You are on page 1of 7

‫بحث حول القيادة اإلدارية‬

‫بحث حول القيادة‬


‫م ـ ـق ـ ـ ــدم ـ ــة‪.‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬أساسيات القيادة‪.‬‬
‫املطلب ‪ : 01‬مفهوم القيادة ‪.‬‬
‫املطلب ‪ : 02‬عالقة القيادة بالرئاسة واإلدارة‪.‬‬
‫املطلب ‪ : 03‬أنماط القيادة والعوامل املؤثرة في اختيار أسلوب القائد‬
‫املبحث الثاني ‪ :‬نظريات القيادة‪.‬‬
‫املطلب ‪ : 01‬النظريات التقليدية في القيادة‪.‬‬
‫املطلب ‪ : 02‬النظريات السلوكية‪.‬‬
‫املطلب ‪ : 03‬النظرية املوقفية‪.‬‬
‫الخاتمة‪.‬‬
‫مقدمة‬
‫تضم املنظمات أفرادا من مختلف الثقافات والذهنيات والشخصيات يمثلون مجموعات بشرية تعمل مع بعضها‬
‫البعض في إطار تنظيمي معين ووفقا إلجراءات عمل معينة‪ .‬تحتاج هذه املجموعات أو فرق العمل الى التقريب‬
‫والتنسيق بينهم من أجل الوصول إلى تحقيق األهداف املوضوعة‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار دائما ما يبرز شخص معين يكون مميزا وبدون شعور منهم يصبح هذا الشخص مؤثرا بهم وقدوتهم‬
‫ويتبعونه في كل األمور وحتى يلجأون إليه لحل مشاكلهم‪ ،‬وهذا ما يعرف بالقيادة والتي تعتبر عنصرا ضروريا‬
‫لنجاح املنظمات الن القائد يمكنه أن يسير أهم عنصر باملؤسسة وأصعبه على اإلطالق أال وهو العنصر البشري‪.‬‬
‫ومن أجل معرفة أفضل للقيادة سنحاول من خالل هذا البحث اإلجابة على السؤال التالي ‪:‬‬
‫"ما هي القيادة ؟"‬
‫وذلك من خالل تعريف القيادة ومعرفة أهم العناصر التي تمنحها القوة وكذا أهم سمات القائد‪ ،‬وسنتطرق إلى‬
‫أهم الفروقات ما بين القيادة وبعض املصطلحات األخرى املشابهة كالرئاسة واإلدارة‪ ،‬كما أن أنماط القيادة‬
‫متعددة والعوامل املؤثرة في اختيار أي نمط هو األنسب كذلك تتعدد‪.‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬أساسيات القيادة‬
‫إن القيادة في منظمة األعمال هي بمثابة الرأس من الجسد لإلدارة‪ ،‬مثلما اإلدارة هي الرأس من الجسد ملنظمة‬
‫األعمال‪ ،‬وبالتالي فان معرفة مفهوم القيادة اليوم وكل ما يرتبط بها‪ ،‬من متطلبات ومصادر قوة وأساليب‪ ،‬يعد‬
‫ضروريا جدا‪.‬‬
‫املطلب ‪ : 01‬مفهوم القيادة‬
‫لقد تعددت التعاريف التي أعطيت لهذا املصطلح فمنهم من يعرفه أنه "قدرة التأثير على اآلخرين"‪ ،‬ومنه من يعرفه‬
‫أنه "القدرة على التواصل الجازم والهام اآلخرين"‪ .‬ونحن سنقوم بتقديم تعريف شامل للقيادة اإلدارية كما يلي ‪:‬‬
‫القيادة في إطار املمارسة اإلدارية هي ‪" :‬عمليات إيحاء أو الهام أو تأثير في اآلخرين لجعلهم يعملون بالتزام عالي‬
‫ومثابر النجاز وتأدية مهام مطلوبة منهم‪ .‬وبهذا فإنها تهتم بكيفية بناء االلتزام وتحفيز اآلخرين لدفعهم الستخدام‬
