You are on page 1of 123

‫جامعو النجاح الوطنية‬

‫كميو الدراسات العميا‬

‫تنفيذ االحكام االدارية‬

‫) دراسة مقارنو )‬

‫إعداد‬

‫خميل عمر خميل الحاج يوسف‬

‫إشراف‬

‫د‪ .‬محمد شراقو‬

‫قدمت ىذه االطروحة استكماال لمتطمبات الحصول عمى درجة الماجستير في القانون العام بكمية‬
‫الدراسات العميا في جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬نابمس ‪ -‬فمسطين‪.‬‬
‫‪2014‬‬
‫االىداء‬

‫اىدم ىذا العمؿ خالصا الى كجو اهلل تعالى‪ ،‬لعمو يككف عمما نافعا شفيعا لي يكـ القيامة‬

‫‌ج‬
‫الشكر والتقدير‬

‫اتقدـ بجزيؿ الشكر كالتقدير كاسمى ايات العرفاف الى استاذم كمعممي الفاضؿ محمد شراقة الذم‬

‫احاطني بالعناية في سبيؿ انجاز ىذه الرسالة كعمى ما بذلو مف جيد كما قدمو مف عمـ طيمة مدة‬
‫دراسة الماجستير كما كاف لو مف فضؿ كبير في تطكير فكرم القانكني‪.‬‬

‫كما اتقدـ بجزيؿ الشكر العضاء لجنة المناقشة كلكافة اساتذة القانكف العاـ في جامعة النجاح‬

‫الكطنية‪.‬‬

‫‌د‬
‫اإلقرار‬

‫أنا المكقع أدناه مقدـ الرسالة التي تحمؿ عنكاف ‪:‬‬

‫تنفيذ االحكام االدارية‬

‫) دراسة مقارنو )‬

‫أقر بأف ما اشتممت عميو ىذه الرسالة إنما ىي نتاج جيدم الخاص‪ ،‬باستثناء ما تمت اإلشارة إليو‬
‫حيثما كرد‪ ،‬كاف ىذه الرسالة ككؿ‪ ،‬أك أم جزء منيا لـ يقدـ مف قبؿ لنيؿ أية درجة عممية أك بحث‬

‫عممي أك بحث لدل أية مؤسسة تعميمية أك بحثية أخرل‪.‬‬

‫‪Declaration‬‬

‫‪The work Provided in this thesis، unless otherwise referenced، is the‬‬


‫‪resecarcher ' s own work، and has been submitted elsewhere for any other‬‬
‫‪degree or qualification‬‬

‫‪Student's name:‬‬ ‫اسم الطالب‪:‬‬

‫‪Signuter:‬‬ ‫التوقيع‪:‬‬

‫‪Date:‬‬ ‫التاريخ‪:‬‬

‫‌ي‬
‫فيرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫الفيرس‬
‫ج‬ ‫االىداء‬
‫د‬ ‫الشكر كالتقدير‬
‫ىـ‬ ‫اإلقرار‬
‫ح‬ ‫الممخص‬
‫‪1‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪8‬‬ ‫الفصل االول ‪ :‬السياق العام لتنفيذ االحكام االدارية‬
‫‪8‬‬ ‫المبحث االول ‪ :‬االحكام االداريو‬
‫‪8‬‬ ‫المطمب االكؿ ‪ :‬االحكاـ االداريو كضكابط اصدارىا‬
‫‪8‬‬ ‫الفرع االكؿ ‪ :‬تفسير االحكاـ االدارية‬
‫‪15‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬ضكابط اصدار االحكاـ االدارية‬
‫‪22‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬القكه التنفيذيو لالحكاـ االداريو‬
‫‪22‬‬ ‫الفرع االكؿ ‪ :‬حجيو االحكاـ االداريو‬
‫‪29‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬نطاؽ القكه التنفيذيو لالحكاـ االداريو‬
‫‪32‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬عوارض تنفيذ االحكام االداريو‬
‫‪32‬‬ ‫المطمب االكؿ ‪ :‬االسباب التي تتذرع بيا االداره لعدـ تنفيذ االحكاـ االداريو‬
‫‪32‬‬ ‫الفرع االكؿ‪ : :‬داكعي المصمحو العامو كصالح المرفؽ العاـ‬
‫‪36‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬ذرائع الصعكبات التنفيذية‬
‫‪41‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬اساليب امتناع االداره عف تنفيذ االحكاـ االداريو‬
‫‪41‬‬ ‫الفرع االكؿ ‪ :‬التراخي ك إساءة تنفيذ الحكـ‬
‫‪46‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬الرفض الصريح لتنفيذ االحكاـ‬
‫‪50‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬وسارل مواجية االدارة المتناعيا عن تنفيذ االحكام االدارية‬
‫‪50‬‬ ‫المبحث االكؿ ‪ :‬التيديد المالي في مكاجية امتناع االدارة عف تنفيذ االحكاـ االدارية‬
‫‪51‬‬ ‫المطمب االكؿ ‪ :‬الغرامة التيديدية‬
‫‪51‬‬ ‫الفرع االكؿ ‪ :‬الغرامة التيديدية في التشريعات المقارنة‬
‫‪57‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬التطبيقات القضائية لمغرامة التيديدية في مجاؿ حث االدارة عمى التنفيذ‬
‫‪62‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬الفكائد التأخيرية‬

‫‌و‬
‫‪62‬‬ ‫الفرع االكؿ ‪ :‬الفكائد التأخيرية في التشريعات المقارنة‬
‫‪68‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬التطبيقات القضائية لمفكائد التأخرية في مجاؿ حث االدارة عمى التنفيذ‬
‫‪72‬‬ ‫المبـحث الثاني ‪ :‬دور القضاء في مواجية امتناع االدارة عن تنفيذ االحكام االدارية‬
‫‪73‬‬ ‫المطمػب األكؿ ‪ :‬مسئكلية المكظؼ الممتنع عف تنفيذ االحكاـ االدارية‬
‫‪73‬‬ ‫الفػرع األكؿ ‪ :‬المسئكلية الجنائية‬
‫‪77‬‬ ‫الفػرع الثاني ‪ :‬المسئكلية المدنية‬
‫‪83‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬المسئكلية التأديبية‬
‫‪86‬‬ ‫المطمػب الثانػي ‪ :‬التنفيذ الجبرم كامكانية تطبيقو عمى االحكاـ االدارية‬
‫‪86‬‬ ‫الفػرع األكؿ ‪ :‬التنفيذ الجبرم في التشريعات المقارنة‬
‫‪93‬‬ ‫الفػرع الثانػي ‪ :‬التنفيذ الجبرم عمى االدارة‬
‫‪96‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪97‬‬ ‫النتارج‬
‫‪100‬‬ ‫التوصيات‬
‫‪102‬‬ ‫قارمة المصادر والمراجع‬
‫‪b‬‬ ‫‪Abstract‬‬

‫‌ز‬
‫تنفيذ االحكام االدارية‬
‫(دراسة مقارنة)‬
‫إعداد‬
‫خميل عمر خميل الحاج يوسف‬
‫إشراف‬
‫د ‪ .‬محمد شراقة‬
‫الممخص‬

‫في ىذه الرسالة تناكؿ الباحث مكضكع تنفيذ االحكاـ االدارية‪ ،‬حيث استخدـ الباحث المنيج‬
‫الكصفي التحميمي المقارف في دراسة القكانيف كاالحكاـ الصادرة في مكاجية االدارة المتتنعو عف تنفيذ‬

‫االحكاـ االدارية المقارف كذلؾ مف خالؿ مقارنة التشريعات الفمسطينية بنظيرتيا في التشريعات‬
‫المقارنة ( المصرية‪ ،‬االردنية‪ ،‬الجزائرية) كبياف اكجو االختالؼ كطرؽ تنظيـ تنفيذ االحكاـ االدارية‬
‫في ىذه التشريعات‪ ،‬حيث تدكر االشكالية في ىذه الدراسة حكؿ االطار القانكني الناظـ لعممية تنفيذ‬
‫االحكاـ االدارية كبياف قصكر القانكف في تنظيـ الكسائؿ كالطرؽ القانكنية التي تؤدم الى اجبار‬
‫االدارة عمى تنفيذ االحكاـ االدارية‪ ،‬حيث استخدـ الباحث في ىذه الدراسة المنيج‪.‬‬

‫كتـ تقسيـ الدراسة الى فصميف‪ ،‬االكؿ بعنكاف السياؽ العاـ لتنفيذ االحكاـ االدارية‪،‬‬

‫كالمقصكد بالسياؽ العاـ لالحكاـ االدارية بصفو عامو ىك الحكـ االدارم الذم تصدره جيو اختصيا‬
‫كفي ىذا الفصؿ تعرض الباحث الى ماىية االحكاـ‬ ‫المشرع بالفصؿ في المنازاعات االداريو‪،‬‬
‫االدارية كىي في (المبحث االكؿ)‪ ،‬فاالحكاـ االدارية ىي التي تصدر مف المحاكـ المختصة‬

‫بالنظر في النزاعات االدارية حيث في ىذا المبحث بيف الباحث االحكاـ االداية كضكابط اصدارىا‬
‫في (المطمب االكؿ) كتناكؿ الباحث القكة التنفيذية لالحكاـ االدارية في (المطمب الثاني)‪ .‬كفي‬
‫المبحث الثاني مف ىذا الفصؿ تناكؿ الباحث عكارض تنفيذ االحكاـ االدارية‪ ،‬فبعد صدكر القرار‬

‫االدارم كتمتعو بالحجية المطمقة تبدأ االدارة بالبحث عف اساليب كعكارض لعدـ تنفيذ االحكاـ‬
‫االدارية الصادرة ضدىا‪ ،‬كفي ىذا المبحث تناكؿ الباحث االسباب التي تتذرع بيا االدارة لعدـ تنفيذ‬
‫االحكاـ االدارية في (المطمب االكؿ) ‪ ،‬كاساليب امتناع االدارة عف تنفيذ االحكاـ االدارية في‬

‫(المطمب الثاني)‪.‬‬

‫‌ح‬
‫كفي الفصؿ الثاني مف ىذه الدراسة تعرض الباحث ؿ كسائؿ مكاجية االدارة المتناعيا عف‬
‫تنفيذ االحكاـ االدارية ‪ ،‬حيث تنقسـ كسائؿ مكاجية االدارة المتناعيا عف تنفيذ االحكاـ االدارية الى‬

‫كسائؿ التيديد المالي ك الكسائؿ القضاية في مكاجية امتناع االدارة عف تنفيذ االحكاـ االدارية‪،،‬‬
‫كفي ىذا الفصؿ تعرض الباحث الى التيديد المالي في مكاجية امتناع االدارة عف تنفيذ االحكاـ‬
‫االدارية في (المبحث االكؿ) كىي الكسائؿ التي يتـ المجكء الييا عند تعسؼ االدارة في تنفيذ احكاـ‬

‫القضاء بتكقيع عقكبات مالية عمييا كفي ىذا المبحث تناكؿ الباحث نظاـ الغرامة التيديدية‬
‫كالتطبيقات القضائية لمغرامة التيديدية في مكاجية االدارة في (المطمب االكؿ) كنظاـ الفكائد‬
‫التأخيرية كالتطبيقات القضائية لنظاـ الفكائد التأخيرية في اجبار االدارة عمى تنفيذ االحكاـ االدارية‬

‫في (المطمب الثاني)‪ .‬أما المبحث الثاني مف ىذا الفصؿ فقد تناكؿ فيو الباحث دكر القضاء في‬
‫مكاجية امتناع االدارة عف تنفيذ االحكاـ االدارية‪ ،‬حيث يتـ التطرؽ الى كسائؿ تـ تنظيميا في‬
‫القانكف لمكاجية االدارة المتعسفة عف تنفيذ كاحتراـ احكاـ القضاء االدارم سكاء عف طريؽ ممسؤلية‬

‫المكظؼ الممتنع عف التنفيذ كمالحقتو جنائيا اك مدنيا اك تأديبيا اك مف خالؿ محاكلة تطبيؽ نظاـ‬
‫التنفيذ الجبرم عمى االدارة الجبارىا عمى الكفاء كااللتزاـ بتنفيذ االحكاـ االدارية الصادرة ضدىا‪،‬‬
‫كمف اىـ الكسائؿ التي يقكـ القضاء بالجكء الييا الجبار االدارة عمى تنفيذ االحكاـ االدارية ىي‬

‫مسئكلية المكظؼ الممتنع عف تنفيذ االحكاـ االدارية في (المطمب االكؿ) كمدل امكانية تطبيؽ‬
‫نظاـ التنفيذ الجبرم (المطمب الثاني) ‪.‬‬

‫كمف خالؿ دراسة التشريعات الناظمة لعممية تنفيذ االحكاـ االدارية في فمسطيف‪ ،‬تبيف اف‬

‫ىناؾ بعض اكجو القصكر في ىذه النصكص‪ ،‬كمف خالؿ المقارنة مع التشريعات (المصرية‪،‬‬
‫االردنية‪ ،‬الجزائرية) تبيف اف بعض مف ىذه التشريعات كانت اكسع كادؽ بكثير مف نظيره‬
‫الفمسطيني‪ ،‬كالذم تجاكز العديد مف المسائؿ القانكنية التي اغفميا المشرع الفمسطيني ‪.‬‬

‫كقد اقترح الباحث بعض التكصيات لعالج اشكالية البحث كالنتائج التي ظيرت أثناء‬
‫الدراسة‪ ،‬كالتي تدكر في مجمميا حكؿ تشريع نظاـ قانكني قادر عمى اجبار االدارة عمى تنفيذ‬

‫‌ط‬
‫كاحتراـ احكاـ القضاء كالكفاء بالتزاماتيا تجاه كؿ االحاكـ القضائية الصادرة ضدىا‪ ،‬بحيث يككف‬
‫ىناؾ تنظيـ تشريع متناسؽ قادر عمى ضبط عممية تنفيذ االحكاـ االدارية‪ ،‬عمى غرار التشريعات‬

‫المقارنة التي تـ التطرؽ الييا سابقا ‪.‬‬

‫‌ي‬
‫مقدمو‪:‬‬

‫الكظيؼ القضائية عمى عنصراف أساسياف ىما‬


‫ة‬ ‫يقكـ مبدأ الفصؿ بيف الكظيؼ ة االدارمة ك‬

‫استقالؿ اإلدارة في مكاج قة القضاء كاستقالؿ القضاء في مكاجو ة االدارة‪ ،‬كىكذا تختص السمطة‬
‫القضائي بانزاؿ حكـ القانكف عمى ما يعرض‬
‫ة‬ ‫الكظيؼ‬
‫ة‬ ‫م بينما تختص‬
‫اإلدارية بأعباء الكظيفة االدار ة‬
‫عميوا مف نزاعات‪ ،‬كنتيجة الستقالؿ االدارة في مكاجو ة القضاء فاف القاضي ال يممؾ اف يقرر بدال‬

‫مف االدارة كال اف يصدر ليا ام ار لمقياـ بعمؿ اك امتناع عف عمؿ كال يممؾ الحمكؿ محؿ االداره‬
‫القانكني كتبييف حكـ القانكف فيما ىك متنازع‬
‫ة‬ ‫الناحي‬
‫ة‬ ‫ككؿ مالو ىك التعقيب عمى تصرؼ االدارة مف‬
‫‪1‬‬
‫عميو مف ذكم الشأف ‪.‬‬

‫كنتيجة الستقالؿ القضاء في مكاجيو اإلدارة فاف رجاؿ اإلدارة ميما عال شأنيـ ليس ليـ‬
‫التنفيذية‬ ‫التعقيب عمى األحكاـ بؿ إف الكاجب يقضي بااللتزاـ بتنفيذىا مادامت قد اكتسبت قكتيا‬
‫فأساس إلزاـ االدارة بتنفيذ االحكاـ القضائية ىك مبدأ سيادة القانكف‪.‬‬

‫كباستنفاذ كافو طرؽ الطعف‬ ‫كالحكـ يكتسب حجية الشيء المقضي بو بمجرد صدكره‪،‬‬
‫التنفيذم‪ ،‬كاإلدارة دائما ىي احد اطراؼ‬
‫ة‬ ‫العادم يكتسب الحكـ قكة الشيء المقضي كيكتسب قكتو‬
‫ة‬
‫القضائي فإما أف تكسبيا كاما أف تخسرىا فإذا‬
‫ة‬ ‫م كمف ثـ فيي طرؼ في الخصكـ ة‬
‫المنازعة االدار ة‬

‫كسبتيا فيي تتمتع بامتياز التنفيذ المباشر ‪ ،‬اما اذا خسرتيا فاف عمييا اف تقكـ بترتيب اثار حكـ‬
‫االلغاء اك الحكـ الصادر بكقؼ التنفيذ‪ ،‬كبيذا فاف عدـ تنفيذ االدارة لمحكـ القضائي معناه اصرارىا‬
‫لسيادة القانكف كمبدأ‬ ‫عمى اىدارىا لقكة الشيء المقضي بو كما انو ينطكم عمى عدـ احتراميا‬

‫المشركعي‪ 2،‬فاف التأخير في التنفيذ يعرض الجو ة الممتنع ة لدفع الفكائد الت أخيرمق فضال عف‬
‫ة‬
‫ة بما يحؽ معو رفع دعكل‬ ‫التعكيض اف كاف لو محؿ كما اف رفض التنفيذ يشكؿ تجاك از لمسمط‬
‫االلغاء ضد القرار السمبي باالمتناع عف تنفيذ الحكـ ‪ ،‬فضال عف انو يعتبر خطا مف شانو ترتيب‬

‫‪ -1‬د‪ .‬عصمت عبد اهلل الشيخ ‪ ،‬الوسارل القانونيو لضمان تنفيذ االحكام االداريو ‪ ،‬القاىره‪ ،‬دار النيضو العربيو‪،2005 ،‬‬
‫ص‪7‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬عصمت عبد اهلل الشيخ ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪10‬‬

‫‪1‬‬
‫المسؤكلية‬ ‫لي الجية المحككـ ضدىا باإلضافة إلى الكسائؿ األخرل التي تصؿ الى حد‬
‫مسؤك ة‬
‫لي التأديبية لممكظؼ الممتنع عف التنفيذ ‪.‬‬
‫الجنائية ك المسؤك ة‬

‫كنظ ار لمخمط الذم يمكف اف يقع فيو البعض بيف منازعات التنفيذ كبيف طمب كقؼ تنفيذ‬
‫الحكـ مف ـ حكـ ة الطعف فانو يتعيف التمييز بينيما‪ ،‬فطمب كقؼ تنفيذ الحكـ مف محكـ ة الطعف ىك‬
‫طمب يقدـ مف المحككـ ضده بمناسب ة إقامتو طعنا عمى ىذا الحكـ بغرض ايقاؼ تنفيذه لحيف‬

‫الفصؿ في الطعف لمخشية مف كقكع ضرر جسيـ يتعذر تداركو كلقياـ الطعف عمى اسباب جدمة كال‬
‫تختص بو إال محكـ ة الطعف فقط ‪.‬‬

‫اما منازعات التنفيذ سكاء المكضكعية منيا اك الكقتية فيي ال تتضمف نعيا عمى الحكـ في‬

‫ذاتو بؿ نعيا عمى تنفيذه فقط‪ ،‬كلذلؾ فإنيا تقاـ مستقمة دكف أم ارتباط بأم طعف ضد الحكـ بؿ‬
‫انيا تككف عاد ة عمى االحكاـ النيائية اك الحائزة عمى قكة الشيء المقضي بو كما يجكز رفعيا مف‬
‫المحككـ ضده اك مف الغير الذم يضار مف التنفيذ كتختص بنظرىا المحكـ ة التي اصدرت الحكـ‬

‫اك ام محكـ ة اخرل ينص عمييا القانكف‪ ،‬كىي عمى عكس النظاـ االكؿ المتعمؽ بطمب كقؼ تنفيذ‬
‫الحكـ ال تتقيد بمكاعيد‪.1‬‬

‫أىمية الدراسة ‪:‬‬

‫تكمف اىميو البحث بالتأكيد عمى تنفيذ االحكاـ االدارية كأىمية دكر مؤسسو القضاء عاـ ة‬
‫قاب الفعاؿة عمى القرار االدارم بما يشكؿ كابحا‬
‫بصؼ خاصة ألنو يمثؿ جو ة الر ة‬
‫ة‬ ‫كالقضاء االدارم‬
‫لتعسؼ اإلدارة في مكاجيو األفراد‪ ،‬حيث ال قيـ ة لمبدأ المشركعية في الدكؿة ما لـ يقترف بمبدأ‬

‫احتراـ أحكاـ القضاء فال قيـ ة لمقانكف بغير تطبيؽ كال قيمو لألحكاـ بدكف تنفيذىا ‪ ،‬كيترتب عمى‬
‫حكـ القضاء االدارم اف تتخذ االدار ة كافو االجراءات الالزـ ة لتنفيذ الحكـ كاعادة الحاؿة إلى ما‬
‫كانت عميو قبؿ صدكر القرار الممغي ‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬عبد الرؤكؼ ىاشـ بسيكني ‪ ،‬اشكالت التنفيذ في احكام القضاء االداري‪ ،‬الطبعو االكلى‪ ،‬االسكندريو‪ ،‬دار الفكر‬
‫الجامعي‪ ،2007 ،‬ص‪.9‬‬

‫‪2‬‬
‫صعوبات الدراسة ‪:‬‬

‫المتخصصة التي تناكلت ىذا المكضكع بشكؿ‬ ‫‪ -1‬تتمثؿ صعكبة ىذا البحث في ندره المراجع‬

‫كخاصة عمى‬ ‫مفصؿ فجؿ ىذه المراجع قد تناكلت المكضكع بشكؿ مختصر دكف اىتماـ خاص‬
‫الصعيد الفمسطيني ‪.‬‬

‫‪ -2‬عدـ كجكد قانكف فمسطيني كاضح كمفصؿ يكضح طرؽ مكاجية االدارة في حاؿ امتناعيا عف‬

‫تنفيذ االحكاـ االدارية الصادرة ضدىا ‪.‬‬

‫إشكالية الدراسة‪:‬‬

‫الحكـ القضائي يكشؼ الحؽ كيقرره‪ ،‬كتنفيذه ىك إحقاؽ لمحؽ كالعدالة كاعطاء لكؿ ذم‬

‫حؽ حقو‪ ،‬فالحكـ القضائي يحكز قكة األمر المقضي بو كيصبح عنكانا لمحقيقة‪ ،‬كألىمية تنفيذ‬
‫األحكاـ القضائية افرد المشرع الفمسطيني قانكف خاص بتنفيذ االحكاـ ىك قانكف التنفيذ رقـ ( ‪)23‬‬
‫لسنة ‪ ،2005‬فالحكـ القضائي بال تنفيذ ال فائدة قانكنية أك مادية لو فيبقى حبيس األدراج‪ ،‬كفي ىذا‬

‫البحث تتمحكر اإلشكالية حك اآلليات القانكنية لتنفيذ األحكاـ اإلدارية الصادرة محكمة العدؿ العميا‬
‫لفمسطينية كبياف اإلطار القانكني الذم يحكـ إجراءات تنفيذ األحكاـ اإلدارية كمدل تراص كتماسؾ‬
‫البنياف القانكني ليذا اإلطار‪ ،‬كمدل إمكانية االعتماد عمى قانكف التنفيذ رقـ ( ‪ )23‬لسنة ‪،2005‬‬

‫كعف ىذه اإلشكالية تتفرع العديد مف التساؤالت ‪:‬‬

‫‪- 1‬ىؿ القصكر في تنفيذ األحكاـ اإلدارية الصادرة عف محكمة العدؿ العميا الفمسطينية سببو‬
‫ضعؼ اإلطار القانكني أم عدـ كجكد نصكص قانكنية تنظـ إجراءات التنفيذ أـ ىناؾ نصكص إال‬

‫أنيا غير مفعؿق ؟‬

‫‪- 2‬ىؿ ىناؾ إطار قانكني خاص ينظـ إجراءات تنفيذ األحكاـ اإلدارية أـ يتـ المجكء إلى قانكف‬
‫التنفيذ الفمسطيني رقـ (‪ )23‬لسنة ‪ 2005‬؟‬

‫‪3‬‬
‫تتمتع‬ ‫‪- 3‬ىؿ صدكر األحكاـ اإلدارية في مكاجية اإلدارة يشكؿ عائؽ أماـ تنفيذه ككف اإلدارة‬
‫بمركز قانكني مختمؼ عف األفراد الطبيعييف ؟‬

‫‪- 4‬ىؿ الطبيعة الخاصة لألحكاـ اإلدارية كالتي تختمؼ عف األحكاـ العادية تمقى بظميا عمى تنفيذ‬
‫ىذه األحكاـ ؟‬

‫‪- 5‬ما ىي الكسائؿ كاآلليات القانكنية التي يممكيا مف صدر القرار لصالحو إلجبار اك المزاـ اإلدارة‬

‫عمى التنفيذ ؟‬

‫‪- 6‬ىؿ دكرة محكمة العدؿ العميا يمتد لمرقابة إلى تنفيذ الق اررات اإلدارية أـ يقؼ عند حد إصدار‬
‫القرار ؟‬

‫‪- 7‬ىؿ ىناؾ جية تتكلى تنفيذ األحكاـ اإلدارية كما في األحكاـ المدنية تتكلى دائرة التنفيذ تنفيذىا‬
‫كاألحكاـ الجزائية تتكلى تنفيذىا النيابة العامة‪ ،‬فما ىي ؟؟ أما انو ال يكجد جية تتكلى التنفيذ‬
‫كالرقابة عؿل تنفيذ االحكاـ االدارية ؟‬

‫منيجيو الدراسة ‪:‬‬

‫دراسة نصكص القكانيف‬ ‫الكصفي التحميمي المقارف في‬ ‫سيعتمد الباحث عمى المنيج‬
‫لممقارف ‪.‬‬
‫ة‬ ‫الفمسطيني الكاردة في صدد البحث كمقارنتو بالتشريع المصرم كأسس‬
‫ة‬

‫أىداف الدراسة ‪:‬‬

‫ييدؼ ىذا البحث بشكؿ اساسي الى التعرؼ عمى مكضكع تنفيذ االحكاـ االدارية في‬
‫فمسطيف‪ ،‬كدراسة مقارنة بيف االنظمة القانكنية المقارنة في الدكؿ المجاكرة كما انو ييدؼ الى ‪-:‬‬

‫‪ -1‬التعرؼ عمى مكقؼ القضاء الفمسطيني مف تعسؼ اإلدارة في تنفيذ االحكاـ الصادرة ضدىا‪،‬‬
‫كتتبع احكاـ القضاء االدارم الفمسطيني كاالنظمة القانكنية المقارنة ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -2‬التعرؼ عمى الجية المختصة في النظر بمراقبة تنفيذ االدارة لإلحكاـ القضائية الصادرة ضدىا‬
‫كمدل التزاميا بأحكاـ القضاء ‪.‬‬

‫‪ -3‬التعرؼ عمى سبؿ مكاجية االدارة الممتنعة عف تنفيذ االحكاـ االدارية ك النصكص القانكنية‬
‫التي نظمت ىذه الكسائؿ ‪.‬‬

‫‪ -4‬التعرؼ عمى مبررات التي تتخذىا االدارة لمتيرب مف التزاماتيا في تنفيذ احكاـ القضاء الصادرة‬

‫ضدىا ‪.‬‬

‫‪ -5‬التعرؼ عمى حجية االحكاـ الصادرة في الدعاكم اإلدارية‪ ،‬كالقكة التنفيذية ليذه االحكاـ ‪.‬‬

‫محددات الدراسة ‪:‬‬

‫بدراسة مكضكع تنفيذ االحكاـ االدارم ة في النظاـ القانكني‬ ‫يتحدد نطاؽ ىذا البحث‬
‫الفمسطيني كالتشريعات المقارنة حيث يتعرض الباحث الى القكانيف كالق اررات التي تتعمؽ بتنفيذ‬
‫االحكاـ االدارمة في فمسطيف كبعض االنظمة القانكنية في الدكؿ مجاكره‪ ،‬كماف اف نطاؽ ىذا‬

‫م‪.‬‬
‫القانكني لضماف تنفيذ ىذه االحكاـ االدارة‬
‫ة‬ ‫البحث ينحصر في االحكاـ اإلدارية‪ ،‬كالكسائؿ‬

‫الدراسات السابقة ‪:‬‬

‫‪ -1‬اكفاندة‪ ،‬إبراىيـ‪ ،‬تنفيذ الحكم االداري الصادر ضد اإلدارة‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬

‫‪ ،1986‬تناكؿ الباحث في ىذه الرسالة االحكاـ االدارية الصادرة ضد اإلدارة‪ ،‬فتناكؿ األحكاـ‬

‫اإلدارية بشكؿ عاـ مف حيث التعريؼ كالحجية‪ ،‬ثـ تطرؽ الى االحكاـ الصادرة ضد االدارة ك‬
‫كسائؿ تيرب االدارة مف التنفيذ‪ ،‬ك الطرؽ ك الكسائؿ القانكنية التي يمكف المجكء الييا لتنفيذ ىذه‬

‫االحكاـ االدارية كاجبار اإلدارة عمى االلتزاـ باحتراـ أحكاـ القضاء‪.‬‬

‫‪ -2‬براىيمي‪ ،‬فايزة ‪ ،‬األثر المالي لعدم تنفيذ األحكام القضارية اإلدارية ‪ ،‬جامعة أمحمد بكقرة‪،‬‬

‫بكمرداس‪ ،2012-2011 .‬حيث تناكؿ الباحث االحكاـ القضائية االدارية ك كيؼ نظـ القانكف‬

‫الجزائرم كسائؿ الضغط المالي في مكاجية االدارة لتنفيذ االحكاـ االدارية الصادرة ضدىا‪،‬‬

‫‪5‬‬
‫باإلضافة إلى التطرؽ إلى اآلثار المالية كالخسائر التي قد تقع عمى االدارة نتيجة عدـ االلتزاـ بتنفيذ‬
‫احكاـ القضاء الصادر ضدىا ‪.‬‬

‫‪ -3‬خميفة‪ ،‬عبد العزيز عبد المنعـ‪ ،‬تنفيذ االحكام اإلدارية واشكاالتو الوقتية ‪ ،‬ط ‪ ،1‬اإلسكندرية‪،‬‬

‫دار‪ ،‬الفكر الجامعي‪ ،2008 ،‬تناكؿ الباحث االحكاـ االدارية كطرؽ تنفيذىا‪ ،‬كاإلشكاالت الكقتية‬
‫التي تكجو التنفيذ لألحكاـ القضائية اإلدارية الصادرة ضد االدارة ؟‪ ،‬كتناكؿ تعريؼ االحكاـ االدارية‬

‫ك حجية االحكاـ الصادرة مف قبؿ القضاء االدارم ‪.‬‬

‫‪ -4‬د‪ .‬سعد عبد الكاحد‪ ،‬حسني تنفيذ االحكام اإلدارية واإلشكاالت المتعمقة بو( دراسة مقارنو) ‪،‬‬
‫القاىرة‪ ،‬مطابع مجمس الدفاع الكطني‪ ،1984 ،‬تناكؿ الباحث االحكاـ االدارية كتعريفيا كحجية ىذه‬

‫األحكاـ‪ ،‬كتناكؿ كسائؿ تيرب االدارة في تنفيذ كاحتراـ احكاـ القضاء االدارم الصادرة ضده‪،‬‬
‫كتناكؿ القانكف المصرم كأحكاـ القضاء المصرم التي كاجية االدارة لعدـ تنفيذىا لألحكاـ ‪.‬‬

‫‪ -5‬شعباف‪ ،‬أنكر عصاـ‪ ،‬وقف تنفيذ االحكام اإلدارية ‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة النجاح‪،2013 ،‬‬

‫تناكؿ الباحث كقؼ تنفيذ االحكاـ اإلدارية‪ ،‬كالطمبات المستعجمة‪ ،‬كمدل حجية ىذه االحكاـ الكقتية‬
‫عمى االدارة كضركرة االلتزاـ بيا كاحتراـ احكاـ القضاء ‪.‬‬

‫خطة الدراسة ‪:‬‬

‫يعرض الباحث في البداية االحكاـ االدارية بشكؿ عاـ كاإلجراءات الشكمية إلصدارىا ك‬
‫طرؽ تفسير ىذه االحكاـ اف شابيا ام غمكض اك لبس‪ ،‬حيث يتعرض الباحث ايضا الى االسباب‬
‫ك العكارض التي تتذرع بيا االدارة لعدـ تنفيذ االحكاـ االدارية الصادرة ضدىا ‪.‬‬

‫كيعرض الباحث في ىذا الصدد اسباب االدارة في االمتناع عف التنفيذ كالحجج ك االساليب‬
‫التي تمجأ الييا االدارة لعدـ تنفيذ ىذه األحكاـ‪ ،‬ك التعرض لمكقؼ القضاء الفمسطيني ك المقارف في‬
‫ىذه الحجج كعف االراء الفقيية التي تـ االخذ بيا في سبيؿ مكاجية الذرائع التي تمجأ الييا االدارة‬

‫لمتيرب مف تنفيذ االحكاـ االدارية ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫كيعرض الباحث الكسائؿ القانكنية ك القضائية في مكاجية االدارة المتعسفة عف تنفيذ‬
‫االحكاـ االدارية كذلؾ مف خالؿ التعرض الى القكانيف التي نظمت كسائؿ الضغط المالي مثؿ‬

‫الغرامة التيديدية كالفكائد التأخيرية‪ ،‬كمدل إمكانية تطبيقيا عمى االحكاـ اإلدارية‪ ،‬ألنيا في األصؿ‬
‫أنظمة قانكنية في القضاء العادم كليس اإلدارم‪ ،‬كتـ التطرؽ الى رأم األنظمة القضائية المقارنة‬
‫في تنفيذ كسائؿ التيديد المالي ك تكضيح الفارؽ بينيا ‪.‬‬

‫كيعرض الباحث الكسائؿ القضائية في مكجية االدارة المتعسفة عف تنفيذ االحكاـ االدارية‬
‫كيتـ التطرؽ الى القكانيف ذات الصمة التي تضمف مسؤكلية مكظؼ االدارة في حاؿ رفضو لتنفيذ‬
‫االحكاـ القضائية‪ ،‬حيث تـ التطرؽ الى القكانيف كاألحكاـ القضائية الفمسطينية التي تناكلت مسؤكلية‬

‫المكظؼ الممتنع عف تنفيذ االحكاـ القضائية كمقارنتيا بالتشريعات كاألحكاـ القضائية في الدكؿ‬
‫المجاكرة‪ ،‬باإلضافة إلي التطرؽ إلى التنفيذ الجبرم كعف مدل امكانية تطبيقو في مكاجية االدارة ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل االول‬
‫السياق العام لألحكام اإلدارية‬

‫الحكـ القضائي بصفو عامو ىك قرار تصدره جية مشكمو بصفو عامو كفقا لمقانكف لمفصؿ‬
‫فيما يعرض عمييا مف نزاعات كفقا لإلجراءات المقررة قانكنا كبذلؾ نككف اماـ حكـ قضائي ادارم‬
‫المنازعات اإلدارية كسكؼ يتـ‬ ‫جية اختصيا المشرع بالفصؿ في‬ ‫اذا كاف العمؿ صاد ار عف‬

‫( المبحث‬ ‫التعرض بشكؿ مفصؿ لألحكاـ اإلدارية مف خالؿ ماىية األحكاـ اإلدارية في‬
‫األكؿ) ك عكارض تنفيذ االحكاـ االدارية في ( المبحث الثاني)‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬األحكام اإلدارية‬

‫سكؼ يتـ تناكؿ االحكاـ اإلدارية مف خالؿ بياف االحكاـ العامو ليا حيث سيقكـ الباحث‬
‫بتحديد مفيكـ االحكاـ اإلدارية كتفسيرىا في (المطمب األكؿ) كالقكه التنفيذية لألحكاـ اإلدارية في‬
‫(المطمب الثاني)‪.‬‬

‫المطمب األول ‪ :‬األحكام اإلدارية وضوابط إصدارىا‬

‫األحكاـ اإلدارية شانيا شأف كافو االحكاـ العادية تصدر مف محكمة مشكمو كفقا لمقانكف‬
‫لمفصؿ فيما يعرض عمييا مف منازعات كفقا لإلجراءات المقررة قانكنا بحكـ ينيي الخصكمة‪ ،‬إال أنو‬
‫في بعض األحياف تككف ىذه االحكاـ تحكم بعض االخطاء المادية اك يحتكييا بعض الغمكض‬
‫فتقكـ المحكمة بإصدار تفسير مرتبط بيذا الحكـ إلزالة أم غمكض‪ ،‬إال أف القاضي يجب اف يتبع‬
‫عدة اجراءات شكميو عند اصدار ىذه االحكاـ حتى ال تبطؿ ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تفسير االحكام االدارية‬

‫نككف اماـ حكـ قضائي ادارم اذا كاف العمؿ صاد ار عف جية اختصيا المشرع بالفصؿ في‬
‫المنازعات اإلدارية بحكـ مكتكب مسبب منيي لمخصكمة فييا ‪ ،‬كتستنفذ المحكمو المختصة كاليتيا‬

‫غمبي اآلراء بعد مداكلة سريو بيف القضاة الذيف سمعكا المرافعة كبحضكر جميع‬
‫ب ة‬ ‫بإصدار الحكـ أ‬

‫‪8‬‬
‫القضاة المشتركيف في المداكلة باإلضافة إلي ىيئو مفكضي الدكلو ‪ ،1‬كال يممؾ القاضي الذم يرفع‬
‫اليو طعف ضد قرار ادارم إال أف يحكـ بإلغاء ىذا القرار اذا تحقؽ مف عدـ شرعيتو اك اف يرفض‬
‫‪2‬‬
‫‪ ،‬كبالنظر‬ ‫الدعكل اذا ثبت لو اف القرار غير مشكب بأم عيب مف العيكب التي تسبب بطالنو‬
‫الى الطبيعة الخاصة لدعكل اإللغاء كأثار تمؾ األحكاـ الصادرة عمى نشاط اإلدارة كتصرفاتيا‬
‫ضركرة أف تقؼ سمطات القاضي عند حد‬ ‫كمراعاة لمبدأ الفصؿ بيف السمطات كما يقتضيو مف‬

‫اإلدارة بالتصرؼ عمى نحك معيف اك يقكـ بنفسو باتخاذ‬ ‫معيف‪ ،‬فال يجكز لو اف يكجو ام ار الى‬
‫تصرؼ باسميا اك لحسابيا ‪ ،3‬كيترتب عمى النطؽ بالحكـ خركج الدعكل مف كالية المحكمة التي‬
‫أصدرت الحكـ فييا الستنفاذ كاليتيا بالنطؽ بو‪ ،‬كبالتالي ال تممؾ بعد ذلؾ العدكؿ عف ما قضت بو‬

‫اك تعديمو كاف كاف ليا اف تفسره كاف تصحح ما كقع بو مف اخطاء ماديو اك كتابيو اك حسابيو كفقا‬
‫لنصكص القانكف‪.4‬‬

‫المدنية‬ ‫كنرل أف المشرع الفمسطيني سار باتجاه المشرع المصرم في قانكف المرافعات‬

‫كالتجارية بخصكص تفسير األحكاـ اإلدارية الصادرة مف القضاء حيث أف قانكف أصكؿ المحاكمات‬
‫المدنية كالتجارية عمى رقـ ‪ 2‬لسنو ‪ 2001‬نص في المادة ‪ 184‬عمى أف "يجكز لمخصكـ أف يطمبكا‬
‫باستدعاء يقدـ إلى المحكمة التي أصدرت الحكـ تفسير ما كقع في منطكقو مف غمكض أك إبياـ‪،‬‬

‫الكجكه لمحكـ الذم يفسره‪ ،‬كيسرم عميو ما يسرم‬ ‫كيعتبر القرار الصادر بالتفسير متممان مف كؿ‬
‫عمى ىذا الحكـ مف القكاعد الخاصة بطرؽ الطعف العادية كغير العادم"‪.5‬‬

‫د‪.‬خميفو‪ ،‬عبد العزيز عبد المنعـ ‪ ،‬االصول االجراريو في الدعاوى و االحكام االداريو ( االختصاص – الخصومو – االحكام‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث ‪ ، 2012 ،‬ص ‪286-285‬‬


‫د‪ .‬محمد حافظ‪ ،‬محمكد‪ ،‬القضاء االداري دراسو مقارنو ‪ ،‬مصر ‪ ،‬دار النيضو العربيو ‪ ، 1993 ،‬ص‪681‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،‬االسكندريو ‪ ،‬منشأه‬ ‫د‪ .‬جماؿ الديف ‪ ،‬سامي‪ ،‬الدعاوي االداريو واالجراءات امام القضاء االداري ( دعاوي االلغاء )‬ ‫‪3‬‬

‫المعارؼ ‪ ،‬ص‪393‬‬
‫د‪ .‬جماؿ الديف ‪ ،‬سامي ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪393‬‬ ‫‪4‬‬

‫الماده ‪ 184‬مف قانكف اصكؿ المحاكمات المدنيو كالتجاريو الفمسطيني رقـ ‪ 2‬لعاـ ‪2001‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪9‬‬
‫كذىبت محكمة العدؿ العميا الفمسطينية في الدعكل رقـ ‪ 2008/192‬الى اف ( بالتدقيؽ‬
‫في الطمب المقدـ مف قبؿ ككيؿ المستدعي فأننا نجد انو كرد في قرار المحكمو اف القرار المطعكف‬

‫‪ 2009/1/16‬كاف التاريخ الصحيح لصدكر القرار المطعكف فيو ىك‬ ‫فيو قد صدر بتاريخ‬
‫‪ 2007/10/24‬كعميو كعمال بأحكاـ المادة ‪ 183‬مف قانكف اصكؿ المحاكمات المدنية كالتجارية‬
‫رقـ ‪ 2‬لسنو ‪ 2001‬تقرر المحكمة تصحيح الخطأ الكتابي عمى الصفحو الثانيو مف قرار المحكمو‬

‫‪ 2007/10/24‬كنجد اف القرار الصادر مف المحكمة في‬ ‫في السطر العاشر ليصبح التاريخ‬
‫الدعكييف‪ 2008/192‬ك ‪ 2009/91‬لـ يتضمف اف ىيئة التنظيـ كاإلدارة مستدعى ضدىا في‬
‫الدعكل رقـ ‪ 2009/91‬كعميو كعمال بأحكاـ المادة ‪ 183‬مف قانكف اصكؿ المحاكمات المدنيو‬

‫كالتجارية رقـ ‪ 2‬لسنة ‪ 2001‬تقرر المحكمة تصحيح الخطأ الكتابي بإضافة ىيئو التنظيـ كاإلدارة‬
‫كمستدعى ضدىا في الدعكل رقـ ‪.1) 2009/91‬‬

‫كأكدت المادة ‪ 192‬مف قانكف المرافعات المدنيو كالتجارية المصرم رقـ ‪ 13‬لعاـ ‪1986‬‬

‫عمى " يجكز لمخصكـ اف يطمبكا مف المحكمة التي أصدرت الحكـ تفسير ما كقع في منطكقو مف‬
‫غمكض اك ابياـ كيقدـ الطمب باألكضاع المعتادة لرفع الدعاكل كيعتبر الحكـ الصادر بالتفسير‬
‫متمما مف كؿ الكجكه لمحكـ الذم يفسره‪ ،‬كيسرم عميو ما يسرم عمى ىذا الحكـ مف القكاعد الخاصة‬

‫بطرؽ الطعف العادم " ‪.‬‬

‫كيتبيف لنا أف لمخصكـ الحؽ في تقديـ طمب ؿتفسير غمكض الحكـ اك ازالو ما شابو مف‬
‫باألكضاع‬ ‫لبس عف طريؽ المحكمو التي اصدرتو كقد حصر المشرع كسيمو ذلؾ في طمب يقدـ‬

‫المعتادة لرفع الدعكل ليصدر فيو حكما مفس ار يعد متمما لمحكـ محؿ التفسير كيخضع لما يخضع‬
‫لو الحكـ المفسر مف قكاعد خاصة بالطعف عاديو كانت أك غير عاديو‪.‬‬

‫ككفقا ليذا النص فاف طمب تفسير الحكـ ال يرد إال عمى منطكقو حيث ال يجكز انصبابو‬

‫عمى اسبابو التي ال تحكز ايو حجية إال انو مف الجائز اف تككف اسباب الحكـ محال لطمب التفسير‬
‫حاؿ ارتباطيا بالمنطكؽ ارتباطا جكىريا بحيث تككف مككنو لجزء منو كمكممو لو كيتضح ىذا‬

‫مكقع الكتركني ‪ ، http://muqtafi.birzeit.edu ،‬تاريخ الزيارة ‪2014/5/29‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪10‬‬
‫أسبابو‪ ،‬كيتضح لفا مف خالؿ ىذه الماده ‪ 192‬اف ىناؾ‬ ‫االرتباط اذا كاف الحكـ ال يقكـ دكف‬
‫شركطا ال بد مف تكفرىا في تفسير الحكـ ىك ‪:‬‬

‫‪- 1‬أف يحتكم الحكـ عمى غمكض اك ابياـ بحيث يصعب معو الكقكؼ عمى ما قصدتو المحكمو‬
‫مف اصداره‪.1‬‬

‫ذريعة‬ ‫‪- 2‬أف ال يككف المقصكد مف دعكل التفسير تعديؿ الحكـ كال يجكز اتخاذ ىذه الدعكل‬
‫‪2‬‬
‫لمفصؿ في نزاع لـ يتعرض لو الحكـ ‪.‬‬

‫‪ - 3‬يجب اف يقؼ التفسير عند حد ايضاح ما ابيـ اك غمض مف الحكـ اك اسبابو المرتبطة بو‬
‫ارتباطا جكىريا ال ما التبس عمى ذكم الشأف فيمو عمى الرغـ مف كضكحو ‪ ،‬الف الحكـ الصادر‬
‫‪3‬‬
‫بالتفسير ليس حكما جديدا كانما ىك متمـ لمحكـ الذم فسره‪.‬‬

‫بعريضة دعكل كلكف دكف‬ ‫‪- 4‬يجب أف يتقدـ طمب التفسير الى المحكمو التي اصدرت الحكـ‪،‬‬
‫التقيد بميعاد معيف طالما اف تنفيذ الحكـ لـ يسقط بالتقادـ ‪.‬‬

