You are on page 1of 360

‫قاموس‬

‫األمساء احلسنى‬
‫والصفات العلى‬

‫املكتب التعاوني للدعوة وتوعية اجلاليات بالربوة‬

‫‪Islamhouse.com‬‬
‫ﺡ ﺍﻟﻣﻛﺗﺏ ﺍﻟﺗﻌﺎﻭﻧﻲ ﻟﻠﺩﻋﻭﺓ ﻭ ﺍﻻﺭﺷﺎﺩ ﻭﺗﻭﻋﻳﺔ ﺍﻟﺟﺎﻟﻳﺎﺕ ﺑﺎﻟﺭﺑﻭﺓ ‪١٤٤٢ ،‬ﻫـ‬

‫ﻓﻬﺭﺳﺔ ﻣﻛﺗﺑﺔ ﺍﻟﻣﻠﻙ ﻓﻬﺩ ﺍﻟﻭﻁﻧﻳﺔ ﺃﺛﻧﺎء ﺍﻟﻧﺷﺭ‬

‫ﻣﺅﺳﺳﺔ ﺭﻭﺍﺩ ﺍﻟﺗﺭﺟﻣﺔ ﻟﻸﺗﺻﺎﻻﺕ ﻭﺗﻘﻧﻳﺔ ﺍﻟﻣﻌﻠﻭﻣﺎﺕ‬


‫ﻗﺎﻣﻭﺱ ﺍﻷﺳﻣﺎء ﻭﺍﻟﺻﻔﺎﺕ‪ / .‬ﻣﺅﺳﺳﺔ ﺭﻭﺍﺩ ﺍﻟﺗﺭﺟﻣﺔ ﻟﻸﺗﺻﺎﻻﺕ‬
‫ﻭﺗﻘﻧﻳﺔ ﺍﻟﻣﻌﻠﻭﻣﺎﺕ ‪ -.‬ﺍﻟﺭﻳﺎﺽ ‪١٤٤٢ ،‬ﻫـ‬
‫‪ ٣٧٩‬ﺹ ؛ ‪..‬ﺳﻡ‬

‫ﺭﺩﻣﻙ‪٩٧٨-٦٠٣-٨٢٩٧-٩٨-٨ :‬‬

‫‪ -١‬ﺍﻻﺳﻣﺎء ﻭ ﺍﻟﺻﻔﺎﺕ ﺃ‪.‬ﺍﻟﻌﻧﻭﺍﻥ‬


‫‪١٤٤٢/١٣١٢‬‬ ‫ﺩﻳﻭﻱ ‪٢٤١‬‬

‫ﺭﻗﻡ ﺍﻹﻳﺩﺍﻉ‪١٤٤٢/١٣١٢ :‬‬


‫ﺭﺩﻣﻙ‪٩٧٨-٦٠٣-٨٢٩٧-٩٨-٨ :‬‬

‫)ﻣﻼﺣﻅﺔ(‪ :‬ﻻ ﻳﺗﻡ ﻁﺑﺎﻋﺔ ﺍﻟﺟﺯء ﺍﻷﺳﻔﻝ ﻣﻊ ﺑﻁﺎﻗﺔ ﺍﻟﻔﻬﺭﺳﺔ‬


‫ﺗﺄﻣﻝ ﻣﻛﺗﺑﺔ ﺍﻟﻣﻠﻙ ﻓﻬﺩ ﺍﻟﻭﻁﻧﻳﺔ ﺗﻁﺑﻳﻖ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻧﻅﺎﻡ ﺍﻹﻳﺩﺍﻉ ﺑﺷﻛﻝ‬
‫ﻣﻌﻳﺎﺭﻱ ﻣﻭﺣﺩ ‪ ،‬ﻭ ﻣﻥ ﻫﻧﺎ ﻳﺗﻁﻠﺏ ﺗﺻﻭﻳﺭ ﺍﻟﺟﺯء ﺍﻻﻋﻠﻰ ﺑﺎﻷﺑﻌﺎﺩ‬
‫ﺍﻟﻣﻘﻧﻧﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﺧﻠﻑ ﺻﻔﺣﺔ ﺍﻟﻌﻧﻭﺍﻥ ﺍﻟﺩﺍﺧﻠﻳﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎﺏ ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻳﺟﺏ ﻁﺑﺎﻋﺔ‬
‫ﺍﻟﺭﻗﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﻣﻌﻳﺎﺭﻱ ﺭﺩﻣﻙ ﻣﺭﺓ ﺃﺧﺭﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺟﺯء ﺍﻟﺳﻔﻠﻲ ﺍﻷﻳﺳﺭ‬
‫ﻣﻥ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﺧﻠﻔﻲ ﺍﻟﺧﺎﺭﺟﻲ ‪.‬‬
‫ﻭ ﺿﺭﻭﺭﺓ ﺇﻳﺩﺍﻉ ﻧﺳﺧﺗﻳﻥ ﻣﻥ ﺍﻟﻌﻣﻝ ﻓﻲ ﻣﻛﺗﺑﺔ ﺍﻟﻣﻠﻙ ﻓﻬﺩ ﺍﻟﻭﻁﻧﻳﺔ ﻓﻭﺭ‬
‫ﺍﻻﻧﺗﻬﺎء ﻣﻥ ﻁﺑﺎﻋﺗﻪ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﺩﺍﻉ ﻧﺳﺧﺔ ﺍﻟﻛﺗﺭﻭﻧﻳﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﻌﻣﻝ‬
‫ﻣﺧﺯﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺭﺹ ﻣﺩﻣﺞ )‪ (CD‬ﻭﺷﻛﺭﺍ ‪،،،‬‬
‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫املقدمة‬

‫احلمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم ىلع رسول اهلل وىلع آهل وصحبه ومن وااله‪ ،‬أما بعد‪.‬‬
‫فإن من املشاريع العلمية اليت يقوم مركز رواد الرتمجة بتنفيذها –ضمن مشاريعه‬
‫العلمية ومشاريع الرتمجة‪ -‬مرشوع قواميس األصول الرشعية باللغة العربية‪ ،‬تلكون يه‬
‫اتلأسيس العليم اذلي تبىن عليه أعمال الرتمجة‪ ،‬واذلي يضم عدة قواميس منها قاموس‬
‫األحاديث انلبوية وقاموس املصطلحات الرشعية وغريها من القواميس‪.‬‬
‫ونظرا لكون أعمال الرتمجة قد تضطر املرتجم إىل انلظر يف مراجع أخرى أو تراجم‬
‫سابقة لالستعانة بها ىلع الرتمجة‪ ،‬وقد تكون هذه املراجع أو الرتاجم ىلع غري عقيدة أهل‬
‫السنة واجلماعة‪ ،‬ذلا فقد عمل املركز ىلع بناء قواميس باللغة العربية وترمجتها للك األلفاظ‬
‫والعبارات اليت يكرث سوء فهمها أو اخلطأ يف ترمجتها‪ ،‬تلكون معينا للمرتجم واملراجع ىلع‬
‫الوقوف ىلع مواضع اخلطأ‪ ،‬واكشفة هل عن وجه الصواب؛ يلتمكن من اإلفادة من هذه‬
‫القواميس يف أعمال الرتمجة اجلديدة أو مراجعة الرتاجم السابقة وتنقيحها‪.‬‬
‫ومن أهم هذه األلفاظ‪ :‬أسماء اهلل وصفاته‪ ،‬حيث وقع اتلحريف واتلأويل يف معانيها‪،‬‬
‫واخلطأ يف ترمجتها‪ ،‬مما حيتم بيان املعاين الصحيحة هلا‪ ،‬وترمجتها لعموم املسلمني؛ يلتحقق هلم‬
‫اتلعبد الصحيح بها‪ ،‬وامتثال أمر اهلل تعاىل فيها‪ ،‬يف قوهل سبحانه‪( :‬وهلل األسماء احلسىن فدعوه‬
‫بها وذروا اذلين يلحدون يف أسمائه)‪.‬‬
‫وقد تمت االستفادة يف هذا املرشوع من الكم علماء أهل السنة واجلماعة‪ ،‬وخباصة‬
‫(ابن تيمية‪ ،‬وابن القيم‪ ،‬وابن سعدي) لعنايتهم بتحرير هذه املعاين‪ ،‬وكرثة الكمهم فيها‪.‬‬
‫وتلمام حتقيق أهداف العمل تم اختصار الكم هؤالء األئمة وحتريره وفق منهجية‬
‫علمية تقوم ىلع االختصار واإلجياز‪ ،‬مع االقتصار ىلع اثلابت الصحيح يف باب األسماء‬
‫والصفات‪ ،‬وابلعد عن ادلخول يف املناقشات واتلفصيالت اليت قد يستعيص ىلع املرتجم أو‬
‫املستهدف انلهايئ فهمها‪ ،‬وفق ابلنود اتلايلة‪:‬‬
‫‪ – 1‬ذكر االسم أو الصفة‪.‬‬
‫‪ – 2‬األدلة‪.‬‬
‫‪ – 3‬أقوال العلماء‪.‬‬
‫‪ – 4‬املعىن املخترص‪.‬‬
‫‪ – 5‬األسماء والصفات واألفعال ذات العالقة‪.‬‬
‫‪ – 6‬قواعد اعمة يف األسماء والصفات‪.‬‬
‫‪ – 7‬تنبيهات تتضمن اتلنبيه ىلع األخطاء واالحنرافات املتعلقة بمعىن هذه األسماء‬
‫والصفات أو ترمجتها‪.‬‬
‫كما جتدر اإلشارة إىل أن هذا العمل قد شارك فيه عدد من املتخصصني بعدة مراحل‬
‫حبثا ومراجعة وتدقيقا واعتمادا وحتكيما كما هو شأن أعمال املركز األخرى‪.‬‬
‫واملركز إذ يقدم هذا العمل (قاموس األسماء والصفات)‪ ،‬ليسأل اهلل تعاىل أن يكون‬
‫بلنة صاحلة يف أعمال الرتمجة الرشعية اليت يهدف املركز إىل االرتقاء بها بما يتواكب مع‬
‫احلاجة وعظم الرسالة‪.‬‬
‫وصىل اهلل وسلم ىلع نبينا حممد وىلع آهل وصحبه أمجعني‪.‬‬

‫مركز رواد الرتمجة‬


‫األسماء احلسىن‬
‫اهلل‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫َو َر َد اسم اهلل يف القرآن ُّ‬
‫القرآن يف (‪ )2724‬مرة‪ ،‬منها‪ :‬قوهل‬
‫ِ‬ ‫مواض َع كثري ٍة جدا‪ ،‬فقد ذ ِك َر يف‬
‫ِ‬ ‫والسنة يف‬
‫تعاىل‪( :‬اهلل ال هلإ إال هو اليح القيوم) [آل عمران‪ ،]2:‬وقوهل تعاىل‪( :‬اهلل ال هلإ إال هو هل األسماء احلسىن)‬
‫السنة‪ :‬فحديث وفد عبد القيس وفيه‪:‬‬ ‫وأما يف ُّ‬‫[طه‪ ،]8:‬وقوهل تعاىل‪( :‬قل هو اهلل أحد) [اإلخالص‪ّ .]1:‬‬
‫(فقال رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم‪ :‬آمركم بأربع‪ ،‬وأنهاكم عن أربع‪ :‬اعبدوا اهلل وال ترشكوا به‬
‫شيئا) رواه مسلم برقم (‪.)18‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫هذا االسم من أسماء اهلل المجمع عليها‪ ،‬فقد أورده مجيع من كت َ‬
‫ب يف األسماء احلسىن بال استثناء‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫ُّ‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬اهلل‪ :‬هو اإلهل املعبود‪ ،‬فهذا االسم أحق بالعبادة)‪ .‬وقال ابن القيم‪( :‬اسم اهلل دال ىلع كونِ ِه‬
‫ِّ‬
‫وانلوائب)‪ .‬وقال ابن سعدي‪:‬‬
‫ِ‬ ‫احلوائج‬
‫ِ‬ ‫يف‬ ‫إيله‬ ‫وفزاع‬ ‫‪،‬‬ ‫وخضواع‬ ‫ا‬ ‫وتعظيم‬ ‫حمبة‬ ‫اخلالئق‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫َمألوها َمعبودا‪ ،‬تؤل‬
‫المألوه املعبود‪ ،‬ذو األلوهية والعبودية ىلع خلقه أمجعني‪ ،‬ملا اتصف به من صفات األلوهي ِة اليت‬ ‫(اهلل‪ :‬هو َ‬
‫يه صفات الكمال)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫ٍّ‬
‫اهلل‪ :‬هو اإلهل املعبود حبق‪ ،‬حمبة ورجاء وخوفا‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫األسماء‪ :‬اإلهل‪ .‬الصفات‪ :‬األلوهية ‪ -‬اإلهلية‪ .‬وهذه اثلالثة متقاربة املعىن؛ ألن املتقرر املعروف أن معىن‬
‫"هلإ" مشتقة من أهل يأهل إهلة وألوهة‪ ،‬وهلذا قيل‪ :‬توحيد اإلهلية‪ ،‬وقيل‬ ‫اإلهل يف لغة العرب‪ :‬املعبود؛ ولكمة‬
‫ََ َْ‬
‫توحيد األلوهية‪ ،‬وهما مصدران ألهل يأهل‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪ - .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان هل‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه تدل ىلع اهلل‪ ،‬وتدل ىلع‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫ان وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل‬ ‫سبحانه تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع مع ٍ‬
‫َ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬
‫جيب فيها‪،‬‬‫ِ‬ ‫هلل تعاىل هو‪ :‬الميل ِبها عما‬
‫قسمني‪ :‬صفات متعدية وصفات غري متعدية ‪ -‬اإلحلاد يف أسما ِء ا ِ‬
‫ّ‬ ‫ْ ََ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬
‫جيعلها دالة ىلع‬ ‫ك َر شيئا منها أو م ّما دلت عليه من الصفات واألفعال‪ .‬اثلاين‪ :‬أن‬ ‫وهو أنواع‪ :‬األول‪ :‬أن ين ِ‬
‫يسم به َ‬
‫نفسه‪،‬‬ ‫صفات تشابه صفات املخلوقني‪ ،‬كما َف َع َل أهل التشبيه‪ .‬اثلالث‪ :‬أن يسىم اهلل تعاىل بما لم ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كتسمي ِة انلصارى هل األب‪ ،‬وتسمي ِة الفالسف ِة إياه العلة الفاعلة‪ .‬الرابع‪ :‬أن يشتق من أسمائه أسماء‬
‫أحد القولني‪.‬‬ ‫لألصنام‪ ،‬كما فعل املرشكون يف اشتقاق الع ّزى من العزيز‪ ،‬واشتقاق الالت من اإل ِهل ىلع ِ‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫‪ -1‬ال يرشع ذكر اهلل باسم (اهلل) مفردا‪ُّ -2 .‬‬
‫أحب األسماء إىل اهلل‪ :‬عبد اهلل وعبد الرمحن‪ -3 .‬أكرث ما يدىع‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫اهلل تعاىل بلفظ‪( :‬اللهم)‪ ،‬ومعىن اللهم‪ :‬يااهلل‪ ،‬فامليم امللحقة جاءت ِعوضا عن ياء انلداء‪ ،‬وهلذا ال تستعمل‬
‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫إال يف َّ‬
‫غفور رحيم‪ ،‬بل يقال‪ :‬اللهم اغ ِف ْر يل وارمحين‪ -4 .‬قال بعضهم إن (اهلل) هو‬ ‫الطلب‪ ،‬فال يقال‪ :‬اللهم‬

‫‪1‬‬
‫ّ‬
‫هلل األعظم‪ ،‬ألنه االسم الوحيد اذلي يوجد يف مجيع انلصوص اليت قال الرسول صىل اهلل عليه وسلم‬ ‫اسم ا ِ‬
‫ُّ‬ ‫ّ‬
‫(اليح القيوم)‪ ،‬وقيل غري ذلك‪ -5 .‬هلذا االسم‬ ‫إن اسم اهلل األعظم ورد فيها‪ ،‬وقيل‪ :‬إن اسم اهلل األعظم هو‬
‫اختص ربنا عز وجل به‪ ،‬واقرتان أغلب‬ ‫َّ‬ ‫خصائص لفظية ومعنوية كثرية‪ ،‬فمن اخلصائص املعنوية أنه ٌ‬
‫علم‬
‫أحد دون انلطق به‬ ‫األذاكر به‪ ،‬وكون سائر األسماء احلسىن تأيت نعتا هل وال عكس‪ ،‬وأنه ال يصح إسالم ٍ‬
‫قول‪ ،‬فيقول‪ :‬ال هلإ إال اهلل‪ ،‬وال يقول إال امللك أو العزيز مثال‪ ،‬وما سبق من كونه االسم األعظم ىلع‬ ‫ىلع ٍ‬
‫مبارشة دون‬ ‫قول‪ ،‬ومن اخلصائص اللفظية أنه أكرث اسم ورد يف القرآن الكريم‪ ،‬ودخول حرف انلداء عليه‬ ‫ٍ‬
‫ّ َ َ َ َّ َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬
‫(أيها) ودون حذف (ال)‪ ،‬وما سبق من اتلعويض بامليم‪ -6 .‬تأول املعطلة اسم اهلل وزعموا أن من أقر بأن‬
‫َّ‬
‫فإن املرشكني اكنوا ي ُّ‬ ‫دون غريه فقد شهد أنّه ال هلإ إال هو‪ ،‬وهذا ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قرون‬ ‫غلط‪،‬‬ ‫ِِ‬ ‫اهلل هو القادر ىلع االخرتاع‬
‫عبد فهو هلإ ٌ بمعىن مألوه‪ ،‬ال هلإ بمعىن ِآهل‪ ،‬واتلوحيد‬ ‫احلق هو اذلي يستحق أن ي َ‬
‫بهذا وهم مرشكون‪ ،‬بل اإلهل ُّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫هلل إلها آخر‪.‬‬‫أن يعبد اهلل وحده ال رشيك هل‪ ،‬واإلرشاك أن جيعل مع ا ِ‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار‬
‫املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ :‬الطبعة‬ ‫اإلمام اذلهيب‪ - .‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫اثلاثلة‪ ،‬دار اهلجرة للنرش واتلوزيع‪ - .‬وهلل األسماء احلسىن فادعوه بها لعبد العزيز بن نارص اجلليل‪ ،‬دار‬
‫طيبة‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار‬
‫إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬مدارج السالكني بني منازل إياك نعبد وإياك نستعني البن قيم اجلوزية‪،‬‬
‫الطبعة اثلاثلة‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬لعبيد بن يلع العبيد طبعة‪ :‬اجلامعة‬
‫اإلسالمية باملدينة املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬جمموع الفتاوى أليب العباس أمحد بن عبد‬
‫احلليم بن تيمية‪ ،‬طبعة‪ :‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ ،‬املدينة انلبوية‪ - .‬رشح أسماء اهلل‬
‫احلسىن يف ضوء الكتاب والسنة لسعيد بن يلع بن وهف القحطاين‪ :‬مطبعة سفري‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176418( :‬‬

‫‪2‬‬
‫َّ ْ‬
‫الرحِيم‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َ‬
‫مواطن كثري ٍة‪ ،‬وقد ورد يف القرآن الكريم (‪ )114‬مرة تقريبا‪،‬‬ ‫والسن ِة يف‬ ‫(الرحيم) ٌ‬
‫ثابت بالكتاب ُّ‬ ‫اسم ّ‬
‫ِ‬
‫ّ‬
‫منها‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬إنه من سليمان وإنه بسم اهلل الرمحن الرحيم} [انلمل‪ ،]30 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬إنه هو اتلواب‬
‫ُّ ّ‬ ‫الرحيم} [ابلقرة‪ ،]54 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬وهو الغفور الرحيم} [يونس‪ّ .]107 :‬‬
‫السنة‪ :‬فحديث أيب بكر‬ ‫وأما يف‬
‫الصديق ريض اهلل عنه‪ :‬أنه قال لرسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم‪ :‬علمين داعء أدعو به يف صاليت‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫َ‬
‫اذلنوب إال أنت‪ ،‬فاغفر يل مغفرة ِمن ِعندك‪ ،‬وارمحين‪،‬‬ ‫(قل‪ :‬امهلل إين ظل ْمت نفيس ظلما كثريا‪ ،‬وال يَغفر‬
‫إنك أنت الغفور الرحيم) رواه ابلخاري برقم (‪.)834‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫هذا االسم من األسما ِء المتفق عليها‪ ،‬وقد ذك َره مجيع من كت َ‬
‫ب يف األسماء احلسىن‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬هو اذلي يرحم ال ِعباد ِبمشيئ ِت ِه وقدرتِه)‪ .‬وقال ابن القيم‪( :‬الرحيم دال ىلع أنه يرحم خلقه‬
‫ِّ‬ ‫َ‬
‫برمح ِته)‪ .‬وقال السعدي‪( :‬الرحيم ذو الرمح ِة العظيم ِة اليت اتصف بها‪ ،‬الم َت َعلق ِة باملرحوم)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫الرحيم‪ :‬ذو ّ‬
‫الرمح ِة العظيم ِة اليت يرحم بها عباده‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫َ‬
‫األسماء‪ :‬الرمحن‪ .‬الصفات‪ :‬الرمحة‪ .‬األفعال‪ :‬ي ْرحم‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫َ‬ ‫ُّ‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪ - .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫باسم "الرمحن"‪ ،‬كما يف سورة الفاحتة والبسملة‪ ،‬أو باسم آخر حنو‪{ :‬‬ ‫اسم "الرحيم" مقرونا ِ‬ ‫‪ -1‬اغلب ميج ِء ِ‬
‫العزيز الرحيم }‪ { ،‬الغفور الرحيم}‪ { ،‬الرب الرحيم }‪ { ،‬اتلواب الرحيم }‪ -2 .‬اسم "الرحيم" دال ىلع اتصافه‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫تعاىل بصف ِة الرمحة‪ ،‬ويه صفة حقيقية هل سبحانه‪ ،‬ىلع ما يليق جبالهل‪ ،‬وال جيوز القول بأن املراد بها‬
‫الرمحن والرحيم أن‪ -1 :‬الرمحن‬
‫ِ‬ ‫اسم‬
‫الزمها؛ كإرادة اإلحسان وحنوه؛ كما يزعم املعطلة‪ -3 .‬الفرق بني ِ‬
‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ّ َ َْ‬ ‫ُّ‬
‫ناء (فعالن) أشد مبالغة من (ف ِعيْل)‪ ،‬وبناء عليه قيل‪ :‬الرمحن جبميع‬ ‫أشد مبالغة ِمن الرحيم؛ ألن ِب‬
‫خلقه‪ ،‬والرحيم باملؤمنني‪ ،‬وقيل‪ :‬الرمحن يف ادلنيا والرحيم يف اآلخرة‪ -2 .‬الرمحن دال ىلع الصف ِة القائم ِة ب ِه‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ُّ‬
‫للوصف واثلاين للفع ِل‪ ،‬فاألول دال أن الرمحة‬
‫ِ‬ ‫سبحانه‪ ،‬والرحيم دال ىلع ت َعل ِقها باملرحوم‪ ،‬فاكن األول‬
‫َ َْ‬
‫صفته واثلاين دال ىلع أنه يَرحم خلقه برمح ِت ِه‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫انلهج األسىم ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪ ،‬الكويت‪- .‬بدائع الفوائد البن قيم اجلوزية‪،‬‬
‫حتقيق يلع بن حممد العمران‪ ،‬طبعة دار اعلم الفوائد ‪ -‬تفسري أسماء اهلل احلسىن لعبد الرمحن بن سعدي‪،‬‬
‫طبعة اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن‬
‫خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار أضواء السلف للنرش واتلوزيع‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل‬
‫وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ حممد بن صالح العثيمني‬
‫اخلريية‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬جهود اإلمام ابن قيم اجلوزية يف تقرير توحيد األسماء والصفات لويلد بن‬
‫حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬طبعة املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬مدارج السالكني البن قيم اجلوزية‪،‬‬
‫حتقيق‪ :‬حممد املعتصم باهلل ابلغدادي‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ - .‬مذكرة ىلع العقيدة الواسطية ملحمد بن‬
‫هراس‪،‬‬‫صالح بن حممد العثيمني‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬رشح العقيدة الواسطية‪ ،‬ملحمد بن خليل حسن ّ‬
‫طبعة دار اهلجرة للنرش واتلوزيع‪ - .‬فقه األسماء احلسىن لعبد الرزاق ابلدر‪ ،‬الطبعة األول‪ ،‬مطابع‬
‫احلمييض‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176419( :‬‬

‫‪4‬‬
‫َ‬
‫الملِك‬
‫األدلة‪:‬‬
‫مرات‪ ،‬منها‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬فتعاىل اهلل َ‬ ‫(الملك) يف القرآن الكريم َ‬
‫مخس ّ‬ ‫ْ‬
‫َو َر َد ذكر اسم َ‬
‫الم ِلك احلق} [طه‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫‪ ،]114‬وقوهل تعاىل‪{ :‬هو اهلل اذلي ال هلإ إال هو امللك} [احلرش‪ ،]23 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬م ِل ِك انلاس}‬
‫الس ّنة‪ :‬فقوهل صىل اهلل عليه وسلم يف داعء االستفتاح‪( :‬امهلل أنت َ‬
‫الم ِلك ال هلإ إال‬ ‫[انلاس‪ّ .]2:‬‬
‫وأما يف ُّ‬
‫أنت‪ ،‬أنت ريب‪ ،‬وأنا عبدك‪ ،‬ظلمت نفيس‪ ،‬واعرتفت بذنيب‪ ،‬فاغفر يل ذنويب مجيعا‪ ،‬إنه ال يغفر اذلنوب‬
‫إال أنت) رواه مسلم برقم (‪.)771‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(الملك) من األسما ِء اثلابتة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذك َره أغلب م ْن كت َ‬
‫اسم َ‬
‫ب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫قاال ابن تيمياة‪( :‬هو اذلي يترصااف ِبااألمر)‪ .‬وقاال ابن القيم‪( :‬اذلي ياأمر وينِ‪ ،‬وييِياب ويعااقاب‪ ،‬وي ِهني‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫كرم‪ ،‬ويع ُّز ويذ ُّل)‪ .‬وقال الشايخ الساعدي‪َ :‬‬‫ْ‬
‫صاوف ِب ِصاف ِة المل ِك‬ ‫َ‬ ‫املو‬ ‫فهو‬ ‫‪،‬‬‫ك‬ ‫ل‬‫الم‬ ‫هل‬ ‫اذلي‬ ‫‪:‬‬ ‫املالك‬ ‫ك‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫(الم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وي‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬
‫ويه صفات العظمة والكربياء والقهر واتلدبري‪ ،‬اذلي هل اتلرصف املطلق‪ ،‬يف اخلل ِق واألمر واجلَزاء)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حيب‪ ،‬ويقلبهم كما يشاء‪،‬‬ ‫صفات العظم ِة واتلدبري‪ ،‬اذلي يرصف أمور عبا ِدهِ كما ِ‬ ‫ِ‬ ‫الم ِلك‪ :‬هو املوصوف ِب‬
‫وهو اآلمر َّ‬
‫انلايه‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬املليك‪ ،‬ملك انلاس‪ ،‬مالك يوم ادلين‪ ،‬مالك امللك‪ .‬الصفات‪ :‬الملك‪ .‬األفعال‪ :‬يملك‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪ - .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫الملك من األسما ِء املفردة‪ ،‬ومن األسماء املضافة‪ ،‬مثل‪ :‬ملك انلاس‪ ،‬فمن أسماء اهلل تعاىل ما يكون‬ ‫‪َ -1‬‬
‫احلق هلل وحده‪ ،‬وال َم ِلك ىلع احلقيقة سواه اكن أخنع اسم وأوضعه عند اهلل‬ ‫مضافا‪ -2 .‬ملا اكن الملْك ُّ‬
‫ّ‬
‫ألحد غري اهلل‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫وأغضبه هل اسم "شاهان شاه" أي‪َ :‬م ِلك الملوك وسلطان السالطني‪ ،‬فإن ذلك ليس‬
‫ّ‬ ‫ك ُّ‬ ‫ّ َ َ‬ ‫فتسمية غريه بهذا من أبطل ابلاطل‪ -3 .‬الفرق بني َ‬
‫أعم من املالك‪ ،‬فإن امللك‪:‬‬ ‫الم ِل ِك واملال ِ ِك‪ :‬أن الم ِل‬
‫لك مالِك يَنفذ أمره وتَ َ ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬
‫رصفه فيما يَم ِلكه‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫كه‪ ،‬وليس‬
‫األمر يف مل ِ‬
‫ِ‬ ‫والقهر‪ ،‬انلافِذ‬
‫ِ‬
‫ذو ُّ‬
‫السلطان‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬انلهج األسىم ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪ ،‬الكويت‪- .‬بدائع الفوائد البن قيم‬
‫اجلوزية‪ ،‬حتقيق يلع بن حممد العمران‪ ،‬طبعة دار اعلم الفوائد ‪-‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬لعبيد بن يلع‬

‫‪5‬‬
‫العبيد طبعة اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن‬
‫ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار أضواء السلف للنرش واتلوزيع‪- .‬فتح القديرملحمد بن يلع‬
‫الشواكين‪ ،‬دار الفكر‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع‬
‫بإرشاف مؤسسة الشيخ حممد بن صالح العثيمني اخلريية‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬جهود اإلمام ابن قيم‬
‫اجلوزية يف تقرير توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬طبعة املربة اخلريية لعلوم‬
‫القرآن والسنة‪ - .‬مفتاح دار السعادة البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ - .‬زاد املعاد البن قيم‬
‫اجلوزية‪،‬مؤسسة الرسالة‪- .‬جامع الرسائل البن تيمية‪ ،‬حتقيق حممد رشاد سالم‪ ،‬دار العطاء‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176420( :‬‬

‫‪6‬‬
‫ُ ُّ‬
‫القد ْوس‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫َّ‬ ‫َْ‬ ‫ُّْ‬ ‫ََ‬
‫هلل تعاىل وهما‪ :‬قوهل تعاىل‪{َ :‬هو اَّلل اذلي ال ِإهل ِإال هو امللك‬ ‫كتاب ا ِ‬
‫ِ‬ ‫موضعني من‬ ‫َورد اسم (القدوس) يف ِ‬
‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫العزيز‬
‫ِ‬ ‫وس‬‫ِ‬ ‫د‬ ‫الق‬ ‫لك‬ ‫الس َم َوات َو َما ِيف األ ْرض امل‬
‫القدوس} [احلرش‪ ،]23 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬يسبح هلل َما يف َّ‬
‫ِ‬
‫وأما يف السنة‪ :‬فحديث اعئشة أن رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم اكن يقول يف‬ ‫[اجلمعة‪ّ .]1 :‬‬
‫َ‬ ‫احلكيم}‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫ركوعه وسجوده‪( :‬سبوح قدوس‪ ،‬رب املالئكة والروح) رواه مسلم برقم (‪.)487‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ََ ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ُّ ْ‬
‫هلل تعاىل اثلابت ِة هل‪ ،‬وقد ذكره أغلب من كتب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬
‫(القدوس) اسم ِمن أسما ِء ا ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ِّ ْ‬
‫وت الكمال أو يلحقه يشء من اآلفات)‪ .‬وقال ابن القيم‪:‬‬ ‫قال ابن تيمية‪( :‬المتَنه أن يماثِله يشء يف نع ِ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ِّ ٍّ َ ْ‬ ‫َ َّ‬
‫قص لكها وأن يماثِله أحد‬
‫فات انل ِ‬
‫(المَنه ِمن لك رش ونق ٍص وعيب) وقال السعدي‪( :‬المعظم المَنه عن ِص ِ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ِّ‬
‫قاربَه أو يماثله أحد يف يش ٍء من الكمال)‪.‬‬
‫مجيع العيوب‪ ،‬واملتَنه عن أن ي ِ‬
‫من اخللق‪ ،‬فهو المتَنه عن ِ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫الق ُّدوس‪ :‬السالم من مماثلة أحد من خلقه‪ ،‬الم َ ّ‬
‫ربأ عن لك نقص‪ ،‬المَنه عن لك ما ينايف كماهل‪.‬‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬السالم ‪ -‬السبوح‪ .‬الصفات‪ :‬السالمة‪ ،‬اتلقديس‪ .‬األفعال‪ :‬تقدس‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه تدل ىلع اهلل‪ ،‬وتدل ىلع صفا ٍت‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عطلة تَ َّديع أنها تق ِّدس َ‬ ‫‪ -1‬الم ِّ‬
‫الصفات عنه‪ ،‬الستلزامِ إثباتِها اتلمثيل بزعمهم‪ ،‬وال شك يف‬
‫ِ‬ ‫بنيف‬
‫ِ‬ ‫اهلل‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫قريب‬ ‫االشرتاك يف املعىن واهليئة‪ -2 .‬اسم السالم‬ ‫اللفظ ال يَعين‬
‫ِ‬ ‫االشرتاك يف‬
‫ِ‬ ‫قوهلم هذا‪ ،‬ألن جم َّرد‬
‫طالن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬
‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫العيوب يف املايض واحلارض‪،‬‬
‫ِ‬ ‫مجيع‬
‫اسم القدوس‪ ،‬والفرق بينهما أن القدوس إشارة إىل براءتِ ِه عن ِ‬ ‫من ِ‬
‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫الزمان املستقبل‪ .‬وأما السبوح فمعناه‪ :‬اذلي‬
‫ِ‬ ‫العيوب يف‬
‫ِ‬ ‫والسالم‪ :‬إشارة إىل أنه ال يطرأ عليه يشء من‬
‫ٌ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫اسم القدوس‪.‬‬ ‫يَنه عن لك سوء‪ ،‬ومعناه قريب من ِ‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬بيان تلبيس اجلهمية يف تأسيس بدعهم الالكمية البن تيمية‪ ،‬طبعة جممع امللك فهد لطباعة املصحف‬
‫الرشيف‪ - .‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل‪ ،‬دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود‬
‫انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪- .‬شفاء العليل البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار املعرفة‪ - .‬معتقد أهل السنة‬

‫‪7‬‬
‫واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار إيالف ادلويلة للنرش‬
‫واتلوزيع‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪- 33‬‬
‫‪ 1421‬ـه‪ -‬جمموع الفتاوى أليب العباس أمحد بن عبد احلليم بن تيمية‪ ،‬طبعة‪ :‬جممع امللك فهد لطباعة‬
‫املصحف الرشيف‪ ،‬املدينة انلبوية‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل‬
‫وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪- .‬رشح أسماء اهلل احلسىن ىلع‬
‫ضوء الكتاب والسنة لسعيد بن وهف القحطاين‪ ،‬طبعة دار اإليمان للطبع والنرش واتلوزيع‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176535( :‬‬

‫‪8‬‬
‫َّ َ‬
‫السالم‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬
‫َو َرد اسم (السالم) مرة واحدة يف القرآن الكريم‪ ،‬وذلك يف قوهل تعاىل‪{ :‬امللك القدوس السالم املؤمن}‬
‫السنة‪ :‬فقد جاء عن ثوبان ريض اهلل عنه‪ ،‬قال‪ :‬اكن رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم‬ ‫[احلرش‪َّ .]23:‬‬
‫وأما يف ُّ‬
‫اجلالل‬ ‫َ‬
‫تباركت ذا‬ ‫السالم ومنك السالم‪،‬‬‫انرص َف من صالته استغفر ثالثا وقال‪( :‬امهلل أنت َّ‬
‫إذا َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫واإلكرامِ ) رواه مسلم برقم (‪.)591‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ََ‬
‫هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذكره أغلب من كتب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬
‫اسم (السالم) من األسما ِء اثلابت ِة ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬
‫يوب وانلقاائِ ِص)‪.‬‬ ‫ابن القيم‪( َ :‬اذلي ساا ِلم ْ ِمن الع ِ‬ ‫اال‬ ‫ق‬‫و‬ ‫ص)‪.‬‬ ‫ق‬ ‫وانل‬ ‫اب‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫الع‬ ‫عن‬ ‫س‬ ‫د‬ ‫قاال ابن تيمياة‪( :‬المقا‬
‫ِّ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ ْ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬
‫مجيع‬
‫انلقص لكها‪ ،‬وأن يماثِله أحد ِمن اخللق‪ ،‬فهو المتَن ِه عن ِ‬ ‫ِ‬ ‫افات‬‫وقال الساعدي‪( :‬المع َظم المَنه عن ص ِ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫قاربَه أو يماثِله أحد يف يش ٍء ِمن الكمال)‪.‬‬ ‫ّ‬
‫العيوب‪ ،‬والمتَنه عن أن ي ِ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ َ‬
‫قص وآف ٍة وعيْب‪.‬‬ ‫َّ‬
‫السالِم ِمن لك ن ٍ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫َ َ َّ‬ ‫ْ‬ ‫األسماء‪ :‬الق ُّدوس ‪ُّ -‬‬
‫الس ُّب ْوح‪ .‬الصفات‪ :‬القد ِسية ‪ -‬السبوح‪ .‬األفعال‪ :‬تقدس‪.‬‬
‫ّ‬

‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه تدل ىلع اهلل‪ ،‬وتدل ىلع‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ّ‬
‫السالم ىلع اهلل‪ ،‬فإن َ‬ ‫‪ -1‬ال يقال ّ‬
‫اهلل تعاىل هو السالم ومنه السالم‪ ،‬وذللك نِ انليب صىل اهلل عليه‬
‫َ‬
‫املطلوب‬ ‫َ‬
‫املطلوب منه ال‬ ‫َ‬
‫السالم هو طلب السالمة‪ ،‬واهلل تعاىل هو‬ ‫وسلم أن يقال‪ :‬السالم ىلع اهلل؛ ألن‬
‫َ ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ُّ‬
‫املدعو ال املدعو هل‪ ،‬فيستحيل أن يسلم عليه بل هو المسلم ىلع عبا ِدهِ‪ ،‬ولكن يقال‪( :‬اتلحيات‬ ‫هل‪ ،‬وهو‬
‫ُّ‬ ‫ٌ‬
‫اسم القدوس يف املعىن‪.‬‬
‫هلل) أي اتلعظيمات‪ -3 .‬واسم السالم قريب من ِ‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬
‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬وهلل األسماء احلسىن فادعوه بها لعبد العزيز بن نارص اجلليل‪ .‬دار طيبة‪- .‬‬
‫معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار إيالف‬
‫ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة العدد ‪112‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬السنة ‪ 1421- 33‬ـه‪ -‬جمموع الفتاوى أليب العباس أمحد بن عبد احلليم بن تيمية‪ ،‬طبعة‪ :‬جممع امللك‬
‫فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ ،‬املدينة انلبوية‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات‬
‫اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176536( :‬‬

‫‪10‬‬
‫ُْ‬
‫المؤمِن‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َََ ْ‬
‫القرآن الكريم يف آي ٍة واحد ٍة يف قوهل تعاىل‪{ :‬هو اهلل اذلي ال هلإ إال هو امللك‬
‫ِ‬ ‫اسم (المؤ ِمن) يف‬
‫ورد ِذكر ِ‬
‫القدوس السالم املؤمن املهيمن} [احلرش‪ :‬من اآلية‪.]23‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ َْ َ َ‬ ‫ْ‬
‫هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذكره أغلب من كتب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬
‫اسم (المؤ ِمن) ِمن األسما ِء اثلابت ِة ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ِّ‬ ‫َ ِّ‬
‫الئل اليت دل بها ىلع ِصدقِ ِه) وقال ابن‬ ‫قال ابن تيمية‪( :‬المصدق اذلي يصدق أنبياءه فيما أخربوا عنه ِبادل ِ‬
‫ؤمن اذلي ِّ‬
‫يؤمن‬ ‫القيم‪( :‬هو‪ :‬الم َصا ِّدق اذلي يصادق الصاادقني بما يقيم هلم من شاواهد صادقهم‪ ،‬وهو الم ِّ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬
‫بصفات الكمال‪ ،‬وبكمال اجل َ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬
‫الل‬
‫ُّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫فس‬
‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ىلع‬ ‫أثىن‬ ‫اذلي‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ؤ‬ ‫(الم‬ ‫السعدي‪:‬‬ ‫الشيخ‬ ‫وقال‬ ‫)‪.‬‬‫ه‬‫ِ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ل‬‫ظ‬ ‫ن‬‫م‬‫ِ‬ ‫ه‬‫ق‬ ‫خل‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫باآليات والرباهني‪ ،‬وصاادق رسااله ِبكل آي ٍة وبرهان يدل ىلع‬ ‫ِ‬ ‫واجلمال‪ ،‬اذلي أرساال رسااله وأنزل كتبه‬
‫ِصدقِ ِهم وصح ِة ماجاؤا به)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫ْ‬
‫َ َ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬
‫ظلمَ ِ َتل َمام‬
‫واملعجزات هلم‪ ،‬واذلي يؤمن اخللق ِمن ال ِ‬
‫ِ‬ ‫ادلالئل‬
‫ِ‬ ‫المؤ ِمن‪ :‬الم َصدق اذلي يصدق أنبياءه بإقام ِة‬
‫ْ‬
‫َعد ِهل‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫ِّ‬
‫األسماء‪ :‬السالم ‪ -‬الشهيد‪ .‬الصفات‪ :‬الشهادة‪ .‬األفعال‪ :‬يؤمن‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ِّ َ ْ َ‬
‫دهل‪ ،‬فالمحسن ال خياف دليه ظلما وال هضما‪ ،‬وال‬ ‫المؤ ِمن هو اذلي يؤمن خلقه ِمن أن يظ ِلمهم ِتلمامِ ع ِ‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ضيع هل ِمثقال ذرةٍ‪ ،‬والميسء جيازي ِه بِسيئ ٍة مث ِلها وحيطها عنه ِباتلوب ِة‬ ‫خياف خبسا وال َرهقا‪ ،‬أو أن ي‬
‫ّ‬ ‫َّ َ‬ ‫ُّ ْ‬ ‫وانلَّدمِ واالستغفار واحلسنات واملصائب‪ ،‬برشط اإليمان‪ ،‬واهلل تعاىل ٌ‬
‫قادر ىلع الظل ِم‪ ،‬ولكنه تعاىل ن َّز َه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َْ‬ ‫نَ َ‬
‫وح َّر َمه ىلع نف ِس ِه‪.‬‬
‫فسه عنه‪َ ،‬‬

‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬
‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪،‬‬
‫الطبعة األوىل‪ ،‬دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة‬

‫‪11‬‬
‫اإلسالمية باملدينة املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪ 1421- 33‬ـه‪ -‬جمموع الفتاوى أليب العباس أمحد بن عبد‬
‫احلليم بن تيمية‪ ،‬طبعة‪ :‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ ،‬املدينة انلبوية‪ ،‬اململكة العربية‬
‫السعودية‪- .‬فقه األسماء احلسىن‪ ،‬لعبد الرزاق بن عبد املحسن ابلدر‪ ،‬مطابع احلمييض‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176537( :‬‬

‫‪12‬‬
‫َّ ْ‬
‫الرمحن‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َ‬
‫مواضع كثرية من الكتاب ُّ‬ ‫َ‬
‫والسنة‪ ،‬فقد ذ ِك َر يف القرآن الكريم (‪ )57‬مرة تقريبا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َو َرد اسم (الرمحن) يف‬
‫منها‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬وإهلكم هلإ واحد ال هلإ إال هو الرمحن الرحيم} [ابلقرة‪ .]163:‬وقوهل تعاىل‪{ :‬إنه من‬
‫سليمان وإنه بسم اهلل الرمحن الرحيم} [انلمل‪ .]30 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬الرمحن ىلع العرش استوى}[طه‪.]5:‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ََْ َ‬
‫جمع عليها‪ ،‬فقد أورده مجيع من كتب يف األسما ِء احلسىن بال استثناء‪.‬‬
‫هذا االسم من أسما ِء اهلل الم ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫قال ابن تيمية‪ :‬هو (المساىم ِب ِصاف ِة الرمحة)‪ .‬وقال ابن القيم‪( :‬الرمحن دال ىلع الصاف ِة القائم ِة به سابحانه)‪.‬‬
‫َ َ ْ َّ‬
‫ت لك يشء)‪.‬‬ ‫وقال السعدي‪( :‬ذو الرمح ِة الواسع ِة العظيم ِة اليت و ِسع‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫ٌ‬
‫الرمحن‪ :‬ذو الرمح ِة الواسع ِة اليت يه قائمة بذا ِت ِه سبحانه‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬الرحيم‪ .‬الصفات‪ :‬الرمحة‪ .‬األفعال‪ :‬يرحم‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه تدل ىلع اهلل‪ ،‬وتدل ىلع‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ٌ‬
‫رمحن بعباده‪ ،‬وال‬ ‫سىم به غريه‪ -2 .‬لم يىجء‪:‬‬ ‫‪ -1‬الرمحن ِمن األسما ِء املختص ِة ب ِه سبحانه‪ ،‬فال جيوز أن ي َّ‬
‫املوصوف به‪ -3 .‬الفرق‬
‫ِ‬ ‫مجيع معناه‬
‫وثبوت ِ‬
‫ِ‬ ‫الوصف‬
‫ِ‬ ‫الرمحن من َس َع ِة هذا‬
‫ِ‬ ‫اسم‬
‫رمحن باملؤمنني‪ ،‬مع ما يف ِ‬
‫ٌ‬
‫ُّ‬ ‫ّ َ َْ‬ ‫ُّ‬
‫ناء (فعالن) أشد مبالغة‬ ‫الرمحن والرحيم يف أمور منها‪ -1 :‬الرمحن أشد مبالغة ِمن الرحيم؛ ألن ب ُِّ‬‫ِ‬ ‫اسم‬
‫بني ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫من (ف ِعيل)‪ -2 .‬الرمحن دال ىلع الصف ِة القائم ِة ب ِه سبحانه‪ ،‬والرحيم دال ىلع تعل ِقها باملرحوم‪ ،‬فاكن األول‬
‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫للفعل‪ ،‬فاألول دال أن الرمحة صفته واثلاين دال ىلع أنه يَرحم خلقه برمح ِت ِه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫للوصف واثلاين‬
‫ِ‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫انلهج األسىم ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪ ،‬الكويت‪- .‬بدائع الفوائد البن قيم اجلوزية‪،‬‬
‫حتقيق يلع بن حممد العمران‪ ،‬طبعة دار اعلم الفوائد ‪ -‬تفسري أسماء اهلل احلسىن لعبد الرمحن بن سعدي‪،‬‬
‫طبعة اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن‬
‫خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار أضواء السلف للنرش واتلوزيع‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل‬
‫وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ حممد بن صالح العثيمني‬
‫اخلريية‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬جهود اإلمام ابن قيم اجلوزية يف تقرير توحيد األسماء والصفات لويلد بن‬

‫‪13‬‬
‫حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬طبعة املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬مدارج السالكني البن قيم اجلوزية‬
‫حتقيق‪ :‬حممد املعتصم باهلل ابلغدادي‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ - .‬الفتاوى الكربى البن تيمية‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املعرفة‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176539( :‬‬

‫‪14‬‬
‫َ َّ‬
‫اجلبار‬

‫َّ‬ ‫األدلة‪:‬‬
‫َ‬
‫الكريم َم َّرة واحدة يف قوهل تعاىل‪{ :‬العزيز اجلبار املتكرب} [احلرش‪ .]23:‬وأما‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫َو َرد اسم (اجلَ َّبار) يف‬
‫ُّ‬ ‫ُّ َّ‬
‫انليب صىل اهلل عليه وسلم‪( :‬تكون األرض‬ ‫السنة‪ :‬فعن أيب سعيد اخلدري ريض اهلل عنه قال‪ :‬قال‬ ‫يف‬
‫ّ‬ ‫ْبتَه يف َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْبة واحدة‪ ،‬ي َتكفؤها اجل َ َّبار ب َيده كما يَكفأ أحدكم خ ْ َ‬‫يوم القيامة خ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ألهل اجلَنة)‬
‫ِ‬ ‫السفر‪ ،‬نزال‬ ‫ِ ِ‬
‫أخرجه ابلخاري برقم (‪ ،)6520‬ومسلم برقم (‪.)2792‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ َ َْ َ َ‬ ‫َ َّ‬
‫هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذكره أغلب من كتب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬
‫اثلابت ِة ِ‬
‫اسم (اجلبار) ِمن األسما ِء ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫َّ‬
‫اتلزم قدرته عليهم)‪ .‬وقال ابن القيم‪( :‬فاجلَبار‬ ‫َ‬
‫ر‪ ،‬وذلك َ يس ِ‬
‫َ‬
‫عليهم المساي ِط‬ ‫ِ‬ ‫(الر ُّب هو اجلَبار‬
‫َّ‬ ‫قال ابن تيمية‪َّ :‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫يف صافة ِّ‬
‫ان‪ :‬الملك والقهر والعلو)‪ .‬وقال الشايخ الساعدي‪( :‬اجل َ َّبار ِبمعىن‬ ‫ٍ‬ ‫رجع إىل ثالث ِة َم َع‬
‫ِ‬ ‫الرب سابحانه ت‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫العاج ِز‪ ،‬ولِمن الذ‬
‫ِ‬ ‫وللضااعيف‬
‫ِ‬ ‫وب المنك ِِسااة‪،‬‬
‫األىلع‪ ،‬وبمعىن القهار‪ ،‬وبمعىن الرؤوف‪ ،‬اجلبار للقل ِ‬ ‫الع ِّ‬
‫يل‬
‫ََ‬ ‫ِ‬
‫به‪ ،‬وجل َأ إيله)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ َ‬ ‫ِّ‬
‫َ‬
‫معنيان‪ :‬األول‪ :‬املسيطر ىلع لك يشءٍ‪ ،‬اذلي دان هل لك يشء‪ ،‬وخضع هل لك يشء‪ ،‬واثلاين‪ :‬اذلي‬
‫َ‬ ‫اجل َ َّبار هل‬
‫َجيرب َمن َ‬
‫اتلجأ إيله‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الق ّهار‪َ -‬‬
‫الع ِيل ‪ -‬األىلع‪ -‬الق ِدير‪ -‬المهي ِمن ‪ -‬املتكرب‪ .‬الصفات‪ :‬القهر ‪ -‬العلو ‪ -‬القدرة‪ .‬األفعال‪:‬‬ ‫األسماء‪:‬‬
‫َْ‬
‫جيرب‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫دل‬ ‫وت‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫فيه‬ ‫‪،‬‬‫وأوصاف‬ ‫أعالم‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬

‫ْ َ‬ ‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ٌ‬
‫جبار ِمن ِجه ِة املعىن واحلكم‪َ ،‬أما ِمن ِجه ِة المعىن فإن اجلبار هو اذلي دان َهل‬ ‫واإل ِ‬
‫ار ُّ ِ‬ ‫هناك فرق بني اجلب ِ‬
‫الق ْهر واإلكراه ىلع اليشء‪ .‬وأماَّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وخ َض َ‬ ‫ُّ‬
‫َ‬ ‫فهو‬ ‫جبار‬‫اإل‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫وأ‬ ‫إيله‪،‬‬ ‫اتلجأ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫رب‬ ‫جي‬ ‫اذلي‬ ‫يشء‪،‬‬ ‫لك‬ ‫هل‬ ‫ع‬ ‫يشء‪،‬‬ ‫لك‬
‫ّ‬ ‫بار ٌ‬ ‫فإن اجل َ َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬
‫اسم يليق باهلل وقد جاءت انلصوص بإطالقِ ِه‪ ،‬فيطلق عليه‪ ،‬وأما اإلجبار‬ ‫ِمن ِجهة احلكم‬
‫َ ِّ‬ ‫ّ‬ ‫لفظ لم يَ‬ ‫ٌ‬
‫وحنو ذلك‪ ،‬وهلذا‬ ‫ِ‬ ‫ِّي‬
‫اجله ِة واحل ِ‬‫لفظ ِ‬ ‫إثبات‪ ،‬فهو مثل ِ‬ ‫ٍ‬ ‫بنيف وال‬
‫ٍ‬ ‫ال‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫وال‬ ‫كتاب‬
‫ٍ‬ ‫يف‬ ‫د‬‫ر‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫واجل َرب فهو‬
‫نَف مطلقا؛ فال يقال مطلقا َ‬
‫(ج َ َ‬ ‫َ‬ ‫أن هذا اللفظ ال ي َ‬ ‫ّ‬
‫رب) وال‬ ‫يبت وال ي‬ ‫اكن املنصوص عن أئِم ِة اإلسالمِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬
‫يقال (لم جي ِرب) فإنه لفظ جممل‪ ،‬ومن علماء السلف من أطلق نفيه وقد نظ َر إىل املعىن املشهور ِمن معناه‬
‫جبور بل مع كراه ِت ِه كما‬ ‫املشهور إطالق لفظ اجلرب واإلجبار ىلع ما يفعل بدون إرادة َ‬
‫الم‬ ‫َ‬ ‫يف اللغة؛ فإن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫‪15‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫(ج َبل) وال نقول‬ ‫نتف يف ِّ‬
‫حق اهلل تعاىل‪ ،‬وذللك قالوا نقول‬ ‫جي ِرب األب ابنته ىلع انلاكح‪ ،‬وهذا املعىن م ٍ‬
‫ريد باجلَرب هذا املعىن فهذا حق‪ ،‬وإن َ‬
‫أريد ِب ِه األول‬ ‫ألن اجلَبْ َل جاءت به ُّ‬
‫الس َّنة‪ ،‬وىلع هذا فإذا أ َ‬ ‫َّ‬ ‫ََ‬
‫(جرب)‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫فهو باطل‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬
‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد‬
‫سعيدي‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة‬
‫املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن‬
‫صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ - .‬رشح اسماء اهلل احلسىن‪ ،‬لعلوي السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪.‬‬
‫‪ -‬منهاج السنة انلبوية البن تيمية‪ ،‬مؤسسة قرطبة‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176546( :‬‬

‫‪16‬‬
‫ََ‬
‫األحد‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اإلخالص يف قوهل تعاىل‪{ :‬قل هو اَّلل‬
‫ِ‬ ‫طلع سور ِة‬‫الكريم مرة واحدة‪ ،‬يف م ِ‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫َو َرد اسم (األحد) يف‬
‫ّ‬ ‫ُّ ّ‬
‫جل اذلي داع بهذا‬‫عليه وسلم يف الر ِ‬
‫َ‬ ‫السنة‪ :‬فما جاء عنه صىل اهلل‬ ‫أحد} [اإلخالص آية ‪ .]1‬وأما يف‬
‫ولم يودل ولم‬ ‫يدل‬ ‫لم‬ ‫اذلي‬ ‫د‬‫م‬ ‫ادلاعء‪( :‬اللَّهم إين أسألك بأين أشهد أنك أنت اهلل ال هلإ إال أنت األ َحد َّ‬
‫الص َ‬
‫لت اهللَ‬ ‫يكن هل كافوا أحد)‪ ،‬حيث قال رساول اهلل صىل اهلل عليه وسلم‪( :‬واذلي نفيس بيده لقد َسأَ َ‬
‫َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ‬
‫باس ِم ِه األعظم اذلي إذا د ِ َ‬
‫يع ِب ِه أجاب‪ ،‬وإذا س ِئل ِب ِه أعطى) أخرجه أبو داود يف سننه برقم (‪.)1493‬‬

‫َ‬ ‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اسم (األحد) من األسما ِء اثلابتة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذك َره أغلب من كت َ‬
‫ب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬

‫َ‬ ‫املعىن‪:‬‬ ‫أقوال العلماء يف َ‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صاحبة)‪ .‬قال ابن القيم‪( :‬األحد‪:‬‬‫ِ‬ ‫قال ابن تيمية‪( :‬األحد هو اذلي ال كفؤ هل وال ن ِظري فيمت ِنع أن تكون هل‬
‫َََّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ِّ‬
‫ميع الكماالت‪ ،‬وتفرد‬‫المتضامن النفرا ِدهِ بالربوبي ِة واأللوهي ِة)‪ .‬قال الشايخ الساعدي‪( :‬هو اذلي توحد ِجب ِ‬
‫كَ‬‫ْ‬ ‫ومجال َ ْ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫كل َك َ‬ ‫ِّ‬
‫صفات الكمال)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وغريها ِمن‬
‫ِ‬ ‫ورمحة‪،‬‬ ‫ة‬ ‫ٍ‬ ‫م‬ ‫وح‬
‫ِ‬ ‫د‬
‫ٍ‬ ‫ومح‬ ‫ٍ‬ ‫وجالل‬ ‫د‬
‫ٍ‬ ‫وجم‬ ‫ال‬
‫ٍ‬ ‫م‬ ‫ِب‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫شاركه فيها‬
‫ماالت يف ربوبي ِت ِه وألوهي ِت ِه وأسمائِ ِه وصفاتِ ِه‪ ،‬حبيث ال ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ميع الك‬
‫األحد‪ :‬هو اذلي توحد ِجب ِ‬
‫شار ٌك‪.‬‬
‫م ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬الواحد الصفات‪ :‬الوحدانية – األحدية‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫االسم ما‬ ‫ابلاطل هلذا‬ ‫أهل‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تفسريات َ ِ‬
‫ِ‬ ‫اإلثبات إال اهلل وحده‪ -2 .‬من‬
‫ِ‬
‫َ َ‬
‫‪ -1‬اسم (األحد) ال يوصف ِب ِه يشء يف‬
‫َّ‬
‫األح َد هو الواحد اذلي ال ينق ِسم‪ ،‬ومعىن قوهلم‪ :‬ال ينقسم‪ ،‬أي‪ :‬ال يتمِّي ِمنه يشء عن‬
‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أن َ‬ ‫زعموه ِمن‬
‫ٌ‬ ‫ّ‬
‫يشءٍ‪ ،‬ويقولون‪ :‬ال تقوم به صفة‪ ،‬وزعموا أن األحد والواحد يف القرآن يراد به هذا‪ ،‬والشك أن هذا باطل‬
‫ِّ‬ ‫َّ ّ‬
‫متمِّي عن غريه‪،‬‬ ‫شار إيله‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫بنفس‬
‫ِ‬ ‫م‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬ ‫قا‬ ‫ىلع‬ ‫طلق‬‫ي‬ ‫واألحد‬
‫ِ‬ ‫الواحد‬
‫ِ‬ ‫اسم‬
‫ِ‬ ‫ذكر‬
‫ِ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬‫َ‬ ‫يف‬ ‫ما‬ ‫لك‬ ‫ألن‬
‫ّ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫{وإن اكنت واحدة فلها انلصف}‬ ‫رش ِكني استجارك} [اتلوبة‪ ،]6 :‬وقوهل‪ِ :‬‬ ‫كقوهل‪{ :‬و ِإن أحد من الم ِ‬
‫َّ‬ ‫َ ٌ‬
‫[النساء‪ ]11 :‬وقوهل‪{ :‬ولم يكن هل كفوا أحد} [اإلخالص‪ -3 .]4 :‬الفرق بني الواحد واألحد لغة أن‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫ادلار واحد‪ ،‬فيجوز أن يكون هناك اثنان أو ثالثة‬ ‫ِ‬ ‫انليف أع ُّم من (الواحد)‪ .‬فإذا قيل‪ :‬ما يف‬
‫(األحد) يف ِ‬

‫‪17‬‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫أحد‪ ،‬فهو نيف وجود اجلنس َ‬
‫بالم َّرة‪ ،‬فليس فيها أحد وال اثنان وال ثالثة‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ادلار‬
‫ِ‬ ‫أو أكرث‪ ،‬أما إذا قيل‪ :‬ما يف‬
‫وال أكرث وال أقل‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬انلهج األسىم ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪ ،‬الكويت‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن لعبد‬
‫الرمحن بن سعدي‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل‬
‫احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار أضواء السلف للنرش واتلوزيع‪ - .‬القواعد املثىل يف‬
‫صفات اهلل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ حممد بن صالح‬
‫العثيمني اخلريية‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬جهود اإلمام ابن قيم اجلوزية يف تقرير توحيد األسماء والصفات‬
‫لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬طبعة املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن‬
‫تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد السعيد سعيدي‪ ،‬مكتبة دار املنهاج‪ - .‬جمموع الفتاوى‬
‫البن تيمية‪ ،‬طبعة جممع امللك فهد لطباعة املصحف‪ - .‬رشح أسماء اهلل احلسىن لسعيد بن وهف‬
‫القحطاين‪ ،‬دار اإليمان للطبع والنرش واتلوزيع‪ - .‬وهلل األسماء احلسىن لعبد العزيز بن نارص اجلليل‪ ،‬دار‬
‫طيبة‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176551( :‬‬

‫‪18‬‬
‫َ َْ‬
‫األْع‬

‫َ‬ ‫األدلة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫موض َعني‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬سبح اسم ربك األىلع} [األىلع‪ ،]1:‬وقوهل‬‫الكريم يف ِ‬‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫َو َرد اسم (األىلع) يف‬
‫َّ‬ ‫ُّ ّ‬
‫السنة‪ :‬فعن حذيفة ريض اهلل عنه قال‪َ :‬صليْت مع‬ ‫تعاىل‪{ :‬إال ابتغاء وجه ربه األىلع} [الليل‪َّ .]20:‬‬
‫وأما يف‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ََْ َ ََ َ‬ ‫َ‬
‫ابلق َرة‪ ،‬فقلت‪ :‬يركع عند املائة‪ ،‬ث َّم َمَض‪ ،‬فقلت‪ :‬يصيل بها‬ ‫انليب صىل اهلل عليه وسلم ذات يللة‪ ،‬فافتتح‬ ‫ِّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫يف َرك َعة‪ ،‬ف َم ََض‪ ...‬احلديث‪ ،‬وفيه‪ :‬ث َّم َس َ‬
‫ج َد فقال‪( :‬سبحان ريب األىلع)‪ ،‬فاكن سجوده قريبا ِمن قيا ِم ِه‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫أخرجه مسلم برقم (‪.)772‬‬

‫َ‬ ‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اسم (األىلع) من األسما ِء اثلابتة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذك َره أغلب من كت َ‬
‫ب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬

‫َ‬ ‫ٌ َ‬ ‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬


‫ْ‬ ‫َّ َْ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫(والر ُّب تعااىل ال يكون يشء أىلع ِمناه ‪،‬ط‪ ،‬بال هو الع ُّ‬
‫يل األىلع‪ ،‬وال يزال هو الع ُّ‬
‫يل األىلع‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫قاال ابن تيمياة‪:‬‬
‫َ‬ ‫ِّ َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ّ َْ‬
‫ّ‬
‫مع أناه يقرب إىل ِعباا ِدهِ ويادنو ِمنهم)‪ .‬وقاال ابن القيم‪( :‬هو األىلع ِبكال معىن ِمن معااين العلو)‪ .‬وقاال‬
‫ِّ ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫ُّ َ‬
‫هلل من لك َوج ٍه)‪.‬‬
‫الشيخ السعدي‪( :‬دال ىلع أن مجيع معاين العلو ثابتة ِ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫ّ َْ‬ ‫ّ َ ْ‬ ‫ّ َّ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ َّ‬ ‫ٌ َ‬ ‫َ َْ‬
‫ات‪ ،‬وعلو القد ِر‪ ،‬وعلو القهر‪.‬‬
‫َّلل ِمن لك وج ٍه‪ ،‬علو اذل ِ‬
‫مجيع معاين العلو ِ‬
‫وت ِ‬ ‫األىلع‪ :‬اسم دال ىلع ثب ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫الع ِيل ‪ -‬الم َت َعال‪ .‬الصفات‪ :‬العل ّو‪.‬‬
‫األسماء‪َ :‬‬

‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫فيه‬ ‫‪،‬‬‫وأوصاف‬ ‫أعالم‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫وف َِّسوا األىلع بالعلوِّ‬ ‫َ‬ ‫ٌ َْ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬أول بعضهم اسم (األىلع) بمعىن أنه أىلع ِمن أن يمسه حاجة أو يلحقه آفة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫أن هذا قص ٌ‬‫َّ ّ‬ ‫َّ‬ ‫َْ‬
‫ور‪ ،‬فاسمه تعاىل األىلع يقتيض أنه أىلع‬ ‫اذلي هو القهر واالقتدار‪ ،‬دون عل ِّو اذلات‪ ،‬وال شك‬
‫َ‬ ‫َ ِّ‬ ‫ّ َْ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َْ‬ ‫ّ‬ ‫من غريه قَ ْد َ‬
‫وأنه العايل عليهم بالقهر والغل َبة‪ ،‬والكهما ي َت َض َّمن أنه نفسه فوق لك يشءٍ‪ ،‬فعل ُّوه ثالثة‬ ‫َ ْ‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ َ ْ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ّ َ‬ ‫ّ َْ‬ ‫ّ‬
‫ازمِ‬
‫أقسام‪ -1 :‬علو شأ ٍن‪َ -2 .‬علو ‪،‬ه ٍر ِّ‪ -3 .‬علو َف َو ِ‪،‬ية‪ .‬وال جيوز قرص العلو ىلع علو القدر فقط‪ ،‬بل ِمن لو َ َ ِ‬
‫اذلات فقد‬ ‫ح َد عل َّو‬
‫ومن َج َ‬ ‫اسم (األىلع) العل ُّو الم ْطلق بكل اعتبار‪ ،‬فله العلو املطلق من َمجيع الوجوه‪َ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وازم اس ِم ِه (األىلع)‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جحد ل ِ‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬

‫‪19‬‬
‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد‬
‫سعيدي ‪ -‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة‬
‫املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪ 1421- 33‬ـه‪ -‬جمموع الفتاوى أليب العباس أمحد بن عبد احلليم بن تيمية‪،‬‬
‫طبعة‪ :‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ ،‬املدينة انلبوية‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ - .‬صفات‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف دار اهلجرة ‪ -‬القواعد املثىل يف‬ ‫اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ ‪ -‬منهج ابن‬
‫القيم يف رشح األسماء احلسىن ملرشف الغامدي‪ ،‬رسالة ماجستري جبامعة أم القرى‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176555( :‬‬

‫‪20‬‬
‫اآلخِر‬

‫ََّ‬ ‫األدلة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َََ‬
‫واآلخر والظاهر وابلاطن‬
‫ِ‬ ‫قوهل تعاىل‪{ :‬هو األول‬
‫الكريم يف ِ ِ‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫(اآلخ ِر) َم َّرة واحدة يف‬
‫ِ‬ ‫اسم‬
‫ورد ِذكر ِ‬
‫الس َّنة‪ :‬فقوهل صىل اهلل عليه وسلم‪( :‬امهلل َ‬
‫أنت َّ‬
‫األول فليس‬ ‫وهو بكل يشء عليم} [احلديد‪َّ .]3 :‬‬
‫أما يف ُّ‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫يشء‪ ،‬وأنت الظاهر فليس فوقك يشء‪ ،‬وأنت ابلاطن فليس‬ ‫ٌ‬ ‫اآلخر فليس َ َبع َدك‬ ‫َ‬
‫يشء‪ ،‬وأنت ِ‬ ‫ٌ‬ ‫‪،‬بْلك‬
‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ َّ ْ‬
‫ادلي َن‪ ،‬وأغ ِن َنا ِمن الفق ِر)‪ ،‬أخرجه مسلم برقم (‪.)2713‬‬ ‫اقض عنا‬ ‫دونك يشء‪ِ ،‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ َْ َ َ‬
‫هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذكره أغلب من كتب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬
‫(اآلخر) ِمن األسما ِء اثلابت ِة ِ‬
‫ِ‬ ‫اسم‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫املخلوقات‬ ‫ْ‬
‫(اآلخر اذلي انتهت إيل ِه عبو ِدية‬ ‫القيم‪:‬‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬
‫َّ‬ ‫وقال َ ابن َ َ‬
‫ْ‬
‫(اآلخر اذلي ليس بعده يشء)‪.‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬ ‫قال ابن تيمية‪:‬‬
‫هلل يشء يقصد ويعبد ويتأهل)‪ .‬وقال الشيخ السعدي‪( :‬فِسه ُّ‬
‫انليب صىل اهلل‬ ‫وإرادتها وحمبتها‪ ،‬فليس وراء ا ِ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اآلخر فليس بعدك يشء")‪.‬‬ ‫فسريا اكمال واضحا فقال‪" :‬وأنت ِ‬ ‫عليه وسلم ت ِ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫اآلخر‪ :‬اذلي ليس َبع َده يش ٌء‪.‬‬
‫ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫َّ‬
‫اآلخ ِرية‪.‬‬
‫األسماء‪ :‬األول‪ .‬الصفات‪ِ :‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه تدل ىلع اهلل‪ ،‬وتدل ىلع‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل‬
‫ّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫اطن ِمن األسما ِء الم َتقابِل ِة‪ :‬اسمان ِمنها ِألِ َز ِيلَّ ِة ال َّر ِّب‬ ‫وابل ِ‬‫والظا ِهر َ‬ ‫واآلخر‬
‫ِ‬ ‫هذهِ األسماء األربَعة‪َّ :‬‬
‫األول‬ ‫‪ِ -1‬‬
‫لت‪ :‬األول‪ ،‬فقل‪ :‬اآلخر‪ ،‬وإذا قلت‪َ:‬‬ ‫سبحانه وتعاىل وأَبَديَّته‪ ،‬واسمان لعل ِّوه وق ْربه‪ .‬ويه م َتالز َم ٌة‪ ،‬فإذا ق َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ َ‬
‫الحق مهما قدر وف ِرض‬ ‫ٍ‬ ‫وقت‬
‫الظاهر‪ ،‬فقل‪ :‬ابلاطن‪ِِ ،‬لال تفوت صفة املقابل ِة ادلالة ىلع اإلحاطة‪ -2 .‬لك ٍ‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫فاهلل بَ َ‬
‫اآلخر اذلي ليس‬ ‫احلوادث يف املستقبل ال يمنع أن يكون الرب سبحانه هو ِ‬ ‫ِ‬ ‫عد ذلك‪ -3 .‬ت َسلسل‬
‫يشء‪ ،‬فكذا تسلسل احلوادث يف املايض ال يمنع أن يكون سبحانه وتعاىل هو األول اذلي ليس‬ ‫ٌ‬ ‫بَ َ‬
‫عده‬
‫ّ‬
‫فإن َّ‬
‫الرب سبحانه وتعاىل لم يَ َزل وال يَ َزال‪.‬‬ ‫قبله يشء‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬
‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ االسالم ابن تيمية يف باب األسماء احلسىن‪ ،‬مكتبة دار املنهاج‪- .‬‬

‫‪21‬‬
‫معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار إيالف‬
‫ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد السعيد سعدي‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة‬
‫اإلسالمية باملدينة املنورة‪ - .‬جمموع الفتاوى أليب العباس أمحد بن عبد احلليم بن تيمية‪ ،‬طبعة‪ :‬جممع‬
‫امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ ،‬املدينة انلبوية‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪- .‬رشح الطحاوية البن‬
‫أيب العز احلنيف‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح‬
‫العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ - .‬بدائع الفوائد البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار اعلم الفوائد‪- .‬رشح‬
‫العقيدة الواسطية ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬دار ابن اجلوزي للنرش واتلوزيع‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176563( :‬‬

‫‪22‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫األول‬

‫َ‬ ‫األدلة‪:‬‬
‫ْ‬
‫َو َر َد ِذكر اسم (األ َّول) يف القرآن الكريم ّ‬
‫مرة واحدة يف قوهل تعاىل‪{ :‬هو األول واآلخر} [احلديد‪ :‬اآلية‪.]3‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ََْ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ َّ‬ ‫ّ‬
‫اآلخر َفليس بعدك‬ ‫أما يف السنة‪ :‬فقوهل صىل اهلل عليه وسلم‪( :‬امهلل أنت األول فليس ‪،‬بلك يشء‪ ،‬وأنت ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َّ َّ ْ‬ ‫ٌ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬
‫ادلي َن‪ ،‬وأغ ِن َنا ِمن‬ ‫يشء‪ ،‬اق ِض عنا‬ ‫اطن فليس دونك‬
‫ابل ِ‬ ‫ٌ‬
‫يشء‪ ،‬وأنت َ‬ ‫يشء‪ ،‬وأنت الظا ِهر فليس فوقك‬
‫َْ‬
‫الفقر) أخرجه مسلم برقم (‪.)2713‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ َْ َ ْ َ‬ ‫َّ‬
‫هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذكره أغلب من كتب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬
‫(األول) ِمن األسما ِء اثلابت ِة ِ‬ ‫اسم‬
‫املعىن‪:‬‬
‫أقوال العلماء يف َ‬
‫ْ‬ ‫َ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ََْ‬ ‫َّ‬
‫قاال ابن تيم َياة‪( :‬فااألول ليس ‪،‬بلاه يشء‪ ،‬إذ هو خاا ِلق لك يشءٍ)‪ .‬وقاال ابن القيم‪( :‬األول‪ :‬اذلي دلات ىلع‬
‫ُّ‬
‫انليب صاىل اهلل‬ ‫اعدي‪( :‬فَ َّ َ‬
‫ِساه‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ااه َدة اإليمانية)‪ .‬وقال الشايخ الس ُّ‬ ‫َ ْ َ‬
‫الربا ِهني الق ْط ِع ّية‪ ،‬والمش‬
‫ْ‬
‫َوحدانِيّ ِت ِه وأ َّو ِيلَّ ِت ِه‬
‫َ َ َ َ‬ ‫عليه وسلم َت ْفسريا اكمال واضحا فقال‪َ :‬‬
‫ٌ‬
‫يشء")‪.‬‬ ‫فليس ‪،‬بْلك‬ ‫"أنت َّ‬
‫األول‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫األ َّول‪ :‬اذلي َ‬
‫ليس قبله يشء‪ٌ.‬‬

‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬


‫َّ‬ ‫َ‬
‫واآلخر يف دال ِتلهما ىلع اإلحاط ِة َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫األو ِيلَّة‪ .‬يشرتك اسم َّ‬ ‫اآلخر‪ .‬الصفات‪َّ :‬‬
‫ويفرتقان‬
‫ِ‬ ‫الزما ِنية‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫األول‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫األسماء‪ِ :‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يف َدالل ِة اسم ِه َّ‬
‫األو ِل ىلع ِقد ِم ِه وأز ِيلَّ ِت ِه‪ ،‬واس ِم ِه ِ‬
‫اآلخ ِر ىلع بقائِ ِه وأب ِدي ِت ِه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل‬
‫ّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫اآلخر اذلي ليس بعده يشء‪ٌ،‬‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ْ‬
‫قبل ال يمنع أن يكون الرب سبحانه هو َِ‬ ‫ست‬ ‫الم‬ ‫يف‬ ‫ث‬
‫ِ‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫ا‬‫و‬ ‫احل‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫‪ -1‬تسل‬
‫َّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ َ‬ ‫ََ ْ‬
‫فكذا تسلس ِل احلوا ِد ِث يف املايض ال يمنع أن يكون سبحانه وتعاىل هو األول اذلي ليس قبله يشء‪،‬‬
‫اسم اهلل‬‫عطلة َ‬ ‫لم يَ َز ْل وال يَزال‪َ ،‬ي ْفعل ما يَشاء ويَتلكم إذا يَشاء‪َّ -2 .‬‬
‫تأو َل الم ِّ‬ ‫الر َّب سبحانه وتعاىل ْ‬ ‫َّ‬
‫فإن َّ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫يلع‪ ،‬ويه تأويالت بعيدة معروفة‬ ‫و(اآلخر)‪ِ :‬‬
‫ِ‬ ‫اسم (األول)‪ :‬حممد‪،‬‬ ‫كقوهلم عن ِ‬ ‫ِ‬ ‫بتأويالت غريبة‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫(األول)‬
‫َ‬ ‫َ ِّ‬
‫بطاهلا وردها‪ -3 .‬أطلق بعضهم اسم (القديم) ىلع اهلل‪ ،‬وأراد به معىن‬ ‫اكف يف إِ ِ‬‫عن القرامطة‪ ،‬وإيرادها ٍ‬
‫اتلعب َد هلل باسم (األول) أوىل؛ ألنّه من األسماء احلسىن اليت َو َر َد بها انلص‪ ،‬وأماَّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ َّ َّ‬
‫َِ‬ ‫(األول)‪ ،‬وال شك أن‬
‫انلصوص تَس ِميته بذلك‪ ،‬وأل َّن ال ِق َد َم قد يكون ِق َد ََما ن ِ ْس َّ‬
‫يبَا‬ ‫ِ‬ ‫القديم فليس ِمن أسما ِء اهلل‪ ،‬و لم يرد يف‬
‫ِ‬
‫فقط‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬
‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ االسالم ابن تيمية يف باب األسماء احلسىن‪ ،‬مكتبة دار املنهاج‪- .‬‬
‫معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار إيالف‬
‫ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد السعيد سعدي‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة‬
‫اإلسالمية باملدينة املنورة‪ - .‬جمموع الفتاوى أليب العباس أمحد بن عبد احلليم بن تيمية‪ ،‬طبعة‪ :‬جممع‬
‫امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ ،‬املدينة انلبوية‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪- .‬رشح الطحاوية البن‬
‫أيب العز احلنيف‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح‬
‫العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ - .‬بدائع الفوائد البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار اعلم الفوائد‪- .‬رشح‬
‫العقيدة الواسطية ملحمد بن خليل ّ‬
‫هراس‪ ،‬دار اهلجرة للنرش واتلوزيع‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176580( :‬‬

‫‪24‬‬
‫َُْ‬
‫المهي ِمن‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َََ‬
‫مرة واحدة يف قوهل تعاىل‪{ :‬هو اهلل اذلي ال هلإ إال هو امللك‬ ‫هلل تعاىل ّ‬
‫كتاب ا ِ‬
‫ِ‬ ‫اسم (الم َهيْ ِمن) يف‬
‫ورد ِذكر ِ‬
‫ُّ َّ‬
‫السنة‪ :‬فعن عبد اهلل بن عمر ريض اهلل‬ ‫القدوس السالم املؤمن الم َهيْ ِمن} [احلرش‪ :‬من اآلية‪ .]23‬وأما يف‬
‫َ‬
‫وأرضه‬ ‫عنهما قال‪( :‬رأيت رسول اهلل ‪ -‬صىل اهلل عليه وسلم ‪ -‬ىلع املنرب وهو يقول‪ :‬يَأخذ اجل َ َّبار سماواتِ ِه‬
‫الرمحن‪ ،‬أنا امللك‪ ،‬أنا السالم‪ ،‬أنا املؤمن‪ ،‬أنا‬ ‫وج َع َل َي ْقبضها ويَبْسطها ‪ -‬ويقول‪ :‬أنا ّ‬
‫و‪َ ،‬ب َض بيده‪َ ،‬‬
‫ِ ِِ‬
‫َ‬
‫‪-‬‬
‫ِ‬
‫المهي ِمن‪ )...‬احلديث أخرجه أبو الشيخ يف العظمة (‪ ،)2/440‬وابليهيق يف األسماء والصفات (‪.)1/83‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬

‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اسم (الم َهيْمن) من األسما ِء اثلابتة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذك َره أغلب من كت َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ب يف األسماء احلسىن‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫بأمور ِهم)‪ .‬وقال ابلغوي‪( :‬الشا ِهيد ىلع ِعبا ِدهِ بأعمال ِ ِهم)‪ .‬وقال‬‫ِ‬ ‫انلاس القائِم‬
‫اكم ىلع ِ‬ ‫قال ابن تيمية‪( :‬احل َ ِ‬
‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫وخبايا ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أحاط ِبكل يش ٍء ِعلما)‪.‬‬ ‫َ‬ ‫الصدور‪ ،‬اذلي‬ ‫األمور‪،‬‬
‫ِ‬ ‫السعدي‪( :‬الم َّط ِلع ىلع خفايا‬
‫ُّ‬ ‫الشيخ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫الم َهيْمن‪ :‬هو القائِم ىلع اخلَلق‪ ،‬الم َ ِّ‬
‫ترصف فيه‪ ،‬الم َّط ِلع ىلع خفاياه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫َّ‬
‫الشهيْد – احلافِظ‪ .‬الصفات‪َّ :‬‬ ‫َّ ْ‬
‫حلفظ‪ .‬األفعال‪ :‬يهي ِمن‪.‬‬
‫الرقابة ‪ -‬الشهادة ‪ -‬ا ِ‬ ‫األسماء‪ :‬الر ِ‪،‬يب ‪ِ -‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه تدل ىلع اهلل‪ ،‬وتدل ىلع‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ٌ َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ ٌ َ َ ٌ َ َ ٌ َ ُّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫هلل فقط‪ ،‬وهذا قول باطل ألن‬ ‫ذات ا ِ‬
‫هلل أعالم حمضة مرتا ِدفة ال تدل إال ىلع ِ‬ ‫َ‬
‫أسماء ا ِ‬ ‫َزع َم بعضهم أن‬
‫لك اسم منها َدال ىلع معناه الم ِّ‬ ‫ّ َّ‬ ‫ٌ‬ ‫َدالالت الكتاب ُّ‬
‫ختص ِب ِه مع اتفاقِها ىلع م َس ّىم‬ ‫ٍ‬ ‫والسن ِة َم َتضافِرة ىلع أن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ِّ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ‬
‫واحد كقوهل‪{ :‬هو‬‫ٍ‬ ‫موض ٍع‬
‫واحد‪ ،‬أال ترى أن اهلل تعاىل يسيم نفسه باسمني أو أكرث يف ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وموصوف‬
‫ٍ‬ ‫واحد‬
‫ٍ‬
‫ْ‬ ‫ّ َّ َ‬
‫اذلي ال إِهل ِإال هو امل ِلك القدوس السالم املؤمن املهيمن العزيز اجلبار املتكرب}‪ ،‬فلو اكنت األسماء‬ ‫اَّلل ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫القول ِلعدمِ الفائِدة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫مرتادفة ترادفا حمضا لاكن ِذكرها جمتمعة لغوا ِمن‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪:‬‬ ‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫الطبعة اثلاثلة‪ ،‬دار اهلجرة للنرش واتلوزيع‪- .‬تقريب اتلدمرية البن عثيمني‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار ابن‬

‫‪25‬‬
‫اجلوزي‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪- .‬معارج القبول برشح سلم الوصول إىل علم األصول حلافظ‬
‫احلكيم‪ ،‬دار ابن القيم‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة العدد ‪112‬‬
‫‪ -‬السنة ‪ 1421- 33‬ـه‪ -‬جمموع الفتاوى أليب العباس أمحد بن عبد احلليم بن تيمية‪ ،‬طبعة‪ :‬جممع امللك‬
‫فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ ،‬املدينة انلبوية‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪- .‬اثلمر املجتىن خمترص رشح‬
‫ُّ َّ‬
‫والسنة لسعيد بن يلع بن وهف القحطاين مطبعة سفري‪.‬‬ ‫أسماء اهلل احلسىن يف ضوء الكتاب‬
‫الرقم املوحد‪)176581( :‬‬

‫‪26‬‬
‫َ ْ‬
‫الع ِزيز‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫َََ ْ‬
‫موضعا تقريبا‪ ،‬منها‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬واعلم أن اهلل عزيز‬
‫اسم (العزيز) يف القرآن الكريم يف (‪ِ )92‬‬
‫ورد ِذكر ِ‬
‫حكيم} [ابلقرة‪ .]260:‬وقوهل تعاىل‪{ :‬واهلل عزيز ذو انتقام} [آل عمران‪ .]4:‬وقوهل تعاىل‪{ :‬ذلك تقدير‬
‫العزيز العليم} [يس‪]38:‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ََ‬
‫هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذكره أغلب من كتب يف األسماء احلسىن‪.‬‬
‫اسم (العزيز) من األسما ِء اثلابت ِة ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫قاال ابن تيمياة‪َ :‬‬
‫(من هل ال ِعزة مجيعاا‪ ،‬ولك ِعزةٍ ف ِمن ِعز ِتا ِه)‪ .‬وقاال ابن القيم‪( :‬العزيز اذلي هل ال ِعزة اتلااماة)‪.‬‬
‫ُّ‬
‫وقال الشيخ السعدي‪( :‬العزيز اذلي هل ال ِع َّزة لكها‪ِ ،‬ع ّزة القوة‪ ،‬و ِعزة الغلبة‪ ،‬و ِعزة االمتناع)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ ََ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫اتل ّ‬
‫امة‪ ،‬اذلي ‪َ ،‬ه َر لك ما عداه ِبق َّو ِت ِه وغلب ِت ِه وام ِتنا ِع ِه‪.‬‬ ‫العزيز‪ :‬اذلي هل ال ِع َّزة ّ‬

‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬


‫األسماء‪ :‬األعز‪ -‬المع ُّز‪ .‬الصفات‪ :‬اإلعزاز‪ -‬العزة‪ .‬األفعال‪ :‬يعز‪ّ.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه تدل ىلع اهلل‪ ،‬وتدل ىلع‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ‬ ‫َََ‬ ‫ْ‬
‫‪ -‬من اإلحلاد يف أسماء اهلل أن ي َ‬
‫ٌ‬
‫أسماء لألصنامِ ‪ ،‬كما فعل املرشكون يف اشتقاق‬ ‫شت َّق من أسمائِ ِه تعاىل‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬
‫(العزى) من اسم (العزيز)‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬انلبوات البن تيمية حتقيق‪ ،‬عبد العزيز بن صالح الطويان‪ ،‬أضواء السلف‪ -- .‬انلهج األسىم ملحمد‬
‫احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪ ،‬الكويت‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن لعبد الرمحن بن سعدي‪،‬‬
‫طبعة اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن‬
‫خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار أضواء السلف للنرش واتلوزيع‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل‬
‫وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ حممد بن صالح العثيمني‬
‫اخلريية‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬جهود اإلمام ابن قيم اجلوزية يف تقرير توحيد األسماء والصفات لويلد بن‬
‫حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬طبعة املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176585( :‬‬

‫‪27‬‬
‫ابلَا ِسط‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َََ َْ‬ ‫اسم َ‬
‫الكريم يف قوهل تعاىل‪{ :‬واهلل يقبض ويبسط وإيله ترجعون}‬ ‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫اسط) ورد ِب ِصيغ ِة ال ِفع ِل يف‬ ‫(ابل ِ‬
‫اهلل هو الم َس ِّعر القابض َ‬
‫«إن َ‬‫َّ‬ ‫ُّ َّ‬ ‫َ‬
‫ازق»‬‫ِ‬
‫اسط َّ‬
‫الر‬ ‫ِ‬ ‫ابل‬ ‫ِ‬ ‫قوهل صىل َ اهلل عليه وسلم‪:‬‬
‫السنة يف ِ ِ‬ ‫[ابلقرة‪َ .]245:‬و َو َرد يف‬
‫حديث َ‬‫ٌ‬ ‫ْ َ َ ِّ‬
‫الرت ُّ‬
‫حس ٌن‬ ‫مذي يف سننه برقم (‪ ،)1314‬وقال‪( :‬‬ ‫أخرجه أبو داود يف سن ِن ِه برقم (‪ ،)3451‬وأخرجه‬
‫صحيح الرت ِمذي برقم (‪.)1314‬‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫صحيح)‪ ،‬وأخرجه ابن ماجة برقم (‪ ،)2255‬وصححه األبلاين يف‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ َ َْ َ َ‬ ‫اسم َ‬
‫هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذكره أغلب من كتب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬
‫اثلابت ِة ِ‬
‫اسط) ِمن األسما ِء ِ‬‫(ابل ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َْ‬ ‫َ‬
‫اتليْ ِيم‪( :‬ي َو ِّس اع الرزق‪[...‬و] يبس اطه ِجبو ِدهِ)‪ .‬وقال الشاايخ حممد خليل اهلراس‪( :‬ويبس اط األرواح يف‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫قال َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫لمن يَشااء ح ال تب فاقة)‪ .‬وقال‬‫الرزق َ‬ ‫األجساا ِد عند احلياةِ‪ ،...،‬ويَبساط األرزاق للضا َعفاء‪ ،‬ويبساط‬
‫والرمح ِة‪ ،‬والقلوب)‪.‬‬ ‫(ابلاسط لألرزاق‪َّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫الشيخ السعدي‪:‬‬
‫ِ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َْ‬ ‫الرزق ّ‬‫اء يف ِّ‬ ‫َ‬
‫اسط‪ :‬اذلي يوسع ىلع َمن ش َ‬ ‫َ‬
‫والرمح ِة واخللق‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ابل ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫الرازق ‪ّ -‬‬‫الكريم ‪ّ -‬‬ ‫َ‬
‫الرزاق ‪ -‬المنان ‪ -‬المحسن ‪ -‬المعطي ‪ -‬اجلَواد ‪ -‬األكرم‪.‬‬ ‫القابض ‪-‬‬
‫ِ‬ ‫األسماء‪:‬‬
‫َْ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫اإلحسان ‪ -‬الع َطاء ‪ -‬اجلود ‪ -‬الكرم‪ .‬األفعال‪ :‬يبسط –‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫الصفات‪ :‬البسط َ‪ -‬القبض‪ -‬الكرم ‪ -‬الرزق ‪ِ -‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫عطي ‪ -‬يك ِرم ‪ -‬حي ِسن‪.‬‬ ‫يقبض ‪ -‬يرزق ‪ -‬جيود ‪ -‬ي ِ‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫فيه‬ ‫‪،‬‬‫وأوصاف‬ ‫أعالم‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫قاب ِلها‪،‬‬
‫أسماء اهلل تعاىل المزدوجة المتق ِابلة ال تطلق ىلع اهلل ِبمفر ِدها‪ ،‬بل البد ِمن إطالقِها مقرونة ِبم ِ‬ ‫‪-1‬‬
‫َْ‬ ‫َْ‬
‫الواحد وال يفصل بينها‪ ،‬وذلك مثل‪ :‬املعطي ‪ -‬املانع‪ ،‬انلافع ‪ -‬الضار‪ ،‬اخلافض ‪-‬‬ ‫ِ‬ ‫االسم‬
‫ِ‬ ‫فيه جتري جمرى‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ َ‬
‫ابلاس ِط كأنك قد قرصت‬ ‫ِ‬ ‫القابض مفردا عن‬ ‫ابلاسط‪ -2 .‬إذا ذكرت ِ‬ ‫الرافع‪ ،‬املحيي ‪ -‬املميت‪ ،‬القابض ‪-‬‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َْ‬
‫حل ْرمان‪ ،‬وإذا وصلت أحدهما باآلخ ِر فقد مجعت بني الصفتني منبئا عن وجو ِد‬ ‫بالصف ِة ىلع المن ِع وا ِ‬
‫حلكم ِة منهما‪.‬‬
‫ا ِ‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫جهود ابن القيم يف توحيد األسماء والصفات‪ ،‬للعيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار املربة اخلريية لعلوم القرآن‬
‫والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود‬

‫‪28‬‬
‫شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد سعيدي ‪ -‬معتقد أهل السنة‬
‫واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار إيالف ادلويلة للنرش‬
‫واتلوزيع‪ - .‬رشح القصيدة انلونية ملحمد خليل هراس‪ ،‬منشورات حممد يلع بيضون‪ - .‬تفسري أسماء‬
‫اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪ 1421- 33‬ـه‪ -‬القواعد املثىل يف‬
‫صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ - .‬منهج ابن‬
‫القيم يف رشح األسماء احلسىن ملرشف الغامدي‪ ،‬رسالة ماجستري جبامعة أم القرى‪ - .‬رشح أسماء اهلل‬
‫احلسىن لسعيد بن وهف القحطاين‪ ،‬دار اإليمان للطبع والنرش واتلوزيع‪- .‬احلجة يف بيان املحجة ورشح‬
‫عقيدة أهل السنة اتلييم‪ ،‬دار الراية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176589( :‬‬

‫‪29‬‬
‫ْ‬
‫ابلَ ِصي‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َََ‬
‫الكريم (‪ )42‬مرة‪ ،‬منها‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬وهو السميع ابلصري} [الشورى‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫(ابل ِص ْري) يف‬
‫اسم َ‬‫ورد ِذكر ِ‬
‫من اآلية‪ ،]11‬وقوهل تعاىل‪{ :‬واهلل بصري بالعباد} [آل عمران‪ ]15:‬وقوهل تعاىل‪{ :‬ما يمسكهن إال الرمحن إنه‬
‫َ‬
‫ري َم ْوىل أيب هريرة عند أيب داود برقم‬ ‫حديث سلَيْم بن ج َب ْ‬‫الس ّنة‪ :‬فَ َ‬ ‫بكل يشء بصري} [امللك‪َّ .]19:‬‬
‫وأما يف ُّ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األمانات إىل أه ِلها} إىل قوهل‬
‫ِ‬ ‫(‪ ،)4728‬قال‪ :‬سمعت أبا هريرة يَقرأ هذه اآلية {إن اهلل يأمركم أن تؤدوا‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫هامه ىلع أذنِ ِه‪ ،‬واليت ت ِليْها ىلع‬
‫رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم يَ َضع إبْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تعاىل {سميعا بصريا} قال‪« :‬رأيت‬
‫َ‬
‫عيْ ِن ِه»‪ ،‬قال أبو هريرة‪« :‬رأيت رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم يقرؤها ويضع إِص ِبعي ِه»‪ ،‬قال ابن يونس‪:‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َّ َ‬
‫هلل َسمعا وبَ َرصا‪ ،‬قال أبو داود‪« :‬وهذا َرد ىلع اجلَه ِم َّية»‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫قال المقرئ‪ :‬يعين‪ :‬إن اهلل سميع بصري‪ ،‬يعين أن ِ‬

‫َ‬ ‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اسم (ابلصري) من األسما ِء اثلابتة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذك َره أغلب َمن ك َت َ‬
‫ب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َّ ْ‬ ‫َ ْ َ ّ َ‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬يبْ ِرص د ِبيب انلمل ِة السودا ِء يف الليل ِة الظلما ِء ىلع الصخرةِ الصماء َِ)‪ .‬وقال ابن القيم‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ميع‬ ‫َ َ‬ ‫ُّ‬
‫السعدي‪َ :‬‬ ‫َ َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(ابلصري‪ :‬اذلي أحاط برصه ِجب ِ‬ ‫رص ِه)‪ .‬وقال الشيخ‬
‫(ابلصري‪ :‬اذلي ليس كمث ِل ِه يشء يف ب ِ‬
‫األرض والسماوات‪ ،‬ح أخَف ما يكون فيها)‪.‬‬ ‫أقطار‬ ‫ات يف‬ ‫ْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫المبرص ِ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫وصغر‪َ.‬‬ ‫ِّ‬
‫كل يش ٍء وإ ْن َد ّق َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ابل ِصري‪ :‬اذلي أحاط برصه ب‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫ْ‬
‫األسماء‪ :‬العليم ‪ -‬اخلبري‪ .‬الصفات‪ :‬ابلرص‪ -‬العينان‪ .‬األفعال‪ :‬يب ِرص ‪ -‬يَ َرى‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ‬
‫رص‪ ،‬وهذا اذلي قرروه‬ ‫هلل بأن َه بصري ِبب ٍ‬ ‫‪ -1‬أول بعضهم اسم (ابل ِصري) ِبأنه العليم‪ ،‬وقالوا ال جيوز وصف ا ِ‬
‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ابلصري َ‬ ‫اسم َ‬ ‫ّ َ َ َّ َ‬ ‫ٌ‬
‫رص جمرد ال ِعل ِم ِبما‬
‫ِ ٌ ِ‬‫ابل‬ ‫ب‬ ‫راد‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫وز‬ ‫جي‬ ‫فال‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫كثري‬ ‫آيات‬
‫ٍ‬ ‫يف‬ ‫ليم‬ ‫والع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بني‬ ‫ق‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫اهلل‬ ‫ألن‬ ‫‪،‬‬‫باطل‬
‫َََ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ُّ‬ ‫ََ‬ ‫َْ‬
‫هلل تو ِ‪،‬ي ِفية‪ ،‬واذلي وردت ِب ِه‬ ‫ابلارص ىلع اهلل تعاىل ألن أسماء ا ِ‬
‫ِ ِ‬ ‫اسم‬
‫يسمع ويرى‪ -2 .‬ال ي ِصح إطالق ِ‬
‫انلصوص هو (ابلصري) ال (ابلارص)‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬

‫‪30‬‬
‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد‬
‫سعيدي ‪ -‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة‬
‫املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪ 1421- 33‬ـه‪ -‬جمموع الفتاوى أليب العباس أمحد بن عبد احلليم بن تيمية‪،‬‬
‫طبعة‪ :‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ ،‬املدينة انلبوية‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ - .‬القواعد‬
‫املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‬
‫الرقم املوحد‪)176592( :‬‬

‫‪31‬‬
‫ارئ‬ ‫َ‬
‫ابل ِ‬
‫األدلة‪:‬‬
‫اسم َ‬ ‫ْ‬ ‫َََ‬
‫الكريم (‪ )3‬مرات‪ ،‬منها‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬هو اهلل اخلالق ابلارئ} [احلرش‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫اري) يف‬‫ِ‬ ‫(ابل‬ ‫ِ‬ ‫ر‬‫ك‬ ‫ذ‬
‫ِ‬ ‫د‬ ‫ور‬
‫حيْفة ريض اهلل عنه‪ ،‬قال‪ :‬قلت ِلع ٍّ‬ ‫َ‬
‫من اآلية‪ .]24‬وأما يف السنة‪ :‬فقد َو َر َد بصيغة الف ْعل‪ ،‬ف َعن أيب ج َ‬
‫يل‬ ‫َ َ َ َّ َ َ‬ ‫ِ ِ‬
‫يشء ِمن الويح إال ما يف كتاب اهلل؟ قال‪( :‬ال واذلي فلق احلَبة‪َ ،‬وبرأَ‬ ‫ٌ‬ ‫ندكم‬ ‫ريض اهلل عنه‪ :‬هل ع َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َّ ْ َ‬
‫عطي ِه اهلل رجال يف القرآن‪ ،‬وما يف هذه الص ِحيفة) أخرجه ابلخاري برقم‬ ‫النسمة‪ ،‬ما أعلمه إال فهما ي ِ‬
‫(‪ )3047‬ومسلم برقم (‪.)78‬‬

‫َ‬ ‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(ابلاري) من األسما ِء اثلابتة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذك َره أغلب من كت َ‬
‫اسم َ‬
‫ب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫ََ‬ ‫ُّ‬ ‫ِّ َ ْ َ ْ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ َْ‬
‫اخلالق ابلارئ َالمصاور‪ ،‬ولم ي ِصاف ‪،‬ط شايئا من املخلوقات ِبهذا ال ملاك‬ ‫قال ابن تيمية‪( :‬ذكر نفساه ِبأنه‬
‫وال نَبياا)‪ .‬قاال ابن القيم‪( :‬اذلي بَ َرأَ اخلَليْ َقا َة وأ ْو َجا َدهاا بَعاد َعا َدمهاا)‪ .‬قاال السااع ُّ‬
‫ادي‪( :‬اذلي َخلَ َق مجيعَ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الوصااف‬
‫ِ‬ ‫وحكم ِت ِه‪ ،‬وهو لم يزل وال يزال ىلع هذا‬‫حبكم ِت ِه‪ ،‬وصااورها ِحبم ِدهِ ِ‬ ‫املوجودات وبرأها‪ ،‬وسااواها ِ ِ‬
‫ِ‬
‫الع ِظيْ ِم)‪.‬‬
‫َ‬

‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ ََ َ‬ ‫َ‬
‫املوجودات ِبقدرتِ ِه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ابلا ِرئ‪ :‬اخلا ِلق اذلي خلق مجيع‬

‫َ َ‬ ‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬


‫األسماء‪ :‬اخلالق‪ -‬اخلالق ‪ -‬املصور‪ -‬فاطر السماوات واألرض‪ .‬الصفات‪ :‬اخللق ‪ -‬اتلصوير‪ .‬األفعال‪ :‬ب َرأ‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ّ َّ‬
‫قدير أوال‪ ،‬وإىل‬
‫اخلالق وابلارئ واملصور‪ :‬أن لك ما خيرج من العدمِ إىل الوجو ِد يفت ِقر إىل ت ٍ‬ ‫والفرق بني‬
‫َ‬
‫اتلصوير بعد اإلجياد ثاثلا‪ ،‬واهلل سبحانه وتعاىل خ ٌ‬ ‫قدير ثانيا‪ ،‬وإىل ّ‬ ‫ْ‬
‫اإلجياد ىلع وفق َّ‬
‫الق ِمن حيث إنه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اتل ِ‬ ‫ٌِ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫م َق ِّد ٌر‪ ،‬وبَ‬
‫يب‪.‬‬‫اعت أحسن تر ِت ٍ‬ ‫وجد‪ ،‬ومصور ِمن حيث إنه مرتب صو ِر المخرت ِ‬ ‫رتع م ِ‬
‫ِ‬ ‫خم‬ ‫إنه‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫ئ‬‫ار‬
‫ِ‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ِّ ُّ‬
‫اخلالق غري معىن‬ ‫ِ‬ ‫واحد وهو اهلل سبحانه‪ ،‬لكن معىن‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -1‬اخلا ِلق ابلارئ المصور لكها أسماء لمسىم‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ابلارئ غري معىن الم َص ِّ‬
‫األسما ِء اليت ال َيصح إطالقها إال ىلع اهلل‪ ،‬ألن الربء وهو‬‫َ َ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫(ابلارئ)‬ ‫اسم‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ر‪.‬‬ ‫و‬ ‫ِ ِ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َ ْ‬
‫اإلجياد ِمن العدمِ أمر خمتص ِب ِه سبحانه فهو اذلي برأ اخل ِليقة وأوجدها ِمن العدم‪ -3 .‬تأول بعضهم أن‬
‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫واخلالق هو َمن هل اخلَلْق فَ َ‬ ‫َ‬
‫إثبات اخلَلق‪ ،‬وليس صفة‬ ‫ِ‬ ‫ح ْسب‪ ،‬فال يَدل اخلا ِلق وابلارئ إال ىلع‬ ‫َ‬ ‫ابلارئ‬

‫‪32‬‬
‫ٌ‬
‫باطل‪ ،‬فإنَّه ما من اسم من أسماء اهلل إال وهو م َ‬ ‫َ‬
‫تض ِّم ٌن صفة أو‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫بذات اهلل تعاىل‪ ،‬وهذا اذلي ق َّرروه‬
‫ِ‬ ‫قائمة‬
‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬
‫هلل قائمة بذاتِ ِه سواء اكنت ذاتية أو فِعلية‪.‬‬
‫أكرث‪ ،‬وصفات ا ِ‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬
‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬وهلل األسماء احلسىن فادعوه بها لعبد العزيز بن نارص اجلليل‪ - .‬معتقد أهل‬
‫السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار إيالف ادلويلة‬
‫للنرش واتلوزيع‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة العدد ‪ - 112‬السنة‬
‫‪ 1421- 33‬ـه‪ -‬جمموع الفتاوى أليب العباس أمحد بن عبد احلليم بن تيمية‪ ،‬طبعة‪ :‬جممع امللك فهد‬
‫لطباعة املصحف الرشيف‪ ،‬املدينة انلبوية‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل‬
‫تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‬
‫الرقم املوحد‪)176594( :‬‬

‫‪33‬‬
‫َ ْ‬
‫احلكِيم‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َََ‬
‫هلل‪ ،‬منها‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬واهلل عزيز‬
‫كتاب ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫كيْم) يف أكرث من (‪ )90‬موضعا من‬ ‫هلل (احل َ ِ‬
‫اسم ا ِ‬
‫ورد ِذكر ِ‬
‫حكيم} [ابلقرة‪ ،]228 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬وهو احلكيم اخلبري} [األنعام‪ ،]18 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬وهو العزيز‬
‫ُّ َّ‬ ‫احلكيم} [فاطر‪ :‬من اآلية‪َّ .]2‬‬
‫السنة‪ :‬فعن عبد اهلل بن عمرو بن العاص ريض اهلل عنهما‪ ،‬أن‬ ‫وأما يف‬
‫ْ َْ‬ ‫قول اهلل عز وجل يف إبراهيم‪ِّ :‬‬ ‫َ‬
‫{رب إنهن أضلل َن كثريا من انلاس فمن‬ ‫ِ‬ ‫انليب صىل اهلل عليه وسلم تال‬
‫تبعين فإنه مين} [إبراهيم‪ ]36 :‬اآلية‪ ،‬وقال عيىس عليه السالم‪{ :‬إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر هلم‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫وبكى‪ )...‬احلديث‬ ‫فإنك أنت العزيز احلكيم} [املائدة‪ ،]118 :‬ف َرف َع يَدي ِه وقال‪« :‬امهللَّ أ َّميت أ َّميت»‪،‬‬
‫أخرجه مسلم برقم (‪.)202‬‬

‫َ‬ ‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اسم (احلَكيْم) من األسما ِء اثلابتة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذك َره أغلب َمن ك َت َ‬
‫ب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫القيم‪( :‬احلكيم‪:‬‬ ‫ابن َ َ‬ ‫وحك ِمتاه فيماا يقوهل ويفعلاه)‪ .‬قاال‬ ‫ضاامن حكماه و ِعلماه ِ‬ ‫كي ِ َم ْيت َ‬ ‫قاال ابن تيمياة‪( :‬احل ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫َي َتضاامن ِحكم َتاه يف خل ِقا ِه‪ ،‬وأم َ‬
‫ْ‬
‫يم يف لك ماا خلقاه وأم َر ِبا ِه)‪ .‬قاال‬ ‫ك‬
‫ِ‬ ‫ح‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬‫ة‬‫ِ‬ ‫ا‬
‫ي‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫و‬ ‫والك‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫ا‬
‫ي‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ادل‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ا‬
‫ت‬
‫ِ‬ ‫إراد‬ ‫يف‬ ‫ه‬‫ر‬
‫َ ََ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫َْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬
‫حس َن لك يش ٍء خلقه)‬ ‫حلكمة العليا يف خل ِق ِه وأم ِر ِه اذلي أ‬ ‫كيم هو اذلي هل ا ِ‬ ‫الشيخ السعدي‪( :‬احل َ ِ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫احل َ ْ‬
‫كم بني خملوقاتِ ِه‪.‬‬ ‫وبكمال احل ِ‬ ‫ِ‬ ‫أوامر ِه وترشيعاتِ ِه‬ ‫ِ‬ ‫حلكم ِة يف‬ ‫مال ا ِ‬
‫كيم‪ :‬املوصوف ِبك ِ‬ ‫ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫األسماء‪ :‬احلَكم ‪ -‬أحكم احلاكمني ‪ -‬العليم ‪ -‬اخلبري‪ .‬الصفات‪ :‬احلكمة ‪ -‬احلكم ‪ -‬ال ِعلم ‪ -‬ا ِ‬
‫خلربة‪.‬‬
‫َْ‬
‫األفعال‪ :‬حيكم‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬
‫حلكم ٍة ويأمر ِحلكم ٍة‪ -2 .‬تأول‬ ‫‪ -1‬اذلي علي ِه مجهور املسلمني ‪-‬من السلف واخللف‪ -‬أن اهلل تعاىل خيلق ِ ِ‬
‫ٌْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫احلكيم هو اذلي يَفعل يل َ‬ ‫ّ‬
‫غري أن يَعود إيله من ذلك حكم‪ ،‬وال قام ِب ِه فِعل‬
‫ٌ‬
‫ِ‬ ‫نفع العباد‪ِ ،‬من‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫بَعضهم أن‬
‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ّ َ َ َ َ‬ ‫ٌ‬ ‫َْ ٌ‬
‫وت‬‫حلكمة‪ ،‬ويه صفة هل‪ ،‬ألن إثبات المشتق يؤ ِذن ِبيب ِ‬ ‫يم من هل ا ِ‬ ‫ك‬
‫وال نعت‪ ،‬وهذا القول باطل‪ ،‬فإن احل ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫الم ْش َت ِّق منه‪ ،‬وح َ‬
‫كمته تتضمن شيئني‪- :‬أحدهما‪ :‬حكمة تعود إيل ِه حي ُّبها ويَرضاها‪- .‬واثلاين‪ِ :‬حكمة تعود‬ ‫ِ‬
‫َ ْ َ ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫إىل ِعبا ِدهِ‪ ،‬يه نِعمه عليهم‪ ،‬يفرحون بها‪ ،‬ويلتذون بها‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬منهج ابن القيم يف رشح األسماء احلسىن ملرشف الغامدي‪ ،‬رسالة ماجستري جبامعة أم القرى‪ - .‬جهود‬
‫ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار املربة‬
‫اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة‬
‫اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد سعيدي ‪-‬‬
‫معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار إيالف‬
‫ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة العدد ‪112‬‬
‫‪ -‬السنة ‪ 1421- 33‬ـه‪ -‬جمموع الفتاوى أليب العباس أمحد بن عبد احلليم بن تيمية‪ ،‬طبعة‪ :‬جممع امللك‬
‫فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ ،‬املدينة انلبوية‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات‬
‫اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‬
‫الرقم املوحد‪)176609( :‬‬

‫‪35‬‬
‫َّ ُ‬
‫الرؤ ْوف‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َو َر َد ِذكر اسم َّ‬
‫واض َع‪ ،‬منها‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬إن اهلل بانلاس لرؤوف‬
‫الكريم يف (‪ )10‬م ِ‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫(الرؤ ْوف) يف‬ ‫ِ‬
‫رحيم} [ابلقرة‪ .]143:‬وقوهل تعاىل‪{ :‬وحيذركم اهلل نفسه واهلل رؤوف بالعباد} [آل عمران‪ .]300:‬وقوهل‬
‫ّ‬
‫تعاىل‪{ :‬إن ربكم لرؤوف رحيم} [انلحل‪.]7:‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ َ َْ َ َ‬ ‫اسم َّ‬
‫(الرؤوف) ِمن األسما ِء اثلابت ِة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذكره أغلب من كتب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ َ ِّ‬ ‫َْ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫قال ابن تيمية‪َّ :‬‬
‫صااحل ِهم)‪ .‬قال الشايخ‬
‫ِِ‬ ‫(الر ِحيم ِب ِعبا ِدهِ)‪ .‬قال ْابن القيم‪( :‬الرؤوف الرحيم ِخبل ِق ِه المتكفل ِبم‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬
‫عم َته اليت ابتدأهم‬
‫أن يت َّم عليهم ن َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرأف ِة ِب ِعبا ِدهِ‪ ،‬ف ِمن َرأف ِت ِه ورمح ِت ِه ِبهم‬ ‫(الرؤوف أي‪ :‬شاا ِديد‬ ‫ُّ‬
‫السااعدي‪َّ :‬‬
‫اام حبقوقاه وحقوق عبااده‪ ،‬ومن رأفتاه ورمحتاه أناه َخ َّو َف العبااد‪َ ،‬‬
‫وز َج َرهم عن‬ ‫بهاا‪ .‬ومن رأفتاه تَوفيقهم القي َ‬
‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َ ِّ َ‬
‫الَغ والفسا ِد)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َّ َْ‬ ‫الرؤ ْوف‪َ :‬شديْد َ‬
‫الع ْط ِف ىلع ِعبا ِد ِه والرمح ِة بِ ِهم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬

‫َ‬ ‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الرمحة‪ .‬األفعال‪ :‬ي ْرأف ‪ -‬ي ْرحم‪.‬‬ ‫الر ْمحن ‪َّ -‬‬
‫الر ِحيم‪ .‬الصفات‪َّ :‬‬ ‫األسماء‪َّ :‬‬

‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه تدل ىلع اهلل‪ ،‬وتدل ىلع‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫نفسه ّ‬ ‫سميات‪ ،‬فاهلل َس َّىم َ‬ ‫َ‬
‫‪ -1‬أسماء اهلل وصفاته خم َت َّصة به‪ ،‬واتفاق األسما ِء ال يوجب تَماثل الم َّ‬‫ٌ‬
‫ؤوف‬‫بالر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ََ ْ‬ ‫َ َّ َ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫بالرؤوف الرحيم‪ ،‬فقال‪{ :‬لقد جاءكم‬ ‫ِ‬ ‫اس لرؤوف رحيم}‪ ،‬وسىم بعض ِعبا ِدهِ‬ ‫فقال‪{ :‬إن اهلل بانل ِ‬ ‫الرحيم‪،‬‬
‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ٌ‬
‫رسول من أنف ِسكم ع ِزيز عليه ما ع ِن َتم ح ِريص عليكم ِباملؤمنني رؤوف رحيم}‪ ،‬وليس الرؤوف‬
‫هلل إِنكار َحقائِ ِقها ومعانيها واتلرصيح‬ ‫اإلحلا ِد يف أسما ِء ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫عظم‬
‫اكلرؤوف‪ ،‬وال الرحيم اكلرحيم‪ِ -2 .‬من أ ِ‬
‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ ٌ َ ْ َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ ْ ّ ْ َ‬ ‫ََ‬
‫بأنها جمازات‪ ،‬كزع ِم أن وصفه بالرأف ِة جماز‪ ،‬قالوا‪ :‬ألن الرأفة يه ِرقة تع َرتي القلب‪ ،‬ويه ِمن الكي ِفيات‬
‫َ ٌ‬ ‫ني َّ‬‫امح َ‬ ‫اتصاف أ ْر َحم َّ‬‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫انلَّ ْفسية‪ ،‬واهلل م َ َّ‬
‫َن ٌ‬
‫قيقة‪،‬‬ ‫ح‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫أف‬ ‫بالر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الر‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫املخلوق‪،‬‬ ‫رأفة‬ ‫هذه‬ ‫ألن‬ ‫؛‬ ‫باطل‬ ‫وهذا‬ ‫عنها‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ِ‬
‫ُّ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َ‬
‫والرحيم أن الرأفة أخص‬ ‫ِ‬ ‫الرؤوف‬
‫ِ‬ ‫خلوق‪ -3 .‬الفرق بني‬ ‫ٍ‬ ‫وق لِم‬ ‫المخل ِ‬ ‫وال يلزم َ أن تكون رأفته ِمن ِجن ِس‬
‫ََ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ َ َ‬
‫والرمحة أع ُّم‪ ،‬وقد تكون الرمحة يف الكراه ِة للمصلحة‪ ،‬وال تكاد الرأفة تكون يف الكراه ِة‪.‬‬ ‫َ‬

‫‪36‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬
‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد‬
‫سعيدي‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪- .‬مفتاح دار السعادة ومنشور والية العلم واإلرادة البن قيم اجلوزية‪،‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة العدد ‪- 112‬‬
‫السنة ‪ 1421- 33‬ـه‪ -‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع‬
‫بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ - .‬خمترص الصواعق املرسلة البن القيم‪ ،‬دار احلديث القاهرة‪ - .‬منهج ابن القيم‬
‫يف رشح األسماء احلسىن ملرشف الغامدي‪ ،‬رسالة ماجستري جبامعة أم القرى‪- .‬بيان تلبيس اجلهمية يف‬
‫تأسيس بدعهم الالكمية‪ ،‬البن تيمية‪ ،‬طبعة جممع امللك فهد لطباعة املصحف‪ - .‬رشح أسماء اهلل‬
‫احلسىن لسعيد بن وهف القحطاين‪ ،‬دار اإليمان للطبع والنرش واتلوزيع‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176634( :‬‬

‫‪37‬‬
‫َُ‬
‫الغف ْور‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َََ‬
‫وضعا تقريبا‪ ،‬منها‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬أال إن اهلل هو‬
‫الكريم يف (‪ )71‬م ِ‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫اسم (الغف ْور) يف‬
‫ورد ِذكر ِ‬
‫الغفور الرحيم} [الشورى‪ ،]5:‬وقوهل تعاىل‪{ :‬نىبء عبادي أين أنا الغفور الرحيم } [احلجر‪ ،]49:‬وقوهل تعاىل‪:‬‬
‫ديق ريض اهلل عنه أنه قال‬ ‫الس َّنة‪َ :‬ف َعن أيب بكر ِّ‬
‫الص‬ ‫{إن اهلل غفور شكور} [الشورى‪َّ .]23:‬‬
‫وأما يف ُّ‬ ‫ّ‬
‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِّ‬
‫لرسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم‪َ :‬علمين داعء أدعو ِب ِه يف َصاليت‪ ،‬قال‪( :‬قل‪ :‬امهلل إين ظلمت نفيس ظلما‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫َّ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫كثريا‪ ،‬وال يغفر اذلنوب إال أنت‪ ،‬فاغ ِفر يل مغفرة ِمن ِعندك‪ ،‬وارمحين إنك أنت الغفور الرحيم) أخرجه‬
‫ابلخاري(‪ ،)834‬ومسلم (‪.)2705‬‬

‫َ‬ ‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(الغفور) من األسما ِء اثلابتة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذك َره أغلب من كت َ‬
‫ب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اسم‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ ِّ َّ ْ‬ ‫ّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قاال ابن تيمياة‪( :‬الغفور اذلي يغ ِفر ذنوب العبااد‪ ،‬فاإن المغفرة معنااهاا ِوقااياة رش اذلناب‪ِ ،‬حبياث ال يعااقاب‬
‫(الغفور [اذلي] يَغفر َ‬
‫لمن تااب إيلاه)‪ .‬وقاال‬
‫َ‬
‫ب عليا ِه)‪ .‬وقاال ابن القيم‪:‬‬ ‫فمن غفر َذنباه‪ ،‬لم يعااقَا ْ‬ ‫َّ‬
‫اذلناْب‪َ ،‬‬ ‫ىلع‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ََْ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬
‫الشيخ السعدي‪( :‬الغفور اذلي لم يزل يغ ِفر اذلنوب)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫الغف ْور‪ :‬اذلي يَ ِيق ِعباده رش ذنوبِ ِهم‪ ،‬وال يعا ِقبهم عليها‪.‬‬
‫َّ‬

‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬


‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫الستري‪ -‬العف ّو‪ .‬الصفات‪َ :‬‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫الغ َّفار‪ِّ -‬‬
‫َ‬ ‫َّ ْ‬
‫السرت ‪ -‬العفو‪ .‬األفعال‪ :‬يَغ ِفر ‪ -‬يعفو ‪-‬‬
‫المغفرة ‪ِّ -‬‬
‫ِ‬ ‫األسماء‪ :‬اغ ِفراذلنب ‪-‬‬
‫َ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬
‫ي َ ْسرت‪ .‬الفرق بني َالغفار والغفور والغا ِفر‪ :‬أن (الغا ِفر) اسم فاعل ِمن غفر‪ ،‬و(الغفور) للمبالغة إذا‬
‫ّ‬ ‫َ ّ َ ُّ‬
‫سرت ِه يف اآلخرة‪،‬‬
‫سرت ِه يف ادلنيا‪ ،‬و(الغفور) ب ِ ِ‬
‫تكرر‪ ،‬والغفار أشد مبالغة منه‪ .‬وقيل‪ :‬إن (الغا ِفر) ب ِ ِ‬
‫أعني اخلالئق‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫و(الغفار) بِسرته عن‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫هلل‪،‬‬ ‫ا‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ُّ‬ ‫َ َ ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َْ‬ ‫ٌ‬ ‫ََ‬ ‫ِّ‬
‫رزوق والرزق‬ ‫ِ‬ ‫ب الم‬
‫ِ‬ ‫ت‬ ‫رت‬ ‫ك‬ ‫عليه‪،‬‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫د‬ ‫الب‬ ‫واألمر‬
‫ِ‬ ‫ق‬
‫ِ‬ ‫ل‬ ‫اخل‬ ‫يف‬ ‫اآلثار‬
‫ِ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ث‬ ‫أ‬ ‫هلل‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ء‬
‫ِ‬ ‫أسما‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫اسم‬
‫ٍ‬ ‫للك‬ ‫‪-1‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُّ‬ ‫َّ‬
‫ذلك يف مجيع األسماء‪ ،‬فلو لم يكن يف‬ ‫وأسباب الرمح ِة ىلع الراحم‪ ،‬ونظائر‬ ‫ِ‬ ‫ازق‪ ،‬وترتب المرحوم‬ ‫ىلع الر ِ‬
‫َ‬ ‫َْ َ ْ ََ‬
‫واحلليم‬
‫ِ‬
‫ِّ‬
‫ور والعفو‬ ‫ِ‬ ‫ِعبا ِدهِ َمن خيطئ ويذنِب ِيلَتوب عليه ويغفر هل ويعفو عنه لم يظهر أثر أسمائِ ِه الغف‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫الغفور َجيوز أن ال يَ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َْ‬
‫أن َ‬
‫يغفر‬ ‫ألحد‪ ،‬كما جيوز‬ ‫ٍ‬ ‫غفر‬ ‫َ‬ ‫أول بَعضهم أن‬ ‫واتلواب وما جرى جم َراها‪ -2 .‬ت‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ‬ ‫ٌ‬
‫للجميع‪ ،‬وهذا القول باطل كما دلت ىلع ذلك انلصوص‪ ،‬فقد ثبت أن اهلل يغفر ما دون الرشك‪ ،‬وأن‬

‫‪38‬‬
‫غفور هل‬
‫ُّ‬
‫لك ظالم َم ٌ‬ ‫الرشك بأنه ال يَغفره‪ ،‬وعلَّ َق ما سواه ىلع َ‬
‫المشيئة‪ ،‬ولو اكن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬
‫غفرة يه ملن يَشاء‪ ،‬وخ َّص‬‫الم‬
‫ٍِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ َ ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫احي ٍة لم يعلق ذلك ِبالم ِشيئة‪.‬‬
‫نات م ِ‬
‫ِبال توب ٍة وال حس ٍ‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬
‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد‬
‫سعيدي‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة‬
‫املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن‬
‫صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ - .‬منهج ابن القيم يف رشح األسماء احلسىن ملرشف‬
‫الغامدي‪ ،‬رسالة ماجستري جبامعة أم القرى‪ - .‬وهلل األسماء احلسىن لعبد العزيز بن نارص اجلليل‪- .‬‬
‫رشح أسماء اهلل احلسىن لسعيد بن وهف القحطاين‪ ،‬دار اإليمان للطبع والنرش واتلوزيع‪ .‬مفتاح دار‬
‫السعادة ومنشور والية العلم واإلرادة البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176635( :‬‬

‫‪39‬‬
‫َ ْ‬
‫العلِيم‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َو َر َد ذكر اسم َ‬
‫وضعا‪ ،‬منها‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬إنك أنت العليم‬ ‫َ‬
‫ريم تقريبا يف (‪ )157‬م ِ‬ ‫القرآن الك ِ‬
‫ِ‬ ‫(الع ِليْم) يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تعاىل‪{ :‬وهو اخلالق العليم) [يس‪ :‬من اآلية‪ ،]81‬وقوهل تعاىل‪{ :‬وهو السميع‬ ‫َ‬ ‫احلكيم} [ابلقرة‪ ،]32:‬وقوهل‬
‫ُّ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬
‫ُّ ّ َ‬ ‫َّ‬
‫انليب صىل اهلل‬ ‫اس ريض اهلل عنهما قال‪ :‬اكن‬ ‫ابن عب ٍ‬ ‫اآلية‪ .]13‬وأما يف السنة‪ :‬فعن ِ‬ ‫العليم} [األنعام‪ :‬من‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫العرش العظيم‪ ،‬ال هلإ إال‬
‫ِ‬ ‫عليه وسلم يقول عند الكر ِب‪( :‬ال هلإ إال اهلل الع ِليم احلليم‪ ،‬ال هلإ إال اهلل رب‬
‫اهلل رب السموات ورب األرض رب العرش الكريم) أخرجه ابلخاري برقم (‪.)7426‬‬

‫َ‬ ‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اسم َ‬
‫(العليم) من األسما ِء اثلابتة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذك َره أغلب من كت َ‬
‫ب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫(العليم اذلي َسالمَ‬ ‫أحد شايئا إال ب َت ْعليمه)‪ .‬وقال ابن القيم‪َ :‬‬
‫ٌ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫قال ابن تيمية‪( :‬العالِم باملعلومات‪ ،‬وال يعلم‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫أن َي ْعز َب عنه مثقال َذ َّرة‪ ،‬أو يَغيْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ب عنه معلوم ِمن المعلومات)‪ .‬وقال الشايخ الساعدي‪( :‬هو اذلي‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِعلمه‬
‫َ َ‬ ‫سااتحيالت والم ْم َ‬
‫والواجباات والم َ‬ ‫اطن‪ ،‬واإلرسار واإلعالن‪َ ،‬‬ ‫وابل َ‬
‫الظواهر َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ ْ‬
‫وبالعال ِم‬ ‫ات‪،‬‬
‫كنا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ب‬
‫أح ْاط ِعل ِ‬
‫ه‬ ‫ا‬
‫م‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫وي ُّ‬ ‫العل ِّ‬
‫يشء من األشياء)‪.‬‬ ‫واحلارض والمستقبل‪ ،‬فال خيَف عليه‬ ‫ِ ِ‬ ‫وباملايض‬
‫ِ‬ ‫والسف ِيل‪،‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫الع ِليم هو‪ :‬الم ِحيط ِعلمه ِبكل يشءٍ‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫َ َْ‬ ‫ْ‬
‫خل َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ربة‪ .‬األفعال‪ :‬يعلم‪.‬‬ ‫الغيب والشهادة ‪ -‬عالم الغيوب ‪ -‬اخل ِبري‪ .‬الصفات‪ :‬ال ِعلم ‪ -‬ا ِ‬
‫ِ‬ ‫األسماء‪ :‬العالِم ‪ -‬اعلِم‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫فيه‬ ‫‪،‬‬‫وأوصاف‬ ‫أعالم‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ََْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫‪َ -1‬‬
‫كنات‪ ،‬فيعلم نفسه الكريمة وصفاتِ ِه‬ ‫للواجبات والممت ِنعات والمم ِ‬ ‫ِ‬ ‫الع ِليم اذلي هل ال ِعلم العام‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬
‫عات حال ام ِتنا ِعها‪،‬‬ ‫مكن إال وجودها‪ ،‬ويعلم الممت ِن ِ‬ ‫الواجبات اليت ال ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫المقدسة ونعوته العظيمة‪ ،‬ويه‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َََ‬ ‫َ‬
‫كنات‪ ،‬ويه اليت جيوز وجودها وعدمها‪ ،‬ما‬ ‫ويعلم ما يرتتب ىلع وجو ِدها لو وجدت‪ ،‬ويعلم ‪-‬تعاىل‪ -‬المم ِ‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ََْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫األزمان‬
‫ِ‬ ‫ميع‬
‫و ِجد منها وما لم يوجد‪ ،‬وما لم تقت ِض احلكمة إجياده‪ ،‬وقد أحاط ِعلمه ‪-‬سبحانه‪ِ -‬جب ِ‬
‫(العليم) بقولِهم‪ :‬العليم ِذلاته‪ ،‬ومرادهم َع ٌ‬
‫ليم ِبال‬ ‫اسم َ‬‫عطلة َ‬ ‫أو َل الم ِّ‬
‫ست ْق َبلَة‪ -2 .‬تَ َّ‬
‫احلارضة واملاض َية والم َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ٌ‬ ‫َ َ ُّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫لزم تعدد القدماء‪ ،‬وهذا باطل‬ ‫ِ‬ ‫ست‬ ‫ي‬ ‫الصفات‬
‫ِ‬ ‫وت‬ ‫ب‬ ‫ث‬ ‫بأن‬ ‫ذلك‪:‬‬ ‫للوا‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫فة‪،‬‬ ‫الص‬ ‫دون‬ ‫االسم‬ ‫فأثبتوا‬ ‫م‪،‬‬ ‫ِعل‬
‫َ َ ِّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َّ َ َ َ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َْ‬ ‫َّ‬
‫بأوصاف متعددةٍ‪ ،‬وهو الواحد األحد‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫آيات كثريةٍ‬ ‫مع والعقل‪ ،‬أما السمع‪ :‬ف ِألن اهلل وصف نفسه يف ٍ‬ ‫بالس ِ‬

‫‪40‬‬
‫َّ َ ُّ‬ ‫الموصوف‪ ،‬ح يَ‬ ‫َ َ‬
‫أل َّن الصفات ليست ذوات بائنة من َ‬ ‫ّ‬
‫وإنما يه ِمن‬
‫ِ‬ ‫د‪،‬‬‫د‬ ‫ع‬ ‫اتل‬ ‫ها‬‫ت‬
‫ِ‬ ‫و‬‫ب‬ ‫ث‬ ‫من‬ ‫لزم‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وأما العقل‪ :‬ف ِ‬
‫ٌ‬
‫صفات َمن اتصف بها‪ ،‬فيه قائمة به‪.‬‬
‫ِ‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬
‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد‬
‫سعيدي‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة‬
‫املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬بدائع الفوائد البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار اعلم الفوائد‪ - .‬منهج ابن‬
‫القيم يف رشح األسماء احلسىن ملرشف الغامدي‪ ،‬رسالة ماجستري جبامعة أم القرى‪ - .‬رشح أسماء اهلل‬
‫احلسىن لسعيد بن وهف القحطاين‪ ،‬دار اإليمان للطبع والنرش واتلوزيع‪ - .‬رشح العقيدة الواسطية من‬
‫الكم شيخ اإلسالم ابن تيمية خلادل املصلح‪ ،‬دار ابن اجلوزي‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176636( :‬‬

‫‪41‬‬
‫َ ْ‬
‫الع ِظيم‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ْ‬
‫َو َر َد ذكر اسم َ‬
‫ات‪ ،‬منها‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬وال يؤوده حفظهما وهو العيل‬ ‫َ َّ‬
‫الكريم (‪ )9‬مر ٍ‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫(الع ِظيْم) يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُّ َّ‬ ‫ّ‬
‫العظيم} [ابلقرة‪ ،]:‬وقوهل تعاىل‪{ :‬فسبح باسم ربك العظيم} [الواقعة‪ .]96:‬وأما يف السنة‪ :‬فعن أيب هريرة‬
‫ريض اهلل عنه عن انليب صىل اهلل عليه وسلم قال‪( :‬لكمتان خفيفتان ىلع اللسان‪ ،‬ثقيلتان يف املِّيان‪،‬‬
‫وحبمدهِ) أخرجه ابلخاري (‪،)6406‬‬ ‫حبيبتان إىل الرمحن‪ :‬سبحان اهلل َ‬
‫العظيم‪ ،‬سبحان اهلل‬
‫ِ‬
‫ومسلم(‪.)2694‬‬

‫َ‬ ‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اسم َ‬
‫(العظيم) من األسما ِء اثلابتة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذك َره أغلب من كت َ‬
‫ب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫فات‬
‫فات كثريةٍ ِمن ِص ِ‬ ‫قال ابن تيمية‪( :‬اذلي قد كمل يف عظم ِت ِه)‪ .‬قال ابن القيم‪( :‬الع ِظيم من اتصف ِب ِص ٍ‬
‫ْ‬
‫ك ْربياء والمج ِد َ‬
‫َ‬ ‫الع َظ َ‬
‫الك َمال)‪ .‬قال الشاايخ السااعدي‪( :‬العظيم اجلامع جلميع صاافات َ‬ ‫َ‬
‫وابلها ِء اذلي‬ ‫ِ‬ ‫وال‬ ‫ة‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َِ َّ‬ ‫َ َ َّ َ َ َ َ ِّ‬ ‫َ ِّ‬
‫وإن جلات يف الصاافاة‪ ،‬فاإنهاا‬ ‫ِ‬ ‫ء‬‫ٍ‬ ‫يش‬ ‫لك‬ ‫العاارفون أن عظماة‬
‫ِ‬ ‫عرف‬ ‫َ‬
‫الق ٌلوب‪ ،‬وتعظماه األرواح‪ ،‬وي ِ‬ ‫حت ُّباه‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َّ‬
‫ب عظم ِة الع ِّ‬
‫يل الع ِظيم)‪.‬‬ ‫مضم ِحلة يف جانِ ِ‬
‫ِ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫جد والكربيا ِء والعظم ِة‪.‬‬
‫ال والم ِ‬
‫فات الكم ِ‬
‫يع ِص ِ‬
‫الع ِظيم‪ :‬اجلا ِمع جل ِم ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫األسماء‪ :‬القوي ‪ -‬الم ِتني ‪ -‬العزيز‪ -‬الكبري ‪ -‬اجلبار‪ .‬الصفات‪ :‬القوة ‪ -‬المتانة ‪ -‬ال ِع ّزة ‪ -‬ال ِ‬
‫كربياء ‪-‬‬
‫اجل َ َربوت‪ .‬الفعل‪ :‬عظم‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫فيه‬ ‫‪،‬‬‫وأوصاف‬ ‫أعالم‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ناوال ِجلمي ِعها تناول‬ ‫أسمائِ ِه احلسىن ما يكون داال ىلع ِعدةِ صفات‪ ،‬ويكون ذلك االسم مت ِ‬ ‫‪ِ -1‬من‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ّ ِّ‬
‫االسم ادلال ىلع الصف ِة الواحدةِ هلا اكسمه العظيم واملجيد والصمد‪ -2 .‬الفرق بني عظم ِة اخلا ِل ِق‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫زمان‪ ،‬فقد يكون عظيما‬ ‫ٍ‬ ‫زمان دون‬
‫ٍ‬ ‫حال‪ ،‬ويف‬‫حال دون ٍ‬ ‫لوق‪ :‬أن املخلوق قد يكون عظيما يف ٍ‬ ‫والمخ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫فيذهب ملكه و ِغناه‬ ‫شباب ِه‪ ،‬وال يكون كذلك عند شيب ِت ِه‪ ،‬وقد يكون َم ِلاك أوغنيا م َعظما يف قو ِم ِه‪،‬‬ ‫يف‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ِّ َ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ َ‬
‫فارق قومه‪ ،‬وتذهب عظمته معها‪ ،‬لكن اهلل تعاىل هو الع ِظيم أبدا‪ -3 .‬تأول المعطلة اسم (الع ِظيم)‬ ‫أو ي ِ‬
‫َ َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ِّ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ّ َ‬
‫فات‪ ،‬وهذا تناقض‪ ،‬فإن العظيم هو من اتصف‬ ‫ِبأنه عظيم المل ِك والقدرةِ‪ ،‬مع أنهم ينفون عنه الص ِ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َّ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الصفات قائمة ِب ِه سبحانه‪ ،‬خمتصة به‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫فات الك َمال‪ ،‬وال شك أن هذه‬ ‫صفات كثريةٍ ِمن ِص ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِب‬

‫‪42‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬
‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد‬
‫سعيدي‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة‬
‫املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬جمموع الفتاوى‪ ،‬البن تيمية‪ ،‬طبعة جممع امللك فهد لطباعة‬
‫املصحف‪ - .‬منهج ابن القيم يف رشح األسماء احلسىن ملرشف الغامدي‪ ،‬رسالة ماجستري جبامعة أم‬
‫القرى‪ - .‬رشح أسماء اهلل احلسىن لسعيد بن وهف القحطاين‪ ،‬دار اإليمان للطبع والنرش واتلوزيع‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176637( :‬‬

‫‪43‬‬
‫َ‬
‫اخلال ِق‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َََ‬
‫وضعا‪ ،‬منها‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬هو اهلل اخلا ِلق ابلارئ}‬‫الكريم يف (‪ )11‬م ِ‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫اخلالق يف‬
‫ِ‬ ‫اسم‬
‫ورد ِذكر ِ‬
‫[احلرش‪ :‬من اآلية‪ ،]24‬وقوهل تعاىل‪{ :‬فتبارك اهلل أحسن اخلالقني} َ[املؤمنون‪ ،]14:‬وقوهل تعاىل‪{ :‬أفرأيتم‬
‫ُّ َّ‬
‫السنة‪ :‬فعن يلع ‪-‬ريض اهلل عنه‪-‬‬ ‫ماتمنون(‪ )58‬أأنتم ختلقونه أم حنن اخلالقون} [الواقعة‪ .]59-58:‬وأ َّما يف‬
‫يف صفة صالة انليب ‪-‬صىل اهلل عليه وسلم‪ -‬قال‪( :‬وإذا سجد قال‪« :‬امهلل لك سجدت‪ ،‬وبك آمنت‪ ،‬ولك‬
‫أسلمت‪ ،‬سجد وجيه لذلي خلقه وصوره وشق سمعه وبرصه‪ ،‬تبارك اهلل أحسن اخلالقني») أخرجه مسلم‬
‫برقم (‪.)771‬‬

‫َ‬ ‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اسم (اخلَالق) من األسما ِء اثلابتة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذك َره أغلب من كت َ‬
‫ب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ َّ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬اخلا ِلق يقت ِيضا اإلبداع واتلق ِدير)‪ .‬قال ابن القيم‪( :‬اهلل ساابحانه ِبذاتِ ِه وصاافاتِ ِه اخلالق‪،‬‬
‫جه‪ ،‬إذ ليس إال اخلالق واملخلوق‪ ،‬واهلل َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٌ َْ‬ ‫َ َ َ ٌ‬ ‫ُّ‬
‫وحده اخلالق‬ ‫ولك ما عداه خملوق‪ ،‬وذلك عموم ال ختصايص فيه ِب َو ٍ‬
‫َ ََ َ َ َ َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ َ ْ ٌ‬
‫ودات)‪.‬‬
‫وما ِسواه لكه خملوق)‪ .‬قال الشيخ السعدي‪( :‬اذلي خلق مجيع الموج ِ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ساب ٍق‪.‬‬
‫ثال ِ‬
‫ري ِم ٍ‬
‫رتعها ىلع غ ِ‬
‫اخلا ِلق‪ :‬مو ِجد األشيا ِء وخم ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫األسماء‪ :‬اخلَالق ‪ -‬ابلارئ ‪ -‬المص ِّور‪ .‬الصفات‪ :‬اتلصوير ‪ -‬اإلجياد ‪ -‬اخللق‪ .‬األفعال‪ :‬خيلق ‪ -‬يص ِّور‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل‬
‫ّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫هلل تعاىل ىلع ذاتِ ِه وصفاتِ ِه تكون بالمطابقة‪ ،‬وباتلضمن‪ ،‬وبِاالل ِِتام‪ ،‬مثال ذلك‪" :‬اخلالق"‬ ‫‪ -1‬داللة أسما ِء ا ِ‬
‫وحدها وىلع صفة اخلَلق َ‬ ‫ويدل ىلع اذلات َ‬ ‫ُّ‬ ‫يدل ىلع ذات اهلل وىلع صفة اخلَلق بالم َطابَ‬ ‫ُّ‬
‫وحدها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قة‪،‬‬ ‫ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬
‫ار‬‫ف‬
‫ْ ِ‬ ‫الك‬ ‫ىلع‬ ‫االستدالل‬ ‫الكريم‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫يف‬ ‫رث‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬ ‫بااللِتام‪.‬‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫ر‬‫د‬ ‫والق‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫ال‬ ‫صفيت‬ ‫ىلع‬ ‫ويدل‬ ‫باتل َض ُّمن‪،‬‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫وحده هو اخلالق الرازق المنعم المترصف‪ ،‬ىلع وجوب إفراده َ‬ ‫اهلل َ‬ ‫بأن َ‬ ‫ّ‬
‫الص‬
‫وإخ ِ‬ ‫وحد ْه بالعبادةِ ِ‬ ‫َ ِّ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫باعرتافِ ِهم‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ِّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫ِّ َ‬
‫ين َهل‪ -3 .‬أول َالمعطلة اسمه اخلا ِلق بالمقد ِرفحسب‪ ،‬فقالوا‪ :‬إن اهلل تعاىل مقدر أفعا ِل ال ِعبا ِد‪ ،‬وهم‬ ‫ادل ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫لم واخلرب‪،‬‬ ‫راجع إىل جمر ِد ال ِع ِ‬ ‫اذلين أوجدوها وأ ْحدثوها‪ ،‬وهذا ال شك أنه باطل؛ ألن اتلقدير عندهم َّ ِ‬
‫ّ َّ‬ ‫َ‬
‫أفعال‬
‫ِ‬ ‫اخلالق واخلَال ِق أن اخلالق‪ِ :‬من‬ ‫ِ‬ ‫وهذا ال ي َس ّىم خلقا يف لغ ِة أم ٍة ِمن األ َمم‪ -4 .‬الفرق بني اسيم‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُّ‬
‫هلل تعاىل وإجيا ِدهِ‪.‬‬ ‫لق ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫خ‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫رث‬ ‫ك‬ ‫ىلع‬ ‫دل‬ ‫المبالغ ِة من اخلَا ِلق‪ ،‬ويه ت‬

‫‪44‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬
‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد‬
‫سعيدي ‪ -‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة‬
‫املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪ 1421- 33‬ـه‪ -‬جمموع الفتاوى أليب العباس أمحد بن عبد احلليم بن تيمية‪،‬‬
‫طبعة‪ :‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ ،‬املدينة انلبوية‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ - .‬صفات‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف دار اهلجرة ‪ -‬القواعد املثىل يف‬ ‫اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ ‪ -‬منهج ابن‬
‫القيم يف رشح األسماء احلسىن ملرشف الغامدي‪ ،‬رسالة ماجستري جبامعة أم القرى‪ - .‬فقه األسماء‬
‫احلسىن لعبد الرزاق ابلدر‪ ،‬مطابع احلمييض‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176701( :‬‬

‫‪45‬‬
‫اتلَّ َّواب‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ْ‬
‫َو َر َد ِذكر اسم َّ‬
‫الكريم (‪َ )11‬م ّرة‪ ،‬منها‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬فتل آدم من ربه لكمات فتاب‬ ‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫(اتل َّواب) يف‬ ‫ِ‬
‫ّ‬
‫عليه إنه هو اتلواب الرحيم} [ابلقرة‪ ،]37:‬وقوهل تعاىل‪{ :‬وأنا اتلواب الرحيم} [ابلقرة‪ ،]160:‬وقوهل تعاىل‪:‬‬
‫ْ َّ‬ ‫ُّ َّ‬ ‫{وأن اهلل هو اتلواب الرحيم} [اتلوبة‪َّ .]104:‬‬ ‫ّ‬
‫ابن ع َمر ريض اهلل عنهما قال‪ :‬إِن كنا‬‫ِ‬ ‫السنة‪ :‬فعن‬ ‫وأما يف‬
‫ْ َ َ َّ ّ‬ ‫َ‬
‫مائة َم ّرة‪ِّ :‬‬ ‫َ‬ ‫َ ُّ‬
‫يلع‪ ،‬إِنك أنت‬ ‫(رب اغ ِفر يل‪ ،‬وتب‬ ‫الواحد‬
‫ِ‬ ‫جلس‬
‫هلل صىل اهلل علي ِه وسلم يف الم ِ‬ ‫رسول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫نلَعد ل ِ‬
‫الرحيم) أخرجه أبو داود برقم (‪.)1516‬‬ ‫اتل َّواب ّ‬ ‫َّ‬

‫َ‬ ‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(اتل َّواب) من األسما ِء اثلابتة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذك َره أغلب من كت َ‬
‫اسم َّ‬
‫ب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ ْ َ َّ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ادهِ] ِباأن وفقاه للتوباة‪،‬‬
‫اال ابن تيمياة‪[( :‬اذلي] يتوب ىلع من تااب)‪ .‬قاال ابن القيم‪( :‬هو اذلي جااد ىلع [عب ِ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ََْ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫وآخرا)‪ .‬قال الشايخ الساعدي‪( :‬اتلواب اذلي لم يزل يتوب ىلع‬ ‫وألهمه إياها‪ ،‬ثم ق ِبلها منه‪ ،‬فتاب عليه أوال ِ‬
‫َ‬ ‫ُّ‬
‫وب المنيبني‪ ،‬فلك َمن تاب إىل اهلل توبة نصوحا تاب اهلل علي ِه)‪.‬‬
‫َ‬ ‫اتلائبني‪ ،‬ويَغفر ذن َ‬
‫ِ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َََ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ِّ‬
‫اتل َّواب‪ :‬هو اذلي يوفق العبد للتوب ِة ويتقبلها ِمنه‪.‬‬
‫َّ‬

‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الغ َّفار ‪ -‬قَابل َّ‬
‫اتلوب‪ .‬الصفات‪ :‬المغ ِفرة ‪َّ -‬‬
‫الرمحة‪ .‬األفعال‪ :‬يغ ِفر ‪ -‬يتوب ‪ -‬يرحم ‪-‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫األسماء‪ :‬الغفور ‪-‬‬
‫ِ‬
‫يَ َ‬
‫قبل اتلوبة‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫فيه‬ ‫‪،‬‬‫وأوصاف‬ ‫أعالم‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ٌ‬ ‫ِّ َ َ ٌ‬ ‫َ‬
‫هلل‬
‫هلل عليه ق ْبلها وتوبة منه بعدها‪ ،‬فتوبته بني توبتني ِمن ا ِ‬ ‫العبد إىل رب ِه حمفوفة ِبتوب ٍة ِمن ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -1‬توبة‬
‫َ‬
‫تاب اهلل علي ِه ثانيا ‪،‬بوال وإثابة‪.‬‬ ‫تاب العبد‪َ ،‬ف َ‬ ‫أوال إ ْذنا وتَوفيقا وإهلاما‪ ،‬فَ َ‬‫تاب علي ِه َّ‬ ‫سابقة والحقة‪ ،‬فإنه َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ ْ ٌ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ َ َّ َ َ‬ ‫ِ َ َّ َ‬
‫‪ -2‬تأول المعطلة أن اهلل تواب دون أن يقوم ِب ِه سبحانه وصف‪ ،‬وهذا القول باطل؛ ألن اتلواب هو‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ ِّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫وت المش َت ِّق ِمنه‪.‬‬
‫الموصوف باتلوب ِة ويه صفة هل‪ ،‬قائمة به‪ ،‬وألن إثبات المشتق يؤ ِذن ِبيب ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬

‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬
‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد‬

‫‪46‬‬
‫سعيدي ‪ -‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة‬
‫املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪ 1421- 33‬ـه‪ -‬جمموع الفتاوى أليب العباس أمحد بن عبد احلليم بن تيمية‪،‬‬
‫طبعة‪ :‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ ،‬املدينة انلبوية‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ - .‬القواعد‬
‫املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ منهج‬
‫اب ن القيم يف رشح األسماء احلسىن ملرشف الغامدي‪ ،‬رسالة ماجستري جبامعة أم القرى‪- .‬مدارج‬
‫السالكني‪ ،‬البن القيم‪ ،‬دار الكتاب العريب‪- .‬املستدرك ىلع جمموع فتاوى شيخ اإلسالم البن تيمية‪،‬‬
‫الطبعة األوىل‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176702( :‬‬

‫‪47‬‬
‫َر‬
‫الب‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬
‫َو َر َد ذكر اسم َ ّ‬
‫(الرب) َم ّرة واحدة يف قوهل تعاىل‪{ :‬إنا كنا من ‪،‬بْل ندعوه إنه هو َ ُّ‬
‫الرب َّ‬
‫الرحيم} [الطور‪.]28:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ َ َْ َ َ‬ ‫َّ‬
‫هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذكره أغلب من كتب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬
‫اسم (الرب) ِمن األسما ِء اثلابت ِة ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َْ‬ ‫َ ّ َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َ ٌ‬
‫ناساابه فلكما عظم فقره إيل ِه اكن أغىن‪،‬‬ ‫فهو(ساابحانه بر جواد حمساان‪ ،‬يعطي العبد ما ي ِ‬ ‫َ‬ ‫قال ابن تيمية‪:‬‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ َ‬
‫اخلريات واإلحساان)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ولكما عظم ذهل هل اكن أعز)‪ .‬وقال ابن القيم‪( :‬والرب يف أوصاافِ ِه سابحانه‪ ...‬هو كرثة‬
‫الو ّهاب الكريم اذلي شامل الاكئنات بأرسها ب ِّ‬
‫ربه و ِهباتِ ِه‬ ‫الرب َ‬‫الساعدي‪ِ ( :‬من أسامائه تعاىل‪ُّ َ :‬‬
‫ُّ‬ ‫وقال الشايخ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫وك َر ِمه‪ ،‬فهو مويل اجلميل ودائم اإلحسان وواسع املوا ِهب)‪.‬‬

‫َ‬ ‫املعىن املخترص‪:‬‬


‫ْ‬ ‫ْ‬
‫أصناف انلِّ َعم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الرب‪ :‬المح ِسن اذلي أن َع َم ىلع ال ِعبا ِد ِب‬
‫َ ُّ‬

‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬


‫األسماء‪ :‬املحسن ‪ -‬اجلواد ‪ -‬الكريم ‪ -‬الوهاب ‪ -‬الرحيم‪ .‬الصفات‪ :‬اإلحسان ‪ -‬اجلود ‪ -‬الكرم ‪ -‬الرمحة ‪-‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫الوهاب‪ .‬األفعال‪ :‬يرب ‪ -‬جيود ‪ -‬يك ِرم ‪ -‬ي َهب ‪ -‬يَ ْرحم ‪ -‬حي ِسن‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه تدل ىلع اهلل‪ ،‬وتدل ىلع‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ْ‬
‫مقصودهم بذلك نيف أن يَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ِّ‬ ‫الرب بأنه فاعل ِّ‬ ‫ّ‬ ‫اسم َ ّ‬ ‫َ‬
‫عطلة َ‬ ‫تأو َل الم ِّ‬‫‪َّ -1‬‬
‫قوم‬ ‫صحيح إال أن‬ ‫الرب‪ ،‬وهذا يف حد ذاته‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫َّ َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫ْ َ َ‬
‫هلل ما ي َت َعلق بِمشيئ ِت ِه وقدرتِ ِه‪ ،‬وال شك أن هذا باطل‪،‬‬ ‫نيف أن يقوم با ِ‬ ‫وهذا بناء ْىلع أص ِلهم ِّيف ِ‬ ‫به يشء‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫موصوف‬
‫َ‬ ‫وإحسانِ ِه لِمن شاء منهم‪ ،‬وأنه‬ ‫ِ‬ ‫هلل ِبمن شاء من خل ِق ِه ورمح ِت ِه‬ ‫بإثبات ِبر ا ِ‬‫ِ‬ ‫فإن انلصوص تواترت‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫بالرمحة ّ‬
‫وإنعا ِم ِه‪ ،‬أث ٌر‬ ‫حسانِ ِه ِ‬ ‫عبارة عن تو ِايل ِمن ِن ِه‪ ،‬وتتاب ِع إِ‬ ‫هلل – عز وجل – ِبعبا ِد ِه اذلي هو‬ ‫والرب‪ِ -2 .‬ب ُّر ا ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َّ‬ ‫َ ََ ْ‬
‫َن اجل ِزيلة‬ ‫آثار رمح ِت ِه الواسع ِة اليت َ غمرت الوجود‪ ،‬وتقلب فيها لك موجو ٍد‪ ،‬وعن طريق تلك ال ِم ِ‬ ‫ِمن ِ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫اقرتان المسب ِ‬ ‫ِ‬ ‫وذلك اإلحسان العميم عرف العباد أن ربهم رحيم‪ ،‬فاقرتان (الرب) با (الرحيم) لعله َمن‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫بالس َبب‪ ،‬وتقديم َ ِّ‬
‫(الرب) ىلع (الرحيم) أبلغ يف املدح‪ ،‬واثلناء بالرتيق من األخ ِّص إىل األعم‪ ،‬ومن المسبب‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬
‫هلل – عز وجل – بعبا ِدهِ هو ِعبارة عن ت َو ِايل ِم َن ِن ِه‪ ،‬وت َتاب ِع‬ ‫والرحيم‪ :‬أن ِب َّر ا ِ‬
‫إىل السبب‪ -3 .‬الفرق بني َ ِّ‬
‫الرب ّ‬
‫َ‬
‫آثار رمح ِت ِه الواسع ِة اليت غ َم َرت الوجود‪.‬‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫إحسانِ ِه وإنعا ِم ِه‪ ،‬وهو أَثَ ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫‪48‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬
‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد‬
‫سعيدي ‪ -‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة‬
‫املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪ 1421- 33‬ـه‪ -‬جمموع الفتاوى أليب العباس أمحد بن عبد احلليم بن تيمية‪،‬‬
‫طبعة‪ :‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ ،‬املدينة انلبوية‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪- .‬الاكفية‬
‫الشافية يف االنتصار للفرقة انلاجية البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار اعلم الفوائد‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل‬
‫تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ منهج ابن القيم يف رشح‬
‫األسماء احلسىن ملرشف الغامدي‪ ،‬رسالة ماجستري جبامعة أم القرى‪ - .‬بدائع الفوائد البن القيم‪ ،‬دار‬
‫اعلم الفوائد‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176703( :‬‬

‫‪49‬‬
‫َّ ُ‬
‫الشك ْور‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ََ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َََ‬
‫اضع‪ :‬يف قوهل تعاىل‪{ :‬يلوفيهم أجورهم ويزيدهم‬‫الكريم يف (‪ )4‬مو ِ‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫اسم (الشك ْور) يف‬
‫ورد ِذكر ِ‬
‫من فضله إنه غفور شكور} [فاطر آية ‪ .]30‬ويف قوهل‪{ :‬إن ربنا لغفور شكور} [فاطر آية ‪ .]34‬ويف قوهل‪:‬‬
‫{ومن يقرتف حسنة نزد هل فيها حسنا إن اهلل غفور شكور} [الشورى آية ‪ .]23‬ويف قوهل‪{ :‬واهلل شكور‬
‫حليم} [اتلغابن آية ‪.]17‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ َ َْ َ َ‬ ‫َّ ْ‬
‫هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذكره أغلب من كتب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬
‫اسم (الشكور) ِمن األسما ِء اثلابت ِة ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬اذلي يشكر الي ِسري ِمن العمل‪ ،‬ويغ ِفر الكثري ِمن الزلل)‪ .‬قال ابن القيم‪( :‬هو الشكور ىلع‬
‫ُّ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫الع َ‬
‫العمل والعطا ِء فال يَساات ِقله أن‬‫ِ‬ ‫بد ويوفقه ل ِ َما يَشااكره عليه‪ ،‬ويَشااكر القليل من‬ ‫احلَقيقة فإنه يعطي َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫قوهل بأن ي َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يَ‬
‫ثين عليه بني‬ ‫أضاعاف مضااعف ٍة‪ ،‬ويشاكر عبده ِب ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫أمثاهلا اىل‬
‫ِ‬ ‫عرشا‬
‫ِ‬ ‫شاكره‪ ،‬ويشاكر احلسانة ِب‬
‫يق‬
‫َ‬
‫القليل ِمن العمل اخلالِص انلَّ‬ ‫ر‬‫شااك‬ ‫مالئكتاه و َملَئه األىلع)‪ .‬قال الشاايخ السااعدي‪( :‬هو اذلي ي َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫انلافِع‪ ،‬ويَعفو عن الكثري ِمن الزلل وال يضايع َ‬
‫َّ‬
‫أجر من أحسان عمال بل يضاا ِعفه أضاعافا مضااعفة بغري‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ٍّ‬
‫ساب)‪.‬‬
‫عد وال ِح ٍ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫لل‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ثري من الز ِ‬
‫اجلزيل املضاع ِف‪ ،‬ويعفو عن الك ِ‬
‫ِ‬ ‫باثلواب‬
‫ِ‬ ‫العمل‬
‫ِ‬ ‫الشك ْور‪ :‬اذلي يشكر القليل من‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫األسماء‪ :‬الشا ِكر ‪ -‬الغفور‪ -‬احل ِميد ‪ -‬املنان‪ .‬الصفات‪ :‬الشكر ‪ -‬املغفرة ‪ -‬احلَمد ‪ -‬ال ِمنة‪ .‬األفعال‪ :‬يشكر ‪-‬‬
‫َ‬
‫يَغ ِفر ‪ -‬يم ّن‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل‬
‫ّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬

‫َ‬ ‫تنبيهات‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ُّ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ -1‬ل َ َّ‬
‫ف ِب ِصف ِة الشك ِر كما أن‬‫َ‬ ‫اتص‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫إيل‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ق‬
‫ِ‬ ‫خل‬ ‫حب‬ ‫أ‬ ‫اكن‬ ‫كمال‬‫ال‬ ‫ىلع‬ ‫كور‬ ‫الش‬ ‫هو‬ ‫سبحانه‬ ‫اكن‬ ‫ا‬‫م‬
‫ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َّ َ‬ ‫ََْ َ‬
‫أبغض خل ِق ِه إيله من عطلها واتصف بضدها‪ ،‬وهذا شأن أسمائِ ِه احلسىن‪ ،‬أحب خل ِق ِه إيله من اتصف‬
‫وج َعلوه من باب َ‬‫الشكور َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ َّ َ‬
‫المجاز‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫اسم‬ ‫عطلة‬ ‫الم‬ ‫ل‬ ‫بموجبها‪ ،‬وأبغضهم إيله من اتصف بأضدا ِدها‪ -2 .‬تأو‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫االسم َ‬
‫َ‬
‫هلل عن‬‫مدلوهل‪ ،‬وتعطيل ألسما ِء ا ِ‬
‫ِِ‬ ‫لالسم عن‬ ‫ِ‬ ‫وج َّردوه عن املعاين وهذا باطل؛ ألنه تعطيل‬ ‫فأثبتوا‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫هلل حسىن يعين أنها دلت ىلع أكم ِل الصفات‪.‬‬ ‫كونِها حسىن؛ ألن كون أسما ِء ا ِ‬

‫‪50‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬
‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد‬
‫سعيدي ‪ -‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة‬
‫املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪ 1421- 33‬ـه‪ -‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن‬
‫صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ - .‬منهج ابن القيم يف رشح األسماء احلسىن ملرشف‬
‫الغامدي‪ ،‬رسالة ماجستري جبامعة أم القرى‪ - .‬رشح أسماء اهلل احلسىن لسعيد بن وهف القحطاين‪ ،‬دار‬
‫اإليمان للطبع والنرش واتلوزيع‪ - .‬فقه األسماء احلسىن لعبد الرزاق ابلدر‪ ،‬مطابع احلمييض‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176704( :‬‬

‫‪51‬‬
‫َ ْ‬
‫احللِيم‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َََ‬
‫الكريم (‪َ )11‬مرة‪ ،‬منها‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬واعلموا أن اهلل غفور حليم}‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫اسم (احل َ ِليْم) يف‬
‫ورد ِذكر ِ‬
‫وقوهل تعاىل‪{ :‬واهلل غين حليم} [ابلقرة‪ ،]263:‬وقوهل تعاىل‪{ :‬واكن اهلل عليما حليما}‬ ‫َ‬ ‫[ابلقرة‪،]235 :‬‬
‫ُّ ّ‬ ‫َّ‬
‫عباس ريض اهلل عنهما‪ ...( :‬ال هلإ إال اهلل العظيم احلليم‪ ،‬ال‬
‫ٍ‬ ‫ابن‬
‫[األحزاب‪ .]51:‬وأما يف السنة‪ :‬فحديث ِ‬
‫هلإ إال اهلل رب العرش العظيم‪ )...‬رواه ابلخاري (‪ ،)6345‬ومسلم (‪.)2730‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ََ َ َْ َ َ‬ ‫ْ‬
‫اسم (احل َ ِليم) ِمن األسما ِء اثلابت ِة ِ‬
‫هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذكره أغلب من كتب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ َ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ َ‬
‫ااجلهم‬
‫[عن اجلنااةِ]‪ ...‬وال يع ِ‬ ‫قاال ابن تيمياة‪( :‬اذلي قاد كمال يف ِحل ِما ِه)‪ .‬قاال ابن القيم‪( :‬من عظم ِحلماه‬
‫َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ْ‬
‫وق‬
‫ِ‬ ‫س‬ ‫والف‬ ‫فر‬
‫ِ‬ ‫الك‬ ‫أهل‬ ‫ه‬‫م‬ ‫ل‬‫ح‬‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ا‬
‫س‬‫ِ‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫واذل‬ ‫الاكمل‪،‬‬ ‫م‬ ‫ِبالعقوبة)‪ .‬وقال الشايخ الساعدي‪( :‬احلَليم اذلي هل ا ِ‬
‫حلل‬
‫ُّ‬ ‫َ َ ْ َ َّ‬ ‫َََ‬ ‫ْ‬
‫لم اعجال)‪.‬‬ ‫بأهل الظ ِ‬
‫ِ‬ ‫ل‬ ‫حت‬
‫يان‪ ،‬ومنع عقوبته أن ِ‬ ‫وال ِعص ِ‬
‫املخترص‪:‬‬
‫َ‬ ‫املعىن‬
‫َ‬
‫احلَليْم‪ :‬ذو األناة اذلي ال ي ْع َ‬
‫جل ىلع ِعبا ِد ِه بِعقوبَ ِت ِهم ىلع ذنوبِ ِهم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫َ ْ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫حللم – الصرب‪ .‬األفعال‪ :‬حيلم – يص ِرب‪.‬‬
‫األسماء‪ :‬الرفيق‪ .‬الصفات‪ :‬ا ِ‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه تدل ىلع اهلل‪ ،‬وتدل ىلع‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل‬
‫ّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ‬ ‫نفسه َحليما‪ّ ،‬‬ ‫سىم َ‬ ‫‪ -1‬االتفاق يف األسما ِء ال يَلزم منه االتفاق يف الم َس ّميات‪ ،‬فاهلل تعاىل ّ‬
‫وسىم بعض‬
‫َ‬ ‫ّ َ‬
‫عبا ِدهِ حليما‪ ،‬فقال‪{ :‬فبرشناه ِبغالم َح ِليم} يعين إسماعيل عليه السالم‪ ،‬وليس احلليم اكحلليم‪ ،‬وال‬
‫احللم اكحللم؛ ألن صفات اخلالق تليق به وصفات املخلوق تليق به‪ ،‬واعترب ذلك بصفات املخلوقني‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫أن َ‬ ‫وإن اكن م َ َ‬ ‫ْ‬
‫المخلوق حلمه ليس دائما‪،‬‬ ‫شرتاك يوصف به املخلوق‪ ،‬إال‬ ‫بعضهم مع بعض‪ -2 .‬اسم احلليم‬
‫َ ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫َ‬
‫هلل لم يزل وال يزول‪،‬‬ ‫َ‬
‫واألسباب احلا ِدث ِة‪ ،‬ويفىن ِحلمه ِبفنائِ ِه‪ ،‬وأما ِحلم ا ِ‬
‫ِ‬ ‫ب‬
‫باملرض والغض ِ‬‫ِ‬ ‫فقد ي َتغ َّري‬
‫عمن ال يَقدر عليه مثال‪ ،‬واهلل تعاىل َح ٌ‬
‫ليم‬ ‫واملخلوق َحيلم عن يش ٍء وال َحيلم عن يش ٍء آخر‪ ،‬فال َحيلم َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫احلليم بأنه اذلي يَفعل كما يَفعل من حيلم عن امليسء‪ ،‬فش َّبهوا فِعل‬
‫ّ‬ ‫أو َل المعطلة َ‬
‫اسم‬ ‫مع القدرة‪ -3 .‬تَ َّ‬
‫ِ‬
‫ّ َ َ َ ْ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ َ‬
‫ٌ‬
‫يشء يف أسمائِ ِه‬ ‫ليس ك ِمث ِل ِه‬ ‫األفعال‪ ،‬وهذا ال شك باطل‪ ،‬فإن اهلل‬ ‫ِ‬ ‫صنيع مش ِّب َه ِة‬ ‫بأفعال املخلوقني‬
‫ِ‬ ‫هلل‬
‫ا ِ‬
‫وأفعاهل‪.‬‬
‫ِِ‬ ‫وصفاتِ ِه‬

‫‪52‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬
‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد‬
‫سعيدي ‪ -‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة‬
‫املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪ 1421- 33‬ـه‪ -‬جمموع الفتاوى أليب العباس أمحد بن عبد احلليم بن تيمية‪،‬‬
‫طبعة‪ :‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ ،‬املدينة انلبوية‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ - .‬القواعد‬
‫املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ ‪-‬‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪.‬‬ ‫صفات اهلل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫الرقم املوحد‪)176706( :‬‬

‫‪53‬‬
‫ابلَاطِن‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َََ‬
‫الكريم‪ ،‬يف قوهل تعاىل‪{ :‬هو األول واآلخر والظاهر‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫واحد من‬
‫ٍ‬ ‫وض ٍع‬ ‫اسم (ابلاطن) يف م ِ‬
‫ورد ِذكر ِ‬
‫َ‬
‫هريرة ريض اهلل عنه‪ ...( :‬امهلل أنت َّ‬ ‫ُّ َّ‬ ‫وابلاطن} [احلديد‪َّ .]1:‬‬
‫األول‪ ،‬فليس قبلك‬ ‫السنة‪ :‬فحديث أيب‬ ‫أما يف‬
‫ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫ابلاطن؛ فَ َ‬
‫يشء) أخرجه مسلم (‪.)2713‬‬ ‫ليس دونك‬ ‫يشء‪ ...‬وأنت َ ِ‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ َ َْ َ َ‬ ‫اسم َ‬
‫هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذكره أغلب من كتب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬
‫اطن) ِمن األسما ِء اثلابت ِة ِ‬
‫(ابل ِ‬

‫َ َْ َ َ‬ ‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬


‫ٌ َ‬ ‫َ‬
‫(ابلاطن وهو اذلي ليس‬
‫ِ‬ ‫قال ابن تيمية‪[( :‬أي] أن بطونه أوجب أن ال يكون يشء دونه)‪ .‬قال ابن القيم‪:‬‬
‫فساريا اكمال واضاحا فقال‪" :‬وأنت‬
‫َ‬ ‫ُّ‬
‫انليب صاىل اهلل عليه وسالم ت ِ‬ ‫الساعدي‪( :‬فَ َّ َ‬
‫ِساه‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬
‫يشء)‪ .‬قال الشايخ‬
‫َ‬
‫دونه‬
‫َ َ َ‬
‫اطن فليس دونك يش ٌء")‪.‬‬ ‫َ‬
‫ابل ِ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ابلاطن‪ :‬اذلي َ‬
‫ليس دونه يش ٌء‪ ،‬القريب بعلمه وتأييده‪ ،‬واذلي ال خيَف عليه يشء‪.‬‬ ‫َ ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ابلاطنية – الظا ِه ِرية‪.‬‬ ‫اآلخر‪ .‬الصفات‪:‬‬
‫ِ‬ ‫األسماء‪ :‬الظاهر‪ -‬األول – ِ‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه تدل ىلع اهلل‪ ،‬وتدل ىلع‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫باالسم (الظاهر)‬ ‫يشء) إال َمقرونا‬ ‫ٌ‬ ‫اطن فليس دونك‬ ‫ئ هذا االسم (ابلاطن) يف قوهل‪( :‬وأنت َ‬ ‫‪ -1‬لم َجي ْ‬
‫ِ‬ ‫ابل ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ َ‬ ‫ُّ‬
‫اذلي فيه ظهوره وعلوه فال يكون يشء فوقه؛ ألن جمموع االسمني يدال ِن ىلع اإلحاط ِة‪ ،‬والسع ِة وأنه‬
‫ول ال َحقيقة وال جمازا‪-3 .‬‬ ‫ُّ‬ ‫َ ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الظا ِهر فال يشء فوقه وابلاطن فال يشء دونه‪ -2 .‬ال يوصف اهلل ‪،‬ط بالسف ِ‬
‫الق َرا ِم َط ِة قوهلم‪( :‬الظاهر) هو حممد انلاطق‪ ،‬و(ابلاطن) هو ُّ‬ ‫َ‬
‫يلع األساس‪،‬‬ ‫اتلأويالت املعروف ِة عن‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫َ َّ َ‬ ‫َْ‬
‫بيان بطالنِ ِه‪ -4 .‬تأول‬ ‫اكف يف ِ‬ ‫الفاسد ٍ‬ ‫ِ‬ ‫فيكون املخلوق هو املسىم بأسمائه احلسىن‪ ،‬ونقل هذا اتلفسري‬
‫فسري‬ ‫تل‬
‫ٌ‬
‫الف‬ ‫وخم‬ ‫‪،‬‬
‫ٌ‬
‫باطل‬ ‫ٌ‬
‫تفسري‬ ‫وهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫طن بأنَّه العالم باألرسار َغري الم ْد َرك باحل َ َو ِّ‬
‫اس‬ ‫الم َع ِّطلة َ‬
‫اسمه ابلا َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫انليب صىل اهلل عليه اذلي َف َّ َ‬‫ِّ‬
‫يشء)‪ -5 .‬ال يدل هذا االسم ىلع احللول أو‬ ‫ِسه بقوهل (اذلي ليس دونه‬
‫بائن من خلقه بداللة انلصوص املتواترة وبداللة الفطرة والعقل‪،‬‬ ‫االحتاد‪ ،‬فاهلل تعاىل مستو ىلع عرشه ٌ‬
‫ٍ‬
‫وهذا الفهم خيالف هذه األدلة خمالفة رصحية‪ ،‬وليس يف اللفظ (ليس دونه يشء) ما يستلزمه‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬
‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد‬
‫سعيدي ‪ -‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة‬
‫املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪ 1421- 33‬ـه‪ -‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن‬
‫صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ - .‬بيان تلبيس اجلهمية البن تيمية‪ ،‬طبعة جممع امللك فهد‬
‫لطباعة املصحف‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176707( :‬‬

‫‪55‬‬
‫َ‬
‫الغ ِ ر‬
‫ن‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫اسم (الغ ّ‬ ‫ْ‬ ‫َََ‬
‫وضعا‪ ،‬منها‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬واهلل غين حليم}‬
‫الكريم تقريبا يف (‪ )18‬م ِ‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫ين) يف‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬‫ك‬ ‫ذ‬
‫ِ‬ ‫د‬‫ور‬
‫[ابلقرة‪َ ،]263:‬قوهل تعاىل‪{ :‬واهلل هو الغين احلميد} [فاطر‪ ،]15 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬وربك الغين ذو الرمحة}‬
‫الس ّنة‪ :‬فَحديث اعئشة ريض اهلل عنها‪( :‬اللهم َ‬
‫أنت اهلل ال هلإ إال َ‬
‫أنت الغين وحنن‬ ‫[األنعام‪ .]133:‬أ َّما يف ُّ‬
‫الفقراء) رواه أبو داود (‪.)1173‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ َ َْ َ َ‬ ‫َ ّ‬
‫هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذكره أغلب من كتب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬
‫اثلابت ِة ِ‬
‫اسم (الغ ِين) ِمن األسما ِء ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ ْ‬
‫غري ِه ِبوج ٍه ِمن الوجوه)‪ .‬وقال ابن‬ ‫َ‬ ‫َ ّ‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬الغ ِين ِبما هل ِمن ُّ األساما ِء والصافات‪ ،‬وليس ِبمفت ِق ٍر ٌإىل َ ِ‬
‫الغين بذاته‪ ،‬اذلي لك ما ساواه حم ٌ‬ ‫َ‬
‫تاج إيله‪ ،‬وليس ِب ِه حاجة إىل أ َح ٍد)‪ .‬وقال الشايخ الساعدي‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫القيم‪( :‬هو ِ ِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫اتل ُّ‬
‫الغين بذاتِ ِه‪ ،‬اذلي هل ال ِغىن َّ‬‫َ‬
‫وكمال صفاتِ ِه)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫لكماهل‬
‫ِِ‬ ‫ام المطلق ِمن مجيع الوجوه واالعتبارات‬ ‫ِ‬ ‫(فهو‬

‫ََ‬ ‫املعىن املخترص‪:‬‬


‫ٌ‬ ‫لك ما سواه حم ٌ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫الغ ُّ‬
‫تاج إيل ِه‪ ،‬وليس بِ ِه حاجة إىل أَح ٍد‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ين‪ :‬اذلي‬ ‫ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫األسماء‪ :‬احلميد ‪ -‬العظيم ‪ -‬العزيز‪ .‬الصفات‪ :‬ال ِغ َىن ‪ -‬ال ِع َّزة ‪ -‬العظمة ‪ -‬احلَمد‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه تدل ىلع اهلل‪ ،‬وتدل ىلع‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫وصف جعله غ ِنيا‪،‬‬ ‫بنفس ِه ال بِ ٍ‬
‫ِ‬ ‫ري غ ٍّ‬
‫ين‪ ،‬فهو غ ِين‬ ‫ِ‬
‫يكون غ َ‬ ‫الز ٌم هل فال يمكن أن‬ ‫ِ‬ ‫الر ِّب َو ْصف‬‫‪ِ -1‬غىن َّ‬
‫فتقرة إيله‪ ،‬بل َف ْقرها ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ََ‬ ‫َْ‬
‫الزم هلا‪ ،‬ال يمكن أن‬ ‫ألمر آخ َر جعلها م ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ال‬ ‫ها‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫وا‬ ‫ذل‬
‫ِ‬ ‫اخلالق‬
‫ِ‬ ‫إىل‬ ‫ء‬
‫ِ‬ ‫األشيا‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫وف‬
‫َ ْ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ّ ّ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫تكون غري مفتقرةٍ إيله‪ -2 .‬تأول المعطلة اسم الغ ِين أنه اذلي ال يعود علي ِه وصف وال يقوم به‪ ،‬وهذا‬
‫شت ِّق يؤذن بيبوت الم َ‬ ‫إثبات الم َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ ّ‬
‫شت ِّق ِمنه‪ -3 .‬الفرق بني‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫الغين هو ذو الغىن‪ ،‬ويه صفة هل‪ ،‬وألن‬ ‫َّ‬ ‫باطل فإن‬
‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ّ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ين والمغ ِين‪ :‬أن َ الغ ِين هو الم ْس َتغين عن اخلَل ِق ِبقدر ِت ِه و ِع ِّز سلطانِ ِه‪ ،‬واخلَلق فقراء إىل إحسا ِن ِه‪،‬‬ ‫الغ ِّ‬
‫ِ‬
‫َّ‬
‫أسباب الغىن الظاهرةِ وابلاطن ِة‪.‬‬ ‫من‬ ‫ذلك‬ ‫وغري‬ ‫ني‬ ‫ن‬ ‫والمغين هو اذلي أ ْغ َىن اخلَلْ َق بَأن َج َع َل هلم أمواال وبَ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن للزجاج‪ ،‬دار اثلقافة العربية‪ - .‬انلهج‬
‫األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن‬

‫‪56‬‬
‫تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد سعيدي‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل‬
‫احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬تفسري أسماء‬
‫اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬بدائع الفوائد‬
‫البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار اعلم الفوائد‪ - .‬منهج ابن القيم يف رشح األسماء احلسىن ملرشف الغامدي‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستري جبامعة أم القرى‪ - .‬رشح أسماء اهلل احلسىن لسعيد بن وهف القحطاين‪ ،‬دار اإليمان للطبع‬
‫والنرش واتلوزيع‪ - .‬جمموع الفتاوى‪ ،‬البن تيمية‪ ،‬طبعة جممع امللك فهد لطباعة املصحف‪ - .‬صفات اهلل‬
‫الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف‬
‫مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176708( :‬‬

‫‪57‬‬
‫َُ‬
‫العف رو‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ْ‬
‫َو َر َد ذكر اسم َ‬
‫ات‪ ،‬منها‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬إن اهلل اكن عفوا غفورا}‬
‫الكريم (‪ )5‬مر ٍ‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫(العف ّو) يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬
‫[النساء‪ ،]َ 43:‬وقوهل تعاىل‪{ :‬واكن اهلل عفوا غفورا } [النساء‪ ،]99:‬وقوهل تعاىل‪{ :‬فإن اهلل اكن عفوا قديرا}‬
‫ّ َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُّ َّ َ َ‬
‫أي يلل ٍة‬ ‫أرأيت إن َع ِل ْمت‬ ‫هلل‬ ‫َّ‬
‫[ص‪ .]149:‬أما يف السنة‪ :‬فعن اعئشة ريض اهلل عنها قالت‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول ا ِ‬
‫ْ‬ ‫ُّ َ ْ‬ ‫ّ َ َ‬ ‫َ ْ‬
‫العف َو فاعف َعين) أخرجه الرتمذي يف سننه‬ ‫حتب‬‫يللة القد ِر ما أقول فيها؟ قال‪( :‬قويل‪ :‬امهلل إِنك عفو ِ‬
‫برقم (‪ )3513‬وصححه األبلاين فيها‪.‬‬

‫َ‬ ‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اسم َ‬
‫(العف ّو) من األسما ِء اثلابتة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذك َره أغلب من كت َ‬
‫ب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ ُّ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اقاط حق ِه قِبلهم‪ ،‬ومسااحم ِت ِهم ِب ِه)‪ .‬وقال ابن القيم‪( :‬وهو العفو فعفوه‬ ‫قال ابن تيمية‪( :‬فالعف ُّو متضامن إلس ِ‬
‫ٌ‬
‫عليهم‬ ‫ل‬‫د‬ ‫سا‬ ‫الساعدي‪[( :‬اذلي] َي ْعفو عن َز َّالت عباده وذنوبهم َ‬
‫العظيمة‪ ،‬فَيَ ْ‬ ‫ُّ‬ ‫الو َرى‪ .)...‬وقال الشايخ‬ ‫َو ِسا َع َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫الصادر عن قدرتِ ِه)‪.‬‬ ‫اتل ِّ‬
‫ام‬ ‫سَْ‬
‫رته‪ ،‬ث ّم يعا ِملهم بعفو ِه َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬
‫ئات‪ ،‬ويتجاوز عن املعايص‪.‬‬
‫العفو‪ :‬هو اذلي يمحو السي ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫اتل َّواب‪ .‬الصفات‪ :‬العفو ‪ -‬المغ ِفرة ‪َّ -‬‬
‫الرمحة ‪َّ -‬‬ ‫الغفور‪َ -‬اغفِر اذلنب ‪َّ -‬‬
‫الر ِحيم ‪َّ -‬‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬
‫اتلوب‪.‬‬ ‫األسماء‪ :‬الغفار‪-‬‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫األفعال‪ :‬يعفو ‪ -‬يَغ ِفر ‪ -‬يَ ْر َحم ‪ -‬يتوب‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫فيه‬ ‫‪،‬‬‫وأوصاف‬ ‫أعالم‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َْ ْ‬ ‫َ‬
‫باالسم المقت ِيض ذللك‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫طلوب ويتوسل إيل ِه‬ ‫ٍ‬ ‫‪َ -1‬م ْن داع اهلل تعاىل بأسمائِ ِه احلسىن فليسأهل يف لك م‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫انليب صىل اهلل عليه وسلم لعائشة وقد َسأتلْه ما تدعو به إن‬ ‫ِّ‬ ‫وهل‪ ،‬و ِمن ذلك قول‬ ‫ب ِحلص ِ ِ‬ ‫ناس ِ‬
‫املطلوب الم ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ّ ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ْ‬
‫هلل تعاىل هو العفو‪ ،‬وأنه‬ ‫وافقت يللة القد ِر‪" :‬قويل‪ :‬امهلل إنك عفو حتب العفو فاعف عين"‪ -2 .‬كون ا ِ‬
‫الع ْفو ِمن المعارَ ِِض َّ‬ ‫أنواع َ‬ ‫َ‬
‫يكون يف بَ‬ ‫ّ‬ ‫الع ْف َ‬
‫ب َ‬ ‫حي ُّ‬
‫عارض ما فيه ِمن‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ما‬ ‫ح‬ ‫ِ‬ ‫اج‬
‫ِ‬ ‫الر‬ ‫ِ‬ ‫ِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫عض‬ ‫ِ‬ ‫أال‬ ‫هذا‬ ‫ب‬ ‫وج‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫و‬
‫رشاك وال فاجرا ال يف‬
‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ْ َ‬ ‫ََْ‬ ‫ََّ‬
‫هلل َأن يعفو عن لك حمرم‪ ،‬فال يعاقب ِّم ِ‬ ‫حمب ِة العفو‪ ،‬ولوال ذلك لاكن ينبَغ ىلع ا ِ‬
‫وفاجر فال نعاقب‬ ‫اكفر‬ ‫العفو عن لك‬ ‫ب أن يستحب نلا َ‬ ‫ادلنيا وال يف اآلخرة‪ ،‬وهذا خالف الواقع‪ ،‬ول َو َج َ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ َّ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬
‫وخالف ما هو صالح نلا ونافع يف ادلنيا واآلخرة‪ -3 .‬تأول‬ ‫أحدا ىلع يشء‪ ،‬وهذا ِخالف ما أ ِمرنا به ِ‬
‫ٌْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(العف ّو) بأنه اذلي يَعفو عن ال ِعبا ِد دون أن يقوم ِب ِه فِعل‪ ،‬أو يوصف بِيشءٍ‪ ،‬وهذا القول‬
‫ّ‬ ‫الم َع ِّطلَة اسم َ‬
‫ِ‬

‫‪58‬‬
‫َْ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ّ َ َّ‬ ‫ٌ‬
‫يست أعالما حم َضة‪ ،‬فيه من حيث دالتلها‬ ‫هلل ل‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫باطل‪ ،‬ألن العفو هو من قامت ِب ِه ِصفة العفو‪ ،‬فأسماء ا ِ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫الصف ِة اليت ي َت َض َّمنها هذا االسم أوصاف‪ -4 .‬الفرق‬ ‫أعالم‪ ،‬ومن حيث دالتلها ىلع َّ‬
‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫ىلع ذات اهلل تعاىل‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫بني َ‬
‫العف ِّو والغفور‪ :‬أن العف ُّو هو اذلي يمحو السيئات‪ ،‬ويتجاوز عن املعايص‪ ،‬وهو قريب من الغفور‬
‫َ ْ‬
‫المح ِو‪.‬‬ ‫الس ْرت‪َ ،‬‬
‫والعفو ينبئ عن‬ ‫ولكن الغفران ينْبئ عن ِّ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬
‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد‬
‫سعيدي‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة‬
‫املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬بدائع الفوائد البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار اعلم الفوائد‪ - .‬منهج ابن‬
‫القيم يف رشح األسماء احلسىن ملرشف الغامدي‪ ،‬رسالة ماجستري جبامعة أم القرى‪ - .‬فقه األسماء‬
‫احلسىن لعبد الرزاق ابلدر‪ ،‬مطابع احلمييض‪ - .‬رشح أسماء اهلل احلسىن لسعيد بن وهف القحطاين‪ ،‬دار‬
‫اإليمان للطبع والنرش واتلوزيع‪ - .‬الاكفية الشافية يف االنتصار للفرقة انلاجية البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار‬
‫اعلم الفوائد للنرش واتلوزيع‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176711( :‬‬

‫‪59‬‬
‫اجل َواد‬
‫َ‬

‫األدلة‪:‬‬
‫حديث سعد بن أيب وقاص ريض اهلل عنه مرفواع‪:‬‬
‫َّ َ َ َ‬
‫وإنما ورد يف‬ ‫‪،‬‬ ‫الكريم‬ ‫القرآن‬ ‫يف‬ ‫اد)‬‫و‬‫ل َ ْم يَرد اسم (اجل َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(‪ ...‬إن اهلل جواد حيب اجلود) حديث صحيح بمجموع طرقه‪ ،‬رواه الرتمذي برقم (‪ )2799‬وموطن‬
‫الشاهد صححه األبلاين يف صحيح اغية املرام (‪ ،)113‬الصحيحة (‪ 236‬و ‪.)1627‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫ََ‬
‫اثلابت ِة هلل تعاىل‪ ،‬وقد عده مجع ِمن العلما ِء يف األسما ِء احلسىن‪ ،‬منهم‪ :‬ابن منده‬
‫اسم (اجلواد) ِمن األسما ِء ِ‬
‫وابن تيمية وابن القيم والسعدي وابن عثيمني‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫قاال ابن تيمياة‪( :‬اجل َ َواد يف الكم العرب معنااه‪ :‬كثري العطااء)‪ .‬وقاال ابن القيم‪[( :‬اذلي] جيود ىلع عباا ِد ِه‬
‫َّ‬
‫نعمته‪ ،‬ويضاا ِعف دليهم َ ِمن َته‪ ،‬ويتعرف عليهم‬ ‫ويوساعهم فَضاال‪ ،‬ويَ ْغمرهم إحساانا وجودا‪ ،‬ويت ُّم عليهم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫بأوصااافِه وأساامائِه)‪ .‬وقال الشاايخ السااعدي‪( :‬اذلي عم ِجبو ِدهِ مجيع الاكئنات‪ ،‬ومألها ِمن فضا ِل ِه وكر ِم ِه‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫احلال‪ِ ،‬من بَ ٍّر وفاجر‪ ،‬ومسالم واكفر‪ ،‬ف َمن‬
‫ِ‬ ‫املقال أو لساال‬‫ِ‬ ‫بلساان‬
‫ِ‬ ‫ونع ِمه املتنوعة‪ ،‬وخ َّص َجبو ِدهِ الساائلني‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اهلل أعطاه سؤاهل‪ ،‬وأناهل ما َطلب)‪.‬‬ ‫سأل َ‬

‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اجل َ َواد‪ :‬كثري العطا ِء اذلي عم بعطائِ ِه مجيع الاكئنات‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫َ‬
‫الرب‪ .‬الصفات‪ :‬اجل ْود ‪ -‬الك َرم ‪َ -‬‬ ‫ّ‬
‫الوهاب ‪ -‬المحسن ‪ -‬المنعم ‪ّ َ -‬‬ ‫األسماء‪ :‬الكريم ‪ -‬األكرم ‪َ -‬‬
‫الوهاب ‪-‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫كرم ‪ -‬ي َهب ‪ -‬حي ِسن ‪ -‬ين ِعم‪.‬‬ ‫اإلحسان ‪ -‬اإلنعام ‪ّ -‬‬
‫الرب‪ .‬األفعال‪ :‬جيود ‪ -‬ي ِ‬
‫ِ‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫فيه‬ ‫‪،‬‬‫وأوصاف‬ ‫أعالم‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ‬
‫أول المعطلة اسم (اجلواد) بأنه اذلي ي ِفيد ال ِلغر ٍض وال ليش ٍء يعود ىلع اهلل منه يشء‪ ،‬وزعموا أن من‬ ‫ت‬
‫ّ‬
‫جاد يلحمد ويلحسن به ما يفعل فهو غري جواد‪ ،‬وال شك أن هذا اتلفسري باطل‪ ،‬وليس عليه ديلل‪ ،‬وهو‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫وصف اهلل تعاىل بالكرم واإلحسان‪ ،‬كما أن املعروف يف الرشع واللغة‬ ‫ِ‬ ‫انلصوص ِمن‬
‫ِ‬ ‫خمالف ملا َو َرد من‬
‫َ‬ ‫اعبث‪ ،‬واهلل م َ َّ‬
‫ٌ‬ ‫َّ‬
‫َن ٌه عن ذلك‪ ،‬بل اهلل تعاىل ي َهب ويعطي‬ ‫والعقل أن اذلي يَفعل أو يفيد ال ملقصو ٍد أصال‬
‫ُّ‬
‫تفضال وكرما ويَمنع عدال حلكم ٍة يعلمها سبحانه‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن‬
‫ألرزيق بن حممد سعيدي‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة العدد‬
‫‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬صفات اهلل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬القواعد‬
‫املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬بيان تلبييس اجلهمية البن‬
‫تيمية‪ ،‬طبعة جممع امللك فهد‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176757( :‬‬

‫‪61‬‬
‫َ ْ‬
‫اجل ِميل‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َّ َ َ َ‬ ‫َ ْ َْ َ ْ‬
‫بن مسعود ريض اهلل عنه قال‪ :‬قال‬
‫عبد اهلل ِ‬
‫حديث ِ‬
‫الكريم‪ ،‬وإنما ورد يف ْ ِ‬‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫اسم (اجل ِميل) لم ي ِرد يف‬
‫ُّ َ َ َ‬ ‫َّ َّ َ َ ٌ‬
‫حيب اجلمال) رواه مسلم (‪.)91‬‬ ‫مجيل ِ‬ ‫رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم‪ِ ( :‬إن اَّلل ِ‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ َ َْ َ َ‬ ‫َ ْ‬
‫هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذكره أغلب من كتب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬
‫اثلابت ِة ِ‬
‫اسم (اجل ِميل) ِمن األسما ِء ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َّ ُّ َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫آثار‬
‫ال يف الوجو ِد فهو ِمن ِ‬
‫قال ابن القيم‪( :‬و ِمن أساامائِ ِه احلسااىن اجل ِميل‪ ،‬ومن أحق ِباجلمال ِممن لك مج ٍ‬
‫َ‬
‫صان ِع ِه؟ فله مجال اذلات ومجال األوصااف ومجال األفعال ومجال األساماء)‪ .‬وقال الشايخ الساعدي‪( :‬اجلَميل‬
‫اهلراس‪َّ :‬‬
‫(وأما اجلَميل فهو اس ٌ‬
‫ام هل سابحانه ِمن اجلمال‪ ،‬وهو‬ ‫َمن هل نعوت احل ْسان واإلحساان)‪ .‬وقال الشايخ ّ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫اف هو اجلمال املطلق‪ ،‬اذلي هو اجلمال ىلع احلقيقة؛ فإن‬ ‫واثلابت هل سابحانه ِمن هذا الوص ِ‬ ‫ِ‬ ‫احل ْسان الكثري‪،‬‬
‫َ َ ُّ‬ ‫َْ‬ ‫َمج َال هذه َ‬
‫مجاهل)‪.‬‬
‫آثار ِ ِ‬
‫ِ‬ ‫بعض‬
‫ِ‬ ‫ن‬‫م‬‫ِ‬ ‫هو‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫و‬‫ن‬ ‫ف‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫وت‬ ‫ه‬‫ألوان‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫رث‬ ‫ك‬ ‫ىلع‬ ‫وجودات‬
‫ِ‬ ‫الم‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫ْ‬
‫وأفعاهل‪.‬‬
‫ِِ‬ ‫اجل َ ِميل‪ :‬اذلي هل اجلمال المطلق يف ذاتِه وأسمائِ ِه ِ‬
‫وصفاتِ ِه‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫َ‬
‫األسماء‪ :‬ذو اجلالل واإلكرام‪ .‬الصفات‪ :‬اجلَمال ‪ -‬اجلَالل‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه تدل ىلع اهلل‪ ،‬وتدل ىلع‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫دون أن يَ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أو َل بعضهم معىن (اجلميل) بأنه جممل ْ‬
‫ّ‬ ‫تَ َّ‬
‫يقوم بها‬ ‫ٌ‬
‫يشء أو‬ ‫ذات اهلل‬
‫رجع إىل ِ‬ ‫ِ‬ ‫من شاء ِم ْن خل ِقه‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ُّ ْ‬
‫أن َت َت َّ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ َ‬ ‫َّ َ َ َ َ َ‬ ‫َو ْص ٌف‪ ،‬وهذا ٌ‬
‫جملوا يف صفاتِكم‪ ،‬فإذا‬ ‫رب َورد ىلع معىن أن اهلل مجيل يف ذاته ِ‬
‫حيب‬ ‫غلط‪ ،‬ألن اخل‬
‫عما ق ِص َد به‪.‬‬ ‫محل اخلرب ىلع ف ْعل اتلجميل يف غريه‪ ،‬عد َل باخلرب َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬
‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة العدد ‪- 112‬‬
‫السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن‪ - .‬معتقد‬
‫أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬أضواء السلف‪ - .‬وهلل األسماء‬

‫‪62‬‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪،‬‬ ‫احلسىن لعبد العزيز بن نارص اجلليل‪ - .‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي‬
‫دار اهلجرة‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176758( :‬‬

‫‪63‬‬
‫َّ‬
‫الشاك ِر‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫َو َر َد ذكر اسم (الشاكر) يف القرآن الكريم يف َم َ‬
‫شاكر‬ ‫قوهل تعاىل‪{ :‬ومن تطوع خريا فإن اهلل‬
‫وضعني‪ :‬يف ِ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬
‫عليم} [ابلقرة‪ ،]158:‬ويف قوهل تعاىل‪{ :‬واكن اهلل شاكرا عليما} [النساء‪ :‬من اآلية‪.]147‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ َ َْ َ َ‬ ‫َّ‬
‫اثلابت ِة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذكره أغلب من كتب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬
‫اسم (الشا ِكر) ِمن األسما ِء ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ثين عليا ِه والمثياب هل بطااع ِتا ِه فضااال ِمن نعم ِتا ِه)‪ .‬قاال ابن‬
‫قاال احل ِلييم‪( :‬معنااه املاا ِدح لِم َن َيطيعاه والم ِ‬
‫ّ‬
‫وساماهم‬ ‫وسا ّىم الشااكرين بهذين االسامني فأعطاهم ِمن وصا ِفه‪،‬‬ ‫نفساه شااكرا وشاكورا‪َ ،‬‬ ‫القيم‪َ :‬‬
‫(سا ّىم َ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫القليل من َ‬
‫الع َمل‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫باسا ِم ِه‪ ،‬وحسابك بهذا حمبة للشااكرين وفضاال)‪ .‬وقال الشايخ الساعدي‪( :‬اذلي يَشاكر‬
‫َ‬ ‫َّ َ‬
‫بغري ِحساب)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫أعماهل‬ ‫ني‬ ‫ص‬ ‫ِ‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫خ‬ ‫للم‬ ‫ف‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫ضا‬ ‫وي‬ ‫ل‪،‬‬ ‫َ‬
‫الكثري ِمن الزل‬ ‫ويَغ ِفر‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ستح ُّق بها‪.‬‬ ‫َ‬
‫الشا ِكر‪ :‬املا ِدح لِمن ي ِطيعه‪ ،‬والمث ِين عليه‪ ،‬والم ِثيب هل ىلع طاع ِت ِه فوق ما ي ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫األسماء‪ :‬الشكور‪ -‬الغفور ‪ -‬الغ ِين ‪ -‬احل ِميد ‪ -‬العفو‪ .‬الصفات‪ :‬الشكر‪ -‬المغفرة ‪ -‬ال ِغىن ‪ -‬احلَمد ‪ -‬العفو‪.‬‬
‫األفعال‪ :‬يَشكر ‪ -‬يَغفر ‪ -‬يييب – يَعفو‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه تدل ىلع اهلل‪ ،‬وتدل ىلع‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ٌ‬
‫‪ -1‬إثبات اسم (الشاكر) فيه ديلل ىلع أن اهلل ال يضيع أجر المحسن وال يعذب َ‬
‫غري امليسء‪ ،‬ويف هذا رد‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ّ‬
‫لقول من زعم أن اهلل يكلف العبد ما ال يطيقه‪ ،‬ثم يعذبه ىلع ما ال يدخل حتت قدرتِ ِه‪ ،‬تعاىل اهلل عن‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أن ال ي َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬
‫الشكور‪ ،‬وال يضيع عمله‪-2 .‬‬ ‫املؤمن‬ ‫عذب‬ ‫الظن الاكذب علوا كبريا‪ ،‬فشكره سبحانه اقتَض‬ ‫هذا‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ‬
‫باب المجاز‪ ،‬فأثبتوا َاالسم وجردوه عن املعاين‪ ،‬وهذا باطل؛ ألنه‬ ‫تأول ٌالمعطلة اسم (الشاكر) وجعلوه ِمن ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫مدلوهل‪ ،‬واهلل َو َصف أسماءه بأنها حسىن‪ ،‬وأمرنا بداعئِ ِه بها‪ ،‬وهذا يقتيض أن تكون‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِِ‬ ‫لالسم عن‬
‫ِ‬ ‫تعطيل‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫معان عظيم ٍة تكون وسيلة نلا يف داعئِنا‪ ،‬فلو اكنت أعالما حمضة لاكنت غري دال ٍة ىلع معىن‬ ‫ٍ‬ ‫دالة ىلع‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬
‫سوى تعيني الم َس ّىم‪ ،‬فضال عن أن تكون حسىن ووسيلة يف ادلاعء‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬

‫‪64‬‬
‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪،‬‬
‫الطبعة األوىل‪ ،‬دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة‬
‫اإلسالمية باملدينة املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه‬
‫احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ - .‬صفات اهلل عزوجل الواردة يف‬
‫الكتاب والسنة‪ ،‬لعلوي سقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬وهلل األسماء احلسىن‪ ،‬عبد العزيز بن نارص اجلليل‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176759( :‬‬

‫‪65‬‬
‫َ‬
‫الع ِ ر‬
‫ل‬
‫األدلة‪:‬‬
‫اض َع‪ ،‬منها‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬وهو العيل العظيم} [ابلقرة‪،]255:‬‬ ‫ََ‬ ‫َو َر َد اسم َ‬
‫(الع ّ‬
‫الكريم يف (‪ )8‬مو ِ‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫يل) يف‬
‫ِ ّ‬
‫وقوهل تعاىل‪{ :‬وأن اهلل هو العيل الكبري} [احلج‪ .]62:‬وقوهل تعاىل‪{ :‬فاحلكم هلل العيل الكبري} [اغفر‪،]12:‬‬
‫َ‬ ‫ُّ َّ‬
‫األمر يف‬ ‫السنة فحديث أيب هريرة ريض اهلل عنه أن نيب اهلل صىل اهلل عليه وسلم قال‪( :‬إذا قَض اهلل‬ ‫أما‬
‫ِّ‬
‫السماء رضبت املالئكة بأجنحتها خضعانا لقوهل‪ ،‬كأنه سلسلة ىلع صفوان‪ ،‬فإذا فزع عن قلوبهم قالوا‪:‬‬
‫ماذا قال ربكم؟ قالوا لذلي قال‪ :‬احلق‪ ،‬وهو العيل الكبري) رواه ابلخاري (‪.)4800‬‬

‫َ‬ ‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اسم َ‬
‫(العيل) من األسما ِء اثلابتة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذك َره أغلب من كت َ‬
‫ب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬

‫َّ َ‬ ‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬


‫ُّ‬ ‫َْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫بصافات‬
‫ِ‬ ‫غري ِه قدرا‪ ،‬فهو أحق‬
‫ِسا بهذين َاملعنيني‪ ،‬يفِسا بأنه أىلع ِمن ِ‬ ‫قال ابن تيمية‪( :‬واسامه (الع ِيل) يف‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫الكمال‪ ،‬ويف َِّسابأنه العايل عليهم بالقه ِر والغلبة)‪ ،‬وقال‪( :‬وملا اكن قد اساتقر يف نفوس املخاطبني أن اهلل‬
‫هو العيل األىلع وأنه فوق لك يشء اكن املفهوم من قوهل‪َ { :‬من يف َّ‬
‫الس َما ِء} ‪ :‬أنه يف السماء‪ ،‬أنه يف العلو وأنه‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ِّ ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ِّ‬
‫لك َعيْ‬
‫اال علوه‪ :‬أن ال يكون‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ن‬‫م‬‫ِ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬‫ص‬‫ٍ‬ ‫ق‬ ‫ون‬ ‫ء‬
‫ٍ‬ ‫و‬‫وساا‬ ‫ب‬
‫ٍ‬ ‫ا‬ ‫فوق لك يشء)‪ .‬قاال ابن القيم‪( :‬اذلي َعال عن‬
‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫يع الوجوه)‪.‬‬
‫فوقه يشء‪ ،‬بل يكون فوق لك يشء)‪ .‬قال الشيخ السعدي‪( :‬اذلي هل العلو المطلق ِمن مج ِ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫ُّ َ ْ‬ ‫ُّ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ََ‬ ‫ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫مجيع الوجوه‪ :‬علو القدر‪ ،‬وعلو القهر‪،‬‬
‫اعتبار‪ ،‬فله العلو المطلق ِمن ِ‬
‫ٍ‬ ‫يل‪ :‬اذلي هل العلو المطلق ِبكل‬ ‫الع ّ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫وعل ُّو اذلات‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬األىلع ‪ -‬الم َتعال‪ .‬الصفات‪ :‬العل ّو‪ .‬األفعال‪َ :‬عال‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُّ َ ْ‬ ‫َ َ ّ ّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ‬
‫أول المعطلة اسم الع ِيل بأنه اذلي هل علو القد ِر وعلو القهر‪ ،‬ويفِسون هذا االسم ِبهذين املعنيني‬ ‫‪ -1‬ت‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُّ‬ ‫ِّ‬
‫فقط دون علو اذلات‪ ،‬واهلل تعاىل هل العلو المطلق ِمن لك وج ٍه وبكل اعتبار‪ ،‬وقد تضافرت األدلة من‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ُّ ّ‬
‫هلل تعاىل‬
‫هلل وكونِ ِه يف السماء‪ -2 .‬علو ا ِ‬ ‫وت علو اذلات ِ‬
‫والعقل والفطرةِ ىلع ثب ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واإلمجاع‬ ‫والسن ِة‬ ‫الكتاب‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َّ َ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫غري خمالط ٍة أو حلول‪ ،‬واالجتماع بينهما‬ ‫ال ين ِايف م ِعيته سبحانه‪ ،‬ألن َ الم ِعية تعين مطلق المصاحب ِة من ِ‬
‫هلل تعاىل أوىل‪.‬‬ ‫َ ِّ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ممكن يف َح ِّق‬
‫املخلوق‪ ،‬فالقمر معنا وهو يف السماء‪ ،‬فاجتماعهما يف حق ا ِ‬ ‫ِ‬

‫‪66‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬
‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد‬
‫سعيدي‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة‬
‫املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬جمموع الفتاوى أليب العباس أمحد بن عبد احلليم بن تيمية‪،‬‬
‫طبعة‪ :‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ ،‬املدينة انلبوية‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ - .‬مدارج‬
‫السالكني بني منازل إياك نعبد وإياك نستعني البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ - .‬تعليق خمترص ىلع‬
‫كتاب ملعة االعتقاد اهلادي إىل سبيل الرشاد للعثيمني‪ ،‬مكتبة أضواء السلف‪ - .‬القواعد املثىل يف‬
‫صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ ‪ -‬منهج ابن‬
‫القيم يف رشح األسماء احلسىن ملرشف الغامدي‪ ،‬رسالة ماجستري جبامعة أم القرى‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176760( :‬‬

‫‪67‬‬
‫ََُ‬
‫المتعال‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َََ‬
‫الكريم َم ّرة واحدة يف قوهل تعاىل‪{ :‬اعلم الغيب والشهادة الكبري‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫اسم (الم َت َعال) يف‬
‫ورد ِذكر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ َّ‬ ‫املتعال} [الرعد‪َّ .]9 :‬‬
‫السنة‪ :‬فقد َو َرد عن أسماء بنت عميس اخلثعمية قالت‪ :‬سمعت رسول اهلل‬ ‫وأما يف‬
‫ْ َ َ ْ َ ْ ٌ َ َ َّ َ َ ْ‬
‫اخ َت َال َون َ َ َ َ َ َ‬
‫ال) أخرجه الرتمذي‬‫يس الك ِبري المتع ِ‬
‫ِ‬ ‫صىل اهلل عليه وسلم يقول‪( :‬بِئس العبد عبد ختيل و‬
‫(‪.)2448‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ ّ َ‬ ‫ََ‬
‫اثلابت ِة هلل تعاىل‪ ،‬وقد عده مجع ِمن العلما ِء يف األسما ِء احلسىن‪ ،‬منهم‪ :‬جعفر‬
‫اسم (المتعال) ِمن األسما ِء ِ‬
‫الصادق وسفيان بن عيينة واخلطايب وابن منده واحل َ ِلييم وابليهيق وابن حزم واألصبهاين وابن العريب وابن‬
‫القيم وابن الوزير وابن حجر والعثيمني واحلمود والرشبايص ونور احلسن خان‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َْ‬ ‫َ َّ‬
‫بصفات الكمال‪ ،‬ويفِس بأنه العايل عليهم بالقهر‬ ‫ِ‬ ‫غري ِه قدرا‪ ،‬فهو أحق‬ ‫قال َابن تيمية‪( :‬يفِس بأنه أىلع ِمن ِ‬
‫َ‬
‫والغلبة)‪ .‬وقال ابن القيم‪( :‬فهو سبحانه كثريا ما يقرن يف وص ِف ِه بني هذين االسمني‪ ،‬كقوهل تعاىل‪{ :‬وهو‬
‫العيل العظيم} [ابلقرة‪ ]255 :‬وقوهل‪{ :‬وهو العيل الكبري} [سبأ‪ ،]23 :‬وقوهل‪{ :‬اعلم الغيب والشهادة الكبري‬
‫ََ َْ‬ ‫املتعال} [الرعد‪ ]9 :‬ثبت بذلك عل ُّوه ىلع املخلوقات وعظمته‪ ،‬والع ُّ‬
‫والعظمة قدره ذاتا ووصفا)‪.‬‬ ‫لو ِرفعته‪،‬‬
‫وقهر ِه)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫مجيع خل ِق ِه بذاتِ ِه وقدرتِ ِه‬
‫وقال الشيخ السعدي‪( :‬املتعال ىلع ِ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ّ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫يع الوجو ِه‪ :‬علو اذلات وعلو القدر وعلو القهر‪.‬‬
‫هلل المطل ِق ِجب ِم ِ‬
‫المتعال‪ :‬اسم دال ىلع علو ا ِ‬
‫األسماء والصفات َذات العالقة‪:‬‬
‫الع ِيل ‪ -‬األىلع‪ .‬الصفات‪ :‬العل ّو‪ .‬األفعال‪َ :‬عال‪.‬‬
‫األسماء‪َ :‬‬

‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫‪ -1‬املتعال واملتعايل اسم واحد‪ ،‬ولكن حتذف ايلاء من االسم املنقوص جوازا‪ ،‬مثل عمرو بن العايص أو‬ ‫ٌ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ْ‬
‫اسم (الم َت َعال) باذلي هل علو القد ِر والقهر‪ ،‬وف َِّسوا هذا‬ ‫أو َل المعطلة َ‬ ‫ابن العاص ريض اهلل عنه‪ -2 .‬تَ َّ‬
‫ّ‬ ‫ور‪ ،‬فاسمه تعاىل (املتعال) يَ َ‬ ‫َّ ّ‬
‫أن هذا قص ٌ‬ ‫َّ‬
‫قت ِيض أنه‬ ‫االسم بهذين املعنيني فقط‪ ،‬دون عل ِّو اذلات‪ ،‬وال شك‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬
‫هلل تعاىل ال ي َن ِايف َم ِع َّي َته سبحانه‪،‬‬ ‫ُّ‬
‫غري ِه ذاتا وقدرا و‪،‬هرا‪ ،‬وهذا اذلي دلت عليه األدلة‪ -3 .‬علو ا ِ‬ ‫َ ِ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ىلع‬ ‫أ‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫املخلوق‪،‬‬
‫ِ‬ ‫غري خمالط ٍة أو حلول‪ ،‬واالجتماع بينهما ممكن يف حق‬ ‫ألن الم ِعية تعين مطلق المصاحب ِة من ِ‬
‫هلل تعاىل أوىل‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫فالقمر معنا وهو يف السماء‪ ،‬فاجتماعهما يف حق ا ِ‬

‫‪68‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد سعيدي‪ - .‬جهود اإلمام ابن‬
‫قيم اجلوزية لويلد العيل‪ ،‬دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم يف رشح األسماء‬
‫احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬صفات اهلل عزوجل الواردة يف الكتاب والسنة‬
‫لعلوي السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن‪- .‬‬
‫معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬أضواء السلف‪ - .‬اتلعليق‬
‫ىلع القواعد املثىل لعبد الرمحن بن نارص بن براك‪ ،‬دار اتلدمرية‪ - .‬جمموع الفتاوى أليب العباس أمحد بن‬
‫عبد احلليم بن تيمية‪ ،‬طبعة‪ :‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ ،‬املدينة انلبوية‪ ،‬اململكة‬
‫العربية السعودية‪ - .‬تقريب اتلدمرية البن العثيمني‪ ،‬دار ابن اجلوزي‪ - .‬فقه األسماء احلسىن لعبد‬
‫الرزاق ابلدر‪ ،‬طبع ىلع نفقة إبراهيم الوقييص‪ ،‬مطابع احلمييض‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176761( :‬‬

‫‪69‬‬
‫َ‬
‫اإلل‬
‫ِ‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ٌَ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َو َر َد ذكر اسم (اإلهل) يف القرآن الكريم يف َم َواض َع‪ ،‬منها‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬وهو اذلي يف َّ‬
‫السماء ِإهل ويف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ َ ِ ِ‬
‫األرض ِإ ٌهل } [الزخرف‪ ]84 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬وإهلكم هلإ واحد الهلإ إال هو الرمحن الرحيم} َ[ابلقرة‪،]163:‬‬
‫ُّ َّ‬
‫السنة‪:‬‬ ‫إيل أنما إهلكم هلإ ٌ واحد فهل أنتم مسلمون} [األنبياء‪ .]108:‬أ َّما يف‬ ‫وقوهل تعاىل‪{ :‬قل إنما يوىح َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫قلب ِه وزن شعرية من خري‪ ،‬وخيرج‬ ‫فقوهل صىل اهلل عليه وسلم‪( :‬خيرج من انلار من قال ال هلإ إال اهلل ويف ِ‬
‫من انلار من قال ال هلإ إال اهلل ويف قلبه وزن برة من خري‪ )...‬أخرجه ابلخاري برقم (‪.)44‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ َ‬
‫اثلابت ِة هلل تعاىل‪ ،‬وقد عده مجع ِمن العلما ِء يف األسما ِء احلسىن‪ ،‬منهم‪ :‬جعفر‬
‫(اإلهل) ِمن األسما ِء ِ‬
‫اسم ِ‬
‫جر والعثيمني وغريهم‪.‬‬ ‫َ‬
‫الصادق وابن حزم والقرطيب وابن القيم وابن الوزير وابن ح َ‬

‫َ‬ ‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬


‫َّ‬ ‫َ‬
‫قاال ابن تيمياة‪( :‬اإلهل هو اذلي يؤهل فيعباد‪ ،‬حمباة وإنااباة وإجالال وإكراماا)‪ .‬قاال ابن القيم‪( :‬أماا اإلهل فهو‬
‫وت اجلالل‪ ،‬فيدخل يف هذا االسام مجيع األساماء احلساىن)‪ .‬قال الشايخ‬ ‫الكمال ونع ِ‬
‫ِ‬ ‫صافات‬
‫ِ‬ ‫جلميع‬
‫ِ‬ ‫اجلا ِمع‬
‫الساعدي‪( :‬واإلهل هو اجلامع جلميع صافات الكمال ونعوت اجلالل‪ ،‬فقد دخل يف هذا االسام مجيع األساماء‬
‫احلسىن)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اإلهل‪ِ :‬فعال من األلوهية‪ ،‬ومعناه املعبود اذلي ال يستحق العبادة أحدا سواه‪.‬‬
‫ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫الربوبية ‪ّ -‬‬
‫الرمحة ‪-‬‬ ‫الرحيم ‪ -‬اخلا ِلق ‪ -‬القدير‪ .‬الصفات‪ :‬األلوهية ‪ّ -‬‬
‫الرمحن ‪ّ -‬‬‫الرب ‪ّ -‬‬
‫األسماء‪ :‬اهلل ‪ّ -‬‬
‫اخللق ‪ -‬القدرة‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫‪ -1‬من اإلحلاد يف أسماء اهلل تعاىل أن يشتق من أسمائه أسماء لألصنام‪ ،‬كما فعل املرشكون يف اشتقاق‬
‫الع ّزى من العزيز‪ ،‬واشتقاق الالت من اإل ِهل ىلع ِ‬
‫أحد القولني‪ ،‬والقول اآلخر أن الالت اسم رجل اكن‬
‫أو َل المعطلة َ‬
‫اسم (اإلهل) بمعىن القادر ىلع االخرتاع‪،‬‬ ‫ت السويق يف موضع الصنم املسىم بالالت‪ -2 .‬تَ َّ‬ ‫يل ُّ‬
‫ّ‬
‫واعتقدوا أن هذا أخص وصف اإلهل‪ ،‬وجعلوا إثبات هذا اتلوحيد هو الغاية‪ ،‬وهذا باطل؛ ألن هذا القائل‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫اتلوحيد اذلي بعث اهلل به رسوهل‪ ،‬فاملرشكون اذلين بعث فيهم انليب صىل اهلل عليه‬
‫ِ‬ ‫لم يعرف حقيقة‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫بأن اهلل َ‬ ‫وسلم اكنوا م ّ‬
‫وحده خالق لك يشء ولم يدخلهم هذا يف االسالم‪.‬‬ ‫قرين‬

‫‪70‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف رشح األسماء احلسىن‪ ،‬ألرزيق بن حممد السعيد سعيدي‪ ،‬مكتبة دار‬
‫املنهاج‪ - .‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل‪ ،‬دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود‬
‫انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬القواعد املثىل البن العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار‬
‫الوطن‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬فقه األسماء احلسىن لعبد الرزاق ابلدر‪ ،‬مطابع احلمييض‪ - .‬تفسري‬
‫أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪- .‬رشح‬
‫أسما ء اهلل احلسىن يف ضوء الكتاب والسنة لسعيد بن يلع بن وهف القحطاين‪ :‬مطبعة سفري‪ ،‬الرياض‪- .‬‬
‫درء تعارض العقل وانلقل البن تيمية‪ ،‬جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176762( :‬‬

‫‪71‬‬
‫َ‬
‫الواحِد‬
‫األدلة‪:‬‬
‫وضعا‪ ،‬منها‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬ملن امللك ايلوم هلل‬ ‫َ‬ ‫َو َر َد اسم َ‬
‫الكريم يف أكرث ِمن عرشين م ِ‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫احد) يف‬
‫(الو ِ‬
‫الواحد القهار} [اغفر‪ ،]16َ :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬يوم تبدل األرض غري األرض والسماوات وبرزوا هلل الواحد‬
‫ُّ َّ‬
‫السنة‪ :‬فعن َأيب سعيد اخلدري ريض اهلل عنه قال‪ :‬قال انليب صىل اهلل عليه‬ ‫القهار} [ابراهيم‪ .]48:‬أ َّما يف‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫القرآن يف يللة؟) فش َّق ذلك عليهم وقالوا‪ :‬أيُّنا يطيق‬
‫ِ‬ ‫وسلم ألصحابه‪( :‬أيعجز أحدكم أن يَقرأ ثلث‬
‫ذلك يا رسول اهلل؟ فقال‪( :‬اهلل الواحد الصمد ثلث القرآن)‪ .‬أخرجه ابلخاري (‪.)5015‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫اسم َ‬
‫اثلابت ِة هلل تعاىل‪ ،‬وقد عده مجع ِمن العلما ِء يف األسماء احلسىن‪ ،‬منهم‪ :‬ابن حزم‬
‫احد) ِمن األسما ِء ِ‬
‫(الو ِ‬
‫وابن حجر وابن العريب والقرطيب واحل َ ِلييم وابليهيق وابن الوزير والسعدي والعثيمني واحلمود والرشبايص‬
‫وغريهم‪.‬‬

‫َ‬ ‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫قال ابن تيمية‪َ :‬‬
‫احدا وأحدا)‪ .‬وقال ابن القيم‪:‬‬ ‫املوصاوف بالصافات‪َ :‬و ِ‬
‫ِ‬ ‫العرب تسامية‬ ‫ِ‬ ‫(المنقول باتلوات ِر عن‬
‫(الواحد‬
‫ِ‬ ‫أفعاهل)‪ .‬وقال الشاايخ السااعدي‪:‬‬
‫ِِ‬ ‫(الواحد األحد‪ ...‬اذلي ال رشيك هل يف ذاتِ ِه وال صاافاتِ ِه وال يف‬ ‫ِ‬
‫ِّ َ‬ ‫َ َ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ََ‬
‫اد وحكما ٍة ورمحا ٍة‪،‬‬
‫اال ومح ٍ‬‫وجالل ومج ٍ‬
‫ٍ‬ ‫اد‬
‫اال وجم ٍ‬
‫جبميع الكمااالت‪ ،‬وتفرد ِبكال كم ٍ‬ ‫ِ‬ ‫األحاد هو اذلي توحاد‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ناسب بوج ٍه ِمن الوجوه)‪.‬‬ ‫الكمال‪ ،‬فليس هل فيها م ِثيل وال ن ِظري وال م ِ‬ ‫ِ‬ ‫صفات‬
‫ِ‬ ‫وغريها ِمن‬
‫ِ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬
‫وأفعاهل‪ ،‬فال رشيك هل يف يش ٍء ِمن ذلك‪.‬‬ ‫وصفاتِ ِه‬ ‫َ َ ِّ‬ ‫َ‬
‫ِِ‬ ‫احد‪ :‬المتفرد يف ذاتِ ِه ِ‬ ‫الو ِ‬

‫َ‬ ‫والصفات ذات العالقة‪:‬‬ ‫َ‬ ‫األسماء‬


‫َْ‬ ‫دانية ‪َّ -‬‬ ‫ْ‬
‫الوح ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫الص َمد ‪ -‬القهار‪ .‬الصفات‪ :‬األ َح ِديّة ‪َ -‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫األسماء‪ :‬األ َحد ‪ -‬الف ْرد ‪ -‬الوتر ‪َّ -‬‬
‫الص َم ِديّة ‪ -‬القهر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ َّ َ‬
‫بمعان باطلة‪ ،‬منها‪ :‬أنهم يقولون‪ :‬اذلي ال ينقسم وال يتجزأ وال‬ ‫ٍ‬ ‫(الواحد)‬
‫ِ‬ ‫أول المعطلة اسم اهلل‬ ‫‪ -1‬ت‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬
‫يتبعض وال يتعدد وال يرتكب‪ ،‬ومرادهم بذلك نيف صفاتِ ِه سبحانه‪ ،‬وهذا اتلفسري خما ِلف لِما يف الكتاب‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ُّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬
‫قائم‬
‫قوهلم‪ ،‬فإنه أط ِلق ىلع ٍ‬ ‫رسوهل ي َدل ىلع ن ِقي ِض ِ‬
‫ِِ‬ ‫والسنة‪ ،‬ذلك أن (الواحد) املوجود يف الكمِ اهلل والكمِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬
‫الواحد ٌ‬
‫اسم‬ ‫الواحد واأل َحد ِمن وجوه‪ :‬األول‪َ :‬أن‬
‫ِ‬ ‫فات اثلُّبو ِت َّية‪ -2 .‬الفرق بني‬ ‫ِّ‬
‫بنفس ِه موصوف بالص ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫َ ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫لمف َتت ِح الع َدد‪ ،‬فيقال‪ :‬واحد واثنان وثالثة‪ ،‬أما (أحد) فينقطع معه العدد فال يقال‪ :‬أحد اثنان ثالثة‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫َّ‬
‫أعم ِمن (الواحد)‪ .‬اثلالث‪ :‬لفظ (الواحد) يمكن َجعله َوصفا ألي يشء‬ ‫أن (أ َحدا) يف انليف ُّ‬ ‫اثلاين‪:‬‬

‫‪72‬‬
‫جانب اإلثبات با(أحد) إال اهلل‬
‫ٍ‬ ‫ريد‪ ،‬فيصح القول‪ :‬رجل واحد‪ ،‬وثوب واحد‪ ،‬وال يصح وصف يش ٍء يف‬
‫أ َ‬
‫َ‬
‫األحد‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد السعيد سعيدي‪ ،‬دار املنهاج‪ - .‬تفسري‬
‫أسماء اهلل احلسىن للسعدي‪ ،‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪- .‬‬
‫القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف‬
‫أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬أضواء السلف‪ - .‬صفات اهلل عزوجل الواردة يف الكتاب‬
‫والسنة لعلوي السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬اتلعليق ىلع القواعد املثىل لعبد الرمحن بن نارص بن براك‪ ،‬دار‬
‫اتلدمرية‪ - .‬تيسري الكريم الرمحن للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ - .‬انلهج األسىم يف رشح األسماء احلسىن‬
‫ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪ .‬إاغثة اللهفان البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار املعارف‪ - .‬درء‬
‫تعارض العقل وانلقل البن تيمية‪ ،‬طبعة جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176763( :‬‬

‫‪73‬‬
‫انلُّ ْور‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ْ‬
‫َو َر َد ِذكر اسم (انلُّ ْور) َم ّ‬
‫الكريم يف قوهل تعاىل‪{ :‬اهلل نور السماوات واألرض مثل نوره‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫يف‬ ‫واحدة‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُّ َّ َ َ َ َ ّ‬ ‫َّ‬
‫عباس ريض اهلل عنهما قال‪ :‬اكن انليب‬
‫ٍ‬ ‫كمشاكة فيها مصباح} [انلور‪ .]35 :‬وأما يف السنة‪ :‬فورد أن ابن‬
‫َ‬
‫صىل اهلل عليه وسلم إذا قام من الليل َي َت َه َّجد قال‪( :‬امهلل لك احلمد أنت ‪ِّ ،‬يم السموات واألرض َ‬
‫ومن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فيهن‪ ،‬ولك احلمد أنت َم ِلك السموات واألرض ومن فيهن‪ ،‬ولك احلمد أنت نور السموات واألرض ومن‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فيهن‪ )...،‬أخرجه ابلخاري (‪ ،)1120‬ومسلم (‪.)769‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ َ‬
‫اثلابت ِة هلل تعاىل‪ ،‬وقد عده مجع ِمن العلما ِء يف األسما ِء احلسىن‪ ،‬منهم‪ :‬جعفر‬
‫اسم (انلور) ِمن األسما ِء ِ‬
‫الصادق وسفيان بن عيينة وابن منده واحل َ ِلييم وابن تيمية وابن القيم والسعدي وابن عثيمني والرشبايص‬
‫وغريهم‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َّ َ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫داخال يف مسااىم انلور‪ ،‬فإنه لما جعل‬ ‫قال ابن تيمية‪( :‬واساام (انلور) إذا تضامن صاافته وفِعله اكن ذلك ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫مال‬
‫غريه‪ ،‬وهو خملوق ِمن خملوقاتِه‪ ،‬واخلا ِلق أوىل ِب ِصاف ِة الك ِ‬
‫ُّ‬
‫نورا ْ اكن مت ِصافا ِّبانلور واكن م ِنريا ىلع ِ‬ ‫الق َم َر‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫(إن انلَّ ّص َو َر َد بتسااميا ِة َّ‬ ‫َ‬
‫الر ِّب‪( :‬نورا) وباأن هل نورا‬ ‫ِ‬ ‫اذلي ال نق َص فياه ِمن لك ماا ِسااواه)‪ .‬قاال ابن القيم‪:‬‬
‫ور)‪ .‬قال الشايخ الساعدي‪( :‬و ِمن أسامائِه احلساىن‬ ‫جابه ن ٌ‬ ‫مضاافا إيله‪ ،‬وبأنَّه نور الساموات واألرض‪ ،‬وبأنه ح َ‬
‫ِ‬
‫ٌَْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫وحكمة‪ ،‬وهو‬ ‫انلُّور‪ ،‬فانلور وصافه العظيم‪ ،‬وأساماؤه حساىن‪ ،‬وصافاته أكمل الصافات‪ ،‬هل تعاىل رمحة‪ ،‬ومحد‪ِ ،‬‬
‫نور السماوات واألرض)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ ََ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫واألرض ِبما خلقه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫للسموات‬
‫ِ‬ ‫انلُّور‪ :‬المت ِصف بانلور يف ِ‬
‫نفس ِه‪ ،‬الم ِنري‬ ‫ُّ‬

‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬


‫ْ ََّ‬
‫األسماء‪ :‬اهلا ِدي‪ .‬الصفات‪ :‬اهلداية‪ .‬األفعال‪ :‬ي ِنري‪ -‬نور‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه تدل ىلع اهلل‪ ،‬وتدل ىلع‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َز َع َ‬
‫اهلل‪،‬‬
‫َ‬ ‫ء‬
‫ِ‬ ‫أسما‬ ‫ن‬‫م‬‫ِ‬ ‫ه‬ ‫أن‬ ‫والصحيح‬ ‫االسم‪،‬‬ ‫هذا‬ ‫أويل‬
‫ِ‬ ‫ت‬ ‫بوجوب‬
‫ِ‬ ‫وقالوا‬ ‫ور)‪،‬‬ ‫با(انل‬ ‫ىم‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫اهلل‬ ‫أن‬ ‫لة‬ ‫ط‬ ‫ع‬ ‫الم‬ ‫م‬
‫ومجا ِهري املسلمني ال َي َت َّ‬
‫َ‬ ‫ُّ ّ‬ ‫َ‬
‫أولون هذا االسم‪ ،‬وأ َّما‬ ‫والسن ِة الصحيحة‪،‬‬ ‫الكريم‬
‫ِ‬ ‫رآن‬
‫نفس ِه يف الق ِ‬
‫وقد أضافه إىل ِ‬
‫َ‬
‫بعض املفِسين يف قوهل تعاىل‪{ :‬اهلل نور السماوات واألرض} أي‪ :‬هادي أهل السموات واألرض‪ ،‬فال‬ ‫قول ِ‬

