Professional Documents
Culture Documents
دور بلدان المغرب العربي في دعم الثورة
دور بلدان المغرب العربي في دعم الثورة
2
اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺣﺿﯾت ﺑﻬﺎ ﺗوﻧس واﻟﻣﻐرب وﻟﯾﺑﯾﺎ أو ﻓرﺿت ﻋﻠﯾﻬم طوال ﺳﻧوات اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ
ﺗﺛﯾر اﻻﻧﺗﺑﺎﻩ وﺗدﻋو إﻟﻰ اﻟﺗﺄﻣل ،إذ ﺷﻛﻠت ﻫذﻩ اﻟﺑﻠدان دورا ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ دﻋم اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ
واﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﻗﺿﺎﯾﺎﻫﺎ وﻣﺳﺎﯾرة ﺗطوراﺗﻬﺎ ،وﻋﻠﯾﻪ ﺳﻧﺣﺎول ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ رﺻد ﻣﺧﺗﻠف أﺷﻛﺎل
اﻟدﻋم اﻟﺗﻲ ﻗدﻣﺗﻬﺎ ﺑﻠدان اﻟﻣﻐرب اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻠﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ.
-دواﻋﻲ إﺧﺗﺑﺎر اﻟﻣوﺿوع:
إن اﺧﺗﯾﺎر ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﺗﺣددﻩ أﺳﺑﺎب ﻋدﯾدة ﺗرﺟﻊ ﻓﻲ اﻷﺳ ﺎس إﻟﻰ رﻏﺑﺗﻲ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔٕ ،واﻟﻰ
أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣوﺿوع وﺟدﺗﻪ وﻟﺑس ﻗﺿﺎﯾﺎﻩ:
.1إذ ﯾرﺟﻊ اﻫﺗﻣﺎﻣﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﻣوﺿوع إﻟﻰ ﺷﻐﻔﻲ ﺑﺎﻷﺑﺣﺎث اﻟﻣﻌﻣﻘﺔ ﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،وﻫﻲ
رﻏﺑﺔ ﻣﺎ ﻓﺗﺋت ﺗراودﻧﻲ ﻣﻧذ ﻓﺗرة طوﯾﻠﺔ ،وﻗد ذﻟﺗﻧﻲ ﻣطﺎﻟﻌﺗﻲ اﻷوﻟﯾﺔ إﻟﻰ أﻫﻣﯾﺔ دراﺳﺔ اﻟﺣﻘﺑﺔ
اﻟﻬﺎﻣﺔ ﻣن ﺗﺎرﯾﺧﻧﺎ اﻟوطﻧ ﻲ ،وﺑﯾﻧت ﻟﻲ أن أﻛﺛر ﻣن ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ٕواﻧﺟﺎزاﺗﻬﺎ وﺗطوراﺗﻬﺎ
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟداﺧﻠﻲ ﻣﺎ ﺗزال ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﺳﺟﯾل وﺗرو ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ ﺗﺎرﯾﺧﻬﺎ ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن إﺑراز
اﻷﺑﻌﺎد اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺛورة واﻧﻌﻛﺎﺳﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺻﻌدة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ وﺟواﻧب ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﺎ اﻟدوﻟﯾﺔ وﻣوﻗف
ﺑﻌض اﻟﺑﻠدان ﻣﻧﻬﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻌرض إﻟﯾﻪ ﺑﺎﻟﺑﺣث واﻟﺗﻣﺣﯾص ،وذﻟك ﻧظراً ﻷﻫﻣﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﺟواﻧب ﻓﻲ
ﺑﻌدﻫﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،وﻧزﻫﺗﻬﺎ ﻋن اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣوﻗف اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،وﺗوﻓر ﻣﺎدﺗﻬﺎ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ واﻟﺗﺣﻠﯾل ،وﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧطﻠق ﺟﺎء اﺧﺗﯾﺎري ﻟدراﺳﺔ ﺟﺎﻧب ﻣﻬم ﻣن ﻋﻼﻗﺎت
اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻣﻣﺛﻼ ﻓﻲ ﻣواﻗف اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﻐﺎرﺑﯾﺔ ﻣن دﻋﻣﻬﺎ.
.2وﺗﺗﺟﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣوﺿوع اﻟﻣدروس ﻓﻲ أن اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﺧﻠﻔت اﻧﻌﻛﺎﺳﺎت ﻛﺑرى ﻋﻠﻰ ﻣﻧطﻘﺔ
اﻟﻣﻐرب اﻟﻌرﺑﻲ ،وﺟﻌﻠت ﻣﻧﻬﺎ اﻷﻛﺛر ﺗﺄﺛﯾرا ،وﻛﺎﻧت ﻟﻬﺎ اﻣﺗدادات ﻣﺗﺷﻌﺑﺔ ﺑﻬﺎ ،ﻓﻬﻲ ﻗد اﺗﺧذت ﻣن
ﺣﻛوﻣﺎﺗﻬﺎ وﺷﻌوﺑﻬﺎ ﺣﻠﯾﻔﺎ ﺳﯾﺎﺳﯾﺎ ﻟﻣﻧﺎﺻرة ﻗﺿﯾﺗﻬﺎ ،وﻣن أراﺿﯾﻬﺎ ﻣرﻛزا ﻟﻺﺳﻧﺎد واﻟﺗﻣرﻛز
واﻟﺗﻣوﯾن ،وﻣوطﻧﺎ ﻻﺣﺗﺿﺎن اﻟﻼﺟﺋﯾن ،وﻣﻘ ار ﻟﻧﺷﺎط ﻣؤﺳﺳﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ،وأﻫﻣﯾﺔ ﻫذا
اﻟﺛﻘل اﻟﺟزاﺋري وﻣدى اﻟدور اﻟذي ﻣﺛﻠﺗﻪ ﺑﻠدان اﻟﻣﻐرب اﻟﻌرﺑﻲ اﺗﺟﺎﻩ اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﯾدﻓﻌﻧﺎ
ﻟﻛﺷف ﺟﺎﻧب ﻣﻬم ﻣن ﻧﺷﺎط اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ.