‫‪- 5‬كما يجب أف يخضع الحكـ الصادر بالتفسير الى نفس طرؽ الطعف المقرر في الحكـ االصمي‬
‫‪4‬‬
‫محؿ التفسير عمى اف يجرم حساب مكاعيد الطعف مف تاريخ صدكر الحكـ المفسر‪.‬‬

‫كىذا ما سار إليو المشرع الجزائرم في نص الماده ‪ 285‬حيث نصت عمى " اف تفسير‬

‫اختصاص الجية القضائية التي أصدرتو‪،‬‬ ‫الحكـ بغرض تكضيح مدلكلو اك تحديد مضمكنو‪ ،‬مف‬
‫بعريضة مشتركة منيـ‪ ،‬كتفصؿ الجوة‬ ‫يقدـ طمب تفسير الحكـ بعريضة مف احد الخصكـ اك‬
‫‪5‬‬
‫القضائية‪ ،‬بعد سماع الخصكـ اك بعد صحة تكميفيـ بالحضكر"‪.‬‬

‫د‪.‬خميفو ‪ ،‬عبد العزيز عبد المنعـ ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص‪288-287‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬د‪ .‬خميؿ ىيكؿ ‪ ،‬السيد ‪ ،‬الرقابة القضارية عمى اعمال االداره دراسو مقارنو ‪ ،‬دار النيضو العربيو ‪ ، 2007 ،‬ص ‪-391‬‬
‫‪393‬‬
‫‪ 3‬د‪.‬خميفو ‪ ،‬عبد العزيز عبد المنعـ ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص‪288‬‬
‫‪4‬د الجرؼ ‪ ،‬طعيمو ‪،‬رقابة القضاء العمال االداره العامو قضاء االلغاء ‪ ،‬دار النيضو العربيو ‪ ، 1977 ،‬ص‪337‬‬
‫الماده ‪ 285‬مف قانكف االجراءات المدنيو كاالداريو الجزائرم ‪2008‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪11‬‬
‫أف المشرع المصرم كالفمسطيني كالجزائرم اتفقكا عمى سمطو المحكمة المصدرة‬ ‫كيتضح لنا‬
‫لمقرار بتفسير الحكـ إذا طمب ذلؾ منيا كفقا لإلجراءات المحددة بعكس النظاـ اإلجرائي األردني‬

‫الذم لـ ينص عمى كجكد التفسير أساسا ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى انو بكسع المحكمو التي اصدرت الحكـ تصحيح ما شابو مف اخطاء ماديو‬
‫بحتو كتابيو اك حسابيو بقرار تصدره مف تمقاء نفسيا اك بناء عمى طمب احد الخصكـ مف غير‬

‫مرافعة‪ ،‬ك قد ذىب المشرع الفمسطيني الى ما نص عميو المشرع المصرم بخصكص تصحيح‬
‫‪ 2‬لعاـ‬ ‫المادة ‪‌183‬مه‌ اصكؿ المحاكمات المدنيو كالتجارية الفمسطيني رقـ‬
‫االحكاـ اإلدارية ؼ‬
‫‪ 2001‬نصت في خصكص تصحيح االحكاـ اإلدارية في القضاء الفمسطيني عمى مايمي ‪-:‬‬

‫بناء عمى طمب أحد الخصكـ أف تقرر تصحيح ما كقع في‬


‫‪ " _ 1‬لممحكمة مف تمقاء نفسيا أك ن‬
‫حكميا مف أخطاء مادية بحتة كتابية كانت أك حسابية دكف مرافعة‪ ،‬عمى أف يتـ التكقيع عمى‬
‫التصحيح مف رئيس الجمسة ككاتبيا‪.‬‬

‫‪ _ 2‬يجكز لمطعف في القرار الصادر بالتصحيح بطرؽ الطعف التي يقبميا الحكـ مكضكع التصحيح‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،‬أما القرار الصادر برفض التصحيح فال يجكز الطعف فيو عمى استقالؿ"‪.‬‬

‫كيجرم كاتب المحكمة ىذا التصحيح عمى نسخو الحكـ األصمية مكقعا عمييا مف رئيس‬
‫‪2‬‬
‫‪ 191‬مف قانكف المرافعات المدنيو كالتجارية المصرم‬ ‫المحكمو كذلؾ كفؽ ما جاء بنص الماده‬
‫كالتي يسرم حكميا بالنسبة لألحكاـ اإلدارية لعدـ كجكد نص خاص بقانكف مجمس الدكلو بتنظيـ‬
‫ىذا االجراء‪ ،‬اضافو الى عدـ تعارضو مع طبيعة الدعكل اإلدارية أك ركابط القانكف‪ ،‬كذلؾ الرتباطو‬

‫بمقتضيات العدالة التي تسعى لتحقيقيا احكاـ القضاء االدارم اك العادم عمى حد سكاء‪.‬‬

‫اصكؿ المحاكمات المدنيو كالتجاريو الفمسطيني رقـ ‪ 2‬لعاـ ‪.2001‬‬ ‫‪1‬‬

‫مادة ‪ -191‬تتكلى المحكمة تصحيح ما يقع في حكميا مف أخطاء مادية بحتة كتابية أك حسابية كذلؾ بقرار تصدره مف‬ ‫‪2‬‬

‫تمقاء نفسيا أك بناء عمى طمب أحد الخصكـ مف غير مرافعة كيجرل كاتب المحكمة ىذا التصحيح عمى نسخة الحكـ األصمية‬
‫كيكقعو ىك كرئيس الجمسة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫كالف ىذا النص ىك استثناء مف اصؿ عاـ يقرر استنفاد المحكمو التي اصدرت الحكـ‬
‫بإعطائو‬ ‫كاليتيا بإصداره‪ ،‬بحيث ال تمتمؾ سمطو تعديمو اك العدكؿ عنو فانو ال يجكز التكسع فيو‬

‫لحؽ التصحيح لممحكمة الصادر عنيا الحكـ بالنسبة لما خال االخطاء الماديو بحيث يتجاكزه الى‬
‫االخطاء القانكنيو العادية‪ ،‬حيث يككف تصحيح تمؾ االخطاء لمحكمة الطعف كفقا لمقكاعد الخاصة‬
‫بطرؽ الطعف عاديو كانت اـ غير عادية ‪.1‬‬

‫كمناط إعماؿ الخطأ المادم اف يككف في الحكـ اساس يدؿ عمى الكاقع الصحيح مف تمؾ‬
‫المحكمة‪ ،‬كيبرز بالتالي ما خالفو مف خطأ مادم اذا ما قكرف بيذا الكاقع الصحيح الثابت بالحكـ‬
‫كذلؾ حتى ال يككف التصحيح ذريعة لمرجكع عف الحكـ كالمساس بحجيتو‪ ،‬كذىبت المحكمو اإلدارية‬

‫العميا المصرية بأف ىذا الحكـ يعد متمما كمكمال لمحكـ الذم صححو فإذا جاكزت المحكمة حدكد‬
‫المحكمة االدارية العميا‬ ‫كاليتيا مف التصحيح الى التعديؿ كاف حكميا مخالفا لمقانكف حيث ذىبت‬
‫المصرية في الطعف رقـ ‪ 285‬لسنة ‪ 15‬ؽ الى انو " ‪ ...‬كمف حيث اف تغيير منطكؽ الحكـ‬

‫المطعكف فيو مف عدـ قبكؿ الدعكل لرافعيا بعد الميعاد الى الحكـ بعدـ احقيو المدعي في طمباتو‬
‫ال يعد تصحيحا لخطأ مادم لحؽ منطكؽ الحكـ‪ ،‬بؿ تغيي ار لممنطكؽ بما يناقضو مما يعد مساسا‬
‫بحجية الشيء المحككـ فيو كمخالفا لمقانكف متعينا إلغائو‪ ،‬غير انو مف ناحية أخرل فاف الطعف في‬

‫قرار التصحيح لصدكره بالمخالفة لممادة ‪ 191‬مف قانكف المرافعات المصرم مف شأنو اف ينقؿ‬
‫مكضكع النزاع برمتو الى المحكمو العميا كيعيد طرحو عمييا بأسانيده القانكنية كأدلتو الكاقعية كيككف‬
‫ليا بما ليا مف كالية فحص النزاع اف تقضي فيو بمكجب الكجو الصحيح "‪. 2‬‬

‫المرافعات االداريو واالثبات امام القضاء االداري ( االختصاص بنظر الدعوى‬ ‫د خميفو ‪ ،‬عبد العزيز عبد المنعـ ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫وسقوطيا وانقضاريا ‪ ،‬الحكم في الدعوى وضوابطو وحجيتو والطعن فيو ‪ ،‬دور القاضي في االثبات و وسارل االثبات‬
‫المباشرة وغير المباشرة ‪ ،‬ط‪ ، 1‬المركز القكمي لالصدارات القانكنيو ‪ ، 2008 ،‬ص‪165-164‬‬
‫د خميفو ‪ ،‬عبد العزيز عبد المنعـ ‪ ،‬االصول االجراريو ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪293-292‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪13‬‬
‫اما المشرع االردني فقد اتفؽ مع المشرع المصرم فيما ينص عمى تصحيح االحكاـ‬
‫‪ 24‬لعاـ‬ ‫‪ 168‬مف قانكف اصكؿ المحاكمات المدنيو األردني رقـ‬ ‫اإلدارية حيث تنص الماده‬

‫‪ 1988‬عمى ما يمي ‪:‬‬

‫‪-" 1‬تتكلى المحكمة تصحيح ما يقع في حكميا مف اخطاء ماديو بحتو كتابيو اك حسابيو كذلؾ‬
‫مرافعة كيجرم كاتب‬ ‫بقرار تصدره مف تمقاء نفسيا اك بناء عمى طمب احد الخصكـ مف غير‬

‫المحكمو ىذا التصحيح عمى نسخو الحكـ األصمية كيكقعو ىك كرئيس الجمسة ‪.‬‬

‫‪- 2‬يجكز الطعف بالقرار الصادر بالرفض اك القرار الصادر بالتصحيح اذا تجا كزت المحكمة فيو‬
‫‪1‬‬
‫حقيا المنصكص عميو في ىذا القانكف كذلؾ بطرؽ الطعف الجائزة في الحكـ مكضكع الطمب"‪.‬‬

‫بعكس المشرع المصرم كالفمسطيني فاف المشرع االردني لـ يمتفت الى طمبات التفسير في قانكف‬
‫ؼ‬
‫اصكؿ المحاكمات المدنيو األردني رقـ ‪ 24‬لعاـ ‪ 1988‬كتعديالتو‪.‬‬

‫اما المشرع الجزائرم في الماده ‪ 286‬مف قانكف االجراءات المدنية ك االدارية الجزائرم‬

‫نص عمى انو " يجكز لمجية القضائية التي اصدرت الحكـ‪ ،‬كلك بعد حيازة ذلؾ الحكـ قكة الشيء‬
‫المقضي بو‪ ،‬اف تصحح الخطأ المادم اك االغفاؿ الذم يشكبو‪ ،‬كما يجكز لمجية القضائية التي‬
‫يطعف في الحكـ اماميا القياـ بتصحيحو‪ ،‬يقدـ طمب التصحيح الى الجية القضائية‪ ،‬بعريضة مف‬

‫لمنيابة‬ ‫احد الخصكـ اك بعريضة مشتركو منيـ‪ ،‬كفقا لإلشكاؿ المقررة في رفع الدعكل‪ ،‬كيمكف‬
‫العامة تقديـ ىذا الطمب‪ ،‬ال سيما ليا اف الخطأ المادم يعكد الى مرفؽ العدالة‪ ،‬يفصؿ في طمب‬
‫التصحيح بعد سماع الخصكـ اك بعد صحة تكميفيـ بالحضكر‪ ،‬يؤشر بحكـ التصحيح عمى اصؿ‬

‫الحكـ المصحح كعمى النسخ المستخرجو منو كيبمغ الخصكـ المعنيكف بحكـ التصحيح‪ ،‬عندما‬
‫الشيء المقضي بو‪ ،‬فال يمكف الطعف في الحكـ القاضي‬ ‫يصبح الحكـ المصحح حائ از لقكة‬
‫بالتصحيح إال عف طريؽ الطعف بالنقض "‪.‬‬

‫الماده ‪ 168‬مف قانكف اصكؿ المحاكمات المدنيو االرني رقـ ‪ 24‬لعاـ ‪ 1988‬كتعديالتو‬ ‫‪1‬‬

‫‪14‬‬
‫كمف خالؿ ما سبؽ تـ تكضيح كيفيو اجراءات تصحيح كتفسير االحكاـ كطرؽ تقديـ‬
‫طمبات التفسير كالمحاكـ المختصة كذلؾ باستعراض القكانيف كاألحكاـ التي نظمت ىذه الدعكل‪،‬‬

‫حيث الحظنا اف المشرع الفمسطيني قد اتفؽ مع اغمب التشريعات المقارنة في االجراءات المتخذة‬
‫لتفسير االحكاـ كالطمبات المقدمة لتفسير االحكاـ كالمحاكـ المختصة بنظر طمبات التفسير‬
‫كالتصحيح‪ ،‬كالحظنا اف المشرع االردني لـ يمتفت لطمبات تفسير ‪0‬االحكاـ بالرغـ مف اىمية تنظيـ‬

‫التفسير في القانكف ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬ضوابط اصدار االحكام االدارية‬

‫حتى يككف الحكـ االدارم عنكانا لمحقيقة فيما فصؿ فيو مف نزاع يتعيف عند اصدار الحكـ‬

‫اإلدارم أف تراعي المحكمة الضكابط اإلجرائية كالشكمية ‪ ،‬الف الحكـ مبطؿ في حاؿ افتقاده ألم مف‬
‫كأخرل يتعيف تكافرىا في‬ ‫ىذه الضكابط فتتنكع ىذه الضكابط ما بيف ضكابط سابقو لصدكر الحكـ‬
‫الحكـ حيف اصداره كسكؼ يتـ التطرؽ ليذه الضكابط مف خالؿ مايمي ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬إعالن الخصوم بتاريخ الجمسة أو أمر اإلحالة‬

‫تنص المادة ‪ 283‬مف قانكف اصكؿ المحاكمات المدنيو كالتجارية الفمسطيني عند تعييف‬
‫جمسو لمنظر في الدعكل تككف عمى النحك التالي ( تبدأ اإلجراءات أماـ محكمة العدؿ العميا بتقديـ‬

‫استدعاء إلى قمـ المحكمة بعدد المستدعى ضدىـ مرفقان بو األكراؽ المؤيدة ؿق)‪.‬‬

‫كنص قانكف مجمس الدكلة عمى ضركرة قياـ قمـ كاتب المحكمو المختصة بنظر الدعكل‪،‬‬
‫بإعالف الجمسة إلى ذكم الشأف‪ ،‬كيككف ميعاد الحضكر ثمانية أياـ عمى األقؿ‪ ،‬يجكز إنقاصو في‬

‫حالة الضركرة إلى ثالثة أياـ‪ ،‬كذلؾ حتى يتمكف ذكم الشأف مف الحضكر بأنفسيـ أك بكاسطة‬
‫ككالئيـ بعد تماـ تحضير الدعكل كتييئتيا لممرافعة فإذا حدث عكس ذلؾ يككف عيبا جكىريا في‬
‫االجراءات يبطميا كيؤثر عمى الحكـ الصادر فييا مما يستتبع بطالنو‪.1‬‬

‫الماده ‪ ، 30‬قانكف مجمس الدكلة المصرم ( يككف تكزيع القضية عمى دكائر المحكمة بمراعاة نكعيا طبقان لمنظاـ الذم‬ ‫‪1‬‬

‫تبينو الالئحة الداخمية لممجمس‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫أما في قبوىن‌اإلجراءات‌ المدوية‌ واإلدارية‌الجسائري‌ ‪ 2008‬نصت الماده ‪ 16‬منو عمى "‬
‫سماء كألقاب الخصكـ كرقـ‬ ‫تقيد العريضة حاال في سجؿ خاص تبعا لترتيب كركدىا‪ ،‬مع بياف ا‬

‫القضية كتاريخ أكؿ جمسو‪ ،‬يسجؿ اميف الضبط رقـ القضية كتاريخ أكؿ جمسة عمى نسخ العريضة‬
‫االفتتاحية كيسمميا لممدعي بغرض تبميغيا رسميا لمخصكـ‪ ،‬يجب احتراـ اجؿ ‪ 20‬يكما عمى االقؿ‬
‫بيف تاريخ تسميـ التكميؼ بالحضكر‪ ،‬كالتاريخ المحدد ألكؿ جمسة مالـ ينص القانكف عمى خالؼ‬

‫أشير‪ ،‬إذا كاف الشخص المكمؼ‬ ‫ذلؾ‪ ،‬يمدد ىذا االجؿ اما جميع الجيات القضائية الى ثالثة‬
‫بالحضكر مقيما في الخارج" ‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬صدور الحكم من قاضي صالح لمفصل في الدعوى سبق اشتراكو في سماع المرافعة ‪:‬‬

‫يتعيف لصحة الحكـ أف يككف صاد ار عف قاض صالح لمفصؿ في المنازعو كيعتبر القاضي‬
‫غير صالح إلصدار الحكـ إذا كاف قد سبؽ لو كاف افتى اك ترافع عف احد الخصكـ في الدعكل اك‬
‫كتب فييا‪ ،‬قبؿ اشتغالو بالقضاء‪ ،‬كيبطؿ عمؿ القاضي في ىذه الحالو كلك لـ يرده احد مف‬

‫الخصكـ كيقع باطال اتفاؽ الخصكـ عمى ما يخالؼ ىذا المبدأ كىذا ما اكدت عميو نص‬
‫‪2‬‬
‫كالمادة ‪ 132‬مف قانكف‬ ‫كالتجارية الفمسطيني‬ ‫الماده‪ 141‬مف قانكف اصكؿ المحاكمات المدنيو‬
‫أصكؿ المحاكمات المدنية األردني‪.‬‬

‫كيبمغ قمـ كتاب المحكمة تاريخ الجمسة إلى ذكل الشأف كيككف ميعاد الحضكر ثمانية أياـ عمى األقؿ كيجكز فى حالة الضركرة‬
‫تقصيره إلى ثالثة أياـ(‪.‬‬
‫قانكف االجراءات المدنيو كاالداريو الجزائرم ‪.2008‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬لسنو ‪ - 2001‬يجب عمى القاضي أف‬ ‫‪1‬الماده ‪ 141‬مف قانكف اصكؿ المحاكمات المدنيو كالتجاريو الفمسطيني رقـ‬ ‫‪2‬‬

‫يمتنع عف نظر الدعكل كلك لـ يطمب رده أحد الخصكـ إذا تكافرت إحدل الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬إذا كاف قريبان أك صي انر ألحد الخصكـ أك زكجو حتى الدرجة الرابعة‪.‬‬
‫ب‪ -‬إذا كاف لو أك لزكجو خصكمة قائمة مع أحد الخصكـ أك زكجو في الدعكل‪.‬‬
‫ج ‪-‬إذا كاف ممثالن قانكنيان أك شريكان ألحد الخصكـ أك كاف كارثان ظنيان لو أك كانت لو صمة قرابة أك مصاىرة لمدرجة الرابعة مع‬
‫‪.‬‬ ‫القيـ عميو أك بأحد أعضاء مجمس إدارة الشركة المختصة أك بأحد مديرييا‬ ‫أحد أكصياء الخصكـ أك‬
‫د ‪-‬إذا كانت الدعكل تنطكم عمى مصمحة قائمة لو أك لزكجو أك ألحد أقاربو أك أصياره حتى الدرجة الرابعة أك لمف يككف ىك‬
‫ممثالن قانكنيان لو‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫ىػ‪ -‬إذا كاف قبؿ اشتغالو في القضاء قد أفتى أك ترافع عف أحد الخصكـ في الدعكل أك كتب أك أدلى بشيادة فييا‬
‫ك‪ -‬إذا كاف قد سبؽ لو نظرىا بصفتو قاضيان أك خبي انر أك محكمان أك كسيطان‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫المرافعة يبطؿ الحكـ الصادر منو‬ ‫كعدـ اشتراؾ القاضي الذم اصدر الحكـ في سماع‬
‫لمخالفتو المبادئ األساسية في فقو المرافعات كالتي تستمزـ اف يككف القضاة الذيف يحكمكف في‬

‫المرافعة‬ ‫الدعكل قد اشترككا جميعا في سماع المرافعة فييا فاف حدث في فترة ما بعد قفؿ باب‬
‫أماميـ ألم سب مثؿ الكفاة أك النقؿ أك الندب أك اإلحالة إلى المعاش كجب فتح باب المرافعة‬
‫كأعاده اإلجراءات أماـ الييئة الجديدة‪ ،‬فإذا صدر الحكـ مف قاض لـ يسمع المرافعة يككف باطال‬
‫‪1‬‬
‫لعيب يتعمؽ بالجانب الشخصي مف الصالحية الخاصة بالقضاة‪.‬‬

‫كىذا ما نص عميو قانكف اصكؿ المحاكمات المدنيو كالتجارية الفمسطيني في الماده ‪170‬‬
‫(ذا حجزت القضية لمحكـ كتبدلت ىيئة المحكمة‪ ،‬تقكـ الييئة الجديدة بسماع المرافعات الختامية‬

‫لمخصكـ ثـ تصدر حكميا)‪.‬‬

‫‪ 2005/189‬كالذم نص‬ ‫كىذا ما ذىبت أليو محكمة النقض الفمسطينية في حكـ ليا رقـ‬
‫عمى " ‪ ....‬اما مف حيث المكضكع فإننا نجد أف الييئة االستئنافية التي استمعت الى مرافعة‬

‫المطعكف ضدىا ( المستأنفة ) في جمسة ‪ 2004/5/11‬ىي غير الييئة التي استمعت الى مرافعة‬
‫الطاعنيف ( المستأنؼ عمييـ ) كقررت الييئة االخيرة اقفاؿ باب المرافعة كحجز الدعكل مف اجؿ‬
‫اصدار القرار ليكـ ‪ 2005/5/28‬دكف اف تقكـ الييئة الجديدة بسماع مرافعة المطعكف ضدىا(‬

‫المستأنفة)‪ ....‬لذا كحيث اف ىيئة المحكمة التي استمعت الى مرافعة احد الخصكـ كىك المستأنفة‬
‫تبدلت دكف اف تقكـ المستأنفة بتكرار مرافعتيا الختامية اك تدلي بمخالفاتيا الختامية كتطبيؽ ألحكاـ‬
‫المادتيف ( ‪ 167،170‬مف قانكف اصكؿ المحاكمات المدنية ) كلألسباب التي ذكرناىا أنفا فاف‬
‫‪2‬‬
‫الحكـ المطعكف فيو صدر نتيجة اجراءات تؤدم الى بطالف ذلؾ الحكـ عمال بنص القانكف "‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬صدور الحكم في جمسو عمنية ‪:‬‬

‫الرابعة أك كاف بينو كبيف الممثؿ عف أحد‬ ‫م ‪-‬إذا كاف بينو كبيف أحد قضاة الييئة صمة قرابة أك مصاىرة حتى الدرجة‬
‫الخصكـ صمة قرابة أك مصاىرة حتى الدرجة الرابعة‪.‬‬
‫‪ - 2‬يقع باطالن كؿ قرار أك حكـ أصدره القاضي في إحدل الحاالت المتقدمة‪.‬‬
‫خميفو ‪ ،‬عبد العزيز عبد المنعـ ‪ ،‬االصول االجراريو ‪ ،‬مرجع سابق ‪299-297‬‬ ‫‪1‬‬

‫مكقع الكتركني ‪ ، http://muqtafi.birzeit.edu ،‬تاريخ الزيارة ‪2014/5/29‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ " 171‬ينطؽ‬ ‫نص قانكف أصكؿ المحاكمات المدنية كالتجارية الفمسطيني في الماده‬
‫القاضي بالحكـ‪ ،‬بتالكة منطكقة‪ ،‬أك بتالكة منطكقة مع أسبابو‪ ،‬كيككف النطؽ بالحكـ في جمسة‬

‫عمنية كاال كاف الحكـ باطالن‪ " .‬كىذا ما ايده قانكف االجراءات المدنيو كاإلدارية الجزائرم ‪ 2008‬في‬
‫المادة ‪ ، 276‬ك نصت الماده ‪ 174‬مف قانكف المرافعات المصرم عمى " ينطؽ القاضى بالحكـ‬
‫بتالكة منطكقة‪ ،‬أك بتالكة منطكقة مع أسبابو‪ ،‬كيككف النطؽ بو عالنية كاال كاف الحكـ باطالن "‪.‬‬

‫نص المادة‬ ‫اذا صدر الحكـ في جمسو سريو فانو يككف باطال لمخالفتو‬ ‫كيتضح لنا انو‬
‫السابقة الذكر ‪ ،‬إال انو قد ترل ىيئو المحكمو في مسائؿ معينو اف تككف الجمسات سريو مرعاه‬
‫لمقتضيات النظاـ العاـ كاآلداب العامة أك إذا نص القانكف عمى ذلؾ ‪ ،‬إال انو كفي جميع االحكاؿ‬
‫‪1‬‬
‫يجب اف تصدر االحكاـ في جمسو عمنية كاال كانت باطمو بطالنا يتعمؽ بالنظاـ العاـ ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬توقيع رريس الجمسة والقضاة عمى نسخو الحكم األصمية ‪:‬‬

‫مف المسمـ بو فقيا كقضاء اف العبرقفي الحكـ بنسختو األصمية التي يحررىا الكاتب كيكقع‬

‫عمييا القاضي كتحفظ في ممؼ الدعكل كتككف المرجع في اخذ الصكره التنفيذيو كفي الطعف عميو‬
‫مف ذكم الشأف كلكي يككف لمحكـ كجكد قانكني كيككف حجو عمى الكافو بما اشتمؿ مف منطكؽ‬
‫كأسباب معا يجب اف يككف مكقعا عميو مف الؽاضم الذم اصدره كاال كاف عبارة عف كرقو تحتكم‬

‫بيانات ال قيمو ليا مف الناحية القانكنيو‪.‬‬

‫كىذا ما نص عميو قانكف اصكؿ المحاكمات المدنيو كالتجارية الفمسطيني في الماده ‪176‬‬
‫كالتي جاء فييا " يكقع رئيس الجمسة ككاتبيا نسخة الحكـ األصمية المشتممة عمى كقائع الدعكل‬

‫كاألسباب كالمنطكؽ كتحفظ في ممؼ الدعكل"‪.‬‬

‫كىذا ما نص عميو القانكف الجزائرم في الماده ‪ 278‬ك الماده ‪ ، 2279‬كىذا ما أكد عميو‬
‫ايضا قانكف المرافعات المدنيو كالتجارية المصرم في الماده ‪ 179‬منو عمى " يكقع رئيس الجمسة‬

‫‪1‬خميفو ‪ ،‬عبد العزيز عبد المنعـ ‪ ،‬المرافعات االداريو ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪174‬‬
‫قانكف االجراءات المدنيو كاالداريو الجزائرم ‪ 2008‬الماده ‪ ( 278‬يكقع عمى اصؿ الحكـ ‪ ،‬الرئيس كاميف الضبط كالقاضي‬ ‫‪2‬‬

‫المقرر عند االقضاء ‪ ،‬كيحفط اصؿ الحكـ في ارشيؼ الجية القضائيو ‪.) .....‬‬

‫‪18‬‬
‫ككاتبيا نسخة الحكـ األصمية المشتممة عمى كقائع الدعكل كاألسباب كالمنطكؽ كتحفظ فى ممؼ‬
‫الدعكل كذلؾ خالؿ أربع كعشريف ساعة مف إيداع المسكدة فى القضايا المستعجمة كسبعة أياـ فى‬

‫القضايا األخرل كاال كاف المتسبب فى التأخير ممزمان بالتعكيضات "‪.‬‬

‫كنصت الماده ‪ 170‬مف نفس القانكف ايضا عمى "يجب أف يحضر القضاة الذيف اشترككا‬
‫ـ"‪ ،‬كنصت الماده‬ ‫فى المداكلة تالكة الحكـ فإذا حصؿ ألحدىػـ مػانع كجب أف يكقع مسكدة الحؾ‬

‫‪175‬عمى انو " يجب فى جميع األحكاؿ أف تكدع مسكدة الحكـ المشتممة عمى أسبابو مكقعة مف‬

‫الرئيس كمف القضاة عند النطؽ بالحكـ كاال كاف الحكـ باطالن‪ ،‬كيككف المتسبب فى البطالف ممزمان‬
‫بالتعكيضات أف كاف ليا كجو "‪.‬‬

‫كيتبيف مف األنظمة القانكنية المقارنة إف اشتماؿ الحكـ عمى تكقيع رئيس الجمسة كالقضاة‬
‫المكمفيف بذلؾ اك حسب مقتضيات القانكف ىك شرط اساسي في الحكـ حيث يعتبر الحكـ باطال اذا‬
‫خمت نسختو األصمية مف تكقيع رئيس الجمسة كىك يعتبر مف العيكب الشكميو الجكىريو التي تفقد‬

‫الحكـ ام حجية أك إلزامية لو‪ ،‬حيث انو في عدـ تكقيع الحكـ مف ىيئو القضاة يصبح ؾأف اؿحكـ‬
‫ال كجكد لو اساسا ‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬ضرورة اشتمال الحكم عمى البيانات الجوىرية ‪:‬‬

‫نص قانكف اصكؿ المحاكمات المدنيو كالتجارية الفمسطيني رقـ ‪ 2‬لسنة ‪ 2001‬في الماده‬
‫‪ 174‬بقكلو "يجب أف يشتمؿ الحكـ عمى اسـ المحكمة التي أصدرتو كرقـ الدعكل كتاريخ إصدار‬
‫الحكـ كأسماء القضاء الذيف اشترككا في إصداره كحضركا النطؽ بو كأسماء الخصكـ بالكامؿ‬

‫كحضكرىـ أك غيابيـ كأف يشتمؿ عمى عرض مجمؿ لكقائع الدعكل كخالصة مكجزة لطمبات‬
‫‪1‬‬
‫الخصكـ كمستنداتيـ كدفاعيـ الجكىرم مع بياف أسباب الحكـ كمنطكقو"‪.‬‬

‫الماده ‪ ( 279‬اذا تعذر التكقيع عمى اصؿ الحكـ مف طرؼ القاضي الذم اصدره ‪ ،‬اك اميف الضبط ‪ ،‬يعيف رئيس لمجية‬
‫القضائية المعنيو بمكجب امر ‪ ،‬قاضيا اخر ك ‪ /‬اك اميف ضبط اخر ليقكـ بذلؾ بدلو )‪.‬‬
‫اصكؿ المحاكمات المدنيو كالتجاريو الفمسطيني رقـ ‪ 2‬لسنة ‪2001‬‬ ‫‪1‬‬

‫كىاذا ما نص عميو ايضا قانكف االجراءات المدنيو كاالداريو الجزائرم ‪ 2008‬في الماده ‪ 276‬منو ( يجب اف يتضمف الحكـ‬ ‫‪2‬‬

‫البيانات التاليو‬

‫‪19‬‬
‫كذىب المشرع في المادة ‪‌)1( 178‬مه‌ قانكف االجراءات المدنيو كاإلدارية الجزائرم ‪2008‬‬
‫" يجب أف يبيف فى الحكـ المحكمة التى أصدرتو كتاريخ إصداره كمكانو كما إذا كاف صاد انر فى‬

‫مادة تجارية أك مسألة مستعجمة‪ ،‬كأسماء القضاة الذيف سمعكا المرافعة‪ ،‬كاشترككا فى الحكـ كحضركا‬
‫كأسماء الخصكـ كألقابيـ كصفاتيـ‬ ‫تالكتو كعضك النيابة الذل أبدل رأيو فى القضية أف كاف‪،‬‬
‫كمكطف كؿ منيـ‪ ،‬كحضكرىـ كغيابيـ ‪." .....‬‬

‫كنص المشرع االردني في قانكف اصكؿ المحاكمات المدنيو االردني في المادة ‪ 160‬منو‬
‫عمى " يجب اف يبيف في الحكـ التي اصدرتو كتاريخ اصداره كمكانو كأسماء القضاة الذيف اشترككا‬
‫في اصداره كحضركا النطؽ بو كأسماء الخصكـ بالكامؿ كحضكرىـ اك غيابيـ كأسماء ككالئيـ كما‬

‫يجب اف يشتمؿ الحكـ عمى عرض مجمؿ لكقائع الدعكل كطمبات الخصكـ كخالصة مكجزة لدؼعيـ‬
‫الجكىرم كأسباب الحكـ كمنطكقو "‪.‬‬

‫كيرل الباحث باف القكانيف المقارنو قد نصت عمى شركط عند اصدار الحكـ يجب اف يتـ‬

‫تكافرىا بو مف حيث اسماء القضاة كأسماء الخصكـ كالتاريخ كالمكاف ‪ ...‬كبالتالي فاف اغفاؿ ام مف‬
‫ىذه االجراءات الشكميو التي نص عمييا القانكف يعتبر خطأ جكىرم مف شأنو ابطاؿ الحكـ االدارم‬
‫‪.‬‬

‫سادسا ‪ -:‬ضرورة تسبيب الحكم ‪:‬‬

‫‪- 1‬الجية القضائيو التي اصدرتو‬


‫‪- 2‬اسماء كالقاب كصفات اقضاه الذيف تداكلكا في القضيو‬
‫‪- 3‬تاريخ النطؽ بو‬
‫‪- 4‬اسـ كلقب ممثؿ النيابو العامو عند االقتضاء‬
‫‪- 5‬اسـ كلقب اميف الضبط الذم حضر مع تشكمية الحكـ‬
‫‪- 6‬اسماء كالقاب الخصكـ كمكطف كؿ منيـ ‪ ،‬كفي حالة الشخص المعنكم تذكر طبيعتو كتسميتو كمقره االجتماعي كصفة‬
‫ممثمو القانكني ك االتفاقي‬
‫‪- 7‬اسماء كالقاب المحاميف اك ام شخص قاـ بتمثيؿ اك مساعدة الخصكـ‬
‫االشارة الى عبارة النطؽ في الحكـ بجمسو عمنسو‬

‫‪20‬‬
‫المقصكد بالتسبيب أف يحدد الحكـ الكقائع كمكاد القانكف ك كج قة الرأم الذم تبنتو المحكمة‬
‫كبكضكح كافي يؤدم الى منطكؽ الحكـ منطقا كعقال كقد قصد بإيجاب التسبيب حمؿ القضاة عمى‬

‫أف ال يحكمكا عمى أساس فكرة مبيمة لـ تستبيف معالميا‪ ،‬كاف يككف الحكـ دائما نتيجة اشباب‬
‫معينو محددة جرت عمى اساسيا المداكلة بيف القضاة قبؿ النطؽ بالحكـ‪ ،‬كمف ثـ ال يعد سببا لمحكـ‬
‫ما حكاه مف ترديد لنصكص القانكف اك سرد لمكقائع دكف تحديد كاضح كقاطع لما اعتمدتو المحكمو‬
‫‪1‬‬
‫كأقرتو مف الكقائع كتحصيؿ فيـ نصكص القانكف الذم بنت عميو المنطكؽ‪.‬‬

‫مع التشريعات المقارنة في الماده ‪ 174‬مف قانكف أصكؿ‬ ‫اتفؽ المشرع الفمسطيني‬
‫المحاكمات المدنية كالتجارية رؽـ (‪ )2‬لسنة ‪ 2001‬كالتي تنص عمى " يجب أف يشتمؿ الحكـ عمى‬

‫اسـ المحكمة التي أصدرتو كرقـ الدعكل كتاريخ إصدار الحكـ كأسماء القضاء الذيف اشترككا في‬
‫إصداره كحضركا النطؽ بو كأسماء الخصكـ بالكامؿ كحضكرىـ أك غيابيـ كأف يشتمؿ عمى عرض‬
‫مجمؿ لكقائع الدعكل كخالصة مكجزة لطمبات الخصكـ كمستنداتيـ كدؼعيـ كدفاعيـ الجكىرم مع‬

‫بياف أسباب الحكـ كمنطكقو"‪.‬‬

‫كىذا ما نص عميو قانكف مجمس الدكلة المصرم ‌ رقـ ‪ 47‬لسنة ‪ 1972‬في الماده ‪ 43‬منو‬
‫عمى انو " ال يجكز تأجيؿ النطؽ بالحكـ اكثر مف مرة‪ ،‬كتصدر االحكاـ مسببة يكقعيا الرئيس‬

‫كاألعضاء " كىذا ما اكده القانكف االردني في الماده ‪ 160‬التي تـ ذكرىا سابقا كالتي تنص عمى "‬
‫كأسماء القضاة الذيف اشترككا في‬ ‫يجب اف يبيف في الحكـ التي اصدرتو كتاريخ اصداره كمكانو‬
‫كأسماء ككالئيـ كما‬ ‫اصداره كحضركا النطؽ بو كأسماء الخصكـ بالكامؿ كحضكرىـ اك غيابيـ‬

‫يجب اف يشتمؿ الحكـ عمى عرض مجمؿ لكقائع الدعكل كطمبات الخصكـ كخالصة مكجزة‬
‫لدفعيـ الجكىرم كأسباب الحكـ كمنطكقو "‪.‬‬

‫كقد اكد قانكف االجراءات المدنيو كاإلدارية الجزائرم ذلؾ في الماده ‪ 11‬منو عمى " يجب‬

‫اف تككف االكامر كاألحكاـ كالق اررات مسببة " كيتضح لنا بعد تعرضنا لمجمؿ القكاعد العامو في ىذه‬

‫خميفة ‪ ،‬عبد العزيز عبد المنعـ ‪ ،‬االصول االجراريو ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪305-304 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪21‬‬
‫كاألحكاـ اإلدارية بشكؿ‬ ‫الدكؿ عمى حرص المشرع بذكر تسبيب القرار في االحكاـ بشكؿ عاـ‬
‫خاص ككنو يعتبر ضمانو شكميو لمخصكـ كيعتبر مف العيكب التي يمكف أف تبطؿ الحكـ اإلدارم‪.‬‬

‫كمف خالؿ ما سبؽ تـ تكضيح ضكابط اصدار االحكاـ القضائية حسب ما نصت عميو‬
‫التشريعات المقارنة‪ ،‬حيث الحظنا اف المشرع الفمسطيني قد اتفؽ مع كافة التشريعات في تحديد‬
‫ضكابط اصدار االحكاـ القضائية حتى تناؿ القكة التنفيذية كحجية االمر المقضي الذم سيتـ‬

‫شرحيـ في في المطمب الثاني ‪.‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬القوه التنفيذية لإلحكام اإلدارية ‪:‬‬

‫حجية الشيء‬ ‫يحكز الحكـ االدارم الصادر في مسألة معينو لصالح خصـ ضد االخر‬

‫المقضي بو بمجرد صدكره ثـ يتمتع في مرحمو تاليو بعد استنفاذ طريؽ الطعف العادية بقكه الشيء‬
‫كاألفراد أك‬ ‫المقضي بو كأخي ار يكتسب القكه التنفيذيو كبالتالي يصبح الزاما عمى كؿ مف الخصكـ‬
‫اإلدارة المعنية االلتزاـ بو كاحترامو كتطبيقو‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬حجية األحكام اإلدارية‪:‬‬

‫استثناء مف قاعدة نسبيو األحكاـ القضائية قرر المشرع المصرم في الماده ‪ 52‬مف قانكف‬
‫مجمس الدكلة " تسرم في شاف جميع االحكاـ القكاعد الخاصة بقكه الشيء المحككـ فيو‪ ،‬عمى اف‬

‫االحكاـ الصادره باإللغاء تككف حجو عمى الكافو "‪ 1‬كبمقتضى ىذا النص تككف لألحكاـ الصادرة‬
‫باإللغاء حجية مطمقو‪ ،‬في حيف تككف لألحكاـ األخرل كخاصة تمؾ الصادرة برفض الدعكل حجية‬
‫نسبيو‪.‬‬

‫كيستند الفقو كالقضاء في تبرير الحجية المطمقة ألحكاـ اإللغاء الى األىمية المكضكعية‬
‫لدعكل االلغاء كالتي تقكـ عمى اختصاـ القرار االدارم كليس اختصاـ مف اصدره كاعتباره معدكما‬
‫كأف لـ يكف اذا تـ الحكـ بإلغائو إذ يسرل ىذا االثر بحكـ المزكـ عمى الكافة‪ ،‬كىك استثناء ال يسرم‬

‫عمى االحكاـ التي تصدر بشأف دعاكل االلغاء بعدـ قبكليا اك برفضيا مكضكعا‪ ،‬اذ تنطبؽ عمى‬

‫قانكف مجمس الدكلو المصرم رقـ ‪ 47‬لسنة ‪1972‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪22‬‬
‫ىذه االحكاـ الحجية النسبية ‪1‬كىي تعني عدـ امتداد اثر الحكـ في الدعكل لغير اطرافيا كىذا ىك‬
‫حاؿ كافو االحكاـ اإلدارية فيما عدا أحكاـ اإللغاء ‪.2‬‬

‫الحجية النسبية لباقي أحكاـ‬ ‫كالكاقع أف ما ذىب اليو مجمس الدكلو المصرم مف اقرار‬
‫القضاء اإلدارم ىي منطقيو ككانت في مكانيا الصحيح حيث اف عدـ قبكؿ دعكل االلغاء مثال‬
‫يككف ىذا الحكـ عائقا دكف قبكؿ‬ ‫النعداـ شرط مف شركطيا ىك امر سائغ كلكف يجب اف ال‬

‫الدعكل في حاؿ تكفرت شركط قبكليا بعد ذلؾ سكاء بالنسبة لممدعي أك بالنسبة لغيره‪.‬‬

‫اإلدارية غير‬ ‫كترتيبا عمى ذلؾ فاف االحكاـ الصادره بالتعكيض مف مضار الق اررات‬
‫حجية مطمقو لتعرضيا‬ ‫المشركعة تتمتع بحجية نسبيو كال يجكز القكؿ باف تمؾ االحكاـ ذات‬

‫لمشركعيو القرار االدارم كتيقف المحكمو مف عدـ مشركعيتو قبؿ التعكيض‪ ،‬حيث اف الحكـ كاف‬
‫إال انو لـ يمغو‪ ،‬حيث يظؿ القرار رغـ الحكـ الصادر‬ ‫انتيى الى عدـ مشركعيو القرار االدارم‬
‫بتعكيض اثاره الضارة قائما مرتبا لكافو اثاره القانكنية‪ ،‬كيسرم ذات الحكـ عمى االحكاـ الصادره في‬

‫دعاكم تسكيات المكظفيف حيث تتمتع بحجية نسبيو فال يستفيد مف الحكـ سكل المكظؼ الذم‬
‫صدر بشأنو حكـ التسكية ‪. 3‬‬

‫كالف ىذا النص ىك استثناء مف اصؿ عاـ يقرر استنفاد المحكمو التي اصدرت الحكـ‬

‫كاليتيا بإصداره‪ ،‬بحيث ال تممؾ سمطو تعديمو اك العدكؿ عنو ‪ ،‬فانو ال يجكز التكسع فيو بإعطائو‬
‫لحؽ التصحيح لممحكمة الصادر عنيا الحكـ بالنسبة لما خال االخطاء الماديو بحيث يتجاكزه الى‬
‫االخطاء القانكنيو العادية‪ ،‬حيث يككف تصحيح تمؾ االخطاء لمحكمو الطعف كفقا لؿ ـ كاد الخاصة‬

‫بطرؽ الطعف عاديو كانت أـ غير عاديو‪.‬‬

‫‪1‬د‪ .‬جماؿ الديف ‪ ،‬سامي ‪ ،‬الوسيط في دعوى الغاء الق اررات االداريو ‪ ،‬ط‪ ، 1‬االسكندريو ‪ ،‬منشأه المعارفو ‪ ، 2004 ،‬ص‬
‫‪852‬‬
‫‪ 2‬د‪.‬خميفو ‪ ،‬عبد العزيز عبد المنعـ ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪310‬‬
‫د‪.‬خميفو ‪ ،‬عبد العزيز عبد المنعـ ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪311-310‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪23‬‬
‫الى أف األحكاـ الجنائية الصادرة مف القضاء العادم تتمتع بحجية أماـ القضاء‬ ‫باإلضافة‬
‫اإلدارم ‪ ،‬كتختمؼ حجية األحكاـ الصادرة عف المحاكـ الجنائية أماـ محاكـ مجمس الدكلو بالنظر‬

‫لما قضى بو الحكـ مف حيث اإلدانة أك البراءة‪.‬‬

‫كتتمتع األحكاـ الجنائية الصادرة ضد مكظؼ عاـ باإلدانة بحجية أماـ القضاء اإلدارم‬
‫تأكيدا الحتراـ مبدأ حجية األمر المقضي بو بحيث ال يجكز المجادلو فيما فصؿ فيو الحكـ الجنائي‬

‫كقد ذىبت المحكمو اإلدارية العميا المصرية في ىذا الشأف الى " ‪ ..‬اف االحكاـ التي حازت قكه‬
‫االمر المقضي بو تككف حجو فيما فصمت فيو" ‪ ،‬كيعتبر الحكـ عنكانا لمحقيقة فيما قضى بو‪ ،‬كالذم‬
‫كاألسباب الجكىرية المكممة لو كالقضاء االدارم ال يرتبط‬ ‫يحكز الحجية مف الحكـ ىك منطكقو‬

‫بالحكـ الجنائي إال في الكقائع التي فصؿ فييا ىذا الحكـ ‪ ...‬ام يعني يتقيد القضاء االدارم بما‬
‫‪1‬‬
‫اثبتو القضاء الجنائي في حؾمو مف كقائع ككاف فصمو فييا الزما‪.‬‬

‫أما حجية الحكـ الجنائي الصادر بالبراءة اما ـ القضاء االدارم تختمؼ بحسب صدكر حكـ‬

‫البراءة ‪ ،‬حيث يتمتع الحكـ الصادر بالبراءة لعدـ صحة االتياـ أك النتفاء التيمة اك لككف الفعؿ ال‬
‫يشكؿ جريمة يعاقب عمييا القانكف بحجية قاطعو أماـ القضاء اإلدارم بحيث ال يجكز لو معاقبة‬
‫المكظؼ تأديبيا عف ذات الفعؿ ك يتقيد بو‪ ،‬اما اذا بني حكـ البراءة عمى غير ذلؾ مف اسباب كعدـ‬

