Professional Documents
Culture Documents
http://attasseel-alelmi.com
غفر اهلل له ولوالديه وملن أعانه على إخراج هذا الكتاب
الطَّبعة األوىل
مجيع احلقوق حمفوظةٌ
إلَّا من أراد طبعه أو ترمجته لتوزيعه جمَّانًا بعد مراجعة املؤلِّف
¢
أنفسنا ومن س ِّيئات إن الحمدَ هلل نحمدُ ه ونستعينُه ونستغفره ،ونعو ُذ باهلل من ُشرور ِ َّ
ُ
ضل له ،ومن ُي ْ اهلل فال ُم َّ ِِ
هادي له ،وأشهد أن ال إله َّإال ُ
اهلل َ ضلل فال أعمالنا ،من يهده ُ
محمدً ا عبده ورسوله ﷺ﴿ ،ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ أن َّ وحده ال شريك له ،وأشهد َّ
ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﴾[آل عمران]﴿ ،ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ
ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ
ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﴾[النِّساء]﴿ ،ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ
ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ
ﯝ ﯞ ﴾[األحزاب].
هم ٍة لمعرفة نب ِّيه أ َّما بعد؛ فهذه كلمات يسيرة ال يستغني عن معرفتها من له أدنى َّ
ﷺ وسيرته وهديه ،قال ابن الق ِّيم ( :$إذا كانت سعاد ُة العبد يف الدَّ ارين ُمع َّلق ًة
وأحب نجاهتا وسعادهتا أن يعرف من َّ كل من نصح نفسه فيجب على ِّ هبدي النَّبي ﷺِ ،
ِّ
وشيعته هديه وسيرته وشأنه ما ي ْخرج به عن الجاهلين به ،ويدخل به يف ِعداد أتباعه ِ
َ َ ُ ُ
والفضل بيد اهلل ُيؤتيه من ُ ِ ِ
وحزبه ،والنَّاس يف هذا بين ُمستق ٍّل ،و ُمستكث ٍر ،و َمحرومٍ، ِ
يشاء ،واهلل ذو الفضل العظيم).
حب نب ِّيه ﷺ وطاعته فيما أمر واجتناب ما عنه أسأل اهلل تعالى أن يرزقني وإ َّياكم َّ
محم ٍد كما ص َّليت على إبراهيم وعلى آل حمد وعلى آل َّ
صل على م ٍ
َّ هم ِّهنى وزجر ،ال َّل َّ
محم ٍد كما باركت على إبراهيم وعلى آل َّ محم ٍد وعلى آل َّ إبراهيم ،وبارك على
رب العالمين. إبراهيم ،إنَّك حميد مجيد ،والحمد هلل ِّ
3
الشَّيخ هيثم بن حممَّد سرحان -حفظه اهلل-
4
املُختصر املُفيد لسرية النَّيبِّ ﷺ
مشائله ﷺ
عبدالم َّطلب بن هاشم بن عبدمناف بن ُق َص ِّي ُ وهو ﷺ ُمح َّمد ب ُن عبداهلل بن
ِ
ؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النَّضر بن بن كالب بن ُم َّرة بن كعب بن ُل ِّ
دركة بن إلياس بن ُم َضر بن نزار بن َم َعدِّ بن عدنان، كِنانة بن ُخزيمة بن ُم ِ
نسبه ﷺ
الذبيح بن إبراهيم الخليل ڽ. وعدنان من ولد إسماعيل َّ
أن ه َر ْق َل -ملك ِ وهو ﷺ خير أهل األرض نس ًبا على اإلطالق ،ويف الحديث َّ
ُك َع ْن ن ََسبِ ِه؟ َف َذ َك ْر َت َأ َّن ُه فيك ُْم ُذو
ِ الروم -قال ألبي سفيان ﭬَ « :سأ ْلت َ ُّ
ِ ِ
ث في ن ََسب َق ْوم َها».ِ الر ُس ُل ُت ْب َع ُ ِ ٍ
ن ََسبَ ،فك ََذل َ
ك ُّ
اصطفاؤه ﷺ
ْ َ ْ َ َ ْ
ِ ِ ِ ِ
اص َط َفاني م ْن َبني َهاش ٍم». ِ ِ اص َط َفى ِم ْن ُق َر ْي ٍ
ش َبني َهاشمٍَ ،و ْ َو ْ
صريحا.
ً وهو أشهر أسمائه ﷺ ،وبه ُس ِّمي يف ال َّتوراة
حممَّد
سماه بله المسليح ڠ. واآلخرة لكثرة خصاله ،وهو االسم ا َّلذي َّ
ُس ِّمي به أل َّنه تو َّكل على اهلل يف إقامة اللدِّ ين تلو ُّك ًال للم َيشلركه فيله
ا ُملتِّل
غيره.
5
الشَّيخ هيثم بن حممَّد سرحان -حفظه اهلل-
املاحي
ا َّلذي ُيحشر النَّاس على قدميه ،فكأ َّنه ُبعث ليحشر النَّاس.
احلاشر
ا َّلذي ليس بعده نبي ،فهو بمنزلة الخاتم.
العاقب
ا َّلذي قفى على آثار من تقدَّ مه ،فق َّفى اهلل به على آثار من سلبقه ملن
املُقفلي
الرسل.
ُّ
ا َّلذي فتح اهلل به باب ال َّتوبة على أهل األرض ،فتاب عليهم توب ًة لم
نيبُّ التَّّبة
أمساؤه ﷺ
استغفارا وتوبةً.
ً يحصل لهم مثلها قبله ،وكان ﷺ أكثر النَّاس
ا َّلذي ُبعث بجهاد أعداء اهلل ،فلم ُيجاهد نبي وأ َّمتله قل ُّ ملا جاهلد
نيبُّ املل مة
ا َّلذي أرسله اهلل رحم ًة للعالمين ،فرحم به أهل األرض ك َّلهم ،فأ َّملا
نيبُّ الرَّمحة
ال ُك َّفار ،وفتح به أبواب الجنَّة ،وفتح به طرق العلم النَّلافع والعملل
الصالح. َّ
6
املُختصر املُفيد لسرية النَّيبِّ ﷺ
أحق العالمين هبذا االسم ،فهو أمين اهلل على وحيه ودينه ،وهلو
هو ُّ
األمني
سلموه ٍ
قريش َّ إن ك َّفار
السماء وأمين من يف األرض ،بل َّ
أمين من يف َّ
ً
رسوال. األمين قبل أن ُيبعث
البشري
ُ
أمساؤه ﷺ
قال ﷺَ « :أ َنا َسيدُ َو َل ِد آ َد َم َي ْو َم ا ْل ِق َي َام ِة َو َل َفخْ َر».
سيِّد
ولد
آدم
ٍ
إحراق. الوهاج َّ
فإن فيه نوع ٍ
إحراق ،بخالف َّ ا َّلذي ُينير من غير
السِّراج
املنري
كمل مراتب العبود َّية.
الخاصة؛ ألنَّه ﷺ َّ
َّ خاصة
وهو عبد اهلل ،له عبود َّية َّ
أكمل وصفه ﷺ هو ما وصف به نفسه ،قال ﷺَ « :أ َنا ُم َح َّمدٌ َع ْبدُ اهَّلل ِ َو َر ُسو ُل ُه،
ب َأ ْن َت ْر َف ُعونِي َف ْو َق َمنْ ِز َلتِي ا َّلتِي َأ ْنزَ َلن ِي اهَّللُ .»۵ ِ
َما ُأح ُّ
أوصافه ﷺ إمجالًا
وخ ُل ًقلا ،قلال تعلالى﴿ :ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ كان ﷺ أحسلن النَّلاس َخ ْل ًقلا ُ
ﮟ﴾[القلم] ،وقالت عائشة ڤ« :ك َ
َان ُخ ُل ُق ُه ال ُق َ
رآن» ،يعمل به ويقف عند
سخ ُ لِ َس َخطِ ِه.
رضى لِ ِر َضاهَ ،و َي َ
حدوده؛ ف َي َ
ول اهَّلل ِ ﷺ َأزْ َهَ َر ال َّلَ ْو ِن» أي: ان َر ُسَ ُ مالك ﭬ« :كََ َ ٍ قال أنس بن
أوصافه ﷺ اخلَلْقِيَّة
َأ ْب َي َض ُم ْس َت ِد ًيرا «كََ َأ َّن َع َر َقَ ُه ال ُّل ْؤ ُلَ ُؤ ،إِ َذا َم َشَى َت َك َّفَ َأَ ،و َل َم ِس ْس ُ
جسده الشَّريف
َُ
يَر ًة َأ ْلَ َي َن ِمَ ْن كََفاج ًة» وهو نوع نفيس ملن الحريلر « َو َل َحرِ َ
ِ
دي َب َ
ب ِمَ ْن َرائِ َحَ ِة ول اهَّلل ِ ﷺ ،و َل َشَمم ُ ِ رس ِ
ُ م ْسَ َك ًة َو َل َعنْ َبَ َر ًة َأ ْط َيَ َ َ ْ َ َ ُ
ِ ِ
َر ُسول اهَّلل ﷺ».
7
الشَّيخ هيثم بن حممَّد سرحان -حفظه اهلل-
توسل
وعَا» أيُ :م ِّ ان النَّبَِ ُّي ﷺ َم ْر ُب ً عازب ﭭَ « :ك َ ٍ قال الرباء بن
القامة « َب ِعيدَ َما َب ْي َن ا ْل َمنْكِ َب ْي ِنَ ،ل ُه َش ْع ٌر َي ْب ُلغُ َش ْح َم َة ُأ ُذنَِ ِهَ ،ر َأ ْيتَُ ُه فَِي
قامته
ُح َّل ٍة َح ْم َرا َءَ ،ل ْم َأ َر َش ْي ًئا َق ُّط َأ ْح َس َن ِمنْ ُه».
وجهه
ك ِمنَْ ُه» ،و ُسلئل اللرباء ﭬ: ف َذلِ َ َح َّتى َك َأ َّن ُه قِ ْط َع ُة َق َمرٍَ ،و ُكنَّا َن ْعرِ ُ
السيف؟ قالَ « :ل؛ َب ْل ِم ْث َل ا ْل َق َمرِ». بي ﷺ مثل َّ أكان وجه النَّ ِّ
ان النَبِ ُّي ﷺ َضخْ َم ا ْل َيدَ ْي ِنَ ،ل ْم َأ َر َب ْعَدَ ُه ٍ
مالك ﭬَ « :ك َ قال أنس بن
ان َش ْع ُر النَّبَِي ﷺ َر ِجَلً َل َج ْعَدَ » أي :ال التلواء فيله وال ِم ْث َل ُهَ ،و َك َ
شعره
تق ُّبض « َو َل َسبِ َط» أي :وال ُمسرتسل.
ك ﭬَ « :د َخ َل َع َل ْينََا النَّبَِ ُّي ﷺَ ،ف َقَ َال» أي :نلام َس ب ِن مالِ ٍ
قال َأن ِ ْ َ
ُ» ُ َت ْس ُل ُ ور ٍةَ ،ف َج َع َل ْ ِ
نومة القيلولة «عنْدَ َناَ ،ف َعرِ َق َو َجا َء ْت ُأمي بِ َق ُار َ
اس َت ْي َق َظ النَّبِ ُّي ﷺ َف َق َالَ :يَا ُأ َّم ُسَ َل ْي ٍم؛ َمَا ِ
عرقه
كان له خلاتم النُّ ُبل َّوة بلين كتفيله ،وهلو شليء بلارز يف جسلده ﷺ
كالشامة. َّ
خامت النُّبَّّة
8
املُختصر املُفيد لسرية النَّيبِّ ﷺ
ول اهَّلل ِب إِ َلي ِم ْن رسَ ِ قال عمرو بن العاص ﭬَ « :ما َك َ َ َ
َ ُ ان أ َحدٌ أ َح َّ َّ
ُ ُأطِيَ ُ َأ ْن َأ ْمَ َل َ َع ْينَِي ِمنَْ ُه ﷺَ ،و َل َأ َج َّل فِي َع ْين ِي ِمنَْ ُهَ ،و َمَا ُكنَْ ُ
ُ؛ ِلَني َل ْم َأ ُك ْن َأ ْمَ َل ُ َع ْينَِي ُ َأ ْن َأ ِص َف ُه َما َأ َط ْق ُإِ ْج َل ًل َل ُهَ ،و َل ْو ُسئِ ْل ُ
ِمنْ ُه».
