Professional Documents
Culture Documents
اللجنة الدولية للحقوقيين - المبادئ الدولية المتعلقة باستقلال ومسؤولية القضاة والمحامين وممثلي النيابة العامة - دليل الممارسين
اللجنة الدولية للحقوقيين - المبادئ الدولية المتعلقة باستقلال ومسؤولية القضاة والمحامين وممثلي النيابة العامة - دليل الممارسين
تسمح اللجنة الدولية للحقوقيني بإعادة طبع أجزاء من منشوراتها شرط اإلشارة إلى
مقرها على العنوان التالي:
حقوق الطبع وإرسال نسخة عن هذه املنشورات إلى ّ
جنيف2007 ،
املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل
ومسؤولية القضاة ،واحملامني،
وممثلي النيابة العامة
احملتويات
xi تمهيد
23 .2الحيادية
24 الحياد الفعلي و الظاهري
43 الترقية
45 .7المساءلة
45 نظرة عامة
56 المساءلة
94 اإلتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم
توصية مجلس أوروبا الصادرة عن لجنة الوزراء والمقدمة إلى الدول األعضاء -رقم
134 21لسنة 2000-بشأن حرية ممارسة مهنة المحاماة
توصية المجلس األوروبي رقم )2000( 19الخاصة باللجنة الوزارية للدول األعضاء
138 بشأن دور النيابة العامة في نظام العدالة الجنائية
187 .8الكومنولث
187 مجلس التيمر المبادئ التوجيهية للكومنولث بشأن السيادة البرلمانية واإلستقالل القضائي
190 مبادئ دول الكومنولث حول مسؤوليات السلطات الثالث ،والعالقات فيما بينها
ﲤﻬﻴﺪ
ﻟﻘﺪ ﻋﻤﻠﺖ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﺤﻘﻮﻗﻴﲔ ﻣﻨﺬ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﲔ ﺳﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﺸﺎﺋﻬﺎ ،ﻭﺑﺸﻜﻞ ﻧﺸﻴﻂ ،ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮ ﻗﻴﻢ
ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻭﺍﳌﻨﺼﻔﺔ ﻟﻠﻌﺪﺍﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻀﻤﺎﻧﺔ ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ .ﻭﺗﺮﻛﺰ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ،
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻸﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﺿﻤﺎﻥ ﺣﻖ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺇﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺕ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ
ﺿﺤﺎﻳﺎ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻹﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﳊﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎﺕ ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺇﺣﻀﺎﺭ ﻣﺮﺗﻜﺒﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻹﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺕ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ .ﻛﻤﺎ ﺗﻀﻤﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﺣﻖ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻣﺘﻬﻢ ﺑﺈﺭﺗﻜﺎﺏ ﺟﺮﳝﺔ
ﺟﻨﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﳊﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﻋﺎﺩﻟﺔ ً
ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺗﺘﺼﺮﻑ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ
ﺑﺤﺴﺐ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﻣﺒﺎﺩﺉ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ.
ﻭﻟﻘﺪ ﺩﺃﺑﺖ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﺤﻘﻮﻗﻴﲔ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﳌﻨﺘﺪﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺪﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ
ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻓﻲ ﺍﶈﺎﻛﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺤﺎﻛﻢ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ.
ﻭﻟﻘﺪ ﺇﻛﺘﺴﺒﺖ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺧﺒﺮﺓ ﲤﺘﺪ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺭﺑﻊ ﻗﺮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﲟﺎ ﻳﻀﻤﻦ
ﺇﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ .ﻭﺳﺎﻫﻤﺖ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ”ﻣﺮﻛﺰ ﺇﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﶈﺎﻣﲔ“ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﻋﻤﻠﻴﺔ
ﻟﻨﺸﺮ ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﺇﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﻭﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ ”ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻸﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺑﺸﺄﻥ ﺇﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺩﻭﺭ ﺍﶈﺎﻣﲔ“.
ﻣﻌﻤﻘﺔ
ﺍﶈﺪﺛﺔ ﻣﻦ ﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﺤﻘﻮﻗﻴﲔ ﺍﻻﻭﻝ ﻭﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﳌﻤﺎﺭﺳﲔ ،ﻧﻈﺮﺓ ّّ ّ
ﻭﺗﻮﻓﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ
ﺣﻮﻝ ﺇﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺑﺸﺄﻥ ﺇﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﻭﻣﺤﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﶈﺎﻣﲔ ،ﻭﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ .ﻭﻳﻘﺪﻡ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﺳﺘﻌﺮﺍﺽ ﻭﲢﻠﻴﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﳌﻌﺎﻳﻴﺮ ﻭﺍﻹﺟﺘﻬﺎﺩﺍﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﻠﺔ ،ﺍﳌﺴﺎﻋﺪﺓ ﻟﺼﻨﺎﻉ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ
ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﲔ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺪﻝ ،ﻭﺗﻘﻴﻴﻢ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻭﺻﻴﺎﻏﺔ ﻣﻘﺘﺮﺣﺎﺕ ﻓﻌﻠﻴﺔ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ
ﺍﳌﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ .ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ،ﻳﻘﺪﻡ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻛﻞ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﳌﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺠﺎﻝ؛ ﻭﻫﻮ ﺑﺬﻟﻚ ﻳﺸﻜﻞ ﻧﺴﺨﺔ
ﻣﺤﺪﺛﺔ ﻟﻠﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﳌﻨﺸﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﺤﻘﻮﻗﻴﲔ ﻋﺎﻡ 1990ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ّ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ.
ﻭﻳﺼﻠﺢ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻛﺄﺩﺍﺓ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻧﺸﺮ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ،
ﻭﺍﳌﻤﺎﺭﺳﲔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﲔ ،ﻭﺻﻨﺎﻉ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭﺍﳌﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻰ ﺑﺎﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ،ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﻭﺫﻟﻚ ﳌﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻢ
ﻓﻲ ﺗﺄﺩﻳﺔ ﺃﻧﺸﻄﺘﻬﻢ ،ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺇﻟﻰ ﺗﺒﻨﻲ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ،ﻓﻲ ﺇﺗﻔﺎﻕ ﻣﻊ ﺍﳌﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ.
ﻧﻴﻜﻮﻻﺱ ﻫﻮﻳﻦ
ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ
xiii ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ،ﻭﺍﶈﺎﻣﲔ ،ﻭﳑﺜﻠﻲ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻻﺯﺍﻟﺖ ﻣﺤﻞ ﺷﻚ ﻭﺗﺴﺎﺅﻝ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻻﻭﺳﻂ ﻭﺷﻤﺎﻝ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ،ﻓﻬﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ
ً
ﻣﺮﺗﺒﻄﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺑﻨﻴﻮﻳﻲ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ .ﻓﻠﻘﺪ ﺿﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﻭﳌﺪﺓ ﺃﻥ ﻳﻀﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ
ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ .ﻭﺗﺼﺎﺣﺒﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻣﻊ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﳋﺎﺻﺔ، ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ً
ﻭﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻴﺪﺕ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ،ﻭﺳﺎﻫﻤﺖ ﻓﻲ ﺇﻓﻼﺕ ﻣﺮﺗﻜﺒﻲ ﺇﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺕ ﺣﻘﻮﻕ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﳉﺴﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ .ﺇﻥ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻹﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﺍﻟﺘﻲ ﲤﺘﺪ ﻟﻌﻘﻮﺩ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺷﻜﻠﺖ ﺃﺭﺿﻴﺔ
ً
ﻭﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ﳋﻀﻮﻉ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ .ﻭﻓﻲ ً
ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺎ ً
ﻭﺇﻃﺎﺭﺍ ً
ﺧﺼﺒﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻹﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ،
ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻓﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻻﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺩﻭﻝ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ،ﺗﺘﺰﺍﻳﺪ ﺣﺪﺓ ﺍﳌﻄﺎﻟﺐ ﺑﺘﺤﺪﻳﺚ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ
ﻭﺗﻔﻌﻴﻞ ﺿﻤﺎﻧﺎﺕ ﺇﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭﺣﻴﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ.
ﺇﻥ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﺤﻘﻮﻗﻴﲔ ﺣﻮﻝ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ،ﻭﺍﶈﺎﻣﲔ ،ﻭﳑﺜﻠﻲ
ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﱘ ﺻﻮﺭﺓ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺍﳌﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﳉﻬﻮﻳﺔ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﳌﻮﺿﻮﻉ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ
ﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﺇﺣﺘﺮﺍﻣﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﺩ ﺇﻟﻰ ٍ
ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ،ﻭﺍﶈﺎﻣﲔ ،ﻭﳑﺜﻠﻲ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻭﺗﺮﺳﻴﺦ
ﺩﻭﻟﺔ ﺍﳊﻖ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ.
ﻭﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﳊﻖ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻷﻗﻠﻴﺎﺕ ،ﻓﺈﻥ
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ،ﺟﻮﻫﺮﻱ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ:
.1ﺇﻥ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ،ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ،ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ،ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺨﻀﻊ ﻛﻞ
ﺍﻟﺴﻠﻂ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ .ﻓﺎﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻻﻣﺔ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺇﺣﺘﺮﺍﻣﻪ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ.
ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺆﺩﻱ ﻭﻇﺎﺋﻔﻬﺎ ﻛﻤﺎﻟﻜﺔ ﻟﻠﻘﻬﺮ ﻭ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﲡﺎﻫﻞ ﻟﻠﻘﻮﺍﻧﲔ
ﻭﻟﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ .ﺇﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﻓﻘﻂ ﲟﺒﺪﺃ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﲟﺒﺪﺃ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺮﻫﻦ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﳑﺜﻠﻲ ُﺍﻷﻣﺔ ﺑﺈﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﳌﻜﻔﻮﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺳﺎﺗﻴﺮ ﻭﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ،ﺣﺘﻰ
ﻭﺇﻥ ﺭﻓﻀﺖ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻻﻭﺳﻂ ﻭﺷﻤﺎﻝ ﺍﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺣﻖ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﲔ ﻓﻲ
ﺟﻬﺎﺯ ﻗﻀﺎﺋﻲﻣﻌﺎ ﻭﺟﻮﺩ ٍﻣﻨﺎﺯﻋﺔ ﺩﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ .ﺇﻥ ﻣﺒﺪﺃﻱ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﺍﻧﻴﺔ ﻳﻔﺘﺮﺿﺎﻥ ً
ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻭﻣﺤﺎﻳﺪ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺽ ﺇﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ.
.2ﺇﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻭﻣﺤﺎﻳﺪﺓ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﺃﻳﻀﺎ ﳊﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻷﻗﻠﻴﺎﺕ ﺇﺯﺍﺀ
ﺍﻟﺘﻌﺴﻒ ﻭﺍﻻﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺕ ﺍﳌﺘﻜﺮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻬﺪﻫﺎ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﳊﻘﻮﻕ .ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺪﺳﺎﺗﻴﺮ ﺗﻀﻤﻦ
ً
ﺷﻜﻠﻴﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﲔ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻹﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﳌﺼﺎﺩﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺣﻜﻮﻣﺎﺕ ﺩﻭﻝ
ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﲟﻮﺟﺐ ﻣﺒﺪﺃ ﻗﺪﺳﻴﺔ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ .ﺇﻥ ﻋﺪﻡ ﳉﻮﺀ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ
ﻳﺤﺪ ﻣﻦ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﺿﻤﺎﻧﺎﺕ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ .ﻛﻤﺎ ﺇﻥ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﳌﺠﺮﺩ ﻋﺪﻡ ﺗﻀﻤﻴﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ
ً
ﻣﺒﺮﺭﺍ ﻏﻴﺮ ﺫﻱ ﻗﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﻹﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﲔ .ﻭﻻ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻘﻂ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻳﺒﻘﻰ
ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﻀﻤﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ،ﺑﻞ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﳌﻌﺘﺮﻑ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ
ﺍﻟﻌﺮﻓﻲ.
.3ﺇﻥ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺍﻟﻰ ﺇﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻹﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻳﺤﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﻘﻮﻕ
ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ،ﻓﺎﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﻓﻘﻂ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ،ﻛﺎﳊﻖ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﻋﺎﺩﻟﺔ ﺍﻣﺎﻡ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ
ﻭﻣﺤﺎﻳﺪﺓ ﻭﻣﻨﺸﺄﺓ ﺑﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﻭﺧﺎﺿﻌﺔ ﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻣﺤﺪﺩﺓ ً
ﺳﻠﻔﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ،ﺑﻞ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ
ﺩﻟﻴﻞ ﺍﳌﻤﺎﺭﺳﲔ ﺭﻗﻢ 1 xiv
ﻳﺠﻮﺯ ﺍﳌﺲ ﺑﻬﺎ ،ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻛﺎﳊﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ،ﻭﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ
ﺍﳌﻬﻴﻨﺔ ﻭﺍﳊﺎﻃﺔ ﺑﺎﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﺍﳊﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﺧﻔﺎﺀ ﺍﻟﻘﺴﺮﻱ ،ﻭﺍﻟﻘﺘﻞ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ
ﻭﺍﻹﻋﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﺘﻌﺴﻔﻲ.
.4ﺇﻥ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻭﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻳﻄﺮﺡ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ
ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻻﻭﺳﻂ ﻭﺷﻤﺎﻝ ﺍﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﻑ ﻧﺰﺍﻋﺎﺕ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﻣﺴﻠﺤﺔ،
ﺣﻴﺚ ﺃﺛﺒﺘﺖ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻋﺠﺰﻫﺎ ﻋﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻣﺮﺗﻜﺒﻲ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﳊﺮﺏ ﻭﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﺿﺪ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ
ﻓﻌﺎﻝ ﻳﻌﻜﺲ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺇﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺕ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﳌﺮﺗﻜﺒﺔ ،ﻭﻣﺪﻯ ﳒﺎﻋﺔ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻌﺘﻤﺪﻫﺎ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻤﻨﻬﺎ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ.
ً
ﻭﺑﻨﻴﻮﻳﺎ ﻭﻓﻲ ﺍﳌﻤﺎﺭﺳﺔ ﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ً
ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺎ ﻟﻘﺪ ﺿﻠﺖ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻻﻭﺳﻂ ﻭﺷﻤﺎﻝ ﺍﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺧﺎﺿﻌﺔ
ﻭﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ،ﻭﻟﻘﺪ ﺳﺎﻫﻢ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺛﻘﺔ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﲔ ﻓﻲ ﻣﺪﻯ ﳒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ
ﺣﻘﻮﻕ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺇﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺕ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻣﺮﺗﻜﺒﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺕ ﺟﻨﺎﺋﻴﺎ .ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻻﺣﻮﺍﻝ ،ﻻﺯﺍﻝ
ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺎﺱ ﺃﻧﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﺤﺎﻳﺪﺓ ،ﻭﺃﻧﻬﺎ ﺟﻬﺎﺯ ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ.
ً
ﻭﺃﺧﻴﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﺍﳌﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻀﻄﻠﻊ ﺑﻪ ﺍﳉﻬﺎﺯ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺇﻥ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻭﺗﺮﺳﻴﺦ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﳊﻖ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻳﻘﻮﻡ ً
ﺃﻭﻻ
ُ
ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺤﺎﻳﺪ ﻭﻣﺴﺘﻘﻞ ﻓﻲ ﺇﺧﻀﺎﻉ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺴﻠﻂ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﻭ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﳌﻌﺘﺮﻑ ﺑﻬﺎ
ﺩﻭﻟﻴﺎ ،ﻭﺗﻌﻮﻳﺾ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺇﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺗﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻓﻌﺎﻝ ،ﻳﻀﻤﻦ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ،ﻭﻓﻲ ﺟﺒﺮ ﺍﻟﻀﺮﺭ ،ﻭ ﻓﻲ ً
ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻣﺮﺗﻜﺒﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺘﻜﺮﺭ ﻓﻲ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ.
ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻨﻌﺮﺑﻴﺔ
ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ
ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻣﺮ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﳊﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺆﺩﻱ ﺍﶈﺎﻛﻢ
ﺭﺋﻴﺴﻴﺎ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ،ﺃﻭ ﻣﻦ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺇﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺕ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺿﻤﺎﻥ ً ً
ﺩﻭﺭﺍ
ﺣﺼﻮﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻞ ﺍﻻﻧﺼﺎﻑ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺘﻘﺪﱘ ﻣﺮﺗﻜﺒﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ
ﺃﻥ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ ﻳﺮﺗﻜﺐ ﺃﻓﻌﺎﻻ ﺇﺟﺮﺍﻣﻴﺔ ﻳﺘﻠﻘﻰ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﻋﺎﺩﻟﺔ ً
ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ .ﻓﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮ
ﺃﺳﺎﺳﻴﺎ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺇﻣﺘﺜﺎﻝ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺣﻜﻢ
ً
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ .ﻭﻗﺪ ﺃﺑﺮﺯﺕ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﳊﺎﺳﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻌﺒﻪ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ
ً
ﻣﺮﺍﺭﺍ ﺃﻥ ”ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ،ﺣﻴﺚ ﺫﻛﺮﺕ ،ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ
ﻣﺮﻛﺰﻳﺎ ﻓﻲ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ“ 2.ﻭﺫﻛﺮﺕ ً
ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ”ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ً ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ]…[ ﻳﻠﻌﺒﺎﻥ ﺩﻭﺭﺍ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ،ﲟﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﺟﻮﺩ ﻭﻛﺎﻻﺕ ﻹﻧﻔﺎﺫ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﻭﻟﻠﻤﻼﺣﻘﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ،ﻭﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﻗﻀﺎﺀ ﻣﺴﺘﻘﻞ
ً
ﲤﺎﻣﺎ ﻣﻊ ﺍﳌﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺔ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ،ﻭﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻜﻮﻙ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﳊﻘﻮﻕ ﻭﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﻣﻬﻨﺔ ﺍﶈﺎﻣﺎﺓ ﲟﺎ ﻳﺘﻤﺎﺷﻰ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺃﻣﻮﺭﺍ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰﻱ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﻭﺃﻣﻮﺭﺍ ﻻ ﻏﻨﻰ
ﻋﻨﻬﺎ ﻟﻌﻤﻠﻴﺘﻲ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ“ .3ﻭﻟﻘﺪ ﺃﻛﺪ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻸﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﺼﻮﺹ ﻋﻠﻰ
ﺃﻧﻪ” :ﻳﺠﺐ ﺍﻹﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺿﻤﺎﻥ ﺇﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﻭﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﶈﺎﻣﲔ ﻓﻲ
4
ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ“.
ﻭﺫﻛﺮﺕ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ” :ﺿﻤﺎﻥ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ
ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻘﻮﻕ ،ﻣﻊ ﺣﻖ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻫﻴﺌﺔ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﻣﺨﺘﺼﺔ ﻭﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﻨﺰﺍﻫﺔ،
ﻭﻣﻠﺘﺰﻣﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪﺩ ﻧﻄﺎﻕ ﺳﻠﻄﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﺍﳌﺨﻮﻟﺔ ﻭﻓﻘ ًﺎ ﳌﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ“ 5 .ﻭﺑﺎﳌﺜﻞ،
ﻓﻘﺪ ﺃﺷﺎﺭﺕ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ”ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺷﺮﻁ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻘﻮﻕ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ“ 6.ﻭﻗﺪ ﺇﻋﺘﺒﺮﺕ ﳉﻨﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ”ﺍﳊﻖ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﻋﺎﺩﻟﺔ ﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺪﻋﺎﺋﻢ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ
25ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ/ﻳﻮﻧﻴﻮ ،1993ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺇﻋﻼﻥ ﻭﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻋﻤﻞ ﻓﻴﻴﻨﺎ ،ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﺇﻋﺘﻤﺪﻫﻤﺎ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﳌﻌﻘﻮﺩ ﻓﻲ ﻓﻴﻴﻨﺎ ﻓﻲ 1
.27
ﺇﻧﻈﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﳌﺜﺎﻝ ،ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ 05/181ﺍﳌﺆﺭﺥ 22ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ/ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 1995ﻭ 84/731ﺍﳌﺆﺭﺥ 20ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ/ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 2
1993ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ ”ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ“.
ﺍﳌﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ. 3
،A/57/275 ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ -ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ 4
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ .41
ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻠﻄﻔﻞ ،ﻭﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻹﺳﺘﺸﺎﺭﻱ ﶈﻜﻤﺔ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ 28 ،-17/2002ﺁﺏ / 5
ﺃﻏﺴﻄﺲ ،2002ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ .120
ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺑﺤﺎﻟﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻛﻮﺑﺎ :ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ،ﻭﺛﻴﻘﺔ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ Ser.L/V/II.61 ،ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ 29ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ 6
ﺭﻗﻢ ،1983 ،1ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ،ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ .2
ﺩﻟﻴﻞ ﺍﳌﻤﺎﺭﺳﲔ ﺭﻗﻢ 1 2
ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻳﺆﺳﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺣﺘﺮﺍﻡ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﳌﻌﺘﺮﻑ ﺑﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﺀﺕ ﺑﺼﻠﺐ
7
ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﺇﺳﺎﺀﺓ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ“.
ﺍﻹﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭﺍﳊﻴﺎﺩﻳﺔ
ﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﺆﻛﺪ ﻓﻲ ﺩﺳﺎﺗﻴﺮﻫﺎ ﻭﻗﻮﺍﻧﻴﻨﻬﺎ ﻭﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻋﻦ ﺑﺎﻗﻲ
ّ
ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ .ﻓﺎﶈﺎﻛﻢ ﺍﳌﺴﺘﻘﻠﺔ ﻭﺍﻟﻨﺰﻳﻬﺔ ﻫﻲ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻤﻦ ﺇﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ
ً
ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ.
ﻭﻳﺠﺐ ﻣﻨﺢ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ،ﻭﺍﶈﺎﻣﲔ ،ﻭﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ،ﺣﺮﻳﺔ ﳑﺎﺭﺳﺔ
ً
ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺣﻤﺎﻳﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺇﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ ،ﺃﻭ ﻣﻀﺎﻳﻘﺎﺕ، ﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻬﻢ ﺍﳌﻬﻨﻴﺔ ،ﻭﺣﻤﺎﻳﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻐﻮﻁ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
ﻭﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﳌﻘﺎﺑﻞ
ّ ﺃﻭ ﺇﺿﻄﻬﺎﺩ ﺧﻼﻝ ﺇﺿﻄﻼﻋﻬﻢ ﺑﺄﻧﺸﻄﺘﻬﻢ ﺍﳌﻬﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ.
ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺪﻭﺭﻫﻢ ﻛﻨﺎﺷﻄﲔ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻛﻤﺴﺆﻭﻟﲔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﻌﺐ ،ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻠﻰ
ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺰﺍﻫﺔ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲً ،
ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ،ﻭﺍﳌﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ.
ﻭﻣﻦ ﺍﳌﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻋﺪﻡ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ،ﻭﺍﶈﺎﻣﲔ ،ﻭﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﺍﺀ ﺩﻭﺭﻫﻢ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ
ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻫﻮ ﺇﻓﺘﻘﺎﺭﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻦ ﺍﳌﺆﻫﻼﺕ ﺍﳌﻬﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻭﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ،ﲟﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ
ً
ﻣﺤﻠﻴﺎ. ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ
ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ،ﻭﺍﶈﺎﻣﻮﻥ ،ﻭﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻨﻔﺲ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ﺃﻱ ﺇﻧﺴﺎﻥ
ﻳﺘﻌﲔ ﺣﻤﺎﻳﺘﻬﻢ ﺑﻮﺟﻪ ﺧﺎﺹ ﻷﻧﻬﻢ ﺍﻟﻀﺎﻣﻨﻮﻥ ﻟﺘﻤﺘﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﳊﻘﻮﻕ .ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ّ ﺁﺧﺮ ،ﻓﺈﻧﻪ
ً
ﺗﻌﺴﻔﻴﺎ .ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪﻳﻦ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ،ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ
ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺍﶈﺎﻣﻮﻥ ﺍﻹﺗﺼﺎﻝ ﲟﻮﻛﻠﻴﻬﻢ ﺑﺤﺮﻳﺔ ،ﻓﺈﻥ ﻣﺒﺪﺃ ﺗﻜﺎﻓﺆ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﻭﺍﳊﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﲟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻃﺮﻓﻲ
ً
ﻣﺤﻘﻘﺎ .ﻭﺇﺫ ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ،ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ
ﺗﻌﺮﺽ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻟﻠﺨﻄﺮ ﺑﺴﺒﺐ ﺃﺩﺍﺋﻬﻢ ﻟﻌﻤﻠﻬﻢ ،ﻓﺴﻮﻑ ﻳﺆﺛﺮ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﺟﺒﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﳌﻼﺣﻘﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ.
ﻳﺘﻌﲔ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺍﶈﺎﻣﻮﻥ ﻭﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﻮﺟﺐ ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ،ﻓﺈﻥ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺍﻟﺘﻲ ّ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ .ﻓﻤﺒﺪﺃ ﺇﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﻻ ﻳﺠﻴﺰ ﻟﻬﺆﻻﺀ ﺣﻖ ﲡﺎﻭﺯ ﺣﺪ ﺳﻠﻄﺘﻬﻢ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻨﺎﻓﻊ
ﺷﺨﺼﻴﺔ ﲡﻴﺰ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ .ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻠﻘﻀﺎﺓ ﺍﻟﺒﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻋﺎﻭﻯ ً
ﻃﺒﻘﺎ ﻷﻫﻮﺍﺋﻬﻢ
ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،ﺇﳕﺎ ً
ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭﺗﻮﺻﻴﻔﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ .ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﺈﻥ ﻭﺍﺟﺒﻬﻢ ﻳﺘﻤﺜﻞ
ﻓﻴﺘﻌﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ
ّ ﻓﻲ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻭﺍﻹﺩﻋﺎﺀ ﺣﻮﻝ ﺇﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺕ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ًﺃﻳﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺗﻜﺒﻮﻫﺎ .ﺃﻣﺎ ﺍﶈﺎﻣﻮﻥ،
ﻓﻲ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ ﺃﺩﺍﺀ ﻋﻤﻠﻬﻢ ﳌﺼﻠﺤﺔ ﻣﻮﻛﻠﻴﻬﻢ.
ﻟﺬﺍ ،ﻓﺈﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ،ﻭﺍﶈﺎﻣﲔ ،ﻭﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻟﻠﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﶈﺎﻛﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺃﻥﱠ
ﻋﺪﻡ ﺍﺩﺍﺋﻬﻢ ﳌﻬﺎﻣﻬﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻄﻠﻮﺏ ﻳﻌﺪ ﲡﺎﻭﺯﺍ ﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﳊﻖ ﻓﻲ ﺍﶈﺎﻛﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ.
ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺭﻗﻢ 78ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ” ،11.335ﻏﻴﻤﺎ ﻻﺭﻱ“ ﺿﺪ ﻫﺎﻳﺘﻲ ﻓﻲ 27ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ/ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ،2002ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ .53 7
3 ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ،ﻭﺍﶈﺎﻣﲔ ،ﻭﳑﺜﻠﻲ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ
ﺍﳌﻌﺎﻫﺪﺍﺕ
ﻳﻘﺼﺪ ﺑـ ”ﺍﳌﻌﺎﻫﺪﺓ“ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﳌﻌﻘﻮﺩ ﺑﲔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺃﻭ ﺍﳌﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺻﻴﻐﺔ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻈﻤﻪ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ 8.ﻻ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻟﻠﺘﺴﻤﻴﺔ ﺍﳌﻄﻠﻘﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ )ﻋﻬﺪ ،ﺇﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ،ﻣﻌﺎﻫﺪﺓ ،ﺑﺮﺗﻮﻛﻮﻝ (...ﻋﻠﻰ ﺇﺗﻔﺎﻗﻬﻢ،
ﻭﺇﳕﺎ ﺍﳌﻬﻢ ﻫﻮ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺍﳌﻌﺎﻫﺪﺓ ﻭﻟﻐﺘﻬﺎ ،ﻓﻀ ًﻼ ﻋﻦ ﻋﺰﻡ ﺃﻃﺮﺍﻓﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﲟﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ .ﻭﺗﺬﻛﺮ ﻓﻲ
ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻊ ﺑﻬﺎ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻹﻟﺘﺰﺍﻡ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ﲟﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﺎﻫﺪﺓ. ﺍﳌﻌﺎﻫﺪﺓ ً
ﻭﻳﻠﺘﺰﻡ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﳌﻌﺎﻫﺪﺓ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﺃﺣﻜﺎﻣﻬﺎ ﺑﺤﺴﻦ ﻧﻴﺔ ﲟﻮﺟﺐ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ،ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﺪﻭﻟﺔ ﻃﺮﻑ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻫﺪﺓ
9
ﺃﻥ ﲢﺘﺞ ﺑﻨﺼﻮﺹ ﻗﺎﻧﻮﻧﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻟﺘﺒﺮﻳﺮ ﺇﺧﻔﺎﻗﻬﺎ ﻓﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﳌﻌﺎﻫﺪﺓ.
ﻭﻗﺪ ﻧﺼﺖ ﺍﳌﺎﺩﺓ )/14ﺃ( ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺻﺎﺩﻗﺖ ﻋﻠﻴﻪ 154
ً
ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺳﻮﺍﺀ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ“ .ﻭ ”ﻣﻦ ﺣﻖ ﻛﻞ ﻓﺮﺩ ،ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ ﺃﻳﺔ ﺗﻬﻤﺔ ﺟﺰﺍﺋﻴﺔ ﺗﻮﺟﻪ ﺩﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ” :ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺣﻘﻮﻗﻪ ﻭﺇﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺃﻳﺔ ﺩﻋﻮﻯ ﻣﺪﻧﻴﺔ ،ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﻀﻴﺘﻪ ﻣﺤﻞ ﻧﻈﺮ ﻋﺎﺩﻝ ﻭﻋﻠﻨﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺤﻜﻤﺔ
ﻣﺨﺘﺼﺔ ،ﻭﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ،ﻭﺣﻴﺎﺩﻳﺔ ،ﻭﻣﻨﺸﺄﺓ ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ“ .ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﺕ ﳉﻨﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﺮﺻﺪ ﺇﻣﺘﺜﺎﻝ
ﺍﻟﺪﻭﻝ ﳌﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﳊﻖ ﻓﻲ ﺍﶈﺎﻛﻤﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ
10
ﻭﺣﻴﺎﺩﻳﺔ ”ﻫﻮ ﺣﻖ ﻣﻄﻠﻖ ﻭﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﻓﻴﻪ ﺑﺄﻱ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ“.
ﺃﻳﻀﺎ ،ﺃﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﳊﺮﺏ ﺃﻭ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ”ﻳﻨﻌﻘﺪ ﺍﻹﺧﺘﺼﺎﺹ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔً ﻭﺫﻛﺮﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ
ﻓﻘﻂ ﶈﺎﻛﻤﺔ ﻭﺇﺩﺍﻧﺔ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ ﻳﺮﺗﻜﺐ ﺃﻋﻤﺎﻻ ﺇﺟﺮﺍﻣﻴﺔ“ 11.ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻖ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﶈﺎﻛﻢ
ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﺇﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ.
ﻭﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﳑﺎﺛﻞ ،ﻓﻘﺪ ﻧﺼﺖ ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (18/1ﻣﻦ ﺍﻹﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﳊﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺍﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ
ﻭﺃﻓﺮﺍﺩ ﺃﺳﺮﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ”ﻟﻠﻌﻤﺎﻝ ﺍﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻭﺃﻓﺮﺍﺩ ﺃﺳﺮﻫﻢ ﺍﳊﻖ ﻓﻲ ] [...ﺇﺳﻤﺎﻉ ﺃﻗﻮﺍﻟﻬﻢ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﺎﺩﻟﺔ ﻭﻋﻠﻨﻴﺔ
ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻣﺨﺘﺼﺔ ،ﻭﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ،ﻭﻧﺰﻳﻬﺔ ،ﺗﻌﻘﺪ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ“.
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﻮﻱ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ،ﻧﺼﺖ ﺍﳌﺎﺩﺓ (1) 8ﻣﻦ ﺍﻹﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ” :ﻟﻜﻞ ﺷﺨﺺ
ﺍﳊﻖ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻭﺗﻨﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻣﺨﺘﺼﺔ ،ﻭﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ،ﻭﺣﻴﺎﺩﻳﺔ ،ﻭﻣﻨﺸﺄﺓ
ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﺯﻣﻨﻴﺔ ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ ،ﻓﻲ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺃﻳﺔ ﺗﻬﻤﺔ ﺫﺍﺕ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺟﻨﺎﺋﻴﺔ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻭ ﻟﻠﺒﺖ ﻓﻲ ﺣﻘﻮﻗﻪ
ﻭﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﺫﺍﺕ ﺃﻱ ﻃﺎﺑﻊ ﺁﺧﺮ“.
ﻭﺑﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﳑﺎﺛﻠﺔ ،ﻧﺼﺖ ﺍﳌﺎﺩﺓ (1) 7ﻣﻦ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ” :ﺣﻖ ﺍﻟﺘﻘﺎﺿﻲ
ﻣﻜﻔﻮﻝ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﻭﻳﺸﻤﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﳌﺨﺘﺼﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ“ ﻭ ”ﺇﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﳌﺘﻬﻢ
ﺑﺮﻱﺀ ﺣﺘﻰ ﺛﺒﻮﺕ ﺇﺩﺍﻧﺘﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻣﺨﺘﺼﺔ “ ،ﻭ”ﺍﳊﻖ ﻓﻲ ﺍﶈﺎﻛﻤﺔ ﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ ﻭﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ
”ﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻝ
ﻣﺤﺎﻳﺪﺓ“ .ﻭﻳﺘﻌﲔ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﲟﻮﺍﺯﺍﺓ ﻣﻊ ﺍﳌﺎﺩﺓ 26ﻣﻦ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ّ
ﺃﻧﻈﺮ ﺍﳌﺎﺩﺓ ) ( 1ﻣﻦ ﺇﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﻴﻴﻨﺎ ﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﻌﺎﻫﺪﺍﺕ ،ﻭﺍﳌﺎﺩﺓ 2ﻣﻦ ﺇﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﻴﻴﻨﺎ ﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﻌﺎﻫﺪﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻘﺪ ﺑﲔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻭﺍﳌﻨﻈﻤﺎﺕ 8
ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﺑﲔ ﺍﳌﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ.
ﺍﳌﺎﺩﺗﲔ 26ﻭ 27ﻣﻦ ﺇﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﻴﻴﻨﺎ ﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﻌﺎﻫﺪﺍﺕ. 9
ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ” ،263/1987 ،10ﻏﻮﻧﺰﺍﻟﻴﺲ ﺩﻳﻞ ﺭﻳﻮ “ ﺿﺪ ﺑﻴﺮﻭ )ﺇﻋﺘﻤﺪﺕ ﻓﻲ 28ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ/ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ (1992ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ 10
ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ C/46/D/263/1987 CCPR /ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ.5.2
ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺭﻗﻢ 29ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ )ﺍﳌﺎﺩﺓ ،(4ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ 11
ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ CCPR/C/21/Rev.1/Add.11 31،ﺁﺏ/ﺃﻏﺴﻄﺲ ، 2001ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ .16
ﺩﻟﻴﻞ ﺍﳌﻤﺎﺭﺳﲔ ﺭﻗﻢ 1 4
ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﺿﻤﺎﻥ ﺇﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﶈﺎﻛﻢ“ .ﻭﺃﻛﺪﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ
12
ﺇﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﳌﺎﺩﺓ ” 7ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻺﻧﺘﻘﺎﺹ“ ﺣﻴﺚ ﺇﻧﻬﺎ ﺗﻮﻓﺮ ”ﺍﳊﺪ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﻣﻦ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻟـﻤﻮﺍﻃﻨﲔ“.
ﺃﻣﺎ ﺍﻹﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻘﺪ ﻧﺼﺖ ﻓﻲ ﺍﳌﺎﺩﺓ (1) 6ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ” :ﻟﻜﻞ ﺷﺨﺺ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ
ﺣﻘﻮﻗﻪ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ ،ﺃﻭ ﻓﻲ ﺗﻬﻤﺔ ﺟﻨﺎﺋﻴﺔ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﺇﻟﻴﻪ ،ﺍﳊﻖ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﻋﻠﻨﻴﺔ ﻋﺎﺩﻟﺔ ﺧﻼﻝ ﻣﺪﺓ ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ
ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ،ﻭﻏﻴﺮ ﻣﻨﺤﺎﺯﺓ ،ﻭﻣﺸﻜﻠﺔ ً
ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ“.
ﻭﺃﺧﻴﺮﺍ ،ﻓﺈﻥ ﺍﳊﻖ ﻓﻲ ﺍﳊﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﻋﺎﺩﻟﺔ ﻫﻮ ﻣﺒﺪﺃ ﻣﻌﺘﺮﻑ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ،ﻓﻘﺪ ً
ﻧﺼﺖ ﺍﳌﺎﺩﺓ (4) 75ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﺗﻮﻛﻮﻝ ﺍﻷﻭﻝ ﳌﻌﺎﻫﺪﺍﺕ ﺟﻨﻴﻒ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ”ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﺃﻱ ﺣﻜﻢ ﺃﻭ ﺗﻨﻔﻴﺬ
ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻢ ﺻﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺃﻳﺔ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺣﻴﺎﻝ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ ﺗﺜﺒﺖ ﺇﺩﺍﻧﺘﻪ ﻓﻲ ﺟﺮﳝﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻨﺰﺍﻉ ﺍﳌﺴﻠﺢ ،ﺇﻻ ً
ً،
ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ﻭﺗﻠﺘﺰﻡ ﺑﺎﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺍﳌﺮﻋﻴﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻣﺤﺎﻳﺪﺓ ﺗﺸﻜﻞ ﻫﻴﺌﺘﻬﺎ ﺗﺸﻜﻴ ًﻼ
13 ً
ﻋﻤﻮﻣﺎ“. ﻭﺍﳌﻌﺘﺮﻑ ﺑﻬﺎ
ﺍﻹﻋﻼﻧﺎﺕ
ﻻ ﺗﻠﺰﻡ ﺍﻹﻋﻼﻧﺎﺕ ﺃﻃﺮﺍﻓﻬﺎ ﺑﺎﳌﻌﻨﻰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ،ﺑﻞ ﺇﻧﻬﺎ ﺗﻀﻊ ﺍﳌﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﳌﻌﺘﺮﻑ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎﻕ ﻭﺍﺳﻊ ﺑﺸﺄﻥ ﻋﺪﺩ
ً
ﻭﺧﺼﻮﺻﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻌﺘﻤﺪﺓ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﲡﺴﺪ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ،
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ.
ً
ﺃﺣﻜﺎﻣﺎ ﺗﺘﺸﺎﺑﻪ ﻭﺗﺘﻜﺮﺭ ﻣﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﳌﻌﺎﻫﺪﺍﺕ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻭﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﻋﻼﻧﺎﺕ
ﺍﻟﻌﺮﻓﻲ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﳊﺎﻻﺕ .ﻣﺜﺎﻝ ﺫﻟﻚ ،ﺍﳌﺒﺪﺃ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻸﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺑﺸﺄﻥ ﺩﻭﺭ ﺍﶈﺎﻣﲔ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﳌﺎﺩﺓ 14ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ) 3ﺩ( ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ.
ﺃﺣﻜﺎﻣﺎ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﳊﻖ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﻋﺎﺩﻟﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻭﻣﺤﺎﻳﺪﺓ .ﻓﻘﺪ ً ﻭﻗﺪ ﺗﻀﻤﻦ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻹﻋﻼﻧﺎﺕ
ﺳﻠﻢ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﺘُﻤﺪ ﲟﻮﺟﺐ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺑﺄﻥ ” :ﻟﻜﻞ
ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺍﳊﻖ ،ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻡ ﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻓﻲ ﺃﻥ ﺗﻨﻈﺮ ﻗﻀﻴﺘﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻭﻧﺰﻳﻬﺔً ،
ﻧﻈﺮﺍ
ً
ﻭﻋﻠﻨﻴﺎ ﻟﻠﻔﺼﻞ ﻓﻲ ﺣﻘﻮﻗﻪ ،ﻭﺇﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ ،ﻭﺃﻳﺔ ﺗﻬﻤﺔ ﺟﻨﺎﺋﻴﺔ ﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻴﻪ“. ً
ﻋﺎﺩﻻ
ﻭﻗﺪ ﻧﺺ ﺍﳌﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻣﻦ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﻣﺠﻠﺲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺑﺸﺄﻥ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻣﻜﺎﻓﺤﺔ
ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ 14،ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ” :ﻷﻱ ﺷﺨﺺ ﻣﺘﻬﻢ ﺑﺎﺭﺗﻜﺎﺏ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﺇﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﺍﳊﻖ ﻓﻲ ] [...ﺃﻥ ﺗﺒﺚ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺘﻪ ﻣﺤﻜﻤﺔ
] [...ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻭﺣﻴﺎﺩﻳﺔ ﻣﻨﺸﺄﺓ ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ“ .ﻭﻧﺼﺖ ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (47ﻣﻦ ﻣﻴﺜﺎﻕ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻺﲢﺎﺩ
ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ ً
ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ” :ﻣﻦ ﺣﻖ ﺃﻱ ﺇﻧﺴﺎﻥ ] [...ﺃﻥ ﻳﺤﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻋﺎﺩﻟﺔ ﻭﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻳﻨﺸﺌﻬﺎ
ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ،ﻭﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻭﺍﳌﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ،ﺿﺪ ﻧﻴﺠﻴﺮﻳﺎ ،ﺍﻟﺒﻼﻍ 12
ﺭﻗﻢ ،218/98ﻗﺮﺍﺭ ﻣﻌﺘﻤﺪ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ 23ﻧﻴﺴﺎﻥ/ﺍﺑﺮﻳﻞ 7 -ﺃﻳﺎﺭ/ﻣﺎﻳﻮ ،2001ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ .7
ﺗﺸﻤﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ) :ﺃ( ” ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻨﺺ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﺩﻭﻥ ﺇﺑﻄﺎﺀ ﺑﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﺍﳌﻨﺴﻮﺑﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺃﻥ 13
ﺗﻜﻔﻞ ﻟﻠﻤﺘﻬﻢ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺳﻮﺍﺀ ﻗﺒﻞ ﺃﻡ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻣﺤﺎﻛﻤﺘﻪ “) ،ﺏ( ” ﻻ ﻳﺪﺍﻥ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ
ً
ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ“ ﻭ ً
ﺑﺮﻳﺌﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﺜﺒﺖ ﺇﺩﺍﻧﺘﻪ ﺑﺠﺮﳝﺔ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ “) ،ﺩ( ] ” [...ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﺑﺠﺮﳝﺔ
ً
ﺣﻀﻮﺭﻳﺎ “. )ﻫـ( ” ﻳﺤﻖ ﻟﻜﻞ ﻣﺘﻬﻢ ﺑﺠﺮﳝﺔ ﺃﻥ ﻳﺤﺎﻛﻢ
ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﻣﺠﻠﺲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺑﺸﺄﻥ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ،ﺇﻋﺘﻤﺪﺗﻬﺎ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ 11ﲤﻮﺯ 14
2002ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ 408ﳌﺠﻠﺲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ -ﻧﻮﺍﺏ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ.
5 ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ،ﻭﺍﶈﺎﻣﲔ ،ﻭﳑﺜﻠﻲ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻣﺴﺒﻘ ًﺎ“ .ﻛﺬﻟﻚ ،ﻓﻘﺪ ﻧﺼﺖ ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (26ﻣﻦ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﳊﻘﻮﻕ ﻭﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ:
ً
ﻣﺴﺒﻘﺎ“. ً
ﻭﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ” ] [...ﻷﻱ ﻣﺘﻬﻢ ﺑﺠﺮﳝﺔ ،ﺍﳊﻖ ﻓﻲ ] [...ﺃﻥ ﺗﺘﻢ ﻣﺤﺎﻛﻤﺘﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﶈﺎﻛﻢ
ﺇﻥ ﺍﻹﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﳊﻖ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﻋﺎﺩﻟﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻭﻣﺤﺎﻳﺪﺓ ﻻ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻌﺎﻫﺪﺍﺕ
ﻓﺤﺴﺐ ،ﻭﺇﳕﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﻟﻌﺮﻓﻲ .ﻭﻟﺬﻟﻚ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻨﻀﻢ ﺃﻭ ﺗﺼﺎﺩﻕ
ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﺎﻫﺪﺍﺕ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﺑﺎﺣﺘﺮﺍﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻖ ﻭﺗﺮﺗﻴﺐ ﺃﻧﻈﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ً
ﻭﻓﻘﺎ ﻟﺬﻟﻚ.
ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻣﺒﺪﺃ ”ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ“ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺯﺩﻭﺍﺟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﺎﻭﻱ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﶈﺎﻛﻢ -ﻭﻫﺬﺍ
ﺑﺄﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﲤﻴﻴﺰﻳﺔ ﺃﻭ ﺗﻄﺒﻖ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﲤﻴﻴﺰﻳﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ -ﻓﻘﺪ ﺃﺷﺎﺭﺕ ﳉﻨﺔ ﺍﻷﱈ ﻳﻘﻀﻲ ّ
ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ”ﺍﳊﻖ ﻓﻲ ﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﲤﻴﻴﺰ ﻻ ﻳﺠﻌﻞ ﺟﻤﻴﻊ
ً
ﻣﺮﺍﺭﺍ ﺃﻥ ﺍﻹﺧﺘﻼﻑ ﻓﻲ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻘﺒﻮﻻ ﻓﻲ ﺍﻹﺧﺘﻼﻓﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﲤﻴﻴﺰﻳﺔ“ . 15ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ
16
ﺣﺎﻟﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﻭﺃﺳﺒﺎﺏ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻹﺧﺘﻼﻑ.
ﻭﻟﻘﺪ ﺗﺒﻨﺖ ﳉﻨﺔ ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻬﺎ ﻣﺒﺪﺃ ”ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ“ .ﻓﻘﺪ ﺃﻭﺻﺖ
ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭﻫﺎ ﺭﻗﻢ 1989/32ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﺄﺧﺬ ﺑﻌﲔ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻹﻋﻼﻥ
ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ،ﻭﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ ﺑﺈﺳﻢ ﺇﻋﻼﻥ ﺳﻨﻐﻔﻲ ، 17ﺣﻴﺚ ﻧﺼﺖ ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (5ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ:
”)ﺏ( ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻣﺤﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﻧﺘﺰﺍﻉ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺍﻷﺻﻴﻠﺔ ﻭﺍﳌﺨﻮﻟﺔ ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ؛ )ﺝ( ﻟﻜﻞ
ﻓﺮﺩ ﺍﳊﻖ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﺤﺎﻛﻢ ﻣﻊ ﺗﻮﺧﻲ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺔ ﻭﺑﺪﻭﻥ ﺗﺄﺧﻴﺮ ﻻ ﻣﺒﺮﺭ ﻟﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ،ﲟﻮﺟﺐ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻳﺨﻀﻊ ﻟﻠﻤﺮﺍﺟﻌﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﶈﺎﻛﻢ؛ ]) [...ﻩ( ﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﻓﻲ ]ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ[ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ
ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ ،ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﲔ ﺍﳌﺘﻬﻤﲔ ﺑﺎﺭﺗﻜﺎﺏ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺟﻨﺎﺋﻴﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺤﺎﻛﻢ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻋﺎﺩﻳﺔ “ .ﻭﲡﺪﺭ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ
ﻫﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻗﺮﺍﺭﻳﻦ ﺑﺸﺄﻥ ﻧﺰﺍﻫﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻛﺪﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ” ﻟﻜﻞ ﻓﺮﺩ ﺍﳊﻖ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﺤﺎﻛﻢ ﺃﻣﺎﻡ
ﻭﻳﺘﻌﲔ ﻋﺪﻡ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻣﺤﺎﻛﻢ ﻻ ّ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ُﺗ َﻄﺒِﻖ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﳌﻘﺮﺭﺓ،
15ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ” 172/1984ﺍﺱ ﺩﺑﻠﻴﻮ ﻡ .ﺑﺮﻭﻛﺲ“ﺿﺪ ﻫﻮﻟﻨﺪﺍ )ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻋﺘﻤﺪﺕ ﻓﻲ 9ﻧﻴﺴﺎﻥ/ﺍﺑﺮﻳﻞ (1987ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﱈ
ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،(A/42/40 ) ،ﻓﻲ ، 139ﺍﳌﻠﺤﻖ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ .ﻓﻘﺮﺓ .13ﺍﻧﻈﺮ ﺃﻳﻀﺎ :ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ” ،182/1984ﺯﻭﺍﻥ ﺩﻱ ﻓﺮﻳﺲ “ ﺿﺪ
ﻫﻮﻟﻨﺪﺍ )ﺍﻋﺘﻤﺪﺕ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﻓﻲ 9ﻧﻴﺴﺎﻥ/ﺍﺑﺮﻳﻞ (1987ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،ﺭﻗﻢ ) (A/42/40ﻓﻲ ،160ﺍﳌﻠﺤﻖ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ؛
ﺭﺳﺎﻟﺔ ” ،196/1985ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻏﻲ“ ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ ﺿﺪ ﻓﺮﻧﺴﺎ )ﺍﻋﺘﻤﺪﺕ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﻓﻲ 3ﻧﻴﺴﺎﻥ/ﺍﺑﺮﻳﻞ (1989ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﱈ
ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ CCPR/C/35/D/196/1985؛ ﺍﻟﺒﻼﻍ ﺭﻗﻢ ” 516/1992ﺍﻟﻴﻨﺎ
ﺳﻴﻤﻮﻧﻴﻚ “ ﺿﺪ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﺸﻴﻜﻴﺔ )ﺍﻋﺘﻤﺪﺕ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﻓﻲ 19ﲤﻮﺯ (1995ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ CCPR/C/54/
.D/516/1992
ﺍﳌﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ. 16
ﺇﻋﻼﻥ ﺳﻨﻐﻔﻲ ﺷﻜﻞ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﺑﺸﺄﻥ ﺇﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ. 17
ﺩﻟﻴﻞ ﺍﳌﻤﺎﺭﺳﲔ ﺭﻗﻢ 1 6
ً
ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ﻟﺘﻨﺘﺰﻉ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﻘﺮﺭﺓ
18
ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ“.
ﺇﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺤﺎﻛﻢ ﺃﻭ ﻫﻴﺌﺎﺕ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﺃﻭ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺨﺼﺺ ً
ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮﻉ ﺃﻣﺮ g
ﻣﻘﺒﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎﻕ ﻭﺍﺳﻊ .ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﳌﺜﺎﻝ ،ﺇﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﻭﻻﻳﺔ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ -ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ،ﺃﻭ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﺳﺮﺓ ﺃﻭ
ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ،ﻭﻓﻲ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﻛﺤﺎﻟﺔ ﺇﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﻭﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻣﺜﻞ
ٌ
ﻣﻌﺘﺮﻑ ﺑﻪ ﲟﻮﺟﺐ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ،ﻭﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻷﺻﻠﻴﲔ ،ﺃﻣﺮ
ﻫﺬﻩ ﺍﶈﺎﻛﻢ.
ﻭﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﳉﻨﺔ ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻢ ﺗﻘﺮ ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﲟﺒﺪﺃ ”ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ
ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ“ ،ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺗﺼﺪﺕ ﳌﺴﺄﻟﺔ ”ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ“ﺃﻭ ”ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﳋﺎﺻﺔ“ .ﻫﺬﺍ ﻭﻟﻢ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ
ﺃﻥ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺗﺘﻌﺎﺭﺽ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ﻣﻊ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﺎﺩﺓ (1) 14ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ
ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ.
gnﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺭﻗﻢ 13ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﻓﻲ ،1984ﺭﺃﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﳌﻌﻨﻴﺔ ﺃﻧﻪ“ :ﺗﻨﻄﺒﻖ ﺃﺣﻜﺎﻡ
ﺍﳌﺎﺩﺓ 14ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺎﺩﺓ ،ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﺎﻛﻢ
ﻋﺎﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ .ﻭﻗﺪ ﻻﺣﻈﺖ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺤﺎﻛﻢ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﻣﺤﺎﻛﻢ ﺧﺎﺻﺔ ﶈﺎﻛﻤﺔ
ﺍﳌﺪﻧﻴﲔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ .ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺜﻴﺮ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻓﻀﻼ ً ﻋﻦ ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ ﺍﳋﻄﻴﺮﺓ ﻓﻴﻤﺎ
ً
ﻭﻏﺎﻟﺒﺎ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻭﺭﺍﺀ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻹﻧﺼﺎﻑ ﻭﺍﻟﻨﺰﺍﻫﺔ ﻭﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﳉﻬﺎﺯ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ.
ﺍﶈﺎﻛﻢ ﻫﻮ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺇﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻻ ﺗﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﺍﳌﻌﺎﻳﻴﺮﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ .ﻭﻣﻊ
ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻻ ﻳﺤﻈﺮ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﶈﺎﻛﻢ،
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﺸﻴﺮ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﲔ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﻫﺬﻩ
ً
ﺃﺳﺎﺳﺎ ﺑﺘﻮﺍﻓﺮ ﺟﻤﻴﻊ ﺟﺪﺍ ،ﻭﺃﻥ ﲡﺮﻱ ﺿﻤﻦ ﺷﺮﻭﻁ ﺗﺴﻤﺢ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺇﺳﺘﺜﻨﺎﺀﻳﺔ ً
ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﺍﳌﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﳌﺎﺩﺓ [...] .14ﻭﺇﺫﺍ ﻗﺮﺭﺕ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ
ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﺍﻹﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﳌﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﳌﺎﺩﺓ ) (4ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻘﻴﺪ ﺑﺎﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻹﻋﺘﻴﺎﺩﻳﺔ
ﺍﳌﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﳌﺎﺩﺓ ،14ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺣﺎﻻﺕ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻘﻴﺪ ﻫﺬﻩ ﻻ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ
ﺃﺿﻴﻖ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻄﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ،ﻭﺃﻥ ﺗﺘﻘﻴﺪ ﺑﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ
19
1ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺩﺓ .“14
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺭﻗﻢ 2ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﻳﻦ ﺭﻗﻢ 2002/37ﺍﳌﺆﺭﺥ 22ﻧﻴﺴﺎﻥ/ﺍﺑﺮﻳﻞ 2002ﻭﺭﻗﻢ 2003/39ﺍﳌﺆﺭﺥ 23ﻧﻴﺴﺎﻥ/ﺍﺑﺮﻳﻞ .2003 18
ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺭﻗﻢ :13ﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﻭﺍﳊﻖ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﻋﺎﺩﻟﺔ ﻭﻋﻠﻨﻴﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻣﺨﺘﺼﺔ 19
ﻭﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻭﺣﻴﺎﺩﻳﺔ ﻣﻨﺸﺄﺓ ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ )ﺍﳌﺎﺩﺓ 14ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻬﺪ( ،ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ 4ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓHR1/GEN/1/ ،
،Rev.3ﺹ.17 .
7 ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ،ﻭﺍﶈﺎﻣﲔ ،ﻭﳑﺜﻠﻲ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺃﻋﺮﺑﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻋﻦ ﻗﻠﻘﻬﺎ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﻻﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﳋﺎﺹ 20،ﻭﺃﻭﺻﺖ ﻓﻲ
ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺑﺈﻟﻐﺎﺋﻬﺎ 21 ،ﺣﻴﺚ ﺭﺃﺕ ﺃﻥ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻳﺸﻜﻞ ﺧﻄﻮﺓ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻧﺤﻮ ﺍﳌﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ
22
ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ.
gﻟﻘﺪ ﺃﻭﺻﺖ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻧﻴﺠﻴﺮﻳﺎ ﺑﺈﻟﻐﺎﺀ ”ﺟﻤﻴﻊ ﺍﳌﺮﺍﺳﻴﻢ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﻧﺸﺎﺀ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﳋﺎﺻﺔ ،ﺃﻭ
23
ﺑﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﺤﻘﻮﻕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻢ “.
ngﻭﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﻧﻴﻜﺎﺭﺍﻏﻮﺍ ،ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺃﻥ ”ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻻ ﲤﻨﺢ ﺃﻱ
24
ﺿﻤﺎﻧﺎﺕ ﶈﺎﻛﻤﺔ ﻋﺎﺩﻟﺔ ﻃﺒﻘ ًﺎ ﳌﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﺎﺩﺓ 14ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻬﺪ“.
ﻭﺇﻋﺘﺒﺮﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺃﻥ ﻣﺜﻮﻝ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺤﻜﻤﺘﻲ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻻﻭﻟﻰ ﻭﺍﻹﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﻀﺎﺓ ”ﻣﺠﻬﻮﻟﻲ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ“ ،ﻭﻋﺪﻡ
ً
ﺷﺨﺼﻴﺎ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺤﺎﻣﻴﻪ ،ﻭﻋﺪﻡ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺠﻮﺍﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻪ ﺑﺤﻀﻮﺭ ﺍﳉﻠﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ
ً ً
ﺷﻬﻮﺩ ﺍﻹﺩﻋﺎﺀ ،ﻭﻏﻴﺎﺏ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﶈﺎﻛﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ،ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺗﺸﻜﻞ ﺇﻧﺘﻬﺎﻛﺎ ﻓﺎﺿﺤﺎ
25
ﻟﻠﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﶈﺎﻛﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ.
ngﻭﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﳑﺎﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺒﻴﺮﻭ ،ﻗﻀﺖ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺑﺄﻥ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﶈﺎﻛﻤﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻗﻀﺎﺓ
”ﻣﺠﻬﻮﻟﻲ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ“ ﻓﻲ ﺳﺠﻮﻥ ﻧﺎﺋﻴﺔ ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﶈﺎﻛﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻨﻴﺔ ،ﻭﺃﻥ ﻧﻈﺎﻡ
ﺍﶈﺎﻛﻤﺔ ﻫﺬﺍ ﻳﺆﺩﻱ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺟﻬﻞ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﺑﻬﻮﻳﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺘﻪ،
ﻭﻳﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﻋﺮﻗﻠﺔ ﲢﻀﻴﺮﻩ ﻟﺪﻓﺎﻋﻪ ﻭﺗﻮﺍﺻﻠﻪ ﻣﻊ ﻣﺤﺎﻣﻴﻪ .ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺗﻨﺘﻬﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻤﺎﺭﺳﺔ ﻣﺒﺪﺃ
ﻣﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺤﻖ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﻋﺎﺩﻟﺔ ،ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﻭﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎً
ﺍﻟﺒﻼﻍ ﺭﻗﻢ ” 328/1988ﺭﻭﺑﻴﺮﺗﻮ ﺯﻳﻼﻳﺎ ﺑﻼﻧﻜﻮ “ ﺿﺪ ﻧﻴﻜﺎﺭﺍﻏﻮﺍ )ﺍﻋﺘﻤﺪﺕ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﻓﻲ 20ﲤﻮﺯ ،1994ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﱈ 20
ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ .CCPR/C/51/D/328/1988 ،ﺍﻧﻈﺮ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﳌﻼﺣﻈﺎﺕ ﺍﳋﺘﺎﻣﻴﺔ
ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺸﺄﻥ ﻧﻴﺠﻴﺮﻳﺎ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ،
CCPR/C/79/Add.65ﻭ CCPR/C/79/Add.64؛ ﺍﳌﻼﺣﻈﺎﺕ ﺍﳋﺘﺎﻣﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﳌﻐﺮﺏ
، A/47/40، paras. 48-79ﻭﺛﺎﺋﻖ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺕ ، A/47/40. 48-79ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ 18؛ ﺍﳌﻼﺣﻈﺎﺕ
ﺍﳋﺘﺎﻣﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺑﺸﺄﻥ ﻓﺮﻧﺴﺎ ،ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
،CCPR/C/79/Add.80ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ 23؛ ﺍﳌﻼﺣﻈﺎﺕ ﺍﳋﺘﺎﻣﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ،ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﱈ
ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ، CCPR/C/79/Add.84ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ 15؛ ﻭﺍﳌﻼﺣﻈﺎﺕ ﺍﳋﺘﺎﻣﻴﺔ
ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺸﺄﻥ ﻣﺼﺮ ،ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ A/48/40 ،ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ .706
21ﺍﳌﻼﺣﻈﺎﺕ ﺍﳋﺘﺎﻣﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﻐﺎﺑﻮﻥ ،ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﳋﺎﺹ
ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ CCPR/CO/70/GAB ،ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ .11
ﺍﳌﻼﺣﻈﺎﺕ ﺍﳋﺘﺎﻣﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺑﺸﺄﻥ ﻏﻴﻨﻴﺎ ،ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﳋﺎﺹ 22
ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ CCPR/C/79/Add.20 ،ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ 3؛ ﻭﺍﳌﻼﺣﻈﺎﺕ ﺍﳋﺘﺎﻣﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺑﺸﺄﻥ
ﺍﻟﺴﻨﻐﺎﻝ ،ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ CCPR/C/79/Add.10
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ .3
23ﺃﻭﻟﻰ ﺍﳌﻼﺣﻈﺎﺕ ﺍﳋﺘﺎﻣﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺸﺄﻥ ﻧﻴﺠﻴﺮﻳﺎ ،ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﳋﺎﺹ
ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ CCPR/C/79/Add.64 ،ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ .11
ﺍﻟﺒﻼﻍ ﺭﻗﻢ ” 328/1988ﺭﻭﺑﻴﺮﺗﻮ ﺯﻳﻼﻳﺎ ﺑﻼﻧﻜﻮ “ ﺿﺪ ﻧﻴﻜﺎﺭﺍﻏﻮﺍ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮﻩ ،ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ .10.4 24
ﺍﻟﺒﻼﻍ ﺭﻗﻢ ” ،2004/1298ﻣﺎﻧﻮﻳﻞ ﻓﺮﺍﻧﺴﻴﺴﻜﻮ ﺑﻴﻜﻴﺮﺍ ﺑﺎﺭﻧﺎﻱ “ ﺿﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻜﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺔ )ﺃﺭﺍﺀ ﻣﻌﺘﻤﺪﺓ ﻓﻲ 11ﲤﻮﺯ (2006ﻭﺛﻴﻘﺔ 25
ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،CCPR/C/87/D/1298/2004ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ
.7.2
ﺩﻟﻴﻞ ﺍﳌﻤﺎﺭﺳﲔ ﺭﻗﻢ 1 8
ً
ﺇﻧﺘﻬﺎﻛﺎ ﻟﻠﺤﻖ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻭﺣﻴﺎﺩﻳﺔ .ﺇﻥ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﶈﺎﻛﻤﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ”ﻗﻀﺎﺓ ﻣﺠﻬﻮﻟﻲ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ “ ﻳﺸﻜﻞ
26
ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﻋﺎﺩﻟﺔ ﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﺿﺒﺎﻁ ﻋﺴﻜﺮﻳﲔ ﻛﺄﻋﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﶈﻜﻤﺔ.
ﻭﻟﻘﺪ ﺩﻋﺖ ﳉﻨﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﺗﻮﺍﻓﻖ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﺎﺩﺓ 14ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻬﺪ
ً
”ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ .ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺎﺑﻌﺖ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﺃﻧﻪ
27
ﺍﶈﺎﻛﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺇﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻻ ﺗﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﺍﳌﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﻌﺪﺍﻟﺔ“.
ﻭﻗﺪ ﺃﻛﺪﺕ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻖ ﻓﻲ ﺍﶈﺎﻛﻤﺔ ﺃﻣﺎﻡ
ً
ﲢﺪﻳﺪﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﺒﺪﺃ ”ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ“. ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻣﻨﺸﺄﺓ ﲟﻮﺟﺐ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ
gﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮﻫﺎ ﺣﻮﻝ ﻗﻀﻴﺔ ﺯﺍﻧﺪ ﺿﺪ ﺍﻟﻨﻤﺴﺎ ،ﺭﺃﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ ﻓﻲ n
ﺍﳌﺎﺩﺓ (1) 6ﻣﻦ ﺍﻹﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ] ،ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻮﺟﻮﺏ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﶈﺎﻛﻢ
ﲟﻮﺟﺐ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ[ ،ﻫﻮ ﺿﻤﺎﻥ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﳌﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﲟﻮﺟﺐ ﻗﺎﻧﻮﻥ
ﺑﺮﳌﺎﻧﻲ ﻭﻋﺪﻡ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ .ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺗﻔﻮﻳﺾ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ
ﺣﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺒﻮﻝ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ،ﻓﺎﳌﺎﺩﺓ (1) 6ﻟﻢ ﺗﺸﺘﺮﻁ
ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ ﻛﻞ ﺷﺊ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺷﻜﻠﻲ ﻃﺎﳌﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﺭﺳﺖ ﻋﻠﻰ
28
ﺍﻷﻗﻞ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ.
ً
ﺃﻳﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺒﺪﺃ”ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ“ .ﻭﻋﺒﺮﺕ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﺇﻥ ﳉﻨﺔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﺷﺎﺭﺕ
ﺗﻮﺻﻴﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﳌﻮﺟﻬﺔ ﻟﻠﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻋﺎﻡ ” :1997ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﻀﻴﺔ ﺇﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﶈﺎﻛﻢ ،ﺗﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ
ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺑﻮﺟﻮﺏ ﺧﻀﻮﻉ ﻣﻮﺍﻃﻨﻴﻬﻢ ﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﶈﺎﻛﻤﺔ ﺑﺤﺴﺐ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ
29
”ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﲔ“.
26ﺑﻼﻍ ﺭﻗﻢ ” 577/1994ﻓﻴﻜﺘﻮﺭ ﺃﻟﻔﺮﻳﺪﻭ ﺑﻮﻻﻱ ﻛﺎﻣﺒﻮﺱ “ ﺿﺪ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺒﻴﺮﻭ (ﺁﺭﺍﺀ ﻣﻌﺘﻤﺪﺓ ﻓﻲ 6ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،1997ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ
ﻋﻦ ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ CCPR/C/61/D/577/1994 ،ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ 8.8؛ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺒﻼﻍ
ﺭﻗﻢ ” 2002/1126ﻣﺎﺭﻟﻴﻢ ﻛﺎﺭﺍﻧﺰﺭﺍ ﺃﻟﻴﻐﻴﺮﻱ“ ﺿﺪ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺒﻴﺮﻭ (ﺁﺭﺍﺀ ﻣﻌﺘﻤﺪﺓ ﻓﻲ 28ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ )2005ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﱈ
ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ CCPR/C/D/1126/2002ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ .7.5
ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،13ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮﻩ .ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ .4 27
ﺗﻘﺮﻳﺮ 12ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ /ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ” ،1978ﺑﺮﳝﻨﻜﻒ ﺯﺍﻧﺪ“ ﺿﺪ ﺍﻟﻨﻤﺴﺎ ،ﻃﻠﺐ ﺭﻗﻢ ،7360/76ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ.70 . 28
29ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ 1997ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ،Ser.L/V/IL98/ ،1997
ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺭﻗﻢ ،6ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ،ﺍﻟﺘﻮﺻﻴﺔ ﺭﻗﻢ ،1ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ .4
9 ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ،ﻭﺍﶈﺎﻣﲔ ،ﻭﳑﺜﻠﻲ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ
ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ
ﺇﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻳﺜﻴﺮ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﺗﺘﺼﻞ ﺑﺎﳊﻖ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﻋﺎﺩﻟﺔ .ﻭﻗﺪ ﺃﻭﺻﺖ ﳉﻨﺔ
ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻓﻲ ﻋﺪﺓ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗ ُﻘﲍ ﺍﻟﺘﺸـﺮﻳـﻌﺎﺕ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﺍﳌـﺪﻧـﻴـﲔ ﺃﻣﺎﻡ
30
ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ.
gﺃﻋﺮﺑﺖ ﳉﻨﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻦ ﻗﻠﻘﻬﺎ ﺇﺯﺍﺀ ”ﺇﺗﺴﺎﻉ ﻧﻄﺎﻕ ﺇﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ
ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﻻﺳﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﳉﺰﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﺄﺩﻳﺒﻴﺔ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺪﻧﻴﲔ[ .ﻛﻤﺎ
ﺃﻋﺮﺑﺖ ﻋﻦ ﻗﻠﻘﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎ] ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺒﻌﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ،ﻓﻀﻼ ﻋﻦ
ﺍﻹﻓﺘﻘﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺷﺮﺍﻑ ﻋﻠﻰ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺗﻬﺎ ﻭﺃﺣﻜﺎﻣﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ .ﻭ[ﺃﻭﺻﺖ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ
ﻳﺘﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﻧﻘﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﺑﺄﻧﻪ]ّ :
ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﳌﻨﻈﻮﺭﺓ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﻭﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﳌﺪﻧﻴﲔ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺕ
31
ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﳉﻴﺶ ﺇﻟﻰ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ “.
ngﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺒﻴﺮﻭ ،ﺭﺃﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺃﻥ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﲔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻳﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ
ﺍﳌﺎﺩﺓ 14ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻷﻧﻪ ”ﻻ ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺪﻝ
32
ﻭﺍﻟﻨﺰﺍﻫﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ “.
30ﺍﳌﻼﺣﻈﺎﺕ ﺍﳋﺘﺎﻣﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺸﺄﻥ ﺑﻴﺮﻭ ،ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ
ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،CCPR/C/79/Add.67ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ 1؛ ﺍﳌﻼﺣﻈﺎﺕ ﺍﳋﺘﺎﻣﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺸﺄﻥ ﺃﻭﺯﺑﻜﺴﺘﺎﻥ ،ﻭﺛﻴﻘﺔ
ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ CCPR/CO/71/UZBﺍﻟﻔﻘﺮﺓ 15؛ ﺍﳌﻼﺣﻈﺎﺕ
ﺍﳋﺘﺎﻣﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ،ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﳋﺎﺹ
ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ CCPR/CO/71/SYﺍﻟﻔﻘﺮﻩ 17؛ ﺍﳌﻼﺣﻈﺎﺕ ﺍﳋﺘﺎﻣﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺸﺄﻥ
ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ،ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ CCPR/CO/69/KWTﺍﻟﻔﻘﺮﺓ
10؛ ﺍﳌﻼﺣﻈﺎﺕ ﺍﳋﺘﺎﻣﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺸﺄﻥ ﻣﺼﺮ ،ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﳋﺎﺹ
ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ CCPR/CO/76/EGY ،ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ 16؛ ﺍﳌﻼﺣﻈﺎﺕ ﺍﳋﺘﺎﻣﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺸﺄﻥ
ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ ،ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ CCPR/C/79/
،Add.54ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ 25؛ ﺍﳌﻼﺣﻈﺎﺕ ﺍﳋﺘﺎﻣﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺸﺄﻥ ﺳﻠﻮﻓﺎﻛﻴﺎ ،ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ،
ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ CCPR/C/79/Add.79 ،ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ 20؛ ﺍﳌﻼﺣﻈﺎﺕ ﺍﳋﺘﺎﻣﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﳌﻌﻨﻴﺔ
ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺸﺄﻥ ﻓﻨﺰﻭﻳﻼ ،ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔCCPR/ ،
C/79/Add.13ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ 8؛ ﺍﳌﻼﺣﻈﺎﺕ ﺍﳋﺘﺎﻣﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﻜﺎﻣﻴﺮﻭﻥ ،ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﱈ
ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،CCPR/C/79/Add.116ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ 21؛ ﺍﳌﻼﺣﻈﺎﺕ ﺍﳋﺘﺎﻣﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﺔ
ﺍﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ،ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ،
CCPR/C/79/Add.1ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ 5؛ ﺍﳌﻼﺣﻈﺎﺕ ﺍﳋﺘﺎﻣﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺸﺄﻥ ﺑﻮﻟﻨﺪﺍ ،ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﱈ
ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ CCPR/C/79/Add.110ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ 21؛ ﻭﺍﳌﻼﺣﻈﺎﺕ ﺍﳋﺘﺎﻣﻴﺔ
ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺸﺄﻥ ﺗﺸﻴﻠﻲ ،ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
CCPR/C/79/Add.104ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ .9
ﺍﳌﻼﺣﻈﺎﺕ ﺍﳋﺘﺎﻣﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺸﺄﻥ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ 31
ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ CCPR/C/79/Add.78 ،ﺃﻟﻔﻘﺮﺓ .14
ﺍﳌﻼﺣﻈﺎﺕ ﺍﳋﺘﺎﻣﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﺒﻴﺮﻭ ،ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ 32
ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ CCPR/CO/70/PERﺍﻟﻔﻘﺮﺓ .11
دليل املمارسني رقم 1 10
في حالة دولة طاجيكيستان ،وبعد أخذ العلم “بصالحية المحاكم العسكرية للنظر بالدعاوى
التي تشمل العسكريين والمدنيين” ،أوصت اللجنة بتعديل قانون أصول المحاكمات الجزائية
33
“لمنع هذه الممارسة القانونية وحصر صالحيات المحكمة العسكرية بالعسكريين فقط”.