‫كفاية األدلة اك شيكع االتياـ اك عدـ جديو التحريات فاف ذلؾ ال يمنع مف تكقيع جزاء تأديبي عمى‬
‫المكظؼ عف ذات الفعؿ رغـ الحكـ بب ار ئتق مف ارتكابو‪ ،‬كتبري ار لعد ـ تقيد القضاء االدارم بأحكاـ‬
‫البراءة الجنائية في األحكاؿ السابقة كىك بصدد مسائمو المكظؼ تأديبيا فاف القضاء االدارم يتقيد‬

‫بما اثبتو القضاء الجنائي في حكمو مف كقائع ككاف فصمو فييا الزما دكف التقيد بالتكييؼ القانكني‬
‫ليذه الكقائع‪ ،‬فقد يختمؼ التكييؼ مف الناحية اإلدارية عنو مف الناحية الجنائية‪ ،‬فالمحكمة اإلدارية‬
‫تبحث في مدل اخالؿ المكظؼ بكاجبات كظيفتو حسبما يستخمص مف مجمكع التحقيقات‪ ،‬اما‬

‫د‪ .‬خميفو ‪ ،‬عبد العزيز عبد المنعـ ‪ ،‬المرافعات االداريو ك االثبات اماـ القضاء االدارم ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ‪188‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪24‬‬
‫المحاكمو الجنائية فينحصر أثرىا في قياـ جريمة مف جرائـ القانكف العاـ الجنائي‪ ،‬قد يصدر حكـ‬
‫‪1‬‬
‫البراءة فييا كمع ذلؾ فاف ما يقع مف المتيـ يشكؿ ذنبا اداريا يجكز مساءلتو عنو تأديبيا ‪.‬‬

‫مختمفة مما أدل الى‬ ‫كقد استعمؿ الفقو كالقضاء بؿ ك التشريع بعض التعبيرات بمفاىيـ‬
‫كقكع بالخمط بينيا احيانا كىي حجية الشيء المقضي كقكه االمر المقضي كالقكه اإللزامية كالقكه‬
‫التنفيذية كلذلؾ يتعيف اف نميز بيف ىذه المفاىيـ فيما يمي ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬التميز بين حجية الشيء المقضي وقوه االمر المقضي‪:‬‬

‫إف حجية الشيء المقضي بو تعني اف الحكـ القضائي متى صدر فانو يعتبر حجو فيما‬
‫القضائية عند حد معيف فال ينبغي معاكده طرحيا عمى‬ ‫قضى بو‪ ،‬اذ يتعيف اف تقؼ المنازعو‬

‫القضاء بذات االجراء اك الكسيمة التي تـ عرضيا بمقتضاىا ضمانا لعدـ التناقض اك التضارب بيف‬
‫االحكاـ القضائية ‪2‬كتثبت ىذه الحجية لكؿ حكـ قطعي سكاء كاف ىذا الحكـ ابتدائيا اك نيائيا اك‬
‫‪3‬‬
‫كالحكـ القطعي ىك الحكـ الذم يحسـ مكضكع النزاع كمو اك جزء منو اك‬ ‫حضكريا اك غيابيا‬

‫مسألة فرعيو اك متفرعة عنو مثؿ الحكـ بالدفع بعدـ االختصاص اك الحكـ الصادر في الدفع‬
‫ببطالف صحيفة الدعكل‪ ،‬كتتميز االحكاـ القطعية بأنيا بصدكرىا تستنفذ المحكمو كاليتيا بشأف ما‬
‫فصال فيو‪ ،‬اما االحكاـ الصادره قبؿ الفصؿ في المكضكع اك المتعمقة بسير الخصكمة كتحقيقيا فال‬

‫تستنفذ المحكمو كاليتيا بإصدارىا فيي أحكاـ ال تقطع في نزاع كال تحدد مراكز الخصكـ مؤقتا اك‬
‫نيائيا‪ ،‬مثؿ الحكـ بضـ دعكييف اك ندب خبير كىذه االحكاـ ليس ليا ايو حجية كىذا ما ذىب اليو‬
‫‪4‬‬
‫القضاء االدارم الفرنسي حيث تثبت حجية الشيء المقضي بو لألحكاـ القطعية فقط‪.‬‬

‫د ‪.‬خميفو ‪ ،‬عبد العزيز عبد المنعـ ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ‪190-189‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ .‬جماؿ الديف ‪ ،‬سامي ‪ ،‬مرجع سابؽ ص ‪394‬‬ ‫‪2‬‬

‫د‪ .‬الميثي ‪ ،‬محمد سعيد ‪ ،‬امتناع االدارة عن تنفيذ االحكام االداريو الصادره ضدىا ( دراسو مقارنو ) ‪ ،‬ط‪ ، 1‬السعكديو‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫دار الصيمعي لمنشر كالتكزيع ‪ ، 2009 ،‬ص‪33‬‬


‫د‪ .‬سعد عبد الكاحد ‪ ،‬حسني تنفيذ االحكام االداريو واالشكاالت المتعمقو بو ( دراسو مقارنو ) ‪ ،‬القاىره ‪ ،‬مطابع مجمس‬ ‫‪4‬‬

‫الدفاع الكطني ‪1984 ،‬ص‪18‬‬

‫‪25‬‬
‫إال أننا نقؼ مع جانب مف الفقو الذم يرل اف ىذه االحكاـ تتمتع بحجية الشيء المقضي‬
‫ذلؾ الف الحكـ يمنح الحماية القضائية حتى كاف كانت مؤقتة الى حيف الحصكؿ عمى الحماية‬

‫النيائية كيدخؿ مف ضمف ىذه الطائفة األحكاـ الكقتية كالمستعجمة كباإلضافة الى األحكاـ بكقؼ‬
‫تنفيذ الق اررات اإلدارية ‪.‬‬

‫قكه األمر المقضي فيي مرتبو يصؿ الييا الحكـ اذا اصبح نيائيا غير قابؿ لمطعف فيو‬ ‫أما‬

‫العادية‬ ‫بالطرؽ العادية كالمعارضة كاالستئناؼ كاف ظؿ قابال لمطعف فيو بطرؽ الطعف غير‬
‫كالنقض كالتماس إعادة النظر ‪ 1‬كرغـ ىذا الفارؽ الكاضح كثي ار ما تستعمؿ احدل العبارتيف كيككف‬
‫مقصكد بيا العبارة األخرل إال انو كمف خالؿ التعريؼ السابؽ فاف حجية الشيء المقضي بو كقكه‬

‫الشيء المقضي يمكف اف نميز بينيما فاألحكاـ القضائية تحكز حجية الشيء المقضي بو بمجرد‬
‫صدكرىا اما قكه االمر المقضي بو فيي ليست سكل مرحمو مف مراحؿ قكه الحكـ اماـ طرؽ الطعف‬
‫المنصكص عمييا‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬التميز بين الحجية والقوه التنفيذية لألحكام‪:‬‬

‫رغـ اتفاؽ الفقو كما رأينا سابقا عمى كجكد حجية الشيء المقضي لألحكاـ كأثر مف اثارىا‬
‫لإلحكاـ القضائية‪ ،‬حيث يذىب‬ ‫اإلجرائية‪ ،‬إال انو اختمؼ حكؿ كجكده القكه التنفيذيو اك الممزمو‬

‫بعض الفقياء الى رأم مفاده التسكية بيف حجية الشيء المقضي كبيف القكه التنفيذيو كيرل ىذا‬
‫الرأم الى أف حجية الشيء المقضي نفسيا تفرض عمى اإلدارة نكعيف مف االلتزامات كىما التزاـ‬
‫اإلدارة بعدـ اتخاذ ام اجراء يتعارض مع الحكـ القضائي‪ ،‬ك االلتزاـ باتخاذ كؿ اجراءات التنفيذ‬

‫التسكية‬ ‫التي يتطمبيا الحكـ القضائي إال أف الغالبية كخصكصا في الفقو الفرنسي انتقدت ىذه‬
‫كفرقت بيف حجية الشيء المقضي بو كالقكه التنفيذيو لمحكـ كقد كضحت ىذه الفركؽ فيما يمي ‪:‬‬

‫د‪ .‬سعد عبد الكاحد ‪ ،‬حسني ‪ ،‬مرجع سابق ص‪16‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ .‬الميثي ‪ ،‬محمد سعيد ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪35‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪26‬‬
‫‪- 1‬اف القكه التنفيذيو لمحكـ القضائي تضمف تحقيقو باالستعانة بالقكة الجبرية عند االقتضاء‪ ،‬اما‬
‫حجية الشيء المقضي بو فاف دكرىا في تحقيؽ فاعميو الحكـ تجرم بطريؽ غير مباشر كذلؾ عف‬

‫طريؽ عدـ عرض المنازعو مف جديد اماـ القضاء ‪.‬‬

‫نتيجة ايجابيو تتمثؿ في اعماؿ‬ ‫‪- 2‬اف القكه التنفيذيو لمحكـ تستيدؼ في جميع االحكاؿ تحقيؽ‬
‫الحكـ كتنفيذ مقتضاه‪ ،‬اما حجية الشيء المقضي بو فتحقؽ غاية سمبيو تتمثؿ في الحيمكلة دكف‬

‫عرض النزاع مف جديد اماـ القضاء ‪.‬‬

‫بالضركرة تكاجدىما في حكـ كاحد‬ ‫‪- 3‬اف حجية الشيء المقضي بو كالقكه التنفيذيو ال يشترط‬
‫فالحكـ القضائي يحكز الحجية بمجرد صدكره حتى لك كاف قابال لمطعف بالطرؽ العادية اك طعف بو‬

‫كمثاؿ ذلؾ كاألحكاـ الصادرة بعدـ القبكؿ اك عدـ االختصاص بؿ اف ىناؾ احكاما _ كفقا ألراء‬
‫فقييو _ قد تنتيي برفض الدعكل تحكز الحجية دكف أف يككف ليا قكه تنفيذيو ‪.‬‬

‫‪- 4‬القكه التنفيذية مكجيو الى رجاؿ اإلدارة العامة كليس لمقضاء دكر في تحقيقيا إال عند امتناع‬

‫اإلدارة عف تنفيذ الحكـ القضائي‪ ،‬اما حجية الشيء المقضي بو فتكجو الى القضاء كتحكؿ دكف‬
‫عرض النزاع مف جديد امامو ‪.‬‬

‫حجية الشيء المقضي بو‬ ‫‪- 5‬اف القكه التنفيذيو تنصرؼ الى القرار الذم يتخذه القاضي اما‬
‫‪1‬‬
‫فتنصرؼ الى كؿ عناصر العمؿ القضائي ‪.‬‬

‫كما ذكرنا سابقا اذا صدر حكـ بإلغاء قرار إدارم معيف فانو يككف حجو عمى الكافة‪ ،‬كمف مقتضى‬
‫ىذه الحجية إال يسمح لمغير ممف يمس حكـ االلغاء بمصالحيـ اك مراكزىـ القانكنيو اف يطعنكا بيذا‬

‫الحكـ إال أف ىناؾ كاف رأم أخر لمجمس الدكلة الفرنسي كمجمس الدكلو المصرم ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬الوضع في القضاء االداري الفمسطيني ‪:‬‬

‫د‪ .‬الميثي ‪ ،‬محمد سعيد ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪38‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪27‬‬
‫األحكاـ التي تصدر مف قبؿ القضاء االدارم الفمسطيني المتمثؿ بمحكمو العدؿ العميا فإنيا‬
‫تنكؿ الحجية بمجرد إصدارىا ألنو ال يكجد سبيؿ لمطعف بيا فتتمتع ىذه االحكاـ بالحجية المطمقة‬

‫عمى الكافة ‪ .‬كىذا ما ذىبت اليو محكمو العدؿ العميا في الدعكل رقـ ‪ .... " 2005/43‬ىذا فضال‬
‫عف القضاء االدارم لدينا عمى درجة كاحده كاف االحكاـ التي تصدرىا محكمو العدؿ العميا‬
‫المتضمنة الغاء الق اررات اإلدارية الطعينو ليا حجة في مكاجو ة الكافة ‪ ....‬كماف اف ككف القضاء‬

‫االدارم لدينا عمى درجة كاحده ال يصمح ىك االخر مبر ار لقبكؿ اعتراض الغير‪. "..‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الوضع في القضاء االداري المصري‪:‬‬

‫قاـ ا ؿقضاء المصرم بعدـ االعتراؼ بحؽ الغير في االعتراض عمى الحكـ الصادر في‬

‫الدعكل كاستمرت محكمو القضاء االدارم في رفضيا كقتا طكيال مستنده الى حجج مفادىا عدـ‬
‫رأييا بأف المادة ‪ 9‬مف قانكف مجمس الدكلو‬ ‫جكاز قبكؿ اعتراض الخارج عف الخصكمو مدعمو‬
‫المصرم رقـ ‪ 6‬لسنو ‪ 1949‬تقضي صراحة بأنو ال يقبؿ الطعف في االحكاـ الصادره مف محكمو‬

‫القضاء االدارم إال عف طريؽ االلتماس بإعادة النظر كفيما عدا ذلؾ فاف الحجية المطمقة لحكـ‬
‫‪ ،1‬غير اف ىذا الرأم لـ يرؽ لممحكمة‬ ‫اإللغاء تحكؿ دكف قبكؿ اعتراض خارج عف الخصكمو‬
‫اإلدارية العميا فأصدره حكميا الصادر في تاريخ ‪ 1961/8/22‬في الطعف رقف ‪ ،977‬كفسرت فيو‬

‫عبارة ( ذكل الشأف ) الذيف يجكز ليـ الطعف في الحكـ اماميا طبقا لممادة ‪ 23‬مف قانكف مجمس‬
‫الدكلو بأنو يشمؿ الغير الذم لـ يكف طرفا في الدعكل التي صدر فييا الحكـ المطعكف فيو‪ ،‬كلـ‬
‫يكف قد ادخؿ فييا اك تدخؿ ‪ ، 2‬إال أف االعتراض ال يككف أماـ المحكمة التي أصدرتو كلكف أماـ‬

‫المحكمة اإلدارية العميا بطريؽ الطعف المعتاد كبذلؾ قد سارت المحكمو اإلدارية العميا عمى الدرب‬
‫الذم يسير فيو مجمس الدكلو الفرنسي ‪.‬‬

‫الماده ‪ 51‬مف قانكف مجمس الدكلو المصرم المعدؿ رقـ ‪ 47‬لسنة ‪ ( 1972‬يجكز الطعف فى األحكاـ الصادرة مف محكمة‬ ‫‪1‬‬

‫القضاء اإلدارل كالمحاكـ اإلدارية كالمحاكـ التأديبية بطريؽ التماس إعادة النظر فى المكاعيد كاألحكاؿ المنصكص عمييا فى‬
‫قانكف المرافعات المدنية كالتجارية أك قانكف اإلجراءات الجنائية حسب األحكاؿ كذلؾ بما ال يتعارض مع طبيعة المنازعات‬
‫بعدـ قبكؿ‬ ‫المنظكرة أماـ ىذه المحاكـ ‪ .‬كال يترتب عمى الطعف كقؼ تنفيذ الحكـ إال إذا أمرت المحكمة بغير ذلؾ كاذا حكـ‬
‫الطعف أك برفضو جاز الحكـ عمى الطاعف بغرامة ال تتجاكز ثالثيف جنييا فضال عف التعكيض إذا كاف لو كجو)‪.‬‬
‫د‪ .‬السيد اسماعيؿ ‪ ،‬خميس ‪ ،‬دعوى االلغاء و وقف تنفيذ القرار االداري وقضاء التنفيذ واشكاالتو والصيغ القانونيو امام‬ ‫‪2‬‬

‫مجمس الدولو مع المبادئ العامو لمقضاء المستعجل ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار الطباعو الحديثو ‪ ، 1993-1992 ،‬ص‪314-312‬‬

‫‪28‬‬
‫كمف خالؿ ما سبؽ الحظنا اف االحكاـ االدارية في الصادرة عف المحاكـ االدارية‬
‫الفمسطينية ىي احكاـ قطعية تحكز الحجية المطمقة عمى الكافة كال سبيؿ لمطعف بيا‪ ،‬بعكس ما‬

‫الحظنا في التشريع كالقضاء المصرم بجكاز الطعف في االحكاـ االدارية مف خالؿ ذكم الشأف‬
‫الخارجيف عف اطراؼ الدعكل ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬نطاق القوه التنفيذيو لألحكام اإلدارية ‪:‬‬

‫يذيو مف‬
‫يتككف الحكـ مف ثالثة عناصر ‪ :‬الكقائع ك االسباب ك المنطكؽ ك تثبت القكه التفؼ‬
‫حيث المبدأ لممنطكؽ فقط‪ ،‬إال أنيا يمكف في حاالت معينو اف تثبت لألسباب أيضا‪ ،‬أما الكقائع‬
‫كقاعدة عامو فال تحكز ام قكه تنفيذ ية كسيتـ تكضيح القكة التنفيذمة لعناصر الحكـ عمى النحك‬

‫التالي ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬القوة التنفيذية لموقارع‪:‬‬

‫ال تحكز كقائع الحكـ ام قكة تنفيذية كىي اف كانت تتناكؿ ما حدث اثناء سير الخصكمة‪،‬‬

‫صحيفة دعكاه‪ ،‬كتحدد المدعي‬ ‫فتحدد المدعي كمف يمثمو قانكنا‪ ،‬كتبيف الطمبات التي اكردىا في‬
‫عميو كمف مثمو كالدفكع التي أبداىا ردا عمى طمبات المدعي‪ ،‬كتتضمف اجراءات االثبات كالنفي‬
‫‪1‬‬
‫التي اتبعيا كؿ مف طرفي الخصكمة‪ ،‬إال أنيا ال تتمتع بحجية الشيء المقضي بو‪.‬‬

‫كلكف ىذا االمر ليس مطمقا فاذا كانت تحتكم عمى تحديد لعناصر الدعكل كما قدـ في‬
‫القضية مف طمبات فقد يمزـ الرجكع الييا لتكممو المنطكؽ فيعتبر حجية األمر المقضي أث ار لممنطكؽ‬
‫عمى النحك الذم بينتو الكقائع‪ ،‬مثؿ اف تقضي المحكمو لممدعي بالمبمغ المبيف في صحيفة الدعكل‬

‫اك بتمكينو مف العيف المبينو الحدكد كالمعالـ بالصحيفة‪ ،‬فاذا كممت بعض كقائع الدعكل منطكؽ‬
‫الحكـ بحيث يككف المنطكؽ ناقصا بدكنيا عندىا تككف لمكقائع حجية األمر المقضي فيما تكمؿ فيو‬
‫‪2‬‬
‫المنطكؽ‪.‬‬

‫د ‪ .‬الميثي ‪ ،‬محمد سعيد ‪ ،‬مرجع سابؽ ص ‪43‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ .‬سعد عبد الكاحد ‪ ،‬حسني ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪27‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪29‬‬
‫ثانيا ‪ :‬القوه التنفيذية لألسباب والمنطوق ‪:‬‬

‫منطكؽ الحكـ ىك الجزء األخير مف الحكـ الذم يأتي في نياية األسباب متضمنان القرار‬

‫ك اذا كاف‬ ‫الذم انتيت إليو المحكمة فاصمة بو في الدعكل ك يتضمف حؿ النزاع في الخصكمة‬
‫الفقو قد اتفؽ في شاف تمتع منطكؽ الحكـ بالحجية كمف ثـ القكه التنفيذية‪ ،‬إال أف مكقفو قد تبايف‬
‫في شاف تمتع االسباب بالحجية كالقكه التنفيذية‪ ،‬ففي بادئ االمر قصر القضاء كالفقو الحجية عمى‬

‫المنطكؽ إال أنيـ سرعاف ما عدلكا عف ىذا االتجاه كاعترفكا بالحجية لألسباب التي ترتبط بمنطكؽ‬
‫الحجية كالقكه التنفيذية لتشمؿ األسباب الى جانب‬ ‫الحكـ ارتباطا كثيقا ال يقبؿ التجزئو فامتدت‬
‫المنطكؽ بشرط اف ترتبط ىذه االسباب بالمنطكؽ ارتباطا كثيقا‪ ،‬كتككف ىذه االسباب داخمو في بناء‬

‫الحكـ كتأسيسو كالزمو لمنتيجة التي انتيى الييا الحكـ‪ ،‬كال يمكف تحديد المنطكؽ عمى كجو دقيؽ اذا‬
‫‪1‬‬
‫فصؿ عف األسباب‪ ،‬فيي التي تحدد معناه اك تكممو ‪.‬‬

‫كفي ىذا تقكؿ الجمعية العمكمية لمقسـ االستشارم لمفتكل كالتشريع في مجمس الدكلو‬

‫قاصرة عمى منطكقيا فحسب بؿ‬ ‫المصرم انو " مف المبادئ المسممو اف حجية االحكاـ ال تككف‬
‫تمتد ايضا الى اسبابيا التي يقكـ عمييا ىذا المنطكؽ مما تجب مراعا تيا عند تنفيذه‪ ،‬فال يككف تنفيذ‬
‫الحكـ مخالفا اك جاحدا لتمؾ االسباب التي حازت حجيتيا سكاء بسكاء مع منطكؽ الحكـ ‪ ...‬لذلؾ‬

‫فانو يتعيف تنفيذ الحكـ‪ ..‬طبقا لما كرد بمنطكقة كأسبابو " ‪ .‬فالحكـ اذا كاف لو القكه لتنفيذ ما امر بو‬
‫في منطكقو ثـ حدث كلـ يعيف المنطكؽ ما ينصب عميو التنفيذ‪ ،‬فيككف اجراء التنفيذ عمى اساس ما‬
‫يبيف مف الحكـ بالرجكع الى اسبابو " كالتنفيذ الصحيح لألحكاـ يككف في ضكء االسباب التي قامت‬
‫‪2‬‬
‫عمييا " ‪.‬‬

‫كلقد قرر القضاء اإلدارم الفرنسي امتداد الحجية الى االسباب التي تعتبر سندا ضركريا‬
‫لممنطكؽ فقضى انو "اذا كانت حجية الشيء المقضي بو تكجد ‪ -‬مف حيث المبدأ – في المنطكؽ‪،‬‬

‫فاف ىذا المنطكؽ يجب النظر اليو منفصال عف أسبابو‪ ،‬طالما أف ىذه األسباب كحدىا ىي التي‬

‫د ‪ .‬الميثي ‪ ،‬محمد سعيد ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪44‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ .‬سعد عبد الكاحد ‪ ،‬حسني ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪28‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪30‬‬
‫تحدد مداه كأثاره "‪ ،‬كفي احكاـ االلغاء – بصفو خاصة – ييتـ القاضي االدارم ببياف ما يرتبو حكـ‬
‫االلغاء مف حقكؽ كمراكز قانكنيو بالتفصيؿ‪ ،‬كيككف ليذه االسباب ذات القكه التنفيذيو التي لممنطكؽ‬

‫كتمتزـ اإلدارة بتنفيذ الحكـ طبقا لما كرد في ىذه األسباب‪ ،‬فاإلدارة– عمى سبيؿ المثاؿ– عندما تعيد‬
‫اصدار القرار متالفيو ما شابو مف عيكب تنفيذ لحكـ اإللغاء‪ ،‬فاف ىذا التنفيذ يجرم طبقا ألسباب‬
‫الحكـ التي كشفت عف عيكب القرار"‪.‬‬

‫كذلؾ ما قضت بو المحكمو اإلدارية العميا المصرية بأنو " إذا لـ يشتمؿ الحكـ في منطكقو‬
‫عمى القضاء بترتيب أقدميو المحككـ لو بالنسبة إلقرانو كلكف األسباب تناكلت البحث في ىذه‬
‫األقدميات كترتيبيا كبفمت عمى ذلؾ النتيجة التي انتيى إلييا المنطكؽ فاف ىذه االسباب تحكز‬

‫حجية األمر المقضي "‪ ،‬كما يحيؿ مجمس الدكلو الفرنسي صراحة في منطكؽ احكامو الى االسباب‬
‫" كإحالة المدعي أما الكزير المختص لتحديد المعاش طبقا لمقكاعد المبينو أعاله"‪.1‬‬

‫كنالحظ ىنا أف القضاء المصرم في عدة احكاـ لو بيف انو قد يككف ىناؾ في بعض‬

‫الحاالت حجية لألسباب كالكقائع كفقا لمشركط كالظركؼ التي نص عمييا ‪ ،‬كخصكصا اف تككف‬
‫مرتبطة بالمنطكؽ كتكممو كيجب الرجكع إلييا‪ ،‬كنالحظ أف الفقو كالقضاء المصرم اتفؽ مع القضاء‬
‫الفرنسي عمى القكه التنفيذيو لممنطكؽ كلـ يكف ىناؾ ام خالؼ عمييا ‪.‬‬

‫د ‪ .‬الميثي ‪ ،‬محمد سعيد ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪45‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪31‬‬
‫المبحث الثاني ‪:‬عوارض تنفيذ األحكام اإلدارية ‪:‬‬

‫يتمثؿ عدـ تنفيذ األحكاـ اإلدارية مظير حيا لمصراع بيف سمطو اداريو تيدؼ الى التكسع‬

‫في نطاؽ اختصاصاتوا كتكسيع صالحيتيا حتى لك كاف ذلؾ مخالفا ألحكاـ القانكف‪ ،‬كقضاء ييدؼ‬
‫بشكؿ عاـ كأساسي تطبيؽ نصكص القانكف كتأكيد احتراميا بما يصدره مف أحكاـ ‪ ،‬كىذا الصراع‬
‫ىك كليد لمظركؼ السياسيو كاالقتصادية ك االجتماعية المكجكدة في الدكلة‪ ،‬كنتيجة ىذه الخالفات‬

‫فاف اإلدارة تمجأ الى بعض االساليب التي تتمكف مف خالليا مف تعطيؿ تنفيذ االحكاـ اإلدارية اك‬
‫االستمرار في تأجيؿ تنفيذىا اك تجاىميا‪ ،‬حيث سكؼ نتطرؽ الى اساليب امتناع اإلدارة عف تنفيذ‬
‫االحكاـ اإلدارية كالمشكالت التي تكاجو عمميو تنفيذ ىذه االحكاـ ‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬األسباب التي تتذرع بيا اإلدارة لعدم تنفيذ األحكام اإلدارية‪.‬‬

‫ال تمؿ اإلدارة مف البحث كايجاد السبؿ لعدـ تنفيذ االحكاـ اإلدارية الصادرة ضدىا فيي‬
‫تتذرع بمسكغات تساعدىا عمى التيرب مف تنفيذ ىذه االحكاـ كبعض ىذه المسكغات قد يككف‬

‫حقيقا كبعضيا غير حقيقي كلكف يبقى اليدؼ االكؿ كالرئيسي دائما مف قبؿ اإلدارة عدـ تنفيذ ىذه‬
‫االحكاـ اك تعطيؿ كتأخير تنفيذىا كسيتـ التطرؽ ليا مف خالؿ ما يمي ‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬دواعي المصمحة العامة وصالح المرفق العام‪.‬‬

‫ىناؾ العديد مف الذرائع التي تمجأ الييا اإلدارة لعدـ تنفيذ االحكاـ اإلدارية الصادرة ضدىا‬
‫اك لتأجيؿ تنفيذىا كي ال تتحمؿ تبعات تنفيذ ىذه االحكاـ مف تغيير في المراكز القانكنية كالتعكيض‬
‫كاعادة الحاؿ الى ما كاف عميو كاعداـ القرار اإلدارم المخالؼ كمف ىذه الذرائع النظاـ العاـ‬

‫كالمصمحة العامة كالمحافظة عمى سير المرافؽ كصعكبة التنفيذ كالصعكبات الماديو كالقانكنية كىذا‬
‫ما سيتـ التطرؽ اليو بالتفصيؿ مف خالؿ ما يمي ‪:‬‬

‫‪32‬‬
‫اوال ‪ :‬المصمحة العامة‪.‬‬

‫ال يجكز لالدراة اف تتيرب مف التزاميا بتنفيذ االحكاـ التي تصدر ضدىا بزعـ اف‬

‫المصمحو العامو تقتضي منو ذلؾ حيث ال يكجد مصمحو اىـ مف احتراـ القانكف كتنفيذ احكاـ‬
‫القضاء‪ ،‬فكجكد القضاء ىك رقابو عمى اعماؿ اإلدارة حتى ال تتمادل في تصرفاتيا مف دكف رقيب‬
‫كال حسيب ‪ ،‬فكجكد القضاء مرتبط بتصكيب ق اررات اإلدارة كبياف ما صح منيا كما بطؿ كتقرير‬

‫الحقكؽ سكاء لألشخاص المعنكييف اك الطبيعييف اك لإلدارة فيجب اف يتـ احتراـ احكاـ القضاء‬
‫كالحرص عمى تنفيذىا سكاء كانت ىذه االحكاـ لصالح اإلدارة اـ ضدىا ‪ ،‬فسالمو العمؿ االدارم‬
‫يككف عمى ما يحققو مف مصمحو عامو فيككف العمؿ خارج حدكد المشركعيو اذا لـ يحقؽ المصمحو‬

‫العامة‪ ،‬فاإلدارة ال تممؾ الحرية المطمقة في تصرفاتيا فيي ممزمو بجميع تصرفاتيا كق ارراتيا بتحقيؽ‬
‫اليدؼ االساسي لكجكدىا كىك تحقيؽ المصمحو العامو ‪.‬‬

‫كالمصمحة العامة عبارة كاسعة المدلكؿ غير منضبطة بالتحديد مع ذلؾ فاف اإلدارة كثي ار ما‬

‫تتذرع بيا متخذه مف احتراميا ساتر تخفي في طياتو رغباتيا الحقيقية في عدـ تنفيذ الحكـ الصادره‬
‫ضدىا كمو اك تنفيذه بصكره مبسترة ال تتحقؽ مع الغاية مف إصداره متجاىمو اف في احتراـ احكاـ‬
‫القضاء االدارم تحقيؽ حقيقي لتمؾ المصمحو ‪ ،1‬كتعرؼ المصمحو العامو بأنيا المطالب كالرغبات‬

‫التي تستدعييا الحياة في مجتمع منظـ سياسيا فالمصمحة العامة ما ىي اال مجمكعو مصالح فرديو‪،‬‬
‫تتصدل السمطة العامة لحمايتيا ألنيا تيـ اغمبيو الشعب اك ألنيا تحتؿ مكانو سامية في مجاؿ‬
‫القيـ اإلنسانية ‪. 2‬‬

‫كقد استقر القضاء اإلدارم المقارف عمى أف الكؿ يجب أف يخضع لممصمحة األعمى التي‬
‫تعني احتراـ القانكف ك طاعة أحكاـ القضاء‪ ،‬كاألحكاـ القضائية نفسيا كمنيا أحكاـ اإللغاء عمى‬
‫سبيؿ المثاؿ إنما تقرر ىذا اإللغاء لتصكيب التصرفات اإلدارية تحقيقا لمصالح العاـ‪ ،‬كليذا استبعد‬

‫خميفو ‪ ،‬عبد العزيز عبد المنعـ ‪ ،‬تنفيذ االحكام االداريو واشكاالتو الوقتيو ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار الفكر الجامعي ‪ ، 2008 ،‬ص‪35‬‬ ‫‪1‬‬

‫الميثي ‪ ،‬محمد سعيد ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ‪391‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪33‬‬
‫القضاء اإلدارم حجج عدـ تنفيذ أحكاـ اإللغاء التي تستند إلى المصمحة العامة‪ ،1‬كلقد اشارت‬
‫احكاـ القضاء المصرم العادم كاإلدارم الى الطبيعة المكضكعية لممصمحة العامة‪ ،‬فتقكؿ محكمو‬

‫النقض المصرية " انو اذا كاف الشارع قد اطمؽ الحؽ في فصؿ المكظؼ فاف ذلؾ اساسو ما ىك‬
‫مفركض مف اف الحككمة ال تعمؿ اال سبيؿ المصمحو العامة‪ ،‬فيجب اال يككف استعماؿ الحككمة‬
‫ليذا الحؽ اال العتبارات مف المصمحو العامو " ‪.‬‬

‫كما اكدت المحكمو اإلدارية العميا المصرية بقكليا " انو اذا كاف االصؿ انو ال يجكز لمقرار‬
‫االدارم اف يعطؿ تنفيذ حكـ قضائي ‪ ،‬اال انو اذا كاف يترتب عمى تنفيذ الحكـ فك ار اخالؿ خطير‬
‫بالصالح العاـ يتعذر تداركو كحدكث فتنو اك تعطيؿ سير مرفؽ عاـ‪ ،‬فيرجع عندئذ الصالح العاـ‬

‫عمى الصالح الفردم الخاص "‪. 2‬‬

‫كأكدت محكمو القضاء اإلدارم المصرية في حكـ ليا عمى " اف اصرار الكزير عمى عدـ‬
‫تنفيذ حكميا ينطكل عمى مخالفو لمشيء المقضي بو كىي مخالفو قانكنيو لمبدأ اساسي كأصؿ مف‬

‫االصكؿ القانكنيو ‪ ....‬كمف ثـ كجب اعتبار خطأ الكزير خطأ شخصيا يستكجب مسؤكليت ق عف‬
‫التعكيض المطالب بو ‪ ،‬كال يؤثر في ذلؾ انتفاء الدكافع الشخصيو لديو‪ ،‬اك قكلو بأنو ينبغي مف‬
‫كراء ذلؾ تحقيؽ مصمحو عامو ‪ ،‬ذلؾ اف تحقيؽ ىذه المصمحو ال يصح اف يككف عف طريؽ‬

‫ارتكاب اعماؿ غير مشركعو " ‪.3‬‬

‫كيتبيف مف ىذا الحكـ انو يستند الى مبدأ اخالقي كىي كاف كاف اليدؼ مشركع كىك تحقيؽ‬
‫المصمحو العامو فال يجكز اف يككف ذلؾ بكسيمة كطريقو غير مشركعو كىي بالعزكؼ صراحة اك‬

‫ضمنا عف تنفيذ ىذه االحكاـ الف في ذلؾ مخالفو كاضحة كصريحة لحجية الشيء المقضي بو‬
‫الذم تـ التطرؽ اليو في الفصؿ السابؽ ‪.‬‬

‫‪ 1‬نكاؼ كنعاف ‪ ،‬المبادئ التي تحكم تنفيذ أحكام اإللغاء ‪ ،‬مجمة الحقكؽ ‪ ،‬جامعة الككيت ‪ ،‬العدد الرابع ‪ ،‬السنة ‪، 25‬كانكف أكؿ ‪.‬‬
‫‪2001‬‬
‫‪2‬الميثي ‪ ،‬محمد سعيد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪292-291‬‬
‫د‪ .‬سعد عبد الكاحد ‪ ،‬حسني ‪ ،‬مرجع سابق ‪430 ،‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪34‬‬
‫ثانيا ‪ :‬صالح المرفق العام‪.‬‬

‫كقد تتذرع اإلدارة أيضا في امتناعيا عف تنفيذ االحكاـ اإلدارية بفكره صالح المرفؽ العاـ‬

‫كىي فكره ايضا اك مدلكؿ غير محدد‪ ،‬فالفقو لـ يتفؽ حكؿ تعريؼ محدد لماىية المرفؽ العاـ فمنيـ‬
‫مف عرفو كفقا لممدلكؿ العضكم و يقصد بالمرفؽ العاـ تبعا ليذا المعنى كؿ منظمة عامة تنشئيا‬

‫الدكلة كتخضع إلدارتيا بقصد تحقيؽ حاجات الجميكر‪ .‬كمف ىنا جاز اعتبار كؿ مف مرفؽ‬

‫القضاء كاألمف كالدفاع كغيرىا مرافؽ عامة ألنيا منظمات أنشأتيا الدكلة بغرض أداء خدمة‬
‫لمجميكر يتصؼ ىذا المعنى بالشمكلية كاإلطالؽ ‪.‬‬

‫لممدلكؿ المكضكعي ك يقصد بالمرفؽ العاـ بالنظر لممعيار‬ ‫كمنيـ مف عرفو كفقا‬

‫المكضكعي كؿ نشاط يباشر شخص عاـ بقصد إشباع حاجة عامة كمف ثـ تخرج عف نطاؽ ىذا‬
‫التعريؼ سائر النشاطات الخاصة كالمؤسسة الخاصة كما يخرج عنو المشركعات التي تستيدؼ‬
‫فقط تحقيؽ الربح ‪.‬‬

‫كذىب رأم أخر الى الجمع بيف المدلكليف ( العضكم – المكضكعي ) لتعريؼ المرفؽ العاـ‬
‫عمى انو " كؿ مشركع يستيدؼ الكفاء بحاجات نفع عاـ تعجز المشركعات الفردية عف تحقيقيا‬
‫عمى كجو مرض‪ ،‬فتتكاله اإلدارة العامة كتديره اما بنفسيا مباشره اك تعيد بو الى افراد يديركنو تحت‬

‫رقابتيا كاشرافيا "‪ ،‬كلقد اعتنؽ الفقو الفرنسي ذلؾ المدلكؿ لتعريؼ المرفؽ العاـ حيف عرفو عمى انو‬
‫" مشركع ذك نفع خاضع لمتكجيو االعمى لمسمطات الحاكمو بقصد اشباع حاجات عامو لمجميكر‬
‫بسبب عدـ كفاية اك كجكد مشركعات خاصة لتحقيؽ األغراض كيخضع لحد ادنى مف نظاـ قانكني‬

‫خاص اك استثنائي " ‪.1‬‬

‫عرؼ القضاء اإلدارم األردني اؿـ رفؽ العاـ عمى انو مشركع تنشئو الدكلة كتشرؼ عميو‬
‫ادارتو كتستعيف سمطات االدارة لتزكيد الجميكر بالحاجات العامة التي يتطمبيا اال بقصد الربح كانما‬

‫بقصد المساىمة في صيانة النظاـ العاـ كخدمة المصالح العامة في الدكلة‪ ،‬اما محكمة العدؿ العميا‬
‫عمى انو حاجة اجتماعية بمغت مف االىمية مبمغا يقتضي تدخؿ‬ ‫االردنية عرفت المرفؽ العاـ‬

‫د ‪ .‬الميثي ‪ ،‬محمد سعيد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪295-293‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪35‬‬
‫الحككمة لكي تكفرىا لألفراد باستخداـ كسائؿ القانكف العاـ كسكاء االفراد يستطيعكف بكسائميـ‬
‫الخاصة اشباع تمؾ الحاجة اـ ال ‪.1‬‬

‫فقد عرفتو محكمة القضاء اإلدارم‬ ‫أما عف تعريؼ المرفؽ العاـ في القضاء المصرم‬
‫المصرية بقكليا " أف المرفؽ العاـ ىك كؿ مشركع تنشئة الدكلة أك تشرؼ عمى إدارتو كيعمؿ‬
‫بانتظاـ كاستمرار كيستعيف بسمطاف اإلدارة لتزكيد الجميكرم صيانة النظاـ كخدمة المصالح العامة‬

‫في الدكلة كالصفات المميزة لممرفؽ العاـ ىي أف يككف المشركع مف المشركعات ذات النفع العاـ‬
‫أم أف يككف غرضو سد حاجات عامة مشتركة كتقديـ خدمات عامة كأال يككف الغرض مف‬
‫المشركع مجرد الربح ‪ ،‬كعرفت الجمعية العمكمية لقسمي الفتكل كالتشريع المرفؽ العاـ بأنو كؿ‬

‫مشركع تنشئق الدكلة أك تشرؼ عمى إدارتو كيعمؿ بانتظاـ كاستمرار كيستعيف بسمطاف اإلدارية‬
‫لتزكيد الجميكر بالحاجات العامة التي يتطمبيا ال يقصد الربح بؿ يقصد المساىمة في صيانة‬
‫النظاـ كخدمة المصالح العامة في الدكلة " ‪ ،2‬كقد شجع الخالؼ الفقيي حكؿ معيار تحديد صالح‬

‫المرفؽ العاـ عمى اف تستند اليو اإلدارة كثير عند امتناعيا عف تنفيذ االحكاـ اإلدارية الصادرة‬
‫ضدىا ‪ ،3‬كلذلؾ استبعد مجمس الدكلو الفرنسي حجج عدـ التنفيذ المستمده مف سير المرفؽ العاـ ‪.4‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬ذرارع الصعوبات التنفيذية‪.‬‬

‫تستند اإلدارة الى ذرائع اخرل غير المصمحو العامو كصالح المرفؽ العاـ في امتناعيا عف‬
‫تنفيذ االحكاـ الصادره ضدىا كىذه الذرائع تتمحكر حكؿ الصعكبات الماديو كالصعكبات القانكنيو‬
‫التي قد تكاجو اإلدارة عند تطبيؽ نصكص االحكاـ اإلدارية الصادرة ضدىا ‪.‬‬

‫اوال ‪ :‬الصعوبات المادية ‪.‬‬

‫مكقع الكتركني ‪ ، www.lawjo.ne ،‬منتديات شبكو قانكني االردف ‪ ،‬تاريخ الزياره ‪2013/10/19 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫مكقع الكتركني ‪ ، http://www.startimes.com/ ،‬تاريخ الزيارة ‪2013/12/12‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬د ‪ .‬الميثي ‪ ،‬محمد سعيد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪295‬‬


‫‪4‬د‪ .‬سعد عبد الكاحد ‪ ،‬حسني ‪ ،‬مرجع سابق ‪429‬‬

‫‪36‬‬
‫تتذرع اإلدارة باف الصعكبات الماديو التي قد تعترض طريؽ التنفيذ تعد سببا لتبرير امتناعيا‬
‫عف تنفيذ حكـ صادر ضدىا دكف اف يككف ليذا السبب اساس في الكاقع اك القانكف‪ ،‬كلقد فطف‬

‫القضاء االدارم ليذه الحجج الكاىية فاستبعد أعضاء اإلدارة مف تنفيذ الحكـ استنادا ليذا السبب ‪،1‬‬
‫كاف تؤسس امتناعيا عف التنفيذ عمى صعكبة عاده عدد كبير مف المكظفيف جممو كاحده مما يؤدم‬
‫بالضركرة الى إبعاد آخريف‪ ،‬ككثي ار ما تحاكؿ اإلدارة التخمص مف التزاماتو ا المالية بحجو عدـ كجكد‬

‫اعتمادات متاحة كبدييي اف ىذا المكقؼ ال ينبغي اف يككف عقبو اماـ حقكؽ المحككـ ليـ ‪ ،2‬كلـ‬
‫يخكليا مجمس الدكلو الفرنسي ىذا الحؽ اال في حاالت استثنائية إذا كاف مف شاف تنفيذ ىذا الحكـ‬
‫اثارة اضطرابات جسيمة تيدد االمف بشكؿ خطير عمى اف يراقب مجمس الدكلو ذلؾ‪.‬‬

‫كقد حددت محكمة العدؿ العميا األردنية مكقفا كاضحا مف ىذه الناحية مف خالؿ أحكاميا‬
‫حيث نصت عمى " إف األحكاـ الصادرة عف محكمة ا لعدؿ العميا باإللغاء تككف ليا حجية مطمقة‬
‫عمى الكافة كبالنسبة لجميع المحاكـ كالسمطات اإلدارية‪ ،‬كيترتب عمييا إعداـ القرار مف يكـ‬

‫صدكره‪ ،‬كتمتزـ اإلدارة بإعادة الحاؿ إلى ما كانت عميو كما لك لـ يصدر ىذا القرار إطالقا ميما‬
‫كانت النتائج‪ ،‬كليس لإلدارة أف تمتنع عف تنفيذ حكـ اإللغاء بحجة كجكد صعكبات مادية‪."3...‬‬

‫كىذا ما أكدتو محكمو القضاء االدارم المصريو في قكليا " ‪ ..‬اف عدـ كجكد االعتماد المالي ال‬

‫يعد مبر ار لعدـ تنفيذ الحكـ ألنو بغض النظر عف كجكد بند خاص بكافو فركع الميزانيو لتنفيذ‬
‫االحكاـ القضائية النيائية‪ ،‬فاف قرار المجنة القضائية باعتباره في قكه الحكـ القضائي يتحتـ عمى‬
‫جية اإلدارة تنفيذ مقتضاه سكاء كجد االعتماد المالي المخصص لمكاجيتو اـ لـ يكجد "‪. 4‬‬

‫د ‪ .‬الميثي ‪ ،‬محمد سعيد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪304‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬د‪ .‬سعد عبد الكاحد ‪ ،‬حسني ‪ ،‬مرجع سابق ‪433-432‬‬


‫قرار محكمو العدؿ العميا االردنيو قرار رقـ ‪ ، 77/122‬منتديات ‪ ، http://www.lawjo.net‬تاريخ الزيارة ‪2014/5/29‬‬
‫‪3‬قانكني االردني ‪.‬‬
‫راجع حكـ محكمو القضاء االدارم المصرية في الدعكل رقـ ‪ 1022‬لسنو ‪ 13‬ؽ ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪37‬‬
‫كما أف المشرع الجزائرم كاف أكثر جرأة منو عندما اعتبر الحكـ بمثابة أمر بالدفع‪ ،‬بؿ إنو سمح‬
‫لمكظؼ الخزينة بدفع المبمغ المحككـ بو‪ ،‬حتى في حالة انعداـ االعتماد‪ ،‬عمى أف يتـ خصـ تمؾ‬

‫المبالغ مف ميزانية الجماعة المحمية المحككـ ضدىا‪. 1‬‬

‫ثانيا‪ :‬الصعوبات القانونية‪:‬‬

‫نتيجة صعكبات قانكنية في‬ ‫قد تمتنع اإلدارة عف تنفيذ االحكاـ االدارية الصادره ضدىا‬

‫الحكـ مثؿ اف تتعمؿ اإلدارة بصعكبة تفسير الحكـ اك كجكد اخطاء مادية في الحكـ اال اف ىذا ال‬
‫يعطي االدارة الحؽ في اف تتيرب مف التزاماتيا في تنفيذ االحكاـ اإلدارية الصادرة ضدىا كىذا ما‬
‫‪ 06/321‬س‬ ‫ممؼ رقـ (‬ ‫اإلدارية في المغرب بحكميا‬ ‫اكدت عميو حكـ المحكمو‬