‫‪74‬‬
‫ِس ِمن‬‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫صفات المف ِ‬
‫ِ‬ ‫تفسريهم أن يذكروا بعض‬
‫ِ‬ ‫السلف يف‬
‫ِ‬ ‫نفس ِه نورا‪ ،‬فإن ِمن اعد ِة‬
‫يمنع أن يكون يف ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫الز َمني‪.‬‬ ‫َ‬
‫يكونان مت ِ‬
‫ِ‬ ‫الصفات للم َس َّىم‪ ،‬بل قد‬
‫ِ‬ ‫بعض أنوا ِع ِه‪ ،‬وال ينايف ذلك ثبوت بقي ِة‬
‫األسما ِء أو ِ‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار‬
‫املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬جهود ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد‬
‫السعيد سعيدي‪ ،‬دار املنهاج‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن للسعدي‪ ،‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة‬
‫العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار‬
‫الوطن‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬أضواء السلف‪- .‬‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬منهج ابن‬ ‫صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫القيم يف رشح اسماء اهلل احلسىن ملرشف يلع عبد اهلل الغامدي‪ ،‬رسالة ماجستري جبامعة أم القرى‪- .‬‬
‫جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176764( :‬‬

‫‪75‬‬
‫َ‬
‫الهادِي‬
‫األدلة‪:‬‬
‫(الهادي) يف القرآن الكريم يف َم َ‬ ‫ْ‬
‫َو َر َد ذكر اسم َ‬
‫قوهل تعاىل‪{ :‬وكَف بربك هاديا ونصريا}‬
‫وضعني‪ :‬يف ِ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬
‫قوهل تعاىل‪{ :‬وإن اهلل هلا ِد اذلين آمنوا إىل رصاط مستقيم} [احلج‪.]54:‬‬
‫[الفرقان‪ .]31 :‬ويف ِ ِ‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َ‬
‫اثلابتة هلل تعاىل‪ ،‬وقد عده مجع ِمن العلما ِء يف األسما ِء احلسىن‪ ،‬منهم‪ :‬جعفر‬
‫اسم (الها ِدي) ِمن األسما ِء ِ‬
‫الصادق وسفيان بن عيينة واخلطايب وابن منده واحل َ ِلييم وابليهيق وابن العريب والقرطيب وابن الوزير وابن‬
‫حجر والسعدي‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫الرشااد‪ ،‬كما هدى اذلين آمنوا لماَ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫اتقيم ويبني هل سابل‬
‫رصاط مس ٍ‬
‫ٍ‬ ‫هدي من يشااء إىل‬ ‫قال ابن تيمية‪( :‬اذلي ي ِ‬
‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ومج َع َهلم الهادى َّ‬
‫والسا اداد)‪ .‬قاال ابن القيم‪( :‬الم َوفق المل ِهم‪ ،‬اخلاا ِلق للهادى يف‬ ‫اختل َف فياه من احل َ ِّق َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المنافع وإىل َدفْع َ‬
‫الم َضاار‪ّ،‬‬ ‫عباده إىل َمجيع َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫القلوب)‪ .‬قال الشايخ الساعدي‪( :‬الها ِدي أي اذلي يهدي وير ِشاد‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫اتلوفيق والتساادياد ويلهمهم اتلقوى وجيعال قلوبهم منيباة إيلاه‬ ‫ة‬ ‫ا‬
‫ي‬ ‫ادا‬
‫ه‬ ‫ب‬ ‫اديهم‬‫ه‬‫ويعلِّمهم ماا ال يعلمون‪ ،‬ويَ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ألمر ِه)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫منقادة‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫يع المنافِع وإىل دف ِع المضار‪ ،‬ويوفق من شاء منهم إىل الهدى‪.‬‬
‫الها ِدي‪ :‬اذلي ير ِشد عباده إىل مج ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫ادلاللة ‪ -‬اإلضالل‪ .‬األفعال‪ :‬يَهدي ‪ -‬ي ِضل‪.‬‬
‫الصفات‪ :‬الهداية ‪ -‬اإلرشاد ‪ّ -‬‬
‫ِ‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫فيه‬ ‫‪،‬‬‫وأوصاف‬ ‫أعالم‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َّ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ َّ َ‬
‫الصواب ال غري‪ ،‬والرد عليهم أنه لو اكن كذلك لما صح أن‬ ‫ِ‬ ‫طريق‬ ‫بيان‬ ‫اهلل‪:‬‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫دى‬‫اله‬ ‫أن‬ ‫لة‬ ‫عط‬ ‫الم‬ ‫ل‬ ‫تأو‬
‫تهدي من َأحببت ولكن اهلل يهدي من يشاء}‬ ‫قوهل تعاىل‪{ :‬إنك ال‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ينفيه اهلل عن نبي ِه وييبته نلفسه يف ِ‬
‫َ‬
‫الطريق ل ِ َمن أحب وأبغض؛ وألن اهلداية يف هذه اآلية‬
‫َ‬ ‫[القصص‪ ،]56 :‬ألنه صىل اهلل عليه وسلم بَ َّني‬
‫صح اتلقييد‬‫هداية اتلوفيق واإلهلام‪ ،‬وأيضا لو اكن الهدى من اهلل جم َّرد ابليان ‪-‬وهو اعم يف لك نفس‪ -‬ل َ َما َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫باملشيئ ِة كما يف قوهل تعاىل‪{ :‬يضل اهلل من يشاء ويهدي من يشاء} [املدثر‪ ،]31 :‬فاحلق أن اهلداية املثبتة‬
‫هل سبحانه هداية اتلوفيق واإلهلام‪ ،‬ويه خمتصة به‪ ،‬وهداية ادلاللة واإلرشاد‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬جهود ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد‬
‫السعيد سعيدي‪ ،‬دار املنهاج‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن للسعدي‪ ،‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة‬
‫العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار‬
‫الوطن‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬أضواء السلف‪- .‬‬
‫صفات اهلل عزوجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬رشح العقيدة الطحاوية‬
‫البن أيب العز احلنيف‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ - .‬اتلعليق ىلع القواعد املثىل لعبد الرمحن بن نارص بن براك‪ ،‬دار‬
‫اتلدمرية‪ - .‬انلهج األسىم يف رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176768( :‬‬

‫‪77‬‬
‫َ ْ‬
‫اخلبِي‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َََ‬
‫الكريم (‪َ )45‬م َّرة‪ ،‬منها‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬واهلل بما تعملون خبري} [ال‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫اسم (اخل َ ِب ْري) يف‬
‫ورد ِذكر ِ‬
‫ّ‬
‫عمران‪ ،]180:‬وقوهل تعاىل‪{ :‬اعلم الغيب والشهادة وهو احلكيم اخلبري} [األنعام‪ ،]73:‬وقوهل تعاىل‪{ :‬إن اهلل‬
‫اب َية؟‬ ‫َ َ َ َ َ َ ْ َ َ‬ ‫ُّ َّ‬ ‫بعباده خلبري بصري} [فاطر‪ّ .]31:‬‬
‫يف السنة‪ْ :‬فقوهل صىل اهلل عليه وسلم‪( :‬ما ل ِك يا اعئِشة حشيا ر ِ‬ ‫أما‬
‫ْ َ َ َ َ ْ َ ِّ َ ْ َ ْ َ ِّ َّ‬
‫َ‬
‫قلت‪ :‬ال قال‪ :‬تلخ ِربِّن أو يلخ ِربِّن الل ِطيف اخل ِبري) أخرجه مسلم (‪.)974‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ َ َْ َ َ‬ ‫َ ْ‬
‫اثلابت ِة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذكره أغلب من كتب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬
‫اسم (اخل ِبري) ِمن األسما ِء ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ‬
‫بواط ِنهاا)‪ .‬قاال ابن القيم‪( :‬اخلبري‪ :‬اذلي انتِ علماه إىل‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ‬
‫قاال ابن تيمياة‪( :‬اخل ِبري بااألمور‪ :‬المط ِلع ىلع ِ‬
‫العليم‪ :‬هو اذلي‬ ‫اإلحاطة ببواطن األشايا ِء وخفاياها‪ ،‬كما أحاط بظواهرها)‪ .‬قال الشايخ الساعدي‪( :‬اخلَبري َ‬
‫َ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫واإلرسار واإلعالن‪ ،‬والواجباات واملسااتحيالت واملمكناات‪ ،‬وباالعاال ِم‬ ‫وابلواطن‪،‬‬ ‫ااط علماه باالظواهر‬ ‫أح َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬
‫يشء من األشياء)‪.‬‬ ‫يل‪ ،‬وباملايض واحلارض واملستقبل‪ ،‬فال خيَف عليه‬ ‫والس ْف ِّ‬
‫لوي ُّ‬
‫الع ِّ‬

‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫واط ِن األشيا ِء وخفاياها‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫اخل ِبري‪ :‬اذلي أحاط ِعلمه ِبب ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫خلربة ‪ -‬ال ِعلم ‪ -‬اللطف‪.‬‬
‫األسماء‪ :‬العليم ‪ -‬اللطيف‪ .‬الصفات‪ :‬ا ِ‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫فيه‬ ‫‪،‬‬‫وأوصاف‬ ‫أعالم‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬

‫َ‬ ‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ َ‬ ‫َ َ ُّ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َّ‬
‫الر ُّب اذلي خلق لك يش ٍء وأبدعه‪ ،‬هو أحق بأن يعلم ما خلق‪ ،‬وهو اللطيف اخلبري‪ ،‬قد أحاط علمه‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫‪َّ -1‬‬
‫أن اخل َ ْرب هو العلْم بكنْه َ‬
‫المعلومات ىلع‬
‫َ ْ َّ‬
‫‪:‬‬ ‫رب‬ ‫واخل‬ ‫م‬
‫ْ‬
‫عرش ِه‪ -2 .‬الفرق بني ال ِعل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ستو ىلع ِ‬ ‫خبل ِق ِه وهو م ٍ‬
‫حقائِ ِقها‪ ،‬ففيه معىن زائد ىلع العلم‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد سعيدي‪ - .‬جهود ابن قيم‬
‫اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار املربة اخلريية‬
‫لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام‬
‫اذلهيب‪ - .‬درء تعارض العقل وانلقل‪ ،‬البن تيمية‪ ،‬طبعة جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية‪- .‬‬
‫معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار إيالف‬

‫‪78‬‬
‫ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة العدد ‪112‬‬
‫‪ -‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬منهج ابن القيم يف رشح األسماء احلسىن ملرشف الغامدي‪ ،‬رسالة ماجستري‬
‫جبامعة أم القرى‪ - .‬رشح أسماء اهلل احلسىن لسعيد بن وهف القحطاين‪ ،‬دار اإليمان للطبع والنرش‬
‫واتلوزيع‪ - .‬اجلامع ألسماء اهلل احلسىن حلامد أمحد الطاهر‪ ،‬دار الفجر للرتاث‪ - .‬صفات اهلل الواردة يف‬
‫الكتاب والسنة لعلوي السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة‬
‫الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176769( :‬‬

‫‪79‬‬
‫ُ ْ‬
‫المح ِسن‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َّ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ َ ْ ْ‬
‫تعاىل‪{ :‬قد أحسن‬ ‫َ‬ ‫الكريم اسما وإنما ورد بصيغ ِة ال ِفعل‪ ،‬كما يف قوهل‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫لم ي ِرد ِذكر (المح ِسن) يف‬
‫ُّ َّ‬
‫السنة‪:‬‬ ‫اهلل هل رزقا} [الطالق‪ ،]11:‬وقوهل تعاىل‪{ :‬وأحسن كما أحسن اهلل إيلك} َ[القصص‪ .]77:‬وأ َّما يف‬
‫اهلل حمس ٌن حي ّ‬ ‫َ َ‬
‫كمتم فَاعدلوا وإذا َ‪َ ،‬تلتم فَأحسنوا‪ ،‬فإ َّن َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فقد َو َرد يف قوهل صىل اهلل عليه وسلم‪( :‬إذا ح‬
‫املحس ِنني)‪ .‬أخرجه ابن أيب اعصم يف ادليات (ص ‪ ،)56‬وانظرالسلسلة الصحيحة (‪.)761 /1‬‬ ‫ِ‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬
‫اسم (المح ِسن) ِمن األسما ِء المختل ِف فيها‪ ،‬وقد عده مجع ِمن العلما ِء يف األسما ِء احلسىن‪ِ ،‬منهم‪ :‬القرطيب‬
‫وابن تيمية وابن القيم والعثيمني وغريهم‪.‬‬

‫ْ َ‬ ‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُّ َّ‬
‫العبد متفضال عليه‪ ،‬بأن أرسال إيله الرساول صاىل اهلل‬ ‫ِ‬ ‫قال ابن تيمية‪( :‬وأهل السانة يقولون‪ :‬هو حم ِسان إىل‬
‫ُّ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫وابلرصا والفؤاد اذلي يعقل به‪ ،‬وأن هداه لإليمان‪ ،‬وأن أماته عليه‪ ،‬فلك‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫السامع‬ ‫عليه وسالم‪ ،‬وأن َج َعل هل‬
‫ِ ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫ََ‬ ‫ٌ‬
‫عم‬
‫بأصااناف انل ِ‬ ‫هذا إحسااان منه إىل املؤ ِمن وتفضاال عليه)‪ .‬وقال ابن القيم‪( :‬ال حمساان ىلع احلقيق ِة‬
‫ْ‬
‫ميع انلِّ َعم)‪.‬‬ ‫َ َّ‬
‫الظاهرةِ وابلاطن ِة إال [اهلل])‪ .‬وقال الشيخ الرباك‪( :‬المن ِعم ِجب ِ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ َ ِّ‬ ‫ْ‬
‫وابلاطن ِة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫بأصناف انلع ِم الظاهرةِ‬
‫ِ‬ ‫المح ِسن‪ :‬المتفضل ىلع عبا ِدهِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫الكريم ‪ّ َ -‬‬
‫الرب‪ -‬األكرم ‪ -‬اجلَواد ‪ -‬الوهاب – املنان – الرازق ‪ -‬الرزاق‪ .‬الصفات‪:‬‬ ‫األسماء‪ :‬المن ِعم ‪-‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫اإلحسان ‪ -‬الك َرم ‪ -‬اإلنعام ‪ -‬اجلود – ال ِمنة ‪ -‬الرزق‪ .‬األفعال‪ :‬حي ِسن ‪ -‬جيود ‪ -‬ينعم ‪ -‬يكرم ‪ -‬يم ّن –‬
‫َ‬
‫ي َهب ‪ -‬يرزق‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫هلل تعاىل يشمل املؤمن والاك ِفر‪ ،‬فهو سبحانه يرزق املؤمن والاكفر والرب والفاجر‪ ،‬وليس‬ ‫َ‬
‫‪ -1‬إحسان ا ِ‬
‫عطاؤه يف ادلنيا ديلل حمب ِت ِه‪ ،‬ولكن انلعمة اتلامة يف ادلنيا باإليمان ويف اآلخرة باجلنان للمؤمن فقط‪،‬‬
‫َ ْ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ َ‬
‫حسن) أنه اذلي حي ِسن إىل اخلَل ِق دون أن يعود‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬
‫أول المعطلة اسم (الم ِ‬ ‫وذلك فضله يؤتيه من يشاء‪ -2 .‬ت‬
‫َ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫حكم أو يَ َ‬
‫ٌ‬
‫لكون المحسن‬ ‫ِ‬ ‫قوم به َوصف‪ ،‬وهذا اذلي َقالوه باطل‪ ،‬فإن اإلحسان إىل اخللق حممود‬ ‫عليه‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ َ َّ‬ ‫َّ‬
‫اإلحسان وعدمه بالنسب ِة إىل الفا ِع ِل‬
‫ِ‬ ‫يَعود إيله من إحسانِه ِحكم حيمد ألج ِلها‪ ،‬أما إذا قدر أن وجود‬
‫ٌ‬
‫ُّ َ‬ ‫ٌ ّ‬
‫عقول العقالء‪.‬‬‫ِ‬ ‫سواء فإن هذا يعد ع َبثا يف‬

‫‪80‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن‬
‫ألرزيق بن حممد سعيدي‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬حممد بن خليفة اتلمييم‪،‬‬
‫أضواء السلف‪ - .‬صفات اهلل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬القواعد املثىل‬
‫البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬فقه األسماء احلسىن لعبد الرزاق‬
‫ابلدر‪ ،‬مطابع احلمييض‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬طبع جممع امللك فهد لطباعة املصحف‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176813( :‬‬

‫‪81‬‬
‫َ‬
‫احل ر‬
‫ي‬ ‫ِ‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َّ َ َ َ‬ ‫ْ‬
‫ل َ ْم يَر ْد ِذكر (احل َ ّ‬
‫الكريم اسما‪ ،‬وإنما ورد بصيغ ِة ال ِفع ِل كما يف قوهل تعاىل‪{ :‬إن اهلل ال‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫يي) يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يرضب مثال ما بعوضة فما فوقها} [ابلقرة‪ .]26 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬واهلل ال يستحيي من احلق}‬ ‫َ‬ ‫أن‬ ‫يستحيي‬
‫ريم يستحيي إذا َر َفعَ‬‫(إن اهلل َحيي َك ٌ‬
‫َّ‬
‫قوهل صىل اهلل عليه وسلم‪:‬‬
‫ُّ َّ َ َ َ َ‬ ‫َّ‬
‫[األحزاب‪ .]53 :‬وأما يف السنة‪ :‬فورد يف ِ ِ‬
‫ِ‬
‫الرجل إيله يديه أن يردهما ِصفرا خائبتني) أخرجه أبو داود (‪ ،)4012‬والنسايئ (‪ ،)393‬وصححه األبلاين‬
‫يف صحيح أيب داود (‪.)3387‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫اثلابت ِة هلل تعاىل‪ ،‬وقد عده مجع ِمن العلما ِء يف األسما ِء احلسىن‪ ،‬منهم‪ :‬احل َ ِلييم‬ ‫َ ّ‬
‫اسم (احل ِيي) ِمن األسما ِء ِ‬
‫وابليهيق والقرطيب وابن القيم والعثيمني ونور احلسن خان‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ٌ َ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫ادهِ فاذاك نوع آخر ال تاد ِركاه األفهاام‬
‫حياب أهال احليااءِ) ([و]حيااء الرب تعااىل ِمن عب ِ‬ ‫قاال ابن القيم‪( :‬ح ِيي ِ‬
‫َ‬
‫حيب أهل‬ ‫يي‪ِ ...‬‬ ‫وجالل)‪ .‬قال الشاايخ السااعدي‪( :‬وهو احل َ ّ‬ ‫د‬
‫ٍ‬ ‫و‬‫وج‬ ‫ك ِّيفاه العقول‪ ،‬فإنه حياء َك َرمٍ وب ٍّ‬
‫ر‬
‫َ‬
‫وال ت‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ادهِ إذا فعال معصااياة أن ياذيعهاا‪ ،‬بال يتوب إيلاه فيماا بيناه وبيناه وال يظهرهاا‬ ‫َ‬
‫احليااء‪ ...‬وهلاذا ي َ‬
‫كره ِمن عب ِ‬
‫للناس)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫احل َ ّ‬
‫يي‪ :‬ىلع وزن فعيل ِمن احلياء‪ ،‬أي‪ :‬ك ِثري احلياء‪ ،‬وهو وصف يليق به ليس كحيا ِء المخلوقني‪.‬‬ ‫ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الرحيم ‪َ -‬‬
‫العف ّو ‪ -‬احلَليم‪ .‬الصفات‪ :‬احلياء ‪ -‬االستحياء ‪ -‬الكرم ‪-‬‬ ‫الغفور ‪َّ -‬‬ ‫الس ِّتري ‪-‬‬
‫الكريم ‪ِّ -‬‬ ‫األسماء‪:‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ستحيي ‪ -‬يَسرت ‪ -‬يكرم ‪ -‬يَرحم ‪ -‬حيلم ‪ -‬يَعفو‪.‬‬
‫ِ‬
‫العفو‪ .‬األفعال‪ :‬ي َ‬
‫الرمحة ‪ -‬احللم ‪َ -‬‬
‫ِ‬ ‫ِّ‬
‫السرت ‪ّ -‬‬

‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل‬
‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه تدل ىلع اهلل‪،‬‬ ‫فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه‬
‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫وجل‬ ‫عز‬ ‫اهلل‬ ‫أسماء‬ ‫‪-‬‬ ‫األسماء‪.‬‬ ‫هذه‬ ‫تضمنتها‬ ‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫الصفات تنقسم إىل قسمني‪ :‬صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َن ََف المعطلة هذا اسم (احلَ ّ‬
‫َ‬
‫يي) بزعم أن احلياء ِمن الكي ِفيات انلفسية فال جيوز يف حق اهلل تعاىل‪ ،‬وهذا‬ ‫ّ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ٌ‬ ‫َ‬
‫باطل غري صحيح‪ ،‬فإن حياءه تعاىل وصف يليق به‪ ،‬ليس كحيا ِء المخلوقني‪ ،‬وذللك أضافه إيل ِه‬
‫سبحانه‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة‬

‫‪82‬‬
‫املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار‬
‫الوطن‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬أضواء السلف‪- .‬‬
‫انلهج األسىم يف رشح األسماء احلسىن‪ ،‬حممد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬صفات اهلل عز‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬اجلامع ألسماء اهلل احلسىن حلامد أمحد‬ ‫وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي‬
‫طاهر‪ ،‬دار الفجر للرتاث‪ - .‬الصواعق املرسلة البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار العاصمة‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176814( :‬‬

‫‪83‬‬
‫َ ْ‬
‫القدِير‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ٌ‬
‫قدير} [ابلقرة‪:‬‬ ‫الكريم (‪َ )45‬م َّرة‪ ،‬منها‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬إن اهلل ىلع لك يشء‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫َو َرد اسم (الق ِديْر) يف‬
‫ّ‬
‫من اآلية ‪ .]20‬وقوهل تعاىل‪{ :‬إن تبدوا خريا أو ختفوه أو تعفوا عن سو ٍء فإن اهلل اكن عفوا قديرا}‬
‫ٌ‬
‫قدير} [املائدة‪.]40:‬‬ ‫[النساء‪ .]149:‬وقوهل تعاىل‪{ :‬يعذب من يشاء ويغفر ملن يشاء واهلل ىلع لك يشء‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ْ َ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬
‫ُّ‬
‫اثلابت ِة بالكتاب والسنة‪ ،‬وقد عده العلماء ِضمن مج ِع ِهم لألسماء‬
‫ِ‬ ‫اسم (الق ِديْر) ِمن أسما ِء اهلل تعاىل‬
‫احلسىن‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ َْ‬ ‫َ ُّ‬ ‫َ‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬الق ِدير يدل ىلع القدرة‪ ...‬و ِمن أسمائِ ِه القدير‪ َ ،‬والقدرة تستل ِزم ِمن قدرتِ ِه ىلع املخلوقات‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬
‫ماا ال يَادل علياه ال ِعلم‪ ،‬وخلقاه للمخلوقاات يَادل ىلع قادر ِتا ِه أبلغ ِمن دال ِتلا ِه ىلع ِعل ِما ِه)‪ .‬قاال ابن َالقيم‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يشء يف قدرتِ ِه)‪ .‬قال َالشاايخ السااعدي‪( :‬القدير‪ :‬اكمل القدرةِ‪ ،‬بقدرتِ ِه أ ْو َج َد‬ ‫ٌ‬ ‫(القدير اذلي ليس كمثله‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫سااواهاا وأحك َمهاا‪ ،‬وبقادر ِتا ِه حي ِيي ويميات‪ ،‬ويبعاث العبااد للجزاء‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫الموجودات‪ ،‬وبقادر ِتا ِه دبَّ َرهاا‪ ،‬وبقادرتاه‬ ‫َ‬
‫َ ِّ‬ ‫َ‬ ‫ان بإحساانه‪ ،‬والميس َ‬ ‫وجيازي المحس َ‬
‫اء بإسااءته‪ ،‬اذلي إذا أراد شايئا قال هل‪ :‬كن فيكون‪ ،‬وبقدرتِ ِه يقلب‬
‫رصفها ىلع ما يشاء ويريد)‪.‬‬ ‫القلوب وي َ ِّ‬
‫َ‬

‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ ْ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ج ٌز وال فتور‪ٌ.‬‬ ‫الق ِديْر‪ :‬هو ذو القدرةِ الاك ِمل ِة اذلي ال يعرتي ِه ع‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫العزيز ‪ -‬القهار ‪ -‬القاهر ‪ -‬اجل َ ّبار ‪ -‬الم ِّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫تكرب‪ .‬الصفات‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫األسماء‪ :‬القا ِدر‪ -‬المقت ِدر ‪ -‬الق ِوي ‪َ -‬الم ِتني ‪ِ -‬‬
‫ْ‬ ‫القدرة ‪ -‬القوة ‪َ -‬‬
‫المتانة ‪ -‬ال ِع َّزة ‪ -‬القهر‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ُّ‬
‫‪ -1‬قدرة اهلل اعمة ال ختصص بيشء‪ ،‬جاء يف الكتاب والسنة {وهو ىلع لك يشء قدير}‪ ،‬لعمومِ قدرتِ ِه‬
‫ت املشيئة بيشء ّ‬ ‫َّ ْ‬
‫كقوهل َتعاىل‪{ :‬وهو ىلع مجعهم‬ ‫ِِ‬ ‫معني َص ّح‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ومشيئ ِت ِه خالفا ألهل ابلدع‪ ،‬لكن إذا ‪،‬يد‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫آخر ما‬ ‫الرجل اذلي أدخله اهلل اجلنة ِ‬ ‫ِ‬ ‫إذا يشاء قدير} أي‪ :‬إذا يشاء مجْ َعهم فهو قادر عليه‪ ،‬وكذلك يف قِصة‬
‫ٌ‬
‫ْ‬ ‫ََ‬
‫بفعل معني‪ -2 .‬نَف المعطلة أن‬ ‫ٍ‬ ‫اكن‪ ،‬فقال اهلل هل‪{ :‬إين ىلع ما أشاء قادر}‪ ،‬رواه مسلم (‪ )187‬ألنه يتعلق‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫يكون اهلل تعاىل م َّ‬
‫الصفات يلزم منه التشبيه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫درة؛ ِلظن ِهم أن إثبات‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫بال‬ ‫قدير‬ ‫هو‬ ‫وقالوا‬ ‫بالقدرة‪،‬‬ ‫ا‬‫ف‬ ‫ص‬
‫ِ‬ ‫ت‬
‫َ َ َّ‬ ‫ْ َ‬ ‫ٌ‬
‫أسماءه بأنها حسىن‪ ،‬وأ َم َرنا بداعئه بها‪ ،‬وهذا يقتيض أن تكون دالة‬ ‫َ‬ ‫وهذا باطل‪ ،‬فإن اهلل تعاىل َو َصف‬

‫‪84‬‬
‫َ‬ ‫ٌ‬
‫معان عظيمة تكون وسيلة نلا يف داعئنا‪ ،‬وألنه خمالف ملقتَض اللسان العريب فال يمكن أن يقال‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫قدير لِمن ال قدرة هل‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار‬
‫املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬جهود ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد‬
‫السعيد سعيدي‪ ،‬دار املنهاج‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن للسعدي‪ ،‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة‬
‫العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار‬
‫الوطن‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬أضواء السلف‪- .‬‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬الرشح‬ ‫صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة‪،‬علوي بن عبد القادر‬
‫املمتع‪ ،‬البن عثيمني‪ ،‬دار ابن اجلوزي‪ - .‬اتلنبيهات السنية ىلع العقيدة الواسطية لعبد العزيز الرشيد‪،‬‬
‫دار الرشد‪ - .‬منهج ابن القيم يف رشح اسماء اهلل احلسىن ملرشف يلع عبد اهلل الغامدي‪ ،‬رسالة ماجستري‬
‫جبامعة أم القرى‪ - .‬انلهج األسىم يف رشح أسماء اهلل احلسىن ملحمد انلجدي‪ ،‬مكتبة اذلهيب‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176815( :‬‬

‫‪85‬‬
‫ِّ ِّ ْ‬
‫الستي‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َ‬
‫السنة انلبوية‪ :‬ف َعن يَعىل بن أ َم َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫(الس ِّت ْري) يف القرآن الكريم‪ ،‬وإنما َو َرد يف ُّ‬ ‫ْ‬
‫ل َ ْم يَر ْد ذكر اسم ِّ‬
‫ريض اهلل‬ ‫ة‬‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َ َ َ َ َ ْ ْ َ َ َ َ َ َّ َ َ َ ْ َ َ َ‬ ‫ََْ‬ ‫َّ‬
‫اَّلل وأثىن علي ِه‪،‬‬‫َ‬ ‫د‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ح‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬‫رب‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ال‬ ‫د‬ ‫ع‬‫ص‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬‫از‬
‫ِ‬ ‫الرب‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫ل‬ ‫س‬
‫ِ‬ ‫ت‬ ‫غ‬‫ي‬ ‫رجال‬ ‫رأى‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫اهلل‬ ‫صىل‬ ‫اهلل‬ ‫رسول‬ ‫أن‬ ‫عنه‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫َّ َّ َ َ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫َّ َ ْ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫رت فإِذا اغت َسل أ َحدك ْم‬ ‫الس َ‬ ‫اء َو َّ‬‫ب احل َ َي َ‬ ‫ري حي ُّ‬ ‫َ‬
‫ث َّم قال صىل اَّلل علي ِه َوسل َم‪( :‬إِن اَّلل ع َّز َوجل ح ِيي ِست ٌ ِ‬
‫رت) رواه أبو داود (‪ )4012‬والنسايئ (‪ )406‬وصححه األبلاين يف صحيح النسايئ (‪.)1/87‬‬ ‫فَلْيَ ْس َت ْ‬
‫ِ‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ِّ ِّ ْ‬
‫اثلابت ِة بالسنة‪ ،‬وقد عده بعض العلماء ِضم َن مج ِع ِهم لألسما ِء احلسىن‪،‬‬
‫اسم (الستري) ِمن أسما ِء اهلل تعاىل ِ‬
‫منهم‪ :‬القرطيب وابن القيم‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ‬ ‫ِّ ْ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حيب ِمن عبا ِدهِ السارت ىلع‬ ‫قال ابليهيق‪[( :‬اذلي] يسارت ىلع عبا ِدهِ كثريا وال يفضاحهم يف المشااهد‪ ،‬كذلك ِ‬
‫جاااااه ِر منه‬ ‫اتل َ‬
‫عبده عند َّ‬ ‫يي فليس يفضااااح َ‬ ‫َ‬
‫واجتناب ما يشينهم)‪ .‬قال ابن القيم‪( :‬وهو احل َ ُّ‬ ‫أنفس ِهم‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫الس عدي‪( :‬وهو احليي‬ ‫فران)‪ .‬وقال الشايخ ا‬‫بالعصااااايان لكنه يليق عليه ِسارته فهو الساتري وصااحب الغ ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُّ َ‬
‫عبد ِه‬
‫حيب أهل احلياء والسرت‪ ،‬ومن سرت مسلما سرت اهلل عليه يف ادلنيا واآلخرة‪ ،‬وهلذا يكره ِمن ِ‬ ‫الستري‪ِ :‬‬
‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫أمقت انلاس إيله‬ ‫ِ‬ ‫إذا ف َعل َمعصااية أن ي ِذيعها‪ ،‬بل يتوب إيله فيما بينه وبينه وال يظهرها للناس‪ ،‬وإن ِمن‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫هلل عليه)‪.‬‬ ‫صبح يكشف سرت ا ِ‬ ‫من بات اعصيا واهلل يسرته في ِ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬ ‫ِّ ْ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ِّ ِّ ْ‬
‫أنفس ِهم‪.‬‬
‫وحيب منهم السرت ىلع ِ‬
‫الستري‪ :‬هو اذلي يسرت ىلع عبا ِدهِ كثريا وال يفضحهم‪ِ ،‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫ََ‬ ‫ِّ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اتل َّواب ‪ -‬ا َّلرحيم ‪ -‬الغفار‪ .‬الصفات‪ :‬السرت ‪ -‬الكرم ‪-‬‬
‫الكريم ‪ -‬احل َ ِليم ‪ -‬الغفور ‪َّ -‬‬ ‫األسماء‪ :‬احل َ ِيي ‪-‬‬
‫ستحيي ‪ -‬يَغ ِفر ‪ -‬يَتوب ‪ -‬يرحم‪.‬‬‫الرمحة‪ .‬األفعال‪ :‬يَسرت‪ -‬يكرم ‪ -‬ي َ‬‫اتل ْوب ‪َّ -‬‬
‫المغفرة ‪َّ -‬‬ ‫احلَياء ‪َ -‬‬
‫ِ‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬

‫ُّ َّ‬ ‫َْ َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫تنبيهات‪َ :‬‬‫َ‬


‫انلاس قول ِ ِهم‪( :‬يا ساتِر) أو (يا ستار) ولم ي ِرد هذان االسمان يف السنة‬
‫كثري ِمن ِ‬
‫ٍ‬ ‫ج َرى ىلع أ ِ‬
‫لسن ِة‬
‫ْ‬
‫الصحيحة‪ ،‬ذلا ينبَغ أن يقال بَ َدال من ذلك‪( :‬يا ِس ِّت ْري)‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة‬

‫‪86‬‬
‫املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار‬
‫الوطن‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬أضواء السلف‪- .‬‬
‫األسماء والصفات للبيهيق‪ ،‬مكتبة السوادي‪ - .‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬وهلل األسماء احلسىن لعبد العزيز بن نارص اجلليل‪ ،‬دار طيبة‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176816( :‬‬

‫‪87‬‬
‫َُْ‬
‫المقتدِر‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫َو َر َد ذكر اسم (المق َتدر) يف القرآن الكريم َ‬
‫أربع َم َّرات‪ ،‬منها‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬يف مقعد صدق عند مليك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مقتدر} [القمر آية ‪ ،]55‬وقوهل تعاىل‪{ :‬واكن اهلل ىلع لك يشء مقتدرا} [الكهف آية ‪ ،]45‬وقوهل تعاىل‪:‬‬
‫{فإنا عليهم مقتدرون} [الزخرف آية ‪.]42‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ َ‬
‫اثلابت ِة هلل تعاىل‪ ،‬وقد عده مجع ِمن العلما ِء يف األسما ِء احلسىن‪ ،‬منهم‪ :‬سفيان‬ ‫َْ‬
‫اسم (المقت ِدر) ِمن األسما ِء ِ‬
‫ِّ‬
‫والقرطيب وابن‬ ‫ِّ‬
‫العريب‬ ‫بن عيينة واخلطايب وابن منده واحللييم وابليهيق وا بن حزم واألصبها ّ‬
‫ين وابن‬ ‫ِ‬
‫ونور احلسن خان‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫والرشبايص‬ ‫الوزير وابن حجر والعثيمني واحلمود‬
‫ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬
‫اللفظ زيادة يف املعىن‪،‬‬‫ِ‬ ‫الوصااف ِبالقدرة‪ ،‬واألصاال يف العربِية أن زيادة‬
‫ِ‬ ‫الز َّجاج‪( :‬المق َت ِدر‪ :‬مبالغة يف‬
‫قال َّ‬
‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫فل ّماا قلات‪ :‬اقتادر أفاادت زياادة اللفظ زياادة املعىن)‪ .‬وقاال احللييم‪( :‬المظ ِهر قادرتاه بفعال ماا يقا ِدر علياه)‪.‬‬
‫يشء وال َحيتجز عنه َ‬
‫بم َن َع ٍة وق َّوة)‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫اتل ُّ‬
‫ام القدرةِ اذلي ال يَمتنع عليه‬ ‫قال اخلطايب‪( :‬املقتدر هو ّ‬
‫ِ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫الم ْق َت ِدر‪ :‬اذلي هل الق ْدرة َّ‬
‫اتل َّ‬
‫امة اليت ال يَمتنع عليها يشء‪ٌ.‬‬

‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬


‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫العزيز ‪ -‬القهار ‪ -‬القا ِهر‪ .‬الصفات‪ :‬القدرة ‪ -‬الق ّوة ‪-‬‬
‫ير ْ‪ -‬الم ِتني ‪ِ ْ َ -‬‬ ‫األسماء‪ :‬القا ِدر ‪ -‬الق ِوي ‪ -‬الق ِد‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫الم َتانة ‪ -‬ال ِع ّزة ‪ -‬القهر‪ .‬األفعال‪ :‬يق ِدر ‪ -‬يَ ِع ّز ‪ -‬يق َهر‪.‬‬
‫َ‬

‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫فيه‬ ‫‪،‬‬‫وأوصاف‬ ‫أعالم‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ُّ‬
‫‪ -1‬قدرة اهلل اعمة ال ختصص بيشء‪ ،‬جاء يف الكتاب والسنة {وهو ىلع لك يشء قدير}‪ ،‬لعمومِ قدرتِ ِه‬
‫ت املشيئة بيشء ّ‬ ‫َّ ْ‬
‫كقوهل َتعاىل‪{ :‬وهو ىلع مجعهم‬
‫ِِ‬ ‫معني َص ّح‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ومشيئ ِت ِه خالفا ألهل ابلدع‪ ،‬لكن إذا ‪،‬يد‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫آخر ما‬
‫الرجل اذلي أدخله اهلل اجلنة ِ‬‫ِ‬ ‫إذا يشاء قدير} أي‪ :‬إذا يشاء مجْ َعهم فهو قادر عليه‪ ،‬وكذلك يف قِصة‬
‫ٌ‬
‫ََ‬
‫بفعل معني‪ -2 .‬نَف المعطلة أن‬ ‫ٍ‬ ‫اكن‪ ،‬فقال اهلل هل‪{ :‬إين ىلع ما أشاء قادر}‪ ،‬رواه مسلم (‪ )187‬ألنه يتعلق‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫يكون اهلل تعاىل م َّتصفا بالقدرة‪ ،‬وقالوا م ٌ‬
‫الصفات يلزم منه التشبيه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫رة؛ ِلظنهم أن إثبات‬ ‫َ‬ ‫قد‬ ‫بال‬ ‫قتدر‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬
‫وهذا باطل‪ ،‬فإن اهلل تعاىل وصف أسماءه بأنها حسىن‪ ،‬وأ َم َرنا بداعئِ ِه بها‪ ،‬وهذا يقتيض أن تكون دالة‬
‫معان عظيم ٍة تكون وسيلة نلا يف داعئنا‪ ،‬وألنه خمالف ملقتَض اللسان العريب فال يمكن أن يقال‬ ‫ٍ‬ ‫ىلع‬

‫‪88‬‬
‫(القادر) اسم الفاعل من قدر يقدر‪،‬‬
‫ّ‬
‫أن‬ ‫واملقتدر‪:‬‬ ‫والقدير‬ ‫ر‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫القا‬ ‫بني‬ ‫الفرق‬ ‫‪-‬‬‫‪3‬‬ ‫هل‪.‬‬ ‫قدرة‬ ‫ال‬ ‫ملن‬ ‫قَ ٌ‬
‫دير‬
‫َ َ‬ ‫ِ‬
‫و(القدير) فعيل منه وهو للمبالغة‪ ،‬و(املقتدر) مفتعل من اقتدر وهو أبْلغ‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬صفات اهلل عز‬
‫وجل الواردة يف الكتاب والسنة‪ ،‬لعلوي السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء‬
‫اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬جمموع‬
‫فتاوى ورسائل ابن عثيمني مجع وترتيب‪ :‬فهد بن نارص بن إبراهيم السليمان‪ ،‬دار الوطن‪ - .‬تفسري أسماء‬
‫اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬منهج ابن القيم‬
‫يف رشح األسماء احلسىن ملرشف الغامدي‪ ،‬رسالة ماجستري جبامعة أم القرى‪ - .‬تفسري أسماء اهلل‬
‫احلسىن للزجاج‪ ،‬دار اثلقافة العربية‪ - .‬اتلنبيهات َّ‬
‫السنية ىلع العقيدة الواسطية لعبد العزيز انلارص‬
‫الرشيد‪ ،‬دار الرشيد‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد السعيد‬
‫سعيدي‪ ،‬مكتبة دار املنهاج‪ - .‬األسماء والصفات للبيهيق‪ ،‬مكتبة السوادي‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176817( :‬‬

‫‪89‬‬
‫َ‬
‫الق ِو ري‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َََ‬
‫ات‪ ،‬منها‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬وهو القوي العزيز} [الشورى‪:‬‬
‫الكريم تِسع مر ٍ‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫اسم (الق ِو ّي) يف‬
‫ورد ِذكر ِ‬
‫‪ .]19‬وقوهل تعاىل‪{ :‬إن ربك هو القوي العزيز} [هود‪ :‬من اآلية‪.]66‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ َ‬
‫اثلابت ِة هلل تعاىل‪ ،‬وقد عده مجع ِمن العلما ِء يف األسماء احلسىن‪ ،‬منهم‪ :‬جعفر‬ ‫َ ّ‬
‫اسم (الق ِوي) ِمن األسما ِء ِ‬
‫الصادق وسفيان بن عيينة وابن منده واحل َ ِلييم وابليهيق وابن حزم وابن العريب والقرطيب وابن القيم وابن‬
‫الوزير وابن حجر والسعدي والعثيمني واحلمود والرشبايص ونور احلسن خان‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َّ ُّ‬ ‫َّ‬
‫اال من األحوال)‪ .‬وقاال ابن القيم‪( :‬فع ِلم أن‬ ‫قاال اخلطاايب‪( :‬اتلاام القوةِ اذلي ال يسااتو ِيل علياه العجز يف ح ٍ‬
‫ُّ‬
‫القوي العزيز املتني‬ ‫الموصاوف بالقوة)‪ .‬وقال الشايخ الساعدي‪( :‬و ِمن أسامائِ ِه‬‫القوي من أسامائه‪ ،‬ومعناه‪َ :‬‬ ‫َّ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫رضه‬ ‫َ َّ‬
‫قوتاه وكربياائاه‪ ،‬فال يَملاك اخللق َ‬
‫نفعاه فينفعوناه وال َّ‬ ‫ٌ َ َ‬
‫ِ‬ ‫تقاارباة تقتيضاا كماال ِ ِ‬
‫القادير‪ ،‬ومعاانيهاا م ِ‬
‫فيرضونه‪ ،‬وكمال اقتداره ىلع مجيع املوجودات واملعدومات)‪.‬‬ ‫َ‬

‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫َْ‬ ‫َّ‬ ‫اتل ُّ‬ ‫َ‬
‫القو ّي‪َّ :‬‬
‫ام القوةِ اذلي ال يغ ِلبه اغ ِلب‪ ،‬وال يرد قضاءه راد‪.‬‬ ‫ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫المتني ‪َ -‬‬
‫األسماء‪َ :‬‬
‫العزيز‪ -‬القدير ‪ -‬العظيم‪ .‬الصفات‪ :‬الق ّوة ‪ -‬المتانة ‪ -‬ال ِع ّزة ‪ -‬القدرة ‪ -‬العظمة‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫فيه‬ ‫‪،‬‬‫وأوصاف‬ ‫أعالم‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫المخلوق يوصف بالقوة‪ ،‬قال تعاىل‪{ :‬اهلل اذلي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة}‬ ‫‪َ -1‬‬
‫خلوق كقوةِ اخلا ِل ِق تعاىل؛ فهو القوي‪ ،‬ومن أسمائه القوي‪،‬‬ ‫[(‪ )54‬سورة الروم]‪ ،‬ولكن ليست ق َّوة َ‬
‫الم‬
‫ِ‬
‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ومن صفاته القوة‪ ،‬فهو ذو القوة املتني‪َ -2 .‬ن ََف الم ِّ‬
‫عطلة أن يكون اهلل تعاىل م َّتصفا بالقوة َ ِلظنهم أن‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الصفات يلزم منه التشبيه‪ ،‬وهذا باطل فإن اهلل تعاىل وصف أسماءه بأنها حسىن‪ ،‬وأمرنا بداعئِ ِه‬ ‫ِ‬ ‫إثبات‬
‫ٌ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫ْ َ‬ ‫بها‪ ،‬وهذا يَ َ‬
‫معان عظيم ٍة تكون وسيلة نلا يف داعئنا‪ ،‬وألنه خما ِلف لِمقتَض‬ ‫ٍ‬ ‫قت ِيض أن تكون دالة ىلع‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َّ َ‬ ‫ْ َ‬
‫قوة هل‪ -3 .‬الفرق بني القوة والقدرة‪ :‬أوال‪ :‬أن القدرة‬ ‫مكن أن يقال قوي ل ِ َمن ال‬ ‫اللسان العريب فال ي ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ ْ‬
‫بينهما يف املخلوقني أن القدرة يوصف بها ذو الشعور‪،‬‬ ‫يقابلها الضعف‪ ،‬والفرق‬ ‫يقابلها العجز‪ ،‬والقوة ِ‬ ‫ِ‬
‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٍّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ّ ّ َ َ‬
‫والقوة يوصف بها ذو الشعور وغريه‪ .‬ثانيا‪ :‬أن القوة أخص فلك قوي ِمن ذي الشعور قا ِدر وليس لك قا ِد ٍر‬
‫قويا‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود اإلمام ابن قيم اجلوزية لويلد العيل‪ ،‬دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم يف‬
‫رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬صفات اهلل عزوجل الواردة يف‬
‫الكتاب والسنة لعلوي السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن للسعدي‪ ،‬جملة اجلامعة‬
‫اإلسالمية العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬شأن ادلاعء للخطايب‪ ،‬دار اثلقافة العربية‪ - .‬وهلل األسماء‬
‫احلسىن لعبد العزيز بن نارص اجلليل‪ - .‬تفسري الطربي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ - .‬منهج ابن القيم يف رشح‬
‫األسماء احلسىن ملرشف بن يلع الغامدي‪ ،‬رسالة ماجستري بأم القرى‪ - .‬القواعد املثىل البن عثيمني‪،‬‬
‫طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن‬
‫خليفة اتلمييم‪ ،‬أضواء السلف‪ - .‬اتلعليق ىلع القواعد املثىل لعبد الرمحن بن نارص بن براك‪ ،‬دار‬
‫اتلدمرية‪ - .‬احلق الواضح املبني للسعدي‪ ،‬أضواء السلف ‪ -‬مدارج السالكني البن القيم‪ ،‬دار الكتاب‬
‫العريب‪ - .‬توضيح مقاصد العقيدة الواسطية لعبد الرمحن الرباك‪ ،‬دار اتلدمرية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176819( :‬‬

‫‪91‬‬
‫َ‬
‫القادِر‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َََ‬
‫الكريم (‪َ )12‬م ّرة‪ ،‬منها‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬قل هو القادر ىلع أن يبعث‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫اسم (القا ِدر) يف‬
‫ورد ِذكر ِ‬
‫عليكم عذابا من فوقكم أو من حتت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر‬
‫كيف نرصف اآليات لعلهم يفقهون} [األنعام‪ .]65:‬وقوهل‪{ :‬أولم يروا أن اهلل اذلي خلق السماوات‬
‫واألرض قادر ىلع أن خيلق مثلهم} [اإلرساء آية ‪ ،]99‬وقوهل‪{ :‬إنه ىلع رجعه لقادر} [الطارق آية ‪ ،]8‬وأما‬
‫يف السنة فقد قال اهلل تعاىل‪( :‬ولكين ىلع ما أشاء قادر) رواه مسلم (‪.)187‬‬

‫َ‬ ‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(القادر) من األسما ِء اثلابتة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذك َره أغلب من كت َ‬
‫ب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اسم‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ُّ‬ ‫ٌ‬
‫ب‬
‫وب واتلع ِ‬
‫قال ابن تيمية‪ :‬اسام مشاتق (يدل ىلع القدرة)‪ .‬قال ابن القيم‪( :‬اذلي سا ِلمت قدرته ِمن اللغ ِ‬
‫ْ‬ ‫جز َع ّما يَريد)‪ .‬قال الشيخ السعدي‪َ :‬‬
‫َ ْ‬
‫(ع ِظيْم القد َرة)‪.‬‬ ‫واإلعيا ِء والع ِ‬
‫ِ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫اتل ّ‬ ‫َ‬
‫القا ِدر‪ :‬اذلي هل الق ْد َرة َّ‬
‫طلوب‪.‬‬‫امة الشا ِملة الاك ِملة‪ ،‬اذلي ال يعجزه يشء‪ ،‬وال يَفوته َم‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫القدير‪ -‬الم َ‬
‫قت ِدر ‪ -‬الق ِوي ‪ -‬الم ِتني ‪ -‬الع ِزيز ‪ -‬القهار ‪ -‬القا ِهر ‪ -‬اجلَبار ‪ -‬المتكرب‪ .‬الصفات‪:‬‬ ‫األسماء‪ِ :‬‬
‫الق ْدرة ‪ -‬القوة ‪َ -‬‬
‫المتانة ‪ -‬ال ِع َّزة ‪ -‬القهر‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪ - .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫وأوصاف‪ ،‬أع ٌ‬ ‫ٌ‬
‫الم باعتبار دالتلها ىلع اذلات‪ ،‬وأوصاف‬ ‫أعالم‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫َ َ ٍّ‬
‫باعتبار ما دلت عليه من املعاين‪- .‬أسماء اهلل تعاىل إن دلت ىلع وصف متعد تضمنت ثالثة أمور‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬ثبوت ذلك االسم هلل عز وجل‪ ،‬اثلاين‪ :‬ثبوت الصفة اليت تضمنها هلل عز وجل‪ ،‬اثلالث‪ :‬ثبوت‬
‫ّ‬
‫حكمها ومقتضاها‪ ،‬وإن دلت ىلع وصف غري م َتعد تضمنت أمرين‪ :‬أحدهما‪ :‬ثبوت ذلك االسم هلل عز‬
‫وجل‪ .‬اثلاين‪ :‬ثبوت الصفة اليت تضمنها هلل عز وجل‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫الصفات‬
‫ِ‬ ‫‪ -1‬نَف المعطلة أن يكون اهلل تعاىل مت ِصفا بالقدرة‪ ،‬وقالوا هو قا ِدر بال ق َدرة؛ ِلظنهم أن إثبات‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ ْ‬
‫اهلل تعاىل َو َصف أسماءه بأنها حسىن‪ ،‬وأ َم َرنا بداعئِه بها‪ ،‬وهذا‬ ‫فإن َ‬ ‫لزم منه التش ِبيه‪ ،‬وهذا باطل‪،‬‬ ‫يَ َ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫اللسان‬
‫ِ‬ ‫قتَض‬
‫َ‬ ‫مل‬
‫ِ‬ ‫ف‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫ا‬‫خم‬ ‫وألنه‬ ‫داعئنا‪،‬‬ ‫يف‬ ‫نلا‬ ‫وسيلة‬ ‫تكون‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫عظيم‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫دالة‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫يقتيض‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬
‫الوصف‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫العريب فال يمكن أن يقال قادر ملن ال قدرة هل‪ -2 .‬الفرق بني الق ِدير والقا ِد ِر‪ :‬أن القدير أبلغ يف‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫َّ‬
‫قدر فهو قا ِدر‪ ،‬و(ق ِدير) ف ِعيل‪ ،‬وفعيل ِمن أبْنِ َي ِة‬ ‫فاعل ِمن‪ :‬قدر ي ِ‬ ‫ٍ‬
‫َ‬
‫(القادر) اسم‬ ‫بالقدرة ِمن القا ِدر‪ ،‬ألن‬
‫قيد بما يناسب السياق‪،‬‬ ‫المبالَ َغة‪ ،‬والغالب يف انلصوص أن تكون (قدير) اعمة للك يشء‪ ،‬أما (قادر) فت َّ‬
‫يشء أبدا اكئنا ما اكن‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫مع ورودها اعمة يف السنة كما سبق‪ -3 .‬الصحيح أن قدرة اهلل اعمة ال خي َّص منها‬

‫‪92‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬صفات اهلل عز‬
‫وجل الواردة يف الكتاب والسنة‪ ،‬لعلوي السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء‬
‫اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬جهود اإلمام‬
‫ابن قيم اجلوزية يف تقرير توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد العيل‪ ،‬املربة اخلريية لعلوم القرآن‬
‫والسنة‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن للسعدي طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة العدد ‪- 112‬‬
‫السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬منهج ابن القيم يف رشح األسماء احلسىن ملرشف الغامدي‪ ،‬رسالة ماجستري جبامعة‬
‫أم القرى‪ - .‬رشح أسماء اهلل احلسىن لسعيد بن وهف القحطاين‪ ،‬دار اإليمان للطبع والنرش واتلوزيع‪- .‬‬
‫تفسري أسماء اهلل احلسىن للزجاج‪ ،‬دار اثلقافة العربية‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء‬
‫اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد السعيد سعيدي‪ ،‬مكتبة دار املنهاج‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176820( :‬‬

‫‪93‬‬
‫َ َّ‬
‫الفتاح‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ََّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َََ‬
‫قوهل تعاىل‪{ :‬وهو الفتاح العليم} [سبأ‪:‬‬
‫واحد يف ِ ِ‬
‫ٍ‬ ‫وض ٍع‬ ‫َ‬
‫الكريم يف م ِ‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫اسم (الف َّتاح) يف‬
‫ورد ِذكر ِ‬
‫‪.]26‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ َ َْ َ َ‬ ‫َ َّ‬
‫هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذكره أغلب من كتب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬
‫اسم (الفتاح) ِمن األسما ِء اثلابت ِة ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ايض الع ِليم بالقضا ِء بني خل ِق َ ِه)‪ .‬وقال ابن القيم‪:‬‬ ‫قال ابن جرير‪( :‬الق ِ‬
‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ َّ‬
‫ران‬
‫(وكذلك الفتاح ِمن أسمائِ ِه‪.....‬والفتح يف أوصافِ ِه أم ِ‬
‫ثان‬ ‫والفتْح باألقْدار َفتْ ٌ‬
‫ح‬
‫َ‬
‫رشع ِإ ِلهنا‪.....‬‬‫كم وهو َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ٌَْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فتح ِحب ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َّ ُّ َ ّ ٌ َ‬
‫الرمح ِن)‪ .‬وقال الشاايخ السااعدي‪( :‬الف َّتاح‪ :‬اذلي حيكم‬ ‫وإحسااانا ِمن‬ ‫ِ‬ ‫‪.....‬عدال‬ ‫اح ِبذيْ ِن لكيهما‬ ‫والرب فت‬
‫َ‬
‫وف َتحَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫بني عبا ِدهِ‪ ،‬بأحاك ِم ِه الرشعية‪ ،‬وأحاك ِم ِه القد ِرية‪ ،‬وأحاكمِ اجلَزاء‪ ،‬اذلي فتح بلط ِف ِه بصائر الصادقني‪،‬‬
‫َ‬ ‫وسا َّب َ‬‫الرمحة واألرزاق املتنوعة‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫َََ‬ ‫َ‬
‫األساباب‬ ‫ب هلم‬ ‫ِ‬ ‫واإلناب ِة إيله‪ ،‬وفتح لعبا ِدهِ أبواب َّ ِ‬ ‫قلوبهم ملعرف ِت ِه‪ ،‬وحمب ِت ِه‪ِ ،‬‬
‫واآلخرة)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫خري ادلنيا‬ ‫اليت ينالون بها َ‬
‫ِ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ َْ‬ ‫َْ‬ ‫َ َّ‬
‫اسبهم بأحاك ِم ِه‬
‫الفتاح‪ :‬اذلي حيكم بني ِعبا ِدهِ بأحاك ِم ِه الرشعية‪ ،‬ويقيض فيهم بأحاك ِم ِه القدرية‪ ،‬وحي ِ‬
‫اجل َ َز ّ‬
‫ائية‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َّ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫الرحيم‪ .‬الصفات‪ :‬الفتح ‪ -‬احلكم ‪ِّ -‬‬ ‫كم ‪ّ -‬‬
‫الرزاق ‪َّ -‬‬ ‫َ َ‬
‫الرزق ‪ -‬الرمحة‪ .‬األفعال‪ :‬يفتح ‪-‬‬ ‫األسماء‪ :‬احل‬
‫َْ‬
‫حيكم ‪ -‬يَ ْرزق ‪ -‬يَ ْر َحم‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ٍّ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ َّ‬
‫هلل عز‬
‫االسم ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -1‬أسماء اهلل تعاىل إن دلت ىلع وص ٍف متعد تضمنت ثالثة أمور‪ :‬أحدها‪ :‬ثبوت ذلك‬
‫ْ‬ ‫َ َ َّ‬
‫هلل عز وجل‪ ،‬اثلالث‪ :‬ثبوت حك ِمها ومقتضاها‪ ،‬مثال ذلك‪:‬‬ ‫وجل‪ ،‬اثلاين‪ :‬ثبوت الصف ِة اليت تضمنها ِ‬
‫حكم ذلك ومقتضاه‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ َْ‬
‫وإثبات الفت ِح صفة هل‪ ،‬وإثبات‬ ‫هلل تعاىل‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َّ‬ ‫َ َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(الفتاح) يتضمن ِإثبات الفتا ِح اسما ِ‬
‫َ‬
‫هلل سبحانه فهو يفتح ىلع َمن يشاء وخيذل‬ ‫َ‬
‫وهو أنه يفتح ىلع عبا ِدهِ‪ ،‬ويفتح بينهم‪ -2 .‬الفتح وانلرص ِمن ا ِ‬
‫َ‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ِّ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ َ‬
‫غري ِه‪ ،‬وأن‬
‫ِ‬ ‫ن‬‫م‬‫ِ‬ ‫ال‬ ‫منه‬ ‫والفتح‬
‫ِ‬ ‫انلرص‬
‫ِ‬ ‫ب‬
‫فس ِه‪ ،‬يلنبه عباده ىلع طل ِ‬ ‫من يشاء‪ ،‬وقد نسب اهلل الفتوح نلَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫يَعملوا بطاعته وينالوا مرضاته‪ ،‬يلَ َ‬
‫وينرصهم ىلع أعدائهم‪ -3 .‬فتحه تعاىل قسمان‪ :‬القسم‬ ‫فتح عليهم‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬

‫‪94‬‬
‫َ‬ ‫ادليين وحكمه اجلزايئ‪ ،‬ففتحه حبكمه ادليين هو َ ْ‬ ‫كمه ِّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫مجيع ما‬ ‫رشعه ىلع ألسن ِة رس ِل ِه‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫األول‪ :‬فتحه حب ِ ِ‬
‫وأما فتحه جبزائه فهو فتحه بني أنبيائه‬ ‫حيتاجه الم َلكَّفون‪ ،‬ويستقيمون به ىلع الرصاط املستقيم‪َّ ،‬‬
‫ٍّ‬
‫ورض‬ ‫ونفع‬
‫َ ِّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َّ‬
‫ورش ٍ‬ ‫خري ٍ‬ ‫وخمالفيهم‪ .‬القسم اثلاين‪ :‬الفتاح حبك ِم ِه القد ِري وهو ما يقدره ىلع عبا ِد ِه ِمن ٍ‬
‫ومنع‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫وعطا ٍء‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬صفات اهلل عز‬
‫وجل الواردة يف الكتاب والسنة‪ ،‬لعلوي السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء‬
‫اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪- .‬جامع ابليان‬
‫يف تأويل القرآن البن جرير الطربي‪ ،‬حتقيق أمحد شاكر مؤسسة الرسالة‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪،‬‬
‫طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬منهج ابن القيم يف رشح‬
‫األسماء احلسىن ملرشف الغامدي‪ ،‬رسالة ماجستري جبامعة أم القرى‪ - .‬رشح أسماء اهلل احلسىن لسعيد‬
‫بن وهف القحطاين‪ ،‬دار اإليمان للطبع والنرش واتلوزيع‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176875( :‬‬

‫‪95‬‬
‫َّ ْ‬
‫الس ِميع‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ْ‬
‫َو َر َد ذكر اسم َّ‬
‫الكريم (‪َ )45‬م َّرة‪ ،‬منها‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬ربنا تقبل منا إنك أنت السميع‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫(الس ِميْع) يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السميع ابلصري} [الشورى‪ :‬من اآلية‪ .]11‬وقوهل تعاىل‪{ :‬واهلل يسمع‬ ‫َ‬ ‫العليم} [ابلقرة‪ .]127:‬قوهل تعاىل‪{ :‬وهو‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ َّ‬
‫بن ج َب ْري َموىل أيب هريرة قال‪:‬‬
‫يم ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫حتاوركما إن اهلل سميع بصري} [املجادلة‪ .]1:‬وأما يف السنة‪ :‬فحديث سل ِ‬
‫َ‬
‫سمعت أبا هريرة ريض اهلل عنه يَقرأ هذه اآلية‪{ :‬إن اهلل يأمركم أن تؤدوا األمانات إىل أهلها} إىل قوهل‬
‫َ‬
‫إبهامه ىلع أذنِ ِه‪ ،‬واليت تليها ىلع‬ ‫تعاىل‪{ :‬سميعا بصريا} قال‪( :‬رأيت رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم يَ َضع‬
‫عي ِن ِه) قال أبو هريرة‪ :‬رأيت رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم يقرؤها ويضع إصبعيه‪ .‬قال ابن يونس‪ :‬قال‬
‫املقرئ‪ :‬يعين‪ :‬إن اهلل سميع بصري‪ ،‬يعين أن هلل سمعا وبرصا‪ ،‬قال أبو داود‪ :‬وهذا رد ىلع اجلهمية‪ .‬رواه‬
‫أبوداود برقم (‪.)4728‬‬

‫َ‬ ‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(السميْع) من األسما ِء اثلابتة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذك َره أغلب َمن ك َت َ‬
‫اسم َّ‬
‫ب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ ُّ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫َن احلاجات‪ ،‬ال يشااغله سامع عن‬ ‫باختالف اللغات‪ ،‬ىلع تف ِ‬
‫ِ‬ ‫قال ابن تيمية‪( :‬يَساامع ضااجيج األصااوات‪،‬‬
‫َ‬
‫بإحلاح المل ِّ‬
‫حني)‪ .‬قال ابن القيم‪( :‬ال َّسا ِميع اذلي قد اساتوى يف سام ِع ِه‬ ‫ِ‬ ‫َسامع‪ ،‬وال تغلطه املساائل‪ ،‬وال َي َت َ َّ‬
‫ربم‬
‫ِ‬
‫وج ْهر ِه‪َ ،‬‬ ‫ُّ َ‬
‫األصاوات‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫مجيع‬ ‫وو ِسا َع َسامعه األصاوات)‪ .‬قال الشايخ الساعدي‪( :‬الساميع اذلي يَسامع‬ ‫ِ‬
‫القول َ‬
‫ِ‬ ‫ِرس‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُّ‬ ‫ِّ‬
‫فالِس عنده عالنية‪ ،‬وابلعيد عنده قريب)‪.‬‬ ‫تفَن احلاجات‪،‬‬ ‫اللغات ىلع ِ‬
‫ِ‬ ‫باختالف‬
‫ِ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َْ‬ ‫ْ‬
‫الس ِميْع‪ :‬اذلي يد ِرك مجيع المسمواعت‪ ،‬فهو يسمع الِس وانلجوى‪ ،‬سواء عنده اجلهر واخلفوت‪ ،‬وانلطق‬
‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫والسكوت‪.‬‬ ‫ُّ‬

‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬


‫ْ‬
‫خل ْربة ‪ -‬ال ِعلم‪ .‬األفعال‪ :‬يَسمع ‪ -‬يبْ ِرص ‪-‬‬ ‫الس ْمع ‪َ َ -‬‬
‫ابلرص ‪ -‬ا ِ‬ ‫ابلصري‪ .‬الصفات‪َّ :‬‬ ‫َ‬
‫األسماء‪ :‬العليم ‪ -‬اخل ِبري‪ِ َ -‬‬
‫ََْ‬
‫يعلم‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه تدل ىلع اهلل‪ ،‬وتدل ىلع‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬

‫َ‬ ‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ ْ َ َ َ ْ‬
‫قاق متعددة‪ ،‬ويه‪ :‬س ِمع‪ ،‬ويسمع‪ ،‬وس ِميع‪ ،‬وأسمع‪ ،‬فهو صفة‬‫بصي ِغ اش ِت ٍ‬
‫اآليات ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ِ -1‬صفة السم ِع وردت يف‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ٍّ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ َّ‬ ‫ْ‬
‫وصف متعد تضمنت ثالثة أمور‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫هلل تعاىل إن دلت ىلع‬
‫حقيقية هلل‪ ،‬يد ِرك بها األصوات‪ -2 .‬أسماء ا ِ‬
‫أحدها‪ :‬ثبوت ذلك االسم هلل عز وجل‪ ،‬اثلاين‪ :‬ثبوت الصفة اليت تضمنها االسم هلل عز وجل‪ ،‬اثلالث‪:‬‬

‫‪96‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ثبوت حكمها ومقتضاها‪ ،‬مثال ذلك‪ :‬اسم (السميع) يتضمن إثبات السميع اسما هلل تعاىل وإثبات السمع‬
‫الِس وانلَّجوى‪ ،‬كما قال تعاىل‪{ :‬واهلل يسمع‬ ‫صفة هل‪ ،‬وإثبات حكم ذلك ومقتضاه‪ ،‬وهو أنه يَسمع ِّ َّ‬
‫ت ىلع َو ْص ٍف غري متعد تضمنت أمرين‪ :‬أحدهما‪ :‬ثبوت ذلك‬
‫ٍّ‬ ‫وإن َدلَّ ْ‬
‫ْ‬
‫حتاوركما إن اهلل سميع بصري}‪.‬‬
‫االسم هلل عز وجل‪ ،‬اثلاين‪ :‬ثبوت الصفة اليت تضمنها هلل عز وجل‪ ،‬مثال ذلك‪" :‬اليح" يتضمن إثبات اليح‬
‫ُّ‬
‫العام‪ ،‬اذلي هو‬ ‫الس ْمع‬‫الس ْمع إذا َو َر َد يف انلُّصوص يراد به َّ‬ ‫اسما هلل عز وجل وإثبات احلياة صفة هل‪َّ -3 .‬‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫عدى بنفسه‪َّ ،‬‬ ‫َ َ َّ‬ ‫َ‬
‫وأما‬ ‫ِ ِ‬ ‫اإلدراك يت‬
‫ِ‬ ‫اإلجابة‪ ،‬ف َس ْمع‬ ‫ِ‬ ‫اخلاص‪ ،‬وهو َس ْمع‬ ‫ُّ‬ ‫الس ْمع‬
‫الم ْسمواعت‪ ،‬ويراد به أحيانا َّ‬
‫ِِ‬
‫إدراك َ‬
‫أو َل الم َع ِّطلَة َ‬
‫اسم‬ ‫استجاب هل‪ -4 .‬تَ َّ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫مح َده؛ ِ َتل َض ُّم ِن ِه معىن‪:‬‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َّ‬
‫سمع اإلجاب ِة فيتعدى بالالم‪ ،‬حنو س ِمع اهلل لِمن ِ‬
‫َ ْ‬
‫ٌ ّ‬
‫ميع ب ِ َس ْمع‪ ،‬وهذا اذلي قرروه باطل؛ ألنه خالف‬ ‫العليم‪ ،‬وقالوا‪ :‬ال َجيوز َو ْصف اهلل بأنّه َس ٌ‬ ‫َّ َ‬
‫ِ‬ ‫(السميع) ِبأنه ِ‬
‫َ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫آيات‬
‫يم يف ٍ‬ ‫السميع والع ِل ِ‬ ‫ِ‬ ‫اسم‬
‫معناه اللغوي وال يوجد صارف هل عن حقيقته‪ ،‬وألن اهلل تعاىل فرق بني ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫الس ْم ِع جم َّرد ال ِعل ِم بِما يَسمع ويَرى‪.‬‬ ‫راد ب َّ‬
‫كثريةٍ‪ ،‬فال جيوز أن ي ِ‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬
‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد‬
‫سعيدي‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة‬
‫هراس‪ ،‬دار‬‫املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪- .‬رشح العقيدة الواسطية ملحمد بن خليل حسن ّ‬
‫اهلجرة للنرش واتلوزيع‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪،‬‬
‫طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ - .‬منهج اإلمام ابن القيم يف رشح اسماء اهلل احلسىن ملرشف الغامدي‪،‬‬
‫رسالة ماجستري جبامعة أم القرى‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176876( :‬‬

‫‪97‬‬
‫َُ‬
‫الود ْود‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫َو َر َد ِذكر اسم َ‬
‫وض َعني‪ :‬يف قوهل تعاىل‪{ :‬إن ريب رحيم ودود} [هود‪.]90:‬‬
‫الكريم يف م ِ‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫(الود ْود) يف‬ ‫ِ‬
‫وقوهل تعاىل‪{ :‬وهو الغفور الودود} [الربوج‪.]14:‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ َ َْ َ َ‬ ‫َ ْ‬
‫هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذكره أغلب من كتب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬
‫اثلابت ِة ِ‬
‫اسم (الودود) ِمن األسما ِء ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ َ ِّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫قال ابن تيمياة‪( :‬أي الم ِحاب هلم‪ ...‬وقيل معناه‪ :‬المودود)‪ .‬وقال ابن القيم‪( :‬الودود المتودد إىل عبا ِدهِ ِبنع ِم ِه‪،‬‬
‫َ ْ‬ ‫اذلي يود من َ‬
‫(الودود هو‬ ‫حبوب)‪ .‬وقال الشاايخ السااعدي‪َ :‬‬
‫َ‬ ‫الود ْود أيض اا أي الم‬ ‫تاب إيله وأقبل عليه‪ ،‬وهو َ‬
‫وأتباعهم وحيبونه‪ ،‬فهو أ َح ُّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ٍّ‬
‫اد َ‬
‫ومودود‪ ،‬فهو اذلي حي ُّ‬ ‫ب َ‬ ‫المحا ُّ‬
‫إيلهم‬
‫ِ‬ ‫ب‬ ‫َ ََ َ‬ ‫ه‬ ‫ورساال‬ ‫ه‬ ‫أنبياء‬ ‫ب‬
‫ََ َ ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫بمعىن‬ ‫وب‪،‬‬ ‫حب‬ ‫الم‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫ِّ‬
‫لساانتهم بااثلناا ِء عليا ِه‪ ،‬واَاذبات أف ِئادتهم إيلا ِه ودا‬ ‫ِمن لك يشء‪ ،‬قاد امتلئات قلوبهم ِمن حمب ِتا ِه‪ ،‬ولهجات أ ِ‬
‫مجيع الوجوه)‪.‬‬
‫وإخالصا وإنابة ِمن ِ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫الود ْود‪ :‬الم َت َ‬
‫المحبوب ِلفض ِل ِه وكر ِم ِه‪.‬‬ ‫ح ِّبب إىل عبا ِد ِه بِ ِن َع ِم ِه‪،‬‬ ‫َ‬

‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬


‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الرحيم ‪ -‬الغفور ‪ -‬العفو ‪ -‬اللطيف ‪ -‬املنان‪ .‬الصفات‪ :‬المحبة ‪ -‬الود ‪ّ -‬‬ ‫الرؤوف ‪َّ -‬‬
‫األسماء‪َّ :‬‬
‫الرمحة ‪-‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫حيب ‪ -‬يود ‪ -‬يَرحم ‪ -‬يَعفو ‪ -‬يَلطف ‪ -‬حين‪.‬‬
‫العفو ‪ -‬اللطف ‪ -‬احلنان‪ .‬األفعال‪ِ :‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫فيه‬ ‫‪،‬‬‫وأوصاف‬ ‫أعالم‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫َّ‬
‫انلاس أن اهلل تعاىل حمبوب لكنه ال حيب شيئا خمصوصا‪ ،‬ويتأولون حمبته بمعىن مشيئ ِت ِه‬ ‫‪ -1‬ي ْزعم بعض ِ‬
‫ّ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬
‫ك ٌر‬
‫أنكر هذا فهو من ِ‬ ‫َ‬ ‫حيب‪ ،‬وحيَب‪ ،‬ومن‬ ‫العامة‪ ،‬وهذا باطل؛ فإن انلصوص دلت ىلع أن اهلل تعاىل ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬
‫ات خلل ِق ِه‪ ،‬وهذا‬ ‫للنصوص الواضحة ابلينة‪ -2 .‬تأول المعطلة اسم الودود بأنه اذلي يريد إيصال اخلري ِ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬
‫يشء‪ ،‬ويقال هلم‪ :‬ما‬ ‫يشء والود واملحبة‬ ‫اخلري‪ ،‬واإلرادة‬
‫ِ‬ ‫تفسري للمحبة والود بإرادةِ‬ ‫اتلأويل باطل؛ ألنه‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬
‫اكلقول يف‬
‫ِ‬ ‫الصفات‬
‫ِ‬ ‫بعض‬ ‫دمتم أثبتم اإلرادة فليس هناك ما يمنع أن تي ِبتوا الود واملحبة‪ ،‬فالقول يف ِ‬
‫َ‬
‫بعضها اآلخر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬اتلبيان يف أقسام القرآن البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار املعرفة‪ - .‬انلهج‬

‫‪98‬‬
‫األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن‬
‫تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد سعيدي‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل‬
‫احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬تفسري أسماء‬
‫اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬القواعد املثىل يف‬
‫صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176878( :‬‬

‫‪99‬‬
‫َ ُّ‬
‫القي ْوم‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َََ‬
‫ات‪ ،‬يه‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬اهلل ال هلإ إال هو اليح القيوم ال‬
‫الكريم (‪ )3‬مر ٍ‬‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫اسم (الق ُّي ْوم) يف‬
‫ورد ِذكر ِ‬
‫تأخذه سنة والنوم} [ابلقرة‪ .]255:‬وقوهل تعاىل‪{َ :‬اهلل ال هلإ إال هو اليح القيوم} [ال عمران‪ .]2:‬وقوهل‬
‫ُّ ّ‬
‫السنة‪ :‬فعن أنس بن مالك ريض اهلل عنه قال‪ :‬اكن‬ ‫تعاىل‪{ :‬وعنت الوجوه لليح القيوم} َ[طه‪ .]111:‬أ َّما يف‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫انليب صىل اهلل عليه وسلم إذا ك َربَه أم ٌر قال‪( :‬يا يح يا قيوم برمحتك أستغيث) رواه الرتمذي يف سننه‬
‫وحسنه األبلاين فيها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫برقم (‪)3524‬‬

‫َ‬ ‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(الق ُّي ْوم) من األسما ِء اثلابتة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذك َره أغلب من كت َ‬
‫ب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اسم‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫تج إىل أحد‪ ،‬وقامَ‬ ‫قام بنفساه‪ ،‬فلم َحي ْ‬ ‫قال ابن تيمية‪( :‬القائم المقيم ل َما ساواه)‪ .‬وقال ابن القيم‪( :‬هو اذلي َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫ألهل‬
‫ِ‬ ‫وم‬‫ي‬ ‫الق‬ ‫‪،‬‬‫ه‬‫ِ‬ ‫بنفساا‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬ ‫اا‬
‫ق‬ ‫(ال‬ ‫ادي‪:‬‬
‫ع‬ ‫الساا‬ ‫الشاايخ‬ ‫وقال‬ ‫باذلات)‪.‬‬ ‫إيله‬ ‫ااج‬ ‫ت‬ ‫حم‬ ‫واه‬‫ساا‬‫ِ‬ ‫ما‬ ‫فلك‬ ‫به‪،‬‬ ‫ء‬
‫ٍ‬ ‫يش‬ ‫لك‬
‫أحواهلم)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ومجيع‬
‫ِ‬ ‫بتدبري ِهم وأرزاقِ ِهم‬
‫ِ‬ ‫واألرض‪ ،‬القائم‬
‫ِ‬ ‫السماوات‬
‫ِ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ألحد عنه‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫أحد‪ ،‬وقام لك يشء به فال ِغىن‬
‫بنفس ِه‪ ،‬فلم حيتج إىل ٍ‬
‫ِ‬ ‫الق ُّي ْوم‪ :‬هو اذلي قام‬
‫َ‬

‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬


‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫الوكيل ‪َ -‬‬
‫الرزاق ‪ -‬الرازق‪ .‬الصفات‪ :‬القيو ِمية ‪ -‬احلَياة ‪ِّ -‬‬
‫الرزق – اتلولك عليه‪ .‬األفعال‪:‬‬ ‫اليح – ّ‬ ‫األسماء‪ِ َ :‬‬
‫َّ‬
‫قام ‪ -‬ي ِقيم – يَرزق – يتولك عليه‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫فيه‬ ‫‪،‬‬‫وأوصاف‬ ‫أعالم‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ّ‬ ‫َ ّ َ‬ ‫ِّ‬
‫‪َ -1‬مدار األسما ِء احلسىن لكها ىلع هذين االسمني (اليح القيوم) فإيلهما مرجع معانيها مجي ِعها‪ ،‬فإن‬
‫ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫مستلزمة جلميع صفات الكمال‪َّ ،‬‬ ‫ٌ‬
‫متضمن كمال غناه وكمال قدرتِه‪ ،‬فإنه القائم‬ ‫وأما القيوم فهو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫احلياة‬
‫لغري ِه إال بإقام ِت ِه‪ ،‬فانتظم‬ ‫َ‬
‫لغريه‪ ،‬فال قيام‬ ‫َ‬
‫بنفس ِه ال حيتاج إىل من يقيمه بوج ٍه ِمن الوجوه‪ ،‬وهو المقيم‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ َ َ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ّ‬
‫الكمال والغىن اتلام والقدرة اتلامة‪ -2 .‬تأول المعطلة اسم (القيوم) بأنه اذلي ال‬ ‫ِ‬ ‫صفات‬‫ِ‬ ‫هذان االسمان‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫مردود؛ ألن معىن (ال يزول) ال يفىن وال يبيد‪ ،‬ال أنه ال يتحرك‪ ،‬وال‬ ‫َيزول ِمن ماكنِه وال َيتحرك‪ ،‬وهذا َّ َ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اكن إذا شاء‪ ،‬فإن أمارة ما بني ِّ‬
‫وامليت اتلحرك‪ ،‬وما ال يتحرك فهو ميت ال‬ ‫ِ‬ ‫اليح‬ ‫يزول ِمن ماكن إىل م ٍ‬
‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫أهل ال ِعل ِم‪ :‬إن (اليح‬ ‫يوصف حبياة‪ ،‬فاهلل اليح القيوم القابض ابلاسط يفعل ما يشاء‪ -3 .‬قال بعض ِ‬

‫‪100‬‬
‫ّ‬
‫صفات اذلات‪ ،‬والقيوم‪:‬‬
‫ِ‬ ‫القيوم) هما اسم اهلل األعظم‪ ،‬ألن اليح‪َ :‬من هل احلياة الاكملة المستلزمة جلميع‬
‫صفات األفعال‪.‬‬ ‫جلميع‬ ‫ٌ‬
‫مستلزم‬ ‫بغري ِه‪ ،‬وذلك‬ ‫هو اذلي َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بنفس ِه وقام ِ‬
‫ِ‬ ‫قام‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬
‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد‬
‫سعيدي‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة‬
‫املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬بدائع الفوائد البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار اعلم الفوائد‪ - .‬منهج ابن‬
‫القيم يف رشح األسماء احلسىن ملرشف الغامدي‪ ،‬رسالة ماجستري جبامعة أم القرى‪ - .‬القواعد املثىل‬
‫البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176884( :‬‬

‫‪101‬‬
‫َّ ْ‬
‫الل ِطيف‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َََ‬
‫الكريم َسبْ َع َم ّرات‪ ،‬منها‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬ال تدركه األبصار وهو يدرك‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫(اللطيْف) يف‬‫ِ‬ ‫اسم‬
‫ورد ِذكر ِ‬
‫يشاء إنه هو العليم احلكيم}‬ ‫َ‬ ‫األبصار وهو اللطيف اخلبري} [األنعام‪ .]103:‬وقوهل تعاىل‪{ :‬إن ريب لطيف ملا‬
‫َ‬
‫[يوسف‪ .]100:‬وقوهل تعاىل‪{ :‬أال يعلم من خلق وهو اللطيف اخلبري} [امللك‪ .]14:‬أ َّما يف السنة‪ :‬ف َ‬
‫حديث‬
‫عندها خ ْفية لِزيارةِ َ‬ ‫َ َّ َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫اعئشة ريض اهلل عنها يف تت ُّب ِعها‬
‫ابل ِقيع‪،‬‬ ‫للنيب صىل اهلل عليه وسلم لما خ َرج من ِ‬ ‫ِّ‬
‫راب َّية؟) قالت‪ :‬قلت‪ :‬ال يشء‪ ،‬قال‪( :‬تلخربِّن أو‬ ‫ا‬‫ي‬‫وفيه قال صىل اهلل عليه وسلم‪( :‬ما لك يا اعئش َح ْش َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يلخربِّن اللطيف اخلبري) رواه مسلم (‪.)974‬‬

‫َ‬ ‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اسم (اللطيْف) من األسما ِء اثلابتة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذك َره أغلب من كت َ‬
‫ب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ َّ‬ ‫ْ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫درك ادل ِ‪،‬يق [من األمور])‪ .‬وقال ابن القيم‪( :‬اذلي لطف صنعه وحكمته ودق‪ ،‬ح‬ ‫قال ابن تيمية‪( :‬اذلي ي ِ‬
‫َ َ‬ ‫َع َ‬
‫ج َزت عنه األفهام)‪ .‬وقال الشيخ السعدي‪( :‬اذلي لطف علمه ح أدرك اخلفايا واخلبايا‪ ،‬وما احتوت‬
‫َّ‬
‫ِسهم لليِسى وجن َبهم‬ ‫عليه الصدور‪ ،‬وما يف األرايض من خفايا ابلذور‪ ،‬ولَ َط َف بأويلائِ ِه وأصفيائِ ِه‪ ،‬فيَ َّ َ‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫سبب ووسيل ٍة توصل إىل‬ ‫ٍ‬ ‫طريق يوصل إىل مرضاتِ ِه وكرام ِت ِه‪ ،‬وحفظهم من لك‬ ‫ٍ‬ ‫العِسى‪ ،‬وسهل هلم لك‬
‫َ‬ ‫َ َّ َ‬
‫حي ُّبون‪،‬‬
‫سخطه‪ ،‬من طر ٍق يشعرون بها‪ ،‬ومن طرق ال يشعرون بها‪ ،‬وقدر عليهم أمورا يكرهونها يل ِنيلهم ما ِ‬
‫أمور خارج ٍة عنهم‪،‬‬ ‫ََ‬
‫بهم يف أنفسهم فأجراهم ىلع عوائِ ِدهِ اجلميلة وصنائ ِع ِه الكريمة‪ ،‬ولطف هلم يف ٍ‬ ‫ُّ‬
‫فلطف‬
‫وصالح وَاح)‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫خري‬
‫هلم فيها لك ٍ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫ْ َ َّ‬ ‫َ‬
‫اللطيْف‪ :‬اذلي ال ختَف عليه األشياء وإن دقت‪ ،‬الرب ِبعبا ِدهِ اذلي يرفق ِب ِهم ويوفقهم ملا فيه صالحهم‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫ََ‬ ‫َّ َ‬ ‫ُّْ‬ ‫َ‬ ‫األسماء‪ :‬اخلَبري ‪َ -‬‬
‫العليم ‪َّ -‬‬
‫الرؤوف ‪ -‬الكريم ‪ -‬احلكيم‪ .‬الصفات‪ :‬اللطف ‪ -‬ال ِعلم ‪ -‬الرأفة ‪ -‬الكرم ‪-‬‬
‫ْ‬
‫حلكمة‪.‬‬‫ا ِ‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه تدل ىلع اهلل‪ ،‬وتدل ىلع‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يد لكم ِة (يا‬
‫انلاس ِمن تر ِد ِ‬
‫االسم (اللطيف) ما اعتاده بعض ِ‬
‫ِ‬ ‫األمور المحدث ِة المتعلق ِة ِبهذا‬
‫ِ‬ ‫‪ِ -1‬من‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ابلد ِع اليت‬
‫أكرث أو أقل‪ ،‬وهذا الفعل ال ديلل عليه‪ ،‬بل هو من ِ‬ ‫لطيف) بعد الصلوات مائة مرة أو‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ِّ َ‬ ‫أحدثها بعض انلاس‪ -2 .‬تَ َّ‬
‫َ‬
‫بالعبد ما خيتار به‬
‫ِ‬ ‫أول المعطلة اسم (اللطيف) بأنه اذلي جيب عليه أن يفعل‬

‫‪102‬‬
‫َ‬
‫اإلجياب ىلع اهلل وهو باطل؛ ألنه ال جيب ىلع اهلل إال ما أوجبه ىلع نفسه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫اإليمان ىلع الكفر‪ ،‬وهذا من‬
‫ََْ‬ ‫ٌ ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫اكفر بَلغته‬
‫فال إجياب بالعقل‪ ،‬ويقال هلم‪ :‬إن أردتم باللطف ابليان العام واهلدى العام‪ ،‬فهذا حاصل للك ٍ‬
‫حينئذ هذا اللطف واجب‪ ،‬وإن كنتم تريدون باللطف‬ ‫ْ‬
‫يلزم منه إيمانهم‪ ،‬فال يقال‬ ‫احلجة‪ ،‬ومع ذلك لم‬
‫ٍ‬
‫َ ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اتلوفيق إىل فعل ما يرضيه‪ ،‬فهذا اللطف قد فعله اهلل بمن شاء من عباده تفضال ال وجوبا‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن للزجاج‪ ،‬دار اثلقافة العربية‪ - .‬انلهج‬
‫األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن‬
‫تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد سعيدي‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل‬
‫احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬تفسري أسماء‬
‫اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬بدائع الفوائد‬
‫البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار اعلم الفوائد‪ - .‬منهج ابن القيم يف رشح األسماء احلسىن ملرشف الغامدي‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستري جبامعة أم القرى‪ - .‬رشح أسماء اهلل احلسىن لسعيد بن وهف القحطاين‪ ،‬دار اإليمان للطبع‬
‫والنرش واتلوزيع‪ - .‬فتاوى نور ىلع ادلرب لعبد العزيز بن عبد اهلل بن باز‪ ،‬مجعها حممد بن سعد‬
‫الشويعر‪ - .‬صفات اهلل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬القواعد املثىل البن‬
‫عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176889( :‬‬

‫‪103‬‬
‫َ ْ‬
‫جيد‬
‫الم ِ‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ْ‬
‫َو َر َد ذكر اسم َ‬
‫وض َعني‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬إنه محيد جميد} [هود‪ .]73 :‬وقوهل‬ ‫َ‬
‫الكريم يف م ِ‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫(الم ِجيْد) يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ْ‬
‫تعاىل‪{َ :‬وهو الغفور الودود‪ ،‬ذو العرش املجيد} [الربوج‪ ،]15 ،14:‬ىلع قراءة الرف ِع ىلع أنه صفة للرب عز‬
‫ُّ َّ‬
‫السنة‪ :‬فقوهل صىل عليه وسلم‪( :‬قولوا‪ :‬امهلل صل ىلع حممد وىلع آل حممد‪ ،‬كما صليت ىلع‬ ‫وجل‪ .‬أ َّما يف‬
‫آل إبراهيم‪ ،‬إنك محيد جميد‪ ،‬امهلل بارك ىلع حممد وىلع آل حممد‪ ،‬كما باركت ىلع آل إبراهيم‪ ،‬إنك محيد‬
‫جميد) رواه ابلخاري (‪ )4797‬ومسلم (‪.)406‬‬

‫َ‬ ‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(المجيد) من األسما ِء اثلابتة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذك َره أغلب من كت َ‬
‫اسم َ‬
‫ب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫وصاف ِتها)‪ .‬قال ابن‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬والمجد يقتيضا تعظيمها [أي المحا ِمد] وتوسايعها والزيادة يف قد ِرها ِ‬
‫اتصاف بصافات متعددة من صافات الكمال)‪ .‬قال الشايخ الساعدي‪َ :‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫(إن َ‬
‫(المجيد‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫المجيد‪ :‬من‬ ‫القيم‪:‬‬
‫ٌ‬
‫اف من أوصااافِ ِه عظيم شااأنه‪ ،‬فهو‬‫اذلي هل املجد العظيم‪ ،‬واملجد هو عظمة الصاافات وسااعتها‪ ،‬فلك وصا ٍ‬
‫َّ‬
‫العليم الاكمل يف علمه‪ ،‬الرحيم اذلي وساعت رمحته لك يشء‪ ،‬القدير اذلي ال يعجزه يشء‪ ،‬احلليم الاكمل‬
‫يف حل ِم ِه‪ ،‬احلكيم الاكمل يف حكم ِت ِه‪ ،‬إىل بقية أسمائِ ِه وصفاتِ ِه)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ‬
‫صفات الكمال‪.‬‬
‫ِ‬ ‫فات المتعددةِ العظيم ِة ِمن‬
‫الم ِجيد‪ :‬المت ِصف بالص ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫الس َعة ‪-‬‬ ‫المجد ‪َ -‬‬
‫العظ َمة ‪َّ -‬‬ ‫الواسع ‪ -‬الكبري ‪ -‬اجلَميل‪ .‬الصفات‪ :‬احلَمد ‪َ -‬‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫األسماء‪ :‬احلَميد ‪ -‬العظيم ‪ِ َ -‬‬
‫ك ْرب ‪ -‬اجلَالل ‪ -‬اجلَمال‪.‬‬
‫ال ِ‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ََ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫تناوال جلمي ِعها تناول‬ ‫فات‪ ،‬ويكون ذلك االسم م ِ‬ ‫‪ِ -1‬من أسمائِ ِه احلسىن ما يكون داال ىلع ِعدةِ ِص ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫العظيم‪ ،‬والمجيد‪ ،‬والصمد‪ -2 .‬اسم (الم ِجيد) فيه رد ىلع‬ ‫َ‬ ‫ادل ِّال ىلع الصفة الواحدة هلا اكسمه َ‬ ‫االسم َّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جد يشء‪ٌ،‬‬ ‫محيدة فليس هل من المَ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫كمال وال أفعال‬
‫ٍ‬ ‫الصفات واألفعال؛ ألن من ليس هل صفات‬ ‫ِ‬ ‫كري‬‫من ِ‬
‫َ َّ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وأفعاهل فكيف يكون الرب تبارك وتعاىل جميدا وهو معطل عن‬ ‫ِِ‬ ‫واملخلوق إنما يصري جميدا بأوصا ِف ِه‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫ِّ‬ ‫األوصاف واألفعال؟ تعاىل اهلل ّ‬
‫عما يقول المعطلون علوا كبريا‪ -3 .‬تأول المعطلة اسم المجيد‪ ،‬وزعموا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ َ ٌ‬
‫أسماء اهلل عندهم أعالم جمردة‪ ،‬وهذا باطل؛ فإن‬ ‫أنه جميد بال جمد‪ ،‬وال يقوم به َوصف من ذلك؛ ألن‬

‫‪104‬‬
‫َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫معان عظيم ٍة‬ ‫ىلع‬ ‫ة‬ ‫ال‬‫د‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫يقتيض‬ ‫وهذا‬ ‫بها‪،‬‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫ئ‬ ‫بداع‬ ‫نا‬ ‫أسماءه بأنها حسىن‪ ،‬وأ َم َ‬
‫ر‬ ‫َ‬ ‫اهلل تعاىل َو َصف‬
‫ٍ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫تكون وسيلة نلا يف داعئنا‪ ،‬وألنه خمالف لمقتَض اللسان العريب فال يمكن أن يقال جميد ل ِ َمن ال جم َد‬
‫هل‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬
‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد‬
‫سعيدي‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة‬
‫املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬جمموع الفتاوى أليب العباس أمحد بن عبد احلليم بن تيمية‪،‬‬
‫طبعة‪ :‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ ،‬املدينة انلبوية‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ - .‬القواعد‬
‫املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪- .‬‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪- .‬اتلبيان يف أقسام‬ ‫صفات اهلل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫القرآن‪ ،‬البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار املعرفة‪ - .‬رشح أسماء اهلل احلسىن لسعيد بن وهف القحطاين‪ ،‬دار‬
‫اإليمان للطبع والنرش واتلوزيع‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176895( :‬‬

‫‪105‬‬
‫َر‬
‫احلق‬
‫األدلة‪:‬‬
‫{ثم ردوا إىل اهلل موالهم ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬
‫َو َر َد ِذكر اسم (احل َ ّق) يف القرآن الكريم يف (‪َ )10‬مواض َع‪ ،‬منها‪ :‬قوهل تعاىل‪َّ :‬‬
‫احلق}‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َّ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ُّ‬
‫ََّ‬ ‫[األنعام‪ .]62:‬قوهل تعاىل‪{ :‬فذلكم اهلل ربكم احلق فماذا بعد احلق إال الضالل فأّن ترصفون}‬
‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ ّ‬ ‫ّ‬
‫قدير) (احلج‪ .)6:‬أما‬ ‫احلق وأنه حييي املوىت وأنه ىلع لك يش ٍء‬ ‫[املؤمنون‪ .]95:‬قوهل تعاىل‪{ :‬ذلك بأن اهلل هو‬
‫جد‬ ‫قام من الليل َي َت َه َّ‬‫انليب صىل اهلل عليه وسلم إذا َ‬‫ُّ‬ ‫اكن‬ ‫قال‪:‬‬ ‫عنهما‬ ‫اهلل‬ ‫ريض‬ ‫اس‬ ‫الس َّنة‪َ :‬ف َعن ابن َع َّ‬
‫ب‬ ‫يف ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫قال‪( :‬ولك احلمد أنت احل َ ُّق ووعدك احلَق) رواه ابلخاري (‪ ،)1120‬ومسلم (‪.)769‬‬

‫َ‬ ‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اسم (احل َ ّق) من األسما ِء اثلابتة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذك َره أغلب من كت َ‬
‫ب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫قاال ابن تيمياة‪( :‬واهلل هو احلق المبني‪ ،‬واحلق هل معنياان‪ :‬أحادهماا‪ :‬الموجود اثلاا ِبات‪ ،‬واثلااين‪ :‬المقصااود‬
‫َ َّ‬
‫انلافع)‪ .‬قال ابن القيم‪( :‬فاهلل هو احلق‪ ،‬واحلقيقة ما ن ِساب إيله‪ ،‬وتعلق به) (فهو احلق‪ ،‬وقوهل احلق‪ ،‬ووعده‬
‫احلق‪ ،‬ولقاؤه حق‪ ،‬ورساوهل حق‪ ،‬وعبوديته وحده حق)‪ .‬قال الشايخ الساعدي‪( :‬احل َ ّق‪ :‬يف ذاتِه وصافاتِه‪ ،‬فهو‬
‫َ‬
‫اجب الوجود‪ ،‬اكمل الصاافات وانلُّعوت‪ ،‬وجوده ِمن لوازمِ ذاتِ ِه‪ ،‬وال وجود ليش ا ٍء من األشاايا ِء إال به‪ ،‬فهو‬ ‫و ِ‬
‫َ‬
‫اذلي لم يَزل وال يَزال بااجلالل واجلماال والكماال موصااوفاا‪ ،‬ولم يزل وال يزال بااإلحسااان معروفاا‪ ،‬فقوهل‬
‫حق‪ ،‬وفعلاه حق‪ ،‬ولقااؤه حق‪ ،‬ورسااوهل حق‪ ،‬وكتباه حق‪ ،‬وديناه هو احلق‪ ،‬وعباادتاه وحاده ال رشياك هل يه‬
‫احلق‪ ،‬ولك يشء إيله فهو حق)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُّ‬ ‫َ ُّ‬
‫واجب الوجو ِد‪ ،‬وأسماؤه وصفاته وأفعاهل لكها كمال وحق‪ ،‬فليس فيها يشء باطل‪.‬‬
‫احلق‪ :‬يعين أنه سبحانه ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫حيق‪.‬‬
‫األسماء‪ :‬الم ِبني‪ .‬الصفات‪ :‬الوجود‪ .‬األفعال‪ِ :‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ ْ‬
‫الزما فهو حق‪ ،‬وذلك ألن‬
‫رسوهل صىل اهلل عليه وسلم إذا صح أن يكون ِ‬ ‫ِِ‬ ‫وقول‬
‫ِ‬ ‫هلل تعاىل‬
‫قول ا ِ‬
‫الالزم ِمن ِ‬‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الزما من‬
‫الكم اهلل ورسوهل صىل اهلل عليه وسلم حق‪ ،‬والزم احلق حق‪ ،‬وألن اهلل تعاىل اعلِم بما يكون ِ‬
‫رسوهل صىل اهلل عليه وسلم‪ ،‬فيكون مرادا‪.‬‬
‫ِِ‬ ‫الك ِم ِه والكمِ‬

‫‪106‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬صفات اهلل عز‬
‫وجل الواردة يف الكتاب والسنة‪ ،‬لعلوي السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء‬
‫اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬جهود اإلمام‬
‫ابن قيم اجلوزية يف تقرير توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد العيل‪ ،‬املربة اخلريية لعلوم القرآن‬
‫والسنة‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪- 33‬‬
‫‪1421‬ه‪ - .‬منهج ابن القيم يف رشح األسماء احلسىن ملرشف الغامدي‪ ،‬رسالة ماجستري جبامعة أم القرى‪.‬‬
‫‪ -‬القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن‬
‫تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد السعيد سعيدي‪ ،‬مكتبة دار املنهاج‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176898( :‬‬

‫‪107‬‬
‫َ ْ‬
‫احل ِفيظ‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َََ‬
‫ات‪ ،‬منها‪ :‬قوهل تعاىل‪ِ { :‬إن َريب ىلع لك يشء َحفيظ}‬ ‫َ َّ‬
‫الكريم ثالث مر ٍ‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫اسم (احل َ ِفيْظ) يف‬
‫ورد ِذكر ِ‬
‫ََّ َ ّ‬
‫لك َ ْ‬
‫يشء َحفيظ} [سبأ‪ :‬من اآلية‪ .]21‬وقوهل تعاىل‪{ :‬واذلين اختذوا من‬ ‫[هود‪ .]57:‬وقوهل تعاىل‪{ :‬وربك ىلع‬
‫دونه أويلاء اهلل حفيظ عليهم} [الشورى‪.]6:‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َ‬
‫اثلابت ِة هلل تعاىل‪ ،‬وقد عده مجع ِمن العلما ِء يف األسما ِء احلسىن‪ ،‬منهم‪ :‬جعفر‬
‫اسم (احل ِفيظ) ِمن األسماء ِ‬
‫الصادق وسفيان بن عيينة وابن منده واحل َ ِلييم وابليهيق والقرطيب وابن حجر والسعدي والعثيمني‪،‬‬
‫وغريهم‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫ِّ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫يظ ال ينىسا)‪ .‬وقال ابن القيم‪( :‬وهو احل َ‬‫َ ٌ‬
‫فظ ِهم ِمن لك أم ٍر‬
‫وهوالك ِفيل ِحب ِ‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬‫عليه‬
‫ِ‬ ‫فيظ‬ ‫قال ابن تيمية‪( :‬ح ِف‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ََ َ َ َ ْ‬ ‫َ‬
‫اعن)‪ .‬وقال الشايخ الساعدي‪( :‬احلَفيظ‪ :‬اذلي ح ِفظ ما خلقه‪ ،‬وأحاط ِعلمه بما أوجده‪ ،‬وح ِفظ أويلاءه ِمن‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ََ‬
‫وقو ِع ِهم يف اذلنوب والهلاكت‪ ،‬ولطف ِب ِهم يف احلراكت والسكنات‪ ،‬وأحىص ىلع العباد أعماهلم وجزاءها)‪.‬‬

‫َ‬ ‫َ ََ َ‬ ‫املعىن املخترص‪:‬‬


‫َ َ‬
‫احل َ ِفيْظ‪ :‬اذلي ح ِفظ ما خلقه‪ ،‬وأحاط ِعلمه بما أوجده‪ ،‬وح ِفظ أويلاءه حفظا زائدا خاصا‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬


‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫حلفظ ‪ -‬ال ِعلم ‪-‬‬
‫األسماء‪ :‬احلافِظ ‪ -‬العليم ‪ -‬السميع ‪ -‬ابلصري ‪ -‬المحيط ‪ -‬الل ِطيف ‪ -‬اخلبري‪ .‬الصفات‪ :‬ا ِ‬
‫برص ‪ -‬حييط ‪ -‬يلطف‪.‬‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ابل َرص ‪ -‬اإلحاطة ‪ -‬اللطف ‪ -‬ا ْ‬
‫السمع ‪َ -‬‬‫َّ‬
‫خلربة‪ .‬األفعال‪ :‬حيفظ ‪ -‬يعلم ‪ -‬يسمع ‪ -‬ي ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫فيه‬ ‫‪،‬‬‫وأوصاف‬ ‫أعالم‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ٍّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ري ورش‪ ،‬وطاع ٍة ومعصي ٍة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -1‬احل َ ِفيظ يتضمن معنيني‪ :‬أحدهما‪ :‬أنه قد ح ِفظ ىلع ِعباده ما ع ِملوه ِمن خ‬
‫َََ‬
‫وولك بالعباد‬ ‫وباط ِنها‪ ،‬وقد كتب ذلك يف اللوح املحفوظ‪،‬‬ ‫فإن علْ َمه حم ٌ‬ ‫َّ‬
‫ظاهرها ِ‬ ‫ِ‬ ‫م‬‫ه‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫أعما‬ ‫جبميع‬ ‫يط‬ ‫ِ‬
‫مالئكة كراما اكتبني يعلمون ما يفعلون‪ ،‬واملعىن اثلاين‪ :‬أنه تعاىل احلافِظ ل ِعبا ِدهِ من مجيع ما‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫بتيسري ِه هلا ما يقيتها وحيفظ بنيتها‪،‬‬ ‫خلوقات‬ ‫يَكرهون‪ ،‬وح ْفظه خلَلقه نواعن‪َ :‬اعم‪ :‬وهو حفظه جلميع َ‬
‫الم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫زلزل يقينهم‬ ‫فظ ِهم عما يرض إيمانهم أو ي ِ‬ ‫حلها ِبإرشا ِدهِ‪ ،‬وخاص ألويلائه‪ِ :‬حب ِ‬‫وتميش إىل هدايته‪ ،‬وإىل مصا ِ‬
‫َ‬ ‫ُّ‬
‫وحفظ واعفية‪ ،‬وحيفظهم َمن‬ ‫ٍ‬ ‫من الش َب ِه وال ِفَت والشهوات‪ ،‬فيعا ِفيهم منها وخيرجهم منها بسالم ٍة‬
‫غري ِه‪ ،‬أ َّما هو فال‬ ‫يف‬ ‫اهلل‬ ‫يفعله‬ ‫بما‬ ‫(احلفيظ)‬ ‫أو َل المعطلة َ‬
‫اسم‬ ‫اجلن واإلنس فينرصهم‪ -2 .‬تَ َّ‬ ‫أعدائهم من ِّ‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ي َ‬
‫وصف باحلفظ‪ ،‬وال يقوم به وصف؛ ألن أسماء اهلل عندهم أعالم جمردة‪ ،‬وهذا باطل‪ ،‬فإن اهلل تعاىل‬

‫‪108‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أسماءه بأنها حسىن‪ ،‬وأ َم َرنا بداعئِ ِه بها‪ ،‬وهذا يقتيض أن تكون دالة ىلع معاين عظيمة تكون‬
‫َ‬ ‫َو َصف‬
‫َْ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫الحفظ هل‪.‬‬
‫وسيلة نلا يف داعئنا‪ ،‬وألنه خمالف ملقتَض اللسان العريب فال يمكن أن يقال حفيظ ملن ِ‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬
‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد‬
‫سعيدي‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة‬
‫املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬منهج ابن القيم يف رشح األسماء احلسىن ملرشف الغامدي‪،‬‬
‫رسالة ماجستري جبامعة أم القرى‪ - .‬القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار‬
‫الوطن‪ - .‬رشح العقيدة األصفهانية البن تيمية احلراين‪ ،‬حتقيق حممد بن رياض األمحد‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176899( :‬‬

‫‪109‬‬
‫َ ْ‬
‫الكبِي‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َََ‬
‫واض َع‪ ،‬منها‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬اعلم الغيب والشهادة الكبري‬
‫الكريم يف ِست ِة م ِ‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫اسم (الك ِب ْري) يف‬
‫ورد ِذكر ِ‬
‫املتعال} [الرعد‪ .]9 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬وأن اهلل هو العيل الكبري} [احلج‪ .]62:‬وقوهل تعاىل‪{ :‬فاحلكم هلل العيل‬
‫الكبري}[اغفر‪.]12:‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ َ َْ َ َ‬ ‫َ ْ‬
‫اثلابت ِة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذكره أغلب من كتب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬
‫اسم (الك ِبري) ِمن األسما ِء ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫َ ْ‬
‫لك يشء)‪.‬‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫درك األبصاار‪ ،‬وهو سابحانه أكرب ِمن‬ ‫ِ‬ ‫دركه األبصاار‪ ،‬وهو ي‬ ‫ِ‬ ‫(الع ِظيْم اذلي ال ت‬‫قال ابن تيمية‪َ :‬‬
‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫(فالكب ْري ي َ‬
‫وصف ِب ِه اذلات‪ ،‬وصفاتها القائمة بها)‪ .‬قال الشيخ السعدي‪( :‬اذلي هو أك َرب ِمن‬ ‫ِ‬ ‫قال ابن القيم‪:‬‬
‫وأج ُّل وأىلع‪ ،‬وهل اتلعظيم‪ ،‬واإلجالل يف قلوب أويلائه وأصفيائه‪ ،‬قد ملئتْ‬ ‫لك يشء‪ ،‬وأَ ْع َظم من لك يشء‪َ ،‬‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُّ‬
‫ِ‬
‫واخلضوع هل واتلذل ِل لكربيائِ ِه)‪.‬‬ ‫وإجالهل‬
‫ِِ‬ ‫قلوبهم من تعظي ِم ِه‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫الكب ْري‪َ :‬‬
‫أعظم منه‪.‬‬ ‫يشء‬ ‫العظيم اذلي لك يش ٍء دونه‪ ،‬وال‬ ‫ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫ْ‬
‫كربياء ‪َّ -‬‬
‫اتلعايل ‪-‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫كرب ‪ -‬ال ِ‬
‫األسماء‪ :‬األكرب ‪ -‬الع ِظيم ‪ -‬المتعال ‪ -‬الع ِيل ‪ -‬الق ِوي‪ .‬الصفات‪ :‬العظمة ‪ -‬ال ِ‬
‫العلو ‪ -‬القوة‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه تدل ىلع اهلل‪ ،‬وتدل ىلع‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫‪ -1‬اهلل جل وعال أكرب ِمن لك يشءٍ‪ ،‬ذاتا وقدرا و ِع ّزة وجاللة‪ ،‬فهو أكرب من لك يشء يف ذاتِ ِه وصفاتِ ِه‬
‫َ ُّ‬
‫وأجل ِمن لك يشء يف ذاته‬ ‫واعل ىلع لك يشء‪ ،‬وأعظم من لك يشء‪،‬‬ ‫وأفعاهل كما هو فوق لك َ يشء ٍ‬ ‫ِِ‬
‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫األمر وال ِع َّزةِ والسلطان‪ ،‬وزعموا أنه ال‬
‫ِ‬ ‫اسم (الكبري) بأنه اذلي هل نفاذ‬ ‫أول المعطلة َ‬ ‫وصفاته وأفعاهل‪ -2 .‬ت َّ‬
‫َ‬
‫إثبات ما َ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬
‫أثبته اهلل نلفسه ليس‬ ‫مشاب َهة باملخلوق‪ ،‬وهذا باطل ألن‬ ‫َ‬ ‫كبري يف ذاته؛ ألن يف ذلك‬ ‫ٌ‬ ‫يقال هو‬
‫َ‬ ‫يشء وهو َّ‬‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫السميع ابلصري}‪ ،‬فاهلل سبحانه هو الكبري األكرب‬ ‫فيه مماثلة خبل ِق ِه‪ ،‬كما قال تعاىل {ليس كمثله‬
‫اسم‬
‫من لك يشء؛ ذاتا وقدرا وعزة وجاللة‪ ،‬فهو أكرب من لك يشء يف ذاته وصفاته وأفعاهل‪ -3 .‬الفرق بني ِ‬
‫لك يش ٍء دونه‪ ،‬وال يشء أعظم منه‪ ،‬والم ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ ِّ ّ‬
‫تكرب هو المتعايل‬ ‫الكبري هو العظيم اذلي‬ ‫كرب‪ :‬أن‬ ‫الكبري والمت‬
‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬
‫رب عن لك ظلم‪ ،‬واذلي هو أهل َّ‬
‫للتعاظم َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ك َّ َ‬‫َ‬ ‫َ‬
‫واتلعايل‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ت‬ ‫اذلي‬ ‫‪،‬‬ ‫املتعاظم‬

‫‪110‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬
‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد‬
‫سعيدي‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة‬
‫املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬الصواعق املرسلة يف الرد ىلع اجلهمية واملعطلة البن قيم اجلوزية‬
‫دار العاصمة‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار‬ ‫بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ - .‬صفات اهلل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫اهلجرة‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176900( :‬‬

‫‪111‬‬
‫َُ َ‬
‫المتك ِّب‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ ِّ‬ ‫ْ‬ ‫َََ‬
‫واحد يف قوهل تعاىل‪{ :‬العزيز اجلبار املتكرب}‬
‫ٍ‬ ‫وضع‬
‫اسم َ(المتكرب) يف القرآن الكريم يف م ٍ‬
‫ورد ِذكر ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ َّ َ َ‬ ‫َّ‬
‫هلل بن عمر ريض اهلل عنهما أن رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم‬ ‫عبد ا ِ‬
‫[احلرش‪ .]23 :‬وأما يف السنة‪ :‬فعن ِ‬‫َ َ‬
‫َ ََ‬
‫ق َرأ هذه اآلية‪{ :‬وما قدروا اهلل حق قدره واألرض مجيعا قبضته يوم القيامة} [الزمر‪ ]67 :‬اآلية‪ ،‬وجعل‬
‫قبض يَ َده ويَبسطها‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َ ِّ َّ َّ َ َ َ‬
‫بيد ِه هكذا‪ ،‬يمجد الرب‪ ،‬ووصفه نلا عفان ي ِ‬ ‫رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم يقول ِ‬
‫َ‬
‫(أنا اجلَبار أنا المتكرب أنا امللك أنا العزيز أنا الكريم) رواه النسايئ (‪ )7649‬وصححه األبلاين يف‬
‫اتلعليقات احلسان (‪.)7283‬‬

