م ـ ـق ـ ـ ــدم ـ ــة. املبحث األول :أساسيات القيادة. املطلب : 01مفهوم القيادة . املطلب : 02عالقة القيادة بالرئاسة واإلدارة. املطلب : 03أنماط القيادة والعوامل املؤثرة في اختيار أسلوب القائد املبحث الثاني :نظريات القيادة. املطلب : 01النظريات التقليدية في القيادة. املطلب : 02النظريات السلوكية. املطلب : 03النظرية املوقفية. الخاتمة. مقدمة تضم املنظمات أفرادا من مختلف الثقافات والذهنيات والشخصيات يمثلون مجموعات بشرية تعمل مع بعضها البعض في إطار تنظيمي معين ووفقا إلجراءات عمل معينة .تحتاج هذه املجموعات أو فرق العمل الى التقريب والتنسيق بينهم من أجل الوصول إلى تحقيق األهداف املوضوعة. وفي هذا اإلطار دائما ما يبرز شخص معين يكون مميزا وبدون شعور منهم يصبح هذا الشخص مؤثرا بهم وقدوتهم ويتبعونه في كل األمور وحتى يلجأون إليه لحل مشاكلهم ،وهذا ما يعرف بالقيادة والتي تعتبر عنصرا ضروريا لنجاح املنظمات الن القائد يمكنه أن يسير أهم عنصر باملؤسسة وأصعبه على اإلطالق أال وهو العنصر البشري. ومن أجل معرفة أفضل للقيادة سنحاول من خالل هذا البحث اإلجابة على السؤال التالي : "ما هي القيادة ؟" وذلك من خالل تعريف القيادة ومعرفة أهم العناصر التي تمنحها القوة وكذا أهم سمات القائد ،وسنتطرق إلى أهم الفروقات ما بين القيادة وبعض املصطلحات األخرى املشابهة كالرئاسة واإلدارة ،كما أن أنماط القيادة متعددة والعوامل املؤثرة في اختيار أي نمط هو األنسب كذلك تتعدد. املبحث األول :أساسيات القيادة إن القيادة في منظمة األعمال هي بمثابة الرأس من الجسد لإلدارة ،مثلما اإلدارة هي الرأس من الجسد ملنظمة األعمال ،وبالتالي فان معرفة مفهوم القيادة اليوم وكل ما يرتبط بها ،من متطلبات ومصادر قوة وأساليب ،يعد ضروريا جدا. املطلب : 01مفهوم القيادة لقد تعددت التعاريف التي أعطيت لهذا املصطلح فمنهم من يعرفه أنه "قدرة التأثير على اآلخرين" ،ومنه من يعرفه أنه "القدرة على التواصل الجازم والهام اآلخرين" .ونحن سنقوم بتقديم تعريف شامل للقيادة اإلدارية كما يلي : القيادة في إطار املمارسة اإلدارية هي " :عمليات إيحاء أو الهام أو تأثير في اآلخرين لجعلهم يعملون بالتزام عالي ومثابر النجاز وتأدية مهام مطلوبة منهم .وبهذا فإنها تهتم بكيفية بناء االلتزام وتحفيز اآلخرين لدفعهم الستخدام مهاراتهم وقابليتهم في تنفيذ األنشطة وتحقيق األهداف ". والقائد هو " :الشخص الذي يؤثر إيجابا في سلوك اآلخرين بدون استخدام قوة اإلكراه أو اإلجبار وأن هؤالء اآلخرين يقبلون به قائدا لهم ". وحتى يتمكن القائد من القيام بهذه األمور البد أن تتوفر مجموعة من الخصائص التي عددها الكثير من االختصاصيين كل حسب وجهة نظره ،وسنتبنى الصفات التالية : - 1القدرة على حفز وتشجيع األخريين :يجب أن يكون القائد ملهما لتابعيه من خالل تشجيعهم على التفاني واإلخالص في العمل وبالتالي يستطيع األفراد ذوي األداء املتوسطة إلى األداء املرتفع. - 2القدرة على االتصال :أي املهارات االتصالية غير العادية أي قدرة القائد على نقل وتوصيل الفكرة بكفاءة وفعالية .ويكون االتصال عادة بطريقة شفوية وعليه فان القيادة تتصف بالذكاء أالتصالي والقدرة على التقدير والتبصر والكالم املقنع. - 3القدرة على اإلقناع :يجب أن يتصف القائد باملقدرة الفائقة على اإلقناع واديه الثق ــة في األهداف التي يعرضها ويقدر املرؤوسين هذه الثقة ويحسون بها .