You are on page 1of 122

‫جامعة النجاح الوطنية‬

‫كلية الدراسات العليا‬

‫حاالت انقضاء العالمة التجارية‬

‫"دراسة مقارنة"‬

‫إعداد‬
‫بشار نضال داود‬

‫إشراف‬
‫د‪ .‬أمجد حسان‬
‫د‪ .‬حسن فالح‬

‫قدمت هذه األطروحة استكماالً لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في الملكية الفكرية‬
‫وادارة اإلبداع‪ ،‬بكلية الدراسات العليا في جامعة النجاح الوطنية‪-‬نابلس – فلسطين‪.‬‬
‫‪9102‬‬
‫اإلهــــــداء‬

‫إلى عائلتي الحبيبة‪ ...‬أبي وأمي‪ ...‬اخوتي‪ :‬أحمد وشادي‬

‫الى روح جدي صبحي شحروري‬

‫إلى الزمالء األصدقاء في جامعة النجاح الوطنية‬

‫إلى كل من ينشر السالم والخير في العالم‬

‫ج‬
‫الشكــر والتقديــر‬

‫أتقدم بجزيل الشكر واالمتنان والتقدير لمشرفي‪ :‬األستاذ الدكتور أمجد حسان‪ ،‬واألستاذ‬
‫الدكتور حسن فالح‪ ،‬على إعطائهما الكثير من وقتهما وجهدهما وعلمهما‪ ،‬ومساندتهما المميزة لي‪،‬‬
‫منذ بداية اقتراح العنوان حتى نهاية الرسالة‪ ،‬فكانا خير موجه ومشرف‪.‬‬

‫ويسعدني أن أتقدم بخالص الشكر وعميق التقدير لمن أسهموا بجهودهم الخيرة‪ ،‬التي دفعت‬
‫إلى تقوية هذا العمل فك اًر وتطبيقاً واخراجاً‪ ،‬وأخص بالذكر األساتذة األفاضل أعضاء لجنة‬
‫المناقشة‪ ،‬الذين تفضلوا بالموافقة على مناقشة هذه الرسالة‪ ،‬وابداء مالحظاتهم وتوجيهاتهم القيمة‬

‫إلثرائها‪.‬‬

‫وال يفوتني أن أتقدم بالشكر والعرفان إلى أساتذتي أعضاء الهيئة التدريسية في جامعة‬
‫النجاح الوطنية‪ ،‬لما قدموه من علم ومعرفة طيلة فترة دراستي في الجامعة‪ ،‬فلهم مني كل التقدير‬

‫واالحترام‪.‬‬

‫د‬
‫اإلقرار‬

‫أنا الموقع أدناه‪ ،‬مقدم الرسالة التي تحمل العنوان‪:‬‬

‫حاالت انقضاء العالمة التجارية‬

‫"دراسة مقارنة"‬

‫أقر بأن ما اشتملت عليه الرسالة هي نتاج جهدي الخاص‪ ،‬باستثناء ما تمت اإلشارة إليه حيثما‬
‫ورد‪ ،‬وان هذه الرسالة ككل‪ ،‬أو أي جزء منها‪ ،‬لم يقدم من قبل لنيل أية درجة أو لقب علمي أو‬
‫بحثي لدى مؤسسة تعليمية أو بحثية أخرى‪.‬‬

‫‪Declaration‬‬

‫‪The work provided in this thesis, unless otherwise referenced is the‬‬


‫‪research’s own work, and has not been submitted elsewhere for any other‬‬
‫‪degree or qualification.‬‬

‫‪Student Name:‬‬ ‫اسم الطالب‪:‬‬


‫‪Signature:‬‬ ‫التوقيع‪:‬‬
‫‪Date:‬‬ ‫التاريخ‪:‬‬

‫ه‬
‫فهرس المحتويات‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‪.‬‬
‫ج‬ ‫اإلهداء‪.‬‬
‫د‬ ‫الشكر والتقدير‪.‬‬
‫ه‬ ‫اإلقرار‪.‬‬
‫ط‬ ‫الملخص‪.‬‬
‫‪0‬‬ ‫المقدمة‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬حاالت شطب العالمة التجارية‪.‬‬
‫‪01‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬إمكانية شطب العالمة التجارية لعدم استعمالها من صاحبها‪.‬‬
‫‪00‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬عدم استعمال العالمة التجارية‪.‬‬
‫‪00‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬عدم استعمال العالمة التجارية بإرادة صاحبها‪.‬‬
‫‪02‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬عدم استعمال العالمة التجارية بخالف إرادة صاحبها‪.‬‬
‫‪99‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬إجراءات شطب العالمة التجارية لعدم االستعمال‪.‬‬
‫‪99‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مقدم طلب شطب العالمة لعدم االستعمال‪.‬‬
‫‪92‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الجهة المختصة بتلقي طلب شطب العالمة لعدم االستعمال‪.‬‬
‫‪92‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬المدة الواجب تقديم طلب شطب العالمة التجارية لعدم االستعمال‪.‬‬
‫‪92‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬عبء اإلثبات‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬األثر المترتب على شطب العالمة التجارية لعدم استعمالها‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬لحظة سريان شطب العالمة التجارية‪.‬‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إعادة تسجيل العالمة المشطوبة‪.‬‬
‫‪12‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬شطب العالمة التجارية لعدم تجديدها أو بطلب من صاحبها‪.‬‬
‫‪12‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تجديد العالمة التجارية وشطبها لعدم التجديد‪.‬‬
‫‪12‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مدة حماية العالمة التجارية وتجديدها‪.‬‬
‫‪13‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أسباب شطب العالمة التجارية لعدم تجديدها‪.‬‬
‫‪20‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬إجراءات شطب العالمة التجارية لعدم تجديدها‪.‬‬
‫‪21‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬األثر المترتب على شطب العالمة لعدم تجديدها‪.‬‬
‫‪24‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬شطب العالمة التجارية بطلب من مالكها‪.‬‬
‫‪41‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬حاالت إبطال العالمة التجارية‪.‬‬

‫و‬
‫‪49‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬إبطال العالمة التجارية لمخالفتها الشروط الموضوعية‪.‬‬
‫‪41‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬إبطال العالمة التجارية لمخالفتها لشرط الصفة الفارقة‪.‬‬
‫‪42‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬شرط الصفة الفارقة‪.‬‬
‫‪45‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬حاالت إبطال العالمة التجارية لعدم توافر شرط الصفة الفارقة‪.‬‬
‫‪59‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬إبطال العالمة التجارية لمخالفتها شرط المشروعية‪.‬‬
‫‪59‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬إبطال العالمة التجارية لكونها تمس بالشعارات الدينية والرسمية‪.‬‬
‫‪54‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إبطال العالمة التجارية لكونها تخالف النظام العام واآلداب العامة‪.‬‬
‫‪52‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬إجراءات إبطال العالمة التجارية لكونها غير فارقة وغير‬
‫مشروعة‪.‬‬
‫‪52‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مقدم طلب اإلبطال لكون العالمة غير فارقة وغير مشروعة‪.‬‬
‫‪52‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬المدة الزمنية الالزمة لتقديم طلب اإلبطال‪.‬‬
‫‪29‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬إبطال العالمة التجارية لكونها تشكل تعديا على عالمة تجارية‬
‫أخرى‪.‬‬
‫‪29‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬إبطال العالمة التجارية لكونها تشكل تعدي على عالمة‬
‫مسجلة‪.‬‬
‫‪29‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬إبطال العالمة التجارية لكونها تشكل تعدي على عالمة مسجلة‬
‫داخل الوطن‪.‬‬
‫‪22‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إبطال العالمة التجارية لكونها تشكل تعدي على عالمة مسجلة‬
‫خارج الوطن‪.‬‬
‫‪32‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬إبطال العالمة التجارية لكونها تشكل تعدي على عالمة‬
‫مشهورة‪.‬‬
‫‪32‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مفهوم العالمة التجارية المشهورة‪.‬‬
‫‪32‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إبطال العالمة التجارية لكونها تشكل تعدي على عالمة تجارية‬
‫مشهورة‪.‬‬
‫‪21‬‬ ‫الخاتمة‪.‬‬
‫‪22‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‪.‬‬
‫‪019‬‬ ‫قائمة المالحق‪.‬‬
‫‪b‬‬ ‫‪Abstract‬‬

‫ز‬
‫فهرس المالحق‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫الملحق‬
‫‪019‬‬ ‫نموذج تجديد التسجيل قبل اإلشعار‪.‬‬ ‫(‪) 0‬‬
‫‪011‬‬ ‫طلب لتجديد التسجيل أو إلعادة تسجيلها بعد شطبها لعدم دفع‬ ‫(‪) 9‬‬
‫الرسوم‪.‬‬
‫‪012‬‬ ‫طلب لشطب بعض البضائع من البضائع التي سجلت بها‬ ‫(‪) 1‬‬
‫العالمة التجارية‪.‬‬
‫‪014‬‬ ‫طلب بقيد اسم صاحب العالمة المغيرة في السجل‪.‬‬ ‫(‪) 2‬‬
‫‪015‬‬ ‫الطلب المشترك المقدم من صاحب العالمة والمحال إليه من‬ ‫(‪) 4‬‬
‫أجل تسجيل العالمة باسم المحال إليه‪.‬‬
‫‪012‬‬ ‫صورة عن اإلعالن في مجلة الملكية الصناعية والتجارية لنقل‬ ‫(‪) 5‬‬
‫ملكية العالمة التجارية‪.‬‬

‫ح‬
‫حاالت انقضاء العالمة التجارية‬
‫"دراسة مقارنة"‬
‫إعداد‬
‫بشار نضال داود‬
‫إشراف‬
‫د‪ .‬أمجد حسان‬
‫د‪ .‬حسن فالح‬
‫الملخص‬

‫يبين الباحث في هذه الدراسة بعضا من حاالت انقضاء العالمة التجارية‪ ،‬ويبينها وفقا لما نصت‬
‫عليه التشريعات المتعلقة بالعالمات التجارية‪ ،‬وهي‪ :‬األردني والجزائري والسوري‪ ،‬فتناول أحكام‬
‫وشروط هذه الحاالت وفقا لما جاء في هذه القوانين‪ ،‬والباحث يقارن بين قانون العالمات التجارية‬
‫المطبق بالضفة الغربية مع القوانين المذكورة وذلك من أجل الوصول الى أفضل تنظيم قانوني في‬
‫هذه المسألة‪ ،‬كما أنه تم تقسيم هذه الحاالت الى حالتين‪ :‬حالة شطب وحالة ابطال‪ ،‬وعليه يبين‬
‫الباحث في هذه الدراسة الفرق بين هاتين الحالتين‪ ،‬من حيث األحكام والشروط واآلثار القانونية‬
‫المترتبة‪ ،‬ففي الحالة االولى يتم الحديث عن حالة شطب العالمة التجارية لعدم استعمالها‪ ،‬وكذلك‬
‫حالة شطب العالمة لعدم تجديدها‪ ،‬وحالة تقديم طلب للشطب من صاحب العالمة من تلقاء نفسه‪،‬‬
‫أما الحالة الثانية فيوضح الباحث حاالت االبطال نظ ار لعدم توافر الشروط الموضوعية‪ ،‬وهي‪ :‬شرط‬

‫الصفة الفارقة وشرط الجدة وشرط المشروعية‪ ،‬وهنا الباحث يسلط القصور الموجود لدى القانون‬
‫المطبق في الضفة الغربية فيما يتعلق بالعالمة التجارية المشهورة ومدى امكانية ابطال العالمة التي‬
‫تشكل التعدي عليها‪ ،‬وتوضيح قصور االحكام في هذا الشأن والنظر الى التشريعات المقارنة‬

‫للحصول على أحكام أفضل‪ ،‬كما أن الباحث يسلط الضوء على القصور بالقانون المطبق بالضفة‬
‫الغربية فيما يتعلق بإبطال العالمة لعدم توافر شرط الجدة‪.‬‬

‫في نهاية هذه الدراسة توصل الباحث إلى عدد من النتائج التي استخلصها بعد استقراء النصوص‬

‫عددا من التوصيات للمشرع الفلسطيني من أجل إجراء بعض‬


‫القانونية محل هذه الدراسة‪ ،‬ووضع ً‬

‫ط‬
‫التعديالت على قانون العالمات التجارية المطبق في الضفة الغربية‪ ،‬للوصول إلى تنظيم أفضل‬
‫لنصوص القانون المتعلقة بموضوع هذه الدراسة‪.‬‬

‫ي‬
‫المقدمة‪:‬‬

‫تعد العالمات التجارية نوعا من أنواع الملكية التجارية‪ ،‬التي هي جزء من الملكية الفكرية نظ ار‬
‫ألهميتها‪ ،‬فعلى الرغم من عدم الحاجة لوجود شرط ابتكاري للعالمات التجارية‪ ،‬نظ ار لقيمتها‬
‫السوقية‪ ،‬وزيادة إمكانية االعتداء عليها‪ ،‬ومحاولة تزويرها أو تقليدها‪ ،‬فال بد من حمايتها ضمن‬

