You are on page 1of 247

‫الطب الشرعى والتحريات الجنائية‬

‫= محاضرات =‬
‫لطلبة القانون‬
‫باألكاديمة العربية في الدنمارك‬
‫منقحة بنصوص التشريعات المصرية‬
‫و التعليمات القضائية للنيابة العامة‬
‫اعداد‬

‫‪-‬‬
‫المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫الــمــوضـــوع‬
‫‪7‬‬ ‫‪ -1‬المقدمة‬
‫‪8‬‬ ‫‪ -2‬الفصل األول‪ :‬مصطلحات وتعريفات‬
‫‪14‬‬ ‫‪ -3‬الفصل الثاني‪:‬التحقيق والتحري والبحث الجنائي‬
‫‪14‬‬ ‫فريق التحقيق والبحث الجنائي‬
‫‪15‬‬ ‫التحقيق الجنائي‬
‫‪15‬‬ ‫التحري الجنائي‬
‫‪17‬‬ ‫مهمات البحث الجنائي‬
‫‪19‬‬ ‫مساعدو التحري والبحث الجنائي‬
‫‪20‬‬ ‫إقتفاء األثر والعلوم والتكنولوجيا الحديثة‬
‫‪22‬‬ ‫‪ -4‬الفصل الثالث‪ :‬التحقيق وعلم النفس الجنائي‬
‫‪22‬‬ ‫علم اإلجرام‬
‫‪22‬‬ ‫علم النفس‬
‫‪23‬‬ ‫السلوك أداة تكييف مع البيئة‬
‫‪24‬‬ ‫موضوعات علم النفس وأهدافه‬
‫‪24‬‬ ‫علم النفس الجنائي‬
‫‪25‬‬ ‫التفسير الجنائي‬
‫‪25‬‬ ‫تصنيف المجرمين‬
‫‪26‬‬ ‫اإلستفادة من دراسة علم النفس‬
‫‪25‬‬ ‫مهمات الطبيب النفسي‬
‫‪27‬‬ ‫الدالئل المعتمدة في تقييم المرض الفعلي‬
‫‪28‬‬ ‫‪ -5‬الفصل الرابع‪ :‬الطب العدلي‬
‫‪28‬‬ ‫أهمية الطب العدلي‬
‫‪31‬‬ ‫دور الطبيب العدلي في التحقيق والتحري وإقامة الدليل‬
‫‪31‬‬ ‫مجاالت الطب العدلي‬
‫‪34‬‬ ‫ما الذي يقوم به الطبيب العدلي عمليًا ؟‬
‫‪34‬‬ ‫الطبيب العدلي والباحث الجنائي‬
‫‪36‬‬ ‫‪-6‬الفصل الخامس‪ :‬اإلثبات العلمي باألدلة المادية والقيمة‬
‫القانونية‬
‫‪37‬‬ ‫دور الخبرة في كشف الجريمة‬
‫‪37‬‬ ‫القيمة القانونية للدليل الطبي العدلي‬
‫‪40‬‬ ‫‪ -7‬الفصل السادي‪ :‬اآلثار المادية في مسرح الجريمة‬
‫‪40‬‬ ‫األثر المادي‬
‫‪40‬‬ ‫الدليل المادي‬
‫‪40‬‬ ‫أنواع اآلثار المادية‬
‫‪41‬‬ ‫أهمية اآلثار المادية‬
‫‪42‬‬ ‫‪ -8‬الفصل السابع‪ :‬اآلثار في مسرح الجريمة وأهميتها الجنائية‬
‫‪42‬‬ ‫َاثار األقدام‬
‫‪42‬‬ ‫أهمية َاثار األقدام في البحث الجنائي‬
‫‪42‬‬ ‫طرق رفع َاثار األقدام‬
‫‪43‬‬ ‫كيفية رفع َاثار األقدام‬
‫‪44‬‬ ‫مقارنة ًاثار األقدام‬
‫‪44‬‬ ‫كيفية مقارنة َاثار األقدام‬
‫‪44‬‬ ‫مقارنة َاثار األقدام المتتابعة‬
‫‪45‬‬ ‫قوة أثر القدم في اإلثبات‬
‫‪45‬‬ ‫َاثار العجالت‬
‫‪45‬‬ ‫َاثار اآلالت‬
‫‪45‬‬ ‫َاثار التراب‬
‫‪46‬‬ ‫قطع الزجاج‬
‫‪47‬‬ ‫‪ -9‬الفصل الثامن‪ :‬اآلثار البيولوجية في مسرح الجريمة‬
‫وأهميتها الجنائية‬
‫‪47‬‬ ‫ما هي اآلثار البيولوجية ؟‬
‫‪48‬‬ ‫َاثار أخرى حيوية األصل‬
‫‪48‬‬ ‫َاثار األظافر‬
‫‪49‬‬ ‫ًاثار الشعر‬
‫‪49‬‬ ‫األلياف‬
‫‪50‬‬ ‫ُاثار األسنان‬
‫‪52‬‬ ‫‪ -10‬الفصل التاسع‪ :‬البصمات في مسرح الجريمة وأهميتها‬
‫الجنائية‬
‫‪52‬‬ ‫ما هي البصمة ؟‬
‫‪52‬‬ ‫الكشف عن البصمة‬
‫‪53‬‬ ‫البصمات والمستقبل‬
‫‪55‬‬ ‫‪-11‬الفصل العاشر‪:‬بصمة الحامض النووي وأهميتها الجنائية‬
‫‪56‬‬ ‫ما هو الحامض النووي ‪ DNA‬؟‬
‫‪57‬‬ ‫األهمية الفنية الجنائية لبصمة الحامض النووي‬
‫‪58‬‬ ‫مميزات بصمة الحامض النووي‬
‫‪58‬‬ ‫مجاالت وأهمية إستخدام الـ ‪DNA‬‬
‫‪59‬‬ ‫تطبيقات شهيرة لبصمة الـ ‪DNA‬‬
‫‪61‬‬ ‫‪ -12‬الفصل الحادي عشر‪ :‬البقع والتلوثات وأهميتها الجنائية‬
‫‪61‬‬ ‫أنواع البقع والتلوثات‬
‫‪61‬‬ ‫البقع والتلوثات الدموية‬
‫‪62‬‬ ‫فصائل الدم‬
‫‪63‬‬ ‫البحث عن البقع الدموية‬
‫‪63‬‬ ‫لون البقع الدموية‬
‫‪64‬‬ ‫أشكال البقع الدموية ومدلوالتها‬
‫‪65‬‬ ‫األهمية الجنائية للبقع الدموية‬
‫‪66‬‬ ‫كيفية نقل الدم الى المختبر‬
‫‪66‬‬ ‫طرق التحري عن ماهية االبقعة‬
‫‪66‬‬ ‫كيفية التفريق بين الدم اآلدمي والدم الحيواني‬
‫‪67‬‬ ‫البقع والتلوثات اللعابية‬
‫‪68‬‬ ‫األسئلة التي توجه الى المعمل الجنائي في حالة البقع اللعابية‬
‫‪68‬‬ ‫األهمية الفنية الجنائية لفحص البقع والتلوثات اللعابية‬
‫‪69‬‬ ‫بصمة العرق‬
‫‪69‬‬ ‫البقع المنوية‬
‫‪70‬‬ ‫‪ -13‬الفصل الثاني عشر‪:‬الجرائم الجنسية‬
‫‪70‬‬ ‫األغتصاب‬
‫‪71‬‬ ‫األعتداءات الجنسية‬
‫‪72‬‬ ‫اللواط‬
‫‪73‬‬ ‫الموقف من مرتكبي الجرائم الجنسية ضد األطفال‬
‫‪75‬‬ ‫‪ -14‬الفصل الثالث عشر‪:‬بصمات تحديد الهوية‬
‫‪75‬‬ ‫مميزات البصمات‬
‫‪76‬‬ ‫بصمات األصابع‬
‫‪76‬‬ ‫الكشف عن بصمات األصابع‬
‫‪77‬‬ ‫أهمية بصمة األصابع‬
‫‪77‬‬ ‫كيفية التعامل مع البصمات‬
‫‪78‬‬ ‫رفع البصمات‬
‫‪80‬‬ ‫تحديد الهوية وعلم المقاييس الحيوية‬
‫‪81‬‬ ‫كيفية التعرف على األشخاص‬
‫‪81‬‬ ‫بصمات الصوت‬
‫‪82‬‬ ‫هندسة الصوت‬
‫‪83‬‬ ‫‪-15‬الفصل الرابع عشر‪ :‬اإلستعراف‬
‫‪83‬‬ ‫وسائل اإلستعراف‬
‫‪83‬‬ ‫الدور الطبي في مجال اإلستعراف‬
‫‪85‬‬ ‫األحوال التي يستعين فيها المحقق الجنائي باإلستعراف‬
‫الطبي‬
‫‪86‬‬ ‫تحديد العمر من فحص العظام‬
‫‪89‬‬ ‫الدور األمني في مجال اإلستعراف‬
‫‪92‬‬ ‫األستعراف في حالة األحياء‬
‫‪93‬‬ ‫أعمار ذات أهمية طبية‬
‫‪94‬‬ ‫خالصة بالقضايا التي تتطلب التحديد والتعرف‬
‫‪97‬‬ ‫‪ -16‬الفصل الخامس عشر‪:‬الجروح واإلصابات‬
‫‪97‬‬ ‫تعريف الجرح‬
‫‪97‬‬ ‫تقسيم الجروح‬
‫‪98‬‬ ‫الفحص الطبي العدلي للجروح‬
‫‪102‬‬ ‫التمييز بين الجروح القطعية والطعنية والرضية‬
‫‪103‬‬ ‫الجروح والقانون‬
‫‪104‬‬ ‫تقييم الجروح واإلصابات‬
‫‪105‬‬ ‫المعاينة الطبية للجروح واإلصابات‬
‫‪105‬‬ ‫التمييز بين الجروح التي تحدث قبل الوفاة وبعد الوفاة‬
‫‪106‬‬ ‫إصابات الرأس‬
‫‪106‬‬ ‫اإلرتجاج الدماغي‬
‫‪107‬‬ ‫درجات الغيبوبة‬
‫‪107‬‬ ‫ما المطلوب في حالة اإلصابة في الرأس‬
‫‪108‬‬ ‫‪ -17‬الفصل السادس عشر‪ :‬األسلحة النارية وَاثارها‬
‫‪108‬‬ ‫أنواع األسلحة النارية‬
‫‪109‬‬ ‫مكونات الطلقة النارية‬
‫‪109‬‬ ‫ما الذي يفكر به المحقق الجنائي في حاالت اإلصابات النارية‬
‫‪110‬‬ ‫الخصائص المميزة لإلصابات والجروح النارية‬
‫‪113‬‬ ‫جروح األسلحة النارية المحلزنة‬
‫‪113‬‬ ‫جروح األسلحة النارية الملساء‬
‫‪115‬‬ ‫التفريق بين فتحة الدخول وفتحة الخروج لإلصابة النارية‬
‫‪115‬‬ ‫األهمية الفنية الجنائية لفحص آثار األسلحة النارية‬
‫‪117‬‬ ‫ما هي اإلجراءات التي يتبعها الباحث الجنائي في مكان حادث‬
‫إستخدم فيه سالح ناري‬
‫‪118‬‬ ‫ما المطلوب من خبير األسلحة النارية ؟‬
‫‪119‬‬ ‫‪ -18‬الفصل السابع عشر‪ :‬الحرائق والحروق‬
‫‪119‬‬ ‫َاثار الحريق في مسرح الجريمة‬
‫‪119‬‬ ‫وسائل إحداث الحريق‬
‫‪122‬‬ ‫الحروق‬
‫‪123‬‬ ‫الحروق بالمصادر الحرارية‬
‫‪125‬‬ ‫الفرق بين الحرق الحيوي والحرق غير الحيوي‬
‫‪125‬‬ ‫الحروق بالمواد الكيميائية الكاوية‬
‫‪126‬‬ ‫الفرق بين الحروق الجافة والحروق الرطبة والحروق‬
‫الكاوية‬
‫‪126‬‬ ‫الحروق بالتيارات الكهربائية‬
‫‪127‬‬ ‫الصعق بالكهرباء‬
‫‪129‬‬ ‫‪ -19‬الفصل الثامن عشر‪ :‬التسمم واإلختناق والموت المفاجئ‬
‫‪129‬‬ ‫السموم وأهميتها من الوجهة الطبية الجنائية‬
‫‪131‬‬ ‫واجبات المحقق الجنائي في جرائم التسمم‬
‫‪131‬‬ ‫التشخيص الطبي العدلي للتسمم‬
‫‪133‬‬ ‫الفرق بين التسمم الجنائي والتسمم اإلنتحاري والتسمم‬
‫العرضي‬
‫‪133‬‬ ‫المخدرات والجريمة‬
‫‪134‬‬ ‫المخدرات والموت‬
‫‪135‬‬ ‫اإلختناق‬
‫‪135‬‬ ‫المجاالت التي يحدث فيها اإلختناق‬
‫‪136‬‬ ‫عالمات اإلختناق‬
‫‪137‬‬ ‫األسفكسيا العنفية‬
‫‪137‬‬ ‫كتم النفس‬
‫‪138‬‬ ‫الشنق‬
‫‪140‬‬ ‫الغرق‬
‫‪142‬‬ ‫‪ -20‬الفصل التاسع عشر‪ :‬الوفاة‬
‫‪142‬‬ ‫تحديد الوفاة‬
‫‪144‬‬ ‫أنواع الوفاة‬
‫‪145‬‬ ‫الموت المفاجئ‬
‫‪146‬‬ ‫التعرف على جثة‬
‫‪147‬‬ ‫متى يتم اللجوء الى الطبيب العدلي لتشريح الجثة ؟‬
‫‪148‬‬ ‫الفحص الطبي العدلي للجثة‬
‫‪149‬‬ ‫مراحل الفحص الطبي العدلي للجثة‬
‫‪151‬‬ ‫تشريح الجثة‬
‫ملحقات المحاضرات‬
‫‪ – 1‬مواد الخبرة بقانون االجراءات الجنائية‬
‫‪ – 2‬التعليمات القضائية للنيابة العامة‬

‫المقدمة‬

‫لدراسة طلبة القانون للطب العدلي‪ /‬الشرعي أهمية كبيرة في مستقبلهم‬


‫المهني‪ ..‬ذلك ألن كل واحد منهم سيحتاج في حياته الالحقة‪ ،‬بعد التخرج‪،‬‬
‫ككادر حقوقي‪ ،‬الى مساعدة الطب العدلي في عمله اليومي‪ ،‬سواء أكان‬
‫قاضيًا‪ ،‬أو محاميًا‪ ،‬أو نائبًا عامًا‪،‬أو محققًا‪،‬أو باحثًا جنائيًا‪ ،‬وذلك ألن‬
‫الطبيب العدلي هو الطبيب المختص الذي يستعان بمعلوماته وخبرته‬
‫الطبية العدلية لخدمة العدالة عن طريق كشف غموض الجانب الطبي من‬
‫القضايا المختلفة‪،‬التي ُتعرض عليه من قبل القضاء‪.‬‬
‫ولكي تصبح العالقة واضحة ومفهومة بين الحقوقيين‪،‬وفي مقدمتهم‬
‫المحقق‪ ،‬والباحث الجنائي‪،‬والمدعي العام‪،‬أو وكيل النيابة العامة‪ ،‬وحتى‬
‫القاضي‪ ،‬وبين خبراء الطب العدلي‪ ،‬بما فيهم الطبيب العدلي‪،‬‬
‫والخبيرالكيميائي‪ ،‬وخبير البصمة‪ ،‬وخبير األسلحة النارية‪ ،‬وخبير اآلثار‬
‫المادية ومسرح الجريمة‪،‬وغيرهم‪ ،‬سيتعرف طلبتنا في المحاضرات‬
‫المسجلة في المكتبة الصوتية لألكاديمية على اإلنترنيت‪ ،‬وفي الكتاب‬
‫المساعد هذا الموسوم " الطب العدلي والتحري الجنائي"‪ ،‬على‬
‫موضوعات عديدة متنوعة‪،‬وتفاصيل وافية‪،‬ذات عالقة‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫تعريف الطب العدلي‪ ،‬وطبيعته‪ ،‬ومجاالته‪ ،‬وما يقوم به الطبيب العدلي‬
‫عمليا‪ .‬وسنركز على مهمات التحقيق‪ ،‬والتحري‪ ،‬والبحث الجنائي‪،‬‬
‫وإقتفاء األثر‪ ،‬واالثبات العلمي باالدلة المادية‪ ،‬ودور الخبرة في كشف َاثار‬
‫الجريمة‪ ،‬واآلثار المادية ومسرح الجريمة‪ .‬وفي هذا المضمار‪ ،‬سنركز‬
‫على اآلثار البيولوجية‪ ،‬والبصمات في مسرح الجريمة‪ ،‬وبخاصة البصمة‬
‫الوراثية أو بصمة الحامض النووي ‪ DNA‬ألهميتها الكبرى‪.‬‬
‫وإستكماًال للموضوع‪،‬سنتناول بصمات َاثار أخرى‪ ،‬وبخاصة ما يتعلق‬
‫منها بتحديد الهوية‪ ،‬واإلستعراف‪ .‬وسنتوقف بتفاصيل وافية عند البقع‬
‫والتلوثات‪ ،‬والجرائم الجنسية‪ ،‬وأحداث وجرائم أخرى تتطلب التحديد‪،‬‬
‫والتعرف‪ ،‬على الفاعلين‪.‬‬
‫وعدا هذا‪،‬سنتناول الجروح‪،‬بأنواعها‪،‬ونولي أهمية خاصة لجروح‬
‫األسلحة النارية‪.‬وسنتناول أيضًا الحروق‪ ،‬والسموم‪ ،‬واإلختناق‪ ،‬والوفاة‬
‫المفاجئة‪ ..‬ونختتم موضوعات الكتاب المساعد هذا بالوفاة وفحص الجثة‬
‫وتشريحها‪..‬‬
‫سنركز‪ ،‬في كل موضوع من موضوعات الكتاب‪ ،‬التي نتعرض لها‪،‬على‬
‫ما يخص القضاء‪ ،‬وتحديدًا مهمة المحقق أوالباحث الجنائي‪ ،‬والطبيب‬
‫العدلي‪ ،‬بما يفيد في التحري والبحث الجنائي‪،‬والتشخيص‪ ،‬وصوًال لخدمة‬
‫العدالة‪ ،‬تاركين التفاصيل العدلية للمختصين في الطب العدلي‪.‬‬

‫والبد من تنبيه طلبتنا األعزاء بان هذا الكتاب هو مساعد‪ ،‬وال يغنيهم‪،‬في‬
‫كل األحوال‪ ،‬عن البحث في المراجع المتخصصة‪ -‬كتبًا‪ ،‬ومجالت‪،‬وفي‬
‫شبكة األنترنيت‪ ،‬خاصة وان بعض فصول الكتاب تحتوي على وظائف‬
‫للطالب‪ ،‬باألضافة الى ان اإلمتحان عن بعد واإلمتحان الشفهي في هذه‬
‫المادة‪ ،‬تستوجب اإلجابة عليها بنجاح‪.‬وضمان النجاح والتفوق يقتضيان‬
‫التعمق في الدراسة والبحث‪ ،‬بعيدًا عن االقتباس الحرفي‪ ،‬مع استخدامَ ‬
‫لغة قانونية عاكسة للشخصية العلمية للطالب‪.‬‬
‫عسى ان نكون قد توفقنا في تقديم كتاب مساعد يعين طالب القانون في‬
‫مهمته الدراسية‪.‬‬

‫د‪ .‬كاظم‬
‫المقدادي‬

‫الفصل األول‬

‫مصطلحات وتعريفات‬

‫مقدمًا‪ ،‬البد من التنبية الى ان للطب العدلي مسميات ومترادفات كثيرة في‬
‫األدبيات العربية‪ ،‬مثل‪" :‬الطب الشرعي"‪ ،‬و" الطب القضائي"‪ ،‬و"‬
‫الطب القانوني‪ ،‬و" الطب الجنائي"‪ ،‬و" طب المحاكم"‪ ،‬الخ‪ .‬في العراق‪،‬‬
‫يستخدم مصطلح " الطب العدلي"‪.‬‬
‫وهذه التسميات موجودة أيضًا في األدبيات األجنبية‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪Legal Medicine, Medical Jurisprudence[1[1]] Forensic‬‬
‫‪,Medicine‬‬

‫نترك تعريف "الطب العدلي" الى الفصل الثاني‪،‬ونبدأ بالتذكير بمجموعة‬


‫من المصطلحات والتعريفات‪،‬التي تحتاجون إليها‪،‬وقد مر بعضها عليكم في‬
‫فصول دراستكم للقانون‪ ،‬وال مانع من التكرار‪،‬ففي اإلعادة إفادة‪-‬كما يقول‬
‫المثل المأثور‪ ،‬خاصة وأنكم ستحاجون لهذه المصطلحات والتعريفات‪،‬‬
‫‪]1[1‬‬
‫‪ -‬أنظر الروابط التالية‪:‬‬

‫‪Forensic medicine‬‬ ‫‪http://www.sweden.gov.se/sb/d/2708/a/19453‬‬

‫‪Forensic medicine, Website for medical students dedicated to forensic medicine‬‬


‫‪http://www.forensicmed.co.uk/‬‬

‫‪Medical Jurisprudence http://en.wikipedia.org/wiki/Medical_jurisprudence‬‬

‫‪Forensic science‬‬ ‫‪http://en.wikipedia.org/wiki/Forensics‬‬


‫ليس فقط في دراستكم الحالية لمادة " الطب العدلي"‪ ،‬وإنما أيضًا في‬
‫حياتكم المهنية القادمة‪..‬‬
‫نتوقف هنا عند بعض المصطلحات والتعريفات بصورة‬
‫سريعة‪،‬وسنتوقف عندها مجددًا‪ ،‬و بصورة أوفى‪ ،‬في الفصول األخرى من‬
‫الكتاب‪ ،‬في حينها‪..‬‬

‫نبدأ ببضعة كلمات عن الجرائم‪:‬‬


‫تعرفون بأن الجرائم تصنف إلى عدد من أنواع الجريمة‪ ،‬ومنها ‪:‬‬
‫الجريمة العمدية‪ :‬وهي تنفيذ متعمد مع سبق األصرار والترصد‪ ،‬مثل‬
‫حريق متعمد ‪ ,‬سرقة ‪ ,‬أو قتل‪.‬‬
‫السطو ‪ /‬السرقة ‪ :‬الدخول غير المسموح به لمبنى أو مسكن من أجل‬
‫السرقة ‪.‬‬
‫الحريق ‪ :‬اإلبادة المتعمدة لملكية عامة‪ ،‬أو خاصة بأشخاص َاخرين‪،‬‬
‫باستخدام وسائل الحرق ‪.‬‬
‫االحتيال ‪ /‬التزييف ‪ :‬طريقة مكرية متعمدة إلنتاج نسخة مزيفة ‪ ,‬أو تعديل‬
‫لنسخة صحيحة لمستند ‪ ,‬لكي ُيقبل وكأنه أصلي‪ ،‬أو تزييف لنقود‪ ،‬أو‬
‫تزييف وصوالت‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬
‫القتل‪ :‬تخطيط وقتل غير شرعي لشخص آخر ‪.‬‬
‫القتل غير المتعّم د ‪ :‬قتل غير مقصود لشخص آخِر ‪.‬‬
‫االختطاْف ‪ :‬اختطاف شخص رغمًا عنه ‪ ،‬في أغلب األحيان لغرض‬
‫االحتيال غير القانوني‪.‬‬

‫وبما ان الجريمة في وقتنا الحالي انتشرت بشكل الفت‪ ،‬وتعددت طرقها‬


‫وأساليبها من عصابة أو مافيا الى أخرى‪،‬ومن مجرم آلخر‪ ،‬فإنه كثيرًا ما‬
‫يتم‪ ،‬حيال هذا‪ ،‬استدعاء الخبراء والمختصين المختلفين‪،‬وبضمنهم الطبيب‬
‫العدلي‪ ،‬إلى مسرح الجريمة‪ -‬بحسب نوع الجريمة‪ ..‬سنتوقف الحقًا عند‬
‫هذا الموضوع كثيرًا‪ ،‬وبتفاصيل وافية‪ ،‬في أوانه‪.‬‬
‫التحقيق الجنائي‪:‬‬
‫التحقيق الجنائي هو التحري والتدقيق في البحث تلمسًا لمعرفة الجاني‬
‫في جناية إرُتِكبت‪،‬أو ُشرع في إرتكابها‪ ،‬وكذلك في ظروف إرتكابها‪.‬ومن‬
‫أولى متطلباته األساسية إستعمال الوسائل المشروعة للتحقيق‪.‬‬
‫وللتحقيق الجنائي علم يختص بالتدقيق والبحث في الجرائم‪ ،‬يسمى علم‬
‫البحث الجنائي‪،‬أصبح مفهومه واقعًا ملموسًا منذ زمن طويل‪ ،‬وال غنى‬
‫عنه كعلم تطور تطورًا هائآل وساعد في كشف النقاب عن أحداث إجرامية‬
‫غامضة‪.‬‬
‫المحقق أو الباحث الجنائي‪:‬‬
‫هو الشخص الذي يتولى‪ ،‬ويتكلف بالتحقيق‪ ،‬والتحري‪ ،‬والبحث‪ ،‬وجمع‬
‫الدالئل‪ ،‬لكشف غموض الحوادث‪ .‬ويتحدد دور الباحث الجنائي بالعمل على‬
‫منع الجريمة قبل وقوعها‪،‬أو إكتشافها بعد وقوعها‪ ،‬وضبط مرتكبيها‪،‬‬
‫واألدوات التي إسُتعملت فيها‪.‬‬
‫ومن أهم واجبات المحقق او الباحث الجنائي‪ ،‬في مسرح الجريمة‪ ،‬أنه‬
‫يعمل على عدم تضييع أي دليل من األدلة الموجودة‪،‬أو العبث بها‪ ،‬أو‬
‫األهمال في المحافظة عليها‪.‬‬
‫التحري ‪:‬‬
‫هو البحث عن حقيقة أمر ما‪،‬أو جمع المعلومات المؤدية الى إيضاح‬
‫الحقيقة بالنسبة لهذا األمر‪ ،‬ومن المهم بالنسبة للباحث الجنائي أن يتم‬
‫التحري من قبله بصفة سرية‪.‬‬
‫وُيعُد موضوع التحريات الجنائية من الموضوعات الهامة التى تهم‬
‫العاملين فى مجال التحقيق الجنائى ومعاونيهم من رجال األدلة الجنائية‬
‫والعاملين فى مجال البحث القانونى والكشف عن الجريمة ‪.‬‬
‫إدارة البحث الجنائي‪:‬‬
‫تختص إدارة البحث الجنائي بالبحث والتحري‪ ،‬وجمع االستدالالت في‬
‫كافة البالغات والشكاوى المقيدة ضد مجهول‪ ،‬أو المحفوظة لعدم كفاية‬
‫األدلـة‪ .‬تقصي الجرائم‪ ،‬والبحث عن مرتكبيها‪ ،‬وجمع االستدالالت التي‬
‫تلزم للتحقيق والمحاكمة‪ .‬التحرك في جميع الحوادث‪ ،‬ومرافقة التحقيق‬
‫لمعاينة مسرح الجريمة‪ .‬تكوين قاعدة معلومات جنائية شاملة للبحث عن‬
‫األشخاص المفقودين والهاربين من تنفيذ األحكام‪.‬‬
‫مأمور الضبط الجنائي‪:‬‬
‫هو ضابط الشرطة الذي يقوم بحماية الطب العدلي‪ ،‬وهو أول من يبلغ‬
‫عن الحادث جهة القضاء‪.‬‬
‫وكيل النيابة‪/‬النائب العام‪:‬‬
‫من مهمات وكيل النيابة أنه يجوز له إستدعاء األطباء الشرعيين‪،‬‬
‫والكيميائيين‪ ،‬والخبراء‪ ،‬الذين يندبون من قبله‪ .‬وإذا لم يكن وكيل النيابة‬
‫أقدم أعضاء النيابة‪،‬فعليه الحصول على موافقة من هو أعلى منه قبل‬
‫القيام بهذا األجراء‪.‬‬
‫الَندَب أو اإلنتداب‪:‬‬
‫يعني تكليف الطبيب أو الخبير العدلي من قبل النيابة المختصة بالقيام‬
‫بمهامه‪.‬‬
‫مسرح الحادث‪ /‬الجريمة‪:‬‬
‫هو مكان وقوع الحادث‪ /‬الجريمة‪.‬والحادث قد يكون جنائيًا‪،‬أو‬
‫إنتحاريًا‪،‬أو عرضيًا‬
‫المضبوطات‪:‬‬
‫كل ما يوجد له عالقة في مسرح الجريمة‪ ،‬او في مالبس‪ ،‬او في جسم‬
‫المجني عليه او الجاني‪.‬‬

‫اآلثار المادية‪:‬‬
‫عبارة عن المواد‪ ،‬أو األجسام‪ ،‬التي توجد بمكان الحادث‪،‬او ذات صلة‬
‫بالحادث‪ ،‬ويمكن إدراكها وإحساسها بإحدى الحواس‪ .‬واآلثار المادية‬
‫نوعان‪ :‬آثار مادية ظاهرة‪ .‬وآثار مادية خفية‪.‬‬
‫الدالئل المادية‪:‬‬
‫هي المواد التي لها عالقة بالحادث‪ ،‬وكذلك التي تساعد على الكشف‬
‫عن ظروف الحادث‪ .‬إنها المواد التي إسُتعِم لت في خدمة أسلحة‬
‫الجريمة‪،‬أو تلك التي إسُتبقيت عليها َاثار الجريمة‪،‬أو حتى كانت موضوع‬
‫األفعال اإلجرامية للمتهم‪ .‬وكذلك األموال‪ ،‬والقيم األخرى المكتسبة عن‬
‫طريق اإلجرام‪ ،‬وكل المواد األخرى‪ ،‬التي من الممكن إستخدامها كوسائل‬
‫للكشف عن الجريمة‪،‬أو لتوضيح الظروف الحقيقية للقضية‪..‬‬
‫ان الدالئل المادية تعتبر أحد مصادر الدالئل في المحاكم الجنائية‪.‬‬
‫القرائن ‪:‬‬
‫القرائن‪ -‬جمع قرينة بمعنى المصاحبة والمقارنة والمالزمة‪ .‬للقرائن‬
‫المعاصرة ارتباط وثيق بمسرح الجريمة‪ ،‬وقد تطورت القرائن تبعًا‬
‫للتطور العلمي الذي يشهده العالم اليوم‪.‬والقرينة تقوم على أساس أسلوب‬
‫االستشارات الفنية والبحوث والخبرة في مجال اإلثبات والبحث الجنائي‪.‬‬
‫القرائن المادية‪:‬‬
‫معروفٌ بأن كل جريمة تترك وراءها من الدالئل والعالمات ما يتوصل‬
‫به إلى معرفة الفاعل مهما حاول المجرمون طمس معالم الجريمة وإخفاء‬
‫آثارها‪ .‬وقد أثبتت التجارب العلمية المخبرية التوصل إلى المجرمين‬
‫بواسطة القرائن المادية التي تخلفها الجريمة‪.‬واتجهت الدراسات الحديثة‬
‫إلى االستفادة من الوسائل الحديثة إلثبات الجريمة‪ ،‬وكشف مرتكبيها من‬
‫خالل اآلثار المادية التي يتركها الجاني في مكان الجريمة‪ .‬وتختلف حالة‬
‫اآلثار باختالف الجريمة من حيث نوعها وأسلوب تنفيذها ووسائلها‬
‫المستخدمة في التنفيذ‪.‬‬
‫اقتفاء األثر‪:‬‬
‫مصطلح واسع‪ ،‬يعنى أي أثٍر بسيط من اآلثار الجسدية التي تربط‬
‫المشتبه به بالجريمة و موقعها‪ .‬غالبا ما يكون إقتفاء األثر متوقًفا على‬
‫نوع الدليل وقوته‪ .‬و لكن إقتفاء األثر يعتمد‪ ،‬أحيانًا‪ ،‬على الخبرة‪ ،‬وعلى‬
‫القوانين المعترف بها في البلد‪.‬‬
‫يقوم الباحث بإقتفاء األثر يمطابقة الصفات الشخصية المميزة لشخص‬
‫ما‪ ،‬مثل بصمات األصابع‪ ،‬واألدوات المستخدمة‪ ،‬وعالمات العنف‪،‬‬
‫وغيرها‪ ،‬مستخدمًا نقاط التشابه في الربط بين األدلة ‪.‬‬
‫التحريز‪:‬‬
‫كيفية التحفظ على أي مواد مشتبهة بالطرق الحديثة من دون حصول‬
‫تغيير أي شيء فيها‪ .‬علمًا بانه كثيرًا ما يحصل الرجوع الى المواد‬
‫المحرزة في القضايا المتنازع عليها أمام القضاء‪.‬‬
‫الخبير‪:‬‬
‫هو الشخص أو الموظف الحاصل على درجة علمية معترف بها في‬
‫أحد إختصاصات الطب العدلي‪ ،‬أو أحد فروع معامل أو مختبرات مركز‬
‫الطب العدلي‪.‬ومن أبرز الخبراء الذين يتعامل معه القضاء‪ :‬الطبيب العدلي‬
‫المختص‪ ،‬الخبير الكيايوي‪ ،‬خبير األسلحة النارية‪ ،‬خبير األدلة الجنائية‬
‫في مسرح الجريمة‪،،‬خبير التزييف والتزويرالخ‪.‬‬
‫الضحية‪:‬‬
‫في التحقيق والتحري الجنائي وفي الطب العدلي يهم المحققين‬
‫والمختصين‪ ،‬أكثر ما يهمهم هو اإلنسان الضحية ‪ -‬كما ورد في وثائق‬
‫األمم المتحدة‪ ،‬وبخاصة "إعالن بشأن المبادئ األساسية لتوفير العدالة‬
‫لضحايا الجريمة وإساءة استعمال السلطة" الذي اعتمد ونشر علي المأل‬
‫بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة ‪ 34 /40‬المؤرخ في ‪29‬‬
‫تشرين الثاني‪/‬نوفمبر ‪.1985‬‬
‫ويقصد بمصطلح "ضحايا الجريمة"‪ :‬األشخاص الذين أصيبوا‪ ،‬فرديا‬
‫أو جماعيا‪ ،‬بضرر‪ ،‬بما في ذلك الضرر البدني‪ ،‬أو العقلي‪ ،‬أو المعاناة‬
‫النفسية‪ ،‬أو الخسارة االقتصادية‪ ،‬أو الحرمان بدرجة كبيرة من التمتع‬
‫بالحقوق األساسية‪ ،‬عن طريق أفعال أو حاالت إهمال‪ ،‬تشكل انتهاكا‬
‫للقوانين الجنائية النافذة في الدول األعضاء في األمم المتحدة‪ ،‬بما فيها‬
‫القوانين التي تحرم اإلساءة الجنائية الستعمال السلطة‪..‬‬
‫إن الهدف األساس للتحقيق والتحري‪،‬مثلما للطب العدلي‪ ،‬بشأن‬
‫الضحية‪ ،‬هو خدمة العدالة‪.‬‬
‫نتوقف‪ ،‬ولو بسرعة‪ ،‬عند اآلثار التي تترك على الضحية‪ ،‬ومن هذه‬
‫اآلثار‪:‬‬
‫الجرح‪:‬‬
‫ُيعرُف الجرح ‪ Wound‬طبيا بأنه انقطاع استمرارية الجلد وغيره من‬
‫انسجة الجسم نتيجة التعرض لشدة خارجية‪ .‬ويشمل مفهوم الجرح‪:‬‬
‫السحجات‪ ،‬والجروح‪ ،‬والكدمات‪،‬وغيرها‪.‬سنتوقف في فصل قادم‪،‬‬
‫وبتفاصيل وافية‪ ،‬عند موضوع الجروح وأنواعها وأهميتها الطبية‬
‫العدلية الفنية الجنائية‪.‬‬
‫الحرق‪:‬‬
‫الحرق ‪ Burn‬هو تلف األنسجة نتيجة تعرض سطح الجسم الى‬
‫مصادر حرارية مختلفة‪،‬أو الى مواد كيمياوية كاوية‪،‬أو الى تيارات‬
‫كهربائية‪،‬أو صواعق برقية‪.‬والحروق هي درجات‪:‬الدرجة األولى‪-‬‬
‫البسيطة‪ ،‬وأشدها وأخطرها التفحم‪.‬‬
‫العاهة المستديمة‪:‬‬
‫من الوجهة الطبية‪،‬العاهة المستديمة هي فقد عضو نافع او جزء من‬
‫عضو‪،‬أو فقد وظيفة هذا العضو‪ .‬مثال ذلك‪ :‬إصابة شخص ما في حادث‬
‫يؤدي الى بتر الطرف العلوي األيسر‪ ،‬أو بتر القدم‪ ،‬مثًال‪ .‬كما أنه قد يصاب‬
‫شخص ما بإصابة في الرأس تؤدي الى شلل بالطرف العلوي‬
‫األيمن(مثًال)‪.‬‬
‫وفي كال الحالتين‪ ،‬فقد تخلف األصابة عاهة مستديمة هي فقد العضو‬
‫أو فقد وظيفة العضو‪.‬‬
‫اإلختناق ‪:‬‬
‫اإلختناق ‪ Asphyxia‬هو حالة قد تكون مميتة ‪،‬ناتجة عن نقص حاد‬
‫في األوكسجين الالزم لخاليا الجسم‪ ،‬خاصة الجهاز العصبي‬
‫المركزي(الدماغ) الذي خالياه حساسة جدًا لنقص األوكسجين‪ .‬ويحدث‬
‫اإلختناق عندما ال يتوافر االكسجين ألنسجة الجسم بكمية كافية‪ ،‬فتحرم‬
‫من حاجتها اليه‪.‬فاذا إذا كان إنخفاض نسبة األوكسجين كبيرًا‪ ،‬بحيث تحرم‬
‫الخاليا من األوكسجين كليًا‪ ،‬تتوقف الحياة في الخاليا‪ ،‬وتحدث وفاة‬
‫الشخص‪.‬‬
‫واإلختناق يحصل في حاالت عديدة‪ ،‬ومنها‪:‬العرق‪ ،‬والخنق‪ ،‬والتسمم‪-‬‬
‫سنتوقف عندها الحقًا‪.‬‬
‫الوفاة‪:‬‬
‫الوفاة‪ ،‬أو الموت‪ ،‬هو توقف األعمال الحيوية للجسم المتمثلة في‬
‫التنفس‪،‬والقلب والدورة الدموية والجهاز العصبي‪ ،‬فيصبح من غير‬
‫الممكن إعادة هذه األجهزة للعمل بشكل تلقائي‪.‬‬
‫وقد يكون الموت موتًا طبيعيًا أو غير طبيعي‪،‬جنائيًا أو إنتحاريًا أو‬
‫عرضيًا‪ .‬وثمة موت مفاجئ‪ ،‬يحدث في شخص كان يبدو ظاهريًا أنه‬
‫سليم‪ ،‬ويحدث الموت في مدة قصيرة‪ ،‬ويكون حدوثه غير منتظم‪ ،‬وسبب‬
‫الوفاة وجود أمراض كامنة ( دفينة) ال تظهر لها أعراض أثناء الوفاة‪.‬‬
‫لذلك يعتبر الموت المفاجئ وفاة مشكوك فيها‪.‬‬

‫ومن الصطلحات ذات العالقة أيضًا‪:‬‬


‫فحص الجثة‬
‫يتم فحص الجثة من قبل المحق او الباحث الجنائي والطبيب‬
‫العدلي‪.‬وفحص الجثة يتم ظاهريًا وداخليًا‪.‬الفحص األخير يتم من قبل‬
‫الطبيب العدلي في المشرحة بعد موافقة الجهات القضائية‪.‬‬

‫التغيرات الرمية‬
‫وهي برودة الجسم‪ ،‬والرسوب الدموي‪ ،‬والتيبس الرمي‪.‬وجميعها‬
‫عالمات أكيدة لحدوث الوفاة‪.‬‬
‫التيبس الرمي‪:‬‬
‫التيبس الرمي ‪ Rigor mortis‬هو تصلب العضالت األرادية‬
‫والالأرادية‪.‬‬
‫التشريح‪:‬‬
‫تشريح جثة الميت ‪ ،Autopsy‬بمعنى فتحها بالطرق األكاديمية ‪ ،‬وفصل‬
‫أعضاء الجثة ‪ ،‬والتحفظ على بعضها‪ ،‬وأخذ العينات منها‪.‬ويتم ذلك بطلب‬
‫من الجهات القضائية المعنية‪ .‬وال يجوز تشريح جثث األشخاص المشتبه‬
‫في وفاتهم إال إذا أذنت النيابة المختصة بذلك‪.‬‬
‫التشريح الثانوي‪:‬‬
‫التشريح الثانوي هو إعادة تشريح جثة الميت‪ ،‬في بعض الحاالت‪ ،‬غالبًا‬
‫يكون من قبل لجنة‪ ،‬وبقرار من النيابة المختصة‪،‬في حاالت الطعن في‬
‫سبب الوفاة‪،‬أو توفر أدلة جنائية جديدة مهمة جدًا بشأن الجريمة برزت‬
‫بعد دفن الضحية‪.‬‬
‫الدفن‪:‬‬
‫مواراة الجثة تحت التراب‪ -‬حسب الشرائع‪.‬والمهم هنا أن ال يجوز دفن‬
‫جثث األشخاص المشتبه في وفاتهم‪ ،‬إال بعد الحصول على إذن من النيابة‬
‫المختصة‪.‬‬

‫ومن المصطلحات المهمة األخرى‪:‬‬


‫األستعراف ‪:‬‬
‫اإلستعراف ‪ Identification‬يعني التعرف على شخص ما‪ ،‬من خالل‬
‫سمات معينة يتميز بها عن غيره‪ .‬ويتضمن اإلستعراف التعرف على‪:‬‬
‫مجموعة عظام‪،‬أو جثة أو أجزاء منها‪،‬أو على شخص حي مجهول‬
‫الهوية‪ ،‬كالذي فقد ذاكرته نتيجة حادث‪،‬وغير ذلك‪.‬‬
‫البصمة‪:‬‬
‫البصمة هي تلك الخطوط والنتوءات البارزة وما يصاحبها من قنوات‬
‫صغيرة‪ ،‬تشكل معًا أشكاًال خاصة‪.‬توجد البصمة في أصابع اليدين‪ ،‬وفي‬
‫القدمين‪ ،‬وفي راحة اليدين‪،‬وفي باطن القدمين‪.‬تترك البصمة آثارًا عند‬
‫مالمستها السطوح المصقولة أو الملساء‪.‬‬
‫وعدا بصمة األصابع‪،‬وأمثالها‪ ،‬ثمة بصمة بصمات أخرى‪ ،‬ولعل أبرزها‬
‫وأهمها البصمة الوراثية أو بصمة الـ ‪ ، DNA‬التي سجلت طفرة علمية‬
‫كبرى في توضيح أسرار الخلية واإلنسان‪ ،‬وقدمت خدمة ال مثيل لها في‬
‫مجاالت الطب العدلي وخدمة العدالة‪.‬‬
‫المني‬
‫المني ‪ Sperma‬هو مجموعة الحيوانات المنوية(الحيامن) التي‬
‫تفرزها الخصيتين لدى الرجل‪ .‬أما السائل المنوي فتفرزه عدة غدد وأهمها‬
‫البروستات‪.‬من خصائص السائل المنوي الطازج أنه يكون لزجًا هالمي‬
‫القوام‪ ،‬له رائحة مميزة‪.‬وهو قلوي التفاعل‪ ،‬وتعرضه للهواء فترة من‬
‫الوقت( ‪ 30-15‬دقيقة) يصبح سائًال بسبب الخمائر الموجودة فيه‪ .‬وتكون‬
‫البقع المنوية القديمة ذات لون أصفر واضح‪.‬‬
‫المختبر الجنائي‪:‬‬
‫المختبر أو المعمل الجنائي يختص بالتالي‪ :‬إجراء الفحوص الكيميائية‪،‬‬
‫والفيزيائية‪ ،‬والبيولوجية ‪ ،‬للتعرف على الجناة‪ ،‬وكشف غموض‬
‫الجرائم‪.‬الكشف على حاالت التزوير والتزييف باستخدام أحدث الطرق‬
‫العلمية‪ .‬فحص آثار األسلحة النارية والذخائر‪ .‬فحص آثار الحريق‪ .‬الكشف‬
‫عن السموم والمخدرات‪ ،‬وغيرها‬
‫السم‪:‬‬
‫يعرف السم ‪ Poison‬بأنه المادة الكيميائية‪ ،‬أو الفيزيائية‪ ،‬التي لها‬
‫القدرة على إلحاق الضرر‪ ،‬أو الموت‪ ،‬في النظام الحيوي للكائن الحي‪-‬‬
‫إنسانًا أو حيوانًا أو نباتًا‪.‬‬
‫السمية‪:‬‬
‫السمية ‪ Toxicity‬تعرف بأنها قدرة السم على إحداث خلل‪ ،‬أو ضرر‪،‬‬
‫أو تلف‪ ،‬في جسم الكائن الحي ‪ -‬إنسانا كان أم حيوانا أم نباتا‪.‬‬
‫عملية التسمم ‪:‬‬
‫هي إصابة الشخص باألعراض المرضية التي تسببها السموم‪ .‬وهذه‬
‫األعراض إما أن تظهر فجأة‪ ،‬ويسمى التسمم‪ -‬في هذه الحالة‪ -‬تسممًا حادًا‬
‫‪ ،Acute poisoning‬وإما أن تظهر تدريجيًا‪ ،‬ومن دون أعرض شديدة‪،‬‬
‫وذلك عقب استخدام كميات صغيرة من السم لمدة طويلة‪ ،‬في فترات‬
‫متباعدة‪ ،‬ويسمى التسمم في هذه الحالة تسممًا مزمنًا ‪Chronic‬‬
‫‪ ،poisoning‬حيث يتم تراكم السم‪ ،‬متحلًال في المواد الدهنية في الجسم‪،‬‬
‫أو بتثبيته في األنسجة الهضمية‪ ،‬أو في الكليتين‪.‬‬
‫الجرعة القاتلة‪:‬‬
‫الجرعة السمية القاتلة ‪ Lethal dose‬هي أقل كمية من السم تكون‬
‫كافية لقتل اإلنسان أو الحيوان أو النبات‪.‬وغالبا يرمز لها بالرمز ‪، LD50‬‬
‫حيث أن ‪. LD50 = X mg‬والرمز ‪ X‬هو رقم يتغير حسب نوع السم‪.‬‬
‫الترياق‪:‬‬
‫ُيعرف الترياق ‪ Antidote‬بأنه المادة التي تستعمل للتقليل من آثار‬
‫السموم الضارة أو لوقف مفعولها‪.‬إعطاء هذه المادة يتم من قبل الطبيب‬
‫المختص بتشخيص ومعالجة حاالت التسمم‪.‬‬
‫علم السموم‪:‬‬
‫ُيعرف علم السموم ‪ Toxicology‬بأنه العلم الذي يبحث في ماهية‬
‫المواد السامة‪ -‬كيميائية كانت أم فيزيائية‪ ،‬وفي تأثيرها الضار على الكائن‬
‫الحي‪ .‬كما يبحث في أصل السم‪ ،‬وتحليله‪ ،‬وطرحه في الكائن الحي‪ .‬وكذلك‬
‫في طرق العالج‪ ،‬والتقليل من السمية‪.‬‬
‫التسمم بالغازات‪:‬‬
‫من أبرز السموم الغازية هو غاز أول أوكسيد الكاربون‪،‬الذي يتميز‬
‫بقابلية اإلشتعال‪ ،‬وهو عديم اللون والطعم والرائحة‪،‬ولذلك فهو من‬
‫الغازات الخطيرة على اإلنسان‪.‬أغبل حاالت التسمم به هي عرضية‪ ،‬تأتي‬
‫بعدها الحاالت اإلنتحارية("اإلنتحار غير المؤلم"‪.‬أما الجنائية فهي نادرة‬
‫الحدوث‪.‬‬
‫علم النفس القضائي ‪:‬‬
‫يدرس العوامل المؤثرة في عملية التحقيق والحكم‪ -‬العوامل المؤثرة‬
‫على المدعين‪ ،‬وعلى المتهم‪ ،‬وعلى الشهود‪ ،‬وعلى القاضي ‪ ،‬وعلى‬
‫الرأي العام ‪.‬‬
‫علم النفس الجنائي‪:‬‬
‫يبحث في دراسة العوامل النفسية‪ ،‬والبيولوجية‪ ،‬واالجتماعية‪،‬‬
‫والبيئية‪ ،‬للسلوك الجنائي‪ ،‬ونفسية القاضي‪ ،‬واالدعاء العام‪ ،‬والمحقق‪،‬‬
‫والمتهم‪ ،‬والمجني عليه‪ ،‬والشاهد‪ ،‬والمحامي‪.‬ثم الوسائل النفسية الحديثة‬
‫في التحقيق واختالالت الغرائز‪ ،‬وخاصة الجنسية‪ ،‬والعقلية‪ ،‬والتخلف‬
‫النفسي والعقلي‪ ،‬وعالقتها بالسلوك الجنائي‪ ،‬واثر العلل واألمراض‬
‫النفسية في المسؤولية الجنائية‪.‬‬

‫الفصل الثاني‬

‫التحقيق والتحري والبحث الجنائي‬

‫فريق التحقيق و البحث الجنائي‬

‫من المعروف‪ ،‬عند حصول جريمة أو حادث‪،‬ينتقل الى مسرح الحادث‬


‫فريق مكون غالبًا من‪:‬‬
‫أ‪ -‬ضابط شرطة‪:‬‬
‫ضابط الشرطة الخفر‪ ،‬أو المناوب‪ ،‬هو أول من ُيبلغ تلفونيًا أو‬
‫بالحضور الى قسم الشرطة‪ ،‬عن الحادث أو الجريمة‪ ،‬من قبل ُم بلغ‪.‬وهو‬
‫أول من يحضر الى مكان الحادث او مسرح الجريمة‪ .‬ويصطحب معه‪،‬‬
‫عادة‪ ،‬طبيب األسعاف الفوري‪/‬الطوارئ للتأكد من حدوث الوفاة‪ ،‬ولتقديم‬
‫األسعافات األولية في حالة وجود أحياء‪.‬هنا يتعين على الطبيب القيام‬
‫بعمله بأقل قدر ممكن من تغيير وضع الجثة أو محتويات مسرح الحادث‪.‬‬
‫وإذا إشتبه الطبيب في ان الوفاة غير طبيعية يقوم بإبالغ الضابط المرافق‬
‫له ليتخذ األخير إجراءاته على الفور‪ ،‬واإلتصال بالنيابة العامة‪ ،‬أو‬
‫بالمحقق الجنائي‪.‬‬
‫في الحاالت المشتبهة‪ ،‬والواضحة فيها الوفاة من البداية‪ُ،‬يستغنى عن‬
‫حضور طبيب األسعاف الفوري بالطبيب العدلي‪ ,‬وفي هذه الحالة يكون‬
‫دور ضابط الشرطة األساسي هو القيام بالتحريات الالزمة لحين قدوم‬
‫المحقق‪.‬‬
‫والبد ان يرافق الضابط أيضًا أحد أفراد الشرطة المدربين‪ ،‬للقيام‬
‫بحراسة مسرح الجريمة‪ ،‬ومنع أي أحد من دخوله أو العبث به‪،‬أو‬
‫بالجثة‪،‬لحين وصول فريق التحقيق والبحث الجنائي وخبراء األدلة‪.‬‬
‫سنتوقف الحقا عند ضابط الشرطة مجددًا وبتفاصيل وافية تتعلق‬
‫بالتحقيق الجنائي‪.‬‬

‫ب‪-‬المحقق الجنائي‪:‬‬
‫ُيبلغ بالحالة في مراحل مبكرة من قبل الشرطة‪ ،‬وهو الذي يقوم بتشكيل‬
‫فريق البحث بمسرح الجريمة‪ ،‬وله سلطة التحقيق في القضية‪.‬‬
‫والمحقق الجنائي يكون وكيل نيابة في بعض البلدان‪،‬وضابط شرطة في‬
‫بلدان أخرى‪،‬ومحقق من هيئة التحقيق واألدعاء العام في عدد من البلدان‪،‬‬
‫ومحقق وفيات‪،‬في بلدان‪ ،‬والفاحص الطبي في بلدان أخرى‪.‬‬

‫ج‪ -‬المصور الجنائي‪.‬‬


‫د‪ -‬خبير البصمات‪.‬‬
‫ه‪ -‬خبير أدلة جنائية‪.‬‬
‫و‪ -‬طبيب عدلي‪ -‬عند الضرورة‪.‬‬
‫ز‪ -‬خبراء فنيون‪ -‬يتم إستدعائهم حسب نوع الجريمة‪ ،‬ومنهم‪:‬‬
‫‪ -‬خبير األسلحة والمتفجرات‪ :‬في حالة األصابات النارية‪.‬‬
‫‪ -‬خبير الحرائق‪:‬في حالة الحريق‪.‬‬
‫‪ -‬خبير سموم ( كيميائي طبير شرعي)في حالة التسمم‪.‬‬
‫ح‪ -‬ضابط تحريز‪.‬‬
‫وتتم عملية التحقيق والتحري‪.‬‬

‫التحقيق الجنائي‬
‫التحقيق الجنائي ‪ Criminal Examination‬بوصف بأنه عملية‬
‫تستدعيها المصلحة العامة‪ ،‬وتطبيق قواعد العدل واإلنصاف بين أفراد‬
‫المجتمع ‪ ،‬لحماية أمن المجتمع وصونًا الستقراره‪.‬من هنا‪ ،‬فهو يعني‪ ،‬في‬
‫مفهومه العام‪ ،‬التحري والتدقيق في البحث عن شيء ما في سبيل التأكد‬
‫من وجوده‪ ،‬أو السعي للكشف عن غموض واقعة معينة‪ ،‬وينبغي لذلك‬
‫استعمال طرق ووسائل محددة يكفلها القانون إلجراء التحقيق‪.‬‬
‫والمقصود بالتحقيق الجنائي من الناحية االصطالحية هو تلمس السبل‬
‫الموصلة لمعرفة الجاني في جناية ارتكبت أو شرع في ارتكابها‪ ،‬وكذلك‬
‫ظروف ارتكابها‪ ،‬وذلك باستعمال وسائل مشروعة للتحقيق ومحددة من‬
‫جهة مختصة‪ ،‬أما من الناحية النظامية فإن عمليات التحقيق الجنائي‬
‫وإجراءاته تقوم على أسس وقواعد فنية يستخدمها المحقق بما كفله له‬
‫النظام من سلطات‪ ،‬إذ يقوم بتنفيذ هذه األسس والقواعد حتى يتسنى له‬
‫بواسطتها الكشف عن غموض الجريمة وتحديد مرتكبها والوقوف على‬
‫كل األدلة الخاصة بها‪.‬‬
‫ويرى المستشار القانوني عاطف بشير الحاج بان مرحلة التحقيق تعتبر‬
‫مرحلة مهمة قبل أن يتم النظر في الواقعة من قبل المحكمة‪ ،‬وذلك لكونها‬
‫من المراحل اإلعدادية المهمة لتقديم قضية أو دعوى جنائية مكتملة‬
‫للقضاء‪ ،‬ويعطي التحقيق الواقعة طابعها الرسمي من حيث اكتمال أدلتها‬
‫وتحديد مختلف جوانبها عند تقديمها أو إحالتها للقاضي‪.‬وبذلك فإن‬
‫عمليات التحقيق الجنائي هي المعنية لتحقيق واجب العدل واإلنصاف‬
‫والتحقق من براءة أو اتهام مقترف الجريمة [‪.]]2[2‬‬
‫وألهمية التحقيق الجنائي‪،‬نشأ علم التحقيق الجنائي‪،‬الذي يختص‬
‫بالتدقيق والبحث في الجرائم المقترفة من مختلف أفراد المجتمع‪،‬وأصبح‬
‫مفهومه واقعًا ملموسًا منذ زمن طويل‪ -‬كما أسلفنا‪.‬‬
‫وأشرنا في الفصل األول الى أن المحقق أو الباحث الجنائي هو‬
‫الشخص الذي يتولى ويتكلف بالبحث وجمع الدالئل لكشف غموض‬
‫الحوادث من قبل رجال الضبط القضائي‪ .‬وأضفنا بأن دور الباحث الجنائي‬
‫يتحدد بالعمل على منع الجريمة قبل وقوعها‪،‬أو إكتشافها بعد وقوعها‪،‬‬
‫وضبط مرتكبيها‪ ،‬و األدوات التي إسُتعملت فيها‪.‬ومن أهم واجباته في‬
‫( مسرح الجريمة) أنه يعمل على عدم تضييع أي دليل من األدلة‬
‫الموجودة‪،‬أو العبث بها‪ ،‬أو األهمال في المحافظة عليها‪..‬تالحظون أنني‬
‫‪ - ]2[2‬عاطف بشير الحاج‪،‬التحقيق الجنائي بين المفهوم واإلجراء‪"،‬الحياة"‪5/4/2007،‬‬
‫كررت أكثر من مرة جملة " عدم تضييع أي دليل من األدلة الموجودة‪،‬أو‬
‫العبث بها‪ ،‬أو األهمال في المحافظة عليها"‪ ،‬وسنكررها الحقة‪ ،‬وذلك‬
‫ألهميتها في التحري والبحث الجنائي‪.‬‬

‫التحري الجنائي‬

‫التحري‪،‬ومرادفه ‪ Detection‬أو ‪ Investigation‬هو‪ -‬كما عرفناه في‬


‫الفصل السابق‪ -‬البحث عن حقيقة أمر ما‪،‬أو جمع المعلومات المؤدية الى‬
‫إيضاح الحقيقة بالنسبة لهذا األمر‪ ،‬ومن المهم بالنسبة للباحث الجنائي ان‬
‫يجري التحري بصفة سرية‪.‬‬
‫وتقع مسؤولية التحري الجنائي ‪ Criminal Investigation‬ضمن‬
‫مهمات مديرية التحقيقات الجنائية أو البحث الجنائي ‪Directorate of‬‬
‫‪،Criminal Investigation‬التي تختص بالبحث والتحري‪ ،‬وجمع‬
‫االستدالالت في كافة البالغات والشكاوى المقيدة ضد مجهول‪ ،‬أو‬
‫المحفوظة لعدم كفاية األدلـة‪ ،‬وتقصي الجرائم‪ ،‬والبحث عن مرتكبيها‪،‬‬
‫وجمع االستدالالت التي تلزم للتحقيق والمحاكمة‪ ،‬والتحرك في جميع‬
‫الحوادث‪ ،‬ومرافقة التحقيق لمعاينة مسرح الجريمة‪ .‬وتكوين قاعدة‬
‫معلومات جنائية شاملة للبحث عن األشخاص المفقودين والهاربين من‬
‫تنفيذ األحكام‪.‬‬
‫وُيعُد موضوع التحريات الجنائية من الموضوعات الهامة التى تهم‬
‫العاملين فى مجال التحقيق الجنائى ومعاونيهم من رجال األدلة الجنائية‪،‬‬
‫والعاملين فى مجال البحث القانونى والكشف عن الجريمة‪.‬وهناك ضوابط‬
‫ومعايير يتعين اإللتزام بها كى نحافظ على المبادئ األساسية لقيام تحريات‬
‫سليمة وجدية [‪.]]3[3‬‬
‫وبالنسبة للشرطة‪،‬يؤكد عقيد الشرطة محمد الحسن شريف المحامي‪ :‬ال‬
‫شك أن قوات الشرطة الجنائية كجهاز خادم للمجتمع ال يمكن أن تؤدى‬
‫وظيفتها ورسالتها التى تتمثل فى كشف النقاب عن المجرم والجريمة‪،‬‬
‫باإلضافة الى المهام األخرى الملقاة على عاتقها ‪ ،‬إال بعد أن تستلهم‬
‫وتستحضر وتستجمع وتستهدى المجردات‪ ،‬ثم تترجمها إلى حقائق على‬
‫أرض الواقع‪ .‬فهى ال تعمل بكفاءة ونجاح إال فى ظل أساليب تسخرها فى‬
‫سبيل الكشف عن أبعاد الجرائم‪ ،‬سواء قبل وقوعها أو فى حالة ضبطها ‪،‬‬
‫‪ - ]3[3‬محمد الحسن شريف المحامي ‪ ،‬المبادئ العامة للتحريات الجنائية بين النظرية والتطبيق‪.‬‬

‫‪sudanpolice.gov.sd/pdf/666.doc‬‬
‫بأعتبار أن مهمة الشرطة في دولة القانون هي تحقيق سيادة القانون فى‬
‫ظل مفاهيم موضوعية‪ ،‬ونعنى األمن والعدالة والحرية‪.‬ال سيما وأن التقنية‬
‫الحديثة اتاحت للشرطة مجاًال فسيحًا لإلستفادة منها فى التطبيق العملى‪،‬‬
‫مما يستوجب متابعة رجالها لخطى التقدم‪ ،‬لإلستفادة منها فى مجال‬
‫الخبرات ‪ ،‬خاصة وأن مجاالت الشرطة قد تغلغلت فى كافة ميادين الحياة‬
‫[‪.]]4[4‬‬
‫إن الجريمة فى تطور سريع الخطى‪ ،‬وقد استطاع المجرم أن يطوع‬
‫ويطور كل االساليب اإلجرامية لصالحه بطريقة أو باخرى‪.‬بالمقابل تتوفر‬
‫لدى رجال التحريات الجنائية وخبراؤها علوم وتكنولوجيا حديثة‪ ،‬وخبرة‬
‫غنية في خدمتهم‪ ،‬تؤهلهم للوصول الى الحقيقة‪.‬‬
‫يعتبر التحرى‪ ،‬المنصوص عليه فى قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬وفى‬
‫قانون الشرطة‪ ،‬في العديد من البلدان‪ ،‬واجب الشرطة‪ ،‬بمفهومه الواسع‪،‬‬
‫وما تقوم به هو أول مرحلة من مراحل التحرى‪ ،‬ألن الشرطى تعمل ليل‬
‫نهار‪،‬وتقوم بدوريات متعاقبة تمكنها الوصول السريع لمسرح الجريمة‪ ،‬و‬
‫تتلقى البالغات عن الحوادث والجرائم‪.‬وعدا هذا‪،‬في متناول رجل الشرطة‪،‬‬
‫في الوقت الحالي‪ ،‬بصمة الصوت‪ ،‬واإلنترنت‪ ،‬والهاتف المحمول‪ ،‬وأجهزة‬
‫اإلتصال المختلفة‪ ،‬وهو ما يستوجب إستفادة الشرطة منها فى كشف‬
‫النقاب عن الحدث اإلجرامى ‪.‬‬
‫وال تعني مهمة التحرى محضر التحرى‪ ،‬واإلستجواب‪ ،‬فحسب ‪ ،‬إنما‬
‫تعنى أيضًا جمع اإلستدالالت والمعلومات التى تكشف الجرائم بكافة الطرق‬
‫المشروعة‪ .‬ولألدلة الجنائية ماهيتها‪ ،‬وطبيعتها الذاتية‪ ،‬فى كشف النقاب‬
‫عن الجرائم‪ ،‬والوصول إلى الحقيقية‪ .‬ومن هذا المنطلق فإن البحث‬
‫والتحرى فى مسرح الجريمة‪ ،‬حيث يوجد الدليل االخرس الصامت الدافع‬
‫الذى يحدد طبيعة الجريمة‪ .‬باإلضافة إلى كل اإلجراءات التابعة‪ ،‬من قبض‬
‫وتفتيش قبل أو بعد وقوع الجريمة‪.‬‬
‫وتستلزم التحريات الجنائية وجود متحرى تتوفر فيه الدقة والسكون‬
‫الشعورى والفكر المتشعب والصمت الواعى والرؤى الثاقبة وقوة‬
‫المالحظة ‪ ،‬والنزاهة والحياد والتسلح التام واإللمام بالقانون ‪.‬‬
‫على إن التركيز على الجانب العملى وحده ال يكفى‪ ،‬وإنما البد من تكامل‬
‫النظرية والتطبيق‪ .‬والنظرية هى الجهد األكاديمى الذى ينزل إلى أرض‬

‫‪. - ]4[4‬المصدر نفسه‪.‬‬


‫الواقع‪ ،‬وذلك بشرح النصوص القانونية ذات الصلة بالتحريات‪ .‬ويكون‬
‫ذلك بالمقارنة والتحليل والبحث واإلستدالل والرجوع للسوابق القضائية ‪.‬‬
‫أما الجانب العملى فينصب على العمل الفنى والخبرة والمهارات والقدرات‬
‫والرغبة والموهبة فى ذلك المجال [‪.]]5[5‬‬

‫مهمات البحث الجنائي‬

‫يتولى المحقق‪/‬الباحث الجنائي العمل في مسرح الحادث‪ ،‬ويقوم بتوزيع‬


‫األدوار‪،‬فيسمح أوًال بدخول المصور الجنائي‪ ،‬ثم خبير البصمات‪ ،‬ثم ضابط‬
‫مسرح الحادث(خبير األدلة الجنائية)‪،‬والطبيب العدلي‪ -‬عند الضرورة‪-‬‬
‫واألخير يتعاون مع المحقق الجنائي وضابط مسرح الحادث في فحص‬
‫ومعاينة المكان‪ ،‬ثم يقوم بفحص ظاهر الجثة‪.‬ويجب ان يقتصر فحص‬
‫ظاهر الجثة على اآلثار التي ُيحتمل ضياعها أثناء نقل الجثة الى‬
‫المشرحة‪ ،‬مثل الشعر العالق باليدين‪ ،‬وتدوين المالحظات الخاصة‬
‫بالمالبس‪ ،‬والتغيرات الرمية‪ ،‬والبقع الدموية‪ ،‬وأخذ الصور الفوتوغرافية‬
‫لإلصابات الموجودة بالجثة عن طريق المصور الجنائي‪ ،‬ويترك باقي‬
‫الفحوصات إلجرائها في المشرحة‪.‬‬
‫بعد كل هذا‪،‬تنقل الجثة بحضور الطبيب العدلي الى مشرحة الطب‬
‫العدلي بمعرفة المحقق الجنائي‪،‬ثم يقوم المصور الجنائي بتصوير مكان‬
‫الجثة‪.‬ويظل شرطي الحراسة لتأمين الموقع‪.‬‬
‫ويتم تشريح الجثة من قبل الطبيب العدلي بعد أخذ موافقة الجهات‬
‫المختصة عن طريق المحقق الجنائي‪.‬وبعد ورود كافة النتائج والتقارير‬
‫يقوم الطبيب العدلي بكتابة تقريره‪ ،‬وإرساله للمحقق‪،‬فالقاضي الذي‬
‫يساعده في الفصل في القضية وتحقيق العدالة[‪.]]6[6‬‬

‫البد من اإلشارة هنا الى ان األدلة المستخدمة في إثبات المسائل الجنائية‬


‫تتباين في أنواعها‪،‬فمنها ما يقدمه المحقق الجنائي‪ ،‬ومنها مايقدمه‬
‫الطبيب العدلي‪ ،‬وخبراء وفنيونَ خرون‪ ،‬كل في تخصصه‪ .‬ومن هذه‬
‫اإلشارة نريد التأكيد بان مجال عمل المحقق الجنائي‪ ،‬والطبيب العدلي‪،‬‬
‫وسائر الخبراء الفنيين‪ ،‬يرتبط وثيق اإلرتباط عند التعامل مع القضايا‬

‫‪ - ]5[5‬محمد الحسن شريف المحامي ‪ ،‬المبادئ العامة للتحريات الجنائية بين النظرية والتطبيق‪،‬مصدر سابق‪.‬‬

‫‪ - ]6[6‬إبراهيم صادق الجندي‪،‬الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية‪،‬أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية‪،‬مركز الدراسات‬
‫والبحوث‪،247،‬الرياض‪،2000 ،‬ص ‪.19‬‬
‫والجرائم المختلفة‪.‬وكلما زاد التعاون‪ ،‬وتم تبادل المعلومات‪،‬التي يتوصل‬
‫إليها كل طرف مع اآلخر‪ ،‬كلما نجحوا في حل غموض الجرائم المعقدة‪،‬‬
‫والتوصل الى الحقيقة الكاملة‪ ،‬وخدمة العدالة وتحقيقها‪.‬‬
‫من هنا البد فور العثور واإلبالغ عن شخص أو أشخاص مطروحين‬
‫على األرض بال حراك‪ ،‬في مكان ما‪ ،‬وثمة أشتباه في الوفاة‪ ،‬ان تبدأ‬
‫سلسلة من اإلجراءات واإلتصاالت بجهات متعددة لغرض تحريك فرق‬
‫بحثية متخصصة‪ ،‬وأخرى معاونة‪،‬الى ذلك المكان( مسرح الواقعة‪-‬‬
‫الحادث‪ -‬الجريمة) لتحقيق األهداف التالية‪ -‬وفقًا للدكتور إبراهيم الجندي‪:‬‬
‫‪-1‬الحفاظ على مسرح الحادث أو الجريمة‪ ،‬ومنع العبث به أو العبث‬
‫بالجثة‪.‬‬
‫‪-2‬التأكد من حدوث الوفاة‪ ،‬وفي حالة وجود أحياء‪ :‬تقديم واجب األسعاف‬
‫األولي‪ ،‬والعمل على سرعة نقلهم الى المستشفى‪.‬‬
‫‪-3‬فحص ومعاينة مسرح الحادث أو الجريمة‪.‬‬
‫‪-4‬رفع أآلثار المادية المختلفة من مسرح الحادث ومن الجثة‪.‬‬
‫‪-5‬تقدير وقت الوفاة مبدئيًا [‪.]]7[7‬‬
‫ويوضح الدكتور جالل الجابري اإلجراءات الواجب القيام بها من قبل‬
‫الباحث الجنائي حال وصوله لمكان الحادث‪ ،‬بما يلي‪::‬‬
‫‪ -1‬حصر مكان الجريمة والتأكد من الحراسة التامة على منافذ المكان‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم لمس أي شيء أو تحريكه قبل وصفه وتسجيله وتصويره‪-‬‬
‫بمعرفة خبير البصمات‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم السماح ألحد بالدخول أو الخروج من مكان الحادث‪.‬‬
‫‪ -4‬فصل المتهم أو المشتبه بهم عن الشهود‪.‬‬
‫‪ -5‬فصل الشهود عن بعضهم البعض‪.‬‬
‫‪ -6‬فحص جسم المتهم ومالبسه لبحث َاثار مقاومة أو وجود أجسام‬
‫غريبة[‪.]]8[8‬‬

‫وبما ان المحقق الجنائي هو أول من ُيبَلغ عن الحادث من قبل‬


‫الشرطة‪،‬ويصل الى مسرح الجريمة بعد ضابط الشرطة أو معه‪ ،‬فيقوم‬
‫بتشكيل فريق البحث‪ ،‬وهو رئيس فريق التحقيق‪ ،‬وتبدأ مهمته بمجرد‬
‫تلقيه البالغ‪ ،‬فعليه أيضًا ان يقوم بما يلي‪:‬‬

‫‪ - ]7[7‬إبراهيم صادق الجندي‪،‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.22-19‬‬

‫‪ - ]8[8‬جالل الجابري‪،‬الطب الشرعي القضائي‪،‬المكتبة القانونية ‪،360،‬الدار الدولية ودار الثقافة‪،‬عمان‪،200،‬ص ‪.46‬‬
‫‪ -1‬تسجيل وقت وتأريخ تلقيه البالغ‪،‬إسم الُم بلغ ووقت عثوره على الجثة‪،‬‬
‫الطريقة التي تلقى بها البالغ(التلفون‪-‬السلكي‪-‬شخصيًا)‪ ،‬عنوان مسرح‬
‫الحادث‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلنتقال السريع الى مسرح الحادث وتسجيل‪:‬تأريخ ووقت وصوله‬
‫إليه‪،‬حالة الجو(بارد‪-‬حار‪-‬ممطر)‪،‬وأي ظروف تحيط بالجثة وبمسرح‬
‫الحادث ألن هذه العوامل تؤثر في تقدير وقت حدوث الوفاة من التغيرات‬
‫الرمية‪.‬معلومات شخصية عن المجني عليه‪:‬إسمه‪،‬جنسه‪،‬عمره‬
‫التقريبي‪،‬جنسيته‪.‬تدوين أسماء الشهود‪ ،‬وكل األشخاص الذين كانوا في‬
‫مسرح الحادث قبل وصوله للتحقيق معهم‪.‬‬
‫‪ -3‬في حالة وجود المجني عليه حيًا وبه إصابات‪:‬يقدم له األسعافات‬
‫األولية الممكنة بسرعة‪-‬كواجب له األولوية‪،‬حتى لو تطلب األمر تغيير‬
‫بعض اآلثار المادية‪،‬ويجب في هذه الحالة إلتقاط صور للمجني عليه‪،‬أو‬
‫يحدد المكان الذي ُعثر فيه على المجني عليه برسم أو وضع عالمات‬
‫بالطباشير‪،‬وينقل فورًا الى أقرب مستشفى‪-‬إن إحتاج األمر‪ -‬وبصحبته‬
‫المحقق عسى ان يسمع منه ما يفيد التحقيق‪.‬‬
‫‪ -4‬في حالة وجود المجني عليه ميتًا بمسرح الحادث فان دوره ينحصر‬
‫في العمل على المحافظة على مسرح الحادث ومنع العبث به او بالجثة‪،‬‬
‫وعدم السماح ألحد بالدخول أو لمس شيئًا من محتويات المكان‪.‬‬
‫‪ -5‬إستدعاء الخبراء‪.‬‬
‫‪ -6‬التعاون مع الطبيب العدلي وخبير األدلة الجنائية‪.‬‬
‫‪ -7‬القيام بإجراء التحقيقات والتحريات الكاملة‪ ،‬بأخذ أقوال الشهود‬
‫والمرافقين والمشتبه فيهم‪ ،‬ومعرفة الظروف المحيطة بالحادث‪،‬‬
‫وبالمجني عليه‪ ،‬مثل‪َ :‬اخر مرة شوهد فيها المجني عليه‪ ،‬وهل هناك ما‬
‫يدفعه لإلنتحار‪،‬مثًال‪ ،‬أو هناك من هدده بالقتل‪..‬الخ‪ .‬فالباحث الجنائي هو‬
‫الوحيد الذي له سلطة التحقيق في القضية‪.‬‬
‫‪ -8‬عمل تقرير للطبيب العدلي‪،‬يتضمن ظروف الحادث‪ ،‬موضحًا ما أسفر‬
‫عن التحقيق والتحري‪ .‬وعليه ان يوجه ويكتب في تقريره إليه األسئلة‬
‫التي تدور بذهنه ويرجوه ان يجيب عليها‪.‬‬

‫وعلى المحقق الجنائي‪ -‬كما يوصي الخبراء‪ -‬اإلهتمام بمسألتين هامتين‪،‬‬


‫يجب ان يضعهما في إعتباره عند إجراء المعاينة‪ ،‬تقوالن‪:‬‬
‫* أنظر بعينيك‪ ،‬وإثبت ما تراه‪،‬دون ان تلمس أي شيء‪،‬لحين وصول‬
‫الخبراء الفنيين المختصين برفع وتحريز اآلثار‪.‬‬
‫* ما يظهر أمامك في مسرح الحادث ليس بالضرورة هو الحقيقة‪ ،‬بل قد‬
‫تبدو األمور بصورة ُيقصد بها التضليل إلخفاء الحقيقة[‪.]]9[9‬‬

‫من كل ذلك يتأكد بان للمحقق أو الباحث الجنائي دور كبير في إنجاز مهمة‬
‫التحري‪،‬وفي مهمات الطب العدلي بخاصة‪ .‬وفي ظل تطور الجريمة‪،‬‬
‫وأدواتها‪ ،‬وأساليبها أصبح الدور الذي يقوم به الباحث الجنائي صعبًا‬
‫ومعقدًا‪.‬ونظرًا لخطورة دوره‪،‬خاصة وان بعض المجرمين يقومون‬
‫بجرائمهم بعد تفكير وتدقيق وتخطيط‪ ،،‬فالبد من توفر الصفات التالية في‬
‫الباحث الجنائي‪:‬‬
‫قوة المالحظة ‪ -‬قوة الذاكرة ‪ -‬النشاط ‪ -‬الصبر والمثابرة‪ -‬الدقة واإلتقان‬
‫في العمل‪ -‬وكتمان السر‪.‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬يتبين بجالء ان لمعاينة مسرح الحادث أو الجريمة من‬
‫قبل المحقق الجنائي دور كبير في الوصول الى سبب الحادث‪ ،‬او الى‬
‫مقترف الجريمة‪.‬وللخبراء والفنيين‪،‬الذين يستعين بهم‪ ،‬دور هام في‬
‫الوصول الى الحقيقة‪ .‬في مقدمة الخبراء والفنيين‪:‬الطبيب العدلي‪ ،‬وخبراء‬
‫مسرح الحادث‪ -‬كخبير التصوير الجنائي‪،‬وخبير األدلة الجنائية‪ ،‬وخبير‬
‫البصمات‪ ،‬وخبير األسلحة والمتفجرات‪ ،‬وخبير الحرائق‪ ،‬وضابط اإلحراز‪/‬‬
‫التحريز‪،‬وخبراء المختبر الجنائي‪،‬وخبراء معامل الكيمياء الطبية العدلية‪،‬‬
‫وخبراء التزييف والتزوير‪ .‬سيأتي دور كل واحد منهم فيما بعد‪..‬‬

‫مساعدو التحري والبحث الجنائي‬

‫أثبت الواقع بما اليقبل الشك‪ ،‬ان الباحث الجنائي‪ ،‬مهما بلغت كفاءته في‬
‫العمل‪ ،‬ال يمكن أن يعمل بذاته ولوحده‪ ،‬وإنما البد من اإلستعانة بأشخاص‬
‫َاخرين يعاونونه في أداء عمله‪ .‬وعدا الخبراء والفنيين‪ ،‬ثمة مساعدين‬
‫مهمين أيضًا للتحري والبحث الجنائي وإنجاز مهمة المحقق‪ /‬الباحث‬
‫الجنائي‪ .‬ومن هؤالء‪ :‬الجمهور‪ ،‬المرشدون‪ ،‬الشرطة السرية‪،‬القوات‬
‫النظامية‪ ،‬الصحافة‪.‬‬
‫أوًال‪-‬الجمهور‪:‬بدون معرفة الجمهور يضيع جزء كبير من العمل‬
‫ويذهب سدى‪.‬فمن الجمهور يكون الشهود‪ ،‬والمجني عليه‪ .‬وللمرشدين‬

‫‪ - ]9[9‬إبراهيم صادق الجندي‪،‬الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية‪ ،‬مصدر سابق‪،‬ص ‪.22-21‬‬


‫دور كبيير في ضبط المرتكبين واألدوات المستعملة‪ ،‬وهم أول المتواجدين‬
‫في مكان الحادث‪.‬‬
‫على الباحث الجنائي واجبات نحو الجمهور‪:‬عليه أوًال ان يقوم بدوره‬
‫التوعوي وإرشاد الناس الى األحتياطات الالزم إتخاذها ضد السرقات‪،‬‬
‫وتنويرهم بكيفية وقوع الحوادث‪ ،‬واألسلوب األمثل للعمل على عدم وقوع‬
‫الحوادث‪.‬وفي ذلك تلعب وسائل األعالم دورًا كبيرًا‪.‬ومن واجب الباحث‬
‫الجنائي تجاه الجمهور ان ال يبخل عليه بمعلوماته‪ ،‬حتى ال تضيع‬
‫األدلة‪،‬ويفلت المجرم‪.‬ويجب على الباحث ان يعمل على كسب الجمهور‪،‬‬
‫وينال إحترامه‪ ،‬مثلما يجب ان يكون أمينًا على أسرار من يساعده‪.‬‬

‫ثانيًا‪ -‬المرشدون‪ :‬للمرشدين دور كبيير في ضبط المرتكبين للجرائم‪،‬‬


‫ولألدوات المستعملة في الجريمة‪ .‬وهم عادة من الجمهور‪ ،‬يمدون الباحث‬
‫بالمعلومات الالزمة إلكتشاف الجريمة‪.‬‬
‫والمرشدون نوعان‪ :‬األول‪ -‬مرشد مستديم‪ -‬من ذوي النشاط‬
‫اإلجرامي‪،‬يستعين الباحث بأحدهم مقابل أتعاب‪ .‬وهذا النوع من المرشدين‬
‫أقدر من غيره على مساعدة الباحث الجنائي لمعرفته بأسرار وخبايا‬
‫زمالئه‪ .‬النوع الثاني‪-‬المرشد المؤقت‪ -‬هو المرشد الذي يكلفه الباحث‬
‫الجنائي بتزويده بالمعلومات عن جرائم معينة‪ ،‬وتنتهي صلة الباحث به‬
‫بإكتشافه للجريمة‪..‬‬

‫ثالثًا‪ -‬الشرطة السرية‪ :‬وحدات خاصة من الشرطة النظامية تمتلك كفاءة‬


‫في حقل البحث الجنائي‪ ،‬وهم يرتدون مالبس مدنية‪ ،‬ويعاونون الباحث‬
‫الجنائي في أدائه لعمله [‪.]]10[10‬‬

‫رابعًا‪ -‬القوات النظامية‪ :‬تعاون الباحث الجنائي في تحقيق منع الجريمة‬


‫عن طريق التواجد األمني‪.‬‬
‫سادسًا‪ -‬الصحافة‪ :‬وهي أهم وسائل األرتباط المباشر بالجمهور‪ ،‬وتتعاون‬
‫الصحافة مع الباحث الجنائي عن طريق‪ :‬نشر معلومات تفيده‪،‬أو بعدم نشر‬
‫معلومات تضر بالتحقيق‪.‬هذا عدا ان اإلعالم يلعب‪ -‬كما أسلفنا‪ -‬دورًا مهمًا‬
‫في نشر الوعي‪ ،‬وفي تنببه الجمهور‪ ،‬لدرء وقوع الجرائم‪.‬‬

‫‪ - ]10[10‬جالل الجابري‪،‬الطب الشرعي القضائي‪،‬مصدر سابق‪،‬ص ‪.49-48‬‬


‫خامسًا‪ -‬الخبراء‪:‬وهؤالء‪-‬كما أسلفنا‪ -‬يمدون الباحث الجنائي بمعلوماتهم‬
‫الفنية في الحوادث نتيجة الخبرة العملية‪ ،‬والممارسة‪ /‬كأطباء‪،‬‬
‫ومهندسين‪ ،‬وخبراء أدلة جنائية‪ .‬فالخبير الكيميائي العدلي‪،‬مثًال‪ ،‬يقوم‪ -‬في‬
‫قسم األبحاث السيرولوجية والميكروسكوبية‪ -‬بـ‪:‬فحص الدم‪،‬‬
‫وفصائله‪،‬والمواد المنوية‪ ،‬وفحص الشعر وبيان منشأه‪،‬وفحص ومقارنة‬
‫األقمشة‪ ،‬وتجهيز فحص العينات المأخوذة من الجثث لمعرفة أنواع‬
‫األمراض‪ ،‬وفحص مخلفات األجزاء واألجنة‪ ،‬واألفرازات الجسمية‪ ،‬والـ‬
‫‪ ،DNA‬وأي تحليل يستجد‪.‬أما مهام الكيميائيين بالمعامل‬
‫الكيميائية‪،‬فمنها‪ :‬تحليل المضبوطات في القضايا الجزائية‪ ،‬مثل تحليل‬
‫المخدرات ‪ ،‬والسموم بأنواعها‪ ،‬والبارود‪ ،‬والرصاص‪ ،‬والمفرقعات‪،‬‬
‫والذخائر‪ ،‬وغيرها من المواد التي يلزم تحليلها‪ ،‬وما يستجد في هذا‬
‫التخصص مستقبًال[‪.]]11[11‬‬

‫سادسًا‪ -‬يعتمد الباحث الجنائي‪،‬والطبيب العدلي‪،‬على علوم عديدة‪،‬يستعين‬


‫بها‪،‬لخدمة مهمته‪ ،‬وفي مقدمتها‪:‬العلوم القانونية‪ ،‬علم النفس‪،‬علم‬
‫اإلجرام‪،‬علم الفراسة‪ ،‬فن التنكر‪ .‬والطب العدلي ُيعتبُر عمليًا تطبيقًا للعلم‬
‫الطبيعي في القضايا القضائية‪،‬التي تتضمن تشكيلة مختلفة من القضايا‬
‫الحيوية والخاصة‪ .‬ويستعين منهج الطب العدلي بمناهج وأسس العلوم‬
‫التقليدية‪ ،‬كالرياضيات‪ ،‬والفيزياء ‪ ،‬والكيمياء ‪ ،‬واألحياء‪ ،‬الى جانب‬
‫إستعانته بعلم الجريمة‪.‬وسنتوقف من جديد الحقًا عند الطب العدلي والعلوم‬
‫والتكنولوجيات الحديثة‪.‬‬

‫إقتفاء األثر والعلوم والتكنولوجيا الحديثة‬

‫إنطالقًا من مسرح الجريمة يتم التحري واقتفاء األثر‪ .‬واقتفاء األثر يعنى‬
‫إقتفاء أي أثٍر ‪ ،‬مهما كان بسيطًا من اآلثار التي تربط المشتبه به بالجريمة‬
‫وبموقعها‪ .‬وغالبا يكون اإلقتفاء متوقًفا على نوع الدليل و قوته‪ .‬وقد‬
‫يعتمد‪ ،‬أحيانًا‪ ،‬على الخبرة‪ ،‬والقوانين المعترف بها‪ .‬وكما أسلفنا في‬
‫الفصل األول‪ ،‬فان الباحث الذي يقوم بإقتفاء األثر يقوم بمطابقة الصفات‬
‫الشخصية المميزة لشخص ما ‪ ،‬مثل بصمات األصابع‪ ،‬و األدوات‬
‫المستخدمة‪ ،‬وعالمات العنف‪،‬وغيرها‪،‬مستخدمًا نقاط التشابه في الربط‬
‫بين األدلة ‪.‬‬

‫‪ - ]11[11‬المصدر نفسه‪،‬ص‪.14 -13‬‬


‫واليوم‪ ،‬فان مجاالت إقتفاء األثر عديدة‪ ،‬ومنها مجال الـ ‪ QED‬وهو‬
‫إختصار للمصطلح الالتيني‪Qoud erat :‬‬
‫‪،demonstrandum‬ويعني‪ :‬المطلوب إثباته‪،‬معتمدًا مبدأ اليقين‪ ،‬أو‬
‫التأكد‪ ،‬أي رأى الخبراء‪ .‬وهناك مجاالت أخرى القتفاء األثر‪ ،‬مثل إعتماد‬
‫علم السموم ‪ ،Toxicology‬وعلم المصول ‪ ، Serology‬وبصمة‬
‫الحامض النووي ‪،DNA‬التي تعتمد على التقييمات و النسب االحتمالية‪..‬‬
‫سنتناولها في فصول الحقة‪.‬‬
‫وثمة فرع من فروع االقتفاء ‪،‬هام جدًا‪ ،‬يسمى األدلة الدقيقة‪،‬التي‬
‫تشتمل على آثار دقيقة‪ ،‬بجزيئات صغيرة‪ .‬ويسمى علم التحليل و التعرف‬
‫وتجميع األدلة الدقيقة بـ التحليل الدقيق‪،‬الذي يتميز عن علم المجهريات‬
‫بان كلمة " دقيق " ترمز لألدلة الدقيقة‪ ،‬وليس الستخدام المجهر‪.‬‬
‫وهناك أجهزة عديدة تستخدم في مجال الطب العدلي بجانب المجاهر‪،‬‬
‫وتستخدم في فحص األشياء التقليدية‪ ،‬وتشمل‪ :‬الشعر‪ ،‬األلياف‪ ،‬الدهون‪،‬‬
‫الزجاج‪ ،‬التراب‪ ،‬الخشب‪ ،‬التربة‪ ،‬األمالح المعدنية‪ ،‬العقاقير‪ ،‬المعادن‪،‬‬
‫العطور‪ ،‬اللقاح‪ ،‬الصبغ‪ ،‬البوليمرات‪ ،‬والذرات‪ ..‬المجال للتفاصيل‪..‬‬
‫واليوم‪ ،‬فأن مختبرات الطب العدلي منتشرة في أنحاء العالم‪ .‬ويتبع‬
‫الطب العدلي طرق تجميع األدلة‪ ،‬وتحليلها‪ ،‬واستخدام النتائج للمساعدة‬
‫في كشف الجرائم‪،‬وبضمن ذلك‪ :‬تحليل بصمات األصابع ‪،‬وطبعة‬
‫القدم ‪،‬وأثر العجالت‪،‬واآلالت‪ ،‬وعالمات العض‪ ،‬وفحص الـ ‪،DNA‬‬
‫والدم ‪ ،‬والمني‪ ،‬واللعاب‪ ،‬الى جانب فحص الشعر‪ ،‬واأللياف‪ ،‬والكتابة ‪،‬‬
‫وحتى تعريف الصوت‪.‬‬
‫وكل هذا يقتضي إستناد الطب العدلي وإعتماده على علوم عديدة في‬
‫عمله اليومي‪.‬من هنا ُيعتبر الطب العدلي عمليًا بأنه تطبيق العلم الطبيعي‬
‫في األمور القضائية‪،‬التي تتضمن تشكيلة مختلفة من القضايا الحيوية‬
‫والخاصة‪ .‬ويستعين منهجه بمناهج وأسس العلوم التقليدية‪ ،‬كالرياضيات‪،‬‬
‫والفيزياء ‪ ،‬والكيمياء ‪ ،‬واألحياء‪ ،‬الى جانب إستعانته بعلم الجريمة‪ -‬كما‬
‫أسلفنا‪.‬وفي الواقع‪ ،‬كل صنف من العلوم‪ ،‬تقريبًا‪ ،‬له عالقة مباشرة‬
‫بالقانون‪.‬‬
‫والطب العدلي يستخدم حاليًا التكنولوجيات الحديثة‪ ،‬وبضمنها‬
‫الميكروسكوبية المتطورة‪،‬كالمجاهر الحديثة‪ ،‬مثل الـ‬
‫‪ Spectrographometer‬والكواشف ‪ ،Detectors‬ومنها ما ُيعينُه‬
‫على تعيين خواص المواد‪ ،‬كالخواص المادية الفيزيائية‪ -‬مثل الوزن‪،‬‬
‫والخواص الكيميائية‪ -‬مثل تغيير اللون‪ ،‬ووصف سلوك المادة عند تفاعلها‬
‫أو إتحادها مع مادة أخري‪ ،‬ومقارنة نتائج االختبار‪،‬خاصة في احتمالية‬
‫التقديرات‪.‬‬
‫وتستخدم مختبرات التحليل في الطب العدلي تقنية تحديد المحمول‬
‫الكهربائي‪ -‬لفصل المواد العضوية عن غير العضوية‪،‬باألستناد الى ان‬
‫جميع البروتينات توصل الشحنة الكهربية‪ ،‬فتنزاح بسرعات محددة‬
‫ومعروفة‪ .‬من الشائع استخدامها في عينات الدم‪ ،‬وبصمة الحامض‬
‫النووي ‪. DNA‬‬
‫وتستخدم التحاليل الطيفية في تحقيقات مسرح الجريمة‪ ،‬واالستفادة من‬
‫القياسات الدقيقة للترددات و األطوال الموجية للموجات‪ .‬كذلك تستخدم‬
‫تقنية الفصل اللوني‪ -‬باإلستناد لقانون هنري لتوازن التبخر أثناء تحول‬
‫المادة من الحالة الصلبة للحالة السائلة أو الغازية‪ ،‬حينها سيكون للمادة‬
‫نسبة ثابتة من جزيئات الهروب والبقاء‪.‬‬
‫وتستخدم تحليل األشعة السينية‪،‬الذي يعمل مع العينات البلورية‪ ،‬وذلك‬
‫ألن العديد من الصخور‪ ،‬والمعادن‪ ،‬والتربة‪ُ ،‬تكوُن بلوراٍت ‪ .‬أما األدلة‬
‫األخرى‪ ،‬مثل الدم‪ ،‬فيمكن تحويلها إلي الشكل البلوري بواسطة اليود‪.‬‬
‫وللبلورات‪،‬التي تتكون من الذرات المستوية المتوازية‪ ،‬خاصية تحويل‬
‫اتجاه األشعة السينية‪ ،‬وتنتج كل مادة بللورية نمًطا مختلفا عن غيرها ‪..‬‬

‫الفصل الثالث‬

‫التحقيق وعلم النفس الجنائي‬

‫علم اإلجرام‬

‫يعّر ف علم اإلجرام ‪ Criminology‬بأنه العلم الذي يدرس الجريمة من‬


‫الوجهة الواقعية‪ ،‬بوصفها ظاهرة فردية اجتماعية‪ ،‬دراسة علمية‪ ،‬للكشف‬
‫عن العوامل التي تسبب تلك الظاهرة‪ .‬ويتناول هذا العلم بالتالي دراسة‬
‫شخصية المجرم لبيان األسباب التي دفعته إلى اإلجرام‪ ،‬ويهتم ببيان‬
‫خصائص المجرمين والتوصل من وراء ذلك إلى تصنيفهم‪ .‬وال يقف األمر‬
‫عند هذا الحد بل يتناول علم اإلجرام أيضًا دراسة أفراد آخرين يكونون في‬
‫حالة خطرة تنذر بوقوعهم في الجريمة مستقبًال‪.‬‬
‫وفي تعريف آخر‪ ،‬إن علم اإلجرام هو علم دراسة االنحراف بحثًا عن‬
‫أسبابه وأصله ووسائله ونتائجه‪ .‬ويضيف بعض المحدثين إلى التعريف‬
‫السابق القول إن علم اإلجرام ال يهتم بالجرائم فقط‪ ،‬بل يهتم كذلك بضحايا‬
‫الجرائم واالعتداءات[‪.]]12[12‬‬
‫ويحتل علم اإلجرام مكانة عالية من األهمية لما يقدمه من فوائد‬
‫وخدمات في مجاالت الدراسات المتصلة بالجريمة‪ .‬وتبرز هذه الفوائد‬
‫واضحة في الوصول إلى فهم للمجرم والجريمة والضحية‪ ،‬أو المجني‬
‫عليه‪ .‬كما تبرز في تسويغ العقوبة ومعرفة ارتباطها بحاالت اإلجرام أو‬
‫أشكاله‪.‬‬
‫يضاف إلى ذلك أن علم اإلجرام يقدم وقائع الزمة إلى أجهزة القضاء‬
‫والعدالة الجزائية (أو الجنائية) والعدالة العقابية والسياسة التي تنطلق‬
‫منها العدالتان‪ .‬والوقائع التي يقدمها علم اإلجرام ضرورية للمشرع‬
‫الجزائي‪ ،‬والقاضي الجزائي‪ ،‬وممثل النيابة العامة‪ ،‬ولجميع أطراف‬
‫الدعوى الجزائية (الجنائية) وفيهم المحامي‪ .‬وهي مفيدة كذلك لرجل‬
‫الشرطة واألمن ومن يضطلع بتنفيذ األحكام الجزائية المختلفة من عقوبات‬
‫وتدابير احترازية أو تدابير إصالحية[‪.]13[13‬‬