وفي موضوع إستخدام احملاكم العسكرية حملاكمة املدنيني ،إعتبر املقرر اخلاص املعني باستقالل القضاة
واحملامني“ ،أن القانون الدولي يسعى للتوصل إلى توافق في اآلراء فيما يتعلق بحظر محاكمة املدنيني أمام
34
احملاكم العسكرية أو تقييد إستخدامها عند احلاجة إليها”.
ويثير وجود احملاكم العسكرية موضوع حدود الصالحيات املوضوعية لهذه احملاكم ،السيما من حيث طبيعة
اجلرائم التي تنظر اليها .لقد أشارت كل من جلنة حقوق اإلنسان اخلاصة باألمم املتحدة وجلنة مناهضة
التعذيب إلى توسيع بعض الدول لصالحيات احملاكم العسكرية لتشمل حاالت إنتهاك حقوق اإلنسان من
قبل عناصر القوات املسلحة .وخلصت اللجنتان إلى ضرورة تضييق صالحيات هذه احملاكم وحصرها
بالعسكريني وإستثناء حاالت إنتهاك حقوق اإلنسان املرتكبة من طرف هؤالء العسكريني من صالحياتها.
في عام ،1992أوصت لجنة حقوق اإلنسان دولة فينزويال باتخاذ تدابير من شأنها إخضاع
جميع أفراد القوى المسلحة وقوات الشرطة للمحاكم المدنية لدى ارتكابهم إنتهاكات لحقوق
35
اإلنسان المنصوص عليها في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
في حالة دولة البرازيل ،أعربت اللجنة عن قلقها حول “محاكمة أفراد من الشرطة العكسرية
بتهمة إنتهاك حقوق اإلنسان أمام المحاكم العسكرية” ،وابدت أسفها “لعدم إعتبار هذه
36
اإلنتهاكات داخلة ضمن صالحيات المحاكم المدنية”.
أعربت اللجنة لدى دراستها التقرير المقدم من الدولة الكولومبية عام “ ،1992عن قلقها من
ظاهرة عدم محاسبة أفراد الشرطة وقوات األمن والجيش .واعتبرت أن التدابير المتخذة
ال تكفي لضمان محاكمة ومعاقبة أفراد القوات المسلحة الذين أساؤوا استعمال سلطتهم
وإنتهكوا حقوق المواطنين” .وخلصت اللجنة إلى إعتبار “المحاكم العسكرية غير مناسبة
37
لحماية حقوق المدنيين من اإلنتهاكات المرتكبة من طرف أفراد القوات المسلحة”.
المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان بشأن طاجيكيستان ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة ،العهد الدولي الخاص 33
بالحقوق المدنية والسياسية CCPR/CO/84/TJKالفقرة 18؛ المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان بشأن
صربيا ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة CCPR/CO/81/SEMO،العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ،الفقرة
،20حيث اعربت اللجنة عن “قلقها حول إحتمال محاكمة المدنيين من قبل المحاكم العسكرية بجرم إفشاء أسرار الدولة”،
وإعتبرت أنه “يتعين على الدولة الصربية الحرص على عدم محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية”؛ إنظر أيض ًا المالحظات
الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان بشأن غينيا اإلستوائية ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة ،العهد الدولي الخاص بالحقوق
المدنية والسياسية ،CCPR/CO/79/GNQالفقرة .7
تقرير المقرر الخاص المعني باستقالل القضاة والمحامين عن زيارته الى بيرو ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة E/، 34
،CN.4/1998/39/Add.1الفقرة .87
المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان بشأن فينزويال ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة ،العهد الدولي الخاص بالحقوق 35
المدنية والسياسية CCPR/C/79/Add.13 ،الفقرة .10
المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان بشأن البرازيل ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة ،العهد الدولي الخاص بالحقوق 36
المدنية والسياسية CCPR/C/79/Add.66 ،الفقرة .13في عام 2005أعادت اللجنة التأكيد أنه “يتعين أن يكون للمحاكم
الجزائية صالحية النظر في قضايا إنتهاكات حقوق اإلنسان واإلستعمال المفرط للعنف والقتل العمد التي يرتكبها أفراد الشرطة
والقوات المسلحة” إنظر المالحظات الختامية ،العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية CCPR/C/BRA/CO/2
الفقرة .9
المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان بشأن كولومبيا ،وثيقة صادرة عن األمم ،العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية 37
والسياسية المتحدة .CCPR/C/79/Add.2 ،الفقرة .393
11 ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ،ﻭﺍﶈﺎﻣﲔ ،ﻭﳑﺜﻠﻲ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ
ﺃﺷﺎﺭﺕ ﳉﻨﺔ ﻣﻨﺎﻫﻀﺔ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ g
ﺍﳌﻘﺪﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﳌﺠﻠﺲ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ ﻓﻲ ﻏﻮﺍﺗﻴﻤﺎﻻ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﻟﻲ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ
ﶈﺎﻛﻤﺔ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﺤﺔ ﺍﳌﺘﻬﻤﲔ ﺑﺎﺭﺗﻜﺎﺏ ﺇﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺕ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺤﺼﺮ
38
ﺻﻼﺣﻴﺔ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺑﺎﳉﺮﺍﺋﻢ ﻭﺍﳌﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻓﻘﻂ.
ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ،2006ﺃﻋﺮﺑﺖ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻋﻦ ﻗﻠﻘﻬﺎ ﻣﻦ ﺇﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺔ g
ﺍﻟﻜﻮﻧﻐﻮ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ،ﻭﻏﻴﺎﺏ ﺿﻤﺎﻧﺎﺕ ﺍﶈﺎﻛﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ .ﻭﺃﺷﺎﺭﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺇﻟﻐﺎﺀ
39
ﺻﻼﺣﻴﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ.
ﺃﻭﺻﺖ ﳉﻨﺔ ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﲟﻨﺎﻫﻀﺔ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺑﺈﻋﺘﺒﺎﺭ ﺟﺮﺍﺋﻢ g
ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻬﻴﻨﺔ ﻭﺍﳊﺎﻃﺔ ﺑﺎﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ،ﻭﺍﳌﺮﺗﻜﺒﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﺤﺔ،
ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﺻﻼﺣﻴﺎﺕ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ،ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﻭﻗﻌﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﺽ ﳑﺎﺭﺳﺔ
40
ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ.
ﻭﻗﺪ ﻭﺿﻌﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺍﳌﺨﺘﺼﺔ ﲟﺘﺎﺑﻌﺔ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻹﻋﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻗﻮﺍﻋﺪﺍ ﻭﺍﺿﺤﺔ
ﻳﺘﻌﲔ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﺎﳌﺒﺎﺩﻯﺀ
ﺑﺸﺄﻥ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺍﻋﺘﺒﺮﺕ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺇﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ّ
41
ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
•
ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺆﻫﻠﺔ ﶈﺎﻛﻤﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﲔ؛
• ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺆﻫﻠﺔ ﶈﺎﻛﻤﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺪﻧﻴﻮﻥ؛
• ﻋﺪﻡ ﻋﻘﺪ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﶈﺎﻛﻤﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﲔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ،ﺃﻭ
ﺍﻟﻌﺼﻴﺎﻥ ،ﺃﻭ ﺃﻱ ﺇﻋﺘﺪﺍﺀ ﻳﻌﺮﺽ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﻟﻠﺨﻄﺮ؛
ﻭﻗﺪ ﺇﻋﺘﺒﺮﺕ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻧﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺇﻋﺘﺒﺎﺭ ﻗﻀﺎﺓ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﲔ
ﻭﻣﺤﺎﻳﺪﻳﻦ ً
ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﻤﻮﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ.
ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﻓﻴﻨﺪﺍﻟﻲ ﺿﺪ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﺟﺪﺕ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﶈﻜﻤﺔ g
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺃﻭ ﺣﻴﺎﺩﻳﺔ ﻷﻥ ﺃﻋﻀﺎﺀﻫﺎ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﺩﻧﻰ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻣﻦ ﺭﺋﻴﺲ
42
ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺼﺮﻑ ﺃﻳﻀ ًﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻣﺴﺆﻭﻻ ﺗﻨﻔﻴﺬﻳﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ.
ﺧﻼﺻﺎﺕ ﻭﺗﻮﺻﻴﺎﺕ ﳉﻨﺔ ﻣﻨﺎﻫﻀﺔ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﺑﺸﺄﻥ ﻏﻮﺍﺗﻴﻤﺎﻻ ،ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ.CAT/C/GTM/CO/4 ، 38
ﺍﳌﻼﺣﻈﺎﺕ ﺍﳋﺘﺎﻣﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺸﺄﻥ ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻜﻮﻧﻐﻮ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ،ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،ﺍﻟﻌﻬﺪ 39
ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ CCPR/C/COD/CO/3 ،ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ .21
40ﺧﻼﺻﺎﺕ ﻭﺗﻮﺻﻴﺎﺕ ﳉﻨﺔ ﻣﻨﺎﻫﻀﺔ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﺑﺸﺄﻥ ﻣﻜﺴﻴﻜﻮ ،ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ CAT/C/MEX/CO/4 ،ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ
.14ﻛﺬﻟﻚ ،ﺧﻼﺻﺎﺕ ﻭﺗﻮﺻﻴﺎﺕ ﳉﻨﺔ ﻣﻨﺎﻫﻀﺔ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﺒﻴﺮﻭ ،ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓCAT/C/PER/CO/4 ،
ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ” :16ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻹﻋﻀﺎﺀ ﺃﻥ ﺗﻀﻤﻦ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﻭﺍﳊﻴﺎﺩﻱ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻳﺮ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻭﺳﺆ ﺍﳌﻌﺎﻣﻠﺔ ﻭﺍﻹﺧﻔﺎﺀ
ﺍﻟﻘﺴﺮﻱ ﺍﳌﺮﺗﻜﺒﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﻮﻇﻔﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ .ﻭﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺘﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ “.
ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﳌﻌﻨﻲ ﺑﺎﻻﻋﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ،ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ E/CN.4/1999/63 ،ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ .80 41
”ﻓﻴﻨﺪﺍﻟﻲ “ ﺿﺪ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺪﺭﺗﻪ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﳌﺆﺭﺥ 25ﺷﺒﺎﻁ /ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ،1997 42
ﺍﳌﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ .74-77 .1997 ،ﻓﻲ ”ﺍﻳﻨﻜﺎﻝ“ ﺿﺪ ﺗﺮﻛﻴﺎ ،ﻭﺟﺪﺕ ﺍﶈﻜﻤﺔ ” ﺃﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﻗﺎﺽ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻓﻲ ﻫﻴﺌﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺃﻣﻦ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﺨﺎﻟﻒ ﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﳊﻴﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻹﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ “ .ﻗﺮﺍﺭ ﺻﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﺻﺎﺩﺭ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 9ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ/ﻳﻮﻧﻴﻮ
،1998ﺍﳌﺠﻤﻮﻋﺔ ،1998-IVﺍﻟﻔﻘﺮﺓ .67-73
ﺩﻟﻴﻞ ﺍﳌﻤﺎﺭﺳﲔ ﺭﻗﻢ 1 12
ً
ﻣﺒﺪﺋﻴﺎ ﻭﺑﺼﻮﺭﺓ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺭﺃﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺃﻥ” :ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻻ ﺗﺴﻴﺊ،
ﺇﻟﻰ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﻭﻻ ﺗﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﶈﺎﻛﻤﺔ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺩﻟﺔ ﺃﻭ ﻣﺠﺤﻔﺔ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ“ .ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ
ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺇﻟﻰ ”ﻭﺟﻮﺏ ﺧﻀﻮﻉ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟﻨﻔﺲ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ،ﻭﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ،ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ،ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ،
ﻭﺍﳊﻖ ﻓﻲ ﺍﶈﺎﻛﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ﻛﺄﻱ ﻣﺤﺎﻛﻢ ﺃﺧﺮﻯ“ 43.ﻭﺍﻋﺘﺒﺮﺕﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺃﻥ
ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻫﻲ ﲢﺪﻳﺪ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺗﻠﺒﻲ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻹﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭﺍﻟﻨﺰﺍﻫﺔ ﺍﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﺃﻳﺔ
44
ﻣﺤﻜﻤﺔ “.
ﻭﺇﻋﺘﺒﺮﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺃﻥ ”ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻣﻦ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻫﻮ ﲢﺪﻳﺪ ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﺎﺕ
ﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩﺫﺍﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺒﺤﺘﺔ ﺍﳌﺮﺗﻜﺒﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ .ﻭﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺣﺎﻻﺕّ ،
ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺇﺣﺘﺮﺍﻡ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﶈﺎﻛﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ .ﻭﻓﻲ ﻣﻄﻠﻖ ﺍﳊﺎﻻﺕ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺗﻮﻟﻴﺘﻬﺎ ﺻﻼﺣﻴﺔ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﲔ.
ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ،ﳝﻨﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﺧﻞ ﺿﻤﻦ ﺻﻼﺣﻴﺎﺕ ﺍﶈﺎﻛﻢ
45
ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ“.
ﻗﺮﺍﺭ ﻟﻬﺎ ﺣﻮﻝ ﺩﻭﻟﺔ ﻧﻴﺠﻴﺮﻳﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﳌﺪﻧﻴﲔ ﻣﻦ gﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻓﻲ ِ
ﻃﺮﻑ ﻣﺤﺎﻛﻢ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻋﲔ ﺃﻋﻀﺎﺀﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ .ﻭﻗﺪ ﺗﻌﺬﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺻﺪﺭﺕ
ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺑﺤﻘﻬﻢ ﺭﻓﻊ ﺇﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﺿﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ .ﻭﻗﺪ ﺃﻧﻴﻂ ”ﺑﺎﳌﺠﻠﺲ
ً
ﺣﺼﺮﺍ ،ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ .ﻭﻗﺪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺍﳌﺆﻗﺖ “ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺸﻜﻞ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﺤﺔ
ﺇﻋﺘﺒﺮﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﻮﻟﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺻﻼﺣﻴﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ
ﺻﻼﺣﻴﺔ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﺃﻣﺮ ﻳﻬﺪﺩ ﻣﺒﺪﺃ ﺇﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ،ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ
46 ً
ﺇﻧﺘﻬﺎﻛﺎ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ 26ﻣﻦ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ. ﻭﻏﻴﺮ ﺣﻴﺎﺩﻳﺔ ،ﻭﻳﺸﻜﻞ
ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪﺃ ”ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ“ ،ﺫﻛﺮﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻧﻪ ”ﻻ ﻳﺠﺐ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ
ﺍﳌﺪﻧﻴﲔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ،ﻟﻜﻮﻧﻬﺎ ﺫﺍﺕ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺗﺄﺩﻳﺒﻴﺔ ﻭﺗﺼﻠﺢ ﻓﻘﻂ ﶈﺎﻛﻤﺔ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ
ﺧﻼﻝ ﺃﺩﺍﺋﻬﻢ ﻭﻇﺎﺋﻔﻬﻢ .ﻭﻓﻲ ﻣﻄﻠﻖ ﺍﳊﺎﻻﺕ ،ﻻ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﳊﺮﺏ ﻭﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﺿﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺩﺍﺧﻠﺔ ﻓﻲ
47
ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﻫﺬﻩ ﺍﶈﺎﻛﻢ“.
ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ” :ﻟﻄﺎﳌﺎ ﺇﺳﺘﻨﻜﺮ ﺍﻹﺟﺘﻬﺎﺩ g
ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻗﻴﺎﻡ ﻣﺤﺎﻛﻢ ﺧﺎﺻﺔ ،ﺃﻭ ﻣﺤﺎﻛﻢ ﲢﻞ ﻣﺤﻞ ﺍﶈﺎﻛﻢ
العادية أو الهيئات القضائية ،والتي ال تراعي تطبيق اإلجراءات المنصوص عليها في النظام
القضائي .ويقضي هذا اإلجتهاد برفض المحاكم الخاصة ،أو المختصة ،أو المحاكم
العسكرية لمحاكمة المدنيين عن جرائم أمنية في أوقات الطوارئ ،والتي هي موضع شجب
من قبل اللجنة األمريكية ومحكمة البلدان األمريكية وغيرها من الهيئات الدولية .ويستند هذا
النقد الموجه إلى هذه المحاكم على إفتقارها لإلستقاللية عن السلطة التنفيذية وغياب الحد
48
األدنى من اإلجراءات القانونية وضمانات المحاكمة العادلة”.
وفي قضية كاستيليو بيتروتزي وآخرين ضد دولة البيرو ،إعتمدت محكمة البلدان األمريكية حلقوق اإلنسان
موقف ًا واضح ًا وحاسم ًا حول محاكمة املدنيني أمام احملاكم العسكرية .في احلكم الصادر في 30أيار/مايو
،1999إعتبرت احملكمة أن “املبدأ األساسي إلستقالل القضاء هو أن لكل شخص احلق في أن يحاكم أمام
ً 49
احملاكم العادية ،ومبوجب اإلجراءات التي ينص عليها القانون مسبقا”.
رغم أن المحاكمة أمام محكمة خاصة ال تشكل مبدئيا إنتهاكا للحق في الحصول على محاكمة عادلة
أمام محكمة مستقلة ومحايدة ،إال ان عالقة وطيدة ممكن ان تقوم بين استبدال الوالية القضائية
العادية في قضية ما وال عدالة المحاكمة في هذه القضية.
تقرير حول اإلرهاب وحقوق اإلنسان ،صادر عن منظمة البلدان األمريكية ،وثيقة رقم ،5مراجعة رقم ،1تاريخ 22تشرين 48
األول/أكتوبر ،2002الفقرة .230
قضية “كاستيليو بيتروتزي وآخرون” ضد البيرو ،الحكم الصادر في 30ايار/مايو ،1999المجموعة ج ،رقم 52الفقرة .128 49
انظر أيضا قضية “كانتورال بنيافيديس” ضد البيرو ،الحكم الصادر في 18آب/أغسطس ،2000المجموعة ج ،رقم 69الفقرة
.112
15 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
أ .القضــاة
.1اإلستقاللية
نظرة عامة
تستوجب احملاكمة العادلة متتع القاضي أو القضاة الذين ينظرون في الدعاوي باالستقاللية .وبحسب
الصكوك الدولية املعنية بحقوق اإلنسان ،فإن احملاكمة العادلة تقتضي وجود “محكمة مستقلة ومحايدة”.
وقد أكدت جلنة األمم املتحدة حلقوق اإلنسان على أن احلق في احملاكمة أمام محكمة مستقلة ومحايدة هو
50
“حق مطلق وال يسمح فيه بأي إستثناء”.
إن إحترام احلق في محاكمة عادلة ال يقتصر على وجود قاض مستقل ينظر في الدعوى ،بل يستوجب أن
تكون السلطة القضائية مستقلة عن باقي السلطات .في غير هذه احلالة تكون الدولة قد أخلت بالتزاماتها
الدولية .وبالتالي ،فإن مفهوم اإلستقاللية يعني إستقاللية كل من القاضي بصفته املنفردة والسلطة القضائية
بصفة عامة.
المعايير الدولية
لقد عَبَّرت املبادئ األساسية لألمم املتحدة بشأن إستقالل السلطة القضائية عما يستوجب هذا اإلستقالل
في املبدأ األول:
“تكفل الدولة إستقالل السلطة القضائية وينص على ذلك دستور البلد أو قوانينه .ومن واجب
جميع المؤسسات الحكومية وغيرها من المؤسسات إحترام ومراعاة إستقالل السلطة
51
القضائية”.
وقد ورد في توصية املجلس األوروبي حول إستقالل القضاة ضرورة أن تتضمن الدساتير أو التشريعات
األخرى أحكام ًا محددة تضمن إستقالل القضاة و “يتعينّ على كل من السلطتني التشريعية والتنفيذية التأكد
52
من إستقالل القضاة واإلمتناع عن كل تصرف من شأنه تهديد إستقاللهم”.
ويحظى إستقالل القضاء باإلعتراف في املنظومات اإلقليمية كأفريقيا ودول آسيا واحمليط الهادئ .بالنسبة
ألفريقيا ،إعتمد في عام 1999قرار صادر عن اللجنة األفريقية حلقوق اإلنسان والشعوب بشأن إحترام
وتعزيز إستقالل السلطة القضائية 53.أما آسيا ودول احمليط الهادئ ،فقد نصت مبادئ بكني بشأن إستقالل
الرسالة رقم ، 263/1987قضية “ميغيل غونزاليس ديل ريو” ضد البيرو ،مرجع سبق ذكره .الفقرة .5.2 50
مبادئ األمم المتحدة األساسية بشأن إستقالل السلطة القضائية ،إعتمدها مؤتمر األمم المتحدة السابع لمنع الجريمة ومعاملة 51
المجرمين المعقود في ميالنو من 26آب/أغسطس إلى 6أيلول/سبتمبر 1985وأقرتها الجمعية العامة 29 ،40/32تشرين
الثاني/نوفمبر ،1985و 40/146المؤرخ 13كانون األول/ديسمبر .1985يشار إليه بالمبادئ األساسية لألمم المتحدة.
مجلس أوروبا ،التوصية رقم ( 12 )94للجنة وزراء الدول األعضاء بشأن إستقالل وكفاءة ودور القضاة 13 ،تشرين األول/أكتوبر 52
،1994المبدأ ( 2ب).
اعتمد في نيسان/أبريل 1996في الجلسة التاسع عشر والعشرين للجنة األفريقية لحقوق اإلنسان والشعوب. 53
دليل املمارسني رقم 1 16
السلطة القضائية (مبادئ بكني) الصادرة عن الرابطة القانونية آلسيا واحمليط الهادئ ،على أن“ :إستقالل
القضاء يتطلب بت القضاة في املسائل املعروضة عليه وفق ًا لتقييم محايد للحقائق وفهم القانون دون تأثيرات
54
مباشرة أو غير مباشرة ،من أي مصدر كان”.
وأخيراً ،فقد نص امليثاق العاملي للقضاة والذي أقره قضاة من جميع أنحاء العالم على أن“ :إستقالل
القاضي مبدأ ال يتجزأ وال غنى عنه حلياد القضاء وفق ًا للقانون .ويتعينّ على جميع املؤسسات والسلطات
55
سواء كانت وطنية أو دولية إحترام وحماية هذا اإلستقالل والدفاع عنه”.
لقد ذكرت جلنة حقوق اإلنسان التابعة لألمم املتحدة أن مبدأ الشرعية وسيادة القانون مبدآن اساسيان في
العهد الدولي اخلاص باحلقوق املدنية والسياسية” 56.وعلى هذا النسق ،أكدت محكمة البلدان األمريكية حلقوق
اإلنسان أيضا بأنه“ :ال ميكن الفصل بني مبدأ الشرعية واملؤسسات الدميقراطية وسيادة القانون” 57.وطبق ًا
للمبدأ السالف الذكر فأن السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية تشكل ثالثة فروع منفصلة ومستقلة عن
بعضها البعض .وملا كانت أجهزة الدولة املختلفة ذات مسؤوليات محددة ،فإنه ومبوجب مبدأ الفصل بني
58
السلطات ال يجوز ألي فرع من السلطة التدخل في شؤون الفرع اآلخر.
إن مبدأ الفصل بني السلطات يعد حجر الزاوية بالنسبة إلستقالل وحيادية النظام القضائي.
إنتهى كل من المقرر الخاص المعني بحاالت القتل الغير قضائي أو التعسفي أو االستثنائي
والمقرر الخاص المعني باستقالل القضاة والمحامين ،إلى أن “[فصل السلطات] واحترام
السلطة التنفيذية لهذا الفصل هو شرط الزم لقضاء مستقل ونزيه من شأنه أن يعمل
59
بفعالية”.
لقد أكد المقرر الخاص المعني بإستقالل القضاة والمحامين على أن “مبدأ فصل السلطات
[…] هو األساس الذي تستند إليه متطلبات إستقالل ونزاهة القضاء .وأن إدراك وإحترام
بيان بكين ،مبادئ إستقالل السلطة القضائية في منطقة الرابطة ،التي اعتمدها رئيس قضاة منطقة الرابطة ،وقضاة آخرين من 54
آسيا ومنطقة المحيط الهادئ في عام 1995والتي اعتمدها مجلس الرابطة القانونية آلسيا والمحيط الهادئ فى عام ،2001
الفقرة .3أ.
الميثاق العالمي للقضاة ،الذي أقرته رابطة القضاة في 17تشرين الثاني/نوفمبر ،1999المادة .1تأسست الرابطة القانونية 55
آلسيا والمحيط الهادئ عام 1953كمنظمة مهنية غير سياسية أو منظمة دولية ال تضم القضاة األفراد ،بل الجمعيات الوطنية
للقضاة .الهدف الرئيسي للرابطة التي تضم 67رابطة وطنية أو جماعات تمثيلية ،هو ضمان استقالل القضاء كمطلب أساسي
لوظيفة القضاء وضمان حقوق اإلنسان والحرية.
التعليق العام رقم 29على المادة 4من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ،مرجع سبق ذكره ،الفقرة .16 56
أمر اإلحضار في حاالت الطوارئ (المواد 27.2و 25.1و )7.6فى االتفاقية األمريكية لحقوق اإلنسان المجموعة (أ) ،العدد رقم 57
،8الفقرات 24و .26
انظر الميثاق الديمقراطي للبلدان األمريكية ،التي اعتمدتها الجمعية العامة لمنظمة الدول األمريكية فى 11سبتمبر عام ،2001 58
المادتان 3و .4
تقرير المقرر الخاص المعني بحالة حقوق اإلنسان في نيجيريا ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدةE/CN.4/1997/62/Add.1 ، 59
الفقرة 71؛ تقرير المقرر الخاص المعني باستقالل القضاة والمحامين ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدةE/CN.4/1995/39. ،
.55الفقرة 12؛ المرجع نفسه .الفقرات 32و .34
17 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
مبدأ الفصل بين السلطات هو شرط الزم لقيام دولة ديمقراطية […]” 60.وعلى نحو مماثل،
إعتبر أن “متطلبات إستقالل ونزاهة القضاء ذات صفة عالمية وأصيلة في القانون الطبيعي
والقانون الوضعي .وعلى الصعيد الدولي ،فإن مصادر هذا القانون تجد نفسها في اإللتزامات
التعاهدية والعرف والمبادئ العامة للقانون ]...[ .التى تقوم عليها المفاهيم األساسية
لإلستقالل ونزاهة القضاء […] ‘مبادئ القانون العامة التي تعترف بها األمم المتحضرة’
61
بالمعنى الوارد في المادة ( )1( 38ج) من النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية”.
ومتاشياً مع مبدأ فصل السلطات كأساس حلياد وإستقالل القضاء ،فقد ذكرت محكمة البلدان األمريكية
حلقوق اإلنسان في حكمها املتعلق بقضية احملكمة الدستورية في دولة البيرو أن “أحد األهداف الرئيسية
لفصل السلطات العامة هو ضمان إستقالل القضاة” 62،و لذلك إعتبرت احملكمة أنه “يجب ضمان إستقالل
63
القضاة مبوجب القانون [.”]...
وقد أشارت أيض ًا جلنة حقوق اإلنسان إلى مبدأ الفصل بني السلطات عندما الحظت أن “عدم الوضوح
في تعيني احلدود الفاصلة بني إختصاصات كل من السلطة التنفيذية ،والتشريعية ،والقضائية ،قد يهدد
حتقيق سيادة القانون وتطبيق سياسة محترمة حلقوق اإلنسان” 64.وقد أوصت اللجنة بأنه “على الدول
تبني تشريعات وتدابير تضمن الفصل الواضح بني السلطتني التنفيذية والقضائية لتجنب تدخل األولى في
65
شؤون القضاء ومسؤولياته.
وفي حالة كوريا الشمالية ،أعربت اللجنة عن قلقها “إزاء األحكام الدستورية والتشريعية
التى تهدد حياد وإستقالل القضاء ،وخصوص ًا أن المحكمة المركزية مسؤولة أمام مجلس
66
الشعب األعلى”.
ومن جانبها فقد أكدت احملكمة األوروبية حلقوق اإلنسان أن إحترام مبدأ الفصل بني السلطات هو مبدأ
67
أساسي للدميقراطية ال ميكن أن يكون موضع ًا للشك.
تقرير المقرر الخاص حول إستقاللية القضاة والمحامين ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة t E/CN.4/1995/39 ،الفقرة 60
.55
نفس المرجع ،الفقرة 32و .34 61
المحكمة الدستورية في 13حالة (اغيري روكا ،ري ترى وريفوريدو مارسانو ضد البيرو) ،الحكم الصادر في 31كانون 62
الثاني/يناير ،2001المجموعة ج ،رقم ،55الفقرة .73
المرجع نفسه الفقرة .75 63
المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان بشأن سلوفاكيا ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة ،العهد الدولي الخاص بالحقوق 64
المدنية والسياسية CCPR/C/79/Add.79 ،الفقرة .3
المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان بشأن رومانيا ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة ،العهد الدولي الخاص بالحقوق 65
المدنية والسياسية CCPR/C/79/Add.111 ،الفقرة 10؛ انظر أيضا المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان
بشأن البيرو ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة ،العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسيةCCPR/CO/70/PER ،
الفقرة 10؛ المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان بشأن السلفادور ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة ،العهد الدولي
الخاص بالحقوق المدنية والسياسية CCPR/C/79/Add.34 ،الفقرة 15؛ المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان
بشأن تونس ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة ،العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسيةCCPR/C/79/Add.43 ،
الفقرة 14؛ المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان بشأن النيبال ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة ،العهد الدولي
الخاص بالحقوق المدنية والسياسية CCPR/C/79/Add.42الفقرة .18
المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان بشأن جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة، 66
العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية CCPR/CO/72/PRK ،الفقرة ،8المجلس الشعبي التشريعي االعلى
في كوريا الشمالية.
“شيفرول” ضد فرنسا ،الحكم الصادر في 13شباط/فبراير ،2003المجموعة الثالثة III-2003 ،الفقرة ( 74قرار صادر عن 67
المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان).
دليل املمارسني رقم 1 18
هذا ويجب على الدولة أن تلتزم بتنظيم أجهزتها مبا يتحقق معه حماية احلقوق واحلريات مع التأكيد على
ضمان متتع اإلنسان بهذه احلماية كما يقتضي ذلك القانون الدولي .وفي هذا الصدد ،ذكرت محكمة البلدان
األمريكية حلقوق اإلنسان أن“ :حماية حقوق اإلنسان يجب أن تشمل بالضرورة مفهوم تقييد ممارسة سلطة
الدولة” 68.ومن ناحية أخرى ،ال بد من تنظيم أجهزة الدولة بطريقة تتماشى مع اإللتزامات الدولية للدولة
سواء كانت هذه اإللتزامات صريحة أو ضمنية .وفي هذا الشأن ،أشارت محكمة البلدان األمريكية حلقوق
اإلنسان إلى ضرورة“ :اإللتزام بإحترام وضمان حماية مثل هذه احلقوق كما جاء ذلك في نص املادة األولى
– الفقرة ( )1من اإلتفاقية األمريكية حلقوق اإلنسان ،والتي أوجبت على الدول األطراف [ ]...تنظيم األجهزة
احلكومية وتلك التي تمُ ارس من خاللها السلطة العامة ،بحيث تكون قادرة على توفير ضمان قانوني للحرية
والتمتع الكامل بحقوق اإلنسان” 69.ويرتبط اإللتزام باحترام وضمان حقوق اإلنسان بالتزام الدولة تنظيم
أجهزتها بطريقة تضمن معها أن هيكلة السلطة وعملها يقومان على فصل حقيقي بني السلطات التنفيذية،
والتشريعية ،والقضائية ،ووجود سلطة قضائية مستقلة ونزيهة ،وتطبيق السلطات لهذا اإللتزام في جميع
أنشطتها وفق ًا لسيادة القانون ومبدأ الشرعية.
إن مبدأ الفصل بني السلطات شرط ضروري حلسن سير العدالة ،فوجود سلطة قضائية مستقلة عن غيرها
من السلطات شرط ضروري وجوهري للنظام القضائي وسيادة القانون.
اإلستقالل المؤسساتي
يرتبط مفهوما اإلستقاللية واحلياد ببعضها البعض إرتباط ًا وثيق ًا ،وتتعامل احملاكم مع كليهما بشكل مشترك
في حاالت كثيرة 70.ومع ذلك ،فإن لكل من مفهومي اإلستقاللية واحلياد ما مييزه عن اآلخر .وبصفة عامة،
فإن مفهوم “اإلستقالل” يشير إلى اإلستقالل الذاتي املمنوح للقاضي أو للمحكمة للبت في الدعاوى عند
تطبيق القانون على الوقائع .هذا اإلستقالل ينطبق على السلطة القضائية كمؤسسة مستقلة عن غيرها من
فروع السلطة و قد ُأشير إليه “باإلستقالل املؤسسي” ،ويشير “االستقالل الفردي” الى استقالل القاضي
عن باقي أعضاء السلطة القضائية .وأخير َا ،فإن “اإلستقالل” يتطلب أن يكون كل من السلطة القضائية
والقضاة مبنأى عن اخلضوع لباقي السلطات العامة.
وعلى عكس ذلك ،فإن “احلياد” يشير إلى موقف القاضي أو احملكمة جتاه الدعوى واألطراف ذات الصلة
بهذه الدعوى .وقد ذكرت جلنة حقوق اإلنسان أنه في سياق نص املادة )1( 14من العهد الدولي اخلاص
باحلقوق املدنية والسياسية“ :يعني حياد احملكمة أنه ال يجوز للقضاة أن يحملوا تصورات مسبقة بشأن
القضية املنظورة أمامهم ،ويجب أ ّال يتصرفوا بطريقة تعزز مصالح أحد األطراف على حساب مصالح
71
اآلخر.
كلمة “قوانين” في المادة 30من االتفاقية األمريكية لحقوق اإلنسان ،قرار إستشاري صادر عن المحكمة األمريكية لحقوق اإلنسان 68
في 9ايار/مايو OC-6/86 ،1986السلسلة (أ) رقم 6الفقرة 21؛ انظر أيضا قضية “فيالسكيز رودريغيز” الحكم الصادر
في 29تموز ،1988المجموعة (ج) رقم 4الفقرة 165؛ أيض ًا “غودينيس كروز” ،الحكم الصادر في 20كانون الثاني/يناير
،1989المجموعة (ج) رقم 5الفقرة .174
استثناءات الستنفاد سبل االنتصاف المحلية (المادة ، 46.1و.46.2ا .46.2ب االتفاقية األمريكية لحقوق اإلنسان) ،رأي صادر 69
في 10آب/أغسطس ، 11/90 ،1990السلسلة (أ) رقم 11الفقرة 23؛ انظر أيضا قضية “فيالسكيز رودريغيز” ،مرجع سبق
ذكره ،الفقرة166 .؛ أيض ًا “غودينيس كروز” مرجع سبق ذكره ،الفقرة.175 .
إنظرعلى سبيل المثال ،خالصات ومالحظات لجنة مناهضة التعذيب بشان البوروندي ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدةCAT/C/، 70
BDI/CO/1الفقرة “ :12تعرب اللجنة عن قلقها من إرتباط السلطة القضائية بالسلطة التنفيذية ،األمر الذي يعرقل إستقاللية
التحقيق حيثما تتوافر معطيات جدية إلمكانية حصول أعمال تعذيب”.
الرسالة رقم “ ،387/1989أرفو كارتونن” ضد فنلندا( ،اعتمدت اآلراء في 23تشرين االول/اكتوبر )1992وثيقة صادرة عن 71
االمم المتحدة ،العهد الدولي الخاص للحقوق المدنية والسياسية CCPR/C/46/D/387/1989الفقرة .7.2
19 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
إن فكرة اإلستقالل املؤسسي جاءت بوضوح في العبارة الثانية من املبدأ األول من املبادئ األساسية لألمم
املتحدة بشأن إستقالل السلطة القضائية ،حيث نصت على واجب جميع املؤسسات احلكومية وغيرها من
املؤسسات إحترام ومراعاة إستقالل السلطة القضائية .وتعني هذه الفكرة ،وجوب إستقالل السلطة القضائية
عن فروع احلكومة األخرى ،أي السلطة التنفيذية والتشريعية املقيدتني بوجوب إحترام وتنفيذ أحكام وقرارات
السلطة القضائية .وهذا من شأنه أن يشكل ضمانة ضد اخلالفات التي قد تثار حول األحكام الصادرة عن
املؤسسات األخرى ورفضها لالمتثال لها .ومن ثم ،فهذه اإلستقاللية في صنع القرار أمر أساسي إلعالء
سيادة القانون وحقوق اإلنسان.
ولقد أكدت احملكمة األوروبية حلقوق اإلنسان على أنه يجب على احملكمة أن تكون مستقلة عن الفروع
72 احلكومية التنفيذية فض ً
ال عن أطراف الدعوى.
إن مفهوم اإلستقالل املؤسسي يتعلق بعدد من القضايا ،وفي هذا الشأن ذكرت محكمة البلدان األمريكية
حلقوق اإلنسان:
“إن شرط اإلستقالل [ ]...يحتم اإلستقالل الذاتي للمحاكم عن باقي فروع الحكومة ،والتحرر
من التأثيرات أو التهديدات من أي مصدر وألي سبب ،واإلستفادة من الخصائص الضرورية
لضمان اإلستقالل واألداء السليم لوظائف القضاء بما في ذلك والية المنصب والتدريب
73
المهني المالئم”.
وفي هذا الصدد تناولت اللجنة املعنية بحقوق اإلنسان عدد ًا من املتطلبات التي تتعلق باإلستقالل املؤسسي.
وأشارت على سبيل املثال ،إلى أن التأخر في دفع رواتب القضاة وتأمني سالمتهم ومناصبهم ،له أثر سلبي
على إستقالل القضاء 74.كما لفتت اللجنة اإلنتباه إلى أن عدم وجود أية آلية مستقلة مسؤولة عن تعيني
75
وإنضباط القضاة يحد من إستقالل السلطة القضائية.
ويتضمن القانون الدولي عدد ًا من األحكام املتعلقة باإلستقالل املؤسسي للسلطة القضائية .وإحدى الوسائل
املخالفة ملبدأ اإلستقاللية على سبيل املثال هي التحكم املسبق بنتائج قضايا معينة عن طريق إحالتها لقضاة
ميكنهم احلكم لصالح أطراف معينة .ومن أجل منع هذا التدخل غير املبرر ،إشترطت املبادئ األساسية
لألمم املتحدة على أنه“ :يعتبر إسناد القضايا إلى القضاة داخل احملكمة التي ينتمون إليها مسألة داخلية
76
تخص اإلدارة القضائية”.
ففي حالة رومانيا ،إعتبرت لجنة حقوق اإلنسان أن الصالحيات التي تمارسها وزارة العدل
على المحاكم فيما يتعلق بالمسائل القضائية ،بما فيها عملية الطعن وسلطة التفتيش ،تشكل
77
ال من السلطة التنفيذية وتهديد ًا إلستقالل القضاء.
تدخ ً
قضية “رينغييسين” ضد النمسا ،حكم صادر عن المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان في 16تموز ،1971المجموعة ،13الفقرة 72
.95
تقرير حول اإلرهاب وحقوق اإلنسان ،مرجع سبق ذكره ،الفقرة .229 73
المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان بشأن جورجيا ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة ،العهد الدولي الخاص بالحقوق 74
المدنية والسياسية CCPR/CO/74/GEOالفقرة .12
المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان بشأن الكونغو ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة ،العهد الدولي الخاص بالحقوق 75
المدنية و السياسية CCPR/C/79/Add.118الفقرة .12
األمم المتحدة والمبادئ األساسية الستقالل القضاء ،مرجع سبق ذكره ،المبدأ .14 76
المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان بشأن رومانيا ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة ،العهد الدولي الخاص بالحقوق 77
المدنية والسياسية CCPR/C/79/Add.111الفقرة .10
دليل املمارسني رقم 1 20
عالوة على ذلك ،فإن إستقالل القضاء يقتضي أن يكون للسلطة القضائية الوالية على جميع املسائل ذات
الطابع القضائي ،كما تنفرد بسلطة البت فيما إذا كانت أية مسألة معروضة ذات طابع قانوني .وكنتيجة
طبيعية ،فإنه ال يجوز تعديل األحكام القضائية من قبل السلطات غير القضائية ،فيما عدا حاالت تخفيف
78
العقوبة أو أحكام العفو.
هذا ،وقامت احملكمة األوروبية حلقوق اإلنسان بتحليل واسع النطاق للعالقة بني السلطة القضائية
والسلطة التشريعية ،وخلصت إلى ضرورة احلفاظ على إستقالل احملاكم وإحترام السلطة التشريعية لهذا
اإلستقالل.
إعتبرت المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان أن إقرار البرلمان لقانون يسقط والية المحاكم
للنظر في طلبات التعويض ضد الحكومة وإعالن إلغاء وبطالن قرارات التعويض قانون ًا،
يشكل إنتهاك ًا لمبدأ إستقالل المحاكم .وصرحت بأن“ :مبدأ سيادة القانون ومفهوم المحاكمة
العادلة المنصوص عليه في المادة السادسة يقتضي إستبعاد أي تدخل من جانب السلطة
التشريعية فيما يتعلق بالنظام القضائي من شأنه التأثير على الحكم القضائي للحسم في
79
النزاع”.
في قضية باباجيورجيو ضد الدولة اليونانية ،قضت المحكمة األوروبية بأن إعتماد قانون
من قبل البرلمان المعنى ،والذي يعلن بمقتضاه غل يد القضاء في البت في بعض القضايا
وتعليق إختصاص المحكمة بإصدار األوامر بشأن اإلجراءات القانونية ذات الصلة ،يشكل
80
إنتهاك ًا إلستقالل القضاء.
في قضية فيندالي ضد المملكة المتحدة البريطانية ،أشارت المحكمة األوروبية إلى أنه من
المسلم به عدم جواز تعديل الحكم القضائي من قبل السلطات غير المختصة قانون ًا أي
التي ال تشكل جزءا من السلطة القضائية .وبعبارة أخرى ،ال يتصور أن تخضع الصالحية
القانونية إلصدار األحكام القضائية-كأمر نهائي ال يقبل المراجعة فيه-إلى إجراءات وأعمال
الدوائر الحكومية األخرى .ولذا ،وجدت المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان أن إستقالل
المحاكم قد يتعرض لإلنتهاك في حالة تعديل أحكامها من قبل هيئات أو مسؤولي السلطة
التنفيذية ،أو في حالة اذا ما كانت هذه االحكام تتمتع بحجية الشيء المقضي به فقط عندما
تؤكد السلطة التنفيذية ذلك 81.هذا ،وتعتبر المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان أن حصر
األمم المتحدة والمبادئ األساسية الستقالل القضاء ،مرجع سبق ذكره .أيض ًا ،المبادئ 3و .4المبدأ “ :3تكون للسلطة القضائية 78
الوالية على جميع المسائل ذات الطابع القضائي كما تنفرد بسلطة البت فيما إذا كانت أية مسألة معروضة عليها للفصل فيها تدخل
في نطاق اختصاصها حسب التعريف الوارد في القانون ”..المبدأ 4يقول “ :يجوز أن تحدث أية تدخالت غير الئقة ،أو ال مبرر
لها ،في اإلجراءات القضائية وال تخضع األحكام القضائية التي تصدرها المحاكم إلعادة النظر .وال يخل هذا المبدأ بإعادة
النظر القضائية أو بقيام السلطات المختصة ،وفقا للقانون ،بتخفيف أو تعديل األحكام التي تصدرها السلطة القضائية. ”...
قضية “اليونانية للمصافي ستران” “وستراتيس اندرياديس” ضد اليونان ،قرار صادر عن المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان 79
في 9كانون االول/ديسمبر 1994سلسلة (أ) ( 301ب) الفقرة .49
قضية “باباجيورجيو” ضد اليونان ،قرار صادر عن المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان في 22تشرين األول/سبتمبر ،1997 80
السلسلة .IV – 1997
قضية “فيندالي” ضد المملكة المتحدة البريطانية ،مرجع سبق ذكره ،الفقرة 77؛ أنظر أيض ًا ،قضية “كامبل ونزل” ضد المملكة 81
المتحدة البريطانية ،حكم صادر عن المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان في 28حزيران/يونيو ،1984سلسلة (أ) ،80الفقرة
.79
21 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
اختصاص السلطات القضائية فيما يتعلق بالرجوع في القرارات القضائية وإمكانية تغييرها،
82
هو من المبادئ الراسخة و“الكامنة في فكرة المحكمة” و “[…] عنصر […] إستقالل”.
اإلستقالل الفردي
بالرغم من أن اإلستقالل املؤسسي يشكل ضمانة ال غنى عنها فأنه ال يكفي لضمان احلق في محاكمة عادلة
مصانة في كل احلاالت .وما لم يكن القضاة املنفردون متحررين من أي تدخالت غير مبررة في الدعوى
أمامهم ،فإن حق الفرد في محاكمة عادلة يكون منتهك ًا .هناك عدد من العوامل ،سيتم تناول بعض منها
أدناه ،من أجل حتديد ما إذا كانت محكمة ما مستقلة .فقد ذكرت احملكمة األوروبية حلقوق اإلنسان انه
لتحديد مدى استقالل محكمة ما يجب ان يوجه النظر“ :من بني جملة أمور أخرى ،الى تعيني القضاة ومدة
خدمتهم ،ووجود ضمانات لهم ضد الضغوط اخلارجية ،والتحقق من ما إذا كانت هذه الضمانات تظهر
السلطة القضائية مبظهر اإلستقالل” .كما ذكرت احملكمة أن “عدم جواز عزل القضاة من قبل السلطة
التنفيذية هو نتيجة طبيعية إلستقالليتهم” 83.وإعتبرت احملكمة أن هذه املعايير تبقى ناقصة ما لم يكن
84 القاضي مستق ً
ال بذاته.
هذا اإلستقالل ال يعني أن القضاة يستطيعون البت في الدعاوى وفق ًا ألهوائهم الشخصية .بل على العكس،
يتعينّ عليهم البت في القضايا املعروضة أمامهم وفق ًا للقانون ،دون اخلوف من إنتقام أو تدخل أو ضغط
أية سلطة كانت .فاملبدأ الثاني من املبادئ األساسية لألمم املتحدة يقضي بأن “تفصل السلطة القضائية
في املسائل املعروضة عليها دون حتيز ،على أساس الوقائع ووفقا للقانون ،ودون أية تقييدات أو تأثيرات
غير سليمة أو أية إغراءات أو ضغوط أو تهديدات أو تدخالت ،مباشرة كانت أو غير مباشرة ،من أي جهة
أو ألي سبب” .واملؤسف أن العديد من القضاة في جميع أنحاء العالم يعانون من الضغوط العلنية أو غير
العلينة ،بدء ًا من أعمال القتل والتعذيب واالبتزاز وصو ًال إلى إجراءات النقل الوظيفي ،والعزل غير القانوني
85
من الوظيفة.
لقد ناشدت مختلف هيئات األمم املتحدة مرار ًا وتكرار ًا الدول إلتخاذ جميع التدابير الضرورية لتمكني
القضاة من أداء مهامهم بحرية.
لقد ناشدت لجنة األمم المتحدة لحقوق اإلنسان جميع الحكومات أن “تحترم إستقالل القضاة
والمحامين .وتحقيق ًا لهذه الغاية ،يتع ّين إتخاذ تدابير تشريعية لتنفيذ القانون وغير ذلك من
التدابير المالئمة التي تمكن هؤالء القضاة والمحامين من القيام بواجباتهم المهنية بدون أي
86
تخويف أو أية مضايقة من أي نوع”.
قضية “إينكال” ضد تركيا ،مرجع سبق ذكره ،الفقرة 65؛ انظر أيض ًا ،قضية “فيندالي” ضد المملكة المتحدة البريطانية ،مرجع 82
سبق ذكره ،الفقرة 73؛ أيض ًا ،قضية “براين” ضد المملكة المتحدة البريطانية ،حكم صادر عن المحكمة األوروبية لحقوق
اإلنسان في 22تشرين الثاني/نوفمبر ،1995السلسله (أ) رقم ( – 335أ) ،الفقرة .37
قضية “ونزل كامبل” ضد المملكة المتحدة البريطانية ،مرجع سبق ذكره ،الفقرة .80 83
قضية “إينكال” ضد تركيا ،مرجع سبق ذكره الفقرة 65؛ قضية “فيندالي” ضد المملكة المتحدة البريطانية ،مرجع سبق ذكره، 84
الفقرة .73
انظر “االعتداء على العدالة :التقرير العالمي المعني باستقالل القضاة والمحامين” ،الطبعه الحادية عشر ،اللجنة الدولية للحقوقيين، 85
جنيف .2002متوفرة على االنترنت في .www.icj.org
قرار صادر عن لجنة األمم المتحدة لحقوق اإلنسان ،2004/33الفقرة .7 86
دليل املمارسني رقم 1 22
في حالة كولومبيا ،حث المفوض السامي لألمم المتحدة لحقوق اإلنسان الدول على “تحمل
مسؤولية حماية القضاة وسالمتهم الشخصية ،وأعضاء النيابة العامة ،وموظفي الشرطة
87
القضائية ،والمجني عليهم ،والشهود ،وذلك دون انتهاك الحقوق األساسية للمتهمين”.
يقتضي اإلستقالل الشخصي للقضاة عدم خضوعهم بشكل تراتبي للسلطة التنفيذية أو التشريعية ،وعدم
إعتبارهم عاملني مدنيني في هاتني السلطتني .إن احدى املتطلبات األساسية إلستقالل القضاء هي إعتبار
القضاة على جميع املستويات القضائية موظفني تابعني للسلطة القضائية ،ووجوب عدم مساءلتهم من قبل
الدوائر احلكومية األخرى ،وخاصة السلطة التنفيذية.
في قضية فيندالي ضد المملكة المتحدة البريطانية ،إعتبرت المحكمة األوروبية لحقوق
اإلنسان أن المحكمة العسكرية التي تحاكم المدعي عليه ليست مستقلة وال محايدة الن
أعضاءها يتبعون هرمي ًا لموظف – ضابط -يجمع بين وظيفته ووظيفة المدعي العام وهو
88
مخول لتعديل الحكم المفروض.
وجد فريق األمم المتحدة الخاص باالعتقال التعسفي أن الغالبية من قضاة محكمة امن الدولة
في جمهورية جيبوتي هم موظفون حكوميون ،مما يتعارض مع المادة 14من العهد الدولي
89
الخاص بالحقوق المدنية والسياسية التي تدعو الى أن تكون المحاكم مستقلة.
وجدت لجنة البلدان األمريكية لحقوق اإلنسان أن المحكمة التي تتألف من مسؤولين من
السلطة التنفيذية يخضعون لسلطة الضباط العسكريين ،تشكل إنتهاك ًا للحق في المحاكمة
90
أمام محكمة مستقلة.
من واجب كل دولة وضع الضمانات الالزمة كي يتمكن القضاة من البت في القضايا بطريقة
مستقلة ،و يجب ان يتحقق استقالل القضاء عن طريق االمتناع عن التدخل في عمله واالمتثال
ُ
القضاة أيضا ألحكامه .يجب أن تكون السلطة القضائية مستقلة كمؤسسة ويجب أن يتمتع
باالستقالل داخل السلطة القضائية وفي عالقتهم بالسلطات االخرى و المؤسسات األخرى ذات
الصلة.
تقرير المفوض السامي لألمم المتحدة لحقوق اإلنسان بشأن مكتب األمم المتحدة في كولومبيا ،وثيقة صادرة عن األمم 87
المتحدة ،E/CN.4/2000/11 ،الفقرة .189انظر أيضا تقرير المفوض السامي لألمم المتحدة لحقوق اإلنسان إلى لجنة
حقوق اإلنسان ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة E/CN.4/1998/16 ،الفقرة ،200حيث دعا المفوض السامي الحكومة
الكولومبية الى “اتخاذ خطوات فورية لضمان التشغيل الكامل للنظام القضائي ،وخاصة من خالل توفير الحماية الفعالة ألعضاء
السلطة القضائية […]”.
قضية “فيندالي” ضد المملكة المتحدة البريطانية ،الفقرة 74حتى 77؛ أنظر أيض ًا قضية “كوني” ضد المملكة المتحدة البريطانية، 88
حكم صادر عن المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان في 24أيلول/سبتمبر ،1997الجزء ،V 1997-الفقرة .56-58
قرار رقم ( 40/1993دجيبوتي) 29 ،أيلول ،1993وثيقة صادرة عن األمم المتحدة.E/CN.4/1994/27 ، 89
تقرير رقم ،78/02القضية 11.335الفقرة .76 90
23 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
.2الحيادية
يتطلب احلق في محاكمة عادلة أن يتسم القضاة باحليادية .ويعني احلق في محاكمة عادلة أمام محكمة
حيادية ،تَّرفع القضاة (أو احمللفني) عن أي مصلحة أو شأن في القضية املطروحة أمامهم ،باإلضافة إلى
عدم جواز تشكيل رأي مسبق في الدعوى أو في أطراف اخلصومة .فالقضايا يجب أن يفصل فيها على
أساس “الوقائع ووفق ًا للقانون ،ودون أية قيود” 91.وحتقيق ًا لهذه الغاية ،تلتزم الدولة ،واملؤسسات األخرى،
واألطراف املعنية بعدم ممارسة أي ضغط على القضاة ،أو دفعهم للحكم بطريقة معينة ،وفي املقابل يتعينّ
على القضاة أن يتصرفوا بنزاهة .وقد أوضحت املبادئ األساسية لألمم املتحدة هذا املطلب على الشكل
التالي ]...[ “ :يسلك القضاة دائم ًا ،لدى ممارسة حقوقهم ،مسلك ًا يحفظ هيبة منصبهم ونزاهة وإستقالل
القضاء” 92.كذلك تبنى املجلس األوروبي هذا املبدأ على إعتبار أنه“ :ينبغي أن يكون للقضاة حرية غير
محدودة للفصل في القضايا دون حتيز ،ووفق ًا ملا متليه عليهم ضمائرهم وتفسيرهم للوقائع ،وتطبيقا ملعايير
93
القوانني السائدة”.
وقد رأت اللجنة املعنية بحقوق اإلنسان أن حياد احملكمة وعالنية اإلجراءات جوانب مهمة من احلق في
محاكمة عادلة باملعنى املقصود في املادة ،14الفقرة .1
“تعني حيادية المحكمة ،أن ال يحمل القضاة أراء ًأ مسبقة بشأن المسألة المنظورة أمامهم،
وأال يتصرفوا بطريقة تعزز مصالح أحد األطراف .وحيثما ينص القانون على أسباب عدم
صالحية القاضي ،فإنه يتع ّين على المحكمة من تلقاء نفسها إستبدال أعضاء المحكمة وفق ًا
94
لمعايير عدم الصالحية المنصوص عليها في القانون”.
وأشارت اللجنة أيضا إلى أن الحق في محاكمة حيادية ونزيهة يرتبط ارتباط ًا وثيق ًا
بالضمانات اإلجرائية الممنوحة للدفاع .ففي إحدى الدعاوى ،قالت اللجنة إن “العنصر
األساسي للحق في محاكمة حيادية هو إعطاء المتهم ما يكفي من الوقت والتسهيالت
95
الكافية إلعداد دفاعه”.
و قد إعتبرت جلنة البلدان األمريكية حلقوق اإلنسان أن “نزاهة احملكمة هي أحد العناصر األساسية
96
لضمانات النظام القضائي”.
المبادئ األساسية لألمم المتحدة بشأن استقالل القضاء ،مرجع سبق ذكره ،المبدأ .2 91
المرجع نفسه ،المبدأ .8 92
مجلس أوروبا ،التوصية رقم ( ،)94مرجع سبق ذكره ،المبدأ األول( 2،د)؛ انظر أيضا المبدأ الخامس(3 ،ب) “يتعين على القضاة 93
بصفة خاصة المسؤوليات التالية :البت في القضايا بطريقة غير متحيزة وفقا لتقييمهم للحقائق وتفهمهم للقانون ،لضمان محاكمة
عادلة لجميع األطراف وان حقوق األطراف اإلجرائية مصانة وفقا ألحكام االتفاقية”.
الرسالة “ ،387/1أرفو كارتونن” ضد فنلندا ،مرجع سبق ذكره ،الفقرة .7.2 94
الرسالة رقم ،451/1991قضية “باري ستيفن هارفارد” ضد النرويج (اعتمدت اآلراء في 15تموز ،)1994وثيقة صادرة عن األمم 95
المتحدة ،العهد الدولي الخاص للحقوق المدنية والسياسية CCPR/C/51/D/451/1991الفقرة 9.4؛ انظر أيضا الرسالة
رقم ،577/1994قضية “فيكتور الفريدو بوالي كامبوس”ضد البيرو ،اآلراء المعتمدة في 6تشرين الثاني/نوفمبر ،1997
وثيقة صادرة عن االمم المتحدة ،العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسيةCCPR/C/61/D/577/1994 ،الفقرة.
،8.8حيث رأت اللجنة ان “جانبا أساسيا من جوانب المحاكمة العادلة بالمعنى المقصود في المادة 14من العهد هو أن ينظر
إلى المحكمة على إنها مستقلة ونزيهة”.
التقرير رقم 78/02القضية رقم ، 11.335مرجع سبق ذكره ،الفقرة .74 96
دليل املمارسني رقم 1 24
متيّز احملكمة األوربية حلقوق اإلنسان في هذا الصدد بني “النهج الذاتي” للتأكد من القناعة الشخصية
للقاضي حيال قضية ما ،وبني “النهج املوضوعي” لتحديد ما إذا كان القاضي قدم الضمانات الكافية
إلستبعاد أي شكوك مشروعة في هذا الصدد 97.ومن ثم ،يستخلص من هذا التمييز مفهومان ،أولهما يطلق
عليه “احلياد الذاتي” وثانيهما “احلياد املوضوعي” .وجتدر اإلشارة إلى أن حياد القاضي وحده ال يكفي
إلعتبار احملاكمة عادلة وإمنا يجب أن ُينظر إليه كقاضي كمحايد.
لقد إستقر إجتهاد احملكمة األوروبية حلقوق اإلنسان حول متطلبات تعريف كل من “النهج الذاتي” و “النهج
املوضوعي”.
وطبق ًا لهذا االجتهاد ،ال يتصف القاضي أو احملكمة باحلياد ما لم يتم إجتياز اإلختبارات الذاتية واملوضوعية.
ويتمثل اإلختبار الذاتي في “السعي لتحديد القناعة الشخصية للقاضي في قضية ما” 98.ويعني ذلك أنه
“ال يجوز لعضو احملكمة أن يكون لديه رأي مسبق أو إنحياز شخصي .وتفترض النزاهة الشخصية حيادية
القاضي ما لم يكن هناك دليل على خالف ذلك “ .99أما املطلب املوضوعي للحيادية ،فيتمثل في “ما إذا كان
القاضي قد قدم ضمانات كافية لتبديد أي شك يتعلق بنزاهته” 100.وأخير ًا ،فإنه طبق ًا إلجتهادات احملكمة،
فإن اإلخفاق في أحد االختبارين يستتبع إعتبار احملاكمة غير عادلة.
في قضية دي كوبر ضد بلجيكا ،إعتبرت المحكمة أن قيام نفس القاضي بأعمال قاضي
التحقيق وقاضي المحكمة من شأنه أن يثير الشكوك حول نزاهة المحكمة ،كما أنه قد يشكل
إنتهاك ًا للحق في المحاكمة أمام محكمة محايدة 101.ورغم أن المحكمة لم تجد مبرر ًا لتشكك
في نزاهة عضو الجهاز القضائي الذي أجرى التحقيق األولي ،فإن وجوده في مجلس القضاء
يعد سبب ًا إلثارة الشك من جانب المدعي.
في قضية كاستيلو ألغار ضد إسبانيا ،وجدت المحكمة أن وجود القاضي الذي أقر الئحة
اإلتهام بناء على أدلة كافية ضد المتهم في المحكمة التي تحدد األسباب الجوهرية التي
قضية “بيرساك” ضد بلجيكا ،قرار صادر عن المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان في 1تشرين األول/أكتوبر ،1982المجموعة 97
(أ) ،53الفقرة .30
قضية “تيريس وآخرون” ضد سان مارينو ،قرار صادر عن المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان في 25تموز/يوليو 2000،2000- 98
IXالفقرة .75
قضية “داكتاراس ضد ليتوانيا” ،قرار صادر عن المحكمة األوربية لحقوق اإلنسان في 10تشرين األول/أكتوبر X- ،2000 99
،2000الفقرة .30
100قضية “بادوفاني” ضد ايطاليا ،قرار صادر عن المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان في 26شباط /فبراير ،1993المجموعة
(أ)( – 257ب) ،الفقرة .25
101قضية “دي كابر” ضد بلجيكا ،قرار صادر عن المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان في 26تشرين األول/أكتوبر ،1984المجموعة
،86الفقرات 27وما يليها.
25 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
تنطوي عليها الدعوى ،قد يثير الشكوك حول حياد المحكمة ويشكل إنتهاك ًا للحق في
102
المحاكمة أمام محكمة محايدة.
في قضية سفيتالنا نومينكو ضد الدولة البلغارية ،توجب على المحكمة األوروبية تحديد ما
إذا كان اإلعتراض المقدم من القاضي إلى المحكمة التي يجلس للقضاء فيها ،يؤثر على
لقاض
ِ حياده .وقد إعتبرت المحكمة هذا التصرف غير متوافق مع مبدأ الحياد الشخصي
103
مدع وقاضي في نفس الوقت.
ينظر في قضية ما ،إذ ال يمكن ألحد أن يكون ٍ
وفي تقرير لجنة البلدان األمريكية حول حقوق اإلنسان واإلرهاب ،قالت اللجنة أنه “يتعين
تقييم حيادية المحكمة من المنظورين الذاتي والموضوعي ،لضمان عدم وجود تح ّيز فعلي من
ال عن التأكد من وجود ضمانات كافية لتبديد أي شك في جانب القاضي أو المحكمة ،فض ً
هذا الصدد .هذه الضمانات تتطلب ان ال يغذي القاضي او المحكمة اي ميول لجهة معينة
104
في قضية ما ،وأن ال ُينظر إليهما على اساس انهما رجحا ،بشكل معقول ،هذا الميول.
وقد بحثت اللجنة األفريقية حلقوق اإلنسان والشعوب أيض ًا مسألة احلياد الفعلي واحلياد الظاهري ،وقررت
قاض واحد أوفي قضية مشروع احلقوق الدستورية أنه ال ميكن إعتبار احملكمة محايدة إذا تشكلت من ٍ
من أفراد من القوات املسلحة ،وذلك ألنه “أي ًا كان الطابع الفردي ألعضائها ،فإن تشكيلها في حد ذاته يثير
105
الشكوك حول حيادتها”.
تشمل مبادئ بنغالور للسلوك القضائي ،التي إعتمدتها املجموعة القضائية املعنية بتعزيز نزاهة القضاء
واملعتمدة لدى جلنة األمم املتحدة حلقوق اإلنسان 106،احلياد كأحد القيم األساسية ألداء الوظيفة القضائية.
وينص املبدأ 2.5على توجيهات مفصلة بخصوص احلاالت التي ينبغي للقضاة أن ينحوا بأنفسهم فيها
عن الدعوى:
2.5على القاضي أن يتنحى عن املشاركة في أي دعاوى ال يستطيع البت فيها بحياد ،أو يتبني فيها
مبوضوعية عدم قدرته على ذلك .وتشمل هذه الدعاوى على سبيل املثال ال احلصر:
102قضية “كاستيو ألغار” ضد اسبانيا ،قرار صادر عن المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان في 28تشرين االول/أكتوبر ،1998
،VIII-1998الفقرات 47الى .51
103قضية سفيتالنكا نومينكو ضد أوكرانيا ،قرار صادر عن المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان ،في 9تشرين الثاني ،2004مستند
41984/98الفقرة .97
104لجنة البلدان األمريكية لحقوق االنسان ،تقرير عن اإلرهاب وحقوق اإلنسان ،مرجع سابق .سبق ذكره.
105مشروع الحقوق الدستورية ضد نيجيريا ،اللجنة األفريقية لحقوق اإلنسان والشعوب ،الرسالة رقم ،)1995( 87/93الفقرات.
.13-14
106لجنة األمم المتحدة لحقوق اإلنسان ،قرار رقم .2003/43
دليل املمارسني رقم 1 26
2.5.1عدم إستقالل العقل وإنقياده للدوافع والميول الخاصة ،وشعور القاضي بالحرج لموقفه من
أطراف النزاع ،أو معرفته الشخصية بالوقائع المتنازع عليها واألدلة المتعلقة بالدعوى.
2.5.3إذا كان للقاضي أو ألحد أفراد أسرته مصلحة إقتصادية في نتائج الدعوى.
وال تشترط تنحية القاضي في احلاالت التي يستحيل فيها تشكيل محكمة أخرى لنظر الدعوى ،أو إذا كان
للدعوى طابع العجلة ،حيث أن التوقف عن نظر الدعوى في هذه احلالة يعتبر إساءة جسيمة في حق تطبيق
107
أحكام القضاء.
تتضمن املبادئ التوجيهية بشأن احلق في محاكمة عادلة واملساعدة القانونية في أفريقيا معايير تفصيلية
لتحديد ماهية حياد احملكمة ،واحلاالت املعينة التى تقوض هذه احليادية .ومن بني هذه احلاالت التي ذكرتها
للجنة األفريقية ،أن يتولى منصب القضاء مدع عام سابق أو ممثل قانوني في قضية قد مثل فيها من قبل
بصفته مدعي عام ،أو ممثل ألحد أطراف النزاع ،أو في احلالة التي يبت فيها أحد أعضاء محكمة اإلستئناف
في قضية قد أصدر فيها حكما بصفته الشخصية ،أوبصفته حكم ًا ،أو شارك فيها أثناء وجوده في هيئة
108
قضائية أدنى .وبتوافر أي من احلالتني السابقتني ،يلتزم القاضي بالتنحى عن النظر في الدعوى.
لقد أرست احملكمة األوروبية حلقوق اإلنسان املبدأ القاضي “بضرورة تنحية كل قاضي تثار حوله مخاوف
109
متعلقة بعدم حياده”.
يمكن تعريف حياد المحكمة بأنه عدم التحيز ،أو إظهار العداء ،أو إبداء التعاطف ألي من الطرفين.
ويتعين على المحاكم أن تكون محايدة وتظهر هذه الحيادية .وهكذا ،يكون من واجب القضاة التنحي
في الحاالت التي توجد دوافع كافية لوضع حيادهم موضع شك.
107مبادئ بنغالور للسلوك القضائي ،اعتمدته المجموعة القضائية المعنية بتعزيز نزاهة القضاء بصيغتها المنقحة فى اجتماع الطاولة
المستديرة لرؤساء المحاكم العليا في الهاي.2002 ،
108المبادئ التوجيهية بشأن الحق في محاكمة عادلة ومساعدة قانونية في أفريقيا ،كجزء من نشاط اللجنة االفريقية في التقرير الثاني،
واجتماع قمة لرؤساء دول االتحاد االفريقي ،مابوتو ،من 4إلى 12تموز/يوليو ،2003الفقرة .5
109قضية “إندرا” ضد سلوفاكيا ،قرار صادر عن المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان في 1شباط ،2005مستند رقم 46845/99
الفقرة .49
27 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
نظرة عامة
يحتاج القضاء إلى موارد كافية إلمتام مهامه على نحو مالئم ،باعتباره إحدى السلطات الثالث .وحتتسب
موارد القضاء من امليزانية الوطنية وحتدد عادة من قبل السلطة التشريعية أو القضائية .ويتعينّ على الدولة
أن ترصد في ميزانيتها ما يوفي احتياجات السلطة القضائية ،ألن عدم كفاية املوارد املمنوحة للقضاء قد
جتعله عرضة للفساد مما يستتبع تقويض وإضعاف إستقالله وحياده .وال بد من التشاور مع القضاة أو
110
اجلهاز القضائي عند حتديد امليزانيات املالية للقضاء.
إن عدم مشاركة السلطة القضائية في إعداد ميزانيتها يقوض من إستقالل القضاء ونزاهته ،ويرجع ذلك
إلى حقيقة مؤداها أن أكثر الطرق فعالية لضبط عمل وأداء أي مؤسسة هو حتديد هذه املؤسسة لشؤونها
املالية .حيث أن ترك توزيع وإدارة املوارد املخصصة للقضاء للفروع األخرى في السلطة ،يعطي هذه األخيرة
إمكانية حقيقية للتأثير على سير أعمال التحقيقات ونتائج الدعاوى ،ويشكل إعتداء ًا على إستقاللية القضاء.
لذلك ،أوجدت كثير من الدول أجهزة وهيئات مسؤولة داخل السلطة القضائية يناط بها إدارة موارد القضاء
مما يعزز اإلستقالل الذاتي للجهاز القضائي.
إعتبرت لجنة البلدان األمريكية لحقوق اإلنسان أن اإلستقالل المؤسسي للسلطة القضائية،
بما في ذلك ،التنظيم واإلدارة والمسائل المالية “أمر جوهري ال غنى عنه من أجل الحفاظ
111
على توازن القوى في مجتمع ديمقراطي”.
طالبت لجنة األمم المتحدة لحقوق اإلنسان ،في أكثر من مناسبة ،الدول بتخصيص
112
اإلعتمادات الالزمة للقضاء بغية تعزيز إستقالليته.
