل ني كلية الطب بجامعة Reciprocal
تامبل (المعبد) في والية بنسلفانيا ومحرر مجحلة الطب السلوكي والطب النفسي التجريبي العا ية » وله مؤلفات كثيرة ودراسات
هامة متنوعة في مدان العالج النفسي السلوكي .وهذه التقنية تعد نظرية عالجية متكاملة موثوقة النتائج » ويطبقها .كل معالج من
مدرسة العالج السلوكي» وهي معترف بها كإحدى الوسائل العالجية المامة في العالج النفسى السلوكي لإلضطرابات النفسية على
.العموم
ب على ارخاء عضالت در ٍ
في هذه التقنية وقصدنا هنا عالج الرهاب .توجد ثالث خطوات منفصلة .الخطوط األولى يُعل ّم المريض وي ُ ّ
جسمه الرئيسية لخلق حالة سكينة ».وهدوء (تثبيط التنبيه الفضبى الال الع القاقية ) 4اى هدو الشين وراك معان وننبه 7أن
اإلرخاء العضلي الع له اتات هام هد )يكن الوصول اليه خالل التمريں المستمرء والنتظم» والمنہجي لتقنيات
“اإلإسترخاء
في بادىء األمر استخدم التنويم لتحقيق االسترخاء اال أنه اتضح فيا بعد أن اإلسترخاء هو أفضل منه ألنه ال يجعل المريض
- ١.في ملحق هذا الكتاب تجد أسلوبين س أساليب ض االسترخاء
مرتبطا ً بالمعالج المنوم .ثم ان تعلم ض اإلسترخاء يفيد المرء في حياته اليومية الضعاف ردود فعله ازاء الشدات التي تفرض ذاتها
.عليه في تعامله مع المحيط بكل أبعاده االجتماعية واألسرية والمهنية
الخطوة الثانية وفيها يتم تجزئة الموقف التخوني الى سلسلة من الخطوات فمثل اذا كان الفرد يخاف من المشافي فإننا نضع سال
هرميا من امراق دة فن ارقف األقل إثازة :وتوا أ الموقفث الذي نسميه بموقف الصفر الذي تنعدم فيه اإلثارة التخوفية ومن ثم
يليه الموقف المرتبط بالخوف من المشاني الذي يأتي في أدنى السلم» وتتوالى المواقف صعودا ً في التوتير التخوفي حتى نصل الى
الموقف األعظمي األكثر اثارة في السلم وهو دخول المستشفى ذاته .في هذا المثال تكود رالراق اة اللبخوت :من ااا عل "الصورة
«العالية
الموقف األول تخيل المريض يافطة مكتوبا ً عليها «مستشفى» الموقنت االن ل الطريق الذى قود ال" اللمسنتطنن» الموقفت النالت
التالي ركوب السيارة أو قيادتها في الطريق المؤدي الى المستشفى ,وهكذا تتوالى المواقف تتابعيا ً في التخيالت المتصاعدة في
التوتر حتى نصل الى مدخل المستشفى ومشاهدة المرضى في البهو وهم يقودون الدراجات المسيرة باليد أو المحمولس على
الحماالت .ومن ثم شم الرائحة الخاصة بالمستشفى وأخيرا ً تأي الخطوات والمواقف المخيفة الحاسمة بالنسبة للمريض» رؤية غرفة
العمليات» مشاهدة المرضى يخرجون من غرفة العمليات الجراحية .مشاهدة صديق مريض في مركز العناية المشددة داخل
المستشفى
1۲
الخطوة الثالثة وهي عندما يمتلك المريض مهارات االسترخاء الكافية (وهذا يتطلب فترة زمنية بحدود ثالثة أسابيع بتدريب يومي)
حينئذ عليه أن يتخيل كل موقف (بند) من مواقف الالئحة اهرمية التي ذكرناها مس أجل ازالة تحسسه من هذه المواقف
.التخوفية
يبدأ المريض في تخيل الموقف األضعف في سلم المواقف الهرمية التي ذكرناها من حيث االثارة التخوفية
تخيل أنك في صحبة سارة مع بعض األصدقاء والرفاق تركب السيارة معهم واذ بك تشاهد يافطة مكتوبا ً عليها «المستشفى في «
المنعطف الثاني» وأنت في حالة استرخاء تتخيل هذه الصورة الذهنية ار امن ائ و ر ا ما اناك هده الصورة اقلق عليك أن تتخيل
موققا ً آخر أقل .إثارة أوتنعدم فيه هذه “اإلثارة ليكوت اإلنطالق مس الصفر في االنفعال ,كأن يكون التخيل هوا في سوق من
أسواق اللهو
اآلن كل موقف من المواقف المدرجة في الالئحة يتم تخيلها مرة تلو األخرى حتى تصبح خالية مس أية اثارة تخوفية» فإذا ما
أثارت الصورة لموقف معين استجابة خوف يتم استبدال الصورة بمنظر جميل تخيليا ولدة ۷دقائق .وس ثم يعرض الموقف عليه
ثانية والمتعالج في حالة استرخاء .وهكذا يتم التناوب بين الصورة المتخيلة للموقف والصورة السارة الى أن تتضاءل االستجابة
التخوفية بنسبة /۷* - ٦١أو يتم اطفاء الخوف نهائيا ً .ويصار التعامل مع بقية المواقف على الشكل الذي ذكرناه الى أن تتم
ازالة التحسس منها مس أوها الى
11 ۳
آخرهاء وتحتاج هذه المواقف المرمية التخوفية الى عدة جلسات عالجية مزيلة للتحسس تخيليا ً .بعد ذلك يكون المريض جاهزا ً كيم
يتعامل مع الموقف 9اقا بدون أل خر القلق التخوفي السنابق :نس هذه التقنية أيضا ً ازالة التحسس من خالل التعريض التدريجي
للموقف الرهابي تخيليا ً .على المستوى العملي كل فرد عنده على األقل تحسس رهابي واحد .ومثالنا على ذلك أن المخاوف
االجتماعية هي شائعة ہیں الناس نظرا ألن كثيرا ً من الناس يهتمون بالرأي العام (رأي الناس ومواقفهم تجاه بعضهم عضا فالخوف
من التحقير واإلزدراء هو شائع ہیں كثير س الناس .وهذا ما يسبب ارتباطات ہیں الخوف واالنتقاد .والرفض» وإنكار الرأي
ومهاجمته .وأن كثيرا ً منا قد ال تنتابه حاوف من اإلرتفاعات ,واألماكن المغلقةء والعناكب» أو س رؤية الدم» أو األفاعي .وغيرها
اآل أننا قد نبدئ حساسية تخوفية أو نرد ردا مغاليا ً ازاء نقاشات حادة .أو تجنب طرح أسئلة في الصف أو ندخل خلسة بدون
لفت أي نظر الى قاعة أثناء القاء محاضرة فنقعد في المقاعد الخلفية جاهدين اآل يراتا أخد» أو يكرا االضطرات الكير اذا ما طلب
متا أن نلقى كلمة أمام الجمهور
.هذه األنغاط من القلق االجتماعى ينظر اليها على أسا خاوف مرضية وتعالج على هذا األساس
يمكنك أن تسأل ذاتك التالي« :ما هي التحسسات النوعية
۱۱ 4
الموجودة لدي؟» «أي المخاوف» ماهي أنواع المواقف التخوفية التي أتجنبها؟
من الجائز أنك تتجنب التجمعات البشرية وتختجل من أفرادها أو تحجم عن طلب الخدمات والمعروف ,أو تتجنب س الجنس
اآلخر وتخاف منه» أو الكالم أمام الجموع .أو أنك تتراجع بسهولة أمام موقفك في نقاش مع بعض الناس» فيتسلطون على تفكيرك
() أو ال تطالب بحقوقك الشخصية .فتترك اآلخحريں يسلبونك إياها بدون أن تتصدى لهم تصديا ويوجهونك فال تتجرأ أن تقول لحم ال
مقبوال اجتماعيا
فمههما كانت میادیں مشكالتك االجتماعية التى تتحاشاها وتخاف منهاء وتتجنبها فإننا نوصى أن تأخذ باألساليب العالجية التى
الفشل .أو أنهم يبدون انشغاالت ذاتية مسبقة بمخاوف الرفض› واالنتقادء وفقدان االعتبار واالحترام فأسلوب ازالة التحسس غالبا ما
يكون أداة فعالة ف عالج الحاالت الى ذكرناهاء وحاالات أخرى من الشاكلة ذاتها .واألسلوب ذاته أي ازالة التحسس فعال جدا في
التخلص س الرهاب الواضح الذي ال لبس فيه
يفيدنا األستاذ الدكتور ولبي م 701عن عالج حالة من قبله لشاب يشكو الضيق الشديد الذي ينتابه اذا تناول الطعام في األماكن
.العامة .والمتنزهات› المطاعم وغيرها وال يرتاح اال اذا تناول الطعام في بيته ولوحده» ويتضايق نسبيا اذا أكل مع أفراد أسرته
١ 16
ويكون الضيق شديدا ً اذا كان أحد أصدقائه يشاركه في طاولة الطعام عمله في الشركة بوجود فتاة جميلة يرنو الى الوصول اليها
والتعرف عليها
ثم وضع الئحة المواقف لضيقه المثيرة المتدرجة في الشدة إلزالة
التحسس منها في الخطة العالجية فكان ترتيب المواقف على الصورة التالية
- ١ .أتناول طعام الغداء لوحدي بين| أفراد أسرتي يأكلون في الغرفة الثانية
.أتناول الفطور الصباحي مع والدي على طاولة واحدة ۲ -
أتناول وجبة العشاء في الدار مع والدي ۳ -
:أتناول وجبة الفطور لوحدي في مطعم (كافتيريا) خال من النامن 5 -
ه أتناول وجبة الفطور لوحدي في المطعم مع وجود عدد قليل من الناس مبعثرين على طاوالات مختلفة
- ١أتناول الغداء مع والدي في البيت بوجود أحد أصدقائي
أتناول العشاء مع صديق في شقته ۷ -
.أتناول الغداء مع صديق قديم في داره مع أفراد أسرته ۸ -
.أتناول العشاء في مطعم خال من الناس مع فتاة جميلة 4
- ٠ .أتناول طعام الغداء في مقصف الجامعة مع ثالثة أصدقاء لي في الصف
د اتاول العشاء في دار صديقي مع أفراد أسرته وصديقته الحميلة الحذاية - ١ .أتناول الفطور في الخارج مع فتاة جذابة فاتنة (
الجمال .اتتاول العشاء في المطعم مع فتاة جذابة 6 .أتناول العشاء في بيت صديقتي الجميلة بوجود والدها وعدد من الناس .
تلك هي الئحة المواقف المتدرجة في درجة الخوف حتى الوصول الى بؤرة الموقف التخوفي وهو تناول الطعام مع صديقته وبوجود
ثالثة أشخاص غرباء
تأتي الخطوة الثانية هي أن يسترخي ثم يتخيل كل موقف من المواقف البالغة عددها ( ١5كا رأينا في الالئحة) بالتسلسل الوارد
فيها وبصورة تتابعية» وكا يك التكهن فإنه سيواجه موقفا متوترا تخوفيا في الموقف رقم » «٠هنا يطلب منه المعالج الدكتور ولبي
بعدما شعر المريض بالخوف .أن ينقل خياله الى صورة سارة (كتخيل مرج مس المروج الجميلة .أو بساتيں مملوءة بالرياض)»
لمعاكسة التوتر التخوفي بصورة ذهنية سارة ولمدة عشر دقائق .وس ثم إعادة تعريضه للموقف رقم ) 0١مره ثانية » ومرة ثالئة
مع فاصل تخيلي سار» وبصورة دورية تناوبية حتى يزول خوفه تماما أو يتضاءل الى الحد األدنى في الموقف رقم ()0
في الموقف رقم (( )4تناول العشاء في مطعم خال س الناس مع فتاة جميلة كان موقفا قلقا جدا ومفاجئا بالنسبة للمريض الشات
١١ 7
هنا أيضا ً تم اعتراض هذا التخوف بنقله الى تخيل سار أو تعميق استرخائه إلعادة هدوئه وسكينته واسترخائه الى الخط القاعدي,
.بعدها تعريضه الى الموقف رقم ( )4مرارا ً وتكرارا ً حسب ما شرحناء حتى زوال تحسسه التخوقي منه
.بسهولة تجاوز المواقف الثالثة التالية حتى الوصول الى الموقف الصعب المتوقع رقم ۴۳تناول العشاء مع امرأة جميلة
وهكذا .فإن المواقف ) (٤ ١الواردة في الالئحة تمت تغطيتها في سبع جلسات عالجية مزيلة للتحسس وذلك خالل ثالثة أسابيع
ونصف األسبوع .حيث تمكن أن يحتفل بدعوة الفتاة الجميلة محط أمله وهدفه وعدد من األصدقاء الى تناول العشاء في مطعم
فاخر من الدرجة األولى
أن أسلوب ازالة التحسس يستند إلى افتراض على درجة كبيرة من األهمية (ومن هنا جاءت عبقرية الدكتور ولبي 178/0106
هو« :ان األشياء التي تخافها كما تبدو في الواقع تخافها أيضا ً عندما نتخيلها وإن النتيجة الطبيعية هي أن األشياء التي أصبحت ال
تخيفنا عندما نتخيلهاء ال تخيفنا بدورها في المواقف الواقعية وكا تبدو لنا في الحياة .فهذه القاعدة المامة يكن تطبيقها عند معظم
الناس .وال ننسى أبدا ً أنه في علم النفس يبدو القليل من القواعد التي يمكن أن يعمم تظبيقها على جميع البشرء فبعض األفراد
في مقدورهم تخيل مواضيع خوفهم ولكن ال يشعرون بأي قلق .ولكن في اللحظة التي يواجهون المواقف التي تخيفهم في الواقعء
نجد الرعب والجزع
ينتاءهم بصورة آلية وأمثال هؤالء تفيدهم فقط التعرضات الواقعية المتدرجة الى المواقف التخوفية (التعرض المتدرج) إلزالة تحسسهم
منهاء ومن حسن الحظ أن معظم الناس يمكنهم أن يتغلبوا على تخاوفهم باللجوء الى التقنيات التخيلية التي شرحنا احداها األساسية
.
ازالة التحسس ذاتيا ً وباالعتماد على الذات بدون عون ۲ -
هناك الكثير من المعالجين الذين حصلوا على نتائج جيدة من خالل تدريب مرضاهم على كيفية ازالة تحسس أنفسهم بأنفسهم نحو
.المواقف التي تزعجهم وتخيفهم
والواقع أنه ال توجد صعوبة بإنجاز درجة مناسبة من االسترخاء ذاتيا (بعد التدريب عليه) الزالة القلق وتحقيق السكينة والهدوء
.النفسي
ويمكن أيضا ً للفرد المرهوب أن يضع بنفسه الئحة بمخاوفه ويتعامل معها ويعدها وفقا ً لما ذكرنا أعاله تهيئة إلزالة تحسسه من
المواقف المتدرجة في الشدة التخوفية الواحدة تلو األخرى واليك أيها القارىء مثاال عن مريض عالج ذاته بدون عون معالج بعد أن
تدرب على التقنية التي نحن بصددها لتكون لك حافزا ً على التفكير بعالج ذاتك من مخاوفك إن كنت تشكو منها
.المريض يتكلم عن نفسه
اعتدت أن أخاف من العميان والعاجزين الذين يزحفون على«
۱۱۹
األرض .أو المقعدين المبتوري األطراف الذين يركبون الدراجات ويسيرونها بأيديهم أو أي مشوه» فهذه الشريحة من العجز كي خوق
.وقلقي الشديدين» فإذا صدف ول أبتعد عن أحد هؤالء فوراء سرعان ما أشعر بأنني مريض
تمرنت على فن االسترخاء مسجل على شريط صوتي لمدة عشرة أيام» ومن ثم استغنيت عنه وبت أمارس االسترخاء بدونه بعدما
تعودت على االسترخاء وتنامى عندي االحساس الذاتي باالسترخاء عند مارسته» وبدأت أستخدم التخيل في تماريني المتضمنة
العناصر التي تخيفني والتي ذكرتهاء بجانب البيت الذي أقطنه يوجد رجل أعمى يجلس مع كلبه بجانب بائع أحذية» وكنت دوما ً
.أتحاشى المكان الذي يجلس فيه هذا الرجل
بدأت أعالج نفسي بتخيل ذاتي تقترب من هذا األعمى ووضع عشرة دراهم في قبضته ومن ثم الدخول الى لمحزن األحذيةء في
بداية التخيل شعرت بقليل من الخوف وواجهت ذلك باالسترخاء ومن ثم بالعودة الى تخيل الموقف الذي ذكرته حتى أصبح الموقف
خاليا ً من أي توتر أو خوف .في اليوم الثاني عدت الى تخيل الموقف ذاته فلم أجد أية اثارة تخوفية .اطالقا ً في الوقت الذي لم
أكن فيه مسترخيا ًء وقد فكرت أن أختبر عمليا هذا الموقف الجديد الذي عشته في خيالي .فنفذت عمليا ً ما تخيلته؛ أي اإلقتراب
من األعمى ووضع بعض النقود في قبعته الموجودة على األرض .ومن ثم دخول المخزن .ولقد دهشت من هذا التبدل في سلوكي.
ومن ثم تناولت الموقف الثاني من الئحة
١7١
»محاوفي فتعاملت معها باألسلوب نفسه وهكذا وفي غضون شهر واحد تخلصت من جميع خاوفي
التنس أا القارىء الخطوات الثالث الضرورية واهامة التى ذكرتها لك .الخطوة األولى :اتقان االسترخاء اتقانا ً تاما ً ٠الخطوة الثانية
تجزئة الموقف التخويفي الى مواقف متصاعدة في الشدة حتى الذروة ويكون الموقف الذي تخاف منه كما وضحناء وثالثا ً التعامل
بإزالة تحسسك بدءا ً من الموقف الضعيف في اثارة الخوف وصعودا ً حى الذووة .وذللك بتعريمن ذاتلك :تيال للتوقفت ال لمحاوفك
ومن ثم االنتقال الى تخيل مريح وسار وبصورة متناوبة حتى يزال توترك وخوفك من هذا الموقف .ومن ثم االنتقال الى الموقف
الذي يليه وهكذا
تأكد من أنك في كل جلسة ازالة تحسس تنهيها في مواقف مسترخية وإيجابية» فال تقف عند موقف وتغبي جلستك وأنت متوتر
:متخوف» دائ عد الى حالة االسترخاء مع شعور بالهدوء والسكينة - ۳ .المخاوف االجتماعية
تعد الخاوف االجتماعية كا سيق وذكرنا هامة ومنتشرة بين أوساط الناس» ففي دراسة احصائية قام بها بحاثون في الدعاية والتسويق
:تناولت ثالثة آالف مواطن أمريكي تم سؤالهم عن األشياء التي يخافون منهاء فكانت نتيجة الدراسة مايلي
ماالذي تخاف منه؟ 5١/أجابوا أنهم يخافون الكالم أمام
الناس»ء أما المخاوف التالية التي جاءت حسب ترتيبهاء وفقا ً لديفيد والشينسكي وايرفين ويالس هي الخوف من االرتفاعات ,الخوف
7الزات الخوف من المشكالت ولمتاغب الماليةغ الخوف من االد ال اقرف ين لماشو الورس ين ا اة الكالب .قيادة السيارة»
.الظالم» المصاعد الكهربائيةء الساللم
أما الدكتور هربرت فينستر هيم من جامعة كورنيل بكلية الطب فقد أشار الى أن المخاوف االجتماعية تبدو متخفية .مقنعة .اذ أن
كثيرا ً من البشر لديهم مشكالت ومتاعب في تعاملهم مع الناس ولکنہم ال يدركون أن هذه المتاعب مردها ومصدرها محاوفهم
.االجتماعية
فعندما تعيش نوعا ً من الخوف االجتماعى .فإن الناس يردون وفقا ً لرد فعلك .وبذلك فإنك آليا ً تجسد بسلوكك الخوف الذي البد من
أن يحدث ويظهر .وهكذا فإن الفرد الذي يخاف الرفض وعدم القبول يتصرف ببرود وبابتعاد وتجنب كإجراء وقائي .وبذلك يعطي
االنطباع الى س حوله مس الناس أنه ال يرغب في معاشرتهم
ان أحد المخاوف الشائعة أن تجد اآلخرين ينظرون اليك أنك عصبي المزاج وهذا غالبا ما يكون السبب التحتى وراء الخوف الذي
بعد ف المرتبة األولى من المخاوف االجتماعية وهوالخوف من الكالم أمام الجمهور (القاء كلمة خطاب .وغيرها) أن تبدو مورا
۱۲۲
أن تقوله فال تسعفك ذاكرتك بشيء ,فتنتقل مس االبتهاج الى الرعب في هذا الموقف .تلك هي أفاط الرعب التي يفرضها الكثير
مس الناس عندما يطلب اليهم التكلم الى الجمهور .وان معظم هذه المخاوف تبدو غير منطقية ألنك تفرض على نفسك العصمة من
الخطأ والكمال» وأن أي قصور ذاتي في األداء سيحولك الى انسان أبله» غير كفء .مهزوز في نظر الناس
أذكر «المؤلف يتكلم» أنني كنت مع طبيب هنغاري مختص باألمراض القلبية على منبر أمام المدعوين األطباء الدمشقيين في قاعة
المحاضرات بفندق الشيراتون في دمشق سنة 1485١م ,أقدمه الى األطباء بصفتى بصفتي رئيس قسم التدريب الطبي -الصيدالني
في المكتب العلمى اهنغاري» كان عليه أن يلقى محاضرة عن خصائص دواء ن انتاج هنغاريا في عالج األمراض القلبية -الوعائية
كجزء من حملة علمية لتعريف األطباء على هذا الدواء
قبل إلقاء محاضرته وهو مدير مدرسة الدراسات العليا لألمراض الداخلية والقلبية في احدى الجامعات اهنغارية واعتمد را اة اللحاضرة
فة هن الي العلسة الباررة ذلك البلدة .بدا منوترا تخائفا ً “نظرا الني اعلسة :معا :ان من ين الحاضرين أطباء على مستوى
.عال جدا ً في األمراض القلبية وعليه أن يضع في منظوره أن يطرحوا عليه أسئلة في نهاية المحاضرة
ولقد توضح خوفه مص الكالم أمام هؤالء عندما كان يسألني بين الفينة واألخرى «هل تعتقد يا دكتور حجار أنني سأجيب
اجابة صحيحة عن أسئلة هؤالء إن سألوني؟» كنت أطمئنه وأدعمه فين
هذه التوقعات السلبية عن أدائه رغم أنه طبيب قديرء أثرت كثيرا ً على سير إلقائه ومواقفه بعد المحاضرة .كان يتلعثم خالل
المحاضرة رغم أنها مكتوبة» وغارت الكلمات في فمه فلم يعد كالمه واضحا ً .وأخذ يسرع في اإللقاء وكأنه يسعى الى إنهاء كلمته
كسلوك هروبي» بل وجاءت أجوبته عن األسئلة التي طرحت عليه متناقضة وغير مقنعة .بفعل توتره .واضطرابه .وعدم قدرته على
السيطرةعلى وره لفك فل افشال درا ف عاصرتة بل كلهت كانت فة لمنغاريا ألن في نظر األطباء أنهم أرسلوا الى سوريا أحسن
».ماعندهم وفي نهاية المحاضرة التفت الي وردد القول «الدكتور حجار هل تعتقد أن اجاباتي الى األطباء كانت صحيحة ومقبولة
لهذ فقت عليه كيرا وتائزت اله دير ويه لعل +واا ال الدواة ا هل ا :احرف ا ا اد الذي أظهره أمام األطباء لدرجة أن ذاكرته
أصيبت بالشلل التامء فلم يعد يفط الى ماهو الصح والخطأ في أجوبته .وتعطلت قدراته المعرفية خالل األجوبةء وهذا مثال يعطي
البرهان على التفكير الخاطىء الالمنطقي الذي يحمله في نفسه ازاء أدائه وقدراته وأمثاله كثيرون في المجتمع
وينصح معظم المعالجين السلوكيى األفرادالذیں يشكون من الخوف من الكالم أمام الجمهور (وكثير مس األفراد يتوقف نجاحهم في
عملهم على القدرة على الكالم بطالقة أمام الجموع والجمهور كاألساتذة وقادة األحزاب والخطباء والممثلين .وغيرهم) .أن يبدأ يذ
-كأن 00المتكلم الى «سيداتي وساد أسعدتم يخصبي .أنا اآلن ا 0أكلمكم كجماعة ع ما يحيمني أن أظهر متال أمام الناس
»لذا ا الخوف والرعب .فإنكم بالشك ستعرفون السبب
إن مثل هذه المقدمة الساخرة التي يصف بها نفسه أمام الناس .واالعتراف باالرتباك والخوف في الكالم أمام الجمهور .فإنه بذلك
.أضعف مشاعر الكمال التي يرغب أن يكون فيها أمام الناس وتكون مسبب ارتباكه واضطرابه تحسبا س النقد الذي يتصوره
ومن خالل هذا الطرح وكأنه يقول لنفسه وللناس «الشيء يخيفني» بصورة غير مباشرة حينئذ يقر أنه انسان غير معصوم عر الخطأ.