‫بتاريػػخ‪ ) 2006/09/14‬كالذم نص عمى "‪ .....‬حيث ييدؼ الطمب الى استصدار امر بكجكد‬
‫صعكبة كاقعة كقانكنية بالممؼ التنفيذم عدد ‪ ،1/06/139‬كحيث انو اذا كانت صعكبات التنفيذ‬
‫الشيء المقضي بو ك تشكؿ صعكبات‬ ‫ىي المنازعات التي تعترض تنفيذ االحكاـ الحائزة لقكة‬

‫كىي اما كقتية تىدؼ الى تأجيؿ التنفيذ مؤقتا لغاية‬ ‫قانكنية اك مادية تحدث بعد صدكر الحكـ‪،‬‬
‫تصحيح اجراء مف إجراءاتو‪ ،‬اك مكضكعية تىدؼ الى ايقاؼ التنفيذ نيائيا لغاية صدكر حكـ حاسـ‬
‫في النزاع مكضكع التنفيذ‪ ،‬فإف مناط اإلشكاؿ في التنفيذ‪ ،‬اما إثارتو ؿعدـ صحة إجراء مف إجراءات‬

‫تنفيذ الحكـ الحائز لقكة الشيء المقضى بو كاما إثارتو ؿصعكبة إعمالو بسبب إغفاؿ أك تضارب‬
‫في اجراء ات اك ظىكر كقائع الحقو كجديدة عمى صدكر الحكـ الذم يتـ التنفيذ بمقتضاه‪ ،‬كاما ات‬
‫مف شأف التنفيذ تجاكز اآلثار القانكنية لمحكـ المعفى بالتنفيذ‪ ،‬كمف ىنا فال يممؾ اؿقاضي المستعجؿ‬

‫البحث في مدل صحة اك خطأ الشيء المقضى بو اك تفسيره أك تأكيمو باعتبار اختصاص محكمة‬
‫المكضكع في ذلؾ ‪ .‬كحيث يؤخذ مف أكراؽ الممؼ كمستندات كممؼ التنفيذ اعاله اف االمر يتعمؽ‬
‫بتنفيذ حكـ حائز بقكة الشيء المقضى بو يقضي بحيازة نازع الممكية لمعقار مكضكع نزع الممكية‬

‫كما ىك محدد بالمرسكـ القاضي بنزع الممكية ال يشكبو أم إشكاؿ مف إشكاالت التنفيذ أعاله مما‬

‫مجمو الفقو كالقانكف ‪ ،‬اشكاليو تنفيذ االحكام االدارية الصادرة ضد االداره المحميو ‪http://www.majalah.new.ma ,‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪38‬‬
‫يتككف معو الصعكبة المشارة كسيمة لتسرم ع تنفيذ المصمحة العامة مما يبقى الطمب ـ عق غير‬
‫‪1‬‬
‫مؤسس ‪ .‬ليذه األسباب نأمر عمنيا ابتدائيا حضكريا برفض الطمب كتحميؿ رافعو الصائر"‬

‫مح ؾمة القضاء االدارم المصرية في ايضا عمى " اف امتناع االدارة عف تنفيذ‬ ‫كنصت‬
‫االحكاـ بسبب الصعكبات القانكنية التي تعترض التنفيذ يعتبر بمثابة قرار ادارم سمبي مخالؼ‬
‫لمقانكف‪....‬‬

‫‪ 18‬فبراير سنو‬ ‫كقد قضت محكمة القضاء االدارم المصرم في حكميا الصادر في‬
‫‪ 1953‬بقكليا " اذا كاف السبب في تأخير تنفيذ االحكاـ انما يرجع الى تبادؿ المكاتبات بيف الك ازرة‬
‫ك ك ازره الماليو ك ديكاف المكظفيف لمرجكع الييا في شاف تنفيذ ىذه االحكاـ كلـ يكف ىذا التأخير‬

‫نتيجة تقصير مف الك ازرة‪ ،‬كمف ثـ يككف ظؿ التعكيض عمى غير اساس سميـ مف القانكف ففي ىذه‬
‫الحالة ال يجكز مؤاخذة االدارة عمى تأخر التنفيذ بسبب ىذه االجراءات كاعتبرت ىذه الحالة مف بيف‬
‫الصعكبات المكاجوة لإلدارة عند تنفيذ الحكـ‪. 2‬‬

‫فاذا كانت اإلدارة حسنة النية بحيث كاف مف الكاضح انيا ال تتنكر لمحكـ اك تتجاىمو كانما‬
‫حدث أثناء تنفيذىا لمحكـ اف نفذتو عمى نحك غير مقصكد بو تماما‪ ،‬فيككف خطأ اإلدارة في التفسير‬
‫مغتف ار كلكف يجب اف ال تقكـ اإلدارة بتقديـ طمبات التصحيح كالتفسير كذلؾ لمتيرب مف تنفيذ‬

‫االحكاـ الصادره ضدىا اك تعطيؿ تنفيذىا كفي جميع االحكاؿ تممؾ االدارة اف تذىب الى المحاكـ‬
‫المختصة كتطمب تفسير الحكـ القضائي الصادر ضدىا اذا كاف ىناؾ ام غمكض في الحكـ ‪.‬‬

‫اما في الحاالت التي ال يحتاج التنفيذ فييا الى اصدار قرار كحالة استحقاؽ مبالغ تمتزـ‬

‫االدارة بدفعيا فامتناع االدارة عف السداد يككف بمثابة قرار سمبي باالمتناع يمكف اف يككف محال‬
‫لدعكل التعكيض‪ ،‬كحث االدارة عمى التنفيذ يتطمب التظمـ لدييا مف عدـ التنفيذ إليجاد مناسبة‬
‫لمطعف‪ ،‬كانشاء القرار السمبي الذم يطعف فيو برفضيا اجراء التنفيذ في حالة سككتيا عف الرد‬

‫‪ http://adala.justice.gov.ma‬مكقع الكتركني البكابو القانكنيو لك ازره العدؿ المغربيو تاريخ الزياره‪2013/11/21‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬عبد العميـ ‪ ،‬صالح يكسؼ ‪ ،‬اثر القضاء االداري عمى النشاط االداري في الدولة ‪ ،‬الطبعو االكلى ‪ ،‬االسكندرية ‪ ،‬دار‬
‫الفكر الجامعي ‪ ، 2007 ،‬ص ‪333‬‬

‫‪39‬‬
‫كيمكف لصاحب الشأف اف يطعف في القرار الصريح اك السمبي بالرفض في خالؿ ستيف يكما مف‬
‫نشكئو‪ ،‬كذلؾ في الحالة التي تتطمب اصدار قرار بالتنفيذ كامتناع االدارة امتناعا صريحا اك ضمنيا‬

‫عف اصداره‪.1‬‬

‫ا في‬ ‫كمف خالؿ ما سبؽ تـ التطرؽ الى الحجج التي تتخذىا االدارة لمتيرب مف التزاماتو‬
‫تنفيذ احكاـ القضاء الصادرة ضدىا‪ ،‬اك لممطالبة في تنفيذ ىذه األحكاـ‪ ،‬كتستفيد اإلدارة خصكصا‬

‫مف الصعكبات القانكنية لمتنفيذ الف المشرع الفمسطيني كغيره مف التشريعات المقارنة التي تـ ذكرىا‬
‫لـ ينص عمى مدة زمنية محددة لتنفيذ االحكاـ القضائية‪ ،‬مما يعطي االدارة فسحة طكيمة مف الكقت‬
‫كالتذرع بكجكد صعكبات التنفيذ ‪.‬‬

‫كيرل الباحث انو ليس ىناؾ ام جدكل مف رفع دعكل جديدة لمطعف في القرار السمبي‬
‫الصادرة مف قبؿ االدارة الف الحكـ الذم سكؼ يصدر مف قبؿ المحكمة المختصة في دعكل القرار‬
‫السمبي ىك حكـ يحكز الحجية المطمقة مثؿ الحكـ االساسي الذم تفرعت عنو ىذه الدعكل‪ ،‬فاإلدارة‬

‫لـ تمتزـ بتنفيذ الحكـ االساسي الذم يككف كاجب التنفيذ ك يحكز الحجية المطمقة ‪ ،‬فيؿ ستقكـ‬
‫االدارة بتنفيذ الحكـ الصادر مف المحكمة المختصة في القرار السمبي‪ ،‬كاف تـ تقديـ طمب مف قبؿ‬
‫المدعي الذم حاز حكـ في القرار السمبي لإلدارة لتنفيذ الحكـ كلـ تقـ االدارة في الرد عمى الطمب‬

‫فإننا نككف ىنا اماـ قرار سمبي جديد ‪ ،‬فيؿ سيتـ رفع دعكل عمى القرار السمبي الجديد الصادر مف‬
‫اإلدارة‪ ،‬فال يكجد ام فائدة مف رفع دعكل عمى الق اررات السمبية بؿ االجدر اف يككف ىناؾ كسيمة‬
‫إلجبار اإلدارة عمى احتراـ احكاـ القضاء كاجبارىا عمى التنفيذ ‪ ،‬فكؿ ىذه االجراءات ما ىي اال‬

‫لممماطؿ التنفيذ لإلحكاـ الصادرة مف قبؿ القضاء ‪.‬‬


‫ة‬ ‫كسيمة‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬اساليب امتناع اإلدارة عن تنفيذ االحكام اإلدارية ‪:‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬السيد اسماعيؿ ‪ ،‬خميس ‪ ،‬مرجع سابؽ ص ‪362‬‬

‫‪40‬‬
‫ال كجكد لمدكلة القانكف إال بكجكد رقابة قانكنية قضائية حقيقية كفعالة عؿ ل أعماؿ السمطة‬
‫التنفيذية‪ ،‬إذف ال قيمة لمبدأ المشركعية في الدكلة ما لـ يقترف بمبدأ أخر كىك ضركرة احتراـ أحكاـ‬

‫القضاء كضركرة تنفيذىا‪ ،‬فالحماية القضائية ال تكتمؿ إال بتماـ تنفيذ األحكاـ‪ ،‬فال قيمة ألحكاـ‬
‫القضاء إذا لـ تنفذ كالشؾ أف استخداـ السمطة التنفيذية لمجمكعة مف الحيؿ كالمناكرات كي تتيرب‬
‫فمف‬ ‫مف تنفيذ أحكاـ القضاء سيجعؿ عددا غير قميؿ مف األحكاـ اليامة محال لإلىماؿ كاإلىدار‬

‫السيؿ تصكر االثار المدمره التي يمكف اف تحدث عمى النظاـ القضائي كالمجتمع في حاؿ عدـ‬
‫كجكد تنفيذ مؤكد ألحكاـ القضاء اإلدارم‪ ،‬فأم قاعدة قانكنيو اك تنظيـ قضائي يفقد كجكده اف لـ‬
‫يكف فعاال‪ ،‬فالنية السيئة لإلدارة حيف ال تككف راغبة في تنفيذ الحكـ يمكف اف تأخذ عدة اشكاؿ تبدأ‬

‫مف التراخي في تنفيذ الحكـ‪ ،‬تنفيذ الحكـ تنفيذا ناقصا‪ ،‬اك الرفض الصريح‪ ،‬عمى اف سمكؾ االدارة‬
‫قد ال يقتصر عمى صكرة كاحد مف ىذه الصكر فيمكف لإلدارة اف تمجأ الى استخداـ كؿ الصكر‬
‫كالكسائؿ لتعطيؿ تنفيذ أحكاـ القضاء اإلدارم ضدىا كسكؼ نقكـ بتناكؿ ىذه الصكر كاألساليب‬

‫بالتفصيؿ عمى النحك التالي ‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التراخي وإساءة تنفيذ الحكم ‪:‬‬

‫اف مف الضركرم إعطاء اإلدارة برىة مف الكقت لتقكـ بتنفيذ االحكاـ االدارية الصادرة‬

‫ضدىا‪ ،‬اال انيا يجب اف ال تأخذ ىذه الفسحة مف الكقت كمبرر لمتأخر في تنفيذ االحكاـ اإلدارية‬
‫اك تعطيؿ تنفيذىا أكثر مف الكقت لالزـ الذم يقدره القاضي حسب االحكاؿ كالظركؼ التي تحيط‬
‫بتنفيذ الحكـ ‪.‬‬

‫اف تباطأت اإلدارة اك تأخرت في تنفيذ ىذه االحكاـ دكف سبب قانكني كتجاكزت الكقت‬
‫الالزـ الذم يقدره القاضي بحسب االحكاؿ عد ذلؾ التأخير بمثابة قرار سمبي غير مشركع يقيـ‬
‫مسؤكلية اإلدارة كيجيز لممحككـ لو اف يطمب الغائو كالتعكيض عما اصابو مف اضرار نتيجة قرار‬

‫اإلدارة المخالؼ لمقانكف كلقد استقرت احكاـ القضاء االدارم المصرم عمى ذلؾ حيث قضت‬
‫محكمة القضاء االدارم في مصر عمى " كاجب الجية اإلدارية اف تقكـ بتنفيذ االحكاـ في كقت‬
‫مناسب مف تاريخ صدكرىا كاعالنيا‪ ،‬فاف ىي تقاعست اك امتنعت مف دكف كجو حؽ عف ىذا‬

‫‪41‬‬
‫التنفيذ في كقت مناسب اعتبر ىذا االمتناع بمثابة قرار سمبي مخالؼ لمقانكف يكجب لصاحب الشأف‬
‫التعكيض "‪.1‬‬

‫كذىبت أيضا المحكمة اإلدارية العميا المصرية في حكـ ليا عمى " انو ال يجكز لمجية‬
‫االدارية اف تؤخر تنفيذ الحكـ الصادر لصالح المدعي مدة بمغت اربع سنكات حرمتو في خالليا مف‬
‫فرص شغؿ المناصب الرئاسية اك القيادية التي تتناسب مع ما يتمتع بو مف أقدميو كما كصؿ اليو‬

‫مف درجة كظيفية"‪.2‬‬

‫كذىب محكمة القضاء اإلدارم المصرية في مسكدة الحكـ الصادر بجمسة ‪2013/3/31‬‬
‫في الدعكل رقـ ‪ 17802‬لسنة ‪ 63‬ؽ عمى " ‪ ....‬ك مف حيث إنو ىديان مع ما سمؼ‪ ،‬ك لما كانت‬

‫عيكف األكراؽ تنطؽ بأف المدعي كاف يشغؿ كظيفة بإدارة األمف بالييئة المدعي عمييا ك بتاريخ‬
‫‪1/11/2007‬كافقت لجنة شئكف العامميف عمى ترقيتو إلى الدرجة الثانية كرئيس قسـ أمف األفراد‬
‫‪ 2007/11/6‬ك استطالع‬ ‫كالمنشآت‪ ،‬حيث قامت جية عممو بمخاطبة ىيئة األمف القكمي في‬

‫‪ ،2008/7/29‬إال أف ىيئة‬ ‫رأييا في مدل أىميتو لشغؿ تمؾ الكظيفة‪ ،‬ك اتبعتو بخطاب آخر في‬
‫األمف القكمي التابعة لجياز المخابرات العامة تراخت في الرد حتى ‪ ،2009/3/15‬ك الحاؿ ىذه‪،‬‬
‫ك لما كانت مكافقة تمؾ الييئة محض كاشفة لحقيقة المركز القانكني لممدعي ك ليست منشأة لو‪،‬‬

‫فإف ذلؾ التراخي ال يجكز أف يضار منو المدعي‪. 3" ...‬‬

‫مسكدة الحكـ الصادر بجمسة‬ ‫الدائرة الثالثة‬ ‫محكمة القضاء اإلدارم باإلسكندرية‬
‫‪ 2013/3/31‬في الدعكل رقـ ‪ 17802‬لسنة ‪ 63‬ؽ‪.‬‬

‫كيتبيف مف خالؿ ىذا الحكـ اف لإلدارة الحؽ في اخذ برىة مف الكقت لتنفيذ االحكاـ‬
‫االدارية الصادره ضدىا بحيث ال يككف التنفيذ عمى كجو السرعة كلكف بشرط اف ال تقكـ اإلدارة‬

‫د‪ .‬الميثي‪ ،‬محمد سعيد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪184-183‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ .‬خميفة‪ ،‬عبد العزيز عبد المنعـ‪ ،‬تنفيذ االحكام االدارية واشكاالتو الوقتية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪31-30‬‬ ‫‪2‬‬

‫مكقع الكتركني ‪ ، http://www.kdaiaeldwla.com ،‬تاريخ الزيارة ‪20174/5/28‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪42‬‬
‫بإىدار الكقت لتعطيؿ تنفيذ ىذه األحكاـ‪ ،‬كاقر القضاء المصرم الحؽ لمف تأخر تنفيذ حكمو تعسفا‬
‫مف قبؿ االدارة اف يطالب بالتعكيض مف اإلدارة لما لحؽ بو مف اضرار نتيجة ىذا التأخير ‪.‬‬

‫كذىب مجمس الدكلو الفرنسي في حكـ لو عمى " ‪ ..‬كحكـ ايضا في مسئكليو االدارة في‬
‫تعكيض احد األفراد ‪ ،‬الف اإلدارة تأخرت في تسميمو المعاش الخاص بو مدة عشر سنكات مف‬
‫‪1‬‬
‫فالقانكف لـ يحدد ميعادا لقياـ االداره بتنفيذ‬ ‫تاريخ استحقاؽ المعاش مف دكف ام مبرر قانكني "‬

‫االحكاـ الصادره ضدىا اال انو بمجرد مركر الكقت تعتبر اإلدارة ممتنعة عف أداء الخدمة في حاؿ‬
‫التراخي حيث قرر المشرع الفرنسي عمى االدارة اال تتراخى اكثر مف اربعة شيكر في تنفيذ كافة‬
‫الطمبات كاألحكاـ كاال قامت قرينو قانكنيو عمى انيا قد اصدرت ق ار ار بالرفض‪. 2‬‬

‫‪ 978‬عمى " عندما‬ ‫كقد نص قانكف اإلجراءات التجارية كاإلدارية الجزائرم في الماده‬
‫يتطمب االمر اك الحكـ اك القرار‪ ،‬الزاـ احد االشخاص المعنكية العامة اك ىيئة تخضع منازعاتيا‬
‫الختصاص الجيات القضائية االدارية باتخاذ تدابير تنفيذ معينو‪ ،‬تأمر الجية القضائية اإلدارية‬

‫المطمكب منيا ذلؾ‪ ،‬في نفس الحكـ القضائي‪ ،‬بالتدبير المطمكب مع تحديد اجؿ لمتنفيذ عند‬
‫االقتضاء "‪. 3‬‬

‫اال اف محكمة التمييز االردنية لـ تأخذ بيذا الرأم في حكـ ليا رقـ ‪ 74/131‬حيث قررت‬

‫‪ " :‬أما أف الشركة استحصمت عمى حكـ مف محكمة العدؿ العميا بإلغاء القرار الصادر بعدـ منحيا‬
‫رخصة استيراد كاف المميز ضدىما امتنعا عف منحيا الترخيص رغـ ذلؾ فأنو مف الثابت أف المميز‬
‫ضدىما منحا الشركة الترخيص باالستيراد كككف ىذا الترخيص قد منح ليا بعد أف انتيت مدة‬

‫تعاقدىا مع الشركة الصانعة فأف ذلؾ ال يجعؿ المميز ضدىما ممتنعيف عف تنفيذ حكـ محكمة‬
‫العدؿ المشار إليو"‪. 4‬‬

‫د‪ .‬الطماكم‪ ،‬سميماف محمد‪ ،‬القضاء االداري الكتاب الثاني ‪ ،‬قضاء التعويض وطرق الطعن في االحكام دراسة مقارنة ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫القاىره‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،1986 ،‬ص‪. 156‬‬


‫‪2‬د‪ .‬الطماكم ‪ ،‬سميماف محمد ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 153‬‬
‫الماده ‪ 978‬مف قانكف االجراءات المدنية كاالداريو الجزائرم ‪. 2008‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ http://www.lawjo.net‬مكقع الكتركني تاريخ الزيارة ‪.2014/5/28‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪43‬‬
‫يستخمص مف حكـ محكمة التمييز األردنية اف التراخي في التنفيذ ال يعتبر سببا لقياـ مسؤكلية‬
‫اإلدارة فال يكجد فائدة مف صدكر التراخيص ليذه الشركو بعد انتياء العقد مع الشركو المصنعو‬

‫كبذلؾ تككف الشركو المستكرده قد تكبدت الكثير مف الخسائر الماديو كالمعنكية نتيجة ىذا التراخي‬
‫مف قبؿ اإلدارة في تنفيذ قرار محكمة العدؿ العميا بمنحيا رخصو استيراد ‪.‬‬

‫كنرل اف المشرع الفمسطيني كالقضاء الفمسطيني لـ يقـ بإلزاـ اإلدارة بتنفيذ أحكاـ محكمو العدؿ‬

‫العميا الفمسطينية في صيغو الحكـ فيناؾ العديد مف القضايا التي قامت اإلدارة بالتراخي بتنفيذىا بيدؼ‬
‫تعطيؿ تنفيذىا اال اننا لـ نجد ام حكـ قضائي اك نص في قانكف التنفيذ الفمسطيني يجبر اإلدارة عمى‬
‫‪ 978‬مف قانكف‬ ‫القياـ بتنفيذ ىذه االحكاـ بعكس المشرع الجزائرم الذم نص صراحة عمى في الماده‬

‫االجراءات المدنيو كاإلدارية الجزائرم بأمر االدارة في الحكـ القضائي اف تبذؿ كافو الجيد كالسبؿ لتنفيذ‬
‫احكاـ القضاء االدارم ككما نصت المادة ‪ 54‬مف القانكف المتعمؽ بمجمس الدكلة المصرم رقـ ‪ 47‬لسنة‬
‫‪ 1972‬عمى شكميف مختمفيف لمصيغة التنفيذية التي تذيؿ بيا األحكاـ اإلدارية‪ ،‬كاحدة خاصة بأحكاـ‬

‫اإللغاء كأخرل تتعمؽ بأحكاـ القضاء الشامؿ‪ .‬فاألكلى ىي‪ ":‬عمى الكزراء كرؤساء المصالح المختصيف‬
‫تنفيذ ىذا الحكـ كاجراء مقتضاه"‪ ،‬كالثانية ىي‪ ":‬عمى الجية التي يناط بيا التنفيذ أف تبادر إليو متى‬
‫طمب منيا‪ ،‬كعمى السمطات المختصة أف تعيف عمى إجرائو كلك باستعماؿ القكة"‪.‬‬

‫كيتضح ىنا مما سبؽ انو كبالرغـ مف كجكد حؽ لإلدارة بأخذ برىة مف الكقت لترتيب اكضاعيا‬
‫كضع خطو لتنفيذ االحكاـ االدارية الصادرة ضدىا خصكصا اذا كانت تمس اك تعدؿ مراكز‬
‫قانكنيو‪ ،‬فاف ىذه المده يجب اف تككف قصيرة حتى ال يترتب المزيد مف الضرر عمى المحككـ ليـ‪،‬‬

‫كاف كنا سكؼ نذىب الى اعتبار اف التراخي اك التأخير في تنفيذ ىذه االحكاـ مبب ار فاف القرار‬
‫االدارم يفقد قيمتو باإلضافة الى انو يمثؿ اعتداء عمى كافو التشريعات كحقكؽ االفراد التي كفميا‬
‫القانكف كالدستكر ‪.‬‬

‫كاإلساءة بتنفيذ األحكاـ اإلدارية الصادرة ضد االدارة تختمؼ عف صكرة التأخر في تنفيذ الحكـ‬
‫حيث تقكـ االدارة باتخاذ كافة االجراءات لتنفيذ االحكاـ الصادره ضدىا اال انيا تنفذىا تنفيذا ناقصا‬

‫‪44‬‬
‫فاإلدارة حيف تمجأ إلى ىذه الصكرة فإنيا تتخذىا بديالن لمرفض الصريح أك التأخير في التنفيذ ‪ ،‬فتقكـ‬
‫بالتنفيذ الناقص لكي تتخمص مف تبعات الحكـ التي ال تتكافؽ مع إرادتيا‪.‬‬

‫فينا يككف تعسؼ اإلدارة تجاه مف صدر لصالحو الحكـ كاضحا في اجؿ صكره ‪ ،‬كسكء نيتيا‬
‫بينا لما في ذلؾ مف اىدار لقيمة الحكـ كاستخفاؼ بما يحكزه مف حجية تكفر لو االحتراـ كالكاجب‪،‬‬
‫كمف ثـ فيجب عمى االدارة التنفيذ الكامؿ لمحكـ كفؽ ما جاء بمنطكقة كفي ضكء ما ارتبط بيذا‬

‫المنطكؽ مف اسباب جكىرية ‪ ،1‬ذلؾ اف االصؿ في حكـ االلغاء يجب اف يترتب عميو زعزعة جميع‬
‫المراكز القانكنيو غير السميمة التي ترتبت عمى القرار الممغي بحيث يتعيف اعادة تنظيـ ىذه المراكز‬
‫عمى مقتضى الحكـ‪ ،‬كما يتعيف اف يككف تنفيذ الحكـ كامال غير منقكص عمى االساس الذم قاـ‬

‫عميو قضاؤه كفي الخصكص الذم عناه كبالمدل كفي النطاؽ الذم حدده‪.2‬‬

‫فقد ذىبت المحكمة االدارية العميا في ىذا الشأف الى اف " مقتضى الحكـ الحائز لقكة االمر‬
‫المقضي الذم قضى بإلغاء القرار المطعكف فيو ىك اعداـ ىذا القرار كمحك اثاره مف كقت صدكره‬

‫في الخصكص كبالمدل الذم حدد الحكـ‪ ...‬كتنفيذ الحكـ يجب اف يككف كامال غير منقكص عمى‬
‫االساس الذم قاـ قضاؤه كفي الخصكص الذم عناه كبالمدل كفي النطاؽ الذم حدده كمف ىنا كاف‬
‫لزاما اف يككف ىذا التنفيذ مكزكنا بميزاف القانكف في تمؾ النكاحي كاآلثار كافو‪ ....‬كمف ثـ فال يكفي‬

‫اف يقتصر تنفيذ الحكـ عمى مجرد اعادة المكظؼ الى الخدمة‪ ،‬كلكف في مرتبو ادنى كدرجة اقؿ‪،‬‬
‫كاال لكاف مؤدل ذلؾ اف الحكـ لـ ينفذ في حقو تنفيذا كامال‪ ،‬بؿ نفذ تنفيذا مبتك ار منقكصا‪ ،‬كلكاف‬
‫ىذا بمثابة تنزيؿ لو مرتبة الكظيفة كفي درجتيا كىك جزاء مقنع‪. 3 "...‬‬

‫كيتضح لنا مما سبؽ اف االدارة قد تمجأ الى تنفيذ الحكـ االدارم الصادر ضدىا بشكؿ‬
‫مشكه اك ناقص حتى يظير اف اإلدارة ممتزمة بتنفيذ أحكاـ القضاء كقد تمجأ الى سبؿ اخرل ال‬

‫خميفة‪ ،‬عبد العزيز عبد المنعـ‪ ،‬تنفيذ االحكام االدارية واشكاالتو الوقتيو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪31‬‬ ‫‪1‬‬

‫د طعيمو الجرؼ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪362-361‬‬ ‫‪2‬‬

‫خميفة‪ ،‬عبد العزيز عبد المنعـ‪ ،‬تنفيذ االحكام االدارية واشكاالتو الوقتيو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪32‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪45‬‬
‫حصر ليا لتعطيؿ تنفيذ االحكاـ الصادرة ضدىا‪ ،‬اال اف ىذا العمؿ يعتبر مخالفو صارخة بحؽ‬
‫القانكف كالتشريعات كحقكؽ االفراد تكجب التعكيض ألنو يدخؿ تحت انحراؼ اإلدارة في استعماؿ‬

‫السمطة كذلؾ باستخداـ ما بيدىا مف كسائؿ لتطبيؽ القانكف بشكؿ مبتكر كناقص ال يؤدم الى‬
‫تحقيؽ العدالة كالقانكف‪ ،‬فاف في ذلؾ اىدار منيا لقيمة الحكـ فاإلدارة كبدال مف الرفض السافر اك‬
‫التراخي تفضؿ اف تمكر كتناكر لكي تتفادل اثار الشيء المقضي بو ضدىا ‪ ،1‬ال انو يجب عمى‬

‫االدارة اصكال اف تمتزـ اإلدارة بتنفيذ األحكاـ الصادرة ضدىا إذا كنا نعيش في دكلو حضاريو ذات‬
‫سيادة قانكنيو كاال اشيعت الفكضى كتفقد الثقة بالمؤسسة القضائية كالقانكف‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الرفض الصريح لتنفيذ االحكام‬

‫قد تمجأ اإلدارة الى رفض تنفيذ االحكاـ االدارية صراحة عند عدـ جكل اجراءات التنفيذ‬
‫الناقص كالمشكه كالتراخي في التنفيذ ‪ ،‬اال اف رفض االدارة تنفيذ االحكاـ االدارية الصادرة ضدىا‬
‫ىك قرار مناؼ لمبدأ المشركعية كتجاكز لمسمطة عدـ احتراـ لمقضاء كالقانكف ‪ ،‬اال انو مف الحاالت‬

‫النادرة التي تسجؿ بيا رفض االدارة صراحة تنفيذ االحكاـ االدارية ألنيا تحاكؿ المجكء الى اساليب‬
‫اخرل تجنبيا الرفض الصريح كتستطيع تأجيؿ كتعطيؿ تنفيذ االحكاـ الصادرة ضدىا كىذا ما‬
‫قد‬ ‫تطرقنا لجزء منو في الفرع السابؽ ‪ ،‬كقد قررت محكمو العدؿ العميا الفمسطينية عمى انو "‪...‬‬

‫استقر الفقه والقضاء اإلداري على ان امتناع اإلدارة فً اتخاذ أي قرار ٌتولد عنه قراراً ادارٌا ً قابالً‬
‫للطعن امام محكمة العدل العلٌا‪.2" ...‬‬

‫كىذا ما اكدتو محكمة العدؿ العمي ا األردنية في رفض االدارة لتنفيذ االحكاـ اإلدارية الصادرة‬

‫ضدىا بالقكؿ " يشكؿ القرار الصريح أك الضمني بعدـ تنفيذ الق اررات الصادرة عف محكمة العدؿ‬
‫العميا مف جية اإلدارة ق ار انر إداريان نيائيان يقبؿ الطعف باإللغاء لدل محكمة العدؿ العميا عمى الرغـ‬
‫مف أف محكمة العدؿ العميا ال ترتب في قرارىا ما يجب عمى اإلدارة عممو في حالة إلغاء القرار‬

‫اإلدارم المعيب إال أف القرار بإلغاء القرار اإلدارم المعيب يعدمو كيشؿ آثاره كيعتبر كأف لـ يكف‬

‫د‪ .‬سعد عبد الكاحد ‪ ،‬حسني ‪ ،‬مرجع سابق ص‪401‬‬ ‫‪1‬‬

‫مكقع الكتركني ‪ ، http://muqtafi.birzeit.edu ،‬محمكة العدؿ العميا الفمسطينو ‪ ،‬الدعكل رقـ ( ‪ ، ) 2011/249‬تاريخ‬ ‫‪2‬‬

‫الزيارة ‪2014/5/28‬‬

‫‪46‬‬
‫كتعاد األمكر إلى ما كانت عميو قبؿ صدكره كفي حالة امتناع اإلدارة عف تنفيذه فإف مف حؽ‬
‫محكمة العدؿ العميا أف تبسط رقابتيا عمى مشركعية أك عدـ مشركعية ىذا القرار "‪.1‬‬

‫‪ 2000/2‬في الماده ‪ 26‬ب " يككف حكـ‬ ‫كنص قانكف محكمة العدؿ العميا األردنية رقـ‬
‫المحكمة في ام دعكل تقاـ لدييا قطعيا ال يقبؿ أم اعتراض أك مراجعة بأم طريؽ مف الطرؽ‬
‫كيتكجب تنفيذه بالصكرة التي صدر فييا كاذا تضمف الحكـ إلغاء القرار اإلدارم مكضكع الدعكل‬

‫فتعتبر جميع االجراءات كالتصرفات القانكنية كاإلدارية التي تمت بمكجب ذلؾ القرار ممغاة مف‬
‫تاريخ صدكر ذلؾ القرار"‪.‬‬

‫كنص ايضا قانكف المحاكـ اإلدارية االردني لسنة ‪ 2001‬المادة ‪ 28‬ب عمى " يتكجب تنفيذ‬

‫الحكـ القطعي الصادر عف المحاكـ اإلدارية أك محكمة العدؿ العميا بالصكرة التي صدر فييا‪ ،‬كاذا‬
‫تضمف الحكـ إلغاء القرار اإلدارم مكضكع الدعكل فتعتبر جميع اإلجراءات القانكنية كاإلدارية التي‬
‫تمت بمكجب ذلؾ القرار كأف لـ تؾف" ‪.‬‬

‫‪ 2012‬في المادة ‪ 39‬عمى " يتكجب تنفيذ‬ ‫كىذا ما اكده مشركع القانكف االدارم االردني لعاـ‬
‫احكاـ المحكمة االدارية العميا كأحكاـ المادة اإلدارية االبتدائية القطعية بالصكرة التي تصدر فييا‬
‫كاذا تضمف الحكـ الغاء القرار االدارم مكضكع الدعكل فتعتبر جميع االجراءات كالتصرفات‬

‫القانكنية كاإلدارية التي تمت بمكجب ذلؾ القرار ممغاة "‪.‬‬

‫كقد قالت محكمة العدؿ العميا االردنية في حكـ ليا " ال تممؾ اية جية سكاء أكانت االدارة العامة أك‬
‫غيرىا اف تناقش في قرار قضائي أك تشكؾ في قيمتو متى حاز حجية االمر المقضي بو كاكتسب‬

‫الدرجة القطعية‪ ،‬كيعتبر ام تعقيب عمى حكـ قضائي سكاء بما استثبتتو المحكمة مف كقائع كما‬
‫استندت عميو قانكنا‪ ،‬اخالال بحرمة االحكاـ القضائية كالتي ىي عنكاف الحقيقة ‪ ،‬كلألحكاـ كسائؿ‬
‫لمطعف بيا ضمف ما ىك مرسكـ ليا كليس منيا االمتناع عف تنفيذىا بمقكلة عدـ دستكرية القانكف‬

‫مكقع الكتركني ‪ ، http://www.lawjo.net ،‬محكمة العدؿ العميا االردنيو ‪ ،‬الدعكل رقـ (‪ ،)2008/107‬تاريخ الزيارة‬ ‫‪1‬‬

‫‪2014/5/28‬‬

‫‪47‬‬
‫الذم استندت اليو المحكمة في حكمو ا ك يعتبر قرار عزؿ المستدعي مف كظيفة عقكبة تبعية‬
‫يفرضيا النظاـ بحؽ مف يداف بجناية االختالس كتمارس االدارة بذلؾ حكـ القانكف كعميو فأف امتناع‬

‫االدارة ( المستدعى ضدىا) عف الغاء قرار العزؿ كالرجكع عنو بعد أف تحققت مقتضيات الرجكع‬
‫" ‪ ،1‬كىذا ما اكدتو‬ ‫كمستمزماتو كانييار سبب القرار بصدكر حكـ بالبراءة يعتبر مخالفا لمقانكف‬
‫محكمة العدؿ العميا االردنية في مبدأ ليا رقـ ‪ 1980/92‬حيث نصت عمى " اف القانكف العاـ ال‬

‫يجيز ألية سمطة االمتناع عف تنفيذ أم قرار تصدره أية محكمة‪ ،‬كقد استقر الفقو كالقضاء عمى ىذا‬
‫المبدأ القانكني‪ ،‬كيككف اصرار أية ىيئة عف قرارىا السابؽ كعدـ تنفيذ قرار محكمة العدؿ العميا‬
‫مخالفان لمقانكف كحقيقان باإللغاء" ‪.‬‬

‫مادة ‪ " 54‬األحكاـ‬ ‫كىذا ما سار اليو المشرع المصرم في قانكف مجمس الدكلة المصرم في‬
‫الصادرة باإللغاء تككف صكرتيا التنفيذية مشمكلة بالصيغة اآلتية ‪ :‬عمى الكزراء كرؤساء المصالح‬
‫المختصيف تنفيذ ىذا الحكـ كاجراء مقتضاه ‪ ،‬أما ألحكاـ األخرل فتككف صكرتيا التنفيذية مشمكلة‬

‫بالصيغة اآلتية عمى الجية التى يناط بيا التنفيذ أف تبادر إليو متى طمب منيا كعمى السمطات‬
‫المختصة أف تعيف عمى إجرائو كلك باستعماؿ القكة متى طمب إلييا ذلؾ "‪.‬‬

‫كفي كاقعو حدثت في مصر عند تنفيذ حكـ صادر مف محكمة القضاء االدارم في القضية رقـ‬

‫‪ 2056‬لسنة ‪ 34‬ؽ بتاريخ ‪ 1980/8/11‬بكقؼ تنفيذ القرار االدارم بمنع احتفاؿ احد االفراد‬
‫بذكرل كفاة مصطفى النحاس‪ ،‬كبعد استنفاذ كافة اإلشكاالت التي رفعتيا الحككمة اماـ المحاكـ‬
‫المختصة كغير المختصة‪ ،‬حدث حيف ذىب المحضر يكـ ‪ 1980/11/27‬لمدير امف القاىره لتنفيذ‬

‫الحكـ اف امتنع الخير عف التنفيذ بحجة اف ميعاد اقامة االحتفاؿ كاف محددا لو يكـ‬
‫‪ 1980/11/23‬فافيمو المحضر انو قدر صدر امر كالئي يفيد تنفيذ الحكـ يكـ ‪ 1980/11/27‬اك‬
‫االياـ التاليو فقرر انو ( ممتنع ) كاف لديو تعميمات بذلؾ‪ ،‬كقد عكقب ىذا المكظؼ جنائيا فيما بعد‪،‬‬

‫كبيذا قالت محكمة القضاء االدارم " اف امتناع االدارة عف تنفيذ حكـ قضائي نيائي حائز لقكة‬

‫مكقع الكتركني ‪ ، http://www.lawjo.net ،‬محكمة عدؿ عميا االردنيو ‪ ،‬حكـ رقـ ‪ ، 1993/267‬تاريخ الزيارة‬ ‫‪1‬‬

‫‪2014/5/28‬‬

‫‪48‬‬
‫الشيء المقضي بو ك كاجب النفاذ ‪ ..‬ىك مخالفة قانكنية صارخة تستكجب مسئكلية الحككمة عف‬
‫التعكيضات‪.1 " ...‬‬

‫كيرل مجمس الدكلة الفرنسي اف االدارة ممزمو قانكنا بأداء الكاجب حيث يجب اف يككف الضرر‬
‫الناجـ عف امتناع االدارة عف تطبيؽ القانكف اك الالئحة خاصا‪ ،‬كىذا يستمزـ اف تمتنع اإلدارة عف‬
‫تطبيؽ القانكف اك الالئحة بالنسبة لفرد معيف اك حالة معينو مع تطبيقو بالنسبة لمحاالت األخرل‪،‬‬

‫اما اذا امتنعت االدارة بتطبيؽ القانكف بالنسبة لمكافة فالمسئكلية تككف ىنا سياسية اماـ البرلماف‪.2‬‬

‫كبعد استعراض لكافة اآلراء القضائية المقارنة كالمبادئ التي اقرتيا المحاكـ اإلدارية في ىذه‬
‫األنظمة القانكنية ‪ ،‬يتبيف لنا اف عمى االدارة اف تمتزـ بتنفيذ كافة االحكاـ كالق اررات التي تصدر‬

‫ضدىا‪ ،‬فيي مسئكلة اماـ القضاء كالمجتمع بتنفيذ ىذه االلتزامات الف االدارة تعتبر ىي كاجية‬
‫الدكلة الحضارية كفي حاؿ تعسؼ االدارة كرفضيا لتنفيذ ىذه االلتزامات فإنيا تستعرض الكجو‬
‫ب التعكيض لما‬ ‫المعيب لمدكلة الغير حضارية‪ ،‬باإلضافة الى أنيا تنتيؾ حقكؽ االفراد كتستكج‬

‫اصابيـ مف اضرار بعد صدكر قرار المحكمة بالطعف بعدـ تنفيذ االحكاـ االدارية ‪.‬‬

‫د‪ .‬السيد اسماعيؿ ‪ ،‬خميس ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪349‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ .‬الطماكم ‪ ،‬سميماف محمد ‪ ،‬مرجع سابق ‪151-146‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫وسارل مواجية اإلدارة المتناعيا عن تنفيذ االحكام االدارية‬

‫تتعدد كسائؿ إجبار اإلدارة عمى تنفيذ االحكاـ االدارية حيث سنكضح في المبحث االكؿ‬
‫(التيديد المالي في مواجية امتناع االدارة عن تنفيذ االحكام االدارية ) مف خالؿ مطمبيف كىما‬

‫الغرامة التيديدية كتطبيقاتيا القضائية كالفكائد التأخيرية كتطبيقاتيا القضائية اما في المبحث الثاني‬
‫سنكضح (دور القضاء في مواجية امتناع االدارة عن تنفيذ االحكام االدارية ) مف خالؿ المطمب‬
‫االكؿ مسئكلية المكظؼ الممتنع عف تنفيذ االحكاـ االدارية ك المطمب الثاني التنفيذ الجبرم ‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬الضغط المالي في مواجية امتناع االدارة عن تنفيذ األحكام اإلدارية‪.‬‬

‫اف لمقضاء الدكر األىـ في التصدم لإلدارة عند تعسفيا في تنفيذ االحكاـ القضائية ككما‬
‫ذكرنا سابقا اف االدارة تحاكؿ بكافة الطرؽ القانكنية كالغير قانكنية تأخير اك تعطيؿ تنفيذ االحكاـ‬
‫االدارية كتمجأ الى عدة كسائؿ ال يمكف حصرىا لتعطيؿ تنفيذ ىذه األحكاـ‪ ،‬كتعتبر ىذه التصرفات‬

‫مف قبؿ االدارة تعسؼ في مكاجية السمطة القضائية لعدـ تنفيذ أحكاميا‪ ،‬كاىدار لحقكؽ المكاطنيف‬
‫كلكؿ مف صدر لو حكـ يجبر االدارة عمى الغاء احكاميا االدارية ‪.‬‬

‫كلكف في ظؿ تعنت كتعسؼ االدارة في بعض االحياف عف التنفيذ ك كجكد مبادئ قانكنية‬
‫ثابتو عمى اف القضاء ال يجكز اف يحؿ محؿ االدارة في اصدار التعميمات كالق اررات ‪ -‬فقضائنا ىك‬
‫قضاء االلغاء فقط – ففي ىذه الحالة يمجأ القاضي االدارم الى اسمكب الضغط المالي في مكاجية‬
‫االدارة الممتنعة عف تنفيذ االحكاـ االدارية لتككف ىذه العقكبات رادعا لإلدارة إلجبارىا عمى تنفيذ‬
‫ىذه األحكاـ‪ ،‬كسيتـ التطرؽ الى ذلؾ مف خالؿ مطمبيف يمجأ الييا القاضي فالغرامة التيديدية ك‬
‫الفكائد التأخيرية تعتبر مف اىـ كسائؿ الضغط المالي في مكاجية عدـ تنفيذ االحكاـ االدارية ‪.‬‬

‫المطمب األول ‪ :‬الغرامة التيديدية‬

‫‪50‬‬
‫حدكد القضاء في اف يقكـ بإصدار حكـ بإلغاء األحكاـ اإلدارية المخالفة لمقانكف فال يجكز‬
‫لمقاضي اف يحؿ محؿ االدارة في اصدار ق اررات ادارية اك اجبار االدارة عمى طريقة تنفيذ الحكـ‪،‬‬

‫كيستكجب عمى االدارة اف تمتزـ بتنفيذ ىذه االحكاـ كتعديؿ ما ترتب عمى قرارىا االدارم المخالؼ‬
‫لمقانكف‪ ،‬اال اف االدارة قد تتعسؼ كترفض تنفيذ ىذه االحكاـ كتمجأ الى العديد مف الكسائؿ كالطرؽ‬
‫لتعطيؿ تنفيذ االحكاـ اإلدارية‪ ،‬فقد سعت اغمب التشريعات الى كضع مجمكعو مف الكسائؿ اليادفة‬

‫التي تساعد في تنفيذ ىذه االحكاـ كمنيا الغرامة التيديدية التي يكقعيا القضاء عمى االدارة الممتنعة‬
‫عف تنفيذ االحكاـ الصادره ضدىا ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الغرامة التيديدية في التشريعات المقارنة ‪:‬‬

‫كقد عرفت الغرامة التيديدية كفقا لمقانكف المدني الجزائرم بأنيا "‪...‬مبمغ مف الماؿ يحكـ‬
‫القاضي عمى المديف بدفعو كؿ يكـ اك اسبكع اك شير اك ام كحدة زمنية اخرل يمتنع فييا المديف‬
‫‪ ،1‬كعرؼ االستاذ عبد الرزاؽ السنيكرم‬ ‫عف التنفيذ العيني الذم حكـ بو مقترنا بتمؾ الغرامة "‬

‫الغرامة التيديدية بقكلو اف القضاء يمزـ المديف بتنفيذ التزامو عينا خالؿ مده معينو‪ ،‬فاذا تأخر في‬
‫التنفيذ كاف ممزما بدفع غرامة تيديديو عف ىذا التأخير مبمغا معينا عف كؿ يكـ اك اسبكع اك شير‬
‫اك اية كحدة اخرل مف الزمف اك عف كؿ مرة يأتي فييا عمال يخؿ بالتزامو كذلؾ الى اف يقكـ‬

‫بالتنفيذ العيني اك الى اف يمتنع نيائيا عف االخالؿ بااللتزاـ‪ ،‬ثـ يرجع الى القضاء فيما تراكـ عمى‬
‫‪2‬‬
‫المديف مف الغرامات التيديدية كيجكز لمقاضي اف يخفض ىذه الغرامات اك اف يمحكىا ‪.‬‬

‫كعرفيا االستاذ جالؿ عمي العدكم بأنيا عقكبة مالية تبعية يحكـ بيا القاضي عمى المديف‬

‫يدفعيا كؿ يكـ اك اسبكع اك شير اك ام كحدة زمنية اخرل يمتنع فييا عف التنفيذ العيني الذم حكـ‬
‫بو مقترنا بتمؾ الغرامة ‪.3‬‬

