Professional Documents
Culture Documents
آليات مكافحة جريمة الإتجار بالبشر
آليات مكافحة جريمة الإتجار بالبشر
من إعداد:
قال اهلل تعالى﴿ :ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه﴾ (لقمان )12
وقال رسوله الكريم صلى اهلل عليه وسلم« :من لم يشكر الناس لم يشكر اهلل عز وجل»
أحمد اهلل حمدا كثيرا طيبا مباركا ملئ السموات واألرض على من أكرمني به من تمام
هذه الدراسة التي أرجوا أن تنال رضاه ،كما أتوجه بجزيل الشكر وعظيم االمتنان إلى كل
من:
األستاذ الفاضل جلود صالح ،الذي سدد أفكارنا وصّو ب أقالمنا إلخراج هذا العمل في
أبهى حلة.
كما نشكر األستاذ بلهادي حميد واألستاذ زيان محمـد األمين على ما قدماه لنا من
توجيهات ونصائح.
كما يشرفنا أن نرسل أزكى عبارات الشكر واالمتنان لكل أساتذة كلية الحقوق والعلوم
إلى من بدأت رسالتها ولم تنتهي من أرادتني أن أكون حرفا في سجل المجد نورا ال يقل
إلى من عهدته أمان لي وراحتي قلب يسكنه الحب والعطاء إلى من لون حياتي وكان فيها
إلى من وقفت في جانبي وساندني في حياتي ....جدتي أطال اهلل في عمرها وأمدها
الصحة والعافية
إلى إخواني وأخواتي إلى من أردته أن يكون اليوم بجانبي .....إلى صديقات دربي ومن
صالح سميرة
إهـــــــــــــــــــــــــــــــداء
إلى أبي قدوتي ومثلي األعلى في الحياة فهو من علمني كيف أعيش بكرامة وشموخ
إلى أمي الحنونة التي ال أجد الكلمات الكافية التي يمكن أن تمنحها حقها فهي ملحة الحب
إلى إخوتي وأخواتي أسامة ،بالل ،سارة ،آية سندي وعضدي والتي تشاطرني أفراحي
وأحزاني
إلى أصدقائي وزمالئي الذين عشنا معهم أجمل األوقات وإ لى جميع األقارب
الصفحة الموضوع
01 مقدمة
الفصل األول :مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني واإلقليمي
27 المبحث الثاني :مكافحة االتجار بالبشر على المستوى اإلقليمي والوطني
30 الفرع الثاني :الميثاق اإلفريقي لحقوق ورفاهية الطفل لسنة 1990
36 المطلب الثاني :آليات مكافحة االتجار بالبشر على المستوى الوطني
49 الفرع الثالث :العهد الدولي الخاص بالحقوق السياسية االقتصادية واالجتماعية والثقافية
50 الفرع األول :اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطن
53 الفرع الثالث :اتفاقية حظر االتجار باألشخاص واستغالل دعارة الغير
82 الملخص
مقدمـــــــــــــــــــة
مقدمــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
مقدمة:
إن االتجار بالبشfر معfروف في التfاريخ منfذ القfدم إلى أن تم تحريمfه نهائيfا في النصffف األول من
القffرن العشffرين حيث كffانت العبوديffة منتشffرة انتشffارا رهيبffا في الكثffير من المجتمعffات حيث تعffدى في
بعض المجتمعffات عffدد العبيffد الffذين كffانوا أكffثر من عffدد األحffرار ،ولقffد كffان الffرق معروفffا في الشffرائع
البابليffة واليونانيffة والعربيffة الجاهليffة وكffان للرقيffق آنffذاك تجffارة داخليffة وخارجيffة مشffهورة ومن أمثلتهffا
التاريخية األخيرة اللساء الجماعي لزنوج إفريقيا وتهريبهم وتهجيرهم إلى أمريكا.
وكان أسرى الحfرب يسfتعبدون ويؤخfذون كرقيfق في الغfالب بfدال من قتلهم ،ويعتfبرون جfزءا من
غنائم الحرب التي يكافأ بها الطرف الذي انتصر في الحرب ،وجاءت الشffريعة اإلسffالمية بنظffام محكم-
وإ ن لم يأتي بنص حاسم وصريح يحم الرق لمكافحة الرق وذلك عن طريق وجود حسffن معاملffة الرقيffق
وأيضا ضيقت الشريعة اإلسالمية الخالدة من أسباب االسترقاق ،وشجعت تحريffر األشffخاص محffل الffرق
عن طري ffق العن ffف والت ffدبير والكتاب ffة وبم ffرور ال ffزمن ك ffان له ffذا النظ ffام دور ال ينك ffر في محارب ffة ال ffرق
وتجارته.
ولم يff fرد نص في القff fرآن الكff fريم يff fبيح الff fرق وإ نمff fا جff fاء فيff fه دعff fوة إلى العنff fف ،ولم يثبت على
الرسول صلى اهلل عليfه وسfلم ضfرب الfرق على أسfير من األسfرى بfل أطلfق أرقfاء مكfة وأرقfاء الحfنين
ويحffل االتجffار بالبشffر في المرتبffة الثالثffة ألكffبر الجffرائم المنظمffة في العffالم بعffد تجffارة المخffدرات
والسffالح حيث تحقffق أنشffطته أرباحffا طائلffة بالمليffارات الffدوالرات كمffا ويعتffبر االتجffار بالبشffر أحffد أهم
العصابات اإلجرامية المنظمة العابرة للحدود حيث يعتبر هذا النوع من الجرائم ذات طبيعة خاصة كffون
1
مقدمــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
سلعتها األساسية هي البشر الذين تقودهم الظروف االقتصادية واالجتماعيfة والسياسfية وعfدم االسfتقرار
األم ffني في بالدهم بس ffبب النزاع ffات والح ffروب إلى الوق ffوع في ب ffراثن العص ffابات المنظم ffة بالبش ffر من
خالل المغري ffات المادي ffة والوع ffود الكاذب ffة بحي ffاة أفض ffل ،ويوض ffح تقري ffر لمكتب األمم المتح ffدة لمكافح ffة
المخ ffدرات الج ffريمى الص ffادرة 2006بعن ffوان االتج ffار الغ ffير المش ffروع ب ffاألفراد حيث أن تج ffارة البش ffر
عالميffة وهي في اتسffاع لنطffاق عصffابات الجريمffة المنظمffة وعملياتهffا الffتي تقffف وراء ظffاهرة االتجffار
بالبشffر والffتي غالبffا مffا تكffون متعffددة الجنسffيات ،وأوضffح أنffه ال يوجffد تقffريب أي دولffة في العffالم غffير
معنية بهذه المشكلة وعfدد تقريfر 127دولfة لألفffراد المتfاجر بهم و 96دولfة عبfور و 137دولfة مقصffد،
حيث يتم األفffراد المتffاجرة بهم في تجffارة الجنس والسffخرة ،كمffا أوضffح التقريffر أن أكffثر المنffاطق تffأثرا
نظرا لما تشfكله هfذه الظfاهرة لتحfدي عfالمي يتطلب تكfاثف الجهfود الوطنيfة باإلبقfاء على المملكfة
خالية من هذه الظاهرة العالمية وصورها والتصffدي لهffا باسffتخدام اآلليffات الكفيلffة للقضffاء عليffه في حالffة
ظهور مؤشرات تدل على وجودها ،كما قام بإنشاء لجنة وطنية لمنع االتجار بالبشر.
فبالنس ffبة لألس ffباب الذاتي ffة فيع ffود اختيارن ffا في الموض ffوع هي رغبتن ffا أو المي ffول للبحث في ه ffذه
المسffألة ودراسffة بصffفة خاصffة وبصffفة عامffة تزويffد المكتبffة القانونيffة بدراسffات حديثffة وإ ثffراء
معلوماتنا.
2
مقدمــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
أمffا األسffباب الموضffوعية فقffد تم اختيffاره بنffاء على اإلحصffائيات المروعffة عن االتجffار بالبشffر
ال ffتي يص ffدرها التقري ffر الع ffالمي الص ffادر عن مكتب ffة األمم المتح ffدة لمراقب ffة المخ ffدرات ومكافح ffة
الجريمة كل سنة.
وبالتالي سنحاول التعرف على الجانب القانوني لهذا الموضوع الذي ذاع صffيته بشffكل واضffح في
منهج الدراسة:
تقوم هذه الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي لآلليات الدولية والوطنية لمكافحة اإلتجار بالبشffر
قمنا في هذه الدراسfة بتحليfل اآلليfات الدوليfة والوطنيfة واإلقليميfة لمكافحfة جريمfة االتجfار بالبشfر
ومدى فعالية تطبيقها ومن ثم تم رصد النتائج وفي ضوئها تقديم الحلول الوطنية والدولية.
كما تم دراسة وتحليل أحكام القانون التشريعي الجزائري لمنع االتجار بالبشر.
وح ffتى تق ffرب ه ffذه الدراس ffة من ص ffيغتها من النظري ffات العام ffة والتطبيق ffات العملي ffة اعتم ffدت على
الجمع بين طريقتين للبحث وهما الدراسة التحليلية لتحليل النصffوص القانونيfة ذات الصffلة ،ودراسfة هfذه
المسffألة في ممارسffات المجتمffع الffدولي لهffا ضffمن النطffاق القffانون الffدولي والدسffتوري ودراسffة اآلليffات
3
مقدمــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
الوطنية والدوليfة لمنfع وقمfع ومكافحfة هfذه الجريمfة بهfدف إظهfار سfد الثغfرات القانونيfة الfتي قfد تشfوب
إشكالية البحث:
ماهي اآلليات القانونية الfتي تم االعتمfاد لمكافحfة جريمfة االتجfار بالبشfر على المسfتوى الوطfني
واإلقليمي والدولي؟
خطة الدراسة:
ولقد اعتمدنا في دراسة هذا الموضوع تقسيم خطfة الدراسfة إلى فصfلين ،حيث تطرقنfا في الفصfل
األول إلى التعري ffف بالجريم ffة وآلي ffات مكافحته ffا على المس ffتوى الوط ffني واإلقليمي وبع ffدها تطرقن ffا إلى
آليات مكافحة جريمة اإلتجار بالبشر السالفة الذكر على المستوى الدولي في الفصل الثاني.
وفي األخffير ختمنffا بحثنffا هffذا بخاتمffة تتضffمن أهم النتffائج الffتي حققتهffا هffذه اآلليffات واإلجابffة على
اإلشكالية المطروحة.
4
الفصل األول:
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته
على المستوى الوطني واإلقليمي
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
الفصــل األول :مفهــوم االتجــار بالبشــر وآليــات مكافحتــه على المســتوى الوطــني
واإلقليمي
يعتبر االتجار بالبشر من بين الجرائم التي تكون ضد اإلنسfان يfدل على االنتهاكfات المختلفfة الfتي
تتع ffرض للحري ffات األساس ffية لكي ffان اإلنس ffان ومختل ffف ش ffرائح المجتم ffع وت ffدل على التوس ffع الخط ffير في
االعتداء على حياة اإلنسان من خالل النظر إليهم كسلعة يتم تداولها بالبيع والشراء بffالنظر إلى مصffطلح
اإلتجffار الffذي يمثffل العنصffر الجffوهري في عمليffات االعتffداء واالسffتغالل اإلنسffاني وحرياتffه ولتوضffيح
ذلك يتعين علينا التطرق إلى المفهوم الذي تعنيه هذه الجريمة.
تمثffل جffرائم االتجffار بالبشffر إحffدى الظffواهر اإلجراميffة الموغلffة في القffدم والffتي تشffكل انعكاسffات
سلبية على العديد من بلدان العالم خاصة بعد أن اتسع نطاقها وبfاتت تشfكل تهديfدا خطfيرا لحيfاة وكرامfة
الماليين من ضffحايا وبعffد أن أصffبحت تجffارة رائجffة ومظهffرا مؤسffفا السffترقاق والعبوديffة في عصffرنا
الحالي.
يتكffون التعريffف من مصffطلحين فقffط همffا االتجffار والبشffر وهffو تعريffف منبثffق من االتجffار الffتي
تعffني مزاولffة أعمffال التجffارة بتقffديم السffلع إلى الغffير بمقابffل عن طريffق الffبيع والشffراء فffإذا كffان الffدخل
مشروعا كانت التجارة غير مشروعة كاتجار المخدرات والبشر وبينما األشخاص هم بشffر يتم المتffاجرة
بهم عن طريff fق تff fرحيلهم من بالدهم األم ألغff fراض جنسff fية أو البغff fاء أو الff fزواج أو تعff fريض لالتجff fار
6
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
بأعضffائهم أو أي أنشffطة أخffرى غffير مشffروعة 1يسffتغل فيهffا الفffرد بأبشffع اإلسffتغالالت وبغيffة اإلطاحffة
"هو ذلك السلوك الغير مشروع صادر عن شخص مسؤول جنائيا في غfير حffاالت اإلباحffة يعتffدي
حيث اهتمت التشffريعات الوطنيffة والدوليffة بمثffل هffذه الجffرائم والسffلوكات وجسffدت ذلffك في توقيffع
العديffد من الffدول لمجموعffة من االتفاقيffات والffبروتوكوالت المتعلقffة بموضffوع االتجffار بالبشffر كمffا هffو
الح ffال بالنس ffبة التفاقي ffات األمم واالتفاقي ffات الس ffابقة واالتفاقي ffات العربي ffة واإلفريقي ffة والعالمي ffة فق ffد اهتم
الق ffانون الجزائ ffري بوض ffع تعريف ffات لالتج ffار بالبش ffر وأص ffدرت ق ffانون اإلتج ffار بالبش ffر بحيث س ffارعت
الجزائ ffر دولي ffا إلى تجس ffيد التزام ffات دولي ffة من خالل التش ffريعات تتواف ffق م ffع بروتوك ffول االتج ffار ال ffذي
صffادقت عليffه حيث أدخلت بعض التعffديالت على قffانون العقوبffات بمffوجب قffانون 01-09الffذي يشffمل
األحكfام الموضfوعية لجريمfة االتجfار بالبشfر حيث نص في المfادة 303مكfرر 04في قfانون العقوبfات
يعد أتجار بالبشر تجنيد أو نقfل أو نقfل أو إيfواء أو اسfتقبال شfخص أو أكfثر بواسfطة التهديfد أو القfوة أو
غير ذلك من أشكال اإلكfراه أو االختطfاف أو االحتيfال أو الخfدع أو إسfاءة اسfتعمال السfلطة أو اسfتغالل
حالffة استضffعاف أو بإعطffاء أو تلقي مبffالغ ماليffة أو مزايffا بالنيffل موافقffة شffخص لffه سffلطة على شffخص
آخfر بقصfد االسfتغالل ويشfمل االسfتغالل الfدعارة الغfير أو سfائر أشfكال االسfتغالل الجنسfي أو اسfتغالل
- 1عبد اهلل إبراهيم نصار ،جرائم االتجار بالبشر المفهوم ،األسباب ،المواجهة ،مركز البحوث الشرقة الشارقة ،اإلمارات
العربية المتحدة ،2006 ،ص.14
7
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
الغير التسول 1أو السخرة أو الخدمة كرهffا أو االسffترقاق أو الممارسffات الشffبيهة بffالرق أو االسffتعباد أو
نزع األعراض".
وهناك العديد من القوانين التشريعية العربية والدولية التي نصت على التصffدي مثffل الجffرائم الffتي
اإلتجار بالبشر هfو مجموعfة من السfلوكات المشfروعة والغfير مشfروعة الfتي تضfع اإلنسfان في
موقfف السfلع أو الضffحية بحيث يعتfبر اإلنسfان بالنسfبة لتجfار البشfر هfو عبfارة عن سfلعة وليس
كشffخص طffبيعي عffادي يffزاول حيffاة عاديffة يتم التصffرف بهffذه المجموعffة بواسffطة من الوسffطاء
والمحfترفين العfابرين للfدول عfبر الحfدود الوطنيfة والدوليfة بقصffد اسfتغالل في أعمfال ذات أجfر
متffدن أو أعمffال في أعمffال جنسffية أو مffا شffابه ذلffك سffواء تم التصffرف بffإرادة الضffحية أو قسffرا
2
عنه أو بأي صورة أخرى من صور العبودية.
االتج ffار بالبش ffر ينص ffرف مدلول ffه إلى قي ffام ش ffخص لحس ffابه الخ ffاص بمزاول ffة عملي ffات تجاري ffة
متعffددة قاصffدا منهffا اتخffاذه حرفffة معتffادة لffه فهffو مصffطلح مشffتق من التجffارة ومزاولffة أعمffال
تجارية بتقديم السلع إلى الغير مقابل عن طريق البيع أو شراء ،وإ ذا كان محل التجارة مشروعا
كffانت التجffارة مشffروعة كاالتجffار بالسffلع والبضffائع العاديffة المتعffارف عليهffا ،أمffا إن كffان محffل
-1الرشيد محمـد أحمد أسماء ،اإلتجار بالبشر وتطوره التاريخي ،دار النهضة العربية ،ط ،1القاهرة ،2009 ،ص.15
- 2سوزي عدلي ناشد ،اإلتجار في البشر بين اإلقتصاد الخفي واالقتصاد الرسمي ،منشورات الحلبي الحقوقية ،طبعffة ،1
لبنان ،2018 ،ص.15
8
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
االتج ffار غ ffير مش ffروع ك ffانت التج ffارة غ ffير مش ffروعة كاالتج ffار بالبش ffر 1واألعض ffاء البش ffرية
كمffا عرفهffا بعض الفقهffاء على أنهffا عمليffة توظيffف غffير مشffروعة من خالل انتقffال أو نقffل أو
االستغالل الجنسي أو االعتfداء الجنسfي من بين أهم الحfاالت الfتي يسfن فيهfا العfاملون في المجfال
اإلنس ffاني واس ffتخدامهم س ffلطاتهم أو الالجئ ffون أو ط ffالبي اللج ffوء ،والمه ffاجرين ال ffذين يقوم ffون باالتج ffار
2
بالبشر وذلك من أجل الكسب القلي لألموال.
لقد أصبحت ظاهرة استخدام األشخاص واألطفال بالبغاء والمواد اإلباحية أمر شائع ومظهر من
مظff fاهر الحيff fاة االقتصff fادية الff fتي تجff fني من ورائهff fا البلff fدان والشff fبكات اإلجراميff fة الماليين من
الffدوالرات سffنويا ،فقfد ينصffب اسffتغالل األطفfال في البغffاء أو حffتى في اسffتعمالهم إلنتffاج المffواد
اإلباح ff fة والبغ ff fاء ه ff fو االتص ff fال الجنس ff fي الغ ff fير مش ff fروع ،فيق ff fال بغت الم ff fرأة تبغي فهي البغي
والدعارة وبالعودة إلى المادة 2من البروتوكول الملحق باالتفاقية أصدرته الجمعيffة العامffة لسffنة
- 1الشيخلي عبد القادر ،جرائم اإلتجار باألشخاص واألعضاء البشرية وعقوبتهfا في الشfريعة والقfوانين العربيfة والقfانون
الدولي ،منشورات الحلبي ،ط ،1لبنان ،2009 ،ص.17
-2محمfد نيfازي حتاتfة ،جfرائم البغfاء (دراسfة مقارنfة) ،رسfالة لنيfل درجfة الfدكتوراه في القfانون الجنfائي ،جامعfة طنطfا،
كلية الحقوق قسم القانون الدولي ،بدون سنة ،ص.91
9
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
2000فيffوجب هffذا األخffير يتم اإللمffام بهffذه الظffاهرة حيث اسffتغل التجffارة الffذين يتffاجرون في
3
البشر بالبغاء بالنسبة للنساء واألطفال واستغاللهم في الممارسات الجنسية.
هي عملية تجارية بأجسام اإلنسان إذ تؤخذ للطفل صور وهو في حالة عري تام ووضfع جنسfي
حيث تم بي ffع واس ffتغالل األطف ffال في األعم ffال الجنس ffية والم ffواد اإلباحي ffة من أهم الظ ffواهر ال ffتي
شهدت تطورا سريعا وذلك بالنظر إلى العديد ألسباب قيامها واآلثار الوخيمة الناجمة عنهffا ومن
البعد العالمي للنشاط اإلجرامي الجاري المريح والمتنامي الخاص بتجار البشر.
اشتداد حدة الفقر التي زادت من جfراء النزاعfات المسfلحة والتغيfيرات المناخيfة والكfوارث
الطبيعية.
كثرة الحروب بين الدول وكثر الحروب الداخلية مثل الدول العربية.
وف ffاة المعي ffل للعائل ffة يج ffبر أحيان ffا األطف ffال إلى االتج ffاه لل ffدعارة والمت ffاجرة الجنس ffية الطي
- 3عروبة جبار الخزرجي ،حقوق الطفل بين النظرية والتطبيق ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،2009 ،ص.216
10
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
الزواج السياحي .3
وهو زواج لمدة قصيرة ويكون بمجيء السfائح وقيامfه بfزواج من احfد الفتيfات المقيمfات بالدولfة
الffذي أتى لهffا ويمكن أن يتعffاون عffدد الفتيffات الffتي يقffوم الffتزوج منهم من امffرأة إلى االثffنين أو
الثالث ffة خالل س ffفرته وتطليقهم بع ffد انته ffاء الس ffفرة ويح ffدث ه ffذا ال ffزواج بع ffد ع ffرض الص ffورة
الخاصة بالفتيات إلى الزبون واختياره الزوجة المتاعية بالشروط الffتي يضffعها من خالل الطffول
والوزن والجمال والشكل ككل فيقوم تجار البشfر بالمحادثfة مfع الزبfون وتوفfير حاجيfات الزبfون
وزواج الم ff fؤقت ب ff fدون ش ff fك يخ ff fالف فط ff fرة اإلنس ff fان ومب ff fدأ ال ff fزواج في اإلس ff fالم 1 ،حيث من
المع ffروف أن ال ffزواج ه ffو ميث ffاق غلي ffظ ق ffائم على االس ffتقرار واالس ffتمرار وغ ffير ذل ffك من م ffودة
التجffارة باألعضffاء هي تجffارة باألعضffاء البشffرية أو األنسffجة أو أجffزاء أخffرى من الجسffم عffادة
تستخدم لغرض زراعة األعضاء وهنffاك حffوالي 90000شffخص ينتظffرون الحصffول على عضffو جديffد
في الواليات المتحfدة وغيرهfا من الfدول الfتي تسfتغل األعضfاء البشfرية وتشfجع من هfذه الجfرائم القائمfة
على المسffاس الجسffدي لإلنسffان وفي العقffد األخffير انصffب اهتمffام المجتمffع الffدولي على ضffرورة التغلب
2
على الصعاب والتحديات التي فرضتها هذه الجريمة.