‫علم النفس‬

‫لعلم النفس ‪ Psychology‬تعريفات عديدة‪ .‬فهو الدراسة األكاديمية‬


‫والتطبيقية للسلوك‪ ،‬واإلدراك واآلليات المستبطنة لهما‪ -‬وفقًا لـ"‬
‫ويكيبيديا"‪ -‬الموسوعة الحرة‪.‬ويقوم علم النفس عادة بدراسة اإلنسان‬
‫لكن يمكن تطبيقه على غير اإلنسان أحيانا مثل الحيوانات أو األنظمة‬
‫الذكية‪.‬تشير كلمة علم النفس أيضا إلى تطبيق هذه المعارف على مجاالت‬
‫مختلفة من النشاط اإلنساني‪ ،‬بما فيها مشاكل األفراد في الحياة اليومية‬
‫ومعالجة اآلمراض العقلية‪.‬‬
‫بعبارة أخرى‪،‬علم النفس هو الدراسة العلمية للسلوك اإلنساني ولتوافقه‬
‫مع البيئة‪.‬وهو العلم الذي يدرس جوانب نشاط اإلنسان‪،‬الذي ال يعيش في‬
‫فراغ وإنما يعيش في بيئة من الناس واألشياء‪ ،‬ويسعى إلشباع حاجاته‬
‫‪ - ]12[12‬الموسوعة العربية‪،‬المجلد األول‪ ،‬العلوم القانونية واالقتصادية‪ ،‬القانون‪ ،‬اإلجرام (علم‪.)-‬‬

‫‪ - ]13[13‬محمد رياض الخاني‪ ،‬مبادئ علمي اإلجرام والعقاب‪،‬مطبوعات جامعة دمشق ‪.1983-1982‬‬
‫العضوية والنفسية‪،‬وخالل سعيه تعترضه عوائق مادية وإجتماعية‪.‬ويهتم‬
‫علم النفس بدراسة الظواهر النفسية بناحيتيها الداخلية‪ -‬الذاتية‪،‬‬
‫والخارجية –الموضوعية‪ ،‬مندمجة في وحدة متكاملة‪ ،‬وهي عدة اإلنسان‪،‬‬
‫وأداته في التكيف مع بيئة ‪.‬‬
‫وبما ان علم النفس هو الدارسة العلمية للسلوك‪،‬فأنه‪ ،‬من هذا المنطلق‬
‫يصف السلوك‪ ،‬كما يحاول تفسير وتوضيح أسباب السلوك( لماذا‬
‫يحدث ؟ )‪.‬من هنا‪،‬فأن موضوع علم النفس هو اإلنسان‪ ،‬من حيث هو‬
‫كائن حي يرغب‪ ،‬ويحس‪ ،‬ويدرك‪ ،‬وينفعل‪ ،‬ويتذكر‪ ،‬ويتعلم‪ ،‬ويتخيل‪،‬‬
‫ويفكر‪ ،‬ويصبر‪ ،‬وهو في كل ذلك يتأثر بالمجتمع الذي يعيش فيه‪.‬وعلم‬
‫النفس هو ذلك العلم الذي يحاول الكشف عن القوانين والمبادئ التي تفسر‬
‫العالقات الوظيفية القائمة بين العوامل المتفاعلة والمتدخلة في أي موقف‬
‫سلوكي‪ .‬وهو في ذلك يهدف إلى فهم السلوك والتحكم فيه والتنبؤ به‪.‬‬
‫وكذلك تطبيق المعرفة السيكلوجية على المشكالت اإلنسانية لمحاولة‬
‫حلها‪..‬‬
‫خالصة القول‪ :‬علم النفس هو الدراسة العلمية للسلوك والعقل والتفكير‬
‫والشخصية‪ .‬ويمكن تعريفه بأنه الدراسة العلمية لسلوك الكائنات الحية‪،‬‬
‫وخصوصا اإلنسان‪ ،‬وذلك بهدف التوصل إلى فهم هذا السلوك وتفسيره‬
‫والتنبؤ به والتحكم فيه‪.‬وُيعرُف أيضًا بأنه الدراسة العلمية للسلوك‬
‫اإلنساني ولتوافقه مع البيئة‪.‬‬
‫ويدرس علم النفس –كما أسلفنا‪ -‬السلوك اإلنساني‪ .‬والسلوك يتكون‬
‫من‪ :‬مثير واستجابة‪.‬والمثير أو المنبه هو أي عامل خارجي‪ ،‬أو داخلي‬
‫يثير نشاط الكائن الحي‪ ،‬أو نشاط عضو من أعضائه‪ ،‬أو يغيره أو يكفه ‪.‬‬
‫والمنبهات الخارجية تنقسم الى‪ :‬منبهات فيزيائية – اجتماعية‪ .‬أما‬
‫المنبهات الداخلية‪ ،‬فتنقسم الى ‪ :‬فسيولوجية – نفسية ‪.‬‬
‫ويسمى مجموع المثيرات‪ :‬موقف ‪.‬‬
‫أما االستجابة فهي كل نشاط يثيره منبه أو مثير( أنواع االستجابات‪:‬‬
‫حركية – لفظية – فسيولوجية – انفعالية – معرفية – الكف عن النشاط) ‪.‬‬
‫السلوك‪ :‬يكون في الغالب مجموعة من االستجابات‪.‬‬
‫ويدرس علم النفس ثالثة أوجه من النشاط ‪:‬‬
‫‪ – 1‬السلوك الحركي واللفظي‬
‫‪ – 2‬النشاط العقلي‬
‫‪ – 3‬النشاط الوجداني‬
‫السلوك أداة تكيف مع البيئة‬

‫أسلفنا بأن علم النفس هو الدراسة العلمية للسلوك اإلنساني ولتوافقه مع‬
‫البيئة‪.‬والمقصود بالبيئة مجموعة العوامل الخارجية– خارج وحدات‬
‫الوراثة – التي تؤثر في الكائن الحي‪ ،‬نموه‪ ،‬ونشاطه‪ ،‬منذ تكوينه حتى‬
‫نهاية حياته‪ .‬وتكون إما مادية أو بيولوجية أو اجتماعية ‪.‬البيئة الواقعية‬
‫(المحيط) هي كل ما يحيط بالفرد من عوامل مادية واجتماعية‪ ،‬سواء‬
‫أثرت في الفرد أم لم تؤثر فيه‪.‬والبيئة النفسية (المجال) هي البيئة كما‬
‫يدركها الفرد ويتأثر بها ‪ .‬وهي التي يهتم علم النفس بدراستها ‪.‬‬
‫التكيف ‪ :‬التكيف عند علماء النفس هو محاولة الفرد إحداث نوع من‬
‫التواؤم بينه وبين البيئة المادية أو االجتماعية إما عن طريق االمتثال‬
‫للبيئة أو التحكم فيها أو إيجاد حل وسط بينه وبينها ‪.‬‬
‫التوافق فكرة أساسية في علم النفس‪ :‬إذا نجح اإلنسان في التكيف مع‬
‫بيئته المادية واالجتماعية سمي (متوافق) ‪،‬وإذا لم ينجح كان (غير‬
‫متوافق ) وقد يكون عدم التوافق سوء توافق اجتماعي أو سوء توافق‬
‫مهني أو تعليمي ‪..‬‬

‫موضوعات علم النفس و أهدافه‬


‫موضوعات علم النفس‬
‫‪ -1‬الدوافع‪-2 .‬االنفعاالت‪ -3 .‬النضج‪ -4 .‬اإلدراك‪ -5 .‬التعلم‪ -6 .‬التذكر‬
‫والنسيان‪ -7 .‬التفكير‪ -8 .‬الشخصية‪ -9 .‬الفروق الفردية والذكاء‪-10 .‬‬
‫اضطرابات السلوك وعالجها‪.‬‬

‫أهداف علم النفس‬


‫‪ – 1‬فهم السلوك وتفسيره‬
‫‪ – 2‬التنبؤ بما سيكون عليه السلوك‬
‫‪ – 3‬ضبط السلوك والتحكم فيه وتعديله وتحويره وتحسينه‪.‬‬

‫علم النفس الجنائي‬

‫ظهر علم النفس الجنائي ‪ Criminal Psychology‬كفرع تطبيقي لعلم‬


‫نفس الشواذ وأخذ يدرس أصل الجريمة وطبيعتها باعتبارها نوعا من‬
‫السلوك المنحرف المضاد للمجتمع‪ ،‬كما اهتم بدراسة شخصية المجرم من‬
‫حيث تكوين شخصيته واألسباب التي تدفعه إلى اإلجرام‪ ،‬كما اهتم هذا‬
‫العلم بأنجح الوسائل في عالج المجرم وإصالحه و مالءمة العقوبة‬
‫لشخصيته والجريمة التي ارتكبها‪.‬‬
‫ويمكن تلخيص اهتمامات علم النفس الجنائي في النواحي التالية‪:‬‬
‫* اكتشاف الجريمة وتحديد المجرم على أساس علمي إنساني يحقق‬
‫العدالة والرحمة‪.‬‬
‫* دراسة السلوك اإلجرامي من حيث أسبابه ودوافعه الشعورية والال‬
‫شعورية مما يساعد على فهم شخصية المجرم ووضع العقاب والعالج‬
‫المناسب‪.‬‬
‫* دراسة الظروف والعوامل الموضوعية التي تهيئ للجريمة وتساعد‬
‫عليها‪.‬‬
‫* تصنيف المجرمين طبقا ألعمارهم وجرائمهم وحاالتهم النفسية والعقلية‬
‫بقصد تحديد أنواع الرعاية واإلصالح بالنسبة لكل منهم‪.‬‬
‫* دراسة شخصية الشهود ورجال القضاء ومنفذي القانون‪.‬‬
‫* تتبع المجرم بالدراسة والرعاية بعد انتهاء مدة العقوبة حتى ال يعود‬
‫للجريمة مرة أخرى[‪.]]14[14‬‬
‫بإختصار‪،‬يبحث هذا المساق في دراسة العوامل النفسية والبيولوجية‬
‫واالجتماعية والبيئية للسلوك الجنائي ونفسية القاضي واالدعاء العام‬
‫والمحقق والمتهم والمجني عليه والشاهد والمحامي ثم الوسائل النفسية‬
‫الحديثة في التحقيق واختالالت الغرائز وخاصة الجنسية والعقلية والتخلف‬
‫النفس والعقلي وعالقتها بالسلوك الجنائي واثر العلل واألمراض النفسية‬
‫في المسؤولية الجنائية‪.‬‬
‫وبتوضيح أبسط‪،‬نقول ان علم النفس الجنائي يبحث عن العنف‬
‫وأنواعه‪ ،‬و يدرس أصل الجريمة وطبيعتها باعتبارها نوعا من السلوك‬
‫المنحرف المضاد للمجتمع‪ ،‬كما يهتم بدراسة شخصية المجرم من حيث‬
‫تكوين شخصيته واألسباب التي تدفعه إلى اإلجرام‪ ،‬كما يهتم هذا العلم‬
‫بأنجح الوسائل في عالج المجرم وإصالحه و مالءمة العقوبة لشخصيته‬
‫والجريمة التي ارتكبها ويدرس شخصية المعتدى عليه وأعراض االعتداء‬
‫وطرق تشخيصها وطرق التعامل مع المعتدى عليه [‪.]]15[15‬‬
‫‪ - ]14[14‬علم النفس الجنائي‪"،‬ويكيبيديا"‪ -‬الموسوعة الحرة‪.‬‬

‫‪ - ]15[15‬الموسوعة العربية‪،‬المجلد األول‪ ،‬العلوم القانونية واالقتصادية‪ ،‬القانون‪ ،‬اإلجرام (علم‪.)-‬‬


‫التفسير األجرامي‬

‫يضع الدكتور جالل الجابري التصور التالي للتفسير اإلجرامي‪:‬‬


‫‪-1‬التفسير البيولوجي والفيزيائي‬
‫من الناحية البيولوجية فان اتجاه الفرد نحو الجريمة يلزمه األستعداد‬
‫الفطري لهذا العمل‪.‬وان هذا األستعداد موروث في الفرد‪.‬أما من الناحية‬
‫الفيزيائية فالبد من مطابقة المجرم لنوع العمل األجرامي من حيث شكل‬
‫الجسم‪ ،‬كفاءة أجهزة الجسم ‪،‬إستعداد الجهاز العصبي‪ ،‬الغدد‪ ،‬الهرمونات‬
‫للقيام بمثل هذا العمل‪ .‬ولذلك يجب التسليم بحقائق أهمها‪:‬‬
‫أ‪ -‬ان السلوك األجرامي ينتقل من شخص الى َاخر ومن جيل الى جيل‪،‬‬
‫كما تنتقل باقي الصفات الوراثية العضوية‪.‬‬
‫ب‪ -‬ان الفروق الوراثية والتكوينية بين األفراد يتم تفسيرها في فروق‬
‫سلوكية نفسية بينهم‪،‬أي ان الجسم الذي يولد به الشخص والصفات‬
‫التكوينية التي يولد بها هي التي تحدد سلوكه‪.‬‬

‫‪ -2‬التفسير النفسي للسلوك األجرامي‬


‫يقوم هذا التفسير على ان الخلل يعود الى وجود خلل او أضطراب في‬
‫التكوين النفسي للشخصية‪ ،‬الذي يترجم الى أشكال أخرى من األنحراف‬
‫السلوكي‪ ،‬مع األخذ بنظر األعتبار عوامل تكوين شخصية الفرد‪ ،‬وكذلك‬
‫العوامل األجتماعية المؤثرة في عالقته باآلخرين‪.‬‬

‫‪-3‬التفسير األجتماعي النفسي للجريمة‬


‫يقوم هذا التفسير بإيعاز أسباب الجريمة للمجتمع‪ ،‬وكذلك للظروف‬
‫البيئية المحيطة‪ ،‬والتي يتأثر بها الفرد سواء بشكل مباشر‪ ،‬مثل العوامل‬
‫األقتصادية في النظام األقتصادي القائم‪،‬أو غير مباشر‪.‬‬

‫‪-4‬التفسير الحضاري‬
‫يعزي أسباب الجريمة الى صراع حضاري‪ ،‬كذلك فان طرق ارتكاب‬
‫الجرائم تتناسب ونوع الحضارة القائمة بحيث نجد ان المجرمين غالبًا ما‬
‫ينتمون لطبقة معينة في المجتمع‪.‬‬
‫تصنيف المجرمين‬

‫أوًال‪ -‬مجرمون ألسباب عضوية( موروثة أو مكتسبة)‪:‬‬


‫‪ -1‬مجرمون مصابون بالصرع‪.‬‬
‫‪ -2‬مجرمون ضعاف العقل‪.‬‬
‫‪ -3‬مجرم ذهاني نتيجة أسباب عضوية‪.‬‬
‫ثانيًا‪ -‬مجرمون ألسباب نفسية او عقلية وظيفية‬
‫‪ -1‬مجرم ذهاني ألسباب نفسية وظيفية‪.‬‬
‫‪ -2‬مجرم سايكوباثي‪.‬‬
‫‪ -3‬مجرم عصابي‪.‬‬
‫ثالثًا‪ -‬المجرمون ألسباب إجتماعية‪:‬‬
‫‪ -1‬مجرمون فاسدي األخالق‪.‬‬
‫‪ -2‬مجرم حضاري‪.‬‬
‫‪ -3‬المجرم العرضي او الموقفي‪.‬‬

‫األستفادة من دراسة علم النفس‬

‫تساعد دراسة علم النفس على فهم الشخصية األنسانية والسلوك الناتج‬
‫عنها‪.‬كذلك الدوافع والمكونات المختلفة‪ ،‬وكذلك المؤثرات الذاتية‬
‫الموضوعية التي أنتجت مثل هذا السلوك‪.‬فإذا قام التحري على أساس‬
‫علمي مدروس‪ ،‬وعلى الفهم السليم لشخصية األنسان‪،‬وكذلك إستجاباته‬
‫المختلفة تبعًا لتكوينه وتبعًا للمواقف والظروف التي مرت بها‪ ،‬فان هذا‬
‫يساعد رجال الشرطة على سهولة كشف مالبسات الجريمة ومعرفة‬
‫أبعادها‪.‬لذلك البد ان يكون التحري قائمًا على األسس العلمية التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬تأريخ حياة األشخاص‪:‬نبذة مختصرة عن طرق تعاملهم مع أفراد‬
‫أسرهم وأزواجهم وجيرانهم‪ ،‬كذلك زمالء العمل‪.‬‬
‫‪ -2‬تحيد إتجاهات التعامل من حيث السلب او اليجاب مع كل من سبق‪.‬‬
‫‪ -3‬تحديد أنماط سلوكهم‪:‬هل هو عدواني أم مسالم أم يقوم على الغش‪،‬‬
‫المراوغة‪،‬الصدق‪،‬التعاون‪ ،‬وغيره‪.‬‬
‫‪ -4‬الحالة النفسية والمستوى العقلي‪:‬من وجهة نظر الناس الذين‬
‫يتعاملون معهم‪.‬كذلك معرفة األمراض العقلية وحاالت الشذوذ ان‬
‫وجدت لديهم‪.‬‬
‫‪ -5‬العالقة بالجنس اآلخر‪:‬هل هي عادية أم منحرفة وغير مشروعة‪.‬‬
‫‪ -6‬األهتمامات والميول‪:‬والكيفية التي يمارسونها بها‪.‬‬
‫‪ -7‬أوقات الفراغ وكيف يقضونها‪.‬‬
‫‪ -8‬نوع صداقاتهم‪.‬‬
‫‪ -9‬السمعة العامة وسط زمالء العمل‪.‬‬
‫وهذه المعلومات يجب على ضابط المباحث جمعها دون تحيز‪ ،‬مع مراعاة‬
‫التضليل في هذه التحريات او الدوافع الكيدية‪ ،‬فان مثل ذلك يساعد المحقق‬
‫في إجراء تحقيق عادل ونزيه وبأسلوب علمي وحضاري[‪.]]16[16‬‬
‫مهمة الطبيب النفسي‬

‫يدرس علم النفس القضائي العوامل المؤثرة في عملية التحقيق والحكم‬


‫(العوامل المؤثرة على المدعين ‪،‬المتهم ‪،‬الشهود‪،‬القاضي ‪،‬الرأي العام )‪.‬‬
‫أما علم النفس الشواذ‪ :‬فيتناول السلوك الشاذ‪ ،‬وتحديد العوامل الوراثية‬
‫المسببة له‪ ،‬كما يقدم تقويمًا للسلوك الشاذ على أساس العصاب والذهان‬
‫وكذلك تعريف الطالب بمشاكل التكيف واالضطرابات النفسية والعقلية‪،‬‬
‫وطرق تشخيصها وعالجها‪.‬‬
‫في التحقيق والتحري لخدمة العدالة يلعب الطبي النفسي دورًا مهمًا من‬
‫خالل ما يقوم به‪.‬‬
‫يقوم الطبيب النفسي بعملية تقويم‪ ،‬وتسمى أيضا تقييم المتهم‬
‫المشكوك في قواه العقلية‪.‬فيتعين عليه أن يكون حريصا على اتباع‬
‫الخطوات السليمة في تلك العملية‪ ،‬واضعا كل جهده لخدمة الغرض من‬
‫هذه العملية‪ ،‬وهي الوصول إلى استنتاج دقيق لحالة المتهم العقلية وقت‬
‫حدوث الجريمة‪.‬‬
‫يستعرض الدكتور يوسف التيجاني‪ -‬أخصائي الطب النفسي‪ ،‬مستشفى‬
‫الطب النفسي الجديد‪ -‬بعض النقاط التي يجب أن يتبعها الطبيب الُم قيُم كي‬
‫ال يفوته شيئًا‪:‬‬
‫‪ - 1‬يراجع كل ملفات القضية‪ ،‬وبضمنها تقارير الشرطة‪ ،‬وما أدلى به‬
‫الشهود أثناء التحقيق‪ .‬فإن لم يعثر على ما يريد‪ ،‬عليه أن يطالب القاضي‬
‫به‪ .‬ويتضمن ذلك تقرير الطبيب العدلي في تشريح الجثة إن وجد‪.‬‬

‫‪ - ]16[16‬جالل الجابري‪،‬الطب الشرعي القضائي‪ ،‬مصدر سابق‪،‬ص ‪.77-74‬‬


‫‪ -2‬يراجع تاريخ المتهم المرضي‪ ،‬وكل ملفاته القديمة‪ ،‬إن كان قد دخل‬
‫المستشفى أو المصحة‪ ،‬أو كان قد عولج في إحدى المستشفيات‪.‬‬
‫‪ -3‬مقابلة دقيقة للمريض وتقييم الحالة العقلية الراهنة‪.‬‬
‫‪ -4‬االستعالم من المتهم عن قدرته على تمييز الخطأ من األعمال أو‬
‫تقديره‪.‬‬
‫‪ -5‬االستعالم من المريض عن وضعه أثناء حدوث الجريمة‪ ،‬وهل كان‬
‫باستطاعته التراجع ومسك النفس‪ ،‬أي تقييم قوة الدافع و إمكان مقاومته‪.‬‬
‫‪ -6‬تفصيل الحادث كما وقع من وجهة نظر المتهم‪ .‬وهذا يشمل تفصيال‬
‫كامال عن كل خطوة عملها المتهم ابتداء من يوم أو يومين قبل وقوع‬
‫الجريمة‪ .‬هذه التفاصيل تشرح ما كان يفكر به وما تناوله من طعام‬
‫وشراب وكيف نام وكيف صحا وهل أخذ مسكرا أو مخدرا‪ ،‬حتى شرب‬
‫القهوة يجب أن يستفسر عنه‪.‬‬
‫‪ -7‬قد تكون هناك حاجة إلى االختبارات النفسية أو فحصا للجهاز‬
‫العصبي[‪.]]17[17‬‬

‫الدالئل المعتمدة في تقييم المرض العقلي‬

‫يشير الدكتور يوسف التيجاني إلى بعض العوامل التي يجب أن تؤخذ بعين‬
‫االعتبار من قبل الطبيب النفسي عند تقييمه لحالة المتهم العقلية‪:‬‬
‫‪ -1‬أوال وقبل كل شيء يجب أن يكون هناك تشخيص لمرض عقلي‪ .‬فبدون‬
‫وجوده ال معنى لكل ما يقال بعد ذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬التأكد من وجود المرض العقلي خالل وقوع الجريمة‪ .‬والحصول على‬
‫معلومات عن الضالالت واألوهام والهلوسة واضطرابات المزاج‪ ،‬أثناء‬
‫الفحص النفسي وخالل وقوع الجريمة‪.‬‬
‫‪ -3‬وجود غاية أو دافع معقول للجريمة‪ ،‬مثل دافع مادي أو انتقام أو‬
‫شهوة جنسية‪ .‬وعدم وجود غاية أو دافع للجريمة يرجح كفة المرض‬
‫العقلي كمحرك أساسي للجريمة‪.‬‬
‫‪ -4‬إن كان هناك تخطيط وإجراءات تحضير للجريمة قبل وقوعها‪ ،‬فإن ذلك‬
‫قد يدل على عدم احتمال المرض العقلي كسبب للجريمة‪.‬‬
‫ولكن يجب أن نكون على حذر من هذا االستنتاج ألنه في كثير من‬
‫األحيان يكون باستطاعة المريض النفسي أن يخطط للجريمة‪ ،‬ويحضر لها‬
‫مع عدم قدرته على معرفة أن ما يفعله خطأ‪ .‬أي قد يكون في إمكان‬
‫‪ - ]17[17‬القانون و الطب النفسي الشرعي (‪( )2‬المرض العقلي)‪ ،‬إعداد‪ :‬د‪ .‬يوسف التيجاني‪ ،‬شبكة العلوم النفسية العربية‪،‬‬
‫مجلة "الطب النفسي"‪ -‬أبو ظبي‪،‬العدد السابع‪،‬مارس ‪1999‬‬
‫المريض أن يخطط لجريمة معقدة‪ ،‬وهو ال يزال تحت تأثير أوهام‬
‫وهالوس مرضية‪.‬‬
‫‪ -5‬التحري عن دالئل على اعتالالت مرضية نفسية قبل أيام من وقوع‬
‫الحادث‪.‬‬
‫‪ -6‬تفهم مفصل عن كيفية تسلسل أفكار المتهم ونوعيتها وسلوكه قبل‬
‫الجريمة وأثناءها وبعدها‪.‬‬
‫‪ -7‬دالئل على وجود أي نوع من أنواع السلوك المضطرب غير المألوف‪.‬‬
‫‪ -8‬هل كانت هناك محاوالت للهرب أو إخفاء معالم الجريمة؟‬
‫القيام بمثل هذه األعمال تدل على أن المتهم يعلم أن ما يفعله خطأ‬
‫يعاقب عليه القانون‪.‬‬
‫‪-9‬التحري عن السوابق اإلجرامية للمتهم‪.‬‬
‫‪-10‬التحري عن تاريخ المتهم الطبي النفسي‪ ،‬ومراجعة ملفاته الطبية‬
‫السابقة‪.‬‬
‫‪ -11‬إن وجد للمتهم تاريخ طبي‪ ،‬هل كانت األوهام والهالوس من نفس‬
‫النوع والمحتوى كما هي موجودة عند المتهم حاليا أو أثناء حدوث‬
‫الجريمة؟‬
‫‪ -12‬اختبار مقدرة المتهم على التراجع و مسك النفس ساعة وقوع‬
‫الجريمة‬
‫‪ -13‬وأخيرا وهي أهم نقطة في موضوع بحثنا‪ ،‬هل كانت عدم مقدرة‬
‫المتهم على تقدير عمله كصحيح أم خطأ ؟ و هل كان عجزه عن التراجع‬
‫بسبب مرضه العقلي ؟‪.]]18[18[...‬‬

‫الفصل الرابع‬

‫الطب العدلي‬

‫مصطلح الطب العدلي‪ ،‬ومرادفه األكثر شيوعًا باألنكيزية ‪Forensic‬‬


‫‪،Medicine‬هو كلمة مركبة من الطب والعدل‪ -‬الطب‪:‬إشارة لكل ما هو‬
‫طبي علمي‪ ،‬وعدلي‪ :‬إشارة للعدل بمفهوم القوانين واألنظمة‪.‬وبتوضيح‬
‫‪ - ]18[18‬القانون و الطب النفسي الشرعي (‪( )2‬المرض العقلي)‪ ،‬إعداد‪ :‬د‪ .‬يوسف التيجاني‪،‬المصدر نفسه‪.‬‬
‫أكثر‪،‬فان مبحث الطب ُيعنى بكل ما يتعلق بجسم اإلنسان‪،‬سواء كان حيًا أو‬
‫ميتًا‪.‬وحيث ان األطباء كافة مؤهلون علميًا للتعامل مع كل ما يتعلق بصحة‬
‫وحياة اإلنسان‪ ،‬فإنهم هم القادرون فقط على تقديم الخدمات الطبية العدلية‬
‫إذا ما ُطلب منهم ذلك باألسلوب والطرق الصحيحة‪.‬إال أنه وبإتساع دائرة‬
‫التخصص‪ ،‬من جهة‪،‬وأنواع التقاضي‪ ،‬من جهة أخرى‪،‬إرتأت الجهات‬
‫القضائية ان يكون لها أطباؤها‪ ،‬بحيث يمكن لهم ان تستدعيهم دون‬
‫مشقة‪ ،‬ودون إنتظار‪،‬وأطلق عليهم إسم "األطباء العدليون"[‪.]]19[19‬‬
‫أما مبحث العدل‪ ،‬أو القانون‪،‬فهو الفصل في المنازعات بين‬
‫األفراد‪،‬وإثبات الحقوق‪ ،‬ومن ثم إقامة العدالة‪ .‬وكثيرًا ما يحصل أن‬
‫القاضي ال يستطيع‪ ،‬أثناء الفصل بين المتنازعين‪ ،‬ان يفصل باألعتماد على‬
‫علمه‪ ،‬إذا كان موضوع النزاع متعلقًا بصحة وحياة اإلنسان‪،‬أو كان األمر‬
‫متعلقًا بأمور فنية طبية ليست مفهومة بالضرورة من قبل الهيئة القضائية‬
‫المختصة بالفصل في هذا النوع من النزاع [‪ ، ]]20[20‬ولذلك فهو(القاضي)‬
‫يستعين بالطبيب العدلي ليساعده في حل هذا النزاع‪.‬‬

‫من هنا‪ ،‬فإن الطب العدلي ُيعرُف بأنه تطبيق كافة المعارف والخبرات‬
‫‪2[21‬‬
‫الطبية لحل القضايا التي تنظر أمام القضاء بغرض تحقيق العدالة [‬
‫‪.]]1‬والطبيب العدلي‪:‬هو الطبيب المختص الذي يستعان بمعلوماته وخبرته‬
‫الطبية العدلية لخدمة العدالة عن طريق كشف غموض الجانب الطبي من‬
‫القضايا المختلفة‪،‬التي ُتعرض عليه من قبل القضاء‪.‬وُيعتبر شاهدًا فنيًا‬
‫محايدًا أمام الهيئة القضائية‪ ،‬التي قامت بإستدعائه‪.‬وفي هذه الحالة‪،‬على‬
‫الطبيب العدلي‪ -‬من وجهة نظر الدكتور إبراهيم صادق الجندي‪ -‬من‬
‫أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية‪ -‬ان يضع في إعتباره أنه ال يعمل‬
‫لحساب أي جهة ضمانًا للحيدة‪ ،‬وتحقيقًا للعدالة‪.‬أما مسألة تبعيته لجهة‬
‫معينة‪-‬وزارة الصحة مثًال‪ -‬فهي إدارية وليست تبعية فنية‪ ،‬وال تغير من‬
‫وضعه كشاهد‪ ،‬خصوصًا وأنه في بعض البلدان يتبع وزارة العدل‪ ،‬وفي‬
‫بلدان أخرى يتبع وزارة الصحة‪ ،‬وفي بلدان أخرى يتبع وزارة الداخلية‪،‬‬
‫وفي بلدان أخرى يتبع الجامعة أو وزارة التعليم العالي‪.‬‬

‫‪ - ]19[19‬عادل التومي‪،‬الدليل الفني في الطب الشرعي‪،‬مجلة األمن والقانون‪،‬ص ‪.356‬‬

‫‪ - ]20[20‬مجموعة من كبار األطباء والكيميائيين الشرعيين‪،‬الطب الشرعي بين األدعاء والدفاع‪،‬القاهرة‪.1992 ،‬‬

‫‪. - ]21[21‬إبراهيم صادق الجندي‪،‬الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية‪،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫علمًا بأن الطبيب العدلي يختص‪،‬في دول‪ ،‬بفحص األحياء والوفيات في‬
‫القضايا الطبية القضائية (مع وجود مؤسسات تقوم بفحص األحياء)‪.‬وفي‬
‫دول أخرى‪ ،‬يقتصر عمل الطبيب العدلي على فحص وتشريح الجثث فقط‬
‫لمعرفة سبب الوفاة في القضايا الطبية القضائية‪.‬‬
‫من جهة ثانية‪،‬وتحقيقًا للعدالة‪ ،‬لم تحرم جهات التقاضي في بعض‬
‫البلدان‪،‬المتهمين في القضايا المختلفة من حق اإلستعانة بالخبرة الفنية‬
‫الطبية العدلية لدعم دفوعاتهم‪،‬حيث يوجد‪ ،‬في تلك البلدان‪ ،‬خبراء في‬
‫الطب العدلي يعملون خارج وزارة العدل‪،‬ضمانًا للحيدة‪.‬وفي حالة تعارض‬
‫َاراء الطبيب العدلي‪ -‬الممثل للقضاء‪ ،‬والخبير‪ -‬الممثل للدفاع‪ ،‬دون قناعة‬
‫الهيئة القضائية بأي من الرأيين‪ ،‬فان المحكمة تحتكم الى رأي إستشاري‬
‫َاخر‪ ،‬من شخص أو أكثر ممن تتوفر لديهم الخبرة‪ ،‬من أساتذة الطب‬
‫العدلي بالجامعات‪ ،‬أو من قدامى األطباء العدليين‪ ،‬ممن هم خارج‬
‫الخدمة‪.‬كما تسمح بعض البلدان بتشكيل لجنة للنظر في مثل هذه‬
‫القضايا‪،‬أو في حالة عدم قناهة الجهات القضائية‪،‬أو األهل‪،‬بما جاء في‬
‫تقرير الطبيب العدلي التابع لوزارة الصحة[‪.]]22[22‬‬

‫أهمية الطب العدلي‬

‫لعلم الطب العدلي أهمية كبيرة في عالم الجريمة‪.‬إنه يكشف عن الجرائم‬


‫بعدما عجز التحقيق عن الكشف عن مالبساتها ومرتكبيها واحالتها الى‬
‫الحفظ[‪.]]23[23‬وعمليًا‪،‬يعتبر الطب العدلي أحد الطرق العلمية التي تقود‬
‫المحقق إلى كشف غوامض الجريمة والتعرف على الحقائق وجمع األدلة‬
‫‪2[24‬‬
‫والقرائن التي تساعده على كشف مرتكبي الجرائم وتقديمهم للمحاكمة[‬
‫‪.]]4‬‬
‫للطب العدلي دور كبير في تشخيص الجريمة‪ ،‬وفي تحديد الفعل‬
‫اإلجرامي ونتائجه‪ ،‬لذلك فإنه يؤثر بصفة مباشرة على تحريك الدعوى‬
‫العمومية من طرف النيابة وعلى التكييف القانوني للوقائع ويظهر ذلك‬
‫جليا في حالة الوفاة وفي الجروح بمختلف أشكالها ومسبباتها‪ ،‬وفي‬

‫‪. - ]22[22‬إبراهيم صادق الجندي‪،‬الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية‪،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.9-8‬‬

‫‪ - ]23[23‬علي سلمان البيضاني‪ ،‬وسائل الطب العدلي ‪ ..‬في اكتشاف غموض الجرائم ‪"،‬الصباح"‪4/9/2008،‬‬

‫‪ - ]24[24‬تشريح واقع الطب الشرعي في الجزائر‪ ،‬من إعداد السيد‪ /‬بن مختار أحمد عبد اللطيف‪-‬نائب عام مساعد‪ ،‬أشغال‬
‫الملتقـى الوطنـي حـول الطـب الشرعـي القضائـي‪ -‬الواقع واآلفاق ‪ -‬يومي ‪ 25‬و ‪ 26‬ماي ‪ ،2005‬الديوان الوطني لألشغال‬
‫التربوية‪،‬وزارة العدل الجزائرية‪2006 ،‬‬
‫الجرائم الجنسية وسنتناول فيما يلي هذه المواضيع بشيء من‬
‫التفصيل[‪.]]25[25‬‬
‫واليوم‪ ،‬فإن الطب العدلي‪ ،‬بصفته مساعدا للقضاء‪ُ،‬يعتبر ركيزة أساسية‬
‫في دولة القانون من خالل مساعدة العدالة في التحريات الجنائية‪،‬‬
‫والجنحية‪ ،‬ومختلف الخبرات الطبية‪ ،‬سواء المدنية أو الجزائية‪ .‬ويؤكد‬
‫الدكتور عصام خليل الخوري‪ -‬من الطبابة الشرعية بدمشق‪ -‬بان الطب‬
‫العدلي يلعب دورًا محوريًا في عملية التقاضي‪ ،‬وتتركز مهامه في تحديد‬
‫وتشخيص نوع االعتداءات التي تقع على الضحايا‪ ،‬بحيث يجزم في أسباب‬
‫اإلصابة ونوعها وطريقتها ووقتها وما إلى هناك من ظروف تحيط بتنفيذ‬
‫الفعل الجرمي‪ ،‬وهو ما يسهل من مهام القاضي في إصدار الحكم العادل‪.‬‬
‫ومن رأي الخوري يجب ان ُيحال أي موضوع طبي‪ ،‬أو إيذاء جسدي‬
‫يعرض على الشرطة أو السلطات القضائية‪ ،‬بدءًا باإليذاء البسيط وانتهاءًا‬
‫بالوفاة‪ ،‬إلى الطبابة العدلية‪ ..‬أي شخص يأتي إلى الشرطة ويقول بأنه‬
‫تعرض للضرب أو اإلعتداء‪ ،‬كما يحدث في حاالت الشجار‪ ،‬وكذلك في‬
‫حوادث السير‪ ،‬وإصابات العمل‪ ،‬واالعتداءات الجنسية على األطفال‬
‫والنساء‪ ،‬تحول إلى الطبيب العدلي‪ .‬وال يتعين معاينة الطبيب العدلي‬
‫للشخص إال إذا اشتكى إلى قسم الشرطة أو للنيابة العامة‪ ،‬وتقوم هذه‬
‫الجهات بتحويله بموجب إحالة رسمية‪ ،‬فيقوم الطبيب العدلي بالتأكد من‬
‫هويته الرسمية‪ ،‬ومن ثم تقدير اإلصابات التي تعرض لها إذا يستطيع‬
‫تقديرها [‪]]26[26‬‬
‫وال تقتصر مهمة الطبيب العدلي‪،‬طبعًا‪ ،‬على تقدير األصابات‪ ،‬وإنما‬
‫مهماته أكثر وأكبر‪ ،‬لخدمة العدالة‪ ،‬ومنها‪ :‬التعرف على الفاعل والمجرم‬
‫الحقيقي في قضايا كثيرة جدًا‪ ،‬خصوصًا وأنه مع تطور العلم والتكنولوجيا‬
‫تطورت الجريمة وأدواتها وأساليبها‪.‬وسهلت عملية الهرب من مسرح‬
‫الجريمة بحكم الوسائل اإلجرامية المتبعة‪.‬كما ان النمو السكاني‬
‫والديمغرافي ساعد المجرمين على اإلختفاء بين ماليين البشر‪.‬لكل ذلك‬
‫إتجهت البحوث الجنائية الحدييثة الى إعتماد وسائل أخرى‪ ،‬غير القسوة‬

‫‪ - ]25[25‬الطب الشرعي واألدلة الجنائية‪،‬من إعداد القاضيين‪ :‬تلماتين ناصر و بن سالم عبد الرزاق‪،‬أشغال الملتقـى الوطنـي‬
‫حـول الطـب الشرعـي القضائـ‪ -‬الواقع واآلفاق ‪ 25-‬و ‪ 26‬ماي ‪،2005‬الديوان الوطني لألشغال التربوية‪ ،‬وزارة العدل‬
‫الجزائرية‪2006 ،‬‬
‫‪http://www.mjustice.dz/seminaire_medecine_leg/med_ar/com_preuve_03.htm‬‬

‫‪ - ]26[26‬الطبيب الشرعي عصام خوري في حوار مع مجلة" الثرى " السورية‪ ،‬حاوره يحيى األوس‪" ،‬الثرى"‬

‫‪http://www.thara-sy.com/Arabic/Figure/Fig17.htm‬‬
‫والعنف من أجل الوصول الى الحقيقة‪،‬عبر إثبات الجريمة‪ ،‬من خالل‬
‫دراسة اآلثار المادية التي يتركها الجناة بمسرح الجريمة‪ ،‬بالكشف عن‬
‫طبيعتها‪ ،‬وَنسِبها الى صاحبها الحقيقي‪.‬‬
‫من هنا‪،‬إعتبار الطب العدلي أحد الطرق العلمية التي تقود المحقق إلى‬
‫كشف غوامض الجريمة والتعرف على الحقائق وجمع األدلة والقرائن‬
‫التي تساعده على كشف مرتكبي الجرائم وتقديمهم للمحاكمة‪-‬كما‬
‫أسلفنا‪.‬ومع تطور الجريمة أصبح اللجوء إلى الوسائل العلمية إلستخراج‬
‫األدلة والقرائن التي ال تقبل الدحض ومواجهة المجرمين بها‪ ،‬أمرا‬
‫ضروريًا‪ ،‬بل حتميًا‪.‬‬
‫وفي هذا المضمار‪،‬يقول النائب العام المساعد بن مختار أحمد عبد‬
‫اللطيف‪ :‬إن زمن "اإلعتراف سيد األدلة" قد ولى‪ ،‬وحل محله الدليل‬
‫العلمي‪ ،‬الذي ُيكون القاضي على أساسه قناعته‪.‬وبصيف‪ :‬إن اإلعتماد‬
‫على إستخراج األدلة والقرائن بالوسائل العلمية‪ ،‬كالطب العدلي مثًال‪،‬‬
‫]‪.‬‬‫‪]27[27‬‬
‫ُيضيُق من هامش الخطأ‪ ،‬وبذلك يكون حكم العدالة صائبًا ومقنعًا[‬
‫ويؤكد د‪ .‬ابراهيم صادق الجندي‪:‬إن الطبيب العدلي يبني معطياته على‬
‫الحقائق العلمية والمثبتة‪ ،‬بما ال يقابلها شك‪ .‬ولكن هناك أمر غاية في‬
‫األهمية في األعمال اإلجرامية‪ ،‬فالمجرم يسعى دائما وجاهدا على إخفاء‬
‫معالم الجريمة‪ ،‬لذا فإن الطبيب العدلي يكشف الكثير من الغموض‪ ،‬ولكنه‬
‫أيضا يحتاج إلى ذكاء شديد‪ ،‬ومالحظات نابهة‪ ،‬يستطيع بها ربط األطراف‬
‫والخيوط المتفرقة‪ ،‬لينسج منها تصورا كامال للجريمة أو الواقعة أو‬
‫الحدث[‪.]]28[28‬‬
‫حيال هذا‪،‬تقوم العديد من أجهزة األمن‪،‬في الوقت الحاضر‪ ،‬بإنشاء‬
‫مختبرات خاصة بالطب العدلي لتحليل األدلة‪ .‬وأكبر هذه المختبرات يديرها‬
‫المكتب الفيدرالي األمريكي للتحقيقات ‪. FBI‬ويقدم العلماء العدليون‬
‫شهادات مختصة أمام المحكمة‪ .‬ففي قضايا الوفاة‪،‬مثًال‪ ،‬يقوم أخصائي علم‬
‫األمراض بالشهادة‪ .‬أما في الحرائق ‪ ،‬أو االنفجارات‪ ،‬فيقوم المهندسون‬
‫المختصون بالشهادة ‪..‬‬

‫خالصة القول‪ :‬ان الطب العدلي هو تخصص طبي ُيسّخ ر العلوم الطبّية‬
‫لخدمة العدالة‪ ،‬إّم ا عن طريق إظهار أو إكتشاف الدليل المادي في جرائم‬
‫القتل واإليذاء والجرائم الجنسّية‪ ،‬وغيرها‪ ،‬عندما يتعلق الدليل بجسم‬
‫‪ - ]27[27‬تشريح واقع الطب الشرعي في الجزائر‪ ،‬من إعداد السيد‪ /‬بن مختار أحمد عبد اللطيف‪ -‬مصدر سابق‪.‬‬

‫‪. - ]28[28‬إبراهيم صادق الجندي‪،‬الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية‪،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.8‬‬
‫اإلنسان وإفرازاته‪ ،‬أو عن طريق إثبات أو نفي صحة إدعاء في قضّية‬
‫معّينة عندما يرتبط اإلدعاء المزعوم بأمور طبّية أو صحّية‪ -‬يوضح د‪.‬‬
‫فوزي بن عمران‪ -‬كبير أطباء عدليين‪.‬‬

‫دور الطب العدلي في التحقيق والتحري وإقامة الدليل‬

‫يؤكد المحامي علي سلمان البيضاني‪ ،‬بأن علم الطب العدلي يساهم في‬
‫الكشف عن الجرائم عندما يعجز التحقيق عن الكشف عن مالبساتها‬
‫ومرتكبيها واحالتها الى الحفظ [‪ .]]29[29‬وفي هذا المضمار‪،‬يلعب الطب‬
‫العدلي دورًا كبيرًا في التحقيق والتحري وفي إقامة الدليل‪،‬الذي يكتسي في‬
‫المادة الجزائية طابعا في منتهى األهمية‪ ،‬ذلك أنه يتوقف عليه إدانة‬
‫المتهم أو تبرئته‪.‬‬
‫من المعروف إن مهمة جمع األدلة وتمحيصها هي من اختصاص‬
‫الشرطة القضائية‪ ،‬وجهات التحقيق القضائي ( قاضي التحقيق‪ ،‬غرفة‬
‫االتهام‪ ،‬جهات الحكم بمناسبة التحقيق التكميلي )‪ .‬بيد ان الطب العدلي‬
‫يقدم الكثير في هذا المجال‪،‬على مستوى تحقيقات الشرطة القضائية‬
‫والتحقيق القضائي‪ ،‬والمحاكمة‪.‬من هذا المنطلق‪،‬إهتم القاضيان‪ :‬تلماتين‬
‫ناصر و بن سالم عبد الرزاق بما يقدمه علم الطب العدلي في كل مرحلة‬
‫من المراحل المذكورة‪ ،‬وكذا القيمة القانونية لما يقدمه‪ .‬وسلط القاضيان‬
‫الضوء على تحديد ماهية الدليل الطبي العدلي في القانون‬
‫الجزائري‪،‬مشيرين الى ان المشرع الجزائري لم يورد حصرًا ألدلة اإلثبات‬
‫في المادة الجزائية عموما‪ ،‬غير أنه أورد أحكاما تخص صدقية الدليل‬
‫‪ Loyalty of proof‬وتتعلق بتنظيم أساليب إقامة الدليل الطبي العدلي‬
‫لحماية حقوق المجتمع والفرد من التجاوزات في البحث عن هذا الدليل‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة في هذا المقام إلى عدم نص المشرع الجزائري على آليات‬

‫‪ - ]29[29‬علي سلمان البيضاني‪ ،‬وسائل الطب العدلي ‪ ..‬في اكتشاف غموض الجرائم ‪"،‬الصباح"‪4/9/2008،‬‬
‫إللزام األطراف بالخضوع إلى أخذ عينات طبية عدلية ال سيما العينات‬
‫الجينية ‪.The genetic samples‬‬
‫ويمكن القول بأن قانون اإلجراءات الجزائية نظم بالتفصيل أحكام‬
‫الخبرة‪،‬مشيرًا‪ ،‬بصفة مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬إلى التقارير الطبية‬
‫العدلية‪ ،‬ال سيما تقرير تشريح الجثة‪ ،‬وتقارير المعاينات المادية‪ ،‬إضافة‬
‫إلى الشهادات الطبية الوصفية‪ ،‬وتلك المتعلقة بتحديد مدة العجز عن‬
‫العمل‪ ،‬الذي أشار إليها قانون العقوبات[‪.]]30[30‬‬

‫مجاالت الطب العدلي‬

‫ظلت مهنة الطبيب العدلي مرتبطة بفحص أو معاينة األشخاص الضحايا‪،‬‬


‫الذين يتعرضون إلعتداءات‪ ،‬وينتج عن األعتداءات أفعال جنحية وجنائية‪،‬‬
‫وكذلك قضايا التسمم‪ ،‬والفحص الطبي في إطار الخبرة القضائية‪ .‬ولكن‬
‫مع تطور المجتمعات وظهور الصناعات الحديثة وإقتصاد السوق‪ ،‬ظهرت‬
‫إلى الوجود مؤسسات التأمين والحماية اإلجتماعية‪،‬فتوسع إختصاص‬
‫الطبيب العدلي لتعدد الظروف التي يجب فيها عليه‪ ،‬أثناء قيامه بالمهام‬
‫المسندة إليه من الجهات المختصة‪ ،‬أن يبدي برأي مسبب علمي وعملي‬
‫على حالة األشخاص‪.‬‬
‫من الناحية العلمية‪،‬وفي ضوء واقع األنظمة الطبية العدلية السائدة في‬
‫الدول المختلفة‪ ،‬يقسم د‪ .‬إبراهيم الجندي مجال الطب العدلي الى قسمين‬
‫أساسيين يختصان بجسد اإلنسان‪،‬سواء كان حيًا أو ميتًا‪ .‬ويرتبط بهذين‬
‫القسمين العديد من العلوم الفنية الطبية العدلية ‪،Forensic sciences‬‬
‫مثل‪ :‬األدلة الجنائية‪ -‬الكيمياء الطبية الشرعية‪ -‬البصمات‪-‬األسلحة‬
‫والمتفجرات‪ -‬بحوث الدم‪ ،‬الخ‪.‬‬
‫وهذان القسمان هما‪:‬‬
‫أوًال‪-‬الطب العدلي المرضي ‪Forensic Pathology‬‬
‫يختص هذا القسم بتحديد سبب الوفاة ‪ Cause of Death‬من خالل‬
‫فحص وتشريح الجثث في القضايا الطبية العدلية المتعلقة‬
‫بالمتوفين‪،‬وتسمى " قضايا الوفيات"‪.‬وكذلك المساعدة في معرفة نوع‬

‫‪ - ]30[30‬عرض حول الطب الشرعي واألدلة الجنائية‪،‬من إعداد القاضيين‪ :‬تلماتين ناصر و بن سالم عبد الرزاق‪ ،‬أشغال‬
‫الملتقـى الوطنـي حـول الطـب الشرعـي القضائـي‪ -‬الواقع واآلفاق ‪ -‬يومي ‪ 25‬و ‪ 26‬ماي ‪ ،2005‬الديوان الوطني لألشغال‬
‫التربوية‪،،‬وزارة العدل الجزائرية‪2006 ،‬‬
‫الوفاة ‪ Manner of Death‬من حيث كونها وفاة طبيعية او غير‬
‫طبيعية( جنائية‪،‬إنتحارية‪ ،‬عرضية)‪.‬‬
‫وُيمثًل هذا القسم نظام محقق الوفيات ‪Fiscal Procurator‬‬
‫‪ System‬في بعض البلدان‪ ،‬وأيضًا نظام الفاحص الطبي ‪Medical‬‬
‫‪ Examiner System‬في بلدان أخرى‪.‬‬
‫وتتعامل مع الطبيب العدلي في قضايا الوفيات‪ :‬مختبرات‪/‬معامل‬
‫الباثولوجيا الطبية العدلية‪.‬‬
‫أما حاالت الوفاة‪ ،‬التي يجب على المحقق الجنائي إرسالها الى الطب‬
‫العدلي الباثولوجي‪ ،‬فهي كل الوفيات ذات األسباب غير الطبيعية‪،‬أو عندما‬
‫يكون سبب الوفاة غير معروف‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪-1‬الوفيات بسبب العنف‪ :‬الحوادث المشتبه في جنائيتها‪،‬كاإلنتحار أو‬
‫القتل‪ ،‬سواء حدثت الفواة مباشرة‪ -‬نتيجة األصابة‪ ،‬أو غير مباشرة‪ -‬بعد‬
‫إنقضاء أسابيع وحتى شهور‪.‬‬
‫‪-2‬الوفيات الناشئة عن التسمم أو المخدرات أو الكحوليات‪.‬‬
‫‪-3‬الوفيات المثيرة للشك والريبة‪.‬‬
‫‪-4‬الوفيات بسبب الممارسة الطبية‪ ،‬مثل الوفاة بعد اإلجهاض‪،‬أو أثناء‬
‫العمليات الجراحية‪،‬أو أثناء التخدير‪..‬الخ‪.‬‬
‫‪ -5‬الوفيات الفجائية‪.‬‬
‫‪-6‬الوفيات في السجون أو أثناء التوقيف من قبل الشرطة‪.‬‬
‫‪-7‬وفيات في أشخاص ليسوا تحت رعاية طبية‪.‬‬
‫‪-8‬الوفيات نتيجة أسباب غير معروفة أو وفيات غير مفسرة‪.‬‬

‫ثانيًا‪ -‬الطب العدلي السريري ‪Clinical Forensic Medicine‬‬


‫يختص هذا القسم بالمسائل الطبية ذات البعد العدلي‪ ،‬أو القانوني‪ ،‬في‬
‫األشخاص األحياء‪،‬وتسمى "قضايا األحياء"‪ ،‬وتشمل‪:‬‬
‫أ‪ -‬قضايا اإلعتداءات الجنسية في اإلناث (إغتصاب)‪ ،‬أو في الذكور(لواط)‪.‬‬
‫ب‪ -‬قضايا تحديد األصابات ونسب العجز لدى المصاب في حالة‬
‫األعتداءات الجسدية‪ ،‬سواء كانت جنائية‪ ،‬أم نتيجة خطأ‪ ،‬وذلك لمعرفة‬
‫نسبة التعويضات‪.‬‬
‫ج‪ -‬تقدير السن‪.‬‬
‫د‪ -‬تقدير الصالحية العقلية للفرد‪ -‬تقدم إما للمحاكمة‪،‬أو للتصرف في‬
‫الممتلكات‪،‬أو للمسؤولية العقابية عن الجرائم‪.‬‬
‫وكل هذه المسائل الطبية ُتتعبُر من األعمال الهامة للطبيب العدلي‪،‬‬
‫وتدخل في نطاق أعماله‪ -‬لدى قسم من الدول‪،‬أو توكل الى أطباء مختصين‬
‫في الفروع الطبية المختلفة عن طريق اإلنتداب أو في مستشفيات تابعة‬
‫لوزارة الصحة‪ -‬في بلدان أخرى‪.‬أو أقسام محددة مسبقًا من قبل الهيئات‬
‫القضائية‪ -‬في دول أخرى‪.‬‬
‫ولكل بلد تعليماته الُم نِظ مة لبعض هذه القضايا‪ ،‬مثل قضايا اإلعتداءات‬
‫الجنسية في اإلناث‪ ،‬حيث تلزم بعض البلدان العربية‪،‬كالسعودية‪،‬مثًال‪،‬‬
‫إجراء الكشف الطبي العدلي من قبل طبيبات األمراض النسائية‬
‫المختصات‪ ،‬بموافقة القاضي الشرعي‪.‬وفي حالة األعتداء الجنسي في‬
‫الذكور يتم الكشف من قبل الطبيب ومساعده فقط في غرفة الكشف‪،‬‬
‫وتحال حاالت الفعل الحادة أو الحديثة في نفس اليوم من قبل السلطات‬
‫المختصة على المستوصفات والمستشفيات الحكومية التابعة لوزارة‬
‫الصحة‪ ،‬حيث يمكن للطبيب العام معرفة َاثار الفعل الحديث بالمجني عليه‬
‫بسهولة‪،‬لوجود جروح وتشققات وكدمات بفتحة الشرج نتيجة الفعل‪ ،‬مع‬
‫تلوث بمنطقة الدبر ‪ Anus‬أو بين الفخذين‪ ،‬وعالمات عنف ومقاومة‬
‫بسطح الجسم‪.‬وهنا يجب على الطبيب أخذ مسحتين‪،‬أحدهما من حول فتحة‬
‫الشرج‪ ،‬واألخرى من منطقة الدبر(قبل الفحص الشرجي) ووضعها على‬
‫قطعة من الشاش النظيف أو على شريحة زجاجية‪ ،‬وتحريز لباس المجني‬
‫عليه‪ ،‬وإرسال المسحة والمالبس للمختبر الجنائي‪.‬‬
‫أما في حاالت فعل الفاحشة المتكرر والقديم‪،‬فتحال الى الطبيب‬
‫العدلي‪.‬وفي حالة عدم وجود طبيب عدلي‪ ،‬فيمكن للمحقق عرضها على‬
‫الجراح إلثبات الحالة‪ ،‬وأخذ المسحات‪ ،‬وتحريز المالبس‪ ،‬وإرسالها‬
‫للمختبر الجنائي المركزي[‪.]]31[31‬‬

‫مجاالت أخرى للطب العدلي‬

‫ثمة مجاالت أخرى للطب العدلي‪،‬يعددها النائب العام محمد لعزيزي‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬الطب العدلي اإلجتماعي‪Social Forensic Medicine :‬‬
‫يهتم بالعالقة ما بين الطب العدلي والقوانين اإلجتماعية (طب العمل‪،‬‬
‫الضمان اإلجتماعي…)‪.‬‬

‫‪ - ]31[31‬د‪.‬إبراهيم صادق الجندي‪،‬الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية‪،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪..11 -9‬‬
‫‪ -2‬الطب العدلي الوظيفي‪ :‬بمفهوم الوظيفة‪ ،‬ويهتم بالعالقة ما بين الطبيب‬
‫العدلي والوظيفة (تنظيم الوظيفة – الممارسة غير الشرعية للوظيفة –‬
‫أخالقيات المهنة…)‬
‫‪ -3‬الطب العدلي القضائي‪ :‬والذي يهتم بالعالقة ما بين الطب العدلي‬
‫والقضاء‪ ،‬والذي نركز عليه هنا‬
‫في هذه المادة‪"-‬الطب العدلي"‪ ،‬ويتفرع منه ما يلي‪:‬‬
‫* الطب العدلي العام‪ :‬يهتم بدراسة الجاني‪.‬‬
‫* الطب العدلي الخاص بالصدمات والكدمات والرضوض‪ :‬يقوم بدراسة‬
‫(الجروح – الحروق‪-‬‬
‫اإلختناق……)‬
‫* الطب العدلي الجنسي‪ :‬ويهتم بدراسة (اإلغتصاب – هتك العرض –‬
‫األفعال المخلة بالحياء –‬
‫اإلجهاض – قتل األطفال حديثي العهد بالوالدة………)‬
‫* الطب العدلي الخاص‪ :‬يهتم بدراسة الجثة وعالمات الموت‪..‬‬
‫* الطب العدلي الجنائي‪ :‬والذي يهتم بدراسة وتشخيص اآلثار التي‬
‫يتركها الجاني في مسرح‬
‫الجريمة‪.‬‬
‫* الطب العدلي الذي يتولى دراسات التسميمات‪/‬السموم‪.‬‬
‫* الطب العدلي العقلي‪ :‬الذي يهتم بدراسة مفهوم المسؤولية الجزائية‬
‫(موضوع يدرس الركن‬
‫‪]32[32‬‬
‫]‪.‬‬ ‫المعنوي للجريمة)[‬

‫ما الذي يقوم به الطبيب العدلي عمليًا ؟‬

‫‪ - ]32[32‬الطب الشرعي ودوره في إصالح العدالة‪،‬مداخلة من إلقاء السيد‪ :‬محمد لعزيزي‪ ،‬النائب العام لدى مجلس‬
‫قضاء بجاية‪،‬أشغال الملتقـى الوطنـي حـول الطـب الشرعـي القضائـ‪ -‬الواقع واآلفاق ‪ 25-‬و ‪ 26‬ماي ‪،2005‬الديوان‬
‫الوطني لألشغال التربوية‪ ،‬وزارة العدل الجزائرية ‪2006 ،‬‬
‫في الكشوفات الطبية (أثناء التحقيق اإلبتدائي) يقوم الطبيب العدلي بما‬
‫يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬إجراء الفحوصات الطبية على المصابين في القضايا الجنحية‬
‫والجنائية‪ ،‬وبيان اإلصابة وصفتها وسببها وتاريخ حدوثها‪ ،‬واآللة أو‬
‫الشيء الذي إستعمل في إحداثها ومدى العاهة المستديمة التي نتجت عن‬
‫هذا اإلعتداء‪ .‬وبذلك فإن الطبيب العدلي ملزم بالقيام بهذه الفحوصات‪،‬‬
‫والتحلي بالصدق واألمانة‪ ،‬وبتحرير شهادة طبية تثبت الفحص الطبي‬
‫الذي قام به على الشخص المعني‪.‬‬
‫‪ -2‬تشريح جثث المتوفين في القضايا الجنائية‪ ،‬وفي حاالت اإلشتباه في‬
‫سبب الوفاة‪ ،‬وكيفية حدوثها‪ ،‬ومدى عالقة الوفاة باإلصابات التي توجد‬
‫بالجثة‪.‬وكذلك عند إستخراج جثث المتوفين المشتبه في وفاتهم‪.‬‬
‫‪ -3‬إبداء اآلراء الفنية التي تتعلق بتكييف الحوادث واألخطاء التي تقع‬
‫بالمستشفيات وتقرير مسؤولية األطباء المعالجين‪.‬‬
‫‪ -4‬تقدير السن في األحوال التي يتطلبها القانون أو تقتضيها مصلحة‬
‫التحقيق والمثال على ذلك تقدير سن المتهمين األحداث أو المجني عليهم‬
‫في قضايا الجرائم األخالقية أو المتزوجين قبل بلوغ السن المحددة من‬
‫أجل إبرام عقد الزواج في الحاالت التي يكون شك في تزوير وثائق أو عدم‬
‫وجودها أصال‪.‬‬
‫‪ -5‬فحص المضبوطات‪.‬‬
‫‪ -6‬فحص الدم وفصائله والمواد المنوية ومقارنة الشعر وفحص العينات‬
‫المأخوذة من الجثث لمعرفة األمراض‪ ،‬وفحص مخلفات اإلجهاض[‪.]]33[33‬‬

‫الطبيب العدلي و الباحث الجنائي‬

‫أشرنا أكثر من مرة الى الرابطة الوثيقة بين المحقق‪ /‬الباحث الجنائي‬
‫والطبيب العدلي‪ ،‬وسائر الخبراء والفنيين‪،‬الذين يتعاونون معه مهنيًا‪ -‬كل‬
‫حسب إختصاصه ووفقًا لنوع الجريمة أو الحادث‪.‬‬
‫ما يتعلق بالطبيب العدلي‪،‬وفي ضوء العالقة بين األثنين‪،‬يتعين ان يقوم‬
‫بما يلي‪:‬‬

‫‪ - ]33[33‬الطب الشرعي والمحاكمة العادلة‪ ،‬من إعداد السيد‪ /‬يوسف قادري‪ -‬عميد قضاة التحقيق بمحكمة البليدة‪ ،‬أشغال‬
‫الملتقـى الوطنـي حـول الطـب الشرعـي القضائـي‪ -‬الواقع واآلفاق ‪ -‬يومي ‪ 25‬و ‪ 26‬ماي ‪ ،2005‬الديوان الوطني لألشغال‬
‫التربوية‪ ،‬وزارة العدل الجزائرية ‪2006 ،‬‬
‫‪-1‬اإلطالع على ظروف القضية( الواقعة)‪ :‬أي اإلطالع على مذكرة‬
‫الشرطة‪ ،‬وتقرير المحقق الجنائي‪،‬وعلى التقارير الصادرة من المستشفى‪،‬‬
‫والصور الشعاعية‪ ،‬والتحاليل المخبرية‪ ،‬مع إستعراض كامل لحالة‬
‫المتوفي‪،‬شامًال‪ :‬الجنس‪،‬العمر‪ ،‬الجنسية‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬التعاون مع المحقق الجنائي‪ ،‬وخبير األدلة الجنائية‪ ،‬في فحص‬
‫ومعاينة المكان‪ ،‬الذي وجدت فيه الجثة (مسرح الحادث او الجريمة)‪.‬‬
‫‪ -3‬فحص وتشريح الجثة‪ ،‬وأخذ العينات الالزمة‪ ،‬وإرسالها الى‬
‫مختبرات‪/‬معامل الباثولوجيا الطبية العدلية‪.‬‬
‫‪ -4‬كتابة التقرير النهائي‪ -‬بعد ورود كافة النتائج( نتائج المختبرات‬
‫والمعامل الطبية والجنائية)‪-‬وإرساله الى سلطة التحقيق‪ ،‬ومن ثم‬
‫للقاضي‪،‬الذي يساعده في إصدار حكمه العادل‪.‬‬

‫وهكذا‪،‬وكخالصة لما ورد‪،‬نكرر بإن الطب العدلي ال يقوم فقط على تنظيم‬
‫التقارير الطبية أو تشريح الجثث‪،‬وإنما هو علم بذاته‪ ،‬له األهمية التي‬
‫للعلوم الطبية‪ ،‬وعليه‪ ،‬كهذه العلوم‪ ،‬أن يواكب التطورات الحديثة‬
‫والمتسارعة‪ ،‬والنظريات المتقدمة‪ ،‬في التشخيص والتحليل‪ .‬وعدا‬
‫هذا‪،‬يتميز الطب العدلي عن الفروع الطبية األخرى بوظيفته األساسية‬
‫الهادفة في أكثر األحيان لخدمة العدالة والقانون‪ .‬وفي ذلك ما يزيد من‬
‫سمو مهمة الطبيب العدلي ومسؤوليته‪.‬‬
‫وإذا كانت فروع هذا الطب متنوعة فإن من أهمها ما يتعلق بموضوع‬
‫األسلحة النارية وجروحها‪ ،‬نظرًا لما يحتاجه هذا األمر من تقنية مضافة‬
‫لدى الطبيب العدلي‪ ،‬وإلمام متزايد يواكب تطور هذه األسلحة‪ ،‬وتجدد‬
‫أنواعها‪ ،‬مما من شأنه أن يعزز دوره في كشف األلغاز لكثير من الجرائم‬
‫التي أصبح استعمال األسلحة النارية رائجًا فيها‪.‬وبذلك يساهم الطبيب‬
‫العدلي في إظهار الحقيقة عن طريق المساعدة على التعرف على مطلق‬
‫النار‪ ،‬والمساهمين في الجرم‪ ،‬وما إذا كان في األمر قتل أو انتحار‪،‬‬
‫باإلضافة إلى تحديد الظروف المادية األخرى التي رافقت تنفيذ‬
‫الجرم‪..‬سنأتي على ذلك‪..‬‬
‫وبعد هذا‪ ،‬يتعين عدم نسيان مايلي‪ :‬بقدر ما يكون الطبيب العدلي مدركًا‬
‫لمكامن هذا العلم‪ ،‬وملمًا بخفاياه‪ ،‬بقدر ما يكون فاعًال في تحقيق عدالة‬
‫أفضل‪،‬حيث ال ُيبرأ جاني‪ ،‬وال ُيظلم برئ‪.‬‬
‫الفصل الخامس‬

‫االثبات العلمي باالدلة المادية والقيمة القانونية‬

‫لقد أصبح للقضاء النزيه والعادل منزلة رفيعة كمالذ لطالب العدالة‬
‫واإلنصاف‪ ،‬يدرأ عنه ظلم الظالم ويفصل في المنازعات والخصومات ‪،‬‬
‫ويعطي كل ذي حق حقه‪ ،‬من خالل ما أنيط بالقضاة من واجب الفصل في‬
‫هذه الخصومات‪ .‬ولما كان ذلك ومن واجب القاضي‪ ،‬فقد طرَح نفسُه على‬
‫مر العصور التساؤل التالي‪:‬‬
‫ماذا يفعل القاضي إذا ما عرضت عليه مسائل علمية أو فنية ال يمكنه‬
‫اإلحاطة بها ؟ خصوصًا وعصرنا الحاضر يشهد تطورًا علميًا وتقنيًا‬
‫مضطردًا في كافة مناحي الحياة‪ ،‬وقد انتهى زمن اإلنسان الموسوعي‪،‬أي‬
‫العالم الذي يلم بالعلوم الرياضية‪ ،‬والطبيعية‪ ،‬وفي الفلك‪ ،‬والطب‪،‬‬
‫وغيرها‪ ،‬وإنما أصبح المرء‪ ،‬مهما أوتى من العلم والثقافة‪ ،‬غير قادر على‬
‫متابعة ما يستجد في جوانب متخصصة من فروع هذه العلوم المختلفة‪..‬‬
‫فكيف بنا ونحن نطلب ذلك من القاضي‪ ،‬رغم ما يستوجبه عمله من إحاطة‬
‫بالعلوم والثقافة‪ ،‬عدا اإللمام الشامل بالقانون ؟‬
‫في هذا الصدد يقول أحد شّر اح القانون‪":‬ال يشترط في القاضي أن‬
‫يكوَن دائرة معارف‪ ،‬ملمًا بدقائق كل علم وفن‪ .‬وإذا كان من واجبه أن‬
‫يكون ذا اطالع واسع‪ ،‬حتى يمحص األشياء‪ ،‬ويزن األمور بموازينها‬
‫الصحيحة‪ ،‬فإن الواجب يقتضي أن نقرر بأن القاضي هو صاحب‬
‫اختصاص قانوني صرف‪ ،‬أعظم جهوده في دراسة القانون" ‪..‬‬
‫إذن فماذا يفعل القاضي إزاء المسائل غير القانونية التي ال يستطيع‬
‫اإللمام بها ؟‬
‫أعتقد أن ما ذكرناه بشأن العالقة بين القضاء والطب العدلي يتيح لكم‬
‫معرفة الجواب‪ ،‬وهو ان القاضي إذا وجد نفسه أمام جريمة يستدعي‬
‫اكتشافها معرفة خاصة‪،‬غير القانون وعلم اإلجرام‪ ،‬فمن واجبه أن يستعين‬
‫بأرباب االختصاص والمعرفة وذوي الخبرة اآلخرين الستجالء غوامضها‪.‬‬

‫دور الخبرة في كشف َاثار الجريمة‬

‫مسائل الخبرة من التعدد والتنوع إلى الحد الذي ال يمكن حصرها‪.‬وقد‬


‫شاعت بعض جوانب الخبرة العلمية والفنية في مجال التحقيق واإلثبات‬
‫الجنائي‪ ،‬وكثر لجوء المحققين إليها في كشف أسرار الجرائم‪ .‬وشهدت‬
‫اكتشافات علمية تعد بمثابة ثورة في مجال التحقيق الجنائي ومنها‪:‬‬
‫‪ -1‬الخبرة في مجال البصمات ‪ -:Finger prints‬إذ تلعب بصمات‬
‫األصابع واألكف واألقدام أثرًا بارزًا في اإلثبات الجنائي عندما يعثر عليها‬
‫في مسرح الجريمة‪ ،‬أو عندما يتم التوقيع على السندات ببصمات‬
‫األصابع‪ ،‬وتلعب الخبرة الفنية العلمية دورها في كشف البصمات وتحديد‬
‫أماكنها ورفعها وإجراء المقارنات بينها‪ ،‬وَنسِبها إلى أصحابها‪.‬‬
‫‪ -2‬الخبرة في مجال مخلفات إطالق النار‪ :‬يتخلف عن عملية إطالق النار‬
‫من األسلحة النارية الكثير من اآلثار المادية‪ ،‬كالظروف الفارغة‪ ،‬ورؤوس‬
‫الطلقات النارية‪ ،‬وأمالح البارود المحترقة‪ ،‬الخ‪.‬‬
‫تؤدي الخبرة العلمية دورها في تحديد األسلحة التي أطلقت منها‬
‫الظروف الفارغة التي تضبط في مسرح الجريمة‪ ،‬ورؤوس الطلقات التي‬
‫تستخرج من أجساد الضحايا‪ ،‬ومن خالل مقارنتها مع عينات األسلحة‬
‫المشتبه بها‪،‬يتم تحديد األسلحة التي أطلقت منها على نحو قاطع وحاسم‪.‬‬
‫كما أن إجراء االختبارات على مخلفات اإلطالق وأمالح البارود المحترق‬
‫على أيدي مطلقي النار‪ ،‬مفيد جدًا في التحقيق في قضايا االنتحار‪ ،‬وغيرها‬
‫من الجرائم‪.‬‬
‫‪ -3‬الخبرة في مجال فحص آثار اآلالت‪ :‬كثيرًا ما تستخدم اآلالت في‬
‫ارتكاب الجرائم كأدوات الخلع والكسر والنشر والثقب والقص وغيرها‪.‬‬
‫فهذه جميعها تترك آثارها على األجسام والمعادن واألخشاب والورق‬
‫ويمكن من خالل الخبرة العلمية تحديد هذه األدوات على نحو دقيق‪.‬‬
‫‪ -4‬الخبرة في فحص آثار الحرائق‪ :‬أن الخبرة العلمية في فحص مخلفات‬
‫الحرائق تكشف ما إذا استعملت مواد بترولية أو خالفها في إضرام‬
‫الحرائق‪ ،‬أو ما إذا كانت ناجمة عن تماس كهربائي‪ .‬وكل ذلك مفيد في‬
‫تحديد أسباب الحريق‪ ،‬وفيما إذا كان عرضيًا أم متعمدًا‪.‬‬
‫‪ -5‬الخبرة في مجال المفرقعات والمتفجرات ‪ :‬يقوم الخبراء بالتقاط‬
‫مخلفات حوادث المتفجرات‪ ،‬وفحصها‪ ،‬وتحديد أنواعها‪ ،‬ألهمية ذلك في‬
‫إثبات الركن المادي لهذه الجرائم‪ ،‬وأسلوب ارتكابها‪.‬‬
‫‪ -6‬الخبرة في مجال المخدرات والمسكرات‪ :‬الخبرة تلعب دورًا هامًا‪ ،‬من‬
‫خالل تحليل المضبوطات‪ ،‬أو عينات الجسم‪ ،‬كالدم‪ ،‬أو البول‪ ،‬أو إفرازات‬
‫َم ِع دية( عينات من المعدة) إذ يمكن اكتشاف وجود هذه المواد ونسبتها في‬
‫الجسم‪ .‬وهذا األمر على غاية من األهمية في اكتشاف كثير من جرائم‬
‫القتل واالنتحار والتسمم وتعاطي المخدرات والمسكرات‪.‬‬
‫‪ -7‬الخبرة في مجال التحاليل البيولوجية‪ :‬تشمل اختبارات سوائل الجسم‪،‬‬
‫كالدم‪ ،‬والعرق‪ ،‬والبول‪ ،‬واللعاب‪ ،‬واختبارات األنسجة‪ ،‬والشعر‪ .‬وهذه‬
‫جميعها مهمة في اإلثبات الجنائي‪ ،‬وإثبات البنوة والنسب‪ .‬وقد عزز من‬
‫أهمية هذه االختبارات ما شهده التطور العلمي في مجال اختبارات‬
‫الحامض النووي الرايبوزي منقوص األوكسجين(‪ `)DNA‬إذ أصبح‬
‫يشكل بصمة وراثية تميز األشخاص وأنسابهم على نحو حاسم‪.‬‬
‫‪ -8‬الخبرة في مجال الخطوط والمستندات‪ :‬وهذا الجانب العام من جوانب‬
‫الخبرة العلمية ذو أهمية بالغة في إثبات جرائم التزوير‪ ،‬وكثير من‬
‫الجرائم‪ ،‬من خالل ما يتم من اختبارات للوثائق‪ ،‬والمستندات‪ ،‬والخطوط‬
‫اليدوية واآللية‪.‬‬

‫القيمة القانونية للدليل الطبي العدلي‬

‫ضمن أشغال الملتقـى الوطنـي حـول الطـب الشرعـي القضائـي‪ -‬الواقع‬


‫واآلفاق – الذي إنعقد يومي ‪ 25‬و ‪ ،2005 /26/5‬قدم القاضيان‪ :‬تلماتين‬
‫ناصر و بن سالم عبد الرزاق‪،‬بحثًا تحت عنوان‪:‬عرض حول الطب‬
‫الشرعي واألدلة الجنائية‪،‬تناوال فيه القيمة القانونية للدليل الطبي العدلي‬
‫عبر كامل مراحل اإلجراءات الجزائية‪.‬جاء فيه‪:‬‬

‫‪ – I‬تحقيقات الشرطة القضائية‪:‬‬


‫يكتسي في هذه المرحلة الدليل الطبي العدلي أهمية بالغة‪ ،‬بالنظر إلى‬
‫المرحلة المبكرة التي ُيجمُع فيها (مباشرة بعد وقوع الجريمة)‪ ،‬ونظرا‬
‫للطابع المؤقت لبعض األدلة الطبية العدلية القابلة للزوال أو التغير بالزمن‬
‫( إجراء أخذ العينات المنوية على ثياب أو جسم الضحية‪ ،‬أو في حالة رفع‬
‫الجثة ووضعيتها‪ ،‬وبعض اآلثار الموجودة في مكان الجريمة )‪.‬‬
‫ويساعد الدليل الطبي العدلي‪ :‬أوال‪ -‬على إثبات وقوع الجريمة‪ ،‬وظروف‬
‫وقوعها‪ .‬ثانيا‪ -‬على إثبات نسبتها إلى شخص أو نفيها عنه‪ ،‬إضافة إلى‬
‫تحديد هوية الضحية في بعض الحاالت‪.‬‬
‫ويوصي القاضيان ناصر وعبد الرزاق بوجوب التمييز في هذه المرحلة‬
‫بين حالتين‪:‬‬
‫أ – الحالة األولى‪ :‬التحقيق األولي ‪:Preliminary investigation‬‬
‫وهي الحالة التي يتلقى فيها ضابط الشرطة القضائية الشكاوى‬
‫والبالغات عن وقوع جرائم ( سواء مباشرة أو عن طريق وكيل النيابة )‪.‬‬
‫فيقوم بإجراءات البحث والتحري‪ .‬وله في هذه الحالة االستعانة باألدلة‬
‫الطبية العدلية‪ .‬علما أن المشرع الجزائري لم ينص صراحة على هذه‬
‫اإلمكانية‪ ،‬واكتفى بالنص على جمع األدلة والبحث عن مرتكبي الجرائم‪.‬‬
‫كما لم يحدد إجراءات جمع اإلستدالالت التي تترك لتقدير رجال الضبط‬
‫القضائي حسب ظروف كل جريمة بضمانات الوجاهية والتي تسمح‬
‫للمشتبه فيه أو الضحية بمناقشة طريقة تعيين الخبير ونتائج خبرته‬
‫بالمطالبة مثال برده أو باللجوء إلى الخبرة المضادة‪ ،‬وبالخصوص عندما‬
‫يكون الدليل الطبي العدلي يتسم بالطابع المؤقت‪ -‬كما رأينا أعاله‪ ،‬وهي‬
‫الحالة التي ال يمكن تداركها على مستوى التحقيق القضائي‪.‬‬
‫ب – الحالة الثانية‪ :‬الجريمة المتلبس بها‪:‬‬
‫قد تكتشف الجريمة فور وقوعها أو بعد ذلك بوقت قصير‪ ،‬وخالفا‬
‫لألحكام التي تنظم التحقيق األولي‪ ،‬وبصفة استثنائية‪ ،‬فقد نص المشرع‬
‫على إعطاء صالحيات أوسع لضابط الشرطة القضائية في ميدان البحث‬
‫والتحري عن األدلة التي تقترب من صالحيات القاضي المحقق‪،‬بالنظر إلى‬
‫الظروف الخاصة التي تحيط بالجريمة ورد فعل المجتمع الذي يتطلب‬
‫سرعة التدخل والحفاظ على األدلة‪ .‬وفي هذا اإلطار نص المشرع‬
‫الجزائري صراحة بموجب أحكام المادة ‪ 49‬من قانون اإلجراءات الجزائية‬
‫أنه لضابط الشرطة القضائية حق االستعانة بالخبراء في المجال الطبي‬
‫العدلي على أن يؤدوا اليمين‪.‬وهي نفس الصالحيات التي يتمتع بها ضابط‬
‫الشرطة القضائية في حالة ندبه من قبل وكيل النيابة عند العثور على جثة‬
‫شخص‪ ،‬وكان سبب الوفاة مجهوال أو مشتبها فيه[‪.]]34[34‬‬

‫‪ -2‬الدليل الطبي العدلي في مرحلة التحقيق القضائي‪:‬‬


‫تتولى جهات التحقيق القضائي استغالل األدلة التي تم جمعها‪ -‬كما رأينا‬
‫على مستوى تحقيقات الشرطة القضائية‪ -‬مع تعزيزها بأدلة قضائية‬
‫جديدة‪ ،‬ذلك أنه طبقا لقانون اإلجراءات الجزائية فإن قاضي التحقيق يقوم‬
‫بالتحري عن أدلة االتهام وأدلة النفي‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة في هذا المقام‪ ،‬وتكريسا لمبدأ قرينة البراءة‪ ،‬عن الدور‬
‫الهام الذي يلعبه الدليل الطبي العدلي في نفي الجرائم بالنسبة ألشخاص‬
‫أشتبه في قيامهم بها أو تم اتهامهم بها‪.‬‬
‫ويخضع الدليل الطبي العدلي في هذه المرحلة إلى مبدأ الوجاهية ‪The‬‬
‫‪ contradictory‬إذ يتم مواجهة األطراف باألدلة وتلقي أوجه دفاعهم أو‬
‫مالحظاتهم بخصوصها‪.‬كما يخضع هذا الدليل إلى مبدأ حرية اإلثبات والذي‬
‫كرسه المشرع الجزائري في المادة ‪ 212‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪،‬‬
‫والذي بموجبه ال يتقيد القاضي المحقق بوسيلة إثبات ولو كانت علمية في‬
‫إثبات أو نفي نسبة الجريمة لشخص‪.‬‬

‫‪ - ]34[34‬عرض حول الطب الشرعي واألدلة الجنائية‪،‬من إعداد القاضيين‪ :‬تلماتين ناصر و بن سالم عبد الرزاق‪ ،‬أشغال‬
‫الملتقـى الوطنـي حـول الطـب الشرعـي القضائـي‪ -‬الواقع واآلفاق‪،2005 -‬مصدر سابق‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى ما سبق فإن تقدير القوة الثبوتية للدليل تترك في هذه‬
‫المرحلة وكذا في مرحلة المحاكمة‪ -‬كما سنرى‪ -‬إلى قناعة القاضي‪ ،‬وهو‬
‫ما كرسته المادة ‪ 212‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬والتي تساوي بين‬
‫الدليل الطبي العدلي والدليل العلمي بصفة عامة‪ ،‬وبين باقي األدلة من‬
‫شهادة شهود‪ ،‬واعتراف وغيرها (عدم تدرج القوة الثبوتية للدليل)‪.‬‬
‫وهنا يجب‪ -‬حسب رأي القاضيان ناصر و عبد الرزاق‪ -‬التفكير في‬
‫إمكانية إعطاء قوة ثبوتية أقوى للدليل العلمي خاصة لما يتميز به من‬
‫موضوعية ودقة‪ ،‬دون إهمال بأن الحقائق التي توضع في متناول القاضي‬
‫باستعمال التقنيات العلمية قد تؤدي أحيانا إلى المساس باقتناعه الشخصي‬
‫يفرض عليه معطيات علمية غير قابلة للتشكيك فيها‪ ،‬وهو ما قد يؤثر‬
‫سلبا على مجريات التحقيق القضائي‪ ،‬إذا سلمنا بإمكانية تزييف الدليل‬
‫العلمي أو خطئه من جهة‪ ،‬وبنسبيته في اإلجابة عن بعض التساؤالت من‬
‫جهة أخرى‪.‬‬
‫ويجدر لفت االنتباه إلى أن تقييد تقدير القاضي بالدليل العلمي من شأنه‬
‫إعطاء التقنيين (الخبراء) سلطات حقيقية في إطار ما يسمى بالوظيفة‬
‫القضائية ‪.Judicial function‬‬
‫‪ .‬كما أن إهمال القاضي المحقق خاصة للدليل العلمي يؤدي حتما إلى‬
‫التأثير على نتائج التحقيق بحرمانها من شرعية تستمد من الصرامة‬
‫العلمية ‪.The scientific rigor‬‬
‫إضافة إلى هذا‪ ،‬فإن سلطة تقدير القاضي للقيمة القانونية للدليل الطبي‬
‫العدلي‪ ،‬دون إمكانية مناقشته له‪ ،‬لعدم تحكمه في هذا المجال من المعرفة‪،‬‬
‫يثير كذلك عدة إشكاالت على المستوى العملي‪.‬‬
‫ودائما في الميدان العملي فإنه يتعين التأكيد على المكانة المميزة التي‬
‫يحتلها الدليل الطبي العدلي في تفكير القاضي في مجال الدليل الذي غالبا‬
‫ما يؤخذ به في تكوين اقتناعه الشخصي‪.‬‬

‫‪ -3‬الدليل الطبي العدلي في مرحلة المحاكمة‪:‬‬


‫يعرض الدليل الطبي العدلي‪ ،‬كغيره من األدلة‪ ،‬لتقديره من قبل جهات‬
‫الحكم خالل التحقيق النهائي ‪ Instruction final‬الذي يخضع‪ -‬كما‬
‫سبق اإلشارة إليه‪ -‬لمبادىء قرينة البراءة ( أي اإلثبات على جهة‬
‫االتهام ) وحرية اإلثبات واالقتناع الشخصي للقاضي‪ .‬وهنا يجب التمييز‬
‫بين جهات الحكم المكونة من قضاة محترفين فقط ( جنح‪ ،‬مخالفات) وبين‬
‫تلك المكونة من قضاة محترفين وقضاة ( محلفين ) غير محترفين‪.‬‬
‫كقاعدة عامة‪،‬يتقيد القاضي الجزائي باألدلة التي تقع مناقشتها بالجلسة‬
‫بصفة وجاهية (المادة ‪ 302‬من قانون اإلجراءات الجزائية) بالنسبة‬
‫لمحكمة الجنايات‪ ،‬و(المادة ‪ 234‬من قانون اإلجراءات الجزائية) بالنسبة‬
‫لمحكمة الجنح والمخالفات‪.‬غير أنه بحكم تقدير القاضي للدليل الذي يقدم‪،‬‬
‫بما فيه الدليل الطبي العدلي‪ ،‬إلى حرية اإلثبات‪ ،‬فليس على القاضي أن‬
‫يتقيد وجوبا بدليل علمي معين مثال إلثبات نسبة جريمة إلى متهم أو عدم‬
‫نسبتها إليه‪ ،‬على عكس ما هو معمول به في الدول التي تأخذ بنظام الدليل‬
‫القانوني ‪ ،System of legal evidence‬كما يخضع تقدير قيمة الدليل‬
‫الطبي العدلي إلى مطلق االقتناع الشخصي للقاضي ‪The intimate‬‬
‫‪ .conviction‬وهو ما كرسه المشرع الجزائري بموجب المادة ‪ 307‬من‬
‫قانون اإلجراءات فيما يخص محكمة الجنايات والتي تنص على عدم تقييد‬
‫القضاة إال بما قد تحدثه في إدراكهم أدلة اإلثبات وأدلة النفي وعلى‬
‫ضرورة إجابتهم على سؤال واحد يتضمن كل نطاق واجباتهم ( هل لديهم‬
‫اقتناع شخصي؟ ) [‪.]]35[35‬‬

‫الفصل السادس‬

‫مسرح الجريمة واآلثار المادية‬

‫كتطبيق لمبادئ االثبات العلمي باالدلة المادية ودور الخبرة في هذا‬


‫المضمار نتناول‪:‬مسرح الجريمة‪،‬الذي هو مكان وقوع الحادث‪،‬حيث يمكن‬
‫إيجاد الكثير من اآلثار المادية التي تساعد على كشف الجريمة والفاعل‬

‫‪ - ]35[35‬عرض حول الطب الشرعي واألدلة الجنائية‪،‬من إعداد القاضيين‪ :‬تلماتين ناصر و بن سالم عبد الرزاق‪،‬مصدر‬
‫سابق‪.‬‬
‫الحقيقي‪ ،‬وكذلك ما يتعلق بالضحية‪ .‬ونتناول هنا تعريف األثر المادي‬
‫والدليل المادي‪ ،‬وأنواع اآلثار المادية‪ ،‬وأهميتها‪ ،‬واآلثار البيولوجية‪.‬‬

‫األثر المادي‬

‫هو كل شيء تعثر عليه الشرطة أو المحقق الجنائي‪ ،‬أو يدرك بإحدى‬
‫الحواس‪،‬أو بواسطة األجهزة العلمية‪،‬أو المحاليل‪ ،‬في مسرح الجريمة‪ ،‬أو‬
‫على جسم الجاني‪،‬أو على المجني عليه‪،‬أو بحوزتهما‪ ،‬سواء كان‪:‬‬
‫‪ -‬جسمًا ذا حجم‪ ،‬مثل َالة حادة‪ ،‬جزء من مالبس‪،‬مقذوفًا ناريًا‪..‬الخ‪.‬‬
‫‪ -‬لونًا‪ ،‬مثل بقع دموية‪ ،‬مني‪،‬أصباغ‪..‬الخ‪.‬‬
‫‪ -‬شكًال‪ ،‬مثل بصمات األصابع‪َ ،‬اثار الحبال حول الرقبة‪ -‬كما في الخنق‬
‫والشنق‪.‬‬

‫الدليل المادي‬

‫الدليل المادي هو ما يستفاد من األثر المادي ويتحقق به ألثبات‪،‬أو هو‬


‫قيمة األثر المادي التي تنشأ بعد ضبطه وفحصه فنيًا‬
‫ومعمليًا‪.‬ولذلك‪،‬فوجود صلة إيجابية بين األثر المادي والمتهم دليل مادي‬
‫على نفي الجريمة‪ .‬فمثًال‪:‬‬
‫* البقع الدموية‪ :‬هي أثر مادي‪ ،‬ويقدم لنا فحص فصائل الدم‪ ،‬وبصمة‬
‫الحامض النووي ‪ ،DNA‬دليًال ماديًا على إثبات أو نفي التهمة عن‬
‫شخص ما‪.‬‬
‫* بصمة األصابع‪ :‬هي أثر مادي‪ ،‬ومقارنة البصمات تقدم لنا دليًال ماديًا‬
‫على مالمسة صاحب البصمة للجسم الذي يحملها‪.‬‬
‫* الجروح بالجثة‪ :‬هي أثر مادي‪ ،‬وفحصها يقدم لنا دليًال على نوعية‬
‫األداة المستخدمة‪،‬وضبطها بحوزة المتهم هو دليل مادي ضده[‪.]]36[36‬‬

‫أنواع اآلثار المادية‬

‫اآلثار المادية بمسرح الجريمة‪ ،‬أما ان تكون ظاهرة أو خفية ‪.‬‬

‫‪ - ]36[36‬إبراهيم صادق الجندي‪،‬الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية‪،‬أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية‪،‬مركز الدراسات‬
‫والبحوث‪،247،‬الرياض‪،2000 ،‬ص ‪.165‬‬
‫اآلثار الظاهرة ‪ :‬يقصد بها اآلثار التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة‪.‬‬
‫وغالبا ما تكون واضحة المعالم‪ ،‬مثل عصا‪ ،‬أو فأس‪ ،‬أو سكين‪ ،‬أو حجر‪،‬‬
‫أو سالح ناري ‪ ...‬الخ ‪.‬‬
‫أما اآلثار الخفية ‪ :‬فيقصد بها اآلثار التي ال يمكن رؤيتها بالعين المجردة‪،‬‬
‫وتقتضي الحاجة االستعانة بالوسائل الفنية والكيميائية إلظهارها ‪.‬‬

‫من األشياء الضرورية التي توجد في مكان الكشف‪ ،‬وباإلمكان عمل مسح‬
‫شامل لها " دون تجاهلها”‪ ،‬ما يلي ‪:‬‬
‫‪ .1‬جثة القتيل ‪ .2 .‬بصمات األصابع ‪ .3 .‬الدم ‪ .4 .‬البقع الدموية‪.5 .‬‬
‫األسلحة بمختلف أنواعها (بما فيها األسلحة البيضاء) ‪ .6 .‬حبل ‪ .7 .‬قطع‬
‫قماش ملطخة بالدماء ‪ .8 .‬قطع زجاج مكسور‪ .9 .‬أعقاب سجائر وطفايات‬
‫‪ .10 .‬ألياف وشعر موجودة في مكان الكشف‪ .11.‬األحذية‪ .12 .‬األشياء‬
‫الموجودة في سلة المهمالت‪ .13 .‬األدوية‪ .14 .‬أشياء أخرى إن وجدت ‪.‬‬
‫أما األشياء التي تؤخذ من الجثة ‪ ،‬فهي‪:‬‬
‫الدم ‪ .‬الشعر‪ .‬مسحة شرجية ( تؤخذ بمعرفة الطبيب العدلي)‪.‬مسحة‬
‫مهبلية ( تؤخذ بمعرفة الطبيب العدلي)أيضًا‪ .‬مسحة فمية ( من الفم ) ‪.‬‬
‫األظافر‪ .‬مالبس القتيل ‪ .‬الحذاء‪ .‬محتويات المعدة‪ -‬الكبد‪ -‬الطحال‪ -‬الرئة‪-‬‬
‫البول من المثانة( جميع هذه المحتويات ضرورية في حاالت التسمم‬
‫( وتؤخذ بمعرفة الطبيب العدلي )‪. .‬‬
‫األشياء التي تؤخذ من المتهم ‪ :‬بصمات األصابع ‪ .‬الدم‪ .‬الشعر‪.‬‬
‫األظافر‪ .‬المالبس‪ .‬الحذاء او الجوراب‪.‬اللعاب‪ .‬البول‪ .‬عينة من السائل‬
‫المنوي‪ -‬في حدود ‪ ml 2.5‬تقريبا ‪.‬‬
‫األشياء التي يراعى الكشف عنها في القضايا الجنسية ‪ :‬المجني عليها‬
‫أو الضحية ‪ .‬غطاء السرير‪ .‬غطاء الوسادة‪ .‬مناديل الورق‪ .‬بصمة أصابع‬
‫األيدي‪ .‬بصمة أصابع األرجل‪ .‬البقع المنوية‪ .‬البقع الدموية‪ .‬الشعر‬
‫المتساقط ‪ .‬مالبس داخلية للمجني عليه أو المجني عليها ‪.‬الواقي الذكري ‪.‬‬
‫األدوية ‪ .‬المشروبات واألكواب الزجاجية‪ .‬السجائر والطفايات‪ .‬األسلحة‬
‫بمختلف أنواعها ‪ .‬القيء أو إفرازات الفم في القضايا الجنسية‪ .‬المالبس‬
‫الموجودة في الحمام إذا تم تغييرها من قبل المجني عليها ‪.‬‬
‫أهمية اآلثار المادية‬
‫لآلثار المادية أهمية كبيرة في ما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬كشف الغموض المحيط ببعض النقاط في بداية عملية البحث الجنائي‪،‬‬
‫كالتأكد من صدق أقوال المجني عليه ‪ ،‬والشهود المشتبه فيهم‪.‬‬
‫‪-2‬اإلستدالل على ميكانيكية وكيفية إرتكاب الجريمة‪.‬‬
‫‪-3‬إيجاد الرابطة بين شخص المتهم والمجني عليه ومكان الحادث عن‬
‫طريق اآلثار المادية التي تركها أو إنتقلت إليه من مكان الحادث‪.‬‬
‫‪-4‬التعرف على شخصية المجني عليه[‪.]]37[37‬‬