‫‪ 1‬أ ‪.‬شعباف ‪ ،‬انكر عصاـ ‪،‬وقف تنفيذ الق اررات االدارية ‪ ،‬رسالو ماجستير ‪ ،‬جامعو النجاح ‪ ، 2013 ،‬ص ‪84‬‬
‫د‪ .‬السنيكرم ‪ ،‬عبد الرزاؽ ‪ ،‬نظرية االلتزام بوجو عام ‪ ،‬ط‪ ، 3‬لبناف ‪ ،‬منشكرات الحمبي الحقكقية ‪ ، 1998،‬ص‪807‬‬ ‫‪2‬‬

‫د ‪.‬العدكم ‪ ،‬جالؿ عمي ‪ ،‬اصول احكام االلتزام واالثبات ‪ ،‬االسكندرية ‪ ،‬منشأة المعارؼ ‪ ، 1996،‬ص‪81‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪51‬‬
‫يتضح ىنا اف نظاـ الغرامة التيديدية ىك مفيكـ مستقؿ بحد ذاتو يطبؽ إلجبار اإلدارة‬
‫عمى تنفيذ االحكاـ االدارية الصادرة ضدىا كتنفيذ كافة التزاماتيا كمف ىنا كجب اف يتـ التفرقو بيف‬

‫مفيكـ الغرامة التيديدية الذم تـ التطرؽ اليو سابقا كالمفاىيـ االخرل التي قد تؤدم الى الخمط بيا‬
‫كبيف مفيكـ الغرامة التيديدية كذلؾ مف خالؿ ما يمي ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الشرط الجزاري ‪ :‬شرط يتفؽ المتعاقدكف بمقتضاه عمى تقدير مبمغ جزافي كعطؿ كضرر‬

‫يتكجب عمى المديف في االلتزاـ إذا لـ ينفذ التزامو أك تأخر في تنفيذ ىذا االلتزاـ أم ىك شرط‬
‫تيديدم كيسمى في فرنسا ( عقكبة مشترطة ) كال يمكف لمقاضي مف حيث المبدأ أف يزيد فيو أك‬
‫‪ ،‬كالشرط الجزائي حسب تعريؼ محكمة‬ ‫يخفضو إال إذا كاف مفرطا بشكؿ ظاىر أك كاف زىيدا‬

‫استئناؼ بيركت ىك تعكيض متفؽ عميو مسبقان لحالة عدـ لتنفيذ كال يحؽ لممحكمة أف تعدؿ الشرط‬
‫الجزائي المتفؽ عميو إال في حالة التنفيذ الجزئي كالحالة التي يشترط فييا البند الجزائي كغرامة‬
‫إكراىية‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬استبدال االلتزام ‪ :‬كىك الذم يشمؿ محمو اشياء متعددة تب أر ذمة المديف براءة تامة اذا أدل‬
‫كاحد منيا كىذا ما يسمى االلتزاـ التخيرم‪ ،‬فقد يترؾ القاضي الخيار لإلدارة بيف القياـ باإلجراء‬
‫الذم يقضي بو الحكـ كبيف دفع مبمغ مف الماؿ‪ ،‬كلقد استكحى القضاء االدارم ىذه الفكرة مف‬

‫القانكف المدني الذم يعرؼ فكرة تعدد محؿ االلتزاـ اما االلتزاـ البدلي كىك القسـ الثاني مف استبداؿ‬
‫االلتزاـ يككف في اف يقع االلتزاـ عمى محؿ كاحد يستطيع المديف اف يقدـ تأدية اخرل بدال منو كىذا‬
‫ما يسمى بااللتزاـ البدلي‪.2‬‬

‫ثالثا‪ :‬الفوارد التأخيرية ‪ :‬نصت المادة ‪ 226‬مف التقنيف المدني المصرم عمى انو " اذا كاف محؿ‬
‫االلتزاـ مبمغا مف النقكد ككاف معمكـ المقدار كقت الطمب كتأخر المديف في الكفاء بو كاف ممزما باف‬
‫يدفع لمدائف عمى سبيؿ التعكيض عف التأخير فكائد قدرىا اربعو في المائة في المسائؿ المدنية‬

‫‪ 1‬مكقع الكتركني ‪ http://www.lawjo.net ،‬منتديات شبكة قانكني االردف ‪ ،‬تاريخ الزيارة ‪2013/12/28‬‬
‫د‪ .‬الميثي ‪ ،‬محمد سعيد ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص‪595‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪52‬‬
‫كخمسة في المائة في المسائؿ التجارية ‪ "........‬كىذا ما أكدتو المحكمة اإلدارية العميا بانطباؽ‬
‫حكـ الماده ‪ 226‬مف التقنيف المدني عمى الركابط اإلدارية ايا كاف مصدرىا‪.1‬‬

‫رابعا‪ :‬التعويض ‪ :‬حتى يتـ اقرار التعكيض يجب اف يرتبط بضرر‪ ،‬اما الغرامة التيديدية فانو ال‬

‫يشترط مف اجؿ الحكـ بيا كقكع ضرر الف اليدؼ منيا ليس التعكيض‪ ،‬كانما الضغط عمى االدارة‬
‫لحمميا عمى تنفيذ التزاماتيا ىذا ما ذىبت اليو المذكرة االيضاحية لممشركع التمييدم لمقانكف المدني‬

‫المصرم كالتي نصت عمى "اف الغرامة التيديدية ليست ضربا مف ضركب التعكيض‪ ،‬كانما ىي‬
‫طريؽ مف طرؽ التنفيذ التي رسميا القانكف ‪. 2".....‬‬

‫كيتضح لنا انو بعد التطرؽ لممفاىيـ القانكنية المشابو لمغرامة التيديدية اف اليدؼ الرئيسي‬

‫مف مفيكـ الغرامة التيديدية ىك حمؿ االدارة عمى تنفيذ التزاماتو ا كتنفيذ األحكاـ الصادرة ضدىا‬
‫فيي مف كسائؿ االكراه المشركعو التي يستخدميا القضاء لمضغط عمى اإلدارة لتنفيذ التزاماتيا‬
‫كاحتراـ أحكاـ القضاء ‪.‬‬

‫كبدراسة القانكف الفمسطيني نالحظ اف المشرع لـ يحدد معنى لمغرامة التيديدية كلـ يذكرىا‬
‫أصال‪ ،‬حيث اف األنظمة التي طبقت مبدأ الغرامة التيديدية ىي االنظمة ذات القضاء االدارم عمى‬
‫درجتيف (الكامؿ)‪ ،‬اما القضاء االدارم الفمسطيني فيك عمى درجو كاحده ( قضاء الغاء فقط) لذلؾ‬

‫ليس ىناؾ تكسع اك استخداـ لمغرامة التيديدية في النظاـ القضائي الفمسطيني ‪.‬‬

‫عكس المشرع األردني الذم لـ يمتفت الى الغرامة التيديدية بشكؿ مكسع حتى في القانكف المدني‬
‫‪ 360‬مف القانكف‬ ‫االردني حيث لـ ينص عمييا صراحة كانما اشار الييا ضمنا في نص الماده‬

‫المدني االردني كالتي نصت عمى " اذا تـ التنفيذ العيني‪ ،‬اك امر المديف عمى رفض التنفيذ حددت‬
‫المحكمة مقدار الضماف الذم تمزمو المديف مراعية في ذلؾ مقدار الضرر الذم اصائب الدائف‬
‫كالعنت الذم بدا مف المديف " ‪ ،3‬كانما لجأ الى اسمكب اخر قد اعتبره المشرع االردني ذات جدكل‬

‫لممزيد راجع ىامش ‪ ،‬د‪ .‬الميثي ‪ ،‬محمد سعيد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪609-607‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪.‬صالح ‪ ،‬فكاز ‪ ،‬النظام القانوني لمغرامة التيديدية ‪ ،‬مجمة جامعة دمشؽ لمعمكـ االقتصادية كالقانكنية ‪ ،‬مجمد ‪ ، 28‬العدد‬
‫‪2‬الثاني ‪ ، 2012،‬ص‪21-18‬‬
‫القانكف المدني االردني رقـ ‪ 43‬لسنة ‪1976‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪53‬‬
‫كفاعمية اكثر ضد االدارة كىك مسئكليو االدارة كالمكظؼ الممتنع عف تنفيذ االحكاـ اإلدارية‪،‬‬
‫باإلضافة الى انو ال يكجد تطبيؽ فعمي لمغرامة التيديدية سكاء في المحاكـ المدنية اك االدارية كنرل‬

‫اف النص اقحمو المشرع االردني في غير مكضعو حيث كرد تحت باب ( التنفيذ بطرؽ التعكيض )‬
‫كاألصؿ اف تككف ىذه المادة تحت عنكاف اك باب احكاـ االلتزاـ‪ ،‬اضافو الى عدـ كضكح النص‬
‫كعدـ استطاعة استخدامو ألنو ال ينظـ تطبيؽ الغرامة التيديدية بشكؿ مكسع‪.‬‬

‫‪ 213‬مف التقنيف المدني المصرم‬ ‫كقد نظـ المشرع المصرم الغرامة التيديدية في الماده‬
‫كالتي نصت عمى " ‪ - 1‬اذا كاف تنفيذ االلتزاـ عينا غير ممكف اك غير مالئـ اال اذا قاـ بو المديف‬
‫نفسو جاز لمدائف اف يحصؿ عمى حكـ بإلزاـ المديف بيذا التنفيذ بدفع غرامة تيديدية اف امتنع عف‬

‫ذلؾ‪ -2،‬اذا رأل القاضي اف مقدار الغرامة ليس كافيا إلكراه المديف الممتنع عف التنفيذ‪ ،‬جاز لو اف‬
‫يزيد مف الغرامة كمما رأل داعيا لمزيادة " ‪.1‬‬

‫كيشترط لمحكـ في التيديد المالي مف خالؿ النص السابؽ ثالثة شركط ‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫كىذا شرط‬ ‫أوال ‪ :‬اف يككف ىناؾ التزاـ امتنع المديف عف تنفيذه مع اف التنفيذ العيني الزاؿ ممكنا‬
‫بدييي ألنو اذا أصبح التنفيذ العيني مستحيال فال جدكل مف الحكـ بالغرامة التيديدية‪ ،‬كال يبقى‬
‫لمدائف في ىذه الحالة اال اف يطمب التنفيذ بمقابؿ ام عف طريؽ التعكيض‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬اف يككف تدخؿ المديف شخصيا ضركريا لمتنفيذ العيني‪ ،‬كيككف تدخؿ المديف ضركريا في‬

‫صكرتيف االكلى اذا كاف تنفيذ االلتزاـ عينا غير ممكف اال اذا قاـ بو المديف بنفسو كالصكرة الثانية‬
‫اذا كاف االلتزاـ عينا غير مالئـ اال اذا قاـ بو المديف بنفسو‪ ،‬اما اذا كاف تدخؿ المديف غير‬

‫ضركرم لمتنفيذ العيني كيمكف تنفيذ االلتزاـ دكف تدخمو كدكف اف يترتب عمى ذلؾ عدـ مالئمة‬
‫التنفيذ‪.3‬‬

‫التقنيف المدني المصرم رقـ ‪ 131‬لعاـ ‪ 1948‬كتعديالتو‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ .‬سعد عبد الكاحد ‪ ،‬حسني ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪492‬‬ ‫‪2‬‬

‫د‪ .‬الميثي ‪ ،‬محمد سعيد ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪624-623‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪54‬‬
‫ثالثا ‪ :‬اف يمجأ الدائف الى المطالبة في بتكقيع غرامة تيديديو عمى المديف ككسيمة غير مباشرة‬

‫‪ ،1‬كذلؾ لتعمؽ االمر بمصمحة‬ ‫لمتنفيذ العيني‪ ،‬فال يجكز لممحكمة اف تقضي بيا مف تمقاء نفسيا‬

‫الدائف الشخصية‪ ،‬فاذا طمب الدائف الحكـ عمى المديف بالغرامة التيديدية فاف المحكمة ال تمتزـ‬
‫بإجابتو الى طمبة كلك تكافرت شركط الحكـ بالغرامة‪ ،‬بؿ يككف االمر مترككا لتقدير المحكمة‪ ،‬فال‬
‫يحكـ بالغرامة التيديدية كاذا تكافرت الشركط السابقة جاز لممحكمة اف تحكـ عمى المديف بغرامة‬

‫تيديديو ايا كانت طبيعة االلتزاـ الذم لـ يتـ تنفيذه‪ ،‬كايا كاف ىذا االلتزاـ‪.‬‬

‫كقد نظـ قانكف االجراءات المدنية كاإلدارية الجزائرم الغرامة التيديدية في نصكص العديد‬
‫مف المكاد كالتي نصت عمى ما يمي‪:‬‬

‫‪- 1‬نصت المادة ‪ 980‬عمى " يجكز لمجية القضائية االدارية المطمكب منيا اتخاذ امر بالتنفيذ‬
‫كفقا لممادتيف ‪ 978‬ك‪ 979‬اعاله اف تأمر بغرامة تيديديو مع تحديد تاريخ سرياف مفعكليا "‪.‬‬

‫‪ - 2‬كنصت الماده ‪ 281‬عمى " في حالة عدـ تنفيذ امر اك حكـ اك قرار قضائي كلـ تحدد تدابير‬

‫التنفيذ تقكـ الجية القضائية المطمكب منيا ذلؾ بتحديدىا كيجكز ليا تحديد اجؿ لمتنفيذ كاألمر‬
‫بغرامة تيديديو"‪.‬‬

‫‪ - 3‬كنصت المادة ‪ 982‬عمى " تككف الغرامة التيديدية مستقمة عف تعكيض الضرر "‪.‬‬

‫كنصت الماده ‪ 284‬عمى " يجكز لمجية القضائية تخفيؼ الغرامة ألتيديديو اك إلغائيا عند‬
‫الضركرة "‪.‬‬

‫‪- 4‬كنصت المادة ‪ 285‬عمى " يجكز لمجية القضائية اف تقرر عدـ دفع جزء مف الغرامة التيديدية‬

‫الى المدعي اذا تجاكزت قيمة الضرر كتأمر بدفعو الى الخزينة العمكمية "‪.2‬‬

‫كيتضح ىنا مما سبؽ اف المشرع الجزائرم قاـ بالتطرؽ لمغرامة التيديدية بشكؿ مكسع في‬
‫القكانيف التي تنظـ عمؿ المحاكـ االدارية بعكس المشرع المصرم الذم قاـ بإسقاط الغرامة التيديدية‬

‫د‪ .‬سعد عبد الكاحد ‪ ،‬حسني ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 492‬‬ ‫‪1‬‬

‫قانكف االجراءات المدنيو كاالداريو الجزائرم لعاـ ‪2008‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪55‬‬
‫المذككرة في التقنيف المدني المصرم عمى القضاء االدارم كتـ تطبيقيا عمى االحكاـ الصادرة مف‬
‫المحاكـ االدارية ‪.‬‬

‫اال اف تطبيؽ نظاـ الغرامة التيديدية رغـ فعاليتو قد كجد العديد مف المعارضيف في البداية‬
‫مف قبؿ المشرعيف كالفقياء الفرنسييف‪ ،‬الف نشأة نظاـ الغرامة التيديدية ىي مف قبؿ القضاء‬
‫الفرنسي كليس المشرع‪ ،‬حيث ال يكجد في التقنيف المدني الفرنسي سندا تشريعيا لمحكـ بالغرامة‬

‫التيديدية لذلؾ استند القضاء الفرنسي الى الماده ‪ 1063‬مف تقنيف المرافعات الفرنسي ‪ ،1‬الى اف تـ‬
‫تنظيميا في قانكف التنفيذ الفرنسي لعاـ ‪ 1972‬كقانكف التنفيذ الفرنسي الجديد لعاـ ‪ 1991‬كىذا ما‬
‫سار اليو القضاء المصرم قبؿ صدكر التقنيف المدني الجديد كالذم نظـ الغرامة في المادتيف‬

‫‪. 213،214‬‬

‫كمف خالؿ ما سبؽ الحظنا اف المشرع الجزائرم ىك مف نظـ بشكؿ كامؿ نظاـ الغرامة‬
‫التيديدية‪ ،‬كالحظنا انو كبالرغـ مف اف القضاء االدارم المصرم قضاء كامؿ اال انو اخذ بنظاـ‬

‫الغرامة التيديدية في مكاجية االدارة لألفراد كلـ يقـ بتطبيؽ نظاـ الغرامة التيديدية في مكاجية‬
‫االفراد لإلدارة ‪ ،‬كالحظنا اف التشريع كالقضاء األردني كالفمسطيني لـ ينظما الغرامة التيديدية في‬
‫القضاء اإلدارم ‪.‬‬

‫كيرل الباحث انو في ظؿ تطكر مؤسسات الدكلة كادارتيا كنقص التكعية القانكنية كاحتراـ‬
‫القضاء‪ ،‬ظيرت الحاجة الى كجكد قكانيف صارمة تضغط عمى اإلدارة كتمزميا بتنفيذ التزاماتو ا حيث‬
‫يجب التكسع باستخداـ كتطكير نظاـ الغرامة التيديدية اك الضغط المالي بشكؿ عاـ ككسيمة إلجبار‬

‫اإلدارة عمى تنفيذ التزاماتيا‪ ،‬فالحكـ بالغرامة التيديدية لـ يعد يقتصر عمى تنفيذ االلتزامات التي‬
‫تعتبر تدخؿ المديف في تنفيذىا ضركريا بؿ أصبحت أىميتيا كفاعميتيا اليكـ تكمف في الدكر الذم‬
‫تمعبو في تنفيذ األحكاـ القضائية ‪ ،‬كقد تغني عف كسائؿ التنفيذ األخرل اذا ما تـ استخداميا بالشكؿ‬

‫الصحيح‪ ،‬فيي تجبر اإلدارة المتعنتة عف تنفيذ األحكاـ الصادرة ضدىا عف طريؽ كضع ضغكطات‬

‫د‪ .‬الميثي ‪ ،‬محمد سعيد ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪628-624‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪56‬‬
‫كغرامات مالية عمييا مما يجبرىا عمى التنفيذ حتى ال تتحمؿ تبعات تنفيذ الحكـ كالغرامة كالتعكيض‬
‫معا ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬التطبيقات القضارية لمغرامة التيديدية في مجال حث اإلدارة عمى التنفيذ‪:‬‬

‫كما ذكرنا سابقنا فاف نظاـ الغرامة التيديدية ىك كليدة النظاـ القضائي الفرنسي كليس‬
‫المشرع الفرنسي‪ ،‬كاغمب تطبيقات ىذا النظاـ ىك في القضاء المدني كليس اإلدارم‪ ،‬كاف كاف ىناؾ‬

‫بعض األنظمة القانكنية التي أخذت بنظاـ الغرامة التيديدية في الدكؿ ذات القضاء اإلدارم الكامؿ‬
‫( إلغاء ك تعكيض) ‪ ،‬حيث تكسعت ىذه الدكؿ في تنظيـ الغرامة التيديدية كتطبيقيا عمى الكاقع‬
‫العممي ألحكاـ القضاء اإلدارم إلجبار اإلدارة عمى الكفاء بالتزاماتيا مثؿ النظاـ القانكني الجزائرم‪،‬‬

‫كنرل بعض األنظمة القانكنية التي قامت بتطبيؽ نظاـ الغرامة التيديدية في مكاجية اإلدارة لألفراد‬
‫كلـ تطبؽ الغرامة التيديدية في مكاجية األفراد لإلدارة مثؿ النظاـ القانكني المصرم‪ ،‬كبعض‬
‫األنظمة القانكنية األخرل لـ نرل ليا ام تطبيؽ لمغرامة التيديدية مثؿ فمسطيف كاألردف ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬موقف القضاء الفمسطيني‪:‬‬

‫يتضح لنا اف القضاء اإلدارم الفمسطيني لـ يأخذ بنظاـ الغرامة التيديدية كذلؾ ألنو قضاء‬
‫إدارم عمى درجة كاحد‪ ،‬كنرل اف األنظمة التي أخذت بنظاـ الغرامة التيديدية كتكسعت بو كتـ‬

‫تطبيقو عمى القضاء اإلدارم ىي الدكؿ ذات القضاء اإلدارم الكامؿ باإلضافة الى اعتماد المشرع‬
‫الفمسطيني عمى مجمة األحكاـ العدلية في المكاد المدنية مما يؤدم الى صعكبة ارتباطيا كاسقاطيا‬
‫عمى القضاء اإلدارم الفمسطيني ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬موقف القضاء اإلداري المصري‪:‬‬

‫اختمؼ مكقؼ القضاء اإلدارم المصرم مف الغرامة التيديدية بحسب اذا كانت مكجية ضد‬
‫األفراد اـ ضد المتعاقد مع اإلدارة اـ ضد اإلدارة‪ ،‬فاذا كانت مكجية ضد األفراد فاف سمطات‬

‫القاضي اإلدارم تتسع كال يجد حرجا في استخداـ الغرامة التيديدية ضدىـ‪ ،‬اما بالنسبة لممتعاقد مع‬
‫اإلدارة فقد ميز بيف فرضيف األكؿ ‪ ،‬حيف تككف السمطة اإلدارية محتفظة في مكاجية المتعاقد معيا‬

‫‪57‬‬
‫بسمطات قادرة عمى ضماف تنفيذ العقد فيقرر انو ليس لو سمطة التيديد المالي ضد ىذا المتعاقد كاال‬
‫يعتبر منو انخراطا في إدارة المرفؽ العاـ اما بالنسبة لإلدارة فالمكقؼ مختمؼ تماما حيث انو ال‬

‫يدخؿ في اختصاص القضاء اإلدارم إلزاـ اإلدارة بإجراء ما تحت التيديد المالي ‪ ،1‬اال اف القضاء‬
‫المصرم في التزامات اإلدارة المالية اخذ بفكرة الفكائد التأخيريو المنصكص عمييا في نص المادة‬
‫‪ 266‬مف التقنيف المدني المصرم كالتي تنص عمى " اذا كاف محؿ االلتزاـ مبمغ مف النقكد‪ ،‬ككاف‬

‫معمكـ المقدار كقت الطمب‪ ،‬كتأخر المديف في الكفاء بو‪ ،‬كاف ممزما اف يدفع لمدائف عمى سبيؿ‬
‫التعكيض عف التأخير فائدة قدرىا أربعة في المائة في المسائؿ المدنية كخمسة في المائة في‬
‫المسائؿ التجارية كتسرم ىذه الفكائد مف تاريخ المطالبة القضائية بيا‪ ،‬اف لـ يحدد االتفاؽ اك‬

‫العرؼ التجارم تاريخا أخر لسريانيا‪ ،‬كىذا كمو ما لـ ينص القانكف عمى غيره" ‪.‬‬

‫قد أستقر عمى تطبيؽ أحكاـ المادتيف‬ ‫كقضت المحكمة اإلدارية العميا المصرية عمى "‬
‫‪ 226‬ك ‪ 228‬مف القانكف المدني في نطاؽ العقكد اإلدارية باعتبارىا مف األصكؿ العامة في‬

‫االلتزامات كال تتعارض مع طبيعة ىذه الركابط اإلدارية ‪ ،‬كمف حيث إنو لما كاف الثابت مف األكراؽ‬
‫أف المبالغ المطالب بيا في الدعكل الصادر فييا الحكـ المطعكف فيو كانت معمكمة المقدار‬
‫كمستحقة األداء كقت المطالبة بيا ككانت أسس تحديدىا قائمة كقت أقامة الدعكل كمستحقة‬

‫لمطاعنيف بصفتييما نتيجة إخالؿ المطعكف ضده بالتزاماتو التعاقدية المتكلدة عف عقد المقاكلة‬
‫المبرـ معو كسحب العمؿ منو كتنفيذه عمى حسابو كمف ثـ تسرل عمى المبالغ المقضي بيا الفكائد‬
‫‪ %5‬مف تاريخ المطالبة القضائية حتى تماـ‬ ‫‪ 226‬مدني بكاقع‬ ‫القانكنية طبقان لنص المادة‬

‫السداد‪.2".........‬‬

‫كال يطبؽ نظاـ الفكائد التأخيرية في مكاجية المكظؼ لإلدارة اك في مكاجية اإلدارة لممكظؼ‬
‫كىذا ما نص عميو حكـ المحكمة اإلدارية العميا المصرية عمى " عدـ استحقاؽ جية اإلدارة لفكائد‬

‫‪1‬د‪ .‬عبد الكاحد ‪ ،‬حسني ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪495‬‬


‫تاريخ الزيارة ‪ ، 2014/1/3‬المحكمة االدارية العميا المصرية ‪ ،‬طعف رقـ ‪ 10314‬لسنة ‪ 46‬ؽ‪.‬ع‬
‫مكقع الكتركني ‪http://www.kdaiaeldwla.com‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪58‬‬
‫قانكنية عف المبالغ المستحقة قبؿ مكظفييا ‪ -‬أساس ذلؾ‪ :‬القياس عمى حالة عدـ أحقية المكظؼ‬
‫فى تقاضى أية فكائد عف المبالغ التى تتجمد لدل جية اإلدارة نتيجة تأخرىا فى تسكية حالتو "‪.1‬‬

‫كنصت أيضا المحكمة اإلدارية العميا المصرية عمى " ‪ ......‬ال كجو إلعماؿ تمؾ الفكائد‬
‫فى عالقة الحككمة بمكظفييا عمى أساس ذلؾ ‪ :‬أف عالقة المكظؼ بالحككمة ىي عالقة قانكنية‬
‫نظامية تحكميا القكانيف ك المكائح ك القضاء اإلدارم ليس ممزمان بتطبيؽ النصكص المدنية عمى‬

‫ركابط القانكف العاـ إال إذا كجد نص خاص يقضى بذلؾ أك رأل أف تطبيقيا يتالءـ مع طبيعة تمؾ‬
‫الركابط‪ ،‬ك ليس مما يتالءـ مع طبيعة ىذه الركابط إلزاـ المكظؼ بفكائد مبالغ صرفت لو عمى أنو‬
‫مرتب ك تبيف عدـ أحقيتو فييا أخذان فى االعتبار ما جرل عميو القضاء اإلدارم مف عدـ التزاـ‬

‫الحككمة بفكائد مبالغ المرتبات ك البدالت التي يقضى بيا قضائيان متى تأخرت فى صرفيا لمف‬
‫يستحقيا مف العامميف "‪.2‬‬

‫كيتضح ىنا اف القضاء اإلدارم المصرم كاف يتجنب استعماؿ التيديد المالي إلجبار‬

‫اإلدارة عمى تنفيذ األحكاـ اإلدارية حيث كاف حرجا في استعماؿ نظاـ الغرامة التيديدية إلجبار‬
‫ف‬ ‫اإلدارة عمى الكفاء بالتزاماتيا بالرغـ مف تكسعو في تنفيذه في التزامات األشخاص الطبيعيي‬
‫كالمعنكييف لإلدارة‪ ،‬كعند استعمالو لنظاـ الفكائد التأخيرية كانت تطبؽ عمى التزامات اإلدارة المالية‬

‫فقط كبالتالي فاف اإلدارة لف تيتـ عند تراكـ الفكائد التأخيرية عمييا كالناجمة عف امتناعيا في تنفيذ‬
‫التزاماتيا ذك الطبيعة المالية ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬موقف القضاء اإلداري الجزارري‪:‬‬

‫يتضح ىنا مف قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية الجزائرم اف المشرع منح القاضي اإلدارم‬
‫سمطة كحرية كاسعة لضماف التزاـ اإلدارة في تنفيذ األحكاـ اإلدارية فكما ذكرنا سابقا نظـ ىذا‬
‫القانكف الغرامة التيديدية في نصكص المكاد ‪ 985-980‬ككما نص أيضا في نصكص المكاد‬

‫‪ 920‬كالتي نصت عمى " يمكف لقاضي االستعجاؿ ‪ .....‬اف يأمر بكافة التدابير الضركرية‬

‫‪ 1‬المحكمة االدارية العميا المصرية ‪ ،‬طعف رقـ ‪ 913‬لسنة ‪ 28‬ؽ‪.‬ع جمسة ‪1986 -11 -22‬‬
‫المحكمة االدارية العميا المصرية ‪ ،‬طعف رقـ ‪ 1300‬لسنة ‪ 30‬ؽ‪.‬ع جمسة ‪1988-2-13‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪59‬‬
‫لممحافظة عمى الحريات األساسية المنتيكة مف األشخاص المعنكية العامة اك الييئات التي تخضع‬
‫في مقاضاتيا الختصاص الجيات القضائية اإلدارية ‪ ، " ...‬كنصت المادة ‪ 921‬عمى صالحيات‬

‫القاضي في اتخاذ كافة التدابير لضماف تنفيذ أحكاـ القضاء ‪.‬‬

‫كنستخمص اف المشرع الجزائرم قد اخذ بنظاـ الغرامة التيديدية في ضماف التزاـ األفراد‬
‫كاإلدارة في تنفيذ األحكاـ اإلدارية كاحتراـ أحكاـ القضاء فعندما تتكسع سمطة القاضي في إصدار‬

‫العقكبات ميما كاف نكعيا يؤدم ذلؾ الى كجكد احتراـ لتنفيذ أحكاـ القضاء حتى ال يتـ تكقيع‬
‫العقكبات عمى المخالؼ لمتنفيذ ميما كانت صفتو القانكنية في الدكلة ‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬موقف القضاء اإلداري المغربي ‪:‬‬

‫ذىب المشرع المغربي في قانكف إحداث المحاكـ اإلدارية المغربي رقـ ‪ 90.41‬ك في المادة‬
‫‪ 7‬منو نص عمى " تطبؽ أماـ المحاكـ اإلدارية القكاعد المقررة في قانكف المسطرة المدنية ما لـ‬
‫ينص قانكف عمى خالؼ ذلؾ "‪ ،‬كاعتمادا عمى مقتضيات المادة ‪ 7‬مف القانكف رقـ ‪ 90.41‬كانت‬

‫محكمة الرباط اإلدارية سباقة إلى إصدار حكـ مستقؿ يقضي بانعقاد اختصاصيا النكعي لمبت في‬
‫طمب يرمي إلى فرض غرامة تيديديو عمى اإلدارة الممتنعة عف التنفيذ استنادا إلى " ‪...‬حيث إف‬
‫الفصؿ ‪ 448‬مف قانكف المسطرة المدنية ينص عمى الغرامة التيديدية ككسيمة إلجبار المحككـ عميو‬

‫عمى التنفيذ‪ ،‬قد كرد ضمف الباب الثالث مف القانكف المذككر المتعمؽ بالقكاعد العامة بشأف التنفيذ‬
‫الجبرم لألحكاـ‪ ،‬كحيث ال يكجد أم نص قانكني يستثني اإلدارة مف فرض غرامة تيديديو عمييا في‬
‫حالة امتناعيا عف تنفيذ حكـ قضائي صدر في مكاجيتيا‪ ، "...‬فقضت لذلؾ بانعقاد اختصاصيا‬

‫النكعي لمبت في الطمب‪ ،‬كىك الحكـ الذم تـ تأييده استئنافا مف طرؼ الغرفة اإلدارية بالمجمس‬
‫األعمى‪.1‬‬

‫خامسا‪ :‬موقف القضاء األردني ‪:‬‬

‫أ‪ .‬محجكبي ‪ ،‬محمد ‪ ،‬بحث بعنوان دور المحاكم االدارية في تنفيذ االحكام الصادرة عنيا ‪ ،‬المغرب ‪ ، 2011 ،‬ص‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪60‬‬
‫المشرع األردني كالقضاء األردني لـ يمتفت لنظاـ الغرامة التيديدية في القضاء اإلدارم‬
‫كإلجبار الغير عمى احتراـ أحكاـ القضاء كذكرنا سابقا اف القضاء اإلدارم األردني اتجو الى األخذ‬

‫بنظاـ مسؤكلية الدكلة عف أخطاء مكظفييا كمسئكلية المكظؼ عف أخطائو ألنيا ترل بو انو نظاـ‬
‫أكثر فاعمية مف الغرامة التيديدية التي لـ ينص عمييا صراحة في القانكف المدني األردني كانما‬
‫أشار إلييا ضمنا في نص المادة ‪ 360‬مف القانكف المدني األردني كلـ يتـ تنظيميا تنظيما كامال‬

‫لألخذ بيا في القضاء اإلدارم األردني لذلؾ ال نرل اف تطبيؽ قضائي لنظاـ الغرامة التيديدية ‪.‬‬

‫كنستخمص اف القضاء الكامؿ ىك مف اخذ بفكرة الغرامة التيديدية كطبقيا ككسيمة إلجبار‬
‫اإلدارة عمى تنفيذ األحكاـ القضائية‪ ،‬ال انو كبأغمب قكانيف التنفيذ المقارنة نرل اف المشرع نص‬

‫عمى عدـ أحقية القضاء في الحجز عمى األمكاؿ العامة ميما كانت األسباب ‪ ،‬كبالتالي فاف‬
‫السمطة التنفيذية كمؤسساتيا ال يمكف استخداـ ام كسيمة ضغط مالي عمييـ إلجبارىـ عمى تنفيذ‬
‫‪ 43‬لعاـ‬ ‫األحكاـ القضائية كىذا ما ذىب اليو المشرع الفمسطيني في قانكف التنفيذ الفمسطيني‬

‫‪ 2005‬في نص المادة ‪ 44‬منو عمى " ال يجكز الحجز كال اتخاذ ام إجراءات تنفيذ أخرل عمى‬
‫األمكاؿ العامة المنقكلة كغير المنقكلة التي لمدكلة اك لألشخاص االعتبارييف العامة اك الييئات اك‬
‫أمكاؿ األكقاؼ المخصصة ألداء أعماليا‪ ،‬تشمؿ األمكاؿ العامة جميع أمكاؿ الدكلة التي تككف‬

‫مخصصة لمنفعة عامة بالفعؿ اك بمقتضى قانكف اك مرسكـ اك قرار مف مجمس الكزراء " ‪.‬‬

‫كنصت المادة ‪ 45‬مف قانكف التنفيذ الفمسطيني عمى " ال يجكز الحجز كال اتخاذ ام‬
‫إجراءات تنفيذ أخرل عمى المنشئات ك األدكات كالميمات المخصصة إلدارة المرافؽ العامة اك‬

‫لتقديـ خدمة عمكمية لمجميكر "‪.‬‬

‫كيتضح لنا مف خالؿ قانكف التنفيذ الفمسطيني اف ام مف إجراءات الضغط المالي التي قد‬
‫تستخدـ ضد اإلدارة ال تؤدم الغرض مف إجبار اإلدارة عمى تنفيذ األحكاـ اإلدارية ‪ ،‬النيا ميما‬

‫بمغت قيمة الغرامة اك الفائدة المكقعة مف قبؿ القضاء عمى اإلدارة ال تستطيع الحجز عمى أمكاليا‬
‫كال الضغط عمييا لمتنفيذ ‪ ،‬كمف ىنا يمكف التعرض الى مدل دستكرية ىذا النص الذم يجعؿ اإلدارة‬
‫في درجو اعمى مف تنفيذ القانكف عمييا كبالتالي يؤدم الى ضياع اك تأخر حقكؽ األفراد الذيف‬

‫‪61‬‬
‫تحصمكا عمى أحكاـ سكاء كانت بالتعكيض بمبالغ كبيرة كتعسفت اإلدارة بالتنفيذ اك عف أحكاـ‬
‫رفضت اإلدارة تنفيذىا ‪.‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬الفوارد التأخيرية‪.‬‬

‫الفكائد التأخيرية تعتبر مف كسائؿ التيديد المالي التي يمجأ الييا القضاء إلجبار اإلدارة عمى‬
‫تنفيذ األحكاـ اإلدارية الصادرة ضدىا كاحتراـ أحكاـ القضاء‪ ،‬كبالرغـ مف كجكد نظاـ الغرامة‬

‫التيديدية اال اف ىناؾ طريقة أخرل لمتيديد المالي كىي نظاـ الفكائد التأخيرية حيث سيتـ التطرؽ‬
‫الييا مف خالؿ تكضيح ماىيتيا في التشريعات المقارنة ‪ ،‬كذكر التطبيقات القضائية لنظاـ الفكائد‬
‫التأخيرية ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬الفوارد التأخيرية في التشريعات المقارنة‪.‬‬

‫عرؼ الدكتكر عبد العزيز عبد المنعـ خميفة الفكائد التأخيرية بأنيا مبمغ مف الماؿ يؤديو‬
‫المديف اذا كاف محؿ االلتزاـ مبمغا مف النقكد حاؿ تأخيره عف الكفاء بالتزامو بنسبة مئكية تكفؿ‬

‫المشرع بتحديدىا ‪ ،1‬فاذا كاف محؿ االلتزاـ مبمغا مف الماؿ كتأخر المديف في الكفاء بو يتعيف اف‬
‫يؤدم لمدائف مبمغ إضافي يحدده القانكف عمى أساس نسبة معينة مف مقدار االلتزاـ األصمي كىذا ما‬
‫يسمى بالفكائد التأخيرية‪. 2‬‬

‫كقد نظـ األمر العسكرم رقـ ‪ 980‬لعاـ ‪ 1982‬في فمسطيف نظاـ الفكائد التأخيرية كقاـ‬
‫بتحديدىا كتحديد نسبيا حيث نصت المادة ‪ 2‬في صالحية الحكـ بفائدة عمى " لممحكمة التي قررت‬
‫مبمغان نقديان بحؽ أحد طرفي الدعكل بعممة الشيكؿ أك أمرت بتنفيذ مثؿ ىذا المبمغ‪ ،‬حؽ تقرير‬

‫الفائدة عف كؿ مبمغ أك جزء منو " كتحدد نسبة الفائدة في نص المادة ‪ 5‬مف نفس األمر العسكرم‬
‫كالذم نص عمى " نسبة الفائدة تككف نسبة الفائدة بمكجب المادتيف ‪ 2‬ك ‪ 3‬بمقدار ‪ %120‬سنكيان‪،‬‬
‫إذا لـ تقرر المحكمة مقدار أقؿ‪. "....‬‬

‫د خميفة ‪ ،‬عبد العزيز عبد المنعـ‪ ،‬تنفيذ االحكام االدارية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪50‬‬ ‫‪1‬‬

‫د الشيخ ‪ ،‬عصمت عبد اهلل ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪69‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪62‬‬
‫كنظمت فترة سرياف الفائدة في اؿمادة ‪ 6‬مف األمر العسكرم رقـ ‪ 980‬كالتي نصت عمى "‬
‫(أ) تككف فترة الفائدة في الحكـ كفقان لمبند ‪ 2‬مف يكـ تقديـ الدعكل أك مف يكـ آخر‪ ،‬ابتداء مف يكـ‬

‫حدكث سبب الدعكل التي قررت عنيا المحكمة ‪ -‬كالى يكـ الدفع‪ ،‬ففي نفقات المحكمة ‪ -‬مف‬
‫صرفيا كحتى دفعيا كفي بدؿ أتعاب المحامي مف يكـ إصدار الحكـ حتى القياـ بالدفع ‪ -‬ككؿ ذلؾ‬
‫إف لـ تقرر المحكمة بفترة أقصر ‪( ،‬ب) بالرغـ مما كرد في البند (أ) إف المحكمة التي حكمت بمبمغ‬

‫لصالح أحد الطرفيف مف أجؿ فقداف قدرة تقاضي األجر كالنفقات في المستقبؿ فيحكـ بالفائدة مف‬
‫يكـ إعطاء الحكـ إذا حكـ بمبمغ كاحد كمف يكـ تسديد أم دفعة إذا حكـ بعدة دفعات" ‪.‬‬

‫كنظـ التقنيف المدني المصرم رقـ ‪ 131‬لعاـ ‪ 1948‬كتعديالتو في المادة ‪ 226‬مف عمى "‬

‫انو اذا كاف محؿ االلتزاـ مبمغا مف النقكد ككاف معمكـ المقدار كقت الطمب كتأخر المديف في الكفاء‬
‫بو كاف ممزما باف يدفع لمدائف عمى سبيؿ التعكيض عف التأخير فكائد قدرىا أربعو في المائة في‬
‫المسائؿ المدنية كخمسة في المائة في المسائؿ التجارية كتسرم ىذه الفكائد مف تاريخ المطالبة‬

‫القضائية بيا ‪ "........‬كىذا ما أكدتو المحكمة اإلدارية العميا بانطباؽ حكـ المادة ‪ 226‬مف التقنيف‬
‫المدني عمى الركابط اإلدارية ايا كاف مصدرىا ‪. 1‬‬

‫كنظـ قانكف أصكؿ المحاكمات المدنية كتعديالتو رقـ ‪ 24‬لسنة ‪ 1988‬األردني في نص‬

‫المادة ‪ 167‬عمى " ‪ -1‬اذا كاف المديف قد تعيد بتأدية مبمغ مف النقكد في كقت معيف كامتنع عف‬
‫أدائيا عند حمكؿ األجؿ يحكـ عميو بالفائدة‪ ،‬دكف اف يكمؼ الدائف إثبات تضرره مف عدـ الدفع‬
‫‪ -3......‬تترتب الفائدة عمى التعكيض كالتضمينات التي تحكـ بيا المحكمة ألحد الخصكـ‬

‫كتحسب الفائدة مف تاريخ إقامة الدعكل ‪ -4‬مع مراعاة ما كرد في أم قانكف خاص تحسب الفائدة‬
‫القانكنية بنسبة ‪ %9‬سنكيان كال يجكز االتفاؽ عمى تجاكز ىذه النسبة " ‪.‬‬

‫اما بالنسبة لممشرع الجزائرم فمـ ينص عمى نظاـ الفكائد التأخيرية نيائيا في قانكف‬

‫اإلجراءات المدنية كاإلدارية الجزائرم كانما ذىب الى األخذ بنظاـ التعكيض كنظاـ الغرامة ك‬
‫الغرامة التيديدية في تكقيع العقكبات عمى مف يمتنع عف الكفاء بالتزاماتو ‪.‬‬

‫لممزيد راجع ىامش‪ ،‬د‪ .‬الميثي ‪ ،‬محمد سعيد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪609-607‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪63‬‬
‫يتضح لنا اف نظاـ الفكائد التأخيرية ىك مفيكـ مستقؿ بحد ذاتو يطبؽ إلجبار اإلدارة عمى‬
‫تنفيذ األحكاـ القضائية الصادرة ضدىا كتنفيذ كافة التزاماتيا كمف ىنا كجب اف يتـ التفرقة بيف‬

‫مفيكـ الفكائد التأخيرية ك الفكائد التعكيضية ‪:‬‬

‫أوال‪ -:‬الفوارد التعويضية ‪ :‬يمتزـ بيا المديف في مقابؿ االنتفاع بمبمغ مف النقكد يككف في ذمتو‬

‫لمدائف كلـ يحؿ ميعاد استحقاقو ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الفوارد التأخيرية ‪ :‬فيي ليست اال تعكيضا عف تأخر المديف في الكفاء بالتزامو بدفع مبمغ‬

‫مف النقكد عف ميعاد االستحقاؽ ‪.‬‬

‫كمف خالؿ استعراض األنظمة القانكنية المقارنة يجب اف تتكافر عدة شركط لتنفيذ نظاـ‬

‫الفكائد التأخيرية كىي اف يككف االلتزاـ بدفع مبمغ مف النقكد ك التأخر في الكفاء كالمطالبة القضائية‬
‫الستحقاؽ الفكائد ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬يكون االلتزام بدفع مبمغ من النقود‪:‬‬

‫اف نظاـ الفكائد التأخيرية مطبؽ بشكؿ كامؿ في النظاـ القانكني كالقضائي في مصر حيث‬
‫نصت المحكمة اإلدارية العميا المصرية اف حكـ المادة ‪ 226‬ينطبؽ في نطاؽ الركابط اإلدارية ايا‬
‫كاف مصدرىا كسكاء كانت ركابط عقدية اـ الئحية باعتبار ىذه األحكاـ مف األصكؿ العامة في‬

‫االلتزامات التي تسرم – ايا كاف مصدر االلتزاـ – اذا كاف مبمغا مف النقكد معمكـ المقدار كقت‬
‫الطمب‪. 1‬‬

‫ثانيا ‪ :‬ان يكون المبمغ معموم وقت الطمب‪.‬‬

‫يجب اف يككف محؿ االلتزاـ بدفع مبمغ مف النقكد كالذم عمى أساسو تستحؽ الفكائد‬
‫التأخيرية معمكـ المقدار كقت الطمب ‪ ،2‬كاف يككف مقداره قائما عمى أسس ثابتة ال يككف معيا‬

‫‪1‬راجع الحكـ ‪ ،‬د‪ .‬الميثي ‪ ،‬محمد سعيد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪609‬‬


‫د خميفة ‪ ،‬عبد العزيز عبد المنعـ ‪ ،‬تنفيذ االحكام االدارية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪53‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪64‬‬
‫لمقاضي سمطة رحبة في التقدير ‪ ،1‬اال انو ال يشترط الستحقاؽ فكائد التأخير اف يككف الديف خاليا‬
‫مف النزاع كقت الطمب ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬التأخر في الوفاء‪.‬‬

‫استحقاؽ الفكائد التأخيرية ىك اف تتأخر اإلدارة في سداد التزاماتيا المالية التعسؼ في‬
‫تسديد ىذا االلتزاـ كىنا يمكف تطبيؽ نظاـ الفكائد التأخيرية مف دكف اف يثبت المديف الضرر كذلؾ‬

‫‪ 167‬منو عمى (‬ ‫كفقا لما نص عميو قانكف أصكؿ المحاكمات المدنية األردني في نص المادة‬
‫‪ .....‬دكف اف يكمؼ الدائف إثبات تضرره مف عدـ الدفع ‪.) ...‬‬

‫رابعا‪ :‬المطالبة القضارية‪.‬‬

‫المطالبة القضائية شرط رئيسي مف شركط استحقاؽ الفكائد التأخيرية‪ ،‬اذ يتعيف عمى‬
‫المحككـ لصالحو اف يطالب بالفكائد مطالبة قضائية‪ ،‬فبدكف ىذه المطالبة ال يستطيع القاضي اف‬
‫‪2‬‬
‫‪ ،‬كالمطالبة بالديف ال تعني مطالبة بالفكائد التأخيرية‪،‬‬ ‫يحكـ بالتعكيض القانكني مف تمقاء نفسو‬

