Professional Documents
Culture Documents
الطب الشرعى والتحريات الجنائية
الطب الشرعى والتحريات الجنائية
= محاضرات =
لطلبة القانون
باألكاديمة العربية في الدنمارك
منقحة بنصوص التشريعات المصرية
و التعليمات القضائية للنيابة العامة
اعداد
-
المحتويات
الصفحة الــمــوضـــوع
7 -1المقدمة
8 -2الفصل األول :مصطلحات وتعريفات
14 -3الفصل الثاني:التحقيق والتحري والبحث الجنائي
14 فريق التحقيق والبحث الجنائي
15 التحقيق الجنائي
15 التحري الجنائي
17 مهمات البحث الجنائي
19 مساعدو التحري والبحث الجنائي
20 إقتفاء األثر والعلوم والتكنولوجيا الحديثة
22 -4الفصل الثالث :التحقيق وعلم النفس الجنائي
22 علم اإلجرام
22 علم النفس
23 السلوك أداة تكييف مع البيئة
24 موضوعات علم النفس وأهدافه
24 علم النفس الجنائي
25 التفسير الجنائي
25 تصنيف المجرمين
26 اإلستفادة من دراسة علم النفس
25 مهمات الطبيب النفسي
27 الدالئل المعتمدة في تقييم المرض الفعلي
28 -5الفصل الرابع :الطب العدلي
28 أهمية الطب العدلي
31 دور الطبيب العدلي في التحقيق والتحري وإقامة الدليل
31 مجاالت الطب العدلي
34 ما الذي يقوم به الطبيب العدلي عمليًا ؟
34 الطبيب العدلي والباحث الجنائي
36 -6الفصل الخامس :اإلثبات العلمي باألدلة المادية والقيمة
القانونية
37 دور الخبرة في كشف الجريمة
37 القيمة القانونية للدليل الطبي العدلي
40 -7الفصل السادي :اآلثار المادية في مسرح الجريمة
40 األثر المادي
40 الدليل المادي
40 أنواع اآلثار المادية
41 أهمية اآلثار المادية
42 -8الفصل السابع :اآلثار في مسرح الجريمة وأهميتها الجنائية
42 َاثار األقدام
42 أهمية َاثار األقدام في البحث الجنائي
42 طرق رفع َاثار األقدام
43 كيفية رفع َاثار األقدام
44 مقارنة ًاثار األقدام
44 كيفية مقارنة َاثار األقدام
44 مقارنة َاثار األقدام المتتابعة
45 قوة أثر القدم في اإلثبات
45 َاثار العجالت
45 َاثار اآلالت
45 َاثار التراب
46 قطع الزجاج
47 -9الفصل الثامن :اآلثار البيولوجية في مسرح الجريمة
وأهميتها الجنائية
47 ما هي اآلثار البيولوجية ؟
48 َاثار أخرى حيوية األصل
48 َاثار األظافر
49 ًاثار الشعر
49 األلياف
50 ُاثار األسنان
52 -10الفصل التاسع :البصمات في مسرح الجريمة وأهميتها
الجنائية
52 ما هي البصمة ؟
52 الكشف عن البصمة
53 البصمات والمستقبل
55 -11الفصل العاشر:بصمة الحامض النووي وأهميتها الجنائية
56 ما هو الحامض النووي DNA؟
57 األهمية الفنية الجنائية لبصمة الحامض النووي
58 مميزات بصمة الحامض النووي
58 مجاالت وأهمية إستخدام الـ DNA
59 تطبيقات شهيرة لبصمة الـ DNA
61 -12الفصل الحادي عشر :البقع والتلوثات وأهميتها الجنائية
61 أنواع البقع والتلوثات
61 البقع والتلوثات الدموية
62 فصائل الدم
63 البحث عن البقع الدموية
63 لون البقع الدموية
64 أشكال البقع الدموية ومدلوالتها
65 األهمية الجنائية للبقع الدموية
66 كيفية نقل الدم الى المختبر
66 طرق التحري عن ماهية االبقعة
66 كيفية التفريق بين الدم اآلدمي والدم الحيواني
67 البقع والتلوثات اللعابية
68 األسئلة التي توجه الى المعمل الجنائي في حالة البقع اللعابية
68 األهمية الفنية الجنائية لفحص البقع والتلوثات اللعابية
69 بصمة العرق
69 البقع المنوية
70 -13الفصل الثاني عشر:الجرائم الجنسية
70 األغتصاب
71 األعتداءات الجنسية
72 اللواط
73 الموقف من مرتكبي الجرائم الجنسية ضد األطفال
75 -14الفصل الثالث عشر:بصمات تحديد الهوية
75 مميزات البصمات
76 بصمات األصابع
76 الكشف عن بصمات األصابع
77 أهمية بصمة األصابع
77 كيفية التعامل مع البصمات
78 رفع البصمات
80 تحديد الهوية وعلم المقاييس الحيوية
81 كيفية التعرف على األشخاص
81 بصمات الصوت
82 هندسة الصوت
83 -15الفصل الرابع عشر :اإلستعراف
83 وسائل اإلستعراف
83 الدور الطبي في مجال اإلستعراف
85 األحوال التي يستعين فيها المحقق الجنائي باإلستعراف
الطبي
86 تحديد العمر من فحص العظام
89 الدور األمني في مجال اإلستعراف
92 األستعراف في حالة األحياء
93 أعمار ذات أهمية طبية
94 خالصة بالقضايا التي تتطلب التحديد والتعرف
97 -16الفصل الخامس عشر:الجروح واإلصابات
97 تعريف الجرح
97 تقسيم الجروح
98 الفحص الطبي العدلي للجروح
102 التمييز بين الجروح القطعية والطعنية والرضية
103 الجروح والقانون
104 تقييم الجروح واإلصابات
105 المعاينة الطبية للجروح واإلصابات
105 التمييز بين الجروح التي تحدث قبل الوفاة وبعد الوفاة
106 إصابات الرأس
106 اإلرتجاج الدماغي
107 درجات الغيبوبة
107 ما المطلوب في حالة اإلصابة في الرأس
108 -17الفصل السادس عشر :األسلحة النارية وَاثارها
108 أنواع األسلحة النارية
109 مكونات الطلقة النارية
109 ما الذي يفكر به المحقق الجنائي في حاالت اإلصابات النارية
110 الخصائص المميزة لإلصابات والجروح النارية
113 جروح األسلحة النارية المحلزنة
113 جروح األسلحة النارية الملساء
115 التفريق بين فتحة الدخول وفتحة الخروج لإلصابة النارية
115 األهمية الفنية الجنائية لفحص آثار األسلحة النارية
117 ما هي اإلجراءات التي يتبعها الباحث الجنائي في مكان حادث
إستخدم فيه سالح ناري
118 ما المطلوب من خبير األسلحة النارية ؟
119 -18الفصل السابع عشر :الحرائق والحروق
119 َاثار الحريق في مسرح الجريمة
119 وسائل إحداث الحريق
122 الحروق
123 الحروق بالمصادر الحرارية
125 الفرق بين الحرق الحيوي والحرق غير الحيوي
125 الحروق بالمواد الكيميائية الكاوية
126 الفرق بين الحروق الجافة والحروق الرطبة والحروق
الكاوية
126 الحروق بالتيارات الكهربائية
127 الصعق بالكهرباء
129 -19الفصل الثامن عشر :التسمم واإلختناق والموت المفاجئ
129 السموم وأهميتها من الوجهة الطبية الجنائية
131 واجبات المحقق الجنائي في جرائم التسمم
131 التشخيص الطبي العدلي للتسمم
133 الفرق بين التسمم الجنائي والتسمم اإلنتحاري والتسمم
العرضي
133 المخدرات والجريمة
134 المخدرات والموت
135 اإلختناق
135 المجاالت التي يحدث فيها اإلختناق
136 عالمات اإلختناق
137 األسفكسيا العنفية
137 كتم النفس
138 الشنق
140 الغرق
142 -20الفصل التاسع عشر :الوفاة
142 تحديد الوفاة
144 أنواع الوفاة
145 الموت المفاجئ
146 التعرف على جثة
147 متى يتم اللجوء الى الطبيب العدلي لتشريح الجثة ؟
148 الفحص الطبي العدلي للجثة
149 مراحل الفحص الطبي العدلي للجثة
151 تشريح الجثة
ملحقات المحاضرات
– 1مواد الخبرة بقانون االجراءات الجنائية
– 2التعليمات القضائية للنيابة العامة
المقدمة
والبد من تنبيه طلبتنا األعزاء بان هذا الكتاب هو مساعد ،وال يغنيهم،في
كل األحوال ،عن البحث في المراجع المتخصصة -كتبًا ،ومجالت،وفي
شبكة األنترنيت ،خاصة وان بعض فصول الكتاب تحتوي على وظائف
للطالب ،باألضافة الى ان اإلمتحان عن بعد واإلمتحان الشفهي في هذه
المادة ،تستوجب اإلجابة عليها بنجاح.وضمان النجاح والتفوق يقتضيان
التعمق في الدراسة والبحث ،بعيدًا عن االقتباس الحرفي ،مع استخدامَ
لغة قانونية عاكسة للشخصية العلمية للطالب.
عسى ان نكون قد توفقنا في تقديم كتاب مساعد يعين طالب القانون في
مهمته الدراسية.
د .كاظم
المقدادي
الفصل األول
مصطلحات وتعريفات
مقدمًا ،البد من التنبية الى ان للطب العدلي مسميات ومترادفات كثيرة في
األدبيات العربية ،مثل" :الطب الشرعي" ،و" الطب القضائي" ،و"
الطب القانوني ،و" الطب الجنائي" ،و" طب المحاكم" ،الخ .في العراق،
يستخدم مصطلح " الطب العدلي".
وهذه التسميات موجودة أيضًا في األدبيات األجنبية ،مثل:
Legal Medicine, Medical Jurisprudence[1[1]] Forensic
,Medicine
اآلثار المادية:
عبارة عن المواد ،أو األجسام ،التي توجد بمكان الحادث،او ذات صلة
بالحادث ،ويمكن إدراكها وإحساسها بإحدى الحواس .واآلثار المادية
نوعان :آثار مادية ظاهرة .وآثار مادية خفية.
الدالئل المادية:
هي المواد التي لها عالقة بالحادث ،وكذلك التي تساعد على الكشف
عن ظروف الحادث .إنها المواد التي إسُتعِم لت في خدمة أسلحة
الجريمة،أو تلك التي إسُتبقيت عليها َاثار الجريمة،أو حتى كانت موضوع
األفعال اإلجرامية للمتهم .وكذلك األموال ،والقيم األخرى المكتسبة عن
طريق اإلجرام ،وكل المواد األخرى ،التي من الممكن إستخدامها كوسائل
للكشف عن الجريمة،أو لتوضيح الظروف الحقيقية للقضية..
ان الدالئل المادية تعتبر أحد مصادر الدالئل في المحاكم الجنائية.
القرائن :
القرائن -جمع قرينة بمعنى المصاحبة والمقارنة والمالزمة .للقرائن
المعاصرة ارتباط وثيق بمسرح الجريمة ،وقد تطورت القرائن تبعًا
للتطور العلمي الذي يشهده العالم اليوم.والقرينة تقوم على أساس أسلوب
االستشارات الفنية والبحوث والخبرة في مجال اإلثبات والبحث الجنائي.
القرائن المادية:
معروفٌ بأن كل جريمة تترك وراءها من الدالئل والعالمات ما يتوصل
به إلى معرفة الفاعل مهما حاول المجرمون طمس معالم الجريمة وإخفاء
آثارها .وقد أثبتت التجارب العلمية المخبرية التوصل إلى المجرمين
بواسطة القرائن المادية التي تخلفها الجريمة.واتجهت الدراسات الحديثة
إلى االستفادة من الوسائل الحديثة إلثبات الجريمة ،وكشف مرتكبيها من
خالل اآلثار المادية التي يتركها الجاني في مكان الجريمة .وتختلف حالة
اآلثار باختالف الجريمة من حيث نوعها وأسلوب تنفيذها ووسائلها
المستخدمة في التنفيذ.
اقتفاء األثر:
مصطلح واسع ،يعنى أي أثٍر بسيط من اآلثار الجسدية التي تربط
المشتبه به بالجريمة و موقعها .غالبا ما يكون إقتفاء األثر متوقًفا على
نوع الدليل وقوته .و لكن إقتفاء األثر يعتمد ،أحيانًا ،على الخبرة ،وعلى
القوانين المعترف بها في البلد.
يقوم الباحث بإقتفاء األثر يمطابقة الصفات الشخصية المميزة لشخص
ما ،مثل بصمات األصابع ،واألدوات المستخدمة ،وعالمات العنف،
وغيرها ،مستخدمًا نقاط التشابه في الربط بين األدلة .
التحريز:
كيفية التحفظ على أي مواد مشتبهة بالطرق الحديثة من دون حصول
تغيير أي شيء فيها .علمًا بانه كثيرًا ما يحصل الرجوع الى المواد
المحرزة في القضايا المتنازع عليها أمام القضاء.
الخبير:
هو الشخص أو الموظف الحاصل على درجة علمية معترف بها في
أحد إختصاصات الطب العدلي ،أو أحد فروع معامل أو مختبرات مركز
الطب العدلي.ومن أبرز الخبراء الذين يتعامل معه القضاء :الطبيب العدلي
المختص ،الخبير الكيايوي ،خبير األسلحة النارية ،خبير األدلة الجنائية
في مسرح الجريمة،،خبير التزييف والتزويرالخ.
الضحية:
في التحقيق والتحري الجنائي وفي الطب العدلي يهم المحققين
والمختصين ،أكثر ما يهمهم هو اإلنسان الضحية -كما ورد في وثائق
األمم المتحدة ،وبخاصة "إعالن بشأن المبادئ األساسية لتوفير العدالة
لضحايا الجريمة وإساءة استعمال السلطة" الذي اعتمد ونشر علي المأل
بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة 34 /40المؤرخ في 29
تشرين الثاني/نوفمبر .1985
ويقصد بمصطلح "ضحايا الجريمة" :األشخاص الذين أصيبوا ،فرديا
أو جماعيا ،بضرر ،بما في ذلك الضرر البدني ،أو العقلي ،أو المعاناة
النفسية ،أو الخسارة االقتصادية ،أو الحرمان بدرجة كبيرة من التمتع
بالحقوق األساسية ،عن طريق أفعال أو حاالت إهمال ،تشكل انتهاكا
للقوانين الجنائية النافذة في الدول األعضاء في األمم المتحدة ،بما فيها
القوانين التي تحرم اإلساءة الجنائية الستعمال السلطة..
إن الهدف األساس للتحقيق والتحري،مثلما للطب العدلي ،بشأن
الضحية ،هو خدمة العدالة.
نتوقف ،ولو بسرعة ،عند اآلثار التي تترك على الضحية ،ومن هذه
اآلثار:
الجرح:
ُيعرُف الجرح Woundطبيا بأنه انقطاع استمرارية الجلد وغيره من
انسجة الجسم نتيجة التعرض لشدة خارجية .ويشمل مفهوم الجرح:
السحجات ،والجروح ،والكدمات،وغيرها.سنتوقف في فصل قادم،
وبتفاصيل وافية ،عند موضوع الجروح وأنواعها وأهميتها الطبية
العدلية الفنية الجنائية.
الحرق:
الحرق Burnهو تلف األنسجة نتيجة تعرض سطح الجسم الى
مصادر حرارية مختلفة،أو الى مواد كيمياوية كاوية،أو الى تيارات
كهربائية،أو صواعق برقية.والحروق هي درجات:الدرجة األولى-
البسيطة ،وأشدها وأخطرها التفحم.
العاهة المستديمة:
من الوجهة الطبية،العاهة المستديمة هي فقد عضو نافع او جزء من
عضو،أو فقد وظيفة هذا العضو .مثال ذلك :إصابة شخص ما في حادث
يؤدي الى بتر الطرف العلوي األيسر ،أو بتر القدم ،مثًال .كما أنه قد يصاب
شخص ما بإصابة في الرأس تؤدي الى شلل بالطرف العلوي
األيمن(مثًال).
وفي كال الحالتين ،فقد تخلف األصابة عاهة مستديمة هي فقد العضو
أو فقد وظيفة العضو.
اإلختناق :
اإلختناق Asphyxiaهو حالة قد تكون مميتة ،ناتجة عن نقص حاد
في األوكسجين الالزم لخاليا الجسم ،خاصة الجهاز العصبي
المركزي(الدماغ) الذي خالياه حساسة جدًا لنقص األوكسجين .ويحدث
اإلختناق عندما ال يتوافر االكسجين ألنسجة الجسم بكمية كافية ،فتحرم
من حاجتها اليه.فاذا إذا كان إنخفاض نسبة األوكسجين كبيرًا ،بحيث تحرم
الخاليا من األوكسجين كليًا ،تتوقف الحياة في الخاليا ،وتحدث وفاة
الشخص.
واإلختناق يحصل في حاالت عديدة ،ومنها:العرق ،والخنق ،والتسمم-
سنتوقف عندها الحقًا.
الوفاة:
الوفاة ،أو الموت ،هو توقف األعمال الحيوية للجسم المتمثلة في
التنفس،والقلب والدورة الدموية والجهاز العصبي ،فيصبح من غير
الممكن إعادة هذه األجهزة للعمل بشكل تلقائي.
وقد يكون الموت موتًا طبيعيًا أو غير طبيعي،جنائيًا أو إنتحاريًا أو
عرضيًا .وثمة موت مفاجئ ،يحدث في شخص كان يبدو ظاهريًا أنه
سليم ،ويحدث الموت في مدة قصيرة ،ويكون حدوثه غير منتظم ،وسبب
الوفاة وجود أمراض كامنة ( دفينة) ال تظهر لها أعراض أثناء الوفاة.
لذلك يعتبر الموت المفاجئ وفاة مشكوك فيها.
التغيرات الرمية
وهي برودة الجسم ،والرسوب الدموي ،والتيبس الرمي.وجميعها
عالمات أكيدة لحدوث الوفاة.
التيبس الرمي:
التيبس الرمي Rigor mortisهو تصلب العضالت األرادية
والالأرادية.
التشريح:
تشريح جثة الميت ،Autopsyبمعنى فتحها بالطرق األكاديمية ،وفصل
أعضاء الجثة ،والتحفظ على بعضها ،وأخذ العينات منها.ويتم ذلك بطلب
من الجهات القضائية المعنية .وال يجوز تشريح جثث األشخاص المشتبه
في وفاتهم إال إذا أذنت النيابة المختصة بذلك.
التشريح الثانوي:
التشريح الثانوي هو إعادة تشريح جثة الميت ،في بعض الحاالت ،غالبًا
يكون من قبل لجنة ،وبقرار من النيابة المختصة،في حاالت الطعن في
سبب الوفاة،أو توفر أدلة جنائية جديدة مهمة جدًا بشأن الجريمة برزت
بعد دفن الضحية.
الدفن:
مواراة الجثة تحت التراب -حسب الشرائع.والمهم هنا أن ال يجوز دفن
جثث األشخاص المشتبه في وفاتهم ،إال بعد الحصول على إذن من النيابة
المختصة.
الفصل الثاني
ب-المحقق الجنائي:
ُيبلغ بالحالة في مراحل مبكرة من قبل الشرطة ،وهو الذي يقوم بتشكيل
فريق البحث بمسرح الجريمة ،وله سلطة التحقيق في القضية.
والمحقق الجنائي يكون وكيل نيابة في بعض البلدان،وضابط شرطة في
بلدان أخرى،ومحقق من هيئة التحقيق واألدعاء العام في عدد من البلدان،
ومحقق وفيات،في بلدان ،والفاحص الطبي في بلدان أخرى.
التحقيق الجنائي
التحقيق الجنائي Criminal Examinationبوصف بأنه عملية
تستدعيها المصلحة العامة ،وتطبيق قواعد العدل واإلنصاف بين أفراد
المجتمع ،لحماية أمن المجتمع وصونًا الستقراره.من هنا ،فهو يعني ،في
مفهومه العام ،التحري والتدقيق في البحث عن شيء ما في سبيل التأكد
من وجوده ،أو السعي للكشف عن غموض واقعة معينة ،وينبغي لذلك
استعمال طرق ووسائل محددة يكفلها القانون إلجراء التحقيق.
والمقصود بالتحقيق الجنائي من الناحية االصطالحية هو تلمس السبل
الموصلة لمعرفة الجاني في جناية ارتكبت أو شرع في ارتكابها ،وكذلك
ظروف ارتكابها ،وذلك باستعمال وسائل مشروعة للتحقيق ومحددة من
جهة مختصة ،أما من الناحية النظامية فإن عمليات التحقيق الجنائي
وإجراءاته تقوم على أسس وقواعد فنية يستخدمها المحقق بما كفله له
النظام من سلطات ،إذ يقوم بتنفيذ هذه األسس والقواعد حتى يتسنى له
بواسطتها الكشف عن غموض الجريمة وتحديد مرتكبها والوقوف على
كل األدلة الخاصة بها.
ويرى المستشار القانوني عاطف بشير الحاج بان مرحلة التحقيق تعتبر
مرحلة مهمة قبل أن يتم النظر في الواقعة من قبل المحكمة ،وذلك لكونها
من المراحل اإلعدادية المهمة لتقديم قضية أو دعوى جنائية مكتملة
للقضاء ،ويعطي التحقيق الواقعة طابعها الرسمي من حيث اكتمال أدلتها
وتحديد مختلف جوانبها عند تقديمها أو إحالتها للقاضي.وبذلك فإن
عمليات التحقيق الجنائي هي المعنية لتحقيق واجب العدل واإلنصاف
والتحقق من براءة أو اتهام مقترف الجريمة [.]]2[2
وألهمية التحقيق الجنائي،نشأ علم التحقيق الجنائي،الذي يختص
بالتدقيق والبحث في الجرائم المقترفة من مختلف أفراد المجتمع،وأصبح
مفهومه واقعًا ملموسًا منذ زمن طويل -كما أسلفنا.
وأشرنا في الفصل األول الى أن المحقق أو الباحث الجنائي هو
الشخص الذي يتولى ويتكلف بالبحث وجمع الدالئل لكشف غموض
الحوادث من قبل رجال الضبط القضائي .وأضفنا بأن دور الباحث الجنائي
يتحدد بالعمل على منع الجريمة قبل وقوعها،أو إكتشافها بعد وقوعها،
وضبط مرتكبيها ،و األدوات التي إسُتعملت فيها.ومن أهم واجباته في
( مسرح الجريمة) أنه يعمل على عدم تضييع أي دليل من األدلة
الموجودة،أو العبث بها ،أو األهمال في المحافظة عليها..تالحظون أنني
- ]2[2عاطف بشير الحاج،التحقيق الجنائي بين المفهوم واإلجراء"،الحياة"5/4/2007،
كررت أكثر من مرة جملة " عدم تضييع أي دليل من األدلة الموجودة،أو
العبث بها ،أو األهمال في المحافظة عليها" ،وسنكررها الحقة ،وذلك
ألهميتها في التحري والبحث الجنائي.
التحري الجنائي
sudanpolice.gov.sd/pdf/666.doc
بأعتبار أن مهمة الشرطة في دولة القانون هي تحقيق سيادة القانون فى
ظل مفاهيم موضوعية ،ونعنى األمن والعدالة والحرية.ال سيما وأن التقنية
الحديثة اتاحت للشرطة مجاًال فسيحًا لإلستفادة منها فى التطبيق العملى،
مما يستوجب متابعة رجالها لخطى التقدم ،لإلستفادة منها فى مجال
الخبرات ،خاصة وأن مجاالت الشرطة قد تغلغلت فى كافة ميادين الحياة
[.]]4[4
إن الجريمة فى تطور سريع الخطى ،وقد استطاع المجرم أن يطوع
ويطور كل االساليب اإلجرامية لصالحه بطريقة أو باخرى.بالمقابل تتوفر
لدى رجال التحريات الجنائية وخبراؤها علوم وتكنولوجيا حديثة ،وخبرة
غنية في خدمتهم ،تؤهلهم للوصول الى الحقيقة.
يعتبر التحرى ،المنصوص عليه فى قانون اإلجراءات الجنائية ،وفى
قانون الشرطة ،في العديد من البلدان ،واجب الشرطة ،بمفهومه الواسع،
وما تقوم به هو أول مرحلة من مراحل التحرى ،ألن الشرطى تعمل ليل
نهار،وتقوم بدوريات متعاقبة تمكنها الوصول السريع لمسرح الجريمة ،و
تتلقى البالغات عن الحوادث والجرائم.وعدا هذا،في متناول رجل الشرطة،
في الوقت الحالي ،بصمة الصوت ،واإلنترنت ،والهاتف المحمول ،وأجهزة
اإلتصال المختلفة ،وهو ما يستوجب إستفادة الشرطة منها فى كشف
النقاب عن الحدث اإلجرامى .
وال تعني مهمة التحرى محضر التحرى ،واإلستجواب ،فحسب ،إنما
تعنى أيضًا جمع اإلستدالالت والمعلومات التى تكشف الجرائم بكافة الطرق
المشروعة .ولألدلة الجنائية ماهيتها ،وطبيعتها الذاتية ،فى كشف النقاب
عن الجرائم ،والوصول إلى الحقيقية .ومن هذا المنطلق فإن البحث
والتحرى فى مسرح الجريمة ،حيث يوجد الدليل االخرس الصامت الدافع
الذى يحدد طبيعة الجريمة .باإلضافة إلى كل اإلجراءات التابعة ،من قبض
وتفتيش قبل أو بعد وقوع الجريمة.