أعربت لجنة حقوق اإلنسان عن قلقها من األجور المتدنية المخصصة للقضاة التي قد تؤدي
إلى الفساد القضائي .وأوصت بإعتماد مستوى أفضل لألجور بهدف حماية القضاة من
الفساد 113.وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية“ ،أعربت اللجنة عن قلقها من تدني أجور
114
القضاة الذي غالبا ما يؤدي إلى الفساد القضائي”.
110انظر في اطار السياسة العامة لمنع والقضاء على الفساد وضمان نزاهة النظام القضائي لمحكمة العدل الدولية ،مركز استقالل
القضاة والمحامين ،الكتاب السنوي ،2000ص 127 .وما يليها.
111لجنة البلدان األمريكية لحقوق اإلنسان ،والتقرير الثاني عن حالة حقوق اإلنسان فى البيرو ،منظمة الدول األمريكية OEA/Ser.
L/V/II.106وثيقة رقم ،59الفصل الثاني “النظام القضائي وسيادة القانون” ،الفقرة .13
112المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان بشأن جمهورية أفريقيا الوسطى ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدةCCPR/ ،
،C/CAF/CO/2الفقرة .16
113المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان بشأن إقليم كوسوفو (صربيا) وثيقة صادرة عن األمم المتحدةCCPR/ ،
C/UNK/CO/1الفقرة .20إنظر أيض ًا ،المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان بشأن طاجيكيستان ،وثيقة
صادرة عن األمم المتحدة CCPR/CO/84/TJK ،الفقرة .17
114المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان بشأن جمهورية الكونغو الديمقراطية ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة ،العهد
الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية CCPR/C/COD/CO/3 ،الفقرة .21
دليل املمارسني رقم 1 28
“يتع ّين توفير التمويل الكافي والدائم لتمكين السلطة القضائية من أداء مهامها وفق أعلى
مستوى من المعايير .ويتع ّين حماية صناديق تمويل القضاء من السلب وإساءة االستعمال منذ
لحظة إقرار السلطة التشريعية بمنح هذا التمويل .هذا ،وال يجوز إستخدام هذه المخصصات
118
أو حجب التمويل كوسيلة لممارسة الرقابة على السلطة القضائية”.
وفي السياق اإلفريقي ،نصت املبادئ التوجيهية املتعلقة باحلق في محاكمة عادلة في أفريقيا على أن “
“تقوم الدول بإمداد الهيئات القضائية باملوارد الكافية ألداء وظائفهم .ووجوب إستشارة القضاة بشأن إعداد
امليزانية وتنفيذها” 119.واجلدير بالذكر أن املعايير الدولية تسمح لكل دولة بتحديد أفضل طريقة لضمان
120
حصول القضاء على األموال الكافية .فالتمويل الكافي هو أحد املكونات األساسية إلستقالل القضاء،
وينبغي أن يدرج هذا املبدأ في األنظمة القانونية لكل دولة ،ال سيما في الدساتير حيث يتعني أن تتضمن هذه
الدساتير أحكام ًا بتخصيص نسبة ثابتة من ميزانية الدولة للنظام القضائي من أجل اإلمتثال لهذا املطلب.
بعض الدول ،والسيما النامية منها ،قد تكون غير قادرة على إمداد القضاء بالموارد الكافية
والتي تعتبر ضرورية إلدائة الوظائف بشكل جيد .ولقد نصت مبادئ بكين في هذا الصدد
على ما يلي“ :في الحاالت التي تحول المعوقات اإلقتصادية دون تخصيص موارد كافية
لمرافق أنظمة المحاكم ،والتي من شأنها تمنع القضاة من أداء وظائفهم ،تتطلب المحافظة
على سيادة القانون وحقوق اإلنسان إيالء درجة عالية من األولوية لتخصيص الموارد للجهاز
121
القضائي والمحاكم”.
وهناك مطلب أخير بشأن اإلستقالل املالي للسلطة القضائية ،يتمثل في تقرير األخيرة كيفية توزيع مواردها،
وفي هذا الصدد يتعينّ على جميع السلطات األخرى عدم التدخل في الطريقة التي تتصرف بها السلطة
115مبادئ األمم المتحدة األساسية بشأن إستقالل السلطة القضائية ،مرجع سبق ذكره ،المبدأ .7
116مجلس أوروبا ،الميثاق األوروبي المتعلق بالنظام األساسي للقضاة ،الوثيقة ( ،23 )98الفقرة .1.6
117بيان بكين ،مبادئ إستقالل السلطة القضائية في منطقة الرابطة ،مرجع سبق ذكره ،الفقرة 41؛ انظر أيضا ،التوصية رقم ()94
12الصادرة عن اللجنة الوزارية لمجلس أوروبا ،المرجع سبق ذكره ،المبدأ الثالث.
118مبادئ التيمير التوجيهية للكومنولث حول السيادة البرلمانية وإستقالل السلطة القضائية ،الذي إعتمد في 19حزيران /يونيو
،1998المبدأ التوجيهي الثاني.
119المبادئ والخطوط التوجيهية بشأن الحق في محاكمة عادلة ومساعدة قانونية في أفريقيا ،مرجع سبق ذكره( ،أ) الفقرة ( 4ت)؛
إنظر أيضا ميثاق القضاة العالمي ،مرجع سبق ذكره ،المادة .14
120األمم المتحدة والمبادئ األساسية الستقالل القضاء ،مرجع سبق ذكره ،والتي تطلب من الدول ضمان إستقالل القضاء وتكريسه
في الدستور أو قانون البلد ،المبدا رقم (.)1
121بيان بكين بشان مبادئ إستقالل السلطة القضائية في منطقة رابطة القانونية لدول آسيا والمحيط الهادئ ،مرجع سبق ذكره،
الفقرة .42
29 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
القضائية في املوارد املخصصة لها .وبالرغم من أن طريقة إنفاق السلطة القضائية لهذه املوارد تعد من
شؤونها الداخلية إ ّال أنها – أي السلطة القضائية -تبقى مسؤولة أمام السلطتني التشريعية والتنفيذية بحكم
أنظمة املسؤوليات العامة في الدولة.
ينبغي أن يحصل القضاء على التمويل الكافي ألداء وظائفه ،وعلى الدول الوفاء بهذا المطلب،
ويفضل أن يكون ذلك عن طريق التشريع .إن المشاركة القضائية في تحديد الميزانية تشكل
ضمانة هامة ضد عدم كفاية التمويل .ورغم أن السلطة القضائية تتمتع باإلستقالل المالي فيما
يتعلق بالطريقة التي تخصص بها هذه الموارد ،فإنها رغم ذلك تبقى مسؤولة عن أي إساءة في
إستخدام هذه الموارد أمام الفروع األخرى للسلطة.
31 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
.4الحريات األساسية
نظرة عامة
ينص املبدأ الثامن من املبادئ األساسية لألمم املتحدة على ما يلي:
“إنسجاماً مع مضمون اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ،يحق ألعضاء السلطة القضائية
كغيرهم من المواطنين التمتع بحرية التعبير ،والمعتقد ،وتكوين الجمعيات ،والحق في التجمع.
ومع ذلك يشترط أن يسلك القضاة دائما ،لدى ممارسة حقوقهم ،مسلك ًا يحفظ هيبة منصبهم
122
ونزاهة وإستقالل القضاء”.
يؤكد هذا املبدأ على أهمية هذه احلريات بوصفها وسيلة حلماية القضاة وإستقالل القضاء؛ وقد أعترف بها
لسائر املواطنني من قبل جميع املعاهدات الدولية الرئيسة املتعلقة بحقوق اإلنسان .وحيث إن القضاة ميثلون
الضامن األساسي حلقوق اإلنسان وسيادة القانون ،فإن لتمتعهم بهذه احلريات وخاصة حرية التعبير وتكوين
اجلمعيات قيمة مضافة وضرورية بغية االضطالع بأدوارهم.
ولقد نصت مبادئ التيمر في هذا اخلصوص على أن“ :إستقالل وتنظيم املهن القانونية يعد من العناصر
123
األساسية حلماية سيادة القانون”.
ويقر الميثاق األوروبي بشأن النظام األساسي للقضاة بالدور الجوهري الذي تقوم به جمعيات
القضاة ،حيث نص الميثاق على“ :أن المنظمات المهنية التي ينشئها القضاة – والتي لهم حق
اإلنضمام إليها بحرية -تساهم بشكل ملحوظ في الدفاع عن الحقوق الممنوحة لهم قانون ًا،
124
السيما في وجه القرارات المتعلقة بهم والصادرة عن السلطات والهيئات المعنية”.
كذلك ،أقر املجلس األوروبي في توصيته رقم 12لسنة ،1994بحرية القضاة في تكوين اجلمعيات .وقد
نصت التوصية على “متتع القضاة بحرية تكوين اجلمعيات ،منفرد ًة أو مع هيئات أخرى ،تكون مهامها
122إنظر المبدأ 4.6من مبادئ بنغالور ،الفقره ( 4ق) من المبادئ التوجيهية بشأن الحق في محاكمة عادلة ومساعدة قانونيه في
أفريقيا.
123المبادئ التوجيهية لمجلس التيمير ،مرجع سبق ذكره ،المبدأ السابع ()3؛ انظر ايضا ،المادة 12من الميثاق العالمي للقضاة:
“للقاضي الحق في االنتساب إلى نقابة مهنية يتسنى له إستشارتها ،وخاصة فيما يتعلق بتطبيق القانون واألنظمة األخالقية
وغير ذلك من سبل العدالة ،ولكي يتسنى لها الدفاع عن مصالحهم المشروعة”.
124الميثاق األوروبي المتعلق بالنظام األساسي للقضاة ،مرجع سبق ذكره ،الفقرة 1.7؛ انظر أيضا ،المبدأ التاسع من المبادئ
األساسية لألمم المتحدة“ :يحق ألعضاء السلطة القضائية كغيرهم من المواطنين التمتع بحرية التعبير واالعتقاد وتكوين
الجمعيات والتجمع ،ومع ذلك يشترط أن يسلك القضاة دائما ،لدى ممارسة حقوقهم ،مسلكا يحفظ هيبة منصبهم ونزاهة
واستقالل القضاء”.
دليل املمارسني رقم 1 32
حماية إستقالل القضاة ومصاحلهم” 125.وفي نفس السياق ،إعترفت مبادئ بكني بهذه احلرية حيث نصت
على أن“ :للقضاة احلرية في تكوين اجلمعيات و/أو اإلنضمام إليها وفق أحكام القانون لتمثيل مصاحلهم،
126
وتعزيز تدريبهم املهني ،وإتخاذ اإلجراءات املناسبة حلماية إستقاللهم”.
حرية التعبير
تعد حرية التعبير ضرورة حيوية لدور القاضي .فالقضاة هم الضامنون لسيادة القانون وهم جزء ال يتجزأ
من املجتمع القانوني ،ولذلك يتوجب أن تتاح لهم الفرصة الكاملة للمشاركة في املناقشات حول اإلصالحات
القانونية والقضائية.
إن اإلعتراف باحلق في حرية التعبير ال يقتصر على املعاهدات الدولية الرئيسة حلقوق اإلنسان فحسب،
بل ميتد إلى عدد من الصكوك الدولية املعنية بإستقالل القضاء وبشكل خاص املبدأ الثامن من املبادئ
األساسية لألمم املتحدة.
ومع ذلك ،فإن احلق املخول للقضاة بتكوين الرابطات املهنية أو اإلنضمام إليها يخضع لبعض القيود التي
تفرضها الوظيفة القضائية .فممارسة القضاة حلقهم في حرية التعبير بدون قيود قد يعرض أو ينال من
إستقاللهم ونزاهتهم ،كأن يكشفوا عن مالبسات قضية ما أو معلومات معينة إلى أحد طرفي النزاع أو
إلى وسائل اإلعالم .لذلك ،يجب على القضاة أن ميتنعوا عن تقويض احلق في محاكمة عادلة ،ويشمل ذلك
إفتراض البراءة ،خصوص ًا في القضايا التي تكون قيد النظر.
وفي نفس السياق ،نص الميثاق األوروبي المتعلق بالنظام األساسي للقضاة على “وجوب
إمتناعهم عن أي فعل ،أو سلوك ،أو تعبير من شأنه أن يؤثر على الثقة في حيادهم
وإستقاللهم” 127.كذلك ناشدت مبادئ بنغالور القضاة باإلمتناع عما يتعارض مع مركزهم
الوظيفي وإعتبرت أن “للقاضي ،وكأي مواطن عادي ،الحق في حرية التعبير[ ]....بما ال
يتعارض مع أحكام القانون ومع واجباته الوظيفية ،وبطريقة يحافظ بها على هيبة الوظيفة
128
القضائية و نزاهة القضاء وإستقالله”.
وبناء ًا على ما سبق ،فإن للقضاة احلق في التعبير عن أرائهم بحرية في أي أمر ،ولكن يجب عليهم في املقابل
اإلمتناع عن اإلدالء بأية تصريحات قد تنال من قدرتهم على حتقيق العدل بشكل حيادي ومستقل.
يتمتع القضاة بنفس الحريات األساسية الممنوحة لألفراد ،السيما حرية التعبير وتكوين الجمعيات،
لما لهذه الحريات من دور في النظام القضائي .ويتع ّين على القضاة أن يكونوا حذرين في ممارسة
هذه الحريات للمحافظة على إستقاللهم ونزاهتهم.
.5تعيين القضاة
نظرة عامة
يتعينّ على الدول عند تعيني القضاة إعتماد معايير إختيار صارمة تتسم بالشفافية من أجل ضمان إستقالل
القضاء ونزاهته ،وذلك إنفاذ ًا ألحكام القانون الدولي .وما لم يتم ت ّعيني وترقية القضاة على أساس ما يتمتعون
به من مهارات قانونية ،فإن القضاء يكون معرض ًا خلطر عدم تأدية وظيفته األساسية املتمثلة في النظام
القضائي بنزاهة وإستقاللية .لذا ،فمن الواضح أن معايير اإلختيار على أساس الكفاءة تشكل في حد ذاتها
عنصرا أساسيا لضمان إستقالل القضاء .واألمر في هذا املجال متروك للسلطة التقديرية لكل دولة ،إذ ال
يوجد إجماع في القانون الدولي بشأن طريقة التعيني .وفي جميع احلاالت ال بد أن يتم إختيار املرشحني
دائما على أساس املؤهالت املهنية والنزاهة الشخصية.
وجتدر اإلشارة بهذا الصدد إلى مسألتني أساسيتني تتعلقان بتعيني القضاة .األولى ،تتصل باملعايير املقننة
للتعيني ،وقد تضمن القانون الدولي مبادئ توجيهية واضحة في هذا الشأن .أما الثانية فتتعلق بالهيئة
واإلجراءات التي متارسها هذه الهيئة لتعيني أعضاء السلطة القضائية .وجدير بالذكر هنا ،أن املعايير
الدولية لم حتدد بوضوح هوية الهيئة املعنية بسلطة تعيني القضاة أو إجراءات الدولة الواجب إتباعها في
هذا الشأن .ومع ذلك ،فمن املهم أن نأخذ بعني اإلعتبار أنه يجب أن يضمن أي إجراء متعلق بتعيني القضاة
إستقالل السلطة القضائية ،سواء على املستوى الفردي أو املؤسسي ،وعدم التح ّيز مبفهوميه املوضوعي
والذاتي ،فهذا الشرط ناجت عن مبدأ الفصل والتوازن بني السلطات الذي يكفل ضمانات ال غنى عنها لتحقيق
الغاية السالفة الذكر.
لقد أوضحت املبادئ األساسية لألمم املتحدة هذه املعايير ،وذكرت أنه“ :يتعينّ أن يكون من يقع عليهم
اإلختيار لشغل الوظائف القضائية أفراد ًا ذوي نزاهة وكفاءة ،حاصلني على تدريب أو مؤهالت مناسبة في
القانون .ويجب أن تشمل أي طريقة إلختيار القضاة على ضمانات ضد التعيني في املناصب القضائية
بدوافع غير سليمة .وال يجوز عند إختيار القضاة ،أن يتعرض أي شخص للتمييز على أساس العنصر ،أو
اللون ،أو اجلنس ،أو الدين ،أو اآلراء السياسية ،أو غيرها من اآلراء ،أو املنشأ القومي ،أو االجتماعي ،أو
امللكية ،أو امليالد ،أو املركز اإلجتماعي ،على أنه ال يعتبر من قبيل التمييز أن يشترط في املرشح لوظيفة
129
قضائية أن يكون من رعايا البلد املعنى”.
129األمم المتحدة والمبادئ األساسية الستقالل القضاء ،مرجع سبق ذكره ،المبدأ .10
130الميثاق العالمي للقاضي ،مرجع سبق ذكره ،المادة .9
دليل املمارسني رقم 1 34
كذلك إستبعد امليثاق األوروبي بشأن إستقالل القضاة املعايير غير املناسبة ،ونص على أنه“ :يتعينّ أن
تكون قواعد النظام األساسي [ ]....في إختيار املرشحني قائمة بناءا على أساس قدرتهم على تقييم املسائل
القانونية التي حتال إليهم بحرية ونزاهة ،وتطبيق القانون عليها مع مراعاة إحترام كرامة الفرد .هذا وال يجوز
أن ُ يستبعد أي مرشح بسبب اجلنس ،أو األصل العرقي ،أو النشأة اإلجتماعية ،أو بسبب اآلراء الفلسفية،
131
أو السياسية ،أو املعتقدات الدينية”.
وقد أوصى املجلس األوروبي في هذا اخلصوص بأنه“ :يتعينّ أن تكون القرارات املتعلقة بوظيفة القضاة
مبنية على معايير موضوعية ،وأن يرتكز إختيار وتوظيف هؤالء على مؤهالتهم وقدراتهم ونزاهتهم .وتنطبق
132
هذه التوصية على تعيني القاضاة والترقيات الالحقة”.
في أفريقيا ،حددت املبادئ التوجيهية بشأن احلق في محاكمة عادلة معايير اإلختيار ملنصب القضاء ،بإعتبار
أنه“ :يتعينّ أن يكون املعيار الوحيد للتعيني في املنصب القضائي هو مالءمة املرشح لشغل هذا املنصب
واألخذ بأسباب النزاهة ،والتدريب املناسب ،أو التعليم والكفاءة”.
عالوة على ذلك ،فإن املبادئ التوجيهية أشارت إلى املهارات األساسية التي يت ّعني أن يتمتع بها املرشح
لشغل املنصب القضائي ،وذكرت في هذا اخلصوص بأنه:
“ال يجوز ألي شخص أن يعين في المنصب القضائي إال بعد الحصول على التدريب المناسب
133
أو التعليم الذي يمكنه من أداء مهامه بشكل كاف”.
أما في منطقة آسيا واحمليط الهادئ ،فقد تضمنت مبادئ بكني حكم ًا ضد التمييز وحتذيرا بشأن جنسية
املرشح“ :يجب أن أ ّال يكون هناك أي متييز ضد أي شخص قائم على أساس العرق ،أو اللون ،أو اجلنس ،أو
الدين ،أو الرأي السياسي أو غيره ،أو األصل القومي أو اإلجتماعي أو الوضع العائلي ،أو امليول اجلنسي،
أو امللكية أو امليالد أو املركز في إختيار القضاة .وال يعتبر متييز ًا أن ُيشترط في املرشح لوظيفة قضائية
134
أن يكون من رعايا البلد املعني”.
“يجب أن تتأسس التعيينات في جميع مستويات السلطة القضائية على اجلدارة ،مع االستعداد املسبق لإلزالة
135
التدريجية إلختالل التوازن بني اجلنسني ،وغيرها من العوامل التاريخية للتمييز”.
131الميثاق األوروبي المتعلق بالنظام األساسي للقضاة ،مرجع سبق ذكره ،الفقرة 2.1؛ ايض ًا ،يشير الميثاق إلى أن “القانون ينص
على الشروط المتعلقة بالمؤهالت العلمية ،والخبرة السابقة ،وتحديدا القدرة على االضطالع بمهامه القضائية”( .الفقرة .)2.2
132توصية صادرة عن مجلس أوروبا ،رقم ( )94ص ،12مرجع سبق ذكره ،المبدأ ( 1.2ج).
133المبادئ التوجيهية بشأن الحق في محاكمة عادلة ومساعدة قانونية في أفريقيا ،مرجع سبق ذكره ،الفقرتين ( 4ط) و (ك) .المبادئ
التوجيهية تتضمن أيضا شرط عدم التمييز ،ولكن مع بعض االستثناءات“ :أي شخص يستوفي المعايير يحق النظر في ترشيحه
قضائيا دون تمييز على أي أساس مثل العرق او اللون أو األصل أو اللغة أو الجنس أو الجنسانية أو الرأي السياسي أو غيره،
أو الدين أو العقيدة ،أو االعاقة ،أو األصل القومي أو اإلجتماعي أو االقتصادي ،أو المولد ،أو أي وضع آخر .ومع ذلك ،ال
يجوز للدول التمييز بما يلي .1 :يضع الحد األدنى للسن أو الخبرة للمرشحين لشغل الوظائف القضائية؛ .2فرض حد أقصى
أو سن التقاعد أو مدة الخدمة للموظفين القضائيين؛ .3يصف هذا الحد األقصى لسن التقاعد او مدة الخدمة أو قد تختلف
مع إختالف مستوى القضاة أو غيره من المسؤولين في السلطة القضائية؛ .4يتطلب هذا فقط من مواطني الدولة المعنية أن
يعين في المنصب القضائي” .المبدأ (4ج).
134مبادئ بيان بكين حول إستقالل السلطة القضائية في منطقة الرابطة القانونية لدول آسيا والمحيط الهادئ ،مرجع سبق ذكره،
الفقرة .13
135مبادئ التمير ،مرجع سبق ذكره ،المبدأ الثاني ،الفقرة .1
35 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
لقد أشارت جلنة حقوق اإلنسان مرار ًا إلى املعايير التي يتعينّ مبوجبها تعيني القضاة ،وحددت مهاراتهم
املهنية كأسس لتعيينهم.
بعد دراسة التقرير الخاص ببوليفيا ،أوصت اللجنة “بأن يتم تعيين القضاة على أساس
136
كفاءتهم وليس إنتمائتهم السياسية”.
وفي قضية أذربيجان ،أوصت اللجنة “بإرساء معايير واضحة تتسم بالشفافية لتقنين
137
التعيينات والتكليفات القضائية ،من أجل […] ضمان إستقالل القضاء ونزاهته”.
وفي حالة السودان ،أعربت اللجنة عن قلقها ألنه“ ،يتبين في الظاهر والواقع عدم إستقالل
السلطة القضائية حيث إن العديد من القضاة لم ُيختاروا على أساس مؤهالتهم القانونية
ال جد ًا من غير المسلمين أو النساء يشغل مناصب قضائية على جميع […] وأن عدد ًا قلي ً
المستويات” .ولذلك أوصت اللجنة “بوجوب إتخاذ تدابير لتعزيز إستقاللية القضاء
والكفاءة التقنية للسلطة القضائية ،بما فيها تعيين قضاة مؤهلين من بين النساء وأفراد
138
األقليات.
في قضية سلوفاكيا الحظت اللجنة “بقلق” أن القواعد السارية التي تحكم تعيين القضاة
من قبل الحكومة بموافقة البرلمان ،قد يكون لها تأثير سلبي على إستقالل القضاء “وأوصت
باتخاذ “تدابير” محددة تضمن إستقالل القضاء ،وحماية القضاة من أي شكل من أشكال
الضغط والتأثير السياسي من خالل إعتماد قوانين تنظم تعيين ،وتحديد رواتب ،وعزل
139
وتأديب أعضاء السلطة القضائية”.
في حالة جمهورية مولدوفا ،أعربت اللجنة عن قلقها إزاء “تعيينات القضاة األولية والقصيرة
األجل ،بعيد ًا عن المعايير المحددة والكافية من أجل تمديد فترة تعيينهم” .وأوصت اللجنة
الحكومة “بمراجعة قوانينها بحيث تكون مدة والية القاضي طويلة بما فيه الكفاية لضمان
إستقالله ،واإلمتثال لمتطلبات الفقرة 1من المادة [ 14المتعلقة بالحق في محاكمة عادلة
140
أمام محكمة مستقلة ومحايدة]”.
136المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان بشأن بوليفيا ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة ،العهد الدولي الخاص بالحقوق
المدنية والسياسية CCPR/C/79/Add.74 ،الفقرة 34؛ انظر أيضا ،المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان
بشأن لبنان ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة ،العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية CCPR/C/79/Add.78
الفقرة .15
137المالحظات الختامية لللجنة المعنية بحقوق اإلنسان بشأن أذربيجان ،وثيقة األمم المتحدة ،العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية
والسياسية CCPR/CO/73/AZE ،الفقرة .14
138المالحظات الختامية للجنة حقوق اإلنسان بشأن السودان ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة ،العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية
والسياسية CCPR/C/79/Add.85 ،الفقرة .21
139المالحظات الختامية للجنة حقوق اإلنسان بشأن سلوفاكيا ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة ،العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية
والسياسية CCPR/C/79/Add.79 ،الفقرة .18
140المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان بشأن جمهورية مولدوفا ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة ،العهد الدولي الخاص
بالحقوق المدنية والسياسية CCPR/CO/75/MDA ،الفقرة .12
دليل املمارسني رقم 1 36
وفي ما يتعلق بالتقرير المقدم من دولة الباراغواي ،أبدت اللجنة أسفها “للنقص في المعايير
الموضوعية التي ترعى أصول تعيين وعزل القضاة ،ومن ضمنهم قضاة المحكمة العليا،
141
والتي قد تهدد إستقاللية القضاء”.
وتنطبق هذه املعايير أيض ًا على تعيني القضاة الدوليني في الدول التي ميارسون مهامهم فيها .ففي معرض
دراستها للحالة في إقليم كوسوفو ،حيث مت تعيني عدد من القضاة الدوليني ،أبدت جلنة األمم املتحدة حلقوق
اإلنسان قلقها “بسبب غياب الضمانات الالزمة إلستقاللية القضاة الدوليني” .وأوصت اللجنة بعثة األمم
املتحدة اخلاصة في كوسوفو ،بوضع معايير مستقلة آللية تعيني القضاة الدوليني ومسلكيتهم” 142.وفي حالة
دولة قطر ،أعربت جلنة مناهضة التعذيب عن قلقها حيال “كل ما يهدد إستقاللية القضاة الدوليني ،السيما
وأن السلطات القطرية املدنية هي التي متنح تراخيص اإلقامة وجتديدها؛ األمر الذي قد يولد عند القضاة
143
شعور ًا بعدم اإلستقاللية”.
بشكل عام ،يفضل أن يتم إنتخاب القضاة من قبل أقرانهم أو من جانب هيئة مستقلة عن السلطتني التنفيذية
والتشريعية .وهذا ما ذهب إليه على سبيل املثال امليثاق األوروبي املتعلق بالنظام األساسي للقضاة حيث
نص على أنه“ :فيما يتعلق بكل قرار من شأنه أن يؤثر على إختيار املوظفني وتعيينهم ،أو التدرج الوظيفي أو
إنهاء والية القاضي ،فإن النظام األساسي ينص على تدخل هيئة مستقلة عن السلطتني التنفيذية والتشريعية
يكون نصف أعضائها على األقل قضاة إنتخبهم أقرانهم باألساليب املعمول بها لضمان أكبر متثيل للسلطة
144
القضائية”.
أما املجلس األوروبي ،فقد وضع مبادئ توجيهية تفصيلية بشأن إجراءات التعيني والهيئة املسؤولة عن اختيار
القضاة ،إذ نص على أنه“ :يتعني أن تكون سلطة إتخاذ القرار بشأن إختيار وتعيني القضاة مستقلة عن
احلكومة واجلهاز اإلداري .ومن أجل ضمان إستقاللية هذه السلطة يتعينّ على سبيل املثال أن تتألف من
145
أعضاء في السلطة القضائية ،وأن تقرر بنفسها القواعد اإلجرائية املتبعة بهذا اخلصوص”.
غير أن املجلس األوروبي يسلّم بأنه من الشائع في بعض الدول أن يتم تعيني القضاة من قبل احلكومة ،ويقر
بإمكانية متاشي هذه املمارسة مع إستقالل القضاء ،في حال توفر بعض الضمانات .وقد نص املجلس على
141المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان بشأن الباراغواي ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة ،العهد الدولي الخاص
بالحقوق المدنية والسياسية CCPR/C/PRY/CO/2 ،الفقرة .17
142المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان بشأن إقليم كوسوفو ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة ،العهد الدولي الخاص
بالحقوق المدنية والسياسية CCPR/C/UNK/CO/1 ،الفقرة .20
143خالصات وتوصيات لجنة مناهضة التعذيب بشأن قطر ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة CAT/C/QAT/CO/1 ،الفقرة
.11
144الميثاق األوروبي المتعلق بالنظام األساسي للقضاة ،مرجع سبق ذكره ،الفقرة .1.3
145التوصية رقم ،)94( 12مرجع سبق ذكره ،المبدأ األول (( )2ج)؛ انظر أيضا المادة 9من الميثاق العالمي للقاضي ]…[“ :يجب
تعيين واختيار القاضي وفق معايير موضوعية وشفافة ،على أساس المؤهالت المهنية المناسبة ،وأن يتم االختيار من قبل
هيئة مستقلة تتضمن تمثيل قضائي عالي حيث ال تضمن الطرق األخرى للتعيين ،الموجودة في العديد من التقاليد الراسخة
والمعتمدة”.
37 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
أنه ]...[“ :حيثما تسمح النصوص الدستورية ،أو القانونية ،أو التقاليد ،بتعيني القضاة من قبل احلكومة،
يتعينّ أن يكون هناك ضمانات للتأكد من أن إستقاللية وشفافية قرارات وإجراءات التعيني لن تتأثر بأي
146
أسباب أخرى غير تلك املتعلقة باملعايير املوضوعية املذكورة أعاله”.
كذلك تؤيد املبادئ األفريقية التوجيهية فكرة وجود هيئة مستقلة يعهد إليها بإختيار ممثلي الوظيفة القضائية.
وتسمح هذه املبادئ لهيئات أخرى مبا في ذلك الفروع األخرى للسلطة بأداء هذه املهمة طاملا أنها متتثل
ملعايير معينة:
“يتع ّين التشجيع على إنشاء هيئة مستقلة تناط بها عمليات التعيين في الهيئات القضائية
وتخضع لمعايير الشفافية والمساءلة .ويجب أن تكون أي طريقة إلختيار القضاة ضامنة
147
إلستقالل ونزاهة القضاء”.
وأشارت جلنة حقوق اإلنسان إلى العديد من القضايا املرتبطة بالطريقة التي يتم بها تعيني القضاة وأوصت
أن تكون اإلجراءات املتبعة في عمليات التعيني أكثر شفافية.
في قضية الكونغو ،أعربت اللجنة عن قلقها “إزاء اإلعتداءات على إستقالل القضاء ،عبر
إنتهاك للمادة ،14الفقرة 1من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية” .ولفتت
اإلنتباه إلى “محدودية إستقالل القضاء نظر ًا لعدم وجود أية آلية مستقلة مسؤولة عن تعيين
وتأديب القضاة ،وكذلك إلى كثرة الضغوط والتأثيرات التي يتعرض لها القضاة ومن ضمنها
تلك الصادرة عن السلطة التنفيذية” .وأوصت اللجنة حكومة الكونغو” بإتخاذ الخطوات
المناسبة لضمان إستقالل السلطة القضائية ،السيما من خالل تعديل وإرساء قواعد متعلقة
148
بتكوين وسير عمل المجلس األعلى للقضاء”.
وفي حالة دولة لينشتنشتاين ،رأت اللجنة أن تدخل السلطة التنفيذية في إختيار القضاة ،عن
149
طريق اإلقتراع ،يؤدي إلى تقويض إستقالل القضاء.
في حالة دولة طاجيكيستان ،أبدت اللجنة قلقها حيال “النقص الجلي في إستقاللية القضاء”،
وأوصت الحكومة “بضمان اإلستقالل والحياد الكامل للقضاء من خالل إنشاء لجنة مستقلة
150
تكون مهمتها تعيين القضاة وترقيتهم ومتابعة مسلكيتهم على كافة االصعدة”.
146من أجل ضمان هذه الشفافية ،هناك عدد من األمثلة الواردة في التوصية« :هيئة مستقلة ومختصة إلعطاء المشورة للحكومة التي
اتبعتها في الممارسة؛ أو حق للفرد الطعن في قرار الهيئة المستقلة؛ أو السلطة التى تجعل القرار ذو ضمانات ضد تأثيرات ال
مسوغ لها أو غير سليمة» .هذه القائمة ليست شاملة ،واألمثلة الواردة ليست حصرية.
147المبادئ التوجيهية بشأن الحق في محاكمة عادلة ومساعدة قانونية في أفريقيا ،مرجع سبق ذكره ،الفقرة ( 4ح) .انظر أيضا،
مبادئ بكين ( 13إلى )17والمبادئ التوجيهية لالتيمير ،مرجع سبق ذكره ،المبدأ الثاني.
148المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق االنسان بشأن الكونغو ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة ،العهد الدولي الخاص بالحقوق
المدنية والسياسية CCPR/C/79/Add.118 ،الفقرة .14وقالت اللجنة أيضا انه “ينبغي إيالء إهتمام خاص لتدريب القضاة
ونظام الحكم تعيينهم وسلوكهم ،من أجل تحريرهم من الضغوط السياسية والمالية وغيرها من الضغوط ،وكفالة أمن المنصب
وتمكينهم من تنظيم القضاء بسرعة ونزاهة .وتدعو الدولة الطرف إلى إتخاذ تدابير فعالة لهذا الغرض واتخاذ الخطوات المناسبة
لضمان المزيد من القضاة على تدريب كاف.
149المالحظات الختامية للجنة حقوق اإلنسان بشأن ليشتنشتاين ،العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسيةCCPR/ ،
CO/81/LIEالفقرة .12
150المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق االنسان بشأن طاجيكستان ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة ،العهد الدولي الخاص
بالحقوق المدنية والسياسية CCPR/CO/84/TJK ،الفقرة .17وأعربت لجنة مناهضة التعذيب عن مخاوف مماثلة حول
“عدم فعالية واستقاللية القضاء بسبب تعيين القضاة وعزلهم من قبل رئيس الدولة” .أنظر أيض ًا خالصات وتوصيات لجنة
مناهضة التعذيب بشأن طاجيكيستان ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة CAT/C/TJK/CO/1 ،الفقرة .1
دليل املمارسني رقم 1 38
أبدت اللجنة قلقها حول الحالة في دولة الهندوراس “لعدم إنشاء هيئة مستقلة تضمن
إستقاللية القضاء وتشرف على تعيين القضاة وترقيتهم” .وأوصت اللجنة الحكومة بإنشاء
151
هذه اللجنة بأسرع ما يمكن”.
لقد تناولت احملكمة األوروبية حلقوق اإلنسان قضايا أثيرت فيها إستقاللية وحيادية احملكمة إستناد ًا إلى
آلية تعيني القضاة.
في قضية “إينكال” ضد تركيا ،كان على المحكمة األوروبية أن تقرر مدى نزاهة المحكمة
التى أدانت “إينكال” ،حيث دفع المدعى عليه أمام المحكمة بأن وجود قاضي عسكري يشكل
إنتهاك ًا لحقه في المحاكمة أمام محكمة مستقلة طالما أن القاضي العسكري ،بحسب اقوال
“إنكال” ،تابع للسلطة التنفيذية.
وقضت احملكمة في هذا الشأن بأن“ :األمور الشكلية قد تكون ذات أهمية معينة .فاملهم هو الثقة التي يجب
أن متنحها احملاكم في املجتمع الدميقراطي ،السيما فيما يتعلق باإلجراءات اجلنائية املعنية باملتهم]...[ .
للبت في ما إذا كان هناك سبب يدفعه إلى إعتبار احملكمة تفتقر لإلستقالل أو النزاهة ،دون احلاجة إلى أن
تكون هذه املخاوف حاسمة .فاملعيار املعتمد هو إعتبار ما إذا كانت شكوك املتهم ذات مبرر موضوعي أم
ال .وقد قضت احملكمة بأن “ما تبادر إلى السيد “إينكال” من شكوك مشروعة يعود إلى كون أحد قضاة
محكمة أزمير لألمن الوطني قاضي عسكريُ ،يخشى أن يكون عرضة لتأثيرات وإعتبارات ال عالقة لها
بالقضية .وبناء عليه يتبني أن “للمدعى عليه في هذه احلالة أسبابه املشروعة للشك في إستقاللية ونزاهة
152
[ ]...احملكمة”.
في قضية “الكو” ضد سلوفاكيا ،كان على المحكمة أن تقرر ما إذا كان حق السيد
“الكو” في محاكمة عادلة قد إنتهك بعدما قام المكتب المحلي بتغريمه وأقر مكتب المقاطعة
الغرامة .والحظت المحكمة أن “المكتب المحلي ومكتب المقاطعة مسؤوالن عن تسيير اإلدارة
المحلية للوالية تحت رقابة الحكومة ،وأن تعيين رؤساء هذه الهيئات يخضع للسلطة التنفيذية
ولرؤسائهم المباشرين الذين يتم تعينهم بموجب عقود تخضع ألحكام قانون العمل ،و يندرج
وضعهم القانوني تحت الموظفين بأجر .وخلصت المحكمة إلى أن “طريقة تعيين أعضاء
المكتب المحلي مع عدم وجود أي ضمانات ضد الضغوط الخارجية وأي مظهر من مظاهر
اإلستقالل يعتبر مخالف ًا لمبدأ إستقالل هذه الهيئات عن السلطة التنفيذية كما نصت عليه
المادة 6الفقرة 1من اإلتفاقية [بشأن الحق في محاكمة عادلة]” .وحسب رأي المحكمة،
“فإن تكليف محاكمة ومعاقبة مرتكبي الجرائم البسيطة إلى السلطات اإلدارية ال يتعارض مع
االتفاقية ،وال بد من التأكيد على حق الشخص المعني في الطعن في أي قرار يصدر ضده أمام
المحكمة التي توفر الضمانات الواردة في المادة .”6وخلصت المحكمة إلى أن حق السيد
الوكو في محاكمة عادلة قد إنتهك ،وذلك “لعدم تمكنه من طلب مراجعة القرارات […] أمام
151المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق االنسان بشأن الهندوراس ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة ،العهد الدولي الخاص
بالحقوق المدنية والسياسية CCPR/C/HND/CO/1 ،الفقرة رقم .16
152قضية “إينكال” ضد تركيا ،مرجع سبق ذكره ،الفقرات 71-73؛ انظر أيضا“ ،ساهينير” ضد تركيا ،الحكم الصادر في 25
ايلول/سبتمبر IX-2001 ،2001الفقرة ،45-46حيث قالت المحكمة “أن المحاكمة كانت تضم في عضويتها من هم في مرتبة
ادنى ممن هم في الخدمة الوظيفية ،و قد نما الشك إلى المتهمين في شرعية واستقالل هذه المحكمة بناء على ذلك ،مما يؤثر
بصورة خطيرة على ثقة الجمهور في المحاكم في المجتمع الديمقراطي .وأيضا ،خلصت المحكمة إلى أن السيد ساهينير ،الذي
حوكم من قبل محكمة عرفية بتهمة محاولة تقويض النظام الدستوري للدولة «يخشى أن تتضمن الهيئة التي تحاكمه قاضيان
عسكريان وضابط في الجيش يعمل في ظل سلطة قائد مجلس الحكم العرفي .وفي الحقيقة أن البت في القضية من قبل اثنين
من القضاة المدنيين ،يتمتعون باإلستقالل والنزاهة في ذات المحكمة ال يشكالن أي فرق في هذا الصدد”.
39 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
محكمة مستقلة ومحايدة ،ذلك أن المحكمة الدستورية رفضت النظر في قضيته باعتبارها
153
مخالفة بسيطة ال تدخل ضمن صالحية المحاكم”.
وقد إعتبرت محكمة البلدان األمريكية حلقوق اإلنسان فيما يتعلق بتعيني القضاة أن“ :أحد األهداف الرئيسية
للفصل بني السلطات العامة هو ضمان إستقالل القضاة .وحتقيق ًا لهذه الغاية ،فقد وضعت األنظمة السياسية
املختلفة إجراءات صارمة تتعلق بالتعيني والعزل” ،وإعتبرت أن “إستقالل أي قاض يفترض وجود عملية تعيني
154
مناسبة و محددة ،باإلضافة إلى آليات تضمن عدم تعرضه للضغوط اخلارجية”.
ينبغي أن يعين القضاة وفق ًا لمؤهالتهم المهنية ومن خالل إجراءات تتسم بالشفافية .وعلى الرغم
من أن المعايير الدولية ال تمنع التعيينات التي تقوم بها السلطة التنفيذية أو التشريعية ،إال أنه من
األفضل أن يعهد بإختيار القضاة إلى هيئة مستقلة بحيث ال يكون لالعتبارات السياسية أي تدخل
أو تأثير في مسار التعيين .وبغض النظر عن الجهة المسؤولة عن تعيين القضاة ،يجب أن يتم
تعيين القضاة وفق َا لمهاراتهم ودرجة إستقالليتهم.
153قضية “الوكو” ضد سلوفاكيا ،قرار صادر عن المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان في 2أيلول/سبتمبر ،1998المجموعة الرابعة،
1998الفقرة .64
154قضية أمام المحكمة الدستورية ،مرجع سبق ذكره ،الفقرات 73و 75على التوالى.
155المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان بشأن الواليات المتحدة االمريكية ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة ،العهد الدولي
الخاص بالحقوق المدنية والسياسيةCCPR/C/79/Add.50 ،؛ A/50/40الفقرة 266 ،304والفقرة 288و 301؛ انظر
أيضا؛ المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان بشأن أرمينيا ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة ،العهد الدولي الخاص
بالحقوق المدنية والسياسية CCPR/C/79/Add.100 ،الفقرة ،8حيث قالت اللجنة “أن استقالل القضاء ليس مضمونا
تماما .وبصفة خاصة ،فان إنتخاب القضاة باالقتراع الشعبي لمدة ست سنوات ال يضمن حيادية واستقاللية القضاء”.
41 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
نظرة عامة
يشكل ثبات وظيفة القضاة أحد الشروط األساسية إلحتفاظهم بإستقاللهم .فعدم ضمان تأمني الوظيفة على
املدى البعيد يسهل تعرضهم لضغوط من جهات مختلفة ،السيما تلك املسؤولة عن جتديد وظائفهم .وتبرز
هذه املشكلة في الدول التي يكون فيها للسلطة التنفيذية دور في تعيني وإختيار القضاة ،نظر ًا خلضوع هؤالء
لضغوط سياسية من أجل التجديد الوظيفي لهم ،وهو ما يشكل تهديد ًا إلستقاللهم .بيد أن هناك طريقة
أخرى لضمان إستقالل القضاء وذلك بوضع نظام واضح لترقية القضاة يستند على الكفاءة ،أو األقدمية.
وبغض النظر عن النظام املعمول به في هذا الشأن ،يتعينّ على الدول ضمان كفاءة القضاة لشغل الوظيفة
القضائية وفق ًا ملعايير موضوعية حتددها هيئة مستقلة.
تولي هذه املبادئ أفضلية لتعيني القضاة مدى احلياة (شرط قدرتهم على أداء مهامهم على الوجه الصحيح)
لكونها تضمن حماية إستقالل القضاء ،وقد نصت مبادئ التيمير بوضوح على مبدأ تعيني القضاة مدى
احلياة ،وأوضحت أنه يجب أن يكون التعيني الدائم هو القاعدة .وأشارت املبادئ التوجيهية إلى تعيني بعض
158
الدول للقضاة بصفة مؤقتة ،على أن تتوفر الشروط العامة لثبات الوظيفة لضمان حماية إستقالل القضاء.
كذلك نص امليثاق العاملي للقضاة على أنه“ :يجب أن يعينّ القاضي مدى احلياة ،أو ملدة زمنية محددة شرط
159
ان ال يهدد ذلك إستقالل السلطة القضائية”.
أما في النظام األفريقي ،فقد نصت املبادئ التوجيهية بشأن احلق في احملاكمة العادلة واملساعدة القانونية
في أفريقيا على “وجوب متتع القضاة وأعضاء السلطة القضائية بثبات املنصب حتى بلوغهم سن التقاعد
أو انتهاء املدة املقررة لواليتهم في املنصب القضائي .ويتعني أن يضمن القانون ويحترم في نصوصه
املسائل املتعلقة بتأمني املنصب ،واألجر الكافي ،واملعاشات التقاعدية ،واإلسكان ،والتنقل ،وشروط الضمان
156المبادئ األساسية لألمم المتحدة الستقالل القضاء ،المبدأ 11؛ المبدأ رقم 3لمجلس أوروبا ،التوصية رقم (.R )94
157المرجع نفسه ،المبدأ .12
158مبادئ مجلس التيمير التوجيهية ،مرجع سبق ذكره ،المبدأ التوجيهي الثاني“ :التعيينات القضائية ينبغي عادة أن تكون دائمة؛
بينما في بعض النظم القانونية ،قد تكون التعيينات حتمية ،وهذه التعيينات يجب أن تخضع لمعايير تأمين مناسب للوظيفة”.
159ميثاق القضاة العالمي ،مرجع سبق ذكره ،المادة 8؛ نفس المادة أيضا حول موضوع التقاعد“ :يجب أال يكون ألي تغير في سن
التقاعد القضائي اإللزامي له أثر رجعي”.
دليل املمارسني رقم 1 42
االجتماعي والشخصي ،وسن التقاعد ،واإلجراءات التأديبية ،وآليات شروط اخلدمة” 160.وقد أوضحت املبادئ
161
األفريقية موقفها من التعيني احملدد املدة وذكرت انه“ :ال يجوز تعيني القضاة مبوجب عقد محدد املدة”.
ونصت مبادئ بكني أيضا على أنه“ :يجب تأمني مدة والية القضاة” ،بيد أن هذه املبادئ تسلم بأنه في بعض
البلدان ،تخضع مدة والية القضاة إلى التثبيت من وقت” آلخر بالتصويت من قبل الشعب ،أو بإجراء رسمي
آخر .وفي مثل هذه احلالة ،توصي املبادئ “بأن يعني جميع القضاة الذين ميارسون نفس االختصاص ملدة
162
تنتهي عند بلوغهم سن معينة”.
كما يشكل خضوع القضاة إلجراءات التقييم في فترات معينة من أجل حتديد ما إذا كان بإمكانهم االستمرار
في املنصب القضائي طريقة أخرى للتأثير على مدة واليتهم.
أشارت لجنة حقوق اإلنسان إلى ممارسة إجراءات التقييم في معرض مراجعتها لحالة
دولة البيرو .وقد الحظت اللجنة بقلق أن “القضاة يتقاعدون بعد سبع سنوات من توليهم
لمناصبهم ثم يخضعون إلجراءات تقييم إلعادة تعينهم مرة أخرى ،األمر الذي ينال من
إستقالل السلطة القضائية وذلك بإنكار تأمين مدة والية القاضي” .وأوصت اللجنة “بإعادة
النظر في شرط تقييم القضاة ،ووضع منظومة بشأن تأمين مدة واليتهم وبشأن اإلشراف
165
القضائي المستقل”.
الحظت اللجنة في حالة دولة ليتوانيا “خضوع قضاة المحاكم المحلية للمراجعة من طرف
السلطة التنفيذية بعد خمس سنوات من الخدمة ،من أجل الحصول على تعيين دائم”،
160المبادئ التوجيهية بشأن الحق في محاكمة عادلة ومساعدة قانونية في أفريقيا ،مرجع سبق ذكره ،مبدأ (أ) ،الفقرتين ( 4ل) و
(م).
161نفس المرجع ،مبدأ (أ) ،الفقرة ( 4ن) .3
162بيان بكين حول مبادئ استقالل السلطة القضائية في منطقة أسيا والمحيط الهادئ ،مرجع سابق سبق ذكره ،الفقرتين 18-20؛
انظر أيضا ،الفقرة 21التي تنص على أن “ال يجب أن تتغير مدة والية القاضي إلى ما يتسبب له بضرر خالل مدة خدمته في
المنصب القضائي”.
163تقرير عن حالة حقوق اإلنسان في فنزويال ،منظمة الدول األمريكية OEA /Ser.L V/II.118الوثيقة رقم 29 ،4كانون
األول/ديسمبر ،2003الفقرة رقم .159
164المرجع نفسه،الفقرة .160وخلصت اللجنة إلى أن “المنصب المؤقت للقضاة في فنزويال يؤثر على استقرارهم فى منصبهم ،وهو
شرط ضروري الستقالل القضاء” ،الفقرة 540؛ انظر أيضا ،التقرير الثاني عن حالة حقوق اإلنسان فى البيرو ،منظمة الدول
األمريكية OEA/Ser.L/V/II.106 ،وثيقة رقم ،59تاريخ 2حزيران/يونيو ،2000الفقرات .14-15
165المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان بشأن بيرو ،تقرير اللجنة المعنية بحقوق اإلنسان ،المجلد األولGAOR ،
،A/51/40الفقرة 352و .364
43 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
وأوصت بأنه “يتعين أن تخضع أي عملية مراجعة من هذا النوع إلى معايير الكفاءة القضائية
166
فقط ،ومن قبل هيئة قضائية مستقلة”.
أعربت اللجنة في حالة دولة الفييتنام عن قلقها بشأن “إجراءات إختيار القضاة ،واإلفتقار
إلى تأمين المنصب ،حيث يعين القضاة لمدة أربع سنوات فقط .هذه العوامل ،باإلضافة إلى
إمكانية إتخاذ إجراءات تأديبية على المدى البعيد ضد القضاة ،تعرضهم لضغوط سياسية
167
وتنال من استقاللهم ونزاهتهم”.
الحظت اللجنة بعد تقييم التقرير المقدم من كازاخستان ،أن “إجراءات التصديق المطبقة
على القضاة ،وشرط إعادة التقييم كل سبع سنوات ،وتدني مستوى األجور ،وعدم تأمين
168
مدة والية القضاة ،كل هذه األمور من شأنها تشجيع الفساد والرشوة”.
أعربت اللجنة في حالة دولة أوزبكيستان عن قلقها حول “عدم اإلستقاللية الكاملة للقضاة،
169
وإخضاعهم للتقييم كل خمس سنوات من قبل السلطة التنفيذية”.
أعربت لجنة مناهضة التعذيب عن قلقها حول إمكانية تعيين قضاة لفترات قصيرة ،األمر
170
الذي يهدد إستقاللية وحياد القضاء”.
الترقية
تشكل شروط الترقية أحد أوجه مبدأ ثبات الوظيفة القضائية ،حيث تتماثل معايير الترقية مع تلك املتعلق
بالتعيني .وقد نصت املبادئ األساسية لألمم املتحدة بخصوص هذا الشأن على ما يلي:
“ينبغي أن يستند نظام ترقية القضاة ،حيثما وجد مثل هذا النظام ،إلى عوامل موضوعية
والسيما الكفاءة ،والنزاهة ،والخبرة” 171.وقد تضمنت مبادئ بكين عبارات مماثلة ولكنها
أضافت اإلستقالل كأحد شروط الترقية“ :يجب أن تستند ترقية القضاة على تقييم موضوعي
172
لمجموعة من العوامل مثل الكفاءة ،والنزاهة ،واإلستقاللية ،والخبرة”.
هذا ،ووضع امليثاق األوروبي بشأن النظام األساسي للقضاة نظامني لترقية القضاة :األول يقوم على أساس
األقدمية ،ويقوم على أساس ترقية القضاة بعد قضاء فترة زمنية في وظيفتهم (شرط إستمرارية قدرتهم على
166المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان بشأن ليتوانيا ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة ،العهد الدولي الخاص بالحقوق
المدنية والسياسية CCPR/C/79/Add.87 ،الفقرة .16انظر أيضا المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان
بشأن أذربيجان ،العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية CCPR/CO/73/AZE ،الفقرة .14
167المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان بشأن فيتنام ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة ،العهد الدولي الخاص بالحقوق
المدنية والسياسية CCPR/CO/75/VNM ،الفقرة .10
168المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان بشأن كيرغيزستان ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة ،العهد الدولي الخاص
بالحقوق المدنية والسياسية ،CCPR/CO/69/KGZ ،الفقرة .15
169المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان بشأن أوزبكيستان ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة ،العهد الدولي الخاص
بالحقوق المدنية والسياسية CCPR/CO/83/UZB ،الفقرة .16
170خالصات وتوصيات لجنة مناهضة التعذيب بشأن غينيا ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة CAT/C/GUY/CO/1 ،الفقرة
.17
171مبادئ األمم المتحدة األساسية الستقالل القضاء ،مرجع سبق ذكره ،المبدأ ،13المبدأ (أ) ،الفقرة 4و (س) من المبادئ والخطوط
التوجيهية بشأن الحق في محاكمة عادلة ومساعدة قانونية في أفريقيا.
172بيان بكين ،مبادئ استقالل السلطة القضائية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ ،مرجع سبق ذكره ،الفقرة .17
دليل املمارسني رقم 1 44
أداء واجباتهم املهنية) .أما النظام الثاني ،فيقوم على اجلدارة ،بغض النظر عن عوامل العرق ،أو اجلنس،
أو االنتماء الديني ،أو السياسي .و تنص الفقرة املتعلقة بهذه املسألة على أنه“ :إذا كان نظام الترقية ال
يقوم على أساس األقدمية ،تعتمد معايير اجلدارة والصفات املشهود بها للقاضي في أداء املهام املنوطة
به ،على أن يتم تقييمها من قبل عدد من القضاة وتتم مناقشتها مع القاضي املعني .وينبغي أن يصدر
قرار الترقية عن طريق السلطة املستقلة املشار إليها في أحكام الفقرة [ 3.1سلطة مستقلة عن السلطتني
التنفيذية والتشريعية ويكون نصف أعضائها على األقل من القضاة املنتخبني من قبل أقرانهم] ،أو بناء ًا
على مقترحاتها ،أو موافقتها .ويعطى القضاة الذين لم يشملهم قرار الترقية احلق في تقدمي شكاوى أمام
173
هذه السلطة.
تأمين مدة والية القضاة يشكل ضمانا أساسيا للحفاظ على استقالل القضاء ،ويجب أن تستند
قرارات ترقية القضاة إلى معايير موضوعية أسوة بمعايير التعيين ،ويجب أن تتسم هذه اإلجراءات
بالشفافية واإلنصاف.
173الميثاق األوروبي المتعلق بالنظام األساسي للقضاة ،مرجع سبق ذكره ،الفقرة .4.1
45 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
.7المساءلة
نظرة عامة
يشكل إستقالل القضاء ضمانة هامة ألداء القضاة املهام املنوطة بهم بطريقة سليمة ،وحصن ًا منيع ًا ميكنهم
من تالفي اي سلوك غير أخالقي محتمل 174.ويتعينّ على القضاة أن يتصرفوا وفقا للمبادئ األخالقية حتقيق ًا
لهذه الغاية .وقد أعدت العديد من الدول مدونات وقواعد واضحة لتنظيم السلوك األخالقي للقضاة 175.وفي
كثير من احلاالت وضع القضاة بأنفسهم هذه املدونات ،وفي حاالت أخرى ،ساهمت احلكومات في صياغتها.
وعلى الصعيد الدولي ،تضمنت مبادئ بنغالور للسلوك القضائي مجموعة من القيم التي حتدد هذا السلوك.
والقيم هذه هي :اإلستقالل ،واحلياد ،والنزاهة ،واملساواة ،والكفاءة ،واالجتهاد .و حددت هذه املبادئ كذلك
أسباب عزل القضاة.
كما وجتدر اإلشارة إلى وجوب التمييز بني املساءلة القضائية املتعلقة باألداء املهني واملبينة في قواعد السلوك
القضائي ،واملساءلة عن اجلرائم العادية التي قد يقترفها القضاة بصفتهم الشخصية ،و تطبق عليهم في هذه
احلالة قواعد التجرمي كغيرهم من األشخاص.
ويتعينّ على الدول أن حتدد بوضوح أسباب العزل واإلجراءات املناسبة لهذه الغاية ،وحتديد ما إذا كان
سلوك القاضي أو عدم قدرته يشكالن سببني موجببني للعزل أم ال ،على أن يتم ذلك من قبل هيئة مستقلة،
ومحايدة ،ووفق ًا إلجراءات عادلة.
174مناقشة حول الفساد في الجهاز القضائي ،انظر ريتشارد سكوت “نحو أخالقيات لمكافحة الفساد القضائي” ،في “تعزيز استقالل
القضاء والقضاء على الفساد القضائي” ،صادر عن مركز استقالل القضاة والمحامين الكتاب السنوي ،2000ص.117 .
175انظر على سبيل المثال ،مدونة قواعد السلوك للقضاة الواليات المتحدة وآداب القضاء في بيرو (Código de Ética del Poder
.1999 )Judicial del Perú
176انظر المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان بشان الفيتنام ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة ،العهد الدولي الخاص
بالحقوق المدنية والسياسية CCPR/CO/75/VNM ،الفقرة ،10حيث أعربت اللجنة عن قلقها “إزاء اإلجراءات المتبعة
الختيار القضاة ،فضال عن انعدام تأمين مدة و الية القضاة (التعيينات أربع سنوات فقط) ،باإلضافة الى ما نص عليه القانون
من اتخاذ إجراءات تأديبية ضد القضاة بسبب األخطاء القضائية .هذه الحاالت تعرض القضاة لضغوط سياسية وتعرض
استقاللهم ونزاهتهم”.
177انظر األمم المتحدة ،المبادئ األساسية الستقالل القضاء ،مرجع سبق ذكره .وينص المبدأ 16على أنه “ دون إخالل بأي إجراء
تأديبي أو بأي حق في االستئناف أو في الحصول على تعويض من الدولة ،وفقا للقانون الوطني ،يتمتع القضاة بالحصانة ضد
الدعاوى المدنية ذات التعويض النقدي التي تقام ضدهم بسبب أخطائهم العملية” .أحكام أخرى مماثلة ،انظر الفقرة 32من
مبادئ بكين المبادئ والمادة 10من الميثاق العالمي للقضاة.
دليل املمارسني رقم 1 46
وقد تضمنت املبادئ األساسية لألمم املتحدة عددا من األحكام املتعلقة باإلجراءات التأديبية وعزل القضاة.
وجاء في املبدأ السابع عشر ما يلي“ :ينظر في التهمة املوجهة ،أو الشكوى املرفوعة ضد قاض بصفته
القضائية واملهنية على نحو مستعجل وعادل مبوجب إجراءات مالئمة .وللقاضي احلق في احلصول على
محاكمة عادلة .ويكون النظر في املوضوع في مرحلته األولى سري ًا ،ما لم يطلب القاضي خالف ذلك”.
وتعامل املبدأ الثامن عشر مع أسباب العزل و نص على أنه“ :ال يكون القضاة عرضة لإليقاف أو للعزل إال
178
لدواعي عدم القدرة أو السلوك التي جتعلهم غير جديرين بإداء مهامهم”.
كذلك ،حثت املبادئ األساسية لألمم املتحدة على اإللتزام بوضع تشريعات تسمح للقضاة بالطعن في
القرارات التأديبية .وذكر املبدأ العشرون منها على أنه“ :ينبغي أن تكون القرارات الصادرة بشأن اإلجراءات
179
التأديبية ،أو إجراءات اإليقاف ،أو العزل قابلة إلعادة النظر من جانب جهة مستقلة”.
وجدير بالذكر أن توصية املجلس األوروبي بشأن إستقالل السلطة القضائية تنص على مبادئ توجيهية
واضحة حول األسباب التي ميكن أن تؤدي إلى عزل القاضي:
“ال يجوز عزل القضاة المعينون من منصبهم القضائي دون أسباب وجيهة إلى حين بلوغهم سن
التقاعد اإللزامي .ويتع ّين تحديد هذه األسباب بدقة في القانون ،ويمكن تطبيقها كذلك في الدول
التى ينتخب فيها القضاة لفترة معينة .ويعتبر العجز عن أداء الوظائف القضائية ،أو إرتكاب
180
الجرائم ،أو اإلنتهاكات الجسيمة لقواعد االنضباط من بين األسباب التي تجيز العزل”.
إلى ذلك ،نص املجلس على شروط واضحة بشأن إجراءات عزل القضاة ،وخاصة حول إنشاء هيئة خاصة
تخضع لرقابة القضاء ،وحول متتع هؤالء القضاة بجميع الضمانات اإلجرائية“ :في حالة احلاجة إلى إتخاذ
إجراءات تأديبية تتعلق باالنضباط ،يتعينّ على الدول إنشاء هيئة مختصة مبوجب القانون الذي يخول لها
تطبيق أي جزاءات أو إجراءات تأديبية لم تتناولها احملكمة ،على أن تخضع قراراتها إلشراف اجلهاز
القضائي أو رئيس اجلهاز القضائي نفسه .ويتعينّ أن ينص القانون على إجراءات مناسبة لضمان حصول
القضاة املعنيني على احلد األدنى من إجراءات التقاضي العادلة بحسب اإلتفاقية األوروبية حلقوق اإلنسان.
مثال ذلك أن تُنظر القضية في غضون فترة زمنية معقولة ،وأن يكون للقضاة املعنيني احلق في الرد على
181
أي إتهامات”.
ويتضمن امليثاق األوروبي بشأن النظام األساسي للقضاة األحكام التفصيلية املتعلقة بهذه املسائل ،والسيما
بشأن تشكيل الهيئة التي ينبغي أن تباشر أو تتدخل في الدعوى ،والضمانات اإلجرائية التي يتمتع بها
القضاة ،وإحترام مبدأ تناسب العقوبات مع اخلطأ.
وقد نصت الفقرة 5.1من امليثاق األوروبي بشأن النظام األساسي للقضاة على أنه“ :يجب ان تصدر
العقوبة الناجمة عن إهمال القاضي إلحدى الواجبات احملددة صراحة في النظام األساسي للقضاة بقرار،
178انظر أيضا المبدأ 19الذى ينص على ان “تحدد جميع اإلجراءات التأديبية وإجراءات اإليقاف أو العزل وفقا للمعايير المعمول
بها للسلوك القضائي” .الفقر 27من مبادئ بكين.
179يستبعد المبدأ 20هذا الشرط في حاالت معينة “ ،وال ينطبق ذلك على القرارات التي تصدرها المحكمة العليا أو السلطة التشريعية
بشأن قضايا االتهام الجنائي وما يماثلها”.
180التوصية رقم ( )94ص ،12 .مرجع سبق ذكره ،المبدأ السادس .بيد أن التوصية تدرس مسألة عقوبات أخرى معنية بالعزل
القصير األجل“ :عندما يخفق القضاة في القيام بعملهم بكفاءة وبطريقة سليمة ،أو في حالة المخالفات التأديبية ،ينبغي اتخاذ
جميع التدابير الالزمة التي ال تمس استقالل القضاء ،اعتمادا على المبادئ الدستورية والنصوص القانونية وتقاليد كل دولة،
وهذه التدابير قد تشمل ،على سبيل المثال :أ .سحب القضايا من القضاة ؛ ب .نقل القاضي إلي مهمة أخري داخل المحكمة؛
ج .العقوبات االقتصادية مثل تخفيض المرتبات لفترة مؤقتة؛ د .تعليق” (المبدأ السادس).
181المرجع نفسه ،المبدأ السادس الفقرة (.)3
47 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
بناء ًا على إقتراح ،أو توصية ،أو مبوافقة احملكمة ،أو سلطة يكون نصف أعضائها على األقل من القضاة
املنتخبني بحسب اإلجراءات .ويتم اإلستماع إلى األطراف مع إعطاء القاضي حق التمثيل في اإلجراءات
التي شرعت ضده .ويتعينّ أن تفرض العقوبات مبوجب قانون وأن تخضع ملبدأ التناسب .هذا وميكن ان
يكون القرار الصادر سواء عن السلطة التنفيذية ،أو احملكمة ،أو السلطة املعنية املخولة بفرض عقوبات،
182 قاب ً
ال للطعن امام هيئة قضائية عليا”.
في السياق األفريقي ،تشمل املبادئ التوجيهية بشأن احملاكمة العادلة معايير صارمة للعزل ،حيث أوجبت
عزل القضاة في حالة إقترافهم لألخطاء اجلسيمة أو عدم قدرتهم على االضطالع مبهامهم القضائية .ونصت
التوجيهات على“ :جواز عزل أو تعليق عمل املوظفني القضائيني في حالة إرتكاب أفعال مشينة تتعارض
183
مع املنصب القضائي ،أو بسبب العجز البدني ،أو العقلي الذي مينعهم من القيام بواجباتهم القضائية”.
وجتدر اإلشارة إلى أن املبادئ التوجيهية اإلفريقية هي اإلتفاقية الوحيدة بشأن إستقالل السلطة القضائية
حتظر بشكل محدد عزل القضاة نتيجة مراجعة قراراتهم من قبل هيئة قضائية عليا “ال يجوز عزل ّ التي
القضاة [ ]...من املنصب القضائي أو إخضاعهم إلجراءات تأديبية ،أو إدارية بسبب إسقاط قراراتهم عن
طريق الطعن أو مراجعتها من قبل هيئة قضائية ذات درجة أعلى” 184.وفيما يتعلق بالضمانات املتصلة
باإلجراءات التأديبية ،تتضمن املبادئ التوجيهية ما يلي“ :يتعينّ حصول املسؤولني القضائيني على ضمانات
احملاكمة العادلة في حالة تعرضهم لإلجراءات التأديبية ،أو اإليقاف ،أو العزل ،مبا في ذلك حقهم في أن
ميثلهم ممثل قانوني من إختيارهم ،وخضوع قرارات التأديب ،أو اإليقاف ،أو العزل ،الصادرة في حقهم
185
ملراجعة مستقلة”.
وتتطابق املعايير السابقة املتعلقة بعزل القضاة مع تلك املطبقة في منطقة آسيا واحمليط الهادئ حيث نصت
مبادئ بكني على عدم جواز عزل القضاة إال في حالة العجز أو سوء السلوك“ :يخضع القضاة لإلقالة من
املنصب القضائي في حالة العجز ،أو اإلدانة بجرمية ،أو ممارسة سلوك يجعل القاضي غير صالح ليكون
قاضي ًا” 186.وتعترف مبادئ بكني باختالف اإلجراءات التي ترمي إلى عزل القضاة فض ً
ال عن الهيئة املكلفة
بذلك من دولة إلى دولة ُأخرى“ :ومن املسلم به ،أنه بسبب االختالف في التاريخ والثقافة ،فقد تختلف
اإلجراءات املتخذة إلقالة القضاة باختالف املجتمعات .ففي حني ُاعتمدت اإلقالة تقليديا بواسطة اإلجراءات
البرملانية في بعض املجتمعات ،فإن هذا اإلجراء غير مناسب في مجتمعات أخرى :عدم مالءمته لبعض
أسباب العزل؛ قلة أو عدم اللجوء إليه؛ وإمكانية إساءة تطبيقه ألسباب غير وجيهة” 187.أما في احلاالت التي
188
ال يتحقق فيها العزل في إطار البرملان أو التصويت الشعبي ،فإنه يكون من صالحية السلطة القضائية.
182الميثاق األوروبي المتعلق بالنظام األساسي للقضاة ،مرجع سبق ذكره ،الفقرة 5.1
183المبادئ التوجيهية بشأن الحق في محاكمة عادلة ومساعدة قانونية في أفريقيا ،مرجع سبق ذكره ،المبدأ (أ) ،الفقرة ( 4ي).
184المرجع نفسه ،المبدأ (أ) ،الفقرة ( 4ط) .2
185المرجع نفسه ،المبدأ (أ) ،الفقرة ( 4ل) ،الفقرة (م) تنص على أن “[…] الشكاوى ضد الموظفين القضائيين يتعين البت فيها فورا
وبسرعة وإنصاف”.
186مبادئ بكين ،مبادئ استقالل السلطة القضائية في منطقة الرابطة القانونية لدول آسيا والمحيط الهادئ ،مرجع سبق ذكره ،الفقرة
.22
187المرجع نفسه ،الفقرة .23
188المرجع نفسه ،الفقرة 24؛ انظر أيضا الفقرة “ :25حيثما ال تطبق اإلجراءات البرلمانية أو إجراءات التصويت من قبل الشعب
إلقالة القاضي ،فمن المقترح أن تُتخذ خطوات لضمان إقالة أي قاض .ويتعين في المقام األول ،إجراء فحص لألسباب المقترحة
لإلقالة بغية تحديد ما إذا كان يجب مباشرة اإلجراءات الرسمية ،على ان تبدأ اإلجراءات الرسمية فقط إذا ما أشار الفحص
األولي إلى أن هناك أسبابا كافية لألخذ بها”.
دليل املمارسني رقم 1 48
هذا ،مع وجوب عدم املساس باحلق في احملاكمة العادلة بغض النظر عن اجلهة املسؤولة عن إجراءات عزل
189
القضاة.
إلى ذلك ،تتضمن مبادئ المتير التوجيهية املعنية بالسلطات القضائية التابعة للكومنولث أحكام ًا تتصل
بإجراءات تأديب القضاة وعزلهم .وحتدد املبادئ التوجيهية أسباب اإلقالة والضمانات اإلجرائية وخصائص
الهيئة املكلفة مبباشرة هذه اإلجراءات .وينص املبدأ التوجيهي السادس على أنه“ :في احلالة التي يكون
فيها القاضي عرضة للعزل ،فإن له احلق بأن يكون على علم تام بالتهم املوجهة إليه ،واحلق في التمثيل في
جلسة احملاكمة ،وتقدمي الدفوع الكاملة ،وكذلك احلق في أن تبت في قضيته محكمة مستقلة ومحايدة .أما
أسباب إقالة القاضي فينبغي أن تقتصر على :أ -عدم القدرة على أداء الواجبات القضائية؛ ب -سوء السلوك
191
اجلسيم” 190.وتتضمن املبادئ التوجيهية أيضا حظر توجيه اإلنتقاد العلني للقضاة.
أعربت اللجنة عن قلقها في حالة دولة سريالنكا ألن “إجراءات عزل قضاة المحكمة العليا
ومحاكم االستئناف […] تتعارض مع المادة 14من العهد ،حيث يمارس البرلمان قدر ًا كبير ًا
من السيطرة على إجراءات إقالة القضاة” .وأوصت اللجنة بأنه “يتع ّين على الدول األطراف
تعزيز إستقالل السلطة القضائية ،والحرص على أن يكون اإلشراف على السلوك القضائي
192
واإلجراءات التأديبية من إختصاص السلطة القضائية ،وليس البرلمان”.
وعبرت اللجنة في حالة الجمهورية البيالروسية ،عن قلقها من “إمكانية إقالة قضاة المحكمة
193
الدستورية والمحكمة العليا من قبل رئيس الجمهورية ،ودون أية ضمانات”.