‫حيث يتعيف اف تشمؿ المطالبة بالديف كفكائده في اف كاحد ‪ ،‬كمف تاريخ تمؾ المطالبة تسرم الفكائد‬
‫التأخيرية كالتي تككف في المنازعات اإلدارية مف تاريخ إيداع صحيفة الدعكل سكرتارية المحكمة‬
‫بغض النظر عف تاريخ إعالف الصحيفة‪ ،‬كال تنعقد الخصكمة كال تسرم الفكائد التأخيرية في حالة‬

‫بطالف صحيفة الدعكل اك إقامتيا أماـ محكمة غير مختصة‪. 3‬‬

‫إلقرار الفكائد التأخيرية يجب معرفة نسبتيا كتحدييا كمف ىنا سنتطرؽ الى التشريعات‬
‫المقارنة التي قامت بتحديد نسب الفكائد التأخيرية كسنكضح الفركؽ بيف ىذه التشريعات كذلؾ مف‬

‫خالؿ ما يمي ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬موقف التشريع في فمسطين‪.‬‬

‫د‪ ،‬الشيخ ‪ ،‬عصمت عبد اهلل ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪73‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ ،‬الشيخ ‪ ،‬عصمت عبد اهلل ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪76‬‬ ‫‪2‬‬

‫د خميفة ‪ ،‬عبد العزيز عبد المنعـ ‪ ،‬تنفيذ االحكام االدارية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪55‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪65‬‬
‫فقد تكفمت اغمب التشريعات التي نصت عمى ىذا النظاـ بتحديد النسب القانكنية لمتأخر في‬
‫الكفاء بااللتزامات المالية‪ ،‬فقد قرر األمر العسكرم المطبؽ في فمسطيف نسبة الفائدة في نص‬

‫المادة ‪ 5‬كالتي نصت عمى اف (تككف نسبة الفائدة بمكجب المادتيف ‪ 2‬ك ‪ 3‬بمقدار ‪ %120‬سنكيان‪،‬‬
‫إذا لـ تقرر المحكمة مقدار أقؿ ‪ "....‬كنالحظ ىنا اف األمر العسكرم لـ يفرؽ في نسبة الفائدة بيف‬
‫المسائؿ المدنية كالمسائؿ التجارية كانما حدد سقؼ اعمى لنسبة الفائدة كتركت لمقضاء األحقية في‬

‫تقرير مقدار اقؿ لنسبة الفكائد في حاؿ عدـ االلتزاـ بالكفاء‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬موقف التشريع في مصر ‪.‬‬

‫كذىب المشرع المصرم في التقنيف المدني المصرم رقـ ‪ 131‬لعاـ ‪ 1948‬كتعديالتو في‬

‫المادة ‪ 226‬مف عمى " انو اذا كاف محؿ االلتزاـ مبمغا مف النقكد ككاف معمكـ المقدار كقت الطمب‬
‫كتأخر المديف في الكفاء بو كاف ممزما باف يدفع لمدائف عمى سبيؿ التعكيض عف التأخير فكائد‬
‫قدرىا أربعو في المائة في المسائؿ المدنية كخمسة في المائة في المسائؿ التجارية ‪.1" ...‬‬

‫كنرل ىنا اف المشرع المصرم قد فرؽ في نسبة الفكائد التأخيرية بيف المسائؿ المدنية ك‬
‫المسائؿ التجارية فقد حدد نسبة الفائدة بحد أقصى في المسائؿ المدنية ‪ %4‬ك في المسائؿ التجارية‬
‫‪ %5‬كلـ يترؾ ام صالحية لمقضاء في تعديؿ ىذه النسب القانكنية‪ ،‬كالقاضي اإلدارم في مصر‬

‫يطبؽ المعدؿ المدني كىك نسبة ‪ % 4‬اذا ما كاف التعكيض مترتبا عمى التأخير في تنفيذ حكـ‬
‫إدارم متضمنا التزاـ اإلدارة بدفع مبمغ محدد لممحككـ لصالحو ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬موقف التشريع األردني ‪.‬‬

‫كسار المشرع األردني في تنظيـ الفكائد التأخيرية في قانكف أصكؿ المحاكمات المدنية‬
‫‪ .......( 167‬تحسب الفائدة القانكنية‬ ‫كتعديالتو رقـ ‪ 24‬لسنة ‪ 1988‬األردني في نص المادة‬

‫‪ 1‬محكمة النقض المصرية ‪ ( ،‬الطعف رقـ ‪ 2558‬لسنة ‪ 34‬قضائية جمسة ‪ ، ) 1990 -7 -31‬المادة ‪ 226‬مف التقنيف‬
‫المدنى ىى مف األصكؿ العامة لاللتزاـ التى تطبؽ عمى الركابط اإلدارية ‪ -‬مناط استحقاؽ فكائد التأخير أف يككف محؿ االلتزاـ‬
‫مبمغان مف النقكد معيف المقدار كقت الطمب كأف يتأخر المديف فى الكفاء بو ‪ -‬اليشترط الستحقاؽ فكائد التأخير قانكنية كانت‬
‫أك اتفاقية أف يثبت الدائف أف ضرار لحقو مف ىذا التأخير ‪ -‬الضرر مفترض فى ىذه الحالة‬

‫‪66‬‬
‫بنسبة ‪ %9‬سنكيان كال يجكز االتفاؽ عمى تجاكز ىذه النسبة) كنالحظ ىنا اف المشرع األردني لـ يقـ‬
‫بالتفرقة بيف المسائؿ المدنية كالمسائؿ التجارية كانما كضع سقؼ اعمى لمنسبة في كافة المسائؿ‬

‫كىي ‪ ،%9‬اال كانو أشار اال اف نسبة الفائدة يمكف اف تككف اقؿ في حاؿ كجكد اتفاؽ سابؽ عمى‬
‫نسبة الفكائد التأخيرية فيتـ األخذ بيا بشرط اال تتجاكز في كافة األحكاؿ ‪. %9‬‬

‫كنالحظ ىنا مف خالؿ استعراض األنظمة القانكنية التي نظمت الفكائد التأخيرية اف المشرع‬

‫المصرم الكحيد الذم نظـ الفكائد التأخيرية كفرؽ في نسبتيا بيف المسائؿ المدنية كالمسائؿ التجارية‪،‬‬
‫‪ ،%4‬ىذا بعكس المشرع األردني‬ ‫كقد استقر القضاء المصرم عمى تطبيؽ النسبة المدنية كىي‬
‫كالفمسطيني الذيف لـ يفرقا بيف النسب حسب المسائؿ التجارية اك المدنية‪ ،‬كلـ يكجد ليذا النظاـ (‬

‫الفكائد التأخيرية ) أم تطبيؽ لدل المحاكـ كالقضاء اإلدارم ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬التطبيقات القضارية لنظام الفوارد التأخيرية‪.‬‬

‫تطبيقات نظاـ الفكائد التأخيرية ىك في القضاء المدني كليس اإلدارم‪ ،‬كاف كاف ىناؾ‬

‫بعض األنظمة القانكنية التي أخذت بنظاـ الفكائد التأخيرية في الدكؿ ذات القضاء اإلدارم الكامؿ‬
‫( إلغاء كتعكيض)‪ ،‬حيث تكسعت ىذه الدكؿ في تنظيـ الفكائد التأخيرية كتطبيقيا عمى الكاقع العممي‬
‫ألحكاـ القضاء اإلدارم إلجبار اإلدارة عمى الكفاء بالتزاماتيا مثؿ النظاـ القانكني الفرنسي‬

‫كالمصرم‪ ،‬كبعض األنظمة القانكنية األخرل لـ نرل ليا ام تطبيؽ لمفكائد التأخيرية مثؿ فمسطيف‬
‫كاألردف‪.‬‬

‫أوال‪ :‬موقف القضاء الفمسطيني‪.‬‬

‫كما ذكرنا سابقا اف األمر العسكرم قد نظـ الفكائد التأخيرية كطرؽ حسابيا كاستحقاقيا‬
‫ككافة األمكر المتعمقة بيا ككانت ىناؾ العديد مف األحكاـ في القضاء المدني التي أخذت بنظاـ‬
‫الفكائد التأخيرية‪ ،‬حيث ذىبت محكمة االستئناؼ في القرار رقـ ‪ 2000/820‬الى " اال انو في حالة‬

‫الحكـ بتعكيض عف فقداف المقدرة عمى الكسب فال يجكز الحكـ بالفائدة اال مف تاريخ صدكر القرار‬
‫‪ ....‬الحكـ بإلزاـ المستأنؼ عمييا في‬ ‫كفؽ أحكاـ األمر ‪ 980‬بشأف الفائدة كاالرتباط المعدؿ‬

‫‪67‬‬
‫األكؿ كتضمينيا‬ ‫االستئناؼ األكؿ كبمبمغ قدره ‪ 236101‬شيكؿ شامؿ لممستأنؼ في االستئناؼ‬
‫الرسكـ كالمصاريؼ بنسبة المبمغ المحككـ بو بداية كاستئنافا باإلضافة الى مبمغ ‪ 350‬دينار أتعاب‬

‫محاماة عف درجتي التقاضي كالمبمغ المحككـ بيذا القرار مرتبط بجدكؿ غالء المعيشة كالفائدة‬
‫القانكنية بكاقع ‪ %4‬اعتبا ار مف تاريخ صدكر ىذا القرار كحتى السداد التاـ " ‪.‬‬

‫كنالحظ ىنا اف محكمة االستئناؼ الفمسطينية المنعقدة في راـ اهلل قد أخذت باألمر‬

‫العسكرم رقـ ‪ 980‬لعاـ ‪ 1982‬في تنظيـ الفكائد التأخيرية في المسائؿ المدنية‪ ،‬اال اننا لـ نالحظ‬
‫ام تطبيؽ ليذا النظاـ في القضاء اإلدارم الفمسطيني ال في دعاكل التعكيض عند تعسؼ اإلدارة‬
‫عف سداد التزاماتيا كال حتى في نظاـ القضاء اإلدارم عند المطالبة باالستحقاقات التقاعدية كغيرىا‬

‫‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬موقف القضاء المصري ‪.‬‬

‫اخذ النظاـ المصرم بنظاـ الفكائد التأخيرية حتى ضد اإلدارة كىناؾ العديد مف األحكاـ مف‬

‫قبؿ القضاء اإلدارم التي نصت عمى إلزاـ اإلدارة بدفع الفكائد التأخيرية لتعسفيا بسداد التزاماتيا في‬
‫اتجاه األفراد‪ ،‬كنالحظ ىنا اف المشرع المصرم عندما لـ يطبؽ نظاـ الغرامة التيديدية في مكاجية‬
‫األفراد لإلدارة فانو قاـ بتطبيؽ نظاـ الفكائد التأخيرية‪.‬‬

‫نصت المحكمة اإلدارية العميا المصرية عمى ( ‪ ..........‬يككف امتناع الدكلة عف المبادرة‬
‫بصرؼ تمؾ المبالغ كاستمرار حبسيا عنيـ بشكؿ كال ريب ق ار انر إداريان سمبيان باالمتناع يظؿ حؽ‬
‫المطالبة بشأنو قائمان طالما لـ يسقط أصؿ الحؽ بالتقادـ كلما كاف مف الثابت باألكراؽ ألف المجاف‬

‫المختصة قامت بتقكيـ عناصر المنشآت المؤممة لمكرث الطاعنيف كالمتمثمة فى مطحف غالؿ‬
‫كمعصرة لمزيكت كمصنع لمثمج كمصنع لمصابكف كمصنع لمكسب كمحطة تكليد كيرباء بتشغيؿ ىذه‬
‫المصانع بمبمغ ‪ 277882‬جنييان لـ يعكض عنيا إال بمبمغ خمسة عشر آالؼ جنيو‪ ،‬لذا يتعيف رد‬

‫‪ ........‬كبالنسبة‬ ‫بقية المبمغ الذم امتنعت جية اإلدارة عف رده بعد خصـ ما تـ صرفو منو‪.‬‬
‫لمطالبة المدعيف بريع عف المبمغ المذككر فإف المادة (‪ )226‬مف القانكف المدني تنص عمى أنو "إذا‬
‫كاف محؿ االلتزاـ مبمغان مف النقكد‪ ،‬ككاف معمكـ المقدار كقت الطمب كتأخر المديف فى الكفاء بو‬

‫‪68‬‬
‫كاف ممزمان بأف يدفع لمدائف عمى سبيؿ التعكيض عف التأخر فكائد قدرىا أربعة فى المائة فى‬
‫المسائؿ المدنية كخمسة فى المائة فى المسائؿ التجارية كتسرل ىذه الفكائد مف تاريخ المطالبة‬

‫التجارم تاريخان آخر لسريانيا ىذا كمو ما لـ ينص‬ ‫القضائية بيا أف لـ يحد االتفاؽ أك العرؼ‬
‫القانكف عمى غيره ‪ .....‬كحكـ ىذه المادة ينطبؽ فى نطاؽ الركابط اإلدارية أيا كاف مصدرىا سكاء‬
‫أكانت ركابط عقدية أك الئحية باعتبار ىذه األحكاـ مف األصكؿ العامة فى االلتزامات التى تسرل‬

‫أيا كاف مصدر االلتزاـ إذا كاف مبمغان مف النقكد معمكـ المقدار كقت الطمب‪.‬حكمت المحكمة ‪.....‬‬
‫ثانيان‪ :‬بقبكؿ الطعف شكالن‪ ،‬كفى المكضكع بإلغاء الحكـ المطعكف فيو‪ ،‬كبقبكؿ الدعكل شكالن كفى‬
‫المكضكع بأحقية الطاعنيف فى استرداد مبمغ ‪ 262882‬مائتاف كاثناف كستكف ألفا كثمانمائة كاثناف‬

‫‪ %4‬مف ‪ 1985/10/8‬كحتى تاريخ الكفاء بو مع إلزاـ‬ ‫كثمانكف جنييان‪ ،‬كريع ىذا المبمغ بكاقع‬
‫المطعكف ضده المصركفات) ‪. 1‬‬

‫كذىبت المحكمة اإلدارية العميا في طعف رقـ ‪ 1264‬لسنة ‪35‬ؽ‪.‬ع ‪ -‬جمسة ‪- 1-6‬‬

‫كقضاء أف الفكائد التأخيرية إنما تستحؽ‬


‫ن‬ ‫‪ 1994‬الى " ‪ ..‬كمف حيث أنو عف المستقر عميو فقيان‬
‫كتعكيض عف التأخير فى الكفاء بالتزاـ محمو مبمغ مف النقكد معمكـ المقدار كقت الطمب‪ ،‬أل أف‬
‫النقدم‪ ،‬كالضرر الذم ىك أحد‬ ‫أساس التعكيض فى ىذه الحالة ىك التأخير فى الكفاء بالمبمغ‬

‫‪ 228‬مف القانكف المدني التى تقضى أنو " ال يشترط‬ ‫عناصر التعكيض مفترض بنص المادة‬
‫الستحقاؽ فكائد التأخير قانكنية كانت أك اتفاقية أف يثبت الدائف ضر ار لحقو مف ىذا التأخير"‪ .‬أما‬
‫االلتزاـ برد النفقات التى أنفقت عمى الطالب فى إحدل الكميات العسكرية أثناء تكاجده بيا فإف‬

‫أساس ىذا االلتزاـ ىك اإلخالؿ بااللتزاـ األصيؿ كىر االستمرار فى الدراسة بالكمية حتى تماـ‬
‫التخرج كااللتحاؽ كضابط بالقكات المسمحة‪ ،‬كبناء عمى ذلؾ فال كجو لمقكؿ بأف رد ىذه النفقات‬
‫كاستحقاؽ الفكائد القانكنية عمييا ىما تعكيضاف عف كاقعة كاحدة ‪ ،‬فميذه األسباب حكمت المحكمة‬

‫باستحقاؽ الفكائد القانكنية بكاقع ‪ %4‬سنكيا مف تاريخ المطالبة القضائية حتى تماـ السداد عمى‬
‫المبالغ التى يتـ إنفاقيا عمى الطمبة الذيف تنقضي عالقتيـ بالكميات العسكرية باالستقالة أك بالفصؿ‬

‫مكقع الكتركني ‪ ، http://www.f-law.net/law/forum.php‬منتدل كمية الحقكؽ ‪ ،‬تاريخ الزيارة ‪2013/12/31‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪69‬‬
‫بغير سبب عدـ المياقة الطبية أك استنفاذ مرات الرسكب متى حكـ بإلزاميـ برد ىذه المبالغ‪ ،‬كقررت‬
‫إعادة الطعف إلى الدائرة المختصة لمفصؿ فيو"‪. 1‬‬

‫كيتضح مف خالؿ األحكاـ السابقة اف القضاء اإلدارم اخذ بنظاـ الفكائد التأخيرية‪.‬‬
‫المنصكص عميو في التقنيف المدني المصرم كتطبيقيا عمى الركابط اإلدارية ايا كاف مصدرىا سكاء‬
‫كانت عقدية اـ الئحية‪ ،‬كقاـ بتطبيؽ نظاـ الفكائد التأخيرية في مكاجية اإلدارة لألفراد كفي مكاجية‬

‫اإلفراد لإلدارة‪ ،‬كبذلؾ يككف القضاء اإلدارم المصرم قد طبؽ نظاـ الضغط المالي في مكاجية‬
‫اإلدارة المتعسفة عف احتراـ كتنفيذ أحكاـ القضاء الصادرة ضدىا‪ ،‬اال انو مف األجدل عمى القضاء‬
‫اإلدارم المصرم اف يأخذ بفكرة الغرامة التيديدية ككسيمة رادعة لإلدارة في حاؿ تعنتيا عف تنفيذ‬

‫األحكاـ الصادرة ضدىا ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬موقف القضاء األردني‪.‬‬

‫كما ذكرنا سابقا قياـ المشرع األردني بتنظيـ الفكائد التأخيرية في قانكف أصكؿ المحاكمات‬

‫المدنية كتعديالتو رقـ ‪ 24‬لسنة ‪ 1988‬األردني فقد حدد في ىذا القانكف نظاـ الفكائد التأخيرية‬
‫كنسبتو كتحديد اجؿ استحقاؽ الفكائد التأخيرية عند التعسؼ عف سداد االلتزامات ‪ ،‬اال انو كمف‬
‫خالؿ متابعة ق اررات محكمة العدؿ العميا األردنية لـ نرىا تقكـ بتطبيؽ نظاـ الفكائد التأخيرية عمى‬

‫القضاء اإلدارم‪.‬‬

‫ا‪ ،‬كمف خالؿ‬ ‫كلـ تستعمؿ الفكائد التأخيرية في مكاجية اإلدارة المتعسفة عف تنفيذ التزاماتو‬
‫دراستنا لنظاـ التيديد المالي لمكاجية اإلدارة لتنفيذ األحكاـ اإلدارية لـ نرل ام تطبيؽ بالنسبة‬

‫لمقضاء اإلدارم األردني لنظاـ التيديد المالي‪ ،‬حيث انو لـ يأخذ نيائيا بنظاـ الغرامة التيديدية لعدـ‬
‫تنظيميا في التشريعات األردنية بشكؿ كافي‪ ،‬كلـ يأخذ أيضا بنظاـ الفكائد التأخيرية التي تـ‬
‫تنظيميا في قانكف أصكؿ المحاكمات المدنية األردني ‪.‬‬

‫‪ 1‬مكقع الكتركني ‪ ، http://www.kdaiaeldwla.com‬ىيئة قضايا الدكلة ‪ ،‬تاريخ الزيارة ‪2013/12/31‬‬

‫‪70‬‬
‫كيمكف القكؿ مف خالؿ التطرؽ لنظاـ الفكائد التأخيرية انيا ذك أىمية كبيرة في مكاجية‬
‫اإلدارة المتعسفة عف تنفيذ األحكاـ القضائية الصادرة ضدىا‪ ،‬النيا تعتبر كسيمة إكراه لإلدارة‬

‫إلجبارىا عمى التنفيذ الف اإلدارة تعمـ انو في حاؿ تعسفيا عف سداد التزاماتيا المالية فاف المبالغ‬
‫التي سكؼ تقكـ بدفيا سكؼ تزداد مع مركر الكقت كبالتالي سكؼ تتكبد المزيد مف الخسائر المادية‬
‫بفعؿ نظاـ الفكائد التأخيرية‪ ،‬كبالتالي سكاء كاف القضاء اإلدارم عمى درجة كاحدة اك قضاء كامؿ‬

‫فاف نظاـ الفكائد التأخيرية يعتبر كسيمة ضغط فعالة عند النظر في دعكل تعسؼ اإلدارة في سداد‬
‫التزاماتيا المالية‪ ،‬الف ىدؼ اإلدارة ىك عدـ تكبد خسائر مادية إضافية كاإلنفاؽ مف ميزانيتيا‬
‫كبالتالي تسعى الى إنياء التزاماتيا قبؿ اف تتراكـ عمييا مبالغ مالية إضافية‪.‬‬

‫كبالرغـ مف فعالية األخذ بنظاـ الفكائد التأخيرية في مكاجية اإلدارة المتعسفة‪ ،‬اال اننا نصطدـ في‬
‫تشريعات أخرل يصبح مف خالليا ام كسيمة ضغط اك تيديد مالي في مكاجية اإلدارة ال قيمة لو‬
‫كذلؾ مف خالؿ نصكص المكاد التي تحظر الحجز عمى أمكاؿ كممتمكات اإلدارة‪ .1‬كبالتالي ال تكجد‬

‫ام فائدة مف استخداـ كسائؿ الضغط المالي في مكاجية اإلدارة الف القضاء ال يممؾ القدرة عمى‬
‫الحجز عمى أمكاؿ اإلدارة‪ ،‬كبذلؾ ال يكجد كسيمة ضغط كسيبقى تعسؼ اإلدارة في مكاجية األفراد‬
‫كعدـ تنفيذ الم مف أحكاـ القضاء سكاء بالتعكيض اك باإللغاء ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الوسارل القضارية في مواجية امتناع اإلدارة عن تنفيذ األحكام اإلدارية‪.‬‬

‫‪ -‬ذىب المشرع الفمسطيني في قانكف التنفيذ الفمسطيني ‪ 43‬لعاـ ‪ 2005‬في نص المادة ‪ 44‬منو عمى " ال يجكز الحجز كال‬
‫اتخاذ ام اجراءات تنفيذ اخرل عمى االمكاؿ العامة المنقكلة كغير المنقكلة التي لمدكلة اك لالشخاص االعتبارييف العامة اك‬
‫الييئات اك أمكاؿ االكقاؼ المخصصة الداء اعماليا ‪ ،‬تشمؿ االمكاؿ العامة جميع امكاؿ الدكلة التي تككف مخصصة لمنفعة‬
‫عامة بالفعؿ اك بمقتضى قانكف اك مرسكـ اك قرار مف مجمس الكزراء " كنصت المادة ‪ 45‬مف قانكف التنفيذ الفمسطيني عمى "‬
‫ال يجكز الحجز كال اتخاذ ام اجراءات تنفيذ اخرل عمى المنشأت ك االدكات كالميمات المخصصة الدارة المرافؽ العامة اك‬
‫لتقديـ خدمة عمكمية لمجميكر "‬
‫‪ -‬ذىب المشرع المصرم في نص المادة ‪ 87‬مف القانكف المدني المصرم كالتي نصت عمى " تعتبر امكال عامة العقارات ك‬
‫المنقكالت التي لمدكلة اك لالشخاص االعتبارية العامة ‪ ،‬كالتي تككف مخصصة لمنفعة عامة بالفعؿ اك بمقتضى قانكف اك‬
‫مرسكـ اك قرار مف الكزير المختص ‪ ،‬كىذه االمكاؿ اليجكز التصرؼ فييا اك الحجز عمييا اك تممكيا بالتقادـ " ‪،‬‬
‫‪ -‬ذىب المشرع االردني في قانكف التنفيذ االردني في نص المادة ‪ 27‬مف القانكف المذككر عمى " ال يجكز التنفيذ عمى ما‬
‫يمي ‪ :‬أ‪-‬االمكاؿ العامة كامكاؿ الكقؼ ‪" ...‬‬

‫‪71‬‬
‫اف مف ميمات القضاء الرقابة عمى السمطة التنفيذية كتقكيـ تصرفات اإلدارة في حاؿ‬
‫تعسفيا‪ ،‬كمف ىنا يتحمؿ القضاء مسئكلية متابعة تنفيذ األحكاـ القضائية التي تـ إصدارىا كلـ تمتزـ‬

‫بيا اإلدارة كلـ تقـ بتنفيذىا مما ييدد مصداقية السمطة القضائية في المجتمع‪ ،‬فتتعدد كسائؿ القضاء‬
‫في مكاجية اإلدارة عند تعسفيا في تنفيذ األحكاـ القضائية الصادرة ضدىا كسيتـ التطرؽ الييا مف‬
‫خالؿ المطمب األكؿ مسئكلية المكظؼ الممتنع عف تنفيذ األحكاـ القضائية كما يترتب عميو مف‬

‫عقكبات كمسئكليات في التشريعات المقارنة كفي المطمب الثاني سكؼ يتـ التطرؽ الى التنفيذ‬
‫الجبرم كمدل إمكانية تطبيقو عمى تنفيذ األحكاـ اإلدارية ‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬مسرولية الموظف الممتنع عن تنفيذ األحكام اإلدارية‪.‬‬

‫عندما تتعسؼ اإلدارة كترفض تنفيذ األحكاـ اإلدارية اك تتراخى اك تعطؿ تنفيذىا اك تقكـ‬
‫بتنفيذىا بشكؿ غير سميـ بيدؼ تعطيؿ تنفيذ اإلحكاـ الصادرة ضدىا فاف ذلؾ القرار يصدر عف‬

‫المكظؼ المسئكؿ في اإلدارة كبذلؾ يتحمؿ المسئكلية الجزائية كالمدنية كاإلدارية عف عدـ التنفيذ‬
‫كالتي سكؼ نقكـ بشرحيا مف خالؿ الفركع التالية ‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المسرولية الجنارية‪.‬‬

‫اف االمتناع عف تنفيذ الحكـ اك سكء تنفيذ الحكـ كالتأخر في تنفيذه مف األسباب التي تكجب‬
‫المسئكلية الجنائية لممكظؼ باعتباره خطأ شخصيا متى تكافرت شركط ىذه المسئكلية التي سكؼ‬
‫يتـ التطرؽ الييا في المبحث الثاني‪ ،‬كسكؼ يتـ التطرؽ ليذه المسئكلية الجنائية الكاقعة عمى‬

‫المكظؼ باستعراض األنظمة القانكنية المقارنة ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬موقف المشرع الفمسطيني‪.‬‬

‫نظمت اؿمادة ( ‪ )106‬مف القانكف األساسي الفمسطيني مكقؼ المشرع الفمسطيني مف االمتناع‬

‫عف تنفيذ األحكاـ القضائية كنصت عمى " األحكاـ القضائية كاجبة التنفيذ كاالمتناع عف تنفيذىا أك‬

‫‪72‬‬
‫تعطيؿ تنفيذىا عمى أم نحك جريمة يعاقب عمييا بالحبس‪ ،‬كالعزؿ مف الكظيفة إذا كاف المتيـ‬
‫عامة‪ ،‬كلممحككـ لو الحؽ في رفع الدعكل مباشرة إلى المحكمة‬ ‫مكظفان عامان أك مكمفان بخدمة‬

‫المختصة‪ ،‬كتضمف السمطة الكطنية تعكيضان كامالن لو"‪.‬‬

‫‪ 16‬لعاـ ‪ 1960‬المطبؽ في‬ ‫كما نصت المادة ‪ 182‬مف قانكف العقكبات األردني رقـ‬
‫‪ -1‬كؿ مكظؼ يستعمؿ‬ ‫فمسطيف بخصكص امتناع المكظؼ عف تنفيذ األحكاـ القضائية عمى "‬

‫سمطة كظيفتو مباشرة أك بطريؽ غير مباشر ليعكؽ أك يؤخر تنفيذ أحكاـ القكانيف‪ ،‬أك األنظمة‬
‫المعمكؿ بيا أك جباية الرسكـ كالضرائب المقررة قانكنان أك تنفيذ قرار قضائي أك أم أمر صادر عف‬
‫سمطة ذات صالحية يعاقب بالحبس مف شير إلى سنتيف‪ -2 .‬إذا لـ يكف الذم استعمؿ سمطتو أك‬

‫نفكذه مكظفان عامان‪ ،‬يعاقب بالحبس مف أسبكع إلى سنة"‪.‬‬

‫كنستخمص اف القانكف األساسي الفمسطيني ك قانكف العقكبات األردني رقـ ‪ 1960/16‬المطبؽ في‬
‫فمسطيف قد نصا صراحة عمى تجريـ إعاقة اك تأخير تنفيذ اإلحكاـ القضائية لتشكؿ رادعا أماـ كؿ‬

‫شخص يحاكؿ تعطيؿ تنفيذ أحكاـ القضاء سكاء كاف مكظؼ عاما اك لـ يكف مكظفا عاما‪ ،‬كبالرغـ‬
‫مف كجكد نصكص تشريعية كاضحة تجرـ إعاقة اك تأخير تنفيذ األحكاـ القضائية نالحظ كجكد عدد‬
‫كبير مف األحكاـ القضائية لـ يتـ تطبيقيا‪ ،‬كنالحظ قمة األحكاـ التي قامت بتجريـ المكظؼ في‬

‫حاؿ تأخره اك إعاقتو لتنفيذ كاحتراـ أحكاـ القضاء الصادر ضد اإلدارة ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬موقف المشرع المصري‪.‬‬

‫كتنص المادة ‪ 79‬مف دستكر مصر لعاـ ‪ 2012‬عمى " تصدر األحكاـ كتنفذ باسـ الشعب‪.‬‬

‫كامتناع المكظؼ العاـ المختص عف تنفيذىا أك تعطيؿ تنفيذىا جريمة يعاقب عمييا القانكف؛‬
‫كلممحككـ لو فى ىذه الحالة حؽ رفع الدعكل الجنائية مباشرة إلى المحكمة المختصة " ‪.‬‬

‫نصت المادة (‪ )100‬مف مسكدة دستكر مصر لعاـ ‪ 2014‬عمى ما يمي " تصدر األحكاـ‬

‫كتنفذ باسـ الشعب‪ ،‬كتكفؿ الدكلة كسائؿ تنفيذىا عمى النحك الذل ينظمو القانكف‪ .‬كيككف االمتناع‬
‫عف تنفيذىا أك تعطيؿ تنفيذىا مف جانب المكظفيف العمكمييف المختصيف‪ ،‬جريمة يعاقب عمييا‬

‫‪73‬‬
‫القانكف‪ ،‬كلممحككـ لو فى ىذه الحالة حؽ رفع الدعكل الجنائية مباشرة إلى المحكمة المختصة‪.‬‬
‫بناء عمى طمب المحككـ لو‪ ،‬تحريؾ الدعكل الجنائية ضد المكظؼ الممتنع عف‬
‫كعمى النيابة العامة ن‬
‫تنفيذ الحكـ أك المتسبب فى تعطيمو"‪.‬‬

‫كنظمت المادة ‪ 123‬مف قانكف العقكبات المصرم كتعديالتو رقـ ( ‪ )95‬لعاـ ‪ 2003‬بشأف‬
‫جريمة االمتناع عف تنفيذ األحكاـ مف قبؿ المكظؼ العاـ عمى " يعاقب بالحبس كالعزؿ كؿ مكظؼ‬

‫عمكمي استعمؿ سمطو كظيفتو في كقؼ تنفيذ األكامر الصادرة مف الحككمة أك أحكاـ القكانيف‬
‫كالمكائح أك تأخير تحصيؿ األمكاؿ كالرسكـ أك كقؼ تنفيذ حكـ أكامر صادر مف المحكمة أك مف أية‬
‫جية مختصة‪ ،‬كذلؾ يعاقب بالحبس كالعزؿ كؿ مكظؼ عمكمي امتنع عمدا عف تنفيذ حكـ أك أمر‬

‫مما ذكر بعد مضى ثمانية أياـ مف إنذاره عمى يد محضر إذا كاف تنفيذ الحكـ أك األمر داخال في‬
‫اختصاص المكظؼ"‪.‬‬

‫رقـ ‪ 1389‬لسنة ‪ 41‬ؽ جمسة‬ ‫كقالت محكمة النقض المصرية في حكـ ليا في الطعف‬

‫‪ 1972/1/1/16‬عمى " تنفى الفقرة الثانية مف المادة ‪ 63‬عقكبات المسئكلية عف المكظؼ العاـ إذا‬
‫حسنت نيتو كأرتكب فعالن تنفيذان لما أمرت بو القكانيف أك ما أعتقد أف إجرائو مف اختصاصو"‪ ،‬كفي‬
‫كاقعو حدثت في مصر عند تنفيذ حكـ صادر مف محكمة القضاء اإلدارم في القضية رقـ ‪2056‬‬

‫لسنة ‪ 34‬ؽ بتاريخ ‪ 1980/8/11‬بكقؼ تنفيذ القرار اإلدارم بمنع احتفاؿ احد األفراد بذكرل كفاة‬
‫مصطفى النحاس‪ ،‬كبعد استنفاذ كافة اإلشكاالت التي رفعتيا الحككمة أماـ المحاكـ المختصة كغير‬
‫المختصة‪ ،‬حدث حيف ذىب المحضر يكـ ‪ 1980/11/27‬لمدير امف القاىرة لتنفيذ الحكـ اف امتنع‬

‫‪ 1980/11/23‬فافيمو‬ ‫الخير عف التنفيذ بحجة اف ميعاد إقامة االحتفاؿ كاف محددا لو يكـ‬
‫المحضر انو قدر صدر أمر كالئي يفيد تنفيذ الحكـ يكـ ‪ 1980/11/27‬اك األياـ التالية فقرر انو (‬
‫‪ ،1‬في تاريخ‬ ‫ممتنع ) كاف لديو تعميمات بذلؾ‪ ،‬كقد عكقب ىذا المكظؼ جنائيا فيما بعد‬

‫‪ 1982/12/18‬تـ الفصؿ في الدعكل الجزائية مف قبؿ محكمة جنح عابديف كتـ حبس مدير األمف‬

‫د‪ .‬السيد اسماعيؿ ‪ ،‬خميس ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪349‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪74‬‬
‫كمأمكر القسـ المختص ثالثة أشير مع الشغؿ كعزليما مع استمرار إيقاؼ الدعكل بالنسبة لكزير‬
‫الداخمية المصرم الف إذف رفع الحصانة لـ يكف قد صدر بعد" ‪.1‬‬

‫كيتضح لنا اف المشرع المصرم تطرؽ لكممة مكظفيف عمكميي ف مختصيف لتكقيع العقكبة‬
‫عمى كؿ مف يخالؼ اك يمتنع عف تنفيذ األحكاـ القضائية‪ ،‬كمف ىنا قاـ المشرع المصرم بكضع‬
‫شركط لرفع العقكبة الجنائية ىك اف يككف المكظؼ عمكميا مختصا كاف يككف القصد الجنائي‬

‫مكجكد كىك كقؼ تنفيذ األحكاـ اك تعطيميا فاذا كاف المكظؼ غير مختص كقاـ بتعطيؿ تنفيذ ىذه‬
‫األحكاـ القضائية فال يجكز معاقبتو جنائيا عمى ذلؾ‪ ،‬كاف كاف ال يتكفر عنده القصد الجنائي أيضا‬
‫ال يجكز معاقبتو عمى عدـ تنفيذ األحكاـ ‪.‬‬

‫كمف ىنا نرل اف ىناؾ قصك ار مف قبؿ المشرع المصرم كلـ يتداركو ال في قانكف العقكبات‬
‫كال حتى في مسكدة الدستكر الجديدة كمف الجدير بالذكر اف القصد الجنائي المطمكب مف الصعب‬
‫إثباتو‪ ،‬كذلؾ بعكس ما ذىب اليو المشرع الفمسطيني يجكز المالحقة الجنائية اذا كاف مكظفا عاما‪،‬‬

‫كحتى اف لـ يكف مكظفا عاما مف خالؿ قانكف العقكبات األردني رقـ ‪.1960/16‬‬

‫ثالثا ‪ :‬موقف المشرع األردني‪.‬‬

‫نصت المادة ‪ 182‬مف قانكف العقكبات األردني رقـ ‪ 16‬لعاـ ‪ 1960‬كتعديالتو لعاـ ‪2010‬‬

‫عمى " ‪ –1‬كؿ مكظؼ يستعمؿ سمطة كظيفتو مباشرة أك بطريؽ غير مباشر ليعكؽ أك يؤخر تنفيذ‬
‫أحكاـ القكانيف‪ ،‬أك األنظمة المعمكؿ بيا أك جباية الرسكـ كالضرائب المقررة قانكنان أك تنفيذ قرار‬
‫قضائي أك أم أمر صادر عف سمطة ذات صالحية يعاقب بالحبس مف شير إلى سنتيف ‪ -2 ،‬إذا‬

‫لـ يكف الذم استعمؿ سمطتو أك نفكذه مكظفان عامان‪ ،‬يعاقب بالحبس مف أسبكع إلى سنة "‪ ،‬كنالحظ‬
‫ىنا اف المشرع األردني قد اتفؽ مع المشرع الفمسطيني ك المصرم في تجريـ إعاقة اك تأخير تنفيذ‬
‫األحكاـ القضائية مف قبؿ المكظؼ العمكمي ‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬موقف المشرع الجزارري‪.‬‬

‫د‪ .‬عبد الكاحد ‪ ،‬حسني ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪635‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪75‬‬
‫الدكلة المختصة أف‬
‫نص الدستكر الجزائرم لعاـ ‪ 2002‬في المادة ‪ " 145‬عمى ك ّؿ أجيزة ّ‬
‫تقكـ‪ ،‬في ك ّؿ كقت كفي ك ّؿ مكاف‪ ،‬كفي جميع الظركؼ‪ ،‬بتنفيذ أحكاـ القضاء "‪ ،‬ك أيضا نظـ القسـ‬

‫الثالث مف قانكف العقكبات الجزائرم رقـ ‪ 156-66‬عاـ ‪ 1966‬تحت عنكاف تكاطؤ المكظفيف في‬
‫المادة ‪ 113‬عمى " إذا اتخذت إجراءات ضد تنفيذ القكانيف أك أكامر الحككمة ك كاف تدبيرىا بإحدل‬
‫الطرؽ في المادة ‪ 112‬فيعاقب الجناة بالسجف المؤقت مف خمس إلى عشر سنكات "‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬موقف المشرع المغربي‪.‬‬

‫اتفؽ المشرع المغربي مع المشرع الفمسطيني في تجريـ المكظؼ الممتنع اك المتأخر عف تنفيذ‬
‫أحكاـ القضاء كذلؾ في الفصؿ ‪ 266‬مف القانكف الجنائي المغربي كالذم ينص عمى " يعاقب في‬

‫العقكبات المقررة في الفقرتيف األكلى كالثانية مف الفصؿ ‪ 263‬عمى األفعاؿ اك األقكاؿ اك الكتابات‬
‫العمنية التي يقصد منيا تحقير المقررات القضائية كيككف مف شأنيا المساس بسمطة القضاء اك‬
‫‪1‬‬
‫استقاللو " ‪.‬‬

‫كمف خالؿ ىذه األنظمة القانكنية المقارنة يتضح لنا التشدد في العقاب عمى المكظؼ العمكمي‬
‫الممتنع عف تنفيذ األحكاـ القضائية ‪ ،‬كبذلؾ نرل اف المشرع قد استطاع اف يجعؿ المكظؼ‬
‫العمكمي مجب ار عمى تنفيذ كاحتراـ أحكاـ القضاء كاال تعرض لممسؤكلية الجزائية ‪ ،‬ألنو أصبح مف‬

‫حؽ المحككـ لو اف يقيـ دعكل جنائية مباشرة ضد المرتكب لجريمة االمتناع عف تنفيذ الحكـ‬
‫الصادر لصالحو‪ ،‬كلكف تبقى المشكمة في حاؿ كجكد حصانة عمى بعض المكظفيف كغالبية الكزراء‬
‫كبالتالي سكؼ يتـ تأخير إجراءات الدعكل كالمالحقة الجنائية كيؤدم ذلؾ الى فقداف ىذه الكسيمة‬

‫فاعميتيا ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬المسرولية المدنية ‪.‬‬

‫‪1‬د‪.‬العبادم ‪ ،‬محمد ‪ ،‬قضاء االلغاء ( دراسة مقارنة ) ‪ ،‬ط‪ ، 1‬عماف‪ ،‬االردف ‪ ،‬مكتبة دار الثقافة لمنشر كالتكزيع ‪1995 ،‬‬
‫‪ ،‬ص‪289‬‬

‫‪76‬‬
‫كما ذكرنا سابقا بكجكد المسئكلية الجزائية لممكظؼ العاـ في حاؿ تعطيؿ تنفيذ األحكاـ‬
‫القضائية اك رفض تنفيذىا فاف ىذا ال يعفي مف كجكد المسئكلية المدنية لممكظؼ الممتنع عف‬

‫التنفيذ ك تتمثؿ المسئكلية المدنية في التعكيض عف الضرر الالحؽ بالمحككـ لو كسكؼ يتـ التطرؽ‬
‫الى مسئكلية المكظؼ المدنية مف خالؿ دراسة كاستعراض مكقؼ التشريعات القانكنية المقارنة ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬موقف المشرع الفمسطيني‪.‬‬

‫‪ 59‬عمى " لكؿ مف كقع عميو‬ ‫نص مشركع القانكف المدني الفمسطيني في نص المادة‬
‫اعتداء غير مشركع في حؽ مف الحقكؽ المالزمة لشخصيتو أف يطمب كقؼ ىذا االعتداء‪ ،‬مع‬
‫التعكيض عما يككف قد لحقو مف ضرر " كنصت المادة ‪ 179‬عمى " كؿ مف ارتكب فعالن سبب‬

‫ضر انر لمغير يمزـ بتعكيضو" ‪.‬‬

‫كبذلؾ يككف المشرع الفمسطيني قد بيف انو في حاؿ إثبات الضرر يجب اف يككف ىناؾ تعكيض‬
‫كبيف انو يجب اف يككف ىناؾ عالقة السببية بيف الخطأ كالضرر‪ ،‬اال اف القضاء اإلدارم قاـ برد‬

‫الكثير منو الدعاكل التي رفعت عمى اإلدارة بحجة عدـ االختصاص مما أدل الى ضياع حقكؽ‬
‫األفراد في رفع دعكل مدنية لممطالبة بالتعكيض لمسؤكلية الدكلة عف أخطاء مكظفييا حيث تـ‬
‫التكثيؽ مف الييئة المستقمة لحقكؽ في فمسطيف منذ عاـ ‪ 2800‬حتى عاـ ‪ )621 ( 2011‬شككل‬

‫حكؿ الفصؿ مف الكظيفة العمكمية ‪ ، 1‬اال انو لـ نرل أم تحرؾ مف قبؿ القضاء الفمسطيني التخاذ‬
‫أم إجراءات في مكاجية اإلدارة كمكظفييا إلجبارىـ عمى تنفيذ كاحتراـ أحكاـ القضاء‪ ،‬فمحكمة‬
‫العدؿ العميا الفمسطينية ىي المحكمة المختصة في النظر بالطعكف في الق اررات اإلدارية في‬

‫فمسطيف‪ ،‬اال انو كبالرغـ مف ذلؾ قامت المحكمة برد العديد مف الدعكل التي رفعت عمى كزير‬
‫التربية كالتعميـ ك ديكاف المكظفيف بسبب ق اررات الفصؿ التعسفي دكف االستناد الى مبررات قانكنية‬
‫كمف أمثمة ذلؾ الدعكل رقـ ‪ 2009/184‬حيث قامت محكمة العدؿ العميا الفمسطينية برد الدعكل‬

‫لعدـ االختصاص ‪.‬‬

‫الييئة المستقمة لحقكؽ االنساف ‪ ،‬فمسطينيون بال عدالة ‪ ،‬سمسمة تقارير خاصة ‪ ،‬العدد ‪75‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪77‬‬
‫كنالحظ ىنا انو اذا كانت محكمة العدؿ العميا ليست ىي جية االختصاص بالنظر في‬
‫الطعكف المقدمة في الق اررات اإلدارية فمف ىي الجية المخكلة لذلؾ ‪ ..‬كىذا الذم لـ تكضحو‬

‫محكمة العدؿ العميا عند رد الدعكل بحجة عدـ االختصاص‪.‬‬

‫كمف أمثمة القضايا العالقة في فمسطيف قضية المكاطف محمكد احمد عبادم الذم تحصؿ عمى‬
‫حكـ مف محكمة العدؿ العميا في راـ اهلل بخصكص استقالتو التي اجبر عمييا مكرىا‪ ،‬كقرار إلغائيا‬

‫كذلؾ في عاـ ‪ ،2003‬كقد تقدـ بشككل لدل الييئة المستقمة لحقكؽ اإلنساف أفاد فييا بأنو كبتاريخ‬
‫‪ )2000 /22‬يقضي‬ ‫‪ 2003/7/7‬حصؿ عمى قرار مف محكمة العدؿ العميا في القضية رقـ (‬
‫بإلغاء قرار ك ازرة األكقاؼ "الطعيف" القاضي بإلغاء قرار قبكؿ االستقالة‪ ،‬باعتبار أف االستقالة جاءت‬

‫باإلكراه‪ .‬كمنذ صدكر القرار كحتى تقديـ ىذا البالغ في عاـ ‪ 2011‬تمتنع ك ازرة األكقاؼ عف تنفيذ‬
‫قرار المحكمة‪.1‬‬

‫كاألصؿ ىنا مف خالؿ القكانيف التي تـ ذكرىا سابقا في اف امتناع ك ازرة األكقاؼ عف تنفيذ قرار‬

‫المحكمة كبشكؿ غير قانكني‪ ،‬ىك مخالفو ؿنص المادة ( ‪ 182‬فقرة ‪ )1‬مف قانكف العقكبات األردني‬
‫رقـ ‪ 16‬لسنة ‪ 60‬التي تنص عمى أف "كؿ مكظؼ يستعمؿ سمطة كظيفتو مباشرة أك بطريؽ غير‬
‫مباشر ليعكؽ أك يؤخر تنفيذ أحكاـ القكانيف‪ ،‬أك األنظمة المعمكؿ بيا أك جباية الرسكـ كالضرائب‬

‫المقررة قانكنا أك تنفيذ قرار قضائي أك أم أمر صادر عف سمطة ذات صالحية يعاقب بالحبس مف‬
‫شير إلى سنتيف"‪ .‬ككذلؾ المادة ‪ 106‬مف القانكف األساسي الفمسطيني المعدؿ لمعاـ ‪ 2003‬كالتي‬
‫تنص عمى أف "األحكاـ القضائية كاجبة التنفيذ كاالمتناع عف تنفيذىا عمى أم نحك جريمة يعاقب‬