11
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
ومما الشك أن تجريم االتجfار باألعضffاء البشfرية مfاهو إال إنتfاج الحفfاظ على الحfق اإلنسfاني في
سfالمة بدنfه الfذي تضfمنه المعfايير الدوليfة والتشfريعات الجزائيfة مثfل فfانون العقوبfات الfتي يعتfبر قانونfا
عامffا أمffام بffاقي القffوانين ذات العالقffة والتجffارة باألعضffاء هي عمليffة نffزع أعضffاء الشffخص بعffد موتffه
1
يقصد االتجار بأعضائه.
التشغيل القسري هو عملية إرغام إرادة الشخص على العمل تحت التهديد بالحرمان أو االتجار
أو التع ffنيف وأحيان ffا تص ffل إلى القت ffل يش ffمل العم ffل القس ffري جمي ffع أش ffكال العبودي ffة واألنظم ffة
التابعة لها (مثل عبودية الديون والقنانfة والعمfل دون أجfر ومعسfكرات العمfل كمfا اسfتغل تجfار
البشfffر في التشfffغيل لألشfffخاص قسfffريا ولق ffد عرفتfffه منظم ffة العم ffل باس ffتخدام مصfffطلح العمfffل
القسff fري والff fذي عرفتff fه على أنff fه كff fل عمff fل أو خدمff fة غff fير إراديff fة مفروضff fة تحت تهديff fد أو
2
بالمعاقبة).
العبودية :وهو النموذج األكثر شهرة بالنسبة للعمل القسري والfتي يfون فيهfا العمfال تحت ملكيfة
قانونية طوال حياتهم أي تحت األشخاص الذين قffاموا باسffتعمالهم كعبيffد من تجffار البشffرية حيث
كff fانت العبوديff fة شff fائعة في العديff fد من المجتمعff fات القديمff fة وكff fذلك في العديff fد من المجتمعff fات
- 1راميا محمد شاعر ،االتجار بالبشر ،قراءة قانونية اجتماعية ،الطبعة ،1منشورات الحلبي الحقوقي ،2012 ،ص.25
-2بي بي سي نيوز 27مايو 2002مؤرشف من األصل 23 ،2019أطلع بتاريخ.20/03/2013 :
12
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
اإلفريقيffة واألمريكيffتين حيث كffان االسffتعباد هffو المصffير الوحيffد لهffذه الشffعوب الffذين تعرضffوا
العمل في السجن :المعتقfل أو العمffل في السffجن هffو شffكل آخffر من أشffكال العمffل القسffري غالبffا
مffا يطبffق العمffل القسffري على المffدنيين دون أي تعffاطف بسffبب الوصffمة االجتماعيffة المرتبطffة
بffالمجرمين ،فffرض العمffل في السffجن على األشffخاص الين وقعffوا ضffحية للتحامffل أو المffدنيين
بارتك ffاب ج ffرائم الس ffرقة أو غيره ffا بس ffبب افتق ffارهم إلى أي وس ffيلة أخ ffرى لتحدي ffد الح ffد األدنى
للمعيشة.
الزواج القسري :الزواج القسري هو تffزويج أحffد الطffرفين أو كلهمffا بffدون إرادتffه الحffرة وتنص
اإلتفاقية التكميلية إلبطال الرق وتجارة الرقيق واألعراف والممارسات الشبيهة بالرق.
الوعffد بffتزويج امffرأة أو تزويجهffا فعال ،دون أن تملffك حffق الffرفض ،ولقffاء بffدل مffالي أو عيffني
يfدفع ألبويهfا أو للوصfي عليهfا أو ألسfرتها أو أي شfخص آخfر وأيfة مجموعfة أشfخاص أخfرى،
منح الزوج أو أسرته أو قبيلته حق التنازل عن زوجته لشخص آخر لقاء ثمن او عوض آخر.
إمكان جعل المرأة لدى وفاة زوجها ،إرثا ينتقfل إلى الشfخص اآلخfر ،وتعfد كfل هfذه الصfور من
الهجرة الغير شرعية أو الهجرة السfرية هي ظfاهرة عالميfة بشfرية وهي الهجfرة من بلfد إلى آخfر
بش ffكل يخ ffرق الق ffوانين المراعي ffة في البل ffد المقص ffود ،بحث يتم دخ ffول البالد ب ffدون تأش ffيرة دخ ffول يض ffع
العدي ffد من المه ffاجرين مص ffائرهم في أي ffدي "مه ffربي البش ffر" فق ffد يق ffوم ه ffذا الن ffوع من التج ffار إلى اقتي ffاد
13
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
األشff fخاص الراغff fبين في تغيff fير البلff fد وذلff fك طمعff fا في لقمff fة العيش أو تحسff fين المعيشff fة ،حيث يواجff fه
األشخاص عواقب غير مضمونة فال أحfد يعلم أين قfد ينتهي بهم المطfاف ،فبعض المهfربين يfدعون نفfاذ
البffنزين ويطلبffون المزيffد من األمffوال مهffددين بffترك المسffافرين في عffرض الصffحراء ،ويواجffه النسffاء
واألطفfال بالfذات مخfاطر التعfرض للعنfف واالعتfداء الجنسfي ،كمfا انfه يتضfح في نهايfة األمfر أن بعض
ه ffؤالء المه ffربين يت ffاجرون بالنس ffاء ويس ffتخدمنهم في ممارس ffة ال ffدعارة وال ffرق األبيض وعلى ذل ffك فه ffذا
عيب على ج ffبين اإلنس ffانية ومأس ffاة من مآس ffيها ويزي ffد في ه ffذه المأس ffاة ظه ffور ممارس ffات إجرامي ffة ض ffد
األطفffال ،تمثلت في خطفهم وبيعهم وإ جبffارهم على الffدعارة ومffاهو اخطffر من ذلffك ،حيث شffاعت فكffرة
التهريب أو اللجوء أو الهجرة وذلك بهدف تجارة في اإلنسان واألعضاء البشرية هffذه األخffيرة الffتي تffدر
أرباحا تقدر بأكثر من 30مليار دوالر سنويا وتعد ثاني أكثر تجfارة غfير شfرعية مربحfة في العfالم بعfد
1
االتجار بالمخدرات.
ال تختلف جريمة االتجfار عن غيرهfا من الجfرائم الfذي يجب عليهfا أن تتfوافر فيهfا أركfان محfددة
حتى تعطي لهذا السلوك وصف على أنها جريمة ويتم تقرير عقوبة لها تكون متوافقة مع جسامة الفعffل،
وبمff fا أن الجريمff fة المتعff fارف عليهff fا تقff fوم على 3جff fوانب الجff fانب المff fادي الff fذي يمثff fل الفعff fل الصff fادر
والجfانب المعنfوي ينصffرف إلى مfا يfدور في نفس الجfاني والجfانب الشfرعي هfو مfا يطبfق القfانون على
2
ما يرتكبه المجرم من أفعال منافية للقانون ،وفي هذا السياق نذكر األركان على مايلي:
- 1مقالة :الهجرة المغاربية إلى أوروبا من الهجرة الشرعية المقننة إلى الهجرة الشرعية ،مرزوق ريمة ،ص.81-38
-2شffوكت أحمffد جلffول ،جرميffة اإلتجffار بالبشffر في القffانون اللبنffاني ،رسffالة ماجسffتير في القffانون العffام ،كليffة الحقffوق
والعلوم السياسية ،جامعة بيروت ،لبنان ،2016 ،ص.11
14
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
الفرع األول :الركن المادي
وهو السلوك أو النشاط الذي يأتي به الجاني يعرض به شخص آخر ألضرار أو خطر ولمصffلحة
يحميهffا القffانون إذا فهffو المظهffر الخffارجي لإلرادة اإلجراميffة الffتي تقffترن بأنffه ال جريمffة بغffير ماديffات
1
معينة وال سلطات القانون للقانون الجنائي على ما يجول في ضمائر الناس من نوايا وأفكار إجرامية.
وال يختلف األمر بالنسبة للركن المادي لجريمة االتجار بالبشر حيث أن قانون التشffريعات يتطلب
فيه ثالث عناصر أساسية وهي السffلوك اإلجffرامي ،النتيجffة اإلجراميffة ،وعالقffة السffببية بينهمffا ،وتختلffف
ويتحق ffق ال ffركن الم ffادي لجريم ffة االتج ffار بالبش ffر بتحق ffق الس ffلوك اإلج ffرامي بص ffورتيه اإليجابي ffة
والسلبية مfتى تحقfق النشfاط العضfوي الfذي يأتيfه الجfاني ،محfدقا على إثfره ضfررا للغfير أو معتfديا على
إن السff fلوك اإلجff fرامي يتمثff fل في السff fلوك أو النشff fاط الصff fادر عن الجff fاني بسff fبب تحقيقff fه لغايff fة
إجرامي ffة ،كم ffا يع ffني حرك ffة عض ffلية أو حرك ffات ت ffدفعها إلى الع ffالم الخ ffارجي إلح ffداث تغي ffير ش ffيء في
أوضاعه السابقة ،وسواء تعلق األمر بالسلوك اإليجابي أو السلوك السلبي ،فإن هذا السfلوك يصffبح محfل
اعتبار بالقانون عندما يكتب قيمة السببية من قدرتfه على إحfداث النتيجfة الممنوعfة أي كfانت عاقبتهfا إمfا
إيجابية أو سلبية.
15
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
وبعد اإلطالع على المادة التشريعية المختصة ببيان السلوك اإلجرامي لجريمة االتجار بالبشر في
القffوانين الجنائيffة المقاربffة ،ومن الواضffح العديffد من الصffور الffتي يقffوم عليهffا السffلوك اإلجffرامي للffركن
المffادي لهffذه الجريمffة 1والffتي يتم من خاللهffا صffياغة مفهffوم القffانون لمصffطلح االتجffار بالبشffر ،والداللffة
على مffدى تffأثير المشffرعين الوطنffيين بأحكffام االتفاقيffات الدوليffة وخاصffة بروتوكffول منffع وقمffع ومعاقبffة
االتجffار باألشffخاص وخاصffة النسffاء واألطفffال المكمffل التفاقيffة األمم المتحffدة لمكافحffة الجريمffة المنظمffة
والس ffلوك اإلج ffرامي المك ffون لل ffركن الم ffادي في التش ffريعات المقارن ffة له ffا ع ffدة ص ffور فق ffد ج ffرم
المشffرع األمffريكي بعض األفعffال الffذي اعتبرهffا صffور السffلوك اإلجffرامي وهي التجنيffد ،النقfل ،اإليffواء،
االسffتالم ،أو الحصffول على الشffخص ،أمffا المشffرع المصffري فقffد قffام بالتوسffع في الموضffوع من خالل
بيان تلك الصورة الجرمية للسلوك المحظور ،والتي شملت مختلف التعامالت مfع الشfخص الطfبيعي بمfا
في ذلffك العffرض للffبيع ،الffبيع ،الوعffد ،التسffليم ،النقffل ،اإليffواء ،االسffتقبال في داخffل الدولffة المصffرية أو
وفيما يخص المشرع الجزائري فقد حدد بدوره في النصوص القانونيfة الصffور القانونيfة والسfلوك
اإلجرامي لجريمة االتجار باألشخاص على نحو ما أشارت إليه المادة 303مكرر من قانون العقوبffات،
حيث أنه يشكل وسع من سلوكا إجراميا محقق للركن المادي لجريمة االتجار بالبشر.
2
فإن التشريعات الدول يتفق بعضها فيما يتعلق باألفعال المكونة للسلوك اإلجرامي.
16
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
يقffوم تجنيffد األشffخاص باالعتمffاد على مجموعffة من الخطffوات الffتي يتم عبرهffا بارتكffاب إقنffاع
الضff fحية على القيff fان باألفعff fال الجريمff fة ومن الطff fبيعي أن موافقff fة الشff fخص على القيff fام بهff fذه
األفع ffال ال تتم بم ffوجب عق ffد مس ffجل ،وبالت ffالي ف ffإن موافق ffة الض ffحية غ ffير مهم ffة وال تمن ffع من
العقffاب على النحffو الffذي ستوضffحه حيث نصffت بعض التشffريعات المقارنffة على فعffل التجنيffد
وتعتبر كصورة من صور االتجار بالبشر كما هو الحال بالنسبة للفصffل 77من البffاب 18بنffد
1590من ق ffانون حماي ffة ض ffحايا االتج ffار بالبش ffر والعن ffف األم ffريكي لس ffنة ،2000كم ffا نص
المشffرع الجزائffري في قffانون العقوبffات في المffادة 303مكffرر 4السffابقة على أن التجنيffد من
صور االتجار باألشخاص فنجد القانون المصري قد أقر بقانون خffاص باالتجffار بالبشffر إال أنffه
لم يندرج التجنيد بوصفه صورة من صور االتجار بالبشر على أنها عملية تطوعيfة لألشfخاص
داخل الحدود الوطنية أو خارجها ،إذ يستوي أن يكون الوسيلة المعتمffد في ذلffك قسffرية أو غffير
القسffرية وذلffك من خالل إقffراض الشffخص لقffرض وتخصffيص الجffزء األكffبر من هffذا القffرض
إلى أهل الضحية مfع الوعfد بوظيفfة يمكن أن تfدر بالمfال في المسfتقبل لعائلتfه لتسfديد القfروض
الخاص بهم واإلدخار والتوفffير أو بfدء مشfروع خfاص بfه عنfد العfودة للfوطن ،في جين ال يجfد
الضحية بمجرد وصوله إلى بلد المقصfد العمfل الfذي وعfد بfه أو تلتحfق الضfحية بعمfل ال يكفي
1
لتسديد قرضها.
حيث يعتffبر نقffل األشffخاص من الصffور المقffررة لتffوافر الffركن المffادي لجريمffة االتجffار بالبشffر
واستنادا إلى الغرض المقصfود في تعريfف جfرائم االتجfار بالبشfر وفقfا لقfانون مكافحfة االتجfار
بالبشر ،ومصطلح النقل يعني بمقتضاه مكffان وجffود الضffحية وهffو ذلffك التعبffير الواسffع للمفهffوم
17
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
يشمل جميfع حfاالت النقfل سfواء تعلfق األمfر بموافقfة الضfحية أثنfاء عمليfة النقfل أو حالfة انتقfال
الضحية بمفرده ،وبما أن المستوى الدولي هfو األكfثر تfداوال لحfاالت االتجfار بالبشfر ،ويسfتوي
في هffذه الجريمffة أن يكffون النقffل داخffل حffدود الدولffة أو خارجهffا ليتحقffق االسffتغالل فيهffا ،ومن
ال ffواجب أن يت ffوفر الجريم ffة ب ffدخول المح ffني علي ffه أو اإلقام ffة بص ffورة قانوني ffة من خالل حم ffل
وث ffائق س ffفر س ffليمة وبوس ffائل نق ffل معت ffادة ،أو ب ffدخول المج ffني علي ffه أو اإلقام ffة بطريق ffة غ ffير
1
مشروعة من خالل وثائق سفر مزورة ،ووسائل معتمدة.
النقــل المكــاني :يقصffد بffه تحريffك الضffحية من مكffان إلى مكffان معين ويتم ذلffك داخffل أو حffول
الحدود الوطنية ،ففقي الحالة األولى قد يقوم الجfاني بنقfل الضffحايا من محافظfة إلى أخfرى حfتى
يكffون على مقربffة من المكffان المخصffص للبغffاء فيهffا أو على عكس ذلffك إذا تم اكتشffاف أمffرهم
في ذلك.
النقــل المهــني :هffو نقffل الضffحية بواسffطة الجffاني سffواء أكffان الشffخص طبيعيffا أو اعتباريffا من
2
مهنة مشروعة إلى مهنة غير مشروعة.
إيواء األشخاص :اإليffواء أي توفffير المكffان الffذي سffيقيم فيffه الضffحية ويكffون مكffان آمن سffواء .3
كان داخfل نفس الدولfة أو في الدولfة المقصffد وتوفffير بعض مقومfات الحيfاة تمهيfدا السfتغاللهم،
ولقffد جffرمت التشffريعات الجنائيffة مثffل هffذه األفعffال مثffل فعffل اإليffواء على عكس مffاهو الحffال
بالنسبة للمشffرع الجزائffري في المffادة 303مكffرر من قffانون العقوبffات ،واعتffبرت فعffل اإليffواء
أحد صور االتجار بالبشر على النحو الوارد بالمادة الثالثة من البروتوكول الخffاص بمنffع وقمffع
18
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
ويقffوم اإليffواء كمffا سffبق ذكffره على تffدبير مكffان آخffر من قبffل التجffار والوسffطاء التffابعين لهم
إلقامة ضحايا االتجار في بلد المقصfد في أثنfاء فfترى إقfامتهم وتوفfير كافfة المواجهfات لغfرض
استغاللهم في تلك الفترة ومع توفير فرص عمل مشffروعة للضffحايا في ظffاهرهم بينمffا تتضffمن
في باطنهffا اسffتغالل هffذه األشffخاص بطريقffة غffير مشffروعة تتم من خاللهffا انتهffاء من األعمffال
المكلفين بهffا ،إال أن النشffاط اإلجffرامي يتخffذ صffورة توفffير السffكن للضffحية دون أي من صffور
1
السلوك اإلجرامي األخرى.
استقبال األشخاص :ويقصffد بهffا اسffتالم األشffخاص الffذين تم تffرحيلهم أو نقلهم داخffل الدولffة أو .4
خارجها حيث يقوم التجfار أو الوسfطاء التfابعين للمافيfا بمقابلfة ضfحايا االتجfار والتعfرف عليهم
2
بالبلد المضيف.
وجب في النتيجff fة اإلجراميff fة ضff fرورة وجff fود مجموعff fة من الوسff fائل الff fتي تجعff fل من الجريمff fة
المرتكبfة ،ويختلfف الفعfل في الجريمfة وخاصffة جريمfة االتجfار بالبشfر عن الوسfيلة كغيرهfا من الجfرائم
كما أن الوسيلة قffد تختلfف من جريمfة إلى أخfرى بحسfب أداة الجريمfة فقfد تكfون هfذه الوسfيلة إمfا
3
مادية أو معنوية ويتم تقسيم مثل هذه الوسائل حسب أثرها النفسي وُأثرها المادي.
19
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
وعلي ffه يجب تحدي ffد النص ffوص التش ffريعية الجنائي ffة المقارن ffة وتع ffدد ه ffذه الوس ffائل تحت مس ffميات
مختلفة ،وتتميز بالوعود الخادعة والماكرة من اجل اإليقاع بالضحية واستغاللها في أعمال االتجار الffتي
وبالت ffالي ف ffإن وس ffائل تحقي ffق النتيج ffة اإلجرامي ffة المحقق ffة لوج ffود جريم ffة االتج ffار بالبش ffر تح ffددها
1
التشريعات الجنائية المقارنة ضمن تعريفها للجريمة وهي تعتبر عنصرا أساسيا ال تقوم الجريمة دونه.
تعتبر استعمال القfوة هي صffورة من صffور اإلكfراه المfادي يعfبر التهديfد باسfتعمال قffوة اإلكfراه
على حمffل الغffير على مffاال يرض ffاه وتعffني قانونيffا وجffود ق ffوة شffأنها أن تمحffوا أداة الفاعffل أو
تقيمهffا إلى درجffة كبffيرة ال يسffتطيع مقاوماتهffا وتختلffف أنffواع التهديffد إلى تهديffد جسffدي أو إلى
2
تهديده بأخذ أفراد عائلته أو األطفال فيقوم بتصرف وفق ما يطلب منه وما يفرض عليه.
يعتبر االختطاف من األساليب التي يتم اللجوء إليها في ممارسة بعض األنffواع من الجffرائم من
اجffل ابffتزاز أهffل الضffحية المختطffف للحصffول على مبffالغ ماليffة أو اللجffوء إلى االنتقffام ،وهffذا
النوع من األساليب ال يحدث ضfررا على األشfخاص المعنfيين المعرضfين لالختطfاف فقfط ،بfل
يتع ffدى ذل ffك اس ffتقرار المجتم ffع واالختط ffاف يق ffوم على أخ ffذ األش ffياء أو األش ffخاص بالس ffيطرة
20
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
والتس ff fلط واالس ff fتيالء واالس ff fتغالل غ ff fير المش ff fروع والتحكم في الش ff fيء أو الش ff fخص أو مح ff fل
1
االختطاف والتصرف فيه كما ترغب في ذلك الجهة التي تولت عملية االختطاف.
