You are on page 1of 1

‫تحكي الرواية قصة شاب يدعى الزين‪ ،‬وهو شاب بسيط غريب الشكل واألطوار‪ ،‬منحه الكاتب صفات

مميزة فهو يجمع كل صفات القبح‬


‫والدمامة‪ ،‬كما توحي هيئته بالضعف والهزال‪ ،‬لكن الزين يمتلك قلبًا يافعً ا ينبض بالحب وينجذب لكل ما هو جميل‪ ،‬فقد مال لمعظم فتيات‬
‫القرية الجميالت‪ ،‬وخفق لهن بصدق بينما كن يلهين بمشاعره ويعبثن بها‪ ،‬ولطالما جر عليه هذا الحب بالتعب والمشقة‪ ،‬فكثيرً ا ما كان آباء‬
‫الفتيات ما يستغلون هذا الحب الستثمار الزين في العمل الشاق في البيت واألرض‪ ،‬وكانت األمهات< يرحبن بالزين كونه مصدر دعاية‬
‫لبناتهن كما كان الزين محبًا أللوان الفرح وآياته‪ ،‬فقد كان يمتلك أذنان ترصدان مزامير الفرح من مسافات< بعيدة‪ ،‬فإذا أبصرت الزين قد‬
‫شد أذياله يجري مسر ًعا فاعلم بأن حفاًل أو وليمة أقيمت في مكان ما‪ ،‬وكان الزين على ضعف بنيته الجسدية قويًا ثوريًا ال يجرؤ أحد على‬
‫ضا وقد تكسرت عظامه‪ ،‬كما قبض على سيف‬ ‫االقتراب منه وقت غضبه‪ ،‬فقد أمسك ذات مرة بثور من قرنيه ورفعه في الهواء وألقاه أر ً‬
‫الدين وهو ابن صائغ و أحد أثرياء القرية المستهترين والعابثين بعد أن أثار غضبه وكاد أن يقتله أمام دكان سعيد لوال مساعدة الشيخ‬
‫الحنين له وردعه عنه‪ ،‬وهو شيخ صوفي متجول يكن له أهل القرية االحترام والطاعة فقد كانوا يظنون بأنه الخضر وأنه ولي من أولياء‬
‫هللا الصالحين‪ ،‬وكان صدي ًق ا للزين الذي استغلت أمه هذه الصداقة مع القوى الغريبة التي يتحلى بها لت ّدعي بأنه هو اآلخر ولي من أولياء‬
‫هللا‪ ] ٥[.‬وقد تنبأ الحنين للزين بالزواج من أجمل بنات القرية‪ ،‬وقد تحققت نبوءته حالما قدمت إليه نعمة الفتاة الجميلة الوقورة التي حفظت‬
‫القرآن منذ نعومة أظافرها‪ ،‬وشبت فتألقت وازدادت جمااًل وكانت كلما حدثتها أمها عن خاطب مميز متعلم أو غني أو وسيم أعلنت رفضها‬
‫بصمتها وهز أكتافها‪ <،‬لقد بدا زواج الزين من نعمة غريبًا ومستنكرً ا بعض الشيء‪ ،‬فقد أتت إليه بنفسها وعرضت عليه الزواج منها‪ ،‬وما‬
‫كان منه غير أن وافق وأذيع خبر زواج الزين من نعمة في القرية كلها‪ ،‬وما كان من الناس إال أن استهجنوا هذا الزواج واستنكروه‪،‬‬
‫‪.‬وتكثر التساؤالت بين نساء القرية عن حقيقة هذا الزواج‬

You might also like