أدبه مع اهلل
أوصافه ﷺ اخلُلُقيَّة
ِ
َت َب َار َك َو َت َعا َلىُ ،ق ْلنَاَ :و َأ ْف َض ُلنَا َو َأ ْع َظ ُمنَا َط ْو ًلَ ،ق َالُ :قو ُلوا بِ َقَ ْول ُك ْم -
ان». ض َق ْولِ ُك ْمَ ،-و َل َي ْست َْجرِينَّ ُك ُم َّ
الش ْي َط ُ َأ ْو َب ْع ِ
قال علي ﭬُ « :كنَّا إِ َذا َح ِمي ا ْل َب ْأ َُ َو َل ِقي ا ْل َق ْوم ا ْل َق ْوم ا َّت َقينَا بِرس ِ
ول َ ْ َ ُ ُ
شجاعته
َ َ
ون َأ َحدٌ ِمنَّا َأ ْد َنى إ َلى ا ْل َق ْو ِم منْ ُه».
ِ ِ ِ
اهَّلل ﷺَ ،ف َل َي ُك ُ
قال ﷺَ « :أ َما َواهَّلل ِ إِني َلَ ْخ َشا ُك ْم هَّلل ِ َو َأ ْت َقا ُك ْم َل ُه».
خشيته
ول اهَّلل ِ ﷺ َأ َشَ َّد َح َيَا ًء ِمَ َن ان َر ُسَ ُ الخدري ﭬَ « :ك َ ُّ
ٍ
سعيد قال أبو
حياؤه
ان َأ ْب َعدَ ُه َما ِمنْ ُه». َما َل ْم ي ْأ َث ْمَ ،فإِ َذا َكان ْ ِ
ال ْث ُم َك َ َ
9
الشَّيخ هيثم بن حممَّد سرحان -حفظه اهلل-
ال ينتقم
لنفسه
ات اهَّلل ِ َف َينْ َت ِق َم هَّلل ِ». َح َّتى ُتنْ َت َه َ
ك ُح ُر َم ُ
ال يعيب
الطَّعام
ْاش َت َها ُه َأ َك َل ُه َوإِ ْن َكرِ َه ُه َت َر َك ُه».
اهلديَّة
يقب
َع َل ْي َها».
الصَّدقة
ال يأِ
َّبي ﷺ َر ُجل َف َك َّل َم ُهَ ،ف َج َعل َل َت ْر ُعلدُ ََ ٍ
قال عقبة بن عامر ﭬ :أتى الن َّ
أوصافه ﷺ اخلُلُقيَّة
تّاضعه
بمل ٍ
ك ،إِن ََّما َأنََا ا ْبَ ُن ُ ِ ك؛ َفإِني َل ْس ُ فقال َل ُه ﷺَ « :هو ْن َع َل ْي ََف َرائِ ُص ُهَ ،
ْام َر َأ ٍة َت ْأك ُُل ا ْل َق ِديدَ ».
َان النَّبِ ُّي ﷺ عن األسود بن يزيد $قال :سألت َعائِ َش َة ڤَ :ما ك َ
خدمته أهله
ُون فِي ِم ْهن َِة َأ ْه ِل ِه َ -ت ْعنِي ِخدْ َم َة َأ ْه ِل ِه- َي ْصن َُع فِي َب ْيتِ ِه؟ َقا َل ْت« :ك َ
َان َيك ُ
الصل َِة».
الصلَ ُة َخ َر َج إِ َلى َّ
ِ
َفإِ َذا َح َض َرت َّ
ون ُم َذ َّم ًماَ ،و َأ َنا ُم َح َّمدٌ ». َو َل ْعنَ ُه ْم؟! َي ْشتِ ُم َ
ون ُم َذ َّم ًما َو َي ْل َعنُ َ
الصلادق ٍ
قال عبد اهلل بن مسعود ﭬ :حدَّ ثنا رسلول اهلل ﷺ وهلو َّ
صدقه
المصدوق. َ
10
املُختصر املُفيد لسرية النَّيبِّ ﷺ
أوصافه ﷺ اخلُلُقيَّة
ول اهللِ ﷺ« :ال َّل ُهَ َّم َن َعَ ْم»َ ،ف َقل َال َف َت ْق ِس َم َها َع َلى ُف َق َرائِنَا؟ َف َقل َال َر ُسل ُ
ول َم ْن َو َرائِي مِ ْن َقل ْومِيَ ،و َأنَلا الر ُج ُل :آ َمن ُْت بِ َما ِج ْئ َت بِ ِهَ ،و َأ َنا َر ُس ُ َّ
ِ ِ
ِض َما ُم ْب ُن َث ْع َل َب َة َأ ُخو َبني َس ْعد ْب ِن َب ْك ٍر.
أن ِعن ِْدي ِم ْث َل ُأ ُح ٍد َه َذا َذ َه ًبا ت َْم ِضَي َع َلَ َّي قال ﷺَ « :ما َي ُس ُّرنِي َّ
زهده ﷺ يف
ول بِ ِه فَِي
ثالِ َث ٌة َو ِعن ِْدي ِمنْ ُه ِدينَ ٌار َّإل َش ْي ًئا َأ ْر ُصدُ ُه لِدَ ْي ٍن ،إِلَّ َأ ْن َأ ُق َ
الدُّنيا
اح ًشا َو َل ُم َت َفح ًشَاَ ،و َل َصَ َّخا ًبا قالت عائشة ڤَ « :لم ي ُكن ﷺ َف ِ
ْ َ ْ
ال يشتم
امرأةٍ
ِفَّ
ْام َر َأ ٍة َق ُّط».
11
الشَّيخ هيثم بن حممَّد سرحان -حفظه اهلل-
جع َع َللى ول اهللِ ﷺ َو ُهل َو م ْضل َط ِ َق َال ُعمر ﭬَ :د َخ ْل ُت َع َلى رسل ِ
ُ َ ُ َُ
ِ ِ ِ ِ ِ
َح ِص ٍير َف َج َل ْس ُتَ ،فأ ْد َنى َع َل ْيه إ َز َار ُه َو َل ْي َس َع َل ْيه َغ ْيل ُر ُهَ ،وإ َذا ا ْل َحصل ُير
َ
ول اهللِ ﷺ َفلإِ َذا َأنَلا َقدْ َأ َّثر فِي َجنْبِ ِهَ ،فنَ َظر ُت بِ َب َص ِري فِي ِخ َزا َن ِة رسل ِ
َ ُ ْ َ
أوصافه ﷺ اخلُلُقيَّة
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ٍ ِ ِ ٍ
الصا ِعَ ،وم ْثل َها َق َر ًظا فلي َناح َيلة ا ْل ُغ ْر َفلةَ ،وإ َذا بِ َق ْب َضة م ْن َشعير َن ْحو َّ
مسكنه وعيشته
يَك َيَا ا ْبَ َن ايَ ،ف َق َال ﷺَ « :ما ُي ْبكِ َ ُأ َف ْيق ُم َع َّلقَ ...ق َالَ :فا ْب َتدَ َر ْت َع ْينَ َ
اُ؟!» ُق ْل ُت َ :يا َنبِ َّي اهللِ؛ َو َمالِي َال َأ ْبكِي َو َه َذا ا ْل َح ِص ُير َقدْ َأ َّث َر ا ْلخَ َّط ِ
اك َق ْي َصل ُر فِي َجنْبِ َكَ ،و َهل ِذ ِه ِخ َزا َنتُل َك َال َأ َرى فِ َيهلا إِ َّال َملا َأ َرىَ ،و َذ َ
ول اهللِ ﷺ َو َصل ْف َو ُت ُه َو َهل ِذ ِه ارَ ،و َأ ْن َت َر ُس ُار َو ْاألَ ْن َه ِ َوكِ ْس َرى فِي ال ِّث َم ِ
ون َلنََا ْال ِخَ َر ُة اُ؛ َأ َل َت ْر َضى َأ ْن َت ُك َ ِخ َزا َن ُت َك؟! َف َق َالَ « :يا ا ْب َن ا ْلخَ َّط ِ
َو َل ُه ُم الدُّ ْن َيا؟» ُق ْل ُتَ :ب َلى.
12
املُختصر املُفيد لسرية النَّيبِّ ﷺ
االختبار األوَّل
محمد بن عبد اهلل ﷺ خير أهل األرض نس ًبا على اإلطالق :يونس بن م َّتى ﷺ َّ
جلرد التَّعريلف ُ مشلت َّقة ملن أسماؤه ﷺ :ك ُّلها نعوت أعالم محضة تفيد ُم َّ
األول وال َّثالث فق ٍ ٍ
صفات قائمة به توجب له المدح والكمال الجميع َّ
آن» أي :يرضى لرضاه يسخ لسخطه الجميع ان ُخ ُل ُق ُه ا ْل ُق ْر َ
َ « ك َ
محمد ﷺ الجميع خليل اهلل هو :إبراهيم ڠ َّ
ول اهَّللِ ﷺ َأزْ َه َر ال َّل ْو ِن» أي :قمحي أبيض شديد البياض َان َر ُس ُ « ك َ
بي ﷺ ِّ
أطيب الطيب :المسك عرق النَّ ِّ
َّبي ﷺ مربوعًا أيُ :متو ِّس القامة طويل القامة
كان الن ُّ
نبوته ﷺ :بين كتفيه يشبه جسده مثل بيضة الحمامة الجميع خاتم َّ
الجدُّ األعلى قبل الجدِّ األعلى أب الجدِّ اسم الجدِّ اسم األب اسمه نسبه ﷺ:
هاشم
الم َّطلب
عبد ُ
عبد اهلل
محمد
َّ
إسماعيل
إبراهيم
السراج
ِّ العاقب أحمد محمد
َّ صل َّ
كل اس ٍم بشرحه:
أحمد الناس لربه
ٍ
إحراق ا َّلذي ُينير من غير
كثير الخصال ا َّلتي ُي َ
حمد عليها
ليس بعده نبي ،فهو بمنزلة الخاتم
14
املُختصر املُفيد لسرية النَّيبِّ ﷺ
هديُه ﷺ
األلّان
أحب
إليه
وها َوكَفنُوا فِ َيها َم ْوتَا ُك ْم». ِ
ث َيابِك ُْم َفا ْل َب ُس َ
ُّ
ِ ِ ما َتيسر مِن ال ِّلب ِ ِ
الصوف َت َار ًةَ ،وا ْل ُق ْط ِن َت َار ًةَ ،وا ْل َكتَّان َت َ
لار ًة، اس ،م َن ُّ َ َ َّ َ َ َ
لباسه
َان إِ َذا َلبِس َق ِميصه بدَ َأ بِميامِنِهِ.
َوك َ
َ ُ َ ََ َ
لاب ا ْل َعلالِي
لن ال ِّث َي ِ ِ
له َر َت ْي ِن م َ الش ْ ون ُّ ف( :كَانُوا َي ْك َر ُه َ َق َال بع ُض الس َل ِ
وسطيَّته ﷺ يف الللباس
َّ َْ
ض) ،وفِي حديث اب ِن ُعمر ﭭ« :من َلَبَِ َثَوُ ُشَهرةٍ ِ
َْ َ ْ َ ْ َ ْ ََ َوا ْل ُمن َْخف ِ َ
َأ ْلبسه اهَّلل يوم ا ْل ِقيام ِة َثوُ م َذ َّل ٍة ُثم َت َل َّهب فِ ِيه النََّار»؛ ِألَنَّله َقصلدَ بِ ِ
له ُ َ ُ ُ َّ ََ ُ َُْ َ َ َ ْ َ َ
15
الشَّيخ هيثم بن حممَّد سرحان -حفظه اهلل-
ُ ُق ََّر ُة َع ْينَِي فَِي يبَ ،و ُج ِع َل ْ ب إِ َل َّي م ْن ُد ْن َياك ُْم :الن َسا ُء َوالط ُ
ِ
َق َال ﷺُ « :حب َ -
الص َل ِة».