‫خالصة القول‪ :‬يشهد الواقع الراهن بإن زيادة اإلعتماد على الدليل المادي‬
‫في العمليات القضائية‪ ،‬الذي يوفره الطب العدلي و العلوم المساعدة‬
‫األخرى‪ ،‬هو اليوم أحد معالم الدول المتطورة في مجاالت مكافحة‬
‫الجريمة‪.‬المؤسف أنه رغم التقدم الحاصل‪ ،‬وما تمتلكه العالم من تجربة‬
‫غنية‪،‬يعتز بها القضاء‪،‬نجد أن البلدان النامية‪،‬وبضمنها البلدان العربية‪ ،‬لم‬
‫تستفد من التجارب المتقدمة‪ ،‬ومازالت تعتمد على االعتراف‪ ،‬و شهادة‬
‫الشهود‪ ،‬بشكل كبير‪ ،‬مع أن الخبراء القانونيين يؤكدون بأن رجال القانون‬
‫ينظرون إلى االعتراف بحذر شديد‪،‬خصوصًا وأن شهادة شهود العيان‬
‫مسؤولة عن أكثر حاالت فشل العدالة‪ ،‬مقارنة مع أي نوع وحيد من األدلة‬
‫األخرى‪.‬‬
‫الفصل السابع‬

‫اآلثار في مسرح الجريمة وأهميتها الجنائية‬

‫تترك األقدام‪ ،‬والعجالت‪،‬واآلالت‪ ،‬وغيرها‪َ،‬اثارًا في مسرح الحادث او‬


‫الجريمة‪ ،‬لها قيمة قانونية كبيرة‪ ،‬يستطيع الطب العدلي الكشف عنها‪..‬‬

‫أثار األقدام‬

‫أثر القدم‪ :‬هو الشكل الذي يتركه القدم في التربة الطرية‪ ،‬كالتراب والرمل‬
‫والطين‪ ،‬ويسمى باألثر الغائر‪.‬وقد تتلوث القدم بهذا التراب(بإختالف‬
‫نوعه)‪ ،‬وعند سيرها على سطح صلب تترك أثرًا يسمى األثر المطبوع‪.‬أما‬
‫إذا كان سطحًا صلبًا مغطى بالتراب‪ ،‬او بالغبار‪ ،‬فعندما تسير عليه األقدام‬
‫فإنه يعلق بها‪ ،‬ويسمى هذا‪ :‬األثر المرفوع‪.‬‬

‫‪. - ]37[37‬إبراهيم صادق الجندي‪،‬الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية‪،‬مصدر سابق ص ‪.51‬‬


‫أهمية َاثار األقدام في البحث الجنائي‬

‫‪ -1‬تدل على الطريق التي سلكها صاحبها‪.‬وقد يؤدي ذلك بالمحقق الى‬
‫منطقة الحادث‪ ،‬وشهود عيان‪.‬‬
‫‪ -2‬تشير الى عدد الجناة في مسرح الحادث‪.‬‬
‫‪ -3‬عن طريق موقع القدام يمكن تحديد الدور الذي قام به كل جاني‪ ،‬مما‬
‫يضعف مقاومة المشتبه فيهم أثناء التحقيق‪ -‬إذا ما واجه المحقق كل‬
‫واحد منهم بدوره في الجريمة‪.‬‬
‫‪ -4‬الحالة التي عليها الجاني‪،‬فان اآلثار قد تدل ما إذا كان الجاني‬
‫مريضًا(أعرج مثًال)‪ ،‬أو مسرعًا‪ ،‬أو متمهًال‪ ،‬أو حامًال ألشياء ثقيلة‪ ،‬مثًال‪.‬‬

‫طرق رفع َاثار األقدام‬


‫القواعد العامة لرفع آثار األقدام‪:‬‬
‫‪ -1‬إختيار أوضح اآلثار لرفعها‪.‬‬
‫‪ - 2‬تنقية اآلثار من الشوائب‪ ،‬مثل أوراق األشجار‪ ،‬والعروق‪،‬بشرط أن ال‬
‫تكون داخلة في تكوين األثر‪.‬‬
‫‪ -3‬تجفيف األثر من الماء إن وجد‪ ،‬دون زيادة في األثر‪،‬أو إتالفه‪،‬‬
‫بإستخدام ورق النشاف‪،‬أو َاالت التنشيف التي تدفع هواًء ساخنًا‪ ،‬مثًال‪.‬‬
‫‪ -4‬تجهيز وسائل التقوية‪،‬كقطع من الصفيح‪ ،‬مثًال‪،‬توضع حول األثر لكي‬
‫تتحمل ضغط الشمع او الجبس أثناء صبه في القالب‪ -‬األثر‪.‬‬
‫‪ -5‬كتابة جميع البيانات على إضبارة القضية‪ ،‬وأهمها إسم رافع األثر‪،‬‬
‫والمكان الذي رفع منه األثر‪ ،‬باألضافة الى إسم المتهم‪ -‬إن وجد‪.‬‬

‫كيفية رفع َاثار األقدام‬

‫أوًال‪-‬رفع أآلثار الغائرة‬


‫‪ -1‬التربة الرملية‪:‬‬
‫يستخدم في هذه الحالة الجبس الباريسي‪ ،‬حيث يخلط بقوام متوسط بين‬
‫السائل والصلب‪،‬ومن ثم يصب في القالب الموضوع حول األثر‪،‬فيأخذ شكل‬
‫األثر‪.‬ويجب ان يكون سمك القالب ‪ 4‬سم على األقل‪.‬ويرفع القالب بعد‬
‫مضي ساعة‪ ،‬ويستُل برفقٍ ‪ ،‬وإن بقيت هناك أشياء الصقة بالقالب‪ ،‬فيجب‬
‫تركها‪ -‬لكي ال تؤدي الى نتائج مضللة‪.‬‬
‫‪-2‬التربة الطينية‪:‬‬
‫يستخدم لها الشمع المخلوط بالقلفونية(وهي مادة تزيد صالبة‬
‫الشمع)‪،‬فُيصهر المخلوط في حمام مائي‪ ،‬ثم يصب في القالب المحتوي‬
‫على األثر‪ ،‬ويرفع عند هبوط درجة حرارته‪.‬‬
‫‪-3‬التربة الهشة‪:‬‬
‫وفيها يستعمل محلول جوملكة‪ +‬كحول بنسبة ‪ ، 4:1‬ويرش فوق األثر‬
‫رشًا غير مباشرًا لكي ال يحدث تغييرات‪ ،‬ويترك المحلول ليجف‪ ،‬لكي‬
‫نحصل في النهاية على قالب رقيق من الجوملكة بمثل شكل القدم‪.‬‬

‫‪-4‬أثر القدم في األسمنت‪:‬‬


‫هذا األثر نجده في حالة وقوع الجريمة في أماكن اإلنشاء والتعمير‪.‬‬
‫ويكون األسمنت قد جف وأخذ شكل القدم‪ .‬في هذه الحالة ُيدهُن تجويف‬
‫األثر بالزيت‪ ،‬أو بمحلول الصابون‪ ،‬ثم يصب فيه مخلوط الجبس‬
‫الباريسي‪ ،‬او جبس مماثل‪.‬‬

‫ثانيًا‪ -‬التربة الصلبة‬


‫األثر المطبوع واألثر المرفوع‬
‫‪-1‬القدم الملوثة بالتراب‪:‬‬
‫يستخدم في هذه الحالة ورق البروميد األبيض أو األسود‪.‬يستعمل الورق‬
‫األسود عندما يكون التراب فاتحًا‪.‬أما الورق األبيض فيستعمل عندما يكون‬
‫لون التراب قاتمًا‪ُ.‬يغمس ورق البروميد بالماء‪ ،‬ثم يوضع على األثر‬
‫فيلتصق التراب بالطبقة الجيالتينية‪.‬وأما إذا كان هناك تباينًا في األلوان‬
‫فيتم رفع هذه اآلثار بالتلوين‪.‬‬
‫‪-2‬أثر القدم الملوثة بالزيت أو بالدم‪:‬‬
‫القدم الملوثة بالدم أو بالزيت يمكن رفع أثرها بالتصوير‪ ،‬مع مراعاة‬
‫وضع مقياس بجانب األثر لكي يسهل تكبيره للحجم الطبيعي‪.‬‬

‫ثالثًا‪ -‬ظهور حلمات األقدام باألثر‬


‫في هذه الحالة ال يرفع األثر إال بالتصوير‪ ،‬وتصبح الصورة كأنها بصمة‬
‫تمامًا‪ ،‬وينطبق عليها كل ما ينطبق على َاثار بصمات اليد‪ -‬التي سنتناولها‬
‫في محاضرة قادمة‪.‬‬
‫مقارنة َاثار األقدام‬
‫القواعد الواجب مراعاتها‪:‬‬
‫‪ -1‬يؤخذ أثر المشتبه به في نفس مكان الحادث‪ ،‬أو في تربة مماثلة‪ ،‬مع‬
‫مراعاة نفس ظروف األثر المرفوع من وضعية‪ :‬جري‪ ،‬مشي‪ ،‬حمل‬
‫أثقال‪..‬الخ‪.‬‬
‫‪ -2‬يرفع أثر قدم المشتبه به بنفس الطريقة التي رفع بها األثر في مكان‬
‫الحادث‪ :‬شمع‪ ،‬تصوير‪ ،‬جبس‪..‬الخ‬
‫‪ -3‬تتم مقارنة األثر المرفوع مع األثر المأخوذ من مكان الحادث‪ -‬إذا كانت‬
‫القدم عارية‪.‬أما إذا كان المتهم منتعًال أو البسًا جوارب‪،‬فيجب مقارنة‬
‫القالب مع الحذاء او الجوارب‪.‬‬
‫‪ -4‬تصوير القالب‪:‬حتى يمكن أخذ أبعاده وزوايا القدم بدقة‪.‬‬

‫كيفية مقارنة َاثار األقدام‬

‫تتم مقارنة رفع َاثار األقدام وفقًا لما يلي‪:‬‬


‫‪ -1‬من حيث النوع‪ :‬يكون األثر عاديًا‪،‬أو مفلطحًا‪ ،‬أو مقوسًا‪.‬‬
‫‪ -2‬مقارنة األجزاء التفصيلية‪:‬األصابع‪،‬المشط‪،‬األخمص‪،‬الكعب‪.‬‬
‫‪ -3‬إن إتفقا‪،‬يتم تصوير القالبان مع األستعانة بمقياس‪ ،‬يوضع بجانب‬
‫القالب‪ .‬وتقاس األبعاد التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬طول القدم‪ :‬وهو طول مستطيل‪ ،‬طوله من طرف األصبع الكبير وحتى‬
‫منتصف الكعب‪.‬‬
‫ب‪ -‬عرض القدم‪:‬عرضه بين الحافتين الداخلية والخارجية‪.‬‬
‫ج‪ -‬وتر األخمص‪ :‬وهو المسافة بين قمة األصبع الكبير‪ ،‬ومنتصف الكعب‪-‬‬
‫المحصور بين منطقتي المشط والكعب‪.‬‬
‫د‪ -‬زوايا األصابع‪:‬وهي الزاوية المحصورة بين إمتداد خط األصابع‪-‬‬
‫الواصل بين قمة األصبع الصغير وقمة األصبع الكبير‪ ،‬وإمتداد خط الطول‬
‫الذي يمس الحافة الداخلية‪.‬‬
‫ه‪ -‬العالمات المميزة‪ :‬مثل ركوب إصبع على َاخر‪،‬أو وجود ندبات أو‬
‫كدمات أو تشققات‪.‬وهذه تظهر إذا كانت القدم عارية‪ .‬إما إذا كان المتهم‬
‫منتعًال‪،‬فيكون هناك عالمات مميزة للحذاء في نقوش وكتابات وأرقام‬
‫ومسامير وأثر تَاكل وخياطة أحيانًا‪.‬أما في حالة الجوارب فتقارن إتجاهات‬
‫خيوط النسيج‪.‬‬

‫مقارنة َاثار األقدام المتتابعة‬

‫األقدام المتتابعة‪ :‬هي اآلثار التي يتركها الفرد إن سار لمسافة معينة‪،‬‬
‫بحيث تكون‪ :‬أثر اليمنى‪ ،‬ثم اليسرى‪ ،‬ثم اليمنى‪ ،‬وهكذا‪.‬وهذه اآلثار‬
‫جميعها تربط بينها قواعد أهمها‪:‬‬
‫‪ - 1‬إتجاه السير‪ :‬وهو الخط الواصل بين نصف المسافة لعقبين متتاليين‬
‫ونصف المسافة للعقبين التاليين‪.‬وهو خط مستقيم بالنسبة للشخص‬
‫العادي‪ ،‬وغير ذلك بالنسبة للمرضى‪ ،‬والسكارى‪ ،‬وذوي العاقات‪.‬‬
‫‪ -2‬خط السير‪ :‬وهو الخط الواصل بين منتصف الكعب األيسر والكعب‬
‫األيمن‪،‬ثم منتصف الكعب األيسر‪،‬ثم األيمن‪ ،‬وهكذا‪ .‬ويكون‪،‬أيضًا‪ ،‬متعرجًا‬
‫لدى األشخاص غير العاديين‪.‬‬
‫‪ -3‬خط القدم‪:‬عبارة عن محور القدم‪.‬وقد يتوازى مع خط اإلتجاه او يلتقي‬
‫به مكونًا زاوية القدم‪ ،‬وهي تختلف من شخص آلخر‪.‬‬
‫‪ -4‬زاوية السير‪:‬وهي الزاوية المحصورة بين محور القدم األيسر مع‬
‫محور القدم األيمن‪.‬ولمقارنة هذه النقاط يتم تصوير َاثار األقدام المتتابعة‬
‫بإرتفاع مناسب‪.‬وتتم دراسة كل ما سبق عليها‪.‬‬

‫قوة أثر القدم في اإلثبات‬

‫تعتمد نقاط المقارنة في غالبيتها على مقاسات يمكن ان يحدث فيها خطأ‬
‫وصواب‪ ،‬إما في القياس‪ ،‬وإما لظروف التربة‪ .‬قانونيًا‪ ،‬تعتبر َاثار األقدام‬
‫دليًال قاطعًا في حالتين‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا ظهرت في األثر الخطوط الحلمية‪ ،‬وعندئذ تصبح كالبصمة‪.‬‬
‫‪ - 2‬إذا إختلف أثر المشتبه به مع األثر في محل الحادث‪،‬فان ذلك يدل على‬
‫ان األثرين لشخصين محتلفين[‪.] ]38[38‬‬

‫َاثار العجالت‬

‫‪ - ]38[38‬جالل الجابري‪،‬الطب الشرعي القضائي‪،‬مصدر سابق‪،‬ص ‪67-63‬‬


‫عندما تسير السيارات فإن العجالت الخلفية ُتطِمُس ‪/‬تشوه‪َ /‬اثار العجالت‬
‫األمامية‪ ،‬وال يمكن رؤية أثر العجالت األربع إال عند الدوران‪ ..‬بدراسة‬
‫َاثار العجالت يمكن تحديد نوع السيارة من حيث هي صغيرة أو سيارة‬
‫نقل‪.‬وهذه اآلثار يمكن رفعها بالطرق التي سبق وشرحناها قبل قليل في‬
‫َاثار القدم‪ .‬وعند ضبط سيارة مشتبه بها‪ ،‬يجب فحص إطاراتها‪،‬‬
‫ومقارنتها‪ ،‬إذا ما كانت تحتوي على قطع زجاج أو رمال أو أي َاثار أخرى‬
‫من مكان الحادث‪ .‬في محاضرة الحقة سنروي لكم حادثة وستتأكدون كيف‬
‫تم الكشف عن جريمة بشعة بواسطة َاثار العجلة‪ ،‬زائدًا فحوصات أخرى‬
‫ُأجريت بفضلها[‪.] ]39[39‬‬

‫َاثار اآلآلت‬

‫أحيانًا تستخدم في الجرائم َاالت حادة‪ ،‬مثل المفك (الدرنفيس) والزردية‪،‬‬


‫واإلزميل‪ ،‬ومقص الحديد‪ ،‬وغيرها من اآلآلت التي تستخدم في الكسر‪ ،‬أو‬
‫الفتح‪ُ ،‬يعثُر عليها في مسرح الجريمة‪..‬كل َالة من اآلآلت‬
‫المذكورة‪،‬وغيرها‪ ،‬تترك أثرًا في الجسم الذي إسُتعملت عليه‪..‬وعدا‬
‫هذا‪،‬في بعضها تتبقى بعض ذرات هذه األجسام على اآلآلت‪..‬‬
‫يمكن فحص َاثارها‪،‬بإستخدام هذه اآلآلت‪،‬بنفس الطريقة‪،‬التي إستخدمت‬
‫أثناء الجريمة‪ ،‬ومقارنة األثر بعد تصويره وتكبيره بنفس الحجم[‪.] ]40[40‬‬

‫َاثار التراب‬

‫تنقسم األتربة من حيث العناصر المكونة لها الى‪:‬‬


‫‪-1‬تراب ذو عنصر نباتي أو حيواني( غالبًا في البيئة الريفية)‪.‬‬
‫‪-2‬تراب ذو عنصر معدني(غالبًا في البيئة المدنية والصناعية)‪.‬‬
‫وينقسم التراب من حيث المصدر إلى‪:‬‬
‫‪ -1‬تراب الطريق‪:‬‬
‫يالحظ فيه إرتفاع العناصر المعدنية عن العناصر النباتية‪ ،‬ويمكن ان‬
‫َيعَلَق باآلخرين‪ ،‬وباألجزاء السفلى من المالبس‪،‬وباألحذية‪ ،‬وفي إطارات‬
‫السيارات‪.‬‬
‫‪ -2‬تراب المساكن‪:‬‬

‫‪ - ]39[39‬المصدر نفسه‪،‬ص ‪.69‬‬


‫‪ - ]40[40‬المصدر السابق‪،‬ص ‪67-63‬‬
‫وهو المتخلف من السجاد‪ ،‬والموكيت‪ ،‬والفراش‪ ،‬والمالبس الصوفية‪.‬‬
‫ويعلق أحيانًا بجسم الجاني‪ ،‬خصوصًا في جرائم العنف‪،‬كاألغتصاب‪،‬‬
‫والخنق بكتم األنفاس‪.‬‬
‫‪ -3‬التراب الصناعي‪:‬‬
‫وهو المتخلف من الصناعات المختلفة‪ :‬كالدقييق‪ ،‬واألسمنت‪،‬‬
‫والفوسفات‪ ،‬وغيرها‪ .‬ويوجد مثل هذا التراب في ورشات‬
‫البناء‪،‬والمخازن‪،‬والمستودعات‪.‬ومثل هذا التراب يعلق باأللبسة‪ ،‬وكذلك‬
‫نجده داخل القصبات الهوائية‪ -‬بالنسبة للمتوفين‪.‬‬
‫‪ -4‬تراب المهنة‪:‬‬
‫هذا التراب متنوع بتنوع المهن‪.‬فهو من الفوسفات‪ -‬بالنسبة للعاملين‬
‫في مناجم الفحم‪ .‬ومن الطباشير‪ -‬لدى المعلمين‪.‬وهذا التراب يمكن ان‬
‫يوجد أيضًا في القصبات الهوائية للمتوفي‪ ،‬ويفيد في تحديد الوسط الذي‬
‫ينتمي إليه المجني عليه‪ ،‬مما يسهل الكشف عن هويته‪.‬‬
‫‪ -5‬تراب األنقاض‪:‬‬
‫ويظهر في الجرائم التي يلجأ فيها الجاني الى هدم أو إحداث ثغرة ما‬
‫في بناء قائم من أجل الدخول الى المكان لسرقته أو إلرتكاب جريمة‬
‫فيه‪.‬فيتم العثور على غبار مدخنة‪،‬أو تراب طوب‪،‬أو قطع زجاج‪ ،‬الخ‪.‬‬
‫‪ -6‬تراب الخزائن‪:‬وهو التراب الذي تبطن فيه الخزائن لحمايتها من‬
‫الحريق‪.‬ويتكون من خليط من المواد التالية‪ :‬سلفات البوتاسيوم‪،‬سلفات‬
‫األلمنيوم‪ ،‬نشارة خشب‪ ،‬ورق حراري‪ ،‬صودا‪،‬منغنيز‪.‬‬
‫تظهر هذه االتربة في مالبس المجرمين المتخصصين في كسر وسرقة‬
‫الخزائن‪.‬‬
‫األهمية الجنائية ألثر األتربة‪:‬‬
‫َالثار األتربة قيمة في الكشف عن هوية الجاني‪ ،‬والمجني عليه‪،‬‬
‫أحيانًا‪..‬بدراسة تلك اآلثار‪ ،‬ومقارنتها بمسرح الجريمة‪ ،‬يمكن المساعدة‬
‫في الكشف عما يبحث عنه الباحث الجنائي[‪.] ]41[41‬‬

‫قطع الزجاج‬

‫لقطع الزجاج أحيانًا أهمية في تحديد الجاني من حيث وجود قطع صغيرة‬
‫من الزجاج المتحطم في مسرح الجريمة عالقة بمالبس المشتبه به‪،‬‬
‫فتعتبر دليًال ضده‪.‬‬

‫‪ - ]41[41‬جالل الجابري‪،‬الطب الشرعي القضائي‪،‬مصدر سابق‪،‬ص ‪. 70 -69‬‬


‫ويمكن مقارنة هذه القطع مع الزجاج األصلي‪ ،‬بالطرق التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬مالئمة وتكامل قطع الزجاج‪ :‬فقط حين تكون القطع كبيرة‪.‬‬
‫‪ -2‬الوزن النوعي للزجاج‪:‬تتم مقارنة قطع الزجاج الصغيرة بعد تنظيفها‬
‫بالغسل باألثير‪ ،‬وتوضع كل عينة في كأس من البروموفورم‪ ،‬ثم تسخن في‬
‫حمام مائي‪ ،‬وتترك لتبرد‪.‬فيالحظ أي العينات تصعد قبل غيرها الى‬
‫السطح‪،‬أو تصعد بالتساوي‪،‬في َان واحد‪ ،‬وحينئذ يكون الزجاج واحدًا‪.‬‬
‫‪ -3‬معامل اإلنكسار‪:‬هناك طرق خاصة لقياس هذا المعامل[‪.] ]42[42‬‬

‫الفصل الثامن‬

‫اآلثار البيولوجية في مسرح الجريمة وأهميتها الجنائية‬

‫اآلثار البيولوجية من اآلثار الهامة جدًا في مسرح الجريمة‪ .‬وهي تتميز‬


‫بإختالفها عن اآلثار المادية اآلخرى في مسرح الجريمة بإختالف طبيعتها‪،‬‬
‫وذلك لكونها ذات أصول حيوية‪/‬بايولوجية‪ /‬أوًال‪ .‬والنشاط الحيوي‬
‫البيولوجي لهذه اآلثار هام جدًا‪ ،‬خصوصًا وقد أمكن تكثير النشاط‬
‫البيولوجي‪ ،‬وتطويره‪ ،‬الى الحد الذي يجعله صالحا الجراء االختبارات‬
‫المتعلقة بهذه االثار‪.‬‬
‫لذلك فان االساليب الواجب اتباعها في تسجيل وحفظ ورفع ونقل هذا‬
‫النوع من االثار له طبيعة خاصة‪ .‬وبقدر ما يطبق االسلوب العلمي‬
‫الصحيح في هذا الجانب‪ ،‬فان ذلك يخفف العبء عن خبراء المختبر‬
‫الجنائي‪ ،‬ويسهل الوصول الى الحقائق باسرع وقت‪ ،‬وباقل جهد‪.‬‬
‫والبد من اإلنتباه جيدًا الى ان مراعاة اصول الحفظ‪ ،‬والتحريز‬
‫الصحيح‪ ،‬يحفظ للدليل قيمته القانونية عند المحاكم‪ ،‬ويدفع شبهة العبث او‬
‫االهمال‪ ،‬او التبديل‪ ،‬او التلوث‪ .‬مثلما يحفظ له قيمته المادية من التعفن‬
‫والتلف والفساد ‪.‬‬

‫ما هي اآلثار البيولوجية ؟‬

‫‪ - ]42[42‬المصدر نفسه‪،‬ص ‪. 71‬‬


‫تشمل االثار البيولوجية ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬الدم‪ -2 .‬سوائل الجسم األخرى‪-3 .‬األنسجة والخاليا‪ -4 .‬العظام‪-5 .‬‬
‫الشعر‪ -6 .‬الحيامن أو الحيوانات المنوية‪.‬‬
‫وهنا البد من اإلنتباه‪ :‬في حالة التعامل مع االثار البيولوجية‪،‬فأنه يجب‬
‫على المحقق والفني الجنائي‪ ،‬الذي يقوم برفع وتحريز هذه االثار‪،‬‬
‫ضرورة ارتداء قفازات(كفوف)‪ ،‬وكمامات‪-‬عند الضرورة‪ ،‬حتى ال تختلط‬
‫اآلثار البيولوجية‪ ،‬التي عثر عليها في مسرح الجريمة‪ ،‬بالَعَر ق‪ ،‬او‬
‫اللعاب‪ ،‬الذي يمكن ان يصدر من المحقق أو الفني‪ ،‬او غيرهما‪،‬أثناء‬
‫العمل‪..‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬فان استخدام وسائل الوقاية من األمراض‬
‫الُم عدية‪،‬كالكمامات والكفوف‪ ،‬هام جدًا‪ ،‬اذ ان اآلثار البيولوجية غالبا ما‬
‫تحمل الجراثيم‪ ،‬والفيروسات‪،‬واألمراض التي يعاني منها الضحية‪ ،‬وأحيانًا‬
‫الجاني‪ ،‬وقسم منها خطير‪،‬مثل فايروسات األيدز‪ ،‬والتهاب الكبد الوبائي‪،‬‬
‫وغيرها‪ .‬وبإستخدام وسائل الوقاية يحمي المحقق الجنائي‪ ،‬والفني‪،‬‬
‫وغيرهما‪ ،‬أنفسهم من انتقال العدوى إليهم‪ ،‬ودرء نقلها الى اآلخرين‬
‫األمر اآلخر الذي يجب اإلنتباه إليه هو البحث في مسرح الجريمة عن‬
‫اآلثار في األماكن التي يتوقع وجودها فيها‪ .‬ففي جرائم االعتداء‬
‫الجسدية‪،‬مثًال‪ُ ،‬يتوقُع العثور على عينات شعر‪ ،‬او بقع دم‪ ،‬او أثر‬
‫لعاب‪،‬على جسد المجني عليها‪ ،‬او على مالبسها‪ .‬كما يتوقع وجودها على‬
‫جسم المشتبه به‪ ،‬او تحت اظافر المجني عليها‪ ،‬أو لدى الجاني‪ ،‬وعلى‬
‫اعقاب سجائر ملقية في المكان‪ ،‬او بقايا عرق األيدي على االسطح‬
‫واالماكن التي المسها الجاني‪ ،‬أو الجناة‪ ،‬او المجني عليها‪ ،‬أو المجني‬
‫عليهم ‪.‬‬
‫ويتوقع وجود اآلثار البيولوجية‪ ،‬وخصوصًا السوائل المنوية‪،‬في‬
‫االعتداءات الجنسية‪ ،‬في مناطق المالمسة‪ ،‬المتوقعة بين الجاني والمجني‬
‫عليها أو عليه‪ .‬وتتجاوز نقاط المالمسة هنا مناطق المواقعة واالعضاء‬
‫التناسلية‪ ،‬الى أعضاء أخرى‪ ،‬وفي اشياء اخرى‪ ،‬حملت اثار منوية‪ ،‬او‬
‫عرق‪ ،‬او شعر‪ ،‬او لعاب‪ ،‬وخالف ذلك من االثار البيولوجية‪ ،‬وغيرها ‪.‬‬
‫وحتى ال يقع سوء فهم حول ارتباط االثار البيولوجية بجرمٍ ‪ ،‬او نوع‬
‫من الجرائم‪ ،‬علينا ان نتوقع االثار البيولوجية في جميع انواع الجرائم‪،‬‬
‫دون استثناء‪..‬‬
‫للتدليل على ذلك نسوق المثال التالي ‪:‬‬
‫حدث ان شوهد احدهم يقوم بسرقة بعض الحاجيات من سيارة متوقفه‪،‬‬
‫واثناء مطاردته من قبل الشرطة سقطت قبعة( شفقة) كان يضعها على‬
‫راسه‪ُ ..‬ض بطت القبعة(الشفقة) وارسلت للمختبر‪ ،‬حيث امكن العثور على‬
‫شعرة عالقة بها‪ ،‬امكن فحصها‪ ،‬وتحديد مصدرها‪ ،‬من خالل قاعدة بيانات‬
‫الجينات الوراثية (‪ ،)DNA‬وتبين أنها تعود ألحد ارباب السوابق‪.‬‬
‫ُأعتقل‪،‬واعترف فيما بعد بارتكاب الكثير من السرقات على هذا النحو‪.‬‬
‫وما دمنا نتحدث عن التعامل مع اآلثار البيولوجية في مسرح الجريمة‪،‬‬
‫فان مكان العثور على االثار‪ ،‬والوضع والشكل الذي كانت عليه‪ ،‬مسألة‬
‫ذات اهمية‪،‬ولذا كررنا أكثر من مرة‪،‬في فصول سابقة‪ ،‬ضرورة عدم‬
‫تضييع أي دليل من األدلة الموجودة‪،‬أو العبث بها‪ ،‬أو األهمال في‬
‫المحافظة عليها‪ ،‬وذلك لدورها الهام في االثبات الجنائي‪ ،‬من حيث َنَس ب‬
‫الجريمة الى فاعلها‪ ،‬او من حيث تحديد الوصف القانوني للجريمة‬
‫(التكييف )‪ ..‬في السياق ذاته‪ ،‬فان اهمال تثبيت مكان العثور على االثار‪،‬‬
‫والمحافظة على الوضعية والشكل الذي كانت عليه‪،‬وتثبيته‪ ،‬قد يؤدي الى‬
‫فشل التحقيق‪ ،‬او إثارة الشكوك حول اشخاص ابرياء في جرائم لم يكن‬
‫لهم ضلع فيها‪ ..‬فعلى سبيل المثال‪:‬من خالل التحقيق في اشكال البقع‬
‫الدموية‪ ،‬وتناثرها‪ ،‬وبعدها‪ ،‬او قربها‪ ،‬من الجثة‪ ،‬قد ترشدنا الى المكان‬
‫الفعلي الرتكاب الجريمة‪ ،‬وعن وضع الجاني‪ ،‬والمجني عليه‪ ،‬وأيهما‬
‫المعتدي‪ ،‬وأيهما كان في حالة دفاع شرعي‪ ،‬او في حالة هروب قبل‬
‫ارتكاب الجريمة‪ ،‬مثًال‪.‬‬
‫كما تبرز اهمية ذلك في تحديد ما اذا كانت األثار واألدلة حقيقية ام‬
‫مفتعلة‪ -‬بقصد تضليل المحقق‪..‬‬
‫من كل ذلك تأتي ضرورة عدم السماح بإهمال المحافظة على األدلة‬
‫الموجودة‪ ،‬وعدم العبث بها‪.‬‬

‫َاثار أخرى حيوية األصل‬

‫من اآلثار الحيوية األخرى‪َ:‬اثار األظافر واألسنان وغيرها‪.‬‬

‫َاثار األظافر‬
‫تظهر َاثار األظافر في جرائم العنف‪ ،‬كالسرقة وإستخدام الضرب‪،‬وفي‬
‫جرائم الخنق‪،‬والقتل‪ ،‬و االغتصاب ( نتيجة لمقاومة المجني عليها )‪ ،‬وفي‬
‫تعاطي المخدرات‪ ،‬وأثناء التسمم‪..‬الخ‪.‬‬
‫قد يكون لألظافر أهمية كبيرة‪ ،‬حيث يقوم الخبير بالكشف عليها‪،‬‬
‫وغالبا ما يالحظ‪ ،‬نتيجة للمقاومة‪ ،‬وجود آثار دماء‪ ،‬أو طبقات من جلد أو‬
‫لحم الجاني‪ ،‬ملتصقة باألظافر‪ .‬من هنا يمكن مقارنتها مخبريًا باآلثار‬
‫الموجودة على جسم الجاني‪ ،‬ظاهريًا أو مخبريًا‪ ،‬والتعرف على الجاني من‬
‫خاللها‪ .‬والبد من دراسة السحجات على وجه أو جسم الجاني أيضًا‪،‬‬
‫لتحديد مصدرها‪ ،‬وعمرها‪.‬‬
‫قانونيًا تعتبر هذه اآلثار قوة مقارنة فقط [‪. ] ]43[43‬‬

‫اثار الشعر‬

‫يعتبر الشعر أثرًا من َاثار الجريمة‪ ،‬وخصوصًا جرائم العنف‪،‬إذ يتساقط‬


‫الشعر نتيجة للمقاومة‪.‬وقد يضبط الشعر بمالبس الجاني أو المشتبه به‪،‬أو‬
‫في الفراش‪،‬أو في أداة الجريمة‪ ،‬كأدواة األجهاض مثًال‪ .‬وقد تعلق بالشعر‬
‫َاثار تساعد في كشف معالم الجريمة‪ ،‬مثل بقع دم‪،‬أو مساحيق‪ ،‬أو‬
‫دهونات‪.‬‬
‫في مثل هذه الحالة‪ ،‬يرسل الشعر بأنابيب إختبار الى المعمل الجنائي‬
‫للتحقيق فيها‪ ،‬ثم تقارن ميكروسكوبيًا مع شعر المجني عليها‪ ،‬وشعر‬
‫المشتبه بهم‪.‬‬
‫وهنا تكون قوة هذا األثر قانونيًا ليس أكثر من قوة مقارنة‪ ،‬ألن تشابه‬
‫الشعر ليس دليًال على تشابه المصدر[‪.] ]44[44‬‬
‫على ان فحص الشعر ُيعُد من الفحوصات المهمة في عمل الطب‬
‫العدلي‪ ،‬وذلك من خالل عملية المقارنة التي يقوم بها الخبير للكشف عن‬
‫الشعر في القضايا المختلفة‪ ،‬وخاصة جرائم المقاومة‪ ،‬فغالبا ما نشاهد‬
‫الشعر على سالح أو آلة حادة‪ ،‬أو مالبس المجني عليه‪ ،‬أو على مالبس‬
‫الجاني‪ ،‬ومقارنته مع الشعر األصلي لهؤالء‪ ،‬آخذين بعين االعتبار الصباغ‬
‫المستعملة‪ ،‬وتفرقة الشعر مع األلياف النباتية‪ ،‬وأنواع من الشعر‬
‫الحيواني‪.‬‬
‫والبد من اإلنتباه الى ان الشعر المصبوغ يفقد لمعته غالبا‪ ،‬ويكون غير‬
‫متفق اللون في كافة أجزاء طوله‪ .‬فقد يكون غامقا في طرفه‪ ،‬وباهتا في‬
‫‪ - ]43[43‬جالل الجابري‪،‬الطب الشرعي القضائي‪،‬مصدر سابق‪،‬ص ‪.68‬‬
‫‪ - ]44[44‬جالل الجابري‪،‬الطب الشرعي القضائي‪،‬مصدر سابق‪،‬ص ‪.68‬‬
‫قاعدته‪ ،‬باألخص بعد وقت طويل على صبغ الشعر‪ ،‬ويكون‪،‬عالوة على‬
‫ذلك‪ ،‬جافًا‪ ،‬وسهل الكسر‪.‬وبعد أسبوع تقريبا من القص تبدأ زوايا‬
‫الشعرباالستدارة‪ .‬وبعد مرور أسبوعين من القص تستدير الزوايا‪ .‬وهكذا‬
‫حتى تصبح مدببة كما كانت باألصل بعد مرور شهر تقريبا ‪.‬‬

‫األلياف‬

‫تنقس األلياف الى عدة أنواع‪:‬‬


‫أ‪ -‬ألياف طبيعية‪ :‬وهي إما حيوانية‪ ،‬كالصوف والحرير الطبيعي‪،‬أو نباتية‪،‬‬
‫مثل القطن والكتان والتيل‪.‬‬
‫ب‪ -‬ألياف صناعية‪ :‬مثل‪:‬الحرير الصناعي‪،‬أو الفسكوز‪،‬ويحضر بإذابة‬
‫سليلوز القطن‪.‬والصوف الصناعي‪،‬أو الفيكار‪،‬ويحضر من فول‬
‫الصويا‪.‬والنايلون‪:‬الداكترون‪ ،‬والبوليستر‪ ،‬وتحضر من مشتقات البترول‪.‬‬

‫فحص األلياف‬
‫‪-1‬الفحص المجهري‪ :‬لمعرفة نوعية األلياف‪.‬فمثًال‪:‬القطن‪ -‬يظهر حلزوني‬
‫الشكل‪.‬الكتان‪ -‬يظهر على شكل أعواد الخيزران‪.‬الصوف الطبيعي"شعر‬
‫حيواني"‪ -‬يتكون من ‪ 3‬طبقات‪.‬جميع األلياف الصناعية ليس لها تركيبًا‬
‫مميزًا‪ -‬تظهر على شكل إسطوانات شفافة‪.‬‬
‫‪ -2‬الفحص باألشعة فوق البنفسجية‪،‬أو بإستخدام جهاز‬
‫‪ Spectrophotometer‬ذا األشعة تحت الحمراء‪ ،‬حيث تتباين درجة‬
‫إشعاع األلياق على حسب نوعها عند تعرضها لهذه األشعة‪ -‬لكل نوع من‬
‫األلياف طول موجة خاص‪.‬‬

‫األهمية الجنائية لفحص األلياف‬


‫‪ -1‬التعرف على الجاني عندما يترك َاثار أللياف مالبسه بمسرح‬
‫الجريمة نتيجة تمزقها‪،‬أو عندما يأخذ قماشًا من محل الحادث لحمل‬
‫المسروقات‪،‬وأخفاؤها‪.‬وتضبط هذه األقمشة بحوزته‪.‬‬
‫‪ -2‬التعرف على حرفة الجاني‪،‬سواء كان عامًال أو موظفًا‪ ،‬من خالل‬
‫الزي المميز ونوع القماش‪.‬‬
‫‪ -3‬التعرف على األدلة المستخدمة في جرائم الخنق بالحبال أو‬
‫بالمالبس [‪.]]45[45‬‬

‫َاثار األسنان‬

‫يمكن اإلستفادة من َاثار األسنان في التحقيق الجنائي‪ ،‬كاآلتي‪:‬‬


‫‪ -1‬بدراسة ما بفم القتيل من تركيبات صناعية تعويضية‪ ،‬وعرضها على‬
‫أطباء األسنان العاملين في منطقة الضحية‪ ،‬للتعرف على هوية المجني‬
‫عليه‪.‬‬
‫‪َ -2‬اثار األسنان التي قد يتركها الجاني في مسرح الجريمة على قطعة جبن‬
‫أو شوكوالته أو تفاحة أو خيارة‪،‬فيمكن عمل قالب من الراتنيكول‪ ،‬وهي‬
‫المادة التي يستخدمها أطباء األسنان لعمل قالب على األشياء األخرى‪،‬‬
‫كالفواكه مثًال ومقارنته بأسنان المشتبه فيهم‪.‬وتتم المقارنة من حيث دور‬
‫الفك‪ ،‬حجم األسنان‪،‬الفجوات التي بين األسنان‪،‬أو عالمات مميزة من‬
‫إعوجاج‪ ،‬وغيره[‪.]]46[46‬‬

‫أماكن البحث عن َاثار األسنان‬

‫‪ -1‬على الجاني‪،‬أو المجني عليه‪ ،‬حيث تترك األسنان َاثارها في صورة‬


‫عضة َادمية على الجلد اآلدمي أثناء المقاومة والعنف‪.‬ويجب التفرقة بين‬
‫العضة اآلدمية والعضة الحيوانية‪ ،‬من خالل اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬العضة اآلدمية تكون مغزلية الشكل‪،‬أو على شكل قوسين شبه‬
‫متقابلين‪.‬‬
‫‪ -‬العضة الحيوانية تكون عبارة عن خطين متوازيين‪.‬‬
‫‪ -2‬في مسرح الحادث‪ ،‬حيث تترك األسنان َاثارها على بقايا المأكوالت‪.‬‬

‫طرق رفع ومقارنة َاثار األسنان‬

‫‪ -1‬يجب أخذ مسحة لعابية لتحليل الـ ‪ DNA‬قبل رفع َاثار األسنان‪.‬‬

‫‪ - ]45[? 45‬إبراهيم صادق الجندي‪،‬الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية‪،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.210-209‬‬

‫‪ - ]46[46‬جالل الجابري‪،‬الطب الشرعي القضائي‪،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.68-67‬‬


‫‪َ -2‬اثار األسنان غير الغائرة‪ُ :‬ترفع بأخذ الصور الفوتوغرافية لها‪،‬‬
‫وتقارن مع الصور الفوتوغرافية المأخوذة لقالب أسنان كل من المجني‬
‫عليه‪،‬أو المتهم‪ ،‬والمشتبه فيهم‪.‬‬
‫‪َ -3‬اثار األسنان الغائرة‪ُ:‬ترفع بعمل قالب للعضة اآلدمية‪،‬سواء كانت على‬
‫الجلد‪،‬أو بقايا المأكوالت‪ ،‬وتقارن مع قالب عضة أسنان المجني عليه‪،‬أو‬
‫المتهم‪ ،‬والمشتبه فيهم‪.‬‬
‫‪ -4‬المقارنة عن طريق الميكروسكوب األلكتروني‪.‬‬

‫األهمية الفنية الجنائية لفحص األسنان وَاثارها‬


‫‪ -1‬التعرف على المجرمين في العديد من الجرائم‪ ،‬مثل جرائم‬
‫األغتصاب‪،‬واللواط‪،،‬والقتل‪ ،‬والسرقة‪ ،‬وذلك عن طريق فحص َاثار‬
‫األسنان التي يتركها الجاني على المجني عليه‪،‬أو المجني عليها‪،‬في‬
‫صورة عضة‪،‬أو في مسرح الحادث‪ -‬على بقايا المأكوالت والفواكه‪،‬أو‬
‫التي يتركها المجني عليه‪،‬أو المجني عليها‪ -‬على الجاني أثناء المقاومة‪،‬‬
‫ومقارنتها بقالب أسنان المتهم والمشتبه فيهم‪،‬أو المجني عليه‪.‬‬
‫قانونيًا‪:‬هذه وسيلة إثبات ونفي ال تقبل الشك‪ ،‬حيث ان لكل إنسان‬
‫بصمة أسنان تميزه عن غيره‪.‬‬

‫‪ -2‬التعرف على الجثث المجهولة في كثير من الحوادث‪ ،‬مثل‪:‬‬


‫‪ -‬حوادث القتل الجنائي التي يقوم فيها الجاني بتشويه الجثة‪،‬أو التمثيل‬
‫بها‪ ،‬وتقطيعها الى أشالء‪،‬أو القيام بحرقها‪،‬إلخفاء معالم الجريمة‪،‬أو‬
‫العثور على الجثة في حالة تعفن وتحلل‪.‬‬
‫‪ -‬حوادث الطيران‪ ،‬والقطارات‪ ،‬والحرائق‪ ،‬والكوارث الطبيعية‪ ،‬حيث‬
‫تشوه الجثث بفعل الحريق‪،‬أو بتناثر أجزائها نتيجة الحادث‪.‬‬
‫في مثل هذه الحوادث يصعب التعرف على صاحب الجثة المتعفنة‪،‬أو‬
‫المتناثرة‪،‬أو المتفحمة‪ ،‬عن طريق األوصاف الجسدية وبصمات‬
‫األصابع‪.‬وإنما‪ ،‬يمكن التعرف على مثل هذا النوع من الجثث عن طريق‬
‫فحص األسنان‪.‬‬
‫وهذه الوسيلة تأكيدية‪،‬قانونيًا‪ ،‬حيث ان األسنان تقاوم التعفن‬
‫والتحلل‪.‬كما أنها تتحمل درجات الحرارة العالية‪.‬‬
‫وعن طريق فحص األسنان‪ ،‬يمكن التعرف على صاحب الجثة من‬
‫خالل معرفة المعلومات التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬تقدير عمر الجثة عن طريق ظهور األسنان اللبنية واألسنان الدائمة‪،‬‬
‫ومدى تَاكل األسنان وجذورها‪.‬‬
‫ب‪ -‬تحديد فصيلة الدم‪ ،‬وبصمة الحامض النووي للجثة من خاليا النخاع‪،‬‬
‫والرجوع الى كل من له مفقود للتعرف على صاحب الجثة‪.‬ويعتبر‬
‫إستخدام األسنان‪ ،‬والعظام عامة‪،‬كمصدر للحامص النووي أمر حديث‪،‬‬
‫حيث يمكن إستخراجه بنجاح من عينات يرجع عمرها الى َاالف السنين‪.‬‬
‫ج‪ -‬تحديد بعض التشوهات الخلقية والمعلومات الوراثية ألسنان الجثة‪.‬‬
‫د‪ -‬معرفة بعض العالمات المطبوعة على طاقم األسنان والتركيبات‬
‫السنية(من أسنان)‪،‬والحشوات‪ ،‬والتيجان‪ ،‬التي ُتثبت على األسنان‪،‬‬
‫وتعتبر مميزة للشخص عن غيره‪.‬‬

‫وهناك أمثلة كثيرة أثبتت أهمية األسنان في األستعراف ‪Identification‬‬


‫على الجثث المحترقة أو المشوهة بالتعفن والتحلل والتمزق‪.‬ومن الحوادث‬
‫الشهيرة في التأريخ‪:‬‬
‫‪-‬التعرف على بقايا جثة هتلر وحبيبته إيفا براون المحترقتين عن‬
‫طريق فحص األسنان‪.‬‬
‫‪-‬التعرف على جثة الدكتور باركمان‪ -‬عالم الطب الذي قتله زميله وقطع‬
‫جثته وأرحقها في فرن المختبر‪.‬‬
‫‪-‬التعرف على جثة األمريكية في حادث طائرة‪ ،‬عن طريق طاقم أسنانها‬
‫المطبوع عليه الحروف األولى لطبيب األسنان الذي عمل الطاقم لها‪.‬‬
‫‪ -3‬معرفة سبب الوفاة في حاالت التسمم المزمن بالسموم المعدنية‪،‬‬
‫مثل‪:‬الزرنيخ‪ ،‬الرصاص‪ ،‬الزئبق‪ ،‬النحاس‪،‬الراديوم‪ ،‬حيث تترسب هذه‬
‫السموم باللثة وجذور األسنان‪ ،‬وتترك أثرًا يدل عليها بالتحليل‪،‬أو‬
‫باللون‪.‬وال تتأثر هذه السموم بالتعفن‪.‬ويمكن الكشف عنها باألسنان بعد‬
‫مرور مئات السنين[‪.]]47[47‬‬

‫الفصل التاسع‬

‫البصمات في مسرح الجريمة وأهميتها الجنائية‬

‫‪ - ]47[47‬إبراهيم صادق الجندي‪،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.214 -211‬‬


‫ما هي البصمة ؟‬

‫البصمة ‪ Print‬هي كل حافة من حواف أصابع األيدي‪ ،‬وأصابع القدمين‪،‬‬


‫وكذلك راحة اليد‪ ،‬وراحة القدم‪ ،‬تحمل أثرًا طبيعيًا‪ ،‬عبارة عن صف من‬
‫المسامات‪ ،‬متشكلة على شكل خرائط مناسبية‪/‬كونتورية‪Contour /‬‬
‫‪ - map‬ذات خطوط مناسيب أو كفاف(الشكل المنحرف أو المتعرج) ‪..‬هذه‬
‫الخطوط والمسامات تفرز عرقًا‪ ،‬والعرق يترك شكل مسامات على االجسام‬
‫األخرى‪،‬خصوصًا الملساء‪ ،‬عند مالمستها لها‪ .‬وهو ما يسمى " طبعة‬
‫البصمة"‪ .‬وتمتاز البصمات بخاصية ُتعرُف بالتفرد أو الفردية‪ ،‬إذ أن كل‬
‫انسان يحمل طبعة بصمة خاصة به‪ ،‬لم يثبت لحد اآلن‪ ،‬تماثلها‪/‬أي‬
‫تشابهها كليًا‪ /‬مع طبعة أو بصمة غيره‪.‬‬

‫الكشف عن البصمة‬

‫في القضاء‪ ،‬تبرز أهمية البصمة في أنها قد تكون‪ ،‬وكانت‪ ،‬مفتاح لحل لغز‬
‫كثير من القضايا والجرائم‪ .‬واذا كانت البصمات هي في أغلب األحوال‬
‫بصمات مستترة‪ ،‬إال انها قد تكون ظاهرة في حالة ما اذا كانت مدممة‪ ،‬او‬
‫ملوثة بالدهان‪ ،‬او بالشحوم‪ ،‬او بالغبار‪ .‬وال تقل أهمية البصمة الظاهرة‬
‫عن المستترة‪ .‬فكالهما قد يؤدي لنقل طبعة اصبع واضحة‪ ،‬تساعد في‬
‫تحديد صاحب البصمة‪.‬‬
‫البحث عن البصمات يجب أن يتم بطريقة علمية ومنطقية من خالل‬
‫المواقع التي يتوقع وجود صاحبها في مسرح الحدث‪ ،‬كمناطق الدخول أو‬
‫الخروج‪ ،‬الرفوف‪ ،‬األدراج والخزانات والقاصات‪ ،‬التي تعرضت للعبث من‬
‫قبل المشتبه به‪ .‬ولعل من بديهيات العمل في مسرح الجريمة أن يكون‬
‫الفريق الفني مرتديًا قفازات تمنع اختالط بصماتهم في مسرح الجريمة‬
‫أثناء العمل مع اثار المشتبه به كي ال تتأثر البصمة المطلوبة‪.‬ويجب أن‬
‫يقوم خبير البصمات بعمله في مسرح الجريمة بالمشاهدة والمالحظة‬
‫والتدقيق‪،‬أوًال‪ ،‬وبعد انتهاء المصور الجنائي من عمله مباشرة‪،‬بمكن بعد‬
‫ذلك لمس أي اثر في مسرح الجريمة ‪.‬‬
‫واكتشاف البصمات مسألة تعتمد على استخدام بعض التقنيات الفنية‪،‬‬
‫مثل تسليط بعض أنواع األشعة على األسطح والجدران‪ ،‬فُتظهُر آثار‬
‫البصمات التي يجب التعامل معها على وجه السرعة‪ ،‬ورفعها وفق الطرق‬
‫العلمية السليمة‪.‬‬
‫وفي بعض األحيان يضطر الخبراء في مسرح الجريمة إلى رفع الجسم‬
‫الذي يحمل البصمات بكامله وارساله للمختبر الجنائي‪ ،‬كالسالح مثُال‪،‬‬
‫وذلك الهمية البصمات في هذه الحالة‪ ،‬ولتوفر ظروف عمل افضل في‬
‫المختبرات عن تلك في مسرح الجريمة‪ .‬وهنا يجب نقلها في اوعية‬
‫كرتونية خاصة تمنع احتكاك هذه االجسام ببعضها‪ ،‬او بغيرها‪ ،‬مما يلحق‬
‫ضررًا بانطباع البصمات التي تحملها‪.‬‬
‫ويفضل في الحاالت التي تكون البصمة فيها مرئية ( ظاهرة ) ان يتم‬
‫تصويرها بدقة‪ ،‬قبل المباشرة في رفعها‪ ،‬خاصة في حالة ما اذا كانت‬
‫مدممة‪ ،‬او على شكل غبار‪ ،‬فان الفرشاة غالبًا ما تدمرها‪.‬‬
‫اما البصمات المستتره فيتم رفعها بوضع مسحوق خاص برفع‬
‫البصمات على الفرشاة المغناطيسية‪ .‬وبمجرد ظهور مسامات انطباعات‬
‫البصمات يجب تحريك الفرشاة في نفس اتجاه الخطوط درءًا لتدميرها‪.‬‬
‫وبعد ظهور معالم الخطوط‪ ،‬والمسامات‪ ،‬وبعد تصويرها‪،‬يتم رفعها‬
‫باستخدام شريط مطاطي واخر شفاف ‪.‬‬
‫ولعل البصمات على األسطح الملساء ال تشكل تحديًا في التعامل معها‬
‫من قبل الخبراء‪ .‬لكن المشكلة هي في معالجة البصمات على االلواح غير‬
‫الملساء‪ ،‬او الكرتونات الخشنة‪ ،‬او االجسام المغمورة بالماء‪ .‬ففي هذه‬
‫الحاالت يتطلب استخدام ما يعرف بـ"التطوير الكيميائي للبصمة"‪،‬‬
‫باستخدام بعض المواد الكيميائية التي تساعد في ابراز البصمات‪ ،‬ورفعها‪.‬‬
‫وهذه مهمة باحثين اخصائين‪ ،‬وغالبًا يتم هذا العمل داخل المختبرات ‪.‬‬

‫والبد من معرفة بأن البصمات ليست قاصرة على بصمات األصابع‬


‫‪. Fingerprints‬وإنما هناك أيضا بصمات غير األصابع‪ ،‬مثل راحات‬
‫األيدى‪ ،‬وراحات القدمين‪،‬وصوان األذن‪ ،‬والجبهة‪ ،‬واألسنان‪ ،‬والمرفق‪،‬‬
‫والكوع ‪ ،‬وظهر اليد ‪،‬الخ‪ .‬وكلها لها نفس الحجة القانونية للبصمة‪.‬‬
‫الشيء اآلخر‪،‬الذي يجب معرفته‪،‬هو ان عمر البصمات يتوقف على‬
‫مكان وجودها‪ ،‬وطريقة حفظها‪ .‬وان العدو األول للبصمات هو التراب‬
‫والرطوبة‪ .‬فالبصمات تحدث نتيجة تلوث اليدين باألحماض األمينية‪ ،‬التى‬
‫تفرزها الغدد العرقية من الجسم ؛ وعند مالمسة األسطح الملساء ‪-‬‬
‫وليست الخشنة ‪ -‬يحدث انطباع للخطوط الموجودة باإلصبع (او القدم أو‬
‫صوان األذن أو راحة األيدى أو الكوع أو المرفق )على السطح ‪ ،‬فإذا كان‬
‫السطح معرضا للهواء والتربة‪ ،‬أو الندى‪ ،‬أو الرطوبة ‪،‬و تم مسحه‪ ،‬أو‬
‫وضعت بصمة فوق بصمة‪ ،‬فإن البصمة األساسية تتغير أو تشوه‪ .‬أما إذا‬
‫كانت البصمة داخل مكان مغلق غير مترب لم تمتد إليه يد‪ ،‬فإن البصمة‬
‫تستمر مددًا طويلة‪ ،‬تصل إلى الشهرين أو الثالث‪ ،‬وربما اكثر‪ ،‬بل لقد‬
‫وجدت بصمة مطبوعة على أحد محتويات مقبرة فرعونية وما زالت‬
‫بحالتها – بحسب الخبير العميد الدكتور برهامى ابو بكر عزمى‪.‬‬

‫البصمات والمستقبل‬

‫رغم التطور الكبير في علم البصمات‪،‬وما أنجزه‪ ،‬إال أنه ثمة الكثير الذي‬
‫يعوُل على تحقيقه‪ .‬من هنا‪ ،‬أعلن باحثون بريطانيون مؤخرًا إنه سوف‬
‫يمكن قريبا لخبراء البحث الجنائي تضييق الئحة المشتبه فيهم في الجرائم‬
‫المختلفة‪ ،‬من خالل بصمات األصابع‪ ،‬وذلك اعتمادا على معلومات يمكن‬
‫للبصمة أن تفصح عنها‪ ،‬باستخدام تقنية جديدة‪.‬ويعكف الباحثون على‬
‫إظهار كيف يمكن للبصمة أن تتغير مع التقدم في العمر‪ ،‬وحسب عادات‬
‫التدخين‪ ،‬أو استخدام المخدرات‪ ،‬وغيرها‪ .‬كما يأمل العلماء أن يتمكنوا‬
‫عبر بحثهم بالحصول على نسخ عالية الوضوح لبصمات أصابع لم يتم‬
‫الكشف عنها أليام أو أسابيع‪ .‬ويأملون أيضا أن يعثروا على بصمات‬
‫أصابع منطبعة على األسلحة الفردية‪ ،‬وعلى شظايا القنابل‪ ،‬وغيرها من‬
‫األجسام‪ ،‬التي يواجه خبراء البحث الجنائي صعوبة كبيرة في إيجاد‬
‫بصمات أصابع عليها‪.‬‬
‫ويعتمد البحث‪ ،‬الذي تشرف عليه الدكتورة سو جايكل بجامعة " كينغز‬
‫كوليج" في لندن‪ ،‬البحث عن مكونات كيماوية مأخوذة من بصمات‬
‫األصابع‪ ،‬وكيفية تغير تلك المكونات مع مرور الزمن‪ .‬ومن تلك المواد‪،‬‬
‫التي تتخلف عند لمس شيء في مكان البصمة‪ ،‬مكونات جزيئية مثل‬
‫اللبيدات ‪ Lipids‬وهي مركبات عضوية تشمل أصناف من الدهن‬
‫والشمع‪.‬ومن بين تلك اللبيدات مادة تسمى "سكوالين"‪ ،‬وهي المادة التي‬
‫ينشأ عنها الكوليسترول‪ ،‬وتكون عادة موجودة بكثافة في بصمة اإلصبع‪.‬‬
‫وبما أن هذه المادة تتحلل خالل أيام‪ ،‬فهذا يجعل من الصعوبة بمكان‬
‫الكشف عن البصمات بالوسائل التقليدية‪.‬‬
‫واعتمادا على هذه المعلومة يعكف فريق الدكتورة جايكل على التوصل‬
‫إلى أساليب للحصول على ادلة جيدة من بصمات قديمة نسبيا‪.‬كما يظهر‬
‫البحث الجديد كيف يمكن لبصمات األصابع أن تستخدم كأدلة تدل على‬
‫صاحبها‪.‬وتقول الدكتورة جايكل‪ :‬يترك البالغون واألطفال وكبار السن‬
‫بصمات أصابع مختلفة‪ ،‬بحكم المركبات العضوية المتباينة في تلك‬
‫البصمات‪.‬وعدا ذلك‪ ،‬يفرز جسم المدمن على المخدرات موادًا تدل على ما‬
‫يتعاطاه‪ ,‬ويفرز جسم المدخن مادة تسمى " الكوتانين"‪ ،‬وهي مادة‬
‫كيماوية ينتجها الجسم عندما يستقلب جسم اإلنسان مادة " النيكوتين"‪.‬‬
‫ويجري العمل حاليا في عيادات حفظ الميثادون ومراكز رعاية المدمنين‬
‫لمعرفة الكيفية التي يمكن للتغيرات في عادات اإلدمان عند المدمن أن‬
‫تغير بصمات األصابع التي يتركها في مكان ما‪.‬‬
‫الى هذا‪ ،‬يجري فريق آخر من "جامعة ويلز" بإشراف البروفيسور نيل‬
‫ماك موراي‪ ،‬بحثا ُم َك ِم ًال‪ ،‬غايته معرفة المدى الذي يمكن الذهاب إليه‬
‫للتعرف على بصمات األصابع المأخوذة من أسطح معدنية‪ ،‬مثل عبوات‬
‫طلقات الرصاص‪ ،‬وشظايا المتفجرات‪.‬‬
‫ولما كان من الصعب التعرف على البصمات باستخدام الوسائل التقليدية‬
‫التي تعتمد على المساحيق‪ ،‬وغيرها من المواد الكيماوية‪ ,‬يقوم فريق‬
‫البروفيسور ماك موراي بقياس ردود الفعل الكهربا‪-‬كيماوية الدقيقة التي‬
‫تنتج عن مالمسة اإلصبع لسطح معدني‪.‬ولهذه الغاية يستخدم جهاز يدعى‬
‫" مستشعر كالفن الماسح"‪،‬حيث يقيس التغيرات الدقيقة في الطاقة‬
‫الكامنة الكهربائية الناجمة عن ردود الفعل تلك‪.‬‬
‫وبناء على هذه التقنية تمكن الباحثون من اكتشاف بصمات أصابع على‬
‫أسطح معدنية تعرضت لدرجات حرارة تصل إلى ‪ 600‬درجة مئوية‪.‬ونجح‬
‫هذا األسلوب مع معادن‪ ،‬مثل الحديد والفوالذ واأللومينيوم والزنك‬
‫والنحاس‪ ،‬بل حتى أنه فعال في التعامل مع الثنايا والتعرجات التي تتخلف‬
‫عن عبوات طلقات الرصاص‪.‬ويأمل البروفيسور ماك موراي بنتيجة‬
‫تفضي إلى إنتاج جهاز نقال لتحليل بصمات األصابع في مسرح الجريمة‪.‬‬
‫الفصل العاشر‬

‫بصمة الحامض النووي وأهميتها القضائية‬

‫لكي نستوعب هذه بصمة الحامض النووي ‪ DNA‬وندرك أهميتها‪ ،‬البد‬


‫من التذكير ببعض األمور الفيزيولوجية‪ -‬التشريحية التالية‪:‬‬
‫يتكون الجسم كما هو معروف من أجهزة‪ ،‬يختص كل جهاز منها‬
‫بوظيفة‪ ،‬مثل الجهاز البولي‪ ،‬الذي يختص بوظيفة طرح السوائل الزائدة‬
‫عن حاجة الجسم‪ ،‬وبضمنها السموم‪ ،‬كمركبات اليوريا على هيئة حمض‬
‫اليوريك المذاب‪ ،‬مثًال‪.‬‬
‫واالجهزة تتكون من أعضاء‪،‬فمثًال يتكون جهاز التنفس‪ -‬يتكون من‬
‫األنف‪،‬وباقي المجاري التنفسية‪ ،‬والقصبات الهوائية‪ ،‬والرئتين‪ .‬لكل عضو‬
‫من هذه األعضاء دور معين يقوم به فى تناسق وترابط مستمر مع‬
‫االعضاء االخرى‪.‬من جهته يتكون العضو من االنسجة‪ ،‬وكل نسيج لة دور‬
‫فى بناء العضو المعين‪ ،‬مثل نسيج تكوين الكلية المكون من النفرونات‬
‫(الوحدة الوظيفية للكلى)‪ .‬وتتكون االنسجة من الخاليا (وحدة بناء الكائن‬
‫الحي)‪.‬‬
‫والمعروف علميًا‪،‬بأن خلق اإلنسان يبدأ بخلية واحدة‪،‬أصلها حيمن‪/‬‬
‫حيوان منوي‪ /‬من األب‪ ،‬وبويضة من األم‪.‬بعد التلقيح تصبح الخلية‬
‫الذكرية(الحيمن) وبويضة األنثى خلية واحدة ملقحة‪.‬‬
‫ويتكون اإلنسان من مليارات الخاليا المتراصة فوق بعض‪ ،‬أو جنب إلى‬
‫جنب‪.‬‬
‫والخلية تتكون من الغشاء السللوزى الذى يحمى الخلية‪ ،‬والسيتوبالزم‬
‫السابح داخل الخلية‪ ،‬والفجوات العصارية‪ ،‬وغيرها‪ .‬ويوجد داخل الخلية‬
‫النواة‪ ،‬وهي مملوءة بـ ‪ 46‬كروموسومًا‪.‬أي ان خاليا اإلنسان بأنواعها‬
‫تحتوي على زوجين من ‪ 23‬فردي من الكروموسومات‪ ،‬منها ‪ 22‬زوجًا‬
‫متماثلة في كل من الذكر(األب) واألنثى (األم)‪ ،‬والزوج رقم ‪ 23‬يختلف في‬
‫الذكر عن األنثى بالحروف‪ ،‬ويسمى الكروموسومات الجنسية‪،‬الذكرية‬
‫واألنثوية‪ ،‬ويرمز لها في الذكر بالحرفين ‪ ،XY‬وفي األنثى بالحرفين‬
‫‪.XX‬‬
‫يتكون الكروموسوم من جينات‪ ،‬والجين الواحد يتكون من عدة‬
‫احماض نووية‪ ،‬كل حامض نووى له دور فى الشفرة الوراثية لهذا‬
‫الجين‪.‬ولكل جين دور معين‪ .‬فمثال هناك جين للون العين‪ ،‬واخر للون‬
‫الشعر‪ ،‬وثالث للبصمة الوراثية‪،‬وهكذا‪ .‬ويتكون االنسان من ‪ 60‬الى ‪80‬‬
‫الف جين‪ ،‬تتحكم فى حياة االنسان‪ ،‬وفي دور وجوده‪.‬‬
‫وأي خلل في البرامج الموجودة على جزيء الحامض النووي ‪،DNA‬‬
‫نتيجة تعرض األب أو األم أو األثنين معًا لمادة مشعة‪،‬أو مبيدات‬
‫حشرية‪،‬أو مواد كيميائية‪،‬مثًال‪ ،‬تظهر على نتاجهما أو ذريتهنما‪-‬األطفال‪-‬‬
‫بصورة أمراض وراثية‪ ،‬وتشوهات خلقية‪ .‬فمثًال خلل بالكروموسوم رقم‬
‫‪ 21‬يؤدي الى إنجاب أطفال المنغول أو تناذر داون ‪Down‬‬
‫‪ ،syndrome‬الناجم غالبًا عن ‪ Trisomy 21‬والذي يعني ان كل خلية‬
‫في الجسم تحوي ‪ 3‬نسخ من الكروموسوم ‪..21‬‬
‫واآلن يأتي السؤال المهم‪:‬‬

‫ما هو الحامض النووي ‪DNA‬؟‬

‫الحامض النووي هو الحامض الرايبوزي منقوص األوكسجين‪.‬يرمز له‬


‫بالحروف ‪ DNA‬وهي إختصار لألسم العلمي للحامض ‪Deoxyribo‬‬
‫‪ ،Nucleic Acid‬وقد سمي بالحامض النووي نظرًا لوجوده وتمركزه‬
‫دائمًا في أنوية خاليا جميع الكائنات الحية‪،‬بدءًا من البكتريا والفطريات‬
‫والنباتات والحيوانات‪،‬وإنتهاًء باإلنسان‪ -‬ما عدا كريات الدم الحمراء‬
‫لإلنسان‪ ،‬حيث ليس لها نواة‪.‬‬
‫والحامض النووي موجود في أنوية الخاليا في صورة‬
‫كروموسومات‪،‬أي أنه يشكل وحدة البناء األساسية للكروموسومات‪.‬‬
‫وتوجد المعلومات الوراثية‪،‬أو الصفات الوراثية الخاصة بكل كائن حي‪،‬‬
‫مستقرة على جزيء من الحامض النووي‪ ،‬بصورة شفرة‬
‫‪،Code‬ومتكونة ومبرمجة منذ بداية تكوين كل كائن حي‪.‬‬
‫ويتواجد الحامض النووي على هيئة ساللم لولبية‪/‬حلزونية‪ /‬ملتفة‬
‫حول نفسها‪،‬ومجدولة‪ -‬كما تجدل ظفيرة الشعر‪ ،‬بشكل محكم و دقيق‪،‬‬
‫ملتفة بصورة مستمرة‪ ،‬وتحوي نحو ثالثة مليار سلمًا‪ /‬درجة‪.‬‬
‫والساللم‪/‬الدرجات تتكون من مواد كيميائية أساسية طبيعية بسيطة‪،‬مكونة‬
‫من ‪ 4‬قواعد أمينية نيتروجينية ‪، Nitrogenous base‬هي‪:‬اََالدينين‪،‬‬
‫والجوانين‪،‬والسيتوزين‪ ،‬والثايمين‪.‬اآلدنين يتصل دومًا بالثايمين‪،‬‬
‫والجوانين بالسيتوزن‪ ،‬مكونة القواعد األساسية المذكورة‪ .‬وتتصل كل‬
‫واحدة من القواعد بأحد السكريات الخماسية منقوصة األوكسجين‪،‬‬
‫ويتصل السكر الخماسي بمركب فوسفوري ‪ ، Phosphate‬وتوجد روابط‬
‫هيدروجينية تربط القواعد النيتروجينية ببعضها‪ .‬علمًا بأن ترتيب هذه‬
‫المواد الكميائية على سلم الحمض النووي هو فريد لكل فرد‪ ،‬حيث يختلف‬
‫تسلسل القواعد النيتروجينية‪،‬المكونة لدرجات ساللم النيوكلوتيدات‬
‫‪ Nucleotides‬مع بعضها على جزيء الحامض النووي‪،‬من شخص الى‬
‫َاخر‪،‬إذ يبلغ عددها بالمليارات على كل شريط من هذا الحامض‪ ،‬وإحتمال‬
‫تطابق تسلسلها في شخصين غير وارد‪ ،‬وال يتشابه فيه أثنان على وجه‬
‫األرض إطالقًا‪..‬نكرر‪ :‬ال يوجد بين البشرية المكونة حاليًا من ‪ 6.5‬مليار‬
‫نسمة تقريبًا‪ ،‬شخص واحد تتشابه بصمته كليًا مع شخص َاخر‪ ،‬حتى‬
‫األطفال التوائم المتشابهين‪،‬أي من بويضة واحدة‪،‬وحيمن واحد‪ ،‬ال تتشابه‬
‫بصماتهم كليًا‪ .‬ولهذا يطلق على الحمض النووي ‪ DNA‬إسم "بصمة‬
‫الحامض النووي" أو "البصمة الوراثية"‪ .‬ويسمى أيضًا "المطبعة‬
‫الكونية العجيبة" ألنه عند إنقسام الخاليا البشرية وتكاثرها بسرعة كبيرة‬
‫يتكاثر الحامض النووي بموازاة ذلك‪ ،‬ويعطي صورة طبق األصل له‪،‬‬
‫حاوية كل المعلومات التي يحملها‪،‬منقولة تمامًا الى الخاليا الجديدة‪.‬وهذا‬
‫‪4[48‬‬
‫إعجاز في حد ذاته ال تطاوله فيه أعظم المطابع في العالم كمًا أو كيفًا [‬
‫‪.]]8‬‬
‫ونظرًا ألن الحامض النووي هو القائد المسيطر على نشاط الخلية فإنه‬
‫ال يتحرك من مكانه عندما يريد ان ُيبلُغ أوامره الى أي جزء من الخلية‪،‬‬
‫ولذلك يقوم بصنع حامض نووي َاخر‪،‬يسمى الحامض النووي الرايبوزي‪،‬‬
‫ويرمز له بالحروف ‪ RNA‬إختصارًا لألسم العلمي ‪Ribo Nucleic‬‬
‫‪.- ]48[48‬إبراهيم صادق الجندي‪،‬الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية‪،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.220‬‬
‫‪ Acid‬حيث يقوم الحامض النووي‪ DNA‬بنقل المعلومات الوراثية الى‬
‫الحامض النووي ‪ RNA‬بنفس الترتيب والتسلسل التي عليه‪ ،‬ويقوم‬
‫األخير بتبليغ هذه الرسالة للخلية لتقوم بنشاطها منذ تكوين الجنين‪،‬فتحدد‬
‫الصفات الوراثية لهذا اإلنسان‪ ،‬وتحدد بصماته‪ ،‬وفصائل دمه‪،‬ونوع‬
‫أنزيماته‪ ،‬ولون بشرته‪،‬ولون عينيه‪..‬الخ‪..‬‬
‫والجدير ذكره‪ ،‬أن تسلسل القواعد والروابط النتروجينية والساللم‬
‫اللولبية‪ ،‬يمكن إظهاره على فيلم حساس ألشعة ‪ X‬حيث يظهر في شكل‬
‫خطوط تختلف في سمكها والمسافة بينها‪ .‬وهذا اليمكن ان يتطابق أبدًا في‬
‫شخصين‪.‬‬
‫شرحنا كل ذلك‪ ،‬لنصل الى األهمية الفنية الجنائية لهذه البصمة‪..‬‬

‫األهمية الفنية الجنائية لبصمة الحمض النووي‬

‫لقد سجل إكتشاف الحمض النووى ‪ DNA‬ثورة علمية فى كل المجاالت‪،‬‬


‫فى الطب‪ ،‬والزراعة‪ ،‬والتمريض‪ ،‬وكل ما تتخيله من مجاالت الهندسة‬
‫الوراثية‪ ،‬واألمراض الوراثية‪.‬‬
‫وفيما يتعلق باإلنسان فقد حقق اإلكتشاف لحد اليوم منجزات هائلة‪،‬‬
‫ومنها‪ :‬كان سابقًا يجري تمييز كل شخص‪ ،‬عن شخص َاخر‪ ،‬عن طريق‬
‫مالمحه‪ ،‬ولونه‪ ،‬وِع رقه‪ ،‬وفيما سيكون الولد اصلعًا مثل ابيه او جده ‪،‬ام‬
‫ال‪ ،‬وما شابه‪ ..‬وكل هذا‪ ،‬وما شابه‪ ،‬كان عبارة عن تساؤالت ليس لها من‬
‫اجابة مؤكدة‪ .‬أما اليوم فانت تستطيع ان تعلم كل شيء عن اإلنسان‪ ،‬عن‬
‫طريق الـ ‪ .DNA‬و يعتبر مجال الطب العدلي والتحقيق والبحث الجنائي‬
‫من أهم المجاالت التي يستخدم فيها تحليل الـ ‪ ،DNA‬وذلك ألن هذا‬
‫الحامض هو عبارة عن بصمة ال تتكرر من شخص آلخر‪ -‬كما أوضحنا‪.‬‬
‫ولذلك ُيستغُل هذا التفرد في البصمة الوراثية لكل إنسان لتحديد الشخص‬
‫المشتبه فيه في جرائم القتل واإلغتصاب والسرقة‪ ،‬من خالل ََاثاره التي قد‬
‫يتركها في مسرح الجريمة‪ ،‬مثل الدم‪،‬أو الشعر‪،‬أو المني‪،‬أو اللعاب‪،‬‬
‫وغيرها ‪ -‬إذا تم –طبعًا‪-‬تحليل الحمض المذكور بطريقة سليمة‪.‬‬
‫وتطبق هذه البصمة حاليًا في جميع دول العالم في المختبرات‪ /‬المعامل‪/‬‬
‫الجنائية‪ ،‬نظرًا ألهميتها كدليل نفي أو إثبات في القضايا الجنائية‪.‬وكذلك‬
‫في قضايا الفصل في البنوة المتنازع عليها[‪.]]49[49‬‬
‫‪ - ]49[49‬إبراهيم صادق الجندي‪،‬الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.226-222‬‬
‫واليوم‪،‬بإمكان السلطات القضائية‪ِ،‬ع بَر المختبرات أو المعامل الجنائية‪،‬‬
‫استخدام الحامض النووي الموجود في الدم أو في المني أو في الجلد أو‬
‫في اللعاب أو في الشعر‪،‬المعثور عليه في مسرح جريمة لتحديد شخصية‬
‫المشتبه به‪،‬أو المجني عليه‪ ،‬وذلك من خالل البصمة الوراثية‪ -‬مرادفها‬
‫باألنكليزية ‪،Genetic fingerprinting‬والتي تعني‪ :‬الحصول على‬
‫البصمة الوراثية لصاحب الحامض المذكور من الترميز الوراثي‬
‫‪ Genetic code‬إياه ‪ ،‬الذي ال يتطابق مع ترميز َاخر‪.‬‬
‫وُيستخدم الترميز الوراثي أيضًا في حل النزاعات المتعلقة بالنسب‬
‫األبوي‪ ،‬بل ويمكن تطبيقه أيضًا على الكائنات األخرى في دراسة توزعها‬
‫في بيئاتها المختلفة‬
‫حيال خدماته البالغة األهمية‪،‬تطلب العديد من السلطات القضائية في‬
‫العديد من بلدان العالم‪ ،‬تقديم عينة من الحامض النووي للمدانين في‬
‫أنواع معينة من الجرائم‪ ،‬إلدراجها ضمن قاعدة بيانات كومبيوترية‪،‬‬
‫وبذلك تساعد المعلومات المحفوظة المفتشين والباحثين الجنائيين على‬
‫حل قضايا تتعلق بمتهم أو مقترف لجريمة غير معروف لديهم‪ ،‬عبر‬
‫مقارنة عينة الحامض النووي المأخوذة من مسرح الجريمة‪ .‬وهذه‬
‫الطريقة هي إحدى أكثر التقنيات التي يعول عليها للتعرف على شخصية‬
‫المجرم‪ ..‬على أنه يجب اإلنتباه الى ان هذه الطريقة ليست دائمًا مفيدة‬
‫للباحثين الجنائيين في الحاالت التي تكثر فيها عينات األحماض النووية‬
‫في مسرح الحادث‪.‬‬

‫مميزات بصمة الحامض النووي ‪:DNA‬‬

‫‪ -1‬تعتبر دليل نفي وإثبات قاطع بنسبة ‪ % 100‬إذا تم تحليل الحامض‬


‫النووي بطريقة سليمة‪،‬وذلك ألن إحتمال التشابه بين البشر في الـ ‪DNA‬‬
‫غير وارد‪ -‬كما أوضحنا‪ ،‬بعكس فصائل الدم‪ ،‬التي تعتبر وسيلة نفي فقط‬
‫ألحتمال التشابه بين البشر في هذه الفصائل‪.‬‬
‫‪ -2‬يمكن الحصول على بصمة الـ ‪ DNA‬من أي مخلفات َادمية سائلة‬
‫( دم‪ ،‬مني‪ ،‬لعاب) أو أنسجة ( لحم ‪،‬عظم‪ ،‬شعر)‪.‬وهذه ميزة هامة في‬
‫حالة عدم العثور على بصمات أصابع المجرم‪.‬‬
‫‪ -3‬الحمض النووي المذكور يقاوم عوامل التحلل والتعفن‪،‬وكذلك العوامل‬
‫الجوية المختلفة‪ ،‬من حرارة‪،‬ورطوبة‪،‬وجفاف‪،‬لفترات طويلة‪.‬فيمكن عمل‬
‫البصمة من اآلثار الحديثة والقديمة جدًا‪.‬‬
‫‪ -4‬تظهر بصمة الحمض النووي على هيئة خطوط عرضية يسهل‬
‫قراءتها وحفظها وتخزينها في الكومبيوتر لحين الطلب للمقارنة‪ ،‬بعكس‬
‫بصمات األصابع‪ ،‬التي ال يمكن حفظها في الكومبيوتر‪ .‬من هنا‪ ،‬شرعت‬
‫بعض الدول بتأسيس بنك لقاعدة بيانات الحامض النووي لكافة مواطنيها‪،‬‬
‫ودول أخرى إقتصرته على المشتبه فيهم‪ ،‬كي يكون لديها دليل في حالة‬
‫اإلشتباه وفي حالة اإلختفاء[‪.]]50[50‬‬

‫مجاالت وأهمية استخدام الـ ‪DNA‬‬

‫من التطبيقات الجنائية العملية للـ ‪ DNA‬إنه يمكن‪:‬‬


‫• عزل ‪ DNA‬من الدم أو صبغة الدم ‪.‬‬
‫• عزل ‪ DNA‬من العلك ‪.‬‬
‫• عزل ‪ DNA‬من أعقاب السجائر ‪.‬‬
‫وبذا‪ ،‬فإن إستخداماته كثيرة ومتنوعة‪ ،‬ولعل أبرزها‪،‬في موضوعنا‬
‫هذا‪،‬خدمة العدالة‪.‬‬
‫لقد تّبين بان استخدام تقنية البصمة الوراثية ‪DNA Genetic‬‬
‫‪ fingerprinting‬قد شكل ضربة قاضية للتشكيك في القضايا الجنائية‪،‬‬
‫ومن خالل استخداماتها في المعامل الجنائية‪ ،‬اعتمدت نتائجها بنسبة‬
‫عالية جدا من الدقة‪ ،‬تصل إلى ‪. %100‬‬
‫لنعط مثاًال من الواقع العملى‪ :‬فى المعامل والمختبرات الجنائية كان‬
‫السائد سابقًا إعتماد بصمة األيدي كدليل قاطع على عدم التشابه في‬
‫البصمة بين شخص وآخر‪ ،‬بينما ثبَت إنها غير مفيدة في قضايا كثيرة‪،‬‬
‫ومنها جرائم القتل‪ -‬خاصة في حالة جثة مفقودة لمدة من الزمن‪ ،‬ويتم‬
‫العثورعليها‪ :‬محترقة‪،‬أو مدفونة في األرض‪ ،‬وقد تحللت‪ ،‬ولم يبق منها‬
‫سوى القليل من اللحم والعظام ‪.‬فأين ستجد تلك البصمات ؟‪..‬‬
‫أما اليوم‪،‬فان التعامل مع مثل هذه القضايا أصبح أسهل وأكثر تأكيدًا‪،‬‬
‫بإستخدام بصمة الـ ‪ .DNA‬وسيصبح الوصول للحقية أسهل أكثر لو توفر‬
‫أرشيف يضم بصمات كافة المواطنين في البلد‪ ،‬تؤخذ منذ الوالدة‪،‬وتحفظ‬
‫‪ - ]50[50‬إبراهيم صادق الجندي‪،‬الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.224 -223‬‬
‫في الكومبيوتر للرجوع إليها عند الحاجة‪.‬وعند العثور على جثة مجهولة‬
‫الهوية يمكن أخذ عينة الحامض النووي منها‪ -‬من الخاليا الموجودة‬
‫بالعظام‪ ،‬مثال‪ ،‬واستخالص وتحليل هذه الخاليا بهذه التقنية‪ ،‬والحصول‬
‫على نتائج البصمة الوراثية‪،‬ومن ثم مقارنتها بالدليل الموجود في‬
‫الكومبيوتر‪،‬وسنعرف هوية الشخص صاحب الجثة‪،‬وكذلك الجاني‪.‬‬
‫في بلداننا‪،‬قد تكون مسألة إعداد أرشيف لبصمة المواليد حديثي الوالدة‬
‫صعبًا‪ ،‬والى ان يحين البدء في تطبيق هذا المنهج على مستوى‬
‫الدولة‪،‬التي لم تعتمده لحد اآلن‪ ،‬سيمر وقت طويل‪ .‬لكنها تستطيع‬
‫االستفادة من الطريقة مباشرة‪ ،‬حتى في حالة عدم إعداد تلك الملفات‬
‫الخاصة بالمواطنين‪.‬ففي قضايا كثيرة‪،‬ومنها القتل‪ ،‬واإلغتصاب‪ ،‬وتحديد‬
‫النسب‪ /‬البنوة‪ /‬تكون بصمة الـ ‪ DNA‬دليل تأكيد أو نفي قاطع‪.‬‬

‫تطبيقات شهيرة لبصمة الـ ‪DNA‬‬

‫في مؤلفه القيم‪ ،‬يسوق الدكتور إبراهيم الجندي األمثلة التالية‪:‬‬


‫‪-1‬كان أول تطبيق للحامض النووي‪ DNA‬في المحاكم عام ‪ 1987‬للفصل‬
‫في الجرائم‪ ،‬وكان ذلك في الواليات المتحدة األمريكية‪.‬فقد وفعت جريمة‬
‫إغتصاب وقتل‪،‬وكان الفاعل مجهوًال‪.‬فقامت الشرطة بتجميع حوالي ‪1000‬‬
‫شخص مشتبه فيهم‪ ،‬وتم أخذ عينة دماء منهم لعمل بصمة الحامض‬
‫النووي ‪ ،DNA‬وقارنتها ببصمة الحمض النووي لعينة منوية‪ُ،‬أخذت من‬
‫مسحة مهبلة من المجني عليها‪ ،‬فتطابقت إحداها‪ .‬وبذلك تم التوصل الى‬
‫الجاني‪،‬وأعتقل‪ ،‬وإعترف بجريمته‪.‬‬
‫بعد ذلك‪ ،‬فصلت المحاكم في العديد من القضايا بإستحدام الحمض‬
‫النووي‪.‬وحاليًا يعتبر األفق أكبر أمام مراكز البحث الجنائي في كشف معالم‬
‫الجريمة والتعرف على المجرمين بواسطة هذه البصمة‪.‬‬

‫‪ -2‬من أهم األدلة التي قدمتها مونيكا لوينسكي فستانًا‪ ،‬إدعت ان عليه‬
‫بقعة أو َاثار منوية من عالقة جنسية سابقة مع الرئيس األمريكي بيل‬
‫كلنتون‪.‬وقد تم تحويل الفستان الى المعامل الجنائية بمكتب التحقيقات‬
‫الفدرالية إلجراء تحليل الحمص النووي لمعرفة هل تنتمي تلك اآلثار الى‬
‫الرئيس أو ال‪ ،‬وتأكد ذلك‪،‬وإعترف الرئيس بالعالقة الجنسية غير‬
‫الشرعية‪.‬‬
‫‪ -3‬قدم رئيس تحرير إحدى الصحف الى رجال المباحث خطاب تهديد‬
‫بالقتل‪ ،‬وفي المعمل الجنائي تم أخذ مسحة من المكان الالصق في‬
‫الخطاب‪ ،‬وُعزلت خاليا اللعاب‪،‬التي تم لصق الخطاب بها‪ .‬وبتحليل‬
‫الحمض النووي لنويات الخاليا الموجودة باللعاب‪ ،‬ومقارنته ببصمة‬
‫الحمض النووي للشخص المشتبه فيه‪ ،‬والذي أشار إليه رئيس التحرير‪،‬‬
‫تبين تطابقهما‪ ،‬ووجهت إليه تهمة التهديد بالقتل‪.‬‬

‫‪ -4‬عثَر أحد ضباط الشرطة في والية أمريكية على ‪ 3‬أسنان على األرض‬
‫أثناء تفتيش منزل أحد تجار المخدرات‪ ،‬وتوقع ان تكون هذه األسنان قد‬
‫تحطمت أثناء شجار حدث بين التاجر وأحد األشخاص المشتبه فيهم‪.‬‬
‫وبتحليل الحمض النووي من نخاع األسنان المذكورة‪ ،‬والرجوع الى‬
‫والدين إشتكيا بأن طفلهما إختفى‪ ،‬تم معرفة المجني عليه‪.‬وإعترف التاجر‬
‫بجريمة قتله‪،‬ودل رجال الشرطة على المكان الذي دفن فيه الجثة‪.‬‬

‫‪ -5‬هناك حالة أخرى مسجلة حدثت في الواليات المتحدة األمريكية أيضًا‪،‬‬


‫وتفاصيلها‪ :‬ان والدا إحدى السيدات أبلغا الشرطة عن إختفاء إبنتهما منذ‬
‫حوالي شهر‪ ،‬وأنهما يشكان في ظروف إختفائها‪ ،‬نظرًا لخالفاتها مع‬
‫زوجها‪.‬وبالتحقيق مع الزوج‪ ،‬زعَم أنها غادرت المنزل بعد خالفات عادية‪،‬‬
‫وإنه ينتظر عودتها في أي وقت‪.‬وقد تكرر ذلك من قبل‪.‬وبفحص المكان لم‬
‫يعثر المحقق الجنائي على الجثة أو دليل واحد لتوقيف الزوج‪.‬إال ان َاثار‬
‫دماء قديمة نسبيًا‪ ،‬وبتطبيق بصمة الحمض النووي عليها‪ ،‬والرجوع الى‬
‫والدي الزوجة المختفية إلجراء بصمة الحمض النووي لهما‪،‬أمكن التأكد‬
‫من ان هذه الدماء تعودان الى إبنتهما‪ ،‬حيث وجد ان نصفها من األب‬
‫والنصف اآلخر من األم‪.‬فإعترف الزوج بقتلها‪ ،‬وتم العثور على‬
‫الجثة‪،‬ونال المجرم عقابه العادل من قبل المحكمة [‪.]]51[51‬‬

‫ونسوق حادثًا َاخرًا كان " بطل" الكشف عن القاتل َاثار عجالت سيارة‬
‫وفحص إلـ ‪:DNA‬‬
‫ُعثَر على جثة فتاة مقتولة في إحدى المقاطعات األمريكية‪ .‬عند الكشف‬
‫على الفتاة القتيلة من قبل الطبيب الشرعي‪ ،‬تبين أنها اغتصبت‪ ،‬وقتلت‬
‫من قبل مجهول‪. .‬إثناء الكشف في مسرح الجريمة لوحظت َاثأر عجالت‬
‫‪.- ]51[51‬إبراهيم صادق الجندي‪،‬الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية‪،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.233-231‬‬
‫سيارة بالقرب من شجرة معمرة‪ ،‬كانت الجثة ملقاة بجانبها‪ .‬واثنا الكشف‬
‫على مكان الواقعة‪ ،‬وبحضور خبير وحدة اآلثار‪ ،‬تم رفع اثأر عجالت‬
‫السيارة‪ ،‬التي تركت بصماتها على األرض بوضوح‪ ،‬في غابة من أشجار‬
‫كثيفة‪ ،‬نظرا لخصوبة التربة هناك‪ ..‬رفعت َاثأر اإلطارات األربعة بعد‬
‫تصويرها‪ ،‬وذلك بصناعة قالب من الموالج (نوع من الجبس)‪ .‬وهنا جاء‬
‫دور الخبير في الكشف على نوع اإلطارات‪ ،‬وأنواع السيارات‪،‬التي تحمل‬
‫نفس النوعية‪ ،‬والعامل الزمني لصالحية اإلطارات‪ ،‬وبلد التصنيع أو‬
‫المنشأ‪ ..‬انتهت اجراءت الكشف واالختبار إلى أن هذا النوع من العجالت‬
‫يعود إلى سيارات ذات دفع رباعي لها صندوق خلفي طراز‪ ..GMC‬كما‬
‫الحظ الخبير أن أحد جوانب اإلطار قد مسحت منه األحرف المنقوشة عليه‬
‫نتيجة عيب مكانيكى في دوران العجلة‪ ..‬أعطيت اإلشارة الى رجال‬
‫الشرطة للبحث عن مواصفات تشبه ما جاء في تقرير الخبير لنوع‬
‫السيارة المطلوبة في حدود المنطقة التي حدثت بها الجريمة‪ ..‬بعد انقضاء‬
‫أسبوع أو أكثر تم خالله استيقاف ‪ 8‬سيارات تحمل نفس المواصفات‬
‫المطلوبة‪.‬وجهز الخبير قاعة كبيرة خاصة بالكشف عن بصمة أثار‬
‫السيارات‪ ،‬حيث تم طالء األرضية بمادة سوداء اللون (نوع من القار)‬
‫لتمر عليها عجالت السيارات المراد الكشف عليها‪ ..‬بهذه الطريقة الحظ‬
‫الخبير أن أحدى السيارات المضبوطة تحمل نفس الحروف المنقوشة على‬
‫اإلطار‪ ،‬وبتصويرها‪ ،‬ومقارنتها بصور األثر الموجود على القالب‬
‫الجبسى‪ ،‬الذي تم رفعه من مكان الحادث‪ ،‬تبين انها للسيارة‬
‫المطلوبة ‪..‬أعيدت السيارة للكشف عليها مرة أخرى‪ ،‬بحضور خبير في‬
‫اآلثار البيولوجية‪ .‬وإثناء الكشف عثر الخبير على ورقة شجر‪ ،‬وجدت في‬
‫الصندوق الخلفي للسيارة‪..‬‬
‫وهنا بيت القصيد‪ :‬لقد لعبت دورها حنكة وفراسة الخبير‪،‬الذي درس‬
‫مسرح الجريمة على خير ما يرام‪ .‬فقد رأى الخبير انه من الواجب اختبار‬
‫هذه الورقة‪ ..‬وبالكشف عليها‪ ،‬بواسطة الجينات الوراثية‪ ،‬عن طريق‬
‫اختبار الحامض النووي ‪DNA‬إياها‪ ،‬تبين أن الورقة تخص الشجرة األم‪،‬‬
‫التي وجدت عندها جثة الضحية ‪..‬اسُتجوَب صاحب السيارة‪ ،‬المتهم في‬
‫هذه القضية‪ ،‬وجوبه باألدلة القاطعة‪ ،‬فما كان منه إال اإلعتراف بالجريمة‪،‬‬
‫وراح يروى القصة كاملة عما قام به‪..‬‬

‫أخيرًا‪،‬باستخدام بصمة الـ ‪ DNA‬يستطيع العلماء رسم صورة كلية‬


‫للشخص‪ ،‬بدون والدتة ووالده‪.‬وعدا دورها الكبير في البحث الجنائي‪ ،‬فأن‬
‫العلم يأمل ان يعالج االطباء قريبًا العجز‪ ،‬واالمراض المستعصية‪ ،‬بواسطة‬
‫الحامض النووي ‪ .DNA‬وفعًال شرع العلم بتصحيح الكثير من العيوب‪.‬‬
‫ولعلكم سمعتم بإصالح عيب الجين المسئول عن إنتاج مادة االنسولين‬
‫بالنسبة لمرضى السكري‪ .‬ومع تقدم العلم سيأتي اليوم الذي ُيعالج داء‬
‫السكري تمامًا‪.‬‬

‫الفصل الحادي عشر‬

‫البقع والتلوثات وأهميتها الجنائية‬

‫في كثير من الجرائم توجد بقع وتلوثات‪ ،‬ومرادفها ‪ ، Stains‬في مكان‬


‫الحادث‪ ،‬أو بمالبس‪ ،‬أو بجسم المجني عليه‪،‬أو المتهم‪ ،‬بأشكال وصور‬
‫مختلفة‪ ،‬والوان متباينة‪..‬يمكن‪،‬عن طريق فحص هذه البقع والتلوثات‪،‬‬
‫معرفة كيفية وقوع الجريمة‪ ،‬أو الحادث‪ ،‬من شكل هذه البقع‪ ،‬وإتجاه‬
‫سقوطها‪،‬ومصدرها‪ ،‬ومادتها‪ .‬ويمكن أيضًا‪،‬عن طريق إجراء بعض‬
‫األختبارات المعملية‪ ،‬إرجاع هذه البقع الى مصدرها‪ ،‬مما يساعد على‬
‫التعرف على المجرمين والفاعلين الحقيقيين‪..‬‬

‫أنواع البقع والتلوثات‬

‫من أهم البقع الحيوية المنشأ‪،‬أي التي مصدرها جسم اإلنسان‪،‬هي اآلتية‪:‬‬
‫‪-1‬البقع والتلوثات الدموية‪.‬‬
‫‪-2‬البقع والتلوثات المنوية‪.‬‬
‫‪-3‬البقع والتلوثات اللعابية‪.‬‬
‫‪]52[52‬‬
‫]‪.‬‬ ‫‪-4‬البقع الَعَر قية‪،‬تلوثات القيء‪ ،‬البول‪ ،‬البراز[‬