‫َ‬ ‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ك ِّرب) من األسما ِء اثلابتة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذك َره أغلب من كت َ‬
‫ب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اسم (المت‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫نساا ِهم)‪ .‬قاال ابن‬ ‫َ‬
‫ال ىلع بين ِج ِ‬
‫ِ‬ ‫اكمللوك اجلباارين المتكربين باابلااط‬
‫ِ‬ ‫قاال ابن تيمياة‪( :‬الم َتعاايل بااحلق ليس‬
‫ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ َ َّ َ‬
‫اات‪ ،‬وقال مقااتِل‪ :‬الم َتعظ ِم عن لك سااوء)‪ .‬قال الشاايخ‬ ‫القيم‪( :‬قال قتاادة وغريه‪ :‬اذلي تكرب عن الساايئ ِ‬
‫السعدي‪( :‬المتكرب عن السوء وانلقص والعيوب؛ لعظم ِت ِه وكربيائِ ِه)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ َ‬
‫ك ِّ‬
‫وجالهل‪.‬‬
‫ِِ‬ ‫كماهل‬
‫والعيب؛ ِل ِ ِ‬
‫ِ‬ ‫وانلقص‬
‫ِ‬ ‫ء‬
‫ِ‬ ‫السو‬ ‫عن‬ ‫م‬ ‫تعاظ‬
‫ِ‬ ‫الم‬ ‫املتعايل‬ ‫‪:‬‬ ‫رب‬ ‫المت‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫كربياء ‪َّ -‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اتلعايل ‪-‬‬ ‫األسماء‪ :‬الك ِبري ‪ -‬الع ِظيم – املجيد ‪ -‬المتعال ‪ -‬الع ِيل‪ .‬الصفات‪ :‬األكرب ‪ -‬العظمة ‪ -‬ال ِ ِ‬
‫العلو‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫فيه‬ ‫‪،‬‬‫وأوصاف‬ ‫أعالم‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ َ‬
‫‪ -1‬اسم المتكرب ِمن األسما ِء المختص ِة باهلل تعاىل‪ ،‬حيث ال يتسىم به غريه‪ ،‬وذللك توعد اهلل المتكربين‬
‫َ َ َ َََ َ‬
‫حق‪ ،‬وبذلك‬‫ك َّربون يف األرض بغري ٍّ‬ ‫لظهور الع َتاة اذلين ينازعونه العظمة‪ ،‬فيت‬‫ِ‬ ‫القاصم‬
‫ِ‬ ‫جبهنم‪ ،‬فاهلل هو‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫هلل تعاىل ىلع ذاتِ ِه وصفاتِ ِه تكون‬ ‫ألحد مثله‪ - -2 .‬داللة أسما ِء ا ِ‬ ‫ٍ‬ ‫استأث َر اهلل ِمن مظاهر العظم ِة بما ليس‬
‫ُّ‬ ‫باملطابقة‪ ،‬وباتلضمن‪ ،‬وبااللِتام‪َ ،‬ف َيد ُّل اسم المتكرب باملطابقة ىلع ذات ابلاري وك ْ‬
‫رب ِه معا‪ ،‬وكذلك يَدل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ َ ُّ‬ ‫َْ‬
‫وحدها ِك ْربا وكربياء‪ ،‬وهو كمال هلل ونقص يف املخلوق‪ ،‬ويدل بااللِتامِ ىلع‬
‫ٌ‬ ‫ج َّردة َ‬
‫ِ‬
‫باتلضمن ىلع اذلات الم َ‬
‫ِ‬
‫ِّ َ َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫وحنوها‪-3 .‬‬
‫ِ‬ ‫صفات اتلجرب والعلو والعظم ِة‬ ‫ِ‬ ‫أسماء‪ :‬اجلبار واملتعايل والعظيم واملجيد وما يماثِلها‪ ،‬وىلع‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫حق اخلالق خبالف َ‬ ‫ك ُّرب صفة كمال يف ِّ‬ ‫َّ َ‬
‫المخلوق؛ ألنه ال يتم اجلالل والعظمة إال باتلكرب‪ ،‬ح‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ٍ‬ ‫اتل‬

‫‪112‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫أحد ينازعه‪ ،‬وهلذا تَ َو ّعد اهلل تعاىل َ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫العذاب‪.‬‬
‫َ‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫والعظمة‬ ‫الكربياء‬ ‫ه‬ ‫ع‬ ‫يناز‬
‫ِ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫وال‬ ‫اكملة‬ ‫السيطرة‬ ‫تكون‬
‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ِّ ّ‬ ‫َ‬
‫أعظم منه‪ ،‬وأ َّما‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يشء‬ ‫العظيم اذلي لك يش ٍء دونه‪ ،‬وال‬ ‫الكبري هو َ‬ ‫َ‬ ‫تكرب أن‬ ‫اسم الكبري والم‬
‫‪ -4‬الفرق بني ِ‬
‫ِّ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫َّ‬
‫صفات اخللق‪ ،‬اذلي تكرب عن لك ظلم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الم َتك ِّرب فهو الم َتعايل عن‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬
‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد‬
‫سعيدي‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة‬
‫املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬األسماء احلسىن معانيها وآثارها والرد ىلع املبتدعة فيها لرفيع‬
‫بصريي اإلجيبوي‪ ،‬رسالة دكتوراه باجلامعة اإلسالمية‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه‬
‫احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ - .‬منهج ابن القيم يف رشح األسماء‬
‫احلسىن‪ ،‬مرشف يلع الغامدي‪ ،‬رسالة ماجستري جبامعة أم القرى‪ - .‬انلهج األسىم يف رشح أسماء اهلل‬
‫احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176903( :‬‬

‫‪113‬‬
‫َ ْ‬
‫الق ِريب‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َََ‬
‫واضع‪ ،‬يه‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬وإذا سألك عبادي عين فإين‬ ‫الكريم يف (‪ )3‬م ِ‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫اسم (الق ِريْب) يف‬
‫ورد ِذكر ِ‬
‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬
‫قريب‬ ‫تعاىل‪{ :‬فاستغفروه ثم توبوا إيله إن ريب‬ ‫َ‬ ‫داعن} [ابلقرة‪ ،]186:‬وقوهل‬
‫ِ‬ ‫قريب أجيب دعوة ادلاع إذا‬
‫حديث أيب موىس األشعري‬ ‫الس َّنة‪ :‬فَ َ‬
‫جميب} [هود‪ ،]61:‬وقوهل تعاىل‪{ :‬إنّه سميع قريب} [سبأ‪ .]50:‬وأ َّما يف ُّ‬‫ٌ‬
‫ريض اهلل عنه قال‪ :‬قال رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم‪( :‬أيها انلاس! اربعوا ىلع أنفسكم‪ ،‬إنكم ال‬
‫أصم وال اغئبا‪ ،‬ولكن تدعون سميعا قريبا‪ ،‬إن اذلي تدعون أقرب إىل أحدكم من عنق‬ ‫تدعون َّ‬
‫راحلته) رواه مسلم (‪.)2704‬‬

‫َ‬ ‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(القريْب) من األسما ِء اثلابتة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذك َره أغلب من كت َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اسم‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قاال ابن تيمياة‪( :‬وهو القرياب اذلي جيياب دعوة ادلايع إذا داعه‪ ،‬وهو سااميع ادلاعء)‪ .‬وقاال ابن القيم‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ِّ َ‬ ‫ّ‬
‫عبدهِ املؤمن] ِمن لك ق ِريب)‪ .‬وقال الشاايخ السااعدي‪( :‬هذا الق ْرب ق ْر ٌب ال تد َرك هل‬ ‫([أي] أنه أقرب [إىل ِ‬
‫ااره اإلجااباة لدلاعني‬‫ادهِ‪ ،‬و ِمن آث ِ‬
‫ادهِ‪ ،‬وعنااي ِتا ِه باه وتوفي ِقا ِه وتسااادي ِ‬
‫حقيقاة‪ ،‬وإنماا تعلم آثااره ِمن لط ِفا ِه بعب ِ‬
‫واإلثابة للعابدين)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬
‫الق ِريْب‪ :‬القريب ِمن مطي ِع ِه باإلثابة‪ ،‬و ِمن داعي ِه باإلجابة‪ ،‬ومن سائر عباده بالعلم‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫ابلصري – المجيب – املحيط ‪ -‬العليم‪ .‬الصفات‪ :‬الق ْرب ‪َ -‬‬ ‫السميع ‪َ -‬‬ ‫األسماء‪َّ :‬‬
‫الم ِيجء ‪ -‬الَنول – اإلجابة‬
‫– اإلحاطة ‪ -‬العلم‪ .‬األفعال‪ :‬يَقرب ‪ -‬يَدنو‪ -‬يَيجء ‪ -‬يََنل ‪ -‬جييب ‪ -‬يَسمع ‪ -‬يبرص‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫داعي ِه باإلجابة‪ ،‬وقرب من مطي ِع ِه‬ ‫ٌ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬
‫‪ -1‬قرب الرب تعاىل نواعن‪ :‬خاص واعم‪ ،‬واخلاص نواعن‪ :‬قرب ِمن ِ‬
‫مجع من العلماء وأحد قويل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫باإلثابة‪ ،‬والقرب العام من لك أحد بالعلم‪ ،‬اكملعية خاصة واعمة‪ ،‬وهو قول ٍ‬
‫ريب من المحسنني ق ْربا ليس هل‬ ‫أيب العباس ابن تيمية‪ -2 .‬ق ْرب اهلل تعاىل ال ينايف عل َّوه‪ ،‬فاهلل تعاىل قَ ٌ‬
‫الليل وهو فوق‬ ‫آخ ِر‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬ ‫عرشه‪ ،‬كما أنه سبحانه يقرب من عبا ِده يف ِ‬ ‫نظري‪ ،‬وهو مع ذلك فوق سماواتِه ىلع ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ َّ‬
‫لوازم ذاتِه‪ ،‬فال يكون ‪ُّ ،‬ط إال اعيلا وال يكون فوقه يشء‬ ‫عرش ِه‪ ،‬فإن علوه سبحانه ىلع سماواتِ ِه ِمن ِ‬ ‫ِ‬
‫أبلتة‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬
‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد‬
‫سعيدي‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة‬
‫املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬خمترص الصواعق املرسلة يف الرد ىلع اجلهمية واملعطلة البن قيم‬
‫اجلوزية‪ ،‬دار احلديث القاهرة‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح‬
‫العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ - .‬منهج ابن القيم يف رشح اسماء اهلل احلسىن ملرشف الغامدي‪،‬‬
‫رسالة ماجستري جبامعة أم القرى‪ - .‬معاين أسماء اهلل احلسىن بني أهل السنة واملخالفني ملريم‬
‫الصاعدي‪ ،‬رسالة دكتوراه جبامعة أم القرى‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176907( :‬‬

‫‪115‬‬
‫ُ َ‬
‫المص ِّور‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َََ‬
‫الكريم َم َّرة واحدة‪ :‬يف قوهل تعاىل‪{ :‬هو اهلل اخلالق ابلارئ املصور}‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫اسم (الم َص ِّور) يف‬
‫ورد ِذكر ِ‬
‫ْ‬
‫[احلرش‪ .]24:‬وقد جاء بصيغة ال ِفع ِل يف قوهل تعاىل‪{ :‬هو اذلي يصوركم يف األرحام كيف يشاء} [آل‬
‫عمران‪.]6:‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ َ َْ َ َ‬ ‫َ ِّ‬
‫اثلابت ِة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذكره أغلب من كتب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬
‫اسم (المصور) ِمن األسما ِء ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬اذلي ركب تلك اذلوات ىلع ص او ِرها المخصااوص ا ِة وتركيباتِها المخصااوصااة)‪ .‬قال ابن‬
‫َ َ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫مجيع‬ ‫ام اخلالق) وهو (يقتيضا م َصا َّورا وال بد)‪ .‬قال الشايخ الساعدي‪( :‬اذلي خل َق‬ ‫ايل ملعىن اس ِ‬ ‫القيم‪( :‬ت َ َ‬
‫ص‬ ‫ف‬
‫الوصااف‬ ‫حبمدهِ وحكم ِت ِه‪ ،‬وهو لم يزل وال يزال ىلع هذا‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫املوجودات وب َرأها‪ ،‬وسااواها حبكم ِت ِه‪ ،‬وصااورها‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العظيم)‪.‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫املعىن املخترص‪:‬‬


‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫كمال عل ِم ِه وحكم ِت ِه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وهيئات متباين ٍة دالة ىلع‬
‫ٍ‬ ‫الم َص ِّور‪ :‬اذلي أنشأ خلقه ىلع ص َو ٍر خمتلفة‪،‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫األسماء‪ :‬اخلالق ‪ -‬اخل َ ّالق ‪ -‬ابلارئ‪ .‬الصفات‪َّ :‬‬
‫اتلقدير‪ .‬األفعال‪ :‬يص ِّور ‪-‬‬
‫اتلصوير‪ -‬اإلجياد ‪ -‬الاخلق ‪َّ -‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫قدر‪.‬‬ ‫وجد ‪ -‬خيلق ‪ -‬ي ِ‬‫ي ِ‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫فيه‬ ‫‪،‬‬‫وأوصاف‬ ‫أعالم‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬
‫باهلل وصف‪ ،‬ألن أسماء اهلل‬ ‫َ‬ ‫يقوم‬ ‫أن‬ ‫دون‬ ‫ه‬ ‫صورت‬ ‫ء‬
‫ٍ‬ ‫يش‬ ‫لك‬ ‫إعطاء‬ ‫ه‬ ‫بأن‬ ‫ر)‬‫و‬ ‫ص‬ ‫(الم‬ ‫اسم‬ ‫عطلة‬‫الم‬ ‫ل‬ ‫‪ -1‬تِأو‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬
‫عندهم أعالم جمردة‪ ،‬وهذا باطل؛ فإن اهلل تعاىل وصف أسماءه بأنها حسىن‪ ،‬وأمرنا بداعئه بها‪ ،‬وهذا‬
‫َ َّ‬
‫معان عظيم ٍة تكون وسيلة نلا يف داعئنا‪ ،‬وألنه خمالف ملقتَض اللسان‬ ‫ٍ‬ ‫يقتيض أن تكون دالة ىلع‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫صو ٌر َ‬‫قال م ِّ‬ ‫َ‬
‫تصوير هل‪ -2 .‬الفرق بني اخلالق وابلارئ واملصور‪ :‬أن اخلالق‬ ‫لمن ال‬ ‫العريب فال يمكن أن ي‬
‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ِّ‬
‫وجد هلا بعد العدم‪ ،‬والمصور أي من جعل‬ ‫هو المقدر لألشيا ِء ىلع مقتَض حكم ِت ِه‪ ،‬وابلارئ هو الم ِ‬
‫املخلوقات والاكئنات ىلع الكيفية واهليئة والشلك اذلي يريده‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬

‫‪116‬‬
‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد‬
‫سعيدي‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة‬
‫املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬بيان تلبيس اجلهمية البن تيمية‪ ،‬طبعة جممع امللك فهد لطباعة‬
‫املصحف‪ - .‬منهج ابن القيم يف رشح األسماء احلسىن ملرشف الغامدي‪ ،‬رسالة ماجستري جبامعة أم‬
‫القرى‪ - .‬رشح أسماء اهلل احلسىن لسعيد بن وهف القحطاين‪ ،‬دار اإليمان للطبع والنرش واتلوزيع‪- .‬‬
‫فقه األسماء احلسىن لعبد الرزاق ابلدر‪ ،‬مطابع احلمييض‪ - .‬صفات اهلل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176912( :‬‬

‫‪117‬‬
‫َ ر‬
‫الح‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َ َّ‬ ‫اسم َ ّ‬ ‫ْ‬ ‫َََ‬
‫ات‪ ،‬يف‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬اهلل ال هلإ إال هو اليح القيوم ال‬
‫الكريم (‪ )3‬مر ٍ‬‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫(اليح) يف‬ ‫ورد ِذكر ِ‬
‫تأخذه سنة والنوم} [ابلقرة‪ .]255:‬وقوهل تعاىل‪{َ :‬اهلل ال هلإ إال هو اليح القيوم} [ال عمران‪ .]2:‬وقوهل‬
‫ُّ َّ َ‬
‫السنة‪ :‬ف َعن أنس بن مالك ريض اهلل عنه قال‪ :‬اكن‬ ‫تعاىل‪{ :‬وعنت الوجوه لليح القيوم} َ[طه‪ .]111:‬أ َّما يف‬
‫َ ُّ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫يح يا ‪ُّ ،‬يوم برمح ِتك أستغيث) رواه الرتمذي يف سننه‬ ‫انليب صىل اهلل عليه وسلم إذا ك َربَه أم ٌر قال‪( :‬يا‬
‫ُّ‬
‫برقم (‪ )3524‬وحسنه األبلاين فيها‪.‬‬

‫َ‬ ‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اسم َ‬
‫(اليح) من األسما ِء اثلابتة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذك َره أغلب من كت َ‬
‫ب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ّ ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُّ َ ُّ َ‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬واسامه اليح القيوم جيمع أصال معاين األساما ِء والصافات)‪ .‬وقال ابن القيم‪( :‬إذا اعتربت‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وبرصا ِه وقدرتِ ِه وإرادتِ ِه ورمح ِت ِه وفع ِله ما‬
‫ِ‬ ‫كماهل‪ِ ،‬من ِعل ِم ِه وسام ِع ِه‬
‫ِ‬ ‫لصافات‬
‫ِ‬ ‫اسامه (اليح) َوجدته مقتضايا‬
‫َ‬
‫لم وال ِع َّزةِ‬
‫هلل اكل ِع ِ‬
‫َّ‬
‫الصفات اذلا ِتي ِة ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫مجيع‬ ‫(اليح هو اكمل احلياة‪ ،‬وذلك ي َت َض َّمن‬‫يشاء)‪ .‬قال الشيخ السعدي‪ُّ َ :‬‬
‫َّ‬
‫اذلات المقدسة)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫صفات‬
‫ِ‬ ‫وغريها من‬
‫ِ‬ ‫والقدرة واإلرادة والعظمة والكربياء‪،‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬
‫يسبقها عدم وال يلحقها فناء‪.‬‬ ‫َ ّ‬
‫اليح‪ :‬اذلي هل مجيع معاين احلياةِ الاك ِمل ِة اليت ال ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫األسماء‪ :‬الق ُّيوم‪ .‬الصفات‪ :‬احل َ َياة ‪ -‬القيومية‪ .‬األفعال‪ :‬قام ‪ -‬ي ِقيم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ‬

‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫فيه‬ ‫‪،‬‬‫وأوصاف‬ ‫أعالم‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪َ -1‬‬
‫صفات الكمال‬ ‫ِ‬ ‫وسائر‬
‫واإلرادةِ والالكمِ ٌ ِ‬ ‫والعلم‬
‫ِ‬ ‫وابلرص‬
‫ِ‬ ‫السمع‬
‫ِ‬ ‫اإلثبات هل تعاىل صفة‬
‫ِ‬ ‫أهل‬
‫ِ‬ ‫أثبت متلكمو‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫عف‬‫صفات الكمال‪ ،‬وال يتخلف عنها صفة منها إال لِض ِ‬ ‫ِ‬ ‫ستلزمة جل َ ِ‬
‫ميع‬ ‫ِ‬ ‫يل‪ ،‬وهو أن احلَياة م‬ ‫طريق عق ٍّ‬ ‫ب ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬
‫كمال يضاد َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫كمال احلياة‪ -2 .‬مدار‬ ‫ِ‬ ‫نيف‬ ‫ٍ‬ ‫احلياة‪ ،‬فإذا اكنت حياته تعاىل أكمل حياةٍ وأتمها استلزم إثباتها لك‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫(اليح الق ُّيوم)‪ ،‬فإيلهما َمرجع معانيها مجي ِعها‪ ،‬فإن احلياة‬
‫َ‬ ‫األسماء احلسىن لكِّها ىلع هذين االسمني َ‬
‫ِ‬
‫ِّ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫مال وال يتخلف عنها صفة منها‪ ،‬وأما القيوم فهو متضمن كمال غناه وكمال‬ ‫صفات الك ِ‬ ‫ِ‬ ‫جلميع‬
‫ِ‬ ‫مستلزمة‬
‫بنفس ِه عما ِسواه‪،‬‬ ‫كمال غناه‬ ‫َ‬
‫بنفس ِه ال حيتاج إىل من يقيمه بوج ٍه من الوجوه‪ ،‬وهذا من‬ ‫قدرته‪ ،‬فإنه القائم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫صفات‬
‫ِ‬ ‫لغري ِه إال بإقامته‪ ،‬وهذا من كمال قدرتِ ِه وعزتِه‪ ،‬فانتظم هذان االسمان‬ ‫وهو املقيم لغريه‪ ،‬فال قيام ِ‬
‫ّ‬
‫العلم إن (اليح القيوم) هما اسم اهلل األعظم؛‬ ‫ِ‬ ‫أهل‬
‫الكمال والغىن اتلام والقدرة اتلامة‪ -3 .‬قال بعض ِ‬ ‫ِ‬

‫‪118‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫بنفس ِه وقام به‬
‫ِ‬ ‫ألن اليح‪ :‬من هل احلياة الاكملة املستلزمة جلميع صفات اذلات‪ ،‬والق ُّيوم‪ :‬هو اذلي قام‬
‫ُّ ْ َ‬ ‫ّ‬ ‫أو َل المعطلة َ‬ ‫غريه‪ ،‬وذلك مستلزم جلميع صفات األفعال‪ -4 .‬تَ َّ‬
‫يصح أن يَعل َم‬ ‫اسم (اليح) بأنه اذلي‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ويَ‬
‫جتريد األسما ِء عن املعاين‪ ،‬وهذا‬
‫ِ‬ ‫ملذهب ِهم يف‬
‫ِ‬ ‫وذلك اتبااع‬
‫َ‬ ‫االسم‪،‬‬ ‫هلذا‬ ‫احلياة‬ ‫صفة‬ ‫هل‬ ‫يضيفوا‬ ‫ولم‬ ‫قدر‪،‬‬
‫َ َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫أسماءه بأنها حسىن‪ ،‬وأ َم َرنا بداعئِه بها‪ ،‬وهذا يقتيض أن تكون دالة ىلع‬ ‫َ‬ ‫باطل‪ ،‬فإن اهلل تعاىل َو َصف‬
‫َ َ‬ ‫ٌ‬
‫معان عظيم ٍة تكون وسيلة نلا يف داعئنا‪ ،‬وألنه خما ِلف ملقتَض اللسان العريب‪ ،‬فال يمكن أن يقال يح‬ ‫ٍ‬
‫َ‬
‫ل ِ َمن ال حياة هل‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬
‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد‬
‫سعيدي‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة‬
‫املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬بدائع الفوائد البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار اعلم الفوائد‪ - .‬منهج ابن‬
‫القيم يف رشح األسماء احلسىن ملرشف الغامدي‪ ،‬رسالة ماجستري جبامعة أم القرى‪ - .‬القواعد املثىل‬
‫البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬اجلامع ألسماء اهلل احلسىن حلامد أمحد‬
‫الطاهر‪ ،‬دار الفجر للرتاث‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176913( :‬‬

‫‪119‬‬
‫ْ‬
‫ابلَدِيع‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ْ‬
‫ل ِ ْم يَر ْد ِذكر َ‬
‫الكريم اسما‪ ،‬وإنما َو َرد مضافا كما يف قوهل تعاىل‪{ :‬بديع السماوات‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫(ابل ِديْع) يف‬ ‫ِ‬
‫أّن يكون هل ودل ولم تكن هل‬ ‫َ‬ ‫واألرض‬ ‫السماوات‬ ‫{بديع‬ ‫تعاىل‪:‬‬ ‫وقوهل‬ ‫]‪،‬‬ ‫‪117‬‬‫اآلية‬ ‫[ابلقرة‪:‬‬ ‫واألرض}‬
‫ُّ َّ َ َ َ َ َ‬ ‫َّ‬
‫صاحبة وخلق لك يشء وهو بكل يشء عليم} [األنعام‪ :‬اآلية ‪ .]101‬وأما يف السنة‪ :‬فقد ورد مضافا يف‬
‫ُّ‬
‫انليب صىل اهلل عليه وسلم رجال يقول‪ :‬امهلل إين أسألك‬ ‫حديث أنس بن مالك ريض اهلل عنه قال‪( :‬سمع‬
‫بأن لك احلمد‪ ،‬ال هلإ إال أنت وحدك‪ ،‬ال رشيك لك‪ ،‬املنان‪ ،‬بديع السماوات واألرض‪ ،‬ذو اجلالل‪ ...‬فقال‪:‬‬
‫اهلل باس ِم ِه األعظم‪ ،‬اذلي إذا سئل به أعطى‪ ،‬وإذا ديع به أجاب) صحيح سَن ابن ماجه‬ ‫(لقد سأل َ‬
‫(‪.)3112‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ختلف فيها‪ ،‬وقد َعده مج ٌع ِمن العلما ِء يف األسما ِء احلسىن‪ ،‬منهم‪ :‬جعفر‬
‫(ابلديْع) من األسماء الم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اسم َ ِ‬
‫الصادق واخلطايب وابن منده واحل َ ِلييم وابليهيق والقرطيب وابن الوزير وابن حجر‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ََ‬
‫قاال ابن تيمياة‪( :‬ا َبلا ِديْع لم يقع إال مضااافاا يف قوهل‪{:‬باديع الساامااوات واألرض} يف موضااعني‪ ،‬باديع‪ :‬أي‬
‫ام (بديع الساموات واألرض)‬ ‫مبْدعهما) (واإلبداع َخلْق اليشاء ىلع غري مثال)‪ .‬وفَ َِّسا الشايخ الس ُّ‬
‫اعدي اس َ‬
‫ِ ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ثال سبق)‪.‬‬ ‫غري ِم ٍ‬
‫فقال‪( :‬بديع السموات واألرض‪ :‬أي خالقهما ىلع وج ٍه قد أتقنهما وأحسنهما ىلع ِ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫ساب ٍق‪.‬‬
‫ثال ِ‬
‫غري ِم ٍ‬
‫اإلتقان ِمن ِ‬
‫ِ‬ ‫ابل ِديْع‪ :‬خا ِلق األشيا ِء ىلع وج ِه‬
‫َ‬

‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬


‫ابلارئ ‪ -‬فاطر السموات واألرض‪ .‬الصفات‪ :‬اإلبداع ‪-‬‬
‫واألرض ‪ِ -‬‬ ‫السموات‬
‫َ‬ ‫األسماء‪ :‬اخلا ِلق ‪ -‬بديع‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫اخلَلق‪ -‬الربأ ‪ -‬الف ْطر‪ .‬األفعال‪ :‬أبْ َدع ‪ -‬خل َق ‪ -‬بَ َرأ ‪ -‬فطر‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ‬
‫وجد شيئا غري مسبوق بالعدم‪ ،‬وغري مسبوق بمادة أو زمان‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫اذلي‬ ‫ه‬ ‫بأن‬ ‫(ابلديع)‬ ‫اسم‬ ‫ة‬ ‫عطل‬‫الم‬ ‫ل‬ ‫تأو‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ ّ‬
‫خصائص الربوبية‪،‬‬
‫ِ‬ ‫والقرآن‪ ،‬وألن اإلبداع من‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلبداع يف اللغ ِة‬ ‫وهذا اتلفسري باطل ألنه خمالف ملعىن‬
‫َّ َّ‬ ‫َ‬
‫عقل أبدع ما دونه‪ ،‬فالعقول إذا مشاركة هلل يف صفة‬
‫ٍ‬ ‫لك‬ ‫إن‬ ‫‪:‬‬‫ويقولون‬ ‫بدعة‪،‬‬ ‫م‬ ‫بأنها‬ ‫العقول‬ ‫وهم يَصفون‬
‫اإلبداع‪ ،‬تعاىل اهلل عن قوهلم‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ‬
‫اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد سعيدي‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف‬
‫أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪- .‬‬
‫تفسري أسماء اهلل احلسىن للسعدي طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪- 33‬‬
‫‪1421‬ه‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف‬
‫مؤسسة الشيخ‪ - .‬اجلامع لألسماء احلسىن حلامد أمحد الطاهر‪ ،‬دار الفجر للرتاث‪ - .‬بدائع الفوائد البن‬
‫قيم اجلوزية‪ ،‬دار اعلم الفوائد‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176917( :‬‬

‫‪121‬‬
‫ُ ْ‬
‫جيب‬
‫الم ِ‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َََ‬
‫واحد يف قوهل تعاىل‪{ :‬إن ريب قريب جميب} [هود‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫الكريم يف َم ْو ِض ٍع‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫اسم (الم ِجيْب) يف‬
‫ورد ِذكر ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫من اآلية‪ .]61‬ك َما َو َرد ِبصيغ ِة ال ِفعل يف قوهل تعاىل‪{ :‬وإذا سألك عبادي عين فإين قريب أجيب دعوة‬
‫ادلايع إذا داعن} [ابلقرة‪.]186 :‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫اثلابت ِة هلل تعاىل‪ ،‬وقد عده مجع ِمن العلما ِء يف األسما ِء احلسىن‪ ،‬منهم‪ :‬احل َ ِل ّ‬ ‫ْ‬
‫ييم‬ ‫اسم (الم ِجيب) ِمن األسما ِء ِ‬
‫ّ‬
‫والرشبايص ونور احلسن خان‪.‬‬ ‫يب وابن ِّ‬
‫القيم والعثيمني‬ ‫وابليهيق وابن حزمٍ والقرط ّ‬
‫ّ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ َّ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٌ ِّ‬ ‫َ َ ْ ٌ َ َّ َ َ َّ‬
‫اإلجابة لِمن سأهل وداعه)‪ .‬وقال ابن القيم‪:‬‬
‫جميب ِللك موجو ٍِّد و ِإنما ِ‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬ومعلوم أنه ال يقال إنه ِ‬
‫(وهو المجيب يقول َمن يدعو أجبا‪.....‬اه أنا المجيب للك من ناداين‬
‫َ‬
‫إعالن)‪ .‬وقال الشايخ الساعدي‪( :‬المجيب دلعوةِ َمن‬ ‫ِ‬
‫وهو المجيب دلعوةِ المضاطر إذ‪.....‬يدعوه يف ٍّ‬
‫رس ويف‬‫ِ‬
‫َ‬
‫أمر دي ِن ِه ودنياه)‪.‬‬
‫داعه يف ِ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫باإلسعاف‪ ،‬وداعء ادلاعني باإلجابة‪ ،‬كما أنه يتفضل عليهم قبل‬
‫ِ‬ ‫قابل مسألة السائلني‬
‫الم ِجيب‪ :‬اذلي ي ِ‬
‫سؤاهلم وداعئِهم‪.‬‬
‫ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫جييب ‪-‬‬
‫األسماء‪ :‬الق ِريب ‪َ -‬السميع ‪ -‬العليم‪ .‬الصفات‪ :‬اإلجابة ‪ -‬القرب ‪ -‬السمع ‪ -‬ال ِعلم‪ .‬األفعال‪ِ :‬‬
‫َي َت َقرب ‪ -‬ي َ َ‬
‫سمع ‪ -‬يَعلم‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫فيه‬ ‫‪،‬‬‫وأوصاف‬ ‫أعالم‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اسم (الم ِجيب) هلل تعاىل يقتيض أن اهلل سبحانه عندما يسأهل عباده ويدعونه فإنه يسمع‬ ‫‪ -1‬إثبات ِ‬
‫َ َ ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َن‬
‫اختالف لغاتِهم وتف ِ‬
‫ِ‬ ‫داعءهم ويرى ماكنهم ويعلم حاهلم فيستجيب هلم‪ ،‬ويقيض حواجئهم‪ ،‬ىلع‬
‫املؤمن والاكفِر‪،‬‬ ‫ادلايع‬
‫َ‬
‫دعوة‬ ‫يب‬ ‫جي‬ ‫اهلل‬
‫ّ‬
‫فإن‬ ‫‪،‬‬‫اتلوحيد‬ ‫بأهل‬ ‫ص‬ ‫حاجاتهم‪ -2 .‬إجابة اهلل تعاىل لعباده ال َخت َت ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫بل ملا قال إبليس‪{ :‬رب فأنظرِّن إىل يوم يبعثون‪ ،‬قال فإنك من املنظرين‪ ،‬إىل يوم الوقت املعلوم} [احلجر‪:‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫‪ ]38 - 36‬أجابَه اهلل تعاىل إىل ِطل َب ِت ِه ِيلَ ْم َت ِح َن عباده اختبارا وابتالء‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد السعيد سعيدي‪ ،‬دار املنهاج‪ - .‬تيسري‬
‫الكريم الرمحن للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ - .‬القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪،‬‬
‫مدار الوطن‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬أضواء‬
‫السلف‪ - .‬صفات اهلل عزوجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬اتلعليق ىلع‬
‫القواعد املثىل لعبد الرمحن بن نارص بن براك‪ ،‬دار اتلدمرية‪ - .‬وهلل األسماء احلسىن لعبد العزيز بن‬
‫نارص اجلليل‪ -.‬انلهج األسىم يف رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪- .‬‬
‫الاكفية الشافية البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار اعلم الفوائد‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬طبعة جممع امللك فهد‬
‫لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬املقصد األسىن يف رشح معاين أسماء اهلل احلسىن للغزايل‪ ،‬مكتبة الفرقان‬
‫للطبع والنرش واتلوزيع‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176918( :‬‬

‫‪123‬‬
‫َّ‬
‫الظاهِر‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َّ‬ ‫واحد ِمن القرآن الكريم يف قوهل تعاىل‪{ :‬هو َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َََ‬
‫واآلخر والظاهر‬ ‫ِ‬ ‫األول‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وض ٍع‬ ‫اسم (الظا ِه َر) يف م ِ‬ ‫ورد ِذكر ِ‬
‫َّ َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ َّ‬
‫اَّلل َصىل اَّلل‬
‫حديث َ أيب هريرة ريض اهلل عنه اكن رس َول ِْ‬ ‫ِ‬ ‫السنة‪ :‬فقد َ َو َرد يف‬ ‫[احلديد‪ .]1:‬أ َ َّما يف‬‫ْ‬ ‫وابلاطن}‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الظا ِهر فليْ َس ف ْوقك ْ‬
‫َ َ َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫اطن‬
‫ابل ِ‬‫ت َ‬ ‫يش ٌء‪َ ،‬وأن َ‬ ‫ج َع َنا أن نقول‪ ...( :‬وأنت‬ ‫ض َ‬ ‫َعليْ ِه َو َسل َم‪ ،‬يَأمرنا إِذا أخذنا م‬
‫ك َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ََْ‬
‫يش ٌء‪ )...‬أخرجه مسلم (‪.)2713‬‬ ‫فلي َس دون‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ َ َْ َ َ‬ ‫َّ‬
‫اثلابت ِة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذكره أغلب من كتب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬
‫اسم (الظا ِهر) ِمن األسما ِء ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫الر ُّب ظاهرا عليه)‪ .‬قال ابن القيم‪( :‬فَ َِّسهَ‬
‫يشء اكن هناك ما َّ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬وإذا اكن ظا ِهرا ليس فوقه‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬
‫انليب‬ ‫انليب صىل اهلل عليه وسلم بقوهل‪" :‬وأنت الظاهر فليس فوقك يشء")‪ .‬قال الشيخ السعدي‪( :‬فِسها‬
‫َ‬
‫صىل اهلل عليه وسلم تفسريا اكمال واضحا فقال‪ :‬وأنت الظاهر فليس فوقك يشء)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫الظاهر‪ :‬هو اذلي َ‬
‫يشء‪.‬‬ ‫ليس فوقه‬ ‫ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬
‫اآلخر‪ .‬الصفات‪ :‬الظاهرية ‪َ -‬‬ ‫ابلاطن ‪َّ -‬‬
‫اطنية‪.‬‬
‫ابل ِ‬ ‫األول ‪ِ -‬‬ ‫ِ‬ ‫األسماء‪:‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل أعال ٌم وأوصاف‪ ،‬فيه تدل ىلع اهلل‪ ،‬وتدل ىلع‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يشء) إال مقرونا باسم (ابلاطن)؛‬ ‫‪ -1‬لم ييجء هذا االسم (الظاهر) يف قوهل‪( :‬وأنت الظا ِهر فليس دونك‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬
‫يشء فوقه‪ ،‬وابلاطن فال يشء دونه‪-2 .‬‬ ‫ألن جمموع االسمني يَدال ِن ىلع اإلحاطة والسعة وأنه الظاهر فال‬
‫الق َرا ِمط ِة قوهلم‪( :‬الظاهر) هو حممد انلاطق‪ ،‬و(ابلاطن) هو ُّ‬ ‫َ‬
‫يلع األساس‪،‬‬ ‫اتلأويالت املعروف ِة عن‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َّ‬
‫بيان بطالنِ ِه‪ ،‬لِما فيه‬
‫اكف يف ِ‬
‫الفاس ِد ٍ‬ ‫ِ‬ ‫اتلفسري‬
‫ِ‬ ‫فيكون املخلوق هو المسىم بأسمائِ ِه احلسىن‪ ،‬ونقل هذا‬
‫َّ‬
‫املخلوقات فيكون املخلوق هو المسىم بأسمائِ ِه احلسىن مع نفيها عنه‬ ‫ِ‬ ‫عض‬ ‫ِمن إعطا ِء أسمائِه احلسىن ِ َبل ِ‬
‫والقهر واالقتدار‪ ،‬وهذا اتلفسري فيه‬ ‫ة‬ ‫باألدل‬ ‫اسمه (الظاهر) بأنه اذلي َظ َه َ‬
‫ر‬ ‫أو َل المعطلة َ‬ ‫سبحانه‪ -3 .‬تَ َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِسه بقوهل‪( :‬اذلي ليس فوقه يشء)‪.‬‬ ‫انليب صىل اهلل عليه اذلي فَ َّ َ‬
‫ِّ‬ ‫تلفسري‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫نيف عل ِّو اذلات‪ ،‬وخمالف‬
‫ِ‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد سعيدي‪ - .‬جهود اإلمام ابن‬
‫قيم اجلوزية لويلد العيل‪ ،‬دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم يف رشح األسماء‬

‫‪124‬‬
‫احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬صفات اهلل عزوجل الواردة يف الكتاب والسنة‬
‫لعلوي السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن‪- .‬‬
‫معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬أضواء السلف‪ - .‬اتلعليق‬
‫ىلع القواعد املثىل لعبد الرمحن بن نارص الرباك‪ ،‬دار اتلدمرية‪ - .‬جمموع الفتاوى أليب العباس أمحد بن‬
‫عبد احلليم بن تيمية‪ ،‬طبعة‪ :‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ ،‬املدينة انلبوية‪ ،‬اململكة‬
‫العربية السعودية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176919( :‬‬

‫‪125‬‬
‫ْ‬
‫انلَّ ِصي‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َََ‬
‫ات‪ ،‬منها‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬واهلل أعلم بأعدائكم وكَف‬ ‫َ َّ‬
‫الكريم (‪ )4‬مر ٍ‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫اسم (انلَّ ِص ْري) يف‬
‫ورد ِذكر ِ‬
‫باهلل ويلا وكَف باهلل نصريا} [النساء‪ ،]45:‬وقوهل تعاىل‪{ :‬واعتصموا باهلل هو موالكم فنعم املوىل ونعم‬
‫ُّ َّ‬ ‫انلصري} [احلج‪ ،]87:‬وقوهل تعاىل {وكَف بربك هاديا ونصريا} [الفرقان‪َّ .]31:‬‬
‫حديث‬
‫ِ‬ ‫السنة‪ :‬فيف‬ ‫وأما يف‬
‫أنس ريض اهلل عنه قال‪ :‬اكن رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم إذا غزا قال‪( :‬امهلل أنت عضدي‪ ،‬وأنت‬ ‫ٍ‬
‫نصريي‪ ،‬بك أحول وبك أصول وبك أقاتل) رواه أبو داود (‪ )2632‬وصححه األبلاين يف (اللكم الطيب)‬
‫(‪.)126‬‬

‫َ‬ ‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اسم (انلَّص ْري) من األسما ِء اثلابتة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذك َره أغلب من كت َ‬
‫ب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬
‫قاال اتلييم‪( :‬ومعنااه‪ :‬يَنرصاا املؤمنني ىلع أعادائهم‪ ،‬وييبات أقادامهم عناد لقااء عادوهم‪ ،‬ويليق الرعاب يف‬
‫ِّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ويوم‬ ‫عدوهم)‪ .‬قال ابن تيمية‪( :‬وهو اهلادي انلصااري‪ ...‬ويَنرصاا رسااله واذلين آمنوا يف احلياة ادلنيا‬ ‫ِّ‬ ‫وب‬‫قل ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫يقوم األشهاد)‪ .‬قال احل َ ِلييم‪( :‬الموثوق منه بأال يس ِلم ويلَّه وال خيذهل)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬
‫انلَّ ِص ْري‪ :‬هو اذلي ينرص ِعباده المؤمنني وي ِعينهم‪.‬‬
‫َ‬

‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬


‫َّ ْ‬ ‫َ‬
‫الويل ‪ -‬الق ِو ّي ‪ -‬الغا ِلب ‪ -‬القا ِهر ‪ -‬املجيب‪ .‬الصفات‪ :‬انلرص ‪-‬‬
‫األسماء‪ :‬انلَّارص‪ -‬خري انلارصين ‪َ -‬‬
‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ََ‬ ‫ّ‬
‫جييب‪.‬‬
‫الوالية ‪ -‬القوة ‪ -‬الغلبة ‪ -‬القهر ‪ -‬اإلجابة‪ .‬األفعال‪ :‬ينرص ‪ -‬يتوىل ‪ -‬يغ ِلب ‪ -‬يقهر ‪ِ -‬‬
‫ِ‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫فيه‬ ‫‪،‬‬‫وأوصاف‬ ‫أعالم‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َّ ْ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َّ َّ‬
‫بكماهل‬
‫ِِ‬ ‫الف ما يليق‬‫هلل ظن السوء‪ ،‬ونسبه إىل ِخ ِ‬ ‫‪ -1‬من ظن أن اهلل ال ينرص أويلاءه ورسله فقد ظن با ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وحكمته وإهليته تأىب ذلك‪ ،‬وتأىب أن ي ِذل ِحزبه وجنده‪ ،‬وأن‬ ‫َ‬ ‫وجالهل وصفاتِ ِه ونعوتِه‪ ،‬فإن محْ َده و ِع َّزته‬
‫ِِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫والسيف‬
‫ِ‬ ‫واللسان‬
‫ِ‬ ‫هلل ألويلائِ ِه يكون باحلج ِة‬
‫تكون انلرصة المستقر َة ألعدائِ ِه المرشكني به‪ -2 .‬نرص ا ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫ّ َ‬
‫جاه َد‬ ‫الكفار واملنافقني والغلظ ِة عليهم‪ ،‬ف‬
‫ِ‬ ‫جبها ِد‬ ‫َ َ َّ‬
‫ان‪ ،‬فإن اهلل تعاىل أمر نبيه صىل اهلل عليه وسلم ِ ِ‬
‫ِّ َ‬
‫والسن ِ‬
‫الكفار بالسيف والسنان‪ ،‬واملنافقني باحلجة واللسان‪ ،‬فاكنت انلرصة بهذين األمرين‪.‬‬ ‫َ‬

‫‪126‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد السعيد سعيدي‪ ،‬دار املنهاج‪ - .‬القواعد‬
‫املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء‬
‫اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬أضواء السلف‪ - .‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬احلجة يف بيان املحجة ورشح عقيدة أهل السنة للتييم‬ ‫لعلوي بن عبد القادر‬
‫األصبهاين‪ ،‬أبو القاسم‪ ،‬دار الراية‪ - .‬رشح أسماء اهلل احلسىن يف ضوء الكتاب والسنة لسعيد بن وهف‬
‫القحطاين‪ ،‬مكتبة االيمان للطبع والنرش واتلوزيع‪ - .‬األسماء والصفات للبيهيق مكتبة السوادي‪- .‬‬
‫انلهج األسىم يف رشح أسماء اهلل احلسىن ملحمد انلجدي‪ ،‬مكتبة اذلهيب‪ - .‬زاد املعاد البن قيم اجلوزية‪،‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176920( :‬‬

‫‪127‬‬
‫ارث‬ ‫َ‬
‫الو ِ‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َو َر َد ِذكر َ‬
‫ات‪ ،‬لكها ِبصيغ ِة اجل َ ْم ِع كما يف قوهل تعاىل‪{ :‬وإنا نلحن‬ ‫َّ‬
‫الكريم ثالث مر ٍ‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫ارث) يف‬
‫ِ‬ ‫(الو‬
‫حنيي ونميت وحنن الوارثون} [احلجر‪ ،]23:‬و قوهل تعاىل‪{ :‬وأنت خري الوارثني} [األنبياء‪ ،]89:‬وقوهل تعاىل‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫{وكنا حنن الوارثِني }[القصص‪.]58:‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ ّ َ‬ ‫َ‬
‫ارث) ِمن األسما ِء اثل ِابت ِة هلل تعاىل‪ ،‬وقد عده مجع ِمن العلما ِء يف األسما ِء احلسىن‪ ،‬منهم‪ :‬جعفر‬‫اسم (الو ِ‬
‫الصادق وسفيان بن عيينة واخلطايب واحل َ ِلييم وابليهيق وابن العريب وابن الوزير وابن حجر والعثيمني‬
‫واحلمود والرشبايص ونور احلسن خان‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫ْ َ ُّ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َّ َّ‬
‫رتد‬‫ب)‪ .‬وقاال اخلطاايب‪( :‬الوارث هو‪ :‬ا ِّبلااف بعاد فناا ِء اخلل ِق والمساا ِ‬
‫ااق بعاد ذا ِها ٍ‬
‫قاال الزجااج‪( :‬الوارث‪ :‬لك ب ٍ‬
‫اتخ ِلف‬ ‫أمالكهم وموارثهم بعد موتهم‪ ،‬ولم يَ َزل اهلل باقيا مالاك ألصاول األشاياء لكها يورثها َمن يشااء‪ ،‬ويَس َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫فيها َمن أحب)‪ .‬وقال الشاايخ حافظ حكيم‪( :‬الوارث‪ :‬اذلي ي ِرث األرض ومن عليها‪ ،‬وهو خري الوارثني‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫المرجع َ‬
‫والمآل)‪.‬‬ ‫وإيله َ‬
‫ِ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫الوارث‪ :‬هو َ‬
‫ابل ِاف بعد فناء اخللق‪ ،‬اذلي ي ِرث األرض ومن عليها‪.‬‬ ‫ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫اآلخر ّية ‪َ -‬‬
‫ابلقاء‪ .‬األفعال‪ :‬يَ ِرث ‪ -‬يب ‪.‬‬ ‫َّ‬
‫اآلخر‪ .‬الصفات‪ :‬األويلة ‪ِ ِ -‬‬
‫األسماء‪َّ :‬‬
‫األول ‪ِ -‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫عان‬
‫ٍ‬ ‫وم‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫فيه‬ ‫‪،‬‬‫وأوصاف‬ ‫أعالم‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ َّ َ‬
‫قتيض التشبيه باملخلوق‪ ،‬وهذا تعطيل هلذا‬ ‫تأول المعطلة اسم (الوارث) وزعموا أنه استعارة؛ ألن ذلك ي ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُّ‬
‫الوراث ِة هلل تعاىل ىلع ما يَ ِليق به سبحانه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫صفة‬ ‫تون‬ ‫يب‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫ألنهم‬ ‫الصفة‪،‬‬ ‫كمال‬
‫ِ‬ ‫ن‬‫م‬‫ِ‬ ‫عليه‬ ‫ل‬ ‫سم وما يد‬‫اال ِ‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬انلهج األسىم يف رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬صفات اهلل‬
‫عزوجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع‬
‫بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن‬
‫خليفة اتلمييم‪ ،‬أضواء السلف‪ - .‬اتلعليق ىلع القواعد املثىل لعبد الرمحن بن نارص بن براك‪ ،‬دار‬
‫اتلدمرية‪ - .‬شأن ادلاعء للخطايب‪ ،‬دار اثلقافة العربية‪ - .‬جمموع الفتاوى أليب العباس أمحد بن عبد‬

‫‪128‬‬
‫احلليم بن تيمية‪ ،‬طبعة‪ :‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ ،‬املدينة انلبوية‪ ،‬اململكة العربية‬
‫السعودية‪ - .‬وهلل األسماء احلسىن لعبد العزيز بن نارص اجلليل‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن للزجاج‪ ،‬دار‬
‫اثلقافة العربية‪ - .‬فقه األسماء احلسىن لعبد الرزاق ابلدر‪ ،‬طبع ىلع نفقة ابراهيم الوقييص‪ ،‬مطابع‬
‫احلمييض‪ - .‬اجلامع ألسماء اهلل احلسىن‪ ،‬إعداد حامد أمحد طاهر‪ ،‬دار الفجر للرتاث‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176921( :‬‬

‫‪129‬‬
‫ْ‬
‫الوتر‬
‫ِ‬

‫ََّ‬ ‫األدلة‪:‬‬
‫ُّ َّ َ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ َ ْ ْ‬
‫هريرة ريض اهلل عنه‬ ‫حديث أيب‬
‫ِ‬ ‫الكريم‪ .‬وأما يف السنة‪ :‬فقد ورد يف‬ ‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫(الوتر) يف‬
‫اسم ِ‬‫لم ي ِرد ِذكر ِ‬
‫َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫َّ‬
‫قال‪ :‬قال انليب صىل اهلل عليه وسلم‪( :‬إن َّ ْ َ‬
‫احدا‪ ،‬من أحصاها دخل‬ ‫َّلل تِسعة َوتِس ِعني اسما‪ِ ،‬مائة ِإال َو ِ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ْ ٌ ُّ ْ ْ‬ ‫ْ َّ َ‬
‫ب ال ِوت َر) رواه ابلخاري (‪ ،)6410‬مسلم (‪ .)2677‬وجاء يف حديث يلع ريض اهلل عنه أن‬ ‫اجلَنة‪ ،‬وهو ِوتر ِ‬
‫حي‬
‫رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم قال‪( :‬أوتروا يا أهل القرآن فإن اهلل وتر حيب الوتر) رواه أبو داود‬
‫(‪ )1416‬وصححه األبلاين يف صحيح أيب داود (‪.)1256‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫اثلابت ِة هلل تعاىل‪ ،‬وقد عده مجع ِمن العلما ِء يف األسما ِء احلسىن‪ ،‬منهم‪ :‬اخل ّطايب‬
‫(الوتر) ِمن األسما ِء ِ‬
‫اسم ِ‬
‫ّ‬
‫والرشبايص ونور احلسن خان‪،‬‬ ‫وابن منده واحل َلييم وابليهيق وابن حزم والقرطيب وابن ِّ‬
‫القيم والعثيمني‬ ‫ِ‬
‫وغريهم‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قاال اخل َ َّطاايب‪َ :‬‬
‫(الوا ِحاد اذلي ال رشياك هل‪ ،‬وال نظري هل‪ ،‬المتفرد عن خل ِقا ِه‪ ،‬ابلاائن منهم بصاافاا ِتاه)‪ .‬وقاال‬
‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬
‫صاافة ي َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫سااتحقها بذاتِ ِه)‪ .‬قال ابن تيمية‪( :‬إن‬
‫ِ‬ ‫(الوتر‪ :‬هو الف ْرد اذلي ال رشيك هل وال نظري‪ ،‬وهذه‬ ‫ابليهيق‪:‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ َ‬ ‫َِْ‬ ‫َّ ْ َ‬
‫والوتر هو اهلل اذلي ال شبيه هل)‪.‬‬
‫لوق هل نظري‪ِ ،‬‬
‫الشفع هو اخللق‪ ،‬فلك خم ٍ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬
‫رشيك هل وال نظري‪َ.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫الوتر‪ :‬هو الواحد الفرد اذلي ال‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫َ‬ ‫األسماء‬
‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫الوحدا ِن ّية ‪ -‬الص َم ِديّة‪.‬‬
‫احد‪ .‬الصفات‪ :‬األح ِديَّة ‪َ -‬‬ ‫األسماء‪ :‬األحد ‪ -‬الص َمد ‪َ -‬‬
‫الو ِ‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫فيه‬ ‫‪،‬‬‫وأوصاف‬ ‫أعالم‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ِّ َ ْ‬ ‫َ َّ َ ْ ٌ َ ٌْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫اذلات‬
‫ِ‬ ‫أهل الرشك‪ ،‬فإن اإليمان بأن اهلل ِوتر نيف للرشيك ِمن لك وج ٍه‪ ،‬يف‬
‫(الوتر) فيه رد ىلع ِ‬
‫هلل ِ‬‫اسم ا ِ‬
‫واألفعال‪.‬‬
‫ِ‬ ‫والصفات‬
‫ِ‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد السعيد سعيدي‪ ،‬دار املنهاج‪ - .‬االعتقاد‬
‫للبيهيق‪ ،‬دار اآلفاق اجلديدة‪ - .‬شأن ادلاعء للخطايب‪ ،‬دار اثلقافة العربية‪ - .‬القواعد املثىل البن عثيمني‪،‬‬
‫طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن‬
‫خليفة اتلمييم‪ ،‬أضواء السلف‪ - .‬صفات اهلل عزوجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي السقاف‪ ،‬دار‬

‫‪130‬‬
‫اهلجرة‪ - .‬اتلعليق ىلع القواعد املثىل لعبد الرمحن بن نارص بن براك‪ ،‬دار اتلدمرية‪ - .‬تيسري الكريم‬
‫الرمحن للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ - .‬وهلل األسماء احلسىن لعبد العزيز بن نارص اجلليل‪ -.‬انلهج األسىم‬
‫يف رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬فقه األسماء احلسىن لعبد‬
‫الرزاق ابلدر‪ ،‬مطابع احلمييض‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176922( :‬‬

‫‪131‬‬
‫ُْ‬
‫المع ِطي‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َّ َ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ َ ْ ْ‬
‫عل‪ ،‬كما يف قوهل تعاىل‪{ :‬إنا َ أعطيناك‬ ‫وإنما ورد ِب ِصيغ ِة ال ِف ِ‬ ‫الكريم اسما‪ِ ،‬‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫لم ي ِرد ِذكر (المع ِطي) يف‬
‫الكوثر} [الكوثر‪ ،]1 :‬و قوهل تعاىل‪{ :‬قال ربنا اذلي أعطى لك يشء خلقه ثم هدى} [طه‪ .]50 :‬وأ َّما يف‬
‫َ‬ ‫ُّ َّ‬
‫السنة‪ :‬فقد َو َرد يف حديث معاوية ريض اهلل عنه أنه َسمع رسول صىل اهلل صىل اهلل عليه وسلم يقول‪:‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫اَّلل به َخ ْريا ي َف ِّق ْهه يف ِّ‬ ‫َّ‬
‫ين َىلع َم ْن‬ ‫اسم‪َ ،‬وال ت َزال ه ِذهِ األ َّمة ظا ِه ِر‬‫ين‪َ ،‬واَّلل المع ِطي َوأنا الق ِ‬
‫ِ‬ ‫ادل‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِِ‬ ‫(م ْن ي ِر ِد‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ْ َ َّ َ َ ْ َّ‬
‫اَّلل‪َ ،‬وه ْم ظا ِهرون) أخرجه ابلخاري برقم (‪.)3116‬‬ ‫يت أمر ِ‬ ‫خالفهم ح يأ ِ‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫اثلابت ِة هلل تعاىل‪ ،‬وقد عدهما مجع ِمن العلما ِء يف األسما ِء احلسىن‪ ،‬منهم‪ :‬ابن‬
‫(المع ِطي الما ِنع) ِمن األسما ِء ِ‬
‫منده والقرطيب والسعدي والرشبايص ونور احلسن خان‪.‬‬

‫َ َ‬ ‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬


‫اإلنساان‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫عط َي ِملا منع‪ ،‬لكن من ىلع‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ ِ‬ ‫عطي املانِع‪ ،‬ال مانِع ملا أعطى وال م ِ‬ ‫قال ابن تيمية‪( :‬وهو سابحانه الم ِ‬
‫ٌ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ ْ‬
‫اثلواب والقر ِب ما ال عني رأت‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫وجب ذلك أصاال‪ ،‬بل يعطيه ِمن‬ ‫الصاالح ثم لم يمنعه م ِ‬ ‫ِ‬ ‫والعمل‬
‫ِ‬ ‫باإليمان‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫قلب برشا‪ ،‬وحيث منعه ذلك فال يب ساببه‪ ،‬وهو العمل الصاالح)‪ َ.‬وقال‬ ‫وال أذن سا ِمعت‪ ،‬وال خطر َ ىلع ِ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫غريك‪ ،‬بل أنت الم َتف ِّرد بها ال يرشااكك فيها أ َحد)‪.‬‬ ‫نع إيلك ال إىل ِ‬
‫َ‬
‫ابن القيم‪[( :‬أي] أن حقيقة العطا ِء والم ِ‬
‫االح واملنافِ ِع ِمنه‬ ‫َ َ ََ‬ ‫وقال الشايخ الساعدي‪( :‬المعطي املانع‪ ،‬ال َ‬
‫معطي لِما منع‪ ،‬فجميع املص ِ‬ ‫مانع ملا أعطى‪ ،‬وال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت ْطلب‪ ،‬وإيله يرغب فيها‪ ،‬وهو اذلي يعطيها لِمن يشاء‪ ،‬ويمنعها من يشاء حبكم ِت ِه ورمح ِت ِه)‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫الم ْعطي‪ :‬الم َت َف ِّرد بالعطا ِء ىلع احلَقيقة‪ ،‬ال مان َع ل َما أَ ْع َطى‪ ،‬وال معط َي ل َما َم َنع‪َ.‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫العطاء ‪ِّ -‬‬ ‫ّ‬
‫المنان‪ .‬الصفات‪َ :‬‬ ‫َ‬
‫الرازق ‪ -‬اجلَواد ‪ -‬الكريم‪َ -‬‬ ‫الو َّهاب ‪ّ -‬‬
‫الر ّزاق ‪ -‬انلا ِفع ‪َّ -‬‬ ‫األسماء‪َ :‬‬
‫الرزق ‪-‬‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫انلَّفع ‪ -‬اجلود ‪ -‬الك َرم ‪ -‬ال ِمنة‪ .‬األفعال‪ :‬يعطي ‪ -‬يَرزق‪ -‬يَنفع ‪ -‬جيود ‪ -‬يكرم ‪ -‬يم ّن‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه تدل ىلع اهلل‪ ،‬وتدل ىلع‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫واحد منها مع‬
‫ٍ‬ ‫هلل بها إال لك‬ ‫قابل ِة اليت ال ينب َِغ أن يثىن ىلع ا ِ‬
‫املانِع) هذه َ ِمن األسما ِء المت ِ‬ ‫عطي‬ ‫‪( -1‬الم ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬
‫عطي ويمنع‪ ،‬وخي ِفض ويرفع‪،‬‬ ‫اجتماع الوصفني‪ ،‬فاتصافه سبحانه بأنه ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآلخر؛ ألن َالكمال المطلق ِمن‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ُّ‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫كمل ِمن اتصافِ ِه ِبمجر ِد اإلعطا ِء واإلعزاز والرفع‪ ،‬ألن الفعل اآلخر حيث يقتيض احلال‬ ‫وي ِع ُّز َوي ِذل‪ ،‬أ‬
‫َّ‬ ‫ْ َ‬
‫ذهبت الق َد ِر ّية إىل أن‬ ‫أحد انلّوعني وخيل باآلخر يف املحل املناسب هل‪-2 .‬‬ ‫كمل م َّمن ال يَفعل إال َ‬
‫ِ‬
‫ذلك أ َ‬

‫‪132‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫اختيار ِه عطاء ومنعا ما‬
‫ِ‬ ‫العبد عندهم يفعل ِب‬ ‫عطي ما َم َن َعه اهلل‪ ،‬فإن‬‫عطاء اهلل‪ ،‬كما قد ي ِ‬‫َ‬ ‫َ‬
‫العبد ْقد يَمنع‬
‫أعطيت‪ ،‬وال معطي ملا َم َ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫نعت) حيث نَف‬ ‫َ‬ ‫لم يَشأه اهلل‪ ،‬وهذا باطل وهو َمردود باحلديث‪( :‬ال مانِ َع ملا‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫عموم القدرة‪ ،‬وأن اهلل سبحانه‬ ‫وأثبت‬ ‫لك هل بكل اعتبار‪،‬‬ ‫الرشيك عنه ِبكل اعتبار‪ ،‬وأثبت عموم الم ِ‬
‫مانع هل وإذا َم َن َعه فال م َ‬
‫عطي هل‪.‬‬ ‫عطى عبدا فال َ‬ ‫إذا أَ َ‬

‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود شيخ اإلسالم يف باب األسماء احلسىن‪ ،‬ألرزيق بن حممد السعيد سعيدي‪ ،‬دار املنهاج‪ - .‬جهود‬
‫اإلمام ابن قيم اجلوزية لويلد العيل‪ ،‬دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم يف رشح‬
‫األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬صفات اهلل عزوجل الواردة يف الكتاب‬
‫والسنة لعلوي السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬االستقامة البن تيمية‪ ،‬جامعة اإلمام حممد بن سعود‪ - .‬جالء‬
‫األفهام البن تيمية‪ ،‬دار العروبة‪ - .‬وهلل األسماء احلسىن لعبد العزيز بن نارص اجلليل‪ - .‬جمموع الفتاوى‬
‫البن تيمية‪ ،‬طبعة جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬منهج ابن القيم يف رشح األسماء‬
‫احلسىن ملرشف بن يلع الغامدي‪ ،‬رسالة ماجستري بأم القرى‪ - .‬القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع‬
‫بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن‬
‫خليفة اتلمييم‪ ،‬أضواء السلف‪ - .‬اتلعليق ىلع القواعد املثىل لعبد الرمحن بن نارص بن براك‪ ،‬دار‬
‫اتلدمرية‪ - .‬تيسري الكريم الرمحن‪ ،‬للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176923( :‬‬

‫‪133‬‬
‫َ َّ‬
‫الوهاب‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ْ َ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ ََ‬ ‫َ َّ َ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َو َر َد اسم َ‬
‫قوهل تعاىل‪{ :‬ربنا ال َت ِزغ قلوبنا بعد ِإذ هديتنا‬ ‫ات‪ :‬يف ِ ِ‬ ‫الكريم ثالث مر ٍ‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫يف‬ ‫اب)‬‫ه‬ ‫(الو‬
‫َ‬ ‫ت ال ْ َو َّهاب} [آل عمران‪ .]8 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬أ ْم عنْ َده ْم َخ َزائن َر ْ َ‬
‫مح ِة َربِّك‬ ‫ك أَنْ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َّ َ‬
‫وهب نلا ِمن دلنك رمحة ِإن‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الْ َعزيز ال ْ َو َّهاب} [ص‪ .]9 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬قال َر ِّب اغف ْر يل َو َه ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب ِيل ملاك ال يَن َب َِغ ِأل َح ٍد ِم ْن َبع ِدي إِنك‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ ْ َ ْ َ َّ‬
‫أنت الوهاب} [ص‪.]35:‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َ َّ‬
‫اثلابت ِة هلل تعاىل‪ ،‬وقد عده مجع ِمن العلما ِء يف األسما ِء احلسىن‪ ،‬منهم‪ :‬ابن حزم‬
‫اسم (الوهاب) ِمن األسما ِء ِ‬
‫وابن حجر وابن العريب والقرطيب واحل َ ِلييم وابليهيق وابن الوزير وابن القيم والسعدي والعثيمني واحلمود‬
‫والرشبايص‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫غري اساتثابة)‪ .‬وقال ابن القيم‪( :‬وكذلك الوهاب ِمن‬ ‫هر ي ٍد ِمن ِ‬ ‫قال اخلطايب‪( :‬هو اذلي جيود بالعطا ِء عن ظ ِ‬
‫األزمان‬
‫ِ‬ ‫أسمائِ ِه‪.....‬فانظر َموا ِه َبه َمدى‬
‫َ ْ َ َّ‬ ‫ََ‬
‫(واساع العطايا‬
‫ب ليس ينفاك ِن)‪ .‬وقال الشايخ الساعدي‪ِ :‬‬ ‫واألرض عن‪.....‬تلك الموا ِه ِ‬
‫ِ‬ ‫اموات العىل‬
‫ِ‬ ‫أهل الس‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫الربيات)‪.‬‬
‫اإلحسان اذلي عم جودك مجيع ِ‬ ‫ِ‬ ‫والهبات‪ ،‬كثري‬ ‫ِ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬
‫بأرسها ِبكر ِم ِه وجو ِدهِ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الاكئنات‬
‫ِ‬ ‫والهبات‪ ،‬اذلي شمل‬
‫واسع العطايا ِ‬
‫الوهاب‪ :‬هو ِ‬
‫العالقة‪:‬‬
‫َ‬ ‫األسماء والصفات ذات‬
‫ََ‬ ‫الرزاق ‪ -‬المعطي ‪ -‬المنعم‪ .‬الصفات‪ّ :‬‬ ‫َ‬
‫الكريم ‪ -‬األكرم ‪ -‬المحسن ‪ -‬اجل َ َواد ‪ّ -‬‬ ‫األسماء‪ّ َ :‬‬
‫الرب ‪ -‬الكرم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرب ‪-‬‬
‫َ‬ ‫ََ‬
‫كرم ‪ -‬حي ِسن ‪ -‬جيود ‪ -‬يَرزق ‪ -‬يعطي ‪ -‬ين ِعم‪.‬‬
‫اإلنعام‪ .‬األفعال‪ :‬ي ِ‬
‫ِّ‬
‫اإلحسان ‪ -‬اجلود ‪ -‬الرزق ‪ -‬العطاء ‪ِ -‬‬‫‪ِ -‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ ََ َ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َّ‬ ‫َ َ ُّ ْ َ ّ ّ‬
‫‪ -1‬ال يست ِحق أن يسىم وهابا إال من ترصفت موا ِهبه يف أنواع العطايا فكرثت نوافِله ودامت‪،‬‬
‫حال‪ ،‬وال يملكون أن يَهبوا ِشفاء لسقيم‪،‬‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ََ َ‬ ‫َّ َ‬
‫حال دون ٍ‬ ‫واملخلوقون إنما يملكون أن يهبوا ماال‪ ،‬أو نواال يف ٍ‬
‫مجيع ذلك‪َ ،‬و ِس َع‬
‫َ‬ ‫وال ودلا لعقيم‪ ،‬وال هدى لضال‪ ،‬وال اعفية ذلي بَالء‪ ،‬واهلل الوهاب ‪-‬سبحانه‪ -‬يَملك‬
‫ّ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫َ َّ َ‬
‫(الوهاب) بأنه اذلي‬ ‫أول المعطلة اسم‬ ‫اخللق جوده ورمحته‪ ،‬فدامت مواهبه واتصلت ِم َننه وعوائده‪ -2 .‬ت‬
‫َ‬
‫ّ‬ ‫ٌ‬
‫كم أو يَقوم به وصف‪ ،‬وهذا اذلي قالوه باطل‪ ،‬فإن‬ ‫غرض‪ ،‬ومرادهم بذلك أنه ال يَعود عليه ح ٌ‬ ‫يعطي ال ِل ٍ‬

‫‪134‬‬
‫َ‬ ‫َ ٌ‬ ‫ْ‬
‫إعطاء المحتاجني َو َوهبهم حممود لكون المعطي والوا ِهب يعود إيله ِمن هذا األمر ِحك ٌم حيمد ألجلها‪،‬‬
‫َ‬
‫ُّ َ‬ ‫َ َ ٌ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ َّ‬ ‫ّ‬
‫اء فإن هذا يعد ع َبثا يف عقول العقالء‪.‬‬‫وعدمه بالنسب ِة إىل الفا ِع ِل سو‬ ‫أما إذا قدر أن وجود هذا األمر‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن للسعدي‪ ،‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة‬
‫املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار‬
‫الوطن‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬أضواء السلف‪- .‬‬
‫صفات اهلل عزوجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬اتلعليق ىلع القواعد املثىل‬
‫لعبد الرمحن بن نارص بن براك‪ ،‬دار اتلدمرية‪ - .‬شأن ادلاعء للخطايب‪ ،‬دار اثلقافة العربية‪ - .‬تيسري‬
‫الكريم الرمحن للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ - .‬انلهج األسىم يف رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود‬
‫انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176924( :‬‬

‫‪135‬‬
‫َ‬
‫الوا ِسع‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ْ َ َ‬ ‫ْ‬
‫َو َر َد ِذكر اسم َ‬
‫واضع‪ ،‬منها‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬فأينما تولوا فثم وجه اهلل‬
‫الكريم يف تِسع ِة م ِ‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫اسع) يف‬
‫(الو ِ‬ ‫ِ‬
‫إن اهلل واسع عليم} [ابلقرة آية ‪ .]115‬وقوهل تعاىل‪{ :‬واهلل يضاعف ملن يشاء واهلل واسع عليم} [ابلقرة‬
‫آية ‪ .]261‬وقوهل تعاىل‪{ :‬واهلل يعدكم مغفرة منه وفضال واهلل واسع عليم} [ابلقرة آية ‪.]268‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫اسم َ‬
‫اثلابت ِة هلل تعاىل‪ ،‬وقد عده مجع ِمن العلما ِء يف األسما ِء احلسىن‪ ،‬منهم‪ :‬ابن حزم‬
‫اسع) ِمن األسما ِء ِ‬‫(الو ِ‬
‫وابن حجر وابن العريب والقرطيب واحللييم وابليهيق وابن الوزير وابن القيم والسعدي والعثيمني واحلمود‬
‫والرشبايص‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫واساع عليم‪ ،‬و ِساع سامعه األصاوات لكها‪ ،‬وعطاؤه احلاجات لكها)‪ .‬قال ابن‬ ‫ٌ‬ ‫َّ ُّ‬
‫(فالرب تعاىل ِ‬ ‫قال ابن تيمية‪:‬‬
‫القيم‪( :‬ث َّم َخ َت َم باسامني َدالَّني ىلع َّ‬
‫السا َع ِة واإلحاطة فقال‪{ :‬إن اهلل واساع عليم} [ابلقرة‪ ]115 :‬فَ َذكر اسامَ‬
‫َ َ َّ ْ‬ ‫َ‬
‫أمله)‪ .‬قال‬ ‫واتلقرير هل‪ ،‬فت‬
‫ِ‬ ‫وابليان‬
‫ِ‬ ‫اكتلفساري‬
‫ِ‬ ‫الواساع عقيب قوهل‪{ :‬فأينما تولوا فث َّم وجه اهلل} [ابلقرة‪]115 :‬‬
‫ٌ‬
‫(الواساع الصافات وانلعوت ومتعلقاتها حبيث ال حييصا أحد ثناء عليه‪ ،‬بل‬ ‫ِ‬ ‫الشايخ عبد الرمحن الساعدي‪:‬‬
‫هو كما أثىن ىلع نفسه‪ ،‬واسع العظمة والسلطان وامللك‪ ،‬واسع الفضل واإلحسان‪ ،‬عظيم اجلود والكرم)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ ُّ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اسع‪ :‬اذلي هل ِمن لك وص ٍف المعىن األتم والقدر الاك ِمل‪.‬‬
‫الو ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الر ّزاق ‪ّ -‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الغين ‪ -‬العليم ‪ -‬اجلَواد ‪ -‬المحيط ‪ -‬الكبري ‪َ -‬‬
‫الع ِظيم ‪َّ -‬‬
‫ازق ‪ -‬الوهاب‪ .‬الصفات‪:‬‬
‫ِ‬ ‫الر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫األسماء‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫العظمة ‪ِّ -‬‬‫السعة ‪ -‬الغىن ‪ -‬اجلود ‪ -‬اإلحاطة ‪ -‬الكرب ‪َ -‬‬
‫حييط ‪-‬‬
‫الرزق ‪ -‬الوهب‪ .‬األفعال‪ :‬يوسع ‪ -‬جيود ‪ِ -‬‬ ‫ِ‬
‫يرزق‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وحلمه‪ ،‬ورمحته‪ ،‬وال يت ِصف بهذه‬ ‫الواسع هو اذلي ال نِهاية لسلطانِ ِه‪ ،‬وإحسا ِن ِه‪ ،‬وغناه‪ ،‬وعطاياه‪ِ ،‬‬
‫ِ‬ ‫‪-1‬‬
‫محة العباد وإحسانهم وغناهم وحلمهم مهما َعظ َمتْ‬ ‫الصفة ىلع هذا انلحو إال اهلل ‪ -‬تبارك وتعاىل ‪ ،-‬فَ َر َ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َّ‬
‫واتليسري‬
‫ِ‬ ‫فإن هلا حدودا تتناىه إيلها‪ -2 .‬تأول المعطلة اسم (الواسع) بأن المراد منه اتلو ِسعة ىلع ال ِعبا ِد‬
‫الصفات وانلُّعوت‪ ،‬فهو الواسع يف علمه‪،‬‬
‫ٌ ّ‬
‫ور‪ ،‬فإن اهلل تعاىل هو واسع‬ ‫ح ْسب‪ ،‬وهذا ال شك قص‬ ‫عليهم فَ َ‬
‫ِ‬

‫‪136‬‬
‫وهو الواسع يف غناه‪ ،‬وهو الواسع يف فضله وإنعامه وجوده‪ ،‬وهو الواسع يف قوته وعظمته وجربوته‪ ،‬وهو‬
‫الواسع يف قدرته‪ ،‬الواسع يف حكمته‪ ،‬وهو الواسع يف مغفرتِ ِه ورمح ِت ِه‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن للسعدي‪ ،‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة‬
‫املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار‬
‫الوطن‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬أضواء السلف‪- .‬‬
‫وهلل األسماء احلسىن لعبد العزيز بن نارص اجلليل‪ .‬دار طيبة‪ - .‬صفات اهلل عزوجل الواردة يف الكتاب‬
‫والسنة لعلوي السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬اتلعليق ىلع القواعد املثىل لعبد الرمحن بن نارص بن براك‪ ،‬دار‬
‫اتلدمرية‪ - .‬شأن ادلاعء للخطايب‪ ،‬دار اثلقافة العربية‪ - .‬تيسري الكريم الرمحن للسعدي‪ ،‬مؤسسة‬
‫الرسالة‪ - .‬انلهج األسىم يف رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪- .‬‬
‫خمترص الصواعق املرسلة البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار احلديث‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176927( :‬‬

‫‪137‬‬
‫ُ ْ‬
‫حيط‬
‫الم ِ‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َََ‬
‫واض َع‪ ،‬منها‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬أال إنه بكل يش ٍء‬ ‫َ‬
‫الكريم يف ثماني ِة م ِ‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫اسم (الم ِحيْط) يف‬
‫ورد ِذكر ِ‬
‫َ‬ ‫حميط} [فصلت‪ :‬من اآلية‪ .]54‬وقوهل تعاىل‪{ :‬واهلل ٌ‬ ‫ٌ‬
‫حميط بالاكفرين} [ابلقرة‪َ .]19 :‬و َو َرد فعال كما يف قوهل‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫تعاىل‪{ :‬وأن اهلل قد أحاط بكل يشء علما} [الطالق‪.]12 :‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫ْ‬
‫اثلابت ِة هلل تعاىل‪ ،‬وقد عده مجع ِمن العلما ِء يف األسما ِء احلسىن‪ ،‬منهم‪ :‬ابن‬
‫اسم (الم ِحيط) ِمن األسما ِء ِ‬
‫منده‪ ،‬واحللييم‪ ،‬واخلطايب‪ ،‬وابليهيق‪ ،‬وابن حزم‪ ،‬واألصبهاين‪ ،‬وابن العريب‪ ،‬والقرطيب‪ ،‬وابن القيم‪ ،‬وابن‬
‫الوزير‪ ،‬وابن حجر‪ ،‬والعثيمني‪ ،‬والقحطاين‪ ،‬واحلمود‪ ،‬ونور احلسن خان‪.‬‬

‫َ َ َّ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫العلماء يف املعىن‪َ :‬‬‫َّ‬ ‫َ‬
‫أقوال‬
‫ميع خل ِق ِه‪ ،‬وهو اذلي أحاط ِبكل يش ٍء ِعلما‪ ،‬وأحىص لك يش ٍء‬ ‫قال اخلط ِايب‪( :‬هو اذلي أحاطت قدرته ِجب ِ‬
‫َ‬ ‫ُّ ْ َّ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ِّ‬ ‫َع َد َ َدا)‪ .‬وقال ابن القيم‪( :‬فإنه سبحانه حم ٌ‬
‫يط بالعال ِم لكه‪ ،‬وأن العالم العلوي والسف ِيل يف قبض ِت ِه كما قال‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اعل عليه ِمن لك وج ٍه وبِكل‬ ‫ٍ‬ ‫باذلات‪،‬‬ ‫ه‬ ‫فوق‬ ‫فهو‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫تعاىل‪{ :‬واهلل من ورائهم حميط} فإذا اكن حميطا بالعال‬
‫ِّ‬ ‫َ ََ َ‬ ‫َ‬
‫والعظ َمة)‪ .‬وقال الشيخ السعدي‪( :‬المحيط ِبكل يش ٍء ِعلما وقدرة‬ ‫َمعىن‪ ،‬فاإلحاطة ت َت َض َّمن العل َّو والسعة‬
‫ورمحة وقهرا)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ٌ َ‬ ‫ْ‬
‫هلل ِبكل يش ٍء ِعلما وقدرة وقهرا‪.‬‬
‫الم ِحيط‪ :‬اسم دال ىلع ِإحاط ِة ا ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫الع ِليم ‪ -‬السميع ‪ -‬ابلصري ‪ -‬احل َ ِفيظ ‪ -‬القا ِدر ‪ -‬اخل َ ِبري ‪ -‬املهيمن ‪ -‬الواسع‪ .‬الصفات‪ :‬اإلحاطة ‪-‬‬ ‫األسماء‪َ :‬‬
‫َ‬ ‫ََْ‬ ‫ابل َرص ‪ -‬احل ْفظ ‪ -‬ا ْ‬
‫حييط ‪ -‬يَعلم ‪ -‬يَسمع ‪ -‬يبرص ‪-‬‬
‫خلربة ‪ -‬الهيمنة ‪ -‬السعة‪ .‬األفعال‪ِ :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫السمع ‪َ -‬‬ ‫العلم ‪َّ -‬‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫حيفظ ‪ -‬يهي ِمن – و ِسع يسع‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫ات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫معان وصف ٍ‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ َ‬ ‫َ َّ َ‬
‫وبهتانا أنه يقتيض أن اهلل تعاىل مع خل ِق ِه حال فيهم‪ ،‬وهذا‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ز‬ ‫وا‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫وز‬ ‫(املحيط)‬ ‫اسم‬ ‫ة‬ ‫ل‬ ‫عط‬ ‫الم‬ ‫ل‬ ‫تأو‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ‬ ‫ّ‬
‫رش ِه فوق َسماواته‪،‬‬
‫باطل‪ ،‬فإن اذلي دلت عليه األدلة الرشعية وأمجع عليه أهل ال ِعل ِم أن اهلل تعاىل ىلع ع ِ‬
‫َ ْ َ ْ‬ ‫َ َ‬
‫ميع ما خل َق يف سب ِع أر ِضني‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫وعلْمه حم ٌ‬
‫جبميع ما خلق يف السماوات العىل‪ ،‬وجب ِ‬
‫ِ‬ ‫أحاط‬ ‫يط ِبكل يشءٍ‪ ،‬قد‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫حلول وال احتا ٍد‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫إحاطة تليق جبالهل‪ ،‬دون‬

‫‪138‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل عزوجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬القواعد املثىل البن‬
‫عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن‬
‫ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬أضواء السلف‪ - .‬اتلعليق ىلع القواعد املثىل لعبد الرمحن بن نارص بن براك‪،‬‬
‫دار اتلدمرية‪ - .‬شأن ادلاعء للخطايب‪ ،‬دار اثلقافة العربية‪ - .‬وهلل األسماء احلسىن لعبد العزيز بن نارص‬
‫اجلليل‪ -.‬فقه األسماء احلسىن لعبد الرزاق ابلدر‪ ،‬طبع ىلع نفقة ابراهيم الوقييص‪ ،‬مطابع احلمييض‪- .‬‬
‫بيان تلبيس اجلهمية البن تيمية‪ ،‬طبعة جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬خمترص الصواعق‬
‫املرسلة البن القيم‪ ،‬دار احلديث‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176928( :‬‬

‫‪139‬‬
‫َّ َّ‬
‫الرزاق‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ْ‬
‫َو َر َد ِذكر اسم َّ‬
‫الكريم َم ّرة واحدة يف قوهل تعاىل‪{ :‬إن اهلل هو الرزاق ذو القوة املتني}‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫(الر َّزاق) يف‬ ‫ِ‬
‫ُّ َّ َ‬ ‫َّ‬
‫أنس ريض اهلل عنه مرفواع‪( :‬إن اهلل هو املسعر القابض ابلاسط‬ ‫[اذلاريات‪ .]58 :‬وأما يف السنة‪ :‬فحديث ٍ‬
‫(الر ّزاق)‪ ،‬رواه أمحد يف املسند (‪ ،)156/3‬والرتمذي (‪ ،)1314‬وأبو داود (‪ ،)3451‬وابن‬ ‫الرازق‪ )...‬ويف لفظ َّ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬
‫ماجة (‪ )2200‬وصححه األبلاين يف (اغية املرام) (‪.)323‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ ََ َ َْ َ َ‬
‫(الر ّزاق) ِمن األسما ِء اثلابت ِة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذكره أغلب من كتب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬
‫َ‬ ‫اسم َّ‬

‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬


‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫يهم ويعا ِفيهم‪ ،‬بما خلقه ِمن األسباب‬ ‫هد ِ‬ ‫قال ابن تيمية‪[( :‬اذلي] يرزق وال يرزق‪ ،‬يرزق عباده وينرصهم وي ِ‬
‫َََ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َ ٌ‬
‫أسبابها)‪ .‬وقال ابن القيم‪[( :‬اذلي] رزق‬ ‫ِ‬ ‫ات إىل‬‫اكفتقار المسبب ِ‬ ‫ِ‬ ‫فت ِقرة إيله‬ ‫اليت يه ِمن خل ِق ِه‪ ،‬واليت يه م‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫عرفة)‪ .‬وقال الشيخ السعدي‪( :‬الرزاق ِجل َ ِ‬
‫ميع‬ ‫َ‬
‫اإليمان والم ْ ِ‬
‫َ‬
‫ور َزق القلب‬ ‫َ‬
‫والرشاب‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫الطعام‬ ‫ابل َدن‬
‫ٌ َ‬
‫غمور بك َر ِم ِه)‪.‬‬‫يل إال م َت َم ِّت ٌع ِبرزقِ ِه َم‬ ‫السف ِّ‬ ‫لوي والعالَم ُّ‬
‫املخلوقات‪ ،‬فما من َموجود يف العالَم الع ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ ِّ‬
‫بأرزاق العبا ِد اليت ِبها قوام قلوبِ ِهم وأبدانِ ِهم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الر َّزاق‪ :‬الم َتكفل‬
‫َّ‬

‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬


‫َ‬ ‫ّ‬
‫انلافِع ‪ -‬الوهاب ‪ -‬الكريم ‪ -‬اجلواد ‪ -‬اخلا ِلق‪ .‬الصفات‪ِّ :‬‬
‫عطي ‪ّ -‬‬ ‫األسماء‪ّ :‬‬
‫الرزق ‪ -‬العطاء ‪-‬‬ ‫ِ‬ ‫ازق ‪ -‬الم ِ‬
‫ِ‬ ‫الر‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ََْ‬
‫عطي ‪ -‬ينفع ‪ -‬ي َهب ‪ -‬يك ِرم ‪ -‬جيود ‪ -‬خيلق‪.‬‬ ‫َْ‬
‫انلفع ‪ -‬الوهب ‪ -‬الكرم ‪ -‬اجلود ‪ -‬اخللق‪ .‬األفعال‪ :‬يرزق ‪ -‬ي ِ‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪ - .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫أعالم وأوصاف‪ ،‬أعالم باعتبار دالتلها ىلع اذلات‪ ،‬وأوصاف‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫َ َ ٍّ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ‬
‫باعتبار ما دلت عليه من املعاين‪- .‬أسماء اهلل تعاىل إن دلت ىلع وصف متعد تضمنت ثالثة أمور‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬ثبوت ذلك االسم هلل عز وجل‪ ،‬اثلاين‪ :‬ثبوت الصفة اليت تضمنها هلل عز وجل‪ ،‬اثلالث‪ :‬ثبوت‬
‫ٍّ‬
‫حكمها ومقتضاها‪ ،‬وإن دلت ىلع وصف غري متعد تضمنت أمرين‪ :‬أحدهما‪ :‬ثبوت ذلك االسم هلل عز‬
‫وجل‪ .‬اثلاين‪ :‬ثبوت الصفة اليت تضمنها هلل عز وجل‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ألحد من العبا ِد التسيم به‪-2 .‬‬
‫ٍ‬ ‫‪ -1‬اسم (الرزاق) ِمن األسما ِء المختص ِة بالرب تبارك وتعاىل‪ ،‬فال جيوز‬
‫َ‬ ‫َ َ ِّ َ‬ ‫َ‬
‫لم واإليمان‪ ،‬وهذان‬ ‫باملال بل يشمل الرزق احليس اكملال والرزق املعنوي اكل ِع ِ‬ ‫ِ‬ ‫هلل تعاىل ال خي َت ُّص‬
‫ِرزق ا ِ‬
‫اس وقلوبِ ِهم‪.‬‬ ‫أبدان انل ِ‬
‫ِ‬ ‫الرزقان بهما قيام‬
‫ِ‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬

‫‪140‬‬
‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد‬
‫سعيدي ‪ -‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة‬
‫املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪ 1421- 33‬ـه‪ -‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن‬
‫صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ - .‬منهج ابن القيم يف رشح األسماء احلسىن ملرشف‬
‫الغامدي‪ ،‬رسالة ماجستري جبامعة أم القرى‪ - .‬فقه األسماء احلسىن لعبد الرزاق ابلدر‪ ،‬مطابع احلمييض‪.‬‬
‫‪ -‬رشح أسماء اهلل احلسىن لسعيد بن وهف القحطاين‪ ،‬دار اإليمان للطبع والنرش واتلوزيع‪ - .‬الاكفية‬
‫الشافية يف االنتصار للفرقة انلاجية البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار اعلم الفوائد للنرش واتلوزيع‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176930( :‬‬

‫‪141‬‬
‫اص‬ ‫َّ‬
‫انل ِ‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َّ‬ ‫(انلارص) َم َّرة واحدة يف القرآن الكريم بصيغة َّ ْ‬ ‫ََ‬
‫قوهل تعاىل‪{ :‬بَ ِل اَّلل َم ْوالك ْم َوه َو‬
‫اتلفضي ِل يف ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َورد اسم َّ ِ‬
‫َ ْ‬
‫ين} [آل عمران‪َ .]150:‬و َو َرد ِفعال يف قوهل تعاىل‪{ :‬إن تنرصوا اهلل ينرصكم} [حممد‪.]7 :‬‬‫َخ ْري انلَّارص َ‬
‫ِ ِ‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اسم (انلَّ ِ‬
‫ارص) ِمن األسما ِء المختل ِف فيها‪ ،‬وقد عده مجع ِمن العلما ِء يف األسما ِء احلسىن‪ ،‬منهم‪ :‬احل َ ِلييم‬
‫وابليهيق والقرطيب وابن الوزير واحلمود ونور احلسن خان‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ّ‬
‫عند اهلل)‪ .‬قال ابن القيم‪( :‬وهو خري انلارصين‬
‫ارص وحده‪ ،‬وما انلرصاا إال ِمن ِ‬ ‫قال ابن تيمية‪( :‬فإنه هو انل ِ‬
‫ََ‬ ‫َف َمن وااله فهو َ‬
‫المنصور)‪ .‬قال احللييم‪( :‬هو الميَ ِِّس للغلبة)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫واالنتصار ملن شاء من عباده‪.‬‬ ‫ارص‪ :‬اذلي يقدر الغلبة‬‫انلَّ ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫َّ ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫األسماء‪ :‬انلَّصري ‪ -‬خري انلارصين ‪ -‬الويل ‪ -‬الق ِوي ‪ -‬الغا ِلب ‪ -‬القا ِهر ‪ -‬املجيب‪ .‬الصفات‪ :‬انلرص ‪-‬‬
‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫الوالية ‪ -‬القوة ‪ -‬الغلبة ‪ -‬القهر ‪ -‬اإلجابة‪ .‬األفعال‪ :‬يَنرص ‪ -‬ي َتوىل ‪ -‬يَغ ِلب ‪ -‬يَقهر ‪ -‬جييب‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه تدل ىلع اهلل‪ ،‬وتدل ىلع‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫واض َع كثري ٍة مضافا إىل َمن خ َّصه اهلل بانلُّرص ِة اكملالئِكة واملؤمنني‪ ،‬و ِمن اخلطأ ِ‬ ‫َ‬
‫‪ -1‬جاء ِفعل انلَّرص يف م ِ‬
‫هلل ألويلائِ ِه‬
‫َ‬ ‫َ َّ ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫أن يقال يف الاكفر إذا ظفر باملؤمن إنه منصور عليه‪َ ،‬بل يقال هو مسلط عليه‪ -2 .‬نرص ا ِ‬
‫ْ‬ ‫اهلل أ َم َر َّ‬ ‫ّ‬
‫فإن َ‬ ‫يكون باحلجة واللسان والسيف ِّ‬
‫الكفار واملنافقني وال ِغلظة عليهم‪،‬‬
‫ِ‬ ‫نبيه جبها ِد‬ ‫والسنان‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُّ ْ‬ ‫َ َ َ‬
‫بهذين األمرين‪.‬‬
‫بالسيف والسنان‪ ،‬واملنافقني باحلج ِة واللسان‪ ،‬فاكنت انلرصة ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫الكفار‬ ‫جاه َد‬ ‫ف‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد السعيد سعيدي‪ ،‬دار املنهاج‪ - .‬القواعد‬
‫املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء‬
‫اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬أضواء السلف‪- .‬املنهج األسىم يف رشح أسماء اهلل احلسىن‬
‫ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬زاد املعاد البن القيم اجلوزية‪ ،‬دار الرسالة‪ - .‬احلسنة‬
‫والسيئة البن تيمية‪ ،‬مطبعة املدين‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176931( :‬‬

‫‪142‬‬
‫َّ ْ‬
‫الرقِيب‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫َو َر َد ِذكر اسم َّ‬
‫ات‪ ،‬يه‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬إن اهلل اكن عليكم رقيبا}‬ ‫َ َّ‬
‫الكريم ثالث مر ٍ‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫(الر ِ‪،‬يْب) يف‬ ‫ِ‬
‫[النساء‪ .]1 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتين كنت أنت الرقيب عليهم}‬
‫[املائدة‪ .]117 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬واكن اهلل ىلع لك يشء رقيبا} [األحزاب‪.]52:‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫َ َّ َ‬ ‫ََ‬
‫(الر ِ‪،‬يْب) ِمن األسما ِء المختل ِف فيها‪ ،‬وقد عده مجع ِمن العلما ِء يف األسما ِء احلسىن‪ ،‬منهم‪ :‬اخلطايب‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫اسم َّ‬
‫وابن منده واحل َ ِلييم وابليهيق واألصبهاين وابن العريب والقرطيب وابن القيم وابن الوزير وابن حجر‬
‫والسعدي والعثيمني واحلمود والرشبايص ونور احلسن خان‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬الم َّط ِلع عليهم المحيص أعماهلم املجازي عليها)‪ .‬وقال ابن القيم‪( :‬وهو الر ِ‪،‬يب ىلع‬
‫َّ‬
‫كيف باألفعال باألراكن)‪ .‬وقال الشيخ السعدي‪ّ :‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(الرقيب والشهيد ِمن أسمائِ ِه‬ ‫ِ‬ ‫ُّ ِ‬ ‫واطر واللوا‪ِ .....‬ح ِظ‬
‫اخل ِ‬
‫وبرص ِه بالمبْ َرصات‪ ،‬وعل ِم ِه جبميع‬
‫ِ‬ ‫سمواعت‬
‫ِ‬
‫احلسىن وهما مرتادفان‪ ،‬والكهما يَدل ىلع إحاطة َس ْمع اهلل َ‬
‫بالم‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫لي ِة واخلفية‪ ،‬وهو الرقيب ىلع ما دار يف اخلواطر‪ ،‬وما حتركت به اللواحظ‪ ،‬و ِمن باب أوىل‬ ‫المعلومات اجل َ ّ‬
‫َ‬
‫األفعال الظاهرةِ باألراكن)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫الض َمائر ‪ ،‬اذلي يَعلَم ويَرى وال َخيَف عليه ِّ‬
‫الِسُّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬
‫الر ِ‪،‬يْب‪ :‬الم َّط ِلع ىلع لك يش ٍء‪ ،‬الشا ِهد ىلع الِسائر و‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫وانلَّجوى‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫الشهيد ‪ -‬العليم ‪ -‬المحيط ‪ -‬احلافظ ‪ -‬احلَفيظ ‪ -‬اخلَبري‪ .‬الصفات‪َّ :‬‬‫َّ‬ ‫األسماء‪ :‬السميع ‪َ -‬‬
‫السمع ‪-‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ابلصري ‪-‬‬
‫حييط ‪-‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الشهادة ‪ -‬العلْم ‪ -‬اإلحاطة ‪ -‬احل ْفظ ‪ -‬ا ْ‬
‫َّ‬
‫ابل َرص ‪-‬‬
‫َ‬
‫برص ‪ -‬ش ِهد ‪ -‬يعلم ‪ِ -‬‬
‫خلربة‪ .‬األفعال‪ :‬يسمع ‪ -‬ي ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬
‫حيفظ‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه تدل ىلع اهلل‪ ،‬وتدل ىلع‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ ْ َ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫اإلنسان باسم‪( :‬رقيب) أو تسمي ِة الرتب ِة العسكري ِة به؛ ألن‪( :‬الرقيب) وإن اكن من‬
‫ِ‬ ‫ال بأس ِبتس ِمي ِة‬
‫ٌ‬ ‫َ َ َّ ْ‬ ‫ّ‬
‫جبالهل‬
‫ِِ‬ ‫أسماء اهلل ‪-‬تبارك وتعاىل‪ -‬لكنه ِمن المشرت ِك اللف ِظي‪ ،‬وهو ثابت هلل سبحانه باملعىن اذلي يليق‬
‫وعظمته‪ ،‬وهو ٌ‬
‫ثابت للمخلوق بما يَليق ِب ِه‪.‬‬ ‫ِِ‬

‫‪143‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد السعيد سعيدي‪ ،‬دار املنهاج‪ - .‬جهود‬
‫اإلمام ابن قيم اجلوزية يف تقرير توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬انلارش املربة‬
‫اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسين للسعدي اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة‬
‫العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬معجم املنايه اللفظية بلكر بن عبد اهلل أبو زيد‪ ،‬دار العاصمة‪- .‬‬
‫القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف‬
‫أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬أضواء السلف‪ - .‬صفات اهلل عزوجل الواردة يف الكتاب‬
‫والسنة لعلوي السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬اتلعليق ىلع القواعد املثىل لعبد الرمحن بن نارص بن براك‪ ،‬دار‬
‫اتلدمرية‪ - .‬تيسري الكريم الرمحن للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ - .‬وهلل األسماء احلسىن لعبد العزيز بن‬
‫نارص اجلليل‪ -.‬انلهج األسىم يف رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪- .‬‬
‫اجلامع ألسماء اهلل احلسىن حلامد أمحد الطاهر‪ ،‬دار الفجر للرتاث‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176933( :‬‬

‫‪144‬‬
‫َ ْ‬
‫الك ِفيل‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َََ‬
‫الكريم َم ّرة واحدة‪ ،‬وذلك يف قوهل سبحانه‪{ :‬وقد َجعلتم اهلل َعليكم‬ ‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫اسم (الك ِفيْل) يف‬
‫ورد ِذكر ِ‬
‫ََ َ َ‬ ‫الس َّنة‪ :‬فقد َو َر َد يف ِق ّص ِة َّ‬
‫الرج ِل ِم َن بين إرسائيل‪ َ ،‬اذلي أ ْسلف آخ َر ألف‬ ‫َ‬
‫كفيال} [انلحل‪َّ .]91 :‬‬
‫وأما يف ُّ‬
‫ََ‬ ‫َ َ َ َ َ َ ْ‬ ‫َ َْ‬ ‫َّ َّ َّ َ َ ْ َ ِّ ْ َ َ َّ ْ‬
‫ار‪ ،‬ف َسأل ِين ك ِفيال‪ ،‬فقلت‪ :‬كَف‬
‫ٍ‬ ‫ين‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ال‬‫ف‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ينار‪ ،‬وفيه أنه قال‪( :‬اللهم إِنك تعلم أين كنت تسل‬ ‫ِد‬
‫ََ َ َ‬ ‫َّ ٍ َ‬
‫َّلل ك ِفيال‪ ،‬فر ِيض ِبك) رواه ابلخاري (‪.)2291‬‬ ‫ِبا ِ‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ َ‬
‫اثلابت ِة هلل تعاىل‪ ،‬وقد عده مجع ِمن العلما ِء يف األسما ِء احلسىن‪ ،‬منهم‪ :‬ابن منده‬ ‫َ ْ‬
‫اسم (الك ِفيل) ِمن األسما ِء ِ‬
‫واحل َ ِلييم وابليهيق وابن العريب والقرطيب‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ِّ‬
‫كفااياات)‪ .‬وقاال ابن القيم‪( :‬وهو احلَفيظ عليهم وهو الكفيال‪ِ ...‬حب ِ‬
‫فظ ِهم ِمن لك‬ ‫قاال احللييم‪( :‬المتقبال لل ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ومآهلم)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اعن)‪ .‬وقال الشيخ حافظ حكيم‪( :‬الك ِفيل بأرزاقِ ِهم وآجال ِ ِهم وإنشائِهم‬ ‫أم ٍر ِ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ َ ِّ‬ ‫َ‬
‫الكفيْ‬
‫ور اخلَالئِق‪ ،‬المتكفل بأقواتِ ِهم وأرزاقِ ِهم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫م‬‫بأ‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ئ‬ ‫القا‬ ‫هو‬ ‫ل‪:‬‬ ‫ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫َّ‬ ‫حلفظ ‪ّ -‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الرزاق ‪ -‬الشهيد‪ .‬الصفات‪ :‬الكفالة ‪َ -‬‬ ‫األسماء‪َ :‬‬
‫الوكيل ‪ -‬احلَفيظ ‪َّ -‬‬
‫الرزق ‪ -‬الشهادة‪.‬‬ ‫الواكلة ‪ -‬ا ِ‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه تدل ىلع اهلل‪ ،‬وتدل ىلع‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َ ُّ ّ َّ‬ ‫َ‬
‫الوكيل بالكفيل‪َ ،‬‬
‫ِس َ‬‫ربما ف ِّ َ‬
‫َّ‬
‫وكيل كفيال‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫كفيل وكيل‪ ،‬وليس لك‬
‫ٍ‬ ‫والوكيل أعم ألن لك‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬األسماء والصفات للبيهيق مكتبة السوادي‪ - .‬معارج القبول حلافظ حكيم دار ابن القيم ‪ -‬الاكفية‬
‫الشافية البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار اعلم الفوائد‪ - .‬انلهج األسىم يف رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود‬
‫انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬صفات اهلل عزوجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي السقاف‪ ،‬دار‬
‫اهلجرة‪ - .‬القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن‪ - .‬معتقد أهل السنة‬
‫واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬أضواء السلف‪ - .‬اتلعليق ىلع القواعد املثىل‬
‫لعبد الرمحن بن نارص بن براك‪ ،‬دار اتلدمرية‪ - .‬فقه األسماء احلسىن لعبد الرزاق ابلدر‪ ،‬طبع ىلع نفقة‬
‫إبراهيم الوقييص‪ ،‬مطابع احلمييض‪ - .‬املفردات يف غريب القرآن للراغب األصفهاين‪ ،‬دار القلم‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176934( :‬‬

‫‪145‬‬
‫ُّ ُّ‬
‫السب ْوح‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ َ َ َ‬ ‫ل َ ْم يَر ْد اسم ُّ‬
‫(الس ُّب ْوح) يف القرآن الكريم‪ ،‬وإنما ورد يف حديث اعئشة ريض اهلل عنها أن رسول اهلل صىل‬ ‫ِ‬
‫والر ْوح) أخرجه مسلم يف‬
‫رب املالئك ِة ُّ‬ ‫وح ق ُّد ٌ‬
‫وس ُّ‬ ‫اهلل عليه وسلم اكن يقول يف ركوعه وسجوده‪( :‬س ُّب ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صحيحه (‪.)487‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َ َّ َ‬
‫اسم (ال ُّس ُّبوح) ِمن أسما ِء اهلل تعاىل‪ ،‬وقد عده مجع ِمن العلما ِء يف األسما ِء احلسىن‪ ،‬منهم‪ :‬ابن منده‬
‫ٌ‬
‫واحل َ ِلييم وابليهيق وابن حزم والقرطيب وابن تيمية والعثيمني ونور احلسن خان‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ُّ ٌ ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫قال اخلطايب‪( :‬ال ُّسا ُّبوح‪ :‬المَنه عن لك عيب)‪ .‬وقال ابن تيمية‪( :‬وهو سابحانه سابوح قدوس يسابح هل ما يف‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫ٌ َّ‬ ‫ٌ‬
‫الر ُّب وحيا‬
‫عظم بها ّ‬ ‫السااماوات واألرض‪( ،‬وساابحان اهلل) لكمة كما قال ميمون بن مهران‪ :‬يه لكمة ي‬
‫ِّ‬ ‫الز َّجاج‪( :‬اذلي ي َ َّ‬
‫السوء)‪ .‬وقال َّ‬ ‫بها من ُّ‬
‫َنه عن لك سوء)‪.‬‬ ‫ِ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫َ‬
‫َنه َعن انلقائص والعيوب‪ ،‬اذلي يق ِّدسه وي ِّ‬‫َ‬
‫َنهه لك َمن يف السماوات واألرض‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الس ُّب ْوح‪ :‬هو الم ّ‬
‫ُّ‬

‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬


‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫األسماء‪َّ :‬‬
‫السالم ‪ -‬القدوس ‪ -‬العظيم ‪ -‬ذو اجلالل واإلكرام‪ .‬الصفات‪ :‬السالم ‪ -‬القد ِسية ‪ -‬العظمة ‪-‬‬
‫ِّ َ َ َّ‬
‫اجلَالل‪ .‬األفعال‪ :‬ي َسلم ‪ -‬تقدس‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫فيه‬ ‫‪،‬‬‫وأوصاف‬ ‫أعالم‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫بتَنيه ِه عن ذلك‪ ،‬اكجلهل‬‫ِ‬ ‫والعيوب فابلاري تعاىل أوىل‬ ‫ِ‬ ‫خلوق عنه ِمن انلقائِص‬ ‫ِ‬ ‫َنيه الم‬ ‫‪ -1‬ما وجب ت ِ‬
‫َ َّ َ‬ ‫ٌ‬
‫والظلم والضعف‪ ،‬وكذلك ما اكن مستلزما للنقص وهو كمال يف املخلوق‪ ،‬اكلزوجة والودل‪ -2 .‬تأول‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫والصفات اليت تعرتي المح َدثِني‪ ،‬ومرادهم ِبذلك ما زاد‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫عا‬ ‫َنه عن َ‬
‫الم‬ ‫(الس ُّبوح) بأنه الم َ َّ‬
‫اسم ُّ‬ ‫عطلَة َ‬ ‫الم ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ديلل عليه‪ ،‬وهو تف ٌ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ريق بني‬ ‫تفريق ال‬ ‫يبتونها‪ ،‬وهذا ال شك باطل؛ ألنه‬ ‫بع اليت ي ِ‬‫الصفات الس ِ‬ ‫ِ‬ ‫عن‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫بعضها اآلخر‪ ،‬وال يَنه اهلل تعاىل عما‬ ‫اكلقول يف ِ‬ ‫ِ‬ ‫الصفات‬
‫ِ‬ ‫بعض‬‫المتماثِالت‪ ،‬فابلاب واحد‪ ،‬والقول يف ِ‬
‫ٌ‬
‫واستدراك‪ ،‬وليس‬ ‫ٌ‬
‫انتقاص‬ ‫أثبته نلفسه أو أثبته هل رسوهل صىل اهلل عليه وسلم‪ ،‬فإن هذا يف احلقيقة‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫بزعم أنها تقتيض‬ ‫ِ‬ ‫الصفات‬
‫ِ‬ ‫والصفات‪ ،‬ألن إنكار‬ ‫ِ‬ ‫وتَنيه ِه نيف األسما ِء‬‫ٌِ‬ ‫تسبيح اهلل‬
‫ِ‬ ‫تَنيها‪ -3 .‬ليس ِمن‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫لكمال اهلل‪ ،‬وليس من اتلَني ِه يف يشءٍ‪ ،‬فإن اهلل تعاىل هو اذلي‬ ‫ِ‬ ‫أبطل ابلاطل‪ ،‬وهو تعطيل‬ ‫ِ‬ ‫التشبيه ِمن‬
‫نيف م َماثل ِت ِه ملخلوقاتِ ِه‪.‬‬ ‫مع‬ ‫ه‬ ‫نلفس‬ ‫والصفات‬ ‫َ‬
‫األسماء‬ ‫هذه‬ ‫ت‬ ‫أثْ َب َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫‪146‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد السعيد سعيدي‪ ،‬دار املنهاج‪ - .‬جمموع‬
‫الفتاوى البن تيمية‪ ،‬طبعة جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬القواعد املثىل البن عثيمني‪،‬‬
‫طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن‬
‫خليفة اتلمييم‪ ،‬أضواء السلف‪ - .‬صفات اهلل عزوجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي السقاف‪ ،‬دار‬
‫اهلجرة‪ - .‬اتلعليق ىلع القواعد املثىل لعبد الرمحن بن نارص بن براك‪ ،‬دار اتلدمرية‪ - .‬تيسري الكريم‬
‫الرمحن للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ - .‬وهلل األسماء احلسىن لعبد العزيز بن نارص اجلليل‪ .‬دار طيبة‪- .‬‬
‫انلهج األسىم يف رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬شأن ادلاعء‬
‫للخطايب‪ ،‬دار اثلقافة العربية‪ - .‬لسان العرب البن منظور‪ ،‬دار صادر‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176942( :‬‬

‫‪147‬‬
‫َّ ِّ‬
‫الطيب‬
‫األدلة‪:‬‬
‫اهلل َط ِّي ٌ‬ ‫َّ‬
‫قوهل صىل اهلل عليه وسلم‪( :‬إن َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫(الط ِّ‬ ‫ْ‬
‫ل َ ْم يَر ْد ذكر اسم َّ‬
‫ب ال‬ ‫وإنما َو َرد يف ِ ِ‬‫ِ‬ ‫‪،‬‬‫الكريم‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫يف‬ ‫ب)‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ِّ‬ ‫َ‬
‫قبل إال طيبا) رواه مسلم (‪.)1015‬‬ ‫يَ َ‬

‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬


‫َ َّ َ‬ ‫ََ‬
‫(الط ِّيب) ِمن األسما ِء المختل ِف فيها‪ ،‬وقد عده مجع ِمن العلماء يف األسماء احلسىن‪ ،‬منهم‪ :‬ابن منده‬
‫ٌ‬ ‫اسم َّ‬
‫وابن العريب وابن تيمية وابن القيم وابن عثيمني‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫قال ابن القيم‪( :‬واساامه الطيب‪ ،‬وال يصاادر عنه إال طيب‪ ،‬ال يصااعد إيله إال طيب‪ ،‬وال يقرب منه إال‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُّ‬
‫(والمعىن أن اهلل‬ ‫طياب‪ ...‬فاالطيباات لكهاا هل‪ ،‬ومضااافاة إيلاه‪ ،‬وصااادرة عناه‪ ،‬منتهياة إيلاه)‪ .‬قاال ابن رجاب‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ ٌ َ َّ ٌ‬
‫وب لكها)‪.‬‬
‫تعاىل مقدس مَنه عن انلقائِ ِص والعي ِ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َّ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َّ ِّ‬
‫وب لكها‪.‬‬
‫الطيب‪ :‬يعين أنه تعاىل مقدس ومَنه عن انلقائِ ِص والعي ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫األسماء‪ :‬الق ُّدوس ‪َّ -‬‬
‫السالم ‪ -‬السبوح ‪ -‬اجل َ ِميل‪ .‬الصفات‪ :‬القد ِسية ‪ -‬السالمة من العيوب ‪ -‬اجلَمال‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه تدل ىلع اهلل‪ ،‬وتدل ىلع‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫أسماء اهلل تعاىل وصفا ِت ِه إذا اكنت حقيقة ل ِزم أن يكون فيها مما ِثال للمخلوقني‪ ،‬وأن صفا ِت ِه‬ ‫ظ ُّن أن‬
‫هلل تعاىل وصفاتِ ِه‪ ،‬بل َ‬ ‫أعظم اجلهل؛ ألنه يقتيض نَ َ‬ ‫ٌ‬
‫نيف وجوده‪.‬‬ ‫مجيع أسما ِء ا ِ‬
‫يف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫هم‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫لصفا‬ ‫اثلة‬ ‫مم‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة‬
‫املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار‬
‫الوطن‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬أضواء السلف‪- .‬‬
‫فقه األسماء احلسىن‪ ،‬للشيخ عبد الرزاق ابلدر‪ ،‬مطابع احلمييض‪ - .‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جامع العلوم واحلكم البن رجب احلنبيل‪ ،‬مؤسسة‬ ‫الكتاب والسنة لعلوي‬
‫الرسالة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬طبعة جممع امللك فهد لطباعة املصحف‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176943( :‬‬

‫‪148‬‬
‫َ َ‬
‫احلكم‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َََ‬
‫واحد يف قوهل تعاىل‪{ :‬أفغري اهلل أبتَغ حكما}‬
‫ٍ‬ ‫وضع‬
‫الكريم يف م ٍ‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫(احلَكم) يف‬ ‫َ‬ ‫اسم‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫ذ‬
‫ِ‬ ‫د‬‫ور‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ َّ‬
‫قوهل صىل اهلل عليه وسلم‪( :‬إن َ‬
‫اهلل هو احلَكم) أخرجه أبو داود يف‬ ‫السنة‪ :‬فيف ِ ِ‬ ‫[األنعام‪ .]114 :‬وأ ّما يف‬
‫سننه (‪ ،)495‬والنسايئ (‪ )5387‬وصححه األبلاين يف صحيح النسايئ (‪.)4980‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َ َ‬
‫هلل تعاىل وقد عده مجع ِمن العلما ِء يف األسما ِء احلسىن‪ ،‬منهم‪ :‬القرطيب‬
‫اثلابت ِة ِ‬
‫اسم (احلكم) ِمن األسما ِء ِ‬
‫وابن تيمية وابن القيم وابن الوزير وابن حجر والسعدي والعثيمني‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ََْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ااب المفصاال)‪ .‬قاال ابن القيم‪[( :‬أي]‬ ‫ااس هو اهلل تعااىل بماا أنزهل ِمن الكت ِ‬ ‫قاال ابن تيمياة‪( :‬احلَكم بني انل ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أنه أعدل العا ِد ِلني يف قضاائِ ِه)‪ .‬قال الشايخ الساعدي‪( :‬و ِمن أسامائِ ِه احلَكم العدل اذلي حيكم بني عبا ِد ِه‬
‫َ‬ ‫ثقال ذرة‪ ،‬وال حيَ ِّمل أحدا َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫العبد بأكرث‬ ‫وزر أحد‪ ،‬وال جيازي‬ ‫ساط ِه فال يظ ِلم ِم‬
‫بعدهل‪ ،‬وقِ ِ‬
‫ِِ‬ ‫واآلخرةِ‬
‫ِ‬ ‫يف ادلنيا‪،‬‬
‫َ ُّ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ٍّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صاحب حق إال وصل إيله حقه)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ذنب ِه‪ ،‬ويؤدي احلقوق إىل أه ِلها‪ ،‬فال يدع‬‫ِمن ِ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫احلَكم‪ :‬اذلي إيل ِه احلكم يف لك يشءٍ‪ ،‬وهو حيكم ما يريد‪ ،‬وحيكم بني عبا ِد ِه‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫اكم ‪ -‬احلَكيم ‪ -‬أحكم احلا ِك ِمني ‪ -‬العدل ‪ -‬المهي ِمن ‪ -‬القهار ‪ -‬الع ِليم‪ .‬الصفات‪ :‬احلكم‬
‫األسماء‪ :‬احل َ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َََْ‬ ‫َ ْ‬
‫عدل ‪ -‬يهي ِمن ‪ -‬يَقهر ‪ -‬يَعلم‪.‬‬ ‫َ‬
‫‪ -‬العدل ‪ -‬الهيمنة ‪ -‬القهر ‪ -‬ال ِعلم‪ .‬األفعال‪ :‬حيكم ‪ -‬ي ِ‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫فيه‬ ‫‪،‬‬‫وأوصاف‬ ‫أعالم‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫اإلنسان ب ِه أو تكنيته بذلك‪ .‬كما‬
‫ِ‬ ‫‪ -1‬اسم (احلكم) ِمن األسما ِء المختص ِة باهلل تعاىل‪ ،‬فال جيوز تسمية‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ ْ َ َ َّ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ْ‬
‫هلل اذلي رشعه هلم‪،‬‬‫يقتيض هذا االسم أن ال حكم إال هلل تعاىل‪ ،‬فعىل احلاكمِ أن ال يتعدوا حكم ا ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫اسم (احلَكم) بأنه اذلي يَفصل بني احلق وابلاطل‪ ،‬وأنكروا أن‬ ‫أو َل المعطلة َ‬ ‫ونَ َص َبه فصال بينهم‪ -2 .‬تَ َّ‬
‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ‬ ‫َجي َ‬
‫أفعال العباد ألنهم ينكرون خل َق اهلل ألفعال ِ ِهم‪ ،‬وهذا ال شك باطل‪ ،‬فإن اهلل هو‬
‫ِ‬ ‫ري حكم اهلل ىلع‬
‫خا ِلق العبا ِد وخالق أفعال ِ ِهم كما دلت ىلع ذلك انلصوص‪ ،‬وهو اذلي حيكم ما يريد‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬

‫‪149‬‬
‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد‬
‫سعيدي‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة‬
‫املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن‬
‫صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ - .‬صفات اهلل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬األسماء احلسىن معانيها وآثارها والرد ىلع املبتدعة فيها لرفيع بصريي‬ ‫القادر‬
‫اإلجيبوي‪ ،‬رسالة دكتوراه باجلامعة اإلسالمية‪ - .‬اجلامع لألسماء احلسىن حلامد أمحد الطاهر‪ ،‬دار الفجر‬
‫للرتاث‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176947( :‬‬

‫‪150‬‬
‫َ‬
‫الَك ِيف‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫َو َر َد ِذكر اسم (الاكيف) يف القرآن الكريم َم ّ‬
‫عبده}‬ ‫كاف‬
‫ٍ‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫اهلل‬ ‫{أليس‬ ‫تعاىل‪:‬‬ ‫قوهل‬ ‫يف‪:‬‬ ‫وذلك‬ ‫‪،‬‬‫واحدة‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫[الزمر‪ :‬من اآلية‪َ .]36‬و َو َر َد ف ْعال يف قوهل تعاىل‪{ :‬فسيكفيكهم اهلل وهو السميع العليم} [ابلقرة‪ .]137 :‬أَماَّ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُّ َّ‬
‫أنس ريض اهلل عنه أن انليب صىل اهلل عليه وسلم اكن إذا أوى إىل فراشه‬ ‫حديث ٍ‬
‫ِ‬ ‫السنة‪ :‬فقد َو َرد يف‬ ‫يف‬
‫قال‪( :‬احلمد هلل اذلي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا‪ ،‬فكم ممن ال اكيف هل وال مؤوي) رواه مسلم (‪.)2715‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َ‬
‫اثلابت ِة هل‪ ،‬وقد عده مجع من العلما ِء يف األسماء احلسىن‪ ،‬منهم‪ :‬جعفر الصادق‬
‫(الاك ِيف) ِمن أسماء اهلل تعاىل ِ‬
‫وسفيان بن عيينة واخلطايب واحللييم وابن منده‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫قاال اخل َ َّطاايب‪( :‬وأ َّماا الاكيف‪ :‬فهو اذلي يكيف عبااده الم ِهم‪ ،‬ويادفع عنهم الم ِلم‪ ،‬وهو اذلي يكتَف بمعون ِتا ِه‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫اكف عباده املؤمنني كما قال تعاىل‪{ :‬يا‬‫غري ِه‪ ،‬ويسااتغىن به عمن سااواه)‪ .‬قال ابن تيمية‪( :‬واهلل وحده ٍ‬ ‫عن ِ‬
‫َ‬
‫أيها انليب حسابك اهلل ومن اتبعك من املؤمنني} أي هو وحده حسابك وحساب من اتبعك من املؤمنني)‪.‬‬
‫آمن به‬ ‫مجيع ما حيتاجون ويضاطرون إيله‪ ،‬الاكيف كفاية خاصاة َمن َ‬ ‫َ‬ ‫قال الشايخ الساعدي‪( :‬الاكيف عباده‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫حوائج دي ِن ِه ودنياه)‪.‬‬ ‫وتولك عليه واستمد منه‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫غري ِه‪ ،‬ويستغىن به‬
‫ِ‬ ‫عن‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫معون‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫َف‬‫كت‬ ‫ي‬ ‫واذلي‬ ‫إيله‪،‬‬ ‫تاجون‬ ‫حي‬ ‫ما‬ ‫مجيع‬ ‫ه‬ ‫عباد‬ ‫كيف‬ ‫ي‬ ‫اذلي‬ ‫هو‬ ‫‪:‬‬ ‫يف‬
‫ِ‬ ‫الاك‬
‫عمن ِسواه‪.‬‬ ‫َّ‬

‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬
‫كفاية ‪ -‬الكفالة ‪ -‬احل َ ْسب ‪ِّ -‬‬ ‫َ‬ ‫الوكيل ‪َّ َّ -‬‬
‫الرزق‪.‬‬ ‫الرزاق ‪ -‬الك ِفيل‪ .‬الصفات‪ :‬ال ِ‬ ‫األسماء‪ِ َ :‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫كمال وجو ِده‪ ،‬وليس يف الوجو ِد يشء هو‬
‫ِ‬ ‫كفاية حيتاج إيلها المخلوق إما لِوجو ِده‪ ،‬أو ِدلوامِ وجو ِده‪ ،‬أو ِل‬ ‫ال ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اكف يلحصل به وجود األشياء‪ ،‬ويدوم به وجودها‪،‬‬ ‫اكف ليش ٍء إال اهلل عز وجل‪ ،‬فهو وحده ٍ‬ ‫وحده ٍ‬
‫ويَكمل به وجودها‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬انلهج األسىم يف رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬صفات اهلل‬
‫عزوجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬شأن ادلاعء للخطايب‪ ،‬دار اثلقافة‬

‫‪151‬‬
‫العربية‪ - .‬وهلل األسماء احلسىن لعبد العزيز بن نارص اجلليل‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬طبعة جممع‬
‫امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬منهج ابن القيم يف رشح األسماء احلسىن ملرشف بن يلع‬
‫الغامدي‪ ،‬رسالة ماجستري بأم القرى‪ - .‬القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار‬
‫الوطن‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬أضواء السلف‪- .‬‬
‫اتلعليق ىلع القواعد املثىل لعبد الرمحن بن نارص بن براك‪ ،‬دار اتلدمرية‪ - .‬احلجة يف بيان املحجة‪،‬‬
‫للتييم‪ ،‬دار الراية‪ - .‬تيسري الكريم الرمحن‪ ،‬للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176992( :‬‬

‫‪152‬‬
‫َّ َّ‬
‫ادليان‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫الكريم‪ ،‬وإنما أخذه بعضهم ِمن قوهل تعاىل‪{ :‬مالك يوم ادلين} [الفاحتة‪.]:‬‬ ‫القرآن‬ ‫ل َ ْم يَر ْد اسم َّ‬
‫(ادليَّان) يف‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ‬
‫َََ‬ ‫ُّ َّ‬
‫عبد اهلل بن أنيس ريض اهلل عنه قال‪ :‬سمعت رسول اهلل صىل اهلل عليه‬ ‫ِ‬ ‫حديث‬
‫ِ‬ ‫يف‬ ‫د‬ ‫ر‬‫و‬ ‫فقد‬ ‫ة‪:‬‬‫ن‬ ‫الس‬ ‫يف‬ ‫أ َّما‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫وسلم يقول‪( :‬حيرش انلاس يوم القيام ِة ‪-‬أو قال العباد‪ -‬ع َراة غ ْرال بهما‪ ،‬قال قلنا‪ :‬وما بهما؟ قال‪ :‬ليس‬
‫معهم يشء‪ ،‬ثم يناديهم بصوت يَسمعه َمن قَرب َ‬
‫كما يَسمعه َمن َبعد‪ :‬أنا امللك أنا ادليان‪ )...‬احلديث رواه‬
‫أمحد يف املسند (‪ )495/3‬وابن أيب اعصم يف (السنة) (‪ )514‬وغريهما بإسناد حسن‪ .‬وورد يف حديث أيب‬
‫قالبة عن أيب ادلرداء ريض اهلل عنه‪( :‬الرب ال يبىل واإلثم ال ينىس وادليان ال ينام فكن كما شئت كما‬
‫تدين تدان) لم يصح مرفواع إال فيما رواه ابليهيق يف األسماء والصفات (ص‪ ،)79:‬وقال‪( :‬هذا مرسل)‪،‬‬
‫والصحيح وقفه ىلع أيب ادلرداء كما رواه عنه اإلمام أمحد يف الزهد (ص‪.)142 :‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫اثلابت ِة‪ ،‬وقد َعده مجْ ٌع ِمن العلما ِء يف األسما ِء احلسىن‪ ،‬منهم‪ :‬اخل َ ّطايب وابن‬
‫هلل تعاىل ِ‬
‫َّ َّ‬
‫(ادليان) ِمن أسما ِء ا ِ‬
‫منده واحل َ ِليميي وابليهيق والقرطيب وابن القيم والرشبايص ونور احلسن خان‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حاسب والمجازي وال ي ِضيع عمال ولكنه جيزي باخلري خريا وبالرش رشا)‪ .‬قال أبو القاسم‬
‫احللييم‪( :‬الم ِ‬ ‫َ‬ ‫قال‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫بد‬
‫اتلييم‪( :‬وأما ادليان فمعناه المجازي)‪ .‬وقال ابن القيم‪( :‬إين أنا ادليان آخذ حق مظا‪.....‬الومٍ من الع ِ‬
‫َّ‬
‫الظلومِ اجل َ ِاين)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َّ‬
‫اسبهم عليها‪.‬‬
‫ب أعمال ِ ِهم‪ ،‬وحي ِ‬
‫ادليان‪ :‬اذلي جيازي العباد ِحبس ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الق ّهار ‪ -‬احلَاكم ‪ -‬احلَكم ‪ -‬احلَسيْب ‪ -‬احلفيظ ‪َ -‬‬
‫الملك‪ .‬الصفات‪ :‬القهر ‪ -‬احلكم ‪-‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫األسماء‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫احلَسب ‪ -‬ا ِ‬
‫حلفظ ‪ -‬الملك‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه تدل ىلع اهلل‪ ،‬وتدل ىلع‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫صفات هلل تعاىل منها‪ :‬الملك وال ِعلم والعدل‬
‫ٍ‬ ‫إثبات ِعدة‬
‫ِ‬ ‫العبد‬
‫ِ‬ ‫باسم (ادليان) يستلزم ِمن‬
‫‪ -1‬اإليمان ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫الكمال اليت يوصف اهلل بها‪ -2 .‬من آثار اإليمان بهذا االسم‬
‫ِ‬ ‫صفات‬
‫ِ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ذلك‬ ‫وغري‬ ‫مة‪،‬‬ ‫ك‬ ‫حل‬
‫والالكم وا ِ‬
‫مراقبة اهلل تعاىل وحماسبة انلفس استشعارا للحساب يوم القيامة‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬انلهج األسىم يف رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬صفات اهلل‬
‫عزوجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع‬
‫بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن‬
‫خليفة اتلمييم‪ ،‬أضواء السلف‪ - .‬اتلعليق ىلع القواعد املثىل لعبد الرمحن بن نارص بن براك‪ ،‬دار‬
‫اتلدمرية‪ - .‬احلجة يف بيان املحجة ورشح عقيدة أهل السنة أليب القاسم اتلييم‪ ،‬دار الراية‪ - .‬األسماء‬
‫والصفات للبيهيق‪ ،‬مكتبة السوادي‪ - .‬تذكرة املؤتيس رشح عقيدة احلافظ عبد الغين املقديس لعبد‬
‫الرزاق ابلدر‪ ،‬دار غراس للنرش واتلوزيع‪ - .‬الاكفية الشافية البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار اعلم الفوائد‪ - .‬اتلبيان‬
‫يف أقسام القرآن البن القيم‪ ،‬دار املعرفة‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)176996( :‬‬

‫‪154‬‬
‫َّ ِّ‬
‫السيد‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ِّ ِّ‬
‫عبد اهلل بن الشخري ريض اهلل‬
‫ُّ َّ‬ ‫َّ َ َ َ‬ ‫ل َ ْم يَر ْد اسم َّ‬
‫(الس ِّ‬
‫حديث ِ‬
‫ِ‬ ‫وإنما ورد يف السنة يف‪:‬‬‫ِ‬ ‫‪،‬‬ ‫الكريم‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫يف‬ ‫د)‬‫ي‬ ‫ِ‬
‫عنه قال‪ :‬انطلقت يف َوفْد بين اعمر إىل رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم‪ ،‬فقلنا‪ :‬أنت َس ِّيدنا‪ ،‬فقال‪َّ :‬‬
‫(الس ِّيد‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫اهلل تبارك وتعاىل) رواه أمحد (‪ ،)24/4‬وأبو داود (‪ ،)4806‬وابن السين يف (ايلوم والليلة) (‪ ،)387‬وصححه‬
‫األبلاين يف (صحيح اجلامع) (‪.)3700‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َّ ِّ‬
‫اثلابت ِة هلل تعاىل‪ ،‬وقد عده مجع ِمن العلما ِء يف األسما ِء احلسىن‪ ،‬منهم‪ :‬ابن منده‬
‫اسم (السيد) ِمن األسما ِء ِ‬
‫واحل َ ِلييم وابليهيق وابن حزم واألصبهاين وابن العريب والقرطيب وابن القيم والعثيمني ونور احلسن خان‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫َّ َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ ُّ َ‬
‫قال اخل َ َّط ِايب‪( :‬قوهل‪( :‬السايد اهلل) ي ِريد أن الساؤدد حقيقة هلل ‪ -‬عز وجل ‪ -‬وأن اخللق لكهم عبيد هل)‪ .‬قال‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫َّ‬ ‫َّ َ ِّ َ‬ ‫َْ‬
‫وبأمر ِه يعملون‪،‬‬
‫ِ‬ ‫انلاس إنما هو رأسااهم اذلي إيله يرجعون‪،‬‬
‫احللييم‪( :‬المحتاج إيله باإلطالق‪ ،‬فإن ساايد ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ِّ‬ ‫َ َْ‬ ‫ْ‬
‫أمر ِهم اذلي إيلاه‬
‫لق هو ماالاِك ِ‬ ‫وعن رأ ِيا ِه يَصاادرون‪ ،‬و ِمن ِ ِ‬
‫قوهل يسااتهادون)‪ .‬وقاال ابن القيم‪( :‬سااياد اخل ِ‬
‫يرجعون وبأمره يعلمون وعن قوهل يصدرون)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ ْ َ‬ ‫َّ ِّ‬
‫أمور ادلنيا واآلخرةِ‪.‬‬
‫رجع اخللق إيله يف ِ‬
‫السيد‪ :‬صاحب السؤد ِد ىلع احل ِقيقة‪ ،‬اذلي ي ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ‬
‫الربوبية ‪ -‬الص َمدية‪.‬‬ ‫الرب ‪ -‬الص َمد‪ .‬الصفات‪ُّ :‬‬
‫السؤدد ‪ -‬المواالة ‪ُّ -‬‬ ‫وىل ‪َّ -‬‬ ‫األسماء‪َ :‬‬
‫الم ِلك ‪ -‬الم‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫ل‬ ‫وتد‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫فيه‬ ‫‪،‬‬‫وأوصاف‬ ‫أعالم‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬
‫انلفع أو دفع الرض‪ ،‬أو‬ ‫ِ‬ ‫ورين أو األحيا ِء ويعت ِقدون في ِه جلب‬‫َ ِ‬ ‫قب‬ ‫الم‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫سواء‬ ‫هلل‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫غري‬ ‫د‬
‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫اذ‬ ‫اخت‬ ‫‪-1‬‬
‫َ ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ِّ َ‬
‫رصفون إيل ِه جلوءهم ودعواتِهم يعد ِرشاك باهلل‬ ‫يَنلون به طلباتِهم ورغباتِ ِهم‪ ،‬وي ِ‬ ‫يعلقون به حاجاتِهم‪ ،‬أو ِ‬
‫غري اهلل فيه‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫هل إذ كيف يسوى الرتاب برب األرباب‪ -2 .‬إطالق السي ِد ىلع‬ ‫العظيم‪ ،‬وهذا اغية اجل َ‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫ادة المطلقة فهذا ال جيوز‪ ،‬وإن اكن يَ َ‬ ‫ِّ َ َ‬ ‫ْ َ‬
‫قصد به جم ّرد اإلكرامِ فإن اكن‬ ‫تفصيل‪ ،‬فإن اكن يَقصد السي‬
‫خاطب به أهال لإلكرام فال بأس به‪ ،‬ولكن ال يقل‪( :‬السيد)‪ ،‬بل يقول‪( :‬يا سيد)‪ ،‬أو حنو ذلك‪ ،‬وإن‬ ‫الم َ‬
‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫اسم فال بأس به‪.‬‬ ‫اكن ال يقصد به السيادة واإلكرام وإنما هو جمرد ٍ‬

‫‪155‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود اإلمام ابن قيم اجلوزية لويلد العيل‪ ،‬دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم يف‬
‫رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬صفات اهلل عزوجل الواردة يف‬
‫الكتاب والسنة لعلوي السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة‬
‫الشيخ‪ ،‬مدار الوطن‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪،‬‬
‫أضواء السلف‪ - .‬اتلعليق ىلع القواعد املثىل لعبد الرمحن بن نارص بن براك‪ ،‬دار اتلدمرية‪ - .‬معالم‬
‫السَن للخطايب‪ ،‬املطبعة العلمية‪ ،‬حلب‪ - .‬فقه األسماء احلسىن لعبد الرزاق ابلدر‪ ،‬طبع ىلع نفقة‬
‫إبراهيم الوقييص‪ ،‬مطابع احلمييض‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)177026( :‬‬

‫‪156‬‬
‫َ ْ‬
‫المتِي‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫َو َر َد ذكر اسم َ‬
‫واحد‪ ،‬هو‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬إن اهلل هو الرزاق ذو القوة‬
‫ٍ‬ ‫وض ٍع‬
‫كريم يف م ِ‬
‫ِ‬ ‫القرآن ال‬
‫ِ‬ ‫(الم ِتني) يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املتني} [اذلاريات‪.]58 :‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َ ْ‬
‫اثلابت ِة هلل تعاىل‪ ،‬وقد عده مجع ِمن العلما ِء يف األسما ِء احلسىن‪ ،‬منهم‪ :‬اخلطايب‬
‫اسم (الم ِتني) ِمن األسما ِء ِ‬
‫واحل َ ِلييم وابليهيق وابن العريب والقرطيب وابن الوزير وابن حجر والسعدي والعثيمني واحلمود والرشبايص‬
‫ونور احلسن خان‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ َ ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬
‫ُّ‬ ‫َ‬
‫أفعاهل مشاقة وال يمساه لغوب)‪ .‬قال ابن‬
‫ِِ‬ ‫قال اخل َ َّطايب‪( :‬الشا ِديد القوي اذلي ال تنق ِطع قوته‪ ،‬وال تلحقه يف‬
‫ُّ‬
‫َ‬ ‫المتني‪َ ،‬‬
‫والمتني يف دال ِتل ِه ىلع الغلظ أقوى من الصامد)‪ .‬قال الشايخ الساعدي‪ِ ( :‬ع َّزة‬ ‫تيمية‪( :‬فَ َسا ّىم َ‬
‫نفساه َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫القوي َ‬ ‫ّ‬
‫املخلوقات‪ ،‬وإن‬
‫ِ‬ ‫المتني‪ ،‬ويه وصافه العظيم اذلي ال تنساب إيله قوة‬ ‫الق َّوة ادلال عليها ِمن أسامائِ ِه‬
‫َ‬
‫عظ َمت)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ َ َّ‬ ‫َ ٌْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ‬
‫الم ِتني‪ :‬الشديد المتنايه يف القوةِ والقدرة‪ ،‬فال يلحقه ضغف وال مشقة‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫َ‬
‫القوي ‪ -‬العظيم ‪َ -‬‬
‫المجيد ‪ -‬العزيز‪ -‬الكبري – شديد العقاب – شديد العذاب‪ .‬الصفات‪:‬‬ ‫األسماء‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫المتانة ‪ -‬القوة ‪ -‬العظمة ‪َ -‬‬
‫َ‬
‫المجد ‪ -‬ال ِع ّزة ‪ -‬الكرب‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫فيه‬ ‫‪،‬‬‫وأوصاف‬ ‫أعالم‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ِّ ّ‬ ‫َ ُّ‬ ‫َ‬
‫ذات اهلل وحدها‬
‫ذات اهلل وىلع ِصف ِة الشدةِ والقوةِ بدالل ِة المطابقة‪ ،‬وىلع ِ‬
‫اسم اهلل (الم ِتني) يدل ىلع ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُّ ُّ‬
‫باتل َض ُّمن‪ ،‬وىلع ِصف ِة الق ّوة وحدها ِبدالل ِة اتلضمن‪ ،‬ويدل باللزومِ ىلع احليا ِة والقيومية والقدرة والعزة‬
‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫وامللك والعظمة والقوة‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬انلهج األسىم يف رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬صفات اهلل‬
‫عزوجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن للسعدي‪،‬‬
‫جملة اجلامعة اإلسالمية العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬شأن ادلاعء للخطايب‪ ،‬دار اثلقافة العربية‪- .‬‬
‫القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف‬

‫‪157‬‬
‫أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬أضواء السلف‪ - .‬اتلعليق ىلع القواعد املثىل لعبد الرمحن‬
‫بن نارص بن براك‪ ،‬دار اتلدمرية‪ - .‬احلجة يف بيان املحجة ورشح عقيدة أهل السنة أليب القاسم اتلييم‪،‬‬
‫دار الراية‪ - .‬بيان تلبيس اجلهمية البن تيمية‪ ،‬طبعة جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)177033( :‬‬

‫‪158‬‬
‫َ‬
‫القاهِر‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َََ ْ‬
‫الكريم مرتني يف‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬وهو القاهر فوق عباده وهو احلكيم‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫اسم (القا ِهر) يف‬
‫ورد ِذكر ِ‬
‫اخلبري} [األنعام‪ .]18:‬وقوهل تعاىل‪{ :‬وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة} [األنعام‪.]61:‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ َ َْ َ َ‬ ‫َ‬
‫اثلابت ِة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذكره أغلب من كتب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬
‫اسم (القا ِهر) ِمن األسما ِء ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬
‫هلل خملوق هل‪ ،‬حا ِدث بمشايئ ِت ِه وقدرتِ ِه‪ ،‬وال‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬خا ِلق لك يش ِء وربه ومليكه‪ ،‬فلك ما ِساوى ا ِ‬
‫ِّ َ‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫أن َ‬‫ٌ ْ‬ ‫َ‬
‫يمنع اهلل عما أراد أن خيلقه ويكونه)‪ .‬قال ابن‬ ‫قدر أحد‬‫ك ِه ما ال يشاااؤه وخيلقه‪ ،‬فال ي ِ‬ ‫يكون يف مل ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َّ َ َ‬
‫القيم‪( :‬القا ِهر [هو] من اتصاف بالقوةِ والغلبة)‪ .‬قال الشايخ الساعدي‪( :‬اذلي خضاعت هل المخلوقات‪،‬‬
‫اقتدار ِه)‪.‬‬ ‫وكمال‬ ‫وذلك َّ‬
‫لعزتِ ِه وقوتِ ِه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ودان ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫القاهر‪ :‬اذلي َخ َض َع ْ‬
‫ت هل مجيع الاكئنات‪ ،‬وذل ْ‬
‫ت لقدر ِت ِه ومشيئ ِت ِه‪.‬‬ ‫ت هل مجيع املخلوقات‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫الق ّهار ‪َ -‬‬
‫العزيز ‪ -‬المتكرب ‪ -‬القا ِدر ‪ -‬المقت ِدر ‪ -‬القوي ‪ -‬القدير‪ .‬الصفات‪ :‬القهر‪ -‬ال ِع َّزة ‪-‬‬ ‫األسماء‪:‬‬
‫ُّ َ ْ‬ ‫َْ‬
‫كربياء ‪ -‬القدرة ‪ -‬القوة‪ .‬األفعال‪ :‬يقهر‪ -‬ي ِعز ‪ -‬يقدر‪.‬‬ ‫ال ِ‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه تدل ىلع اهلل‪ ،‬وتدل ىلع‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ ٍَّ‬ ‫ْ‬
‫هلل تعاىل‪ ،‬فال يَصلح أن ي ّ‬
‫سىم به املخلوق أو يوصف به‪ ،‬بل هو ِصفة ذم‬ ‫اسم (القا ِهر) خاص با ِ‬
‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫دوان وخاصة مع الضعفاء‪.‬‬
‫لم والع ِ‬
‫ب ال تكون إال مصحوبة بالظ ِ‬ ‫للمخلوق؛ ألنها يف الغا ِل ِ‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬
‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد‬
‫سعيدي‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪- 33‬‬
‫‪1421‬ه‪ - .‬بدائع الفوائد البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار اعلم الفوائد‪ - .‬منهج ابن القيم يف رشح األسماء احلسىن‬
‫ملرشف الغامدي‪ ،‬رسالة ماجستري جبامعة أم القرى‪ - .‬رشح أسماء اهلل احلسىن لسعيد بن وهف‬

‫‪159‬‬
‫القحطاين‪ ،‬دار اإليمان للطبع والنرش واتلوزيع‪ - .‬القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة‬
‫الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)177035( :‬‬

‫‪160‬‬
‫ُ َ ِّ‬
‫المؤخر‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َِّ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ َ َ‬ ‫َ ِّ‬ ‫َ‬
‫الكريم اسما‪ ،‬وإنما ورد بصيغ ِة ال ِفع ِل كما يف قوهل تعاىل‪{ :‬ولن يؤخر اهلل‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫ل ْم يَ ِرد (المؤخر) يف‬
‫نفسا إذا جاء أجلها} [املنافقون‪ .]11:‬وقوهل تعاىل‪{ :‬إنما يؤخرهم يلوم تشخص فيه األبصار} [إبراهيم‪.]41:‬‬
‫َ ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫(أنت المقدم‬ ‫ابن عباس ريض اهلل عنهما‪ :‬يف قوهل صىل اهلل عليه وسلم‪:‬‬ ‫حديث ِ‬
‫ِ‬ ‫أما يف السنة‪ :‬فقد َو َرد يف‬
‫ِّ‬
‫وأنت املؤخر ال هلإ إال أنت) أخرجه ابلخاري برقم (‪ )5984‬ومسلم من حديث أيب موىس األشعري ريض‬
‫اهلل عنه برقم (‪.)5025‬‬

‫َ‬ ‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬
‫(املؤخر) من األسما ِء اثلابتة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذك َره أغلب من كت َ‬
‫ب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اسم‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫جياب تاأخريه) قاال ابن تيمياة‪( :‬وهو املقادم واملؤخر‪ ،‬فماا قادماه اكن الكماال يف‬ ‫قاال احل ِلييم‪( :‬اذلي يؤخر َ ماا ِ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫تأخريه)‪ .‬وقال الشايخ الساعدي‪( :‬المقدم والمؤخر ِمن أسامائِ ِه احلساىن‬ ‫ِ‬ ‫تقديمه‪ ،‬وما أخ َره اكن الكمال يف‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫اابلاة اليت ال يطلق واحاد بمفر ِدهِ ىلع اهلل إال مقروناا بااآلخ ِر‪ ،‬فاإن الكماال ِمن اجتماا ِع ِهماا‪،‬‬ ‫المزدوجاة المتق ِ‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬
‫فهو تعاىل المقدم لِمن شاء واملؤخر ملن شاء حبكم ِت ِه)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ ِّ‬
‫موض ِعها‪.‬‬
‫المؤخر‪ :‬هو اذلي يؤخر األشياء اليت تست ِحق اتلأخري فيضعها يف ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫قدم – اخلافض الرافع – المذل املعز ‪ -‬العليم ‪ -‬احلَكيم ‪ -‬القادر ‪َ -‬‬ ‫ِّ‬
‫الم ِلك‪ .‬الصفات‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫األسماء‪ :‬الم‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬
‫حلكمة ‪ -‬القدرة ‪ -‬الملك‪ .‬األفعال‪:‬‬
‫اتلأخري‪ -‬اتلقديم‪ -‬اخلفض والرفع ‪ -‬اإلذالل واإلعزاز ‪ -‬ال ِعلم ‪ -‬ا ِ‬
‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫قدر ‪ -‬يَم ِلك‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يؤخر ويقدم – خي ِفض ويرفع ‪ -‬يذل ويعز ‪ -‬يعلم ‪ -‬ي ِ‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫تقابلة اليت ال يطلق واحد بمفر ِدهِ ىلع اهلل إال‬
‫‪ -1‬المقدم والمؤخر ِمن َ أسمائِ ِه احلسىن المزدوجة الم ِ‬
‫َ‬
‫مقرونا باآلخ ِر‪ ،‬فإن الكمال ِمن اجتما ِع ِهما‪ ،‬فهو تعاىل المقدم ل ِ َمن شاء واملؤخر ملن شاء حبكم ِت ِه‪-2 .‬‬
‫ٌ‬
‫اتلابعة ملشيئ ِت ِه تعاىل وحكم ِت ِه‪ ،‬وأفعال اهلل تعاىل قائمة ب ِه‪ ،‬وليست يه‬
‫صفات األفعال ِ‬
‫ِ‬ ‫اتلأخري ِمن‬
‫املفعوالت املخلوقة‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬
‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد‬
‫سعيدي‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪- 33‬‬
‫‪1421‬ه‪ - .‬القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن‪ - .‬معتقد أهل السنة‬
‫واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬أضواء السلف‪ - .‬األسماء احلسىن معانيها‬
‫ّ‬
‫اإلجيبوي‪ ،‬رسالة دكتوراه باجلامعة اإلسالمية‪ - .‬صفات‬ ‫وآثارها والرد ىلع املبتدعة فيها لرفيع بصريي‬
‫َّ َّ‬
‫اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)177112( :‬‬

‫‪162‬‬
‫ُ َ ِّ‬
‫المقدم‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ابن عباس ريض اهلل عنهما‪ :‬يف قوهل صىل‬ ‫حديث‬ ‫يف‬
‫َّ َ َ َ‬
‫د‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ما‬ ‫وإن‬ ‫‪،‬‬ ‫الكريم‬ ‫القرآن‬ ‫يف‬ ‫م)‬
‫َ ِّ‬
‫د‬ ‫ق‬ ‫(الم‬ ‫اسم‬ ‫د‬‫ر‬ ‫ل َ ْم يَ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِّ‬ ‫َ ِّ‬ ‫َ‬
‫(أنت المقدم وأنت املؤخر ال هلإ إال أنت) أخرجه ابلخاري برقم (‪ )5984‬ومسلم من‬ ‫اهلل عليه وسلم‪:‬‬
‫حديث أيب موىس األشعري ريض اهلل عنه برقم (‪.)5025‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ َ َْ َ َ‬ ‫َ ِّ‬
‫اثلابت ِة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذكره أغلب من كتب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬
‫اسم (المقدم) ِمن األسما ِء ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ ِّ‬
‫تأخريه)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫قال ابن تيمية‪( :‬وهو المقدم والمؤخر‪ ،‬فما قدمه اكن الكمال يف تقدي ِم ِه‪ ،‬وما أخره اكن الكمال يف‬
‫تابعتان‬ ‫لألفعال‬ ‫فتان‬ ‫َ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وقال ابن القيم‪( :‬وهو المقدم والمؤخر ذانك الصا‪ِ .....‬‬
‫ِّ‬
‫قائمتان)‪ .‬وقال الشايخ الساعدي‪( :‬فهو تعاىل المقدم‬
‫ِ‬ ‫باذلات ال بالغري‬
‫ِ‬ ‫اذلات أيضاا إذ هما‪.....‬‬ ‫ِ‬ ‫وهما صافات‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬
‫واألوصاف المعنوية)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الفضائل‬
‫ِ‬ ‫حلسية‪ ،‬والمقدم يف‬ ‫يف الزمان واملاكن واألوصاف ا ِ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الم َق ِّدم‪ :‬الم َْنل لألشياء منازهلا اليت ت َ‬
‫ستحقها‪ ،‬يقدم ما شاء منها ويؤخر ما شاء‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬
‫األسماء‪ :‬املؤخر‪ -‬الرافع اخلافِض – املعز الم ِذل ‪ -‬الع ِليم ‪ -‬احل َ ِ‬
‫كيم ‪ -‬القا ِدر ‪ -‬الم ِلك‪ .‬الصفات‪ :‬اتلقديم‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬
‫حلكمة ‪ -‬القدرة ‪ -‬الملك‪ .‬األفعال‪ :‬يقدم‬ ‫واتلأخري ‪ -‬الرفع واخلفض – اإلعزاز واإلذالل ‪ -‬ال ِعلم ‪ -‬ا ِ‬
‫َ‬
‫قدر ‪ -‬يَم ِلك‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ويؤخر – يرفع وخيفض – يعز وي ِذل ‪ -‬يعلم ‪ -‬ي ِ‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫فيه‬ ‫‪،‬‬‫وأوصاف‬ ‫أعالم‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ِّ‬ ‫َ ِّ‬
‫تقابلة اليت ال يطلق واحد بمفر ِدهِ ىلع اهلل إال‬
‫أسمائِ ِه احلسىن المزدوجة الم ِ‬ ‫‪ -1‬المقدم والمؤخر ِمن‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫مقرونا باآلخر‪ ،‬ألن الكمال ِمن اجتما ِع ِهما‪ ،‬فهو تعاىل المقدم ملن شاء والمؤخر ل ِ َمن شاء حبكم ِت ِه‪-2 .‬‬
‫ٌ‬ ‫َّ ْ‬
‫اتلابعة ملشيئ ِت ِه تعاىل وحكمته‪ ،‬وأفعال هلل تعاىل قائمة به‪ ،‬وليست يه‬ ‫األفعال ِ‬
‫ِ‬ ‫فات‬ ‫اتلقديم ِمن ِص ِ‬
‫املفعوالت املخلوقة‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬
‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد‬

‫‪163‬‬
‫سعيدي‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪- 33‬‬
‫‪1421‬ه‪ - .‬القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن‪ - .‬معتقد أهل السنة‬
‫واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬أضواء السلف‪ - .‬األسماء احلسىن‪ ،‬معانيها‬
‫وآثارها والرد ىلع املبتدعة فيها لرفيع بصريي اإلجيبوي‪ ،‬رسالة دكتوراه باجلامعة اإلسالمية‪ - .‬صفات‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪.‬‬ ‫اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي‬
‫الرقم املوحد‪)177118( :‬‬

‫‪164‬‬
‫َّ َ‬
‫الصمد‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫َو َر َد ذكر اسم َّ‬
‫واحد‪ :‬يف قوهل تعاىل‪{ :‬قل هو اهلل أحد‪ ،‬اهلل الصمد}‬
‫ٍ‬ ‫وض ٍع‬‫الكريم يف م ِ‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫(الص َ َمد) يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ َّ‬ ‫َّ‬
‫احلديث القديس عن أيب هريرة ريض اهلل عنه قال‪ :‬قال رسول اهلل‬ ‫ِ‬ ‫[اإلخالص‪ .]2-1:‬وأما يف السنة‪ :‬فيف‬
‫ََّ‬
‫يكن هل ذلك‪ ،‬فأما‬ ‫صىل اهلل عليه وسلم‪ :‬قال اهلل تعاىل‪( :‬كذبين ابن آدم ولم يكن هل ذلك‪ ،‬وشتمين ولم‬
‫َ َّ َ ْ‬
‫تكذيبه إياي فقوهل‪ :‬لن يعيدين‪ ،‬كما بدأين‪ ،‬وليس أول اخللق بأهون يلع من إاعدته‪ ،‬وأما شتمه إياي‬
‫الص َمد‪ ،‬لم أدل ولم أودل‪ ،‬ولم يكن يل كفوا أحد) رواه ابلخاري (‪.)4974‬‬ ‫األحد َّ‬
‫فقوهل‪ :‬اختذ اهلل ودلا‪ ،‬وأنا َ‬

‫َ‬ ‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اسم َّ‬
‫(الص َمد) من األسما ِء اثلابتة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذك َره أغلب من كت َ‬
‫ب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫وفقره إيله)‪ .‬قال ابن القيم‪( :‬ال َّصا َمد َمن تَ ْصامد حنوهَ‬
‫َ‬ ‫َ ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ّ َّ َ َ َ‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬فإن الصامد يتضامن صامود لك يش ٍء‬
‫ْ‬
‫األوصاااف احلميدةِ هل)‪ .‬قال السااعدي‪:‬‬‫ِ‬ ‫اخلري فيه‪ ،‬وكرثةِ‬
‫ِ‬ ‫صااال‬
‫ِ‬ ‫خ‬
‫ِ‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫لكرث‬ ‫وذلك‬ ‫‪،‬‬‫ة‬‫ِ‬ ‫والرهب‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫ا‬
‫ب‬‫بالرغ‬ ‫القلوب‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫كمال إال اتصااف بها‪ ،‬وو ِص اف بغاي ِتها‬ ‫ٍ‬ ‫(الص ا َمد‪ :‬أي الرب الاك ِمل والساايد العظيم‪ ،‬اذلي لم يبق صاافة‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫عرب عنها ألساانتهم‪ ،‬وهو املصاامود‬ ‫وكماهلا‪ ،‬حبيث ال حتيط اخلالئق ببعض تلك الصاافات بقلوبهم‪ ،‬وال ت ِّ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫احلوائج وانلوائِب)‪.‬‬ ‫مجيع‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫إيله‪ ،‬المقصود يف ِ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫ّ ْ‬ ‫ّ ْ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫الص َمد‪َ :‬من تصمد حنوه وتقصده املخلوقات يف لك حاج ٍة بالرغب ِة والرهب ِة‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬

‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬


‫ُّ ْ َ‬ ‫الس ِّيد‪ .‬الصفات‪َّ :‬‬
‫الص َم ِديّة ‪ -‬السؤدد‪.‬‬ ‫األسماء‪َّ :‬‬

‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫فيه‬ ‫‪،‬‬‫وأوصاف‬ ‫أعالم‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫لف فيه أقوال متعددة قد يظن أنها خمتلفة‪ ،‬وليست كذلك‪ ،‬بل لكها صواب‪،‬‬ ‫‪ -1‬اسم (الصمد) للس ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫واملشهور منها قوالن‪ :‬أحدهما‪ :‬أن الصمد هو اذلي ال جوف هل‪ .‬اثلاين‪ :‬أنه السيد اذلي يصمد إيله يف‬
‫السلف ِمن الصحابة واتلابعني وطائف ٍة ِمن أهل اللغة‪ ،‬ويف هذا َرد ىلع من‬ ‫ِ‬ ‫أكرث‬
‫احلوائج‪ .‬فاألول هو قول ِ‬
‫أنكر هذا اتلفسري‪ ،‬واثلاين قول طائف ٍة ِمن السلف واخللف‪ ،‬ومجهور اللغويني‪ ،‬واآلثار املنقولة عن‬ ‫َ‬
‫السلف بأسانيدها يف كتب اتلفسري املسندة‪ ،‬وكتب السنة وغري ذلك‪ ،‬واسم الصمد يصدق فيه املعنيني‬
‫بقبح‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫اسم َّ‬ ‫تأو َل المعطلة َ‬
‫بالنسبة هلل تعاىل‪َّ -2 .‬‬
‫للقبائح لعل ِم ِه ِ‬
‫ِ‬ ‫فاعل‬
‫ٍ‬ ‫غري‬ ‫العدل‬ ‫الغين‬ ‫ه‬ ‫بأن‬ ‫مد)‬ ‫(الص‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫َن ٌه عن فعل القبائح‪ ،‬لكن مرادهم بذلك أنه سبحانه غري خالق للرش‪ ،‬وهذا‬ ‫أن اهلل م ّ‬ ‫القبيح‪ ،‬وال شك‬

‫‪165‬‬
‫َ ْ‬ ‫ّ‬
‫باطل مردود‪ ،‬فإن اهلل تعاىل خالق لك يشء‪ ،‬رشها وقبيحها وحسنها‪ ،‬وعدهل ال يمنع من خل ِق القبائح‬
‫حلكم ٍة يريدها‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬
‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد‬
‫سعيدي‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة‬
‫املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬طبعة جممع امللك فهد لطباعة‬
‫املصحف‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار‬ ‫بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ - .‬صفات اهلل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫ُّ َّ‬
‫والسنة لسعيد بن يلع‬ ‫اهلجرة‪ - .‬اثلمر املجتىن خمترص رشح أسماء اهلل احلسىن يف ضوء الكتاب‬
‫القحطاين‪ ،‬مطبعة سفري‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)177120( :‬‬

‫‪166‬‬
‫َ ْ‬
‫احل ِسيب‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ات‪ ،‬يف‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬وكَف باهلل حسيبا} [النساء‪.]6:‬‬ ‫َّ‬
‫الكريم ثالث مر ٍ‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫َو َرد اسم (احل َ ِسيْب) يف‬
‫ّ‬
‫{وكَف بنا حاسبني} [األنبياء‪ .]47:‬وقوهل تعاىل‪{ :‬إن اهلل اكن ىلع لك يش ٍء حسيبا}‬ ‫َ‬ ‫وقوهل تعاىل‪:‬‬
‫َ ْ‬ ‫ُّ َّ‬
‫السنة‪ :‬فحديث أيب بكرة ريض اهلل عنه‪( :‬من اكن منكم مادحا أخاه ال حمالة‬ ‫[النساء‪ .]86:‬أ َّما يف‬
‫فليقل‪ :‬أحسب فالنا‪ ،‬واهلل حسيبه‪ ،‬وال أزيك ىلع اهلل أحدا أحسبه كذا وكذا‪ ،‬إن اكن يعلم ذلك منه)‬
‫رواه ابلخاري (‪ )2662‬ومسلم (‪.)3000‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َ ْ‬
‫اثلابت ِة هلل تعاىل‪ ،‬وقد عده مجع ِمن العلما ِء يف األسما ِء احلسىن‪ ،‬منهم‪ :‬ابن‬
‫اسم (احل ِسيب) ِمن األسما ِء ِ‬
‫منده واحل َ ِلييم وابليهيق وابن العريب وابن الوزير وابن حجر والسعدي والعثيمني‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫أعماهلم‪،‬‬ ‫َ‬
‫اِج‪( :‬احل َ ِسايب‪ :‬المحا ِساب ىلع اليشاء‪ ...‬فاهلل عز وجل ح ِسايب عبا ِدهِ أي حما ِسابهم ىلع‬ ‫قال َّ َّ‬
‫ِ‬ ‫الزج ِ‬
‫َّ‬
‫أوان)‪ .‬وقاال‬
‫ِ‬ ‫لك‬ ‫وجماازيهم عليهاا)‪ .‬قاال ابن القيم‪( :‬وهو احل َ ِسااياب كفااياة ومحااياة واحل َ ْسااب اكيف العباد‬
‫ب ِحكم ِت ِه‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الشيخ السعدي‪( :‬احل ِسيب‪ :‬هو الع ِليم بعبا ِدهِ‪ ،‬اكيف املتولكني‪ ،‬املجازي لعبا ِدهِ باخلري والرش ِحبس ِ‬
‫أعماهلم وجلي ِلها)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وعل ِم ِه ِبدقيق‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬
‫حاسب لهم عليها‪.‬‬
‫بأفعال عبا ِدهِ الم ِ‬
‫ِ‬ ‫احل َ ِسيْب‪ :‬الاكيف لعبا ِدهِ املؤمنني املتولكني عليه‪ ،‬العليم‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫اسب ‪-‬‬
‫كفاية ‪ -‬ال ِعلم‪ .‬األفعال‪ :‬حي ِ‬ ‫األسماء‪ :‬احل َ ِفيظ ‪ -‬الاكيف ‪ -‬الع ِليم‪ .‬الصفات‪ :‬المحاسبة ‪ -‬ا ِ‬
‫حلفظ ‪ -‬ال ِ‬
‫َْ‬ ‫َ َ‬
‫حيفظ ‪ -‬يَكيف ‪ -‬يعلم‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫اسب عباده يوم القيامة بالالكم‪،‬‬‫اسم (احل َ ِسيب) يستلزم إثبات صف ِة الالكم هلل تعاىل‪ ،‬فإن اهلل تعاىل حي ِ‬
‫َ‬
‫اس َب ِة اآلخر‪ ،‬كما جاء يف احلديث‪( :‬ما منكم‬‫فيحاسبهم يف ساعة واحدة‪ ،‬ال ي ْشغله حساب واحد عن حم َ‬
‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ ِّ‬
‫أحد إال سيلكمه ربه‪ ،‬ليس بينه وبينه ترمجان‪ ،‬فينظر أيمن منه فال يرى إال ما قدم‪ )...‬رواه ابلخاري‬ ‫ِمن ٍ‬
‫(‪ ،)7512‬ومسلم (‪.)1016‬‬

‫‪167‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن‬
‫خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪:‬‬
‫اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬األسماء احلسىن معانيها وآثارها‬
‫والرد ىلع املبتدعة فيها لرفيع بصريي اإلجيبوي‪ ،‬رسالة دكتوراه باجلامعة اإلسالمية‪ - .‬القواعد املثىل يف‬
‫صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ - .‬منهج ابن‬
‫القيم يف رشح األسماء احلسىن‪ ،‬مرشف يلع الغامدي‪ ،‬رسالة ماجستري جبامعة أم القرى‪ - .‬انلهج األسىم‬
‫يف رشح أسماء اهلل احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬معاين أسماء اهلل احلسىن بني‬
‫أهل السنة واملخالفني ملريم الصاعدي‪ ،‬رسالة دكتوراه جبامعة أم القرى‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)177126( :‬‬

‫‪168‬‬
‫َ ْ‬
‫الك ِريم‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َََ‬
‫ات وذلك يف‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬ومن شكر فإنما يشكر‬ ‫الكريم ثالث مر ٍ‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫اسم (الك ِريْم) يف‬
‫ورد ِذكر ِ‬
‫نلفسه ومن كفر فإن ريب غين كريم} [انلمال‪ .]40 :‬قوهل تعاىل‪{ :‬يا أيها اإلنسان ما غرك بربك الكريم}‬
‫[االنفطار‪ .] 6 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬فتعاىل اهلل امللك احلق ال هلإ إال هو رب العرش الكريم} [املؤمنون‪،]116 :‬‬
‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬
‫ّ‬
‫سبعية قرأ بها ابن كثرياملّك‪ ،‬وقرأ بها‬ ‫للر ِّب سبحانه‪ ،‬ويه قراءة‬‫صفة َّ‬ ‫ىلع قِراءةِ َرف ِع (الكريم) ىلع أنه‬
‫من غري السبعة‪ :‬ابن تغلب وابن حميصن‪.‬‬

‫َ‬ ‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(الكريْم) من األسما ِء اثلابتة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذك َره أغلب من كت َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اسم‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫ُّ ْ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫معاين اجلود‪ ،‬فإن فيه معىن الرشا ِف والساؤدد‪ ،‬ومعىن احللم‪ ،‬وفيه‬ ‫قال ابن تيمية‪( :‬فاالسام الكريم يتناول‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫معىن اإلحساااان)‪ .‬وقاال ابن القيم‪( :‬إن الكريم هو ابليه‪ ،‬الكثري اخلري‪ ،‬العظيم انلفع‪ ،‬وهو ِمن لك يش ٍء‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫وو َصا َف به َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وو َصاف به َعرشاه)‪ .‬وقال الشيخ السعدي‪:‬‬ ‫الكمه‪،‬‬ ‫بالك َرم‪َ ،‬‬ ‫أحسانه وأفضاله‪ ،‬واهلل َو َصاف نف َساه‬
‫َّ ْ‬ ‫َ‬
‫لزواهلا)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫فرها ٍ‬
‫داع‬ ‫للمزيد منها‪ ،‬وك َ‬
‫ِ‬ ‫والاكفر‪ ،‬إال أن شك َر نِع ِم ِه ٍ‬
‫داع‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الشاكر‬ ‫اخلري يع ُّم به‬
‫ِ‬ ‫(كثري‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الكريْ‬
‫اخلري العظيم انلفع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ثري‬ ‫الك‬ ‫هو‬ ‫م‪:‬‬ ‫ِ‬
‫والصفات ذات العالقة‪:‬‬ ‫َ‬ ‫األسماء‬
‫ََ‬ ‫ّ‬
‫كرم ‪ -‬ا َلوهاب ‪ -‬المحسن ‪ -‬المنعم ‪ّ َ -‬‬
‫األسماء‪ :‬األ َ‬
‫الرب‪ .‬الصفات‪ :‬اجلود ‪ -‬الكرم ‪ -‬الوهب ‪ -‬اإلحسان ‪-‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫كرم ‪ -‬ي َهب ‪ -‬حي ِسن ‪ -‬ين ِعم‪.‬‬ ‫اإلنعام ‪ّ -‬‬
‫الرب‪ .‬األفعال‪ :‬جيود ‪ -‬ي ِ‬
‫ِ‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫فيه‬ ‫‪،‬‬‫وأوصاف‬ ‫أعالم‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ‬
‫هلل منه يشء‪ ،‬وزعموا أن من‬ ‫غرض وال ليش ٍء يعود ىلع ا ِ‬ ‫أول المعطلة اسم (الكريم) بأنه اذلي ي ِفيد ال ِل ٍ‬ ‫َت‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫كريم‪ ،‬وال شك أن هذا اتلفسري باطل‪ ،‬وليس عليه ديلل‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫أكرم ِيلحمد ويلحسن به ما يفعل فهو غري‬
‫َّ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫انلصوص ِمن َو ْص ِف اهلل تعاىل ِبالكرمِ واإلحسان‪ ،‬كما أن المعروف يف الرش ِع‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫وهو خما ِلف ل ِ َما َو َرد ِمن‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬
‫َن ٌه عن ذلك‪ ،‬بل اهلل تعاىل ي َهب‬
‫ث‪ ،‬واهلل م َّ‬ ‫اعب‬ ‫َ‬
‫واللغ ِة والعقل أن َ اذلي يفعل أو يفيد ال ِملقصو ٍد أصال ِ‬
‫َ‬
‫َ َ ُّ‬
‫ويعطي تفضال وك َرما ويَمنع َعدال حلكم ٍة يعلمها سبحانه‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف رشح األسماء احلسىن‪ ،‬ألرزيق بن حممد السعيد سعيدي‪ ،‬مكتبة دار‬
‫املنهاج‪ - .‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل‪ ،‬دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية‬
‫باملدينة املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬انلهج األسىم يف رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود‬
‫انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬صفات اهلل عزوجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي السقاف‪ ،‬دار‬
‫اهلجرة‪ - .‬القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن‪ - .‬معتقد أهل السنة‬
‫واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬أضواء السلف‪ - .‬اتلعليق ىلع القواعد املثىل‬
‫لعبد الرمحن بن نارص بن براك‪ ،‬دار اتلدمرية‪ - .‬فقه األسماء احلسىن لعبد الرزاق ابلدر‪ ،‬طبع ىلع نفقة‬
‫ابراهيم الوقييص‪ ،‬مطابع احلمييض‪ - .‬تيسري الكريم الرمحن للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ - .‬اتلبيان يف‬
‫أقسام القرآن البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار املعرفة‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)177127( :‬‬

‫‪170‬‬
‫َ ْ‬
‫الوك ِيل‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َو َر َد اسم َ‬
‫(الو ِكيْل) يف القرآن الكريم (‪َ )14‬م ّ‬
‫اهلل وكَف باهلل وكيال}‬ ‫َ‬ ‫ىلع‬ ‫{وتولك‬ ‫تعاىل‪:‬‬ ‫قوهل‬ ‫منها‪:‬‬ ‫‪،‬‬‫ة‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُّ َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ِّ‬
‫السنة‪ :‬فقد َو َرد يف‬ ‫[النساء‪ .]81:‬وقوهل تعاىل‪{ :‬إنما أنت نذير واهلل ىلع لك يش ٍء وكيل} [هود‪ .]12:‬وأ َّما يف‬
‫َ َ‬
‫عباس ريض اهلل عنهما قال‪( :‬حسبنا اهلل ونعم الوكيل قاهلا إبراهيم صىل اهلل عليه وسلم‬ ‫ٍ‬ ‫ابن‬
‫حديث ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ َ ْ‬
‫اخ َش ْوهمْ‬ ‫َّ َّ َ َ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫حني قالوا‪ِ { :‬إن انلاس قد مجعوا لكم ف‬ ‫اهلل عليه وسلم ِ‬ ‫يق يف انلار‪ ،‬وقاهلا حممد صىل‬ ‫حني أل ِ َ‬
‫َ ْ َ َّ َ ْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫اده ْم إ َ‬ ‫ََ َ‬
‫يمانا وقالوا حسبنا اَّلل ونِعم الو ِكيل}) رواه ابلخاري (‪.)4563‬‬ ‫ِ‬ ‫فز‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫اثلابت ِة هلل تعاىل‪ ،‬وقد عده مجع ِمن العلما ِء يف األسما ِء احلسىن‪ ،‬منهم‪ :‬اخل ّطايب‬
‫اسم (الو ِكيل) ِمن األسما ِء ِ‬
‫واحل َ ِلييم وابليهيق واألصبهاين وابن العريب والقرطيب وابن الوزير وابن حجر والسعدي والعثيمني واحلمود‬
‫والرشبايص ونور احلسن خان‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ َ ُّ‬ ‫َ‬
‫(الكفيْ‬
‫ااألمر‬
‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫ا‬‫ق‬
‫ِ‬ ‫ساات‬ ‫ي‬ ‫اذلي‬ ‫اه‬
‫ن‬ ‫أ‬ ‫ه‬ ‫ا‬‫ت‬ ‫وحقيق‬ ‫هم‪،‬‬ ‫ااحل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫بمصا‬ ‫عليهم‬ ‫اائم‬
‫ق‬ ‫وال‬ ‫ااد‪،‬‬ ‫ب‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫ال‬ ‫اأرزاق‬
‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ِ‬ ‫قاال اخل َ ّطاايب‪:‬‬
‫َ َ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َ‬
‫ميع ما خل َق)‪ .‬قال الشاايخ السااعدي‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫الموكول إيله)‪ .‬وقال أبو القاساام اتلييم‪( :‬هو اذلي ت َولك بالقيامِ ِجب‬
‫أويلاءه فَيَ َّ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫(الو ِكيْل‪ :‬الم َت َو ِّيل ِ َ‬
‫ِس ى‬
‫ِساهم للي ا‬ ‫َ‬ ‫وشامول حكم ِت ِه‪ ،‬واذلي ت َوىل‬
‫ِ‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫قدر‬ ‫وكمال‬
‫ِ‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫بعل‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ق‬
‫ِ‬ ‫خل‬ ‫ري‬ ‫دب‬
‫َ َِ ِ‬ ‫تل‬ ‫َ‬
‫َ َّ‬
‫وجن َبهم العِسى وكفاهم األمور)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ َ َ َّ َ‬ ‫َ‬
‫الكفيْ‬
‫مصاحلهم‪.‬‬
‫ِِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫دبري شؤونِهم والقيام ىلع‬
‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ىل‬ ‫و‬‫ت‬ ‫ي‬ ‫اذلي‬ ‫‪،‬‬‫ه‬‫ِ‬ ‫ق‬
‫ِ‬ ‫خل‬ ‫بأرزاق‬
‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫الو ِكيْل‪:‬‬
‫َ‬

‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬


‫ََ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫اليح ‪ -‬الق ّيوم ‪َّ -‬‬
‫الص َمد ‪َّ -‬‬
‫الرب ‪َ -‬‬
‫الو ّ‬ ‫َ‬
‫الكفيل ‪ -‬الاكيف ‪ -‬احلَفيظ ‪َ -‬‬
‫يل‪ .‬الصفات‪ :‬الكفالة ‪-‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫األسماء‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫َّ َ ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الوالية‪.‬‬
‫حلفظ ‪ -‬احلياة ‪ -‬القيومية ‪ -‬الصم ِدية ‪ -‬الربوبية ‪ِ -‬‬ ‫كفاية ‪ -‬ا ِ‬
‫ال ِ‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ِّ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ِّ َ َّ‬ ‫َ َّ َ‬
‫أول المعطلة أن ابلارئ ال يقال إنه وكيل؛ ألن الوكيل يقتيض موالك فوقه بزع ِم ِهم‪ ،‬وهذا القول باطل‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬
‫ابلاب اتلوقيف‬
‫ِ‬ ‫القرآن والسن ِة ىلع تسمي ِة اهلل ِبالوكيل‪ ،‬واألصل يف هذا‬
‫ِ‬ ‫مردود‪ ،‬فقد دلت األدلة ِمن‬
‫االسم عن اهلل‪ ،‬كما ال جيوز تشبيه اهلل باملخلوقني إذ ليس‬ ‫والسنة‪ ،-‬فال جيوز نيف هذا‬ ‫عليهما ‪-‬الكتاب ُّ‬
‫ِ‬
‫يشء‪ ،‬وهو َّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ ْ‬
‫السميع ابلصري‪.‬‬ ‫ك ِمث ِل ِه‬

‫‪171‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬انلهج األسىم يف رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬صفات اهلل‬
‫عزوجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن للسعدي‪،‬‬
‫جملة اجلامعة اإلسالمية العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬شأن ادلاعء للخطايب‪ ،‬دار اثلقافة العربية‪- .‬‬
‫القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف‬
‫أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬أضواء السلف‪ - .‬اتلعليق ىلع القواعد املثىل لعبد الرمحن‬
‫بن نارص بن براك‪ ،‬دار اتلدمرية‪ - .‬تيسري الكريم الرمحن للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ - .‬احلجة يف بيان‬
‫املحجة ورشح عقيدة أهل السنة أليب القاسم اتلييم‪ ،‬دار الراية‪ - .‬مقاالت اإلسالمني لألشعري‪ ،‬عىن‬
‫بتصحيحه‪ :‬هلموت ريرت‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)177129( :‬‬

‫‪172‬‬
‫َّ ْ‬
‫الرفِيق‬

‫ََّ‬ ‫األدلة‪:‬‬
‫َ‬ ‫ُّ َّ َ َ َ َ َ‬ ‫َّ ْ َ ْ َ ْ‬
‫قوهل صىل اهلل عليه وسلم لعائشة‪( :‬يا‬
‫الكريم‪ .‬وأما يف السنة فقد ورد يف ِ ِ‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫اسم (الر ِفيق) لم ي ِرد يف‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫اهلل َرفيْ ٌق‪ ،‬حي ُّ‬
‫إن َ‬ ‫َّ‬
‫األمر لك ِه) رواه ابلخاري (‪ )6927‬ومسلم (‪.)4027‬‬‫ِ‬ ‫يف‬ ‫الرفق‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اعئشة‪،‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َّ ْ‬
‫اثلابت ِة هلل تعاىل‪ ،‬وقد عده مجع ِمن العلما ِء يف األسما ِء احلسىن‪ ،‬منهم‪ :‬ابن منده‬
‫اسم (الر ِفيق) ِمن األسما ِء ِ‬
‫وابن حزم والقرطيب وابن القيم والعثيمني‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُّ ِّ ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ َ‬
‫أفعاهل ورش ِع ِه)‬
‫ِِ‬ ‫حيب الرفق)‪ .‬وقال الشايخ الساعدي‪( :‬و ِمن أسامائِ ِه الر ِفيق يف‬ ‫قال ابن القيم‪( :‬فإنه ر ِفيق ِ‬
‫َّ‬ ‫رفيق يف أفعاهل‪َ ،‬خلَ َق َ‬ ‫(فاهلل تعاىل ٌ‬
‫خلوقات لكها باتلدريج شايئا فشايئا حبساب حكمته ورفقه‪ ،‬مع أنه‬ ‫ِ‬ ‫الم‬ ‫ِِ‬
‫َّ ِّ‬
‫اتلاأين يف‬
‫ِّ ْ‬
‫الرف ِق اذلي هو‬
‫ٌ‬
‫اله ّراس‪( :‬ماأخوذ ِمن‬ ‫فعاة واحادة‪ ،‬ويف حلظاة واحادة)‪ .‬وقاال َ‬ ‫قاادر ىلع َخلْقهاا د َ‬
‫ٌ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ َ ُّ‬
‫واستعجال)‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫وضده العنف اذلي هو األخذ فيها ب ِ ِشدةٍ‬ ‫األمور واتلدر ِج فيها‪ِ ،‬‬

‫َ‬ ‫املعىن املخترص‪:‬‬


‫الرفيْق‪ :‬اللَّطيف بعباده يف أ ْمره ونهيه ورشعه‪ ،‬اذلي ال ي ِّ‬
‫عجل بعقوب ِة العصاة‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫حسن‪ .‬الصفات‪ِّ :‬‬ ‫كيم ‪َّ -‬‬ ‫الر ِحيم ‪َ -‬‬ ‫األسماء‪ :‬اللَّطيف ‪ُّ َ -‬‬
‫الرب ‪َّ -‬‬
‫الرفق ‪ -‬اللطف ‪-‬‬ ‫الرؤوف ‪ -‬الم ِ‬ ‫الودود ‪ -‬احل َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ّ َ َ ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫الود ‪ -‬احلكمة ‪ -‬الرأفة ‪ -‬اإلحسان‪ .‬األفعال‪ :‬يرفِق ‪ -‬يلطف ‪ -‬يرحم ‪ -‬يرب‪ -‬يود ‪ -‬يرأف ‪-‬‬ ‫الرب ‪ -‬الرمحة ‪ِ -‬‬
‫ِ‬
‫حي ِسن‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫فيه‬ ‫‪،‬‬‫وأوصاف‬ ‫أعالم‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫أخبار اآلحا ِد؛ وذللك فإنه ال ييبت يف حق اهلل تعاىل‪ ،‬وهذا‬‫ِ‬ ‫طريق‬
‫ِ‬ ‫َزع َم بعضهم أن الرفيق لم ييبت إال ِمن‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫سائر‬ ‫يف‬ ‫بها‬ ‫الصحيحة َجيب االحتجاج بها يف إثبات العقيدة كما حي َت ُّ‬
‫ج‬
‫َ‬
‫د‬ ‫اآلحا‬
‫َ‬
‫أحاديث‬
‫ّ‬
‫فإن‬ ‫‪،‬‬
‫ٌ‬
‫باطل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األحاكمِ الرشعي ِة‪ ،‬واتلفريق بينهما باطل‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة‬
‫املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار‬
‫الوطن‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬أضواء السلف‪- .‬‬

‫‪173‬‬
‫منهج ابن القيم يف رشح اسماء اهلل احلسىن ملرشف الغامدي‪ ،‬رسالة ماجستري جبامعة أم القرى‪- .‬‬
‫َّ َّ‬
‫لسقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬اجلامع ألسماء اهلل‬ ‫صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي ا‬
‫احلسىن حلامد أمحد طاهر‪ ،‬دار الفجر للرتاث‪ - .‬الصواعق املرسلة البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار العاصمة‪،‬‬
‫الرياض‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)177133( :‬‬

‫‪174‬‬
‫ُ ْ‬
‫الم ِقيت‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َ‬
‫الكريم َم ّرة واحدة يف قوهل تعاىل‪{ :‬واكن اهلل ىلع لك يشء مقيتا} [النساء‪:‬‬
‫ِ‬ ‫لقرآن‬
‫ِ‬ ‫َو َرد اسم (الم ِقيْت) يف ا‬
‫من اآلية‪.]85‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫ْ‬
‫اثلابت ِة هلل تعاىل‪ ،‬وقد عده مجع ِمن العلما ِء يف األسما ِء احلسىن‪ ،‬منهم‪ :‬اخلطايب‬
‫اسم (الم ِقيت) ِمن األسما ِء ِ‬
‫واحل َ ِلييم وابليهيق وابن حزم واألصبهاين وابن العريب والقرطيب وابن الوزير وابن حجر والسعدي‬
‫والعثيمني ونور احلسن خان‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫الز َّ‬
‫قاال َّ‬
‫األقوات للخلق‪،‬‬ ‫ل‬ ‫َن‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ات‪:‬‬‫ي‬ ‫ق‬ ‫(الم‬ ‫اتلييم‪:‬‬ ‫ااساام‬
‫ق‬ ‫ال‬ ‫أبو‬ ‫اال‬
‫ق‬ ‫اليشااء)‪.‬‬ ‫ىلع‬ ‫ر‬‫د‬‫ِ‬ ‫ا‬
‫ت‬ ‫ق‬ ‫الم‬ ‫ات‬ ‫ي‬ ‫ق‬
‫ِ‬ ‫(الم‬ ‫اِج‪:‬‬‫ا‬‫ج‬
‫َ َ َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫وصال إيلها‬ ‫وصال إىل لك َموجو ٍد ما به يَقتات‪ ،‬وأ‬ ‫ويقسام أرزاقهم)‪ .‬وقال الشايخ الساعدي‪( :‬المقيت اذلي أ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ورصفها كيف يَشاء حبكم ِت ِه ومح ِدهِ)‪.‬‬ ‫أرزاقها‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫إيلهم بِقدرتِ ِه‪ ،‬ويقسمها بينهم‪.‬‬ ‫َ‬
‫اخلالئق بِعل ِم ِه‪ ،‬ثم يسوقها ِ‬
‫ِ‬ ‫الم ِقيْت‪ :‬اذلي يقدر أقوات‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫الاكيف ‪ -‬القادر ‪ -‬المقتدر ‪ -‬الشهيد ‪-‬‬
‫األسماء‪ :‬الرزاق ‪ -‬الرازق ‪ -‬الكريم ‪ -‬اجلواد ‪ -‬الوهاب ‪ -‬المعطي ‪ِ -‬‬
‫احلفيظ ‪ -‬احلسيب‪ .‬الصفات‪ :‬مقيت ‪ -‬الرزق ‪ -‬الكرم ‪ -‬اجلود ‪ -‬الوهب ‪ -‬العطاء ‪ -‬الكفاية ‪ -‬الشهادة ‪-‬‬
‫ََ‬ ‫َ‬
‫عطي ‪ -‬يَكيف ‪ -‬يقدر ‪ -‬يَشهد ‪ -‬حيفظ‪.‬‬ ‫َ‬
‫حلفظ ‪ -‬احلساب‪ .‬األفعال‪ :‬يرزق ‪ -‬يكرم ‪ -‬جيود ‪ -‬يهب ‪ -‬ي ِ‬ ‫ا ِ‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫فيه‬ ‫‪،‬‬‫وأوصاف‬ ‫أعالم‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ِّ‬ ‫ْ‬
‫هلل تعاىل ِبمعىن اذلي يقدر لعبا ِدهِ القوت وحيفظ عليهم ِرزقهم كما يف قوهل تعاىل‪:‬‬ ‫‪ -1‬الم ِقيت ِمن أسما ِء ا ِ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ َ ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ َ ْ‬
‫المقت فهو ِصفة فِعلية خ َربية ثابتة هلل عز وجل‬ ‫{واكن اهلل ىلع لك يشء مقيتا} [النساء‪ .]85 :‬وأما‬
‫ُّ ّ‬
‫والسنة كما يف قوهل تعاىل‪{ :‬إن اذلين كفروا ينادون ملقت اهلل أكرب من مقتكم أنفسكم}‬ ‫بالكتاب‬
‫الر ّزاق؛ ألنه َخي ُّ‬
‫تص بالقوت‪ ،‬أماّ‬ ‫أخص من ّ‬‫قيت ُّ‬ ‫ّ‬
‫أن الم َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اسم الرزاق والمقيت‪:‬‬
‫[اغفر‪ -2 .]10 :‬الفرق بني ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وغري القوت‪.‬‬ ‫الرزاق فيتناول القوت‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬انلهج األسىم يف رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬صفات اهلل‬
‫عزوجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع‬

‫‪175‬‬
‫بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن‬
‫خليفة اتلمييم‪ ،‬أضواء السلف‪ - .‬اتلعليق ىلع القواعد املثىل لعبد الرمحن بن نارص بن براك‪ ،‬دار‬
‫اتلدمرية‪ - .‬فقه األسماء احلسىن لعبد الرزاق ابلدر‪ ،‬طبع ىلع نفقة إبراهيم الوقييص‪ ،‬مطابع احلمييض‪- .‬‬
‫تفسري أسماء اهلل احلسىن للزجاج‪ ،‬دار اثلقافة العربية‪ - .‬احلجة يف بيان املحجة للتييم‪ ،‬دار الراية‪- .‬‬
‫تيسري الكريم الرمحن للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)177135( :‬‬

‫‪176‬‬
‫َّ‬
‫الش ِايف‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َّ َ َ َ‬ ‫َ ْ َ ْ َّ‬
‫الكريم‪ ،‬وإنما ورد ِبصيغ ِة ال ِفعل كما يف قوهل تعاىل‪{ :‬وإذا مرضت فهو‬ ‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫لم ي ِرد (الش ِايف) اسما يف‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ َّ‬
‫هلل صىل اهلل‬
‫حديث اعئشة ريض اهلل عنها أن رسول ا َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫السنة‪ :‬فقد َو َرد يف‬ ‫شفني} [الشعراء‪ .]80َ :‬وأ َّما يف‬ ‫ِ‬
‫يَ‬
‫اس أ ْذ ِهب َ‬
‫ابل َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫اكن إذا أ ََت َمريضا أو أ ِ َ‬ ‫َ‬
‫اس‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫يت بِ ِه إِيله قال عليه الصالة والسالم‪( :‬الله َّم َرب انلَّ ِ‬ ‫عليه وسلم‬
‫َ َ‬ ‫َ َ َ َّ َ َ َ َ َ‬ ‫ْ َ َ ْ َ َّ‬
‫اش ِف ِه وأنت الش ِايف‪ ،‬ال ِشفاء إِال ِشفاؤك‪ِ ،‬شفاء ال يغا ِدر سقما) رواه ابلخاري برقم (‪ ،)5675‬ومسلم برقم‬
‫(‪.)2191‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َّ‬
‫اثلابت ِة هلل تعاىل‪ ،‬وقد عده مجع ِمن العلما ِء يف األسما ِء احلسىن‪ ،‬منهم‪ :‬ابن منده‬
‫اسم (الش ِايف) ِمن األسما ِء ِ‬
‫واحل َ ِلييم وابليهيق وابن حزم والقرطيب والعثيمني والرشبايص ونور احلسن خان‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫األمراض‬
‫ِ‬ ‫قال احللييم‪[( :‬اذلي] يَشايف الصادور ِمن الشاب ِه والشاكوك‪ ،‬و ِمن احلَسا ِد والغلول‪ ،‬واألبدان ِمن‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬
‫َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫ّ‬
‫وحده الشاايف‪ ،‬وأنه ال ِشافاء إال شاافاؤه)‪ .‬وقال الشاايخ ابن عثيمني‪:‬‬ ‫واآلفات)‪ .‬قال ابن القيم‪[( :‬أي] أنه‬
‫َّ‬
‫(الشايف هو اهلل عز وجل؛ ألنّه اذلي يَشيف َ‬
‫الم َرض)‪.‬‬ ‫ِ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫فوس‪.‬‬
‫وشهوات انل ِ‬
‫ِ‬ ‫أمراض األبدان‪ ،‬وشب ِه القلوب‪،‬‬
‫ِ‬ ‫عايف ال ِعباد ِمن‬
‫الش ِايف‪ :‬اذلي ي ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫الرحيم ‪ -‬اللطيف ‪ -‬الق ِدير‪ .‬الصفات‪ :‬الربوبية ‪ّ -‬‬ ‫الر ُّب ‪َّ -‬‬
‫الرمحن ‪َّ -‬‬ ‫األسماء‪َّ :‬‬
‫الرمحة ‪ -‬اللطف‪ .‬األفعال‪:‬‬ ‫ِ‬
‫قدر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يرحم ‪ -‬يلطف ‪ -‬ي ِ‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫فيه‬ ‫‪،‬‬‫وأوصاف‬ ‫أعالم‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫األسباب ال ِبها‪ ،‬و ِمن مجل ِة ذلك أنه يشيف عند األدوي ِة‬ ‫ِ‬ ‫‪ -1‬يعت ِقد بعض المتلكمني أن اهلل تعاىل يفعل عند‬
‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫األسباب ولم جيعلوا هلا أثرا يف مسببا ِتها‪ ،‬وهذا غلط‪ ،‬فإن اهلل جعل ادلواء سببا للشفاء‪،‬‬ ‫ال بها‪ ،‬فأنكروا‬
‫َّ ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ َ َ‬
‫يق يف انلار قال اهلل هلا‪:‬‬ ‫السبب ختلف‪ ،‬فإبراهيم عليه السالم لما أل ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫وإذا أراد أن ي َتخلف المسبب عن‬
‫َّ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬
‫األسباب ما جيعلها‬
‫ِ‬ ‫{كوِّن بردا وسالما ىلع إبراهيم}‪ ،‬وهذا ديلل ىلع أن اهلل تعاىل هو اذلي يو ِدع يف‬
‫اتلأثري‪ -2 .‬ال جيوز االستشفاء إال ِمن اهلل تعاىل‪،‬‬ ‫مؤثِّرة‪ ،‬فاألسباب ال تؤثر بذاتها كما أنها ال ينَف عنها َّ‬
‫َ َّ‬ ‫عارض ذلك مع َت َع ِ‬ ‫وال َي َت َ‬
‫أسباب الشفا ِء الرشعي ِة أو الكونية‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اِط ما قد َره اهلل من‬

‫‪177‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬انلهج األسىم يف رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬صفات اهلل‬
‫عزوجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬وهلل األسماء احلسىن لعبد العزيز بن‬
‫نارص اجلليل‪ -.‬القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن‪ - .‬أحاكم من‬
‫القرآن الكريم البن عثيمني‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن‬
‫ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬أضواء السلف‪ - .‬اتلعليق ىلع القواعد املثىل لعبد الرمحن بن نارص بن براك‪،‬‬
‫دار اتلدمرية‪ - .‬رشح رياض الصاحلني البن عثيمني‪ ،‬دار الوطن للنرش‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)177136( :‬‬

‫‪178‬‬
‫َ‬
‫األ ْكرمَ‬

‫َ‬ ‫األدلة‪:‬‬
‫ََ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َََ‬
‫واحد يف قوهل تعاىل‪{ :‬اقرأ وربك األكرم} [العلق‪ ،]3 :‬وورد بصيغ ِة‬
‫ٍ‬ ‫اسم (األك َرم) يف م ِ‬
‫وض ٍع‬ ‫ورد ِذكر ِ‬
‫عل يف قوهل تعاىل‪{ :‬فأما اإلنسان إذا ما ابتاله ربه فأكرمه ونعمه فيقول ريب أكرمن} [الفجر‪- .]15 :‬‬
‫ال ِف َّ ِ‬
‫َ‬
‫َودل عليه قوهل تعاىل‪{ :‬يا أيها اإلنسان ما غرك بربك الكريم} [االنفطار‪.]6 :‬‬
‫العلماء يف اثلبوت‪:‬‬ ‫أقوال‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ َ َْ َ َ‬ ‫َ َْ‬
‫اثلابت ِة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذكره أغلب من كتب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬
‫اسم (األكرم) ِمن األسما ِء ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫ٌ‬
‫لفظ جاامعٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ويوصاالهم إىل الغااياات املحمودة‪ ...‬ولفظ الكرمِ‬
‫ِ‬ ‫قاال ابن تيمياة‪[( :‬اذلي] ين ِعم ىلع املخلوقني‪،‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫الغري تمام‬
‫ِ‬ ‫للمحاساا ِن واملحا ِمد‪ ،‬ال يراد به جمرد اإلعطاء‪ ،‬بل اإلعطاء ِمن تمامِ معناه‪ ،‬فإن اإلحسااان إىل‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫اخلري ويِسااته)‪ .‬قال ابن القيم‪( :‬هواألفعل ِمن الكرم‪ ،‬وهو كرثة اخلري‪ ،‬وال أحد‬ ‫املحاساان‪ ،‬والكرم كرثة‬
‫ّ ِ َ َّ‬
‫أوىل بذلك منه سبحانه‪ ،‬فإن اخلري لكه بيديه واخلري لكه منه)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫خري منه سبحانه‪.‬‬
‫بيدهِ اخلري لكه‪ ،‬ولك ٍ‬
‫اخلري والعطاء‪ ،‬اذلي ِ‬
‫ِ‬ ‫األكرم‪ :‬كثري‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫الو ّهاب ‪ -‬المحسن ‪ّ -‬‬
‫َ‬
‫الرب‪ .‬الصفات‪ :‬اجلود ‪ -‬الك َرم ‪ -‬الهبة ‪ -‬اإلحسان ‪ -‬اإلنعام ‪ّ -‬‬ ‫َ‬
‫الكريم ‪َ -‬‬
‫الرب‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫األسماء‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫األفعال‪ :‬جيود ‪ -‬يك ِرم ‪ -‬يهب ‪ -‬حيسن ‪ -‬ين ِعم‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫فيه‬ ‫‪،‬‬‫وأوصاف‬ ‫أعالم‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ َّ َ‬
‫لغرض وال ليش ٍء يعود ىلع اهلل منه يشء‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫أول المعط َلة اسم (الكريم واألكرم) بأنه اذلي يفيد ال‬ ‫‪ -1‬ت‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫وزعموا أن من أكرم يلحمد ويلحسن إيله بما يفعل فهو غري كريم‪ ،‬وال شك أن هذا اتلفسري باطل‪،‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫هلل تعاىل بالك َرم واإلحسان‪ ،‬كما أن‬ ‫وصف ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫انلصوص ِمن‬
‫ِ‬ ‫وليس عليه ديلل‪ ،‬وهو خمالف ملا َو َرد ِمن‬
‫ث‪ ،‬واهلل م َّ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫َنه عن ذلك‪ ،‬بل‬ ‫اعب‬
‫ِ‬ ‫أصال‬ ‫د‬
‫ٍ‬ ‫ملقصو‬ ‫ال‬ ‫يفيد‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫يفعل‬ ‫اذلي‬ ‫أن‬ ‫والعقل‬ ‫واللغة‬ ‫الرشع‬ ‫يف‬ ‫املعروف‬
‫ُّ‬ ‫َ‬
‫اهلل تعاىل ي َهب ويعطي تفضال وكرما ويمنع عدال حلكم ٍة يعلمها سبحانه‪ -2 .‬قد يكون (األكرم)‬
‫َ‬
‫َ‬
‫واألطول بمعىن‪ :‬العزيز والطويل‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫األعز‬ ‫بمعىن الكريم كما جاء‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬

‫‪179‬‬
‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد‬
‫سعيدي‪ - .‬القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن‪ - .‬معتقد أهل السنة‬
‫واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬أضواء السلف‪ - .‬شأن ادلاعء للخطايب‪ ،‬دار‬
‫اثلقافة العربية‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬طبعة جممع امللك فهد لطباعة املصحف‪ - .‬صفات اهلل‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪.‬‬ ‫عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي‬
‫الرقم املوحد‪)177153( :‬‬

‫‪180‬‬
‫َّ ْ‬
‫الش ِهيد‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َََ‬
‫وضعا‪ ،‬منها‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬وأنت ىلع لك يش ٍء شهيد}‬ ‫َ‬
‫الكريم يف (‪ )18‬م ِ‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫اسم (الش ِهيْد) يف‬
‫ورد ِذكر ِ‬
‫ٌ‬
‫[املائدة‪ .]117:‬وقوهل تعاىل‪{ :‬قل اهلل شهيد بيين وبينكم} [األنعام‪ .]19:‬وقوهل تعاىل‪{ :‬قل كَف باهلل شهيدا‬
‫بيين وبينكم} [اإلرساء‪.]96:‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫َ َّ‬ ‫َّ‬
‫اسم (الش ِهيْد) من األسما ِء اثلابت ِة هلل تعاىل‪ ،‬وقد عده مجع من العلما ِء يف األسماء احلسىن‪ ،‬منهم‪ :‬ابن تيمية‬
‫ٌ‬
‫وابن القيم وابن حجر والسعدي وابن عثيمني‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ّ‬
‫قاال ابن تيمياة‪( :‬فاإناه شااهياد عليم‪ ،‬ليس عن املخلوقاات ِبغاائاب)‪ .‬قاال ابن القيم‪( :‬اذلي ال يغياب عناه‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫يشء‪ ،‬وال يعزب عنه مثقال ذرة يف األرض وال يف السااماء‪ ،‬بل هو م َّط ٌ‬
‫عليم‬ ‫لع ىلع لك يشء‪ ،‬مشااا ِهد هل‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫بتفاصي ِل ِه)‪ .‬قال الشيخ السعدي‪َّ :‬‬
‫(الرقيب والشهيد من أسمائِ ِه احلسىن‪ ،‬وهما مرتادفان‪ ،‬والكهما يدل ىلع‬
‫ّ‬
‫واخلفية)‪.‬‬ ‫جبميع املعلومات اجل َ ِل ّية‬ ‫إحاط ِة َس ْمع اهلل باملسمواعت وبرص ِه بالمبْ َ َ‬
‫رصات‪ ،‬وعل ِم ِه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫َّ‬
‫الش ِهيْد‪ :‬اذلي ال يغيب عنه يشء‪ ،‬بل هو مط ِلع ىلع لك يشء‪ ،‬مشا ِهد هل‪ ،‬عليم بتفاصي ِل ِه‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬

‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬


‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ابلصري ‪ -‬احلَفيظ ‪ -‬العليم ‪ -‬اخلبري‪ -‬المحيط‪ .‬الصفات‪ :‬الشهادة ‪َّ -‬‬ ‫السميع ‪َ -‬‬ ‫الرقيب ‪َّ -‬‬‫األسماء‪َّ :‬‬
‫الرقابة ‪-‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫خل ْربة ‪ -‬اإلحاطة‪ .‬األفعال‪ :‬ش ِهد ‪ -‬ي َ ْس َمع ‪ -‬حييط‪.‬‬
‫حلفظ ‪ -‬ال ِعلم‪ ،‬ا ِ‬
‫َّ ْ‬
‫السمع ‪ -‬ا ِ‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫فيه‬ ‫‪،‬‬‫وأوصاف‬ ‫أعالم‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جلميع املخلوقات‪ ،‬فهو سبحانه مع‬
‫ِ‬ ‫‪ -1‬اسم (الشهيد) يقتيض إثبات معي ِة اهلل العام ِة خلل ِق ِه‪ ،‬ويه شاملة‬
‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫ِّ‬
‫وقهر ِه وإحاط ِت ِه‪ ،‬ال يَغيب عنه يشء‪ ،‬وال يعجزه يشء‪ -2 .‬نَف المعطلة أن‬ ‫ِ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫وقدر‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫عل‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫يشء‬ ‫لك‬
‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫بالشهادة؛ ألن إثبات الصفات يلزم‬‫يكون اهلل تعاىل متصفا ٌبالشهادة‪ ،‬وقالوا هو شهيد بال اتصاف منه ََ‬
‫منه التشبيه‪ ،‬وهذا مردود فإن اهلل تعاىل وصف أسماءه بأنها حسىن‪ ،‬وأم َرنا بداعئه بها‪ ،‬وهذا يقتيض أن‬
‫ٌ‬ ‫َّ‬
‫معان عظيم ٍة تكون وسيلة نلا يف داعئنا‪ ،‬ونفيهم هذا خمالف ملقتَض اللسان العريب؛‬ ‫ىلع‬ ‫ة‬ ‫تكون دال‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ٍَ‬ ‫ّ‬
‫ألنه ال يمكن أن يقال شهيد لِمن ال شهادة هل‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬
‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد‬
‫سعيدي ‪ -‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة‬
‫املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن‬
‫صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ - .‬صفات اهلل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد‬
‫هراس‪ ،‬دار اهلجرة‬‫الس َّقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬رشح العقيدة الواسطية‪ ،‬ويليه ملحق الواسطية ملحمد ّ‬ ‫القادر َّ‬
‫للنرش واتلوزيع‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)177155( :‬‬

‫‪182‬‬
‫َ‬
‫القابِض‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬
‫قبض‬
‫قوهل تعاىل‪{ :‬واهلل ي ِ‬ ‫الكريم اسما وإنما َو َرد ِب ِصيغ ِة ال ِفعل كما يف‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫ل ْم يَ ِرد ِذكر (الق ِابض) يف‬
‫َ‬
‫السماوات‬ ‫ترجعون} [ابلقرة‪ .]245 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬واألرض مجيعا قبضته يَ ْو َم الْ َ‬
‫قيامة َو‬ ‫َويبسط َوإيله ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫ُّ َّ َ َ َ َ‬ ‫َّ‬
‫قوهل صىل اهلل عليه وسلم‪« :‬إن اهلل هو‬ ‫مطويات بِيمينه} [الزمر‪ .]67 :‬وأما يف السنة‪ :‬فورد (اسما) يف ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ابلاسط الرازق» أخرجه أبو داود (‪ ،)3451‬والرتمذي (‪ ،)1314‬وابن ماجه (‪،)2200‬‬ ‫َّ‬ ‫القابض‬ ‫ِّ‬
‫المسعر‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وصححه األبلاين انظر‪ :‬صحيح سَن الرتمذي (‪.)2/32‬‬ ‫َّ‬

‫َ‬ ‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(القابض ابلاسط) من األسما ِء اثلابتة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذك َرهما أغلب من كت َ‬
‫ب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫(مقاام اخلوف ال جياامع َمقاامَ‬‫الق َّيوم القاابض ابلااسااط) قاال ابن القيم‪َ :‬‬ ‫َ ُّ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قاال ابن تيمياة‪( :‬فااهلل اليح‬
‫ابلاساط)‪ .‬قال الشايخ الساعدي‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ام‬
‫القابض‪ ،‬واالنبسااط ِمن أحاكمِ اس ِ‬
‫ِ‬ ‫ام‬
‫االنبسااط‪ ،‬واخلوف ِمن أحاكمِ اس ِ‬
‫واحد مع اآلخر؛‬ ‫َ‬
‫تقابالت اليت ال ينبَغ أن يثىن ىلع اهلل بها إال لك‬
‫ٍ‬ ‫اماء الكريمة ِمن األساما ِء الم ِ‬ ‫َ‬
‫(هذه األس‬
‫َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫القابض لألرزاق واألرواح وانلفوس‪ ،‬وابلاسااط لألرزاق‬ ‫ِ‬ ‫اجتماع الوصافني‪ ،‬فهو‬ ‫ِ‬ ‫ألن الكمال المطلق ِمن‬
‫والرمحة والقلوب)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قبض األرزاق واألرواح وانلفوس واألرض يوم القيامة وما شاء‪.‬‬
‫القابض‪ :‬هو اذلي ي ِ‬
‫ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫َْ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ابلاسط – المعطي‪ .‬الصفات‪ :‬الب ْسط ‪ -‬القبض‪ .‬األفعال‪ :‬يبسط ‪ -‬يق ِبض‪.‬‬
‫ِ‬ ‫األسماء‪:‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫فيه‬ ‫‪،‬‬‫وأوصاف‬ ‫أعالم‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫والطي‬ ‫سط‬
‫بالقبض والب ِ‬
‫ِ‬ ‫يد ِه سبحانه‪ ،‬كما وصف يديه‬ ‫القابض‪ ،‬وقد أضاف القبض إىل ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -1‬اهلل تعاىل هو‬
‫وايلمني واألخذ وتقليب القلوب بأصابعه ووضع السماوات ىلع إصبع واجلبال ىلع إصبع‪ ،‬وهذا يدل ىلع‬
‫ٌّ‬ ‫ٌ‬
‫الهل ال تماثل أيدي املخلوقني‪ ،‬وهذه األوصاف تمتنع فيها ايلد املجازية سواء‬ ‫أنها يد حقيقية تليق ِجب ِ ِ‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ َ‬
‫قابض دون أن يقوم به سبحانه َو ْصف‪،‬‬ ‫ٌِ‬ ‫اهلل‬ ‫أن‬ ‫عطلة‬ ‫الم‬ ‫ل‬ ‫اكنت بمعىن القدرة أو بمعىن انلعمة‪ -2 .‬تأو‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬
‫شتق يؤ ِذن‬
‫القابض هو املوصوف بالقب ِض ويه صفة هل‪ ،‬قائمة به‪ ،‬وألن إثبات الم ِ‬ ‫وهذا القول باطل؛ ألن ِ‬
‫بيبوت الم ِّ‬
‫شتق ِمنه‪.‬‬ ‫ِ‬

‫‪183‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬جهود ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد‬
‫السعيد سعيدي‪ ،‬دار املنهاج‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن للسعدي‪ ،‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة‬
‫العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار‬
‫الوطن‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬أضواء السلف‪- .‬‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬األسماء‬ ‫صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫والصفات للبيهيق‪ ،‬مكتبة السوادي‪ - .‬خمترص الصواعق املرسلة البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار احلديث‪ - .‬منهج‬
‫ابن القيم يف رشح اسماء اهلل احلسىن ملرشف يلع عبد اهلل الغامدي‪ ،‬رسالة ماجستري جبامعة أم القرى‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)177156( :‬‬

‫‪184‬‬
‫َ َّ‬
‫المنان‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫ل َ ْم يَر ْد ذكر َ‬
‫وإنما َو َرد ِبصيغ ِة ال ِفعل‪ ،‬كما يف قوهل تعاىل‪{ :‬لقد َم ّن اهلل‬‫ِ‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬‫اسم‬ ‫الكريم‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫يف‬ ‫ان)‬‫ن‬ ‫(الم‬ ‫ِ ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ىلع املؤمنني إذ بعث فيهم رسوال َمن أنفسهم} [آل عمران‪ ،]164 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬ولكن اهلل يمن ىلع من‬
‫ّ‬ ‫ُّ َّ َ َ‬
‫قوهل صىل اهلل عليه وسلم‪( :‬امهلل أسألك بأن لك‬ ‫السنة‪ :‬ف َو َرد يف ِ ِ‬ ‫يشاء من عباده} [إبراهيم‪ .]11 :‬وأ َّما يف‬
‫َ‬ ‫َ َّ‬
‫أخرجه أبو داود يف سن ِن ِه (‪ )149‬والرتمذي‬ ‫المنان‪ ،‬بديع السماوات واألرض)‬ ‫احلمد‪ ،‬ال هلإ إال أنت‪،‬‬
‫(‪ )3544‬وصححه األبلاين يف (صحيح سَن أيب داود) (‪.)1325‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ َّ‬
‫اثلابت ِة هلل تعاىل‪ ،‬وقد عده مجع ِمن العلما ِء يف األسما ِء احلسىن‪ ،‬منهم‪ :‬جعفر‬
‫اسم (المنان) ِمن األسما ِء ِ‬
‫الصادق وسفيان بن عيينة وابن منده واحللييم وابليهيق والقرطيب وابن القيم والعثيمني والرشبايص ونور‬
‫احلسن خان‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف َ املعىن‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َّ َ َّ‬ ‫قال اخل َ َّط ُّ‬
‫بانلوال قبل السااؤال)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫المنان فهو كثري العطاء)‪ .‬وقال ابن تيمية‪( :‬والمنان‪ :‬اذلي جيود‬ ‫ايب‪( :‬وأما‬ ‫ِ‬
‫ُّ‬ ‫َّ ٌ َ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫اال ابن القيم‪[( :‬اذلي] ماا طااب العيش إال ِب ِمن ِتا ِه ولك نعما ٍة مناه يف ادلنياا واآلخرة فيه ِمناة يمن بهاا ىلع‬ ‫َ‬ ‫وق‬
‫َمن أنع َم عليه)‪.‬‬
‫َ‬

‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬
‫سؤاهلا‪.‬‬
‫ِ‬ ‫واهب اذلي جيود بانلعم ِة قبل‬
‫ِ‬ ‫المنان‪ :‬هو المن ِعم المعطي عظيم الم‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫العطاء ‪َ -‬‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫الرازق ‪ -‬المحسن ‪ -‬اجلَواد ‪ -‬الكريم ‪ -‬الوهاب‪ .‬الصفات‪َ :‬‬
‫الر ّزاق ‪ّ -‬‬
‫األسماء‪ :‬المعطي ‪ّ -‬‬
‫الرزق ‪-‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫كرم ‪ -‬ينفع ‪-‬‬
‫َاإلحسان ‪ -‬اجلود ‪ -‬الكرم ‪ -‬الوهب‪ .‬األفعال‪ :‬يعطي ‪ -‬يمن ‪ -‬يرزق ‪ -‬حي ِسن ‪ -‬جيود ‪ -‬ي ِ‬
‫ي َهب‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ َ‬ ‫َ‬
‫جيب فيها‪ ،‬وهو أنواع‪ ،‬منها‪ :‬أن يشتق ِمن أسمائِ ِه أسماء‬
‫اإلحلاد يف أسماء اهلل تعاىل هو الميل بها عما ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫صنم يف‬ ‫َّ‬
‫اشتقاق العزى ِمن العزيز‪ ،‬ومناة ِمن المنان‪ ،‬فإن مناة اسم ٍ‬
‫ِ‬ ‫لألصنام‪ ،‬كما ف َعل املرشكون يف‬
‫اسم اهلل‪ :‬املنان‪.‬‬
‫اجلاهلية‪ ،‬مأخوذ من ِ‬

‫‪185‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬
‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد‬
‫سعيدي ‪ -‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪- 33‬‬
‫‪1421‬ه‪ - .‬القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن‪ - .‬معتقد أهل السنة‬
‫واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬أضواء السلف‪ - .‬معجم املنايه اللفظية‬
‫وفوائد يف األلفاظ‪ ،‬بلكر بن عبد اهلل أبو زيد‪ ،‬طبعة دار العاصمة للنرش واتلوزيع‪ - .‬رشح أسماء‬
‫احلسىن لسعيد بن مسفر القحطاين‪ ،‬دار اإليمان للطبع والنرش اتلوزيع‪ - .‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬انلبوات البن تيمية‪ ،‬أضواء السلف‪.‬‬ ‫الكتاب والسنة لعلوي‬
‫الرقم املوحد‪)177159( :‬‬

‫‪186‬‬
‫َّ‬
‫الراف ِع‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ِّْ‬ ‫َّ َ َ َ‬ ‫ْ‬
‫ل َ ْم يَر ْد ِذكر َّ‬
‫الكريم اسما مفردا‪ ،‬وإنما ورد مضافا كما يف قوهل تعاىل‪{ :‬إين متوفيك‬ ‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫(الرا ِفع) يف‬ ‫ِ‬
‫إيل} [آل عمران‪ :‬من اآلية ‪ ،]55‬أو فعال كقوهل تعاىل‪{ :‬يرفع اهلل اذلين آمنوا منكم واذلين أوتوا‬ ‫ورافعك َّ‬
‫ْ‬ ‫ُّ َّ َ َ‬ ‫العلم درجات} [املجادلة‪:‬من اآلية ‪َّ .]11‬‬
‫السنة‪ :‬ف َو َرد بِ ِصيغ ِة ال ِفع ِل كما يف قوهل صىل اهلل عليه‬ ‫وأما يف‬
‫وسلم‪( :‬يَد اهلل مألى ال يغيضها نفقة‪ ،‬سحاء الليل وانلهار‪ .‬قال‪ :‬أرأيتم ما أنفق اهلل منذ خلق السموات‬
‫واألرض فإنه لم يغض ما يف يده‪ ،‬وقال‪ :‬عرشه ىلع املاء‪ ،‬وبيده األخرى املِّيان خيفض ويرفع) أخرجه‬
‫ابلخاري برقم (‪ )4684‬ومسلم (‪.)993‬‬

‫َ‬ ‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(الرافع اخلَافض) من األسما ِء اثلابتة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذك َرهما أغلب من كت َ‬
‫ب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قرتنة اكملعطي املانع‪ ،‬والضاار انلافِع‪ ،‬المعز المذل‪ ،‬اخلافض‬ ‫ابلاب أساماء اهلل الم ِ‬
‫ِ‬ ‫قال ابن تيمية‪( :‬و ِمن هذا‬
‫َ َ ْ‬ ‫ُّ‬ ‫الرافع‪ ،‬فال ي َ‬
‫فرد االساام املانِع عن قري ِن ِه وال الضااار عن قري ِنه؛ ألن اقرتانهما يدل ىلع العموم‪ ...‬فخفضاه‬
‫ورفعه من عدهل وإحساانه إىل خلقه من فضاله) وقال ابن القيم‪( :‬هو اذلي يَرفع َ‬
‫عبده إذا شااء بما آتاه ِمن‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫لم‪ ،‬وإن لم يرفعه اهلل‪ :‬فهو موضااوع ال يرفع أحد به رأسااا)‪ .‬وقال الشاايخ السااعدي‪( :‬هذه األسااماء‬ ‫ال ِع ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫واحد مع اآلخر‪ ،‬ألن الكمال‬ ‫ٍ‬ ‫قابالت اليت ال ينبَغ أن يثىن ىلع اهلل بها إال لك‬ ‫الكريمة ِمن األسااما ِء المت ِ‬
‫ْ‬ ‫المطلَق ِمن اجتماع الوصفني‪َّ ...‬‬
‫اإليمان‪ ،‬اخلافِض ألعدائِ ِه)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الرافِع لألقوامِ القائِمني بال ِعلم و‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ َ‬ ‫َّ‬
‫واآلخرة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الرافِع‪ :‬هو اذلي يرفع من يشاء كما يشاء‪ ،‬كرفع أويلائه يف ادلنيا‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫قديم ‪ -‬اتلأخري ‪ -‬اإلعزاز ‪ -‬اإلذالل‪.‬‬
‫ْ‬ ‫األسماء‪ :‬المعطي ‪ -‬الم َق ِّدم ‪ -‬المؤخر‪ .‬الصفات‪ :‬العطاء ‪َ -‬‬
‫المنع ‪َّ -‬‬ ‫ِّ‬
‫اتل ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عطي ‪ -‬يمنع ‪ -‬يقدم ‪ -‬يؤخر ‪ -‬ي ِعز‪ -‬ي ِذل‪.‬‬‫األفعال‪ :‬ي ِ‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه تدل ىلع اهلل‪ ،‬وتدل ىلع‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫بأحدها دون مقاب ِل ِه؛ ألن االسمني إذا ذ ِكرا معا دل ذلك ىلع عمومِ‬ ‫ِ‬ ‫هلل املقرتنة ال يذكر وال يدىع‬‫أسماء ا ِ‬
‫أن ما َف َعلَه ِمن َرضرَ‬
‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫وأمر ِه‪ ،‬ففي ِه مدح هل وتنبيه ىلع‬ ‫َّ‬
‫ٍ‬ ‫وعمومِ خل ِق ِه ِ‬
‫ٌ‬
‫وتدبري ِه‪ ،‬وأنه ال رب غريه‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫قدرتِ ِه‬
‫َّ‬ ‫ٍّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٍّ‬
‫خاص ومن ٍع خاص فيه ِحكمة ورمحة بالعموم أو باملآل وحنو ذلك‪ ،‬وأما إذا ذ ِك َر أحدهما لم يكن فيه‬
‫َ ْ‬
‫المدح‪.‬‬ ‫هذا‬

‫‪187‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬جهود ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد‬
‫السعيد سعيدي‪ ،‬دار املنهاج‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن للسعدي‪ ،‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة‬
‫العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار‬
‫الوطن‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬أضواء السلف‪- .‬‬
‫تفسري أسماء اهلل احلسىن للزجاج‪ ،‬دار اثلقافة العربية‪ - .‬شأن ادلاعء للخطايب‪ ،‬دار اثلقافة العربية‪- .‬‬
‫األسماء والصفات للبيهيق‪ ،‬مكتبة السوادي‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬طبعة جممع امللك فهد‬
‫لطباعة امل صحف الرشيف‪ .‬تلبيس اجلهمية البن تيمية‪ ،‬طبعة جممع امللك فهد لطباعة املصحف‬
‫الرشيف‪ - .‬منهج ابن القيم يف رشح اسماء اهلل احلسىن ملرشف يلع عبد اهلل الغامدي‪ ،‬رسالة ماجستري‬
‫جبامعة أم القرى‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)177161( :‬‬

‫‪188‬‬
‫َ ْ‬
‫احل ِميد‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َََ‬
‫الكريم (‪َ )17‬م ّرة‪ ،‬منها‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬واعلموا أن اهلل غين محيد}‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫اسم (احل َ ِميْد) يف‬
‫ورد ِذكر ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫َ[ابلقرة‪ .]267:‬وقوهل تعاىل‪{ :‬إنه محيد جميد} [هود‪ .]73:‬وقوهل تعاىل‪{ :‬فإن اهلل لغين محيد} [إبراهيم‪.]8:‬‬
‫ُّ َّ‬
‫السنة‪ :‬فقوهل صىل عليه وسلم‪( :‬قولوا‪ :‬امهلل صل ىلع حممد وىلع آل حممد‪ ،‬كما صليت ىلع آل‬ ‫أ َّما يف‬
‫إبراهيم‪ ،‬إنك محيد جميد‪ ،‬امهلل بارك ىلع حممد وىلع آل حممد‪ ،‬كما باركت ىلع آل إبراهيم‪ ،‬إنك محيد‬
‫جميد) رواه ابلخاري (‪ )4797‬ومسلم (‪.)406‬‬

‫َ‬ ‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اسم (احلميد) من األسما ِء اثلابتة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذك َره أغلب من كت َ‬
‫ب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وحيب احلمد من خل ِق ِه)‪ .‬قال ابن القيم‪( :‬هو اذلي هل‬ ‫نفسا ِه‪ِ ،‬‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬اذلي حيمد نفساه ويثين ىلع ِ‬
‫َ ٌ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫َ‬
‫نفسا ِه)‪ .‬قال‬‫احلمد ما يقتيضا أن يكون حممودا‪ ،‬وإن لم حيمده غريه‪ ،‬فهو محيد يف ِ‬ ‫ِ‬ ‫وأساباب‬
‫ِ‬ ‫الصافات‬
‫ِ‬ ‫ِمن‬
‫َ‬
‫الصافات‬
‫ِ‬ ‫وأفعاهل‪ ،‬فله ِمن األساما ِء أحسانها‪ ،‬ومن‬
‫ِِ‬ ‫الشايخ الساعدي‪( :‬احلَميد يف ذاتِ ِه‪ ،‬وأسامائِه‪ ،‬وصافاتِه‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫أكملها‪ ،‬ومن األفعال ُّ‬
‫الفضل والعدل)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫بني‬ ‫دائرة‬ ‫تعاىل‬ ‫أفعاهل‬ ‫أتمها وأحسنها‪ ،‬فإن‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ْ‬
‫كماهل يف ذاتِ ِه وأسمائِ ِه‬
‫للحمد ِل ِ ِ‬
‫ِ‬ ‫والكماالت هلل تعاىل‪ ،‬المست ِحق‬
‫ِ‬ ‫احل َ ِميد‪ :‬اسم دل ىلع ِ‬
‫مجيع المحا ِم ِد‬
‫وأفعاهل‪.‬‬
‫ِِ‬ ‫وصفاتِ ِه‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫المجيد ‪ -‬اجلَميل ‪ -‬الغين ‪ -‬الكريم‪ .‬الصفات‪ :‬احلَمد ‪ -‬الشكر‪ -‬اجلَالل ‪ -‬اجل َ َمال ‪-‬‬
‫الشكور‪َ -‬‬ ‫األسماء‪:‬‬
‫ََ‬
‫ال ِغىن ‪ -‬الكرم‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬
‫اسم ىلع انفرا ِدهِ‪ ،‬ويكون‬
‫باعتبار لك ٍ‬ ‫ِ‬ ‫هلل تعاىل يكون‬ ‫هلل لكها حسىن‪ ،‬واحلسن يف أسما ِء ا ِ‬
‫‪ -1‬أسماء ا ِ‬
‫ٌ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫االسم إىل اآلخ ِر كمال فوق كمال‪ ،‬وقدر زائد ىلع مفرديهما حنو‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫مع‬
‫غريه‪ ،‬فيحصل جب ِ‬
‫باعتبار مج ِع ِه إىل ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫قرتن ِة واألسما ِء المزدوجة يف‬ ‫الصفات الم ِ‬
‫ِ‬ ‫الغين احلميد‪ ،‬العفو القدير‪ ،‬احلميد املجيد‪ ،‬وهكذا اعمة‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬
‫احلمد كمال آخر‪ ،‬فله ثناء من غناه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫القرآن‪ ،‬فإن ال ِغىن صفة كمال‪ ،‬واحلمد كذلك‪ ،‬واجتماع ال ِغىن مع‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬
‫الشكور َاذلي يَشكر القليل‬
‫َ‬ ‫واحلميد‪ :‬أن‬ ‫ِ‬ ‫كور‬
‫ِ‬ ‫وثناء من محده‪ ،‬وثناء من اجتماعهما‪ -2 .‬الفرق بني الش‬
‫َ ََ‬ ‫كر‪َّ ،‬‬ ‫َ ُّ ْ‬ ‫ِّ‬
‫المحمود ىلع ما خلقه وأ َم َر به ونِ عنه‪.‬‬ ‫وأما احلميد فهو َ‬ ‫العمل والعطاء‪ ،‬ويوفق العبد للش‬ ‫ِ‬ ‫من‬

‫‪189‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬اجلامع ألسماء اهلل احلسىن حلامد أمحد الطاهر‪ - .‬انلهج األسىم‬
‫رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف‬
‫باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد سعيدي‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن‬
‫ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬تفسري أسماء اهلل‬
‫احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪1421- 33‬ه‪ - .‬بدائع الفوائد البن‬
‫قيم اجلوزية‪ ،‬دار اعلم الفوائد‪ - .‬منهج ابن القيم يف رشح األسماء احلسىن ملرشف الغامدي‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستري جبامعة أم القرى‪ - .‬رشح أسماء اهلل احلسىن لسعيد بن وهف القحطاين‪ ،‬دار اإليمان للطبع‬
‫والنرش واتلوزيع‪ - .‬القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)177162( :‬‬

‫‪190‬‬
‫ْ‬ ‫ُذو َ‬
‫واإلك ِ‬
‫رام‬ ‫ِ‬ ‫الل‬
‫ِ‬ ‫اجل‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َََ‬
‫قوهل تعاىل‪{ :‬تبارك اسم ربك ذي‬ ‫الكريم يف ِ ِ‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫رام) َم ّرة واحدة يف‬
‫َ‬ ‫ك‬ ‫واإل‬
‫ِ‬ ‫الل‬
‫ِ‬
‫اسم (ذواجل َ‬
‫ِ‬ ‫ر‬‫ك‬ ‫ذ‬
‫ِ‬ ‫د‬‫ور‬
‫َ‬ ‫ُّ َّ‬
‫حديث ثوبان ريض اهلل عنه قال‪ :‬اكن رسول‬ ‫ِ‬ ‫السنة فقد َو َرد يف‬ ‫اجلالل واإلكرام} [الرمحن‪ .]78:‬وأ ّما يف‬
‫اهلل صىل اهلل عليه وسلم إذا انرصف من صالتِ ِه استغفر ثالثا وقال‪( :‬امهلل أنت السالم َومنك السالم‬
‫ُّ‬
‫تباركت يا ذا اجلالل واإلكرام) رواه مسلم برقم (‪ ،)591‬ويف قوهل صىل اهلل عليه وسلم‪( :‬أ ِلظوا ِبيا ذا‬
‫اجلالل واإلكرام) أخرجه النسايئ يف السَن الكربى (‪ )286 /10‬وأمحد يف مسنده (‪ )4/177‬من حديث‬
‫ربيعة بن اعمر ريض اهلل عنه‪ ،‬صححه األبلاين يف سلسلة األحاديث الصحيحة (‪.)49 /4‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫اثلابت ِة هلل تعاىل‪ ،‬وقد عده مج ٌع ِمن العلما ِء يف األسما ِء احلسىن‪،‬‬
‫الل واإلكرام) ِمن األسما ِء ِ‬
‫َ‬
‫اسم (ذو اجل ِ‬
‫منهم‪ :‬جعفر الصادق وسفيان بن عيينة وابن منده واحللييم وابليهيق واألصبهاين والقرطيب وابن الوزير‬
‫واحلمود‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َْ‬ ‫ْ َ َّ‬
‫سااتحق ألن جيال وألن يكرم‪ ،‬واإلجالل‬‫ِ‬ ‫قاال ابن تيمياة‪( :‬وهو ساابحااناه ذو اجلالل واإلكرام‪ ،‬فهو الم‬
‫للع َظمةَ‬ ‫المجد فهو م َ‬
‫ساتلزم َ‬ ‫يتضامن اتلعظيم‪ ،‬واإلكرام يتضامن احلمد واملحبة)‪ .‬وقال ابن القيم‪َّ :‬‬
‫(وأما َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫صاافات اإلكرام‪ ،‬واهلل ساابحانه ذو اجلالل واإلكرام)‪ .‬وقال الشاايخ‬
‫ِ‬ ‫واجلالل‪ ،‬واحل َ ْمد يَدل ىلع‬
‫ِ‬
‫َّ‬
‫والسااع ِة‬
‫السااعدي‪( :‬ذو اجلالل واإلكرام أي‪ :‬ذو العظمة والكربياء‪ ،‬وذو الرمحة واجلود واإلحسااان العام واخلاص‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫ُّ‬
‫وحي ُّبونه)‪.‬‬
‫جيلونه ويعظمونه ِ‬‫كرم ألويلائه وأصفيائه اذلين ِ‬ ‫الم ِ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫يم واحلَمد‪.‬‬
‫واإلكرام‪ :‬المست ِحق للتع ِظ ِ‬
‫الل ِ‬
‫َ‬
‫ذو اجل ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫الع َظمة ‪ -‬السعة ‪َ -‬‬
‫المجيد‪ .‬الصفات‪َ :‬‬ ‫األسماء‪َ :‬‬
‫العظيم ‪ -‬الواسع ‪َ -‬‬
‫المجد ‪ -‬اجلَالل‪ .‬األفعال‪ :‬يك ِرم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه تدل ىلع اهلل‪ ،‬وتدل ىلع‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ َََ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َذ َه َ‬
‫أهل ال ِعل ِم إىل أن ذا اجلالل واإلكرام هو االسم األعظم؛ لِما ورد عن أنس بن مالك ‪-‬ريض‬
‫ِ‬ ‫ب بعض‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ ٌ‬
‫ورجل ي َصيل ثم د َاع‪ :‬امهلل إين أسألك بأن‬ ‫اهلل عنه‪ -‬أنه اكن مع رسول اهلل ‪-‬صىل اهلل عليه وسلم‪ -‬جالسا‬
‫َ‬
‫احلمد ال هلإ إال أنت املنان بديع السماوات واألرض يا ذا اجلالل واإلكرام‪ ،‬يا يح يا قيوم‪ ،‬فقال انليب‬ ‫لك‬

‫‪191‬‬
‫َ َ‬ ‫‪-‬صىل اهلل عليه وسلم‪( :-‬لقد داع َ‬
‫العظيم اذلي إذا د ِ َ‬
‫يع به أجاب وإذا س ِئل به أعطى)‬ ‫ِ‬ ‫اهلل باس ِم ِه‬
‫أخرجه أبو داود برقم (‪.)1495‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود شيخ اإلسالم يف باب األسماء احلسىن‪ ،‬ألرزيق بن حممد السعيد سعيدي‪ - .‬جهود اإلمام ابن قيم‬
‫اجلوزية لويلد العيل‪ ،‬دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم يف رشح األسماء احلسىن‬
‫ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬صفات اهلل عزوجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن للسعدي‪ ،‬جملة اجلامعة اإلسالمية العدد ‪ - 112‬السنة‬
‫‪1421- 33‬ه‪ - .‬شأن ادلاعء للخطايب‪ ،‬دار اثلقافة العربية‪ - .‬منهج ابن القيم يف رشح األسماء احلسىن‬
‫ملرشف بن يلع الغامدي‪ ،‬رسالة ماجستري بأم القرى‪ - .‬القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف‬
‫مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة‬
‫اتلمييم‪ ،‬أضواء السلف‪ - .‬اتلعليق ىلع القواعد املثىل لعبد الرمحن بن نارص بن براك‪ ،‬دار اتلدمرية‪- .‬‬
‫جالء األفهام البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار العروبة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬طبعة جممع امللك فهد‬
‫لطباعة املصحف‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)177166( :‬‬