وحثت اللجنة دولة الفييتنام ،على “ضمان عدم جواز عزل القضاة من وظائفهم ما لم تتم
194
إدانتهم من قبل محكمة مستقلة بسبب السلوك غير الالئق”.
189المرجع نفسه ،الفقرة “ :26علي أية حال ،فإن القاضي الذي ُأقيل ،يجب أن يكون له الحق في محاكمة عادلة”.
190مبادىء مجلس التيمير التوجيهية ،مرجع سبق ذكره ،المبدأ السادس ،الفقرة (أ) (.)1
191المرجع نفسه ،المبدأ السادس ،الفقرة (أ) (.)3
192المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان بشأن سري النكا ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة ،العهد الدولي الخاص
بالحقوق المدنية والسياسية CCPR/CO/79/LKA ،الفقرة .16
193المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان بشأن بيالروسيا ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة ،العهد الدولي الخاص
بالحقوق المدنية والسياسية CCPR/C/79/Add.86 ،الفقرة 13؛ أنظر ايض ًا المراسلة رقم ،814 /1998قضية ميخائيل
إيفانوفيتش باتوخوف ضد بيالروسيا( ،آراء معتمدة في 5آب ،)2005وثيقة صادرة عن األمم المتحدة ،العهد الدولي الخاص
بالحقوق المدنية والسياسية CCPR/C/78/D/1998 ،الفقرة .7.3
194المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان بشأن الفيتنام ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة ،العهد الدولي الخاص بالحقوق
المدنية والسياسية CCPR/CO/75/VNM ،الفقرة .10
49 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
كما رأت اللجنة في حالة دولة جورجيا وفيما يتعلق بالفساد القضائي ،أنه “يت ّعين على الدولة
الطرف ضمان التحقيق في الشكاوى المقدمة بخصوص الفساد القضائي من قبل هيئة
195
مستقلة ،وإتخاذ اإلجراءات التأديبية أو الجزائية المناسبة”.
وذكرت اللجنة أيضا أن عمليات العزل الجزئية تتعارض مع العهد الدولي الخاص بالحقوق
المدنية والسياسية 196،وأنه “يت ّعين عزل القضاة وفق إجراءات موضوعية ومستقلة منصوص
197
عليها في القانون”.
إعتبرت اللجنة أن عزل القضاة مبوجب مرسوم رئاسي بسبب “السلوك الغير أخالقي أو الفساد ،أو الهروب
من اخلدمة العسكرية ،أو الشك حول التزاماتهم كقضاة جتاه هيبة وكرامة وظائفهم ،يشكل إنتهاك ًا حلقهم
في التمتع بالضمانات املرتبطة بصفتهم القضائية” .ومبوجب هذه الضمانات كان يتوجب حضور القضاة
املعنيني أمام املجلس األعلى للقضاء طبق ًا للقانون .عالوة على ذلك ،وجدت اللجنة أن“ :رئيس احملكمة العليا
قد أيد علن ًا قرارات اإلقالة قبل النظر في الدعوى ،األمر الذي أفسد معايير احملاكمة العادلة” .وخلصت
اللجنة إلى أنه “قد ترتب على هذا العزل النيل من إستقالل السلطة القضائية املضمون في املادة 14الفقرة
1من العهد الدولي اخلاص باحلقوق املدنية و السياسية”.
بالنسبة إلى خصائص اإلجراءات التأديبية بحق موظفي الخدمة المدنية ،ذكرت اللجنة ،أنه
من حيث المبدأ“ ،ال تحدد هذه اإلجراءات بالضرورة حقوق الفرد والتزاماته في دعاوى
القانون ،فيما عدا العقوبات .وبغض النظر عن الشرط الوارد في القانون الداخلي ،فإن
طبيعة قانون العقوبات تمثل تحديد التهم الجنائية بالمعنى المقصود في الجملة الثانية من
الفقرة 1من المادة ]…[ .14وإذا كان اتخاذ قرار تأديبي بشأن اإلعفاء من النظر في
قضية ما ال يحتاج أن تبت فيه المحكمة ،فإن اللجنة تعتبر أن تكليف هيئة قضائية بمهمة
البت في فرض جزاءات تأديبية ،يجب أن يترافق مع ضمان المساواة بين جميع األشخاص
أمام المحاكم والهيئات القضائية المنصوص عليها في الفقرة 1من المادة 14ومع مبادئ
النزاهة واإلنصاف والمساواة التي يقوم عليها هذا الضمان” 198.أما بالنسبة إلى طول مدة
اإلجراءات التأديبية ،اعتبرت اللجنة أن “الحق في المساواة امام المحاكم ،كما هو منصوص
عليه في المادة ،14الفقرة ،1ينطوى على عدد من الشروط ،بما فيها ضمان عدم المساس
199
بمبادئ العدالة وتكافؤ الدفاع في اإلجراءات أمام المحاكم الوطنية”.
بدورها ،نظرت محكمة البلدان األمريكية حلقوق اإلنسان في مسألة عزل القضاة .ففي قضية احملكمة
الدستورية ،قررت احملكمة في قضية مرفوعة من قبل ثالثة قضاة ُأقيلوا بناء على قرار صادر عن السلطة
التشريعية في اطار اجراءات العزل ،أن القضاة يتمتعون بجميع الضمانات اإلجرائية عندما يواجهون
195المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان بشأن جورجيا ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة ،العهد الدولي الخاص بالحقوق
المدنية والسياسية CCPR/CO/74/GEO ،الفقرة .12
196المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان بشأن غامبيا ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة ،العهد الدولي الخاص بالحقوق
المدنية والسياسية CCPR/CO/75/GMB ،الفقرة .14
197المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان بشأن مولدوفيا ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة ،العهد الدولي الخاص بالحقوق
المدنية والسياسية CCPR/CO/75/MDA ،الفقرة .12
198البالغ ،933/2000قضية “أدريان مونديو بوسيو وتوماس أوستودي يونغودي ورينيه سيبو ماتوبوكا وآخرون” ضد جمهورية
الكونغو الديمقراطية( ،اعتمدت اآلراء في 31تموز/يوليو ،)2003وثيقة صادرة عن األمم المتحدةCCPR/C/78/ ،
D/933/2000الفقرة .5.2
199البالغ 1015/2001بول بيترير ضد النمسا (اعتمدت اآلراء في 20تموز/يوليو ،)2004وثيقة صادرة عن األمم المتحدة
،CCPR/C/78/D/933/2000الفقرة ،9.4الفقرة .10.7
دليل املمارسني رقم 1 50
قرارات اإلقالة أو العزل .وبعد أن أشارت احملكمة إلى “وجوب تعاطي السلطة املسؤولة عن إقالة القاضي
بحيادية والسماح للقاضي بحق الدفاع عن نفسه” ،قررت أنه مت إنتهاك حق القضاة في محاكمة عادلة،
وذلك ألن إجراءات املقاضاة بشأن العزل القضائي لم تكفل لهم ضمانات عدالة اإلجراءات القانونية الواجبة،
ولم تتماثل مع شروط حيادية القاضي 200.كما قضت احملكمة في القضية املعنية بشأن هؤالء القضاة أن:
“السلطة التشريعية ال متلك ما يلزم من اإلستقالل والنزاهة إلجراء اإلقالة ضد قضاة احملكمة الدستورية
201
الثالث”.
يجب على القضاة أن يتصرفوا وفقا لمعايير أخالقية تحت طائلة المساءلة في حال عجزهم عن
القيام بذلك .ويحصر القانون الدولي إمكانية عزل القضاة فقط في حاالت األخطاء الجسيمة أو
العجز ،على أن تتم اإلجراءات التأديبية من جانب هيئة مستقلة ومحايدة مع إحترام الضمانات
اإلجرائية.
ويشكل حق التمثيل أمام احملاكم بواسطة احملامني ،حتى في احلاالت التي ال ميلك فيها الشخص الوسائل
املالية للبدء في الدعوى ،جزء ًا متمم ًا للحق في محاكمة عادلة معترف بها في القانون الدولي .ويجب أن يمُ ّثل
األشخاص املتهمني بإرتكاب اجلرائم مبحام يضمن لهم احلق في احلصول على محاكمة عادلة أمام محكمة
مستقلة وحيادية حتترم جميع مراحل الدعوى.
203
وأخير ًا ،فإن للمحامني وحدهم حق الطعن بحيادية وإستقاللية احملكمة وضمان صيانة حقوق الدفاع.
إستقالل المحامين
يتعينّ أن تتسم عملية تقدمي املساعدة القانونية لألشخاص باإلستقاللية ،وهذا ما أقرته املبادئ األساسية
لألمم املتحدة املتعلقة بدور احملامني ،حيث جاء في مقدمة هذه املبادئ“ :إن احلماية الكاملة حلقوق
اإلنسان واحلريات األساسية املقررة جلميع األشخاص ،إقتصادية كانت ،أو إجتماعية ،أو ثقافية ،أو
مدنية ،أو سياسية ،تقتضي حصول جميع األشخاص على خدمات قانونية فعلية يقدمها مهنيون قانونيون
204
مستقلون”.
202انظر مثال ،المبادئ 4و 12من مبادئ األمم المتحدة األساسية بشأن دور المحامين التي إعتمدها مؤتمر األمم المتحدة الثامن
لمنع الجريمة ومعاملة المجرمين ،هافانا/كوبا ،من 27آب/أغسطس إلى 7أيلول/سبتمبر 1990؛ إعالن األمم المتحدة بشأن
حق ومسؤولية األفراد والجماعات وهيئات المجتمع في تعزيز وحماية حقوق اإلنسان والحريات األساسية المعترف بها ،المواد
1و 9و 11؛ إعالن مبادئ العدل األساسية المتعلقة بضحايا اإلجرام والتعسف في استعمال السلطة ،المبدأ 5؛ اإلعالن
المتعلق بحماية جميع األشخاص من االختفاء القسري ،المادة 13؛ مبادئ المنع والتقصي الفعالين لعمليات اإلعدام خارج
نطاق القانون واإلعدام التعسفي واإلعدام دون محاكمة ،المبدأ 6؛ المبادئ المتعلقة بالتقصي والتوثيق الفعالين بشان التعذيب
وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو الالإنسانية أو المهينة ،المبادئ 3و 4؛ مجموعة المبادئ المتعلقة بحماية
جميع األشخاص تحت أي شكل من أشكال االعتقال أو السجن ،المبادئ 11و 12و 15و 17و 18و 23و 25و 32و 33؛
قواعد األمم المتحدة لحماية األحداث المحرومين من حريتهم ،المواد 18و 60و 78؛ قواعد األمم المتحدة النموذجية الدنيا إلدارة
شؤون قضاء األحداث “قواعد بكين” ،القواعد 15.1 7.1؛ القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء ،القاعدة 93؛ االتفاقية الدولية
لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم ،المادتين 17و .18
203انظر على سبيل المثال ،مبادئ األمم المتحدة األساسية بشأن دور المحامين ،مرجع سبق ذكره ،المبدأ 1؛ العهد الدولي الخاص
بالحقوق المدنية والسياسية ،والمادة ،14الفقرة ( 3د)؛ الميثاق اإلفريقي لحقوق اإلنسان والشعوب ،المادة ،7الفقرة ( 1ج)؛
االتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان ،المادة 6؛ االتفاقية األمريكية لحقوق اإلنسان ،المادة .8
204مبادئ األمم المتحدة األساسية بشأن دور المحامين ،مرجع سبق ذكره ،المبدأ 16؛ الصكوك األخرى ذات الصلة بشأن دور
المحامين هي :مجلس أوروبا ،التوصية رقم )2000( 21للجنة وزراء الدول األعضاء بشأن حرية ممارسة مهنة المحاماة
والمبادئ والخطوط التوجيهية بشأن الحق في محاكمة عادلة ومساعدة قانونية في أفريقيا ،المبدأ األول.
دليل املمارسني رقم 1 52
وينص القانون الدولي حتقيق ًا لهذه الغاية ،على بعض الضوابط التي تهدف إلى ضمان إستقالل احملامني
ومهنة احملاماة بشكل عام.
وقد وضعت مبادئ األمم املتحدة مجموعة من الضمانات في هذا الشأن“ :تكفل احلكومات للمحامني ما يلي:
(أ) القدرة على أداء جميع وظائفهم املهنية بدون تخويف ،أو إعاقة ،أو مضايقة ،أو تدخل غير الئق؛ (ب)
القدرة على لقاء موكليهم والتشاور معهم بحرية داخل البلد وخارجه على حد السواء؛ (ج) عدم تعريضهم
للمالحقة القانونية أو العقوبات اإلدارية ،أو االقتصادية ،وغيرها نتيجة قيامهم بعمل يتفق مع واجبات ومعايير
205
وآداب املهنة املعترف بها ،أو حتى تهديدهم مبثل هذه األمور.
وتنص املبادئ األساسية على واجب السلطات بأن“ :توفر ضمانات حماية كافية للمحامني ،في احلاالت التي
يخشى فيها تعرض أمنهم للخطر من جراء تأدية وظائفهم” 206.هذا ،ويتعينّ على الدول إتخاذ اإلجراءات التي
تكفل احلماية للمحامني املشاركني في الشكوى أو التحقيق في إنتهاكات حقوق اإلنسان من سوء املعاملة
أو التهديد أو اإلنتقام 207.وأشارت اللجنة املعنية بحقوق اإلنسان في عدد من املناسبات إلى العقبات التي
تواجه احملامني في أدائهم لوظائفهم املهنية.
بعد دراستها للقانون الجديد لنقابة المحامين في أذربيجان ،خلصت اللجنة إلى أن هذا
القانون “قد ُي َعرض للخطر إستقالل وحرية المحامين في ممارستهم لمهامهم” ،وأوصت
الحكومة “بالحرص على ضمان أال ت َِمس معايير االنضمام وشروط العضوية في نقابة
208
المحامين ،على إستقاللهم”.
وأثارت اللجنة في حالة جمهورية ليبيا شكوك ًا جدية “[…] حول ممارسة المحامين لمهنتهم
بحرية دون أن يكونوا موظفين لدى الدولة ،وكذلك في تقديم خدمات المساعدة القانونية”،
وأوصت بأن “تتخذ تدابير لضمان اإلمتثال التام للمادة 14من العهد وكذلك […] المبادئ
209
األساسية المتعلقة بدور المحامين”.
وقد سلّم القانون الدولي بحاجة احملامني لالطالع على املعلومات ذات الصلة بالقضية التي يباشرونها .إلى
ذلك ،يتعينّ على الدول“ :أن تضمن للمحامني إمكانية اإلطالع على املعلومات وامللفات والوثائق املناسبة
التي هي في حوزتها أو حتت تصرفها ،وذلك لفترة تكفي لتمكينهم من تقدمي مساعدة قانونية فعالة ملوكليهم.
وينبغي تأمني هذا اإلطالع في غضون أقصر مهلة مالئمة” 210.ولكي يقوم احملامون بأداء أدوارهم ومتثيل
موكليهم بفعالية ،يجب أن حتترم سرية اإلتصاالت التي تعتبر ركنا أساسيا في العالقة بني احملامي وموكله.
وحتقيق ًا لهذه الغاية ،نصت املبادئ األساسية لألمم املتحدة على أن“ :تكفل احلكومات وحتترم سرية جميع
211
اإلتصاالت واملشاورات التي جترى بني احملامني وموكليهم في إطار عالقاتهم املهنية”.
وقد يشكل عدم إعتراف الهيئات الرسمية ،سواء كانت احملاكم أو غيرها ،بسرية اإلتصاالت بني احملامي
وموكله عقبة قد يواجهها احملامون في أدائهم لوظائفهم ،وال يجوز ألي محكمة أن تنكر على احملامي احلق
في املثول أمامها للدفاع عن موكله إ ّال في احلاالت التي يطرد فيها احملامي من جمعية احملامني ،أو نقابتهم،
أو يمُنع من مزاولة املهنة احملاماة بحسب اإلجراءات املناسبة املتبعة في هذا اخلصوص .وقد تبنت املبادئ
األساسية لألمم املتحدة هذا اإلعتراف ،حيث نصت على أنه“ :ال يجوز ألي محكمة أو سلطة إدارية معنية
بالنظر في النزاعات أن ترفض اإلعتراف بحق أي محام في املثول أمامها نيابة عن موكله ،ما لم يكن هذا
احملامي قد فقد أهليته طبقا للقوانني واملمارسات الوظيفية ،وطبقا لهذه املبادئ” 212.وينص املبدأ الثامن
عشر من املبادئ األساسية لألمم املتحدة على أنه“ :ال يجوز ،نتيجة ألداء احملامني لوظائفهم ،مساءلتهم عن
جرائم موكليهم أو عن قضايا هؤالء املوكلني” .و تعد هذه القاعدة في غاية األهمية نظر ًا مليل بعض الدول
إلى أخذ احملامني بجرائم موكليهم.
في تقرير لجنة األمم المتحدة لحقوق اإلنسان ،أبدى المقرر الخاص المعني بإستقالل
القضاة والمحامين قلقه إزاء تزايد عدد الشكاوى المتعلقة بتشخيص الحكومات للعالقة بين
المحامين وموكليهم ،حيث يتعرض محامو المتهمين في قضايا سياسية لنفس اإلتهامات
الموجهة لموكليهم 213.وقد خلص المقرر الخاص إلى أن“ :أخذ المحامين بجرائم موكليهم
ما لم يتوفر دليل إدانة ضدهم ،يشكل تخويف ًا ومضايقة لهم 214.وطبق ًا للقانون الدولي ،فقد
إعتبر المقرر الخاص أنه“ :في حالة وجود أدلة دامغة تثبت تورط المحامين مع موكليهم
في القضايا التي يمثلونهم فيها ،فإنه على الحكومات إحالة الشكاوى إلى الهيئة التأديبية
215
المعنية بمهنة المحاماة.
210المبادئ األساسية لألمم المتحدة ،المبدأ 21؛ ينص هذا المبدأ أيضا على أن “هذه االمكانية ينبغي توفرها في أقرب وقت مناسب”؛
انظر أيضا ،إعالن األمم المتحدة بشأن حق ومسؤولية األفراد والجماعات وهيئات المجتمع في تعزيز وحماية حقوق اإلنسان
والحريات األساسية المعترف بها ،المواد 1و 9و 11؛ اإلعالن المتعلق بحماية جميع األشخاص من االختفاء القسري ،المادة
)4( 13؛ مبادئ المنع والتقصي الفعالين لعمليات اإلعدام خارج نطاق القانون واإلعدام التعسفي واإلعدام دون محاكمة ،المبدأ
6؛ المبادئ المتعلقة بالتقصي والتوثيق الفعالين بشان التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو الالإنسانية
أو المهينة ،المبدأ 4؛ المبادئ المتعلقة بحماية جميع األشخاص الذين يتعرضون ألي شكل من أشكال االعتقال أو السجن،
المبادئ 11و 12و 15و 17؛ القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء ،القاعدة .93
211مبادئ األمم المتحدة األساسية بشأن دور المحامين ،مرجع سبق ذكره ،المبدأ 22؛ انظر أيضا المبادئ المتعلقة بحماية جميع
األشخاص الذين يتعرضون ألي شكل من أشكال االعتقال أو السجن ،المبادئ 18والقواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء،
القاعدة .93
212المرجع نفسه ،المبدأ .19
213تقرير المقرر الخاص المعني باستقالل القضاة والمحامين ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة E/CN.4/1998/39 ،الفقرة
.179
214المرجع نفسه.
215المرجع نفسه ،الفقرة .181
دليل املمارسني رقم 1 54
الواجبات المهنية
باالضافة الى الضمانات التي يوفرها القانون الدولي حلماية احملاميني ،لهؤالء واجبات مهنية رئيسية يرتبط
معظمها باملوكلني .وهذا ما نصت عليه املادة 13من املبادئ األساسية لألمم املتحدة التي تضمنت إلتزامات
احملامني األساسية وواجباتهم جتاه موكليهم لتأمني املساعدات القانونية على أحسن وجه .وطبق ًا لهذا املبدأ،
فإن هذه الواجبات تشمل:
(أ) إسداء املشورة للموكلني فيما يتعلق بحقوقهم والتزاماتهم القانونية ،وبشأن أسلوب عمل النظام
القانوني وعالقته باحلقوق واإللتزامات القانونية للموكلني؛
(ب) مساعدة موكليهم بشتى الطرق املالئمة ،وإتخاذ اإلجراءات القانونية حلماية مصاحلهم؛
(ج) مساعدة موكليهم أمام احملاكم مبختلف أنواعها ،والسلطات اإلدارية حسب اإلقتضاء.
216
عالوة على ذلك“ :يتعينّ على احملامني دائما إحترام مصالح موكليهم بصدق ووالء”.
إلى جانب هذه الواجبات اخلاصة جتاه موكليهم ،على احملامني من ناحية ثانية واجب آخر يتمثل في عالقتهم
بزمالئهم .وهذا ما عبرت عنه املبادئ األساسية لألمم املتحدة ،إذ قضت “بوجوب محافظة احملامني على
217
شرف وكرامة مهنتهم في جميع األحوال [.”]...
ويتعينّ على احملامني أيض ًا نظر ًا لدورهم الرئيسي في النظام القضائي ]...[“ ،التمسك بحقوق اإلنسان
واحلريات األساسية التي يعترف بها القانون الوطني والقانون الدولي [ 218”]...وأخير ًا ،يجب على احملامني
“[ ]...أن تكون تصرفاتهم في جميع األحوال حر ًة تتماشى بشكل حثيت مع القانون واملعايير املعترف بها ومع
219
أخالقيات مهنة احملاماة”.
216مبادئ األمم المتحدة األساسية بشأن دور المحامين ،مرجع سبق ذكره ،المبدأ .15
217المرجع نفسه ،المبدأ .12
218المرجع نفسه ،المبدأ .14
219المرجع نفسه.
55 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
وباإلشارة إلى الرابطات املهنية للمحامني أو (نقابات احملامني) ،فإن املبادئ األساسية لألمم املتحدة نصت
على أنه“ :للمحامني احلق في أن يشكلوا وينضموا إلى رابطات مهينة ذاتية اإلدارة متثل مصاحلهم ،وتشجع
مواصلة تعليمهم ،وتدريبهم ،وحماية نزاهتهم املهنية .وينتخب أعضاء هذه الرابطات هيآتها التنفيذية،
220
ومتارس مهامها دون تدخل خارجي”.
وقد أشارت املبادئ األساسية فيما يتعلق بحرية التعبير ،وتكوين الرابطات واإلنضمام إليها ،إلى ضرورة
“تعاون الرابطات املهنية للمحامني مع احلكومات لضمان حصول كل فرد على اخلدمات القانونية بطريقة فعالة
ومتسمة باملساواة ،ولضمان متكني احملامني من تقدمي املشورة إلى موكليهم ،ومساعدتهم ،ومتثيلهم وفق ًا
للقانون وللمعايير واآلداب املهنية املعترف بها ،دون تدخل ال موجب له” 221.ويتضح من مجمل قراءة هذه
األحكام ،أنه يتعينّ على الدول عدم التدخل في إنشاء الرابطات املهنية للمحامني أو عملها.
لقد أعتبرت اللجنة الوزارية ملجلس أوروبا أن “حماية حقوق اإلنسان واحلفاظ على النظام القضائي يشترطان
وجود نقابات أو رابطات مستقلة للمحامني” 222،حيث إن الهدف من إقامة هذه الرابطات املهنية مزدوج :األول
يتعلق بحماية املصالح املهنية للمحامني ،والثاني بتعزيز حماية إستقالل مهنة احملاماة .
أشار المقرر الخاص إلى أنه“ :ال ينبغي لهذه الجمعيات أن تتورط في السياسة الحزبية،
األمر الذي من شأنه أن يهدد إستقالل مهنة المحاماة .وقد أوضح المقرر الخاص الفرق بين
اإلشتراك في حماية حقوق اإلنسان بمدلوالتها السياسية ،والمشاركة في الحياة السياسية
223
في حد ذاتها”.
ويالحظ أن أكثر الوسائل شيوع ًا إلنتهاك حرية احملامني في التجمع ،عدا حاالت منع إنشاء النقابات بشكل
عام ،تتمثل في اإلنساب اإللزامي إلى الرابطات التى تسيطر عليها الدولة ،أو بشكل مماثل ،الزام احملامي
باحلصول على تفويض من السلطة التنفيذية ملباشرة أعماله.
وأشارت لجنة األمم المتحدة لحقوق اإلنسان إلى مثل هذه الممارسات في سياق حالة دولة
بيالروس .وأشارت اللجنة بقلق إلى “صدور المرسوم الرئاسي المتعلق بأنشطة المحامين
وكتاب العدل في 3أيار /مايو ،1997الذي يمنح وزارة العدل صالحية الترخيص
للمحامين من أجل تمكينهم من ممارسة المهنة ،ويلزمهم بأن يكونوا أعضاءا في هيئة
جماعية مركزية تسيطر عليها الوزارة ،األمر الذي يق ّوض إستقالل المحامين” .وبعد أن
أكدت اللجنة أن “إستقالل القضاء والمحاماة هو أمر ضروري لتنظيم القضاء بصورة سليمة،
والمحافظة على الديمقراطية وسيادة القانون” ،حثت الحكومة البيالروسية على “إتخاذ جميع
التدابير المناسبة ،بما في ذلك إعادة النظر في الدستور والقوانين ،لضمان إستقالل القضاة
والمحامين عن أي ضغوط سياسية أو خارجية” .ولفتت اللجنة إنتباه الحكومة إلى مبادئ
224
األمم المتحدة األساسية بشأن دور المحامين.
220مبادئ األمم المتحدة األساسية بشأن دور المحامين ،مرجع سبق ذكره ،المبدأ .24
221المرجع نفسه ،المبدأ .25
222مذكرة شرح التوصية رقم )2000( 21من قبل لجنة الوزراء إلى الدول األعضاء حول حرية ممارسة مهنة المحاماة ،الفقرة
.10
223تقرير المقرر الخاص المعني باستقالل القضاة والمحامين ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة E/CN.4/1995/39 ،الفقرة
.72
224المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان بشأن بيالروسيا ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة ،العهد الدولي الخاص
بالحقوق المدنية والسياسية CCPR/C/79/Add.86 ،الفقرة .14
دليل املمارسني رقم 1 56
المساءلة
يتعينّ على احملامني ،كغيرهم من أصحاب املسؤوليات العامة ،التصرف وفقا للقواعد األخالقية .و يجب
ان تتضمن هذه القواعد معاييرا واضحة للسلوك وملسؤولية احملاميني في حالة إتيانهم بسلوكات مشينة.
ويفضل أن تصاغ املدونات املتعلقة بسلوك احملامني من قبل رابطات احملامني ،أو بالتشاور معها في حال
كانت مقررة في القانون .ونصت املادة 29من املبادئ األساسية لألمم املتحدة على أنه يجب أن حتدد “كل
اإلجراءات التأديبية باتفاق مع مدونة السلوك املهني ،ومعايير وأخالقيات املهنة املعترف بها ،وفي ضوء
هذه املبادئ” .ونصت املبادئ األساسية على أن“ :يضع العاملون في املهن القانونية ،من خالل أجهزتهم
املالئمة أو بواسطة التشريعات ،مدونات للسلوك املهني للمحامني ،توافق القانون والعرف الوطنيني ،واملعايير
والقواعد الدولية املعترف بها” 225.وعلى أية حال ،فإن هذه املدونات ال ميكن أن تؤدي الى اتخاد تدابير
تأديبية جتاه احملاميني نتيجة تنفيذهم لواجباتهم املهنية املشروعة مثل التمثيل اخلاص للموكل ،أو االدالء
226
بتصريح امام احملكمة.
و تنص املبادئ األساسية لألمم املتحدة أيضا على وجوب توافق اإلجراءات التأديبية ضد احملامني مع معايير
القانون الدولي .وتُخضع هذه املعايير اإلجراءات ضد احملامني لعدد من الضمانات :وجوب البت في الشكاوى
ضد احملامني بصفتهم املهنية “على وجه السرعة وبصورة منصفة ووفقا إلجراءات مناسبة”؛ 227واحلق في
228
“أن تسمع أقوالهم بطريقة عادلة ،مبا في ذلك حق احلصول على مساعدة محام يختارونه بأنفسهم”.
أما بالنسبة خلصائص الهيئة املسؤولة عن فرض اإلجراءات التأديبية والطعون الالحقة ،فقد ذكرت املبادئ
األساسية لألمم املتحدة أن هذه اإلجراءات “تقام ضد احملامني أمام جلنة تأديبية محايدة يشكلها العاملون
229
في مهنة القانون ،أو أمام سلطة قانونية مستقلة أو أمام محكمة ،وتخضع ملراجعة قضائية مستقلة”.
لمهنة المحاماة دور أساسي في الدفاع عن حقوق اإلنسان وسيادة القانون .لذلك يجب أن يتمكن
المحامون من العمل بشكل مستقل وبدون خوف ،وأن تُضمن لهم حرية التواصل مع عمالئهم.
ؤمن لهم الحق في التعبير بحرية عن آرائهم كذلك يجب أ ّال يؤخذ المحامون بجرائم موكليهم وأن ُي ّ
وتكوين الجمعيات دون أي تدخل .ويتع ّين عليهم ممارسة مهامهم وفقا للمعايير األخالقية ،ولقواعد
المساءلة في حاالت انتهاكات قواعد السلوك المهني.
وملساعدة الدول ،وضعت األمم املتحدة املبادئ التوجيهية بشأن دور أعضاء النيابة العامة ،حيث أوجبت
على هؤالء العمل على ضمان وتعزيز عدالة اإلجراءات اجلنائية اثناء تأدية وظائفهم 230.فاملبادئ التوجيهية
املنصوص عليها تنطبق على جميع السلطات القضائية بغض النظر عن طبيعة النظام القانوني لسلطة
اإلدعاء .وكنتيجة لذلك ،ال تتعرض هذه املبادئ لقضايا مثل إجراءات التعيني واالنظمة القانونية ألعضاء
النيابة العامة داخل الدول.
الحيادية و الموضوعية
يتعينّ على الدول ضمان قيام أعضاء النيابة العامة بوظائفهم بنزاهة وموضوعية .ويالحظ أن القانون الدولي،
وبعكس موضوع القضاة واحملامني ،ال يتضمن أحكام ًا بخصوص اإلستقالل املؤسسي ألعضاء النيابة
العامة .ويرجع ذلك إلى أن تعيني أعضاء النيابة العامة يخضع للسلطة التنفيذية بحسب بعض األنظمة ،أو
إلى خضوع املدعني العامني إلى مستوى معني من التبعية لهذه السلطة ،مما يستتبع خضوع جهاز النيابة
العامة ألوامر معينة صادرة عن احلكومة.
أشارت لجنة البلدان األمريكية لحقوق اإلنسان في حالة دولة المكسيك إلى مسألة إستقالل
أعضاء النيابة العامة ،حيث كررت القول بأن “مكتب المدعي العام يجب أن يكون جهاز ًا
ال عن السلطة التنفيذية ،وأن يتمتع بضمانات عدم جواز نقل المدعي العام ،وغير ذلك مستق ً
من الضمانات الدستورية الممنوحة ألعضاء السلطة القضائية 231.كما ذكرت اللجنة أيض ًا
232
“أن الممارسة الصحيحة للمهام اإلدعائية تتطلب اإلستقالل عن فروع الحكومة األخرى.
230المبادئ التوجيهية لألمم المتحدة بشأن دور أعضاء النيابة العامة ،اعتمدها مؤتمر األمم المتحدة الثامن لمنع الجريمة ومعاملة
المجرمين ،هافانا/كوبا ،من 27اب/أغسطس إلى 7ايلول/سبتمبر ،1990ويشار إليها بالمبادئ التوجيهية لألمم المتحدة.
الصكوك األخرى ذات الصلة بشأن دور أعضاء النيابة العامة لمجلس أوروبا التوصية رقم )2000( 19للجنة وزراء الدول
األعضاء بشأن دور النيابة العامة في نظام العدالة الجنائية ،والمبادئ والخطوط التوجيهية بشأن الحق في محاكمة عادلة
ومساعدة قانونية في أفريقيا ،والمبدأ (و).
231اللجنة األمريكية الدولية لحقوق اإلنسان ،تقرير عن حالة حقوق اإلنسان في المكسيك OEA/Ser.L/V/II.100 ،الوثيقة رقم
،7مراجعة رقم 1الفقرة .372
232المرجع نفسه ،الفقرة .381
دليل املمارسني رقم 1 58
وإعتبرت جلنة البلدان األمريكية حلقوق اإلنسان أن احلاالت التي ميارس فيها املدعي العام مهامه في
ثكنة عسكرية وبالتعاون الوثيق مع السلطات العسكرية “تشكل تهديد ًا ملوضوعية وإستقاللية عضو النيابة
233
العامة”.
وبغض النظر عن إجراءات التعيني املتبعة ،فإنه يتعينّ على الدول وفق ًا للمبادئ التوجيهية لألمم املتحدة
ضمان“ :أن يكون األشخاص الذين يقع عليهم االختيار لشغل وظائف النيابة العامة ،ذوو نزاهة ومقدرة
وحاصلني على تدريبات ومؤهالت مالئمة” 234.وأوضحت املبادئ التوجيهية كذلك في هذا اخلصوص بأن
معايير اإلختيار يجب أ ّال تقوم على أساس التمييز ،بل على أساس “معايير موضوعية بعيدة عن التحيز أو
احملاباة ،بحيث يستبعد أي متييز ضد األشخاص يستند إلى العنصر ،أو اللون ،أو اجلنس ،أو اللغة ،أو
الدين ،أو الرأي السياسي وغيره من اآلراء ،أو املنشأ الوطني واإلجتماعي ،أو األصل العرقي ،أو امللكية،
235
أو املولد ،أو احلالة اإلقتصادية أو أي وضع آخر [.]...
أعربت لجنة األمم المتحدة لحقوق اإلنسان في حالة إقليم كوسوفو ،عن قلقها “حول غياب
الضمانات الالزمة إلستقاللية المدعين العامين[…] الدوليين ،وحول أجور المدعيين المحليين
المنخفضة” .وأوصت اللجنة “بوضع إجراءات تحترم الموضوعية ،واإلستقاللية ،إلنتقاء،
وتعيين ،وتحديد أجور المدعين العامين الدوليين ،وضمان الشروط الالزمة لحماية المدعين
236
المحليين من الرشوة والفساد.
233التقرير الثالث عن حالة حقوق اإلنسان فى كولومبيا ،منظمة الدول األمريكية OEA/Ser.L/V/II.102 ،الوثيقة رقم ،9مراجعة
رقم 1تاريخ 26شباط/فبراير .1999
234المبادئ التوجيهية لألمم المتحدة بشأن دور أعضاء النيابة العامة ،مرجع سبق ذكره ،المبدأ (.)1
235المرجع نفسه ،المبدأ (( )2أ)؛ كما في حالة القضاة ،فإن ال “إشتراط أن يكون المرشح لمكتب االدعاء من رعايا البلد المعني”
ال يعتبر تمييز.
236المالحظات الختامية للجنة المعنية بحقوق اإلنسان بشأن إقليم كوسوفو (صربيا) ،وثيقة صادرة عن األمم المتحدة ،العهد الدولي
الخاص بالحقوق المدنية والسياسية CCPR/UNK/CO/1 ،الفقرة .20
237المرجع السابق ،المبدأ (.)4
59 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
على أن“ :تؤمن السلطات احلماية اجلسدية ألعضاء النيابة وأسرهم عندما تتعرض سالمتهم الشخصية
238
للخطر بسبب إضطالعهم بوظائف النيابة العامة”.
في حالة دولة كولومبيا ،دعى مقرر االمم المتحدة الخاص بحاالت التعذيب ،والقتل الغير
القضائي والتعسفي “بوجوب توفير الحماية الفعلية لجميع أعضاء السلك القضائي والنيابة
العامة من التهديدات ،ومحاوالت اإلعتداء على حياتهم وسالمتهم الجسدية ،والتحقيق في
هذه التهديدات ومحاوالت القتل لتحديد منشأها ،وفتح إجراءات جنائية/أو تأديبية ،حسب
239
مقتضى الحال”.
وقد وضعت املبادئ التوجيهية ضمانات أخرى حلسن أداء مهام اإلدعاء العام وخاصة فيما يتعلق“ :بالشروط
الالئقة خلدمة أعضاء النيابة العامة ،وحصولهم على أجر كاف ،وحني ينطبق ذلك ،واليتهم ،ومعاشهم ،وسن
240
تقاعدهم” .على أن تحُ دد هذه الشروط “مبوجب القانون أو مبوجب قواعد أو لوائح منشورة”.
وفي موضوع ترقية املدعني العامني ،تتشابه املعايير املعتمدة مع تلك املطبقة على ترقية القضاة .وهذا ما
عبرت عنه املبادئ التوجيهية بالقول“ :تستند ترقية أعضاء النيابة العامة ،حيثما وجد نظام لها ،إلى عوامل
موضوعية منها على اخلصوص املؤهالت املهنية ،واملقدرة ،والنزاهة ،واخلبرة .ويبت فيها وفقا إلجراءات
241
منصفة ونزيهة.
ويتضمن املبدأ التوجيهي التاسع من مبادئ األمم املتحدة التوجيهية ،واملتعلق باحلرية النقابية ،حكم ًا مماثال
لذاك الوارد في معايير األمم املتحدة املنطبقة على القضاة“ :ألعضاء النيابة العامة حرية تشكيل الرابطات
املهنية ،أو غيرها من املنظمات التي متثل مصاحلهم ،وتعزز تدريبهم املهني ،وحتمى مركزهم”.
على أعضاء النيابة العامة تأدية واجباتهم وفقا للقانون ،بإنصاف وسرعة ،وأن يحترموا
كرامة اإلنسان ويحموها وأن يساندوا حقوق اإلنسان ،بحيث يسهمون في تأمين سالمة
244
اإلجراءات وسالمة سير أعمال نظام العدالة الجنائية.
ومن الواجبات املهنية ألعضاء النيابة العامة ،اإلنتباه إلنتهاكات حقوق اإلنسان التي قد تصل إلى علمهم
إما عن طريق مجريات التحقيق أو باألدلة .وفي احلالة األخيرة املتعلقة بثبوت إنتهاكات حلقوق اإلنسان
باألدلة ،يتعينّ على أعضاء النيابة العامة رفض األخذ بهذه األدلة إذا تبني أنه مت احلصول عليها بأساليب
غير مشروعة تشكل إنتهاكا خطير ًا حلقوق اإلنسان ،كإستخدام التعذيب ،أو املعاملة أو املعاقبة القاسية ،أو
من خالل إنتهاكات أخرى حلقوق اإلنسان .وفي مثل هذه احلالة ،يجب على النيابة العامة إخطار احملكمة
بهذه اإلنتهاكات ،وإتخاذ كافة التدابير الالزمة لضمان جلب املسؤولني عن إستخدام هذه األساليب أمام
245
العدالة.
عالوة على ذلك ،وفي حالة إنتهاكات حقوق اإلنسان ،يتعينّ على النيابة العامة إجراء حتقيق فوري ونزيه
وحيادي حول هذه اإلنتهاكات.
لقد أشارت لجنة مناهضة التعذيب أن المدعي العام يعتبر مخ ً
ال بواجبه الحيادي في
حالة تقاعسه عن الطعن بقرار قضائي صادر برد الدعوى في حالة وجود أدلة على أعمال
246
تعذيب.
يؤدي أعضاء النيابة العامة دور ًا فعا ًال في مجال اإلجراءات اجلنائية رغم إختالف وظائفهم املهنية الناجت
عن النظم القانونية التي حتدد أدوارهم املهنية .وهذا ما ذهب إليه املبدأ احلادي عشر من املبادئ التوجيهية
لألمم املتحدة“ :يؤدى أعضاء النيابة العامة دور ًا فعا ًال في اإلجراءات اجلنائية ،مبا في ذلك بدء املالحقة
القضائية ،واالضطالع ،ضمن ما يسمح به القانون أو يتماشى مع املمارسة احمللية ،بالتحقيق في اجلرائم،
واإلشراف على قانونية التحقيقات وعلى تنفيذ قرارات احملاكم ،وممارسة مهامهم األخرى بإعتبارهم ممثلني
للصالح العام” .وطبق ًا للمبادئ التوجيهية لألمم املتحدة فأنه يتعينّ أن تكون“ :مناصب أعضاء النيابة العامة
منفصلة متاما عن الوظائف القضائية” .وعلى الرغم من وضوح املبدأ السالف الذكر إ ّال أنه وفي بعض
األنظمة القانونية تتمتع النيابة العامة ببعض الصالحيات القضائية ،كاألمر باحلبس اإلحتياطي وجمع
األدلة .ويتعينّ أن تكون دائم ًا هذه الصالحيات القضائية املمنوحة ألعضاء النيابة العامة مقتصرة دائمة على
املراحل السابقة إلجراءات للمحاكمة ،على أن متارس هذه الصالحيات بنزاهة وإحترام ،وأن يتم إحترام
حقوق املشتبه بهم .وجتدر اإلشارة في هذا السياق إلى وجوب خضوع هذه الوظائف القضائية ملراجعة
قضائية مستقلة.
لقد تناولت جلنة حقوق اإلنسان ممارسة الوظائف القضائية بواسطة النيابة العامة.
ذكرت اللجنة أنه ال يمكن القول بنزاهة وحيادية عضو النيابة العامة -بإعتباره موظفا مخوال
بممارسة مهامه من قبل السلطة القضائية بالمعنى المقصود في المادة ( )9من العهد الدولي
الخاص بالحقوق المدنية والسياسية -في الحالة التي يقبل فيها أمر ًا صادر ًا عن السلطة
247
التنفيذية يقضي بتجديد الحبس قبل المحاكمة على أساس عدم كفاية األدلة.
يعد املبدأ 15من املبادئ التوجيهية لألمم املتحدة أحد أهم املعايير الدولية املتعلقة بدور النيابة العامة ،إذ
ينص على أن“ :يولي أعضاء النيابة العامة اإلهتمام الواجب للمالحقات القضائية املتصلة باجلرائم التي
يرتكبها موظفون عموميون ،والسيما ما يتعلق منها بالفساد ،وإساءة استعمال السلطة ،واإلنتهاكات اجلسيمة
حلقوق اإلنسان ،وغير ذلك من اجلرائم التي ينص عليها القانون الدولي ،وللتحقيق في هذه اجلرائم إذا كان
القانون يسمح بذلك أو إذا كان ذلك يتماشى مع املمارسة احمللية” .ويستخلص من هذا املبدأ أن النيابة
العامة تقوم بدور أساسي في دعم سيادة القانون وتطبيقه بالتساوي على جميع املواطنني ،وخصوص ًا أولئك
الذين يشغلون املناصب الرسمية.
بعض األنظمة القانونية متنح النيابة العامة سلطة إستثنائية تتعلق بالتحقيق في القضايا وتكييف التهم.
وفي مثل هذه احلاالت تنص املبادئ التوجيهية لألمم املتحدة على أنه“ :يقتضي ،في البلدان التي تكون فيها
وظائف أعضاء النيابة العامة متسمة بصالحيات إستثنائية ،أن يوفر القانون ،أو القواعد ،أو النظم املنشورة
مبادئ توجيهية من أجل تعزيز اإلنصاف في إطار مقاربة مستقرة في اتخاذ القرارات املتعلقة باملتابعة
248
القضائية مبا في ذلك بدء املالحقة أو صرف النظر عنها”.
••عدم بدء أو التردد في بدء املتابعات عندما تكون التهم فيها مؤسسة؛
••االخذ بعني االعتبار موقف املتهم واملجني عليه ،واإلهتمام بكافة الظروف ذات الصلة ،سواء كانت
لصالح املتهم أو ضده؛
••احملافظة على سرية املسائل التي يعهد بها إليهم ،ما لم يتطلب أداء واجبهم أو دواعي العدالة
خالف ذلك؛
••دراسة آراء وشواغل الضحايا في حالة تأثر مصاحلهم الشخصية ،وضمان إبالغ الضحايا
بحقوقهم عم ً
ال بإعالن مبادئ العدل األساسية املتعلقة بضحايا اإلجرام والتعسف في استعمال
السلطة؛
247مراسلة رقم 521/1992قضية “فالديمير كولومين” ضد هنغاريا (آراء 22مارس )1996وثيقة صادرة عن األمم المتحدة ،العهد
الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية CCPR/C/56/D/521/1992 ،الفقرة 11.3؛ المادة 9.3من العهد تنص على
أن “يقدم الموقوف او المعتقل بتهمة جزاءيه فورا أمام القاضي او اي موظف آخر مخول قانونا بممارسه السلطة القضائية”.
248المبادئ التوجيهية لألمم المتحدة بشأن دور أعضاء النيابة العامة ،مرجع سبق ذكره .المبدأ (.)17
دليل املمارسني رقم 1 62
••التعاون مع الشرطة ،واحملاكم ،وممارسي املهن القانونية ،وهيئات الدفاع العامة ،وسائر الوكاالت
249
أو املؤسسات احلكومية.
اإلجراءات التأديبية
لقد وضعت املبادئ التوجيهية لألمم املتحدة معايير واضحة تتعلق باألسباب التي توجب مساءلة أعضاء النيابة
ال عن الضمانات التي يتمتعون بها في حالة مواجهة مثل العامة في حالة اإلخالل بواجباتهم املهنية ،فض ً
هذه اإلجراءات .وفيما يتعلق بأسباب اتخاذ اإلجراءات التأديبية ،نصت املبادئ التوجيهية لألمم املتحدةعلى
أنه“ :يستند في معاجلة املخالفات التي يرتكبها أعضاء النيابة العامة والتي تستحق إجراءات تأديبية إلى
القانون ،أو النظم املستندة إلى القانون” 250.و يتعينّ أن تكون هذه القواعد واضحة فيما يتعلق باألفعال
التى تشكل تصرفات سيئة وخرق ًا للواجب املهني من طرف عضو النيابة العامة ،وكذلك العقوبات املمكنة.
تشر صراحة إلى عدم قدرة عضو النيابة العامة على وبالرغم من أن املبادئ التوجيهية لألمم املتحدة لم ِ
اإلضطالع مبهامه الوظيفية ،إ ّال أنه يفهم ضمني ًا أن عجز كهذا يشكل سبب ًا للعزل .ولقد تضمنت املبادئ
التوجيهية عدد ًا من املعايير التي تنطبق على اإلجراءات التأديبية ومنها :معاجلة الشكاوى املرفوعة ضد
أعضاء النيابة العامة بطريقة “سريعة ومنصفة وفى إطار إجراءات مالئمة”؛ وأن يكون للمدعي العام“ :احلق
251
في احلصول على محاكمة عادلة وخضوع القرار االول الصادر عن هذه احملكمة ملراجعة جهة مستقلة”.
وأن “تكفل اإلجراءات التأديبية التي تتخذ ضد أعضاء النيابة العامة إجراء التقييمات وإتخاذ القرارات
252
على أسس موضوعية”.
تؤدي النيابة العامة دوراً أساسي ًا في النظام القضائي من خالل محاكمة مرتكبي إنتهاكات حقوق
اإلنسان وضمان إحترام الحق في محاكمة عادلة .و يتع ّين على أعضاء النيابة العامة القيام بمهامهم
المهنية بنزاهة وموضوعية .وعلى الدول أن تضمن ألعضاء النيابة العامة اداء وظائفهم دون تدخل،
وأن تعمل على حمايتهم .ويتع ّين على أعضاء النيابة العامة أن يعيروا اهتمام ًا خاص ًا للجرائم التي
يرتكبها الموظفون العموميون ،ويجب أن يرفضوا إستخدام األدلة التي يتم الحصول عليها بواسطة
أعمال تنتهك حقوق اإلنسان كأعمال التعذيب.
249المرجع نفسه ،المبادئ ( )14و ( )13الفقرتين (ب) الى (د) و ()20؛ المبدأ (.)21
250المرجع نفسه.
251المرجع نفسه ،رقم (.)21
252المرجع نفسه ،المبدأ ()22؛ ينص المبدأ على ان اإلجراءات التأديبية “يجب ان تحدد وفقا للقانون ،لمدونة السلوك المهني ،ولجميع
المبادئ التوجيهية المستندة إلى هذه المبادئ”.
اجلزء الثاني
الصكوك الدولية بشأن إستقالل ومساءلة القضاة ،واحملامني،
والنيابة العامة
65 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
.1األمــم المتحدة
أ .المعايير المحددة إلستقالل القضاة والمحامين
وأعضاء النيابة العامة
حيث أن شعوب العالم تؤكد في ميثاق األمم املتحدة ،من بني جملة أمور أخرى ،تصميمها على تهيئة ظروف
ميكن في ظلها أن تسود العدالة وعلى حتقيق التعاون الدولي في ميدان تعزيز وتشجيع إحترام حقوق
اإلنسان واحلريات األساسية دون أي متييز.
وحيث أن اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان ينص خصوص ًا على مبادئ املساواة أمام القانون وإفتراض
البراءة ،واحلق في محاكمة عادلة وعلنية أمام محكمة مختصة ،ومستقلة ،ونزيهة مشكلة وفق ًا للقانون.
وحيث أن العهد الدولي اخلاص باحلقوق اإلقتصادية واإلجتماعية والثقافية والعهد الدولي اخلاص باحلقوق
املدنية والسياسية يضمنان كالهما ممارسة هذه احلقوق ،باإلضافة إلى أن العهد الدولي اخلاص باحلقوق
املدنية والسياسية يضمن كذلك احلق في احملاكمة دون تأخير بغير موجب ،وحيث أنه ال تزال توجد في
حاالت كثيرة فجوة بني الرؤية التي تقوم عليها تلك املبادئ وبني احلالة الفعلية ،وحيث أنه ينبغي أن يسير
تنظيم وإدارة شؤون القضاء في كل بلد على هدى تلك املبادئ ،كما ينبغي بذل اجلهود لتحويلها كاملة إلى
واقع ملموس.
وحيث أن القواعد التي تخضع لها ممارسة الوظائف القضائية ينبغي أن تهدف إلى متكني القضاة من
التصرف وفق ًا لتلك املبادئ ،وحيث أن القضاة مكلفون بإتخاذ القرار األخير بشأن حياة املواطنني وحرياتهم
وحقوقهم وواجباتهم وممتلكاتهم.
وحيث أن مؤمتر األمم املتحدة السادس ملنع اجلرمية ومعاملة املجرمني طلب ،في قراره ،16من جلنة منع
اجلرمية ومكافحتها أن تدرج ضمن أولوياتها وضع مبادئ توجيهية تتعلق بإستقالل القضاة وإختيار القضاة
وأعضاء النيابة ،وتدريبهم مهني ُا ،ومراكزهم.
وحيث أنه من املناسب ،بناء على ذلك ،إيالء اإلعتبار أو ًال لدور القضاة بالنسبة إلى نظام القضاء وألهمية
إختيارهم وتدريبهم وسلوكهم فإنه ينبغي للحكومات أن تراعى وحتترم ،في إطار تشريعاتها وممارساتها
الوطنية ،املبادئ األساسية التالية التي وضعت ملساعدة الدول األعضاء في مهمتها املتعلقة بضمان إستقالل
السلطة القضائية وتعزيزه ،وأن تعرض هذه املبادئ على القضاة واحملامني وأعضاء السلطتني التنفيذية
والتشريعية واجلمهور بوجه عام .مع أن هذه املبادئ وضعت بصورة رئيسية لتنطبق على القضاة احملترفني
في املقام األول ،فإنها تنطبق بدرجة مساوية ،حسب االقتضاء ،على القضاة غير احملترفني حيثما وجدوا.
دليل املمارسني رقم 1 66
.2تفصل السلطة القضائية في املسائل املعروضة عليها دون حتيز ،على أساس الوقائع ووفقا للقانون،
ودون أية تقييدات أو تأثيرات غير سليمة أو أية إغراءات أو ضغوط ،أو تهديدات ،أو تدخالت،
مباشرة كانت أو غير مباشرة ،من أي جهة أو ألي سبب.
.3تكون للسلطة القضائية الوالية على جميع املسائل ذات الطابع القضائي كما تنفرد بسلطة البت
فيما إذا كانت أية مسألة معروضة عليها للفصل فيها تدخل في نطاق إختصاصها حسب التعريف
الوارد في القانون .
.4ال يجوز أن حتدث أية تدخالت غير الئقة ،أو ال مبرر لها ،في اإلجراءات القضائية وال تخضع
األحكام القضائية التي تصدرها احملاكم إلعادة النظر .وال يخل هذا املبدأ بإعادة النظر القضائية
أو بقيام السلطات املختصة ،وفقا للقانون ،بتخفيف أو تعديل احلكام التي تصدرها السلطة
القضائية .
.5لكل فرد احلق في أن يحاكم أمام احملاكم العادية أو الهيئات القضائية التي تطبق اإلجراءات
القانونية املقررة .وال يجوز إنشاء هيئات قضائية ،ال تطبق اإلجراءات القانونية املقررة حسب
األصول واخلاصة بالتدابير القضائية ،لتنتزع الوالية القضائية التي تتمتع بها احملاكم العادية أو
الهيئات القضائية.
.6يكفل مبدأ إستقالل السلطة القضائية ويتطلب من هذه السلطة أن تضمن سير اإلجراءات القضائية
بعدالة ،وإحترام حقوق األطراف.
.7من واجب كل دولة عضو أن توفر املوارد الكافية لتمكني السلطة القضائية من أداء مهامها بطريقة
سليمة.
.9تكون للقضاة احلرية في تكوين جمعيات للقضاة أو غيرها من املنظمات لتمثيل مصاحلهم والنهوض
بتدريبهم املهني وحماية إستقاللهم القضائي ،وفى اإلنضمام إليها.
على أنه ال يعتبر من قبيل التمييز أن يشترط في املرشح لوظيفة قضائية أن يكون من رعايا البلد
املعنى.
.12يتمتع القضاة ،سواء أكانوا معينني أو منتخبني ،بضمان بقائهم في منصبهم إلى حني بلوغهم سن
التقاعد اإللزامية أو إنتهاء الفترة املقررة لتوليهم املنصب ،حيثما يكون معمو ًال بذلك.
.13ينبغي أن يستند نظام ترقية القضاة ،حيثما وجد مثل هذا النظام ،إلى العوامل املوضوعية وال
سيما الكفاءة والنزاهة واخلبرة.
.14يعتبر إسناد القضايا إلى القضاة ضمن إطار احملكمة التي ينتمون إليهما مسألة داخلية تخص
اإلدارة القضائية.
.16ينبغي أن يتمتع القضاة باحلصانة الشخصية ضد أي دعاوى مدنية بالتعويض النقدي عما يصدر
عنهم أثناء ممارسة مهامهم القضائية من أفعال غير سليمة أو تقصير ،وذلك دون إخالل بأي إجراء
تأديبي أو بأي حق في اإلستئناف أو في احلصول على تعويض من الدولة ،وفقا للقانون الوطني.
.18ال يكون القضاة عرضة لإليقاف أو للعزل إال لدواعي عدم القدرة أو دواعي السلوك التي جتعلهم
غير الئقني ألداء مهامهم.
.19حتدد جميع اإلجراءات التأديبية وإجراءات اإليقاف أو العزل وفق ًا للمعايير املعمول بها للسلوك
القضائي.
.20ينبغي أن تكون القرارات الصادرة بشأن اإلجراءات التأديبية أو إجراءات اإليقاف أو العزل قابلة
إلعادة النظر من جانب جهة مستقلة .وال ينطبق ذلك على القرارات التي تصدرها احملكمة العليا
أو السلطة التشريعية بشأن قضايا اإلتهام اجلنائي وما مياثلها.
دليل املمارسني رقم 1 68
حيث أن شعوب العالم تؤكد في ميثاق األمم املتحدة ،بني أمور أخرى ،عزمها على إيجاد ظروف ميكن في
ظلها احلفاظ على العدل ،وتعلن أن أحد مقاصدها هو حتقيق التعاون الدولي في تعزيز وتشجيع إحترام
حقوق اإلنسان واحلريات األساسية بال متييز بسبب العنصر ،أو اجلنس ،أو اللغة ،أو الدين ،وحيث أن
اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان يجسد مبادئ املساواة أمام القانون ،وإفتراض البراءة ،واحلق في محاكمة
عادلة وعلنية أمام محكمة مستقلة ومحايدة ،وفى جميع الضمانات الالزمة للدفاع عن كل شخص توجه
إليه تهمة جنائية ،وحيث أن العهد الدولي اخلاص باحلقوق املدنية والسياسية يعلن ،باإلضافة إلى ذلك،
عن احلق في احملاكمة بدون تأخير ،واحلق في محاكمة عادلة وعلنية أمام محكمة مختصة ومحايدة تشكل
طبقا للقانون،
وحيث أن العهد الدولي اخلاص باحلقوق اإلقتصادية واإلجتماعية والثقافية يشير إلى إلتزام الدول ،مبقتضى
ميثاق األمم املتحدة ،بتعزيز اإلحترام العاملي حلقوق اإلنسان واحلريات والعمل بها ،وحيث أن مجموعة
املبادئ اخلاصة بحماية جميع األشخاص الذين يتعرضون ألي شكل من أشكال اإلحتجاز أو السجن
تنص على أن الشخص احملتجز له احلق في احلصول على املساعدة القانونية من احملامني واإلتصال بهم
واحلصول على مشورتهم ،وحيث أن القواعد الدنيا النموذجية ملعاملة السجناء توصى بضمان توفير املساعدة
القانونية واإلتصال باحملامني في إطار من السرية للسجناء الذين لم يحاكموا بعد ،وحيث أن الضمانات
التي تكفل حماية من يواجهون عقوبة اإلعدام تؤكد من جديد حق أي شخص مشتبه في إرتكابه جرمية
ميكن أن تكون عقوبتها اإلعدام أو متهم بإرتكابها في احلصول على مساعدة قانونية كافية في كل مراحل
احملاكمة ،وفق ًا للمادة 14من العهد الدولي اخلاص باحلقوق املدنية والسياسية ،وحيث أن إعالن مبادئ
العدل األساسية املتعلقة بضحايا اإلجرام وإساءة إستعمال السلطة يوصي بتدابير تتخذ على الصعيدين
الدولي والوطني بغية حتسني فرص إستعانة ضحايا اجلرمية بالعدالة وحصولهم على معاملة منصفة ،ورد
حقوقهم وتعويضهم ومساعدتهم،
وحيث أن احلماية الكاملة حلقوق اإلنسان واحلريات األساسية املقررة جلميع األشخاص ،إقتصادية كانت
ال على خدمات قانونية أو إجتماعية ،أو ثقافية ،أو مدنية ،أو سياسية ،تقتضي حصول جميع األشخاص فع ً
يقدمها مهنيون قانونيون مستقلون ،وحيث أن للرابطات املهنية للمحامني دور حيوي في إعالء معايير املهنة
وآدابها وحماية أعضائها من املالحقة القضائية والقيود واإلنتهاكات التي ال موجب لها ،وفي توفير اخلدمات
القانونية لكل من يحتاج إليها ،والتعاون مع املؤسسات احلكومية وغيرها في تعزيز أهداف العدالة واملصلحة
العامة،
ينبغي للحكومات ،في إطار تشريعاتها وممارساتها الوطنية ،أن تراعي وحتترم املبادئ األساسية بشأن
دور احملامني ،الواردة أدناه ،التي صيغت ملساعدة الدول األعضاء في مهمتها املتعلقة بتعزيز وتأمني الدور
السليم للمحامني ،وينبغي أن تطلع عليها احملامني وغيرهم من األشخاص مثل القضاة ووكالء النيابة وأعضاء
السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية ،واجلمهور بوجه عام .وتنطبق هذه املبادئ أيضا ،حسب اإلقتضاء،
على األشخاص الذين ميارسون مهام احملامني دون أن يكون لهم املركز القانوني للمحامني.
69 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
.2تضمن احلكومات توفير إجراءات فعالة وآليات قادرة على اإلستجابة تتيح اإلستعانة باحملامني
بصورة فعالة وعلى قدم املساواة جلميع األشخاص املوجودين في أراضيها واخلاضعني لواليتها،
دون متييز من أي نوع ،كالتمييز العنصري ،أو بسبب اللون ،أو األصل العرقي ،أو اجلنس ،أو
اللغة ،أو الديانة ،أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر ،أو األصل القومي أو االجتماعي ،أو امللكية،
أو املولد ،أو أي وضع إقتصادي أو غير إقتصادي.
.3تكفل احلكومات توفير التمويل الكافي واملوارد األخرى الالزمة لتقدمي اخلدمات القانونية للفقراء
ولغيرهم من األشخاص احملرومني ،حسب اإلقتضاء ،وتتعاون الرابطات املهنية للمحامني في تنظيم
وتوفير اخلدمات والتسهيالت وغيرها من املوارد.
.4تروج احلكومات والرابطات املهنية للمحامني للبرامج التي تستهدف إعالم اجلمهور بحقوقه وواجباته
مبقتضى القانون ،وبدور احملامني املهم في حماية حرياته األساسية .وينبغي إيالء عناية ملساعدة
الفقراء وسائر احملرومني بغية متكينهم من تأكيد حقوقهم ،وإذا لزم األمر ،طلب مساعدة من
احملامني.
.6يكون لألشخاص الذين ليس لهم محامون ،احلق في أن يعينّ لهم محامون ذوو خبرة وكفاءة تتفق
مع طبيعة اجلرمية املتهمني بها ،ليقدموا إليهم مساعدة قانونية فعالة ،وذلك في جميع احلاالت التي
يقتضي فيها صالح العدالة ذلك ،ودون أن يدفعوا مقاب ً
ال لهذه اخلدمة إذا لم يكن لديهم مورد كاف
لذلك.
.7تكفل احلكومات أيضا جلميع األشخاص املقبوض عليهم أو احملتجزين بتهمة جنائية أو بدون تهمة
جنائية ،إمكانية اإلستعانة مبحام فور ًا ،وبأي حال خالل مهلة ال تزيد عن ٍ
ثمان وأربعني ساعة من
وقت القبض عليهم أو إحتجازهم.
.8توفر جلميع املقبوض عليهم أو احملتجزين أو املسجونني فرص وأوقات وتسهيالت تكفى ألن يزورهم
محام ويتحدثوا معه ويستشيروه ،دومنا إبطاء وال تدخل وال مراقبة ،وبسرية كاملة .ويجوز أن تتم
هذه اإلستشارات حتت نظر املوظفني املكلفني بتنفيذ القوانني ،ولكن ليس حتت سمعهم.
المؤهالت والتدريب
.9تكفل احلكومات والرابطات املهنية للمحامني واملؤسسات التعليمية توفير تعليم وتدريب مالئمني
للمحامني ،وتوعيتهم إلى املثل والواجبات األخالقية للمحامني وإلى حقوق اإلنسان واحلريات
األساسية التي يعترف بها القانون الوطني والدولي.
دليل املمارسني رقم 1 70
.10تكفل احلكومات والرابطات املهنية للمحامني واملؤسسات التعليمية عدم خضوع أي شخص يريد
دخول مهنة القانون ،أو اإلستمرار في ممارستها ،للتمييز بسبب العنصر ،أو اللون ،أو اجلنس أو
األصل العرقي ،أو الديانة ،أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر ،أو األصل الوطني أو االجتماعي،
أو امللكية ،أو املولد ،أو الوضع اإلقتصادي أو غير ذلك من األوضاع ،ويستثنى من ذلك أن شرط
كون احملامني من رعايا البلد املعنى ال يعتبر متييز ًا.
.11في البلدان التي توجد فيها جماعات أو جاليات أو مناطق ال تلبى إحتياجاتها إلى اخلدمات
القانونية ،وبوجه خاص جماعات لها ثقافات أو تقاليد أو لغات متميزة أو جماعات سبق لها أو
وقعت صراحة ضحية للتمييز ،ينبغي للحكومات والرابطات املهنية للمحامني واملؤسسات التعليمية
أن تتخذ تدابير خاصة تتيح للمرشحني من هذه اجلماعات فرص اإللتحاق مبهنة القانون ،وأن تكفل
حصولهم على التدريب املالئم إلحتياجات جماعاتهم.
الواجبات والمسؤوليات
.12يحافظ احملامون ،في جميع األحوال ،على شرف وكرامة مهنتهم بإعتبارهم عاملني أساسيني في
مجال النظام القضائي.
(أ) إسداء المشورة للموكلين فيما يتعلق بحقوقهم وإلتزاماتهم القانونية وبشأن أسلوب عمل
النظام القانوني وعالقته بالحقوق واإللتزامات القانونية للموكلين،
(ب) مساعدة موكليهم بشتى الطرائق المالئمة ،وإتخاذ اإلجراءات القانونية لحماية
مصالحهم،
(ج) مساعدة موكليهم أمام المحاكم بمختلف أنواعها والسلطات اإلدارية ،حسب اإلقتضاء.
.14يسعى احملامون ،لدى حماية حقوق موكليهم وإعالء شأن العدالة ،إلى التمسك بحقوق اإلنسان
واحلريات األساسية التي يعترف بها القانون الوطني والقانون الدولي ،وتكون تصرفاتهم في جميع
األحوال حرة متيقظة مماشية للقانون واملعايير املعترف بها وأخالقيات مهنة القانون.
(أ) القدرة على أداء جميع وظائفهم المهنية بدون تخويف أو إعاقة أو مضايقة أو تدخل غير
الئق،
(ب) القدرة على اإلنتقال إلى موكليهم والتشاور معهم بحرية داخل البلد وخارجه على
السواء،
(ج) عدم تعريضهم وال التهديد بتعريضهم ،للمالحقة القانونية أو العقوبات اإلدارية واإلقتصادية
وغيرها نتيجة قيامهم بعمل يتفق مع واجبات ومعايير وآداب المهنة المعترف بها.
71 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
.17توفر السلطات ضمانات حماية كافية للمحامني ،إذ تعرض أمنهم للخطر من جراء تأدية
وظائفهم.
.18ال يجوز ،نتيجة ألداء احملامني ملهام وظائفهم ،أخذهم بجرمية موكليهم أو بقضايا هؤالء املوكلني.
.19ال يجوز ألي محكمة أو سلطة إدارية تعترف باحلق في احلصول على املشاورة ،أن ترفض اإلعتراف
بحق أي محام في املثول أمامها نيابة عن موكله ،ما لم يكن هذا احملامي قد فقد أهليته طبق ًا
للقوانني واملمارسات الوظيفية وطبق ًا لهذه املبادئ.
.20يتمتع احملامون باحلصانة املدنية واجلنائية بالنسبة للتصريحات التي يدلون بها بنية حسنة ،سواء
كان ذلك في مرافعاتهم املكتوبة أو الشفهية أو لدى مثولهم أمام احملاكم أو غيرها من السلطات
التنفيذية أو اإلدارية.
.21من واجب السلطات املختصة أن تضمن للمحامني إمكانية اإلطالع على املعلومات وامللفات والوثائق
املناسبة التي هي في حوزتها أو حتت تصرفها ،وذلك لفترة تكفي لتمكينهم من تقدمي مساعدة
قانونية فعالة ملوكليهم ،وينبغي تأمني هذا اإلطالع في غضون أقصر مهلة مالئمة.
.22تكفل احلكومات وحتترم سرية جميع اإلتصاالت واملشاورات التي جترى بني احملامني وموكليهم
في إطار عالقاتهم املهنية.
.25تتعاون الرابطات املهنية للمحامني مع احلكومات لضمان حصول كل فرد على اخلدمات القانونية
بطريقة فعالة ومتسمة باملساواة ،ولضمان متكن احملامني من تقدمي املشورة إلى موكليهم ومساعدتهم
ومتثيلهم وفقا للقانون وللمعايير واآلداب املهنية املعترف بها ،دون تدخل ال موجب له.
اإلجراءات التأديبية
.26يضع العاملون في املهن القانونية ،من خالل أجهزتهم املالئمة أو بواسطة التشريعات ،مدونات
للسلوك املهني للمحامني توافق القانون والعرف الوطنيني واملعايير والقواعد الدولية املعترف بها.
دليل املمارسني رقم 1 72
.27ينظر في التهم أو الشكاوى املوجهة ضد احملامني ،بصفتهم املهنية ،على وجه السرعة وبصورة
منصفة ووفق ًا إلجراءات مناسبة .ويكون لهم احلق في أن تسمع أقوالهم بطريقة عادلة ،مبا في ذلك
حق احلصول على مساعدة محام يختارونه بأنفسهم.
.28تقام اإلجراءات التأديبية ضد احملامني أمام جلنة تأديبية محايدة يشكلها العاملون في مهنة القانون،
أو أمام سلطة قانونية مستقلة أو أمام محكمة ،وتخضع ملراجعة قضائية مستقلة.
.29تقرر جميع اإلجراءات التأديبية وفقا ملدونة قواعد السلوك املهني وغير ذلك من املعايير املعترف بها
وآداب مهنة القانون وفي ضوء هذه املبادئ.