والمستمع أيضا أدرك هذه الحقيقة عند كل انسان .وبذلك فإن مخاوفه وتوتراته مس الجمهور وهو يتكلم تتبخر وتزول
وفي بعض األحيان يجد بعض األفراد حتى لو أنهم أخذوا بالنصائح التي ذكرناها .فطرحوا أنفسهم الى المستمعين بالصورة النقدية لذواء
تہم ٠ومع ذلك يستمرون متوتریں» خائھں .مرتبكن ٤ .هذه الحالة بتعی استخدام أسلوت ازالة التحسس الذي شرحناه تفصيال
في عالج الرهاب .ونقترح أن يكون األسلوب على الصورة
١ه؟
.التالية
يبدأ الشخص المرهوب من مواجهة الناس والتكلم اليهم
:بتخيل ذاته
أ مجلس على المسرح أو المنبر مع أربعة أشخاص وأمامه جمع غفير من الناس المستمعيں» ولكن ال يكون هنا أحد المتكلمين
من هؤالء اة
ب -يتخيل نفسه هادئة مرتاحة طالما ال يناط مها أي دور لتوجيه كلمة
أو حديث الى الناس الحاضرين ,وأن ازالة تحسسه من الخوف
في الكالم الى الناس تكون بأن يوجه كلمة واحدة .ومن ثم يتبعها بعدة كلمات تليها جمل تضاف الى الئحة الكالم
بعض األشخاص وبخاصة أولئك الذين يخافون عندما ينظر
الناس اليهم .يجدون أن مجرد حضور الناس هو الكرب الكبير
عندهم .في هذه الحالة وفي الحاالت المعقدة من الخوف االجتماعي
يمك اللجوء الى التخيل المتصاعد الذي شرحناه في (الفصل الثاني)
وبخاصة في تصعيد التخيل الى درجة االعراق الذهني (التعريض
) Mental floodingالمستمر المباشر بدون تدرج للمواقف المخوفة
فمثال يخبرنا الدكتور أرنولد الزاروس عن امرأة شابة مصابة بكثير من
أنواع الرهاب االجتماعي «الخوف من النقد .والرفض» والخوف من استنكار الناس لما عند الكالم» عندما أخذت بأسلوب التخيل
المتصاعد وأغرقت ذهنها وخيالها بجميع أنواع الرفض الممكن أن
يصدر عن اآلخرين تجاهها (بعدما فشلت تقنيات ازالة التحسس)
.سرعان ما تبددت خاوفها جملة وتفصيال ً مما قالته في هذا الصدد
تصورت وتخيلت كل انسان يقول لي إنك تافهة حمقاء .بلهاء .شيطانة» آفة ».مكروهة .قذرة وكال أمعنت في هذا التصور المرري
المحقر لشخصي بدت الصورة عندي تافهة .خرقاء .حمقاء وقد تمرنت على هذا التدريب السلبي الكريه .بمعدل مرتين يوميا ولدة
ثالثة أيام .في اليوم الرابع لم أستطع المتابعة لسبب بسيط أن محاوفي كلها تبددت وبدت عدية المعنى بل سخيفة في نظري.
وأن جميع محاوني التي تجلت في ذلك التخيل تالشت من تلقاء ذاتها
ولسوء الحظ ال توجد لدينا أية طريقة يمكن التنبؤ مها سلفا ً لنعرف مسبقا ً أيآ من الطرق العالجية تبدو األكثر فعالية في عالج
الرهاب االجتماعي عند مريض ماء فالبد من اللجوء الى ما نسميه بالتجربة والخطأء وهذا أمر ال يمك تجنبه .ولهذا السبب يتعيى
.على المعالج أن يلم بجميع ضروب التقنيات العالجية المختلفة في عالجاته اليومية ليصل الى العالج المناسب عند مريض معين
.الطرق العالجية التخيلية األخرى للخوف :أ تخيل مناظر سارة
.إن االستخدام اإلرادي القصدي للتخيل يفتح أمامنا الكثير من االمكانات الحديدة
شاب جاء الي عند معالج سلوكي (قصة يروما لنا األستاذ
وعلية أن اق كن واله ويور ال مده والس بالطائرة ليتمكن
من مشاهدة أمه التي هي في حالة النزاع واالحتضار .هذا الشاب بخاف ركوب الطائرة (لديه خوف في األماكن المغلقة المحصورة)
.فكر بالسفر بالسيارة ولكن المسافة طويلة .والوقت يقاس بالساعات بالنسبة لحالة والدته
أجرى الدكتور ولبي بعض االختبارات البسيطة لهذا الشاب فاتضح أنه على درجة مناسبة من التعاون واالستجابة .مثال كان في مقدور
هذا الشاب أن يتخيل فورا وبسرعة نفسه واقفة على تقاطع طرق .تنظر الى نافذة مخزن .وتراقب قطعة من الورق تطفو فوق
الماءء تشاهد موجات المحيط وتسمعها وهي تركب بعضها بعضا ً عند اندالقها على شاطىء البحر
بعد هذا االختبار البسيط للتصرف على قدرته على التخيلء قال له الدكتور ولبي :اذا ما استخدمت قوة تخيلك استخداما ً مناسبا ً
سوف لن تشعر بالمحاصرة والضيق عند ركوب الطائرة .فعندما تركب الطائرة وتبدأ باالستشعار باالنحصار والتطويق .عليك أن تغمض
عينيك وتتخيل ذاتك موجودة على شاطىء بحر واسع عريض جدا ً تنظر الى السماء الزرقاء الصافية» ترى بعض الغيوم وهي محمولة
تجوب عرض السماء تستشعر بدفء الشمس ينساب الى ظهرك» بعد ذلك تتخيل ذاتك تقف على ربوة مرتفعة تنظر الى سهل
واسع ممتد حتى األفق» تستشعر بالنسيم العليل وهو ينساب على وجهك .كا وأعطاه هذا الطبيب المعالج برامج أخرى تخيلية
سارة من هذا القبيل يلجأ اليها وهو في الطائرة عند شعوره بالضيق والخوف من اال تحار
۲۸
عندما عاد هذا الشاب من داالس بعد عدة أيام أخبر طبيبه المعالج أنه طبق التخيالت الموصوفة وكانت النتائج جيدة جداًء اذ
بعدما ركب الطائرة متجهة الى مدينة داالس في والية تكساس بدأ يشعر بالضيق .فبادر الى التو بتطبيق التخيالت الموصوفة فكررها
أربع مرات فشعر بالهدوء والسكينة .وأثناء العودة ثانية بالطائرة من داالس الى نيويورك لم يجد حاجة الى تطبيق التخيالت
.الموصوفة ,حيث شعر ألول مرة أنه يستمتع بركوب الطائرة ألول مرة في حياته
ان هذه القصة العالجية تعطينا البرهان الساطع على أن معظم الناس في مقدورهم أن يتعلموا كيف يندمجون في مواقف تخيلية
سارة تبدد محاوفهم وتجلي كرمهم .وهذه التقنية البسيطة التي أتينا على ذكرها یک تطبيقها في كثير مس المواقف .مثال في
عيادة طبيب األسنان أثناء العالج السني .حيت يطلب من المريض أن يتخيل ذاته في أماكل سارة أو يسترجع بذاكرته مواقف
.بهيجة سبق وعاشها في الواقع حيث يخف األلم كثيرا من خالل تشتيت االنتباه واضعاف القلق العاملين الهامين في زيادة األلم
.ب -التخيل التعامل أو المناهض
يك اللجوء اليه لمناهضة المخاوف .وأنواع opin imageryهذا األسلوب من التخيل المباشر الذي نسميه بالتخيل التعاملي
الرهاب المختلفة
ف هذه التقنية تتخيل ذاتك 5الموقف الذي عاف منه» تعایں
۲4
وتفحص المشاعر واألحاسيس غير 2والمزعجة التي تثيرها هذه الصورة الذهنية ومن ثم تتخيل وأ نت تتعامل تعامال مناهضا ً ضد
الموقف الذي أثار خوفك .والتعامل المناهض هو أن تتخيل ذاتك تتفاعل مع الموقف بدون أن تشعر بأي انزعاج» فإذا استمررت
في التعامل مع هذا الموقف بصورة إيجابية على النحو الذي ذكرناه في التصدي لإلثارة التخوفية بتخدير ذاتك» وكررت هذا
التخيل .هناك احتمال كبير أن الموقف التخوفي سيتضاءل كثيرا ً» تكرر هذا التخيل مع تبديل الحديث مع الذات بصورة متناسبة
مع الصورة الذهنية غير المكترثة ,باإلثارة التخوفية وبمعدل مرتين يوميا ولدة عدة أسابيع من ناحية أخرى ولضمان فعالية التخيل
التعاملي اسأل نفسك عن ماذا ترغب في تحقيقه بدقة .س أجل أن تتخيل ذاتك تتعامل مع الموقف بالصورة المطلوبة
عل :ترفح ان سكل ندل اوا ا بل رال ديد اء ختلفة» كأن تقنع ذاتك أن شيعا يفا هو أمر لن يحدث أو غير مقنع؟
فمثال شاب يشعر بخوف شديد من الرفض .ال يتجرأ على طلب مقابلة أو التحدث مع النسوة خوفا ً من أن يالقي رفضا ً منبس»
طلب منه أن يتخيل ذاته أنه أهين من قبل فتاة على درجة كبيرة من الجمال برفضها مصاحبته وضرب موعد معه» ومع ذلك
يتقبل هذه اإلهانة لشخصه بهدوء وبدون اثارة داعا موقفه الهادىء بتبديل حديثه مع ذاته» لق ارون اغب ساظل غير اه ما دة ل
RTمن عزاطف
كان عليه وفق توصيات المعالج أن يتمرن على هذا التخيل التعاملي للموقف الرافض المهين لكرامته لعدة أيام
وطبقا ً لألسئلة التي عليه أن يطرحهاء «ما الثبىء الذي أرغب بتحقيقه في هذا التعامل؟» وجد أن أفضل تخيل يمكن أن يجعله
مرتاحا ً غير مثار أمام رفضها هو أن يقنع ذاته أن السبب الرئيسي الحجامها وابتعادها ورفضها هو خوفها مس صديقها الغيور وليس
ألنها لم تجد فيه ما يستحق االعتبار واالنجذاب .وعقد العزم أن ينفذ هذا التخيل عمال :أن نجرا وعاطر نظلب :موعن من هذه
االه أىغيرها :فى الوقت الذي يحدث نفسه أنها اذا رفضت فمعنى هذا أن ذلك بسبب خوفها من صديقها الغيور» وأن يظل على
هذه الصورة كي يبقى هادئا ورفضها مبرر بالنسبة اليه
.وهذا ما فعله ازاء فتاة تاق الى الكالم معها ودعوتها لقضاء بعض الوقت معه وما قاله في هذا الصدد
ما أن نظرت اليها حتى قررت أن أخاطر كما تخيلت وتدربت قلت في نفسي :بسبب غيرة صديقها وخوفها منه فإنها سترفض «
طلب أي انسان وليس أنا فقط عندما يدعوها لقضاء الوقت معه» وما أن ثبت هذه الفكرة بذهنى وأخذت أكرر هذه العبارات حتى
وجدت شع ان جار ا معن ار امت فل اد
كنت مهيئا ً ألن تقول لي كالء شكرا ً وهذا ما فعلته معي
وكررت الشيء نفسه مع أربع فتيات ولم أفشل اآل مع واحدة
١
»منبن فقط ألنني أعرف ا معنى الصاحب الغيور
وهذا الشاب بعد أن استطاع التعامل مع هذا الموقف تعامال ايجابيا «بتخدير» ذاته للرفض واعطاء التبرير للرفض» صار يتمتع بحياة
مفعمة باإليجابية وبحظ جيد مع الفتيات
وبالطبع ان األفراد الذي يكتسبون الفعالية عند استخدام التخيل يكونون قد امتلكوا أداة مدهشة .خاوفهم ويتجاوزونها بواسطة التخيل.
.فمن خالل تعلمهم التركيز تخاوفهم فقط ولكن أيضا ً يحسنون أداءهم الرياضى
:ج -التعزيز السلبي التخيل
هناك طريقة أخرى تخيلية من ابتداع الدكتور جوزيف كتويال للتغلب على المخاوف والرهاب سماها «التعزير السلبي المقنع أو
.الخفي» وتتلخص بالتالي
لنأخذ حالة خوف من االرتفاعات فالشخص المرهوب ذا النوع من الرهاب يطلب منه بادىء ذي بدء أن يتخيل ذاته وقد حوصرت
ببناية تحترق وتشتعل» ألسنة النيران تخرج من هنا وهناك ,والدخان الخانق القاتل يشكل سحابة كثيفة تغطي البناية» والجدران
تتداعى والحرارة تبدو مخيفة» يتصور هذا الشخصء النظر المريع
١
الذي هو فيه بأعلى درجة من الوضوح والحيوية» وقبل أن يغلق الباب بقليل مكو االنقالت و اهن شوق ويج مامه مل ظرية
خاض)] برجال اإلطفاء ,فوجد فيه الفرج والنجاة من موت مؤكد بالحريق» كان عليه أن ينزل مئات األقدام حتى يصل الى
.األرض
إن الهدف من هذه التقنية التخيلية يبدو بسيطا ً ٌ عندما تتخيل مرارا ً شيئا ً مخيفا ينقذك س رعب أقوى منه وأعنف .فإن الخوف
األصلي األول تتضاءل قوته التخويفية بالمقارنة مع الثاني ويأخذ معنى مختلفا
فإذا كنت تشكو من أي خحوف من المخاوف .وأي نوع من أنواع الرهاب .أو حساسيات مزعجة» فإن إحدى الطرق التي ذكرناها
في هذا الفصل أو أكثر البد وأن تكون فعالة لتخليصك من هذا االضطراب الذي تعانيه» اخترت طريقة ازالة التحسس الذاتية بأنواعها
(التخيل السارء التخيل التعامليء والتعزيز السلبي التخيلي» فإنك والبد ستسيطر على هذه المخاوف شريطة تطبيقها تطبيقا جادا
وأضوليا وکل خو ى الالت
« تستطيع اطفاء االستجابة وننبه الى أن المخاوف وأنواع الرهاب نادرا ً ما تزول من تلقاء ذاتها .فهناك قاعدة سيكولوجية تقول :ال
في غياب المنبه .وهذا يعني أنك اذا ما تجنبت المنبهات التي تثير فيك القلق .فإنها ستظل قادرة على خلق االزعاجات
االنفعالية عندك» ولكن اذا ماتصديت له المنبهات مرارا ً وتكرارا ً فإنك ستحرر في نهاية المطاف منها أو اضعافها وكيا يتحقق ذلك ال
يحتاج معظم
۱۳۴۳
الناس الى مواجهة المواقف المثيرة للخوف واالزعاج كماتبدو في الواقع الحياي» وانهم باعتمادهم على التخيل الحي النشيط الواضح
.يمكن التعامل مع النبهات المثيرة للخوف واإلزعاج بظواهرها كا تبدو وبالتالي فإن هذه االضطرابات ال تلبث أن تختفي وتتوارى
ونافلة القول أن هذا الفصل قد علمك مختلف ضروب التخيل التي تحررك من اوفك وقلقك والتقنيات التي شرحناها فيه ساعدت
اآلالف من الناس المرضى في التغلب على مخاوفهم المرضية .وأعادت معنى الحياة واإلستقرار الى نفوسهم .والى الفصل السادس
.ننتقل فنتكلم فيه عن عالج األطفال
۱۳۴٤
حاوف األوالد واألطفال
من حسس الحظ أن معظم األوالد يمتلكون قدرة التخيل امتالكا جيدا وحيويا وقويا» وخياالت األطفال مفعمة عادة باألشباح» والصور
المخيفة .والمس والعفاريت» والوحوش الكاسرةء لذا فإن كثيرا ً من األطفال يعانون المخاوف وأنواع الرهاب
وكا شرحنا في الفصل السابق البد للفرد أن يعى أهمية التخيل الذاتي لفهم جوهر الرهاب» فالولد الذي يخاف الظلمة والظالم هو
في واقع األمر غير خائف .من الظلمة ذاتهاء فالمخاوف تدور وتطوف حول الصور الذهنية التي تتدخل في الظلمة وتنخرط فيهاء
فتخيل الولد (أو البنت) يتضمن هجمات صادرةعن الشياطين والخفافيش مصاصة الدماء 5ءامصة 7/واألشباح .وغيرها من التخيالت
المخيفة المرعبة .وأن أساس هذه المخاوف غالبا ما يأتي من البرامج التلفازية المخيفة» والقصص الرعبة» وسوء معاملة الوالدين.