َّ
اإليو ِاء والنَّ َف َقةِ. ِ ِ ِ ِ
َان َي ْقس ُم َب ْين َُه َّن في ا ْل َمبِيت َو ْ َ َ َوك َ -
َان إِ َذا َأ َرا َد َس َف ًرا َأ ْق ََر ََ َبَ ْي َن نِ َسَائِ ِهَ ،ف َ
َأ َّيت ُُه َّن َخ ََر َج َقا َل ْت َعائِ َش ُة ڤَ « :وك َ -
16
املُختصر املُفيد لسرية النَّيبِّ ﷺ
َان ك ََال ُم ُه ُك ُّل ُه فِي ِذك ِْر اهللِ َو َما َو َاال ُه.
كان أكمل النَّاس ِذك ًْرا لِ َّل ِه َ ،۵ب ْل ك َ
هديه ﷺ يف الذلِر
الصالة ،وإذا خرج من وكان ﷺ يذكر اهلل إذا استيقظ من النَّوم ،وإذا استفتح َّ
بيته ،وإذا دخل المسجد ،ويف ال َّصباح والمساء ،وعند لبس ال َّثوب ،وإذا دخل
المنزل أو خرج منه ،وعند دخول الخالء ،وقبل الوضلوء وبعلده ،وإذا سلمع
األذان ،وعند رؤية الهالل ،وقبل األكل وبعده ،وعند ال ُعطاس...
17
الشَّيخ هيثم بن حممَّد سرحان -حفظه اهلل-
ُ ،وإع َف َاء اللحيَ ِ الش َ ِ ِ لال ﷺ« :ع ْش َر ِمَ ِ
َة، ار ِ َ ْ ُ ْ َ َل َّ َن ا ْلف ْطَ ََرةَ :قَ ُّ
َ ٌ َ َقل َ
عدُّ السُّنن
ارَ ،وغَ ْس ُل ا ْل َب َر ِ
اءَ ،و َق ُّل ْالَ ْظ َف ِاق ا ْلم ِ ِ َوالس ُ
اجمَِ ،و َنت ُ
َْف واكَ ،و ْاستن َْش ُ َ
ِ ِ ِ ِ
الراوي العاشرة. اص ا ْل َماء» ،ونسي َّ ْالبِطَ ،و َح ْل ُ ا ْل َعانَةَ ،وانْت َق ُ
لذ ِه،
لور ِه ،و َأ ْخل ِ ِ ِ ِ
ج ُبل ُه ﷺ ال َّتل َي ُّم ُن فلي َتنَ ُّعلِلهَ ،و َت َر ُّجلِلهَ ،و ُط ُه ِ ََلان ُي ْع ِ
ك َ
تيمُّنه ﷺ
لور ِه ،ويسلاره لِ َخ َالئِ ِ ِ و َع َطائِ ِه ،وكَان ْ ِ ِ ِ ِ
له َت َيمينُ ُه ل َط َعامه َو َش َلرابِه َو ُط ُه ِ َ َ َ ُ ُ َ َ
ِ ِ ِ ِ ِ
َون َْحوه م ْن إ َزا َلة ْاألَ َذى.
احللق
َاك ِعنْلدَ
َاك ُم ْفطِ ًرا َو َصائِ ًماَ ،و َي ْسلت ُ
َان َي ْست ُ الس َو َ
اكَ ،وك َ ب ِّ
ِ
َان ﷺ ُيح ُّ ك َ
لال ِةَ ،و ِعنْلدَ ُد ُخ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
السِّّاك
لول َّلومَِ ،وعنْلدَ ا ْل ُو ُضلوءَ ،وعنْلدَ َّ
الص َ االنْت َباه م َن الن ْ
ود ْاألَر ِ
َاك بِع ِ ا ْل َمن ِْز ِلَ ،وك َ
اك. َ َان َي ْست ُ ُ
ِ ِ
ب ال ِّط َ
يب. َان ﷺ ُي ْكث ُر ال َّت َط ُّي َ
ب َو ُيح ُّ ك َ
الطليب
ََروا الل َحََى َو َأ ْح ُفََوا ِ ِ
للال ﷺَ « :خََال ُفوا ا ْل ُم ْشََرِك َ
ين َو َوف ُ َق َ
والل ية
الشَّارب
ُ َو َت ْق ِلَي ِم
َار ِ َي ﷺ فَِي َقَل َّ
الش ِ ِ
َُ َلنََا النَّب ُّ َق َال َأنَس ﭬَ « :و َّق َ
التَّّقيت
-
اج ٍةَ ،و َي َت َك َّل ُم بِ َج َوامِ ِع ا ْل َك َال ِم. ِ
لم يكن َي َت َك َّل ُم في َغ ْي ِر َح َ -
يهَ ،و َال َي َت َك َّل ُم إِ َّال فِي َما َي ْر ُجو َث َوا َب ُه.َان َال ي َت َك َّلم فِيما َال يعنِ ِ
ك َ َ ُ َ َْ -
اح ًشا َو َال ُم َت َف ِّح ًشا َو َال َص َّخا ًبا. َلم ي ُكن ﷺ َف ِ -
ْ َ ْ
18
املُختصر املُفيد لسرية النَّيبِّ ﷺ
بُكاؤه ﷺ
تَ ،و َت َار ًة َخ ْو ًفا َع َلى ُأ َّمتِ ِه َو َشل َف َق ًة اؤه ﷺ َتار ًة رحم ًة لِ ْلمي ِ
َ َ ْ َ َ ِّ َان ُب َك ُ ُ
-ك َ
ِ
َع َليها ،و َتار ًة مِن َخ ْشي ِة اهلل ،و َتار ًة ِعنْدَ سما ِع ا ْل ُقر ِ
آن. ْ َ َ َ َ َ َْ َ َ ْ
ض َوا ْل ِمنْ َب ِر َوا ْل َب ِع ِير َوالنَّا َق ِة.ب ﷺ َع َلى ْاألَ ْر ِ َخ َط َ -
قال جابر ﭬ« :وكَان رس ُ ِ
اح َم َّر ْت َع ْينََا ُه
ب ْ ول اهَّلل ﷺ إِ َذا َخ َط َ َ َ َ ُ -
ِ
َو َع َل َص ْو ُت ُه َو ْاشت ََّد غَ َض ُب ُهَ ،حتَّى ك ََأ َّن ُه ُمنْذ ُر َج ْي ٍ
خُطبته ﷺ
ش».
ب ُخ ْط َب ًة إِ َّال ا ْف َتت ََح َها بِ َح ْم ِد اهللِ. َان ﷺ َال َي ْخ ُط ُ ك َ -
ِ ِ ٍ َان ﷺ ي ْخ ُط ِ
يناجل ُة ا ْل ُم َخلا َطبِ َ
ب في ك ُِّل َو ْقت بِ َملا َت ْقتَضليه َح َ ُ َ ك َ -
َو َم ْص َل َحت ُُه ْم.
19
الشَّيخ هيثم بن حممَّد سرحان -حفظه اهلل-
االختبار الثَّاين
تيسر من األلوان
ما َّ أحب األلوان إليه ﷺ :البياض ال َّسواد
كان َّ
تيسلر ملن
الصوف يلبس القطلن والكتَّلان يللبس ملا َّ لباسه ﷺ :ال يلبس ُّ
ال ِّلباس َّ
األول وال َّثاين فق
المنخفض من ال ِّثياب لزهده الوس
لباسه ﷺ :الغالي من ال ِّثياب ُ
20
املُختصر املُفيد لسرية النَّيبِّ ﷺ
يسمي اهلل ويحمده :على َّأول طعامه يف آخره أ َّوله وآخره
كان ﷺ ِّ
ئما الجميع كان أكثر شربه ﷺ :قاعدً ا قا ً
ب إِ َل َّي ِم ْن ُد ْن َيا ُك ْم» :النِّساء ال ِّطيب الجميع قال ﷺُ « :حب َ
ِ ِ ِ
قال ﷺَ « :و ُجع َل ْ
الصالة الجميع ُ ُق َّر ُة َع ْيني في» :الجنَّة َّ
الخ ُلق الجميع المعاشرة ُ كانت سيرته ﷺ مع أزواجه حسنُ :
ِ ِ
ُ َو َت ْقلَي ِم ْالَ ْظ َف ِ الش ُِ َلنَا النَّبِ ُّي ﷺ فِي َقل َّ
َْر َك َأ ْك َث ََر م ْ
َن َار َأ َّل َنت ُ ار ِ َ ق َال َأنَس ﭬَ « :و َّق َ
(َ )......ي ْو ًما َو َل ْي َل ًة» :ثالثين أربعين خمسين
الرأس :يحلق بعضه ويدع بعضه تركه ك َّله أو أخذه ك َّله كان هديه ﷺ يف حلق َّ
صائما الجميع فطرا َان َي ْست ُ
اكَ ،وك َ الس َو َ ِ ك َ
ً َاكُ :م ً ب ِّ َان ﷺ ُيح ُّ
َّبسم ج ُّله الت ُّ
َّبسم َان ضحكه ﷺ :ك ُّله الت ُّ ك َ
الجن واإلنس ِّ ُ بعث ﷺ إلى :النَّاس كا َّف ٍة ال َّثقلين
زينب فاطمة
أفضل بناته ﷺ على اإلطالق :الجميع
اف ا ْم َر َأ ٍة َغ ْي َر َها :حفصة ُّ أم سلمة عائشة
ما نَزَ َل عَ َلي ِه ﷺ ا ْلوحي فِي لِح ِ
َ َ ْ ُ ْ َ
أهله ثوبه
نعله بيده ال َّلبن يف بناء المسجد شاته من أفعاله ﷺ:
ونفسه بيده
خصف
ور َّقع
وحلب
وخدم
وحمل
21
الشَّيخ هيثم بن حممَّد سرحان -حفظه اهلل-
َّ
الشارب ال ِّلحية العانة اإلب األظفار من الفطرة:
قصُّ
إعفاء
تقليم
نتف
حلق
22
املُختصر املُفيد لسرية النَّيبِّ ﷺ
من خصائصه ﷺ
قال ابن القل ِّيم ( :$جملع بلين كوهنلا حنيف َّيل ًة وكوهنلا
باحلنيفيَّة
السَّم ة
سمح ًة ،فهلي حنيف َّيلة يف ال َّتوحيلد سلمحة يف األخلالق،
بُعث
الشرك ،وتحريم الحالل).وضدُّ األمرينِّ :
بُعث إىل
ُّ ُ ْ َ
الثَّقلني
َكا َّف ًة».
ودعّته
ِتابه
ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﭯ ﭰﭱ ﭲ ﭳ﴾[إبراهيم].
آياته
من خصائصه ﷺ
ﷺ منها حظ ونصيب.
َن َو َلَ ِد ِه ِ ِ قال ﷺَ « :ل ُي ْؤ ِم ُن َأ َحدَ ك ُْم َح َّتى َأك َ
َُون َأ َح َّ
َب إِ َليَه م ْ
حمبَّته
دينٌ
ﮒ﴾[الكوثر].
ﭚ ﭛ ﭜ ﭝﭞ﴾[األحزاب.]٧:
قال ﷺَ « :أ َما إِنَي َأ ْع َل ُمكَُ ْم بَِاهَّلل ِ» ،وقلال ﴿ :۵ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ
علمه
ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮭ﴾[األنعام.]٥٠:
23
الشَّيخ هيثم بن حممَّد سرحان -حفظه اهلل-
أمَّته ﷺ
ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ﴾[آل عمللران ،]١١٠:وقللال ﷺَ « :وا َّل َ ِذي
َن ْف ِسي بِ َي ِد ِه إِني َلَ ْط َم ُع َأ ْن َت ُكو ُنوا َش ْط َر َأ ْه ِل ا ْل َجنَّ ِة».