‫مهاراتهم وقابليتهم في تنفيذ األنشطة وتحقيق األهداف "‪.‬‬
‫والقائد هو ‪" :‬الشخص الذي يؤثر إيجابا في سلوك اآلخرين بدون استخدام قوة اإلكراه أو اإلجبار وأن هؤالء‬
‫اآلخرين يقبلون به قائدا لهم "‪.‬‬
‫وحتى يتمكن القائد من القيام بهذه األمور البد أن تتوفر مجموعة من الخصائص التي عددها الكثير من‬
‫االختصاصيين كل حسب وجهة نظره‪ ،‬وسنتبنى الصفات التالية ‪:‬‬
‫‪ - 1‬القدرة على حفز وتشجيع األخريين ‪ :‬يجب أن يكون القائد ملهما لتابعيه من خالل تشجيعهم على التفاني‬
‫واإلخالص في العمل وبالتالي يستطيع األفراد ذوي األداء املتوسطة إلى األداء املرتفع‪.‬‬
‫‪ - 2‬القدرة على االتصال ‪ :‬أي املهارات االتصالية غير العادية أي قدرة القائد على نقل وتوصيل الفكرة بكفاءة‬
‫وفعالية‪ .‬ويكون االتصال عادة بطريقة شفوية وعليه فان القيادة تتصف بالذكاء أالتصالي والقدرة على التقدير‬
‫والتبصر والكالم املقنع‪.‬‬
‫‪ - 3‬القدرة على اإلقناع ‪ :‬يجب أن يتصف القائد باملقدرة الفائقة على اإلقناع واديه الثق ــة في األهداف التي يعرضها‬
‫ويقدر املرؤوسين هذه الثقة ويحسون بها ‪ .‬و بالتالي يحسون بأنه مهتم باملركز الذي يحتله وباألدوار التي يقوم بها‪.‬‬
‫ولقد أكدت بعض الدراسات أن القادة الذين لديهم نزعة التصرف بحرية واستقاللية واديهم الثــقة في أنفسهم هم‬
‫األكثر نجاح في تحقيق األهداف التنظيمية مقارنة بالذين ال تتوفر فيهم هذه الصفات‪.‬‬
‫‪ - 4‬غرس الثقة في اآلخرين ‪ :‬يتطلع املرؤوسين إلى معونة القائد ونصيحته وأرائه ليس فقط في مجال الع ــمل وإنما‬
‫أيضا فيما يتعلق بمشاكلهم الشخصية‪ ،‬فيجب أن يشعر املرؤوسون بأن قائ ـ ــدهم هو ذلك الشخص الذي يمكن‬
‫الرجوع إليه دائما والــتحدث معه الن لديهم الثقة به على توجيههم في االتجاه السليم وألنه يحس بآدميتهم حتى وهم‬
‫داخل املنظمة التي ينتمون إليها جميعا‪.‬‬
‫‪ - 5‬تفويض السلطة والثقة باملرؤوسين ‪ :‬القائد الناجح هو الذي يدرك جوانب القوة والضعف في مرؤوسيه ومدى‬
‫املهام التي يمكن أن توكل إليهم‪ ،‬فهو يؤمن بإخالصهم ووالئهم وتعاونهم ويتوقع املزيد منهم‪.‬‬
‫‪ - 6‬القدرة على اتخاذ القرارات ‪ :‬بعد جمع املعلومات والحقائق حول الجوانب املختلفة للموقف يشغل اإلداري‬
‫الناجح تفكيــره بسرعة حول اإلجراء الفعال الذي يجب اتخاذه وينفذه‪.‬‬
‫كما أن القيادة حصيلة مزيج من العناصر التي تتطلبها حتى تمنحها القوة أو الشرعية‪ ،‬والتي يمكن أن يطلق عليها‬
‫اسم مصادر قوة القيادة أو متطلباتها والتي نوجزها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬السلطة الرسمية ‪ :‬وتشمل ‪:‬‬