.والمربيات القاسيات .والحكايات المثيرة للخوف والرعب
»ولنعرف أن الولد المتخوف أو المرهوب يعاني معاناة كبيرة
فالطفولة في حقيقتها هي فترة من العمر يكون فيها الولد (أو البنت) تحت رحمة اآلخرين .فهو ولد صغير ضعيف قليل المعرفة
يعتمد على
شقاء فوق شقاءء فالولد الذي صادفه
ً اآلخريں في شؤون حياته» وتتضاف الى مفاهيمه حاوف نوعية خيالية غير منطقية لتكون له
.الحظ ليعيش في كنف أسرة تحيطه بالحنان والحب والفهم هو األكثر حظا واألوفر نعمة
إغناء .فإنه من السهولة بمكان دحض ً وفي الوقت الذي يؤكد الكثير من الناس أن الطفولة تعد أسعد فترات حياة المرء وأكثرها
بعض هذه األفكار المغالية الرومانتيكية من خالل عودة الفرد برحلة خيالية الى ماضيه الطفلي ليتذكر هذا الجزء من حياته غالبا ً ما
.يتعرض الطفل المرهوب الى التهكم واالستهزاء من قبل أنداده األوالد
بالطبع ال حاجة ألن تكون معا جا متدربا ً متمرسا ً كيا تطبق الطرق التخيلية العالجية التي سنشرحها في هذا الفصل كيا نتمكن من
مساعدة األوالد على التغلب على خاوفهم وضروب الرهاب» .فالتقنيات التخيلية تفيد ليس فقط في تحرير الطفل من مخاوفه
.النوعية» فإنها أيضا ً ذات وظيفة وقائية نافعة ومفيدة كا سنرى
معظم البحاثين والمشتغلي في هذا الميدان العالجي السلوكي وجدوا فائدة عالجية جيدة في تطبيق الطرق التخيلية المزيلة للتحسس
التي ذكرناها في الفصل السابق على األوالد الكبار (طرق التخيل األزيلة االس ايحو ارات التعوفية المترونة أيضا باال ست اى اال أن
الكثير منهم وبخاصة الصغار ال يتعاونون في تنفيذ تعليمات االسترخاء .ودلت المعطيات العالجية السريرية أنه رغم أن معظم الكبار
البالغين يستجيبون استجابة جيدة في التدريب على
۱۳۹
االسترخاء ,اآل أن هذا األخير يعد مستنفدا ً للوقت بل وصعبا ًء إن لم يكن مستحيال ً في تدريب األوالد الصغار عليه» لذا البد لنا من
أن نلتمس وسيلة أخرى مناسبة لألطفال ولعل استخدام الصور االيجابية هو البديل عن االسترخاء .وحيث أننا نتعامل مع األطفال
واألوالد المرهوبين» فإن اهتمامنا البد وأن ينصب على مسألة تنمية الصور التي بواسطتها نطفىء المخاوف المرضية عند هؤالء األوالد
المتجلية ف مخيلتهم وتخيالهم .وهكذا فإن أنواع التخيل المطلوبة هي تلك التي تثير المشاعر واالنفعاالت المضادة للقلق والخوف
مثل الصور الذهنية التي تثير الشعور باالعتزاز والمتعةء والمرح .والطرب .والمحبة وتأكيد الذات وماشابه ذلك .نسمى هذه الصور
الذهنية التى تثير العواطف السارة البهيجة بالتخيل العاطفي أو «اإلنفعالي» 0-0
imagery
- ١تطبيق التخيل العاطفي (االنفعالي) :
ولد عمره ٤سنه يعاني س خوف شديد من الكالب .تمت معالجته بالتخيل العاطفي أو (االنفعالي) كان غير متجاوب»كثيبا ً عند
المحاولة التدريبية على االسترخاء .تظاهر بأنه في حالة استرخاء تامةء ولكن حركاته تعبر عن القلق واالضطراب .تقرر عالجه
بالتخيل العاطفى
استجوبه المعالج استجوابا ً ا عما حب ويكره من األشياء
١ا1
لسبر رغباته وميوله وطموحاته وهواياته» وأبدى في االستجواب رغبة ملحة في امتالك سيارة سباق نوع الفارميبو ,اذ حالما يشب
ويكبر يرغب في دخول السباق بهاء قرر المعالج أن يستغل هذه الرغبة البارزة الجامحة في عالجه .كان الولد مرهوبا للغاية من
الكالب (ظهر هذا الخوف المرضي عندما كان عمره سبع سنوات) وكان يتعين عليه أن يركب حافلتیں لإللتفاف حول طريق يصل
الى المدرسة كي يتعرض الى الكالب فيا لو أخذ طريقا ً مباشرا ً يوصل بالمدرسة ال يتعدى طوله " ٠١ياردة سيرا ً على األقدام
.وقد استدرج ليقبل العالج االنفعالي بالصورة التالية
أغمض عينيك .ارغب منك أن .تتخيل بصورة واضحة وبحيوية أن رغبتك في اقتناء سيارة الفارومبيو قد تحققت إنها اآلن في «
امتالكك وفي حوزتك انما تقف بجمال شكلها على الرصيف بجانب دارك .أنت تنظر اليها بشغف ومسرة اآلن .الحظ خطوطها
االنسيابية الجميلة األخاذةء تقرر أن تذهب بها برحلة قصيرة مع بعض أصدقائك .تجلس على الدوالب فتغمرك مشاعر البهجة والفخر
عندما تدرك أن هذه السيارة الرائعة هي ملكك» تشغل المحرك وتسمع هدير محركها الرائع تسير بها في طريق مفتوح اآلن .تبدو
في حالة جيدة جدا وهي في غاية اإلتقان التقني والتصميم والوظيفة» يشير عداد السرعة الى 4١ميالء تشعر بالمتعة التامة ألنك
مسيطر عليها سيطرة تامة» تنظر الى األشجار التي تتراكض عندما تقطعها وتتجاوزهاء تلمح كلبا يقف أمام شجرة اذا شعرت اآلن
وأنت تتخيل الكلب ببعض القلق أرفع اصبعك
۴۸
اذا رفع الولد اصبعه اشعارا ً بالقلق عليك بالطلب منه أن يعود الى الوراء بخياله فيتصور المواقف السابقة مرة ثانية لخلق مشاعر
سارة ايجابية قبل اعادة تعريضه للكلب ثانيةء أما اذا لم يرفع اصبعه حينئذ يتوالى المشهد فتتطلب منه أن يتخيل كلبا آخر أكبر
يقف أمام شجرة ومن ثم يشاهد كلبا ثالثا جاثيا
لم يحدث أن شعرنا بأي قلق خالل هذا التعريض المتتابع للكالب .لذا كان التخيل العاطفي (السار) ممتعا جيدا بالنسبة اليه بل
وحتى التصور التالي لم يثر فيه أي قلق .أنت تقف اآلن أمام مقهى في قرية صغيرة» وقد انجذب نحو سيارتك العشرات س
الناس وهم يطوفون حوما مشدوهين بجمالهاء ويحسدون مالكهاء أنت تنتفخ من الفخر والكبرياء .وفي هذه اللحظة يقترب كلب من
»سيارتك وأخذ يزفر على إطارات سيارتك
التخيل االنفعالي (البهيج) أفاد الولد بحدوث تبدل في سلوكه تبدال جيدا ازاء ردود
ٍ بعد ثالث جلسات س هذا القبيل أي العالج
فعله التخوفية نحو الكالب .وقد طلب منه المعالج في| بعد أن يمتحن ةدا واقعيا فال هرب أو يبتعد عن الكالب» وهذا لم
يفرض على الولد أية مشكلة بعد سنة اتصل المعالج بالولد وبوالديه لالستفسار عن حالته فأفاداه أن خوفه من الكالب .م يعد له
.أي وجود في سلوكه
ال يقتصر العالج التخيلي العاطفي عن ازالة المخاوف المرضية عند األوالد فقط ولكن له أيضا تأثيرات إيجابية متنوعة على كثير من
خرن
جوانب شخصية األوالد .فاألوالد الذين تحرروا من محاوفهم المرضية بواسطة هذه التقنية العالجية غالبا ما يتحسن أداؤهم المدرسي»
وأن كثيرا من مشاعر التهديد وعدم الطمأنينة تنحسرء .وهذا ال يدعو للدهشة ذلك ألن الرهاب يضعف كثيرا مس معنويات الولد
ويحط من
الثقة بالنفس
۔ استغالل البطلين باتمان ورویں ف عالج رهاب المدرسة ۲
في سياق العالج التخيلي االنفعالي يمكن سبر الصور البطولية التي يتقمصها الولد (أو البنت) والمستمدة عادة من أفالم التلفاز
والسين| والقصص الخيالية أو من تخيالت الولد ذاته» ويسعى المعالج في زخحم هذه التخيالت والصور الى البحث عن رغبات
الولد حيال ذاته التي يرغب في تبديلها بأخرى في هذه العملية الخيالية التقمصية» وكان «البطالن» باتمان وروبين موضع استغالل
هذه الظاهرة السيكولوجية عند األوالد لعالج رهاب المدرسة .عالج حالة
ولد عمره تسع سنوات خلق مشكلة لوالديه نتيجة تمنعه عن الذهاب الى المدرسةء وقد تنامت هذه المشكلة تناميا ً تدريجيا ً في
نفسية الولدء اذ كان معلمه يوسعه تقريعا ً وتوبيخا ً وذما ً وبصورة قاسية مرارا ً اة ورغم أن المعلم السادي ترك المدرسةء إال أن الولد
أصبح يعتريه الخوف س الذهاب الى المدرسة في كل صباح .وخالل فترة عدة أسابيع قليلة بدأ الولد يشتكي في كل صباح من
مرض وقبل
١
ذهابه الى المدرسة (سلوك هروبي) وقد تجاهل والداه حالته مرتين اال أنه بدا على درجة كبيرة من الضيق والكرب» وقد عمد
المعالج في بادىء األمر الى اجراء مقابالت تشخيصية سريرية دقيقة للولد وباالستعانة بوالديه» وأخضعه الى اختبارات شخصية
وتحصيلية› وتوخت هذه المقابالت واالختبارات معرفة فيا اذا كان الولد يعان مس مقافت ون و أو أن لخد الدی دی ,اشام بالولن
عا جعله يؤثر البقاء في الدار وعدم الذهاب للمدرسة (عند بعض األوالد تظهر أغراقن الرهات تة انذاء الوالدين كلقا مفرطا حياك
اوالدها خارج الدار) أو اذا كان الولد يعاني من قصور في الدراسة واحباطات تحصيلية أو أنه مرتبط بوالديه ال يقدر االبتعاد عر
أحدهماء وبخاصة األم فهو ال يعاني رهاب المدرسة بقدر ما يعاني قلق االبتعاد عن والدته
كان الولد ذكيا ً جدا ً کا أظهرته اختبارات الذكاء؛ كما لم يجد المعالج أي اضطراب في شخصيته أو في تفاعالته مع والديه» فاتجه
,التشخيض .الى وجود رهاب مدرسة ضرفه
ولقد اتضح س تحليل تخيل الولد أن مخاوفه انبثقت عن تخیالت تدور حول انزال عقاب فيه من قبل معاقیں «قذرين» ورغم أن
المدرسة تبدو مثالية وأن حيع المعلمين فيها جيدون .ومع ذلك ظلت تخيالته وتصوراته السلبية عن المدرسة قائمة مستمرة
كان البطالن باتمان وروبين (السينمائيان) هما موضع اهتمام الولد ويتقمص أدوارهما تخيليأء وتدور قصصهما السينمائية والتلفازية
بتصديه] للجريمة مس خالل التخفي بألبسة ملونة إمعانا ً بالتضليل» وقد استغل المعالج هذين البطلين المحبوبين من قبل الولد في
العالج التخيلي العاطفي بالطلب من الولد تخيل تسلسل القصة التالية« .تخيل أن باتمان وروبين طلبا منك مساعدتم) للقبض على
المجرم » .وأعطياك «راديو السلكي» يثبت بالمعصم يتصالن بك ين دعت الضرورة الى ذلك» وبقي هذا األمر سرا ً بينكا ال أحد
.يعرف دورك في التعاون معهما للكشف عن الجرائم في مدرستك
قال لك باتمان بالراديو الالسلكي وضعت لك رسالة سرية في صندوقك الموجود في المدرسة فعندما تذهب الى المدرسة صباحا ً
اذهب الى صندوقك عاجال وافتحه واقرأ هذه الرسالة» ومن ثم اتلفينا
وبالطبع عليك أال تخير باتمان وروبيسن عن اوفك من الملدرسة .تذهب صباحا ً الى المدرسة تلبية لهذا الطلب» وتفتح صندوقك
اآلن تخيل ذاتك تذهب الى المدرسة عندما تركب الحافلة باتجاه المدرسة» تفكر عجبا ً با ستكون عليه الرسالةء وماهي المعلومات
الموجودة فيهاء تصل الحافلة الى المدرسة» تنزل من الحافلة وتمشي الموينا باتجاه صندوقك ال ترغب في الذهاب راكضا ً الى
»الضندوق :خشية آثارة الفضول واالنتاء
عند هذه النقطة طلب المعالج من الولد أن يعطيه تفصيالت كثيرة عا حدث وصف الولد بناء المدرسة والطريق الذي سار فيه ›
واألوالد وكيف فتح صندوقه .وكان ادف من وراء ذلك هو
۱۲
تمكين الصبي من رؤية ذاته وهو يعود الى المدرسة بدون مشاعر القلق .٠ .فبدال من القلق يستبدله بصورة المتعة ,والفضول.
واالثارة والدراما
:عن ماذا تتكلم الرسالة السرية؟ هذا كان موضوع متابعة العالج التخيلي .قال له المعالج تخيل مايلي
تفتح خزانتك فتجد في داخلها ورقة خضراء اللون» وعالمة سر» تعرف من هو المرسل .تدسها في جيبك على الفور بعض «
أصدقائك اتجهوا نحوك وأخذوا يتحدثون معك .تدبرت األمر واستطعت أن تقرأها خلسة في منآى عن األنظارء إنها طبعامن باتمان
وروبيس» تقول الرسالة سنتكلم معك بالراديو الموجود في معصمك خالل انتهاء دروس منتصف النهارء أي ظهرا تذهب الى الصف
يعطيك المعلم دروسا ً النجازها في الصف» تجلس على مقعد الدراسة في الصف وتقوم بإنجاز ما طلبه المعلم منك .تفكر بماذا
سيطلب منك باتمان وروبين من أعمال بعد انتهاء حصة الظهر الدرسيةء المعلم الى كه وسبى زترك ادرت غاة "ال الك حطر
»اليه :ولك ال تترك مشاعرك نحوه تزعجك اطالقا ًء تفكر بما سيوكل كل من روبين وباتمان من مهمات اليك
ركز المعالج بتخيله على «المعلم السيىء» لفترة من الزس خالل العالج التخيلي االنفعالي س أجل احداث التبديل المطلوب في
معتقده ومدركاته وبنيته المعرفية وذلك من خوفه منه الى الالمباالة منهء فحالما يعرف المعالج عادة سبب الخوف حينئذ يكو هذا
السبب
€۳
هو هدف العالج وازالة التحسس التخوفي منه .وهكذا فإن «المعلم السبىء» الذي هو علة رهاب الولد من المدرسة التي أحاطت
به أضحت اآلن غتلفة تماماء وبالطبع عندما اتصل كل من باتمان وروبيس في نهاية األمر بالولد بالراديو الموجود في معصمه أفاداه
أن هذا « المعلم السيىء» هو المطلوب مراقبته وتحري تصرفاته والكشف عن تحركاته وهكذا طلب من الولد تنفيذ مهمة جعل هذا
المعلم تحت رقابته المستمرة» وكانت أوامر باتمان وروبين الى الولد ان هذا الرجل قد يكون معك فظا ً وسيئا ً في معاملته .ولكن
عليك تجاهله وعدم االهتمام بتصرفاته نحوك «نالحظ هنا مواجهة الموقف التخوقي والتصدي له باإلنكار» .وقي هذا الموقف التخيلي
بالذات» .أخذ الولد يعبر عن عدوانه ويظهره» فعوضا ً عن أن ينهي القصة بنفسه» طلب من المعالج كيف بإمكانه مساعدة باتمان
وروبين في اغراء المعلم السبىء باستدراجه الى شرك وفخ بحيث يتمكن البطالن من القبض عليه ووضعه في السجن
في نهاية الجلسة العالجية طلب المعالج من الولد (واسمه طبعا بيتر) ردا على سؤاله أن يتخيل هو بذاته مطالب روبين وباتمان
في المدرسة» في اليوم التالي (الحظ لم يطلب منه المعالج أن يجرب الذهاب الى المدرسة .ولكنه ألح على كيف يتمكن الولد
من صنع تخيالته بنفسه واسقاطها على المدرسة» وهذا ما يسمى بسمات الطلب) .والذي حدث أن الولد ذهب الى المدرسة س
.تلقاء ذاته بعد جلسة عالجية واحدة» ولم يعد يشكو من أية مشكلة تتعلق بذهابه الى المدرسة
١.5
بالطبع ليست المشكالت من هذا القبيل سريعة الحل بالصورة التي رأيناها حيث أمكن اعادته الى المدرسة بجلسة واحدة فقطى
.فالفروق الفردية ف االرتكاس الرهابي والتخوفي كبيرة بين األوالد
والجدير بالذكر هناك س يرى من الناس أن طرق العالج التخيلي العاطفي ماهي اال حيل وأالعيب ندخلها في ذه األوالدء تشجعهم
على االستغراق بأحالم اليقظة .واإلمعان في التخيالت واألوهام وليس جرهم الى عالم الواقع
والحق يقال ان جميع التجارب والدراسات التي تمت في نطاق هذا النوع من العالج التخيلي العاطفي لم يتمخض عنها مشاهدة
أية تأثيرات غير مرغوبة لحقت باألطفال واألوالد جراء هذا العالج» ولم يصدف أنها عززت عند أي ولد ضعف التمييز بين ماهو
واقع أو خيالي» وال ضرر اطالقا من مساعدة الكبار واألوالد على السواء في استخدام الطرق التخيلية للتعامل مع واقع أليم وتجاوزه
سيا وأن
جميع الطرق السلوكية العالجية تستخدم تدافا واسقا الفدزالك 0في التعامل مع المشتكالت الواقعية الراضة تعامال تكيفيا ً
المضامين الوقائية للتخيل االيجابي ©
والخرافات المرعبة فماذا لو استعضنا عن هذه القصص الخيالية السلبية التى هى من أسباب الرهاب عند األطفال بالعديد من
القصص التى تدور حول تخيالت يتعامل بواسطتها هؤالء األطفال
١.6
تعامال إيجابيا ً وتقوي فيهم القدرة على التصدي للمشكالت» وعلى أرضية تخيل واقعي؟
فمثال أن تسرد األم القصص للولد أو البنت سردا ترسخ في ذهنه الحقائق السيكولوجية األساسية .من هذه الحقائق السيكولوجية أن
تنسج موضوعا ً للولد يدور حول قضية هامة هي أنه من المقبول أن يرتكب األخطاء عوضا أن ينظر الى نفسه نظرة كمال وعصمة
عن الخطأ .وهنا فإن البطل في القصة أو الحكاية يتعلم أهمية االستفادة من أخطائه الشخصية .وبذلك فإن القصص والحكايات
التخيلية التي تؤكد على هذه النقطة هي أن األخطاء تكون دوما ً أفضل مصدر للتربية الشخصية وأن تعليم الولد أو البنت أن
عن الخطأء هي eyلین :مين الضروري أن يكون في كل األوقات صائبا في تصرفاته وأحكامه .واألذراك' :أن :.كل فر لین
حقائق سيكولوجية إحساسية يتعين ترسيخها في المنظومة الفكرية ,لألوالد في العمليات التربوية والحكايات القصصية المتناسبة مع
أعمارهم .وس خالل القصص والحكايات الخيالية الترشيدية .يمكن االظهار لألوالد أن األمور في الحياة قد تكون صحيحة أو العكس
خاطتة ,وهناك الشيء الجيد وآخر سبىء في هذه الحياة
ويحس هنا أن نذكر مثاال لقصة ترشيدية من هذا القبيل الذي نتكلم عنه في احدى دور الرعاية والحضانة (أعمار بين 4دسنوات)
جلس معالج سلوكي نفسي مع ثلة من األطفال يقص عليهم القصص الترشيدية التخيلية واالفتراضية التي تساعدهم على
التعامل مع المشكالت العصبية إن هم وقعوا فيها مستقبال أتاهم بقصة بنت صغيرةعمرها حمس سنوات فقدت أمها وهي في محزن
بيع كبير ذهبت البنت الى أحد رجال البيع في هذا المخزن وأخبرته أنها فقدت أمها في زحمة الناس الموجودة في هذا المخزن
الكبير .في هذا الموقف طرح المعالج وبالمشاركة مع األوالد الصغار الذیں يقص عليهم هذه القصة الخيارات المفتوحة أمام البنت
الضائعة» ماذا لولم تجد في هذا المخزن س تقص له عن ضياعها ؟ ماذا تفعل البنت إن ضاعت في مهرجان .أو عرض شعبي.