73 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
حيث أن شعوب العالم تؤكد في ميثاق األمم املتحدة ،من بني جملة أمور أخرى ،تصميمها على تهيئة ظروف
ميكن في ظلها أن تسود العدالة ،وتعلن أن من بني أهدافها حتقيق التعاون الدولي في تعزيز وتشجيع إحترام
حقوق اإلنسان واحلريات األساسية دون أي متييز بسبب العنصر ،أو اجلنس ،أو اللغة ،أو الدين،
وحيث أن اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان ينص على مبادئ املساواة أمام القانون ،وإفتراض البراءة ،واحلق
في محاكمة عادلة وعلنية أمام محكمة مستقلة ونزيهة ،وحيث أنه ال تزال توجد في حاالت كثيرة فجوة بني
الرؤية التي تقوم عليها تلك املبادئ وبني احلالة الفعلية ،وحيث أنه ينبغي أن يسير تنظيم وإدارة شؤون العدالة
في كل بلد على هدى تلك املبادئ ،كما ينبغي بذل اجلهود لتحويلها كاملة إلى واقع ملموس،
وحيث أن أعضاء النيابة العامة يضطلعون بدور حاسم في النظام القضائي ،وأن القواعد املتعلقة بأدائهم
ملسؤولياتهم الهامة ينبغي أن تعزز إحترامهم للمبادئ اآلنفة الذكر وإلتزامهم بها ،بحيث تسهم في إقامة
عدالة جنائية منصفة وفي وقاية املواطنني من اجلرمية بصورة فعالة،
وحيث أن من اجلوهري تأمني حصول أعضاء النيابة العامة على املؤهالت املهنية الالزمة لإلضطالع
بوظائفهم ،عن طريق حتسني أساليب تعيينهم وتدريبهم القانوني واملهني ،ومن خالل تهيئة كافة الوسائل التي
تلزمهم ألداء دورهم بطريقة سليمة في مكافحة اإلجرام ،وبصفة خاصة في أشكاله وأبعاده اجلديدة،
قراره رقم ،16من جلنة منع اجلرمية ومكافحتها أن تدرج ضمن أولويتها مبادئ توجيهية تتعلق بإستقالل
القضاة وإختيار القضاة وأعضاء النيابة ،وتدريبهم مهني ًا ،ومركزهم ،وحيث أن مؤمتر األمم املتحدة السابع
ملنع اجلرمية ومعاملة املجرمني إعتمد املبادئ األساسية بشأن إستقالل السلطة القضائية التي إعتمدتها
اجلمعية العامة الحق ًا في قراريها ،40/32املؤرخ في 29تشرين الثاني/نوفمبر ،1985و ،40/146
املؤرخ في 13كانون األول/ديسمبر ،1985وحيث أن إعالن مبادئ العدل األساسية املتعلقة بضحايا
اإلجرام والتعسف في إستعمال السلطة يوصى بأن تتخذ ،على الصعيدين الدولي والوطني ،تدابير لتحسني
سبل وصول ضحايا اإلجرام إلى العدالة اجلنائية ومعاملتهم معاملة منصفة ورد حقوقهم إليهم وتعويضهم
ومساعدتهم،
وحيث أن املؤمتر السابع طلب ،في قراره ،7من اللجنة أن تنظر في احلاجة إلى وضع مبادئ توجيهية
تتناول ،في جملة أمور ،إختيار أعضاء النيابة وتدريبهم املهني ومركزهم ،وما ينتظر منهم من مهام وسلوك،
ووسائل تعزيز مساهمتهم في السير السلس لنظام العدالة اجلنائية ،وتعاونهم مع الشرطة ،ونطاق سلطاتهم
اإلستثنائية ،ودورهم في اإلجراءات اجلنائية ،وأن تقدم تقارير عن ذلك إلى مؤمترات األمم املتحدة القادمة،
فإن املبادئ التوجيهية الواردة أدناه ،التي أعدت ملساعدة الدول األعضاء في مهامهم املتمثلة في ضمان
وتعزيز فعالية أعضاء النيابة العامة وحيادهم وعدالتهم في اإلجراءات اجلنائية ،وينبغي أن توضع في اإلعتبار
وحتترم من جانب احلكومات في إطار تشريعاتها وممارستها الوطنية ،وأن يوجه إليها إنتباه أعضاء النيابة
العامة وسائر األشخاص مثل القضاة واحملامني وأعضاء السلطتني التنفيذية والتشريعية ،واجلمهور بوجه
دليل املمارسني رقم 1 74
عام ،وقد صيغت هذه املبادئ التوجيهية ،على نحو أساسي ،من أجل أعضاء النيابات العامة ،بيد أنها تنطبق
بنفس القدر ،وحسب اإلقتضاء ،على أعضاء النيابة العامة املعينني حلاالت خاصة.
(أ) تضمين معايير إختيار أعضاء النيابة العامة ضمانات تحول دون تعيينهم على أساس
التحيز أو المحاباة ،بحيث تستبعد أي تمييز ضد األشخاص يستند إلى العنصر ،أو
اللون ،أو الجنس ،أو اللغة ،أو الدين ،أو الرأي السياسي وغيره من اآلراء ،أو المنشأ
الوطني واإلجتماعي ،أو األصل العرقي ،أو الملكية ،أو المولد ،أو الحالة اإلقتصادية أو
أي وضع آخر ،وال يستثنى من ذلك سوى أن إقتضاء كون المرشح لتولى منصب عضو
النيابة العامة من رعايا البلد المعنى ال يعتبر تمييز ًا،
(ب) تأمين التعلم والتدريب المالئمين ألعضاء النيابة العامة ،كما ينبغي توعيتهم إلى
المثل والواجبات األخالقية لوظائفهم ،والحماية الدستورية والقانونية لحقوق المشتبه
بهم والضحايا ،وحقوق اإلنسان وحرياته األساسية التي يعترف بها القانون الوطني
والدولي.
.4تكفل الدول متكني أعضاء النيابة العامة من أداء وظائفهم املهنية دون ترهيب أو تعويق أو مضايقة
أو تدخل غير الئق ،ودون التعرض ،بال مبرر ،للمسؤولية املدنية أو اجلنائية أو غير ذلك من
املسؤوليات.
.5تؤمن السلطات حماية أعضاء النيابة وأسرهم بدني ًا عندما تتعرض سالمتهم الشخصية للخطر
بسبب إضطالعهم بوظائف النيابة العامة.
.6حتدد ،مبوجب القانون أو مبوجب قواعد أو لوائح منشورة ،شروط الئقة خلدمة أعضاء النيابة
العامة وحصولهم على أجر كاف ،وحيث ينطبق ذلك ،ملدة شغلهم ملناصبهم ومعاشهم التقاعدي
وسن تقاعدهم.
.7تستند ترقية أعضاء النيابة العامة ،حيثما وجد نظام لها ،إلى عوامل موضوعية منها ،على
اخلصوص ،املؤهالت املهنية واملقدرة والنزاهة واخلبرة ،ويبت فيها وفق ًا إلجراءات منصفة
ونزيهة.
العامة لألمور املتصلة بالقانون والنظام القضائي ،وتعزيز حقوق اإلنسان وحمايتها ،وكذلك
اإلنضمام إلى منظمات محلية أو وطنية أو دولية أو تشكيلها وحضور إجتماعاتها ،دون أن يلحق
بهم أي أذى من الوجهة املهنية بسبب عملهم املشروع أو عضويتهم في منظمة مشروعة .وعليهم أن
يتصرفوا دائم ًا ،في ممارسة هذه احلقوق ،طبق ًا للقانون واملعايير واآلداب املعترف بها ملهنتهم.
.9ألعضاء النيابة العامة حرية تشكيل الرابطات املهنية أو غيرها من املنظمات التي متثل مصاحلهم
وتعزز تدريبهم املهني وحتمى مركزهم ،واإلنضمام إليها.
.11يؤدى أعضاء النيابة العامة دور ًا فعا ًال في اإلجراءات اجلنائية ،مبا في ذلك بدء املالحقة القضائية،
واإلضطالع ،ضمن ما يسمح به القانون أو يتماشى مع املمارسة احمللية ،بالتحقيق في اجلرائم
واإلشراف على قانونية التحقيقات ،واإلشراف على تنفيذ قرارات احملاكم ،وممارسة مهامهم األخرى
بإعتبارهم ممثلني للصالح العام.
.12على أعضاء النيابة العامة أن يؤدوا واجباتهم وفقا للقانون ،بإنصاف وإتساق وسرعة ،وأن يحترموا
كرامة اإلنسان ويحموها ويساندوا حقوق اإلنسان ،بحيث يسهمون في تأمني سالمة اإلجراءات
وسالمة سير أعمال نظام العدالة اجلنائية.
(أ) أداء وظائفهم دون تحيز ،وإجتناب جميع أنواع التمييز السياسي ،أو اإلجتماعي ،أو
الديني ،أو العنصري ،أو الثقافي ،أو الجنسي ،أو أي نوع آخر من أنواع التمييز،
(ب) حماية المصلحة العامة ،والتصرف بموضوعية ،والمراعاة الواجبة لموقف كل من المتهم
والضحية ،واإلهتمام بكافة الظروف ذات الصلة ،سواء كانت لصالح المتهم أو ضده،
(ج) المحافظة على سرية المسائل التي يعهد إليهم بها ،ما لم يتطلب أداء واجبهم أو دواعي
العدالة خالف ذلك،
(د) دراسة آراء وشواغل الضحايا في حالة تأثر مصالحهم الشخصية ،وضمان إبالغ الضحايا
بحقوقهم عم ً
ال بإعالن مبادئ العدل األساسية المتعلقة بضحايا اإلجرام والتعسف في
إستعمال السلطة.
.14ميتنع أعضاء النيابة العامة عن بدء املالحقة القضائية أو مواصلتها ،أو يبذلون قصارى جهدهم
لوقف الدعوى ،إذا ظهر من حتقيق محايد أن التهمة ال أساس لها.
.15يولى أعضاء النيابة العامة اإلهتمام الواجب للمالحقات القضائية املتصلة باجلرائم التي يرتكبها
موظفون عموميون ،والسيما ما يتعلق منها بالفساد ،وإساءة إستعمال السلطة ،واإلنتهاكات
اجلسيمة حلقوق اإلنسان ،وغير ذلك من اجلرائم التي ينص عليها القانون الدولي ،وللتحقيق في
هذه اجلرائم إذا كان القانون يسمح به أو إذا كان يتماشى مع املمارسة احمللية.
.16إذا أصبحت في حوزة أعضاء النيابة العامة أدلة ضد أشخاص مشتبه فيهم وعلموا أو إعتقدوا ،أن
احلصول عليها جرى بأساليب غير مشروعة تشكل إنتهاك ًا خطيرا حلقوق اإلنسان بالنسبة للمشتبه
دليل املمارسني رقم 1 76
فيه ،وخصوصا بإستخدام التعذيب أو املعاملة أو املعاقبة القاسية أو الالإنسانية أو املهنية ،أو
بواسطة إنتهاكات أخرى حلقوق اإلنسان ،وجب عليهم رفض إستخدام هذه األدلة ضد أي شخص،
غير الذين إستخدموا األساليب املذكورة ،أو إخطار احملكمة بذلك ،وإتخاذ كافة التدابير الالزمة
لضمان تقدمي املسؤولني عن استخدام هذه األساليب إلى العدالة.
الصالحيات اإلستثنائية
.17يقتضي ،في البلدان التي تكون فيها وظائف أعضاء النيابة العامة متسمة بصالحيات إستثنائية،
أن يوفر القانون أو القواعد أو النظم املنشورة مبادئ توجيهية
من أجل تعزيز اإلنصاف واتساق النهج عند البت في عمليات املالحقة القضائية ،مبا في ذلك بدء
املالحقة أو صرف النظر عنها.
.19في البلدان التي تكون فيها وظائف أعضاء النيابة العامة متسمة بصالحيات إستثنائية فيما يتعلق
بقرار مالحقة احلدث قضائيا أو عدم مالحقته ،ينبغي إيالء إعتبار خاص لطبيعة اجلرم وخطورته
وحلماية املجتمع وشخصية احلدث وخلفتيه .وينبغي ألعضاء النيابة العامة ،لدى إتخاذ هذا القرار،
أن ينظروا بصفة خاصة في بدائل املالحقة املتاحة في إطار قوانني وإجراءات قضاء األحداث،
ويتعينّ على أعضاء النيابة العامة أن يبذلوا قصارى جهدهم لإلمتناع عن إتخاذ إجراءات قضائية
ضد األحداث إال في حالة الضرورة القصوى.
اإلجراءات التأديبية
.21يستند في معاجلة املخالفات التي يرتكبها أعضاء النيابة العامة والتي تستحق إجراءات تأديبية ،إلى
القانون أو النظم املستندة إلى القانون .وتعالج الشكاوى التي تقدم ضدهم ،وتدعي أنهم جتاوزوا
بوضوح ،نطاق املعايير املهنية ،معاجلة سريعة ومنصفة وفى إطار إجراءات مالئمة .ويكون لهم
احلق في احلصول على محاكمة
.22تكفل اإلجراءات التأديبية التي تتخذ ضد أعضاء النيابة العامة إجراء التقييمات وإتخاذ القرارات
على أسس موضوعية .وحتدد هذه اإلجراءات وفق ًا للقانون ومدونات قواعد السلوك املهني وسائر
املعايير والقواعد األخالقية الراسخة ،وعلى هدى هذه املبادئ التوجيهية.
.24يتولى أعضاء النيابة العامة الذين يوجد لديهم ما يدعوهم إلى اإلعتقاد بأن هذه املبادئ التوجيهية
قد إنتهكت أو توشك أن تنتهك ،بإبالغ ذلك إلى السلطات العليا التي يتبعونها ،وكذلك ،حيث تدعو
الضرورة ،إلى أية سلطات أو هيئات مختصة غيرها متلك صالحية املراجعة أو التصحيح.
دليل املمارسني رقم 1 78
اإلجراء ()1
تتعهد جميع الدول بتنفيذ وتطبيق مبادئ إستقالل السلطة القضائية وفق ًا إلجراءاتها الدستورية وأنظمتها
احمللية.
اإلجراء ()2
ال يجوز أن ُيعني أو ُينتخب القاضي من أجل أداء مهام عمله مبا ال يتفق مع املبادئ األساسية إلستقالل
السلطة القضائية .كما أنه ال يجوز للقاضي قبول املنصب القضائي على أساس تعيينّ أو إنتخاب قائم على
أساس أداء املهام التي ال تتفق مع املبادئ األساسية.
اإلجراء ()3
تطبق املبادئ األساسية على جميع القضاة حيثما وجدوا مبا في ذلك القضاة غير احملترفني.
اإلجراء ()4
تكفل الدول تعميم نطاق املبادئ األساسية على مستوى اللغة الرسمية أو اللغات اخلاصة بالدولة ،ويجب
على الدولة أن تُطلع القضاة واحملامني وأعضاء السلطتني التشريعية والتنفيذية واجلمهور بصفة عامة على
هذه املبادئ ومدى أهميتها وتشجيع تطبيقها في إطار نظام العدالة ،وبصفة خاصة ،تقوم الدولة بإتاحة
نص املبادئ األساسية لكل أعضاء السلطة القضائية.
اإلجراء ()5
في ضوء تطبيق املبدأ السابع واحلادي عشر من املبادئ األساسية ،يتعينّ على الدول أن تولي إهتمام ًا
خاص ًا لضرورة توفير املوارد الكافية لعمل النظام القضائي ،ويشمل ذلك تعيني عدد كاف من القضاة ملواجهة
األعباء القضائية ،وتوفير الدعم الالزم للمحاكم من املوظفني واملعدات ،وتوفير األمن الشخصي للقضاة
وكذلك األجور واملكافآت املناسبة.
اإلجراء ()6
تعمل الدول على تشجيع عقد الندوات والدورات التدريبية على املستويني الوطني واإلقليمي حول دور السلطة
القضائية في املجتمع وضرورة إستقاللها.
اإلجراء ()7
وفق ًا لقرار املجلس اإلقتصادي واإلجتماعي رقم 10لسنة “ 1986اجلزء اخلامس” ،يتعينّ على الدول األعضاء
إخطار األمني العام كل خمس سنوات إبتداء من عام 1988بالتقدم احملرز في تنفيذ هذه املبادئ األساسية
79 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
ونشرها وإدراجها في التشريعات الوطنية وكذلك املشاكل والعقبات التي تواجها في تنفيذها على الصعيد
الوطني واملساعدة املطلوبة من املجتمع الدولي.
اإلجراء ()8
يقوم األمني العام بإعداد تقارير مستقلة كل خمسة سنوات إلى جلنة منع اجلرمية ومكافحتها بشأن التقدم
احملرز في تنفيذ املبادئ األساسية وذلك بناء على املعلومات الواردة من احلكومات مبوجب اإلجراء السابع،
فض ً
ال عن املعلومات األخرى املتاحة داخل منظومة األمم املتحدة ،وتشمل املعلومات املتعلقة بالتدريب والتعاون
الفني التي تقدمها املعاهد واخلبراء واملستشارين على املستوى اإلقليمي وبني-اإلقليمي.
ويتعينّ أيض ًا على األمني العام في إعداد هذه التقارير اإلستعانة بتعاون الوكاالت املتخصصة واملنظمات
احلكومية الدولية واملنظمات غير احلكومية ،والسيما الرابطات املهنية للقضاة واحملامني واملركز اإلستشاري
لدى املجلس اإلقتصادي واإلجتماعي ،على أن تُأخذ في االعتبار املعلومات التي تقدمها هذه الوكاالت
واملنظمات.
اإلجراء ()9
يقوم األمني العام بنشر املبادئ الرئيسية وإجراءات التنفيذ احلالية والتقارير الدورية املتعلقة بتنفيذ هذه
املبادئ واملشار إليها في اإلجراء السابع والثامن بأكبر عدد ممكن من اللغات وإتاحتها جلميع الدول األعضاء
واملنظمات احلكومية واملنظمات غير احلكومية املعنية وذلك لضمان حتقيق التداول األوسع لهذه الوثائق.
اإلجراء ()10
يعمل األمني العام على ضمان أكبر قدر ممكن من الرجوع إلى إستخدام نص املبادئ الرئيسية وتطبيق
هذه اإلجراءات من جانب األمم املتحدة في كافة برامجها ذات الصلة وإدراج املبادئ األساسية بأسرع
وقت ممكن في منشورات األمم املتحدة حتت عنوان “حقوق اإلنسان” :مجموعة الصكوك الدولية ،وفق ًا لقرار
املجلس اإلقتصادي واإلجتماعي رقم 10/1986واجلزء اخلامس.
اإلجراء ()11
تتعهد األمم املتحدة ،من خالل برنامج للتعاون التقني وبصفة خاصة إدارة التعاون الفني والتنمية ،باإلضافة
إلى برنامج األمم املتحدة اإلمنائي ،على ما يلي:
(أ) مساعدة احلكومات بناء على طلب منها في إقامة وتعزيز أنظمة قضائية مستقلة وفاعلة؛
(ب) تُقدم للحكومات بناء على طلب منها خدمات اخلبراء واملستشارين على املستوى اإلقليمي وبني
اإلقليمي فيما يتعلق باملسائل القضائية ،وذلك للمساعدة في تنفيذ املبادئ األساسية؛
(ج) تعزيز البحوث بشأن التدابير الفعالة لتنفيذ املبادئ األساسية ،مع التركيز على التطورات اجلديدة
في هذا املجال؛
(د) تعزيز احللقات الدراسية الوطنية واإلقليمية ،باإلضافة إلى إجتماعات الفئات املهنية وغير املهنية
حول دور السلطة القضائية في املجتمع وضرورة إستقاللها ومدى أهمية تنفيذ املبادئ األساسية
لتحقيق تلك األهداف؛
دليل املمارسني رقم 1 80
(هـ) تعزيز الدعم الفني ملركز األمم املتحدة اإلقليمي وبني-اإلقليمي ملعاهد البحث والتدريب في مجال
منع اجلرمية والعدالة اجلنائية ،وكذلك الكيانات األخرى داخل منظومة األمم املتحدة املعنية بتنفيذ
املبادئ األساسية.
اإلجراء ()12
تُساهم معاهد األمم املتحدة اإلقليمية وبني-اإلقليمية للبحوث والتدريب ملنع اجلرمية والعدالة اجلنائية وكذلك
الكيانات األخرى داخل منظومة األمم املتحدة ،في عملية تنفيذ املبادئ األساسية وتولي إهتمام َا خاص ًا
لوسائل وسبل تعزيز تطبيق املبادئ األساسية في البحث وبرامج التدريب ،وتقدمي املساعدة التقنية بناء على
طلب الدول األعضاء.
وحتقيق ًا لهذه الغاية ،تقوم معاهد األمم املتحدة بالتعاون مع املؤسسات الوطنية واملنظمات احلكومية الدولية
واملنظمات غير احلكومية املعنية بتطوير املناهج واملواد التدريبية على أساس هذه املبادئ ،وإدماجها في
برامج التعليم القانوني على جميع املستويات وكذلك في دورات متخصصة في مجال حقوق اإلنسان وما
يتصل بها من مواضيع.
اإلجراء ()13
تساهم كل من اللجان اإلقليمية والوكاالت املتخصصة وسائر الكيانات داخل منظومة األمم املتحدة ،وكذلك
سائر املنظمات احلكومية الدولية املعنية بفعالية في عملية التنفيذ ،وتخطر األمني العام باجلهود املبذولة لنشر
املبادئ األساسية والتدابير املتخذة لوضعها حيز التنفيذ ،وكذلك العوائق التي تواجهها وأوجه القصور .يقوم
األمني العام بإتخاذ خطوات لضمان أن املنظمات غير احلكومية التي تتمتع مبركز إستشاري لدى املجلس
اإلقتصادي واإلجتماعي تقوم بتفعيل عملية التنفيذ وتقدمي التقارير املتعلقة بإجراءات التنفيذ.
اإلجراء ()14
ت ُِساعد جلنة منع اجلرمية ومكافحتها ،اجلمعية العامة واملجلس اإلقتصادي واإلجتماعي في متابعة تنفيذ هذه
اإلجراءات مبا في ذلك التقارير الدورية التي تُقدم في إطار اإلجراء السادس والسابع أعاله .وحتقيق ًا لهذه
الغاية ،فإن اللجنة حتدد العقبات القائمة ،أو أوجه القصور في تنفيذ املبادئ األساسية ودواعيها.
تقدم اللجنة توصيات محددة بشأن اإلجراءات الالزمة للتنفيذ الفعال للمبادئ األساسية وذلك عند اإلقتضاء
إلى اجلمعية العامة ،ومجلس األمن وغيرها من هيئات األمم املتحدة املعنية بحقوق اإلنسان.
اإلجراء ()15
تُسِاعد جلنة منع اجلرمية ومكافحتها اجلمعية العامة واملجلس اإلقتصادي واإلجتماعي وغيرها من هيئات
األمم املتحدة املعنية بحقوق اإلنسان بالتوصيات املتعلقة بتقارير جلان أو هيئات التحقيق فيما يخص املسائل
املتعلقة بتطبيق وتنفيذ املبادئ األساسية.
81 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
القضــــاة
األهداف و المهام :
.1إن أهداف و مهام السلطة القضائية تشمل ما يلي:
(ب) تعزيز إحترام ومراعاة حقوق اإلنسان ضمن نطاق الحدود المناسبة لوظيفة القضاء.
(ج) ضمان أن جميع الشعوب قادرة على العيش بأمان في ظل سيادة القانون.
اإلستقالل
.2للقضاة احلرية في أداء مهامهم املتعلقة بالبت في املسائل املنظورة أمامهم دون حت ّيز وفق ًا لتقييمهم
للوقائع وفهمهم للقانون ،دون أية قيود ،أو تأثيرات ،أو دوافع ،أو ضغوط ،أو تهديدات ،أو تدخالت،
مباشرة كانت أو غير مباشرة ،من أي جهة أو ألي سبب.
.3يتعينّ أن يكون القضاة مستقلني عن زمالئهم ورؤسائهم في عملية إصدار األحكام ،مع مراعاة
أن أي تنظيم هرمي للسلطة القضائية ،أو اختالف درجة احملاكم ،أو الرتبة الوظيفية ،ال يجيز بأي
حال من األحوال التدخل في حق القاضي في إصدار حكمه بحرية.
على القضاة ،منفردين أو مجتمعني ،ممارسة مهامهم مع كامل املسؤولية وفق ًا لقواعد النظام
القانوني.
.5
(أ) يتع ّين أن تكون السلطة القضائية مختصة مباشرة ،أو عن طريق المراجعة القضائية
في جميع المسائل ذات الطابع القضائي ،بما في ذلك المسائل المتعلقة بنطاق ومجال
إختصاصهم.
(ب) ال يجوز إنشاء محاكم خاصة وحسب الظروف من أجل إنتزاع الوالية القضائية األصيلة
والمخولة للمحاكم العادية.
(ج) لكل فرد الحق في أن يحاكم بسرعة و بدون تأخير ال مبرر له من طرف المحاكم العادي،ة
أو الهيئات القضائية بموجب القانون مع إمكانية المراجعة من قبل المحاكم.
(د) قد تكون هناك بعض اإلستثناءات المسموح بها في حاالت الطوارئ العامة الخطيرة،
التي تهدد حياة األمة ،وذلك في إطار الشروط المنصوص عليها في القانون ،وبالقدر
دليل املمارسني رقم 1 82
الذي يتماشى مع المعايير الدنيا المعترف بها دولي ًا مع خضوعها للمراجعة من قبل
المحاكم.
(هـ) يتع ّين على الدولة في مثل هذه األوقات الطارئة ،العمل على محاكمة المدنيين المتهمين
بإرتكاب جرائم جنائية أمام محاكم مدنية عادية ،وخضوع قضايا األشخاص الموقفين
إداري ًا للمراجعة من قبل المحاكم ،أو أي سلطة أخرى مستقلة ،عن طريق أوامر اإلحضار
أو إجراءات مشابهة وذلك للتأكد من قانونية اإلحتجاز ،والتحقيق في أي مزاعم حول سوء
المعاملة.
(و) يتع ّين أن يقتصر إختصاص المحاكم العسكرية على الجرائم العسكرية مع حق الطعن
في أحكامها أمام المحاكم االستئنافية المؤهلة قانون ًا ،أو عن طريق تقديم طلب بإلغاء
الحكم.
(ط) ال يجوز للسلطة التنفيذية الرقابة على أعمال المحاكم الوظيفية في النظام القضائي.
(ك) ال يتع ّين على السلطة التنفيذية إغالق أو تعليق عمل المحاكم.
(ي) على السلطة التنفيذية أن تمتنع عن أي تصرف أو تقصير من شأنه أن يجهض قرار
المحكمة أو يعيق التنفيذ السليم لقرار المحكمة.
.6يتعينّ على أي تشريع أو مرسوم تنفيذي أ ّال يحاول بأثر رجعي إبطال قرارات محكمة معينة ،أو
تغيير تشكيل احملكمة للتأثير في صنع قرارها.
.8يتعينّ على القضاة التصرف بصفة دائمة مبا يتفق مع احملافظة على كرامتهم ،ومسؤوليات
مناصبهم ،ونزاهة القضاء وإستقالله.
.10ال يجوز في إختيار القضاة التمييز على أساس العرق ،أو اللون ،أو اجلنس ،أو اللغة ،أو الدين،
أو الرأي السياسي أو غيره ،أو القومية أو اللغة أو األصل اإلجتماعي ،أو امللكية ،أو املولد ،أو
الدخل ،ولكن ميكن أن يخضع اإلختيار لشروط املواطنة ،والنظر في مدى املالءمة لشغل الوظائف
القضائية.
.11
(أ) يتع ّين في معايير إختيار القضاة إيالء اإلعتبار الواجب لضمان محاكمة عادلة من قبل
السلطة القضائية في المجتمع في كل الجوانب ذات الصلة بها.
83 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
(ب) يتع ّين أن تكون أي أساليب إلختيار القضاة دقيقة لدرء الدوافع الغير سليمة فيما يتعلق
بالتعيين في المناصب القضائية.
(ج) يجب أن تتماشى المشاركة في التعيينات القضائية من جانب السلطة التنفيذية ،أو
السلطة التشريعية ،أو الهيئة العامة للمنتخبين ،مع إستقالل القضاء بقدر ما ال يبطل هذه
المشاركة وتكون مصونة ضد أساليب والدوافع غير السليمة.
من أجل تأمين أفضل السبل في التعيينات من وجهة النظر المهنية ،ونزاهة وإستقالل
القضاء ،يتع ّين السعي بقدر اإلمكان لتوفير المشاورات مع أعضاء السلطة القضائية
والمهن القانونية في عملية التعيينات القضائية ،أو تتم التعيينات أو التوصيات بالتعيينات
من قبل هيئة مؤلفة من أعضاء السلطة القضائية والمهن القانونية على نحو فعال.
.14يتعينّ أن تكون ترقية القاضي بناء على تقييم موضوعي لنزاهته وإستقالليته وكفاءته املهنية وخبرته
اإلنسانية واإللتزام بإحترام سيادة القانون ،في حني أنه ،ال ينبغي أن تتم الترقيات بناء على دافع
غير سليم.
.15بإستثناء ما يخضع لنظام التناوب املنتظم لترقية القضاة ،فإنه ال يتعينّ نقلهم من منصبهم أو
وظيفتهم إلى وظيفة أخرى دون موافقتهم ،ولكن عندما يكون هذا النقل وفق ًا لصياغة سياسة
موحدة ،فإن عدم موافقة القاضي ال حتجب عملية النقل.
مدة الوالية:
.16
(أ) يتع ّين أن تكون مدة والية القضاة ،وإستقاللهم ،وسالمتهم ،واألجور الكافية ،وشروط
الخدمة مكفولة بضمان القانون ،وال ينبغي التغيير بما يضر بمصالحهم.
(ب) مع مراعاة األحكام المتعلقة بالتأديب والعزل والمنصوص عليها ،فإن القضاة سواء أكانوا
معينين أو منتخبين يتوجب ضمان بقائهم في مناصبهم إلى حين بلوغهم سن التقاعد
اإللزامي أو إنتهاء المدة القانونية لتولي المنصب.
.17قد يكون هناك فترات إختبار للقضاة عقب التعيني املبدئي لهم ،ولكن في مثل هذه احلاالت يتعينّ
أن تكون مدة االختبار و ِإن َ
َاطة دميومة مدة الوالية ،حتت رقابة السلطة القضائية أو املجلس األعلى
للقضاء.
.18
دليل املمارسني رقم 1 84
(أ) ينبغي أن يتقاضي القضاة رواتبهم خالل مدة والياتهم ،ومعاشات تقاعدية بعد بلوغهم
سن التقاعد اإللزامي.
(ب) يجب أن تكون رواتب القضاة ومعاشاتهم التقاعدية كافية ومتناسبة مع المركز الوظيفي
والكرامة ومسؤوليات المنصب القضائي ،على أن تخضع للمراجعة بصفة دورية لمواجهة
أثر التضخم المالي أو التقليل من أثاره.
.19على السلطات التنفيذية توفير األمن واحلماية الشخصية للقضاة وكذلك أسرهم.
الحصانات واإلمتيازات
.20يتعينّ حماية القضاة من مضايقات الدعاوى الشخصية املقامة ضدهم بسبب أدائهم ملهام وظائفهم،
وال ينبغي مقاضاتهم أو محاكمتهم إال مبوجب إذن من السلطة القضائية املختصة.
.21على القضاة اإللتزام بالسرية املهنية املتعلقة مبداوالتهم ،واملعلومات السرية التي حصلوا عليها
أثناء أدائهم لواجباتهم الوظيفية أو القضايا العامة األخرى ،مع عدم جواز طلبهم للشهادة في مثل
هذه املسائل.
فقدان األهلية
.22على القضاة أال يخدموا في هيئة غير قضائية من شأنها املساس بإستقاللهم القضائي.
.23ال ينبغي للقضاة أو احملاكم إصدار آراء إستشارية إال في إطار األحكام الدستورية والقانونية.
.24يحظر على القضاة العمل باحملاماة أو ممارسة األعمال التجارية عدا إستثماراتهم الشخصية
وملكيتهم.
.25يتعينّ أال يبت القاضي في قضية ما ،في حالة تخوفه من التحيز من جانبه ،أو تضارب املصالح
التى تتعارض في مهامه الوظيفية.
التأديب والعزل
.26
(أ) ينبغي البت في الشكوى المقدمة ضد القاضي على نحو مستعجل وعادل بموجب ممارسة
مالئمة ،مع حق القاضي في إتاحة الفرصة له للتعليق على الشكوى المقدمة في المرحلة
األولية مع وجوب السرية ما لم يطلب القاضي خالف ذلك.
(ب) يجب أن تنظر إجراءات العزل أو التأديب القضائي أمام محكمة أو مجلس يتكون
غالبية أعضاءه من السلطة القضائية ويفضل أن تكون سلطة العزل المخولة للهيئة
التشريعية بالمقاضاة الجنائية أو المعالجة المشتركة بناء على توصية من تلك المحكمة
أو المجلس.
.29تنشر األحكام الصادرة في الدعاوى التأديبية ضد القضاة سواء كانت في جلسة سرية أو
علنية.
.30ينبغي أن يخضع القاضي للعزل في حالة إذا ما ثبت عجزه أو سوء سلوكه مما يجعله غير صالح
لالستمرار في منصبه القضائي.
.31في حالة إلغاء احملكمة ،ال ينبغي أن يتأثر القضاة الذين يخدمون فيها ،بل ُينقلون للعمل في محكمة
أخرى بنفس درجتهم الوظيفية ،ويستثنى من هذا ،القضاة الذين مت إنتخابهم ملدة محددة.
إدارة المحاكم
.32تتولى السلطة القضائية أو هيئة متثل السلطة القضائية ولها دور فعال ،مسؤولية إدارة احملاكم،
مبا في ذلك اإلشراف ،والرقابة التأديبية على اإلداريني وموظفي الدعم.
.33تولي الدولة أولوية عالية لتوفير موارد كافية لتسير مرفق القضاء ،مبا في ذلك ،التيسيرات العينية
املناسبة بغية احلافظ على إستقالل وهيبة وكفاءة السلطة القضائية ،وكذلك املوظفون وميزانيات
التشغيل.
.34تقوم السلطة املختصة بإعداد ميزانية احملاكم بالتعاون مع السلطة القضائية ،مع مراعاة إحتياجات
ومتطلبات إدارة القضاء.
.35السلطة القضائية وحدها املسؤولة عن إسناد القضايا إلى القضاة أو قطاعات احملكمة املؤلفة من
عدة قضاة وفق ًا للقانون أو الئحة احملكمة.
.36تنعقد لرئيس احملكمة سلطة اإلشراف على القضاة فيا يتعلق باملسائل اإلدارية فقط.
متفرقات
.37يتعينّ على القاضي ضمان عدالة سير احملاكمة ،والتحقيق الكامل في املزاعم املتعلقة بإنتهاك حقوق
األفراد أو الشهود مبا في ذلك ،إدعاءات سوء املعاملة.
.38على القضاة إيالء اإلحترام للمحامني ،فض ً
ال عن اخلبراء القضائيني ،ووكالء النائب العام ،وجهاز
النيابة العامة ،واحمللفني حسب مقتضى احلال.
.39تكفل الدولة حسن تنفيذ األوامر واألحكام الصادرة عن احملاكم؛ غير أن عملية األشراف على تنفيذ
األوامر أو اخلدمة تخول للسلطة القضائية.
.40يتعينّ على القضاة إستعالم أنفسهم عن اإلتفاقيات الدولية ،والصكوك املتعلقة مبعايير بحقوق
اإلنسان ،والسعي إلى تنفيذها وفق احلدود التي تنص عليها دساتيرهم وقوانينهم الوطنية.
.41تنطبق هذه املبادئ واملعايير على جميع األشخاص الذين ميارسون وظائف قضائية مبا فيهم،
القضاة الدوليني ،اخلبراء ،احملكمني ،أعضاء النيابة العامة ،والوكالء الذين يؤدون وظائف قضائية،
إ ّال إذا كان هناك ضرورة تتعلق بالسياق التي جتعل هذه املبادئ غير قابلة للتطبيق أو غير
مالئمة.
دليل املمارسني رقم 1 86
الخبراء القضائيون
.42اخلبير القضائي قد يؤدي املهام الوظيفية للقاضي ،أو يكون معاون له ،أو مستشار ًا ،أو خبيرأ
قانوني ًا أو فني ًا .يتعينّ على اخلبراء القضائيني أداء هذه املهام بحيادية وإستقاللية ،مع مراعاة أن
املبادئ واملعايير التي تنطبق على القضاة ،تنطبق أيض ًا على اخلبراء القضائيني ،إ ّال إذا كان هناك
ضرورة تتعلق بالسياق التي جتعل هذه املبادئ غير قابلة للتطبيق أو غير مالئمة.
.43يجوز إنتخاب اخلبراء القضائيني ،أو اخلبراء الشعبيني ،أو نظام “ ْن َي َيا بانشس” لفترة محددة على
أساس إنتخابي من قبل جمهور الناخبني وفق ًا ملا ينص عليه القانون من املشاركة اجلماعية في
إصدار األحكام جنب ًا إلى جنب مع إنتخاب وتعيني القضاة.
ال ينبغي عند إنتخاب اخلبراء القضائيني أن يتعرض أي شخص للتمييز على أساس العرق ،أو
اللون ،أو اجلنس ،أو اللغة ،أو الدين ،أو الرأي السياسي أو غيره ،أو األصل القومي أو االجتماعي،
أو امللكية ،أو امليالد ،أو املركز بني املواطنني.
قد تكون عملية إنتخاب اخلبراء القضائيني ،بإختيارهم لفترات قصيرة ومحددة ألداء مهامهم
كخبراء .وقد يعينّ اخلبراء بإختيارهم للمشورة أو املساعدة الفنية على أساس معرفتهم التخصصية
لالضطالع في مهام إصدار األحكام.
.44يتعينّ أن يحصل اخلبراء القضائيني على بدالت كافة ومعقولة طوال مدة خدمتهم كخبراء من جانب
الدولة ،عدا إذا ُدفعت لهم هذه املخصصات في مقر عملهم.
.45اخلبراء املنتخبون للمشاركة في عملية إصدار األحكام ،أو املعينون لتقدمي املساعدة التقنية وغيرها،
يجب أن يكونوا منزهني عن أية قيود أو تأثيرات ،أو دوافع ،أو ضغوط ،أو تهديدات ،أو تدخالت
مباشرة كانت أو غير مباشرة .فيما عدا اخلبراء املنتخبني ،يتعينّ عليهم إعطاء تفسيرات بصفة
دورية لناخبيهم كجزء من نظام مشاركة املواطنني في نظام العدالة.
.46يتعينّ أن يكون اخلبراء القضائيون مستقلني عن القضاة والسلطة التنفيذية والسلطة التشريعية،
ويكون من حقهم املشاركة في عملية التحكيم بالطريقة املنصوص عليها في القانون والنظام
القانوني.
ويكون اخلبراء الشعبيني الذين إنتخبوا للمشاركة في عملية إصدار األحكام ،مخولني لتدوين
محاضر املخالفات والتى تشكل جزء من ملف الدعوى.
.47يتعينّ وبدقة فائقة ،ضمان حماية طرق إدراج اخلبراء في جدول احمللفني ضد أي دوافع غير
سليمة.
.48ينبغي تقدمي التوجيهات والتعليمات للخبراء الشعبيني املنتخبني أو العاملني بنظام “ ْن َي َيا بانشس”
للمشاركة في عملية إصدار األحكام.
.49قد يعزل اخلبير القضائي من قبل الناخبني أو ينقل ،أو ُينهى تعينه ،وذلك وفق ًا لإلجراءات املنصوص
عليها في القانون.
[ ] ....
87 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
المحامـون
التعريفات
.73في هذا الفصـــل:
(ب) “نقابة المحامين” هي رابطة مهنية ،أو نقابة ،أو كلية ،أو مكتب ،أو مجلس ،أو أي هيئة
مهنية معترف بها تحت أي تسميات ضمن إختصاص معين .وألغراض هذا الفصل،
يجوز أن يشمل التعريف أي رابطة تحت أي مسمى من الوكالء ،أو المساعدين ،أو أي
من األشخاص المخولين والمأذون لهم بأداء واحد أو أكثر من وظائف المحامين ،عدا
اإلشارة إلى السياق الذي يجعل هذا اإلدراج غير قابل للتطبيق أو غير مالئم.
مبادئ عامة
.74إن إستقالل مهنة احملاماة يشكل ضمانة أساسية لتعزيز وحماية حقوق اإلنسان.
.75يتعينّ أن يكون هناك نظام عادل ومنصف إلقامة العدالة لضمان إستقاللية احملامني في أداء مهامهم
املهنية دون أية قيود أو تأثيرات أو دوافع أو ضغوط أو تهديدات أو تدخالت ،مباشرة كانت أو غير
مباشرة ،من أي جهة أو ألي سبب.
.76لكل شخص احلق في احلصول علي اخلدمات القانونية التي يقدمها محام مستقل بغية حماية حقوقه
اإلقتصادية واإلجتماعية والثقافية ،فض ً
ال عن احلقوق املدنية والسياسية.
.78يتعينّ أن يهدف التعليم القانوني إلى تعزيز املصلحة العامة ،باإلضافة إلى الكفاءة التقنية ،والتوعية
مبثل وأخالقيات وواجبات احملامني ،وكذلك بحقوق اإلنسان ،واحلريات األساسية املعترف بها في ُ
القانون الوطني والدولي.
.79يتعينّ اإلهتمام بالواجبات واملسؤوليات اإلجتماعية في برنامج التعليم القانوني للمحامني ،ويشمل
ذلك املشاركة في عملية تقدمي املساعدات القانونية للمواطنني غير القادرين ،وتعزيز وحماية احلقوق
اإلقتصادية ،واإلجتماعية ،والثقافية في عملية التنمية.
.80كل شخص لديه املؤهالت الالزمة ،والنزاهة ،واألخالق ،له احلق في أن يصبح محامي ًا وأن يستمر في
ممارسة احملاماة دون متييز على أساس العرق ،أو اللون ،أو اجلنس ،أو الدين أو الرأي السياسي
دليل املمارسني رقم 1 88
أو غيره ،أو القومية أو اللغة ،أو األصل اإلجتماعي ،أو الثروة والدخل ،أو املولد ،أو املركز ،أو كونه
قد ُأدين في جرمية جنائية بسبب ممارسته حقه املدني أو السياسي املعترف به.
يتعينّ أن تكون الشروط املتعلقة بشطب احملامي من سجالت النقابة ،أو تعليق عضويته ،أو فقدان
أهليته ،محددة في القوانني والسوابق املتعلقة باحملامني واإلجتهادات وغيرها من األعمال النظيرة
ألعمال احملاماة.
(أ) إسداء المشورة للموكل فيما يتعلق بحقوقه وإلتزاماته القانونية وبشأن أسلوب عمل النظام
القانوني وعالقته بالحقوق واإللتزامات القانونية للموكل.
(ب) مساعدة الموكل بشتى الطرق المالئمة ،وإتخاذ اإلجراءات القانونية لحماية مصالحه؛
.83يتعينّ على احملامي ،في جميع األحوال ،أن يتصرف بحرية ونزاهة وبشجاعة وفق ُا ملا يلتمسه
موكله فيه ،وأن يخضع في أدائه ملهامه لقواعد ومعايير وأخالقيات مهنته بدون عائق أو ضغط من
السلطات ،أو اجلمهور.
.84لكل شخص أو مجموعة من األشخاص احلق في طلب املساعدة من احملامي للدفاع عن مصاحله
أو مصاحلهم ،ومن واجب احملامي القيام بذلك على قدر إستطاعته وبنزاهة وإستقالل .وال يتعينّ
أن ُيؤخذ احملامي بقضية موكله من قبل السلطات أو اجلمهور.
.85عدم تعريض احملامي أو التهديد بتعريضه ،للمالحقة القانونية أو العقوبات اإلدارية واإلقتصادية
وغيرها ،نتيجة قيامه بإسداء املشورة للموكل أو مساعدته ،أو متثيله في أي قضية.
.86في حالة إستبعاد احملامي من حق التمثيل أمام اإلدارة ،أو محكمة داخلية ،أو في حالة تعليق حق
احملامي من ممارسة احملاماة ،أو إعفائه أو شطبه من النقابة من قبل سلطة مختصة ،فإنه ال يجوز
ألي محكمة أو سلطة اإلدارية أن ترفض اإلعتراف بحق أي محام في املثول أمامها لتمثيل موكله،
شريطة أن يكون هذا اإلستبعاد ،أو التعليق ،أو اإلعفاء ،أو الشطب يخضع ملراجعة سلطة قضائية
مستقلة.
89 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
.87يتعينّ على احملامي أن يظهر اإلحترام للهيئة القضائية .و له حق االعتراض على مشاركة أو
إستمرار مشاركة القاضي في قضية معينة أو اإلعتراض على إجراء احملاكمة أو اجللسة.
.88إذا إتُخذت أية إجراءات ضد محام لعدم إظهاره اإلحترام الالزم لهيئة احملكمة ،فإنه ال ُيفرض
اجلزاء بحقه من قبل القاضي أو القضاة الذين إشتركوا في اجللسة التي نُسب إليه فيها عدم
إحترام هيئة احملكمة .فيما عدا ذلك ،يتعينّ على القاضي أو القضاة املعنيني في مثل هذه احلالة،
وقف سير اإلجراءات أو رفض اإلستمرار في سماع دعوى احملامي املعني.
.89بإستثناء ما تنص عليه هذه املبادئ ،يتمتع احملامي باحلصانة املدنية واجلنائية بالنسبة للتصريحات
التي يدلي بها بنية حسنة ،سواء كان ذلك في مرافعته املكتوبة أو الشفهية ،أو لدي مثوله أمام
احملاكم أو غيرها من السلطات التنفيذية أو اإلدارية.
.90يتعينّ ضمان إستقالل احملامني في إسداء مشورتهم ،ومساعدة ومتثيل األشخاص احملكوم عليهم
بعقوبة سالبة للحرية بغية التأكيد على أن هؤالء األشخاص قد حصلوا بحرية على املساعدة
القانونية .ينبغي توفير هذه الضمانات لتجنب أي إيحاء بالتواطؤ أو ترتيبات أو تبعية بني محامي
املتهم والسلطات.
.91ينبغي توفير كافة التسهيالت واإلمتيازات الالزمة للمحامني إلجناز مسؤولياتهم املهنية بفعالية،
وتشمل هذه التسهيالت واإلمتيازات اآلتي:
(أ) سرية العالقة بين المحامي وموكله ،و حقه في رفض اإلدالء بالشهادة إذا كانت تشكل
ضرر ًا لهذه السرية.
(ب) القدرة على اإلنتقال إلى موكليهم والتشاور معهم بحرية داخل البلد أو خارجه على حد
سواء.
(د) الحق في البحث والتحري ونقل المعلومات واألفكار ذات الصلة بعملهم المهني وفق ًا قواعد
المهنة.
(هـ) الحق في رفض أو قبول أي قضية ألي لموكل أو أن ُيقدم له ما يلزمه من معلومات
بخصوصها ألسباب شخصية أو مهنية.
.92يتمتع احملامون بحرية االعتقاد والتعبير وتكوين اجلمعيات والتجمع؛ وعلى وجه اخلصوص ،يكون
لهم احلق في:
(ج) اإلقتراح والتوصية باإلصالحات القانونية من أجل المصلحة العامة ،وكذلك إعالم الجمهور
بشأن هذه المسائل؛
(د) يتسنى لهم أن يضطلعوا كام ً
ال بدورهم في المشاركة بنشاط في الحياة السياسية
واإلجتماعية والثقافية لبلدانهم.
دليل املمارسني رقم 1 90
.93يت ّعني أن تهدف القواعد واللوائح املنظمة ألتعاب وأجور احملامني إلى التأكيد على حصلوهم على
كاف ومنصف ،وأن اخلدمات القانونية متاحة للجمهور بشروط مناسبة. عائد ِ
.95تكون احلكومات مسؤولة عن توفير التمويل الكافي لبرامج اخلدمات القانونية املالئمة ألولئك الذين
ال يستطيعون حتمل نفقات التقاضي بشأن خصوماتهم القضائية املشروعة .ويتعينّ على احلكومات
وضع معايير ومحددات إجراءات تقدمي هذه اخلدمات القانونية املتاحة في مثل هذه احلاالت.
.96يتعينّ حصول احملامون املشاركون وكذلك املنظمات في برامج اخلدمات القانونية التي متول كلي ًا
أجر كاف والتمتع بضمانات كاملة تتعلق بإستقاللهم في حياتهم أو جزئي ًا من األموال العامة على ٍ
املهنية وخاصة في:
(أ) الرقابة الفعلية على سياسة البرامج والمشاركات التي يتم إسنادها إلى نقابة المحامين
أو المجالس المشكلة من أعضاء النقابة ،وأيضا الرقابة على الميزانية المخصصة لكل
البرامج والموظفين العاملين.
(ب) اإلعتراف في خدمة قضية العدالة بأن الواجب األساسي للمحامي نحو موكله الذي كان
يجب أن ُيقدم له المشورة ويمثله بما يتماشى مع ضميره وحكمه المهني.
نقابة المحامين
.97يجوز أن يكون في كل دولة رابطة أو أكثر للمحامني مستقلة بذاتها ومعترف بها قانونا ،وإنتخب
مجلسها أو هيئتها التنفيذية بحرية من قبل كل األعضاء بدون تدخل من جانب أي شخص أو هيئة
أخرى .وذلك ،دون املساس بحقهم في تشكيل أو اإلنضمام إلى رابطات مهنية أخرى للمحامني
واحلقوقيني.
.98يتعينّ على كل محام تسجيل نفسه في نقابة احملامني بغية تعزيز التضامن واحملافظة على إستقالل
مهنة احملاماة.
( )2الحفاظ على شرف وكرامة ونزاهة وكفاءة وأخالق ومعايير السلوك واإلنضباط في هذه
المهنة.
( )5تعزيز حرية وصول الجمهور الى القضاء ،بما في ذلك تقديم المعونة والمشورة
القانونية.
( )6تعزيز حق كل فرد في محاكمة عادلة وعلنية أمام محكمة مختصة ومستقلة وحيادية وفقا
إلجراءات سليمة في كل القضايا.
( )7تشجيع ودعم إصالح القانون والتعليق عليه وتشجيع النقاش العام حول مواده ،وتفسير
وتطبيق التشريعات القائمة والمقترحة.
( )9ضمان أن هناك حرية الوصول الى هذه المهنة لجميع األشخاص ذوي الكفاءة المهنية
المطلوبة والخلق القويم ،دون تمييز من أي نوع ،ومنح المساعدة للوافدين الجدد إلى
المهنة.
( )10تعزيز ورفع مستوى رفاهية أعضاء المهنة وتقديم المساعدة إلى أفراد أسرهم في الحاالت
المناسبة.
.100في حالة رغبة الشخص الضالع في خصومة قضائية في اإلستعانة مبحام من بلد آخر للعمل مع
محام وطني ،يتعينّ على نقابة احملامني في هذه احلالة التعاون بقدر اإلمكان في مساعدة هذا
احملامي األجنبي على احلصول على ما يوجب من حق هذا الشخص.
.101لتمكني نقابة احملامني من أداء مهمتها في احلفاظ على إستقالل احملامني ،يتعينّ إعالمها فور ًا
بالسبب واألساس القانوني إلعتقال أو إحتجاز أي من أعضائها أو أي محام ممارس ضمن واليتها؛
وللغرض نفسه ،يتعينّ إخطار نقابة احملامني بـ:
محام.
ٍ (ج) إتخاذ أي قرار أو إجراءات تؤثر على التشكيك في نزاهة
وفي مثل هذه احلاالت ،ومن أجل ضمان سرية املهنة وإستقاللها ،يحق لنقابة احملامني متابعة اإلجراءات
من قبل رئيسها أو مرشح ميثلها.
اإلجراءات التأديبية
.102تضع نقابة احملامني وتنفذ ،وفق ًا للقانون ،مدونات للسلوك املهني للمحامني ،كما يجوز وضع مثل
هذه املدونات بواسطة الهيئة التشريعية.
.103ينعقد اإلختصاص لنقابة احملامني ،أو سلطة قانونية مستقلة مؤلفة غالبيتها من العاملني في مهنة
احملاماة ،بإتخاذ اإلجراءات التأديبية ضد احملامني ،مببادرة منهم أو بناء على طلب من أحد
املتقاضني.
دليل املمارسني رقم 1 92
يجوز أن حتيل احملكمة أو السلطة العامة الدعوى إلى نقابة احملامني أو الهيئة القانونية وعلى هذا
األساس ميكن البدء في اإلجراءات التأديبية.
.104يجب أن تتم اإلجراءات التأديبية في الدرجة األولي أمام جلنة تأديبية مشكلة من قبل نقابة
احملامني.
.105يتعينّ أن يكون إستئناف القرار الصادر عن اللجنة التأديبية أمام هيئة إستئنافية مناسبة.
.106تتم اإلجراءات التأديبية مع اإلحترام الكامل ملتطلبات العادلة واإلجراءات املالئمة ،في ضوء املبادئ
املنصوص عليها في هذا اإلعالن.
93 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
المادة 14
.1الناس جميعا سواء أمام القضاء .ومن حق كل فرد ،لدى الفصل في أية تهمة جزائية توجه إليه
أو في حقوقه وإلتزاماته في أية دعوى مدنية ،أن تكون قضيته محل نظر منصف وعلني من قبل
محكمة مختصة مستقلة حيادية ،منشأة بحكم القانون.
دليل املمارسني رقم 1 94
المادة 18
.1للعمال املهاجرين وأفراد أسرهم حق املساواة مع رعايا الدولة املعنية أمام احملاكم بأنواعها و
يكون لهم احلق في محاكمة عادلة وعلنية من قبل محكمة مختصة ومستقلة وحيادية منشأة بحكم
القانون للفصل في حقوقهم والتزاماتهم وفى أية تهمة جزائية توجه إليهم.
95 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
المادة 37
(د) يكون لكل طفل محروم من حريته احلق في احلصول بسرعة على مساعدة قانونية وغيرها من
املساعدة املناسبة ،فض ً
ال عن احلق في الطعن في شرعية حرمانه من احلرية أمام محكمة أو سلطة
مختصة مستقلة ومحايدة أخرى ،وفى أن يجرى البت بسرعة في أي إجراء من هذا القبيل.
دليل املمارسني رقم 1 96
المادة 11
[…]
(ب) كل شخص مالحق إلرتكابه جرمية إختفاء قسري يتمتع بضمان معاملته معاملة عادلة في جميع
مراحل الدعوى .وكل شخص يحاكم إلرتكابه جرمية إختفاء قسري جترى له محاكمة عادلة أمام
محكمة مختصة ومستقلة ونزيهة تنشأ وفق ًا للقانون.
97 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
المادة 10
لكل إنسان ،على قدم املساواة التامة مع اآلخرين ،احلق في أن تنظر قضيته محكمة مستقلة ومحايدة ،نظر ًا
منصف ًا وعلني ًا ،للفصل في حقوقه وإلتزاماته وفى أية تهمة جزائية توجه إليه.
دليل املمارسني رقم 1 98
المادة 9
]....[ .2وحتقيق ًا لهذه الغاية يكون لكل شخص يدعي أن حقوقه أو حرياته قد إنتهكت ،احلق إما
بنفسه أو عن طريق متثيل معتمد قانوني ًا ،في تقدمي شكوى إلى هيئة قضائية أو هيئة أخرى مستقلة
ونزيهة ومختصة منشأة مبوجب القانون ،على أن تنظر هذه الهيئة في الشكوى على وجه السرعة
في جلسة علنية ،واحلصول من تلك الهيئة ،وفق ًا للقانون على قرار باجلبر ،مبا في ذلك أي تعويض
مستحق ،حيثما كان هناك إنتهاك حلقوق ذلك الشخص إو حرياته ،فضال عن نفاذ القرار واحلكم
النهائيني ،وذلك كله دون أي تأخير ال مبرر له.
99 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
.2وتؤكد أيض ًا ،على أن لكل إنسان احلق أن يحاكم أمام الهيئات القضائية أو احملاكم الطبيعية
مبوجب إجراءات قانونية مقررة على النحو الواجب ،ودون إنتزاع الوالية القضائية للمحاكم الطبيعة
أو الهيئات القضائية.
.3وكذلك تؤكد على أن لكل شخص احلق في محاكمة عادلة وعلنية من قبل محكمة مختصة ،ومستقلة،
وحيادية ،ومنشأة بحكم القانون.
[]....
.6وتؤكد على أن جتري محاكمة األشخاص املتهمني بجرائم جنائية أمام محكمة تقوم على أساس
مبادئ اإلستقالل واحلياد.
101 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
الفصل األول
أحكام عامة
.7إستقالل المحامين
.1يتصرف احملامون بشرف وإستقالل وحرية.
(ب) أن يقوموا بأي عمل يوحي بوجه معقول بأن إستقاللهم قد تعرض للخطر.
عال من الكفاءة فيما يخص القانون الواجب التطبيق في احملكمة. .2يحافظ احملامون على مستوى ٍ
ويشارك احملامون في جميع مبادرات التدريب املطلوبة للحفاظ على هذه الكفاءة.
.3يتق ّيد احملامون في كافة األوقات بالنظام األساسي للمحكمة ،والقواعد اإلجرائية ،وقواعد اإلثبات،
والئحة احملكمة ،والئحة قلم احملكمة ،وأية أحكام تتصل بالسلوك أو اإلجراءات التي تطبقها احملكمة
في تسيير أعمالهان مبا في ذلك تنفيذ هذه املد ّونة.
يتولى احملامون اإلشراف على العمل الذي يقوم به مساعدوهم وغيرهم من املوظفني مبن فيهم
احملققون وكتاب احملاكم والباحثون لكفالة إمتثالهم لهذه املدونة
.2تشمل األحكام ذات الصلة املشار إليها في الفقرة 1من هذه املادة ،في جملة أمور ،الفقرة (6ج)
من املادة 64والفقرة 7من املادة ،64واملادة 68واملادة 72من النظام األساسي والقواعد 72
و 73و 81من القواعد اإلجرائية وقواعد اإلثبات والبند 97من الئحة احملكمة .ويجب على احملامني
كذلك اإلمتثال لألحكام ذات الصلة بهذه املد ّونة ،وألي أمر يصدر عن احملكمة.
دليل املمارسني رقم 1 102
.3اليجوز أن يفشي احملامون اية معلومة محمية مبوجب الفقرتني 1و 2من هذه الفقرة إ ّال للمحامني
واملساعدين ولغيرهم من املوظفني الذين يتص ّدون لقضية معينة لها صلة بتلك املعلومات ،وفقط من
أجل ممارستهم ملهامهم فيما يتصل بتلك القضية.
.4مع إحترام الفقرة 3من هذه املادة ،يجوز للمحامني الكشف عن املعلومات احملمية مبقتضى
الفقرتني 1و 2من هذه املادة ،في احلاالت التي ينص فيها على ذلك الكشف مبوجب حكم معينّ من
أحكام النظام األساسي ،أو القواعد اإلجرائية ،وقواعد اإلثبات ،والئحة احملكمة ،وهذه املد ّونة أو
حيثما تأمر احملكمة بذلك الكشف .وال ينبغي بصورة خاصة للمحامني الكشف عن هوية الضحايا،
والشهود احملميني ،أو أية معلومات سر ّية ميكن أن تكشف عن هويتهم أو مكان وجودهم إ ّال أن
يصدر أمر عن احملكمة يأذن بذلك الكشف.
ّ
وموكليهم .9العالقة بين المحامين
.1ال ميارس احملامون أي سلوك متييزي جتاه أي شخص آخر ،والسيما مو ّكليهم ،على أساس العرق،
أو اللون ،أو األصل اإلثني أو القومي ،أو اجلنسية ،أو املواطنية ،أو اآلراء السياسية ،أو املعتقدات
الدينية ،أو نوع اجلنس ،أو امليول اجلنسية ،أو اإلعاقة ،أو احلالة الزوجية ،أو أي إعتبارات أخرى
سواء كانت إجتماعية أو إقتصادية.
.2يراعي احملامون في عالقاتهم مع مو ّكليهم الظروف الشخصية واإلحتياجات اخلاصة لهؤالء املوكلني،
وخصوص ًا حينما يقومون بتمثيل ضحايا التعذيب ،أو العنف اجلسدي أو النفسي أو اجلنسي؛ أو
األطفال ،أو املسنني ،أو األشخاص الذين يعانون من اإلعاقة.
.3عندما تكون قدرة املوكل على إتخاذ قرارات بشأن متثيله معطلة بسبب عاهة عقلية أو ألي سبب
آخر ،يبلغ احملامي املسجل والدائرة املختصة بهذا األمر ،ويتخذ احملامي عالوة على ذلك اخلطوات
الالزمة لضمان التمثيل القانوني الصحيح لهذا املوكل وفق ًا للنظام األساسي للمحكمة وللقواعد
اإلجرائية ولقواعد اإلثبات.
.4ال يجوز للمحامي أن يسلك أي سلوك غير الئق مثل املطالبة بإقامة عالقة جنسية مع موكله ،أو
إكراهه ،أو تخويفه ،ممارسة أي نفوذ آخر ال مبرر له في عالقته تلك مع موكله.
.10إصدار اإلعالنات
.1يجوز للمحامني إصدار إعالنات شريطة أن تكون املعلومات:
(أ) دقيقة؛
الفصل الثاني
[…]
103 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
.12موانع التمثيل
.1ال يجوز أن ميثل احملامون املوكل:
( )1إذا كانت الدعوى هي نفس الدعوى التي قام أو يقوم فيها المحامون أو معاونوهم بتمثيل
موكل آخر وتتضارب مصالح الموكل مع مصالح الموكل السابق ،أو كانت هذه الدعوى
مرتبطة بتلك إلى ح ّد كبير ما لم يوافق الموكل والموكل السابق على ذلك بعد التشاور
بينهما؛
( )2أو إذا كان المحامي مشارك ًا في معلومات سرية أو مطلع ًا عليها بوصفه أحد موظفي
المحكمة ،وكانت لتلك المعلومات صلة بالقضية التي سيرافع فيها المحامي .لكنه يمكن
إزالة هذه العقبة بأمر من المحكمة بناء ًا على طلب المحامي إذا رأى أن مصلحة العدالة
تبرر ذلك .ويظل المحامي مق ّيد ًا مع ذلك بواجبات المحافظة على السر ّية المترتبة على
مركزه السابق بوصفه موظف ًا تابع ًا للدولة؛
.2في احلالة املنصوص عليها في الفقرة (أ) من هذه املادة ،حني يتم احلصول على املوافقة بعد
التشاور ،يبلغ احملامي دائرة احملكمة التي عرضت عليها احلالة أو القضية بالتضارب املذكور،
وباملوافقة التي مت احلصول عليها .ويتم ذلك اإلبالغ على النحو الذي يتماشى مع واجب احملامي
بإلتزام السرية عم ً
ال باملادة 8من هذه املد ّونة ،وبالقاعدة الفرعية 1من القاعدة 73من القواعد
اإلجرائية وقواعد اإلثبات؛
.3ال يجوز للمحامي أن يتصرف في أي دعوى تنطوي على إحتمال ج ّدي بأن يدعى هو أو أحد معاونيه
إلى اإلدالء بشهادتهم فيها ،ما لم:
(ب) تتعلق الشهادة بطبيعة وقيمة الخدمات القانونية المقدمة في إطار الدعوى قيد
البحث.
.4ال تخل األحكام الواردة في هذه املادة باألحكام الواردة في املادة 16من هذه املد ّونة.
(أ) يوجد تضارب في المصالح بموجب المادة 16من هذه المد ّونة؛
(أ) التقييد بقرارات موكليهم فيما يتعلق بالغايات المنشودة من تمثيلهم شرط ا ّال تكون
متناقضة مع واجبات المحامين وفق ًا ألحكام النظام األساسي للمحكمة ،والقواعد
اإلجرائية وقواعد اإلثبات ،وهذه المد ّونة؛
(ب) التشاور مع موكليهم بشأن الوسائل التي يمكن من خاللها تحقيق الهدف من تمثيلهم.
.2عندم يعفى احملامون من مهمة التمثيل ،أو ينهونها ،عليهم أن يقوموا بأسرع وقت ممكن بإبالغ
موكليهم السابقني ،أو احملامني الذين يحلّون محلّهم بأية رسائل تلقوها بخصوص التمثيل ،دون
املساس بالواجبات التي تظل قائمة بعد التمثيل.
.16تضارب المصالح
.1ميارس احملامون أعمالهم بحرص لضمان عدم نشوء تضارب في املصالح .ويضع احملامون مصلحة
املوكلني قبل مصاحلهم أو مصالح غيرهم سواء تعلق األمر بشخص أو منظمة أو دولة ،مع إيالء
اإلعتبار الالزم ألحكام النظام األساسي للمحكمة ،والقواعد اإلجرائية وقواعد اإلثبات ،واملد ّونة.
.2حني ينتذب أو يعينّ احملامون بوصفهم ممثلني قانونيني للضحايا أو ملجموعات بعينها من الضحايا،
يتي ّعن عليهم أن يسدوا مشورة ملوكليهم منذ البداية بطبيعة ذلك التمثيل واحتمال تضارب املصالح
داخل املجموعة .ويجب على احملامني أن يحرصوا على كفالة التمثيل العادل ملواقف موكليهم
املختلفة.
.3حيثما ينشأ أي تضارب في املصالح ،يبادر احملامون على الفور إلى إبالغ املوكلني احملتمل أن
ميسهم هذا التضارب بذلك ويقومون مبا يلي:
(أ) ينسحبون من تمثيل موكل أو أكثر بعد موافقة الدائرة المختصة على ذلك؛ أو
(ب) يسعون إلى الحصول على موافقة خطية كاملة من الموكلين المحتمل تأثرهم بغية
اإلستمرار في تمثيلهم لهم.
105 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
(أ) البت نهائي ًا في القضية من قبل المحكمة بما في ذلك جميع الطعون؛
(ب) إنسحاب المحامين من اإلتفاق وفق ًا للمادة 16أو المادة 18من هذه المد ّونة؛
.18إنهاء التمثيل
.1يجوز للمحامي ،مبوافقة مسبقة من الدائرة ،اإلنسحاب من اإلتفاق مبوجب الئحة احملكمة:
(أ) إذا أصر الموكلون على تحقيق غاية يعتبرها المحامي بغيضة أو طائشة؛ أو
(ب) إذا قصر الموكل عن الوفاء بالتزامه تجاه المحامي فيما يخص خدمات هذا األخير ،ووجه
إليه المحامي إنذار ًا معقو ًال بإنسحابه من اإلتفاق ما لم يف الموكل بهذا اإللتزام.
.2إذا انسحب احملامي من اإلتفاق ،يظل خاضع ًا ألحكام املادة 8من هذه املد ّونة ،ولألحكام التي تتعلق
بالسرية التي مت النص عليها في النظام األساسي للمحكمة والقواعد اإلجرائية وقواعد اإلثبات.
.3عندما يعفي املوكل محاميه ،يتم هذا اإلعفاء وفق ًا ألحكام الئحة احملكمة.
.4عندما تؤثر احلالة اجلسدية أو العقلية للمحامي في قدرته على متثيل موكله ،يجوز للدائرة أن تسحبه
من القضية بناء ًا على طلبه أو طلب املوكل أو املسجل.
.5باإلضافة إلى اإلمتثال للواجبات التي تفرضها الفقرة 2من املادة 15من هذه املد ّونة ،ينقل احملامي
إلى احملامي البديل ملف الدعوى بأكمله ،مبا في ذلك أية مواد أو مستندات متصلة بها.
.19اإلحتفاظ بالملفات
بعد إنتهاء التمثيل يحتفظ احملامون بامللفات التي تضم مستندات وسجالت العمل الذي مت إجنازه مبوجب
إتفاق التمثيل ملدة خمس سنوات .ويسمح احملامي للموكل السابق باإلطالع على امللف ما لم تكن لديه أسباب
جوهرية لرفض ذلك .وبعد إنقضاء تلك املدة يلتمس احملامي تعليمات من موكله السابق أو ورثته أو املسجل
بشأن كيفية التصرف في امللفات ،مع إيالء اإلعتبار الواجب ملبدأ السرية.
[…]
.21األمور المحظورة
.1مع عدم اإلخالل مبا تنص عليه املادة ،22ال يجوز للمحامي أن يقبل أية أتعاب ،نقدية كانت أم
عينية ،من مصدر آخر خالف املوكل نفسه ما لم يوافق املوكل على ذلك خطي ًا بعد التشاور معه،
وشرط أ ّال يتأئر إستقالل احملامي وعالقته مبوكله بهذه املسألة.
.2يحظر على احملامي حظر ًا تام ًا الربط بني أتعابه وبني نتيجة الدعوى التي يترافع عنها.
دليل املمارسني رقم 1 106
.3ال يجوز للمحامي أن يخلط أية أموال تخص موكله ،أو أمواله ،أو أموال اجلهة التي يعمل حلسابها،
أو أموال معاونيه .وال يجوز له اإلحتفاظ بأموال يتلقاها لصالح موكله.
.2ال يجوز للمحامي أن أن يح ّو ل أو أن يقرض أية ممتلكات ،أو أموال ،أو كل أو جزء من األتعاب
التي يتلقاها لقاء متثيل موكله ،إلى هذا املوكل أو أفراد أسرته ،أو معارفه ،أو أي طرف ثالث ،أو
أي منظمة يكون للموكل مصلحة شخصية فيها.
.3يوقع احملامي عند موافقته على إنتدابه للدفاع عن املتهم على تعهد بإحترام اإللتزامات التي تقع
على عاتقه مبوجب هذه املادة .و ُيرسل التعهد بعد التوقيع عليه إلى قلم احملكمة.
.4إذا طلب من احملامي أن يخرق اإللتزامات املنصوص عليها في هذه املادة أو ُأغري بذلك اخلرق أو
مت تشجيعه عليه ،وجب على احملامي إعالم موكله بحظر ذلك السلوك.
الفصل الثالث
العالقات مع احملكمة ومع اآلخرين
بقاض أو دائرة بشأن وقائع دعوى معينة إ ّال ضمن السياق املناسب إلجراءات الدعوى؛
ٍ (أ) اإلتصال
أو
.2يتحمل احملامي شخصي ًا املسؤولية عن سير الدعوى اخلاصة مبوكله واإلجراءات اخلاصة بها،
وينبغي أن ميارس احملامي إجتهاده الشخصي بشأن مضمون البيانات املقدمة واألسئلة املطروحة
والغرض منها.
.3ال يجوز للمحامي أن يخدع احملكمة أو يضللها عن قصد .وينبغي أن يتخذ احملامي جميع اخلطوات
الالزمة لتصحيح أية بيانات خاطئة يقدمها هو ،أو مساعدوه ،أو موظفوه في أسرع وقت ممكن بعد
علمه بأن البيانات كانت مغلوطة.
107 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
.4ال ينبغي للمحامي أن يقدم أي طلب أو مستند الهدف الوحيد منه هو عرقلة سير الدعوى ،أو إحلاق
األذى بواحد أو أكثر من املشاركني فيها.
.5ميثل احملامي موكله بسرعة بغرض جتنب مصاريف ال داعي لها ،أو تأخير سير الدعوى.
.25األدلة
.1يحافظ احملامي في جميع األوقات على سالمة األدلة املقدمة إلى احملكمة ،سواء كانت خطية أو
شفوية أو خالف ذلك ،وال يجوز له أن يقدم أدلة يعلم أنها غير صحيحة.
.2على احملامي ،أثناء قيامه بجمع األدلة ،و إعتقاده بصورة معقولة أنه قد مت إتالف األدلة أو التالعب
ال بالقاعدة 116من القواعدبها ،أن يبادر إلى طلب الدائرة املختصة أن تصدر أمر ًا بجمع األدلة عم ً
اإلجرائية وقواعد اإلثبات.
(أ) يلفت نظرهم إلى حقهم في الحصول على مساعدة أحد المحامين ،وإذا اقتضى األمر إلى
حقهم في الحصول على مساعدة قانونية ؛
(ب) يلفت نظرهم ،دون المساس بسرية العالقات المميزة بين المحامي والموكل ،إلى المصالح
التي يمثلها المحامي والغرض من اإلتصال بهم.
.3على احملامي إذا تبينّ له لدى اتصاله أو إجتماعه بأشخاص غير ممثلني مبحامني ،إحتمال وجود
تضارب في املصالح ،وبغض النظر عن األحكام املنصوص عليها في الفقرة 1من هذه املادة ،أن
ميتنع على الفور عن إجراء املزيد من اإلتصاالت أو اللقاءات مع هؤالء األشخاص.
.2على احملامي أن يفترض أن أية مراسالت بني احملامني الذين ميثلون موكلني لهم مصلحة مشتركة
في أية قضية مطروحة على احملكمة ،أو غير مطروحة ،والذين يوافقون على تبادل املعلومات بشأن
هذه القضية ،هي مراسالت سرية ومتميزة.
.3عندما ال ينتظر احملامي أن تكون مراسالت معينة سرية ،عليه أن يوضح منذ البداية أن املراسالت
بني احملامني ليست سرية.