.3أﻣﺎ ﺟدة اﻟﻣوﺿوع ،ﻓﻘد دﻟﻧﻲ اطﻼﻋﻲ وﺑﺣﺛﻲ اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻓﻲ ﻓﻬﺎرس اﻟرﺳﺎﺋل اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ اﻟﻰ ﻋدم
وﺟود أي ﺑﺣث ﯾﺗﻌرض ﻟﻬذا اﻟﺟﺎﻧب رﻏم أﻫﻣﯾﺗﻪ ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﻗدﻣت أو ﺳﺟﻠت أطروﺣﺎت ﺟﺎﻣﻌﯾﺔ
3
ﺣول دور ):ﻣﺻر ،اﻟﻌراق ،اﻻردن ،ﺳورﯾﺎ( ﻓﻲ اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،وأﻣﺎ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌرض
ﻟﺑﻌض ﺟواﻧب ﻧﺷﺎطﺎت وﻋﻼﻗﺎت اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﺑﺑﻠدان اﻟﻣﻐرب اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﺷﯾر ﺑﺗﻔﺻﯾل
اﻟﻰ ﻣظﺎﻫر اﻟدﻋم واﻟﻣؤازرة اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻠﻘﺎﻫﺎ ﺑﻬﺎ ،وﻧﻣﯾز ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ اطﻠﻌﻧﺎ
ﻋﻠﯾﻬﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻌﺎﻟﺞ ﻗﺿﺎﯾﺎ ﻋﺎﻣﺔ ،أو ﺗﺧﺗص ﺑﺟواﻧب ﻣﺣددة.
.4وﻣن ﺟﻬﺔ ﻟﺑس ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣوﺿوع ﻓﻼ ﯾﺧﻔﻰ ﻋﻠﯾﻧﺎ أن ﻣطﻠب دﻋم اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻛﺎن ﯾﻌﻛس
ﺗﺄﺛﯾراﺗﻪ ﻋﻠﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻣﻐﺎرﺑﯾﺔ -اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،وﻗد ﻧظرت إﻟﯾﻪ اﻷطراف اﻟﻣﻐﺎرﺑﯾﺔ ﻣن وﺟﻬﺔ
ﻧظر ﺧﺎﺻﺔ ،وﺣددت إزاءﻩ ﺷروطﺎ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﻣﻣﺎ ﺟﻌل اﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﻣﺳؤوﻟﻲ اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ
ﯾﺧﺗﻠﻔون ﻓﻲ ﺗﻘﯾﯾم ﻣدى أﻫﻣﯾﺔ اﻟدﻋم اﻟﻣﻐﺎرﺑﻲ اﻟﻣﻘدم ﻟﻠﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أن ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺗﺿﺎﻣن
اﻟﻣﻐﺎرﺑﻲ اﻟﻣﺷﺗرك ﺗﺟد ﻗﺿﺎﯾﺎﻫﺎ اﻟﯾوم ﺗﻬﻣﯾﺷﺎ وﺗﺣرﯾﻔﺎ ﻣﻘﺻودا ﻷﻏراض ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وأﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ،
وﯾﺣف ﻗﺿﯾﺔ اﻟﺗﺿﺎﻣن اﻟﻣﻐﺎرﺑﻲ ﻣﻊ دﻋم اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻛﺛﯾرا ﻣن اﻟﻠﺑس ،وﻗد ﺗﻌرﺿت ﻟﻠﺗﺷوﯾﻪ
واﻟﺗزﯾﯾف أﺣﯾﺎﻧﺎ ،واﻟﻰ اﻟطﻣس واﻟﺗﻬﻣﯾش أﺣﯾﺎﻧﺎ أﺧرى ،ﺳواء ﻣن ﻗﺑل اﻟﺧطﺎﺑﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ أو
اﻟﻛﺗﺎﺑﺎت اﻟﻣﻐرﺿﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﯾد ﻋزل اﻟﺟزاﺋر ﻋن ﻋﻣﻘﻬﺎ اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ اﻟﻣﻐﺎرﺑﻲ.
4
-ﻧظرا ﻷﻫﻣﯾﺔ ﺑﻠدان اﻟﻣﻐرب اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻘد اﻋﺗﻣدﺗﻬﺎ اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻗﺎﻋدة ﻫﺎﻣﺔ ﻟﺗﻔﻌﯾل ﻧﺷﺎطﻬﺎ
اﻟﺛوري ،وﻛﺳب ﺗﺄﯾﯾدﻫﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻟﺷﻌﺑﻲ ،ﻓﻬل ﺗﺟﺎوﺑت اﻟﻣواﻗف اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻣﻊ ﻣطﺎﻟب ﺟﺑﻬﺔ
اﻟﺗﺣرﯾر اﻟوطﻧﻲ ﻓﻲ ﺗوﻓﯾر اﻟﺳﻧد اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻟﻣواﺻﻠﺔ اﻟﻛﻔﺎح ،وﺗﻘدﯾم اﻟﻣؤازرة اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻧﺿﺎﻟﻬﺎ
اﻟﺗﺣرري ،وﻫل ﻛﺎن اﻟﺗﺿﺎﻣن اﻟﺷﻌﺑﻲ ﯾدﻓﻊ ﻹﻗرار ﻣﺛل ﻫذا اﻟﺳﻧد واﻟﻣؤازرة؟.
-ﻣن ﻣﻧطﻠق أن اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﺗدﻋو ﺑﺎﺳﺗﻣرار إﻟﻰ ﺗﻌزﯾز اﻟدﻋم واﻟﻣﻧﺎﺻرة ﻗﺻد إﻧﺟﺎح
ﻛﻔﺎﺣﻬﺎ ،وأن اﻷطراف اﻟﻣﻐﺎرﺑﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﺗﺳﻌﻰ اﻟﻰ ﺗﺄﻛﯾد ﺳﯾﺎدﺗﻬﺎ وﺗﻌزﯾز اﺳﺗﻘﻼﻟﻬﺎ ،ﻓﻬل ﺷﻛل
اﻟﺗواﺟد اﻟﻌﺳﻛري واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﺟزاﺋرﯾﯾن ﺑﻬذﻩ اﻷﻗطﺎر ﺛﻘﻼ ٕواﺣراﺟﺎ ،أم ﻗوﺑل ﺑﺎﺣﺗﺿﺎن وﻣؤازرة؟،
وﻣﺎ ﻫﻲ اﻧﻌﻛﺎﺳﺎت ذﻟك ﻋﻠﻰ دﻋم ﻧﺷﺎط اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ وﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﺎ ﺑﺑﻠدان اﻟﻣﻐرب اﻟﻌرﺑﻲ.