وتستلزم التحريات الجنائية وجود متحرى تتوفر فيه الدقة والسكون
الشعورى والفكر المتشعب والصمت الواعى والرؤى الثاقبة وقوة
المالحظة ،والنزاهة والحياد والتسلح التام واإللمام بالقانون .
على إن التركيز على الجانب العملى وحده ال يكفى ،وإنما البد من تكامل
النظرية والتطبيق .والنظرية هى الجهد األكاديمى الذى ينزل إلى أرض
- ]5[5محمد الحسن شريف المحامي ،المبادئ العامة للتحريات الجنائية بين النظرية والتطبيق،مصدر سابق.
- ]6[6إبراهيم صادق الجندي،الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية،أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية،مركز الدراسات
والبحوث،247،الرياض،2000 ،ص .19
والجرائم المختلفة.وكلما زاد التعاون ،وتم تبادل المعلومات،التي يتوصل
إليها كل طرف مع اآلخر ،كلما نجحوا في حل غموض الجرائم المعقدة،
والتوصل الى الحقيقة الكاملة ،وخدمة العدالة وتحقيقها.
من هنا البد فور العثور واإلبالغ عن شخص أو أشخاص مطروحين
على األرض بال حراك ،في مكان ما ،وثمة أشتباه في الوفاة ،ان تبدأ
سلسلة من اإلجراءات واإلتصاالت بجهات متعددة لغرض تحريك فرق
بحثية متخصصة ،وأخرى معاونة،الى ذلك المكان( مسرح الواقعة-
الحادث -الجريمة) لتحقيق األهداف التالية -وفقًا للدكتور إبراهيم الجندي:
-1الحفاظ على مسرح الحادث أو الجريمة ،ومنع العبث به أو العبث
بالجثة.
-2التأكد من حدوث الوفاة ،وفي حالة وجود أحياء :تقديم واجب األسعاف
األولي ،والعمل على سرعة نقلهم الى المستشفى.
-3فحص ومعاينة مسرح الحادث أو الجريمة.
-4رفع أآلثار المادية المختلفة من مسرح الحادث ومن الجثة.
-5تقدير وقت الوفاة مبدئيًا [.]]7[7
ويوضح الدكتور جالل الجابري اإلجراءات الواجب القيام بها من قبل
الباحث الجنائي حال وصوله لمكان الحادث ،بما يلي::
-1حصر مكان الجريمة والتأكد من الحراسة التامة على منافذ المكان.
-2عدم لمس أي شيء أو تحريكه قبل وصفه وتسجيله وتصويره-
بمعرفة خبير البصمات.
-3عدم السماح ألحد بالدخول أو الخروج من مكان الحادث.
-4فصل المتهم أو المشتبه بهم عن الشهود.
-5فصل الشهود عن بعضهم البعض.
-6فحص جسم المتهم ومالبسه لبحث َاثار مقاومة أو وجود أجسام
غريبة[.]]8[8
- ]8[8جالل الجابري،الطب الشرعي القضائي،المكتبة القانونية ،360،الدار الدولية ودار الثقافة،عمان،200،ص .46
-1تسجيل وقت وتأريخ تلقيه البالغ،إسم الُم بلغ ووقت عثوره على الجثة،
الطريقة التي تلقى بها البالغ(التلفون-السلكي-شخصيًا) ،عنوان مسرح
الحادث.
-2اإلنتقال السريع الى مسرح الحادث وتسجيل:تأريخ ووقت وصوله
إليه،حالة الجو(بارد-حار-ممطر)،وأي ظروف تحيط بالجثة وبمسرح
الحادث ألن هذه العوامل تؤثر في تقدير وقت حدوث الوفاة من التغيرات
الرمية.معلومات شخصية عن المجني عليه:إسمه،جنسه،عمره
التقريبي،جنسيته.تدوين أسماء الشهود ،وكل األشخاص الذين كانوا في
مسرح الحادث قبل وصوله للتحقيق معهم.
-3في حالة وجود المجني عليه حيًا وبه إصابات:يقدم له األسعافات
األولية الممكنة بسرعة-كواجب له األولوية،حتى لو تطلب األمر تغيير
بعض اآلثار المادية،ويجب في هذه الحالة إلتقاط صور للمجني عليه،أو
يحدد المكان الذي ُعثر فيه على المجني عليه برسم أو وضع عالمات
بالطباشير،وينقل فورًا الى أقرب مستشفى-إن إحتاج األمر -وبصحبته
المحقق عسى ان يسمع منه ما يفيد التحقيق.
-4في حالة وجود المجني عليه ميتًا بمسرح الحادث فان دوره ينحصر
في العمل على المحافظة على مسرح الحادث ومنع العبث به او بالجثة،
وعدم السماح ألحد بالدخول أو لمس شيئًا من محتويات المكان.
-5إستدعاء الخبراء.
-6التعاون مع الطبيب العدلي وخبير األدلة الجنائية.
-7القيام بإجراء التحقيقات والتحريات الكاملة ،بأخذ أقوال الشهود
والمرافقين والمشتبه فيهم ،ومعرفة الظروف المحيطة بالحادث،
وبالمجني عليه ،مثلَ :اخر مرة شوهد فيها المجني عليه ،وهل هناك ما
يدفعه لإلنتحار،مثًال ،أو هناك من هدده بالقتل..الخ .فالباحث الجنائي هو
الوحيد الذي له سلطة التحقيق في القضية.
-8عمل تقرير للطبيب العدلي،يتضمن ظروف الحادث ،موضحًا ما أسفر
عن التحقيق والتحري .وعليه ان يوجه ويكتب في تقريره إليه األسئلة
التي تدور بذهنه ويرجوه ان يجيب عليها.
من كل ذلك يتأكد بان للمحقق أو الباحث الجنائي دور كبير في إنجاز مهمة
التحري،وفي مهمات الطب العدلي بخاصة .وفي ظل تطور الجريمة،
وأدواتها ،وأساليبها أصبح الدور الذي يقوم به الباحث الجنائي صعبًا
ومعقدًا.ونظرًا لخطورة دوره،خاصة وان بعض المجرمين يقومون
بجرائمهم بعد تفكير وتدقيق وتخطيط ،،فالبد من توفر الصفات التالية في
الباحث الجنائي:
قوة المالحظة -قوة الذاكرة -النشاط -الصبر والمثابرة -الدقة واإلتقان
في العمل -وكتمان السر.
من جهة أخرى ،يتبين بجالء ان لمعاينة مسرح الحادث أو الجريمة من
قبل المحقق الجنائي دور كبير في الوصول الى سبب الحادث ،او الى
مقترف الجريمة.وللخبراء والفنيين،الذين يستعين بهم ،دور هام في
الوصول الى الحقيقة .في مقدمة الخبراء والفنيين:الطبيب العدلي ،وخبراء
مسرح الحادث -كخبير التصوير الجنائي،وخبير األدلة الجنائية ،وخبير
البصمات ،وخبير األسلحة والمتفجرات ،وخبير الحرائق ،وضابط اإلحراز/
التحريز،وخبراء المختبر الجنائي،وخبراء معامل الكيمياء الطبية العدلية،
وخبراء التزييف والتزوير .سيأتي دور كل واحد منهم فيما بعد..
أثبت الواقع بما اليقبل الشك ،ان الباحث الجنائي ،مهما بلغت كفاءته في
العمل ،ال يمكن أن يعمل بذاته ولوحده ،وإنما البد من اإلستعانة بأشخاص
َاخرين يعاونونه في أداء عمله .وعدا الخبراء والفنيين ،ثمة مساعدين
مهمين أيضًا للتحري والبحث الجنائي وإنجاز مهمة المحقق /الباحث
الجنائي .ومن هؤالء :الجمهور ،المرشدون ،الشرطة السرية،القوات
النظامية ،الصحافة.
أوًال-الجمهور:بدون معرفة الجمهور يضيع جزء كبير من العمل
ويذهب سدى.فمن الجمهور يكون الشهود ،والمجني عليه .وللمرشدين
إنطالقًا من مسرح الجريمة يتم التحري واقتفاء األثر .واقتفاء األثر يعنى
إقتفاء أي أثٍر ،مهما كان بسيطًا من اآلثار التي تربط المشتبه به بالجريمة
وبموقعها .وغالبا يكون اإلقتفاء متوقًفا على نوع الدليل و قوته .وقد
يعتمد ،أحيانًا ،على الخبرة ،والقوانين المعترف بها .وكما أسلفنا في
الفصل األول ،فان الباحث الذي يقوم بإقتفاء األثر يقوم بمطابقة الصفات
الشخصية المميزة لشخص ما ،مثل بصمات األصابع ،و األدوات
المستخدمة ،وعالمات العنف،وغيرها،مستخدمًا نقاط التشابه في الربط
بين األدلة .
الفصل الثالث
علم اإلجرام
علم النفس
- ]13[13محمد رياض الخاني ،مبادئ علمي اإلجرام والعقاب،مطبوعات جامعة دمشق .1983-1982
العضوية والنفسية،وخالل سعيه تعترضه عوائق مادية وإجتماعية.ويهتم
علم النفس بدراسة الظواهر النفسية بناحيتيها الداخلية -الذاتية،
والخارجية –الموضوعية ،مندمجة في وحدة متكاملة ،وهي عدة اإلنسان،
وأداته في التكيف مع بيئة .
وبما ان علم النفس هو الدارسة العلمية للسلوك،فأنه ،من هذا المنطلق
يصف السلوك ،كما يحاول تفسير وتوضيح أسباب السلوك( لماذا
يحدث ؟ ).من هنا،فأن موضوع علم النفس هو اإلنسان ،من حيث هو
كائن حي يرغب ،ويحس ،ويدرك ،وينفعل ،ويتذكر ،ويتعلم ،ويتخيل،
ويفكر ،ويصبر ،وهو في كل ذلك يتأثر بالمجتمع الذي يعيش فيه.وعلم
النفس هو ذلك العلم الذي يحاول الكشف عن القوانين والمبادئ التي تفسر
العالقات الوظيفية القائمة بين العوامل المتفاعلة والمتدخلة في أي موقف
سلوكي .وهو في ذلك يهدف إلى فهم السلوك والتحكم فيه والتنبؤ به.
وكذلك تطبيق المعرفة السيكلوجية على المشكالت اإلنسانية لمحاولة
حلها..
خالصة القول :علم النفس هو الدراسة العلمية للسلوك والعقل والتفكير
والشخصية .ويمكن تعريفه بأنه الدراسة العلمية لسلوك الكائنات الحية،
وخصوصا اإلنسان ،وذلك بهدف التوصل إلى فهم هذا السلوك وتفسيره
والتنبؤ به والتحكم فيه.وُيعرُف أيضًا بأنه الدراسة العلمية للسلوك
اإلنساني ولتوافقه مع البيئة.
ويدرس علم النفس –كما أسلفنا -السلوك اإلنساني .والسلوك يتكون
من :مثير واستجابة.والمثير أو المنبه هو أي عامل خارجي ،أو داخلي
يثير نشاط الكائن الحي ،أو نشاط عضو من أعضائه ،أو يغيره أو يكفه .
والمنبهات الخارجية تنقسم الى :منبهات فيزيائية – اجتماعية .أما
المنبهات الداخلية ،فتنقسم الى :فسيولوجية – نفسية .
ويسمى مجموع المثيرات :موقف .
أما االستجابة فهي كل نشاط يثيره منبه أو مثير( أنواع االستجابات:
حركية – لفظية – فسيولوجية – انفعالية – معرفية – الكف عن النشاط) .
السلوك :يكون في الغالب مجموعة من االستجابات.
ويدرس علم النفس ثالثة أوجه من النشاط :
– 1السلوك الحركي واللفظي
– 2النشاط العقلي
– 3النشاط الوجداني
السلوك أداة تكيف مع البيئة
أسلفنا بأن علم النفس هو الدراسة العلمية للسلوك اإلنساني ولتوافقه مع
البيئة.والمقصود بالبيئة مجموعة العوامل الخارجية– خارج وحدات
الوراثة – التي تؤثر في الكائن الحي ،نموه ،ونشاطه ،منذ تكوينه حتى
نهاية حياته .وتكون إما مادية أو بيولوجية أو اجتماعية .البيئة الواقعية
(المحيط) هي كل ما يحيط بالفرد من عوامل مادية واجتماعية ،سواء
أثرت في الفرد أم لم تؤثر فيه.والبيئة النفسية (المجال) هي البيئة كما
يدركها الفرد ويتأثر بها .وهي التي يهتم علم النفس بدراستها .
التكيف :التكيف عند علماء النفس هو محاولة الفرد إحداث نوع من
التواؤم بينه وبين البيئة المادية أو االجتماعية إما عن طريق االمتثال
للبيئة أو التحكم فيها أو إيجاد حل وسط بينه وبينها .
التوافق فكرة أساسية في علم النفس :إذا نجح اإلنسان في التكيف مع
بيئته المادية واالجتماعية سمي (متوافق) ،وإذا لم ينجح كان (غير
متوافق ) وقد يكون عدم التوافق سوء توافق اجتماعي أو سوء توافق
مهني أو تعليمي ..
-4التفسير الحضاري
يعزي أسباب الجريمة الى صراع حضاري ،كذلك فان طرق ارتكاب
الجرائم تتناسب ونوع الحضارة القائمة بحيث نجد ان المجرمين غالبًا ما
ينتمون لطبقة معينة في المجتمع.
تصنيف المجرمين
تساعد دراسة علم النفس على فهم الشخصية األنسانية والسلوك الناتج
عنها.كذلك الدوافع والمكونات المختلفة ،وكذلك المؤثرات الذاتية
الموضوعية التي أنتجت مثل هذا السلوك.فإذا قام التحري على أساس
علمي مدروس ،وعلى الفهم السليم لشخصية األنسان،وكذلك إستجاباته
المختلفة تبعًا لتكوينه وتبعًا للمواقف والظروف التي مرت بها ،فان هذا
يساعد رجال الشرطة على سهولة كشف مالبسات الجريمة ومعرفة
أبعادها.لذلك البد ان يكون التحري قائمًا على األسس العلمية التالية:
-1تأريخ حياة األشخاص:نبذة مختصرة عن طرق تعاملهم مع أفراد
أسرهم وأزواجهم وجيرانهم ،كذلك زمالء العمل.
-2تحيد إتجاهات التعامل من حيث السلب او اليجاب مع كل من سبق.
-3تحديد أنماط سلوكهم:هل هو عدواني أم مسالم أم يقوم على الغش،
المراوغة،الصدق،التعاون ،وغيره.
-4الحالة النفسية والمستوى العقلي:من وجهة نظر الناس الذين
يتعاملون معهم.كذلك معرفة األمراض العقلية وحاالت الشذوذ ان
وجدت لديهم.
-5العالقة بالجنس اآلخر:هل هي عادية أم منحرفة وغير مشروعة.
-6األهتمامات والميول:والكيفية التي يمارسونها بها.
-7أوقات الفراغ وكيف يقضونها.
-8نوع صداقاتهم.
-9السمعة العامة وسط زمالء العمل.
وهذه المعلومات يجب على ضابط المباحث جمعها دون تحيز ،مع مراعاة
التضليل في هذه التحريات او الدوافع الكيدية ،فان مثل ذلك يساعد المحقق
في إجراء تحقيق عادل ونزيه وبأسلوب علمي وحضاري[.]]16[16
مهمة الطبيب النفسي
يشير الدكتور يوسف التيجاني إلى بعض العوامل التي يجب أن تؤخذ بعين
االعتبار من قبل الطبيب النفسي عند تقييمه لحالة المتهم العقلية:
-1أوال وقبل كل شيء يجب أن يكون هناك تشخيص لمرض عقلي .فبدون
وجوده ال معنى لكل ما يقال بعد ذلك.
-2التأكد من وجود المرض العقلي خالل وقوع الجريمة .والحصول على
معلومات عن الضالالت واألوهام والهلوسة واضطرابات المزاج ،أثناء
الفحص النفسي وخالل وقوع الجريمة.
-3وجود غاية أو دافع معقول للجريمة ،مثل دافع مادي أو انتقام أو
شهوة جنسية .وعدم وجود غاية أو دافع للجريمة يرجح كفة المرض
العقلي كمحرك أساسي للجريمة.
-4إن كان هناك تخطيط وإجراءات تحضير للجريمة قبل وقوعها ،فإن ذلك
قد يدل على عدم احتمال المرض العقلي كسبب للجريمة.
ولكن يجب أن نكون على حذر من هذا االستنتاج ألنه في كثير من
األحيان يكون باستطاعة المريض النفسي أن يخطط للجريمة ،ويحضر لها
مع عدم قدرته على معرفة أن ما يفعله خطأ .أي قد يكون في إمكان
- ]17[17القانون و الطب النفسي الشرعي (( )2المرض العقلي) ،إعداد :د .يوسف التيجاني ،شبكة العلوم النفسية العربية،
مجلة "الطب النفسي" -أبو ظبي،العدد السابع،مارس 1999
المريض أن يخطط لجريمة معقدة ،وهو ال يزال تحت تأثير أوهام
وهالوس مرضية.
-5التحري عن دالئل على اعتالالت مرضية نفسية قبل أيام من وقوع
الحادث.
-6تفهم مفصل عن كيفية تسلسل أفكار المتهم ونوعيتها وسلوكه قبل
الجريمة وأثناءها وبعدها.
-7دالئل على وجود أي نوع من أنواع السلوك المضطرب غير المألوف.
-8هل كانت هناك محاوالت للهرب أو إخفاء معالم الجريمة؟
القيام بمثل هذه األعمال تدل على أن المتهم يعلم أن ما يفعله خطأ
يعاقب عليه القانون.
-9التحري عن السوابق اإلجرامية للمتهم.
-10التحري عن تاريخ المتهم الطبي النفسي ،ومراجعة ملفاته الطبية
السابقة.
-11إن وجد للمتهم تاريخ طبي ،هل كانت األوهام والهالوس من نفس
النوع والمحتوى كما هي موجودة عند المتهم حاليا أو أثناء حدوث
الجريمة؟
-12اختبار مقدرة المتهم على التراجع و مسك النفس ساعة وقوع
الجريمة
-13وأخيرا وهي أهم نقطة في موضوع بحثنا ،هل كانت عدم مقدرة
المتهم على تقدير عمله كصحيح أم خطأ ؟ و هل كان عجزه عن التراجع
بسبب مرضه العقلي ؟.]]18[18[...
الفصل الرابع
الطب العدلي
من هنا ،فإن الطب العدلي ُيعرُف بأنه تطبيق كافة المعارف والخبرات
2[21
الطبية لحل القضايا التي تنظر أمام القضاء بغرض تحقيق العدالة [
.]]1والطبيب العدلي:هو الطبيب المختص الذي يستعان بمعلوماته وخبرته
الطبية العدلية لخدمة العدالة عن طريق كشف غموض الجانب الطبي من
القضايا المختلفة،التي ُتعرض عليه من قبل القضاء.وُيعتبر شاهدًا فنيًا
محايدًا أمام الهيئة القضائية ،التي قامت بإستدعائه.وفي هذه الحالة،على
الطبيب العدلي -من وجهة نظر الدكتور إبراهيم صادق الجندي -من
أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية -ان يضع في إعتباره أنه ال يعمل
لحساب أي جهة ضمانًا للحيدة ،وتحقيقًا للعدالة.أما مسألة تبعيته لجهة
معينة-وزارة الصحة مثًال -فهي إدارية وليست تبعية فنية ،وال تغير من
وضعه كشاهد ،خصوصًا وأنه في بعض البلدان يتبع وزارة العدل ،وفي
بلدان أخرى يتبع وزارة الصحة ،وفي بلدان أخرى يتبع وزارة الداخلية،
وفي بلدان أخرى يتبع الجامعة أو وزارة التعليم العالي.
- ]20[20مجموعة من كبار األطباء والكيميائيين الشرعيين،الطب الشرعي بين األدعاء والدفاع،القاهرة.1992 ،
. - ]21[21إبراهيم صادق الجندي،الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية،مصدر سابق ،ص .7
علمًا بأن الطبيب العدلي يختص،في دول ،بفحص األحياء والوفيات في
القضايا الطبية القضائية (مع وجود مؤسسات تقوم بفحص األحياء).وفي
دول أخرى ،يقتصر عمل الطبيب العدلي على فحص وتشريح الجثث فقط
لمعرفة سبب الوفاة في القضايا الطبية القضائية.
من جهة ثانية،وتحقيقًا للعدالة ،لم تحرم جهات التقاضي في بعض
البلدان،المتهمين في القضايا المختلفة من حق اإلستعانة بالخبرة الفنية
الطبية العدلية لدعم دفوعاتهم،حيث يوجد ،في تلك البلدان ،خبراء في
الطب العدلي يعملون خارج وزارة العدل،ضمانًا للحيدة.وفي حالة تعارض
َاراء الطبيب العدلي -الممثل للقضاء ،والخبير -الممثل للدفاع ،دون قناعة
الهيئة القضائية بأي من الرأيين ،فان المحكمة تحتكم الى رأي إستشاري
َاخر ،من شخص أو أكثر ممن تتوفر لديهم الخبرة ،من أساتذة الطب
العدلي بالجامعات ،أو من قدامى األطباء العدليين ،ممن هم خارج
الخدمة.كما تسمح بعض البلدان بتشكيل لجنة للنظر في مثل هذه
القضايا،أو في حالة عدم قناهة الجهات القضائية،أو األهل،بما جاء في
تقرير الطبيب العدلي التابع لوزارة الصحة[.]]22[22
. - ]22[22إبراهيم صادق الجندي،الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية،مصدر سابق ،ص .9-8
- ]23[23علي سلمان البيضاني ،وسائل الطب العدلي ..في اكتشاف غموض الجرائم "،الصباح"4/9/2008،
- ]24[24تشريح واقع الطب الشرعي في الجزائر ،من إعداد السيد /بن مختار أحمد عبد اللطيف-نائب عام مساعد ،أشغال
الملتقـى الوطنـي حـول الطـب الشرعـي القضائـي -الواقع واآلفاق -يومي 25و 26ماي ،2005الديوان الوطني لألشغال
التربوية،وزارة العدل الجزائرية2006 ،
الجرائم الجنسية وسنتناول فيما يلي هذه المواضيع بشيء من
التفصيل[.]]25[25
واليوم ،فإن الطب العدلي ،بصفته مساعدا للقضاءُ،يعتبر ركيزة أساسية
في دولة القانون من خالل مساعدة العدالة في التحريات الجنائية،
والجنحية ،ومختلف الخبرات الطبية ،سواء المدنية أو الجزائية .ويؤكد
الدكتور عصام خليل الخوري -من الطبابة الشرعية بدمشق -بان الطب
العدلي يلعب دورًا محوريًا في عملية التقاضي ،وتتركز مهامه في تحديد
وتشخيص نوع االعتداءات التي تقع على الضحايا ،بحيث يجزم في أسباب
اإلصابة ونوعها وطريقتها ووقتها وما إلى هناك من ظروف تحيط بتنفيذ
الفعل الجرمي ،وهو ما يسهل من مهام القاضي في إصدار الحكم العادل.
ومن رأي الخوري يجب ان ُيحال أي موضوع طبي ،أو إيذاء جسدي
يعرض على الشرطة أو السلطات القضائية ،بدءًا باإليذاء البسيط وانتهاءًا
بالوفاة ،إلى الطبابة العدلية ..أي شخص يأتي إلى الشرطة ويقول بأنه
تعرض للضرب أو اإلعتداء ،كما يحدث في حاالت الشجار ،وكذلك في
حوادث السير ،وإصابات العمل ،واالعتداءات الجنسية على األطفال
والنساء ،تحول إلى الطبيب العدلي .وال يتعين معاينة الطبيب العدلي
للشخص إال إذا اشتكى إلى قسم الشرطة أو للنيابة العامة ،وتقوم هذه
الجهات بتحويله بموجب إحالة رسمية ،فيقوم الطبيب العدلي بالتأكد من
هويته الرسمية ،ومن ثم تقدير اإلصابات التي تعرض لها إذا يستطيع
تقديرها []]26[26
وال تقتصر مهمة الطبيب العدلي،طبعًا ،على تقدير األصابات ،وإنما
مهماته أكثر وأكبر ،لخدمة العدالة ،ومنها :التعرف على الفاعل والمجرم
الحقيقي في قضايا كثيرة جدًا ،خصوصًا وأنه مع تطور العلم والتكنولوجيا
تطورت الجريمة وأدواتها وأساليبها.وسهلت عملية الهرب من مسرح
الجريمة بحكم الوسائل اإلجرامية المتبعة.كما ان النمو السكاني
والديمغرافي ساعد المجرمين على اإلختفاء بين ماليين البشر.لكل ذلك
إتجهت البحوث الجنائية الحدييثة الى إعتماد وسائل أخرى ،غير القسوة
- ]25[25الطب الشرعي واألدلة الجنائية،من إعداد القاضيين :تلماتين ناصر و بن سالم عبد الرزاق،أشغال الملتقـى الوطنـي
حـول الطـب الشرعـي القضائـ -الواقع واآلفاق 25-و 26ماي ،2005الديوان الوطني لألشغال التربوية ،وزارة العدل
الجزائرية2006 ،
http://www.mjustice.dz/seminaire_medecine_leg/med_ar/com_preuve_03.htm
- ]26[26الطبيب الشرعي عصام خوري في حوار مع مجلة" الثرى " السورية ،حاوره يحيى األوس" ،الثرى"
http://www.thara-sy.com/Arabic/Figure/Fig17.htm
والعنف من أجل الوصول الى الحقيقة،عبر إثبات الجريمة ،من خالل
دراسة اآلثار المادية التي يتركها الجناة بمسرح الجريمة ،بالكشف عن
طبيعتها ،وَنسِبها الى صاحبها الحقيقي.