وفي إطار جريمة االتجار بالبشر يعني االختطاف قيfام الجfاني بنقfل الشfخص المجfني عليfه من
المكffان الموجffود فيffه إلى مكffان آخffر ،سffواء كffان النقffل داخffل الدولffة أو عffبر حffدودها الوطنيffة
بقص ffد إخفائ ffه عن مك ffان معيش ffته األص ffلي ،ويتحق ffق االختط ffاف ب ffأي وس ffيلة ك ffانت ظ ffاهرة أو
مخيفة ويكfون لتحقيfق أغfراض معينfة كاختطfاف األطفfال واسfتغاللهم ألغfراض جنسfية بمfا في
إعطــاء أو تلقي مبــالغ ماليــة أو مزايــا لنيــل موافقــة شــخص لــه ســلطة أو واليــة على شــخص .3
آخر
ويعتمد على وسيلة اإلغراء وإ عطfاء مبfالغ ومزايfا بمقابfل السfيطرة على شfخص آخfر من اجfل
الحصffول على موافقتffه من اجffل اسffتغالل الشffخص الffذي هffو تحت سffيطرته ،ويقffوم الشffخص
المتلقي المب ffالغ المالي ffة والمزاي ffا األخ ffرى ب ffدون وس ffيط ،ويت ffبين في ه ffذه الحال ffة أن النص على
تلقي مزايffا للحصffول على موافقffة شffخص تحت سffلطته جffاء مطلقffا بحيث يقصffد بمزايffا كffل مffا
هو مادي كمنحه قطع أرض أو سيارة أو أي منفعة مادية أخرى ،كما تتضمن المزايffا المعنويffة
2
كالوعد بإعطائه وظيفة مثال.
-1آمن ffة وزاني ،جريم ffة اختط ffاف األطف ffال في التش ffريع الجزائ ffري واالتفاقي ffات الدولي ffة ،أطروح ffة دكت ffوراه في الق ffانون
الجنائي ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،2019 ،ص.14
-2محمد علي العريان ،المرجع السابق ،ص.78
21
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
ال يمكن اكتمال الجريمة بركن مادي فقط بل يجب توافر ركن ثاني وهffو الffركن المعنffوي وتوافffق
الركن المادي والمعنوي يقfوم عليهfا الجريمfة الكاملfة وذلfك من خالل تfوافر إرادة الجfاني المتجهfة للقيfام
بالسلوك اإلجرامي البحث فالبد من تfوافر رابfط نفسfي بين الفعfل وماديfات الجريمfة وهfو مfا يطلfق على
الركن المعنوي ،ومن أجل ذلك اتجهت أغلب التشريعات الجنائية المقارنة إلى تطلب وجfود رابfط نفسfية
لدى اإلنسان تدفعه للقيام بهذا الفعل الذي يترتب عليه وجود العقاب.
وال ffركن المعنوي ffة في جريم ffة االتج ffار بالبش ffر بفع ffل تجني ffد أو نق ffل أو إي ffواء أو اس ffتقبال الش ffخص
الطffبيعي ،ويفffترض انعكاسffا لكffل أجffراء الفعffل في نفسffية الجffاني ،لffذلك يتطلب القffانون الffركن المعنffوي
أمffا خطffورة الفعffل في جريمffة اإلتجffار بالبشffر تتffأتى انصffراف إرادة الجffاني إلى غايffة معينffة لكي
1
تتحقق المسؤولية عن الجريمة.
يعرف على أنه العلم بالجريمة مع اتجاه إرادة الجاني إلى تحقيقها أو قولهfا ،معfنى ذلfك ان القصfد
الجنائي يقوم على وجود فكرة مرسخة في ذهن الجاني بالقيام بالسلوك اإلجffرامي مffع إدراكffه على ذلffك
التصرف غير مشروع ويهدف ذلfك إلى لالعتfداء على شfخص معين ويكfون محيطfا بكfل العناصffر الfتي
22
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
وتكffون جريمffة االتجffار بالبشffر مقصffودة إذا كffانت النتيجffة هي غffرض الجffاني ،بمعffنى أن يكffون
الفاع ffل ين ffوي االعت ffداء وحرم ffان المج ffني علي ffه من حريت ffه البدني ffة أو كرامت ffه اإلنس ffانية ،والقص ffد يك ffون
عاما.
وأهمي ffة ال ffركن المعن ffوي في وج ffود الجريم ffة تكمن في كون ffه أنه ffا ال وج ffود الجريم ffة بغ ffيره ألن ffه
وسfيلة في سfد المشfرع يتمكن على إثرهfا من تحديfد المسfؤول عن الجريمfة ،فضfال عن ذلfك فfإن الfركن
المعنfوي هfو الfذي يحfدد نطfاق المسfؤولية حfتى تكfون العقوبfة على الشfخص الfذي تكfون لfه صfلة نفسfية
بماديات الجريمة ،وبمfا أن جfرائم االتجfار بالبشfر من الجfرائم العمديfة ،فإنfه يفfترض تfوافر القfد الجنfائي
1
لدى الجاني.
العلم .1
العلم وه ffو ال ffركن يس ffبق تحق ffق اإلرادة ،ويعم ffل على إدراك األم ffور على نح ffو ص ffحيح مط ffابق
للواق ffع ،أن ي ffدرك الج ffاني بجمي ffع الج ffوانب ال ffتي يجب ارتكابه ffا في الجريم ffة ه ffو اإلنس ffان وأن
الس ffلوك الص ffادر عن ffه مج ffرم ومع ffاقب علي ffه في االتفاقي ffات الدولي ffة والق ffوانين الوطني ffة لل ffدول،
ويك ffون عالم ffا ب ffأن إيق ffاع بالض ffحية من خالل نقل ffه أو إي ffواء أو اس ffتقباله يف ffرض اس ffتغالله في
2
أعمال منافية لإلنسانية.
إذ يتعين علم الجاني بنتيجة فعل التجنيfد أو النقfل أو اإليfواء أو االسffتقبال أو أي فعfل من أفعfال
التصffر بالبشffر ،كمffا تعين أن ينصffرف علمffه إلى النتيجffة الffتي يمثffل فيهffا االعتffداء على الحffق
23
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
فالعلة في تجfريم االتجfار بالبشfر هي حمايfة كرامfة اإلنسfان ولكي تقfوم جريمfة االتجfار بالبشfر
يتعين على الجاني بالعلم بهذا الحق الذي يثبت لإلنسان الحي فقط ،وعلى هffذا البffد لقيffام القصffد
في هذه الجريمة أن يعلم الجاني على أنه يعتدي على شخص يحميffه القffانون من هffذه الجريمffة.
1
فقffد يكffون وقffوع غلffط ينفي وجffود القصffد الجنffائي لهffذه الجريمffة النتفffاء عنصffر العلم ،وعلى
الffرغم من هffذا الغلffط ال ينفي القصffد الجنffائي في جميffع حاالتffه ويffؤدي إلى اسffتبعاد المسffؤولية
العمديffة للجffاني ،وبالتffالي ال يحffول دون تffوافر القصffد الجنffائي بالنسffبة لهffذه الواقعffة ،فffإذا كffان
الغل ffط واقع ffة تع ffد ظرف ffا مش ffددا يغ ffير من وص ffف للجريم ffة انتفى القص ffد الجن ffائي بالنس ffبة له ffذه
2
الواقعة ألنها مجرد ظرف مشدد ،كمن يبيع طفل لم يتم الثامنة عشر.
فإذا لم يقع الغلط على عنصر أساسي من عناصffر االتجffار بالبشffر ،كffان عنصffرا جوهريffا ألثffر
الغلffط في نفسffي القصffد في جريمffة االتجffار ،كالشffخص الffذي يقffوم بنقffل أحffد األشffخاص أو أن
يجنده حاسبا انه أجنبي ،ومثل هذا لم يقع في غلfط جfوهري ألن عملfه قffد غفfل عن واقعfة غfير
أساسff fية في بنff fاء الجريمff fة ومن ثم ال يff fؤثر ذلff fك الغلff fط على الواقعff fة من أنهff fا تجff fارة بشff fرية
3
فالجاني من انتفى العلم لدية بحقيقة الواقعة باعتبار يفترض علما بها يخالف الحقيقة.
اإلرادة .2
تعتfبر اإلرادة العنصffر الثfاني الfذي يتطلب وجودهfا لقيfام القصffد الحنfائي العfام وهي عبfارة عن
قوة أو نشاط نفسي يوجه أعضاء الجسم كلها أو بعضها للمسfاس بحfق محفfوظ ويلfزم أن تحيfط
24
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
بعناصffر الffركن المffادي للجريمffة ،فffاإلرادة يجب أن تتجffه إلى األفعffال الماديffة المكونffة للجريمffة
1
المتمثلة في نقل أو تنقيل أو إيواء أو استقبال أو تجنيد الضحية.
وفي جريمffة االتجffار بالبشffر المكونffة للفعffل المffادي تكffون بإتيffان سffلوك إجffرامي حffر ،فffإذا كffان
الجاني فاقد لإلرادة الحرة كان هنffاك عfارض من العffوارض كسffن والجنffون أو وجffود إكffراه أو
واإلرادة هي عالق ffة وثيق ffة ب ffالغرض ال ffذي يس ffعى الج ffاني إلى تحقيق ffه من ج ffراء ارتك ffاب لفع ffل
االتجار بالبشر.
تمتاز جرائم االتجار بالبشر من غيرها من الجرائم بتوافر عنصر االستغالل للشخص أو التسffهيل
السffتغالل الغffير ،فffإذا تم نقffل األشffخاص بصffفة غffير مشffروعة بمقابffل مffادي ونقلهم لffدى شffخص آخffر
يختل ffف القص ffد الج ffرمي المتمث ffل بقص جن ffائي لالس ffتغالل وي ffؤدب إلى انتف ffاء توص ffيف الج ffرم كفع ffل من
2
يعني انه ال يكفي لتوافر القصد الجنائي الخاص أن تتحقق النتيجة.
يعتبر االستغالل الجنسي من الصور التي تدعم وجود القصffد الجنffائي الخffاص لألفعffال المكونffة
للجريم ff fة ،حيث لم يع ff fرف ال ff fبروتوكول من ff fع وقم ff fع ومعاقب ff fة االتج ff fار باألش ff fخاص مص ff fطلح
- 1دهام أكرم عمر ،دراسة مقارنة ،جريمة االتجار بالبشر ،دار القانونية ،القاهرة ،2011 ،ص.118
-2شوكت أحمد جلول ،المرجع السابق ،ص.32
25
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
الس ff fتغالل دع ff fارة الغ ff fير من اج ff fل ال ff fدول وإ تاح ff fة المج ff fال له ff fا من أج ff fل التص ff fديق على ه ff fذا
1
البروتوكول ،فقد تناول البرتوكول مع موضوع استغالل الدعارة في االتجار فقط.
االتجار بالبشر المعروف عليه أنه التجارة بالبشر وخاصة جسديا عن طريق امتالكه مثل نظام
العبيff fد التقليff fدي وقff fد عff fبرت التشff fريعات عن صff fورة السff fتغالل الجسff fدي بصff fياغة صff fريحة
وواضحة نحو اعتبارها الغاية التي يسعى إليها الجاني من خالل ارتكابffه للفعffل المffادي المكffون
لبعض الجرائم االتجاه بالبشر ،ويتم استغالل الجسدي كالعمل القسري الffذي يقfوم على عمffل أو
خدمة تغتصب من أي شخص تحت التهديد بأي عقوبة ،ويتم استغاللهم في العمالfة القسfرية في
الزراعة أو التعدين أو الصيد أو الدعارة شأنها شأن السخرة وشكال من أشكال العمل القسffري،
كم ffا حرص ffت التش ffريعات الجنائي ffة الخاص ffة بمكافح ffة االتج ffار بالبش ffر حيث أدرجت مص ffطلح
السffخرة حالffة من حffاالت االس ffتغالل الجسffدي وشffكل من أشffكال االتجffار بالبشffر حيث يسffتغل
2
الضحية بمجرد امتالكه من طرف الجاني السترقاق وتفترق عن العمل الجبري أو القسري.
اإلستغالل الطبي :يعتffبر االسffتغالل الطffبي صffورة من صffور المشffكلة للقصffد الجنffائي الخffاص .3
بجرائم االتجار بالبشر ،من خالل اسffتغالل األعضffاء البشffرية ،بffالرغم أن الffبروتوكول المتعلffق
بمنfffع وتجfffريم وقمfffع االتجfffار باألشfffخاص وبخاصfffة النس ffاء واألطف ffال ،المكم ffل التفاقيfffة األمم
المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطن الصادرة من األمم المتحدة لسنة ،2000لم يكن
هناك تعريف خاص بالقسم العfام للجريمfة ولم يقتصfر فقfط التعريfف بهfذه الجريمfة على القصfد
3
العام حيث ينطبق على هذه الجريمة أيضا الوصف القانوني الخاص لجرائم االتجار بالبشر.
-1عبد القادر التيخلي ،المرجع السابق ،ص.25
-2محمد علي العريان ،المرجع السابق ،ص.82
-3طالب خيرة ،المرجع السابق ،ص.333
26
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
وقffد اختلفت التشffريعات الجنائيffة الخاصffة في التعبffير عن هffذا النffوع من االسffتغالل ،إذ يطلffق
علي ffه في بعض التش ffريعات ب ffنزع األعض ffاء ،وهن ffاك م ffا يطل ffق علي ffه استئص ffال األعض ffاء أو
أما المشرع الجزائري فقfد أطلfق عليfه تعبfير نقfل أو زراعfة األعضffاء البشfرية ،عالجfه قffانون
حمايffة الصffحة وترقيتهffا رقم ،85إذا نص المffادة 162من قffانون الصffحة على أنffه" :ال يجffوز
انffتزاع األنسffجة أو األعضffاء من أشffخاص أحيffاء إال إذا لم تعffرض هffذه العمليffة حيffاة المتffبرع
إلى الخط ffر ويش ffترط الموفق ffة بحض ffور ش ffاهدين ويتم إي ffداعها ل ffدى م ffدير المؤسس ffة والط ffبيب
ورئيس المصffلحة) ،أمffا عن زرع ونقffل األعضffاء البشffرية من األمffوات فإنffه ال يجffوز انffتزاع
األنسجة واألعضاء للوفاة من قبيل الجنة الطبية وحسب المقfاييس الffتي يحffددها الffوزير المكلffف
1
بالصحة العمومية.
ال تختلff fف جريمff fة االتجff fار باألشff fخاص عن غيرهff fا من الجff fرائم األخff fرى في األركff fان الff fواجب
توفره ffا والمتمثل ffة في ركن ش ffرعي وركن م ffادي وركن معن ffوي ،إن ال ffركن الش ffرعي للجريم ffة من أهم
األركffان األساسffية إذ ال وجffود لهffا إال بوجffود هffذا الffركن 2حيث تتحقffق الجريمffة بسffلوك المجffرم ،فيتخffذ
صffورة ماديffة محffددة والffتي تختلffف بffاختالف نشffاطات اإلنسffان وهffو مffا يجعffل المشffرع يتffدخل ويحffدد
مجموعة األفعال الخطرة ،والتي تضfر سfالمة أفfراد المجتمfع فfالركن الشfرعي يتمثfل في الfركن العقfابي
الذي يحدد العقاب المناسب لكل جريمة حيث يستمد هذا الركن مصدره من نصffوص قffانون العقوبffات إذ
27
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
ال جريمة وال عقوبة إال بنص قانوني ،ولقد جرم المشرع الجزائري المتاجرة باألشخاص بموجب حكffام
المffؤرخ في 18صffفر عffام 1386الموافffق لي 8يوليffو لسffنة 1966والمتضffمن قffانون العقوبffات للقسffم
الخffامس مكffرر تحت عنffوان االتجffار باألشffخاص من المffواد 303مكffرر 4إلى 303مكffرر 5كمffا أن
1
محل الجريمة هو اإلنسان اآلدمي الحي على قيد الحياة ومن ثم يخرج عن نطاق التجريم والجنين.
إن المواثيffق الدوليffة تلعب دورا كبffيرا في مكافحffة االتجffار بالبشffر ،ومن أجffل اإلحاطffة بffالجوانب
القانونية الخاصة بمسألة مكافحة االتجار باألشخاص في هذه االتفاقيfات والمواثيfق اإلقليميfة ،فنتنfاول في
هffذا المبحث عن كffل مffا يffدور حffول مكافحffة االتجffار بالبشffر وأهم مffا جffاء في المواثيffق الffتي تحffدثت في
ه ffذا الموضfffوع من خالل اتفاقي ffة المجلس األوروبي وال ffدور اإلف ffريقي في حماي ffة الطف ffل من مث ffل ه ffذه
الجffرائم الماسffة بهffذه الفئffة خاصffة والمواثيffق اإلقليميffة األخffرى الffتي لهffا الصffلة والffتي تنffاولت موضffوع
2
االتجار بالبشر.
-1محمد شنة ،قواعد التجfريم والعقfاب في جريمfة االتجfار باألشfخاص ،مجلfة االجتهfاد القضfائي ،العfدد ،5جامعfة عبfاس
لغرور ،خنشلة ،الجزائر ،2021 ،ص.710
-2طffالب خffيرة ،جffرائم االتجffار باألشffخاص واألعضffاء البشffرية في التشffريع الجزائffري واالتفاقيffات الدوليffة ،أطروحffة
دكتوراه في القانون ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة أبي بكر بلقايد ،تلمسان ،2018 ،ص.27
28
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
لق ffد تض ffمنت ه ffذه االتفاقي ffة لمجموع ffة من الت ffدابير واآللي ffات المحكم ffة لمواجه ffة ظ ffاهرة وجريم ffة
االتجار بالبشر والخاصة باألطفال ،وكيفية تحقيق الغرض من مثل هfذه التطبيقfات ومfا أهم مfا جfاء فيهfا
ه ffدفت اتفاقي ffة المجلس األوروبي إلى من ffع ومكافح ffة جريم ffة االتج ffار بالبش ffر وحماي ffة الحق ffوق
المحافظ ffة للمج ffني علي ffه فض ffال عن وض ffع إط ffار مخص ffص لحماي ffة ه ffذه الض ffحايا بم ffا يض ffمن
المس ffاواة بين الجنس ffين وض ffمان إج ffراءات لتحقي ffق والمحاكم ffة ،كم ffا ته ffدف أيض ffا إلى تعزي ffز
التعاون الدولي من اجل مكافحة االتجار بالبشر وتطبق األحكام التي نصت عليهfا هfذه االتفاقيfة
على كافffة جffرائم االتجffار بالبشffر على المسffتوى المحلي أو العالميffة بصffورة فرديffة أو منظمffة
وتطبق بنود و مواد االتفاقية وبشكل خاص ومعfايير وإ جfراءات وتعزيfز حمايfة حقfوق اإلنسfان
على جميع األطراف دون التمييز على حسب الجنس واللون والدين واللغة والعرق.
وعن المواسffاة ،فقffد يالحffظ وجffود اختالف بين موقffف بروتوكffول منffع وقمffع ومعاقبffة االتجffار
باألش ffخاص وبخاص ffة النس ffاء واألطف ffال ومواق ffف اتفاقي ffة المجلس األوروبي للمكافح ffة جريم ffة
االتجار بالبشر بحيث اعتمد مجلس أوروبا باتفاقية مجلس أوروبا بالمكافحة االتجار بالبشffر في
عام 2005وتناولت المادة 39العالقة بين هذه االتفاقية والبرتوكول إذ تنص على أن االتفاقية
ال ت ffؤثر بحق ffوق ال ffدول والتزاماته ffا بم ffوجب بروتوك ffول ولكن ته ffدف إلى تعزي ffز الحماي ffة ال ffتي
29
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
وجب على كffل دولffة إن تتخffذ معffايير وإ جffراءات لتعزيffز التعffاون بين أجهزتهffا األمنيffة لحمايffة
األشخاص التي تكون المسؤولة عن منع ومكافحة جريمة االتجار بالبشر ويجب على كffل دولffة
مهتمffة بهffذه الجريمffة وض ffع سياسffتها وبرامجهffا الفعالffة لمكافحffة هffذه الجريمffة بوسffائل عديffدة
منهffا :البحffوث ،حمالت التوعيffة ،التعليم ،التffدابير االجتماعيffة واالقتصffادية والffبرامج التربويffة،
ووجب على ال ffدول مكافح ffة الهج ffرة و اإلقام ffة على أرض ffها أم ffرا قانوني ffا بالتنس ffيق م ffع مك ffاتب
الهجرة والسفر.
وبالنس ffبة للت ffدابير الحدودي ffة يجب على ال ffدول ألط ffراف ض ffبط الح ffدود بالق ffدر ال ffذي يك ffون في ffه
قانون ffا وض ffروريا بمن ffع االتج ffار بالبش ffر وكش ffف التج ffار وذل ffك ب ffدون الخ ffروج عن االلتزام ffات
الدولية فيما يتعلق بحرية التنقfل األشfخاص كمfا يجب على الfدول اتخfاذ تfدابير تشfريعية رادعfة
لمثffل هffذه الجffرائم الffتي تمنffع اسffتعمال وسffائل النقffل الffذي يعتمffد عليهffا تجffار البشffر الرتكffاب
ج ff fرائم االتج ff fار بالبش ff fر حيث وجب على دول اتخ ff fاذ ق ff fانون داخلي لمن ff fع دخ ff fول األش ff fخاص
المتورطين في هذه الجريمة وارتكاب جرائم االتجار بالبشر أو إلغاء تأشيرات سفرهم.
وبخص ffوص أمن الوث ffائق ومراقبته ffا يتعين على ك ffل دول ffة أن تتخ ffذ م ffا ق ffد يل ffزم من ت ffدابير في
أن تكffون وثffائق السffفر أو الهويffة الffتي تصffدرها ذات نوعيffة يصffعب معهffا إسffاءة اسffتعمال ا.
يجب حمايffة وتffأمين وثffائق السffفر أو الهويffة والحمايffة من أي إصffدار أو اسffتعمال بصffورة ب.
غير مشروعة.