‫‪192‬‬
‫َ‬
‫الو ر‬
‫ل‬ ‫ِ‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ْ‬
‫َو َر َد ِذكر اسم َ‬
‫يل) يف القرآن (‪َ )15‬م ّرة تقريبا‪ ،‬منها‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬اهلل ويل اذلين آمنوا خيرجهم من‬
‫(الو ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بأعدائكم وكَف باهلل ويلا وكَف باهلل‬ ‫الظلمات إىل انلور} [ابلقرة‪ .]257 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬واهلل أعلم‬
‫ََْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫بن أرقم‬
‫زيد ِ‬
‫نصريا} [النساء‪ .]45:‬وقوهل تعاىل‪{ :‬وهو الويل احلميد} [الشورى‪ .]28:‬أما يف السنة‪ :‬فحديث ِ‬
‫ِّ‬
‫آت نفيس تقواها‪َ ،‬و َزكها أنت خري‬‫ريض اهلل عنه قال‪ :‬اكن رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم يقول‪( :‬امهلل ِ‬
‫ّ‬
‫َمن َزاكها‪ ،‬أنت َو ِيلُّها وموالها) رواه مسلم (‪.)2722‬‬

‫َ‬ ‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يل) من األسما ِء اثلابتة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذك َره أغلب من كت َ‬ ‫اسم َ‬
‫ب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫(الو ِ ّ ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قال ابن جرير‪( :‬نصريهم وظهريهم‪ ،‬يتوالهم ِبعونِ ِه وتو ِفي ِق ِه)‪ .‬قال الزجاج‪( :‬الو ِ ُّيل هو ف ِعيل ِمن المواالةِ‬
‫َ‬
‫وجزاءهم)‪.‬‬ ‫احلساب ثوابَهم‬ ‫وإرشادهم‪ ...‬وهو َي َت َوىل َ‬
‫يوم‬
‫َ‬
‫هم‬ ‫والويل انلّارص‪ ...‬وهو تعاىل َو ِيلُّهم بأن َي َت َو َّىل َ‬
‫نرص‬
‫ِ‬ ‫َ َ ِّ‬
‫لألمر والقائِ ِم به)‪.‬‬‫ِ‬ ‫يل‬ ‫قال اخل َ ّطايب‪( :‬المتو‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬
‫أمور خل ِق ِه أمجعني‪.‬‬ ‫يل‪ :‬انلَّ ِ‬
‫ارص ِل ِعبا ِدهِ المؤ ِم ِنني‪ ،‬والقائِم ىلع ِ‬
‫الو ُّ‬
‫ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫األسماء‪َ :‬‬
‫الم ْوىل ‪َ -‬‬
‫الواكلة ‪ -‬انلَّرص ‪ -‬الق ْرب‪.‬‬
‫الو ِكيل ‪ -‬انلّارص ‪ -‬انلَّصري‪ -‬القريب‪ .‬الصفات‪ :‬الوالية ‪َ -‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ّ‬
‫األفعال‪ :‬ي َت َوىل ‪ -‬يَنرص ‪ -‬يَقرب‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫فيه‬ ‫‪،‬‬‫وأوصاف‬ ‫أعالم‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫باتلدبري‬
‫ِ‬ ‫أحد‪ ،‬فاهلل هو اذلي يتوىل عباده‬ ‫هلل سبحانه نواعن‪ ،‬األول‪ :‬اعمة‪ :‬ويه الشا ِملة للك ٍ‬ ‫‪ِ -1‬والية ا ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫العبد بعناي ِت ِه وتوفي ِق ِه وهداي ِت ِه‪،‬‬ ‫خاصة‪ :‬ويه أن ي َتوىل اهلل‬
‫واتلرصيف والسلطان وغري ذلك‪ ،‬واثلاين‪ّ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وليس لك‬ ‫هلل هم من صلحت أعمالهم بطاع ِت ِه وازدانت أوقاتهم بعبادتِ ِه‪َ ،‬‬ ‫وهذه للمؤمنني‪ -2 .‬أهل ِوالي ِة ا ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َّ‬
‫الوالية وتظاه َر بها يعد ويلا هلل‪ ،‬فأويلاؤه هم املؤمنون املتقون املحافظون ىلع الفرائض‪ ،‬أما من‬ ‫من ادىع ِ‬
‫اتلاكيلف عنه فهو يف احلقيق ِة َو ِيل للشيطان‪.‬‬ ‫أَت بما يناقض ذلك أو يَ ْزعم سق َ‬
‫وط‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬صفات اهلل عز‬
‫وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل‬

‫‪193‬‬
‫احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار إيالف ادلويلة للنرش واتلوزيع‪ - .‬شأن ادلاعء‪،‬‬
‫للخطايب‪ ،‬دار اثلقافة العربية‪ - .‬منهج ابن القيم يف رشح األسماء احلسىن ملرشف الغامدي‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستري جبامعة أم القرى‪ - .‬القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن‪- .‬‬
‫تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬للزجاج‪ ،‬دار اثلقافة العربية‪ - .‬وهلل األسماء احلسىن لعبد العزيز بن نارص‬
‫اجلليل‪ ،‬دار طيبة‪ - .‬فقه األسماء احلسىن لعبد الرزاق ابلدر‪ ،‬مطابع احلمييض‪ - .‬رشح أسماء اهلل احلسىن‬
‫لسعيد بن وهف القحطاين‪ ،‬دار اإليمان للطبع والنرش واتلوزيع‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)177170( :‬‬

‫‪194‬‬
‫َّ ر‬
‫الرب‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َو َر َد ِذكر اسم َّ‬
‫(الر ّب) يف القرآن الكريم َم ّرات كثرية جدا‪ ،‬فقد َو َ‬
‫وض ٍع‪ ،‬منها‪ :‬قوهل‬
‫قرتنا يف (‪ )151‬م ِ‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫ر‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تعاىل‪{ :‬احلمد هلل رب العاملني} [الفاحتة‪ .]2:‬وقوهل تعاىل‪{ :‬إذ قال هل ربه َأسلم قال أسلمت لرب العاملني}‬
‫ُّ َّ‬ ‫َّ‬
‫عباس‬
‫ٍ‬ ‫ابن‬
‫[ابلقرة‪ .]131:‬وقوهل تعاىل‪{ :‬رب املرشقني ورب املغربني} [الرمحن‪ .]17:‬أما يف السنة‪ :‬فحديث ِ‬
‫ريض اهلل عنه قال‪ :‬قال رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم‪( :‬أال وإين نهيت أن أقرأ القرآن راكعا وساجدا‪،‬‬
‫ِّ‬
‫فأما الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل) رواه مسلم (‪.)479‬‬

‫َ‬ ‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(الر ّب) من األسما ِء اثلابتة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذك َره أغلب من كت َ‬
‫اسم َّ‬
‫ب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ ِّ‬
‫أحواهل ِمن العباادةِ وغريهاا)‪ .‬وقاال‬
‫ِِ‬ ‫مجيع‬
‫قاال ابن تيمياة‪( :‬هو اذلي يريب عباده فيعطياه خلقاه ثم يهادياه إىل ِ‬
‫(الر ُّب هو السااياد واملاالاِك والمنعم والمريب والمصاا ِلح‪ ،‬واهلل تعااىل هو الرب بهاذه االعتباارات‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ابن القيم‪َّ :‬‬
‫اده ال رشياك هل)‪ .‬وقاال الشاايخ‬
‫َ‬
‫اادة َمن هاذا شاااأناه وح َ‬ ‫َ‬ ‫لكِّهاا‪ ،‬فال يشء أو َجا َ‬
‫العقول وال ِفط ِر ِمن ِعب ِ‬
‫ِ‬ ‫يف‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ِّ‬
‫وأصناف انلعم)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫باتلدبري‬
‫ِ‬ ‫السعدي‪( :‬هو المريب مجيع عبا ِدهِ‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ ِّ‬ ‫َّ ّ‬
‫وأصناف انلعم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫باتلدبري‬
‫ِ‬ ‫لغري ِه‪ ،‬والمريب مجيع عبا ِدهِ‬
‫الرب‪ :‬هو السيد املالِك المص ِلح ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫السؤدد ‪ -‬اخللق ‪ِّ -‬‬ ‫الس ِّيد ‪ -‬اخلا ِلق ‪َّ -‬‬
‫الرازق‪ -‬القادر‪ .‬الصفات‪ :‬الربوبية ‪ُّ -‬‬ ‫األسماء‪َّ :‬‬
‫الرزق ‪ -‬القدرة‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫فيه‬ ‫‪،‬‬‫وأوصاف‬ ‫أعالم‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫رب اليش ِء َمن يَربهُّ‬ ‫يشء من املخلوقات ربا ليشء من املخلوقات ربوبية مطلقة أصال‪ ،‬إذ ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫‪ -1‬ال يكون‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫هلل رب العاملني‪ ،‬وهلذا م ِنع يف رشيع ِتنا ِمن إضاف ِة الرب إىل‬
‫يع جهاتِ ِه‪ ،‬وليس هذا إال ِ‬ ‫مطلقا من مج ِ‬
‫ربك أطعم ربك» رواه ابلخاري (‪)2552‬‬ ‫الملكفني‪ ،‬كما قال صىل اهلل عليه وسلم‪« :‬ال يقل أحدكم‪ :‬اسق َّ‬
‫ِ‬
‫‪ ،)2249‬خبالف إضاف ِته إىل غري امللكفني‪ ،‬كقول انليب صىل اهلل عليه وسلم ملالك بن عوف‬ ‫ومسلم ( َ‬
‫ُّ‬
‫إبل أنت أم رب غنم؟» رواه النسايئ يف السَن الكربى (‪ ،)87 /10‬وقوهلم‪ :‬رب اثلوب‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫اجلشيم‪« :‬أرب ٍ‬
‫َ‬
‫وادلار‪ ،‬فإنه ليس يف هذه اإلضافة ما يقتيض عبادة هذه األمور غري اهلل‪ ،‬فإن هذا ال يمكن فيها‪ ،‬فإن‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫يمكن أن يَعبدوا غري اهلل‪ ،‬كما ع َب َد املرشكون به‬‫ِ‬ ‫أمر ال ي َتغ َّري‪ ،‬خبالف امللكفني‪ ،‬فإنهم‬
‫ٍ‬ ‫اهلل ف َط َرها ىلع‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬
‫غريه‪ ،‬فم ِن َع ِمن اإلضاف ِة يف حقهم حتقيقا للتوحيد اذلي بعث اهلل به رسله‪ ،‬وأنزل به‬ ‫ِمن اجلن واإلنس َ‬

‫‪195‬‬
‫ّ‬ ‫كتبه‪ -2 .‬جعل بعضهم معىن ِّ‬ ‫َ‬
‫الرب هو اإلهل وأنهما بمعىن واحد‪ ،‬وهذا باطل‪ ،‬فإنه وإن اكنت الربوبية‬
‫ّ‬
‫االشتقاق ويف املدلول‪ ،‬فالرب هو‬
‫ِ‬ ‫أصل‬
‫مستلزمة لأللوهية إال أن بني معىن الرب واإلهل فروقا كثرية يف ِ‬ ‫ِ‬
‫املصلح واإلهل هو املعبود‪ -3 .‬أنكر املالحدة ربوبية اهلل تعاىل‪ ،‬وزعموا أن الكون و ِجد بال خالق‪،‬‬ ‫السيد‬
‫ُّ‬ ‫َ ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ َّ َ َ َ َّ ٌ‬
‫وأن املادة أز ِيلة أبدية‪ ،‬وهذا ال شك باطل‪ ،‬فلك يشء يف الوجود يدل ىلع ربوبي ِة اهلل للمخلوقات‪ ،‬ولك‬
‫َّ‬
‫البد هل من خا ِلق‪ ،‬وال ِف َطر م َّ‬
‫قرة بهذا األصل العظيم‪.‬‬ ‫خملوق‬
‫ٍ‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن قيم اجلوزية يف توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد بن عبد اهلل العيل‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫دار املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪،‬‬
‫مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬جهود شيخ اإلسالم ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد‬
‫سعيدي‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬طبعة‪ :‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة العدد ‪ - 112‬السنة ‪- 33‬‬
‫‪1421‬ه‪ - .‬القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن‪ - .‬معتقد أهل السنة‬
‫واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬أضواء السلف‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪،‬‬
‫طبعة جممع امللك فهد لطباعة املصحف‪ - .‬درء تعارض العقل وانلقل البن تيمية‪ ،‬طبعة جامعة اإلمام‬
‫حممد بن سعود اإلسالمية‪ - .‬منهج ابن القيم يف رشح أسماء اهلل احلسىن ملرشف يلع الغامدي‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستري يف جامعة أم القرى‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)177172( :‬‬

‫‪196‬‬
‫َ َ‬
‫الم ْول‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َََ‬
‫الكريم (‪َ )12‬م ّرة‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪{ :‬واعف عنا واغفر نلا وارمحنا أنت‬
‫ِ‬ ‫قرآن‬ ‫َْ‬
‫اسم (الموىل) يف ال ِ‬
‫ورد ِذكر ِ‬
‫موالنا فانرصنا ىلع القوم الاكفرين} [ابلقرة‪ ]286:‬وقوهل تعاىل‪{ :‬واعتصموا باهلل هو موالكم فنعم املوىل‬
‫ونعم انلصري} [احلج‪ :‬من اآلية‪ ]78‬وقوهل تعاىل‪{ :‬ذلك بأن اهلل موىل اذلين آمنوا وأن الاكفرين ال موىل‬
‫هلم} [حممد‪.]11 :‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َْ‬
‫هلل تعاىل‪ ،‬وقد عده مجع ِمن العلما ِء يف األسما ِء احلسىن‪ ،‬منهم‪ :‬جعفر‬
‫اثلابت ِة ِ‬
‫اسم (الموىل) ِمن األسما ِء ِ‬
‫الصادق وسفيان بن عيينة واخلطايب وابن العريب والقرطيب وابن القيم وابن حجر‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قال احل َلييم‪َ :‬‬
‫(المأمول منه انلرص والمعونة؛ ألنه هو المالك)‪ .‬وقال ابن القيم‪( :‬وهو نِعم الموىل ونِعم‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََّ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ََ َ‬
‫انلصري‪ ،‬فمن تواله واستنرص به وتولك عليه وانقطع ِبكلي ِت ِه إيله تواله وحفظه وحرسه وصانه)‪ .‬وقال‬
‫عباده املؤمنني‪ ،‬ويوصل إيلهم مصاحلَهم‪ ،‬وييَ ِّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ‬
‫ّ‬
‫ادلينية‬ ‫ِس هلم منافِ َعهم‬ ‫ِ‬ ‫الشيخ السعدي‪( :‬اذلي ي َتوىل‬
‫ّ‬
‫وادلنيوية)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ّ‬ ‫ََْ‬
‫وصل إيلهم مصاحلهم‪ ،‬وييِس هلم منافِعهم ادلينية وادلنيوية‪.‬‬
‫الموىل‪ :‬اذلي يتوىل عباده املؤمنني‪ ،‬وي ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫الواكلة ‪ -‬انلَّرص ‪ -‬الق ْرب‪.‬‬
‫الوكيل ‪ -‬انلّارص ‪ -‬انلَّصري‪ -‬القريب‪ .‬الصفات‪ :‬الوالية ‪َ -‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل ‪َ -‬‬‫الو ّ‬‫َ‬
‫األسماء‪ِ َ :‬‬
‫َّ‬
‫األفعال‪ :‬ي َتوىل ‪ -‬يَنرص ‪ -‬يَقرب‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫وتدل‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ىلع‬ ‫تدل‬ ‫فيه‬ ‫‪،‬‬‫وأوصاف‬ ‫أعالم‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ََ ّ‬ ‫ِّ‬ ‫ّ‬
‫دبري‬
‫أحد‪ ،‬فاهلل هو اذلي يتوىل عباده باتل ِ‬ ‫هلل سبحانه نواعن‪ :‬اعمة‪ :‬ويه الشا ِملة للك ٍ‬ ‫‪ِ -1‬والية ا ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َََّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ ْ‬
‫وغري ذلك‪ ،‬وخاصة‪ :‬ويه أن يتوىل اهلل العبد بعناي ِت ِه وتوفي ِق ِه وهداي ِت ِه‪ ،‬وهذه‬ ‫ِ‬ ‫واتلرصيف والسلطان‬
‫سيدهم ومالكهم وخالقهم ومعبودهم ّ‬ ‫وىل اخلَلق أمجعني‪ ،‬بمعىن أنه ِّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َّ‬
‫احلق‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ‬ ‫م‬ ‫ه‬‫شأن‬ ‫ل‬ ‫للمؤمنني‪ -2 .‬اهلل ج‬
‫َ‬ ‫ِّ َ َ‬ ‫ّ َ ِْ َ‬ ‫ّ‬
‫كما يف قوهل تعاىل‪{ :‬ثم ردوا ِإىل اَّلل موالهم احلق أال هل احلكم وهو أرسع احلاسبني} [األنعام‪ ،]62 :‬وال‬
‫ّ‬ ‫َ َ‬
‫تعارض يف هذا مع قوهل تعاىل‪{ :‬ذلك بأن اهلل موىل اذلين آمنوا وأن الاكفرين ال موىل هلم} [حممد‪ ،]11 :‬فإن‬
‫َ‬
‫رصف فيهم بما شاء‪ ،‬ومعىن كونه َموىل املؤمنني دون الاكفرين‪،‬‬ ‫معىن كونِ ِه َموىل الاكفرين أنه ما ِلكهم الم َت َ ِّ‬
‫حبة واتلوفيق وانلرص‪.‬‬ ‫الم َّ‬
‫أي‪ :‬والية َ‬
‫ِ‬

‫‪197‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود ابن تيمية يف باب أسماء اهلل احلسىن ألرزيق بن حممد السعيد سعيدي‪ ،‬دار املنهاج‪ - .‬بدائع‬
‫الفوائد البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار اعلم الفوائد‪ - .‬دفع إيهام االضطراب عن آيات الكتاب ملحمد األمني‬
‫الشنقيطي‪ ،‬مكتبة ابن تيمية‪ - .‬القواعد املثىل البن عثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن‪.‬‬
‫‪ -‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬أضواء السلف‪ - .‬صفات‬
‫اهلل عزوجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬اتلعليق ىلع القواعد املثىل لعبد‬
‫الرمحن بن نارص بن براك‪ ،‬دار اتلدمرية‪ - .‬تيسري الكريم الرمحن للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ - .‬وهلل‬
‫األسماء احلسىن لعبد العزيز بن نارص اجلليل‪ ،‬دار طيبة‪ - .‬انلهج األسىم يف رشح األسماء احلسىن ملحمد‬
‫احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬اجلامع ألسماء اهلل احلسىن حلامد أمحد الطاهر‪ ،‬دار الفجر‬
‫للرتاث‪ - .‬األسماء والصفات للبيهيق‪ ،‬مكتبة السوادي‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)177175( :‬‬

‫‪198‬‬
‫ُ ْ‬
‫المبِي‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َََ‬
‫اسم (الم ِبني) يف القرآن الكريم َم ّرة واحدة‪ ،‬وذلك يف قوهل تعاىل‪{ :‬يومئذ يوفيهم اهلل دينهم‬
‫ورد ِذكر ِ‬
‫احلق ويعلمون أن اهلل هو احلق املبني} [انلور‪.]25 :‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َْ َ َ‬ ‫ْ‬
‫اثلابت ِة هلل تعاىل‪ ،‬وقد ذكره أغلب من كتب يف األسما ِء احلسىن‪.‬‬
‫اسم (الم ِبني) ِمن األسما ِء ِ‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫ابلنيِّ‬ ‫قاال ابن جرير‪( :‬اذلي ي َب ِّني هلم حق َ‬
‫اائق ماا اكن يَعادهم يف ادلنياا ِمن العاذاب)‪ .‬وقاال اخل َ َّطاايب‪( :‬هو َ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أمره يف الوحدانية‪ ،‬وأنه ال رشيك هل)‪ .‬وقال ابن تيمية‪[( :‬اذلي] ال يشء أبني منه)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫المب ْني‪َ :‬‬
‫ابل ِّني الواضح يف َ‬
‫الوحدانية‪ ،‬واذلي ي َبني لعبا ِد ِه احلقائق‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫الهداية‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ِّ‬
‫األسماء‪ :‬احلق ‪ -‬العليم ‪ -‬اهلادي‪ .‬الصفات‪ :‬ابليان ‪ِ -‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪-‬أسماء اهلل تعاىل لكها حسىن‪- .‬أسماء اهلل تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬أسماء اهلل تعاىل غري‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫صفات‬
‫ٍ‬ ‫أعالم وأوصاف‪ ،‬فيه تدل ىلع اهلل‪ ،‬وتدل ىلع‬ ‫حمصورة بعدد معني‪- .‬أسماء اهلل تعاىل‬
‫ُّ‬
‫وصفات‪ ،‬وهذه الصفات تنقسم إىل قسمني‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معان‬
‫ٍ‬ ‫تضمنتها هذه األسماء‪- .‬أسماء اهلل عز وجل تدل ىلع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صفات متعدية وصفات غري متعدية‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫االشرتاك يف األسماء ال يلزم منه االشرتاك يف املسميات‪ ،‬وقد سىم اهلل تعاىل رسوهل باملبني‪ ،‬كما يف قوهل‬
‫مبني} [االعراف‪ ،]184:‬وسىم كتابه باملبني‬ ‫تعاىل‪{ :‬أولم يتفكروا ما بصاحبهم من ج َّن ٍة إن هو إال ٌ‬
‫نذير ٌ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ ْ َ َِ ْ‬
‫ني} [يوسف‪.]1:‬‬ ‫اب الم ِب ِ‬
‫كت ِ‬‫يف آيات كثرية منها قوهل تعاىل‪ِ { :‬تلك آيات ال ِ‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬انلهج األسىم رشح األسماء احلسىن ملحمد احلمود انلجدي‪ ،‬مكتبة اإلمام اذلهيب‪ - .‬معتقد أهل السنة‬
‫واجلماعة يف أسماء اهلل احلسىن ملحمد بن خليفة اتلمييم‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار إيالف ادلويلة للنرش‬
‫واتلوزيع‪ - .‬الفتاوى الكربى البن تيمية‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ - .‬جامع ابليان البن جرير الطربي‪،‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع‬
‫بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ - .‬وهلل األسماء احلسىن لعبد العزيز بن نارص اجلليل‪ ،‬دار طيبة‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)177183( :‬‬

‫‪199‬‬
‫الصفات العىل‬
‫االستواء‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع صفة االستواء أدلة من الكتاب والسنة منها‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬الرمحن ىلع العرش استوى} [طه‪،]5 :‬‬
‫وقوهل تعاىل يف ستة مواضع من كتابه‪{ :‬ثم استوى ىلع العرش} [األعراف‪ ،54 :‬يونس‪ ،3 :‬الرعد‪،2 :‬‬
‫الفرقان‪ ،59 :‬السجدة‪ ،4 :‬احلديد‪ .]4 :‬وأما من السنة‪ :‬فقوهل صىل اهلل عليه وسلم أليب هريرة‪(( :‬يا أبا‬
‫هريرة‪ ،‬إن اهلل خلق السماوات واألرضني وما بينهما يف ستة أيام ثم استوى ىلع العرش‪ ))...‬رواه النسايئ‬
‫يف "اتلفسري" برقم(‪ )412‬وهو حديث حسن‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫مستو ىلع عرشه استواء يليق جبالهل‪ ،‬وال يماثل استواء املخلوقني‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫يؤمن أهل السنة واجلماعة بأن اهلل تعاىل‬
‫ُّ َّ‬
‫وصفة االستواء ىلع العرش ثابتة بالكتاب والسنة واتفاق سلف األمة وأئمة السنة‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قال ابن تيميةعن السالف‪( :‬فِساوا االساتواء بما يتضامن االرتفاع فوق العرش)‪ .‬وقال ابن القيم يف معىن‬
‫االستواء‪(:‬فلهم عبارات عليها أربع‪.....‬قد حصلت للفارس الطعان‬
‫ويه استقر وقد عال وكذلك ار‪.....‬تفع اذلي ما فيه من نكران‬
‫وكذاك قد صعد اذلي هو رابع‪.....‬وأبو عبيدة صاحب الشيباين‬
‫خيتار هذا القول يف تفساريه‪.....‬أدرى من اجلهيم بالقرآن)‪ .‬وقال الشايخ الساعدي‪( :‬اساتوى ترد يف القرآن‬
‫ىلع ثالثاة معاان‪ :‬فتاارة ال تعادى بااحلرف فيكون معنااهاا الكماال واتلماام‪ ...‬وتاارة تكون بمعىن "عال"‬
‫و"ارتفع" وذلك إذا عديت باا "ىلع" كقوهل تعاىل‪{ :‬الرمحن ىلع العرش استوى}‪ ،‬وتارة تكون بمعىن "قصد"‬
‫سماوات َوه َو بك ِّل َ ْ‬
‫يشء‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫كما إذا عديت باا "إىل" كما يف قوهل تعاىل‪{ :‬ث َّم استوى إ َىل ّ‬
‫الس َماء ف َس َّواه ّن سبع‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َع ِليم})‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة فعلية خربية ثابتة هلل عز وجل بالكتاب والسنة‪ ،‬بمعىن االستقرار والعلو واالرتفاع والصعود‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬العيل ‪ -‬األىلع ‪ -‬القاهر ‪ -‬املتعال‪ .‬الصفات‪ :‬العلو ‪ -‬الفوقية ‪ -‬االرتفاع‪ .‬األفعال‪ :‬استوى ‪-‬‬
‫ارتفع ‪ -‬صعد‪ -‬استقر‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪ :‬اتلحريف‪.‬‬

‫‪202‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫من تفسريات املتأولني لالستواء قوهلم‪{ :‬استوى} أي (استوىل)‪ ،‬وهو تفسريمردود ألمور‪ -1 :‬أن قوهلم‬
‫هذا خمالف لظاهر انلص‪ ،‬و خمالف إلمجاع الصحابة وإمجاع السلف قاطبة‪ -2 .‬أنه لم يرد يف اللغة‬
‫العربية أن (استوى) بمعىن (استوىل)‪ ،‬وابليت اذلي احتجوا به‪ :‬قد استوى برش ىلع العراق من غري‬
‫سيف أو دم مهراق‪ ،‬ال يتم به االستدالل ألنه بيت مكذوب مصنوع‪ ،‬مفتعل موضوع‪ ،‬منسوب كذبا‬
‫وزورا‪ ،‬إىل اكفر نرصاين‪ -3 .‬أن االستيالء ال يكون إال بعد مغابلة‪ ،‬وال يشء يغالب رب العاملني‪،‬‬
‫سبحانه‪ -4 .‬أنه لو اكن كذلك ‪-‬فرضا‪ -‬لم يكن ينبَغ أن خيص العرش باالستيالء عليه دون سائر‬
‫خلقه‪ ،‬إذ هو مستول ىلع العرش وىلع سائر خلقه‪ ،‬وليس للعرش مزية حينئذ‪ -5 .‬أنه يلزم عليه لوازم‬
‫فاسدة منها‪ :‬أن اهلل تعاىل لم يكن مستويلا ىلع العرش ِمن قبل ثم استوىل عليه‪ ،‬وهذا يعين أنه اكن يف‬
‫َ‬
‫ملك غريه‪ ،‬واالستيالء ىلع اليشء يقتيض تنازاع ومغابلة‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود اإلمام ابن قيم اجلوزية يف تقرير توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد العيل‪ ،‬املربة اخلريية‬
‫لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬تيسري الكريم الرمحن يف تفسري الكم املنان للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪- .‬‬
‫اتلدمرية البن تيمية‪ ،‬طبعة مكتبة العبياكن‪ - .‬الاكفية الشافية يف االنتصار للفرقة انلاجية (نونية ابن‬
‫القيم) البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار اعلم الفوائد للنرش واتلوزيع ‪ -‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه‬
‫احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬رشح العقيدة‬
‫الواسطية من الكم شيخ اإلسالم ابن تيمية للمصلح‪ ،‬دار ابن اجلوزي‪ - .‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك‬ ‫الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫فهد لطباعة املصحف الرشيف‪- .‬رشح العقيدة الواسطية‪ ،‬للعثيمني دار ابن اجلوزي للنرش واتلوزيع‪- .‬‬
‫الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة‬
‫اجلامعة اإلسالمية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1408 ،‬ه‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181069( :‬‬

‫‪203‬‬
‫اإلحياء‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع صفة اإلحياء أدلة من الكتاب والسنة‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪{ :‬ثم يميتكم ثم حيييكم ثم إيله‬
‫ترجعون} [ابلقرة‪ ]28:‬وقوهل‪{ :‬وهو اذلي أحياكم ثم يميتكم ثم حيييكم إن اإلنسان لكفور} [احلج‪:‬‬
‫‪ ]66‬وقوهل‪{ :‬إن اذلي أحياها ملحيي املوىت إنه ىلع لك يشء قدير} [فصلت‪ .]39 :‬وأما من السنة فحديث‬
‫حذيفة ريض اهلل عنه يف داعء االستيقاظ من انلوم‪( :‬احلمد هلل اذلي أحيانا بعدما أماتنا وإيله النشور)‬
‫رواه ابلخاري برقم (‪.)6314‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ّ‬
‫يؤمن أهل السنة واجلماعة بأن اإلحياء واإلماتة من صفات اهلل الفعلية‪ ،‬وهذا ثابت بالكتاب والسنة‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬معلوم بالسامع اتصااف اهلل تعاىل باألفعال االختيارية القائمة به‪ ،‬اكالساتواء إىل الساماء‪...،‬‬
‫واخللق واإلحيااء واإلمااتاة)‪ .‬وقاال ابن القيم‪[( :‬املراد] بااإلحيااء‪ :‬إحيااء امليات وإجيااد احليااة فياه)‪ .‬وقاال‬
‫الشيخ السعدي‪( :‬املقصود أن اهلل تعاىل هو اذلي تفرد بإجياد احلياة يف املعدومات)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة فعلية قائمة بذات الرب تعاىل‪ ،‬ومتعلقة بقدرته ومشيئته‪ ،‬اختص بها‪ ،‬ويه تعين إاعدة احلياة إىل‬
‫امليت‪ ،‬أو إجيادها ابتداء فيه‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬اخلالق – ابلاريء – املصور ‪ -‬املبدع‪ .‬الصفات‪ :‬اخللق – اإلماتة – املحيي ‪ -‬املميت‪ .‬األفعال‪:‬‬
‫حييي – يميت ‪ -‬خيلق‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪ :‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫اإلحياء عند املتلكمني بمعىن اخللق‪ ،‬واخللق عندهم هو املخلوق‪ ،‬فهو صفة بائنة عن ذات الرب‪ ،‬كما‬
‫أنهم فِسوه بوجود احلياة يف اليح من غري فعل يقوم بالرب‪ ،‬فقد جعلوه حمييا بوجود احلياة يف غريه‪ ،‬وهذا‬
‫بناء ىلع أصلهم الفاسد يف امتناع أن يقوم باهلل ما يتعلق بقدرته ومشيئته‪ ،‬وهذا انليف ال ديلل عليه من‬
‫السمع وال من العقل‪.‬‬

‫‪204‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود اإلمام ابن قيم اجلوزية يف تقرير توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد العيل‪ ،‬املربة اخلريية‬
‫لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬تيسري الكريم الرمحن يف تفسري الكم املنان للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪- .‬‬
‫اتلدمرية البن تيمية‪ ،‬طبعة مكتبة العبياكن‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن‬
‫ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬درء تعارض العقل‬
‫وانلقل البن تيمية‪ ،‬جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية‪ - .‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد‬ ‫والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬مفتاح دار السعادة ومنشور والية العلم واإلرادة البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ - .‬األلفاظ واملصطلحات املتعلقة بتوحيد الربوبية آلمال العمرو‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬من‬
‫جامعة اإلمام حممد بن سعود االسالمية‪ - .‬أصول ادلين عند اإلمام أيب حنيفة ملحمد اخلميس‪ ،‬دار‬
‫الصمييع‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع‬
‫جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1408 ،‬ه‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181070( :‬‬

‫‪205‬‬
‫ُ ر‬ ‫ر‬
‫اإلهلية واأللوهية‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع صفة األلوهية أدلة كثرية من الكتاب والسنة منها قوهل تعاىل‪{ :‬وهو اهلل يف َّ‬ ‫ّ‬
‫السماوات ويف‬
‫األرض} [األنعام‪ ] 3 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬وهو اذلي يف السماء هلإ ويف األرض هلإ} [الزخرف‪ .]84 :‬وقوهل تعاىل‪:‬‬
‫{واعبدوا اهلل وال ترشكوا به شيئا} [النساء‪ ]36 :‬وأما من السنة فما جاء عن معاذ بن جبل ‪-‬ريض اهلل‬
‫عنه‪ -‬قال‪ :‬كنت رديف انليب ‪-‬صىل اهلل عليه وسلم‪ -‬ىلع محار‪ ,‬فقال يل‪( :‬يا معاذ‪ ,‬أتدري ما حق اهلل‬
‫تعاىل ىلع العباد‪ ,‬وما حق العباد ىلع اهلل؟) قلت‪ :‬اهلل ورسوهل أعلم‪ .‬قال‪( :‬حق اهلل ىلع العباد أن يعبدوه‬
‫وال يرشكوا به شيئا‪ ،‬وحق العباد ىلع اهلل أن ال يعذب من ال يرشك به شيئا)‪ .‬رواه ابلخاري (‪)2856‬‬
‫ومسلم (‪.)30‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬هو أن يعبد اهلل وحده ال رشيك هل)‪ .‬وقال ابن القيم‪( :‬صفة اإلهلية تستلزم مجيع أوصاف‬
‫الكمال ذاتا وأفعاال)‪ .‬وقال الشيخ السعدي‪( :‬األلوهية وصفه تعاىل اذلي ينبَغ أن يؤمن به لك بين آدم‪،‬‬
‫ويوقنوا أنه الوصف املالزم هل سبحانه‪ ،‬ادلال عليها االسم العظيم‪ ،‬وهو اهلل‪ ،‬وهو مستلزم مجيع صفات‬
‫الكمال)‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫ّ‬
‫يعتقد أهل السانة واجلماعة أن اهلل تعاىل ذو األلوهية والعبودية ىلع خلقه أمجعني‪ ،‬وإفراده وحده بالعبادة‬
‫لكها وإخالص ادلين هل حق هل ىلع عباده‪ ،‬فاأللوهية صافة تعم أوصااف الكمال ومجيع أوصااف الربوبية‬
‫والعظمة واجلالل‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة ذاتية ثابتة هلل عز وجل من اسمه (اهلل) واسمه (اإلهل)‪ ،‬وتعين استحقاقه العبادة ىلع خلقه أمجعني‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪:‬اهلل ‪ -‬اإلهل ‪ -‬الرب‪ .‬الصفات‪ :‬الربوبية ‪ -‬العظمة ‪ -‬اجلالل‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬

‫‪206‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫من األخطاء الشائعة يف تفسري األلوهية تفسريها بمعىن القدرة ىلع االخرتاع‪ ،‬واعتقاد أن هذا أخص‬
‫ّ‬
‫وصف اإلهل‪ ،‬بل وجعل إثبات هذا اتلوحيد هو الغاية يف اتلوحيد‪ ،‬وهذا ال شك خطأ‪ ،‬فإن قائل هذا لم‬
‫ّ‬
‫يعرف حقيقة اتلوحيد اذلي بعث اهلل به رسوهل؛ ألن مرشيك العرب اكنوا مقرين بأن اهلل وحده خالق لك‬
‫يشء‪ ،‬واكنوا مع هذا مرشكني كما قال تعاىل‪( :‬وما يؤمن أكرثهم باهلل إال وهم مرشكون)‪ ،‬وقوهل تعاىل‪:‬‬
‫(ولنئ سأتلهم من خلق السماوات واألرض يلقولن اهلل قل احلمد هلل بل أكرثهم ال يعلمون)‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود اإلمام ابن قيم اجلوزية يف تقرير توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد العيل‪ ،‬املربة اخلريية‬
‫لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬تيسري الكريم الرمحن يف تفسري الكم املنان للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪- .‬‬
‫اتلدمرية البن تيمية‪ ،‬طبعة مكتبة العبياكن‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن‬
‫ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬صفات اهلل عز وجل‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪،‬‬ ‫الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬اتلنبيهات اللطيفة فيما احتوت عليه الواسطية من‬
‫املباحث املنيفة للسعدي‪ ،‬دار طيبة‪ - .‬األسئلة واألجوبة يف العقيدة لألطرم‪ ،‬دار الوطن‪ - .‬القول السديد‬
‫رشح كتاب اتلوحيد للسعدي‪ ،‬انلارش‪ :‬وزارة الشؤون اإلسالمية واألوقاف وادلعوة واإلرشاد‪ - .‬معارج‬
‫القبول برشح سلم الوصول إىل علم األصول للحكيم‪ ،‬دار ابن القيم‪ - .‬مدارج السالكني بني منازل‬
‫إياك نعبد وإياك نستعني البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ - .‬درء تعارض العقل وانلقل البن تيمية‪،‬‬
‫انلارش‪ :‬جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية‪ - .‬القواعد احلسان تلفسري القرآن للسعدي‪ ،‬انلارش‪:‬‬
‫مكتبة الرشد‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع‬
‫جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181071( :‬‬

‫‪207‬‬
‫َّ‬
‫األحدية‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع صفة األحدية قوهل تعاىل‪{ :‬قل هو اهلل أحد} [اإلخالص‪ .]1 :‬وأما من السنة فاحلديث القديس‬
‫اذلي يرويه أبو هريرة ريض اهلل عنه‪( :‬وأما شتمه إياي فقوهل‪ :‬اختذ اهلل ودلا‪ ،‬وأنا اهلل األحد الصمد‪ ،‬لم‬
‫أدل ولم أودل‪ ،‬ولم يكن يل كفوا أحد) رواه ابلخاري (‪ ،)4974‬وحديث بريدة ريض اهلل عنه أن رسول‬
‫اهلل صىل اهلل عليه وسلم سمع رجال يقول‪( :‬امهلل إين أسألك أين أشهد أنك أنت اهلل‪ ،‬ال هلإ إال أنت‪،‬‬
‫األحد الصمد) فأقره‪ .‬أخرجه أبو داود (‪ )1493‬والرتمذي برقم (‪ )3475‬وصححه األبلاين‪ ،‬انظر صحيح‬
‫سَن الرتمذي (‪.)1324‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن األحدية صفة ذاتية هلل جل وعال ال تنفك عن اهلل سبحانه؛ ألنه الواحد‬
‫األحد‪ ،‬اذلي ليس هل ماكفئ وال مماثل وال نظري‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬اسامه األحد يوجب تَنيهه عن ما جيب نفيه عنه من التشابيه‪ ،‬ومماثلة غريه يف يشء من‬
‫األشااياء)‪ .‬وقال ابن القيم‪( :‬يف سااورة اإلخالص من كمال اتلوحيد العليم االعتقادي‪ ،‬وإثبات األحدية‬
‫رشكة عنه)‪ .‬وقال الشايخ الساعدي‪( :‬أي‪ :‬قد احنرصات فيه األحدية‪ ،‬فهو األحد‬ ‫هلل‪ ،‬املساتلزمة نيف لك ْ‬
‫ِ‬
‫املنفرد بالكمال‪ ،‬اذلي هل األساماء احلساىن‪ ،‬والصافات الاكملة العليا‪ ،‬واألفعال املقدساة‪ ،‬اذلي ال نظري هل‬
‫وال مثيل)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة ذاتية هلل تدل ىلع انفراده سبحانه بأوصاف الكمال واستحقاق العبادة‪ ،‬ونيف املشاركة واملماثلة‬
‫عنه‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬الواحد – األحد ‪ -‬الوتر‪ .‬الصفات‪ :‬الصمدية ‪ -‬الوحدانية‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬

‫‪208‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ال يوصف يشء باألحدية غري اهلل تعاىل‪ ،‬فال يقال‪ :‬رجل أحد وال درهم أحد‪ ،‬كما يقال‪ :‬رجل واحد أي‬
‫فرد به‪ ،‬بل أحد صفة من صفات اهلل تعاىل استأثر بها فال يرشكه فيها يشء‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬تيسري الكريم الرمحن يف تفسري الكم املنان للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ - .‬اتلدمرية البن تيمية‪ ،‬طبعة‬
‫مكتبة العبياكن‪ - .‬زاد املعاد البن قيم اجلوزية‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل‬
‫وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬رشح‬
‫الواسطية للهراس‪ ،‬دار اهلجرة للنرش واتلوزيع ‪ -‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف‬ ‫بن عبد القادر‬
‫الرشيف‪ - .‬بيان تلبيس اجلهمية البن تيمية‪ ،‬طبعة جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪- .‬‬
‫الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة‬
‫اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181073( :‬‬

‫‪209‬‬
‫َّ‬
‫األولَّة‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع صفة األويلة قوهل تعاىل‪{ :‬هو األول واآلخر والظاهر وابلاطن وهو بكل يشء عليم} [احلديد‪:‬‬
‫‪ّ .]3‬‬
‫وأما من السنة فحديث أيب هريرة ريض اهلل عنه مرفواع‪( :‬امهلل أنت األول فليس قبلك يشء)‪ .‬رواه‬
‫مسلم (‪.)2713‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ّ‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل موصوف باألويلة‪ ،‬وأنها صفة ذاتية هل‪ ،‬فهو تعاىل األول اذلي ليس قبله‬
‫ّ‬
‫يشء‪ ،‬فال بداية لوجوده‪ ،‬كما أن وجوده غري مسبوق بعدم‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬اتلقدم ىلع اليشااء قد يقال‪ :‬إنه بمجرد الرتبة‪ ،‬كما يكون باملاكن‪ ،‬مثل تقدم العالم ىلع‬
‫اجلاهل‪ ،‬وتقدم اإلمام ىلع املأموم‪ ،‬فتقدم اهلل ىلع العالم ليس بمجرد ذلك‪ ،‬بل هو قبله حقيقة)‪ .‬وقال ابن‬
‫القيم‪( :‬فأويلة اهلل عز وجل ساابقة ىلع أويلة لك ما ساواه‪ ،‬وآخريته ثابتة بعد آخرية لك ما ساواه‪ ،‬فأويلته‬
‫سابقه للك يشء‪ ،‬وآخريته بقاؤه بعد لك يشء)‪ .‬وقال الشايخ الساعدي يف تفساري اسام اهلل األول واآلخر‪:‬‬
‫(فيف األول واآلخر إحاطته الزمانية)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة ذاتية هلل عز وجل تعين سبقه سبحانه للك يشء‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬األول‪ -‬اآلخر‪ .‬الصفات‪ :‬اآلخرية‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫وصف بعض املتلكمني اهلل بالقدم زاعمني أنه وصف به نفسه يف قوهل (هو األول واآلخر)‪ ،‬وأن من‬
‫أسمائه القديم‪ ،‬وإطالق هذا الوصف بهذا اللفظ لم يرد ال يف الكتاب وال يف السنة الصحيحة‪ ،‬وإذا لم‬
‫يرد ال يف الكتاب وال يف السنة فليس نلا أن نصف اهلل به؛ ألننا إذا وصفنا اهلل بما لم يصف به نفسه‬
‫فقد قفونا ما ليس نلا به علم‪ ،‬وقلنا ىلع اهلل ما ال نعلم‪ ،‬وإن اكن جيوز إطالق ذلك من باب اإلخبار‪ ،‬ال‬
‫الوصف وال التسمية‪.‬‬

‫‪210‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬توضيح مقاصد العقيدة الواسطية للرباك‪ ،‬دار اتلدمرية‪ - .‬طريق اهلجرتني ال بن القيم‪ ،‬دار السلفية‪- .‬‬
‫تيسري الكريم الرمحن يف تفسري الكم املنان للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ - .‬رشح الطحاوية للرباك‪ ،‬دار‬
‫اتلدمرية‪ - .‬رشح العقيدة السفارينية البن عثيمني‪ ،‬دار الوطن للنرش‪ - .‬زاد املعاد البن قيم اجلوزية‪،‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع‬
‫بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬رشح الواسطية للهراس‪ ،‬دار اهلجرة للنرش واتلوزيع ‪-‬‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع‬ ‫صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬بيان تلبيس اجلهمية البن تيمية‪،‬‬
‫طبعة جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء‬
‫اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181077( :‬‬

‫‪211‬‬
‫خ ِرية‬
‫اآل ِ‬
‫األدلة‪:‬‬
‫اآلخ ِرية قوهل تعاىل‪{ :‬هو األول واآلخر والظاهر وابلاطن وهو بكل يشء عليم} [احلديد‪:‬‬
‫دل ىلع صفة ِ‬
‫‪ .]3‬وأما من السنة فقوهل صىل اهلل عليه وسلم‪( :‬امهلل أنت األول فليس قبلك يشء‪ ،‬وأنت اآلخر فليس‬
‫بعدك يشء‪ ،‬وأنت الظاهر فليس فوقك يشء‪ ،‬وأنت ابلاطن فليس دونك يشء‪ ،‬اقض عنا ادلين‪ ،‬وأغننا‬
‫من الفقر) رواه مسلم برقم (‪.)2713‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ّ‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل موصوف باآل ِخ ِرية‪ ،‬وأنها صفة ذاتية هل‪ ،‬فهو تعاىل اآلخر اذلي ليس‬
‫بعده يشء‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قاال ابن تيمياة‪( :‬اآلخر ابلااف إىل غري نهااياة وال يشء بعاده)‪ .‬وقاال ابن القيم‪( :‬وآخريتاه ثاابتاة بعاد آخرياة‬
‫لك ما ساواه‪ ،‬فأويلته َسابْقه للك يشء‪ ،‬وآخريته بقاؤه بعد لك يشء)‪ .‬وقال الشايخ الساعدي يف تفساري اسام‬
‫اهلل األول واآلخر‪( :‬فيف األول واآلخر إحاطته الزمانية)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة ذاتية هلل عز وجل تعين بقاءه بعد لك يشء‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬اآلخر ‪ -‬األول‪ .‬الصفات‪ :‬األويلة‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫زعم املعطلة أن آخرية اهلل تقتيض أن ال تب سماء وال جنة وال نار وال ثواب وال عقاب وال عرش وال‬
‫كريس‪ ،‬وزعموا أن شيئا مع اهلل ال يكون هو اآلخر‪ ،‬فادعوا فناء هذه األشياء‪ ،‬وهذا باطل؛ ألن هذه‬
‫األشياء باقية بإبقاء اهلل هلا‪ ،‬أما بقاء اهلل وآخريته فذلاته‪ ،‬ووجوده ذلاته ‪-‬سبحانه وتعاىل‪ ،-‬وهذه تدوم‬
‫دواما يناسبها‪ ،‬واهلل تعاىل دوامه وبقاؤه وآخريته ىلع وجه الكمال‪ ،‬وهذه يسبقها فناء خبالفه سبحانه‪.‬‬

‫‪212‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬توضيح مقاصد العقيدة الواسطية للرباك‪ ،‬دار اتلدمرية‪ - .‬طريق اهلجرتني ال بن القيم‪ ،‬دار السلفية‪- .‬‬
‫تيسري الكريم الرمحن يف تفسري الكم املنان للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ - .‬مباحث العقيدة يف سورة الزمر‬
‫نلارص بن يلع اعيض حسن الشيخ‪ ،‬مكتبة الرشد‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن‬
‫ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬رشح الواسطية للهراس‪،‬‬
‫دار اهلجرة للنرش واتلوزيع ‪ -‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬بيان‬
‫تلبيس اجلهمية البن تيمية‪ ،‬طبعة جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬الصفات اإلهلية يف‬
‫الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181079( :‬‬

‫‪213‬‬
‫ابلاطنية‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع صفة ابلاطنية هلل تعاىل قوهل تعاىل‪{ :‬هو األول واآلخر والظاهر وابلاطن} [احلديد‪ .]3 :‬وأما من‬
‫السنة فحديث أيب هريرة‪( :‬امهلل أنت األول‪ ،‬فليس قبلك يشء‪ ،‬وأنت ابلاطن‪ ،‬فليس دونك يشء) رواه‬
‫مسلم برقم (‪.)2713‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ّ‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل موصوف بابلاطنية‪ ،‬وأنها صفة ذاتية هل‪ ،‬فهو ابلاطن وال يزال باطنا‬
‫ليس دونه يشء‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قاال ابن تيمياة‪( :‬وكوناه الظااهر صاافاة الزماة هل‪ ،‬مثال كوناه األول واآلخر‪ ،‬وكاذلاك ابلااطن فال يزال ظااهرا‬
‫ليس فوقاه يشء‪ ،‬وال يزال بااطناا ليس دوناه يشء)‪ .‬وقاال ابن القيم‪( :‬وبطوناه ساابحااناه إحااطتاه بكال‬
‫يشء‪ ،‬حبياث يكون أقرب إيلاه من نفسااه‪ ،‬وهاذا قرب غري قرب املحاب من حبيباه‪ ،‬هاذا لون وهاذا لون)‪.‬‬
‫وقاال الشاايخ السااعادي‪( :‬هاذا يادل ىلع كماال عظمتاه وأناه ال نهااياة هلاا‪ ،‬وبياان إحااطتاه من لك وجاه‪ ،‬فيف‬
‫األول واآلخر إحاطته الزمانية‪ ،‬ويف الظاهر وابلاطن إحاطته املاكنية)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة ذاتية هلل عز وجل تعين إحاطته بكل يشء مع علوه ىلع خلقه‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬الظاهر – ابلاطن – املحيط‪ .‬الصفات‪ :‬القريب ‪ -‬الظاهرية – القرب – اإلحاطة‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫صفة ابلاطنية ال تقتيض أن اهلل تعاىل داخل يف املخلوقات‪ ،‬بل هو بائن من خلقه ليس يف ذاته يشء من‬
‫خملوقاته‪ ،‬وال يف خملوقاته يشء من ذاته‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬اتلنبيهات اللطيفة البن سعدي‪ ،‬دار طيبة‪ - .‬توضيح مقاصد العقيدة الواسطية للرباك‪ ،‬دار اتلدمرية‪- .‬‬
‫طريق اهلجرتني ال بن القيم‪ ،‬دار السلفية‪ - .‬تيسري الكريم الرمحن يف تفسري الكم املنان للسعدي‪،‬‬

‫‪214‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع‬
‫بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬رشح الواسطية للهراس‪ ،‬دار اهلجرة للنرش واتلوزيع‪- .‬‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع‬ ‫صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة‬
‫انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181081( :‬‬

‫‪215‬‬
‫َ ِّ‬
‫اتلَّجل‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع صفة اتلجيل أدلة من الكتاب والسنة‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪{ :‬قال رب أرِّن أنظر إيلك قال لن تراين‬
‫وخر موىس َص ِعقا}‬‫ولكن انظر إىل اجلبل فإن استقر ماكنه فسوف تراين فلما جتىل ربه للجبل جعله داك ّ‬
‫[األعراف‪ ،]143 :‬وأما من السنة فجاء اتلجيل يف ادلنيا يف حديث أنس بن مالك ريض اهلل عنه عن انليب‬
‫صىل اهلل عليه وسلم يف قوهل تعاىل‪{ :‬فلما جتىل ربه للجبل} قال‪ :‬قال هكذا يعين أنه أخرج طرف‬
‫اخلنرص‪ ،‬قال أمحد أرانا معاذ قال‪ :‬فقال هل محيد الطويل‪ :‬ما تريد إىل هذا يا أبا حممد‪ .،‬قال فرضب صدره‬
‫رضبة شديدة وقال‪ :‬من أنت يا محيد‪ ،‬وما أنت يا محيد؟ حيدثين به أنس بن مالك عن انليب صىل اهلل‬
‫عليه وسلم فتقول أنت ما تريد إيله‪ .‬رواه أمحد (‪ )125/3‬والرتمذي (‪ )3074‬وقال‪ :‬حسن غريب صحيح‪.‬‬
‫وصححه األبلاين كما يف ظالل اجلنة (‪ ،)480‬وكذلك جاء حديث يف جتيل اهلل عز وجل لعباده يوم‬
‫القيامة‪ ،‬وشاهده‪( :‬فيتجىل هلم يضحك) رواه مسلم برقم (‪.)191‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن صفة اتلجيل من الصفات الفعلية اثلابتة هلل تعاىل‪ ،‬ويقولون‪ :‬إن اهلل يرى‬
‫يوم القيامة ويف اجلنة رؤية العيان‪ ،‬كما دلت األدلة الكثرية من الكتاب والسنة وإمجاع السلف‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬ثبت يف األحاديث الصااحيحة‪ :‬أنه إذا جتىل هلم يوم القيامة سااجد هل املؤمنون‪ ،‬ومن اكن‬
‫يسااجاد يف ادلنياا رياء يصااري ظهره مثال الطبق)‪ .‬وقال ابن القيم‪( :‬قوهل ساابحاانه وتعااىل {فلماا جتىل ربه‬
‫للجبل جعله داك} وهذا من أبني األدلة ىلع جواز رؤيته تبارك وتعاىل‪ ،‬فإنه إذا جاز أن يتجىل للجبل اذلي‬
‫هو مجااد ال ثواب هل وال عقااب علياه‪ ،‬فكيف يمتنع أن يتجىل ألنبياائاه ورساالاه وأويلاائاه يف دار كرامتهم‬
‫ويريهم نفساه)‪ .‬وقال حافظ احلكيم‪( :‬وقوهل‪( :‬فتنظرون إيله وينظر إيلكم) فيه إثبات صافة اتلجيل هلل‬
‫عز وجل وإثبات انلظر هل‪ ،‬وإثبات رؤيته يف اآلخرة ونظر املؤمنني إيله)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة فعلية خربية ثابتة هلل عز وجل بالكتاب والسنة ومعناه الظهور للعيان‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬الظاهر – ابلاطن‪ .‬الصفات‪ :‬الرؤية ‪ -‬امليجء ‪ -‬اإلتيان – الَنول ‪ -‬العلو‪ .‬األفعال‪ :‬يتجىل‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬

‫‪216‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫أنكر املعطلة جتيل اهلل يوم القيامة وكونه يرى يف اآلخرة بزعمهم أن العقل حييلها‪ ،‬وذللك اضطروا إىل‬
‫تأويلها‪ ،‬وقوهلم باطل مردود باألدلة من الكتاب والسنة املثبتة هلذه الصفة‪ ،‬ومما يدل ىلع فساد قوهلم‬
‫جوز وأوجب‬ ‫أوال‪ :‬أنه ليس لواحد منهم قاعدة مستمرة فيما حييله العقل‪ ،‬بل منهم من يزعم أن العقل َّ‬
‫ّ‬
‫ما يديع اآلخر أن العقل أحاهل‪ ،‬فأي عقل يوزن به الكتاب والسنة؟ وثانيا‪ :‬أن انلصوص الواردة يف إثبات‬
‫هذه الصفة ال حتتمل اتلأويل‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود اإلمام ابن قيم اجلوزية يف تقرير توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد العيل‪ ،‬املربة اخلريية‬
‫لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬تيسري الكريم الرمحن يف تفسري الكم املنان للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪- .‬‬
‫اتلدمرية البن تيمية‪ ،‬طبعة مكتبة العبياكن‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن‬
‫ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬صفات اهلل عز وجل‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪،‬‬ ‫الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬اتلنبيهات اللطيفة فيما احتوت عليه الواسطية من‬
‫املباحث املنيفة للسعدي‪ ،‬دار طيبة‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات‬
‫واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181089( :‬‬

‫‪217‬‬
‫احلياء‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ّ‬
‫دل ىلع صفة احلياء أدلة كثرية من القرآن والسنة‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪{ :‬إن اهلل ال يستحيي أن يرضب مثال‬
‫ما بعوضة فما فوقها} [ابلقرة‪ ]26 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬واهلل ال يستيح من احلق} [األحزاب‪ ،]53 :‬ومن السنة‬
‫حديث سلمان ريض اهلل عنه قال‪ :‬قال رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم‪( :‬إن ربكم حيي كريم‪ ،‬يستيح‬
‫من عبده إذا رفع إيله يديه أن يردهما صفرا خائبتني) رواه أبو داود (‪ )1488‬والرتمذي (‪ )255‬وأمحد‬
‫(‪ ،)435/5‬وقال الرتمذي‪ :‬هذا حديث حسن غريب‪ .‬وصححه األبلاين كما يف خمترص العلو (‪،)97/1‬‬
‫فاسم احليي الوارد يف احلديث دال ىلع صفة احلياء‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ييبت أهل السنة واجلماعة صفة احلياء صفة خربية ثابتة هلل عز وجل بالكتاب والسنة‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قاال ابن القيم‪( :‬وأماا حيااء الرب تعااىل من عباده فاذاك نوع آخر‪ ،‬ال تادركاه األفهاام‪ ،‬وال تكيفاه العقول‪،‬‬
‫ّ‬
‫فإنه حياء كرم وبِ ٍّر َوجو ٍد وجالل)‪ .‬وقال الساعدي‪( :‬أن العبد جياهر باملعايص مع فقره الشاديد إيله‪ ،‬ح‬
‫أناه ال يمكناه أن يعيصاا إال أن يتقوى عليهاا بنعم رباه‪ ،‬والرب مع كماال غنااه عن اخللق لكهم من كرماه‬
‫يساتحيي من هتكه‪ ،‬وفضايحته‪ ،‬وإحالل العقوبة به‪ ،‬فيسارته بما يقيض هل من أساباب السارت‪ ،‬ويعفو عنه‪،‬‬
‫ويغفر هل)‪ .‬وقال اهلراس‪( :‬وحياؤه تعاىل وصف يليق به‪ ،‬ليس كحياء املخلوقني‪ ،‬اذلي هو تغري وانكسار‬
‫يعرتي الشااخص عند خوف ما يعاب أو يذم‪ ،‬بل هو ترك ما ليس يتناسااب مع سااعة رمحته وكمال جوده‬
‫وكرمه وعظيم عفوه وحلمه)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة خربية تليق باهلل تعاىل‪ ،‬بمعىن ترك ما ليس يتناسب مع سعة رمحته وكمال جوده‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫الس ِّتري‪ .‬الصفات‪ :‬االستحياء ‪ -‬الكرم – اجلود‪ .‬األفعال‪ :‬يستحيي‪ -‬يسرت‪.‬‬
‫األسماء‪ :‬احليي – ِّ‬

‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬

‫‪218‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫أنكر بعض املتلكمني صفة احلياء؛ ألن احلياء انكسار حيصل يف انلفس بزعمهم‪ ،‬وهذا تفسري باطل؛‬
‫ألن فيه تشبيها لصفة اخلالق بصفة املخلوق‪ ،‬وفيه تعطيال حلقيقة الصفة ونفيها عن اهلل تعاىل‪ ،‬والقول‬
‫يف صفة احلياء اكلقول يف سائر ما أثبته اهلل عز وجل نلفسه وأثبته هل رسوهل صىل اهلل عليه وسلم من‬
‫الصفات‪ ،‬والواجب يف مجيع ذلك هو اإلثبات مع نيف مماثلة املخلوقات‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬تيسري الكريم الرمحن يف تفسري الكم املنان للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل ‪1420‬ه‪- .‬‬
‫اتلدمرية البن تيمية احلراين ملحمد بن عودة السعوي طبعة مكتبة العبياكن‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات‬
‫اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪- .‬‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬طبعة دار اهلجرة‪- .‬‬ ‫صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬طبعة جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬تعليقات الشيخ الرباك‬
‫ىلع املخالفات العقدية يف فتح ابلاري لعبد الرمحن الرباك‪ - .‬رشح انلونية للهراس‪ ،‬دار اإلمام أمحد‬
‫القاهرة‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع‬
‫جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1408 ،‬ه‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181092( :‬‬

‫‪219‬‬
‫ر‬
‫الربوبية‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ّ‬
‫دل ىلع صفة الربوبية أدلة كثرية من الكتاب والسنة منها قوهل تعاىل‪{ :‬احلمد هلل رب العاملني} [الفاحتة‪:‬‬
‫وأما من السنة‪ :‬فحديث ابن عباس ريض‬ ‫‪ .]2‬وقوهل تعاىل‪{ :‬رب املرشقني ورب املغربني} [الرمحن‪ّ .]17 :‬‬
‫اهلل عنه مرفواع‪( :‬أال وإين نهيت أن أقرأ القرآن راكعا وساجدا‪ ،‬فأما الركوع فعظموا فيه الرب ّ‬
‫عز‬
‫وجل‪ )...‬رواه مسلم (‪.)479‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل تعاىل رب لك يشء ومالكه وخالقه ورازقه‪ ،‬اذلي هل األمر لكه‪ ،‬وبيده‬
‫اخلري لكه‪ ،‬وهذا اتلوحيد ال يكيف العبد يف حصول اإلسالم‪ ،‬بل ال بد أن يأيت مع ذلك بالزمه من توحيد‬
‫اإلهلية‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫ّ‬
‫قاال ابن تيمياة‪( :‬الربوبياة [يه أن] اهلل رب لك شاائ ومليكاه وخاالقاه)‪ .‬وقاال ابن القيم‪( :‬رب لك يشء‬
‫وخالقه والقادر عليه‪ ،‬ال خيرج يشء عن ربوبيته)‪ .‬وقال الساعدي‪( :‬هو اعتقاد أن اهلل سابحانه هو الرب‬
‫املتفرد بااخللق والرزق واتلادبري‪ ،‬وأناه املحيي املميات انلاافع الضاااار املتفرد باإجااباة ادلاعء عناد األرضار‪،‬‬
‫اذلي هل األمر لكه وبيده اخلري لكه‪ ،‬القادر ىلع ما يشااء ليس هل يف ذلك رشيك‪ ،‬وأنه اذلي ر مجيع خلقه‬
‫بانلعم‪ ،‬ور خواص خلقه ‪-‬وهم األنبياء وأتباعهم‪ -‬بالعقائد الصحيحة)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫ّ‬
‫صفة ذاتية ثابتة هلل عز وجل‪ ،‬معناها أن اهلل رب لك يشء ومالكه وخالقه ورازقه ومدبره‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬الرب ‪َ -‬‬
‫الملك – اخلالق – الرازق ‪ -‬اهلل ‪ -‬اإلهل‪ .‬الصفات‪ :‬العظمة ‪ -‬اجلالل ‪ -‬اتلدبري‪ -‬اخللق‪-‬‬
‫الملك‪ .‬األفعال‪ :‬يريب – يملك – خيلق ‪ -‬يرزق – يدبر‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬

‫‪220‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ظن املتلكمون أن حتقيق توحيد الربوبية هو الغاية املقصودة‪ ،‬وضلوا بذلك ضالال مبينا‪ ،‬فهذا ال يكيف‬
‫يف اإليمان وأصل اإلسالم إال إذا أضيف إيله واقرتن به توحيد اإلهلية‪ ،‬وإفراد اهلل بالعبادة ظاهرها‬
‫وباطنها‪ ،‬وطاعة اهلل وطاعة رسوهل يف لك يشء‪ ،‬هذا أصل اإلسالم وقاعدته‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود اإلمام ابن قيم اجلوزية يف تقرير توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد العيل‪ ،‬املربة اخلريية‬
‫لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬القول السديد رشح كتاب اتلوحيد للسعدي‪ ،‬دار انلفائس‪ - .‬منهاج اتلأسيس‬
‫واتلقديس يف كشف شبهات داود بن جرجيس لعبد اللطيف بن عبد الرمحن‪ ،‬دار اهلداية للطبع والنرش‬
‫والرتمجة‪ - .‬تيسري العزيز احلميد يف رشح كتاب اتلوحيد اذلى هو حق اهلل ىلع العبيد لسليمان بن عبد‬
‫اهلل بن حممد بن عبد الوهاب‪ ،‬املكتب اإلساليم‪ - .‬اتلدمرية البن تيمية‪ ،‬طبعة مكتبة العبياكن‪- .‬‬
‫القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة‬
‫الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪- .‬‬
‫اتلنبيهات اللطيفة فيما احتوت عليه الواسطية من املباحث املنيفة للسعدي‪ ،‬دار طيبة‪ - .‬األسئلة‬
‫واألجوبة يف العقيدة لألطرم‪ ،‬دار الوطن‪ - .‬القول السديد رشح كتاب اتلوحيد للسعدي‪ ،‬انلارش‪ :‬وزارة‬
‫الشؤون اإلسالمية واألوقاف وادلعوة واإلرشاد‪ - .‬معارج القبول برشح سلم الوصول إىل علم األصول‬
‫للحكيم‪ ،‬دار ابن القيم‪ - .‬مدارج السالكني بني منازل إياك نعبد وإياك نستعني البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار‬
‫الكتاب العريب‪ - .‬درء تعارض العقل وانلقل البن تيمية‪ ،‬انلارش‪ :‬جامعة اإلمام حممد بن سعود‬
‫اإلسالمية‪ - .‬القواعد احلسان تلفسري القرآن للسعدي‪ ،‬انلارش‪ :‬مكتبة الرشد‪ - .‬الصفات اإلهلية يف‬
‫الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181093( :‬‬

‫‪221‬‬
‫الرمحة‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع صفة الرمحة أدلة كثرية من القرآن والسنة‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪{ :‬وربك الغفور ذو الرمحة} [الكهف‪:‬‬
‫َ‬
‫هلل ق ِريب ِمن املحسنني} [األعراف‪ ]56 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬كتب ربكم ىلع‬‫‪ ]58‬وقوهل تعاىل‪ِ { :‬إن رمحت ا ِ‬
‫نفسه الرمحة} [األنعام‪ .]54 :‬وأما من السنة فحديث أيب هريرة ريض اهلل عنه قال‪ :‬قال رسول اهلل صىل‬
‫اهلل عليه وسلم‪( :‬ملا خلق اهلل اخللق كتب يف كتاب فهو عنده فوق العرش‪ :‬إن رمحيت تغلب (أو‪ :‬غلبت)‬
‫غضيب) رواه ابلخاري (‪ )3194‬ومسلم (‪.)2751‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن صفة الرمحة من الصفات اذلاتية الفعلية اثلابتة هلل تعاىل ىلع ما يليق به‪،‬‬
‫فيه صفة حقيقية ثابتة بالكتاب والسنة وإمجاع سلف األمة‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬واذلي عليه أئمة الصفاتية ومجهورهم أن الرمحة صفة هلل ليست يه اإلرادة‪ ،‬كما أن السمع‬
‫وابلرص ليس نفس العلم) وقال‪( :‬الرمحة ضد اتلعذيب‪ ،‬واتلعذيب فعله وهو يكون بمشيئته‪ ،‬وكذلك‬
‫الرمحة تكون بمشيئته‪ ،‬كما قال‪{ :‬ويرحم من يشاء})‪ .‬وقال ابن القيم‪( :‬الرمحة صفة تقتيض إيصال املنافع‬
‫واملصالح إىل العبد‪ ،‬وإن كرهتها نفسه‪ ،‬وشقت عليها‪ ،‬فهذه يه الرمحة احلقيقية)‪ .‬وقال السعدي‪( :‬ذو‬
‫الرمحة الواسعة العظيمة اليت وسعت لك يشء‪ ،‬وعمت لك يح‪ ،‬وكتبها للمتقني املتبعني ألنبيائه ورسله‪.‬‬
‫فهؤالء هلم الرمحة املطلقة‪ ،‬ومن عداهم فلهم نصيب منها)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫الرمحة صفة حقيقية قائمة باهلل تقتيض إيصال املنافع واملصالح إىل املخلوق‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬الرمحن ‪ -‬الرحيم ‪ -‬الرؤوف‪ .‬الصفات‪ :‬الرأفة‪ .‬األفعال‪ :‬يرحم ‪ -‬يرأف‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫أنكر بعض املعطلة صفة الرمحة‪ ،‬وقالوا‪ :‬ال جيوز إثباتها ىلع ظاهرها؛ ألن الرمحة رقة يف القلب أو رقة‬
‫تكون يف الراحم‪ ،‬ويه ضعف وخور يف الطبيعة‪ ،‬وتألم ىلع املرحوم‪ ،‬وهذه املعاين نقص‪ ،‬وما اكن كذلك‬

‫‪222‬‬
‫ّ‬
‫مستحيل يف حقه تعاىل‪ ،‬وهذا اذلي قالوه باطل من وجوه‪ :‬أوال‪ :‬أن هذا اذلي ذكروه هو من لوازم صفات‬
‫ّ‬
‫املخلوق‪ ،‬وليس من لوازم صفات اخلالق‪ ،‬ثانيا‪ :‬أن قياس صفات اخلالق ىلع صفات املخلوق من أفسد‬
‫ّ‬
‫القياس وأبطله‪ ،‬ثاثلا‪ :‬أنا ال حنيط باهلل علما‪ ،‬فال ينبَغ أن حناول معرفة حقيقة رمحته‪ ،‬مع فهمنا ملعناها‪،‬‬
‫وإدراكنا آلثارها‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬إاغثة اللهفان من مصايد الشيطان البن قيم اجلوزية‪ ،‬مكتبة املعارف‪ - .‬جهود اإلمام ابن قيم اجلوزية‬
‫يف تقرير توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد العيل‪ ،‬املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬تيسري‬
‫الكريم الرمحن يف تفسري الكم املنان للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ - .‬اتلدمرية البن تيمية‪ ،‬طبعة مكتبة‬
‫العبياكن‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف‬
‫مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬أسماء اهلل وصفاته وموقف أهل السنه منها ملحمد بن صالح‬
‫َّ َّ‬
‫العثيمني‪ ،‬دار الرشيعة‪ - .‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر السقاف‪،‬‬
‫دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬اتلنبيهات‬
‫اللطيفة فيما احتوت عليه الواسطية من املباحث املنيفة للسعدي‪ ،‬دار طيبة‪ - .‬بيان تلبيس اجلهمية يف‬
‫تأسيس بدعهم الالكمية البن تيمية‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات‬
‫واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181099( :‬‬

‫‪223‬‬
‫الظاهرية‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع صفة الظاهرية هلل تعاىل قوهل عز وجل‪{ :‬هو األول واآلخر والظاهر وابلاطن} [احلديد‪ .]3 :‬وأما‬
‫من السنة فحديث أيب هريرة‪( :‬امهلل أنت األول‪ ،‬فليس قبلك يشء‪ ..‬وأنت الظاهر‪ ،‬فليس فوقك يشء)‬
‫رواه مسلم برقم (‪.)2713‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ّ‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل موصوف بصفة الظاهرية‪ ،‬وأنها صفة ذاتية هل‪ ،‬فهو الظاهر اذلي ليس‬
‫فوقه يشء‪ ،‬وال يزال سبحانه ظاهرا ليس فوقه يشء‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬وكونه الظاهر صفة الزمة هل مثل كونه األول واآلخر‪ ،‬وكذلك ابلاطن‪ ،‬فال يزال ظاهرا‬
‫ليس فوقه يشء‪ ،‬وال يزال باطنا‪ ،‬ليس دونه يشء)‪ .‬وقال ابن القيم‪( :‬ومعىن الظهور يقتَض العلو‪ ،‬وظاهر‬
‫اليشء هو ما عال منه وأحاط بباطنه)‪ .‬وقال السعدي‪( :‬هذا يدل ىلع كمال عظمته وأنه ال نهاية هلا‪ ،‬وبيان‬
‫إحاطته من لك وجه‪ ،‬فيف األول واآلخر إحاطته الزمانية‪ ،‬ويف الظاهر وابلاطن إحاطته املاكنية)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة ذاتية هلل عز وجل تعين إحاطته بكل يشء وعلوه‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬ابلاطن ‪ -‬العيل ‪ -‬األىلع – املتعايل‪ .‬الصفات‪ :‬ابلاطنية – العلو‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ال يصح أن يكون الظهور هو فوقية القدرة فقط‪ ،‬كما ال يصح أن يكون ظهور القهر والغلبة فقط‪،‬‬
‫وإن اكن سبحانه ظاهرا بالقدر والقهر والغلبة‪ ،‬بل الظهور هو العلو‪ ،‬ويشمل علو اذلات والقدر والقهر‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬اتلنبيهات اللطيفة البن سعدي‪ ،‬دار طيبة‪- .‬كتاب اتلوحيد املسىم با (اتلخيل عن اتلقليد واتلحيل‬
‫باألصل املفيد) لعمر العرباوي احلمالوي‪ ،‬مطبعة الوراقة العرصية‪ - .‬توضيح مقاصد العقيدة الواسطية‬
‫للرباك‪ ،‬دار اتلدمرية‪ - .‬طريق اهلجرتني ال بن القيم‪ ،‬دار السلفية‪ - .‬تيسري الكريم الرمحن يف تفسري‬

‫‪224‬‬
‫الكم املنان للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن‬
‫صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬رشح الواسطية للهراس‪ ،‬دار اهلجرة‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار‬ ‫للنرش واتلوزيع ‪ -‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬الصفات اإلهلية يف‬
‫الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181121( :‬‬

‫‪225‬‬
‫َ‬
‫العي‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع صفة العني هلل تعاىل أدلة من القرآن والسنة‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪{ :‬واصنع الفلك بأعيننا ووحينا}‬
‫حمبة مين وتلصنع ىلع عيين} [طه‪ .]39 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬واصرب‬ ‫َ‬ ‫[هود‪ .]37 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬وألقيت عليك‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ُّ َّ َ‬
‫بن ج َب ْري َموىل أيب هريرة قال‪:‬‬
‫يم ِ‬
‫َّ‬
‫حلكم ربك فإنك بأعيننا} [الطور‪ .]48 :‬وأما يف السنة فحديث سل ِ‬
‫َ‬
‫سمعت أبا هريرة ريض اهلل عنه يَقرأ هذه اآلية‪{ :‬إن اهلل يأمركم أن تؤدوا األمانات إىل أهلها} إىل قوهل‬
‫َ‬
‫إبهامه ىلع أذنِ ِه‪ ،‬واليت تليها ىلع‬ ‫تعاىل‪{ :‬سميعا بصريا} قال‪( :‬رأيت رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم يَ َضع‬
‫عي ِن ِه) قال أبو هريرة‪ :‬رأيت رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم يقرؤها ويضع إصبعيه‪ ،‬قال ابن يونس‪ :‬قال‬
‫املقرئ‪ :‬يعين إن اهلل سميع بصري‪ ،‬يعين أن هلل سمعا وبرصا‪ ،‬قال أبو داود‪ :‬وهذا رد ىلع اجلهمية‪ .‬رواه‬
‫أبوداود برقم (‪ )4728‬وابن حبان (‪ )498 /1‬وقال األبلاين يف صحيح أيب داود (‪ :)4728‬إسناده صحيح‪.‬‬
‫وحديث عبد اهلل بن عمر قال‪ :‬ذكر ادلجال عند انليب صىل اهلل عليه وسلم‪ ،‬فقال‪( :‬إن اهلل ال خيَف‬
‫عليكم‪ ،‬إن اهلل ليس بأعور ‪-‬وأشار بيده إىل عينه‪ -‬وإن املسيح ادلجال أعور العني ايلمىن‪ ،‬كأن عينه‬
‫عنبة طافية) رواه ابلخاري (‪ )7407‬ومسلم (‪ ،)169‬فاحلديث دل ىلع أن املقصود باآليات عينان ليس‬
‫عينا وال أعني‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ّ‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل تعاىل موصوف بأن هل عينني حقيقة ىلع ما يليق بذاته وعظمته ال‬
‫كأعني املخلوقني‪ ،‬فييبتون هل هذه الصفة مع نيف اتلمثيل‪ ،‬ونيف العلم بالكيفية‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬وأما لفظ العينني فليس هو يف القرآن‪ ،‬ولكن جاء يف حديث‪ ،‬وذكر األشاعري عن أهل‬
‫السااناة واحلادياث أنهم يقولون‪ :‬إن هلل عينني)‪ ،‬أي أبو احلساان األشااعري‪ .‬وقاال ابن القيم‪( :‬وقاد نطق‬
‫ُّ َّ‬
‫الس انة بإضااافتها إيله‬ ‫الكتاب والساانة بذكر ايلد‪ ...‬وبلفظ العني مضااافة إيله مفردة وجمموعة‪ ،‬ونطقت‬
‫مثنااة)‪ .‬وقاال ابن عثيمني‪( :‬ماذهاب أهال السااناة واجلمااعاة أن هلل عينني اثنتني‪ ،‬ينظر بهماا حقيقاة ىلع‬
‫الوجه الالئق به‪ ،‬وهما من الصفات اذلاتية)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة ذاتية خربية ثابتة هلل عز وجل بالكتاب والسنة‪ ،‬ومذهب أهل السنة واجلماعة‪ :‬أنهما اثنتان‪ ،‬ينظر‬
‫بهما حقيقة ىلع الوجه الالئق به‪ ،‬دون تمثيل أو تعطيل‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬ابلصري ‪ -‬السميع‪ .‬الصفات‪ :‬انلظر‪ -‬ابلرص ‪ -‬السمع‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬

‫‪226‬‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫أنكر بعض املعطلة أن تكون العني املضافة إىل اهلل تعاىل صفة هل‪ ،‬وقالوا‪ :‬إنما املقصود بعينه رؤيته‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫لألشياء‪ ،‬وأن العني كناية عن صفة ابلرص‪ ،‬والصحيح أن العني صفة ذاتية قائمة باهلل تعاىل ىلع ما يليق‬
‫جبالهل وعظمته‪ ،‬واهلل أثبت العني نلفسه يف غري موضع‪ ،‬وأثبت الرؤية يف غري موضع‪ ،‬وإثبات هذا تارة‬
‫يشء آخر‪ ،‬ولوال انلصوص ادلالة ىلع ثبوت‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫يشء‪ ،‬والعني‬ ‫وهذا تارة يدل ىلع اتلغاير بينهما‪ ،‬فالرؤية‬
‫العني لم جيز أن نيبتها بيبوت ابلرص‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬رشح العقيدة السفارينية للعثيمني‪ ،‬دار الوطن‪ - .‬جهود اإلمام ابن قيم اجلوزية يف تقرير توحيد‬
‫األسماء والصفات لويلد بن حممد العيل‪ ،‬املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬تيسري الكريم الرمحن يف‬
‫تفسري الكم املنان للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ - .‬اتلدمرية البن تيمية‪ ،‬طبعة مكتبة العبياكن‪ - .‬القواعد‬
‫املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪،‬‬
‫مدار الوطن للنرش‪ - .‬أسماء اهلل وصفاته وموقف أهل السنه منها ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬دار‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪- .‬‬ ‫الرشيعة‪ - .‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب‬
‫والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181122( :‬‬

‫‪227‬‬
‫العلو‬

‫َ‬ ‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع صفة العلو أدلة كثرية جدا من القرآن الكريم‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪{ :‬أأمنتم َم ْن يف ّ‬
‫السماء أن‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫َخيْسف بكم ْاألرض} [امللك‪ ]16 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬إ َيله يصعد اللكم َّ‬
‫الط ِّيب} [فاطر‪ ]10 :‬وقوهل تعاىل‪ِ { :‬إين‬ ‫ِ‬ ‫ّ ِ‬
‫ٌ‬ ‫ّ‬
‫متوفيك ورافعك إِيل} [آل عمران‪ ،]55 :‬واألدلة من السنة أيضا كثرية جدا‪ ،‬منها قوهل صىل اهلل عليه‬
‫وسلم‪( :‬أال تأمنوِّن وأنا أمني َمن يف السماء؟) رواه ابلخاري (‪ )4351‬ومسلم (‪.)1064‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫يؤمن أهل السنة واجلماعة بصفة العلو هلل تعاىل‪ ،‬علو اذلات والقدر والقهر‪ ،‬ويه صفة ثابتة بالكتاب‬
‫والسنة والعقل والفطرة واإلمجاع‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قاال ابن تيمياة‪( :‬إذا قيال‪ :‬العلو‪ ،‬فاإناه يتنااول ماا فوق املخلوقاات لكهاا‪ ،‬فماا فوقهاا لكهاا هو يف الساامااء‪ ،‬وال‬
‫يقتيض ا هذا أن يكون هناك ظرف وجودي حييط به‪ ،‬إذ ليس فوق العالم يشء موجود إال اهلل)‪ .‬قال ابن‬
‫القيم‪( :‬فلاه العلو املطلق من مجيع الوجوه‪ :‬علو القادر وعلو القهر وعلو اذلات‪ ،‬فمن جحاد علو اذلات‪:‬‬
‫فقاد جحاد لوازم اسااماه العيل)‪ .‬قاال السااعادي‪( :‬هل العلو املطلق جبميع الوجوه واالعتباارات‪ ،‬علو اذلات‬
‫وعلو القدر وعلو القهر)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة ذاتية ثابتة هلل عز وجل بالكتاب والسنة تدل ىلع فوقية اهلل ذاتا وقدرا وقهرا‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬العيل ‪ -‬األىلع ‪ -‬املتعال‪ .‬الصفات‪ :‬االستواء ‪ -‬الفوقية‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال‪ ،‬ىلع أكمل وج ٍه وال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل‬
‫تعاىل توقيفية ال جمال للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪ ،‬والقول يف بعض الصفات‬
‫اكلقول يف بعضها اآلخر‪ ،‬فكما أننا ال نعرف كيف ذات اهلل تعاىل ولم يلزم من ذلك نيف وجوده‪ ،‬فكذلك‬
‫عدمِ علمنا بكيفية صفاته ال يلزم منه نفيها‪ - .‬صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪،‬‬
‫فاثلبوتية‪ :‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬أو أثبتها هل رسوهل صىل اهلل عليه وسلم‪ ،‬والصفات السلبية‪ :‬ما نفاها‬
‫اهلل سبحانه عن نفسه‪ ،‬أو نفاها عنه رسوهل صىل اهلل عليه وسلم‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪:‬‬
‫ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬اكلعلم‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪،‬‬
‫اكالستواء والَنول‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة‬
‫حماذير‪ :‬أحدها‪ :‬اتلمثيل‪ ،‬فال يقال‪ :‬يد اهلل كيد املخلوق‪ ،‬واثلاين‪ :‬اخلوض يف اتلكييف‪ ،‬لعدم علم‬
‫املخلوق بها‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪ ،‬فال ينَف عنه تعاىل ما ثبت من الصفات‪ ،‬والرابع‪ :‬اتلحريف‪ ،‬فال ترصف‬
‫بعض الصفات عن دالتلها‪ ،‬وال يدخل يف األخري استعمال لفظ الصفة يف ما ليس من انلصوص‬
‫الصفات‪.‬‬

‫‪228‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ضل يف صفة العلو هلل تعاىل طائفتان‪ :‬احللويلة القائلني إن اهلل بذاته يف لك ماكن‪ ،‬واملعطلة القائلني‬
‫ليس هو داخل العالم وال خارجه‪ ،‬وال فوق وال حتت‪ ،‬والسلف واألئمة يقولون‪ :‬إن اهلل فوق سمواته‬
‫مستو ىلع عرشه‪ ،‬بائن من خلقه‪ ،‬أي ليس يف ذاته يشء من خملوقاته‪ ،‬وال يف خملوقاته يشء من ذاته‪،‬‬
‫كما دل ىلع ذلك الكتاب والسنة وإمجاع سلف األمة‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬تيسري الكريم الرمحن يف تفسري الكم املنان للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل ‪1420‬ه‪- .‬‬
‫اتلدمرية‪ :‬حتقيق اإلثبات لألسماء والصفات وحقيقة اجلمع بني القدر والرشع البن تيمية احلراين‪،‬‬
‫حتقيق حممد بن عودة السعوي طبعة مكتبة العبياكن‪ - .‬مدارج السالكني بني منازل إياك نعبد وإياك‬
‫نستعني البن القيم‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن‬
‫صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك‬ ‫الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه‬
‫ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1408 ،‬ه‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181123( :‬‬

‫‪229‬‬
‫الغضب‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫َّ ٌ‬
‫دل ىلع صفة الغضب أدلة كثرية من القرآن الكريم‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪{ :‬واخلامسة أن غضب اهلل عليها‬
‫إن اكن من الصادقني} [انلور‪ ]9 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬لكوا من طيبات ما رزقناكم وال تطغوا فيه فيحل‬
‫عليكم غضيب ومن حيلل عليه غضيب فقد هوى} [طه‪ ]81 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬يا أيها اذلين آمنوا ال تتولوا‬
‫قوما غضب اهلل عليهم} [املمتحنة‪ .]13 :‬وأما من السنة فقوهل صىل اهلل عليه وسلم‪( :‬إن رمحيت غلبت‬
‫غضيب) رواه ابلخاري (‪ )3194‬ومسلم (‪.)2751‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ُّ َّ‬
‫السنة واجلماعة ييبتون صفة الغضب هلل عز وجل بوجه يليق جبالهل وعظمته‪ ،‬ال يكيفون وال‬ ‫أهل‬
‫ّ‬
‫يشبهون وال يؤولون‪ ،‬ويقولون إن الغضب من صفات األفعال اليت تتعلق بها املشيئة‪ ،‬ويه ثابتة بالكتاب‬
‫والسنة وإمجاع سلف األمة‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬لم يلزم أن يكون غضاب اهلل تعاىل مثل غضا ِبنا‪ ،‬كما أن حقيقة ذات اهلل ليسات مثل‬
‫ذاتنا‪ ،‬فليس هو مماثال نلا‪ ،‬ال ذلاتنا‪ ،‬وال ألرواحنا‪ ،‬وصافاته كذاته)‪ .‬قال ابن القيم‪( :‬غضابه ليس مشاابها‬
‫لغضااب خلقه‪ ،‬فإن غضااب املخلوق هو غليان دم قلبه؛ طلبا لالنتقام‪ ،‬واهلل يتعاىل عن ذلك)‪ .‬قال ابن‬
‫عثيمني‪( :‬غضاب اهلل صافة حقيقية ثابتة هلل ‪-‬عز وجل‪ -‬ال تماثل غضاب املخلوق ال يف احلقيقة وال يف‬
‫األثر‪ ،‬وقال أهل اتلأويل‪ :‬غضب اهلل هو االنتقام ممن عصاه‪ ،‬وبعضهم يقول‪ :‬إرادة االنتقام ممن عصاه)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة فعلية حقيقية ثابتة هلل عزوجل ال تماثل غضب املخلوقني‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬ذو انتقام‪ .‬الصفات‪ :‬األسف ‪ -‬االنتقام ‪ -‬السخط ‪ -‬الكراهة ‪ -‬اللعن‪ -‬املقت‪ .‬األفعال‪ :‬يغضب ‪-‬‬
‫ينتقم‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬

‫‪230‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫أنكر بعضهم صفة الغضب‪ ،‬وفِسوا الغضب املذكور يف انلصوص بالزم الغضب‪ ،‬وهو إرادة االنتقام‪.‬‬
‫وعللوا ذلك بقوهلم‪ :‬إن أصل الغضب غليان دم القلب عند إرادة االنتقام‪ ،‬وذلك مستحيل ىلع اهلل‬
‫ّ‬
‫تعاىل‪ ،‬وهذا اذلي قرروه باطل‪ ،‬فإن لوازم صفات املخلوقني اليت ذكروها ال تلزم صفات اخلالق‪ ،‬إذ ال‬
‫مناسبة بني صفات اخلالق وصفات املخلوق ح تقاس صفاته سبحانه ىلع صفاتهم‪،‬كما أنهم أثبتوا‬
‫ذات ابلارئ دون تفكري يف اعتقاد مماثلتها ذلوات املخلوقني‪ ،‬فيلزمهم إثبات صفاته دون اعتقاد مماثلتها‬
‫لصفات املخلوقني‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود اإلمام ابن قيم اجلوزية يف تقرير توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد العيل‪ ،‬املربة اخلريية‬
‫لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬تيسري الكريم الرمحن يف تفسري الكم املنان للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪- .‬‬
‫اتلدمرية البن تيمية‪ ،‬طبعة مكتبة العبياكن‪ - .‬مدارج السالكني بني منازل إياك نعبد وإياك نستعني‬
‫البن القيم‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح‬
‫العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬شفاء العليل يف مسائل القضاء والقدر‬
‫واحلكمة واتلعليل البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار املعرفة‪ - .‬رشح الواسطية للهراس‪ ،‬دار اهلجرة للنرش واتلوزيع‪.‬‬
‫‪ -‬رشح العقيدة الطحاوية لعبد الرمحن الرباك‪ ،‬دار اتلدمرية‪ - .‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد‬ ‫والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬الصواعق املرسلة يف الرد ىلع اجلهمية واملعطلة البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار‬
‫العاصمة‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع‬
‫جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181124( :‬‬

‫‪231‬‬
‫الفرح‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ثبتت صفة الفرح هلل تعاىل بالسنة انلبوية‪ ،‬كما جاء من حديث ابن مسعود عن انليب صىل اهلل عليه‬
‫فانفلت ْ‬
‫َ‬ ‫أشد فرحا بتوبة عبده َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ َّ‬
‫ت‬ ‫ىلع راحلته بأرض فال ٍة‬
‫َ‬ ‫حني يتوب إيله من أحدكم اكن‬ ‫َ‬ ‫َ ِ ِِ‬ ‫وسلم قال‪َّ( :‬لل‬
‫فبينما َهو‬ ‫راحلته‪،‬‬ ‫من‬ ‫منه وعليها طعامه ورشابه َفأي َس منها‪ ،‬فَأ ََت شجرة فاضطجع يف ظلِّها وقد أ َ‬
‫يس‬
‫َ ّ َ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬
‫ِّ‬
‫خبطا ِمها فقال من شدةِ الفرح‪ :‬اللهم أنت عبدي وأنا ربك‪ ،‬أخطأ من‬ ‫كذلك إِذ هو بها قائِمة عنده فأخذ ِ ِ‬
‫شاة الفرح) أخرجه ابلخاري برقم (‪ )6308‬ومسلم برقم (‪.)4927‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن صفة الفرح من الصفات الفعلية اخلربية اثلابتة هلل تعاىل ىلع ما يليق به‪،‬‬
‫وقد دلت عليها السنة الصحيحة اليت تلقوها بالقبول‪ ،‬وانعقد إمجاعهم ىلع إثباتها‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬وقد جاء أيضا وصفه تعاىل بأنه (يِس) ‪-‬يف األثر والكتب املتقدمة‪ -‬وهو مثل لفظ الفرح)‪.‬‬
‫وقال ابن القيم‪( :‬وكذلك قوهل صىل اهلل عليه وسلم‪( :‬هلل أشد فرحا بتوبة عبده من أحدكم)‪ ...‬فهذا‬
‫الكشف وابليان واإليضاح ال مزيد عليه تلقرير ثبوت هذه الصفة‪ ،‬ونيف اإلمجال واالحتمال عنها)‪ .‬وقال‬
‫السعدي‪( :‬وهذا الفرح تبع لغريه من الصفات‪ ،‬كما تقدم أن الالكم ىلع الصفات يتبع الالكم ىلع اذلات‪،‬‬
‫فهذا فرح ال يشبه فرح أحد من خلقه ال يف ذاته وال يف أسبابه وال يف اغياته‪ ،‬فسببه الرمحة واإلحسان‪،‬‬
‫واغيته إتمام نعمته ىلع اتلائبني املنيبني)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫الفرح‪ :‬صفة فعلية خربية ثابتة هلل عز وجل باألحاديث الصحيحة‪ ،‬وهو ىلع حقيقته الالئقة باهلل تعاىل‪،‬‬
‫وليس كفرح املخلوقني‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫الصفات‪ :‬الرضا ‪ -‬البشاشة ‪ -‬الضحك ‪ -‬املحبة ‪ -‬الرمحة‪ .‬األفعال‪ :‬يفرح ‪ -‬يرىض ‪ -‬يضحك ‪ -‬حيب‪-‬‬
‫يرحم‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬

‫‪232‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫توهم بعض املعطلة أن معاين بعض الصفات تكون يف اخلالق كما يه يف املخلوق‪ ،‬وذللك فِسوا صفة‬
‫الفرح بالزمها فقط دون إثبات حقيقة الصفة القائمة باهلل‪ ،‬فقالوا حقيقة الفرح مستحيلة ىلع اهلل؛‬
‫ٌ‬
‫وانفعال ُّ ٌ‬ ‫َّ ٌ‬
‫وتغري من حال إىل حال‪ ،‬ولك ذلك ال يليق باهلل تعاىل‪ ،‬وهذا اتلقرير باطل؛ ألنه نيف‬ ‫ألنها ِخفة‬
‫ٌ‬
‫للصفة وتعطيل هلا‪ ،‬وهو تفسري لصفات اهلل بماهو عند املخلوقني‪ ،‬فهو تمثيل حمرم‪ ،‬واهلل تعاىل يقول‪:‬‬
‫{ليس كمثله يشء وهو السميع ابلصري}‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬رشح العقيدة الواسطية للعثيمني‪ ،‬دار ابن اجلوزي للنرش واتلوزيع‪ - .‬خمترص الصواعق املرسلة ىلع‬
‫اجلهمية واملعطلة البن قيم اجلوزية‪ ،‬اختصار حممد ابلعيل‪ ،‬دار احلديث‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب‬
‫والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪ - .‬جهود‬
‫اإلمام ابن قيم اجلوزية يف تقرير توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد العيل‪ ،‬املربة اخلريية لعلوم‬
‫القرآن والسنة‪ - .‬تيسري الكريم الرمحن يف تفسري الكم املنان للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ - .‬اتلدمرية البن‬
‫تيمية‪ ،‬طبعة مكتبة العبياكن‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح‬
‫العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد‬ ‫والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬انلبوات البن تيمية‪ ،‬طبعة أضواء السلف‪ - .‬اتلنبيهات اللطيفة فيما‬
‫احتوت عليه الواسطية من املباحث املنيفة للسعدي‪ ،‬دار طيبة‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181125( :‬‬

‫‪233‬‬
‫القدرة‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع صفة القدرة هلل تعاىل أدلة كثرية من الكتاب والسنة‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪{ :‬إن اهلل ىلع لك يشء‬
‫قدير} [ابلقرة‪ ]20 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬قل هو القادر ىلع أن يبعث عليكم عذابا} [األنعام‪ ]65 :‬وقوهل تعاىل‪:‬‬
‫ّ‬
‫{إن املتقني يف جنات ونهر‪ ،‬يف مقعد صدق عند مليك مقتدر} [القمر‪ .]55 :‬وأما من السنة فحديث‬
‫عثمان بن أيب العاص ريض اهلل عنه مرفواع‪( :‬أعوذ بعزة اهلل وقدرته من رش ما أجد وأحاذر) رواه مسلم‬
‫(‪.)2202‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ّ‬
‫يؤمن أهل السنة واجلماعة بأن اهلل تعاىل متصف بصفة القدرة ىلع الوجه الالئق بكماهل وجالهل‪ ،‬وأنها‬
‫قدرة اعمة شاملة‪ ،‬ال خت َّصص بيشءٍ‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َّ‬
‫قال ابن القيم‪[( :‬واهلل] موصااوف بالقادرة اتلامة‪ ،‬مَنه عن ضاادها من العجز واللغوب واإلعيااء)‪ .‬وقال‬
‫السااعدي‪( :‬جيب علينا اإليمان بأنه ىلع لك يشء قدير‪ ،‬واإليمان بكمال قدرة اهلل‪ ،‬واإليمان بأن قدرته‬
‫شاملة جلميع الاكئنات)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫َّ‬
‫صفة ذاتية قائمة باهلل‪ ،‬فاهلل ىلع لك يشء قدير‪ ،‬مَنه عن ضدها من العجز واللغوب واإلعياء‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬القادر ‪ -‬القدير ‪ -‬اخلالق‪ .‬الصفات‪ :‬اإلرادة ‪ -‬املشيئة ‪ -‬اخللق‪ .‬األفعال‪ :‬يقدر ‪ -‬يشاء ‪ -‬خيلق‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫يسأل بعض امللحدين أسئلة غري صحيحة مثل إذا اكن اهلل ىلع لك شئ قدير فهل يقدر أن خيلق إلها‬
‫َ‬
‫مثله‪ ،‬ولو فعل ذلك لاكن ذلك اإلهل خملوقا فكيف يكون مثله؟ (وما قدروا اهلل حق قدره)‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود اإلمام ابن قيم اجلوزية يف تقرير توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد العيل‪ ،‬املربة اخلريية‬
‫لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬تيسري الكريم الرمحن يف تفسري الكم املنان للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪- .‬‬

‫‪234‬‬
‫اتلدمرية البن تيمية‪ ،‬طبعة مكتبة العبياكن‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن‬
‫ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬صفات اهلل عز وجل‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪،‬‬ ‫الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬طريق اهلجرتني البن القيم‪ ،‬دار السلفية‪ - .‬اتلنبيهات‬
‫اللطيفة البن سعدي‪ ،‬دار طيبة‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه‬
‫ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181126( :‬‬

‫‪235‬‬
‫الالكم‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع صفة الالكم أدلة كثرية من الكتاب والسنة‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪{ :‬وإن أحد من املرشكني استجارك‬
‫فأجره ح يسمع الكم اهلل} [اتلوبة‪ ]6:‬وقوهل تعاىل‪{ :‬وقد اكن فريق منهم يسمعون الكم اهلل} [ابلقرة‪]75:‬‬
‫وقوهل تعاىل‪{ :‬يريدون أن يبدلوا الكم اهلل} [الفتح‪ .]15 :‬ومن السنة حديث احتجاج آدم وموىس وفيه‪:‬‬
‫(قال آدم‪ :‬يا موىس‪ ،‬اصطفاك اهلل بكالمه) أخرجه ابلخاري برقم (‪ )6614‬ومسلم برقم (‪.)2652‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫اتفق أهل السنة واجلماعة ىلع إثبات صفة الالكم هلل تعاىل‪ ،‬وأن اهلل يتلكم بمشيئته م شاء كيف شاء‪،‬‬
‫والكمه حبرف وصوت مسموعني ىلع الوجه الالئق جبالهل وعظمته‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬السالف وأئمة السانة واحلديث يقولون‪ :‬يتلكم بمشايئته وقدرته‪ ،‬والكمه ليس بمخلوق‪،‬‬
‫بال الكماه صاافاة هل قاائماة باذاتاه)‪ .‬قاال ابن القيم‪َّ :‬‬
‫(نوع اهلل تعااىل هاذه الصاافاة يف إطالقهاا علياه تنويعاا‬
‫يساتحيل معه نيف حقائقها‪ ،‬بل ليس يف الصافات اإلهلية أظهر من صافة الالكم)‪ .‬وقال الساعدي‪( :‬القرآن‬
‫ّ‬
‫الكم اهلل مَنل غري خملوق‪ ،‬مناه بادأ وإيلاه يعود‪ ،‬واهلل املتلكم باه حقاا لفظاه ومعاانياه‪ ،‬ولم يزل وال يزال‬
‫متلكما بما شاء إذا شاء‪ ،‬والكمه ال ينفد وال هل منتِ)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة ذاتية فعلية‪ ،‬ويه حبرف وصوت مسموعني ىلع الوجه الالئق جبالل اهلل وعظمته‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫الصفات‪ :‬انلداء ‪ -‬القول ‪ -‬احلديث ‪ -‬القرآن‪ .‬األفعال‪ :‬ينادي ‪ -‬يقول‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه ‪ -‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫صفة الالكم من الصفات اليت ضل فيها كثري من انلاس عن الصواب‪ ،‬بل تفرق انلاس فيها إىل تسع فرق‬
‫لكها تائهة عن اجلادة‪ ،‬فقال األشعرية مثال يف صفة الالكم‪ :‬إنه معىن واحد قائم بانلفس‪ ،‬ليس حبرف وال‬
‫صوت‪ ،‬واذلي دلت عليه األدلة أن الكم اهلل اسم ملجموع اللفظ واملعىن‪ ،‬وأنه بصوت وحرف‪ ،‬وأنه‬
‫تكلم مع من أراد من رسله ومالئكته وسمعوا الكمه حقيقة‪ ،‬وال يزال يتلكم بقضائه وتسمعه‬

‫‪236‬‬
‫مالئكته‪ ،‬وسيتلكم مع أهل اجلنة ومع أهل انلار يوم القيامة لك بما يناسبه‪ ،‬وإذا اكن معىن قائما‬
‫بانلفس فح روف القرآن اليت نقرؤها إما من جربيل وإما من رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم‪ ،‬فآل قوهلم‬
‫إىل كون القرآن خملوقا‪ ،‬وهو قول املعِتلة‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬تيسري الكريم الرمحن يف تفسري الكم املنان للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ - .‬اتلدمرية‪ :‬حتقيق اإلثبات‬
‫لألسماء والصفات وحقيقة اجلمع بني القدر والرشع البن تيمية احلراين‪ ،‬حتقيق حممد بن عودة السعوي‬
‫طبعة مكتبة العبياكن‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪،‬‬
‫طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة‬ ‫لعلوي بن عبد القادر‬
‫املصحف الرشيف‪ - .‬منهج الشيخ عبد الرزاق عفييف وجهوده يف تقرير العقيدة والرد ىلع املخالفني‪،‬‬
‫إعداد‪ :‬أمحد بن يلع الزاميل عسريي ‪ -‬معتقد أهل السنة واجلماعة يف أسماء اهلل للتمييم‪ ،‬أضواء‬
‫السلف‪ - .‬احلق الواضح املبني للسعدي‪ ،‬دار ابن القيم‪ - .‬خمترص الصواعق املرسلة للموصيل‪ ،‬دار‬
‫احلديث بالقاهرة‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن‬
‫يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181127( :‬‬

‫‪237‬‬
‫املحبة‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫َّ ٌ‬
‫دل ىلع صفة املحبة أدلة كثرية جدا من القرآن الكريم‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪{ :‬وأحسنوا إن اهلل حيب‬
‫املحسنني} [ابلقرة‪ ]195 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬إن اهلل حيب اتلوابني وحيب املتطهرين } [سورة ابلقرة‪]222 :‬‬
‫وقوهل تعاىل‪{ :‬فسوف يأيت اهلل بقوم حيبهم وحيبونه} [املائدة‪ ،]54 :‬وأما من السنة فحديث سهل بن سعد‬
‫ريض اهلل عنه‪( :‬ألعطني الراية غدا رجال يفتح اهلل ىلع يديه‪ ،‬حيب اهلل ورسوهل‪ ،‬وحيبه اهلل ورسوهل) رواه‬
‫ابلخاري (‪ )3009‬ومسلم (‪.)2405‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫أمجع السلف ىلع ثبوت صفة املحبة هلل تعاىل‪ ،‬فيه ثابتة بالكتاب والسنة واإلمجاع‪ ،‬ويه صفة حقيقية ال‬
‫تماثل صفات املخلوقني‪ ،‬ويه قائمة باهلل تعاىل‪ ،‬ويه من صفات الفعل اليت تتعلق بمشيئته‪ ،‬فهو حيب ما‬
‫يشاء ىلع ما تقتضيه احلكمة ابلالغة‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬وقد أمجع ساالف األمة وأئمتها ىلع إثبات حمبة اهلل ‪-‬تعاىل‪ -‬لعباده املؤمنني‪ ،‬وحمبتهم هل‪،‬‬
‫وهذا أصال دين اخلليل إمام احلنفاء ‪-‬عليه الساالم‪ .)-‬قال ابن القيم‪( :‬إن ما وصاف اهلل سابحانه به نفسه‬
‫َ ُّ‬
‫أجل نعمة أنعم بها عليه‪،‬‬ ‫من املحبة‪ ...‬من أعظم صاافات الكمال)‪ .‬قال السااعدي‪( :‬حمبة اهلل للعبد يه‬
‫َّ‬ ‫وأفضال فضايلة‪ ،‬تفضال اهلل بها عليه‪ ،‬وإذا أحب اهلل عبدا ي َِّسا هل األسباب‪َّ ،‬‬
‫وهون عليه لك عسري‪ ،‬ووفقه‬
‫لفعل اخلريات وترك املنكرات‪ ،‬وأقبل بقلوب عباده إيله باملحبة والوداد)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة فعلية قائمة باهلل متعلقة بمشيئته‪ ،‬حيب بها األشياء ىلع ما تقتضيه حكمته‪ ،‬ويه معىن معقول هو‬
‫ضد ابلغض‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫الصفات‪ :‬احلب ‪ -‬الفرح ‪ -‬الرضا ‪ -‬اخللة‪ .‬األفعال‪ :‬حيب ‪ -‬يفرح ‪ -‬يرىض‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬

‫‪238‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ُّ‬
‫املحب‪،‬‬
‫ينيف املعطلة صفة املحبة‪ ،‬بدعوى أنها تو ِهم نقصا‪ ،‬فإن معناها امليل إىل ما يناسبه أو يستذله ِ‬
‫وبعضهم يرجعها إىل صفة اإلرادة‪ ،‬فيقولون‪ :‬إن حمبة اهلل لعبده ال معىن هلا إال إرادة إكرامه ومثوبته‪،‬‬
‫فيفِسون املحبة باإلرادة‪ ،‬ويه ليست يه‪ ،‬فإن املحبة صفة حقيقية هلل عز وجل ىلع ما يليق به‪ ،‬غري‬
‫اإلرادة‪ ،‬ويه ال تقتيض نقصا وال تشبيها‪ ،‬بل من الزم تلك املحبة إكرام من حيبه وإثابته‪ ،‬وحمبة اخلالق‬
‫تناسب اخلالق‪ ،‬كما أن للمخلوق حمبة تناسبه وإرادة تناسبه‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬تيسري الكريم الرمحن يف تفسري الكم املنان للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ - .‬اتلدمرية البن تيمية‪ ،‬طبعة‬
‫مكتبة العبياكن‪ - .‬مدارج السالكني بني منازل إياك نعبد وإياك نستعني البن القيم‪ ،‬دار الكتاب‬
‫العريب‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف‬
‫مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬رشح الواسطية للهراس‪ ،‬دار اهلجرة للنرش واتلوزيع‪ - .‬رشح‬
‫العقيدة الطحاوية لعبد الرمحن الرباك‪ ،‬دار اتلدمرية‪ - .‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة‬ ‫لعلوي بن عبد القادر‬
‫املصحف الرشيف‪ - .‬تسهيل العقيدة اإلسالمية لعبد اهلل اجلربين‪ ،‬دار العصييم للنرش واتلوزيع‪- .‬‬
‫الصواعق املرسلة يف الرد ىلع اجلهمية واملعطلة البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار العاصمة‪ - .‬الصفات اإلهلية يف‬
‫الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181128( :‬‬

‫‪239‬‬
‫ر‬
‫الّنول‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع صفة الَنول أدلة من السنة‪ ،‬كقوهل صىل اهلل عليه وسلم‪( :‬يَنل ُّ‬
‫ربنا إىل السماء ادلنيا لك يللة‬
‫حني يب ثلث الليل اآلخر‪ ،‬فيقول‪ :‬من يدعوِّن فأستجيب هل‪ ،‬من يسألين فأعطيه‪ ،‬من يستغفرِّن فأغفر‬
‫هل) رواه ابلخاري (‪ )7494‬ومسلم (‪ ،)758‬وقوهل صىل اهلل عليه وسلم‪( :‬لوال أن أشق ىلع أميت ألمرتهم‬
‫بالسواك عند لك صالة وألخرت عشاء اآلخرة إىل ثلث الليل األول‪ ،‬فإنه إذا مَض ثلث الليل األول‬
‫هبط اهلل تعاىل إىل السماء ادلنيا فلم يزل هناك ح يطلع الفجر) رواه أمحد يف املسند (‪ ،)967‬ورواه‬
‫موقوفا ىلع ابن عباس ريض اهلل عنهما ابن أيب اعصم يف السنة برقم (‪ )513‬بإسناد صححه األبلاين‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫َْ‬ ‫َّ‬
‫أمجع أهل السنة واجلماعة ىلع أن اهلل يَنل لك يللة إىل سماء ادلنيا ىلع ما أتت به األحاديث كيف شاء‪،‬‬
‫نزوال يليق جبالل اهلل وكماهل‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬الصاواب املأثور عن سالف األمة وأئمتها أن اهلل سابحانه ال يزال فوق العرش‪ ،‬وال خيلو‬
‫مناه العرش مع دنوه ونزوهل إىل الساامااء ادلنياا‪ ،‬وال يكون العرش فوقاه‪ ،‬وكاذلاك يوم القيااماة كماا جااء يف‬
‫الكتاب والسانة‪ ،‬وليس نزوهل كَنول أجساام بين آدم من الساطح إىل األرض‪ ،‬حبيث يب الساقف فوقهم)‪.‬‬
‫وقال ابن القيم‪( :‬الَنول املعقول عند مجيع األمم‪ :‬إنما يكون من علو إىل أسفل)‪ .‬وقال السعدي‪( :‬نزوهل‬
‫حقيقة كيف يشاااء‪ ،‬فييبتون الَنول كما ييبتون مجيع الصاافات اليت تيبت يف الكتاب والساانة‪ ،‬ويقفون‬
‫ِّ‬
‫مثلون وال يَنفون وال ي ِّ‬ ‫عند ذلك فال ي ِّ‬
‫عطلون)‪.‬‬ ‫كيفون وال ي‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫الَنول‪ :‬صفة فعلية خربية ثابتة هلل عز وجل‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬القريب‪ .‬الصفات‪ :‬ادلنو ‪ -‬القرب ‪ -‬اهلبوط ‪ -‬االتيان ‪ -‬امليجء‪ .‬األفعال‪ :‬يدنو ‪ -‬يقرب ‪ -‬يهبط ‪-‬‬
‫يأيت ‪ -‬ييجء‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪ :‬اتلحريف‪.‬‬

‫‪240‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫اضطرب اخللف يف هذه الصفة كغريها من صفات األفعال‪ ،‬فمنهم من ينكر الَنول إنكارا تاما‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫َ‬
‫ما ثم نزول أصال‪ ،‬ومنهم من يقول‪ :‬إنه يَنل نزوال حبيث خيلو منه العرش‪ ،‬ومنهم من يقول‪ :‬يَنل أمره‪،‬‬
‫ومنهم من يقول‪ :‬يَنل ملك من مالئكته‪ ،‬واذلي عليه مجهور أئمة أهل السنة أنهم يقولون‪ :‬يَنل كما‬
‫قال رسول اهلل عليه الصالة والسالم‪ ،‬ويصدقون بهذا احلديث‪ ،‬وال يكيفون‪ ،‬وال يقال يَنل أمره؛ ألن‬
‫أمره ورمحته ال يزاالن يَنالن أبدا يف الليل وانلهار‪ ،‬وال يقال يَنل ملك من مالئكته؛ ألن سياق‬
‫احلديث يأىب ذلك اتلأويل‪ ،‬فإن قوهل تعاىل‪( :‬أنا امللك) إىل آخر احلديث رصيح يف أن اهلل هو اذلي يَنل‬
‫كيف يشاء‪ ،‬وكذلك قوهل‪( :‬من يدعوِّن فأستجيب هل)‪ ,‬هل يقوهل ملك أو أمر أو رمحة؟‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة‬
‫اجلامعة اإلسالمية‪ - .‬جهود اإلمام ابن قيم اجلوزية يف تقرير توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد‬
‫العيل‪ ،‬املربة اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬تيسري الكريم الرمحن يف تفسري الكم املنان للسعدي‪،‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ - .‬اتلدمرية البن تيمية‪ ،‬طبعة مكتبة العبياكن‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل‬
‫وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬إعالم‬
‫املوقعني عن رب العاملني البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار ابن اجلوزي للنرش واتلوزيع‪ - .‬صفات اهلل عز وجل‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪،‬‬ ‫الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬اتلنبيهات اللطيفة فيما احتوت عليه الواسطية من‬
‫املباحث املنيفة للسعدي‪ ،‬دار طيبة‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181130( :‬‬