‫البقع والتلوثات الدموية‬

‫‪. - ]52[52‬إبراهيم صادق الجندي‪،‬الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية‪،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.174‬‬
‫لكي نعرف طبيعة البقع والتلوثات الدموية البد من معرفة الدم ومكوناته‪.‬‬
‫فالدم هو سائل قلوي هزيل يتكون من خاليا أو كريات الدم الحمراء‬
‫‪ Erythrocytes‬وكريات الدم البيضاء ‪ Leukocytes‬والصفائح‬
‫‪ ،Platelets‬وإنزيمات‪ ،‬وبروتينات ‪ ،‬ومواد عضوية تحيط بها طوال‬
‫وجودها في الجهاز الدموي‪ ،‬وتنقل األكسجين والغذاء‪ .‬ويشكل الماء‬
‫النسبة الغالبة فيه‪.‬والنسبة األكبر من الدم مكونة من البالزما ‪،Plasma‬‬
‫والتي تتكون من نحو ‪ % 54‬من الماء‪ .‬ويحتوي المصل ‪ ، Serum‬و‬
‫هو قريب للصفرة‪ ،‬خاليا بيضاء‪ ،‬و صفائح دموية‪ .‬وتحتوي النسبة األكبر‬
‫من الدم غير السائل على كريات الدم الحمراء‪ ،‬والتي يزيد عددها عن‬
‫كريات الدم البيضاء بـ ‪ 500‬مرة للواحدة ‪.‬‬
‫وبينما يهتم العلماء بكريات الدم البيضاء ‪ ، Leukocytes‬يهتم علماء‬
‫الطب العدلي أكثر بكريات الدم الحمراء ‪ ، Erythrocytes‬ومن بعدها‬
‫المصول ‪ Serum‬فعبر المصل ‪ ،‬يستطيع التحليل تحديد مدة عينة الدم‪،‬‬
‫ألن المصول تتخثر بعد دقائق محدودة من تعرضها للهواء‪ -‬فيقوم المختبر‬
‫بفصل المصول غير المستفيد منها عن البقية ‪.‬‬
‫في المصول نجد عادة األجسام المضادة ‪ ،Antibodies‬و هذه األجسام‬
‫مهمة جدًا للطبيب العدلي ‪ .‬فبالحصول على كريات الدم الحمراء ‪ ،‬يبحث‬
‫المحلل عن اختالف يظهر على سطحها ‪ ،‬كمولد للمضاد‬
‫‪،Antigen‬وقدرته‪ ،‬وأهميته كبيرة‪ ،‬حتى يقال أن علم المصول العدلي‬
‫مبنٌي على مولد المضاد واألجسام المضادة ‪، Antigen - Antibodies‬‬
‫خاصة في مجال علم المناعة‪.‬‬
‫أما في القانون والقضاء ‪ ،‬فدائًم ا كان الدم في مرتبة األدلة المهمة ‪ ،‬و‬
‫باحتمال وجود شيء مميز في الدم ‪ ،‬يستطيع علم المصول العدلي إثبات‬
‫بعض الشهادات باحتماالت إيجابية ذات صلة فردية خاصة باالفتراض بأن‬
‫التوائم المتماثلة أو المتطابقة لها نفس الحمض النووي‪ ،‬ولكنها تختلف‬
‫في األجسام المضادة ‪.‬‬
‫حيال هذا‪،‬فان المبدأ األساسي لعلم المصول هو أن لكل مولد للمضاد ثمة‬
‫نوع محدد من جسم مضاد‪ .‬ولتصنيف بروتين الدم ‪ ،‬نحتاج لمصلين‬
‫مضادين ‪ :‬المضاد ‪ A -‬و المضاد ‪ ، B -‬و كال منهما موجود بسهولة‪.‬‬
‫وبتقطير قطرة من المصل المضاد ‪ Antiserums‬في عينة دم ‪ ،‬تالحظ‬
‫أي العينات تبقى بمظهر طبيعي ‪،‬غير متغيرة‪ ،‬وأي العينات تصبح متخثرة‬
‫أو لزجة‪،‬أي متغيرة ‪.‬‬
‫فالدم من النوع ‪ A‬يلتصق بالمصل المضاد ‪ ، A‬و الدم من النوع ‪B‬‬
‫يلتصق بالمصل المضــاد ‪ ، B‬أما الدم من النوع ‪ AB‬فهو يلتصق‬
‫بالمصلين مًعا ( ‪A‬و‪ ،B‬و الدم من النوع ‪ O‬ال يلتصق بأي منها‪.‬‬

‫فصائل الدم‬

‫ُيعتبر تحديد فصيلة دم اإلنسان فحصًا مهمًا جدًا‪ ،‬ويتوجب ان يعرف كل‬
‫إنسان فصية دمه‪.‬علمًا بأن فصاءل الدم تختلف وسط الكثير من‬
‫األعراق‪.‬ففصيلة الدم ‪،"”O‬مثًال‪ ،‬هي األكثر شهرة بين الناس الطبيعيين‪،‬‬
‫مثل السكان األصليين‪،‬ومن بينهم األمريكان األصليين‪ ،‬واألمريكان‬
‫الالتينيين‪.‬أما الفصيلة " ‪ " A‬فهي األكثر شهرة بين القوقازيين‪ ،‬الذين‬
‫ينحدرون من أصول أوروبية ‪ .‬والفصيلة " ‪ "B‬هي األكثر شهرة بين‬
‫األميريكيين الذين ينحدرون من أصول أفريقية‪ ،‬وكذلك بعض اآلسيويين‪.‬‬
‫أما الفصيلة " ‪ "AB‬فهي األكثر شهرة بين اليابانيين‪ ،‬وبعض‬
‫اآلسيويين‪ ،‬كالصينيين ‪.‬‬
‫و توجد أنواع نادرة من كريات الدم الحمراء إضافة إلى نظام ‪.ABO‬‬
‫وأكثر ما يستفاد منه في تحديد فصائل الدم بدقة هو العامل الريسوز‬
‫‪ .= Rhesus Factor Rh factor‬فلو كان لدى شخص عامل الريسوز‬
‫إيجابيًا ‪ ،‬فهذا يعني أن دمه يحتوي على البروتين الموجود في دم القرد‪.‬‬
‫علمًا بان نحو ‪ 85‬في المئة من الناس لديهم هذا العامل موجبًا‪.‬وطبيًا‪-‬‬
‫يشدد األطباء عادة من رقابتهم على أي امرأة لديها عامل الريسوز سالبًا‬
‫أثناء الحمل خشية من حصول خطر على الجنين إذا حصل إختالف‪.‬‬
‫و نظام عامل الريسوز هو في الحقيقة أكثر تعقيدًا من نظام الـ ‪ABO‬‬
‫وذلك لوجود ما يقارب الثالثين مجموعة محتملة‪ .‬ومن أجل تسهيل‬
‫المسألة ‪ ،‬يقال إن عامل الريسوز عادة ما يظهر إيجابًيا أو سلبًيا‪.‬‬
‫ويوجد عامل الريسوز‪ ،‬شأنه شأن باقي عوامل المناعة‪ ،‬فوق أغطية‬
‫كريات الدم الحمراء‪ .‬واإلستفادة منها شائعٌة في العلم الجنائي ‪..‬‬
‫وعدا هذا‪ ،‬ثمة ظاهرة مثيرة في الشرق األوسط‪ُ،‬ك شَف النقاب عنها في‬
‫السنوات األخيرة‪،‬وهي وجود بعض خاليا الدم الحمراء تحتوي على‬
‫أنوية‪ ،‬بعكس ما هو معروف عادة عن خاليا الدم الحمراء بأنها ال تحتوي‬
‫على أنوية‪.‬وهذه عالمة مهمة في قضايا البحث والتحري‪.‬‬
‫المسألة األخرى المهمة‪،‬التي يجب معرفتها‪،‬هي ان لدى الرجال كريات‬
‫دم حمراء أكثر مما لدى النساء‪.‬‬
‫وال تفوتنا اإلشارة الى ان كريات الدم الحمراء ُم شكلًة‪ ،‬في أساسها‪،‬‬
‫ومكونة من جذع الخلية‪ ،‬وجذع الخلية موجود في النخاع العظمي‪،‬في‬
‫عظم الحوض‪ ،‬وفي األضالع‪ ،‬وفي عظمة الصدر‪،‬والفقرات‪ ،‬الخ‪ .‬أما‬
‫إنتاج الكريات الحمراء فهو تحت سيطرة الهرمونات‪ ،‬التي تفرزها‬
‫الكلية‪،‬وهي التي تحفز العظام إلطالق المزيد من كريات الدم الحمراء‪.‬‬
‫البحث عن البقع والتلوثات الدموية‬

‫أشرنا الى ان الدم يتكون من جزئين أساسيين‪ ،‬هما‪:‬‬


‫‪ -1‬خاليا الدم‪ :‬وتشمل كريات الدم الحمراء ‪ ،‬وكريات الدم البيضاء ‪،‬‬
‫والصفائح‪ .‬ويعود اللون األحمر للدم للهيموغلوبين ‪ Hb‬الموجود بكريات‬
‫الدم الحمراء‪.‬ويتغير اللون بتكوين مركبات الهيموغلوبين‪.‬‬

‫‪ -2‬البالزما ‪ :Plasma‬في البالزما تسبح كريات الدم‪ ،‬وتحتوي البالزما‬


‫على الهرمونات واألنزيمات والبروتينات‪ ،‬وعلى مضادات فصائل الدم‪.‬أما‬
‫كريات الدم‪،‬فتحتوي على األنتيجين ‪ Antigen‬المحدد لفصيلة الدم‪.‬‬
‫والبد ان نعرف بأن البقع الدموية حتى لو كانت صغيرة جدا‪ ،‬فهي مهمة‬
‫جدًا في حالة االشتباه بان البقع الموجودة على مالبس المشتبه به هى‬
‫البقع التي تخص جثة القتيل‪.‬ويمكن معرفة مصدر البقع الدموية الجافة‬
‫حتى ولو مرت عليها سنوات دون تعرضها لعوامل جوية تؤثر في‬
‫تكوينها‪.‬ويمكن تحديد فصيلة الدم ومعرفة صاحبها‪.‬‬

‫إن البحث عن البقع والتلوثات الدموية يجب ان يتم بشكل منتظم‪،‬‬


‫وبدقة‪،‬في جميع الجرائم‪،‬وذلك لما لها من أهمية كبرى في حل غموض‬
‫معظم الجرائم‪ ،‬وفي التعرف على المجرم‪،‬أو على أسباب الوفاة‪.‬‬
‫وغالبًا ما ُتشاهد البقع الدموية على‪:‬‬
‫‪ -1‬الجثة ومالبسها‪.‬‬
‫‪ -2‬المتهم‪،‬سواء بجسمه‪ ،‬وال سيما تحت األظافر‪،‬أو بمالبسه‪ ،‬وخاصة في‬
‫حواف األكمام والجيوب وبطانتها‪ ،‬وحول فتحة السراويل‪،‬أو داخل الحذاء‪.‬‬
‫‪ -3‬مسرح الحادث‪،‬خاصة في األرضية حول الجثة‪:‬الجدران‪،‬قبضات‬
‫األبواب‪،‬النوافذ‪،‬الخزائن‪،‬صنابير المياه‪،‬اآلثاث المنزلي‪ ،‬والسيما حواف‬
‫الموائد والكراسي‪ ،‬وأسفل المفروشات‪.‬ولذلك يجب على الخبير الجنائي‬
‫رفع قطع اآلثاث والسجاد ألنها كثيرًا ما تخفي تحتها بقعًا وتلوثات دموية‪.‬‬
‫‪ -4‬إطارات السيارات في حوادث دهس األشخاص[‪.]]53[53‬‬

‫لون البقع الدموية‬

‫ال يكون لون البقع الدموية أحمرًا دائمًا‪،‬وإنما يختلف اللون بحسب ما يلي‪:‬‬
‫أ‪-‬عمر البقعة‪:‬‬
‫‪ -‬البقع الدموية الحديثة‪ :‬تذوب بسهولة في الماء‪ ،‬ويكون لونها أحمر‬
‫لوجود الهيموغلوبين في صورة أوكسي هيموغلوبين‪.‬‬
‫‪ -‬البقع الدموية القديمة‪:‬تذوب بصعوبة في الماء‪ ،‬ويكون لونها بني‬
‫بسبب تحول الهيموغلوبين الى ميتهيموغلوبين‪،‬أو هيماتين‪،‬وتذوب في‬
‫األحماض والقلويات المخففة‪.‬‬
‫‪ -‬البقع الدموية القديمة جدًا‪:‬ال تذوب في الماء‪ ،‬وتذوب في األحماض‬
‫والقلويات المركزة‪ ،‬ويكون لونها أسود لتحول الهيموغلوبين الى‬
‫هيماتوبورفيرين‪.‬‬
‫ب‪-‬غسل البقعة الدموية‪:‬‬
‫يجعل لونها أصفر‪ ،‬وقد يصعب رؤيتها بالعين المجردة‪.‬‬
‫ج‪ -‬كمية الدم المنسكب في البقعة‪:‬‬
‫البقع صغيرة الحجم تكون غير واضحة‪ ،‬ويصعب رؤيتها‪.‬‬
‫د‪-‬طبيعة ولون السطح الذي توجد عليه البقعة‪:‬‬
‫شدة لون السطح‪،‬أو غسله‪ ،‬يجعل البقع الدموية الموجودة عليه غير‬
‫واضحة‪ ،‬ويصعب رؤيتها بالعين المجردة‪.‬ولذلك يستعان على إظهارها‬
‫باألضاءة الصناعية القوية‪،‬أو باألشعة فوق البنفسجية ‪Ultraviolet‬‬
‫حيث تسلط األشعة على السطح المشتبه به في وجود البقعة غير المرئية‬
‫به‪.‬فإذا حدث لمعان‪،‬أو سطوع‪ ،‬بدرجات مختلفة‪،‬دل ذلك على إحتمال‬
‫وجود بقع دموية‪ ،‬حيث ان لكل سطح‪ ،‬أو مادة‪ ،‬شدة لمعان[‪.]]54[54‬‬

‫أشكال البقع الدموية ومدلوالتها‬

‫‪ - ]53[53‬إبراهيم صادق الجندي‪،‬الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪176‬‬

‫‪ - ]54[54‬إبراهيم صادق الجندي‪،‬الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.176-175‬‬
‫يختلف شكل البقع الدموية حسب حالة الشخص المصاب من حيث السكون‬
‫والحركة‪ ،‬أو الوقوف والرقود‪،‬الى غير ذلك من أوضاع مختلفة أثناء تلقيه‬
‫األصابة‪،‬كما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬بقع دموية كمثرية‪ /‬عرموطية‪ /‬الشكل‪:‬‬
‫سبب تكوينها‪:‬سقوط الدم يميل من جسم متحرك أثناء نقل الجثة أو‬
‫الشخص المصاب‪.‬‬
‫أهميتها‪:‬تدل البقع الكمثرية على نقل الجثة من مكانها األصلي‪،‬أو‬
‫تحرك الشخص المصاب بعد األصابة‪.‬وبتتبع هذه البقع نصل الى مسرح‬
‫الحادث الحقيقي‪ ،‬حيث يدل رأس الشكل الكمثري على إتجاه الحركة أثناء‬
‫النقل‪.‬‬
‫‪-2‬بقع دموية دائرية الشكل‪:‬‬
‫سبب تكوينها‪:‬سقوط الدم عموديًا من جسم ساكن على سطح أفقي‪.‬‬
‫أهميتها‪:‬تفيد في تحديد مسافة السقوط لمعرفة وضع الشخص أثناء‬
‫تلقيه األصابة‪ ..‬فمثًال‪:‬‬
‫‪-‬قطرات دائرية بحدود واصحة تدل على سقوط الدم من علو‬
‫منخفض( حوالي ‪ 52‬سم)‪.‬‬
‫‪-‬قطرات دائرية بحدود مشرشرة تدل على سقوط الدم من علو‬
‫مرتفع( حوالي ‪ 2-1‬متر)‪.‬‬
‫‪-‬قطرات دائرية بحدود مشرشرة بقطرات ثانوية تدل على سقوط الدم من‬
‫علو أكثر إرتفاعًا(أكثر من ‪ 2‬متر)‪.‬‬
‫‪-3‬بقع دموية متناثرة على شكل رذاذ‪:‬‬
‫سبب تكوينها‪:‬تفجر الدم نتيجة قطع شرياني‪-‬كما في حالت الذبح‬
‫الجنائي‪ ،‬أو اإلنتحاري‪،‬أو قطع شريان اليد‪،‬أو أثناء إختراق السالح لجسم‬
‫الضحية‪.‬‬
‫أهميتها‪ :‬تفيد في تحديد مكان المجني عليه أثناء تلقيه األصابة‪ ،‬حيث‬
‫توجد البقع المتناثرة على أقرب األشياء من المجني عليه‪،‬أي أنها تدل‬
‫على موضع الجثة‪ ،‬ومسرح الحادث الحقيقي‪.‬‬

‫تلوثات ولطخات دموية‪:‬‬


‫* إذا كانت على الجدران او الفرش‪،‬أو أي سطوح أخرى‪ ،‬فإنها تدل على‬
‫األحتكاك بيد ملوثة بالدماء‪ ،‬أو على العنف والمقاومة أثناء األصابة‪.‬‬
‫* إذا كانت الجثة وما حولها في صورة برك دموية‪،‬أو بقع كبيرة‬
‫الحجم‪،‬فإنها تدل على ان هذا المكان هو الذي تمت فيه الجريمة‪ ،‬وتكون‬
‫نتيجة إنسكاب الدم لفترة زمنية على األرض مباشرة من المجني عليه‪.‬‬
‫* إذا كانت على األرض في صورة لطخات طولية وذيول‪ ،‬فإنها تدل على‬
‫جر الجثة‪،‬وعلى المكان الذي سحبت منه‪ ،‬حيث تكون شدة تراكم التلوثات‬
‫واللطخات كثيفة في البداية‪ ،‬وتخف تدريجيًا كلما إمتدت مسافة الجر‪.‬كما‬
‫تنتج أيضًا عندما يزحف الشخص بعد األصابة[‪.]]55[55‬‬

‫األهمية الجنائية للبقع الدموية‬

‫يوضح الدكتور فوزي بن عمران بأن الدم حالًيا هو الدليل المعروف و‬


‫األكثر شيوعًا وأهمية في عالم العدالة اإلجرامية‪ .‬فلطخة الدم ليس هناك‬
‫بديل لها ‪ ،‬سواء في األهداف الطبية أو القضائية‪ .‬وجودها دائما يكون له‬
‫عالقة باألشياء المشتبه بها‪ ،‬ومن ضحية ألخرى‪ ،‬وفي مشاهد العنف‪.‬‬
‫ويؤكد الدكتور جالل الجابري بان الدم يعتبر من اآلثار المهمة التي تدل‬
‫على وجود مقاومة في إرتكاب الجريمة‪ ،‬وان الجريمة هي جريمة عنف‪.‬‬
‫وتتخلف بقع الدم في مكان الجريمة‪ ،‬أو على األرض‪ -‬مكان خط سير‬
‫المصاب بعد إصابته‪ -‬إذا ما تم نقله من مكان الجريمة لوضعه مثًال أمام‬
‫القطار على السكة‪ ،‬لكي يبدو حادثًا عرضيًا‪ .‬ومن الممكن أيضًا ان تتخلف‬
‫هذه البقع على مالبس الجاني وأدواته المستعملة في الجريمة‪.‬وكذلك في‬
‫الشقوق األرضية وورق الحائط الناشف وأحواض الغسيل‪.‬وأحيانًا في بقايا‬
‫الماء المتجمع (أسفل حوض المرحاض)أو قد يغسل الجاني يديه في‬
‫الحمام (البانيو) أحيانًا‪.‬‬
‫عمليًا يخبرنا شكل لطخة الدم بالكثيرعن الموقع‪ ،‬والحركة أثناء‬
‫الجريمة‪ ،‬ومن هاجم أوال‪ ،‬والطريقة المستعملة في الهجوم ‪ ،‬و كم مرة‬
‫تمت المهاجمة‪ ،‬الخ‪.‬‬
‫وللدم الرطب في العلم الجنائي قيمة أكبر من الدم الجاف‪ ،‬ألنه يتيح‬
‫إجراء العديد من العمليات عليه‪ .‬وكمثال ‪ :‬الكحول‪ ،‬وكمية المخدر‪،‬‬
‫الموجودة بالدم ‪،‬يمكن أن تقاس من خالل الدم الرطب فقط ‪.‬‬

‫‪ - ]55[55‬إبراهيم صادق الجندي‪،‬الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.179-177‬‬
‫ويبدأ الدم في الجفاف بعد التعرض للهواء خالل ‪ 3‬إلى ‪ 5‬دقائق‪ .‬كما أنه‬
‫يجف‪ ،‬و يتغير لونه نحو األسود والبني‪ .‬والدم في مشهد الجريمة قد يوجد‬
‫على شكل قطرات أو رشات من الدم‪ ،‬أو قشور‪ ،‬كدم متخثر ‪..‬‬
‫ولتجمعات الدم قيمة أكبر في الطب الجنائي من العينة الدموية‬
‫المتخثرة ‪ ..‬فقطرات الدم تدل علي ارتفاع الدم وزاوية سقوطه‪ ،‬ومقدار‬
‫القوة التي سقط بها‪ .‬ويمكن لقطرات الدم الموجودة على الحوائط و‬
‫األرضيات‪ ،‬ان تشير الى أطوال القتلة و أحجامهم‪ ،‬وما إذا كانوا‬
‫يستخدمون أيديهم اليسرى أم اليمنى ‪ .‬والعلم الجنائي يتخصص في تحاليل‬
‫قطرات الدم المتساقطة ‪ ..‬فمثًال‪ :‬إذا كان السقوط عمودًيا على األرض من‬
‫مسافة صفر إلى مترين فسوف تتشكل بقعة من الدم ذات حواف متفرقة‬
‫قليال ‪ .‬أما إذا كان السقوط من مسافة أعلى‪ ،‬فإن بقعة االنتشار سوف‬
‫تكون أوسع من ذلك مع حواف أكثر اتساعًا‪ .‬و عندما يضرب الدم سطحًا‬
‫مائًال تنزلق القطرات نزوًال‪ ،‬وتشكل ذيال‪ ،‬يمثل االتجاه المعاكس للهبوط‬
‫األول ‪.‬‬
‫أثر الدم على الحائط يدل أيًض ا علي اتجاه ومقدار القوه المؤثرة على‬
‫الدم‪ ،‬ويكون اتجاه القوة دائما في اتجاه الذيل‪ ،‬ويقل في نهاية األثر‪ .‬بمعني‬
‫أن المساحة الكبرى من قطرة الدم هي نقطة األصل ‪ ،‬بينما قشور الدم‬
‫تحتاج إلجراء تجارب بلورية عليها للتأكد من أنها قشور دم ‪..‬‬
‫خاليا الدم الحمراء المبردة لديها حياة جزئية تصل إلى ‪ 42‬يوًم ا أما‬
‫خاليا الدم البيضاء فإذا تم تبريدها بشكل صحيح فإن مدة حياتها الجزئية‬
‫قد تصل إلى نحو عام كامل ‪.‬‬
‫ولكي يتم استعمال بقع الدم في مسرح الجريمة إلعادة تمثيل االعتداء ‪,‬‬
‫يجب أن يجد المحققون كل البقع‪.‬وهنا‪،‬يستخدم المحققون ضوًء ا عالي‬
‫الكثافة ‪ ,‬ينتج عنه ضوء بنفسجي قادر على تحديد مكان بقع الدم‪ -‬إذا‬
‫كانت الطريقه ال تكشف الدم‪ ،‬أو في حالة كون مسرح الجريمة قد تم‬
‫تنظيفه‪.‬‬
‫وهناك العديد من عوامل الكشف التي تستخدم الدم‪ .‬اللومينول‬
‫والفلوريسينس ‪ Flourescence‬هى أكثر كواشف الدم شيوعًا‪ .‬ويمكن‬
‫أن تكشف الدم الذي خفف بنسبة ‪ 12‬ألف جزء ماء إلى جزء واحد من‬
‫الدم‪ .‬فاللومينول يكشف قطرات الدم المتناثرة حتى في غرفة مظلمة‪.‬إنه‬
‫يرتبط ببقع الدم و الفلوريسينس يجعله مرئيًا‪ .‬الفلوريسينس حساس جدا‪،‬‬
‫ويتوهج فقط إذا تعرض لألشعة فوق البنفسجية‪ .‬ويتفاعل كل من هذه‬
‫الكواشف عندما يتصل بالحديد الموجود في هيموجلوبين الدم ‪..‬‬
‫للدم الذي وجد على الحائط واألرض أو السقف داللة على مكان كل من‬
‫القاتل والضحية في ذلك الوقت‪ .‬لذا يحلل المحققون كل األدلة‪ ،‬و يعيدون‬
‫رسم المسار‪ .‬ويستعملون حاليًا برامج الكومبيوتر التي تأخذ في حساباتها‬
‫عمل الجاذبية‪ ،‬وموقع الدم‪ .‬ويمكنها بذلك رسم مسار لتناثر قطرة الدم ‪.‬‬
‫وتقدم عالمات الدم كم من المعلومات‪ ،‬وخصوصا إذا سقط الدم على‬
‫رأس السالح‪.‬فيتم تمييز بقع الدم المنحنية إلى اليسار‪ ،‬أو إلى اليمين‪ ،‬و‬
‫هي تكشف أي يد استعملها القاتل ليمسك بالسالح‪ .‬وعرض أثر الدم يمكن‬
‫أن يشير إلى نوع السالح الذي استعمل في الهجوم‪ .‬فمثال السكين يحدد‬
‫أثر الدم‪ ،‬بينما مضرب البيسبول يوسع األثــر‪ .‬والدم الذي يتركه السالح‬
‫يمكن أن يشير إلى الوحشية التي حدثت أثناء الهجوم‪ .‬فوجود آثــار رشات‬
‫قوية من الدم يعزز وجود نية القتل في العقل[‪.]]56[56‬‬

‫كيفية نقل الدم الى المختبر او المعمل الجنائي‬

‫‪ - 1‬بالنسبة للبقع الموجودة على الحواف اليابسة‪،‬كاآلثاث‪ ،‬والجدران‪،‬فانه‬


‫يمكن كشطها بَاالت حادة بعد التأكد من غسلها مقدمًا لتفادي النتائج‬
‫المضللة‪.‬ثم توضع في علبة مغلقة وترسل للمختبر الجنائي‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا كانت بقعة الدم في أحواض الغسيل‪،‬فانه يتم رفعها بقطعة مبللة‪،‬ثم‬
‫ترسل للمختبر الجنائي‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا كانت البقعة على مالبس او مناشف‪،‬فانه يتم التحريز على هذه‬
‫األشياء وإرسالها للفحص‪.‬‬
‫‪ -4‬حين وجود بقع دم رطبة‪،‬فانه يتم إرسالها في إنبوبة إختبار للمعمل‬
‫الجنائي‪.‬‬

‫طرق التحري عن ماهية البقعة‬

‫‪ -1‬إختبار البنزدين‪ :‬وهي طريقة غير قاطعة‪ ،‬وذلك ألن البقع الناتجة من‬
‫عصير بعض الفواكه ُيعطي نفس اللون‪.‬ويتلخص األختبار بإستعمال‬
‫محلول البنزدين(ماء األوكسجين) المحضر حديثًا‪ ،‬وذلك بان يتم دعك‬
‫قطعة من ورق الترشيح بالبقعة الجافة‪ ،‬ثم ُتغمر في المحلول‪.‬فإذا تلوث‬
‫باللون األخضر أو األزرق كانت البقعة دم‪.‬‬

‫‪ - ]56[56‬جالل الجابري‪ ،‬الطب الشرعي القضائي‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.92 -86‬‬
‫‪ -2‬إختبار المالكيت‪ :‬يتم تحضير محلول مالكيت على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ 1‬غم ليكومالكيت ‪ 100 +‬سم مربع حامض الخليك ‪ 100 +‬سم مكعب‬
‫ماء مقطر‪.‬‬
‫الطريقة‪ :‬يكشط جزء من البقعة الجافة على ورقة ترشيح‪ ،‬ثم تالمس‬
‫بنقطة من المحلول عن طريق قضيب من الزجاج‪.‬فإذا كانت البقعة دمًا‬
‫تلون المحلول بلون غامق‪.‬‬
‫وننبه الى ضرورة مراعاة نظافة األدوات التامة بالطبع لتفادي التضليل‪.‬‬
‫‪ -3‬طريقة الفحص المجهري‪ :‬وذلك بإذابة جزء من البقعة في محلول‬
‫هيدروكسيد البوتاسيوم ‪ ،% 30‬ثم تضاف إليها قطرة من محلول كبريتات‬
‫النشادر المائية‪.‬فتظهر بالفحص المجهري طبقة ملونة‪ -‬إن كانت البقعة‬
‫دمًا‪.‬‬

‫كيفية التفريق بين الدم اآلدمي والدم الحيواني‬

‫قد يكون المشتبه به يعمل جزارًا‪ ،‬ويدعي ان الدم على مالبسه من َاثار‬
‫المهنة‪.‬لذلك فمن السهل التعرف على صدق إدعائه بالطرق التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬ميكروسكوبيًا‪ :‬فحص كريات الدم‪ ،‬ومراعاة إختالفها في اإلنسان عنه‬
‫في الحيوان‪.‬‬
‫‪ -2‬إستعمال األمصال‪ :‬تستعمل أمصال دم اإلنسان والحيوان‪،‬فتظهر حلقة‬
‫بيضاء في األنبوبة على المصل المطابق لبقعة الدم‪.‬‬
‫‪ -3‬دراسة فصائل الدم‪:‬في بعض الحاالت يدعي المشتبه بهم ان الدم‬
‫العالق بمالبسهم هو أثر حيض‪،‬أو جرح‪ .‬لذلك يجب فحص فصيلة دم‬
‫المشتبه به‪ ،‬وكذلك الفصيلة التي تنتمي إليها بقعة الدم التي ُعثر عليها‪.‬‬

‫البقع والتلوثات اللعابية‬

‫مواضع البحث عن البقع والتلوثات اللعابية‪:‬‬

‫‪-1‬التلوثات اللعابية التي قد يتركها المجرم‪ :‬تتواجد غالبًا على‪:‬‬


‫أ‪ -‬بقايا الطعام في مسرح الحادث‪ ،‬كتفاحة أو موز‪ ،‬مثًال‪.‬‬
‫ب‪ -‬عقاب السجائر‪،‬واألكواب الزجاجية‪،‬بمسرح الجريمة‪.‬‬
‫وُيذكر‪ ،‬ان ألعقاب السجائر الموجودة بمسرح الجريمة أهميتها‬
‫الجنائية‪ ،‬حيث يمكن من خالل اللعاب الموجود عليها ومقارنته باللعاب‬
‫الخاص بالشخص المشتبه به‪ ،‬ان تؤكد ان هذا اللعاب يخص صاحب‬
‫أعقاب السجائر التي وجدت بمكان الواقعة ‪.‬‬
‫ج‪ -‬مكان العضة اآلدمية على جسم‪،‬أو مالبس المجني عليه‪،‬أو المجني‬
‫عليها‪.‬‬
‫د‪ -‬البصاق في مسرح الحادث‪.‬‬
‫ه‪ -‬طابع البريد ومظاريف الرسائل‪،‬وذلك في حاالت الطرود الملغومة‪،‬‬
‫ورسائل التهديد‪ ،‬واألختطاف‪ ،‬حيث يستخدم اللعاب في لصق األظرف‬
‫وطوابع البريد‪.‬‬

‫‪ -2‬التلوثات اللعابية التي قد يتركها المجني عليه‪،‬أو المجني عليها‪:‬‬


‫تتواجد غالبًا‪:‬في مكان العضة اآلدمية على جسم أو مالبس الجاني‪.‬‬

‫األسئلة التي توجه الى المعمل الجنائي في حالة البقع اللعابية‬

‫يستفسر المحقق الجنائي في األستمارة التي يرسلها مع العينات الى‬


‫المعمل المختبر‪ /‬الجنائي‪ ،‬عن ما يلي‪:‬‬
‫أ‪-‬هل البقعة لعابية أم ال ؟‬
‫يمكن معرفة ذلك بواسطة إختبار النشا واليود للكشف عن األنزيمات‬
‫الهاضمة للنشا‪.‬فإذا كانت البقعة لعابية ُيشاهد لونًا أحمرًا‪ ،‬يتحول الى‬
‫األصفر باألنبوبة التي تحتوي على البقعة المشتبه بها‪ ،‬وكذلك باألنبوبة‬
‫التي تحتوي لعاب‪ ،‬وذلك لتحلل النشا بفعل األنزيمات الهاضمة له‪ ،‬والتي‬
‫توجد في اللعاب‪ .‬أما األنبوبة التي فيها قطعة غير ملوثة‪ ،‬واألنبوبة التي‬
‫فيها قطرات ماء‪،‬فيظل اللون األزرق لبقاء النشا دون تحليل‪.‬‬
‫ب‪-‬هل البقعة اللعابية لذكر أم أنثى؟‬
‫يتم معرفة ذلك بفحص الخاليا البشرية الموجودة في اللعاب للكشف‬
‫عن الكروموسومات الجنسية‪ ،‬التي تكون في الذكر ‪ XY‬وفي األنثى‬
‫‪ -XX‬كما أوضحنيا في محاضرة سابقة‪.‬‬
‫ج‪-‬ألي شخص تعود البقع اللعابية ؟‬
‫يمكن معرفة ذلك عن طريق تحديد الفصائل الدموية ‪، ABO‬حيث ان‬
‫‪ % 80‬من الناس يفرزون المادة المسؤولة عن تحديد فصيلة الدم‬
‫بسوائلهم‪،‬كاللعاب‪ ،‬والمني‪،‬والعرق‪.‬وكذلك عن طريق فحص بصمة‬
‫الحامض النووي‪ ،‬التي تعتبر‪ -‬كما أوضحنا‪ -‬وسيلة نفي وإثبات بنسبة‬
‫‪.% 100‬‬

‫األهمية الفنية الجنائية لفحص البقع والتلوثات اللعابية‬

‫التعرف على المجرمين في العديد من الجرائم المختلفة‪ ،‬مثل جرائم‬


‫السرقة‪ ،‬والقتل‪ ،‬واألغتصاب‪ ،‬وذلك عن طريق بصمة الحامض النووي‬
‫‪،DNA‬التي يمكن تحديدها من فحص التلوثات اللعابية الموجودة في‬
‫مسرح الجريمة‪،‬أو لدى المجني عليه‪ ،‬ومقارنتها ببصمة المتهم‪،‬أو‬
‫المشتبه به‪ .‬وهي‪ -‬كما أسلفنا مرارًا‪ -‬وسيلة نفي أو إثبات بنسبة ‪100‬‬
‫‪.%‬وبذا يمكن الربط بين المتهم والجريمة‪ ،‬وتحديد شخصية صاحب‬
‫اللعاب[‪.]]57[57‬‬

‫بصمة العرق‬

‫أمكن تحليل عرق األشخاص بواسطة التحليل الطيفي للتعرف علي‬


‫عناصره‪.‬وقد أكتشف العلم أن لكل شخص بصمة عرق خاصة به تميزه‬
‫‪ - ]57[57‬إبراهيم صادق الجندي‪،‬الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية‪،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.203-201‬‬
‫عن غيره‪ .‬وتعتبر رائحة عرق الجسم أحد الشواهد في مكان الجريمة‪.‬‬
‫لهذا تستخدم الكالب البوليسية المدربة في شمها‪ ،‬والتعرف علي المجرم‬
‫من رائحته‪.‬‬

‫هذا وُننوه بأنه في الماضي لم يكن بمقدور األدلة الجنائية الحصول علي‬
‫دليل ال ُيري بالعين المجردة‪،‬الى ان أخترعت األجهزة التي أصبحت تتعرف‬
‫على الدليل وتراه‪ .‬العدسات المكبرة هي أول أداة استخدمت في هذا‬
‫المجال‪ .‬ومازالت تستخدم في مسرح الجريمة‪ ،‬كفحص أولي سريع‪.‬‬
‫واليوم تستخدم عدسات الميكروسكوب الضوئي المركب لتكبير صور‬
‫األشياء أكبر بعشرات مرات من العدسة المكبرة العادية‪ .‬وفي عام ‪1924‬‬
‫استخدم الماسح الميكروسكوبب اإللكتروني‪ ،‬وأعطي صورا ثالثية األبعاد‬
‫مكبرة ألكثر من ‪ 150‬ألف مرة‪ .‬وهذه الطريقة تستخدم في التعرف علي‬
‫اآلثار الدقيقة جدًا المكونة من المواد‪ ،‬كالدهانات أو األلياف‪.‬‬

‫البقع المنوية‬

‫البقع المنوية تتخلف في حاالت اإلغتصاب والزنا والفسق على المالبس‬


‫أو على الفراش‪.‬أما البقع المنوية الرطبة‪،‬فهي تتميز برائحة تشبه رائحة‬
‫العجين او اللحم النيئ‪.‬وفي هذه الحالة يتم التحرز على هذه البقع‪،‬‬
‫وفحصها مجهريًا‪.‬‬
‫أما إذا كانت البقع جافة‪ ،‬فإنها تأخذ شكل خريطة‪ ،‬ويجب التحرز عليها‬
‫بحذر‪ ،‬بحيث ال تتكسر‪ ،‬ومن ثم فحصها مجهريًا بعد ترطيبها بمحلول الـ‬
‫‪. Saline‬كذلك يجب على المحقق مالحظة اآلثار األخرى على المشتبه‬
‫به‪ ،‬ألنه قد تكون البقع المنوية أثر إحتالم أو إستحالم‪،‬أو مواقعة‬
‫أخرى‪،‬فيجب اإلنتباه الى َاثار العنف والمقاومة‪.‬‬

‫فحص البقع المنوية‬

‫فحص بقع المني(من حيامن أو حيوانات منوية) هو أحد االختبارات‬


‫المهمة التي تحدث غالبا في حوادث القتل‪ ،‬واالغتصاب ( التحرش‬
‫الجنسي – الزنا – اللواط – المواقعة )‪ .‬ويكون التعامل مع هذا االختبار‬
‫على نحو العينات المأخوذة من مسرح الجريمة‪ ،‬أو من المبرزة الجرمية‪،‬‬
‫المرسلة من مراكز الشرطة‪ ،‬أو النيابة‪ ،‬سواء كانت مالبس المجني‬
‫عليها‪ ،‬أو الجاني‪ ،‬أو مسحات مهبلية مأخوذة من الضحية ( المجني عليها‬
‫)‪ ،‬أو مسحات شرجية في قضايا المواقعة واللواط ‪.‬‬

‫أنواع االختبارات‬
‫‪ .1‬معرفة هل البقع لسائل منوي من عدمه‪ :‬باستخدام األشعة فوق‬
‫البنفسجية (‪ )U.V‬لتحديد مكان البقع على المالبس واألسطح المختلفة ‪.‬‬
‫‪ .2‬نقل البقع وفردها على شرائح‪ ،‬واستعمال األصباغ الخاصة‪ ،‬بها‬
‫وفحصها على المجهر‪ ،‬لتحديد الحيوانات المنوية‪ -‬إن وجدت ‪.‬‬
‫‪ .3‬التعامل معها في وسط مغذي‪ ،‬باستخدام طريقة ‪ ،Gel diffusion‬أى‬
‫التفاعل بين الجسم المضاد والمولد المضاد‪. antigen + antibody :‬‬
‫ويستخدم هذا االختبار في حالة عدم وجود حيوانات منوية في البقعة‬
‫المشتبه بها‪ ،‬ذلك ألنه اليمكن‪ ،‬أحيانا‪ ،‬نفي وجود السائل المنوي‪ ،‬نظرا‬
‫لوجود بعض األشخاص الذين يقومون باالعتداء جنسيا على الضحية‪ ،‬وقد‬
‫يكون الجاني عقيما مثال‪ ،‬أو حدث انحالل وتكسر لشكل الحيوانات‬
‫المنوية‪ ،‬نتيجة لعمر البقعة‪ ،‬أو بتأثير الظروف الجوية‪ ،‬التي تتعرض لها‬
‫البقعة قبل الحصول عليها ‪.‬‬

‫الفصل الثاني عشر‬

‫الجرائم الجنسية‬

‫الجرائم الجنسية هي من أكثر الجرائم شيوعًا‪ ،‬خاصة في البلدان‬


‫النامية‪.‬ومن الجرائم الشائعة في هذا المضمار‪ :‬األغتصاب واللواط‪.‬وهاتان‬
‫الجريمتان سنركز عيهما في هذا الفصل‪.‬‬

‫األغتصاب‬

‫األغتصاب ‪ Rape‬هو مواقعة الرجل غير الزوج ألنثى مواقعة جنسية‬


‫تامة دون رضاها‪.‬والمقصود بالمواقعة الجنسية التامة ان يتم ولوج‬
‫قضيب الذكر في فرج األنثى جزئيًا أو كليًا‪ ،‬وال ُيشترط األمناء (األستفراغ‬
‫المنوي) لتتم الجريمة‪.‬وإنما يتم توافر جريمة األغتصاب حيثما تم الفعل‬
‫بدون رضا المجني عليها‪ ،‬ورغمًا عنها‪.‬كما يجب ان تتوافر الشروط اآلتية‬
‫لكي يعتبر رضا األنثى صحيحًا‪:‬‬
‫‪-1‬ان يكون عمر األنثى ‪ 18‬عامًا‪ .‬فإذا تمت مواقعة جنسية بين ذكر وأنثى‬
‫برضاها‪ ،‬وكان عمرها أقل من ‪ 18‬عامًا‪ ،‬تعتبر الحالة إغتصاب‪.‬‬
‫‪-2‬ان تكون األنثى عاقلة‪،‬فإذا تمت المواقعة الجنسية مع أنثى بلهاء او‬
‫مجنونة‪ ،‬ال تعد بهذا رضًا وتعتبر الحالة إغتصابًا‪.‬‬
‫‪-3‬ان ال تكون األنثى واقعة تحت تهديد او تأثير مادي او معنوي‪.‬‬
‫‪-4‬ان تكون األنثى في وعي تام‪ ،‬وان ال تكون تحت تأثير مسكر او مخدر‪.‬‬
‫‪5[58‬‬
‫‪ -5‬أال تتم المواقعة بالخداع وذلك بأن يتقمص الجاني شخصية الزوج[‬
‫‪.]]8‬‬

‫عالمات جريمة األغتصاب‬

‫لكي ُتشخص جريمة اإلغتصاب فالبد من فحص كل من الجاني والمجنى‬


‫عليها فحصًا دقيقًا بحثًا عن عالمات وأعراض تشير الى ان المواقعة‬
‫الجنسية قد تمت دون رضى المجني عليها‪.‬فلكي تتم المواقعة الجنسية‬
‫دون رضا األنثى البد من ان تقاوم الذكر بكل ما أوتيت من قوة ومن‬
‫وسائل‪.‬والبد لهذه المقاومة ان تترك َاثارها في كل من األنثى والذكر‪.‬وهذه‬
‫اآلثار ال توجد فقط على جسم كل منهما‪ ،‬ولكن توجد أيضًا في مالبسهما‪.‬‬

‫‪ -1‬فحص المجني عليها‬


‫أ‪-‬فحص المالبس‪:‬‬
‫يجب ان تفحص المالبس والبحث عن َاثار المقاومة‪ ،‬مثل التمزقات‬
‫والقطوع أو فقدان األزرار‪.‬كما تفحص التلوثات المشتبه بها‪ ،‬سواء كانت‬
‫تلوثات دموية الشكل أو تلوثات منوية الشكل‪.‬وتفحص أيضًا المالبس‬
‫ويبحث فيها عن التلوثات التي قد تشير الى مكان وقوع الجريمة‪ ،‬كالطين‬
‫او بقع الحشائش‪.‬‬
‫ب‪-‬جسم المجني عليها‪:‬‬
‫يكتفي ضابط الشرطة بإثبات العالمات الظاهرة بمالبس المجني عليها‬
‫أو باألجزاء المكشوفة من جسمها‪ ،‬مثل اليدين‪ ،‬وال يحاول إزاحة المالبس‬
‫ألي مدى‪ ،‬وإال أعتبر متهمًا بهتك ِع رضها‪.‬‬

‫‪ - ]58[58‬جالل الجابري‪ ،‬الطب الشرعي القضائي‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.229‬‬


‫أما الطبيب العدلي‪ ،‬فلكي يقوم بالكشف على المجني عليها‪ ،‬يجب عليه‬
‫أخذ موافقتها‪،‬إذا كانت بالغة‪،‬أو موافقة الحاضر معها من ذويها‪،‬إذا كان ت‬
‫قاصرًا‪.‬وتفحص المجنى عليها بحثًا عن عالمات المقاومة العامة‬
‫بجسمها‪.‬كما تفحص العالمات الموضعية لإلغتصاب بإعضائها التناسلية‬
‫الخارجية‪ .‬وتبدو عالمات المقاومة العامة على هيئة سحجات أظفرية‪،‬‬
‫وكدمات صغيرة بالوجه‪ ،‬وخاصة حول الفم‪ ،‬في محاولة الجاني لمنع‬
‫المجني عليها من الصراخ واإلستغاثة‪.‬كما قد توجد حول العنق‬
‫وبالساعدين وحول رسغ اليدين‪.‬وقد تشاهد بالصدر حول الثديين‪.‬ومن‬
‫البديهي ان تقاوم األنثى لمنعه من األقتراب منها وإعتصابها بضم الفخذين‬
‫بكل قوة لها‪.‬‬
‫لكي يقوم الجاني بالوصول الى غرضه‪ ،‬البد من ان يقوم بإبعاد الفخذين‬
‫حتى يصل الى فرجها‪ ،‬وكلما كانت مقاومة المجني عليها شديدة‪،‬إضطر‬
‫الجاني الى إستخدام العنف في إبعاد الفخذين بواسطة يديه‪ ،‬مما يتوقع‬
‫معه وجود سحجات أظفرية او كدمات على السطح الداخلي للفخذين‪.‬وقد‬
‫نجد هذه السحجات والكدمات حول فرج المجنى عليها‪ ،‬حول الشفرتين‬
‫الغليظتين والصغيرتين والبظر نتيجة لمحاولة الجاني إيالج قضيبه في‬
‫فتحة الفرج‪.‬‬
‫وفي حالة األنثى العذراء‪ ،‬فقد نجد تمزقًا حديثًا بغشاوة البكارة‪ ،‬وهذا ما‬
‫ال نجده في حالة األنثى غير العذراء‪.‬ولذا فان القاعدة العامة‪ :‬ان عالمات‬
‫المقاومة في جسم المجني عليها تكون أكثر وضوحًا عن العالمات‬
‫الموضعية في الفرج ( تمزق غشاء البكارة)‪.‬‬
‫ويجب هنا البحث عن البقع المنوية على األعضاء التناسلية لألنثى‪،‬‬
‫وخاصة إذا كان شعر العانة ثابتًا‪ ،‬حيث تتعلق به المواد المنوية‪ .‬كما‬
‫يفحص المني في حالة إختراق بمهبل المجنى عليها بواسطة أخذ مسحة‬
‫من المهبل وإرسالها الى المعمل السيرولوجي لفحص المني فيها‪.‬‬
‫ويتعين فحص المجني عليها من األمراض التناسلية‪ ،‬كالسيالن‪.‬على‬
‫سبيل المثال‪:‬إذا أثبت الفحص ان األنثى تعاني من مرض السيالن الحاد‬
‫وتبين من فحص الجاني أنه مريض بمرض السيالن‪،‬فان هذا يعتبر قرينة‬
‫على المواقعة الجنسية‪.‬‬

‫‪-2‬فحص الجاني‬
‫أ‪ -‬تفحص مالبس الجاني عن َاثار مقاومة من جانب المجني عليها‪.‬كما‬
‫تفحص البقع المشتبه فيها عن َاثار دم المجني عليها نتيجة فض غشاء‬
‫البكارة‪.‬‬
‫ب‪ -‬يفحص عموم جسم الجاني عن َاثار مقاومة المجني عليها‪.‬وتبدو هذه‬
‫اآلثار عامة على هيئة سحجات أظفرية او كدمات أو َاثار لعضة‪.‬‬
‫ج‪ -‬يفحص الجاني عن عالمات األمراص السارية‪ ،‬كالسيالن[‪..]]59[59‬‬

‫اإلعتداءات الجنسية‬

‫ينص قانون العقوبات في البلدان العربيةعلى جريمة هتك الِع رض‪ .‬ومن‬
‫عناصر جريمة هتك العرض وقوع الجماع بإدخال العضو التناسلي في‬
‫فرج الضحية‪ .‬وتنص على الفعل المخل بالحياء‪ .‬والفعل المخل بالحياء قد‬
‫يكون بعنف ضد بالغ أو قاصر‪ ،‬أو دون عنف على قاصر‪ ،‬وقد يكون ضد‬
‫ذكر أو أنثى‪.‬‬
‫في مثل هذه الجرائم‪ ،‬كثيرا ما يطلب من الطبيب العدلي فحص الضحية‬
‫لبيان صحة وقوع االعتداء‪ ،‬وبالتالي قيام الجريمة‪ .‬وهكذا‪ ،‬ففي جريمة‬
‫هتك العرض (االغتصاب) فإن وجود تمزق غشاء البكارة حديثًا‪ ،‬وما‬
‫يرفق ذلك من نزيف دموي‪ ،‬هو العالمة الرئيسية التي تساعد على‬
‫تشخيص هتك العرض‪ ،‬ولو أن غشاء البكارة ال يتمزق دائما عند اإليالج‪.‬‬
‫كما قد يترافق هتك العرض أو الفعل المخل بالحياء‪ ،‬بدفق منوي سواء في‬
‫مهبل المرأة أو على ثياب وجلد الضحية‪.‬‬
‫ويبحث الطبيب العدلي أيضًا عن عالمات عامة ناتجة عن مقاومة‬
‫الضحية للفاعل‪ ،‬ونستدل على عدم رضا الضحية بظهور هذه العالمات‬
‫على شكل كدمات أو سحجات أو خدوش‪ ،‬كما أن الوطء الشرجي يترك‬
‫عالمات تدل على إيالج القضيب في الشرج‪.‬‬
‫يساع فحص الطبيب العدلي للضحية‪ ،‬وبحثه عن العالمات المذكورة‪،‬‬
‫في إثبات الركن المادي للجريمة بإقامة الدليل العلمي‪ .‬وقد يطلب من‬
‫الطبيب تشخيص الحمل الذي يدل على وقوع الفعل الجنسي‪ .‬وفي حاالت‬
‫أخرى‪ ،‬فإن تشخيص الوضع(الوالدة)‪ ،‬وتقدير المدة التي مضت على‬
‫الوالدة‪ ،‬قد يهم القضاء‪ ،‬وقد يحدث وأن تجهض المرأة وتتخلص من‬
‫محصول الحمل‪ ،‬دون سبب صحي‪ ،‬وهي جريمة معاقب عليها قانونيًا‬

‫‪ - ]59[59‬جالل الجابري‪ ،‬الطب الشرعي القضائي‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.230‬‬


‫وتشخيص اإلجهاض قد يكون نقطة اإلنطالق لكشف جرائم جنسية‪ ،‬إذ‬
‫أن الضحية ال تتقدم دائما بشكوى في مثل هذه الجرائم‪ ،‬فقد تكون قاصرًا‪.‬‬
‫واإلجهاض هنا هو الدليل على وقوع الفعل الجنسي‪ ،‬كما قد يساعد في‬
‫كشف جرائم جنسية أخرى‪ ،‬كالفواحش‪-‬الواردة في قانون العقوبات في‬
‫الدول اإلسالمية‪..‬‬

‫فحص البقع المنوية‬

‫في الفصل السابق أكدنا بأن فحص البقع المنوية هو أحد االختبارات‬
‫المهمة التي تحدث غالبا في حوادث االغتصاب ( التحرش الجنسي)‪ .‬ويتم‬
‫االختبار هنا بأخذ مسحات مهبلة‪ ،‬وعينات من مسرح الجريمة‪ ،‬أو من‬
‫المبرزة الجرمية‪ ،‬المرسلة من مراكز الشرطة‪ ،‬أو النيابة‪ ،‬سواء كانت‬
‫مالبس المجني عليها‪ ،‬أو الجاني‪ ،‬لغرض معرفة هل البقع لسائل منوي‪،‬‬
‫وهل هي للمتهم‪.‬‬
‫للمزيد من المعلومات‪:‬راجع الفصل السابق‪.‬‬

‫اللواط‬

‫اللواط ‪ Sodomy‬يعني إتيان الذكر للذكر من دبره‪ ،‬بإيالج القضيب في‬


‫دبر المجنى عليه‪.‬ويعتبر اللواط من قبل هتك الِع رض في تشريعات الدول‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وبضمنها العربية‪.‬كما تشدد العقوبة إذا وقع هذا األعتداء‬
‫الجنسي الشاذ على طفل أقل من ‪ 7‬سنوات‪.‬‬
‫وتترك هذه الواقعة الجنسية الشاذة َاثارًا عديدة‪،‬خصوصًا إذا ما تمت‬
‫على شخص ألول مرة‪ ،‬وإتسمت بالعنف‪.‬‬

‫اآلثار الناجمة عن المواقعة الجنسية الشاذة‬

‫أبرز اآلثار الناجمة عن هذه الجريمة‪:‬‬


‫‪ -1‬تكدم دائري يحيط بفتحة الشرج ناتج عن دفع القضيب أو إيالجه ناحية‬
‫فتحة الشرج بشدة‪.‬‬
‫‪ -2‬جروح حوافية متورمة ودامية ومؤلمة لفتحة الشرج‪.‬وغالبًا ما يتخذ‬
‫الجرح شكًال مثلثًا في الجزء الخلفي من فتحة الشرج ورأس المثلث‬
‫متجهة ناحية فتحة الشرج‪ ،‬وقاعدته بالجلد حول فتحة الشرج‪.‬في الغالب‬
‫يشاهد هذا الجرح في الجزء الخلفي من فتحة الشرج‪.‬‬
‫‪ -3‬إنقباض شديد بالعضلة العاصرة لفتحة الشرج نتيجة لآلالم الناشئة‬
‫والشديدة عن جرح الشرج‪.‬‬
‫وفي حالة اللوطي ‪،Pederasty‬أي سلوك الشخص لهذه الواقعة‬
‫الجنسية الشاذة‪ ،‬عندئذ تظهر بالشرج عالمات تشير الى تكرار إيالج‬
‫القضيب في فتحة شرجه‪ .‬وهذه العالمات هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬تبدو فتحة شرج اللوطي في مستوى أعمق من مستواها العادي بين‬
‫األليتين‪ ،‬وتوصف فتحة الشرج بأنها محتقنة الشكل‪.‬‬
‫ب‪ -‬يفقد الجلد حول فتحة الشرج ثنياته نصف القطرية المشاهدة طبيعيًا‬
‫حول فتحة الشرج‪ ،‬ويبدو الجلد حولها أملسًا‪.‬‬
‫ج‪ -‬إرتخاء العضلة العاصرة لفتحة الشرج‪ ،‬وفقد قوامها‪ ،‬وتتمدد فتحة‬
‫الشرج بسهولة عند الجذب على األليتين للخارج‪.‬‬
‫د‪ -‬يشاهد أثر إلتئام جرح فتحة الشرج‪ ،‬ويعرف بأثر اإللتئام اإلشعاعي‪،‬‬
‫حيث انها تأخذ شكل أشعة الشمس‪.‬‬
‫ه‪ -‬فقد اإلنعكاس الشرجي‪ ،‬وهو إنقباض فتحة الشرج طبيعيًا عند لمس‬
‫الجلد حولها[‪.]]60[60‬‬

‫الموقف من مرتكبي الجرائم الجنسية ضد األطفال‬

‫يرتكب االعتداءات الجنسية على األطفال‪،‬عادة‪ ،‬أصحاب السوابق‪ ،‬الذين‬


‫غالبًا ما تكون جرائمهم بحق األطفال ليست المرة األولى‪ .‬وال تتجاوز‬
‫نسبة من يرتكبون مثل هذه الجرائم للمرة األولى عتبة الـ‪ %25‬وفقا‬
‫لتقديرات غير رسمية‪ ،‬في حين يواصل نحو ‪ %75‬من أصحاب السوابق‬
‫ارتكاب جرائمهم المرة تلو المرة‪ ،‬ال يفصل بينها سوى فترة الحكم التي‬
‫يقضيها المجرم داخل السجن‪ .‬فما إن يخرج حتى يعاود البحث عن ضحية‬
‫جديدة القتراف جريمته البشعة‪ ،‬وقد ينجح في ارتكاب عدد منها في غفلة‬
‫عن عيون الناس والقانون‪ -‬يؤكد األستاذ يحيى األوس‪-‬أحد الناشطين في‬
‫مجال حقوق الطفل‬
‫وللتأكيد فقط‪ ،‬فإن أول االجراءات التي تتبع‪،‬من وجهة نظر األوس‪ ،‬عند‬
‫كل حادثة اغتصاب جديدة‪ ،‬هي عرض صور لمشتبه بهم وأصحاب‬

‫‪ - ]60[60‬جالل الجابري‪،‬الطب الشرعي القضائي‪،‬مصدر سابق‪.233 -231 ،‬‬


‫سوابق‪ .‬في حين ال تعود نسبة قليلة منهم إلى اقتراف مثل هذه الجرائم من‬
‫جديد‪ .‬كما يلوذ بالفرار عشرات بل مئات منهم كون ضحاياهم من األطفال‬
‫غير القادرين على الدفاع عن أنفسهم‪ ،‬او غير القادرين على التعرف على‬
‫الُج ناة‪ .‬وآخر األمثلة على ذلك هو مجرم بلدة النشابية في ريف دمشق‪،‬‬
‫مغتصب وقاتل الفتاة ابنة االعوام االربعة‪ ،‬الذي أعدم غير مأسوف عليه‬
‫قبل أسابيع‪ .‬فقد كان لهذا الوغد سوابق أخرى في االعتداء على طفلة لم‬
‫تتجاوز األحدى عشرة سنة في محافظته‪ ،‬ومحاولة استدراج طفل وطفلة‬
‫في بلدة النشابية نفسها‪.‬‬
‫ويضيف األوس‪ ،‬بأن األمر يزداد سوءًا عندما يكون المجرم المغتِص ب‬
‫ممن سبق له أن تعرض العتداء من قبل شخص آخر‪ ،‬إذ تصبح هذه‬
‫الجريمة بالنسبة له تفريغ للشحنات السلبية التي تمأل حياته فتشعره‬
‫باالرتياح أو باسترداد الكرامة كونه يتشارك مع الطفل الذي يعتدي عليه‬
‫الشعور نفسه‪ .‬ولطالما بقيت هذه الجرائم في ذاكرة األطفال المعتدى‬
‫عليهم على شكل كوابيس وأمراض نفسية تحتاج إلى الكثير من الرعاية‬
‫النفسية واالجتماعية‪ ،‬التي تعجز عائالت وأسر فقيرة الحال على توفيرها‬
‫لألطفال المعتدى عليهم لتجاوز األزمة‪ ،‬مما يجعل من أثرها تدميريا‬
‫عليهم‪ ،‬وتؤدي إلى تدمير مستقبل الطفل أو دفعه باتجاه خاطئ قد يؤدي‬
‫إلى إعادة التجربة مع طفل آخر‪.‬‬
‫وهذا ما يثير العديد من التساؤالت عن جدوى الوظيفية اإلصالحية‬
‫ألماكن التوقيف‪ ،‬سواء السجون أم دور األحداث‪ ،‬وهل فعًال تساهم هذه‬
‫األماكن في إصالح المجرم؟ أم انها مجرد مكان للعقاب ال يفعل أكثر من‬
‫أنه يساهم في زيادة غلو النزيل فيه ويؤجج حقده على المجتمع؟ خاصة‬
‫مع كل هذه التجاوزات التي تقع في مراكز توقيف األحداث من اعتداءات‬
‫جنسية وجسدية‪ ،‬تعمق النزعة اإلجرامية لدى الطفل الموقوف أكثر مما‬
‫تزيلها أو تهذبها‪.‬‬
‫ويورد األوس تجربتين ناجحتين بتقديره‪:‬‬
‫في العام ‪ 1994‬شهدت الواليات المتحدة األمريكية جريمة شنيعة‪ ،‬راح‬
‫ضحيتها الطفلة ميجان نيكول كانكا‪ ،‬التي تعرضت لالغتصاب والقتل على‬
‫يدي مجرم ذو سوابق‪ ،‬وكان لهذه الجريمة تداعيات قانونية بالغة‪،‬‬
‫فالقانون األمريكي أصبح منذ ذلك الحين ُيلزم مرتكبي هذا النوع من‬
‫الجرائم على تسجيل أسمائهم في أقرب مركز للشرطة‪ ،‬خالل وبعد إنهاء‬
‫مدة العقوبة‪ ،‬كما يتم تعميم أسماءهم على شبكة االنترنيت‪ ،‬بحيث يتمكن‬
‫اي شخص من معرفة ما إذا كان يعيش بالقرب منه شخص له سوابق‪.‬‬
‫وبالتالي أخذ الحذر والحيطة‪.‬‬
‫وفي تشيكيا هناك قانون أكثر ردعًا يقضي بإخصاء المعتدين على‬
‫األطفال من خالل اإلخصاء الجراحي والكيميائي الذي تلجأ إليه السلطات‬
‫مع المتهمين باالعتداء الجنسي على األطفال‪ .‬وهو يتم بموافقة الذين‬
‫ارتكبوا اعتداءات جنسية وجرائم قتل‪ ،‬كبديل عن قضاء حياتهم كلها‬
‫سجناء في مستشفى لألمراض النفسية‪ .‬علمًا أن جميع المدانين بتهمة‬
‫االعتداء الجنسي على األطفال يخضعون في تشيكيا لما يطلق عليه العالج‬
‫الوقائي في مستشفيات للعالج النفسي‪ ،‬حيث يخضعون لالخصاء الكيميائي‬
‫في حال أرادوا ذلك‪ .‬وهذه العمليات ال تجرى إال ضد أولئك الذين يكررون‬
‫اعتداءاتهم‪ ،‬وأغلبهم مدمنون على الكحوليات والمخدرات‪.‬‬
‫التجربتان أثبتتا تقدما ملحوظًا في خفض معدالت األعتداءات الجنسية‬
‫المرتكبة ضد األطفال‪ ،‬وال يزال البحث جاريا عن توفير بدائل إضافية‬
‫تكون أكثر أمانة‪ ،‬ليست عالجية فقط‪ ،‬بل ووقائية أيضًا‪ .‬وال يظن األوس‬
‫أنه من الصعب تطبيقهما في البلدان العربية‪ ،،‬بل يعتقد أنه من الواجب‬
‫تطبيق مثل هذه اإلجراءات على مغتصبي األطفال‪ ،‬بحيث يتم نشر أسمائهم‬
‫في أقسام الشرطة‪ ،‬ولدى المخاتير‪ ،‬وتعريف الناس بهم‪ ،‬كما يجب ان تتم‬
‫مراقبتهم عن كثب بسبب افتراض امكانية تكرار االعتداء‪ ،‬و يجب ان‬
‫يقوموا بالمراجعة الدورية بعد انتهاء مدة العقوبة للتأكد من سلوكهم‬
‫وأفكارهم‪ .‬وليس من باب التندر أقول‪ -‬والكالم لألوس‪ -‬على الدولة أن‬
‫توفر لهم قدر واف من الرقابة بنفس القدر الذي توفره لمراقبة السياسين‬
‫المعارضين لها‪ ،‬ألن نجاحها في مراقبة مغتصبي األطفال من أصحاب‬
‫السوابق‪ ،‬سيؤمن لها خدمات أرقى وأجل من المهمة الثانية‪ .‬وإذا كنا‬
‫ننتظر الدافع لنتخذ إجراء مثل اإلجراء الذي اتخته الواليات المتحدة عقب‬
‫جريمة الفتاة ميجان كانكا‪ ،‬فليس من الواجب التذكير بأي حادثة مؤسفة‬
‫أخرى‪ ،‬ولربما ستبقى طفلة النشابية المثال الكثر سطوعًا لفترة طويلة من‬
‫الزمن[‪.]]61[61‬‬
‫وفي الوطن العربي يعتبر د‪.‬شمالن يوسف العيسى ان المسؤولية‬
‫الكبرى تقع على الحكومة والمجتمع ككل‪ ،‬ويدعو الى دراسة المشكلة‬
‫بشكل علمي وموضوعي وحيادي‪ ،‬بعيدا عن رجال الدين والسياسيين‬
‫الذين يتاجرون به‪،‬ويقول‪ :‬ما نحتاج اليه هو السماح لعلماء االجتماع‬

‫‪ - ]61[61‬يحيى االوس‪،‬مرتكبي الجرائم الجنسية صد األصاف‪..‬إذا فشل إصالحهم فالتشهير بهم أو إخصائهم‪،‬مركز أخبار‬
‫‪http://www.nour-atfal.org/news/wmview.php?ArtID=575‬‬ ‫"نور"‪9/4/2007،‬‬
‫وعلم النفس دراسة هذه االشكالية والخروج بتصورات عقالنية بعيدا عن‬
‫الحلول السهلة واالتهامات غير المعقولة[‪.]]62[62‬‬

‫وظيفة لطلبة القانون‪:‬‬


‫ما هو رأي كل واحد منكم بالموقف من الجرائم الجنسية بحق األطفال‪،‬‬
‫واإلجراءات القانونية التي يقترحها ضد مقترفيها ؟ ‪ ..‬أنتظر ان تصلني‬
‫إجاباتكم في مدة ال تتجاوز شهر واحد من بدء الدراسة‬

‫الفصل الثالث عشر‬

‫بصمات تحديد الهوية‬

‫البصمات المقصودة هنا ليست فقط بصمات األصابع‪.‬من حين آلخر تكون‬
‫البصمة المتروكة في مسرح الجريمة هي لراحة اليد أو لقدم عارية‪ .‬وهذه‬
‫تعالج بشكل عادي بنفس الطرق المستخدمة لبصمات األصابع‪ .‬فقبل والدة‬
‫الطفل بعدة أشهر تتطور النتوءات علي جلد أصابعه و إبهامه ‪ ،‬وهذه‬
‫النتوءات ترتب نفسها بصورة أو بأخرى في شكل منتظم ‪.‬من هنا‬
‫وألغراض التصنيف‪ ،‬قسم الخبراء أنماط النتوءات إلى ‪ 3‬فئات رئيسية‪:‬‬
‫وهي األقواس‪ ،‬والحلقات‪ ،‬و الجدائل‪.‬وكل فئة يمكن تقسيمها إلى عدة‬
‫فئات فرعية‪.‬و بقدر نشاط األقواس والحلقات والجدائل‪ ،‬هناك بعض‬
‫االختالفات العنصرية الطفيفة‪ .‬فاألشخاص من أصل أفريقي يميلون إلي‬
‫امتالك الكثير من األقواس‪ ،‬واألشخاص من أصل أوروبي يمتلكون حلقات‬
‫متكررة‪ ،‬و اَاَلسَيويون ‪ /‬الشرقيون يمتلكون إلى حد ما جدائل عالية‬
‫التردد ‪.‬‬

‫مميزات البصمات‬

‫من مميزات البصمات‪:‬‬


‫‪ -1‬الثبات وعدم التغيير‪،‬فهي تتكون في اإلنسان قبل ان يولد وتستمر الى‬
‫ما بعد الوفاة‪ ،‬حيث ثبت ان الجلد َاخر األجزاء الرخوة التي يصيبها‬
‫‪ - ]62[62‬شمالن العيسى‪ ،‬إشكالية الجرائم الجنسية‪"،‬الوطن" الكويتية‪17/9/2007،‬‬
‫التحلل‪ ،‬ولكن البصمات تنمو وتكبر دون التغيير في عدد خطوطها او شكل‬
‫تفرعها حتى يبلغ األنسان ‪ 21‬سنة‪.‬‬
‫‪-2‬عدم تطابق بصمتين أو بصمة ألصبعين في شخص واحد‪.‬‬
‫‪-3‬البصمة ال تتأثر بالوراثة او الجنس او األصل[‪.]]63[63‬‬

‫بصمات األصابع‬

‫بصمات األصابع من الوسائل القديمة لتحديد هوية الشخص‪.‬فقد مضت‬


‫مائة عام علي اعتبار بصمات األصابع كدليل جنائي أمام المحاكم‪ .‬واآلن‬
‫تعتبر بصمة الـ‪ DNA‬في الدم أحد أهم الوسائل لتحديد هوية األشخاص‪،‬‬
‫ألنها مبرمجة في الكومبيوتر لماليين األشخاص العاديين والمجرمين‬
‫والمشتبه فيهم‪ .‬ولن يمر وقت طويل إال ويكون لكل شخص بصمته‬
‫المحفوظة في السجالت المدنية ومصالح األدلة الجنائية‪.‬‬
‫ولو عدنا للتأريخ القديم‪ ،‬نجد أنه قبل ‪َ 3‬االف سنة إتبع الصينيون‬
‫واليابانيون بصمة األصابع في ختم العقود والوثائق‪ .‬وفي القرن التاسع‬
‫عشر استخدم اإلنجليز البصمات في إقليم البنغال بالهند للتفرقة بين‬
‫المساجين والعمال‪ ،‬مكتشفين بأن البصمات ال تتشابه من شخص آلخر‪،‬‬
‫وال تورث حتى لدي التوائم المتماثلة‪.‬‬
‫لهذا أصبح علم البصمات واقعا في عالم الجريمة‪.‬وكانت تضاهي يدويًا‪،‬‬
‫أو بالنظر بالعدسات المكبرة‪ .‬مابين األعوام ‪1901‬م و ‪1910‬م أصبحت‬
‫العديد من الدول تستخدم بصمات األصابع ‪.‬و في أمريكا تأسس عام‬
‫‪1924‬م قسم التعرف على البصمات في مكتب التحقيقات الفيدرالية ‪.FBI‬‬

‫أشكال بصمات األصابع‬

‫تتكون بصمات األصابع من الحواف على الجلد العلوي في األيادي واألقدام‬


‫لجميع الناس و بعض الحيوانات‪ .‬وتنقسم بصمات األصابع حسب طريقة‬
‫هنري الى ‪ 3‬مجموعات رئيسية‪ ،‬وتحوي كل مجموعة أشكال فرعية‪:‬‬
‫المجموعة األولى‪-‬المقوسات‪،‬وهي أسهل أشكال البصمات‪ ،‬ويمكن‬
‫تمييزها‪ ،‬وتشكل ‪ % 5‬من مجموع أشكال البصمات‪.‬وتنقسم الى‪:‬‬

‫‪ - ]63[63‬جالل الجابري‪ ،‬الطب الشرعي القضائي‪،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.54‬‬


‫‪-1‬المقوسات البسيطة‪:‬وفيها تتجه الخطوط من جانب الال َاخر بشكل‬
‫أقواس بشرط إن ال يرتفع أحد الخطوط رأسيًا او بغير إتجاه وال يحدث‬
‫زاوية‪.‬‬
‫‪-2‬المقوسات الخيمية‪:‬وتسير فيها معظم الخطوط من جانب الى َاخر‪،‬‬
‫ويمر بمركز الشكل خط أو أكثر ال يساير إتجاه خطوط الشكل‪.‬‬
‫المجموعة الثانية‪ -‬المنحدرات‪ :‬وتشكل حوالي ‪ % 65‬من أشكال‬
‫البصمات‪ ،‬وفيها تدخل الخيوط من جهة‪ ،‬ثم تلتوي وتستدير وتعود من‬
‫نفس الجهة لتصنع زاوية‪ ،‬وهي إما ان تكون منحدرة الى اليمين أو الى‬
‫اليسار‪.‬‬
‫المجموعة الثالثة‪ -‬المستديرات‪ :‬تتميز بوجود زاويتين على األقل‬
‫بالشكل‪،‬وتبلغ حوالي ‪ % 30‬من أشكال البصمات‪ ،‬وتشتمل على ما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬المستديرات البسيطة‪:‬تحتوي على زاويتين وخط يدور دورة كاملة‬
‫حلزونية أو بيضاوية الشكل‪،‬على ان يتطلع او يمس الخط الوهمي الممتد‬
‫بين زاويتي الشكل داخل منطقة الشكل‪.‬‬
‫‪ -2‬المنحدرات ذات الجيب المركزي‪ ،‬وهي تختلف عن المستديرات‬
‫البسيطة في ان الخط الواصل بين الزاويتين ال يمس أو يقطع أي خط من‬
‫الخطوط الملتوية داخل منطقة الشكل‪.‬‬
‫‪-3‬المنحدرات المزدوجة‪ ،‬وتشمل‪:‬‬
‫أ‪-‬منحدر توأمي‪ ،‬وهو الشكل المكون من منحدرين مختلفي اإلتجاه‪.‬‬
‫ب‪-‬منحدر ذو جيب جانبي‪ ،‬وهو مكون من منحدرين متحدي اإلتجاه‪.‬‬
‫‪-4‬األشكال العارضة‪:‬وهي التي ال تدخل تحت تقسيم من التقاسيم‬
‫المذكورة[‪.]]64[64‬‬

‫الكشف عن بصمات األصابع‬

‫توجد بصمات األصابع‪ ،‬وُتجمع‪ ،‬في مسرح الجريمة ‪ ،‬ويمكن مشاهدة‬


‫بصمات األصابع‪ ،‬كما هي‪ ،‬كالتي توجد على الزجاج‪ .‬ولكن في معظم‬
‫األحيان تكون غير واضحة للعين المجردة ‪ ،‬ولذلك تستخدم طرق لجعل‬
‫البصمات واضحة ‪ ،‬وهناك طرق عديدة الكتشاف البصمات الكامنة ‪.‬‬
‫والبد من اإلنتباه الى ان لمسة واحدة بوسعه ان تحطم البصمات‪.‬‬
‫من الممكن الكشف عن البصمات بالثلج أو الطين‪ ،‬وعادة تحتوي‬
‫األجسام الصغيرة على دليل أثر البصمات ‪ .‬وُتعُد السيارات دليًال مألوفًا‬

‫‪ - ]64[64‬جالل الجابري‪ ،‬الطب الشرعي القضائي‪،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.56-55‬‬


‫ومصدرًا للبصمات‪ .‬و أكثر مواقع السيارة التي يكثر فيها وجود البصمات‬
‫هو الباب ‪ ،‬الصندوق ‪ ،‬مقابض السيارة ‪ ،‬المرايا الخارجية ‪ ،‬لوحات‬
‫الرخصة ‪ ،‬قفل الصندوق ‪ ،‬محرر فرامل الطوارئ ‪ُ ،‬م عدل عتالت المقعد ‪،‬‬
‫إبزيم حزام المقعد ‪ ،‬ومرآة المنظر الخلفي ‪ .‬وتكون البصمات صعبة اإلزالة‬
‫من البسط واألثاث ‪.‬‬
‫وحاليًا يكتشف تطابق بصمات األصابع بوضعها فوق ماسح إلكتروني‬
‫حساس للحرارة‪ .‬فيقرأ التوقيع الحراري لإلصبع‪ .‬ثم يقوم الماسح بصنع‬
‫نموذج للبصمة‪ ،‬ومضاهاتها بالبصمات المخزونة‪ .‬وهناك ماسح آخر‬
‫يصنع صورة للبصمة من خالل التقاط آالف المجسات بتحسس الكهرباء‬
‫المنبعثة من األصابع‪.‬‬
‫وكان يواجه الطب العدلي مشكلة أخذ البصمات ألصابع األموات حتى‬
‫بعد دفنهم‪،‬لكونها جافة‪ .‬لهذا ُتغمس في محلول غليسرين ‪ ،Glycerin‬أو‬
‫ماء مقطر‪ ،‬أو حامض الكتيك ‪ ،Lactic acid‬لتصبح طرية‪ .‬ولو كانت‬
‫اليد مهشمة أو تالفة عندئذ يكشط جلد األصابع ويلصق فوق قفاز‬
‫(جوانتي) طبي‪ .‬ثم تؤخذ البصمة‪.‬‬

‫أهمية بصمة األصابع‬

‫في وقتنا الحاضر أصبحت طرق إكتشاف وتحليل البصمات الكامنة منتشرة‬
‫وشائعة جًد ا في أنحاء العالم وألهداف كثيرة ‪ ،‬وأهم هدف الستخدام‬
‫بصمات األصابع هو التحقيق في الجرائم ‪ ،‬ومن الشائع جدًا عند وقوع أي‬
‫جريمة هو استخالص البصمات من مسرح الجريمة‪ .‬وُتستخدم فيما بعد‬
‫في إيجاد المشتبه بهم في الجريمة ( لربط المشتبه بهم بمسرح الجريمة )‬
‫أغلب األحيان تستخدم بصمات األصابع للتعرف على هوية ضحية‬
‫مجهولة‪ ،‬أو شاهد‪ ،‬أو مشتبه به ‪ ،‬للتحقق من صحة تسجيل المحضر‬
‫والسجالت‪ .‬واألهم من ذلك كله تعتبر حلقة وصل بين المشتبه به‬
‫والجريمة‪ .‬وحتى لو لم تكن تشتبه بأحد‪ ،‬فإن اآلثار ترسخ األدلة‪،‬‬
‫وتقدم‪،‬في بعض األحيان‪ ،‬أدلة حول حجم المجرم‪ ،‬وجنسه‪ ،‬ومهنته‪.‬‬
‫فاآلثار الصغيرة تتكون بواسطة أشخاص صغار‪ ،‬واآلثار على الحائط‬
‫تشير إلى طول المشتبه به ‪.‬‬

‫كيفية التعامل مع البصمات‬


‫عندما تتم مقارنة مجموعات متعّددة من البصمات ‪ ،‬يجب أن يكون هناك‬
‫عدد معّين من النقاط المميزة المتطابقة‪ .‬في جميع أنحاء العالم ليس هناك‬
‫مجموعة من النقاط المشتركة التي يجب أن تتطابق قبل أن تقبل‬
‫كمطابقة ‪ ،‬لكّنها تختلف في بعض البلدان‪.‬على سبيل المثال ‪ ،‬في هولندا‬
‫يجب أن تتوفر ‪ 12‬نقطة تشابه ‪ ،‬بينما في أفريقيا يجب أن تكون ‪ 7‬نقاط‬
‫تشابه ‪.‬واإلحتالف موجود حتى في داخل البلد الواحد‪،‬ففي باريس‪ ،‬مثًال‪،‬‬
‫تتطلب ‪ 17‬نقطة تشابه ‪ ،‬بينما بقّية المدن في أنحاء فرنسا تتطلب ‪12‬‬
‫نقطة فقط ‪.‬‬
‫ومن العالمات الفارقة بين يد وأخرى أن أيدي عمال البناء تكون‬
‫خشنة ‪ ،‬بينما تتسم أيدي الموسيقيين بالتصلب في الجلد عند أطراف‬
‫أصابعهم ‪.‬على أنه ال ُيعتمد كثيرًا علي هذه الدالة ألنها ليست حقيقية‪،‬‬
‫فالبصمات يمكن أن تثبت أو تنفي قصة الضحية أو الشاهد بتحديد بصماته‬
‫في المكان المحدد‪ .‬وحتى غياب البصمات قد يكون عنصرا أساسيا‪ ،‬ففي‬
‫عمليات االنتحار‪ ،‬مثًال‪ ،‬ال يجب أن تظهر أي محاولة لمحو البصمات ‪.‬‬
‫عندما يكون دليل بصمة األصابع مصّو رًا‪،‬فالبد من تسجيل كامل لكّل‬
‫البيانات التقنية حول آلة التصوير‪ ،‬العدسة ‪ ،‬الفلم ‪ ،‬سرعة مصراع‬
‫الكاميرا ‪ ،‬فتحة العدسة ‪ ،‬اإلضاءة ‪ ،‬موقع آلة تصوير ‪ ،‬بعدها عن‬
‫الجسم ‪ ،‬والزاوية أيضا ‪ .‬هذا سيحمي قسم الشرطة من التهم ذلك أن‬
‫المصور الفوتوغرافي يجعل األمور تبدو وكأّن هنالك مطابقة‪ .‬كما‬
‫ولمصلحة العالقات العامة الجيدة ‪ ،‬تتم حماية أثاث البيت بتغطيتها‬
‫بقماش‪ ،‬بينما نفتش الشرطة عن البصمات‪.‬‬
‫بالصور‪،‬يتم عادة أخذ ثالثة أوضاع مختلفًة ‪ :‬التعّر ض المعتدل‪،‬‬
‫تعريض الفيلم للضوء أقل مما ينبغي‪ ،‬واإلفراط بتعريض الفلم للضوء‪.‬إنما‬
‫التقنية المتطورة و األكثر شعبية هي إزاحة الغبار‪ .‬المبدأ األساسي عند‬
‫إزاحة الغبار للحصول على البصمات هو بسيط‪ -‬لدى معظم الناس أصابع‬
‫عليها آثار من الزيت والعرق‪ .‬عندما تالمس األصابع سطحا أملسا نسبياً ‪،‬‬
‫فإن االحتكاك يخرج الزيوت من بين بصمات األصابع‪ .‬لهذا تسمى بصمات‬
‫األصابع‪ .‬أحياناً بنمط التحليل االحتكاكي‪،‬عند وضع المسحوق على‬
‫السطح‪ ،‬فإنه يلتصق بالزيوت‪ ،‬وبذا يظهر النموذج ‪.‬‬
‫إزالة الغبار عملية مثالية عند التعامل مع الخشب‪ ,‬المعدن‪ ,‬الزجاج‪,‬‬
‫البالستيك‪ ,‬الفورميكا‪ ،‬و القرميد‪ .‬لكنها أقل مثالية عند التعامل مع‬
‫الورق‪,‬الكرتون‪ ،‬والجلد‪ .‬تختلف المساحيق عن بعضها في اللون‪,‬‬
‫اللزوجة‪ ,‬التصوير‪ ,‬الصفات المغناطيسية ‪.‬‬
‫أكثر األلوان انتشاراً ‪ :‬األسود ‪ ,‬األبيض ‪ ,‬الرمادي ‪ ,‬األلومنيومي ‪,‬‬
‫األحمر‪ ،‬و الذهبي‪ .‬أفضل األلوان المستخدمة هي المتناقضة مع لون‬
‫السطح‪ .‬كمثال ‪ ,‬المسحوق األبيض و الرمادي يكونان أفضل على السطح‬
‫األسود أو الغامق ‪ ,‬و يفضل المسحوق األسود على السطح األبيض أو‬
‫الفاتح ‪ .‬ولألسطح متعددة األلوان ( كمجلة أو علبة سجائر ) يفضل‬
‫استخدام مسحوق فلوري‪.‬فعند تعريض السطح المترب لألشعة فوق‬
‫البنفسجية‪ ,‬يتوهج المسحوق‪ ،‬وتظهر البصمة‪ -‬بغض النظر عن لون‬
‫السطح ‪.‬‬
‫بالنسبة للمواد المسامية ( كالجلود‪ ،‬وأسطح الخشب الخام‪ ،‬واألوراق‪،‬‬
‫والكرتون ) فإن التقنية المفضلة هي استخدام مسحوق مغناطيسي‪ ،‬حيث‬
‫تنجذب جزيئات السطح الحديدية إلى العصا المغناطيسية‪ .‬وعندما تحتاج‬
‫منطقة واسعة إلى المسحوق‪ُ ,‬تستخدم فرشاة كبيرة‪ ,‬كفرشاة مصنوعة من‬
‫ريش النعام ‪.‬‬
‫والبد أن ننبه الى ما يلي‪:‬‬
‫* عند تحديد البصمة‪ ,‬يتم أخذها بفرشاة أصغر لسهولة التحكم ‪.‬‬
‫* قبل استخدام أي فرشاة يجب هزها (نكتها) حتى ينتشر شعرها الخشن‪،‬‬
‫ويصبح منفوشاً ‪.‬‬
‫* البودرة ال تصب مباشرة من البرطمان ‪ .‬بدال من ذلك ‪ُ،‬تصب كمية‬
‫صغير منها على قطعة من الورق‪ ،‬وتستخدم كلوحة ألوان‪ .‬و ُتغمس رأس‬
‫الفرشاة في البودرة الموجودة على الورثة‪ ,‬ومن ثم تنقَر الفرشاة بلطف‬
‫إلزالة المسحوِق الفائِض عنها‪.‬‬
‫* المسح يتم بخفة‪ ,‬وبتأرجح قليل‪ ,‬وبسرعة‪ ,‬وبضربات موحدة‪ .‬الخبير‬
‫في هذا المجال يعرف كيف يتتبع االتجاه الرئيسي للحافات‪.‬‬
‫الخطوة التالية تسمى رفع البصمات‪.‬‬

‫رفع البصمات‬

‫يشمل رفع البصمات استخدام الماّدة الالصقة إلزالة مسحوق البصمة ِم ْن‬
‫السطِح‪.‬‬
‫المواد الثالثة الشائعة للرفع هي‪ :‬الرافع المتمحور ‪ ,‬ورافع المطاِط ‪،‬‬
‫وشريط ورِق سيلوفان‪ .‬لو استخدم شريط ‪,‬فمن األفضل ان يكون واضح‬
‫الشفافية وعالي النوعية‪.‬ويكون الشريط مفتوحا قليال ومطويا ليتم‬
‫استخدامه للمعالجة‪.‬‬
‫من المهم أن ينتبه رافع البصمات ان ال تنطبع بصماِت أصابعه الخاصِة‬
‫على الشريِط ‪.‬‬

‫الفرشاة المغناطيسية‬
‫هي أشبه بعصا مغناطيسية‪ ،‬تقوم بجذب‪ /‬سحب‪ /‬الحديد‪ُ .‬تغمُر في الغبار‬
‫الحديدي ‪ ،‬فتتعّلق الجزيئات بها ‪ .‬ثّم تستعمل هذه الفرشاة للتنفيض‬
‫باستخدام مساحيق الكربون واأللمنيوم‪ .‬والفرشاة المغناطيسية أقل‬
‫فوضوية‪ ،‬فيمكن للجزيئات الحديدية الفائضة أن تجمع بسهولة باستخدام‬
‫هذه الفرشاة‪.‬‬
‫وتتوفر لهذا الغرض مجموعة متنوعة من ألوان الفلوريسنتات ‪ ،‬يعكس‬
‫البعض من المساحيق المذكورة ضوء المصادر البديلة‪ ،‬مثل األشعة فوق‬
‫البنفسجية وأشعة الليزر ‪.‬‬

‫طريقة تبخير أكريالت السيانيد‬


‫تعرف أيضًا بطريقة تبخير الصمغ الفائق‪.‬‬
‫أثبتت هذه الطريقة بأنها مفيدٌة جدًا الكتشاف الكتابات المستترة‪.‬‬
‫هذه الطريقة كانت تستعمل أوال من قبل قسم التعريف اإلجرامي لوكالة‬
‫الشرطة الوطنية اليابانية في عام ‪ . 1978‬ثم تبنتها الواليات المتحدة بعد‬
‫فترة قليلة ‪ ،‬واآلن هي طريقة شائعة اإلستعمال عموما في اكتشاف‬
‫الكتابات‪.‬‬
‫* أكثر أنواع الصمغ قوة هي‪ :‬أكريالت السيانيد المثيلي‪ ،‬أو أكريالت‬
‫السيانيد األثيلي‪ ،‬التي تستجيب آلثار األحماض األمينية ‪ ،‬واألحماض‬
‫الدهنية ‪ ،‬والبروتين في بصمات األصابع‪ ،‬باإلضافة إلى ان الرطوبة في‬
‫الهواء تجعلها واضحة ‪.‬‬

‫النينهايدرين‬
‫طريقة عامة أخرى لكشف بصمات األصابع باستعمال‬
‫النينهايديرين‪،‬الذي ُيرش أو يمسح أو ُيقطُر على السطح‪ .‬ويستجيب‬
‫النينهايدرين لألحماض األمينية في البصمات ‪ ،‬مشكًال مركب ارجواني أو‬
‫وردي اللون ‪.‬‬

‫تدخين اليود‬
‫توضعُ بلورات اليود في أنبوب زجاجي‪،‬وتسمى هذه الطريقة بتدخين‬
‫اليود‪ .‬بهذه الطريقة‪ ،‬يقوم الشخص الذي يختبر الكتابة المستترة‬
‫بالنفخ‪،‬مثلما تنفخ السيجارة‪،‬فيتحول اليود من صلب إلى غاز‪ ،‬فتجعل‬
‫أبخرة اليود المنبعثة من النهاية األخرى من األنبوب‪ ،‬والموجهة نحو‬
‫الكتابة المستترة‪ ،‬تجعل الكتابة مرئيًة لفترة قصيرة ‪.‬‬

‫نترات الفّض ة‬
‫كلوريد الصوديوم هو أحد مكّو نات العرق‪ .‬في الضوء يتحول كلوريد‬
‫الفضة إلى اللون األسود‪.‬هذه الطريقة هي األقل سمية في اكتشاف‬
‫الكتابات على الورقة‪ .‬فتوضع نترات الفضة مع الماء المقّطر‪ ،‬وتوضع‬
‫على الورقة‪ .‬ثم ُتعرض الورقة لإلضاءة‪ ،‬وبذا تتحول أّي كتابة إلى اللون‬
‫األسود‪.‬‬

‫األمين األسود‬
‫هي مادة كيميائية تستعمل إلظهار بصمات األصابع في الدّم ‪ُ .‬يوضُع‬
‫الدليل المحدد على بقعة الدم أوًال ‪ ،‬وبعد ذلك يستعمل األمين األسود‪.‬‬
‫ويعمل مسحوق المادة بشكل أفضل على السطوح غير المثّقبة‪.‬‬
‫عند أخذ بصمات األصابع من الناس ‪ ،‬نضغط باألصابع على الحبر ثم‬
‫تضغط األصابع على الصحف أو البطاقات‪.‬‬
‫عندما يتعلق األمر بأخذ بصمة شخص ميت ‪ ،‬فإن هذا ال يتحقق‬
‫بسهولة ‪ .‬وإذا أردنا طباعة األصابع لجّثٍة ماتت قريبًا ‪،‬فال توجد مشكلة‪.‬أما‬
‫إذا ُك نا نتعامل مع حاالت من التفسخ أو التحنيط ‪،‬حيث يصبح الجلد متصّلبًا‬
‫ومتقّلصًا‪ ,‬ففي هذه الحالة يتطلب طريقًة خاّص ًة‪ .‬عادة يتم تنقيع األصابع‬
‫يمحلول الجاليكول‪ ،‬حامض الالكتيك والماء المقّطر‪ ،‬لُيلّين أنسجة اإلصبع‪.‬‬
‫إذا تجعد الجلد بسبب الرطوبة ‪ ،‬يمكن أن تطبع األصابع باستعمال حقنة‬
‫تحت الجلد ‪ ،‬أو بمعالجة أطراف األصابع بلطف باليد ‪ ،‬أو بإزالة جلد‬
‫اإلصبع بالجملة ورفعه لكي يطبع ‪.‬‬
‫إن وجود بصمات األصابع سليمة بالكامل في مسرح الجريمة‪ ،‬يعد أمرًا‬
‫نادرًا جداً ‪ ،‬وتكون الصعوبة أكبر أثناء المطابقة إيجابيا ‪.‬‬