5
اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،وﻗد ﻓرﻗت ﻓﻲ ﺑﺣﺛﻲ ﺑﯾن ﻣﺻطﻠﺣﻲ اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ واﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،إذ اﻋﺗﺑرت
اﻷول ﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﻧﺳﯾق اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟدوﻟﻲ وﻫو ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺟﺎﻧب ﻣن
اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،وأﻣﺎ ﻋﺑﺎرة "ﻣﺷﻛل اﻟﺟزاﺋر" ﻓﻬﻲ أﻗرب إﻟﻰ ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،وﻛﺎن
اﻟﻠﺟوء اﻟﯾﻬﺎ ﻛﺣﺗﻣﯾﺔ ﺳﯾﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻧظرة اﻟدوﻟﯾﺔ آﻧذاك ﻧظرت إﻟﻰ ﻗﺿﯾﺔ اﻟﺟزاﺋر ﻛﻣﺷﻛل
ﯾﻬدد اﺳﺗﻘرار اﻟﻣﻧطﻘﺔ.
ﻣﺻﺎدر اﻟﺑﺣث:
وﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻣﺻﺎدر اﻟﺑﺣث اﻟﻣﻌﺗﻣدة أﺷﯾر إﻟﻰ أن ﺗوﺳﻊ ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺑﺣث اﻗﺗﺿﻰ ﻣﻧﺎ
ﺗﻔﺣص ﻛم ﻣﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﻣﺎدة اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ،واﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻣﺿﺎن ﻣﺗﻌددة ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ ﺗﻐطﯾﺔ ﺟواﻧب
اﻟﻣوﺿوع ،وﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﺗﺻﻧﯾف اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ اﻋﺗﻣدﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ﺣﺳب أﻫﻣﯾﺗﻬﺎ
ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
أ -اﻟوﺛﺎﺋق وﻫﻲ ﻓﻲ ﻣﻌظﻣﻬﺎ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻘﺎﻋدة ﻟﯾﺑﯾﺎ ،ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺗﻘﺎرﯾر دورﯾﺔ وﻣراﺳﻼت ﺣررﻫﺎ
ﻣﺳؤوﻟو ﺟﺑﻬﺔ اﻟﺗﺣرﯾر اﻟوطﻧﻲ ﺑﻠﯾﺑﯾﺎ ﺣول ﻣﺧﺗﻠف ﻧﺷﺎطﺎﺗﻬم وﺣول ﻣوﻗف ﻟﯾﺑﯾﺎ ﻣن دﻋم اﻟﺛورة
اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،وﻗد ﻋﺛرﻧﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻠف ﺧﺎص ﺑﻣرﻛز اﻷرﺷﯾف اﻟوطﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ،وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن
ﺑﺣﺛﻧﺎ اﻟﺣﺛﯾث ﻟم ﻧﺗوﺻل اﻟﻰ ﺗﻘﺎرﯾر ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻘﺎﻋدﺗﻲ ﺗوﻧس واﻟﻣﻐرب ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﺗوﺻﻠﻧﺎ
اﻟﻰ دراﺳﺔ ﻗﯾﻣﺔ أﻋدﺗﻬﺎ وزارة اﻻﺗﺻﺎﻻت اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻹﻋﻼم اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﺳﻧﺔ 1959ﺣول ﻧﺷﺎط
اﻟﻘواﻋد اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻐرب وﻣواﻗف اﻟﻣﻐرب ﻣن دﻋم اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺗﻣﻛﻧﺎ ﻣن اﻟﺣﺻول
ﻋﻠﻰ وﺛﺎﺋق ﻫﺎﻣﺔ ﻣﺣﻔوظﺔ ﺑﺎﻟﻣﺗﺣف اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﻣﺟﺎﻫد – اﻟﺟزاﺋر – أﻫدﯾت ﻟﻪ ﻣن طرف ﻣرﻛز
اﻟﺟﻬﺎد اﻟﻠﯾﺑﻲ )طراﺑﻠس( ،وﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺑﯾﺎﻧﺎت وﺗﻘﺎرﯾر " ﻟﺟﻧﺔ ﺟﻣﻊ اﻟﺗﺑرﻋﺎت ﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﺟزاﺋر
" ﺑطراﺑﻠس ،وﻗد أﻓﺎدﺗﻧﺎ ﻓﻲ اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ ﻣظﺎﻫر ﻣﺗﻌددة ﻣن أوﺟﻪ اﻟﺗﺿﺎﻣن اﻟﻠﯾﺑﻲ ﻣﻊ ﺛورة
اﻟﺟزاﺋر ،وﻧﺳﺟل أﻧﻪ رﻏم أﻫﻣﯾﺔ " اﻟوﺛﯾﻘﺔ " ﻋﻣوﻣﺎ ﻓﻲ دراﺳﺔ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻓﺎن ﻣﺷﻛل
ﻗﻠﺗﻬﺎ وﺻﻌوﺑﺔ اﻟوﺻول إﻟﯾﻬﺎ ﻻ ﯾزال ﯾطرح ﺑﺣدة.
ب -اﻟﻧﺻوص اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﺟﺑﻬﺔ اﻟﺗﺣرﯾر اﻟوطﻧﻲ ،واﻟﺧطب اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﯾن اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﯾن
ﺑﺗوﻧس واﻟﻣﻐرب.