‫‪241‬‬
‫احلياة‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َّ َ َ َ َّ َ ْ َ ّ ْ َ ّ َ‬
‫دل ىلع صفة احلياة أدلة كثرية من الكتاب والسنة‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪{ :‬اَّلل ال ِإهل ِإال هو اليح القيوم ال‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫تأخذه ِسنة َوال ن ْو ٌم} [ابلقرة‪ ]255 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬وتولك ىلع اليح اذلي ال يموت وسبح حبمده} [الفرقان‪:‬‬
‫‪ .]58‬وأما من السنة فقوهل صىل اهلل عليه وسلم‪( :‬امهلل لك أسلمت‪ ،‬وبك آمنت‪ ،‬وعليك تولكت‪ ،‬وإيلك‬
‫أنبت‪ ،‬وبك خاصمت‪ ،‬امهلل إين أعوذ بعزتك‪ ،‬ال هلإ إال أنت‪ ،‬أن تضلين‪ ،‬أنت اليح اذلي ال يموت‪ ،‬واجلن‬
‫واإلنس يموتون) رواه مسلم (‪.)2717‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬احلياة صفة قائمة باملوصوف‪ ،‬ويه رشط يف العلم واإلرادة والقدرة ىلع األفعال االختيارية‪،‬‬
‫ويه أيضا مستلزمة ذللك)‪ .‬وقال ابن القيم‪( :‬صفة احلياة متضمنة جلميع صفات الكمال مستلزمة هلا)‪.‬‬
‫وقال السعدي‪( :‬هل احلياة الاكملة املستلزمة جلميع صفات اذلات‪ ،‬اكلسمع وابلرص والعلم والقدرة‪ ،‬وحنو‬
‫ذلك)‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫ييبت أهل السانة واجلماعة صافة احلياة صافة ذاتية هلل تعاىل‪ ،‬كما دل عليه الكتاب والسانة‪ ،‬فاهلل تعاىل‬
‫هو اليح حبياة ختصه‪ ،‬ويه احلياة اتلامة الواجبة‪ ،‬ويه احلياة اليت ال يعرتيها نقص وال نوم وال سنة‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة ذاتية لم تسبق بعدم وال يلحقها زوال ويه مستلزمة لكمال الصفات‪ ،‬واحلياة‪ :‬نقيض املوت‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬اليح – القيوم‪ .‬الصفات‪ :‬القدرة ‪ -‬الفعل ‪ -‬العلم ‪ -‬اإلرادة‪ .‬األفعال‪ :‬يقدر ‪ -‬يفعل ‪ -‬يعلم –‬
‫يريد‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫يرى األشعرية أن صفة احلياة تيبت من طريق العقل‪ ،‬وذلك أن صفة القدرة واإلرادة والعلم ال تقوم إال‬
‫بيح‪ ،‬فمن الزم املتصف بهذه الصفات اثلالث أن يكون ّ‬
‫حيا‪ ،‬وذللك أثبتوا هلل صفة احلياة‪ ،‬ولكنهم‬
‫وافقوا املعِتلة يف نيف ما عدا هذه السبع من الصفات اخلربية اليت صح بها اخلرب‪ ،‬ولكهم حمجوجون‬

‫‪242‬‬
‫بالكتاب والسنة وإمجاع الصحابة والقرون املفضلة ىلع اإلثبات العام للصفات الواردة دون اتلفريق‬
‫بينها‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬تيسري الكريم الرمحن يف تفسري الكم املنان للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل ‪1420‬ه‪- .‬‬
‫اتلدمرية‪ :‬حتقيق اإلثبات لألسماء والصفات وحقيقة اجلمع بني القدر والرشع البن تيمية احلراين ملحمد‬
‫بن عودة السعوي‪ ،‬طبعة مكتبة العبياكن‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد‬
‫بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك‬ ‫الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬رشح العقيدة الطحاوية لعبد الرمحن الرباك‪ ،‬دار اتلدمرية‪ - .‬رشح‬
‫العقيدة الواسطية للهراس‪ ،‬طبعة دار اهلجرة للنرش واتلوزيع‪ - .‬القيامة الصغرى لعمر األشقر‪ ،‬دار‬
‫انلفائس للنرش واتلوزيع‪ - .‬أسماء اهلل وصفاته وموقف أهل السنه منها ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬دار‬
‫الرشيعة‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع‬
‫جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1408 ،‬ه‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181131( :‬‬

‫‪243‬‬
‫اإلتيان وامليجء‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع صفة اإلتيان وامليجء أدلة كثرية من القرآن والسنة‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪{ :‬هل ينظرون إال أن يأتيهم‬
‫لل من الغمام واملالئكة وقيض األمر } [ابلقرة‪ ]210 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬هل ينظرون إال أن تأتيهم‬‫اهلل يف ظ ٍ‬
‫ربك وامللك صفا‬ ‫املالئكة أو يأيت ربك أو يأيت بعض آيات ربك} [األنعام‪ ]158 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬وجاء ُّ‬
‫صفا} [الفجر‪ .]22 :‬وأما من السنة فحديث أيب سعيد اخلدري ريض اهلل عنه يف الرؤية‪( :‬قال‪ :‬فيأتيهم‬
‫اجلبار يف صورة غري صورته اليت رأوه فيها أول مرة‪ ،‬فيقول‪ :‬أنا ربكم) رواه ابلخاري (‪ ،)7439‬ومسلم‬
‫(‪.)183‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫َّ‬
‫أمجع أهل السنة واجلماعة ىلع أن اهلل يأيت يوم القيامة إتيانا حقيقيا يليق جبالهل تعاىل ال يشبه إتيان‬
‫املخلوق‪ ،‬وبذلك جاءت األدلة من الكتاب والسنة‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قال ابن القيم‪( :‬واإلتياان وامليجء من اهلل تعااىل نواعن‪ :‬مطلق ومقياد‪ ،‬فإذا اكن ميجء رمحتاه أو عذابه اكن‬
‫مقيدا كما يف احلديث (ح جاء اهلل بالرمحة واخلري)‪...‬انلوع اثلاين‪ :‬امليجء واإلتيان املطلق كقوهل‪{ :‬وجاء‬
‫رباك} [الفجر‪ ] 22 :‬وقوهل‪{ :‬هال ينظرون إال أن ياأتيهم اهلل } اآلياة‪ ،‬وهاذا ال يكون إال جميئاه ساابحااناه)‪.‬‬
‫وقاال السااعادي يف قوهل تعااىل {هال ينظرون إال أن تاأتيهم املالئكاة أو ياأيت رباك}‪( :‬ويف هاذه اآلياة ديلال‬
‫ملذهب أهل السانة واجلماعة يف إثبات األفعال االختيارية هلل تعاىل‪ ،‬اكالساتواء والَنول واإلتيان هلل تبارك‬
‫وتعاىل من غري تشبيه هل بصفات املخلوقني)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفتان فعليتان خربيتان ثابتتان هلل ىلع احلقيقة ىلع ما يليق جبالهل سبحانه‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬القريب‪ .‬الصفات‪ :‬ادلنو ‪ -‬القرب ‪ -‬اهلبوط ‪ -‬الَنول‪ .‬األفعال‪ :‬يدنو ‪ -‬يقرب ‪ -‬يهبط ‪ -‬يَنل‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪ :‬اتلحريف‪.‬‬

‫‪244‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ّ‬
‫تأول بعض انلفاة إتيان اهلل وجميئه بأنه إتيان أمره أو رمحته أو عذابه‪ ،‬وهذا مردود بعدة أمور‪ ،‬منها‬
‫رصاحة اآليات اليت أضاف فيها اإلتيان وامليجء إىل نفسه سبحانه‪ ،‬كقوهل‪{ :‬وجاء ربك وامللك صفا‬
‫صفا}‪ ،‬وقوهل‪{ :‬هل ينظرون إال أن يأتيهم اهلل} اآلية‪ ،‬إذ هو الفاعل هلا سبحانه‪ ،‬ومنها أنه لو اكن يريد‬
‫إتيان أمره لرصح بذلك‪ ،‬فما اذلي يمنعه أن يقول‪ :‬أمره؟ كما يف قوهل‪{ :‬أَت أمر اهلل فال تستعجلوه}‪ ،‬ومنها‬
‫أنه قد جاء يف بعض اآليات ذكر إتيان املالئكة وإتيان الرب‪ ،‬وإتيان بعض آيات الرب سبحانه‪ ،‬ففرق‬
‫ومِّي بني إتيانه وإتيان اآليات وإتيان املالئكة يف سياق واحد‪ ،‬مما يدل داللة واضحة ىلع‬ ‫سبحانه ّ‬
‫الفرق بينها‪ ،‬وأن املقصود هو إتيانه وجميئه هو سبحانه‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود اإلمام ابن قيم اجلوزية يف تقرير توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد العيل‪ ،‬املربة اخلريية‬
‫لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬تيسري الكريم الرمحن يف تفسري الكم املنان للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪- .‬‬
‫اتلدمرية البن تيمية‪ ،‬طبعة مكتبة العبياكن‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن‬
‫ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬صفات اهلل عز وجل‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪،‬‬ ‫الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬خمترص الصواعق املرسلة‪ ،‬البن القيم‪ ،‬اختصار حممد‬
‫ابلعيل ابن املوصيل دار احلديث بالقاهرة‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات‬
‫واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181132( :‬‬

‫‪245‬‬
‫املشيئة‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع صفة املشيئة أدلة من الكتاب والسنة‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪{ :‬قل امهلل مالك امللك تؤيت امللك من‬
‫تشاء وتَنع امللك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء} (آل عمران‪ ]26 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬وما تشاءون‬
‫إال أن يشاء اهلل} [اإلنسان‪ .]30 :‬وأما من السنة فعن أيب هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم‪:‬‬
‫(احتجت انلار واجلنة‪ ،‬فقالت هذه‪ :‬يدخلين اجلبارون‪ ،‬واملتكربون‪ ،‬وقالت هذه‪ :‬يدخلين الضعفاء‪،‬‬
‫واملساكني‪ ،‬فقال اهلل عز وجل هلذه‪ :‬أنت عذايب أعذب بك من أشاء‪ .‬وقال هلذه‪ :‬أنت رمحيت أرحم بك‬
‫من أشاء‪ ،‬وللك واحدة منكما ملؤها) رواه ابلخاري (‪ )4850‬ومسلم (‪.)2846‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ييبت أهل السنة واجلماعة صفة املشيئة هلل تعاىل‪ ،‬وأنها نافذة يف لك يشء‪ ،‬وقالوا‪ :‬إن مشيئة اهلل غري‬
‫حمبته‪ ،‬فمشيئته تعلقت بكل يشء موجود من خري ورش وطاعة ومعصية‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬وكذلك وصاف نفساه باملشايئة‪ ،‬ووصاف عبده باملشايئة‪ ...‬ومعلوم أن مشايئة اهلل ليسات‬
‫مثل مشايئة العبد)‪ .‬وقال ابن القيم‪( :‬ليس يف الوجود موجب ومقتض إال مشايئة اهلل وحده‪ ،‬فما شااء اكن‬
‫وما لم يشأ لم يكن)‪ .‬وقال السعدي‪( :‬مشيئة اهلل نافذة اعمة ال خيرج عنها حادث قليل وال كثري)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫املشيئة‪ :‬صفة ثابتة هلل بالكتاب والسنة‪ ،‬ويه بمعىن إرادة اهلل الكونية الشاملة جلميع احلوادث‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫الصفات‪ :‬اإلرادة ‪ -‬اإلرادة الكونية‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ّ‬
‫منشأ الضالل عند اجلربية والقدرية هو من التسوية بني املشيئة وبني املحبة‪ ،‬فإن اجلربية ملا سووا‬
‫بينهما قالوا‪ :‬لك ما قدره اهلل وشاءه فهو حمبوب ومريض دليه‪ ،‬وقالت القدرية انلفاة‪ :‬املعايص ليست‬
‫حمبوبة هلل وال مرضية هل‪ ،‬فيه خارجة عن مشيئته وخلقه‪ ،‬والصحيح الفرق بني املشيئة واملحبة‪ ،‬كما دل‬

‫‪246‬‬
‫ىلع ذلك الكتاب والسنة والفطرة الصحيحة‪ ،‬فاإلرادة الشاملة للك يشء‪ ،‬بما يف ذلك املعايص‪ ،‬يه‬
‫اإلرادة الكونية القدرية‪ ،‬واإلرادة املرادفة للمحبة يه اإلرادة ادلينية الرشعية‪ ،‬كإرادة اإليمان والصالة‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود اإلمام ابن قيم اجلوزية يف تقرير توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد العيل‪ ،‬املربة اخلريية‬
‫لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬تيسري الكريم الرمحن يف تفسري الكم املنان للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪- .‬‬
‫اتلدمرية البن تيمية‪ ،‬طبعة مكتبة العبياكن‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن‬
‫ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬درء تعارض العقل‬
‫وانلقل البن تيمية‪ ،‬جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية‪ - .‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد‬ ‫والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬أصول ادلين عند اإلمام أيب حنيفة ملحمد اخلميس‪ ،‬دار الصمييع‪ - .‬شفاء‬
‫العليل يف مسائل القضاء والقدر واحلكمة واتلعليل البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار الفكر‪ - .‬رشح العقيدة‬
‫الطحاوية البن أيب العز احلنيف‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ - .‬ادلرة ابلهية رشح القصيدة اتلائية يف حل املشلكة‬
‫القدرية للسعدي‪ ،‬أضواء السلف‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه‬
‫ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181133( :‬‬

‫‪247‬‬
‫املعية‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع صفة املعية أدلة من الكتاب والسنة‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪{ :‬وهو معكم أين ما كنتم} [سورة احلديد‬
‫آية‪ ]4 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬إن اهلل مع اذلين اتقوا واذلين هم حمسنون} [سورة انلحل آية‪ ]128 :‬وقوهل تعاىل‪:‬‬
‫{إن اهلل مع الصابرين} [سورة ابلقرة آية‪ .]153 :‬وأما من السنة فحديث أيب هريرة ريض اهلل عنه قال‪:‬‬
‫قال انليب صىل اهلل عليه وسلم‪( :‬يقول اهلل تعاىل‪ :‬أنا عند ظن عبدي يب‪ ،‬وأنا معه إذا ذكرِّن) رواه‬
‫ابلخاري (‪ ،)7405‬ومسلم (‪.)2675‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل مع أويلائه بتوفيقه ونرصه‪ ،‬ومع اخللق لكهم بعلمه‪ ،‬وأنه فوق سماواته‪،‬‬
‫مستو ىلع عرشه‪ ،‬بائن من خلقه‪ ،‬وهذه املعية ثابتة هلل بالكتاب والسنة‪ ،‬وهذه معية حقيقية‪ ،‬ألنه ال يلزم‬
‫من املعية املخالطة يف احلقيقة اللغوية‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قال ابن تيمية‪[( :‬وهو] سابحانه فوق ساماواته ىلع عرشاه‪ ،‬يلع ىلع خلقه‪ ،‬وهو سابحانه معهم أينما اكنوا‪،‬‬
‫يعلم ماا هم اعملون)‪ .‬وقاال ابن القيم‪( :‬املعياة نواعن‪ :‬اعماة ويه‪ :‬معياة العلم واإلحااطاة‪ ...‬وخااصااة‪ :‬ويه‬
‫معية القرب‪ ...‬تتضامن املواالة وانلرصا واحلفظ‪ ،‬والك املعنيني مصااحبة منه للعبد لكن هذه مصااحبة‬
‫اطالع وإحاطة وهذه مصااحبة مواالة ونرصا وإاعنة‪ ،‬فاااا (مع) يف لغة العرب تفيد الصاحبة الالئقة‪ ،‬ال‬
‫تشااعر بامِتاج وال اختالط وال جماورة وال جمانبة)‪ .‬وقال السااعدي‪( :‬من أصااول أهل الساانة واجلماعة‬
‫إثبات معية اهلل‪ ...‬وهذه املعية تدل ىلع إحاطة علمه بالعباد وجمازاته هلم بأعماهلم)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫املعية معناها‪ :‬أن اهلل مع مجيع اخللق بعلمه‪ ،‬ومع املؤمنني منهم بتوفيقه‪ ،‬وهو مستو ىلع عرشه‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬القريب ‪ -‬املجيب‪ .‬الصفات‪ :‬العلو ‪ -‬الفوقية ‪ -‬العلم ‪ -‬انلرصة ‪ -‬اإلحاطة‪ .‬األفعال‪ :‬يقرب ‪-‬‬
‫يعلم ‪ -‬ينرص ‪ -‬حييط‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬

‫‪248‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫من االعتقادات ابلاطلة يف صفة املعية أن يظن أنها تقتيض اختالطا باخللق‪ ،‬أو حلوال يف أماكنهم‪ ،‬وهذا‬
‫ّ‬
‫مردود غري صحيح فإن لغة العرب ال تدل ىلع هذا املعىن‪ ،‬وهو خالف ما أمجع عليه سلف األمة‪،‬‬
‫وخالف ما فطر اهلل عليه اخللق‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫َّ َّ‬
‫‪ -‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جهود‬
‫اإلمام ابن قيم اجلوزية يف تقرير توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد العيل‪ ،‬املربة اخلريية لعلوم‬
‫القرآن والسنة‪ - .‬تيسري الكريم الرمحن يف تفسري الكم املنان للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ - .‬اتلدمرية البن‬
‫تيمية‪ ،‬طبعة مكتبة العبياكن‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح‬
‫العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬درء تعارض العقل وانلقل البن تيمية‪،‬‬
‫جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة‬
‫املصحف الرشيف‪ - .‬مدارج السالكني البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ - .‬اتلنبيهات اللطيفة‬
‫للسعدي‪ ،‬دار طيبة‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان‬
‫بن يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181134( :‬‬

‫‪249‬‬
‫الدان‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ورد لفظ ايلد يف القرآن والسنة والكم الصحابة واتلابعني يف أكرث من مائة موضع ورودا متنواع‪ ،‬من ذلك‬
‫قوهل تعاىل‪{ :‬وقالت ايلهود يد اهلل مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف‬
‫يشاء} [املائدة‪ ]64 :‬وقوهل‪{ :‬ما منعك أن تسجد ملا خلقت بيدي} [ص‪ّ .]75 :‬‬
‫وأما من السنة فحديث أيب‬
‫موىس األشعري ريض اهلل عنه عن انليب صىل اهلل عليه وسلم قال‪( :‬إن اهلل تعاىل يبسط يده بالليل‬
‫يلتوب ميسء انلهار‪ ،‬ويبسط يده بانلهار يلتوب ميسء الليل‪ ،‬ح تطلع الشمس من مغربها) رواه‬
‫مسلم برقم (‪.)2760‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ييبت أهل السنة واجلماعة ايلدين هلل تعاىل صفة ذاتية خربية من غري حتريف وال تعطيل‪ ،‬ومن غري‬
‫تكييف وال تمثيل‪ ،‬وقد دل عليها الكتاب والسنة وإمجاع سلف األمة‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬حىك غري واحد إمجاع الساالف‪ :‬أن صاافات ابلاري ‪-‬جل وعال‪ -‬جترى ىلع ظاهرها‪ ،‬مع‬
‫نيف الكيفية والتشابيه عنه‪ ...‬فنقول‪ :‬إن هلل سابحانه يدا وسامعا‪ ،‬وال نقول‪ :‬إن معىن ايلد القدرة‪ ،‬ومعىن‬
‫الساامع العلم)‪ .‬وقال ابن القيم‪( :‬ورد لفظ ايلد يف القرآن والساانة والكم الصااحابة واتلابعني يف أكرث من‬
‫مائة موضاع ورودا متنواع مترصافا فيه مقرونا بما يدل ىلع أنها يد حقيقة من اإلمسااك والطي والقبض‬
‫والبسااط واملصااافحة واحلثيات وانلضااح بايلد‪ .)...‬وقال السااعدي‪( :‬فله يدان حقيقة‪ ،‬كما أن ذاته ال‬
‫تشبهها اذلوات‪ ،‬فصفاته ال تشبهها الصفات)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫ايلد‪ :‬صفة ذاتية خربية ال تماثل يد املخلوق‪ ،‬دلت انلصوص ىلع أنها يد حقيقة وصفت باإلمساك‬
‫والطي والقبض والبسط وغري ذلك‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫الصفات‪ :‬ايلمني ‪ -‬ايلد ‪ -‬األصابع ‪ -‬العني ‪ -‬القبض‪ -‬البسط ‪ -‬الطي ‪ -‬اإلمساك ‪ -‬الغرس ‪ -‬اخللق‪.‬‬
‫األفعال‪ :‬يقبض‪ -‬يبسط ‪ -‬يطوي ‪ -‬يمسك‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬

‫‪250‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫تأول بعض املتلكمني صفة ايلد‪ ،‬ومن ذلك قوهلم‪ :‬يف قوهل تعاىل‪{ :‬ملا خلقت بيدي} أنها بمعىن القدرة‬
‫ّ‬
‫وانلعمة‪ ،‬واجلواب عن ذلك أن يقال‪ :‬أوال‪ :‬إن األصل يف الالكم احلقيقة‪ ،‬ولم يرد نص بنيف ايلد عنه‬
‫سبحانه ح ترصف هذه انلصوص عن دالتلها‪ ،‬ثانيا أن السياق يرفض هذا اتلأويل‪ ،‬فإنه ال يسوغ أن‬
‫يقال‪ :‬خلق اهلل آدم بقدرتني أو بنعمتني‪ ،‬ثاثلا‪ :‬أنه ال جيوز إطالق ايلدين بمعىن انلعمة أو القدرة أو‬
‫غريهما إال يف حق من اتصف بايلدين ىلع احلقيقة‪ ،‬وذللك ال يقال‪ :‬للريح يد‪ ،‬وال للماء يد‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬خمترص الصواعق املرسلة ىلع اجلهمية واملعطلة البن قيم اجلوزية‪ ،‬اختصار ابلعيل‪ ،‬دار احلديث‪- .‬تيسري‬
‫اللطيف املنان يف خالصة تفسري القرآن للسعدي‪ ،‬انلارش‪ ،‬وزارة الشؤون اإلسالمية واألوقاف وادلعوة‬
‫واإلرشاد‪ - .‬جهود اإلمام ابن قيم اجلوزية يف تقرير توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد العيل‪ ،‬املربة‬
‫اخلريية لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬تيسري الكريم الرمحن يف تفسري الكم املنان للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪- .‬‬
‫اتلدمرية البن تيمية‪ ،‬طبعة مكتبة العبياكن‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن‬
‫ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬درء تعارض العقل‬
‫وانلقل البن تيمية‪ ،‬جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية‪ - .‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد‬ ‫والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه‬
‫ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181136( :‬‬

‫‪251‬‬
‫ََ‬
‫األسف‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل القرآن الكريم ىلع إثبات صفة األسف هلل تعاىل يف قوهل سبحانه‪{ :‬فلما آسفونا انتقمنا منهم}‬
‫[الزخرف‪.]55 :‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ّ‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن األسف من صفات اهلل تعاىل الفعلية اخلربية اثلابتة هلل تعاىل بالكتاب‬
‫العزيز‪ ،‬ويه صفة تليق جبالهل وال تماثل صفات املخلوقني‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬وكذلك قال‪{ :‬فلما آساافونا انتقمنا منهم} قال املفِسااون‪ :‬أغضاابونا)‪ .‬وقال ابن القيم‪:‬‬
‫(واألساف‪ :‬الغضاب‪ ،‬كقوهل تعاىل‪{ :‬فلما آسافونا انتقمنا منهم} [الزخرف‪ .)]55 :‬وقال الساعدي‪{( :‬فلما‬
‫َ‬
‫آ َسافونا} أي‪ :‬أغضبونا بأفعاهلم) وقال اهلراس‪( :‬األسف يستعمل بمعىن شدة احلزن‪ ،‬وبمعىن شدة الغضب‬
‫والسخط‪ ،‬وهو املراد يف اآلية)‪ ،‬أي املعىن اثلاين‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة فعلية خربية ثابتة هلل بمعىن شدة الغضب والسخط‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫الصفات‪ :‬الغضب ‪ -‬االنتقام من املجرمني ‪ -‬السخط‪ .‬األفعال‪ :‬غضب ‪ -‬آسفونا ‪ -‬سخط‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫أنكر أهل اتلعطيل أن يتصف اهلل تعاىل باألسف‪ ،‬إلنكارهم قيام األفعال باهلل‪ ،‬ويقولون‪ :‬إن اهلل ال‬
‫ّ‬
‫يسخط وال يغضب وال يأسف‪ ،‬ويؤولون ذلك بإرادة االنتقام‪ ،‬أو االنتقام‪ ،‬وهذا باطل؛ ألنه حتريف‬
‫وتفسري للقرآن برأيهم ال بمقتَض اللغة وال بمقتَض الرشع‪ ،‬وادليلل ىلع هذا أن اهلل تعاىل قال يف‬
‫ُّ‬
‫كتابه‪{ :‬فلما أسفونا انتقمنا منهم} [الزخرف‪ ،]55 :‬فجعل االنتقام غري األسف‪ ،‬وهذا يرد حتريفهم لللكم‬
‫عن مواضعه‪.‬‬

‫‪252‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة‬
‫اجلامعة اإلسالمية‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪،‬‬
‫طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬رشح الواسطية للهراس‪ ،‬دار اهلجرة للنرش واتلوزيع‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع‬ ‫‪ -‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181472( :‬‬

‫‪253‬‬
‫اتلَّوب‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ّ‬
‫دل ىلع صفة اتلوب هلل تعاىل ىلع عباده أدلة من الكتاب والسنة‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪{ :‬فتل آدم من ربه‬
‫لكمات فتاب عليه إنه هو اتلواب الرحيم} [ابلقرة‪ ]37 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬واهلل يريد أن يتوب عليكم}‬
‫[النساء‪ .]27 :‬أما من السنة فحديث أيب هريرة ريض اهلل عنه‪( :‬من تاب قبل أن تطلع الشمس من‬
‫مغربها تاب اهلل عليه) رواه مسلم (‪.)2703‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل تعاىل موصوف باتلوبة‪ ،‬وأن اتلوب‪ :‬صفة فعلية ثابتة بالكتاب والسنة‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َّ‬
‫قال ابن القيم‪( :‬وكذلك اتلواب من أوصافه‪.....‬واتلوب يف أوصافِه نواعن‬
‫َّ‬ ‫ْ ٌ‬
‫املتاب بمن ِة املنان) وقال السااعدي‪( :‬توبة اهلل ىلع من أساالم أو تاب من‬
‫ِ‬ ‫بعد‬ ‫‪.....‬‬‫ا‬ ‫وقبوهل‬
‫ِ‬ ‫عبده‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫بتوب‬ ‫ن‬ ‫إذ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫ذنوباه متقادماة ىلع توباة العباد‪ ،‬فاإناه تعااىل أ ِذن بتوبتاه‪ ،‬وقادرهاا ولطف باه‪ ،‬إذ قيض هل األساابااب املوجباة‬
‫تلوبته)‪ .‬وقال اهلراس‪( :‬الرجوع ىلع عبده باملغفرة وقبول اتلوبة)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة فعلية ثابتة هلل معناها إذن اهلل بتوبة عباده وقبوهلا منهم‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬اتلواب – الغفور – العفو‪ .‬الصفات‪ :‬املغفرة‪ .‬األفعال‪ :‬يتوب – يغفر – يعفو‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪ ،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫يعتقد املعطلة أن اهلل ال يقوم به وصف اتلوب‪ ،‬وهذا باطل؛ ألن اتلواب من أسمائه سبحانه‪ ،‬وهو‬
‫متضمن لصفة اتلوب‪ ،‬فيه صفة هل قائمة به‪ ،‬وإثبات املشتق يؤذن بيبوت املشتق منه‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬رشح نونية ابن القيم للهراس‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه‬
‫احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬مدارج السالكني‬
‫البن القيم‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ - .‬رشح الواسطية للهراس‪ ،‬دار اهلجرة للنرش واتلوزيع ‪ -‬صفات اهلل عز‬

‫‪254‬‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن‬ ‫وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء‬
‫اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181473( :‬‬

‫‪255‬‬
‫احل ِلم‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫دل ىلع إثبات صفة احللم هلل تعاىل الكتاب والسنة‪ ،‬ومن ذلك قوهل تعاىل‪{ :‬قول معروف ومغفرة ٌ‬
‫خري من‬
‫حليم} [ابلقرة‪ ]263 :‬وقوهل‪{ :‬إنه اكن حليما غفورا} [فاطر‪ .]41 :‬وأما من‬ ‫ٌ‬ ‫صدق ٍة يتبعها أذى واهلل ٌ‬
‫غين‬
‫السنة‪ :‬فحديث ابن عباس ريض اهلل عنهما‪ ...( :‬ال هلإ إال اهلل العظيم احلليم‪ ،‬ال هلإ إال اهلل رب العرش‬
‫العظيم‪ )...‬رواه‪ :‬ابلخاري (‪ ،)6345‬ومسلم (‪.)2730‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل تعاىل موصوف باحللم‪ ،‬وأنه صفة ذاتية ثابتة هلل تعاىل بالكتاب والسنة‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قاال ابن القيم‪[( :‬اذلي] ال يعااجال باالعقوباة)‪ .‬وقاال السااعادي‪( :‬اذلي ال يعااجال العااصااني باالعقوباة‪ ،‬بال‬
‫يعافيهم ويرزقهم‪ ،‬كأنهم ما عصاوه مع قدرته عليهم)‪ .‬وقال اهلراس‪( :‬اذلي َو ِسا َع أهل الكفر والفساوق‬
‫والعصيان‪ ،‬حيث أمهلهم ولم يعاجلهم بالعقوبة؛ رجاء أن يتوبوا‪ ،‬ولو شاء ألخذهم بذنوبهم فور صدورها‬
‫منهم)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة ذاتية ثابتة هلل تعاىل‪ ،‬معناها اإلمهال وعدم املعاجلة‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬الرفيق ‪ -‬احلليم‪ .‬الصفات‪ :‬احللم – الصرب‪ .‬األفعال‪ :‬حي ِلم – يصرب‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َّ‬
‫نَف املعطلة أن يكون اهلل تعاىل متصفا باحللم‪ ،‬وقالوا هو حليم بال حلم‪ ،‬لظنهم أن إثبات الصفات‬
‫ٌ‬
‫يلزم منه التشبيه‪ ،‬وهذا مردود‪ ،‬فإن اهلل تعاىل وصف أسماءه بأنها حسىن‪ ،‬وأمرنا بداعئه بها‪ ،‬وهذا‬
‫َّ‬
‫معان عظيم ٍة تكون وسيلة نلا يف داعئنا‪ ،‬ونفيهم هذا خمالف ملقتَض‬‫ٍ‬ ‫ىلع‬ ‫ة‬ ‫يقتيض أن تكون دال‬
‫ّ‬
‫اللسان العريب؛ ألنه ال يمكن أن يقال عليم ملن ال علم هل وحليم ملن ال حلم هل‪.‬‬

‫‪256‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬رشح نونية ابن القيم للهراس‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه‬
‫احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬مدارج السالكني‬
‫البن القيم‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ - .‬رشح الواسطية للهراس‪ ،‬دار اهلجرة للنرش واتلوزيع ‪ -‬صفات اهلل عز‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن‬ ‫وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء‬
‫اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181474( :‬‬

‫‪257‬‬
‫اتلعجب‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع إثبات صفة اتلعجب هلل تعاىل أدلة من الكتاب والسنة‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪{ :‬بل عجبت‬
‫ويسخرون} [الصافات‪ ،]12 :‬بقراءة الرفع بلعض قراء الكوفة من القراء السبعة‪ ،‬وقوهل تعاىل‪{ :‬وإن‬
‫تعجب فعجب قوهلم أءذا كنا ترابا أئنا ليف خلق جديد} [الرعد‪ .]5 :‬وأما من السنة فحديث أيب هريرة‬
‫ريض اهلل عنه أن رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم قال‪( :‬قد عجب اهلل من صنيعكما بضيفكما الليلة)‬
‫رواه مسلم (‪ ،)2054‬وحديث أيب هريرة ريض اهلل عنه أيضا مرفواع‪( :‬عجب اهلل من قوم يدخلون اجلنة‬
‫يف السالسل) رواه ابلخاري (‪.)3010‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ّ‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل تعاىل يوصف بالعجب‪ ،‬وأنها صفة من الصفات الفعلية اخلربية اثلابتة‬
‫هل بالكتاب والسنة ليس كعجب املخلوقني‪ ،‬بل ىلع ما يليق جبالهل‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬استعظام للمتعجب منه‪ ...‬وقد يكون مقرونا جبهل بسبب اتلعجب‪ ،‬وقد يكون ملا خرج‬
‫عن نظائره‪ ،‬واهلل تعاىل بكل ء عليم‪ ،‬فال جيوز عليه أال يعلم سبب ما تعجب منه‪ ،‬بل يتعجب خلروجه‬
‫عن نظائره تعظيما هل‪ ،‬واهلل تعاىل يعظم ما هو عظيم‪ ،‬إما لعظمة سببه أو لعظمته)‪ .‬قال ابن القيم‪( :‬اتلعجب‬
‫كما يدل ىلع حمبة اهلل لفعل حنو (عجب ربك من شاب ليست هل صبوة)‪ ..‬وقد يدل ىلع بغض الفعل حنو‬
‫قوهل‪{ :‬وإن تعجب فعجب قوهلم}‪ ....‬وقد يدل ىلع امتناع احلكم وعدم حسنه حنو‪{ :‬كيف يكون‬
‫للمرشكني عهد} وقد يدل ىلع حسن املنع منه وأنه ال يليق به فعله حنو‪{ :‬كيف يهدي اهلل قوما كفروا‬
‫بعد إيمانهم})‪ .‬قال اهلراس‪( :‬وليس عجبه سبحانه ناشئا عن خفاء يف األسباب أو جهل حبقائق األمور‪،‬‬
‫كما هو احلال يف عجب املخلوقني‪ ،‬بل هو معىن حيدث هل سبحانه ىلع مقتَض مشيئته وحكمته وعند‬
‫وجود مقتضيه‪ ،‬وهو اليشء اذلي يستحق أن يتعجب منه)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة فعلية خربية‪ ،‬ويه معىن حيدث هل سبحانه ىلع مقتَض مشيئته وحكمته وعند وجود مقتضيه‪ ،‬وهو‬
‫علم منه سبحانه‪.‬‬
‫اليشء اذلي يستحق أن يتعجب منه عن ٍ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬العليم‪ .‬الصفات‪:‬العلم‪ .‬األفعال‪ :‬عجب‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬

‫‪258‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫نَف املعطلة صفة اتلعجب عن اهلل تعاىل معللني ذلك بأن العجب يكون للجهل باألسباب‪ ،‬وكذلك‬
‫صحيح أنه يكون مقرونا جبهل بسبب اتلعجب‪ ،‬ولكن‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬
‫ملتعجب منه‪ ،‬واجلواب‪ :‬أن اتلعجب‬ ‫استعظام ا‬
‫هذا يف حق املخلوق ال يف حق اخلالق اذلي هو بكل ء عليم‪ ،‬فال جيوز عليه أال يعلم سبب ما‬
‫ِّ‬
‫تعجب منه‪ ،‬بل يتعجب خلروج اليشء عن نظائره أو تعظيما هل‪ ،‬واهلل تعاىل يعظم ما هو عظيم‪ ،‬إما‬
‫لعظمة سببه أو لعظمته‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬رشح نونية ابن القيم للهراس‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه‬
‫احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬بدائع الفوائد‬
‫البن القيم‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ - .‬رشح الواسطية للهراس‪ ،‬دار اهلجرة للنرش واتلوزيع ‪ -‬صفات اهلل عز‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن‬ ‫وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء‬
‫اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181475( :‬‬

‫‪259‬‬
‫احلكمة‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع إثبات احلكمة هلل تعاىل أدلة من الكتاب والسنة‪ ،‬منها من الكتاب قوهل تعاىل‪{ :‬وهو احلكيم‬
‫اخلبري} [األنعام‪ .]18 :‬وقوهل‪{ :‬واهلل عزيز حكيم} [ابلقرة‪ .]228 :‬وأما من السنة فحديث سعد بن أيب‬
‫ِّ‬
‫وقاص ريض اهلل عنه قال‪( :‬جاء أعرايب إىل رسول اهلل ‪-‬صىل اهلل عليه وسلم‪ -‬فقال‪ :‬علمين الكما أقوهل‪،‬‬
‫قال‪ :‬قل‪ :‬ال هلإ إال اهلل وحده ال رشيك هل‪ ،‬اهلل أكرب كبريا‪ ،‬واحلمد هلل كثريا‪ ،‬وسبحان اهلل رب العاملني‪،‬‬
‫وال حول وال قوة إال باهلل العزيز احلكيم‪ .)...‬رواه مسلم (‪.)2696‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ّ‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل موصوف باحلكمة‪ ،‬وأنها صفة ذاتية ثابتة هلل تعاىل بالكتاب والسنة‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬فاحلكمة تتضامن شايئني‪ :‬أحدهما‪ :‬حكمة تعود إيله حيبها ويرضااها‪ .‬واثلاين إىل عباده يه‬
‫نعمة عليهم يفرحون بها ويلتذون بها‪ ،‬وهذا يف املأمورات ويف املخلوقات)‪ .‬وقال ابن القيم‪( :‬احلكمة يه‬
‫الغااياة اليت يفعال ألجلهاا‪ ،‬وتكون يه املطلوباة باالفعال‪ ،‬ويكون وجودهاا أوىل من عادمهاا)‪ .‬وقاال‬
‫الساعدي‪( :‬وحكمته نواعن‪ :‬أحدهما‪ :‬احلكمة يف خلقه‪ ،‬فإنه خلق اخللق باحلق‪ ،‬ومشاتمال ىلع احلق‪ ،‬واكن‬
‫اغيته واملقصاود به احلق‪ ...،‬انلوع اثلاين‪ :‬احلكمة يف رشعه وأمره‪ ،‬فإنه تعاىل رشع الرشاائع‪ ،‬وأنزل الكتب‬
‫وأرسل الرسل يلعرفه العباد ويعبدوه‪ ،‬فأي حكمة أجل من هذا؟)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة ذاتية ثابتة هلل تعاىل‪ ،‬ويه وضع األمور مواضعها‪ ،‬يف خلقه وتدبريه من جهة‪ ،‬ويف رشعه وودينه من‬
‫جهة ثانية‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬العليم‪ .‬الصفات‪ :‬العلم‪ .‬األفعال‪ :‬يعلم‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫‪ -1‬زعم نفاة احلكمة أن اهلل سبحانه‪ ،‬ال يفعل حلكمة وال اغية‪ ،‬بل ال اغية لفعله وال أمره‪ ،‬وما ثم إال‬
‫حمض املشيئة املجردة عن احلكمة واتلعليل؛ ألن إثبات احلكمة بزعمهم يقتيض أن األغراض حتمله‬

‫‪260‬‬
‫سبحانه أن يفعل ألجلها ومرااعة هلا‪ ،‬وهذا باطل‪ ،‬وانلصوص من القرآن والسنة مليئة بتعليل األحاكم‪،‬‬
‫حلكم اليت ألجلها رشع تلك األحاكم بطرق متنوعة‪ ،‬واملحذور من نيف احلكمة‬ ‫واتلنبيه ىلع وجوه ا ِ‬
‫منتف؛ أن ذلك إنما يلزم يف حكمة املخلوق‪ ،‬واهلل تعاىل ال مثيل لصفاته‪،‬‬‫أعظم مما ذكروه‪ ،‬وما ذكروه ٍ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫فكما أن ذاته ليست كذوات خلقه فكذلك صفاته ليست كصفاتهم‪ -2 .‬تأول بعض انلفاة أن احلكمة‬
‫ّ‬
‫ال يعود منها إىل اهلل حكم‪ ،‬وال يقوم به فعل وال نعت‪ ،‬وهذا القول باطل‪ ،‬فإن احلكمة صفة هل ويه‬
‫تتضمن شيئني‪ :‬أحدهما‪ :‬حكمة تعود إيله حيبها ويرضاها‪ .‬واثلانية‪ :‬إىل عباده‪ ،‬يه نعمه عليهم اليت‬
‫يفرحون بها‪ ،‬ويلتذون بها‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬رشح نونية ابن القيم للهراس‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه‬
‫احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬مدارج السالكني‬
‫البن القيم‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ - .‬رشح الواسطية للهراس‪ ،‬دار اهلجرة للنرش واتلوزيع ‪ -‬صفات اهلل عز‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن‬ ‫وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ .‬شفاء العليل البن القيم‪ ،‬دار املعرفة‪ - .‬الصفات‬
‫اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181476( :‬‬

‫‪261‬‬
‫ُ َّ‬
‫اخللة‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َّ‬
‫دل ىلع إثبات اخللة صفة هلل تعاىل الكتاب والسنة‪ ,‬فمن ذلك قوهل تعاىل‪{ :‬واختذ اهلل إبراهيم خليال}‬
‫صاحبكم خليال) يعين نفسه‬ ‫َ‬ ‫[النساء‪ .]125 :‬ومن السنة‪ :‬قوهل صىل اهلل عليه وسلم‪( :‬ولقد اختذ اهلل‬
‫صىل اهلل عليه وسلم‪ .‬رواه مسلم (‪ ،)2383‬وحديث أيب هريرة ريض اهلل عنه‪( :‬قيل‪ :‬يا رسول اهلل من‬
‫أكرم انلاس؟ قال‪ :‬أتقاهم‪ ،‬فقالوا‪ :‬ليس عن هذا نسألك‪ ،‬قال‪ :‬فيوسف نيب اهلل ابن نيب اهلل ابن نيب اهلل‬
‫ابن خليل اهلل) رواه ابلخاري (‪ )3353‬ومسلم (‪.)4383‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ّ‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل موصوف باخللة‪ ،‬ويه صفة فعلية خربية ثابتة بالكتاب والسنة‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬اخللة‪ :‬يه كمال املحبة املستلزمة من العبد كمال العبودية هلل‪ ،‬ومن الرب سبحانه كمال‬
‫الربوبياة لعبااده اذلين حيبهم وحيبوناه)‪ .‬وقاال ابن القيم‪( :‬ثم اخللاة‪ ،‬ويه تتضاامن كماال املحباة ونهاايتهاا‪...‬‬
‫وهذا املنصاب خاص للخليلني صالوات اهلل وساالمه عليهما)‪ ،‬وقال الساعدي‪( :‬واخللة أىلع أنواع املحبة‪،‬‬
‫وهذه املرتبة حصالت للخليلني حممد وإبراهيم عليهما الصاالة والساالم‪ ،‬وأما املحبة من اهلل فيه لعموم‬
‫املؤمنني)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة فعلية خربية معناها كمال املحبة‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬الودود‪ .‬الصفات‪ :‬املحبة ‪ -‬الود‪ .‬األفعال ‪ -‬حيب ‪ -‬يود‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫تأول املعطلة صفة اخللة بإرادة اإلثابة واإلحسان إيلهم؛ ألن اخللة واملحبة‪ :‬إنما يه ميل القلب إىل‬
‫ّ‬
‫املحبوب‪ ،‬وذلك يف حق ابلاري تعاىل حمال‪ ،‬وقوهلم هذا باطل؛ ألن اإلرادة اعمة يف لك ما وجد من حمبوب‬
‫ومكروه‪ ،‬واإلرادة غري املحبة واخللة‪ ،‬فقد يريد ما ال حيبه وال يرضاه‪ ،‬بل يكرهه ويسخطه ويبغضه‪.‬‬

‫‪262‬‬
‫ثم يقال‪َ :‬‬
‫ِلم أثبتم هل إرادة وأنه مريد حقيقة ونفيتم حقيقة اخللة؟ فما يقال يف اإلرادة يقال يف اخللة‪،‬‬
‫فالقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬رشح نونية ابن القيم للهراس‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه‬
‫احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬رشح الواسطية‬
‫للهراس‪ ،‬دار اهلجرة للنرش واتلوزيع ‪ -‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪.‬‬ ‫القادر‬
‫‪ -‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة‬
‫اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181477( :‬‬

‫‪263‬‬
‫َّ‬
‫الرزق‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ّ‬
‫دل ىلع صفة الرزق هلل سبحانه أدلة من الكتاب والسنة‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪{ :‬لكوا وارشبوا من رزق اهلل}‬
‫[ابلقرة‪ ،]60 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬إن اهلل هو الرزاق ذو القوة املتني} [اذلاريات‪ ،]58 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬فلكوا مما‬
‫طيبا} [انلحل‪ .]114 :‬وأما من السنة فحديث ابن عباس ريض اهلل عنهما مرفواع‪( :‬لو‬ ‫رزقكم اهلل حالال ِّ‬
‫أن أحدكم إذا أَت أهله قال‪ :‬بسم اهلل‪ ،‬امهلل جنبنا الشيطان‪ ،‬وجنب الشيطان ما رزقتنا فقيض بينهما‬
‫ودل لم يرضه) رواه ابلخاري (‪ )141‬ومسلم (‪.)1434‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ّ‬
‫بالرزق‪ ،‬وأن َّ‬ ‫ّ‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل تعاىل موصوف َّ‬
‫الرزق‪ :‬صفة فعلية ثابتة بالكتاب والسنة‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َّ‬
‫قاال ابن تيمياة‪( :‬لفظ الرزق فياه إمجاال فقاد يراد بلفظ الرزق‪ :‬ماا أبااحاه [اهلل] أو ملكاه‪ ،‬فال يادخال احلرام‬
‫يف مسىم هذا الرزق كما يف قوهل تعاىل {ومما رزقناهم ينفقون}‪ ...‬وقد يراد بالرزق ما ينتفع به احليوان وإن‬
‫لم يكن هنااك إبااحاة وال تملياك فيادخال فياه احلرام كماا يف قوهل تعااىل {وماا من داباة يف األرض إال ىلع‬
‫فرزق ابلادن‬ ‫َ‬
‫اهلل رزقهاا})‪ .‬وقاال ابن القيم‪( :‬ملاا اكن قِوام لك واحاد من ابلادن والقلاب إنماا هو باالرزق‪ِ ،‬‬
‫الطعاام والرشاااب‪ ،‬ورزق القلاب اإليماان واملعرفاة برباه وفااطره وحمبتاه والشااوق إيلاه واألنس بقرباه‬
‫واالبتهاج بذكره‪ ،‬واكن ال حياة هل إال بذلك‪ ،‬كما أن ابلدن ال حياة هل إال بالطعام والرشااب أنعم سابحانه‬
‫ىلع عبادة بهذين انلوعني من الرزق)‪ .‬وقال الساعدي‪( :‬ورزقه نواعن‪ :‬أحدهما‪ :‬الرزق انلافع اذلي ال تبعة‬
‫فيه‪ ،‬وهو نواعن أيضاا‪ :‬رزق القلوب بالعلوم انلافعة واإليمان الصاحيح‪ ،‬وانلوع اثلاين‪ :‬أن يغين اهلل عبده‬
‫حبالهل عن حرامه وبفضاله عمن ساواه‪ ،‬وأما انلوع اثلاين‪ ،‬وهو إيصاال ابلاري مجيع األقوات اليت تتغذي‬
‫بها املخلوقات برها وفاجرها امللكفون وغريهم)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة فعلية ثابتة هلل عز وجل معناها إعطاء اهلل تعاىل خلقه لك ما يصل إيلهم من األمور احلسية‬
‫واملعنوية‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫عطي ‪ -‬انلّافِع ‪ -‬الوهاب ‪ -‬الك ِريم ‪ -‬اجلواد‪ .‬الصفات‪ :‬العطاء ‪ -‬انلفع ‪ -‬الوهب ‪-‬‬
‫األسماء‪ :‬الرزاق ‪ -‬الم ِ‬
‫الكرم ‪ -‬اجلود‪ .‬األفعال‪ :‬يرزق‪ -‬يعطي ‪ -‬ينفع ‪ -‬يهب ‪ -‬يكرم ‪ -‬جيود‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪ ،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬

‫‪264‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تأول املعِتلة أنه ليس هنالك رزق حالل ورزق حرام‪ ،‬بناء ىلع أصلهم يف العدل اإلليه‪ ،‬فقالوا‪ :‬إن اهلل‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ال خيلق احلرام وال يقدره ألحد من عباده‪ ،‬وهذا اذلي قرروه باطل‪ ،‬فإن اهلل تعاىل خالق لك يشء‪ ،‬وال‬
‫خيرج يشء عن تقديره‪ ،‬والرزق اعم للك ما يسوقه اهلل تعاىل للمخلوقات‪ ،‬حالال أو حراما بالنسبة‬
‫لإلنسان‪ ،‬دنيويا اكن أو أخرويا‪ ،‬ماديا اكن أو معنويا‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬رشح نونية ابن القيم للهراس‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه‬
‫احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬مدارج السالكني‬
‫البن القيم‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ - .‬رشح الواسطية للهراس‪ ،‬دار اهلجرة للنرش واتلوزيع ‪ -‬صفات اهلل عز‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن‬ ‫وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬اتلبيان يف أقسام القرآن البن القيم‪ ،‬دار املعرفة‪- .‬‬
‫الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة‬
‫اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181478( :‬‬

‫‪265‬‬
‫الرأفة‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع صفة (الرأفة) هلل تعاىل أدلة من الكتاب‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪{ :‬ولوال فضل اهلل عليكم ورمحته وأن‬
‫اهلل رؤوف رحيم} [انلور‪ .]20 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬وال جتعل يف قلوبنا غال لذلين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم}‬
‫[احلرش‪.]10 :‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل موصوف بالرأفة‪ ،‬وأن الرأفة صفة خربية ثابتة هلل تعاىل كما دل ىلع‬
‫ذلك القرآن‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قال ابن جرير‪( :‬والرأفة أىلع معاين الرمحة‪ ،‬ويه اعمة جلميع اخللق يف ادلنيا‪ ،‬وبلعضااهم يف اآلخرة)‪ .‬وقال‬
‫ابن تيمية‪( :‬الرأفة والرمحة توجب أن توصال للمرحوم ما ينفعه وتدفع عنه ما يرضاه)‪ .‬وقال ابن القيم عن‬
‫الود‪( :‬فهو خالص احلب وألطفه وأرقه‪ ،‬وهو من احلب بمَنلة الرأفة من الرمحة)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة خربية ثابتة هلل تعاىل‪ ،‬معناها خالص الرمحة وأعالها‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬الرؤوف ‪ -‬الرمحن‪ -‬الرحيم‪ .‬الصفات‪ :‬الرمحة‪ .‬األفعال‪ :‬يرأف ‪ -‬يرحم‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َّ‬
‫تأول املعطلة صفة الرأفة‪ ،‬وقالوا‪ :‬يه رقة تعرتي القلب‪ ،‬ويه من الكيفيات انلفسية‪ ،‬واهلل مَنه عنها‪،‬‬
‫ّ‬
‫وال جيوز إثباتها ىلع ظاهرها؛ ألن هذه املعاين نقص‪ ،‬وهذا اذلي قالوه باطل من وجوه‪- :‬أنه إنكار حلقائق‬
‫ّ‬
‫الصفات ومعانيها‪- .‬أن قوهلم بأن الرأفة رقة تعرتي القلب‪ ،‬ويه من الكيفيات انلفسية‪ ،‬هو من لوازم‬
‫ّ‬
‫صفات املخلوق وليس من لوازم صفات اخلالق‪- .‬أن قياس صفات اخلالق ىلع صفات املخلوق من‬
‫ّ‬
‫أفسد القياس وأبطله‪- .‬أنا ال حنيط باهلل علما‪ ،‬فال ينبَغ أن حناول معرفة حقيقة رأفته وال كيفية‬
‫صفاته‪.‬‬

‫‪266‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة‬
‫الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬رشح الواسطية البن عثيمني‪ ،‬دار ابن اجلوزي‪ - .‬صفات اهلل عز وجل‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جامع ابليان للطربي‪ ،‬مؤسسة‬ ‫الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫الرسالة‪ - .‬روضة املحبني البن القيم‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية‬
‫يف ضوء اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181479( :‬‬

‫‪267‬‬
‫ر‬
‫الساق‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع صفة الساق هلل تعاىل أدلة من الكتاب والسنة‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪{ :‬يوم يكشف عن ساق ويدعون‬
‫إىل السجود فال يستطيعون} [القلم‪ .]42 :‬وأما من السنة فحديث أيب سعيد اخلدري ريض اهلل عنه قال‪:‬‬
‫ربنا عن ساقه‪ ،‬فيسجد هل لك مؤمن ومؤمنة‪ ،‬فيب لك من‬‫سمعت انليب صىل اهلل عليه يقول‪( :‬يكشف ُّ‬
‫اكن يسجد يف ادلنيا رياء وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا) أخرجه ابلخاري (‪.)4919‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ّ‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل تعاىل موصوف بأن هل ساقا‪ ،‬ويه صفة ذاتية خربية ثابتة هلل تعاىل‬
‫بالكتاب ورصيح السنة الصحيحة‪ ،‬ىلع ما يليق جبالهل وعظمته من غري تمثيل هلا بساق املخلوقات‪ ,‬وال‬
‫تكييف وال تأويل ينيف معناها‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬وذلك أنه ليس يف ظاهر القرآن أن ذلك صاافة هلل تعاىل؛ ألنه قال‪{ :‬يوم يكشااف عن‬
‫عرف ٍة‪ ،‬وال‬ ‫َ‬
‫سااق}‪ ،‬ولم يقل‪ :‬عن سااق اهلل‪ ،‬وال قال‪ :‬يكشاف الرب عن سااقه‪ ،‬وإنما ذكر سااقا نكرة غري م ِ‬
‫مضااف ٍة‪ ،‬وهذا اللفظ بمجرده ال يدل ىلع أنها سااق اهلل‪ ،‬واذلين جعلوا ذلك من صافات اهلل تعاىل أثبتوه‬
‫بااحلادياث الصااحيح املفِساا للقرآن‪ ...،‬وقاد يقاال‪ :‬إن ظااهر القرآن يادل ىلع ذلاك من جهاة أناه أخرب أناه‬
‫يكشاف عن سااق ويدعون إىل الساجود‪ ،‬والساجود ال يصالح إال هلل‪ ،‬فعلم أنه هو الاكشاف عن سااقه)‪.‬‬
‫وقال ابن القيم‪( :‬ومن محل اآلية ىلع ذلك قال‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬يوم يكشف عن ساق ويدعون إىل السجود}‬
‫سجدا)‪ ،‬وتنكريه للتعظيم واتلفخيم‪،‬‬ ‫فيخرون هل َّ‬
‫ُّ‬ ‫مطابق لقوهل صىل اهلل عليه وسلم‪( :‬فيكشف عن ساقه‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫ااق عظيم ٍة جلت عظمتها وتعاىل شاأنها أن يكون هلا نظري أو مثيل أو شابيه)‪،‬‬ ‫كأنه قال‪ :‬يكشاف عن س ٍ‬
‫وقال السااعدي‪( :‬أي‪ :‬إذا اكن يوم القيامة‪ ،‬وانكشااف فيه من القالقل والزالزل واألهوال ما ال يدخل‬
‫حتت الوهم‪ ،‬وأَت ابلاري لفصال القضااء بني عباده وجمازاتهم فكشاف عن سااقه الكريمة اليت ال يشابهها‬
‫يشء‪ ،‬ورأى اخلالئق من جالل اهلل وعظمته ما ال يمكن اتلعبري عنه‪ ،‬فحينئذ يدعون إىل السجود هلل)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫ّ‬
‫الساق‪ :‬صفة ذاتية خربية ثابتة هلل تعاىل ال تماثل ساق املخلوقات‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫الصفات‪ :‬الرجل ‪ -‬القدم‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬

‫‪268‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫َّ‬
‫أنكر املعطلة صفة الساق هلل تعاىل‪ ،‬وأولوا معناها بالقدرة‪ ،‬أو نور عظيم‪ ،‬أو ما يتجدد للمؤمنني عند‬
‫رؤية اهلل تعاىل من الفوائد واأللطاف‪ ،‬بل ذهب بعضهم إىل أن الساق خملوق جعله اهلل تعاىل عالمة‬
‫الس ْوق املعتادة‪ ،‬وغريها من اتلأويالت ابلاطلة اليت جيب أن َّ‬
‫يَنه عنها الكم‬ ‫للمؤمنني خارجة عن ُّ‬
‫ِ‬
‫العقالء فضال عن الكم اهلل والكم رسوهل‪ ،‬وال خيَف بطالن هذه األقوال وخمالفتها للنص الرصيح‪ ،‬وإن‬
‫ُّ َّ‬
‫السنة رصحت بذلك يف حديث أيب سعيد اخلدري‬ ‫قيل بأن اآلية ليست رصحية يف إثبات الصفة‪ ،‬لكن‬
‫ريص اهلل عنه‪( :‬فيكشف عن ساقه) وهذا ال حيتمل إال ثبوت صفة الساق حقيقة هلل تعاىل‪ ،‬فنيبتها كما‬
‫أثبتها رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم من غري تكييف وتشبيه هلا بساق املخلوق‪ ،‬وال تأويل خيرجها‬
‫عن دالتلها‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬رشح نونية ابن القيم للهراس‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه‬
‫احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬بيان تلبيس‬
‫اجلهمية البن تيمية‪ ،‬طبعة جممع امللك فهد لطباعة املصحف‪ - .‬بدائع الفوائد البن القيم‪ ،‬دار الكتاب‬
‫العريب‪ - .‬رشح الواسطية للهراس‪ ،‬دار اهلجرة للنرش واتلوزيع ‪ -‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد‬ ‫والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه‬
‫ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181481( :‬‬

‫‪269‬‬
‫الفتح‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع صفة الفتح أدلة كثرية من القرآن والسنة‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪{ :‬وهو الفتاح العليم} [سبأ‪،]26 :‬‬
‫وقوهل تعاىل‪{ :‬ربنا افتح بيننا وبني قومنا باحلق وأنت خري الفاحتني} [األعراف‪ ،]89 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬ما‬
‫يفتح اهلل للناس من رمحة فال ممسك هلا} [فاطر‪ ،]2:‬أما من السنة فحديث أيب هريرة ريض اهلل عنه قال‪:‬‬
‫قال رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم‪( :‬غزا نيب من األنبياء‪ ...‬فقال‪ :‬امهلل احبسها علينا (يعين‪ :‬الشمس)‪،‬‬
‫فحبست ح فتح اهلل عليه) رواه ابلخاري (‪ )3124‬ومسلم (‪.)1747‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن صفة الفتح من الصفات اثلابتة هلل تعاىل ىلع ما يليق به‪ ،‬فيه صفة حقيقية‬
‫ثابتة بالكتاب والسنة‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قاال اخلطاايب‪( :‬يفتح أبواب الرزق والرمحاة لعبااده‪ ,‬ويفتح املنغلق عليهم من أمورهم وأسااباابهم‪ ،‬ويفتح‬
‫قلوبهم وعيون بصائرهم يلبرصوا احلق)‪ .‬وقال ابن القيم‪ ...( :‬والفتح يف أوصافه أمران‬
‫فتح حبكم وهو رشع إهلنا‪.....‬والفتح باألقدار فتح ثان‬
‫والرب فتاح بذين لكيهما‪.....‬عدال وإحساانا من الرمحن)‪ .‬وقال الساعدي‪( :‬الفتاح اذلي حيكم بني عباده‬
‫بأحاكمه الرشااعية وأحاكمه القدرية وأحاكم اجلزاء‪ ،‬اذلي فتح بلطفه بصااائر الصااادقني‪ ،‬وفتح قلوبهم‬
‫ملعرفته وحمبته واإلنابة إيله‪ ،‬وفتح لعباده أبواب الرمحة واألرزاق املتنوعة)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة ثابتة هلل عز وجل معناها احلكم بني العباد باألحاكم الرشعية‪ ،‬والقضاء فيهم باألحاكم القدرية‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫كم‪ّ -‬‬
‫الرزاق – الرحيم‪ .‬الصفات‪ :‬احلكم ‪َّ -‬‬ ‫َ َ‬
‫الرزق – الرمحة‪ .‬األفعال‪ :‬يفتح ‪-‬‬ ‫األسماء‪ :‬الفتاح ‪ -‬احل‬
‫حيكم ‪ -‬يرزق ‪ -‬يرحم‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬

‫‪270‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫الفتح وانلرص من اهلل سبحانه فهو يفتح ىلع من يشاء وخيذل من يشاء‪ ،‬وقد نسب اهلل الفتوح نلفسه‪،‬‬
‫يلنبه عباده ىلع طلب انلرص والفتح منه ال من غريه‪ ،‬وأن يعملوا بطاعته وينالوا مرضاته‪ ،‬يلفتح عليهم‬
‫وينرصهم ىلع أعدائهم‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬توضيح مقاصد العقيدة الواسطية للرباك‪ ،‬دار اتلدمرية‪ - .‬تيسري الكريم الرمحن يف تفسري الكم املنان‬
‫للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح‬
‫العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬رشح الواسطية البن عثيمني‪ ،‬دار ابن‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪- .‬‬ ‫اجلوزي‪ - .‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب‬
‫والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181640( :‬‬

‫‪271‬‬
‫القبض‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع صفة القبض أدلة من القرآن والسنة‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪{ :‬واهلل يقبض ويبسط وإيله ترجعون}‬
‫[ابلقرة‪ ]245 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬واألرض مجيعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه} [الزمر‪.]67 :‬‬
‫وأما من السنة فحديث أيب هريرة ريض اهلل عنه‪( :‬يقبض اهلل تبارك وتعاىل األرض يوم القيامة‪ ،‬ويطوي‬
‫السماء بيمينه) رواه ابلخاري برقم (‪ )7382‬ومسلم برقم (‪.)2787‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل يوصف بالقبض‪ ،‬وتوصف يده بأنها تقبض‪ ،‬وهذا من صفات اهلل تعاىل‬
‫الفعلية‪ ،‬اليت تتعلق بمشيئته وإرادته‪ ،‬ويه ثابتة بآيات كثرية وأحاديث صحيحة عن رسول اهلل صىل اهلل‬
‫عليه وسلم‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قال ابن تيمية عن قوهل سابحانه‪{ :‬واألرض مجيعا قبضاته يوم القيامة والساماوات مطويات بيمينه}‪( :‬فيف‬
‫ِّ‬
‫املفِسااة هلا املسااتفيضااة اليت اتفق أهل العلم ىلع صااحتها وتلقيها‬ ‫هذه اآلية واألحاديث الصااحيحة‬
‫بالقبول ما يبني أن الساموات واألرض وما بينهما بالنسابة إىل عظمة اهلل تعاىل أصاغر من أن تكون مع‬
‫قبضه هلا إال اكليشء الصغري يف يد أحدنا)‪ .‬وقال ابن القيم‪( :‬يف الصحيح عن عمر قال‪« :‬رأيت رسول اهلل‬
‫صىل اهلل عليه وسلم وهو يقول‪( :‬يقبض اهلل سماواته بيده واألرض بايلد األخرى) وجعل رسول اهلل صىل‬
‫اهلل عليه وسالم يقبض يده ويبساطها حيّك ربه تبارك وتعاىل‪ .‬حتقيقا إلثبات ايلد وصافة القبض والبساط‪،‬‬
‫ال تشبيها وتمثيال)‪ .‬وقال السعدي‪( :‬فهو القابض لألرزاق واألرواح وانلفوس)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة فعلية خربية ثابتة بالكتاب والسنة‪ ،‬بمعىن أخذ اليشء بايلد ومجعه‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫َْ‬
‫األسماء‪ :‬القابض‪ .‬الصفات‪ :‬البسط ‪ -‬الطي‪ -‬ايلد‪ .‬األفعال‪ :‬يبسط ‪ -‬يقبض ‪ -‬يق ِدر‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬

‫‪272‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫‪ -1‬أنكر املعطلة صفة ايلد هلل تعاىل‪ ،‬وادعوا املجاز يف ذلك‪ ،‬وقد ورد لفظ (ايلد) يف القرآن والسنة‬
‫والكم الصحابة واتلابعني يف أكرث من مائة موضع ورودا متنواع مترصفا فيه‪ ،‬ومنه ما ورد مقرونا بما يدل‬
‫ىلع أنها يد حقيقة من اإلمساك والطي والقبض والبسط‪ -2 .‬الفرق بني القبض والطي هو أن القبض‬
‫أخذ اليشء بايلد ومجعه‪ ،‬والطي هو مالقاة اليشء بعضه ىلع بعض ومجعه‪ ،‬فهما معنيان متقاربان‪.‬‬

‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬تفسري أسماء اهلل للسعدي‪ ،‬طبعة اجلامعة االسالمية‪ - .‬رشح نونية ابن القيم للهراس‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ - .‬الرسالة العرشية البن تيمية‪ ،‬املطبعة السلفية‪ - .‬خمترص الصواعق املرسلة البن القيم‪ ،‬دار‬
‫القاهرة‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف‬
‫مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬رشح الواسطية للهراس‪ ،‬دار اهلجرة للنرش واتلوزيع ‪ -‬صفات اهلل‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن‬ ‫عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء‬
‫اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181641( :‬‬

‫‪273‬‬
‫الكيد بالَكئدين‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ّ‬
‫دل ىلع إثبات صفة الكيد بالاكئدين مقابلة هلم ىلع كيدهم قوهل سبحانه‪{ :‬إنهم يكيدون كيدا‪ ،‬وأكيد‬
‫كيدا} [الطارق‪ ،]16 :‬وقوهل عز وجل‪{ :‬وأميل هلم إن كيدي متني} [األعراف‪ ،183 :‬القلم‪ ]45 :‬وقوهل‬
‫تعاىل‪{ :‬كذلك كدنا يلوسف} [يوسف‪.]76 :‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ّ‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل موصوف بالكيد بالاكئدين‪ ،‬مقابلة هلم بكيدهم‪ ،‬ويه صفة فعلية‬
‫ثابتة هلل تعاىل بالكتاب العزيز‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬مساميات هذه األساماء إذا فعلت بمن ال يساتحق العقوبة اكنت ظلما هل‪ ،‬وأما إذا فعلت‬
‫بمن فعلها باملجين عليه عقوبة هل بمثل فعله اكنت عدال‪ ،‬كما قال تعاىل‪{ :‬كذلك كدنا يلوساف}‪ ،‬فاكد هل‬
‫كماا اكدت إخوتاه ملاا قاال هل أبوه‪{ :‬ال تقصااص رؤيااك ىلع إخوتاك فيكيادوا لاك كيادا})‪ .‬وقاال ابن القيم‪:‬‬
‫(اهلل ساابحانه لم يصااف نفسااه بالكيد واملكر واخلداع إال ىلع وجه اجلزاء ملن فعل ذلك بغري حق‪ ،‬وقد‬
‫علم أن املجازاة ىلع ذلك حساانة من املخلوق‪ ،‬فكيف من اخلالق ساابحانه؟)‪ .‬وقال الشاايخ عبد الرمحن‬
‫الرباك‪( :‬واملكر والكيد‪ :‬تدبري خيف يتضمن إيصال الرضر من حيث يظن انلفع)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة فعلية خربية ثابتة هلل عز وجل بالكتاب‪ ،‬وال يوصف به إال مقيدا يف مقابلة كيد املخلوق‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫الصفات‪ :‬املكر باملاكرين ‪ -‬خداع املخادعني ‪ -‬االستهزاء بالاكفرين‪ .‬األفعال‪ :‬يمكر باملاكرين ‪-‬‬
‫يستهزئ بالاكفرين‪ -‬خيادع املخادعني‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ّ‬
‫تأول املعطلة أن الكيد يف حق اهلل تعاىل جماز‪ ،‬بزعم أنه ال يليق باهلل عزوجل‪ ،‬وهذا اذلي قالوه باطل‬
‫ّ‬
‫مردود‪ ،‬بل هو نيف حلقيقة الصفة ىلع مايليق بكمال اهلل جل وعال‪ ،‬فإن الكيد إذا فعل بمن ال يستحق‬

‫‪274‬‬
‫العقوبة؛ اكن ظلما هل‪ ،‬وأما إذا فعل بمن يستحقه؛ اكن عدال وكماال‪ ،‬وهذا اثلابت هل سبحانه‪ ،‬واألصل يف‬
‫الالكم احلقيقة ال املجاز‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬توضيح مقاصد العقيدة الواسطية للرباك‪ ،‬دار اتلدمرية‪ - .‬تيسري الكريم الرمحن يف تفسري الكم املنان‬
‫للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح‬
‫العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬رشح الواسطية البن عثيمني‪ ،‬دار ابن‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪- .‬‬ ‫اجلوزي‪ - .‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب‬
‫والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181643( :‬‬

‫‪275‬‬
‫العلم‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع صفة العلم أدلة كثرية من القرآن والسنة والفطرة واإلمجاع‪ ،‬منها‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬اعلم الغيب‬
‫والشهادة} [األنعام‪ ،73 :‬الرعد‪ ،9 :‬اتلغابن‪ ]18 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬وال حييطون بيشء من علمه إال بما شاء}‬
‫[ابلقرة‪ ]255 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬وأن اهلل بكل يشء عليم} [املائدة‪ .]97 :‬وأما من السنة فما جاء يف حديث‬
‫االستخارة‪( :‬امهلل إين أستخريك بعلمك) رواه ابلخاري (‪ )6382‬وحديث ابن عباس ريض اهلل عنهما‬
‫وفيه قول اخلرض ملوىس‪( :‬إنك ىلع علم من علم اهلل علمكه اهلل ال أعلمه‪ ،‬وأنا ىلع علم من علم اهلل‬
‫علمنيه ال تعلمه) رواه ابلخاري (‪ )122‬ومسلم (‪.)4385‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ّ‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل موصوف بصفة العلم‪ ،‬ويه صفة ذاتية ثابتة هلل بالكتاب والسنة‬
‫ّ‬
‫والفطرة واإلمجاع ‪ ،‬وأن اهلل أحاط علمه جبميع املعلومات من الواجبات واملمتنعات واملمكنات علما‬
‫تفصيليا‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قاال ابن تيمياة‪( :‬هو الرب العليم اذلي العلم صاافاة هل)‪ .‬وقاال ابن القيم‪( :‬فاالعلم يتضاامن احليااة ولوازم‬
‫كماهلا من القيومية والقدرة وابلقاء والسامع وابلرصا وساائر الصافات اليت يساتلزمها العلم اتلام)‪ .‬وقال‬
‫السااعادي‪( :‬العليم املحيط علماه بكال يشء‪ :‬باالواجباات واملمتنعاات واملمكناات‪ ،‬فيعلم تعااىل نفسااه‬
‫الكريماة ونعوتاه املقادسااة وأوصااافاه العظيماة‪ ...‬ويعلم املمتنعاات حاال امتنااعهاا‪ ،‬ويعلم ماا يرتتاب ىلع‬
‫وجودهاا لو وجادت‪ ...‬ويعلم تعااىل املمكناات‪ ،‬ويه اليت جيوز وجودهاا وعادمهاا‪ ،‬ماا وجاد منهاا وماا لم يوجاد‬
‫مماا لم تقتض احلكماة إجيااده‪ ،‬فهو العليم اذلي أحااط علماه باالعاالم العلوي والساافيل‪ ،‬ال خيلو عن علماه‬
‫ماكن وال زمان‪ ،‬ويعلم الغيب والشهادة‪ ،‬والظواهر وابلواطن‪ ،‬واجليل واخليف)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫يدرك ِبها مجيع األشياء ىلع ما يه عليه‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ِصفة ذاتية هلل تعاىل ِ‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫اإلحاطة ‪ -‬احلياة ‪ -‬القدرة ‪ -‬اخللق‪ .‬األفعال‪:‬‬ ‫اخلبري – اللطيف‪ .‬الصفات‪ :‬اإلدراك ‪-‬‬
‫األسماء‪ :‬العليم ‪ِ -‬‬
‫حييط ‪ -‬خيلق – يقدر‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬

‫‪276‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫اضطرب قول املعطلة يف علم اهلل تعاىل‪ ،‬فتارة يقولون‪ :‬ال علم هل‪ ،‬وتارة يقولون‪ :‬ال يعلم إال نفسه‪ ،‬وتارة‬
‫يقولون‪ :‬إنما يعلم غريه ىلع وجه يلك‪ ،‬وال يعلم اجلزئيات‪ ،‬ولك هذا خمالف ملا ورد يف نصوص الرشع من‬
‫وصف اهلل تعاىل بأنه يعلم لك يشء‪ ،‬فعلمه سابق لألشياء قبل وجودها وهو يعلمها عند حدوثها‪ ،‬وهو‬
‫اعلم باجلزئيات واللكيات‪ ،‬والواجبات واملمتنعات واملمكنات‪ ،‬ويعلم سبحانه وتعاىل ما اكن وما يكون‬
‫ُّ‬
‫وما لم يكن لو اكن كيف يكون‪ ،‬كما قال تعاىل {ولو ردوا لعادوا ملا نهوا عنه}‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬اتلنبيهات اللطيفة البن سعدي‪ ،‬دار طيبة‪ - .‬رشح انلونية للهراس‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ - .‬توضيح‬
‫مقاصد العقيدة الواسطية للرباك‪ ،‬دار اتلدمرية‪ - .‬نقض اإلمام أيب سعيد عثمان بن سعيد ىلع املرييس‬
‫اجلهيم العنيد فيما افرتى ىلع اهلل عز وجل من اتلوحيد لدلاريم‪ ،‬مكتبة الرشد‪ - .‬تيسري الكريم الرمحن‬
‫يف تفسري الكم املنان للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن‬
‫ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬رشح الواسطية للهراس‪،‬‬
‫دار اهلجرة للنرش واتلوزيع ‪ -‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪- .‬‬
‫الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة‬
‫اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181660( :‬‬

‫‪277‬‬
‫ُّ ر‬
‫القيومية‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع صفة القيومية أدلة من القرآن والسنة‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪{ :‬اهلل ال هلإ إال هو اليح القيوم} [ابلقرة‪:‬‬
‫‪ ،255‬آل عمران‪ ]2 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬وعنت الوجوه لليح القيوم} [طه‪ .]111 :‬وأما من السنة فحديث ابن‬
‫عباس ريض اهلل عنهما يف داعء انليب صىل اهلل عليه وسلم يف تهجده‪ ( :‬ولك احلمد‪ ،‬أنت قيم السماوات‬
‫واألرض ومن فيهن) رواه ابلخاري (‪ )7499 ،7442 ،7385‬ورواه مسلم (‪ )769‬بلفظني‪( :‬قيم) و(قيام)‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل يوصف بأنه القيوم والقيم والقيام‪ ،‬وهو وصف ذايت ثابت هلل تعاىل‬
‫بالكتاب والسنة‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌَ‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬القيوم القائم املقيم ملا ساواه‪ ،‬فلو ج ِعلت هل ِسانة أو نوم نلقصات حياته وقيوميته)‪ .‬وقال‬
‫ابن القيم‪( :‬هذا ومن أوصافه القيوم والا‪.....‬قيوم يف أوصافه أمران‬
‫إحداهما القيوم قام بنفسه‪.....‬والكون قام به هما األمران‬
‫فاألول استغناؤه عن غريه‪.....‬والفقر من لك إيله اثلاين)‪ .‬وقال السعدي‪( :‬والقيوم هو اكمل القيومية اذلي‬
‫قام بنفساه‪ ،‬وعظمت صافاته‪ ،‬واساتغىن عن مجيع خملوقاته‪ ،‬وقامت به األرض والساماوات وما فيهما من‬
‫ّ‬
‫املخلوقات‪ ،‬فهو اذلي أوجدها وأمدها وأعدها للك ما فيه بقاؤها وصااالحها وقيامها‪ ،‬فهو الغين عنها من‬
‫لك وجه‪ ...‬ومرجع صافات الكمال لكها ترجع إىل هذين االسامني الكريمني‪ ،‬وذللك ورد احلديث أن اسام‬
‫َ َ َّ َ ْ َ ُّ ْ َ‬ ‫َّ‬
‫يح الق ُّيوم} الشااتماهلما ىلع‬ ‫اهلل األعظم اذلي إذا ديع به أجاب وإذا ساائل به أعطى {اَّلل ال ِإهل ِإال هو ال‬
‫مجيع الكماالت‪ ،‬فصفات اذلات ترجع إىل اليح‪ ،‬ومعاين األفعال ترجع إىل القيوم)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة ثابتة هلل تعاىل‪ ،‬معناها استغناء اهلل عن غريه وافتقار لك يشء إيله‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬القيوم ‪ -‬القيام – القيم ‪ -‬اليح‪ -‬الوكيل‪ -‬الكفيل ‪ -‬احلفيظ‪ -‬الرقيب ‪ -‬الرزاق ‪ -‬القوي ‪ -‬القادر‬
‫‪ -‬العليم‪ .‬الصفات‪ :‬فعال ملا يريد ‪ -‬احلياة – احلفظ ‪ -‬الرقابة ‪ -‬الرزق ‪ -‬القوة ‪ -‬القدرة ‪ -‬العلم‪ .‬األفعال‪:‬‬
‫يفعل ‪ -‬حيفظ ‪ -‬يرزق ‪ -‬يقدر‪ -‬يعلم‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬

‫‪278‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ذهب املعطلة إىل تفسري القيومية بعدم الزوال واحلركة‪ ،‬فالقيوم هو اذلي اليزول وال يتحرك‪ ،‬وهذا‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مردود؛ ألن معىن (ال يزول) ال يفىن وال يبيد‪ ،‬ال أنه ال يتحرك‪ ،‬وال يزول من ماكن إىل ماكن إذا شاء‪،‬‬
‫ّ‬
‫فإن فرق ما بني اليح وامليت اتلحرك‪ ،‬وما ال يتحرك فهو ميت ال يوصف حبياة‪ ،‬فاهلل اليح القابض‬
‫ابلاسط يفعل ما يشاء‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬بيان تلبيس اجلهمية البن تيمية‪ ،‬طبعة جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬اتلنبيهات‬
‫اللطيفة البن سعدي‪ ،‬دار طيبة‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه‬
‫ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪ - .‬رشح انلونية للهراس‪ ،‬دار الكتب العلمية‪- .‬‬
‫توضيح مقاصد العقيدة الواسطية للرباك‪ ،‬دار اتلدمرية‪ - .‬الرسالة اتلبوكية البن القيم‪ ،‬دار اعلم الفوائد‪.‬‬
‫‪ -‬تيسري الكريم الرمحن يف تفسري الكم املنان للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ - .‬تفسري أسماء اهلل احلسىن‬
‫للسعدي‪ ،‬اجلامعة اإلسالمية باملدينة املنورة‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن‬
‫ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬رشح الواسطية للهراس‪،‬‬
‫دار اهلجرة للنرش واتلوزيع ‪ -‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181661( :‬‬

‫‪279‬‬
‫العظمة‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع صفة العظمة أدلة كثرية من القرآن والسنة‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪{ :‬وهو العيل العظيم} [ابلقرة‪]255 :‬‬
‫وقوهل‪{ :‬فسبح باسم ربك العظيم} [الواقعة‪ ،96 :‬احلاقة‪ ]52 :‬وقوهل‪{ :‬إنه اكن ال يؤمن باهلل العظيم}‬
‫[احلاقة‪ .]33 :‬أما من السنة فحديث أنس ريض اهلل عنه يف الشفاعة‪ ،‬وفيه‪( :‬فيقال يل‪ :‬يا حممد‪ ،‬ارفع‬
‫َّ‬
‫رأسك‪ ،‬وقل يسمع لك‪ ،‬واشفع تشفع‪ .‬فأقول‪ :‬يا رب‪ ،‬فيمن قال‪ :‬ال هلإ إال اهلل واهلل أكرب‪ .‬فيقول‪ :‬وعزيت‬
‫وجاليل وعظميت؛ ألخرجن منها من قال‪ :‬ال هلإ إال اهلل) رواه ابلخاري (‪ )7510‬ومسلم (‪.)193-326‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل تعاىل موصوف بصفة العظمة‪ ،‬ويه صفة ذاتية ثابتة هلل بالكتاب‬
‫والسنة‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫ُّ َّ‬
‫السانة األصابهاين‪( :‬العظمة صافة من صافات اهلل‪ ،‬ال يقوم هلا خلق‪ ،‬واهلل تعاىل خلق بني اخللق‬ ‫قال قِ َوام‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫لفضاال‪ ،‬ومنهم من يعظم‬
‫ٍ‬ ‫ملال‪ ،‬ومنهم من يعظم‬
‫عظمة يعظم بها بعضااهم بعضااا‪ ،‬فمن انلاس من يعظم ٍ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الطان‪ ،‬ومنهم من يعظم جلاهٍ‪ ،‬ولك واحد من اخللق إنما يعظم ملعىن دون معىن‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫لعلم‪ ،‬ومنهم من يعظم لسا‬ ‫ٍ‬
‫ِّ‬
‫واهلل عز وجل يعظم يف األحوال لكها)‪ .‬وقال ابن القيم‪( :‬من اتصاف بصافات كثرية من صافات الكمال)‪.‬‬
‫وقال الساعدي‪( :‬اذلي هل مجيع أوصااف العظمة والكربياء‪ ،‬وهل العظمة واتلعظيم الاكمل يف قلوب أنبيائه‬
‫ومالئكته وأصفيائه اذلي ال أعظم منه وال أجل وال أكرب)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة ذاتية ثابتة هلل تعاىل‪ ،‬ويه صفة جامعة لصفات الكمال واملجد والكربياء‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬العظيم ‪ -‬القوي ‪ -‬املتني ‪ -‬العزيز‪ -‬الكبري‪ .‬الصفات‪:‬القوة ‪ -‬املتانة ‪ -‬العزة ‪ -‬الكربياء ‪-‬‬
‫اجلربوت‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬

‫‪280‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ّ‬
‫تأول املعطلة صفة العظمة بأنها عظمة امللك والقدرة مع أنهم ينفون عن اهلل الصفات وهذا تناقض‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫منهم‪ ،‬فإن العظيم هو من اتصف بصفات كثرية من صفات الكمال‪ ،‬وال شك أن هذه الصفات قائمة به‬
‫سبحانه‪ ،‬خمتصة به‪ ،‬فله سبحانه عظمة اذلات واألسماء والصفات واألفعال‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة‬
‫اجلامعة اإلسالمية‪ - .‬إاغثة اللهفان من مصايد الشيطان البن قيم اجلوزية‪ ،‬مكتبة املعارف‪ - .‬جهود‬
‫اإلمام ابن قيم اجلوزية يف تقرير توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد العيل‪ ،‬املربة اخلريية لعلوم‬
‫القرآن والسنة‪ - .‬تيسري الكريم الرمحن يف تفسري الكم املنان للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ - .‬اتلدمرية البن‬
‫تيمية‪ ،‬طبعة مكتبة العبياكن‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح‬
‫العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪- .‬أسماء اهلل وصفاته وموقف أهل السنه منها‬
‫ملحمد بن صالح العثيمني‪،‬دار الرشيعة‪ - .‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف‬ ‫عبد القادر‬
‫الرشيف‪ - .‬اتلنبيهات اللطيفة فيما احتوت عليه الواسطية من املباحث املنيفة للسعدي‪ ،‬دار طيبة‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181662( :‬‬

‫‪281‬‬
‫العزة‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع صفة العزة هلل تعاىل أدلة من الكتاب والسنة منها‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬إنك أنت العزيز احلكيم}‬
‫[ابلقرة‪ .]129 :‬وقوهل‪{ :‬وتعز من تشاء وتذل من تشاء} [آل عمران‪ .]26 :‬وقوهل‪{ :‬فإن العزة هلل مجيعا}‬
‫[النساء‪{ ،]139 :‬إن العزة هلل مجيعا} [يونس‪{ ،]65 :‬هللف العزة مجيعا} [فاطر‪{ ،]10 :‬وهلل العزة ولرسوهل‬
‫وللمؤمنني} [املنافقون‪ .]8 :‬وأما من السنة‪ :‬فحديث أيب هريرة ريض اهلل مرفواع‪( :‬قال اهلل عز وجل‪ :‬العز‬
‫إزاري‪ ،‬والكربياء ردايئ‪ ،‬فمن ينازعين؛ عذبته) رواه‪ :‬مسلم (‪ ،)2620‬وأبو داود (‪ .)4090‬وحديث ابن‬
‫عباس ريض اهلل عنهما‪..( :‬امهلل أعوذ بعزتك‪ .)...‬رواه‪ :‬مسلم (‪.)2717‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ّ‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل موصوف بصفة العزة‪ ،‬ويه صفة ذاتية ثابتة هلل تعاىل بالكتاب والسنة‪،‬‬
‫فهو سبحانه اذلي هل العزة اليت قهر بها اخلالئق أمجعني‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫قاال ابن تيمياة‪(:‬وإذا اكن املخلوق العزيز ال يتمكن غريه من قهره‪ ،‬فمن هل العزة مجيعاا‪ ،‬ولك عزة فمن‬
‫عزته أبعاد عن ذلك)‪ .‬قال ابن القيم‪( :‬العزة يراد بهاا ثالثة معاان‪ :‬عزة القوة‪ ،‬وعزة االمتنااع‪ ،‬وعزة القهر‪،‬‬‫ّ‬
‫والرب تباارك وتعااىل هل العزة اتلااماة بااالعتباارات اثلالث)‪ .‬وقاال السااعادي‪( :‬اذلي هل العزة لكهاا‪ :‬عزة‬
‫القوة‪ ،‬وعزة الغلباة‪ ،‬وعزة االمتنااع‪ ،‬فامتنع أن ينااهل أحد من املخلوقات‪ ،‬وقهر مجيع املوجودات‪ ،‬ودانت هل‬
‫اخلليقة وخضعت لعظمته)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة ذاتية ثابتة هلل تعاىل معناها اذلي ال يغلب وال يقهر‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬العزيز ‪ -‬األعز ‪ -‬املعز‪ .‬الصفات‪ :‬اإلعزاز األفعال‪ :‬يعز‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬

‫‪282‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫تأول بعضهم صفة العزة هلل بأن املراد منها لوازمها حبسب ما يليق به‪،‬وهذا غري صحيح إال إذا فِسنا‬
‫ّ‬
‫اللفظ بالالزم مع إثبات مدلول اللفظ حقيقة‪ ،‬وال شك أن العزة صفة قائمة باهلل ىلع مايليق جبالهل‪ ،‬وال‬
‫تماثل عزة املخلوقني‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫انلبوات البن تيمية‪ ،‬أضواء السلف‪ - .‬رشح نونية ابن القيم للهراس‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ - .‬القواعد‬
‫املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪،‬‬
‫مدار الوطن للنرش‪ - .‬رشح الواسطية للهراس‪ ،‬دار اهلجرة للنرش واتلوزيع ‪ -‬صفات اهلل عز وجل الواردة‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع‬ ‫يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات‬
‫واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181663( :‬‬

‫‪283‬‬
‫َ‬
‫العفو‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع صفة (العفو) هلل تعاىل أدلة من الكتاب والسنة‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪{ :‬إن اهلل اكن عفوا غفورا}‬
‫[النساء‪ .]43 :‬وقوهل‪{ :‬عفا اهلل عنك لم أذنت هلم} [اتلوبة‪ .]43 :‬وأما من السنة فحديث ادلاعء ىلع‬
‫اجلنازة‪( :‬امهلل اغفر هل‪ ،‬وارمحه‪ ،‬واعفه واعف عنه) رواه مسلم (‪.)963‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل موصوف بالعفو‪ ،‬وأن العفو صفة فعلية ثابتة هلل تعاىل بالكتاب والسنة‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫(فالعفو متضامن إلساقاط حقه قِبلهم‪ ،‬ومسااحمتهم به)‪ .‬وقال ابن القيم‪( :‬وهو العفو فعفوه‬ ‫قال ابن تيمية‪:‬‬
‫وسااع الورى‪.....‬لواله اغر األرض باالساااكن)‪ .‬وقاال السااعادي‪( :‬اذلي لم يزل وال يزال باالعفو معروفاا‪،‬‬
‫وبالغفران والصفح عن عباده موصوفا)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة فعلية هلل تعاىل‪ ،‬معناها الصفح عن اذلنوب‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫ُّ‬
‫األسماء‪ :‬العفو ‪ -‬الغفار‪ -‬الغفور‪ -‬الغافر – الرحيم ‪ -‬اتلواب‪ .‬الصفات‪ :‬املغفرة ‪ -‬الرمحة ‪ -‬اتلوب‪.‬‬
‫األفعال‪ :‬يعفو ‪ -‬يغفر ‪ -‬يرحم ‪ -‬يتوب‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫‪ -1‬العفو إنما يكون كماال إذا اكن مع قدرة‪ ،‬أما العفو اذلي يكون عن عجز فهذا ال يمدح فاعله؛‬
‫ألنه اعجز عن األخذ باثلأر‪ ،‬وهلذا يقرن اهلل تعاىل بني العفو والقدرة يف اسميه العفو والقدير‪ ،‬فعفوه‬
‫َ‬
‫تعاىل ال عن عجز‪ ،‬بل مع كمال القدرة‪ -2 .‬أنكر املعطلة أن يتصف اهلل بالعفو‪ ،‬وقالوا هو عفو دون أن‬
‫ألن العف ّو هو من قامت به صفة َ‬ ‫ّ‬
‫العفو‪ ،‬فأسماء اهلل ليست أعالما‬ ‫يوصف بالعفو‪ ،‬وهذا القول باطل؛‬
‫حمضة ‪ ،‬فيه من حيث دالتلها ىلع ذات اهلل تعاىل أعالم‪ ،‬ومن حيث دالتلها ىلع الصفة اليت يتضمنها‬
‫هذا االسم أوصاف‪.‬‬

‫‪284‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة‬
‫الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬رشح الواسطية البن عثيمني‪ ،‬دار ابن اجلوزي‪ - .‬صفات اهلل عز وجل‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬أحاكم أهل اذلمة البن القيم‪،‬‬ ‫الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫دار رمادي للنرش‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن‬
‫يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181664( :‬‬

‫‪285‬‬
‫ال ِغىن‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع إثبات الغىن صفة هلل تعاىل أدلة من الكتاب والسنة‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪{:‬واهلل هو الغين احلميد}‬
‫[فاطر‪ ]15 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬وإن خفتم َعيلة فسوف يغنيكم اهلل من فضله إن شاء} [اتلوبة‪ ]28 :‬وقوهل‬
‫ُّ‬
‫تعاىل‪{ :‬ووجدك اعئال فأغىن} [الضىح‪ .]8 :‬وأما من السنة فحديث‪( :‬ومن يستعفف يعفه اهلل‪ ،‬ومن‬
‫يستغن يغنه اهلل) رواه ابلخاري (‪ )1469‬ومسلم (‪ )1053‬وحديث أيب هريرة ريض اهلل عنه‪( :‬قال اهلل‬
‫تعاىل‪ :‬أنا أغىن الرشاكء عن الرشك) رواه مسلم (‪.)2985‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل موصوف بال ِغىن‪ ،‬وأن ال ِغىن صفة ذاتية ثابتة هلل تعاىل بالكتاب والسنة‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قاال ابن تيمياة‪[( :‬اذلي] ليس مفتقرا إىل غريه بوجاه من الوجوه‪ ...‬ولك ماا سااواه فقري إيلاه من لك وجاه)‪.‬‬
‫وقاال ابن القيم‪[( :‬اذلي] لك ماا سااواه فقري إيلاه باذاتاه‪ ،‬فهو الغين باذاتاه عن لك ماا سااواه)‪ .‬وقاال‬
‫اهلراس‪[(:‬اذلي] ال تشاوبه شاائبة فقر وحاجة أصاال‪ ،‬وذلك ألن غناه وصاف الزم هل‪ ،‬ال ينفك عنه؛ ألنه‬
‫مقتَضا ذاته‪ ،‬وما باذلات ال يمكن أن يزول‪ ،‬فيمتنع أن يكون إال غنيا كما يمتنع أن يكون إال جوادا‬
‫حمسنا برا رحيما كريما)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫ّ‬
‫صفة ذاتية هلل تدل ىلع عدم افتقاره إىل غريه بوجه من الوجوه وأن لك ما سواه فقري إيله‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫َ‬
‫األسماء‪ :‬الغين ‪ -‬احلميد ‪ -‬العظيم‪ -‬العزيز‪ .‬الصفات‪ :‬العزة ‪ -‬العظمة ‪ -‬احلمد‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫‪ِ -1‬غىن الرب وصف الزم‪ ،‬هل فال يمكن أن يكون غري غين‪ ،‬فهو غين بنفسه‪ ،‬ال بيش ٍء جعله غنيا‪،‬‬
‫وفقر األشياء إىل اخلالق ذلواتها ال ألمر آخر جعلها مفتقرة إيله‪ ،‬بل فقرها الزم هلا‪ ،‬ال يمكن أن‬
‫ّ‬
‫تكون غري مفتقرة إيله‪ -2 .‬تأول املعطلة أن اهلل تعاىل ال يعود عليه وصف ال ِغىن وال يقوم به‪ ،‬وهذا‬

‫‪286‬‬
‫ّ‬
‫باطل‪ ،‬فإن الغين من أسمائه سبحانه‪ ،‬وهو ذو ال ِغىن‪ ،‬ويه صفة هل‪ ،‬وألن إثبات املشتق يؤذن بيبوت‬
‫املشتق منه‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬رشح نونية ابن القيم للهراس‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه‬
‫احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬مدارج السالكني‬
‫البن القيم‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ - .‬رشح الواسطية للهراس‪ ،‬دار اهلجرة للنرش واتلوزيع‪ - .‬صفات اهلل عز‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن‬ ‫وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬شفاء العليل البن القيم‪ ،‬دار املعرفة‪ - .‬الصفات‬
‫اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181665( :‬‬

‫‪287‬‬
‫ُّ‬
‫الشكر‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع صفة الشكر هلل تعاىل الكتاب والسنة‪ ،‬فمن الكتاب قوهل تعاىل‪{ :‬ومن تطوع خريا فإن اهلل شاكر‬
‫عليم} [ابلقرة‪ ]158 :‬وقوهل‪{ :‬واهلل شكور حليم} [اتلغابن‪ .]17 :‬وأما من السنة فحديث أيب هريرة ريض‬
‫اهلل عنه أن رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم قال‪( :‬بينا رجل يميش فاشتد عليه العطش‪ ،‬فَنل بئا‬
‫َّ‬
‫فرشب منها‪ ،‬ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث يأكل الرثى من العطش‪ ،‬فقال‪ :‬لقد بلغ هذا مثل اذلي بلغ‬
‫َ‬
‫اللكب‪ ،‬فشكر اهلل هل فغفر هل) رواه ابلخاري (‪)2363‬‬ ‫يب‪ ،‬فمأل خفه ثم أمسكه بفيه ثم ريق‪ ،‬فس‬
‫ومسلم (‪.)2244‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ّ‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل موصوف بصفة الشكر‪ ،‬وأنها صفة فعلية ثابتة بالكتاب والسنة‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قال ابن القيم‪( :‬وأما شاكر الرب تعاىل فله شاأن آخر كشاأن صاربه‪ ،‬فهو أوىل بصافة الشاكر من لك شاكور‪،‬‬
‫بال هو الشااكور ىلع احلقيقاة‪ ،‬فاإناه يعطي العباد ويوفقاه ملاا يشااكره علياه‪ ،‬ويشااكر القليال من العمال‬
‫والعطاء‪ ،‬فال يساتقله أن يشاكره ويشاكر احلسانة بعرشا أمثاهلا إىل أضاعاف مضااعفة‪ ،‬ويشاكر عبده بقوهل‬
‫باأن يثين علياه بني مالئكتاه ويف ملئاه األىلع ويليق هل الشااكر بني عبااده‪ ،‬ويشااكره بفعلاه فاإذا ترك هل‬
‫شايئا أعطاه أفضل منه وإذا بذل هل شيئا رده عليه أضعافا مضاعفة‪ ،‬وهو اذلي وفقه للرتك وابلذل وشكره‬
‫ىلع هذا وذاك)‪ .‬وقال السااعدي‪( :‬اذلي يقبل من عباده اليسااري من العمل‪ ،‬وجيازيهم عليه‪ ،‬العظيم من‬
‫األجر‪ ،‬اذلي إذا قاام عباده باأوامره وامتثال طااعتاه أاعناه ىلع ذلاك وأثىن علياه ومادحاه وجاازاه يف قلباه نورا‬
‫وإيمانا وسااعة‪ ،‬ويف بدنه قوة ونشاااطا‪ ،‬ويف مجيع أحواهل زيادة بركة ونماء‪ ،‬ويف أعماهل زيادة توفيق)‪ .‬وقال‬
‫اهلراس‪( :‬ومعىن الشاكور‪ :‬اذلي يتقبل أعمال عباده ويرضااها‪ ،‬ويييبهم عليها‪ ،‬ويضااعفها هلم أضاعافا‬
‫كثرية ىلع قدر إخالصهم فيها وإتقانهم هلا)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫ّ‬
‫صفة فعلية ثابتة هلل تدل ىلع أنه سبحانه يقبل من عباده اليسري من العمل‪ ،‬وجيازيهم عليه الكثري من‬
‫األجر‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬الشكور‪ .‬األفعال‪ :‬يشكر‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬

‫‪288‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫زعم املعطلة أن وصف اهلل تعاىل بأنه شكور ىلع جهة املجاز واتلوسع‪ ،‬ألن الشكور يف احلقيقة هو شكر‬
‫انلعمة اليت للمشكور ىلع الشاكر‪ ،‬والشكر يف احلقيقة هو االعرتاف بنعمة املنعم‪ ،‬وهذا اذلي قالوه‬
‫باطل‪ ،‬فإن اهلل تعاىل هو من وصف نفسه بأنه يشكر عباده ىلع ما فعلوه حبسن القبول واجلزاء‪،‬‬
‫ومضاعفة اثلواب‪ ,‬ومن أصدق من اهلل قيال‪ ،‬وشكره سبحانه صفة تليق به وال يماثل املخلوقني يف‬
‫ذلك‪ ،‬وما ذكروه هو شكر املخلوق‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬رشح نونية ابن القيم للهراس‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه‬
‫احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬مقاالت‬
‫االسالميني أليب احلسن األشعري‪ ،‬دار فرانز شتايز‪ - .‬عدة الصابرين البن القيم‪ ،‬دار ابن كثري‪ - .‬رشح‬
‫الواسطية للهراس‪ ،‬دار اهلجرة للنرش واتلوزيع ‪ -‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف‬ ‫بن عبد القادر‬
‫الرشيف‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع‬
‫جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181666( :‬‬

‫‪289‬‬
‫اإلحسان‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع صفة إحسان اهلل تعاىل خللقه أدلة من الكتاب والسنة‪ ،‬فمن الكتاب قوهل تعاىل‪{ :‬اذلي أحسن‬
‫لك يشء خلقه وبدأ خلق اإلنسان من طني} [السجدة‪ .]7 :‬وقوهل‪{ :‬وصوركم فأحسن صوركم وإيله‬
‫املصري} [اتلغابن‪ .]3 :‬وقوهل‪{ :‬قد أحسن اهلل هل رزقا} [الطالق‪ .]11 :‬وأما من السنة‪ :‬فحديث أنس ريض‬
‫اهلل عنه قال‪ :‬قال رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم‪( :‬إذا حكمتم فاعدلوا‪ ،‬وإذا قتلتم فأحسنوا‪ ،‬فإن اهلل‬
‫حمسن حيب اإلحسان) رواه ابن أيب اعصم يف ادليات (ص ‪ ،)94‬انظر‪ :‬السلسلة الصحيحة (‪.)469‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ّ‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل تعاىل موصوف باإلحسان‪ ،‬ويه صفة من صفاته الفعلية اثلابتة‬
‫بالكتاب والسنة‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قال ابن تيمية‪ ( :‬اهلل حمسان عدل‪ ،‬لك نعمة منه فضال ولك نقمة منه عدل‪ ،‬فهو حمسان إىل العبد بال سابب‬
‫منه تفضااال وإحسااانا‪ ،‬وال يعاقبه إال بذنبه)‪ .‬قال ابن القيم‪(:‬أنه ال حمساان ىلع احلقيقة بأصااناف انلعم‬
‫الظاهرة وابلاطنة إال هو)‪ .‬وقال الشيخ عبد الرمحن الرباك‪( :‬اإلنعام‪ ...‬فإنه تعاىل املنعم جبميع انلعم)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة فعلية ثابتة هلل تعاىل‪ ،‬بمعىن اإلنعام واإلتقان واإلحاكم‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫كرم‪.‬‬ ‫َّ‬
‫األسماء‪ :‬املحسن ‪ -‬الرزاق – الكريم‪ .‬الصفات‪ :‬الرزق – الكرم‪ .‬األفعال‪ :‬يرزق ‪ -‬حي ِسن‪ -‬ي ِ‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ّ‬
‫تأول املعطلة أن اإلحسان ال يعود منه حكم إىل اهلل‪ ،‬وال يقوم به وصف من ذلك‪ ،‬وهذا اذلي قالوه‬
‫فإن اإلحسان إىل اآلخرين حممود لكون املحسن يعود إيله من إحسانه ح ٌ‬‫ّ‬
‫كم حيمد ألجلها‪ ،‬أما‬ ‫ِ‬ ‫باطل‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ِّ‬
‫إذا قدر أن وجود اإلحسان وعدمه بالنسبة إىل الفاعل سواء فإن هذا يعد عبثا يف عقول العقالء‪.‬‬

‫‪290‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬رشح نونية ابن القيم للهراس‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه‬
‫احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬مدارج السالكني‬
‫البن القيم‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ - .‬رشح الواسطية للهراس‪ ،‬دار اهلجرة للنرش واتلوزيع ‪ -‬صفات اهلل عز‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن‬ ‫وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء‬
‫اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181667( :‬‬

‫‪291‬‬
‫االستهزاء بالَكفرين‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ّ‬
‫دل ىلع إثبات صفة استهزاء اهلل تعاىل بالاكفرين مقابلة هلم باستهزائهم باملؤمنني قوهل تعاىل‪{ :‬وإذا لقوا‬
‫اذلين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إىل شياطينهم قالوا إنا معكم إنما حنن مستهزئون‪ ،‬اهلل يستهزئ بهم‬
‫ويمدهم يف طغيانهم يعمهون} [ابلقرة‪.]15-14 :‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ّ‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل موصوف باالستهزاء بالاكفرين‪ ،‬مقابلة هلم باستهزائهم باملؤمنني‪ ،‬ويه‬
‫صفة فعلية ثابتة هلل بالكتاب العزيز‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬وكذلك ما ادعوا أنه جماز يف القرآن لكفظ املكر واالساتهزاء والساخرية املضااف إىل اهلل‪،‬‬
‫باسام ما يقابله ىلع طريق املجاز‪ ،‬وليس كذلك‪ ،‬بل مساميات هذه األساماء إذا فعلت‬ ‫ِ‬ ‫وزعموا أنه مساىم‬
‫بمن ال يستحق العقوبة اكنت ظلما هل‪ ،‬وأما إذا فعلت بمن فعلها باملجين عليه عقوبة هل بمثل فعله اكنت‬
‫عدال‪...‬وهلذا اكن االساتهزاء بهم فعال يساتحق هذا االسام)‪ .‬وقال ابن القيم‪( :‬هذه األفعال ليسات ممدوحة‬
‫مطلقا‪ ،‬بل تمدح يف موضااع وتذم يف موضااع‪ ،‬فال جيوز إطالق أفعاهلا ىلع اهلل مطلقا‪ ،‬فال يقال إنه تعاىل‬
‫يمكر وخيادع ويساتهزئ ويكيد‪ ،...‬واملقصاود أن اهلل تعاىل لم يصاف نفساه بالكيد واملكر واخلداع إال‬
‫ىلع وجاه اجلزاء ملن فعال ذلاك بغري حق‪ ،‬وقاد علم أن املجاازاة ىلع ذلاك حسااناة من املخلوق فكيف من‬
‫اخلالق سابحانه؟)‪ .‬وقال الساعدي‪( :‬وهذا جزاء هلم ىلع اساتهزائهم بعباده‪ ،‬ف ِمن اساتهزائه بهم أن زين هلم‬
‫ما اكنوا فياه من الشااقااء واحلالة اخلبيثة‪ ،‬ح ظنوا أنهم مع املؤمنني‪ ،‬ملا لم يساالط اهلل املؤمنني عليهم‪،‬‬
‫ومن اساتهزائه بهم يوم القيامة أنه يعطيهم مع املؤمنني نورا ظاهرا‪ ،‬فإذا مىشا املؤمنون بنورهم طفئ نور‬
‫املنافقني‪ ،‬وبقوا يف الظلمة بعد انلور متحريين‪ ،‬فما أعظم ايلأس بعد الطمع)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة فعلية واردة ىلع سبيل املقابلة الستهزاء الاكفرين‪ ،‬ال تماثل صفة املخلوقني‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫الصفات‪ :‬املكر باملاكرين ‪ -‬خداع املخادعني‪ .‬األفعال‪ :‬يستهزئ بالاكفرين‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬

‫‪292‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫أنكراملعطلة اتصاف اهلل باالستهزاء بالاكفرين وقالوا‪ :‬إن هذا من قبيل املشالكة ومقابلة اللفظ باللفظ‬
‫لِّيدوج الالكم‪ ،‬وعللوا ذلك بأن االستهزاء من باب العبث‪ ،‬واهلل تعاىل مَنه عن ذلك‪ .‬والرد عليهم‪ :‬أن‬
‫َْ‬
‫أهل العلم قرروا أن صفات اهلل تعاىل ال يدخلها املجاز‪ ،‬وأن اهلل تعاىل خاطب العرب بما تع َهد من‬
‫الكمها‪ ،‬فوجب محلها ىلع حقيقتها املعهودة عندهم من أن هذه الصفات إذا اكنت ىلع وجه الظلم‬
‫والعدوان اكنت مذمومة‪ ،‬وأما إذا اكنت ىلع وجه احلق فيه عدل بمن يستحق ذلك‪ ،‬فكيف بصدورها‬
‫من اهلل تعاىل ىلع سبيل اجلزاء بمن يستحقها‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬توضيح مقاصد العقيدة الواسطية للرباك‪ ،‬دار اتلدمرية‪ - .‬تيسري الكريم الرمحن يف تفسري الكم املنان‬
‫للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح‬
‫العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬رشح الواسطية البن عثيمني‪ ،‬دار ابن‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪- .‬‬ ‫اجلوزي‪ - .‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب‬
‫والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181668( :‬‬

‫‪293‬‬
‫االنتقام من املجرمي‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ّ‬
‫دل ىلع صفة انتقام اهلل تعاىل من املجرمني أدلة من الكتاب والسنة‪ ,‬منها قوهل تعاىل‪{ :‬ومن اعد فينتقم‬
‫اهلل منه واهلل عزيز ذو انتقام} [املائدة‪ ]95 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬إنا من املجرمني منتقمون} [السجدة‪ ]22 :‬وأما‬
‫من السنة فقول عبد اهلل بن مسعود ريض اهلل عنه عن قريش‪( :‬فكشف عنهم‪ ،‬فعادوا‪ ،‬فانتقم اهلل منهم‬
‫يوم بدر فذلك قوهل تعاىل‪{ :‬يوم تأيت السماء بدخان مبني} إىل قوهل جل ذكره {إنا منتقمون})‪ .‬رواه‬
‫ابلخاري (‪ .)4822‬وعن أيب سعيد اخلدري ريض اهلل عنه مرفواع‪( :‬فقال للنار‪ :‬أنت عذايب‪ ،‬أنتقم بك ممن‬
‫شئت‪ ،‬وقال للجنة‪ :‬أنت رمحيت‪ ،‬أرحم بك من شئت) رواه الرتمذي برقم (‪ ،)2076‬وأمحد يف املسند‬
‫(‪ )450/2‬وصححه األبلاين كما يف صحيح الرتمذي (‪.)2561‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ّ‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل موصوف بصفة باالنتقام من املجرمني‪ ،‬وأنها صفة فعلية هل تليق به‬
‫سبحانه‪ ،‬فيجب اإليمان بما أخرب اهلل به عن نفسه‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬وال يف أسامائه اثلابتة عن انليب صاىل اهلل عليه وسالم اسام املنتقم‪ ،‬وإنما جاء املنتقم يف‬
‫القرآن مقيدا كقوهل‪{ :‬إنا من املجرمني منتقمون}‪ ،‬وجاء معناه مضااافا إىل اهلل يف قوهل‪{ :‬إن اهلل عزيز ذو‬
‫انتقام})‪ .‬وقال ابن القيم‪( :‬فإن شاادة عقابه من صاافات األفعال‪ ،‬وطوهل من صاافات األفعال‪ ،‬ولفظة ذي‬
‫فيه ال خترجه عن كونه صافة فعل كقوهل‪{ :‬عزيز ذو انتقام})‪ .‬وقال الساعدي‪( :‬أي‪ :‬إذا أراد أن ينتقم من‬
‫أحد فإنه ال يفوته وال يعجزه)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة فعلية ثابتة بالكتاب والسنة بمعىن شدة العقاب‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬اجلبار‪ .‬الصفات‪ :‬الغضب ‪ -‬الكره ‪ -‬املقت ‪ -‬ابلطش‪ -‬شديد العقاب‪ .‬األفعال‪ :‬يغضب ‪ -‬يكره‬
‫‪ -‬يمقت ‪ -‬يبطش‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬

‫‪294‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ذهب املعطلة إىل تأويل صفة االنتقام‪ ،‬مع أنهم فِسوا الغضب هلل تعاىل بإرادة االنتقام أو االنتقام‪,‬‬
‫لزعمهم أن ظاهره يقتيض اتلمثيل بصفات املخلوقني‪ ,‬فيقال هلم‪:‬كذلك اإلرادة أو االنتقام يلزمكم فيه‬
‫ما فررتم منه من اتلمثيل‪ ,‬فإنه مما يتصف به املخلوق‪ ,‬فإن اكن إثباتهما ال يقتيض اتلمثيل فكذلك‬
‫الغضب‪ ,‬وإن اكن إثباتهما يلزم منه اتلمثيل لزمكم نيف اجلميع‪ ،‬واحلق إثبات االنتقام هلل تعاىل ىلع وجه‬
‫ال يماثل انتقام املخلوق‪ ،‬وبهذا يزول اإلشاكل‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬توضيح مقاصد العقيدة الواسطية للرباك‪ ،‬دار اتلدمرية‪ - .‬بدائع الفوائد البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار الكتاب‬
‫العريب‪ - .‬تيسري الكريم الرمحن يف تفسري الكم املنان للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ - .‬القواعد املثىل يف‬
‫صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن‬
‫للنرش‪ - .‬القول املفيد رشح كتاب اتلوحيد البن عثيمني‪ ،‬دار ابن اجلوزي‪ - .‬صفات اهلل عز وجل‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪،‬‬ ‫الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء‬
‫اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181669( :‬‬