و بالتالي يحسون بأنه مهتم باملركز الذي يحتله وباألدوار التي يقوم بها. ولقد أكدت بعض الدراسات أن القادة الذين لديهم نزعة التصرف بحرية واستقاللية واديهم الثــقة في أنفسهم هم األكثر نجاح في تحقيق األهداف التنظيمية مقارنة بالذين ال تتوفر فيهم هذه الصفات. - 4غرس الثقة في اآلخرين :يتطلع املرؤوسين إلى معونة القائد ونصيحته وأرائه ليس فقط في مجال الع ــمل وإنما أيضا فيما يتعلق بمشاكلهم الشخصية ،فيجب أن يشعر املرؤوسون بأن قائ ـ ــدهم هو ذلك الشخص الذي يمكن الرجوع إليه دائما والــتحدث معه الن لديهم الثقة به على توجيههم في االتجاه السليم وألنه يحس بآدميتهم حتى وهم داخل املنظمة التي ينتمون إليها جميعا. - 5تفويض السلطة والثقة باملرؤوسين :القائد الناجح هو الذي يدرك جوانب القوة والضعف في مرؤوسيه ومدى املهام التي يمكن أن توكل إليهم ،فهو يؤمن بإخالصهم ووالئهم وتعاونهم ويتوقع املزيد منهم. - 6القدرة على اتخاذ القرارات :بعد جمع املعلومات والحقائق حول الجوانب املختلفة للموقف يشغل اإلداري الناجح تفكيــره بسرعة حول اإلجراء الفعال الذي يجب اتخاذه وينفذه. كما أن القيادة حصيلة مزيج من العناصر التي تتطلبها حتى تمنحها القوة أو الشرعية ،والتي يمكن أن يطلق عليها اسم مصادر قوة القيادة أو متطلباتها والتي نوجزها فيما يلي : -1السلطة الرسمية :وتشمل : أ -قوة املكافأة :ويقصد بها مقدار ما يقدمه الرئيس ملرؤوسه إما بمكافأة مادية أو معنوية . ب -قوة اإلكراه :عندما يشعر الفرد بان إخفاقه في عمله يؤدي إلى حرمانه من املكافأة بل بالعكس اتخاذ العقاب بحقه سواء كان ماديا أو معنويا ،وبهذه الحالة مصدر القوة هو الخوف من الرئيس إذا ما ارتكب الفرد عمال يعاقب عليه. ج -السلطة القانونية :إن مصدر القوة هو املركز الرسمي الذي يحتله الفرد في التنظيم اإلداري وهذه القوة تنساب من أعلى إلى أسفل. -2قوة التأثير :وتشمل : أ -قوة التخصص :إن الفرد املزود باملعرفة في مجال التخصص يكون متميزا فيها عن غيره من أقرانه وتتوفر لديه قوة تمكنه من القيادة. ب -قوة اإلعجاب :إن الفرد املتمتع بإعجاب األفراد اآلخرين نتيجة الصفات التي يتمتع بها ،فالجاذبية تجعل هذا الفرد قائدا يؤثر في اآلخرين. املطلب : 02عالقة القيادة بالرئاسة واإلدارة يمكن التفريق بين القيادة والرئاسة من خالل مجموعة من النقاط التي يمكن حصرها فيما يلي : -1مصدر السلطة : الرئاسة :ترتبط باملنصب الرسمي الذي يوفر له سلطة قانونية ورسمية بموجب القوانين واألنظمة الرسمية املعمول بها. القيادة :تعتمد على الشخص بالدرجة األولى الذي يستمد سلطته من الجماعة بقدرته في التأثير على سلوكهم ًا ًا ًا ًا بطريقة تجعلهم يستجيبون له فهي تعتمد على اإلقناع ،وليس كل من يشغل منصب رئاسي رسمي قائد . -2أسلوب اإلشراف : ًا الرئيس اإلداري - :يستخدم أسلوبا سلبي في اإلشراف وذلك باستثارة الخوف والشعور بعدم الرضى لدى املرؤوسين نتيجة التهديد بتوقيع الجزاءات. -يحاول تصعيد أخطاء املرؤوسين وإيقاع العقوبات على املخالفين. -بعيد عن املرؤوسين وتفصله عنهم مسافة رسمية بحكم املنصب الرسمي ومكانته في الهيكل