من هنا،إعتبار الطب العدلي أحد الطرق العلمية التي تقود المحقق إلى
كشف غوامض الجريمة والتعرف على الحقائق وجمع األدلة والقرائن
التي تساعده على كشف مرتكبي الجرائم وتقديمهم للمحاكمة-كما
أسلفنا.ومع تطور الجريمة أصبح اللجوء إلى الوسائل العلمية إلستخراج
األدلة والقرائن التي ال تقبل الدحض ومواجهة المجرمين بها ،أمرا
ضروريًا ،بل حتميًا.
وفي هذا المضمار،يقول النائب العام المساعد بن مختار أحمد عبد
اللطيف :إن زمن "اإلعتراف سيد األدلة" قد ولى ،وحل محله الدليل
العلمي ،الذي ُيكون القاضي على أساسه قناعته.وبصيف :إن اإلعتماد
على إستخراج األدلة والقرائن بالوسائل العلمية ،كالطب العدلي مثًال،
].]27[27
ُيضيُق من هامش الخطأ ،وبذلك يكون حكم العدالة صائبًا ومقنعًا[
ويؤكد د .ابراهيم صادق الجندي:إن الطبيب العدلي يبني معطياته على
الحقائق العلمية والمثبتة ،بما ال يقابلها شك .ولكن هناك أمر غاية في
األهمية في األعمال اإلجرامية ،فالمجرم يسعى دائما وجاهدا على إخفاء
معالم الجريمة ،لذا فإن الطبيب العدلي يكشف الكثير من الغموض ،ولكنه
أيضا يحتاج إلى ذكاء شديد ،ومالحظات نابهة ،يستطيع بها ربط األطراف
والخيوط المتفرقة ،لينسج منها تصورا كامال للجريمة أو الواقعة أو
الحدث[.]]28[28
حيال هذا،تقوم العديد من أجهزة األمن،في الوقت الحاضر ،بإنشاء
مختبرات خاصة بالطب العدلي لتحليل األدلة .وأكبر هذه المختبرات يديرها
المكتب الفيدرالي األمريكي للتحقيقات . FBIويقدم العلماء العدليون
شهادات مختصة أمام المحكمة .ففي قضايا الوفاة،مثًال ،يقوم أخصائي علم
األمراض بالشهادة .أما في الحرائق ،أو االنفجارات ،فيقوم المهندسون
المختصون بالشهادة ..
خالصة القول :ان الطب العدلي هو تخصص طبي ُيسّخ ر العلوم الطبّية
لخدمة العدالة ،إّم ا عن طريق إظهار أو إكتشاف الدليل المادي في جرائم
القتل واإليذاء والجرائم الجنسّية ،وغيرها ،عندما يتعلق الدليل بجسم
- ]27[27تشريح واقع الطب الشرعي في الجزائر ،من إعداد السيد /بن مختار أحمد عبد اللطيف -مصدر سابق.
. - ]28[28إبراهيم صادق الجندي،الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية،مصدر سابق ،ص .8
اإلنسان وإفرازاته ،أو عن طريق إثبات أو نفي صحة إدعاء في قضّية
معّينة عندما يرتبط اإلدعاء المزعوم بأمور طبّية أو صحّية -يوضح د.
فوزي بن عمران -كبير أطباء عدليين.
يؤكد المحامي علي سلمان البيضاني ،بأن علم الطب العدلي يساهم في
الكشف عن الجرائم عندما يعجز التحقيق عن الكشف عن مالبساتها
ومرتكبيها واحالتها الى الحفظ [ .]]29[29وفي هذا المضمار،يلعب الطب
العدلي دورًا كبيرًا في التحقيق والتحري وفي إقامة الدليل،الذي يكتسي في
المادة الجزائية طابعا في منتهى األهمية ،ذلك أنه يتوقف عليه إدانة
المتهم أو تبرئته.
من المعروف إن مهمة جمع األدلة وتمحيصها هي من اختصاص
الشرطة القضائية ،وجهات التحقيق القضائي ( قاضي التحقيق ،غرفة
االتهام ،جهات الحكم بمناسبة التحقيق التكميلي ) .بيد ان الطب العدلي
يقدم الكثير في هذا المجال،على مستوى تحقيقات الشرطة القضائية
والتحقيق القضائي ،والمحاكمة.من هذا المنطلق،إهتم القاضيان :تلماتين
ناصر و بن سالم عبد الرزاق بما يقدمه علم الطب العدلي في كل مرحلة
من المراحل المذكورة ،وكذا القيمة القانونية لما يقدمه .وسلط القاضيان
الضوء على تحديد ماهية الدليل الطبي العدلي في القانون
الجزائري،مشيرين الى ان المشرع الجزائري لم يورد حصرًا ألدلة اإلثبات
في المادة الجزائية عموما ،غير أنه أورد أحكاما تخص صدقية الدليل
Loyalty of proofوتتعلق بتنظيم أساليب إقامة الدليل الطبي العدلي
لحماية حقوق المجتمع والفرد من التجاوزات في البحث عن هذا الدليل.
وتجدر اإلشارة في هذا المقام إلى عدم نص المشرع الجزائري على آليات
- ]29[29علي سلمان البيضاني ،وسائل الطب العدلي ..في اكتشاف غموض الجرائم "،الصباح"4/9/2008،
إللزام األطراف بالخضوع إلى أخذ عينات طبية عدلية ال سيما العينات
الجينية .The genetic samples
ويمكن القول بأن قانون اإلجراءات الجزائية نظم بالتفصيل أحكام
الخبرة،مشيرًا ،بصفة مباشرة أو غير مباشرة ،إلى التقارير الطبية
العدلية ،ال سيما تقرير تشريح الجثة ،وتقارير المعاينات المادية ،إضافة
إلى الشهادات الطبية الوصفية ،وتلك المتعلقة بتحديد مدة العجز عن
العمل ،الذي أشار إليها قانون العقوبات[.]]30[30
- ]30[30عرض حول الطب الشرعي واألدلة الجنائية،من إعداد القاضيين :تلماتين ناصر و بن سالم عبد الرزاق ،أشغال
الملتقـى الوطنـي حـول الطـب الشرعـي القضائـي -الواقع واآلفاق -يومي 25و 26ماي ،2005الديوان الوطني لألشغال
التربوية،،وزارة العدل الجزائرية2006 ،
الوفاة Manner of Deathمن حيث كونها وفاة طبيعية او غير
طبيعية( جنائية،إنتحارية ،عرضية).
وُيمثًل هذا القسم نظام محقق الوفيات Fiscal Procurator
Systemفي بعض البلدان ،وأيضًا نظام الفاحص الطبي Medical
Examiner Systemفي بلدان أخرى.
وتتعامل مع الطبيب العدلي في قضايا الوفيات :مختبرات/معامل
الباثولوجيا الطبية العدلية.
أما حاالت الوفاة ،التي يجب على المحقق الجنائي إرسالها الى الطب
العدلي الباثولوجي ،فهي كل الوفيات ذات األسباب غير الطبيعية،أو عندما
يكون سبب الوفاة غير معروف ،مثل:
-1الوفيات بسبب العنف :الحوادث المشتبه في جنائيتها،كاإلنتحار أو
القتل ،سواء حدثت الفواة مباشرة -نتيجة األصابة ،أو غير مباشرة -بعد
إنقضاء أسابيع وحتى شهور.
-2الوفيات الناشئة عن التسمم أو المخدرات أو الكحوليات.
-3الوفيات المثيرة للشك والريبة.
-4الوفيات بسبب الممارسة الطبية ،مثل الوفاة بعد اإلجهاض،أو أثناء
العمليات الجراحية،أو أثناء التخدير..الخ.
-5الوفيات الفجائية.
-6الوفيات في السجون أو أثناء التوقيف من قبل الشرطة.
-7وفيات في أشخاص ليسوا تحت رعاية طبية.
-8الوفيات نتيجة أسباب غير معروفة أو وفيات غير مفسرة.
ثمة مجاالت أخرى للطب العدلي،يعددها النائب العام محمد لعزيزي ،وهي:
-1الطب العدلي اإلجتماعيSocial Forensic Medicine :
يهتم بالعالقة ما بين الطب العدلي والقوانين اإلجتماعية (طب العمل،
الضمان اإلجتماعي…).
- ]31[31د.إبراهيم صادق الجندي،الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية،مصدر سابق ،ص ..11 -9
-2الطب العدلي الوظيفي :بمفهوم الوظيفة ،ويهتم بالعالقة ما بين الطبيب
العدلي والوظيفة (تنظيم الوظيفة – الممارسة غير الشرعية للوظيفة –
أخالقيات المهنة…)
-3الطب العدلي القضائي :والذي يهتم بالعالقة ما بين الطب العدلي
والقضاء ،والذي نركز عليه هنا
في هذه المادة"-الطب العدلي" ،ويتفرع منه ما يلي:
* الطب العدلي العام :يهتم بدراسة الجاني.
* الطب العدلي الخاص بالصدمات والكدمات والرضوض :يقوم بدراسة
(الجروح – الحروق-
اإلختناق……)
* الطب العدلي الجنسي :ويهتم بدراسة (اإلغتصاب – هتك العرض –
األفعال المخلة بالحياء –
اإلجهاض – قتل األطفال حديثي العهد بالوالدة………)
* الطب العدلي الخاص :يهتم بدراسة الجثة وعالمات الموت..
* الطب العدلي الجنائي :والذي يهتم بدراسة وتشخيص اآلثار التي
يتركها الجاني في مسرح
الجريمة.
* الطب العدلي الذي يتولى دراسات التسميمات/السموم.
* الطب العدلي العقلي :الذي يهتم بدراسة مفهوم المسؤولية الجزائية
(موضوع يدرس الركن
]32[32
]. المعنوي للجريمة)[
- ]32[32الطب الشرعي ودوره في إصالح العدالة،مداخلة من إلقاء السيد :محمد لعزيزي ،النائب العام لدى مجلس
قضاء بجاية،أشغال الملتقـى الوطنـي حـول الطـب الشرعـي القضائـ -الواقع واآلفاق 25-و 26ماي ،2005الديوان
الوطني لألشغال التربوية ،وزارة العدل الجزائرية 2006 ،
في الكشوفات الطبية (أثناء التحقيق اإلبتدائي) يقوم الطبيب العدلي بما
يلي :
-1إجراء الفحوصات الطبية على المصابين في القضايا الجنحية
والجنائية ،وبيان اإلصابة وصفتها وسببها وتاريخ حدوثها ،واآللة أو
الشيء الذي إستعمل في إحداثها ومدى العاهة المستديمة التي نتجت عن
هذا اإلعتداء .وبذلك فإن الطبيب العدلي ملزم بالقيام بهذه الفحوصات،
والتحلي بالصدق واألمانة ،وبتحرير شهادة طبية تثبت الفحص الطبي
الذي قام به على الشخص المعني.
-2تشريح جثث المتوفين في القضايا الجنائية ،وفي حاالت اإلشتباه في
سبب الوفاة ،وكيفية حدوثها ،ومدى عالقة الوفاة باإلصابات التي توجد
بالجثة.وكذلك عند إستخراج جثث المتوفين المشتبه في وفاتهم.
-3إبداء اآلراء الفنية التي تتعلق بتكييف الحوادث واألخطاء التي تقع
بالمستشفيات وتقرير مسؤولية األطباء المعالجين.
-4تقدير السن في األحوال التي يتطلبها القانون أو تقتضيها مصلحة
التحقيق والمثال على ذلك تقدير سن المتهمين األحداث أو المجني عليهم
في قضايا الجرائم األخالقية أو المتزوجين قبل بلوغ السن المحددة من
أجل إبرام عقد الزواج في الحاالت التي يكون شك في تزوير وثائق أو عدم
وجودها أصال.
-5فحص المضبوطات.
-6فحص الدم وفصائله والمواد المنوية ومقارنة الشعر وفحص العينات
المأخوذة من الجثث لمعرفة األمراض ،وفحص مخلفات اإلجهاض[.]]33[33
أشرنا أكثر من مرة الى الرابطة الوثيقة بين المحقق /الباحث الجنائي
والطبيب العدلي ،وسائر الخبراء والفنيين،الذين يتعاونون معه مهنيًا -كل
حسب إختصاصه ووفقًا لنوع الجريمة أو الحادث.
ما يتعلق بالطبيب العدلي،وفي ضوء العالقة بين األثنين،يتعين ان يقوم
بما يلي:
- ]33[33الطب الشرعي والمحاكمة العادلة ،من إعداد السيد /يوسف قادري -عميد قضاة التحقيق بمحكمة البليدة ،أشغال
الملتقـى الوطنـي حـول الطـب الشرعـي القضائـي -الواقع واآلفاق -يومي 25و 26ماي ،2005الديوان الوطني لألشغال
التربوية ،وزارة العدل الجزائرية 2006 ،
-1اإلطالع على ظروف القضية( الواقعة) :أي اإلطالع على مذكرة
الشرطة ،وتقرير المحقق الجنائي،وعلى التقارير الصادرة من المستشفى،
والصور الشعاعية ،والتحاليل المخبرية ،مع إستعراض كامل لحالة
المتوفي،شامًال :الجنس،العمر ،الجنسية ،وغير ذلك.
-2التعاون مع المحقق الجنائي ،وخبير األدلة الجنائية ،في فحص
ومعاينة المكان ،الذي وجدت فيه الجثة (مسرح الحادث او الجريمة).
-3فحص وتشريح الجثة ،وأخذ العينات الالزمة ،وإرسالها الى
مختبرات/معامل الباثولوجيا الطبية العدلية.
-4كتابة التقرير النهائي -بعد ورود كافة النتائج( نتائج المختبرات
والمعامل الطبية والجنائية)-وإرساله الى سلطة التحقيق ،ومن ثم
للقاضي،الذي يساعده في إصدار حكمه العادل.
وهكذا،وكخالصة لما ورد،نكرر بإن الطب العدلي ال يقوم فقط على تنظيم
التقارير الطبية أو تشريح الجثث،وإنما هو علم بذاته ،له األهمية التي
للعلوم الطبية ،وعليه ،كهذه العلوم ،أن يواكب التطورات الحديثة
والمتسارعة ،والنظريات المتقدمة ،في التشخيص والتحليل .وعدا
هذا،يتميز الطب العدلي عن الفروع الطبية األخرى بوظيفته األساسية
الهادفة في أكثر األحيان لخدمة العدالة والقانون .وفي ذلك ما يزيد من
سمو مهمة الطبيب العدلي ومسؤوليته.
وإذا كانت فروع هذا الطب متنوعة فإن من أهمها ما يتعلق بموضوع
األسلحة النارية وجروحها ،نظرًا لما يحتاجه هذا األمر من تقنية مضافة
لدى الطبيب العدلي ،وإلمام متزايد يواكب تطور هذه األسلحة ،وتجدد
أنواعها ،مما من شأنه أن يعزز دوره في كشف األلغاز لكثير من الجرائم
التي أصبح استعمال األسلحة النارية رائجًا فيها.وبذلك يساهم الطبيب
العدلي في إظهار الحقيقة عن طريق المساعدة على التعرف على مطلق
النار ،والمساهمين في الجرم ،وما إذا كان في األمر قتل أو انتحار،
باإلضافة إلى تحديد الظروف المادية األخرى التي رافقت تنفيذ
الجرم..سنأتي على ذلك..
وبعد هذا ،يتعين عدم نسيان مايلي :بقدر ما يكون الطبيب العدلي مدركًا
لمكامن هذا العلم ،وملمًا بخفاياه ،بقدر ما يكون فاعًال في تحقيق عدالة
أفضل،حيث ال ُيبرأ جاني ،وال ُيظلم برئ.
الفصل الخامس
لقد أصبح للقضاء النزيه والعادل منزلة رفيعة كمالذ لطالب العدالة
واإلنصاف ،يدرأ عنه ظلم الظالم ويفصل في المنازعات والخصومات ،
ويعطي كل ذي حق حقه ،من خالل ما أنيط بالقضاة من واجب الفصل في
هذه الخصومات .ولما كان ذلك ومن واجب القاضي ،فقد طرَح نفسُه على
مر العصور التساؤل التالي:
ماذا يفعل القاضي إذا ما عرضت عليه مسائل علمية أو فنية ال يمكنه
اإلحاطة بها ؟ خصوصًا وعصرنا الحاضر يشهد تطورًا علميًا وتقنيًا
مضطردًا في كافة مناحي الحياة ،وقد انتهى زمن اإلنسان الموسوعي،أي
العالم الذي يلم بالعلوم الرياضية ،والطبيعية ،وفي الفلك ،والطب،
وغيرها ،وإنما أصبح المرء ،مهما أوتى من العلم والثقافة ،غير قادر على
متابعة ما يستجد في جوانب متخصصة من فروع هذه العلوم المختلفة..
فكيف بنا ونحن نطلب ذلك من القاضي ،رغم ما يستوجبه عمله من إحاطة
بالعلوم والثقافة ،عدا اإللمام الشامل بالقانون ؟
في هذا الصدد يقول أحد شّر اح القانون":ال يشترط في القاضي أن
يكوَن دائرة معارف ،ملمًا بدقائق كل علم وفن .وإذا كان من واجبه أن
يكون ذا اطالع واسع ،حتى يمحص األشياء ،ويزن األمور بموازينها
الصحيحة ،فإن الواجب يقتضي أن نقرر بأن القاضي هو صاحب
اختصاص قانوني صرف ،أعظم جهوده في دراسة القانون" ..
إذن فماذا يفعل القاضي إزاء المسائل غير القانونية التي ال يستطيع
اإللمام بها ؟
أعتقد أن ما ذكرناه بشأن العالقة بين القضاء والطب العدلي يتيح لكم
معرفة الجواب ،وهو ان القاضي إذا وجد نفسه أمام جريمة يستدعي
اكتشافها معرفة خاصة،غير القانون وعلم اإلجرام ،فمن واجبه أن يستعين
بأرباب االختصاص والمعرفة وذوي الخبرة اآلخرين الستجالء غوامضها.
- ]34[34عرض حول الطب الشرعي واألدلة الجنائية،من إعداد القاضيين :تلماتين ناصر و بن سالم عبد الرزاق ،أشغال
الملتقـى الوطنـي حـول الطـب الشرعـي القضائـي -الواقع واآلفاق،2005 -مصدر سابق.
وباإلضافة إلى ما سبق فإن تقدير القوة الثبوتية للدليل تترك في هذه
المرحلة وكذا في مرحلة المحاكمة -كما سنرى -إلى قناعة القاضي ،وهو
ما كرسته المادة 212من قانون اإلجراءات الجزائية ،والتي تساوي بين
الدليل الطبي العدلي والدليل العلمي بصفة عامة ،وبين باقي األدلة من
شهادة شهود ،واعتراف وغيرها (عدم تدرج القوة الثبوتية للدليل).
وهنا يجب -حسب رأي القاضيان ناصر و عبد الرزاق -التفكير في
إمكانية إعطاء قوة ثبوتية أقوى للدليل العلمي خاصة لما يتميز به من
موضوعية ودقة ،دون إهمال بأن الحقائق التي توضع في متناول القاضي
باستعمال التقنيات العلمية قد تؤدي أحيانا إلى المساس باقتناعه الشخصي
يفرض عليه معطيات علمية غير قابلة للتشكيك فيها ،وهو ما قد يؤثر
سلبا على مجريات التحقيق القضائي ،إذا سلمنا بإمكانية تزييف الدليل
العلمي أو خطئه من جهة ،وبنسبيته في اإلجابة عن بعض التساؤالت من
جهة أخرى.
ويجدر لفت االنتباه إلى أن تقييد تقدير القاضي بالدليل العلمي من شأنه
إعطاء التقنيين (الخبراء) سلطات حقيقية في إطار ما يسمى بالوظيفة
القضائية .Judicial function
.كما أن إهمال القاضي المحقق خاصة للدليل العلمي يؤدي حتما إلى
التأثير على نتائج التحقيق بحرمانها من شرعية تستمد من الصرامة
العلمية .The scientific rigor
إضافة إلى هذا ،فإن سلطة تقدير القاضي للقيمة القانونية للدليل الطبي
العدلي ،دون إمكانية مناقشته له ،لعدم تحكمه في هذا المجال من المعرفة،
يثير كذلك عدة إشكاالت على المستوى العملي.
ودائما في الميدان العملي فإنه يتعين التأكيد على المكانة المميزة التي
يحتلها الدليل الطبي العدلي في تفكير القاضي في مجال الدليل الذي غالبا
ما يؤخذ به في تكوين اقتناعه الشخصي.
الفصل السادس
- ]35[35عرض حول الطب الشرعي واألدلة الجنائية،من إعداد القاضيين :تلماتين ناصر و بن سالم عبد الرزاق،مصدر
سابق.
الحقيقي ،وكذلك ما يتعلق بالضحية .ونتناول هنا تعريف األثر المادي
والدليل المادي ،وأنواع اآلثار المادية ،وأهميتها ،واآلثار البيولوجية.
األثر المادي
هو كل شيء تعثر عليه الشرطة أو المحقق الجنائي ،أو يدرك بإحدى
الحواس،أو بواسطة األجهزة العلمية،أو المحاليل ،في مسرح الجريمة ،أو
على جسم الجاني،أو على المجني عليه،أو بحوزتهما ،سواء كان:
-جسمًا ذا حجم ،مثل َالة حادة ،جزء من مالبس،مقذوفًا ناريًا..الخ.
-لونًا ،مثل بقع دموية ،مني،أصباغ..الخ.
-شكًال ،مثل بصمات األصابعَ ،اثار الحبال حول الرقبة -كما في الخنق
والشنق.
الدليل المادي
- ]36[36إبراهيم صادق الجندي،الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية،أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية،مركز الدراسات
والبحوث،247،الرياض،2000 ،ص .165
اآلثار الظاهرة :يقصد بها اآلثار التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة.
وغالبا ما تكون واضحة المعالم ،مثل عصا ،أو فأس ،أو سكين ،أو حجر،
أو سالح ناري ...الخ .
أما اآلثار الخفية :فيقصد بها اآلثار التي ال يمكن رؤيتها بالعين المجردة،
وتقتضي الحاجة االستعانة بالوسائل الفنية والكيميائية إلظهارها .
من األشياء الضرورية التي توجد في مكان الكشف ،وباإلمكان عمل مسح
شامل لها " دون تجاهلها” ،ما يلي :
.1جثة القتيل .2 .بصمات األصابع .3 .الدم .4 .البقع الدموية.5 .
األسلحة بمختلف أنواعها (بما فيها األسلحة البيضاء) .6 .حبل .7 .قطع
قماش ملطخة بالدماء .8 .قطع زجاج مكسور .9 .أعقاب سجائر وطفايات
.10 .ألياف وشعر موجودة في مكان الكشف .11.األحذية .12 .األشياء
الموجودة في سلة المهمالت .13 .األدوية .14 .أشياء أخرى إن وجدت .
أما األشياء التي تؤخذ من الجثة ،فهي:
الدم .الشعر .مسحة شرجية ( تؤخذ بمعرفة الطبيب العدلي).مسحة
مهبلية ( تؤخذ بمعرفة الطبيب العدلي)أيضًا .مسحة فمية ( من الفم ) .
األظافر .مالبس القتيل .الحذاء .محتويات المعدة -الكبد -الطحال -الرئة-
البول من المثانة( جميع هذه المحتويات ضرورية في حاالت التسمم
( وتؤخذ بمعرفة الطبيب العدلي ). .
األشياء التي تؤخذ من المتهم :بصمات األصابع .الدم .الشعر.
األظافر .المالبس .الحذاء او الجوراب.اللعاب .البول .عينة من السائل
المنوي -في حدود ml 2.5تقريبا .
األشياء التي يراعى الكشف عنها في القضايا الجنسية :المجني عليها
أو الضحية .غطاء السرير .غطاء الوسادة .مناديل الورق .بصمة أصابع
األيدي .بصمة أصابع األرجل .البقع المنوية .البقع الدموية .الشعر
المتساقط .مالبس داخلية للمجني عليه أو المجني عليها .الواقي الذكري .
األدوية .المشروبات واألكواب الزجاجية .السجائر والطفايات .األسلحة
بمختلف أنواعها .القيء أو إفرازات الفم في القضايا الجنسية .المالبس
الموجودة في الحمام إذا تم تغييرها من قبل المجني عليها .
أهمية اآلثار المادية
لآلثار المادية أهمية كبيرة في ما يلي:
-1كشف الغموض المحيط ببعض النقاط في بداية عملية البحث الجنائي،
كالتأكد من صدق أقوال المجني عليه ،والشهود المشتبه فيهم.