‫أ‪ -‬قوة املكافأة ‪ :‬ويقصد بها مقدار ما يقدمه الرئيس ملرؤوسه إما بمكافأة مادية أو معنوية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬قوة اإلكراه ‪ :‬عندما يشعر الفرد بان إخفاقه في عمله يؤدي إلى حرمانه من املكافأة بل بالعكس اتخاذ العقاب‬
‫بحقه سواء كان ماديا أو معنويا‪ ،‬وبهذه الحالة مصدر القوة هو الخوف من الرئيس إذا ما ارتكب الفرد عمال‬
‫يعاقب عليه‪.‬‬
‫ج‪ -‬السلطة القانونية ‪ :‬إن مصدر القوة هو املركز الرسمي الذي يحتله الفرد في التنظيم اإلداري وهذه القوة‬
‫تنساب من أعلى إلى أسفل‪.‬‬
‫‪ -2‬قوة التأثير ‪ :‬وتشمل ‪:‬‬
‫أ‪ -‬قوة التخصص ‪ :‬إن الفرد املزود باملعرفة في مجال التخصص يكون متميزا فيها عن غيره من أقرانه وتتوفر لديه‬
‫قوة تمكنه من القيادة‪.‬‬
‫ب‪ -‬قوة اإلعجاب ‪ :‬إن الفرد املتمتع بإعجاب األفراد اآلخرين نتيجة الصفات التي يتمتع بها‪ ،‬فالجاذبية تجعل هذا‬
‫الفرد قائدا يؤثر في اآلخرين‪.‬‬
‫املطلب ‪ : 02‬عالقة القيادة بالرئاسة واإلدارة‬
‫يمكن التفريق بين القيادة والرئاسة من خالل مجموعة من النقاط التي يمكن حصرها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬مصدر السلطة ‪:‬‬
‫الرئاسة ‪ :‬ترتبط باملنصب الرسمي الذي يوفر له سلطة قانونية ورسمية بموجب القوانين واألنظمة الرسمية‬
‫املعمول بها‪.‬‬
‫القيادة ‪ :‬تعتمد على الشخص بالدرجة األولى الذي يستمد سلطته من الجماعة بقدرته في التأثير على سلوكهم‬
‫ًا‬ ‫ًا‬ ‫ًا‬ ‫ًا‬
‫بطريقة تجعلهم يستجيبون له فهي تعتمد على اإلقناع‪ ،‬وليس كل من يشغل منصب رئاسي رسمي قائد ‪.‬‬
‫‪ -2‬أسلوب اإلشراف ‪:‬‬
‫ًا‬
‫الرئيس اإلداري ‪ - :‬يستخدم أسلوبا سلبي في اإلشراف وذلك باستثارة الخوف والشعور بعدم الرضى لدى‬
‫املرؤوسين نتيجة التهديد بتوقيع الجزاءات‪.‬‬
‫‪ -‬يحاول تصعيد أخطاء املرؤوسين وإيقاع العقوبات على املخالفين‪.‬‬
‫‪ -‬بعيد عن املرؤوسين وتفصله عنهم مسافة رسمية بحكم املنصب الرسمي ومكانته في الهيكل التنظيمي ‪.‬‬
‫ًا‬
‫القائد اإلداري ‪ - :‬يستخدم أسلوبا إيجابي في اإلشراف بمحاولة استثارة الدافعية لدى الجماعة للعمل عن طريق‬
‫الحوافز االيجابية ومساندة املرؤوسين والتركيز على نقاط القوة لديهم‪.‬‬
‫‪ -‬تقدير جهودهم وتوجيههم عندما يخطئون‪.‬‬
‫ًا‬
‫‪ -‬قريب من نفوس أعضاء الجماعة وحائز على ثقتهم واحترامهم‪.‬‬
‫‪ -3‬اتخاذ القرارات ‪:‬‬
‫الرئيس اإلداري ‪ - :‬قراره منفرد‪.‬‬
‫‪ -‬ال يؤمن بالتفويض ‪.‬‬
‫ًا‬
‫القائد اإلداري ‪ - :‬قراره ديمقراطي ونادر ما ينفرد باتخاذ قراراته‪.‬‬
‫‪ -‬يؤمن بالتفويض ‪.‬‬
‫‪ -‬يشارك الجماعة في تصريف شؤون العمل التي لهم عالقة بها‪.‬‬