‫عمييا بالحبس‪ ،‬كالعزؿ مف الكظيفة " كىذه نصكص المكاد التي تجيز مالحقة كزير األكقاؼ‬
‫جزائيا‪،‬كىذا ال يمنع مف المالحقة المدنية ألنو مخالؼ لنصكص المكاد التي نظمت المسؤكلية‬
‫المدنية كىي نص المادة ‪ 59‬مف مشركع القانكف المدني الفمسطيني كالتي تجيز مالحقة كزير‬

‫األكقاؼ مدنيا‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬موقف المشرع المصري‪.‬‬

‫مكقع الكتركني ‪ ، http://www.ichr.ps ،‬الييشة المستقمة لحقكؽ االنساف ‪ ،‬تاريخ الزيارة ‪2014/1/1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪78‬‬
‫الستحقاؽ التعكيض يجب أف يقع الخطأ عمى حؽ مشركع لمـ تضرر‪ ،‬فإذا أصاب الضرر‬
‫ؼاف االمتناع عف تنفيذ الحكـ القضائي اك تنفيذه تنفيذا‬ ‫محالن غير مشركع فأنو ال تعكيض لو‪،‬‬

‫خاطئا مف األسباب التي تكجب المسئكلية المدنية‪ ،‬كيتـ ذلؾ باالدعاء مدنيا ضد المكظؼ المسئكؿ‬
‫كبناء‬
‫ن‬ ‫في حالة ارتكابو خطأ شخصيا متى تكافرت الشركط القانكنية الالزمة لتحريؾ ىذه الدعكل‪ ،‬ك‬
‫عمى ذلؾ أيضا قضت محكمة القضاء اإلدارم بأنو " يقكـ التعكيض عمى حؽ أثر فيو القرار فالحؽ‬

‫يصاحبو ضر انر سكاء مف الناحية المادية أك األدبية " كيجب أف يككف الحؽ الذم كقع عميو الضرر‬
‫مشركعان‪.1‬‬

‫كيجب أف يككف الضرر الذم كقع نتيجة مباشره لمخطأ المنسكب إليو ىذا الضرر‪ ،‬أما إذا كاف‬

‫تحقؽ الضرر نتيجة غير مباشره لمخطأ فال يسأؿ عنو مرتكب الخطأ‪ ،‬كعمى ىذا األساس يجب أف‬
‫تكجد عالقة سببية مباشرة بيف فعؿ اإلدارة كالضرر المدعى بكجكده‪ ،‬أم أف يككف عمؿ اإلدارة ىك‬
‫السبب المباشر لمضرر المطمكب التعكيض عنو‪ ،‬كقد قضت محكمة القضاء اإلدارم في ىذا‬

‫الشأف بأنو " مف المسمـ فقيان كقضاء أنو يجب أف تتكافر عالقة السببية المباشرة بيف الضرر‬
‫المطالب بالتعكيض عنو كبيف الفعؿ الناشئ عنو ضرر‪ ،‬أم يجب أف يككف الضرر نتيجة مباشرة‬
‫لمفعؿ نفسو"‪.2‬‬

‫كقاـ المشرع المصرم بتطكير قكانيف المسؤكلية المالية لممكظؼ العاـ حيث انو في البداية كاف‬
‫مقصك ار عمى صغار مكظفي الدكلة كمف ثـ بدأ المشرع بتكسيع نطاؽ المسئكلية المالية كيقمؿ مف‬
‫الفئات المعفاة مف الخضكع لو حتى صدر قانكف ‪ 29‬يناير لعاـ ‪ 1993‬الذم أجاز مسئكلية العمدة‬

‫كالمحافظيف كأعضاء المجالس البمدية المنتخبيف‪ ،‬كلـ يبقى حتى أالف اال كبار المسئكليف في الدكلة‬
‫الذيف ال تقرر مسئكليتيـ حتى كلك ثبت فعال أنيـ كراء عدـ تنفيذ األحكاـ ألنيـ يتمتعكف بالحصانة‬
‫‪3‬‬
‫‪.‬‬

‫د‪ ،‬الحمك ‪،‬ماجد ‪ ،‬القضاء اإلداري ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬دار المطبكعات الجامعية ‪ ،.1985 ،‬ص‪494‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ .‬نصار ‪ ،‬جابر ‪ ،‬مسؤولية الدولة عن أعماليا غير التعاقدية ‪ ،‬دار النيضة العربية ‪1995 ،‬ـ ‪ ،‬ص‪287-285‬‬ ‫‪2‬‬

‫د ‪ ،‬ابك يكنس ‪ ،‬محمد باىي ‪ ،‬الغرامة التيديدة كوسيمة الجبار االدارة عمى تنفيذ االحكام االدارية ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‬ ‫‪3‬‬

‫لمنشر ‪ ، 2001 ،‬ص‪297-296‬‬

‫‪79‬‬
‫استقر القضاء اإلدارم عمى أف امتناع اإلدارة عف تنفيذ األحكاـ الصادرة في مكاجيتيا حيث‬
‫يعتبر عمميا ىذا عمال غير مشركع بؿ كيسمى أيضا ق ار ار سمبيا خاطئا ينشئ لممحككـ حقا في‬

‫المسئكؿ عف ىذا االمتناع كقد يحكـ‬ ‫الحصكؿ عمى تعكيض يمتزـ بدفع قيمتو كؿ مف المكظؼ‬
‫بذلؾ أيضا عمى الجية اإلدارية ‪ ،1‬كقد ذىبت محكمة قرار محكمة النقض المصرية (جنائي) رقـ‬
‫‪( 1962/3517‬طمبات) تاريخ ‪ 1994/2/22‬الى " النص في الفقرة األكلى مف المادة ‪ 222‬مف‬

‫القانكف المدني عمى اف "يشمؿ التعكيض الضرر األدبي أيضا ‪ .‬كلكف ال يجكز في ىذه الحالة اف‬
‫ينتقؿ الى الغير اال اذا تحدد بمقتضى اتفاؽ اك طالب الدائف بو أماـ القضاء" ‪.‬‬

‫كما كرده بالمذكرة اإليضاحية مف انو "استقر في العصر الحاضر عمى كجكب التعكيض مف‬

‫الضرر األدبي بكجو عاـ بعد اف زاؿ ما كاف حاض ار في األذىاف مف عكامؿ التردد في ىذا الصدد‬
‫األضرار األدبية التي تشمؿ كؿ‬ ‫يدؿ عمى اف المشرع استيدؼ بيذا النص كجكب التعكيض عف‬
‫مف يؤذم اإلنساف في شرفو كاعتباره اك يصيب عاطفتو كاحساسو كمشاعره اما ما عدا ذلؾ مف‬

‫باإلخالؿ بحؽ ثابت يكفمو لو‬ ‫مساس بمصمحة مشركعة لممضركر في شخصو اك في مالو اما‬
‫اإلنساف في الحياة‬ ‫القانكف اك بمصمحة مالية لو فانو يتكافر بمجرده الضرر المادم‪ ،‬ككاف حؽ‬
‫كسالمة جسمو مف الحقكؽ التي كفميا الدستكر كالقانكف كجرـ التعدم عميو كمف ثـ فاف المساس‬

‫بسالمة الجسـ بام أذل مف شأنو اإلخالؿ بيذا الحؽ يتكافر بو الضرر المادم"‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬موقف المشرع األردني‪.‬‬

‫المادة ‪ 48‬مف القانكف المدني األردني رقـ ‪ 1976/43‬نصت عمى انو " لكؿ مف كقع عميو اعتداء‬

‫غير مشركع في حؽ مف الحقكؽ المالزمة لشخصيتو أف يطمب كقؼ ىذا االعتداء مع التعكيض عما‬

‫‪ 1996/23‬الى‬ ‫يككف قد لحقو مف ضرر "‪ ،‬كذىبت محكمة العدؿ العميا األردنية في قرارىا رقـ‬
‫"يستحؽ المتضرر مف القرار اإلدارم التعكيض في حالة تجاكز السمطة اإلدارية لصالحيتيا اك في‬

‫حالة كقكع خطأ متعمد منيا اك اذا أساءت استعماؿ سمطتيا ‪." ....‬‬

‫‪1‬عبدالكىاب ‪ ،‬محمد رفعت ‪ ،‬القضاء اإلداري ( الكتاب الثاني )‪ ،‬بيركت‪ ،‬منشكرات الحمبي الحقكقية ‪.،2003 ،‬د ص‪347‬‬

‫‪80‬‬
‫كذىبت أيضا محكمة العدؿ العميا األردنية الى قرار في الدعكل رقـ ‪ " 1994/193‬يشترط‬
‫في رافع دعكل التعكيض اف يككف صاحب حؽ أصابتو جية اإلدارة بقرارىا الممغى بضرر يراد رتقو‬

‫اإلدارة عف أعماليا غير المشركعة تستمزـ اف‬ ‫كالتعكيض عنو‪ ،‬كمف المستقر عميو اف مسؤكلية‬
‫يككف ىناؾ خطا مف جانب اإلدارة كاف يصيب الفرد ضرر نتيجة ىذا الخطأ كاف تقكـ عالقة سببية‬
‫بيف الخطأ كالضرر"‪.1‬‬

‫األردنية في قرار رقـ ‪( 1999/556‬ىيئة خماسية) تاريخ‬ ‫كذىبت محكمة العدؿ العميا‬
‫‪ 2000/3/29‬الى‪ "2‬اف االجتياد استقر عمى اف إلغاء القرار اإلدارم لعيب شكمي سكاء فيما يتعمؽ‬
‫بمخالفة الشكؿ اك عيب االختصاص ال ينيض سببا لمحكـ بالتعكيض‪ ،‬ذلؾ اف القضاء بالتعكيض‬

‫ليس مف مستمزمات القضاء باإللغاء بؿ لكؿ مف القضائييف أساسو الخاص الذم يقكـ عميو كما اف‬
‫اإلدارة كاف‬ ‫مسؤكلية اإلدارة عف أعماليا غير المشركعة تستمزـ اف يككف ىناؾ خطا مف جانب‬
‫يصيب الفرد ضرر نتيجة ىذا الخطأ كاف تقكـ عالقة سببية بيف الخطأ كالضرر في حيف ال تتحقؽ‬

‫مسؤكلية اإلدارة عف التعكيض بمجرد إلغاء ق ارراتيا المشكبة بعيب الشكؿ اك االختصاص بخالؼ‬
‫أكجو عدـ المشركعية األخرل كمخالفة القانكف مخالفة جسيمة اك عيب االنحراؼ ذلؾ اف العيكب‬
‫الشكمية التي تشكب القرار اإلدارم كتؤدم الى إلغائو ال تصمح الف تككف أساسا مبر ار لمتعكيض‬

‫األخرل لترتيب استحقاؽ التعكيض كاىـ ىذه الشركط‬ ‫بشكؿ تمقائي كانما ال بد مف تكفر الشركط‬
‫التثبت مف جسامة مخالفة اإلدارة لممشركعية كىذه نقطة كاقعية تختمؼ مف دعكل الى أخرل تقررىا‬
‫األكراؽ الثابتة في ىذه الدعكل بحيث‬ ‫المحكمة حسب استقرائيا لظركؼ كؿ دعكل عمى ضكء‬

‫‪ -1‬كىذا ما اكدتو محكمة التمييز االردنية في الدعكل رقـ ‪ 304‬لعاـ ‪ 1973‬كالتي نصت عمى " ‪ ....‬اف صدكر أمر مف‬
‫محكمة العدؿ العميا بايقاؼ تنفيذ االمر العسكرم الصادر عف الحاكـ العسكرم محافظ العاصمة القاضي باخالء االرض كىدـ‬
‫االبنية كاالنشاءات المقامة فييا الى أف يبت في دعكل الطعف بيذا القرار ثـ صدكر حكـ مف محكمة العدؿ العميا بالغاء قرار‬
‫الحاكـ العسكرم المشار اليو يجعؿ منو ق ار ار غير مكجكد كبالتالي تككف االدارة التي قامت باليدـ كاالخالء مسؤكلة عف الضرر‬
‫دكف اف يرد القكؿ باف الحاكـ العسكرم كاف يتصرؼ كيعمؿ بحدكد صالحياتو اف العمؿ الذم قاـ بو الحاكـ العسكرم كقائد‬
‫الشرطة بأمرىـ لرجاؿ االمف الخالء االرض كىدـ االنشاءات المقامة عمييا كاف بحكـ كظيفتيـ كالغراض الحككمة كليس‬
‫بصفتيـ الشخصية كال ألغراضيـ الخاصة كبالتالي فاف الحككمة تككف مسؤكلة عف الضرر الذم أكقعو الحاكـ العسكرم كقائد‬
‫الشرطة كرجاؿ االمف كاف التعكيض عف الضرر ال ينحصر بالحاكـ العسكرم كقائد الشرطة عمى فرض ارتكابيـ خطأ جسيما‬
‫بؿ اف الدكلة التي يعمالف ليا كباسميما متضامنتا معيما في المسؤكلية ‪"....‬‬
‫‪ -‬مكقع الكتركني ‪ ،‬منتدل قانكني األردني ‪ ، http://www.lawjo.net ،‬تاريخ الزيارة ‪2014/5/28‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪81‬‬
‫تتكصؿ المحكمة الى تقرير المكازنة المطمكبة بيف المصالح الخاصة كالمصالح العامة مع كضع‬
‫النتائج العممية إلقرار مبدأ التعكيض بحيث ال يؤدم أم حكـ مف أحكاـ المحكمة بالتعكيض الى‬

‫فاذا كاف‬ ‫إىدار المصمحة العامة التي ىي مصمحة الجميع كمصمحة رافع الدعكل بالكقت نفسو‪،‬‬
‫أسباب تبرر إصداره غـ مخالفة الشكؿ اك‬ ‫القرار الممغي سميما في مضمكنو محمكال عمى‬
‫أصدرتو كالقضاء عمييا بالتعكيض الف‬ ‫االختصاص فانو ال يككف ثمة محؿ لمسائمة الجية التي‬

‫القرار سيصدر عمى أية حاؿ بذات المضمكف مف المرجع المختص بعد مراعاة الشكؿ كعميو كحيث‬
‫اف العيب الشكمي الذم شاب الق ارريف إلدارييف الممغييف سبب المطالبة بالتعكيض كىما حؿ ىيئة‬
‫المديريف كتشكيؿ لجنة اإلدارة الشركة كانت ليما أسباب تبرر صدكرىما بالكاقع كالقانكف بعد اف‬

‫تمقى المستدعى ضده معالي كزير الصناعة كالتجارة عدة شكاكل مف مجمكعة مساىميف بالشركة‬
‫ضد ىيئة المديريف المحمكلة ذلؾ لك إنيما صد ار كفؽ األكضاع الشكمية المطمكبة ستككف النتيجة‬
‫ىي عدـ كجكد ما يكجب مسؤكلية المستدعى ضده بتعكيض الضرر المدعى حصكلو كبذلؾ تككف‬

‫المطالبة بالتعكيض مستكجبة لمرد"‪.‬‬

‫كبدراسة مكقؼ القضاء المقارف يتضح ىنا اف االمتناع عف تنفيذ الحكـ يجعؿ المكظؼ الممتنع‬
‫مسئكال مسئكلية شخصية عف ىذا االمتناع‪ ،‬كبالتالي يستطيع المتضرر اف يرفع دعكل عمى اإلدارة‬

‫كعمى المكظؼ الف أساس مسئكلية المكظؼ ىي مخالفة حجية األمر المقضي بو فاالمتناع عف‬
‫تنفيذ األحكاـ القضائية تشكؿ جرما كيتسبب ضر ار كبذلؾ تقكـ دعكل التعكيض‪ ،‬حيث اف القانكف‬
‫نظـ مسئكلية المكظؼ المتعسؼ في تنفيذ األحكاـ القضائية في كافة القكانيف المقارنة كلكف الى‬

‫اآلف كبالرغـ مف كجكد العديد مف الحاالت التي تعسفت اإلدارة في فمسطيف بتنفيذ األحكاـ اإلدارية‬
‫اال اننا لـ نجد ام حكـ قضائي ال عمى إدارة اك عمى مكظؼ ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬المسرولية التأديبية‪.‬‬

‫كما ذكرنا سابقا بكجكد المسئكلية الجزائية كالمدنية لممكظؼ العاـ في حاؿ تعطيؿ تنفيذ‬
‫األحكاـ القضائية اك رفض تنفيذىا فاف ىناؾ مسئكلية المكظؼ التأديبية لالمتناع عف التنفيذ ك‬
‫تتمثؿ المسئكلية التأديبية في التحكيؿ الى مجالس التحقيؽ اإلدارية لمعاقبة المكظؼ العاـ عمى‬

‫‪82‬‬
‫مخالفة القانكف كسكؼ يتـ التطرؽ الى مسئكلية المكظؼ التأديبية مف خالؿ دراسة كاستعراض‬
‫مكقؼ التشريعات القانكنية المقارنة ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬موقف المشرع الفمسطيني‪.‬‬

‫نص قانكف الخدمة المدنية الفمسطيني رقـ ( ‪ ) 4‬لسنة ‪1998‬ـ في مادة ( ‪ ) 67‬عمى "‬
‫يحظر عمى المكظؼ ما يمي‪:‬‬

‫‪ - 1‬مخالفة أحكاـ ىذا القانكف أك القكانيف كالمكائح األخرل المعمكؿ بيا كالمتعمقة بالخدمة المدنية‬
‫كالمكظفيف‪.‬‬

‫‪ - 2‬الجمع بيف كظيفتو كبيف أم عمؿ آخر يؤديو بنفسو أك بالكاسطة‪ .‬كتحدد الالئحة التنفيذية‬

‫ليذا القانكف الضكابط كاألحكاـ لألعماؿ التي يجكز لممكظؼ أداؤىا في غير أكقات الدكاـ الرسمية‬
‫بما ال يضر أك يتعارض أك يتناقض مع الكظيفة أك مقتضياتيا‪.‬‬

‫‪ - 3‬استغالؿ كظيفتو كصالحياتو فييا لمنفعة ذاتية أك ربح شخصي أك القبكؿ مباشرة أك‬

‫بالكاسطة ألية ىدية أك مكافأة أك منحة أك عمكلة بمناسبة قيامو بكاجبات كظيفتو‪.‬‬

‫‪ - 4‬أف يحتفظ لنفسو بأصؿ ّأية كرقة رسمية أك صكرة أك نسخة أك ممخص عنيا أك أف ينزعيا مف‬
‫الممفات المخصصة لحفظيا كلك كانت خاصة بعمؿ كمّؼ بو شخصيان‪.‬‬

‫‪ - 5‬أف يفشي ّأيان مف األُمكر التي يطمع عمييا بحكـ كظيفتو خالفان لممجاالت التي يجيزىا القانكف‬
‫حتى كلك ترؾ الكظيفة‪.‬‬

‫‪ - 6‬الخركج عمى مقتضى الكاجب في أعماؿ كظيفتو أك الظيكر بمظير مف شأنو اإلخالؿ بكرامة‬

‫الكظيفة‪.‬‬

‫‪ -7‬شرب الخمر كلعب القمار في األندية أك في المحاؿ العامة"‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫كنظمت العقكبات التأديبية التي تكقع عمى المكظؼ المخالؼ لألنظمة كالتعميمات المعمكؿ‬
‫بيا في المادة (‪ )68‬مف قانكف الخدمة المدنية الفمسطيني كالتي نصت عمى " إذا ثبت ارتكاب‬

‫المكظؼ مخالفة لمقكانيف كاألنظمة كالتعميمات كالق اررات المعمكؿ بيا في الخدمة المدنية أك في‬
‫تطبيقيا فتكقع عميو إحدل العقكبات التأديبية التالية‪:‬‬

‫‪ - 1‬التنبيو أك لفت النظر‪.‬‬

‫‪ - 2‬اإلنذار‪.‬‬

‫‪ - 3‬الخصـ مف الراتب بما ال يزيد عف راتب خمسة عشر يكمان‪.‬‬

‫‪ - 4‬الحرماف مف العالكة الدكرية أك تأجيميا مدة ال تزيد عف ستة أشير‪.‬‬

‫‪ - 5‬الحرماف مف الترقية حسب أحكاـ ىذا القانكف‪.‬‬

‫‪ - 6‬الكقؼ عف العمؿ مدة ال تتجاكز ستة أشير مع صرؼ نصؼ الراتب‪.‬‬

‫‪ - 7‬تخفيض الدرجة‪ - .‬اإلنذار بالفصؿ‪ - .‬اإلحالة إلى المعاش‪ - .‬الفصؿ مف الخدمة"‪.‬‬

‫كمف خالؿ ما سبؽ يتضح لنا اف المشرع الفمسطيني لـ ينص صراحة في نص المادة‬
‫السابقة عمى االمتناع اك تعطيؿ تنفيذ األحكاـ اإلدارية مف قبؿ المكظؼ العاـ كما نص عمييا‬
‫قانكف العقكبات األردني رقـ ‪ 1960/16‬كانما قد يستدؿ عمييا مف خالل "الخركج عمى مقتضى‬

‫الكاجب في أعماؿ كظيفتو‪. "...‬‬

‫كيرل الباحث ألىمية تنفيذ األحكاـ القضائية كتكرار ىذه الظاىرة في التعسؼ في عدـ تنفيذ‬
‫األحكاـ القضائية‪ ،‬كجب عمى المشرع الفمسطيني اف يقكـ بأدراج المخالفة صراحة كتكقيع أقسى‬

‫العقكبات التأديبية عمييا‪ ،‬النيا تمس ىيبة القضاء كاحترامو كتمس حقكؽ األفراد كتكقع الضرر‬
‫عمييـ في ظؿ محاكلتنا إلقامة دكلة القانكف‪ ،‬كلتحقيؽ سيادة كعمك القضاء ككسيمة رقابة فعالة عمى‬
‫أعماؿ اإلدارة ‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫ثانيا ‪ :‬موقف المشرع المصري‬

‫نص المشرع المصرم في المادة ‪ 78‬مف قانكف العامميف في الدكلة رقـ ‪ 47‬لعاـ ‪1987‬‬

‫عمى " كؿ عامؿ يخرج عمى مقتضى الكاجب في أعماؿ كظيفتو اك يظير بمظير مف شأنو‬
‫اإلخالؿ بكرامة الكظيفة يجازل تأديبيا ‪. " ....‬‬

‫كيعتبر احتراـ األحكاـ القضائية كتنفيذىا مف أىـ كاجبات الكظيفة‪ ،‬كفي حاؿ اإلخالؿ في‬

‫ذلؾ كالتعسؼ عف تنفيذ ىذه األحكاـ كاىدار لجية األمر المقضي بو يترتب عمى ذلؾ جريمة تأديبية‬
‫يعاقب عمييا المكظؼ كنالحظ مف خالؿ استعراض نصكص المكاد السابقة اف القانكف الفمسطيني‬
‫كالمصرم اف المشرع لـ ينص صراحة عمى العقكبة التأديبية لممكظؼ العاـ في حاؿ تعسفو‬

‫كامتناعو في عدـ تنفيذ أحكاـ القضاء كانما نص عمييا ضمنا مف خالؿ مجمكعة المخالفات التي‬
‫يحظر عمى المكظؼ العاـ ارتكابيا ‪ ....‬كىذا ما ذىب اليو المشرع األردني أيضا في نص المادة‬
‫‪ 68‬مف قانكف الخدمة المدنية األردني رقـ ‪. 2013/82‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬التنفيذ الجبري وامكانية تطبيقو عمى األحكام اإلدارية‪.‬‬

‫اف التنفيذ الجبرم ألحكاـ القضاء يككف مف خالؿ قاضي التنفيذ كاليدؼ منو ىك إجبار‬
‫المديف عمى الكفاء بالتزاماتو‪ ،‬ففي حالة عدـ كفاء المديف بالتزاماتو سكاء باالمتناع عف القياـ بفعؿ‬

‫اك إجباره عمى القياـ بفعؿ فيتدخؿ قاضي التنفيذ إلجبار المديف عمى الكفاء بالتزاماتو جبرا‪ ،‬كسيتـ‬
‫في ىذا المطمب شرح التنفيذ الجبرم كدكر قاضي التنفيذ في تنفيذ أحكاـ القضاء جب ار كالشركط‬
‫الالزمة لتطبيؽ التنفيذ الجبرم عمى األحكاـ القضائية كذلؾ في الفرع األكؿ‪ ،‬كسيتـ ذكر تطبيقات‬

‫القضاء عمى التنفيذ الجبرم لصالح اإلدارة كامكانية استخداـ التنفيذ الجبرم في مكاجية اإلدارة‬
‫لمكفاء بالتزاماتيا ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التنفيذ الجبري في التشريعات المقارنة‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫‪ ،1‬كيعرؼ التنفيذ‬ ‫التنفيذ الجبرم ىك الذم تجريو السمطات العامة تحت إشراؼ القضاء‬
‫الجبرم أيضا بأنو التنفيذ الذم يتـ بكاسطة مكظؼ عاـ لتنفيذ حكـ اك سند تنفيذم بالقكة الجبرية‬

‫عند المزكـ تحت إشراؼ القضاء كرقابتو‪ ،‬فالتنفيذ الجبرم ىك إجراء كضعو المشرع إلجبار المديف‬
‫المماطؿ عمى الكفاء بالتزامو عف طريؽ تدخؿ السمطة العامة بناء عمى طمب الدائف كيتـ تنفيذ‬
‫التزاـ المديف في أمكالو رغما عف إرادتو ‪.2‬‬

‫كيتضح لنا مف خالؿ التعريفات السابقة اف تدخؿ السمطة العامة تقير إرادة المديف‬
‫كتجبره عمى الكفاء بالتزامو كاف عنصر اإلجبار يعد مف أىـ خصائص التنفيذ الجبرم حيث يتـ‬
‫التنفيذ عمى المديف جب ار كبغير الحاجة الى مشاركة أجابية منو ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬التنفيذ الجبري في التشريع الفمسطيني‪.‬‬

‫نظـ المشرع الفمسطيني التنفيذ الجبرم في نصكص مكاد قانكف التنفيذ الفمسطيني رقـ ‪23‬‬
‫لعاـ ‪ 2005‬حيث نص في المادة الثانية منو عمى " ‪ -1‬كؿ تنفيذ يجرم بكاسطة دائرة التنفيذ كتحت‬

‫إشراؼ كتكجيو قاضي التنفيذ بناء عمى طمب ذم الشأف مرفقان بالسند التنفيذم‪ ،‬كعمى المختصيف‬
‫‪ -2‬إذا‬ ‫بالدائرة المبادرة إلى التنفيذ فكر تقديـ الطمب كتسميـ السند التنفيذم كاستيفاء شركط التنفيذ‬
‫امتنع القائـ بالتنفيذ عف القياـ بأم إجراء مف إجراءات التنفيذ كاف لصاحب الشأف أف يرفع األمر‬

‫بطمب إلى قاضي التنفيذ ‪ -3‬لمقائـ بالتنفيذ أف يتخذ الكسائؿ التحفظية كلو أف يطمب بعد مراجعة‬
‫قاضي التنفيذ معكنة الشرطة ‪ -4‬يعاقب بالعقكبة المقررة في القكانيف الجزائية مف يقكـ بممانعة‬
‫القائـ بالتنفيذ بالمقاكمة كالتعدم ككذلؾ رجاؿ الشرطة الذيف ال يقكمكف بكاجبيـ إذا طمب منيـ"‬

‫كقد نصت المادة ‪ 8‬عمى " ‪ -1‬ال يجكز التنفيذ الجبرم إال بسند تنفيذم اقتضاء لحقكؽ‬
‫مؤكدة في كجكدىا كمحددة في أطرافيا كمعينة في مقدارىا كحالة األداء‪ -2 .‬اإلسناد التنفيذية ىي‬
‫األحكاـ كالق اررات كاألكامر القضائية كالنظامية كالشرعية كمحاضر التسكية الفضائية كالصمح التي‬

‫‪1‬د‪ ،‬عنبر ‪ ،‬محمد عبد الرحيـ ‪ ،‬الوجيز في احكام التنفيذ ‪ ،‬بدكف دار نشر ‪ ،‬بدكف طبعو ‪ ، 1988 ،‬ص ‪35‬‬
‫د‪ ،‬مصطفى ‪ ،‬محمد الصاكم ‪ ،‬قواعد التنفيذ الجبري وفقا لقانون المرافعات المدنية والتجارية ‪ ،‬دار النيضو العربيو ‪،‬‬
‫‪ ، 19962‬ص‪8‬‬

‫‪86‬‬
‫تصدؽ عمييا المحاكـ النظامية كالشرعية كأحكاـ المحكميف القابمة لمتنفيذ كالسندات الرسمية كالعرفية‬
‫كغيرىا مف اإلسناد التي يعطييا القانكف ىذه الصفة"‪.‬‬

‫فال يكفي إلجراء التنفيذ الجبرم اف يككف سند التنفيذ مف األكراؽ التي نص عمييا القانكف‬
‫كتتضمف تأكيدا لحؽ مكضكعي محقؽ الكجكد كمعيف المقدار فحسب ‪ ،‬كانما يجب اف تتخذ ىذه‬
‫الكرقة شكال معينا كىي الصكرة التنفيذية‪.1‬‬

‫كمف خالؿ النصكص السابقة نالحظ اف المشرع الفمسطيني اتفؽ مع المشرع المصرم في‬
‫تنظيـ شركط التنفيذ الجبرم‪ ،‬حيث يتضح لنا اف قاضي التنفيذ ىك القاضي المختص في التنفيذ‬
‫الجبرم في حاؿ عدـ كفاء المديف بالتزامو المادم‪ ،‬فيتـ تقديـ طمب لمتنفيذ الجبرم مف قبؿ الدائف‬

‫لقاضي التنفيذ مرفقا معو السند التنفيذم الذم يعتبر العنصر األىـ في التنفيذ كال يصح التنفيذ‬
‫الجبرم مف دكف كجكد السندات التنفيذية‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬التنفيذ الجبري في التشريع المصري‪.‬‬

‫نظـ المشرع المصرم التنفيذ الجبرم في قانكف المرافعات المدنية كالتجارية المصرم رقـ‬
‫‪ 13‬لعاـ ‪ 1986‬حيث نص في المادة ‪ 274‬منو عمى " يجرل التنفيذ تحت إشراؼ قاضى التنفيذ‬
‫يندب فى مقر كؿ محكمة جزئية مف بيف قضاة المحكمة االبتدائية كيعاكنو فى ذلؾ عدد كاؼ مف‬

‫المحضريف‪ .‬كتتبع أمامو اإلجراءات المقررة أماـ المحكمة الجزئية ما لـ ينص القانكف عمى خالؼ‬
‫ذؿؾ"‪ ،‬كنصت اؿمادة ‪ 275‬عمى " يختص قاضى التنفيذ دكف غيره بالفصؿ فى جميع منازعات‬
‫التنفيذ المكضكعية كالكقتية أيان كانت قيمتيا‪ ،‬كما يختص بإصدار الق اررات كاألكامر المتعمقة بالتنفيذ‬

‫كيفصؿ قاضى التنفيذ فى منازعات التنفيذ الكقتية بكصفو قاضيان لألمكر المستعجمة"‪.‬‬

‫كنصت المادة ‪ 279‬عمى " يجرل التنفيذ بكساطة المحضريف كىـ ممزمكف بإجرائو بناء‬
‫عمى طمب ذ كم الشأف متى سمميـ السند التنفيذم‪ ،‬فإذا أمتنع المحضر عف القياـ بأم إجراء مف‬

‫د‪ ،‬مبارؾ ‪ ،‬عبد التكاب ‪ ،‬التنفيذ الجبري وفقا لقانون المرافعات المصري ‪ ،‬ط‪ ، 1‬القاىره ‪ ،‬دار النيضو العربية ‪2004 ،‬‬
‫‪،1‬ص‪187‬‬

‫‪87‬‬
‫فإذا كقعت مقاكمة اك‬ ‫إجراءات التنفيذ لصاحب الشأف أف يرفع األمر بعرضو الى قاضى التنفيذ‪،‬‬
‫تعد عمى المحضر كجب عميو أف يتخذ جميع الكسائؿ التحفظية كاف يطمب معكنة القكة العامة‬

‫كالسمطة المحمية"‪.‬‬

‫‪ 280‬عمى " ال يجكز التنفيذ الجبرم إال بسند تنفيذم اقتضاء لحؽ محقؽ‬ ‫كقد نصت المادة‬
‫كالسندات التنفيذية ىي األحكاـ كاألكامر كالمحررات المكثقة‬ ‫الكجكد كمعيف المقدار كحاؿ األداء‬

‫كمحاضر الصمح التى تصدؽ عمييا المحاكـ اك مجالس الصمح كاألكراؽ األخرل التى يعطييا‬
‫القانكف ىذه الصفة كال يجكز التنفيذ فى غير األحكاؿ المستثفل بنص فى القانكف إال بمكجب صكرة‬
‫مف السند التنفيذم عمييا صيغة التنفيذ التالية "عمى الجية التى يناط بيا التنفيذ اف تبادر اليو متى‬

‫إجرائو كلك باستعماؿ القكة متى طمب الييا‬ ‫طمب منيا كعمى السمطات المختصة اف تعيف عمى‬
‫ذلؾ"‪.‬‬

‫كنالحظ ىنا اف المشرع المصرم نظـ أيضا شركط التنفيذ الجبرم كىي اف يتـ تقديـ طمب‬

‫التنفيذ مف خالؿ الدائف كاف يككف مرفقا معو السند التنفيذم إلتماـ إجراءات طمب التنفيذ الجبرم‬
‫عمى المديف‪ ،‬حيث يعتبر السند التنفيذم ىك العنصر األىـ أيضا لمقياـ التنفيذ الجبرم‬

‫ثالثا ‪ :‬التنفيذ الجبري في التشريع األردني‪.‬‬

‫نظـ المشرع األردني التنفيذ الجبرم في نصكص قانكف التنفيذ رقـ ‪ 25‬لعاـ ‪ 2007‬حيث‬
‫نصت المادة الثانية منو عمى "أ ‪ -‬يتـ تنفيذ السندات التنفيذية المنصكص عمييا في ىذا القانكف مف‬
‫قبؿ دائرة تسمى (دائرة التنفيذ) لدل كؿ محكمة بداية يرأسيا قاض يسمى رئيس التنفيذ ال تقؿ درجتو‬

‫عف الرابعة كيعاكنو قاض اك أكثر يقكـ أقدميـ مقامو عند غيابو "‪.‬‬

‫كنصت المادة ‪ 6‬مف قانكف التنفيذ األردني عمى " ال يجكز التنفيذ اال بسند تنفيذم اقتضاء‬
‫أ‪-‬األحكاـ‬ ‫األداء‪ ،‬كتشمؿ السندات التنفيذية مايمي‪:‬‬ ‫لحؽ محقؽ الكجكد كمعيف المقدار كحاؿ‬

‫كأحكاـ المحاكـ الجزائية المتعمقة بالحقكؽ‬ ‫الصادرة عف المحاكـ الحقكقية كالشرعية كالدينية‬
‫أخرل نصت قكانينيا‬ ‫الشخصية‪ ،‬كاألحكاـ كالق اررات الصادرة عف أم محكمة اك مجمس اك سمطة‬

‫‪88‬‬
‫الخاصة عمى اف تتكلى ‪ ،‬الدائرة تنفيذىا كأم أحكاـ أجنبية كاجبة التنفيذ بمقتضى أم اتفاقية ‪ ،‬ب‪-‬‬
‫السندات الرسمية كالعادية كاألكراؽ التجارية القابمة لمتداكؿ"‪.‬‬

‫كنستنتج ىنا اف المشرع األردني كالتشريعات المقارنة األخرل التي تـ التطرؽ الييا قد‬
‫نظمت شركط التنفيذ الجبرم كحددت الجية المختصة بالفصؿ في طمبات التنفيذ الجبرم كىك‬
‫قاضي التنفيذ‪ ،‬كنصت عمى شركط طمبات التنفيذ كىي اف يتـ تقديمو مف قبؿ ذكم الشأف كاف‬

‫يحتكم عمى السند التنفيذم الذم ال يتـ استكماؿ إجراءات تقديـ طمب التنفيذ الجبرم اال مف خاللو‪،‬‬
‫كقامت ببياف كتكضيح المعنى القانكني لمسندات التنفيذية المعتمدة عند قاضي التنفيذ ‪ ،‬كبعد‬
‫استعراض شركط التنفيذ الجبرم في التشريعات المقارنة يجب اف نكضح اف ىناؾ عدة طرؽ إلكراه‬

‫المديف عمى التنفيذ كىي التنفيذ المباشر ك التيديد المالي ‪ ،‬كالتنفيذ عمى المكاؿ المديف (الحجز)‬
‫كاإلكراه البدني كسيتـ تكضيحيا بمايمي ‪:‬‬

‫‪ : 1‬التنفيذ الجبري المباشر‪.‬‬

‫يقصد بالتنفيذ المباشر إجبار المديف عمى تنفيذ عيف ما التزـ بو‪ ،‬اك تحقيؽ ما يفرضو عميو‬
‫القانكف لصالح الدائف اك مف لو حؽ في ذلؾ‪ ،‬بحث يحصؿ عمى حقو كليس عمى شيئا خر بديال‬
‫عنو‪ ،‬كالتنفيذ المباشر ال يككف اال في االلتزامات التي يككف محميا شيئا أخر غير النقكد كااللتزاـ‬

‫بعمؿ اك االمتناع عف عمؿ ‪ ،‬فاذا كاف الدائف يطالب بتسميـ عيف فاف المحضر يعمؿ عمى تحقيؽ‬
‫النتيجة المطمكبة بذاتو بحيث يقكـ بتسميـ العقار اك المنقكؿ لمدائف ‪ ،1‬فالتنفيذ المباشر قائـ عمى قير‬
‫المديف عمى الكفاء بنفس ما التزـ كجكاز ىذا التنفيذ مشركط بشرطيف ىما ‪-:‬‬

‫‪- 1‬عدـ قياـ مانع مادم مف إجرائو كيالؾ العيف‪ ،‬فال يمكف تسميـ العيف مثال اذا كانت ىذه العيف‬
‫قد ىمكت ‪.‬‬

‫‪ 1‬د‪ ،‬مصطفى ‪ ،‬محمد الصاكم ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ‪11‬‬

‫‪89‬‬
‫‪- 2‬عدـ قياـ مانع أدبي مف إجرائو كأف يككف شأف التنفيذ المباشر مثال مساس بحرية المديف‬
‫الشخصية اك منعو مف الكجكد في مكاف معيف كالتزاـ الممثؿ بعدـ الظيكر عمى مسرح معيف فاذا‬

‫كجد مانع أدبي يحكؿ دكف التنفيذ العيني لاللتزاـ فانو يتـ بطريؽ التعكيض‪.1‬‬

‫‪ : 2‬التيديد المالي ‪.‬‬

‫يقكـ اإلكراه المالي عمى إجبار المديف عمى تنفيذ التزاماتو حيث تعتبر كسيمة ضغط معنكم‬

‫كأدبي عمى المديف لتنفيذ التزامو العيني كالغرامة التيديدية ىي الكسيمة المعتمدة لإلكراه المالي‪،‬‬
‫كيقصد بالغرامة التيديدية الحكـ عمى المديف المماطؿ بمبمغ مف الماؿ يدفع كؿ يكـ اك كحدة زمنية‬
‫أخرل يتأخر بيا المديف عمى أداء التزامو اذا كاف ممتزما القياـ بعمؿ اك عف كؿ مرة يأتي فييا‬

‫‪ ،2‬كال يجكز الحكـ بالغرامة‬ ‫المديف عمال مخال اللتزامو كأف يقكـ بعمؿ يمتزـ باالمتناع عف أدائو‬
‫التيديدية اال اذا كاف التنفيذ مازاؿ ممكنا اما اذا أصبح التنفيذ مستحيال اك غير مجد النقضاء المدة‬
‫‪ ،3‬ككما ذكرنا سابقا نظاـ الغرامة‬ ‫التي يجب تنفيذه فييا‪ ،‬فاف التيديد بالغرامة ال يككف لو محؿ‬

‫التيديدية بشكؿ مكسع فاف الغرامة التيديدية ليست تعكيضا لمدائف عف إخالؿ المديف بالتزاماتو بؿ‬
‫ىي تعتبر كسيمة إكراه إلجباره المديف عمى تنفيذ التزاماتو‪.‬‬

‫‪ : 3‬التنفيذ عمى أموال المدين ‪.‬‬

‫كيككف التنفيذ عمى أمكاؿ المديف بطريؽ الحجز ك البيع حيث يككف التزاـ المديف مبمغا مف‬
‫النقكد إما أصال اك ماال‪ ،‬فيتـ الحجز عمى األمكاؿ المممككة لممديف اك الكفيؿ الشخصي كتباع‬
‫بالمزاد العمني كي تحكؿ ىذه األمكاؿ الى نقكد كي يستكفي الدائف حقو منيا‪4 ،‬كيعتبر الحجز عمى‬

‫أمكاؿ المديف مف أكثر الطرؽ شيكعا في استفاء الحقكؽ كاجبار المديف عمى الكفاء بالتزاماتو‪،‬‬
‫كيعتبر الطريؽ األساسي لمتنفيذ الجبرم في الكثير مف التشريعات المقارنة ‪.‬‬

‫د‪ ،‬عنبر ‪ ،‬محمد عبد الرحيـ ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص‪38-37‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ ،‬ىيكؿ ‪ ،‬عمي ابك عطية ‪ ،‬التنفيذ الجبري في قانون المرافعات المدنية والتجارية ‪ ،‬االسكندرية ‪ ،‬دار المطبكعات‬
‫‪2‬الجامعية ‪ ، 2008،‬ص‪6-5‬‬
‫‪3‬د ‪ ،‬مصطفى ‪ ،‬محمد الصاكم ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ‪27-26‬‬
‫‪4‬د‪ ،‬ىيكؿ ‪ ،‬عمي ابك عطية ‪،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ‪10-7‬‬

‫‪90‬‬
‫‪ : 4‬اإلكراه البدني‪.‬‬

‫الحبس ىك كسيمة تيدؼ الى الضغط عمى شخص المديف لحممو عمى تنفيذ التزامو بحرمانو‬

‫مف حريتو لمدة مؤقتة كقد عالج المشرع الفمسطيني الحبس في المكاد ‪ 164-155‬مف قانكف التنفيذ‬
‫الفمسطيني رقـ ‪ 23‬لعاـ ‪ ،2005‬كال يعتبر الحجز التنفيذم عقكبة كاف كاف قد تضمف مفيكـ حجز‬
‫الحرية كانما يعتبر كسيمة مف كسائؿ ضماف تنفيذ االلتزاـ‪ ،‬يقير بو المديف شخصا لكي يجبر عمى‬

‫التنفيذ بما التزـ بو‪.1‬‬

‫كىذا ما اتفؽ عميو اغمب التشريعات المقارنة اف التنفيذ بكسيمة اإلكراه البدني ىي ليست‬
‫عقكبة كانما ىي كسيمة ضغط عمى المديف حتى يقكـ بالكفاء بكافة التزاماتو‪ ،‬اال اف بعض فقياء‬

‫القانكف ذىبكا الى عدـ جكاز التنفيذ بكسيمة اإلكراه البدني كذلؾ لألسباب التالية ‪:‬‬

‫‪- 1‬التنفيذ باإلكراه البدني عمى شخص المديف بحبسو مثال معطؿ لنشاطو‪ ،‬كليس في ىذا مصمحة‬
‫لمدائف‪ ،‬فقد يستطيع المديف اذا ترؾ ح ار يمارس نشاطو‪ ،‬اف يستطيع الكفاء بالتزاماتو ‪.‬‬

‫‪- 2‬اف الكفاء بما عمى اإلنساف مف حقكؽ يضمنو ماؿ اإلنساف ال شخصو‪ ،‬فاذا امتنع المديف عف‬
‫الكفاء نفذ الدائف عمى أمكالو‪ ،‬فالعالقة بيف الدائف كالمديف في التشريع الحديث ليست عالقة بيف‬
‫شخصيتيما كانما ىي عالقة بيف ذمتيما المالية ‪.‬‬

‫التنفي باإلكراه البدني محصميا اف التنفيذ عمى شخص المديف ييدر أدميتو‪ ،‬كيتنافى مع‬
‫‪ - 3‬ذ‬
‫الكرامة اإلنساني ‪.2‬‬

‫كبالرغـ مف ىذه المبررات التي ذىب الييا بعض فقياء القانكف الحديث اال اف التنفيذ باألكره المدني‬

‫ىك كسيمة ميمة مف كسائؿ التنفيذ الجبرم ككسائؿ الضغط عمى المديف لمكفاء بالتزاماتو‪ ،‬فاف لـ‬

‫د‪ ،‬القضاة ‪ ،‬مفمح عكاد ‪ ،‬اصول التنفيذ وفقا لقانون االجراء االردني دراسة مقارنة ‪ ،‬ط‪ ، 2‬مكتبة دار الثقافة لمنشر‬
‫‪1‬كالتكزيع ‪، 1992 ،‬ص‪205‬‬
‫مرجع سابؽ ‪ ،‬ص‪ 38-37‬د‪ ،‬عنبر ‪ ،‬محمد عبد الرحيـ ‪ ،‬ص‪43-24‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪91‬‬
‫يمكف التنفيذ المباشر كال الحجز كحرـ التنفيذ باإلكراه البدني‪ ،‬فال فائدة ترجى مف نظاـ التنفيذ‬
‫الجبرم النتياء كسائؿ الضغط كعدـ قدرتو عمى إجبار المديف بالكفاء بالتزاماتو ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬التنفيذ الجبري عمى اإلدارة ‪.‬‬

‫لإلدارة اؿحؽ في اف تنفذ ق ارراتيا ك أكامر الضبطية عمى األفراد بالقكة الجبرية دكف الحاجة‬
‫األصؿ كىذا مف اخطر الكسائؿ‬ ‫الى إذف مسبؽ مف القضاء كتعتبر ىذه الكسيمة استثناء عمى‬

‫بالنسبة لإلدارة ككنيا تستخدـ كتمجأ الى اإلكراه بطبيعة الحاؿ ال يمكف اف تتـ اال بنص يسمح‬
‫بالتنفيذ الجبرم‪.‬‬