‫تحديد الهوية وعلم المقاييس الحيوية‬


‫لم تعد مصالح األدلة الجنائية تكتفي ببصمات األصابع فقط‪ -‬كما كان ذي‬
‫قبل‪ .‬وإنما تستخدم آليات وتقنيات متنوعة‪ ،‬تطورت مع تطور العلوم‪.‬‬
‫وحاليا ُتستخدم بصمات كف اليد‪ ،‬أو مفاصل األصابع‪ ،‬أو بصمة العينين‪،‬‬
‫أو األذنين‪ ،‬و حتى البصمة الصوتية‪ ،‬أو سمات الوجه‪ .‬وآخر التقنيات‬
‫المتطورة هي بصمة الـ ‪،DNA‬التي تناولناها في محاضرة سابقة‪،‬‬
‫وشكلت بداية عصر األمن‪ ،‬من خالل العلم الذي يسعى علماؤه جاهدين‬
‫لوضع طرق وأساليب جديدة ومتنوعة لحماية اإلنسان وحماية ممتلكاته‪.‬‬
‫لقد كانت الحماية األمنية للممتلكات تتمثل بالقفل والمفتاح المعدني‪،‬‬
‫وكانت طريقة عملية للتأمين ضد السرقة‪،‬لكن عالم الجريمة توصل لسرقة‬
‫المفتاح‪ ،‬و تقليد المفتاح بصنع نسخة مطابقة له‪.‬‬
‫بالمقاب‪،‬توجد حاليًا كروت مشفرة‪ ،‬توضع في القفل اإللكتروني لفتح‬
‫األبواب‪ ،‬وتستعمل في ماكينات صرف النقود بالبنوك‪ ،‬بعد إدخال الرقم‬
‫السري‪.‬‬
‫ورغم هذا‪،‬تمكنت عصابات اللصوص واإلرهابيين‪ ،‬من اختراق هذه‬
‫الحماية اإللكترونية‪.‬‬
‫وفي المطارات والموانئ تتم المراجعة البشرية للجوازات والتدقيق في‬
‫صورها وفي األشخاص من قبل رجال الجوازات‪ .‬لكن العملية لم تكن‬
‫ناجحة مئة في المئة‪.‬‬
‫ولذا دخل علم المقياس الحيوي في هذه العملية لُيجنب المراجعة‬
‫البشرية لجوازات السفر أو البطاقات الشخصية األخطاء البشرية‪..‬فأتاح‬
‫هذا العلم وضع البطاقة الشخصية أو الجواز داخل أجهزة إلكترونية‬
‫للتدقيق فيها والتعرف علي األشخاص الحاملين لها من خالل مقاييس‬
‫وعالمات دقيقة‪ ..‬فمثال‪ :‬ماكينة صرف النقود بالبنوك تتعرف علي‬
‫شخصيتك قبل الضغط علي زر السحب‪ .‬والهواتف تعطيك رقم الطالب‬
‫وشخصيته‪ .‬وبعض المصاعد الكهربائية ال تفتح أبوابها إال بعد التعرف‬
‫علي األشخاص‪ -‬من صور وجوههم‪ ،‬أو نبرات أصواتهم‪ ،‬أو عن طريق‬
‫وضع بطاقة ذكية مبرمجة‪.‬‬
‫واليوم‪ ،‬فان الشركات الكبرى توجه أموالها لالستثمار في تطوير وسائل‬
‫الحماية والوقاية األمنية عن طريق المقاييس الحيوية‪ .‬وبفضل هذا العلم‪،‬‬
‫طورت مصلحة الهجرة واألدلة الجنائية في الواليات المتحدة األمريكية‬
‫وسائل التعرف علي المتسللين للحدود‪ ،‬والمجرمين‪ ،‬واإلرهابيين‪ ،‬وحماية‬
‫أجهزة الكومبيوترات‪ ،‬وشبكات اإلنترنت‪.‬‬
‫فما هو ‪،‬إذًا‪،‬علم المقاييس الحيوية؟‬
‫إنه علم األدلة الجنائية في األجسام البشرية‪ ،‬بما يمتلك من وسائل‬
‫التعرف علي الهوية لألشخاص تلقائيا‪ ،‬علي أساس الصفات‬
‫الفسيولوجية‪ ،‬والتشريحية‪ ،‬الخاصة لكل شخص‪ -‬بحسب " ويكيبيديا"‪-‬‬
‫الموسوعة الحرة‪ .‬ويمكن ألجهزة الكومبيوتر مضاهات السمات أو‬
‫مقارنتها في ثوان‪.‬وهي يمكن أن تتعرف علي هويتك من خالل مالمح‬
‫الوجه أو الصوت أو هندسة اليد أو حدقة العين‪.‬‬
‫تستخدم كل أجهزة المقاييس الحيوية (‪ )Biometrics‬مجمل المبادئ‬
‫العامة‪ ،‬وُتعالج المقاييس عبر البرمجة ‪ ،Programming‬والتشفير‬
‫‪ Codning‬للسمات الفريدة لكل شخص‪ ،‬وتخزن في قاعدة البيانات‬
‫لمضاهاتها بمالمح وسمات المشتبه فيهم‪.‬‬
‫من هنا‪ ،‬تعتبر نظم المعلومات ‪ Information Systems‬في وسائل‬
‫المقاييس الحيوية وسيلة سريعة ودقيقة‪ .‬ويمكن استخدام أكثر من وسيلة‬
‫بها للتعرف علي هوية الشخص ‪ .%100‬وعندما توجد جريمة فالعلم‬
‫وراءها بالمرصاد للكشف عن كوامنها ومرتكبيها‪.‬‬
‫والمقاييس الحيوية اليوم ال تتطلب علوما جديدة للبحث فيها‪ .‬ففي‬
‫الواليات المتحدة األمريكية توجد في كل سجونها هذه األجهزة‪،‬وهي قادرة‬
‫علي تمييز المساجين من الزائرين للسجون بسهولة وسرعة حتى لو‬
‫اندسوا بينهم‪ .‬وفي سجون أيرلندا وإنجلترا توجد هذه األجهزة في‬
‫السجون للتعرف علي العاملين بها بعدة طرق‪.‬‬
‫وفي بلدان كثيرة توجد ماكينات صرف النقود تتعرف علي العمالء من‬
‫خالل بصمات عيونهم والتحقق من القزحية وهذه التقنية األخيرة‬
‫تستخدمها السلطات الجنائية األمريكية منذ عام ‪ 1980‬في إدارات تحقيق‬
‫الشخصية ومعرفة هوية األشخاص‪،‬ذلك ألن قزحية العين أشبه ببصمة‬
‫األصابع‪ .‬فلكل شخص له بصمته اليدوية والقزحية‪،‬وتظل البصمتان مع‬
‫المولود من المهد إلى اللحد‪ ،‬وال تتغيران بالمرض أو الشيخوخة‪.‬وجهاز‬
‫التعرف علي القزحية أرخص من جهاز الماسح لشبكية العين‪ .‬وهذه‬
‫األجهزة مركبة حاليا في ماكينات صرف النقود بالبنوك في البلدان‬
‫األخرى‪ .‬وهذه التقنية استخدمت في الدورة األوليمبية بسيدنى للتعرف من‬
‫خاللها علي هوية الالعبين‪ .‬وبصمة العين ألي شخص ال تتطابق مع أي‬
‫عين لشخص آخر‪ .‬حتى العين اليمني في الشخص الواحد ال تتطابق مع‬
‫العين اليسرى‪ .‬وبقزحية العين ‪ 266‬خاصية قياسية‪ ،‬بعكس بصمات‬
‫األصابع التي بها ‪ 40‬خاصية قياسية‪ ،‬للتعرف عليها‪ .‬ويمكن التعرف علي‬
‫بصمة العينين من خالل كاميرا علي بعد ‪ 3‬أقدام‪ .‬و تستخدم في التعرف‬
‫علي الخيول المشاركة في السباقات باليابان‪.‬‬

‫تقنية التعرف علي األشخاص‬

‫هذه التقنية تتطور بإستمرار‪.‬وحاليًا لدى الشرطة أجهزة يمكنها التعرف‬


‫علي هوية الشخص بالشارع وخالل ثوان ‪ .‬كما أن هذه األجهزة تباع في‬
‫المحالت‪ ،‬وتركب علي أبواب العمارات والمصاعد والمباني العامة‬
‫والخاصة‪ .‬وتوجد في بعض البلدان أجهزة تتعرف علي شخصية صاحب‬
‫السيارة من رائحة عرقه‪ ،‬أومن صوته‪ ،‬أو نظره‪ .‬ولو حاول أحد‬
‫اللصوص قيادتها تتعطل السيارة‪ ،‬وتقوم أجهزتها باألتصال بالشرطة‪.‬‬
‫ومثل هذه األجهزة يمكن وضعها حول أسوار الحدائق العامة أو الخاصة‪.‬‬
‫فإذا حاول األطفال الصغار‪،‬مثًال‪ ،‬الخروج منها‪ ،‬أطلقت تحذيراتها الصوتية‬
‫لتنبيه المشرفين عليها‪ .‬وتوجد حواسيب‪/‬كومبيوترات‪ /‬ال تعمل إال بعد أن‬
‫تتعرف أزرارها علي بصمة صاحبها حيث يوجد جهاز ماسح دقيق أو‬
‫قارئ دقيق للبصمة‪،‬موضوع في لوحة المفاتيح‪ .‬وهو رخيص ويباع‬
‫حاليا‪ .‬وهذه األجهزة سوف تحقق حماية كبيرة ألجهزة الكومبيوترات‬
‫بالشركات الكبرى والمؤسسات األمنية‪ .‬وهناك مسدسات ال تطلق أعيرتها‬
‫إال بعد أن يتعرف زر اإلطالق علي بصمة صاحبه‪.‬‬
‫وفي المتاجر الكبرى لن يخرج أي شخص من أبوابها ببضاعة إال بعد‬
‫دفع ثمنها ‪ .‬ألن كل سلعة عليها بطاقة الصقة ذكية (الباركود) وعندما‬
‫يدفع ثمنها تلغي هذه التحذيرات‪ ،‬فيمر الشخص من أمام أجهزة المراقبة‬
‫علي األبواب دون إطالق أشارة إنذار للمشرفين‪ .‬وبهذه األجهزة يمكن‬
‫تحديد عدد المرات التي زرت فيها المحل‪ ،‬وأي األقسام اشتريت منها‪.‬‬

‫بصمات الصوت‬

‫في بلدان عديدة‪ ،‬يمكنك التسوق بواسطة الهاتف‪،‬فتتلقى العاملة‪ ،‬أو جهاز‬
‫التسجيل‪ ،‬رقم بطاقتك االئتمانية‪ ،‬والمعلومات حول التحقق من شخصيتك‪.‬‬
‫وهذه المعلومات يمكن استغاللها في السطو علي حسابك في البنك‪،‬‬
‫وسحب أموال علي بطاقتك دون علمك‪ .‬ولهذا أضيفت بصمة الصوت عن‬
‫طريق جهاز خاص‪ .‬فال يمكن ألي شخص لديه هذه المعومات سحب أي‬
‫أموال إال بالبصمة الصوتية التي تتحكم فيها نبرات وطبقات صوتك‪ ،‬التي‬
‫ال يمكن تقليدها‪ ،‬ألن هذه التقنية تعتمد علي األحبال الصوتية وتجويف‬
‫األنف والفم ‪ .‬وهذه التقنية شائعة في البيوت بأمريكا ‪ .‬فعندما تقول‪ :‬افتح‬
‫يا سمسم ‪ .‬ينفتح لك الباب أتوماتيكيا ‪ .‬ألن الجهاز يتعرف علي نبرات‬
‫صوتك ويسجلها بذبذبة ترددية واحد علي ألف من الثانية‪ .‬ولقد أخترعت‬
‫تليفونات محمولة ال تعمل إال من خالل نبرات صوت صاحبها وال تعمل مع‬
‫آخرين ‪..‬لكن أحد المليارديرات وضع ماليينه في بنك بسويسرا وكان‬
‫يعتمد علي بصمة صوته إال أنه أصيب بالشلل في أحباله الصوتية فضاعت‬
‫أمواله ألنها ظلت حبيسة بالبنك‪.‬‬

‫هندسة اليد‬

‫تستخدم في التعرف علي الهوية‪ .‬ويتم هذا بإدخال اليد في جهاز يقيس‬
‫أصابعك‪ ،‬وكف يدك‪ ،‬بدقةـ ألن أصابع وكف كل شخص لها سماتها‬
‫الخاصة‪ ،‬وهي أشبه بسمات األصابع‪ ،‬مع التعرف علي األوردة خلف راحة‬
‫اليد‪ .‬وهي دالئل تأكيدية لبصمة الكف واألصابع‪.‬‬
‫وتوقيعك على األوراق والمستندات والشيكات له سماته الشكلية‬
‫والهندسية المميزة‪ .‬وبصمة توقيعك ال يتعرف عليها من خالل الشكل‬
‫الظاهري لها فقط ‪.‬وإنما هنالك أجهزة تتعرف علي (فورمة)‬
‫توقيعك‪،‬وشكله‪ ،‬وطريقته‪ ،‬ووقت‪ ،‬ونقاط الكتابة‪ ،‬وسرعة القلم‪.‬‬
‫حتى الكتابة علي اآللة الكاتبة‪،‬يمكن معرفة أي األصابع تستعملها‪،‬‬
‫وطريفة الضغط علي كل مفتاح‪ .‬ألن طريقة استعمل لوحة المفاتيح تختلف‬
‫من شخص آلخر‪ .‬وكل ماكينة آلة كاتبة لها بصمات حروفها‪ .‬لهذا تؤخذ‬
‫بصمة الحروف بواسطة رافعي البصمات لدى المباحث الجنائية‪ ،‬ويدون‬
‫اسم صاحب اآللة‪ ،‬حتى ال يكتب عليها‪ :‬خطابات تهديدية‪،‬أو منشورات‬
‫سرية( يخافها الحكام الدكتاتورييون)‪ .‬فمن بصمات الحروف يمكن التعرف‬
‫علي كاتبها‪.‬‬
‫وحاليًا يوجد التوقيع الرقمي (اإللكتروني) حيث يوقع الشخص فوق‬
‫قرص رقمي أو باستعمال قلم خاص‪ .‬ويمكن التوقيع علي اإلنترنت علي‬
‫الوثائق أو العقود‪ .‬ويمكن التوقيع به علي أوامر القبض على متهمين‪ ،‬أو‬
‫طلب إستدعاء للشهادة‪ ،‬من قبل النائب العام‪.‬‬
‫كما وان لكل شخص طريقة مشي ويمكن فحص طريقة مشيك‪،‬عبر‬
‫التصوير بالفيديو وقياس ذبذبات األرض أثناء المشي للتعرف علي هوية‬
‫الشخص‪.‬هذا العلم كان يسميه العرب القيافة‪ .‬والكالب عندما تضع آذانها‬
‫علي األرض تتعرف علي ًأصحابها وعلى األغراب من طريقة المشي‬
‫وصوت ذبذباته فتنتفض فجأة‪.‬‬
‫وحاليًا‪ ،‬تجري أبحاث للتعرف علي سمات األشخاص عبر سمات‬
‫الوجه‪.‬ففي المطارات سوف يؤخذ المشتبه فيهم ألجهزة لتتعرف علي‬
‫مالمح وجوههم‪ .‬وهناك أجهزة تصور المارين بالصاالت بالمطارات‬
‫للتعرف علي المجرمين المسجلين من خالل أنوفهم وعيونهم وأفواههم‪.‬‬
‫وهذه مالمح ال تتغير مع الوقت أو بالسن‪ .‬وصورة الوجه تحلل برمجيا من‬
‫خالل فحص حوالي ‪ 50‬نقطة حول األنف والفم والحاجبين وبعض أجزاء‬
‫الوجه‪ .‬ويرصد الجهاز المصور الشخص من حركة رأسه إال أن التوائم‬
‫المتطابقة واألشخاص الذين يطلقون لحاهم أو يزداد وزنهم يشكلون عائقا‬
‫للكشف عن شخصياتهم‪ .‬وفي ماليزيا يصور كل شخص عند تسليمه‬
‫حقائبه بالمطارات‪.‬‬
‫وفي دراسة وجد أنه يمكن التعرف على األشخاص من خالل كرمشة‬
‫وثنيات الجلد بأيديهم‪ .‬ويقال أن مطاعم الوجبات السريعة ستتمكن التعرف‬
‫علي زبائنها من خالل تصوير طريقة قضم سندويتشات الهامبورجر‪،‬‬
‫وبقايا األطعمة في األطباق‪..‬‬
‫الموضوع اآلخر والمهم جدًا في تحديد الهوية هو اإلستعراف‪.‬ألهميته‬
‫نكرس له فصًال كامًال‪.‬‬
‫الفصل الرابع عشر‬

‫األستعراف‬

‫أشرنا في فصل سابق الى ان اإلستعراف هو من الموضوعات المهمة جدًا‬


‫في تحديد الهوية‪..‬‬
‫فما هو اإلستعراف ؟‬
‫األستعراف ومرادفه ‪ ،Identification‬هو فرع من فروع الطب‬
‫العدلي‪،‬إسمه علم البشريات الطبي أو األستعراف الطبي‪ ،‬ويختص‬
‫بالتعرف على الشخصية وتحديد الهوية[‪.]]65[65‬وهو التعرف على شخص‬
‫ما‪،‬ميتًا أو حيًا‪ ،‬من خالل سمات معينة يتميز بها عن غيره[‪.]]66[66‬‬
‫‪. - ]65[65‬إبراهيم صادق الجندي‪،‬الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية‪،‬أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية‪،‬مركز الدراسات‬
‫والبحوث‪،247،‬الرياض‪ ،2000 ،‬ص ‪.149‬‬

‫‪ - ]66[66‬جالل الجابري‪،‬الطب الشرعي القضائي‪،‬المكتبة القانونية ‪،360،‬الدار الدولية ودار الثقافة‪،‬عمان‪ ، 2000،‬ص‬
‫‪.264‬‬
‫وهكذ‪ ،‬فان اإلستعراف يتضمن التعرف على جثة‪،‬أو أجزاء منها‪ ،‬وعلى‬
‫مجموعة عظام‪،‬وعلى شخص حي مجهول الهوية‪،‬وغير ذلك‪...‬‬

‫وسائل األستعراف‬

‫‪ -1‬الدور الطبي في محال األستعراف‪ :‬يختص به الطبيب العدلي‪.‬‬


‫‪-2‬الدور األمني في مجال األستعراف‪:‬يختص به خبراء البحث الجنائي من‬
‫إدارة األدلة الجنائية أو الشرطة‪.‬‬
‫وبذا‪ ،‬فان قضايا اإلستعراف هي مهمة مشتركة بين الطبيب العدلي‬
‫والجهات األمنية‪.‬ومن هنا‪،‬أيضًا‪ ،‬وجوب دراسة األستعراف من قبل‬
‫المحقق الجنائي حتى يكون على دراية بوسائل األستعراف‬
‫المختلفة‪.‬وكذلك ضباط الشرطة الجنائية‪..‬‬

‫الدور الطبي في مجال األستعراف‬

‫يعتمد الطبيب العدلي في قضايا األستعراف على الوسائل اآلتية‪:‬‬


‫‪-1‬الكشف الطبي العدلي الظاهري‬
‫يمكن من خالل الكشف الطبي الظاهري معرفة بعض الدالئل التي‬
‫تساعد في التعرف على شخصية المجهول‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪ -‬الصفات التشريحية للشخص‪:‬اللون‪،‬الطول‪،‬الشعر‪،‬العينان‪..‬الخ‪.‬‬
‫‪ -‬التشوهات الخلقية‪.‬‬
‫‪ -‬العمر‪ ،‬من خالل فحص األسنان والعظام‪.‬‬
‫‪ -‬الوشم‪.‬‬
‫‪ -‬الجنس‪ ،‬من العظام أو األعضاء التناسلية الداخلية‪،‬في حالة تفحم‬
‫الجثث[‪.]]67[67‬‬

‫تحديد الجنس من العظام بعد النضوج‬


‫الجمجمة‪:‬‬
‫أنثى‬ ‫ذكر‬ ‫الجمجمة ‪Skull‬‬
‫ضعيف وخفيف‬ ‫الحجم والوزن ‪ Size&Weigh‬كبير وثقيل‬
‫‪t‬‬
‫ناعم‬ ‫خشن‬ ‫إرتكاز العضل ‪Muscle‬‬
‫‪attachment‬‬
‫‪. - ]67[67‬إبراهيم صادق الجندي‪،‬الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية‪،‬مصدر سابق ص ‪.150 -149‬‬
‫مستقيم‪ -‬ضحل‬ ‫زاوي‪ /‬عميق‬ ‫الوصل الجبهي األفقي‬
‫‪Fronto-nasal junction‬‬
‫أقل بروزًا‬ ‫بارزة‬ ‫الحواف الجانبية‬
‫أقل بروزًا‬ ‫بارزة‬ ‫بوارز جدارية‬
‫قصير‬ ‫طويل‬ ‫حشاء نائي ‪Matoid‬‬
‫‪processus‬‬
‫ناعمة‬ ‫خشنة‬ ‫حدبة قذالية خارجية‬
‫‪External occipital‬‬
‫‪protuberance‬‬
‫قصيرة‬ ‫طويلة وضيقة‬ ‫لقمة قذالية ‪Occipital‬‬
‫وعريضة‬ ‫‪coudlyess‬‬

‫عظم القص‪:‬‬
‫أنثى‬ ‫ذكر‬ ‫القص ‪Sternum‬‬
‫الجسم أقل من ضعف‬ ‫الجسم أكبر من ضعف‬ ‫النسبة بين الجسم‬
‫القبضة‬ ‫القبضة‬ ‫والقبضة‬
‫الحوض‪:‬‬
‫أنثى‬ ‫ذكر‬ ‫الحوض ‪Pelvis‬‬
‫عريض‪/‬زاوية منفرجة‬ ‫ضيق‪/‬زاوية حادة‬ ‫زاوية تحت‬
‫العانة‪/‬قوس عاني‬
‫مثلثة‬ ‫بيضاوية‬ ‫الثقبة السداسية‬
‫ناعم‬ ‫حاد‬ ‫الخط الحرقفي العاني‬
‫عريضة وضحلة‬ ‫عميقة وضيقة‬ ‫الثلمة الوركية الكبيرة‬
‫صغير‪ ،‬ضحل‪ ،‬ويفتح‬ ‫كبير‪،‬عميق‪ ،‬يفتح‬ ‫الحق‬
‫مقدمي جانبي‬ ‫مباشرة جانبيًا‬ ‫‪Acectubulum‬‬
‫أقل تقوسًا‬ ‫كقوس كبير‬ ‫العرف ‪Iliac Crest‬‬
‫عميق‬ ‫ضحل‬ ‫الثلم أمام األذن‬
‫عريض وضحل‬ ‫عميق وضيق‬ ‫التجويف الحوضي‬
‫قصير‪ ،‬واسع‪،‬وأقل‬ ‫طويل‪،‬ضيق‪،‬منحني‬ ‫العجز ‪Sacrum‬‬
‫إنحناء‬
‫يصل القطعة الثانية‬ ‫يصل القطعة الثالثة‬ ‫المفصل العجزي‬
‫الحرقفية‬
‫كبير ومربع‬ ‫جسم العانة ‪ Body of‬صغير ومثلث‬
‫‪Pubic‬‬
‫المصدر‪:‬د‪ .‬جالل الجابري‪،‬الطب الشرعي القضائي‪.2000 ،‬‬

‫‪-2‬الفحوصات المختبرية‪ /‬المعملية‪ ،‬مثل‪:‬‬


‫‪ -‬فحص الدم لتحديد فصيلة الدم وبصمة الحامض النووي ‪.DNA‬‬
‫‪ -‬فحص الكروموسومات ( الصبغيات) للتأكد من الجنس‪.‬‬
‫‪ -‬الفحص بأشعة ‪ X‬على العظام لتقدير العمر‪ ،‬والجنس‪،‬وعلى الجيوب‬
‫األنفية بالجمجمة‪ ،‬ومقارنتها بصور شعاعية للمجهول ُأخذت له أثناء‬
‫‪6[68‬‬
‫حياته (أشعة الجيوب األنفية) حيث يختلف شكلها من شخص آلخر[‬
‫‪.]]8‬‬
‫مالحظة‪ :‬الجيوب األنفية‪ :‬عبارة عن تجاويف بالجمجمة يدخل فيها‬
‫الهواء أثناء التنفس للتنقية والتبريد أو التسخين حسب حرارة الجو‪.‬‬

‫مثال لقضية جنائية‪ :‬في حادث طائرة‪ ،‬لم يتم األستعراف على جثة محترقة‬
‫ومشوهة‪ ،‬وبفحص أسنانها تبين أنها عبارة عن طقم أسنان ُخ تم به ختم‬
‫أحد أطباء األسنان‪،‬الذي قام بعمل هذا الطقم‪ .‬وبسؤاله تم التعرف على‬
‫صاحب الجثة بفضل فحص األسنان في األستعراف‪.‬‬

‫األحوال التي يستعين فيها المحقق الجنائي باألستعراف الطبي‬

‫يستعين المحقق الجنائي بالطبيب العدلي للتعرف على شخصية المجهول‬


‫في أحوال معينة‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫ا‪ -‬تعيين هوية األحياء‬
‫‪ -‬لشخص معلوم ومشكوك في هويته الشخصية‪،‬أو ليست لديه وثيقة‬
‫شخصية رسمية‪.‬‬
‫‪ -‬لشخص مجهول الهوية من فاقدي الذاكرة‪،‬أو الوعي‪،‬أو مصاب‬
‫بتخلف عقلي‪.‬‬
‫‪ -‬قضايا الفصل في البنوة المتنازع عليها‪.‬‬
‫‪ -‬ألثبات صلة القرابة عندما يكون أحد أفراد العائلة مفقودًا‪ ،‬وينتحل أحد‬
‫األشخاص شخصية المفقود‪ ،‬وُيطالب باألرث‪.‬‬
‫‪. - ]68[68‬إبراهيم صادق الجندي‪،‬الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية‪،‬مصدر سابق ص ‪.150‬‬
‫ب‪ -‬تقدير العمر‬
‫لتقدير السن أهمية بالنسبة للقضاء‪ ،‬وذلك إما لتحديد المسؤولية‬
‫الجنائية‪،‬أو عند الزواج‪ ،‬أو لحضانة األطفال‪ ،‬أو في إثبات البنوة‪.‬وُيسأُل‬
‫الطبيب العدلي عن العمر في ‪ 3‬مراحل غالبًا‪ ،‬هي‪ :‬السابعة‪ ،‬الخامسة‬
‫عشرة‪،‬الثامنة عشرة‪.‬‬
‫وتقدر السن إعتمادًا على الظواهر البدنية‪ ،‬نمو األسنان وتكاملها‪،‬‬
‫الصور األشعاعية للعظام‪ ،‬مثل عظم الجمجمة‪ ،‬والحوض‪،‬والعظام‬
‫الطويلة‪.‬‬

‫أمثلة لقضايا جنائية‪:‬‬


‫يورد الدكتور إبراهيم صادق الجندي في مؤلفه القضايا الجنائية التالية‪:‬‬
‫قضية رقم ‪:1‬‬
‫إدعى شاب أنه أبن ألحد األثرياء‪ ،‬الذي فقد أبنه وعمره سنتان‪ ،‬قبل ‪41‬‬
‫عامًا‪ ،‬فأراد الوالد التأكد من ذلك‪ ،‬وحوله الى الطب العدلي‪،‬الذي أثبت أن‬
‫عمر الشاب المدعي هو ‪ 32‬سنة‪،‬وليس ‪ 32‬سنة‪،‬أي أنه ليس األبن‬
‫المفقود‪.‬‬
‫قضية رقم ‪:2‬‬
‫فقد أب إبنته وعمرها ‪ 6‬سنوات‪ ،‬وبعد ‪ 25‬سنة إشتبه في ان إحدى‬
‫الفتيات قد تكون إبنته‪ .‬وعدا العمر‪ ،‬أعطى أوصاف إصابة معينة كانت‬
‫بها‪.‬وفعًال تأكد العمر واألثر‪،‬وكانت هي إبنته بالفعل‪.‬‬

‫حاليًا تثبت بصمة الحمض النووي مثل هذه القضايا بنسبة ‪ % 100‬في‬
‫حالة وجود األب واألم‪.‬‬

‫ج‪-‬تعيين هوية الجثث واألشالء‬

‫ُيطلب من الطبيب العدلي اإلستعراف لتحديد الشخصية لضحايا الكوارث‬


‫والحوادث الجماعية ممن ال يحملون وثائق شخصية رسمية‪،‬أو تعذر‬
‫وجود أقارب للتعرف عليهم‪،‬أو بسبب ما لحق بالجثة من تشويه‪،‬أو تعفن‬
‫أو تفحم‪ -‬على غرار ما حدث في حريق ُم نى للحجاج عام ‪ 1418‬هجرية‪،‬‬
‫حيث كان هناك عدد من الجثث المتفحمة مجهولة الهوية‪.‬‬
‫في حالة الجثث المبتورة والمبعثرة يجب إعادة تكوين الجثة األصلية‪.‬‬
‫مثل هذا ُيعُد مهمة صعبة للغاية في الجثث المقطعة الى أشالء‬
‫عديدة‪،‬والمتناثرة‪ ،‬والمتعفنة‪.‬هنا تحتاج المهمة‪،‬طبعًا‪ ،‬خبيرًا بها‪ .‬أما إذا‬
‫كانت الجثث غير المتعفنة‪ ،‬فالمهمة أسهل‪ ،‬ويقوم بها خبراء البحث‬
‫الجنائي‪،‬عبر فحص المالبس ومحتوياتها‪ ،‬وتصوير الوجه‪ ،‬وأخذ‬
‫البصمات‪ ،‬وتحديد الجنس‪ ،‬وأوصاف الجثة‪ ،‬وشهود العيان‪.‬‬

‫د‪-‬األستعراف على مجموعة من العظام‬

‫األستعراف على مجموعة عظام يتم لإلجابة على التساؤالت التالية‪:‬‬


‫* هل هي عظام إنسان أم حيوان؟‬
‫* هل هي لشخص واحد أو أكثر من شخص؟‬
‫* هل هي عظام ذكر ام أنثى ؟‬
‫* كم يبلغ طول قامة صاحب العظام ؟‬
‫* ما عمره؟ ما جنسه ؟‬
‫* كم مضى على وفاة صاحب العظام؟‬
‫* هل بالعظام َاثار إلصابات أو تشوهات خلقية؟‬

‫قضية جنائية‪:‬‬
‫سافرت فتاة أجنبية الى بلد عربي للسياحة‪ ،‬ثم إختفت‪ ،‬وبعد ذلك ُعثر‬
‫على مجموعة عظام‪ ،‬تبين أنها ألنثى‪.‬وبتقدير العمر بواسطة العظام‪،‬‬
‫إتضح أنه عمر الفتاة المختفية‪ ،‬فأشتبهت السلطات المعنية في ان تلك‬
‫العظام لها‪.‬أخبرت وزارة خارجية البلد العربي خارجية بلد المختفية‪،‬‬
‫وأعطتها نتائج التحقيقات‪ .‬فأرسل الطب العدلي في بلدها‪،‬عن طريق‬
‫السفارة‪ ،‬معلومات مفصلة عنها‪ ،‬ومعها صور شعاعية للرأس‪ ،‬كانت قد‬
‫أخذت للفتاة‪ ،‬وبها أثر تشوه خلقي موجود بنفس العظام المعثورعليها‪.‬‬
‫فكانت دليًال قاطعًا بان العظام تعود للفتاة المختفية[‪...]]69[69‬‬

‫تحديد العمر من فحص العظام‬

‫يورد الدكتور جالل الجابري مجموعة عالمات فارقة في العظام لتحديد‬


‫العمر خالل عمر اإلنسان‪ ،‬هي التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجمجمة ‪:Skull‬‬

‫‪. - ]69[69‬إبراهيم صادق الجندي‪،‬الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية‪،‬مصدر سابق ص ‪.152-150‬‬


‫يكون محيط الرأس لدى األطفال الناضجين ‪ 13‬إنتش‪ ،‬وكوله ‪ 5‬إنتش‪،‬‬
‫وعرضه ‪ 3‬إنتش‪.‬‬
‫للتذكير‪:‬اإلنتش ‪ Inch‬الواحد‪ ،‬ويسمى أيضًا البوصة‪ ،‬يساوي ‪2.54‬‬
‫سنتيمترًا‪.‬‬

‫ب‪ -‬اليافوخ الخلفي ‪: Fontanelle Posterior‬‬


‫ُيغلق في المدة الكاملة‪ ،‬واليافوخ األمامي ‪ Anterior‬بعمر ‪2 -1.5‬‬
‫سنة‪.‬‬

‫ج‪ -‬الدرز الجبهي ‪:Frontal Suture‬‬


‫يغلق في نهاية العام الثاني‪.‬‬

‫د‪-‬العظم القاعدي القذالي ‪:Basic occipital fuses‬‬


‫يندمج مع قاعدة العظم الوتدي ‪ Basisphenoid‬بعمر ‪ 23‬سنة‪.‬‬

‫ه‪ -‬يبدأ الدرز السهمي ‪ Segettal suture‬باإلنغالق من منتصف‬


‫الصفيحة الداخلية ‪ Middle inner table‬بعمر ‪ 25‬سنة‪.‬وينغلق تمامًا‬
‫في سن ‪ 30‬سنة‪.‬‬

‫و‪ -‬يتحدد الدرز التاجي ‪ Coronal suture‬بعمر ‪ 40‬سنة‪.‬‬

‫ز‪ -‬يتحدد الدرز الالفي ‪ Lambdiod suture‬بعمر ‪ 50‬سنة‪.‬‬

‫ح‪ -‬الفك السفلي ‪ Mandible‬تكون زاويته منفرجة لدى األطفال‪ ،‬وقائمة‬


‫في منتصف العمر‪ ،‬ومنفرجة في األشخاص الكبار‪.‬‬

‫ط‪-‬األسنان‪:‬‬
‫‪-1‬التسنين اللبني( ‪ 20‬سن)‪:‬‬
‫يبدأ من الشهر السادس بعد الوالدة بالشكل التالي‪:‬‬
‫‪ 9‬أشهر‬ ‫بزوغ القواطع الجانبية‬
‫‪ 12‬شهرًا‬ ‫بزوغ الضرس األول‬
‫‪ 18‬شهرًا‬ ‫بزوغ الناب‬
‫‪ 24‬شهرًا‬ ‫بزوغ الضرس الثاني‬
‫مالحظة‪ :‬األسنان اللبنية صغيرة ورفيعة وزرقاء‪.‬‬

‫‪-2‬بعد الوالدة (خارج الرحم)‪:‬‬


‫في نهاية السنة األولى‪.‬‬ ‫*رأس العضد ورأس عظم الفخذ‬
‫في نهاية السنة الثانية‬ ‫*الظرف السفلي للكعبرة ‪Radius‬‬
‫‪ Epiphysis‬سنوات‬ ‫*الكردوس ‪7‬‬
‫نهاية الـ ‪ 6‬سنوات‪.‬‬ ‫*النهاية العلوية للكعبرة‬
‫نهاية ‪ 12‬سنة‬ ‫*النهاية العليا لعظم الزند ‪Ulna‬‬

‫ي‪ -‬إتحاد الكردوس ‪ Epiphysis‬مع المشاشة ‪: Metaphyses‬‬

‫الطرف العلوي ‪:Uper limb‬‬


‫‪ Capitulum‬سنة‬ ‫العضد ‪14‬‬
‫‪ 14‬سنة وتندمج مع الجذل‬ ‫*تتحد البكرة مع الوابلة‬
‫بعمر ‪ 15‬سنة‪.‬‬
‫*تتحد اللقمية الجانبية ‪ Lateral epicondyle 16‬سنة‬
‫*تتحد اللقمية األنسية ‪ Medial epicondyle 17‬سنة‪.‬‬
‫‪ 20‬سنة‪.‬‬ ‫*يتحد الرأس‬

‫الكعبرة ‪:Radius‬‬
‫‪ 17‬سنة‬ ‫‪-‬تتحد النهاية العليا‬
‫‪ 20‬سنة‬ ‫النهاية السفلى‬

‫الزند ‪: Ulna‬‬
‫‪ 16‬سنة‬ ‫‪ -‬النهاية العليا‬
‫‪ -‬تتحد شاشة السيفي والسالميات مع الكردوس ‪ 18‬سنة‬

‫الطرف السفلي ‪:Lower limb‬‬


‫عظم الفخذ ‪:Femur‬‬
‫يتحد بعمر ‪ 16‬سنة‪.‬‬ ‫* المدور األصغر‬
‫يتحد بعمر ‪ 17‬سنة ‪.‬‬ ‫* المدور األكبر‬
‫يتحد بعمر ‪ 18‬سنة‪.‬‬ ‫* الرأس‬
‫الظنبوب ‪ Tibia‬والشظية ‪: Fibule‬‬
‫تتحد بعمر ‪ 18‬سنة‬ ‫النهايات السفلى‬
‫تتحد بعمر ‪ 21‬سنة‪.‬‬ ‫النهايات العليا‬

‫الحوض ‪:Pelvis‬‬
‫* يتحد الفرع العاني السفلي مع الفرع الوركي بعمر ‪ 6‬سنوات‬
‫* تتحد العظام الثالثة الحرقفة ‪، Ilium‬الورك ‪، Ishchium‬العانة‬
‫‪ Pubic‬بعمر ‪ 15‬سنة‪.‬‬
‫* تتحد األحدودية الوركية ‪ Ishchial tuberosity‬بعمر ‪ 21‬سنة‪.‬‬
‫*يتحد عرق الحرقفة ‪ Iliac crest‬بعمر ‪ 23‬سنة‪.‬‬

‫العظم الالمي‪:Hyoid bone‬‬


‫يتحد القرن األكبر مع الجسد بعمر ‪ 40‬سنة‪.‬‬

‫القص ‪Sternum‬‬
‫يتحد السيفي النائي مع الجسد بعمر ‪ 40‬سنة‪.‬‬
‫تتحد القبضة مع الجسد بعمر ‪ 60‬سنة‪.‬‬

‫الترقوة ‪Clavicule‬‬
‫يتحد العظم األنسي(القصي) ‪ Medial/ Sternal‬بعمر ‪ 23‬سنة‪.‬‬
‫يصل مدى التجويف النخاعي للفخذ مستوى عنق جراحي ‪Medullary‬‬
‫بعمر ‪ 30‬سنة‪.‬‬
‫مالحظة‪:‬كل األرقام المذكورة تعود للذكور‪،‬حيث يحدث اإللتحام واإلتحاد‬
‫في األنثا مبكرًا بـ ‪ 2 -1‬سنة‪.‬‬

‫‪-3‬تحديد الطول (القامة)‪:‬‬


‫من معادلة بيارسون‪:‬الطول = باع (المسافة بين أطراف األصبع‬
‫المحدودة)‪.‬‬
‫‪ % 25‬من الطول‪.‬‬ ‫عظم الفخد‪:‬‬
‫‪ % 18‬من الطول‪.‬‬ ‫عظم العضد‪:‬‬

‫‪-4‬تحديد العرق (الجنس)‪:‬‬


‫جمجمة شبيهة بالزنوج لها المزايا التالية‪:‬‬
‫‪ -‬درزة جبهية دائمة‬
‫‪ -‬جسر أنفي مسطح مع فتحات أنفية عريضة‪.‬‬
‫‪ -‬طول الرأس‪.‬‬
‫‪ -‬خشاءات ‪ Mastoides‬قصيرة‬
‫‪ -‬حنك أقل تقوسًا مؤديًا الى فقمة‪.‬‬
‫‪ -‬الجنيحي ‪ Pterion‬طرف واحد أو شكل ‪X‬‬
‫في الالشبيهيين بالزنوج تتحد العظام األربعة‬
‫(الجبهة‪،‬الجدارية‪،‬الصدغية‪،‬الوتدية) في منطقة على شكل ‪. H‬‬
‫الجنيحي‪:‬هي المنطقة التي تتحد العظام األربعة المذكورة أعاله‪.‬‬

‫‪-5‬سبب الموت‪:‬‬
‫أ‪-‬مرضي‪:‬كالسل ‪TB‬‬
‫ب‪-‬رضي‪:‬كسر الجمجمة‪-‬إصابة بعيار ناري‪.‬كسر العظم الالمي (زرد)‪.‬‬
‫ج‪-‬سمي‪:‬الزرنيخ‪،‬الرصاص‪،‬الراديوم‪-‬قد تترسب في العظام ويمكن‬
‫التحري عنها بالتحليل الكيمياوي السمي ‪Toxic‬‬

‫‪ -6‬تحديد الوقت الماضي منذ الموت عبر العظام‬


‫قبل عمر الـ ‪ 6‬أشهر‪ :‬أنسجة طرية توجد في العظام‪.‬‬
‫العظام تضم بأربطة‪.‬‬ ‫من ‪ 12 -6‬شهرًا‪:‬‬
‫العظام موجودة فقط‪.‬‬ ‫بعد عمر السنة‪:‬‬
‫تصبح العظام أخف وأكثر بياضًا‪ ،‬وأقل‬ ‫كلما مر الزمن‪:‬‬
‫رائحة‪،‬وأكثر هشاشة[‪.]]70[70‬‬

‫الدور األمني في مجال األستعراف‬

‫تستعمل الجهات األمنية طرقًا مختلفة لتعيين هوية األحياء من المدنيين‬


‫والمجرمين‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫‪ -1‬في األحوال العادية‪:‬‬
‫يعتمد أثبات الهوية على بطاقات الهوية التي يلزم القانون إقتناء كل فرد‬
‫بلغ السادسة عشرة لهذه البطاقات‪ .‬في البلدان األوربية واألمريكية حتى‬
‫الطفل له هويته الخاصة به‪.‬‬
‫‪ - ]70[70‬جالل الجابري‪،‬الطب الشرعي القضائي‪،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.271 -267‬‬
‫‪ -2‬في التعرف على المجرمين‪:‬‬
‫لهذا الغرض‪،‬تستعمل الجهات األمنية الطرق التالية‪:‬‬
‫أ‪-‬الشهادة‪:‬‬
‫وهي من أقدم الطرق‪ ،‬وأكثرها سيوعًا‪.‬ولكن لها عيوب وأخطار‬
‫كثيرة‪.‬فقد يتأثر الشاهد بمصلحته الشخصية‪ ،‬أو بعاطفته‪،‬أو قد يخصع‬
‫للتهديد‪،‬أو اإلغراء‪،‬من أحد أطراف القضية‪.‬‬

‫ب‪-‬الرسم اليدوي والتصوير الفوتوغرافي‪:‬‬


‫من أكثر الطرق إستعماًال‪،‬إال أنها ال تخلو من العيوب‪ .‬فقد يتنكر‬
‫الشخص‪،‬أو تتغير هيئته‪،‬أو قد يتشابه األشخاص‪.‬‬

‫ج‪-‬المقاسات البدنية(طريقة بريتون)‪:‬‬


‫هي مثل البصمات‪،‬معتمدة قياسات عظام الشخص‪،‬التي ال تتبدل بعد سن‬
‫الحادي والعشرين‪،‬أي بعد توقف النمو كليًا‪.‬كما انها تختلف من شخص‬
‫آلخر‪ .‬والمقاييس هي‪ :‬القامة‪ ،‬الباع‪ ،‬قياسات الرأس‪ ،‬قياسات القدم‬
‫والذراع اليسرى‪..‬الخ‪.‬تصنف بترتيب معين يسهل معه إستخراج بطاقة‬
‫معينة‪.‬والبد من إضافة صورة ناطقة للوجه‪.‬صفات الشخص العامة‪،‬‬
‫والعالمات الفارقة‪ ،‬مثل ندب الجروح والعيوب الخلقية‪ ،‬والوشم‪،‬الى‬
‫القياسات المذكورة‪.‬‬

‫د‪ -‬البصمات ( لأليدي‪،‬األقدام‪،‬الشفا)‪:‬‬


‫أفضل وسائل األستعراف في الوقت الحاضر‪،‬حيث أن بصمات‬
‫األصابع‪،‬يسهل تصنيفها بشكل يسهل معه البحث عنها‪.‬وعدا هذا‪ ،‬من‬
‫النادر جدا جدًا(‪ 64:1‬مليار نسمة)‪،‬إن لم يكن من المستحيل‪ ،‬وجود‬
‫بصمتين متشابهتيًن ‪ .‬وتقسم البصمات الى ‪ 5‬أنواع‪:‬هي‪:‬األقواس‪،‬‬
‫والمنحدرات اليسارية‪ ،‬والمنحدرات اليمينية‪ ،‬والمستديرات‪ ،‬والبصمات‬
‫المركبة‪.‬وتتم مقارنة البصمات بجهاز مكبر يظهرها متجاورة‪ ،‬ووجود ‪12‬‬
‫نقطة إتفاق يدل على ان البصمتين لشخص واحد‪.‬‬

‫ه‪ -‬هل المكان هو مسرح الحادث الحقيقي ؟‬


‫جوابًا على هذا السؤال سنذكركم بمعلومات مرت عليكم في محاضرات‬
‫سابقة‪ ،‬وفي اإلعادة فائدة‪:‬‬
‫يمكن للمجقق الجنائي األستدالل على مسرح الحادث الحقيقي من خالل‬
‫العالمات الدالة على تغيير وضع‪ ،‬أو تحريك الجثة من مكانها‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل ما يأتي‪:‬‬

‫أوًال‪ -‬فحص المكان‪:‬‬


‫‪َ-1‬اثار جر الجثة على األرض‪ :‬دليل على تحريك الجثة‪ ،‬ونقلها من مكان‬
‫الحادث الحقيقي‪.‬وقد تكون هذه اآلثار على التراب والرمال‪ ،‬أو في صورة‬
‫لطخات وتلوثات دموية طويلة‪ ،‬وذيول تكون كثيفة في البداية‪ ،‬وضعيفة‬
‫في النهاية‪ ،‬مما يساعد في معرفة المكان‪ ،‬الذي سحبت منه الجثة ومسرح‬
‫الجريمة الحقيقي‪.‬‬
‫‪-2‬البقع الدموية عرموطية الشكل‪:‬تدل على نقل الجثة من مسرح الحادث‬
‫الحقيقي الى المكان الذي وجدت فيه الجثة‪.‬وبتتبع هذه البقع يمكن‬
‫الوصول الى مسرح الجريمة الحقيقي‪ ،‬حيث يدل رأس الشكل الكمثري‬
‫على إتحاه الحركة أثناء نقل الجثة‪،‬أو حركة المصاب‪.‬‬
‫‪-3‬وجود الجثة في بركة من الدماء‪ ،‬والجثة ملطخة بالدماء‪ ،‬وإنتشار‬
‫البقع والتلوثات الدموية بصورة شديدة غير مميزة على الفرش واآلثاث‬
‫واألرضيات‪،‬دليل على ان هذا المكان هو مسرح الجريمة الحقيقي‪.‬‬
‫‪-4‬وجود َاثار العنف والمقاومة بمسرح الحادث‪ ،‬دليل على ان المكان هو‬
‫الذي تمت فيه الجريمة‪.‬‬

‫ثانيًا‪ -‬فحص المالبس وغطاء الجثة‬


‫أسلفنا بان لفحص المالبس أهمية كبرى في الحقل الجنائي‪ ،‬ولذلك‬
‫يجب على المحقق الجنائي إثبات حالة المالبس‪،‬ووصفها وصفًا دقيقًا في‬
‫محضر المعاينة‪ ،‬فقد توجد فيها عالمات تدل على تحريك الجثة من‬
‫مكانها‪ ..‬فمثًال‪:‬‬
‫‪ -1‬وجود جثة ملفوفة ببطانية‪،‬أو مالية ومربوطة من الخارج‪،‬دليل على‬
‫نقل الجثة‪ ،‬وأن المكان ليس هو مسرح الجريمة الحقيقي‪.‬‬
‫‪ -2‬وجود جثة في مكان به طين‪ ،‬بينما مالبس الجثة نظيفة‪ ،‬والحذاء‬
‫نظيف‪ ،‬دليل على ان هذا المكان ليس هو مسرح الجريمة الحقيقي‪،‬ألنه لو‬
‫تمت الجريمة هناك لكانت المالبس والحذاء ملطخة بالطين في أماكن‬
‫متفرقة وبصورة غير منتظمة‪،‬بسبب الحركة والمقاومة أثناء الحادث‪.‬‬
‫‪ -3‬وجود ُاثار الجر بالمالبس في صورة تَاكل وتهتك يدل على إحتكاك‬
‫المالبس باألرض الخشبة أصناء الجر‪ ،‬ونقل الجثة من مكانها األصلي‪.‬‬
‫‪ -4‬وجود َاثار عالقة بالمالبس ال تنتمي الى المكان الذي أكتشفت فيه‬
‫الجثة دليل على نقلها‪.‬‬

‫ثاثًا‪ -‬فحص ظاهر الجثة‬


‫‪ -1‬التفلطح اإلتكائي‪:‬‬
‫هو تفلطح أو تسطح الجلد والعضالت في مواضع إرتكاز الجثة‪ ،‬ويظل‬
‫التفلطح واضحًا في مكانه بعد تحريك أو تغيير وضع الجثة‪.‬وبناء على ذلك‬
‫فان وجود التفلطح اإلتكائي بمكانين مختلفين بالجثة‪ ،‬كالظهر‬
‫والبطن‪،‬مثًال‪ ،‬يدل على تغير وضع الجثة‪،‬أو نقلها من مكان الحادث‬
‫الحقيقي‪.‬‬

‫‪-2‬الرسوب الدموي‪ :‬يحدث في األماكن المنخفضة من الجثة‪ ،‬ويتغير‬


‫مكانه أيضًا إذا تغير وضع الجثة خالل الساعات الست األولى من‬
‫الوفاة‪.‬وجود الرسوب في مكان ال يتفق مع الوضع الذي وجدت فيه الجثة‪،‬‬
‫أو وجوده بمكانين مختلفين بالجثة‪،‬دليل على تغير وضع الجثة‪ ،‬أو نقلها‬
‫من مكان الى َاخر‪.‬فمثًال وجود الرسوب الدموي بظهر جثة مستخرجة من‬
‫الماء دليل على ان الماء ليس هو المسرح الحقيقي‪،‬وإنما الجثة ُقذفت في‬
‫الماء بعد ان ظلت على ظهرها فترة من الوقت بعد الوفاة‪.‬‬
‫‪ -3‬فحص تماثل التيبس الرمي ‪: Rigor mortis‬ي‬
‫بدأ التيبس ويزول من أعلى ألسفل‪ ،‬ويحدث في الجهة اليمنى‬
‫واليسرى من الجثة في نفس الوقت‪.‬كما أنه يزول بسهولة من مجموعة‬
‫العضالت التي يتم تحريكها‪ ،‬وال يعود مرة أخرى‪.‬لذلك‪،‬فعدم تماثل التيبس‬
‫الرمي دليل على تحريك الجثة‪ ،‬ونقلها‪،‬أو تغير وضعها‪.‬‬

‫‪ -4‬وجود سحجات طويلة‪،‬أو كدمات غير حيوية‪:‬‬


‫يعتبر دليًال على جر الجثة ونقلها من مسرح الحادث الحقيقي[‪.]]71[71‬‬

‫األستعراف في حالة الجثة‪:‬نتناوله في الفصل التاسع عشر بتفاصيل‬


‫وافية‪.‬‬

‫‪.- ]71[71‬إبراهيم صادق الجندي‪،‬الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية‪،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.156-149‬‬
‫األستعراف في حالة األحياء‬

‫في الحاالت المدنية‬

‫تتبع كافة النقاط المذكورة في حالة اإلستعراف على ميت‪ -‬الفصل التاسع‬
‫عشر‪،‬باإلضافة الى مستوى الثقافة‪ ،‬والصوت‪ ،‬والمشية‪،‬‬
‫واللهجة‪،‬والصورة‪ ،‬والكتابة اليدوية‪.‬‬

‫في الحاالت الجنائية‬


‫‪ -1‬قياس األسنان‬
‫يتألف قياس األسنان ‪ Anthropometry‬من أخذ طرق من قياس‬
‫الجسم‪،‬مثًال‪ :‬الطول‪ ،‬وعرض الرأس‪،‬طول األذن‪ ،‬القدم‪ ،‬الذراع‪ ،‬باع‬
‫األذرع‪.‬وهذه اإلجراءات تطبق فقط في حالة البالغين‪ ،‬وهي عرضة‬
‫لألخطاء‪.‬‬

‫‪ -2‬بصمات األصابع‬
‫بصمات األصابع ‪ Types of Finger prints‬هي حواف موجودة‬
‫في جلد أطراف األصابع‪ ،‬وهي توجد في البشرة واألدمة‪ ،‬مشكلة نموذج‬
‫خاص لكل شخص (حتى التوائم أحادية البويضة لها بصمات مختلفة )‪.‬‬
‫تتكون هذه البصمات خالل األسبوع السادس عشر من الحياة وتضل ثابتة‪.‬‬

‫نماذج بصمات األصابع‬

‫أ‪-‬أقواس ‪ Arches‬بنسبة ‪.% 7-6‬‬


‫ب‪-‬عرى ‪ Loops‬بنسبة ‪ % 66‬تفتح لليمين أو لليسار‪.‬‬
‫ج‪-‬دوائر ‪ Whorls‬بنسبة ‪.% 25‬‬
‫د‪ -‬مختلطة ‪ Mixed/ Composites‬خليط من ‪.% 2 -1‬‬

‫تؤخذ بصمات األصابع بإنطباع بسيط لألصابع واإلبهامات لكلتا اليدين‬


‫على الورق بواسطة حبر الطبع‪:‬يدور أوًال كل إصبع من جهة الى أخرى‪،‬‬
‫وبعدئذ يؤخذ إنطباع واضح لألصابع الخمسة لكل يد‪.‬‬
‫تقارن البصمات بأكثر من ‪ 16‬ميزة من خالل الطول الكلي للحواف‪.‬‬
‫قد تختفي الحواف في‪:‬‬
‫‪ ‬أمراض جلدية مزمنة مثل األكزيما والجذام‪.‬‬
‫‪ ‬العمال الذين يعملون في الكاويات واإلشعاعات اآليونية‪.‬‬
‫‪ ‬اإلحتراق‪.‬‬
‫‪ ‬بتر طرف أو فقدان األصابع‪.‬‬
‫لكن البصمات ال تختفي في حالة الغرق والتفسخ ألنها ستكون موجودة‬
‫على األدمة الباقية‪.‬‬

‫نظير مسامي‬
‫النظير المسامي هو فحص بصمة أصبع مكبرة لرؤية مسامات تحدد‬
‫العرق‪.‬فلكل شخص موضع ثابت‪،‬يساعد أيضًا في تحديد البصمات‪.‬‬

‫بصمات األقدام‬
‫هي عالمات مساعدة في الحاالت الجنائية‪.‬‬

‫األهمية الطبية لبصمات األقدام‬

‫أ‪ -‬تحديد مجرم من تصميم الحذاء إذا كانت البصمة في الوحل او في‬
‫دم‪.‬‬
‫ب‪ -‬بصمتان بعيدتان عن بعضهما تعني شخص طويل‪.‬‬
‫ج‪-‬إنطباع الجزء األمامي للقدم يشير الى شخص فار‪.‬‬
‫د‪-‬إذا كان حافيًا فان شذوذ مثل أصبع زائد أو قدم مسطحة يمكن ان يتم‬
‫تحريها‪.‬‬
‫ه‪-‬إنطباع عميق على جهة واحدة يشير إما ان الشخص أعرج‪،‬أو يحمل‬
‫وزن ثقيل على كتف واحد‪.‬‬
‫تؤخذ بصمات األقدام لكل طفل في دور الوالدة لمنع اإلختالط‪.‬‬

‫أعمار ذات أهمية طبية‬

‫‪ -1‬في عمر ‪ 6‬سنوات‪:‬التقدير‬


‫‪ -‬ضرس أول دائم‪.‬‬
‫‪ -‬مركز التعظم للنهاية العليا لعظم الكعبرة‪.‬‬
‫‪ -‬إتحاد الفرع العاني السفلي مع فرع عظمة الورك‪.‬‬

‫‪ -2‬في عمر ‪ 7‬سنوات‪:‬‬


‫‪ -‬قاطع ثاني دائم‬
‫‪-‬يصل مركز التعظم للنهاية السفلى للكعبرة ثلثي عرض الشاشة‪.‬‬

‫‪ -3‬في عمر ‪ 9 -3‬سنوات‪:‬‬


‫‪ -‬الضاحك األول ‪.I st premolar‬‬
‫‪ -‬في عمر ‪ 11‬سنة ناب دائم ‪Canine‬‬

‫‪ -4‬في عمر ‪ 14‬سنة‪:‬‬


‫إتحاد البكرة والعظم الكبير ‪Trochelléa & Capitulum‬‬

‫‪ -5‬في عمر ‪ 15‬سنة‪:‬‬


‫‪ -‬إتحاد البكرة والعظم الكبير مع الجدر & ‪Trochelléa‬‬
‫‪Capitulum & Shaft‬‬
‫‪ -‬إختفاء الدرزة على شكل ‪ Y‬في الحق‪.‬‬

‫‪ -6‬في عمر ‪ 16‬سنة‪:‬‬


‫‪ -‬إتحاد الشعبات والسالميات‬
‫ا‪ -‬في الذكور في عمر ‪ 16‬سنة‪:‬‬
‫‪ -‬إتحاد النهاية العليا للزند‪.‬‬
‫‪ -‬أتحاد المدورة الصغرى‪.‬‬
‫ب‪ -‬في اإلناث في عمر ‪ 16‬سنة‪:‬‬
‫‪ -‬إتحاد رأس عظم الفخذ‪.‬‬
‫‪ -‬إتحاد النهاية السفلى للضنبوب والشظية‪.‬‬
‫‪ -‬أتحاد اللقمة الجانبية للعضد‪.‬‬

‫‪ -7‬في عمر ‪ 18‬سنة‪:‬‬


‫أ‪ -‬في األناث‪:‬‬
‫‪ -‬إتحاد رأس العضد‪.‬‬
‫‪ -‬أتحاد النهاية السفلى للكعبرة والزند‪.‬‬
‫‪ -‬إتحاد السغبات والسالميات‪.‬‬
‫ب‪ -‬في الذكور‪:‬‬
‫‪ -‬إتحاد رأس عظن الفخذ‪.‬‬
‫‪ -‬إتحاد النهاية السفلى للظنبوب والشظية‪.‬‬

‫‪ -8‬في عمر ‪ 21‬سنة‪:‬‬


‫أ‪ -‬في الذكور‪:‬‬
‫‪ -‬إتحاد النهاية السفلى لعظم الفخذ‪.‬‬
‫‪ -‬أتحاد النهاية العليا للظنبوب‪.‬‬
‫‪ -‬أتحاد العظم القذالي القاعدي مع العظم الوتدي القاعدي‪.‬‬
‫ب‪ -‬في األناث‪:‬‬
‫‪ -‬إتحاد النهاية القصية للترقوة‪.‬‬
‫‪ -‬إتحاد العرف‪.‬‬
‫‪ -‬إتحاد أحدودية عظما الورك‪.‬‬

‫‪ -9‬في عمر الـ ‪ 30‬سنة‪:‬‬


‫لدى الذكور‪ :‬التجويف النخاعي للعضد يصل الرقبة‪.‬‬
‫‪7[72‬‬
‫‪ -10‬في عمر الـ ‪ 60‬سنة‪ :‬إتحاد قبضة عظم القص مع جسم القص[‬
‫‪.]]2‬‬

‫خالصة بالقضايا التي تتطلب التحديد والتعرف‬

‫كخالصة لما مر‪،‬نعيد التذكير هنا بأبرز القضايا التي تتطلب التحديد‬
‫والتعرف على الفاعلين‪:‬‬
‫أوًال‪-‬تحديد شخصية صاحب األثر والتعرف على المجرمين في العديد من‬
‫القضايا الجنائية‪،‬مثل‪:‬‬

‫‪ - ]72[72‬جالل الجابري‪ ،‬الطب الشرعي القضائي‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.280 -276‬‬
‫* تحديد شخصية صاحب الدم في جرائم القتل‪.‬‬
‫* تحديد شخصية صاحب المني‪،‬أو الشعر‪،‬أو الجلد‪،‬في جرائم األعتداء‬
‫الجنسي‪.‬‬
‫* تحديد شخصية صاحب اللعاب الموجود على بقايا المأكوالت‪،‬وأعقاب‬
‫السجائر‪ ،‬في جرائم السرقة‪،‬أو الموجود على طوابع البريد‪ ،‬ومظاريف‬
‫الرسائل‪ ،‬وذلك في حاالت الطرود الملغومة‪ ،‬ورسائل التهديد‪،‬أو‬
‫األختطاف‪ ،‬حيث يستعمل الشخص أحيانًا اللعاب في لصق طوابع البريد أو‬
‫األظرف‪.‬ويتم ذلك بعمل بصمة الحامض النووي من هذه اآلثار‪ ،‬ومقارنتها‬
‫مع بصمة الحمض النووي للمشتبه فيهم‪ ،‬والمتهمين‪ ،‬والمجني‬
‫عليهم‪.‬وبذلك يمكن الربط بين المتهم والجريمة‪ ،‬والتعرف على المجرمين‪،‬‬
‫حيث ان بصمة الحمض النووي تعتبر دليل نفي وإثبات‪-‬كما أسلفنا‪.‬‬
‫* كما يمكن تحديد شخصية وجنسية صاحب العظام واألسنان‪،‬حتى ولو‬
‫كان عمرها يرجع الى سنين‪ ،‬عن طريق مقارنة البصمة مع األشخاص‬
‫الذين قاموا باألبالغ عن مفقودين بطريقة ‪.STR‬وقد تمكن العلماء من‬
‫الحصول على الحامض النووي من جمجمة تعود الى العصر الحجري‪ُ،‬عثر‬
‫عليها في كهف تشيدار ببريطانيا‪.‬‬
‫*‪ -‬وبالمثل‪،‬يمكن تحديد شخصية المجني عليه في حالة الجثث‬
‫المجهولة‪،‬أو حتى في حالة إختفاء الجثة‪ ،‬ووجود َاثارها فقط ‪ ،‬بشرط‬
‫وجود أشخاص قد قاموا باألبالغ عن مفقودين لهم‪ ،‬حتى يمكن عمل‬
‫المقارنة [‪.]]73[73‬‬

‫ثانيًا‪-‬تحديد الجنس (ذكر أم أنثى)‬


‫يتم تحديد الجنس من خالل اآلثار المادية بمسرح الجريمة(الدم‪،‬اللعاب‪،‬‬
‫المني‪،‬الجلد) وبيان ما إذا كانت تخص ذكر أم أنثى‪ ،‬وذلك بفحص‬
‫الكروموسومات الجنسية الموجودة في الخاليا البشرية بهذه اآلثار‪.‬فإذا‬
‫كانت ‪ XY‬فان اآلثار ترجع الى ذكر‪ ،‬وإذا كانت ‪ XX‬فأن اآلثار ترجع الى‬
‫أنثى‪.‬وهذا عنصر مهم بالنسبة لجرائم القتل‪.‬‬

‫ثالثًا‪-‬قضايا النسب‪/‬البنوة‬
‫يحدث تنازع البنوة في حاالت معينة‪.‬ومن أمثلة القضايا التي ُيطلب فيها‬
‫من الطبب العدلي‪ -‬قسم األدلة الجنائية‪-‬إجراء إختبارات البنوة المتنازع‬
‫عليها‪،‬ما يلي‪:‬‬
‫‪.- ]73[73‬إبراهيم صادق الجندي‪،‬الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية‪،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.229-228‬‬
‫‪ -‬القضايا التي ينكر فيها الرجل أنه األب لطفل غير شرعي(إغتصاب‪ ،‬زنا)‬
‫لتبرئة نفسه‪.‬‬
‫‪ -‬إدعاء إمرأة بان الطفل يخص رجًال معينًا إجباره على الزواج منها‪،‬أو‬
‫طمعًا في الميراث‪.‬‬
‫‪ -‬القضايا التي يحدث فيها تبادل المواليد في مستشفيات الوالدة خطأ أم‬
‫عمدًا‪.‬‬
‫في مثل هذه الحاالت جرى الحال في تحديد األبوة على أسس عديدة‪،‬‬
‫مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬التشابه الخلقي الشديد بين الطفل واألب المزعوم‪ :‬لون الشعر‬
‫وطبيعته‪ ،‬لون العينين‪ ،‬تطابق المالمح‪.‬وجميع هذه المالمح ال ترقى مطلقًا‬
‫ألن تكون دليًال يعتمد عليه‪ -‬يؤكد د‪.‬إبراهيم الجندي‪.‬‬

‫ب‪ -‬تحديد فصائل الدم‪.‬‬


‫لليوم ال يزال العلم عاجز عن تحديد النسب تماما استنادا إلى فصائل‬
‫الدم بمفردها‪.‬وهي تستخدم لإلستبعاد فقط‪ ،‬وال يمكن إثبات البنوة على‬
‫أساسها‪.‬أي أنها وسيلة نفي‪ ،‬وليست وسيلة إثبات‪ ،‬وذلك لوجود َاالف‬
‫األشخاص بنفس الفصيلة‪.‬‬
‫طبعًا يمكن نفي نفيا قاطعا وأكيدًا صلة النسب عبر فصائل الدم‪ .‬أما إذا‬
‫حصل تطابق بين جميع الفصائل الدموية المفحوصة لألفراد الذين هم محل‬
‫سؤال وجواب‪ ،‬فيمكن إثبات صلة النسب بنسبة ‪ 99‬في المئة‪ ،‬وحتى ‪100‬‬
‫في المئة إعتمادا على فصائل الدم فقط ‪.‬‬
‫يتم التعرف على النسب واسطة الفحص السيريولوجي ( لألمصال) وذلك‬
‫بسحب عينات من دم األب ودم األم والطفل‪ ،‬على ان يكون الطفل قد أتم‬
‫ستة أشهر من عمره‪ ،‬وذلك لتكوين فصائل الزمرة (‪ )ABO‬كاختبار يمكن‬
‫االعتماد عليه في حالة النفي‪ -‬كما ذكرنا من خالل جدول خاص بالزمرة (‬
‫‪.)ABO‬فمثًال إذا كانت األم لها فصيلة (‪ )A‬واألب أيضا يحمل الفصيلة (‬
‫‪ )A‬فالبد لإلبن (الطفل ) ان يكون حامل للفصيلة (‪ )A‬أو (‪ .)O‬فإذا بين‬
‫التحليل ان فصيلة الطفل ‪ AB‬مثال فهذا ينفي ان يكون الطفل شرعي‪ -‬إلى‬
‫أبيه‪ ،‬بمعنى ان األم التي ولدته في المستشفى هى أمه بدون أدنى شك ‪،‬‬
‫أما األب‪ -‬المدعى عليه‪ -‬فليس أبوه‪ .‬ويتم الفصل في القضية ببراءة نسب‬
‫الطفل ألبيه‪،‬الذي إدعت األم انه األب الشرعي ألبنها‪ ،‬وتبين ان االمر‬
‫عكس ذلك تمامًا ‪.‬‬
‫أما في حالة تطابق فصيلة األم واألب‪،‬وبينت التحاليل ان الطفل يحمل‬
‫الفصيلة (‪ )A‬أو (‪ )O‬فهذا ال يعنى ان الطفل هو طفل شرعي لهما إال‬
‫باختبارات أخرى تدخل فيها زمرة الريسوز ‪ Rh Factor‬من فصائل الـ‬
‫‪،Subgroup‬الى جانب اختبار أكثر من ‪ 20‬صفة انثروبيولوجية‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫شكل الوجه‪ ،‬عرض الجبين‪ ،‬فتحة العينين‪ ،‬الشفتان‪ ،‬األسنان‪ ،‬فتحتا‬
‫األنف‪ ،‬شكل األنف‪ ،‬صيوان األذن‪ ،‬حلمة األذن‪ ،‬أصابع اليدين‪ ،‬أصابع‬
‫الرجلين‪ ،‬الحاجبان‪ ،‬شعر الرأس‪ ،‬شكل الذقن‪ ،‬لون قزحية العين‪ ،‬الثغر‬
‫عند االبتسامة‪ ،‬سحنة الوجه في لحظة االنزعاج وااللتفات‪،‬الخ ‪.‬‬

‫ج‪ -‬من العوامل المساعدة األخرى في تحديد النسب‪ ،‬يمكن االستفادة من‬
‫علم اإلنسان الوصفي ‪ Anthropography‬وهو فرع من علم اإلنسان‬
‫يصف خصائص األعراق وتوزعها الجغرافي‪ .‬وكذلك عن طريق تحرى‬
‫بعض األمراض‪ ،‬والتشوهات الوراثية‪ ،‬ودراسة الصبغيات‬
‫‪،Chromosomes‬ومقارنة أنماط الهيموغلوبين في الدم لدى األفراد‪.‬‬
‫فلو جمعت المعلومات المذكورة بدقة نكون قد أثبتنا وبدون أى مجال للشك‬
‫صلة النسب ‪ 100‬في المئة‪.‬‬
‫د‪-‬هذا باألضافة الى وجود بروتينات وأنزيمات مختلفة في الدم‪ ،‬وهي ذات‬
‫فائدة كبيرة في إنهاء القضية إيجابيًا في حالة النفي فقط‪،‬دون الحاجة الى‬
‫اللجوء الى إختبارات بصمة الحامض النووي ذات التكلفة المادية العالية‪،‬‬
‫والتي تحتاج الى دقة بالغة وتقنية متقدمة‪.‬‬

‫ه‪ -‬البصمة الوراثية ‪:DNA‬قطعت الدول الغربية المتقدمة شوطًا طويًال‬


‫ومهمًا في مجال تقنية هذه البصمة الوراثية‪ ،‬وأصبح من السهل بواسطتها‬
‫معرفة قضايا النسب تمامًا‪،‬ويتم ذلك بعمل بصمة الحامض النووي لكل من‬
‫الطفل واألب واألم‪ ،‬ومطابقة بصمة الطفل مع بصمة كل من األب واألم‬
‫وهذا التحليل يطبق في كافة المختبرات أو المعامل الجنائية هناك‪.‬وهي‬
‫وسيلة تأكيد او نفي‪-‬كما تعرفون‪ -‬زُم عترف بها دوليًا أمام القضاء‪ ،‬وهي‬
‫مبنية‪-‬كما أوضحنا في محاضرة سابقة‪ -‬على أساس ان الصفات الوراثية‬
‫في الطفل األبن البد ان يكون أصلها مأخوذ من األب(نصفها عن طريق‬
‫الحيمن او الحيوان المنوي) ومن األم( النصف اَالخر عن طريق‬
‫البويضة)‪.‬وعليه البد من وجود أصل للصفات الوراثية الموجودة قي‬
‫الطفل األبن في كل من األب واألم‪.‬‬
‫مثال‪:‬‬
‫‪ ‬إذا وجد ان الصفات الوراثية الموجودة في الطفل نصفها في األم‬
‫ونصفها في األب‪ -‬المدعى عليه‪ ،‬فهذا دليل على ان هذا الرجل هو‬
‫األب الشرعي للطفل‪.‬‬
‫‪ ‬وإذا وجد ان الصفات الوراثية الموجودة في الطفل نصفها في األم‬
‫والنصف اآلخر غير مطابق لما هو في الرجل المدعى عليه‪،‬فهذا‬
‫دليل على أنه ليس األب الحقيقي للطفل‪.‬‬

‫رابعًا‪-‬قضايا العقم واإلنجاب‬

‫تندرج هذه القضايا في شكوى من الزوجة‪ ،‬مثًال‪ ،‬انها تريد الطالق من‬
‫زوجها نظرا ألنه عقيم ولم ينجب لها أطفال‪ .‬أو بالعكس‪:‬الزوج يتهم‬
‫الزوجة بالعقم‪ ،‬أو في قضايا يرفعها الزوج للقضاء بحجة ان الطفل غير‬
‫شرعي‪ ،‬ألنه عقيم‪ ،‬وال يستطيع اإلنجاب‪ ،‬وقد فوجئ بأن زوجته حامل‬
‫بجنين‪..‬‬
‫في هذه الحاالت‪:‬يتم أخذ عينة من السائل المنوي للرجل المعني‪،‬‬
‫بمعرفة الخبير الجنائى ‪ ،‬وتحت مراقبته‪ ،‬ويتم الكشف عليها لمعرفة عدد‬
‫الحيامن أو الحيوانات المنوية‪ ،‬وحركتها‪ ،‬وشكلها‪،‬والنسبة المئوية لها‪،‬‬
‫ومدى نشاطها‪ ،‬وسيتبين فيما إذا كان الشخص المعني عقيمًا‪ ،‬أو ال‪ ،‬وذلك‬
‫للفصل في مثل هذه القضايا أمام المحكمة‪.‬‬
‫ولمعرفة الحمل يمكن الكشف على البول بعد مدة الحمل‪ ،‬حيث يتم أخذ‬
‫عينة من المراد الكشف عليه‪ ،‬بمعرفة الخبير الجنائى ‪ ،‬وتحت مراقبته‪،‬‬
‫خوفا من تغيير العينة بعينة أخرى‪ .‬ويتم إرسالها إلى المختبر للكشف‬
‫عليها فورا ‪ ،‬لتحديد نتائج الكشف ‪.‬‬

‫الفصل الخامس عشر‬

‫الجروح واإلصابات‬

‫تعريف الجرح‬
‫المعنى الطبي العدلي للجرح ‪ Wound‬هو كل إصابة‪ ،‬مهما كانت‬
‫بسيطة‪،‬تصيب الجسم أو تؤثر بصحته نتيجة عنف خارجي واقع‬
‫عليه‪.‬ويعرف الجرح طبيا بأنه انقطاع استمرارية الجلد وغيره من انسجة‬
‫الجسم نتيجة للتعرض لشدة خارجية[‪.]]74[74‬ويشير الدكتور سميح ابو‬
‫الراغب‪ -‬اختصاصي الطب الشرعي بالجامعة االردنية‪ -‬بأن بعض‬
‫التشريعات القانونية إلتزمت بهذا التعريف‪ ،‬وبعضها حصرها بالجلد فقط ‪.‬‬
‫كما ان بعضها االخر أضاف ( أغشية الجسم الخارجية الى الجلد وعرفتها‬
‫بانها كل غشاء أمكن لمسه دون شق أي غشاء آخر ‪ ،‬مثل االغشية‬
‫الداخلية لالنف والفم وقناة الشرج والمهبل ‪.‬‬
‫ومن خالل التعريفين االخيرين فان كلمة الجرح ال تطلق على اصابات‬
‫االحشاء اذا بقي الجلد واالغشية الخارجية سليمة ‪ .‬وعليه يمكن القول بان‬
‫الجروح من انواع االصابات وليس العكس ‪.‬‬
‫بيد ان أكثر التعاريف شيوعًا من الوجهة الطبية هي ان الجرح هو أي‬
‫إنفصال أو تفرق إتصال أي نسيج من أنسجة الجسم نتيجة إستخدام أي‬
‫أداة عنف خارجي وقع عليه‪ ،‬وال يشترط ان يكون له فتحة في‬
‫الجلد‪.‬وتختلف أسماء الجروح حسب النسيج المصاب‪،‬فمثًال‪:‬‬
‫إصابة الجلد تسمى جرحًا‪،‬وإصابة الغشاء المخاطي تسمى تشققًا‪،‬‬
‫وإصابة العضالت تسمى تمزقًا‪ ،‬وإصابة األحشاء تسمى تهتكًا‪،‬وإصابة‬
‫العظام تسمى كسورًا‪.‬‬

‫تقسيم الجروح‬

‫من الناحية القانونية تقسم الجروح حسب التقسيم الوضعي الى‪:‬‬


‫‪ -1‬جروح بسيطة‪ ،‬وهي تلك الجروح التي تشفى أو تلتئم في أقل من ‪20‬‬
‫يومًا‪ ،‬ودون ان ينتج عنها عاهة مستديمة أو تشوهًا‪.‬‬
‫‪ -2‬جروح خطيرة‪ ،‬وهي تلك الجروح التي تشفى في أكثر من ‪ 20‬يومًا‪،‬‬
‫وال ينتج عنها عاهة مستديمة إن تم شفاؤها‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬العاهة المستديمة‪ :‬هي فقد العضو السليم او فقد وظيفته‪،‬كفقد‬
‫البصر‪ ،‬وشلل طرف‪.‬‬
‫‪ -3‬جروح مميتة‪ ،‬وهي تلك الجروح التي تؤدي الى وفاة المصاب‬
‫مباشرة‪ ،‬كما في حالة جرح طعني نافذ الى القلب‪.‬بإستثناء إصابات‬
‫الرأس‪،‬فقد تحدث الوفاة بعد فترة زمنية من األصابة قد تصل الى ‪6‬‬

‫‪.- ]74[74‬إبراهيم صادق الجندي‪،‬الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية‪،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.95‬‬
‫أشهر‪،‬أو يظل المصاب في غيبوبة سنوات طويلة ال هو حي يمارس‬
‫حياته‪،‬وال هو ميت‪.‬‬
‫أما في التقسيم العدلي‪،‬فتنقسم الجروح الى‪:‬‬
‫‪-1‬الشجاج‪،‬أي جراح الرأس والوجه فقط‪.‬‬
‫‪-2‬السحجات( الخدوش)‪.‬‬
‫‪-3‬الكدمات( الرضوض)‪.‬‬
‫‪-4‬الجروح القطعية‪.‬‬
‫‪-5‬الجروح الطعنية والوخزية‪.‬‬
‫‪-6‬الجروح النارية‪.‬‬

‫الفحص الطبي العدلي للجرح‬

‫يجب ان يشمل‪ :‬نوع وموقع الجرح في الجسم‪،‬قياسات وأبعاد الجرح‪،‬مثل‬


‫طوله‪ ،‬وعرضه‪ ،‬وعمقه (بالسنتيمترات)‪،‬حالة حواف ونهاية( زوايا)‬
‫وقاع الجرح‪،‬وجود أو عدم وجود أجسام غريبة‪ ،‬مثل الشعر‪،‬أوساخ‪،‬قطع‬
‫زجاج‪..‬الخ‪.‬عمر الجرح(حديث‪ ،‬قديم)‪،‬حيوية الجرح‪،‬أي هل حدث قبل‬
‫الوفاة أو بعد الوفاة)‪ ،‬الداللة القانونية للجرح(أي مدى خطورة الجرح‬
‫على حياة المصاب‪ ،‬وهل هو جرح بسيط او خطير أو مميت)‪ -‬يتحدد ذلك‬
‫من مقدار النزف الدموي ومصدره‪ ،‬وهل من المحتمل ان يترك الجرح‬
‫عاهة مستديمة أو تشوهًا‪،‬وإمكانية حدوث تقيح للجرح ودرجة الشفاء‪-‬إذا‬
‫كان المصاب حيًا‪.‬وأخيرَا الشكل الطبي العدلي للجروح‪:‬أي هل الجروح‬
‫جنائية نتيجة عنف متعمد أو إنتحارية أو عرضية أو جروح مصطنعة‬
‫إفتعلها الشخص بنفسه‪.‬‬
‫وتختلف الجروح من الوجهة الطبية العدلية حسب الوسائل المستعملة‬
‫في إحداثها‪ ،‬وتتمثل في‪:‬‬

‫‪-1‬السحجات‪/‬الخدوش ‪:Abrasions, Excoriations‬‬

‫وهي تسلخ بشرة الجلد‪ ،‬تحدث نتيجة احتكاك الجلد بسطح خشن مما‬
‫يؤدي إلى تلف الطبقة الخارجية‪ .‬وتختلف السحجات حسب مسبباتها‪:‬‬
‫أظافر‪ ،‬حبل‪،‬اصطدام‪-‬جر على األرض‪،‬األسنان‪،‬الخ‪..‬‬
‫بالرغم من ان السحجات هي أبسط أنواع الجروح‪،‬إال أن لها أهمية‬
‫كبيرة من الوجهة الطبية العدلية الجنائية‪،‬كدليل عنف أو مقاومة‪ ،‬سواء‬
‫على الجاني أو المجني عليه‪.‬وقد تكون أثر العنف الوحيد على الجاني مما‬
‫يساعد في التعرف عليه‪.‬ويساعد تقدير عمر السحجات على حدوث‬
‫الجريمة أو الحادث‪.‬فالسحج الحديث لونه أحمر‪،‬ويغطى بطبقة مصلية‬
‫تجف تدريجيًا‪.‬بعد يومين يغطى السحج بقشرة طرية‪ ،‬وبعد ‪ 4‬أيام يغطى‬
‫بقشرة جافة‪.‬خالل إسبوع تنفصل القشرة وتترك أثرًا أحمرًا يزول في خالل‬
‫‪ 3‬أسابيع‪.‬‬
‫كما ويساعد شكل السحج في التعرف على اآللة المستخدمة‪،‬إذ غالبًا ما‬
‫تأخذ شكل اآللة التي أحدثتها‪ ،‬مثل األظافر واألسنان والحبال والسوط‬
‫والسيارة‪.‬وتساعد السحجات على معرفة نوع الجريمة‪ .‬فسحجات األظافر‬
‫حول الفم واألنف تعني كتم النفس‪ ،‬وحول الرقبة‪-‬الخنق باليدين‪،‬وعلى‬
‫الفم والوجه وحول المعصمين وعلى الفخذين‪ -‬اإلغتصاب‪ .‬وسحجات‬
‫الحبال‪:‬حول الرقبة تعني الشنق بالحبل‪،‬وحول المعصمين‪ -‬التعذيب بالقيد‪.‬‬
‫وتساعد السحجات في التفرقة بين الجروح القطعية والرضية‪.‬فوجودها‬
‫حول الجرح يدل على ان الجرح رضي واآللة راضة‪.‬‬
‫وتساعد السحجات في التفرقة بين الرسوب الدموي والكدمات‪،‬حيث‬
‫الكدمات دائمًا مصحوبة بسحجات‪.‬‬
‫والسحجات غير الحيوية هي التي تحدث بعد الوفاة نتيجة لجر الجثة‪،‬‬
‫وتكون دليًال على تحريك الجثة من مكانها‪ ،‬او نتيجة لتَاكل سطح الجلد‬
‫حول فتحات الجسم‪،‬أو أي نسيج رطب‪ ،‬سبب الحشرات‪ ،‬كالنمل‬
‫والصراصير والدجاج‪.‬‬
‫خواصها‪:‬اليصاحبها أي إحمرار او مصل او دم‪.‬لون الجلد يكون بنيًا‪.‬ال‬
‫توجد أية عالمات حيوية عند فحصها تحت المجهر‪.‬‬

‫‪-2‬الكدمات‪/‬الرضوض ‪:Contusions, Echymoses‬‬

‫هي تجمع الدم باألنسجة تحت الجلد نتيجة تمزق األوعية الدموية‪،‬وتسببها‬
‫أداة صلبة‪،‬أو َالة راضة او المصادمة بجسم راض‪.‬وغالبًا توجد سحجات‬
‫بالجلد‪ ،‬وتورم‪ ،‬وتغير اللون في نفس مكان اإلصابة فور حدوثها‪.‬‬
‫ولكن في بعض مناطق الجسم يظهر التورم والتغيير في اللون في‬
‫مستوى منخفض عن مكان األصابة بعد بضعة أيام‪ ،‬مثل إصابة‬
‫الجبهة‪،‬حيث يظهر التورم وتغير اللون او تجمع الدم حول جفن العين بعد‬
‫يوم او يومين تقريبًا‪ ،‬وفي مثل هذه الحاالت يحاول الجاني التنصل من‬
‫الجريمة ألختالف مكان ظهور التورم واللون عن موضع األصابة‪ ،‬مدعيًا‬
‫ان شخص َاخر هو الذي اصابه‪ ،‬بيد ان هذه الحقيقة العلمية تبطل إدعاءه‪.‬‬
‫وإذا أدت األصابة الراضة الى تجمع الدم في أنسجة عميقة تحت الجلد‬
‫أو العضالت فال يظهر تجمع الدم والتورم على سطح الجلد إال بعد بضعة‬
‫أيام‪.‬لذلك على المحقق والطبيب اإلنتباه لذلك‪.‬‬
‫والمعروف أيضًا ان حجم الكدمة يزداد مع قوة الضربة وحجم األداة‬
‫وليونة األنسجة‪ ،‬ولذلك تكون أكبر في جسد األناث عن الذكور‪،‬نظرًا لرقة‬
‫وليونة األنسجة بأجسادهن‪.‬‬

‫األهمية الطبية العدلية الجنائية للكدمات‪/‬الرضوض‬

‫أ‪ -‬دليل عنف او مقاومة‪.‬‬


‫ب‪ -‬تقدير عمر الكدمة يساعد في تحديد وقت وقوع الجريمة او‬
‫الحادث‪.‬ويكون ذلك عن طريق تغير اللون كاآلتي‪:‬بعد يوم لون‬
‫بنفسجي‪.‬بعد ‪ 3‬أيام لون ازرق‪.‬بعد ‪ 6‬أيام لون أخضر‪.‬بعد إسبوع يصبح‬
‫لونه أصفر‪.‬وفي خالل ‪ 3‬أسابيع يكون لون الجلد العادي‪.‬‬
‫ج‪ -‬شكل الكدم قد يساعد في التعرف على اآللة المستخدمة‪،‬فمثًال الكدمات‬
‫المستديرة‪ -‬تعني الضرب بالمطرقة‪ .‬الكدمات المغزلية المحاطة بسحجات‪-‬‬
‫العض باألسنان‪.‬الكدمات الطولية‪،‬التي تدور حول الجسم‪-‬الضرب‬
‫بالسياط‪.‬الكدمات المضلعة الشكل والمتكونة من عدة كدمات مستديرة‪-‬‬
‫قبضة اليد‪ .‬الكدمات الطولية أو الخطية‪ -‬الضرب بالعصي الغليضة‪.‬الكدمات‬
‫على شكل خطين متوازيين في األماكن البارزة من الجسم‪-‬الضرب بالعصا‬
‫الخفيفة‪.‬‬
‫وتساعد الكدمات في معرفة نوع الجريمة او الحادث‪:‬وذلك عن طريق‬
‫شكل الكدمة ومكانها‪ ،‬مثل إنتشار الكدمات في مواقع مختلفة من الجسم‬
‫يعني الضرب‪.‬والكدمات حول الرقبة‪-‬الخنق اليدوي‪،‬والكدمات األصبعية‬
‫على الفخذين والفم‪ -‬إعتداء جنسي‪ ،‬وإنتشار الكدمات في جانب واحد من‬
‫الجسم وعلى النواحي البارزة‪ ،‬كالكتف والمرفق والرأس‪ -‬السقوط من‬
‫علو‪.‬‬
‫وتساعد الكدمات أيضًا في التفرقة بين الجروح القطعية‬
‫والرضية‪.‬فالكدمات توجد عادة مع الجروح الرضية‪.‬‬

‫‪-3‬الجروح القطعية‬
‫الجرح القطعي هو الجرح الذي يحدث نتيجة سحب أو جر أداة حادة فوق‬
‫الجلد‪ ،‬مثل الموس( شفرة الحالقة)‪،‬السكين‪،‬المشرط‪..‬الخ‪.‬‬
‫تحدث الجروح القطعية في جميع أنواع الحوادث والجرائم‪.‬فقد تكون‪:‬‬
‫مفتعلة‪ ،‬عرضية‪ ،‬إنتحارية (مثل قطع شريان اليد)‪ ،‬جنائية‪ ،‬مثل الذبح‬
‫الجنائي‪.‬‬
‫الخصائص المميزة‪:‬‬
‫* أبعاد الجرح‪ :‬طوله أكبر من عرضه أو عمقه‪.‬‬
‫* الحواف‪ :‬منتظمة ومتباعدة‪.‬‬
‫* الزوايا‪:‬حادة‪.‬‬
‫* قاعدة الجرح‪:‬نظيفة‪.‬‬
‫* الشعر‪:‬أطراف الشعر مقطوعة بطريقة حادة‪.‬‬
‫* السحجات والكدمات‪:‬غير مصحوبة بسحجات او كدمات‪.‬‬
‫* النزيف الدموي‪:‬غزير لقطع األوعية الدموية قطعًا كامًال‪.‬‬
‫* إلتهاب الجرح ( التقيح)‪ :‬نادر‪.‬‬
‫* األلتئام‪:‬يلتئم بسرعة ويترك ندبو(أثر األلتئام) خطية غير مشوهة‪.‬‬

‫األهمية الطبية الشرعية الجنائية للجروح القطعية‬

‫أ‪ -‬دليل عنف او مقاومة‪:‬مثل وجود جروح دفاعية قطعية سطحية بالذراع‪.‬‬
‫ب‪ -‬دليل على اإلنتحار‪:‬مثل وجود جروح ترددية قطعية عند بداية الجرح‬
‫او بمكان َاخر من أماكن اإلنتحار‪.‬‬
‫ج‪-‬التعرف على األداة المستخدمة وكيفية حدوث الجرح‪ :‬من خالل‬
‫خصائص الجرح يتضح ان سبب الجرح هو المرور بحافة أداة حادة فوق‬
‫الجلد‪.‬‬

‫‪-4‬الجروح الرضية‬

‫الجرح الرضي هو جرح تهتكي يحدث نتيجة الضرب بأداة راضة ثقيلة‪،‬أو‬
‫األصطدام بجسم راض‪ ،‬مثل السيارة‪،‬الحجر‪،‬أو السقوك من علو‪..‬الخ‪.‬‬
‫وقد يصاحب هذا النوع من الجروح انكسار في العظام وتمزق في‬
‫األحشاء‪.‬‬
‫نوع الحادث ( الدافع)‪:‬‬
‫غالبًا الدافع جنائي‪،‬أو عرضي‪.‬ونادرًا ما يكون إنتحاري‪ ،‬مثل القفز من‬
‫علو‪.‬‬
‫الخصائص المميزة‪:‬‬
‫* أبعاد الجرح‪ :‬ال توجد عالقة بين طول الجرح وعرضه أو عمقه‪.‬‬
‫* الحواف‪:‬غير منتظمة‪،‬ومشرشرة‪ ،‬وقليلة التباعد بسبب وجود أنسجة‬
‫عابرة بين الحواف‪.‬‬
‫* الزوايا‪ :‬غير منتظمة‪.‬‬
‫* قاعدة الجرح‪:‬غير نظيفة‪،‬فقد يوجد فيها أنسجة ممزقة‪ -‬دم متجلط‪-‬‬
‫شعر‪ -‬قطع من األداة‪..‬الخ‪.‬‬
‫* الشعر‪:‬أطراف الشعر مهروسة وغير منتظمة‪.‬‬
‫* السحجات والكدمات‪:‬محاطة بكثير من السحجات والكدمات‪.‬‬
‫* النزيف الدموي‪:‬قليل‪ ،‬نظرًا للضغط على األوعية‪.‬‬
‫* التقيح‪ :‬شائع الحدوث لتهتك األنسجة‪.‬‬
‫* اإللتئام‪ :‬يلتئم ببطء‪ ،‬ويترك ندبة كبيرة قد تكون مشوهة‪.‬‬

‫األهمية الطبية الشرعية الجنائية للجروح الرضية‬


‫أ‪-‬دليل عنف أو مقاومة‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعرف على سبب الوفاة‪.‬‬
‫ج‪ -‬التعرف على األداة المستخدمة وكيفية حدوث الجرح‪ :‬من خالل‬
‫خصائص الجرح يتضح ان األداة راضة ثقيلة‪ ،‬وقوة الضرب كبيرة‪.‬‬

‫‪-5‬الجروح الطعنية‬

‫الجرح الطعني يحدث نتيجة الطعن بأداة ذات نصل حاد وطرف مدبب‪ ،‬مثل‬
‫السكين‪ ،‬الخنجر‪..‬الخ‪.‬‬
‫الدافع‪ :‬جنائي في الغالبية العظمى‪ ،‬مثل جرح طعني بالقلب او‬
‫بالرئتين‪.‬ونادرًا ما يكون عرضيًا أو إنتحاريًا‪ ،‬مثلما يحدث في بالد‬
‫المشرق األقصى(اليابان والساموراي‪-‬طريقة الهيراكيرا)‪.‬‬
‫الخصائص المميزة‪:‬‬
‫أ‪-‬أبعاد الجرح‪ :‬عمق الجرح أكبر من طوله أو عرضه‪,‬‬
‫ب‪-‬الحواف‪ :‬منتظمة ومتباعدة‪.‬‬
‫ج‪-‬الزوايا‪:‬حادة في حالة الطعن بأداة ذات نصلين حادين‪ ،‬كالخنجر‪،‬أو‬
‫احدي الزوايا حادة واألخرى أعرض‪ ،‬أو بيضاوية‪ -‬في حالة الطعن بأداة‬
‫ذات نصل حاد واحد‪ ،‬كالسكين‪.‬‬
‫د‪ -‬قاعدة الجرح‪ :‬غير نظيفة‪،‬فقد يكون بها دم متجلط‪،‬أو قطع من نهاية‬
‫األداة‪.‬‬
‫ه‪-‬أطراف الشعر‪:‬مقطوعة بطريقة حادة‪.‬‬
‫و‪-‬السحجات والكدمات‪ :‬غير محاط بسحجات او كدمات‪.‬‬
‫ز‪-‬النزيف الدموي‪:‬غزير‪،‬داخلي وخارجي‪.‬‬
‫ح‪-‬إلتهاب الجرح( التقيح)‪:‬شائع‪.‬‬
‫ط‪-‬األلتئام‪:‬بطيء ويترك ندبة غير مشوهة‪.‬‬

‫األهمية الطبية الشرعية الجنائية للجروح الطعنية‬

‫أ‪ -‬دليل عنف أو مقاومة‪.‬‬


‫ب‪-‬التعرف على سبب الوفاة‪.‬‬
‫ج‪-‬التعرف على األداة المستخدمة وكيفية حدوث الجرح‪ ،‬من خالل‪:‬‬
‫‪-‬الزوايا‪:‬حادة‪َ:‬الة قاطعة ذات نصلين حادين‪.‬أحدى الزايا حادة واألخرى‬
‫بيضاوية‪َ:‬الة ذات نصل حاد واحد‪.‬‬
‫د‪-‬أبعاد الجرح‪:‬طوله= عرض نصل األداة‪ ،‬وعرضه = سمك النصل‪.‬‬
‫ه‪-‬قاعدة الجرح‪:‬وجود نهاية األداة داخل الجرح‪.‬‬

‫الجدول التالي يفرق بين الجروح القطعية والطعنية والرضية‪:‬‬

‫التمييز بين الجروح القطعية والطعنية والرضية‬

‫الجرح الرضي‬ ‫الجرح الطعني‬ ‫الجرح القطعي‬ ‫الخصائص‬


‫طول الجرح أكبر عمق الجرح أكبر ال توجد عالقة‬ ‫أبعاد الجرح‬
‫محددة‬ ‫من طولة أو‬ ‫من عرضه أو‬
‫عرضه‬ ‫عمقه‬
‫غير منتظمة‬ ‫منتظمة ومتباعدة منتظمة‬ ‫الحواف‬
‫ومتقاربة‬ ‫ومتباعدة‬
‫غير منتظمة‬ ‫حادة‬ ‫حادة‬ ‫الزوايا‬
‫غير نظيفة‬ ‫غير نظيفة‬ ‫نظيفة‬ ‫قاعدة الجرح‬
‫محاط بكثير منها‬ ‫عير مصحوب بها غير مصحوب‬ ‫السحجات‬
‫بها‬ ‫والكدمات‬
‫أطراف الشعر‬ ‫أطرف الشعر‬ ‫أطراف الشعر‬ ‫الشعر‬
‫مهروسة‬ ‫مقطوعة قطع‬ ‫مقطوعة قطع‬
‫ومشرشرة‬ ‫حاد‬ ‫حاد‬
‫قليل‬ ‫غزير‪،‬خارجي‬ ‫النزيف الدموي غزير‪ ،‬خارجي‬
‫وداخلي‬

‫المصدر‪ :‬د‪ .‬إبراهيم صادق الجندي‪ ،‬الطب الشرعي في التحقيقات‬


‫الجنائية‪ ،2000 ،‬بتصرف بسيط‪.‬‬

‫‪-6‬الجروح المصطنعة‪ /‬المفتعلة‬

‫هي تلك الجروح التي يفتعلها الشخص بنفسه او باإلتفاق مع َاخر‪.‬‬


‫ندرسها لكون المحقق الجنائي يواجه الكثير من هذه الجروح‪ ،‬خاصة‬
‫من معتادي األجرام‪.‬لذلك يجب عليه ان يعرف أسبابها‪ -‬أنواعها‪ -‬طرق‬
‫إفتعالها‪ -‬وخصائصها‪ ،‬حتى يستطيع ان يحمي نفسه من أي إتهام‬
‫بالتعذيب للمتهم أو السجين‪،‬أو يحمي نفسه من الخطأ‪ ،‬و ليثبت سوء نية‬
‫الشخص المفتعل للجرح حتى يبرئ شخصًا َاخر‪.‬‬

‫أسباب إفتعال الجروح‬


‫أ‪-‬في جرائم القتل‪،‬ألثبات حالة الدفاع عن النفس‪ ،‬كمحاولة لتبرير‬
‫الجريمة‪.‬‬
‫ب‪-‬في أقسام الشرطة لتوجيه األدعاء الكاذب الى رجال الشرطة باألعتداء‬
‫والتعذيب أثناء القبض أو أثناء التحقيق مع المجرم‪.‬‬
‫ج‪-‬أمام القضاء‪ ،‬بغية إنكار إعتراف‪،‬أو التظاهر بان أألعتراف قد ُأخذ منه‬
‫بالقوة‪.‬‬
‫د‪-‬في السجن‪ ،‬حتى ينتقل السجين الى المستشفى لتسهيل عملية هربه‪ ،‬او‬
‫للراحة من األشغال بالسجن‪.‬‬
‫ه‪-‬في جرائم السرقة‪،‬التي يتفق فيها الحراس مع اللصوص لألدعاء بأنهم‬
‫دافعوا عن أنفسهم‪،‬وأن اللصوص تغلبوا عليهم‪.‬‬
‫و‪-‬أللصاق التهمة بشخص كمحاولة لإلنتقام منه‪.‬‬
‫ز‪-‬في المصانع‪،‬لحصول العامل على تعويض أو إجازة مرضية‪.‬‬
‫ح‪-‬للتهرب من الخدمة العسكرية في الدول التي تكون فيها الخدمة‬
‫إجبارية‪.‬‬