أو في الحي القريب من دارها؟ كانت هذه المواقف واالحتماالت عن ضياع البنت والحلول الواجب طرحها كيا تنقذ البنت ذاتها
موضع اهتمام األطفال وانتباههم وكان المعالج خالل هذه االفتراضات والخيارات يطرح على األوالد أفضل الحلول الممكن أن تتبعها
البنت كي| تتجنب الخوف والجزع والحلع .وبالتالي االتصال بأهلها
أحد أصدقاء الدكتور ارنولد الزاروس استشاره بشأن بنته البالغة مس العمر أربع سنوات التي أضحت تخاف من الذهاب الى األطباءء
وكانت البنت قد تعرضت الى زرق بعض األبر من قبل الطبيب» فكان أن ظهر الخوف واضحا ً من األطباء» نصح الدكتور الزاروس
أم البنت باستخدام التخيل االنفعالي» في كل مساء وقبل ذهاب البنت الى الفراش كانت األم تقص على ابنتها قصة الطبيب
المحسن العطوف الظريف بخاصة مع البنات الصغار الذي یساعدھں على التخفيف من االمهس ومعاناتهن عندما يمرضن .بعد
€۷
أربعة أشهر من هذه القصة التي كانت تسردها على ابنتها بأوجه مختلفة وتكررها مرضت البنت بالتهاب في البلعوم استدعى مرضها
.للعناية الطبية
ل تبد هذه البنت أية استجابة تخوفية عندما عادها الطبيب وتفحص حالتها ووصف لما الدواء .بل كانت متجاوبة متعاونة »
والحظت كيف أن الطبيب كان يبذل كل مافي وسعه للتخفيف عن معاناتها تماما كا كانت قصة أمها التي سردتها لحاء وبهذه
الطريقة
- ٤ :الخطوات الرئيسية في تطبيق التخيل العاطفي على األوالد ذكورا وإناثا ً
أ حاول أن تخلق نقاشا ً وبأسلوب لطيف مع الولد كيها تعرف ظروف وشدة واتساع مخاوفه .ماهي بواعث الخوف؟ متى يكون
الخوف خفيفا ومتى يبلغ ذروته في السوء؟ كيف يتعامل الولد معه وماهي اآلليات النفسية الدفاعية التي يستخدمها في هذا التعامل؟
.حاول أن تعد الئحة بالمواقف األقل تخويفا ً حتى أكثرها خوفا ً (الالئحة الهرمية للمواقف التخوفية التي سبق وشرحناها)
ب حاول أن توجد وتتعرف على صور األبطال التي يتقمصها الولد ويرغب أن يحاكي أعمالهم .وهذه الصورة تستمد عادة من أفالم
التلفاز» واألفالم السينمائيةء والمذياع» والكتب الخيالية أو من خالل تصورات وتخيالت بنات ذهن الولد
١
.تنسح حوله القصص تضس فيها حاوف الطفل
.د وكا ذكرنا في هذا الفصل .تطلب من الولد أن يغلق عينيه
وتعمد من جانبك الى وصف التتابع التخيلي للحوادث القريبة والملتصقة في حياة الطفل اليومية وفي سياق هذا الوصف .تدرس فيه
شخصية البطل الخيالي المحبوب عند هال الولد أو ذاته البديلة مو اماه (ويناسب هنا أن تقرأ ثانية كيف تم طرح صورة باتمان
وروبن في المثال العالجي الذي سبق وذكرناه في رهاب المدرسة)
في كل مرة يتم فيها تقديم .المشاهد والمواقف المثيرة لخوف الطفل (بدءًأ من المواقف األقل تخوفا ً) اظهر صور البطل كجزء
طبيعي وعادي س سياق القصة .وفيا بعد ومباشرته اسأل الولد فيا اذا كان خائفا ً .منزعجا ً أو متضايقا ً اذا أفاد باإليجاب أدخل
المشاهد اللبازة مرن بالولة بوصو الط فرط األ تمل :الى الموقك األكثر تخوفا ً (في سلم الئحة المواقف المخوفة) اال حتى يزول
خوف الولد ويتالشى س الموقف الذي أنت تزيل تحسسه منه» ولزيد س االيضاح في فهم هذه الخطوات نذكر لك القصة العالجية
التالية
طفل عمره عشر سنوات حاف من الظالم ويظهر هذا الخوف
صراحة ويشتد عندما يزمع أبواه على اجراء الزيارات لألصدقاء
واألقرباء ليال حتى لو كانا بقربه وجنبا الى جنب ويرفض دخول أية
١4
غرفة مظلمة ..حتى لو رافقه أحد الوالدين» وال ينام اآل اذا كان هناك مصباح مضاء على أريكة بجانب سريره .ال يشعر هذا الولد
بالقلق هارا ولكن يعتريه التوتر دوما ً والخوف عند غياب الشمس
ظهرت محاوفه حوالي السنة الفائتة من مراجعة المعالج وذلك اثر مشاهدة فلم محيف ,وفيا بعد حذرته جدته کےا يكون بعيدا ً عن
.األبواب والنوافذ ليال خشية السارقين والخاطفين الذیں يتسللون خلسة الى البيوت طمعا في السرقة والسلب
أخذه والداه الى الطبيب النفسى طلبا ً للعالج فاستمر في عالجه لعدة أشهر ولك بال طائل .وباإلضافة الى محاوفه الليلية كان يعاني
.من كوابيس ليلية مخيفة» األمر الذي تضافر على تكيفه فساء تحصيله المدرسى وتأخرت دراسته
أخيرا ً رمى به الحظ ليكون بين أيدي معالج سلوكي على مستوى أستاذ جامعة وهو الدكتور بيك الشهير .دامت معالحته فقط ثالث
» جلسات بأسلوب التخيل العاطفي » فشفي س رهاب الظالم
كان :الولك مكرما شعرقا عدا بالتطل سومان و شك لذا لحا المعالج الدكتور بيك الى استغالل هذا البطل الخراني في عالج الولد
(الرجل الحديدي) على أساس أنه صورته الثالية للبطل
كان على الولد أن يتخيل أن هذا البطل المعشوق من قبله طلب منه أن يكون أحد أفراد ثلته وعمالئه السریںء لذا فهو فى«
١6
تخيله المطلوب منه هو أن يكون جالسا ً في غرفة الطعام مع أمه وأبيهء وكان الوقت ليال» وفجأة تلقى اشارة بواسطة الراديو
المثبت في معصمه أن البطل سوبرمان سيأتي الى طرفك تتوجه بسرعة الى غرفة الجلوس نظرا ً ألن مهمتك يجب أن تبقى سرية
ال يعرفها أحد .في تلك الغرفة يوجد نور خافت ضعيف .مصدره ممثى بهو الدار اآلن عليك أن تتظاهر أنك لوحدك في هذه الغرفة
تنتظر قدوم اوران ازاف فك رر ى هذا الروت
أفاد الولد فيمابعد عن مشاعره كما كان یتعیں عليه ذلك .اذ كان ني أي موقف أو مشهد يثير قلقه يعمد المعالج الى تبديله
قليال ليظهره له أنه أ أف ونيد ماين فمثال هذا المشهد التالي أثار بعض المشاعر القلقية األولية
أنت اآلن لوحدك في غرفة النوم انها تبدو سوداء وسوداء مظلمة» وأنت تنظر الى الخارج عبر النافذة لترصد قدوم السوبرمان»» «
:وقد أضيف الى هذه التعليمات التالي
اجعل عينيك تتأقلم مع الظلمة وتستطيع أن ترى جيدا وعندما تسترخي وتنتظر كي تتأقلم عيناك ستجد أن الرؤية أضحت واضحة «
ضياء في نهاية الجلسة الثالثة (كانت مدة الجلسة ساعة واحدة وفي كل أسبوع مرة) كان الصبي ً أكثر فأكثر .وتبدو األشياء أكثر
قادرا على تخيل ذاته انه وحده في غرفة الحمام» وجميع األنوار مطفأة ,ينتظر اتصاال س السوبرمان .فباإلضافة الى تخلصه من
محاوفه من الكالم والليل كان هذه الطريقة الفضل أيضا ً بتأثيرها اإليجابي على
١٠١
حياته اليومية» اذ تحسن أداؤه المدرسى» وأن كثيرا من مظاهر عدم الطمأنينة والخوف تالشت وزالت» وبعد سنة أفادت أمه أنه
.أصبح ولدا ً ختلفا ً تماما عن السابق بسلوكه اإليجابي
ونافلة القول .يعد التخيل العاطفي أكثر الطرق الفعالة في عالج رهاب األطفال وال مراء أن الخوف والرهاب يبدوان على درجة
كبيرة من اإلزعاج واإليالم عند المرضى األطفال .وأنه لمن السهولة بمكان تعريض الولد ليشعر بالخوف .والوحدةء .وأن أية طريقة
تساعد الولد على التحرر من هذه اإلضطرابات تبدو ذات نفع
وفائدة
قوة التخيل ٤التخلص من العادات الضارة
)»! !الكحول .والمخدرات» والتدخين وغيرها«
حتى اآلن ألححنا على أهمية التخيل العاطفى في التغلب على المخاوف والرهاب بأنواعه .والمشكالت ”٠الملتصقة هذه
االضطرابات في هذا الفصل والفصول التالية سوف نعاين دور التخيل السلبي (أو األشراط المنفر) في اضعاف أو ازالة العديد مس
المشكلالت
مهندس معماري عمره 75عاما يشكو من عصاب وسواسي جبري (يفحص األمور مرارا ً وتكرارا ً) .وقد أعاق هذا السلوك الجبري
عمله .ورغم أنه جيد التأهيل مهنيا ً فقد أخذ يعمل كمصمم مخططات ومصورات هندسية« .كنت أقوم بالتدقيق بالمقاييس مرارا
وتكراراء ورغم أنني أدرك أن تفاصيل التصاميم هي صحيحة ,اال أنني أقف لمدة عشر دقائق أمام كل رقم ومن ثم أنتقل الى
»غيره» وفي بعض األحيان أكاد أخرج من صوابي» .وأفقد عقلي .اذ علي أن أدقق دوما ً وأبدا ً باألرقام والتفاصيل للتأكد من صحتها
عمد المعالج الى األخذ بأسلوب (تقنية) التخيل السلبي لعالج
:وسواسه الجبري .وضعه المعالج في حالة تنويميه :وأمره بتنفيذ التعليمات التالية
أنت اآلن هادىء» مسترخ اء عمينا وتي بالسكية واألس الداخلي أرغب منك أن تتخيل ذاتك وهي في العمل ترسم التصاميم «
والمخططات» وتقوم بتدقيقها طوال فترة العمل .أنت مسترخ وهادىء تدقق المخططات مرة واحدة .نجدها صحيحة تعود وتدققها
للمرة الثانية أنت مازلت هادئا ً مسترخيا ً للمرة الثالثة تعود وتدقق التصاميم اال أنك فجأة شعرت بالقلق واالضطراب والتوتر أخذ التوتر
النفسي يتصاعد ويتعاظم (تثاقل تنفسه وأصبح أكثر صعوبة) .تترك المخططات ال تدققها ى) اعتدت .اآلن تبدأ برسم مخطط جديد»
تخيل هذا الموقف الجديد .حالما تبدأ برسم هذا المخطط الجديد تشعر مس جديد بالهدوء واالسترخاء واألمن النفسى الداخلي .
عندما أعد حتى العدد الخامس تفتح عينيك» ۰
كا نالحظ أنه من األمور الطبيعية والمنطقية والعادية أن يدقق في المخططات مرتين أو مرة واحدة .ولكن بعد ذلك بنذو األمزفرضيا
غير سوي .وبناء على ذلك تم استخدام التخيل اإليجابي عندما أخذ فيرف تمر تكيقيا ولک ما أن بدأ يتصرف هذا التصرف غير
التكيفي التدقيق للمرة الثالثة »-حتى تم تقديم التخيل السلبي له بأن يشعر بالضيق وبثقل التنفس وبالتوتر
واذا تم قرن التدقيق المفرط مع تصاعد التوتر والقلق واالنزعاج البدني .وغير ذلك من اإلحساسات المزعجة «حينئذ فإنه
سيتوقف عن ممارسة هذه العادة القاهرة للذات المزعجة لها ويبدأ بالتصرف تصرفا ً مناسبا ً سويا ً .وس جهة أخرى يتم قرن االستجابة
الجديدة المالئمة بالتخيل السار الذي يتضمن االسترخاء والهدوء والطمأنينة»» وهكذا كانت المقولة االقترانية على الصورة التالية ٠
«» .حالما تبدأ بالنشاط الجديد .أي تصميم جدید» استشعر من جديد با هدوء واإلسترخاء
لقد تعرض المريض لعشر جلسات من هذا القبيل» أي التخيل السلبي» وكل جلسة دامت حوالي 7١دقيقة ولمدة خمسة أسابيع
وقد أفاد المريض فيا بعد أن سلوكه الجبري الوسواسي قد خباء ولم يعد يشعر بأية أفكار جبرية ملحة من هذا القبيل تعيق
وراحته .وما قاله في هذا الصدد« :لقد تضاعف عملي حمس مرات عن السابق .وفي بعض األحيان تراودني أفكار بضرورة معاينة
أعمالي والتدقيق فيهاء ولك اطالقا ً ال تصل مثل هذه األفكار الى أن تفرض ذاتها وتجعلني في حالة توتر وانزعاج مثلما كان عليه
األمر اا
وقد أشرنا أنه تم اللجوء الى استخدام التنويم ولک ليس من الضروري أبدا ً أن يكون التنويم جزءا ً أساسيا ً في العالج .وأن المعالج
ذاته الذي لحأ الى التنويم في هذه الحالة تخلى عنه فيا بعد في عالجاته س هذا القبيل ألنه شعر أنه مضيعة للوقت وال يؤثر
على سير العالج
ونؤكد هنا أن االسترخاء لوحده يقوم مقام التنويم وهو البديل
العمل لمثبت سريريا ً وتجريبيا ً وبخاصة اذا استطاع المتعالج أن يسترخي قبل أن يتخيل المشاهد في عالج حالة ادمان على
الكحول (المؤلف يتكلم) لرجل في الخمسين» واإلدمان يعود الى 10سنة تقريبا ً .انذره أحد األطباء الدمشقيي أنه مهدد بتشمع
الكبد .أقبل المدمن يطلب العالج وكان يظهر إيجابية وتعاونا من أجل تخليصه من ادمانه
كان يحب سحب الكحول تدريجيا ً في بادىء األمر واستبدال الويسكي بمشروب كحولي أقل ضررا ً من الجعة (البيرة) اضافة الى
تعليمه بأهمية عدم أخذ جرعات كبيرة خالل الشرب (عدم استهالك اال الكمية المخصصة له) .لم تكن هناك صراعات نفسية
تحتية وراء الشرب» وال مشاعر نقص بل التعود االجتماعي من خالل صحبته لعدد من األصدقاء المدمنين حيث كان العامل ا في
.استمراره على الشرب
ذرب على االسترخاء وطلبت منه أن يقرأ بعض المقاالت عن أضرار الشرب على المستوى النضسى والبدني (ثقافة ووعي ذاتي)
Aversive conditioningبفرض خلق األرضية المعرفية لنبديل السلوك وإحداث أشراط منفر
ونظرا ً ألن مسألة الفطام هي مسألة سيكولوجية بالدرجة األولى رغم عدم انكار العامل البيولوجي في العثور على الكحول ,فقد تُ َق َف
بأهمية مناهضة الكالم مع الذات السلبي الذي يعزز ما نسميه عند المدس بقلق االنزعاج ,اء ׫ 616مسرمءولط الناجم عن الكف
عن
1 ٥٦
تناول الكحول .وهذا القلق يتعزز بالحديث السلبي مع الذات
كالتالي
أنا ال أستطيع تحمل عدم شرب المسكر -
چ أستطيع أن أعمل يدون شرت
.ال أمتلك القوة الكافية لمنع نفسي عن تناول المشروب وغير ذلك
.ألن مثل هذا الحديث السلبي هو الذي يضعف الفعالية الذاتية في محاولتهم للكف عن الشرب ولک بال طائل
»واضافة الى ذلك .ومن أجل إبقائه فقط على الجعة «البيرة
:ولحجم معين منها يوميا ً كبديل ع الويسكي » فقد تمت معالحته أيضا ً بأسلوب العالج التخيلي السلبي .على الصورة التالية
في كل جلسة عالجية كنت أطلب منه االسترخاء (بعد أن تم تعليمه هذه التقنية) وتخيل أنه يشرب كأس جعة برشفات ذات
فواصل طويلة زمنية ومن ثم يأخذ كأسا ً ثانية وأيضا ً يستهلك خالل مدة طويلة نسبيا في الكأس الثالث يتصور أنه بدأ يشعر بالغثيان
وباإلضافة الى ذلك حالة كبده المرهق التعب» ونصائح األطباء له وصورة زوجته التي يحبها كيف تتوسل اليه إليقاف تناول الكحول
وأوالده الصغار الذين أيضا ً يناجونه بابا نح بحاجة اليك .كل هذه التخيالت المنفرة كنت أطلب منه أن يتخيلها ويستشعر ا ويعيشها
بكل حيوية في ذهنه عندما يصل الى الكأس
\o¥
الثالت مس الجعة .وكان يتفاعل معي تفاعال جيدا ويتعاون «وهذا شرط هام في العالج» الى أقصى حد في خلق هذه التصورات
المنفرة وربطها بالكأس الثالث الذي اعتبرته الحد المقبول الستمراره على تناول الجعة بدون أذى نفسي وال جسدي
بعد انتهاء كل جلسة كنت أطلب منه تنفيذ تمارين بيتية يجلس ليها ا كنا ورل أن يتخيل كل ما قرأه مس مقاالت وأمور عن
مضار الخمر تفضا فوا واجتماعا ویر بط فوا هذه التخيالات السلبية مع الكأس الثالث
بعد عشر جلسات اضافة الى التماريس اليومية (كل أسبوع جلسة ولمدة ساعتس وامتناعه قطعيا ً عن الذهاب الى أصدقائه القدامى
المدمنين .والتقيد بالبرنامج األسبوعي الذي أعطي له حيث كان المطلوب منه تغطية كامل يومه بنشاطات خارجية تمتص كل
اهتماماته وانتباهه .وممارسة الرياضة وقراءة الكتب التي ييل اليها «نشاطات بديلة») أفاد أنه أصبح يكتفي تماما بثالثة كؤوس جعة
.بدون وجود المزيك هن الوق سيا وان نظرته الى الكحول :قد دلت ماما فاع يشعر بالكراهية نحو الكحول
أفاد بعد سبعة أشهر أنه مازال على حالته بدون أي انتكاس مع ضعف شديد في الميل الى المشروب وتحرره ص قلق االنزعاج»
ولقد نصحته أن يستمر على التمارين التي أعطيت له وأن يناهض دوما األفكار السلبية التي تخلق عنده االرتداد والنكس س خالل
تبديل الحديث مع الذات الى حديث ايجابي يدعم دوما فطامه ويعزز امتناعه
عن المشروب لقد تحسنت حالته الصحية وزاد مردوده وتبدلت نظرته الى الحياة وازدادت ثقته بنفسه وأينا وجد كان ينصح من
يشرب أن
وننبه هنا الى أن عالج مثل هذه الحاالت المزمنة ونجاح هذه المعالجة يتوقفان على الموقف االيجابي س جانب المتعالج المريض»
.وإيمانه بالقدرة على الوصول لمن نتائج مشجعة .وبدون هذا الموقف ال يكتب ال للعالج السلبي وال لغيره النجاح
فالمريض دوما ً هو المسئول عن تبني الموقف العالجي وتمثله وبذل كل جهوده وقواه لشفاء ذاته بإرشادات المعالج
يطالعنا الدكتور جوزيف كوتيال (من جامعة بوسطن) بكثير من دراساته ومشاهداته السريرية عن أهمية العالج التخيلي السلبي في
عالج كثير مس المشكالت كالتدخي» والسرقة والبدانة» واإلنحرافات الجنسية (اغواء األوالد .وعرض األعضاء التناسلية أواإلغواء
الجسي من خالل الكشف والتعرية الجسدية والتلصلص الجسى)
وعن عالج الحاالت الصعبة مثل االدمان على الخذرات والكحول .فإنه مس األهمية بمكان أن يكون في التخيل السلبي مغاالة
بالتكريه والتنفير التخيلي» ويرى الدكتور كوتيال أن التفصيالت الكبيرة والمتعمدة المحدثة للقرف وللغثيان تجعل الكحولي المتعالج
يشعر للتو بالغثيان في معدته .فالبلعة األولى للمشروب ترتد ويتم تقيؤها مع الحزئيات المرة المذاق للطعام التي تحدث الحس
باإلختناق عندما حاول البلع .ويتزايد الونزعاج عندما يزداد الحس باإلقياء
1۹
والغثياد .وتنهمر الدموع مس عينيه ويسيل اللعاب والمخاط من وجهه لينسكبا في كأس الخمر وس ثم وبصرخة مرض عالية الصوت
يتخيل ذاته .يتقيأ على كامل ألبسته وجسمه» وعلى األرض وعلى كأسه بلود أصفر ضارب الى الخضرة يدعو للقرف واإلشمئزاز
ويستمر في اإلقياء امتواتر المنتاليي ليغطي كل شيء والناس تنظر اليه باشمئزاز ونفور ,وهنا تعبق الرائحة الكريهة المنفرة في أرجاء
المكان الذي هو فيه .لتعود هذه الرائحة بدورها فتزيد من غثيانه واقيائه .وهكذا يدخل في الحلقة المعيبةء يعود فيأخذ رشفة
أخرى س كأسه الليء بالمخاط واإلقياءء وجزئيات الطعام وعصارة المعدة ورائحة اإلقياءء ويحاول أن يتقيأ مرة أخرى وأخرى ولك ال
تخرج اآل المقذوفات الجافة من الطعام» فال يجد مندوحة بعد هذا الموقف الكريه المنفر المحقر للذات اال بقذف كأسه» واعطاء
ظهره الى زجاجات الخمر المرصونة على الطاولة ومن ثم الخروج الى المواء الطلق ليمال صدره بالهواء العليل وبدأ يشعر أنه أكبرس
أن يغوص في هذا الوحل الكريه .ومن ثم يذهب الى الحمام ليغسل الواح من جسمه ومن ننسه .اع ظحالن ما
إنه لمن النادر أن نجد شخصا ً يتخيل ما سردناه س تفاصيل وصور مزرية كريهة تصورا حيويا ً وتخلصا ً مشدودا ً بكل حواسه ليستشعر
بالكراهية والنفور بدون أن يعتريه حس ولو قليل بالغثيان» وهذا ما يؤكد قوة التخيل التي تستطيع أن تخلق نوعا ً مس االحساسات
واالضطرابات البدنية
11 ۰
ففي جلسة عالجية واحدة يمكن أن يتعامل الكحولي تخيليا ً مع عشرين منظرا مختلفا منفرا ومن ثم يشجعء أن يمارس مشاهد
.تخيلية ممائلة في بيته ہیں فترات الحلسات العالجية
وقد يلجأ المعالج الى اعداد تسجيالت صوتية (كاسيت) لمواقف تخيلية مثيرة للغثيان والقرف واالشمئزاز كيا تكون أدوات برامج
يمارسها المريض في داره (وظائف وواجبات بيتية)