‫إطار قانون الملكية الفكرية‪ ،‬ويقوم كثير من أصحاب العالمات التجارية بتسجيل هذه العالمات‬
‫لتوفير الحماية الالزمة لها‪ ،‬رغم أن تسجيل العالمة التجارية هو أمر جوازي ال إجباري‪ ،1‬ويستطيع‬
‫صاحب العالمة التجارية أن يقوم بتجديد العالمة التجارية متى أراد ذلك‪ ،‬ويجعلها تعيش مدى‬

‫الحياة‪ ،‬وذلك عند إتباعها إلجراءات الشكلية الالزمة لتسجيل العالمة وتجديدها‪ ،2‬ولكن إذا لم يتم‬
‫تجديد هذه العالمة‪ ،‬أو تم التخلي عنها‪ ،‬أو لم يتبع اإلجراءات الشكلية الالزمة إلبقائها‪ ،‬فإنه يترتب‬
‫على ذلك انقضاء العالمة التجارية‪ ،‬وفقا ألحكام ينظمها القانون‪ ،‬ويوضحها الباحث في هذه‬

‫الدراسة‪.‬‬

‫عرف قانون العالمات التجارية رقم (‪ )33‬لسنة ‪ 2591‬العالمة التجارية بأنها‪" :‬أية عالمة‬
‫استعملت أو كان في النية استعمالها على أية بضائع‪ ،‬أو فيما تعلق بها‪ ،‬لداللة على أن تلك‬

‫البضائع تخص صاحب العالمة‪ ،‬بحكم صنعها أو انتخابها أو الشهادة أو االتجار بها أو عرضها‬
‫للبيع"‪ ،3‬وتم انتقاد هذا التعريف؛ ألنه لم يشمل الخدمات التي أصبحت مهمة جدا في وقتنا‬
‫الحاضر‪ ،‬ويجب حماية هذه الخدمات ضمن إطار العالمة التجارية‪ ،‬لكي يتم تمييزها عن غيرها‬

‫من الخدمات األخرى‪.4‬‬

‫إن تسجيل العالمة التجارية ال يعد قرينة قطعية على ملكية العالمة التجارية‪ ،‬فهي قرينة بسيطة‪،‬‬
‫قابلة إلثبات العكس‪ ،‬وتسجل العالمة التجارية‪ ،‬وتنقضي بأحد الحاالت التي حددها القانون‪ ،‬وال بد‬

‫المادة (‪ )2/22‬من قانون العالمات التجارية األردني رقم (‪ )33‬لسنة ‪ 2591‬والمنشور على الصفحة ‪ 143‬من عدد الجريدة‬ ‫‪1‬‬

‫الرسمية ‪ 2221‬بتاريخ ‪ 2591/6/2‬والمطبق بالضفة الغربية‪.‬‬


‫‪http://muqtafi.birzeit.edu/Legislation/PDFPre.aspx?Y=1952&ID=12149‬‬
‫المادة (‪ )2/11‬من قانون العالمات التجارية (المطبق في الضفة الغربية او المعدل)‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫المادة (‪ )1‬من قانون العالمات التجارية (المطبق في الضفة الغربية)‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫زين الدين‪ ،‬صالح‪ ،‬الملكية الصناعية والتجارية‪ ،‬ط‪ ،2‬عمان‪ ،‬دار الثقافة‪ ،1111 ،‬ص‪.152‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪1‬‬
‫من آلية معينة النقضاء العالمة التجارية‪ ،‬فالقوانين محل هذه الدراسة نظمت هذه الحاالت‪ ،‬وبناء‬
‫على ذلك يوضح الباحث هذه الحاالت واألحكام التي جاءت في القوانين محل الدراسة‪.‬‬

‫والباحث في هذه الدراسة يستعمل مصطلح "انقضاء العالمة التجارية"؛ ألنه اصطالح يستطيع أن‬
‫يشمل الحاالت التي تؤدي إلى انقضاء العالمة التجارية كافة‪ ،‬وبمراجعة القوانين المقارنة يجد‬
‫الباحث أنه تم التفريق بين االصطالحات بخصوص انقضاء العالمة التجارية‪ ،‬وذلك على الرغم‬

‫من قيام القانون المصري رقم ‪ 21‬لسنة ‪ 1111‬بتوحيد االصطالح‪ ،‬فاستعمل اصطالح "شطب‬
‫العالمة التجارية"‪ ،‬للتعبير عن حاالت االنقضاء كافة‪ ،‬إال أن الباحث يجد أن بعض القوانين قد‬
‫فرقت بين حاالت الشطب وحاالت البطالن‪ ،‬مثل‪ :‬قانون العالمات الفارقة‪ ،‬والمؤشرات الجغرافية‪،‬‬

‫والرسوم‪ ،‬والنماذج الصناعية‪ ،‬رقم ‪ 2‬لسنة ‪ 1112‬السوري‪ ،‬وكذلك بالنسبة لألمر الجزائري رقم‬
‫‪ 13-16‬المتعلق بالعالمات‪ ،‬وعبر عن اصطالح الشطب باصطالح "إلغاء العالمة التجارية"‪،‬‬
‫وعن البطالن بحاالت خاصة وآثار مختلفة عن حاالت اإللغاء‪ ،‬ولذلك استعمل الباحث اصطالح‬

‫انقضاء العالمة التجارية لغايات التفريق بين اصطالح شطب العالمة التجارية وبطالنها‪ ،‬اللتين‬
‫سيقوم الباحث بتناولهما من خالل هذه الدراسة‪.‬‬

‫ولهذا استعمل الباحث اصطالح "انقضاء العالمة التجارية"‪ ،‬من أجل التعبير عن موضوعه‪ ،‬مع‬

‫إعطاء كل حالة من حاالت االنقضاء مسمى خاصا بها؛ ألن لكل حالة أث ار مختلفا عن الحاالت‬
‫األخرى‪ ،‬وعليه يكون الباحث استعمل اصطالح "شطب العالمة التجارية" للتعبير عن حاالت‬
‫انقضاء العالمة التجارية كافة‪ ،‬التي ال تمتد أثرها إلى الماضي‪ ،‬واستعمل اصطالح "إبطال العالمة‬
‫التجارية" للتعبير عن حاالت انقضاء العالمة التجارية التي يمتد أثرها إلى الماضي‪.‬‬

‫أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬

‫‪ .2‬مصلحة الجمهور باعتبارها األولى بالحماية من التغرير والتضليل‪ ،‬وذلك لحماية المستهلك‬

‫من التضليل من عالمة تجارية غير قانونية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ .1‬توعية أصحاب العالمات بحاالت انقضاء العالمة التجارية‪ ،‬وذلك لتحديد ما يترتب عليهم‬
‫من التزامات وتوعيتهم بحقوقهم‪ ،‬وهي حقهم في المطالبة بانقضاء العالمة التجارية التي تشكل‬

‫تعديا على عالمتهم التجارية‪.‬‬


‫ً‬

‫‪ .3‬الختيار أفضل األحكام الموضوعية‪ ،‬واإلجراءات المتبعة في انقضاء العالمات التجارية‬


‫وفقا لتشريعات المقارنة‪ ،‬ومقارنتها باإلجراءات المطبقة في الضفة الغربية‪ ،‬وتنبيه المشرع‬

‫الفلسطيني بها‪.‬‬

‫‪ .4‬الموضوع جديد‪ ،‬لم يسبق تناوله داخل فلسطين بشكل مفصل‪ ،‬مما يستوجب الحديث عنه‬
‫في دراسة متخصصة بهذا الشأن‪.‬‬

‫أهمية الدراسة‪:‬‬

‫إن انتشار العالمات التجارية وازدياد أعدادها لدى سجل العالمات التجارية‪ ،‬اصبح من المهم‬
‫الحديث عن كيفية انقضاء العالمة التجارية‪ ،‬من أجل التمييز فيما إذا كانت العالمة التجارية‬

‫المسجلة سارية المفعول‪ ،‬ومسجلة وفق األصول والقانون‪ ،‬أم أنها انقضت من السجل‪ ،‬وأصبحت‬
‫خارج الحماية القانونية‪ ،‬حتى ال يؤدي إلى تضليل الجمهور عن العالمات المحمية بموجب القانون‪،‬‬
‫وتسجيل العالمة التجارية الجديدة الخاصة باألشخاص‪ ،‬فإنهم يقومون بتسجيلها دون االكتراث لتلك‬
‫العالمة التي انقضت‪ ،‬وذلك وفقا لألصول والقانون‪.‬‬

‫وتكمن أهمية هذه الدراسة أيضا في أن صاحب العالمة التجارية يمكن له تقديم طلب النقضاء‬
‫تعديا على عالمته‪ ،‬كأن تكون العالمة مزورة للعالمة األصلية أو‬
‫العالمة التجارية‪ ،‬التي تشكل ً‬
‫مقلدة لها‪ ،‬وانقضاء بعض العالمات المخالفة للقانون‪ ،‬أو تلك التي تعد مخلة باآلداب العامة‪،‬‬
‫ومخالفة للنظام العام‪ ،‬تحمي قيم المجتمع‪ ،‬وأصحاب العالمات التجارية‪ ،‬وتحفظ حقوق الغير‪ ،‬فكان‬
‫هذه الدراسة للحديث عن الموضوع‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫مشكلة الدراسة‪:‬‬

‫تتمثل المشكلة الرئيسة التي يريد الباحث اثارتها في هذه الدراسة‪ ،‬تسليط الضوء على نقاط الضعف‬

‫التي عانى منها قانون العالمات التجارية األردني رقم ‪ 33‬لسنة ‪ 2591‬المطبق في الضفة الغربية‬
‫فيما يتعلق بحاالت انقضاء العالمة التجارية‪ ،‬فهل هناك أحكام جديدة تم تنظيمها بالتشريعات‬
‫األخرى بشكل أفضل بخصوص هذا الموضوع؟ وكذلك هناك أسئلة فرعية يثيرها الباحث من خالل‬

‫هذه الدراسة‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ -2‬ما هي الحاالت التي تؤدي إلى انقضاء العالمة التجارية وفق قانون العالمات التجارية رقم‬
‫‪ 33‬لسنة ‪2591‬؟‬

‫‪ -1‬ما هي اإلجراءات المتبعة النقضاء العالمة التجارية وفقا لتشريع األردني والتشريعات‬
‫المقارنة؟‬

‫‪ -3‬هل هناك حاالت إضافية لشطب العالمة التجارية وفق التشريعات المقارنة وتحديدا وفقا‬

‫لتشريع الجزائري والسوري‪ ،‬ولم يتم تناولها في التشريع المطبق بالضفة الغربية؟‬

‫‪ -4‬هل األثر المترتب على انقضاء عالمة تجارية هو ذاته بالنسبة لحاالت انقضاء العالمة‬
‫التجارية كافة؟‬

‫‪ -9‬كيف يمكن أن تنقضي عالمة تجارية تشكل اعتداء على عالمة تجارية مشهورة؟‬

‫أهداف الدراسة‪:‬‬

‫‪ -2‬معرفة حاالت انقضاء العالمة التجارية الموجودة في القوانين المقارنة لكي يتم األخذ بها‬

‫في قانون العالمات التجارية المطبق بالضفة الغربية‪ ،‬ولكي يأخذ بها القضاء الفلسطيني‪.‬‬

‫‪ -1‬الوصول إلى تنظيم أفضل لألحكام المتعلقة بانقضاء العالمة التجارية استنادا إلى القوانين‬
‫المقارنة في هذا الشأن‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -3‬لمعرفة اإلجراءات المتبعة النقضاء العالمة التجارية في كل حالة على حدة‪ ،‬وما الفرق بين‬
‫كل حالة‪.‬‬

‫‪ -4‬لمعرفة الفرق بين األثر المترتب على شطب العالمة التجارية وابطال العالمة التجارية‪.‬‬

‫‪ -9‬توضيح حاالت إبطال العالمة التجارية‪ ،‬وكيفية تعامل قانون العالمات المطبق في الضفة‬
‫الغربية معها مقارنة مع القوانين محل الدراسة‪.‬‬

‫منهجية الدراسة‪:‬‬

‫اتبع الباحث خالل دراسته أسلوب المنهج الوصفي‪ ،‬والتحليلي والمقارن‪ ،‬ناقش النصوص القانونية‬
‫التي وردت في القانون األردني رقم ‪ 33‬لسنة ‪ 2591‬المطبقة بالضفة الغربية‪ ،‬وتعديالته المطبقة‬

‫باألردن في موضوع حاالت انقضاء العالمة التجارية‪ ،‬ومقارنتهما بقانون العالمات التجارية‬
‫الجزائري‪ ،‬وهو األمر رقم ‪ ،13-16‬وقانون حماية العالمات الفارقة‪ ،‬والمؤشرات الجغرافية‪ ،‬والرسوم‬
‫والنماذج الصناعية السوري‪ ،‬رقم ‪ 2‬لسنة ‪ ،1112‬حيث قام الباحث بتحليل هذه النصوص‪،‬‬

