Professional Documents
Culture Documents
02 - Exodus-Arabic
02 - Exodus-Arabic
سبورتنج -اإلسكندرية
قصص للفتيان
من وحي العهد القديم [ ] 2
سفر الخروج
قصص رائعة ترويها مريم النبية ألحفادها
ُمزين بأيقونات قبطية
طبعة تمهيدية مدعمة للخدمة
2019
3
ابنة فرعون تحتضن الطفل وتق ِّبله (خر )٢
قلق شدي ٍد عليه .وإذ بلغ ثالثة
أحبت جارتنا التقية الطفل ،وكانت في ٍ
شهور من عمره ،جاءت إلينا وقالت« :ماذا تفعلون إذ صار صوت الطفل
مسموعًا خارج الدار؟ وكما تعلمون أن الجنود األشرار يسيرون حولنا،
وربما يسمعون صوته».
أجابتها والدتي والدموع تجري من عينيها« :سأع ّد سلة وأغطيها من
الخارج بالقار ،حتى ال تتسرب المياه إليها .وأضع الطفل في السلة ،وأضعها
على شاطئ النهر ،وإني أثق في رعاية هللا له ،وتدبيره لخالصه».
إذ وضعت والدتي السلة في النهر ،عادت إلى البيت وهي مُرّة النفس.
أما أنا فبقيت بعي ًدا عن السلة أترقب ما سيحدث .رفعت قلبي إلى هللا وسألته
أن ينقذ أخي .وضعت كل ثقتي في رعاية هللا له .فجأة ظهرت ابنة فرعون
يحوط بها خادماتها .وإذ رأت األميرة السلة سألت إحدى الخادمات أن تأتي
بها .إذ اقتربت خادمة منهن نحو السلة صرخت من كل قلبي« :احفظ يا هللا
أخي من الدمار».
فتحوا السلة ،والحظت األميرة وقد امتألت فرحً ا ،حوطت أخي بيديها
حنو .ركزت أنظارها عليه كمن وجدت ورفعته من السلة واحتضنته بكل ٍ
ً
كنزا عظيمًا .تهللت الخادمات مشاركات األميرة سعادتها.
صرخت من كل قلبي إلى هللا أن يهبني نعمة في عيني األميرة .جريت
نحو األميرة بشجاعة؛ وسألتها إن كانت تحتاج إلى من تقوم برعاية الطفل،
فوافقت في الحال .جريت إلى والدتي وقدمتها لألميرة دون أن تعرف أنها
والدة الطفل .قدمت األميرة الطفل لوالدتي وسألتها أن ترعاه مقابل أجر تقدمه
4
األميرة لها.
قدمت والدتي ألخي ثدييها ليرضع من لبنها مصحوبًا بصلواتها وصلواتنا
من أجله .كبر الطفل وسمع عن قسوة فرعون على شعب إسرائيل.
5
بين الذهب وجمر النار» .أنصت الملك إلى يثرون وطلب إحضار قطعة من
الذهب وقطعة جمر ويقدمها على صينية لموسى .أراد موسى أن يمسك قطعة
الجمر فصرخ .عندئذ تأثر فرعون بالمنظر واحتضن موسى.
6
نارا ولن تحترق (خر )٣
العليقة الملتهبة ً
روى لي موسى هذه القصة العجيبة:
«في ذات يوم كنت أسير في البرية
وحدي ،ولم أكن وحدي .شعرت أن هللا
كصديق لي .بعد ذلك رأيت
ٍ سائر معي
عليقة ملتهبة بالنار ولم تكن تحترق.
سمعت صو ًتا خارجً ا من العليقة ،يقول
لي« :اخلع نعليك ألن األرض الواقف
عليها مقدسة» .ثم قال لي« :ارجع إلى
مصر وقل لفرعون أن يطلق شعبي
فيخرجوا إلى البرية ويعبدونني».