هناك العديد من الدراسات السريرية تؤكد وشت فعالية هذه التقنيات المنفرة والناجعة حتى عند المدمنين على الكحول
ونلفت نظر القارىء الى أن تقنيات التخيل السلبى (المنفر) الرامية الى التخلص س العادات المضرة بالصحة أو االما المنافية هي
جميعها متمائثلة متشابهة .فإذا كان هدف العالج التخلص س التدخين أو التخفيف من عدد لفافات التبغ المستهلكة فإن الصور
الذهنية التخيلية تتضمن التقيؤ في أعقاب استنشاق دخان السيجارة» وتخيل مادة القطران الطالعة في األسناخ الرئوية» ولون الرئة
األسود بفعل القطران وتخيل تعرض الرئة والبلعوم الى السرطان» (وس المناسب أن يعرض المعالج على المتعالج صورا لرئة مصابة
بالسرطان وكيف تبدو الصورة» ويصف له المعاناة وأيضا يعطيه نشرات عن الكحماتيات تقاض رطان الزئة اة ا واا یک أن يطلب
المعالج مس المدخحن أن يكتب الفتات ويعلقها في أماكن بارزة في بيته تذكره دوما باألخطار ونسبتها التي يتعرض فا المدخن بغية
.تعزيز االستجابة السلبية المنفرة للتدخين
۱٩۱
أما ببخصوص عالج البدانة وزيادة الوزن أو االلتزام بتوصيات الطبيب الصحية حيال الراتب الغذائي والحميةء فالصور الذهنية التخيلية
تتضمن الحس بالتقيؤ والنتائج المخيفة النامة عن تناول األطعمة الممنوعة على البدين» مثل األغذية الدهنية والنشويات .وبالتأكيد
أن هذه التصورات الذهنية السلبية من شأنها زيادة السيطرة على الذات .أي ما يسميه العوام بقوة االرادة .وفي يقين جميع
الشاغلين بالعالج السلوكي بال استثناء أن األفراد الذين يمارسون بنجاح تدريبات السيطرة على الذات من هذا القبيل يحصلون في
واقع األمر على تخيالت وصور منفرة تكريهية ذات تعزيز مناسب وذاتية المنشأ وتكون طوع بناهم ورهن ارادتهم
يقص لنا الدكتور ارنولد الزاروس في كتابه «قوة التخيل وعجائبه العالجية» كيف أن امرأة تمكنت من أن تنقص وزنها بمقدار دورن
کل اما خالل تان اشير ودل يعدم الت ا االلتزام بحمية معينة وتعزيز هذه الحمية بشراء كيلو من الدهصس الحيوان ووضعها في
كيس نايلون شفاف» فكل| شعرت بزيغ ووهن في ارادتها للخروج مس الحمية يطلب منها أن تتخيل كيس الشحم وهو ملتصق
بجسمهاء فكان مثل هذا التخيل المنفر كافيا ألن يجعلها تصحو وتلتزم ببرنامج الحمية وقد نصحت زميالتها أن يتبعن نفس األسلوب
.الذي تتبعه إن أردن انقاص أوزائمن
.وقصة أخرى في فقدان الوزن يحدثنا عنها أيضا ً الدكتور المذكور
امرأة بدينة سمينة كانت تعيش ولمدة طويلة على متالزمة تسمى
۲
يويو» ويقصد بذلك فقدان الوزن واستعادته بصورة مستمرة اذ كانت تفرض على نفسها حمية قاسية فتفقد الكثير من وزنهاء ومن ثم«
ال تلبث أن تستعيد الوزن ذاته فيا بعد بل وتزيدهء وهكذا دواليك وقد ضاقت ذرعا ً من هذا التذبذب في الوزن .وكادت تيأسن من
:حالتها الى أن استشارت الدكتور أرنولد الزاروس» وقد أشار عليها أن تتصرف وتتدرب على الشكل التالي
أن تضع صورتها وهي بدينة بوزن ۲٠۲رطل انكليزي والصورة األخرى عندما تصبح ۰رطا وتتخيل االثنتين بتمریں منتظم» ويي كل
مرة تشعر بإغراء الطعام ووه ارادتهاء عليها أن تتخيل الصورتين وتقارنهاء وقد طبقت فعال هذا األسلوب التخيلي السلبي المنفر حيث
كانت تشعر على التو أن الدافع نحو الطعام قد انحسر وزال .وبذلك امک حفاظها على وزنها فلم يعد يتذبذب مثلم) كان عليه
.األمر سابقا
. Fetishismوننبه الى أهمية االسترخاء قبل تنفيذ التخيل السلبى المنفر ١الطبيب المصاب بالفتشية
يسرد لنا الدكتور ولبي ٠م 1٥۷قصة الطبيب المصاب بانحراف جسي يسمى بالفتشية الجنسية (أي الدافع الوسواسي الجسي بالنظر
الى األعضاء التناسلية للنساء ولسها) وقد استشار هذا الطبيب المريض طبيبين نفسيس وعدة اخصائيين نفسيين في محاوالته الى
معالحة هذا االضطراب الجسى الوسوامي .وقد فشلت المعالجة النفسية ا ارت یی ألم ات رات خافن لين
۹۳
أن تلجأ بعض النسوة الى رفع شكوى ضده الى الجمعية األمريكية الطبية بتهمة التحرش وتعدي حدود مهنته
وكان يطلب من النسوة أن يتعرين تاما ً في أ ية شكوى مرضية › حتى لو كن يشكين من الصداع مثال ً الذي ال يبرره التعري التام
باسم الفحص الطبي .وهكذا وبسلوكه الذي شرحناه كان يعرض نفسه يوميا ً الى حاطر شكوى مهنية بحقه المهني األخالقي الى
.الجهات المختصة الطبية األمريكية
راجع ذا الطنين القن غاا سلوكيا شهيرا وخر الد كور ميللر وقد أوصى له بالعالج التخيلي السلبي (االشراط السلبي المنفر) وجدير
بالذكر هنا أن هذا الطبيب المريض عندما يتظاهر كذبا بأهمية فحص المريضة مس عضوها التناسلي كان في واقع األمر يركز على
اثارته الجنسية عند لمسه ألعضائها التناسلية» وخالل هذا التركيز كان يفقد عقالنيته وسيطرته على ذاته» فال يبالي بالمخاطر التي
قد تتأق من جراء لمس األعضاء التناسلية عند المرأة المفحوصة بصورة مشينة ظاهرة» واالنفعاالت الجنسية التي تبدو على سلوكه
وتصرفاته .ورغم أنه يمارس الفحص النسائي بحضور ممرضة وهذه األخيرة على علم بوسواسه المرضي الجنسي» فإن كثيرا ً من
النسوة المريضات كن يعبرن عن امتعاضهن من سلوكيته في الفحص بين أخريات يرفضن االستجابة الى فحصه النسائي» وفي
األوقات التي يشتد بها سلوكه الجبري الوسواسي الجسي يظهر غير منطقي سوي في تصديه للمرأة المريضة التي كانت ال تطاوعه
.في فحصه النسائي
155
في الجلسة األولى العالجية للتخيل السلبي ركز المعالج على النتائج السلبية المشينة بحق الطبيب المريض المتعالج وآثار استبصاره
.ووعيه نحوها .فبعد أن ¿ وضعه في حالة استرخاء طلب منه أن يتخيل الموقف التالي
استشير مس قبل امرأة تشكو من ألم في األذن .فبعد أن عاين األذني واألنفين» والبلعوم طلب منها التعري أظهرت طواعيتهاء «
طلب من الممرضة أن تعدها للفحص النسائي .فحص ثدييها ومن ثم نظر الى عضوها التناسلي» كانت المرأة المريضة من الشرطة
تم ارسالحا خصيصا من قبل المجلس الطبي لألمور المهنية األخالقيةء وفي اللحظة التي حاول الطبيب أن يمس عضوها التناسلي
اقتحمت عيادته ثلة من النسوة الشرطيات بلباسهن الرسمي» وقد تم وضع األصفاد بيديه» ونقل الى أقرب مركز شرطة» وقد وجهت
اليه تهمة اساءته للتعليمات األخالقية المهنية وخرقهاء اضافة الى تصرفات جرمية أخرى .وألقي ٠به في السجن» ومن ثم أطلق
.سراحه بكفالة ونشرت قصته في الصحف المحلية كطبيب مصاب بال هوس الجنسي
وما أن استمر هذا التخيل السلبي لحالته على هذه الصورة حى ظهر في وجهه الخجل والكراهية
لقد جعل المعالج التخيالت السلبية على درجة كبيرة من النشاط والحيوية» فسرد القصة (والذي كان بمثابة كابوس أحالم ال ينتهي
بقسوته) كان يقدم له تقديما ً مستمرا ً ليتخيله على مدار ساعة كاملة .حيث كان الطبيب في نبايته يبدو مهزوزا متوترا شاحبا
110
.يشكو الغثيان ويتصبب منه العرق
هذه القصة التخيلية بعد انتهاء الجلسة كانت تدريبه اليومي البييق» عليه اغا لوسده يعن اال سرا مرن :يرما اجى مود ا المقبلة»
أي بعد أسبوع » ونبهه المعالج الى أن المرأة الثانية الى ستعالجها وتكشف عن عورتها بال ضرورة قد تكون هي امرأة شرطية
» «ال تنس ذلك
نع اى جاه ال اا ك ال اا و وا منشرحا ً قال له .لم أعد أشعر بأنني مجبر على أداء هذا الفعل الشنيع ا لجنوني» ولكن هذا
التأثير أخذ يتضاءل .فسر له المعالج أن التخيل السلبي يجب االستمرار به لفترة طويلة نسبيا ليتعزز ويحدث التبدل السلوكي ,
ويجب أن يارس بحيوية تخيلية :بالقدر المستطاع .واشتراك كل الحواس واالنفعاالت المنافية التي تتمشى مع السير التخيلي» وطلب
:اليه أن يتصرف على الصورة التالية
في كل لحظة يجد نفسه على وشك االنسياق نحو هوسه الجنسي مع المرأة المفحوصة عليه أن يتوقف لحظة ويتذكر المرأة ا «
التي تخيلها (السيناريو الذي تدرب عليه) وهنا سيجد أن هذا التخيل سيمنحه القوة للكف عن هذا السلوك المشين» وفي الجلسة
العالجية التالية صعد المعالج التخيل السلبي الكريه مضمنه تخيالت مشينة أمام أهله وردود فعلهم ازاء صنعه المرضي المحقر
لعائلته» بعد هاتين الجلستين ومع التدريب البيتي استطاع الطبيب المريض أن يسيطر على القهر والوسواس الجنسي ونوازعه
المريضة المشينة اذ ضعف النزوع
الفتيشي على مدى السنوات ولكن ما أن يشعر بقليل من الميل والنزوع لممارسته عليه دوما أن يجتر التخيل السلبي الذي يلجم
:هذا النزوع» .؟ -عالج الميول االنتحارية بالمعالجة التخيلية السلبية
عالج حالة ۰
فتاة عمرها ١8عاما ً في الصف الثانوي تبدي قصة اضطراب سيكاتري مزمن جاء ہا والداها الى تداك نفسى سلوكي شهير واسمه
ألبرت آليس» بسبب االما المتكررة لالنتحار التي بلغت ثالث مرات خالل مدة ستة أشهر آذ تناولت في المرتين حبوب منومة
بجرعات سمية» والمرة الثالثة في قطع أحد أوردة معصمها حيث أنقذت بأعجوبة في تلك المرة األخيرة ومع ذلك أ لحت أنها في
.المرة التالية لن تفلت من قبضة الموت
تضاربت التشاخيص السيكاترية حول حالتها .بعض السيكاترييبى شخصوا حالة الذهان االكتثابي» بينم| آخرون ذهبوا الى تشخيص
مرض الفصام أو السيكوباتية أو الهستيرياء ولكن جميع هذه التشخيصات ل تعط التفسير المقنع ليولها االنتحارية العنيفة الجرئية.
ويتضح من فحوى كالمها الغضب ,والقلق والتشوش ومشاعر االثم ولكن لم تبرز بروزا ً واضحا ً دوافعها األساسية اآل عندما لجأ الدكتور
.البرت أليس .الى تطبيق التقنية التخيلية التالية
1 Aaron Beck. M. D. (1980) Feeling Good , the new mood therapy. New Amarican
Library.
11 ۷
أرغب منك أن تتخيلي أنك توفيت .أقدمت على االنتحارء وأصبحت في حكم األموات . .واآلن .أنت روح غير مرئية تنظرين «
الى جسدك والى مراسيم الدفنء ماذا تشاهدين؟ في كل مرة كنت أطرح عليها أسئلة تقول لي« .أنا ال أعرف» ولكن في هذه
المرة أجابت بوصف المشهد أن والدتها بخاصة بدت مفجوعة .مكلومة الفؤادء مهيضة الجناح» واسترسلت في وصف جميع أفراد
أسرتها ومن ضمنهم العمات والخاالتء واألعمام وأختاها اللتان كانتا تبديان الحسرة على سوء معاملتيها ألختها الميتة وكيف أن
جميعهم كانوا يعانون مشاعر االثم وتأنيب الضمير ويتمنون جميعهم أن يموتوا ويلحقوا بها
هذا التخيل الثأري منحها مشاعر الرضا الذاتي الكبير .وكانت المريضة على درجة كبيرة مس عدم النضج» وبالتالي تنامت عندها
مشاعر الحنق الالعقالني األحمق واالستياء تجاه أفراد أسرتهاء ومن خالل لجوئها الى االنتحار فإنها كانت تتخيل بالعودة اليهم ثانية
بحيث سيعانون مس األسف طوال حياتهم على فراقها
من ثم عمد المعالج الى وصف حي تناول مشهد وفاتها كيف دفنت وأنزلت جثتها في تابوت خشبي ضس حفرة قبر» ومن ثم
انتهى األمر» عاد أفراد أسرتها بعد فترة قصيرة من الحزن الى االستمتاع بالحياة بكل ضروبها وألوانهاء وأضحت هي اليتة المنسية»
.يأكلها الدود رويدا ً رويدا ً لتكون أثرا ً بعد
ولقد كان يؤكد الطبيب على ناحية هامة أنه مع مضي الوقت
فسيطويها النسيان شيئا ً فشيئا ًء الى أن تصبح مجرد ذكرى في الذاكرة عند أهلها وأفراد أسرتها ثم ماذا عن هيكلها وجسدها ؟ إنبهما
.مجرد رفات ترابه أما أفراد أسرتها فهم الذیں يعيشون ويمرحون ويرتعون
بدت الفتاة وقد أخذت على حين غرة فقالت له« :يبدو أنك على حق» من هذه الكلمة التي نطقت بها أخذ العالج قيثرا ليال
حيث تركز على تعليمها كيف تعيش حياتهاء واقتطاف سعادتها سواء أكان هذا بمحبة أفراد أسرتها لها أم بدون هذه المحبة إن هذا
التخيل السلبي العالجي قد فتح أيضا أقنية عالجية مكنت المعالج من أن يقيم معها أسس المطاوعة والتوافق
وال مراء أن األفراد الذين يصرفون الوقت لتنمية التخيل السلبي إنهم بالشك سيمتلكون األداة الفعالة الناجعة لمعاينة عاداتهم غير
المرغوبة وامتالك الثقة بأنفسهم .وقد أكدت الدراسات التي أجريت في جامعة ستانغوز األمريكية الشهيرة أنه حتى األوالد الصغار في
.مقدورهم استخدام التخيل لمقاومة االغراءات والنزوعات
ففي تجربة طلب من األوالد الجلوس على الطاولة وأمامه يوجد صح فيه ديك رومي فاخر .وأن يختبروا أنفسهم الى أي حد
يستطيعون مقاومة إغراء هذا الديك اللذيذ الطعم الذي يفوح برائحته ما يجعل اللعاب يسيل مدرارا ً في األفواهء فال يتذوقونهء ولتبديل
مدركات هؤالء األوالد حيال هذا الطبق .طلب منهم
المجرب بأن يتخيلوا هذا الطبق الموجود أمامهم كرة ثلجية بشكل
۱۹
ديك رومي تبعث البرودة» هذا التخيل جعل األوالد يقاومون إغراء الطعام لفترة طويلة س الوقت .وبالطبع أن التخيل هنا ليس من
النوع السلبي المنفر بل هو مجرد مثال يبرهن لنا على قوة التخيل السلبي
بعد هذا دعني أيها القارىء أطوف بك في ألوان أخرى من
.التخيل فأشرح لك تقنية جديدة هي التخيل السلبي الممزوج مع االثباتات والمكافات االجابية
:قرن التخيل السلبى مع المكافآت االيجابية ۳ -
هناك ما يثبت أن قرن (مزج) التخيل السلبي مع المكافآت االيجابية له نفعه الكبير .وفائدته الكبيرة بخاصة عند الشابات
المتزوجات الالئي لديس كل األسباب الوجيهة والمقبولة لكره حمواتين .وتوقع زيارات هؤالء الحموات لمن بشيء من الخوف والذعر
ومن المعروف أن الكراهية القائمة بين هذيں الطرفين هي أشبه بظاهرة قريبة من الناموس البشري»› وشائعة في جميع المجتمعات
والثقافات البشرية تقريبا
فالشابة الزوجة تكون في شجار مستمر تقريبا ً مع زوجها كل خططت أم الزوج لزيارة ولدهاء وينشب هذا الخالف قبل الزيارة
وأثناءها وبعدها
ويعصف التوتر بالزوجة قبل زيارة أم زوجها وتسعى الى اقناع زوجها بإلغاء هذه الزيارة أو تأخيرها وتأجيلها .وحجة الزوجة في ذلك
أن مالحظاتها الالذعة وتدخالتها في شئونها الحياتية ونصائحها التي تنم عن السلطويةء كلها هي مصدر ازعاج لها يسعى الزوج الى
اقناع زوجته بالتغاضي عن هذه السلوكيات غير المالئمة وال تعيرها التفاتة أو اهتماما ً وتقبل الزوجة على مضض .رغبة زوجها ولكن
في داخلها تشعر بالحقر والتوثب ازاء أية مبادرة استفزازية قد تصدر عن حماتها .ما أن تدخل الحماة الى دار ابنها وبعد وقت
قصير حتى تقضى على هذا التوازن غير المستقر الذي تعهالت :رو ا حال قيار .أن لك بد سيل االنتقادات التي توجهها اليها
والنصائح السلطوية التي تسديها هاء هذا الموقف يخلق بذاته رد فعل» فتدخل في صراع سافر عدواني مع آم ارج
وحيث أن أم الزوج تزور ابنها كل أربعة أشهر مرة وللدة ست ساعات تقريبا يكون من الحكمة أن تتجنب الزوجة أي خصام مع
حماتهاء كما ال يوجد ما يشجع على أن يبدل الزوج مس موقفه في زيارة أمه له وارتباطه هاء ولقد وجدت الزوجة أنها اذا
استطاعت ضبط أعصابها ومزاجهاء وتتظاهر بقبول آراء ومالحظات حماتهاء فإن كل طرف من هذين الطرفين يستفيد استفادة متكافئةء
وعلى هذا وجد
:المعالج أن أنسب التخيل العالجي يكون على الشكل التالي
استرخي » دعي عضالتك رخوة :استشعري بالثقل«
۷1
والهدوء .اآلن أطلب منك أن تتخيلي حماتك توجه لك بعض العبارات الظالمة العدوانية » مما تقوله لك «أنت امرأة عفنة .وأں
ابنها يستحق امرأة أفضل وأنت امرأة غير شريفة» كسولة .ال تصلحي أن تكوني زوجة ولم تخلقي لهذا الدور» وأنت أسوأ من
»شاهدتما في حياتي
بعد هذه العبارات المختصرة والزرية المهينة القاسية» تخيل ذاتك وأنت تقابلي هذا الكالم باالبتسامة .وتتجاهلي كل ا المحقر
فجأة فتحت المرأة عينها وقالت للمعالج «عفوا ً أنا ال أستطيع أن ألعب هذا الدور وال أن أتخيله وحتى مثل هذا التخيل يحولني
»الى امرأة مجنونة خارجة عن طورها فأرفسها برجلي
تحول المعالج فطلب منها أن تتخيل أنها موضوعة تحت المراقبة» وستواجه من يطلق النار عليها من قبل زمرة مسلحة بالبنادق
اذا ما نطقت بأية كلمة» واذا ما تحملت حماتها بلسانها السليط بدون الرد عليها .فإنها ستكافا ً على ذلك .وهذه المكافأة هي
.دعوة الى عشاء فاخر مس قبل زوجها في المكان الذي تختاره
وافق زوجها على هذا المخطط اذا ما تماسكت زوجته .وسيطرت على ذاتها سيطرة تامة وتجنبت أي نقاش وتفاعل مع أمه .اذ
سيعقب هذا النجاح في تصرفاتها دعوتها الى عشاء فاخر
كافك ا م انا" مكلت وت مه خط ا
1 ۷۲
أمام حماتها رغم كل ثرثرتها ونقدها بعد عدة أشهر م 0
عنذ 8 5 5ص التخاصم ا مخ 00
وبالطبع لم يكن اجراؤها حكيا ً وكافيا ً في انقطاعها ع تخيل الزمرة المسلحة المجهزة بإطالق النار ألنها عادت بعد توقفها عن مثل
هذا التخيل الى التشاجر مع حماتها وما استجر هذا األمر مس العودة الى اضعاف ذاتهاء والحس باالبزام .والى ما هنالك من
متاعب دارت فيها وأدخلت معها زوجها في هذه المتاعب .وعلى هذا فقد نصحها بالعودة الى تعزيز التخيل بضبط انفعاالتها مع
المكافأة المعتادة التي وعد زوجها بتقديمها ها
من مشاهداتي العالجية السريرية (المؤلف يتكلم) التي تؤكد أهمية العالج التخيلي السلبي المنفر المقرون باالثابة والمكافأة أن شابا
عمره 7١عاما ً يعاني من رهاب اجتماعي والخوف من نقد الناس له لذا يعزف عن التكلم في أي اجتماع يكون فيه ويتصور أنه
اذا ما تكلم » فإنه سيواجه بالنقد .أو على األقل لن يكون كالمه مقبوال أمام من هم يبذونه في الحديث
لبي فقتو اعد وميه هد وسخريةء وتعليقا مفزعا ول يترك كلمة . SSطلبت منه أن يتخيل وجوده ضمن أصدقائه وهم يتحدثولن
سيئة اال ولصقها
*١/ا
بشخصيته » وعليه أن يواجه هذا الموقف ببرود ويدعم موقفه بتبديل
.حديثه مع ذاته كأن يقول
لن آبه لكالمه .إنه يصف نفسه هو انسان سفيه وقح › متسلطء همه فقط نقد الناس .وأن أي نقاش؟ أدخل معه معناه أنني «
أشعرته باهتمامي بكالمه»» وأعلمته أنه كال نجح في هذا التخيل وواجهه مبذه الصورة» وتمكن س البقاء هادئا ً غير منفعلء عليه
بعد انتهاء هذا التدريب البيتي أن يكافىء ذاته بالشيء الذي يرغبه مباشرة» كأن يسمع أغنية يحبهاء أو يأكل أكلة يميل اليها أو