.2يولي احملامي إعتبار ًا خاص ًا لضحايا التعذيب ،والعنف اجلنسي ،أو البدني ،أو النفسي ،ولألطفال
واملسنني واألشخاص املصابني بإعاقة.
الفصل الرابع
نظام التأديب
.30التضارب مع نظم التأديب األخرى
رهن ًا باملادة 38من هذه املد ّونة ،ال ميس هذا الفصل باإلختصاصات التأديبية التي متارسها أية سلطة
تأديبية أخرى ،ميكن أن تنطبق على احملامني اخلاضعني ألحكام هذه املد ّونة.
.31سوء التصرف
يعتبر أن احملامي قد اساء التصرف في حالة:
(أ) إنتهاك أو محاولة إنتهاك أية أحكام في هذه الم ّدونة ،أو النظام األساسي للمحكمة ،أو
القواعد اإلجرائية وقواعد اإلثبات واللوائح الخاصة بالمحكمة ،أو بقلم المحكمة النافذة
التي تفرض عليها واجبات جوهرية؛
(ب) مساعدته أو تحريضه ألي شخص آخر عن عمد على سوء التصرف المشار إليه في الفقرة
(أ) من هذه المادة ،أو القيام بذلك من خالل تصرفات شخص آخر؛
(ج) عدم تقيده بقرار تأديبي صادر عم ً
ال بهذا الفصل.
(ب) يعرف أو يكون لديه معلومات تفيد بأن إنتهاكات قد ارتكبت وال يتخذ أي إجراء وقائي
معقول بشأنها؛
(ج) على المحامي أن يلقن مساعديه أو الموظفين التابعين له المعايير التي ترسيها هذه
المد ّونة.
109 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
.33المف ّوض
.1تقوم هيئة الرئاسة بتعيني مفوض مسؤول عن التحقيق في الشكاوى املتعلقة بسوء التصرف وفق ًا
لهذا الفصل وذلك ملدة أربع سنوات .ويختاراملفوض من بني األشخاص املشهود لهم بالكفاءة في
السلوك املهني والقانوني.
.2ال يجوز إعادة تعيني املفوض .وعلى املفوض املنوط به حتقيق معينّ أن يواصل التحقيق عند انقضاء
واليته إلى حني اإلنتهاء من التحقيق.
املختص بقلم
ّ .2تقدم الشكوى خط ّي ًا ،أو شفوي ًا إذا كان مق ّدمها غير قادر على ذلك ،إلى املوظف
احملكمة .وحتدد الشكوى هوية مقدمها ،واحملامي املقدمة ضده ،وتصف بالتفصيل الوافي سوء
التصرف املزعوم.
.4يجوز للمسجل أن يقدم إلى املف ّوض ،من تلقاء نفسه ،شكاوى تتعلق بسوء التصرف املشار إليه في
املادتني 31و 32من هذه املد ّونة.
.35التقادم
يسقط احلق في تقدمي الشكاوى املتعلقة بسوء تصرف احملامني بعد انقضاء خمس سنوات على إنهاء إتفاق
التمثيل.
.2يؤدي أعضاء مجلس التأديب مهامهم مبوجب هذه املد ّونة باستقالل ونزاهة.
.3يقوم قلم احملكمة بوضع الترتيبات املالئمة لإلنتخابات املنصوص عليها في الفقرة 4من هذه املادة
بالتشاور مع احملامي ،ومع السلطات الوطنية عند اإلقتضاء.
دليل املمارسني رقم 1 110
.4ينتخب العضوان الدائمان وعضو مناوب ليقوم مبهمة البديل وفق ًا للفقرة 10من هذه املادة ،وذلك
ملدة أربع سنوات من قبل جميع احملامني الذين ميارسون مهنتهم أمام احملكمة .ويتم إختيارهم من
بني األشخاص املشهود لهم بالكفاءة في السلوك املهني والقانون.
.5تعني السلطة الوطنية املختصة عضوا لكي ينظم ويراقب أنشطة احملامي اخلاضع لإلجراءات
التأديبية.
.7بالرغم من الفقرة 4من هذه املادة ،ينتخب بالقرعة عضو من العضوين الدائمني في أول إنتخاب
يجري وتكون عضويته ست سنوات.
.8يقوم العضوان الدائمان والعضو املناوب بعد كل إنتخاب وفي موعد يسبق اإلجتماع األول الذي
يعقده املجلس التأديبي املنتخب حديث ًا ،بانتخاب عضو من العضوين الدائمني رئيس ًا.
.9يتمتع جميع األعضاء في مجلس التأديب بنفس حقوق وصالحية التصويت .ويتخذ مجلس التأديب
قراراته بأغلبية األصوات .ويكون للعضو املناوب الذي يشارك في البحث في قضية من القضايا
عم ً
ال بالفقرة 10من هذه املادة ،نفس احلقوق ونفس أهلية التصويت شأنه شأن العضوين الدائمني
والعضو املخصص الذين يشاركون في النظر في الدعوى.
.10إذا كان أحد العضوين الدائمني غائب ًا أوال ميكنه اإلشتراك في عضوية مجلس التأديب ،يطلب
الرئيس ،أو العضو الدائم اآلخر ،حني يكون الرئيس هو العضو الدائم املعني ،من العضو املناوب
العمل كبديل في مجلس التأديب.
.11يواصل األعضاء الدائمون الذين إنتهت مدة واليتهم النظر في الدعاوى التي ما زالت قيد البحث
إلى حني البت فيها نهائي ًا مبا في ذلك دعاوى اإلستئناف املقدمة.
.12يعينّ املسجل أحد موظفي قلم احملكمة لتقدمي خدمات األمانة ملجلس التأديب ،ويقدم هذا املوظف
خدماته بعد تعيينه باإلستقالل الكامل عن قلم احملكمة كما يقدم هذه اخلدمات ،رهن ًا بالفقرة 12
من املادة 44من هذه املد ّونة ،ملجلس التأديب دون سواه.
.37اإلجراءات األولية
.1إذا كانت الشكوى املقدمة تفي بالشروط الواردة في املادة 34من هذه املد ّونة ،يحيلها املفوض إلى
احملامي موضوع اإلجراءات التأديبية ،الذي يتوجب عليه الرد عليها خالل ستني يوم ًا من تاريخ
إحالتها عليه.
.2يبينّ الرد ما إذا كان سوء التصرف املزعوم قد عرض من قبل ،أو معروض حالي ًا على سلطة تأديبية
وطنية .وإذا كان األمر كذلك ،فينبغي أن يتضمن ما يلي:
(ب) رسالة معتمدة من السلطة الوطنية تفيد بأن الوقائع المزعومة تشكل األساس لإلجراءات
التأديبية المعروضة عليها.
111 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
.2يقوم العضو املخصص في مجلس التأديب بدور جهة اإلتصال بالسلطة الوطنية املعنية فيما يخص
كافة اإلتصاالت واملشاورات املتعلقة باإلجراءات.
.3يطلب احملامي اخلاضع إلجراءات تأديبية من السلطات الوطنية التي تعنى باملسألة أن تبلغ
مجلس التأديب مبدى التقدم احملرز في أي إجراء تأديبي وطني يتعلق بسوء السلوك املزعوم،
وبالقرار النهائي الذي اتخذته هذه السلطات ،وعليه إتخاذ كافة التدابير الالزمة لتسهيل مثل هذا
اإلتصال.
(أ) ما لم تحجم السلطات الوطنية عن الرد على اإلتصاالت والمشاورات وفق ًا للفقرة 2من
هذه المادة في غضون فترة معقولة من الزمن؛ أو
(ج) ما لم ير مجلس التأديب أن السلطات الوطنية في ضوء المعلومات المتلقاة ،غير قادرة
على اختتام اإلجراءات التأديبية أو غير راغبة في ذلك.
(أ) إعالن حفظ الدعوى ما لم يكن القرار الذي اتخذ ال يتصدى على النحو المالئم للشكوى
المتعلقة بسوء السلوك بمقتضى هذه المد ّونة؛ أو
(ب) إعالن أن قرار السلطة الوطنية ال يغطي أو أنه يغطي جزئي ًا فقط سوء التصرف المعروض
أمام مجلس التأديب وبالتالي يتوجب مواصلة اإلجراءات.
.6فيما يتعلق بالفقرتني 3و( 4ب) من هذه املد ّونة ،يجوز ملجلس التأديب أن يطلب من احملامي
اخلاضع لإلجراءات التأديبية تقدمي معلومات تفصيلية عن هذه اإلجراءات ،مبا في ذلك أي محضر
أو أدلة قدمت فيها.
.7يجوز الطعن في أي قرار يتخذه مجلس التأديب بناء ًا على هذه املادة أمام املجلس املعني بالطعون
في القرارات التأديبية.
.39اإلجراءات التأديبية
.1يجوز للمفوض املكلف بالتحقيق أن يرفض قبول أية شكوى دون مواصلة التحقيق إذا ارتأى،
تصرفه ،أنّه ال أساس للزعم بوقوع سوء تصرف في الواقع
ّ إستناد ًا إلى املعلومات املوضوعة حتت
أو في القانون .ويبادر ،بالتالي إلى ،إبالغ صاحب الشكوى بذلك.
دليل املمارسني رقم 1 112
.2إذا ارتأى املفوض خالف ذلك ،يبادر على الفور إلى التحقيق في سوء التصرف املزعوم من قبل
احملامي ويقرر إ ّما أن يقدم تقرير ًا بهذا اخلصوص إلى مجلس التأديب ،أو أن يحفظ الدعوى.
.3على املفوض املكلف بالتحقيق أن يأخذ بعني اإلعتبار جميع األدلّة ،سواء أكانت شفوية أو خطية أو
بأي صيغة أخرى ،شرط أن تكون ذات صلة باملوضوع وأن تتمتع بقوة اإلثبات .وينبغي أن يحافظ
ٍ
سرية كافة املعلومات املتعلقة باإلجراءات التأديبية. على
.4يجوز للمفوض أن يتوخى تسوية ود ّية إذا رأى ذلك مناسبا .ويبلغ املفوض نتيجة أي جهود يبذلها
وصو ًال إلى مثل هذه التسوية إلى مجلس التأديب الذي ميكنه أن يأخذها بعني اإلعتبار .ويجب أ ّال
مبقتضى يكون ألي تسوية ود ّية يتم التوصل إليها مساس بإختصاص أو سلطات مجلس التأديب ُ
هذه املد ّونة.
.6تكون اجللسة التي يعقدها مجلس التأديب لسماع الشكوى علنية .لكن يجوز ملجلس التأديب عقد
جلسة سرية بأكملها أو في جوانب منها ،خصوص ًا بغرض حماية سرية املعلومات الواردة في تقرير
املف ّوض وحماية الضحايا والشهود.
.7يدعى كل من املفوض واحملامي موضع اإلجراءات التأديبية لسماع أقوالهما .ويجوز ملجلس التأديب
أيض ًا أن يدعو و يسمع أي شخص يرى أنه قد يساعد على التوصل إلى احلقيقة.
.8يجوز للمفوض في احلاالت اإلستثنائية فقط ،و التي تشكل فيها طبيعة سوء التصرف املزعوم
مساس ًا خطير ًا مبصالح العدالة ،أن يقدم إقتراح ًا عاج ً
ال إلى الدائرة التي ميثل أمامها احملامي
موضع الشكوى كي تعلن ،عند اإلقتضاء ،وقف احملامي عن عمله بصورة مؤقتة.
ٍ
.40حقوق المحامي موضع اإلجراءات التأديبية
محام آخر.
ٍ .1يحق للمحامي موضع اإلجراءات التأديبية احلصول على مساعدة
.2يحق للمحامي أن يلتزم الصمت وميتنع عن اإلدالء بأقواله أمام مجلس التأديب الذي يجوز له أن
يستخلص ما يراه مناسب ًا ومعقو ًال من ذلك الصمت ،وأن يتخذ قراره في ضوء املعلومات األخرى
املقدمة إليه.
.3يحق للمحامي أن يضطلع على كافة املعلومات واألدلّة التي جمعها املف ّوض فض ً
ال عن تقرير هذا
األخير.
.5يحق للمحامي إستجواب أي شخص ،هو نفسه أو عن طريق محاميه ،يدعى لإلدالء بشهاده أمام
مجلس التأديب.
املسجل.
ّ .3يبلغ هذا القرار إلى احملامي اخلاضع إلجراءات تأديبية وإلى
.4عندما يكون القرار نهائي ًا ،يتم نشره في اجلريدة الرسمية للمحكمة وإحالته إلى السلطة الوطنية.
.42العقوبات
.1عند ثبوت حصول سوء التصرف يجوز للمجلس التأديبي أن يفرض العقوبات التالية:
(أ) التحذير؛
(د) تعليق الحق في ممارسة المهنة أمام المحكمة لمدة ال تزيد عن سنتين؛
(هـ) فرض حظر دائم على ممارسته لمهنته أمام المحكمة وشطب إسمه من قائمة المحامين؛
.2يبلغ الطعن ألمانة مجلس التأديب خالل فترة تبلغ 30يوم ُا من تاريخ صدور القرار.
.3حتيل أمانة مجلس التأديب اإلشعار بالطعن إلى أمانة املجلس املعني بالطعون في القرارات
التأديبية.
.4يتخذ املجلس املعني بالطعون في القرارات التأديبية قراره بشأن الطعن وفق ًا لإلجراءات املتبعة في
مجلس التأديب.
باستقالل
ٍ .2يؤدي أعضاء املجلس املعني بالطعون في القرارات التأديبية مهامهم مبوجب هذه املد ّونة
ونزاهة.
.3يضطلع قلم احملكمة بالترتيبات الالزمة لإلنتخابات املنصوص عليها في الفقرة 5من هذه املادة،
بالتشاور مع احملامي ومع السلطات الوطنية عند اإلقتضاء.
دليل املمارسني رقم 1 114
(أ) ثالث قضاة من المحكمة ليس فيهم بمقتضى البند 10من الئحة المحكمة:
.5ينتخب العضوان املشار إليهما في الفقرة ( 4ب) من هذه املادة ،وكذلك كل عضو بديل ميكن أن
يقوم مبهام املناوب وفق ًا للفقرة 6من هذه املادة ،ملدة أربع سنوات من قبل جميع احملامني الذين
يجوز لهم ممارسة مهنتهم أمام احملكمة .ويجب إختيارهم من أصل مجموعة من األشخاص مشهود
لهم بالكفاءة في مجال آداب السلوك املهني والقانون.
.6إذا كان أحد العضويني املنتخبني غائب ًا أو ال ميكنه اإلشتراك في عضوية املجلس املعني بالطعون
في القرارات التأديبية ،يطلب الرئيس من العضو املناوب أن يحل محله في املجلس املذكور.
.7ال يجوز اجلمع بني مهام العضو في مجلس التأديب ومهام العضو في املجلس املعني بالطعون في
القرارات التأديبية.
.9يتولى القاضي الذي تكون له األسبقية من بني القضاة الثالثة املشار إليهم في الفقرة ( 4أ) من
هذه املادة ،رئاسة املجلس املعني بالطعون في القرارات التأديبية.
.10جلميع أعضاء املجلس املعني بالطعون في القرارات التأديبية نفس احلقوق واألصوات .ويتخذ
املجلس قراراته بأغلبية األصوات .و تكون للعضو البديل الذي يتناول قضية من القضايا عم ً
ال
بالفقرة 6من هذه املادة نفس احلقوق والصوت كغيره من األعضاء الذين يتناولون القضية.
البت
.11يواصل األعضاء الذين تنتهي مدة واليتهم النظر في القضايا التي كانت قيد النظر إلى أن يت ّم ّ
فيها نهائي ًا.
ال بالفقرة 12من املادة 36من هذه .12يقدم املوظف التابع لقلم احملكمة ،الذي يعينه املسجل عم ً
املد ّونة لتقدمي خدمات األمانة ملجلس التأديب ،خدمات األمانة للمجلس املعني بالطعون في القرارات
التأديبية .ويقدم هذا املوظف هذه اخلدمات بعد تعيينه باإلستقالل الكامل عن قلم احملكمة.
115 ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ،ﻭﺍﶈﺎﻣﲔ ،ﻭﳑﺜﻠﻲ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ
ﺍﻟﺪﻳﺒﺎﺟﺔ
ﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﻀﻤﻦ ﺑﲔ ﻃﻴﺎﺗﻪ ،ﻟﻜﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ،ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻡ ﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ،
ﻣﻨﺼﻔﺎ ً
ﻭﻋﻠﻨﻴﺎ ﻟﻠﻔﺼﻞ ﻓﻲ ﺣﻘﻮﻗﻪ ﻭﺇﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ ،ﻭﻓﻲ ً ﺍﳊﻖ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺗﻨﻈﺮ ﻗﻀﻴﺘﻪ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻭﻣﺤﺎﻳﺪﺓً ،
ﻧﻈﺮﺍ
ﺃﻱ ﺗﻬﻤﺔ ﺟﻨﺎﺋﻴﺔ ﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻴﻪ.
ﻳﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺘﺴﺎﻭﻭﻥ ﺃﻣﺎﻡ ﻭﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ّ
ﺍﶈﺎﻛﻢ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﺖ ﻓﻲ ﺃﻳﺔ ﺗﻬﻤﺔ ﺟﻨﺎﺋﻴﺔ ﺃﻭ ﺣﻘﻮﻕ ﺃﻭ ﺇﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻋﺎﻭﻯ ﺍﳌﻨﻈﻮﺭﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﻭﻋﻠﻰ
ﺣﻖ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﻋﺎﺩﻟﺔ ﻋﻠﻨﻴﺔ ﻭﺩﻭﻥ ﺇﺑﻄﺎﺀ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻣﺨﺘﺼﺔ ،ﻭﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ،ﻭﺣﻴﺎﺩﻳﺔ ،ﻭﻣﻨﺸﺄﺓ
ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ.
ﻭﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﻭﺍﳊﻘﻮﻕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻣﻌﺘﺮﻑ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﳌﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺪﺳﺎﺗﻴﺮ
ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻹﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ.
ﻭﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﻫﻴﺌﺔ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﻣﺨﺘﺼﺔ ،ﻭﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ،ﻭﻣﺤﺎﻳﺪﺓ ،ﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ﳊﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭ ﻟﻠﺘﻤﺘﻊ
ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻦ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ.
ﻭﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﻫﻴﺌﺔ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﻣﺨﺘﺼﺔ ،ﻭﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ،ﻭﻣﺤﺎﻳﺪﺓ ،ﺃﻣﺮ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻟﻜﻲ ﺗﻠﻌﺐ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺩﻋﻢ
ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﻭﺣﻜﻢ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ.
ﻭﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺛﻘﺔ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻭﺳﻠﻄﺘﻪ ﺍﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ﻭﻧﺰﺍﻫﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ،ﻳﻜﺘﺴﺐ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻗﺼﻮﻯ ﻓﻲ ﺃﻱ
ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﺣﺪﻳﺚ.
ﻭﺣﻴﺚ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﻣﻨﻔﺮﺩﻳﻦ ﺃﻭ ﻣﺠﺘﻤﻌﲔ ﺇﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮ ﺍﳌﻨﺼﺐ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻟﻜﺴﺐ ﺛﻘﺔ
ﺍﳉﻤﻬﻮﺭ ،ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﻟﻠﺤﻔﺎﻅ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ.
ﻭﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻭ ﺍﳊﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﻛﻞ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ.
ﻭﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻷﱈ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻗﺪ ُﺃﻋﺪﺕ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ
ﺇﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ،ﻭﻣﻮﺟﻬﺔ ﻓﻲ ﺍﳌﻘﺎﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠﺪﻭﻝ.
ﻓﺈﻥ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﻭﺿﻊ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﻟﻠﺴﻠﻮﻙ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ﻟﻠﻘﻀﺎﺓ ،ﻭﻗﺪ ﺻﻴﻐﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﻟﺘﻮﺟﻴﻬﻬﻢ
ً
ﺇﻃﺎﺭﺍ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ .ﻭﺗﻬﺪﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺴﻠﻄﺘﲔ ﻭﻣﻨﺢ ﺍﳉﻬﺎﺯ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ
ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ،ﻭﺍﳌﺘﻘﺎﺿﻴﲔ ،ﻭﺍﳉﻤﻬﻮﺭ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻟﺪﻋﻢ ﺍﳉﻬﺎﺯ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻭﻓﻬﻤﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﺍﻓﻀﻞ.
دليل املمارسني رقم 1 116
وتفترض هذه املبادئ ،أن القضاة مسؤولون عن تصرفاتهم وسلوكهم من أجل إنشاء مؤسسات مالئمة
للحفاظ على املعايير القضائية ،والتي تتفرد بإستقالليتها وحيادها وترمي إلى تكميل وليس اخلروج عن
قواعد القانون والسلوك امللزم للقاضي.
القيمة األولى
اإلستقالل
المبدأ
إن اإلستقالل القضائي شرط مسبق حلكم القانون وضمانة أساسية حملاكمة عادلة ،لذلك على القاضي أن
يدعم ويكون مث ً
ال أعلى لإلستقالل القضائي في كل من ناحيتيه الفردية واملؤسساتية على حد سواء.
التطبيق
1.1ميارس القاضي وظيفته بإستقالل على أساس تقديره للوقائع ،ووفق ًا ملا ميليه عليه ضميره وفهمه
للقانون ،بدون مؤثرات خارجية ،أو إغراءات ،أو ضغوط ،أو تهديدات ،أو تدخالت مباشرة كانت أو
غير مباشرة من أي جهة ،أو ألي سبب.
1.2على القاضي أن يكون مستق ً
ال في عالقته باملجتمع عامة ،وبأطراف النزاع الذي يفصل فيه على
وجه اخلصوص.
1.3يتعينّ على القاضي أن يكون مبنأى عن اإلتصال غير املالئم مع فروع احلكومة التنفيذية والتشريعية
وكذلك نفوذهما ،ويتعينّ عليه أيض ًا ،أن يظهر مبظهر املراقب املعتدل ليكون مبنأى عنهما.
1.4يتعينّ على القاضي في أدائه ملهامه القضائية أن يكون مستق ً
ال عن زمالئه.
1.5يجب على القاضي تشجيع ودعم الضمانات الالزمة لإلضطالع بالواجبات القضائية بغية صون
وتعزيز اإلستقالل املؤسسي والوظيفي للقضاء.
1.6على القاضي أن ُيظهر مستويات عالية ملعايير السلوك القضائي من أجل تعزيز ثقة اجلمهور في
النظام القضائي والتى تعتبر أساسية لصيانة إستقالل القضاء.
القيمة الثانية
الحياد
المبدأ
احلياد أمر جوهري حلسن أداء الوظيفة القضائية .وهو ال ينطبق فقط على القرار ذاته ،بل أيض ًا على الدعوى
التى إتخذ القرار في سياقها.
التطبيق
2.1يجب على القاضي أداء مهامه القضائية بدون محاباة ،أو حت ّيز ،أو حتامل.
117 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
2.2على القاضي أن يراعي سلوكه سواء داخل احملكمة أو خارجها ،لتأكيد وتعزيز ثقة اجلمهور،
واحملامني ،واملتقاضني في حياده و حياد القضاء.
2.3على القاضي احلد من املشاركة في املناسبات وقبول الدعوات ،والتي قد تؤدي إلى عدم صالحيته
لنظر الدعاوى أو إصدار أحكامه فيها.
2.4ال يجوز للقاضي أن يبدي رأيه مسبق ًا في النزاع املعروض عليه ،أو اإلدالء بأي تعليقات من شأنها
أن تؤثر على سير اإلجراءات ،أو أن تزعزع الثقة في حيادية نظر الدعوى.
2.5على القاضي أن يتنحى عن املشاركة في أية دعاوى ال يستطيع البت فيها بحياد ،أو ال ميكنه أن
يكون فيها كمراقب عادل ،وتشمل هذه الدعاوى على سبيل املثال ال احلصر:
2.5.1عدم إستقالل العقل وإنقياده للدوافع والميول الخاصة ،وشعور القاضي بالحرج لموقفه من
أطراف النزاع ،أو معرفته الشخصية بالوقائع المتنازع عليها واألدلة المتعلقة بالدعوى.
2.5.3إذا كان للقاضي أو ألحد أفراد أسرته مصلحة إقتصادية في نتائج الدعوى شريطة أن ال
تعيق تنحية القاضي تشكيل محكمة أخرى لنظر الدعوى أو أ ّال تكون الدعوى مستعجلة،
حيث أن التوقف عن نظر الدعوى في هذه الحالة يعتبر إساءة جسيمة في تطبيق أحكام
القضاء.
القيمة الثالثة
النزاهة
المبدأ
النزاهة أمر جوهري حلسن أداء الوظيفة القضائية.
التطبيق
3.1يتعينّ على القاضي أن يكون سلوكه فوق الشبهات في نظر املواطن العادي.
3.2إن سلوك وتصرف القاضي يجب أن يكون متوافقا مع ثقة الشعب في نزاهة اجلهاز القضائي،
فالعدل يجب أ ّال يكون مجرد نظرية وإمنا واقع للعيان.
القيمة الرابعة
السلوكية واللياقة المهنية
المبدأ
اللياقة واملظهر أمران ضروريان ألداء جميع املهام القضائية.
دليل املمارسني رقم 1 118
التطبيق
4.1على القاضي أن يتجنب عدم اللياقة في أدائه ملهامه القضائية.
4.2على القاضي أن يقبل بحرية وطواعية القيود الشخصية بإعتباره محط فحص ومتحيص من
قبل املواطن العادي ،ويتعينّ على وجه اخلصوص أن يقود نفسه بطريقة تتسق مع كرامة ونزاهة
القضاء.
4.3على القاضي أن يقيد عالقته مع احملامني أو غيرهم ،ممن ميارسون أعما ًال بصورة دائمة في احملكمة
التي يعمل فيها ،بالقدر الذي يجنبه شبهة التحيز أو عدم احلياد.
4.4على القاضي أن ينأى بنفسه لدى البت في قضية ميتثل فيها أحد أفراد أسرته كخصم مرتبط بأي
شكل من األشكال بهذه القضية.
4.5يحظر على القاضي أن يستخدم محل إقامته إلستقبال احملامني ،أو أطراف التقاضي ،أو غيرهم
من أعضاء املهن القانونية.
4.6للقاضي كأي مواطن عادي احلق في حرية التعبير ،والعقيدة ،وتكوين اجلمعيات والتجمع ،مبا ال
يتعارض مع أحكام القانون وواجبات القاضي الوظيفية وبطريقة يحافظ بها على هيبة الوظيفة
القضائية ونزاهة القضاء وإستقالله.
4.7على القاضي أن يبلغ عن ممتلكاته املالية الشخصية ويبذل جهد ًا مناسب ًا ليكون على علم باملمتلكات
املالية ألفراد أسرته.
4.8يجب أال يسمح القاضي ألسرته أو ألي شخص على عالقة إجتماعية به أوغير ذلك من العالقات
بالتأثير على سلوكه املهني وإصدار حكمه.
4.9على القاضي أال يستغل منصبه القضائي لتعزيز مصاحله الشخصية ،أو مصلحة أحد أفراد أسرته،
أو يخلق انطباعا لدي اآلخرين بأن لهم تأثير على توجهه القضائي.
4.10يحظر على القاضي إفشاء سر املداوالت ،أو إستخدمها ألي أغراض أخرى سوى مهام القاضي
الوظيفية.
4.11.2المثول في جلسة علنية أمام هيئة رسمية تعنى بالمسائل المتعلقة بالقانون ،أو النظام
القانوني ،أو إدارة القضاء ،أو المسائل ذات الصلة.
4.11.3ان يكون عضو ًا في هيئة رسمية أو إستشارية أو لجان حكومية طالما ال تتعارض هذه
العضوية مع النزاهة والحياد السياسي للقاضي .
4.13للقاضي أن يشكل أو ينضم إلى جمعيات القضاة أو يشارك في هيأت من شأنها متثيل مصالح
القضاة .
4.14مينع على القاضي أو أفراد أسرته ممن يعيلهم أن يقبل أو يطلب هدية ،أو مكافأة أو منفعة لنفسه
أو لغيره أو قرض ًا في مقابل إجناز شئ ،أو اإلمتناع عن فعل شئ يتصل بواجباته أو مهامه
القضائية.
4.15ال ينبغي للقاضي أن يسمح ملوظفي احملكمة ،أو ألي من اخلاضعني إلدارته وسلطته بقبول أو طلب
هدية ،أو مكافأة أو قرض فيما يتعلق بإجناز شئ ،أو اإلمتناع عن فعل شئ يتصل بواجباتهم أو
مهامهم.
4.16يجوز للقاضي قبول هدية رمزية أو مكافأة أو منفعة في مناسبة مع عدم اإلخالل بأحكام القانون
والشروط القانونية العامة املتعلقة بالكشف عن املعلومات ،شريطة أن أال ينظر إلى الهدية أو املكافأة
أو املنفعة على أساس أنها ترمي للتأثير على القاضي في أدائه ملهامه الوظيفية ،أو توحي مبظهر
التحيز.
القيمة الخامسة
المساواة
المبدأ
ضمان املساواة في معاملة اجلميع أمام احملاكم أمر جوهري ألداء مهام املنصب القضائي.
التطبيق
5.1على القاضي أن يدرك ويتفهم التنوع في املجتمع ،واإلختالفات التي تنشأ من مصادر مختلفة ،منها
على سبيل املثال ال احلصر العرق ،أو اللون ،أو اجلنس ،أو الدين ،أو األصل القومي ،أو الطبقة،
أو السن ،أو اإلعاقة ،أو احلالة الزوجية ،أو امليول اجلنسية ،أو الوضع اإلقتصادي واإلجتماعي
واألسباب األخرى ذات الصلة.
5.2يتوجب أال يصدر عن القاضي أثناء ممارسة مهامه القضائية كلمات ،أو يبادر بتصرف يظهر معه
التحيز أو التحامل على أي شخص أو مجموعة إلعتبارات غير ذات صلة باملوضوع.
5.3يولي القاضي عند ممارسة عمله القضائي اإلعتبار الواجب لكافة األشخاص ،سواء أكانوا أطراف ًا
في املنازعة أم غير ذلك (شهود ًا ،أو محامني ،أو موظفي محكمة ،أو زمالء مهنة) ،وأ ّال مييز بينهم
إلعتبارات غير ذات صلة ،أو ال شأن لها بحسن أداء هذه املهام.
5.4ال ينبغي للقاضي أن يسمح ملوظفي احملكمة اخلاضعني إلدارته وحتت إشرافه ومراقبته ،بالتمييز
بني األشخاص في دعوى قضائية منظورة أمامه إلعتبارات غير ذات صلة باملوضوع.
5.5على القاضي أن يطلب من احملامني أثناء نظر الدعاوى املنظورة أمام احملكمة أن ميتنعوا عن
إضهار حتيزهم أو حتاملهم ،أقواال وأفعاال ،إلعتبارات غير ذات صلة باملوضوع إ ّال فيما يتعلق
باألمور ذات الصلة القانونية بسير الدعوى والدفاع املشروع.
دليل املمارسني رقم 1 120
القيمة السادسة
الكفاءة واإلجتهاد
المبدأ
الكفاءة واإلجتهاد شرطان أساسيان ألداء السلطة القضائية.
التطبيق
6.1على القاضي أن يولي عمله القضائي الصدارة ،ومينحه األولوية من بني النشاطات األخرى.
6.2على القاضي تكريس نشاطه املهني لواجباته القضائية والتي ال تشمل فقط أداء مسؤولياته ومهامه
القضائية في احملكمة وإصدار األحكام ،وإمنا أيض ًا املهام األخرى ذات الصلة باملنصب القضائي
أو أعمال احملكمة.
6.3على القاضي أن يتخذ خطوات مناسبة من أجل إثراء معرفته واحلفاظ على مهاراته ومؤهالته
الشخصية الالزمة ألداء مهامه القضائية ،مع اإلستفادة من هذا الغرض للتدريب ،وغيرها من
التسهيالت التي يجب أن تكون متاحة للقاضي حتت الرقابة القضائية.
6.4على القاضي أن يكون على علم بالتطورات املتعلقة بالقانون الدولي مبا في ذلك اإلتفاقيات الدولية
وغيرها من الصكوك التي حتدد معايير حقوق اإلنسان.
6.5على القاضي أن يؤدي جميع مهامه القضائية مبا في ذلك اصدار القرارات بتحفظ ،بكفاءة
وبإنصاف وسرعة مناسبة.
6.6على القاضي أن يحافظ على هيبة احملكمة أثناء جلسات احملاكمة ويتعينّ عليه في جميع األحوال أن
يكون صبور َا ووقور ًا ،حسن االستماع ،دمث اخللق في تعامله مع احمللفني ،والشهود ،واحملامني،
واآلخرين مما يتعامل معهم القاضي بصفته الرسمية.
وينبغي على القاضي أن يطالب موظفي احملكمة اخلاضعني إلدارته أن يتصرفوا بسلوك مماثل
حتت إشرافه ومراقبته.
6.7يتعينّ على القاضي عدم اإلتيان بسلوك يتنافى مع النهوض بالواجبات القضائية.
التنفيذ
يتعينّ إعتماد تدابير فعالة من قبل السلطات القضائية الوطنية ،بحكم طبيعة املنصب القضائي ،لتوفير آليات
لتنفيذ املبادئ السالفة الذكر في حالة عدم وجود هذه اآلليات بالفعل في نطاق إختصاصهم .
121 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
الديباجة
لقد عمل قضاة من جميع أنحاء العالم على صياغة هذا امليثاق الذي يعد نتيجة لعملهم ،والذي اقرته اجلمعيات
األعضاء في اإلحتاد الدولي للقضاة كحد أدنى للقواعد العامة ،ومتت املوافقة باإلجماع على نصه من قبل
املندوبني احلاضرين في إجتماع املجلس املركزي لإلحتاد الدولي للقضاة في “تايبيه – تايوان” في 17
تشرين الثاني/نوفمبر .1999
المادة .1اإلستقالل
ُيؤكد القضاة في أدائهم ملهامهم على حق اجلميع في محاكمة عادلة وعلنيه في غضون فترة زمنية معقوله
من قبل محكمة مستقلة وحياديه منشأة مبوجب القانون ،وذلك لتحديد حقوق األفراد املدنية وإلتزاماتهم ،أو
البت في أي تهمة جنائية ضدهم.
إن استقالل القاضي مبدأ ال غنى عنه حلياد القضاء واحترام القانون .و يتعينّ على جميع املؤسسات
والسلطات سواء كانت وطنية أو دولية إحترام وحماية والدفاع عن هذا اإلستقالل.
وحيث أن القاضي هو صاحب املنصب القضائي ،فيجب أن يكون قادر ًا على ممارسة سلطاته القضائية
بحرية ومبنأى عن الضغوط اإلجتماعية ،واإلقتصادية ،والسياسية وبشكل مستقل عن باقي القضاة وإدارة
اجلهاز القضائي.
المادة .6الكفاءة
على القاضي أن يؤدي مهامه بعناية وكفاءة وبدون أي إبطاء ال مبرر له.
المادة .9التعيين
يجب تعيني وإختيار القاضي وفق معايير موضوعية وشفافة ،على أساس املؤهالت املهنية املناسبة .و حيث
يوجد طرق ُأخرى في التعيني ،والتي قد تشكل جزء ًا من التقاليد الراسخة ،يجب أن يتم اإلختيار من قبل
ال قضائيا جوهري ًا.
هيئة مستقلة تتضمن متثي ً
وال ميكن تطبيق القواعد اجلرمية وإتخاذ اإلجراءات التأديبية في حق القاضي ما لم تكن واردة في القانون
بشكل واضح وصريح.
المادة .12الرابطات
للقاضي احلق في اإلنتماء إلى رابطة مهنية معترف بها قانون ًا ،حيث يتشاور القضاة فيما بينهم ،السيما
فيما يتعلق باألنظمة واألحكام اخلاصة بهم وأخالقيات املهنة ووسائل العدالة األخرى ،وحيث يتسنى لهم
الدفاع عن مصاحلهم املشروعة.
123 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
للقاضي احلق في التقاعد عن العمل أو معاش سنوي وفق ًا لفئته الوظيفية .ال يجب منع القاضي من مزاولة
مهنة احملاماة بعد تقاعده عن العمل القضائي.
المادة .14الدعم
يتعينّ على السلطات األخرى في الدولة تزويد اجلهاز القضائي بالوسائل الالزمة واملالئمة ألداء وظيفته.
ويجب أن تتاح للسلطة القضائية الفرصة في أن تشارك أو تكون على علم بالقرارات املتخذة فيما يتعلق
بهذه املسألة.
إدراك ًا للحاجة إلى وجود مبادئ توجيهية ذات تطبيق عام من شأنها اإلسهام في إستقالل وحياد السلطة
القضائية الدولية ،بغية ضمان الشرعية الدولية وفعالية مسعى العدالة الدولية؛
أخذ ًا بعني االعتبار مبادئ األمم املتحدة األساسية بشأن إستقالل السلطة القضائية ( ،)1985وغيرها من
القواعد واملعايير الدولية املتعلقة بإستقالل القضاء ،واحلق في محاكمة عادلة؛
إدراك ًا للتحديات اخلاصة التي تواجه النظام القضائي الدولي من حيث املناخ الغير محلي الذي يشتغل
في اطاره؛
مشير ًا بوجه خاص إلى أن كل محكمة لها خصائصها ووظائفها ،وأنه في بعض احلاالت يكون القضاة غير
متفرغني او معنيني بشكل تلقائي ؛
••لضمان إستقالل القضاء ،يجب أن يحظى القضاة بإستقالل تام عن أطراف النزاع في القضايا
التي تنظر أمامهم ،وعن دولهم ،او عن دول إقامتهم ،او الدول التي يؤدون أعمالهم فيها ،أو املنظمات
الدولية التي تعقد احملكمة حتت رعايتها؛
••يتعينّ على القضاة أن يفصلوا في القضايا بحيادية طبق ًا لوقائع الدعوى والقانون الواجب
التطبيق؛
••يتوجب على القضاة تفادي تضارب املصالح ،او ان يضعوا أنفسهم في حالة قد ينظرإليهم فيها
أو ينشأ عنها تضارب في املصالح؛
تقترح املبادئ التالية التي ينبغي ان تطبق بشكل رئيس على احملاكم والهيئات الدولية على إختالف درجاتها
(املشار إليه فيما بعد “احملاكم”) والقضاة الدائمني .ويجب أيض ًا وبحسب اإلقتضاء ،أن تطبق على القضاة
العاملني لغاية محددة أو طيلة النزاع ،وتشمل أيض ًا إجراءات التحكيم الدولي واملمارسات القضائية الدولية
األخرى.
1.2حينما تكون احملكمة جهازا تابعا ملنظمة دولية ويعمل حتت رعايتها ،يتعينّ أن ميارس كل من القضاة
واحملكمة مهامهم القضائية بدون تدخل من أجهزة أو سلطات تلك املنظمة .ويط ّبق هذا املبدأ على
الدعاوى التي تكون قيد النظر ،مبا في ذلك القضايا احملالة إلى قضاة املوضوع ،وعلى إدارة قلم
سجل احملكمة.
1.3للمحكمة حرية حتديد شروط إدارتها الداخلية ،مبا في ذلك سياسية تعيني املوظفني ،ونظم املعلومات،
وتخصيص نفقات امليزانية.
2.2يجب أن تتبني إجراءات الترشيح واإلنتخاب والتعيني ،التمثيل العادل ملختلف املناطق اجلغرافية
والنظم القانونية وذلك حسب االقتضاء ،وكذلك أن تضمن املساواة بني الذكور أو اإلناث ،على أن
تكون املؤهالت املهنية والشخصية أساس ترشيحهم أو إنتخابهم أو تعيينهم.
2.3يجب أن تتسم إجراءات ترشيح وإنتخاب وتعيينّ القضاة بالشفافية ،مع توفير الضمانات املناسبة
ضد الترشيحات أو اإلنتخابات أو التعيينات املبنية على إعتبارات غير سليمة.
2.4ينبغي اإلعالن عن املعلومات اخلاصة بعملية الترشيح واإلنتخاب والتعيني ،واملعلومات املتعلقة
باملرشحني لشغل الوظائف القضائية ،في الوقت املناسب وبطريقة فعلية من قبل املنظمة الدولية أو
أي هيئة دولية أخرى مسؤولة عن الترشيح واإلنتخاب والتعيني.
2.5إذا كانت املعايير املنظمة للمحكمة املعنية تسمح بإعادة إنتخاب القضاة ،فإن املبادئ الواردة أعاله
بخصوص ترشيح وإنتخاب وتعيني القضاة تنطبق مع التعديل حسب األحوال إلعادة إنتخابهم.
.3تأمين المنصب
3.1يجب أن ُيضمن للقضاة بشكل مناسب متضية املدة املقررة لتوليهم وظائفهم.
و ُيعزل القاضي من منصبه بناءا على أسباب محددة وطبق ًا إلجراءات مناسبة ومحددة سلف ًا.
3.2يتعينّ أن تنص املعايير املنظمة للمحكمة على الضمانات الالزمة للقضاة إذا ما عيينوا ملدة قصيرة،
بشكل متكنهم فيه من ممارسة مهامهم القضائية بطريقة مستقلة.
.4الخدمة واألجور
4.1يجب أن تُدرج الشروط األساسية خلدمة القضاة في الصكوك امللزمة قانون ًا.
4.2يجب عدم إدخال تعديالت من شأنها املساس بأجر القضاة وغير ذلك من الشروط األساسية
خلدمتهم أثناء فترة واليتهم.
دليل املمارسني رقم 1 126
4.3يحصل القضاة على املكافآت املناسبة والتى ينبغي تعديلها دوريا مبا يتفق مع أي زيادات في
تكاليف املعيشة حيث يوجد مقر احملكمة.
.5اإلمتيازات والحصانات
5.1يتمتع القضاة باحلصانات املمنوحة للموظفني الدبلوماسيني ،وعلى وجه اخلصوص فيما يتعلق
بالدعاوى الناشئة عن ممارستهم ملهامهم القضائية.
5.2للمحكمة وحدها في كل األحوال صالحية رفع احلصانة عن القضاة ،إذا ما تبني لها أن احلصانة
تعوق سير العادلة .وميكن إسقاط احلصانة دون املساس باملمارسة الوظيفية القضائية.
5.3يجب أال تُنتهك سرية املستندات واألوراق املتعلقة باحملكمة والقضاة وقلم السجل ،وذلك بقدر صلتها
بأعمال احملكمة.
5.4يتعينّ على الدول ،حيث يوجد مقر احملكمة الدولية ،إتخاذ التدابير الالزمة حلماية أمن القضاة
وأسرهم ،وحمايتهم من اإلجراءات التي تعيق ممارستهم لوظائفهم القضائية.
.6الميزانية
تقوم الدول األطراف واملنظمات الدولية بتوفير املوارد الكافية لقيام احملكمة ويشمل ذلك التسهيالت واملوظفني
مبختلف الدرجات ،بحيث تتمكن احملاكم وكذلك القضاة من أداء مهامهم بفعالية.
7.2يحظر على القضاة إفشاء أسرار املداوالت وإبداء أي تعليقات حول الدعاوى قيد النظر.
7.3يتعينّ على القضاة أن يكونوا متحفظني في التعليق على األحكام أو على مسودة احلكم ،أو أي
مشاريع أو مقترحات أو موضوع متنازع عليه من احملتمل أن ينظر أمام محكمتهم خارج النطاق
القضائي أو احملاكم األخرى.
8.3لكل محكمة أن تضع آلية مناسبة إلعطاء توجيهات إلى القضاة فيما يتعلق بأنظمتهم الغير قضائية،
وأن تضمن وجود وسائل مناسبة ألطراف النزاع إلثارة أي نوع من املخاوف بهذا اخلصوص .
127 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
9.2يتعينّ على القضاة عدم البت في موضوع نزاع متعلق بتشكيل رابطة كانوا ينتمون إليها ،مما قد
يعرض أو ينال من إستقاللهم ونزاهتهم.
11.2ال يجوز أن يبت أي قاضي في قضية قد تؤدي نتائجها إلى حتقيق مصالح شخصية أو مهنية أو
مالية ألشخاص أو كيانات هم على إتصال وثيق به.
11.3يحظر على القضاة قبول أية ُأجور من أي طرف من أطراف الدعوى أيا كان نوعها كمقابل للمشاركة
في اإلجراءات.
.12اإلتصال باألطراف:
12.1يتعينّ على القضاة اإللتزام باحلذر املناسب في إتصاالتهم الشخصية مع األفراد ،أو الوكالء،
أو احملامني ،أو املستشارين ،أو غيرهم من األشخاص والكيانات األخرى املرتبطة بالدعوى قيد
النظر .على أن تكون مثل هذه االتصاالت مبا يتفق مع وظائفهم القضائية وال تتعارض أو تنال من
إستقالليتهم ونزاهتهم.
12.2يتعينّ على القضاة اإلمتناع عن قبول البالغات التي تقدم من أحد اخلصوم في غياب اخلصم األخر،
مع وجوب الكشف عنها للمحكمة والطرف اآلخر بإستثناء ما هو منصوص عليه في النظام الداخلي
للمحكمة.
13.2مع مراعاة قواعد احملكمة ،وبإستثناء ما هو مسموح به ،يحظر على القضاة السابقني التعامل بأي
صفة مع قضية قد نظرت من ِق َب ِلهم أثناء عملهم باحملكمة.
دليل املمارسني رقم 1 128
13.3يحظر على القضاة السابقني العمل كوكيل ،أو محامي ،أو مستشار ،أو مدافع في أي من القضايا
املنظورة أمام احملكمة التي عملوا فيها ،إال بعد مرور ثالث سنوات من تاريخ مغادرتهم للمنصب
القضائي أو ملدد أخرى طبق ًا ملا تعلنه أو تضعه احملكمة.
13.4يتعينّ على القضاة السابقني توخي احلذر الضروري فيما يتعلق بقبول أي عمل أو تعيني أو منفعة،
وخاص ًة من أحد أطراف الدعوى التي فصلوا فيها من قبل ،أو من أي كيان يتعلق بهذه األطرف.
.14الكشف عن المعلومات
14.1يتعينّ على القضاة ،وعند اإلقتضاء ،الكشف عن مالبسات القضايا للمحكمة أو ألطراف النزاع
لإلطالع عليها في أي وقت ،وفق ًا لتطبيق املبادئ 7إلى . 13
14.2على كل محكمة وضع إجراءات مناسبة لتمكن القضاة من الكشف لها ،حسب اإلقتضاء ،أو ألطراف
التقاضي ،عن املسائل التي قد تؤثر أو تنال من نزاهتهم وإستقالليتهم فيما يتعلق بأية قضية.
.15التنازل
بصرف النظر عما جاء بصلب املبادئ 7إلى ، 13ال يجوز منع القاضي من النظر في قضية إذا كان قد
كشف عن أي وقائع من شأنها املس بأي من هذه املبادئ ولم تبد احملكمة أي إعتراض عن ذلك ،وأعلن
أطراف التقاضي موافقتهما عن علم وبشكل صريح على ذلك.
يجوز أن تعالج مثل هذه الشكوى بشكل سريع إذا كانت مبنية على وقائع غير صحيحة .وإذا قررت
احملكمة قي أية قضية إجراء حتقيق شامل ،يجب أن تكون القواعد املوضوعة كافية حلماية حقوق
القضاة ومصاحلهم وضمان سرية اإلجراءات.
17.2يجب أن متنح املعايير املنظمة للمحكمة تدابير مناسبة ،مبا في ذلك العزل من منصب القاضي.
.3مجلس أوروبا
أ .المعايير المحددة إلستقالل القضاة ،والمحامين،
وأعضاء النيابة العامة
إن اللجنة الوزارية ومبوجب أحكام املادة ،15فقرة “ب” من النظام األساسي للمجلس األوروبي؛
مع مراعاة أحكام املادة 6من اإلتفاقية األوروبية حلماية حقوق اإلنسان واحلريات األساسية املشار إليها
فيما بعد “االتفاقية” ،والتي تنص على أن“ :لكل شخص احلق في محاكمة عادلة وعلنية في غضون فترة
زمنية معقولة ،من قبل محكمة مستقلة ومحايدة منشأة مبوجب القانون”؛
وبالنظر إلى مبادئ األمم املتحدة األساسية بشأن إستقالل السلطة القضائية التي إعتمدتها اجلمعية العامة
لألمم املتحدة في تشرين الثاني /نوفمبر 1985؛
وإذ تشير إلى الدور األساسي للقضاة وغيرهم من األشخاص الذين ميارسون وظائف قضائية لضمان
حماية حقوق اإلنسان واحلريات األساسية؛
ورغبة منها في تعزيز إستقالل القضاة ،من أجل دعم سيادة القانون في الدول الدميقراطية؛
وإدراك ًا للحاجة إلى تعزيز مركز القضاة من اجل حتقيق كفاءة ونزاهة النظام القانوني؛
وإدراك ًا إلستصواب كفالة املمارسة الصحيحة للمسؤوليات القضائية التي هي حصيلة الواجبات القضائية
والصالحيات التي تهدف إلى حماية مصالح جميع األشخاص؛
وبناء عليه ،توصي حكومات الدول األعضاء بتعزيز أو إتخاذ جميع التدابير الضرورية للنهوض بالدور
الفردي لكل من القضاة واجلهاز القضائي للتأكيد على إستقالله وفعاليته ،وذلك بالعمل بوجه خاص على
تنفيذ املبادئ التالية:
نطاق التطبيق
.1تُطبق هذه التوصية على جميع األشخاص الذين ميارسون الوظائف القضائية ،مبن فيهم الذين
يتعاملون مع املسائل املتعلقة بالقانون الدستوري ،واجلنائي ،واملدني ،والتجاري ،واإلداري.
دليل املمارسني رقم 1 130
.2تُطبق املبادئ الواردة بصلب هذه التوصية على القضاة وغيرهم من األشخاص املمارسني للمهام
القضائية ،إال إذ كان من الواضح من خالل السياق تطبيق مثل هذه املبادئ فيما يتعلق باألجور
والوظيفة على القضاة املهنيني.
(أ) يجب أن ُيكفل إستقالل القضاة وفق ًا ألحكام اإلتفاقية والمبادئ الدستورية ،كإدراج
أحكام محددة في الدساتير أو القوانين األخرى أو دمج أحكام هذه الوصية في القانون
الداخلي.
ورهن ًا للتقاليد القانونية في كل دولة ،يمكن النص على القواعد التالية على سبيل المثال:
( )1ال ينبغي لقرارات القضاة أن تخضع ألي مراجعة خارج أي إجراءات الطعن
المنصوص عليها في القانون؛
( )3يحظر على أي جهاز أخر دون المحاكم نفسها أن يبت في إختصاصها ،كما
ينص على ذلك القانون؛
( )4فيما عدا القرارات المتعلقة بالعفو العام أو العفو الخاص أو ما يماثلها ،فإنه ال
ينبغي للحكومة أو اإلدارة إتخاذ أي قرار من شأنه أن يبطل األحكام القضائية
بأثر رجعي.
(ب) يتع ّين على السلطتين التنفيذية والتشريعية ضمان إستقالل القضاة وعدم إتخاذ أي
إجراءات تشكل تهديد ًا إلستقاللهم.
(ج) ينبغي أن تقوم جميع القرارات المتعلقة بالمسار المهني للقضاة على معايير موضوعية،
وإختيار القضاة على أساس الجدارة ،وبالنظر إلى المؤهالت والكفاءة والقدرة
والنزاهة.
ويتع ّين أن تكون الهيئة المخولة بإتخاذ القرار بشأن إختيار القضاة الدائمين بمنأى عن
الحكومة أو اإلدارة لضمان إستقاللها ،ويجب أن تكفل القواعد ذلك .فعلى سبيل المثال
يجب أن يتم إختيار أعضاء هذه الهيئة من قبل السلطة القضائية وأن تقرر الهيئة بنفسها
قواعدها اإلجرائية.
ولكن ،ووفق ًا لألحكام الدستورية أو القانونية والتقاليد التي تسمح بتعيين القضاة عن
طريق الحكومة ،ينبغي أن تكون هناك ضمانات لكفالة شفافية وإستقاللية إجراءات
التعيين ،و أن قرارات التعيين لن تتأثر بأي أسباب أخرى غير تلك المتعلقة بالمعايير
الموضوعية المذكورة أعاله .وهذه الضمانات يمكن أن تكون على سبيل المثال ،في واحد
أو أكثر من اإلجراءات التالية:
131 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
( )1وجود هيئة مستقلة ومتخصصة تعمل على إسداء المشورة للحكومة فيما يتعلق
باإلجراءات المتعلقة بالتعيين؛
(د) ينبغي أن يكون القضاة ،في عملية صنع القرار ،مستقلين وقادرين على العمل بدون أي
قيود ،أو تأثيرات ،أو غايات ،أو ضغوط ،أو تهديدات ،مباشرة أو غير مباشرة ،ومن أي
جهة أو ألي سبب .و يجب أن ينص القانون على عقوبات ضد األشخاص الذين يسعون
بأي من هذه الطرق للتأثير على القضاة.
ولهؤالء ،وبدون قيود ،البت في الدعاوى بحيادية وفقا لما تمليه عليهم ضمائرهم ،وتفسير
الوقائع وفقا للقواعد المعمول بها في القانون.
ويكون القضاة غير ملزمين بتقديم تقرير عن األسباب الجوهرية التي تنطوي عليها
الدعوى ،أو حقوق الخصوم المجردة في القضايا المنظورة أمامهم ،إلى أي شخص
خارج نطاق السلطة القضائية.
(هـ) يجب أال يتأثر توزيع القضايا برغبات أحد طرفي التقاضي أو أي شخص َم ّْع ِني بنتائج
الدعوى ،ويكون التوزيع على سبيل المثال ،بالقرعة أو نظام التوزيع التلقائي حسب الترتيب
الهجائي أو ما شابه ذلك.
(و) ال ينبغي سحب قضية قيد النظر من قاضي معين دون أسباب وجيهية مثل تلك المتعلقة
بحاالت المرض العضال أو تضارب المصالح .و يجب أن يكون أي من هذه األسباب أو
منصوص عليه في القانون وبمنأى عن مصلحة الحكومة
ّ اإلجراءات بشأن سحب الدعوى
أو اإلدارة ،على أن يكون قرار السحب صادرا عن هيئة قضائية مستقلة.
.3يتمتع القضاة ،سواء أكانوا معينني أو منتخبني ،بضمان بقائهم في منصبهم إلى حني بلوغهم سن
التقاعد اإللزامية أو إنتهاء الفترة املقررة لتوليهم املنصب ،حيثما يكون معموال بذلك.
.2يتوجب أن يكون للقضاة صالحيات كافية متكنهم من أداء مهامهم الوظيفية وحتافظ عل سلطاتهم
وهيبة احملكمة.
(أ) تعيين عدد كاف من القضاة ،وتدريبهم عملي ًا في المحاكم وحيثما أمكن ،مع السلطات
والهيئات االخرى ،وذلك قبل تعيينهم أو أثناء مسارهم الوظيفي .على أن يكون هذا التدريب
مجان ًا ويلقي الضوء على التشريع وقانون الدعوى.
دليل املمارسني رقم 1 132
ويشمل التدريب ،حيث أمكن ،الزيارات الدراسية إلى الدول األوروبية والهيئات األجنبية
فض ً
ال عن المحاكم.
(ب) ضمان أن وضع وأجور القضاة يتناسب مع هيبة المهنة وعبء المسؤوليات.
(د) توفير الدعم الكافي من الموظفين والمعدات ،والسيما المكاتب والتسهيالت اآللية ،وذلك
لضمان تمكين القضاة من العمل بفعالية ودون تأخير ال مبرر له؛
(هـ) إتخاذ التدابير المناسبة إلسناد مهام غير قضائية ألشخاص آخرين ،تماشيا مع التوصية
رقم 12لسنة 1986بشأن التدابير اإللزامية إلى درء وتخفيض عبء العمل المفرط في
المحاكم.
.2ينبغي إتخاذ جميع التدابير الضرورية لضمان أمن وسالمة القضاة ،مثل وجود حراس أمن في
مباني احملاكم أو توفير حماية بوليسية للقضاة الذين قد يصبحون ضحايا تهديدات خطيرة.
جيدا ،والتعامل
ً .2يمُ نح القضاة السلطة ملمارسة مسؤولياتهم القضائية لضمان تطبيق القانون تطبيق ًا
مع القضايا بعدالة ،وكفاءة ،وسرعة.
(أ) التعامل مع جميع القضايا بإستقاللية ودون الخضوع ألي تأثير خارجي؛
(ب) البت في القضايا بصورة نزيهة وحيادية وفقا لتقييم الوقائع وفهم القانون لضمان محاكمة
عادلة لجميع األطراف ،مع إحترام حقوقهم اإلجرائية وفق ًا ألحكام اإلتفاقية؛
(ج) التنحي عن نظر الدعوى أو التراجع عن البت فيها لوجود أسباب وجيهة ،وليس خالف ًا
لذلك ،على أن تكون هذه األسباب ُم َّعرفة في القانون .على سبيل المثال ،المشاكل الصحية
الخطيرة ،أو تضارب المصالح ،أو ما تقضيه مصلحة العدالة؛
(د) شرح المسائل اإلجرائية لألطراف إذا إقتضت الضرورة وبطريقة تتسم بالحيادية
والنزاهة؛
(هـ) تشجيع طرفي النزاع ،متى كان ذلك مناسبا ،على تسوية الخصومة ودي ًا؛
(و) يتع ّين أن تكون أسباب وحيثيات األحكام القضائية واضحة وبلغة يسهل فهمها ،بإستثناء
ما ينص عليه القانون والممارسات المتبعة على خالف ذلك؛
133 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
(ز) اإلمتثال إلى أي تدريب الزم ألداء القضاة مهامهم الوظيفية على نحو يتسم بالكفاءة
وبطريقة سليمة.
.2ال ينبغي نقل القضاة الدائمني من منصبهم القضائي دون أسباب وجيهة حتى بلوغهم سن التقاعد
اإللزامي .مثل هذه األسباب التي يجب أن تكون ُم َّعرفة بدقة في القانون ،ميكن ان تطبق في الدول
التي ُيختار فيها القاضي عن طريق االنتخاب ملدة معينة ،وأن تتعلق بعجز القاضي عن القيام
مبهامه القضائية ،أو إرتكاب جرائم أو مخالفات ،أو اإلنتهاكات اجلسيمة لقواعد اإلنضباط.
.3في حالة وجوب إتخاذ اإلجراءات املنصوص عليها في الفقرتني 1و ،2يتعينّ على الدول إنشاء هيئة
خاصة مستقلة مبوجب القانون منوط بها إصدار التدابير وقرارات اجلزاءات التأديبية ،وشرط ان
ال تكون محكمة بصدد النظر في هذه االجراءات ،وأن تكون هذه القرارات خاضعة لسلطة اجلهاز
القضائي االعلى .
ويجب أن ينص القانون على إجراءات مناسبة لضمان مساءلة القضاة بشكل عادل وان يتمتعوا
بجميع الضمانات الواردة في اإلتفاقية .فعلى سبيل املثال ،ينبغي سماع الدعوى في غضون فترة
زمنية معقولة مع كفالة حق القضاة في الرد على أي إتهامات موجهة إليهم.
دليل املمارسني رقم 1 134
إن اللجنة الوزارية ومبوجب أحكام املادة ،15فقرة “ب” من النظام األساسي للمجلس األوروبي؛
وبالنظر إلى مبادئ األمم املتحدة األساسية بشأن دور احملامني ،والتي إعتمدتها اجلمعية العامة لألمم املتحدة
ونشرت على العموم في كانون األول/ديسمبر 1990؛
وبالنظر إلى توصية مجلس أوروبا الصادرة من جلنة الوزراء واملقدمة إلى الدول األعضاء “رقم ”12بشأن
إستقالل وكفاءة ودور القضاة والتي إعتمدتها اللجنة الوزارية في 13تشرين األول/أكتوبر 1994؛
ومن منطلق التأكيد على الدور األساسي للمحامني ورابطاتهم املهنية في تأمني حماية حقوق اإلنسان
واحلريات العامة؛
ورغب َة في تقوية حرية ممارسة مهنة احملاماة واملشاركني في الدفاع عن احلريات الفردية بغية تعزيز سيادة
القانون؛
وإدراك ًا للحاجة إلى نظام منصف للنظام القضائي الذي يضمن إستقالل احملامني في أداء واجباتهم املهنية
ودون أي تقييد ،أو تأثير ،أو إغراء ،أو ضغط ،أو تهديد ،أو التدخل املباشر أو غير املباشر ،من أي جهة
أو ألي سبب؛
ووعي ًا بالرغبة في ضمان املمارسة الصحيحة ملسؤوليات احملامني وبشكل خاص ،حاجتهم الى ما يكفي من
التدريب وإيجاد التوازن السليم بني واجباتهم جتاه احملاكم وجتاه موكليهم.
وملا كان الوصول إلى العدالة يتطلب وصول األشخاص في موقف إقتصادي ضعيف على خدمات
احملامني؛
ومن ثم ،توصي حكومات الدول األعضاء أن تتخذ أو تعزز ،حسب مقتضى احلال ،جميع التدابير التي تراها
ضرورية بغية تنفيذ املبادئ الواردة في هذه التوصية؛
وفيما يخص هذه التوصية ،فإن “احملامي” هو الشخص املؤهل واملفوض باملرافعة ،والتصرف بالنيابة عن
موكله ،وباإلنخراط في ممارسه القانون واملثول أمام احملاكم وإسداء املشورة ومتثيله في األمور القانونية.
.2ينبغي أن تُتخذ القرارات املتعلقة بالترخيص ملمارسة مهنة احملامي أو اإلنضمام إليها من قبل هيئة
مستقلة تخضع للمراجعة من جانب سلطة قضائية مستقلة ونزيهة.
.3للمحامني احلق في حرية التعبير ،وتكوين الرابطات ،واإلنضمام إليها ،وعقد اإلجتماعات .ويحق
لهم ،بصفة خاصة ،املشاركة في املناقشات العامة املتعلقة بالقانون ،والنظام القضائي ،وإقتراح
اإلصالحات التشريعية.
.4ال ينبغي أن يتعرض احملامون للتهديد ،أو أي عقوبات ،أو ضغوط نتيجة قيامهم بعمل يتفق مع
معايير املهنة.
.5ينبغي متكني احملامني من الوصول إلى موكليهم والتشاور معهم ،وبصفة خاصة ،اإلتصال
باألشخاص احملكوم عليهم بعقوبة سالبة للحرية من أجل متثيلهم وفق ًا للمعايير املهنية.
.6ينبغي إتخاذ جميع التدابير الضرورية لضمان إحترام سرية العالقة بني احملامي وموكله .وال ينبغي
السماح بإستثناءات لهذا املبدأ ،إ ّال إذا كانت متوافقة مع سيادة القانون.
.7ال ينبغي رفض دخول احملامني إلى احملكمة التي يكونوا مؤهلني للمثول أمامها ،ويجب متكينهم
من الوصول إلى جميع امللفات ذات الصلة عند الدفاع عن حقوق ومصالح موكليهم وفق ًا ملعايير
املهنة.
.8يجب أن يحظى جميع احملامني العاملني في نفس القضية بنفس القدر من اإلحترام من قبل
احملكمة.
.3يجب أن يهدف مسار التكوين القانوني ،مبا في ذلك برامج التعليم املستمر ،إلى تعزيز املهارات
القانونية ،وزيادة الوعي املهني بقضايا حقوق اإلنسان ،وتدريب احملامني على إحترام وحماية
وتعزيز حقوق ومصالح موكليهم ،ودعم النظام القضائي.
.2ينبغي على احملامني إحترام مبدأ سرية املهنة وفقا للقوانني الداخلية واألنظمة واملعايير املهنية.
ينبغي أن ينتج عن أي إنتهاك لهذه السرية -دون موافقة املوكل -عقوبات مناسبة.
دليل املمارسني رقم 1 136
(ج) إتخاذ اإلجراءات القانونية لحماية وإحترام أعمال ،وحقوق ،ومصالح موكليهم؛
(هـ) عدم اإللتزام بأكثر من عمل مما يستطيعون أداءه بشكل معقول.
.4على احملامني إحترام السلطة القضائية واالضطالع بواجباتهم جتاه احملكمة بشكل يتفق والنظم
القانونية والقواعد واملعايير املهنية.
وفي حالة إمتناع احملامني عن أداء أنشطتهم املهنية ينبغي جتنب اإلضرار مبصالح املوكلني أو
غيرهم ممن يحتاجون إلى خدماتهم.
.2ينبغي تشجيع احملامني على تقدمي اخلدمات القانونية لألشخاص غير القادرين مالي ًا.
.3على حكومات الدول األعضاء ،حيثما يكون ذلك مناسب ًا ،ضمان الوصول إلى العدالة ،وضمان فعالية
اخلدمات القانونية املتاحة لألشخاص الغير قادرين ماليا ،وخاصة للمجردين من حريتهم.
.4يجب أال تتأثر واجبات احملامني جتاه موكليهم بسبب دفع الرسوم كلي ًا أو جزئي ًا من األموال
العمومية.
.2يتوجب أن تتمتع نقابة احملامني أو الرابطات املهنية األخرى للمحامني بذاتية اإلدارة ،واإلستقالل
عن السلطة واجلمهور.
.3تعمل نقابة احملامني ،أو غيرها من اجلمعيات املهنية للمحامني ،على حماية أعضائها والدفاع عن
إستقاللهم ضد أي إنتهاكات ،أو قيود غير مالئمة.
.4وينبغي تشجيع نقابة احملامني ،أو غيرها من اجلمعيات املهنية للمحامني لضمان إستقالل احملامني،
وذلك من خالل:
137 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
(ب) الدفاع عن دور المحامين في المجتمع ،وخاصة في المحافظة على شرفهم وكرامتهم
ونزاهتهم؛
(ج) تعزيز مشاركة المحامين في المشاريع اإلجتماعية لضمان وصول األشخاص ذوي
االحتياجات إلى العدالة ،وخصوص ًا توفير المعونة والمشورة القانونية؛
(هـ) تعزيز رعاية أعضاء المهنة ومساعدتهم وأسرهم إذا إقتضت الظروف ذلك؛
(و) التعاون مع محامين من الدول األخرى من أجل تعزيز دورهم وخاصة من خالل النظر
في أعمال المنظمات الدولية للمحامين ،والمنظمات الحكومية الدولية ،والمنظمات غير
الحكومية؛
(ز) تشجيع أعلى معايير الكفاءة الممكنة بالنسبة للمحامين ،والعمل على إحترامهم لمعايير
السلوك واإلنضباط.
.5على نقابة احملامني ،أو غيرها من الرابطات املهنية للمحامني ،إتخاذ كافة اإلجراءات الضرورية
للدفاع عن مصالح احملامني بالطريقة املناسبة ،في حالة:
.2ينبغي أن تكون نقابة احملامني ،أو الرابطات املهنية األخرى للمحامني ،مسؤولة عند اإلقتضاء عن
املشاركة في تسيير اإلجراءات التأديبية بشأن احملامني.
.3يجب أن جتري اإلجراءات التأديبية مع االحترام الكامل للمبادئ والقواعد املنصوص عليها في
اإلتفاقية األوروبية حلقوق اإلنسان ،و املتعلقة بحق احملامي في املشاركة في اإلجراءات والطلب
بإجراء مراجعة قضائية للقرارالتأديبي.
.4يجب أن يحترم مبدأ التناسب في حتديد اجلزاءات التأديبية مع املخالفات التي يرتكبها
احملامون.
دليل املمارسني رقم 1 138
إن اللجنة الوزارية طبق ًا لبنود املادة ( 15ب) من النظام األساسي ملجلس أوروبا؛
وإذ تستذكر أن الهدف من مجلس أوروبا هو حتقيق وحدة أكبر بني أعضائه؛
وإذ تأخذ بعني اإلعتبار ،أن من أهداف مجلس أوروبا أيض ًا ،تعزيز سيادة القانون الذي يشكل حجر األساس
الذي تُبني عليه كافة الدميقراطيات احلقيقية؛
وإذ ترى أن نظام العدالة اجلنائية يلعب دور ًا هام ًا في حماية القانون؛
وإذ تدرك احلاجة املشتركة لكل الدول األعضاء ألن تخوض املعركة ضد اجلرمية على املستويني الوطني
والعاملي؛
وإذ تأخذ بعني اإلعتبار أنه لتحقيق هذه الغاية ،ينبغي حتسني مستوى الكفاءة ،ليس فقط في أنظمة العدالة
اجلنائية الوطنية فحسب ،بل أيض ُا على مستوى التعاون الدولي بشأن املسائل اجلنائية مع ضمان املبادئ
الواردة في اإلتفاقية األوروبية حلماية حقوق اإلنسان واحلريات األساسية؛
وإذ تدرك أن النيابة العامة تلعب دور ًا حيوي ًا في نظام العدالة اجلنائية وفي التعاون الدولي في املسائل
اجلنائية؛
وإذ تعرب عن إقتناعها بأنه ،من أجل الوصول لهذا الهدف ،ينبغي التشجيع على وضع تعريفات للمبادئ
املشتركة ألعضاء النيابة العامة في الدول األعضاء؛
وإذ تأخذ في احلسبان جميع املبادئ والقواعد الواردة في النصوص التي تتعلق باألمور اجلنائية التي
أقرتها اللجنة الوزارية؛
وإذ توصي بأن تؤسس حكومات الدول االعضاء قوانينها وممارستها املتعلقة بدور النيابة العامة في نظام
العدالة اجلنائية على املبادئ التالية:
.2في جميع نظم العدالة اجلنائية ،يتولى أعضاء النيابة العامة املهام التالية:
••جواز اإلستئناف ،أو توجيه اإلستئناف ،فيما يتعلق ببعض أو كل قرارات المحاكم.
.3في بعض نظم العدالة اجلنائية ،يتولى أعضاء النيابة العامة أيض ًا ما يلي:
••تنفيذ السياسة الوطنية الجنائية وتعديلها ،بحيث تتماشى ،متى كان ذلك متوفر ًا ،مع
الظروف اإلقليمية والمحلية؛
(أ) أن يتم تعيين وترقية ونقل أعضاء النيابة العامة وفق ًا إلجراءات نزيهة ومحايدة ،تشتمل
على ضمانات تكفل الحماية من أي تصرف ينحاز لمصالح مجموعة معينة ،وتستبعد
التمييز بسبب العرق ،أو الجنس ،أو اللون ،أو اللغة ،أو الدين ،أواآلراء السياسية وغيرها
من اآلراء ،أو األصل القومي أو االجتماعي ،أو االنتماء إلى أقلية وطنية ،أو الوالء لطبقة
معينة ،أو المولد أو أي وضع آخر؛
(ب) أن يخضع العمل الوظيفي ألعضاء النيابة العامة ،وترقياتهم ،وتنقالتهم لمعايير معروفة
وموضوعية ،مثل الكفاءة و الخبرة؛
(د) أن يعمل أعضاء النيابة العامة في ظروف عمل معقولة من ناحية األجر ،ومدة الخدمة،
والمعاش المتناسب مع دورهم الحيوي ،عالوة على السن المناسب للتقاعد .ويجب التأكد
من أن هذه الظروف يحكمها القانون؛
(هـ) أن تخضع اإلجراءات التأديبية التى تتخذ ضد أعضاء النيابة العامة للقانون ،وينبغي
أن تضمن الدول أن يتم التقييم وإصدار األحكام على أسس نزيهة وموضوعية تخضع
لمراجعة محايدة ومستقلة؛
(و) أن تُتاح ألعضاء النيابة العامة فرصة اللجوء إلى صيغة مقبولة للتظلم واللجوء ،متى كان
مالئما ،إلى المحكمة إذا تأثرت أوضاعهم القانونية؛
ً ذلك
دليل املمارسني رقم 1 140
(ز) أن توفر السلطات الحماية الجسدية ألعضاء النيابة العامة وألسرهم ،إذا كان هناك خطر
يهدد سالمتهم الشخصية نتيجة ألدائهم لمهام عملهم بشكل الئق.