-2اإلستدالل على ميكانيكية وكيفية إرتكاب الجريمة.
-3إيجاد الرابطة بين شخص المتهم والمجني عليه ومكان الحادث عن
طريق اآلثار المادية التي تركها أو إنتقلت إليه من مكان الحادث.
-4التعرف على شخصية المجني عليه[.]]37[37
خالصة القول :يشهد الواقع الراهن بإن زيادة اإلعتماد على الدليل المادي
في العمليات القضائية ،الذي يوفره الطب العدلي و العلوم المساعدة
األخرى ،هو اليوم أحد معالم الدول المتطورة في مجاالت مكافحة
الجريمة.المؤسف أنه رغم التقدم الحاصل ،وما تمتلكه العالم من تجربة
غنية،يعتز بها القضاء،نجد أن البلدان النامية،وبضمنها البلدان العربية ،لم
تستفد من التجارب المتقدمة ،ومازالت تعتمد على االعتراف ،و شهادة
الشهود ،بشكل كبير ،مع أن الخبراء القانونيين يؤكدون بأن رجال القانون
ينظرون إلى االعتراف بحذر شديد،خصوصًا وأن شهادة شهود العيان
مسؤولة عن أكثر حاالت فشل العدالة ،مقارنة مع أي نوع وحيد من األدلة
األخرى.
الفصل السابع
أثار األقدام
أثر القدم :هو الشكل الذي يتركه القدم في التربة الطرية ،كالتراب والرمل
والطين ،ويسمى باألثر الغائر.وقد تتلوث القدم بهذا التراب(بإختالف
نوعه) ،وعند سيرها على سطح صلب تترك أثرًا يسمى األثر المطبوع.أما
إذا كان سطحًا صلبًا مغطى بالتراب ،او بالغبار ،فعندما تسير عليه األقدام
فإنه يعلق بها ،ويسمى هذا :األثر المرفوع.
-1تدل على الطريق التي سلكها صاحبها.وقد يؤدي ذلك بالمحقق الى
منطقة الحادث ،وشهود عيان.
-2تشير الى عدد الجناة في مسرح الحادث.
-3عن طريق موقع القدام يمكن تحديد الدور الذي قام به كل جاني ،مما
يضعف مقاومة المشتبه فيهم أثناء التحقيق -إذا ما واجه المحقق كل
واحد منهم بدوره في الجريمة.
-4الحالة التي عليها الجاني،فان اآلثار قد تدل ما إذا كان الجاني
مريضًا(أعرج مثًال) ،أو مسرعًا ،أو متمهًال ،أو حامًال ألشياء ثقيلة ،مثًال.
األقدام المتتابعة :هي اآلثار التي يتركها الفرد إن سار لمسافة معينة،
بحيث تكون :أثر اليمنى ،ثم اليسرى ،ثم اليمنى ،وهكذا.وهذه اآلثار
جميعها تربط بينها قواعد أهمها:
- 1إتجاه السير :وهو الخط الواصل بين نصف المسافة لعقبين متتاليين
ونصف المسافة للعقبين التاليين.وهو خط مستقيم بالنسبة للشخص
العادي ،وغير ذلك بالنسبة للمرضى ،والسكارى ،وذوي العاقات.
-2خط السير :وهو الخط الواصل بين منتصف الكعب األيسر والكعب
األيمن،ثم منتصف الكعب األيسر،ثم األيمن ،وهكذا .ويكون،أيضًا ،متعرجًا
لدى األشخاص غير العاديين.
-3خط القدم:عبارة عن محور القدم.وقد يتوازى مع خط اإلتجاه او يلتقي
به مكونًا زاوية القدم ،وهي تختلف من شخص آلخر.
-4زاوية السير:وهي الزاوية المحصورة بين محور القدم األيسر مع
محور القدم األيمن.ولمقارنة هذه النقاط يتم تصوير َاثار األقدام المتتابعة
بإرتفاع مناسب.وتتم دراسة كل ما سبق عليها.
تعتمد نقاط المقارنة في غالبيتها على مقاسات يمكن ان يحدث فيها خطأ
وصواب ،إما في القياس ،وإما لظروف التربة .قانونيًا ،تعتبر َاثار األقدام
دليًال قاطعًا في حالتين:
-1إذا ظهرت في األثر الخطوط الحلمية ،وعندئذ تصبح كالبصمة.
- 2إذا إختلف أثر المشتبه به مع األثر في محل الحادث،فان ذلك يدل على
ان األثرين لشخصين محتلفين[.] ]38[38
َاثار العجالت
َاثار اآلآلت
َاثار التراب
قطع الزجاج
لقطع الزجاج أحيانًا أهمية في تحديد الجاني من حيث وجود قطع صغيرة
من الزجاج المتحطم في مسرح الجريمة عالقة بمالبس المشتبه به،
فتعتبر دليًال ضده.
الفصل الثامن
َاثار األظافر
تظهر َاثار األظافر في جرائم العنف ،كالسرقة وإستخدام الضرب،وفي
جرائم الخنق،والقتل ،و االغتصاب ( نتيجة لمقاومة المجني عليها ) ،وفي
تعاطي المخدرات ،وأثناء التسمم..الخ.
قد يكون لألظافر أهمية كبيرة ،حيث يقوم الخبير بالكشف عليها،
وغالبا ما يالحظ ،نتيجة للمقاومة ،وجود آثار دماء ،أو طبقات من جلد أو
لحم الجاني ،ملتصقة باألظافر .من هنا يمكن مقارنتها مخبريًا باآلثار
الموجودة على جسم الجاني ،ظاهريًا أو مخبريًا ،والتعرف على الجاني من
خاللها .والبد من دراسة السحجات على وجه أو جسم الجاني أيضًا،
لتحديد مصدرها ،وعمرها.
قانونيًا تعتبر هذه اآلثار قوة مقارنة فقط [. ] ]43[43
اثار الشعر
األلياف
فحص األلياف
-1الفحص المجهري :لمعرفة نوعية األلياف.فمثًال:القطن -يظهر حلزوني
الشكل.الكتان -يظهر على شكل أعواد الخيزران.الصوف الطبيعي"شعر
حيواني" -يتكون من 3طبقات.جميع األلياف الصناعية ليس لها تركيبًا
مميزًا -تظهر على شكل إسطوانات شفافة.
-2الفحص باألشعة فوق البنفسجية،أو بإستخدام جهاز
Spectrophotometerذا األشعة تحت الحمراء ،حيث تتباين درجة
إشعاع األلياق على حسب نوعها عند تعرضها لهذه األشعة -لكل نوع من
األلياف طول موجة خاص.
َاثار األسنان
-1يجب أخذ مسحة لعابية لتحليل الـ DNAقبل رفع َاثار األسنان.
- ]45[? 45إبراهيم صادق الجندي،الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية،مصدر سابق ،ص .210-209
الفصل التاسع
الكشف عن البصمة
في القضاء ،تبرز أهمية البصمة في أنها قد تكون ،وكانت ،مفتاح لحل لغز
كثير من القضايا والجرائم .واذا كانت البصمات هي في أغلب األحوال
بصمات مستترة ،إال انها قد تكون ظاهرة في حالة ما اذا كانت مدممة ،او
ملوثة بالدهان ،او بالشحوم ،او بالغبار .وال تقل أهمية البصمة الظاهرة
عن المستترة .فكالهما قد يؤدي لنقل طبعة اصبع واضحة ،تساعد في
تحديد صاحب البصمة.
البحث عن البصمات يجب أن يتم بطريقة علمية ومنطقية من خالل
المواقع التي يتوقع وجود صاحبها في مسرح الحدث ،كمناطق الدخول أو
الخروج ،الرفوف ،األدراج والخزانات والقاصات ،التي تعرضت للعبث من
قبل المشتبه به .ولعل من بديهيات العمل في مسرح الجريمة أن يكون
الفريق الفني مرتديًا قفازات تمنع اختالط بصماتهم في مسرح الجريمة
أثناء العمل مع اثار المشتبه به كي ال تتأثر البصمة المطلوبة.ويجب أن
يقوم خبير البصمات بعمله في مسرح الجريمة بالمشاهدة والمالحظة
والتدقيق،أوًال ،وبعد انتهاء المصور الجنائي من عمله مباشرة،بمكن بعد
ذلك لمس أي اثر في مسرح الجريمة .
واكتشاف البصمات مسألة تعتمد على استخدام بعض التقنيات الفنية،
مثل تسليط بعض أنواع األشعة على األسطح والجدران ،فُتظهُر آثار
البصمات التي يجب التعامل معها على وجه السرعة ،ورفعها وفق الطرق
العلمية السليمة.
وفي بعض األحيان يضطر الخبراء في مسرح الجريمة إلى رفع الجسم
الذي يحمل البصمات بكامله وارساله للمختبر الجنائي ،كالسالح مثُال،
وذلك الهمية البصمات في هذه الحالة ،ولتوفر ظروف عمل افضل في
المختبرات عن تلك في مسرح الجريمة .وهنا يجب نقلها في اوعية
كرتونية خاصة تمنع احتكاك هذه االجسام ببعضها ،او بغيرها ،مما يلحق
ضررًا بانطباع البصمات التي تحملها.
ويفضل في الحاالت التي تكون البصمة فيها مرئية ( ظاهرة ) ان يتم
تصويرها بدقة ،قبل المباشرة في رفعها ،خاصة في حالة ما اذا كانت
مدممة ،او على شكل غبار ،فان الفرشاة غالبًا ما تدمرها.
اما البصمات المستتره فيتم رفعها بوضع مسحوق خاص برفع
البصمات على الفرشاة المغناطيسية .وبمجرد ظهور مسامات انطباعات
البصمات يجب تحريك الفرشاة في نفس اتجاه الخطوط درءًا لتدميرها.
وبعد ظهور معالم الخطوط ،والمسامات ،وبعد تصويرها،يتم رفعها
باستخدام شريط مطاطي واخر شفاف .
ولعل البصمات على األسطح الملساء ال تشكل تحديًا في التعامل معها
من قبل الخبراء .لكن المشكلة هي في معالجة البصمات على االلواح غير
الملساء ،او الكرتونات الخشنة ،او االجسام المغمورة بالماء .ففي هذه
الحاالت يتطلب استخدام ما يعرف بـ"التطوير الكيميائي للبصمة"،
باستخدام بعض المواد الكيميائية التي تساعد في ابراز البصمات ،ورفعها.
وهذه مهمة باحثين اخصائين ،وغالبًا يتم هذا العمل داخل المختبرات .
البصمات والمستقبل
رغم التطور الكبير في علم البصمات،وما أنجزه ،إال أنه ثمة الكثير الذي
يعوُل على تحقيقه .من هنا ،أعلن باحثون بريطانيون مؤخرًا إنه سوف
يمكن قريبا لخبراء البحث الجنائي تضييق الئحة المشتبه فيهم في الجرائم
المختلفة ،من خالل بصمات األصابع ،وذلك اعتمادا على معلومات يمكن
للبصمة أن تفصح عنها ،باستخدام تقنية جديدة.ويعكف الباحثون على
إظهار كيف يمكن للبصمة أن تتغير مع التقدم في العمر ،وحسب عادات
التدخين ،أو استخدام المخدرات ،وغيرها .كما يأمل العلماء أن يتمكنوا
عبر بحثهم بالحصول على نسخ عالية الوضوح لبصمات أصابع لم يتم
الكشف عنها أليام أو أسابيع .ويأملون أيضا أن يعثروا على بصمات
أصابع منطبعة على األسلحة الفردية ،وعلى شظايا القنابل ،وغيرها من
األجسام ،التي يواجه خبراء البحث الجنائي صعوبة كبيرة في إيجاد
بصمات أصابع عليها.
ويعتمد البحث ،الذي تشرف عليه الدكتورة سو جايكل بجامعة " كينغز
كوليج" في لندن ،البحث عن مكونات كيماوية مأخوذة من بصمات
األصابع ،وكيفية تغير تلك المكونات مع مرور الزمن .ومن تلك المواد،
التي تتخلف عند لمس شيء في مكان البصمة ،مكونات جزيئية مثل
اللبيدات Lipidsوهي مركبات عضوية تشمل أصناف من الدهن
والشمع.ومن بين تلك اللبيدات مادة تسمى "سكوالين" ،وهي المادة التي
ينشأ عنها الكوليسترول ،وتكون عادة موجودة بكثافة في بصمة اإلصبع.
وبما أن هذه المادة تتحلل خالل أيام ،فهذا يجعل من الصعوبة بمكان
الكشف عن البصمات بالوسائل التقليدية.
واعتمادا على هذه المعلومة يعكف فريق الدكتورة جايكل على التوصل
إلى أساليب للحصول على ادلة جيدة من بصمات قديمة نسبيا.كما يظهر
البحث الجديد كيف يمكن لبصمات األصابع أن تستخدم كأدلة تدل على
صاحبها.وتقول الدكتورة جايكل :يترك البالغون واألطفال وكبار السن
بصمات أصابع مختلفة ،بحكم المركبات العضوية المتباينة في تلك
البصمات.وعدا ذلك ،يفرز جسم المدمن على المخدرات موادًا تدل على ما
يتعاطاه ,ويفرز جسم المدخن مادة تسمى " الكوتانين" ،وهي مادة
كيماوية ينتجها الجسم عندما يستقلب جسم اإلنسان مادة " النيكوتين".
ويجري العمل حاليا في عيادات حفظ الميثادون ومراكز رعاية المدمنين
لمعرفة الكيفية التي يمكن للتغيرات في عادات اإلدمان عند المدمن أن
تغير بصمات األصابع التي يتركها في مكان ما.
الى هذا ،يجري فريق آخر من "جامعة ويلز" بإشراف البروفيسور نيل
ماك موراي ،بحثا ُم َك ِم ًال ،غايته معرفة المدى الذي يمكن الذهاب إليه
للتعرف على بصمات األصابع المأخوذة من أسطح معدنية ،مثل عبوات
طلقات الرصاص ،وشظايا المتفجرات.
ولما كان من الصعب التعرف على البصمات باستخدام الوسائل التقليدية
التي تعتمد على المساحيق ،وغيرها من المواد الكيماوية ,يقوم فريق
البروفيسور ماك موراي بقياس ردود الفعل الكهربا-كيماوية الدقيقة التي
تنتج عن مالمسة اإلصبع لسطح معدني.ولهذه الغاية يستخدم جهاز يدعى
" مستشعر كالفن الماسح"،حيث يقيس التغيرات الدقيقة في الطاقة
الكامنة الكهربائية الناجمة عن ردود الفعل تلك.
وبناء على هذه التقنية تمكن الباحثون من اكتشاف بصمات أصابع على
أسطح معدنية تعرضت لدرجات حرارة تصل إلى 600درجة مئوية.ونجح
هذا األسلوب مع معادن ،مثل الحديد والفوالذ واأللومينيوم والزنك
والنحاس ،بل حتى أنه فعال في التعامل مع الثنايا والتعرجات التي تتخلف
عن عبوات طلقات الرصاص.ويأمل البروفيسور ماك موراي بنتيجة
تفضي إلى إنتاج جهاز نقال لتحليل بصمات األصابع في مسرح الجريمة.
الفصل العاشر
-2من أهم األدلة التي قدمتها مونيكا لوينسكي فستانًا ،إدعت ان عليه
بقعة أو َاثار منوية من عالقة جنسية سابقة مع الرئيس األمريكي بيل
كلنتون.وقد تم تحويل الفستان الى المعامل الجنائية بمكتب التحقيقات
الفدرالية إلجراء تحليل الحمص النووي لمعرفة هل تنتمي تلك اآلثار الى
الرئيس أو ال ،وتأكد ذلك،وإعترف الرئيس بالعالقة الجنسية غير
الشرعية.
-3قدم رئيس تحرير إحدى الصحف الى رجال المباحث خطاب تهديد
بالقتل ،وفي المعمل الجنائي تم أخذ مسحة من المكان الالصق في
الخطاب ،وُعزلت خاليا اللعاب،التي تم لصق الخطاب بها .وبتحليل
الحمض النووي لنويات الخاليا الموجودة باللعاب ،ومقارنته ببصمة
الحمض النووي للشخص المشتبه فيه ،والذي أشار إليه رئيس التحرير،
تبين تطابقهما ،ووجهت إليه تهمة التهديد بالقتل.
-4عثَر أحد ضباط الشرطة في والية أمريكية على 3أسنان على األرض
أثناء تفتيش منزل أحد تجار المخدرات ،وتوقع ان تكون هذه األسنان قد
تحطمت أثناء شجار حدث بين التاجر وأحد األشخاص المشتبه فيهم.
وبتحليل الحمض النووي من نخاع األسنان المذكورة ،والرجوع الى
والدين إشتكيا بأن طفلهما إختفى ،تم معرفة المجني عليه.وإعترف التاجر
بجريمة قتله،ودل رجال الشرطة على المكان الذي دفن فيه الجثة.
ونسوق حادثًا َاخرًا كان " بطل" الكشف عن القاتل َاثار عجالت سيارة
وفحص إلـ :DNA
ُعثَر على جثة فتاة مقتولة في إحدى المقاطعات األمريكية .عند الكشف
على الفتاة القتيلة من قبل الطبيب الشرعي ،تبين أنها اغتصبت ،وقتلت
من قبل مجهول. .إثناء الكشف في مسرح الجريمة لوحظت َاثأر عجالت
.- ]51[51إبراهيم صادق الجندي،الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية،مصدر سابق ،ص .233-231
سيارة بالقرب من شجرة معمرة ،كانت الجثة ملقاة بجانبها .واثنا الكشف
على مكان الواقعة ،وبحضور خبير وحدة اآلثار ،تم رفع اثأر عجالت
السيارة ،التي تركت بصماتها على األرض بوضوح ،في غابة من أشجار
كثيفة ،نظرا لخصوبة التربة هناك ..رفعت َاثأر اإلطارات األربعة بعد
تصويرها ،وذلك بصناعة قالب من الموالج (نوع من الجبس) .وهنا جاء
دور الخبير في الكشف على نوع اإلطارات ،وأنواع السيارات،التي تحمل
نفس النوعية ،والعامل الزمني لصالحية اإلطارات ،وبلد التصنيع أو
المنشأ ..انتهت اجراءت الكشف واالختبار إلى أن هذا النوع من العجالت
يعود إلى سيارات ذات دفع رباعي لها صندوق خلفي طراز ..GMCكما
الحظ الخبير أن أحد جوانب اإلطار قد مسحت منه األحرف المنقوشة عليه
نتيجة عيب مكانيكى في دوران العجلة ..أعطيت اإلشارة الى رجال
الشرطة للبحث عن مواصفات تشبه ما جاء في تقرير الخبير لنوع
السيارة المطلوبة في حدود المنطقة التي حدثت بها الجريمة ..بعد انقضاء
أسبوع أو أكثر تم خالله استيقاف 8سيارات تحمل نفس المواصفات
المطلوبة.وجهز الخبير قاعة كبيرة خاصة بالكشف عن بصمة أثار
السيارات ،حيث تم طالء األرضية بمادة سوداء اللون (نوع من القار)
لتمر عليها عجالت السيارات المراد الكشف عليها ..بهذه الطريقة الحظ
الخبير أن أحدى السيارات المضبوطة تحمل نفس الحروف المنقوشة على
اإلطار ،وبتصويرها ،ومقارنتها بصور األثر الموجود على القالب
الجبسى ،الذي تم رفعه من مكان الحادث ،تبين انها للسيارة
المطلوبة ..أعيدت السيارة للكشف عليها مرة أخرى ،بحضور خبير في
اآلثار البيولوجية .وإثناء الكشف عثر الخبير على ورقة شجر ،وجدت في
الصندوق الخلفي للسيارة..
وهنا بيت القصيد :لقد لعبت دورها حنكة وفراسة الخبير،الذي درس
مسرح الجريمة على خير ما يرام .فقد رأى الخبير انه من الواجب اختبار
هذه الورقة ..وبالكشف عليها ،بواسطة الجينات الوراثية ،عن طريق
اختبار الحامض النووي DNAإياها ،تبين أن الورقة تخص الشجرة األم،
التي وجدت عندها جثة الضحية ..اسُتجوَب صاحب السيارة ،المتهم في
هذه القضية ،وجوبه باألدلة القاطعة ،فما كان منه إال اإلعتراف بالجريمة،
وراح يروى القصة كاملة عما قام به..
من أهم البقع الحيوية المنشأ،أي التي مصدرها جسم اإلنسان،هي اآلتية:
-1البقع والتلوثات الدموية.
-2البقع والتلوثات المنوية.
-3البقع والتلوثات اللعابية.
]52[52
]. -4البقع الَعَر قية،تلوثات القيء ،البول ،البراز[
. - ]52[52إبراهيم صادق الجندي،الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية،المصدر السابق ،ص .174
لكي نعرف طبيعة البقع والتلوثات الدموية البد من معرفة الدم ومكوناته.
فالدم هو سائل قلوي هزيل يتكون من خاليا أو كريات الدم الحمراء
Erythrocytesوكريات الدم البيضاء Leukocytesوالصفائح
،Plateletsوإنزيمات ،وبروتينات ،ومواد عضوية تحيط بها طوال
وجودها في الجهاز الدموي ،وتنقل األكسجين والغذاء .ويشكل الماء
النسبة الغالبة فيه.والنسبة األكبر من الدم مكونة من البالزما ،Plasma
والتي تتكون من نحو % 54من الماء .ويحتوي المصل ، Serumو
هو قريب للصفرة ،خاليا بيضاء ،و صفائح دموية .وتحتوي النسبة األكبر
من الدم غير السائل على كريات الدم الحمراء ،والتي يزيد عددها عن
كريات الدم البيضاء بـ 500مرة للواحدة .
وبينما يهتم العلماء بكريات الدم البيضاء ، Leukocytesيهتم علماء
الطب العدلي أكثر بكريات الدم الحمراء ، Erythrocytesومن بعدها
المصول Serumفعبر المصل ،يستطيع التحليل تحديد مدة عينة الدم،
ألن المصول تتخثر بعد دقائق محدودة من تعرضها للهواء -فيقوم المختبر
بفصل المصول غير المستفيد منها عن البقية .
في المصول نجد عادة األجسام المضادة ،Antibodiesو هذه األجسام
مهمة جدًا للطبيب العدلي .فبالحصول على كريات الدم الحمراء ،يبحث
المحلل عن اختالف يظهر على سطحها ،كمولد للمضاد
،Antigenوقدرته ،وأهميته كبيرة ،حتى يقال أن علم المصول العدلي
مبنٌي على مولد المضاد واألجسام المضادة ، Antigen - Antibodies
خاصة في مجال علم المناعة.
أما في القانون والقضاء ،فدائًم ا كان الدم في مرتبة األدلة المهمة ،و
باحتمال وجود شيء مميز في الدم ،يستطيع علم المصول العدلي إثبات
بعض الشهادات باحتماالت إيجابية ذات صلة فردية خاصة باالفتراض بأن
التوائم المتماثلة أو المتطابقة لها نفس الحمض النووي ،ولكنها تختلف
في األجسام المضادة .
حيال هذا،فان المبدأ األساسي لعلم المصول هو أن لكل مولد للمضاد ثمة
نوع محدد من جسم مضاد .ولتصنيف بروتين الدم ،نحتاج لمصلين
مضادين :المضاد A -و المضاد ، B -و كال منهما موجود بسهولة.
وبتقطير قطرة من المصل المضاد Antiserumsفي عينة دم ،تالحظ
أي العينات تبقى بمظهر طبيعي ،غير متغيرة ،وأي العينات تصبح متخثرة
أو لزجة،أي متغيرة .
فالدم من النوع Aيلتصق بالمصل المضاد ، Aو الدم من النوع B
يلتصق بالمصل المضــاد ، Bأما الدم من النوع ABفهو يلتصق
بالمصلين مًعا ( Aو ،Bو الدم من النوع Oال يلتصق بأي منها.
فصائل الدم
ُيعتبر تحديد فصيلة دم اإلنسان فحصًا مهمًا جدًا ،ويتوجب ان يعرف كل
إنسان فصية دمه.علمًا بأن فصاءل الدم تختلف وسط الكثير من
األعراق.ففصيلة الدم ،"”Oمثًال ،هي األكثر شهرة بين الناس الطبيعيين،
مثل السكان األصليين،ومن بينهم األمريكان األصليين ،واألمريكان
الالتينيين.أما الفصيلة " " Aفهي األكثر شهرة بين القوقازيين ،الذين
ينحدرون من أصول أوروبية .والفصيلة " "Bهي األكثر شهرة بين
األميريكيين الذين ينحدرون من أصول أفريقية ،وكذلك بعض اآلسيويين.
أما الفصيلة " "ABفهي األكثر شهرة بين اليابانيين ،وبعض
اآلسيويين ،كالصينيين .
و توجد أنواع نادرة من كريات الدم الحمراء إضافة إلى نظام .ABO
وأكثر ما يستفاد منه في تحديد فصائل الدم بدقة هو العامل الريسوز
.= Rhesus Factor Rh factorفلو كان لدى شخص عامل الريسوز
إيجابيًا ،فهذا يعني أن دمه يحتوي على البروتين الموجود في دم القرد.