‫وتوضيح ما استقر عليه االجتهاد القضائي في فلسطين واالردن بشأن انقضاء العالمة التجارية من‬
‫ق اررات قضائية صادرة عن محكمة العدل العليا الفلسطينية واالردنية‪ ،‬ومن ثم دراسة اآلراء الفقهية‬
‫في هذا الشأن‪ ،‬وتحليلها‪.‬‬

‫محددات الدراسة‪:‬‬

‫سيتناول الباحث النصوص القانونية في قانون العالمات التجارية رقم ‪ 33‬لسنة ‪ ،2591‬ونصوص‬
‫التشريعات المقارنة‪ ،‬واختار الباحث لهذه الغاية كل من التشريع الجزائري والسوري‪ ،‬وذلك بعد‬
‫استقراء لنصوص القوانين للبلدان العربية‪ ،‬فارتأى الباحث االخذ بهما لما يوجد بهما نصوص‬
‫قانونية مميزة يمكن للمشرع الفلسطيني االستفادة منهما عند القيام بتعديل نصوصه واستعان كذلك‬
‫بمؤلفات القانونيين والفقهاء في مجال انقضاء العالمة التجارية‪ .‬باإلضافة الى الق اررات القضائية‬

‫الصادرة عن محكمة العدل العليا الفلسطينية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫بيانات الدراسة‪:‬‬

‫يستتتخدم الباحتتث مجموعتتة متتن الق توانين للمقارنتتة فيمتتا بينهتتا‪ ،‬لتكتتون مصتتادر د ارستتته‪ ،‬وهتتي‪ :‬قتتانون‬

‫العالمات التجارية رقم ‪ 33‬لسنة ‪ ،2591‬والقانون المعدل في االردن لستنة ‪ ،2555‬وقتانون حمايتة‬
‫العالمات الفارقة‪ ،‬والمؤشرات الجغرافية‪ ،‬والرسوم والنمتاذج الصتناعية الستوري‪ ،‬رقتم ‪ 2‬لستنة ‪،1112‬‬
‫وق تتانون العالم تتات التجاري تتة الج ازئ تتري‪ ،‬وه تتو أم تتر رق تتم ‪ ،13-16‬والم تتؤرا بت تتاريخ ‪ 25‬يولي تتو لس تتنة‬

‫‪ ،1113‬والمتعل تتق بالعالم تتات التجاري تتة‪ ،‬كم تتا اس تتتخدم الباح تتث البيان تتات الثانوي تتة‪ ،‬ست تواء الكت تتب‪ ،‬أو‬
‫ق اررات المحاكم‪ ،‬أو المواقع االلكترونية‪ ،‬والرجوع إلى اآلراء الفقهيتة المتعلقتة بالموضتوع‪ ،‬إضتافة إلتى‬
‫استخدام البيانات األولية فتي هتذه الد ارستة‪ ،‬فقتد تتم إجتراء مقابلتة متع موظتف مختتص فتي مجتال هتذه‬

‫الدراسة‪.‬‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬

‫ال يوجد في فلسطين بحسب علم الباحث دراسات حول انقضاء العالمة التجارية‪ ،‬ولكن هناك عدة‬
‫دراسات في هذا الموضوع ببعض الدول العربية‪ ،‬ومن أهمها‪:‬‬

‫‪ -2‬قعنب الغالم‪ ،‬آليات انقضاء العالمة التجارية‪ -‬دراسة مقارنة بين القانونين الجزائري‬
‫والفرنسي‪ ،‬وتناول الباحث من خالل دراسته أسباب انقضاء العالمة التجارية‪ ،‬واإلجراءات المتبعة‬
‫من أجل هذه الغاية‪ ،‬واألثر المترتب على ذلك‪ ،‬وحصر دراسته ما بين القانون الجزائري والفرنسي‪،‬‬
‫ويالحظ من خالل هذه الدراسة أن الباحث قد خلط بين حاالت انقضاء العالمة التجارية وحاالت‬
‫االعتراض على طلبات التسجيل‪ ،‬وسيفيد الباحث من هذه الدراسة ألنها معمقة في هذا الموضوع‬
‫مع اإلحاطة بالقانون بالضفة الغربية‪ ،‬واضافة تشريع آخر للمقارنة‪ ،‬وهو التشريع السوري‪ ،‬لإلفادة‬
‫من األحكام التي جاءت به‪ ،‬مع محاولة اإلفادة من هذه الدراسة‪ ،‬واإلضافة عليها نظ ار لكون العملية‬
‫البحثية عملية تراكمية‪.‬‬

‫‪ -1‬الدكتور صالح زين الدين‪ ،‬ترقين العالمة التجارية في القانون األردني‪ ،‬وقام بهذه الدراسة من‬
‫أجل تحديد حاالت انقضاء العالمة التجارية في ظل قانون العالمات التجارية األردني‪ ،‬وتحليل‬

‫‪6‬‬
‫نصوصه القانونية‪ ،‬وتحليل الق اررات القضائية الصادرة عن المحاكم المختصة داخل األردن في هذا‬
‫الشأن‪ ،‬واقتصرت دراسته على نطاق القانون األردني‪ ،‬كما أنها لم تشمل الحاالت التي يريد الباحث‬

‫الحديث عنها في هذه الدراسة‪.‬‬

‫‪ -3‬شفاء ربابعة‪ ،‬شطب العالمة التجارية لعدم االستعمال‪ ،‬وقامت الباحثة بدراسة إشكالية شطب‬

‫العالمة التجارية لعدم استعمالها خالل الفترة المسموح بها قانونيا‪ ،‬وناقشت اآلثار التي تترتب على‬

‫هذا األمر‪ ،‬واقتصرت الدراسة على الحديث عن إحدى حاالت انقضاء العالمة التجارية وهي عدم‬
‫االستعمال‪ ،‬ولم تتحدث عن باقي الحاالت األخرى‪ ،‬كحاالت الشطب‪ ،‬وحاالت اإلبطال التي‬
‫سيبينها الباحث في هذه الدراسة‪.‬‬

‫‪ -4‬عبد اهلل أبو عثمان‪ ،‬العالمة التجارية ما بين االعتراض وطلب الترقين في القانون األردني‬
‫والمقارن‪ ،‬يتحدث الباحث هنا عن الفرق ما بين طلبات االعتراض التي تكون مقدمة قبل تسجيل‬
‫العالمة التجارية بشكل نهائي‪ ،‬وطلبات الترقين "شطب" العالمة التجارية التي تكون بعد أن تسجل‬

‫العالمة التجارية بشكل رسمي ونهائي‪ ،‬وبالتالي تم الحديث في هذه الدراسة عن حالة انقضاء‬
‫العالمة التجارية بشكل بسيط دون التوسع بها؛ ألن اإلشكالية األساسية في هذه الدراسة كانت عن‬
‫المقارنة بين االعتراض والترقين‪ ،‬وتحديد الفروق بينهما‪ ،‬وركز الباحث في رسالته على االعتراض‬

‫أكثر من حاالت الشطب والبطالن‪.‬‬

‫خطة الدراسة‪:‬‬

‫يقسم الباحث دراسته إلى فصلين‪ ،‬الفصل األول‪ :‬يتحدث فيه عن حاالت شطب العالمة التجارية‪،‬‬
‫باستخدام المقارنة‪ ،‬وتم تقسيم هذا الفصل إلى مبحثين‪ ،‬فالمبحث األول‪ :‬يتحدث عن شطب العالمة‬
‫التجارية لعدم استعمالها‪ ،‬ويبين الباحث الشروط القانونية التي وضحتها التشريعات محل الدراسة‪،‬‬
‫واإلجراءات واآلثار المترتبة على ذلك‪ ،‬والمبحث الثاني‪ :‬شطب العالمة التجارية لعدم تجديدها أو‬

‫بطلب من صاحبها‪ ،‬ويبين الباحث الشطب الحكمي والصريح للعالمة التجارية‪ ،‬وكيفية تجديد‬
‫العالمة واإلجراءات المتبعة‪ ،‬واألثر المترتب على الشطب لعدم التجديد أو رغبة من صاحبها‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬يتحدث فيه الباحث عن إبطال العالمة التجارية‪ ،‬وتم تقسيم هذا الفصل إلى مبحثين‪،‬‬
‫فالمبحث األول‪ :‬يتحدث عن إبطال العالمة التجارية لمخالفتها شرط الصفة الفارقة وشرط‬

‫المشروعية‪ ،‬وتوضيح اإلجراءات المتبعة إلبطال العالمة التجارية لعدم توافر الشرطين السابقين‪،‬‬
‫وفي المبحث الثاني‪ :‬يتناول فيه الباحث إبطال العالمة التجارية التي تشكل اعتداء على عالمة‬
‫تجارية أخرى‪ ،‬بمعنى الحديث عن العالمات التي ال تتوافر فيها شرط الجدة‪ ،‬وهو أحد الشروط‬

‫الموضوعية للعالمة التجارية‪ ،‬ولتفصيل ذلك فإنه سيتم الحديث عن العالمات التي تشكل اعتداء‬
‫على عالمات مسجلة في فلسطين أو خارجها‪ ،‬كما سيتم تناول حالة إبطال العالمة التي تشكل‬
‫تعديا على عالمة تجارية مشهورة‪ ،‬التي لم يتناولها القانون المطبق في الضفة الغربية بشكل‬
‫ً‬
‫صريح‪ ،‬وعليه يكون الباحث قد قسم دراسته إلى‪:‬‬

‫‪ -2‬الفصل األول‪ :‬حاالت شطب العالمة التجارية‪.‬‬

‫‪ -1‬الفصل الثاني‪ :‬حاالت إبطال العالمة التجارية‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‬
‫حاالت شطب العالمة التجارية‬

‫يتنتتاول الباحتتث فتتي هتتذا الفصتتل حتتاالت شتتطب العالمتتة التجاريتتة‪ ،‬واالصتتطالحات التتتي تناولتتت هتتذه‬
‫الحالتتة‪ ،‬كاإللغتتاء والت ترقين والحتتذف‪ ،‬واستتتخدم اصتتطالح "شتتطب"‪ ،‬للتعبيتتر عتتن االصتتطالحات بهتتذا‬
‫الشتتأن كافتتة‪ ،1‬والشتتيء المشتتترك بتتين هتتذه االصتتطالحات هتتو إمكانيتتة إعتتادة تستتجيل العالم تة بعتتد‬
‫شطبها‪ ،‬فعند اتباع االجراءات التي نص عليها حكم القانون‪ ،‬فإنه يمكن إعادة العالمة التجاريتة إلتى‬
‫الستتجل الختتاص بهتتا‪ ،‬وستتيتم الحتتديث عنهتتا فتتي هتتذا الفصتتل‪ ،‬ويتترى الباحتتث أن هنتتاك اختالفً تا بتتين‬
‫اصطالح "الشطب" السابق ذكره واصطالح "البطالن"‪ ،‬ففي بطالن العالمة ال بد من وجتود شترطين‬
‫أساسيين معا‪ ،‬وهما‪:‬‬

‫الشرط األول‪ :‬عدم إعادة تسجيل العالمة التجارية إلى سجل العالمات التجارية مرة أخرى‪.‬‬

‫الشرط الثاني‪ :‬عدم ترتيب أثر هذه العالمة في الماضي أو الحاضر أو المستقبل‪.‬‬

‫ولكتن األثتر المترتتتب علتى الشتتطب يكتون فوريتا‪ ،‬ولتتيس بتأثر رجعتتي‪ ،‬وهتذا األثتر غيتتر وارد فتي حالتتة‬
‫عدم االستعمال‪ ،‬وهو ما سيتم تناوله في المطلب الثالث من المبحث األول من هذا الفصل‪.2‬‬

‫تعني كلمة شطب (لغة)‪ :‬حذف‪ ،‬فيقال‪ :‬قام القاضي بشطب الدعوى‪ ،‬أي أنه قام بحذفها من السجل‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫تعني كلمة التخلي (لغة)‪ :‬التنازل الطوعي عن الممتلكات أو حق في الممتلكات‪.‬‬