.6يتعينّ على الدول األعضاء إتخاذ التدابير الالزمة لضمان متكني أعضاء النيابة العامة في حقهم
في حرية التعبير ،والعقيدة ،واإلنضمام إلى الرابطات ،وعقد اإلجتماعات .ويحق لهم بصفة خاصة،
املشاركة في املناقشات العامة لألمور املتصلة بالقانون والنظام القضائي ،وتعزيز حقوق اإلنسان
وحمايتها ،و كذلك اإلنضمام إلى املنظمات احمللية ،أو الوطنية ،أو الدولية ،أو تشكيلها وحضور
إجتماعاتها ،دون أن يتأثر وضعهم املهني بشكل سلبي بسبب تصرف قانوني إتخذوه ،أو بسبب
عضويتهم في منظمة مشروعة.
وميكن أن تقتصر احلقوق املذكورة أعاله ،بقدر ما ينص عليه القانون وبقدر الضرورة ،على حفظ
الوضع الدستوري ألعضاء النيابة العامة فحسب .وفي األحوال التي يتم فيها إنتهاك احلقوق سالفة
الذكر ،ينبغي أن يكون هناك تدبير إنتصافي فعال إلسترداد احلق (عبارة “الدستوري” هنا تشير
إلى األهداف املقررة قانونا وصالحيات املدعي العام وليس دستور أية دولة).
.7التدريب هو واجب على كل أعضاء النيابة العامة وحقٌ لهم ،قبل تعيينهم ،وبعده ،و بشكل مستمر.
ولذا ،يتعينّ على الدول أن تتخذ التدابير الفعالة للتأكد من حصول أعضاء النيابة العامة على درجة
كافية من التعليم والتدريب املناسبني .وقبل وبعد تعيينهم على وجه اخلصوص ،ينبغي أن يكون
أعضاء النيابة العامة على دراية مبا يلي:
(ج) حقوق اإلنسان ،والحريات األساسية المنصوص عليها في إتفاقية حماية حقوق اإلنسان
والحريات األساسية ،والسيما الحقوق المقررة بمقتضى المادتين ( )5و ( )6من هذه
اإلتفاقية؛
(د) مبادئ وممارسات تنظيم العمل ،وإدارة الموارد البشرية في السياق القضائي؛
(هـ) اآلليات والمواد التي تسهم في إتباعهم معايير ثابتة خالل أدائهم ألعمالهم.
وعالوة على ذلك ،يتعينّ على الدول أن تتخذ التدابير الفعالة لتوفير التدريب اإلضافي بشأن أية
موضوعات خاصة أو في أية قطاعات خاصة ،في ضوء األوضاع الراهنة ،مع األخذ بعني اإلعتبار
ال عن التعاون الدولي في األمور على وجه اخلصوص ،أنواع وتطور األعمال اإلجرامية ،فض ً
اجلنائية.
.8للتعامل بشكل أفضل مع األشكال املتطورة من اإلجرام ،والسيما اجلرمية املنظمة ،ينبغي النظر إلى
التخصص كأحد األولويات من حيث تنظيم أعضاء النيابة العامة ،وتدريبهم ،وأيض ًا عملهم املهني.
وينبغي أيض ًا اإلستعانة بفريق من املتخصصني ،مبن فيهم الفرق متعددة التخصصات التي تشكل
خصيص ًا ملساعدة أعضاء النيابة العامة على أداء مهامهم.
.9فيما يتعلق بتنظيم النيابة العامة واإلدارة الداخلية لها ،وخاصة التكليف بالقضايا وإعادة النظر
فيها ،ينبغي أن يفي ذلك التنظيم مبتطلبات احليادية واإلستقالل ،وأن يزيد الفعالية املالئمة لنظام
العدالة اجلنائية ،والسيما على مستوى التأهيل القانوني والتخصص املكرس لكل مسألة.
141 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
.10يتمتع جميع أعضاء النيابة العامة باحلق في أن يطلبوا أن تكون التعليمات املوجهة إليهم كتابية.
وإذا كان عضو النيابة العامة يعتقد أن التعليمات املوجهة اليه إما غير قانونية أو تخالف ضميره،
ينبغي أن يكون هناك إجراء داخلي كافي ،من شأنه أن يؤدي مبدئي ًا إلى إستبدالها.
.12ينبغي على أعضاء النيابة العامة عدم التدخل في إختصاص السلطتني التشريعية والتنفيذية.
.13إذا كانت النيابة العامة جزءا من احلكومة أو تخضع لها ،ينبغي على الدول أن تتخذ تدابير فعالة
لضمان ما يلي:
(أ) أن تكون طبيعة ونطاق سلطات الحكومة فيما يتعلق بالنيابة العامة منصوص عليها
قانون ًا؛
(ب) أن تمارس الحكومة سلطاتها بطريقة شفافة وطبق ًا للمعايير الدولية والتشريعات الوطنية
والمبادئ العامة للقانون؛
(ج) إذا كانت الحكومة تعطي تعليمات ذات طبيعة عامة ،يجب كتابة تلك التعليمات ونشرها
بطريقة الئقة؛
(د) إذا كانت للحكومة سلطة إعطاء تعليمات بمباشرة قضية معينة ،يجب أن تحمل تلك
التعليمات معها ضمانات كافية بمراعاة الشفافية واإلنصاف طبق ًا للقانون الوطني ،مع
إلتزام الحكومة على سبيل المثال ،بما يلي:
(أن) تطلب رأي ًا كتابي ًا مسبق ًا إما من النائب العام المختص ،أو الجهة التى تباشر
اإلدعاء العام في القضية؛
(أن) تشرح على نحو صحيح تعليماتها المكتوبة ،السيما عندما تنحرف عن رأي عضو
النيابة العامة ،وأن تنقل تعليماتها من خالل القنوات التدرجية؛
(أن) تتأكد قبل المحاكمة من أن الرأي والتعليمات مدرجة في الملف بحيث يمكن
لألطراف اإلطالع عليها والتعليق عليها.
(هـ) يظل أعضاء النيابة العامة أحرار ًا في أن يقدموا للمحكمة أية حجج قانونية يرونها حتى
ولو كانوا ملزمين بكتابة التعليمات التى تلقوها؛
(و) ينبغي ،من حيث المبدأ ،حظر إعطاء تعليمات بعدم مباشرة قضية معينة .وإذا لم يكن
ذلك معمو ًال به ،يجب أن تكون تلك التعليمات إستثنائية وأن تخضع ليس فقط للشروط
الموضحة في الفقرتين “د” و “هـ” أعاله ،ولكن أيض ًا لمراقبة معينة ومناسبة خاصة
بغرض ضمان الشفافية.
دليل املمارسني رقم 1 142
.14في الدول التي تكون فيها النيابة العامة مستقلة عن احلكومة ،ينبغي على الدولة أن تتخذ إجراءات
فعالة لضمان إدراج نص في القانون يحدد طبيعة ونطاق إستقالل النيابة العامة.
.15لتعزيز عدالة وفعالية السياسة املتعلقة باجلرائم ،ينبغي على أعضاء النيابة العامة التعاون مع
األجهزة واملؤسسات احلكومية بقدر ما يتماشى ذلك مع القانون.
.16ينبغي على أعضاء النيابة العامة ،في جميع األحوال ،أن يكونوا في وضع يسمح لهم ،دون أية
إعاقة ،مبالحقة املسؤولني العموميني قانونيا عن أي جرائم إرتكبوها ،والسيما الفساد واالستخدام
غير القانوني للسلطة ،و عن اإلنتهاكات اخلطيرة حلقوق اإلنسان وغير ذلك من اجلرائم املعترف
بها في القانون الدولي.
.18مع ذلك ،فإذا كان النظام القانوني يسمح بذلك ،ينبغي على الدول أن تتخذ إجراءات لتمكن نفس
الشخص من أن يؤدي على التوالي مهام عضو النائب العام ومهام القاضي أو العكس .وال ُيسمح
بإجراء هذه التغييرات في املهام إ ّال بناء على طلب صريح من الشخص املعني ومع اإللتزام
بالضمانات.
.19يجب على أعضاء النيابة العامة مراعاة إستقالل القضاة ونزاهتهم ،وعليهم بصفة خاصة أال يلقوا
بالشك حول األحكام القضائية ،أو يعيقوا تنفيذها ،إ ّال عند ممارستهم حلق اإلستئناف أو تطبيق
إجراءات إعالنية أخرى.
.20يجب على أعضاء النيابة العامة أن يتحلوا باملوضوعية والنزاهة أثناء إجراءات احملكمة .وعليهم
بصفة خاصة أن يتأكدوا من أن احملكمة مت تزويدها بكل احلقائق ذات الصلة ،وكل احلجج القانونية
الالزمة من أجل إدارة العدالة بشكل نزيه.
.22في الدول التي تخضع فيها الشرطة لسلطة النيابة العامة أو إذا كانت حتقيقات الشرطة تجُ رى أو
يتم اإلشراف عليها من قبل أحد أعضاء النيابة العامة ،على تلك الدول أن تتخذ تدابير فعالة للتأكد
من أن عضو النيابة العامة يجوز له ما يلي:
(أ) إعطاء التعليمات المالئمة للشرطة بغرض التنفيذ الفعال ألولويات السياسة الجنائية،
السيما فيما يتعلق بتحديد أي أنواع القضايا ينبغي التعامل معه أو ًُال ،والوسائل
143 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
(ب) في حالة ما إذا كانت هناك عدة أجهزة شرطة ،تحال كل قضية على حدة إلى الجهاز الذي
يرى عضو النيابة العامة أنه األقدر على التعامل معها؛
(ج) إجراء التقييمات والمراقبات ،حسب الضرورة ،بغرض مراقبة اإللتزام بالتعليمات
والقانون؛
(د) فرض العقوبات أو تعزيز فرض العقوبات ،اذا كان ذلك واردا ،على المخالفات الفعلية.
.23يتعينّ على الدول التى تكون فيها الشرطة مستقلة عن النيابة العامة إتخاذ تدابير فعالة لضمان أن
يكون هناك تعاون مالئم وعملي بني النيابة العامة والشرطة.
(ب) إحترام حماية حقوق اإلنسان والعمل على حمايتها ،وفق ًا لما تنص عليه إتفاقية حماية
حقوق اإلنسان والحريات األساسية؛
(ج) السعي إلى ضمان أن نظام العدالة الجنائية يعمل بأكبر قدر ممكن من السرعة.
.25ينبغي على أعضاء النيابة العامة اإلمتناع عن التمييز على أي أساس ،مثل اجلنس ،أو العرق ،أو
اللون ،أو اللغة ،أو الدين ،أو الرأي السياسي أو غيره ،أو األصل القومي أو اإلجتماعي ،أو اإلنتماء
الى أقلية قومية ،أو امللكية ،أو املولد ،أو الصحة ،أو غير ذلك من األسباب.
.26ينبغي على أعضاء النيابة العامة ضمان حتقيق املساواة أمام القانون ،والعمل على معرفة كافة
ّ
بغض النظر عما إذا كانت في املالبسات ذات الصلة بالقضية مبا فيها تلك التى تؤثر على املتهم،
مصلحته أم ال.
.27ال ينبغي على أعضاء النيابة العامة بدء املالحقة القضائية أو مواصلتها حني يتضح من خالل حتقيق
محايد أن التهمة ال أساس لها.
.28ينبغي أ ّال يقدم أعضاء النيابة العامة أدلة ضد متهمني مع علمهم ،أو إعتقادهم املبني على أسس
معقولة ،أنه مت احلصول على تلك األدلة من خالل اللجوء إلى أساليب تتعارض مع القانون .وفي
حالة أي شك ،يتعينّ على أعضاء النيابة العامة أن يطلبوا من احملكمة أن تصدر حكمها بشأن قبول
أو رفض تلك األدلة.
.29ينبغي على أعضاء النيابة العامة أن يسعوا لضمان حتقيق مبدأ تكافؤ “األسلحة” املتاحة جلميع
األطراف وبخاصة عن طريق اإلفصاح لألطراف األخرى ،ما لم ينص القانون علي غير ذلك ،عن
أية معلومات تكون بحوزتهم من شأنها أن تؤثر على عدالة النزاع .
دليل املمارسني رقم 1 144
.30ينبغي على أعضاء النيابة العامة احلفاظ على سرية املعلومات التي يتم احلصول عليها من الغير
السيما إذا كان إفتراض البراءة على املحِ َ ّك ،ما لم تقتضي مصلحة العدالة ضرورة اإلفصاح عن
املعلومات أو ينص القانون على ذلك.
.31إذا كان يحق ألعضاء النيابة العامة إتخاذ اإلجراءات التى تؤدي إلى التدخل في احلقوق واحلريات
األساسية للمتهم ،ينبغي أن تكون هناك إمكانية الرقابة القضائية على تلك اإلجراءات.
.32يتعينّ أن يراعي أعضاء النيابة العامة بشكل مالئم مصالح الشهود ،وعليهم بصفة خاصة إتخاذ ،أو
تعزيز ،التدابير الالزمة حلماية حياتهم وأمنهم وخصوصيتهم ،أو التأكد من إتخاذ هذه التدابير.
.33ينبغي أن يأخذ أعضاء النيابة العامة في احلسبان ،بشكل مالئم ،آراء ومخاوف املجني عليهم حني
تتأثر مصاحلهم الشخصية ،وعليهم أن يتخذوا ويعززوا التدابير الالزمة للتأكد من أن املجني عليهم
مت إبالغهم بحقوقهم وبتطور اإلجراءات.
.34ينبغي متكني األطراف املعنيني املعترف بوضعهم القانوني ،أو الذين ميكن التعرف على وضعهم
القانوني وبصفة خاصة املجني عليهم ،من الطعن في قرارات أعضاء النيابة العامة بحفظ التحقيق.
ويجوز تقدمي الطعن في القرار ،متى كان ذلك مالئم ًا ،بعد مراجعه من سلطة أعلى ،إما من خالل
املراجعة القضائية أو عن طريق تفويض األطراف لتعيني مدعني خصوصيني.
.35يتعينّ على الدول األعضاء أن تضمن إلتزام أعضاء النيابة العامة عند أداء وظائفهم “مبدونة
السلوك” ،وميكن أن تؤدي مخالفة قواعد هذه املدونة إلى فرض عقوبات مالئمة وفق ًا للفقرة ()5
أعاله ،وينبغي أن يخضع أداء أعضاء النيابة العامة إلى الفحص الداخلي الدوري.
.36
(أ) لتعزيز أداء أعضاء النيابة العامة ألعمالهم بنزاهة وثبات وكفاءة ،يتع ّين على الدول القيام
بما يلي:
••إعطاء أهمية قصوى ألساليب التدرج في التنظيم اإلداري مع مراعاة أال تؤدي
تلك األساليب إلى إيجاد هياكل تنظيمية بيروقراطية غير فعالة تتسبب في إعاقة
العمل؛
••تعريف المعايير والمبادئ العامة التى تستخدم كمراجع عند القرارات المتعلقة
بالحاالت الفردية لتجنب اتخاذ قرار تعسفي.
(ب) ينبغي أن يحدد البرلمان أو الحكومة أساليب التنظيم واإلرشادات والمبادئ والمعايير
سالفة الذكر ،وإذا كان القانون الوطني ينص على إستقالل أعضاء النيابة العامة ،يتم
تحديدها ومن خالل ممثلين عن النيابة العامة.
(ج) يتعين أن يحاط الرأي العام علم ًا بالتنظيم واإلرشادات والمبادئ والمعايير السالفة الذكر،
ويتع ّين تعريفها ألي شخص يطلب ذلك.
145 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
التعاون الدولي
.37على الرغم من الدور الذي قد تلعبه هيأت أخرى في األمور املتعلقة بالتعاون القضائي الدولي،
ينبغي زيادة االتصاالت املباشرة بني أعضاء النيابة العامة من مختلف الدول ،في إطار اإلتفاقيات
الدولية ،عندما توجد مثل هذه االتفاقيات ،أو على أساس اتفاقيات عملية.
.38ينبغي إتخاذ خطوات في عدد من املجاالت لدعم االتصاالت املباشرة بني أعضاء النيابة العامة في
سياق التعاون القضائي الدولي .وينبغي أن تتضمن تلك اخلطوات باألخص ما يلي:
(ب) وضع قائمة بأسماء وعناوين األشخاص الذين تجري إتصاالت معهم في مختلف السلطات
النيابية ،عالوة على مجاالت تخصصهم والمسؤوليات المنوطة بهم؛
(ج) إقامة عالقات شخصية منظمة بين أعضاء النيابة العامة من مختلف الدول وباألخص عن
طريق عقد إجتماعات منتظمة بين “رؤساء النيابة العامة”؛
(هـ) إنشاء وتطوير مهام الموظفين القانونيين بمكاتب اإلتصال في الدول األجنبية؛
(ح) عقد حلقات عمل دراسية مع الدول األخرى بشأن المسائل المتعلقة بالمساعدة المتبادلة
والموضوعات المشتركة في مجال الجريمة.
.39لتحسني ترشيد إجراءات املساعدة املتبادلة وتنسيقها ،ينبغي بذل جهود لتعزيز ما يلي:
(أ) الوعي بالحاجة إلى المشاركة الفعالة في التعاون الدولي بين أعضاء النيابة العامة بوجه
عام؛
ولتحقيق هذا الهدف ،ينبغي أن تتخذ الدول خطوات للتأكد من أن عضو النيابة العامة املسؤول عن
التعاون الدولي ،في الدولة صاحبة الطلب ،يستطيع أن يوجه طلبات املساعدة املتبادلة مباشرة إلى
اجلهة املختصة بتنفيذ اإلجراء املطلوب في الدولة األخرى ،وعلى الدول أن تتأكد من أن تلك اجلهة
يجوز لها أن تعيد مباشرة إلى ذلك املسؤول األدلة التي مت احلصول عليها.
دليل املمارسني رقم 1 146
املشاركون في هذا اإلجتماع املتعدد األطراف بشأن النظام األساسي للقضاة في أوروبا ،والذي نظمه
مجلس أوروبا في الفترة من 8-10متوز/يوليو ،1998
مع مراعاة أحكام املادة 6من اإلتفاقية األوروبية حلماية حقوق اإلنسان واحلريات األساسية التي تنص
على أن “لكل شخص احلق في محاكمة عادلة وعلنية في غضون فترة زمنية معقولة ،من قبل محكمة مستقلة
ومحايدة منشأة مبوجب القانون”؛
مع مراعاة املبادئ األساسية لألمم املتحدة بشأن إستقالل السلطة القضائية ،التي أقرتها اجلمعية العامة
لألمم املتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر 1985؛
وبعد اإلشارة إلى التوصية رقم ( )12لسنة 1994للجنة وزراء الدول األعضاء بشأن إستقالل وفعالية ودور
القضاة ،وبعد أن تبنت قراراتها ،واألهداف التي تعرب عنها؛
وإذ ترى أن تعزيز إستقالل السلطة القضائية ضروري لتعزيز سيادة القانون وحماية احلريات الفردية داخل
الدول الدميقراطية ،مما جتعلها أكثر فعالية؛
وإدراكا منها لضرورة وجود أحكام مناسبة لكفالة أفضل الضمانات لكفاءة وإستقالل ونزاهة القضاة ،على
أن يحدد ذلك في وثيقة رسمية موجهة إلى جميع الدول األوروبية؛
ورغبة في أن تندرج هذه األحكام في األنظمة األساسية للقضاة في الدول األوروبية املختلفة ،للتأكيد مبعايير
ملموسة على أفضل مستوى من الضمانات؛
.1مبادئ عامة
1.1يهدف النظام األساسي للقضاة إلى ضمان الكفاءة ،والنزاهة ،واإلستقالل ،التي يتوقعها كل فرد
وبطريقة مشروعة من محاكم القانون ومن كل قاضي منوط به حماية حقوقه .و يستبعد كل حكم وكل
إجراء من شأنه أن ينال من هذه الكفاءة والنزاهة وهذا اإلستقالل .ويتكون هذا امليثاق فيما بعد
من األحكام التي هي األجدر بضمان حتقيق هذه األهداف التي تطمح إلى رفع مستوى الضمانات
في مختلف الدول األوروبية ،التي ال ميكن أن تبرر إجراء تعديالت في القوانني الوطنية متيل الى
تخفيض مستوى الضمانات التي حتققت فعال في البلدان املعنية.
1.3إن النظام األساسي ينص على تدخل هيئة مستقلة عن السلطتني التنفيذية والتشريعيةَّ ،مشكلة على
األقل من نصف الذين يجلسون للقضاء ممن إنتخبوا من قبل أقرانهم باألساليب املتبعة لضمان أكبر
147 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
متثيل للسلطة القضائية ،فيما يتعلق بكل قرار من شأنه أن يؤثر على إختيار املوظفني وتعيينهم،
أو التدرج الوظيفي ،أو إنهاء والية القاضي.
1.4يمَ نح النظام األساسي لكل قاض يرى أن إستقالله مهدد ،أو حقوقه أي ًا كان نوعها ُم َ
تجاهلة ،حق
الرجوع إلى هذه الهيئة املستقلة مع امكانية التعويض أو إقتراح التعويض.
عال
1.5يتوجب على القضاة أن ُيظهروا في أدائهم لواجباتهم إحترامهم لألفراد واحلفاظ على مستوى ٍ
من الكفاءة في إصدار األحكام ،وضمان احلقوق الفردية واحملافظة على سرية املعلومات التى ُعهد
إليهم بها أثناء سير اإلجراءات.
1.6على الدولة ضمان الوسائل الالزمة للقضاة إلجناز مهامهم على الوجه السليم ،وخاصة في األمور
املتعلقة بالبت في القضايا بحرية وفي غضون فترة معقولة.
1.7تساهم املنظمات املهنية التي أنشأها القضاة ،والتي ميكنهم اإلنضمام إليها بحرية ،بوجه خاص
في الدفاع عن احلقوق املضمونة لهم مبوجب النظام األساسي ،خاصة في عالقاتهم بالسلطات
والهيئات التي تشارك في القرارات املتعلقة بهم.
1.8يرتبط القضاة من خالل ممثليهم ومنظماتهم املهنية بالقرارات املتعلقة بإدارة احملاكم ،وحتديد
وسائلها ،وتوزيعها على املستويني الوطني واحمللي .ويستشاروا على النحو ذاته حول خطط تعديل
قانونهم األساسي وحتديد معايير األجور والرعاية اإلجتماعية.
2.2ينص النظام األساسي على الشروط الواجب توافرها والتي تلبي اإلحتياجات املرتبطة باملؤهالت
العلمية أو اخلبرة السابقة ،وحتديد ًا القدرة على أداء الواجبات القضائية.
2.3يكفل النظام األساسي إعداد املرشحني املختارين ملمارسة املهام القضائية من خالل التدريب
املناسب الذي متوله الدولة .و تضمن السلطة املشار إليها في الفقرة 3.1برامج التدريب املالئمة
واملنظمة في ضوء متطلبات اإلنفتاح ،والكفاءة ،والنزاهة التي ترتبط مبمارسة املهام القضائية.
.3التعيين واإلقالة
3.1تتخذ السلطة املستقلة املشار إليها في الفقرة ،1.3أو بناء على إقتراحها ،أو توصيتها ،أو موافقتها،
او تبع ًا لرأيها ،قرار تعيني املرشح/ة املختار/ة لشغل منصب القضاء ،وتكليفه/ها بالعمل في
احملكمة.
3.2يحدد النظام األساسي ماهية األحوال التي تتعلق باألنشطة السابقة للمرشح ،أو تلك املنخرط فيها
بعالقات وثيقة ،والتي قد تثار حول نزاهة وإستقالل املرشح مما تشكل عائق ًا لتعيينه في احملكمة.
دليل املمارسني رقم 1 148
3.3ال يصبح قرار التعيني نهائي ًا في حالة تطلبت إجراءات التعيني خضوع املرشح لفترة جتريبية قصيرة
قبل التعيني ،أو إذا كان التعيني ملدة محددة قابلة للتجديد ،إال بعد موافقة الهيئة املستقلة املشار
إليها في الفقرة ،1.3أو بناء على إقتراح أو توصية منها مع تطبيق األحكام الواردة أيض ًا بالفقرة
.1.4
3.4ال يجوز من حيث املبدأ أن ُ يعني قاض يشغل منصب القضاء في محكمة ما في محكمة أخرى ،حتى
ولو عن طريق الترقية ،من دون موافقته .و يستثنى من هذا املبدأ حالة النقل تنفيذ ًا لعقوبة تأديبية .و
في حالة النقل التأديبي ،أو في حالة اإلحالة املؤقتة لدعم محكمة مجاورة ،فإن أقصى مدة لإلحالة
يجب أن تكون محددة بالقانون دون اإلخالل بتطبيق أحكام الفقرة 1 . 4من هذا امليثاق.
.4التطور الوظيفي
4.1إذا كان نظام الترقية ال يقوم على أساس األقدمية وإمنا على أساس اجلدارة والصفات املشهودة
في أداء القاضي للمهام املنوطة به ،يتعينّ أن تكون التقييمات موضوعية وأن يقوم بها قاضي ،أو
عدد من القضاة ،ومشاورة القاضي املعني باألمر.
وينبغي أن يصدر قرار الترقية عن طريق السلطة املستقلة املشار إليها في أحكام الفقرة ،1.3أو
بناء ًا على مقترحاتها ،أو موافقتها .هذا مع اإلحتفاظ بحق القضاة الذين لم يشملهم قرار الترقية
في تقدمي شكوى أمام هذه السلطة.
4.2للقضاة حرية القيام بأنشطة خارج واليتهم القضائية مبا فيها تلك التي ترتبط مبمارسة حقوقهم
كمواطنني .وال يجوز تقييد هذه احلرية إ ّال بقدر ما يتنافى مع الثقة ،أو النزاهة ،أو إالستقاللية
املفترضة في القاضي ،أو ما يتنافى مع تفرغه للتعامل بإهتمام ،وخالل فترة معقولة ،مع القضايا
املطروحة أمامه .ويجب أن يحصل القاضي على ترخيص مسبق وفق ًا للشروط املنصوص عليها في
النظام األساسي للقضاة ملمارسة االنشطة األدبية والفنية املؤدى عنها.
4.3يحظر على القضاة إظهار أي سلوك ،أو تصرف ،أو أي تعبير يؤثر على نزاهتهم وإستقاللهم.
4.4يكفل القانون للقضاة ضمانات بشأن توسيع معارفهم التقنية ،والثقافية ،واإلجتماعية املطلوبة ألداء
مهامهم ،وذلك من خالل ضمان تدريبهم على نفقة الدولة ،مع مراعاة إحترام الشروط املنصوص
عليها في الفقرة 2.3من هذا امليثاق.
.5المســؤولية
5.1يترتب على إهمال القاضي إلحدى الواجبات احملددة صراحة في النظام األساسي ،عقوبة تصدر
بقرار أو بناء على إقتراح ،أو توصية ،أو مبوافقة احملكمة أو سلطة مكونة على األقل في نصفها من
قضاة منتخبني من خالل اإلجراءات املوضوعة في هذا اإلطار ،مع ضمان مشاركة كاملة لألطراف
املعنيني لإلستماع إليهم ،وتخويل القاضي حق التمثيل في اإلجراءات التي شرعت ضده .ويجب أن
ينص القانون على نطاق العقوبات املفروضة والتي يتوجب أن تخضع ملبدأ التناسب .هذا ،ويكون
القرار الصادر بالعقوبة عن السلطة التنفيذية ،أو احملكمة ،أو السلطة املعنية ،مفتوح ًا للطعن عليه
من قبل هيأة قضائية أعلى.
5.2تضمن الدولة التعويض عن الضرر الناشئ عن صدور قرار قضائي أو عن سلوك القاضي أثناء
ممارسته ملهامه القضائية .وينص النظام األساسي على أنه ،ميكن للدولة في إطار حدود ثابتة،
إمكانية طلب تعويض من القاضي وذلك عن طريق اإلجراءات القانونية ،في حالة إتيانه بخطأ جسيم
149 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
وخرقه للقواعد املنظمة ألداء مهامه القضائية .و ُيقدم طلب الشكوى إلى احملكمة املختصة طبق ًا
لإلتفاق املسبق مع السلطة املشار إليها في الفقرة .1.3
5.3يجب أن يكون لكل فرد احلق في تقدمي شكوى ،وبدون إجراءات شكلية خاصة ،فيما يتعلق بإنكار
العدالة في قضية معينة إلى هيئة مستقلة .تتمثل سلطة هذه الهيئة ،في حالة ما ثبت بعد التدقيق
أو الفحص ومبا ال يدع مجاال للشك ،وقوع اإلهمال من جانب القاضي ،إحالة املسألة إلى جلنة
التأديب أو على األقل التوصية بإحالتها إلى السلطة املختصة طبق ًا للقانون ومثلما ورد في الفقرة
.5.1
6.2قد تتفاوت أجور القضاة بحسب طول مدة اخلدمة وطبيعتها ،حسب الواجبات املنوط بهم االضطالع
بها بصفة مهنية ،وأهمية االشغال التي تفرض عليهم والتي يتم تقييمها في ظروف شفافة.
6.3يوفر النظام األساسي ضمانات مهنية لعمل القضاة ضد املخاطر اإلجتماعية املرتبطة باملرض،
والعجز ،واألمومة ،والشيخوخة ،والوفاة.
6.4يكفل القانون أن يدفع معاش ًا تقاعدي ًا للقضاة الذين بلغوا السن القانونية للتقاعد ،والذين أ ّدوا
واجباتهم القضائية ملدة محدودة ،ويجب أن يكون ذلك املعاش على أقرب مستوى ممكن من رواتبهم
النهائية بصفتهم قضاة.
.7إنهاء الخدمة
7.1يتعينّ حتديد حاالت إنقطاع القاضي عن ممارسة عمله بصورة دائمة عن طريق اإلستقالة ،أو
الشهادات الطبية املتعلقة بعدم اللياقة البدنية ،أو القيود املرتبطه بالسن ،أو اإلقالة احملددة في
إطار اإلجراءات على النحو املتوخى في الفقرة 1.5من هذا امليثاق.
7.2يجب أن حتقق السلطة املشار إليها في الفقرة 1.3في وقوع واحدة من األسباب الواردة في الفقرة
،7.1بإستثناء بلوغ سن التقاعد ،أو إنتهاء املدة القانونية لشغل املنصب.
دليل املمارسني رقم 1 150
المذكرة التوضيحية
إن األحكام الواردة في امليثاق األوروبي تتناول ليس فقط القضاة الدائمني وإمنا أيض ًا القضاة غير املهنيني.
فجدير باالهتمام أن يتمتع كافة القضاة بضمانات تتعلق بالتعيني ،و حاالت التنافي ،والسلوك خارج الوظيفة،
وإنهاء مدة اخلدمة من املنصب القضائي.
في كل االحوال ،فإن امليثاق يضع كذلك احكام خاصة تتعلق مبهنية القضاة ،وفي الواقع فإن هذه
اخلصوصية مرتبطة بشكل وثيق بهذه املهنة.
إن أحكام امليثاق األوروبي تتعلق بالنظام األساسي بغض النظر عن قضاة كل احملاكم التي يتوجه اليها
الناس ،مبطالب مباشرة دعوى ما ،أو مبطالب البت في قضاياهم سواء كانت مدنية ،أو جنائية ،أو إدارية،
أو ذات طبيعة أخرى.
.1المبادئ العامة
1.1إن امليثاقَ يسعى إلى حتديد مضمون النظام األساسي للقضاة على أساس األهداف التي ينبغي
حتقيقها ،وهي :ضمان الكفاءة ،واإلستقاللية ،والنزاهة التي يتوقعها اجلمهور من احملاكم والقضاة
املنوط بهم حماية حقوقهم .إن امليثاق ليس هدف ًا في حد ذاته ،بل هو وسيلة لضمان أن حقوق
األفراد مشمولة بحماية احملاكم والقضاة ،وذات ضمانات مناسبة وفعالة بشأن هذه احلماية.
إن هذه الضمانات املتعلقة بحقوق األفراد مكفولة باإلختصاص القضائي ،أي الكفاءة ،واإلستقالل،
واحلياد .وهذه إشارات إيجابية ألن القانون األساسي للقاضي يجب أن يسعى جاهد ًا لضمان هذه
احلقوق في كل االحوال ،و قد تكون هذه االشارات سلبية أيض ًا ألنه يجب أ ّال يتضمن القانون أي
عنصر من شأنه أن يؤثر على ثقة اجلمهور في الكفاءة واإلستقالل والنزاهة.
ويثار التساؤل عما إذا كان يتعينّ أن تكون أحكام امليثاق ملزمة ،مما يتبع ذلك إدراجها في
التشريعات الوطنية التي تنظم السلطة القضائية ،أو ما إذا كان ينبغي لها أن تتمتع بقوة التوصيات،
حيث تكون النصوص املختلفة القادرة على حتقيق ضمانات مماثلة ،قابلة للتطبيق.
ما ُي َبرر هذه املقاربة االخيرة هو اإلعراض عن إنتقاد االنظمة الوطنية القائمة على معايير قدمية
وثابتة كفلت ضمانات قانونية فعالة للحماية القضائية،حتى وإذا كانت هذه االنظمة تكاد ال تذكر
مثل هذه احلماية .ومع ذلك ،فإن هناك عدد ًا ال بأس به من الدول ،مبا في ذلك الدول اجلديدة
العضوية في مجلس اوروبا ،التي ال تنظم ممارسة السلطات السياسية في مجال التعيني ،والتكليف،
والترقية ،أو إنهاء خدمة القضاة ،تتصف ضماناتها املتعلقة بالكفاءة واإلستقالل والنزاهة بعدم
الفعالية .لهذا السبب ،ورغم أن أحكام امليثاق فعلي ًا غير ملزمة فإنها تُقدم على أنها الوسيلة املثلى
لضمان حتقيق األهداف املذكورة أعاله .فالعديد من أحكام امليثاق غير قابلة للتطبيق في األنظمة
التي ُينتخب املواطنون مبوجبها القضاة مباشرة .فمن املستحيل وضع ميثاق تتآلف أحكامه مع
مثل هذه األنظمة اإلنتخابية ،فهذا سيؤدي إلى الهبوط بالنص إلى أدنى املستويات.
وال يهدف امليثاق إلى إبطال هذه األنظمة اإلنتخابية ،ألنه حيثما وجدت إعتبرت من قبل رعايا
الدول املعنية بأنها “الدميقراطية املثلى” .وميكن إعتبار أحكام امليثاق قابلة للتطبيق ،بقدر اإلمكان،
على النظم التي تتبنى إنتخاب السلطة القضائية .فعلى سبيل املثال ،األحكام املنصوص عليها
في الفقرتني “ ”2.2و “( ”2.3العبارة األولى) والتي تنطبق بالتأكيد على هذه النظم حيث تقدم
ضمانات مناسبة بدرجة كبيرة.
151 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
إن أحكام امليثاق تهدف إلى رفع مستوى الضمانات في مختلف الدول األوروبية .ويعتمد ذلك على
مستوى ما حتقق بالفعل في الدولة .لكن أحكام امليثاق ال يجب بأي حال من األحوال أن تكون
أساس ًا لتعديل القوانني الوطنية وإمنا ملعاجلة إنخفاض مستوى الضمانات.
1.2املبادئ األساسية التي تشكل النظام األساسي للقضاة وحتديد الضمانات املتعلقة بكفاءة،
وإستقالل ،ونزاهة القضاة واحملاكم ،يجب أن تسن على مستوى اعلى القواعد املعيارية أي في
الدستور ،في حالة الدول األوروبية التي وضعت دساتير ًا لها .ينبغي ان تقنن القواعد املدرجة في
هذا امليثاق على املستوى التشريعي الذي يعد أعلى مستوى في الدول ذات الدساتير املرنة.
إن احلاجة إلى تضمني هذه املبادئ والقواعد األساسية في التشريع أو الدستور يحميها من
التعديالت مبوجب إجراءات سريعة غير مناسبة للقضايا املطروحة .وبصفة خاصة ،فإن املبادئ
األساسية املنصوص عليها في الدستور متنع سن تشريعات من شأنها او من شأن اثارها املس
بهذه املبادئ .و من خالل نصه على وجوب إدراج هذه املبادئ في النظم القانونية الداخلية ،ال
يتعرض امليثاق لألحكام والضمانات املنصوص عليها في الصكوك الدولية امللزمة للدول األوروبية،
ال سيما وأن امليثاق يستلهم أبرز هذه األحكام كما ورد ذلك في الديباجة.
1.3ينص امليثاق على تدخل هيئة مستقلة عن السلطتني التنفيذية والتشريعية عندما يتطلب األمر قرار ًا
بشأن إختيار ،وتعيني ،وتوظيف القضاة ،أو تطوير مهنتهم أو إنهاء خدمتهم .إن نص هذا احلكم
يهدف إلى تغطية حاالت مختلفة ،تتراوح بني مجرد تقدمي املشورة للهيئة التنفيذية أو التشريعية،
والقرارات الفعلية الصادرة عن الهيئة املستقلة.
وكان ال بد من مراعاة بعض اإلختالفات في النظم القانونية الوطنية ،إذ قد جتد بعض الدول صعوبة
في تقبل هيئة مستقلة حتل محل الهيئة السياسية املسؤولة عن التعيينات .وفي كل األحوال فإن
شرط احلصول في مثل هذه احلاالت ،على األقل ،على توصية أو رأي الهيئة املستقلة ،يكون حافز ًا
مهم ًا ،إن لم يكن توصيه فعلية ملزمة لهيئة التعيينات الرسمية .فحسب روح امليثاق ،فإن توصيات
وآراء الهيئة املستقلة ال تشكل ضمانات بأن يتم إتباعها بصفة عامة في املمارسة .وتُلزم السلطة
السياسية أو االدارية التي لم تتبع هذه التوصية أو الرأي ،باإلفصاح عن أسباب رفضها القيام
بذلك على األقل .إن هذا النص ال ميكن الهيئة املستقلة من التدخل إما برأي مباشر ،أو رسمي،
أو توصية ،أو مقترح ،أو بقرار فعلي.
أما عن عضوية الهيئة املستقلة ،فقد إستقر امليثاق بخصوص هذه النقطة على أن يكون نصف
عدد أعضائها على االقل من قضاة منتخبني من قبل أقرانهم ،األمر الذي يعني أ ّال يكون القضاة
أقلية أو أكثرية في هذه الهيئة املستقلة .ونظر ًا لتنوع التصورات واملناقشات الفلسفية في الدول
عال ،وتكفل في الوقتاألوروبية ،فإن نسبة ٪ 50من القضاة تضمن وجود ضمانات ذات مستوى ٍ
عينه مراعاة أية إعتبارات سائدة في مختلف اإلنظمه الوطنية.
ينص امليثاق على ضرورة إنتخاب القضاة األعضاء في الهيئة املستقلة من قبل زمالئهم بغية
ضمان إستقالل هذه الهيئة عن أي سلطة سياسية تابعة للسلطة التنفيذية أو التشريعية .و من
املمكن ان يكون هناك إحتمال وجود ميوالت حزبية في تعيني القضاة ودورهم مبوجب هذا اإلجراء.
إذ يتوقع ،وبالتحديد من قضاة الهيئة املستقلة ،أن ميتنعوا عن السعي لصالح أحزاب سياسية،
أو هيئات معينة ،أو منتخبة من قبل هذه األحزاب أو بواسطتها .وأخير ُا ،دون اإلصرار على أي
نظام للتصويت فإن امليثاق يشير إلى أن طريقة إنتخاب القضاة لهذه الهيئة يجب أن يضمن أوسع
نسبة متثيل.
دليل املمارسني رقم 1 152
1.4ينص امليثاق على “احلق في الطعن” لكل قاضى يرى أن حقوقه ،احملفوظة في النظام األساسي،
وبشكل عام إستقالله ،أو اإلجراءات القانونية ،مهددة أو أعتدي عليها بأي شكل من األشكال.
احلق في أن يرفع املسألة إلى هيئة مستقلة .وهذا يعني ،أن القضاة لن ُيتركوا غير محصنني ضد
املس بإستقاللهم .فوجود مبادئ حول حماية القضاء دون آليات تدعمها لضمان التنفيذ الفعال غير
مجدي.
إن تدخل الهيئة املستقلة قبل إتخاذ أي قرار بشأن الوضع الفردي القاضي ال يغطي بالضرورة كل
احلاالت املمكنة التي تنال من إستقالله ،ومن األهمية التأكيد على أن القضاة ميكنهم اللجوء لهذه
الهيئة من تلقاء أنفسهم حيث ينص امليثاق على أن الهيئة يجب أن تكون قادرة على معاجلة احلاالت
التي متس إستقالل القاضي من تلقاء نفسها ،أو أن تقترح السلطة املختصة مبعاجلتها .ويتعينّ
أن يأخذ في اإلعتبار تنوع األنظمة الوطنية ،فالتوصية املباشرة من هيئة مستقلة بخصوص حالة
معينة قد تكون حافز ًا كبير ًا للسلطة في مسألة تصحيح الوضع املشكو منه.
1.5يحدد امليثاق الواجبات الرئيسية للقاضي في ممارسته ملهام وظيفته .مفهوم “التفرغ” يشير إلى
الوقت الالزم للبت في القضايا على النحو املالئم ،واإلنتباه واليقظة كمطلب لهذه الوظيفة الهامة،
حيث أن قرار القاضي هو الضمانه حلقوق األفراد .إن إحترام األفراد أمر حيوي بصفة خاصة
في مواقع السلطة كالتي يشغلها القاضي ،طاملا أنهم يشعرون غالبا بالضعف عند مواجهة السلطة
القضائية.
هذه الفقرة ،تلزم القاضي أيض ًا بإحترام سرية املعلومات التي تُكشف له أثناء سير الدعاوى .وتشير
الفقرة إلى أنه يجب على القضاة أن يضمنوا احلفاظ على مستوى عالي من الكفاءة في القضايا
املنظورة أمامهم .وهذا يعني ،أن املستوى العالي من الكفاءة والقدرة هو شرط دائم للفصل في
القضايا من قبل القاضي الذي يتوجب عليه احلفاظ على هذا املستوى العالي حتى ولو إقتضي
األمر تدريبات إضافية .و كما ُأشير إلى ذلك في وقت سابق في هذا النص ،يجب أن يمُ نح القضاة
تسهيالت الوصول إلى مراكز التدريب.
1.6يوضح امليثاق أنه يجب على الدولة أن تضمن للقضاة الوسائل الالزمة إلجناز مهامهم على الوجه
األكمل ،وخاصة في ما يتعلق بالتعامل مع القضايا في غضون فترة زمنية معقولة .إن عدم اإلشارة
الصريحة إلى هذا اإللتزام الذي ُيعد من مسؤولية الدولة ،يؤدي إلى تالشي مبررات املقترحات
املتعلقة مبسؤولية القضاة.
1.7يقر امليثاق بدور الرابطات املهنية املشكلة بواسطة القضاة ،وحق جميع القضاة في اإلنضمام إليها
بحرية ،ومنع أي شكل من أشكال التمييز القانوني جتاه احلق في اإلنضمام إليها .وقد أشار امليثاق
أيض ًا ،أن مثل هذه الرابطات تساهم بصفة خاصة في الدفاع عن احلقوق القانونية للقضاة أمام
السلطات والهيئات ،كما ميكن أن تشارك في القرارات التي متسها و متس القضاة .ومن ثم ،ال
ُينكر على القضاة حق تشكيل واإلنضمام إلى الرابطات املهنية.
و رغم أن امليثاق لم يولِ هذه الرابطات مسؤولية الدفاع عن احلقوق القانونية للقضاة ،إ ّال أنه أشار
إلى وجوب إحترام واإلعتراف مبساهمتها في الدفاع عن هذه احلقوق أمام السلطات والهيئات
املعنية بالقرارات التي تؤثر على القضاة .من جملة هذه التطبيقات ،السلطة املستقلة املشار إليها
في الفقرة .1.3
153 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
1.8ينص امليثاق على أنه يتعينّ على القضاة اإلرتباط من خالل ممثليهم ،السيما أعضاء السلطة املشار
إليها في الفقرة 1.3ومن خالل الرابطات املهنية ،بأي قرارات تُتخذ بشأن إدارة احملاكم ،وحتديد
مصادر متويل ميزانية احملاكم وتنفيذ هذه القرارات على الصعيدين احمللي والوطني.
ومن دون اإلشارة إلى أي شكل من األطر القانونية التنظيمية ،فإنه يتوجب إشراك القضاة في
حتديد امليزانية الشاملة واملوارد املخصصة للمحاكم الفردية ،مما يعني إرساء إجراءات تشاورية
ومتثيلية على الصعيدين الوطني واحمللي .وهذا ينطبق أيض ًا على نطاق أوسع في إدارة العدل
واحملاكم .غير أن امليثاق لم ينص على مسؤولية القضاة عن هذه اإلدارة ،لكنه تطلب أ ّال يتم
إستبعادهم من القرارات اإلدارية .إن تشاور القضاة بواسطة ممثليهم أو الرابطات املهنية حول أي
تغير مقترح في القانون ،أو فيما يتعلق بالتغيير في أجورهم أو الرعاية االجتماعية ،مبا فيها املعاش
التقاعدي ،يجب أن يكفل أنهم ليسوا مبنأى عن عملية صنع القرار فيما يتعلق بهذه املجاالت.
ومع ذلك ،فإن امليثاق لم يأذن بإنتهاك صالحيات صنع القرار املخول للهيئات الوطنية املسؤولة عن
مثل هذه األمور في إطار الدستور.
عملي ًا ،يتعينّ أن يكون إجراء اإلختيار منفصال ًعن إجراء التعيني الفعلي مع التأكيد على أهمية
الضمانات املصاحبة إلجراء اإلختيار .و يجب أن ينبني اإلختيار من قبل الهيئة على املعايير ذات
الصلة بطبيعة الواجبات التى يجب أن ُت َؤ َّدى .ومن ثم ،يجب أن يكون الهدف األساسي هو تقييم
قدرة املرشح على النظر في الدعاوى بإستقاللية وتفكير مستقل .و تعد القدرة على إظهار احليادية
خالل ممارسة املهام القضائية عنصر ًا جوهري ًا .كذلك ،فإن القدرة على تطبيق القانون ،تعني على
السواء املعرفة القانونية واملقدرة على وضع القانون موضع التطبيق.
و يتعينّ أيض ًا على هيئة اإلختيار ضمان أن سلوك املرشح كقاضي سوف يكون محترم ًا للكرامة
اإلنسانية ،و هو أمر حيوي في املواجهات بني األشخاص في مواقع السلطة واملتقاضيني الذين غالب ًا
ما يكونون في صعوبات بالغة .وأخيرا ،يجب أ ّال يكون اإلختيار على أساس معايير متييزية فيما
يتصل باجلنس ،أو األصل العرقي ،أو االجتماعي ،أو اآلراء السياسية ،أو الفلسفية أو الدينية.
2.2من أجل ضمان القدرة على تنفيذ املهام املتعلقة باملنصب القضائي ،يتعينّ أن حتدد قواعد اإلختيار
ال على إعتماد نظام التعيني على أساسوالتعيني متطلبات التأهيل واخلبرة السابقة .وهذا ينطبق مث ً
عدد سنوات اخلبرة القانونية أو القضائية.
2.3إن طبيعة املنصب القضائي التى تتطلب تدخل القاضي في احلاالت املعقدة التي غالب ًا ما تكون
صعبة إذا ما تعلق األمر بإحترام الكرامة اإلنسانية ،جتعل التحقق “املجرد” من أهلية القاضي
ملثل هذا املنصب غير كافية .و يجب أن يكون املرشحون املختارون ألداء الواجبات القضائية على
إستعداد للقيام بهذه املهام من خالل التدريب املناسب الذي تقوم الدولة بتمويله .ويتعينّ إتخاذ
تدابير إحترازية في إعداد القضاة بغية إصدار قرارات تتسم باإلستقالل واحليادية ،حيث الكفاءة
والنزاهة واإلنفتاح ،كل هذه االمور مضمونة في كل من محتوى برامج التدريب وأداء الهيئات
املنفذة لها .لذلك ،فإن امليثاق ينص على أن السلطة املشار إليها في الفقرة 1.3يجب أن تضمن
دليل املمارسني رقم 1 154
برامج تدريب مالئمة ،واملؤسسة التي تقوم بتنفيذ هذه البرامج ،في ضوء متطلبات االنفتاح والكفاءة
والنزاهة التي ترتبط مبمارسة املهام القضائية .و يجب أن يتوفر للهيئة املوارد الالزمة لتحقيق هذه
الغاية ،وتبع ًا للقواعد املنصوص عليها في النظام األساسي ،يجب أن حتدد إجراءات إشراف هذه
الهيئة وفق ًا للمتطلبات املذكورة املتعلقة بالبرامج وتنفيذها من قبل هيئات التدريب.
.3التعيين واإلقالة
3.1قد مت ّيز النظم الوطنية بني اإلجراء الفعلي لإلختيار وإجراءات تعيني القاضي وتكليفه بالعمل
في محكمة معينة .وجتدر اإلشارة هنا إلى أن قرارات تعيني أو تكليف القضاة تصدر عن الهيئة
املستقلة املشار إليها في الفقرة 1.3من هذا امليثاق ،أو بناء على إقتراحها ،أو توصيتها ،أو
موافقتها ،أوبناء ًا على رأيها.
3.2يتناول امليثاق مسألة التنافي ،حيث إستبع َد فرضية التعارض املطلق ،إذ من شأنه أن يعرقل
التعيينات القضائية على أساس األنشطة السابقة للمرشحني أو أقاربهم .من ناحية أخرى ،عندما
ُيعني القاضي في محكمة معينة ،يجب أن تنظر الظروف املذكورة أعاله والتي قد تثير الشكوك
محام للعمل كقاض في
ٍ القانونية واملوضوعية حول نزاهته أو إستقالله .مثال ذلك ،عدم جواز تكليف
محكمة في نفس املدينة التي كان ميارس فيها مهام عمله في السابق .ومن الصعب أيض ًا ،تصور
القاضي املنتدب إلى محكمة في بلدة يكون فيها الزوج(ة) ،أو األب ،أو األم ،على سبيل املثال عمدة
املدينة ،أو عضو في برملانها ،أو مجلسها احمللي.
لذلك ،حني يكلف القضاة باإلنتداب إلى محكمة معينة ،فإن القانون املعني يجب أن يراعي احلاالت
التي يحتمل أن تثير شكوك ًا قانونية وموضوعية حول نزاهتهم وإستقاللهم.
3.3تنص بعض النظم الوطنية على أن تشمل إجراءات التعيني فترة إختبار قبل التعيني الدائم ملنصب
القضاء ،والبعض اآلخر من النظم يعينّ القضاة بعقود محددة املدة قابلة للتجديد .في مثل هذه
احلاالت ،فإن قرار عدم التعني الدائم أو التجديد يجب أن يتخذ من قبل الهيئة املستقلة املشار إليها
في الفقرة ،1.3أو بناء ًا على إقتراحها أو توصيتها أو موافقتها أو بناء ًا على رأيها .إن وجود فترات
إختبار أو جتديد عقود يعطى املرشح احلق في الضمانات املقدمة كما هو مشار إليه في الفقرة
1.4والتي تنطبق على هذه املسألة.
3.4ينص امليثاق على عدم جواز عزل القضاة ،مما يعني عدم جواز إحالة القاضي إلى محكمة أخرى ،أو
تغيير مهامه دون رضاه .ومع ذلك ،هناك إستثناءات ُيسمح مبوجبها نقل القاضي كما هو منصوص
عليه في اإلطار التأديبي ،أو حدوث إعادة للتنظيم القانوني لنظام احملكمة .ويشمل ذلك على سبيل
املثال ،إغالق احملكمة ،أو النقل املؤقت للقاضي ملساعدة محكمة مجاورة .وفي احلالة األخيرة يتعني
أن تكون املدة املؤقتة محددة بالقانون ذي الصلة .ومع ذلك ،ونظر ًا ألن نقل القاضي دون رضاه
يثير حساسية بالغة ،فجدير بالذكر أنه مبوجب أحكام الفقرة ،1.4يحق للقاضي الطعن أمام هيئة
مستقلة حتقق في شرعية هذا النقل .وفي الواقع ،فإن حق الطعن ميكن أيض ًا أن يعالج احلاالت
التي لم ترد حتديد ًا في أحكام امليثاق كاحلالة التي يتحمل فيها القاضي العمل املفرط ،األمر الذي
يحول عملي ًا دون إضطالعه مبسؤولياته بصورة طبيعية.
.4التطور الوظيفي
4.1بغض النظر عن احلاالت التي تتم فيها ترقية القضاة على أساس مدة اخلدمة -وهو نظام
لم يستبعده امليثاق بأي حال من األحوال لكونه يوفر حماية فعالة لإلستقاللية ،لكنه يتطلب من
155 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
عال من املؤهالت اخلاصة -يجب احلرص على أن موضوع الترقية األشخاص املعنيني مستوى ٍ
لن يؤثر على إستقاللية القضاة وحياديتهم .وال ب ّد من اإلشارة هنا إلى حالتني :حالة منع القضاة
من الترقية بطريقة غير قانونية ،أو ترقيتهم بدون مبرر.
يعرف امليثاق معيار الترقية على أساس اجلدارة ،والصفات املشهودة في أداء القاضيلهذا السبب ّ
املهام املنوطة به ،بواسطة تقييمات موضوعية يقوم بها عدد من القضاة وتتم مناقشتها مع القاضي
املعني .و يجب أن تصدر القرارات املتعلقة بالترقيات على أساس هذه التقييمات وفي ضوء
اإلقتراح الذي تقدمت به السلطة املستقلة املشار إليها في الفقرة ،1.3أو بناء على توصيتها ،أو
بناء ًا على رأيها .وينص امليثاق صراحة على حق القاضي الذي ُأقترحت ترقيته بالتقدم أمام الهيئة
املشار إليها لعرض قضيته .هذا ،و ال يتوقع تطبيق أحكام الفقرة 4.1في األنظمة التي ال يرقي
فيها القضاة وال يوجد فيها تسلسل هرمي قضائي ،وهي األنظمة التي توفر إلى حد كبير حماية
إستقاللية السلطة القضائية.
يتطرق امليثاق هنا إلى األنشطة التى متارس إلى جانب السلطة القضائية .وينص على أن للقضاة ّ 4.2
حرية القيام بأنشطة خارج واليتهم القضائية مبا فيها تلك التي ترتبط بحقوقهم كمواطنني .وال
يجوز تقييد هذه احلرية إ ّال بقدر ما يتنافى مع الثقة في القاضي ،أو نزاهتة ،أو إستقالليتة ،أومع
جاهزيته للتعامل بعناية ،وخالل فترة معقولة مع املسائل املطروحة أمامه .غير أن امليثاق لم يحدد أي
منط معني من هذه األنشطة .لذا يجب تقييم آثارها السلبية على شروط تأدية الواجبات القضائية.
وينص امليثاق على أنه يتعينّ على القضاة احلصول على إذن مسبق فيما يتعلق باألنشطة ذات اجر
غير األدبية ،وغير الفنية.
تعرف أحيان ًا حتت إسم “ السرية القضائية “ ،ويتبنى امليثاق موقف ًا قد إستمده
4.3يعالج امليثاق مسألة ّ
من نص املادة 6من اإلتفاقية األوروبية حلقوق اإلنسان والقانون القضائي للمحكمة األوروبية حلقوق
اإلنسان“ :على القضاة أن ميتنعوا عن كل سلوك أو عمل أو تعبير من احملتمل أن يؤثر على ثقة
اجلمهور في حيادهم وإستقاللهم”.
إن اإلشارة إلى مثل هذه األخطار من شأنها أن جتنب أي تصلب في عالقات القاضي اإلجتماعية
واالجتماعي.
ً التي قد تؤدي به إلى أن يصبح مهمش ًا على املستوى املدني
4.4ينص امليثاق على “حق القاضي في التدريب الداخلي” :للقاضي احلق في إتباع دورات تدريبية
منظمة على نفقة الدولة ،بهدف ضمان احملافظة على القدرات التقنية واإلجتماعية واملهارات الثقافية
وحتسينها .ويتعينّ على الدولة ضمان أن مثل هذه البرامج قد وضعت وفق ًا للشروط املنصوص عليها
في الفقرة ،2.3والتي تشير إلى السلطة املستقلة املذكورة في الفقرة ،1.3وذلك ضمان ًا ملالءمتها
حملتوى الدورات التدريبية.
ويتصف تعريف ضمانات التدريب ،املنصوص عليها في الفقرتني 2.3و ،4.4باملرونة ،ويتالءم مع
أنظمة التدريب الوطنية املختلفة :كل ّيات التدريب التي تديرها وزارة العدل ،املعاهد العاملة في إطار
املجلس األعلى للقضاء ،ومؤسسات القانون اخلاص.
.5المسؤولية
5.1يتعامل امليثاق هنا مع املسؤولية التأديبية للقاضي ،ويبدأ باإلشارة إلى مبدأ مشروعية اجلزاءات
التأديبية .وينص على أن السبب الوحيد لفرض اجلزاءات هو القصور في أداء إحدى الواجبات
دليل املمارسني رقم 1 156
احملددة بوضوح في النظام األساسي للقضاة .ويجب أن ينص هذا األخير على نطاق تطبيق
اجلزاءات.
عالوة على ذلك ،فإن امليثاق ينص على الضمانات املتعلقة بالعقوبات التأديبية :ال ميكن فرض
اجلزاءات التأديبية إ ّال على أساس قرار ُيتخذ بعد إقتراح ،أو توصية ،أو مبوافقة محكمة ،أو سلطة
يتألف نصف أعضائها من القضاة املنتخبني .ويجب أن ُيقدم القاضي إلى محكمة عادلة ومنصفة،
مع ضمان حقه في التعبير .وإذا فرض اجلزاء ،يجب أن يكون منصوصا عليه في الئحة اجلزاءات،
مع املراعاة الواجبة ملبدأ التناسب.
وأخير ًا ،ينص امليثاق على حق الطعن أمام محكمة أو سلطة قضائية عليا ضد أي قرار جزائي
يصدر من السلطة التنفيذية ،أو محكمة ،أو هيئة نصف أعضائها من القضاة املنتخبني .إن الصيغة
احلالية لهذا املعيار ال تشترط توافر مثل هذا احلق في الطعن ضد أي جزاء فرضه البرملان.
5.2يتعرض امليثاق هنا للمسؤولية املدنية واملالية للقاضي .وينطلق من فرضية ان الدولة ستدفع
التعويضات الناجمة عن الضرر الناجت عن فعل القاضي غير املشروع أو املمارسة غير املشروعة
ملهامه أثناء عمله كقاضي .وهذا يعني أن الدولة هي الضامن بدفع التعويض في كل قضية
للمتضرر.
بتأكيده على أنه يتوجب على الدولة تغطية األضرار الناجتة عن فعل القاضي غير املشروع أو
املمارسة غير املشروعة ملهامه ،ال يشير امليثاق بالضرورة إلى الطبيعة غير القانونية أو غير املشروعة
لسلوك القاضي أو ملمارسته مهامه ،و إمنا يؤكد على الضرر املترتب عن سلوك كهذا .وهذا يتوافق
متام ًا مع املسؤولية التي ال تقوم على سوء تصرف القاضي ،وإمنا تقوم على طبيعة ودرجة خطورة
الضرر االستثنائي او الناجم عن فعل القاضي غير املشروع أو املمارسة غير القانونية ملهامه .وهذا
أمر مهم في ضوء املخاوف حول عدم وجوب تأثر إستقالل القضاة بسبب نظام املسؤولية املدنية.
وينص امليثاق على أنه في حالة الضرر التي تضطر الدولة جلبره كنتيجة فادحة ال مبرر لها خلرق
القواعد التي حتكم أداء الواجبات القضائية ،فإن النظام األساسي مينح الدولة إمكانية إقامة دعوى
ضد القاضي ملطالبته بسداد التعويض املدفوع وذلك في اطار احلدود املقررة في النظام االساسي.
و يجب ان تكون هناك ضمانات بشأن الشرط املتعلق باإلهمال اجلسيم الذي ال مبرر له ،والطبيعة
القانونية للدعاوى للحصول على التعويض .كما يجب أن تشكل ضمانات بحيث ال يساء إستخدام
هذه الدعاوى .وهناك ضمانة إضافية أخرى تتعلق بإتفاق مسبق توافق عليه الهيئة املشار إليها في
الفقرة ،1.3قبل أن تقدم الدعوى امام احملكمة املختصة.
5.3يعالج امليثاق مسألة الشكاوى املقدمة من اجلمهور بسبب إساءة تطبيق العدالة .فعلى الرغم من قيام
الدول بتنظيم إجراءات الشكاوى بدرجات متفاوتة ،اال ان هذه اإلجراءات ال تزال منظمة بطريقة
غير جيدة .لهذا السبب ،ينص امليثاق على إمكانية فتح الباب لشكوى الفرد أمام هيئة مستقلة،
ودون مراعاة لشكليات محددة ،بسبب إساءة تطبيق العدالة في قضية معينة.
وفي احلاالت التي تكشف فيها هذه الهيئة بشكل أولي ،و بدقة كاملة ،وضوح مخالفة القاضي
املسلكية ،فإنها ،اي الهيئة ،تتمتع بسلطة إحالة املسألة إلى سلطة تأديبية ذات إختصاص ،أو على
األقل إلى هيئة مختصة مبوجب قواعد القانون الوطني .وال ُيفرض على كل من الهيئة أو السلطة
تبني نفس رأي الهيئة التي قدمت الشكوى.
وفي النهاية ،ميكن القول بوجود ضمانات حقيقية ضد أخطار الشكاوي الكيدية من طرف األشخاص
الذين يرغبون في الضغط على النظام القضائي.
157 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
وال ينبغي أن تكون الهيئة املستقلة املعنية قد ُشكلت خصيص ًا للتحقيق في إرتكاب القاضي
للمخالفات ،مبعنى أ ّال تقتصر صالحيتها على القضاة فقط .إذ ٍ
ميكن تصور قيام هذه الهيئة بإحالة
قضايا مماثلة وفي حاالت مماثلة ،إلتخاذ اإلجراءات ضد احملامني ،أو موظفي احملكمة أو من
يشغلوا وظيفة حاجب احملكمة إلخ .ومع ذلك ،فإن امليثاق بشأن النظام األساسي للقضاة قد أسهب
بالتفصيل في موضوع اإلحالة املتعلقة بالقضاة.
6.1ينص امليثاق على مستوى األجور التي يحق للقضاة احلصول عليها لقيامهم بتأدية واجباتهم املهنية
القضائية ،وذلك حلمايتهم من الضغوط التي تهدف إلى التأثير على قراراتهم أو على السلوك
القضائي بصفة عامة ،والتي من شأنها أن تضعف من إستقاللهم ونزاهتهم.
ويبدو أنه من األفضل للدولة أن يكون مستوى أجور القضاة مرتفعا حيث يكون درعا للقضاة
ضد الضغوط ،عوض حتديده على اساس اجور أصحاب الوظائف العليا في السلطة التشريعية
والتنفيذية طاملا ان اجورهم تختلف حسب االنظمة الوطنية املختلفة.
6.2يخضع مستوى أجر القاضي مقارنة مع غيره من القضاة لتغيرات ترتبط بطول مدة اخلدمة ،وطبيعة
الواجبات التي يكلف بها ،وأهمية املهام التي تفرض عليه ،مثل تكليفه مبهام في عطلة األسبوع
أوغيرها .ولذلك ،فإنه يتعينّ تقييم مثل هذه املهام املبررة لزيادة األجور على أساس معايير الشفافية.
والهدف من ذلك هو تفادي اإلختالف في معاجلة اإلعتبارات غير املتعلقة بالعمل املنجز.
6.3ينص امليثاق على إستفادة القضاة من الضمان اإلجتماعي ،للحماية ضد املخاطر اإلجتماعية العادية
وهي املرض ،األمومة ،العجز ،الشيخوخة والوفاة.
6.4يحدد امليثاق في هذا السياق انه يجب أن يدفع للقضاة الذين بلغوا سن التقاعد بعد قضائهم مدة
خدمتهم ،معاش تقاعدي يوازي أقرب مستوى ممكن من رواتبهم النهائية بوصفهم قضاة.
.7إنهاء الخدمة
7.1يجب توخي احلذر إزاء الظروف املتعلقة بإنهاء مدة والية القضاة .فمن املهم وضع قائمة شاملة
بأسباب اإلنهاء تشمل احلاالت التي يستقيل فيها القاضي لعدم لياقته الطبية واجلسدية ،أو بلوغه
السن احملدد قانون ًا ،أو إنتهاء مدته احملددة ،أو فصله من اخلدمة في سياق املسؤولية التأديبية.
7.2في احلاالت التي تشكل سبب ُا إلنهاء اخلدمة غير تلك سالفة الذكر -من بلوغ السن احملدد قانوني ًا أو
انتهاء املدة احملددة ،والتي ميكن التأكد منها بدون صعوبة -يجب أن يتم التحقيق في هذه احلاالت
من طرف الهيئة املشار إليها في الفقرة .1.3ويتحقق هذا الشرط بسهولة في حالة إنهاء اخلدمة
نتيجة لقرار الفصل الصادر عن هذه الهيئة ،أو بناء على إقتراحها ،أو توصيتها ،أو موافقتها.
دليل املمارسني رقم 1 158
المادة 6
.1لكل شخص ،عند الفصل في حقوقه املدنية وإلتزاماته ،أو في إتهام جنائي موجه إليه ،احلق في
مرافعة علنية عادلة خالل مدة معقولة أمام محكمة مستقلة ،و غير منحازة ،ومشكلة طبق ًا للقانون.
159 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
المادة 26
أي متهم يفترض أنه بريء حتى تثبت إدانته .وألي متهم بجرمية احلق في محاكمة عامة وعادلة ،من طرف
محاكم منشأة مبوجب القانون ،ومطبقة لقوانني قائمة مسبق ًا ،وأال يتلقى عقوبة قاسية ،أو شائنة ،أوغير
عادية.
163 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
المادة : 3
تشمل العناصر األساسية للتمثيل الدميقراطي ،من بني جملة ُأمور ُأخرى إحترام بني حقوق اإلنسان
واحلريات األساسية [ ،]...وفصل السلطات ،وإستقالل فروع احلكومة.
المادة : 4
[]....
تعتبر التبعية الدستورية لكل مؤسسات الدولة إلى السلطة الشرعية املدنية ،وإحترام سيادة القانون من طرف
جميع املؤسسات وقطاعات املجتمع ،أمورا ضرورية كذلك للدميقراطية.
165 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
.5المنظومة اإلفريقية
أ .المعايير المتعلقة بإستقالل القضاة ،والمحامين،
وأعضاء النيابة العامة
.4محكمة مستقلة
( )1يجب ان يكفل الدستور وقوانني الدولة إستقالل الهيئات القضائية ،واملسؤولني القضائيني .و يجب
على احلكومة ،ووكاالتها ،والسلطات احترام هذا االستقالل؛
( )2يجب ان تنشأ الهيئات القضائية مبوجب القانون ليكون لها مهام وظيفية في حتديد املسائل الداخلة
في مجال إختصاصاها على أساس سيادة القانون ،و وفق ًا لإلجراءات املنصوص عليها؛
( )3السلطة القضائية لها الوالية القضائية على جميع املسائل ذات الطابع القضائي ،وتكون لها وحدها
سلطة البت فيما إذا كانت املسألة تدخل في نظاق إختصاص الهيئة القضائية حسبما حددها
القانون؛
( )4يتحدد إختصاص الهيئة القضائية بإعتبار ،من بني جملة امور اخرى ،مكان حدوث النزاع ،او
مكان حدوث االعتداء ،او مكان امللكية موضوع النزاع ،او مكان اقامة اطراف النزاع ،او بإتفاق
االطراف.
( )5ال يجب انشاء احملاكم العسكرية أوغيرها من احملاكم اخلاصة ،التي ال متتثل لإلجراءات القانونية
وشروط احملاكمة العادلة ،إلستبدال الوالية القضائية الثابتة للهيئات القضائية العادية؛
( )6يجب أ ّال يكون هناك أي تدخل غير مناسب أو ال مبرر له في سير العملية القضائية ،وال يجوز أن
تخضع األحكام القضائية للمراجعة إ ّال عن طريق املراجعة القضائية ،وال يجوز تخفيف أو إبدال
العقوبة إ ّال من قبل السلطات املختصة وفق ًا للقانون؛
دليل املمارسني رقم 1 166
( )8يجب أن تتسم عملية التعيينات في الهيئات القضائية بالشفافية وتخضع للمساءلة ،مع التشجيع
على إنشاء هيئة مستقلة من أجل هذا الغرض .أي طريقة إلختيار القضاة يجب أن تكفل إستقالل
ونزاهة القضاء؛
( )9يتعينّ أن يكون املعيار الوحيد للتعيني في املنصب القضائي هو مالءمة املرشح ملثل هذا املنصب
وفق ًا ملعايير النزاهة ،والتعليم والتدريب املالئمني ،والقدرة؛
( )10لكل شخص يستوفي هذه املعايير احلق في أن ُيعتبر ملنصب القضاء دون متييز قائم على أي أساس
العرق أو اللون أو األصل العرقي ،أو اجلنس ،أو اللغة ،أو النوع ،أو الرأي السياسي أو غيره ،أو
الدين ،أو العقيدة ،أو اإلعاقة ،أو األصل القومي أو اإلجتماعي ،أو اإلقتصادي ،أو املولد ،أو أي
وضع آخر .في كل االحوال ،ال يعتبر سلوك الدول متييزيا فيما يتعلق:
.2بوضع الحد األقصى لسن التقاعد ،أو مدة الخدمة لموظفي الهيئة القضائية؛
.3مراعاة إختالف مستوى القضاة ،وقضاة الصلح ،أو موظفي القضاء في حالة وضع الحد
األقصى لسن التقاعد ومدة الخدمة؛
.4اشتراط أن يكون رعايا الدولة المعنية فقط وحدهم المؤهلون للتعيين في المنصب
القضائي.