علمًا بان نحو 85في المئة من الناس لديهم هذا العامل موجبًا.وطبيًا-
يشدد األطباء عادة من رقابتهم على أي امرأة لديها عامل الريسوز سالبًا
أثناء الحمل خشية من حصول خطر على الجنين إذا حصل إختالف.
و نظام عامل الريسوز هو في الحقيقة أكثر تعقيدًا من نظام الـ ABO
وذلك لوجود ما يقارب الثالثين مجموعة محتملة .ومن أجل تسهيل
المسألة ،يقال إن عامل الريسوز عادة ما يظهر إيجابًيا أو سلبًيا.
ويوجد عامل الريسوز ،شأنه شأن باقي عوامل المناعة ،فوق أغطية
كريات الدم الحمراء .واإلستفادة منها شائعٌة في العلم الجنائي ..
وعدا هذا ،ثمة ظاهرة مثيرة في الشرق األوسطُ،ك شَف النقاب عنها في
السنوات األخيرة،وهي وجود بعض خاليا الدم الحمراء تحتوي على
أنوية ،بعكس ما هو معروف عادة عن خاليا الدم الحمراء بأنها ال تحتوي
على أنوية.وهذه عالمة مهمة في قضايا البحث والتحري.
المسألة األخرى المهمة،التي يجب معرفتها،هي ان لدى الرجال كريات
دم حمراء أكثر مما لدى النساء.
وال تفوتنا اإلشارة الى ان كريات الدم الحمراء ُم شكلًة ،في أساسها،
ومكونة من جذع الخلية ،وجذع الخلية موجود في النخاع العظمي،في
عظم الحوض ،وفي األضالع ،وفي عظمة الصدر،والفقرات ،الخ .أما
إنتاج الكريات الحمراء فهو تحت سيطرة الهرمونات ،التي تفرزها
الكلية،وهي التي تحفز العظام إلطالق المزيد من كريات الدم الحمراء.
البحث عن البقع والتلوثات الدموية
ال يكون لون البقع الدموية أحمرًا دائمًا،وإنما يختلف اللون بحسب ما يلي:
أ-عمر البقعة:
-البقع الدموية الحديثة :تذوب بسهولة في الماء ،ويكون لونها أحمر
لوجود الهيموغلوبين في صورة أوكسي هيموغلوبين.
-البقع الدموية القديمة:تذوب بصعوبة في الماء ،ويكون لونها بني
بسبب تحول الهيموغلوبين الى ميتهيموغلوبين،أو هيماتين،وتذوب في
األحماض والقلويات المخففة.
-البقع الدموية القديمة جدًا:ال تذوب في الماء ،وتذوب في األحماض
والقلويات المركزة ،ويكون لونها أسود لتحول الهيموغلوبين الى
هيماتوبورفيرين.
ب-غسل البقعة الدموية:
يجعل لونها أصفر ،وقد يصعب رؤيتها بالعين المجردة.
ج -كمية الدم المنسكب في البقعة:
البقع صغيرة الحجم تكون غير واضحة ،ويصعب رؤيتها.
د-طبيعة ولون السطح الذي توجد عليه البقعة:
شدة لون السطح،أو غسله ،يجعل البقع الدموية الموجودة عليه غير
واضحة ،ويصعب رؤيتها بالعين المجردة.ولذلك يستعان على إظهارها
باألضاءة الصناعية القوية،أو باألشعة فوق البنفسجية Ultraviolet
حيث تسلط األشعة على السطح المشتبه به في وجود البقعة غير المرئية
به.فإذا حدث لمعان،أو سطوع ،بدرجات مختلفة،دل ذلك على إحتمال
وجود بقع دموية ،حيث ان لكل سطح ،أو مادة ،شدة لمعان[.]]54[54
- ]53[53إبراهيم صادق الجندي،الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية ،مصدر سابق ،ص 176
- ]54[54إبراهيم صادق الجندي،الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية ،مصدر سابق ،ص .176-175
يختلف شكل البقع الدموية حسب حالة الشخص المصاب من حيث السكون
والحركة ،أو الوقوف والرقود،الى غير ذلك من أوضاع مختلفة أثناء تلقيه
األصابة،كما يلي:
-1بقع دموية كمثرية /عرموطية /الشكل:
سبب تكوينها:سقوط الدم يميل من جسم متحرك أثناء نقل الجثة أو
الشخص المصاب.
أهميتها:تدل البقع الكمثرية على نقل الجثة من مكانها األصلي،أو
تحرك الشخص المصاب بعد األصابة.وبتتبع هذه البقع نصل الى مسرح
الحادث الحقيقي ،حيث يدل رأس الشكل الكمثري على إتجاه الحركة أثناء
النقل.
-2بقع دموية دائرية الشكل:
سبب تكوينها:سقوط الدم عموديًا من جسم ساكن على سطح أفقي.
أهميتها:تفيد في تحديد مسافة السقوط لمعرفة وضع الشخص أثناء
تلقيه األصابة ..فمثًال:
-قطرات دائرية بحدود واصحة تدل على سقوط الدم من علو
منخفض( حوالي 52سم).
-قطرات دائرية بحدود مشرشرة تدل على سقوط الدم من علو
مرتفع( حوالي 2-1متر).
-قطرات دائرية بحدود مشرشرة بقطرات ثانوية تدل على سقوط الدم من
علو أكثر إرتفاعًا(أكثر من 2متر).
-3بقع دموية متناثرة على شكل رذاذ:
سبب تكوينها:تفجر الدم نتيجة قطع شرياني-كما في حالت الذبح
الجنائي ،أو اإلنتحاري،أو قطع شريان اليد،أو أثناء إختراق السالح لجسم
الضحية.
أهميتها :تفيد في تحديد مكان المجني عليه أثناء تلقيه األصابة ،حيث
توجد البقع المتناثرة على أقرب األشياء من المجني عليه،أي أنها تدل
على موضع الجثة ،ومسرح الحادث الحقيقي.
- ]55[55إبراهيم صادق الجندي،الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية ،مصدر سابق ،ص .179-177
ويبدأ الدم في الجفاف بعد التعرض للهواء خالل 3إلى 5دقائق .كما أنه
يجف ،و يتغير لونه نحو األسود والبني .والدم في مشهد الجريمة قد يوجد
على شكل قطرات أو رشات من الدم ،أو قشور ،كدم متخثر ..
ولتجمعات الدم قيمة أكبر في الطب الجنائي من العينة الدموية
المتخثرة ..فقطرات الدم تدل علي ارتفاع الدم وزاوية سقوطه ،ومقدار
القوة التي سقط بها .ويمكن لقطرات الدم الموجودة على الحوائط و
األرضيات ،ان تشير الى أطوال القتلة و أحجامهم ،وما إذا كانوا
يستخدمون أيديهم اليسرى أم اليمنى .والعلم الجنائي يتخصص في تحاليل
قطرات الدم المتساقطة ..فمثًال :إذا كان السقوط عمودًيا على األرض من
مسافة صفر إلى مترين فسوف تتشكل بقعة من الدم ذات حواف متفرقة
قليال .أما إذا كان السقوط من مسافة أعلى ،فإن بقعة االنتشار سوف
تكون أوسع من ذلك مع حواف أكثر اتساعًا .و عندما يضرب الدم سطحًا
مائًال تنزلق القطرات نزوًال ،وتشكل ذيال ،يمثل االتجاه المعاكس للهبوط
األول .
أثر الدم على الحائط يدل أيًض ا علي اتجاه ومقدار القوه المؤثرة على
الدم ،ويكون اتجاه القوة دائما في اتجاه الذيل ،ويقل في نهاية األثر .بمعني
أن المساحة الكبرى من قطرة الدم هي نقطة األصل ،بينما قشور الدم
تحتاج إلجراء تجارب بلورية عليها للتأكد من أنها قشور دم ..
خاليا الدم الحمراء المبردة لديها حياة جزئية تصل إلى 42يوًم ا أما
خاليا الدم البيضاء فإذا تم تبريدها بشكل صحيح فإن مدة حياتها الجزئية
قد تصل إلى نحو عام كامل .
ولكي يتم استعمال بقع الدم في مسرح الجريمة إلعادة تمثيل االعتداء ,
يجب أن يجد المحققون كل البقع.وهنا،يستخدم المحققون ضوًء ا عالي
الكثافة ,ينتج عنه ضوء بنفسجي قادر على تحديد مكان بقع الدم -إذا
كانت الطريقه ال تكشف الدم ،أو في حالة كون مسرح الجريمة قد تم
تنظيفه.
وهناك العديد من عوامل الكشف التي تستخدم الدم .اللومينول
والفلوريسينس Flourescenceهى أكثر كواشف الدم شيوعًا .ويمكن
أن تكشف الدم الذي خفف بنسبة 12ألف جزء ماء إلى جزء واحد من
الدم .فاللومينول يكشف قطرات الدم المتناثرة حتى في غرفة مظلمة.إنه
يرتبط ببقع الدم و الفلوريسينس يجعله مرئيًا .الفلوريسينس حساس جدا،
ويتوهج فقط إذا تعرض لألشعة فوق البنفسجية .ويتفاعل كل من هذه
الكواشف عندما يتصل بالحديد الموجود في هيموجلوبين الدم ..
للدم الذي وجد على الحائط واألرض أو السقف داللة على مكان كل من
القاتل والضحية في ذلك الوقت .لذا يحلل المحققون كل األدلة ،و يعيدون
رسم المسار .ويستعملون حاليًا برامج الكومبيوتر التي تأخذ في حساباتها
عمل الجاذبية ،وموقع الدم .ويمكنها بذلك رسم مسار لتناثر قطرة الدم .
وتقدم عالمات الدم كم من المعلومات ،وخصوصا إذا سقط الدم على
رأس السالح.فيتم تمييز بقع الدم المنحنية إلى اليسار ،أو إلى اليمين ،و
هي تكشف أي يد استعملها القاتل ليمسك بالسالح .وعرض أثر الدم يمكن
أن يشير إلى نوع السالح الذي استعمل في الهجوم .فمثال السكين يحدد
أثر الدم ،بينما مضرب البيسبول يوسع األثــر .والدم الذي يتركه السالح
يمكن أن يشير إلى الوحشية التي حدثت أثناء الهجوم .فوجود آثــار رشات
قوية من الدم يعزز وجود نية القتل في العقل[.]]56[56
-1إختبار البنزدين :وهي طريقة غير قاطعة ،وذلك ألن البقع الناتجة من
عصير بعض الفواكه ُيعطي نفس اللون.ويتلخص األختبار بإستعمال
محلول البنزدين(ماء األوكسجين) المحضر حديثًا ،وذلك بان يتم دعك
قطعة من ورق الترشيح بالبقعة الجافة ،ثم ُتغمر في المحلول.فإذا تلوث
باللون األخضر أو األزرق كانت البقعة دم.
- ]56[56جالل الجابري ،الطب الشرعي القضائي ،مصدر سابق ،ص .92 -86
-2إختبار المالكيت :يتم تحضير محلول مالكيت على النحو التالي:
1غم ليكومالكيت 100 +سم مربع حامض الخليك 100 +سم مكعب
ماء مقطر.
الطريقة :يكشط جزء من البقعة الجافة على ورقة ترشيح ،ثم تالمس
بنقطة من المحلول عن طريق قضيب من الزجاج.فإذا كانت البقعة دمًا
تلون المحلول بلون غامق.
وننبه الى ضرورة مراعاة نظافة األدوات التامة بالطبع لتفادي التضليل.
-3طريقة الفحص المجهري :وذلك بإذابة جزء من البقعة في محلول
هيدروكسيد البوتاسيوم ،% 30ثم تضاف إليها قطرة من محلول كبريتات
النشادر المائية.فتظهر بالفحص المجهري طبقة ملونة -إن كانت البقعة
دمًا.
قد يكون المشتبه به يعمل جزارًا ،ويدعي ان الدم على مالبسه من َاثار
المهنة.لذلك فمن السهل التعرف على صدق إدعائه بالطرق التالية:
-1ميكروسكوبيًا :فحص كريات الدم ،ومراعاة إختالفها في اإلنسان عنه
في الحيوان.
-2إستعمال األمصال :تستعمل أمصال دم اإلنسان والحيوان،فتظهر حلقة
بيضاء في األنبوبة على المصل المطابق لبقعة الدم.
-3دراسة فصائل الدم:في بعض الحاالت يدعي المشتبه بهم ان الدم
العالق بمالبسهم هو أثر حيض،أو جرح .لذلك يجب فحص فصيلة دم
المشتبه به ،وكذلك الفصيلة التي تنتمي إليها بقعة الدم التي ُعثر عليها.
بصمة العرق
هذا وُننوه بأنه في الماضي لم يكن بمقدور األدلة الجنائية الحصول علي
دليل ال ُيري بالعين المجردة،الى ان أخترعت األجهزة التي أصبحت تتعرف
على الدليل وتراه .العدسات المكبرة هي أول أداة استخدمت في هذا
المجال .ومازالت تستخدم في مسرح الجريمة ،كفحص أولي سريع.
واليوم تستخدم عدسات الميكروسكوب الضوئي المركب لتكبير صور
األشياء أكبر بعشرات مرات من العدسة المكبرة العادية .وفي عام 1924
استخدم الماسح الميكروسكوبب اإللكتروني ،وأعطي صورا ثالثية األبعاد
مكبرة ألكثر من 150ألف مرة .وهذه الطريقة تستخدم في التعرف علي
اآلثار الدقيقة جدًا المكونة من المواد ،كالدهانات أو األلياف.
البقع المنوية
أنواع االختبارات
.1معرفة هل البقع لسائل منوي من عدمه :باستخدام األشعة فوق
البنفسجية ( )U.Vلتحديد مكان البقع على المالبس واألسطح المختلفة .
.2نقل البقع وفردها على شرائح ،واستعمال األصباغ الخاصة ،بها
وفحصها على المجهر ،لتحديد الحيوانات المنوية -إن وجدت .
.3التعامل معها في وسط مغذي ،باستخدام طريقة ،Gel diffusionأى
التفاعل بين الجسم المضاد والمولد المضاد. antigen + antibody :
ويستخدم هذا االختبار في حالة عدم وجود حيوانات منوية في البقعة
المشتبه بها ،ذلك ألنه اليمكن ،أحيانا ،نفي وجود السائل المنوي ،نظرا
لوجود بعض األشخاص الذين يقومون باالعتداء جنسيا على الضحية ،وقد
يكون الجاني عقيما مثال ،أو حدث انحالل وتكسر لشكل الحيوانات
المنوية ،نتيجة لعمر البقعة ،أو بتأثير الظروف الجوية ،التي تتعرض لها
البقعة قبل الحصول عليها .
الجرائم الجنسية
األغتصاب
-2فحص الجاني
أ -تفحص مالبس الجاني عن َاثار مقاومة من جانب المجني عليها.كما
تفحص البقع المشتبه فيها عن َاثار دم المجني عليها نتيجة فض غشاء
البكارة.
ب -يفحص عموم جسم الجاني عن َاثار مقاومة المجني عليها.وتبدو هذه
اآلثار عامة على هيئة سحجات أظفرية او كدمات أو َاثار لعضة.
ج -يفحص الجاني عن عالمات األمراص السارية ،كالسيالن[..]]59[59
اإلعتداءات الجنسية
ينص قانون العقوبات في البلدان العربيةعلى جريمة هتك الِع رض .ومن
عناصر جريمة هتك العرض وقوع الجماع بإدخال العضو التناسلي في
فرج الضحية .وتنص على الفعل المخل بالحياء .والفعل المخل بالحياء قد
يكون بعنف ضد بالغ أو قاصر ،أو دون عنف على قاصر ،وقد يكون ضد
ذكر أو أنثى.
في مثل هذه الجرائم ،كثيرا ما يطلب من الطبيب العدلي فحص الضحية
لبيان صحة وقوع االعتداء ،وبالتالي قيام الجريمة .وهكذا ،ففي جريمة
هتك العرض (االغتصاب) فإن وجود تمزق غشاء البكارة حديثًا ،وما
يرفق ذلك من نزيف دموي ،هو العالمة الرئيسية التي تساعد على
تشخيص هتك العرض ،ولو أن غشاء البكارة ال يتمزق دائما عند اإليالج.
كما قد يترافق هتك العرض أو الفعل المخل بالحياء ،بدفق منوي سواء في
مهبل المرأة أو على ثياب وجلد الضحية.
ويبحث الطبيب العدلي أيضًا عن عالمات عامة ناتجة عن مقاومة
الضحية للفاعل ،ونستدل على عدم رضا الضحية بظهور هذه العالمات
على شكل كدمات أو سحجات أو خدوش ،كما أن الوطء الشرجي يترك
عالمات تدل على إيالج القضيب في الشرج.
يساع فحص الطبيب العدلي للضحية ،وبحثه عن العالمات المذكورة،
في إثبات الركن المادي للجريمة بإقامة الدليل العلمي .وقد يطلب من
الطبيب تشخيص الحمل الذي يدل على وقوع الفعل الجنسي .وفي حاالت
أخرى ،فإن تشخيص الوضع(الوالدة) ،وتقدير المدة التي مضت على
الوالدة ،قد يهم القضاء ،وقد يحدث وأن تجهض المرأة وتتخلص من
محصول الحمل ،دون سبب صحي ،وهي جريمة معاقب عليها قانونيًا
في الفصل السابق أكدنا بأن فحص البقع المنوية هو أحد االختبارات
المهمة التي تحدث غالبا في حوادث االغتصاب ( التحرش الجنسي) .ويتم
االختبار هنا بأخذ مسحات مهبلة ،وعينات من مسرح الجريمة ،أو من
المبرزة الجرمية ،المرسلة من مراكز الشرطة ،أو النيابة ،سواء كانت
مالبس المجني عليها ،أو الجاني ،لغرض معرفة هل البقع لسائل منوي،
وهل هي للمتهم.
للمزيد من المعلومات:راجع الفصل السابق.
اللواط
- ]61[61يحيى االوس،مرتكبي الجرائم الجنسية صد األصاف..إذا فشل إصالحهم فالتشهير بهم أو إخصائهم،مركز أخبار
http://www.nour-atfal.org/news/wmview.php?ArtID=575 "نور"9/4/2007،
وعلم النفس دراسة هذه االشكالية والخروج بتصورات عقالنية بعيدا عن
الحلول السهلة واالتهامات غير المعقولة[.]]62[62
البصمات المقصودة هنا ليست فقط بصمات األصابع.من حين آلخر تكون
البصمة المتروكة في مسرح الجريمة هي لراحة اليد أو لقدم عارية .وهذه
تعالج بشكل عادي بنفس الطرق المستخدمة لبصمات األصابع .فقبل والدة
الطفل بعدة أشهر تتطور النتوءات علي جلد أصابعه و إبهامه ،وهذه
النتوءات ترتب نفسها بصورة أو بأخرى في شكل منتظم .من هنا
وألغراض التصنيف ،قسم الخبراء أنماط النتوءات إلى 3فئات رئيسية:
وهي األقواس ،والحلقات ،و الجدائل.وكل فئة يمكن تقسيمها إلى عدة
فئات فرعية.و بقدر نشاط األقواس والحلقات والجدائل ،هناك بعض
االختالفات العنصرية الطفيفة .فاألشخاص من أصل أفريقي يميلون إلي
امتالك الكثير من األقواس ،واألشخاص من أصل أوروبي يمتلكون حلقات
متكررة ،و اَاَلسَيويون /الشرقيون يمتلكون إلى حد ما جدائل عالية
التردد .
مميزات البصمات
بصمات األصابع
في وقتنا الحاضر أصبحت طرق إكتشاف وتحليل البصمات الكامنة منتشرة
وشائعة جًد ا في أنحاء العالم وألهداف كثيرة ،وأهم هدف الستخدام
بصمات األصابع هو التحقيق في الجرائم ،ومن الشائع جدًا عند وقوع أي
جريمة هو استخالص البصمات من مسرح الجريمة .وُتستخدم فيما بعد
في إيجاد المشتبه بهم في الجريمة ( لربط المشتبه بهم بمسرح الجريمة )
أغلب األحيان تستخدم بصمات األصابع للتعرف على هوية ضحية
مجهولة ،أو شاهد ،أو مشتبه به ،للتحقق من صحة تسجيل المحضر
والسجالت .واألهم من ذلك كله تعتبر حلقة وصل بين المشتبه به
والجريمة .وحتى لو لم تكن تشتبه بأحد ،فإن اآلثار ترسخ األدلة،
وتقدم،في بعض األحيان ،أدلة حول حجم المجرم ،وجنسه ،ومهنته.
فاآلثار الصغيرة تتكون بواسطة أشخاص صغار ،واآلثار على الحائط
تشير إلى طول المشتبه به .
رفع البصمات
يشمل رفع البصمات استخدام الماّدة الالصقة إلزالة مسحوق البصمة ِم ْن
السطِح.
المواد الثالثة الشائعة للرفع هي :الرافع المتمحور ,ورافع المطاِط ،
وشريط ورِق سيلوفان .لو استخدم شريط ,فمن األفضل ان يكون واضح
الشفافية وعالي النوعية.ويكون الشريط مفتوحا قليال ومطويا ليتم
استخدامه للمعالجة.
من المهم أن ينتبه رافع البصمات ان ال تنطبع بصماِت أصابعه الخاصِة
على الشريِط .
الفرشاة المغناطيسية
هي أشبه بعصا مغناطيسية ،تقوم بجذب /سحب /الحديدُ .تغمُر في الغبار
الحديدي ،فتتعّلق الجزيئات بها .ثّم تستعمل هذه الفرشاة للتنفيض
باستخدام مساحيق الكربون واأللمنيوم .والفرشاة المغناطيسية أقل
فوضوية ،فيمكن للجزيئات الحديدية الفائضة أن تجمع بسهولة باستخدام
هذه الفرشاة.
وتتوفر لهذا الغرض مجموعة متنوعة من ألوان الفلوريسنتات ،يعكس
البعض من المساحيق المذكورة ضوء المصادر البديلة ،مثل األشعة فوق
البنفسجية وأشعة الليزر .
النينهايدرين
طريقة عامة أخرى لكشف بصمات األصابع باستعمال
النينهايديرين،الذي ُيرش أو يمسح أو ُيقطُر على السطح .ويستجيب
النينهايدرين لألحماض األمينية في البصمات ،مشكًال مركب ارجواني أو
وردي اللون .
تدخين اليود
توضعُ بلورات اليود في أنبوب زجاجي،وتسمى هذه الطريقة بتدخين
اليود .بهذه الطريقة ،يقوم الشخص الذي يختبر الكتابة المستترة
بالنفخ،مثلما تنفخ السيجارة،فيتحول اليود من صلب إلى غاز ،فتجعل
أبخرة اليود المنبعثة من النهاية األخرى من األنبوب ،والموجهة نحو
الكتابة المستترة ،تجعل الكتابة مرئيًة لفترة قصيرة .
نترات الفّض ة
كلوريد الصوديوم هو أحد مكّو نات العرق .في الضوء يتحول كلوريد
الفضة إلى اللون األسود.هذه الطريقة هي األقل سمية في اكتشاف
الكتابات على الورقة .فتوضع نترات الفضة مع الماء المقّطر ،وتوضع
على الورقة .ثم ُتعرض الورقة لإلضاءة ،وبذا تتحول أّي كتابة إلى اللون
األسود.
األمين األسود
هي مادة كيميائية تستعمل إلظهار بصمات األصابع في الدّم ُ .يوضُع
الدليل المحدد على بقعة الدم أوًال ،وبعد ذلك يستعمل األمين األسود.
ويعمل مسحوق المادة بشكل أفضل على السطوح غير المثّقبة.
عند أخذ بصمات األصابع من الناس ،نضغط باألصابع على الحبر ثم
تضغط األصابع على الصحف أو البطاقات.
عندما يتعلق األمر بأخذ بصمة شخص ميت ،فإن هذا ال يتحقق
بسهولة .وإذا أردنا طباعة األصابع لجّثٍة ماتت قريبًا ،فال توجد مشكلة.أما
إذا ُك نا نتعامل مع حاالت من التفسخ أو التحنيط ،حيث يصبح الجلد متصّلبًا
ومتقّلصًا ,ففي هذه الحالة يتطلب طريقًة خاّص ًة .عادة يتم تنقيع األصابع
يمحلول الجاليكول ،حامض الالكتيك والماء المقّطر ،لُيلّين أنسجة اإلصبع.
إذا تجعد الجلد بسبب الرطوبة ،يمكن أن تطبع األصابع باستعمال حقنة
تحت الجلد ،أو بمعالجة أطراف األصابع بلطف باليد ،أو بإزالة جلد
اإلصبع بالجملة ورفعه لكي يطبع .
إن وجود بصمات األصابع سليمة بالكامل في مسرح الجريمة ،يعد أمرًا
نادرًا جداً ،وتكون الصعوبة أكبر أثناء المطابقة إيجابيا .
بصمات الصوت
في بلدان عديدة ،يمكنك التسوق بواسطة الهاتف،فتتلقى العاملة ،أو جهاز
التسجيل ،رقم بطاقتك االئتمانية ،والمعلومات حول التحقق من شخصيتك.