من خصائصه ﷺ
ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ
بلده ﷺ
ﯝ ﯞ﴾[آل عمران].
وم َّكلة بلللد حللرام ،قلال ﷺ« :إِ َّن َهَ َذا ا ْل َب َلَدَ َح َّر َمَ ُه اهَّللُ َيَ ْو َم َخ َلَ َ
ات َو ْالَ ْر َض َف ُه َو َح َرا ٌم بِ ُح ْر َم ِة اهَّلل ِ» ،وهي بلد للمسلمين إلى السمو ِ
َّ َ َ
ِ
يوم القيامة ،قال ﷺَ « :ل ه ْج َر َة َب ْعدَ ا ْل َف ْتحِ ».
قبلته ﷺ إلى الكعبة ،وكانت قبل ذلك إلى بيت المقدس ،قال
گ﴿ :ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﮣ ﮤ ﮥﮦ ﮧ
ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ
ﯓﯔ﴾[البقرة.]١٤٤:
قبلته ﷺ
ذر ٍ
والمسجد الحرام هلو َّأول مسلجد ُوضلع يف األرض ،قلال أبلو ٍ
ض ج ٍد ُو ِضَ َع فَِي ْالَ ْر ِ ول اهَّلل ِ ﷺ َعَ ْن َأ َّو ِل َم ْسَ ِ ُ َر ُس َ ﭬَ « :س َأ ْل ُ
جدُ ا ْل َح َرا ُم».َف َق َال :ا ْل َم ْس ِ
ث َو َلَ ْم َي ْف ُسَ ْ َر َجَ َع َك َيَ ْو َم وقال ﷺَ « :م ْن َأ َتى َه َذا ا ْل َب ْي َ
ُ َف َل ْم َي ْر ُفَ ْ
َو َلدَ ْت ُه ُأ ُّم ُه».
24
املُختصر املُفيد لسرية النَّيبِّ ﷺ
من خصائصه ﷺ
َ َْ َ ْ
ِ اجدَ َ :م ْس ِ ِ
وقال ﷺَ « :ولَ ت َُشدُّ الر َح ُال إِ َّل إِ َلى َثلَ َثة َم َس ِ
قبلته ﷺ
الح ََرامِ،
جد َ
ج ِد الَ ْق َصى». ج ِديَ ،و َم ْس ِ
َو َم ْس ِ
وقال ﷺ« :إ َذا أ َتيتُم الغََائِ َط فَل تَسَ َت ْقبِ ُلوا ِ
ول ت َْسَتَدْ بِ ُر َ
وها الق ْب َلَةََ ، ْ ْ ُ
و َلكِ ْن َشر ُقوا ْأو غَ ر ُبوا».
25
الشَّيخ هيثم بن حممَّد سرحان -حفظه اهلل-
قرابته ﷺ وأزواجه
[ ]6عبد اهلل ،و ُل ِّقب بال َّطيِّب وال َّطاهر. [ ]5فاطمة ڤ
ِ ِ ِ ِِ
ك ُُّل َأ ْو َالده ﷺ ُت ُو ُّفوا َق ْب َل ُه إِ َّال َفاط َم َة ڤَ ،فإِن ََّها َتل َأ َّخ َر ْت َب ْعلدَ ُه بِسلتَّة َأ ْش ُ
له ٍر،
له َع َللى نِس ِ ات ملا ُف ِّضل َل ْت بِ ِ ِ ِ َفر َفع اهلل َلها بِصب ِر َها و ِ
لاء َ لن اللدَّ َر َج َ احت َسلابِ َها م ََ ْ َ َ ُ َ َ ْ
ِ ِ ِ
ين ،وفاطمة َأ ْف َض ُل َبنَاته َع َلى ا ْ ِ ِ
إل ْط َالق. ا ْل َعا َلم َ
وقد أدرك بناته ﷺ ك ُّل َّ
هن اإلسالم فأسلمن وهاجرن معه ﷺ.
[ ]4أبو ٍ
لهب ،واسمه عبد ال ُع َّزى مناف ٍ [ ]3أبو
26
املُختصر املُفيد لسرية النَّيبِّ ﷺ
ٍ
حكيم البيضاء [ ]2أ ُّم العوام ﭬ
الزبير بن َّ
[ ]1صف َّية ،وهي أ ُّم ُّ
عمَّاته ستَّةٌ
[ ]6أميمة [ ]5أروى [َّ ]4برة [ ]3عاتكة
حجز
ٍ
جحش ڤ +زينب بنت خزيمة ڤ. (الزَّ اي) = زينب بنت
صخرٌ
خويلد ڤ. (الخاء) = خديجة بنت
ح َ
ج َز َ
الراء) = أ ُّم حبيبة رملة بنت أبي سفيان ڤ.( َّ
ص ْ
خرٌ سَ ْم َعهُ
(السين) = سودة بنت زمعة ڤ.
(الميم) = ميمونة بنت الحارث ڤ.
مسعه
بكر ڤ. (العين) = عائشة بنت أبي ٍ
(الهاء) = أ ُّم سلمة هند بنت أبي أم َّية ڤ.
يج ُة بِنْ ُت ُخ َو ْيلِ ٍد ا ْل ُق َر ِش َّي ُة ْاألَ َسل ِد َّي ُة ڤَ ،ت َز َّو َج َهلا ﷺ ِ ِِ
ُأو َلى َز ْو َجاته ﷺ َخد َ
َق ْب َل النُّ ُب َّو ِة َو َل َها َأ ْر َب ُعو َن َسنَةًَ ،و َل ْم َيت ََز َّو ْج َع َل ْي َها َحتَّى َما َت ْتَ ،و َأ ْو َال ُد ُه ُك ُّل ُه ْم مِن َْها
خدجية ڤ
27
الشَّيخ هيثم بن حممَّد سرحان -حفظه اهلل-
عائشة ڤ
ين، سن َ
لاف ا ْم َلر َأ ٍة َغ ْي ِر َهلا، و َلم يت ََزوج بِ ْكرا َغير َها ،وما ن ََز َل َع َلي ِه ﷺ ا ْلوحي فِلي لِح ِ
َ َ ْ ُ ْ َ َ َ ْ َ َّ ْ ً ْ َ
ِ ِ ِ ِ
الس َماءَ ،وا َّت َف َقت ْاألُ َّم ُة َع َلى ب ا ْل َخ ْل ِق إِ َل ْيهَ ،ون ََز َل ُع ْذ ُر َها م َن َّ َت ڤ َأ َح َّ َوكَان ْ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
لن َع َللى ُك ْف ِر َقاذف َهاَ ،وه َي َأ ْف َق ُه ن َسائه َو َأ ْع َل ُم ُه َّنَ ،ب ْل َأ ْف َق ُه ن َساء ْاألُ َّملة َو َأ ْع َل ُم ُه َّ
لون إِ َلللى َق ْولِ َهللا اب النَّبِللي ﷺ َي ْر ِج ُعل َ
ِّ
لح ِ لن َأ ْصل َ
ِ
لان ْاألَ َكللابِ ُر مل ْ اإل ْط ل َال ِقَ ،و َكل َ ِْ
َو َي ْس َت ْفتُون ََها.
حفصة ڤ
ِ ِ ِ ْاألَ َّو ِل ُخنَ ْي ِ
لات
لم َم َ اج َر ْت َم َع ُه إِ َلى ا ْل َمدينَةُ ،ث َّ
لس ْهم ِّي ﭬَ ،و َه َ س ْب ِن ُح َذا َف َة ا َّ
ول اهللِ ﷺ. ﭬ إِ ْث َر َغ ْز َو ِة ُأ ُح ٍد َفت ََز َّو َج َها َر ُس ُ
لن ث ا ْل َق ْي ِس َّي َة ڤ مِ ْن َبنِي ِه َال ِل ْب ِ ار ِ ب بِنْ َت ُخ َز ْي َم َة ْب ِن ا ْل َح ِ ُث َّم َت َز َّو َج َز ْينَ َ
خُزمية ڤ
ب بِ ُأ ِّم َعامِ ٍرَ ،و ُت ُو ِّف َي ْت ِعنْدَ ُه َب ْعدَ َأ ْن َت َز َّو َج َها بِ َش ْه َر ْي ِنَ ،و ِه َي ا َّلتِي كَان ْ
َت ُت َل َّق ُ زينب بنت
ين.ا ْل َم َساكِ ِ
َ َّ ُ ْ ْ ُ ُ َ َ َ
ِّين لِ ْل ِه ْج َر ِة. ِ
ا ْثنَ َت ْي ِن َوست َ
ث ب ِن َأبِي ِضلر ٍار ا ْلمصل َطلِ ِقي َة ڤ ،وكَان ْ ِ و َت َزوج جوي ِري َة بِنْ َت ا ْلح ِ ِ
جّيريَة ڤ
لن
َلت م ْ َ َّ ُ ْ َ ار ْ َ َ َّ َ ُ َ ْ َ
َس َبا َيا َبنِي ا ْل ُم ْص َطلقَ ،ف َجا َء ْت ُه ﷺ َت ْستَعي ُن بِه َع َلى كتَا َبت َهاَ ،ف َأ َّدى َعن َْهلا كتَا َبت ََهلا
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
َو َت َز َّو َج َها.
28
املُختصر املُفيد لسرية النَّيبِّ ﷺ
زينب بنت ج شٍ ڤ
لاء النَّبِل ِّي ﷺ َخللر َع َلللى نِسل ِ ِ لذلِ َك كَا َنل ْ ﮊ﴾[األحللزابَ ،]٣٧:وبِل َ
َ لت َت ْفت ُ
ات». ول« :زَ وجكُن َأهالِيكُن وزَ وجنِي اهَّلل ِمن َفو ِق سب ِع سماو ٍ َو َت ُق ُ
ُ ْ ْ َ ْ َ َ َ َّ َ َّ َ َّ َ َّ َ
لو ِق ِ ِِ ِ ِ ِ ِ
َان ُه َو َول َّي َها ا َّلذي َز َّو َج َها ل َر ُسلوله ﷺ م ْ
لن َف ْ اهلل گ ك َ اص َها َأ َّن َ َوم ْن َخ َو ِّ
َت َأ َّو ًال ِعنْلدَاب ڤَ ،وكَان ْ اواتِ ِهَ ،و ُت ُو ِّف َي ْت فِي َأ َّو ِل ِخ َال َف ِة ُع َم َر ْب ِن ا ْل َخ َّط ِ َس َم َ
َان رس ُ ِ َز ْي ِد ْب ِن َح ِ
ول اهلل ﷺ َت َبنَّا ُهَ ،ف َل َّملا َط َّل َق َهلا َز ْيلد َز َّو َجل ُه ُ
اهلل ار َث َة ﭬَ ،وك َ َ ُ
اج َم ْن َت َبن َّْو ُه. اها لِ َت َت َأ َّسى بِ ِه ُأ َّم ُت ُه فِي نِ َك ِ
اح َأ ْز َو ِ َت َعا َلى إِ َّي َ
ب ان َصل ْخ ِر ْبل ِن َحل ْر ٍاس ُم َها َر ْم َلل ُة بِنْل ُت َأبِلي ُسل ْف َي َُث َّم َت َز َّو َج ُأ َّم َحبِي َب َة ڤَ ،و ْ
أمُّ حبيبة ڤ
اجر ًة ،و َأصدَ َقها َعنْه النَّج ِ ِ ِ ِ ِ
اش ُّي ا ْل ُق َرش َّي ُة ْاألَ َم ِو َّي ُةَ ،ت َز َّو َج َها َوه َي بِبِ َالد ا ْل َح َب َشة ُم َه ِ َ َ ْ َ ُ َ
او َي َة ﭬ. َاك َو َما َت ْت فِي َأ َّيا ِم َأ ِخ َيها ُم َع ِ
ارَ ،و ِسي َق ْت إِ َل ْي ِه مِ ْن ُهن َ
َأ ْر َب َع ِمائ َِة ِدينَ ٍ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ون ْب ِ
لن لار َب َس ِّيد َبني النَّض ِير م ْن َو َللد َه ُ َو َت َز َّو َج ﷺ َصف َّي َة بِنْ َت ُح َي ِّي ْب ِن َأ ْخ َط َ
صفيَّة ڤ
َت مِن َأجم ِل نِس ِ ِعمر َ ِ
لاء وسىَ ،ف ِه َي ڤ ا ْبنَ ُة َنبِ ٍّي َو َز ْو َج ُة َنبِ ٍّيَ ،و َكان ْ ْ ْ َ َ ان َأخي ُم َ َْ
ِ َ َ
الس ْب ِي أ َم ًة َفأ ْع َت َق َهاَ ،و َج َع َل ع ْت َق َها َصدَ ا َق َها، ِ ِ
َت َقدْ َص َار ْت َل ُه م َن َّ ينَ ،وكَان ْ ا ْل َعا َلم َ
ِ
َف َص َار َذل َك ُسنَّ ًة.