وبناء على هذا يجب على الدول التعاون فيما بينهم في التحقق من الوثائق ووثائق السفر
30
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
الفرع الثاني :الميثاق اإلفريقي لحقوق ورفاهية الطفل لسنة 1990
لم تقم إفريقيff fا بff fأي اتفاقيff fة أو ميثff fاق خff fاص بجريمff fة االتجff fار بالبشff fر بخالف المواثيff fق الدوليff fة
واإلقليميffة مثffل ميثffاق المجلس األوروبي ،إال أن الميثffاق اإلفffريقي لحقffوق ورفاهيffة الطفffل 1لعffام 1990
تضfمنت عfدد من التfدابير الfتي تحمي الطفfل وتكfافح االتجfار باألطفfال وخاصfة كfثرة اسfتغالل األطفfال
السود ولقfد حfاربت مثfل هfذه المواثيfق نوعيfات وأسfاليب راميfة إلى االتجfار بالبشfر بحجfة ذريعfة التبfني
واالسffتغالل االقتصffادي وإ شffراكهم في النزاعffات المسffلحة واسffتغاللهم الجنسffي والبغffاء والffدعارة وبيعهم
من خالل مواجهة إفريقيا لمثل هذه الحاالت من التبfني الfذي يكfون قصfد االسfتغالل فقfد حfاربت
هذا النظام التبني ،حيث يجب أن نضمن أن التبني يكون موافقا مع القffوانين واإلجffراءات واجبffة
التطبيق ،وأن يكون التبني مسموح بوضع الطفfل الffذي يهم الوالffدين واألقffارب واألوصffياء ،وأن
يكff fون األشff fخاص المعff fنيون قff fد أبff fدو مff fواقفهم على التبff fني كff fذلك على الff fدول الصff fديقة ودول
األطراف أن تقfوم بfاالعتراف بfالتبني لتكfل الfدول الfتي صfدقت أو انضfمت إلى االتفاقيfة الدوليfة
بشأن حقوق الطفل ،ويعتبر هذا الميثاق كنوع ووسيلة وصورة من صور حماية الطفل.
إن دول الع ff f fالم ال ff f fتي ص ff f fادقت على ك ff f fل م ff f fا يخص جريم ff f fة االتج ff f fار بالبش ff f fر من مواثي ff f fق
وبروتوك ffوالت ووث ffائق ال ffتي تحمي حق ffوق اإلنس ffان وخاص ffة األطف ffال منه ffا ونس ffاء فهي تتعه ffد
31
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
بحمايfffة األطف ffال من كfffل أشfffكال االسfffتغالل واالعتfffداءات الجنس ffية أو أي اس ffتخدام للfffدعارة أو
1
البغاء أو الممارسات الجنسية األخرى أو أي نشاط أو عروض إباحية.
وع ffالج الميث ffاق مس ffألة ال ffبيع واالتج ffار واختط ffاف البش ffر واألطف ffال خاص ffة إذ يجب على ال ffدول
مكافحffة مثffل هffذه األفعffال الماسffة بكرامffة اإلنسffان وحمايffة األطفffال من أي غffرض كffان من قبffل
أي شffخص بمffا في ذلffك اآلبffاء أو األوليffاء القffانونيين للطفffل وكffذلك منffع اسffتخدام األطفffال في
كافffة أشffكال التسffول 2كمffا جffاء في المffادة 29من الميثffاق المffذكور" :تتخffذ الffدول أطffراف هffذا
اختطfاف أو بيfع أو اإلتجfار في األطفfال ألي غfرض ،أو أي شfكل من قبfل أي شfخص ا.
إن الميثffاق العffربي لحقffوق اإلنسffان جffاء مكمال للمواثيffق الدوليffة واإلقليميffة بحيث أن العffرب قffد
واكب ffوا ه ffذه المواثي ffق الرادع ffة لمش ffكلة عالمي ffة مث ffل جريم ffة االتج ffار بالبش ffر فلق ffد ج ffاء في ه ffذا
الميثffاق قffوانين رادعffة لمثffل هffذه األفعffال بمffوجب هffذا الميثffاق جffاء في المffادة " 10يحظffر الffرق
واالتجfار بfاألفراد في جميfع صfورهما ،وال يجfوز بfأي حfال من األحfوال االسfترقاق واالسfتعباد
32
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
وتحظر السfخرة واالتجfار بfاألفراد من أجfل الfدعارة أو االسfتغالل الجنسfي أو اسfتغالل الfدعارة
1
الغير أو أي شكل آخر واستغالل األطفال في النزاعات المسلحة".
حيث يالح ffظ أن ميث ffاق الميث ffاق الع ffربي لحق ffوق اإلنس ffان لم يح ffدد اآللي ffات الض ffرورية للتص ffدي
لجريمة اإلتجار بالبشر ومنها على سبيل المثال ،آليات التعاون الffدولي وضffبط الحffدود الشffرعية
وص ffالحية وث ffائق الس ffفر وإ قام ffة دورات تدريبي ffة لمنتس ffبي الجه ffات المختص ffة لمكافح ffة االتج ffار
بالبشر.
إن الميثffاق العffربي لحقffوق اإلنسffان شffبيه بffإعالن لحقffوق اإلنسffان للffدول العربيffة لبصffورة عامffة
فهو ال يبرر كاتفاقية خاصة وال برتوكول خاص بحقوق اإلنسان ،حيث أن اإلعالنات ليس لهffا
ق ffوة وطني ffة مقرون ffة ب ffالجزاء على من يخ ffالف أحكامه ffا ،ال يكفي ه ffذا الميث ffاق لمكافح ffة جريم ffة
االتجffار بالبشffر حيث سffعى مجلس وزراء الداخليffة والعffدل العffربي إلى صffناعة قffانون نمffوذجي
عffربي لمكافحffة االتجffار بالبشffر كقffانون استرشffادي يمكن للffدول العربيffة االسffتفادة منffه إلى حين
تشffريع قffانون خffاص لمكافحffة هffذه الجريمffة ومن المقffرر االنتهffاء من تشffريع هffذا القffانون حffتى
2
مطلع سنة ( )2007لكن هذا القانون لم يرى النور لحد هذه الساعة.
وثيقة أبو ظبي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي .2
لقد جاء هذا النظام من اجل ردع ومنع استغالل وإ ساءة البشر بأي شكل من األشكال االسffتغالل
كالدعارة والبغي والسخرة واالعتداءات الجنسية والعمل أو الخدمة قسرا كما جاء في المادة 17
من وثيقة أبو ظبي مايلي" :تنشfأ لجنfة وطنيfة لمكافحfة االتجfار بالبشfر تضfم ممثلين عن الجهfات
- 1اعتمد من قبل القمة العربة السادسة عشر التي استضافتها تونس في 23ماي .2004
-2محمد شنة ،قواعد التجfريم والعقfاب في جريمfة االتجfار باألشfخاص ،مجلfة االجتهfاد القضfائي ،العfدد ،5جامعfة عبfاس
لغرور ،خنشلة ،الجزائر ،2021 ،ص.710
33
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
المعني ffة يح ffدد ق ffرار تش ffكيلها مس ffتوى تمثي ffل وإ ج ffراءات عمله ffا واختصاص ffها لوض ffع سياس ffات
إعداد البحوث والمعلومات والحمالت اإلعالميfة والمبfادالت االجتماعيfة واالقتصffادية لمنfع ج.
التنس ff fيق م ff fع أجه ff fزة الدول ff fة فيم ff fا يتعل ff fق بالمعلوم ff fات واإلحص ff fائيات المتعلق ff fة باالتج ff fار د.
باألشخاص.
لقff fد دعى هff fذا المff fؤتمر إلى اتخff fاذ إجff fراءات األزمff fة من أجff fل حمايff fة ضff fحايا االتجff fار بالبشff fر
وتحقيق سالمة الضحايا وخاصة الفئات الضعيفة التي تغلب عليها قوة التجfار وهfذا الfبروتوكول
المكمffل التفاقيffة األمم المتحffدة لمكافحffة الجريمffة المنظمffة عffبر الffوطن ،ولقffد دعى هffذا المffؤتمر
إلى إعالنffه عن تبنيffه وتنفيffذ أطffر نظffام وطنيffة لمعاقبffة التجffار وضffمان حمايffة ضffحايا االتجffار،
ولقد وضعت البلدان اإلقليمية أطر تعاون مشffترك بين البلffدان إلنهffاء االتجffار بالبشffر داخffل البلffد
أو عبر حدودها اإلقليمية ولقfد دعى هffذى المffؤتمر القطffاع الخffاص بالمؤسسffات لضffمان مكافحffة
االتج ffار بالبش ffر في القط ffاعين الع ffام والخ ffاص وط ffالب الجمعي ffات العام ffة الص ffناعية والمجتم ffع
الم ffدني على دعم ه ffذا النش ffاط اله ffادف إلى التخلص من ه ffذه الجريم ffة ومكافحته ffا بش ffتى الس ffبل
34
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
والطرق وتشfجيع اإلعالم وتبfادل المعلومfات حfول مfا تحfرزه الfدول المشfتركة من تقfدم في هfذا
في تش ffرين األول لس ffنة 2004تم المص ffادفة على م ffذكرة التف ffاهم في منطق ffة نه ffر الميكون ffغ في
إطffار مبffادرة وزاريffة خاصffة بالمنطقffة لمكافحffة االتجffار باألشffخاص فلقffد كffان فيffه ممثلffون من
العدي ffد من ال ffدول اآلس ffيوية مث ffل :الص ffين ،ت ffايلن ،الفيتن ffام ،كمبودي ffا ،مينم ffار وجمهوري ffة الوس
الديمقراطي ffة الش ffعبية إلى توقي ffه الوثيق ffة وإ ج ffراءات العم ffل المش ffتركة بين ه ffذه ال ffدول لمكافح ffة
جريمة االتجار بالبشر وهي أول مبffادرة من نوعهffا في المنطقfة اآلسffيوية عfام 2004والسياسffة
العامة والتعffاون الffدولي بين الffدول على المسffتويين الوطffني والffدولي فيمffا يخص العمffل القfانوني
والعدالة الجنائية وقانون حماية الضحايا وإ عادة إدماجهم وتنفيذ تدابير وقائية عليهم.
لقffد الffتزمت الffدول بهffذه المffذكرة باتجffاه إجffراءات عمليffة من خالل اإلسffراع في اعتمffاد وإ نفffاذ
تشffريعات مناسffبة بشffأن مكافحffة االتجffار باألشffخاص ،ممffا يffتيح اإلمكانيffة للمffوظفين وتffدريبهم
وخاصfة المسfؤولين من اجfل تحديfد هويfة األشfخاص المتfاجر بهم وحمfايتهم من أي أضffرار في
إطff fار نظff fام العادلff fة الجنff fائي وتعزيff fز التعff fاون القff fانوني بين الff fدول وتوفff fير الميزانيff fة الالزمff fة
للتصدي لالتجار بالبشر وذلك ضمن السلطات الوطنية المكلفة بإنفاذ القانون إلى جانب الحرص
1
والتشجيع على إبرام اتفاقيات ثنائية أو متعددة فيما بين الدول المشاركة في المذكرة.
- 1محمد مذكرة التفاهم في منطقة نهر الميكونغ دون اإلقليمية في الموقع اإللكتروني
http://www.humamtrafficiking.orglocollaboration/ergional/eap
35
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
إن عمليff fات بff fالي عمff fدت على تطff fوير فعاليff fة في المشff fاركة في المعلومff fات االسff fتخباراتية بين
الدول المشاركة وتحيين التعاون فيها ،إن أجهزة إنفاذ القانون لمكافحة وتصدي لشبكات االتجffار
باألشخاص ،كما تهدف كfذلك هfذه الfدول إلى التعfاون المشfترك بشfأن نظfام المراقبfة واستصffدار
تأشffيرات لمنffع حركffات التنقffل الغffير القffانوني ،كمffا أن هffذه المباحثffات تهffدف إلى تعزيffز فعاليffة
اإلعfادة كfأداة الfردع تهfريب األشffخاص واالتجfار بهم ،فضffال عن زيfادة التعfاون في التحقfق من
جنسfية المهfاجرين والمزيfة الغfير قانونيfة وضfحايا االتجfار بالبشfر مfع الfترويج لسfن التشfريعات
الوطني ffة بش ffأن تج ffريم ته ffريب االتج ffار بالبش ffر لتوف ffير الحماي ffة القانوني ffة للض ffحايا وحم ffايتهم من
تحار األشخاص وخاصfة الفئfة الضfعيفة لألطفfال والنسfاء ،حيث يجب على الfدول المشfاركة في
التصffدي لهffذه الجريمffة والتصffدي لهffا ومحاولffة معرفffة أسffباب الهجffرة الغffير شffرعية وانتزاعهffا
1
باعتماد عدة وسائل زيادة الفرص المتاحة للهجرة القانونية بين الدول.
لق ffد أص ffرت المب ffاحث على الترك ffيز في وض ffع برن ffامج عم ffل محكم من اج ffل الرقاب ffة والتع ffاون
اإلقليمي على إنفffاذ القffانون ،بمffا في ذلffك الرقابffة على الحffدود ،والرقابffة على المسffتوى اإلقليمي
لضباط إنفاذ القfانون مfع ضffحايا االتجfار باألشffخاص مfع نشfر الfوعي العfام بشfأن تهfريب البشfر
2
واالتجار بهم.
-1مباحثات بالي هي مبادرة إقليمية لدفع مسار التعfاون العملي في منطقfة آسfيا والمحيfط الهfادي ،وكfانت عمليfة التبfاحث
قد بوشرت بها في سنة 2003بعقfد مfؤتمر أول الfذي حضfره ممثلfون من 38دولfة ضfمن المحيfط الهfادي وشfاركت في
المؤتمر أيضا 15دولة بصفة مراقب من خارج المنطقة.
- 2عملية مباحثات بالي بشأن االتجار باألشخاص وتهريبهم ،متاح على الموقع اإللكتروني اآلتي:
Http://www.w.baliprocess.net
36
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
وكم ffا ب ffرمجت العم ffل أيض ffا على مكافح ffة الس ffياحة الجنس ffية الخاص ffة باألطف ffال ب ffدافع ممارس ffة
الجنس إلى جffانب تبffادل المسffاعدة وتسffليم المجffرمين ،مffع التركffيز على تطffوير السياسffة العامffة
1
والتشريعات بخصوص جواز السفر المفقود أو المسروق.
تعتffبر جريمffة االتجffار بالبشffر من اخطffر الجffرائم لصffلتها الوثيقffة بالجريمffة المنظمffة وأنهffا شffكل
وص ffورة جدي ffدة ومعاص ffرة لل ffرق ل ffذلك ك ffرس المجتم ffع ال ffدولي واإلقليمي ك ffل مجهودات ffه للتص ffدي له ffذه
الجريمfة الشfنعاء وكfان موقffف المشfرع الجزائfري في إطfار مكافحتfه لالتجfار بالبشfر اتسfم باهتمامfه من
خالل إبffراز للجffانب القffانوني لهffا في قffانون العقوبffات الجزائريffة لسffنة 2009وفي ظffل القffانون الجديffد
للوقايffة من االتجffار بالبشffر ومكافحتffه الffذي نسffق في 16/05/2023وأصffدر القffانون 04-23في 07
مffاي 2023والffذي جffاء بصffدد محاربffة جريمffة االتجffار بالبشffر وإ بffراز أهميffة المجتمffع المffدني لمحاربffة
هffذه الجريمffة بحيث تطffرق هffذا القffانون إلى مجموعffة من المffواد الffتي صffادق عليffه رئيس الجمهوريffة،
وهذا لحماية الضfحايا من األطفfال والنسfاء ورجfع التجfار والوقايfة منهم من خالل تfدابير وقائيfة وقواعfد
37
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
1
أوال :تدخل الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية.
لقffد قffامت الدولffة الجزائريffة بوضffع إسffتراتيجية وطنيffة خاصffة لمكافحffة مثffل هffذه الجffرائم ،ولقffد
أدمجت الدولffة الجزائريffة مصffالحها من خالل الجماعffات المحليffة وذلffك بالتنسffيق مffع األجهffزة الوقائيffة،
وجff fاء ذلff fك في نص المff fادة 5من قff fانون 04-23الff fذي نص على" :تتff fولى الدولff fة وضff fع إسff fتراتيجية
وطنيffة للوقايffة من االتجffار بالبشffر وتسffهر على تنفيffذها وتسffخير اإلمكانيffات البشffرية والماديffة الالزمffة
لذلك.
تتffولى الجماعffات المحليffة بالتنسffيق مffع مختلffف األجهffزة المكلفffة بالوقايffة من الجريمffة ومكافحتهffا
وضff fع مخططfffات عمfffل محليfffة لتنفيfffذ اإلسfffتراتيجية الوطنيfffة للوقاي ffة من االتج ffار بالبش ffر وتسfffهر على
تنفيذها".
لقد شجعت الدولة المجتمfع المfدني للمشfاركة معfه في إعfداد وتنفيfذ اإلسfتراتيجية الوطنيfة لمكافحfة
جريمة االتجار بالبشر وذلك من خالل نص المادة 29والذي نص على "تشجع الدولffة من خالل مختلffف
مؤسسffاتها مشffاركة المجتمffع المffدني على مسffتويين الوطffني والمحلي في الوقايffة من االتجffار السffيما عن
طريق:
التحسيس بأهمية إعالم السلطات المختصة بالوقائع التي يحتمل أن تشكل االتجار بالبشر.
38
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
المشffاركة في إعffداد بffرامج تعليميffة وتربويffة وتحسيسffية حffول مخffاطر االتجffار بالبشffر بالتعffاون
مع المؤسسات واألكاديمية وفي إجراء البحوث والدراسات في مجال االتجار بالبشر.
تمكين وسائل اإلعالم والجمهور من الحصول على المعلومات حول االتجار بالبشر مffع مراعffاة
سffرية التحقيقffات وحمايffة المعطيffات ذات الطffابع الشffخص والحيffاة الخاصffة وكرامffة األشffخاص
اقتراح كل التدابير التي من شأنها دعم نشاط المجتمع المدني في مجال مساعدة ضffحايا االتجffار
بالبشر.
أخذت اللجنة الوطني على عاتقها إعداد مخطط مشروع اإلعداد وإ سffتراتيجية وطنيffة وخطffة عمffل
بالتنسيق مع أجهزة الدولة وذلك لمكافحة جريمة االتجار بالبشر عبر التراب الوطني وذلك حسب المffادة
111من قانون الوقاية من جريمة االتجار بالبشر ومكافحته 23/04حيث نصت المادة على:
39
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
"إعداد مشروع إستراتيجية وطنية وخطة العمffل في مجffال الوقايffة من االتجffار بالبشffر وعرضffها
على الحكومة والسهر على تنفيذها بالتنسيق مع جميع الفاعلين في هذا المجال.
التشاور والتعاون وتبادل المعلومات وتنسيق العمل بين مختلف األجهزة والمصfالح المتدخلfة في
اعتماد آليات اليقظة واإلنذار والكشف المبكر عن جريمة االتجار بالبشر.
متابع ffة تق ffييم مختل ffف آلي ffات الوقاي ffة من االتج ffار بالبش ffر واق ffتراح اإلج ffراءات الالزم ffة لتحس ffين
فعاليتها.
مس ffاهمة في إع ffداد تق ffارير وطني ffة ودولي ffة عن الت ffدابير ال ffتي اتخ ffذتها الدول ffة لمكافح ffة االتج ffار
دراسff fة التقff fارير الدوليff fة واإلقليميff fة والمحليff fة المتعلقff fة باالتجff fار بالبشff fر ،واتخff fاذ اإلجff fراءات
التنسيق مع السلطات المختصة والهيئات المعنية لتأمين الحماية والدعم لضحايا االتجfار بالبشfر،
بمffا في ذلffك إعffداد بffرامج الرعايffة والتأهيffل لمسffاعدة الضffحايا على إعffادة اإلدمffاج االجتمffاعي
لها.
إعداد برامج ونشfاطات تحسيسfية بمخfاطر االتجfار بالبشfر على المجتمfع ودعم التكfوين وترقيتfه
اقffتراح مراجعffة التشffريع ذي الصffلة قصffد مطابقتffه مffع اآلليffات الدوليffة المصffادف عليهffا وإ بffداء
40
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
لقfد حث التشffريع الجزائffري على أهميffة اتخffاذ اإلجffراءات الجزائيffة المنصffوص عليهffا في القfانون
وذلffك خffارج اإلقليم الوطffني حسffب المffادة 26من قffانون 04-23المffؤرخ في 9مffاي لسffنة 2023فقffد
أقر هذا القانون على" :إضافة إلى قواعد االختصاص المنصوص عليها في قانون اإلجراءات الجزائية".
تختص الجه ff fات القض ff fائية الجزائري ff fة ب ff fالنظر إلى الج ff fرائم المنص ff fوص عليه ff fا في ه ff fذا الق ff fانون
والمرتكبffة خffارج اإلقليم الوطffني إذا كffانت الضffحية جزائريffا أو أجنبيffا مقيمffا بffالجزائر أو كffان مffرتكب
الجريمة جزائريا.
إن الجهة القضائية المختصة هل تلك التي تقع بدائرة اختصاصffها مكfان إقامfة الشfخص المتضfرر
1
أو موطنه المختار بالجزائر".