وهذه المعلومات يمكن استغاللها في السطو علي حسابك في البنك،
وسحب أموال علي بطاقتك دون علمك .ولهذا أضيفت بصمة الصوت عن
طريق جهاز خاص .فال يمكن ألي شخص لديه هذه المعومات سحب أي
أموال إال بالبصمة الصوتية التي تتحكم فيها نبرات وطبقات صوتك ،التي
ال يمكن تقليدها ،ألن هذه التقنية تعتمد علي األحبال الصوتية وتجويف
األنف والفم .وهذه التقنية شائعة في البيوت بأمريكا .فعندما تقول :افتح
يا سمسم .ينفتح لك الباب أتوماتيكيا .ألن الجهاز يتعرف علي نبرات
صوتك ويسجلها بذبذبة ترددية واحد علي ألف من الثانية .ولقد أخترعت
تليفونات محمولة ال تعمل إال من خالل نبرات صوت صاحبها وال تعمل مع
آخرين ..لكن أحد المليارديرات وضع ماليينه في بنك بسويسرا وكان
يعتمد علي بصمة صوته إال أنه أصيب بالشلل في أحباله الصوتية فضاعت
أمواله ألنها ظلت حبيسة بالبنك.
هندسة اليد
تستخدم في التعرف علي الهوية .ويتم هذا بإدخال اليد في جهاز يقيس
أصابعك ،وكف يدك ،بدقةـ ألن أصابع وكف كل شخص لها سماتها
الخاصة ،وهي أشبه بسمات األصابع ،مع التعرف علي األوردة خلف راحة
اليد .وهي دالئل تأكيدية لبصمة الكف واألصابع.
وتوقيعك على األوراق والمستندات والشيكات له سماته الشكلية
والهندسية المميزة .وبصمة توقيعك ال يتعرف عليها من خالل الشكل
الظاهري لها فقط .وإنما هنالك أجهزة تتعرف علي (فورمة)
توقيعك،وشكله ،وطريقته ،ووقت ،ونقاط الكتابة ،وسرعة القلم.
حتى الكتابة علي اآللة الكاتبة،يمكن معرفة أي األصابع تستعملها،
وطريفة الضغط علي كل مفتاح .ألن طريقة استعمل لوحة المفاتيح تختلف
من شخص آلخر .وكل ماكينة آلة كاتبة لها بصمات حروفها .لهذا تؤخذ
بصمة الحروف بواسطة رافعي البصمات لدى المباحث الجنائية ،ويدون
اسم صاحب اآللة ،حتى ال يكتب عليها :خطابات تهديدية،أو منشورات
سرية( يخافها الحكام الدكتاتورييون) .فمن بصمات الحروف يمكن التعرف
علي كاتبها.
وحاليًا يوجد التوقيع الرقمي (اإللكتروني) حيث يوقع الشخص فوق
قرص رقمي أو باستعمال قلم خاص .ويمكن التوقيع علي اإلنترنت علي
الوثائق أو العقود .ويمكن التوقيع به علي أوامر القبض على متهمين ،أو
طلب إستدعاء للشهادة ،من قبل النائب العام.
كما وان لكل شخص طريقة مشي ويمكن فحص طريقة مشيك،عبر
التصوير بالفيديو وقياس ذبذبات األرض أثناء المشي للتعرف علي هوية
الشخص.هذا العلم كان يسميه العرب القيافة .والكالب عندما تضع آذانها
علي األرض تتعرف علي ًأصحابها وعلى األغراب من طريقة المشي
وصوت ذبذباته فتنتفض فجأة.
وحاليًا ،تجري أبحاث للتعرف علي سمات األشخاص عبر سمات
الوجه.ففي المطارات سوف يؤخذ المشتبه فيهم ألجهزة لتتعرف علي
مالمح وجوههم .وهناك أجهزة تصور المارين بالصاالت بالمطارات
للتعرف علي المجرمين المسجلين من خالل أنوفهم وعيونهم وأفواههم.
وهذه مالمح ال تتغير مع الوقت أو بالسن .وصورة الوجه تحلل برمجيا من
خالل فحص حوالي 50نقطة حول األنف والفم والحاجبين وبعض أجزاء
الوجه .ويرصد الجهاز المصور الشخص من حركة رأسه إال أن التوائم
المتطابقة واألشخاص الذين يطلقون لحاهم أو يزداد وزنهم يشكلون عائقا
للكشف عن شخصياتهم .وفي ماليزيا يصور كل شخص عند تسليمه
حقائبه بالمطارات.
وفي دراسة وجد أنه يمكن التعرف على األشخاص من خالل كرمشة
وثنيات الجلد بأيديهم .ويقال أن مطاعم الوجبات السريعة ستتمكن التعرف
علي زبائنها من خالل تصوير طريقة قضم سندويتشات الهامبورجر،
وبقايا األطعمة في األطباق..
الموضوع اآلخر والمهم جدًا في تحديد الهوية هو اإلستعراف.ألهميته
نكرس له فصًال كامًال.
الفصل الرابع عشر
األستعراف
- ]66[66جالل الجابري،الطب الشرعي القضائي،المكتبة القانونية ،360،الدار الدولية ودار الثقافة،عمان ، 2000،ص
.264
وهكذ ،فان اإلستعراف يتضمن التعرف على جثة،أو أجزاء منها ،وعلى
مجموعة عظام،وعلى شخص حي مجهول الهوية،وغير ذلك...
وسائل األستعراف
عظم القص:
أنثى ذكر القص Sternum
الجسم أقل من ضعف الجسم أكبر من ضعف النسبة بين الجسم
القبضة القبضة والقبضة
الحوض:
أنثى ذكر الحوض Pelvis
عريض/زاوية منفرجة ضيق/زاوية حادة زاوية تحت
العانة/قوس عاني
مثلثة بيضاوية الثقبة السداسية
ناعم حاد الخط الحرقفي العاني
عريضة وضحلة عميقة وضيقة الثلمة الوركية الكبيرة
صغير ،ضحل ،ويفتح كبير،عميق ،يفتح الحق
مقدمي جانبي مباشرة جانبيًا Acectubulum
أقل تقوسًا كقوس كبير العرف Iliac Crest
عميق ضحل الثلم أمام األذن
عريض وضحل عميق وضيق التجويف الحوضي
قصير ،واسع،وأقل طويل،ضيق،منحني العجز Sacrum
إنحناء
يصل القطعة الثانية يصل القطعة الثالثة المفصل العجزي
الحرقفية
كبير ومربع جسم العانة Body ofصغير ومثلث
Pubic
المصدر:د .جالل الجابري،الطب الشرعي القضائي.2000 ،
مثال لقضية جنائية :في حادث طائرة ،لم يتم األستعراف على جثة محترقة
ومشوهة ،وبفحص أسنانها تبين أنها عبارة عن طقم أسنان ُخ تم به ختم
أحد أطباء األسنان،الذي قام بعمل هذا الطقم .وبسؤاله تم التعرف على
صاحب الجثة بفضل فحص األسنان في األستعراف.
حاليًا تثبت بصمة الحمض النووي مثل هذه القضايا بنسبة % 100في
حالة وجود األب واألم.
قضية جنائية:
سافرت فتاة أجنبية الى بلد عربي للسياحة ،ثم إختفت ،وبعد ذلك ُعثر
على مجموعة عظام ،تبين أنها ألنثى.وبتقدير العمر بواسطة العظام،
إتضح أنه عمر الفتاة المختفية ،فأشتبهت السلطات المعنية في ان تلك
العظام لها.أخبرت وزارة خارجية البلد العربي خارجية بلد المختفية،
وأعطتها نتائج التحقيقات .فأرسل الطب العدلي في بلدها،عن طريق
السفارة ،معلومات مفصلة عنها ،ومعها صور شعاعية للرأس ،كانت قد
أخذت للفتاة ،وبها أثر تشوه خلقي موجود بنفس العظام المعثورعليها.
فكانت دليًال قاطعًا بان العظام تعود للفتاة المختفية[...]]69[69
ط-األسنان:
-1التسنين اللبني( 20سن):
يبدأ من الشهر السادس بعد الوالدة بالشكل التالي:
9أشهر بزوغ القواطع الجانبية
12شهرًا بزوغ الضرس األول
18شهرًا بزوغ الناب
24شهرًا بزوغ الضرس الثاني
مالحظة :األسنان اللبنية صغيرة ورفيعة وزرقاء.
الكعبرة :Radius
17سنة -تتحد النهاية العليا
20سنة النهاية السفلى
الزند : Ulna
16سنة -النهاية العليا
-تتحد شاشة السيفي والسالميات مع الكردوس 18سنة
الحوض :Pelvis
* يتحد الفرع العاني السفلي مع الفرع الوركي بعمر 6سنوات
* تتحد العظام الثالثة الحرقفة ، Iliumالورك ، Ishchiumالعانة
Pubicبعمر 15سنة.
* تتحد األحدودية الوركية Ishchial tuberosityبعمر 21سنة.
*يتحد عرق الحرقفة Iliac crestبعمر 23سنة.
القص Sternum
يتحد السيفي النائي مع الجسد بعمر 40سنة.
تتحد القبضة مع الجسد بعمر 60سنة.
الترقوة Clavicule
يتحد العظم األنسي(القصي) Medial/ Sternalبعمر 23سنة.
يصل مدى التجويف النخاعي للفخذ مستوى عنق جراحي Medullary
بعمر 30سنة.
مالحظة:كل األرقام المذكورة تعود للذكور،حيث يحدث اإللتحام واإلتحاد
في األنثا مبكرًا بـ 2 -1سنة.
-5سبب الموت:
أ-مرضي:كالسل TB
ب-رضي:كسر الجمجمة-إصابة بعيار ناري.كسر العظم الالمي (زرد).
ج-سمي:الزرنيخ،الرصاص،الراديوم-قد تترسب في العظام ويمكن
التحري عنها بالتحليل الكيمياوي السمي Toxic
.- ]71[71إبراهيم صادق الجندي،الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية،مصدر سابق ،ص .156-149
األستعراف في حالة األحياء
تتبع كافة النقاط المذكورة في حالة اإلستعراف على ميت -الفصل التاسع
عشر،باإلضافة الى مستوى الثقافة ،والصوت ،والمشية،
واللهجة،والصورة ،والكتابة اليدوية.
-2بصمات األصابع
بصمات األصابع Types of Finger printsهي حواف موجودة
في جلد أطراف األصابع ،وهي توجد في البشرة واألدمة ،مشكلة نموذج
خاص لكل شخص (حتى التوائم أحادية البويضة لها بصمات مختلفة ).
تتكون هذه البصمات خالل األسبوع السادس عشر من الحياة وتضل ثابتة.
نظير مسامي
النظير المسامي هو فحص بصمة أصبع مكبرة لرؤية مسامات تحدد
العرق.فلكل شخص موضع ثابت،يساعد أيضًا في تحديد البصمات.
بصمات األقدام
هي عالمات مساعدة في الحاالت الجنائية.
أ -تحديد مجرم من تصميم الحذاء إذا كانت البصمة في الوحل او في
دم.
ب -بصمتان بعيدتان عن بعضهما تعني شخص طويل.
ج-إنطباع الجزء األمامي للقدم يشير الى شخص فار.
د-إذا كان حافيًا فان شذوذ مثل أصبع زائد أو قدم مسطحة يمكن ان يتم
تحريها.
ه-إنطباع عميق على جهة واحدة يشير إما ان الشخص أعرج،أو يحمل
وزن ثقيل على كتف واحد.
تؤخذ بصمات األقدام لكل طفل في دور الوالدة لمنع اإلختالط.
كخالصة لما مر،نعيد التذكير هنا بأبرز القضايا التي تتطلب التحديد
والتعرف على الفاعلين:
أوًال-تحديد شخصية صاحب األثر والتعرف على المجرمين في العديد من
القضايا الجنائية،مثل:
- ]72[72جالل الجابري ،الطب الشرعي القضائي ،مصدر سابق ،ص .280 -276
* تحديد شخصية صاحب الدم في جرائم القتل.
* تحديد شخصية صاحب المني،أو الشعر،أو الجلد،في جرائم األعتداء
الجنسي.
* تحديد شخصية صاحب اللعاب الموجود على بقايا المأكوالت،وأعقاب
السجائر ،في جرائم السرقة،أو الموجود على طوابع البريد ،ومظاريف
الرسائل ،وذلك في حاالت الطرود الملغومة ،ورسائل التهديد،أو
األختطاف ،حيث يستعمل الشخص أحيانًا اللعاب في لصق طوابع البريد أو
األظرف.ويتم ذلك بعمل بصمة الحامض النووي من هذه اآلثار ،ومقارنتها
مع بصمة الحمض النووي للمشتبه فيهم ،والمتهمين ،والمجني
عليهم.وبذلك يمكن الربط بين المتهم والجريمة ،والتعرف على المجرمين،
حيث ان بصمة الحمض النووي تعتبر دليل نفي وإثبات-كما أسلفنا.
* كما يمكن تحديد شخصية وجنسية صاحب العظام واألسنان،حتى ولو
كان عمرها يرجع الى سنين ،عن طريق مقارنة البصمة مع األشخاص
الذين قاموا باألبالغ عن مفقودين بطريقة .STRوقد تمكن العلماء من
الحصول على الحامض النووي من جمجمة تعود الى العصر الحجريُ،عثر
عليها في كهف تشيدار ببريطانيا.
* -وبالمثل،يمكن تحديد شخصية المجني عليه في حالة الجثث
المجهولة،أو حتى في حالة إختفاء الجثة ،ووجود َاثارها فقط ،بشرط
وجود أشخاص قد قاموا باألبالغ عن مفقودين لهم ،حتى يمكن عمل
المقارنة [.]]73[73
ثالثًا-قضايا النسب/البنوة
يحدث تنازع البنوة في حاالت معينة.ومن أمثلة القضايا التي ُيطلب فيها
من الطبب العدلي -قسم األدلة الجنائية-إجراء إختبارات البنوة المتنازع
عليها،ما يلي:
.- ]73[73إبراهيم صادق الجندي،الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية،مصدر سابق ،ص .229-228
-القضايا التي ينكر فيها الرجل أنه األب لطفل غير شرعي(إغتصاب ،زنا)
لتبرئة نفسه.
-إدعاء إمرأة بان الطفل يخص رجًال معينًا إجباره على الزواج منها،أو
طمعًا في الميراث.
-القضايا التي يحدث فيها تبادل المواليد في مستشفيات الوالدة خطأ أم
عمدًا.
في مثل هذه الحاالت جرى الحال في تحديد األبوة على أسس عديدة،
مثل:
أ -التشابه الخلقي الشديد بين الطفل واألب المزعوم :لون الشعر
وطبيعته ،لون العينين ،تطابق المالمح.وجميع هذه المالمح ال ترقى مطلقًا
ألن تكون دليًال يعتمد عليه -يؤكد د.إبراهيم الجندي.
ج -من العوامل المساعدة األخرى في تحديد النسب ،يمكن االستفادة من
علم اإلنسان الوصفي Anthropographyوهو فرع من علم اإلنسان
يصف خصائص األعراق وتوزعها الجغرافي .وكذلك عن طريق تحرى
بعض األمراض ،والتشوهات الوراثية ،ودراسة الصبغيات
،Chromosomesومقارنة أنماط الهيموغلوبين في الدم لدى األفراد.
فلو جمعت المعلومات المذكورة بدقة نكون قد أثبتنا وبدون أى مجال للشك
صلة النسب 100في المئة.
د-هذا باألضافة الى وجود بروتينات وأنزيمات مختلفة في الدم ،وهي ذات
فائدة كبيرة في إنهاء القضية إيجابيًا في حالة النفي فقط،دون الحاجة الى
اللجوء الى إختبارات بصمة الحامض النووي ذات التكلفة المادية العالية،
والتي تحتاج الى دقة بالغة وتقنية متقدمة.
تندرج هذه القضايا في شكوى من الزوجة ،مثًال ،انها تريد الطالق من
زوجها نظرا ألنه عقيم ولم ينجب لها أطفال .أو بالعكس:الزوج يتهم
الزوجة بالعقم ،أو في قضايا يرفعها الزوج للقضاء بحجة ان الطفل غير
شرعي ،ألنه عقيم ،وال يستطيع اإلنجاب ،وقد فوجئ بأن زوجته حامل
بجنين..
في هذه الحاالت:يتم أخذ عينة من السائل المنوي للرجل المعني،
بمعرفة الخبير الجنائى ،وتحت مراقبته ،ويتم الكشف عليها لمعرفة عدد
الحيامن أو الحيوانات المنوية ،وحركتها ،وشكلها،والنسبة المئوية لها،
ومدى نشاطها ،وسيتبين فيما إذا كان الشخص المعني عقيمًا ،أو ال ،وذلك
للفصل في مثل هذه القضايا أمام المحكمة.
ولمعرفة الحمل يمكن الكشف على البول بعد مدة الحمل ،حيث يتم أخذ
عينة من المراد الكشف عليه ،بمعرفة الخبير الجنائى ،وتحت مراقبته،
خوفا من تغيير العينة بعينة أخرى .ويتم إرسالها إلى المختبر للكشف
عليها فورا ،لتحديد نتائج الكشف .
الجروح واإلصابات
تعريف الجرح
المعنى الطبي العدلي للجرح Woundهو كل إصابة ،مهما كانت
بسيطة،تصيب الجسم أو تؤثر بصحته نتيجة عنف خارجي واقع
عليه.ويعرف الجرح طبيا بأنه انقطاع استمرارية الجلد وغيره من انسجة
الجسم نتيجة للتعرض لشدة خارجية[.]]74[74ويشير الدكتور سميح ابو
الراغب -اختصاصي الطب الشرعي بالجامعة االردنية -بأن بعض
التشريعات القانونية إلتزمت بهذا التعريف ،وبعضها حصرها بالجلد فقط .
كما ان بعضها االخر أضاف ( أغشية الجسم الخارجية الى الجلد وعرفتها
بانها كل غشاء أمكن لمسه دون شق أي غشاء آخر ،مثل االغشية
الداخلية لالنف والفم وقناة الشرج والمهبل .
ومن خالل التعريفين االخيرين فان كلمة الجرح ال تطلق على اصابات
االحشاء اذا بقي الجلد واالغشية الخارجية سليمة .وعليه يمكن القول بان
الجروح من انواع االصابات وليس العكس .
بيد ان أكثر التعاريف شيوعًا من الوجهة الطبية هي ان الجرح هو أي
إنفصال أو تفرق إتصال أي نسيج من أنسجة الجسم نتيجة إستخدام أي
أداة عنف خارجي وقع عليه ،وال يشترط ان يكون له فتحة في
الجلد.وتختلف أسماء الجروح حسب النسيج المصاب،فمثًال:
إصابة الجلد تسمى جرحًا،وإصابة الغشاء المخاطي تسمى تشققًا،
وإصابة العضالت تسمى تمزقًا ،وإصابة األحشاء تسمى تهتكًا،وإصابة
العظام تسمى كسورًا.
تقسيم الجروح
.- ]74[74إبراهيم صادق الجندي،الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية،مصدر سابق ،ص .95
أشهر،أو يظل المصاب في غيبوبة سنوات طويلة ال هو حي يمارس
حياته،وال هو ميت.
أما في التقسيم العدلي،فتنقسم الجروح الى:
-1الشجاج،أي جراح الرأس والوجه فقط.
-2السحجات( الخدوش).
-3الكدمات( الرضوض).
-4الجروح القطعية.
-5الجروح الطعنية والوخزية.
-6الجروح النارية.
وهي تسلخ بشرة الجلد ،تحدث نتيجة احتكاك الجلد بسطح خشن مما
يؤدي إلى تلف الطبقة الخارجية .وتختلف السحجات حسب مسبباتها:
أظافر ،حبل،اصطدام-جر على األرض،األسنان،الخ..
بالرغم من ان السحجات هي أبسط أنواع الجروح،إال أن لها أهمية
كبيرة من الوجهة الطبية العدلية الجنائية،كدليل عنف أو مقاومة ،سواء
على الجاني أو المجني عليه.وقد تكون أثر العنف الوحيد على الجاني مما
يساعد في التعرف عليه.ويساعد تقدير عمر السحجات على حدوث
الجريمة أو الحادث.فالسحج الحديث لونه أحمر،ويغطى بطبقة مصلية
تجف تدريجيًا.بعد يومين يغطى السحج بقشرة طرية ،وبعد 4أيام يغطى
بقشرة جافة.خالل إسبوع تنفصل القشرة وتترك أثرًا أحمرًا يزول في خالل
3أسابيع.
كما ويساعد شكل السحج في التعرف على اآللة المستخدمة،إذ غالبًا ما
تأخذ شكل اآللة التي أحدثتها ،مثل األظافر واألسنان والحبال والسوط
والسيارة.وتساعد السحجات على معرفة نوع الجريمة .فسحجات األظافر
حول الفم واألنف تعني كتم النفس ،وحول الرقبة-الخنق باليدين،وعلى
الفم والوجه وحول المعصمين وعلى الفخذين -اإلغتصاب .وسحجات
الحبال:حول الرقبة تعني الشنق بالحبل،وحول المعصمين -التعذيب بالقيد.
وتساعد السحجات في التفرقة بين الجروح القطعية والرضية.فوجودها
حول الجرح يدل على ان الجرح رضي واآللة راضة.
وتساعد السحجات في التفرقة بين الرسوب الدموي والكدمات،حيث
الكدمات دائمًا مصحوبة بسحجات.
والسحجات غير الحيوية هي التي تحدث بعد الوفاة نتيجة لجر الجثة،
وتكون دليًال على تحريك الجثة من مكانها ،او نتيجة لتَاكل سطح الجلد
حول فتحات الجسم،أو أي نسيج رطب ،سبب الحشرات ،كالنمل
والصراصير والدجاج.
خواصها:اليصاحبها أي إحمرار او مصل او دم.لون الجلد يكون بنيًا.ال
توجد أية عالمات حيوية عند فحصها تحت المجهر.
هي تجمع الدم باألنسجة تحت الجلد نتيجة تمزق األوعية الدموية،وتسببها
أداة صلبة،أو َالة راضة او المصادمة بجسم راض.وغالبًا توجد سحجات
بالجلد ،وتورم ،وتغير اللون في نفس مكان اإلصابة فور حدوثها.
ولكن في بعض مناطق الجسم يظهر التورم والتغيير في اللون في
مستوى منخفض عن مكان األصابة بعد بضعة أيام ،مثل إصابة
الجبهة،حيث يظهر التورم وتغير اللون او تجمع الدم حول جفن العين بعد
يوم او يومين تقريبًا ،وفي مثل هذه الحاالت يحاول الجاني التنصل من
الجريمة ألختالف مكان ظهور التورم واللون عن موضع األصابة ،مدعيًا
ان شخص َاخر هو الذي اصابه ،بيد ان هذه الحقيقة العلمية تبطل إدعاءه.
وإذا أدت األصابة الراضة الى تجمع الدم في أنسجة عميقة تحت الجلد
أو العضالت فال يظهر تجمع الدم والتورم على سطح الجلد إال بعد بضعة
أيام.لذلك على المحقق والطبيب اإلنتباه لذلك.
والمعروف أيضًا ان حجم الكدمة يزداد مع قوة الضربة وحجم األداة
وليونة األنسجة ،ولذلك تكون أكبر في جسد األناث عن الذكور،نظرًا لرقة
وليونة األنسجة بأجسادهن.
-3الجروح القطعية
الجرح القطعي هو الجرح الذي يحدث نتيجة سحب أو جر أداة حادة فوق
الجلد ،مثل الموس( شفرة الحالقة)،السكين،المشرط..الخ.
تحدث الجروح القطعية في جميع أنواع الحوادث والجرائم.فقد تكون:
مفتعلة ،عرضية ،إنتحارية (مثل قطع شريان اليد) ،جنائية ،مثل الذبح
الجنائي.
الخصائص المميزة:
* أبعاد الجرح :طوله أكبر من عرضه أو عمقه.
* الحواف :منتظمة ومتباعدة.
* الزوايا:حادة.
* قاعدة الجرح:نظيفة.
* الشعر:أطراف الشعر مقطوعة بطريقة حادة.
* السحجات والكدمات:غير مصحوبة بسحجات او كدمات.
* النزيف الدموي:غزير لقطع األوعية الدموية قطعًا كامًال.
* إلتهاب الجرح ( التقيح) :نادر.
* األلتئام:يلتئم بسرعة ويترك ندبو(أثر األلتئام) خطية غير مشوهة.
أ -دليل عنف او مقاومة:مثل وجود جروح دفاعية قطعية سطحية بالذراع.
ب -دليل على اإلنتحار:مثل وجود جروح ترددية قطعية عند بداية الجرح
او بمكان َاخر من أماكن اإلنتحار.
ج-التعرف على األداة المستخدمة وكيفية حدوث الجرح :من خالل
خصائص الجرح يتضح ان سبب الجرح هو المرور بحافة أداة حادة فوق
الجلد.
-4الجروح الرضية
الجرح الرضي هو جرح تهتكي يحدث نتيجة الضرب بأداة راضة ثقيلة،أو
األصطدام بجسم راض ،مثل السيارة،الحجر،أو السقوك من علو..الخ.
وقد يصاحب هذا النوع من الجروح انكسار في العظام وتمزق في
األحشاء.
نوع الحادث ( الدافع):
غالبًا الدافع جنائي،أو عرضي.ونادرًا ما يكون إنتحاري ،مثل القفز من
علو.
الخصائص المميزة:
* أبعاد الجرح :ال توجد عالقة بين طول الجرح وعرضه أو عمقه.