ج -اﻟﺻﺣف واﻟﻧﺷرﯾﺎت اﻟﺻﺎدرة ﺧﻼل ﻣرﺣﻠﺔ اﻟدراﺳﺔ ،وﻗد إﻋﺗﻣﺎدﻧﺎ ﺑﺷﻛل أﺳﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ
ﺻﺣﯾﻔﺗﻲ" :اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ " ،و"اﻟﻣﺟﺎﻫد" ﺑﻧﺳﺧﺗﯾﻬﺎ اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ،وﻫﻣﺎ ﻟﺳﺎن ﺣﺎل
6
ﺟﺑﻬﺔ اﻟﺗﺣرﯾر اﻟوطﻧﻲ ،اﻋﺗﻣدا ﻛﻣﺻدرﯾن رﺋﯾﺳﯾﯾن ﻓﻲ ﺑﺣﺛﻧﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أﻧﻬﻣﺎ ﯾﻣﺛﻼن ﺳﺟﻼ ﺣﺎﻓﻼ
ﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،وﻣﻧﺑرا رﺋﯾﺳﺎ ﻓﻲ ﻋرض ﻣواﻗﻔﻬﺎ وﻣﺑﺎدﺋﻬﺎ ،وﻗد ﻛرﺳﺎ ﺣﯾزا ﻫﺎﻣﺎ
ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﺿﺎﻣن وﻣواﻗف اﻟدﻋم اﻟﺗﻲ ﻗدﻣﺗﻬﺎ ﺷﻌوب وﺣﻛوﻣﺎت اﻟﻣﻐرب اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻠﺛورة
اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،وﻻ ﺷك أن ﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﺗﻣﺛل وﺟﻬﺔ ﻧظر ﺧﺎﺻﺔ وﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق
ﻣطﺎﻣﺢ ﻣرﺳوﻣﺔ ،ﻣﻣﺎ ﺣﺗم ﻋﻠﯾﻧﺎ اﻟﺗﻣﻌن ﻓﻲ ﻗراءة ﺗﺣﻠﯾﻼﺗﻬﺎ وﻣواﻗﻔﻬﺎ ،وﻣن اﻟﻣواد اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ
اﻟﻣﺳﺗﻔﺎد ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﺣﺛﻧﺎ ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﻧﺷرﻩ ﻋﻼل اﻟﻔﺎﺳﻲ ﺑﺻﺣﯾﻔﺔ "ﺻدى اﻟﺻﺣراء " ﻣن ﻣﻘﺎﻻت
ﺧﻼل ﺳﻧﺗﻲ ،1958-1957وﻗد أﻋﺎد ﻧﺷرﻫﺎ ﻓﻲ ﻛﺗﺎب ﺑﻌﻧوان "ﻛﻲ ﻻ ﻧﻧﺳﻰ ،"...وﻫﻲ ﻣﻘﺎﻻت
ﺗﺗﺎﺑﻊ ﺗطورات اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ وﺗﻌﺑر ﻋن ﻣواﻗف ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ.
د -اﻟﻣذﻛرات ،ﻣن اﻟﻣذﻛرات اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺧدﻣت ﻣوﺿوﻋﻧﺎ ﻣذﻛرات أﺣﻣد ﺗوﻓﯾق اﻟﻣدﻧﻲ "ﺣﯾﺎة
ﻛﻔﺎح ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻟث " اﻟﺗﻲ ﻧﻌدﻫﺎ ﻣﺻدراً ﻣﻬﻣﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ﻋﺎﯾش اﻷﺣداث وﺳﺎﻫم ﻓﻲ
ﻧﺷﺎط اﻟوﻓد اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻟﺟﺑﻬﺔ اﻟﺗﺣرﯾر اﻟوطﻧﻲ ،وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻣزداﻧﺔ ﺑﻣﻼﻣﺢ اﻹﻋﺟﺎب واﻟﺗﻣﺟﯾد
اﻟﺷﺧﺻﻲ وﺗﻔﺗﻘر إﻟﻰ اﻟدﻗﺔ أﺣﯾﺎﻧﺎ ،أﻣﺎ ﻣذﻛرات ﻓﺗﺣﻲ اﻟدﯾب "ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر وﺛورة اﻟﺟزاﺋر " ﻓﻬﻲ ﻻ
ﺗﻘل أﻫﻣﯾﺔ ﻋن اﻷوﻟﻰ ﻷن اﻟدﯾب – رﺟل اﻟﻣﺧﺎﺑرات اﻟﻣﺻرﯾﺔ – ﻛﺎن ﯾﺗﻛﻠف ﺑﺗﻧﺳﯾق ﻣﻬﺎم
اﻟﺗﺳﻠﯾﺢ ﻣﻊ ﻣﺳؤوﻟﻲ اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،ﻓﺟﺎءت ﻣذﻛراﺗﻪ ﺣﺎﻓﻠﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺳﻧدة
ﺑﺎﻟوﺛﺎﺋق وﺑﺎﻟﺗﺣﻠﯾﻼت اﻟﻣﺳﺗﻔﯾﺿﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻛس ﺗوﺟﻬﻪ اﻟﻔﻛري واﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،واﺳﺗﻔدﻧﺎ ﻛذﻟك ﻣن
ﻣذﻛرات أﺣﻣد ﺑن ﺑﻠﺔ وﻋﺑد اﻟﺣﻔﯾظ أﻣﻘران واﻟﺷﯾﺦ ﺧﯾر اﻟدﯾن ودﯾﻐول...إﻟﺦ ،وﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧدرج
ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﺎب ﻛﺗﺎﺑﺎت ﺑﻌض اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن اﻟﺟزاﺋرﯾﯾن ﻋن اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ٕواﺳﻬﺎﻣﺎﺗﻬم اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ
ﻓﯾﻬﺎ ،وﻣﻧﻬم ﻣﺣﻣد اﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﺻدﯾق وﻣﺣﻣد ﺻدﯾﻘﻲ ٕواﺑراﻫﯾم اﻟﻌﺳﻛري...اﻟﺦ ،ذﻟك أن ﻫذﻩ
اﻟﻛﺗﺎﺑﺎت ﯾﻐﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋرض اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ٕوان ﻟم ﺗﻛن ﻣذﻛرات ﺧﺎﻟﺻﺔ ،وﻻ ﯾﻛﻔﻲ أن ﻧﺳﺟل
ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣذﻛرات ﻋﻣوﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻣﺛل وﺟﻬﺎت ﻧظر ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻸﺣداث ﻣن زواﯾﺎ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﻋﻠﯾﻪ ﻟم
ﻧﻐﻔل أن ﻧﺄﺧذ ﻣﺎدﺗﻬﺎ ﺑﺣذر ﺷدﯾد وﻧﻘﺎرﻧﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﻫو ﻣﺗوﻓر ﻟدﯾﻧﺎ ﻣن ﻣﺎدة ﻋﻠﻣﯾﺔ.