‫تعني كلمة بطالن (لغة)‪ :‬سقوط العقد وفساده أو انعدام أثر التصرف بالنسبة إلى المتعاقد‪.‬‬
‫تعني كلمة حذف (لغة)‪ :‬قطعه وأسقطه‪.‬‬
‫تعني كلمة إلغاء (لغة)‪ :‬إبطال العمل بها‪.‬‬
‫وذلك بتاريخ‬ ‫تعني كلمة التنازل (لغة)‪ :‬ترك المرء له حقا أو فائدة تعود عليه‪/ http://www.almaany.com/ .‬‬
‫‪.1122/21/2‬‬
‫يالحظ بهذا الشأن أن المادة (‪ ) 22‬من األمر الجزائري استعملت مصطلح إبطال العالمة التجارية‪ ،‬وهو ما ينتقده البعض‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫إذ إن المشرع الجزائري استعمل مصطلح "إلغاء" ‪-‬وهو مصطلح مرادف لمصطلح "الشطب"‪ -‬في المادة (‪ )12‬وذلك للتعبير‬
‫عن عدة حاالت‪ ،‬ومن بينها المادة (‪ ،)22‬وكان األجدر بالمشرع الجزائري استعمال مصطلح إلغاء لهذه =الغاية‪ ،‬يراجع‪:‬‬
‫عجة‪ ،‬الجياللي‪ ،‬العالمة التجارية‪ ،‬خصائصها وحمايتها "دراسة مقارنة"‪ ،‬ط‪ ،2‬بيروت‪ ،‬منشورات زين الحقوقية‪.1129 ،‬‬

‫‪9‬‬
‫وع تترف بع تتض الفقه تتاء ش تتطب العالم تتة التجاري تتة بأن تته‪" :‬إلغ تتاء عالم تتة تجاري تتة م تتن س تتجل العالم تتات‬
‫التجاريتتة إذا تتوافرت الشتتروط التتتي تطلبهتتا القتتانون لتتذلك‪ ،‬ووفقتتا لإلجتراءات التتتي رستتمها"‪ .1‬ويضتتيف‬

‫الباحث‪" :‬والتي تسري بأثر فوري ومباشر‪ ،‬متع إمكانيتة إعتادة تستجيلها فتي ستجل العالمتات التجاريتة‬
‫في حال اتخذت اإلجراءات القانونية الالزمة لهذه الغاية"‪.‬‬

‫ويقستتم هتتذا الفصتتل إلتتى مبحثتتين‪ ،‬ففتتي المبحتتث األول‪ :‬يتنتتاول الباحتتث الحالتتة األولتتى متتن حتتاالت‬

‫شطب العالمة التجارية لعدم قيام صاحب العالمة التجارية باستتعمال عالمتته علتى الوجته المطلتوب‬
‫قانونا‪ ،‬وفي المبحث الثاني‪ :‬يتناول الباحث حالة شطب العالمة التجارية لعدم قيام صتاحب العالمتة‬
‫التجارية بتجديدها في الوقت المحدد قانونا لهذه الغاية‪ ،‬وكذلك حالة تقديم طلب شتطب متن صتاحب‬

‫العالمة من تلقاء نفسه‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬شطب العالمة التجارية لعدم استعمالها من صاحبها‬

‫يبين الباحث إحدى حاالت شطب العالمة التجارية‪ ،‬وذلك لعدم قيام صاحب العالمة التجارية‬

‫باستعمالها وفق الغاية المخصصة لهذه العالمة‪ ،‬ونظم قانون العالمات التجارية األردني‪ ،2‬أحكام‬
‫هذه الحالة التي سيتم تناولها بالتفصيل في هذا المبحث‪.‬‬

‫ويقسم الباحث المبحث إلى ثالثة مطالب‪ ،‬فالمطلب األول‪ :‬يتناول عدم استعمال العالمة التجارية‬
‫بمحض إرادة صاحبها‪ ،‬أما المطلب الثاني‪ :‬فيتناول عدم استعمال العالمة التجارية بخالف إرادة‬
‫صاحبها‪ ،‬أما المطلب الثالث‪ :‬يتحدث عن إجراءات شطب العالمة التجارية لعدم االستعمال‪،‬‬
‫وأخي ار‪ :‬يتحدث بمطلبه الرابع عن األثر المترتب على شطب العالمة التجارية لعدم استعمالها‪.‬‬

‫‪1‬عساف‪ ،‬شذى احمد‪ ،‬شطب العالمة التجارية في ضوء اجتهاد محكمة العدل العليا‪ ،‬ط‪ ،2‬عمان‪ ،‬دار الثقافة‪،1122 ،‬‬
‫ص‪.25‬‬
‫المادة (‪ )11‬من قانون العالمات التجارية (المطبق في الضفة الغربية او المعدل)‬ ‫‪2‬‬

‫‪11‬‬
‫المطلب األول‪ :‬عدم استعمال العالمة التجارية‬

‫يهدف الباحث إلى تعريف مفهوم استعمال العالمة التجارية‪ ،‬كما يسعى إلى إيجاد معيار لتحديد‬

‫مدى حصول هذا االستعمال من عدمه‪ ،‬إضافة إلى تحديد المدة الواجب فيها استعمال العالمة‬
‫التجارية‪ ،‬ويبين الباحث االستثناءات التي تسمح بعدم استعمال العالمة التجارية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬عدم استعمال العالمة التجارية بمحض إرادة صاحبها‬

‫أوال‪ :‬مفهوم االستعمال ومعياره‪.‬‬

‫يب تتين الباح تتث هن تتا حال تتة ع تتدم االس تتتعمال ب تتإرادة ص تتاحب العالم تتة التجاري تتة وفق تتا لق تتانون العالم تتات‬
‫التجارية األردني‪ ،‬رقم (‪ )33‬لسنة ‪ ،2591‬المطبق في الضفة الغربية‪ ،‬والتطرق إلى التعديالت التي‬

‫أجريتتت عليتته‪ ،‬والمطبقتتة فتتي األردن‪ ،1‬وكتتذلك قتتانون العالمتتات التجاريتتة الج ازئتتري‪ ،‬وهتتو األمتتر رقتتم‬
‫‪ 16/13‬المتتؤرا فتتي ‪ 1113/2/25‬ويتعلتتق بالعالمتتات التجاريتتة‪ ،2‬وقتتانون حمايتتة العالمتتات الفارقتتة‪،‬‬
‫والمؤشرات الجغرافية‪ ،‬والرستوم والنمتاذج الصتناعية الستوري رقتم ‪ 2‬لستنة ‪1112‬م‪ ،3‬ويعتد شترط عتدم‬

‫االستعمال شرطا حديثا‪ ،‬والمشرع السوري لم يكن يعده حالةً من حاالت شطب العالمتة التجاريتة فتي‬
‫القتتانون الستتوري القتتديم‪ ،‬رقتتم ‪ 42‬لستتنة ‪ 2546‬الختتاص بحمايتتة الملكيتتة التجاريتتة والصتتناعية‪ ،‬وبقتتي‬
‫الوضع على هذه الحال حتى صدور القانون الجديد السابق ذكره‪ ،‬إذ نص فتي المتادة (‪ )2‬علتى هتذه‬
‫الحالة‪.4‬‬

‫قانون العالمات التجارية االردني رقم ‪ 34‬لسنة ‪ 2555‬والمنشور على الصفحة ‪ 4155‬من الجريدة الرسمية عدد رقم ‪4325‬‬ ‫‪1‬‬

‫بتاريخ ‪2555/22/2‬‬
‫‪http://www.wipo.int/edocs/lexdocs/laws/ar/jo/jo007ar.pdf‬‬
‫األمر رقم ‪ 16-13‬مؤرا في ‪ 25‬جمادى األولى عام ‪ 2414‬الموافق ‪ 25‬يوليو عام ‪ 1113‬المتعلق بالعالمات‬ ‫‪2‬‬

‫‪http://www.wipo.int/wipolex/ar/text.jsp?file_id=228125‬‬
‫وقانون حماية العالمات الفارقة‪ ،‬والمؤشرات الجغرافية‪ ،‬والرسوم والنماذج الصناعية‪ ،‬رقم ‪ 2‬لسنة ‪1112‬م والمنشور بتاريخ‬ ‫‪3‬‬

‫‪2412/1/11‬ه والموافق ‪1112/3/21‬م ‪www.wipo.int/edocs/lexdocs/laws/ar/sy/sy001ar.pdf‬‬


‫تراجع المادة(‪ )2‬من قانون العالمات الفارقة السوري‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪11‬‬
‫ويالح تتظ الباح تتث هن تتا أه ل تتم ي تتتم وض تتع تعري تتف مح تتدد الس تتتعمال العالم تتة التجاري تتة‪ ،‬وفق تتا ألحك تتام‬
‫التشتريعات محتتل المقارنتتة‪ ،‬بتتل تتتم وضتتع معيتتار‪ ،‬أو عتتدة معتتايير لهتتذا االستتتعمال‪ ،‬وعليتته تكتتون هتتذه‬

‫التشريعات قد تركت األمر للفقه والقضاء‪.‬‬

‫إن الحتديث عتن عتدم االستتعمال يشتمل العالمتات التتي تتم تستجيلها وفقتا لألصتول والقتانون‪ ،‬وليستت‬
‫العالم تتات غي تتر المس تتجلة‪ ،‬وعلي تته يك تتون ص تتاحبها ل تتم يق تتم باس تتتعمالها اس تتتعماال حقيقي تتا‪ ،‬أو ل تتم يق تتم‬

‫باستعمال عالمتته بشتكل جتدي‪ ،‬كتأن يستتعمل عالمتته بشتكل وهمتي‪ ،‬فيتوهم الجمهتور بأنته يستتعملها‬
‫وهتتو لتتيس كتتذلك‪ ،‬أو يقتتوم بتتاإلعالن عتتن افتتتتاح محتتل تجتتاري توجتتد فيتته منتجتتات عليهتتا عالمتتات‬
‫التجارية‪ ،‬وفي حقيقة األمتر ال توجتد هتذه المنتجتات‪ ،‬وال يقتوم باستتعمال العالمتة التجاريتة عليهتا‪ ،‬أو‬

‫أنتته قتتام باستتتعمال عالمتتته بختتالف الغايتتة المقصتتود منهتتا تستتجيل تلتتك العالمتتة‪ ،‬كتتأن يقتتوم بتستتجيل‬
‫عالمتتته علتتى منتتتج مالبتتس‪ ،‬وقتتام باستتتعمالها علتتى منتتتج يتعلتتق بالطعتتام متتثال‪ ،‬فكتتل ذلتتك يتتؤدي إلتتى‬
‫إمكانية تقديم طلب من أجل شطب هذه العالمة‪.1‬‬

‫وجتتاء فتتي نتتص المتتادة (‪ )2/22‬متتن قتتانون العالمتتات (المطبتتق بالضتتفة الغربيتتة أو المعتتدل)‪ ..." :‬أو‬
‫كتتان فتتي النيتتة استتتعمالها‪ ،"...‬وكتتذلك المتتادة (‪ )2/11‬متتن القتتانون المتتذكور‪ ،‬بقولهتتا‪..." :‬أنتته لتتم يكتتن‬
‫ثمة نية صادقة الستتعمال تلتك العالمتة‪ ،"...‬وذلتك كستبب متن أستباب شتطب العالمتة التجاريتة لعتدم‬

‫االستتتعمال‪ ،‬وبمفهتتوم المخالفتتة فتتي حتتال كانتتت هنتتاك نيتتة صتتادقة لالستتتعمال فإنتته يترتتتب عليتته بقتتاء‬
‫العالمة التجارية وعدم شطبها‪ ،‬واشترط وجود نية االستعمال لدى مقدم الطلب من أجل تستجيل هتذه‬
‫العالمة‪ ،‬ولم يشترط االستعمال الفعلي لها‪.2‬‬

‫إال أن قانون العالمات التجارية األردني المعدل‪ ،‬قد عدل المادة (‪ )11‬سابقة التذكر تعتديال جوهريتا‪،‬‬
‫فاشتتترط فتتي االستتتعمال أن يكتتون استتتعماال فعليتتا‪ ..." ،‬إذا لتتم يستتتعملها فعليتتا وبصتتورة مستتتمرة‪،"...‬‬

‫األسمر‪ ،‬صالح سلمان‪ ،‬شرح قانون العالمات التجارية األردني‪ ،‬عمان‪ ،‬دون دار نشر‪ /2551 ،‬ص‪.232‬‬ ‫‪1‬‬

‫وذلك يتوافق مع القانون االسترالي حيث أنه أجاز للغير تقديم طلب لشطب العالمة التجارية في حال لم تكن هناك نية‬ ‫‪2‬‬

‫لصاحبها باستعمالها فيما يتعلق بالسلع والخدمات المسجلة ألجلها‪ ،‬وبالتالي يكون المشرع االسترالي لم يشترط االستعمال‬
‫الفعلي‪.‬‬
‫‪Mackie ،Jenny & Keette ،Dawn ،A REFERENCE AUSTRALIAN TRADE MARK SYSTEM‬‬
‫‪GUIDE TO THE ،2009‬‬
‫‪https://www.ipo.org/wp-content/uploads/2013/04/AGuidetoAustralianTrademarks.pdf‬‬
‫‪12‬‬
‫وفي حال وجود نية باالستعمال فإن المشرع األردنتي ال يعتد هتذا كافيتا النطبتاق االستتعمال القتانوني‬
‫للعالم تة التجاريتتة‪ ،‬وال يمكتتن القيتتاس علتتى المتتادة (‪ ،1)2/22‬كمتتا قتتال بعتتض الفقه تاء‪ 2‬بهتتذا الصتتدد‪،‬‬