يذهب الى عند صديقء أو يجري اتصاال ً جنسيا ً مع زوجته .وغيرها .أي دعم التخيل السلبي بالمكافأة ومس خالل جلسات
وتمرينات من هذا القبيل .زالت سالبيته وخوفه من الكالم بل وأصبح هاجسه هو االجتماع بأصدقائه ليكون األول المتحدث في كل
حلقة اجتماع ويوجه النقد ويعبر عن رأيه وكان سلوكه المتبدل محط تعجب جميع
.رفاقه
قوة االرادة والتخيل > -
هناك أفراد يمتلكون قوة االرادة أكثر س غيرهم في مقدورهم مناهضة نزوعاتهم نحو طعام معیںء واالقالع عن التدخيس» وتجنب
االفراط في الطعام أو العادات السيئة كالكحول .وما الشك فيه أن ما نسميه قوة االرادة عند بعض األشخاص هو أمر حقيقي
وثابت» وتبدو فعالة في التخلص من العادات السيئة المضرة بالصحة أو المؤذية للتكيف االجتماعي ومنبع هذه القوة وأسا
۱۷€
ليس في وجود «قوة داخلية» كا يظن البعض ولكن بوجود صورة ذهنية محددة .تتسم بنتائج سلبية سيئة عن العادة التي قرر
الشخص االقالع عن التعامل معها وممارستها لنفترض أنك تحتاج وفقا ً لنصائح الطبيب» الى تخفيض زنك ووحدت .فك درا أمام
مغريات الطعام التي تشدك نحوها؟ كالحلوى اللذيذة والفطائر الفاخرة والبوظة المغرية .وغير ذلك من لذائذ الطعام الذي تحبهء واآلن
أصبحت في حالة يطلب منك فيها االمتناع عن تناولها ألنها تزيد وزنك وتضر بصحتك .فهل تأكل هذه األطعمة اذا كانت في ذهنك
صورة حية ناشطة سلبية عص مضار هذه األطعمة ألنها تسهم في تصلب شرايينك وتقودك الى المرض القلبي االكليلي ونتائجه
الخطيرة؟ بالطبع ال
ماذا يحدث عند ما نسميه بصاحب االرادة الضعيفة في هذا الموقف السيكولوجي التخيلي لإلدراك؟ الذي يحدث أنه ال يمتلك عمليا ً
«الصورة االدراكية التخيلية عن النتائج السلبية ولم يشكلها في ذهنه عى هذه األطعمة الضارة بصحته بل عوضا ً عن ذلك توجد صور
ذهنية عن هذه األطعمة تتسم باللذة والمتعة والمسرة التي سيحصل عليها عندما يتناول هذه األطعمة .ولعل األمثلة التي سنضربها
»في هذا الخصوص ستعطيك توضيحها أفضل عن معنى قوة االرادة على المستوى السيكولوجي التخيلي
ننصح القارىء الذي يرغب في أن يلتزم بحمية معينة هامة للحفاظ على صحته .أن يتوقف قليال ويتخيل الصورة السلبية للنتائج
السيئة الضارة التي تترتب ع تلبية نزوعاته ولنقل مثال
\Vo
االتصال الجسي العابر مع امرأة عابرة وما يترتب عص ذلك من امكانية تعرضه للطاعون الحالي المنتشر في العام وهو االيدز اذ
يكفى فقط عندما يشعر أن ذاته ودوافعه الجنسية تغريانه بمثل هذا االتصال الجسى القاتل عليه أن يتوقف لحظة .ويتخيل عاقبة
هذا ااا ورد ا ا هذه الصورة السلبية قد يكفي الحماد نزوعاته وتبديل موقفه» فيتجنب هذا االتصال الجسبى الخطر عليه أال يتخيل
المواقف الجنسية األ إلى قد فمل غال عن ر هدا االعات المرغوبة ال يمكن أن تلبيها له هذه المرأة والتي قد يجدها فيهاء فمثل
هذا الع االعان مده ال اال وئ ايلك اعات عليه» وقل الشيء ذاته بالنسبة للحمية عن بعض أنواع الطعام كالدهنيات والنشويات
والسكريات بالنسبة لمريض السكري .أو الذي يعاني مس ارتفاع الشحوم في الدم المهددة بإصابته باألمراض الوعائية السائدة .فإن
التخيل االيجابي لألطعمة المليئة ذه الممنوعات هو العلة في ضعف ارادته نحوها بل عليه أن يتخيل الصورة السلبية (أطعمة قاتلة
سامة إن أكثر منها) أطعمة تسد الشرايين» يتصور كيف أنها تدخل الى معدته وتنقل الذرات الشحمية في الدم لتستقر في أوعيته
الدموية» وكيف تتراكم وتترسب مع الوقت اتك الغا وق ف
يتوق الى تناوها .ويشعر بميل جامح نحوها» فالتخيل المنفر المكره (أي الصورة السلبية عن الطعام) هي الي تبدل سلوكه وتطفى
ء
۱۷٦
النزوعات نحو هذه األطعمة .وعلى المريض الذي يظفر بالكف عر تناول هذه األطعمة عليه أن يكافىء ذاته على صنيعه كي) يعزز
هذه االرادة بأي شيء يميل اليه شريطة أال تكون أطعمة ممنوعة عنه طبعا
بعد هذا الشرح ع مفهوم األداء مس الوجهة التخيلية والصور الذهنية وأهمية التخيالت المنفرة في االمتناع عس تلبية رغبات
فيزيولوجية ضارة للصحة والسيطرة على الذات» نتكلم في الفصل الثامن التالي عص أهمية السيطرة (وكيف يتم تحقيقها) على
العواطف السلبية الشائعة ».ونقصد االكتئاب واليأس والكرب
وليعلم القارىء أن للتخيل قوة واسعة ممتدة الطيف .يمكن بواسطته أن نعالج الكثير والكثير من االضطرابات النفسية والعادات
.السيئة والسلوكية .واالجتماعية
VY
الفصل الثامن على الضغوط واالكتئاتب
االكتئاب واضطرابات المزاج أو العاطفة هي شائعة في المجتمعات الصناعية والزراعية؛ في المدن والريف .وإن كانت المدن أكبر
نسبة من الريف في االصابات االكتئابية نتيجة تزايد الحاجات الضاغطة المؤثرة» وتعقد سبل الحياة والعيش فيهاء في اضطرابات
.العاطفة ( االكتئاب والكرب) نجد الحزن وفقدان النزوع نحو االستمتاع بالمسرة واسوداد جميع ضروب الحياة في نفسية المكتثب
يفقد المريض باالكتئاب حماسه واقباله على الحياة» ويعزف عن المشاركة االجتماعية واالهتمام بأموره الحياتية» ونغم الحياة برمته
يصبح مأساة وحزنا ً وسوداوية .وكأن غشاوة سوداء على عينيه فانعكس كل لون من ألوان الحياة بظلها األسود فبات ال يرى في
.الدنيا اال الظالم واألسى والحزن والكابة
يكون الصباح عند هؤالء هو أسوأ وقت» ولكن مع تقدم ساعات النهار يتحسن المزاج نسبيا ًء يعاني مريض االكتكاب س األرق الذي
غالبا ً ما يأخذ تقطع النوم واالستيقاظات المتكررة ليالء فال يقدر على النوم ثانية» وبخاصة اذا كان ذهنه مملوءا بال هواجس
.والمخاوف والصراعات لتزيده بؤسا ً على بؤس وكربا ً على كرب
1۷4
من أعراض االكتئاب ».ضعف الشهية .انحسار الشهوة الجنسية .وعدم القدرة على تركيز االنتبامء وهواجس المخاوف والوساوس من
المرض .والعوز .الفاقة» والعجز التي تكون حور اجترار أفكاره ههاء اضافة الى شكاوى بدنية معممة تأخذ طابع االنشغاالت
المرضية .والحس بالصغارة» وفقدان اعتبارات الذات .وضعف االرادة» وعدم القدرة على اتخاذ أي قرار» وتراجع في القدرات
العقلية (تفكير بطيء عجز عن التخيل) ومشاعر اثم ووجود نزوعات انتحارية
هناك العديد من األمراض العضوية التي تحدث االضطراب االكتئابي .أهمها وفي طليعتها االنفلوانزاء اكتئاب بعد الوالدة» قصور الدرق»
تصلب الشرايين الدماغيةء اآلفات الورميةء وكافة األمراض العضوية المزمنة» ومن ضمنها اضطرابات االستقالبات ثم هناك من يرى أن
االضطراب االكتثابي ناجم عن أسباب بيوكيميائية (نقص األمينات الدماغية) «الدوبامين» السيروتونين .النورادريناليى» وأحادي أمين
األكسيداز» وتوجد أيضا ً عوامل أخرى ال جال لذكرها هنا
وأحب هنا إن أميز ہیں «االكتئاب» هذا االضطراب الطبى الذي يستدعي العالج باألدوية المضادة لالكتئاب وغيرها ب المداخالت
العالجية السيكاترية عن انحطاط المزاج أو الغم أو الكرب الذي يعيبنا جميعا ً من وقت الى آخر وفق الظروف التنفسية التي تمر
.بناء والذي يحرمنا من المتعة وبهجة الحياة لفترة الوقت
فيضفي على حياتنا النفسية التشاؤم وبالطبع أن التقنيات العالجية التخيلية التي سنذكرها هي لعالج الحاالت االكتثابية العارضة وليس
' االكتئاب المرضى الذي يعالج باألدوية المضادة لالكتئاب
والجدال أن تقنيات التخيل في هذا الميدان الذي حددناه تستهدف ازالة أنواع الكآبة وانحطاط المزاج المصادفة في حياتنا اليومية
والناحمة عن ظروف ارتكاسية خارجية وتوترات .فالتخيل قادر على استئصال المزاج التشاؤمي الذي غالبا ما يحط ويفتت احترامنا
.لذواتناء ويولد تقريع الذات ويصغرهاء والقنوط وانحطاط المزاج
وكا ذكرنا في الفصل األول .إن الصور الذهنية المختلفة تحدث مشاعر وعواطف مختلفة متطابقة مع تلك الصور» فالصور الذهنية
والتخيالت القابعة في فكرنا وتصورنا والتي تثير فينا الغم والكرب انما تنبع في واقع األمر من خسارات لحقت بنا
هناك خلو وانفراغ في الكرب والكآبة .بينا في القلق نجد غالبا الصور الذهنية التي تولد الشعور بالتهديد أو توقع حدوث خسارة»
.لذلك فنص ال نبالغ القول أن مشاعر البشر وتصرفاتهم هي وليدة تصوراتهم الذهنية عن أنفسهم وعما يحيط بهم
هذه الحقيقة يؤكدها الدكتور جورج كيلي ويعدها أحد األسس والبادىء الجوهرية في علم النفس فيقول« :إن سلوكيات االنسان تأخذ
منحاها ومسالكها على المستوى النفسي بواسطة الطرق
اما
والسبل التي من خالها يتوقع صورة الحوادث واألحداث أي بتعبير آخر أن توقعات الفرد حيال سير األحداث هي التي تحدد نوعية
سلوكه وتصرفاته .فالتوقعات اذن هي الكلمة البارزة الهامة في هذا القانون السيكولوجي الحام .وهذا يعني أن الكائنات االنسانية
تبدو مسيرة بتوقعاتها وتكهناتها للمستقبل» .وكا الححنا في سياق هذا الكتاب وفي عدة مناسبات .فإن معظم توقعاتنا التشاؤمية
:والتفاؤلية تأحذ شكل التخيل الذهني وقد يسأل القارىء السؤال التالي
إذا طرحنا على أحد األفراد سؤاال ً هو“ كيف تنظر الى حالتك وشئون أعمالك خالل الخمس سنوات المقبلة؟ قد يكون جوابه التالي
:
أرى نفسي وقد تضاعفت أعمالي فزاد دخلي ليصبح الضعفين ألنني استوردت معمال ً متواضعا ً لينتج سلعا ً ذات رواج» وهنا سأشتري«
» .الدار التي أقطنها حاليا ً .وأبتاع سيارة فاخرة وسأزوج ابني
اآلن وقد حانت االجابة عن سؤال هام يتناول التعليق على اجابة الفرد الذي ذكرناه هل ياترى تفاؤله نابع عن التخيل االيجابي
الذي يحرك فيه هذا التفاؤل والنجاح أو أن تفاؤله هو الذي خلق هذ التخيل االيجابي حيال المستقبل؟ الجواب هو الشق األول من
هذا السؤال . .أي أن التخيل االيجابي هو الذي يولد التفاؤل حيال المستقبل أو التشاؤم عند آخر .ولعل القصة التي سنذكرها
تضفي
۱A۲
.مزيدا من الوضوح والفهم ألهمية التخيل االيجابي في التوقعات التفاؤلية والتشاؤمية
امرأة في متوسط العمر طلقت من زوجها تشتكي من الشقاء النفسي والغم والكدر والوحدة والتشاؤم إنها تتمسك بصورة ذهنية بائسة
تخلع على جميع احساساتها مشاعر البؤس والشقاء» فكل انسان يحمل في طيات نفسه تنبؤا ً سلبيا ً سيالقي الشقاء .وبالطبع يكمن
غالا ف اندي هله الضيورة الذهية :مهدر ا
بدأ المعالج باستجوابها وسبر ههواياتها ليكتب الئحة بهذه الهوايات والنشاطات التي كانت تستمتع بها مثل السير في األحراج»
وزيارات المتاحف .وحضور الحفالت الموسيقية .والتسلية مع أبناء أختها وقراءة المجالت .وتناول المرطبات .والى ماهنالك من
.تسليات
طلب منها المعالج أداء واجبات وتمارين بيتية تقوم على تخيل تلك النشاطات التي ذكرتها« .عليك فقط أن تنغمسي في تخيل
هذه النشاطات السارة» في كل يوم مرتين» وكل مرة خمس عشرة دقيقة .وحالما ترد الى ذهنك الصورة السلبية قولي لها وبصوت
.عال تسمعيه :توقفي ومن ثم التفتي على التو الى تخيل منظر ساره
عندما قابلها المعالج بعد أسبوع أفادته أنها مارست التمارين التخيلية وشعرت أنها أصبحت أقل تشاؤما وظلمة النفس .بعد ذلك -
استوجب التفكير باالحتماالت الواقعية المختلفة حول
۱A۳
مستقبلهاء وماهي 00االيجابية الواجب أن تتخذها لتبدل هذا التشاؤم ؟ اتضح أن ن أحد تخيالتها الرئيسي هو أن أحد الرجال قد
يقع في حبها وتتزوج به .وبذلك تنحل مشكالتهاء وتسمى هذه «بالصورة الذهنية الطفيلية» وقد أكد المعالج على اغا فة ا ألن
سعادتها تتركز على وجود أساسي لفرد آخحر وق رأي المعالج أنه رغم أن العالقة الرومانسية بين رجل وامرأة هي أمر جميل
.وحسس بحد ذاتهء اآل أنها تحتاج الى خيارات أكبر في ميدان المتعة والسعادة بوجود رجل أو بدون وجوده
وعندما أخذ يحدثها عن خباراتهاء اتضح أن ما ينقصها هو وجود هدف واضح عندها وبعد مزيد مس النقاش عبرت عن رغبتها في
أن تتوظف في مكتب عقاري » ولكن أبدت شكها في قدرتها على القيام ببذه الوظيفة» طلب منبا المعالج أن تمارس تخيال
نموذجيا ً ممبجيا ً يرتبط هذه الوظيفة .تخيلي ذاتك تقابلس الزبائن» وتناقشيهم عن نوع البيت ومواصفاته المراد شراؤه أو استئجاره
وتريهم البيوت المختلفة .هذا التخيل يجب أن يكون على درجة كبيرة من الوضوح والحيوية وتمارسيه ونا عدة مرات
«لقد استطعت تخيل جميع االمكانات ووجدت كثيرا ً من األشياء التي أستطيع القيام بها لقد Eقابلت المعالج للمرة #كاله وض
»حددت برامج لمستقبلي
وهكذا نجد كيف أن ن أي تبديل يحدث في الصورة الذهنية القائمة يتبعها بالتأكيد تغير في المشاعر أو المزاج .وأن الصورة
10
الذهنية عندها والتي اتسمت بالمرأة المدمرة المحطمة قد تم استبدالها بالمرأة التي تهتم بالعديد من النشاطات والخيارات المثيرة»
تتمتغ وتسر من مصادفاتها اليومية .اضافة الى السعي نحو أهداف مختلفة وأخرى فرعية في سير حياتهاء وبالطبع لم تتخل عن
التفكير بالعثور على رجل تعيش معه المشاعر الرومانسية وتبادله الحب والعاطفةء ولك هذا التفكير ليس هو األمل والهدف األوحدين
لسعادتها
بعد سنة (متابعة عالجية) اتضح أنها حصلت على رخصة لفتح مكتب عقاري لبيع الدور واألراضي» وكانت ناجحة في هذا العمل
الجديد » وقد انخرطت في عدة عالقات غرامية» ولكن لم تكن واحدة من هذه العالقات عط استقطاب لسعادتہاء وحور حياتها
وارتباط نهائي فيها ومن جملة خياراتها المتنوعة الحياتية التي تسعدهاء اهتمامها بعلم السالالت حيث تسجلت في دورة خاصة بكلية
تدرس هذا العلم فقط بغرض التسلية واالستمتاع .ووفرت المال لتذهب برحالت سياحية خارج الواليات المتحدة األمريكية وتفكر أن
.توسع مشروعها بإدخال شركاء
١عامل الوقت في الشفاء هو غير صحيح :
هناك مقولة وهى الحقيقة البدهية أن «الوقت لوحده قد يشفي المريض» هذه المقولة هي مضللة وغير صحيحة .بالريت لني بالعامل
:الذي قد يحقق الشفاء .تخيل الموقف التالي الخرافي طبعا كواقعة
1A0
إنسان أصيب بمرض نفسي قبل وقت قليل من دخوله بسبات سيدوم عشرين سنة بعد هذه المدة من النوم المديد استيقظ فرغم
.مرور ٠١عاما ً على هذا المرض فإنه من الجائز جدا ً أنه سيشعر بهذا المرض النفسي
ولنعاين الموقف من زاوية أخرى .مرور الوقت قد يساعد على حدوث استجابة شفاء» ولك شريطة أن تتبدل المشاعر والخبرة
والتفكير الكفيلة بمحو الرضوض السيكاترية الماضية
وبالتأكيد كثيرا ً ما يحدث أننا نفكر بالرضوض النفسية الخفيفة نسبيا ً التي سبق وتعرضنا اء وأزعجتنا قبل عشر سنوات (أو حتى منذ
سبعة أشهر) وقد نتعجب عندما نعاين حالتنا السابقة في ضوء حالتنا النفسية الراهنة في ردود أفعالنا المغالية غير السوية والسابقة
ازاء الحوادث التي اعترضتنا
فإذا ما اعترضت المرء حادثة أزعجته ومضت عليها مدة زمنية › فغالبا ً ما تكون الفائدة كبيرة أن يتخيل هذا االنسان ذاته ينظر
الى االد تة راج آل الوزاء :وال الض ب ا موقت رمق اة أشهر الى األمام أي ينظر الى الحادثة متخي أنها قد ا ستة أشهر»
وبهذا التخيل التحايلي على الحادثة في النظر اليها وقد مضى عليها عدة أشهر منذ اآلن .تبدو الحادثة في نظره ضعيفة الوقع ›
قليلة األثر والتأثير» وبالتالي يشعر هذا االنسان بالراحة والفرج .فالتخيل اذں في مقدوره أن يسبق الزمن فيأخذك برحلة عبر
المستقبل تنظر الى حوادثك المزعجة من موقع زمن المستقبل الذي حملك خيالك
۱۸٦
اليه» أو بالعكس يعود بك التخيل الى الماضى لتنظر منه الى المستقبل ويمكن أن تفهم القصد بالمثال التالي
أحد االخصائيىس النفسییں البارزیں أمضى ثالث سنوات ونصف السنة ,.في والية فيالدلفيا في العمل واألبحاث .ولكن كانت هذه
السنوات بالنسبة اليه سنوات عجافا ً ل يجن المردود الذي تخيله .ولم تک اقامته في ربوع فيالدلفيا سارة أطالقا ً لذا كان دوا ب
ابی عل ما ته فق ارفاك 1تكن دة
تداول هذا الموضوع مع أصدقائه في العلم والمعرفة فأشار أحدهم أن يلجأ هذا االختصاصي الى رحلة تخيلية تنسيه هذا الندم وذلك
االخفاق ۷م (وهو العام الذي نزل فيه ف والية فيالدلفيا ومضى فيها ثالث سنوات ونصف السنة) هو العام الذي ذهب فيه الى
والية كاليفورنيا ( بعد أن أمضى ثالث سنوات ونصف السنة في فيالدلفياء ذهب الى كاليفورنياء وقد فتحت أمامه أبواب الرزق والعمل
الوفير)
اذ تخيل ذاته أنه في عام 19571/م ,كان في كاليفورنيا وما رافق وجوده مس التوفيق والعمل والتأليف حتى عام ۱۹۸۷م»
ومهذا التخيل الذي سلخ منه فترة ثالث سنوات ونصف السنة مس فيالدلفيا وديجها في كاليفورنياء شعر بالتخفيف النفسبى عن
السني الضائعة في
AV
فيالدلفياء وفي هذا يقول هذا االختصاصي السيكولوجي « :في محاولتي السقاط الزمن على الحاضر فإن هذه العملية السيكولوجية
قربتني أكثر فأكثر س الحاضر .وقد أدركت شيئين هامين .الشىء األول :أن مثل هذا االسقاط للزس (الرحلة التخيلية) دفع عني
بعض الخبرات الماضية السيئة (فترة فيالدلفيا) والشيء ء الثاني رأيت أن بذور بعض مكتشفاتي اهامة وبعض العالقات المنداقنة
اهام أا قد دوت في فيالدلفياء ومن خالل حذف السنوات الثالث ونصف السنة فقدت بعض الرباطات الحامة بالحاضر .ولعل التأثير
اآلني والدائم لتمري الرحلة التخيلية أنه أزال حزني وأسفي عا فقدته خالل اقامتي في فيالدلفيا وفي هذا الصدد .أي أهمية الرحلة
التخيلية عبر المستقبل الضعاف تأثيرات الحاضر والماضي المؤلة يقص علينا العام السيكولوجي السلوكي ساموئيل تورنر الحالة
اجترار أفكارها اا بأنها تزوجت eالعالجية التالية بالتقنية التي شرحناها” مرأة تعاني مس عصاب وسواسى دفعت بنفسها الى حافة
من الرجل غير المناسب هما فمنذ أربع سنوات تزوجت رجال بعد اختبار دام تسعة أشهر وقبل هذا الزواج» كانت مخطوبة لرجل
دامت عالقاته معها سنتين .ومن ثم فسخت هذه الخطوبة بسبب رفض أهلها لهذا الزواج» وقبل إنهاء عالقته معها قال لما هذا
الخطيب :سيأتي يوم تندميں فيه على فسخ هذه الخطوبة» وبعد ذلك تزوجت الرجل الذي تعرفت عليه بعد فسخ الخطوبة.