ﻫـ -اﻟﺷﻬﺎدات واﻟﺣوارات اﻟﺗﻲ أﺟرﯾت ﻣﻊ ﻋدد ﻣن ﻣﺳؤوﻟﻲ اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،وﺧﺎﺻﺔ ﻣﻧﻬﺎ
اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻹذاﻋﻲ اﻟذي أﺷرف ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺟﻧﯾدي ﺧﻠﯾﻔﺔ ﺑﺎﻹذاﻋﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ وﻧﺷر ﻓﻲ ﺛﻼث أﺟزاء
ﺑﻌﻧوان " ﺣوار ﺣول اﻟﺛورة " ،وﻛذا ﻣﺎ ﻧﺷرﻩ ﻣﺣﻣد ﻋﺑﺎس ﻣن ﺣوارات ﺑﺟرﯾدة اﻟﺷﻌب وأﻋﺎد طﻠﻌﻪ
ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﯾن ﻣﺳﺗﻘﻠﯾن ،وأﯾﺿﺎً ﻣﻘﺎﺑﻼت ﻣﺟﻠﺗﻲ "اﻟﺑﺎﺣث "" ،وأول ﻧوﻓﻣﺑر" ﻣﻊ ﺑﻌض ﻗﺎدة اﻟﺛورة،
ﻓﻬذﻩ اﻟﺣوارات واﻟﺷﻬﺎدات ﻫﻲ ذﺧر ﻟﻠﺑﺎﺣﺛﯾن ﺗوﻓر ﻋﻧﻬم – إﻟﻰ ﺣد ﻣﺎ -ﻣﺷﺎق اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ إﺟراء
اﻟﻣﻘﺎﺑﻼت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ.
7
و -اﻟﺑﺣوث واﻟﺷﻬﺎدات اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﺧﻼل ﻣﻠﺗﻘﯾﺎت وﻧدوات ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،وﺧﺎﺻﺔ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ
دأب اﻟﻣرﻛز اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠدراﺳﺎت واﻟﺑﺣث ﻓﻲ اﻟﺣرﻛﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ وﺛورة اول ﻧوﻓﻣﺑر 1954ﻋﻠﻰ
ﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ وﻧﺷرﻫﺎ ﺳﻧﺔ ٕ ، 1998واذ ﻧﻌد ﻫذﻩ اﻟﻣﺑﺎدرات ﺧطوة ﻫﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ درب ﺗﺳﺟﯾل ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺛورة
اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﻌﺗﺑرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺗﻠﻬﺎ ﻻ ﺗزال ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺟﻬد اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن.
ز -اﻟﻛﺗب اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺟواﻧب ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻧﺷرﻫﺎ أﺻﺣﺎﺑﻬﺎ،
وﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ أطروﺣﺎت :ﺟوان ﻏﻠﯾﺳﺑﻲ ،ﻋواطف ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ،ﻣﺣﻣد ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺟﺎﺑري ،وﺳﻠﯾﻣﺎن
اﻟﺷﯾﺦ ،وﻣﺣﻣد ﻗﻧطﺎري...اﻟﺦ .ﻓﻬذﻩ اﻷطروﺣﺎت اﻟﻣﻧﺷورة ﺗﻔﯾد ﺑﻌض ﺟواﻧب ﻣوﺿوﻋﻧﺎ ،ﺧﺎﺻﺔ
أطروﺣﺔ ﻗﻧطﺎري ﻣﺣﻣد اﻟﺗﻲ ﺗﻌرﺿت ﻟﻧﺷﺎط اﻟﻘواﻋد اﻟﺧﻠﻔﯾﺔ ﺑﺈﯾﻔﺎض ،وﺑﺧﺻوص اﻟرﺳﺎﺋل
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ اﻟﻣﺧطوطﺔ ﻓﺈن أطروﺣﺔ " اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻣؤﻗﺗﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ " ﻷﺣﻣد ﺑن
ﻓﻠﯾس ﺗﺗﺑﻊ ﺑﻌﻣوم ﻣواﻗف اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﻐﺎرﺑﯾﺔ ﻣن اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ.
ح -اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﻣوﺛﻘﺔ ،اﺳﺗﻧدﻧﺎ إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﺣﺛﻧﺎ ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺟدﯾﺔ اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ وﻋﻣق
اﻟﺗرﻛﯾز وﻫﻲ ﻛﺗب وﻣﻘﺎﻻت ﻧذﻛر ﻣن أﻫﻣﻬﺎ اﻗﺗراﺑﺎ ﻟﻠﻣوﺿوع :ﻛﺗﺎب ﻓﺎروق ﺑن ﻋطﯾﺔ " les
،"actions Humanitaires pendant la lutte de libérationاﻟذي ﯾﺳﺗﻌرض ﻓﯾﻪ
اﻟﻧﺷﺎط اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﻟﻠﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﺑداﺧل اﻟوطن وﺑﻣراﻛز اﻟﻼﺟﺋﯾن ﻓﻲ ﺗوﻧس
واﻟﻣﻐرب ،وﻛﺗﺎب ﻣﺣﻣد ﺣرﺑﻲ " ﺟﺑﻬﺔ اﻟﺗﺣرﯾر اﻟوطﻧﻲ اﻷﺳطورة واﻟواﻗﻊ " ،وﻛذا ﻛﺗﺎﺑﺎت
اﻷﺳﺗﺎذﯾن ﻋﻣﺎر ﺑوﺣوش وﯾﺣﯾﻰ ﺑوﻋزﯾز ﺣول ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ اﺳﺗﻧدﻧﺎ إﻟﻰ دراﺳﺔ
ﻣﺣﻣد اﻟﻣﯾﻠﻲ ﺣول اﻟﻣﻐرب اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺗﻲ ﺿﻣﻧﻬﺎ ﻛﺗﺎﺑﺔ " ﻣواﻗف ﺟزاﺋرﯾﺔ " ودراﺳﺔ ﺳﺎﻟم ﺑوﯾﺣﯾﻰ
ﺣول اﻟﻧﻘﺎﺑﺎت اﻟﻣﻐﺎرﺑﯾﺔ ،وﻛﺗﺎﺑﺎت ﻣﺣﻣد ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺟﺎﺑري ﺣول ﻣﺷﺎط اﻟﺟزاﺋرﯾﯾن اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ
ﺗوﻧس ،ودراﺳﺔ " اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ واﻟﻣﻐرب اﻟﻌرﺑﻲ" ﻟﻌﺎﻣر رﺧﯾﻠﺔ ،وﻫذﻩ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﻋﺎﻟﺟت
ﺟواﻧب ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﺗﻣد ﺑﺣﺛﻧﺎ ﺑﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻻ ﻏﻧﻰ ﻋﻧﻬﺎ.
-اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﺣث :
إذا ﻛﺎن ﻻ ﺑد ﻣن ذﻛر اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ واﺟﻬﺗﻧﺎ ﻓﻬﻲ ﻛﺛﯾرة ،ﻟﻛن ﺳﻧﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ذﻛر ﻣﺎ ﺗﻌﻠق ﻣﻧﻬﺎ
ﺑﻣوﺿوع اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻪ ،ﻻن اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑظروف اﻟﺑﺣث ،وﺟﻣﻊ اﻟﻣﺎدة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ،
وﺗﻌﺳر اﻻﺗﺻﺎل ﺑﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن ﻟﻔﺗرة اﻟدراﺳﺔ أو اﻟﺗﻧﻘل اﻟﻰ اﻟﺧﺎرج ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻌوﻗﺎت ﺗﺻﺎدف
أي ﺑﺎﺣث ﻓﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺟﺎوز ﻣﺛﺑطﺎﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺻﺑر واﻟﻣﺛﺎﺑرة.
أﻣﺎ اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣوﺿوع اﻟﺑﺣث ﻓﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺣدود ﻣﺷروع اﻟﺑﺣث ﻣﻛﺎﻧﺎ وزﻣﺎﻧﺎ،
إذ ﺣﺳﻣت اﻷﻣر ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻋﺗﺑﺎر ﻟﯾﺑﯾﺎ ﺟزءا ﻣن اﻟﻣﻐرب اﻟﻌرﺑﻲ واﻋﺗﺑرت أن ﺳﻧﺔ ﺑداﯾﺔ اﻟﺛورة
8
اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ 1954وﻧﻬﺎﯾﺗﻬﺎ اﻟﻣظﻔرة ﻋﺎم 1962ﻣﺟﺎﻻ ﻟﻔﺿﺎء اﻟﺑﺣث ،وﻟم ﯾﻛن ﻣن اﻟﺳﻬل ﻋﻠﯾﻧﺎ
ﺣﺳم اﻟﻣوﻗف ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟوﺟﻪ ﻧظرا ﻷن ﻟﯾﺑﯾﺎ ظﻠت ﻣﻌزوﻟﺔ ﻋن ﻣﺷروع اﻟﻣﻐرب اﻟﻌرﺑﻲ ،وﻧظ ار
ﻷن ﺗوﻧس واﻟﻣﻐرب ﻟم ﯾﺗوﺟﺎ اﺳﺗﻘﻼﻟﻬﻣﺎ إﻻ ﺳﻧﺔ ،1956وﻟﻛن ﯾﺷﻔﻊ ﻟﻼﻋﺗﺑﺎر اﻷول ﺟﻬود
ﻟﯾﺑﯾﺎ اﻟﻣﻌﺗﺑرة ﻓﻲ إﻋزاز اﻟﻛﻔﺎح اﻟﺟزاﺋري ،ﻟﻠﺛﺎﻧﻲ ﺣدود اﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟذاﺗﻲ وﺗﺑﻠور اﻟﺗﻣﺛﯾل اﻟوطﻧﻲ
ﻣﻧذ أن اﻋﺗرﻓت ﻓرﻧﺳﺎ ﺑوﺟود أطراف ﻣﻔﺎوﺿﺔ ،وﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻔﺗرة اﻟﻣدروﺳﺔ ﻓﻬﻲ ﻟﯾﺳت
ﺑﻘﺻﯾرة ،وﻻ ﺳﻬﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺑﺣث اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ،إذ ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ﺗﻧوع ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺑﺣث وﺣﻘوﻟﻪ
اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ ﺑﯾن دراﺳﺔ ﻟﻠﻣواﻗف اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ٕواﺑراز ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
واﻟﺗﻌﺑوﯾﺔ ﯾزداد اﻷﻣر ﺗﻌﻘﯾدا ﺣﯾن ﯾﺗﻌﻠق اﻟﻣوﺿوع ﺑﺛﻼث دول )ﺗوﻧس ،اﻟﻣﻐرب ،ﻟﯾﺑﯾﺎ ( ﺗﺷﺗرك
ﻓﯾﻣﺎ ﻫو ﺟوﻫري ﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗﺧﺗﻠف ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺗﻧﺎول اﻟﺷﻣوﻟﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﺎﯾن ﻣواﻗﻔﻬﺎ وﺗﺣﻛم
ﺗوﺟﻬﺎﺗﻬﺎ ﺑﺣﺳب ﺳﯾﺎﺳﺗﻬﺎ اﻟﻘطرﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﻣﻣﺎ ﺣﺗم ﻋﻠﯾﻧﺎ ﻋدم اﻟﺗﻧﺎول اﻟﺷﻣوﻟﻲ ﻟﻠﻣﻐرب
اﻟﻌرﺑﻲ واﻟﺗﻌرض ﻟﻛل ﻗطر ﻋﻠﻰ ﺣد ﺑﻬدف اﻹﻣﺳﺎك ﺑﺗﻠك اﻟﺧﺻوﺻﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر واﻗﻌﺎ ﯾﺳﺗوﺟب
اﻷﺧذ ﺑﻪ ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣﻠﻣوﺳﺔ.
ﺧطﺔ اﻟﺑﺣث :
وﻟﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻣوﺿوع ﻓﻲ اﻷﺻل واﺳﻌﺎ ،وﻣﺗﺷﻌﺑﺎ ،ﻓﻘد دﻋت اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﻌدﯾل اﻟﺧطﺔ أﻛﺛر
ﻣن ﻣرة ﺣﺗﻰ أﺻﺑﺣت ﻋﻠﻰ ﺻورﺗﻬﺎ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ،وﻫﻲ ﺗﺗﺄﻟف ﻣن ﻣﻘدﻣﺔ وﻓﺻل ﺗﻣﻬﯾدي وأرﺑﻊ
ﻓﺻول رﺋﯾﺳﯾﺔ وﺧﺎﺗﻣﺔ.
ﻓﻔﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺗﻣﻬﯾدي ﻧﺎﻗﺷت ﻣﻔﻬوم "اﻟﻣﻐرب اﻟﻌرﺑﻲ" ﻛﻣﺷروع ﻟﻠوﺣدة وﻛﺈطﺎر ﺟﻐراﻓﻲ،
وﺑﯾﻧت اﻟظروف اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﺗطورات اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﺗﻬﺎ أﻗطﺎر اﻟﻣﻐرب اﻟﻌرﺑﻲ ،وﻛذا اﻟﺗوﺟﻬﺎت
اﻟﻣﻐﺎرﺑﯾﺔ ﻟﻠﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،وﻫدﻓﻧﺎ إﻟﻰ ﺗوﺿﯾﺢ ﺻﻼت اﻟﺗﻘﺎرب ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻷﻗطﺎر ،واﻧﻌﻛﺎﺳﺎت
اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗطور اﻷوﺿﺎع ﺑﺎﻟﻣﻧطﻘﺔ.
وﺧﺻﺻت اﻟﻔﺻل اﻷول ﻟدراﺳﺔ ﻣواﻗف اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﻐﺎرﺑﯾﺔ اﻟﺛﻼث – ﻛل ﻋﻠﻰ ﺣدى – اﺗﺟﺎﻩ
اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺎ ودﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﺎ ،واﺳﺗﻌرﺿت ﺧﻼﻟﻪ ﻣواﻗف اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺑﺗوﻧس
واﻟﻣﻐرب وﻟﯾﺑﯾﺎ ﻣن دﻋم اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻣﺑﯾﻧﺎ اﻟظروف واﻟﺗوﺟﻬﺎت اﻟﻣﺗﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣواﻗف
وأﺷﻛﺎل اﻟﺗﺄﯾﯾد واﻟﻣؤازرة اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻠﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،ورﻛزت ﻋﻠﻰ إﺑراز ﻣظﺎﻫر اﻟﺗﻧﺳﯾق
واﻟﺗﻌﺎون اﻟﻣﺷﺗرك ،وﺗطور اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗرﺑط ﺟﺑﻬﺔ اﻟﺗﺣرﯾر اﻟوطﻧﻲ ﺑﻛل طرف
وﻣدى ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ دﻋم اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ.
9
وﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺗﻧﺎوﻟت أﺷﻛﺎل دﻋم ﺑﻠدان اﻟﻣﻐرب اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻟﻌﺳﻛري ﻟﺟﯾش
اﻟﺗﺣرﯾر اﻟوطﻧﻲ ،وﻗد ﺗﻌرﺿت ﻷﻫﻣﯾﺔ ﻣﻧﺎطق ﻫذﻩ اﻟﺑﻠدان ﻓﻲ ﺗﻌزﯾز اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻌﺳﻛري ،وﻟﺗوﺳﯾﻊ
ﺗﺣرﻛﺎت اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﺑﻬﺎ ﻣﻧذ أن ﺑﺎﺷرت ﺗﻌﺎوﻧﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن اﻟﻠﯾﺑﯾﯾن ،وﻣﻊ أﻧﺻﺎر ﺻﺎﻟﺢ
ﺑن ﯾوﺳف ﻓﻲ ﺗوﻧس ،وﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب ،وﺗطرﻗت ﻟﻣواﻗف اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
واﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﻣن ﻧﺷﺎط اﻟﺟزاﺋرﯾﯾن اﻟﻌﺳﻛري ﺑﺑﻠداﻧﻬم ﻣرﻛزا ﻋﻠﻰ اﺑراز دور ﻫذﻩ اﻟﺑﻠدان ﻓﻲ إﻧﺟﺎح
ﻣﻬﻣﺔ ﺗﻣرﯾر اﻷﺳﻠﺣﺔ ،وﻓﻲ ﺗﻘدﯾم اﻟﺗﺳﻬﯾﻼت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﻔﻌﯾل اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻌﺳﻛري ﺑﺎﻟﻘواﻋد اﻟﺧﻠﻔﯾﺔ،
ﻛﻣﺎ اﺳﺗﻌرﺿت اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻟﻬذا اﻟﻧﺷﺎط اﻟذي ﻛﺎن ﯾﺛﯾر ﺗﺣﻔظﺎت اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ،
ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد أن ﺗوﺳﻌت ﻗواﻋدﻩ وﺗﻘوى ﻧﻔوذﻩ ،وﻗد ﺧﻠﺻت إﻟﻰ أن اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻌﺳﻛري ﻛﺎن ﯾﺛﯾر
ﺣﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣﻔرطﺔ أﺛرت ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺎت اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻣﻊ ﺳﻠطﺎت ﻫذﻩ اﻟﺑﻠدان.
وﺗﺗﺑﻌت ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث دور ﺑﻠدان اﻟﻣﻐرب اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻲ دﻋم اﻟﻧﺷﺎط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻹﻋﻼﻣﻲ
ﻟﻠﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،واﺳﺗﻌرﺿت أوﻻ ﺗطور ﻣﺷﻛل اﻟﻠﺟوء اﻟﺟزاﺋري إﻟﻰ ﺗوﻧس واﻟﻣﻐرب ،واﻟﻣواﻗف
اﻟﺗﻲ أﺑدﺗﻬﺎ ﺳﻠطﺎت اﻟﺑﻠدﯾن وﺷﻌﺑﯾﻬﻣﺎ إزاء اﺣﺗﺿﺎن ﻋﺷرات اﻵﻻف ﻣن اﻟﻼﺟﺋﯾن وﻣؤازراﺗﻬم،
واﻟدﻓﺎع ﻋن ﻗﺿﯾﺗﻬم ،وﺛﺎﻧﯾﺎ ﺑﺎﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،وأﺑرزت أﺷﻛﺎل اﻟدﻋم واﻟﻣؤازرة اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻬﺎ ﻣن
طرف اﻟﺳﻠطﺎت اﻟرﺳﻣﯾﺔ واﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ واﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﺳﺗﻌرﺿت ﻛذﻟك ﺟﺎﻧب
اﻟﻧﺷﺎط اﻹﻋﻼﻣﻲ واﻟﺗﻌﺑوي ﻟﻠﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﻗطﺎر اﻟﻣﻐﺎرﺑﯾﺔ ﻣرﻛزا ﻋﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ ﻫذا اﻟﻧﺷﺎط
وﺟﻬودﻩ اﻟﺗﻌﺑوﯾﺔ وﻣﺑرزا ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺗﺳﻬﯾﻼت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻪ ،وﻣدى إﺳﻬﺎم ﺗوﻧس واﻟﻣﻐرب وﻟﯾﺑﯾﺎ ﻓﻲ
ﺗوﻓﯾر اﻟﺳﻧد اﻹﻋﻼﻣﻲ اﻟﻣؤازرة ﻟﻠﻘﺿﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ.