التنظيمي . ًا القائد اإلداري - :يستخدم أسلوبا إيجابي في اإلشراف بمحاولة استثارة الدافعية لدى الجماعة للعمل عن طريق الحوافز االيجابية ومساندة املرؤوسين والتركيز على نقاط القوة لديهم. -تقدير جهودهم وتوجيههم عندما يخطئون. ًا -قريب من نفوس أعضاء الجماعة وحائز على ثقتهم واحترامهم. -3اتخاذ القرارات : الرئيس اإلداري - :قراره منفرد. -ال يؤمن بالتفويض . ًا القائد اإلداري - :قراره ديمقراطي ونادر ما ينفرد باتخاذ قراراته. -يؤمن بالتفويض . -يشارك الجماعة في تصريف شؤون العمل التي لهم عالقة بها. -4االتصاالت : ًا الرئيس اإلداري - :قنوات االتصال رسمية غالب . -التعليمات على شكل أوامر غير قابلة للنقاش . القائد اإلداري - :قنوات االتصال في شكل حوار مفتوح ونقاش مع الجماعة . -التعليمات تصدر مفصلة ومفسرة وموضحة للغرض منها ولدى الجماعة قدرة على تنفيذها. -قنوات االتصال غير رسمية ويستمع إلى وجهات النظر األخرى . -5النظرة لإلنسان : الرئيس اإلداري - :افتراضات سلبية عن الطبيعة اإلنسانية ،يرى أن اإلنسان كسول وخامل وال يوثق به. -يعتمد على سلطته في توقيع الجزاء والعقاب والتهديد . القائد اإلداري - :افتراضات إيجابية عن الطبيعة اإلنسانية ،نظرة الثقة واالحترام. -يعتمد أسلوب التعاون والتفاهم والحوار مع الجماعة . أما بالنسبة ملصطلحي القيادة واإلدارة فان الكثيرين يخلطون بينهما ويعتبرونهما وجهان لعملة واحدة ،لكن املصطلحين مختلفين تماما في الحقيقة ،فالقائد يمكن أن يكون مديرا ،ولكن ليس كل مدير يصلح قائدا .ويمكن إيجاز الفرق بين القيادة واإلدارة فيما يلي : القيادة :تركز القيادة على العالقات اإلنسانية وتهتم باملستقبل ،ومن هنا تحرص على عدم الخوض إال في املهم من األمور .كما أنها تهتم بالرؤية والتوجهات اإلستراتيجية وتمارس أسلوب القدرة والتدريب. اإلدارة :تركز اإلدارة على االنجاز واألداء في الوقت الحاضر ،ومن هنا فهي تركز على املعايير وحل املشكالت وإتقان األداء واالهتمام باللوائح والنظم واستعمال السلطة .كما تهتم بالنتائج اآلنية مثل كم ربحنا ،وكن بعنا وما إلى ذلك. والحقيقة أن كال األمرين مهم ،فالقيادة بدون إدارة تجعلنا نعيش في عالم التخطيط للمستقبل مع إهمال االنجاز الفوري الذي نحتاج إليه كي نصل إلى أهدافنا املستقبلية .واإلدارة وحدها تجعلنا ال نرى سوى مشاكلنا اليومية التي تستغرقنا فال يتاح لنا الوقت للتفكير والتخطيط للغد ،إنها تجعلنا نبتعد عن األهداف البعيدة والصورة الكلية وربطها بالقيم واملبادئ. املطلب : 03أنماط القيادة والعوامل املؤثرة في اختيار أسلوب القائد مهما تكن وجهات النظر التي تفسر القيادة وظهور القادة فان هناك إجماع على أن األساليب القيادية هي ثالثة : - 1أسلوب القيادة األوتوقراطية (االستبدادية) :ضمن هذا األسلوب فان القائد يعمل بهيمنة كاملة في مجال إصدار القرارات واإلشراف على العمل وتطوير السياسات ،فهو قريب من النزعة الفردية وبعيد عن املشاركة الجماعية .