‫لكتتون المتتادة المتتذكورة تتحتتدث عتتن تستتجيل العالمتتة التجاريتتة ولتتيس شتتطبها‪ ،‬وقتتام المشتترع األردنتتي‬
‫أيض تا بحتتذف عبتتارة‪ ..." :‬ثمتتة نيتتة صتتادقة الستتتعمال تلتتك العالمتتة‪ ،"...‬وبالتتتالي يفهتتم متتن‬
‫بتعديلتته ً‬
‫النص أن القانون األردنتي المعتدل وبمفهتوم المخالفتة يأختذ باالعتبتار االستتعمال الفعلتي للعالمتة‪ ،‬وال‬

‫يأخذ بنيتة صتاحب العالمتة إن كتان يريتد استتعمالها أم ال‪ ،‬حتتى لتو كانتت لديته النيتة الستتعمالها فتال‬
‫يعتد بذلك‪ ،‬وتكون العالمة معرضة للشطب‪.‬‬

‫إن األمر الجزائري يتوافق مع التعديل األردني بهذا الشأن‪ ،‬وال بد أن يكون االستتعمال جتديا‪ ،3‬ويترى‬

‫بعتض الفقهتاء أن العالمتة يجتب أن تستتعمل بصتتورة مستتمرة‪ ،‬فيكتون هنتاك انتظتام باستتتعمالها ودون‬
‫تقطتتع‪ ،4‬وأال يكتتون القصتتد متتن االستتتعمال االحتيتتال‪ ،‬فاالستتتعمال كتتل ثتتالث ستتنوات م تن أجتتل عتتدم‬
‫شطب العالمة التجارية يكون القصد منه االحتيال‪ ،‬وعدم وجود نية فعلية الستعمالها‪ ،‬بقصد التجارة‬

‫بالسلع والخدمات‪.5‬‬

‫وي تترى المش تترع الس تتوري أنت ته حت تتى ي تتتم اعتب تتار العالم تتة التجاري تتة مس تتتعملة بص تتفة جدي تتة ال ب تتد م تتن‬
‫استتتعمالها بشتتكل فعلتتي‪ ،‬فتتال تكفتتي وجتتود نيتتة االستتتعمال‪ ،‬فتتالعبرة بقيتتام فعتتل االستتتعمال‪ ،‬واال تكتتون‬
‫العالمة معرضة للشطب بعد مضي المدة المحددة قانونا‪ ،6‬وهو متا يطتابق التعتديل األردنتي فتي هتذا‬

‫المادة (‪ )2/22‬من قانون العالمات التجارية (المطبق في الضفة الغربية او المعدل)‪ " :‬كل من يدعي أنه صاحب عالمة‬ ‫‪1‬‬

‫تجارية مسجلة استعملت أو في النية استعمالها ويرغب في تسجيل تلك العالمة عليه أن يقدم طلبا خطيا إلى المسجل وفاقا‬
‫لألصول المقررة"‪.‬‬
‫‪ 2‬زين الدين‪ ،‬صالح‪ ،‬ترقين العالمة التجارية‪ ،‬مجلة الحقوق (الكويت)‪ ،‬ع‪299 /1115 ،4‬‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/417596‬‬
‫‪ 3‬تراجع المادة (‪ )22‬من األمر الجزائري المتعلق بالعالمات التجارية‬
‫تراجع المادة (‪ )22‬من األمر الجزائري وكذلك الجياللي‪ ،‬عجة‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪54-53‬‬ ‫‪4‬‬

‫الربابعة‪ ،‬شفاء‪ ،‬شطب العالمة التجارية لعدم استعمالها "دراسة مقارنة"‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة على االنترنت‪،‬‬ ‫‪5‬ا‬

‫جامعة آل البيت‪ ،‬عمان‪ /‬ص‪.19‬‬


‫تراجع المادة (‪/2‬ا) من قانون حماية العالمات الفارقة والمؤشرات الجغرافية والرسوم والنماذج الصناعية رقم ‪ 2‬لسنة ‪.9112‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪13‬‬
‫الشتتأن‪ ،‬ولكتتن المشتترع الستتوري وضتتح أوجتته االستتتعمال الفعلتتي التتتي تشتتكل استتتعماال جتتديا لمواجهتتة‬
‫الغير‪ ،‬وهو بذلك يكون قد تفوق على التشريعات السابقة‪ ،‬فحدد أوجه االستعمال بما يأتي‪:‬‬

‫‪ -2‬القيام بوضع العالمة على األغلفة من أجل تسويقها‪ ،‬والقيام بالتجارة بها‪ ،‬وبالتالي تستخدم‬
‫العالمة عن طريق عرضها على منتجات أو خدمات‪ ،‬يستطيع الناس رؤيتها بالشكل المعتاد‪.1‬‬

‫‪ -1‬القيام باستعمال العالمة ذاتها‪ ،‬ولكن بشكل مغاير يمكن من خالله تمييز هذه العالمة‪ ،‬بمعنى‬

‫يمكنها المحافظة على صفتها الفارقة‪ ،‬وهذا نص خاص جاء به القانون السوري دون القوانين‬
‫السابقة‪ ،2‬ويقوم صاحب العالمة باستعمال عالمته بشكل مغاير لشكل العالمة األصلية‪ ،‬التي تم‬
‫تسجيلها لدى مسجل العالمات التجارية‪ ،‬والشرط األساسي العتبار ذلك استعماال يحول دون شطب‬

‫هذه العالمة هو تمكين الجمهور من تمييزها‪ ،‬ومعرفة أنها هي ذاتها العالمة األصلية‪ ،‬حتى ال‬
‫يقعوا بالتضليل‪.3‬‬

‫ويرى الباحث أن هناك صعوبةً لتحديد مدى محافظة العالمة المغايرة على الصفة الفارقة للعالمة‬

‫األصلية‪ ،‬فال بد من تقديم طلب إلى الجهة المختصة من أجل القيام بتعديل شكل العالمة‪ ،‬والقيام‬
‫باإلعالن عن ذلك حتى يعلم الجمهور بهذا التغيير‪ ،4‬وهو ما تشترطه و ازرة االقتصاد الوطني‬
‫الفلسطيني‪.5‬‬

‫‪ -3‬استتتعمال العالمتتة متتن قبتتل الغيتتر يكتتون بواقعتتة االستتتعمال بحتتد ذاتهتتا‪ ،‬وال يكفتتي التتترخيص متتن‬
‫الغيتتر‪ ،‬ففتتي حتتال تتتم استتتعمالها متتن الغيتتر فتإن ذلتتك االستتتعمال يعتتد صتتحيحا منتجتتا ألثتره‪ ،‬بشتترط أن‬
‫تكون هناك موافقة مسبقة متن صتاحب العالمتة‪ ،‬وال بتد لهتذه الغايتة متن القيتام بتثبيتت هتذا التترخيص‬

‫تراجع المادة (‪/2‬ا‪ )2/‬من قانون حماية العالمات الفارقة السوري‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫تراجع المادة (‪/2‬ا‪ )2/‬من قانون حماية العالمات الفارقة السوري‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫برانبو‪ ،‬عدنان‪ ،‬التنظيم القانوني للعالمة التجارية‪ ،‬ط‪ ،2‬بيروت‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ /1121 ،‬ص‪.922‬‬ ‫‪3‬‬

‫وهو ما أكد عليه قانون العالمات التجارية (المطبق في الضفة او المعدل ) في المادة (‪ )5/24‬منهما‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫حيث أنه بالنظر إلى مجالت الملكية الصناعية والتجارية الصادرة عن و ازرة االقتصاد الوطني الفلسطيني يتم وضع قائمة‬ ‫‪5‬‬

‫بالعالمات التي تم تعديلها من صاحبها ونشرها في المجلة المذكورة‪.‬‬


‫‪14‬‬
‫لدى سجل العالمات المختص‪ ،‬حتى يعد االستعمال جديا‪ ،1‬وهو ما جاء به التعديل األردني واألمتر‬
‫الجزائري‪.2‬‬

‫إال أن السؤال المطروح بهذا الصدد‪ :‬ما هو معنى عدم االستعمال؟ وقبل الحديث عن عدم استعمال‬
‫العالمة التجارية ال بد من تعريف استعمال العالمة بحد ذاته‪ ،‬فقد عرفه التبعض‪ " :‬االستتعمال التذي‬
‫يكتون جتادا وحقيقيتا‪ ،‬ويعتد االستتتعمال جتادا عنتدما يتتم استتعمال العالمتتة بمتا يتفتق متع الغترض منتته‪،‬‬

‫وه تتذا الغ تترض يك تتون متفق تتا م تتع المنتج تتات أو الخ تتدمات المس تتجلة م تتن أجله تتا ف تتي س تتجل العالم تتات‬
‫التجارية‪ ،3" ،‬ويالحظ أن التعريف السابق ارتكز على الغاية من االستعمال‪ ،‬ومطابقة الغترض التذي‬
‫سجلت من أجله العالمة التجارية‪.‬‬

‫ويعت تترف بعت تتض الفقهت تتاء عت تتدم االست تتتعمال بأنت تته‪" :‬التوقتتتف اإلرادي عت تتن استتتتعمال العالمت تتة لمتتتا هت تتي‬
‫مخصص تتة ل تته م تتن منتج تتات أو بض تتائع أو خ تتدمات"‪ .4‬وه تتذا يعن تتي أن ع تتدم االس تتتعمال ه تتو امتن تتاع‬
‫صتتاحب العالمتتة التجاريتتة عتتن استتتعمال عالمتتته التجاريتتة بمحتتض إرادتتته‪ ،‬ولتتيس إجبارًي تا‪ ،‬فتتال يقتتوم‬

‫باس تتتعمالها رغ تتم إمكانيت تته‪ ،‬أو يعل تتن ع تتن ع تتدم رغبت تته ف تتي اس تتتعمالها صت تراحة أو ض تتمنا‪ ،‬ك تتأن ي تتتم‬
‫استتتعمالها متتن الغيتتر‪ ،‬وال يعتتترض علتتى ذلتتك‪ ،‬فهتتذه داللتتة ضتتمنية علتتى عتتدم رغبتتته فتتي استتتعمالها‪،‬‬
‫وهذا يؤدي إلى إمكانية تقديم طلب لشطب العالمة التجارية من ذي مصلحة‪.5‬‬

‫وجت تتاء فت تتي ق ت ترار محكمت تتة العت تتدل العليت تتا الفلست تتطينية بالقضت تتية رقت تتم (‪ ،)1121/23‬أن معنت تتى عت تتدم‬
‫االس تتتعمال‪ ،‬ه تتو‪ ..." :‬ع تتدم وج تتود ني تتة ص تتادقة الس تتتعمال العالم تتة التجاري تتة‪ ،‬كت تأن يتخل تتى ص تتاحب‬
‫العالمة تماماً ونهائياً عن أي استعمال لهذه العالمة في البيع والشراء‪ ،‬والعرض والدعاية‪ ،‬واالنتماء‪،‬‬
‫ويتركهتتا كلي تاً‪ ،‬وال يستتتغلها بتتأي شتتكل متتن األشتتكال‪ ،‬وال فتتي أي وقتتت متتن األوقتتات مهمتتا كتتان‪ ،‬وأال‬

‫تراجع المادة (‪/2‬ا‪ )3/‬من قانون حماية العالمات الفارقة السوري‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬تراجع المادة (‪ )21‬من األمر الجزائري وتراجع المادة (‪ )1/11‬من القانون األردني المعدل‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Julia Holden, Trevisan & Cuonzo Avvocati, Trademark cancellations, 2017.‬‬
‫‪https://www.inta.org/Cancellations/Documents/Cancellations_France_Sample_Jurisdiction.pdf.‬‬
‫‪ 4‬زين الدين‪ ،‬صالح‪ ،‬العالمات التجارية وطنيا ودوليا‪ ،‬ط‪ ،3‬عمان‪ ،‬دار الثقافة‪/1129 ،‬ص‪.131‬‬
‫زين الدين‪ ،‬صالح‪ ،‬الملكية الصناعية والتجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.261‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪15‬‬
‫يعتتارض الغي تتر ف تتي اس تتتعمالها؛ ألنتته تركه تتا أسا ًس تتا‪ ،‬وال يري تتد استتتخدامها ف تتي التج تتارة‪ ،‬أو ف تتي س تتبب‬
‫‪1‬‬
‫آخر‪."...‬‬

‫ويتضح مما سبق‪ ،‬أن االجتهاد القضائي قد وسعت نطاق االستعمال‪ ،‬فعدت االستعمال لمرة واحدة‬
‫قرينتةً علتتى االستتتعمال‪ ،‬ويمكتتن التتتدليل علتتى وجتتود نيتتة الستتتعمالها مترة أختترى‪ ،‬وهتتذا متتا يتوافتتق متتع‬
‫قتتانون العالمتتات التجاريتتة المطبتتق بالضتتفة الغربيتتة‪ ،‬ويكفتتي أن تكتتون هنتتاك نيتتة فتتي االستتتعمال‪ ،‬وال‬