‫الخصائص المميزة‪:‬‬
‫يمكن للمحقق الجنائي إكتشاف هذه الجروح من خالل الخصائص‬
‫التالية‪ ،‬مجتمعة أو منفردة‪:‬‬
‫أ‪-‬غير خطيرة وسطحية‪.‬‬
‫ب‪-‬تكون في أماكن مأمونة من الجسم‪ ،‬كالساق أو الذراع‪.‬‬
‫ج‪-‬تكون في متناول يد الشخص نفسه‪،‬إال إذا إستعان بشخص َاخر‪،‬‬
‫باإلتفاق معه‪ ،‬فتكون بعيدة عن متناول يديه‪ ،‬كالظهر مثًال‪.‬‬
‫د‪-‬غالبًا تكون على هيئة جروح قطعية متوازية‪،‬أو سحجات‪ ،‬ونادرًا ما‬
‫تكون على هيئة كدمات أو جروح رضية‪.‬‬
‫ه‪-‬عمر الجرح ال يتفق مع الوقت الذي يدعيه المفتعل‪.‬‬
‫و‪-‬المالبس نقابل الجرح تكون سليمة لسهو المفتعل‪ ،‬وإذا وجدت بها‬
‫تمزقات فغالبًا ال يتفق مكانها وطولها وشكلها مع مكان وطول أو شكل‬
‫الجرح‪.‬‬
‫ز‪-‬أقوال المدعي متناقضة وكاذبة( يسأل عن األداة‪-‬كيفية حدوث الجرح‪-‬‬
‫الوقت‪-‬ويعاد إستجوابه أكثر من مرة)‪.‬‬
‫ح‪ -‬فحص األداة التي يدعي المفتعل أنها سبب األصابة‪ :‬يفحص مكان‬
‫‪7[75‬‬
‫إقامة المدعي عليه‪ ،‬والبحث عن األداة‪ ،‬فال تجد َاثارًا دموية عليها [‬
‫‪.]]5‬‬

‫الجروح والقانون‬

‫‪ - ]75[75‬إبراهيم صادق الجندي‪،‬الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.109 -96‬‬
‫أوضحنا بأن الجروح واالصابات تنقسم من حيث طبيعتها الى ‪:‬‬
‫أ‪ -‬جروح او إصابات بسيطة ‪:‬وهي التي ال تشكل في العادة خطرا على‬
‫حياة المصاب‪ .‬وفي حالة حدوث الوفاة منها تكون مدعاة لالستغراب لعدم‬
‫توقعها ‪.‬‬
‫ب‪-‬جروح او إصابات خطيرة ‪:‬وهي التي تهدد حياة االنسان بالموت‪ ،‬اال‬
‫ان نجاة االنسان من الموت منها هو الغالب‪ ،‬وان كان احتماله قائما‬
‫ومتوقعا ‪.‬‬
‫ج‪-‬حروح او إصابات قاتلة ‪:‬وهي التي من شأنها ان تؤدي في العادة الى‬
‫الوفاة‪ ،‬وان نجاة االنسان من الموت منها يكون مدعاة لالستغراب لعدم‬
‫توقعها ‪.‬‬
‫يظهر مما تقدم‪ ،‬أن الجروح تختلف حسب طبيعتها واألداة المستعملة‬
‫إلحداثها‪.‬وإستنادًا الى ذلك تختلف عواقب الجروح المحدثة في جسم‬
‫اإلنسان‪ .‬فتبعا لذلك تختلف العقوبات التي يفرضها القانون على مسبب‬
‫الجروح‪ .‬ويؤثر تشخيص الطبيب العدلي للجروح وتحديد نسبة العجز‬
‫بصفة مباشرة على التكييف القانوني‪ ،‬وعلى نوع الجريمة‪ ،‬أي هل هي‬
‫مخالفة أو جنحة أو جناية‪ -‬حسب التقسيم العام للجرائم الوارد في قانون‬
‫العقوبات‪.‬‬
‫غالبًا يحدد قانون العقوبات التالي ‪:‬‬
‫‪ -1‬عقوبة جنائية‪:‬‬
‫في حالة ما إذا أدت أعمال العنف إلى فقد أو بتر إحد األعضاء‪ ،‬أو‬
‫الحرمان من استعماله‪ ،‬أو فقد البصر العينين‪ ،‬أو بصر إحدى العينين‪ ،‬أو‬
‫أية عاهة مستديمة أخرى‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬االجتهاد القضائي يعتبر العاهة المستديمة هي فقد أي عضو أو‬
‫فقد منفعته جزئيا أو كليا‪.‬‬
‫ويستعين القضاء باألطباء إلثبات وجود العاهة وتحديد نسبة العجز‬
‫الجزئي الدائم بالرجوع إلى مقدار النقص الوظيفي الذي تركته العاهة‬
‫الدائمة‪.‬‬

‫‪ -2‬جنحة الجروح‪:‬‬
‫الخطأ المتسبب للغير‪ ،‬برعونته أو لعدم احتياطه‪ ،‬في مدة عجز مؤقت‬
‫عن العمل تتجاوز ثالثة أشهر‪.‬‬
‫‪ -3‬جنحة الضرب والجروح العمدية‪:‬‬
‫من أحدث عمدا جروحا للغير تسبب له مدة عجز مؤقت عن العمل تزيد‬
‫عن ‪ 15‬يوم‪.‬وتعد مخالفة إذا كانت مدة العجز تساوي أو تقل عن ‪ 15‬يوم‪،‬‬
‫بشرط أن ال يكون هناك سبق إصرار أو ترصد‪.‬فإذا كان هناك سبق إصرار‬
‫أو ترصد أو حمل أسلحة‪ ،‬فإن المتسبب في جروح للغير يتابع بجنحة‬
‫بغض النظر عن مدة العجز [‪..]]76[76‬‬
‫تقييم الجروح واالصابات‬

‫يعتمد تقييم الجروح واالصابات اساسا على دراسة المشاهدات الحسية‬


‫للحقائق العلمية التي يحددها الطبيب بالمعاينة الطبية والفحوصات‬
‫المخبرية والشعاعية ‪ ،‬وبالقدر الذي تدون فيه المشاهدات دقة وتفصيال‬
‫كلما كان التقييم أقرب للحقيقة‪ ،‬اذ ان الهدف من التقييم يتمثل في تحديد‬
‫أمرين هامين ‪:‬‬
‫أولهما ‪ :‬مدى تأثير هذه االصابة على صحة االنسان وحياته ‪.‬‬
‫ثانيهما ‪ :‬تحديد ظروفها‪ -‬سواء كانت جنائية أو عرضية أو انتحارية أو‬
‫مفتعلة ‪.‬‬
‫بالنسبة لتحديد مدى تأثير االصابات والجروح على صحة االنسان وحياته‬
‫فان ذلك يدلل– من حيث طبيعة االصابة أو االصابات – على مدى ما‬
‫يترتب عليها من تعطيل عن العمل أو تخلف عاهة دائمية ومدى خطورتها‬
‫على الحياة‪ ،‬بما يعبر عنه باالصابة البسيطة أو الخطيرة أو القاتلة والتي‬
‫يقابلها الى حد ما بما يعبر عنه االطباء بالحالة العامة للمصاب ( جيدة أو‬
‫متوسطة أو سيئة )‪ .‬اال انه يجب االخذ بعين االعتبار ان كون الحالة‬
‫العامة سيئة أو متوسطة ال يعني بالضرورة ان تكون االصابة قاتلة أو‬
‫خطيرة‪ ،‬الن سوء الحالة أو خطورتها قد يكون السباب مرضية في حين‬
‫تكون االصابة بسيطة ‪.‬‬
‫أما من حيث موقع االصابة من الجسم ونوع االداة او السالح الذي‬
‫تسبب بها وعالقة أي منهما أو كليهما بطبيعة االصابة فان التقييم الي‬
‫منها أو جميعها يكون في محصلة عالقتها معا دون استثناء أو استبعاد‬
‫الي منها ‪.‬فقد تحدث الوفاة نتيجة اداة غير قاتلة‪ ،‬أو نتيجة اصابة في‬
‫موقع ال يعتبر خطيرًا‪.‬وبالمقابل فان الوفاة قد ال تحدث بالرغم من ان‬
‫االصابة من شأنها ان تؤدي في العادة الى الوفاة‪ ،‬أوانها في موقع قاتل‬

‫‪ - ]76[76‬الطب الشرعي واألدلة الجنائية‪،‬من إعداد القاضيين‪ :‬تلماتين ناصر و بن سالم عبد الرزاق‪ -‬مصدر سابق‪.‬‬
‫من الجسم‪ ،‬ونتجت عن سالح قاتل‪ .‬وهذا بالطبع ال يغير أبدا من كون‬
‫االصابة قاتلة ‪.‬‬
‫أما بالنسبة لتحديد ظروف االصابات من خالل االصابات والجروح‬
‫ذاتها فان وجود جروح تدل على المقاومة‪ ،‬كالجروح القطعية في اليد أو‬
‫اليدين‪ ،‬نتيجة القبض على نصل السالح‪ ،‬وتعدد االصابات في الجسم‪،‬‬
‫باالضافة الى موقعها بعيدا عن متناول يد الصاب‪ ،‬يدلل على ان االصابة‬
‫جنائية‪ .‬كما ان إنتفاء وجود أي اثار لعالمات قرب اطالق النار ينفي ان‬
‫يكون االطالق انتحاريا أو عرضيا من نفس المصاب او المتوفي‪ .‬اما في‬
‫حاالت ذبح العنق ‪ ،‬فان مستوى الجرح في الجلد وما تحته من االنسجة‪،‬‬
‫باالضافة الى وجود جروح ترددية عند بداية القوة المستعملة‪ ،‬أو عالمات‬
‫مقاومة أو عدم وجودها ‪ .....‬الخ ‪ ،‬يساعد في بيان ما اذا كان الذبح جنائيا‬
‫أو انتحاريا ‪..‬‬

‫المعاينة الطبية للجروح واالصابات‬

‫من كل ما تقدم ‪ ،‬نجد ان مهمة الطبيب تتجه الى تحديد االمور التالية أثناء‬
‫المعاينة الطبية لالصابات وفي كتابة التقرير عنها ‪:‬‬
‫‪ .1‬مواصفات االصابة ‪ :‬وتشمل بيان نوعها‪ ،‬وعددها‪ ،‬وشك‪،‬ل وابعاد‪،‬‬
‫وموقع كل منها ‪ ،‬وما علق بها من االداة أو السالح المستعمل ‪.‬‬
‫‪ .2‬اتجاه االصابة في الجسم‪ ،‬واتجاه القوة المستعملة ومداها ‪.‬‬
‫‪ .3‬عمر االصابات‪ ،‬مع مقارنته بتاريخ ووقت الحادث أو االعتداء ‪.‬‬
‫‪ .4‬مواصفات االداة او السالح المستعمل ‪.‬‬
‫‪ .5‬المضاعفات المتوقعة لالصابات ‪.‬‬
‫‪ .6‬المدة الالزمة للشفاء والمدة الالزمة لتعطيل المصاب عن عمله ‪.‬‬
‫‪ .7‬امكانية تخلف عاهة دائمية ‪.‬‬
‫‪ .8‬مدى تأثير االصابات على الحالة الصحية للمصاب او حياته ‪.‬‬
‫‪ .9‬في حاالت الوفاة ‪ :‬هل وقعت االصابات قبل الوفاة‪ ،‬ام بعدها ‪.‬‬
‫‪ .10‬هل تدخلت اسباب اخرى ادت الى االيذاء او القتل ‪.‬‬
‫‪ .11‬هل هناك اكثر من متسبب في االيذاء او القتل ‪.‬‬
‫الجدول التالي يميز بين الجروح الحيوية والجروح غير الحيوية‪:‬‬

‫التمييز بين الجروح التي تحدث قبل الوفاة وبعد الوفاة‬

‫الجروح غير الحيوية‬ ‫الجروح الحيوية‬


‫هي الجروح التي تحدث بعد‬ ‫هي الجروح التي تحدث قبل الوفاة‬
‫الوفاة بسبب‪:‬‬ ‫وقد تكون السبب في الوفاة‬
‫‪ -‬جر الجثة والتمثيل بالجثة‪.‬‬
‫‪ -‬الحشرات والحيوانات‬
‫الخصائص المميزة‪:‬‬ ‫الخصائص المميزة‪:‬‬
‫‪-1‬اليصاحبها أي إحمرار‪ ،‬ويكون‬ ‫‪-1‬إحمرار منطقة الجرح‪.‬‬
‫لونها بني داكن‪.‬‬ ‫‪-2‬مصحوبة بنزيف دموي داخلي‬
‫‪-2‬غير مصحوبة بنزيف دموي‪.‬‬ ‫‪-3‬قد تظهر على الجرح عالمات‬
‫حيوية‪ ،‬مثل التقيح واأللتئام أو تغير ‪-3‬الحواف متقاربة وغير‬
‫اللون في الكدمات‪،‬أو وجود قشرة في متورمة‪.‬‬
‫السحجات‪ ،‬وذلك إذا مضت مدة على ‪-4‬ليس بها عالمات حيوية‪.‬‬
‫الجرح قبل الوفاة‪.‬‬
‫‪ -5‬ال توجد‪.‬‬ ‫‪-5‬الفحص النسيجي تحت المجهر‬
‫للجروح التي يموت أصحابها مباشرة‬
‫بعد حدوث الجرح يظهر عالمات‬
‫حيوية‪ ،‬مثل كرات الدم‬
‫البيضاء‪،‬وبعض األنزيمات‪.‬‬

‫المصدر‪:‬د‪.‬إبراهيم الجندي‪،‬الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية‪.2000،‬‬

‫إصابات الرأس‬

‫تؤكد األحصائيات بان إصابات الرأس من اخطر اإلصابات وأكثرها‬


‫إنتشارًا‪.‬‬
‫قد تكون الصدمة الموجهة الى الرأس ضعيفة‪ ،‬بيد ان تأثيرها كبير‪.‬فقد‬
‫تتأثر عظام الجمجمة في إصابات فروة الرأس‪ ،‬وقد يتأثر المخ أيضًا‪.‬وقد‬
‫ال تحدث األصابة كسرًا في الجمجمة‪ ،‬لكنها تحدث إصابة بعض األوعية‬
‫الدموية الداخلية‪ ،‬مما يؤدي الى نزف داخلي‪ ،‬ويضغط النزيف على‬
‫الدماغ‪ ،‬مما يؤثر على وظائفه وقد يوقفها‪.‬وتحدث الوفاة لو حدثت‬
‫مضاعفات اإلصابة‪ ،‬مثل الشلل‪،‬أو غيره‪.‬‬
‫وإذا إلتهب جرح الفروة ولم يكن هناك كسور‪،‬فقد تنتقل الميكروبات الى‬
‫داخل الجمجمة عن طريق األوعية الدموية الدقيقة(الشعيرات الدموية)‪،‬‬
‫وتسبب بذلك إلتهابات قيحية في السحايا أو بمادة المخ نفسها‪.‬ويكون‬
‫التقيح دائمًا مقابًال لمنطقة األصابة‪،‬بعكس التقيح المرضي(إلتهاب السحايا‬
‫الدماغية مثًال)‪،‬ويمكن التفريق بينهما في التشريح‪.‬‬

‫اإلرتجاج الدماغي‬

‫هو عبارة عن توقف مؤقت لوظائف الدماغ‪ ،‬ويصاحبه فقدان للوعي‪ ،‬وما‬
‫يترتب على ذلك من تراخي في عضالت الجسم ككل‪ ،‬وهبوط في‬
‫الضغط‪،‬وسرعة النبض‪،‬وتوقف اإلنفعالت اإلنعكاسية (ال يستجيب‬
‫المريض للوخز او القرص مثًال)‪.‬وعند فحص العينين نجد توسعًا في حدقة‬
‫العينين‪.‬‬
‫تطورات اإلرتجاج‪:‬‬
‫‪-1‬الشفاء التام من اإلرتجاج البسيط‪ ،‬حيث يعود المصاب الى وعيه‪،‬‬
‫وتعود الوظائف األخرى كما كانت دون أي مضاعفات‪.‬‬
‫‪-2‬الوفاة المفاجئة نتيجة اإلرتجاج الشديد‪.‬وتالحظ هنا نقاط نزفية في مادة‬
‫المخ البيضاء أثناء التشريح‪.‬‬
‫‪-3‬تطور الحالة الى ما يسمى بـ"الحالة ما بعد اإلرتجاج"‪ ،‬وهي عودة‬
‫المصاب الى وعيه‪ ،‬ولكن بشكل غير متكامل‪ ،‬كأن يخشى الضوء‪ ،‬ويأتي‬
‫بحركات غير إرادية‪،‬وغير قادر على التركيز‪.‬فيما بعد قد يشفى بشكل‬
‫كامل‪ ،‬وقد تبقى بعض التأثيرات النفسية‪ ،‬والصداع‪ ،‬واألرق‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫‪-4‬عند النزيف الدموي خارج السحايا( السحايا هي الغشاء الُم غِلف‬
‫للدماغ) فان الدم المتجمع من النزيف يضغط‪ ،‬ويشعر المصاب بدوار‪،‬‬
‫وقيء مفاجئ‪،‬ويرتفع الضغط‪ ،‬ويهبط‪ُ /‬يبطئ‪ /‬النبض‪.‬وقد تالحظ‬
‫تشنجات(ينصرع المصاب)‪.‬ويبين فحص العين إنقباض في حدقة العين‪،‬‬
‫التي تتسع نتيجة زيادة الضغط‪ ،‬وعدم إستجابة الحدقة للضوء‪ ،‬كأن‬
‫تتقلص‪.‬‬
‫في حالة زيادة الضغط من التجمع الدموي على الدماغ‪،‬يتعين التدخل‬
‫الجراحي بهدف خروج الدم وتحرير مادة المخ‪.‬كثيرًا ما نجد النزف‬
‫الدموي مقابًال للجرح الحاصل أثناء األصابة‪.‬‬
‫‪-5‬في الحاالت التي يصاحب األصابة كسر في عظم الجمجمة‪،‬فيضغط‬
‫الكسر على الجمجمة‪ُ ،‬م حدثًا توقفًا مفاجئًا لوظائف الدماغ‪،‬وهذا بدوره‬
‫يؤدي الى الموت المباشر‪.‬‬
‫وإذا تأخرت الوفاة‪،‬فالخطورة تبقى نتيجة الغيبوبة القوية‪.‬وحتى لو خفت‬
‫الغيبوبة‪ ،‬يبقى الموت في هذه الحاالت هو النتيجة‪.‬ومع هذا فان الكادر‬
‫الطبي يستمر بواجبه الطبي الكامل تجاه المصاب حتى لو كانت النتيجة‬
‫سيئة ومعروفة مسبقًا[‪.]]77[77‬‬

‫درجات الغيبوبة‬

‫ُتقسم درجات الغيبوبة الى ‪ 5‬درجات‪:‬تبدأ بالغيبوبة البسيطة ( درجة أولى)‬


‫وتنتهي بالغيبوبة الشديدة‪ /‬العميقة ( الدرجة الخامسة)‪.‬‬
‫الدرجة األولى وتسمى التخليط الذهني ‪ :Confusion‬يستطيع‬
‫المصاب ان يتحدث‪ ،‬ولكنه يعجز عن معرفة الزمان والمكان‪ ،‬وتضطرب‬
‫ذاكرته للقضايا الحديثة‪ -‬مثًال ماذا تعشى أمس‪.‬‬
‫الدرجة الثانية وتسمى الوسن ‪ Drowsiness‬أو‪: Somnolence‬‬
‫يستيقظ المصاب إذا ُنبه‪ ،‬ويبدو صاحيًا‪ ،‬ولكنه في الواقع ليس كذلك‪،‬‬
‫ويعود للنوم بسرعة‪،‬لكنه يستطيع ان يدلي بمعلومات عن نفسه‪ ،‬كاألسم‬
‫والعمر والمهنة‪.‬‬
‫الدرجة الثلثة وتسمى الذهول ‪Absentmindedness, Absence‬‬
‫‪ :of mind‬يستجيب المصاب للتنبيه المؤلم‪ ،‬والصراخ‪،‬ويقوم بحركات‬
‫عفوية في األطراف‪ .‬قد يجيب على األسئلة بنعم او كال‪.‬‬
‫الدرجة الرابعة وتسمى الغيبوبة الجزئية ‪:Unconsciousness‬يؤدي‬
‫التنبيه الى سحب الطرف الُم َنَبه‪ ،‬وتزول المقدرة على الكالم‪،‬وال تحدث‬
‫حركات عفوية‪ ،‬وال تزول الُم نعكسات‪ ،‬لكن يحدث سلس البول‪،‬أي التبول‬
‫الالإرادي‪.‬‬

‫‪ - ]77[77‬جالل الجابري‪،‬الطب الشرعي القضائي‪،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.163-160‬‬


‫الدرجة الخامسة وتسمى الغيبوبة العميقة ‪ :Coma‬ال يتجاوب‬
‫المصاب مع أي منبه‪ ،‬وتزول الُم نعكسات‪ ،‬ويحدث سلس البول والبراز‪،‬‬
‫وقد تنفقد حدقتا العينين إرتكاسهما‪.‬‬

‫ما المطلوب في حالة األصابة في الرأس؟‬

‫أ‪-‬في حالة الغيبوبة‪ ،‬يجب وضع المصاب تحت المشاهدة الطبية‪.‬وفي حالة‬
‫إشتباه بوجود كسر يجب عمل صورة أشعة‪.‬وفي حالة وجود نزيف داخلي‬
‫يجب عمل أشعة طبقية لتحديد مكان النزيف‪.‬‬
‫ب‪-‬يستفيد المحقق والقاضي من حالة اليقظة التي تلي اإلرتجاج ومعرفة‬
‫الحقيقة وبسرعة لكون المصاب قد يعود للغيبوبة نتيجة لضغط النزيف‬
‫على الدماغ‪.‬وكثيرًا ما يصاب بفقدان الذاكرة او تشوش الوعي نتيجة‬
‫الحادث‪.‬‬
‫وهنا البد من اإلنتباه الى ان الوفاة قد تحدث بعد اإلفاقة من الغيبوبة‬
‫وذلك نتيجة الضغط النزفي على المخ بسبب الحادث نفسه‪ ،‬وليس لسبب‬
‫َاخر‪ ،‬وال يغركم ان المصاب أفاق مرة من الغيبوبة‪.‬‬
‫ج‪-‬في حالة التدخل الجراحي‪-‬عمل ما يسمى بـ"تربنة" إلخراج الدم‬
‫المتراكم‪،‬فهذا يعني اننا عملنا فتحة دائمة في عظم الجمجمة‪،‬ينتج عنها‬
‫إستقصاء وإزالة دفاعات المخ في تلك المنطقة‪.‬وبهذا يكون المصاب‬
‫معرضًا للخطر‪،‬ويصبح من ذوي العاهات المستديمة‪ ،‬ويعطى نسبة عجز‬
‫قدرها ‪ % 100‬من القدرة األجمالية للجسم وبشكل دائم‪.‬‬
‫وهنا البد من اإلنتباه أيضًا الى ان كثيرًا ما يحصل نتيجة التربنة نوبات‬
‫صرع تشنجية تستمر عدة ساعات‪.‬وقد يعرض هذا اإلنسان الى الخطر‪،‬‬
‫حيث يكون غير َامن على نفسه‪.‬كما يالحظ ان نوبات الصرع والتشنج‬
‫تحدث أيضًا حتى لو لم يحصل كسر في عظام الجمجمة‪.‬‬
‫وقد تأتي المضاعفات متأخرة سنوات بعد الحادث‪ ،‬ومن هذه‬
‫المضاعفات‪:‬‬
‫‪-1‬أعراض مخية‪-2 .‬شلل‪ -3 .‬تغيير في نفسية المريض‪-4 .‬تأخر في قواه‬
‫العقلية‪ -5 .‬فقدان الذاكرة كليًا أو بعضًا منها‪.‬‬
‫لذا يجب عند تحديد خطورة إصابة الرأس اإلشارة‪ ،‬في التقارير‬
‫الطبية‪،‬الى أنه قد تحدث مضاعفات مستقبلية يكون سببها األصابة‪.‬‬
‫الفصل السادس عشر‬

‫األسلحة النارية وَاثارها‬

‫قبل الخوض في آثار األسلحة النارية البد من التعرف على األسلحة‬


‫النارية وطبيعتها وأنواعها‪.‬‬

‫السالح‬

‫السالح ‪ Weapon‬بالمفهوم العسكري هو أداة تستعمل أثناء القتال‬


‫لتصفية أو شل الخصم أو العدو أو لتدمير ممتلكاته أو لتجريده من‬
‫موارده‪ .‬و يمكن أن يستعمل السالح لغرض الدفاع‪ ,‬الهجوم‪ ,‬أو التهديد‪.‬‬
‫وعدا هذا فأن الحياة اليومية تشهد إستخدام الكثير من األسلحة‬
‫األخرى‪،‬ولذا فان تعبير السالح على الصعيد العملي يمكن أن يطلق على‬
‫كل ما يمكن أن يحدث ضررا ماديًا‪ .‬وبذلك تتفرع األسلحة إلى عدة أنواع‪-‬‬
‫من البسيطة‪ ،‬انطالقا من الهراوة‪ ،‬إلى الصاروخ العابر للقارات‪..‬‬

‫أنواع األسلحة النارية‬

‫األسلحة النارية ومرادفها ‪ Ballistic‬هي في أبسط صورها نوعان‬


‫رئيسيان تبعًا لخاصية التجويف السبطاني‪،‬وما إذا كان التجويف أملسًا أو‬
‫محلزنًا‪ ،‬وهما‪:‬‬

‫‪-1‬أسلحة ملساء السبطانة ‪Non-rifled‬‬

‫وهي أسلحة طويلة السبطانة أو الماسورة‪ ،‬مثل بنادق الصيد‪ ،‬وال يوجد‬
‫داخل السبطانة سدود وخدود‪.‬وتطلق هذه البنادق عددًا من القذائف‬
‫الصغيرة‪ ،‬تسمى الرش ‪.Shots‬وتستعمل عادة في الصيد او‬
‫الحراسة‪.‬ويطلق على ذخيرتها إسم الخرطوشة‪ ،‬وهي عبارة عن ظرف‬
‫مصنوع من البالستيك أو الكرتون أو المعدن‪ ،‬ويوجد بداخله حاجز من‬
‫اللباد يفصل بين البارود والرش‪.‬‬
‫‪-2‬أسلحة محلزنة السبطانة‪ /‬سبطانة مخشخشة ‪Rifled‬‬

‫يحتوي التجويف الداخلي للسبطانة في هذه األسلحة خدودًا وسدودًا( عدد‬


‫الخدود = عدد السدود) كمجرى حلزوني ألعطاء طاقة كبيرة‬
‫للمقذوف‪،‬وتتجه الى اليمين او الى اليسار‪.‬‬
‫وتطلق هذه األسلحة قذائف مفردة‪ ،‬تسمى المقذوف الناري ‪Bullet‬‬
‫وتنقسم الى ‪:‬‬
‫أ‪-‬أسلحة قصيرة السبطانة‪ ،‬طول السبطانة حوالي ‪ 12:1‬بوصة‪ ،‬وتعرف‬
‫بالمسدسات‪.‬وهي نوعان‪ :‬مسدس أبو محالة(غير أوتوماتيكي) ومسدس‬
‫ذو اإلطالق الذاتي( أوتوماتيكي)‪.‬مقذوفاتها قصيرة غير مدببة‪.‬‬
‫ب‪-‬أسلحة طويلة السبطانة‪ ،‬طول السبطانة حوالي ‪ 3:2‬قدم‪ ،‬كالبنادق‬
‫العسكرية‪ ،‬والرشاشات‪ .‬مقذوفاتها طويلة ومدببة‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬فمن خالل المقذوف وشكله‪ ،‬يمكن التعرف على نوع السالح‬
‫الناري المستخدم في الجريمة‪ ،‬وفيما إذا كان سالحًا أملسًا او ذا سدودًا‬
‫وخدودًا‪،‬سالحًا قصيرًا أو طويًال‪.‬‬

‫مكونات الطلقة النارية‬


‫تتكون الطلقة النارية من‪:‬‬
‫‪-1‬الظرف‪ :‬توجد بقاعدته كبسولة اإلشتعال‪ ،‬ويحوي داخله البارود‪.‬‬
‫‪ -2‬كبسولة اإلشتعال‪:‬عبارة عن غالف نحاسي دقيق‪،‬يوجد بقاعدة‬
‫الظرف‪ ،‬به خليط من فلمنات الزئبق‪ ،‬ومسحوق الزجاج‪ ،‬وكلورات‬
‫البوتاسيوم‪.‬فإذا طرقت أبرة األطالق الكبسولة فان إحتكاك مسحوق‬
‫الزجاج بفلمنات الزئبق يولد شرارة يزداد توهجها بفعل األوكسجين‬
‫المتصاعد من كلورات البوتاسيوم‪ ،‬وتمتد هذه الشرارة المتوهجة الى‬
‫البارود فيشتعل بدوره وتتصاعد منه غازات ولهب ودخان‪َ .‬اثار السالح‬
‫تتشكل نتيجة اإلطالق على السطح الخارجي للظرف وعلى كبسولة‬
‫اإلشتعال‪.‬‬
‫‪ - 3‬البارود‪ :‬يوجد داخل الظرف‪.‬وهناك نوعان من البارود‪ ،‬وهما‪:‬البارود‬
‫األسود والبارود األبيض‪،‬أو عديم الدخان‪.‬‬
‫في الوقت الحاضر‪،‬قل إستخدام البارود األسود بصورة كبيرة‪ ،‬وحل‬
‫محله البارود األبيض في جميع األسلحة النارية‪ ،‬وهو يتكون من‬
‫النيتروسليلوز والنيتروغلسرين‪.‬عندما يشتعل البارود يتصاعد منه‬
‫الغاز‪.‬وينقسم الى قسمين‪:‬األول – يسير مع المقذوف الناري‪ ،‬ويدفعه الى‬
‫خارج السبطانة‪.‬والثاني‪ -‬يدفع الظرف للخلف‪.‬وتتخلف َاثار البارود على‬
‫كل من المجني عليه أو المصاب‪ ،‬وعلى مستخدم السالح‪.‬‬
‫المقذوف الناري‬
‫في حالة األسلحة الملساء‪ :‬الرش‪.‬‬
‫في حالة األسلحة ذات السدود والخدود‪ :‬الرصاصة " السهم أو‬
‫العبرود" وتتشكل عليه َاثار السدود والخدود‪.‬‬

‫ما الذي يفكر به المحقق الجنائي في حاالت األصابات النارية ؟‬

‫في حالة األصابات والجروح النارية‪،‬يقوم المحقق الجنائي بمهامه‪،‬بحثًا‬


‫وتحريًا‪ ،‬سنأتي عليها بعد قليل‪ ،‬ويحتاج‪،‬في معظم الحالت الى مساعدة‬
‫الطبيب العدلي‪،‬الذي يوجه له عدة أسئلة تدور في ذهنه ‪ ،‬ومنها ‪:‬‬
‫‪ -1‬هل األصابة التي لدى المجني عليه حدثت من سالح ناري؟‬
‫يمكن معرفة ذلك من خصائص الجروح النارية‪.‬‬
‫‪ -2‬ما هي مسافة اإلطالق ؟‬
‫يمكن تحديد ذلك من عالمات قرب اإلطالق وَاثار المقذوفات الموجودة‬
‫بالمجني عليه‪.‬‬
‫‪ -3‬ما هو إتجاه‪ ،‬وزاوية اإلطالق‪ ،‬ووضع الجاني من المجني عليه ؟‬
‫يمكن معرفة ذلك عن طريق تحديد فتحة الدخول وفتحة الخروج‪ ،‬وتتبع‬
‫مسار المقذوف بجسم المجني عليه‪.‬‬
‫‪ -4‬ما هو نوع السالح الناري الذي أحدث األصابة ؟ وهل هو سالح ناري‬
‫واحد أو أكثر من سالح ؟‬
‫لمعرفة نوع السالح الناري‪ ،‬وهل هو أملس أو ذو سدودًا وخدودًا‪،‬‬
‫طويل السبطانة‪ ،‬أم قصير السبطانة ‪،‬سالح ناري واحد أو أثنين‪ ،‬يفحص‬
‫شكل المقذوفات التي تستخرج من جسم المجني عليه‪ ،‬باألضافة الى شكل‬
‫األصابة بالجسم‪ ..‬فمثًال‪:‬‬
‫أ‪ -‬شكل المقذوف‪:‬‬
‫في حالة األسلحة الملساء‪ :‬رش‪.‬‬
‫في حالة األسلحة ذات السدود والخدود القصيرة‪ :‬مقذوف ناري قصير‪،‬‬
‫طرفه مدبب‪.‬‬
‫في حالة األسلحة ذات السدود والخدود الطويلة‪ :‬مقذوف ناري طويل‪،‬‬
‫طرفه مدبب‪.‬‬
‫ب‪-‬شكل األصابة بالجسم‪:‬‬
‫األسلحة الملساء‪:‬تحدث عدة فتحات دخول‪.‬‬
‫األسلحة ذات السدود والخدود‪ :‬تحدث فتحة دخول واحدة‪.‬‬
‫‪ -5‬ما عدد المقذوفات التي أصابت المجني عليه ؟‬
‫يكون ذلك إما بعدد فتحات الدخول والخروج‪،‬أو عمل صور إشعاعية‬
‫للجثة لتحديد أماكن المقذوفات‪ ،‬وعددها‪ ،‬ثم التشريح وإستخراجها‪.‬‬
‫‪ -6‬هل األصابة النارية جنائية أو إنتحارية أو عرضية ؟‬
‫إبداء الرأي حول كيفية حصول اإلصابة النارية يكون بالمعاينة‪ :‬فحص‬
‫المجني عليه أو المشتبه فيهم‪ ،‬التحقيقات والتحريات‪.‬‬
‫‪ -7‬هل األصابة النارية هي سبب الوفاة ؟‬
‫يمكن اإلجابة على ذلك من خالل تشريح الجثة‪.‬‬
‫‪ -8‬هل اإلصابة النارية حيوية أو غير حيوية ؟‬
‫يمكن اإلجابة من خالل الفحص المجهري‪.‬‬

‫ولكي البحث والتحري الذي يقوم به المحقق الجنائي مجديا ومثمرًا‪،‬و‬


‫تكون أسئلته علمية وعملية‪ ،‬يجب ان يلم بما يلي‪ :‬أنواع األسلحة النارية‪،‬‬
‫أجزاء الطلقة النارية‪َ ،‬اثار اإلطالق الناري‪ ،‬خواص الجروح النارية‪،‬‬
‫عالمات قرب اإلطالق‪ ،‬التفريق بين فتحة دخول وفتحة خروج الطلق‬
‫الناري‪ ،‬واألهمية الفنية الجنائية لآلثار الناجمة عن األسلحة النارية‪.‬‬

‫الخصائص المميزة لإلصابات والجروح النارية‬

‫للجروح واألصابات النارية صفات خاصة بها تميزها عن غيرها من‬


‫الجروح واألصابات األخرى‪.‬ولكن في بعض حاالت اإلطالق الناري البعيد‬
‫قد تتشابه الجروح النارية مع الجروح الوخزية‪،‬التي تحدث بًاالت مدببة‬
‫غير حادة‪.‬‬
‫عمومًا‪ ،‬تتصبف الجروح النارية باآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬وجود فقد في أنسجة او جوهر الجسم‪ :‬بسبب السرعة الهائلة‬
‫للمقذوف الناري‪،‬فيدفع أنسجة الجسم أمامه‪.‬‬
‫‪ -2‬وجود فتحة دخول وفتحة خروج في حالة األسلحة ذات السدود‬
‫والخدود‪،‬أو وجود دخول متعددة في حاالت األسلحة الملساء‪ ،‬مثل بنادق‬
‫الصيد‪.‬‬
‫هنا البد ان نلفت اإلنتباه الى أنه قد نجد فتحة دخول فقط‪ ،‬وال نجد فتحة‬
‫خروج‪،‬إذا إستقر المقذوف بالجسم‪،‬أو إذا خرج المقذوف من فتحات‬
‫الجسم الطبيعية‪ ،‬مثل الفم‪ ،‬أو الشرج‪.‬ويمكن كشف المقذوف بالجسم بعمل‬
‫الصور الشعاعية للجثة أو التشريح‪.‬بالمثل قد ال تكون فتحة الدخول ظاهرة‬
‫إذا دخل المقذةف من الفم أو األذن‪.‬‬
‫‪ -3‬وجود َاثار إحتراق البارود على مالبس وجسم المجني عليه حول فتحة‬
‫الدخول في اإلطالق القريب‪ ،‬مثل األحتراق بسبب اللهب‪ -‬األسوداد‪ -‬بسبب‬
‫الدخان‪ -‬النمش البارودي‪،‬بسبب إحتراق جزيئات البارود غير المحترق‪،‬‬
‫وإستقرارها بالجلد‪.‬‬
‫‪ -4‬وجود شطف‪/‬كشط‪ ،‬قمعي الشكل‪ ،‬بالعظام المفلطحة‪ ،‬كالجمجمة‪،‬‬
‫والحوض‪ ،‬في حالة إختراق المقذوف لهذه العظام‪.‬‬
‫‪ -5‬التسحج الدائري( الطوق السحجي) وهو عبارة عن سحجة تحيط‬
‫بفتحة الدخول نتيجة إحتكاك المقذوف بالجلد أثناء دخوله وهو في حركة‬
‫دورانية‪.‬‬
‫‪ -6‬طوق المسح‪:‬أي مسحة المقذوف وما به من أوساخ وصدأ وزيوت‪،‬‬
‫وتوجد على شكل هالة رمادية اللون حول فتحة الدخول نتيجة تمسح‬
‫سطح المقذوف بأدمة الجلد المعراء‪/‬العاري من بشرتها أثناء دخوله وهو‬
‫في حركة دورانية ‪.‬‬

‫تحديد مسافة األطالق‬

‫عند إطالق السالح الناري يخرج من فوهة السبطانة ما يلي‪:‬‬


‫‪-1‬المقذوف‪ :‬الرصاصة في حالة األسلحة المحلزنة(المسدسات‬
‫والرشاشات)‪.‬والرش في حالة األسلحة الملساء ( بنادق الصيد)‪.‬‬
‫‪-2‬أبخرة معادن‪ -‬ناشئة من الظرف والمقذوف الناري‪.‬‬
‫‪-3‬نواتج إحتراق البارود‪ ،‬وتشمل‪:‬‬
‫‪ -‬غازات األحتراق‪ ،‬مثل أوكسيد الكاربون ‪ CO‬وثاني أوكسيد الكاربون‬
‫‪،CO2‬الخ‪.‬‬
‫‪ -‬اللهب‪ ،‬والذي تبلغ درجة حرارته حوالي ‪ 1400‬درجة فهرنهايت‪.‬‬
‫‪ -‬الدخان( السناج)‪.‬‬
‫‪ -‬حبيبات أو جزيئات البارود المحترقة وغير المحترقة‪.‬‬
‫هنا‪،‬أرجو اإلنتباه‪:‬نظرًا للفارق في كتلة كل من النواتج المذكورة‪،‬فانها‬
‫تسقط واحدة تلو األخرى بإزدياد المسافة‪ ،‬ويتالشى أثرها في‬
‫الهدف‪.‬وبذلك يختلف شكل وحجم الجرح الناري بإختالف المسافة بين‬
‫فوهة السبطانة والجسم [‪.]]78[78‬‬

‫جروح األسلحة النارية المحلزنة‬

‫‪-1‬عالمات اإلطالق المالمس المحكم ‪Hard Contact‬‬


‫عندما تكون فوهة السبطانة مالصقة للجسم‪ ،‬مع ممارسة ضغط على‬
‫الجلد إثناء اإلطالق‪ ،‬نجد ان جميع نواتج اإلطالق(المقذوف‪،‬أبخرة‬
‫معادن‪،‬نواتج إحتراق البارود‪،‬غازات األختراق‪،‬أثر اللهب‪ ،‬الدخان‪،‬حبيبات‬
‫البارود المحترقة) تدخل الجسم عبر فتحة الدخول‪.‬ويختلف شكل فتحة‬
‫الدخول حسب مكان األصابة‪،‬وكما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلطالق المالمس في الرقبة واألطراق والبطن والصدر في األسلحة‬
‫النارية المحلزنة يتميز بـ‪:‬‬
‫‪ -‬فتحة دخول دائرية الشكل‪ ،‬حيث تستوعب األنسجة كمية الغاز‪ ،‬فيحدث‬
‫تهتك باألنسجة المجاورة لمسار الجرح‪.‬‬
‫‪ -‬األسوداد بسبب الدخان‪ ،‬والحرق بسبب اللهب لحواف فتحة الدخول‬
‫فقط‪.‬‬
‫‪ -‬عدم وجود نمش بارودي حول فتحة الدخول‪ ،‬حيث ان جزيئات البارود‬
‫المحترقة وغير المحترقة تترسب داخل مسار الجرح‪.‬‬
‫‪ -‬الطبعة أو اإلنطباع المميز(تسحج على هيئة حلقة مزدوجة) لفوهة‬
‫السبطانة على الجلد حول فتحة الدخول‪ -‬بسبب ضغط الفوهة وإرتطامها‬
‫بشدة بالجلد أثناء اإلطالق نتيجة إنبعاج األنسجة بعد دخول الغاز(فتحة‬
‫خروج حوافها غير منتظمة للخارج)‪.‬‬
‫ب‪ -‬اإلطالق المالمس في الرأس‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كان اإلطالق المالمس المحكم على جلد الوجه‪ ،‬او فروة الرأس‪،‬‬
‫المشدود على عظام الجمجمة‪ :‬تكون فتحة الدخول نجمية الشكل‪ ،‬وحوافها‬
‫مقلوبة للخارج‪،‬بفعل ضغط الغازات التي تنحصر بين الجلد والعظام‪،‬‬
‫فتؤدي الى تمزق الجلد عند فتحة الدخول‪ ،‬محدثة الشكل النجمي‪،‬‬
‫باألضافة الى األسوداد‪ ،‬والحرق‪،‬لحواف الجرح‪.‬‬
‫أين يكثر ؟‬
‫هذا النوع من اإلصابات‪:‬جروح اإلطالق المالمس للرأس ومقدم الصدر‬
‫وداخل الفم‪ ،‬هو األكثر شيوعًا في حاالت اإلنتحار‪ .‬في حالة وجود مالبس‬

‫‪ - ]78[78‬إبراهيم صادث الجندي‪،‬الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.119 -111‬‬
‫بين الفوهة والجلد‪،‬أو في اإلطالق المالمس غير المحكم ‪Loose‬‬
‫‪ ،Contact‬حيث السبطانة مالمسة للجسم‪ ،‬مع عدم ممارسة ضغط على‬
‫الجلد‪،‬تحدث فجوة بين الجلد والفوهة أثناء اإلطالق الناري‪.‬ومن ثم نجد‬
‫األسوداد والحرق ال يقتصران فقط على الحواف‪ ،‬وإنما يتسعان ليشمال‬
‫الجلد حول فتحة الدخول‪.‬‬

‫‪-2‬عالمات اإلطالق شديد القرب ‪Near Contact‬‬


‫في حالة إطالق غير مالمس‪ ،‬ولمسافة ‪ 5:3‬سم تقريبًا من الهدف‪ ،‬نجد‬
‫ان األصابة تشبه اإلطالق المالمس‪ ،‬بإستثناء ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إتساع حلقة األسوداد والحرق للجلد حول فتحة الدخول‪ ،‬مع عالمات‬
‫إحتراق على الشعر‪.‬‬
‫‪ -‬غياب أثر التسحج بفوهة السالح‪.‬‬
‫‪ -‬وجود نمش بارودي كثيف‪ ،‬وهو عبارة عن تسحج نقطي بالجلد نتيجة‬
‫إختراق جزيئات البارود المحترقة وإستقرارها بالجلد‪.‬ويمكن رؤية النمش‬
‫مجهريًا‪.‬‬
‫أين يكثر ؟‬
‫هذا النوع من األصابات في األسلحة النارية المحلزنة تكثر رؤيته في‬
‫الحالت العرضية من قبل الشخص نفسه‪ ،‬حيث يكون السالح قريبًا من‬
‫الضحية‪ ،‬ثم ينطلق خطأ‪.‬‬

‫‪-3‬عالمات اإلطالق القريب ‪Near‬‬


‫في حالة اإلطالق بأسلحة نارية محلزنة من ُبعٍد أكثر من ‪ 5‬سم‪ ،‬وحتى‬
‫مسافة ‪ 120:60‬سم‪ ،‬وحسب نوع السالح‪ ،‬ونوغ البارود‪ ،‬نجد ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬فتحة دخول دائرية الشكل‪ ،‬حوافها منتظمة‪ ،‬ومقلوبة للداخل‪.‬‬
‫‪ -‬نمش بارودي أكثر إتساعًا‪،‬و أقل كثافة بالجلد حول فتحة الدخول‪،‬‬
‫وأقصى مدى يمكن ان يصل إليه هو ‪ 120:60‬سم‪.‬‬
‫‪ -‬يختفي أثر األسوداد والحرق للجلد حول فتحة الدخول‪ ،‬إذا ما تعدى‬
‫مدى اإلطالق ‪ 30:15‬سم (‪ 12:6‬بوصة) أو ضعف طول الماسورة‬
‫بالنسبة للمسدسات‪.‬‬
‫‪ -‬فتحة خروج عير منتظمة‪،‬حوافها للخارج‪.‬‬
‫‪-4‬عالمات اإلطالق البعيد ‪Distant‬‬
‫في حالة األطالق بأسلحة نارية محلزنة من بعد أكثر من ‪ 120:60‬سم‪،‬‬
‫وحسب نوع السالح‪ ،‬ونوع البارود‪ ،‬نجد ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬فتحة دخول دائرية الشكل‪ ،‬حوافها منتظمة ومقلوبة للداخل‪ ،‬ومحاطة‬
‫بالتسحج الدائري والطوق المسحي‪.‬‬
‫‪ -‬تنعدم جميع َاثار نواتج إحتراق البارود حول فتحة الدخول‪.‬‬
‫‪ -‬قد يستقر المقذوف بالجسم‪،‬أو نجد فتحة خروج غير منتظمة‪ ،‬حوافها‬
‫للخارج‪.‬‬
‫أين يكثر ؟‬
‫في هذا النوع من األصابات ُتستبعُد حاالت األنتحار والحاالت العرضية‬
‫من الشخص ذاته‪.‬أكثر األحتماالت‪:‬حادث عرضي من شخص َاخر‪،‬أو قتل‬
‫جنائي‪ ،‬وهو األكثر ترجيحًا في هذا المجال[‪.]]79[79‬‬

‫جروح األسلحة النارية الملساء‬

‫‪-1‬عالمات اإلطالق المالمس‬


‫‪ -‬فتحة دخول واحدة دائرية‪،‬قطرها يساوي عيار البندقية‪ ،‬ممزقة الحواف‪-‬‬
‫بسبب التأثير اإلنفجاري(الثوران) للغازات‪.‬‬
‫‪ -‬تشاهد الحشوات داخل الجروح‪.‬‬
‫‪ -‬أثر التسحج بفوهة السبطانة‪.‬‬
‫‪ -‬األسوداد والحروق لحواف فتحة الدخول‪ ،‬تكون بصورة خفيفة‪ -‬في‬
‫اإلطالق المحكم التماس‪.‬وبصورة واضحة – في اإلطالق غير المحكم‪،‬أو‬
‫في حالة وجود مالبس‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة األطالق المالمس للرأس باألسلحة النارية الملساء تكون‬
‫األصابة مدمرة‪ ،‬وفتحة الدخول نجمية الشكل‪ ،‬وتخرج بعض أنسجة المخ‬
‫بسبب التأثير اإلنفجاري للغازات‪.‬‬

‫‪-2‬عالمات اإلطالق شديد القرب‬


‫اإلطالق شديد القرب بأسلحة نارية ملساء هو إطالق غير مالمس‬
‫وحتى ‪ 15‬سم‪.‬‬
‫عالماته‪ :‬تشبه اإلطالق المالمس‪،‬إال أن األسوداد والحروق للجلد تكون‬
‫أكثر إتساعًا‪ ،‬مع وجود نمش بارودي كثيف وضيق حول فتحة الدخول‪.‬‬

‫‪ - ]79[79‬إبراهيم صادق الجندي‪،‬الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪123 -120‬‬
‫‪-3‬عالمات اإلطالق القريب‬
‫اإلطالق القريب باألسلحة النارية الملساء هو إطالق أكثر من ‪ 15‬سم‬
‫وحتى مسافة ‪ 2‬متر تقريبًا‪.‬‬
‫عالماته‪:‬‬
‫‪ -‬فتحة دخول واحدة‪.‬‬
‫‪ -‬الحشوات داخل الجروح‪.‬‬
‫‪ -‬يستمر األسوداد حتى مسافة ‪ 40:20‬سم تقريبًا‪.‬‬
‫‪ -‬نمش بارودي أكثر إتساعًا وأقل كثافة‪.‬‬

‫‪-4‬عالمات األطالق البعيد‬


‫‪ -‬إذا تجاوز اإلطالق بأسلحة نارية ملساء أكثر من مترين ال نجد غالبًا‬
‫نمشًا باروديًا‪.‬‬
‫‪ -‬يبدأ بعض الرش دخول الجسم من فتحات مستقلة تحيط بفتحة دخول‬
‫مركزية بداخلها الحشوات‪.‬‬
‫‪ -‬إذا بلغت مسافة األطالق ‪ 4‬أمتار ال يبقى أثر للجرح المركزي‪،‬ويدخل‬
‫جميع الرش الجسم منفردًا‪ ،‬وتصطدم الحشوات بالجلد‪ ،‬محدثة سحجًا‬
‫دائريًا‪ ،‬وتسقط على األرض‪.‬‬
‫‪ -‬بإزدياد مسافة األطالق يزداد قطر إنتشار الرش‪.‬ويمكن القول‪ :‬أن قطر‬
‫دائرة إنتشار الرش‪ُ ،‬م قدرًا بالبوصة‪ُ،‬يعادل تقريبيًا مسافة اإلطالق‪ُ،‬م قدرًا‬
‫بالياردة‪.‬مع األخذ بعين األعتبار نوع البندقية‪ ،‬وما إذا كانت ُم ختنقة القوة‬
‫أم ال [‪.]]80[80‬‬

‫للتذكير‪ :‬الياردة ‪Yard‬هي وحدة قياس الطول‪،‬وتساوي ‪ 3‬أقدام أو ‪36‬‬


‫إنتشًا أو ‪ 91.44‬سم‬
‫للتأكد من مسافة اإلطالق يجب إجراء تجربة اإلطالق بالسالح المستعمل‬
‫في الحادث وبنقس الطلقات النارية التي أستعملت‪ ،‬ومقارنة النتائج باآلثار‬
‫الموجودة بالمجني عليه‪.‬‬

‫التفريق بين فتحة الدخول وفتحة الخروج لإلصابات النارية‬

‫‪ - ]80[80‬إبراهيم صادث الجندي‪،‬الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.125-123‬‬
‫التفريق بين فتحة الدخول وفتحة الخروج لإلصابات النارية ينطوي على‬
‫أهمية كبيرة‪ ،‬حيث يساعد على تعيين إتجاه المرمى‪،‬ومعرفة نوع‬
‫الحادث‪.‬فإذا وجدنا جرحين ناريين بجثة‪،‬أحدهما بمقدمة‪،‬واآلخر في‬
‫الخلف‪ ،‬وتبين ان الجرح الخلفي هو فتحة الدخول‪.‬فهذا يعني ان األصابة‬
‫جنائية‪.‬‬
‫وفي كثير من األحيان يسهل تحديد فتحة الدخول وفتحة الخروج‪،‬‬
‫ونادرًا ما يصعب التعرف عليهما‪ .‬في بعض األصابات النارية قد تتشابه‬
‫فتحة الدخول مع فتحة الخروج‪ ،‬كما في الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬األطالق المالمس‪ ،‬حيث فوهة السالح تضغط على الجلد‪،‬أو حاالت‬
‫اإلطالق القريب من بعد أقل من ‪ 5‬سم‪،‬نجد ان فتحة الدخول كبيرة‪،‬‬
‫وحوافها غير منتظمة‪ ،‬وللخارج‪ ،‬مثل فتحة الخروج‪.‬‬

‫‪ -2‬إذا كانت أألصابة بمنطقة شحمية‪ ،‬مثل الثدي‪،‬حيث تبرز منها أجزاء‬
‫دهنية‪،‬فتكون فتحة الدخول ذات حواف للخارج‪.‬‬

‫‪ -3‬في حالة التعفن الرمي‪،‬تكون حواف فتحة الدخول للخارج بفعل غازات‬
‫التعفن‪.‬‬

‫‪-4‬اإلطالق‪،‬والجسم مالمس لجسم صلب‪ ،‬عند منطقة خروج‬


‫المقذوف(بالط‪ ،‬خشب‪،‬أحزمة جلدية) يجعل فتحة الخروج دائرية الشكل‪،‬‬
‫مع ظهور نسيج هاللي او دائري نتيجة إنحشار المقذوف عند خروجه بين‬
‫الجلد والسطح الصلب‪ ،‬فتشبه فتحة الدخول الى حد كبير[‪.]]81[81‬‬

‫للمزيد من المعلومات إنظر الجدول التالي‪،‬الذي يميز بين فتحة الدخول‬


‫وفتحة الخروج‪:‬‬

‫‪ - ]81[81‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.126‬‬


‫التفريق بين فتحة الدخول وفتحة الخروج لإلصابات‬
‫النارية‬

‫فتحة الخروج‬ ‫فتحة الدخول‬ ‫العالمات‬


‫قليل جدًا‪ ،‬وقد نجد‬ ‫كثير‬ ‫الفقد النسيجي‬
‫تمزقًا فقط‪ ،‬دون فقد‬
‫األنسجة‬
‫أكبر‪-‬بسبب تمزق الجلد‬ ‫صغير‪،‬إال في حاالت‬ ‫القطر‬
‫األطالق شديد القرب او‬
‫المالمس‬
‫غير منتظمة ومقلوبة‬ ‫منتظمة ومقلوبة‬ ‫الحواف‬
‫للخارج‬ ‫للداخي‪،‬إال في حاالت‬
‫اإلطالق شديد القرب‬
‫والمالمس‬
‫ال توجد‬ ‫توجد في حاالت قرب‬ ‫َاثار إحتراق البارود‬
‫األطالق‪،‬مثل األحتراق‬
‫واألوداد والنمش‬
‫البارودي‬
‫ال يوجد‬ ‫يوجد‬ ‫النسيج الدائي(الطوق‬
‫السحجي)‬
‫ال يوجد‬ ‫يوجد‬ ‫طوق المسح‬
‫عبارة عن فتحة دائرية فتحة أكبر قمعية الشكل‬ ‫العظام المفلطحة‬
‫منتظمة‬

‫المصدر‪:‬د‪.‬إبراهيم صادق الجندي‪ ،‬الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية‪،‬‬


‫‪.2000‬‬

‫األهمية الفنية الجنائية لفحص َاثار األسلحة النارية‬

‫تنقسم َاثار األسلحة النارية الى‪:‬‬


‫‪َ-1‬اثار يشكلها السالح على الظرف الفارغ والمقذوف الناري‪.‬فحص هذه‬
‫اآلثار هي مهمة خبير األسلحة النارية‪.‬‬
‫‪َ-2‬اثار تتخلف عن إحتراق البارود على الشخص المستخدم للسالح‪،‬‬
‫وعلى المجني عليه‪.‬فحص هذه اآلثار كيميائيًا مهمة خبير األسلحة النارية‬
‫أيضًا‪.‬‬
‫‪َ-3‬اثار المقذوف الناري‪،‬أي الجرح الناري على المجتي عليه‪.‬مهمة فحص‬
‫هذا الجرح بالجثة هي مهمة الطبيب العدلي‪.‬‬

‫األهمية الجنائية لفحص هذه اآلثار‬

‫أوًال‪ -‬التعرف على السالح المستخدم في الجريمة‬

‫لكي يتم ذلك‪ ،‬البد من وجود‪ :‬السالح والمقذوف الناري‪.‬أو السالح‬


‫والظرف الفارغ‪.‬أو السالح والمقذوف الناري والظرف الفارغ‪.‬وبذلك يمكن‬
‫مضاهاة األسلحة النارية عن طريق اآلثار المتشلكة على المقذوفات او‬
‫اآلثار المتشكلة على الظروف الفارغة‪ ،‬لمعرفة‪ :‬هل المقذوف الناري أو‬
‫الظرف الفارغ أطلق من هذا السالح المراد فحصه أم ال ‪.‬وتتم معرفة ذلك‬
‫عن طريق المقارنة المجهرية بواسطة الميكروسكوب الُم قارن للمقذوفات‬
‫والظروف المحرزة من مسرح الحادث مع المقذوفات والظروف الفارغة‬
‫التي أطلقت من السالح المراد فحصه‪ ،‬وتركز المقارنة على‪:‬‬

‫اآلثار المتشكلة على الظرف الفارغ‪:‬‬


‫يمكن العثور على الظرف الفارغ بمسرح الحدث بسهولة‪ ،‬ولكن في‬
‫بعض األحيان قد ال نجده لألساب التالية‪.‬‬
‫‪ -‬إلتقاط الظرف الفارغ من مسرح الجريمة من قبل الجاني إحتياطًا منه‪.‬‬
‫‪ -‬السالح من نوع األسلحة األسطوانية"أبو عجلة أو أبو محالة" الذي‬
‫تبقى فيه الظروف الفارغة داخل األسطوانة‪.‬‬
‫للظروف الفارغة أهمية كبرى للتعرف على السالح الناري‪ ،‬وذلك من‬
‫اآلثار التي تتشكل عليها‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫* َاثار أبرة األطالق‪ :‬عند طرق األبرة للكبسولة‪ ،‬التي توجد بقاعدة‬
‫الظرف‪ /‬تتشكل على الكبسولة َاثار األبرة‪ ،‬ويختلف أثر كل أبرة تمام‬
‫األختالف عن أثر أبرة أخرى‪.‬وقد يوجد تشابه‪ ،‬ولكن ال يوجد تطابق‪ :‬شكل‬
‫األثر‪،‬عمقه‪ ،‬مكانه‪ ،‬حجمه‪.‬‬
‫* َاثار مؤخرة غرفة األطالق‪ :‬عند حدوث اإلشتعال واألطالق يعمل قسم‬
‫من الغاز المتصاعد على دفع الظرف للخلف‪،‬فيضغط على مؤخرة غرفة‬
‫األطالق‪ ،‬فيتأثر الظرف الفارغ‪ ،‬وتتشكل على قاعدته َاثار المؤخرة‪ ،‬نظرًا‬
‫ألن معدن الظرف أقل صالبة من معدن السالح‪.‬‬
‫* َاثار الساحب والقاذف‪:‬تتشكل حول قاعدة الظرف‪ ،‬ومن خالل شكل‬
‫ومكان وموضع إنحراف هذه اآلثار يمكن التعرف على السالح( موديل‬
‫ومصنع ونوع السالح)‪.‬‬
‫* َاثار غرفة األطالق‪:‬تتشكل من جوانب الظرف عند دخول الطلقة الى‬
‫غرفة األطالق نتوءات دقيقة حادة موجودة حول مدخل اإلطالق‪،‬فتخدش‬
‫جوانب الظرف بشكل طولي‪.‬وقد تحدث خدوش مشابهة عند سحب الظرف‬
‫الفارغ‪.‬‬

‫اآلثار المتشكلة على المقذوف الناري‬

‫يمكن العثور على المقذوف بمسرح الحدث في حالة وجود فتحة دخول‬
‫وخروج بالجثة‪ .‬في حالة وجود فتحة دخول فقط‪ ،‬وإستقرار المقذوف‪،‬‬
‫يمكن الحصول عليه بتشريح الجثة بواسطة الطبيب العدلي‪ ،‬وعندئذ يتم‬
‫فحص المقذوف من قبل خبير فحص األسلحة النارية لبيان ومقارنة ما‬
‫عليه من َاثار‪ ،‬وأهمها‪:‬‬
‫* ََاثار السدود والخدود‪ :‬تعتبر من أهم اآلثار المتشكلة على المقذوفات‬
‫النارية‪ ،‬وتشمل‪:‬‬
‫أ‪َ -‬اثار نوعية مميزة ‪ :Class Characteristics‬وتتشكل نتيجة‬
‫ألحتكاك المقذوف بالخطوط الحلزونية الموجودة داخل سبطانة‬
‫السالح‪.‬وتدل على موديل ونوع ومنشأ السالح‪.‬وتشمل عدد السدود‬
‫والخدود‪ -‬قطرها‪-‬عرضها – عمق الحدود‪ -‬إتجاه السدود والخدود ( لليمين‬
‫أم لليسار)‪ -‬زاوية األنحناء‪.‬‬
‫ب‪ -‬اثار فردية خاصة ‪ :Individual Characteristics‬وتحدث‬
‫بسبب العيوب والشوائب الموجودة بسطح السدود والخدود‪.‬وتدل على‬
‫ذاتية السالح المستخدم في الجريمة( بصمة السالح)‪ ،‬حيث ال يوجد‬
‫سالحان يشتركان في هذه اآلثار‪ ،‬حتى ولو كانا من مصنع واحد‪.‬‬
‫* َاثار إنزالق وكشط المقذوف‪:‬تتشكل على مقدمة المقذوف‪ ،‬نتيجة‬
‫ألندفاع المقذوف بعد إنفصاله عن الظرف لألمام عبر الفجوة الموجودة‬
‫بين أألسطوانة والسبطانة‪ ،‬وإحتكاكه بمؤخرة قناة السبطانة والخدود‪،‬‬
‫فتكشطه‪.‬‬
‫هذه اآلثار هي عبارة عن تجاويف تكون أعرض عند مقدمة المقذوف‬
‫عن قاعدته‪.‬‬
‫وجودها يدل على ان المقذوف ُأطلق من أسلحة إسطوانية( مسدس أبو‬
‫محاله)‪ ،‬حيث ان َاثار كشط المقذوف نادرة الحدوث في األسلحة‬
‫األوتوماتيكية‪،‬ألن المقذوف يكون في حالة إلتصاق تام بالسبطانة‬
‫والخدود‪،‬ويتبعها من البداية‪.‬‬

‫ثانيًا‪ -‬التعرف على الشخص المستخدم للسالح‪:‬الجاني أم المنتحر‬

‫األهمية الجنائية الثانية لفحص آثار األسلحة النارية هي إمكانية التعرف‬


‫على الشخص المستخدم للسالح‪ ،‬من خالل ما يلي‪:‬‬
‫عند إطالق األسلحة النارية تسقط على ظهر يد الشخص المستخدم‬
‫للسالح‪ ،‬وخاصة األبهام والسبابة‪ ،‬بعض ذرات البارود المحترق جزئيًا‪،‬‬
‫أو غير المحترق‪ ،‬مع الدخان‪ ،‬وخاصة األوتوماتيكية‪.‬‬
‫لذلك يجب البحث عن َاثار البارود ودخانه على أيدي المشتبه فيهم‪،‬‬
‫وعلى مالبسهم‪،‬إذا ضبطوا عقب وقوع الحادث‪ .‬ويمكن الكشف عن هذه‬
‫اآلثار باألشعة تحت الحمراء أو فوق البنفسجية‪ ،‬مع اإلستعانة بالتحليل‬
‫الكيميائي للتأكد من طبيعتها وتركيبها‪ ،‬بالمعامل الجنائية‪.‬‬
‫وبذلك يمكن التعرف على الشخص المستعمل للسالح‪.‬للتأكد يتم الكشف‬
‫بواسطة الميكروسكوب األلكتروني الماسح‪ ،‬او األمتصاص الذري‪ ،‬عن‬
‫نواتج اإلطالق( الباريوم‪ -‬الرصاص‪ -‬األنتيمون) بعد إزالة هذه المعادن من‬
‫ظهر اليد التي أطلقت السالح‪ ،‬بواسطة مسحة قطنية مبللة بحامض‬
‫الهيدروكلوريك أو النتريك‪.‬‬

‫ثالثًا‪-‬تحديد مسافة اإلطالق‬

‫األهمية الجنائية الثالثة لفحص آثار األسلحة النارية هي إمكانية تحديد‬


‫مسافة اإلطالف‪،‬عن طريق‪:‬‬
‫أ‪ -‬فحص َاثار إحتراق البارود على المجني عليه‪ ،‬ومالبسه‪ -‬كما مر‪.‬‬
‫ب‪ -‬فحص َاثار المقذوفات على المجني عليه‪،‬أي فحص الجرح الناري‪-‬كما‬
‫أسلفنا‪.‬‬

‫رابعًا‪-‬تحديد إتجاه وزاوية اإلطالق‬

‫األهمية الجنائية الرابعة لفحص آثار األسلحة النارية‪،‬هي إمكانية التعرف‬


‫على أوضاع المرمى عن طريق معرفة‪ :‬فتحة الدخول والخروج‪ ،‬وكذلك‬
‫من شكل فتحة الدخول ومسار المقذوف داخل الجسم‪ ،‬من خالل اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كانت فتحة الدخول دائرية الشكل‪ ،‬مع وجود تسحج دائري‪ ،‬وإنتظام‬
‫توزع األسوداد والنمش البارودي حول فتحة الدخول‪،‬كان اإلطالق عموديًا‬
‫على الهدف‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة اإلطالق بشكل مائل‪ ،‬نجد فتحة الدخول بيضاوية الشكل‪ ،‬وبها‬
‫سحج وتكدم هاللي الشكل عند الحافة القريبة من فوهة السالح‪.‬وكذلك‬
‫يكون توزع األسوداد والنمش البارودي كثيفًا تجاه اإلطالق‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة اإلطالق الحاد جدًا(التماس)‪ ،‬نجد الجرح الميزابي الذي يمثل‬
‫القارب شكًال‪ ،‬ويشير الجزء العريض من الطوق السحجي في فتحة‬
‫الدخول الى الجهة التي جاء منها المقذوف‪،‬أي الى جهة اإلطالق‪.‬‬

‫ما هي اإلجراءات التي يتبعها الباحث الجنائي في مكان حادث إستخدم فيه‬
‫سالح ناري؟‬

‫‪ -1‬تصوير مكان الحادث‪:‬قبل نقل أي دليل من مكانه‪ ،‬مع مراعاة إظهار‬


‫السالح أو األسلحة النارية‪.‬‬
‫‪ -2‬تفتيش مكان الحادث‪ ،‬والبحث عن ‪ :‬السالح الناري ‪ ،‬الظروف‬
‫الفارغة‪ ،‬المقذوفات النارية‪.‬‬
‫‪ -3‬رفع السالح الناري من قنظرة الزناد‪ ،‬وكذلك الظروف والمقذوفات‪ ،‬مع‬
‫مراعاة عدم العبث بالسالح‪ ،‬كمحاولة إخالء خزانته‪،‬أو أخراج الظروف‬
‫الفارغة‪،‬أو الضغط على الزناد أو سحب األجزاء الى الخلف‪.‬‬
‫‪ -4‬تحرير السالح والظروف الفارغة والمقذوفات النارية‪ ،‬كل على حده‪،‬‬
‫وكاآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬توضع األسلحة القصيرة أو اليدوية في ظرف من الورق‪.‬أما األسلحة‬
‫الطويلة‪ ،‬كالبنادق‪،‬فتوضع في كيس من القماش‪.‬‬
‫ب‪ -‬توضع الظروف الفارغة والمقذوفات النارية في ظروف من‬
‫الورق‪ ،‬وتختم‪.‬‬
‫ج‪ -‬وضع الكل في صندوق خشبي‪ ،‬مع تثبيت السالح من الداخل‪،‬‬
‫وُيشمع الصندوق بالشمع األحمر‪،‬أو ُيختم بالرصاص‪ ،‬ويكتب عليه‬
‫المحتويات‬
‫‪ -5‬ترسل هذه المحروزات الى المختبر الجنائي‪ ،‬مع نبذة مختصرة عن‬
‫الحادث‪ ،‬حيث يقوم قسم فحص األسلحة النارية بفحص ما عليها من َاثار‪.‬‬

‫ما الطلوب من خبير األسلحة النارية ؟‬

‫‪ -1‬التأكد من ان السالح الناري هو المطلوب فحصه من خالل عياره‬


‫ورقمه‪.‬‬
‫‪ -2‬فحص السالح الناري‪ :‬لمعرفة ما إذا كان السالح المراد فحصه‬
‫إستعمل أم ال‪ ،‬وتحديد زمن اإلطالق على وجه التقريب(بالكشف عن نواتج‬
‫إحتراق البارود داخل السبطانة كيميائيًا‪ ،‬والتي تظل موجودة بالسبطانة‬
‫لعدة ساعات من وقت اإلطالق)‪ ،‬وما إذا كان السالح يعمل بحالة جيدة أم‬
‫ال‪،‬وما إذا كانت أمانته تعمل أم ال‪.‬‬
‫‪ -3‬إجراء تجربة اإلطالق‪ :‬يطلق من السالح المراد فحصه عدة طلقات‬
‫نارية حية من نفس العيار المراد فحصه في صندوق األختبار‪ ،‬ال تقل عن‬
‫‪ 3‬طلقات‪،‬ثم تستخرج المقذوفات النارية من صندوق األختبار‪.‬‬
‫‪ -4‬إجراء المقارنة المجهرية للمقذوفات النارية والظروف الفارغة محل‬
‫البحث مع مقذوفات وظروف التجربة بواسطة الميكروسكوب المقارن ‪،‬مع‬
‫التركيز على ما يلي‪َ:‬اثار السدود والحدود بالنسبة للمقذوفات النارية‪َ،‬اثار‬
‫األبرة‪ ،‬وَاثار اإلطالق بالنسبة للظروف الفارغة‪.‬‬
‫‪ -5‬إعطاء الرأي الفني القاطع‪ ،‬وإرساله الى الجهة المعنية‪ ،‬ثم يحرز‬
‫السالح الناري والمقذوفات والظروف الفارغة كل على حده[‪.]]82[82‬‬

‫توصيات مهمة‬
‫باألضافة لما مر من وصف لآلثار على الضحية‪ ،‬ومن بحث في‬
‫السالح‪،‬من الضروري جدًا ان تحرز‪،‬أي تحفظ‪،‬جيدًا‪،‬كافة أدوات‬
‫الجريمة‪.‬فالطبيب العدلي مطالب بإخراج الطلق أو الطلقات‬
‫بحرص‪.‬والمحقق الجنائي مطالب بوضع المقذوفات واألظرف كل على‬

‫‪ - ]82[82‬إبراهيم صادث الجندي‪،‬الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.135-128‬‬
‫إنفراد في أنابيب زجاجية‪ ،‬وحولها قطن‪ ،‬وتغلق األنابيب‪.‬كما يثبت السالح‬
‫المستخدم مع خزنة الطلقات بصورة منفصلة‪ ،‬ويربطان بخيط على قطعة‬
‫ورق‪.‬وتسد فوهة السالح‪.‬كما ان قطع الثياب يجب ان تترك لتجف َاثار‬
‫الدماء‪.‬ويفضل تغطية اآلثار التي تحملها بورق نشاف جاف‪ ،‬وتقلب كل‬
‫قطعة منفردة‪.‬ويشمع كل حرز بالشمع األحمر‪ ،‬ويختم بختم الجهة المحرزة‬
‫للتأكد منها قبل فضها او فتحها‪.‬‬

‫الفصل السابع عشر‬

‫الحرائق والحروق‬

‫اثار الحريق في مسرح الجريمة‬

‫تشكل جرائم الحريق اخطر أنواع الجرائم‪ ،‬التي ال يمكن السيطرة عليها‪،‬‬
‫او التحكم في نتائجها‪.‬وغالبًا ما ُيخلف الحريق‪ ،‬خصوصًا السباب عمدية‪،‬‬
‫اثارًا مدمرة على االرواح والممتلكات‪ .‬وجرائم الحريق العمد غالبًا ما‬
‫تمتاز بسهولة ارتكابها‪ .‬كما انها تدمر معظم االثار واألدلة المادية التي‬
‫يخلفها الجاني‪.‬ففي أغلب األحيان تدمر علميات االطفاء‪ ،‬واالسعاف‪،‬‬
‫واالخالء‪ ،‬ما تبقى من اآلثار‪ ،‬اذا تبقى منها شيئًا‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬فان‬
‫تحديد ما اذا كان الحريق متعمدًا ام ال مسألة معقدة جدًا‪ ،‬حتى وان امكن‬
‫التعرف على اثار الجريمة‪ ،‬لصعوبة معرفة خفايا الفاعلين ‪.‬‬
‫غالبًا ما تكون دوافع الحريق العمد‪ :‬الرغبة في تحقيق منافع غير‬
‫مشروعة‪ ،‬كما في السعي للحصول على التأمين‪ ،‬او ان يكون مضرم النار‬
‫مديونًا‪ ،‬وكذلك بدافع الحقد والكراهية‪ ،‬او لدوافع انتقامية‪ .‬واحيانًا يكون‬
‫الفاعل مريض نفسي او عقلي‪.‬‬

‫إلحداث الحريق البد من توافر عوامل مادية‪ ،‬عالوة على االهمال او التعمد‬
‫البشري‪ ،‬ومن العوامل‪:‬‬
‫‪ . 1‬توفر مواد قابلة لالشتعال‪ ،‬كالمواد البترولية‪ ،‬واالخشاب‪ ،‬واالقمشة‪،‬‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫‪ . 2‬توفر مصدر اشتعال‪ ،‬كاللهب الناشيء من اشعال عود ثقاب او شاره‬
‫كهربائيه ‪.‬‬
‫‪ . 3‬توفر االكسجين ‪.‬‬
‫واذا كانت النار غالبا ما تدمر اغلب االثار التي يخلفها الجاني في‬
‫جرائم الحريق‪ ،‬فان هذا الرأي ال يؤخذ على اطالقه‪ .‬فقد قدم لنا العلم‬
‫والتكنولوجيا الحديثة طرقًا ووسائل علمية تؤدي الى كشف الكثير من هذه‬
‫االثار‪ .‬ولعل اهمها في هذا النوع من الجرائم‪ ،‬هو تحديد المواد التي‬
‫استخدمت في احداث الحريق‪ ،‬والطريقة التي تم احداثه فيها ‪.‬‬

‫وال بد من التنويه هنا الى ان اول واهم ما يسعى اليه المحقق في هذه‬
‫الجرائم هو تحديد ما اذا كان الحريق حدث عمدًا‪ ،‬ام نتيجة اهمال‪ ،‬او‬
‫خطأ‪ ،‬او قلة احتراز‪ .‬ويلعب الخبير الذي يتولى الكشف على مكان‬
‫الحريق‪ ،‬وما يستخدمه من تقنيات ووسائل كشف األدلة واالثار المادية‪،‬‬
‫دورًا هامًا وفاعًال في تحديد هذه االثار في اماكنها المتوقعة‪ ،‬وهو ما‬
‫يؤدي بالتالي الى الوصول الى نتائج ناجعة ‪.‬‬

‫وسائل إحداث الحريق‬

‫يتطلب البحث في الطرق العلمية الصحيحة للكشف على حوادث‬


‫الحريق‪،‬معرفة مسبقة بالوسائل التي يمكن ان تسبب نشوب هذه الحرائق‬
‫عمدُا او خطًا‪ ،‬ومنها ‪:‬‬
‫‪ -1‬الكهرباء‪:‬‬
‫تعتبر الكهرباء من اكثر اسباب نشوب الحرائق‪ .‬كما انه يتم اسناد كثير‬
‫من الحرائق مجهولة المصدر الى الكهرباء‪ .‬والحريق الناتج عن الكهرباء‬
‫يحدث نتيجة وجود مادة قابلة لالشتعمال قرب مصدر كهربائي‪ ،‬أو نتيجة‬
‫قدم اسالك الكهرباء‪ ،‬او لزيادة ضغط التيار الكهربائي‪ ،‬او نتيجة خطأ في‬
‫اجراء التمديدات الكهربائية‪ ،‬حيث تؤدي شرارة نارية صادره عن حدوث‬
‫تماس كهربائيالى اشتعال النار في المادة القابلة لالشتعال‪ .‬ويمكن ان‬
‫يحدث هذا الحريق ابتداء في االجهزه الكهربائية الموصولة بالكهرباء‪،‬‬
‫نتيجة حدوث هذه الشرارة‪ ،‬واشتعال المواد البالستيكية‪ ،‬التي تدخل في‬
‫تركيبها‪ .‬او قد يحدث ذلك نتيجة شدة التيار‪ ،‬او طول امد استخدامها‪،‬‬
‫فيؤدي الى ارتفاع كبير في درجة حرارتها‪ ،‬وبالتالي اشتعالها‪ .‬واذا كان‬
‫هذا النوع من الحرائق ُيعزى في اغلب االحيان الى اسباب االهمال‪ ،‬او‬
‫الخطأ‪ ،‬واعتبار ما ينتج عنها قضاًء وقدر‪ ،‬اال ان التجربة اثبت ان هذا‬
‫النوع من الحوادث قد يكون متعمدًا ويتم احداثه الظهار الحريق بمظهر‬
‫الحريق الناشىء عن تماس كهربائي ‪.‬‬
‫ومن اخطر الحرائق التي تنشأ عن الكهرباء‪ ،‬ذلك النوع الذي يحدث في‬
‫اماكن محكمة االغالق ومشبعة بالغازات القابلة لالشتعمال‪ .‬فقد يحصل‬
‫عند ضرب الجرس او التلفون أن تولد شرارة تؤدي الى اشتعال الغاز في‬
‫مكان محكم االغالق‪ ،‬ممما يحدث انفجار غازي ناشيء عن تمدد الغازات‬
‫نتيجة االحتراق‪ ،‬فتحدث دمارًا كبيرًا جدًا ‪.‬‬

‫‪ -2‬مواقد ( صوبات ) التدفئة الغازية والبترولية‪:‬‬


‫غالبًا ما تكون سببًا الكثر حرائق الشتاء في المنازل والمحالت‪ ،‬التي‬
‫تستخدم المواقد‪ ،‬سواء كانت ثابتة ام متحركة‪ .‬وغالبًا ما تؤدي الى ارتفاع‬
‫درجة حرارة االجسام القريبة منها‪ ،‬كاالقمشة والسجاد‪ ،‬او ما شابه‪ ،‬الى‬
‫حد االشتعال‪ .‬واحيانا يساعد الشرار المتطاير منها الى احداثه مباشره ‪.‬‬
‫واذا كانت هذه الحرائق‪ ،‬على االغلب‪ ،‬حرائق غير عمدية‪ ،‬فان ذلك ال‬
‫يمنع من استغالل هذه الظاهرة في احداث حرائق عمديه‪ -‬كما في حالة‬
‫تذويب الشمع المحترق‪ ،‬المتصل في اسفله بمادة قابلة لالشتعال‪ ،‬فما ان‬
‫تحترق الشمعة حتى نهايتها‪،‬عندئذ يصل اللهب الى المادة القابلة‬
‫لالشتعال‪ ،‬وينشب الحريق ‪.‬‬

‫‪-3‬اشعة الشمس‪:‬‬
‫يؤدي تجميع اشعة الشمس‪ ،‬بواسطة عدسات المه‪ ،‬وتركيزها على‬
‫جسم قابل لالشتعال‪،‬غالبًا‪ ،‬الى رفع درجة الحرارة‪ ،‬واشتعال النار في هذا‬
‫الجسم‪ ،‬وامتداد النار الى مناطق اكبر‪..‬يمكن ان يحدث ذلك عرضًا نتيجة‬
‫وجود قطع زجاجية لعدسات تقوم بنفس الغرض ‪.‬‬

‫‪ -4‬المواد الكيميائية‪:‬‬
‫من الخصائص الكيميائية لبعض المواد انها تحدث نارًا نتيجة اختالطها‬
‫ببعضها عند تعرضها للهواء‪ ،‬او عند ارتفاع درجة الحرارة الناشئة عن‬
‫التفاعل الكيميائي‪ .‬ويحدث أيضًا عند خلط كلورات البوتاسيوم مع التنر‬
‫وحامض الكبرتيك المركزه‪ .‬وهناك بعض المواد الكيميائية التي تشتعل‬
‫بمجرد عرضها للهواء كالفسفور والصوديوم‪.‬‬
‫‪ -5‬االحتراق الذاتي‪:‬‬
‫لدى بعض المواد استعداد طبيعي لالشتعال تلقائيًا دونما وجود مصدر‬
‫حراري‪ ،‬وهي المواد المعروفة بالمواد القابلة لالشتعال الذاتي ويعود‬
‫السبب في اشتعال مثل هذه المواد الى‪:‬‬
‫أ ‪ -‬وجود بكتيريا خاصة‪:‬‬
‫فهناك انواع معينة من البكتيريا التي تتكاثر‪ ،‬وينتج عن عملية تكاثرها‬
‫حرارة‪ ،‬تكون كافية الحداث اشتعال في المواد المجاوره لها‪ ،‬كالقش‬
‫والخشب الجاف‪.‬وتكثر هذه البكتيريا في انوع االسمدة العضوية ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬التغير الكيميائي للمادة‪:‬‬
‫فمادة السللويد عندما تتواجد في القطن فان تفاعالتها داخل اكياس‬
‫القطن تؤدي غالبًا الى اشتعالها ‪.‬‬

‫‪ -6‬الحيوانات المختلفة‪:‬‬
‫كثيرًا ما تؤدي الحشرات والقوارض الى احداث تماس كهربائي نتيجة‬
‫قطع االسالك او اتالفها‪ .‬وقد تؤدي الى اشتعال النار العمدي‪ -‬عندما ُيرش‬
‫الموقع المراد اشتعال النار فيه‪ ،‬بمادة بترولية‪ ،‬ومن ثم اطالق بعض‬
‫الحيوانات فيها‪ ،‬بعد اشعال النار بهذه الحيوانات‪.‬‬

‫‪ -7‬المفرقعات وااللعاب النارية‪:‬‬


‫شاع مؤخرًا‪ ،‬وعلى نحو غير مسبوق‪،‬إستخدام االلعاب النارية التي‬
‫تحدث فرقعة في الجو‪ ،‬وتحترق‪ ،‬مظهره المناظر التي نشاهدها‪ .‬في الحالة‬
‫التي يصاحب هذه المفرقعات خلل في التصنيع او التخزين‪ ،‬او عند‬
‫إترائها‪ ،‬فقد تؤدي الى نشوب الحرائق ‪.‬‬
‫والمتفجرات عمومًا كثير ما تؤدي الى احداث حرائق في حال وجود‬
‫مواد قابلة لالشتعال في موقع االنفجار ‪.‬‬

‫‪ -8‬المقذوفات النارية‪:‬‬
‫عند إطالق المقذوفات النارية من االسلحة تكون حرارتها عالية جدًا‪،‬‬
‫وقادرة على اشعال المواد القابلة لالشتعال‪ -‬عند اصطدامها بها‪ ،‬او‬
‫مالمستها‪ .‬ونالحظ ذلك في المختبرات عند استخدام االحواض الخاصة‬
‫للحصول على رؤوس طلقات سليمة‪،‬حيث كثيرًا ما تشتعل النار في تلك‬
‫االحواض اثناء اطالق النار بهبا‪.‬وتزداد احتمالية حدوث الحرائق في حالة‬
‫اطالق الذخائر الطبية ( الحارقة)‪،‬التي تستخدم في حرق باقي المحاصيل‬
‫بعد حصادها للقضاء على الميكروبات الضارة‪ .‬فهذه الذخيرة تكون مغلفة‬
‫بمواد تؤدي الى حدوث حرائق‪.‬وقد حصل ان اشتعلت المحاصيل الجافة‬
‫قبل حصادها نتيجة تعرضها الطالق النار عليها بمثل هذه القذائف‪.‬‬

‫‪ -9‬االشعاع الحراري‪:‬‬
‫تحتفظ االجسام عمومًا‪ ،‬والمعدنية خصوصًا‪ ،‬بالحرارة التي تتعرض‬
‫لها‪ .‬فشحن اي مادة معدنية‪ ،‬وتعرضها للنار‪ ،‬يؤدي الى ارتفاع حرارتها‪،‬‬
‫وتقوم( االجسام المعدنية) بنقل الحرارة الى الجو المحيط بها‪ ،‬فاذا صادف‬
‫وجود مادة قابلة لالشتعال قريبًا منها ‪،‬فانها قد تشتعل ‪.‬‬
‫ويختلف االشعاع الحراري في التوصيل الحراري بانه( االشعاع) قد‬
‫ينقل الحرارة دون ان يكون متصًال بالجسم الساخن‪ ،‬او المشتعل‪.‬‬
‫فيالحظ ‪،‬في بعض الحاالت‪ :‬عند اطفاء النار في عمارة كانت تشتعل‪ ،‬ان‬
‫النار اشتعلت في مبنى مجاور‪ ،‬او سيارة مجاورة‪،‬أو في أخشاب‪ ،‬او‬
‫مالبس مجاورة‪ ،‬دون ان تكون مالمسة للحريق األول‪. .‬‬

‫‪ -10‬أعواد الثقاب والوالعات واعقاب السجائر المشتعلة‪:‬‬


‫تستخدم أعواد الثقاب‪ ،‬او الوالعات المختلفة‪ ،‬كوسائل تقليدية الضرام‬
‫النار‪،‬وكثيرًا ما تكون سببًا لنشوب الحرائق‪ .‬ولذلك يجب اإلمتناع عن‬
‫إلقاء اعقاب السجائر مشتعلة في الغابات‪ ،‬والحشائش الجافة ‪.‬‬
‫ويلجأ البعض للهو بوضع أعواد الثقاب المشتعلة في اعقاب سجائر‬
‫لتشتعل‪.‬والبعض اآلخر يعمد لبناء أشكال من علب السجائر لتنفجر عند‬
‫وصول النار إليها‪،‬ويهرب قبل إنفجارها‪.‬وهي لعبة خطرة‪ ،‬حيث كثيرًا ما‬
‫يحصل أن تصيبه النار‪،‬أو تصيب المحيطين به‪،‬خاصة من األطفال‪ .‬وقد‬
‫تسبب نشوب حريق في المحالت المجاورة‪.‬‬

‫الحروق[‪]]83[83‬‬

‫يوصي الخبراء بوجوب أن يعرف كل من يعمل في الحقل الجنائي‪ ،‬مثل‬


‫ضابط الشرطة‪ ،‬والمحقق‪ ،‬والباحث الجنائي‪ ،‬بان الحروق ُتعُد من الحاالت‬
‫الحرجة‪ ،‬وهي تحتاج الى إسعاف فوري‪ -‬تقديم األسعافات األولية‪ ،‬ونقل‬
‫المصاب فورًا الى المستشفى‪.‬كما يجب ان يلم هؤالء ببعض األمور التي‬
‫تساعدهم على التفريق بين الحروق التي تحدث قبل الوفاة‪ ،‬وتكون السبب‬

‫‪ - ]83[83‬إبراهيم صادق الجندي‪،‬الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.148 -136‬‬
‫في الوفاة‪ ،‬والحروق التي تحدث بعد الوفاة‪ ،‬حيث يلجأ بعض الجناة الى‬
‫حرق الجثة بعد قتل المجني عليه بوسيلة أخرى ألخفاء معالم الجريمة‪.‬‬

‫تعريف الحروق‬

‫الحروق ‪ Burns‬هي تلف األنسجة نتيجة تعرض سطح الجسم الى‬


‫مصادر حرارية مختلفة‪ ،‬أو الى مواد كيميائية كاوية‪،‬أو الى تيارات‬
‫كهربائية‪ ،‬أو الى صواعق برقية‪.‬‬

‫أنواع الحروق‬

‫‪-1‬الحروق بالمصادر الحرارية‪ :‬وتشمل نوعين‪:‬‬


‫أ‪-‬الحروق بالحرارة الرطبة ( السلق)‪.‬‬
‫ب‪-‬الحروق بالحرارة الجافة(الحرق)‪.‬‬
‫‪-2‬الحروق بالمواد الكاوية‪.‬‬
‫‪-3‬الحروق بالتيارات الكهربائية والصواعق‪.‬‬

‫درجات الحروق‬

‫‪ -1‬حرق من الدرجة األولى( سطحي جزئي)‪:‬عبارة عن إحمرار للطبقة‬


‫السطحية من بشرة الجلد‪.‬وقد تتكون فقاعات تحتوي على سائل أصفر‬
‫رائق(المصل) غني بالبروتين واألمالح‪.‬‬
‫يتم الشفاء بتكوين جلد طبيعي‪ ،‬وال يترك تشوه أو عاهة مستديمة‪.‬‬
‫‪ -2‬حرق من الدرجة الثانية( عميق جزئي)‪ :‬يحدث فيه تلف لبشرة الجلد‬
‫كلها وبعض األدمة‪ ،‬ويكون مصحوبًا بتكون فقاقيع مائية‪ ،‬وَاالم‪.‬‬
‫يتم الشفاء بدون ترك أثر‪ -‬إذا كان الحرق سطحيًا‪.‬أو قد يترك تشوهًا‪-‬‬
‫إذا كان الحرق عميقًا شامًال األدمة‪.‬‬
‫‪ -3‬حرق من الدرجة الثالثة( عميق كامل)‪:‬يحدث فيه تلف كامل للجلد‬
‫واألنسجة الشحمية تحت الجلد‪ ،‬وتظهر منطقة بيضاء‪ ،‬ويكون غير‬
‫مصحوب بَاالم‪.‬‬
‫يتم الشفاء بإنفصال الجلد‪ ،‬محدثًا تشوهًا أو عاهة مستديمة‪ ،‬ويحتاج‬
‫لعملية زرع جلد‪.‬‬
‫‪ -4‬حرق من الدرجة الرابعة ( التفحم)‪ :‬يحدث فيه تلف كامل للجلد‬
‫واألنسجة والعضالت‪ ،‬وقد يصل الى العظام‪ ،‬مع تفحم األنسجة المحترقة‪،‬‬
‫مصحوبًا بحروق خطيرة جدًا غالبًا ما تؤدي الى الوفاة‪.‬وال تقتصر خطورة‬
‫الحروق على درجة الحرق‪،‬وإنما على المساحة التي يشغلها من سطح‬
‫الجسم‪.‬‬

‫َالية الوفاة من الحروق بالمصادر الحرارية‬

‫‪-1‬في اليوم األول‪ :‬تحدث الوفاة الفورية‪ ،‬في بعض الحاالت‪ ،‬بسبب‪:‬‬
‫أ‪ -‬الصدمة العصبية‪-‬نتيجة اآلالم الشديدة التي يعاني منها المصاب‪،‬‬
‫ولذلك يجب على المعنيين أخذ ذلك بنظر األعتبار والعمل على سرعة نقله‬
‫الى المستشفى لتلقي العالج الالزم‪.‬‬
‫ب‪ -‬التسمم بالغازات الناتجة عن الحريق‪ ،‬مثا أوكسيد الكاربون‪،‬أو‬
‫األختناق بالدخان‪.‬‬
‫ج‪ -‬األصابات الرضية الناتجة عن إنهيار المكان المحترق أو الدهس‬
‫باألقدام‪.‬‬
‫‪ -2‬في اليومين الثاني والثالث‪ :‬تحدث الوفاة نتيجة للصدمة الثانوية‪،‬أو‬
‫الجفاف لفقد السوائل من منطقة الحرق‪،‬أو التسمم بإمتصاص سموم‬
‫إحتراق األنسجة( صدمة الهستامين)‪.‬‬
‫‪-3‬بعد اليوم الرابع‪ :‬تنشأ الوفاة عادة من‪:‬إنفجار‪/‬إنثقاب قرحة األثنى‬
‫عشري‪ ،‬فشل وظائف الكلى أو الكبد‪،‬إنسداد الشريان الرئوي نتيجة عدم‬
‫الحركة‪.‬‬

‫الحروق بالمصادر الحرارية‬

‫أوًال‪-‬الحروق بالحرارة الرطبة ( السلق)‬

‫السبب‪:‬تعرض الجلد لسائل حار أو بخار الماء الساخن‪.‬‬


‫نوع الحادث‪:‬أغلب هذه الحروق هي نتيجة حوادث عرضية‪ -‬إنسكاب‬
‫السوائل الحارة على طفل أثناء لهوه‪،‬أو على ربة البيت بطريق الصدفة‬
‫أثناء عملها في المطبخ‪.‬‬

‫تشخيص الوفاة الناجمة عن حرق سلقي‬


‫‪ -1‬العالمات والمظاهر الخارجية‪ :‬تظهر هذه العالمات على سطح الجسم‬
‫إما بشكل‪:‬‬
‫‪ -‬إحمرار بالجلد‪ ،‬ويدل على قصر زمن تعرض الجسم للسائل الحار‪.‬‬
‫‪ -‬فقاعات مصلية وإحمرار بالجلد تدل على طول تعرض الجسم للسائل‬
‫الحار‪.‬وهذه الفقاعات اما ان تظل محتفظة بشكلها‪،‬أو ان تنفجر‪ ،‬وتظهر‬
‫بشرة حمراء‪.‬بفحص سائل هذه الفقاعات نجد انه غني بالبروتين‬
‫واألمالح‪ ،‬وبفحصه مجهريًا يحتوي على كرات الدم البيضاء‪.‬‬
‫‪ -2‬تشريح الجثة‪ :‬قد ال يظهر سوى شحوب الكبد والكليتين‪ ،‬مع وجود‬
‫نقط نزفية صغيرة على سطحها‪.‬‬
‫درجة الشفاء‪:‬‬
‫أ‪ -‬إذا كانت المساحة التي يشغلها السلق من سطح الجسم صغيرة‪،‬أو أقل‬
‫من ‪ % 20‬من سطح الجسم‪ ،‬فانها تسير نحو الشفاء‪ ،‬وقد تترك‬
‫تشوهات‪.‬‬
‫ب‪ -‬إذا تجاوزت مساحتها أكثر من ‪ % 20‬من سطح الجسم‪ ،‬فانها قد‬
‫تؤدي الى الوفاة‪ ،‬وتكون إما فورية بالصدمة التالية لحدوث األلم‪ ،‬وإما‬
‫متأخرة الى ما بعد اليوم األول بسبب الجفاف أو التسمم البكتيري‪.‬‬