وهنا تضعف التفاعالت بين األفراد وتنخفض الروح املعنوية ويشيع عدم التماسك وضعف االرتباط كما تظهر حاالت عدائية في مكان العمل ،وبالتالي فان االندفاع للعمل قليل. - 2أسلوب القيادة غير املوجهة :يصلح هذا األسلوب لبينات علمية على درجة عالية جدا من التخصص وما شابهها من املنظمات ،فهو أسلوب يقوم على أساس عدم وجود قائد واحد بل كل عضو في املنظمة هو قائد وكل واحد يعمل أفضل ما عنده وبأحسن الصيغ بحيث ال يحتاج إلى توجيه ومتبعة وبدون أدنى تدخل في عمل املرؤوسين. - 3أسلوب القيادة الديمقراطية :يشجع هذا األسلوب املشاركة بدرجاتها املختلفة في انجاز املهام وتطوير األفراد، والقيادة الديمقراطية تشجع املشاركة من خالل تقاسم املعلومات ومساهمتهم في مراحل تطوير القرار مع إتاحة الفرصة الكاملة لتنمية املهارات وتمكين املوظفين. لقد حاول الباحثان تاننبوم Tannenboumو شميدت Schmidtاإلجابة على السؤال التالي : وهو كيف يختار املدير أو القائد نمطا قياديا دون اآلخر ؟ ومن خالل محاولتهما تحديد بعض االعتبارات العلمية التي ينبغي على املديرين أخذها في عين االعتبار عند محاولة اختيار أسلوب أو نمط قيادي آخر ،ويمكن إجمال هذه االعتبارات فيما يلي : - 1عوامل تتعلق باملدير ذاته :مثل خلفيه الشخصية ،خبراته مثال :املدير الذي يعتقد بان احتياجات األفراد يجب أن تأتي في املرتبة الثانية بعد احتياجات املنظمة يميل إلى أن يكون أسلوبه القيادي معتمدا على توجيه تصرفات املرؤوسين بدرجة كبيرة. - 2عوامل تتلق باملرؤوسين :يمكن مثال للمدير إن يمنح مرؤوسيه فرصة أكبر في اتخاذ القرارات إذا كان لديهم الرغبة في تحمل املسؤولية ،وعكس ذلك إذا كانت مجموعة املرؤوسين تفتقر إلى املعرفة والخبرة فان األسلوب االستبدادي هو األسلوب السائد. - 3عوامل تتعلق بالظرف أو املوقف الذي تتواجد فيه املنظمة :مثل املناخ التنظيمي السائد وطبيعة تكوين املجموعة التي تتم قيادتها ودرجة تحديد الوظيفة بالنسبة للمرؤوسين. املبحث الثاني :نظريات القيادة إن املدير الجيد يفترض أن يكون قائدا فعاال لكي يستطيع أن يمارس العمل اإلداري بشكل صائب لتحقيق التفوق ملنظمته قياسا للمنافسين ،لذلك طرحت مجموعة كبيرة من النظريات لتفسر الجوانب السلوكية والقيادية املطلوبة لدى القائد وكيف يصبح قائدا جيدا وكيف يستطيع إحداث التأثير االيجابي في اآلخرين العاملين معه. املطلب : 01النظريات التقليدية في القيادة تعتبر أولى النظريات التي درست ظاهرة القيادة في إطار محاورتها كظاهرة اجتماعية إنسانية تجد تفسيرا لها بدراسة سيرة القادة العظام وخصائصهم .نوجزها فيما يلي : - 1نظرية الرجل العظيم :القائد في إطار هذه النظرية هو شخص عظيم يتمتع بشخصية كاريزمية ساحرة يحظى بوالء أعداد كبيرة من الناس ينقادون طوعا له ويقدمون التضحيات راغبين غير مكرهين لتحقيق انجازات عظيمة. ولتقييم هذه النظرية يمكن القول أنها تفسر جانبا من ظاهرة إنسانية معقدة ومهمة جدا خاصة في إطار تركيزها على أمثلة بارزة وواضحة لقادة عظام وكبار سياسيون وعسكريون ورجال أعمال لكنها ال تساعد على تفسير ظاهرة القيادة بشمولية من خالل وجود قادة صغار ناجحين ولكنهم غير معروفين .من جهة أخرى ال يمكن القول أن القيادة هي خصائص وراثية محضة توهب للبعض وتحجب عن اآلخرين. - 2نظرية السمات :جاءت هذه النظرية لتكمل النظرية السابقة في إطار املدخل التقليدي للقيادة ،والسمات هي مجموعة الخصائص التي والصفات التي يمتلكها القائد ويتفرد بها بحيث تجعل منه قائدا فذا لجميع الظروف واألحوال .