29
الشَّيخ هيثم بن حممَّد سرحان -حفظه اهلل-
30
املُختصر املُفيد لسرية النَّيبِّ ﷺ
األول ،قبل الهجرة بل٥٣ ُولد ﷺ بم َّكة عام الفيل ،يوم االثنين من شهر ربي ٍع َّ
مّلده ﷺ
الموافق لسنة ٥٧١م ،وكان أمر الفيل وحبس اهلل له ۵له َت ْق ِد َم ًة قدَّ مها سن ًةُ ،
اهلل ۵لنب ِّيه ﷺ وبيته.
أبّه
ٍ
وهب من بني ُزهرة ،ماتت ولم يستكمل إذ ذاك سبع سنين. آمنة بنت
أمُّه
عبدالمط ِّلبَّ ،
ثم ُتو ِّفي ولرسول اهلل ﷺ نحو ثمان ُ كفله بعد وفاة أ ِّمه جدُّ ه
ِفالته
ٍ
طالب واسمه عبد مناف. عمه َّ
الشقيق أبو ثم كفله ُّ سنينَّ ،
موالة أبي ٍ
لهب ،وأرضعت معله أبلا سللمة عبلداهلل بلن عبداألسلد
المخزومي ﭬ بلبن ابنها َمسروحٍ ،وأرضعت معهما َّ
عمله حملزة َّ ثّيبة
عبدالم َّطلب ﭬ.
ُ بن
مرضعاته ﷺ
أرضعته بلبن ابنها عبداهلل أخلي ُأنيسلة وجذاملة -وهلي َّ
الشليماء-
حليمة السَّعديَّة
حليمة بنت أيب ذُؤيبٍ السَّعديَّة ثَُّيبة مّالة أيب هلبٍ أمُّه آمنة
حّاضنه ﷺ
الرضاع ،وهي ا َّلتي قدمت على السعد َّية وأخ ُته ﷺ من َّ
بنت حليمة َّ ُ
الشَّيماء
بي ﷺ يف وفد هلوازن ،فبسل لهلا رداءه وأجلسلها عليله رعايل ًة النَّ ِّ
لح ِّقها.
31
الشَّيخ هيثم بن حممَّد سرحان -حفظه اهلل-
حّاضنه ﷺ
بي ﷺ وهلي ٍ َّ
هي التي دخل عليها أبو بكر وعمر ﭭ بعد موت النَّ ِّ
أمُّ أمين
إن ملا عنلد اهلل خيلر لرسلوله ﷺ؟ تبكي ،فقاال لهلا :ملا ُيبكيلك؟ َّ
وأن رسلول اهلل أن ما عند اهلل خير لرسوله ﷺَّ ، فقالت( :إ ِّني ألعلم َّ
الوحي قد انقطلع ولكن أبكي َّ
أن ْ مما كان فيه،
خير َّﷺ قد صار إلى ٍ
َ
السماء!! فه َّيجتهما على البكاء فجعال يبكيان معها ﭫ. عنَّا من َّ
بالضعفاء ورعايته لهم. رعى ﷺ الغنم ،وكان ذلك سب ًبا يف صربه ورحمته ُّ
عمله ﷺ
ث اهَّللُ َنبِ ًّيا إِ َّل َر َعى ا ْل َغن ََم»َ ،ف َق َال َأ ْص َحا ُب ُهَ :و َأن َْت؟ َق َالَ « :ن َع ْم،
قال ﷺَ « :ما َب َع َ
يط ِلَ ْه ِل َم َّك َة».
اها َع َلى َق َر ِار َ ُْ َأ ْر َع َ
ُكن ُ
وزواجه
جتارته
ٍ
فتزوج عقب رجوعه خديجلة بنلت ُخ َويللد ڤ َّأول ثم رجعَّ ،
ُبصرى َّ
زوجاته.
خمسا وثالثين تضعضعت الكعبة فقامت قريش يف إعادة بنائهلا، ً لما بلغ ﷺ
َّ
فلما بلغ البنيلان ناحيلة
قريش الكعبة وأخذ كل منهم ناحيةًَّ ، ٍ فتقاسمت بطون
بناء الكعبة
ٍ
ليلال الحجر األسود اختلفوا فيمن يرفعه إلى موضعه ،ولبثوا على ذلك أربلع
ثم ا َّتفقوا على أن يحكم بينهم َّأول من يدخل من بلاب المسلجد، خمساَّ ،
ً أو
ثلم
ب وجعل فيه الحجلرَّ ، فكان ﷺ َّأول من دخل ،فح َّكموه بينهم ،فأمر بثو ٍ
بناحية منه حتَّى بلغوا موضعه فوضعه هو ﷺ بيده.ٍ كل ٍ
قبيلة حملت ُّ
ت ا ْل َعدَ د ِ» ،و ُب ِّغ َض ْت إليه األوثان ودين قومه ،فلم يكن ول َِي َت َع َّبدُ -فِ ِيه ال َّل َيالِ َي ُأ َ
شيء أبغض إليه من ذلك.
32
املُختصر املُفيد لسرية النَّيبِّ ﷺ
لما ك َُم َل له ﷺ أربعون سن ًة أشرق عليه نور النُّبُ َّوة ،وأكرمه اهلل تعالى برسالته يف يوم
َّ
االثنين.
33
الشَّيخ هيثم بن حممَّد سرحان -حفظه اهلل-
ب َو َر َق ُة َأ ْن ت ُُوف َي َو َفت ََر ا ْل َو ْح ُيَ ،ق َال ﷺَ :ب ْينَا َأنَا َأن ُْص ْر َك ن َْص ًرا ُم َؤزَّ ًراُ ،ث َّم َل ْم َين َْش ْ
َذي َجَا َءنِي ك ا َّل ُِ َب َصرِي َفإِ َذا ا ْل َم َل ُ اءَ ،ف َر َف ْع ُُ صوتًا ِمن السم ِ
ْ َّ َ
ِ
َأ ْمشي إِ ْذ َسم ْع ُ َ ْ
ِ
ُنبَُّّته ﷺ
ُ: ُ ِمنْ ُهَ ،ف َر َج ْع ُ
ُ َف ُق ْل ُ ضَ ،ف ُر ِع ْب ُاء َو ْالَ ْر ِ اء جالَِ ع َلى كُر ِسي بين السم ِ
ْ ٍّ َ ْ َ َّ َ بِح َر َ ٌ َ
ِ ٍ
َه:زَ م ُلونِي زَ م ُلونِيَ ،ف َأ ْنزَ َل اهَّلل َتعا َلى﴿ :ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ﴾ إِ َلَى َقولِ ِ
ْ ُ َ
ِ
الم َّدثر]َ ،ف َحم َي ا ْل َو ْح ُي َو َتتَا َب َع». ﴿ﯙ ﯚ ﯛ﴾[ ُ
[ ]1الرُّؤيا
الصَّادقة
ِ
ُرؤْ َيا إِ َّل َجا َء ْت م ْث َل َف َل ِ ُّ
الص ْبح».
إن
يلقيه الملك يف روعه ﷺ وقلبه من غير أن يراه ،قال ﷺَّ « :
[ ]2اإللقاء
يف روعه
المين نفث يف روعي وأخبرين أ َّن ُه.»...
َ الروح
َ
ِ ِ ِ ِ
َي، ََ ،و ُه َ َ
َو أ َشَدُّ ُه َع َل َّ الج ََر ِقال ﷺَ « :أ ْح َيانًا َي ْأتيني م ْث َل َص ْل َص َلة َ [ ]4صلصلة اجلرس
مراتب الّحي
ُ َعنْ ُه َما َق َال» ،وقالت عائشلة ڤَ « :ر َأ ْيتَُ ُه َف ُي ْف َص ُم َعني َو َقدْ َو َع ْي ُ
َم َعنَْ ُه َوإِ َّن َجبِينََ ُه ِ ِ ين ِْز ُل ع َلي ِه الوحي فِي اليو ِم َّ ِ ِ
الشَديد ال َب َْردَ ،ف َي ْفص ُ َْ َ ْ َ ْ ُ َ
إن راحلته لتربك به إلى األرض إذا كان راكبها. َل َي َت َف َّصدُ َع َر ًقا» ،بل َّ
يراه ﷺ يف صورته ا َّلتي ُخلق عليها ،فيوحي إليه ما شاء اهلل أن
يف صّرته
[ ]5امللك
السبع ليللة
السموات َّ
وهو ما أوحاه اهلل إليه مباشر ًة وهو فوق َّ
[ ]6وح ٌ
من اهلل
ٍ
مللك؛ كملا ك َّللم اهلل حيث ك َّلمه اهلل ۵منه إليه بال واسطة
[ِ ]7الم
اهلل له
گ موسى ڠ.
34
املُختصر املُفيد لسرية النَّيبِّ ﷺ
أوَّل ما نزل
عليه ﷺ
ﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇ ﮈ ﮉﮊﮋﮌ ﮍﮎﮏ
ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ﴾.
مراتب دعّته ﷺ
اه ْم مِ ْن ن َِذ ٍير مِ ْن َق ْبلِ ِه َو ُه ُم ا ْل َع َر ُب َقاطِ َب ًة.
[ ]4إِن َْذ ُار َق ْو ٍم َما َأ َت ُ
ْس إِ َلى ِ
آخ ِر الدَّ ْه ِر. [ ]5إِن َْذار َج ِمي ِع م ْن َب َل َغ ْت ُه َد ْع َو ُت ُه مِ َن ا ْل ِ
ج ِّن َو ْ ِ
اإلن ِ َ ُ
[ ]1الدَّ عوة السر َّية :ودامت ثالث سنين َّأول البعثة.
دعّته ﷺ
مراح
لما ُأمر بذلك﴿ :ﭞ ﭟ ﭠ﴾[الحجر.]٩٤:
الجهريةَّ :
َّ [ ]2الدَّ عوة
من النساء :خديجة بنت خويل ٍد. الصدِّ يق. من الرجال :أبو ٍ
بكر ِّ
أوَّل من آمن به ﷺ
من الموالي :زيد بن حارثة. ٍ
طالب. علي بن أبي
من الصبيانُّ :
الحبشي.
ُّ من العبيد :بالل بن رباحٍ
35
الشَّيخ هيثم بن حممَّد سرحان -حفظه اهلل-
َّبي ﷺ واجتماع النَّاس حوله آذوهم أشدَّ لما رأى المشركون صدق دعوة الن ِّ َّ
اإليذاء ،ومن صور أذ َّيتهم لهم:
-إشاعتهم عنه ﷺ أ َّنه ساحر لينفر النَّاس منه ويخافوه.
-إشاعتهم عنه ﷺ أنَّه مجنون ليس ِّفهه النَّاس.
-إشاعتهم عنه ﷺ أنَّه كاذب ،ويلدحض ذللك أنَّله كلان قلد ُعلرف بيلنهم
لما ك ُثر المسلمون وخاف منهم ال ُك َّفار اشتدَّ أذاهلم لله ﷺ وفتنلتهم إ َّيلاهم،
اهلجرة إىل احلبشة
َّ
ِ
فأذن لهم رسول اهلل ﷺ يف الهجرة إلى الحبشة ،وقلال ﷺ« :إِ َّن بِ َهَا َملكًَا َل
اَ ِعنْدَ ُه».