‫ثانيًا‪-‬الحروق بالحرارة الجافة‬

‫السبب‪:‬تعرض سطح الجسم الى لهب مباشر( نار مشتعلة من حوله‪ ،‬او‬
‫عالقة بثيابه) أو مالمسته لجسم ذي حرارة عالية‪.‬‬
‫نوع الحادث‪ :‬البد من تحديد نوع الحادث إن كانت الحروق عرضية‪ ،‬أو‬
‫إنتحارية‪ ،‬أو جنائية‪.‬‬

‫الحروق العرضية‬

‫اكثر األشخاص تعرضًا للحوادث العرضية هم األطفال والنساء والشيوخ‪-‬‬


‫عند لعب األطفال بإشعال النيران‪ ،‬واللعب‪،‬أو عندما يتعرض الشيخ‬
‫الضعيف للنار أثناء الحرائق وال يقدر على إخماد النار‪،‬أو عند إنفجار‬
‫موقد يعمل بالكيروسين والغاز أثناء إشتعالها‪.‬ويمكن ان يكون الحريق‬
‫أصاب مجموعة من الناس نتيجة حريق بمنزل أو في مصنع‪.‬‬
‫ظروف الحادث وأقوال الشهود والمعاينة وحيوية الحروق ُتظهُر أنه‬
‫حريق عرضي‪.‬‬

‫الحروق اإلنتحارية‬

‫اإلنتحار حرقًا من الحوادث النادرة‪.‬غالبًا ما تلجأ إليه الفتيات تخلصًا من‬


‫عار لحق بهن‪،‬أو نساء أصابهن خلل عقلي‪ ،‬صابات الكيروسين على‬
‫أجسامهن وإشعاله‪.‬‬
‫ظروف الحادث والمعاينة وعدم وجود سبب َاخر للوفاة عند تشريح‬
‫الجثة يؤكد التشخيص‪.‬‬
‫الحروق الجنائية‬
‫القتل بالحرق أيضًا نادر الحدوث‪ ،‬ولكن الشائع هو حرق الجثة بعد قتل‬
‫الشخص بوسيلة أخرى إلخفاء معالم الجريمة‪.‬غالبًا ما نكشف ان الحروق‬
‫غير حيوية‪ ،‬ويظهر سبب الوفاة األساسي بتشريح الجثة‪.‬‬

‫تشخيص الوفاة الناجمة عن حرق جاف‬

‫عند فحص جثة محروقة‪،‬سواء كانت الجثة في مكان الحادث أو في مكان‬


‫َاخر‪ ،‬قد ُيخيُل للوهلة األولى ان الحرق هو سبب الوفاة‪.‬لكن ليس كل جثة‬
‫محترقة تكون الحروق هي سبب الوفاة‪.‬فقد تكون الوفاة ناجمة عن أسباب‬
‫أخرى‪،‬ثم ُأحرقت الجثة ألخفاء معالم الجريمة‪-‬كما أسلفنا‪.‬لذا يجب فحص‬
‫الجثة فحصًا كامًال‪.‬كما ان تشريحها ُيعُد أمرًا ضروريًا لتبيان السبب‬
‫الحقيقي للوفاة‪ ،‬وفيما إذا حصل الحرق قبل الوفاة أو بعدها‪.‬‬

‫الجدول التالي يبين الفرق بين الحرق قبل الوفاة(الحيوي)والحرق بعد‬


‫الوفاة(غير الحيوي)‪:‬‬
‫الفرق بين الحرق الحيوي والحرق غير الحيوي‬

‫الحرق غير الحيوي‬ ‫الفحص المطلوب الحرق الحيوي‬


‫ال توجد هذه‬ ‫توجد العالمات الحيوية‬ ‫فحص الجثة‬
‫للحروق‪:‬إحمرار الجلد حول العالمات‪،‬وإنما يظهر‬
‫الحرق‪،‬فقاعات مصلية غنية الحرق بلون أصفر‬
‫بالبروتين واألمالح وكريات باهت‪ ،‬وإن وجدت‬
‫فقاعات فتكون‬ ‫الدم البيضاء‪.‬تفحم الجثة‬
‫وأخذ الجسم وضعية خاصة غازية‪،‬أو تحتوي على‬
‫كمية قليلة من السائل‬ ‫‪"-‬المالكم"‪.‬‬
‫يكون قليل البروتين‬ ‫زيادة نسبة أول أوكسيد‬ ‫فحص الدم‬
‫وخالي من كريات الدم‬ ‫الكاربن بنسبة ‪% 60-40‬‬
‫نتيجة إمتصاصه من األسلحة البيضاء‬
‫المحترقة أو إستنشاقه‪.‬‬
‫وجود ذرات الدخان وهبابه قد يكشف أحيانًا عن‬ ‫تشريح الجثة‬
‫السموم والسبب‬ ‫في مجرى التنفس نتيجة‬
‫اإلستنشاق طلبًا للهواء‪ ،‬وال الحقيقي للوفاة‬
‫يوجد سبب َاخر للوفاة‪.‬‬
‫ال يوجد‪،‬وإنما نجد‬ ‫فحص األنسجة وجود تفاعالت خلوية‬
‫السبب الحقيقي للوفاة‬ ‫المحيطة‬
‫بالحروق‬

‫المصدر‪:‬الدكتور إبراهيم صادق الجندي‪ ،‬الطب الشرعي في التحقيقات‬


‫الجنائية‪.2000 ،‬‬

‫الحروق بالمواد الكيميائية الكاوية‬


‫السبب ‪:‬إصابة الجسم ببعض المواد الكاوية‪ ،‬مثل األحماض أو القلويات‬
‫المركزة‪.‬‬
‫نوع الحادث‪:‬‬
‫‪ -1‬جنائي‪ :‬النساء أكثر عرضة لقذفهن بهذه الوسائل الكاوية‪،‬بغرض‬
‫تشوية الوجه من قبل الجاني‪ ،‬إنتقامًا لرفض الضحية الزواج به‪ ،‬او‬
‫لخيانتها له‪،‬وما شابه‪.‬‬
‫‪-2‬إنتحاري‪ :‬نادرًا حصول اإلنتحار بسكب المواد الكاوية‪.‬وإذا تم فيكون‬
‫بشرب هذه المواد‪ ،‬فتظهر الحروق بالفم‪ ،‬مع وجود أعرض التسمم‪.‬‬
‫‪-3‬عرضي‪:‬أكثر األشخاص تعرضًا لهذه الحروق عرضيًا هم عمال‬
‫المصانع الكيمياوية‪ ،‬عن طريق إنسكاب السوائل عليهم أو وقوعهم‬
‫بحوض يحوي هذه المواد الكاوية‪.‬‬

‫خواص الحروق الكيميائية‬

‫تحدث حروقًا تتصف بأنها َاكلة‪ -‬عميقة – خطيرة‪.‬‬

‫الجدول التالي يوضح الفرق بين الحروق الجافة والحروق الرطبة‬


‫والحروق الكاوية‪:‬‬

‫الفرق بين الحروق الجافة والرطبة والكاوية‬

‫الحروق الجافة الحروق الرطبة الحروق الكاوية‬


‫(التَاكل)‬ ‫(السلق)‬ ‫(الحرق)‬
‫السوائل الساخنة األحماض‬ ‫اللهب‪،‬أو‬ ‫السبب‬
‫والقلويات‬ ‫المالمسة لجسم جدًا‬
‫المركزة‬ ‫ساخن جدًا‬
‫من أعلى الى‬ ‫في مساحات غير من أعلى الى‬ ‫اإلنتشار‬
‫أسفل في خطوط أسفل‬ ‫منتظمة من‬
‫أسفل الى أعلى‪ ،‬رأسية‬
‫أو في موضع‬
‫المالمسة‬
‫متَاكلة‬ ‫متبللة‬ ‫محترقة‬ ‫المالبس‬
‫ومتفحمة‬
‫مبتل‬ ‫مبتل‬ ‫مشعوط‬ ‫الشعر‬
‫األولى والثانية‬ ‫األولى فقط‬ ‫أي درجة‪ -‬من‬ ‫الدرجة‬
‫أحمرار‬ ‫األحمرار الى‬
‫(فقاعات)‬ ‫التفحم‬
‫ال توجد‬ ‫توجد في كل‬ ‫تحيط بمنطقة‬ ‫الفقاعات‬
‫منطقة السلق‬ ‫الحرق‬
‫ال يوجد‬ ‫بداخل المسالك ال يوجد‬ ‫الهباب‬
‫الهوائية‬
‫ال يوجد‬ ‫ال يوجد‬ ‫يوجد أول‬ ‫فحص الدم‬
‫أوكسيد الكاربون‬
‫بنسبة كبيرة‬

‫المصدر‪:‬الدكتور إبراهيم صادق الجندي‪ ،‬الطب الشرعي في التحقيقات‬


‫الجنائية‪.2000 ،‬‬

‫الحروق بالتيارات الكهربائية‬

‫السبب‪:‬الصعق بالتيار الكهربائي‪،‬الذي يعتمد على‪:‬‬


‫الفولتاج‪:‬أكثر الحوادث يكون فيها الفولتاج ‪ 220‬فولت‪،‬فهو األكثر‬
‫إستعماًال في المنازل‪.‬أما قوة ‪ 50‬فولت فنادرًا ما تسبب الوفاة‪.‬‬
‫األمبير‪:‬أشد العوامل تأثيرًا في الجسم‪،‬فتيار بقوة ‪ 10‬مللي أمبير وأكثر‬
‫يشكل خطرًا على الحياة‪.‬‬
‫المقاومة‪:‬أهم مقاومة تحد من سريان التيار الكهربائي بالجسم هي الجلد‪،‬‬
‫يليه العظم‪،‬فالدهون‪ ،‬فاألعصاب والعضالت‪.‬وأقلها مقاومة‪:‬الدم وسوائل‬
‫الجسم‪.‬كما ان الثياب الجافة‪،‬واألحذية والقفازات المطاطية‪ ،‬تمنع أخطار‬
‫التيار الكهربائي عن الجسم‪.‬لكن الرطوبة أو الماء‪ ،‬مثل تعرض الشخص‬
‫الى تيار كهربائي وهو مبتل‪،‬أو هو في حوض إستحمام‪ ،‬تساعد في سرعة‬
‫سريان التيار وسرعة تأثر الجسم‪.‬‬

‫خواص الحروق بالكهرباء‬

‫أ‪ -‬الحروق الكهربائية‪ :‬تشاهد بالجلد عند نقطة دخول التيار‪ ،‬ونقطة‬
‫خروجه من الجسم‪ ،‬وذلك ألن الجلد هو النسيج الذي يبدي مقاومة شديدة‬
‫للتيار‪ ،‬فتحدث قدرة حرارية ينتج عنها الحرق‪.‬تشاهد عادة على اليدين أو‬
‫في أطراف األصابع(مدخل التيار)‪ ،‬وأخمص القدم ( مخرج التيار)‪.‬يأخذ‬
‫الحرق الكهربي شكل ميزاب أو صنبور ‪ Spout‬أو ‪Waterspout‬عميق‬
‫ذا جدران رمادية أو صفراء شاحبة‪.‬وإذا كان التماس لفترة طويلة مع تيار‬
‫ذي ضغط عالي‪ ،‬تفحمت األنسجة وأخذت لونًا أسودًا‪ ،‬ويكون ملمس‬
‫الحرق قاسيًا‪ ،‬ذا حواف مرتفعة‪.‬‬
‫الفحص المجهري بواسطة الميكروسكوب التشريحي الدقيق‪ ،‬أو‬
‫بالماسح الميكروسكوبي األليكتروني‪ ،‬يوضح تمعدن الجلد( يفيد في‬
‫تشخيص الوفاة في الحاالت الغامضة) قرب حرق الدخول نتيجة إنصهار‬
‫المعدن الذي صنع منه السلك بالحرارة العالية المنطلقة في مكان دخول‬
‫التيار‪.‬‬
‫ب‪-‬الحروق العادية‪:‬نتيجة إحتراق المالبس بسبب الوهج الصادر من‬
‫التيار‪.‬وقد تشمل مساحة كبيرة من الجلد‪ ،‬وخاصة في حاالت الصعق‬
‫بالتيار ذي الضغط العالي‪.‬‬

‫الصعق بالكهرباء‬

‫نوع الحادث‪:‬‬
‫‪ -1‬عرضي‪ :‬شائع الحدوث نتيجة إستعمال الكهرباء في المدن والقرى‬
‫والمعامل والمنازل‪.‬‬
‫‪ -2‬إنتحاري‪:‬يلجأ البعض الى اإلنتحار بالتيار الكهربائي بوسائل شتى‪.‬‬
‫‪ -3‬جنائي‪:‬نادر الحدوث‪.‬‬

‫َ َالية الوفاة من الصعق بالكهرباء‬


‫أ‪-‬الصعق بالتيار ذي الضغط العالي(أكثر من ‪ 1000‬فولت)‪ :‬تحدث الوفاة‬
‫نتيجة توقف التنفس‪،‬أو نتيجة الحروق الكهربائية الشديدة‪.‬‬

‫ب‪-‬الصعق بالتيار المنزلي ذو الضغط المنخفض( ‪240 -220‬‬


‫فولت)‪:‬تحدث الوفاة نتيجة األنقباض العضلي لبطين القلب‬
‫‪ Ventricular Fibrillation‬أو توقف التنفس‪.‬‬

‫وقد يؤدي الصعق بالتيار الكهربائي الى حدوث حالة من الموت‬


‫الظاهري‪ ،‬حيث يفقد المصاب وعيه‪،‬والحس‪ ،‬والحركة‪ ،‬ويتوقف‬
‫النبض‪،‬وال يمكن اإلستماع لدقات القلب‪ ،‬ويتوقف التنفس‪ ،‬مع شحوب أو‬
‫إزرقاق الجسم‪.‬‬
‫يمكن إنقاذ المصاب إذا تم إسعافه خالل الخمس دقائق األولى التي تلي‬
‫الحادث‪ ،‬فيعود إليه تنفسه ونبضه‪ ،‬ثم حسه وحركته‪.‬لكنه قد يصاب فيما‬
‫بعد بتقلصات عضلية‪،‬أو يدخل من جديد في حالة الموت الظاهري‪.‬لذلك‬
‫يجب إنعاش المصاب‪ ،‬ووضعه تحت المراقبة الطبية لفترة كافية‪ .‬إذا لم‬
‫يسعف في الدقائق الخمس فانه ينتقل من حالة الموت الظاهري الى حالة‬
‫الموت الحقيقي‪.‬وحيث من الصعب معرفة الوقت الذي يحدث فيه ذلك‬
‫فيجب متابعة األسعاف واإلنعاش حتى ظهور التغيرات الرمية‪ ،‬التي تؤكد‬
‫الوفاة‪،‬مثل الرسوب الدموي‪.‬علمًا بان هناك حاالت مؤكدة عادت فيها‬
‫الحياة للمصابين بعد عدة ساعات من الصعق الكهربائي إما من تلقاء‬
‫نفسهم أو عن طريق اإلنعاش‪.‬وهناك حالة مسجلة لفتاة عادت لها الحياة‬
‫من تلقاء نفسها وهي في ثالجة الموتى بعد ‪ 6‬ساعات‪.‬‬

‫عالمات الوفاة‬

‫أ‪-‬العالمات العامة‪:‬أهمها تقلص العضالت والجروح الخطيرة نتيجة قذف‬


‫الشخص بعيدًا عن مصدر التيار‪.‬وقد نجد عالمات األختناق بسبب التقلص‬
‫المستديم لعضالت جهاز التنفس(القصبات والرئتين)‬
‫ب‪-‬العالمات الموضعية‪:‬وتشمل الحروق الكهربائية‪ ،‬والحروق العادية‬
‫بالمالبس والجسم‪-‬كما أسلفنا‪ .‬لذلك البد من فحص المالبس والجلد‬
‫بعناية‪.‬ويجب فحص مصدر التيار بعناية أيضًا للكشف عن جلد أو شعر‬
‫الضحية‪ ،‬أو أي خلل به‪.‬وقد يحتاج األمر الى فني كهربائي يقوم بذلك‪.‬‬
‫الوفاة من الصواعق‬

‫الوفاة بالصاعقة نادر الحدوث‪ ،‬وهو من الحوادث العرضية‪.‬وتؤثر‬


‫الصاعقة على جسم األنسان بفعلين‪:‬‬
‫* مرور شحنة كهربائية عالية في جسم اإلنسان‪ ،‬وتحدث حروقًا‪.‬‬
‫* ضغط إنفجار الهواء المحيط بالشخص والناتج عن وقوع الصاعقة‪،‬‬
‫وتحدث جروحًا‪.‬‬
‫مؤخرًا كثرت التحذيرات من إستخدام الموبايل في مناطق مكشوفة وال‬
‫توجد فيها مانعات الصواعق في ظروف جوية سيئة مصحوبة بغيوم‬
‫ورعد‪ ،‬بعد ان توفي أشخاص كانوا يتحدثون بالموبايل وحدث الرعد‬
‫والبرق‪.‬‬

‫ََالية الوفاة من الصواعق‬

‫أ‪-‬الوفاة المباشرة‪ :‬تحدث نتيجة الصدمة العصبية‪،‬وتوقف القلب والرئتين‬


‫المباشر‪ ،‬أو نتيجة التأثيرات الحرارية الشديدة الناشئة عن مرور الشحنة‬
‫الكهربائية العالية بالجسم‪.‬‬
‫ب‪-‬الوفاة المتأخرة‪:‬تحدث نتيجة اإلرتجاج الدماغي‪ ،‬وإصابة الرأس‪،‬بعد‬
‫قذف الشخص ووقوعه على األرض‪.‬قد ينجو المصعوق من الموت‪ ،‬ولكنه‬
‫يصاب ببعض المضاعفات‪ ،‬مثل شلل أحد أطرافه‪،‬أو تهيج عصبي‪،‬أو حالة‬
‫جنون‪،‬أو فقد حاسة الشم والتذوق‪،‬أو األجهاض في الحوامل‪.‬‬

‫التشخيص الطبي العدلي للموت بالصاعقة‬

‫من الضروري جدًا تشخيص الوفاة بالصاعقة‪ ،‬وذلك فغالبًا يفكر المحقق‬
‫الجنائي بان الوفاة جنائية‪ ،‬ويبني ظنه على العالمات المشاهدة بالجثة‬
‫التي قد تشبه األصابات الرضية‪،‬أو قد تدل على َاثار عنف ومقاومة‪ .‬لذلك‬
‫فان التشخيص يتم بناء على‪:‬‬
‫‪ -1‬فحص مسرح الحادث‪ :‬يعتمد المحقق على أدلة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -‬وجود شجر مكسور حديثًا‪.‬‬
‫‪ -‬جذع شجرة محروقة‬
‫‪ -‬وجود ثقوب باألرض المحيطة بالجثة‪،‬أو في الجدران‪.‬‬
‫‪-‬أو وجود تلف في الغنم والمواشي التي كانت بجوار الحادث‪.‬‬
‫‪ -2‬فحص المالبس‪ :‬تتبعثر المالبس‪ ،‬وقد تكون ممزقة أو محترقة‪.‬وفي‬
‫بعض األحيان تبدو وكأنها إنُتزعت بقوة من الجسم‪،‬وعندئذ قد ُيخيل‬
‫للمحقق الجنائي ان في األمر جريمة إغتصاب‪.‬‬
‫‪ -3‬فحص الجثة ظاهريًا‪ :‬وجود حروق خطية أو قوسية الشكل‪ ،‬سميطكة‬
‫الحواف‪ ،‬وبلون باهت‪ .‬وجود عالمة حمراء بشكل تفرع أغصان‬
‫الشجرة‪.‬وهذه عالمة مميزة للوفاة من الصواعق‪.‬وتوجد جروح قد تكون‬
‫ضخمة أو صغيرة‪،‬تصاحبها كسور بالعظام‪ ،‬وتمزق طبلة األذن‪ ،‬وخروج‬
‫الدم منها[‪.]]84[84‬‬

‫الفصل الثامن عشر‬

‫التسمم واإلختناق‬

‫السموم وأهميتها من الوجهة الطبية الجنائية‬

‫علم السموم ‪ Toxiology‬هو أحد فروع العلوم الطبية‪.‬وينقسم هذا العلم‬


‫الى‪:‬‬
‫أ‪ -‬علم السموم السريري‪/‬األكلينيكي‪،‬الذي يختص بدراسة طبيعة وتأثير‬
‫المادة السامة‪ ،‬وكيفية تشخيص وعالج المرضى المصابين بالتسمم‪.‬‬
‫ب‪ -‬علم السموم الطبي العدلي‪،‬الذي يختص بفحص حاالت التسمم في‬
‫األحياء والجثث لمعرفة سبب ونوع الوفاة‪.‬‬
‫لدراسة علم السموم أهمية كبيرة في وقتنا الحاضر‪ ،‬بعد أن اصبح‬
‫التسمم من الطرق التي يستعملها الجاني لقتل ضحيته‪.‬كما وأصبح التسمم‬
‫اإلنتحاري‪ ،‬والتسمم العرضي‪ ،‬شائعًا ومتزايدًا نتيجة للتنوع الشديد‬
‫والمتزايد للمواد الكيميائية‪،‬التي يستخدمها اإلنسان‪ ،‬وكذلك العقاقير‬
‫الطبية‪ ،‬التي ُتعتبر سمومًا إذا أخذت بكميات كبيرة‪.‬وبعض الناس يتخذ‬
‫اإلنتحار بالسم وسيلة للفت النظر الى مشكلته النفسية أو األسرية‬
‫واإلجتماعية‪.‬‬
‫‪. - ]84[84‬إبراهيم صادق الجندي‪،‬الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية‪،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.148 -136‬‬
‫لكل ذلك‪،‬يتوجب على المحقق الجنائي ان يدرس علم السموم كي يلم‬
‫ببعض أساسيات ومبادئ هذا العلم ليس فقط في األحياء‪،‬بل وأيضًا في‬
‫الجثث‪،‬التي مات أصحابها من جراء التسمم‪ ،‬حتى تكون مهمة المحقق‬
‫الجنائي مكملة ومساعدة للطبيب العدلي في إثبات ان "السم" هو السالح‬
‫الذي سبب الوفاة‪.‬‬

‫تعريف السم‬

‫السم ‪Poison‬هو أي مادة دخلت الجسم‪ ،‬من أي طريق‪،‬وتؤدي الى‬


‫األضرار بصحة وحياة اإلنسان‪ .‬ويوضح الدكتور ابراهيم الجندي‪:‬ان ذلك‬
‫يعني ثمة‪:‬‬
‫* مواد سامة بطبيعتها‪،‬إذا ُأخذت بأي كمية‪ ،‬مهما كانت صغيرة‪،‬مثل‬
‫السيانيد‪.‬‬
‫* مواد أخرى نافعة لإلنسان‪ ،‬ولكنها تعتبر سمومًا إذا أخذت بكميات‬
‫كبيرة‪ ،‬مثل العقاقير الطبية‪ ،‬كاألنسولين وأدوية القلب‪.‬‬
‫* مواد أخرى حيوية لإلنسان‪ ،‬مثل الماء والهواء والغذاء‪،‬غير ان‬
‫تلوثها باإلشعاع الذري‪،‬أو بالمبيدات الحشرية‪،‬أو بالكتريا والجراثيم‪،‬‬
‫يؤدي الى التسمم‪.‬ولذلك فاي مادة ُتعتبُر سامة لإلنسان‪ ،‬ولكن تحت‬
‫ظروف معينة [‪.]]85[85‬‬

‫طرق دخول السم الى الجسم‬

‫يدخل السم الى الجسم عن طريق ما يلي‪:‬‬


‫‪ -1‬الفم‪-‬في أغلب الحاالت‪.‬‬
‫‪ -2‬الجهاز االتنفسي‪ -‬كثير الحوادث‪ ،‬وشديد الخطر‪ ،‬حيث يصل السم الى‬
‫الدم مباشرة‪.‬‬
‫‪ -3‬الجلد‪.‬‬
‫‪ -4‬األغشية المخاطية‪،‬كالشرج والمهبل‪.‬‬
‫‪ -5‬الشرايين واألوردة‪ -‬نادر جدًا‪.‬‬
‫‪. - ]85[85‬إبراهيم صادق الجندي‪،‬الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية‪،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.240-239‬‬
‫طرق خروج السم من الجسم‬

‫يخرج السم من الجسم عن طريق‪:‬‬


‫‪ -1‬البول‪ -‬يعد الطريق الرئيسي إلخراج معظم السموم‪.‬‬
‫‪ -2‬التنفس عبر هواء الزفير‪ ،‬مثل السموم الطيارة‪ ،‬كالكحكول‪.‬‬
‫‪ -3‬الجلد في العرق‪.‬‬
‫‪ -4‬الجهاز الهضمي في الصفراء‪ ،‬أو اللعاب‪ ،‬أو بواسطة األمعاء الغليضة‪،‬‬
‫مثل السموم المعدنية‪.‬‬
‫تقسيم السموم‬
‫اليوجد تقسيم بسيط‪-‬بإعتقاد الدكتور ابراهيم الجندي‪ -‬يمكن به حصر‬
‫كل السموم‪.‬ولكن ثمة تصنيفات عديدة للسموم‪ ،‬من أهمها"التقسيم‬
‫السريري‪ /‬الكلينيكي‪ ،‬الذي يقسم السموم إعتمادًا على تأثير السم على‬
‫الجسم‪ ،‬الى ‪ 3‬أقسام‪،‬هي‪:‬‬

‫‪-1‬السموم ذات التأثير الموضعي فقط‪:‬‬

‫تسمى السموم ذات التأثير الموضعي السموم اآلكلة‪ ،‬وتشمل األحماض‬


‫والقلويات المركزة‪ ،‬واألحماض العضوية‪ .‬تؤثر موضعيًا بمجرد مالمستها‬
‫للجسم‪ ،‬وتحدث تَاكل باألنسجة ( حروق كيميائية)‪.‬أكثر أجزاء الجسم‬
‫تعرضًا لهذه السموم‪،‬هي‪:‬الجلد والجهاز الهضمي‪-‬من الفم حتى‬
‫المعدة‪.‬يندر إستعمالها جنائيًا للقتل‪ ،‬لكنها تستخدم لإلنتقام بغرض‬
‫التشوية‪،‬أو التهديد‪.‬يكثر إستعمالها بغرض اإلنتحار‪ ،‬وذلك لتوفرها‪،‬‬
‫وسهولة الحصول عليها‪.‬كما يحدث التسمم بها عرضيًا إذا أبتلعت عن‬
‫طريق الخطأ‪ ،‬ظنًا أنها مشروب‪ ،‬خاصة عند األطفال( حامض الفينيك)‪.‬‬

‫‪ -2‬السموم ذات التأثير العام‬

‫تشمل السموم ذات التأثير العام السموم النباتية‪ ،‬مثل األتروبين والسموم‬
‫الحيوانية‪ ،‬مثل سم الثعابين والعقارب‪ ،‬والسموم الكيميائية‪ ،‬مثل المبيدات‬
‫الحشرية‪ ،‬ومعظم العقاقير الطبية‪,‬يظهر مفعولها السام بعد إمتصاصها‬
‫ووصولها الى الدم‪ ،‬حيث ينقلها الى أعضاء الجسم المختلفة‪ ،‬فتحدث‬
‫أضرارًا بها‪.‬‬
‫التسمم العرضي واإلنتحاري بهذه السموم شائع الحدوث‪.‬أما التسمم‬
‫الجنائي فنادر الحدوث‪.‬‬

‫‪-3‬السموم ذات التأثير الموضعي والعام‬

‫تشمل السموم ذات التأثير الموضعي والعام السموم المعدنية‪ ،‬مثل الزرنيخ‬
‫والرصاص والزئبق والفوسفات وأدوية الروماتيزم‪،‬مثل الفولتارين‪ .‬تؤثر‬
‫موضعيًا بعد فترة من مالمسيتها للجسم‪ ،‬فتحدث أحمرارًا وإلتهابًا‬
‫بأألنسجة (الجلد‪،‬الفم حتى المعدة‪.‬كما يظهر مفعولها السام بعد إمتصاصها‬
‫على أعضاء الجسم المختلفة‪ .‬إستخدامها جنائيًا بغرض القتل شائع‬
‫الحدوث‪ ،‬خاصة الزرنيخ‪.‬كما أن التسمم بها قد يكون عرضيًا‪-‬أثناء‬
‫الصناعة‪،‬أو إنتحاريًا‪ ،‬نتيجة توافرها‪ ،‬وسهولة الحصول عليها كأمالح‬
‫معدنية[‪.]]86[86‬‬

‫واجبات المحقق الجنائي في جرائم التسمم‬

‫‪-1‬األسعاف األولي للمصاب‪،‬أو المصابين بالتسمم‪ ،‬والعمل على سرعة‬


‫نقله‪/‬نقلهم الى المستشفى‪.‬‬
‫‪-2‬األستجواب الدقيق للمصاب أو المصابين بالتسمم‪،‬أو المخالطين‪،‬أو‬
‫الشهود‪.‬‬
‫‪-3‬التحفظ على أي َاثار مادية تتصل بحالة التسمم‪ ،‬وتحريزها‪ ،‬وإرسالها‬
‫الى المختبر‪،‬لفحصها كيمياويًا‪ ،‬ومعرفة نوع السم‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪ -‬أي بقايا غذاء أو مشروبات أو قيء‪.‬‬
‫‪ -‬أي وعاء يشتبه أنه كان يحوي السم‪.‬‬
‫‪ -‬أي عبوات دوائية فارغة أو بها بقايا‪.‬‬
‫‪ -‬أظافر المتهم‪،‬أو المنتحر‪ ،‬ونواتج الكحت‪ ،‬وعينة من شعر رأس‬
‫المتسمم‪.‬‬
‫‪ -‬أي خطاب يدل على اإلنتحار‪،‬أو التهديد‪،‬لفحص البصمات ومقارنة‬
‫الخط‪.‬‬
‫‪-4‬إستدعاء الطبيب العدلي إلجراء الكشف الطبي العدلي الظاهري‬
‫والتشريحي للجثة‪،‬وأخذ عينة من سوائل الجسم‪ ،‬واألحشاء‬
‫الداخلية‪،‬لفحصها كيمياويًا‪ ،‬ومعرفة نوع السم وكميته‪.‬‬

‫‪ - ]86[86‬إبراهيم صادق الجندي‪،‬الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.242 -240‬‬
‫‪-5‬تسجيل أي أعراض تظهر على المصابين‪،‬او توجد بالجثة‪،‬في تقرير‬
‫المحقق العدلي‪ ،‬مثل أي رائحة تنيعث من المتسمم‪ ،‬لون الجلد‪ ،‬حروق‬
‫كيمياوية‪،‬أو إلتهابات حول الفم‪،‬أو بالجلد[‪.]]87[87‬‬

‫التشخيص الطبي العدلي للتسمم‬

‫يلجأ بعض المجرمين الى إستخدام السم للقضاء على الخصوم‪،‬ولكن‬


‫التقرير بان سبب الوفاة هو التسمم قد يبدو صعبًا للغاية في كثير من‬
‫الحاالت‪،‬لألسباب التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬تشبه العالمات والمظاهر الخارجية الناتجة عن التسمم‪ ،‬الى حد كبير‪،‬‬
‫بعض األمراض الطبية‪ ،‬فال تثير الشك لدى الطبيب‪،‬أو قد ال يءخذ إحتمال‬
‫التسمم في األعتبار‪.‬‬
‫يشير الدكتور إبراهيم الجندي في مؤلفه الى القضية التالية عن منظمة‬
‫الصحة العالمية‪:1993،‬‬
‫إستغل أحد الجناة مرض الكوليرا ودس السم( الزرنيخ) لعشرة‬
‫أشخاص‪ ،‬وقضى عليهم‪ ،‬دون ان تثير وفاتهم أي شك‪..‬لكن الجاني إعترف‬
‫فيما بعد بجريمته‬
‫‪-2‬تؤدي بعض السموم الى حدوث الوفاة بمجرد تعاطيها‪ ،‬فال تترك َاثارًا‬
‫تشريحية ظاهرة باألنسجة واألعضاء‪ ،‬مثل أشباه القلويات‪،‬‬
‫والسكريات‪،‬كالديجيتال واألكونيتين‪.‬كما ان بعض العالمات التشريحية‬
‫الناتجة عن التسمم تتشابه مع عالمات بعض األمراض العادية‪.‬‬
‫‪-3‬بعض أنواع السموم تتحلل بسرعة بالجسم‪ ،‬وال تظهر بالفحوص‬
‫الكيميائية أية َاثار تنم عنها‪.‬‬
‫ولكن‪ ،‬وبالرغم من ذلك‪ُ،‬يمكن للمحقق الجنائي والطبيب العدلي معرفة‬
‫ان التسمم هو سبب الوفاة‪،‬إعتمادًا على أمور عديدة‪ ،‬مثل‪ :‬ظروف‬
‫الحادث‪ ،‬والمشاهدات المسجلة في مكان وقوعه‪ ،‬ثم العالمات والمظاهر‬
‫الحارجية‪ ،‬التي بدت على المتسمم‪ ،‬باألضافة الى العالمات التشريحية‪،‬‬
‫ونتائج التحليل الكيمياوي‪ ،‬كما يلي‪:‬‬

‫أوًال‪ -‬ظروف الحادث‬

‫‪ - ]87[87‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.243 -242‬‬


‫ثمة ظروف المفروض ان يضعها المحقق الجنائي في األعتبار‪ ،‬وتدل على‬
‫ان التسمم هو السبب المحتمل للوفاة‪ .‬فمثًال‪ ،‬من أكثر األمور إثارة للشبهة‬
‫بالتسمم‪:‬‬
‫‪-1‬ظهور أعراض مرضية حادة ومفاجئة ومتشابهة عند أشخاص‬
‫تناولوا طعامًا وشرابًا واحدًا‪.‬‬
‫‪-2‬ظهور أعرض مرضية‪،‬أو وفاة ألحد العمال في مجال الصناعةأو‬
‫الزراعة معروف على أنه على إحتكاك دائم بمواد سامة‪.‬‬
‫‪-3‬وفاة مفاجئة لشخص يعاني من مرض نفسي‪،‬أو من مشاكل مادية‪،‬أو‬
‫عائلية‪.‬‬
‫‪-4‬وفاة مفاجئة لطفل‪ ,‬أو لشخص بالغ‪ ،‬معروف بأنه كان في صحة جيدة‪.‬‬

‫ثانيًا‪-‬فحص المكان‬
‫ما الذي تتوقع العثور عليه هنا ؟ ‪ -‬وظيفة للطالب‪.‬‬

‫ثالثًا‪ -‬األعراض والمظاهر الخارجية الدالة على التسمم‬

‫األعراض والمظاهر التي تبدو على المتسمم ليست مميزة‪ ،‬حيث أن هذه‬
‫األعراض تشبه الى حد ما أعراض بعض األمراض العادية‪،‬لكن ظهور‬
‫األعراض بصورة حادة( سريعة وشديدة) تثير الشبهة بالتسمم‪ ,‬وعادة ال‬
‫يشاهد الطبيب العدلي األعراض بنفسه‪،‬وإنما ُتنقل إليه عن طريق أهل‬
‫المتسمم أو أصدقائه أو أحد الشهود‪ ،‬وكل هؤالء ال يمكن األعتماد على‬
‫أقوالهم‪.‬أما إذا دخل المتسمم المستشفى أصبح من الممكن معرفة‬
‫األعراض بشكل واضح حتى بعد وفاة المتسمم [‪.]]88[88‬‬

‫‪. - ]88[88‬إبراهيم صادق الجندي‪،‬الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية‪،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.240-239‬‬

‫وأنظر أيضًا‪:‬‬

‫‪Toxic Molds: Revisited (2007),Indoor Toxic Molds and their Symptoms, By Nachman‬‬
‫‪.Brautbar, M.D. Environmental diseases‬‬

‫‪http://www.environmentaldiseases.com/article-toxic-molds-revisited-2007.html‬‬
‫كيف يتم التفريق بين التسمم الجنائي واإلنتحاري والعرضي ؟‬

‫الجدول التالي يوضح الفرق بين التسممات الجنائية واإلنتحارية‬


‫والعرضية‪:‬‬

‫الفرق بين التسمم الجنائي والتسمم اإلنتحاري والتسمم العرضي‬

‫التسمم العرضي‬ ‫التسمم‬ ‫التسمم الجنائي‬ ‫المميزات‬


‫اإلنتحاري‬
‫ال يوجد ما يدل على‬ ‫غالبًا يوجد‬ ‫غالبًا يوجد دافع‬ ‫ظروف‬
‫التهديد بالقتل أو‬ ‫دافع‬ ‫للقتل‪،‬مثل عداوات أو‬ ‫الحادث‬
‫اإلنتحار‬ ‫إلنتحار‪،‬‬ ‫ثأر‬
‫مثل مشاكل‬
‫مالية أو‬
‫نفسية‬
‫يوجد في صورة‬ ‫غالبًا يحدث‬ ‫غالبًا يحدث بصورة‬ ‫مسرح‬
‫حوادث جماعية أو‬ ‫بصورة‬ ‫فردية‬ ‫الحادث‬
‫فردية‬ ‫فردية‬
‫أي مكان‪:‬منزل‪،‬‬ ‫محل إقامته‬ ‫أي مكان يختاره الجاني‬ ‫المكان‬
‫مصنع‬ ‫أو محل‬
‫عمله‬
‫غالبًا ال يوجد‬ ‫غالبًا يوجد‬ ‫ال يوجد غالبًا‬ ‫مصادر‬
‫التسمم‬
‫ال توجد‬ ‫قد يوجد‬ ‫قد يوجد خطاب تهديد‬ ‫وجود‬
‫خطاب‬ ‫بالقتل‬ ‫مذكرة‬
‫توجد بصمات‬ ‫ال توجد إال‬ ‫قد توجد بصمات تخص‬ ‫وجود‬
‫المتسممين او‬ ‫بصمات‬ ‫شخص َاخر‬ ‫بصمات‬
‫المتسمم‬ ‫المتسمم‬
‫على مصدر‬
‫السم‬
‫غالبًا يكون من‬ ‫نوع السم غالبًا ما يكون من النوع غالبًا يكون‬
‫المتوفر بالمنازل‪،‬‬ ‫البطيء المفعول ومشابه من النوع‬
‫مثل‪:‬الكلوركس‪،‬ص‬ ‫للطعام‪ ،‬وليس له طعم‪ ،‬الذي‬
‫ودا‬ ‫اليسبب‬ ‫مثل الزرنيخ‪،‬‬
‫الغسيل‪،‬الكيروسين‬ ‫المنومات‪،‬الغازات‪،‬واألد ألمًا‪،‬‬
‫‪ ،‬األدوية‪،‬‬ ‫وسريع‬ ‫وية‬
‫والمطهرات‬ ‫المفعول‪،‬وف‬
‫ي متناول‬
‫يد‬
‫الشخص‪،‬‬
‫مثل‬
‫المسكنات‪،‬‬
‫المبيدات‬
‫الحشرية‪،‬‬
‫والغازات‬
‫شائع الحدوث في‬ ‫الجنس‪،‬العم أكثر شيوعًا في الرجال أكثر شيوعًا‬
‫األطفال من كال‬ ‫البالغين‪ ،‬والنساء أكثر في األناث‪،‬‬ ‫ر‬
‫الجنسين‬ ‫إستخدامًا للسم بغرض وفي أي‬
‫عمر بسبب‬ ‫القتل‬
‫تقليد‬
‫األطفال‬

‫المصدر‪:‬الدكتور إبراهيم صادق الجندي‪ ،‬الطب الشرعي في التحقيقات‬


‫الجنائية‪.2000 ،‬‬

‫ما األسئلة التي يوجهها المحقق في جرائم التسمم أثناء األستجواب؟‬

‫وظيفة أخرى للطالب‪ -‬ليجيب على هذا السؤال‪.‬‬


‫المخدرات والجريمة‬

‫رغم كل الجهود الدولية لمحاربة المخدرات والمتاجرين بها‪،‬إال ان مافيا‬


‫المخدرات ما زالت تواصل نشاطها‪.‬وما تزال الجرائم بتأثير المخدرات‬
‫ظاهرة بارزة‪،‬و يقع ضحيتها أبرياء كل يوم تقريبًا‪.‬‬
‫هناك دالئل تشير إلى أن المتعاطين للمخدرات وبخاصة المدمنين منهم‬
‫يميلون إلى ارتكاب الجريمة لتوفير المال الالزم لشراء المخد‪،‬ر وخاصة‬
‫إذا كانت من المواد المخدرة كالهيروين ‪.‬‬
‫ومن أهم األسباب التي تدفع المدمن الرتكاب الجريمة ‪:‬‬
‫‪ -1‬تعاطي المخدرات أو حيازتها تمثل في حد ذاتها جريمة ‪.‬‬
‫‪ -2‬إيداع المدمن في السجن قد يعرضه للتأثر بالمجرمين المسجونين‪،‬‬
‫وبالتالي استمالته لهم في ارتكاب جرائم أخرى عند الخروج من السجن ‪.‬‬
‫‪ -3‬بعض أنواع المخدرات تتطلب نفقات باهظة يعجز المدمن عن‬
‫توفيرها ‪ ،‬لذا فإنه يلجأ إلى السلوك اإلجرامي لتوفير هذه النفقات ‪.‬‬
‫‪ -4‬تستغل عصابات تجار المخدرات حاجة المدمن للمخدرات وعدم قدرته‬
‫على شرائه في إجباره على االشتراك في أعمال إجرامية وتدريبه عليها‪،‬‬
‫كالبغاء والسرقة وترويج بيع المخدرات ‪.‬‬

‫ورغم ذلك ففي كثير من األحيان يكون تعاطي المخدرات سببًا بحد ذاته في‬
‫ارتكاب الجريمة‪ .‬فالتأثيرات التي يحدثها المخدر في عقول المدمنين قد‬
‫تمنعهم من التفكير السوي‪ ،‬وتسمح لهم بارتكاب السلوك المنحرف دون‬
‫وعي أو إدراك منهم ‪.‬‬
‫ويصاب متعاطو المخدرات بالهلوسة واالعتقادات الوهمية والتي تشكل‬
‫خطورة بالغة في نمط سلوكهم وتدفعهم الرتكاب أفعال منافية لألخالق‪.‬‬
‫وجد في إحدى الدراسات أن المتعاطين للحشيش يصابون بشيء من‬
‫الخلط العقلي المصحوب بهذيان وهلوسة ومعتقدات وهمية كأن يعتقد أن‬
‫أقاربه يدسون له السم بقصد قتله ‪.‬‬
‫وتؤدي هذه الهلوسة في بعض األحيان أن يلجأ المتعاطين إلى اتخاذ‬
‫إجراءات شديدة تكون في نظرهم متمشية مع معتقداتهم الوهمية‪ .‬فلقد‬
‫وجد أن جرائم العنف أو شبه العنف هي أكثر شيوعًا عند هؤالء‪ ،‬مثل‬
‫االعتداء المباشر على النفس‪ ،‬والشروع بالقتل‪ .‬وأظهرت دراسة في‬
‫بعض الدول أن ‪ % 85‬من قضايا القتل ارتكبت فيها الجريمة تحت تأثير‬
‫المخدر ‪.‬‬

‫المخدرات والموت‬

‫تؤكد تقارير الخبراء إن ظاهرة وفيات المدمنين أصبحت مثار اهتمام‬


‫العديد من الجهات المختصة بشؤون المخدرات‪ ،‬حيث تكون الوفاة نتيجة‬
‫تعاطي جرعات كبيرة من المخدر أو استعمال خليط من المخدرات‬
‫الخطرة ‪.‬‬
‫ومن العوامل المهمة في هذا الجانب أن المدمنين يفقدون اهتمامهم‬
‫بالحياة‪ ،‬ويكونون غير مبالين‪ ،‬سواء عاشوا أو ماتوا‪ .‬لذا فإن الحياة‬
‫عندهم رخيصة‪ ،‬وأرخص بكثير من ثمن المخدر ‪.‬‬
‫ومن األمور التي يجب أن توضع في االعتبار أن بعض األشخاص‬
‫المدمنين الذين يخرجون من المصحات العالجية‪ ،‬أو حتى من السجن‪،‬‬
‫يرجعون لتعاطي نفس حجم الجرعة المخدرة التي كانوا يتعاطوها قبل‬
‫دخولهم هذه األماكن‪ ،‬مما يشكل خطرًا كبيرًا عليهم‪ ،‬قد يؤدي إلى وفاتهم‪،‬‬
‫وذلك ألن الجسم قد فقد جزءًا كبيرًا من مقدار تحمله للمخدر‪ ،‬وبخاصة إذا‬
‫كانت فترة اإليداع والعالج طويلة ‪.‬‬
‫وهناك عالقة وطيدة بين المخدرات واالنتحار ذلك أن معظم حاالت‬
‫الوفاة التي تكتب أنه بسبب تعاطي جرعات زائدة من المخدر ‪ ،‬وما هي إال‬
‫محاوالت انتحار كاملة ‪.‬‬
‫قد يكون دور المخدرات في حاالت االنتحارغير مباشر‪ ،‬فأحيانًا ال يقكر‬
‫المدمن في إيذاء نفسه‪ ،‬ولكن تأثير المخدرات على عقله قد يدفعه إلى فعل‬
‫ذلك‪ .‬وأقرب مثال على ذلك الذي شخص تناول عقار الـ ‪ SD‬وبكميات‬
‫قليلة‪ ،‬فانتابته بعض الهلوسة وتخيل أنه كالفراشة أو طائر ويمكنه‬
‫الطيران وهكذا وثق في نفسه وقفز من النافذة ليس رغبة في الموت أو‬
‫حتى التفكير فيه‪ ،‬ولكنها الهلوسة والتخيالت التي أحدثها المخدر في عقله‬
‫‪.‬‬
‫وقد يكون سبب وقاة المدمن راجع إلى عدم حصوله على المخدر مما‬
‫يدفعه إلى البحث عن بديل آخر من أنواع المواد المخدرة ‪.‬‬
‫اإلختناق‬

‫األختناق ‪ Asphyxia‬هو توقف أو فشل التنفس مما ينتج عنه حرمان‬


‫أنسجة الجسم‪ ،‬وخاصة الدماغ من األوكسجين‪ ،‬حيث ان خالياه هي‬
‫حساسة جدًا لنقس األوكسجين‪،‬فيحصل فقدان للوعي بعد ثوان من توقف‬
‫التنفس‪ ،‬وتموت خالياه بعد ‪ 5‬دقائق‪ ،‬ويتوقف القلب مباشرة‪ ،‬وتحدث‬
‫الوفاة نتيجة اإلختناق‪.‬‬
‫الحاالت التي يحدث فيها اإلختناق‬

‫النقص في األوكسجين قد ينجم عن قلة االكسجين في الهواء المستنشق‪،‬‬


‫او عن عائق او إصابة في جهاز التنفس‪.‬و ثمة حاالت كثيرة تؤدي الى‬
‫االختناق ‪ ،‬و فيما يلي وصف لبعض منها ‪:‬‬

‫أوًال‪-‬الحاالت التي تصيب مسلك الهواء الى الرئتين و تشمل ما يلي ‪:‬‬

‫• انسداد مسلك الهواء الناجم عن سقوط اللسان الى الجزء الخلفي للحلق‬
‫لدى مريض فاقد للوعي ‪ ،‬او بسبب وجود الطعام القيء او غير ذلك من‬
‫المواد الغريبة في مسلك الهواء ‪ ،‬او تورم في انسجة الحلق نتيجة‬
‫االصابة بحرق من سائل ساخن ‪ ،‬او لسع الحشرات او الخمج ( التلوث‬
‫بالجراثيم ) ‪.‬‬
‫• وجود سائل في مسالك الهواء ‪.‬‬
‫• انضغاط الرغامى ( في القصبة الهوائية ) من جّر اء الشنق او الخنق ‪.‬‬
‫• انضغاط الصدر الناجم عن انهيار التراب او الرمل ‪ ،‬او إنهراسه بواسطة‬
‫حائط او حاجز ‪ ،‬او ضغطه من ِقبل حشد من الناس ‪.‬‬
‫• إصابة الرئتين ‪.‬‬
‫• إصابة جدار الصدر ‪.‬‬
‫• نوبات اختالجية ‪/‬صرعية تحول دون التنفس الكافي ‪.‬‬

‫ومن أبرز الحالت المرضية‪:‬‬


‫‪ -1‬حاالت مرضية‪ ،‬مثل األلتهاب الرئوي ‪.Pneumonia‬‬
‫‪ -2‬حاالت تسمم‪ ،‬كالتسم بالسموم التي تؤثر مركباتها على مركز الجهاز‬
‫التنفسي في مركز الجهاز العصبي المركزي(المخ)‪.‬كما يحدث بالتسمم‬
‫باأليثر والمنومات‪.‬‬
‫‪ -3‬حاالت عنفية‪ ،‬وهي التي تحدث نتيجة إستخدام عنيف يؤدي الى‬
‫توقف التنفس في إحدى مراحله‪.‬وتعرف حالة األختناق هذه باألسفكسيا‬
‫العنفية‪.‬وهذا النوع من اإلختناق يهم رجال المباحث الجنائية‪.‬‬

‫ثانيًا‪-‬الحاالت التي تؤثر على الدماغ أو االعصاب التي تتحكم في التنفس ‪،‬‬
‫و تشمل ‪:‬‬

‫• إصابات المس الكهربائي ‪.‬‬


‫• التسمم ‪.‬‬
‫• الشلل الناجم عن السكتة الدماغية او إصابة النخاع الشوكي ‪.‬‬

‫ثالثًا‪-‬الحاالت التي تؤثر في نسبة االكسجين في الدم ‪ ،‬و تشمل ‪:‬‬

‫• نقص االكسجين في الهواء ‪ ،‬و يحدث ذلك في االبنية التي تمتلئ بالغاز‬
‫اوالدخان او في مهاوي المصاعد واالنفاق ‪.‬‬
‫• التغير في الضغط الجوي في المرتفعات العالية او في طائرة غير مكيفة‬
‫الضغط ‪ ،‬او بعد الغطس العميق في البحر ‪.‬‬

‫رابعًا‪-‬الحاالت التي تحول دون استخدام الجسم لألوكسجين ‪ ،‬و تشمل ‪:‬‬

‫• التسمم بأول أوكسيد الكربون ‪.‬‬


‫• التسمم بالسيانيد ‪.‬‬

‫عالمات اإلختناق‬

‫تشترك حاالت األسفكسيا بمختلف أسبابها بمجموعة من العالمات‬


‫المشتركة‪:‬‬
‫أ‪ -‬عالمات خارجية‬
‫ب‪-‬عالمات داخلية‪.‬‬
‫العالمات الخارجية‪:‬‬
‫‪ -1‬إحتقان الوجه‪ ،‬وملحمة العينين‪ ،‬مع ظهورنقط نزفية فيها‪.‬‬
‫‪ -2‬جحوظ العينين وخروج اللسان من الفم‪.‬‬
‫‪ -3‬إزرقاق الشفتين‪،‬واللسان‪،‬وحلمتي األذن‪ ،‬وأظافر اليديدن والقدمين‪.‬‬
‫‪ -4‬ظهور َز َبد رغوي حول فتحتي الفم واألنف‪.‬‬
‫‪ -4‬وضوح الزرقة الرمية( الوذمة‪،‬أو الترسب الدموي) وظهورها‬
‫بلون أزرق داكن‪.‬‬

‫العالمات الداخلية‪ :‬ال تظهر إال بالتشريح‪.‬‬

‫االعراض و العالمات العامة ‪:‬‬

‫• صعوبة التنفس ‪ :‬ازدياد معدل التنفس و عمقه ‪.‬‬


‫• قد يصبح التنفس صاخبًا‪ ،‬مصحوبًا بصوت مع الشخير او القرقرة ‪.‬‬
‫• احتمال ظهور َز َبد في الفم ‪.‬‬
‫• ازرقاق الوجه و الشفتين و االظافر ( و الزراق ) ‪.‬‬
‫• االختالط العقلي ‪.‬‬
‫• انخفاض مستوى االستجابة ‪.‬‬
‫• احتمال فقد الوعي ‪.‬‬
‫• احتمال توقف التنفس ‪.‬‬

‫األسفكسيا العنفية‬

‫اإلختناق أو األسفكسيا العنفية ‪ Violent asphyxia‬هي الوفاة الناتجة‬


‫عن نقص األوكسجين الحاد الواصل لخاليا الجسم الناجم عن تعطيل‬
‫الجهاز التنفسي في مختلف أجزاءه‪ ،‬نتيجة إستخدام عنيف‪.‬ويحدث‬
‫اإلختناق بإحدى الطرق التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬إغالق الفتحات التنفسية الخارجية‪،‬أي فتحتي األنف‪ ،‬والفم‪ ،‬وتسمى‬
‫أسفكسيا كتم النفس‪.‬‬
‫‪ -2‬بالضغط الخارجي على العنق فيؤدي الى سد المسالك التنفسية‪.‬وقد‬
‫يكون ذلك بإستخدام األيدي‪ ،‬وهو ما يعرف بالخنق اليديوي‪،‬أو‬
‫بإستخدام حبل‪ ،‬وهو ما يعرف بالشنق أو الخنق بالحبل‪.‬‬
‫‪ -3‬الضغط الخارجي على القفص الصدري لمنع عضالت التنفس من‬
‫العمل‪ -‬كما في حاالت الضغط على الصدر بثقل‪.‬‬
‫‪ -4‬إنسداد المجاري التنفسية بأجسام غريبة‪،‬أو إمتالءها بالماء نتيجة‬
‫دخول جسم غريب بالحنجرة او بالقصبة الهوائية او أحد فروعها‪،‬‬
‫وإمتالء المسالك التنفسية بالماء يظهر في حاالت الغرق‪.‬‬

‫كتم النفس‬

‫كتم النفس ‪ Smothering‬نوع من اإلختناق العنفي‪ُ،‬تسد فيه الفتحات‬


‫التنفسية(الفم واألنف) من الخارج‪،‬بواسط الضغط باليدين أو بوسادة أو‬
‫بقطعو قماش‪،‬وغيرها‪ ،‬لمنع دخول الهواء خالل فتحات التنفس‪.‬‬
‫نجد في حاالت كتم النفس‪ ،‬باألضافة الى العالمات الداخلية والخارجية‬
‫لألسفكسيا‪ ،‬عالمات موضعية‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪-1‬كدمات محدودة المساحة والسطح حول فتحات األنف والفم‪ ،‬تظهر‬
‫بالوجه نتيجة ضغط أنسجة الوجه بأطراف األصابع‪ ،‬وبجوارها تظهر‬
‫سحيجات أظافرية هاللية الشكل نتيجة إنضغاط( إنغراز) أظافر اليد في‬
‫أنسجة الوجه‪.‬‬
‫‪-2‬كدمات وتسلخات بالغشاء المخاطي المبطن للفم من الداخل مقابل‬
‫األسنان نتيجة ألنضغاط مقابل األسنان‪.‬‬
‫‪-3‬في حالة إستخدام جسم لين ( مخدة‪ ،‬أو بشكير) أو ما شابه ذلك حول‬
‫الفتحات التنفسية‪ ،‬ال نجد أية َاثار لكدمات خارجية أو سحيجات أظافرية‪.‬‬
‫‪-4‬عالمات مقاومة عامة إذا كان المجني عليه بالغًا‪.‬‬
‫غالبًا ما تحدث أسفكسيا كتم األنفاس جنائيًا‪ ،‬وخاصة في األطفال او في‬
‫المسنين نتيجة ضعف المقاومة‪ ،‬حيث من الصعوبة ان يقوم شخص بكتم‬
‫نفس شخص َاخر ما لم يكن مخدرًا‪ ،‬أو مخمورًا‪ ،،‬أو تتم العملية خلسة‬
‫وبشكل مفاجئ‪ ،‬ألن الشخص البالغ الواعي يمكنه المقاومة وال يستسلم‬
‫للقاتل بسهولة حتى يكتم أنفاسه ويخنقه‪.‬‬
‫وقد تحصل حاالت الخنق بكتم النفس عرضيًا في األطفال الرضع‪،‬إذا ما‬
‫نامت األم أثناء رضاعها لطفلها وإنسدت فتحات أنفه وفمه بثدي‬
‫األم‪.‬ونادرًا ما يحدث كتم النفس إنتحارًا‪ ،‬حيث ال يمكن للمنتحر ان يبقى‬
‫واضعًا يداه سادًا بها الفتحات التنفسية‪،‬فعندما يبدأ نقص األوكسجين الى‬
‫خاليا المخ يفقد الشخص وعيه فترتخي يديه عن موضعها‪.‬‬

‫الخنق باليد‬

‫الخنق اليدوي ‪ Manual strangulation‬يحصل عند الضغط باليدين‬


‫على الرقبة حتى تنسد المسالك الهوائية والحنجرة او القصبة‬
‫الهوائية‪.‬وهنا نجد باألضافة الى العالمات الخارجية والداخلية‪،‬الحاالت‬
‫التالية‪:‬‬
‫سحجات أظافرية‪ ،‬وكدمات محدودة المساحة‪،‬منتشرة على جانبي العنق‬
‫حول منطقة الحنجرة وأعلى القصبة الهوائية‪.‬ومعظم حاالت الخنق‬
‫اليديوي تكون جنائية‪ ،‬وال يمكن ان تحث إنتحارًا‪.‬كما أنه من النادر‬
‫حدوثها بطريقة عرضية غير مقصودة أثناء المزاح أو القبض على العنق‬
‫باليد‪.‬‬

‫الخنق بالحبل‬

‫الخنق بالحبل ‪ Ligature strangulation‬هو إختناق عنفي يتم‬


‫بالضغط على الرقبة بواسطة رباط يلف حولها مدة كافية من الزمن‬
‫لحدوث الوفاة‪.‬ويحدث اإلختناق نتيجة ألنسداد المجاري الهوائية بالضغط‬
‫الخارجي الشديد على الرقبة بواسطة حبل او ما يشبه ذلك‪.‬باألضافة الى‬
‫العالمات العامة لألسفكسيا الخارجية والداخلية‪ ،‬غالبًا ما نجد الحبل ملتفًا‬
‫حول العنق‪ ،‬وقد تكون له أكثر لفة‪،‬ونهايته معقودة بأحكام حول النعنق‪.‬‬
‫وفي بعض الحاالت يلجأ الجاني الى فك الحبل المستخدم في‬
‫جريمته‪،‬وفي هذه الحالة نجد بالعنق جزًء غائرًا دائريا كامًال مستعرض‬
‫الوضع بالجزء السفلي من الرقبة‪.‬وغالبًا ما يأخذ الحز شكل الحبل‬
‫المستخدم وعدد جدالته‪ ،‬فيكون الحز َاخذًا طبقة الحبل المستخدم‪.‬ويالحظ‬
‫ان عمق األنخساف الحلقي يكون متجانسًا في جميع أجزائه‪.‬‬
‫معظم حاالت الخنق بالحبل جنائية‪ ،‬ونادرًا ما تكون إنتحارية‪.‬كما ان‬
‫إلتفاف الحبل حول الرقبة يحدث عرضًا في األطفال عند اللعب بالمراجيح‬
‫أو أحبال ستائر المنزل[‪.]]89[89‬وكذلك عند تقليد عمليات الشنق التي تتم‬
‫على الفضائيات‪ -‬كما حصل لعملية شنق المجرم صدام حسين‪،‬فقلدها‬
‫أطفال كثيرون في عدة بلدان‪.‬‬

‫الشنق‬

‫نسمع كثيرًا صدور حكم المحكمة‪ ":‬األعدام شنقًا حتى الموت"‪..‬وتنفيذ‬


‫األعدام يتم عن طريق تعليق جسم المحكوم من الرقبة بواسطة حبل او ما‬
‫شابه ذلك‪.‬وقد يكون تعليق الجسم كامًال أو جزئيًا‪.‬‬
‫وهناك ‪ 4‬أسباب لحدوث الوفاة نتيجة الشنق ‪ .Hanging‬وال تحدث‬
‫الوفاة من الشنق إختناقًا إال إذا كان الحبل في وضع معين‪ ،‬وهو ان تكون‬
‫العقدة للخلف والحبل ضاغطًا على أعلى أمامية الرقبة بواسطة ثقل‬
‫الجسم‪،‬فيدفع الحبل الجزء الحلقي للسان ألعلى والخلف ليسط البلعوم‪.‬‬
‫أما األسباب الثالثة األخرى لحدوث الوفاة نتيجة الشنق‪ ،‬فهي‪:‬‬
‫* نقص حاد في األوكسجين للمخ نتيجة إنعدام الدورة الدموية الواصلة‬
‫للمخ بواسطة الشريان السباتي الموجود على جانبي الرقبة‪.‬والسبب في‬
‫توقف الدم الذاهب الى المخ هو ان ثقل الجسم المعلق من الرقبة يؤدي‬
‫بدوره الى إستطالة جميع األنسجة الرخوة بالرقبة ومنها الشريانان‬
‫السباتيان‪.‬وتؤدي إستطالة الشريان الى ضيق مفاجئ لمجراهما قد يصل‬
‫الى اإلنسداد التام‪ ،‬فتتوقف الدورة الدموية المتجهة للمخ‪ ،‬ويؤدي ذلك الى‬
‫األنيميا ( فقر الم) في المخ وغيبوبة تسبق حدوث اإلختناق التي تنتهي‬
‫الى الوفاة الفورية‪.‬‬
‫* يصحب إستطالة األنسجة الرخوة بالرقبة الضغط على العصب التائه مما‬
‫يؤدي الى توقف مفاجئ في القلب‪.‬‬
‫* حدوث كسر بنتوء الفقرة العنقية الثانية‪،‬مما يؤدي الى هتك وتمزق‬
‫النخاع المستطيل المحتوي على مركز الدورة الدموية والجهاز‬
‫التنفسي‪.‬وهذا يحصل فقط في حالة الشنق القضائي‪ -‬عند تنفيذ حكم‬
‫األعدام‪.‬‬
‫الجدول التالي يقارن بين الحز في الشنق وفي الخنق‪:‬‬

‫مقارنة للحز في حالتي الشنق والخنق‬

‫‪ - ]89[89‬جالل الجابري‪،‬الطب الشرعي القضائي‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.218‬‬


‫في حالة الخنق‬ ‫في حالة الشنق‬
‫حز غائر كامل األستدارة حول العنق‬ ‫الحز غير كامل وناقص مقابل‬
‫من جميع النواحي‬ ‫موضع التعليق‬
‫يكون الحز غالبًا أسفل مستوى‬ ‫الحز يقع في أعلى العنق‬
‫الحنجرة‬
‫يقع الحز في مستوى أفقي واحد‬ ‫يكون الحز بوضع مستعرض أسفل‬
‫الفك‪ ،‬ويتم برفع طرفاه ألعلى‬
‫غالبًا ما يظهر الحز طبعة واحدة من قد يظهر الحز أكثر من حلقة نتيجة‬
‫لفة الحبل حول العنق أكثر من لفة‬ ‫الحبل‬

‫المصدر‪:‬د‪.‬حالل الجابري‪،‬الطب الشرعي القضائي‪.2000،‬‬

‫في حالة الشنق إضافة للعالمات الخارجية والداخلية نجد ما يلي‪:‬‬


‫* حز الرقبة‪.‬‬
‫* وجود الزرقة الرمية بالقدمين والساقين واليدين وأسفل الساعدين‪،‬أي‬
‫في األجزاء السفلية من الجثة‬
‫* سيالن اللعاب من الفم‬
‫* ُيرى القضيب عادة في حالة اإلنتصاب‪،‬ونقط مني تتساقط من فتحة‬
‫القضيب‬
‫الشنق يحدث في معظم األحيان إنتحارًا‪ ،‬ونادرًا ما يكون جنائيًا بفعل‬
‫فاعل‪.‬كما أنه نادرًا ما يحدث عرضيًا عند األطفال عند لهوهم بالحبال‪ -‬كما‬
‫أسلفنا [‪.]]90[90‬‬
‫األسعاف األولي ‪ :‬أبق على تنفس المصاب‪ ،‬او استعده ‪ ،‬واطلب العون‬
‫الطبي فورًا‪.‬‬

‫الجدول التالي يميز بين الشنق والخنق بالحبل والخنق باليدين‪:‬‬

‫‪ - ]90[90‬جالل الجابري‪،‬الطب الشرعي القضائي‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.220 -218‬‬


‫الفرق بين الشنق والخنق بالحبل والخنق باليدين‬

‫الخنق باليدين‬ ‫الخنق‬ ‫الشنق‬


‫الضغط باليدين‬ ‫تعليق الجسم من الضغط برباط‬ ‫المعنى‬
‫على الرقبة‬ ‫حول الرقبة‬ ‫الرقبة‬
‫غالبًا جنائي‬ ‫غالبًا جنائي‬ ‫غالبًا إنتحاري‬ ‫نوع الحادث‬
‫‪-‬توجد َاثار عنف ‪-‬توجد َاثار عنف‬ ‫ال توجد َاثار‬ ‫معاينة مسرح‬
‫ومقاومة‪.‬‬ ‫عنف او مقاومة‪ .‬ومقاومة‪.‬‬ ‫الحادث‬
‫‪ -‬اليوجد‬ ‫يوجد كرسي أو ‪-‬ال يوجد‬
‫ما شابه ذلك‬
‫أسفل الجثة‪.‬‬
‫‪-‬الرسوب حسب ‪ -‬الرسوب حسب‬ ‫‪ -‬الرسوب‬ ‫معاينة ظاهرة‬
‫وضع الجثة‬ ‫وضع الجثة‬ ‫الدموي‬ ‫الجثة‬
‫األصلي‪.‬‬ ‫األصلي‪.‬‬ ‫بالطرفين‬
‫‪ -‬توجد‬ ‫‪-‬توجد مثل‬ ‫السفليين‪.‬‬
‫تمزقات المالبي‬ ‫‪ -‬التوجد َاثار‬
‫عنف ومقاومة وسحجات او‬
‫‪ -‬ال توجد‬ ‫بالمالبس وظاهر كدمات بالجثة‪.‬‬
‫‪-‬ال توجد‬ ‫الجثة‪.‬‬
‫‪-‬إستطالة الرقبة إستطالة الرقبة‪.‬‬
‫وميلها عكس‬
‫إتجاه نقطة‬
‫التعليق‪.‬‬
‫وجود سحجات‬ ‫‪ -‬تكون في أعلى ‪ -‬منتصف او‬ ‫العالمات‬
‫ظفرية هاللية‬ ‫أسفل الرقبة‪.‬‬ ‫الرقبة‪.‬‬ ‫الوضعية حول‬
‫وكدمات األصابع‬ ‫‪ -‬كاملة‬ ‫‪ -‬غير كاملة‬ ‫الرقبة‬
‫حول الرقبة‬ ‫اإلستدارة‪.‬‬ ‫اإلستدادة في‬
‫‪ -‬أفقية أو‬ ‫العقدة الثابتة‪.‬‬
‫مستعرضة‪.‬‬ ‫‪ -‬كاملة‬
‫اإلستدارة في‬
‫العقدة المتحركة‪.‬‬
‫‪ -‬مائلة الى أعلى‬
‫تجاه نقطة‬
‫التعليق‪.‬‬

‫‪-‬كسر العظم‬ ‫‪ -‬كسر العظم‬ ‫‪ -‬كسر العظم‬ ‫تشريح الرقبة‬


‫الالمي للداخل‪.‬‬ ‫الالمي للداخل‬ ‫الالمي للحارج‪.‬‬

‫المصدر‪:‬د‪.‬إبراهيم الجندي‪،‬الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية‪.2000،‬‬

‫المعالجة العامة ‪:‬‬


‫‪ .1‬أزل سبب االختناق ‪ ،‬و افتح مسلك الهواء ‪ ،‬و اعمل على توفير هواء‬
‫منعش ‪.‬‬
‫‪ .2‬إذا كان المصاب فاقدًا وعيه افتح مسلك الهواء لديه و تفحص‬
‫التنفس ‪ ،‬و اعمل على إنعاشه اذا كان ذلك ضروريًا ‪ ،‬و َض ع المصاب في‬
‫وضع اإلفاقة ‪.‬‬
‫‪ .3‬تحقق من معدل التنفس ‪ ،‬و معدل النبض ‪ ،‬و مستوى االستجابة ‪ ،‬كل‬
‫عشر دقائق ‪.‬‬
‫‪ .4‬اطلب العون الطبي بأسرع ما يمكن ‪.‬‬

‫الغرق‬

‫إختناق أو أسفكسيا الغرق ‪ Drowning‬نوع من أنواع اإلختناق العنفي‬


‫او الميكانيكي‪،‬ويحصل الموت المفاجئ نتيجة دخول الماء يالمسالك‬
‫الهوائية في الجهاز التنفسي وسدها‪.‬ويحدث نتيجة غمر اإلنسان الحي‬
‫بحيث تقع الفتحات الخارجية للمجاري الهوائية تحت سطح الماء‪.‬وال يلزم‬
‫لحدوث الغرق ان يغمر الجسم كله تحت الماء‪ ،‬وإنما يكفي ان تغمر فتحتا‬
‫الفم واألنف تحت الماء‪.‬وكم من حاالت شوهدت وقد إنطفأ الغريق في بركة‬
‫من الماء الضحل‪،‬أو في قناة صغيرة خاصة في حاالت مرضى الصرع‬
‫والسكارى‪.‬‬

‫للغرق عالمات خارجية وعالمات داخلية‪.‬‬


‫لن نتعرض للعالمات الداخلية‪ ،‬ألنها تظهر بالتشريح‪.‬‬
‫العالمات الخارجية كعالمات أكيدة على حدوث الوفاة غرقًا هي‪:‬‬
‫‪-1‬وجود زبد رغوي خارجًا من فتحات التنفس الخارجية‪.‬‬
‫ويتكون هذا الزبد من الماء الموجود في المسالك الهوائية‪ ،‬مختلطًا مع‬
‫الهواء‪ ،‬والسائل المخاطي الموجود على الغشاء المخاطي للمجاري‬
‫التنفسية‪.‬ويتميز الزبد الرغوي بكونه أبيض اللون وفقاعاته الغازية رقيقة‬
‫وصغيرة الحجم‪ .‬وال رائحة له‪.‬وإذا أزيل هذا الزبد ثم ُض غط على الصدر‬
‫يبدأ بالظهور ثانية حول فتحات التنفس الخارجية‪ ،‬حيث أنه يمأل المسالك‬
‫الهوائية من الداخل‪.‬‬
‫‪ -2‬وجود يدي الغريق منقبضتين في حالة توتر رمي‪ ،‬وتقبض اليدين على‬
‫طين او رمل او أعشاب بحرية‪ -‬حسب طبيعة المجرى المائي الذي غرق‬
‫فيه الغريق‪.‬ووجود أية من هاتين العالمتين عالمة أكيدة لحدوث الفواة‬
‫نتيجة إختناق الغريق‪.‬‬
‫أما العالمات التي تشاهد بإلجثة‪ ،‬فهي عالمات غير أكيدة لحدوث الغرق‬
‫وتحدث في كل الجثث المغمورة تحت الماء بعد وفاتها بسبب َاخر غير‬
‫الغرق‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫* برودة الجثة‪.‬‬
‫* ظهور الزرقة الرمية بالرأس زالعنق والكتفين والجزء العلوي من‬
‫الصدر‪.‬‬
‫* تظهر اليدين مشبعتين بالماء بلون باهت‪ ،‬مع كرمشة بالجلد(جلد‬
‫األوزة)‪ ،‬كرمشات طويلة براحة أصابع اليدين‪-‬كما يشبه ايدي الغسالة‪.‬‬
‫* جلد (األوزة)‪ :‬يظهر جلد الجثة محببًا نتيجة إنقباض العضالت القابضة‬
‫خصيالت الشعر‪.‬وهذا مظهر من مظاهر التيبس الرمي‪..‬‬
‫والموت غرقًا أما ان يكون إنتحارًا أو عارضًا‪ ،‬كما أنه قد يكون‬
‫جنائيًا‪.‬وغالبًا ما يحدث الموق غرقًا بطريقة عارضة أثناء إستحمان في‬
‫المياه في األشخاص عديمي الخبرة بالسباحة‪.‬كما قد يحدث عند حدوث‬
‫إجهاد نتيجة السباحة في بحر هائج او عند حدوث تقلصات‪ /‬تشنجات‬
‫عضلية مفاجئة‪ ،‬وال يشاهد في هذه الجثث أي عالمات لمقاومة او تماسك‬
‫او إصابات‪ ،‬فمعظمها تكون عارية من المالبس تمامًا او بلباس البحر‪.‬‬
‫ويعتبر الغرق من الطرق السهلة والمعتادة للتخلص من الحياة‬
‫إنتحارًا‪.‬ويشاهد الغريق بكامل مالبسه‪.‬وال نجد بالجثة عالمات‬
‫مقاومة‪.‬ولكن قد يرى بالجثة عالمات إصابة لمحاولة اإلنتحار‬
‫بطريقةأخرى‪ ،‬كالجرح الذبحب اإلنتحاري‪،‬والجرح القطعي اإلنتحاري‬
‫بمعصم اليد‪.‬‬
‫ولعل في التحري عن ظروف الشخص الحياتية ما يشير الى ان الواقعة‬
‫إنتحارًا‪.‬وجريمة اإلغراق الجنائي‪ ،‬وإن كانت نادرة الحدوث‪،‬إال أنها تحدث‬
‫في األطفال والمسنين وغير القادرين على المقاومة‪.‬وعادة يلجأ الجاني في‬
‫قتل شخص ما بإغراقه إذا كان الشخص مخدرًا‪،‬أو في حالة سكر‪ ،‬يلقي به‬
‫في الماء‪.‬‬
‫أما األسفكسيا الحمراء‪،‬فتحدث في حاالت التسمم بأول أوكسيد الكاربون‬
‫والتسمم بمادة السيانور‪ ،‬وتتميز هذه األسفكسيا بان الجسم عامة يبدو‬
‫بلون أحمر وردي‪ ،‬كما ان الزرقة الرمية أو الرسوب الدموي يكون بلون‬
‫أحمر وردي أيضًا [‪.]]91[91‬‬

‫الفصل التاسع عشر‬

‫الوفاة‬

‫يعرف الموت أو الوفاة ‪ Death‬بأنه توقف األعمال الحيوية للجسم‬


‫المتمثلة في التنفس‪ ،‬والدورة الدموية‪ ،‬والقلب‪،‬والجهاز العصبي‬
‫المركزي‪ ،‬فيصبح من غير الممكن ان تعود هذه األجهزة للعمل بشكل‬
‫تلقائي‪.‬‬

‫تحديد الوفاة‬

‫في الحاالت العادية يكفي لتشخيص الوفاة التأكد من التوقف التام‬


‫والمستمر لكل من القلب والتنفس والدماغ فترة من الزمن(‪3-1‬‬
‫دقائق)‪،‬وهي الفترة الكافية لحدوث تغيرات رمية في الجسم تمنع العودة‬
‫للحياة‪.‬‬
‫ويمكن لضابط الشرطة والمحقق الجنائي التأكد من حصول الوفاة من‬
‫العالمات التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬عالمات توقف القلب والدورة الدموية‪:‬‬


‫أ‪ -‬إختفاء النبض‪.‬‬
‫ب‪-‬عدم سماع ضربات القلب‪.‬‬

‫‪ - ]91[91‬جالل الجابري‪،‬الطب الشرعي القضائي‪،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.221 -215‬‬


‫ج‪-‬عدم إحتقان طرف األصبع عند الضغط عليه أو عند ربطه بخيط‪.‬‬
‫د‪ -‬بهاتة أو شحوب لون الوجه والجلد عامة(وجه الميت)‪.‬مع اإلنتباه الى‬
‫ان الجلد يكون أحمرًا في حاالت الوفاة من التسمم بالسيانيد وأول أوكسيد‬
‫الكاربون‪،‬والوفاة من البرد‪.‬‬
‫أما الطبيب‪،‬فيتأكد من توقف القلب بعدة طرق أكيدة‪ ،‬ومنها السماعة‬
‫الطبية‪ ،‬وتخطيط القلب الكهربائي الذي يظهر مسطحًا‪.‬ويجب على الجميع‬
‫التأكد من توقف القلب توقفًا تامًا ومستمرًا لمدة ‪ 10-5‬دقائق على األقل‪-‬‬
‫ألن هذه المدة كافية لموت الدماغ‪.‬‬
‫علمًا بأنه يمكن ان يحصل توقف وقتي‪،‬أو ضعف شديد للقلب‪،‬في بعض‬
‫حاالت الموت الظاهري‪.‬‬

‫‪-2‬عالمات توقف التنفس‪:‬‬


‫أ‪-‬توقف حركة الصدر والبطن الدالة على التنفس‪.‬‬
‫ب‪-‬عدم اإلحساس بحركة هواء الزفير عند تقريب ظهر يدك او حلمة‬
‫أذنك من فتحتي أنف وفم الضحية‪.‬‬
‫أما الطبيب‪،‬فيمكنه التأكد من توقف التنفس بواسطة السماعة الطبية‪-‬‬
‫بوضعها على جميع أجزاء الصدر والحنجرة‪.‬‬

‫‪-3‬عالمات توقف الجهاز العصبي المركزي ونشاط الدماغ‪:‬‬


‫أ‪-‬فقدان الحس‪.‬‬
‫ب‪-‬إختفاء األفعال المنعكسة بالعين‪ ،‬مثل إتساع حدقتي العينين وعدم‬
‫تأثرهما بالضوء‪ -‬فأثناء الحياة تستجيب العينان بالتضيق عند تسليط‬
‫مصدر ضوئي عليهما‪.‬‬
‫ج‪-‬اإلرتخاء األولي للعضالت‪:‬ترتخي جميع العضالت بعد توقف نشاط‬
‫الدماغ وحدوث الوفاة نتيجة فقد مرونة الجلد والعضالت‪ ،‬ويمكن معرفة‬
‫ذلك عن طريق سهولة ثني أو فرد األطراف‪.‬‬
‫أما الطبيب‪،‬فيعتمد على ظهور تخطيط المخ الكهربائي مسطحًا لمدة ‪30‬‬
‫دقيقة‪ ،‬وعندئذ يكون دليًال على موت الدماغ النهائي‪.‬‬

‫‪-4‬التغيرات الرمية‪:‬‬
‫وهي‪ :‬برودة الجسم‪،‬والرسوب الدموي‪ ،‬والتيبس الرمي‪.‬وجميعها‬
‫عالمات أكيدة لحدوث الوفاة‪.‬‬
‫أ‪ -‬برودة الجسم‪:‬‬
‫يبرد الجسم تدريجيًا حتى تتساوى درجة حرارة األحشاء الداخلية للجثة‬
‫مع درجة حرارة الجو المحيط بها‪..‬تقاس درجة حرارة الجثة بواسطة‬
‫ترمومتر عن طريق فتحة الشرج‪.‬‬
‫األهمية الطبية العدلية الجنائية‪:‬‬
‫عدا كون برودة الجسم بأكمله عالمة أكيدة لحدوث الوفاة‪ ،‬فإنها تساعد‬
‫في تحديد الزمن التقريبي الذي مضى على الوفاة‪.‬‬

‫ب‪-‬الرسوب الدموي‪:‬‬
‫بعد توقف القلب يترسب الدم في األوعية الدموية الموجودة باألجزاء‬
‫المنخفضة من الجثة بفعل الجاذبية األرضية‪،‬فيتلون الجلد‪ ،‬ويختلف هذا‬
‫التلون بإختالف سبب الوفاة‪ ،‬ويظهر اللون بعد حوالي نصف ساعة الى‬
‫ساعة من الوفاة على هيئة بقع تكبر تدريجيًا وتندمج بعضها ببعض‪،‬‬
‫ويكتمل إنتشارها بعد حوالي ‪ 8-6‬ساعات‪ ،‬حيث يثبت اللون‪ ،‬وال يتحول‬
‫من مكانه بتغير وضع الجثة‪.‬‬
‫علمًا‪ ،‬بأن الرأي السائد عدليًا ال يثبت الرسوب الدموي في مكانه إال في‬
‫بعض المناطق الصغيرة‪.‬‬
‫األهمية الطبية العدلية الجنائية‪:‬‬
‫‪ -‬عالمة أكيدة لحدوث الوفاة‪.‬‬
‫‪ -‬يرشد لمعرفة وضع الجثة‪ ،‬وهل قام أحد بتغيير وضعها‪ ،‬ألن مكان‬
‫الرسوب الدموي يتغير إذا تبدل وضع الجثة خالل الساعات الست األولى‬
‫من الوفاة‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة سبب الوفاة‪ ،‬من خالل‪:‬‬
‫* مكان الرسوب‪ :‬ففي الشنق يظهر الرسوب الدموي في الطرفين‬
‫السفليين والساعدين واليدين‪.‬‬
‫* لونه‪ :‬بنفسجي في حاالت الوفاة الطبيعية‪.‬أزرق داكن‪:‬في حالة‬
‫اإلحتناق‪ ،‬كالخنق والشنق‪ .‬باهت(غير واضح)‪:‬في حالة النزف الدموي‬
‫الشديد‪.‬أحمر‪:‬في حالة الوفاة نتيجة التسمم بأول أوكسيد الكاربون‬
‫والسيانيد والوفاة من البرد‪.‬بني‪:‬الوفاة نتيجة تسمم بكلورات البوتاسيوم‬
‫والسلفات والنيترات‪.‬‬

‫ج‪-‬التيبس الرمي‪:‬‬
‫المقصود بالتيبس الرمي ‪ Rigor mortis‬هوتيبس الجسد عند‬
‫الوفاة‪،‬وبالتحديد هو تصلب العضالت األرادية والالأرادية للجثة نتيجة‬
‫للتحل الكيميائي وتلف مادة ثالث فوسفات اآلدينوزين ‪ PTA‬الذي يحصل‬
‫تدريجيًا بعد فترة اإلرتخاء األولي للعضالت‪.‬‬

‫األهمية الطبية العدلية الجنائية‪:‬‬


‫‪ -‬عالمة أكيدة لحدوث الوفاة‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد الوقت التقريبي للوفاة‪:‬يبدأ التيبس بعد ساعتين من الوفاة في‬
‫عضالت الوجه‪،‬بحيث يصعب إغالق الجفون والفكين‪.‬وكذلك في العضالت‬
‫الصغيرة بالكفين واألصابع والقدمين‪ ،‬ثم ينتشر تدريجيًا من أعلى الى‬
‫أسفل‪.‬‬
‫بعد ‪ 24‬ساعة يبدأ التيبس في الزوال تدريجيًا بنفس الترتيب الذي ظهر‬
‫به‪،‬ويزول تمامًا‪،‬حيث يصبح الجسم مرتخيًا بالكامل بعد ‪ 36‬ساعة من‬
‫الوفاة‪.‬‬
‫في الصيف حيث درجة الحرارة عالية يحدث التيبس ويزول في نصف‬
‫المدة المذكورة‪.‬‬

‫مقارنة بين التيبس الرمي والتوتر الرمي‬

‫التوتر الرمي‬ ‫التيبس الرمي‬


‫يحدث في بعض الجثث نتيجة‬ ‫يحدث في كل الجثة نتيجة تحول‬
‫إضظراب عصبي شديد‪.‬‬ ‫كيميائي‬
‫يحدث لحظة حدوث الوفاة‬ ‫يحدث بعد ساعتين من الوفاة‬
‫يحدث فجأة في بعض عضالت‬ ‫يحدث تدريجيًا في جميع عضالت‬
‫الجسم اإلرادية فقط‪،‬خاصة عضالت‬ ‫الجسم اإلرادية والالإرادية‬
‫اليدين‪.‬‬
‫يزول بصعوبة شديدة‪.‬‬ ‫يزول بسهولة من مجموعة‬
‫العضالت التي يتم تحريكها‪.‬‬

‫المصدر‪:‬د‪.‬إبراهيم الجندي‪ ،‬الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية‪.2000 ،‬‬


‫أنواع الوفاة‬

‫غالبا ما تكون الوفاة طبيعية ‪ ،Normal‬من دون عنف‪ ،‬ناتجة عن‬


‫كبر‪/‬الشيخوخة‪ /‬أو مرض‪.‬‬
‫وقد تكون الوفاة نتيجة عنف‪ -‬من دون أن يكون هذا العنف عمل‬
‫إجرامي ‪ ،‬كحادث ‪ Accident‬مثًال‪ ،‬أو نتيجة إنتحار‪ -‬أي وضع الشخص‬
‫حد لحياته بصفة إرادية‪.‬‬
‫وقد تكون الوفاة نتيجة عمل إجرامي أيضًا‪.‬والفعل اإلجرامي قد يكون‬
‫ظاهرًا‪ ،‬وتسهل معاينته على الجثة‪ ،‬كالذبح‪ ،‬والجروح الطعنية العميقة‪.‬‬
‫كما قد يكون العمل األجرامي غير ظاهر‪ ،‬كالتسمم‪ ،‬والجروح الداخلية‪..‬في‬
‫هذه الحالة‪ :‬للطبيب العدلي دور كبير في تحديد أسباب وظروف الوفاة‪،‬‬
‫وبالتالي له دور في التأثير على تحريك الدعوى العمومية وتوجيهها في‬
‫حالة الوفاة‪ .‬و لما كان األمر كذلك‪ ،‬فقد نص قانون اإلجراءات الجزائية‬
‫على أنه في حالة العثور على جثة شخص‪ ،‬وكان سبب الوفاة مجهوًال‪ ،‬أو‬
‫مشتبهًا فيه‪ ،‬سواء كانت الوفاة نتيجة عنف‪ ،‬أو بغير عنف‪ ،‬ينتقل وكيل‬
‫النيابة إلى المكان‪ ،‬وإذا رأى ضرورة يصطحب معه أشخاصا مؤهلين‬
‫لتقدير ظروف الوفاة‪.‬‬
‫والمعروف أن األفعال اإلجرامية التي تسبب الوفاة قد تشكل جريمة‬
‫القتل العمد المنصوص عليها في قانون العقوبات‪ ،‬وهو‪ -‬القتل العمدي‪-‬‬
‫إزهاق روح إنسان عمدا‪ .‬أو قد تشكل جريمة القتل الخطأ المنصوص‬
‫عليها في قانون العقوبات أيضًا‪ ،‬أي دون توافر نية القتل عند الفاعل‪،‬‬
‫وإنما يتسبب في ذلك نتيجة رعونة‪ ،‬أو عدم احتياط‪ ،‬أو عدم انتباه‪ ،‬أو‬
‫عدم مراعاة األنظمة‪ .‬وقد ُتقترف جريمة القتل العمد مع سبق اإلصرار‬
‫والترصد‪ .‬وقد يكون الفعل اإلجرامي ضربًا وجروحًا عمدية أدت إلى الوفاة‬
‫دون قصد إحداثها‪،‬وقد يكون ضحية القتل أصول الفاعل أو طفال حديث‬
‫الوالدة‪.‬‬
‫كما قد يكون الفعل اإلجرامي المسبب للوفاة هو التسمم‪ ،‬والذي ال يمكن‬
‫كشفه بالعين المجردة‪ .‬وُيعرُف التسمم في قانون العقوبات بأنه اعتداء‬
‫على حياة إنسان بتأثير مواد يمكن أن تؤدي إلى الوفاة عاجًال أو آجًال ‪،‬‬
‫وتعتبر الجريمة تامة حتى وإن لم تحدث الوفاة‪.‬‬
‫في الحاالت المذكورة‪ ،‬فإن الخبرة الطبية العدلية تساعد في تشخيص‬
‫الجريمة وتحديد التكييف القانوني وذلك استنادا إلى معطيات موضوعية‬
‫يستنتجها الطبيب العدلي بفحص المكان الذي وجدت فيه الجثة‪ ،‬وبفحص‬
‫الجثة‪ ،‬وفتحها‪ ،‬ومعاينة الجروح‪ ،‬وعددها‪ ،‬ومواضعها‪ ،‬مما قد يساعد‬
‫على معرفة سبب الوفاة‪ -‬إن كان قتًال أو انتحارًا‪ ،‬ومعرفة النية اإلجرامية‬
‫للقاتل‪ ،‬واستنتاج عنصر اإلصرار‪ .‬كما أن التحاليل المخبرية المتممة قد‬
‫تساعد في إقامة الدليل العلمي عما سبب الوفاة‪ ،‬وكشف جرم التسمم مثال‬
‫ومن ثمة تحريك الدعوى العمومية[‪.]]92[92‬‬

‫الموت المفاجئ‬

‫الموت المفاجئ ‪ Sudden Death‬هو الذي يحدث في شخص كان يبدو‬


‫ظاهريًا أنه سليم‪ ،‬ويحدث الموت في مدة قصيرة‪ ،‬ويكون حدوثه غير‬
‫منتظم‪ ،‬وسبب الوفاة وجود أمراض كامنة ( دفينة) ال تظهر لها أعراض‬
‫أثناء الوفاة‪.‬لذلك يعتبر شبهة في الوفاة‪.‬وألستبعاد حدوث الوفاة جنائيًا فقد‬
‫يستدعي ذلك تشريح الجثة قبل التصريح بالدفن‪ ،‬وإن كان قد ثبت ان‬
‫معظم هذه الوفيات تكون ألسباب مرضية‪.‬‬

‫أسباب الموت المفاجئ‬

‫أ‪-‬أمراض القلب والدورة الدموية‪:‬‬


‫وهي تشكل نسبة كبيرة للموت المفاجئ‪،‬ومنها‪:‬‬
‫‪ -1‬إنسداد أحد الشرايين في عضلة القلب أو أحد فروعها الهامة‪،‬بسبب‬
‫جلطة او إنسداد دموي ضيق في مجرى أحد الشرايين‪،‬أو ضيق في مجرى‬
‫أحدهما‪،‬بسبب عدم مرور الدم الى عضلة القلب‪.‬‬
‫‪ -2‬إلتهاب الثامور‪:Pericarditis‬وهو إلتهاب الغشاء المغطي للقلب‪،‬‬
‫وإلتهابه يؤدي الى الوفاة او الى الموت المفاجئ‪.‬‬
‫‪-3‬حدوث خلل في صمامات القلب‪،‬مما يعطل مرور الدم في اإلتجاه‬
‫الصحيح‪.‬وتعتبر الصمامات أما خلقية منذ الوالدة أو مرضية كما يحدث‬
‫نتيجة الحمى الروماتيزمية‪.‬‬
‫‪-4‬إنفجار األورطي أو الشريان األبهر‪:‬كما يحدث في مرض الزهري حيث‬
‫يتلف جزء من جدار الشريان األبهر ويفقد مرونته ويصبح ضعيفًا مكونًا‬

‫‪ - ]92[92‬الطب الشرعي واألدلة الجنائية‪،‬من إعداد القاضيين‪ :‬تلماتين ناصر و بن سالم عبد الرزاق‪،‬منتديات مالك السعودية‬
‫‪http://www.mlak-sa.com/vb/showthread.php?t=1933#Scene_1‬‬
‫جيبًا دمويًا رقيق الجدار‪،‬فإذا حدث إرتفاع مفاجئ في ضغط الدم ألي سبب‬
‫من األساب إنفجر مسببًا الوفاة المفاجئة‪.‬‬
‫‪ -5‬األستحالة الشحمية لعضلة القلب‪ :‬يحصل في بعض األمراض‬
‫والحميات المزمنة او في حالة المور البني في السن المتقدمة‪.‬وهذه‬
‫تضعف عضلة القلب‪ ،‬ويحث الموت المفاجئ عند القيام بمجهود عميق‬
‫غير عادي‪.‬‬
‫‪-6‬نزيف داخلي نتيجة إنفجار دوالي المرئ او إنفجار حمل خارج الرحم‪.‬‬

‫ب‪ -‬أمراض الجهاز التنفسي‬


‫‪-1‬انسداد الشريان الرئوي‪ :‬يحدث هذا بعد العمليات المختلفة وبعد حوالي‬
‫‪ 2-1‬إسبوع ا ونجد ان المريض بعد ان يبدأ بإستداد صحته تنتابه نوبة‬
‫مفاجئة من السعال وإحتقان الوجه ينتهي بالوفاة‪.‬‬
‫‪-2‬اورام المخ‪:‬بما تحدثه من ضغط على مركز التنفس او نزيف بالمخ‬
‫يؤدي الى توقف التنفس‪.‬‬
‫‪ -3‬دخول أجسام غريبة تؤدي الى سد المسالك الهوائية‪ ،‬وتحدث أثناء‬
‫لعب األطفال‪.‬‬

‫ج‪ -‬أمراض الجهاز العصبي‬


‫‪-1‬انفجار شريان في المخ ويحدث في كبار السن المصابين بإرتفاع ضغط‬
‫الدم وتصلب الشرايين‪.‬‬
‫‪-2‬إنفجار عند قاعدة المخ‪ ،‬ويحدث عادة عند الشباب وتكون مصحوبة‬
‫بأعراض قد تشبه التسمم‪.‬‬
‫‪-3‬إلتهاب سحايا المخ يؤدي الى الموت المفاجئ‪.‬‬