في إطار هذه النظرية تم دراسة خصائص مجموعة كبيرة من املدراء والقادة الناجحين ملعرفة أي الصفات والخصائص يمكن اعتبارها ضرورية ومحددة لنجاح القائد. ولتقييم هذه النظرية فانه يمكن القول أنها وفرت مدخال لدراسة شخصية القائد وسماته ومكنت أيضا من إيجاد وسيلة لقياس مدى تمتع املدراء والقادة بهذه السمات والخصائص واستعدادهم الستخدامها في العمل. لكن أهم ما يؤخذ عليها هو اتساع قائمة السمات وازدياد الخصائص التي يفترض أن يتمتع بها القائد ،وصعوبة وضع هذه السمات في إطار أولويات حسب أهميتها ،وبالتالي فإنها تفسر جانبا من القيادة ال يمكن اعتباره قطعيا. كما أنها لم تستطع تقديم تفسير مقبول لعدم استطاعة من يمتلكون هذه الصفات أن يصبحوا قادة في حين برز قادة آخرون يملكون حد أدنى من هذه السمات. املطلب : 02النظريات السلوكية وفقا لهذه املجموعة من النظريات فان القيادة تعتبر ظاهرة سلوكية ترتبط بالدور الذي يلعبه القائد في املجموعة فبدال من التركيز على السمات انتقلت الدراسات إلى بحث السلوك واألفعال للقادة .وهي : -1دراسات ميشيغان : Michigan Studyتبلورت هذه األفكار بناء على مجموعة من الدراسات التي قام بها باحثون من جامعة ميشيغان في أربعينيات القرن املاضي .وفي إطارها تم مقابلة مجموعة كبيرة من املدراء ومرؤوسيهم، وحددت هذه البحوث نوعين من سلوكيات القادة هما التركيز على العمل أو التركيز على العاملين. إن املدراء الذين يعتمدون سلوكيات تركز على العمل يولون اهتماما عاليا بكيفية أداء العمل من قبل العاملين وتوضيح إجراءات العمل واهتمام عالي باألداء .أما املدراء املستخدمين لسلوكيات تركز على العاملين فإنهم يطورون مجاميع العمل ويهتمون برضى العاملين. في إطار دراسات ميشيغان تم بحث هذين األسلوبين بتعمق وافترضوا أن سلوك القائد الذي يكز على العاملين بشكل عام أكثر فاعلية من األسلوب اآلخر. . -2دراسات أوهايو : Ohio Studiesتشابه هذه الدراسات دراسة ميشيغان في بعض النواحي وكانت مقاربة لها بالفترة الزمنية. في إطار هذه الدراسة فان الباحثين عرفوا نمطين سلوكيين مختلفين للقائد ،األول أطلقوا عليه اسم االهتمام بهيكلية العمل وإجراءاته وهو سلوك يركز فيه القائد على تنظيم األشياء وكيفية انجاز العمل ،أما الثاني فهو ما يسمى االهتمام باعتبارات الحساسية والشعور بالعاملين وضمن هذا السلوك يتم التركيز على الثقة وعالقات الصداقة ودفء العالقة مع املرؤوسين. ان األسلوب املستهدف هو الذي يحقق املوازنة بين االهتمام العالي بهيكلية وإجراءات العمل وبنفس القدر من األهمية فان القائد يهتم باملرؤوسين ويوليهم عنايته ويشعرهم بالصداقة والثقة. -3نظرية الشبكة اإلدارية : Managerial Grid Theoryلقد طور Jane Mouton، Robert Blakeهذه الشبكة لوصف األنماط القيادية للمدراء وفق بعدين أساسيين هما األفراد واإلنتاج .