وأنجبت منه ثالثة أبناء .وكان واا ا لدان شان اوالدها فيا عة ا
مما
ظلت كلمات خطيبها األول في ذهنها تتردد أصداؤها في نفسيتها .بأنها أخطأت الخيار وستندم على هذه الخطيئة .كانت هذه الفكرة
تجترها بدون سبب .وتجد نفسھا تفكير ہاء وترديدها ترددها اجتراريا ً وسواسيا ً جبريا ً
000فبعد أن علمها . Time Projectionعندما راجعت الدكتور ساموئيل تورنر فكر بأن يعالجها بتقنية االسقاط الزمني
االسترخاء وازالة أي توتر نفسي» طلب منها أن تتخيل أنها وافقت على الزواج من الرجل األول الذي فسخت خطوبتها منه وأخذ
يصف ال وجودها معه يوما ً بعد يوم تخيليا ً وصفا ً حيويا ً طلب منہا أن تتخيل أنها تنام معه» يجامعها .تستيقظ معه .تذهب معه
أين) يذهب .ترافقه في غدواته وروحاته وركز المعالج في التخيل على مواقف والديها الرافضة هذا الزواج» الرفض غير المعلن
صراحة وتأثيره على سير زواجها ومن ثم وجهت بنفسها بعض التخيالت .ملف نا ا ولد ونوع األب الذي سيكون عليه تتعامل مع
األمور والواجبات المنزلية» كالقضايا المالية وغيرها
بعد هذه الرحلة التخيلية نحو الماضي قالت للمعالج .أشعر بالشقاء بل إن الملل هو أفضل كلمة أعبر عنها عن حالتي النفسية
.الوحيدة التحيليه ل بعد تشعر بإلحاح الفكرة الوسواسية أنها ارتكبت خطأ بتركه aفي زواجي من هذا الرجل .بعدمله
وبالطبع قد يقول القارىء أن هذا عالج يتسم بالخدعة .وخداع الذات وأنها تحاول اقناع نفسها أن خيارها الزوجي لم يكن
۱۸۹
هذا العالج مسوغ طاال خلصها من هذا الكابوس الذي دام أربع سنوات وهي تشك بزواجها وتفكر بخطيئة ارتكبتها وهما جاءت من
.ايحاء الغير .وأمكن تخليصها من هذا الوسواس المستحوذ خالل جلسة واحدة دامت ثالڻيى دقيقة فقط
دعني اآلن أنتقل أا القارىء ألغنيك بمزيد من الثروة عن قوة ودور «االضفاء الزمني التخيلي» ف عالج مثل هذه الحاالت ۲ .
- .تهدم العالقات العاطفية
لعل أكثر المشكالت مصادفة في الممارسات العالجية النفسية السريرية هي القضايا العاطفية والعالقات الغرامية وهذه المشكالت تبدو
معدة .ومهيأة لعالج االضفاء الزمني» أو الرحلة الزمنية عبر الماضي أو المستقبل التخيلية
عندما يصطدم المحب أن محبوبه وجد انسانا ً غيره وتخلى عنه » أو أخذت االرتباطات الرومانسية طريق الفتور واالنتهاء تبرز المعاناة
.النفشية .الكبياة :عند ملحت" الروك الهحون
هناك القليل من المواقف التى س خاللها تقود األفراد الى اإلستبصار بذواتهم .ومعاينة متاعبهم معاينة موضوعية .وتوجيه أسئلة الى
ذواتهم عن أسباب متاعبهم بعد انهيار العالقات العاطفية
من المعروف أن العاشقين المرفوضين المهجورين يعانون آالما ممضة قاسية كنتيجة معاينة األسئلة التي يطرحونها على أنفسهم وما
يترتب عتها من شكوك ذاتية .مس هذه األسئلة «هل أنا أحمق؟ هل أنا انسان غير مقبول؟ هل قدرتي الحنسية ناقصة معثورة؟
هل يسخر منى الناس؟ هل أنا في الواقع جدير بأن أحب وأن ۰
مثل هذه األسئلة تستجر بذاتها سلسلة من ردود الفعل فا لمحب المرفوض ينظر الى المحبوب الرافض نظرة الميتم الذي ال نظير
له .وال آخر يضارعه في صفاته وسماته وخصائصه .وفجأة يبدو المحبوب في نظر المح كزوة مابعدها ثروة» وآية ما بعزنها آي
فالمحبوب يتجل في نظر المحب باألمير أو األميرة هو الوحيد (أو الوحيدة) في هذا الكون التي منها (أو منه) تشع السعادة
وتضفي على المحب معنى وجوده وحياته وهنا نجد الجبر والقهر في السلوك العاطفي عند العاشق المحب «يجب أن تكون لي
!! .فقط» يجب أن تعود الي
من أجل كسر هذا الجر العاطفي الموْؤلم القاهر يبدو «االضفاء الزمني التخيلي» الدواء والعالج المناسب
في هذه التقنية نطلب من ال ُعاني المحب أن يقوم برحلة تخيلية باتجاه المستقبل« .فيتخيل أو تتخيل نفسه أو نفسها» ينخرط
في نشاطات مختلفة مثابة يجني منها فائدة ومكافآت» مثال نقول له .تخيل ذاتك تعيش اليوم وغدا ً .اآلن باستطاعتك وبسهولة
االستغراق في التفكير الكتيب المكدر للنفسء» تبكي +وتنحبء» وتفتت نياط فلبك› وتتضرع الى الله أن يعيد اليك محبوبتك.
وتقضي أوقاتك بائسا ً شقيا ً
۱۹۱
تعيسا ً .ولكن بدال من أن تكون على هذا الحال الشقي التعيس تخيل أنك ذهبت الى حقل تنشد الرسم «قبل تحديد النشاط
النوعي يتعيس على المعالج أن يتعرف على الهواية التي كوفىء فيها» تخيل المنظر الذي تود أن ترسمه تخيال واضحا ً حيا ً أنت
اآلن في مرج أخضر تبدأ بالرسم .ما أن تتحدد معالم المنظر الذي ترسمه وتظهر تفاصيله حتى يعتريك الشعور بالرضا والمسرة تقرر
أيضا ً أن تعزف على البيانو مرة أخرى تتخيل ذاتك أيضا ً أنك تعزف عليه ا والمسرة عندما تتراكض أصابعك على طول أصابع البيانو
لتخرج لحنا عذيا ً اا ساحرا ً وكقاعدة عامة في هذه التقنية العالجية كلما كان الفرد غائرا ً في الحزن واالحباط والعزلة العاطفية».
.تزايدت المشاهدات التخيلية السارة في الجلسة العالجية
والغرض من ذلك أن تمس شيئا ً يراه الفرد سارا ً بالنسبة اليه والمالحظ:أن الفرد المكتئب حالما يعترف أنه أصاب السرور من بعض
التخيالت السارة» يبدو في األفق حظا ً مشرقا ً لمساعدة هذا االنسان على التخلص س اكتئابه وتعاسته .وما أن يساعد الفرد ذاته
على تمارسة خبرة سارة ولو قليلة فإن اإلنذار (أي سير اإلضطراب والمرض ) ال يلبث أن يتحسن
ويمكن القول بكل ثقة أن تقنية االضفاء الزمنى تحقق األغراض
العالجية التي أتينا على ذكرها اذا ما شجعنا المنكوب عاطفيا ً على انتقاء الخيارات التي تقوده الى تبديل مزاجه» وازاحة سوداويته
وتبديد
4۲
وهناك كثير مس الناس بحكم فطنتهم وذكائهم .سرعان ما یہددوں ظلمة حياتهم بالتخيالت الحميلة السعيدة التي يميلون اليهاء لك
.سوب ا وعلى هذا يمكن القول أن تقنية االضفاء الزمني هي اداة فعالة في التعامل مع الرفض بشتى أنواعه
وننبه الى أن مشاعر الرفض واإلحباط وغيرها من مشاعر الشقاء والتعاسة تتعاظم وتتقوى باجترارها وتخيل أسبابها الماضية» والتعلق
بأنقاضها الزائلة الزائفة» وأن البديل عن ذلك هو القفز الى المستقبل والتحرك نحوه فتتجاوز به الماضي البغيض المؤلم» ونؤطر
المستقبل بدور بناء.ء وفي هذه القفزة النوعية التي نتجاوز فيها أحزاننا يصبح اا جا والتوقع مشرقا ً متفائال
ونؤكد أن األسلوب هنا هو أن تطير في خيالك الى المستقبل (أي تسبق الحاضر وتتجاوزه فتخطط ذا الطيران والقفز طيفا ً س
الخطوات اإليجابية تتخيلها يوما بيوم وأسبوعا بأسبوع .وهذا ما نسميه بتقنية البرمجة الذاتية .وخالل هذا اإلغراق الذهني بالصور
والتخيالت اإليجابية البهيجة التي ضربنا أمثلة عنها كثيرا ً في هذا الفصل .قد تداهمك األفكار السوداوية الماضية التي تسعى الى
طمسها وازالة آثارها بالصور البديلة اإليجابية ففي هذه الحالة عليك أن تزغ الفسك :بأن تقول هذه األفكاز وتضوت موخ منك ونين
ذاتك قفي أا أرفض أل أفكر بك .وص ثم تحول ذهنك على التو الى التخيالت االيجابية المفرحة
هي ime projectionونافلة القول أن تقنية االضفاء الزمني
۱ 4 ۹۳
عون للفرد في أن يتجاوز الحاضر عندما تبدو األحداث القائمة والمستمرة غير سارة ومزعجة وهذه التقنية تعين المرضى الذين اة
موقا ندم اوغا او اال ال ودی فى معسكرات االعتقال وني السجون إما بتخيل المواقف البهيجة الماضية ونسج اشراقاتها وبهجتها في
تفاصيلها لتبديد ظلمة النفس الحالية وتجاوز األحزان الراهنة .أو القفز الى المستقبل بابتداع الحوايات المرغوبة وأحيانا ً النزوعات
البهيجة والعيش في تفاصيلها فبها تخبو معاناة الحاضر طالب في الجامعة أصيب بحمى رئوية أقعدته الفراش ثالثة أشهر كانت تقنية
إضفاء الزمن القدح المعال بالنسبة اليه واألسلوب المثالي لحالته .كان بائسا ً حزينا ً ألن مرضه فوت عليه كامل الفصل الدراسى
الجامعي .وكان يعد نفسه لتحضير رسالته قبل مرضه .في تقنية االضقاء الزمني طار بخياله مدة ستة أشهر الى األمام ومن موقف
هذه القفزة الزمنية عليه أن ينظر الى مرضه الذي عاناه افتراضا ً من ستة أشهر على اعتبار أنه تجاوز حاضره هذه المدة تخيليا ً
ليشعر بالمسرة ألنه اعتنى بنفسه فلم يستهتر بها بالتعجل بمغادرة الفراش والذهاب الى الجامعة ومع تقدمه نحو الشفاء بإمكانه أن
ينخرط في دراسته إلعداد رسالته الجامعية .ومن ثم تقدم بتخيله خمسة أعوام نحو المستقبل ليرى أنه ال فرق كثيرا ً فيها اذا أنجز
دراسته هذا العام أو بعد سنتين .وكا هو الحال في معظم الطرق التخيلية» فعندما نتخيل الحوادث التي تنتظرنا مستقبال يتزايد آليا
.احتمال أداء األعمال ذات االنجاز الذاتي
ويك القول أن تقنية اإلضفاء الزمني هي طريقة تسمح
۱4٤
:للمعرفة من خالل وصفها لتكون معرفة مندمجة بالخبرة - ٤> .تخيالت السيطرة
.نظرية «اليأس المتعلم» التي طرحها الدكتور مارتس سليفمان من جامعة بنسلفانيا تفسر بعض أنواع االضطراب االكتثابي
والقليل e1 ۴ترى هذه النظرية أن الفرد االنمزامى المنتكمش غير القادر على تأكيد ذاته والتعبير عنها والذي يراقب ذاته ودامنءه0
الكالم .اذا ما تعرض الى مواقف بيئية ماكرة .يتشكل عنده المعتقد أنه مهما حاول أن يبذل جهدا فإن هذا الجهد ضائع ال نفع
منه .وال جدوى اطالقا من القيام بأي عمل لتبديل الموقف ألنه لن يظفر بهذا التبديل» وهذا هو اليأس المتعلم (أي ذو حظ سبىء
وال يمس تبديل هذا الحظ مهما بذل من جهد لذا ال داعي ألي عمل ألنه مضيعة للوقت) لذا وفقا ً هذه النظرية أن تتالي الحوادث
وتعاقبها المحدثة لإلكتئاب هي أ -اإلصابة بإحباط كبير بسبب الفشل في الوصول الى أهداف هامة ع ب -بفعل هذا اإلحباط
يدرك الفرد ويؤس أن جهوده التي ستبذل ال تثمر وال تبدل الموقف .ج -أن الشعور باليأس والتعرض لزيد من اإلحباط يؤكدان له
هذا اإليمان بعدم جدوى الكفاح وبذل الجهود لتخطي الصعوبات د إيمان الفرد أن استجاباته لن تحظى بدعم أو بتعزيز ايجابي .هذا
.االغان بشت ويتاكك
140 ٥
ه يترتب ع البند السابق (د) تناقص وتضاؤل عدد محاوالته لتحسيں الوضع الذي هو فيه و -ينجم عن كل هذه الخطوات
السابقة تعمم مشاعر اليأس وسيطرتها ز -وهنا يبرز اإلكتئاب والميلوخوليا بأوضح صورهما النفسية والسلوكية بعد أن طرح سليفمان
نظريته في نشوء االكتئاب وأسبابه» يطالعنا بعالج اإلكتئاب فالعالج برأيه هو في سيطرة الفرد على بيئته وعلى المتاعب التي تبرز
له في هذا المحيط فاإلنسان بحاجة الى أن يتعلم تحقيق السيطرة والفعالية الذاتية اللتبى تمكننا مس التغلب على العقبات التي
تعترضه في المحيط االجتماعي الذي يعيش فيه .أي مواجهة الصعاب والتغلب عليها والتعامل معها تعامال ً إيجابيا وليس الهروب من
وجهها وال مراء أن التخيالت الذهنية التى تدور حول السيطرة الذاتية على المواقف تمهد الطريق نحو امتالك لياراك المختلفة
التعاملية التى اف اا ا ۰يطالعنا الدكتور أرنولد الزاروس بقصة فرد عالجه اكتسب وتعلم اليأس والقنوط فتش هذا المعالج ع فعل
يستطيع هذا االنسان أن يقوم به ولكن يتجنبه .ذلك أن أي انسان مهما كانت حالته هو قادر على انجاز عمل (غسل سيارة»
تحطيب خشبء تذكر أغان 2تطريز وغيرها) طلب منه أن يسترخي ويتخيل ذاته وهي تقوم بأي عمل ولكن
۱۹٩
تستطيع أداءه .وخالل هذا التخيل في انجاز العمل كان يوحي له بالقدرة على السيطرة على الشىء الذي ينجزه في خياله تبديل
الكالم مع ذاته ليكوت عا انا الد هناك كدر من التاين يبدول موقفا متسائال( :ماهذا؟؟) ازاء انجازات ضئيلة يرونها في نظرهم
تافهة فالحياة بنظرهم تتطلب أداء أكثر من قلي بيضة» أو تلميع إناء زهور نحاسي» ولعل هذا يذكرنا بمقولة وحكمة بنجامیں
.فرانكلين
إن السعادة العظيمة عند الكائن اإلنساني ال تقاس بالحظوظ الكبيرة الكثيرة الجيدة التي ينالحا ألا نادرا ما يحظى بها هذا الكائن»«
) ولكن بالفوائد القليلة والتحسن المطرد اللذين يحظى بها كل يوم
في العملية التخيلية نركز على تلك اإلنجازات القليلة «الفوائد الزهيدة» التي يمكن أن يحصل عليها المريض من أجل تمكينه من
استعادة يه وبقدرته في السيطرة على المحيطء فالفرد الذي نشرت قصته القصيرة في مجلة محلية عليه أال يكو أقل غبطة مس
الفيزيائى النووي الذي نشرت مقالته أو معادلته الرياضية في مجلة عالمية» ولط فإنه مس األمور البسيطة نناقش كل انجاز بموازنته
مع انجاز كبير انساني في تاريخ البشرية .فالفيزيائي الشهير الذي يشعر أن جائزة نوبل هي الحائزة الوحيدة التي ترضيه وتسعده»
الشك أنه سيكون عرضة الى اليأس المتعلم واالكتئاب .وضحية االحباط اذا لم يحصل عليها ألنه حصر أهدافه بشىء واحد دون سواه
في وقت غير
١ 17
قادر على السيطرة على الحوادث .وجعلها وفق ارادتهء فمثل هذا التحديد الذي ال يتضمن أية بدائل أخرى هو سبب شقاء كل
انسان مس هذا القبيل» والسلوك الصحي عند هذا الفيزيائي هو أن جائزة نوبل ولكن ال جعلها الهدف األوحد .ويسعى الى الحصول
عليها ولكن يوجد عنده بدائل اذا لم يحصل على جائزة نوبل ما تجنبه اإلحباط الذي هو أساس اليأس المتعلم واالكتئاب ولبنته)
األساسية
عمرها (٤هسنة) أصيبت بسكتة دماغية فأدت الى شلل نصفي أيسر فأضحت نسبيا ً معوقة » وأثناء مشيتها ترمي قدمها 0
اليسرى 26 .األ مر يها بدا :مهفا واهنا قبل اإلصابة مبذا الي كانت العبة ماهرة بلعبة الغولف وفي التزلج على الجليد أب ا
اللعبتين فقط .بل كانت موضع اعجاب وثناء من قبل معارفهاء أما اآلن فقد أضحت عاجزة عن أداء هاتيں اللعبتين وممارستهماء
فاكتسحها الغم والكدر واليأس
أقنعها زوجها بالتماس عون معالج نضبي فلبت هذا الطلب .مما قالته للمعالج
ذهبت بال رجعة المسرة المتعة الحياتية» كانت بائسة قانطة .تتكلم عن ميلها الى االنتحار ولكن ال تملك الحرأة على تنفيذ ذلك«
بالطبع كانت في حاجة الى أدوية مضادة لإلكتئاب وعندما أشار اليها بإحالتها الى طبيب نفسي لوصف العالج المناسب رفضت قائلة
له أال توجد طريقة أخرى غير الدواء؟
۹۸
فكر المعالج بعالجهاء بتخيالت السيطرة» وس خالل استجواها من أجل العثور على بدائل س الهوايات .غير التزلج والغولف.
التي تستطيع أن تمارسها ممارسة جيدة فعثر على هواية اعداد المعجنات بخاصة قالب الكاتو
طلب منها في جلسة عالجية تخيل اعدادها لقالب كاتو من أجل اضافته الى أطباق العشاء (تخيال مفصال) المعدة لوليمة مع
صديقاتها وقرن مع هذا التخيل المديح الذي ستالقيه س قبل صديقاتها ازاء هذا االنجاز اللذيذ الفاخر الماهر .تتصور كيف أن
صديقاتما عندما وضعت قالب الكاتو اال أنها اعترضت على أن هذا االنجاز ال يعادل ما كانت تحققه عندما لعبت الغولف .وقد
صحح المعالج هذا التصور إن عليها أال تقارن بل التركيز على السرور والمتعة اللذين تصاحبان هذا االنجاز الناجح
وبالطبع كانت هناك أشياء أخرى تستطيع إنجازها جيدا اذ تجيد لعبة الورق (البوكر) وغيرها من ألعاب الورق .ثم آنا كانت طاهية
.جيدة تتقن اعداد الطعام الفاخر .كا_أنها مصورة بارعة وفنانة في التقاط الصور الناجحة وهاوية في شبابها لمذه المواية
استغل المعالج هذه الحوايات وطلب منها أن تعيش هذه اإلنجازات في تخيلها واحدة تلو األخرىء وتشرك جميع احساساتها في
المتعة والمسرة في تخيلها هذه الحوايات وهي تمارسها وبدون أن تقارنها بالغولف أو التزلج
وهذه التخيالت المتسمة بالسيطرة والقدرة على األشياء التي
۱۹۹
تستمتع بها تخدم هدفين األول :فمن خالل تركيزها على هذه المهارات االيجابية ضمن ذاتهاء فإن مشاعرها االكتئابية تبدأ باإلنحسار
والثاني .أن المشاهد التخيلية التي تتناول هذه الهوايات والمهارات تعد بمثابة تكرار التخيل الهدف (راجع الفصل الرابع) لذا لم
يفاجأ المعالج عندما أعلمته أنها ستعود لممارسة هواية التصوير وستوفر بعض االل لشراء آلة تصوير واألدوات الالزمة لممارسة التصوير
في قبو دارهاء وهنا تجدر االشارة الى كيف أن االكتئاب يتعزز ويترسخ عند التفكير بالخسارات بما فقده االنسان في حين يتعين
عليه اذا أراد تبديد هذه الظلمة النفسية أن ينبش ما عنده من قدرات ومهارات لتكون موضع اهتمامه وتحوله نحوهاء وحتى أن نصح
البائس اليائس أال يلجأ الى تأجيج نار تعاسته باجترار حوادث أحزانه وخساراته .هذا النصح يعد بمثابة تأثير إيجابي ولكن عندما
.نلجأ الى التخيل نجد حدوث تبدالت هامة في التفكير والسلوك
إن القدرة على اشتقاق غبطة تامة كاملة من عمل بسيط ينفذ دا دا هي مهارة تعطي أكلها وثمارهاء وأن تخيل المرء في حصوله
على هذه األهداف وامتالكها (األهداف البسيطة) ومن ثم العمل على مارستها في الواقع هو أحد العالجات الفعالة المضادة للوكتئاب
على مستوى التخيل ثم هناك تفرعات هامة أخرى وأفاط هي موضوع الفصل التاسع
00
التخيل في السيطرة على االضطرابات العضوية النفسية المنشأ (السيكوسوماتية)
تستخدم بعض األساليب التخيلية من قبل بعض الممارسين والتي تستند الى تصورات روحية وغيبية» فالمعالجون الروحيون الدشون
هال ا :يعون ال استحضار الضصورة "ان ال القن مع المسيح من أجل تسهيل امتالك الثقة بالنفس وأداء المنجزات الروحية.