* الحواف:غير منتظمة،ومشرشرة ،وقليلة التباعد بسبب وجود أنسجة
عابرة بين الحواف.
* الزوايا :غير منتظمة.
* قاعدة الجرح:غير نظيفة،فقد يوجد فيها أنسجة ممزقة -دم متجلط-
شعر -قطع من األداة..الخ.
* الشعر:أطراف الشعر مهروسة وغير منتظمة.
* السحجات والكدمات:محاطة بكثير من السحجات والكدمات.
* النزيف الدموي:قليل ،نظرًا للضغط على األوعية.
* التقيح :شائع الحدوث لتهتك األنسجة.
* اإللتئام :يلتئم ببطء ،ويترك ندبة كبيرة قد تكون مشوهة.
-5الجروح الطعنية
الجرح الطعني يحدث نتيجة الطعن بأداة ذات نصل حاد وطرف مدبب ،مثل
السكين ،الخنجر..الخ.
الدافع :جنائي في الغالبية العظمى ،مثل جرح طعني بالقلب او
بالرئتين.ونادرًا ما يكون عرضيًا أو إنتحاريًا ،مثلما يحدث في بالد
المشرق األقصى(اليابان والساموراي-طريقة الهيراكيرا).
الخصائص المميزة:
أ-أبعاد الجرح :عمق الجرح أكبر من طوله أو عرضه,
ب-الحواف :منتظمة ومتباعدة.
ج-الزوايا:حادة في حالة الطعن بأداة ذات نصلين حادين ،كالخنجر،أو
احدي الزوايا حادة واألخرى أعرض ،أو بيضاوية -في حالة الطعن بأداة
ذات نصل حاد واحد ،كالسكين.
د -قاعدة الجرح :غير نظيفة،فقد يكون بها دم متجلط،أو قطع من نهاية
األداة.
ه-أطراف الشعر:مقطوعة بطريقة حادة.
و-السحجات والكدمات :غير محاط بسحجات او كدمات.
ز-النزيف الدموي:غزير،داخلي وخارجي.
ح-إلتهاب الجرح( التقيح):شائع.
ط-األلتئام:بطيء ويترك ندبة غير مشوهة.
الخصائص المميزة:
يمكن للمحقق الجنائي إكتشاف هذه الجروح من خالل الخصائص
التالية ،مجتمعة أو منفردة:
أ-غير خطيرة وسطحية.
ب-تكون في أماكن مأمونة من الجسم ،كالساق أو الذراع.
ج-تكون في متناول يد الشخص نفسه،إال إذا إستعان بشخص َاخر،
باإلتفاق معه ،فتكون بعيدة عن متناول يديه ،كالظهر مثًال.
د-غالبًا تكون على هيئة جروح قطعية متوازية،أو سحجات ،ونادرًا ما
تكون على هيئة كدمات أو جروح رضية.
ه-عمر الجرح ال يتفق مع الوقت الذي يدعيه المفتعل.
و-المالبس نقابل الجرح تكون سليمة لسهو المفتعل ،وإذا وجدت بها
تمزقات فغالبًا ال يتفق مكانها وطولها وشكلها مع مكان وطول أو شكل
الجرح.
ز-أقوال المدعي متناقضة وكاذبة( يسأل عن األداة-كيفية حدوث الجرح-
الوقت-ويعاد إستجوابه أكثر من مرة).
ح -فحص األداة التي يدعي المفتعل أنها سبب األصابة :يفحص مكان
7[75
إقامة المدعي عليه ،والبحث عن األداة ،فال تجد َاثارًا دموية عليها [
.]]5
الجروح والقانون
- ]75[75إبراهيم صادق الجندي،الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية ،مصدر سابق ،ص .109 -96
أوضحنا بأن الجروح واالصابات تنقسم من حيث طبيعتها الى :
أ -جروح او إصابات بسيطة :وهي التي ال تشكل في العادة خطرا على
حياة المصاب .وفي حالة حدوث الوفاة منها تكون مدعاة لالستغراب لعدم
توقعها .
ب-جروح او إصابات خطيرة :وهي التي تهدد حياة االنسان بالموت ،اال
ان نجاة االنسان من الموت منها هو الغالب ،وان كان احتماله قائما
ومتوقعا .
ج-حروح او إصابات قاتلة :وهي التي من شأنها ان تؤدي في العادة الى
الوفاة ،وان نجاة االنسان من الموت منها يكون مدعاة لالستغراب لعدم
توقعها .
يظهر مما تقدم ،أن الجروح تختلف حسب طبيعتها واألداة المستعملة
إلحداثها.وإستنادًا الى ذلك تختلف عواقب الجروح المحدثة في جسم
اإلنسان .فتبعا لذلك تختلف العقوبات التي يفرضها القانون على مسبب
الجروح .ويؤثر تشخيص الطبيب العدلي للجروح وتحديد نسبة العجز
بصفة مباشرة على التكييف القانوني ،وعلى نوع الجريمة ،أي هل هي
مخالفة أو جنحة أو جناية -حسب التقسيم العام للجرائم الوارد في قانون
العقوبات.
غالبًا يحدد قانون العقوبات التالي :
-1عقوبة جنائية:
في حالة ما إذا أدت أعمال العنف إلى فقد أو بتر إحد األعضاء ،أو
الحرمان من استعماله ،أو فقد البصر العينين ،أو بصر إحدى العينين ،أو
أية عاهة مستديمة أخرى.
مالحظة :االجتهاد القضائي يعتبر العاهة المستديمة هي فقد أي عضو أو
فقد منفعته جزئيا أو كليا.
ويستعين القضاء باألطباء إلثبات وجود العاهة وتحديد نسبة العجز
الجزئي الدائم بالرجوع إلى مقدار النقص الوظيفي الذي تركته العاهة
الدائمة.
-2جنحة الجروح:
الخطأ المتسبب للغير ،برعونته أو لعدم احتياطه ،في مدة عجز مؤقت
عن العمل تتجاوز ثالثة أشهر.
-3جنحة الضرب والجروح العمدية:
من أحدث عمدا جروحا للغير تسبب له مدة عجز مؤقت عن العمل تزيد
عن 15يوم.وتعد مخالفة إذا كانت مدة العجز تساوي أو تقل عن 15يوم،
بشرط أن ال يكون هناك سبق إصرار أو ترصد.فإذا كان هناك سبق إصرار
أو ترصد أو حمل أسلحة ،فإن المتسبب في جروح للغير يتابع بجنحة
بغض النظر عن مدة العجز [..]]76[76
تقييم الجروح واالصابات
- ]76[76الطب الشرعي واألدلة الجنائية،من إعداد القاضيين :تلماتين ناصر و بن سالم عبد الرزاق -مصدر سابق.
من الجسم ،ونتجت عن سالح قاتل .وهذا بالطبع ال يغير أبدا من كون
االصابة قاتلة .
أما بالنسبة لتحديد ظروف االصابات من خالل االصابات والجروح
ذاتها فان وجود جروح تدل على المقاومة ،كالجروح القطعية في اليد أو
اليدين ،نتيجة القبض على نصل السالح ،وتعدد االصابات في الجسم،
باالضافة الى موقعها بعيدا عن متناول يد الصاب ،يدلل على ان االصابة
جنائية .كما ان إنتفاء وجود أي اثار لعالمات قرب اطالق النار ينفي ان
يكون االطالق انتحاريا أو عرضيا من نفس المصاب او المتوفي .اما في
حاالت ذبح العنق ،فان مستوى الجرح في الجلد وما تحته من االنسجة،
باالضافة الى وجود جروح ترددية عند بداية القوة المستعملة ،أو عالمات
مقاومة أو عدم وجودها .....الخ ،يساعد في بيان ما اذا كان الذبح جنائيا
أو انتحاريا ..
من كل ما تقدم ،نجد ان مهمة الطبيب تتجه الى تحديد االمور التالية أثناء
المعاينة الطبية لالصابات وفي كتابة التقرير عنها :
.1مواصفات االصابة :وتشمل بيان نوعها ،وعددها ،وشك،ل وابعاد،
وموقع كل منها ،وما علق بها من االداة أو السالح المستعمل .
.2اتجاه االصابة في الجسم ،واتجاه القوة المستعملة ومداها .
.3عمر االصابات ،مع مقارنته بتاريخ ووقت الحادث أو االعتداء .
.4مواصفات االداة او السالح المستعمل .
.5المضاعفات المتوقعة لالصابات .
.6المدة الالزمة للشفاء والمدة الالزمة لتعطيل المصاب عن عمله .
.7امكانية تخلف عاهة دائمية .
.8مدى تأثير االصابات على الحالة الصحية للمصاب او حياته .
.9في حاالت الوفاة :هل وقعت االصابات قبل الوفاة ،ام بعدها .
.10هل تدخلت اسباب اخرى ادت الى االيذاء او القتل .
.11هل هناك اكثر من متسبب في االيذاء او القتل .
الجدول التالي يميز بين الجروح الحيوية والجروح غير الحيوية:
إصابات الرأس
اإلرتجاج الدماغي
هو عبارة عن توقف مؤقت لوظائف الدماغ ،ويصاحبه فقدان للوعي ،وما
يترتب على ذلك من تراخي في عضالت الجسم ككل ،وهبوط في
الضغط،وسرعة النبض،وتوقف اإلنفعالت اإلنعكاسية (ال يستجيب
المريض للوخز او القرص مثًال).وعند فحص العينين نجد توسعًا في حدقة
العينين.
تطورات اإلرتجاج:
-1الشفاء التام من اإلرتجاج البسيط ،حيث يعود المصاب الى وعيه،
وتعود الوظائف األخرى كما كانت دون أي مضاعفات.
-2الوفاة المفاجئة نتيجة اإلرتجاج الشديد.وتالحظ هنا نقاط نزفية في مادة
المخ البيضاء أثناء التشريح.
-3تطور الحالة الى ما يسمى بـ"الحالة ما بعد اإلرتجاج" ،وهي عودة
المصاب الى وعيه ،ولكن بشكل غير متكامل ،كأن يخشى الضوء ،ويأتي
بحركات غير إرادية،وغير قادر على التركيز.فيما بعد قد يشفى بشكل
كامل ،وقد تبقى بعض التأثيرات النفسية ،والصداع ،واألرق ،وغيرها.
-4عند النزيف الدموي خارج السحايا( السحايا هي الغشاء الُم غِلف
للدماغ) فان الدم المتجمع من النزيف يضغط ،ويشعر المصاب بدوار،
وقيء مفاجئ،ويرتفع الضغط ،ويهبطُ /يبطئ /النبض.وقد تالحظ
تشنجات(ينصرع المصاب).ويبين فحص العين إنقباض في حدقة العين،
التي تتسع نتيجة زيادة الضغط ،وعدم إستجابة الحدقة للضوء ،كأن
تتقلص.
في حالة زيادة الضغط من التجمع الدموي على الدماغ،يتعين التدخل
الجراحي بهدف خروج الدم وتحرير مادة المخ.كثيرًا ما نجد النزف
الدموي مقابًال للجرح الحاصل أثناء األصابة.
-5في الحاالت التي يصاحب األصابة كسر في عظم الجمجمة،فيضغط
الكسر على الجمجمةُ ،م حدثًا توقفًا مفاجئًا لوظائف الدماغ،وهذا بدوره
يؤدي الى الموت المباشر.
وإذا تأخرت الوفاة،فالخطورة تبقى نتيجة الغيبوبة القوية.وحتى لو خفت
الغيبوبة ،يبقى الموت في هذه الحاالت هو النتيجة.ومع هذا فان الكادر
الطبي يستمر بواجبه الطبي الكامل تجاه المصاب حتى لو كانت النتيجة
سيئة ومعروفة مسبقًا[.]]77[77
درجات الغيبوبة
أ-في حالة الغيبوبة ،يجب وضع المصاب تحت المشاهدة الطبية.وفي حالة
إشتباه بوجود كسر يجب عمل صورة أشعة.وفي حالة وجود نزيف داخلي
يجب عمل أشعة طبقية لتحديد مكان النزيف.
ب-يستفيد المحقق والقاضي من حالة اليقظة التي تلي اإلرتجاج ومعرفة
الحقيقة وبسرعة لكون المصاب قد يعود للغيبوبة نتيجة لضغط النزيف
على الدماغ.وكثيرًا ما يصاب بفقدان الذاكرة او تشوش الوعي نتيجة
الحادث.
وهنا البد من اإلنتباه الى ان الوفاة قد تحدث بعد اإلفاقة من الغيبوبة
وذلك نتيجة الضغط النزفي على المخ بسبب الحادث نفسه ،وليس لسبب
َاخر ،وال يغركم ان المصاب أفاق مرة من الغيبوبة.
ج-في حالة التدخل الجراحي-عمل ما يسمى بـ"تربنة" إلخراج الدم
المتراكم،فهذا يعني اننا عملنا فتحة دائمة في عظم الجمجمة،ينتج عنها
إستقصاء وإزالة دفاعات المخ في تلك المنطقة.وبهذا يكون المصاب
معرضًا للخطر،ويصبح من ذوي العاهات المستديمة ،ويعطى نسبة عجز
قدرها % 100من القدرة األجمالية للجسم وبشكل دائم.
وهنا البد من اإلنتباه أيضًا الى ان كثيرًا ما يحصل نتيجة التربنة نوبات
صرع تشنجية تستمر عدة ساعات.وقد يعرض هذا اإلنسان الى الخطر،
حيث يكون غير َامن على نفسه.كما يالحظ ان نوبات الصرع والتشنج
تحدث أيضًا حتى لو لم يحصل كسر في عظام الجمجمة.
وقد تأتي المضاعفات متأخرة سنوات بعد الحادث ،ومن هذه
المضاعفات:
-1أعراض مخية-2 .شلل -3 .تغيير في نفسية المريض-4 .تأخر في قواه
العقلية -5 .فقدان الذاكرة كليًا أو بعضًا منها.
لذا يجب عند تحديد خطورة إصابة الرأس اإلشارة ،في التقارير
الطبية،الى أنه قد تحدث مضاعفات مستقبلية يكون سببها األصابة.
الفصل السادس عشر
السالح
وهي أسلحة طويلة السبطانة أو الماسورة ،مثل بنادق الصيد ،وال يوجد
داخل السبطانة سدود وخدود.وتطلق هذه البنادق عددًا من القذائف
الصغيرة ،تسمى الرش .Shotsوتستعمل عادة في الصيد او
الحراسة.ويطلق على ذخيرتها إسم الخرطوشة ،وهي عبارة عن ظرف
مصنوع من البالستيك أو الكرتون أو المعدن ،ويوجد بداخله حاجز من
اللباد يفصل بين البارود والرش.
-2أسلحة محلزنة السبطانة /سبطانة مخشخشة Rifled
- ]78[78إبراهيم صادث الجندي،الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية ،مصدر سابق ،ص .119 -111
بين الفوهة والجلد،أو في اإلطالق المالمس غير المحكم Loose
،Contactحيث السبطانة مالمسة للجسم ،مع عدم ممارسة ضغط على
الجلد،تحدث فجوة بين الجلد والفوهة أثناء اإلطالق الناري.ومن ثم نجد
األسوداد والحرق ال يقتصران فقط على الحواف ،وإنما يتسعان ليشمال
الجلد حول فتحة الدخول.
- ]79[79إبراهيم صادق الجندي،الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية ،مصدر سابق ،ص 123 -120
-3عالمات اإلطالق القريب
اإلطالق القريب باألسلحة النارية الملساء هو إطالق أكثر من 15سم
وحتى مسافة 2متر تقريبًا.
عالماته:
-فتحة دخول واحدة.
-الحشوات داخل الجروح.
-يستمر األسوداد حتى مسافة 40:20سم تقريبًا.
-نمش بارودي أكثر إتساعًا وأقل كثافة.
- ]80[80إبراهيم صادث الجندي،الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية ،مصدر سابق ،ص .125-123
التفريق بين فتحة الدخول وفتحة الخروج لإلصابات النارية ينطوي على
أهمية كبيرة ،حيث يساعد على تعيين إتجاه المرمى،ومعرفة نوع
الحادث.فإذا وجدنا جرحين ناريين بجثة،أحدهما بمقدمة،واآلخر في
الخلف ،وتبين ان الجرح الخلفي هو فتحة الدخول.فهذا يعني ان األصابة
جنائية.
وفي كثير من األحيان يسهل تحديد فتحة الدخول وفتحة الخروج،
ونادرًا ما يصعب التعرف عليهما .في بعض األصابات النارية قد تتشابه
فتحة الدخول مع فتحة الخروج ،كما في الحاالت التالية:
-1األطالق المالمس ،حيث فوهة السالح تضغط على الجلد،أو حاالت
اإلطالق القريب من بعد أقل من 5سم،نجد ان فتحة الدخول كبيرة،
وحوافها غير منتظمة ،وللخارج ،مثل فتحة الخروج.
-2إذا كانت أألصابة بمنطقة شحمية ،مثل الثدي،حيث تبرز منها أجزاء
دهنية،فتكون فتحة الدخول ذات حواف للخارج.
-3في حالة التعفن الرمي،تكون حواف فتحة الدخول للخارج بفعل غازات
التعفن.
يمكن العثور على المقذوف بمسرح الحدث في حالة وجود فتحة دخول
وخروج بالجثة .في حالة وجود فتحة دخول فقط ،وإستقرار المقذوف،
يمكن الحصول عليه بتشريح الجثة بواسطة الطبيب العدلي ،وعندئذ يتم
فحص المقذوف من قبل خبير فحص األسلحة النارية لبيان ومقارنة ما
عليه من َاثار ،وأهمها:
* ََاثار السدود والخدود :تعتبر من أهم اآلثار المتشكلة على المقذوفات
النارية ،وتشمل:
أَ -اثار نوعية مميزة :Class Characteristicsوتتشكل نتيجة
ألحتكاك المقذوف بالخطوط الحلزونية الموجودة داخل سبطانة
السالح.وتدل على موديل ونوع ومنشأ السالح.وتشمل عدد السدود
والخدود -قطرها-عرضها – عمق الحدود -إتجاه السدود والخدود ( لليمين
أم لليسار) -زاوية األنحناء.
ب -اثار فردية خاصة :Individual Characteristicsوتحدث
بسبب العيوب والشوائب الموجودة بسطح السدود والخدود.وتدل على
ذاتية السالح المستخدم في الجريمة( بصمة السالح) ،حيث ال يوجد
سالحان يشتركان في هذه اآلثار ،حتى ولو كانا من مصنع واحد.
* َاثار إنزالق وكشط المقذوف:تتشكل على مقدمة المقذوف ،نتيجة
ألندفاع المقذوف بعد إنفصاله عن الظرف لألمام عبر الفجوة الموجودة
بين أألسطوانة والسبطانة ،وإحتكاكه بمؤخرة قناة السبطانة والخدود،
فتكشطه.
هذه اآلثار هي عبارة عن تجاويف تكون أعرض عند مقدمة المقذوف
عن قاعدته.
وجودها يدل على ان المقذوف ُأطلق من أسلحة إسطوانية( مسدس أبو
محاله) ،حيث ان َاثار كشط المقذوف نادرة الحدوث في األسلحة
األوتوماتيكية،ألن المقذوف يكون في حالة إلتصاق تام بالسبطانة
والخدود،ويتبعها من البداية.
ما هي اإلجراءات التي يتبعها الباحث الجنائي في مكان حادث إستخدم فيه
سالح ناري؟
توصيات مهمة
باألضافة لما مر من وصف لآلثار على الضحية ،ومن بحث في
السالح،من الضروري جدًا ان تحرز،أي تحفظ،جيدًا،كافة أدوات
الجريمة.فالطبيب العدلي مطالب بإخراج الطلق أو الطلقات
بحرص.والمحقق الجنائي مطالب بوضع المقذوفات واألظرف كل على
- ]82[82إبراهيم صادث الجندي،الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية ،مصدر سابق ،ص .135-128
إنفراد في أنابيب زجاجية ،وحولها قطن ،وتغلق األنابيب.كما يثبت السالح
المستخدم مع خزنة الطلقات بصورة منفصلة ،ويربطان بخيط على قطعة
ورق.وتسد فوهة السالح.كما ان قطع الثياب يجب ان تترك لتجف َاثار
الدماء.ويفضل تغطية اآلثار التي تحملها بورق نشاف جاف ،وتقلب كل
قطعة منفردة.ويشمع كل حرز بالشمع األحمر ،ويختم بختم الجهة المحرزة
للتأكد منها قبل فضها او فتحها.
الحرائق والحروق
تشكل جرائم الحريق اخطر أنواع الجرائم ،التي ال يمكن السيطرة عليها،
او التحكم في نتائجها.وغالبًا ما ُيخلف الحريق ،خصوصًا السباب عمدية،
اثارًا مدمرة على االرواح والممتلكات .وجرائم الحريق العمد غالبًا ما
تمتاز بسهولة ارتكابها .كما انها تدمر معظم االثار واألدلة المادية التي
يخلفها الجاني.ففي أغلب األحيان تدمر علميات االطفاء ،واالسعاف،
واالخالء ،ما تبقى من اآلثار ،اذا تبقى منها شيئًا .عالوة على ذلك ،فان
تحديد ما اذا كان الحريق متعمدًا ام ال مسألة معقدة جدًا ،حتى وان امكن
التعرف على اثار الجريمة ،لصعوبة معرفة خفايا الفاعلين .
غالبًا ما تكون دوافع الحريق العمد :الرغبة في تحقيق منافع غير
مشروعة ،كما في السعي للحصول على التأمين ،او ان يكون مضرم النار
مديونًا ،وكذلك بدافع الحقد والكراهية ،او لدوافع انتقامية .واحيانًا يكون
الفاعل مريض نفسي او عقلي.
إلحداث الحريق البد من توافر عوامل مادية ،عالوة على االهمال او التعمد
البشري ،ومن العوامل:
. 1توفر مواد قابلة لالشتعال ،كالمواد البترولية ،واالخشاب ،واالقمشة،
وغيرها.
. 2توفر مصدر اشتعال ،كاللهب الناشيء من اشعال عود ثقاب او شاره
كهربائيه .
. 3توفر االكسجين .
واذا كانت النار غالبا ما تدمر اغلب االثار التي يخلفها الجاني في
جرائم الحريق ،فان هذا الرأي ال يؤخذ على اطالقه .فقد قدم لنا العلم
والتكنولوجيا الحديثة طرقًا ووسائل علمية تؤدي الى كشف الكثير من هذه
االثار .ولعل اهمها في هذا النوع من الجرائم ،هو تحديد المواد التي
استخدمت في احداث الحريق ،والطريقة التي تم احداثه فيها .
وال بد من التنويه هنا الى ان اول واهم ما يسعى اليه المحقق في هذه
الجرائم هو تحديد ما اذا كان الحريق حدث عمدًا ،ام نتيجة اهمال ،او
خطأ ،او قلة احتراز .ويلعب الخبير الذي يتولى الكشف على مكان
الحريق ،وما يستخدمه من تقنيات ووسائل كشف األدلة واالثار المادية،
دورًا هامًا وفاعًال في تحديد هذه االثار في اماكنها المتوقعة ،وهو ما
يؤدي بالتالي الى الوصول الى نتائج ناجعة .
-3اشعة الشمس:
يؤدي تجميع اشعة الشمس ،بواسطة عدسات المه ،وتركيزها على
جسم قابل لالشتعال،غالبًا ،الى رفع درجة الحرارة ،واشتعال النار في هذا
الجسم ،وامتداد النار الى مناطق اكبر..يمكن ان يحدث ذلك عرضًا نتيجة
وجود قطع زجاجية لعدسات تقوم بنفس الغرض .
-4المواد الكيميائية:
من الخصائص الكيميائية لبعض المواد انها تحدث نارًا نتيجة اختالطها
ببعضها عند تعرضها للهواء ،او عند ارتفاع درجة الحرارة الناشئة عن
التفاعل الكيميائي .ويحدث أيضًا عند خلط كلورات البوتاسيوم مع التنر
وحامض الكبرتيك المركزه .وهناك بعض المواد الكيميائية التي تشتعل
بمجرد عرضها للهواء كالفسفور والصوديوم.
-5االحتراق الذاتي:
لدى بعض المواد استعداد طبيعي لالشتعال تلقائيًا دونما وجود مصدر
حراري ،وهي المواد المعروفة بالمواد القابلة لالشتعال الذاتي ويعود
السبب في اشتعال مثل هذه المواد الى:
أ -وجود بكتيريا خاصة:
فهناك انواع معينة من البكتيريا التي تتكاثر ،وينتج عن عملية تكاثرها
حرارة ،تكون كافية الحداث اشتعال في المواد المجاوره لها ،كالقش
والخشب الجاف.وتكثر هذه البكتيريا في انوع االسمدة العضوية .
ب -التغير الكيميائي للمادة:
فمادة السللويد عندما تتواجد في القطن فان تفاعالتها داخل اكياس
القطن تؤدي غالبًا الى اشتعالها .
-6الحيوانات المختلفة:
كثيرًا ما تؤدي الحشرات والقوارض الى احداث تماس كهربائي نتيجة
قطع االسالك او اتالفها .وقد تؤدي الى اشتعال النار العمدي -عندما ُيرش
الموقع المراد اشتعال النار فيه ،بمادة بترولية ،ومن ثم اطالق بعض
الحيوانات فيها ،بعد اشعال النار بهذه الحيوانات.