حاولت أن أعتذر ألن لساني ثقيل ،لكن هللا قال لي« :خذ هرون أخاك األكبر
معك» .ووعدني أنه سيعينني ،وأنه سيتكلم كما لو كان فمي.
7
إذ رفض فرعون السماح للشعب أن يتركوا مصر ليعبدوه ،أمر هللا موسى
وهرون أن يلتقيا بفرعون مرة أخرى .في هذه المرة ألقى هرون عصاه على
األرض فصارت حيّة .ظن فرعون أن ما حدث هو نوع من السحر .لذلك
استدعى السحرة وسألهم أن يفعلوا ما قام به هرون .وإذا بثعبان هرون يبتلع
عصي السحرة ،فاندهش فرعون ورجاله.
أصرّ فرعون على عدم الطاعة هلل ،فسمح هللا بعدة ضربات على أرض
مصر حدثت في مراحل .هذه الضربات لم تؤ ِذ شعب هللا ،وهي اآلتي:
• صارت مياه النيل في المناطق التي كان يسكنها المصريون كأنها دم.
وعندما كان يذهب أحد العبرانيين إلى الماء يجدونه عذبًا.
• غطت الضفادع كل بيوت المصريين .مألت مطابخهم وحجرات النوم.
ولم يستطع أحد أن ينام أو يأكل من ضجيجها ،بل كانوا يحاولون الهروب منها.
• امتأل الجو بالناموس ولم يجد كل مصري راحة.
• مأل الذباب الهواء في البيوت وفي الشوارع ،ولم يستطع أحد أن يستريح.
بأمراض وماتت ،فلم يجد المصريون طعامًا وال
ٍ • أصيب كثير من الغنم
محصوالت.
• أصيبت األغنام الباقية بدمامل كما أصيب المصريون أنفسهم.
• سكبت السماء َب َر ًدا ونارً ا في نفس الوقت .وكان ال َب َرد يضاعف قوة
النار ،وال يطفئها.
• غطت األرض سحابة من الظالم ،فلم يعرف أحد من المصريين كيف
يرجع إلى بيته .لقد ارتعبوا إذ لم يستطيعوا أن يروا ما هو قريب منهم.
بعد كل ضربة كان فرعون يصرخ إلى موسى وهرون طالبًا النجدة .وإذ
8
تزول الضربة يصير فرعون أكثر عن ًفا مما كان عليه.
أحبائي ،ماذا أقول؟ ظن فرعون أنه أعظم من هللا .لم يستمع هلل ،وكان
في استطاعته أن يقدم توبة ويطيع هللا ،فيتمتع بعطايا عظيمة!
فرعون يطرد أخي موسى (خر )١٢-١١
ُدهش الشعب من مقاومة فرعون لخالقه الطويل األناة .لماذا استخف
بتحذيرات هللا؟ هذه الضربات التي حلّت ،الواحدة تلو األخرى لتدفعه نحو
9
التوبة .غير أن قسوة قلبه ساءت أكثر فأكثر .أما كان في استطاعة هللا الكلي
القدرة أن يُطلقنا من مصر ويحمينا بمالئكته ويترك فرعون يعيش في شرّه؟!
أحبائي الفتيان ،لقد شعرت أن هللا يشتاق أن يخلّص كل البشرية حتى
األشرار منهم! إنه ألمر محزن أن البشر أحيا ًنا ال ينصتون لكلمة هللا! على أي
األحوال ،تعلم الشعب وأنا منهم أن فرعون كان يزداد غضبًا .لقد قال ألخي
موسى« :اذهب عني ،احترز ال ترى وجهي أيضًا .إنك يوم ترى وجهي
تموت» ( .)٢٨ :١٠لم يفزع موسى من هذا التهديد ،بل قال« :أنا ال أعود
أرى وجهك أيضًا» ( .)٢٩ :١٠بالحقيقة كان هللا طويل األناة مع فرعون
إلى زمن طويل .لقد تعامل معه بلطفٍ ،وأحيا ًنا كان يؤدبه بدرجات متفاوتة.