تقوم النيابة العامة بمباشرة دعوة عمومية تلقائية فتقوم بتحريكها حسب الجffرائم المنصffوص عليهffا
2
في هذا القانون حسب المادة .27
إن اتخ ffاذ جمي ffع المراح ffل لجم ffع األدل ffة والتحقي ffق أو المحاكم ffة يك ffون م ffع توف ffير حماي ffة للض ffحايا
والشهود والمبلغين وذلfك حسfب المfادة 29الfتي تحمي فيهfا الضffحايا من أي اعتfداءات خارجيfة وبصffفة
خاصة حماية األطفال والنساء ،وجاء في نص هذه المادة في الفقرة الثانيffة" :يجب ن تضffمن اإلجffراءات
3
القضائية حماية الضحايا خاصة النساء واألطفال والفئات المستضعفة من التعرض لإليذاء مرة أخرى"
41
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
أوال :الظروف المرتبطة بالجاني
يعاقب على االتجار بالبشر في نص المادة 41بالسحب المؤقت من ( )10سنوات إلى ( )20سffنة
وبغرامة مالية من 1.000.000دج إلى 2.000.000دج ،وإ ذا ارتبت الجريمة مع توافر ظffرف على
إذا كان الفاعل زوجا للضحية أو احد األصول أو فروعها أو وليها أو من حواشيها أو كffانت لffه
سلطة عليها.
إذا ك ffانت الض ffحية طف ffل أو من ع ffديمي األهلي ffة أو من ذوي االحتياج ffات الخاص ffة أو حال ffة في
استضعاف.
إذا كان الفاعل موظفا عموميا سهلت له وظيفته ارتكاب الجريمة.
إذا ارتكبت الجريم ffة ض ffد أي ش ffخص أو مجموع ffة من األش ffخاص بس ffبب انتم ffائهم العرض ffي أو
األثني.
إذا ارتكبت الجريمة خالل أزمة ضحية أو كارثة طبيعية أو بيولوجية أو تكنولوجية.
إذا قام الفاعل بحجز السفر أو وثيقة هوية الضحية أو قام بإتالفها أو تزويرها.
42
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
وتكون عقوبة السجن المؤقت من 20إلى 30سنة وبغرامffة 10.000.000إلى 20.000.000
إذا ارتكبت الجريمffة من طffرف جماعffة إجراميffة منظمffة او كffانت ذات طffابع عffابر للحffدود الوطنيffة أو
1
بمناسبة نزاع السالح.
وذلffك حسffب المffادة " :42يعffاقب على االتجffار بالبشffر بالسffجن المؤبffد إذا تعرضffت الضffحية إلى
2
تعذيب أو عنف جنسي أو نتج عن الجريمة عاهة مستدامة أو إذا أدى الفعل إلى وفاة الضحية"
حسب المادة " :43يعاقب بالحبس من ( )05سنوات إلى ( )10سنوات وبغرامة ماليffة 500.000
كfل من ينشfئ أو يfدير أو يشfرف على موقffع إلكfتروني أو حسfاب إلكfتروني أو برنfامج معلومfاتي
3
بقصد ارتكاب جريمة االتجار بالبشر أو الترويج لها أو القيام بأعمال دعائية من اجل ذلك.
4
رابعا :االستفادة من ضحايا االتجار بالبشر حسب المادة 45
يعff fاقب بff fالحبس من سff fنة ( )1إلى ( )5سff fنوات وغرامff fة من 100.000دج إلى 500.000دج
كل من يستفيد من خدمة أو منفعfة أو عمfل تقدمfه الضfحية من ضfحايا جريمfة االتجfار بالبشfر وهfو يعلم
ذلك.
-المادة 41من القانون 04-23قانون الوقاية من االتجار بالبشر ومكافحته. 1
43
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
وتك ff f f f fون عقوب ff f f f fة الحبس من ( )5س ff f f f fنوات إلى ( )12س ff f f f fنة وغرام ff f f f fة من 500.000دج إلى
حسب المادة " :461دون اإلخالل بالعقوبات األشد في التشريع الساري المنصوص عليها".
يعff fاقب بff fالحبس من 100.000دج إلى 500.000دج كff fل شff fخص يفشff fي أي معلومff fة حصff fل
عليها أثناء أداء وظائفه من شأنها الكشف عن هويfة ضfحية اإلتجfار بالبشfر أو أحfد الشfهود او الضfحية
وتك ffون العقوب ffة الحبس من س ffنتين إلى ( )7س ffنوات وغرام ffة من 200.000دج إلى 700.000
دج إذا أدت الجريمffة إلى الكشffف عن هويffة ضffحية االتجffار بالبشffر أو الشffهود أو المبلغين دون اإلخالل
حسب المادة 49من قffانون 04-23نصffت على" :دون اإلخالل بالعقوبffات األشffد يعffاقب بffالحبس
من 3س ffنوات إلى 10س ffنوات وبغرام ffة من 300.000دج إلى 1.000.000دج ك ffل من انخ ffرط أو
شffارك بffأي صffفة كffانت داخffل إقليم الجمهوريffة أو خارجffة في جماعffة إجراميffة منظمffة أو اتفffاق بهffدف
44
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
يعffاقب بffالحبس من 10سffنوات إلى 15سffنة وبغرامffة 1.000.000دج إلى 1.500.000كffل
1
من إنشاء أو ترئس كيانات المنصوص عليها في الفقرة األولى من هذه المادة.
حسffب المffادة 58من قffانون 04-23يسffتفيد من األعfذار المعفيffة من العقوبffات المنصffوص عليهffا
في قانون العقوبات كل من ارتكب أو شارك في الجريمة أو أكثر من الجرائم المنصوص عليها في هffذا
القانون وقام قبل وصلها إلى علم السلطات العمومية بإبالغ السلطات اإلدارية أو القضائية عنهffا ويسffاعد
2
على إنقاذ الضحية أو كشف هوية مرتكبيها أو القبض عليهم.
ولقffد نص المffادة 59من نفس القffانون على التخفيض من عقوبffة مرتكffبي جffرائم االتجffار بالبشffر
"تخصff fص العقوبff fات المقff fررة إلى النصff fف بالنسff fبة لكff fل شff fخص ارتكب وشff fارك في إحff fدى الجff fرائم
المنص ffوص عليه ffا في ه ffذا الق ffانون ،وس ffاعد بع ffد مباش ffرة اإلج ffراءات المتابع ffة في القبض على ش ffخص
3
وأكثر من األشخاص الضالعين في ارتكابها أو كشف هوية من ساهم في ارتكابها".
ثانيا :المصادرة
تعتffبر المصffادرة إحffدى العقوبffات التكميليffة الffتي تقffع على الشffخص ولقffد حffدد المشffرع الجزائffري
موضffوعها في المffادة 57من القffانون الجديffد 4-23صffادر في 9مffاي 2023حيث نصffت على "تffأمر
45
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
الجه ffة القض ffائية المختص ffة في حال ffة اإلدان ffة بإح ffدى للجنح المنص ffوص عليه ffا ،في ه ffذا الق ffانون وجوب ffا
بمصادرة الوسائل المستعملة في ارتكابها واألمfوال المتحصffل عليهfا بfأي صffفة مfع مراعfاة حقfوق الغfير
1
بحسن النية.
العقوبة للشخص الطبيعي :يطبق حسب المادة 255من قffانون 04-23على الشffخص الطffبيعي ا.
المحك ff fوم علي ff fه بارتك ff fاب إح ff fدى الج ff fرائم المنص ff fوص عليه ff fا في الق ff fانون عقوب ff fة أو أك ff fثر من
عالوة على العقوبff f fات التكميليff f fة المنصff f fوص عليهff f fا في الفق ff fرة األولى من هff f fذه المff f fادة يمكن
الجه ffات القض ffائية المختص ffة وض ffع مرتك ffبي الج ffرائم المنص ffوص عليه ffا في ه ffذا الق ffانون بع ffد
اإلفراج عليهم ،تحت المراقبة الطبية أو النفسية أو المراقبة اإللكترونية لهذا ال تتجاوز سنة وفقا
العقوبــة بالنســبة للشــخص المعنــوي :حس ffب الم ffادة 633من ق ffانون ،03-24يك ffون الش ffخص ب.
المعن ffوي حس ffب الش ffروط المنص ffوص عليه ffا في ق ffانون العقوب ffات مس ffؤوال جزئي ffا عن الج ffرائم
تطبق على الشfخص المعنfوي للعقوبfة المنصffوص عليهfا في القfانون العقوبfات حسfب المfادة 18
مكffرر من قffانون العقوبffات من خالل فffرص عقوبffات ماسffة بوجffود الشffخص المعنffوي لحffل أو
46
مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني الفصل األول
واإلقليمي
استئصfال الشfخص المعنfوي وتعتfبر هfذه القfوانين تكميليfة حسfب المfادة 18من قfانون العقوبfات
فقد دمج القاضي سلطة المفاضلة بينها وبين قوانين التكميلية بالنسبة للشخص المعنوي.
47
الفصل الثاني:
اآلليات الدولية لمكافحة
جريمة االتجار بالبشر
اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر الفصل الثاني
تعتبر جريمة االتجار بالبشر من أخطر الجرائم الماسة بالكرامffة اإلنسffانية وهي من أبشffع الجffرائم
ضد اإلنسانية ،وإ يمانffا بخطورتهffا وإ دراكهffا آلثارهffا المffدمرة للمجتمعffات واألمم ،سffعت الffدول لمكافحتهffا
والحffد من خطورتهffا وذلffك من خالل تطffوير أسffاليبها وتعزيffز التعffاون الffدولي وإ رسffاء آليffات معياريffة
ومؤسسية للقضاء على االتجار بالبشر خاصffة مfع وجfود الطfابع الfدولي الfذي يجعfل ارتكابهfا يتحقfق في
أكثر من دولة.
وترجfع خطfورة هfذه الظfاهرة في تبfني جماعfات اإلجfرام المنظم لهfذه الجfرائم بغيfة تحقيfق الfثراء
الفff fاحش ،حff fتى لff fو تff fرتب على ذلff fك اإلضff fرار باألشff fخاص وإ زهff fاق أرواحهم ،وتهديff fد سff fيادة القff fانون
واستقرار المجتمعات.
وبالنسبة لهذا الفصل فقfد ارتأينfا أن يكfون دراسfة حfول مكافحfة جfرائم االتجfار بالبشfر ،وذلfك من
إن التزايffد السffريع الffذي عرفتffه جريمffة االتجffار بالبشffر وتجاوزهffا الحffدود اإلقليميffة لدولffة ،جعffل
من تظffافر الجهffود من أجffل مواجهتهffا أمffرا محتمffا تتطلبffه الجريمffة في ذاتهffا ممffا جعffل االهتمffام الffدولي
بالبحث في اإلجراءات والطرق التي تمكن من حظfر مثfل هfذه الجريمfة والممارسfات اإلنسfانية الfتي لهfا
عالقة باإلنسان وجسمه فكان ذلك بإنشاء المعاهfدات واالتفاقيffات العالميffة الffتي تنص على خطffر االتجffار
بالبشffر في القffرارات والتوجيهffات الffتي تتوصffل إليهffا هffذه االتفاقيffات ،وتجريمffه في النصffوص القانونيffة
49
اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر الفصل الثاني
الداخليfة للعمfل ،ونظfرا لمfا تتطلبfه مكافحfة هfذه الجfرائم من جهfود سfعت االتفاقيfات والمعاهfدات الدوليfة
إلى حماية حقfوق اإلنسfان والحفfاظ عليهfا وتجfريم االتجfار بالبشfر بالتعfاون المشfترك لتحقيfق ذلfك ،وهfو
1
التعبير العام الذي ورد في المبادئ العامة التي تنادي بها االتفاقيات والمنظمات الدولية.
وعلى هذا سنتطرق إلى أبرز االتفاقيات التي سعت لمواجهة هذه الجرائم.
من المسلم به أنه إن لم يكن هناك تعاون دولي ال يمكن وضع اتفاقيffات وبروتوكffوالت ألنffه شffرط
أساسffي في مكافحffة جريمffة االتجffار بالبشffر سffواء اتخffذت شffكل جريمffة عffابرة للحffدود الوطنيffة ،أو كffان
يخص دولة واحدة ،لذلك بادر المجتمع الدولي إلى اتخذا اإلجراءات الكفيلة التي تهffدف إلى مكافحffة هffذه
الجريمffة من خالل حتميffة التعffاون الffدولي في مواجهتهffا من خالل اتفاقيffات دوليffة لffدرء الخطffر المتزايffد
لهffذه الجريمffة على الصffعيد الffدولي ،ومن أهم االتفاقيffات نجffد اتفاقيffة عامffة تلffك المهتمffة بحقffوق اإلنسffان
ه ffو وثيق ffة حق ffوق دولي ffة تمث ffل اإلعالن ال ffذي تبنت ffه األمم المتح ffدة 10ديس ffمبر 1948م في قص ffر
شffايو في بffاريس ،اإلعالن يتحffدث عن رأي األمم المتحffدة عن حقffوق اإلنسffان المحميffة لffدى كffل النffاس،
وهذا اإلعالن يتألف من 30مادة ويخطط رأي الجمعية العامة لدى كل الناس ،وقffد أكffدت على الجمعيffة
-1سffمية عبffد المعيffد عبffد الكffريم عبffد اهلل ،مffذكرة لنيffل درجffة الffدكتوراه في القffانون العffام ،كليffة الدراسffات العليffا والبحث
العلمي ،جامعة سدي ،2018 ،ص.115
50
اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر الفصل الثاني
العامffة بشffأن حقffوق اإلنسffان المكفولffة لجميffع النffاس ،وقffد أكffدت على حقffوق اإلنسffان األساسffية وبكرامffة
1
الفرد.
وهffذا يتضffح جليffا من خالل ديباجتهffا "بمffا كffان االعffتراف بالكرامffة المتأصffلة في جميffع أعضffاء
األسر البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسالم في العالم".
كمffا حرصffت المffادة 04من اإلعالن على تجffريم االسffترقاق بكffل صffوره وكffذلك اإليجffار 2وعffدم
3
تعريض أي إنسان لعقوبات أو معامالت قاسية تمس بكرامة اإلنسان.
وما نراه من هذا أن اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان حرص التي تصون كرامته وتسffعى لحمايتffه
العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسfية اعتمfد وعfرض لتوقيfع والمصffادقة عليfه بمfوجب
الجمعيffة العامffة لألمم المتحffدة المffؤرخ في 16ديسffمبر 41966وتffاريخ بffدأ النفffاذ كffان في 32مffارس
-1المادة 01من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان :يولد جميع الناس أحرارا ومتساويين في الكرامة والحقوق.
-2المادة 04من اإلعالن :ال يجوز استرقاق أحد أو استعباده ،ويخطر الرق واالتجار بالرق بجميع صورها.
-3المادة 05من اإلعالن.
-4وثيقfة أهميfة المعهfد الfدولي الخfاص بfالحقوق المدنيfة والسياسfية على الموقfع hibrary.um.edu/arab/book.html
)AIRES/2200A(XXI
51
اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر الفصل الثاني
وقد تضمنت المادة السادسة الفقرة األولى من العهد انه "لكل إنسان حق طبيعي في الحيffاة ويحمي
القانون هذا الحق وال يجوز حرمان أي شخص من حياته بشكل تعسفي" ،كما نصت المffادة السffابعة أنffه:
1
"ال يجوز إخضاع أي شخص دون رضاه الحر لتجارب طبية وعلمية".
كff fذلك نص المff fادة الثامنff fة من العهff fد الff fدولي الخff fاص بff fالحقوق المدنيff fة والسياسff fية على تجff fريم
االسترقاق ،ونرى من خالل هذا أن العهد الدولي الخاص بfالحقوق المدنيfة والسياسfية أكfد على ضffرورة
تجffريم صffور االسffترقاق واالسffتغالل وغيرهffا من الصffور الffتي تعffد الصffور األساسffية لجريمffة االتجffار
2
بالبشر.
لكل فرد الحق في الحرية وفي األمان وال يجوز توقيف أحد اعتقاله تعسف. ا.
يتوجب إبالغ أي شخص يتم توقيفه بأسباب عن التوقيف لدى وقوعه. ب.
يقدم الموقوفون بتهمة جزائية إلى أحد القضاة أو يحاكم في فترة معقولة. ج.
لك ffل ش ffخص ح ffرم من حديث ffه ب ffالتوقيف واالعتق ffال (ح ffق الرج ffوع إلى المحكم ffة لكي تفص ffل في د.
قانونية اعتقاله إذا كان االعتقال غير قانوني يتم اإلفراج عنه).
3
لكل شخص اعتقل بطريقة غير قانونية لديه الحق في التعويض. ه.
ومن بين الحقffوق الffتي نصffت عليهffا العهffد الffدولي الخffاص للحقffوق المدنيffة والسياسffية ،أالحffظ أن
هناك حق أغفل اإلعالن العالمي عليه وفق تقريfر المصfير الfذي تعتfبر حfق عfالمي يجب على الfدول أن
-1المffادة :7ال يجffوز إخضffاع أحffد للتعffذيب وال المعاملffة أو العقوبffة القاسffية أو الالإنسffانية أو اإلحاطffة بffذلك ،ال يجffوز
إجراء أي تجربة طبية او علمية على أحد دون رضاه.
-2ب ffالهواري س ffمية ،تج ffريم االتج ffار باألش ffخاص في الم ffؤتمرات الدولي ffة ،االتفاقي ffات الدولي ffة والمنظم ffات الدولي ffة ،مق ffال
منشور في مجلة الفكر القانوني والسياسي ،آفلو ،العدد ،04ص.206
-3المادة 9من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية.
52
اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر الفصل الثاني
تلff fتزم بff fه ،ألنff fه يعطي الحff fق لبعض الff fدول في تحقيff fق االسff fتقالل السياسff fي والسff fعي لتحقيff fق التنميff fة
فقffد تضffمن هffذا العهffد من خالل ديباجتffه ضffرورة احffترام كرامffة اإلنسffان كمffا أكffد على ضffرورة
1
تجريم االسترقاق واالستغالل وغير من الصور التي تعد صورا لجريمة االتجار بالبشر.
الفرع الثالث :العهد الدولي الخاص بالحقوق السياسية االقتصادية واالجتماعية والثقافية
من خالل العهffد الffدولي للحقffوق االقتصffادية واالجتماعيffة والثقافيffة نجffد ان المجتمffع الffدولي تعهffد
على حماية الحقوق وتكفل بها وجعلها ضffمانة دسffتورية ،وصffدر العهffد في 16/12/1966م ،وقffد عfالج
العديffد من الحقffوق االقتصffادية والثقافيffة من أهم نصوصffه نجffد المffادة العاشffرة الffتي تقffرر اتخffاذ التffدابير
لحماي ffة ومس ffاعدة األطف ffال والم ffراهقين دون تمي ffيز وحم ffايتهم من االس ffتغالل االقتص ffادي واالجتم ffاعي،
وتجffريم اسffتخدامهم في أي عمffل من شffأنه إفسffاد أخالقهم أو اإلضffرار بصffحتهم ،وقffد فffرض حffدود دنيffا
للسن ،كما يحظر القانون استخدام الصغار قبل بلfوغهم في عمfل مfأجور ،كمfا حfاولت أن تتضfمن بعض
الضمانات في بنود االتفاقية منهfا المfادة السfابعة والثامنfة وصfوال إلى المfادة العاشfرة العناصfر الfتي البfد
وجffوب توفffير حمايffة األمهffات خالل فffترة معقولffة قبffل الوضffع وبعدهـ كمffا ينبغي منح األمهffات
53
اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر الفصل الثاني
وجffوب اتخffاذ تffدابير حمايffة ومسffاعدة خاصffة لصffالح جميffع األطفffال والمffراهقين دون أي تميffيز
بين النسب أو غيره ،وكذلك حماية األطفال والمراهقين من االستغالل االقتصffادي واالجتمffاعي.
1
تعددت االتفاقيات الدولية والبروتوكوالت بخصffوص جريمffة االتجffار بالبشffر فجميعهffا كffانت كفيلffة
لحماية حقوق اإلنسان ويرجع الفضل في ذلك لمنظمة األمم المتحدة باعتبارهffا المنظمffة الناشffطة في هffذا
وقffد رأينffا االتفاقيffات الffتي تهتم بحقffوق اإلنسffان بصffفة عامffة إال أن هنffاك اتفاقيffات معينffة بمكافحffة
الفرع األول :اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطن
تع ffد اتفاقي ffة األمم المتح ffدة لمكافح ffة الجريم ffة المنظم ffة ع ffبر ال ffوطن ال ffتي اعتم ffدت بم ffوجب ق ffرار
الجمعي ffة العام ffة لألمم المتح ffدة 25/55الم ffؤرخ في 15تش ffرين الث ffاني نوفم ffبر ،2000الص ffك ال ffدولي
الرئيسffي في مكافحffة الجريمffة المنظمffة عfبر الffوطن 2 .تضffمنت االتفاقيffة أحكffام مختلفfة بهffدف المكافحffة،
- 1مصطفى البطيخي ،محمد حسون ،جريمة اإلتجار بالبشر وآليات مكافحتها في ضوء التشريع الوطني والدولي ،شهادة
إجازة في القانون الخاص ،الكلية المتعددة التخصصات ،جامعة عبد المالك السfعدي ،المملكffة المغربيffة ،سfنة ،2018ص
.29
-2عمffر فراحتيffة ،مصffطفى بن جلffول ،جffور هيئffة األمم المتحffدة في مكافحffة الجريمffة المنظمffة العffابرة لألوطffان ،مقffال
منشور في مجلة البحوث القانونية واإلقتصادية ،األغواط ،المجلد ،2ماي ،2022ص.19
54
اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر الفصل الثاني
فقد حاولت أن تسد الفراغ القانوني الذي أصبح واضحا خاصة في ظل انتشار الجريمffة المنظمffة العffابرة
للحدود الوطنية.