-8المقذوفات النارية:
عند إطالق المقذوفات النارية من االسلحة تكون حرارتها عالية جدًا،
وقادرة على اشعال المواد القابلة لالشتعال -عند اصطدامها بها ،او
مالمستها .ونالحظ ذلك في المختبرات عند استخدام االحواض الخاصة
للحصول على رؤوس طلقات سليمة،حيث كثيرًا ما تشتعل النار في تلك
االحواض اثناء اطالق النار بهبا.وتزداد احتمالية حدوث الحرائق في حالة
اطالق الذخائر الطبية ( الحارقة)،التي تستخدم في حرق باقي المحاصيل
بعد حصادها للقضاء على الميكروبات الضارة .فهذه الذخيرة تكون مغلفة
بمواد تؤدي الى حدوث حرائق.وقد حصل ان اشتعلت المحاصيل الجافة
قبل حصادها نتيجة تعرضها الطالق النار عليها بمثل هذه القذائف.
-9االشعاع الحراري:
تحتفظ االجسام عمومًا ،والمعدنية خصوصًا ،بالحرارة التي تتعرض
لها .فشحن اي مادة معدنية ،وتعرضها للنار ،يؤدي الى ارتفاع حرارتها،
وتقوم( االجسام المعدنية) بنقل الحرارة الى الجو المحيط بها ،فاذا صادف
وجود مادة قابلة لالشتعال قريبًا منها ،فانها قد تشتعل .
ويختلف االشعاع الحراري في التوصيل الحراري بانه( االشعاع) قد
ينقل الحرارة دون ان يكون متصًال بالجسم الساخن ،او المشتعل.
فيالحظ ،في بعض الحاالت :عند اطفاء النار في عمارة كانت تشتعل ،ان
النار اشتعلت في مبنى مجاور ،او سيارة مجاورة،أو في أخشاب ،او
مالبس مجاورة ،دون ان تكون مالمسة للحريق األول. .
الحروق[]]83[83
- ]83[83إبراهيم صادق الجندي،الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية ،مصدر سابق ،ص .148 -136
في الوفاة ،والحروق التي تحدث بعد الوفاة ،حيث يلجأ بعض الجناة الى
حرق الجثة بعد قتل المجني عليه بوسيلة أخرى ألخفاء معالم الجريمة.
تعريف الحروق
أنواع الحروق
درجات الحروق
-1في اليوم األول :تحدث الوفاة الفورية ،في بعض الحاالت ،بسبب:
أ -الصدمة العصبية-نتيجة اآلالم الشديدة التي يعاني منها المصاب،
ولذلك يجب على المعنيين أخذ ذلك بنظر األعتبار والعمل على سرعة نقله
الى المستشفى لتلقي العالج الالزم.
ب -التسمم بالغازات الناتجة عن الحريق ،مثا أوكسيد الكاربون،أو
األختناق بالدخان.
ج -األصابات الرضية الناتجة عن إنهيار المكان المحترق أو الدهس
باألقدام.
-2في اليومين الثاني والثالث :تحدث الوفاة نتيجة للصدمة الثانوية،أو
الجفاف لفقد السوائل من منطقة الحرق،أو التسمم بإمتصاص سموم
إحتراق األنسجة( صدمة الهستامين).
-3بعد اليوم الرابع :تنشأ الوفاة عادة من:إنفجار/إنثقاب قرحة األثنى
عشري ،فشل وظائف الكلى أو الكبد،إنسداد الشريان الرئوي نتيجة عدم
الحركة.
السبب:تعرض سطح الجسم الى لهب مباشر( نار مشتعلة من حوله ،او
عالقة بثيابه) أو مالمسته لجسم ذي حرارة عالية.
نوع الحادث :البد من تحديد نوع الحادث إن كانت الحروق عرضية ،أو
إنتحارية ،أو جنائية.
الحروق العرضية
الحروق اإلنتحارية
أ -الحروق الكهربائية :تشاهد بالجلد عند نقطة دخول التيار ،ونقطة
خروجه من الجسم ،وذلك ألن الجلد هو النسيج الذي يبدي مقاومة شديدة
للتيار ،فتحدث قدرة حرارية ينتج عنها الحرق.تشاهد عادة على اليدين أو
في أطراف األصابع(مدخل التيار) ،وأخمص القدم ( مخرج التيار).يأخذ
الحرق الكهربي شكل ميزاب أو صنبور Spoutأو Waterspoutعميق
ذا جدران رمادية أو صفراء شاحبة.وإذا كان التماس لفترة طويلة مع تيار
ذي ضغط عالي ،تفحمت األنسجة وأخذت لونًا أسودًا ،ويكون ملمس
الحرق قاسيًا ،ذا حواف مرتفعة.
الفحص المجهري بواسطة الميكروسكوب التشريحي الدقيق ،أو
بالماسح الميكروسكوبي األليكتروني ،يوضح تمعدن الجلد( يفيد في
تشخيص الوفاة في الحاالت الغامضة) قرب حرق الدخول نتيجة إنصهار
المعدن الذي صنع منه السلك بالحرارة العالية المنطلقة في مكان دخول
التيار.
ب-الحروق العادية:نتيجة إحتراق المالبس بسبب الوهج الصادر من
التيار.وقد تشمل مساحة كبيرة من الجلد ،وخاصة في حاالت الصعق
بالتيار ذي الضغط العالي.
الصعق بالكهرباء
نوع الحادث:
-1عرضي :شائع الحدوث نتيجة إستعمال الكهرباء في المدن والقرى
والمعامل والمنازل.
-2إنتحاري:يلجأ البعض الى اإلنتحار بالتيار الكهربائي بوسائل شتى.
-3جنائي:نادر الحدوث.
عالمات الوفاة
من الضروري جدًا تشخيص الوفاة بالصاعقة ،وذلك فغالبًا يفكر المحقق
الجنائي بان الوفاة جنائية ،ويبني ظنه على العالمات المشاهدة بالجثة
التي قد تشبه األصابات الرضية،أو قد تدل على َاثار عنف ومقاومة .لذلك
فان التشخيص يتم بناء على:
-1فحص مسرح الحادث :يعتمد المحقق على أدلة ،منها:
-وجود شجر مكسور حديثًا.
-جذع شجرة محروقة
-وجود ثقوب باألرض المحيطة بالجثة،أو في الجدران.
-أو وجود تلف في الغنم والمواشي التي كانت بجوار الحادث.
-2فحص المالبس :تتبعثر المالبس ،وقد تكون ممزقة أو محترقة.وفي
بعض األحيان تبدو وكأنها إنُتزعت بقوة من الجسم،وعندئذ قد ُيخيل
للمحقق الجنائي ان في األمر جريمة إغتصاب.
-3فحص الجثة ظاهريًا :وجود حروق خطية أو قوسية الشكل ،سميطكة
الحواف ،وبلون باهت .وجود عالمة حمراء بشكل تفرع أغصان
الشجرة.وهذه عالمة مميزة للوفاة من الصواعق.وتوجد جروح قد تكون
ضخمة أو صغيرة،تصاحبها كسور بالعظام ،وتمزق طبلة األذن ،وخروج
الدم منها[.]]84[84
التسمم واإلختناق
تعريف السم
تشمل السموم ذات التأثير العام السموم النباتية ،مثل األتروبين والسموم
الحيوانية ،مثل سم الثعابين والعقارب ،والسموم الكيميائية ،مثل المبيدات
الحشرية ،ومعظم العقاقير الطبية,يظهر مفعولها السام بعد إمتصاصها
ووصولها الى الدم ،حيث ينقلها الى أعضاء الجسم المختلفة ،فتحدث
أضرارًا بها.
التسمم العرضي واإلنتحاري بهذه السموم شائع الحدوث.أما التسمم
الجنائي فنادر الحدوث.
تشمل السموم ذات التأثير الموضعي والعام السموم المعدنية ،مثل الزرنيخ
والرصاص والزئبق والفوسفات وأدوية الروماتيزم،مثل الفولتارين .تؤثر
موضعيًا بعد فترة من مالمسيتها للجسم ،فتحدث أحمرارًا وإلتهابًا
بأألنسجة (الجلد،الفم حتى المعدة.كما يظهر مفعولها السام بعد إمتصاصها
على أعضاء الجسم المختلفة .إستخدامها جنائيًا بغرض القتل شائع
الحدوث ،خاصة الزرنيخ.كما أن التسمم بها قد يكون عرضيًا-أثناء
الصناعة،أو إنتحاريًا ،نتيجة توافرها ،وسهولة الحصول عليها كأمالح
معدنية[.]]86[86
- ]86[86إبراهيم صادق الجندي،الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية ،مصدر سابق ،ص .242 -240
-5تسجيل أي أعراض تظهر على المصابين،او توجد بالجثة،في تقرير
المحقق العدلي ،مثل أي رائحة تنيعث من المتسمم ،لون الجلد ،حروق
كيمياوية،أو إلتهابات حول الفم،أو بالجلد[.]]87[87
ثانيًا-فحص المكان
ما الذي تتوقع العثور عليه هنا ؟ -وظيفة للطالب.
األعراض والمظاهر التي تبدو على المتسمم ليست مميزة ،حيث أن هذه
األعراض تشبه الى حد ما أعراض بعض األمراض العادية،لكن ظهور
األعراض بصورة حادة( سريعة وشديدة) تثير الشبهة بالتسمم ,وعادة ال
يشاهد الطبيب العدلي األعراض بنفسه،وإنما ُتنقل إليه عن طريق أهل
المتسمم أو أصدقائه أو أحد الشهود ،وكل هؤالء ال يمكن األعتماد على
أقوالهم.أما إذا دخل المتسمم المستشفى أصبح من الممكن معرفة
األعراض بشكل واضح حتى بعد وفاة المتسمم [.]]88[88
. - ]88[88إبراهيم صادق الجندي،الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية،مصدر سابق ،ص .240-239
وأنظر أيضًا:
Toxic Molds: Revisited (2007),Indoor Toxic Molds and their Symptoms, By Nachman
.Brautbar, M.D. Environmental diseases
http://www.environmentaldiseases.com/article-toxic-molds-revisited-2007.html
كيف يتم التفريق بين التسمم الجنائي واإلنتحاري والعرضي ؟
ورغم ذلك ففي كثير من األحيان يكون تعاطي المخدرات سببًا بحد ذاته في
ارتكاب الجريمة .فالتأثيرات التي يحدثها المخدر في عقول المدمنين قد
تمنعهم من التفكير السوي ،وتسمح لهم بارتكاب السلوك المنحرف دون
وعي أو إدراك منهم .
ويصاب متعاطو المخدرات بالهلوسة واالعتقادات الوهمية والتي تشكل
خطورة بالغة في نمط سلوكهم وتدفعهم الرتكاب أفعال منافية لألخالق.
وجد في إحدى الدراسات أن المتعاطين للحشيش يصابون بشيء من
الخلط العقلي المصحوب بهذيان وهلوسة ومعتقدات وهمية كأن يعتقد أن
أقاربه يدسون له السم بقصد قتله .
وتؤدي هذه الهلوسة في بعض األحيان أن يلجأ المتعاطين إلى اتخاذ
إجراءات شديدة تكون في نظرهم متمشية مع معتقداتهم الوهمية .فلقد
وجد أن جرائم العنف أو شبه العنف هي أكثر شيوعًا عند هؤالء ،مثل
االعتداء المباشر على النفس ،والشروع بالقتل .وأظهرت دراسة في
بعض الدول أن % 85من قضايا القتل ارتكبت فيها الجريمة تحت تأثير
المخدر .
المخدرات والموت
أوًال-الحاالت التي تصيب مسلك الهواء الى الرئتين و تشمل ما يلي :
• انسداد مسلك الهواء الناجم عن سقوط اللسان الى الجزء الخلفي للحلق
لدى مريض فاقد للوعي ،او بسبب وجود الطعام القيء او غير ذلك من
المواد الغريبة في مسلك الهواء ،او تورم في انسجة الحلق نتيجة
االصابة بحرق من سائل ساخن ،او لسع الحشرات او الخمج ( التلوث
بالجراثيم ) .
• وجود سائل في مسالك الهواء .
• انضغاط الرغامى ( في القصبة الهوائية ) من جّر اء الشنق او الخنق .
• انضغاط الصدر الناجم عن انهيار التراب او الرمل ،او إنهراسه بواسطة
حائط او حاجز ،او ضغطه من ِقبل حشد من الناس .
• إصابة الرئتين .
• إصابة جدار الصدر .
• نوبات اختالجية /صرعية تحول دون التنفس الكافي .
ثانيًا-الحاالت التي تؤثر على الدماغ أو االعصاب التي تتحكم في التنفس ،
و تشمل :
• نقص االكسجين في الهواء ،و يحدث ذلك في االبنية التي تمتلئ بالغاز
اوالدخان او في مهاوي المصاعد واالنفاق .
• التغير في الضغط الجوي في المرتفعات العالية او في طائرة غير مكيفة
الضغط ،او بعد الغطس العميق في البحر .
رابعًا-الحاالت التي تحول دون استخدام الجسم لألوكسجين ،و تشمل :
عالمات اإلختناق
األسفكسيا العنفية
كتم النفس
الخنق باليد
الخنق بالحبل
الشنق
الغرق
الوفاة
تحديد الوفاة
-4التغيرات الرمية:
وهي :برودة الجسم،والرسوب الدموي ،والتيبس الرمي.وجميعها
عالمات أكيدة لحدوث الوفاة.
أ -برودة الجسم:
يبرد الجسم تدريجيًا حتى تتساوى درجة حرارة األحشاء الداخلية للجثة
مع درجة حرارة الجو المحيط بها..تقاس درجة حرارة الجثة بواسطة
ترمومتر عن طريق فتحة الشرج.
األهمية الطبية العدلية الجنائية:
عدا كون برودة الجسم بأكمله عالمة أكيدة لحدوث الوفاة ،فإنها تساعد
في تحديد الزمن التقريبي الذي مضى على الوفاة.
ب-الرسوب الدموي:
بعد توقف القلب يترسب الدم في األوعية الدموية الموجودة باألجزاء
المنخفضة من الجثة بفعل الجاذبية األرضية،فيتلون الجلد ،ويختلف هذا
التلون بإختالف سبب الوفاة ،ويظهر اللون بعد حوالي نصف ساعة الى
ساعة من الوفاة على هيئة بقع تكبر تدريجيًا وتندمج بعضها ببعض،
ويكتمل إنتشارها بعد حوالي 8-6ساعات ،حيث يثبت اللون ،وال يتحول
من مكانه بتغير وضع الجثة.
علمًا ،بأن الرأي السائد عدليًا ال يثبت الرسوب الدموي في مكانه إال في
بعض المناطق الصغيرة.
األهمية الطبية العدلية الجنائية:
-عالمة أكيدة لحدوث الوفاة.
-يرشد لمعرفة وضع الجثة ،وهل قام أحد بتغيير وضعها ،ألن مكان
الرسوب الدموي يتغير إذا تبدل وضع الجثة خالل الساعات الست األولى
من الوفاة.
-معرفة سبب الوفاة ،من خالل:
* مكان الرسوب :ففي الشنق يظهر الرسوب الدموي في الطرفين
السفليين والساعدين واليدين.
* لونه :بنفسجي في حاالت الوفاة الطبيعية.أزرق داكن:في حالة
اإلحتناق ،كالخنق والشنق .باهت(غير واضح):في حالة النزف الدموي
الشديد.أحمر:في حالة الوفاة نتيجة التسمم بأول أوكسيد الكاربون
والسيانيد والوفاة من البرد.بني:الوفاة نتيجة تسمم بكلورات البوتاسيوم
والسلفات والنيترات.
ج-التيبس الرمي:
المقصود بالتيبس الرمي Rigor mortisهوتيبس الجسد عند
الوفاة،وبالتحديد هو تصلب العضالت األرادية والالأرادية للجثة نتيجة
للتحل الكيميائي وتلف مادة ثالث فوسفات اآلدينوزين PTAالذي يحصل
تدريجيًا بعد فترة اإلرتخاء األولي للعضالت.
الموت المفاجئ
- ]92[92الطب الشرعي واألدلة الجنائية،من إعداد القاضيين :تلماتين ناصر و بن سالم عبد الرزاق،منتديات مالك السعودية
http://www.mlak-sa.com/vb/showthread.php?t=1933#Scene_1
جيبًا دمويًا رقيق الجدار،فإذا حدث إرتفاع مفاجئ في ضغط الدم ألي سبب
من األساب إنفجر مسببًا الوفاة المفاجئة.
-5األستحالة الشحمية لعضلة القلب :يحصل في بعض األمراض
والحميات المزمنة او في حالة المور البني في السن المتقدمة.وهذه
تضعف عضلة القلب ،ويحث الموت المفاجئ عند القيام بمجهود عميق
غير عادي.
-6نزيف داخلي نتيجة إنفجار دوالي المرئ او إنفجار حمل خارج الرحم.
ينبغي ان يتضمن التقرير الطبي المتعلق بالتعرف على جثة وصف ما يلي:
-1المالبس -المحتويات ،األوليات ،بطاقة الهوية إن وجدت
-2السمات -البشرة ( لون الجلد) ،شكل الفم ،العيون،لون وشكل الشعر.
-3العمر.
بالنسبة للعمر فهو ينقسم الى التالي:
أ -فترة الحياة الجنينية ( لحد 9أشهر)
العمر /الطول/سم الوزن/غم المشيمة/غم عالمات أخرى
شهر
1 واحد
الفم واألنف فتحات 4 أثنان
منفصلة
مشكلة 30 9 ثالثة
الجنس واضح 100 100 16 أربعة
يظهر مركز تعظيم 200 300 25 خمسة
Ossetic centreفي
عظم الكعب
Calcaneus
تظهر رموش وحواجب 300 750 30 ستة
العين ،الخصي
Testiclesقريبة من
الكليتين،الحبل السري
فوق العانة بقليل
الجلد ال يزال متغضن 400 1.50 35 سبعة
Wrinkledوالخصي كغم
تصل الحلقة اآلريبة
العميقة Internal
inguinal ring
والتعظم في العقب
TalusوالجنينFetus
عيوش /قابل للحياة
Viable
الجلد غير متغضن، 2.5كغم 40 ثمانية
الطالء Vernixيغطي
Coversكل
الجسم،األظافر تصل الى
نهايات األصابع،مركز
تعظم في النهاية السفلى
لعظم الفخذ Femur
وتصل الخصى الحلقة
اآلربية الخارجة
External inguinal
ring
600 -500 3.5 -3 45-50الحبل السري تسعة
Umbilical cord 50 كغم
سم ويربط الجسد في
منتصفه،األظافر خلف
أطراف األصابع ،وتصل
نهايات األصابع ، Toes
يغلق اليافوخ األمامي
Anterior
،fontanelleاليافوخ
الداخلي Posterior
fontanelleغير مغلق،
تعظم مركز العظم
المكعبي Cuboid
والنهاية العليا للضنبوب
Fibiaويصل قطر
النهاية السفلى لعظم
الفخذ ، Tibiaمحيط
الرأس 13إنتش ،و طول
شعر الرأس 3-2سم،
والخصي في الصفن.
معلومات الجدول مستقاة بتصرف من كتاب د.جالل الجابري،الطب
الشرعي القضائي2000 ،
إختصارًا لما ورد،نقول :أن المحقق الجنائي يحتاج الى تدخل الطبيب
العدلي وتشريح الجثة في الحاالت التالية -لمعرفة سبب الوفاة،لشكه بأن:
- ]94[94الطب الشرعي والمحاكمة العادلة ،من إعداد السيد /يوسف قادري -عميد قضاة التحقيق بمحكمة البليدة ،أشغال
الملتقـى الوطنـي حـول الطـب الشرعـي القضائـي -الواقع واآلفاق -يومي 25و 26ماي ،2005الديوان الوطني لألشغال
التربوية،وزارة العدل الجزائرية2006 ،
* وفاتها جنائية نتيجة عنف أو تسمم.
* وفاتها فجائية مشتبه في جنائيتها.
* حصول الوفاة أثناء اإلعتقال والتحقيق،أو في سجن من السجون.
* وفاة في المستشفى فيها إدعاء من قبل ذوي الميت بالتسبب بالوفاة.
* بعد نبش القبر وإستخراج الجثة إلعادة التحقيق في جريمة.
فحص المالبس
للمالبس أهمية كبيرة في العمل الطبي العدلي ،وهي جزء متكامل مع
الفحص الظاهري للجثة.
يجب فحص المالبس المتعلقة بالقضايا وتحريزها بعناية،بعد
فحصها،للرجوع إليها إن لزم األمر.
فحص المالبس يتم من قبل المحقق الجنائي والطبيب العدلي ،وبعد ذلك
يقوم المحقق الجنائي بإرسالها محرزة الى المختبر الجنائي إلعادة
فحصها باألجهزة ،وتحليل ما بها من َاثار ،وتحرير تقرير خاص من قبل
خبراء األدلة الجنائيةُ،يرسل الى الطبيب العدلي أو الى محقق القضية.
تشريح الجثة
تشريح الجثة يتم من قبل الطبيب العدلي .وُيعتبر إجراء التشريح أمر
تشخيصي حتمي في العمل الطبي العدلي.وعلى الطبيب العدلي طلب األذن
بالتشريح صراحة في كل األحوال – وفقًا للدكتور إبراهيم الجندي.ولذلك
يجب إتمام الفحص بتشريح كامل الجثة حتى لو تمكنا من معرفة سبب
الوفاة من خالل الفحص الظاهري،ألن إغفال التشريح -يوضح الجندي-
يؤدي الى حدوث بلبلة ،ويدعو البعض للقول بوجود أسباب أخرى للوفاة،
يمكن نفيها بالتشريح الكامل الدقيق لجميع األحشاء ،وأخذ العينات إلجراء
الفحوص المخبرية.
ومن أهم الفحوصات المخبرية او المعملية:
-1الفحص النسيجي بالمجهر:
توضع األحشاء في % 10فورمالين وترسل للمختبر الجنائي لتبيان ما
بها من تغيرات مرضية أو خلوية أو أنزفة أو أي تفاعل خلوي.
-2الفحص البكتيري للدم:
تؤخذ عينة الدم من القلب.
-3الفحص الكيميائي للدم والبول لتبيان نسبة الكحول والسكر وغيرها.
-4العينات القياسية:
شعر ،دم،لتحديد الفصائل الدموية وبصمة الحمض النووي .DNA
-5كحت أو تقليم األظافر:
للكشف عما بها من َاثار شعر -أنسجة-مخدرات.
-6جزء من اإلصابة:
لفحصه مجهريًا لمعرفة حيوية اإلصابة.
-7مسحة مهبلية أو شرجية:
للكشف عن التلوثات المنوية.
-8مسحات من يد أو جسم المجني عليه:
لبيان نواتج إحتراق البارود.
-9الفحص السمي:
تؤخذ عينات من السوائل المختلفة بالجثة (دم -بول -لعاب)،ومن
األحشاء(المعدة ،األمعاء ومحتوياتهما -القلب -الرئة -الكبد -الطحال-
الكلية -المخ)أو من شعر،أو من عظم -عند اإلشتباه بالتسمم باألمالح
المعدنية.
يتم الفحص السمي لعينات أو بقايا األطعمة -إن وجدت -في المحتبر
الجنائي ،دون إضافة أي مواد حافظة لها.وإذا كانت مرسلة لمسافات بعيدة
يتم حفظها في ثالجات.
ملحقات المحاضرات
قانون االجراءات الجنائية المصرى
الفصل الثالث
فى ندب الخبراء
المادة -85 -
إذا إستلزم إثبات الحالة اإلستعانة بطبيب أو غيره من الخبراء يجب
على قاضى التحقيق الحضور وقت العهمل ومالحظته
وإ ذا إقتضى األمر إثبات االلة بدون حضور قاضى التحقيق نظرا إلى
ضرورة القيام بأعمال تحضيرية أو تجارب متكررة أو ألى سبب أخر
وجب على قاضىة التحقيق أن يصدر أمرا يبين فيه أنواع التقيقات ومايرد
إثباتن حالته .
ويجوز فى جميع األحوال أن يؤدى الخبير مأموريته بغير حضور
الخصوم
المادة -86-
يجب على الخبراء أن يحلفوا أمام قاضى التحقيق يمينا على أن يبدوا
رأيهم بالذمة وعليهم أن يقدموا تنقريرهم كتابة .
المادة -87-
يحدد قاضى التحقيق ميعادا للخبير ليقدم نقريره فيه وللقاضى أن يستبدل
به خبيرا أخر إذا لم يقدم التقرير فى الميعاد المدد
المادة -88-
للمتهم أن يستعين بخبير إستشارى ويطلب تمكينه من اإلطالع على
األوراق وسائر ماسبق تقديمه للخبير المعين من القاضى على أال يترتب
على ذلك تأخير السير فال الدعوى .
المادة -89 -
للخصوم رد الخبير إذا وجدت أسباب قوية تدعو لذلك ويقدم طلب الرد
إلى قاضى التحقيق للفصل فيه ،ويجب أن تبين بفيه أسباب الرد ،وعلى
القاضى الفصل فيه فى مدة ثالثة أيام من يوم تقديمه .
ويترتب على هذا الطلب عدم إستمرار الخبير فى عمله إال فى الة
اإلستعجال بأمر من القاضى