خرج موسى من حضرة فرعون ووقف أمام هللا .لقد سأل هللا ماذا يلزمه
أن يفعل إذ أدرك أنه في لحظات حرجة ،وصار في حاجة أن يقود هللا نفسه
الشعب بي ٍد قوية وفعَّالة .اجتمع موسى وهرون بالشعب ،وقال لهم موسى:
«طلب هللا منا أنه يلزمنا جميعًا أن نأكل وجبة طعام خاصة ،أال وهي وجبة
عام كي نتذكر كيف أطلقنا هللا من
الفصح .يلزمنا أن نحتفل بالفصح في كل ٍ
عبودية فرعون.
يلزم كل بيت أن يذبح حمالً حوليًا ،وأن يرشوا دمه على العتبة العليا وقائمتي
الباب األمامي للبيت .فال يهلكون عندما يعبر المالك المُهلك عليهم ويقتل بكور
المصريين وبكور غنمهم .في منتصف الليل حدث صراخ عظيم في كل بيوت
المصريين .أخيرً ا إذ حدثت هذه الضربة دعا فرعون موسى واجتمع به .قال
له« :قم اخرج من بين شعبي أنت وبيت إسرائيل .اخرجوا اعبدوا الربّ كما
قلتم .وخذوا قطيعكم وأغنامكم كما قلت ،اخرجوا وباركوني أيضًا».
10
أحبائي الفتيان ،ما قد حدث في ذلك الزمان كان ً
رمزا لربنا يسوع المسيح،
إنه الحمل الذي ُذبح ألجلي وألجلكم كي نتحرر من عنف الشيطان (فرعون)
ويحملنا إلى الفرح السماوي.
11
إيمان شعبنا قد تزعزع!
قال موسى أخي« :ال تخافوا .قفوا وانظروا خالص الربّ .إنه سيحارب
ونحن في هدو ٍء!» عندئذ أمسك موسى عصاه وضرب البحر األحمر .تحركت
بسالم خالل
ٍ المياه وانشقت ،فصار أمامنا طريق في وسط البحر .عبرنا البحر
بسور عن شمالنا ويميننا .تحقق هذا كأحد
ٍ الممر الجاف ،وكانت المياه أشبه
العجائب التي فعلها هللا معنا.
بعد أن عبرنا أمر هللا موسى أن يبسط ذراعه مرة أخرى ،فعادت المياه
إلى وضعها الطبيعي ،وغطت كل جيش فرعون وفرسانه الذي كان يقتفي
أثرنا .غرق الجميع في البحر ،ونظر شعب هللا ما حدث للمصريين وأنقذنا
هللا برعايته.
ُ
وترنمت بتسبحة جميلة ،واشترك معي النساء والبنات ُ
أمسكت الدفّ
واألطفال .استلمت الكنيسة منا هذه التسبحة ودعتها «الهوس (التسبحة)
األول» ،تذكارً ا لهذه األعجوبة العظيمة التي فعلها هللا معنا.
12
ثمانين عامًا تقريبًا منذ قدمناه وهو طفل البنة فرعون لم ننظره بعيوننا ،لكننا
كنا نشعر أنه مالصق لنا بالروح .عاد موسى في الثمانين من عمره ،وشعرنا
بقوة هللا العاملة فيه إلنقاذ شعب هللا من عبودية فرعون.
أحفادي المحبوبين ،أود أن أسرد إليكم القليل من معامالت هللا مع شعبه
ومعنا نحن الثالثة موسى وهرون وضعفي.
إذ خرجنا من البحر األحمر وسرنا في البرية ووصلنا إلى مارة .فرحنا
إذ رأينا بئرً ا ،لكننا لألسف وجدنا مياهها مُرّة ج ًدا .حزن الشعب وتحوّ لوا
من الترنم بتسبحة الشكر إلى التذمر على موسى وهرون وضعفي .لم يعاتب
موسى الشعب بكلمة واحدة ،بل طلب
العون من هللا .فأشار هللا إلى شجرة
وطلب من موسى أن يلقيها في البئر.