ومن أهم الجffوانب القانونيffة في االتفاقيffة والffتي لهffا صffلة بمنffع االتجffار بالبشffر أوال جريمffة غسffيل
عائffدات البشffر فعلى سffبيل المثffال نصffت االتفاقيffة على الffتزام الffدول األطffراف باتخffاذ التffدابير الشffرعية
وتfدابير أخfرى لتجfريم األفعfال الfتي تعتfبر من ضffمن غسfيل عائfدات االتجfار بالبشfر ،كتحويfل العائfدات
1
ونقلها بغرض إحقاقها لتمويه على المصدر الرسمي لها.
كمfا نصfت على تعfاون دول األطfراف فيمfا بينهfا تعاونfا وثيقfا لمكافحfة الجfرائم المنصfوص عليهfا
في هذه االتفاقية وأيضا تبادل الخبرات والمعلومات حfول الوسfائل واألسfاليب الfتي يسfتخدمها الجماعfات
2
اإلجرامية كتزوير الوثائق والهويات.
وق ffد ع ffرفت الجريم ffة المنظم ffة بدالل ffة المنظم ffة اإلجرامي ffة حيث ح ffاء فيه ffا في الم ffدة 2فق ffرة -أ-
مايلي:
يقصffد بتعبffير "جماعffة إجراميffة منظمffة" جماعffة ذات هيكffل تنظيمي مؤلفffة من ثالثffة أشffخاص أو
أك ffثر ،موج ffودة لف ffترة زمني ffة وتعم ffل بص ffورة منظم ffة به ffدف ارتك ffاب أح ffد الج ffرائم المجرم ffة وفق ffا له ffذه
55
اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر الفصل الثاني
أمffا الفقffرة -ب -فقffد جffاء فيهffا :يقصffد بتعبffير "جريمffة خطffيرة" سffلوك يمثffل جرمffا يعffاقب عليffه
1
بالحرمان التام من الحرية لمدة ال تقل عن أربع سنوات أو بعقوبة أشد.
مffا يالحffظ على التعريffف أنffه ركffز على المنظمffة اإلجراميffة الffتي تمffارس النشffاطات اإلجراميffة،
بحيث أشff fار إلى عناصff fر التنظيم المتمثلff fة في االسff fتمرارية وتحقيff fق الff fربح المff fالي بارتكff fاب الجff fرائم
2
الخطيرة.
والتي أكدت على ضرورة تنسيق السياسات الجنائيffة الوطنيffة لمراجعffة آثffار الجريمffة المنظمffة من
3
قبل الدول في المادة .05
إن الغرض من هfذه االتفاقيfة تعزيfز التعfاون على منfع الجريمfة المنظمfة عfبر الوطنيfة ومكافحتهfا
4
بمزيد من الفعالية واإلجرامات القضائية.
-1أسامة غربي ،المنظمة الدولية للشfرطة الجنائيfة األنfتربول ودورهfا في مكافحfة الجريمfة المنظمfة ،جامعfة يحي فfارس
بالمدية ،الجزائر ،ص.156
-2رابح نم ffائي ،ق ffبرة س ffعاد ،دور المنظم ffات الدولي ffة في مكافح ffة الجريم ffة المنظم ffة ،مق ffال منش ffور في مجل ffة البح ffوث
القانونية واالقتصادية ،غرداية ،المجلد ،04العدد ،2021 ،02ص.132
-3صffافة خffيرة ،يقسffم اتفاقيffة األمم المتحffدة لمكافحffة الجريمffة المنظمffة عffبر الوطنيffة وبروتوكوالتهffا ،مقffال منشffور في
مجلة البحوث القانونية واالقتصادية ،تيارت ،المجلد ،02العدد ،02ماي ،2020ص.295
-4المادة 27من اإلتفاقية.
56
اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر الفصل الثاني
وضffع من الffبروتوكول اإلطffار العffام لمكافحffة هffذه الجريمffة وكيفيffة المواجهffة وسffبل التعffاون بين
المؤسسffات الوطنيffة والدوليffة حيث تم تضffمينه نهجffا دوليffا لمكافحffة الجريمffة في بلffدان المنشffأ والعبffور
والمقصد يشمل تfدابير حمايfة الضfحايا ومعاقبfة المتfاجرين ،دخfل حfير النفfاذ في ديسfمبر 2003يحتfوي
على 20مff fادة وحسff fب ديباجتff fه فقff fد جff fاء إلى الوجff fود على الff fرغم من وجff fود مجموعff fة متنوعff fة من
الص ffكوك الدولي ffة المش ffتملة على قواع ffد وت ffدابير عملي ffة لمكافح ffة اس ffتغالل األش ffخاص وبخاص ffة النس ffاء
واألطفال ،ولكن ال يوجد ....عالمي يتناول جميffع جffوانب االتجffار بffالبتر ،ويعتffبر الffبروتوكول الخffاص
بمنffع االتجffار باألشffخاص وخاصffة النسffاء واألطفffال هffو األكffثر أهميffة في هffذا المجffال ألنffه أحffاط بكffل
الج ffوانب ال ffتي يمكن أن تمن ffع وتع ffاقب مق ffترفي الجريم ffة وتحمي من اق ffترفت في حقهم ،فق ffد ج ffاء لمن ffع
ومكافحffة االتجffاه باألشffخاص ومسffاعدتهم مffع احffترام كامffل لحقffوقهم اإلنسffانية ،كمffا عffني الffبروتوكول
التجدي ffد والمقص ffود باالتج ffار بالش ffر واس ffتغالل دع ffارة الغ ffير وتجريم ffه واتخ ffاذ الت ffدابير الكفيل ffة بحماي ffة
1
الضحايا ومساعدتهم.
ويعتبر هذا البروتوكول مكمال التفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عffبر الوطنيffة الffتي
تن ffاولت مض ffمون مواده ffا جمل ffة من األحك ffام ته ffدف من خالله ffا تعزي ffز التع ffاون ال ffدولي من اج ffل من ffع
ومكافحffة الجريمffة المنظمffة عffبر الffوطن وحثت الffدول المصffادقة عليهffا 2على اعتمffاد مffا يلffزم من تffدابير
تشff fريعية وتff fدابير أخff fرى لتجff fريم بعض األفعff fال وفي المشff fاركة في جماعff fة إجراميff fة منظمff fة غسff fيل
- 1جعفر خديجة ،جرائم اإلتجار بالبشر في القانون الدولي ،المرجع السابق ،ص.95
-2صff fادقت عليهff fا الجزائff fر بتحفff fظ بمff fوجب المرسff fوم الرئاسff fي رقم 55-02مff fؤرخ في 22فff fبراير 2002يتضff fمن
المصfادقة بتحفfظ على المرسfوم الرئاسfي رقم 20التفاقيfة األمم المتحfدة لمكافحfة الجريمfة المنظمfة عfبر الfوطن المعتمfدة
من ط ffرف الجمعي ffة العام ffة لألمم المتح ffدة في 05نوفم ffبر ،2002جري ffدة رس ffمية ع ffدد 22الص ffادرة بت ffاريخ 2فيف ffري
.2002
57
اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر الفصل الثاني
باإلضافة إلى تدابير أخرى بعضها وقائي وأغلبها قمعي تتمثل في دعوة الfدول إلى اتخfاذ مfا يلfزم
إلرسffاء مسffؤولية الهيئffات االعتباريffة عن تلffك الجffرائم مffع العمffل على تقريffر عقوبffات فعالffة ومتناسffبة
ورادعff fة ،كمff fا أقff fرت اتخff fاذ الff fدول لألطff fراف التff fدابير الالزمff fة والمالئمff fة من اجff fل مالحقff fة مرتكبيهff fا
كمffا تضffمنت االتفاقيffة على األحكffام المتعلقffة ببسffط واليffة الffدول القضffائية على األفعffال المجرمffة
بموجبها وتسليم المجرمين وذلك من خالل إبرام اتفاقيات ثنائية أو متعددة األطراف ،تعزيز التعffاون مffع
أجهزة إنفاذ القانون عن طريق اتخاذ الدول التدابير المالئمة لتشffجيع األشffخاص المشffاركين في الجريمffة
على اإلدالء بمعلوم ff fات مفي ff fدة عن الج ff fرائم والمس ff fاعدة في تجدي ff fد الجماع ff fات اإلجرامي ff fة من عائ ff fدات
الجريم ffة ،وت ffدابير تع ffاون ال ffدول في مج ffال إنف ffاذ الق ffانون ،وله ffذا ت ffدابير تع ffاون ال ffدول في مج ffال إنف ffاذ
القانون ،ولهذا تدابير جمع وتبادل وتحليل المعلومات عن طبيعfة الجريمfة المنظمfة والتfدريب والمسfاعدة
1
التقنية للعاملين في األجهزة المعينة بإنفاذ القانون.
تعffد الffدعارة أحffد مظffاهر االتجffار باألشffخاص ،وهffدفا أساسffيا لهffا ،وهffذا مffا جعffل المشffرع الffدولي
يتffدخل ويffبرم اتفاقيffة في هffذا السffياق ،وفي اتفاقيffة حظffر االتجffار باألشffخاص واسffتغالل دعffارة الغffير،
والتي تم المصادقة عليها بموجب قرار الجمعية العامfة لألمم المتحfدة 317ليfوم 2ديسfمبر 1949وبfدأ
تffاريخ نفاذهffا في ،1951حيث نظمت 28مffادة إلى جffانب ديباجffة الffتي أكffدت على أن الffدعارة تتنffافي
-1جبري نجمة ،اإلتجار باألعضfاء البشfرية ،دراسfة مقارنfة ،أطروحfة دكتfوراه في القfانون العfام ،كليfة الحقfوق والعلfون
السياسية ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ،2019 ،ص.267-265
58
اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر الفصل الثاني
وقffد قffامت الffدول في هffذه االتفاقيffة الخاصffة بحظffر االتجffار باألشffخاص واسffتغالل لffدعارة الغffير
وإ ل ffزام ال ffدول األط ffراف فيه ffا ،باتخ ffاذ الت ffدابير الالزم ffة لمكافح ffة االتج ffار باألش ffخاص بص ffفة عام ffة من
الجهff fتين ألغfffراض الff fدعارة ،واتخff fاذ التff fدابير الالزمff fة لرقابff fة مكff fاتب االسff fتخدام بغيff fة تف ffادي تعff fرض
وأكffدت االتفاقيffة التكميليffة إلبطffال الffرق وتجffارة الرقيffق واألعffراض والممارسffات الشffبيهة بffالرق
،1956على ض ffرورة تكث ffف الجه ffود الوطني ffة والدولي ffة بغي ffة إبط ffال ال ffرق وتج ffارة الرقي ffق واألع ffراف
والممارسات الشبيهة بها ونصت موادها 04-03-02-01على العقاب المقرر لحاالت االتجffار بالبشffر
واتفق أطرافها على إنزال العقاب بأي شخص يقوم إرضاء ألهواء شخص آخر بغوايته شfخص آخfر أو
تض ffليله قص ffد الffدعارة أو باسffتغالل دعffارة شffخص آخffر حffتى برض ffاء هffذا الشffخص أو يملffك أو يffدير
ماخورا للدعارة أو يقوم علم بتمويلfه أو المشfاركة في تمويلfه أو يfؤجر يسfتأجر كليfا أو جزئيfا وعن علم
مني أو مكانا آخر الستغالل دعارة الغير ،وتعاقب أيضا في الحدود التي يسfمح بهfا القfانون المحلي ،أي
1
محاولة الرتكاب الجرائم المذكورة في المواد السابقة.
كما جاءت اتفاقية القضffاء على جميffع أشffكال التميffيز ضffد المffرأة لسffنة 1979لتؤكffد هي األخffرى
أن تتخffذ الffدول األطffراف التffدابير المناسffبة بمffا في ذلffك التشffريعية منهffا لمكافحffة جميffع أشffكال االتجffار
ب ffالمرأة واس ffتغاللها ،وك ffل ه ffذه الجه ffود في إط ffار مكانت ffه جريم ffة االتج ffار بالبش ffر خاص ffة الموجه ffة ض ffد
األطفال والنساء.
وأقر البروتوكول اإلضافي األول الملحق باتفاقية جنيف لسنة 1949والمتعلق بحماية المنازعffات
الدوليff fة إضff fافة إلى الff fبروتوكول الثff fاني المالحff fق باتفاقيff fة جff fنيف المتعلff fق بحمايff fة ضff fحايا المنازعff fات
- 1جعفر خديجة ،جرائم االتجار بالبشر في القانون الدولي ،مرجع سابق ،ص.96
59
اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر الفصل الثاني
المس ffلحة غ ffير الدولي ffة لس ffنة 1978وبص ffدور معاه ffدة األمم المتح ffدة لس ffنة 1979والمتعلق ffة بإلغ ffاء ك ffل
أشكال التمييز ضد النسfاء وألfزمت الfدول األطffراف على ضffرورة اتخfاذ التfدابير الالزمfة لضffمان حظfر
االتجffار بالنسffاء في الffدعارة وأكffدت أن التميffيز ضffد المffرأة يمثffل انتهffاك لمبffدأ أي المسffاواة في الحقffوق
1
واحترام كرامة اإلنسان.
كمffا تقffوم الffدول األطffراف في االتفاقيffة بتشffجيع األجهffزة التربويffة والصffحية واالجتماعيffة وغffيره
من أج ffل تف ffادي األفع ffال ال ffتي تمث ffل دع ffارة وإ ع ffادة تأهي ffل الض ffحايا إلدم ffاجهم في المجتم ffع باتخ ffاذ كاف ffة
2
التدابير الالزمة لمكافحة جريمة االتجار بالبشر.
نص ffت اتفاقيffة حقffوق الطفffل لسffنة 1989على حffق الطفffل في الحمايffة من االسffتغالل ،وتعffترف
االتفاقيffة أن لكffل طفffل حقffوق أساسffية تتضffمن الحffق في الحيffاة الحffق في الحصffول على إسffم وجنسffية،
والحق في تلقي الرعايfة من والديfه والحفfاظ على صffلته معهمfا حfتى لfو كانfا منفصffلين ،وتلخص حقوقffه
المدنية والسياسية والثقافية واالقتصادية ،ويعرف الطفل بأنه كل شخص تحت عمر الثامنة عشffر لم يكن
ويتعين حمايت ffه من كاف ffة أش ffكال العن ffف ،الض ffرر أو اإلس ffاءة البدني ffة والعقلي ffة ،أل ffزمت االتفاقي ffة،
ال ffدول المص ffادقة عليه ffا بض ffرورة اتخ ffاذ الت ffدابير الالزم ffة ال ffتي تكف ffل حماي ffة األطف ffال ،وتعه ffدت ال ffدول
-1ه ffاني الس ffبكي ،عملي ffات االتج ffار بالبش ffر ،دراس ffة في ض ffوء الش ffريعة اإلس ffالمية والق ffانون ال ffدولي وبعض التش ffريعات
العربية واألجنبية ،دار الفكر الجامعي ،طلعة ،1اإلسكندرية ،201 ،ص.205
-2المادة 116من اإلتفاقية.
60
اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر الفصل الثاني
األطffراف بffأن تتخffذ جميffع التffدابير المالئمffة لمنffع االسffتخدام االسffتغاللي لألطفffال في الffدعارة أو غيرهffا
1
من الممارسات الغير المشروعة.
كحمff fل أو إكff fراه الطفff fل على تعff fاطي أي نشff fاط جنسff fي غff fير مشff fروع ،واالسff fتخدام االسff fتغاللي
2
لألطفال في العروض اإلباحية.
لffذلك وجب على الffدول في هffذه االتفاقيffة أن تتخffذ كافffة التffدابير الالزمffة لمنffع االسffتغالل الجنسffي
لألطفال بكافة أنواعها ،وبعدها تم النص على معاهدة الهاي لسنة 1993الfتي كfان لهfا األثfر الكبfير في
تنظيم السffوق الffدولي لتبffني األطفffال ،وتبعffه االتفاقيffة األمريكيffة لسffنة 1994المتعلقffة بمنffع العنffف ضffد
وأكدت االتفاقية أن العنف ضد النساء يتضمن العنف البدني او الجسدي والجنسي والعنف النفسffي
3
مثل االغتصاب واإلكراه واالختطاف والتحرش الجنسي في مكان العمل.
ويعتبر البروتوكول االختياري الملحق باتفاقية حقوق الطفل بشأن بيfع األطفfال واسfتغالل األطفfال
في البغاء وفي المواد اإلباحية لسffنة 2000من أهم اآلليffات والصffكوك التشffريعية والدوليffة الصffادرة في
مجال مكافحة االتجار باألشخاص خاصة األطفfال ،حيث تfرى الfدول األطfراف في هfذا الfبروتوكول أنfه
لكي تحقfق أغfراض االتفاقيfة ،البfد من القيfام بfاإلجراءات والتfدابير الالزمfة لكفالfة حمايfة الطفfل من بيfع
4
األطفال واستغالل األطفال في البغاء وفي المواد اإلباحية.
61
اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر الفصل الثاني
كff fذلك أكff fد الff fبروتوكول االختبff fاري التفاقيff fة الطفff fل على ضff fرورة تبff fني منهج يتصff fدى للعوامff fل
نظfرا لخطfورة جريمfة االتجfار بالبشfر وتفاقمهfا باإلضfافة إلى االتفاقيfات الدوليfة المهتمfة بمكافحfة
جريمة االتجار بالبشر ظهرت منظمات تنادي بذلك من خالل حتمية التعاون الffدولي في مواجهتهffا لffدرء
لم تقتصر مكافحfة جريمfة االتجfار بالبشfر على االتفاقيfات فقfط ،كfذلك تلعب المنظمfات دورا هامfا
في هffذا من خالل مراقبتهffا للffدول ومffدى احترامهffا لالتفاقيffات الدوليffة الخاصffة بحقffوق اإلنسffان بواسffطة
المكfاتب والفfروع المهتمfة بالتصffدي ألي شfكل من أشfكال هfذه الجريمfة الخطfيرة الfتي تنطfوي عليfه من
مسffاس بحرمffة اإلنسffان والقيم والتقاليffد االجتماعيffة ،ولهffذا ارتأينffا في هffذا المطلب أن نتطffرق إلى دور
المنظمات الدولية.
أنشffئت منظمffة الشffرطة الدوليffة األنffتربول عffام 1923في فينffا تحت اسffم اللجنffة الدوليffة للشffرطة
الجنائيffة ،ثم اتخffذت إسffمها الحffالي في عffام 1965ومقرهffا مدينffة ليffون بفرنسffا ،ولهffذه المنظمffة مكffاتب
62
اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر الفصل الثاني
وفffروع في كffل دولffة من الffدول األعضffاء وتتffألف من 177دولffة عضffو ،وسffاهم األنffتربول في مكافحffة
اإلجرام المنظم وتزويد الدول األعضاء بمعلومات مهمة عن المجffرمين المطلffوبين للعدالffة ،وفي اجتمffاع
األنتربول لسfنة 1959تم اتفfاق الfدول األعضfاء على اتخfاذ قfرار بمكافحfة الجfرائم عfبر الfدول وتعزيfز
1
التعاون.
وتشكل أكبر منظمة شرطية في العffالم ،ويتمثffل دورهffا في تمكين أجهffزة الشffرطة في العffالم أجمffع
من العمل معا إلحالل األمن والسالم في العالم لهذا هي تعfد من أهم المنظمfات الدوليfة الفعالfة والناجحfة
في أداء مهامه ffا على المس ffتوى ال ffدولي وال ffتي تس ffاهم في تحقي ffق التع ffاون بن كاف ffة أجه ffزة الش ffرطة في
2
مختلف دول البلدان األعضاء.
كما نصت المادة الثانية من ميثاقها ،على أنه تتمثل المهمة العامة لهذه المنظمffة في تأكيffد وتطffوير
المسfffاعدة المتبادلfffة بين الfffدول على النطfffاق الواسfffع ،كمfffا يحظ ffر عليه ffا الت ffدخل في الش ffؤون السياسfffية
واالقتصادية والعسكرية.
وفي سنة 1988تم عقfد النfدوة الدوليfة حfول الجريمfة المنظمfة وآليfات مكافحتهfا ،وفي 1990تم
إنشاء مجموعة أطلق عليهfا مجموعfة اإلجfرام المنظمfة تتلخص مهمتهfا في تزويfد األعضfاء بالمعلومfات
3
الضرورية بخصوص التنظيمات اإلجرامية.
فضال عن اضطالع منظمة األنfتربول في مواجهfة جfرائم االتجfار بالبشfر من خالل قاعfدة بيانfات
األنffتربول الخاصffة بجffوازات السffفر المفقffودة أو المسffروقة ،والffتي بيانffات أكffثر من ( )21مليffون وثيقffة
-1كfوركيس يوسfف داود ،الجريمfة المنظمfة ،الطبعfة األولى ،الfدار العلميfة الدوليfة ودار الثقافfة للنشfر والتوزيfع ،عمfان،
،2001ص.111-110
-2حنا عيسى ،كتاب حول األنتربول.
- 3دحية عبد اللطيف ،التعاون الدولي لمكافحة جرائم االتجار بالبشر ،ط ،1دار المعffتز للنشfر والتوزيffع ،عمffان ،األردن،
،2018ص.24
63
اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر الفصل الثاني
سفر مبلfغ سfرقتها والfتي يمكن من خاللهfا الحfد من عمليfات االتجfار بالبشfر الfتي تتم من خالل اسfتخدام
مثل هذه الوثائق وكذا فإن منظمة األنتربول تعمل باإلشتراك مع األمم المتحدة واإلتحffاد األوروبي للقيffام
بخطffة عمffل عالميffة لمكافحتهffا ظffاهرة اإلتحffاد بالبشffر ،ومن ضffمن جهffود األنffتربول في مواجهffة جffرائم
االتج ffار باألطف ffال بالبش ffر قيام ffه بالتنس ffيق في عملي ffة توق ffف 28منه ffا في قض ffية االتج ffار باألطف ffال عن
حيث سffاعد االنffتربول الشffرطة الغانيffة في إنقffاذ ( )117طفال كffانوا يعملffون في مجffال الصffيد في
بح ffيرة فولت ffا خالل عملي ffة (بي ffا الثاني ffة) وال ffتي تمت في الف ffترة من ( )13/05/2011-7وه ffو م ffا س ffبق
اإلشارة إليه عند الحديث عن جهfود منظمfة الهجfرة الدوليfة حيث تم نقfل األطفfال إلى دور للرعايfة ،وتم
1
الحكم على المتهمين بعقوبة السجن لمدة ( )17شهرا عد إقرارهم بارتكاب الجريمة.