‫‪ -4‬االتصاالت ‪:‬‬
‫ًا‬
‫الرئيس اإلداري ‪ - :‬قنوات االتصال رسمية غالب ‪.‬‬
‫‪ -‬التعليمات على شكل أوامر غير قابلة للنقاش ‪.‬‬
‫القائد اإلداري ‪ - :‬قنوات االتصال في شكل حوار مفتوح ونقاش مع الجماعة ‪.‬‬
‫‪ -‬التعليمات تصدر مفصلة ومفسرة وموضحة للغرض منها ولدى الجماعة قدرة على تنفيذها‪.‬‬
‫‪ -‬قنوات االتصال غير رسمية ويستمع إلى وجهات النظر األخرى ‪.‬‬
‫‪ -5‬النظرة لإلنسان ‪:‬‬
‫الرئيس اإلداري ‪ - :‬افتراضات سلبية عن الطبيعة اإلنسانية‪ ،‬يرى أن اإلنسان كسول وخامل وال يوثق به‪.‬‬
‫‪ -‬يعتمد على سلطته في توقيع الجزاء والعقاب والتهديد ‪.‬‬
‫القائد اإلداري ‪ - :‬افتراضات إيجابية عن الطبيعة اإلنسانية‪ ،‬نظرة الثقة واالحترام‪.‬‬
‫‪ -‬يعتمد أسلوب التعاون والتفاهم والحوار مع الجماعة ‪.‬‬
‫أما بالنسبة ملصطلحي القيادة واإلدارة فان الكثيرين يخلطون بينهما ويعتبرونهما وجهان لعملة واحدة‪ ،‬لكن‬
‫املصطلحين مختلفين تماما في الحقيقة‪ ،‬فالقائد يمكن أن يكون مديرا‪ ،‬ولكن ليس كل مدير يصلح قائدا‪ .‬ويمكن‬
‫إيجاز الفرق بين القيادة واإلدارة فيما يلي ‪:‬‬
‫القيادة ‪ :‬تركز القيادة على العالقات اإلنسانية وتهتم باملستقبل‪ ،‬ومن هنا تحرص على عدم الخوض إال في املهم من‬
‫األمور‪ .‬كما أنها تهتم بالرؤية والتوجهات اإلستراتيجية وتمارس أسلوب القدرة والتدريب‪.‬‬
‫اإلدارة ‪ :‬تركز اإلدارة على االنجاز واألداء في الوقت الحاضر‪ ،‬ومن هنا فهي تركز على املعايير وحل املشكالت‬
‫وإتقان األداء واالهتمام باللوائح والنظم واستعمال السلطة‪ .‬كما تهتم بالنتائج اآلنية مثل كم ربحنا‪ ،‬وكن بعنا وما‬
‫إلى ذلك‪.‬‬
‫والحقيقة أن كال األمرين مهم‪ ،‬فالقيادة بدون إدارة تجعلنا نعيش في عالم التخطيط للمستقبل مع إهمال االنجاز‬
‫الفوري الذي نحتاج إليه كي نصل إلى أهدافنا املستقبلية‪ .‬واإلدارة وحدها تجعلنا ال نرى سوى مشاكلنا اليومية‬
‫التي تستغرقنا فال يتاح لنا الوقت للتفكير والتخطيط للغد‪ ،‬إنها تجعلنا نبتعد عن األهداف البعيدة والصورة الكلية‬
‫وربطها بالقيم واملبادئ‪.‬‬
‫املطلب ‪ : 03‬أنماط القيادة والعوامل املؤثرة في اختيار أسلوب القائد‬
‫مهما تكن وجهات النظر التي تفسر القيادة وظهور القادة فان هناك إجماع على أن األساليب القيادية هي ثالثة ‪:‬‬
‫‪ - 1‬أسلوب القيادة األوتوقراطية (االستبدادية) ‪ :‬ضمن هذا األسلوب فان القائد يعمل بهيمنة كاملة في مجال‬
‫إصدار القرارات واإلشراف على العمل وتطوير السياسات‪ ،‬فهو قريب من النزعة الفردية وبعيد عن املشاركة‬
‫الجماعية‪ .‬وهنا تضعف التفاعالت بين األفراد وتنخفض الروح املعنوية ويشيع عدم التماسك وضعف االرتباط‬