‫التعرف على جثة‬

‫ينبغي ان يتضمن التقرير الطبي المتعلق بالتعرف على جثة وصف ما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬المالبس‪ -‬المحتويات‪ ،‬األوليات‪ ،‬بطاقة الهوية إن وجدت‬
‫‪-2‬السمات‪ -‬البشرة ( لون الجلد)‪ ،‬شكل الفم‪ ،‬العيون‪،‬لون وشكل الشعر‪.‬‬
‫‪-3‬العمر‪.‬‬
‫بالنسبة للعمر فهو ينقسم الى التالي‪:‬‬
‫أ‪ -‬فترة الحياة الجنينية ( لحد ‪ 9‬أشهر)‬
‫العمر‪ /‬الطول‪/‬سم الوزن‪/‬غم المشيمة‪/‬غم عالمات أخرى‬
‫شهر‬
‫‪1‬‬ ‫واحد‬
‫الفم واألنف فتحات‬ ‫‪4‬‬ ‫أثنان‬
‫منفصلة‬
‫مشكلة‬ ‫‪30‬‬ ‫‪9‬‬ ‫ثالثة‬
‫الجنس واضح‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪16‬‬ ‫أربعة‬
‫يظهر مركز تعظيم‬ ‫‪200‬‬ ‫‪300‬‬ ‫‪25‬‬ ‫خمسة‬
‫‪ Ossetic centre‬في‬
‫عظم الكعب‬
‫‪Calcaneus‬‬
‫تظهر رموش وحواجب‬ ‫‪300‬‬ ‫‪750‬‬ ‫‪30‬‬ ‫ستة‬
‫العين‪ ،‬الخصي‬
‫‪ Testicles‬قريبة من‬
‫الكليتين‪،‬الحبل السري‬
‫فوق العانة بقليل‬
‫الجلد ال يزال متغضن‬ ‫‪400‬‬ ‫‪1.50‬‬ ‫‪35‬‬ ‫سبعة‬
‫‪ Wrinkled‬والخصي‬ ‫كغم‬
‫تصل الحلقة اآلريبة‬
‫العميقة ‪Internal‬‬
‫‪inguinal ring‬‬
‫والتعظم في العقب‬
‫‪ Talus‬والجنين‪Fetus‬‬
‫عيوش‪ /‬قابل للحياة‬
‫‪Viable‬‬
‫الجلد غير متغضن‪،‬‬ ‫‪ 2.5‬كغم‬ ‫‪40‬‬ ‫ثمانية‬
‫الطالء ‪ Vernix‬يغطي‬
‫‪ Covers‬كل‬
‫الجسم‪،‬األظافر تصل الى‬
‫نهايات األصابع‪،‬مركز‬
‫تعظم في النهاية السفلى‬
‫لعظم الفخذ ‪Femur‬‬
‫وتصل الخصى الحلقة‬
‫اآلربية الخارجة‬
‫‪External inguinal‬‬
‫‪ring‬‬
‫‪ 600 -500 3.5 -3 45-50‬الحبل السري‬ ‫تسعة‬
‫‪Umbilical cord 50‬‬ ‫كغم‬
‫سم ويربط الجسد في‬
‫منتصفه‪،‬األظافر خلف‬
‫أطراف األصابع‪ ،‬وتصل‬
‫نهايات األصابع ‪، Toes‬‬
‫يغلق اليافوخ األمامي‬
‫‪Anterior‬‬
‫‪ ،fontanelle‬اليافوخ‬
‫الداخلي ‪Posterior‬‬
‫‪ fontanelle‬غير مغلق‪،‬‬
‫تعظم مركز العظم‬
‫المكعبي ‪Cuboid‬‬
‫والنهاية العليا للضنبوب‬
‫‪ Fibia‬ويصل قطر‬
‫النهاية السفلى لعظم‬
‫الفخذ ‪ ، Tibia‬محيط‬
‫الرأس ‪ 13‬إنتش‪ ،‬و طول‬
‫شعر الرأس ‪ 3-2‬سم‪،‬‬
‫والخصي في الصفن‪.‬‬
‫معلومات الجدول مستقاة بتصرف من كتاب د‪.‬جالل الجابري‪،‬الطب‬
‫الشرعي القضائي‪2000 ،‬‬

‫ب‪ -‬العمر من الوالدة الى ‪ 25‬سنة‬


‫األسبوعين األولين بعد الوالدة يتم فيهما‪ * :‬تغيرات حول أساس الحبل‬
‫السري ‪.Umbilical cord‬‬
‫* تقشر الجلد ‪Desquamation‬‬
‫بعمر ‪ 6‬شهور‪ :‬يبدأ التسنين(تطلع للطفل أسنان)‪.‬‬
‫العمر ‪ 12 -6‬شهرًا‪:‬في الوالدة ‪ 3‬كغم‪ ،‬بعد ‪ 6‬أشهر‪ 6 :‬كغم‪،‬وفي عمر‬
‫سنة(‪ 12‬شهرًا) الوزن ‪ 9‬كغم‪.‬‬
‫بعمر سنتين‪:‬الوزن ‪ 12‬كغمز‬
‫‪ 6 -2‬سنوات يزداد الوزن ‪ 3‬كغم لكل سنة‪.‬القامة تصبح ‪ 5‬سم لكل سنة‪.‬‬
‫بعمر ‪ 6‬سنوات‪:‬يتحد فرع عظم الورك ‪ Sciatic ramus‬مع فرع العانة‬
‫‪Pubic ramus‬‬
‫‪ 6-12‬سنة فترة التسنين الدائم‬
‫‪ 13‬سنة شعر عانة لدى الذكر‪ 14 ،‬سنة شعر مساعد‪ ،‬مع ظهور الشارب‪،‬‬
‫وتطور للخصي والقضيب‪.‬لدى األنثى‪:‬شعر عاني ومساعد‪ ،‬تطور الثديين‬
‫والحيض‪.‬‬
‫العمر ‪ 25 -14‬سنة‪ :‬إتحاد كردوس ‪ Epiphyses‬العظام الكبيرة‪.‬‬

‫ج‪-‬العمر ما فوق الـ ‪ 25‬سنة‬


‫تقدير العمر في هذه الفترة غير دقيق‪.‬‬
‫تحديد الجنس‪ :‬من المظهر الخارجي‪:‬الثديين‪،‬الشارب‪،‬شعر‬
‫الرأس‪،‬األعضاء التناسلية الخارجية‪.‬‬
‫وجود رحم او بروستات مساعدة في حالة تفسخ متقدم للجثة‪.‬‬
‫العرق ‪:Race‬لون الجلد‪،‬الغضة الموقية ‪ Epicanthus‬في المنغوليين‪،‬‬
‫والفقم ‪( Prognathism‬بروز الفكين) في الزنوج‪.‬‬
‫الوضع اإلجتماعي‪:‬من اإلعتناء بالشعر‪ ،‬المالبس‪ ،‬األسنان‪.‬‬
‫المهنية‪:‬من المالبس واألصباغ‪.‬‬
‫عاهات والدية‪ /‬خلقية ‪ :Congenital anomalies‬شفة أرنب ‪ Lip‬أو‬
‫حنك مفتوح ‪ ،Cleft palate‬شامات ‪ ،Moles‬أصبع قدم زائد‪/‬أبخس‬
‫‪. Extratoe‬‬
‫العمليات ‪ Operations‬والندب ‪ :Scars‬بتر طرف ‪Amputation of‬‬
‫‪ ،a limb‬ختان الذكور ‪،Circumcision‬إستئصال رحم‬
‫‪. Hysterectomy‬أما الندب فتساعد جدًا في التحديد‪ ،‬وهي تكون ناتجة‬
‫عن عمليات(فتح بطن‪،‬الزائدة الدودية‪ ،‬الكلية)‪ ،‬عن إصابات ‪،Injury‬عن‬
‫أمراض‪،‬مثل الجدري ‪ ،Small pox‬وجه منقط ‪.Pitted face‬‬
‫بالنسبة للندب‪،‬يكون لونها أحمر‪ -‬لشهر واحد‪ ،‬بنية نحاسية‪6-2 -‬‬
‫شهور‪،‬وبعدئذ تصبح بيضاء‪ ،‬وربما غير مرئية‪.‬الندبة تكون ال وعائية‬
‫ومن دون شعر‪.‬‬
‫عالمات الوشم‪Tattoo marks :‬يساعد الوشم في تحديد العمر والتأريخ‬
‫والوالدة والديانة[‪.]]93[93‬‬
‫متى يتم اللجوء إلى الطبيب العدلي لتشريح الجثة ؟‬

‫‪ - ]93[93‬جالل الجابري‪،‬الطب الشرعي القضائي‪،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.275 -272‬‬


‫‪ -1‬حاالت الوفاة التي ال يجب فيها إجراء التشريح‪:‬‬
‫أ ‪ -‬الوفاة الطبيعية‪.‬‬
‫ب‪ -‬حالة األشخاص الذين يتعرضون لحوادث المرور‪.‬‬
‫ج‪ -‬حالة األشخاص الذين يدخلون المستشفيات‪ ،‬أو ينقلون إليها‬
‫إلسعافهم‪ ،‬أو إلجراء عملية جراحية لهم فيتوفون بالمستشفى‪.‬‬
‫د‪ -‬حاالت السقوط من العمارات أو من أماكن عالية‪.‬‬
‫ه‪ -‬حاالت الكوارث الطبيعية‪.‬‬
‫و‪ -‬حاالت لدغ العقارب وبعض الحيونات المصابة بمرض داء الكلب‪.‬‬
‫ز‪ -‬ما لم تكن هناك شبهة جنائية في الوفاة‪ ،‬أو إشتبه بوفاة المريض‬
‫بالمستشفى نتيجة إهمال في العالج أو خطأ في عملية جراحية‪.‬‬
‫ح – عمومًا‪،‬عند عدم تبيان الكشف الطبي الظاهري لشبهة جنائية في‬
‫الوفاة‪ ،‬فال مجال إلجراء التشريح‪.‬‬

‫‪ -2‬حاالت الوفاة التي يجب فيها إجراء التشريح‪:‬‬


‫أ‪ -‬حالة المتوفين نتيجة أفعال جنائية‪ ،‬سواء كانت جريمة عمدية أو غير‬
‫عمدية‪ ،‬ما عدا إذا يجزم الطبيب العدلي بمعرفته لسبب الوفاة عن طريق‬
‫الكشف الظاهري‪.‬‬
‫ب‪ -‬حالة العثور على جثة بداخل ماء‪ ،‬سواء كانت مجهولة الشخصية أو‬
‫معروفة‪.‬‬
‫ج ‪ -‬حالة العثور على متوفى حرقا‪.‬‬
‫د ‪ -‬جميع الحاالت التي يظهر فيها من التحقيق‪ ،‬أو من الكشف الظاهري‬
‫على الجثة‪ ،‬وجود شبهة جنائية في الوفاة‪.‬‬
‫ه‪ -‬كل حالة يرى وكيل النيابة‪ ،‬باإلستناد الى ظروفها‪ ،‬ضرورة تشريح‬
‫الجثة لمعرفة سبب الوفاة‪ ،‬حتى ولو قرر الطبيب العدلي عدم لزوم إجراء‬
‫التشريح[‪.]]94[94‬‬

‫إختصارًا لما ورد‪،‬نقول‪ :‬أن المحقق الجنائي يحتاج الى تدخل الطبيب‬
‫العدلي وتشريح الجثة في الحاالت التالية‪ -‬لمعرفة سبب الوفاة‪،‬لشكه بأن‪:‬‬
‫‪ - ]94[94‬الطب الشرعي والمحاكمة العادلة‪ ،‬من إعداد السيد‪ /‬يوسف قادري‪ -‬عميد قضاة التحقيق بمحكمة البليدة‪ ،‬أشغال‬
‫الملتقـى الوطنـي حـول الطـب الشرعـي القضائـي‪ -‬الواقع واآلفاق ‪ -‬يومي ‪ 25‬و ‪ 26‬ماي ‪ ،2005‬الديوان الوطني لألشغال‬
‫التربوية‪،‬وزارة العدل الجزائرية‪2006 ،‬‬
‫* وفاتها جنائية نتيجة عنف أو تسمم‪.‬‬
‫* وفاتها فجائية مشتبه في جنائيتها‪.‬‬
‫* حصول الوفاة أثناء اإلعتقال والتحقيق‪،‬أو في سجن من السجون‪.‬‬
‫* وفاة في المستشفى فيها إدعاء من قبل ذوي الميت بالتسبب بالوفاة‪.‬‬
‫* بعد نبش القبر وإستخراج الجثة إلعادة التحقيق في جريمة‪.‬‬

‫الفحص الطبي العدلي للجثة‬

‫فحص الجثة يتم من قبل الطبيب العدلي‪ ،‬وهدفه ما يلي‪:‬‬


‫‪-1‬اإلستعراف الطبي لتحديد هوية الجثة حتى وإن كانت هويتها معروفة‪.‬‬
‫‪-2‬تحديد وقت الوفاة التقريبي من واقع التغيرات الرمية‪.‬‬
‫‪-3‬معرفة سبب الوفاة ‪.Cause of Death‬‬
‫‪-4‬التعرف على اإلصابات المختلفة إن وجدت‪ ،‬وتحديد اآللة الُم حدثة لها‪.‬‬
‫‪-5‬معرفة وضع الجثة‪ ،‬وهل قام أحد بتغيير وضعها بعد الوفاة أم ال‪.‬‬
‫‪-6‬المساعدة في معرفة نوع الحادث ‪،Manner of Death‬أي هل‬
‫الحالة جنائية‪،‬إنتحارية‪ ،‬عرضية‪ ،‬أم أنها طبيعية‪ -‬نتيجة لمرض ما‪ ،‬أو‬
‫حالة مرضية ‪.‬‬
‫قبل البدء في عملية فحص وتشريح الجثة من قبل الطبيب العدلي‪ ،‬يجب‬
‫عمل ما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬أخذ صور فوتوغرافية لوجه الجثة‪،‬ولكل اإلصابات الموجودة بالجثة‬
‫وبمالبسها‪ ،‬بعد خلع المالبس وتغطية العورة حتى ال تظهر بالصورة‪.‬‬
‫‪-2‬عمل أشعة ‪ :X‬منظر أمامي وجانبي‪،‬خاصة في حالت إشتباه كسور في‬
‫العظام (كالعظم الالمي ‪ Hyoid bone‬في الرقبة‪،‬عظام الجمجمة‪،‬عظام‬
‫األطراف‪ .‬وكذلك في حاالت اإلصابات النارية‪ -‬لتحديد أماكن المقذوفات‬
‫بالجثة‪ ،‬وعددها‪،‬وإتجاه وزاوية اإلطالق‪.‬‬
‫في هذه الحالة‪:‬ال ينبغي إعتماد الطبيب العدلي كليًا على نتائج الفحص‬
‫الشعاعي لبيان كسور بالعظام‪ ،‬خاصة بالجثث المعفنة‪ ،‬وإنما يطلب اإلذن‬
‫بالتشريح صراحة‪.‬‬

‫مراحل الفحص الطبي العدلي للجثة‬

‫يتم فحص الجثة على عدة مراحل‪ ،‬وهي‪:‬‬


‫‪-1‬فحص المالبس‪.‬‬
‫‪-2‬الفحص الظاهري للجثة‪.‬‬
‫‪-3‬تشريح الجثة وأخذ العينات الالزمة للفحوصات المخبرية‪ -‬مهمة خاصة‬
‫بالطبيب العدلي‪.‬‬

‫فحص المالبس‬

‫للمالبس أهمية كبيرة في العمل الطبي العدلي‪ ،‬وهي جزء متكامل مع‬
‫الفحص الظاهري للجثة‪.‬‬
‫يجب فحص المالبس المتعلقة بالقضايا وتحريزها بعناية‪،‬بعد‬
‫فحصها‪،‬للرجوع إليها إن لزم األمر‪.‬‬
‫فحص المالبس يتم من قبل المحقق الجنائي والطبيب العدلي‪ ،‬وبعد ذلك‬
‫يقوم المحقق الجنائي بإرسالها محرزة الى المختبر الجنائي إلعادة‬
‫فحصها باألجهزة‪ ،‬وتحليل ما بها من َاثار‪ ،‬وتحرير تقرير خاص من قبل‬
‫خبراء األدلة الجنائية‪ُ،‬يرسل الى الطبيب العدلي أو الى محقق القضية‪.‬‬

‫تقرير فحص المالبس يجب ان يشمل ما يلي‪:‬‬


‫أ‪ -‬طريقة اللبس وترتيبه‪.‬‬
‫ب‪ -‬نوع المالبس‪ :‬توصف المالبس من أعلى ألسفل‪ ،‬ومن الخارج‬
‫للداخل‪ ،‬موضحًا (الوصف) الماركة‪ ،‬وعالمات المغسلة‪ ،‬وما تحويه‬
‫المالبس من أشياء أو أوراق قد تساعد في معرفة هوية صاحب الجثة‪،‬‬
‫جنسيته‪ ،‬طبقته اإلجتماعية‪ ،‬بنيته‪ ،‬قامته‪..‬الخ‪.‬‬
‫ج‪ -‬حالة المالبس‪:‬أية تمزقات حديثة‪ ،‬وما عالقتها باألصابة الموجودة‬
‫بالجثة‪-‬عددًا ومكانًا وقياسًا‪ ،‬ونقص في األزرار‪-‬إن وجد‪،‬وكل ما يدل على‬
‫وجود َاثار عنف ومقاومة‪،‬أو اآللة الُم سببة‪ ،‬سواء حادة أو رضية‪.‬‬
‫د‪-‬اآلثار المتخلفة على المالبس أثناء الحادث‪ ،‬وتشمل‪:‬‬
‫‪-1‬أي ثقوب أو إحتراق‪،‬أو إسوداد بارودي‪،‬مما يدل على وجود إصابة‬
‫من األعيرة النارية‪.‬‬
‫األهمية‪:‬تفيد في تحديد فتحة الدخول وفتحة الخروج‪ ،‬ومسافة اإلطالق‪،‬‬
‫وإتجاه وزوايا اإلطالق‪.‬‬
‫‪- 2‬أية تلوثات‪ ،‬مثل التلوثات الدموية‪،‬أو المنوية‪،‬او اللعابية‪،‬أو البولية‪،‬أو‬
‫بويات صبغ‪.‬‬
‫للتذكير ‪،‬نشير بأن‪ :‬التلوثات الدموية يدل شكلها وإتجاهها وإتساعها‬
‫ومكانها‪،‬على حالة المصاب أثناء إصابته‪ ،‬وهل كان واقفًا أو نائمًا او‬
‫جالسًا‪.‬فإنتشار التلوثات الدموية من أعلى الى أسفل ُيشيُر الى بقاء‬
‫المجني عليه واقفًا أو جالسًا لفترة بعد إصابته‪.‬وتركز التلوثات الدموية‬
‫حول موضع اإلصابة بغزارة ُيشيُر الى حدوث اإلصابة والمجني عليه‬
‫مستلقيًا على ظهره أو بطنه‪،‬أو أنه سقط على األرض فور حدوث اإلصابة‪.‬‬
‫ويجب تحديد فصايل الدم‪ ،‬وبصمة الـ ‪ DNA‬لمعرفة ما إذا كانت تنتمي‬
‫للمجني عليه أو لشخص َاخر‬
‫ه‪ -‬الربط وشكل العقدة‪.‬يجب عند قص الربط المحافظة على العقدة‪،‬‬
‫وتحريزها كدليل عند اللزوم‪.‬‬
‫و‪ -‬في حالة عدم إحتواء المالبس على تمزقات أو تلوثات‪:‬يجب اإلشارة‬
‫الى ذلك‪.‬‬

‫الفحص الظاهري للجثة‬

‫المرحلة الثانية من الفحص الطبي العدلي‪ ،‬هي الفحص الظاهري للجثة‪،‬‬


‫حيث يقوم الطبيب العدلي أو المحقق الجنائي بتحديد وفحص ما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬العالمات اإلستعرافية المميزة‪.‬‬

‫‪-2‬درجة تقدم التغيرات الرمية‪،‬عن طريق‪:‬‬


‫أ‪ -‬قياس درجة الحرارة للجثة عن طريق فتحة الشرج كل ‪ 30‬دقيقة‬
‫وتسجيلها‪.‬‬
‫ب‪ -‬مدى إنتشار الرسوب الدموي والتعفن الرمي‪ -‬يجب تحديد درجة‬
‫إنتشار التيبس الرمي قبل نزع المالبس عن الجثة‪ ،‬ألن التيبس الرمي‬
‫يزول من مجموعة العضالت التي يتم تحريكها‪.‬‬
‫األهمية العدلية الجنائية‪ :‬تفيد التغيرات في معرفة الوقت التقريبي‬
‫للوفاة‪.‬‬
‫‪-3‬عالمات العنف الخارجية واإلصابات المختلفة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬نوع اإلصابة‪ :‬سحجات‪ ،‬كدمات‪ ،‬حروق‪َ،‬اثار ضغط بالحبل‪..‬الخ‪.‬‬
‫األهمية العدلية الجنائية‪ :‬تفيد في معرفة اآللة أو السالح المستخدم‬
‫للتعرف على أوجه التوافق والتعارض مع ما جاء في تقرير الشرطة‪..‬‬
‫وجود تعارض يؤدي الى إعادة التحقيقات من جديد‪ ،‬وكذلك لتنوير جهة‬
‫التحقيق باألدلة الالزمة التي تفيد مجريات التحقيق‪.‬‬

‫ب‪ -‬مكان اإلصابة‪:‬بالنسبة للنقاط التشريحية الثابتة بالجسم‪.‬‬


‫األهمية العدلية الجنائية‪:‬هذه نقطة هامة ُتفيد في تحديد موقع الجاني من‬
‫المجني عليه‪ ،‬والربط بين سبب الوفاة واإلصابة‪.‬‬

‫ج‪-‬أبعاد اإلصابة‪ :‬بالسنتيمترات‪،‬وإتجاهها‪ ،‬مع ضرورة تصويرها‪،‬أو عمل‬


‫رسم تقريبي لها‪.‬‬

‫د‪-‬حيوية اإلصابة‪:‬أي هل اإلصابة حدثت قبل الوفاة او بعدها‪.‬‬

‫ه‪-‬فحص الفتحات الطبيعية‪:‬الفم‪-‬األنف‪ -‬األذن‪ -‬الشرج‪ -‬المهبل‪،‬للتحري‬


‫عما بها من إصابات أو أجسام غريبة‪،‬أو َز َبد َر غوي‪،‬أو َاثار دموية‪،‬أو‬
‫منوية‪ ،‬مع أخذ العينات الالزمة للتحليل‪.‬‬

‫عمومًا‪،‬فان وجود َاثار العنف والمقاومة بظاهر الجثة ُيفيد من الوجهة‬


‫العدلية الجنائية في معرفة نوع الوفاة‪،‬وفيما إذا كانت الحالة جنائية‪،‬‬
‫وكذلك تحديد نوعية اآللة الُم حدثة لإلصابة‪.‬‬

‫‪-4‬العالمات الخارجية الدالة على أسباب مرضية للوفاة‪،‬أي ان الوفاة‬


‫طبيعية نتيجة لمرض‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬إصفرار العين والجلد‪:‬الفشل الكلوي‪.‬‬
‫ب‪ -‬جفاف الجلد وتكرمشه‪ :‬النزالت المعوية والجفاف‪ /‬تيبس األنسجة‪.‬‬
‫‪-5‬العالمات الخارجية الدالة على التسمم بأنواع معينة من السموم‪ .‬فمثًال‪:‬‬
‫أ‪-‬وجود حروق كيميائية حول الشفتين‪ :‬تشير الى التسمم بسموم آكلة‪.‬‬
‫ب‪-‬إنبعاث روائح معينة من الجثة‪ ،‬مثل الكحول‪ -‬السيانور‪ ،‬أو حامض‬
‫الفنيك‪.‬‬

‫تشريح الجثة‬

‫تشريح الجثة يتم من قبل الطبيب العدلي‪ .‬وُيعتبر إجراء التشريح أمر‬
‫تشخيصي حتمي في العمل الطبي العدلي‪.‬وعلى الطبيب العدلي طلب األذن‬
‫بالتشريح صراحة في كل األحوال – وفقًا للدكتور إبراهيم الجندي‪.‬ولذلك‬
‫يجب إتمام الفحص بتشريح كامل الجثة حتى لو تمكنا من معرفة سبب‬
‫الوفاة من خالل الفحص الظاهري‪،‬ألن إغفال التشريح‪ -‬يوضح الجندي‪-‬‬
‫يؤدي الى حدوث بلبلة‪ ،‬ويدعو البعض للقول بوجود أسباب أخرى للوفاة‪،‬‬
‫يمكن نفيها بالتشريح الكامل الدقيق لجميع األحشاء‪ ،‬وأخذ العينات إلجراء‬
‫الفحوص المخبرية‪.‬‬
‫ومن أهم الفحوصات المخبرية او المعملية‪:‬‬
‫‪-1‬الفحص النسيجي بالمجهر‪:‬‬
‫توضع األحشاء في ‪ % 10‬فورمالين وترسل للمختبر الجنائي لتبيان ما‬
‫بها من تغيرات مرضية أو خلوية أو أنزفة أو أي تفاعل خلوي‪.‬‬
‫‪ -2‬الفحص البكتيري للدم‪:‬‬
‫تؤخذ عينة الدم من القلب‪.‬‬
‫‪-3‬الفحص الكيميائي للدم والبول لتبيان نسبة الكحول والسكر وغيرها‪.‬‬
‫‪-4‬العينات القياسية‪:‬‬
‫شعر‪ ،‬دم‪،‬لتحديد الفصائل الدموية وبصمة الحمض النووي ‪.DNA‬‬
‫‪-5‬كحت أو تقليم األظافر‪:‬‬
‫للكشف عما بها من َاثار شعر‪ -‬أنسجة‪-‬مخدرات‪.‬‬
‫‪ -6‬جزء من اإلصابة‪:‬‬
‫لفحصه مجهريًا لمعرفة حيوية اإلصابة‪.‬‬
‫‪ -7‬مسحة مهبلية أو شرجية‪:‬‬
‫للكشف عن التلوثات المنوية‪.‬‬
‫‪ -8‬مسحات من يد أو جسم المجني عليه‪:‬‬
‫لبيان نواتج إحتراق البارود‪.‬‬
‫‪-9‬الفحص السمي‪:‬‬
‫تؤخذ عينات من السوائل المختلفة بالجثة (دم‪ -‬بول‪ -‬لعاب)‪،‬ومن‬
‫األحشاء(المعدة‪ ،‬األمعاء ومحتوياتهما‪ -‬القلب‪ -‬الرئة‪ -‬الكبد‪ -‬الطحال‪-‬‬
‫الكلية‪ -‬المخ)أو من شعر‪،‬أو من عظم‪ -‬عند اإلشتباه بالتسمم باألمالح‬
‫المعدنية‪.‬‬
‫يتم الفحص السمي لعينات أو بقايا األطعمة‪ -‬إن وجدت‪ -‬في المحتبر‬
‫الجنائي‪ ،‬دون إضافة أي مواد حافظة لها‪.‬وإذا كانت مرسلة لمسافات بعيدة‬
‫يتم حفظها في ثالجات‪.‬‬

‫ملحقات المحاضرات‬
‫قانون االجراءات الجنائية المصرى‬
‫الفصل الثالث‬
‫فى ندب الخبراء‬
‫المادة ‪-85 -‬‬
‫إذا إستلزم إثبات الحالة اإلستعانة بطبيب أو غيره من الخبراء يجب‬
‫على قاضى التحقيق الحضور وقت العهمل ومالحظته‬
‫وإ ذا إقتضى األمر إثبات االلة بدون حضور قاضى التحقيق نظرا إلى‬
‫ضرورة القيام بأعمال تحضيرية أو تجارب متكررة أو ألى سبب أخر‬
‫وجب على قاضىة التحقيق أن يصدر أمرا يبين فيه أنواع التقيقات ومايرد‬
‫إثباتن حالته ‪.‬‬
‫ويجوز فى جميع األحوال أن يؤدى الخبير مأموريته بغير حضور‬
‫الخصوم‬
‫المادة ‪-86-‬‬
‫يجب على الخبراء أن يحلفوا أمام قاضى التحقيق يمينا على أن يبدوا‬
‫رأيهم بالذمة وعليهم أن يقدموا تنقريرهم كتابة ‪.‬‬
‫المادة ‪-87-‬‬
‫يحدد قاضى التحقيق ميعادا للخبير ليقدم نقريره فيه وللقاضى أن يستبدل‬
‫به خبيرا أخر إذا لم يقدم التقرير فى الميعاد المدد‬
‫المادة ‪-88-‬‬
‫للمتهم أن يستعين بخبير إستشارى ويطلب تمكينه من اإلطالع على‬
‫األوراق وسائر ماسبق تقديمه للخبير المعين من القاضى على أال يترتب‬
‫على ذلك تأخير السير فال الدعوى ‪.‬‬
‫المادة ‪-89 -‬‬
‫للخصوم رد الخبير إذا وجدت أسباب قوية تدعو لذلك ويقدم طلب الرد‬
‫إلى قاضى التحقيق للفصل فيه ‪ ،‬ويجب أن تبين بفيه أسباب الرد ‪ ،‬وعلى‬
‫القاضى الفصل فيه فى مدة ثالثة أيام من يوم تقديمه ‪.‬‬
‫ويترتب على هذا الطلب عدم إستمرار الخبير فى عمله إال فى الة‬
‫اإلستعجال بأمر من القاضى‬

‫التعليمات القضائية للنيابة العامة‬

‫الطب الشرعى والكشوف الطبية والتحاليل‬


‫الطب الشرعى والكشوف الطبية‬
‫المادة ‪429‬‬
‫يندب األطباء الشرعيون فى األعمال األتية ‪.‬‬
‫‪ -1‬توقيع الكشف الطبى على المصابين فى القضايا الجنائية ‪ ,‬وبيان‬
‫وصف اإلصابة وسببها وتاريخ حدوثها واألل التى استعملت فى احدائها‬
‫ومدى العاهة المستديمة التى تخلفت عنها ‪.‬‬
‫‪ - 2‬تشريح جثث المتوفين فى القضايا الجنائية وفى حاالت اإلشتباة فى‬
‫الوفاة لمعرفة سبب الوفاة وكيفية حدوثها ومدى عالقة الوفاة باإلصابات‬
‫التى توجد بالجثة ‪.‬‬
‫‪ - 3‬استخراج جثث المتوفين المشتبة فى وفاتهم وتشريحها ‪.‬‬
‫ابداء األراء الفنية فيما يتعلق بتكييف الحوادث الجنائية أو تقدير مسئولية‬
‫األطباء المعالجين ‪.‬‬
‫تقدير السن فى األحوال التى يتطلبها القانون أو تقتضيها مصلحة التحقيق‬
‫‪ .‬مثل تقدير تقدير سن المتهمين األحداث أو المجنى عليهم فى قضايا هتك‬
‫العرض أو المتزوجين قبل بلوغ السن المحددة لضبط عقد الزواج ‪ ,‬وذلك‬
‫اذا تعذر الحصول على شهادة ميالد أو مستخرج رسمى منها ‪.‬‬
‫فحص المضبوطات ‪.‬‬
‫فحص األسلحة النارية وتحقيق مدى صالحيتها لألستعمال وتحليل ماقد‬
‫يوجد بها من اثار ومقارنة المقذوفات المستعملة بعضها ببعض وبيان‬
‫تعلقها باألسلحة المضبوطة ‪.‬‬
‫ويقوم اعضاء النيابة بندب اقسام السلحة النارية بالمعمل الجنائى‬
‫بالمحافظات لفحص األسلحة والذخائر المضبوكة فى قضايا احرازها‬
‫وحيازتها غير المرتبطة بجرائم اخرى وذلك بصفة مؤقتة الى ان يتوافر‬
‫العدد الكافى من األطباء الشرعيين ‪.‬‬
‫اإلنتقال إلجراء المعاينات فى القضايا الجنائية الهامة لبيان كيفية حصول‬
‫الحادث ‪.‬‬
‫الكشف على المسجونين المطلوب اإلفراج عنهم صحيا او نقلهم الى‬
‫المستشفيات للعالج او ترحيلهم من الليمانات الى السجون العمومية طبقا‬
‫ألحكام القانون رقم ‪ 396‬لسنة ‪ 1956‬فى شأن تنظيم السجون ‪.‬‬
‫المادة ‪430‬‬
‫يندب خبراء قسم األبحاث السيرولوجية والميكروسكوبية بمصلحة الطب‬
‫الشرعى فى األعمال األتية ‪.‬‬
‫فحص الدم وفصائلة والمواد المنوية ومقارنة الشعر وفحص ومقارنة‬
‫األقمشة وتجهيز وفحص العينات المأخوذة من الجثث لمعرفة انواع‬
‫األمراض وفحص متخلفات اإلجهاض ‪.‬‬
‫المادة ‪431‬‬
‫يندب الكيمائيون بالمعامل الكيماوية بمصلحة الطب الشرعى فى األعمال‬
‫األتية ‪:‬‬
‫تحليل المضبوطات فى القضايا الجنائية ‪ ,‬ومن ذلك تحليل المواد المخدرة‬
‫والسموم بأنواعها وفحص عينات األحشاء أو القيئ أو البراز ونحوها‬
‫المأخوذة من المصابين وجثث القتلى فى الحوادث الجنائية لتحليلها بحثا‬
‫عن المبيدات الحشرية والسموم األخرى وكذلك البارود والرصاص‬
‫والمفرقعات والذخائر وغيرها من المواد التى يلزم تحليلها كيماويا ‪.‬‬
‫المادة ‪432‬‬
‫يندب قسم ابحاث التزييف والتزوير بمصلحة الطب الشرعى فى أألعمال‬
‫األتية ‪ .‬فحص األوراق المطعون فيها بالتزوير ومضاهاة الخطوط وفحص‬
‫اوراق البنكنوت الورقية والمعدنية المزيفة واألحبار واألصباغ وانواع‬
‫الورق ‪.‬‬
‫المادة ‪433‬‬
‫اذا رؤى استيفاء نقطة ما ‪ ,‬او ابداء الراى الفنى فى مسألة استجدت بعد‬
‫ورود التقرير الطبى الشرعى ‪ ,‬يجب ارسال مذكرة تكميلية للطبيب‬
‫الشرعى المختص باألوجة المطلوب بيانها ‪.‬‬
‫ويجوز للنيابة عند اإلقتضاء استدعاء األطباء الشرعيين والكيمائيين‬
‫والخبراء من مختلف اقسام مصلحة الطب الشرعى لمناقشتهم فيما‬
‫يقدمونة من تقارير عن األعمال التى ندبوا لها ‪ .‬على ان يكون ذلك‬
‫افستدعاء فى حالة الضرورة القصوى ‪ ,‬وبعد استطالع رأى المحامى العام‬
‫أو رئيس النيابة الكلية ‪.‬‬
‫المادة ‪434‬‬
‫اذا راى الطبيب الشرعى لزوما لعرض الحالة المطلوب منة ابداء الرأى‬
‫فيها على كبير األطباء الشرعيين ‪ ,‬فعلية ان يشير على النيابة المختصة‬
‫بذلك ‪.‬‬
‫المادة ‪435‬‬
‫يجوز ألعضاء النيابة أن يطلبوا من الطبيب الشرعى بالقسم المختص‬
‫بالنظر فى الراى الذى ابداة نائب الطبيب الشرعى أو مساعدة أو من‬
‫يعاونة ‪ ,‬وكذلك ابداء الرأى فيما يقع من خالف فى النظر فى التقارير‬
‫الطبية المختلفة المقدمة من هؤالء األطباء على ان يتخذ هذا اإلجراء دون‬
‫تأخير حتى يتحقق الغرض منة على اتم وجه ‪.‬‬
‫المادة ‪436‬‬
‫يجب على اعضاء النيابة استطالع رأى رؤساء مناطق الطب الشرعى أوال‬
‫فى كل مايثور من مسائل فنية بشأ‪ ،‬التقارير الطبية الشرعية اإلبتدائية‬
‫المقدمة من األطباء الشرعيين ‪ ,‬فإذا مااستدعى األمر بعد ذلك استيضاح‬
‫بعض المسائل الفنية الواردة فى التقارير الطبية الشرعية المقدمة منهم ‪,‬‬
‫ودعت الضرورة الى اعادة طرح هذة التقارير على السيد كبير األطباء‬
‫الشرعيين ‪ ,‬ترسل التقارير الطبية الشرعية الى مكتبة بالقاهرة بمذكرة‬
‫وافية تتناول كل المسائل المطلوب ابداء الرأى فيها ‪,‬‬
‫المادة ‪437‬‬
‫اذا ضبطت عظام اشتبة فى ان تكون لشخص مدعى بقتلة ولم يكن قد عثر‬
‫علي جثتة ‪ ,‬فيجب على النيابة أن تندب الطبيب الشرعى لفحص تلك‬
‫العظام وإبداء الرأى فيما إذا كانت لتلك الشخص مع بيان سبب وفاتة ‪,‬‬
‫وترسل مذكرة عن موضوع الحادث وظروفة وكافة البيانات المميزه‬
‫لشخص القتيل ومكان العثور على العظام المضبوطة ‪.‬‬
‫المادة ‪438‬‬
‫اذا رأت النيابة ندب احد األطباء الشرعيين ألداء عمل ما فيجب عليها ان‬
‫تخطر الطبيب الشرعى المختص مباشرة بذلك اإلنتداب وان ترسل لة اصل‬
‫ا‪ ,‬صور األوراق الطبية المتعلقة بالمأمورية التى ندب لها مثل الكشوف‬
‫الطبية وافالم األشعة واوراق المسشتفى على ان ترفق بها مذكرة تبين‬
‫فيها ظروف الحادث وأألمور المطلوب ابداء الرأى فيها ‪ .‬ويجوز عند‬
‫اإلقتضاء ارسال ملف القضية مع هذة األوراق الى مكتب الطبيب‬
‫الشرعى ‪.‬‬
‫ويالحظ دائما وضع األوراق المرسلة الى الطبيب الشرعى فى غالف يختم‬
‫علية بالجمع األحمر بختم عضو النيابة ‪.‬‬
‫المادة ‪439‬‬
‫اذا استلزم التحقيق انتقال الطبيب الشرعى الى محل الحادث ألداء‬
‫مأمورية عاجلة فية ‪ ,‬فيجب على عضو النيابة المحقق ان يرافقة عند‬
‫انتقالة كلما تيسر ذلك ‪ ,‬فإذا تعذر على عضو النيابة مرافقة الطبيب‬
‫الشرعى حال انتقالة الى محل الحادث فعلية ان يكلف احد مأمورى الضبط‬
‫القضائى بمرافقة الطبيب وتسهيل وصولة الى محل الحادث واتخاذ‬
‫الوسائل التى تيسر لة اداء المأمورية المندوب لها وان يترك لة معة‬
‫مذكرة بموضوع الحادث وظروفة وما يطلب منة ابداء الرأى فية ‪.‬‬
‫المادة ‪440‬‬
‫اذا رأت النيابة ندب الطبيب الشرعى لتوقيع الكشف الطبى على مصاب أو‬
‫إلعادة الكشف الطبى علية ‪ ,‬فيجب عليها ان ترسل ذلك المصاب الى مكتب‬
‫الطبيب الشرعى فى اوقات العمل الرسمية مادامت حالة المصاب تسمح‬
‫بذلك ‪.‬‬
‫المادة ‪441‬‬
‫اذا ندب الطبيب الشرعى لتوقيع الكشف الطبى على شخص توفى فى‬
‫ظروف غامضة أو لتشريح جثة فيجب على النيابة ان تطلب الى الطبيب‬
‫الشرعى اخطارها فورا بنتيجة الكشف او التشريح لتبادر بالتحقيق اذا‬
‫تبين ا‪ ،‬هذا األمر جريمة ‪.‬‬
‫المادة ‪442‬‬
‫اليجوز تشريح جثث الشخاص المشتبة وفاتهم وال التصريح بدفنهم اال اذا‬
‫افتت النيابة المختصة بذلك ز‬
‫المادة ‪443‬‬
‫يجب على النيابة ان تندب الطبيب الشرعى المختص لتشريح الجثث التى‬
‫يلزم تشريحها وال تندب غيرة من األطباء اال اذا تعذر قيامة بذلك ‪ ,‬وفى‬
‫هذة الحالة يندب مفتش الصحة المختص أو طبيب المستشفى ‪ ,‬اال اذا‬
‫كانت الوفاة قد حدثت واشتبة فى أن تكون الوفاة عن اهمال فى العالج أو‬
‫عن خطأ فى العالج أو عن خطأ فى اجراء عملية جراحية فيكون الندب‬
‫عند ئذ لمفتش الصحة المختص أو طبيب اقرب مستشفى أخر ‪.‬‬
‫وفى جميع األحوال يجوز اخطار الطبيب المعالج الذى تولى اجراء العملية‬
‫او الطبيب الذى ارسل المصاب الى المستشفى لحضور التشريح وابداء‬
‫مايعن لة من معلومات أو مالحظات للطبيب المنتدب للتشريح ‪.‬‬
‫المادة ‪444‬‬
‫اليجوز ندب طبيب لتشريح جثة شخص كان يتولى عالجة أو اجرى عملية‬
‫جراحية لة‬
‫المادة ‪445‬‬
‫تشريح الجثث ‪ -‬اذا لم يكن فى األمر شبهة جنائية ‪ -‬أمر يتأذى لة الشعور‬
‫العام وخاصة اهل المتوفى فضال عن ارهاق األطباء الشرعيين بالعمل‬
‫دون مبرر ‪ ,‬فيجب علىاعضاء النيابة اال يأمروا بالتشريح اال حيث اليكون‬
‫هناك مناص من اجرائة مع مراعاة تقدير ظروف كل حالة على حدة ‪,‬‬
‫وبعد اإلطالع على ماتم من تحقيقات أو استدالالت ‪.‬وفيما يلى امثلة‬
‫للحاالت التى يجب أو اليجب اجراء التشريح فيها ‪.‬‬
‫اوال ‪ -:‬المحل إلجراء التشريح فى الحاالت األتية ‪-:‬‬
‫أ ) جاالت األشخاص الذين يدخلون مستشفيات خصوصية كانت أو‬
‫عمومية أو ينقلون اليها إلسعافهم أو لعالجهم إلجراء جراحة لهم‬
‫فيتوقفون بالمستشفى طالت مدة وجودهم بها قصرت ‪.‬‬
‫ب ) حاالت السقوط من علو ونحوها من حوادث القضاء والقدر ‪.‬‬
‫ج ) حاالت تصدع المنازل وتهدمها وسقوطها على المتوفى ‪.‬‬
‫د ) حاالت لدغ العقارب والثعابين وعقر الكالب وغيرها من الحيوان‪.‬‬
‫وذلك كلة مالم تكن هناك شبهة جنائية جدية فى الوفاة ‪ ,‬أو اشتبة فى وفاة‬
‫المريض بالمستشفى نتيجة اهمال فى العالج أو خطأ فى عملية جراحية‬
‫اجريت لة أو اى سبب اخر ‪ .‬أو كانت هناك شبهة فى حدوث الوفاة نتيجة‬
‫خطأ من صاحب الحيوان أو مالك المنزل أو كان كان ذوى المتوفى قد‬
‫ادعوا شيئا من ذلك ‪.‬‬
‫ويالحظ بصفة عامة انة متى كان التحقيق والكشف الطبى الظاهرى لم‬
‫يكشفا عن وجود شبهة جنائية فى الوفاة ‪ ,‬فال محل إلجراء التشريح حتى‬
‫لو قرر الطبيب الكشاف انة ال يستطيع معرفة سبب الوفاة اال بة ‪ ,‬اذ‬
‫الموجب لمعرفة سبب الوفاة فى هذة الحالة ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ -:‬يؤمر بالتشريح فى الحاالت األتية ‪-:‬‬
‫أ ) حاالت المتوفين فى حادث جنائى سواء كانت الجريمة عمدية أو غير‬
‫عمدية إال اذا امكن فى هذة الحالة األخيرة القطع بسبب الوفاة من مجرد‬
‫الكشف الظاهرى ‪.‬‬
‫ب ) الحاالت التى يعثر فيها على جثث طافية فى الماء سواء كانت‬
‫مجهولة الشخصية أو معروفة ‪ ,‬إال اذا دل التحقيق على عدم وجود شبهة‬
‫جنائية فى الوفاة وايد الكشف الظاهرى ذلك ‪.‬‬
‫ج ) حاالت المتوفين حرقا ‪ ,‬اال اذا ثبت من التحقيق ان الحادث كان‬
‫انتحارًا أو قضاًء وقدر ولم يدل الكشف على الجثة ظاهريا على وجود‬
‫شبهة جنائية فى الوفاة ‪.‬‬
‫د ) جميع الحاالت التى يظهر فيها من التحقيق أو من الكشف على الجثة‬
‫ظاهريا وجود شبهة جنائية فى الوفاة ‪ ,‬وكذلك كل حالة ترى النيابة العامة‬
‫من ظروفها ضرورة تشريح الجثة ‪.‬لمعرفة سبب الوفاة أو لبيان امر اخر‬
‫حتى ولو قرر الطبيب الكشاف عدم لزوم التشريح ‪.‬‬
‫المادة ‪446‬‬
‫على اعضاء النيابة ان يأذنوا بدفن الجثة فى اقرب وقت مستطاع حتى ال‬
‫يتأخر دفنها بغير مبرر ‪ ,‬ويجب عليهم حين يندبون الطبيب الشرعى‬
‫لتشريح جثة المتوفى ان يشفعوا امر الندب بتصريح الدفن بعد اتمام‬
‫التشريح مالم يكن هناك مايدعو لخالف ذلك حتى ال يتأخر الدفن ‪ ,‬على ان‬
‫يطلبوا دائما من الطبيب المنتدب للتشريح اخطارًا عاجًال بنتيجته قبل‬
‫تحرير التقرير التفصيلى ‪.‬‬
‫المادة ‪447‬‬
‫اذا استلزم التحقيق تشريح جثة لم يمض على دفنها اكثر من خمسة ايام‬
‫فى فصل الصيف أو عشرة ايام فى فصل الشتاء فيجب استطالع راى‬
‫المحامى العام المتختص للنظر فى ندب الطبيب الشرعى إلستخراج الجثة‬
‫وتشريحها وابداء الرأى المطلوب ‪ ,‬اما اذا كان قد مضى على دفنها اكثر‬
‫من تلك المدة فعلى النيابة ان تستطلع رأى الطبيب الشرعى فيما اذا كان‬
‫من المحتمل تحقيق الغرض المقصود من استخراج الجثة وتشريحها ‪,‬‬
‫على ان ترسل لة ملف القضية مشفوعا بمذكرة تبين فيها ظروف الواقعة‬
‫وألسباب التى دعت الى ذلك ‪.‬‬
‫ويجب ان ينتقل عضو النيابة مع الطبيب الشرعى لحضور عملية‬
‫استخراج الجثة فإن لم يتيسر لة ذلك علية ان يكلف مأمورى الضبط‬
‫القضائى بمرافقة الطبيب الشرعى ‪ ,‬ويالحظ استدعاء بعض اقارب‬
‫المتوفى واللحاد الذى تولى دفنة وسؤالهم ابنداء فى محضر عن اوصاف‬
‫الكفن والمالبس ومظهر الجثة وعن كل البيانات التى تدفع اى ريبة تثار‬
‫فيما بعد حول شخصية المتوفى ‪ ,‬ثم عرض الجثة عليهمللتعرف عليها ‪.‬‬
‫المادة ‪448‬‬
‫اليجوز بحال من األحوال تكليف األطباء بإجراء الصفة التشريحية فى‬
‫الليل كما اليسوغ تكليفهم بتوقيع الكشف الطبى علىجثة شخص اال اذا‬
‫كانت الوفاة غير مؤكدة او اقتضى التحقيق معرقة ساعة حصول الوفاة‬
‫نظرا لما تكشف عنة درجة حرارة الجثة وبداية التيبس والرمى ومدى‬
‫انتشارة وبداية التعفن من عالمات قد تعين الطبيب على معرفة ساعة‬
‫الوفاة أو ماهية األصلية التى نشأت عنها ‪ ,‬على ان تبين النيابة فى‬
‫اإلنتداب الظروف التى دعت الى ضرورة توقيع الكشف ليال ‪.‬‬
‫المادة ‪449‬‬
‫المحل لتكليف الطبيب باإلنتقال ليال لمعاينة الحادث ‪ .‬انما يجب ان تتخذ‬
‫النيابة كافة الوسائل التى تلزم للمحافظة على الحالة ‪ ,‬وابقائها على ماهى‬
‫علية حتى الصباح نظرا لما تحققة المعاينة التى تجرى فى ضوء النهار‬
‫من الغرض المقصود منها ‪.‬‬
‫المادة ‪450‬‬
‫يجوز للنيابة ان تندب مفتش الصحة المختص أو غيرة من األطباء‬
‫الموظفين لتوقيع الكشف الطبى على المصابين فى األحوال التى اليرى‬
‫ضرورة لعرضها على الطبيب الشرعى ‪.‬‬
‫المادة ‪451‬‬
‫اذا اقتضى األمر ندب احد اطباء المستشفى الحكومى للكشف عن مصاب‬
‫موجود بة وتقديم تقرير طبى عنة فيكون الندب لمدير المستشفى أو‬
‫الطبيب األول على حسب األحوال ‪ ,‬فإذا اعتذر أو وجدت اعتذارات جدية‬
‫تقتضى ندب غيرة من اطباء المستشفى او الئى المصلحة للتحقيق ندب‬
‫الطبيب الذى قام بإسعاف المصاب أو اجرى عملية جراحية لة ‪ ,‬فيوجة‬
‫كتاب الندب لمدير المستشفى أو الطبيب األول لتبليغة للطبيب المنتدب‬
‫لتنفيذة ‪.‬‬
‫المادة ‪452‬‬
‫يجوز للنيابة ان تندب طبيب مستشفى الرمد لتوقيع الكشف الطبى على‬
‫المصاب الموجود فعال بمستشفى الرمد اذا كانت اصابتة ظاهرة بالعين‬
‫فقط ‪ ,‬فإذا كان بة اصابات اخرى عدا اصابة العين فيجب ندب مفتش‬
‫الصحة المختص أو طبيب المستشفى الحكومى لتوقيع الكشف الطبى على‬
‫المصاب ‪ ,‬ويجوز للطبيب المنتدب فى هذة الحالة أن يطلب اخذ رأى طبيب‬
‫مستشفى الرمد فى اصابة العين وسببها وتاريخ حدوثها ‪.‬‬
‫المادة ‪453‬‬
‫يجب ان يبين الطبيب فى التقرير الطبى الذى يقدمة وصف اصابة المصاب‬
‫وتاريخ حصولها واأللة المستعملة فى احدائها والمدة الالزمة لعالجها‬
‫بحيث يمكن معرفة مدى جسامة اإلصابة وما اذا كانت مدة عالجها تزيد أو‬
‫التزيد على عشرون يوما ‪ ,‬وعلى اعضاء النيابة ان يأمروا بإستيفاء ما‬
‫يكون فى التقارير الطبية من نقص فى هذا الشأن ليتيسر لهم التصرف فى‬
‫القضية على اساس واضح سليم‬
‫المادة ‪454‬‬
‫يجب على طبيب المستشفى الحكومى ان يرسل للنيابة تقريرا طبيا يتضمن‬
‫وصف اصابة المصاب الذى يدخل المستشفى لعالجة مع بيان سببها‬
‫وتاريخ حدوثها والمدة الالزمة لعالجها ‪ ,‬وذلك مالم يكن قد سبق لمفتش‬
‫الصحة المختص توقيع الكشف الطبى علية ‪.‬‬
‫فإذا كان مفتش الصحة قد سبق وان وقع الكشف الطبى على المصاب‬
‫فيجب علية ان يرسل للشرطة او للنيابة على حسب األحوال تقريرا طبيا‬
‫يبين وصف اإلصابة وسببها وتاريخ حدوثها والمدة الالزمة لعالجها واذا‬
‫رأى احالة المصاب الى المستشفى الحكومى فيجب علية ان يبين فى‬
‫األورنيك المرسل معة للمستشفى موجزا للبيانات سالفة الذكر ‪.‬‬
‫ويجب على طبيب المستشفى ان يثبت أول بأول فى تذكرة سرير كل‬
‫مصاب يعالج بالمستشفى كافة المضاعفات التى طرأت علية سواء نشأت‬
‫عن اإلصابة ام ال ‪ ,‬لإلستعانة بهذة البيانات عند اإلقتضاء ‪.‬‬
‫وعلى الطبيب المذكور ان يرسل للنيابة افادة بشفاء المصاب ‪ ,‬فإذا كان‬
‫المصاب قد ترك المستشفى قبل تمام شفائة فيجب اخطار الطبيب الذى‬
‫ارسلة الى المستشفى بذلك ‪.‬‬
‫كما يجب على اعضاء النيابة مراعاة ذلك كلة بالنسبة الى المصابين الذين‬
‫يدخلون المستشفيات الحكومية للعالج واستيفاء مايستلزمة التحقيق فى‬
‫هذا الشأن ‪.‬‬
‫المادة ‪455‬‬
‫يجب على النيابة ان تستعلم من وقت ألخر عن شفاء المصابين وما آل‬
‫الية حالهم بعد حدوث اصابتهم ‪ ,‬فإذا توفى المصاب وجب عليها ان‬
‫تستعلم من المستشفى أو الطبيب المعالج ‪ -‬على حسب األحوال ‪ -‬عن‬
‫سبب الوفاة ومدى تعلقها باإلصابة ‪.‬‬
‫المادة ‪456‬‬
‫اذا دعا الحال الى ندب الطبيب الشرعى إلعادة الكشف على مصاب‬
‫واستطالع راية فيما ابداة مفتش الصحة المختص أو غيرة من األطباء‬
‫الموظفين فى التقرير الطبى المقدم منهم ‪ ,‬فيجب على النيابة ان تخطر‬
‫مفتش الصحة المختص بذلك ليحضر اذا شاء حين اعادة الكشف على‬
‫المصاب وليقف على ماعساة يكون قد وقع من هؤالء األطباء من خطأ أو‬
‫اهمال ‪.‬‬
‫على انة اليجوز صرف اتعاب لمفتش صحة المحافظة عن ذلك نظرا ألنة‬
‫يحضر فى هذة الحالة بوصفة مندوبا عن وزارة الصحة ‪.‬‬
‫وإذا رأت النيابة اعادة تشريح جثة بمعرفة الطبيب الشرعى ‪ .‬فيجب‬
‫اخطار الطبيب الذى سبق لة تشريحها للحضور وقت اعادة التشريح كى‬
‫يبين وجهة نظرة للطبيب الشرعى ‪.‬‬
‫التحليل‬
‫المادة ‪457‬‬
‫تتبع األحكام الواردة فى الباب الخامس من هذة التعليماتفيما يتعلق بتحريز‬
‫المضوبطات التى يستلزم التحقيق تحليلها على ان يحرز مايضبط لدى كل‬
‫من المتهمين وكل من المجنى عليهم فى حرز على حدة‬
‫المادة ‪458‬‬
‫ترسل المضوطات المطلوب تحليلها الى مصلحة الطب الشرعى فى اوقات‬
‫العمل الرسمية حتى يتمكن الموظف المختص من استالمها وعرضها على‬
‫المدير المختص فى الوقت المناسب وليتسنى لة حفظها بالمصلحة بما‬
‫يكفل سريتها وسالمتها من التلف وال يجوز ارسال تلك المضبوطات‬
‫بالبريد انما يجب ان ترسل مع احد رجال الشرطة وتسلم لة بايصال كما‬
‫تسلم لة كتب واستمارات او ارانيك خاصة بها حسب األحوال تبين فيها‬
‫اوصافها واألحراز التى وضعت فيها وعدد بصمات األختام على كل حرز‬
‫وظروف ضبطها ونوع البحث المطلوب بشانها ويؤشر على هذة األوراق‬
‫فى مكان ظاهر منها باسم النيابة المرسلة لها ورقم القضية الخاصة بها‬
‫واسم المتهم والتهمة وان المتهم محبوس اذا كان محبوسا كى تسارع‬
‫المعامل بتحليل تلك المضبوطات قبل غيرها‬
‫المادة ‪459‬‬
‫يجب على اعضاء النيابة ان يشرفوا بانفسهم على ارسال المضبوطات‬
‫وتحليلها او فحصها وعلى الكتب المرسلة بها وان يتحققوا من صحة‬
‫البيانات المدونة على األحراز الخاصة بها ووصفها وصفا كامال شامال‬
‫وان يضعوا عليها اختاما ظاهرة بخاتم عضو النيابة بحيث اليسهل نزعها‬
‫وختمها بختم النيابة ‪.‬‬
‫المادة ‪460‬‬
‫يراعى وضع بصمة األختام الموضوعية على احراز المضبوطات المرسلة‬
‫للفحص والتحليل على مذكرة األشياء حتى يمكن مقارنتها باألختام‬
‫المبصوم بها على الجمع المثبت باألحراز‬
‫المادة ‪461‬‬
‫تخابر النيابة المستشفى للتحفظ على المقدار الكافى للتحليل من‬
‫المتحصالت المجهضة للبحث فيها عن مواد استعملت فى اإلجهاض ‪.‬‬
‫المادة ‪462‬‬
‫يجب تغليف المالبس المضبوطة فى حوادث القتل واغتصاب اإلناث وهتك‬
‫العرض والتسمم بانواعة قبل ارسالها للتحليل تغليفا محكما ويضع عليها‬
‫تاريخ وساعة ارتكاب الحادثة ‪.‬‬
‫المادة ‪463‬‬
‫يجب عند تحريز األسلحة اال تمسح مواسيرها من الداخل باية حال وان‬
‫تسد فوهتها بالفلين وتغطى سدادتها وفتحاتها ومواضع كسر البنادق‬
‫بالقماش او الورق المتين ثم تغلف تغليفا محكما يمنع من تسرب الهواء‬
‫حتى التزول بفعل المؤثرات الجوية األثار المطلوب تحليلها ويختم على‬
‫األغلفة بالجمع بحيث اليمكن فتحها دون فض األختام على ان تثبت بها‬
‫ورقة يكتب عليها نوع السالح واوصافة المميزة لة وتاريخ ضبطة وترسل‬
‫األسلحة للتحليل او ألجراء الفحص المطلوب بمجرد ضبطها واذا كانت‬
‫المضبوطات عصيا او فؤؤسا او االت يلزمة تحليل ماقد يوجد عليها من‬
‫اثار فيجب تغليف كل اجرائها بما يمنع تعريتها ويختم عليها بالجمع ‪.‬‬
‫المادة ‪464‬‬
‫يكون تحليل الخمور المغشوشة والمواد الغذائية ومنها اللبن والعقاقير‬
‫الطبية بمعرفة المعامل الرئيسية لوزارة الصحة وفروعها بالمحافظات كل‬
‫فى نطاقها األقليمى ‪ ,‬وال يجوز ان ترسل العينات الى المستشفيات للتحليل‬
‫لعدم توفر اإلمكانيات والخبرة واألدوات الالزمة ألجرائة ‪.‬‬
‫كمااليجوز اإلعتماد على نتيجة تحليل المستشفيات لعينات االلبان التى‬
‫تؤخذ من الموردين لها ‪.‬‬
‫ويجب ان يطلب دائما من المعامل المذكورة أن تبين فى تقاريرها ماإذا‬
‫كانت المواد المطلوب تحليلها تضر بصحة اإلنسان او التضر بها ‪.‬‬
‫المادة ‪465‬‬
‫اذا كانت المواد المطلوب تحليلها ادوية او مواد غذائية ‪ ,‬فيجب ابقائها كما‬
‫هى فى اغلفتها التى وجدت بها كلما امكن ذلك ‪ ,‬وتوضع كل مادة فى حرز‬
‫مستقل بعد لفها فى ورق سميك ‪.‬‬
‫فإذا كانت المادة المضبوطة سائال ووجدت فى وعاء غير زجاجى كالفخار‬
‫فيجب وضعها فى زجاجة أو قطرميز نظيف وارسالها بعد تحريزها للتحليل‬
‫مع الوعاء الذى كانت فية بعد بعد هذا الوعاء ‪.‬‬
‫المادة ‪466‬‬
‫اذا اقتضى التحقيق تحليل مادة غذائية او دقيق أو فحص خبز ‪ ,‬فيجب ان‬
‫تؤخذ ثالث عينات من كل صنف يراد فحصة ‪ ,‬ويختم على كل منها بالجمع‬
‫ويوقع عليها كل من الموظف الذى قام بضبطها وصاحب الشأن أو من‬
‫يمثلة ‪ ,‬وترسل احداها الى معمل التحاليل دون ان يذكر على غالف الحرز‬
‫الذى توضع فية والكتاب المرسل بة اية بيانات عن مالك العينة أو الجهة‬
‫التى ضبطت بها ‪ ,‬وتحفظ العينة الثانية لدى صاحب الشأن ‪ ,‬كما تحفظ‬
‫العينة الثالثة فى المصلحة التى يتبعها الموظف الذى قام بالضبط للرجوع‬
‫اليها عند اإلقتضاء ‪,‬‬
‫واذا طلب صاحب من النيابة او المحكمة اثناء نظر الدعوى تحليل العينة‬
‫المحفوظة لدية فإنة يلزم بأداء مصاريف التحليل مقدما اذا اجيب الى طلبة‬
‫‪ .‬ويراعى عند ارسال هذة العينة للتحليل عرضها على الموظف الذى قام‬
‫بأخذها من قبل ليتأكد من انها هى بذاتها التى اخذها وليتحقق من سالمة‬
‫اختامها وصالحيتها للتحليل ‪ .‬ويؤخذ علية اقرار بذلك يرفق بالقضية‬
‫الخاصة ‪ ,‬ويذكر فى استمارة ارسال هذة العينة للتحليل رقم وتاريخ تقرير‬
‫التحليل األول ‪ ,‬كما يجب على النيابة فى هذة الحالة أن تطلب العينة الثالثة‬
‫التى تحتفظ بها الجهة التى يتولى مندوبوها ضبط الواقعة ‪ ,‬وان ترسل مع‬
‫العينة المطلوب تحليلها ‪ ,‬بعد التحقق من سالمة اختامها بحضور المتهم‬
‫وكذلك المندوب ‪ ,‬ويتبع مثل هذا اإلجراء عند طلب اعادة تحليل مضبوطات‬
‫فى قضايا جمارك ‪.‬‬
‫ويراعى فى هذا الشأن ا‪ ،‬عينات الدقيق والخبز ‪.‬تحتفظ بها مراقبات‬
‫التموين لمدة ستة شهور يمكن خاللها اعادة تحليلها ‪ .‬اما اذا انقضت‬
‫المدة فال محل ألعادة التحليل نظرا لما يتعرض لة الدقيق والخبز من فساد‬
‫‪.‬‬
‫المادة ‪467‬‬
‫يجب على النيابة ان تطلب الى المعمل الكيماوى الذى يتولى تحليل األغذية‬
‫أو المواد المغشوشة أو الفاسدة ان يبين فى تقرير التحليل ما اذا كانت‬
‫هذة األغذية أو المواد تضر بصحة األنسان أو ال تضر بها‬
‫المادة ‪468‬‬
‫اذا استلزم التحقيق معرفة ما اذا كانت بأظافر شخص اثار دماء او سموم‬
‫فيجب ان تقص تلك األظافر فى مأمن من التيارات الهوائية مع اتخاذ‬
‫الحيطة التامة لتفادى حدوث اى جرح باألصابع حتى التلوث قالمات‬
‫األظافر بالدم أو تعلق اجزاء من بشرة الجسم فينتهى التحليل الى نتائج‬
‫خاطئة ‪.‬‬
‫كما يجب وضع قالمات اظافر كل يد فى حرز مستقل يبين على غالفة ما‬
‫كانت اليد التى قصت منها فى اليد اليسرى او اليمنى ‪.‬‬
‫المادة ‪469‬‬
‫التوضع المضبوطات الملوثة بالدماء بعضها مع بعض فى حرز واحد منعا‬
‫من اختالط اثار الدماء انما يجب ان يوضع كل منها فى حرز على حدة وال‬
‫مانع بعد ذلك من وضع األحراز الخاصة بكل شخص فى حرز واحد اذا‬
‫ضبطت فى مكان واحد ‪.‬‬
‫المادة ‪470‬‬
‫اذا كان المطلوب تحليل اثار دماء وجدت على ابواب او نوافذ او ارض من‬
‫الخشب أو ماشابة ذلك فيخلع من هذة األشياء الجزء الملوث بالدماء اذا‬
‫كان من الميسور اعادتة الى حالتة األولى بغير تلف ويرسل للتحليل‬
‫ويالحظ عند تحريز هذة األشياء ترك البقع الدموية الى ان تجف و ثم‬
‫يجرى تحريزها بتغطية الجزء الملوث بالدماء بغالف من الورق النظيف‬
‫ويثبت الغالف بلصق اطرافة ‪ ,‬والختم علية بالجمع ‪,‬‬
‫واذا كان الدم على الحائط فيخلع الحجر او قالب الطوب الذى علية اثار‬
‫الدم ويحرز فإذا كان الحائط مدهون بطبقة من الطين او مبيضا فتحدد‬
‫المنطقة التى عليها اثار الدم وترفع بسمك الطبقة جميعها وتغلف فى ورق‬
‫وتوضع فى علبة من الورق المقوى او الكرتون او الصفيح بين لفائف من‬
‫القطن او القماش الطرى ويعنى بحملها وارسالها الى المعامل كى تصل‬
‫بحالتها ‪.‬‬
‫اما اذا لم يتيسر خلع الجزء الملوث بالدماء او كان اليمكن اعادتة بغير‬
‫تلف فيجب قشط البقع الدموية وتحريزها بعد وضعها فى ورقة نظيفة على‬
‫ان يسبق ذلك اثبات وصف البقع ومكانها بالمحضر ‪ ,‬وتؤخذ لها صورة‬
‫فوتغرافية قبل كشطها او تحريزها كلما امكن ذلك ‪.‬‬
‫ويراعى ان حك اثار الدم الموجودة بالحوائط او بالطبقة المدهونة بها‬
‫اليكفى لعملية الفحص اذ ان السيريوم وهو ضرورى جدا فى هذة العملية‬
‫يتسرب الى الطبقات الباطنية وبذلك يجعل العينة المأخوذة بطريق الحك‬
‫خلوا منة مما يؤثر فى نتيجة الفحص ‪.‬‬
‫المادة ‪471‬‬
‫يراعى عند وجود اثار دماء فى مالبس ‪ ,‬تعريضها للهواء كى تجف وحتى‬
‫التتعفن ‪ ,‬ثم توضع فى ورق ويختم علية بالجمع بحيث يستحيل العبث‬
‫بها ‪ .‬ويراعى دائما عدم الختم على المالبس ذاتها بالجمع ‪.‬‬
‫المادة ‪472‬‬
‫توضع اوراق وعيدان النبات الملوثة فى ورقة نظيفة ثم تغلف او توضع‬
‫فى ظرف اذا كانت صغيرة الحجم ‪.‬‬
‫المادة ‪473‬‬
‫اذا وجدت دماء على قدم شخص او على ساقة او جزء من اجزاء جسمة‬
‫فيجب ان تؤخذ قطعة من النشاف األبيض او ورق الترشيح بحجم اكبر من‬
‫حجم اثر الدم وتغمر فى محلول ملحى ‪ %9‬وفى حالة عدم وجودة تغمر‬
‫فى الماء وتوضع على موضع الدم ثم تترك حتى تمتصة ويظهر اللون بها‬
‫وبعد ذلك ترفع وتجفف فى الهواء ثم توضع فى ظرف يختم علية‬
‫المادة ‪474‬‬
‫اذا ورد للنيابة بالغ عن اصابة شخص نتيجة تناولة السم سواء اعطى لة‬
‫عمدُا او تناولة عرضُا أو بقصد اإلنتحار ‪ ,‬فيجب عليها تكليف الطبيب‬
‫الذى تندبة لتوقيع الكشف على المصاب بالتحفظ على افرازاتة من غسيل‬
‫المعدة او قيئ او براز او بول عن فترة قدرها ‪ 24‬ساعة وان يضع كال‬
‫منها فى زجاجة نظيفة على ان يبين الطبيب فى تقريرة مااستعملة من‬
‫مواد فى اسعاف المصاب ‪.‬‬
‫فإذا كان المصاب قد نقل الى المستشفى فيجب طلب ذلك من طبيب‬
‫المستشفى ‪.‬‬
‫اما اذا كان احد مأمورى الضبط القضائى سبق الى مكان المصاب قبل‬
‫الطبيب المنتدب للكشف على المصاب أو قبل نقلة الى المستشفى ‪ ,‬فيجب‬
‫على المأمور المذكور ان يحتفظ بكل نوع من تلك المتحصالت فى زجاجة‬
‫خاصة ‪ ,‬كما يجب التحفظ على األوعية التى يكون قد استعملها المصاب‬
‫فى الطعام او الشراب ‪.‬‬
‫فإذا توفى المصاب نتيجة تناولة السم ‪ .‬فيجب على النيابة أن تندب الطبيب‬
‫الشرعى لتشريح جثة وفحص احشائها ‪ ,‬وتوضع كل من هذة األحشاء‬
‫ومحتوياتها فى اناء زجاجى ويجرى تحليل مايلزم تحليلة منها مع‬
‫المتحصالت سالفة الذكر ‪.‬‬
‫ويجب على الطبيب أو مأمور الضبط القضائى الذى قام بالتحفظ على‬
‫المتحصالت أو األحشاء ومحتوياتها ان يختم بالجمع على األناء الزجاجى‬
‫أو الوعاء الذى وضعت فية بعد احكام سد فوهتة بأختام ظاهرة وان يلصق‬
‫بذلك الوعاء ورقة يبين فيها رقم القضية ومشتمالت الوعاء وتاريخ‬
‫الحصول عليها واسم من اخذت منة وتاريخ الختم على الوعاء مع توقيع‬
‫الطبيب أو مأمور الضبط القضائى على ذلك ثم توضع األوعية فى صندوق‬
‫يختم علية بالجمع بعد ذلك وتثبت فية ورقة تبين محتوياتة ويرسل الى‬
‫معامل التحليل مع احد رجال الشرطة ‪.‬‬
‫المادة ‪475‬‬
‫اذا قام لدى الطبيب اثناء اجرائة الصفة التشريحية شبهة فى حدوث الوفاة‬
‫بالسم ‪,‬فيجب ان تستخرج الجثة وان توضع هذة األحشاء ومحتوياتها فى‬
‫اوانى زجاجية خاصة يختم عليها بالجمع وتحلل مع متحصالت القيئ‬
‫والبراز إن وجدت ‪.‬‬
‫المادة ‪476‬‬
‫يرسل مع األشياء المطلوب تحليلها فى حاالت اإلصابة أو الوفاة بالسم‬
‫األوراق الطبية المتعلقة بموضوع القضية واستمارة يبين فيها تاريخ‬
‫التبليغ عن الحادث واسم المصاب وسنة ‪ ,‬وهل كان فى صحة جيدة قبل‬
‫اإلصابة أو شكا من مذاق خاص للطعام ‪ ,‬وما هى األعراض التى لوحظت‬
‫كالقيئ واإلسهال والعطش والم الراس والدوار وفقد قوة األطراف‬
‫التقلصات والنعاس والعرق والتيبس وكذا بيان حالة الحدقتين والنبض‬
‫والتنفس ‪ ,‬وما اذا كان قد حدث للمصاب غيبوبة أو تخدير أو تنميل بلسانة‬
‫أو اطرافة أو حصلت لة تشنجات أو التواء فى العضالت و وما اذا كان‬
‫ظهور هذة األعراض قد جاء فجأة أو سبق حدوث حالة مماثلة للمصاب ‪,‬‬
‫مع بيان الفترة التى اقضت بين وقت تعاطى المادة المشتبة فيها ووقت‬
‫ظهور أول هذة األعراض ‪ ,‬والمدة التى مضت بين وقت ظهور اول هذة‬
‫األعراض والوفاة وكذلكم نوع المادة المشتبة فيها ‪.‬‬
‫ويذكر فى تلك اإلستمارة ايضا مااذا كان احد غير المصاب قد تناول من‬
‫ذات المادة المشتبة فيها واألعراض التى تكون قد ظهرت علية ‪.‬‬
‫ويراعى ان تبين التواريخ واألوقات على نحو محدد بأن يقال مثال ‪:‬‬
‫بدأت األعراض فى الساعة العاشرة من صباح يوم اوليناير سنة‬
‫وأن مالوحظ منها هو‪ ......‬وذلك فى الساعة ‪ ....‬من مساء اليوم ذاتة ‪.‬‬
‫ثم توفى المصاب فى الساعة ‪.....‬‬
‫المادة ‪477‬‬
‫على اعضاء النيابة استطالع راى المحامين العاميين أو رؤساء النيابة‬
‫الكلية فيما يراة الطبيب الشرعى من اإلستغناء عن تحليل مايضبط من‬
‫المتحصالت فى حالة التسمم التى تتفق اعراضها وعالماتها الطبية مع‬
‫اقوال المصابين فيها ‪ .‬كما فى حالة تناول مادة البترول أو مادة سامة خطأ‬
‫بدال من الدواء أو تناول منقوع السكران للعالج أو نحوها ‪.‬‬
‫فإذا وافق المحامى العام أو رئيس النيابة الكلية على اإلستغناء عن‬
‫التحليل فيجب حفظ هذة المتحصالت المضبوطة الى ان يتم التصرف فيها‬
‫نهائيا فى القضية ‪.‬‬
‫المادة ‪478‬‬
‫اذا كانت المواد المطلوب فحصها او تحليلها قابلة لإلشتعال فيجب ان‬
‫توضع فى حرز مستقل يكتب على غالفة نوع المادة وقابليتها لألشتعال‬
‫حتى التختلط بغيرها منن المضبوطات وتتمكن مصلحة الطب الشرعى من‬
‫اتخاذ اإلحتياطات الالزمة لحفظها اذا ماوردت اليها ‪.‬‬
‫المادة ‪479‬‬
‫اذا اقتضى التحقيق فحص األختام المشتبة فى تزويرها والمختوم بها على‬
‫اللحوم ومضاهاتها على األختام الصحيحة ‪ ,‬فيجب ان تؤخذ عينات اللحوم‬
‫المشتبة فى تزوير اختامها من اماكن يكون الختم فيها كامال ظاهرا مع‬
‫مراعاة اخذ اكثر من ختم واحد ثم توضع العينات مشدودة على ورق من‬
‫الكرتون تفاديا إلنكماش األختام وطمسها ‪ ,‬وترسل العينات مع بصمة‬
‫الختم الصحيحة الى قسم ابحاث التزييف والتزوير بمصلحة الطب الشرعى‬
‫إلجراء المضاهاة المطلوبة واذا كان المطلوب فحص المادة السرية‬
‫المضافة الى الحبر باألختام المشتبة فى تزويرها فعال فال يطلب ذلك الى‬
‫مصلحة الطب الشرعى بل تؤخذ عينات اخرى وترسل الى مصلحة‬
‫الكيمياء إلجراء ذلك الفحص ‪.‬‬
‫المادة ‪480‬‬
‫فى حالة ارسال شجيرات الحشيش لمعامل مصلحة الطب الشرعى‬
‫لفحصها يكتفى بقطع الثلث العلوى فقط من عدد قليل من تلك الشجيرات ‪,‬‬
‫على ان توضع قبل ارسالها فى وعاء يقيها التلف كعلبة من الورق‬
‫المقوى او الخشب او الصفيح ‪.‬‬
‫المادة ‪481‬‬
‫اذا وردت المواد المخدرة المضبوطة الى النيابة محرزة فعال بمعرفة احد‬
‫مأمورى الضبط القضائى فعلى عضو النيابة قبل ارسالها للتحليل أو قبل‬
‫أخذ عينة منها لهذا الغرض حسب األحوال ان يفض األختام الوضوعة‬
‫عليها فى حضور المتهم أو وكيلة ومن ضبطت عندة أو بعد دعوتهم‬
‫للحضور ثم يعيد تحريزها ويثبت ذلك فى المحضر ويوضح فى طلب‬
‫التحليل ظروف ضبط المادة وان الغرض من التحليل هو معرفة نوع المادة‬
‫وما إذا كانت من الجواهر المخدرة ام ال ‪.‬‬
‫ويراعى انة المحل بعد ذلك لحضور المتهم أو وكيلة أو من ضبطت عندة‬
‫المواد المذكورة وقت فض األحراز إلجراء التحليل ‪.‬‬
‫المادة ‪482‬‬
‫اذا كانت المضبوطات من المواد المخدرة فيجب على عضو النيابة ان‬
‫يثبت فى المحضر اوصافها ونوعها ووزنها ومالحظاتة عليها مع توقيع‬
‫المتهم على المذكور او اثبات امتناعة عن التوقيع ‪.‬‬
‫واذا كانت المواد المضبزطة من نوع المواد البيضاء او المواد األخرى‬
‫كاإلفيون والحشيش ولكن وزنها اليزيد على عشرة جرامات ترسل الكمية‬
‫بأكملها الى ادارة المعامل الكيماوية بمصلحة الطب الشرعى لفحصها‬
‫وتحليلها وذلك بعد ان يجرى تحريزها والختم عليها على النحو السابق‬
‫بيانة ‪.‬‬
‫اما اذا كان وزن المادة يزيد على القدر المذكور ‪ ,‬فتؤخذ منها عينة اليزيد‬
‫وزنها على عشرة جرامات تحرز على حدة ترسل الى الطب الشرعى ‪,‬‬
‫ويراعى فى جميع الحاالت ان يكون تحريز الكمية التى ترسل الى الطب‬
‫الشرعى على هيئة عينتين منفصلتين متضمنتين للمادة المذكورة ويوضع‬
‫ماتبقى من المادة المضبوطة يضمها حرز واحد مستوف لجميع الشروط‬
‫الخاصة بإرسال احراز للمخدرات للجهة المذكورة ويوضع ماتبقى من‬
‫المادة المضبوطة فى حرز اخر ويثبت ذلك كلة فى المحضر ويرسل الحرز‬
‫الخاص بالطب الشرعى فورا ألدارة المعامل الكيماوية بمصلحة الطب‬
‫الشرعى للفحص والتحليل وتسلم احراز المقادير الباقية من المواد‬
‫المذكورة الى ادارة مكافحة المخدرات أو غيرها من الجهات اإلدارية التى‬
‫قامت بضبطها لتتولى ارسالها فورا الى مخزن المخدرات بمصلحة‬
‫الجمارك باإلسكندرية لتحفظ فية الى ان تخطر النيابة العامة المصلحة‬
‫المذكورة باعدامها ويراعى اثبات البيانات الخاصة بتلك األحراز على‬
‫األورنيك رقم ‪ 4‬مخدرات الذى يبين فية تاريخ التحريز ورقم القضية واسم‬
‫المتهم ووصف الحرز ووزنة قائما ووزن الحرز صافيا وبصمة واسم‬
‫صاحب الختم الذى تم بة التحريز ووضع بصمة الختم فى الخانة‬
‫المخصصة لذلك وكذا توقيع عضو النيابة المحقق على األورنيك المشار‬
‫الية ‪ ,‬وذلك حتى يمكن اجراء المضاهاة بمعرفة المخزن المذكور بين‬
‫البصمات الموضوعة على األحراز وبين تلك الموضوعة على األورنيك‬
‫سالف البيان ‪.‬‬
‫المادة ‪483‬‬
‫يجب تحريز مايضبط من المواد المخدرة لدى كل متهم على حدة فى حرز‬
‫مستقل ويتبع هذا اإلجراء بالنسبة الى كل مادة تضبط ‪.‬‬
‫واذا ضبطت مواد مخدرة فى اماكن متعددة فيجب تحريز مايضبط منها فى‬
‫كل مكان على حدة ولو كانت لمتهم واحد ‪.‬‬
‫ويجب اخذ العينات من كل حرز بالمقادير والكيفية المبينة فى المادة‬
‫السابقة اذا كان وزن المادة الموضوعة فى هذا الحرز يزيد على عشرة‬
‫جرامات وذلك فى المواد البيضاء أو المواد األخرى كالحشيش واألفيون‬
‫مع مراعاة اثبات ذلك فى المحضر ‪.‬‬
‫المادة ‪484‬‬
‫اذا كانت المواد المضبوطة من نوع مخلوطات الحشيش واالفيون من‬
‫الحلوىالمعروفة بالمنزول والشيكوالتة فتحرز وترسل بأكملها للتحليل ايا‬
‫كانت كمية المادة النضبوطة او اجراء مقارنة عنها او غير ذلك ‪ .‬فيجب‬
‫المادة ‪485‬‬
‫اذا ضبطت نباتات اخرى واستلزم التحقيق فحصها لبيان نوعها أو درجة‬
‫نموها أو اجراء مقارنة عنها أو غير ذلك ‪ ,‬فيجب ان ترسل عينة من هذة‬
‫النباتات الى " المجموعة النباتية بالمتحف الزراعى بالدقى " ألجراء‬
‫الفحص المطلوب ‪ ,‬ويراعى ان تؤخذ هذة العينة من اعلى النبات‬
‫المضبوط وتكون بها بعض اوراقة وازهارة وثمارة إن امكن ‪.‬‬
‫المادة ‪486‬‬
‫يجب على النيابة ان تبين فى طلب تحليل الجواهر المخدرة ظروف المادة‬
‫المطلوب تحليلها وان الغرض من التحليل هو معرفة نوع المادة وما اذا‬
‫كانتمن الجواهر المخدرة وغيرها من المواد المبينة فى الجداول الملحقة‬
‫بالقانون ‪ 182‬لسنة ‪ 1960‬كالحشيش أو األفيون او ال ‪.‬‬
‫المادة ‪487‬‬
‫اذا اقتضت ضرورة حتمية ارسال المضبوطات ابتداء الى جهة اخرى‬
‫خالف الطب الشرعى فيجب التنبية على هذة الجهة التى اجرت الفحص ان‬
‫تلحق بالمضبوطات تقريرا يفيد ماقامت بة من فحوص مع وصف دقيق‬
‫لحالة األحراز قبل تناولها الفحص وبعدة وارسال صورة من التقرير الفنى‬
‫الوارد من تلك الجهة فى شأن المضبوطات‪ -‬مع األوراق المرسلة معها‬
‫من النيابة ‪ -‬الى مصلحة الطب الشرعى المطلوب منها اعادةالفحص‬
‫بمعرفتها ‪.‬‬
‫المادة ‪488‬‬
‫اليجوز للنيابة ان تأذن بإعدام المضبوطات المرسلة للتحليل أو التصرف‬
‫فيها بأى وجة قبل الفصل نهائيا فى الدعوى ‪ ,‬وال قبل التصرف فيها‬
‫بالحفظ أو بعدم وجود وجة إلقامة الدعوى ‪ .‬على ان تتولى المعامل التى‬
‫اجرت التحليل اعدام المضبوطات بعد استئذان النيابة المختصة بذلك ‪.‬‬
‫المادة ‪489‬‬
‫تقوم مصلحة الطب الشرعى بحفظ متخلفات تحليل المواد المخدرة‬
‫بمخازنها الى ان يتم التصرف فى القضية او الفصل فيها نهائيا ‪ ,‬ثم تبعث‬
‫بها الى مصلحة الجمارك عندما تخطرها النيابة المختصة بذلك ‪.‬‬
‫المادة ‪490‬‬
‫يندب الطبيب البيطرى المختص فى األعمال الطبية البيطرية التى‬
‫يستلزمها تحقيق جرائم تسمم المواشى ‪ ,‬ويجب على النيابة دائما‬
‫استطالع رأى الطبيب المذكور فيما يجب تحليلة من المضبوطات فى‬
‫القضايا الخاصة بتلك الجرائم‬
‫الفصل الثانى ‪ /‬التحقيق بمعرفة النيابة العامة‬
‫الفرع الثالث عشر – ندب الخبراء‬
‫المادة ‪491‬‬
‫انتداب الخبراء من اجراءات التحقيق اإلبتدائى واذا افتتحت بة النيابة‬
‫الدعوى فانة يعتبر تحريكا لها ‪.‬‬
‫المادة ‪492‬‬
‫على اعضاء النيابة الرجوع الى احكام المرسوم بقانون رقم ‪ 96‬سنة‬
‫‪ 1952‬بشأن تنظيم الخبرة امام جهات القضاء ‪.‬واال يلجأوا الى ندب خبراء‬
‫من غير الجدول او خبراء وزارة العدل او الطب الشرعى او المصالح‬
‫األخرى المعهود اليها بأعمال الخبرة اال عند الضرورة ولظروف خاصة‬
‫خاصة تقتضى اإلستعانة بالراى الفنى لغيرهم من الموظفين كاساتذة‬
‫الجامعات ومدرسى المدارس األميرية على ان ترسل التحقيقات الى مكتب‬
‫المحامى العام لدى محكمة اإلستئناف مشفوعة بمذكرة ببيان تلك الظروف‬
‫التى تدعو لهذا الندب وذلك ألخذ الراى قبل اصدار قرار بة ويراعى فى‬
‫مواد الضرائب اال يكون الندب اال لخبراء وزارة العدل‬
‫المادة ‪493‬‬
‫اليندب الخبراء اال فيما يقتضية التحقيق من بحث المسائل الفنية المتعلقة‬
‫بة كمضاهاة الخطوط فى قضايا التزوير ومعاينة المبانى فى قضايا‬
‫التخريب ومعاينة السيارات فيما يقع بسببها من حوادث القتل او اإلصابة‬
‫الخطأ ونحوها ‪ .‬وال محل لندب خبير فيما يكون لعضو النيابة المحقق‬
‫اداؤة من المسائل التى التحتاج الى خبرة خاصة كإجراء رسوم لمحال‬
‫الحوادث الجنائية مالم تكن ظروف الدعوى تستوجب وضع رسم هندسى‬
‫مفصل واذا لزم ندب احد خبراء الجدول فيراعى ندب الخبير الذى علية‬
‫الدور طالما امكن ذلك على ان يشترك فى اختيارة وفى تقدير اتعابة‬
‫العضو المدير للنيابة مع المحقق ‪.‬‬
‫المادة ‪494‬‬
‫يجب على الخبراء المنتدبين اذا كانوا من غير خبراء وزارة العدل او‬
‫خبراء الجدول ان يحلفوا امام عضو النيابة المحقق يمينا على انم يبدوا‬
‫رايهم بالذمة وعليهم ان يقدموا تقريرهم كتابة وال يلزم حلف اليمن‬
‫بالنسبة لخبراء الجدول الذين سبق لهم حلف اليمين قبل مزاولة وظيفتهم‬
‫ويجب اداء امام عضو النيابة المحقق نفسة وال يغنى عن ذلك مجرد‬
‫تفويض المحقق لجهة معينة لتشكيل لجنة من الخبراء تؤدى تؤدى عملها‬
‫بعد حلف اليمين امام رئيس الجهة التى شكلت اللجنة ‪.‬‬
‫المادة ‪495‬‬
‫لعضو النيابة بصفتة رئيسا للضبطية القضاية اإلستعانة باهل الخبرة وفى‬
‫طلب رايهم شفويا او بالكتابة بغير يمين ويعتبر تقرير الخبير المقدم فى‬
‫هذة الحالة ورقة من اوراق اإلستدالل فى الدعوى ‪.‬‬
‫المادة ‪496‬‬
‫يجب على عضو النيابة المحقق الحضور بقدر اإلمكان وقت عمل الخبير‬
‫ومالحظتة ‪ .‬فاذا اقتضى األمر اثبات الحالة بدون حضور المحقق نظرا‬
‫لضرور القيام ببعض اعمال تحضيرية او تجارب مكررة او الى سبب اخر‬
‫وجب على المحقق ان يصدر امرا يبين فية نوع التحقيقات وما يراد اثبات‬
‫حالتة ‪.‬ويجوز فى جميع األحوال ان يؤدى الخبير مأموريتة بغير حضور‬
‫الخصوم ‪.‬‬
‫المادة ‪497‬‬
‫يجب على النيابة ان تحدد للخبير المنتدب اجال يقدم تقريرة فية ولها ان‬
‫تستبدل بة خبيرا اذا تأخر فى تقديم التقرير بال مبرر ‪.‬‬
‫المادة ‪498‬‬
‫اذا قدم طلب برد الخبير الذى انتدبتة النيابة ألداء مأمورية فى التحقيق‬
‫فيجب عرض الطلب فى يوم تقديمى على المحامى العامة او رئيس النيابة‬
‫الكلية للفصل فية ويصدر القرار فى طلب الرد فى مدى ثالثة ايام من اليوم‬
‫الذى يقدم فية الى النيابة ‪.‬ويمتنع على الخبير اإلستمرار فى عملة بمجرد‬
‫تقديم الطلب بردة مالم يأذن المحامى العام او رئيس النيابة الكلية‬
‫باستمرارة فية لضرورة تقتضى ذلك ‪.‬‬
‫المادة ‪499‬‬
‫يجب على النيابة ان تأذن للخبير اإلستشارى الذى يتعين بة للمتهم‬
‫باإلضالع على كافة األوراق التى اضلع عليها الخبير المنتدب فى التحقيق‬
‫على اال يترتب على ذلك تأخير التصرف فى الدعوى وعليها ايضا ان‬
‫ترفق مايقدمة المتهم من تقارير استشارية بملف القضية وان تعمل على‬
‫تحقيق مايرد بهذة التقارير اذا دعت الحال الى ذلك ‪.‬‬
‫المادة ‪500‬‬
‫اذا حكم على احد خبراء وزارة العدل او غيرهم من الخبراء الموظفين او‬
‫خبراء الجدول بعقوبة فى جناية او جنحة او رفض الخبير القيام‬
‫بالمامورية التى ندب ألدائها فى التحقيق بغير موجب او ارتكب خطأ جسيم‬
‫فى اداء تلك المامورية فيجب على النيابة ان تخطر بذلك المصلحة التى‬
‫يتبعها الخبيراو المحكمة المقيد امامها خبير الجدول على حسب األحوال‬
‫لتتخذ اإلجراءات اللزمة ضدة ‪.‬‬
‫المادة ‪501‬‬
‫اليجوز التصريح لخبراء الجدول بنقل ملفات القضايا والمستندات‬
‫المطعون فيها بالتزوير من مكانها فى اقالم الكتاب لآلطالع عليها خارج‬
‫هذة األقالم‬
‫المادة ‪502‬‬
‫ويراعى بقدر اإلمكان ندب خبراء ابحاث التزييف والتزوير بمصلحة الطب‬
‫الشرعى فى جميع التزوير وال يندب غيرهم من خبراء الجدول اال عند‬
‫الضرورة القصوى‬
‫المادة ‪503‬‬
‫اذا اقتضى التحقيق فحص االوراق المالية واوراق النقد المشتبة فى‬
‫تزويرها فيجب على اعضاء النيابة دائما ان يندبوا لذلك احد خبراء قسم‬
‫ابحاث التزوير والتزييف بمصلحة الطب الشرعى ‪.‬‬
‫المادة ‪504‬‬
‫اذا اقتضى التحقيق فحص عملة معدنية مزيفة فيجب على عضو النيابة ان‬
‫يندب لذلك قسم ابحاث التزييف والتزوير بمصلحة الطب الشرعى وان‬
‫يبادر باخطار هذة المصلحة اليفاد احد خبراء هذا القسم لمعاينة السكوكات‬
‫واألدوات واألوراق المضبوطة فى مكان ضبطها وعلى عضو النيابة ان‬
‫يعنى عناية تامة بالتحفظ عليها فى هذا المكان واال يتناولة احد بالفحص‬
‫قبل وصول ذلك الخبير ‪.‬‬
‫المادة ‪505‬‬
‫اذا طعن بالتزوير فى االختام الموقع بها على ورقة مطعون عليها‬
‫بالتزوير فيجب اإلستعانة بشيخ طائفة الختامين للوصول الى معرفة الختام‬
‫الذى صنع الختم المطعون علية فى بصمتة واإلضالع على دفتر ذلك‬
‫الختام لمعرفة من طلب نقش الختم وتسلمة ‪.‬‬
‫المادة ‪506‬‬
‫يندب مفتش المفرقعات بوزارة الداخلية فور فحص المضبوطات التى‬
‫يشتبة فى ان تكون مفرقعات سواء كانت من نوع القنابل او غيرها ‪.‬‬
‫وعلى اعضاء النيابة ان يامروا باتخاذ مايلزم من اإلحتياطات حتى يقوم‬
‫مفتش المفرقعات بفحصها والتصرف فيها حسبما يراة ويقدم تقريرا عن‬
‫نتيجة الفحص ‪ .‬اما اذا اشتبة فى ان تكون من قنابل الجيش او من نوع‬
‫قذائفة فتعين ابقاؤها فى مكان العثور عليها واخطار اإلدارة المختصة‬
‫بالقوات المسلحة اليفاد مندوب من قبلها ليتولى نقلها الى المكان الذى‬
‫يختارة مفتش المفرقعات ليتخذ اإلجراءات المناسبة فى هذا الشأن ‪.‬‬
‫المادة ‪507‬‬
‫كلما اقتضى التحقيق ندب خبير فى حادث من حوادث السكك الحديدية‬
‫فيجب على عضو النيابة ان يندب لذلك احد الخبراء الفنيين فى شئون‬
‫السكك الحديدية فاذا عرضت الهيئة العامة لشئون السكك الحديدية اسماء‬
‫خبراء معينين فيجوز للنيابة ان تندب احدهم كلما كان ذلك فى صالح‬
‫التحقيق ‪.‬‬
‫المادة ‪508‬‬
‫اذا اقتضى التحقيق معرفة اسباب الحريق وعلى األخص عندما تنشا عنة‬
‫خسائر فادحة فيجب على النيابة ان تندب لذلك ادارة مكافحة الحريق ‪.‬‬
‫المادة ‪509‬‬
‫اذا اقتضى التحقيق فحص االت مصنع اصيب فية احد العمال لمعرفة مدى‬
‫عالقتها بالحادث فيجوز للنيابة ان تندب لذلك احد المهندسين بمصلحة‬
‫العمل مع اخطار المصلحة بذلك اإلنتداب لتنفيذة ‪.‬‬
‫المادة ‪510‬‬
‫يجب على اعضاء النيابة ان يطلبوا معلومات مصلحة الميكانيكا فى‬
‫المسائل الفنية التى تعرض عند نظر القضايا الخاصة باألالت التجارية‬
‫وعلى األخص فى حالة مااذا قدم المتهم رخصة بافادة األلة البخارية‬
‫المادة ‪511‬‬
‫على اعضاء النيابة ان يراعوا فى طلب مندوبى ادارة النقد ايضاح‬
‫موضوع التحقيق او القضية المطلوب سؤال المندوب فيها استرادا كان او‬
‫تصديرا او غير ذلك من عمليات النقد ليتثنى لهذة اإلدارة اختيار المندوب‬
‫الفنى المختص بهذا الموضوع ‪.‬‬
‫المادة ‪512‬‬
‫على اعضاء النيابة ان يستعينوا عند اإلقتضاء برجال ادارة مكافحة‬
‫المخدرات بوزارة الداخلية وبرجال وزارة الصحة فى القضايا التى يتهم‬
‫فيها األطباء والصيادلة بتسهيل تعاضى المواد المخدرة نظرا لما لهم من‬
‫الدراية الفنية ولمالهذة القضايا من اهمية خاصة ‪.‬‬
‫المادة ‪513‬‬
‫اذا دعت الحاجة الى اإلستعانة باحد العاملين بالجهاز المركزى للمحاسبات‬
‫الستطالع راية الفنى فى المسائل المتعلقة بالتحقيقات فال يتم ذلك اال بناء‬
‫على طلب النائب العام بعد رفع األمر الية وبموافقة رئيس الجهاز المذكور‬
‫‪.‬‬
‫المادة ‪514‬‬
‫المعارضة فى تقدير اتعاب الخبير تكون بتقرير فى قلم كتاب المحكمة التى‬
‫اصدرت امر التقدير ‪ .‬وتقبل المعارضة من الخبير الصادر لة امر التقدير‬
‫فاذا كان الخبير من اعضاء مكاتب الخبراء بوزارة العدل او مصلحة الطب‬
‫الشرعى فتقبل المعارضة ايضا من اى عضو اخر من اعضاء المكتب‬
‫يختارة رئيسة لإلضطالع رسميا بمهمة التقرير بالمعارضة فى اوامر‬
‫التقدير ‪ .‬كما يجوز ان تتولى ادارة قضايا الحكومة التقرير بالمعارضة‬
‫نيابة عن مكاتب الخبراء الحكوميين ‪.‬‬
‫المادة ‪515‬‬

You might also like