ُي ْظ َل ُم النَّ ُ
36
املُختصر املُفيد لسرية النَّيبِّ ﷺ
اهلجرة األوىل
ريشا أسلمت ،وكان هذا ثم بلغهم َّ
أن ق ً ٍ
جوارَّ ، يف الحبشة يف أحسن
اهلجرة الثَّانية
قريشا ،فأرسلوا عملرو بلن حال ،فبلغ ذلك ًالنَّجاشي على أحسن ٍ
ِّ
جاشلي، ن
َّ ال عند ليكيدوهم العاص وعبداهلل بن أبي ربيعة يف جما ٍ
عة
ِّ
فر َّد اهلل كيدهم يف نحورهم.
عبلدالم َّطلب ﭬ وكلان السادسة من البعثة أسلم حملزة بلن السنة َّ
يف َّ
إسالم محزة
ُ
وعمر
ثم أسللم عملر بلن الخ َّطلابفعز به رسول اهلل ﷺَّ ، ٍ
قريشَّ ، أعز
سمى َُّي َّ
ٍ
قريش. فتقوى المؤمنون هبما وامتنعوا من
َّبي ﷺَّ ، بربكة دعاء الن ِّ
ب َأبِلي له فِلي ِشل ْع ِ ول اهللِ ﷺ َفحصروه و َأ ْه َلل بيتِ ِ قريش لِرس ِ ْاشتَدَّ َأ َذى
َْ َ َ ُ ُ َ ٍ َ ُ شعب أيب
اس ﭭَ ،فن َ لن َع َّبل ٍ ِ الشع ِ ِ ِ ب َث َال َ ِ ِ َطالِ ٍ طالبٍ
َلال ب ُوللدَ َع ْبلدُ اهلل ْب ُ ينَ ،وفي ِّ ْ ث سن َ
ا ْل ُك َّف ُار مِنْ ُه ﷺ َأ ًذى َش ِديدً اَ ،و َخ َر َج مِ َن ا ْل َح ْص ِر َو َل ُه تِ ْسع َو َأ ْر َب ُع َ
ون َسنَ ًة.
ُون َسلنَةًُ ،ثل َّمب َو َل ُه َس ْبع َو َث َمان َ ات َع ُّم ُه َأ ُبو َطالِ ٍَو َب ْعدَ َذلِ َك بِ َأ ْش ُه ٍر َم َ
وخدجية
وفاة أيب
ار َث َة ﭬ َيلدْ ُعو إِ َللى اهللِ َت َعلا َلى، ف ُه َو َو َز ْيدُ ْب ُن َح ِ َخرج ﷺ إِ َلى ال َّطائِ ِ
َ َ
خروجه إىل
37
الشَّيخ هيثم بن حممَّد سرحان -حفظه اهلل-
اسا النَّ ْص َرانِ َّي َفآ َم َن بِ ِه َو َصدَّ َق ُه. ِ ِِ فِي َط ِر ِ
يق ُر ُجوعه ﷺ َلق َي َعدَّ ً
عدَّا ٍ
إسالم
س
لن ا ْل ِِ ِ َوفِي َط ِر ِيق ِه ﷺ َأ ْي ًضا بِ َم ْو ِض ٍع ُي َق ُال َل ُه ن ْ
لن
ج ِّ ف إِ َل ْيله َن َفلر م ََخ َل ُة ُص ِر َ
إميان
اجلنِّ
ِ ِ
آن َو َأ ْس َل ُموا.است ََم ُعوا ا ْل ُق ْر َ
ينَ ،ف ْ َس ْب َعة م ْن َأ ْه ِل نَصيبِ َ
لرج بِ ِ
له إِ َللى ِِ ِِ ِ ِ
ُث َّم ُأ ْس ِر َي بِ ُروحه ﷺ َو َج َسده إِ َلى ا ْل َم ْسجد ْاألَ ْق َصىُ ،ث َّ
لم ُع ِ َ
اإلسراء
واملعراج
وح ِه إِ َللى اهللِ َ ،۵ف َخا َطبله و َفلر َض َع َلي ِ
له ات بِجس ِد ِه ور ِ
َفو ِق السماو ِ
ْ َ ُ َ َ َ َ َُ َّ َ َ ْ
ِ
الص َل َوات. َّ
َأ َقا َم ﷺ بِ َم َّك َة َما َأ َقا َم َيدْ ُعو ا ْل َق َبائِ َل إِ َلى اهللِ َت َعا َلىَ ،و َي ْع ِر ُض َن ْف َس ُه َع َل ْي ِه ْم
عرضه ﷺ اإلسالم
ب َج ْ فِي ك ُِّل م ْو ِس ٍم َأ ْن ُي ْؤ ُوو ُه َحتَّى ُي َب ِّل َغ ِرسا َل َة ر ِّب ِه َو َل ُهم ا ْل َجنَّةَُ ،ف َلم َتسلت ِ
ْ ْ ُ َ َ َ
على القبائ
لر مِلنْهم ِسلتَّةٍ، ٍ ِ ِ ِ ِ
ُ ْ ْلن َْصارَ ،فا ْنت ََهى إ َللى َن َف اهلل َذل َك ك ََرا َم ًة ل ْ َ َل ُه َقبِي َلةَ ،وا َّد َخ َر ُ
لو َم ُه ْم إِ َللى ِ ِ ِِ ِ ِ
است ََجا ُبوا ل َّلله َو َر ُسلولهَ ،و َر َج ُعلوا إِ َللى ا ْل َمدينَلةَ ،فلدَ َع ْوا َق ْ َف ْ
ِ ِ ِ يه ْم َو َل ْم َي ْب َق َدار مِ ْن ُد ِ
ور ْاألَن َْص ِ اإل ْس َال ِم َحتَّى َف َشا فِ ِِْ
ار إِ َّال َوف َيها ذكْر م ْ
لن
ول اهللِ ﷺ. رس ِ
َ ُ
لار ،مِلن ُْه ْم لن ْاألَن َْص ِ ُثم َق ِدم م َّك َة فِي ا ْلعا ِم ا ْل َقابِ ِل ا ْثنَلا َع َشلر رج ً ِ
لال م َ
البيعة األوىل
َ َ ُ َ َّ َ َ
لة النِّسلاءِ ول اهللِ ﷺ َع َللى بيع ِ ِ ِ ِ األنصار ﭫ وبيعة العقبة
َ َْ َ ينَ ،ف َبا َي ُعوا َر ُس َ الستَّة ْاألَ َّول َ
َخ ْم َسة م َن ِّ
حنَ ِة ِعنْدَ ا ْل َع َق َب ِةُ ،ث َّم ا ْن َص َر ُفوا إِ َلى ا ْل َم ِدين َِة.
ا ْلو ِارد ِة فِي سور ِة ا ْلمم َت ِ
ُ َ ُ ْ َ َ
لول اهللِ ﷺ َع َللى َأ ْن َي ْمنَ ُعلو ُه مِ َّملا َأ ْه ُل ا ْل َع َق َب ِة ْاألَ ِخ َير ِةَ ،ف َبلا َي ُعوا َر ُس َ
يمنَع َ ِ ِ
لو َو َأ ْص َ
لحا ُب ُه له ْمَ ،فت ََر َّح َلل ُه َون منْ ُه ن َسلا َء ُه ْم َو َأ ْبنَلا َء ُه ْم َو َأ ْن ُف َس ُ َْ ُ
ِ ِ
ول اهلل ﷺ من ُْه ُم ا ْثنَ ْي َع َش َر نَقي ًبا. ِ اخت ََار َر ُس ُ إِ َل ْي ِه ْمَ ،و ْ
38
املُختصر املُفيد لسرية النَّيبِّ ﷺ
ول اهللِ ﷺ ِألَ ْص َحابِ ِه ﭫ فِي ا ْل ِه ْج َر ِة إِ َلى ا ْل َم ِدين َِةَ ،ف َخ َر ُجوا َأ ْر َس ً
لاال َأ ِذ َن َر ُس ُ
يلل:لد ا ْل َم ْخ ُزومِليَ ،وقِ َ لد ْاألَس ِ
َ
متَس ِّللِينَ ،أو ُلهم فِيما قِ َيلَ :أبلو سل َلم َة بلن َعب ِ
ُ َ َ ْ ُ ْ ُ َ َ َّ ُ ْ َ
ُّ
ِ ار في ُد ِِ ِ
ب ْب ُن ُع َم ْي ٍرَ ،ف َقد ُموا َع َلى ْاألَن َْص ِ
وه ْم،لآو ْو ُه ْمَ ،ون ََص ُلر ُ لمَ ،ف َ وره ْ ُم ْص َع ُ
اإلذن يف اهلجرة
اإلس َالم بِا ْلم ِدينَةِ. ِ
َو َف َشا ْ ْ ُ َ
ول اهللِ ﷺ فِي ا ْل ِه ْج َر ِةَ ،ف َخ َر َج مِ ْن َم َّك َة َي ْو َم ِاال ْثنَ ْي ِن فِي َش ْه ِر َربِيل ٍع ُثم ُأ ِذ َن لِرس ِ
َ ُ َّ
ِ ْاألَ َّو ِلَ ،و َل ُه إِ ْذ َذ َ
الصلدِّ ُيقَ ،و َعلام ُر ْبل ُن ون َسنَةًَ ،و َم َع ُه َأ ُبو َب ْك ٍر ِّ اك َث َالث َو َخ ْم ُس َ
ِ ٍ ِ ِ ِ
لولو ٍر ُه َُف َه ْي َر َة َم ْو َلى َأبِي َب ْك ٍرَ ،و َدلي ُل ُه ْم َع ْبدُ اهلل ْب ُن ُأ َر ْيق ال َّل ْيث ُّيَ ،فدَ َخ َل َغ َار َث ْ
اح ِل. يه َث َال ًثاُ ،ثم س َل َكا َط ِر َيق الس ِ و َأبو ب ْك ٍرَ ،ف َأ َقاما فِ ِ
َّ َّ َ َ َ ُ َ
ِ ْ ِ ِ ْ َِ ْ ِ ِ َ ِ َ
ل َّما ا ْنت ََهى ﷺ َو َم ْن َم َع ُه إلى ال َمدينَة َ -وذل َك َي ْو َم االثنَل ْين الثنَت ْ
َلي َع ْش َلر َة
دخّله ﷺ
َلة َع َللى َبنِلي
َلي َل ًة َخ َل ْت مِن َشه ِر ربِي ٍع ْاألَو ِل -ن ََز َل بِ ُقباء فِي َأ ْع َلى ا ْلم ِدين ِ
املدينة
َ َ َ َّ ْ ْ َ ْ
ِ ٍ
َع ْم ِرو ْب ِن َع ْوفَ ،ف َأ َقا َم عنْدَ ُه ْم َأ ْر َب َع َة َع َش َر َي ْو ًما.
39
الشَّيخ هيثم بن حممَّد سرحان -حفظه اهلل-
رجلال وبلين
ً بعد أن بنى ﷺ المسجد آخى بلين المهلاجرين وكلانوا تسلعين
املُؤاخاة
األنصار على المواساة ،ويتوارثون بعد الموت إلى وقعة بدر.
َّبي ﷺ المدينة ورآه اليهود علموا أنَّه رسلول اهلل ح ًّقلا وأنَّله ا َّللذي لما قدم الن ُّ
َّ
كانوا يجدونه مكتو ًبا عندهم يف التَّوراة ،ومع ذلك لم يسلم منهم َّإال نفر قليل
اليهّد
َّبي ﷺ قبائل اليهلود سال ٍم ﭬ ،ووادع الن ُّوحربهم عبد اهلل بن َ منهم عالمهم َ
وهم بنو قينُقاع وبنو النَّضير وبنو ُقريظة.