‫كما تظهر حاالت عدائية في مكان العمل‪ ،‬وبالتالي فان االندفاع للعمل قليل‪.‬‬
‫‪ - 2‬أسلوب القيادة غير املوجهة ‪ :‬يصلح هذا األسلوب لبينات علمية على درجة عالية جدا من التخصص وما شابهها‬
‫من املنظمات‪ ،‬فهو أسلوب يقوم على أساس عدم وجود قائد واحد بل كل عضو في املنظمة هو قائد وكل واحد‬
‫يعمل أفضل ما عنده وبأحسن الصيغ بحيث ال يحتاج إلى توجيه ومتبعة وبدون أدنى تدخل في عمل املرؤوسين‪.‬‬
‫‪ - 3‬أسلوب القيادة الديمقراطية ‪ :‬يشجع هذا األسلوب املشاركة بدرجاتها املختلفة في انجاز املهام وتطوير األفراد‪،‬‬
‫والقيادة الديمقراطية تشجع املشاركة من خالل تقاسم املعلومات ومساهمتهم في مراحل تطوير القرار مع إتاحة‬
‫الفرصة الكاملة لتنمية املهارات وتمكين املوظفين‪.‬‬
‫لقد حاول الباحثان تاننبوم ‪ Tannenboum‬و شميدت ‪ Schmidt‬اإلجابة على السؤال التالي ‪:‬‬
‫وهو كيف يختار املدير أو القائد نمطا قياديا دون اآلخر ؟‬
‫ومن خالل محاولتهما تحديد بعض االعتبارات العلمية التي ينبغي على املديرين أخذها في عين االعتبار عند محاولة‬
‫اختيار أسلوب أو نمط قيادي آخر‪ ،‬ويمكن إجمال هذه االعتبارات فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬عوامل تتعلق باملدير ذاته ‪ :‬مثل خلفيه الشخصية‪ ،‬خبراته مثال ‪ :‬املدير الذي يعتقد بان احتياجات األفراد يجب‬
‫أن تأتي في املرتبة الثانية بعد احتياجات املنظمة يميل إلى أن يكون أسلوبه القيادي معتمدا على توجيه تصرفات‬
‫املرؤوسين بدرجة كبيرة‪.‬‬
‫‪ - 2‬عوامل تتلق باملرؤوسين ‪ :‬يمكن مثال للمدير إن يمنح مرؤوسيه فرصة أكبر في اتخاذ القرارات إذا كان لديهم‬
‫الرغبة في تحمل املسؤولية‪ ،‬وعكس ذلك إذا كانت مجموعة املرؤوسين تفتقر إلى املعرفة والخبرة فان األسلوب‬
‫االستبدادي هو األسلوب السائد‪.‬‬
‫‪ - 3‬عوامل تتعلق بالظرف أو املوقف الذي تتواجد فيه املنظمة ‪ :‬مثل املناخ التنظيمي السائد وطبيعة تكوين‬
‫املجموعة التي تتم قيادتها ودرجة تحديد الوظيفة بالنسبة للمرؤوسين‪.‬‬
‫املبحث الثاني ‪ :‬نظريات القيادة‬
‫إن املدير الجيد يفترض أن يكون قائدا فعاال لكي يستطيع أن يمارس العمل اإلداري بشكل صائب لتحقيق التفوق‬
‫ملنظمته قياسا للمنافسين‪ ،‬لذلك طرحت مجموعة كبيرة من النظريات لتفسر الجوانب السلوكية والقيادية‬
‫املطلوبة لدى القائد وكيف يصبح قائدا جيدا وكيف يستطيع إحداث التأثير االيجابي في اآلخرين العاملين معه‪.‬‬
‫املطلب ‪ : 01‬النظريات التقليدية في القيادة‬
‫تعتبر أولى النظريات التي درست ظاهرة القيادة في إطار محاورتها كظاهرة اجتماعية إنسانية تجد تفسيرا لها‬