حدث أمر عجيب ،إذ صارت
المياه حلوة! هل يمكن لقطعة خشب
أن تحوّ ل المياه المرة إلى مياه حلوة
عندما ُتلقى فيها؟ قطعًا ال .لكن هذه
الخشبة تشير إلى الصليب عندما
قام المسيح المصلوب ،ومأل قلوبنا
بالفرح والبهجة حتى أثناء صراعنا
مع متاعب العالم .شرب الشعب من البئر بعد أن صارت مياهها حلوة .ماذا
تفهمون من هذه القصة؟ حس ًنا! يهبنا مسيحنا المصلوب روحه القدوس فينا
خالل المعمودية والميرون؛ فنشرب من مياه البركات السماوية مجا ًنا.
13
الرب لنا مائدة يومية (خر )١٧-١٥
ّ يقدم
جاع الشعب في البرية ،ولم يكن معهم طعام ،فتذمروا على موسى وهرون،
وقالوا لهما« :كنا نود أن نموت في مصر ،ونحن جالسين بجوار قدور اللحم
التي للمصريين نأكل ونشبع .اآلن نحن في البرية نموت من الجوع» .أرسل
صباح ،دعاه الشعب م ًنا .وعندما طلبوا أن يأكلوا
ٍ هللا طعامًا من السماء في كل
لحمًا ،أرسل لهم طيورً ا دعوها «سلوى» ،طبخوها وأكلوها .حدث هذا لكي
ألمور جسدية
ٍ يُظهر لكم أننا إذا ما سلكنا حسب إرادة هللا ،لن يتركنا محتاجين
أو نفسية.
في النهار ّ
غطاهم بسحابة تظللهم من حرارة الشمس .وبالليل كان يقودهم
في شكل عمود من النار لكي يشعروا بالدفء عند نومهم.
بلغوا إلى موضع ليس فيه ماء ،فتحدث موسى مع هللا ،وسأله :ماذا نفعل؟»
أجابهم هللا« :اضرب الصخرة بعصاك» .وعندما فعل موسى ذلك خرج ماء
من الصخرة وشرب الشعب كله.
يمدنا هللا بالطعام ألجسادنا ،أفما يُشبع نفوسنا؟ لقد قدم لنا الربّ جسده ودمه
يوم.
طعامًا روحيًا ،كما يقدم لنا الحياة األبدية .لذلك يليق بنا أن نشكره في كل ٍ
15
بكل قلوبنا.
عال يُدعى جبل سيناء .قضى هناك
جبل ٍ
سأل هللا موسى أن يصعد إلى ٍ
أربعين يومًا مع هللا .صام موسى ولم يشعر بالجوع أو العطش.
أخبر هللا موسى عن األحكام التي يريد من الشعب االلتزام بها .فأعطاه
العشرة وصايا المكتوبة على لوحين من الحجارة .بهذا يريد هللا أن يكون
شعبه أوالده ،وأن يتهيأوا للسكنى معه في السماء .الوصية األولى هي أن
يحب المؤمن الربّ إلهه ،ألن هللا يحبه ويريده أن يعيش في حضنه .يلزمنا
أيضًا أن نقدس يوم الربّ بالتسبيح له وأن نتشبه بالمالئكة الذين يعبدونه
فرحين .الوصية الثانية هي أن نحب آباءنا وأمهاتنا بطاعتنا لهم ،فتصير بيوتنا
هيكل هللا ومقدسًا له .والوصايا األخرى تدعو المؤمنين أالَّ يمارسوا شي ًئا ال
يليق بأبناء هللا لهذا يلزمنا أالَّ نقتل وال نسرق وال نشتهي ما لآلخرين.