فبعض الشافيں يعتقدون في «السوائل السحرية» ويحثون مرضاهم تخيل ذواتهم وهم يستعملون هذه السوائل الخاصة النوعية في أوروبا
نجد كثيرا ً من األطباء البشريين الذين يلجأون الى التقنيات التخيلية يفضلون ما نسميه بالتداعي الحر للتخيل الذي يصاحب
االستبطانء بدال من توليد تخيالت نوعية موجهة تحت اشراف المعالج فأولئك الذين يستخدمون التداعي الحر التخيلي انما يرمون
من ورائه فهم الترميز المفترض الكافي وراء التخيل وهذا ما نجده في حقيقة األمر عند المعالجي النفسيين التحليليين الذين يأولون
كل صورة ذهنية وفقا للدوافع الجنسية .والرموز القضيبية» وتخيالت الطفولة ومحاوف الخصي والنقل والمقاومات (آليات الدفاع
النفسية) وما شابه ذلك .وعدا االفادات القصصية ذات النتائج المؤثرة في هذا النوع من العالج ال توجد معطيات تبرهن أن مثل
هذا النوع مس التخيل المستخدم هذه الطريقة التحليلية يحدث تغيرات في السلوك
۲۰١
وي البنية المعرفية عند المريض موثوقة ويمكن التنبؤ بها .من ناحية أخرى هناك عدة دراسات وأبحاث أظهرت دقة توالي السبب
والتأثير عند تطبيق التقنيات التخيلية المذكورة في هذا
الكتاب - ١شفاء قرحات المعدة ٠
تجنبنا في هذا الكتاب ذكر أية تصورات تخيلية وهمية أو أفكار من هذا القبيلء فقد التزمنا فقط بالتقنيات التخيلية المؤكدة المثبتة
.بالثوابت التجريبية والتي فيها النفع السريري العالجي الملموس اآلني
وكا نعرف أن الدراسات الخاصة بالعالج النفسبي هي مليئة بجميع أنواع القصص المتعلقة بطرق معدة لفئة قليلة
ومن سوء الحظ أننا نجد كثيرا ً من الناس ييلون الى المفاهيم الضبابية الغامضة ويفضلونها على األفكار الواضحة النيرة» ولكن مع
هناك بعض البحاثين المصابين بقرحات معدة تمكنوا من شفاء ذاتهم من القرحة بالتخيل» وشرح أحد هؤالء كيف تم ذلك فخالل
مساء) يتخيل ذاته في رحلة عبر جسده. ً مدة ۷ - 1أسابيع كان يخصص كل يوم عشرين دقيقة (عشر دقائق صباحاء وأخرى
يتخيل ذاته وبحيوية بالغة :تسناعد أعضاءى الداغلية المقلنة 'وحعلها أك تكفا مك يتخيل داته ارس «مساجات» لكليته وكبده.
والحويصلة
الصفراوية» كما ويتخيل ذاته تدخل الى معدته ويضع مواد مرممة على قرحة المعدة .ووفقا ً لمعتقده أن هذه الطريقة أمكن بواسطتها
.شفاء مرضه خالل مدة شهرين
هناك أيضا ً افادات أكثر دهشة مما ذكرنا فبعض الطرق التى ا ات ا تعدا رف برا لس ا اا على المستوى التجريبي ما ينفي أو
يؤكد علميا ً مثل هذه الطرق اال أن الدراسات التي طرحت على الجمعية العالمية لتقنيات التخيل العقلي وضعت النتائج بكونها
مؤثرة بالنسبة لإلستخدام المتنوع للتخيالت والتي تمتد من األنواع المخيفة المفزعة الى التخيالت المريحة السارة المفرحة
والحق يقال :إن كثيرا ً من االختصاصيين في ميدان العالج النفسي المحترمين أفادوا بكثير من خبراتهم والتي تناولت النتائج
.االيجابية التي حصلوا عليها من خالل تطبيق األنواع المختلفة من تقنيات التخيل
وبالطبع إن هذا ال يكفي من الوجهة العلمية» وال تشكل تلك المعطيات والخبرات أساسا علميا يركن اليه كل الركون والوثوقيةء
فالتجارب المقارنة العلمية هي الفيصل واألساس في اقرار أهمية التخيل في عالج األمراض النفسية العضوية ,.ومع ذلك يوجد قليل
جدا ً من التجارب التي خضعت للضبط التجريبي » وأبحاث منهجية بالقلة نفسهاء تناولت الطرق التخيلية العالجية لألمراض العضوية
التي نس بصددها
ومع ذلك ورغم أننا ال نستطيع االعتماد كثيرا ً على أية خبرات وتمارسات تأتينا بصورة فرادية من قبل المشتغلين في هذا الميدان
فإنه أيضا ً ليس من الحكمة أن ننكر اطالقا ً االدعاءات الخاضعة للتجربة واالختبار .والخاصة بالفوائد العالجية التي يكن الحصول عليها
.من األساليب التخيلية
ومن األمور المؤكدة أن القدرة النفسية العضوية لتقنيات التخيل يمكن اثباتها والبرهان على وجودها بسهولة ويسر اذ هناك الكثير من
الدراسات أبانت أن األفراد في مقدورهم السيطرة على معدل ضربات القلب .وحرارة الجسم ء والضغط الدموي .وغير ذلك من
العمليات الفيزيولوجية وشاهدنا على ذلك األبحاث والتجارب في ميدان التغذية البيولوجية الراجعة حيث يمكن بواسطة أجهزة التغذية
هذه ضبط النشاط العصبى الودي والسيطرة عليه .وأضحى هذا الميدان هاما ً في ميدان األات الت
وبالطبع قد ال يحتاج المرء الى جهاز أو آلة النجاز تلك السيطرة على النشاط العصبي للجملة العصبية الذاتية» وبالتالي التأثير على
وظيفة عضو ما من أعضاء الجسم فالتخيل لوحده غالبا ً ما يستخدم لتحقيق تلك األغراض
ويذكر لنا البحاثة الروسى األستاذ الدكتور لوريا :18ندآ كيف أن أحد أشخاص تجاربه ادر على تبديل معدالت ضربات قلبه بالتخيل»
فتارة يزيدها لتصبح ٠ضربة في الدقيقة .وتارة أخرى يخفضها الى ۷١درجة وذلك وفق مشيئته« .يتخيل أنه يركض للحاق
بقطار بدأ يسيرء وعليه أن يركض بأقصى سرعته للصعود اليه وال عجب فإن قلبي يبدأ بزيادة ضرباته .وبعد ذلك أتخيل ذاتي
» .مستلقيا ى ل الي غا أن ن أنام وبذلك أشعر أن ضربات قلبي أخذت باالنخفاض
ثم أننا عندما ننام وفي طور تحرك المقلتين (أحد أطوار النوم) وتكون األحالم في ذروتها تزداد ضربات القلب .ومعدالت التنفس»
بفعل هذه األحالم وخاصة اذا كانت مثيرة أو مقلقة .يمكن رفع درجة حرارة اليد بالتخيل لمدى درجتس وذلك بتصور فرن أو وشائع
.متوهجة تبث االشعاعات الحرارية نحو يديه
إن هذا عادة ما نطلبه من المتدرب على االسترخاء وأجهز التغذية البيولوجية الراحبة (جهاز قياس الحرارة اليدوية مم ) 76يتخيل
يديه مغمورة في ماء ساخحن .أو تلبس القفازات الصوفية أو يتحسس ويستشعر بكل احساساته تخيل موقد نار» أو مدفأة كهربائية»
والعكس اذا أراد أن يخفض درجة حرارة يده بتصورها وهي تمسك قطعة ثلج » ومس المعلوم أن فرط تعرق راحة الكفس عند بعض
"'األشخاص يعالج بهذا العالج التخيلي لضبط التعرق
وأكثر من ذلك يخبرنا الدكتور لوريا وزمالؤه أنه من الممكن السيطرة على حجم بؤبؤ العيس (تضييقا ً وتوسيعا ً) بالتخيل وذلك عن
طريق تصور درجات مختلفة في شدة النور» كتخيل نور ساطع ينصب عل الحين فكي لر ا االمررعيد عدر ا في علم النفس
السريري واإلرشادي .دار
.العلم للمالیں بيروت۱۹۸۷ :م
بعد هذا العرض عن مكانة التخيل العلمية في عالج األمراض النفسية العضوية نعود آل الكالم عن دور التخيل ٤هذه االضطرابات
.وفقا ً للتحفظات التى أتينا على ذكرها - ۲الضغط الشرياني
الشرياني» وهذا المريض في أواخر األربعينيات» يتناول الدواء وصفه له طبيبه كان تحملهم| سيئا ً بالنسبة للمريض» اذ أخذ يعاني
من ضعف جنسي وارتكاسات اكتئابية (التأثيرات السيئة الحانبية للدواء ويزول االكتئاب ,اال أن الدوار والصداع وبعض درجات من
.الغشي تالزمه كنتيجة لتوقفه عن تناول دواء الضغط
أشير لهذا المريض بالعالج التأملي .وقد التحق فعا بدورة خاصة في هذا العالج» ورغم أنه حقق فائدة عالجية في هذا النوع من
.العالج ولكن الملل والضجر جعالنه يتوقف عن نمارسته وذلك بعد ثالثة أشهر من التحاقه هذه الدورة
كبديل عن العالج التأملي بمعدل مرتين 27وکل مرة Positive ime,طلب منه المعالج السلوكي األحذ بالتخيل االيجابي
۲۰دقيقة 1 .ووصف له المعالج ثالثة مشاهد تخيلية محختلفة ترفده بالهدوء وبالسكينة واالسترخاء؛ المشهد أو المنظر األول تخيله
لمرج أخضر
واسع كبير تجوب به األبقار وفيه جدول ماء .وبعض األشجارء أما المنظر الثاني .خيمة دافئة منتصبة على ربوة تطل على جبل
عال شاهق ولمنظر الثالث هو صفيحة خشبية ملساء عائمة على
حوض سباحة كبير في يوم حار بعد الظهر يستلقي عليها
وعليه في كل صباح بعد االستيقاظ وقبل تناول الفطور الصباحي أن يسترخحي ويفحص عينيه ويتخيل أحد هذه المناظر الثالثة وده
.عشرين ذفيقة. :وان يكرودهدة العملية منناء أنضا ولدة عشرين دقيقة قبل طعام العشاء
وكا نالحظ أن تشابه التخيل مع بعض طرق التأمل هو تشويقا ً للمتعالج في المثابرة على تمرينه من التأمل الذي ينصب على شىء
.واحد
ظل هذا المريض يتابع التمارين لمدة سنتين ولم يعد ضغط الدم
فع الة في قبول أفكار بسيطة ومباشرة .فهؤالء يعتقدون أنه مالم تكس وبالطبع هناك بعض الناس من تكون لد.هم صعوبات جامحة ّ
التمارين التخيلية مستندة على قواعد منطقية واضحة فإنه ال نفع منها
وأمثال هؤالء عادة ما يميلون الى مذاهب مختلفة مزخرفة» مع
تعاليم دينية بمعنى ماء ويضاف الى ذلك مسحة من البنى الشبيهة بالعلم تنصب كلها في فلسفة شرقية .وبرأي علماء النفس
السلوكيى أن هذه األلعاب الجمبازية العقلية هي فائضة عن الحاجة» تسبب للفرد التشوش والفوضى .لذا فإننا في هذا الكتاب
تجنبنا التكلم عن األسس النظرية المفصلة وتعمدنا تجاهل واغفال الطرق التخيلية التي لذ كنك إلى اسان منطقي واضح بات
التهاب الحلد .عسالج حالة 37
فاة برعا نة .عكر عاماء فل أا تشكو ما يلم ان «طفح جلدي هستريائي» حسب تشخيص طبيبها الجلدي .قبل فحوصها الدرسية.
وخالل فترات أخرى اتسمت بالشدات .كان يعتلي وجهها ورقبتها الطفح الجلدي االلتهابي .مع بثور جلدية وعادة ما كانت تلجأ الى
.ثقب هذه البثور فتسبب ضماجا ً ثانويا ً وبعض التندبات الجلدية
تعان من توتر مزعج » لذا م تكن هناك أية مشكالت جلدية عدا بعض العد (حب الشباب) ٍ خالل فترة دراستها الثانوية لم تكن
.الذي يظهر في وجهها بين آونة وأخرى
ظهرت أعراض « الطفح المستيريائي» عند دخوها الجامعة وقبل التحاقها بالجامعة بعدة أشهر ماتت احدى صديقاتها العزيزات عليها
في حادث اصطدام سيارة» وهذه الصديقة كانت بدورها تعاني
۲۰۸
.من «التهاب جلد غير نوعي» .أي ارتكاس جلدي تحسسي غاليا ً ما يتظاهر بالتهاب خطاطي (بقعي)
تحادث المعالج بدقة وبتفصيل معهاء وس قصتها مع صديقتها التي توفيت فاتضح له في نباية األمر أن مريضته تعان مس مشاعر
وذكاء منهاء وأنها من الخطأ أن تدخل الجامعة ً .األثم شديدة الوطأة كانت مريضة تشعر أن صديقتها هي أكثر جاال
وبالطبع .لم يكن هناك منطق لهذا الشعور» ولكنه كان ملحاحاء وقوياء ومسيطراء فكر المعالج بعالجها بالتخيل االيجابي الموجهء
طلب منها أن تتخيل ذاتها تحتك وتتصل بصديقتها المتوفية وتطلب منها هذه األخيرة برجاء وبرغبة قوية أن تثابر على دراستها في
الحامعة .وعلى المريضة المتعالجة أن تتخيل هذا الحوار النوعي عدة مرات يوميا ً
نفذت المريضة تعليمات المعالج بدقة حيث أفادت بعد أسبوع أنها وصديقتها المتوفية تناقشتا «كل شيء يزعجها أي يزعج
المريضة» «هذا النوع من العالج التخيلي كثيرا ً ما يستخدم من قبل المعالجين الغشتالتيين والذين يعتقدون أن كثيرا ً منا لديهم
» .أعمال غير منجزة ال منتهية .وهذه الحاجات يجب انجازها كاملة غير منقوصة
مس ثم سألت المعالج فيا اذا كان يعتقد آنا اهتمت كثيرا ً بصديقتها نتيجة مشاعر األثم الالمنطقيةء وبذلك كانت ال شعوريا تحاول
االلتفات الى صديقتها مس أجل تبدئة قلقها (هذه الفتاة انتسبت الى دورة علم نفس في الكلية) أجابها المعالج أن هذا
.التفسير جائز ومقبول .ولکں يما أنه ال يوجد طرق الختيار هذه االفتراضات وتلك التأويالت فإنها تعد محرد اعتقادات
ومهما يكن من أمر وبعد استخدام الحوار التخيلي البسيط الذي ذكرناه» شفيت من «الطفح المستيريائي» وتخرجت هذه الفتاة بعد
سنتيسن من الكلية المنتسبة اليها
في هذه القصة نجد أن جوهرها يدور حول مشاعر األثم المكبوتة والتي تم تخفيفها وازالتها بالحوار التخيلي .نحن جيعنا نحمل في
أعباء كبيرة أو قليلة من مشاعر األثم حيال كثير من األفعال والسلوكيات السلبية المختلفة .فاالثم هو عاطفة مؤذيةً أعماق نفوسنا
ضارة بكل أبعاد هذه الكلمة من معنى .فإذا ما ارتكبنا خطأ بحق انسان لنحاول أن نقدم تعويضا ً .واذا عجزنا عن معالجة الموقف
لنتعلم من أخطائنا ولنأخذ منها دروسا فالشعور باألثم ال يقدم شيئا ً للشخص الذي يعز اليه كما أن االثم ال يصلح الخراب» وال يشفي
لدى حامله . .فعندما يعض الشعور اآلثم الفردء فإنه من المفيد معاينة الموقف من خالل أفكار الشخص اآلخحر واالعتقاد أنه
.يرغب» أي الشخص اآلخرء أن يصفح وينسى» واذا عزف هذا الشخص عن الصفح فإنه يكون في مشكلة غير سوية
:التهاب القولون القرحي > -
الذي ابتدع نظرية معقدة عنس Akhtar Ahsenنحب أن نعرف القارىء على االختصاصى السيكولوجى واسمه اكهتر آهسن
1۰
Eideticsالشخصية االنسانية مس خالل الكشف عن النوعية التي أسماها التخيلالت
وفي عالجه التخيلي ركز تركيزا ً كبيرا ً على التخيل بحيث أخذ يستنبط من المعاني والقيم » ولمعرفة التقنيات الفعالة التى أتى بها
آهسن لها ضرورة في فهم المعطيات النظرية
امرأة عمرها 78عاما ً تعاني من نوبات التهاب قولون قرحي حاد .وعندما كانت تعالج في المستشفى تبرزت وتغوطت من - ٠١
٠.مرة يوميا ً بغائط مزيج س اط ودم وماءء بعد أسبوعيس كانت العالمات الحيوية غير مستقرة أهمها اضطراب نظم القلب
وصف لما آهس تخيال بصريا ً بسيطا ً عليها أن تمارسه وتكرره وهذا التخيل هو أن تتصور ذاتها احتضنت كطفل صغير» من قبل أمها
وقد أفاد المعالج آهسن أنه خالل ۲٤ساعة فقط تحسنت عالقاتها البدنية الحيوية وأضحت مستقرة» ومن ثم أعطاها تمارين تخيلية
أخرى لمدة أسبوع تمارسها يوميا لمدة ٠١دقيقة» فكان أن تناقصت مرات تغوطها من عشریں مرة الى حمس مرات يومياء
.وغابت اضطرابات نظم القلب
وبالطبع إن القليل جدا ً من الحاالت التي قد تستجيب لمثل هذه االستجابة الدراماتيكية ولكن هناك ما يثبت عند بعض األفراد أن
الولوج بالتخيالت المريحة الممتعة في أعماق الماضي» يعطي نتائج أكثر مما يتوقعه االنسان على مستوى االضطرابات اهضمية
فهذه الصور البهيجة الممتعة والذكريات السارة تبدىء األمعاء وتضعف االفرازات الحامضةء وتخفف التشنجات والتقلصات الكولونية
ومن خالل جهاز التنظير يمك الرؤية بوضوح كيف أن التخيالت المختلفة تحدث تبدالت آنية في حركات األمعاء .وأن التأثيرات
الفيزيولوجية غير محصورة في الجهاز الهضمي» فالتخيالت العدوانية والمعبرة ع الكراهية على نقيض التخيالت السارة الدافئة تحدث
اضطرابا ً في نظم القلب وترفع الضغط الشرياني وتخل بااليقاع التنفسي وغيرها (أعراض ودية) .ولكن كا سنشرح فيا بعد أن التخيل
العدواني قد يكون عالجيا اذا ما تم استخدامه استخداما مناسبا وترشيديا
ه تشنج القولون
هناك اماع ہیں المشتغلي في العلوم النفسية الطبية واألمراض السيكوسوماتية بخاصة أن األعراض العضوية النفسية المنشأ (أي
االضطرابات السيكوسوماتية) هي وظيفة الغضب المكبوت واذا كان األمر كذلك فإن العالج المقبول المنطقي على المستوى التخيلي
على أقل تقدير (ونحص بصدد العالج التخيلي في هذا الكتاب) هو أن يستخدم المريض التخيل العدواني كي) ينفس عن غضبه
وعدوانه المكبوتيسن بتطهير نفسه من هذا العدوان
.فالولد المراهق المثبط 12516164القليل الكالم .الخجول
۲1۲
والذي يشكو س تشنج القولون .والذي لم يستجب الى العالجات الدوائية المختلمة .يوصى ,بعالجه بالتخيل العدواني التفريضي .
وهذه هي القصة العالجية التى سنذكرها
هذا الولد راجع معالجا ً نفسيا ً سلوكيا ً يشكو مس تشنج قولون وقد اتضح لهذا المعالج أن الولد يكبت عواطفه واستياءه عندما يواجه
الوجوه السلطوية .وقد اعترف للمعالج بوجود عده أشخاص يكرههم وال يقوى على مواجهتهم بما يجول في نفسه
وصف له المعالج تخيل ذاته وهو في حلبة المالكمة والمصارعة يوجه ضربات أو يطرح (بالمصارعة) األفراد الذیں يكرههم واحدا تلو
اآلخر .وعليه أن تكون ضرباته أو مصارعته عنيفة (عدوانية في التخيل )هذه الوصمة التخيلية مارا وما غيدة هرات ول ية عشر
یوما
فبعد عدة أسابيع أفاد المريض المعالج أن أله القولوني بدأ أحس من السابق» بعد ذلك علمه المعالج كيف يتصدى لنيل حقوقه
الشخصية ويعبر عنها صراحة بال مواربة» وال سكوت .وال كبت» وقد أخذ بنصيحة المعالج نما عاد عليه األمر بمزيد من التحس»
فالمسألة العالجية برمتها كانت مسألة تبديل سلوك في التعامل مع المحيط ازاء حقوقه الشخصية ,.وما ترتب ع ذلك من سلبية
وكبت ظهرتا بصورة أعراض قولونية
»من ناحية أخرى نجد أن النسوة يلجأن الى التخيل العدواني
11 ۳
ويفضلن في هذا التخيل االنخراط في معارك لفظية مفزعة نابية وليس العراك البدني» ويملن في تخيل ذواتين وهن يقل للخصم
انصرف ابتعد .أو اللجوء الى الصراخ .واذا لجأن الى تخيل أنفسهن في اشتباك بدني فيفضل الرفس» والخربشة .والعض» والصفع
)!!( .على الوجه
وفي رأي الدكتور أرنول الزاروس أن مرصى تشنج القولون يستفيدون من االسترخاء والتخيل االيجابي وبخاصة الصور الذهنية التي تدور
حول انتظام حركات األمعاء .وهدوئهاء والمعدة أيضا
وعادة يخصص المريض عشر دقائق في كل جلسة تخيلية من هذا القبيل يكررها ثالثة الى أربعة أيام .والطريقة سهلة وبسيطة.
يسترخي المريض بعمق كبير» ومن ثم يتخيل جهازه ال هضمي وهو يعمل بصورة هادئة وبحساسية أقل
دت الصداع التوتري
من المؤكد أن معظم األشخاص الذين يعانون من الصداع التوتري يستفيدون استفادة جيدة من االسترخاء ووسائل التغذية البيولوجية
“الراحبة وأن أفضل عالج لهذا الصداع هو االسترخاء والتدريب عليه
طبعت بالمطايع اال بدا رالنش درك زاكر لرا سا االم بالساض 1۰٤۱ء ۱۹۹۰ -ء
دار العم الہ کہ الع ےھ لل ,اما االسمة ,اليس رنت لزنا