‫بدراسة سيرة القادة العظام وخصائصهم‪ .‬نوجزها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬نظرية الرجل العظيم ‪ :‬القائد في إطار هذه النظرية هو شخص عظيم يتمتع بشخصية كاريزمية ساحرة يحظى‬
‫بوالء أعداد كبيرة من الناس ينقادون طوعا له ويقدمون التضحيات راغبين غير مكرهين لتحقيق انجازات عظيمة‪.‬‬
‫ولتقييم هذه النظرية يمكن القول أنها تفسر جانبا من ظاهرة إنسانية معقدة ومهمة جدا خاصة في إطار تركيزها‬
‫على أمثلة بارزة وواضحة لقادة عظام وكبار سياسيون وعسكريون ورجال أعمال لكنها ال تساعد على تفسير‬
‫ظاهرة القيادة بشمولية من خالل وجود قادة صغار ناجحين ولكنهم غير معروفين‪ .‬من جهة أخرى ال يمكن القول‬
‫أن القيادة هي خصائص وراثية محضة توهب للبعض وتحجب عن اآلخرين‪.‬‬
‫‪ - 2‬نظرية السمات ‪ :‬جاءت هذه النظرية لتكمل النظرية السابقة في إطار املدخل التقليدي للقيادة‪ ،‬والسمات هي‬
‫مجموعة الخصائص التي والصفات التي يمتلكها القائد ويتفرد بها بحيث تجعل منه قائدا فذا لجميع الظروف‬
‫واألحوال‪ .‬في إطار هذه النظرية تم دراسة خصائص مجموعة كبيرة من املدراء والقادة الناجحين ملعرفة أي‬
‫الصفات والخصائص يمكن اعتبارها ضرورية ومحددة لنجاح القائد‪.‬‬
‫ولتقييم هذه النظرية فانه يمكن القول أنها وفرت مدخال لدراسة شخصية القائد وسماته ومكنت أيضا من إيجاد‬
‫وسيلة لقياس مدى تمتع املدراء والقادة بهذه السمات والخصائص واستعدادهم الستخدامها في العمل‪.‬‬
‫لكن أهم ما يؤخذ عليها هو اتساع قائمة السمات وازدياد الخصائص التي يفترض أن يتمتع بها القائد‪ ،‬وصعوبة‬
‫وضع هذه السمات في إطار أولويات حسب أهميتها‪ ،‬وبالتالي فإنها تفسر جانبا من القيادة ال يمكن اعتباره قطعيا‪.‬‬
‫كما أنها لم تستطع تقديم تفسير مقبول لعدم استطاعة من يمتلكون هذه الصفات أن يصبحوا قادة في حين برز‬
‫قادة آخرون يملكون حد أدنى من هذه السمات‪.‬‬
‫املطلب ‪ : 02‬النظريات السلوكية‬
‫وفقا لهذه املجموعة من النظريات فان القيادة تعتبر ظاهرة سلوكية ترتبط بالدور الذي يلعبه القائد في املجموعة‬
‫فبدال من التركيز على السمات انتقلت الدراسات إلى بحث السلوك واألفعال للقادة‪ .‬وهي ‪:‬‬
‫‪ -1‬دراسات ميشيغان ‪ : Michigan Study‬تبلورت هذه األفكار بناء على مجموعة من الدراسات التي قام بها باحثون‬
‫من جامعة ميشيغان في أربعينيات القرن املاضي‪ .‬وفي إطارها تم مقابلة مجموعة كبيرة من املدراء ومرؤوسيهم‪،‬‬
‫وحددت هذه البحوث نوعين من سلوكيات القادة هما التركيز على العمل أو التركيز على العاملين‪.‬‬
‫إن املدراء الذين يعتمدون سلوكيات تركز على العمل يولون اهتماما عاليا بكيفية أداء العمل من قبل العاملين‬