( )11ال يجوز تعيني أي شخص في منصب القضاء ما لم يكن يتوفر على التعليم والتدريب املالئمني الذان
ميكناه من أداء وظائفه على نحو مالئم؛
( )12يتعينّ تأمني مدة والية القضاة ،أو أعضاء الهيئات القضائية حتى بلوغهم سن التقاعد اإللزامية أو
إنتهاء الفترة املقررة لتوليهم املنصب؛
( )13يجب ان يضمن القانون وينص على كل من :مدة الوالية ،األجر الكافي ،واإلسكان ،والنقل ،و شروط
احلماية اجلسدية واالجتماعية ،وسن التقاعد ،وآليات التأديب ،وشروط اخلدمة األخرى ملوظفي
القضاء؛
(ب) لإلقالة من المنصب ،أو الخضوع إلجراءات تأديبية أو غيرها من اإلجراءات اإلدارية
لمجرد أن قرارهم ُرفض في الطعن ،أو خضع للمراجعة من قبل هيئة قضائية عليا؛
( )15يتعينّ أن تستند ترقيات املوظفني القضائيني إلى عوامل موضوعية ،وبصفة خاصة ،القدرة والنزاهة
واخلبرة؛
167 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
( )16يتعينّ عزل املوظفني القضائيني أو إيقافهم عن العمل فقط بسبب إيتيانهم تصرف ًا غير الئق بشكل
يتعارض مع املنصب القضائي ،أو بسبب العجز البدني أو العقلي الذي مينعهم من القيام بواجباتهم
القضائية؛
( )17في حالة تعرض املوظفني القضائيني إلجراءات تأديبية أو ايقافهم عن العمل ،أوعزلهم ،فلهم احلق في
احلصول على ضمانات حملاكمة عادلة ،مبا في ذلك احلق في أن ميثلهم محام بناء على إختيارهم،
مع وجود مراجعة مستقلة للقرارات املتعلقة باجلزاءات التأديبية ،أو الوقف عن العمل ،أو العزل؛
( )18يحدد القانون إجراءات الشكاوى ضد مدى انضباط املوظفني القضائيني ،ويتعينّ معاملتها على
وجه السرعة وبدون حت ّيز؛
( )19للموظفني القضائيني احلق في حرية التعبير ،واملعتقد ،والتجمع ،وتكوين الرابطات ،مع مراعاة
أن تكون تصرفاتهم أثناء ممارسة هذه احلقوق ،وفق ًا للقانون واملعايير املعترف بها وأخالقيات
مهنتهم؛
( )20للموظفني القضائيني احلق في حرية تكوين ،واإلنضمام إلى الرابطات واملنظمات املهنية بغية متثيل
مصاحلهم ،وتعزيز تدريباتهم املهنية ،وحماية مركزهم الوظيفي؛
( )21يتعينّ على الدولة وضع آليات مستقلة أو إدارية لرصد أداء املوظفني القضائيني ،ور ّد فعل اجلمهور
على أداء العدالة عن طريق الهيئات القضائية .هذه اآلليات ينبغي أن تشكل مبشاركة متكافئة من
أعضاء السلطة القضائية ،وممثلني عن الوزارة املسؤولة عن الشؤون القضائية ،وتشمل عمليات
الهيئة القضائية معاملة وتلقي الشكاوى ضد مسؤوليها؛
( )22يتعينّ على الدول إمداد الهيئات القضائية باملوارد الكافية لتسيير وأداء وظائفها .و يستشار القضاء
فيما يتعلق بإعداد امليزانية وتنفيذها؛
.5محكمة حيادية
( )1يتعينّ على الهيئة القضائية أن تعتمد في قرارها على األدلة املوضوعية واحلجج والوقائع املعروضة.
ويجب على املوظفني القضائيني البت في املسائل املعروضة عليهم دون أية قيود أو تأثيرات أو
إغراءات أو ضغوط أو تهديدات ،أو تدخالت ،مباشرة كانت أو غير مباشرة ،من أي جهة وألي
سبب.
( )2يحق ألي طرف في الدعوى املنظورة أمام هيئة قضائية الطعن بنزاهة هذه الهيئة بناء ًا على وقائع
تؤكد أن عدالة القاضي ،أو الهيئة القضائية ،تبدو في موضع شك.
( )3ميكن حتديد حياد الهيئة القضائية بناء ًا على ثالث عناصر ذات صلة:
(أ) أن يتيح مركز الموظف القضائي لهذا االخير دور ًا حاسم ًا في اإلجراءات؛
(ب) إذا أعطي الموظف القضائي رأي ًا من شأنه أن يؤثر على صنع القرار؛
(ج) أن يكون البت في اإلجراءات من قبل الموظف القضائي ُمتخذا بصفته المهنية السابقة؛
(أ) جلس عضو النيابة العامة السابق ،أو الممثل القانوني ،مجلس القضاء في قضية مثل
أحد أطراف الدعوي فيها أو باشرها؛
(ج) كان الموظف القضائي على صلة ما بالقضية أو أحد أطراف الدعوى؛
(د) جلس الموظف القضائي مجلس القضاء في محكمة إستئناف في قضية قد أصدر بشأنها
حكما ،أو شارك فيها أثناء مجلسه في هيئة قضائية أقل درجة؛
ً
يلتزم الموظف القضائي بالتنحي في أي من هذه الظروف.
( )5ال يجوز للموظف القضائي إستشارة السلطة الرسمية األعلى قبل إصدار القرار من أجل ضمان
أن قراره سيحظي بالتأييد؛
( )2تتعهد الدول بإنشاء معاهد متخصصة لتعليم وتدريب املوظفني القضائيني ،وتشجيع التعاون بني
هذه املؤسسات في بلدان املنطقة وسائر أنحاء أفريقيا.
( )3تكفل الدول أن املوظفني القضائيني يتلقون تدريب ًا وتعليم ًا مستمر ًا طيلة مدة خدمتهم املهنية ،مبا
في ذلك ،عند اإلقتضاء ،األمور املتعلقة بالعنصرية ،والتعددية الثقافية واجلنسية.
[ ] .....
(أ) أن أعضاء النيابة العامة قد تلقوا التعليم والتدريب المالئمين مع توعيتهم بال ُمثل والواجبات
األخالقية لمنصبهم القضائي ،والحقوق الدستورية والقانونية للمتهمين والمجني عليهم
وغيرهم من المتقاضين ،وحقوق اإلنسان والحريات األساسية المعترف بها في القانون
الوطني والدولي.
(ب) أن أعضاء النيابة العامة قادرين على أداء وظائفهم المهنية بدون تخويف ،أو إعاقة ،أو
مضايقة ،أو تدخل ،أو تعرضهم غير المبرر للمسؤولية المدنية أو الجنائية ،أو غير ذلك
من المسؤوليات.
( )2يتعينّ أن تكون مدة الوالية ،واألجر الكافي ،والسكن،والنقل ،واألحوال البدنية ،والضمان اإلجتماعي،
وسن التقاعد ،وآليات التأديب ،وشروط اخلدمة األخرى مكفولة ومنصوص عليها في القانون،
واللوائح املنشورة ،والقرارات.
169 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
( )3يتعينّ أن تستند ترقيات أعضاء النيابة العامة بقرار وفق ًا إلجراءات منصفة ونزيهة ،و بناء ًا على
عوامل موضوعية ،وبصفة خاصة القدرة والنزاهة واخلبرة.
( )4ألعضاء النيابة العامة كغيرهم من املواطنني احلق في حرية التعبير ،واملعتقد ،والتجمع ،وتكوين
الرابطات ،مع مراعاة أن تكون تصرفاتهم أثناء ممارسة هذه احلقوق ،مراعي ًة للقانون واملعايير
املعترف بها وأخالقيات مهنتهم.
( )5ألعضاء النيابة العامة احلق في حرية تكوين واإلنضمام إلى الرابطات واملنظمات املهنية بغية متثيل
مصاحلهم ،وتعزيز تدريباتهم املهنية ،وحماية مركزهم الوظيفي.
( )6تكون مناصب أعضاء النيابة العامة منفصلة متام ًا عن الوظائف القضائية.
( )7يتعينّ على أعضاء النيابة العامة القيام بدور نشط في مباشرة الدعوى العمومية ،مبا في ذلك بدء
املالحقة القضائية ،حيثما يسمح به القانون أو يتماشى مع املمارسة احمللية ،وبالتحقيق في اجلرائم
واإلشراف على قانونية هذه التحقيقات ،و اإلشراف على تنفيذ القرارات الصادرة عن الهيئات
القضائية ،وممارسة املهام األخرى بإعتبارهم ممثلني ملصلحة املجتمع.
( )8يتعينّ على أعضاء النيابة العامة ،وفق ًا للقانون ،أن يؤدوا واجباتهم بنزاهة وإنصاف ،وسرعة،
وحماية كرامة اإلنسان ودعم حقوقه ،مما يستتبع ذلك من سالمة إجراءات حسن وسير أعمال
نظام العدالة اجلنائية.
(أ) أداء هذه المهام بنزاهة وتجنب جميع أنواع التمييز السياسي ،واإلجتماعي والعرقي،
واإلثني ،والديني ،والثقافي ،والجنسي ،أو النوعي ،أو أي نوع آخر من التمييز؛
(ب) حماية المصلحة العامة ،والتصرف بموضوعية ،والمراعاة الواجبة لموقف كل من المتهم
والمجني عليه ،واإلهتمام بكافة الظروف ذات الصلة ،سواء كانت لصالح المتهم أو
ضده؛
(ج) المحافظة على سرية المعلومات التي بحوزتهم ،ما لم يقتض أداء الواجب خالف ذلك؛
(د) دراسة آراء وشواغل المجني عليهم في حالة تأثر مصالحهم الشخصية ،وضمان إبالغ
المجني عليهم بحقوقهم وفقا لألحكام الواردة أدناه.
( )10يتعينّ على أعضاء النيابة العامة عدم الشروع أو اإلستمرار في مباشرة الدعوى العمومية ،أو
بذل كل جهد ممكن إليقاف اإلجراءات ،عندما يظهر من التحقيق بأن التهمة ال أساس لها من
الصحة.
( )11يجب على أعضاء النيابة العامة اإلهتمام باملالحقة القضائية والتحقيق في اجلرائم التي يقترفها
املوظفون العموميون ،وبخاصة الفساد ،وإساءة إستعمال السلطة ،واإلنتهاكات اجلسيمة حلقوق
اإلنسان ،واجلرائم األخرى املعترف بها في القانون الوطني والدولي.
( )12يتعينّ على أعضاء النيابة العامة إذا أصبح في حوزتهم أدلة ضد أشخاص مشتبه فيهم وعلموا
أو إعتقدوا ،إستنادا إلى أسباب وجيهة ،أن احلصول على هذه االدلة مت بأساليب غير مشروعة،
تشكل إنتهاكا خطير ًا حلقوق اإلنسان بالنسبة للمشتبه فيهم ،وخصوصا بإستخدام التعذيب أو
دليل املمارسني رقم 1 170
املعاملة أو العقوبة القاسية أو الالإنسانية أو املهينة ،أو اإلنتهاكات األخرى حلقوق اإلنسان ،رفض
إستعمال هذه األدلة ضد أي شخص ،أو إبالغ الهيئة القضائية بذلك ،وأن تتخذ جميع اخلطوات
الالزمة لضمان تقدمي املسؤولني عن إستخدام هذه األساليب إلى العدالة.
( )13يتعينّ على أعضاء النيابة العامة التعاون مع الشرطة ،والهيئات القضائية ،واحملامني ووكالئهم،
واملنظمات غير احلكومية ،والوكاالت احلكومية األخرى ،أو املؤسسات من أجل ضمان نزاهة و
فعالية املالحقة القضائية.
( )14يجب أن تستند املخالفات التأديبية ألعضاء النيابة العامة إلى القانون أو اللوائح القانونية .ويتعينّ
النظر في الشكوى املقدمة ضد أعضاء النيابة العامة والتي ُيزعم فيها أنهم تصرفوا بطريقة ال تتفق
مع املعايير املهنية ،على نحو السرعة ،ومبوجب إجراءات مالئمة يحددها القانون مع حق أعضاء
النيابة العامة في محاكمة عادلة مبا في ذلك احلق في أن ميثلهم محام من إختيارهم ،أو يخضع
قرار احملكمة ملراجعة مستقلة.
( )15يتعينّ أن تكفل اإلجراءات التأديبية ضد أعضاء النيابة العامة تقييم ًا وقرار ًا موضوعني ،ويتم
حتديدهما وفق ًا للقانون ،ومدونة قواعد السلوك املهني ،وسائر املعايير واألخالقيات.
[]....
ع -إستقالل المحامين
( )1يتعينّ على الدول ،والرابطات املهنية للمحامني واملؤسسات التعليمية توفير التدريب والتعليم املالئمني
للمحامني ،وتوعيتهم إلى املثل والواجبات األخالقية ،وإلى حقوق اإلنسان واحلريات األساسية
املعترف بها في القانون الوطني والدولي.
(أ) القدرة على أداء جميع وظائفهم المهنية بدون تخويف أو إعاقة أو مضايقة أو تدخل غير
الئق؛
(ب) القدرة على اإلنتقال إلى موكليهم والتشاور معهم بحرية داخل البالد وخارجها؛
(ج) عدم تعريضهم وال التهديد بتعريضهم ،للمالحقة القانونية أو العقوبات اإلدارية واإلقتصادية
وغيرها نتيجة قيامهم بعمل يتفق مع واجبات ومعايير وآداب المهنة المعترف بها.
( )3تكفل احلكومات وحتترم سرية جميع اإلتصاالت واملشاورات التي جترى بني احملامني وموكليهم
في إطار عالقاتهم املهنية.
( )4من واجب السلطة املختصة أن تضمن للمحامني إمكانية اإلطالع على املعلومات وامللفات والوثائق
املناسبة التي هي في حوزتها أو حتت تصرفها ،وذلك لفترة تكفي لتمكينهم من تقدمي مساعدة
قانونية فعالة ملوكليهم ،وينبغي تأمني هذا االطالع في غضون أقصر مهلة مالئمة.
( )5يتمتع احملامون باحلصانة املدنية واجلنائية فيما يخص التصريحات التي يدلون بها بنية حسنة،
سواء كان ذلك في مرافعاتهم املكتوبة ،أو الشفهية ،أو لدى مثولهم أمام احملاكم أو غيرها من
السلطات التنفيذية أو اإلدارية.
171 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
( )6توفر السلطات ضمانات حماية كافية للمحامني إذا تعرض أمنهم للخطر من جراء تأدية
وظائفهم.
( )7ال يجوز ،نتيجة ألداء احملامني ملهامهم ،أخذهم بجرمية موكليهم أو بقضايا هؤالء املوكلني.
( )8يسعى احملامون ،لدى حماية حقوق موكليهم وإعالء شأن العدالة ،إلى التمسك بحقوق اإلنسان
واحلريات األساسية التي يعترف بها القانون الوطني والقانون الدولي ،وتكون تصرفاتهم في جميع
األحوال حرة ،و متيقظة ،و متاشية مع القانون واملعايير املعترف بها وأخالقيات مهنة احملاماة.
( )9يتعينّ على احملامني إحترام مصالح موكليهم بشكل دائم وبإخالص.
( )10للمحامني شأنهم شأن أي مواطن آخر ،احلق في حرية التعبير وتكوين الرابطات واإلنضمام إليها
وعقد اإلجتماعات .ويحق لهم ،بصفة خاصة ،املشاركة في املناقشات العامة املتعلقة بالقانون،
والنظام القضائي ،وتعزيز حقوق اإلنسان وحمايتها ،واإلنضمام إلى املنظمات احمللية ،أو الوطنية،
أو الدولية ،أو تشكليها وحضور إجتماعاتها بدون أن يتعرضوا لقيود مهنية بسبب عملهم املشروع
أو عضويتهم في منظمة مشروعة .وعند ممارسة هذه احلقوق ،يتصرف احملامون دائما وفقا للقانون
واملعايير املعترف بها وأخالقيات مهنة احملاماة.
( )11للمحامني احلق في أن يشكلوا وينضموا إلى رابطات مهينة ذاتية اإلدارة متثل مصاحلهم ،وتشجع
مواصلة تعليمهم ،وتدريبهم ،وحماية نزاهتهم املهنية؛ وتنتخب الهيئات التنفيذية لهذه الرابطات من
طرف أعضائها .ومتارس مهامها دون تدخل خارجي.
( )12يضع العاملون في املهن القانونية ،من خالل أجهزتهم املالئمة أو بواسطة التشريعات ،مدونات
للسلوك املهني للمحامني توافق القانون والعرف الوطنني ،واملعايير والقواعد الدولية املعترف بها.
( )13ينظر في التهم أو الشكاوى املوجهة ضد احملامني ،بصفتهم املهنية ،على وجه السرعة ،وبصورة
منصفة ،ووفق ًا إلجراءات مناسبة .ويكون لهم احلق في أن تسمع أقوالهم بطريقة عادلة ،مبا في
ذلك حق احلصول على مساعدة محام يختارونه بأنفسهم.
( )14تقام اإلجراءات التأديبية ضد احملامني أمام جلنة تأديبية محايدة يشكلها العاملون في مهنة
احملاماة ،أو أمام سلطة قانونية مستقلة ،أو أمام محكمة ،وتخضع ملراجعة قضائية مستقلة.
( )15تقرر جميع اإلجراءات التأديبية وفقا ملدونة قواعد السلوك املهني ،وغير ذلك من املعايير املعترف
بها ،وآداب مهنة احملاماة ،وفى ضوء هذه املبادئ.
[]....
( )2يتعينّ على احملاكم العسكرية عندما متارس وظيفتها ،إحترام معايير احملاكمة العادلة الواردة في
امليثاق اإلفريقي وهذه املبادئ التوجيهية.
دليل املمارسني رقم 1 172
( )3ال يجوز للمحاكم العسكرية بأي حال من األحوال محاكمة املدنيني ،و باملثل ،ال ينبغي للمحاكم
اخلاصة نظر اجلرائم التي تقع ضمن إختصاص احملاكم العادية.
[]....
173 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
(أ) فيما يتعلق بالتدابير التي تنطوي على احلرمان من احلرية التي ينبغي أ ّال تكون سرية ،بأي حال
من األحوال ،سواء أكان األمر يتعلق بهوية أو مبكان األشخاص احملرومني من حريتهم؛
(ب) منع إجراء أو إقامة حتقيقات أو مالحقات أو إجراءات قضائية ،سواء كانت ذات طابع جنائي ،أو
تأديبي ،أو عدم متابعتها؛
دليل املمارسني رقم 1 174
(ت) منع القضاة والسلطات املكلفة قانون ًا مبمارسة وظائف قضائية من الوصول إلى وثائق ومناطق
سرية أو محظورة ألسباب تتعلق باألمن القومي؛
(ج) منع املمارسة الفعلية حلق املثول أمام احملاكم وغيره من سبل التظلم القضائية املماثلة.
(أ) حق كل متهم بإرتكاب جرمية أن يعتبر بريئ ًا إلى أن تثبت إدانته قانون ًا؛
(ب) إعالم كل متهم دون إبطاء بتفاصيل اجلرمية املوجهة إليه ،ويجب أن يتمتع قبل وأثناء النظر في
قضيته باحلقوق والتسهيالت الالزمة للدفاع عن نفسه؛
(ت) ال يجوز معاقبة أي شخص على جرم إ ّال على أساس املسؤولية اجلنائية الفردية؛
(ث) لكل شخص إتهم بإرتكاب جرمية احلق في أن يحاكم دون تأخير ال مبرر له وبحضوره؛
175 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
محام من
ٍ (ج) لكل شخص إتهم بإرتكاب جرمية احلق في أن يدافع عن نفسه بشخصه أو بواسطة
إختياره ،وأن يخطر بحقه في وجود من يدافع عنه ،وأن تز ّوده احملكمة حكم ًا ،كلما كانت مصلحة
مبحام يدافع عنه إذا لم يكن لديه من يدافع عنه ،دون حتميله أجر ًا على ذلك
ٍ العدالة تقضي ذلك،
إذا لم يكن لديه اإلمكانيات املالية الكافية لدفع هذا األجر؛
(خ) لكل شخص إتهم بإرتكاب جرمية احلق في إستجواب شهود اإلتهام بنفسه أو بواسطة طرف آخر،
واحلصول على املوافقة على إستدعاء شهود النفي وإستجوابهم في ظروف مماثلة؛
(د) ال يجوز اإلستناد ،كعنصر إثبات في اإلجراء ،إلى أي تصريح أو “دليل” يثبت أنه مت احلصول عليه
عن طريق التعذيب ،أو املعاملة القاسية أو الإلنسانية أو املهينة ،أو أي إنتهاكات جسيمة أخرى
حلقوق اإلنسان ،أو بطرق غير مشروعة.
(ذ) ال يجوز إدانة أحد بإرتكاب مخالفة ،او جرمية باإلستناد إلى شهادات مجهولة املصدر ،أو أدلة
سرية؛
(ر) لكل شخص أدين بجرمية ،وفق ًا للقانون ،حق اللجوء إلى محكمة أعلى درجة كي تعيد النظر في
حكم إدانته والعقوبة الصادرة ضده؛
(ز) يخطر كل شخص مدان ،لدى احلكم بإدانته ،بحقوقه في سبل اإلنتصاف القانونية وغيرها ،وكذلك
باآلجال الزمنية التي ميكن له في غضونها ممارسة تلك احلقوق.
أما القضايا املتعلقة بتنازع اإلختصاصات والواليات القضائية بني احملاكم العسكرية ومحاكم القانون العام
فيجب أن تفصل فيها هيئة قضائية من درجة أعلى مثل محكمة عليا ،أو محكمة دستورية تشكل جزء ًا من
نظام احملاكم العادية ،وتتألف من قضاة مستقلني ،ومحايدين ،وأكفاء.
(أ) ال يجوز التذرع بالطاعة الواجبة إلعفاء أحد األفراد العسكريني من مسؤوليته اجلنائية التي يتحملها
إلرتكابه إنتهاكات صارخة حلقوق اإلنسان ،مثل القتل الغير القضائي واإلختفاء القسري والتعذيب،
أو جرائم احلرب أو اجلرائم ضد اإلنسانية؛
(ب) واقع أن أحد املرؤوسني هو الذي قام بإرتكاب إنتهاكات صارخة حلقوق اإلنسان ،مثل القتل الغير
القضائي أو اإلختفاء القسري ،أو جرائم احلرب ،أو اجلرائم ضد اإلنسانية ،ال يعفي رؤوساءه من
مسؤوليتهم اجلنائية إن هم إمتنعوا عن ممارسة صالحياتهم املخولة لهم ملنع أو وقف إرتكاب تلك
اإلنتهاكات ،إذا كانت بحوزتهم معلومات تسمح لهم مبعرفة أن اجلرمية كانت ترتكب ،أو على وشك
أن ترتكب.
دليل املمارسني رقم 1 176
ت – المحاكم التقليدية
[]....
( )3تكفل قوانني الدول احترام احلكومة ووكاالتها والسلطات إلستقالل احملاكم التقليدية:
(ب) أال يكون هناك أي تدخل غير مالئم أو غير مبرر في اإلجراءات أمام المحاكم التقليدية.
( )4تكفل الدول حياد احملاكم التقليدية ،وبخاصة ،حياد أعضائها في البت في املسائل املعروضة عليهم
دون أية قيود ،أو تأثيرات ،أو إغراءات ،أو ضغوط ،أو تهديدات ،أو تدخالت ،مباشرة كانت أو غير
مباشرة ،من أي جهة كانت.
.2يحق ألي طرف في الدعوى المنظورة أمام المحكمة التقليدية الطعن في نزاهتها بناء ًا على
الوقائع التي يمكن ان تؤكد أن عدالة أعضائها أو أن المحكمة نفسها تبدو في موضع
شك.
( )5يحدد القانون إجراءات الشكاوى املتعلقة بإنضباط أعضاء احملكمة التقليدية .ويتعينّ معاملة
الشكاوى ضد أعضاء احملكمة التقليدية على وجه السرعة وبدون حت ّيز مع احترام كل الضمانات
املتعلقة بإجراء محاكمة عادلة ،مبا في ذلك احلق في أن ميثلهم محام بناء ًا على إختيارهم ،واملراجعة
املستقلة للقرارات املتعلقة باجلزاءات التأديبية ،أو الوقف عن العمل ،أو العزل.
177 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
المادة :26
يتعينّ على الدول األطراف في هذا امليثاق ضمان إستقالل احملاكم ،وإتاحة إنشاء وحتسني املؤسسات
الوطنية املختصة التى يعهد إليها بالنهوض وبحماية احلقوق واحلريات التى يكفلها هذا امليثاق.
دليل املمارسني رقم 1 178
[]....
[]....
.4تبث في قضيته محكمة محايدة في اسرع وقت ،وإذا وجد مذنب ًا يكون له احلق في اإلستئناف
أمام محكمة أعلى.
179 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
.6اإلتحاد األوروبي
ميثاق الحقوق األساسية لإلتحاد األوروبي
( ُوقع وأعلن من قبل رئيس البرلمان االوروبى والمجلس األوروبي واللجنة األوروبية في المجلس األوروبي
في 7كانون االول/ديسمبر )2000
الفصل الخامس
العدالة المادة :47
احلق في وسائل فعالة ومحاكمة عادلة
[]....
لكل إنسان احلق في محاكمة عادلة وعلنية خالل فترة زمنية معقولة من قبل محكمة عادلة ومستقلة ينشئها
القانون مسبق ًا ،ويكون ألي إنسان إمكانية املشورة والدفاع والتمثيل ،وتتاح املعونة القانونية ألولئك الذين
يفتقرون إلى املوارد الكافية بالقدر الذي تكون مثل هذه املعونة الزمة لضمان الوصول إلى العدالة.
181 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
إستقالل القضاء
.1السلطة القضائية هي مؤسسة ذات قيمة عليا في كل مجتمع.
.2إن اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان (املادة )10والعهد الدولي اخلاص باحلقوق املدنية والسياسية
(املادة ،)14.1يعلنان أن لكل فرد احلق في محاكمة عادلة وعلنية من قبل محكمة مختصة ،ومستقلة،
وحيادية ،منشأة بحكم القانون .فال غنى عن القضاء املستقل لتنفيذ هذا احلق.
(أ) أن تفصل السلطة القضائية في المسائل المعروضة عليها وفق ًا لتقييم محايد للحقائق
ولفهم للقانون ،دون اي تأثيرات مباشرة أو غير مباشرة ،من أي مصدر كان؛
(ب) أن تكون له الوالية القضائية ،مباشرة أو عن طريقة المراجعة ،على جميع المسائل ذات
الطبيعة القضائية.
.4احملافظة على إستقالل القضاء أمر ضروري لتحقيق أهدافه ،وأداء مهامه في مجتمع حر يحترم
سيادة القانون .ومن الضروري أن تكفل الدولة هذا اإلستقالل ،وأن تنص عليه في الدستور أو
القانون.
.5يتعينّ على السلطة القضائية مراعاة وإحترام أهداف ومهام املؤسسات احلكومية األخرى .في
املقابل ،على هذه املؤسسات إحترام ومراعاة أهداف السلطة القضائية.
.6ال يجوز ألي تنظيم هرمي للسلطة القضائية ،أو اي إختالف في الدرجة أو الرتبة في عملية صنع
القرار ،وبأي حال من األحوال ،التدخل في ممارسة إختصاص القاضي ،أو عمل القضاة منفردين
أو مجتمعني ،في النطق باحلكم وفق ًا للمادة ( )3فقرة أ .ويتعينّ على السلطة القضائية من جانبها
بشكل منفرد أو مجتمع ،أن متارس مهامها وفق ًا للدستور وللقانون .
.7على القضاة التمسك بنزاهة وإستقالل القضاء عن طريق جتنب اخلطأ ،أو الظهور بعدم اللياقة في
جميع أنشطتهم.
.8للقضاة احلق في حرية التعبير ،واملعتقد ،والتجمع ،وتكوين اجلمعيات مثل غيرهم من املواطنني،
وذلك إلى احلد الذي يتسق مع واجباتهم كأعضاء في السلطة القضائية.
دليل املمارسني رقم 1 182
.9يتعينّ على القضاة اإلمتثال إلى أي قانون ساري بشان تشكيل أو اإلنضمام إلى رابطات القضاة
لتمثيل مصاحلهم ،وتعزيز تدريبهم املهني ،وإتخاذ اإلجراءات الالزمة حلماية إستقاللهم ،حسب
االقتضاء.
أهداف القضاء
.10إن أهداف ومهام السلطة القضائية تشمل ما يلي:
تعيين القضاة
.11يتعينّ أن يكون إختيار القضاة على أساس الكفاءة الثابتة ،والنزاهة ،واإلستقاللية لتمكني السلطة
القضائية من حتقيق أهدافها وأداء مهامها.
.12يجب أن تضمن طريقة تعيني القضاة ،تعيني األشخاص ذوي أفضل املؤهالت ملنصب القضاء ،على
أن تُوفر ضمانات ضد املؤثرات غير املناسبة بحيث يتم تعيني األشخاص ذوي الكفاءة والنزاهة
واإلستقالل فقط.
.13يجب أن أ ّال يكون هناك أي متييز في إختيار القضاة ضد أي شخص على أساس العرق ،أو اللون،
أو اجلنس ،أو الدين ،أو الرأي السياسي أو غيره ،أو األصل القومي أو اإلجتماعي ،أو الوضع
العائلي ،أو امليول اجلنسية ،أو امللكية ،أو امليالد أو املركز ،وال يعتبر متييز ًا أن ُيشترط في املرشح
لوظيفة قضائية أن يكون من رعايا البلد املعني.
.14تختلف هيكلة املهن القانونية واملصادر التي تؤطر عمل القضاة داخل املهن القانونية بإختالف
املجتمعات .فتكون السلطة القضائية في بعض املجتمعات خدمة وظيفية؛ وفي غيرها ،يتم إختيار
القضاة ملمارسة املهنة .لذا ،فمن املقبول أن تتباين اإلجراءات والضمانات التي ميكن إعتمادها
لضمان حسن تعيني القضاة بإختالف املجتمعات.
ُ .15يعينّ القضاة في بعض املجتمعات بعد التشاور واملوافقة مع جلنة الشؤون القضائية ،وقد ُاعتبرت
هذه الوسيلة مناسبة إلختيار القضاة .وحيث تعتمد جلنة الشؤون القضائية قرار التعيني ،فإنه
ينبغي أن تضم ممثلني عن املجلس األعلى للقضاء ومهن قانونية مستقلة ،كوسيلة لضمان الكفاءة،
والنزاهة ،واحملافظة على إستقالل القضاء.
.16ينبغي أن تحُ دد إجراءات تعيني القضاة بوضوح وتُضفى عليها الصفة الرسمية وتُتاح املعلومات
عنها للجمهور ،وذلك في حال غياب جلنة اخلدمات القضائية.
.17يجب أن تستند ترقية القضاة على تقييم موضوعي لعوامل الكفاءة والنزاهة ،واإلستقاللية ،واخلبرة
مثال.
183 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
الخدمة
.18يجب تأمني مدة والية القضاة.
.19من املسلم به أن تخضع مدة والية القضاة في بعض البلدان إلى التثبيت من وقت آلخر بالتصويت
من طرف الشعب ،أو بإجراء رسمي آخر.
.20لذلك يوصى بأن جميع القضاة الذين ميارسون نفس اإلختصاص ،يعينون ملدة تنتهي عند بلوغهم
سن معينة.
.21ال يجب أن تتغير مدة والية القاضي إلى ما يتسبب بضرر خالل مدة خدمته في املنصب
القضائي.
.22يتعينّ أن ال يخضع القضاة لإلقالة من املنصب القضائي إال في حالة العجز ،أو اإلدانة بجرمية ،
أو ممارسة سلوك يجعل القاضي غير صالح لتأدية مهامه.
.23ومن املسلم به ،أنه بسبب اإلختالف في الظروف التاريخية ،والثقافية ،فقد تختلف اإلجراءات املتخذة
إلقالة القضاة بإختالف املجتمعات .فاإلقالة بواسطة اإلجراءات البرملانية قد ُاعتمدت تقليدي ًا في
بعض املجتمعات ،غير أن هذه اإلجراءات غير مالئمة ملجتمعات اخرى من حيث انها غير مناسبة
للتعامل مع بعض أسباب العزل و قلما يتم اللجوء اليها ان مت اللجوء اليها اصال ،كما ان اللجوء
اليها ألسباب غير جوهرية ميكن ان يؤدي الى اساءة استعمالها.
.24يجب أن تخضع إقالة القاضي سواء وفق ًا لإلجراءات البرملانية أو إجراءات التصويت من قبل الشعب
ملراقبة السلطة القضائية.
.25في حالة عدم تطبيق اإلجراءات البرملانية أو إجراءات التصويت من قبل الشعب إلقالة القاضي،
وكان من املقترح أن تُتخذ خطوات لضمان إقالة أي قاض ما ،يتعينّ في املقام األول إجراء فحص
لألسباب املقترحة لإلقالة وذلك للبدء في اإلجراءات الرسمية ،مع األخذ بعني االعتبار أن تبدأ
اإلجراءات الرسمية فقط إذا ما أشار الفحص األولي إلى أن هناك أسبابا كافية لألخذ بها.
.27يجب أن تُقرر جميع اإلجراءات التأديبية أو تلك املتعلقة بالوقف أو العزل وفق ًا ملعايير السلوك
القضائي.
.28يتعينّ نشر األحكام الصادرة في الدعاوى التأديبية سواء كانت اجللسة علنية أو سرية.
.29يجب أ ّال يكون إلغاء احملكمة التي يعمل بها القاضي عضو ًا سبب أو مناسبة مقبولة إلقالته .ففي
حالة إلغاء احملكمة أو إعادة هيكلتها ،فإن جميع األعضاء املمارسني فيها يتوجب إعادة تعيينهم،
أو تعيينهم ملنصب قضائي أخر مكافئ ملركزهم ومدة واليتهم .ألعضاء احملكمة الذين ال توفر لهم
مراكز وظيفية بديلة احلق في التعويض كام ً
ال.
.30ال يتعينّ نقل القضاة من قبل السلطة التنفيذية من أحدى محاكمهم أو وظائفهم إلى محاكم او
وظائف آخرى بدون موافقتهم ،غير أنه في حالة ما إذا كان النقل عم ً
ال بتنفيذ سياسة موحدة
وضعتها السلطة التنفيذية بعد التشاور مع السلطة القضائية ،فإن موافقة القاضي ال ميكن ان
تعرقل هذه السياسة.
دليل املمارسني رقم 1 184
األوضاع القضائية
.31يجب أن يحصل القضاة على أجور كافية ومناسبة ملركزهم الوظيفي وشروط اخلدمة .و يتعينّ أال
تتغير أجور وشروط خدمة القضاة مبا فيه ضرر لهم خالل مدة واليتهم ،إال كجزء من نظام موحد
لسياسة اإلقتصاد العام التي وافق عليها قضاة من محكمة مختصة ،أو غالبيتهم.
.32دون اإلخالل بأي إجراء تأديبي ،أو بأي حق في الطعن ،أو احلصول على تعويض من الدولة وفق ًا
للقانون الوطني ،فإنه يجب أن يتمتع القضاة باحلصانة الشخصية من الدعاوى املدنية بشأن
األضرار املالية لسوء التصرفات أو اإلهمال في ممارسة مهامهم القضائية.
الوالية القضائية
.33يتعينّ أن يكون للقضاء الوالية على جميع املسائل ذات الطابع القضائي ،وللقضاء وحده سلطة البت
فيما إذا كانت املسألة املعروضة عليه تقع ضمن إختصاصه حسب التعريف الوارد في القانون.
.34يتعينّ أال تكون الوالية القضائية للمحكمة العليا في املجتمع محدودة أو مقيدة بدون موافقة أعضاء
احملكمة.
اإلدارة القضائية
.35يخضع إسناد القضايا إلى القضاة لإلدارة القضائية التي يتعينّ أن تخضع نفسها للرقابة النهائية
ألكبر مسؤول قضائي في احملكمة ذات الصلة.
.36يجب أن تنعقد للقضاء أو الهيئة التي متثل السلطة القضائية املسؤولية الرئيسية عن إدارة احملاكم،
مبا فيها التعيني ،واإلشراف ،والرقابة التأديبية للموظفني اإلداريني وموظفي الدعم.
.37ينبغي أن تُعد موازنة احملاكم بواسطة السلطة املختصة أو احملاكم وبالتعاون مع السلطة القضائية
مع مراعاة إحتياجات إستقالل القضاء واإلدارة .ويتعينّ أن تكون املبالغ املخصصة كافية لتمكني
كل محكمة من العمل دون عبء العمل املفرط.
.39ينبغي أال تُقدم حوافز أو منافع للقضاة أو يقبلوها ،إذا كانت تؤثر أو قد تؤثر على أداء وظائفهم
القضائية.
.40يجب على السلطات التنفيذية في كل األوقات ضمان احلماية األمنية والشخصية للقضاة
وعائالتهم.
الموارد
.41من الضروري أن يز ّود القضاة باملوارد الكافية لتمكينهم من أداء مهامهم.
185 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
.42عندما حتول العوائق اإلقتصادية دون تخصيص التسهيالت واملوارد التي يعتبرها القضاة كافية
لتمكنهم من إداء وظائفهم ،فإن احملافظة الضرورية على سيادة القانون وحماية حقوق اإلنسان
تتطلب إيالء درجة عالية من األولوية لتخصيص املوارد للجهاز القضائي واحملاكم التي متكن
القضاة من أداء مهام أعمالهم.
الطوارئ
.43يجوز في حاالت الطوارئ العامة اجلسيمة التي تهدد حياة االمة أن ُيق ّيد إستقالل السلطة
القضائية ،وذلك لفترة زمنية محددة تقتضيها طبيعة الوضعية ،وداخل الشروط املنصوص عليها
في القانون ،وفي حدود معينة تتماشى مع أدنى املعايير املعترف بها دولي ًا وخاضعة للمراجعة من
قبل احملاكم.
في مثل حاالت الطوارئ هذه ،يتعينّ على الدولة أن تضمن أن يحاكم املدنيون املتهمون بإرتكاب
جرائم جنائية أمام محاكم مدنية عادية ،وأن يخضع إعتقال األشخاص إداري ًا و دون تهمة للمراجعة
من قبل احملاكم ،أو من قبل سلطة مستقلة أخرى عن طريق اإلحضار أو إجراءات مماثلة.
.44يجب أن يقتصر إختصاص احملاكم العسكرية على اجلرائم العسكرية .ويجب أن يكون هناك دائما
احلق في استئناف أحكام هذه احملاكم أمام محكمة استئناف مؤهلة قانون ًا عن طريق تقدمي طلب
إللغاء احلكم.
187 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
.8الكومنولث
مجلس التيمر المبادئ التوجيهية للكومنولث بشأن السيادة
البرلمانية واإلستقالل القضائي
(إعتمدت في 19حزيران/يونيو 1998في اجتماع ممثلين الرابطة البرلمانية للكومنولث ،ورابطة
الكومنولث للقضاة والموظفين القضائيين ،ورابطة الكومنولث للمحامين ،ورابطة الكومنولث للتعليم
القانوني)
[]...
وسواء كانت تنطوى عملية التعيني أم ال على تشكيل مناسب وممثل للجنة اخلدمات القضائية ،فإنه ينبغي أن
تهدف إلى ضمان نوعية وإستقالل الرأي لدى املختارين للتعيني على كافة مستويات السلطة القضائية.
ويجب أن تكون التعيينات على جميع مستويات السلطة القضائية قائمة على أساس اجلدارة مع االستعداد
املسبق لإلزالة التدريجية إلختالل التوازن بني اجلنسني ،وغيرها من العوامل التاريخية للتمييز .وينبغي أن
تكون التعيينات القضائية بصفة دائمة .أما في احلالة التي تتم فيها التعيينات عن طريق التعاقد كأمر يتعذر
إجتنابه ،يتعينّ أن تخضع هذه التعيينات لضمان تأمني مدة اخلدمة .ويجب اإلعالن عن الوظائف القضائية
الشاغرة.
.2التمويل
يتعينّ توفير التمويل الكافي والدائم لتمكني السلطة القضائية من أداء مهامها وفق أعلى املعايير .ومنذ
حلظة مصادقة السلطة التشريعية على ميزانية القضاء ،يجب حماية صناديق التمويل من السلب وإساءة
االستعمال ،مع مراعاة ،أنه ال يجب إستخدام تخصيص أو حجب التمويل كوسيلة ملمارسة الرقابة على
السلطة القضائية.
وتعتبر الرواتب املالئمة ،واحلوافز ،وموظفي الدعم ،واملوارد ،واملعدات ،أمورا ضرورية لتيسير وظيفية
السلطة القضائية .ومن حيث املبدأ ،فإن رواتب القضاة واحلوافز يجب أن حتددها هيئة مستقلة ،مع وجوب
احملافظة على ِق َيمها.
دليل املمارسني رقم 1 188
.3التدريب
يجب تطوير التعليم القضائي .وينبغي أن تكون عملية التدريب منظمة ،ومنهجية ،ومستمرة ،وحتت رقابة هيئة
قضائية مع وجود متويل كافي .ويجب أن يشمل التدريب القضائي تدريس القانون ،واملهارات القضائية،
والسياق اإلجتماعي مبا فيه قضايا اإلثنية والنوع .ويجب كذلك أن يكون املنهج حتت رقابة املوظفني
القضائيني مع اإلستعانة باملتخصصني من خارج السلطة القضائية .كما يجب توفير مرافق التدريب املالئمة
للواليات التي تعاني من عدم كفاية مرافق التدريب ،ومنح احملامني املمارسني دورات في التعليم القضائي
كجزء من التطوير لتدريباتهم املهنية املتواصلة.
[]...
[]...
( )1في الحالة التي يكون فيها القاضي عرضة للعزل ،له الحق في أن يكون على علم تام بالتهم
الموجهة إليه ،والحق في التمثيل في جلسة المحاكمة ،وتقديم الدفوع الكاملة ،وأن تبت
في أمره محكمة مستقلة ومحايدة.
( )2في جميع المسائل األخرى ،ينبغي أن تجري العملية من قبل رئيس قضاة المحكمة.
( )3ال يجب أن تشمل اإلجراءات التأديبية التحذير العلني للقضاة .وأي تحذيرات يتع ّين أن
يتم تسليمها في جلسة خاصة لرئيس القضاة.
( )1توجيه اإلنتقاد العلني لألداء القضائي هو وسيلة مشروعة لضمان المساءلة.
( )2ال يشكل القانون الجنائي ودعاوى إنتهاك حرمة المحكمة اآلليات المالئمة لتقييد مشروعية
النقد الموجه للمحاكم.
189 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
[]...
.2يحظر على السلطة التنفيذية إتخاذ تدابير تهدف إلى عرقلة حرية الصحافة ،مبا في ذلك أساليب
إساءة إستخدام الدعاية الرسمية مثال.
.3يعد إستقالل وتنظيم مهنة احملاماة عنصر ًا أساسي ًا حلماية سيادة القانون.
.4ينبغي أن تكون خطط املساعدة القانونية كافية للمتقاضني الفقراء واحملرومني ،مبا في ذلك محامي
املصلحة العامة.
.5يتعينّ على املنظمات القانونية املهنية أن تساعد من خالل مخططات املساعدة القانونية املجانية على
تأمني وصول احملرومني إلى العدالة.
.6يحظر على السلطة التنفيذية عرقلة سير إستقالل مهنة احملاماة بوسائل مثل حجب الترخيص
للهيئات املهنية.
[]...
دليل املمارسني رقم 1 190
[…]
(ب) على السلطتني القضائية والتشريعية ممارسة دورهما بشكل متكامل وبناء في مجال الترويج ملبدأ
حكم القانون.
[…]
.4إستقاللية القضاء
تشكل السلطة القضائية املستقلة والنزيهة حجر الزاوية في توطيد حكم القانون ،وتوليد الثقة العامة في
مبادئ العدالة .وتلعب هذه السلطة دور ًا في تفسير وتطبيق الدساتير والتشريعات الوطنية ،التي يفترض ان
تتوافق وأحكام إتفاقيات حقوق اإلنسان الدولية ،بقدر ما تسمح بذلك القوانني الداخلية لكل دولة.
(أ) يجب أن تتم التعيينات القضائية إستناد ًا إلى معايير واضحة وإجراءات علنية ،على ان تتضمن
هذه اإلجراءات:
••مراعاة الحاجة لتأمين المساواة بين الجنسين وتجاوز عوامل التمييز التاريخية؛
(د) ّأ ّال تؤثر العالقة ما بني السلطة التنفيذية والقضائية ،في حال وجودها ،على اداء هذه األخيرة؛
191 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
ويجوز عزل القضاة من مناصبهم فقط لعدم القدرة على أداء واجبهم ،أو إلرتكابهم أفعاال تؤثر على
إستمرارهم في وظيفتهم.
يتوجب ان تكون إجراءات احملاكمة علنية ،بإستثناء احلاالت املنصوص عليها في القانون ،أو املتعلقة
باملصلحة العامة .ويتعينّ نشر قرارت احملاكم العليا وتوفير إمكانية إطالع اجلمهور وأصحاب املصلحة
عليها في أسرع وقت .وتعتبر ممارسة املهنة القضائية بإستقالل وإحتراف ،أساس ًا إلقامة حكم القانون
وإستقاللية القضاء.
.5الموظفون العموميون
(أ) يتعينّ إعتماد معايير الكفاءة والنزاهة في تعيينات املناصب العامة؛
(ب) يجب مراعاة املعايير املذكورة أعاله عند تعيني املوظفني ،على أن تؤمن التعيينات أكبر متثيل لكافة
فئات املجتمع اجلنسية ،و اإلثنية ،و اإلجتماعية ،والدينية ،واجلغرافية.
.7آليات المحاسبة
[…]
•• ُيحاسب القضاة بمقتضى الدستور والقوانين التي يتع ّين عليهم تطبيقها بنزاهة،
وإستقاللية ،وحياد .ويؤدي مفهوم المسؤولية دور ًا هام ًا في الدفع بالسلطة القضائية
وخلق الثقة العامة تجاهها ،بإعتبارها إحدى الركائز الثالث للحكم.
••إلى جانب إجراءات عزل القضاة التي تقتضيها المبادئ المذكورة أعاله ،يجب تطبيق
هذه اإلجراءات بشكل عادل ومنصف ،وان تترافق بالضمانات الالزمة في حال أدت إلى
العزل من المنصب.
وال يجب إستعمال القانون اجلزائي واإلجراءات الزجرية للحد من إمكانية إنتقاد سير عمل السلطة
القضائية.
تقضي أفضل األنظمة الدميقراطية بإمكانية مراجعة األعمال احلكومية أمام احملاكم بغية التأكد من
مطابقة هذه األعمال ألحكام الدساتير والتشريعات ذات الصلة مبفهوم العدالة الطبيعية.
193 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
يعامل األشخاص الذين ال يشتركون مباشرة في األعمال العدائية ،مبن فيهم أفراد القوات املسلحة الذين
ألقوا أسلحتهم ،واألشخاص العاجزون عن القتال بسبب املرض ،أو اجلرح ،أو االحتجاز ،أو ألي سبب آخر،
في جميع األحوال معاملة إنسانية ،دون أي متييز ضار يقوم على اساس العنصر ،أو اللون ،أو الدين ،أو
املعتقد ،أو اجلنس ،أو املولد ،أو الثروة ،أو أي معيار مماثل آخر.
ولهذا الغرض ،حتظر األفعال التالية فيما يتعلق باألشخاص املذكورين أعاله ،وتبقى محظورة في جميع
األوقات واألماكن:
[]....
.4ال يجوز إصدار أي حكم ،أو تنفيذ اي عقوبة حيال أي شخص تثبت إدانته في جرمية مرتبطة
بالنزاع املسلح إال بناء على حكم صادر عن محكمة محايدة تشكل هيئتها تشكي ً
ال قانونيا ،وتلتزم
باملبادئ التي تقوم عليها اإلجراءات القضائية املرعية واملعترف بها عموم ًا.
[]....
195 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
.2ال يجوز إصدار أي حكم أو تنفيذ أية عقوبة حيال أي شخص تثبتت إدانته في جرمية ما دون
محاكمة مسبقة من قبل محكمة تتوفر فيها الضمانات األساسية لإلستقالل واحلياد.
[]....
الالئحة التفصيلية
دليل املمارسني رقم 1 198
مبادئ مجلس بيرغ ،املبدأ السادس126 ، مدونة سلوك احملامني أمام احملكمة اجلنائية الدولية،
الفقرة 101 ،7.2
أإلعتراف باحملامني
عموم ًا53 ، آسيا ودول احمليط الهادئ
إعالن سنغفي ،الفقرة 88 ،86 إعالن بكني بشأن مبادئ إستقاللية القضاء في منطقة أسيا
واحمليط الهادئ (مبادئ بكني) 47 ،42 ،37 ،34 ،28 ،15 ،
التوصية رقم ،R (2000) 21املبدأ 135 ،1.7
املبادئ األساسية لألمم املتحدة بشأن احملامني ،املبدأ ،19 إعالن سنغفي ،أنظر ايض ًا األمم املتحدة،
71 ،53 مسودة مدونة اإلعالن العاملي بشأن إستقاللية
5اإلعالن األمريكي حلقوق وواجبات اإلنسان، العدالة81 ،
البروتوكول اإلضافي( )2إلتفاقية جنيف بشأن املبادئ التوجيهية اإلفريقية ،املبدأ أ167 ،28 ،4 .
ضحايا النزاعات املسلحة غير الدولية195 ، املبادئ التوجيهية ملجلس التيمير ،املبدأ الثاني (،28 ،)2
187
البروتوكول اإلضافي إلتفاقية جنيف بشأن املذكرة التفسيرية152 ،
ضحايا النزاعات املسلحة الدولية194 ،
امليثاق األوروبي ،الفقرة 147 ،1.6
التدريب املهني امليثاق العاملي للقضاة ،املادة 123 ،14
القضاة جلنة البلدان األمريكية27 ،
إعالن سنغفي ،الفقرة 83 ،12 مبادئ بكني ،الفقرات 184 ،28 ،41-42
دليل املمارسني رقم 1 200
التعليق العام للجنة حقوق اإلنسان رقم 6 ،13 التوصية رقم ،R (94) 12املبادئ (3.1أ)131 ،
العهد الدولي اخلاص باحلقوق املدنية والسياسية ،املادة التوصية رقم ،R (94) 12املبادئ (.5.3ز)133 ،
93 ،)1( 14 املبادئ التوجيهية اإلفريقية ،املبدأ ب168 ،
امليثاق األوروبي ،املادة 179 ،47 املبادئ التوجيهية ملجلس التيمير ،املبدأ 188 ،3
امليثاق العاملي للقضاة ،املادة 121 ،1 امليثاق األوروبي ،الفقرة 147 ،2.3
قرار جلنة حقوق اإلنسان ،رقم ،2000/39الفقرة 1و،3 امليثاق األوروبي ،الفقرة 148 ،4.4
100
امليثاق األوروبي ،املذكرة التفسيرية الفقرة 153 ،2.3
مبادئ بكني ،املبدا الثاني181 ،
امليثاق األوروبي ،املذكرة التفسيرية الفقرة 155 ،4.4
الرفاهية اإلجتماعية واملعاشات التقاعدية احملامني
القضاة إعالن سنغفي ،الفقرات 87 ،77-80
املبادئ األساسية ،املبدأ 67 ،11 التوصية رقم ،R (2000) 21املبدأ135 ،)7(1
املبادئ التوجيهية اإلفريقية ،املبدأ أ( 4.م)166 ، املبادئ األساسية لألمم املتحدة بشأن احملامني ،املبادئ
امليثاق األوروبي ،الفقرات 149 ،6.4 ،6.3 69 ،9-11
امليثاق األوروبي ،الفقرات 6.4 ،6.3املذكرة التوجيهية، املبادئ التوجيهية اإلفريقية ،املبدأ رقم 170 ،1
157 النيابة العامة
امليثاق العاملي للقضاة ،املبدأ 123 ،13 عموم ًا58 ،
مبادئ مجلس بيرغ ،املبدأ 126 ،4.4 التوصية رقم ،R (2000) 19الفقرة 140 ،7
النيابة العامة املبادئ التوجيهية اإلفريقية ،املبدأ و(أ) 168 ،1
التوصية رقم ،R (2000) 19الفقرة ( 5د)139 ، املبادئ التوجيهية لألمم املتحدة ،املبادئ .58 ،1-2
املبادئ التوجيهية اإلفريقية ،املبدأ و(ب)168 ، انظر ايضا شروط التعيني; تأهيالت احملامني
املبادئ التوجيهية لألمم املتحدة ،املبدأ 74 ،6
التهديد واملضايقة
الشرطة ضد القضاة
العالقة مع النيابة العامة التوصية رقم ،R (94) 12املبدأ (1.2د)131 ،31 ،
التوصية رقم ( ،19 )2000الفقرات 142 ،21-23 املبادئ األساسية لألمم املتحدة حول القضاء ،املبدأ
املبادئ األساسية لألمم املتحدة ،املبدأ 76 ،20 66 ،2
املبادئ التوجيهية اإلفريقية ،املبدأ و (170 ،)13 املبادئ التوجيهية اإلفريقية ،املبدأ أ167 ،)1( 5.
التوصية رقم 129 ،46 ،41 ،28 ،15 ،R (94) 12 إعالن سنغفي ،الفقرة 82 ،5
املبادئ التوجيهية للجنة الوزارية ملجلس أوروبا بشأن املبادئ التوجيهية اإلفريقية ،املبدأ (ش)171 ،
حقوق اإلنسان ومحاربة اإلرهاب159 ،4 ، املبادئ التوجيهية اإلفريقية ،املبدأ أ165 ،)5( 4.
امليثاق األوروبي بشأن النظام األساسي للقضاة (امليثاق احملكمة األوروبية حلقوق اإلنسان11 ،
األوروبي)146 ،46 ،36 ،34 ،32 ،31 ،
امليثاق اإلفريقي حلقوق اإلنسان والشعوب12 ،
امليثاق األوروبي بشأن النظام االساسي للقضاة (امليثاق
األوروبي)43 ، جلنة حقوق اإلنسان9 ،
جلنة ما بني الدول األمريكية حلقوق اإلنسان12 ،
ُأجور
مبادئ بكني ،الفقرة 185 ،44
القضاة
مجموعة عمل األمم املتحدة بشأن األعتقال التعسفي11 ،
إجراءات التطبيق الفعال ،اإلجراء رقم 78 ،5
محكمة مابني الدول األمريكية حلقوق اإلنسان13 ،
التوصية رقم R (94) 12املبدأ ( 3.1ب)132 ،
التوصية رقم R (94) 12املبدأ رقم 130 ،I.2.1.2 امليثاق األوروبي
املبادئ األساسية لألمم املتحدة بشأن القضاء ،املبدأ اإلتفاقية األوروبية حلماية حقوق اإلنسان واحلريات
67 ،11 األساسية158 ،155 ،146 ،140 ،138 ،134 ،129 ،8 ،4 ،
املبادئ التوجيهية اإلفريقية ،املبدأ أ166 ،)13( 4. احملكمة األوروبية حلقوق اإلنسان ،20 ،19 ،17 ،11 ،8 ،
24
املبادئ التوجيهية اإلفريقية ،املبدأ أ( 4.م)41 ،
امليثاق األوروبي ،الفقرة 149 ،6
امليثاق العاملي للقضاة،41 ،36 ،33 ،31 ،28 ،16 ،
121 ،45
امليثاق األوروبي،املذكرة التفسيرية الفقرة 157 ،6
امليثاق العاملي للقضاة ،املادة 123 ،41 ،13 إنتخاب القضاة بالتصويت الشعبي
مبادئ بكني ،الفقرة 184 ،31 عموم ًا39 ،
مبادئ مجلس بيرغ ،املبدأ 125 ،4 جلنة حقوق اإلنسان .انظر أيضا تعيني القضاة
احملامني إنتهاء اخلدم َة/تقاعد
إعالن سنغفي ،الفقرة 90 ،93 النيابة العامة
إعالن سنغفي ،الفقرة 90 ،96 عموم ًا58 ،
النيابة العامة املبادئ التوجيهية اإلفريقية ،املبدأ و(168 ،)2
التوصية رقم ،R (2000) 19الفقرة ( 5د)139 ، املبادئ التوجيهية لألمم املتحدة ،املبدأ 74 ،59 ،6
املبادئ اإلفريقية ،املبدأ و (ب)168 ، قضاة
املبادئ التوجيهية لألمم املتحدة ،الفقرة 74 ،6 إعالن سنغفي ،الفقرة (18ج)84 ،
ترقية التوصية رقم ،R (94) 12املبدأ 131 ،I.3
القضاة املبادئ التوجيهية اإلفريقية ،املبدأ أ،)13(،)12(،)10(4.
166
عموم ًا43 ،
امليثاق االوروبي ،املذكرة التوجيهية فقرة 157 ،7
إعالن سنغفي ،الفقرة 83 ،14
امليثاق االوروبي ،فقرة 149 ،7
املبادئ األساسية لألمم املتحدة حول احملامني ،املبدأ
67 ،43 ،13 امليثاق العاملي للقضاة ،املادة 123 ،13
املبادئ التوجيهية اإلفريقية ،املبدأ أ166 ،)15( 4. امليثاق العاملي للقضاة ،املادة 122 ،8
املذكرة التفسيرية154 ، مبادئ األمم املتحدة األساسية ،املبادئ 67 ،11-12
امليثاق األوروبي ،الفقرة 148 ،4.1 اوروبا
مبادئ بكني ،الفقرة 182 ،43 ،17 اإلتفاقية األوروبية حلماية حقوق اإلنسان واحلريات
النيابة العامة األساسية179 ،
عموم ًا59 ، مجلس أوروبا
التوصية رقم ،R (2000) 19الفقرة (5أ)(+ب)139 ، التوصية رقم (138 ،57 ،19 )2000
املبادئ التوجيهية اإلفريقية ،املبدأ و(ج)169 ، التوصية رقم (134 ،51 ،21 )2000
دليل املمارسني رقم 1 202
املبادئ التوجيهية اإلفريقية ،املبدأ األول (،)21( ،)20 املبادئ التوجيهية لألمم املتحدة ،املبدأ 74 ،59 ،7
167
حرية التعبير عن الرأي
املقرر اخلاص بشأن إستقاللية القضاة واحملامني55 ،
القضاة
النيابة العامة
عموم ًا32 ،
عموم ًا59 ،
إعالن سنغفي ،الفقرة 82 ،8
التوصية رقم ،R (2000) 19الفقرة 140 ،6
املبادئ األساسية لألمم املتحدة بشأن القضاء ،املبدأ
املبادئ التوجيهية اإلفريقية ،املبدأ و(د)( ،ه)169 ، 74 ،66 ،8
املبادئ التوجيهية لألمم املتحدة ،املبادئ 74 ،59 ،8-9 املذكرة التفسيرية ،الفقرة 148 ،4.3
حصانة امليثاق األوروبي ،الفقرة 155 ،32 ،4.3
القضاة مبادئ بكني ،الفقرة 181 ،8
املبادئ األساسية لألمم املتحدة حول القضاء ،املبدأ مبادئ بنغالور ،املبادئ 32 ،38 ، 4.6
67 ،16 مبادئ مجلس بيرغ ،املبدأ السابع126 ،
املبادئ التوجيهية اإلفريقية ،املبدأ أ )14(4.أ166 ، احملامون
امليثاق العاملي للقضاة ،املادة 122 ،10 عموم ًا54 ،
مبادئ بكني ،الفقرة 184 ،32 إعالن سنغفي ،الفقرة 89 ،92
مبادئ مجلس بيرغ ،املبادئ 5.1و126 ،5.2 املبادئ األساسية لألمم املتحدة بشأن احملامني ،املبدأ
احملامون 71 ،54 ،23
إعالن سنغفي ،الفقرة 89 ،89 النيابة العامة
املبادئ األساسية لألمم املتحدة71 ،20 ، عموم ًا59 ،
املبادئ التوجيهية اإلفريقية ،املبدأ أ 1ع(170 ،)5 التوصية رقم ،R (2000) 19الفقرة 140 ،6
حصانة/سرية مهنية املبادئ التوجيهية اإلفريقية ،املبدأ و (د)169 ،
القضاة حرية إنشاء واالنضمام الى جمعيات
إعالن سنغفي ،الفقرة 84 ،21 القضاة
املبادئ األساسية لألمم املتحدة ،املبدأ 67 ،15 عموم ًا31 ،
مبادئ مجلس بيرغ ،املبدأ 125 ،1.4 إعالن سنغفي ،الفقرة 82 ،7-8
مبادئ مجلس بيرغ ،املبدأ 126 ،7.2 التوصية رقم ،R (94) 12املبدأ (132 ،31 ،)4
احملامون املبادئ األساسية لألمم املتحدة بشأن القضاء ،املبدأ
عموم ًا53 ، (66 ،)9
إعالن سنغفي ،الفقرة ( 91ا)89 ، املبادئ التوجيهية اإلفريقية ،أ ( )19(،)4و (167 ،)20
التوصية رقم ،R (2000) 21املبدأ األول (135 ،)1 املبادئ التوجيهية ملجلس التيمير ،املبدأ السابع (،)3
189
املبادئ األساسية لألمم املتحدة بشأن احملامني ،املبدأ
71 ،22 املذكرة التفسيرية152 ،
النيابة العامة امليثاق األوروبي ،الفقرة 147 ،31 ،1.7
املبادئ التوجيهية لألمم املتحدة ،املبدأ (13ج)75 ، امليثاق العاملي بشأن القضاة ،املادة 122 ،12
مبادئ بكني ،املبادئ 181 ،32 ،8-9
حق احملامني للولوج للمعلومات
احملامني
عموم ًا52 ،
عموم ًا54 ،
إعالن سينغفي ،الفقرة ( 91د)89 ،
إعالن سنغفي ،الفقرة 89 ،92
املبادئ التوجيهية األفريقية ،املبدأ ع (د)170 ،
التوصية رقم ،R (2000) 21املبدأ األول ( )3واملبدأ
مبادئ األمم املتحدة بشأن احملامني ،املبدأ 71 ،21
اخلامس136 ،135 ،
حق ولوج احملامني إلى اخلدمات القانونية املبادئ األساسية لألمم املتحدة ،املبادئ ،54 ،23-25
عموم ًا51 ، 71
203 املبادئ الدولية املتعلقة بإستقالل ومسؤولية القضاة ،واحملامني ،وممثلي النيابة العامة
التوصية رقم ،R (94) 12املبدأ .5.3ج132 ، إعالن سينغفي ،الفقرات 94و90 ،95
املبادئ التوجيهية اإلفريقية ،املبدأ أ( 5.د)167 ، توصية رقم R (2000) 21املبدأ 136 ،4
مبادئ بنغالور ،املبدأ 117 ،25 ،2.5 مبادئ األمم املتحدة بشأن احملامني ،املبادئ 1إلى 69 ،8
مبادئ مجلس بيرغ ،املبادئ ،127 ،14-16 ،9-11 حماية
128
القضاة
النيابة العامة
إعالن سنغفي ،الفقرة 84 ،19
عموم ًا57 ،
التوصية رقم ،R (94) 12املبدأ الثالث (132 ،)2
التوصية رقم ،R (2000) 19الفقرة 142 ،20
مبادئ بكني ،الفقرة 184 ،40
التوصية رقم ،R (2000) 19الفقرة (24أ)143 ،
مبادئ مجلس بيرغ ،املبدأ 126 ،5.4
املبادئ التوجيهية اإلفريقية ،املبدأ و (169 ،1-2 ،)9
احملامني
جلنة ما بني الدول األمريكية57 ،
التوصية رقم ( ،21 )2000املبدأ 135 ،1.4
شروط عمل املبادئ األساسية لألمم املتحدة حول احملامني،املبدأ
النيابة العامة 71 ،17
عموم ًا58 ، املبادئ التوجيهية اإلفريقية ،الفقرة ع (171 ،)6
التوصية رقم R (2000) 19الفقرة ( 5د)139 ، النيابة العامة
املبادئ التوجيهية اإلفريقية ،املبدأ و (168 ،)2 عموم ًا58 ،
املبادئ التوجيهية لألمم املتحدة ،املبادئ .74 ،6 التقرير املشترك للمقررين اخلاصني59 ،
انظر ايضا الرفاهية اإلجتماعية /تقاعد؛ وضع القضاة التوصية رقم ،R (2000) 19الفقرة (5ز)140 ،
محامني املبادء التوجيهية لألمم املتحدة ،املبدأ 74 ،58 ،5
املبادئ التوجيهية اإلفريقية ،املبدأ و (170 ،)3
حيادية
فساد القضاة القضاة
مبادئ مجلس بيرغ ،املبدأ .11.3انظر ايضا حيادية عموم ًا23 ،
فصل السلطات اإلتفاقية اإلفريقية حول حقوق اإلنسان والشعوب25 ،
عموم ًا16 ، التوصية رقم ،R (94) 12املبدأ ( 1.2د)130 ،
احملكمة األوروبية17 ، التوصية رقم ،R (94) 12املبدأ 132 ،)2( 3 .5
املقرر اخلاص املعني بحاالت القتل الغير قضائي أو املبادئ التوجيهية اإلفريقية ،املبدأ أ167 ،5.
التعسفي أو االستثنائي16 ، املبادئ الساسية لألمم املتحدة حول إستقاللية القضاء،
املقرر اخلاص بشأن إستقاللية القضاء واحملامني16 ، املبدأ 66 ،23 ،2
جلنة حقوق اإلنسان16 ، احملكمة األوروبية حلقوق اإلنسان24 ،
محكمة ما بني الدول األمريكية حلقوق اإلنسان16 ، امليثاق العاملي للقضاة ،املادة .5انظر ايضا إرشاء
القضاة
كفاءة احملامني
حيادية شخصية/فعلية24 ،
إعالن سنغفي ،الفقرات 87 ،77-80
حيادية موضوعية/ظاهرة24 ،
التوصية رقم ،R (2000) 21املبدأ 135 ،2
جلنة حقوق اإلنسان23 ،
املبادئ األساسية لألمم املتحدة بشأن احملامني ،املبادئ
69 ،9-11 جلنة حقوق اإلنسان ،قرار رقم ،2003/39الفقرات
100 ،6،3،1
املبادئ التوجيهية اإلفريقية ،املبدأ ( 1أ)170 ،
جلنة ما بني الدول األمريكية23 ،
كومنولث مبادئ بنغالور ،املبدأ 116 ،2
املبادئ التوجيهية ملجلس التيمير بشأن تفوق السلطة
مبادئ بنغالور ،املبدأ 118 ،4
التشريعية وإستقاللية القضاء 187 ،48 ،41 ،37 ،31 ،28 ،
واجب القضاة بالتنحي25 ،
جلنة حقوق أإلنسان .5 ،انظر أيض ًا العهد اإلتفاقية اإلفريقية حول حقوق اإلنسان والشعوب،
الدولي اخلاص باحلقوق املدنية والسياسية 26 ،25
دليل املمارسني رقم 1 204
املبادئ التوجيهية لألمم املتحدة ،املبدأ 75 ،14 اإلتفاقية األمريكية حلقوق اإلنسان161 ،
احملاكمة على اجلرائم املرتكبة من قبل املوظفني اللجنة ما بني الدول األمريكية حلقوق اإلنسان،22 ،12 ،8 ،
الرسميني 58 ،57 ،42 ،27 ،25
التوصية رقم ،R (2000) 19فقره 142 ،16 تقرير حول اإلرهاب وحقوق اإلنسان25 ،
املبادئ األساسية لألمم املتحدة ،املبدئ 75 ،61 ،15 محكمة ما بني الدول األمريكية حلقوق اإلنسان،16 ،13 ،1 ،
املبادئ التوجيهية اإلفريقية ،الفقرة و(169 ،)11 49 ،38 ،17
حماية حقوق الشهود ميثاق ما بني الدول األمريكية حول الدميقراطية163 ،
التوصية رقم ،R (2000) 19الفقرة 144 ،32 نقابة احملامني
التوصية رقم ،R (2000) 19الفقرة (7ب)140 ، إعالن سينغفي ،الفقرة ( 73ب) إنظر أيض ًا حرية التجمع
حماية حقوق الضحايا واإلنظمام إلى اجلمعيات87 ،
عموم ًا60 ، إعالن سينغفي ،الفقرة ،97-101إنظر أيض ًا حرية التجمع
واإلنظمام إلى اجلمعيات90 ،
التوصية رقم ،R (2000) 19الفقرات ،34،33
144 التوصية رقم ،R (2000) 21املبدأ اخلامس136 ،
التوصية رقم ، R (2000) 19الفقرة (7ب)140 ، واجبات مهنية
املبادئ التوجيهية اإلفريقية ،الفقرة و ( )9ب،ج169 ، القضاة
املبادئ التوجيهية لألمم املتحدة ،املبدأ (13ب)75 ، التوصية رقم ،R (94) 12املبدأ 132 ،5
املبادئ التوجيهية لألمم املتحدة ،املبدأ (13د)75 ، مبادئ بكني ،الفقرة 182 ،10
املبادئ التوجيهية لألمم املتحدة ،املبدأ 76 ،18 مبادئ بكني ،الفقرة 181 ،7
حماية حقوق املتهمني مبادئ بنغالور ،املبدأ 117 ،4
التوصية رقم ،R (2000) 19الفقرة 144 ،31 احملامون
املبادئ األساسية لألمم املتحدة ،املبدء (13ب)61 ، عموم ًا54 ،
املبادئ األساسية لألمم املتحدة ،املبدأ (13ب)75 ، إعالن سنغفي ،الفقرة 88 ،82-83
املبادئ التوجيهية اإلفريقية ،املبدأ و(9.ب)169 ، إعالن سنغفي ،الفقرة 89 ،87
والية القضاة التوصية رقم ،R (2000) 21املبدأ 135 ،3
املمارسات التي تؤثر على مدة الوالية املبادئ األساسية لألمم املتحدة حول احملامني ،املبدا
70 ،12-15
إجرائات تقييم42 ،
النيابة العامة
القضاة املؤقتني42 ،
عموما
اإلعالن بشأن املبادئ األساسية للعدالة بالنسبة إلى
ضحايا جتاوز حد السلطة61 ،
التوصية رقم ،R (2000) 19الفقرات 143 ،24-36
اللجنة اخلاصة ملناهضة التعذيب60 ،
جلنة حقوق اإلنسان61 ،
عموم ًا60 ،
األدلة الغير شرعية
عموم ًا60 ،
التوصية رقم ،R (2000) 19الفقرة 143 ،28
املبادئ التوجيهية اإلفريقية ،املبدأ و(169 ،)12
املبادئ التوجيهية لألمم املتحدة ،املبدأ 75 ،60 ،16
التهم الغير مؤسسة
التوصية رقم ، R (2000) 19الفقرة 143 ،27
املبادئ التوجيهية اإلفريقية ،املبدأ (و) 169 ،10