أﻣﺎ اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ ﻓﺧﺻﺻﺗﻪ ﻟﻌرض ﻣﺧﺗﻠف أﺷﻛﺎل ﻣؤازرة اﻟﺗﺿﺎﻣن اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻟﻠﺛورة
اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،وﻋﺎﻟﺟت ﻓﯾﻪ ﺣدود اﻟﺗﺟﺎوب اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﻣﺎدي واﻟﻣﻌﻧوي ﻣﻊ دﻋم اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ
وﻣﻧﺎﺻرة أﻫداﻓﻬﺎ اﻟﻛﻔﺎﺣﯾﺔ ،ودور اﻟﺗﻌﺑﺋﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ واﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﺟﻣﺎﻫﯾرﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺄﯾﯾد ﻗﺿﯾﺔ ﻛﻔﺎح
اﻟﺷﻌب اﻟﺟزاﺋري طوال ﺳﻧوات اﻟﺛورة اﻟﺗﺣرﯾرﯾﺔ ،وﺑﺧﺎﺻﺔ أﺛﻧﺎء ﻛل ﺗﺻﻌﯾد اﺳﺗﻌﻣﺎري ﺟدﯾد،
وﺧﻼل اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺎت اﻟﺗﺿﺎﻣﻧﯾﺔ وأﯾﺎم اﻟﺟزاﺋر اﻻﺣﺗﻔﺎﻟﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أﺑرزت ﻛذﻟك دور اﻟطﺑﻘﺎت اﻟﻌﻣﺎﻟﯾﺔ
واﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻧﻘﺎﺑﯾﺔ ﻓﻲ دﻋم اﻟﻧﺿﺎل اﻟﻧﻘﺎﺑﻲ واﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﻌﻣﺎل اﻟﺟزاﺋرﯾﯾن ،وﺗﺗﺑﻌت ﺟﺎﻧﺑﺎ ﻗطﺎﻋﯾﺎ
ﻫﺎﻣﺎ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺗﺿﺎﻣن اﻟطﻼﺑﻲ اﻟﻣﻐﺎرﺑﻲ ﻣﻊ اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،وﺗﻌرﺿت ﻓﯾﻪ ﻟﻣواﻗف اﻟﺗﺄﯾﯾد
واﻟﻣﻧﺎﺻرة اﻟﺗﻲ أﺑداﻫﺎ طﻠﺑﺔ اﻟﻣﻐرب اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻧﺿﺎل اﻟطﻼﺑﻲ اﻟﺟزاﺋري وﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺛورة
اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ.
10
وﻗد اﺿﻔت ﻓﺻﻼ ﺧﺎﻣﺳﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﺑدور اﻟدول اﻻﻓرﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ دﻋم اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،ﺗﻧﺎوﻟت
ﻓﯾﻪ اﻟﺗوﺟﻪ اﻻﻓرﯾﻘﻲ ﻟﻠﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ وﺳﯾﺎﺳﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﺗﻬﺟﺔ ﻣن اﺟل ﺗﺣﻘﯾق اﻫداﻓﻬﺎ اﻻﻓرﯾﻘﯾﺔ ،
وﻛذا دور ﺑﻠدان اﻓرﯾﻘﯾﺎ ﻓﻲ دﻋم اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻋرض ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺎت واوﺟﻪ
اﻟدﻋم اﻟﻣﻘدﻣﺔ..
وأﻧﻬﯾت اﻟﺑﺣث ﺑﺧﺎﺗﻣﺔ ﺿﻣﻧﺗﻬﺎ ﺑﻌض اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧﻪ اﻟﺑﺣث ﻣن
اﺳﺗﻧﺗﺎﺟﺎت
ٕواﻧﻧﻲ وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻟﺟﻬد اﻟذي أﺷﻌر أﻧﻲ ﺑذﻟﺗﻪ ﻓﻲ ﺟﻣﻊ اﻟﻣﺎدة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ وﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ
وﻋرﺿﻬﺎ ﻹﺧراج اﻟﺑﺣث ﻋﻠﻰ ﺻورﺗﻪ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ أﺣﺳب أﻧﻧﻲ ﻗدﻣت ﻋﻣﻼ ﻣﺗواﺿﻌﺎ ،وﺳﺎﻫﻣت ﻓﻲ
إﺛراء ﻣوﺿوع ﻣﺎ ﯾزال ﻓﻲ ﻧظرﻧﺎ ﻣﻔﺗوﺣﺎ أﻣﺎم ﺟﻬود أﺧرى ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ ،وأﻣل أن ﯾﻛون ﻫذا اﻟﺑﺣث
اﻧطﻼﻗﺔ ﻧﺣو ﻋﻣل أوﺳﻊ ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺟواﻧب أﺧرى ﻣن ﺻﻼت وﻋﻼﻗﺎت اﻟﺟزاﺋر ﺑﻔﺿﺎء اﻟﻣﻐرب
اﻟﻌرﺑﻲ.
وﻻ ﯾﻔوﺗﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺧﺗﺎم أن أﺗوﺟﻪ ﺑﺎﻟﺷﻛر اﻟﺟزﯾل اﻟﻰ ﻛل اﻟذﯾن ﻗدﻣوا ﻟﻲ ﻣﺳﺎﻋداﺗﻬم
وﺗﺷﺟﯾﻌﺎﺗﻬم ،وﻣﻧﻬم اﻟدﻛﺗور أﺣﻣﯾدة ﻋﻣﯾراوي واﻟدﻛﺗور ﺑوﺻﻔﺻﺎف ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم واﻟدﻛﺗور ﺻﺎري
اﺣﻣد واﻻﺳﺗﺎذ ﺑوﺷﺎﻣﺔ ﻋﺎﺷور ،واﻟذﯾن أﻓﺎدوﻧﻲ ﺑﺗوﺟﯾﻬﺎت وﻧﺻﺎﺋﺢ ﻗﯾﻣﺔ ﯾظﻬر أﺛرﻫﺎ ﻓﻲ ﻫذا
اﻟﻛﺗﺎب. .
11