إن القائد الذي يركز على املهام والعملية التخطيطية وتحديد العمل الذي يفترض أن ينجز ويؤشر املسؤوليات ويضع املعايير ويراقب األداء والنتائج هو قائد يركز على النتاج والعمل ،باملقابل فان القائد الذي يركز على األفراد يكون داعما للمرؤوسين ومطورا للعالقات االجتماعية معهم ومحترما ملشاعرهم. ويعرض الشكل التالي األنماط القيادية وفق هذين البعدين : الشكل -1-أسلوب الشبكة اإلدارية تتميز هذه الشبكة بأنها تلخص اهتمامات القائد وأولوياته في قيادة املنظمة وتحقيق األهداف كاآلتي : * القائد : 1.1يمثل هذا النموذج غياب القيادة مع وجود إدارة هزيلة وربما ال تستطيع املنظمة مع هكذا نمط االستمرار في العمل. * القائد : 1.9يؤدي القائد دوره وكأنه في نادي اجتماعي حيث االهتمام بالعالقات اإلنسانية دون االهتمام باإلنتاج ومتطلباته. * القائد : 9.1القائد هنا يعطي اهتماما عاليا للعمل ومتطلباته ويرىّ أن العاملين مجرد أفراد أو قوى إنتاج، وبالتأكيد فان هذا النمط ال يمكن أن يكون ناجحا في ظل االهتمام الكبير باملوارد البشرية. * القائد : 5.5هنا يعطي القائد اهتماما وسطا ومتوازنا لكل من العاملين واإلنتاج فهو مدير أو قائد اعتيادي ولكنه ليس مبدعا. القائد : 9.9هنا يكون النمط مثاليا حيث يعطي القائد اهتماما عاليا لكل من األفراد واإلنتاج ويفترض أن يكون هذا النمط هو املستهدف في السلوك القيادي. املطلب : 03النظرية املوقفية في إطار النظريات السابقة بدا واضحا أن هناك العديد من املتغيرات وتفاعالتها تحدد كفاءة القيادة وفاعليتها حيث ثقافة املنظمة وفلسفتها وطبيعة البيئة التي تعمل فيها وعناصر أخرى كثيرة ،فال وجود لنمط سلوكي واحد يكون فاعال في كل الظروف واألحوال وهذا ما عجزت عنه هذه املجموعة من النظريات التي رأت أن متغيرات الظرف أو املوقف تؤثر تأثيرا مباشرا على النمط القيادي املستخدم. إن العوامل املختلفة مثل توجهات اإلدارة العليا ،شخصية القائد ،تطلعات املرؤوسين ،ثقافة املنظمة ،البيئة التي تعمل فيها املنظمة وطبيعة املنافسة وتدخل الحكومة وغيرها من العوامل تعتبر كلها متغيرات موقفية تؤثر على النمط القيادي املستخدم. الخاتمة : يمكن تلخيص ما سبق في كون القيادة هي التأثير في اآلخرين من أجل توجيههم ألداء ما هو مطلوب منهم بكفاءة كبيرة ،وينبغي على القائد أن يتمتع بقوة الشخصية والقدرة على االتصال واإلقناع وغيرها من الخصائص التي تجعله قادرا على تسيير املجموعة. تتعدد األساليب القيادية من األسلوب االستبدادي القائم على االنفراد بالرأي الى األسلوب الديمقراطي القائم على املشاركة الجماعية ،وأسلوب القيادة غير املوجهة الذي يكون ما بين األسلوبين السابقين .وهناك عدة عوامل تؤثر في نوع األسلوب القيادي املستعمل. نظريات القيادة تطورت من مفهوم الى آخر من النظريات القائمة فقط على السمات التي يتمتع بها القائد والتي ترى أن القائد يولد ويحمل صفات وراثية ،وثم أتت نظريات أخرى ترى أن القائد سيعتمد على سلوكيين اثنين قائمين على العمل أو على العمال .أما النظرية املوقفية فترى أن القيادة هي تفاعل ثالث عناصر هي خصائص القائد وما ينتظره املرؤوسون واملوقف. املراجع ; -1الكتب : -صالح مهدي محسن العامري ،طاهر محسن منصور الغالبي" ،اإلدارة واألعمال" ،دار وائل للنشر والتوزيع، عمان.2007 ، ( -) 2جو م .بوهلن واخرون _ترجمه محمد العريان وابراهيم شهاب_القيادة وديناميكية الجماعات -الطبعه الثانية_مكتبة االنلجو املصرية للنشر _1969-القاهرة _ ص 30- 24 ( -) 4ج .كورتوا -تعريب املقدم ميثم االيوبي -ملحات في فن القيادة -الطبعة االولى -املؤسسة العربية للدراسات والنشر-1986 -بيروت .ص92-25 ( -) 5عباس محمود عوض -القيادة والشخصية – الطبعه الثالثة -دار النهضة العربية– 1986 -بيروت_ص