‫يشترط أن يكون االستعمال كبي ار‪ ،‬وقد تم تعديل هذه المادة بموجب القانون األردني المعدل‪ ،‬فاشترط‬
‫العتبار العالمة مستعملة االستمرار باستعمالها كما سبق‪ ،2‬وهو ما يخالف قرار محكمة العدل العليا‬
‫الفلسطينية السابق ذكره‪ ،‬التي عدت االستعمال في أي وقت من األوقات استعماال صحيحا‪ ،‬ويحول‬

‫دون الشتتطب‪ ،‬كمتتا أكتتدت المحكمتتة فتتي قرارهتتا‪ :‬أنتته فتتي حتتال كانتتت نيتتة صتتاحب العالمتتة ترمتتي إلتتى‬
‫استتتعمالها ألغتراض غيتتر تجاريتتة‪ ،‬كاستتتعماله فتتي أغتراض مدنيتتة متتثال‪ ،‬فاالستتتعمال المتتدني يعتتد متتن‬
‫قبيل االستعمال المحمي بموجب القانون‪ ،‬وينتقد الباحث هذا الحكم ألنته ال بتد متن استتخدام العالمتة‬
‫‪3‬‬
‫التجارية واستغاللها في اإلطار التجاري ال المدني‪ ،‬وذلك لكونها ذات قيمة اقتصادية‪.‬‬

‫ويرى بعض الفقهاء أن االستعمال لغاية الدعاية ال يعد استعماال بالمعنى القانوني‪- ،‬وهو ما يخالف‬
‫قتترار المحكمتتة الستتابق‪-‬ألن االستتتعمال يكمتتن فتتي عتترض البضتتائع أو بيعهتتا فتتي الستتوق‪ ،‬ممتتا يتتؤدي‬

‫إلى حرمان الغير من االستعمال الحقيقي لهذه العالمة‪ ،4‬وبالمقابل يرى بعضتهم اآلختر أن استتعمال‬
‫ظاهر لهذه العالمة‪.5‬‬
‫ا‬ ‫العالمة في الدعاية واإلعالن يعد استعماال‬

‫‪1‬‬
‫‪http://muqtafi.birzeit.edu/courtjudgments/ShowDoc.aspx?ID=88733‬‬
‫تراجع الصفحة ‪ 23-21‬من هذه الدراسة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫يجدر االشارة الى انه ليس هناك تعريف صريح لالستعمال المدني وانما هناك معايير وضعها الفقه لتحديد ان كان طبيعة‬ ‫‪3‬‬

‫العمل مدني او تجاري ومن هذه المعايير لتمييز االستعمال المدني‪ :‬وجود صفة التبرع في العمل‪ ،‬أن يكون العمل الممارس‬
‫بشكل منتظم‪ ،‬أو أن يقوم باحتراف هذه المهنة‪ ،‬وتعتبر هذه المعايير هي االبرز للتمييز بين االستعمال المدني والتجاري‪.‬‬
‫سامي‪ ،‬فوزي محمد‪ ،‬شرح القانون التجاري (الجزء االول)‪ ،‬ط‪ ،2‬عمان‪ ،‬دار الثقافة‪/1115 ،‬ص‪44-41‬‬
‫عساف‪ ،‬شذى‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪212‬‬ ‫‪4‬‬

‫الحمصي‪ ،‬علي نديم‪ ،‬الملكية التجارية والصناعية‪ ،‬ط‪ ،2‬بيروت‪ ،‬مجد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ /1121‬ص‪151‬‬
‫‪16‬‬
‫ويرى الباحث أن الدعاية لعالمة تجارية في أغلب األحيان تكون لغايتة التترويج لعالمتة موجتودة فتي‬
‫الستوق‪ ،‬أو ستتكون موجتتودة فتي وقتت قريتتب‪ ،‬ومتن غيتتر المعقتول أن يقتوم صتتاحب العالمتة بالدعايتتة‬

‫لعالمته وهي غير موجودة‪ ،‬إال إذا كان لديته ستوء نيتة متن أجتل عتدم شتطبها‪ ،‬فإنته يترتتب علتى هتذا‬
‫األمر عندئذ شطبها‪.‬‬

‫وبخصتتوص االستتتعمال الجتتدي‪ ،‬صتتدر ق ترار عتتن محكمتتة العتتدل األوربيتتة ببريطانيتتا‪ ،‬ب تأن العب ترة فتتي‬

‫االستعمال بحد ذاته وليس بحجمه‪ ،‬وتم تقديم طلب لشطب عالمة تجارية‪ ،‬نظت ار لكتون األربتاح التتي‬
‫تحققه تتا ه تتذه العالم تتة قليل تتة‪ ،‬وحج تتم التس تتويق له تتا ص تتغير‪ ،‬فرفض تتت المحكم تتة ه تتذا الطل تتب‪ ،‬ف تتالعبرة‬
‫باالستتتخدام الحقيقتتي وهتتو ثابتتت هنتتا‪ ،‬حتتتى وان كانتتت كميتتة االستتتخدام قليلتتة‪ ،‬وهتتو متتا يؤيتتده الباحتتث‬

‫بهذا الشأن‪ ،‬لكون األمر يتعلق بعالمة تجارية‪ ،‬وليس ببراءة اختراع‪ .‬ففي حالة االختراعات فإنته يتتم‬
‫المطالب تتة ب تتالترخيص اإلجب تتاري‪ ،‬ألن االختت تراع يلب تتي احتياج تتات الجمه تتور‪ ،‬وه تتو عل تتى العك تتس م تتن‬
‫العالمة التجارية التي ال يجوز فيها الترخيص اإلجباري‪ ،‬فال يتطلب استخدامها بشكل كبير‪ ،‬فيكتفي‬

‫االستعمال دون النظر إلى حجمه‪.1‬‬

‫وبشتأن فكترة االستتتعمال الجتدي أو اعتمتتاد النيتة فتتي استتعمالها فتتإن الباحتث يميتتل إلتى فكترة النيتة فتتي‬
‫االستتتعمال‪ ،‬بشتترط أن يتتتم وضتتع معتتايير لهتتذه الغايتتة متتن أجتتل االستتتدالل علتتى هتتذه النيتتة‪ ،‬فمتتثال لتتو‬

‫كتتان صتتاحب العالمتتة التجاريتتة يريتتد افتتتتاح محتتل تجتتاري بحلتتة جديتتدة‪ ،‬ويجهتتز لتتذلك‪ ،‬فإنتته يمكتتن‬
‫االستدالل على ذلك بالنية في االستعمال بشكل واضح‪ ،‬فإن لتم تكتن كتذلك فمتن الصتعب االستتدالل‬
‫علتتى هتتذه النيتتة‪ ،‬ولتتم يستتتطع صتتاحب العالمتتة إثبتتات هتتذه النيتتة‪ ،‬فإنتته ال بتتد متتن اللجتتوء إلتتى فك ترة‬
‫االستعمال الفعلي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مدة عدم االستعمال‪.‬‬

‫حتتدد قتتانون العالمتتات التجاريتتة األردنتتي المطبتتق فتتي الضتتفة الغربيتتة المتتدة التتتي تتتؤدي إلتتى إمكانيتتة‬

‫شتتطب العالم تتة لع تتدم اس تتتعمالها‪ ،‬وفق تتا ل تتنص المتتادة (‪ )11‬من تته‪ ..." :‬خ تتالل الس تتنتين اللت تتين تق تتدمتا‬

‫‪1‬‬
‫‪What constitutes use of a registered trademark the Europe Legislation Analysis Subcommittee,‬‬
‫‪http :// www. inta. Org / Advocacy / Documents / INTA Trademark Use Europe 2004. Pdf/ p44‬‬
‫‪17‬‬
‫الطلب‪ ،"...‬ويفهم من النص السابق أنه في حال لم يتم استعمال العالمة التجارية لمدة ستنتين علتى‬
‫التتوالي متتن تتتاريخ تقتتديم الطلتتب‪ ،‬فإنتته يمكتتن تقتتديم طلتتب متتن أجتتل شتتطب هتتذه العالمتتة‪ ،1‬والمقصتود‬

‫بتقتتديم الطلتتب هنتتا طلتتب الشتتطب‪ ،‬أي عتتدم استتتعمال العالمتتة ختتالل ستتنتين أو أكثتتر متتن زمتتن تقتتديم‬
‫طلتتب الشتتطب‪ ،‬فتتإذا كانتتت المتتدة أقتتل فتال يتتتم شتتطب هتتذه العالمتتة‪ ،‬والقتتانون األردنتتي المعتتدل حتتذف‬
‫كلمة "تقديم الطلب"‪ ،‬واكتفى بقول "الطلب"‪ ،‬والمقصود هو تقديم طلب الشطب كذلك‪.‬‬

‫وبتتالرجوع إلتتى القت اررات الصتتادرة عتتن محكمتتة العتتدل العليتتا الفلستتطينية نجتتدها أختتذت بمتتا ستتبق ذكتره‪،‬‬
‫ففي القضية رقم (‪ )1121/23‬عتدت قترار المستجل نهائيتا‪ ،‬لعتدم استتئناف قت ارره ختالل متدة العشترين‬
‫المحددة قانونا لهذه الغاية‪ ،‬وكذلك لوجود اتحاد في السبب والموضوع؛ ألنته لتم تمتر ستنتان جديتدتان‬

‫علت تتى عت تتدم االست تتتعمال‪ ،‬فلت تتو مت تترت ست تتنتان جديت تتدتان علت تتى عت تتدم االست تتتعمال لنظت تترت بت تته المحكمت تتة‬
‫موضوعا‪ ،2‬وهنا يمكتن أن يفهتم بتأن المحكمتة أختذت باالعتبتار آختر مترة تتم استتعمال العالمتة فيهتا‪،‬‬
‫وعليه تكون أخذت بمعيار االستعمال‪.‬‬

‫واستنادا لقرار محكمة العتدل العليتا الفلستطينية رقتم (‪ )1123/42‬التتي رفضتت طلتب لشتطب عالمتة‬
‫(‪ ،)freez‬ألنه من غير المعقول أن يتم طلب شطب هذه العالمة لعتدم استتعمالها‪ ،‬ولتم يمتض علتى‬
‫تسجيلها سوى شهر واحد فقط‪ ،3‬ويفهم من هذا القرار أنه يجب أن تكون العالمة المراد شتطبها لعتدم‬

‫االستعمال قد مضى على تسجيلها مدة سنتين‪ ،‬فال يجوز تقديم طلب بشطب عالمة تم تسجيلها منذ‬
‫سنة مثال‪.‬‬

‫أمتتا متتن حيتتث المتتدة التتتي اشتتترطها القتتانون األردنتتي المعتتدل لعتتدم االستتتعمال‪ ،‬فهتتي وحستتب التتنص‪:‬‬
‫"‪ ...‬ختتالل الستتنوات التتثالث التتتي ستتبقت الطلتتب‪ ،"...‬وعتتدل المشتترع متتدة االستتتعمال لتصتتبح ثتتالث‬
‫سنوات‪ ،‬وجاء هذا التعديل متوافقا مع اتفاقية تربس التي حددت المادة (‪ )2/25‬منها بالقول‪..." :‬فال‬
‫يجوز إلغاء التسجيل إال بعد انقضاء مدة ال تقل عن ثتالث ستنوات متواصتلة متن عتدم االنتفتاع‪،"...‬‬

‫فوضعت حدا أدنى لمدة ثالث سنوات‪ ،‬مع إمكانية زيادتهتا بالتشتريعات الداخليتة المنضتمة لالتفاقيتة‪،‬‬

‫تراجع المادة (‪ )11‬من قانون العالمات التجارية المطبق في الضفة الغربية‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪http://muqtafi.birzeit.edu/courtjudgments/ShowDoc.aspx?ID=88733‬‬
‫‪3‬‬
‫‪http://muqtafi.birzeit.edu/courtjudgments/ShowDoc.aspx?ID=94833‬‬
‫‪18‬‬
‫وهتتو متتا أختتذ بتته األمتتر الج ازئتتري‪ ،1‬وقتتام بتته المشتترع الستتوري‪ ،2‬وقامتتت بعتتض التشتريعات بزيتتادة هتتذه‬
‫المدة إلتى خمتس ستنوات كالتشتريع المصتري‪ ،3‬وانتقتد بعتض الفقهتاء متدة الستنوات الخمتس ألنهتا تعتد‬

‫طويلة جدا‪ ،‬ويكفي لهذه الغاية ثالث سنوات‪.4‬‬

‫أما بخصوص المدة‪ ،‬فيرى الباحث أنه يجب األخذ بالحل األوسط‪ ،‬وهو مدة ثالث سنوات؛ ألن مدة‬
‫السنتين تعد قليلة‪ ،‬ومدة السنوات الخمس تعد كبيرة‪ ،‬وطالما أن اتفاقية تربس حددت هتذه المتدة كحتد‬