‫وتوضيح إجراءات العمل واهتمام عالي باألداء‪ .‬أما املدراء املستخدمين لسلوكيات تركز على العاملين فإنهم يطورون‬
‫مجاميع العمل ويهتمون برضى العاملين‪.‬‬
‫في إطار دراسات ميشيغان تم بحث هذين األسلوبين بتعمق وافترضوا أن سلوك القائد الذي يكز على العاملين‬
‫بشكل عام أكثر فاعلية من األسلوب اآلخر‪. .‬‬
‫‪ -2‬دراسات أوهايو ‪ : Ohio Studies‬تشابه هذه الدراسات دراسة ميشيغان في بعض النواحي وكانت مقاربة لها‬
‫بالفترة الزمنية‪.‬‬
‫في إطار هذه الدراسة فان الباحثين عرفوا نمطين سلوكيين مختلفين للقائد‪ ،‬األول أطلقوا عليه اسم االهتمام‬
‫بهيكلية العمل وإجراءاته وهو سلوك يركز فيه القائد على تنظيم األشياء وكيفية انجاز العمل‪ ،‬أما الثاني فهو ما‬
‫يسمى االهتمام باعتبارات الحساسية والشعور بالعاملين وضمن هذا السلوك يتم التركيز على الثقة وعالقات‬
‫الصداقة ودفء العالقة مع املرؤوسين‪.‬‬
‫ان األسلوب املستهدف هو الذي يحقق املوازنة بين االهتمام العالي بهيكلية وإجراءات العمل وبنفس القدر من‬
‫األهمية فان القائد يهتم باملرؤوسين ويوليهم عنايته ويشعرهم بالصداقة والثقة‪.‬‬
‫‪ -3‬نظرية الشبكة اإلدارية ‪ : Managerial Grid Theory‬لقد طور ‪ Jane Mouton، Robert Blake‬هذه الشبكة لوصف‬
‫األنماط القيادية للمدراء وفق بعدين أساسيين هما األفراد واإلنتاج‪ .‬إن القائد الذي يركز على املهام والعملية‬
‫التخطيطية وتحديد العمل الذي يفترض أن ينجز ويؤشر املسؤوليات ويضع املعايير ويراقب األداء والنتائج هو‬
‫قائد يركز على النتاج والعمل‪ ،‬باملقابل فان القائد الذي يركز على األفراد يكون داعما للمرؤوسين ومطورا‬
‫للعالقات االجتماعية معهم ومحترما ملشاعرهم‪.‬‬
‫ويعرض الشكل التالي األنماط القيادية وفق هذين البعدين ‪:‬‬
‫الشكل ‪ -1-‬أسلوب الشبكة اإلدارية‬
‫تتميز هذه الشبكة بأنها تلخص اهتمامات القائد وأولوياته في قيادة املنظمة وتحقيق األهداف كاآلتي ‪:‬‬
‫* القائد ‪ : 1.1‬يمثل هذا النموذج غياب القيادة مع وجود إدارة هزيلة وربما ال تستطيع املنظمة مع هكذا نمط‬
‫االستمرار في العمل‪.‬‬
‫* القائد ‪ : 1.9‬يؤدي القائد دوره وكأنه في نادي اجتماعي حيث االهتمام بالعالقات اإلنسانية دون االهتمام باإلنتاج‬
‫ومتطلباته‪.‬‬
‫* القائد ‪ : 9.1‬القائد هنا يعطي اهتماما عاليا للعمل ومتطلباته ويرىّ أن العاملين مجرد أفراد أو قوى إنتاج‪،‬‬
‫وبالتأكيد فان هذا النمط ال يمكن أن يكون ناجحا في ظل االهتمام الكبير باملوارد البشرية‪.‬‬
‫* القائد ‪ : 5.5‬هنا يعطي القائد اهتماما وسطا ومتوازنا لكل من العاملين واإلنتاج فهو مدير أو قائد اعتيادي ولكنه‬
‫ليس مبدعا‪.‬‬
‫القائد ‪ : 9.9‬هنا يكون النمط مثاليا حيث يعطي القائد اهتماما عاليا لكل من األفراد واإلنتاج ويفترض أن يكون‬