‫اإلدارم يقتصر حؽ التنفيذ الجبرم المباشر لق اررات ك‬ ‫الرأم الغالب في الفقو كالقضاء‬

‫أكامر الضبط اإلدارم عمى حالتيف كىما ‪:‬‬

‫اإلدارم استعماؿ حؽ التنفيذ الجبرم المباشر‬ ‫‪ – 1‬كجكد نص قانكني يرخص لسمطة الضبط‬
‫لق ارراتيا‪.‬‬

‫‪ – 2‬حالة الضركرة ‪ :‬كىي الحالة التي تكاجو فييا سمطة الضبط اإلدارم خط ار جسيما ييدد النظاـ‬
‫العاـ كيتخذ دفعة بالطرؽ القانكنية العادية مما يتيح لإلدارة اتخاذ إجراء عمى كجو السرعة لدفع ىذا‬
‫الخطر ‪.‬‬

‫يحؽ لإلدارة استخداـ التنفيذ الجبرم مف قبميا في مكاجية األفراد‪ ،‬سكاء كاف ذلؾ باستخدامو ا كسائؿ‬
‫اإلكراه التي تستطيع تطبيقيا مف تمقاء نفسيا اك مف خالؿ ق اررات قاضي التنفيذ الذم يكره األفراد‬
‫عمى التنفيذ سكاء بالحجز اك التنفيذ المباشر اك التيديد المالي اك اإلكراه البدني كىذه الكسائؿ تـ‬

‫التطرؽ اليو‪.1‬‬

‫كقد نظمت كافة قكانيف التنفيذ في التشريعات المقارنة التنفيذ الجبرم ك اإلجراءات المتعمقة‬
‫بالتنفيذ كنظمت األمكاؿ التي يجكز التنفيذ عمييا ك كطرؽ التنفيذ كما ال يجكز التنفيذ عميو‪ ،‬حيث‬

‫‪1‬كقع الكتركني‪ ،‬منتديات شبكو قانكني االردف ‪ ، www.lawjo.net8 ،‬تاريخ الزياره ‪2014/12/31‬‬

‫‪92‬‬
‫نص قانكف التنفيذ الفمسطيني رقـ ‪ 2005/23‬في نص المادة ‪ 44‬منو عمى " ال يجكز الحجز كال‬
‫اتخاذ ام إجراءات تنفيذ أخرل عمى األمكاؿ العامة المنقكلة كغير المنقكلة التي لمدكلة اك‬

‫لألشخاص االعتبارييف العامة اك الييئات اك أمكاؿ األكقاؼ المخصصة ألداء أعماليا‪ ،‬تشمؿ‬
‫األمكاؿ العامة جميع أمكاؿ الدكلة التي تككف مخصصة لمنفعة عامة بالفعؿ اك بمقتضى قانكف اك‬
‫مرسكـ اك قرار مف مجمس الكزراء "‪.‬‬

‫‪ 45‬مف قانكف التنفيذ الفمسطيني عمى " ال يجكز الحجز كال اتخاذ ام‬ ‫نصت المادة‬
‫إجراءات تنفيذ أخرل عمى المنشآت ك األدكات كالميمات المخصصة إلدارة المرافؽ العامة اك لتقديـ‬
‫خدمة عمكمية لمجميكر "‪.‬‬

‫‪ 87‬مف القانكف المدني المصرم كالتي‬ ‫كىذا ما ذىب اليو المشرع المصرم في نص المادة‬
‫نصت عمى" تعتبر أمكال عامة العقارات ك المنقكالت التي لمدكلة اك لألشخاص االعتبارية العامة‪،‬‬
‫كالتي تككف مخصصة لمنفعة عامة بالفعؿ اك بمقتضى قانكف اك مرسكـ اك قرار مف الكزير‬

‫المختص‪ ،‬كىذه األمكاؿ ال يجكز التصرؼ فييا اك الحجز عمييا اك تممكيا بالتقادـ "‪ ،‬كذىب‬
‫المشرع األردني في قانكف التنفيذ األردني في نص المادة ‪ 27‬مف القانكف المذككر عمى " ال يجكز‬
‫التنفيذ عمى ما يمي ‪ :‬أ‪-‬األمكاؿ العامة كأمكاؿ الكقؼ ‪. " ...‬‬

‫كمف خالؿ نصكص المكاد في قكانيف التنفيذ في التشريعات المقارنة يتضح لنا اف ىناؾ‬
‫إجماع مف قبؿ المشرعيف عمى عدـ جكاز التنفيذ عمى األمكاؿ المنقكلة كالغير منقكلة كالتي تعتبر‬
‫أمكال عامة‪ ،‬كبالرغـ مف ذلؾ أعطى المشرع الحؽ لإلدارة لمتنفيذ الجبرم عمى األفراد كالحجز عمى‬

‫أمكاليـ كاتخاذ كافة كسائؿ التنفيذ الجبرم إلكراه المديف عمى الكفاء بالتزاماتق لإلدارة‪ ،‬بالرغـ مف اف‬
‫اإلدارة ليا قدرة اكبر عمى الكفاء بالتزاماتيا كىي األكلى في تنفيذ كاحتراـ أحكاـ القضاء‪.‬‬

‫بالرغـ مف نصكص مكاد قانكف التنفيذ األردني بمنع الحجز عمى األمكاؿ العامة اال اف‬
‫‪14315/2012‬ب قد اصدر ق ار ار‬ ‫قرار قاضي التنفيذ بمحكمة بداية عماف بالقضية التنفيذية رقـ‬

‫‪93‬‬
‫بالحجز عمى أمكاؿ أمانة العاصمة العماف لعدـ التزاميا بقرار محكمة التمييز األردنية بتعكيض‬
‫مجمكعة شركات طالؿ ابك غزالة عف استمالؾ عدة عقارات ليا في منطقة العبدلي في عماف‬

‫كالفكائد التأخيريو المترتبة عمى ذلؾ‪ ،‬حيث أدل ذلؾ الى إكراه أمانة العاصمة عمى الكفاء بمبمغ ‪7‬‬
‫مالييف دينار أردني لمجمكعة طالؿ ابك غزالة بعد الحجز عمى أمكاؿ ك عقارات أمانة العاصمة‬
‫عماف ‪.1‬‬

‫التنفيذ الجبرم مف أىـ كسائؿ تنفيذ األحكاـ القضائية كقد تـ تنظيمو في كافة التشريعات‬
‫بشكؿ مكسع ألىميتو كلقدرتو عمى إجبار المديف عمى الكفاء بالتزاماتو‪ ،‬فاألصؿ اف المشرع قاـ‬
‫بإخضاع اإلدارة لقكانيف التنفيذ الجبرم في حاؿ تعسفيا عف تنفيذ التزاماتيا كعدـ احتراميا ألحكاـ‬

‫القضاء‪ ،‬فحقكؽ األفراد في الدكلة أكلى مف حقكؽ اإلدارة التي تستطيع تطبيؽ التنفيذ الجرم في‬
‫مكاجيتيا لألفراد إلجبارىـ عمى الكفاء بالتزاماتيـ‪ ،‬فحيف اف األفراد ميما حكـ القضاء مف كسائؿ‬
‫ا‪،‬‬ ‫تيديد مالي ال يستطيعكف الحجز عمى أمكاؿ اإلدارة كبذلؾ تبقى متعسفة عف الكفاء بالتزاماتو‬

‫كميما صدرت أحكاـ جنائية فاف كاف المكظؼ متمتع بحصانة فال فائدة مف ام مالحقة جنائية‪،‬‬
‫كبالتالي فاف حقكؽ األفراد المدنية كالجنائية كالتأديبية ك في تنفيذ الحكـ الصادر ضد اإلدارة تككف‬
‫قد ضاعت في سبيؿ قياـ المشرع بحماية اإلدارة مف كسائؿ التيديد التي تكفؿ احتراـ أحكاـ القضاء‬

‫كالمحافظة عمى حقكؽ األفراد ‪.‬‬

‫القضاء اإلدارم الفمسطيني عمى درجة كاحدة‪ ،‬كنأمؿ في تطكره في المستقبؿ القريب‬
‫ليصبح عمى درجتيف كنرجك مف المشرع اف يقكـ بتنظيـ كسائؿ مكاجية اإلدارة في تعسفيا في تنفيذ‬

‫كاحتراـ أحكاـ القضاء‪ ،‬كذلؾ إلقامة دكلة القانكف كالمحافظة عمى حقكؽ األفراد كحرياتيـ‪ ،‬كزيادة‬
‫ثقة الناس في القضاء ‪.‬‬

‫‪1‬مكقع الكتركني‪ ،‬منتديات شبكو قانكني االردف ‪ ، www.lawjo.net ،‬تاريخ الزياره ‪2014/12/31‬‬

‫‪94‬‬
‫الخاتمة‬

‫تعرض الباحث لمكضكع تنفيذ األحكاـ اإلدارية مف خالؿ تقسيـ البحث الى فصميف رئيسييف‬

‫األكؿ السياؽ العاـ لألحكاـ اإلدارية كيتناكؿ في مضمكنة األحكاـ اإلدارية كحجتيا كضكابط‬
‫إصدارىا‪ ،‬كالقكة التنفيذية ليذه األحكاـ‪ ،‬كعكارض االمتناع عف تنفيذىا مف قبؿ اإلدارة‪ ،‬كالكسائؿ‬
‫التي يتـ المجكء الييا لتعطيؿ تنفيذ ىذه األحكاـ ‪.‬‬

‫كفي الفصؿ الثاني تناكؿ الباحث في الفصؿ الثاني كسائؿ مكاجية اإلدارة المتناعيا عف تنفيذ‬
‫األحكاـ اإلدارية حيث كاف مضمكنو عف دكر القضاء في مكاجو ة تعسؼ اإلدارة مف خالؿ الضغط‬
‫المالي (الغرامة التيديدية‪ ،‬كالفكائد التأخيرية) كمسئكلية المكظؼ الممتنع عف تنفيذ األحكاـ اإلدارية‬

‫(مسئكلية مدنية‪ ،‬جزائية‪ ،‬إدارية)‪ ،‬كتـ التطرؽ الى التنفيذ الجبرم كامكانية تطبيقو عمى اإلدارة ‪.‬‬

‫حيث تعرض الباحث الى اإلطار القانكني لتنفيذ األحكاـ اإلدارية ككسائؿ تنفيذىا في‬
‫التشريعات المقارنة حيث بيف الباحث مدل حجية أحكاـ القضاء اإلدارم ككجكب احتراـ أحكاـ‬

‫القضاء كضكابط إصدار ىذه األحكاـ ككيفية معالجة األخطاء المادية فييا كتفسير الق اررات الصادرة‬
‫عف محاكـ القضاء اإلدارم في حالة كاف يشكبيا بعض الغمكض‪ ،‬كبيف الباحث مدل القصكر في‬
‫القكانيف كفي أحكاـ القضاء في مكاجية اإلدارة المتعسفة عف التنفيذ‪ ،‬كاف احتراـ أحكاـ القضاء‬

‫اإلدارم مف أساسيات الدكؿ المتقدمة كالتعسؼ مف قبؿ اإلدارة كعدـ التنفيذ يؤدم الى حالة مف‬
‫الفكضى كضياع الحقكؽ‪ ،‬فحيف تتعسؼ اإلدارم عف التنفيذ تسقط ىيبة القضاء كثقة الناس فيو لذا‬
‫يجب اف يتـ احتراـ أحكاـ القضاء اإلدارم ألنو يككف بمكاجية الدكلة كأحكاـ القضاء بشكؿ عاـ ‪.‬‬

‫كمف خالؿ ىذا البحث تمكف الباحث مف الكصكؿ الى العديد مف النتائج كاالقتراحات‬
‫كالتكصيات عمى ىذه النتائج كىي عمى النحك التالي ‪:‬‬

‫النتارج‬

‫‪95‬‬
‫‪ - 1‬األحكاـ القضائية تنقسـ الى ثالثة أنكاع رئيسية‪ ،‬المدنية كالجزائية كاإلدارية كتنفيذ األحكاـ‬
‫المدنية يككف مف خالؿ دكائر التنفيذ التي تتكلى متابعة التنفيذ كفقا ألحكاـ القانكف‪ ،‬كاألحكاـ‬

‫الجزائية كالختالؼ طبيعة تنفيذىا عف األحكاـ المدنية فقد افرد المشرع ليا نص خاص في قانكف‬
‫اإلجراءات الجزائية حيث أناط صالحية تنفيذه لمنيابة العامة‪ ،‬اما األحكاـ اإلدارية فال تكجد جية‬
‫مختصة بتنفيذىا عمى غرار باقي األحكاـ التي تصدر عف المحاكـ الفمسطينية‪ ،‬كعند الرجكع الى‬

‫قانكف التنفيذ رقـ ‪ 23‬لسنة ‪ 2005‬يتبيف انو مف غير الممكف كفقا لما جاء في نصكصو تنفيذ‬
‫األحكاـ اإلدارية الختالؼ طبيعتيا عف طبيعة باقي األحكاـ كما ال يكجد نص يجيز لمنيابة العامة‬
‫تنفيذ ىذه األحكاـ ‪.‬‬

‫‪ - 2‬عدـ كجكد جية قانكنية مختصة بتنفيذ األحكاـ اإلدارية في النظاـ القانكني الفمسطيني‪ ،‬جعؿ‬
‫مف الصعكبة بمكاف متابعة تنفيذ األحكاـ اإلدارية كجعؿ الطريؽ الكحيد لضماف تنفيذ األحكاـ‬
‫اإلدارية ىك المجكء الى النيابة العامة كمقاضاة المكظؼ الممتنع عف تنفيذ الحكـ اإلدارم بجريمة‬

‫االمتناع عف تنفيذ األحكاـ‪ ،‬كاف ىذا النص أيضا تكاجيو العديد مف الصعكبات العممية كاف كاف‬
‫منصكص عميو نظريا ‪.‬‬

‫‪ - 3‬األحكاـ اإلدارية منيا المستعجمة كمنيا النيائية التي تنيي الخصكمة اإلدارية‪ ،‬كاف ما ينطبؽ‬

‫عمى الطمب المستعجؿ في القضاء المدني ينطبؽ عمى القضاء اإلدارم اذ اف ىذا النكع مف‬
‫الطمبات يقكـ عمى صفة االستعجاؿ‪ ،‬كتنفيذ ىذه األحكاـ يقكـ أيضا عمى صفة االستعجاؿ كأف‬
‫النفاذ المعجؿ يككف منصكص عمية في متف القرار كذلؾ مف خالؿ مأمكر التنفيذ حيث يتـ تنفيذ‬

‫القرار في ذات اليكـ الذم صدر فيو‪ ،‬كفي ىذا الصدد فإف األحكاـ المستعجمة التي تصدر عف‬
‫القضاء اإلدارم ال يكجد إطار قانكني يحكـ تنفيذىا مما يؤدم في حاؿ امتناع اإلدارة عف التنفيذ‬
‫الى ضياع حؽ المستدعي الذم يخشى زكالو بانقضاء الكقت‪.‬‬

‫‪ - 4‬قصكر القانكف الفمسطيني في معالجة تنفيذ األحكاـ اإلدارية سكاء كاف ذلؾ في قانكف التنفيذ‬
‫‪ 2‬لعاـ‬ ‫الفمسطيني رقـ ‪ 23‬لعاـ ‪ 2005‬اك في قانكف أصكؿ المحاكمات المدنية كالتجارية رقـ‬
‫‪ 2001‬حيث اف صالحية القاضي اإلدارم تنتيي بإصدار قرار الحكـ كال يممؾ القاضي اإلدارم‬

‫‪96‬‬
‫تكجيو األكامر لإلدارة اك الحمكؿ مكاف اإلدارة كال يكجد ام كسيمة فعالو يستطيع تؤدم الى إجبار‬
‫اإلدارة عمى االلتزاـ بأحكاـ القضاء ‪.‬‬

‫‪ - 5‬القضاء اإلدارم في فمسطيف قضاء إلغاء عمى درجة كاحد‪ ،‬كال يستطيع القضاء اإلدارم‬
‫الفمسطيني النظر بطمبات التعكيض في مكاجية اإلدارة لتعسفيا عف تنفيذ األحكاـ اإلدارية الصادرة‬
‫ضدىا‪ ،‬كاف التعكيض عف تعسؼ اإلدارة في تنفيذ أحكاـ القضاء ىك مف اختصاص القضاء‬

‫النظامي كليس اإلدارم ‪.‬‬

‫‪ - 6‬تعتبر ق اررات القضاء اإلدارم مف أىـ الق اررات ك األحكاـ الصادرة مف القضاء الف احد‬
‫أطراؼ الدعكل ىك اإلدارة اك الدكلة‪ ،‬كبالتالي فاف تنظيـ محكمة العدؿ العميا الفمسطينية كتحديد‬

‫اختصاصاتيا يجب اف يككف في قانكف منفصؿ كمكسع بدال مف تنظيـ محكمة العدؿ العميا في‬
‫قانكف تشكيؿ المحاكـ النظامية الفمسطيني كتنظيـ المحاكمات في قانكف أصكؿ المحاكمات المدنية‬
‫كالتجارية الفمسطيني‪ ،‬حيث اف محكمة العدؿ العميا الفمسطينية نظمت في القانكنيف معا بما يقارب‬

‫‪ 15‬مادة فقط‪ ،‬كيجب اف يشتمؿ ىذا القانكف عمى باب كامؿ يتعمؽ بضماف تنفيذ األحكاـ التي‬
‫تصدر عف القضاء اإلدارم ‪.‬‬

‫‪ - 7‬القضاء اإلدارم في فمسطيف حديث التأسيس كذلؾ أدل الى كجكد الكثير مف التقصير في‬

‫إصدار األحكاـ بالرغـ مف تعدد حاالت تعسؼ الدكلة في ق ارراتو ا‪ ،‬خصكصا في قضايا المعمميف‬
‫كقضايا المفصكليف مف األجيزة األمنية‪ ،‬حيث اف بعض الق اررات صدرت بما يناسب السمطة‬
‫التنفيذية ال بما يتناسب مع القانكف كالعدؿ فاغمب الق اررات الصادرة بخصكص المكظفيف المفصكليف‬

‫ترد لعدـ االختصاص بالرغـ مف اف كؿ ق اررات الفصؿ ىي ق اررات إدارية‪ ،‬كمف أمثمة ذلؾ الدعكل‬
‫رقـ ‪ 2009/184‬التي رفعت عمى كزير التربية كالتعميـ ك ديكاف المكظفيف بخصكص قضية فصؿ‬
‫كيتضح ىنا‬ ‫المعمميف حيث قامت محكمة العدؿ العميا الفمسطينية برد الدعكل لعدـ االختصاص‪،‬‬

‫ىيمنة السمطة التنفيذية عمى السمطة القضائية كىذا يؤدم الى فقداف ثقة الناس بالقضاء كييئة عميا‬
‫ك كحيدة لتحقيؽ العدالة في فمسطيف ‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫‪ - 8‬كسائؿ التيديد المالي التي تـ التطرؽ الييا كىي كسائؿ نظميا القانكف المدني في كافة‬
‫التشريعات المقارنة التي تـ ذكرىا سابقا‪ ،‬كعدـ كجكد تشريع فمسطيني نظـ كسائؿ التيديد المالي‬

‫يؤدم الى استحالة تطبيؽ بعض مف كسائؿ جبر اإلدارة عمى تنفيذ األحكاـ اإلدارية مثؿ الغرامة‬
‫التيديدية ك الفكائد التأخيرية ‪.‬‬

‫‪ - 9‬كجكد قصكر في نصكص قانكف الخدمة المدنية الفمسطيني رقـ ( ‪ ) 4‬لسنة ‪1998‬ـ في‬

‫ذكر المكظؼ المتعسؼ ‪ -‬الممتنع ك المتأخر ك المتراخي ‪ -‬في تنفيذ أحكاـ القضاء كاحتراميا‬
‫كانما تـ ذكرىا ضمنا بيف نصكص المادة ‪ 67‬مف ىذا القانكف ‪.‬‬

‫‪ 23‬لعاـ ‪ 2005‬في عدـ تحديد‬ ‫‪- 10‬كجكد قصكر في نصكص قانكف التنفيذ الفمسطيني رقـ‬

‫كسائؿ التنفيذ عمى اإلدارة المتعسفة في الكفاء بالتزاماتيا‪ ،‬كنص قانكف التنفيذ الفمسطيني عمى عدـ‬
‫جكاز الحجز عمى أمكاؿ الدكلة التي تعتبر أمكاال عامة مما يغمؽ الطريؽ في كسيمة ضغط مالي قد‬
‫تستعمؿ ضد اإلدارة ‪.‬‬

‫‪- 11‬إعطاء الحؽ في اإلدارة الستخداـ كافة الكسائؿ القانكنية ك القضائية إلجبار األفراد عمى‬
‫الكفاء بالتزاماتيـ لإلدارة‪ ،‬مع عدـ كجكد ام تنظيـ لكسائؿ التنفيذ اك الضغط عمى اإلدارة لمكفاء‬
‫بالتزاماتيا ‪.‬‬

‫‪- 12‬اغمب ق اررات اإلدارة المتعسفة تصدر مف المكظؼ األعمى درجة في ىذه اإلدارة كىذا يؤدم‬
‫الى صعكبة مالحقتو تأديبيا اك جنائيا اك مدنيا ‪.‬‬

‫‪- 13‬لـ ينظـ القانكف الفمسطيني المدة الزمنية التي يجب عمى اإلدارة اف تنفذ أحكاـ القضاء بيا‬

‫حتى ال تعتبر متراخية كيعتبر تأخرىا في تنفيذ الحكـ بمثابة قرار سمبي في تنفيذ أحكاـ القضاء‪،‬‬
‫كذلؾ اف اإلدارة تحتاج لبعض الكقت لتنفيذ أحكاـ القضاء خصكصا اذا كانت سكؼ تقكـ بتعديؿ‬
‫مراكز قانكنية لألفراد اك دفع تعكيضات ‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫التوصيات‬

‫‪- 1‬قياـ المشرع الفمسطيني باالنتقاؿ بالقضاء اإلدارم في فمسطيف مف مرحمة قضاء اإللغاء اك‬

‫القضاء عمى درجة كاحد الى القضاء اإلدارم الكامؿ‪ ،‬كتنظيـ القضاء اإلدارم في فمسطيف بقانكف‬
‫الخاص كفصمو عف قانكف تشكيؿ المحاكـ النظامية في فمسطيف‪.‬‬

‫‪- 2‬إيراد نص تشريعي يعطي اإلدارة فسحة مف الكقت حتى تتخذ اإلجراءات الالزمة لتنفيذ األحكاـ‬

‫القضائية الصادرة ضدىا خصكصا اف اإلدارة تحتاج بعض الكقت لتغيير المراكز القانكنية اك لمكفاء‬
‫بالتزاماتيا لذا يفضؿ النص صراحة عمى المدة الكاجبة لتنفيذ األحكاـ اإلدارية كاف تككف ىذه المدة‬
‫معقكلة‪ ،‬فعدـ تحديد مدة زمنية لتنفيذ اإلحكاـ اإلدارية يذىب باإلدارة لممماطمة كالتأخر كالتراخي في‬

‫تنفيذ األحكاـ القضائية بحجة انيا قيد اإلجراء ‪.‬‬

‫‪- 3‬قياـ المشرع بتنظيـ قانكف التنفيذ الفمسطيني اك ام قانكف أخر يتناسب مع إجبار اإلدارة عمى‬
‫الكفاء بالتزاماتيا جبرا‪ ،‬فكما اف اإلدارة تستخدـ كافة الكسائؿ القانكنية ك القضائية في مكاجية‬

‫األفراد فاإلدارة أكلى بتطبيؽ القانكف عمييا مف غيرىا‪.‬‬

‫‪- 4‬إصدار نص يحدد الحاالت التي تمتزـ فييا اإلدارة بإعادة إصدار القرار الذم تـ إلغاءه كذلؾ‬
‫بأثر رجعي ك الحاالت التي ال تمتزـ فييا بذلؾ‪ ،‬ففي كثير مف األحياف قد تمجأ اإلدارة الى إعادة‬

‫إصدار القرار اإلدارم الذم تـ إلغائو كىي تيدؼ بذلؾ الى التحايؿ عمى القضاء اإلدارم كتعطيؿ‬
‫أثار حكـ اإللغاء ‪.‬‬

‫‪- 5‬إقرار تشريع فمسطيني ينظـ كسائؿ التيديد المالي ( الغرامة التيديدية ك الفكائد التأخيرية )‬

‫كتطبيقو عمى القضاء اإلدارم كما في التشريعات المقارنة النيا تعتبر مف أىـ كسائؿ الضغط‬
‫المالي إلجبار اإلدارة عمى الكفاء بالتزاماتيا كتطبيؽ كاحتراـ أحكاـ القضاء ‪.‬‬

‫المادة ‪ 44‬ك ‪ 45‬مف قانكف التنفيذ‬ ‫‪- 6‬قياـ المشرع الفمسطيني بإعادة صياغة ما كرد في نص‬

‫الفمسطيني ‪ 43‬لعاـ ‪ 2005‬كالذم يحظر الحجز كالتنفيذ عمى األمكاؿ‪ ،‬فالحجز عمى أمكاؿ اإلدارة‬

‫‪99‬‬
‫ىي اكبر كسيمة ضغط عمييا إلجبارىا عمى الكفاء بالتزاماتيا‪ ،‬فحقكؽ األفراد أكلى مف تمتع اإلدارة‬
‫بحصانة في قانكف التنفيذ الفمسطيني ‪.‬‬

‫‪- 7‬قياـ المشرع الفمسطيني في ذكر المكظؼ المتعسؼ ‪ -‬الممتنع ك المتأخر ك المتراخي ‪ -‬عف‬
‫تنفيذ أحكاـ القضاء صراحة في نصكص قانكف الخدمة المدنية الفمسطيني رقـ ( ‪ ) 4‬لسنة ‪1998‬ـ‬
‫كتحديد اعمى درجة مف العقكبات التأديبية لمف يمتنع اك يتأخر اك يتراخى في تنفيذ كاحتراـ أحكاـ‬

‫القضاء ‪.‬‬

‫‪- 8‬قياـ المشرع الفمسطيني بتحديد التزامات اإلدارة في تنفيذ األحكاـ الصادرة مف القضاء‪ ،‬كذلؾ‬
‫حتى ال تحتج اإلدارة بجيميا بااللتزامات المفركضة عمييا فتمجأ الى المناكرة كالتحايؿ كمخالفة تنفيذ‬

‫أحكاـ القضاء بالطرؽ التي تـ التطرؽ الييا سابقا‪ ،‬فيذا سيؤدم الى بقاء صاحب الحكـ تحت‬
‫رحمة اإلدارة كتعسفيا‪ ،‬كاضط ارره الى المجكء الى المحاكـ مره أخرل لممطالبة بحقو ‪.‬‬

‫‪- 9‬تفعيؿ نصكص قانكف العقكبات بخصكص االمتناع عف تنفيذ أحكاـ المحاكـ كمنيا أحكاـ‬

‫القضاء اإلدارم كتنظيـ مالحقة المكظؼ الممتنع عف التنفيذ كفقا لقانكف اإلجراءات الجزائية النافذ‬
‫المسؤكلي عند عدـ تنفيذ أحكاـ القضاء اإلدارم‪.‬‬
‫ة‬ ‫كذلؾ لتحقيؽ الردع الخاص كالعاـ في عدـ تحقيؽ‬

‫‪- 10‬إنشاء كحدة إدارية مختصة بمتابعة تنفيذ األحكاـ اإلدارية كاقرار قانكف خاص ليا عمى غرار‬

‫قانكف التنفيذ‪ ،‬يتـ إعداده كفقا لما يتفؽ كطبيعة الحكـ اإلدارم بحيث تقكـ ىذه الكحدة باإلشراؼ‬
‫عمى تنفيذ األحكاـ اإلدارية كتمنح كافة الضمانات ك الصالحيات الالزمة لتنفيذ ىذه األحكاـ‪.‬‬

‫‪- 11‬العمؿ عمى إيجاد إطار قانكني يحكـ تنفيذ األحكاـ اإلدارية المستعجمة بما يتفؽ كطبيعتيا‬

‫كالغاية منيا اذا اف عدـ تنفيذىا يؤدم الى فكات الغاية منيا بفكات الكقت فالغاية منيا مقركنة بمدة‬
‫زمنية محددة‪ ،‬مثؿ قرار اليدـ الذم لـ تمتثؿ لو اإلدارة الى القرار المؤقت باليدـ ‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫قارمة المراجع والمصادر‬

‫المصادر‬

‫اوال ‪ :‬الدساتير والقوانين‪.‬‬

‫‪- 1‬القانون األساسي الفمسطيني ‪.2003‬‬

‫‪- 2‬دستور مصر لعام ‪.2012‬‬

‫‪- 3‬مسودة دستور مصر لعام ‪.2014‬‬

‫‪- 4‬الدستور الجزارري لعام ‪.2002‬‬

‫ثانيا ‪ :‬القوانين‬

‫‪- 5‬قانون أصول المحاكمات المدنية والتجارية الفمسطيني رقم ‪ 2‬لعام ‪.2001‬‬

‫‪- 6‬قانون المرافعات المدنية والتجارية المصري رقم ‪ 13‬لسنة ‪.1986‬‬

‫‪- 7‬قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجزارري ‪.2008‬‬

‫‪- 8‬من قانون أصول المحاكمات المدنية األردني رقم ‪ 24‬لعام ‪ 1988‬وتعديالتو‪.‬‬

‫‪- 9‬قانون مجمس الدولة المصري ‪ 47‬لسنة ‪.1972‬‬

‫‪ - 10‬مشروع القانون المدني الفمسطيني ‪.‬‬

‫‪ - 11‬التقنين المدني المصري رقم ‪ 131‬لعام ‪ 1948‬وتعديالتو‪.‬‬

‫‪ - 12‬القانون المدني األردني رقم ‪ 43‬لسنة ‪.1976‬‬

‫‪ - 13‬قانون إحداث المحاكم اإلدارية المغربي رقم ‪.90.41‬‬

‫‪101‬‬
‫‪ - 14‬قانون العقوبات األردني رقم ‪ 16‬لعام ‪.1960‬‬

‫‪ - 15‬قانون العقوبات المصري وتعديالتو رقم (‪ )95‬لعام ‪.2003‬‬

‫‪ - 16‬قانون العقوبات األردني رقم ‪ 16‬لعام ‪ 1960‬وتعديالتو لعام ‪.2010‬‬

‫‪ - 17‬العقوبات الجزارري رقم ‪ 156-66‬عام‪.1966‬‬

‫‪ - 18‬قانون التنفيذ الفرنسي لعام ‪.1991‬‬

‫‪ - 19‬قانون التنفيذ الفمسطيني رقم ‪ 23‬لعام ‪.2005‬‬

‫‪ - 20‬قانون التنفيذ األردني رقم ‪ 25‬لعام ‪.2007‬‬

‫المراجع‬

‫اوال ‪ :‬الكتب ‪.‬‬

‫‪ ‬ابك يكنس‪ ،‬محمد باىي‪ ،‬الغرامة التيديدية كوسيمة إلجبار اإلدارة عمى تنفيذ األحكام اإلدارية ‪،‬‬
‫بدكف طبعة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة لمنشر‪.2001 ،‬‬

‫‪ ‬الحمك‪،‬ماجد‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬دار المطبكعات الجامعية‪. 1985 ،‬‬

‫‪ ،‬القاىرة‪ ،‬دار‬ ‫‪ ‬الشيخ‪ ،‬عصمت عبد اهلل‪ ،‬الوسارل القانونية لضمان تنفيذ األحكام اإلدارية‬

‫النيضة العربية‪. 2005 ،‬‬

‫‪ ‬العبادم‪ ،‬محمد‪ ،‬قضاء اإللغاء ( دراسة مقارنة ) ‪ ،‬ط ‪ ،1‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،‬مكتبة دار الثقافة‬
‫لمنشر كالتكزيع‪.1995 ،‬‬

‫‪ ‬العدكم‪ ،‬جالؿ عمي‪ ،‬أصول أحكام االلتزام واإلثبات‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬منشأة المعارؼ‪.1996 ،‬‬

‫‪102‬‬
‫‪ ‬السنيكرم‪ ،‬عبد الرزاؽ‪ ،‬نظرية االلتزام بوجو عام ‪ ،‬ط ‪ ،3‬لبناف‪ ،‬منشكرات الحمبي الحقكقية‪،‬‬

‫‪. 1998‬‬

‫‪ ‬السيد إسماعيؿ‪ ،‬خميس‪ ،‬دعوى اإللغاء و وقف تنفيذ القرار اإلداري وقضاء التنفيذ واشكاالتو‬
‫والصيغ القانونية أمام مجمس الدولة مع المبادئ العامة لمقضاء المستعجل ‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الطباعة‬

‫الحديثة‪. 1993-1992 ،‬‬

‫‪ ‬القضاة‪ ،‬مفمح عكاد‪ ،‬أصول التنفيذ وفقا لقانون اإلجراء األردني دراسة مقارنة ‪ ،‬ط‪ ،2‬مكتبة دار‬

‫الثقافة لمنشر كالتكزيع‪.1992 ،‬‬

‫‪ ‬الطماكم‪ ،‬سميماف محمد‪ ،‬القضاء اإلداري الكتاب الثاني‪ ،‬قضاء التعويض وطرق الطعن في‬

‫األحكام ( دراسة مقارنة )‪ ،‬القاىرة‪ ،‬دار الفكر العربي‪. 1986 ،‬‬

‫‪ ‬الميثي‪ ،‬محمد سعيد‪ ،‬امتناع اإلدارة عن تنفيذ األحكام اإلدارية الصادرة ضدىا ( دراسة مقارنو‬

‫)‪ ،‬ط‪ ،1‬السعكدية‪ ،‬دار الصيمعي لمنشر كالتكزيع‪.2009 ،‬‬

‫‪ ‬جماؿ الديف‪ ،‬سامي‪ ،‬الدعاوي اإلدارية واإلجراءات أمام القضاء اإلداري ( دعاوي اإللغاء ) ‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬منشأه المعارؼ ‪.‬‬

‫‪ ‬جماؿ الديف‪ ،‬سامي‪ ،‬الوسيط في دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية‪ ،‬ط ‪ ،1‬اإلسكندرية‪ ،‬منشأه‬

‫المعارؼ ‪. 2004 ،‬‬

‫‪ ‬حسيف‪ ،‬محمد بكر‪ ،‬مسؤولية اإلدارة عن أعمال موظفييا ‪ ،‬ط ‪ ،1‬اإلسكندرية‪ ،‬دار الفكر‬

‫الجامعي‪2007 ،‬ـ ‪.‬‬

‫‪ ‬خميؿ ىيكؿ‪ ،‬السيد‪ ،‬الرقابة القضارية عمى أعمال اإلدارة دراسة مقارنو ‪ ،‬دار النيضة العربية‪،‬‬
‫‪. 2007‬‬

‫(‬ ‫‪ ‬خميفو‪ ،‬عبد العزيز عبد المنعـ‪،‬األصول اإلجرارية في الدعاوى واألحكام اإلدارية‬

‫االختصاص – الخصومة – األحكام )‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪. 2012 ،‬‬


‫‪103‬‬
‫المرافعات اإلدارية واإلثبات أمام القضاء اإلداري‬ ‫‪ ‬خميفو‪ ،‬عبد العزيز عبد المنعـ‪،‬‬
‫(االختصاص بنظر الدعوى وسقوطيا وانقضاريا‪ ،‬الحكم في الدعوى وضوابطو وحجيتو والطعن‬
‫فيو‪ ،‬دور القاضي في اإلثبات و وسارل اإلثبات المباشرة وغير المباشرة )‪ ،‬ط ‪ ،1‬المركز القكمي‬

‫لإلصدارات القانكنية‪.2008 ،‬‬

‫‪ ‬خميفو‪ ،‬عبد العزيز عبد المنعـ‪ ،‬تنفيذ األحكام اإلدارية واشكاالتو الوقتية ‪ ،‬ط ‪ ،1‬اإلسكندرية‪،‬‬

‫دار‪ ،‬الفكر الجامعي‪. 2008 ،‬‬

‫‪،‬‬ ‫‪ ‬سعد عبد الكاحد‪ ،‬حسني ‪ ،‬تنفيذ األحكام اإلدارية واإلشكاالت المتعمقة بو ( دراسة مقارنو )‬
‫القاىرة‪ ،‬مطابع مجمس الدفاع الكطني‪.1984 ،‬‬

‫‪ ،‬القاىرة‪ ،‬دار النيضة‬ ‫‪ ‬طعيمو الجرؼ‪ ،‬رقابة القضاء ألعمال اإلدارة العامة قضاء اإللغاء‬
‫العربية‪.1977 ،‬‬

‫‪ ،‬الطبعة‬ ‫اثر القضاء اإلداري عمى النشاط اإلداري في الدولة‬ ‫‪ ‬عبد العميـ‪ ،‬صالح يكسؼ‪،‬‬

‫األكلى‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪.2007 ،‬‬

‫إشكاالت التنفيذ في أحكام القضاء اإلداري ‪ ،‬الطبعة األكلى‪،‬‬ ‫‪ ‬عبد الرؤكؼ ىاشـ بسيكني ‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪. 2007 ،‬‬

‫القضاء اإلداري ( الكتاب الثاني ) ‪ ،‬بيركت‪ ،‬منشكرات الحمبي‬ ‫‪ ‬عبد الكىاب‪ ،‬محمد رفعت‪،‬‬

‫الحقكقية‪ ،2003 ،‬ص‪.347‬‬

‫‪ ‬عنبر‪ ،‬محمد عبد الرحيـ‪ ،‬الوجيز في أحكام التنفيذ‪ ،‬بدكف دار نشر‪ ،‬بدكف طبعو‪.1988 ،‬‬

‫‪ ‬مبارؾ‪ ،‬عبد التكاب‪ ،‬التنفيذ الجبري وفقا لقانون المرافعات المصري ‪ ،‬ط‪ ،1‬القاىرة‪ ،‬دار النيضة‬
‫العربية‪.2004،‬‬

‫‪ ‬محمد حافظ‪ ،‬محمكد‪ ،‬القضاء اإلداري دراسة مقارنو‪ ،‬مصر‪ ،‬دار النيضة العربية‪.1993 ،‬‬

‫‪104‬‬
‫‪ ‬مصطفى‪ ،‬محمد الصاكم‪ ،‬قواعد التنفيذ الجبري وفقا لقانون المرافعات المدنية والتجارية‪ ،‬دار‬

‫النيضة العربية‪.1996 ،‬‬

‫‪ ‬نصار‪ ،‬جابر‪ ،‬مسؤولية الدولة عن أعماليا غير التعاقدية‪ ،‬دار النيضة العربية‪1995 ،‬ـ ‪.‬‬

‫‪ ‬ىيكؿ‪ ،‬عمي ابك عطية‪ ،‬التنفيذ الجبري في قانون المرافعات المدنية والتجارية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬

‫دار المطبكعات الجامعية‪.2008 ،‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المجالت والرسارل العممية‪.‬‬

‫‪ ‬أ‌‪.‬شعببن‪‌،‬أوىر‌عصبم‪،‬وقف تنفيذ القزارات اإلدارية‪‌،‬رسبلة‌مبجستير‪‌،‬جبمعً‌الىجبح‪.‌2013‌،‬‬

‫‪ ‬د‪.‬صالح‪ ،‬فكاز‪ ،‬النظام القانوني لمغرامة التيديدية ‪ ،‬مجمة جامعة دمشؽ لمعمكـ االقتصادية‬

‫كالقانكنية‪ ،‬مجمد ‪ ،28‬العدد الثاني‪.2012،‬‬

‫‪ ‬أ‪ .‬محجكبي‪ ،‬محمد‪ ،‬بحث في دور المحاكم اإلدارية في تنفيذ األحكام الصادرة عنيا ‪2011 ،‬‬

‫‪ ‬كنعاف‪ ،‬نكاؼ ‪ ،‬المبادئ التي تحكم تنفيذ أحكام اإللغاء‪ ،‬مجمة الحقكؽ‪ ،‬جامعة الككيت‪ ،‬العدد‬

‫الرابع‪ ،‬السنة‪، 25‬كانكف أكؿ‪ ،‬بدكف سنة نشر ‪.‬‬

‫‪،75‬‬ ‫فمسطينيون بال عدالة ‪ ،‬سمسمة تقارير خاصة‪ ،‬العدد‬ ‫‪ ‬الييئة المستقمة لحقكؽ اإلنساف‪،‬‬
‫‪.2011‬‬

‫ثالثا‪ :‬المواقع االلكترونية ‪.‬‬

‫‪ ‬مجمو الفقو كالقانكف‪. http://www.majalah.new.ma ،‬‬

‫‪ ‬المقتفي‪. http://muqtafi.birzeit.edu ،‬‬

‫‪ ‬منتدل قانكني األردني‪. http://www.lawjo.net ،‬‬

‫‪ ‬مىقع‌الكترووي‪. http://www.startimes.com/‌،‬‬

‫‪105‬‬
‫‪ ‬مكقع الكتركني‪. http://www.kdaiaeldwla.com ،‬‬

‫‪ ‬مكقع الكتركني‪. www.f-law.net/law/forum.php ،‬‬

‫‪ ‬مىقع‌الكترووي‪‌،‬الهيئة‌المستقلة‌لحقىق‌اإلوسبن‪‌.‌http://www.ichr.ps‌،‬‬

‫‪106‬‬
Najah National University

Faculty of Graduate Studies

Implement administrative provisions


) Comparative study (

By

Khalil Omar Khalil Haj Yousif

Supervisor

Dr. Mohammed Sharaka

This Thesis is Submitted in Partial Fulfillment of the Requirements for


the Degree of Master of Public Law, Faculty of Graduate Studies,
An - Najah National University, Nablus- Palestine.
2014
The implementation of the administrative provisions
Comparative study
By Khalil Omar Khalil Haj Yousef
Supervisor
Dr. Mohammad Sharaqe

Abstract
In this essay the researcher dealt with the subject of implement
administrative provisions, where the problem in this study is about the
legal framework governing the process of implementing administrative
provisions and stating the inadequacy of the law in organizing the legal

means and ways that lead to forcing the administration to implement the
administrative provisions, where the researcher in this study used the
comparative approach through comparing Palestinian legislations with

their counterparts of the compared legislations(Egyptian,Jordanian,


Algerian), and stating differences and ways of organizing implementing
administrative provisions in these legislations.

The study was divided into two chapters, the first titled (The overall
context of the administrative provisions).What's meant by the title is the
administrative provisions by a party authorized by legislation to adjudicate

administrative disputes. In this chapter the researcher discussed what


administrative provisions is about which is in the first topic.

Administrative provisions are those issued by specialized courts

authorized to hear the administrative disputes. In this research the


researcher stated the administrative provisions and permissions of issuing
them in the (first demand) and the researcher dealt with the executive

force of administrative provisions in the (second demand).


b
In the second topic of this chapter the researcher dealt with the prevention
of implementing administrative provisions .After an administrative
resolution is issued and proven totally right the administration starts
looking for styles and preventions not implementing the administrative
provisions that are issued against it. In this research the researcher dealt
with the excuses used by the administration for not implementing the
administrative provisions in the (second demand).

In the second chapter of this study the researcher discussed the means of
confronting the administration for declining to implement the
administrative provisions. Means of confronting the administration are
divided into financial threat means and judicial remedies in confronting

the administration for declining implementing administrative provisions،


and these means work together to guarantee respect of judicial sentences
and forcing the administration to implement administrative provisions
issued against it. In this chapter the researcher discussed the financial
threats in confronting the administration for declining implementing
administrative provisions in the (first topic), which are the means taken

when the administration acts arbitrarily in implementing administrative


provisions by punishing it financially which may lead to force it to respect
and implement judicial sentences .In this chapter the researcher discussed
fine threat system and judicial applications of fine threat in confronting
the administration in the (first demand) and late profit system and judicial
applications of late profit system in forcing the administration to

implement the administrative provisions in the (second demand).

c
In the second topic of this chapter the researcher discussed the role of the
judiciary in confronting the administration declining implementing
administrative provisions, where means are organized by law to confront
administrations declining to respect and implement administrative
judicial sentences mentioned. Either through the responsibility of the
declining employee to implement and precutting him criminally، civil or
disciplinary or though trying to implement compulsory execution system
on the administration to force it to stand up for the commitment to
implement the administrative provisions issued against it. One of the most
important means taken by the judiciary to force the administration to
implement the administrative provisions is the responsibility of the

employee declining to implement the administrative provisions in the first


demand and the possibility of applying compulsory execution system in
the (second demand).

Through studying organizing legislations of the administrative provision


implementing process in Palestine , it was clear that there are some
inadequacies in these texts compared with (Egyption,Jordanian,Algerian).

legislations. It was clear that some of them were wider and more accurate
than their Palestinian counterparts, which exceeded many law issues that
were neglected by the Palestinian legislator.

Also the judicial administrative Palestinian system is much narrower than


in the compared legislations that were previously mentioned. In addition to
the existence of organizing and a variety of means of confronting the

declining administration of implementing administrative provisions,On the


d
contrary، the Palestinian legislation that comes sometimes inadeqaent or
even with no organizing of these various means that guarantee forcing
the administration to stand up for all its commitments .The Algerian
legislator used means of financial threats widely to force the
administration to stand up for its commitments. On the contrary , the
Palestinian legislator didn’t organize them efficiently or even didn’t
mention them sometimes. The Egyptian legislator made the judicial role
largely efficient in confronting the declining administration dispute،
despite the fact that there are some inadequacies in Egyption legislations
but they were wider and more accurate than than in the Palestinian
legislation in real application. The Jordanian legislation application of

booking funds of the administration as a means of compulsory exution to


force it to respect and implement administrative judicial sentences and
organizing the responsibility of the declining the administration to
implement the administrative provisions wider and applying it in
Jordanian courts on the contrary of the Palestinian legislation and
judiciary.

The researcher suggested some recommendations to treat the problems of


the research and what resulted from the study, which rotates in its entirety
on legislating a legal system capable of forcing the administration to
implement and respect the administrative provisions and standing up for its
commitments towards all the judicial sentences issued against it , so that
there would be an organizing of a harmonic legislation capable of

e
adjusting the process of implementing Administrative provisions , like the
compared legislations previously mentioned.

f
a

You might also like