الصالة يف المعراج ،كان ﷺ يص ِّلي إلى بيت المقدس ،وكان يلو ُّد بعد فرض َّ
حتّي القبلة
ِ
السماء يرجو ذلك ،فلأنزل حول قبلته إلى الكعبة َف َج َع َل ُي َق ِّل ُ
ب َو ْج َه ُه في َّ أن ُت َّ
لللللللللللللللللله﴿ :ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﮣ ﮤ ِ اهلل َع َل ْيل
ُ
السنة ال َّثانية للهجرة ،فغ َّير ﷺ قبلته إلى الكعبة. ﮥﮦ﴾[البقرة ]١٤٤:يف َّ
اإلذن باجلهاد
تعللللالى﴿ :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ
ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ﴾[الحج] ،فأذن اهلل
تعالى للمؤمنين بقتال ال ُمشركين.
السرايا. ٍ
وكان من أوائل غزواته ﷺ غزوة األبواء و ُبواط وال ُعشيرة وبعض َّ
ٍ
مائلة وبضلعة عشلر السنة ال َّثانية خرج رسول اهلل ﷺ يف ثالث يف رمضان من َّ
الشام ،فانحرف أبو سفيان قريش العائدة من ٍَّ رجال من المؤمنين يف طلب عير ً
قريشا فخرجت لقتال المؤمنين ،فالتقوا يف الشيطان ً عن ال َّطريق بالعير وأغرى َّ
بدر وكانت غزوة ٍ
بدر الكربى ا َّلتي ُس ِّميت يوم الفرقان. ٍ
غزوة بدرٍ
40
املُختصر املُفيد لسرية النَّيبِّ ﷺ
َّبلي
الصلح ،فحاصلرهم الن ُّ السنة ال َّثالثة من الهجرة نقض بنو قينقاع ُّ
يف َّ
قينقاع
غزوة
ﷺ خمس عشرة ليل ًة َّ
ثم نزلوا على حكمه فأطلقهم ،وكانوا سبعمائة.
بدر يف نح ٍو من ال كانت غزوة ُأ ُح ٍد ،حيث خرجت قريش لتثأر لقتلى ٍ شو ٍ
ويف َّ
ٍ
نحو من سبع مائلة ملن ثالثة آالف رجلٍ ،وأتوا المدينة ،فخرج النَّبي ﷺ يف ٍ
ُّ
أصحابه إلى ُأ ُح ٍد ،وانخذل عنه المنافقون.
الكلرة
َّ ثلم املتحن اهلل المسللمين ور َّد الكرة َّأول النَّهار للمسللمينَّ ،
وكانت َّ
للمشركين حتَّى خلصوا إلى رسول اهلل ﷺ فجرحوه وكسروا رباعيته ،وقاتل
الصحابة ﭫ منهم حمزة بن عبد ٍ
معه يومئذ المالئكة ،واستُشهد سبعون من َّ
عمير وأنس بن النَّضر وحنظلة الغسيل وغيرهم. ٍ الم َّطلب و ُمصعب بن ُ
غزوة أُحُدٍ
وأبلى طلحة بن عبيد اهلل بال ًء حسنًا يومها حتَّى قال رسول اهلل ﷺَ « :أ ْو َج َ
َب
وكلف اهلل أيلديَّ َط ْل َح ُة» ،وانحاز رسول اهلل ﷺ والمسللمون إللى الجبلل،
المشركين عنهم.
وتمحليص ،املتحن اهلل فيله الملؤمنين ،وأظهلر ٍ ٍ ٍ
أحلد يلوم بلالء وكان يلوم
المنافقين ،وأكرم من شاء َّ
بالشهادة.
لريش مل َّلر ًة أخللرى يريللدون استئصللال وبعللد الغللزوة سللمع ﷺ بخللروج قل ٍ
فلملا بللغ المسللمون المسلمين ،فخرج إليهم مع ما بلالمؤمنين ملن قلرحٍ َّ ،
قريشا فانخذلوا ورجعوا إلى م َّكة. حمراء األسد بلغ ذلك ً
الصحابة،
قراء َّالرابعة كانت وقعة بئر معونة ا َّلتي ُقتل فيها سبعون من َّ
السنة َّ
يف َّ
السَّنة 4هـ
منتصلرا،
ً المصطلق ،ورجلع ﷺ َّبي ﷺ لقتال بني ُ السنة الخامسة خرج الن ُّ يف َّ
غزوة املُريسيع
المنلافقون أ َّمَّيمم ،ووقعلت حادثلة اإلفلك ،حيلث ا َّتهلم ُ ويف طريقه ُشرع الت ُّ
طهلرة ،واشلتدَّ ذللك عليهلا وعللى المؤمنين عائشة ڤ وهي ال َّطلاهرة ُ
الم َّ
وجلد القاذفون الحدَّ .
رسول اهلل ﷺ حتَّى أنزل اهلل براءهتا يف سورة النُّورُ ،
41
الشَّيخ هيثم بن حممَّد سرحان -حفظه اهلل-
السنة الخامسة كانت غزوة الخندق (األحزاب) ،حيث تواطلأ شوال من َّ ويف َّ
َّبي ﷺ وأصلحابه ،فلاجتمع ملن ٍ
اليهود مع قريش ومن حالفهم على قتال الن ِّ
أسلد وفلزارة وأشلجع وغيلرهم عشلرة ٍ
آالف وأتلوا ٍ قريش وبني ُس ٍ
ليم وبني
المدينة.
ٍ
خنلدق يحمليهم ملن َّبلي ﷺ ببنلاء الفارسلي ﭬ عللى الن ِّ ُّ وأشلار سللمان
األحزاب ،فخرج رسول اهلل ﷺ يف ثالثة آال ٍ
غزوة األحزاب
وتحصن بجبل سلل ٍع وجعللَّ ف
الخندق أمامه ،واستأمن ُحلفاءه بني قريظة َّإال أنَّهلم نقضلوا العهلد ووافقلوا
مسلعود ﭬ إلليهم وإللى األحلزابٍ َّبي ﷺ نُعيم بلناألحزاب ،فأرسل الن ُّ
ثم أرسل اهلل على األحزاب جندً ا ملن فاستعمل معهم الخدعة وأفسد بينهمَّ ،
اللريح وألقلت يف قللوهبم
قوض خيامهم وتكفأ قدورهم ،فزللزلتهم ِّ الريح ُت ِّ
ِّ
وخذلتهم ،فانصرفوا لم ينالوا كيدً ا. الرعب َّ ُّ
ٍ
وخرج ﷺ إلى بني قريظة وح َّكم فيهم سعد بن معاذ ﭬ.
ويف هذه الغزوة نزلت سورة األحزاب.
ٍ
وأربعمائة من أصحابه يريد العمرة، يف السنة السادسة خرج النَّبي ﷺ يف ٍ
ألف ُّ َّ َّ
فلما بلغ الحديبية منعته قريش من دخلول م َّكلة ،وصلالحهم عللى أن تضلع َّ
فتحا للمؤمنين كما قال تعلالى﴿ :ﭑالحرب أوزارها عشر سنين ،فكان ذلك ً صلح احلديبية
ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ﴾[الفتح].
الصلح أن تسمح قريش للمؤمنين بدخول م َّكة يف َّ
السنة مما حصل عليه ُّ
وكان َّ
السابعة.السنة َّ
التَّالية للعمرة ،فكانت عمرة القضاء يف ذي القعدة من َّ
بعد رجوعه ﷺ من الحديبية بعشرين يو ًما خرج إللى خيلرب شلمال المدينلة
فحاصر اليهود قري ًبا من عشرين ليل ًة جهد المسلمون فيها جهدً ا شديدً اَّ ،
فلملا
غزوة خيرب
42
املُختصر املُفيد لسرية النَّيبِّ ﷺ
قدوم جعفر
عمه ﷺ ومن بقي معه يف الحبشة فوافلوا رسلول اهلل ٍ
جعفر بن أبي طالب ابن ِّ
ﷺ يف خيرب ،وقدم معهم األشعر ُّيون أبو موسى وأصحابه ﭫ.
الغساينَّ قتلل عمرو َّ أن شرحبيل بن ٍ السنة ال َّثامنة كانت غزوة مؤتة ،وسببها َّ يف َّ
ٍ
َّبلي ﷺ ثالثلة آالف ملن اللروم ،فأرسلل الن ُّ رسول رسول اهلل ﷺ إلى مللك ُّ
ِ ِ
يب زَ ْيَدٌ َف َج ْع َف َُر أصحابه وأ َّمر عليهم ح َّبه زيد بن حارثة ﭬ وقال« :إِ ْن ُأص َ
غزوة مؤتة
ِ ِ ا ْب ُن َأبِي َطالِ ٍ
احَ َة» ،فخلرج َن َر َو َ َّاََ ،وإِ ْن ُأص َ
يب َج ْع َف ٌر َف َع ْبَدُ اهَّلل ْب ُ ب َع َلى الن ِ
أللف ،فلالتقوا يف مؤتلة وكانلت ٍ إليهم هرقل ومن وااله من العرب يف ملائتي
الرايلة فأحسلن ثم أخذ خالد بن الوليد ﭬ َّ الحرب ،فاستُشهد ُأمراؤه ﷺَّ ،
وعدوهم. ِّ قيادة الجيش وانحاز بالمسلمين حتَّى خ َّلصهم من ِّ
عدو اهلل
لمط ِّلب ﭬ. عم رسول اهلل ﷺ الع َّباس بن عبد ا ُ وأسلم ُقبيل الفتح ُّ
ان َفه ِ
َن
َنَ ،و َم ْ مما قاله ﷺ عند فتح م َّكةَ « :م ْن َد َخ َل َد َار َأبِي ُسَ ْف َي َ ُ َ
َو آم ٌ وكان َّ
جدَ َف ُه َو ِآم ٌنَ ،و َم ْن َأغْ َل َ َع َل ْي ِه َبا َب ُه َف ُه َو ِآم ٌن» ،فلم ُيقاتل ﷺ َّإال منَد َخ َل ا ْل َم ْس ِ
ممن آذاه ﷺ وآذى المسلمين أهدر دمهم. بادره بالقتالَّ ،إال ق َّل ًة َّ
ثم دعا عثمان بن طلحلة فأخلذ ول َّما دخل ﷺ م َّكة طاف بالبيت غير محرمٍَّ ،
ثم أرجع المفتاح منه مفتاح الكعبة فكسر ﷺ ما فيها وما حولها من األصنامَّ ،
إلى عثمان بن طلحة.
َّبي ﷺ مسلمةً. َّ
وأسلم بعد فتح مكة خلق كثير ،بل صارت القبائل تفد إلى الن ِّ
43
الشَّيخ هيثم بن حممَّد سرحان -حفظه اهلل-
بعد أن فتح اهلل على نب ِّيه ﷺ م َّكة أرسل أصلحابه لكسلر ملا حلول م َّكلة ملن
هدم األصنام
األصنام ،فأرسل عمرو بن العاص ﭬ لهدم سلواع ،وسلعد بلن ٍ
زيلد ﭬ ُ
لهدم مناة ،وخالد بلن الوليلد ﭬ لهلدم ال ُع َّلزى ،وال ُّطفيلل ﭬ لهلدم ذي
الك َّفين ،وأرسل عل ًّيا ﭬ لهدم صنم طي ٍء.