هذا باإلضافة إلى عملية أخرى تم فيها التحقيق مع ( )120ضffد المشfتغلين بfالجنس ،وتfبين وجfود
( )29قص ff fرا يتم اس ff fتغاللهم جنس ff fيا ،وج ff fرى نقلهم إلى دور للرعاي ff fة االجتماعي ff fة ،وإ لى ج ff fانب ه ff fاتين
العمليتين في غانا فإن األنfتربول سfبق لfه المسfاهمة في العديfد من هfذه العمليfات في دول إفريقيfة أخfرى
كدولة كوت ديفوار ودولة بوركينافاسو ودولة الجابون ،والتي أثمرت عن إنقاذ مئات األطفال من بffراثن
االتج ffار بالبش ffر والعم ffل القس ffري ،فض ffال عن مب ffادرات لتعزي ffز الق ffدرات للع ffامين في مط ffا أك ffرا ال ffدولي
وم ffوظفي الح ffدود بغان ffا ،وتنظيم العدي ffد من الحلق ffات التدريبي ffة لرج ffال إنف ffاذ الق ffانون في مج ffال االتج ffار
2
بالبشر.
64
اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر الفصل الثاني
تعد اليونسيف بتواجدها القوي في 155دولة منظمة رائدة في مجال الدعوى لقضايا األطفال.
تأسسff f fت في 11ديسff f fمبر 1946بفضff f fل تصff f fويت باإلجمff f fاع في الff f fدورة األولى لجمعيff f fة األمم
المتحffدة ،وتقfرر وقتئffذ أن يقfوم صffندوق األمم المتحffدة الffدولي لألطفfال في فffترة مffا بعffد الحffرب العالميffة
الثانية في أوروبا.
بعد عمل اليونيسف جزءا كامال من أنشطة األمم المتحدة في أي بلد وتدار المنظمة بصورة عامffة
مقره ffا في نيوي ffورك ،حيث يش ffكل السياس ffة العالمي ffة المتعلق ffة باألطف ffال ،ومن بين المك ffاتب المتخصص ffة
شعبة اإلمfدادات ومقرهfا كوبنهfاغن وقfد حfاولت المصfادفة بعfدة اتفاقيfات منهfا اتفاقيfة حقfوق الطفfل الfتي
1
اعتمدت 1990من أكثر المعاهدات التي اعتمدت دوليا في التاريخ.
تسffاهم اليونسffيف إسffهاما فعffاال في مكافحffة االتجffار باألطفffال أن تقffوم بمسffاعدة الحكومffة بتعزيffز
القffرائن والسياسffات والخffدمات بمffا في ذلffك مراجعffة التشffريعات وإ صffالحها ،ويضffع حffد أدنى لمعffايير
العم ffل ،ودعم الحص ffول على التعليم ،وتعم ffل اليونس ffيف أيض ffا م ffع المجتمع ffات المحلي ffة لتعب ffير القواع ffد
2
والممارسات التي تؤدي إلى زيادة تعرض األطفال لالتجار.
وفي مجال تنظيم المبادرات والمؤتمرات المتعلقة باالتجار قامت اليونسيف بتنظيم أول ندوة حffول
مكافحة االتجار بالبشر قامت اليونسيف بتنظيم أول ندوة حول مكافحة التجارة بالبشffر في الffدول العربيffة
ش ffاركت فيه ffا ع ffدد من ال ffدول العربي ffة ،كم ffا عق ffدت في س ffنة 2008الم ffؤتمر الع ffالمي الث ffالث لمكافح ffة
-1دحيffة عبffد اللطيffف ،التعffاون الffدولي لمكافحffة جffرائم اإلتجffار بالبشffر ،التواصffل في كليffة اإلقتصffاد واإلدارة والقffانون،
العدد ،2014 ،34ص.146
- 2اإلتجار باألطفال ،منشور على شبكة األنترنت .https//www.unicef.org
65
اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر الفصل الثاني
وتعمffل اليونسffيف مffع شffركاء التنميffة والحكومffات والمنظمffات غffير الحكوميffة مffع جميffع الجffوانب
الوقاية والمالحظة القضffائية وتfدعم البحfوث القائمfة على األدلfة لتعزيfز التfدخالت وللحfد من نقfاط
الضffعف الffتي تجعffل األطفffال عرضffة لالتجffار ،تقffوم اليونسffيف بمسffاعدة الحكومffات في تعزيffز القffوانين
والسياسات والخدمات بما في ذلك مراجع التشريعات ،وإ صالحها ووضع حد أدنى لمعffايير العمffل ودعم
الحصول على التعليم ،وتعمل اليونسيف أيضfا مfع المجتمعfات المحليfة لتغيfير القواعfد والممارسfات الfتي
تffؤدي إلى زيffادة تعffرض األطفffال لالتجffار ،وتتطلب حمايffة األطفffال من االتجffار تحديffد هويffة الضffحايا
بشكل سfريع ووضfعهم في بيئfة آمنfة ،وتسfاعد اليونسfيف كfذلك من خالل تfدريب المتخصصfين العfاملين
مffع األطفffال األخصffائيين االجتمffاعيين والعffاملين الصffحيين وأفffراد الشffرطة ،بم في ذلffك دعم الحكومffات
في وضع معايير للتعامل مfع االتجfار باألطفfال مثfل تطfوير المfوظفين المسfؤولين وتfدريبهم على تقنيfات
1
التحقيق المالئمة لألطفال.
تعد منظمة العمل الدولية إحدى المنظمات الدولية التابعة لمنظمة األمم المتحدة والتي تأسست عfام
1919ومقرها جنيف وتهدف المنظمة بصيغة أساسfية إلى تشfكيل السياسfات والfبرامج للنهfوض بحقfوق
66
اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر الفصل الثاني
أنش ffئت ه ffذه المنظم ffة بم ffوجب معاه ffدات الس ffالم ثم أص ffبحت وكال ffة تابع ffة لألمم المتح ffدة بم ffوجب
معاهدة السالم ثم أصبحت وكالة تابعة لألمم المتحدة بموجب اتفاقية الوصffل الffتي تم إبرامهffا بين منظمffة
1
العمل الدولية والمجلس االقتصادي واالجتماعي وذلك سنة .1984
وقد دأبت منظمfة العمfل الدوليfة على سfن ووضfع مجموعfة من االتفاقيfات والصfكوك واإلعالنfات
ال ffتي تح ffد من ظ ffاهرة االتج ffار بالبش ffر وأب ffرز ه ffذه االتفاقي ffات التعاوني ffة منظم ffة العم ffل الدولي ffة رقم 29
والمتعلقffة بالعمffل الجffبري لسffنة ( 1930اتفاقيffة السffخرة) وتعهffدت بهffا الffدول األعضffاء بتجffريم اسffتخدام
عمل السخرة أو العمل القسري بكافة صوره وفي أقصر فترة ممكنة.
اتفاقيffة منظمffة العمffل الدوليffة رقم 105المتعلقfة القضffاء على العمffل الجffبري لسffنة ،1957والffتي
ألزمت الدول األعضاء في منظمة العمل الدولية بموجب المffادة األولى من االتفاقيffة بحظffر أي شffكل من
و عقدت مؤتمر في دورته 86في جنيف سنة 1998والذي أصدرت فيه إعالنffا ينص على مبffدأ
القضاء على جميfع أشfكال العمfل الجfبري أو اإللfزامي وعمfل األطفfال كمfا تقfوم المنظمfة بمسfاعدتها في
تنميff f fة اقتصff f fادها ،وإ عانff f fة إصff f fالح المنظومff f fة التربويff f fة سff f fواء من خالل مجانيff f fة التعليم على جميff f fع
2
المستويات أو من خالل مكافحة مشاكل التسرب الدراسي.
كما تعمل المنظمة على مشروع معاهدات دولية خاصة بظروف العمfل المالئمfة للعمالfة الميزانيfة
3
وذلك لحماية ماليين األفراد.
67
اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر الفصل الثاني
تعد منظمة الهجرة الدولية الهيئة الرئيسية العاملة فيما بين الحكومات في مجال الهجرة ،وتمffارس
نشاطها بالتنسيق المباشfر مfع األطfراف ذات العالقffة من الحكومfات وغيرهfا ،وقffد تأسسfت المنظمfة عfام
1
1951تضم 162دولة عضوا ويوجد لها مكاتب في أكثر من .100
تهدف المنظمة بصيغة أساسية إلى النهfوض بfالهجرة اإلنسfانية والمنظمfة لمصfلحة الجميfع وتعمfل
على تعزي ffز التع ffاون ال ffدولي في قض ffايا الهج ffرة واهتمت المنظم ffة بموض ffوع االتج ffار بالبش ffر باعتب ffاره
إحدى صور الجريمة المنظمة والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بتهريب المهاجرين الذي ينتهي باسffتغاللهم في
2
الحماية القسرية واألعمال الجنسية وصور أخرى لالستغالل.
فضff f fال عن اتجff f fاه المنظمff f fة إلى إنشff f fاء قاعff f fدة معلوماتيff f fة عالميff f fة عن تجff f fارة البشff f fر وتهff f fريب
المهاجرين ،أضف إلى ما قامت به المنظمة من تبني برنامج لمكافحة االتجار بالبشر ،وإ صدار الكتيبات
والنماذج اإلرشادية التي تشرح فيما أبعاد تلfك الجريمfة اإلنسfانية والقضffاء على أسfبابها وكيفيfة التصffدي
آلثارهff fا السff fلبية ،وتضff fم اإلرشff fادية النff fواحي المتعلقff fة بff fبرامج المسff fاعدات ابتff fداء من تحديff fد الضff fحايا
وسff fؤالهم عن كيفيff fة تلبيff fة احتياجff fاتهم الصff fحية ونff fذكر الضff fحايا وسff fؤالهم عن كيفيff fة تلبيff fة احتياجff fاتهم
الص ffحية ون ffذكر منه ffا بص ffفة خاص ffة ال ffدليل اإلرش ffادي للتحقي ffق والمالحق ffة في ج ffرائم االتج ffار بالبش ffر
وحماية الضحايا في سياق إنفاذ القانون الذي صدر عام 2005وقامت المنظمfة أيضffا بعديfد من الجهfود
- 1أنظر اإلتجار بالبشر الوجه القبيح للهجرة العالمية ،تحقيfق سfونس حسfين ،منشfور بمجلfة السياسfة الدوليfة على الموقfع
اإللكتروني Http://digital-ahram-oer.eg/articles.aspx?Serial=221722&eid:1909
-2محمد الشناوي ،المرجع السابق ،ص.227
68
اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر الفصل الثاني
في مجff fال حمايff fة األطفff fال من االتجff fار حff fوالي 530طفff fل في غانff fا وحff fوالي 300طفff fل مجنff fدين في
1
النزاعات المسلحة وكذلك توفير التدريب الالزم ومنح القروض الصغيرة والتنمية والتعليم.
بم ffا أن جريم ffة االتج ffار بالبش ffر تعت ffبر من األنش ffطة الرئيس ffية للجريم ffة المنظم ffة وال ffتي أص ffبحت
تنffافس األنشffطة األخffرى كالمخffدرات والمتffاجرة باألسffلحة كمffا أنهffا تحقffق مصffدر ربح عffالي ،وفي ظffل
قصور القوانين الجنائية الوطنية مشاكل فرضت التعاون الدولي للتصدي للظاهرة الخطيرة وذلك بتدويل
الجريمة وإ جراءات مالحقتها ،والتعاون القضائي هو التعاون بين السffلطات القضffائية في الffدول المختلفfة
ويهff fدف إلى التقff fريب من اإلجff fراءات الجنائيff fة من حيث إجff fراءات التحقيff fق والمكافحff fة إلى حين
ص ffدور الحكم على المحك ffوم علي ffه وع ffدم إفالت ffه من العق ffاب نتيج ffة الرتك ffاب جريم ffة في ع ffدة دول ويتم
التنسيق بين السلطات القضائية التفاق على معايير في هfذا الشfأن ،2أيضffا ال تعfني فكfرة التعfاون الfدولي
إقffرار سffيادة الffدول بffل إيجffاد تعffاون بينهffا بغيffة خلffق تكامffل معffايير االختصffاص الجنffائي الffدولي ،حffل
الصعوبات الناتجة عن تنازع القfوانين الfتي قffد تثfار ولهfذا سfنحاول تنfاول أهم اآلليfات القضffائية للتعfاون
الffدولي والمتمثلffة في تسffليم المجffرمين (الفffرع األول) والمسffاعدة القضffائية (الفffرع الثffاني) وكffذا الوسffائل
- 1أنظر على الموقع الرسمي لالتجار بالبشر الوجه القبيح للهجرة العالمية ،نفس الموقع.
-2فشوش هدى حامد ،الجريمة المنظمة ،منشأة المعارف ،ط ،2اإلسكندرية ،2006 ،ص.85
69
اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر الفصل الثاني
إن اصffطالح تسffليم المجffرمين يعffني عمffل بمقتضffاه الدولffة الffتي لجffأ إليffه شffخص منهم أو محكffوم
1
عليه في الجريمة تسلمه إلى الدولة المختصة في محاكمة أو تنفيذ العقوبة عليه.
وهناك تعريfف آخfر يfرى بطلب من هfذه األخfيرة مجfرم يوجfد على إقليمهfا ،حfتى يحfاكم أة لتنفيfذ
2
عقوبة سبق وأن صدرت ضده ،ويستمد هذا اإلجراء أصوله أساسا من اإلتفاقيات الدولية.
وق ff fد ع ff fرف النظ ff fام األساس ff fي للمحكم ff fة الجنائي ff fة الدولي ff fة التس ff fليم في الم ff fادة 102تحت عن ff fوان
مصffطلحات ،وجffاء في نص هffذه المffادة (أ) يعffني "التقffديم" نقffل دولffة مffا شخصffا إلى المحكمffة عمال بهffذا
النظام األساسي (ب) يعني "التسليم" نقل دولة ما شخصffا إلى دولffة أخffرى بمffوجب معاهffدة أو اتفاقيffة أو
3
تشريع وطني.
وبما أن تسليم المجرمين هو نظام في عالقات الدول وجريمة االتجار كما ذكرنا سffابقا قffد تffرتكب
عffادة في أكffثر من إقليم دولffة ،فمثال لffو أن شffخص قffام بنقffل أشffخاص تحت التهديffد واإلكffراه السffتغاللهم
في أي صffورة من صffور االسffتغالل المنصffوص عليهffا في جريمffة االتجffار البشffر كffأن قffام بنقffل هffؤالء
األش ffخاص من مدين ffة ت ffونس بواس ffطة س ffيارة الس ffتغاللهم في التس ffول في مدين ffة الجزائ ffر العاص ffمة هن ffا
الجريمة وقعت في دولتين في الجزائر وتونس ،فغالبا جرائم اإلتجار بالبشر تكون في إقليم دولffتين لffذلك
ارتأين ffا التط ffرق إلى موض ffوع تس ffليم المج ffرمين لم ffا ل ffه من أهمي ffة في مكافح ffة االتج ffار بالبش ffر ونفعي ffل
القfوانين الfتي تجfرم االتجfار بالبشfر ،فاالتجfار بالبشfر يعfد جريمfة منظمfة الfتي تبfدأ جريمfة داخليfة يحfدد
- 1فريدة بشرى ،تحديد نظام تسليم المجرمين ،مذكرة لنيل درجة ماجستير ،كلية الحقوق ،بffودواو ،جامعffة أمحمffد بffوقرة،
بومرداس ،2007 ،ص.11
-2القffرام ابتسffام ،المصffطلحات القانونيffة في التشffريع الجزائffري ،المؤسسffة الوطنيffة للفنffون المطبعيffة ،الجزائffر،1992 ،
ص.29
-3علتم شffريف ،المحكمffة الجنائيffة الدوليffة ،الموائمffات الدسffتورية والتشffريعية ،مشffروع قffانون نمffوذجي ،اللجنffة الدوليffة
للصليب األحمر ،الطبعة ،4سنة ،2006ص.274
70
اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر الفصل الثاني
أركانها وينظمها القانون الfداخلي وتتعfاون الfدول لمكافحتهfا عن طريfق االتفاقيfات الدوليfة ويوقffع العقfاب
باسم المجتمع الداخلي واالختصاص فيما يتعلق بالجريمة المنظمة ينظمه القانون الجنffائي الffداخلي للدولffة
1
التي تقع الجريمة على أراضيها.
يعffد التعffاون الffدولي في مجffال تسffليم المجffرمين آليffة مهمffة في القبض على مرتكffبي الجffرائم على
المسffتوى الffدولي واإلقليمي وتعffد االتفاقيffات الدوليffة األسffاس القffانوني لمعرفffة اإلجffراءات المتبعffة والffتي
يتم تفعيلهff fا من طff fرف آليff fات دوليff fة وإ قليميff fة للقبض على المجff fرمين وتسff fليمهم للعدالff fة ،وبff fذلك يمكن
2
التصدي للجريمة المنظمة العابرة لألوطان.
تعتff fبر المسff fاعدة القضff fائية المتبادلff fة في المسff fائل الجنائيff fة إحff fدى الوسff fائل اإلجراميff fة في مجff fال
التع ffاون القض ffائي ال ffدولي الجن ffائي ،وتتمث ffل في المحاكم ffة ال ffتي تج ffري في دول ffة ط ffرف في معاه ffدة أو
اتفاقية لتبادل المساعدة بشأن جريمة مرتكبة تدخل في اختصاص سلطتها القضائية.
وأحيانffا يسffتند طلب المسffاعدة القانونيffة من دولffة إلى أخffرى إلى نصffوص قانونيffة داخليffة كقffانون
اإلجfراءات الجزائيfة ،ففfق القfانون الجزائfري مثال اإلجfراءات الجزائيfة تنص المfادة 723أن إذا أرادت
حكومة أجنبية ،في مجال دعوى جنائية يجري التحقيfق فيهfا في الخfارج أنfه من الضffروري طfل إرسfال
3
أدلة إثبات أو مستندات.
-1يوسffف باشffا فffائزة ،الجريمffة المنظمffة في ظffل االتفاقيffات الدوليffة والقffوانين الوطنيffة ،دار النهضffة العربيffة ،القffاهرة،
،2002ص.59
-2عواشfرية رقيfة ،نظfام تسfليم المجfرمين ودوره في تحقيfق التعfاون الfدولي ،مقfال منشfور في مجلfة الفكfر بباتنfة ،العfدد
،04ص.20
-3إدوار عيffد ،اإلنابffات اإلعالنيffة القاضffئية وفقffا لقواعffد القffانون الffدولي الخffاص واتفاقيffة الffدول العربيffة في عffام 1959
معهد البحوث والدراسات العربية ،جامعة الدول العربية ،1969 ،بند ، 01ص.09
71
اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر الفصل الثاني
وتقتضffي المffادة 18من اتفاقيffة األمم المتحffدة لمكافحffة الجريمffة المنظمffة العffابرة للحffدود الوطنيffة
الموقعffة في بffاليرمو في ديسffمبر ،2000بأنffه على الffدول األطffراف أن تقffدم كffل منهffا لألخffرى بالتبffادل
أكبر قدر ممكن من المساعدات القضائية في التحقيقات والمحاكمات المتعلقة بffالجرائم المنصffوص عليهffا
في ه ffذه االتفاقي ffة ،ويمكن أن تطلب المس ffاعدة القض ffائية لألغ ffراض الم ffذكورة في الفق ffرة (أ) إلى الفق ffرة
1
(ج).
إضffافة إلى ذلffك يمكن نقffل األشffخاص المسffجونين المحكffوم عليهم بعقوبffة سffالبة للحريffة في إقليم
دولة طرف إلى دولة أخرى لتأدية الشهادة ولتقديم أي مساهمة أخfرى في الحصffول على أدلfة التحقيقfات
أو إجfffراء المحاكمfffة المتعلق ffة بfffالجرائم المنصfffوص عليهfffا في ه ffذه االتفاقي ffة وال ffتي من ضfffمنها جfffرائم
2
االتجار بالبشر وهذا من خالل المادة 18الفقرة العاشرة.
إن المساعدة القانونية المتبادلة في المسائل الجنائيfة من اآلليfات الفعالfة لمواجهfة الجريمfة المنظمfة
خصوصا واإلجرام بوجه عام ،تعبر إجراء قضffائي من شffانه تسffهيل ممارسffة اإلختصffاص القضffائي في
دولة أخfرى بصfدد جريمfة من الجfرائم ،يتم اللجfوء إليهfا لتحقيfق السfرعة والفعاليfة في إجfراءات العقfاب
والمالحقffة على الجffرائم ،كمffا يقصffد بهffا تقffديم الffدول األطffراف لبعضffها البعض أكffبر قffدر من المسffاعدة
القانونيffة المتبادلffة في التحقيقffات والمالحقffات واإلجffراءات القضffائية المتصffلة بجffرائم تحffددها االتفاقيffات
3
الدولية.