‫‪295‬‬
‫اإلحاطة‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل القرآن الكريم ىلع وصف اهلل باإلحاطة يف مواضع‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪{ :‬واهلل حميط بالاكفرين} [ابلقرة‪:‬‬
‫‪ ]19‬وقوهل‪{ :‬وأن اهلل قد أحاط بكل يشء علما} [الطالق‪.]12 :‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ّ‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل تعاىل يوصف باإلحاطة‪ ،‬وبأنه حميط‪ ،‬ويه صفة ذاتية هل تليق به‬
‫سبحانه‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬واهلل تعاىل حميط باملخلوقات لكها إحاطة تليق جبالهل؛ فإن الساموات السابع واألرض يف‬
‫يده أصاغر من احلمصاة يف يد أحدنا)‪ .‬وقال ابن القيم‪[( :‬أي] أن العالم العلوي والسافيل يف قبضاته كما‬
‫قاال تعااىل‪{ :‬واهلل من ورائهم حميط}‪ ،‬فاإذا اكن حميطاا باالعاالم فهو فوقاه بااذلات اعل علياه من لك وجاه‬
‫وبكل معىن‪ ،‬فاإلحاطة تتضاامن العلو والسااعة والعظمة)‪ .‬وقال السااعدي‪( :‬املحيط بكل يشء علما‬
‫وقدرة ورمحة وقهرا)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة ذاتية هلل تتضمن العلو والسعة والعظمة‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬املحيط ‪ -‬احلفيظ ‪ -‬العيل ‪ -‬األىلع ‪ -‬الواسع – العظيم‪ .‬الصفات‪ :‬العلو ‪ -‬السعة – العظمة‪.‬‬
‫األفعال‪ :‬حييط‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫نَف املعطلة إحاطة اهلل خبلقه وعلوه ىلع عرشه‪,‬وزعموا زورا وبهتانا أن اهلل تعاىل مع خلقه حال فيهم‪،‬‬
‫ّ‬
‫وهذا باطل‪ ،‬فإن اذلي دلت عليه األدلة الرشعية‪ ،‬وأمجع عليه أهل العلم أن اهلل تعاىل ىلع عرشه فوق‬
‫سماواته‪ ،‬وعلمه حميط بكل يشء‪ ،‬قد أحاط جبميع ما خلق يف السماوات العىل‪ ،‬وجبميع ما خلق يف سبع‬
‫أرضني إحاطة تليق جبالهل؛ فإن السموات السبع واألرض يف يده أصغر من احلمصة يف يد أحدنا‪.‬‬

‫‪296‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬رشح نونية ابن القيم للهراس‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه‬
‫احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬خمترص الصواعق‬
‫املرسلة البن القيم‪ ،‬اختصار ابلعيل‪ ،‬دار احلديث‪ - .‬رشح الواسطية للهراس‪ ،‬دار اهلجرة للنرش واتلوزيع‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع‬ ‫‪ -‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة‬
‫انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181670( :‬‬

‫‪297‬‬
‫الكرم‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع إثبات (الكرم) صفة هلل تعاىل أدلة من الكتاب والسنة‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪{ :‬ياأيها اإلنسان ما غرك‬
‫بربك الكريم} [االنفطار‪ ]6 :‬وقوهل‪{ :‬فأما اإلنسان إذا ما ابتاله ربه فأكرمه ونعمه فيقول ريب أكرمن}‬
‫[الفجر‪ .]15 :‬وقوهل‪{ :‬اقرأ وربك األكرم} [العلق‪ .]3 :‬وأما من السنة فحديث عوف بن مالك ريض اهلل‬
‫عنه يف ادلاعء ىلع اجلنازة‪( :‬امهلل اغفر هل‪ ،‬وارمحه‪ ،‬واعفه‪ ،‬واعف عنه‪ ،‬وأكرم نزهل‪ ،‬ووسع مدخله) رواه‬
‫مسلم (‪.)963‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل موصوف بالكرم‪ ،‬وأن الكرم صفة ذاتية ثابتة هلل تعاىل بالكتاب والسنة‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قاال ابن تيمياة‪(:‬متصااف بغااياة الكرم اذلي ال يشء فوقاه وال نقص فياه)‪ .‬وقاال ابن القيم‪( :‬الكثري اخلري‪،‬‬
‫العظيم انلفع‪ ،‬وهو من لك يشء أحسانه وأفضاله‪ ،‬واهلل وصاف نفساه بالكرم‪ ،‬ووصاف به الكمه‪ ،‬ووصاف‬
‫به عرشه)‪ .‬وقال السعدي‪( :‬كثري اخلري يعم به الشاكر والاكفر)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة ذاتية ثابتة هلل عز وجل‪ ،‬معناها كرثة العطاء واخلري‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬الكريم ‪ -‬األكرم ‪ -‬الوهاب ‪ -‬املحسن ‪ -‬املنعم ‪ -‬الرب‪ .‬الصفات‪ :‬اجلود ‪ -‬الكرم ‪ -‬الوهاب ‪-‬‬
‫اإلحسان ‪ -‬اإلنعام ‪ -‬الرب األفعال‪ :‬جيود ‪ -‬يكرم ‪ -‬يهب ‪ -‬حيسن ‪ -‬ينعم‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تأول املعطلة أن كرم اهلل ال يعود ىلع اهلل منه يشء‪ ،‬وزعموا أن من أكرم يلحمد ويلحسن به ما يفعل‬
‫ّ‬
‫فهو غري كريم‪ ،‬وال شك أن هذا اتلفسري باطل‪ ،‬وليس عليه ديلل‪ ،‬وهو خمالف ملا ورد من انلصوص من‬
‫وصف اهلل تعاىل بالكرم واإلحسان‪ ،‬كما أن املعروف يف الرشع واللغة والعقل‪ ،‬أن اذلي يفعل أو يفيد‬
‫ال ملقصود أصال اعبث‪ ،‬واهلل مَنه عن ذلك‪ ،‬بل اهلل تعاىل يهب ويعطي تفضال وكرما ويمنع عدال‬
‫حلكمة يعلمها سبحانه‪.‬‬

‫‪298‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬رشح نونية ابن القيم للهراس‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه‬
‫احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬مدارج السالكني‬
‫البن القيم‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ - .‬رشح الواسطية للهراس‪ ،‬دار اهلجرة للنرش واتلوزيع ‪ -‬صفات اهلل عز‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن‬ ‫وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء‬
‫اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181671( :‬‬

‫‪299‬‬
‫َ‬
‫المقت‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع إثبات صفة املقت هلل تعاىل أدلة من الكتاب والسنة‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪{ :‬إن اذلين كفروا ينادون‬
‫ملقت اهلل أكرب من مقتكم أنفسكم} [اغفر‪ .]10 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬كرب مقتا عند اهلل أن تقولوا ما ال‬
‫تفعلون}‪ .‬وأما من السنة فحديث عياض بن محار ريض اهلل عنه‪( :‬وإن اهلل نظر إىل أهل األرض‪ ،‬فمقتهم‬
‫عربهم وعجمهم إال بقايا من أهل الكتاب) رواه مسلم (‪.)2865‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ّ‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل يوصف باملقت‪ ،‬وأنها صفة فعلية خربية ثابتة هلل تعاىل بالكتاب‬
‫والسنة‪ ،‬ويه عندهم صفة حقيقية ىلع ما يليق به‪ ،‬وال تشبه ما يتصف به املخلوق من ذلك‪ ،‬وال يلزم‬
‫منها ما يلزم يف املخلوق‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬واملقت ابلغض الشااديد وهو من جنس الغضااب)‪ .‬وقال ابن القيم‪( :‬أبغض األشااياء إىل‬
‫اهلل تعاىل وأكرهها هل)‪ .‬وقال السعدي‪( :‬غضب اهلل وعقابه)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة فعلية خربية ثابتة هلل تعاىل‪ ،‬معناها أشد ابلغض‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫الصفات‪ :‬األسف ‪ -‬االنتقام ‪ -‬السخط ‪ -‬الكراهة – اللعن‪ .‬األفعال‪ :‬آسف ‪ -‬يقهر ‪ -‬ينتقم ‪ -‬يسخط ‪-‬‬
‫يكره ‪ -‬يلعن ‪ -‬يمقت‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ّ‬
‫أنكر املعطلة هذه الصفة بناء ىلع إنكارهم قيام األفعال باهلل تعاىل‪ ،‬وزعموا أن هذه الصفة وما يف‬
‫معناها أمور ترجع إىل اثلواب والعقاب‪ ،‬وهذا اذلي قالوه باطل مردود‪ ،‬وأهل السنة واجلماعة ييبتون هذه‬
‫الصفات‪ ،‬ويؤمنون بأن اهلل تعاىل يمقت حقيقة وال تشبه صفاته ما يتصف به املخلوق‪ ،‬وال يلزم منها ما‬
‫يلزم يف املخلوق‪.‬‬

‫‪300‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬رشح نونية ابن القيم للهراس‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه‬
‫احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬رشح الواسطية‬
‫للهراس‪ ،‬دار اهلجرة للنرش واتلوزيع‪ - .‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪.‬‬ ‫القادر‬
‫‪ -‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة‬
‫اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181672( :‬‬

‫‪301‬‬
‫احلنان‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع إثبات صفة احلنان هلل تعاىل أدلة من الكتاب والسنة‪ ،‬منها‪ :‬قوهل تعاىل‪{ :‬ياحيىي خذ الكتاب بقوة‬
‫وآتيناه احلكم صبيا‪ ،‬وحنانا من دلنا وزاكة واكن تقيا} [مريم‪ .]13-12 :‬وأما من السنة فحديث أيب سعيد‬
‫اخلدري ريض اهلل عنه مرفواع‪( :‬يوضع الرصاط بني ظهراين جهنم‪ ...‬ثم يشفع األنبياء يف لك من اكن‬
‫يشهد أن ال هلإ إال اهلل خملصا‪ ،‬فيخرجونهم منها)‪ ،‬قال‪( :‬ثم يتحَن اهلل برمحته ىلع من فيها‪ ،‬فما يرتك‬
‫فيها عبدا يف قلبه مثقال حبة من إيمان إال أخرجه منها) رواه أمحد (‪ )11/3‬وابن جرير يف تفسريه‬
‫(‪ ،)16/113‬وحسن إسناده الواديع يف الشفاعة (ص ‪.)137‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل تعاىل موصوف باحلنان‪ ،‬ويه صفة فعلية خربية ثابتة هلل عز وجل‬
‫بالكتاب والسنة‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قاال ابن تيمياة‪( :‬واحلناان‪ :‬الرمحاة‪ ،‬يقاال‪ :‬حن علياه حين حنااناا‪ ،‬ومناه قوهل تعااىل‪{ :‬وحنااناا من دلناا وزاكة}‪،‬‬
‫واحلنان بالتشاديد‪ :‬ذو الرمحة‪ ،‬وحتَن عليه‪ :‬ترحم‪ ،‬والعرب تقول‪ :‬حنانيك يا رب! وحنانك! بمعىن واحد‪،‬‬
‫أي‪ :‬رمحتاك)‪ .‬قاال ابن القيم‪( :‬واحلناان الرمحاة تقول مناه‪ :‬حن علياه حين حنااناا)‪ .‬وقاال السااعادي يف قوهل‬
‫{وحنانا من دلنا وزاكة}‪( :‬أي‪ :‬رمحة ورأفة‪ ،‬تيِست بها أموره‪ ،‬وصلحت بها أحواهل‪ ،‬واستقامت بها أفعاهل)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة فعلية خربية‪ ،‬بمعىن الرمحة والعطف‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬الرحيم‪ .‬الصفات‪ :‬الرمحة‪ .‬األفعال‪ :‬يرحم – حين‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫َّ‬
‫أنكر املعطلة أن يوصف اهلل باحلنان‪ ،‬وقالوا‪ :‬إنها من الكيفيات انلفسية‪ ،‬واهلل مَنه عنها‪ ،‬وأولوها‬
‫بمعىن إرادة إحسانه ولطفه ىلع عباده‪ ،‬وهذا اذلي قالوه باطل؛ ملخالفته للنصوص الرصحية من الكتاب‬
‫والسنة واإلمجاع والعقل ادلالة ىلع إثبات صفات اهلل تعاىل كما يليق جبالهل‪ ،‬وأنه يلزمهم إن نفوا هذه‬

‫‪302‬‬
‫الصفات أن ينفوا كذلك ما أثبتوه من العلم والقدرة والسمع وابلرص واإلرادة وغريها؛ ألن القول يف‬
‫بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪ ،‬وأما تفسريهم بإرادة اإلحسان فيقال‪ :‬يه من لوازم الرمحة‬
‫والرأفة واحلنان‪ ،‬فإذا انتفت حقيقة هذه الصفات‪ ،‬انتَف الزمها وهو إرادة اإلحسان‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬رشح نونية ابن القيم للهراس‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه‬
‫احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬احلجة للتييم‪،‬‬
‫دار الراية‪ - .‬روضة املحبني البن القيم‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ - .‬بدائع الفوائد البن القيم‪ ،‬دار الكتاب‬
‫العريب‪ - .‬رشح الواسطية للهراس‪ ،‬دار اهلجرة للنرش واتلوزيع‪ - .‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد‬ ‫والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه‬
‫ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181673( :‬‬

‫‪303‬‬
‫ر‬
‫الرفق‬
‫ِ‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع إثبات صفة (الرفق) هلل تعاىل أدلة من السنة‪ ،‬منها حديث اعئشة ريض اهلل عنها مرفواع‪( :‬يا‬
‫اعئشة! إن اهلل رفيق‪ ،‬حيب الرفق يف األمر لكه) رواه ابلخاري (‪ )6927‬ومسلم (‪ )4027‬وحديث اعئشة‬
‫ريض اهلل عنها مرفواع‪( :‬امهلل من ويل من أمر أميت شيئا فشق عليهم فاشقق عليه‪ ،‬ومن ويل من أمر‬
‫أميت شيئا فرفق بهم فارفق به) رواه مسلم (‪.)1828‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل موصوف بالرفق‪ ،‬وأن الرفق صفة فعلية ثابتة هلل تعاىل بالسنة‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫ّ‬
‫قال ابن القيم‪( :‬فإنه رفيق حيب الرفق)‪ .‬وقال السعدي‪( :‬فاهلل تعاىل رفيق يف أفعاهل‪ ،‬خلق املخلوقات لكها‬
‫باتلدريج شايئا فشايئا حبساب حكمته ورفقه مع أنه قادر ىلع خلقها دفعة واحدة ويف حلظة واحدة)‪ .‬وقال‬
‫اهلراس‪( :‬هو اتلأين يف األمور واتلدرج فيها‪ ،‬وضده العنف اذلي هو األخذ فيها بشدة واستعجال)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة فعلية خربية‪ ،‬معناها اتلأين يف األمور واتلدرج فيها‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬الرفيق ‪ -‬اللَّطيف ‪ُّ َ -‬‬
‫حسن‪ .‬الصفات‪ :‬اللطف ‪-‬‬ ‫كيم ‪َّ -‬‬
‫الرؤوف ‪ -‬الم ِ‬ ‫الر ِحيم ‪ -‬ا َلودود ‪ -‬احل َ ِ‬
‫الرب ‪َّ -‬‬
‫ِ‬
‫الرب ‪ -‬الرمحة ‪ -‬الود ‪ -‬احلكمة ‪ -‬الرأفة ‪ -‬اإلحسان‪ .‬األفعال‪ :‬يرفق ‪ -‬يلطف ‪ -‬يرحم ‪ -‬يرب‪ -‬يود ‪ -‬يرأف ‪-‬‬
‫حيسن‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ّ‬
‫زعم بعض انلاس أن الرفق لم ييبت إال من طريق أخبار اآلحاد‪ ،‬وذللك فإن هذه الصفة ال تيبت يف حق‬
‫ّ‬
‫اهلل تعاىل‪ ،‬وهذا باطل فإن أحاديث اآلحاد الصحيحة جيب االحتجاج بها يف إثبات العقيدة كما حيتج‬
‫بها يف سائر األحاكم الرشعية‪ ،‬واتلفريق بني العقيدة وغريها يف هذا باطل بإمجاع األمة‪.‬‬

‫‪304‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬رشح نونية ابن القيم للهراس‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه‬
‫احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬مدارج السالكني‬
‫البن القيم‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ - .‬رشح الواسطية للهراس‪ ،‬دار اهلجرة للنرش واتلوزيع ‪ -‬صفات اهلل عز‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن‬ ‫وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء‬
‫اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181674( :‬‬

‫‪305‬‬
‫الرضا‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع إثبات صفة (الرضا) هلل تعاىل أدلة من الكتاب والسنة‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪{ :‬ريض اهلل عنهم ورضوا‬
‫عنه} [املائدة‪ ]119 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬لقد ريض اهلل عن املؤمنني إذ يبايعونك حتت الشجرة} [الفتح‪.]18 :‬‬
‫وأما من السنة فحديث اعئشة ريض اهلل عنها‪( :‬امهلل إين أعوذ برضاك من سخطك‪ ،‬وبمعافاتك من‬
‫عقوبتك) رواه مسلم (‪ )486‬وحديث‪( :‬إن اهلل يرىض لكم ثالثا ويكره لكم ثالثا) رواه مسلم‬
‫(‪.)1715‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل موصوف بالرضا‪ ،‬وأن الرضا صفة فعلية خربية ثابتة هلل تعاىل بالكتاب‬
‫والسنة‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫قال ابن القيم‪( :‬فرضااه سابحانه ساالم أن ينازعه الغضاب)‪ .‬وقال الساعدي‪( :‬ويف هذا احلديث‪ :‬إثبات‬
‫صافة الرىض والساخط هلل‪ ،‬وأن ذلك متعلق بمحابه ومراضايه‪ ...‬ورضااه وساخطه‪ ،‬من صافاته املتعلقة‬
‫بمشايئته وقدرته)‪ .‬وقال ابن عثيمني‪( :‬صافة ثابتة هلل عز وجل‪ ،‬ويه يف نفساه‪ ،‬وليسات شايئا منفصاال‬
‫عنه‪ ...‬ويه صافة حقيقية‪ ،‬متعلقة بمشايئته‪ ،‬فيه من الصافات الفعلية‪ ،‬يرىض عن املؤمنني وعن املتقني‬
‫وعن املقسطني وعن الشاكرين‪ ،‬وال يرىض عن القوم الاكفرين‪ ،‬وال يرىض عن القوم الفاسقني)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة فعلية خربية ثابتة هلل تعاىل‪ ،‬ومعناها عكس الغضب‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫الصفات‪ :‬الفرح ‪ -‬الضحك – املحبة‪ .‬األفعال‪ :‬يفرح ‪ -‬يضحك ‪ -‬حيب‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫تأول املعطلة أن الرضا انفعال نفس وتغري من حال إىل حال‪ ،‬وذلك ال يليق باهلل تعاىل‪ ،‬وزعموا أن الرضا‬
‫هو العطاء واإلنعام‪ ،‬أو إرادة اثلواب‪ ،‬وهذا اذلي قرروه باطل‪ ،‬إذ هو نيف حلقيقة الصفة عن اهلل وتعطيل‬

‫‪306‬‬
‫لرضاه سبحانه‪ ،‬أوجبه سوء الظن وتوهم أن هذه املعاين تكون يف اهلل كما يه يف املخلوق‪ ،‬تعاىل اهلل عن‬
‫تشبيههم وتعطيلهم‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة‬
‫الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬رشح الواسطية البن عثيمني‪ ،‬دار ابن اجلوزي‪ - .‬صفات اهلل عز وجل‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬أحاكم أهل اذلمة البن القيم‪،‬‬ ‫الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫دار رمادي للنرش‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن‬
‫يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181675( :‬‬

‫‪307‬‬
‫َ‬ ‫ر‬
‫الرجل والقدم‬
‫ِ‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع صفة (الرجل والقدم) هلل تعاىل أدلة من السنة‪ ،‬منها حديث أيب هريرة ريض اهلل عنه يف حتاجج‬
‫اجلنة وانلار‪ ،‬وفيه‪( :‬فأما انلار فال تمتلئ ح يضع اهلل تبارك وتعاىل رجله (وعند مسلم‪ :‬قدمه)‪،‬‬
‫فتقول‪ :‬قط قط) رواه ابلخاري (‪ )4850‬ومسلم (‪ ،)2846‬وأثر ابن عباس ريض اهلل عنه قال‪( :‬الكريس‬
‫موضع القدمني‪ ،‬والعرش ال يقدر أحد قدره) رواه ابن خزيمة يف اتلوحيد (برقم ‪ ،)154‬وقال األبلاين يف‬
‫خمترص العلو (‪ :)45‬صحيح موقوف‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن (القدم والرجل) هلل تعاىل صفة خربية‪ ،‬تليق جبالهل وعظمته سبحانه وتعاىل‬
‫من غري تكييف وال تمثيل وال تشبيه‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قال ابلغوي‪( :‬القدم‪ ...‬من صافات اهلل سابحانه وتعاىل املَنه عن اتلكييف والتشابيه‪ ،‬وكذلك لك ما جاء‬
‫من هاذا القبيال يف الكتااب أو السااناة‪ ،‬اكيلاد واإلصاابع والعني وامليجء واإلتياان‪ ،‬فااإليماان بهاا فرض‪،‬‬
‫ّ‬ ‫واالمتناع عن اخلوض فيها واجب)‪ .‬وقال ابن القيم‪( :‬من ال ي ُّ‬
‫قر بأنه استوى ىلع عرشه‪ ...‬وأنه يضع رجله‬
‫ىلع انلار‪ ،‬فتضيق بأهلها ويَنوي بعضها إىل بعض‪ ،‬إىل غري ذلك من شؤونه وأفعاهل اليت من لم يقر بها‪ :‬لم‬
‫ّ‬
‫يقر بأنه ىلع لك يشء قدير)‪ .‬وقال الساعدي‪( :‬هذه الصافة جتري جمرى َبقية َالصافات وتيبت هلل حقا ىلع‬
‫َ ْ َ َّ َ َ َّ َ َ ْ‬
‫اجل َّنا ِة َو َّ‬
‫اس‬‫انلا ِ‬ ‫َالوجاه الالئق بعظمتاه‪ ،‬وذلاك أن اهلل وعاد انلاار بملئهاا‪ ،‬كماا قاال‪{ :‬ألمألن جهنم ِمن ِ‬
‫ني} [هود‪ ]119 :‬فلما اكن من مقتَض ا رمحته أن ال يعذب أحدا بغري جرم‪ ،‬واكنت انلار يف اغية الكرب‬ ‫َْ‬
‫مجع َ‬
‫أ ِ‬
‫والسعة‪ ،‬حقق وعده تعاىل ووضع عليها قدمه‪ ،‬فتالىق طرفاها ولم يبق فيها فضل عن أهلها)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة هلل تعاىل حقيقة ىلع ما يليق بعظمته‪ ،‬ال تماثل رجل وقدم املخلوقني‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫الصفات‪ :‬الساق‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصف ات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬

‫‪308‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫تأول املعطلة هذه الصفات بعدة تأويالت غريبة‪ ،‬منها قوهلم‪ :‬املراد بالرجل اجلماعة من انلاس‪ ،‬وقالوا‪:‬‬
‫ال بد من رصف لفظة (القدم والرجل) عن ظاهرها لقيام ادليلل القطيع العقيل ىلع استحالة اجلارحة‬
‫ىلع اهلل تعاىل‪ ،‬وهذا اذلي قرروه باطل‪ ،‬فمن اذلي قال‪ :‬إن قدم اهلل جارحة من اجلوارح ح تضطروا إىل‬
‫مثل هذه اتلأويالت‪ ،‬بل اذلي عليه سلف هذه األمة أن قدم اهلل ووجه اهلل ويده وعينه وأصابعه‪ ،‬وما‬
‫يف معناها من هذه الصفات اخلربية صفات هلل ىلع ما يليق به سبحانه‪ ،‬وال يقال بأنها جوارح هل‪ ،‬لعدم‬
‫ورود ادليلل بهذا اللفظ‪ ،‬وألن صفاته ال تعلم كيفيتها وال كنهها‪ ،‬وال يعين ذلك رصفها عن ظاهرها‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة‬
‫الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬رشح الواسطية للهراس‪ ،‬دار اهلجرة للنرش واتلوزيع ‪ -‬صفات اهلل عز وجل‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪،‬‬ ‫الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء‬
‫اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181676( :‬‬

‫‪309‬‬
‫املغفرة ‪ -‬الغفران‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ّ‬
‫دل ىلع إثبات صفة (املغفرة والغفران) هلل تعاىل أدلة كثرية من الكتاب والسنة‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪{ :‬وقالوا‬
‫سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإيلك املصري} [ابلقرة‪ ،]285 :‬وقوهل‪{ :‬إن اهلل عزيز غفور} [فاطر‪،]28 :‬‬
‫وقوهل‪{ :‬أال هو العزيز الغفار} [الزمر‪ .]5 :‬وأما من السنة فحديث أيب هريرة ريض اهلل عنه أن انليب صىل‬
‫اهلل عليه وسلم قال‪( :‬بل قولوا‪ :‬سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإيلك املصري) رواه مسلم (‪ .)125‬وحديث‬
‫اعئشة ريض اهلل عنها أن انليب صىل اهلل عليه وسلم قال‪( :‬من أحب لقاء اهلل أحب اهلل لقاءه‪ ،‬ومن كره‬
‫لقاء اهلل كره اهلل لقاءه) فقيل‪ :‬يا رسول اهلل! كراهية لقاء اهلل كراهية املوت‪ ،‬لكنا نكره املوت؟ قال‪:‬‬
‫(ذاك عند موته‪ ،‬إذا برش برمحة اهلل ومغفرته أحب لقاء اهلل فأحب اهلل لقاءه) رواه النسايئ (‪،)1734‬‬
‫وصححه األبلاين‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ّ‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل موصوف باملغفرة والغفران‪ ،‬وأنها صفة صفة فعلية ثابتة هلل عز وجل‬
‫بالكتاب والسنة‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قاال ابن تيمياة‪( :‬املغفرة معنااهاا وقااياة رش اذلناب‪ ،‬حبياث ال يعااقاب ىلع اذلناب‪ ،‬فمن غفر ذنباه‪ ،‬لم يعااقاب‬
‫عليه)‪ .‬وقال ابن القيم‪( :‬لفظ املغفرة يتضامن الوقاية واحلفظ)‪ .‬وقال الساعدي‪( :‬من مغفرته أن املِسافني‬
‫ىلع أنفسااهم اذلين قطعوا أعمارهم باألعمال الساايئة‪ ،‬إذا تابوا إيله وأنابوا ولو قبيل موتهم بأقل القليل‪،‬‬
‫فإنه يعفو عنهم‪ ،‬ويتجاوز عن سيئاتهم)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة فعلية ثابتة هلل عز وجل‪ ،‬معناها وقاية رش اذلنب وعدم املعاقبة عليه‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫ْ‬
‫األسماء‪ :‬اغفراذلنب ‪ -‬الغفور‪ -‬الغفار‪ -‬الستري‪ -‬العف ّو‪ .‬الصفات‪ - :‬السرت – العفو‪ .‬األفعال‪ :‬يغفر ‪ -‬يعفو‬
‫‪ -‬يسرت‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬

‫‪310‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ّ‬
‫أنكر املعطلة تعلق املغفرة باملشيئة‪ ،‬وزعموا أن الصحيح قول من جيزم باملغفرة للك مذنب‪ ،‬وهذا اذلي‬
‫ّ‬
‫قالوه باطل فإن قوهل تعاىل‪ { :‬إن اهلل ال يغفر أن يرشك به ويغفر ما دون ذلك ملن يشاء } ديلل ىلع أنه‬
‫يغفر ابلعض دون ابلعض‪ ،‬ولو اكن لك ظالم نلفسه مغفورا هل بال توبة وال حسنات ماحية لم يعلق ذلك‬
‫باملشيئة‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬جهود اإلمام ابن قيم اجلوزية يف تقرير توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد العيل‪ ،‬املربة اخلريية‬
‫لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬تيسري الكريم الرمحن يف تفسري الكم املنان للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪- .‬‬
‫اتلدمرية البن تيمية‪ ،‬طبعة مكتبة العبياكن‪ - .‬مدارج السالكني بني منازل إياك نعبد وإياك نستعني‬
‫البن القيم‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح‬
‫العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬رشح الواسطية للهراس‪ ،‬دار اهلجرة للنرش‬
‫واتلوزيع‪ - .‬رشح العقيدة الطحاوية لعبد الرمحن الرباك‪ ،‬دار اتلدمرية‪ - .‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك‬ ‫الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه‬
‫ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181677( :‬‬

‫‪311‬‬
‫َْ‬
‫اخللق‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع إثبات صفة اخللق هلل تعاىل أدلة من الكتاب والسنة‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪{ :‬أال هل اخللق واألمر}‬
‫[األعراف‪ .]54 :‬وقوهل‪{ :‬إن ربك هو اخلالق العليم} [احلجر‪ .]86 :‬وقوهل‪{ :‬ولقد خلقنا اإلنسان ونعلم ما‬
‫توسوس به نفسه} [ق‪ .]16 :‬وقوهل‪{ :‬هو اهلل اخلالق ابلاريء املصور هل األسماء احلسىن} [احلرش‪ .]24 :‬وأما‬
‫من السنة‪ :‬فحديث أيب هريرة رضيي اهلل عنه مرفواع‪( :‬قال اهلل تعاىل‪ :‬ومن أظلم ممن ذهب خيلق‬
‫كخليق‪ ،‬فليخلقوا ذرة‪ ،‬أو يلخلقوا حبة‪ ،‬أو يلخلقوا شعرية) رواه ابلخاري (‪ )5953‬ومسلم (‪.)2111‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ّ‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل تعاىل موصوف بصفة باخللق‪ ،‬ويه من صفات اذلات وصفات الفعل‬
‫معا‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قاال ابن تيمياة‪( :‬واخللق هو اإلباداع بتقادير‪ ،‬وذلاك يتضاامن تقاديرهاا يف العلم اقبل تكونهاا يف اخلاارج)‪،‬‬
‫(ومذهب اجلمهور أن اخللق غري املخلوق‪ ،‬فاخللق فعل اهلل القائم به‪ ،‬واملخلوق هو املخلوقات املنفصالة‬
‫عنه)‪( ،‬واسام الصافة يقع تارة ىلع الصافة اليت يه مساىم املصادر ويقع تارة ىلع متعلقها اذلي هو مساىم‬
‫املفعول لكفظ اخللق يقع تارة ىلع الفعل وىلع املخلوق)‪ .‬قال ابن القيم‪( :‬فكونه خالقا عليما يقتيضاا أن‬
‫خيلق ما يشاء‪ ،‬وال يعجزه ما أراده من اخللق)‪ .‬وقال السعدي‪( :‬فإنه تعاىل اخلالق‪ ،‬اذلي مجيع املخلوقات‪،‬‬
‫متقدمها ومتأخرها‪ ،‬صاغريها وكبريها‪ ،‬لكها أثر من آثار خلقه وقدرته‪ ،‬وأنه ال يساتعيصا عليه خملوق أراد‬
‫خلقه)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة ذاتية فعلية‪ ،‬بمعىن اإلبداع بتقدير واإلجياد لألشياء‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬اخلالق ‪ -‬اخلالق ‪ -‬ابلاري – املصور‪ .‬الصفات‪ :‬اخللق‪ .‬األفعال‪ :‬خيلق ‪ -‬يصور ‪ -‬يربأ – يوجد‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬

‫‪312‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫‪ -1‬نَف املعطلة أن يكون اهلل تعاىل خالق أفعال العباد‪ ،‬وقالوا‪ :‬إنما أفعاهلم وقعت بقدرتهم واختيارهم‪.‬‬
‫فأثبتوا قدرة اهلل ىلع أعيان املخلوقات وأوصافها‪ ،‬ونفوا قدرته ىلع أفعال امللكفني‪ ،‬ويزعمون‪ :‬أنهم بهذا‬
‫القول يَنهون اهلل عن الظلم؛ ألنه لو قدر املعايص عليهم‪ ،‬ثم عذبهم عليها‪ ،‬لاكن ظالما هلم‪ ،‬وهذا‬
‫خمالف للكتاب والسنة من أن اهلل تعاىل خالق لك يشء‪ ،‬فهو خالق العباد وأفعاهلم‪ ,‬وخالق لك صانع‬
‫وصنعته‪ ،‬وأما ما زعموه من كونه سبحانه لو اكن خالقا ألفعاهلم ثم عذبهم عليها لاكن ظاملا فجوابه‪- :‬‬
‫ّ‬
‫هلم قدرة ومشيئة وإرادة‪ ،‬وهذه‬ ‫َ‬ ‫العباد‬ ‫بل‬ ‫عليها‪،‬‬ ‫جيربهم‬ ‫ه‬ ‫كونه سبحانه خالقا ألفعال العباد ال يعين أن‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫{و َما تشاؤون إال أن يَشاء اَّلل َر ُّب ال َعالم َ‬ ‫القدرة واملشيئة حتت مشيئة اهلل تعاىل‪ ،‬كما قال تعاىل‪َ :‬‬
‫ني}‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فاهلل لم جيربهم ىلع أفعاهلم ح يكون ظاملا هلم‪ ،‬وثانيا أن اإلثابة والعقاب إنما يه ىلع كسبهم ال ىلع‬
‫خلقه ألفعاهلم‪ ،‬وذللك تنسب إيلهم أفعاهلم وتضاف إيلهم فيقال‪ :‬العبد هو املصيل واملزيك مثال‪ -2 .‬أن‬
‫اخللق يأيت بمعىن املخلوق وبمهىن الفعل القائم باهلل تعاىل‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬رشح نونية ابن القيم للهراس‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه‬
‫احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬بيان تلبيس‬
‫اجلهمية البن تيمية‪ ،‬طبعة جممع امللك فهد‪ - .‬رشح الواسطية للهراس‪ ،‬دار اهلجرة للنرش واتلوزيع ‪-‬‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع‬ ‫صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬ادلرة ابلهية للسعدي‪ ،‬أضواء‬
‫السلف ‪ -‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪،‬‬
‫طبعة اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181712( :‬‬

‫‪313‬‬
‫اجلمال‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع إثبات صفة (اجلمال) هلل تعاىل السنة الصحيحة‪ ،‬كما يف حديث عبد اهلل بن مسعود ريض اهلل‬
‫عنه مرفواع‪( :‬إن اهلل مجيل حيب اجلمال) رواه مسلم (‪.)91‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل تعاىل موصوف بصفة اجلمال‪ ،‬ويه صفة ذاتية ثابتة هلل تعاىل بالسنة‬
‫الصحيحة‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قاال اخلطاايب‪( :‬ذو انلور وابلهجاة)‪ .‬وقاال ابن القيم‪( :‬هل اجلماال اتلاام الاكمال من مجيع الوجوه‪ :‬مجاال اذلات‪،‬‬
‫ومجال الصاافات‪ ،‬ومجال األفعال‪ ،‬ومجال األسااماء‪ ،‬وإذا مجع مجال املخلوقات لكه ىلع شااخص واحد‪ ،‬ثم‬
‫اكنت مجيعها ىلع مجال ذلك الشااخص‪ ،‬ثم نسااب هذا اجلمال إىل مجال الرب تبارك وتعاىل‪ ،‬اكن أقل من‬
‫ٌ‬
‫(مجيل يف ذاته وأسامائه وصافاته وأفعاهل‪ّ ،‬‬
‫حيب‬ ‫نسابة رساج ضاعيف إىل عني الشامس)‪ .‬وقال الساعدي‪:‬‬
‫اجلمال الظاهري واجلمال ابلاطين)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ّ‬
‫صفة ذاتية هلل عز وجل‪ ،‬تدل ىلع أنه سبحانه مجيل يف ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاهل‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬اجلميل‪ .‬الصفات‪ :‬اجلالل‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫قال بعض املعطلة إنه ال جيوز أن يوصف اهلل با (اجلميل)‪ ،‬وال وجه هلم يف إنكار ذلك؛ ألنه صح أنه‬
‫صىل اهلل عليه وسلم قال‪( :‬إن اهلل مجيل حيب اجلمال)‪ ،‬فالواجب اإليمان والتسليم‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬توضيح مقاصد العقيدة الواسطية للرباك‪ ،‬دار اتلدمرية‪ - .‬تيسري الكريم الرمحن يف تفسري الكم املنان‬
‫للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح‬
‫العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬رشح الواسطية البن عثيمني‪ ،‬دار ابن‬

‫‪314‬‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪- .‬‬ ‫اجلوزي‪ - .‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181713( :‬‬

‫‪315‬‬
‫َّ‬
‫الصب‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ُّ َّ‬
‫دل ىلع وصف اهلل تعاىل بصفة (الصرب) السنة انلبوية‪ :‬فيف حديث أيب موىس ريض اهلل عنه عن انليب‬
‫صىل اهلل عليه وسلم قال‪( :‬ما أحد أصرب ىلع أذى سمعه من اهلل‪ ،‬يدعون هل الودل ثم يعافيهم ويرزقهم)‬
‫رواه ابلخاري (‪ )7378‬ومسلم (‪.)49‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل يوصف بالصرب‪ ،‬كما هو ثابت يف السنة الصحيحة‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬فهو يفرح بما حيبه‪ ،‬ويؤذيه ما يبغضاه‪ ،‬ويصارب ىلع ما يؤذيه‪ ،‬وحبه ورضااه وفرحه وساخطه‬
‫وصااربه ىلع ما يؤذيه لك ذلك من كماهل‪ ،‬ولك ذلك من صاافاته وأفعاهل‪ ،‬وهو اذلي خلق اخلالئق وأفعاهلم‬
‫وهم لن يبلغوا رضه فيرضوه ولن يبلغوا نفعه فينفعوه)‪ .‬وقال ابن القيم‪( :‬وصربه تعاىل يفارق صرب املخلوق‬
‫وال يماثله من وجوه متعددة‪ ...،‬وأما صاربه سابحانه فمتعلق بكفر العباد ورشكهم ومسابتهم هل سابحانه‬
‫وأنواع معاصاايهم وفجورهم)‪ .‬وقال السااعدي‪( :‬اذلي يعصاايه العاصااون ويتجرأ عليه املتجرئون وهو‬
‫يعافيهم ويرزقهم ويسدي عليهم نعمه الظاهرة وابلاطنة)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة ثابتة هلل بالسنة الصحيحة‪ ،‬فيها معىن رفقه وحلمه وعدم معاجلته للكفار والعاصني‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬الرفيق ‪ -‬احلليم‪ .‬الصفات‪ :‬احللم‪ .‬األفعال‪ :‬يصرب –حيلم‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ّ‬
‫تأول املعطلة صفة الصرب هلل تعاىل‪ ،‬وقالوا ال يوصف اهلل بالصرب‪ ،‬وال يقال عنه صبور؛ ألن الصرب حتمل‬
‫ّ‬
‫اليشء‪ ،‬وهو يدل ىلع ضعف‪ ،‬وهذا اذلي قرروه باطل؛ ألن هذا اذلي زعموه يف حق املخلوق الضعيف‪،‬‬
‫أما القوي سبحانه فصربه عن قدرة شاملة‪ ،‬وعزة اكملة‪ ،‬وال وجه إلنكار هذه الصفة؛ ألن احلديث قد‬
‫ورد بها‪ ،‬ولوال اتلوقيف ملا قلنا به‪ ،‬فنصف اهلل بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوهل ال نتجاوز‬
‫القرآن واحلديث‪.‬‬

‫‪316‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬رشح نونية ابن القيم للهراس‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه‬
‫احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬رشح الواسطية‬
‫للهراس‪ ،‬دار اهلجرة للنرش واتلوزيع ‪ -‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪.‬‬ ‫القادر‬
‫‪-‬عدة الصابرين البن القيم‪ ،‬دار ابن كثري‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181714( :‬‬

‫‪317‬‬
‫َّ‬
‫حك‬
‫الض ِ‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع إثبات صفة (الضحك) هلل تعاىل السنة انلبوية‪ ،‬فعن أيب هريرة ريض اهلل عنه مرفواع‪( :‬يضحك‬
‫اهلل إىل رجلني يقتل أحدهما اآلخر‪ ،‬الكهما يدخل اجلنة) رواه ابلخاري (‪ )2826‬ومسلم (‪ ،)1890‬وعن‬
‫عبد اهلل بن مسعود ريض اهلل عنه يف آخر أهل انلار خروجا منها وآخر أهل اجلنة دخوال فيها أنه قال‬
‫خياطب اهلل عز وجل فيقول‪( :‬أتسخر يب؟ أو تضحك يب وأنت امللك) رواه ابلخاري (‪ )6571‬ومسلم‬
‫(‪.)186‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل يوصف بالضحك‪ ،‬وأنها صفة من الصفات الفعلية اخلربية اثلابتة‬
‫باألحاديث الصحيحة‪ ،‬فهو سبحانه يضحك حقيقة ىلع ما يليق به وخيتص به‪ ،‬وأنه ضحك ال كضحك‬
‫املخلوقني‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قاال ابن تيمياة معلقاا ىلع حادياث أيب رزين وفياه‪« :‬لن نعادم من رب يضااحاك خريا»‪( :‬فجعال األعرايب‬
‫العاقل بصاحة فطرته ضاحكه ديلال ىلع إحساانه وإنعامه‪ ،‬فدل ىلع أن هذا الوصاف مقرون باإلحساان‬
‫املحمود‪ ،‬وأنه من صافات الكمال)‪ .‬وقال ابن القيم‪ِ ( :‬من هذا ضاحكه سابحانه من عبده‪ ،‬حني يأيت من‬
‫عبوديته بأعظم ما حيبه‪ ،‬فيضاحك سابحانه فرحا ورضاا‪ ...،‬وليس يف إثبات هذه الصافات حمذور ابلتة‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫فإنه ٌ‬
‫فرح ليس كمثله يشء‪ ،‬وضااحك ليس كمثله يشء‪ ،‬وحكمه حكم رضاااه وحمبته وإرادته وسااائر‬
‫صافاته‪ ،‬فابلاب باب واحد‪ ،‬ال تمثيل وال تعطيل)‪ .‬وقال الشايخ الساعدي يف قوهل صاىل اهلل عليه وسالم‪:‬‬
‫«يضحك اهلل إىل رجلني‪( :»...‬وهذا أيضا من كمال ومجال إحسانه وسعة رمحته)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة فعلية خربية تليق باهلل تعاىل دالة ىلع كمال ومجال إحسانه وسعة رمحته‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫الصفات‪ :‬الرمحة ‪ -‬الرضا‪ .‬األفعال‪ :‬يضحك‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬

‫‪318‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫زعم املعطلة أن ضحك الرب رضاه ورمحته وصفحه عن اذلنوب‪ ،‬أوكقولك‪ :‬رأيت زراع يضحك‪ ،‬وهذا‬
‫غري صحيح؛ ألن تفسري ضحك اهلل برضاه ورمحته تفسري لصفة بصفة أخرى‪ ،‬وأهل السنة يقولون بل‬
‫هو ضحك حقييق يليق جبالهل‪ ،‬وال يشبه ضحك املخلوقني‪ ،‬وأما قوهلم هو كقولك رأيت زراع يضحك‪،‬‬
‫فهو تشبيه لضحك اهلل بضحك الزرع؛ واهلل ليس كمثله يشء وهو السميع ابلصري‪ ،‬ألن ضحك الزرع‬
‫ليس بضحك‪ ،‬إنما هو خرضته ونضارته‪ ،‬وهو مثل ىلع املجاز‪ ،‬وضحك اهلل أصل وحقيقة للضحك‪،‬‬
‫ويضحك كما يشاء سبحانه‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬اتلنبيهات اللطيفة للسعدي‪ ،‬دار طيبة‪ - .‬رشح نونية ابن القيم للهراس‪ ،‬دار الكتب العلمية‪- .‬‬
‫الرسالة األكملية البن تيمية‪ ،‬مطبعة املدين‪ - .‬تعليقات الشيخ الرباك ىلع املخالفات العقدية يف فتح‬
‫ابلاري لعبد الرمحن بن نارص الرباك‪ ،‬الطبعة السلفية‪ - .‬خمترص الصواعق املرسلة البن القيم‪ ،‬دار‬
‫القاهرة‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف‬
‫مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬رشح الواسطية للهراس‪ ،‬دار اهلجرة للنرش واتلوزيع ‪ -‬صفات اهلل‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن‬ ‫عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181715( :‬‬

‫‪319‬‬
‫السرت‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع صفة (السرت) هلل تعاىل السنة انلبوية‪ ،‬فمن ذلك حديث أيب هريرة ريض اهلل عنه‪( :‬ال يسرت اهلل‬
‫ىلع عبد يف ادلنيا إال سرته اهلل يوم القيامة) رواه مسلم (‪ ،)2590‬وحديث يعىل بن أمية ريض اهلل عنه أن‬
‫انليب صىل اهلل عليه وسلم‪( :‬إن اهلل حليم‪ ،‬حيي ستري‪ ،‬حيب احلياء والسرت‪ ،‬فإذا اغتسل أحدكم‪،‬‬
‫ليسترت) رواه أبو دواد (‪ )4012‬والنسايئ (‪ )1/200‬وأمحد (‪ ،)4/224‬وصححه األبلاين كما يف صحيح سَن‬
‫النسايئ برقم (‪.)404‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل تعاىل موصوف بالسرت‪ ،‬وأن السرت‪ :‬صفة فعلية ثابتة بالسنة‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قال ابليهيق‪(:‬يسارت ىلع عباده كثريا وال يفضاحهم يف املشااهد‪ ،‬كذلك حيب من عباده السارت ىلع أنفساهم ‪,‬‬
‫يي فليس يفضح عبده‪.....‬عند اتلجاهر منه بالعصيان‬ ‫واجتناب ما يشينهم)‪ .‬وقال ابن القيم‪( :‬وهو احل َ ُّ‬
‫لكنه يليق عليه سارته‪.....‬فهو الساتري وصااحب الغفران)‪ .‬وقال الشايخ الساعدي‪( :‬يكره من عبده إذا فعل‬
‫معصاية أن يذيعها‪ ،‬بل يتوب إيله فيما بينه وبينه‪ ،‬وال يظهرها للناس‪ ،‬وإن من أمقت انلاس إيله من بات‬
‫اعصيا‪ ،‬واهلل يسرته فيصبح يكشف سرت اهلل عليه)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫السرت‪ :‬صفة فعلية هلل تعاىل‪ ،‬دالة ىلع كمال حلمه ورمحته وكرمه سبحانه‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫ّ‬
‫العفو ‪ -‬الغفور ‪ -‬اتلواب ‪ -‬الرحيم‪ .‬الصفات‪ :‬احلياء –‬ ‫األسماء‪ :‬الستري ‪ -‬احليي ‪ -‬الكريم ‪ -‬احلليم ‪-‬‬
‫الكرم ‪ -‬احللم ‪ -‬املغفرة ‪ -‬اتلوب ‪ -‬الرمحة‪ .‬األفعال‪ :‬يسرت ‪ -‬يكرم‪ -‬يستحيي ‪ -‬حيلم ‪ -‬يغفر ‪ -‬يتوب ‪-‬‬
‫يرحم‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪ ،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ُّ َّ‬
‫‪ -1‬جرى ىلع ألسنة كثري من انلاس قوهلم‪( :‬يا ساتر) أو (يا ستار) ولم يرد هذان االسمان يف السنة‬
‫الصحيحة؛ ذلا ينبَغ أن يقال بدال من ذلك‪( :‬يا ستري)‪ -2 .‬تأول املعطلة أن اهلل ال يقوم به وصف السرت‪،‬‬

‫‪320‬‬
‫وهذا القول باطل؛ ألن الستري من أسمائه سبحانه‪ ،‬وهو متضمن لصفة السرت فيه صفة هل قائمة به‪،‬‬
‫وإثبات املشتق يؤذن بيبوت املشتق منه‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬رشح نونية ابن القيم للهراس‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه‬
‫احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬مدارج السالكني‬
‫البن القيم‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ - .‬رشح الواسطية للهراس‪ ،‬دار اهلجرة للنرش واتلوزيع‪ - .‬صفات اهلل عز‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن‬ ‫وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181716( :‬‬

‫‪321‬‬
‫السمع‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع صفة (السمع) أدلة كثرية جدا من القرآن الكريم والسنة املطهرة واإلمجاع‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪:‬‬
‫{إنين معكما أسمع وأرى} [طه‪ ]46 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬ليس كمثله يشء وهو السميع ابلصري} [الشورى‪]11 :‬‬
‫وقوهل تعاىل‪{ :‬قد سمع اهلل قول اليت جتادلك يف زوجها وتشتّك إىل اهلل واهلل يسمع حتاوركما إن اهلل سميع‬
‫بصري} [املجادلة‪ ،]1 :‬وقول اعئشة‪( :‬احلمد هلل اذلي وسع سمعه األصوات) رواه ابلخاري تعليقا بصيغة‬
‫اجلزم (‪ ،)9/117‬وصححه ابن حجر يف اتلغليق (‪ )5/339‬واألبلاين يف صحيح ابن ماجه‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ييبت أهل السنة واجلماعة صفة السمع هلل تعاىل قائمة بذاته‪ ،‬ىلع ما يليق جبالل اهلل وعظمته‪ ،‬وأنها صفة‬
‫حقيقية هلا حكما وأثرا‪ ،‬وهو أنه سبحانه يسمع مجيع األصوات باختالف اللغات ىلع تفَن احلاجات‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬دل الكتاب والساانة واتفاق ساالف األمة ودالئل العقل ىلع أنه سااميع بصااري‪ ،‬والساامع‬
‫وابلرصا ال يتعلق باملعدوم‪ ،‬فإذا خلق األشاياء رآها سابحانه وإذا داعه عباده سامع داعءهم وسامع َواهم)‪.‬‬
‫قال ابن القيم‪[( :‬اذلي] أحاط ساامعه جبميع املساامواعت)‪ .‬قال الشاايخ السااعدي‪[( :‬السااميع] جلميع‬
‫املسمواعت)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫السمع‪ :‬صفة ذاتية فعلية من صفات اهلل تعاىل يدرك بها مجيع املسمواعت‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬السميع – ابلصري‪ .‬الصفات‪ :‬ابلرص‪ -‬العلم ‪ -‬اإلحاطة – االجابة‪ .‬األفعال‪ :‬يبرص‪ -‬يعلم ‪ -‬جييب‬
‫‪ -‬حييط‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ّ‬
‫اضطرب املعطلة يف إثبات صفة السمع هلل تعاىل‪ ،‬فزعم بعضهم أن معناه يرجع إىل العلم فحسب‪ ،‬وقال‬
‫ّ‬
‫آخرون‪ :‬إنه ال يتجدد هلل سمع أو برص‪ ،‬وإنما هو تعلق ونسبة وإضافة فقط‪ ،‬وقد دل الكتاب والسنة‬

‫‪322‬‬
‫واتفاق سلف األمة ودالئل العقل ىلع أن اهلل تعاىل سميع بسمع بصري ببرص‪ ،‬والسمع وابلرص ال يتعلق‬
‫باملعدوم‪ ،‬وإنما باملوجود‪ ،‬فإذا خلق األشياء رآها سبحانه‪ ،‬وإذا داعه عباده سمع داعءهم وسمع َواهم‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬تيسري الكريم الرمحن يف تفسري الكم املنان للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ - .‬اتلدمرية البن تيمية‪ ،‬طبعة‬
‫مكتبة العبياكن‪ - .‬مدارج السالكني بني منازل إياك نعبد وإياك نستعني البن القيم‪ ،‬دار الكتاب‬
‫العريب‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف‬
‫مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬احلق الواضح املبني للسعدي‪ ،‬دار ابن القيم‪ - .‬صفات اهلل عز‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن‬ ‫وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬موقف ابن تيمية من األشاعرة لعبد الرمحن‬
‫املحمود‪ ،‬دار الرشد‪ - .‬معارج القبول برشح سلم الوصول إىل علم األصول حلافظ حكيم‪ ،‬دار ابن القيم‪.‬‬
‫‪ -‬القول املفيد رشح كتاب اتلوحيد البن عثيمني‪ ،‬دار ابن اجلوزي‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181717( :‬‬

‫‪323‬‬
‫ابلرص‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع صفة (ابلرص) أدلة كثرية جدا من القرآن الكريم ومن السنة انلبوية واإلمجاع‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪:‬‬
‫نعما يعظكم به إن اهلل اكن سميعا بصريا} [النساء‪ ]58 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬ليس كمثله يشء وهو‬ ‫{إن اهلل َّ‬
‫السميع ابلصري} [الشورى‪ ]11 :‬وقوهل تعاىل‪ { :‬إن اهلل سميع بصري} [املجادلة‪ .]1 :‬وأما من السنة فحديث‬
‫أيب موىس األشعري ريض اهلل عنه قال‪ :‬قال رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم‪( :‬يا أيها انلاس‪ ،‬اربعوا ىلع‬
‫أنفسكم‪ ،‬إنكم ال تدعون أصم وال اغئبا‪ ،‬ولكن تدعون سميعا بصريا) رواه ابلخاري (‪)6384‬‬
‫ومسلم (‪.)2704‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ييبت أهل السنة واجلماعة صفة ابلرص هلل تعاىل قائمة بذاته‪ ،‬ىلع ما يليق جبالل اهلل وعظمته‪ ،‬وأنها صفة‬
‫حقيقية هل حكما وأثرا‪ ،‬وهو أنه سبحانه يبرص مجيع املرئيات من األشخاص واأللوان مهما لطفت أو‬
‫بعدت‪ ،‬فال تؤثر ىلع رؤيته احلواجز واألستار‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬دل الكتاب والسنة واتفاق سلف األمة ودالئل العقل ىلع أنه سميع بصري‪ ،‬والسمع وابلرص‬
‫ال يتعلق باملعدوم‪ ،‬فإذا خلق األشياء رآها سبحانه وإذا داعه عباده سمع داعءهم وسمع َواهم)‪ .‬قال‬
‫السعدي‪[( :‬اليت] يبرص[بها] لك يشء وإن دق وصغر‪ ،‬فيبرص دبيب انلملة السوداء يف الليلة الظلماء ىلع‬
‫الصخرة الصماء‪ ،‬ويبرص ما حتت األرضني السبع كما يبرص ما فوق السموات السبع)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫ابلرص صفة من صفات اهلل تعاىل اذلاتية الفعلية اليت يدرك بها مجيع املبرصات‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬ابلصري‪ .‬الصفات‪ :‬العني ‪ -‬الرؤية ‪-‬انلظر‪ -‬السمع‪ .‬األفعال‪ :‬يبرص ‪ -‬يرى ‪ -‬يسمع‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ّ‬
‫اضطرب املعطلة يف إثبات صفة ابلرص هلل تعاىل‪ ،‬فزعم بعضهم أن معناه يرجع إىل العلم فحسب‪ ،‬وقال‬
‫ّ‬
‫آخرون‪ :‬إنه ال يتجدد هلل سمع أو برص‪ ،‬وإنما هو تعلق ونسبة وإضافة فقط‪ ،‬وقد دل الكتاب والسنة‬

‫‪324‬‬
‫واتفاق سلف األمة ودالئل العقل ىلع أن اهلل تعاىل سميع بصري‪ ،‬والسمع وابلرص ال يتعلق باملعدوم‪،‬‬
‫وإنما باملوجود‪ ،‬فإذا خلق األشياء رآها سبحانه‪ ،‬وإذا داعه عباده سمع داعءهم وسمع َواهم‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬تيسري الكريم الرمحن يف تفسري الكم املنان للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ - .‬اتلدمرية البن تيمية‪ ،‬طبعة‬
‫مكتبة العبياكن‪ - .‬مدارج السالكني بني منازل إياك نعبد وإياك نستعني البن القيم‪ ،‬دار الكتاب‬
‫العريب‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف‬
‫مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬رشح الواسطية للهراس‪ ،‬دار اهلجرة للنرش واتلوزيع‪ - .‬صفات اهلل‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن‬ ‫عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬موقف ابن تيمية من األشاعرة لعبد الرمحن‬
‫املحمود‪ ،‬دار الرشد‪ - .‬معارج القبول برشح سلم الوصول إىل علم األصول حلافظ احلكيم‪ ،‬دار ابن‬
‫القيم‪ - .‬االنتصار يف الرد ىلع املعِتلة القدرية األرشارللعمراين‪ ،‬دار أضواء السلف‪ - .‬الصواعق املرسلة‬
‫يف الرد ىلع اجلهمية واملعطلة البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار العاصمة‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181718( :‬‬

‫‪325‬‬
‫ابلطش‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع صفة (ابلطش) أدلة كثرية من القرآن والسنة‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪{ :‬يوم نبطش ابلطشة الكربى إنا‬
‫منتقمون} [ادلخان‪ ]16:‬وقوهل تعاىل‪{ :‬ولقد أنذرهم بطشتنا فتماروا بانلذر} [القمر‪ ]36 :‬وقوهل‪{ :‬إن‬
‫بطش ربك لشديد} [الربوج‪.]12 :‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن صفة ابلطش من الصفات الفعلية اخلربية اثلابتة هلل تعاىل ىلع ما يليق به‪،‬‬
‫فيه صفة حقيقية ثابتة هل سبحانه‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قال ابن القيم يف قوهل تعاىل {أهلم أرجل يمشاون بها أم هلم أيد يبطشاون بها أم هلم أعني يبرصاون بها أم‬
‫هلم آذان يسامعون بها}‪( :‬فجعل سابحانه عدم ابلطش وامليشا والسامع وابلرصا ديلال ىلع عدم إهلية َمن‬
‫عدمت فيه هذه الصافات‪ ،‬فابلطش وامليشا من أنواع األفعال)‪ .‬وقال الساعدي‪( :‬عقوبته ألهل اجلرائم‬
‫واذلنوب العظام)‪ .‬وقال اهلراس‪( :‬شديد األخذ بالعقوبة)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة فعلية خربية ثابتة هلل عز وجل بالكتاب العزيز‪ ،‬معناها‪ :‬األخذ القوي الشديد‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬القهار‪ .‬الصفات‪ :‬القهر‪ -‬الغضب ‪ -‬الكره ‪ -‬االنتقام ‪ -‬املقت ‪ -‬شدة العقاب‪ .‬األفعال‪ :‬يقهر –‬
‫يغضب ‪ -‬يكره ‪ -‬يمقت ‪ -‬ينتقم‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫تأول املعطلة صفة ابلطش بإرادة االنتقام‪ ،‬لزعمهم أن ظاهره يقتيض اتلمثيل بصفات املخلوقني‪ ،‬وهذا‬
‫اذلي قالوه باطل؛ ألنه نيف حلقيقة الصفة‪ ،‬كما يقال هلم‪ :‬كذلك اإلرادة أو االنتقام يلزمكم فيهما ما‬
‫فررتم منهم من اتلمثيل‪ ،‬فإنه مما يتصف به املخلوق‪ ،‬فإن اكن إثباتهما ال يقتيض اتلمثيل فكذلك‬
‫ابلطش‪ ،‬وإن اكن إثباتهما يلزم اتلمثيل لزمكم نيف اجلميع‪ ،‬فلزم من ذلك إثبات صفة ابلطش هلل تعاىل‬
‫ىلع الوجه الالئق به سبحانه‪.‬‬

‫‪326‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬توضيح مقاصد العقيدة الواسطية للرباك‪ ،‬دار اتلدمرية‪ - .‬الصواعق املرسلة البن قيم اجلوزية‪ ،‬دار‬
‫العاصمة‪ - .‬تيسري الكريم الرمحن يف تفسري الكم املنان للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ - .‬القواعد املثىل يف‬
‫صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن‬
‫للنرش‪ - .‬القول املفيد رشح كتاب اتلوحيد البن عثيمني‪ ،‬دار ابن اجلوزي‪ - .‬صفات اهلل عز وجل‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪،‬‬ ‫الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181719( :‬‬

‫‪327‬‬
‫القوة‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع إثبات صفة (القوة) هلل تعاىل عدة أدلة‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪{ :‬وهو القوي العزيز} [الشورى‪]19 :‬‬
‫وقوهل تعاىل‪{ :‬إن اهلل هو الرزاق ذو القوة املتني} [اذلاريات‪ ]58 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬أولم يروا أن اهلل اذلي‬
‫خلقهم هو أشد منهم قوة} [فصلت ‪ .]15‬وأما من السنة فعن عبد اهلل بن مسعود ريض اهلل عنه قال‪:‬‬
‫(أقرأين رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم‪ :‬إين أنا الرزاق ذو القوة املتني) أخرجه أبوداود برقم (‪،)3993‬‬
‫والرتمذي برقم (‪ )2940‬وصححه األبلاين كما يف صحيح أيب داود (‪.)3993‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ّ‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل موصوف بالقوة‪ ،‬فيه صفة ذاتية هلل تعاىل‪ ،‬فله القوة لكها‪ ،‬وال حول‬
‫وال قوة ألحد من املخلوقني إال به‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قاال ابن تيمياة‪( :‬فيمتنع يف خاالق العاالم أن ال يكون هل قوة وال قادرة)‪ .‬وقاال ابن القيم يف تفسااري آياة‬
‫اذلاريات‪( :‬فعلم أن القوي من أسمائه‪ ،‬ومعناه املوصوف بالقوة‪ ...،‬فلوال ثبوت القوة والعزة هل لم ي َس َّم قويا‬
‫عزيزا)‪ .‬وقاال السااعادي كاذلاك‪( :‬هل القوة والقادرة لكهاا‪ ،‬اذلي أوجاد بهاا األجرام العظيماة‪ ،‬الساافلياة‬
‫والعلوية‪ ،‬وبها ترصااف يف الظواهر وابلواطن‪ ...،‬ومن قوته أنه أوصاال رزقه إىل مجيع العالم‪ ،‬ومن قدرته‬
‫وقوتاه أناه يبعاث األموات بعاد ماا مزقهم ابلىل‪ ،‬وعصاافات برتابهم الريااح‪ ،‬وابتلعتهم الطيور والساابااع‪،‬‬
‫وتفرقوا وتمزقوا يف مهامه القفار‪ ،‬وجلج ابلحار‪ ،‬فال يفوته منهم أحد)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫ّ‬
‫صقة ذاتية ثابتة هلل تعاىل‪ ،‬تدل ىلع أنه بالغ القدرة اذلي ال يصيبه العجز يف حال من األحوال‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬القوي ‪ -‬املتني ‪ -‬القدير ‪ -‬القادر‪ .‬الصفات‪ :‬املتني ‪ -‬القدرة‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫‪ -1‬أنكر املعطلة أن يكون اهلل تعاىل موصوفا بالقوة‪ ،‬وهذا خمالف ملا دلت عليه انلصوص الرشعية‪ ,‬ثم‬
‫يقال هلم‪ :‬كما أنكم تيبتون ذاتا ال تشبه اذلوات يلزمكم إثبات صفات ال تشبه الصفات‪ ,‬فإن اهلل‬

‫‪328‬‬
‫ليس كمثله يشء‪ ،‬ال يف ذاته‪ ،‬وال يف صفاته‪ ،‬وال يف أفعاهل‪ ،‬فإذا اكن هل ذات حقيقة ال تماثل اذلوات‪،‬‬
‫ّ‬
‫فاذلات متصفة بصفات حقيقة ال تماثل صفات سائر اذلوات‪ -2 .‬الفرق بني القوة والقدرة‪:‬أن القدرة‬
‫يقابلها العجز‪ ،‬والقوة يقابلها الضعف‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬رشح نونية ابن القيم للهراس‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ - .‬خمترص الصواعق املرسلة البن القيم‪ ،‬دار‬
‫القاهرة‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف‬
‫مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬رشح الواسطية البن عثيمني‪ ،‬دار ابن اجلوزي‪ - .‬املقصد األسىن يف‬
‫رشح معاين أسماء اهلل احلسىن للغزايل‪ ،‬دار اجلفان واجلايب‪ - .‬شأن ادلاعء للخطايب‪ ،‬دار اثلقافة العربية‪.‬‬
‫‪ -‬الفتاوى الكربى البن تيمية‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ - .‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة‬ ‫لعلوي بن عبد القادر‬
‫املصحف الرشيف‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181750( :‬‬

‫‪329‬‬
‫ال ِفعل‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ّ‬
‫دل ىلع إثبات صفة (الفعل) هلل تعاىل أدلة من الكتاب والسنة‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪{ :‬ويفعل اهلل ما يشاء}‬
‫ٌ‬
‫[إبراهيم‪ ]27 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬إن اهلل يفعل ما يريد} [احلج‪ ،]14 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬ف َّعال ملا يريد} [الربوج‪:‬‬
‫ُّ ّ‬ ‫‪ّ .]16‬‬
‫السنة فحديث ب َشري بن اخلصاصية قال‪ :‬بينما أنا أميش مع رسول اهلل صىل اهلل عليه‬ ‫وأما من‬
‫ُّ‬
‫وسلم‪ ،‬فقال‪« :‬يا ابن اخلصاصية‪ ،‬ما أصبحت تنقم ىلع اهلل؟ » قلت‪ :‬ما أصبحت أنقم ىلع اهلل شيئا‪ ،‬لك‬
‫َ‬
‫خري فعل اهلل يب‪ .‬رواه ابن حبان (‪ ،)3170‬وحديث أم رومان ويه أم اعئشة ريض اهلل عنهما قالت‪( :‬بينا‬ ‫ٍ‬
‫أنا قاعدة أنا واعئشة إذ وجلت امرأة من األنصار فقالت فعل اهلل بفالن وفعل) رواه ابلخاري (‪ )3912‬إلم‬
‫يكن كناية عما قاتله حقيقة‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل موصوف بالفعل‪ ،‬وأن الفعل صفة ذاتية ثابتة هلل تعاىل بالكتاب والسنة‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قال ابلخاري‪( :‬فالفعل إنّما هو إحداث اليشاء)‪ .‬وقال ابن تيمية‪( :‬والفعل أيضاا تابع للفاعل‪ ،‬بل هو مماّ‬
‫يوصااف باه الفااعال)‪ .‬وقاال ابن القيم‪( :‬ولم يزل الرب ساابحااناه تعااىل ف ّعااال ملاا يرياد‪ ،‬و لم يزل و ال يزال‬
‫موصوفا بصفات الكمال منعوتا)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة ثابتة هلل بالكتاب والسنة ومعناها إحداث اليشء‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬فعال ملا يريد ‪ -‬اخلالق‪ -‬الرازق‪ .‬الصفات‪ :‬اخللق‪ -‬الرزق‪ .‬األفعال‪ :‬يفعل ‪ -‬خيلق ‪ -‬يرزق‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫أنكر املعطلة أن يقوم باهلل تعاىل ما يتعلق بمشيئته‪ ،‬وذلاك نفوا أفعاهل‪ ،‬فنفوا أن يكون اهلل يرىض إذا‬
‫شاء ويغضب إذا شاء‪ ،‬أو يضحك إذا شاء‪ ،‬أ و يتلكم إذا شاء إىل غري ذلك من أفعاهل اليت يفعلها إذا شاء‪،‬‬
‫ّ‬
‫وهذا اذلي قرروه باطل‪ ،‬فإن األدلة انلقلية والعقلية تدل ىلع تعلق أفعال اهلل بمشيئته وقدرته‪ ،‬كقوهل‬

‫‪330‬‬
‫سبحانه (كذلك اهلل خيلق ما يشاء)‪ ،‬وقوهل تعاىل‪( :‬وملا جاء موىس مليقاتنا ولكمه ربه) وغري ذلك من‬
‫اآليات‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬رشح نونية ابن القيم للهراس‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه‬
‫احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪- .‬حادي األرواح‬
‫البن القيم مطبعة املدين‪ ،‬القاهرة‪ - .‬درء تعارض العقل وانلقل البن تيمية‪ ،‬طبعة جامعة اإلمام حممد‬
‫بن سعود اإلسالمية ‪ -‬رشح الواسطية للهراس‪ ،‬دار اهلجرة للنرش واتلوزيع ‪ -‬صفات اهلل عز وجل الواردة‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع‬ ‫يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181751( :‬‬

‫‪331‬‬
‫ابلغض‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع إثبات صفة (ابلغض) هلل تعاىل أدلة من السنة‪ ،‬منها حديث أيب هريرة ريض اهلل عنه‪( :‬إن اهلل‬
‫إذا أحب عبدا داع جربيل فقال‪ :‬إين أحب فالنا فأحبه‪ .‬قال‪ :‬فيحبه جربيل‪ ،‬ثم ينادي يف السماء فيقول‪:‬‬
‫إن اهلل حيب فالنا فأحبوه‪ ،‬فيحبه أهل السماء‪ ،‬قال ثم يوضع هل القبول يف األرض‪ ،‬وإذا أبغض عبدا داع‬
‫جربيل فيقول‪ :‬إين أبغض فالنا فأبغضه‪ ،‬قال فيبغضه جربيل‪ ،‬ثم ينادي يف أهل السماء إن اهلل يبغض‬
‫فالنا فأبغضوه‪ ،‬قال‪ :‬فيبغضونه‪ ،‬ثم توضع هل ابلغضاء يف األرض) رواه مسلم (‪ ،)2637‬وحديث أيب هريرة‬
‫ريض اهلل عنه‪( :‬أحب ابلالد إىل اهلل مساجدها‪ ،‬وأبغض ابلالد إىل اهلل أسواقها) رواه مسلم (‪.)671‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل يوصف بابلغض‪،‬وأن ابلغض صفة فعلية خربية ثابتة هلل تعاىل بالسنة‬
‫الصحيحة‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬وهلذا وصف الرب بالرضا والغضب واحلب وابلغض والفرح‪ ،‬ولم يوصف باحلزن وابلاكء‬
‫فإن هذه صاافات نقص تسااتلزم العجز‪ ،‬وأما األوىل فصاافات كمال تسااتلزم القدرة)‪ .‬وقال ابن القيم‪:‬‬
‫(الكره واملقت)‪ .‬وقال الشاايخ عبد الرمحن الرباك‪( :‬فإن الفرح ضااده احلزن‪ ،‬والرضااا ضااده السااخط‪،‬‬
‫وابلغض ضده املحبة)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة فعلية خربية بمعىن الكره واملقت‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬الودود‪ .‬الصفات‪ :‬الود ‪ -‬املحبة ‪ -‬الكره ‪ -‬املقت‪ .‬األفعال‪ :‬يود ‪ -‬حيب ‪ -‬يبغض ‪ -‬يكره ‪ -‬يمقت‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ّ‬
‫تأول املعطلة صفة ابلغض بإرادة االنتقام‪ ،‬وزعموا أن معىن ابلغض ال يليق باهلل‪ ،‬وهذا اذلي قرروه‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫باطل؛ ألنه نيف حلقيقة الصفة عن اهلل‪ ،‬وهو تفسري للصفة باليشء اذلي فروا منه‪ ،‬فإن اإلرادة يه ميل‬
‫اليح إىل اليشء أو إىل ما يالئمه ويناسبه‪ ،‬فاملعىن اذلي رصفوا إيله اللفظ اكملعىن اذلي رصفوه عنه‬

‫‪332‬‬
‫ّ‬
‫سواء‪ ،‬فإن جاز هذا جاز ذاك‪ ،‬وإن امتنع هذا امتنع ذاك‪ ،‬واحلق أن يقال إن اهلل متصف بابلغض ىلع‬
‫الوجه الالئق به سبحانه‪ ،‬وليس بغضه كبغض املخلوق‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬رشح نونية ابن القيم للهراس‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه‬
‫احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬مدارج السالكني‬
‫البن القيم‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ - .‬رشح الواسطية للهراس‪ ،‬دار اهلجرة للنرش واتلوزيع ‪ -‬صفات اهلل عز‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن‬ ‫وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ .‬شفاء العليل البن القيم‪ ،‬دار املعرفة‬
‫الرقم املوحد‪)181752( :‬‬

‫‪333‬‬
‫َّ ُّ ُ ُّ ُ‬
‫وادلنو‬ ‫اتلقرب‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع ثبوت صفيت (اتلقرب وادلنو) هلل تعاىل من خلقه أدلة من الكتاب والسنة‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪{ :‬وإذا‬
‫سألك عبادي عين فإين قريب أجيب دعوة ادلايع إذا داعن} [ابلقرة‪ ]186 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬فاستغفروه ثم‬
‫توبوا إيله إن ريب قريب جميب} [هود‪ .]61 :‬وأما من السنة‪ :‬فحديث أيب هريرة ريض اهلل عنه القديس‪:‬‬
‫(من تقرب مين شربا تقربت منه ذرااع‪ ،‬ومن تقرب مين ذرااع تقربت منه بااع) رواه ابلخاري (‪)7405‬‬
‫ومسلم (‪ )2675‬وحديث اعئشة ريض اهلل عنها مرفواع‪( :‬ما من يوم أكرث من أن يعتق اهلل فيه عبدا من‬
‫انلار من يوم عرفة‪ ،‬وإنه يلدنو ثم يبايه بهم املالئكة) رواه مسلم (‪.)1348‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ّ‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل تعاىل موصوف باتلقرب وادلنو‪ ،‬ويه من صفاته الفعلية‪ ،‬ويه ثابتة هل‬
‫بالكتاب والسنة‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫يقول ابن تيمية‪( :‬وأما دنوه وتقربه من بعض عباده فهذا ييبته من ييبت قيام األفعال االختيارية بنفسه‪...‬‬
‫وهذا مذهب أئمة السالف وأئمة اإلساالم املشاهورين وأهل احلديث‪ ،‬وانلقل عنهم بذلك متواتر)‪ .‬وقال‬
‫ابن القيم‪( :‬فهو سابحانه يدنو ويقرب مما يريد ادلنو والقرب منه مع كونه فوق عرشاه)‪ .‬وقال الساعدي‪:‬‬
‫(ما ذكر يف الكتاب والسانة من قربه ومعيته ال ينايف ما ذكر من علوه وفوقيته‪ ،‬فإنه سابحانه ليس كمثله‬
‫يشء يف مجيع نعوته‪ ،‬وهو يف دنوه قريب يف علوه)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة فعلية ثابتة هلل تدل ىلع قربه من عباده لكهم بعلمه‪ ،‬وقربه من حيبهم بنرصه وتوفيقه‪ ،‬وفربه بَنوهل‬
‫م شاء‪ ،‬كما يليق جبالهل وعظمته دون حلول واحتاد‪ ،‬وهو مستو ىلع عرشه‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬القريب‪ .‬الصفات‪ :‬القرب ‪ -‬امليجء ‪ -‬الَنول‪ .‬األفعال‪ :‬يقرب ‪ -‬يدنو‪ -‬ييجء ‪ -‬يَنل‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬

‫‪334‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫‪ -1‬تأول املعطلة صفة القرب هلل تعاىل أنه قرب رمحته ولطفه وعفوه وفضله وإكرامه ألويلائه‪ ،‬و هدايته‬
‫ُّ‬
‫برشح صدر من تقرب إيله‪ ،‬وهذا باطل؛ ألنه حتك ٌم ترده انلصوص األخرى ادلالة ىلع قربه بذاته‬
‫كَنوهل إىل سماء ادلنيا لك يللة‪ ،‬وقربه ودنوه من أهل املوقف عشية عرفة‪ ،‬وغري ذلك‪ -2 .‬ال يلزم من‬
‫جواز القرب عليه أن يكون لك موضع ذكر فيه القرب يراد به قربه بنفسه‪ ،‬بل يب هذا من األمور‬
‫اجلائزة وينظر يف انلص الوارد يف سياقه فيحمل ىلع ما يدل عليه‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة‬
‫اجلامعة اإلسالمية‪ - .‬رشح نونية ابن القيم للهراس‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل‬
‫تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪- .‬‬
‫بيان تلبيس اجلهمية البن تيمية‪ ،‬طبعة جممع امللك فهد لطباعة املصحف‪ - .‬رشح الواسطية للهراس‪،‬‬
‫دار اهلجرة للنرش واتلوزيع ‪ -‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪- .‬‬
‫الصواعق املرسلة البن القيم‪ ،‬دار العاصمة‪ - .‬اتلنبيهات اللطيفة للسعدي‪ ،‬دار طيبة‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181754( :‬‬

‫‪335‬‬
‫الغية‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع صفة (الغرية) هلل تعاىل حديثان‪ ،‬حديث أيب هريرة ريض اهلل عنه عن انليب صىل اهلل عليه وسلم‬
‫قال‪( :‬إن اهلل تعاىل يغار‪ ،‬وغرية اهلل تعاىل أن يأيت املرء ما حرم اهلل عليه) رواه ابلخاري (‪ )5229‬ومسلم‬
‫(‪ ،)2761‬وحديث سعد بن عبادة ريض اهلل عنه عن انليب صىل اهلل عليه وسلم قال‪( :‬أتعجبون من غرية‬
‫سعد؟ فواهلل ألنا أغري‪ ،‬واهلل أغري مين‪ ،‬من أجل غرية اهلل حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن‪ ،‬وال‬
‫شخص أغري من اهلل)رواه ابلخاري (‪ )7416‬ومسلم واللفظ هل (‪.)1499‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ّ‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل تعاىل يوصف بالغرية‪ ،‬ويه صفة فعلية خربية تليق جبالهل وعظمته‪ ،‬ال‬
‫تشبه غرية املخلوق‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قال أبو يعىل احلنبيل‪( :‬أما الغرية فغري ممتنع إطالقها عليه سابحانه؛ ألنه ليس يف ذلك ما حييل صافاته وال‬
‫خيرجها عما تسااتحقه؛ ألن الغرية يه الكراهية لليشااء‪ ،‬وذلك جائز يف صاافاته)‪ .‬وقال ابن تيمية‪( :‬إن‬
‫الغرية اليت وصاف اهلل بها نفساه إما خاصاة‪ ،‬وهو أن يأيت املؤمن ما حرم عليه وإما اعمة‪ ،‬ويه غريته من‬
‫الف واحش ماا ظهر منهاا وماا بطن)‪ .‬وقاال ابن القيم‪( :‬إن الغرية تتضاامن ابلغض والكراهاة‪ ،‬فاأخرب أناه ال‬
‫أحد أغري منه‪ ،‬وأن من غريته حرم الفواحش‪ ،‬وال أحد أحب إيله املدحة منه‪ ...‬ومعلوم أن هذه الصفات‬
‫من صافات الكمال املحمودة عقال ورشاع وعرفا وفطرة‪ ،‬وأضادادها مذمومة عقال ورشاع وعرفا وفطرة‪،‬‬
‫فإن اذلي ال يغار بل تستوي عنده الفاحشة وتركها مذموم اغية اذلم مستحق لذلم القبيح)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة فعلية خربية تليق جبالهل وعظمته تتضمن ابلغض والكراهة‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫الصفات‪ :‬الكراهة‪ .‬األفعال‪ :‬يغار‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬

‫‪336‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ّ‬
‫ذهب املعطلة إىل تأويل هذه الصفة عن اهلل وزعموا أنها من الكيفيات انلفسية‪ ،‬اكحلياء والفرح‬
‫ّ‬
‫والغضب والسخط واملقت والكراهية‪ ،‬فيستحيل وصف اهلل عندهم بذلك‪ ،‬وهذا اذلي قالوه باطل؛ ألنه‬
‫تمثيل لصفات اهلل بصفات املخلوقني‪ ،‬واهلل تعاىل {ليس كمثله يشء وهو السميع ابلصري}؛ ألن من‬
‫املعلوم أن هذه الصفات من صفات الكمال املحمودة عقال ورشاع وعرفا وفطرة‪ ،‬وأضدادها مذمومة‬
‫عقال ورشاع وعرفا وفطرة‪ ،‬فإن اذلي ال يغار بل تستوي عنده الفاحشة وتركها مذموم اغية اذلم‬
‫مستحق لذلم القبيح‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة‬
‫اجلامعة اإلسالمية‪ - .‬إبطال اتلأويالت أليب يعىل الفراء‪ ،‬دار إيالف ادلويلة‪ - .‬الصواعق املرسلة البن‬
‫القيم‪ ،‬دار العاصمة‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪،‬‬
‫طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬رشح الواسطية للهراس‪ ،‬دار اهلجرة للنرش واتلوزيع‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع‬ ‫‪ -‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181756( :‬‬

‫‪337‬‬
‫األصابع‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دلت السنة انلبوية ىلع إثبات األصابع هلل تعاىل‪ ،‬فعن عبد اهلل بن عمرو بن العاص ريض اهلل عنهما أنه‬
‫سمع رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم يقول‪( :‬إن قلوب بين آدم لكها بني إصبعني من أصابع الرمحن)‪ .‬رواه‬
‫مسلم (‪ ،)2654‬وحديث عبد اهلل بن مسعود ريض اهلل عنه قال‪( :‬جاء رجل إىل انليب صىل اهلل عليه‬
‫وسلم من أهل الكتاب‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبا القاسم‪ ،‬إن اهلل يمسك السماوات ىلع إصبع‪ ،‬واألرضني ىلع إصبع‪..‬‬
‫إىل أن قال‪ :‬فرأيت انليب صىل اهلل عليه وسلم ضحك ح بدت نواجذه‪ ،‬ثم قرأ {وما قدروا اهلل حق‬
‫قدره})‪ .‬رواه‪ :‬ابلخاري (‪ )7415‬ومسلم (‪.)2786‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ّ‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن هلل أصابع ىلع ما يليق جبالهل ال تشبه أصابع املخلوقني‪ ،‬كما وصف نفسه‬
‫بذلك‪ ،‬ويه صفة ذاتية خربية ثابتة هلل بالسنة الصحيحة‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫َّ ّ‬
‫قال ابلغوي‪( :‬واإلصابع املذكورة يف احلديث صافة من صافات اهلل عز وجل)‪ .‬قال ابن تيمية فيما نقله من‬
‫اعتقاد أيب احلسان األشاعري‪( :‬وندين اهلل تعاىل بأنه يقلب القلوب‪ ،‬وأن القلوب بني أصابعني من أصاابع‬
‫اهلل‪ ،‬وأنه سابحانه يضاع الساموات ىلع إصابع‪ ،‬واألرضاني ىلع إصابع‪ ،‬كما جاءت الرواية عن رساول اهلل‬
‫صاىل اهلل عليه وسالم)‪ .‬وقال ابن القيم‪( :‬اكن أحدهم إذا روى لغريه حديثا عن رساول اهلل صاىل اهلل عليه‬
‫وساالم يف الصاافات تلقاه بالقبول‪ ،‬واعتقد تلك الصاافة به ىلع القطع وايلقني‪ ،‬كما اعتقد رؤية الرب‪...‬‬
‫وإمسااك ساماواته ىلع إصابع من أصاابع يده‪ ،‬وإثبات القدم هل)‪ .‬وقال‪( :‬ومن ال يقر بأن قلوب العباد بني‬
‫أصابعني من أصاابع الرمحن يقلبها كيف يشااء‪ ،‬وأنه سابحانه مقلب القلوب حقيقة‪ ،‬وأنه إن شااء أن يقيم‬
‫القلب أقامه‪ ,‬وإن شاء أن يزيغه أزاغه ال يقر بأن اهلل ىلع لك يشء قدير)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫األصابع‪ :‬صفة ذاتية خربية ثابتة هلل بالسنة الصحيحة ىلع ما يليق جبالهل ال تشبه أصابع املخلوقني‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫الصفات‪ :‬ايلد – األنامل‪ .‬األفعال‪ :‬يقبض ‪ -‬يبسط‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬

‫‪338‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫زعمت املعطلة أن أصبع اهلل قدرته‪ ،‬أو نعمته‪ ،‬كما زعموا أن احلديث يقتيض املماسة‪ ،‬واجلواب‪ :‬أن‬
‫ّ‬
‫يقال‪ :‬إن قولكم هذا باطل؛ ألنه خمالف للغة العرب يف تفسري األصبع بالقدرة‪ ،‬وألنه معلوم أن قدرة‬
‫اهلل تعاىل صفة واحدة‪ ،‬ويف احلديث‪( :‬بني أصبعني) فهل صارتا قدرتني‪ ،‬وكذا ثالثا؟‪ ،‬ثم إن اكن القلب‬
‫عندهم بني نعمتني من نعم اهلل تعاىل فهو حمفوظ بينهما فألي يشء داع باتليبيت؟ وأما تعليلهم فيقال‬
‫عليه‪ :‬ال يلزم من كون قلوب بين آدم بني أصبعني منها أن تكون مماسة هلا‪ ،‬فهذا السحاب مسخر بني‬
‫السماء واألرض وهو ال يمس السماء وال األرض‪ .‬ويقال‪ :‬املدينة بني مكة وتبوك مع تباعد ما بينها‬
‫وبينهما‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة‬
‫اجلامعة اإلسالمية‪ - .‬رشح السنة للبغوي‪ ،‬طبعة املكتب االساليم‪ - .‬بيان تلبيس اجلهمية البن تيمية‪،‬‬
‫طبعة جممع امللك فهد‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪،‬‬
‫طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬بدائع الفوائد البن القيم‪ ،‬دار الكتاب العريب‪- .‬‬
‫رشح الواسطية للهراس‪ ،‬دار اهلجرة للنرش واتلوزيع ‪ -‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة‬ ‫لعلوي بن عبد القادر‬
‫املصحف الرشيف‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181758( :‬‬

‫‪339‬‬
‫البسط‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع صفة (البسط) هلل تعاىل أدلة كثرية من القرآن والسنة‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪{ :‬واهلل يقبض ويبسط‬
‫وإيله ترجعون} [ابلقرة‪ ]245 :‬وقوهل‪{ :‬بل يداه مبسوطتان} [املائدة‪ ]64 :‬وقوهل‪{ :‬إن ربك يبسط الرزق ملن‬
‫وأما من السنة فحديث أنس ريض اهلل عنه عن انليب صىل اهلل عليه وسلم‬ ‫يشاء ويقدر} [اإلرساء‪ّ .]30 :‬‬
‫قال ‪( :‬إن اهلل هو املسعر القابض ابلاسط الرازق‪ ،‬وإين ألرجو اهلل أن أل اهلل وليس أحد منكم‬
‫يطابلين بمظلمة يف دم وال مال) رواه أمحد (‪ )3/156‬وصححه األبلاين يف اغية املرام (‪.)323‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل يوصف بالبسط‪ ،‬وتوصف يده بالبسط كما وصف نفسه بذلك‪ ،‬ودلت‬
‫عليه األدلة من الكتاب والسنة‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬املراد بالبسااط اإلعطاء واجلود)‪ .‬وقال السااعدي‪( :‬ابلاسااط لألرزاق والرمحة والقلوب)‪.‬‬
‫(يبسط األرواح يف األجسااد عند احلياة‪ ،...‬ويَبساط األرزاق للضاعفاء‪ ،‬ويبساط‬
‫وقال حممد خليل اهلراس‪ :‬ا‬
‫َ‬
‫الرزق ملن يشاء ح ال تب فاقة)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة فعلية خربية ثابتة بالكتاب والسنة تيبت هلل حقيقة‪ ،‬وتتضمن معىن اتلوسيع واإلعطاء واجلود‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬القابض – الرازق – اجلواد ‪ -‬الكريم ‪ -‬املنعم‪ .‬الصفات‪ :‬القبض ‪ -‬ايلد‪ .‬األفعال‪ :‬يبسط ‪-‬‬
‫يقبض‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫أنكر املعطلة صفة ايلد هلل تعاىل وادعوا أنها جماز‪ ،‬وأنكروا انلصوص اليت وردت بإثبات بسطها كقوهل‬
‫صىل اهلل عليه وسلم (إن اهلل يبسط يده بالليل يلتوب ميسء انلهار‪ ،‬ويبسط يده بانلهار يلتوب ميسء‬
‫الليل ح تطلع الشمس من مغربها) رواه مسلم (‪ ،)2759‬وأنها تقبض كقوهل (يقبض َ‬
‫يوم القيام ِة‬

‫‪340‬‬
‫َ‬
‫األرض‪ ،‬وتكون السماوات بيمينه‪ ،‬ثم يقول‪ :‬أنا َ‬
‫الم ِلك) رواه ابلخاري (‪ ،)7412‬وفيها ديلل ىلع حتقيق‬ ‫ِ‬
‫هذه الصفة وأنها ليست جمازا؛ ألن ذلك ال يقال إال ملن هل يد حقيقة‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬تفسري أسماء اهلل للسعدي‪ ،‬طبعة اجلامعة االسالمية‪ - .‬رشح نونية ابن القيم للهراس‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ - .‬طريق اهلجرتني ال بن القيم‪ ،‬دار السلفية‪ - .‬خمترص الصواعق املرسلة البن القيم‪ ،‬دار‬
‫القاهرة‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف‬
‫مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬رشح الواسطية للهراس‪ ،‬دار اهلجرة للنرش واتلوزيع ‪ -‬صفات اهلل‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن‬ ‫عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء‬
‫اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181760( :‬‬

‫‪341‬‬
‫ُّ‬
‫اللطف‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع صفة اللطف أدلة من القرآن والسنة‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪{ :‬وهو اللطيف اخلبري} [األنعام‪،]103 :‬‬
‫وقوهل‪{ :‬اهلل لطيف بعباده} [الشورى‪ .]19 :‬وأما من السنة فحديث اعئشة ريض اهلل عنها يف تتبعها للنيب‬
‫صىل اهلل عليه وسلم ملا خرج من عندها خفية لزيارة ابلقيع‪ ،‬وفيه قال صىل اهلل عليه وسلم‪( :‬ما لك يا‬
‫ْ‬
‫اعئش َحش َيا رابية؟) قالت‪ :‬قلت‪ :‬ال يشء‪ ،‬قال‪( :‬تلخربِّن أو يلخربِّن اللطيف اخلبري) رواه مسلم‬
‫(‪.)974‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ّ‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن اهلل موصوف باللطف‪ ،‬وأن اللطف‪ :‬صفة ذاتية فعلية ثابتة هلل بالكتاب‬
‫والسنة‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬أنه يف نفسه لطيف يدرك ادلقيق‪ ،‬خبري يدرك اخليف)‪ .‬وقال ابن القيم‪............................(:‬‬
‫واللطف يف أوصافه نواعن‬
‫إدراك أرسار األمور خبربة‪.....‬واللطف عند مواقع اإلحسان‬
‫فريياك عزتاه ويبادي لطفاه‪.....‬والعباد يف الغفالت عن ذا الشااان)‪ .‬وقاال السااعادي‪( :‬اذلي أحااط علماه‬
‫باالِسااائر واخلفااياا‪ ،‬وأدرك اخلبااياا وابلواطن واألمور ادلقيقاة‪ ،‬اللطيف بعبااده املؤمنني‪ ،‬املوصااال إيلهم‬
‫مصاحلهم بلطفه وإحسانه من طرق ال يشعرون بها)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفة ذاتية فعلية ثابتة هلل معناها إدراك األمور ادلقيقة‪ ،‬وإيصال املصالح للخليقة‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬اللطيف ‪ -‬اخلبري‪ -‬العليم‪ -‬احلكيم‪ -‬الرؤوف – الكريم – الرمحن ‪ -‬الرحيم‪ .‬الصفات‪ :‬اللطف ‪-‬‬
‫اخلربة ‪ -‬العلم‪ -‬احلكمة ‪ -‬الرأفة – الرمحة ‪ -‬الكرم‪ .‬األفعال‪ :‬يلطف ‪ -‬يعلم ‪ -‬يرأف ‪ -‬يكرم ‪ -‬يرحم‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬

‫‪342‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫تأول املعطلة صفة اللطف وقالوا هو ماجيب ىلع اهلل أن يفعله بالعبد‪ ،‬وهذا من اإلجياب ىلع اهلل تعاىل‬
‫ّ‬
‫وهو باطل‪ ،‬ألن العباد ال يوجبون ىلع اهلل شيئا‪ ،‬بل اهلل هو اذلي يتفضل ىلع من يشاء من عباده فيوفقه‬
‫لفعل اخلري واجتناب الرش‪..‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة‬
‫اجلامعة اإلسالمية‪ - .‬رشح نونية ابن القيم للهراس‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل‬
‫تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪- .‬‬
‫رشح الواسطية للهراس‪ ،‬دار اهلجرة للنرش واتلوزيع ‪ -‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف الكتاب والسنة‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة‬ ‫لعلوي بن عبد القادر‬
‫املصحف الرشيف‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181762( :‬‬

‫‪343‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫العطاء والمنع‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع صفيت (العطاء واملنع) هلل تعاىل أدلة من الكتاب والسنة‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪{ :‬إنا أعطيناك الكوثر}‬
‫[الكوثر‪ ]1 :‬وقوهل‪{ :‬قال ربنا اذلي أعطى لك يشء خلقه ثم هدى} [طه‪ .]50 :‬وأما من السنة فحديث‬
‫معاوية بن أيب سفيان ريض اهلل عنهما‪( :‬من يرد اهلل به خريا يفقهه يف ادلين‪ ،‬وإنما أنا قاسم‪ ،‬ويعطي‬
‫اهلل) أخرجه ابلخاري (‪ )7312‬ومسلم (‪ ،)100-1037‬ويف رواية عند ابلخاري (‪( :)3116‬واهلل املعطي وأنا‬
‫القاسم)‪ ،‬واحلديث املشهور‪( :‬امهلل ال مانع ملا أعطيت‪ ،‬وال معطي ملا منعت) رواه ابلخاري (‪)844‬‬
‫ومسلم (‪.)471‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ّ‬
‫يعتقد أهل السنة واجلماعة أن العطاء واملنع‪ :‬صفتان فعليتان هلل‪ ،‬ثابتتان بالكتاب والسنة‪ ،‬وهما داتلان‬
‫ىلع انفراد اهلل بالعطاء واملنع فال يستعان إال به وال يطلب إال منه‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫ُّ‬
‫قال ابن القيم‪( :‬ملا اكن املقصااود بهذا تفرد الرب ساابحانه بالعطاء واملنع لم يكن ذلكر املعطي وال حلظ‬
‫املعطى معىن‪ ،‬بل املقصاود أن حقيقة العطاء واملنع إيلك ال إىل غريك‪ ،‬بل أنت املتفرد بها ال ي َ ْ َ‬
‫رشاكك فيها‬
‫أحد)‪ .‬وقال الساعدي‪( :‬املعطي املانع‪ ،‬ال مانع ملا أعطى‪ ،‬وال معطي ملا منع‪ ،‬فجميع املصاالح واملنافع منه‬
‫تطلب‪ ،‬وإيله يرغب فيها‪ ،‬وهو اذلي يعطيها ملن يشاء‪ ،‬ويمنعها من يشاء حبكمته ورمحته)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫صفتان فعليتان هلل ثابتتان بالكتاب والسنة داتلان ىلع انفراد اهلل بذلك‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫األسماء‪ :‬املعطي املانع‪ .‬الصفات‪ :‬الفتح ‪ -‬اإلمساك‪ .‬األفعال‪ :‬يعطي ويمنع‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ذهبت القدرية إىل أن العبد قد يمنع من أعطى اهلل ويعطي من منعه‪ ،‬فإنه يفعل باختياره عطاء ومنعا‬
‫لم يشأه اهلل‪ ،‬ولم جيعله معطيا مانعا‪ ،‬وهذا مردود باحلديث (ال مانع ملا أعطيت‪ ،‬وال معطي ملا منعت)‬

‫‪344‬‬
‫حيث نَف الرشيك عنه بكل اعتبار‪ ،‬وأثبت عموم امللك هل بكل اعتبار‪ ،‬وأثبت عموم القدرة‪ ،‬وأن‬
‫اهلل سبحانه إذا أعطى عبدا فال مانع هل وإذا منعه فال معطي هل‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬تفسري أسماء اهلل للسعدي‪ ،‬طبعة اجلامعة االسالمية‪ - .‬جالء األفهام البن القيم‪ ،‬دار العروبة‪- .‬‬
‫خمترص الصواعق املرسلة‪ ،‬البن القيم‪ ،‬اختصار حممد ابلعيل ابن املوصيل دار احلديث بالقاهرة‪- .‬‬
‫القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة‬
‫الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬شفاء العليل البن القيم‪ ،‬دار املعرفة‪ - .‬صفات اهلل عز وجل الواردة يف‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ ،‬جممع امللك‬ ‫الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ - .‬الصفات اإلهلية يف الكتاب والسنة انلبوية يف ضوء اإلثبات واتلَنيه‬
‫ملحمد أمان بن يلع جايم‪ ،‬طبعة اجلامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181763( :‬‬

‫‪345‬‬
‫الوجه‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دل ىلع صفة (الوجه) أدلة من الكتاب والسنة واإلمجاع‪ ،‬منها قوهل تعاىل‪{ :‬وما تنفقون إال ابتغاء وجه‬
‫اهلل} [ابلقرة‪ ]272 :‬وقوهل‪{ :‬واذلين صربوا ابتغاء وجه ربهم} [الرعد‪ ]22 :‬وقوهل تعاىل‪{ :‬ويب وجه ربك‬
‫ذو اجلالل واإلكرام} [الرمحن‪ .]27 :‬وأما من السنة فحديث عثمان ريض اهلل عنه عن انليب صىل اهلل‬
‫عليه وسلم قال‪( :‬من بىن مسجدا يبتَغ به وجه اهلل بىن اهلل هل مثله يف اجلنة) رواه ابلخاري (‪)450‬‬
‫ومسلم (‪.)533‬‬
‫أقوال العلماء يف اثلبوت‪:‬‬
‫ييبت أهل السنة واجلماعة (الوجه) هلل تعاىل صفة ذاتية خربية قائمة به سبحانه ىلع ما يليق به‪ ،‬وقد ثبتت‬
‫هذه الصفة بالقرآن والسنة‪ ،‬وأمجع السلف ىلع إثباتها هلل من غري تشبيه وال تكييف وال تأويل‪.‬‬
‫أقوال العلماء يف املعىن‪:‬‬
‫قال ابن تيمية‪( :‬وقال سبحانه وتعاىل‪( :‬ويب وجه ربك ذو اجلالل واالكرام) فأخرب سبحانه وتعاىل أن هل‬
‫وجها ال يفىن وال يلحقه اهلالك)‪ .‬وقال ابن القيم‪( :‬وجه الرب جل جالهل حيث ورد يف الكتاب والساانة‪:‬‬
‫فليس بمجااز‪ ،‬بل ىلع حقيقتاه)‪ .‬وقال السااعادي‪( :‬وفياه إثبات الوجه هلل تعاىل ىلع الوجه الالئق به تعاىل‪،‬‬
‫وأن هلل وجها ال تشبهه الوجوه)‪.‬‬
‫املعىن املخترص‪:‬‬
‫الوجه‪ :‬صفة ذاتية خربية قائمة باهلل تعاىل‪ ،‬ييبت هل حقيقة واليشبه وجوه املخلوقني‪.‬‬
‫األسماء والصفات ذات العالقة‪:‬‬
‫الصفات‪ :‬العني‪ .‬األفعال‪ :‬يرى ‪ -‬ينظر‪.‬‬
‫قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬صفات اهلل تعاىل لكها صفات كمال ال نقص فيها بوجه من الوجوه‪ - .‬صفات اهلل تعاىل توقيفية ال جمال‬
‫للعقل فيها‪- .‬الالكم يف الصفات اكلالكم يف اذلات‪،‬والقول يف بعض الصفات اكلقول يف ابلعض اآلخر‪- .‬‬
‫صفات اهلل تعاىل تنقسم إىل قسمني‪ :‬ثبوتية وسلبية‪ ،‬فاثلبوتية‪:‬ما أثبته اهلل تعاىل نلفسه‪ ،‬والصفات‬
‫السلبية‪ :‬ما نفاها اهلل عن نفسه‪- .‬الصفات اثلبوتية تنقسم إىل قسمني‪ :‬ذاتية‪ .‬وفعلية‪ ،‬فاذلاتية‪ :‬يه اليت‬
‫لم يزل وال يزال متصفا بها‪ ،‬والفعلية‪ :‬يه اليت تتعلق بمشيئته‪- .‬باب الصفات أوسع من باب األسماء‪- .‬‬
‫يلزم يف باب الصفات اتلخيل عن أربعة حماذير‪:‬أحدها‪ :‬اتلمثيل واثلاين‪ :‬اتلكييف‪ ،‬واثلالث‪ :‬اتلعطيل‪،‬‬
‫والرابع‪:‬اتلحريف‪.‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ّ‬
‫تأول املعطلة (الوجه) باجلهة أو اذلات‪ ،‬وهذا باطل‪ ،‬فإن اذلي عليه أهل احلق أن الوجه صفة غري اذلات‪،‬‬
‫وال يقتيض إثباته كونه تعاىل مركبا من أعضاء‪ ،‬كما يقوهل املجسمة‪ ،‬بل هو صفة هلل ىلع ما يليق به‬
‫سبحانه‪ ،‬فال يشبه سبحانه وجها من وجوه املخلوقني وال يشبهه وجه من وجوه املخلوقني‪.‬‬

‫‪346‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫‪ -‬خمترص الصواعق املرسلة ىلع اجلهمية واملعطلة البن قيم اجلوزية‪ ،‬اختصار ابلعيل‪ ،‬دار احلديث‪- .‬‬
‫جهود اإلمام ابن قيم اجلوزية يف تقرير توحيد األسماء والصفات لويلد بن حممد العيل‪ ،‬املربة اخلريية‬
‫لعلوم القرآن والسنة‪ - .‬تيسري الكريم الرمحن يف تفسري الكم املنان للسعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪- .‬‬
‫اتلدمرية البن تيمية‪ ،‬طبعة مكتبة العبياكن‪ - .‬القواعد املثىل يف صفات اهلل تعاىل وأسمائه احلسىن‬
‫ملحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬طبع بإرشاف مؤسسة الشيخ‪ ،‬مدار الوطن للنرش‪ - .‬صفات اهلل عز وجل‬
‫َّ َّ‬
‫السقاف‪ ،‬دار اهلجرة‪ - .‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪،‬‬ ‫الواردة يف الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر‬
‫جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪.‬‬
‫الرقم املوحد‪)181764( :‬‬

‫‪347‬‬
‫املحتويات‬
‫األسماء احلسىن ‪1................................ ................................ ................................ ................................‬‬

‫اهلل ‪1......................................... ................................ ................................ ................................‬‬


‫َّ ْ‬
‫الرحِيم ‪3...................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫َ‬
‫الملِك ‪5...................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫ُ ُّ‬
‫القد ْوس ‪7.................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫َّ َ‬
‫السالم ‪9...................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫ُْ‬
‫المؤمِن ‪11 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫َّ ْ‬
‫الرمحن ‪13 .................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫َ َّ‬
‫اجلبار ‪15 ..................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫ََ‬
‫األحد ‪17 ..................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫َ َْ‬
‫األْع ‪19 ..................................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫اآلخِر ‪21 ..................................... ................................ ................................ ................................‬‬


‫َ‬
‫األ َّول ‪23 ..................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫َُْ‬
‫المهي ِمن ‪25 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫َ ْ‬
‫الع ِزيز ‪27 .................................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫ابلَاسِط ‪28 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬


‫ْ‬
‫ابلَ ِصي ‪30 .................................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫ارئ ‪32 .................................... ................................ ................................ ................................‬‬ ‫َ‬


‫ابل ِ‬
‫َ ْ‬
‫احلكِيم ‪34 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫َّ ُ‬
‫الرؤ ْوف ‪36 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫َُ‬
‫الغف ْور ‪38 .................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫َ ْ‬
‫العلِيم ‪40 .................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫َ ْ‬
‫العظِ يم ‪42 .................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫َ‬
‫اخلال ِق ‪44 .................................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫اتلَّ َّواب ‪46 .................................... ................................ ................................ ................................‬‬


‫َر‬
‫الب ‪48 ....................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫َّ ُ‬
‫الشك ْور ‪50 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫‪348‬‬
‫َ ْ‬
‫احللِيم ‪52 .................................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫ابلَاطِن ‪54 .................................... ................................ ................................ ................................‬‬


‫َ‬
‫الغ ِ ر‬
‫ن ‪56 ..................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫َُ‬
‫العف رو ‪58 ..................................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫اجل َواد ‪60 ..................................... ................................ ................................ ................................‬‬


‫َ‬

‫َ ْ‬
‫اجل ِميل ‪62 .................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫َّ‬
‫الشاك ِر ‪64 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫َ‬
‫الع ِ ر‬
‫ل ‪66 ...................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫ََُ‬
‫المتعال ‪68 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫َ‬
‫اإلل ‪70 ...................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫الواحِد ‪72 .................................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫انلُّ ْور ‪74 ...................................... ................................ ................................ ................................‬‬


‫َ‬
‫الهادِي ‪76 .................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫َ ْ‬
‫اخلبِي ‪78 ..................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫ُ ْ‬
‫المحسِ ن ‪80 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬

‫ي ‪82 ..................................... ................................ ................................ ................................‬‬ ‫َ‬


‫احل ر‬
‫ِ‬
‫َ ْ‬
‫القدِير ‪84 .................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫ِّ ِّ ْ‬
‫الستي ‪86 .................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫َُْ‬
‫المقتدِر ‪88 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫َ‬
‫الق ِو ري ‪90 ..................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫َ‬
‫القادِر ‪92 .................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫َ َّ‬
‫الفتاح ‪94 .................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫َّ ْ‬
‫الس ِميع ‪96 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫َُ‬
‫الود ْود ‪98 ..................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫َ ُّ‬
‫القي ْوم ‪100 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫َّ ْ‬
‫اللطِيف ‪102 ................................ ................................ ................................ ................................‬‬
‫َ ْ‬
‫جيد ‪104 ................................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫الم ِ‬
‫َر‬
‫احلق ‪106 .................................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫‪349‬‬
‫َ ْ‬
‫احلفِيظ ‪108 ................................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫َ ْ‬
‫الكبِي ‪110 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫َُ َ‬
‫المتك ِّب ‪112 ................................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫َ ْ‬
‫الق ِريب ‪114 ................................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫ُ َ‬
‫المص ِّور ‪116 ................................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫َ ر‬
‫الح ‪118 .................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫ْ‬
‫ابلَدِيع ‪120 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫ُ ْ‬
‫جيب ‪122 ................................ ................................ ................................ ................................‬‬
‫الم ِ‬
‫َّ‬
‫الظاهِر ‪124 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫ْ‬
‫انلَّ ِصي ‪126 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬

‫ارث ‪128 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬ ‫َ‬


‫الو ِ‬
‫ْ‬
‫الوتر ‪130 .................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫ِ‬
‫ُْ‬
‫المعطِي ‪132 ................................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫َ َّ‬
‫الوهاب ‪134 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫َ‬
‫الواسِع ‪136 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫ُ ْ‬
‫المحِيط ‪138 ................................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫َّ َّ‬
‫الرزاق ‪140 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬

‫اص ‪142 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬ ‫َّ‬


‫انل ِ‬
‫َّ ْ‬
‫الرقِيب ‪143 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫َ ْ‬
‫الكفِيل ‪145 ................................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫ُّ ُّ‬
‫السب ْوح ‪146 ................................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫َّ ِّ‬
‫الطيب ‪148 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫َ َ‬
‫احلكم ‪149 ................................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫َ‬
‫الَك ِيف ‪151 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫َّ َّ‬
‫ادليان ‪153 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫َّ ِّ‬
‫السيد ‪155 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫َ ْ‬
‫المتِي ‪157 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫َ‬
‫القاهِر ‪159 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬

‫‪350‬‬
‫ُ َ ِّ‬
‫المؤخر ‪161 ................................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫ُ َ ِّ‬
‫المقدم ‪163 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫َّ َ‬
‫الصمد ‪165 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫َ ْ‬
‫احلسِ يب ‪167 ................................ ................................ ................................ ................................‬‬
‫َ ْ‬
‫الك ِريم ‪169 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫َ ْ‬
‫الوك ِيل ‪171 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫َّ ْ‬
‫الرفِيق ‪173 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫ُ ْ‬
‫المقِيت ‪175 ................................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫َّ‬
‫الش ِايف ‪177 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫َ ْ‬
‫األك َرم ‪179 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫َّ ْ‬
‫الش ِهيد ‪181 ................................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫َ‬
‫القابِض ‪183 ................................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫َ َّ‬
‫المنان ‪185 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫َّ‬
‫الراف ِع ‪187 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫َ ْ‬
‫احل ِميد ‪189 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫ْ‬ ‫ُ َ‬
‫واإلكرامِ ‪191 ..................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫الل ِ‬
‫ذو اجل ِ‬
‫َ‬
‫الو ر‬
‫ل ‪193 .................................... ................................ ................................ ................................‬‬ ‫ِ‬
‫َّ ر‬
‫الرب ‪195 .................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫َ َ‬
‫الم ْول ‪197 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫ُ ْ‬
‫المبِي ‪199 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬

‫الصفات العىل ‪200 .............................. ................................ ................................ ................................‬‬

‫االستواء ‪202 ................................ ................................ ................................ ................................‬‬

‫اإلحياء ‪204 ................................. ................................ ................................ ................................‬‬


‫ُ ر‬ ‫ر‬
‫اإلهلية واأللوهية ‪206 ........................ ................................ ................................ ................................‬‬
‫َّ‬
‫األحدية ‪208 ................................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫َّ‬
‫األولَّة ‪210 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬

‫اآلخ ِِرية ‪212 ................................. ................................ ................................ ................................‬‬

‫ابلاطنية ‪214 ................................ ................................ ................................ ................................‬‬

‫‪351‬‬
‫َ ِّ‬
‫اتلَّجل ‪216 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬

‫احلياء ‪218 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬


‫ر‬
‫الربوبية ‪220 ................................. ................................ ................................ ................................‬‬

‫الرمحة ‪222 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫الظاهرية ‪224 ............................... ................................ ................................ ................................‬‬


‫َ‬
‫العي ‪226 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫العلو ‪228 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫الغضب ‪230 ................................. ................................ ................................ ................................‬‬

‫الفرح ‪232 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫القدرة ‪234 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬

‫الالكم ‪236 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫املحبة ‪238 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬


‫ر‬
‫الّنول ‪240 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬

‫احلياة ‪242 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫اإلتيان وامليجء ‪244 ......................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫املشيئة ‪246 ................................. ................................ ................................ ................................‬‬

‫املعية ‪248 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫الدان ‪250 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬


‫ََ‬
‫األسف ‪252 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬

‫اتلَّوب ‪254 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫احل ِلم ‪256 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫اتلعجب ‪258 ................................ ................................ ................................ ................................‬‬

‫احلكمة ‪260 ................................. ................................ ................................ ................................‬‬


‫ُ َّ‬
‫اخللة ‪262 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫َّ‬
‫الرزق ‪264 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫الرأفة ‪266 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬


‫ر‬
‫الساق ‪268 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫الفتح ‪270 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫‪352‬‬
‫القبض ‪272 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬

‫الكيد بالَكئدين ‪274 ........................ ................................ ................................ ................................‬‬

‫العلم ‪276 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬


‫ُّ ر‬
‫القيومية ‪278 ................................ ................................ ................................ ................................‬‬

‫العظمة ‪280 ................................. ................................ ................................ ................................‬‬

‫العزة ‪282 .................................... ................................ ................................ ................................‬‬


‫َ‬
‫العفو ‪284 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫الغِىن ‪286 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬


‫ُّ‬
‫الشكر ‪288 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬

‫اإلحسان ‪290 ................................ ................................ ................................ ................................‬‬

‫االستهزاء بالَكفرين ‪292 .................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫االنتقام من املجرمي ‪294 .................. ................................ ................................ ................................‬‬

‫اإلحاطة ‪296 ................................ ................................ ................................ ................................‬‬

‫الكرم ‪298 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬


‫َ‬
‫المقت ‪300 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬

‫احلنان ‪302 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬


‫ر‬
‫الرفق ‪304 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫ِ‬

‫الرضا ‪306 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬


‫َ‬ ‫ر‬
‫الرجل والقدم ‪308 ........................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫ِ‬

‫املغفرة ‪ -‬الغفران ‪310 ....................... ................................ ................................ ................................‬‬


‫َْ‬
‫اخللق ‪312 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫اجلمال ‪314 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬


‫َّ‬
‫الصب ‪316 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫َّ‬
‫الضحِك ‪318 ................................ ................................ ................................ ................................‬‬

‫السرت ‪320 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫السمع ‪322 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬

‫ابلرص ‪324 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫ابلطش ‪326 ................................. ................................ ................................ ................................‬‬

‫‪353‬‬
‫القوة ‪328 .................................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫الفِعل ‪330 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫ابلغض ‪332 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬


‫ُ ُُ‬
‫وادلنو ‪334 ........................... ................................ ................................ ................................‬‬ ‫اتلقرب‬

‫الغية ‪336 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫األصابع ‪338 ................................. ................................ ................................ ................................‬‬

‫البسط ‪340 .................................. ................................ ................................ ................................‬‬


‫ُّ‬
‫اللطف ‪342 ................................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫العطاء والمنع ‪344 ........................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫الوجه ‪346 ................................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫‪354‬‬

You might also like