السير إلى رسول اهلل ﷺ ،وساقوا معهم لما سمعت هوازن بفتح م َّكة أجمعوا َّ َّ
أموالهم ونساءهم وذراريهم ،فخرج إليهم ﷺ يف اثني عشلر أل ًفلا وأعجبلت
نين ،فشدَّ ت هلوازن علليهم شلدَّ ة رجل ٍلالمسلمين كثرهتم حتَّى أتوا وادي ُح ٍ
غزوة حُنني
َّبي ﷺ من شدَّ ة الفزع ،وثبت معه ﷺ نفر من ٍ
واحد حتَّى انشمر النَّاس عن الن ِّ
ثم ث َّبت اهلل ا َّلذين آمنوا فرجعوا إليه ﷺ وقلاتلوا معلهالمهاجرين وأهل بيتهَّ ،
وفرت هوازن إلى ال َّطائف.عدوهمَّ ، حتَّى نصرهم اهلل على ِّ
يملن
َّ َّبلي ﷺ فسلألوه أن
رجال من هوازن مسلمين إلى الن ِّ ثم جاء أربعة عشر ً َّ
بالسبي ففعل وفعل النَّاس معه.عليهم َّ
الطَّائف
الحصن ثمانية عشر يو ًما ،ث َّم رجع ﷺ ولم يلق ً
قتاال. غزوة
الحلر وقت شديد ويف سنة تس ٍع كانت غزوة تبوك (غزوة العسرة) ،وكانت يف ٍ
ِّ ُ
ويف وقت ال ِّثمار وال ِّظالل ،فكان الخروج إليها أشدَّ ملا يكلون عللى النَّلاس،
حض النَّاس على النَّفقة فأنفق عثمان ﭬ ثالث مائة ولما أراد ﷺ الخروج َّ َّ
َل َان َمَا َف َع َ ٍ
بعير بأحالسها وأقتاهبا ومعها ألف دينار ،فقال ﷺَ « :ما َض َّر ُع ْث َم َ ٍ
غزوة تبّك
44
املُختصر املُفيد لسرية النَّيبِّ ﷺ
َّبي ﷺ صاحب أيلة على الجزية ،وكذا أهلل جربلا ويف هذه الغزوة صالح الن ُّ
وأذرح ،وكتب لهم كتا ًبا ،وصالح ُأكيدر دومة على الجزية كذلك ،وأقام ﷺ
غزوة تبّك
ثم انصرف إلى المدينة ولم يلق ً
قتاال. بتبوك بضع عشرة ليل ًة َّ
الضرار ا َّلذي بناه المنافقون
ولما رجع إلى المدينة أمره اهلل تعالى هبدم مسجد ِّ
َّ
﴿ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ
غزوة غزاها ﷺ بنفسه. ٍ ﭝ﴾[التَّوبة ،]١٠٧:فهدمه ﷺ ،وهذه آخر
الّفّد
طيء وس ِّيدهم زيد الخيل ،ووفد عبد القيس وس ِّيدهم َّميمي ،ووفد ٍ
حاجب الت ُّ
الكذاب ا َّلذي ا َّدعى الن َّ
ُّبلوة العبدي ،ووفد بني حنيفة وفيهم مسيلمة َّ
ُّ الجارود
فيما بعد.
الحلج
َّ الحج ،فأقام
ِّ أميرا على
بكر ﭬ ً السنة التَّاسعة بعث النَّبي ﷺ أبا ٍويف َّ
حجة الوداع ،وخلرج معله المسللمون السنة العاشرة ح َّج رسول اهلل ﷺ َّ
ويف َّ
ألف ،فع َّلمهم ﷺ مناسلك من ش َّتى القبائل والبلدان حتَّى بلغوا أكثر من مائة ٍ
حجَّة الّداع
45
الشَّيخ هيثم بن حممَّد سرحان -حفظه اهلل-
مُلخَّص غزواته ﷺ
ِ ِ ِ ِ ِ
ين.َت َب ْعدَ ا ْل ِه ْج َرة في ُمدَّ ة َع ْش ِر سن َ َغ َز َوا ُت ُه ﷺ َو ُب ُعو ُث ُه َو َس َرا َيا ُه ُك ُّل َها كَان ْ
ونَ ،قا َت َل ﷺ ات َف َس ْبع َو ِع ْش ُر َ ِ ِ
َف َأ َّما َس َرا َيا ُه َو ُب ُعو ُث ُه َف َق ِريب م ْن ست َ
ِّينَ ،و َأ َّما ا ْل َغ َز َو ُ
فِي تِ ْس ٍع مِن َْها ِه َيَ :بدْ رَ ،و ُأ ُحلدَ ،وا ْل َخنْلدَ ُقَ ،و ُق َر ْي َظل ُةَ ،وا ْل ُم ْصل َطلِ ُقَ ،و َخ ْي َب ُلر،
آن فِي َب ْع ِض َها: فَ ،ون ََز َل ا ْل ُق ْر ُ َوا ْل َف ْت ُحَ ،و ُحنَ ْينَ ،وال َّطائِ ُ
ور ُة ا ْل َفت ِْحَ ،و ُأ ِش َير فِ َيها إِ َلى ا ْل َفتْحِ ، ِ ِ
غَ زْ َو ُة ا ْل ُحدَ ْيبِ َية َو َخ ْي َب َر :ن ََز َل ف َيها ُس َ
ور ِة الن َّْص ِر. ِ
يحا في ُس َ
ِ
َو ُذك َر ا ْل َفت ُْح َص ِر ً
احدَ ٍة َو ِه َي ُأ ُحدَ ،و َقا َت َل ْت َم َع ُه ا ْل َم َالئِ َك ُة مِن َْهلا فِلي َبلدْ ٍر وج ِرح ﷺ فِي َغ ْزو ٍة و ِ
َ َ َ ُ َ
ين َو َه َلز َمت ُْه ْم، ِ َو ُأ ُح ٍد َو ُحنَ ْي ٍنَ ،ون ََز َلت ا ْل َم َالئ َك ُة َي ْو َم ا ْل َخنْدَ ِق َف َز ْل َز َلت ا ْل ُم ْش ِ
ِ ِ ِ
لرك َ
ان ا ْل َفلت ُْح فِلي َغ ْلز َو َت ْي ِن: ين َف َه َر ُبواَ ،و َك َ ِ ِ ِ ِ
َو َر َمى ف َيها ا ْل َح ْص َبا َء في ُو ُجوه ا ْل ُم ْش ِرك َ
فَ ،و َت َح َّص َ
لن احدَ ٍة َو ِه َي ال َّطائِ ُ يق مِنْها فِي َغ ْزو ٍة و ِ
َ َ
ِ
َبدْ ٍر َو ُحنَ ْي ٍنَ ،و َقا َت َل بِا ْل َمن َْجن ِ َ
ار ِس ُّي ﭬ. ابَ ،أ َش َار بِ ِه َع َل ْي ِه َس ْل َم ُ
ان ا ْل َف ِ ِ ٍ ِ ِ
في ا ْل َخنْدَ ِق في َواحدَ ة َوه َي ْاألَ ْح َز ُ
ِ
46
املُختصر املُفيد لسرية النَّيبِّ ﷺ
مرضه ﷺ ومّته
ثم خ َّير اهلل تعالى نب َّيه ﷺ بين الدُّ نيا وبين لقاء اهلل تعالى والجنَّة فاختار لقلاءه َّ
مرض يف بيت عائشة مرضا شديدً ا ،واستأذن أزواجه أن ُي َّ والجنَّة ،فمرض ﷺ ً
الصالة يف المسلجد أملر أبلا ٍ ِ
بكلر ﭬ أن فلما لم يقدر على َّ ڤ فأذ َّن لهَّ ،
يص ِّلي بالنَّاس إشار ًة إلى أح ِّق َّيته بالخالفة من بعده.
السنة الحادية عشرة خرج األول من َّ فلما كان يوم االثنين ال َّثاين عشر من ربي ٍع َّ َّ
السرت وفتح الباب حتَّى رأوه ،فأشار الصبح فرفع ِّ ﷺ إلى النَّاس وهم يص ُّلون ُّ
مرضه ﷺ ومّته
الضحى تو ِّفي ﷺ ،وكانلت لما اشتدَّ ُّ ثم َّ
وتبسم لهمَّ ،يتموا صالهتم َّ إليهم أن ُّ
غما شديدً ا. مصيبة ح َّلت بالمسلمين،ٍ
فاغتم المسلمون لموته ﷺ ًّ َّ وفاته أكرب
بكر ﭬ فبايعوه بالخالفة ،ولم يتخ َّلف عن بيعته ثم اجتمع النَّاس على أبي ٍ َّ
أحد لما يعلم النَّاس من سابقته يف اإلسالم وفضله على سائر األ َّمة بعد نب ِّيهلا
ﷺ.
ثم ُدفن يف موضعه ا َّلذي ُتو ِّف َي فيله بيضَّ ، ٍ ٍ
أثواب ثم ُغ ِّسل ﷺ و ُك ِّفن يف ثالثة َّ
يف حجرة أ ِّم المؤمنين عائشة ڤ ،وتللك سلنَّة اهلل يف أنبيائله أنَّهلم ُيلدفنون
والجن صلوات ر ِّبي وسالمه عليه ،نشهد ُّ وصلى عليه اإلنس حيث ُيقبضونَّ ،
حق جهاده ،فجزاه اهلل عن أنَّه ﷺ قد أ َّدى األمانة ونصح لْل َّمة وجاهد يف اهلل َّ
رب العالمين. أ َّمته خير ما جزى نب ًّيا عن أ َّمته ،والحمد هلل ِّ
خامتةٌ:
قال حسَّان بن ثابتٍ ﭬ شاعر رسّل اهلل ﷺ:
ون ا ْل ُح َّسللل ِدفِلللي َجنَّللل ٍة ُت ْثنِلللي ُع ُيللل َ اج َم ْعنَلللا َم ًعلللا َو َنبِ َّينَلللا َيلللا َر ِّب! َف ْ
َيللا َذا ا ْل َجلل َال ِل َو َذا ا ْل ُعلل َال َوال ُّسلل ْؤ َد ِد س َوا ْك ُت ْب َهللا َلنَللافِللي َجنَّلل ِة ا ْل ِفلل ْر َد ْو ِ
ون َع َللللى ا ْل ُم َبللل َار ِك َأ ْح َمللل ِد َوال َّط ِّي ُبللل َ ف بِ َع ْر ِشلل ِه اإل َللل ُه َو َملل ْن َي ُحلل َُّصلل َّلى ْ ِ
47
الشَّيخ هيثم بن حممَّد سرحان -حفظه اهلل-
االختبار الثَّالث
الجميع بمكة :عام الفيل قبل الهجرة بل ٥٣سن ًة ُ ولد ﷺ َّ
الصال ِ َح ُة الجميع ِ
ب إِ َل ْيه ا ْل َخ َال ُء ُّ
الرؤْ َيا َّ مبدأ وحيه ﷺُ :ح ِّب َ
عدد مراتب الوحي :خمسة سبعة ثالثة
مراتب دعوته ﷺ :اثنان ثالثة خمسة
له إِ َللى َفلو ِق السلماو ِ
لرج بِ ِ ِِ ِِ ِ ِ
ات َّ َ َ ْ ُ ث َّم ُأ ْس ِر َي بِ ُروحه ﷺ َو َج َسده إِ َلى ا ْل َم ْسجد ْاألَ ْق َصلىُ ،ث َّ
لم عُ ِ َ
له الص ل َلو ِ ِ ِ
بروحلله ات :بجسللده ( )........إِ َلللى اهلل َ ،۵ف َخا َط َب ل ُه َو َفل َلر َض عَ َل ْيل َّ َ
بجسده وروحه
َّبوي األقصى قباء ٍ
َّ أول مسجد يف اإلسالم :الحرام الن ُّ
السلنة ال َّثانيلة للهجلرة يف َّ
السلنة بمكة قبل الهجرة يف َّ تحويل القبلة كانَّ :
ال َّثالثة للهجرة
السنة :ال َّثانية للهجرة ال َّثالثة للهجرة غزوة ٍ
بدر كانت يف رمضان يف َّ
أبو ٍ
بكر علي بن أبي َّأول من آمن
زيد بن حارثة بالل بن ٍ
رباح ُّ
الصدِّ يق
َّ طالبٍ بال َّرسول ﷺ:
الرجال
من ِّ
الصبيان
من َّ
من الموالي
من العبيد
48
املُختصر املُفيد لسرية النَّيبِّ ﷺ
ٍ
غزوة سبع غزواته ﷺ
ٍ تس ٍع منها س ِّتين عشر سنين
واحدة وعشرون وبعوثه:
ُّ
كل بعوثه وسراياه
كانت بعد الهجرة
يف مدَّ ة:
سراياه وبعوثه
قريب من:
عدد غزواته ﷺ:
قاتل ﷺ يف:
وجرح ﷺ يف:
ُ
49
الشَّيخ هيثم بن حممَّد سرحان -حفظه اهلل-
فهرس املّضّعات
50