‫هذا النمط هو املستهدف في السلوك القيادي‪.‬‬
‫املطلب ‪ : 03‬النظرية املوقفية‬
‫في إطار النظريات السابقة بدا واضحا أن هناك العديد من املتغيرات وتفاعالتها تحدد كفاءة القيادة وفاعليتها حيث‬
‫ثقافة املنظمة وفلسفتها وطبيعة البيئة التي تعمل فيها وعناصر أخرى كثيرة‪ ،‬فال وجود لنمط سلوكي واحد يكون‬
‫فاعال في كل الظروف واألحوال وهذا ما عجزت عنه هذه املجموعة من النظريات التي رأت أن متغيرات الظرف أو‬
‫املوقف تؤثر تأثيرا مباشرا على النمط القيادي املستخدم‪.‬‬
‫إن العوامل املختلفة مثل توجهات اإلدارة العليا‪ ،‬شخصية القائد‪ ،‬تطلعات املرؤوسين‪ ،‬ثقافة املنظمة‪ ،‬البيئة التي‬
‫تعمل فيها املنظمة وطبيعة املنافسة وتدخل الحكومة وغيرها من العوامل تعتبر كلها متغيرات موقفية تؤثر على‬
‫النمط القيادي املستخدم‪.‬‬
‫الخاتمة ‪:‬‬
‫يمكن تلخيص ما سبق في كون القيادة هي التأثير في اآلخرين من أجل توجيههم ألداء ما هو مطلوب منهم بكفاءة‬
‫كبيرة‪ ،‬وينبغي على القائد أن يتمتع بقوة الشخصية والقدرة على االتصال واإلقناع وغيرها من الخصائص التي‬
‫تجعله قادرا على تسيير املجموعة‪.‬‬
‫تتعدد األساليب القيادية من األسلوب االستبدادي القائم على االنفراد بالرأي الى األسلوب الديمقراطي القائم على‬
‫املشاركة الجماعية‪ ،‬وأسلوب القيادة غير املوجهة الذي يكون ما بين األسلوبين السابقين‪ .‬وهناك عدة عوامل تؤثر‬
‫في نوع األسلوب القيادي املستعمل‪.‬‬
‫نظريات القيادة تطورت من مفهوم الى آخر من النظريات القائمة فقط على السمات التي يتمتع بها القائد والتي‬
‫ترى أن القائد يولد ويحمل صفات وراثية‪ ،‬وثم أتت نظريات أخرى ترى أن القائد سيعتمد على سلوكيين اثنين‬
‫قائمين على العمل أو على العمال‪ .‬أما النظرية املوقفية فترى أن القيادة هي تفاعل ثالث عناصر هي خصائص‬
‫القائد وما ينتظره املرؤوسون واملوقف‪.‬‬
‫املراجع ;‬
‫‪ -1‬الكتب ‪:‬‬
‫‪ -‬صالح مهدي محسن العامري‪ ،‬طاهر محسن منصور الغالبي‪" ،‬اإلدارة واألعمال"‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪.2007 ،‬‬
‫(‪ -) 2‬جو م ‪ .‬بوهلن واخرون _ترجمه محمد العريان وابراهيم شهاب_القيادة وديناميكية الجماعات‪ -‬الطبعه‬
‫الثانية_مكتبة االنلجو املصرية للنشر‪ _1969-‬القاهرة _ ص ‪30- 24‬‬
‫(‪ -) 4‬ج‪ .‬كورتوا‪ -‬تعريب املقدم ميثم االيوبي‪ -‬ملحات في فن القيادة‪ -‬الطبعة االولى‪ -‬املؤسسة العربية للدراسات‬
‫والنشر‪-1986 -‬بيروت‪ .‬ص‪92-25‬‬
‫(‪ -) 5‬عباس محمود عوض‪ -‬القيادة والشخصية – الطبعه الثالثة‪ -‬دار النهضة العربية‪– 1986 -‬بيروت_ص‬

You might also like