‫أدنى‪ ،‬فهي مناسبة لهذه الغاية توافقا مع االتفاقية‪.‬‬

‫وبحسب نص المادة (‪ )12‬متن اتفاقيتة تتربس فإنته ال يوجتد متا يستمى التترخيص اإلجبتاري للعالمتات‬
‫التجارية‪ ،‬كمتا هتو الحتال متع بتراءة االختتراع متثال‪ ،‬وانمتا يكتون األثتر المترتتب علتى عتدم االستتعمال‬

‫هو شطب للعالمة التجارية‪.5‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عدم استعمال العالمة التجارية بخالف إرادة صاحبها‬

‫يبتتين الباحتتث هنتتا استتتثناء يعطتتي صتتاحب العالمتتة األحقيتتة بعتتدم االستتتعمال‪ ،‬ضتتمن شتتروط معينتتة‬

‫حددها القانون‪ ،‬واألصل أن عدم االستعمال يرتب عليه شطب العالمة التجارية‪ ،‬ولكن هنالك أحوال‬
‫معينة سمحت التشريعات محل هذه الدراسة بعدم استعمال العالمة مع السماح ببقائها وعدم شطبها‪.‬‬

‫وبتتالرجوع إلتتى قتتانون العالمتتات (المطبتتق فتتي الضتتفة الغربيتتة او المعتتدل)‪ ،‬نجتتد أن المتتادة (‪ )11‬متتن‬
‫القتتانون المتتذكور‪ ،‬نصتت علتتى أن‪ ..." :‬عتتدم استتتعمال تلتتك العالمتتة يرجتتع إلتتى وجتتود أحتوال تجاريتتة‬
‫خاصة‪ ،‬وليس إلى وجود نية ترمي إلى عدم استعمال العالمتة‪ ،"...‬ويالحتظ متن التنص الستابق‪ ،‬أنته‬

‫‪ 1‬تراجع المادة (‪ )2/25‬من اتفاقية الجوانب المتصلة بالتجارة (تربس) لسنة ‪2554‬‬
‫‪www. wipo. int/ edocs /mdocs /arab /a r/wipo_ip_uni.../wipo_ip_uni_amm_04_2.doc‬‬
‫وتراجع المادة (‪ )2/22‬من األمر الجزائري‪.‬‬
‫تراجع المادة (‪ )2‬من قانون العالمات الفارقة السوري‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬تراجع المادة (‪ )52‬من قانون الملكية الفكرية المصري رقم (‪ )21‬لسنة ‪ 1111‬والصادر في الثالث من حزيران لسنة ‪.1111‬‬
‫‪https://egyptian-awkaf.blogspot.com/2009/11/82-2002.html‬‬
‫‪ 4‬عبد الصادق‪ ،‬محمد مصطفى‪ ،‬الحماية القانونية للعالمات التجارية إقليميا ودوليا‪ ،‬ط‪ ،2‬المنصورة‪ ،‬دار الفكر والقانون‪،‬‬
‫‪ /1122‬ص‪.216‬‬
‫تراجع المادة ‪ 12‬من اتفاقية الجوانب المتصلة بالتجارة من حقوق الملكية الفكرية‪-‬معاهدة تربس‪.2554-‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪19‬‬
‫جتتاء عام تا‪ ،‬فلتتم يقتتم بتحديتتد الحتتاالت التتتي تستتمح بعتتدم استتتعمال العالمتتة التجاريتتة‪ ،‬كمتتا فتتي األمتتر‬
‫الجزائري‪ ،‬الذي ترك هذه األسباب للقاضي‪ ،‬لتقدير كل حالة على حدة‪ ،‬فيما إذا كانت الحالتة تتتوافر‬

‫حال تتة ع تتدم االس تتتعمال أم ال‪ ،1‬وك تتذلك المش تترع الس تتوري‪ ،‬ل تتم يق تتم بتحدي تتد األس تتباب المس تتوغة لع تتدم‬
‫استعمال العالمة‪ .2‬ويمكن إعطاء أمثلة علتى هتذه الحتاالت‪ ،‬وهتي حالتة وجتود كستاد فتي الستوق‪ ،‬أو‬
‫وجتتود ك توارث طبيعيتتة‪ ،‬ويكتتون لصتتاحب العالمتتة األحقيتتة بإثبتتات أنتته لتتم تكتتن لديتته النيتتة فتتي عتتدم‬

‫االستعمال‪ ،‬وانما لوجود مبرر‪ ،‬اضطر لعدم استعمال عالمته‪ ،‬وأن األمر لم يكن بإرادته‪.3‬‬

‫وعرف بعض الفقهاء هذه الظروف‪ ،‬بأنهتا‪" :‬تلتك الظتروف الشخصتية المرتبطتة بتجتارة مالتك العالمتة‬
‫التجاريتتة‪ ،‬التتتي حالتتت دون استتتخدام عالمتتته علتتى منتجاتتته‪ ،‬أو خدماتتته‪ ،‬والعائتتدة ألستتباب ماليتتة‪ ،‬أو‬

‫عتتدم ت تتوفر المتتادة الخ تتام الالزمتتة للتص تتنيع"‪ ،4‬ومتتن الواض تتح أن التعريتتف الس تتابق قتتد حص تتر الح تتال‬
‫بتتالظروف التجاريتتة المتعلق تة بصتتاحب العالمتتة‪ ،‬ولتتم يتطتترق إلتتى األح توال األختترى‪ ،‬التتتي قتتد تعيتتق‬
‫استتتعمال هتتذه العالمتتة‪ ،‬مثتتل‪ :‬الحتتروب أو الك توارث الطبيعيتتة‪ ،‬وال بتتد م تن دختتول هتتذه األمتتور ضتتمن‬

‫نطاق األسباب المبررة لعدم االستعمال‪.‬‬

‫ويثتتار تستتاؤل حتتول هتتذا الموضتتوع‪ ،‬فتإذا توقتتف صتتاحب العالمتتة عتتن استتتعمال عالمتتته لفتترة محتتددة‬
‫بإرادتته‪ ،‬ثتم طت أر ستبب آختر حتتال دون استتعمالها‪ ،‬فمتن أي وقتتت يتتم حستاب هتتذه المتدة؟ يترى بعتتض‬

‫الفقهتتاء أن العبترة تكتتون فتتي آختتر استتتعمال للعالمتتة التجاريتتة‪ ،‬وتحستتب المتتدة متتن تتتاريخ التوقتتف عتتن‬
‫االستعمال إلى حين ظهور سبب يمنتع االستتعمال‪ ،‬ثتم تستتكمل المتدة متن تتاريخ زوال الستبب المتانع‬
‫من االستعمال‪ .‬فمتثال‪ :‬إذا لتم يستتعمل صتاحب العالمتة عالمتته متدة ستتة أشتهر‪ ،‬وطت أر ستبب بعتدها‬
‫حتال دون استتتعمالها‪ ،‬واستتمر الستتبب المتتانع متن االستتتعمال ستتة أشتتهر أختترى‪ ،‬فتإن متتدة االستتتعمال‬

‫الغالم‪ ،‬قعنب‪ ،‬آليات انقضاء العالمة التجارية‪-‬دراسة مقارنة بين القانون الجزائري والفرنسي (رسالة منشورة على‬ ‫‪1‬‬

‫اإلنترنت)‪ ،‬جامعة الجزائر‪-‬يوسف بنخدة‪ ،-‬الجزائر‪ ،‬الجزائر‪1129 ،‬‬


‫‪http://biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/13318/1/KAANEB_LOUGHLAM.pdf‬‬
‫‪ 2‬من خالل استقراء الباحث لنصوص قانون العالمات الفارقة السوري‬
‫زين الدين‪ ،‬صالح‪ ،‬الملكية الصناعية والتجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪132‬‬ ‫‪3‬‬

‫الخشروم‪ ،‬عبد اهلل حسين‪ ،‬الوجيز في حقوق الملكية الصناعية والتجارية‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪ ،‬دار وائل‪.111-125 /1112 ،‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪21‬‬
‫تستتتكمل متتن الستتتة األشتتهر األولتتى‪ ،‬وتكتتون هتتي متتدة توقتتف ولتتيس انقطتتاع‪ ،1‬وهتتو متتا يؤيتتده الباحتتث‬
‫ألن المقصر ال يكافأ على تقصيره‪.‬‬

‫وجاء قرار محكمة العدل العليا الفلسطينية رقم (‪ )1121/23‬لتبرير عدم شطب عالمتة تجاريتة لعتدم‬
‫اس تتتعمالها‪ ،‬وف تتي حيثي تتات ه تتذه ال تتدعوى أن الجه تتة المس تتتأنف ض تتدها ه تتي ش تتركة تم تتارس أعماله تتا‬
‫بتاألردن‪ ،‬وتقتوم عتتادة بتصتدير منتجاتهتا إلتتى الضتفة الغربيتة‪ ،‬ولوجتتود أوضتاع استتثنائية أحالتت دون‬

‫قيتتام الشتتركة لنقتتل بضتتائعها‪ ،‬فعلتتى التترغم متتن ذلتتك متتا ازلتتت نيتتة هتتذه الشتتركة قائمتتة‪ ،‬متتن أجتتل توريتتد‬
‫منتجاتها إلى الضفة الغربية‪ ،‬وبالتالي تم رد االستئناف‪ ،‬لعدم توافر حالة عدم االستعمال‪.2‬‬

‫وجتتاء المشتترع الج ازئتتري بحكتتم جديتتد بهتتذا الشتتأن‪ ،‬وأعطتتى لصتتاحب العالمتتة التتذي لديتته مبتترر لعتتدم‬

‫استعمال عالمته مهلة سنتين علتى األكثتر للقيتام باستتعمالها‪ ،‬فتإن استتمر متانع االستتعمال أكثتر متن‬
‫سنتين فإنه يمكن للغير تقديم طلب لشطب هذه العالمة‪ ،3‬وحسنا فعل المشرع الجزائري‪ ،‬وذلتك حتتى‬
‫ال يتم احتكار هذه العالمة لألبد‪ ،‬فال بد من تحديد مدة معينة من أجل زوال مانع االستعمال‪.‬‬

‫أما بخصوص المشرع السوري فقام بالنص على هذه المبررات‪ ،‬وذلتك فتي المتادة (‪/2‬ا)‪ ..." :‬إال إذا‬
‫قدم مالك العالمة ما يبرر عدم استعمالها خالل هذه المدة‪ ،"...‬وتعود كلمتة هتذه المتدة إلتى الستنوات‬
‫الثالث ذاتها‪ ،‬وبعد انقضاء هذه المدة ال يمكن لصاحب العالمة القيام بتبرير عدم االستعمال‪.‬‬

‫ويرى الباحث أن المشرع الجزائري حدد هذه المسألة بالشكل األفضتل‪ ،‬فتأعطى متدة ستنتين متن أجتل‬
‫ه تتذا التبري تتر‪ ،‬ول تتم يحصت ترها ف تتي ث تتالث س تتنوات‪ ،‬ول تتم يتركه تتا مفتوح تتة‪ ،‬كم تتا ه تتو الح تتال م تتع المش تترع‬
‫األردني‪ ،‬إذ يرى الباحث أن األولوية عدم شطب العالمة التجارية‪ ،‬بل محاولة اإلبقاء عليها‪.‬‬

‫عساف‪ ،‬شذى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.234‬‬ ‫‪1‬‬

‫في حيثيات هذه الدعوى تم رفع دعوى من شركة فلسطينية تدعى شركة الرائد لوجستكس للتجارة العامة واالستثمار من أجل‬ ‫‪2‬‬

‫شطب عالمة تجارية مسجلة‪ ،‬وهي عالمة تدعى "عالمة حمودة"‪ ،‬وذلك لعدم استعمالها‪ ،‬وتم تقديم بيانات جمركية تؤكد‬
‫تصدير هذه المنتجات لفلسطين في عام ‪ 1112‬و‪ 1112‬و‪ ،1122‬وفي ذلك داللة على وجود نية في استعمال هذه العالمة‪،‬‬
‫وتوقفت هذه العالمة عن التصدير نتيجة لوجود ظروف استثنائية أعاقتها عن القيام بتصدير منتجاتها‪.‬‬
‫‪http://muqtafi.birzeit.edu/courtjudgments/ShowDoc.aspx?ID=88733‬‬
‫‪ 3‬تراجع المادة (‪ )1/22‬من األمر الجزائري‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫وحددت اتفاقية تربس سبب تبرير عتدم استتعمال صتاحب العالمتة لعالمتته‪ ،1‬إذ جتاء فيهتا أن الستبب‬
‫خارجا عتن إرادة صتاحب العالمتة‪ ،‬وأعطتت أمثلتة‪ 2‬علتى ذلتك‪ ،‬منهتا‪ :‬وجتود قيتود استتيراد علتى‬
‫ً‬ ‫يكون‬