-1سيد كامل شريف ،الجريمة المنظمة في القfانون المقfارن ،الطبعffة األولى ،دار النهضfة العربيffة ،مصfر ،2001 ،ص
.276
-2مق ffدرة من ffيرة ،التع ffاون ال ffدولي لمكافح ffة الجريم ffة المنظم ffة ،م ffذكرة لني ffل الماس ffتر في الحق ffوق ،كلي ffة الحق ffوق والعل ffوم
السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،2015 ،ص ص.157 ،156
-3سوالف سليم ،المساعدة القانونيfة المتبادلfة كآليfة لمكافحfة الجfريم المنظمfة ،مقfال منشfور في مجلfة االجتهfاد القضfائي،
البليدة ،2المجلد ،13عدد ،25جانفي ،2021ص.661
72
اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر الفصل الثاني
يمثffل تبffادل المسffاعدة القانونيffة في المسffائل الجنائيffة األسffلوب األمثffل لمواجهffة الصffعوبات الناشffئة
عن الط ffابع ال ffدولي للجريم ffة المنظم ffة فهي من اآللي ffات الفعال ffة لمواجه ffة اإلج ffرام بوج ffه ع ffام والجريم ffة
المنظمff fة خاصff fة ،وهنff fاك مجموعff fة من حff fاالت المسff fاعدة القضff fائية والff fتي نff fذكر منهff fا تحديff fد هويff fة
األشخاص وأماكنهم سfواء كfانوا متهمين ،شfهودا ،ضfحايا ،ضfبط األشfياء ،وتفfتيش األشfخاص واألمfاكن
1
وتوفير المعلومات ...إلخ.
نظff fرا لتطff fور أسff fاليب ارتكff fاب الجريمff fة المنظمff fة واسff fتفادة المجff fرمين من هff fذه التطff fورات في مجff fال
االتصffاالت والتكنولوجيffا ،فالبffد من وجffود مكافحffة فعالffة تتطلب أسffاليب جديffدة تتناسffب مffع طبيعffة هffذه
يتحق ffق ه ffذا النظ ffام باالتص ffال المباش ffر بين القض ffاة في ال ffدول المختلف ffة وتف ffرض ض ffرورة وج ffود
اتفاقيات دولية بحيث تكفل سرعة البث في طلبات المساعدة القضائية المتبادلة وتسffليم المجffرمين ،وكffذل
2
يساهم في تبادل المعلومات الخاصة باألحكام القضائية والتشريعات التي تصدر بهذا الخصوص.
تع ffرف بأنه ffا عم ffل بمقتض ffاه تع ffوض المحكم ffة أو القاض ffي محكم ffة أخ ffرى أو قاض ffي آخ ffر للقي ffام
مكانه ffا وفي دائ ffرة اختصاص ffها ،وتتم اإلناب ffة القض ffائية عن طري ffق تكلي ffف الس ffلطة القض ffائية في الدول ffة
-1دني ffاب آس ffيا ،التع ffاون القض ffائي لمكافح ffة الجريم ffة المنظم ffة ع ffبر الوطني ffة وإ ش ffكالية ،مق ffال منش ffور في مجل ffة العل ffوم
اإلنسانية ،قسنطينة ،عدد ،49المجلد أ ،جوان ،2018ص.176
-2سيد كامل شريف ،مرجع سابق ،ص.288
73
اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر الفصل الثاني
المنيب ffة للس ffلطة القض ffائية في دول ffة أخ ffرى للقي ffام ب ffإجراء أو ع ffدة إج ffراءات من إج ffراءات التحقي ffق م ffع
مراع ffاة حق ffوق وحري ffات اإلنس ffان المع ffترف به ffا مقاب ffل تعه ffد الدول ffة المنيب ffة بالمعامل ffة بالمث ffل ،واح ffترام
النتائج القانونية الfتي توصfلت إليهfا السfلطة القضfائية في الدولfة المنابfة كمfا يجfوز تنفيfذ اإلنابfة القضfائية
وفقا لألحكfام اإلجرائيfة المنصfوص عليهfا في قfوانين الدولfة المنيبfة لخالف القاعfدة العامfة بfأن تنفfذ وفقfا
1
لقوانين الدولة المنابة ونزوال على مبدأ اإلقليمية.
حيث يمكن أن يكون موضوع اإلنابfة القضfائية أي إجfراء من إجfراءات التحقيfق أو تنفيfذ عمليfات
التفffتيش أو تقffديم معلومffات الخffبرة أو المعاينffة وفحص األشffياء وغيرهffا فموضffوع اإلنابffة القضffائية جffاء
مطلقffا بحيث شffمل جميffع إجffراءات التحقيffق مffا لم يffرد نص يقيffد موضffوعها ،أخffذا بالمبffدأ القائffل بffأن:
2
"المطلق يؤخذ على إطالقه ما لم يرد ما يقيده"...
من أبffرز الوسffائل اسffتخداما الffدوائر التلفزيونيffة من قبffل القاضffي لسffماع الشffهود وذلffك إمffا بتوفffير
الffوقت لضffمان حمايffة الشffاهد أو األشffخاص الffذين يسffاهمون في اإلجffراءات الجنائيffة المتعلقffة بffالجرائم
3
للقاعدة ،وذلك خالفا للقاعدة العامة في حضور الشاهد وسماع أقواله أمام المحكمة.
- 1عبد الحميد نيبة نسرين ،الجريمة المنظمة عبر الوطنية ،دار الفكر الجامعي ،مصر ،2006 ،ص.111
- 2بن عودة نبيل ،جدوعي العربي ،اإلنابات القضائية الدولية في المجال الجزائر /مقال منشور في مجلfة القfانون الfدولي
والتنمية ،مستغانم ،المجلد ،7العدد ،2019 ،2ص.150
-3سيد كامل شريف ،مرجع سابق ،ص.280
74
الخاتمـــــــــــة
الخاتمــــــــــــــــــــــــــــــة
الخاتمة:
تعتبر جريمة التجار بالبشر من أخطر أنواع الجرائم ،كون مرتكبيها يستعملون وسائل مختلفffة في
استغالل الضحايا بأبشع الصور ،بغية تحقيق أهfداف ماديffة غfير مشffروعة وبسffرعة كبffيرة ،فهي جريمffة
عابرة للحدود ،مما جعلها تشغل المجتمع الدولي بالكامل لما تسبب من أضرار بأنظمة الدول من الناحية
السياسية واالجتماعية واالقتصادية ،كذلك هي مشكلة تفتك بآالف الضحايا خاصة النساء واألطفال الذين
كما تتجه جرائم االتجار بالبشر نحو انتهاك حقوق اإلنسان بصفة عامة ،كمffا أنهffا تتعffرض لبعض
الحقوق بصفة خاصة كالحق في أمن الشخص وكرامته ،والحق في العمل المالئم ،والحق في الحياة.
وقد علت أصfوات الخfبر واإلنسfانية تكfالب بمحاربfة هfذه الجريمfة بكfل أشfكالها وأنواعهfا ومعاقبfة
الجن ffاة بمختل ffف جنس ffياتهم وديان ffاتهم ،فق ffد جمعت اإلنس ffانية أص ffوات الخ ffبر ال ffتي تس ffتنكر ه ffذه الجريم ffة
البشعة التي تهfدد األمن والسfلم االجتمfاعي على مسfتوى العfالم لمfا لهfا من آثfار سfيئة وتطfالب بمالحظfة
مرتكبيهffا وضffبطهم ووقايffة المجتمffع من أفعffالهم ،وبffدأ التحffدي الحقيffق لتلffك الجماعffات في كافffة أنحffاء
العالم بمختلف فئاته من خالل وضffع اتفاقيfات دوليfة لخطfر ومنfع ووقايfة العfالم من تلfك الجfرائم ومسfألة
لذلك فإن العمل على وضع حد لتلك االنتهاكات هو واجب الجميع ،جوال ومنظمات وأفffرادا ،وفي
هذا اإلطار فقد جاء هذا البحث مساهمة في مكافحة تلfك الجfرائم ،وذلfك من خالل جملfة مfا توصfلنا إليfه
76
الخاتمــــــــــــــــــــــــــــــة
نتائج الدراسة:
باتت جرائم االتجار بالبشر تؤرق الضfمير العfالمي في اآلونfة األخfيرة فهي تعتfبر شfكال من أشfكال
الffرق المعاصffر ،كمffا تعffد انتهاكffا صffارخا لحقffوق اإلنسffان ،وهي ال تقتصffر على دولffة معينffة وإ نمffا
على المس ffتوى الوط ffني واإلقليمي ،تب ffادل الخ ffبرات بين ال ffدول في مج ffال مكافح ffة االتج ffار بالبش ffر
كffذلك إلزاميffة تضffييق مجffال الجريمffة وأمffام المجffرمين وذلffك عنffد سffن القffوانين كي ال يتمكنffوا من
االستفادة من أي ثغfرة موجfودة في القfانون ،كfذلك تعfديل قffانون العقوبfات بصffورة تتماشfى مfع هfذه
على المس ffتوى ال ffدولي تم إب ffرام اتفاقي ffات بين ال ffدول لتوحي ffد جه ffود المكافح ffة والعم ffل على تك ffريس
اإلستراتيجية الدولية.
إلزامية تصديق الدول على االتفاقيات الدولية التي لها عالقة بحماية الفرد والمجتمع.
من الصعوبة حصر األشكال والصور التي يمكن أن تتخffذها جريمffة االتجffار بالبشffر ولكن مffا يمكن
تعود أسباب االتجار بالبشر إلى أمffور عديffدة حيث تffوفر هffذه التجffارة أرباحffا كبffيرة في فffترة زمنيffة
إن سالمة الجسم البشري تتمتع بالحماية الدينية والقانونية على حد سواء أكان اإلنسان حيا أو ميتffا،
77
الخاتمــــــــــــــــــــــــــــــة
التوصيات:
من خالل معطيffات بحثنffا ونتائجهffا ومن اجffل تعزيffز جهffود مكافحffة االتجffار بالبشffر العffالم بوجffه عffام
.1يجب أال تغفل االهتمfام بضffحايا االتجfار بالبشfر ،ومfا يجب توفffيره لهfؤالء الضffحايا من عدالfة وإ نصffاف
.2تعزيز أو مواصلة تعزيز التعاون بين الدول في مجال مكافحة الجرائم التي قffد تكffون لهffا صffلة باإلتجffار
باألشخاص ومنها غسل األموال والفساد وتهريب المهاجرين وجميع أشكال الجريمة المنظمة.
.4دعم دور مؤسسات العدالة الجنائية على إنفاذ القانون وحماية الضحايا.
.5الffدعوة إلى وضffع إسffتراتيجية شffاملة لمكافحffة االتجffار بالبشffر وإ قffرار اآلليffات الالزمffة لوضffعها موضffع
.6تش ffجيع مكتب األمم المتح ffدة المع ffني بالجريم ffة والمخ ffدرات ووكال ffة منظوم ffة األمم المتح ffدة وص ffناديقها
وبرامجه ffا والمنظم ffات الدولي ffة واإلقليمي ffة األخ ffرى على مواص ffلة تق ffديم المس ffاعدة لل ffدول األعضfffاء
وتبادل أفضل الممارسات في مجال بناء القدرات واالستناد إليها في مساعدة ضحايا االتجار بالبشر.
.7وضff fع التشff fريعات والقff fوانين الff fتي تحفff fظ حقff fوق اإلنسff fان بشff fكل عff fام والمff fرأة والطفff fل بشff fكل خff fاص
78
قائمة المصادر
والمراجع
قائـــمة المصادر والمراجع
.Iالكتب:
أحمد بوسقيعة ،الوجيز في القانون الجزائي العام ،الديوان الوطني لألشغال التربوية ،الجزائر، .1
ط.2003 ،1
دحيffة عبffد اللطيffف ،التعffاون الffدولي لمكافحffة جffرائم االتجffار بالبشffر ،ط ،1دار المعffتز للنشffر .2
دهام أكرم عمر ،دراسة مقارنة ،جريمة االتجار بالبشر ،دار القانونية ،القاهرة.2011 ، .3
راميffا محمffد شffاعر ،االتجffار بالبشffر ،قffراءة قانونيffة اجتماعيffة ،الطبعffة ،1منشffورات الحلffبي .4
الحقوقي.2012 ،
الرش ffيد محمـد أحم ffد أس ffماء ،اإلتج ffار بالبش ffر وتط ffوره الت ffاريخي ،دار النهض ffة العربي ffة ،ط،1 .5
القاهرة.2009 ،
س ffوزي عffدلي ناش ffد ،اإلتج ffار في البش ffر بين االقتص ffاد الخفي واالقتص ffاد الرس ffمي ،منش ffورات .6
سيد كامل شريف ،الجريمة المنظمة في القانون المقارن ،الطبعة األولى ،دار النهضة العربية، .7
مصر.2001 ،
الش ffيخلي عب ffد القffادر ،ج ffرائم اإلتج ffار باألش ffخاص واألعض ffاء البش ffرية وعقوبته ffا في الش ffريعة .8
عبد الحميد نيبة نسرين ،الجريمة المنظمة عبر الوطنية ،دار الفكر الجامعي ،مصر.2006 ، .9
عبffد اللطيffف شffهير عبffد المجيffد ،الffزواج السffياحي ،دراسffة حالffة ظffاهرة الffزواج السffياحي في .10
مصر ،حوليات آداب عين الشمس ،جامعة عين الشمس كلية ،مصر.2015 ،
80
قائـــمة المصادر والمراجع
عبffد اهلل إبffراهيم نصffار ،جffرائم االتجffار بالبشffر المفهffوم ،األسffباب ،المواجهffة ،مركffز البحffوث .11
عروبffة جبffار الخffزرجي ،حقffوق الطفffل بين النظريffة والتطffبيق ،دار الثقافffة للنشffر والتوزيffع، .12
عمان.2009 ،
علتم ش ffريف ،المحكم ffة الجنائي ffة الدولي ffة ،الموائم ffات الدس ffتورية والتش ffريعية ،مش ffروع ق ffانون .13
فشوش هدى حامد ،الجريمة المنظمة ،منشأة المعارف ،ط ،2اإلسكندرية2006 ،م. .14
الق ff fرام ابتس ff fام ،المص ff fطلحات القانوني ff fة في التش ff fريع الجزائ ff fري ،المؤسس ff fة الوطني ff fة للفن ff fون .15
كffوركيس يوسffف داود ،الجريمffة المنظمffة ،الطبعffة األولى ،الffدار العلميffة الدوليffة ودار الثقافffة .16
محم ff fد الش ff fاوي ،اس ff fتراتيجية مكافح ff fة ج ff fرائم اإلتج ff fار بالبش ff fر ،مرك ff fز الق ff fومي اإلص ff fدارات .17
فشوش هدى حامد ،الجريمة المنظمة ،منشأة المعارف ،ط ،2اإلسكندرية2006 ،م. .18
محمـد علي العريffان ،عمليffات االتجffار بالبشffر وآليffات مكافحتهffا ،دراسffة مقارنffة ،دار الجامعffة .19
يوسف باشا فائزة ،الجريمة المنظمة في ظل االتفاقيات الدولية والقوانين الوطنية ،دار النهضffة .20
هاني السبكي ،عمليffات االتجffار بالبشffر ،دراسffة في ضffوء الشffريعة اإلسffالمية والقfانون الffدولي .21
وبعض التشريعات العربية واألجنبية ،دار الفكر الجامعي ،طبعة ،1اإلسكندرية.2001 ،
81
قائـــمة المصادر والمراجع
م ff fرزوق ريم ff fة ،الهج ff fرة المغاربي ff fة إلى أوروب ff fا من الهج ff fرة الش ff fرعية المقنن ff fة إلى الهج ff fرة .22
الشرعية.
إدوار عيffد ،اإلنابffات اإلعالنيffة القضffائية وفقffا لقواعffد القffانون الffدولي الخffاص واتفاقيffة الffدول .23
العربية في عام 1959معهد البحوث والدراسات العربية ،جامعffة الffدول العربيffة ،1969 ،بنffد
.01
آمن ffة وزاني ،جريم ffة اختط ffاف األطف ffال في التش ffريع الجزائ ffري واالتفاقي ffات الدولي ffة ،أطروح ffة .1
دكت ffوراه في القffانون الجن ffائي ،كلي ffة الحقffوق والعل ffوم السياس ffية ،جامع ffة محم ffد خيض ffر ،بس ffكرة،
.2019
س ffمية عب ffد المعي ffد عب ffد الك ffريم عب ffد اهلل ،م ffذكرة لني ffل درج ffة ال ffدكتوراه في الق ffانون الع ffام ،كلي ffة .2
طالب خيرة ،جرائم االتجfار باألشffخاص واألعضffاء البشfرية في التشfريع الجزائfري واالتفاقيfات .3
الدوليffة ،أطروحffة دكتffوراه في القffانون ،كليffة الحقffوق والعلffوم السياسffية ،جامعffة أبي بكffر بلقايffد،
تلمسان.2018 ،
شffوكت أحمffد جلffول ،جرميffة اإلتجffار بالبشffر في القffانون اللبنffاني ،رسffالة ماجسffتير في القffانون .4
فريدة بشرى ،تحديد نظام تسليم المجرمين ،مذكرة لنيل درجة ماجسfتير ،كليfة الحقfوق ،بfودواو، .5
محمffد نيffازي حتاتffة ،جffرائم البغffاء (دراسffة مقارنffة) ،رسffالة لنيffل درجffة الffدكتوراه في القffانون .6
الجنائي ،جامعة طنطا ،كلية الحقوق قسم القانون الدولي ،بدون سنة.
82
قائـــمة المصادر والمراجع
مصffطفى البطيخي ،محمffد حسffون ،جريمffة اإلتجffار بالبشffر وآليffات مكافحتهffا في ضffوء التشffريع .7
الوطffني والffدولي ،شffهادة إجffازة في القffانون الخffاص ،الكليffة المتعffددة التخصصffات ،جامعffة عبffد
مقدرة منيرة ،التعاون الدولي لمكافحة الجريمfة المنظمfة ،مfذكرة لنيfل الماسfتر في الحقfوق ،كليfة .8
عمر فراحتية ،مصطفى بن جلول ،جور هيئة األمم المتحدة في مكافحة الجريمة المنظمة .1
العابرة لألوطان ،مقال منشور في مجلة البحوث القانونية واإلقتصادية ،األغواط ،المجلد ،2
ماي .2022
محمد شنة ،قواعد التجريم والعقاب في جريمة االتجار باألشخاص ،مجلة االجتهاد القضائي، .2
منظمة العمل الدولية ،تسريع عملية مكافحة األطفال ،عالم العمل ،مجلة منظمة العمل الدولية، .3
بالهواري سمية ،تجريم االتجار باألشخاص في المؤتمرات الدولية ،االتفاقيات الدولية .4
والمنظمات الدولية ،مقال منشور في مجلة الفكر القانوني والسياسي ،آفلو ،العدد .04
اإلتجار بالبشر الوجه القبيح للهجرة العالمية ،تحقيق سونس حسين ،منشور بمجلة السياسة .5
83
قائـــمة المصادر والمراجع
عملية مباحثات بالي بشfأن االتجfار باألشfخاص وتهfريبهم ،متfاح على الموقffع اإللكfتروني اآلتي: .2
Http://www.w.baliprocess.net
وثيق ff f f f fة أهمي ff f f f fة المعه ff f f f fد ال ff f f f fدولي الخ ff f f f fاص ب ff f f f fالحقوق المدني ff f f f fة والسياس ff f f f fية على الموق ff f f f fع .3
)hibrary.um.edu/arab/book.html AIRES/2200A(XXI
محم ff f fد م ff f fذكرة التف ff f fاهم في منطق ff f fة نه ff f fر الميكون ff f fغ دون اإلقليمي ff f fة في الموق ff f fع اإللك ff f fتروني: .4
http://www.humamtrafficiking.orglocollaboration/ergional/eap
بي بي سي نيوز 27مايو 2002مؤرشف من األصل .23 ،2019 .5
.Vالمواد القانونية:
المرسff fوم الرئاسff fي رقم 0255مff fؤرخ في 22فff fبراير 2002يتضff fمن المصff fادقة بتحفff fظ على .5
المرسوم الرئاسي رقم 20التفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطن المعتمدة
من ط ff fرف الجمعي ff fة العام ff fة لألمم المتح ff fدة في 05نوفم ff fبر ،2002جري ff fدة رس ff fمية ع ff fدد 22
84
:الملخص
كالffكل شffيرة فهي تشffة األخffالمي في اآلونffمير العffؤرق الضffر تffار بالبشffة االتجffبحت جريمffأص
اffذلك آلثارهff ك،يةffه األساسffان وحرياتffمن أشكال الرق المعاصر كما تعد انتهاكا صارخا لحقوق اإلنس
دىfة لfا اوجب قناعf مم،الخطيرة المترتبة عنها سواء على المستوى االجتماعي واالقتصادي واألمني
اتfدت المنظمf فاعتم،اfاء عليهfبل للقضfالمجموعة الدولية بضرورة التصدي لها ومكافحتها واقترح س
ريعاتffيق التشff كما تم تعزيز التعاون الدولي من خالل تنس،الدولية واإلقليمية مجموعة من االتفاقيات
Résumé:
Le crime de traite des êtres humains est devenu une préoccupation pour
la conscience mondiale ces derniers temps, car il constitue une forme
d'esclavage contemporain et une violation flagrante des droits de l'homme et
des libertés fondamentales, ainsi que ses conséquences dangereuses, que ce
soit au niveau social, économique et les niveaux de sécurité, ce qui a
nécessité la conviction de la communauté internationale de la nécessité de
l'affronter et de le combattre et a suggéré des moyens de l'éliminer, les
organisations internationales et régionales ont adopté un ensemble d'accords,
et la coopération internationale a été renforcée par la coordination de la
législation entre les États et la loi aux niveaux sécuritaire et judiciaire.
85