‫البضتائع‪ ،‬أو الشتتروط التتتي تفرضتتها الحكومتتة علتتى الستتلع‪ ،‬تحتتول دون قتتدرة أصتتحاب هتتذه العالمتتات‬
‫على استخدامها في دولة محددة‪.‬‬

‫ونظ ار لقلة الق اررات الصادرة في فلسطين بخصوص األسباب المبررة لعدم االستعمال‪ ،‬فإنه ال بد من‬

‫اللجتتوء إلتتى ق ت اررات المحتتاكم الدوليتتة لمعرفتتة هتتذه األستتباب‪ ،‬فجتتاء فتتي ق ترار الم ارقتتب المتتالي "مستتجل‬
‫العالمات التجارية" اإليرلندي‪ ،‬أن عدم مرور السلع عبر الجمارك‪ ،‬وحيث أنه لتم يتتم تخلتيص الستلع‬
‫متتن هنتتاك‪ ،‬فإنتته يعتتد ستتببا لعتتدم استتتعمال العالمتتة التجاريتتة‪ ،‬وأن لتتدى صتتاحب العالمتتة التجاريتتة نيتتة‬

‫حس تتنة م تتن أج تتل اس تتتعمالها ف تتي المس تتتقبل‪ ،‬فت ترفض مس تتجل العالم تتات طل تتب ش تتطب العالم تتة لع تتدم‬
‫استعمالها‪.3‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إجراءات شطب العالمة التجارية لعدم االستعمال‬

‫يبين الباحث من خالل هذا المطلب اإلجراءات الواجب إتباعها من أجل القيام بشطب العالمة‬
‫التجارية لعدم استعمالها‪ ،‬والشخص الذي يحق له تقديم هذا الطلب‪ ،‬ويسعى إلى تحديد الجهة‬
‫المختصة بتلقي مثل هذا الطلب‪ ،‬وتحديد المدة المتاحة لهذا الطلب‪ ،‬وذلك وفقا لتشريعات المقارنة‬
‫محل هذه الدراسة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مقدم طلب شطب العالمة لعدم االستعمال‬

‫جاء في المادة (‪ )11‬من قانون العالمات التجارية (المطبق في الضفة الغربية او المعدل)‪..." :‬‬
‫يجوز ألي شخص ذي مصلحة‪ ،"...‬ويكون لمقدم الطلب مصلحة من أجل تقديم طلب الشطب‪،‬‬

‫تراجع المادة (‪ )25‬من اتفاقية تربس‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫يالحظ أن المشروع الفلسطيني لقانون الملكية الصناعية والتجارية لسنة ‪ ،1121‬قد حدد بعض األسباب لعدم االستعمال‪ ،‬إذ‬ ‫‪2‬‬

‫جاء في نص المادة (‪/25‬ا)‪... " :‬إال إذا تقدم مالك العالمة التجارية بأسباب وجيهة تبين وجود عوائق تجارية خاصة خارجة‬
‫عن إرادته‪ ،‬حالت دون استعمال العالمة التجارية‪ ،‬ومن هذه العوائق قيود االستيراد‪ ،‬أو أية شروط حكومية مفروضة على‬
‫البضائع‪ ،‬أو الخدمات المسجلة عليها العالمة‪ ،‬أو الظروف القاهرة‪.‬‬
‫‪/http://www.inta.org/Advocacy/Documents/INTATrademarkUseEurope2004.pdf 3‬‬
‫‪22‬‬
‫متضرر بشكل مباشر من‬
‫ا‬ ‫فال يجوز ألي شخص أن يتقدم بهذا الطلب‪ ،‬إال إذا كان ذا مصلحة و‬
‫جراء هذه العالمة‪ ،‬وعليه إثبات مصلحته‪ ،‬كأن يريد تسجيل ذات العالمة‪ ،‬وال يستطيع ذلك لسبق‬

‫تسجيلها‪ ،‬وعدم استعمالها من صاحبها‪.1‬‬

‫وحتى يكون لمقدم طلب الشطب مصلحة في تقديم طلبه‪ ،‬فال بد أن تكون مصلحته شخصية‬
‫ومباشرة‪ ،‬وال يحق لجمعيات حماية المستهلك تقديم هكذا طلب‪ ،‬ألنه ليس لديها مصلحة شخصية‬

‫في هذا الشأن‪ ،‬فمصلحتها حماية الجمهور المستهلك‪ ،‬وان عدم استعمال عالمة ما ال يؤثر سلبا‬
‫في الجمهور المستهلك‪ ،‬وبالتالي ال يكون لجمعية حماية المستهلك مصلحة مباشرة في هذا الشأن‪،‬‬
‫وعلى العكس من ذلك تنشأ هذه المصلحة لألشخاص الذين لديهم الرغبة في تسجيل هذه العالمة‬

‫واستعمالها‪.2‬‬

‫ونتيجة ذلك يكون شرط المصلحة أساسيا من أجل قبول طلب الشطب لعدم االستعمال شكال‪ ،‬فإن‬
‫لم تتوفر هذه المصلحة تقرر المحكمة عدم قبول الدعوى؛ ألنها مقدمة من شخص ليس له مصلحة‬

‫لتقديمها‪ ،‬وهي قدر تقرر ذلك من تلقاء نفسها‪ ،‬كما أن لألطراف التمسك بالدفع المتعلق بشرط‬
‫المصلحة في أي مرحلة كانت عليها الدعوى لتعلق ذلك بالنظام العام‪ 3،‬فمثال‪ :‬لو كان مقدم الطلب‬
‫ال يستعمل هذه العالمة‪ ،‬وال ينوي استعمالها في المستقبل‪ ،‬فإنه ال تتوافر فيه شرط المصلحة‪.4‬‬

‫وان صاحب المصلحة بحسب المادة (‪ )1/11‬من األمر الجزائري التي جاء فيها‪" :‬طلب من الغير‬
‫الذي يعنيه األمر"‪ ،‬ويقصد بالغير الذي له مصلحة من أجل شطب العالمة لعدم االستعمال‪،‬‬
‫ويشمل الشخص الطبيعي أو الشخص المعنوي‪ ،‬سواء أكان منتمياً ألحد أشخاص القانون العام أم‬
‫القانون الخاص‪ ،‬وسواء أكان جزائري الجنسية أم أجنبيا ينتمي إلى دولة من دول اتحاد باريس‪،‬‬
‫وذلك لكون الجزائر منضمة التفاقية باريس‪ ،5‬ويفهم مما سبق أن المسجل من أحد أشخاص القانون‬

‫زين الدين‪ ،‬صالح‪ ،‬ترقين العالمة التجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.261‬‬ ‫‪1‬‬

‫عساف‪ ،‬شذى‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.115-112‬‬ ‫‪2‬‬

‫تراجع المادة (‪ )2/3‬من قانون اصول المحاكمات المدنية والتجارية الفلسطيني رقم (‪ )1‬لسنة ‪ 1112‬و الذي تم اق ارره في‬ ‫‪3‬‬

‫تاريخ ‪1111/5/12‬‬
‫الغالم‪ ،‬قعنب‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.243‬‬ ‫‪4‬‬

‫الجياللي‪ ،‬عجة‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.212‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪23‬‬
‫العام يمكن له تقديم طلب من أجل شطب هذه العالمة‪ ،‬وهذا على العكس من القانون السوري‪،‬‬
‫الذي لم يسمح لمسجل العالمات التجارية من أجل تقديم هذا الطلب من تلقاء نفسه‪ ،‬بل ال بد من‬

‫مصلحة لتقديم الطلب‪ ،1‬وفي هذا الشأن بالنسبة للقانون (المطبق في الضفة الغربية او المعدل)‪،‬‬
‫فيرى بعض الفقهاء أن مسجل العالمات التجارية لديه صالحيات مطلقة لشطب تسجيل أي عالمة‬
‫مسجلة من السجل‪ ،‬وعليه يمكن له شطب العالمة التجارية لعدم استعمالها‪ ،2‬وهو ما ينتقده‬

‫الباحث‪ ،‬فال يوجد نص يتيح لمسجل العالمات التجارية القيام بشطب عالمة تجارية من تلقاء نفسه‬
‫لعدم استعمالها‪ ،‬وبالتالي تكون بحاجة إلى طلب من شخص له مصلحة شخصية ومباشرة‪.‬‬

‫ويضيف الباحث أنه ال بد من أن يتم تقديم طلب من شخص ذي مصلحة‪ ،‬فإذا قدم طلب الشطب‬

‫محام‪ ،‬فال بد من إرفاق وكالة‪ ،‬تفيد بأن للمحامي الحق في تقديم طلب الشطب‪ ،‬فإن لم يتم ذكر‬
‫ذلك صراحة فإنه يترتب عليه رد الدعوى؛ ألنها مقدمة من شخص ليس له صفة‪ ،‬وذلك لكون‬
‫الوكالة مقيدة بالخصوص الموكل به‪ ،‬وهذا ما جاء به قرار محكمة العدل العليا الفلسطينية في‬

‫القضية رقم (‪.3)1122/224‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الجهة المختصة بتلقي طلب شطب العالمة لعدم االستعمال‬

‫حدد قانون العالمات التجارية األردني المطبق في الضفة الغربية الجهة المختصة بتلقي هذه‬
‫الطلبات‪ ،‬فيمكن أن يتم تقديم الطلب ابتداء إلى مسجل العالمات التجارية‪ ،‬أو أن يتم تقديمه مباشرة‬
‫إلى محكمة العدل العليا‪ ،‬وعليه يكون لمقدم الطلب حرية االختيار‪.4‬‬

‫ويمكن لمسجل العالمات التجارية أن يقوم بإحالة هذا الطلب إلى محكمة العدل العليا في أي دور‬
‫من االجراءات‪ ،5‬ولكن في حال نظر المسجل في النزاع‪ ،‬وحدد جلسة للنطق بق ارره‪ ،‬فهل يجوز له‬
‫في هذه الحالة إحالة الطلب إلى محكمة العدل العليا؟ أجابت محكمة العدل العليا الفلسطينية عن‬

‫برانبو‪ ،‬عدنان‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.962‬‬ ‫‪1‬‬

‫زين الدين‪ ،‬صالح‪ ،‬العالمات التجارية وطنيا ودوليا‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.135‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬يراجع قرار محكمة العدل العليا الفلسطينية رقم (‪)1122/224‬‬


‫‪http://muqtafi.birzeit.edu/courtjudgments/ShowDoc.aspx?ID=94100‬‬
‫‪ 4‬تراجع نص المادة (‪ )1/11‬من قانون العالمات المطبق في الغربية‪.‬‬
‫تراجع المادة (‪ )3/11‬من قانون العالمات التجارية المطبق في الضفة الغربية‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪24‬‬
‫هذه المسألة‪ ،‬وذلك في القرار الصادر عنها برقم (‪ ،)1121/522‬وجاء في حيثياته‪ ،‬أنه يمكن‬
‫للمسجل أن يحيل الطلب إلى محكمة العدل العليا في أي دور من إجراءات المحاكمة في أثناء‬

‫سماع البينات‪ ،‬وقبل تحديد جلسة إلصدار القرار‪ ،‬فطالما أنه سمع البينات الموجودة في الدعوى‬
‫كافة‪ ،‬وقام بتحديد جلسة إلصدار ق ارره‪ ،‬فيجب عليه إصدار ق ارره بهذا الشأن‪ ،‬ويتمتع مسجل‬
‫العالمات التجارية بالصفة القضائية‪ ،‬إضافة إلى صفة إدارية‪ ،‬وبالتالي قررت المحكمة إعادة‬

‫األوراق إلى المسجل من أجل البت في الطلب‪ ،1‬وفي حال نظر المسجل بالنزاع‪ ،‬وأصدر ق ارره‪،‬‬
‫فإن ق ارره يكون قابال لالستئناف أمام محكمة العدل العليا‪.2‬‬

‫وبالرجوع إلى نص المادة (‪ )2/11‬من القانون المعدل‪ ،‬التي جاء بها‪ ..." :‬يجوز ألي شخص ذي‬

‫مصلحة أن يطلب من المسجل إلغاء‪ ،"...‬وكأن هذا التعديل بحذف نص المادة (‪ ،)1/11‬ألزم مقدم‬
‫الطلب تقديم طلبه إلى المسجل ابتداء‪ ،‬وليس هناك حرية لالختيار بينه وبين محكمة العدل العليا‪،‬‬
‫كما هو الحال مع قانون العالمات المطبق بالضفة الغربية‪ ،‬مع إمكانية استئناف قرار المسجل أمام‬

‫محكمة العدل العليا ‪ ،‬وتم حذف النص القديم الذي يتيح للمسجل إحالة الطلب إلى محكمة العدل‬
‫العليا‪ ،‬وأبقى على النصوص القديمة في الطلبات األخرى‪ ،‬مثل‪ :‬طلب إحداث التغييرات من حذف‬
‫واضافة إلى السجل من أجل تصحيح خطأ‪ ،‬فيمكن تقديم الطلب ابتداء إلى المسجل أو إلى محكمة‬

‫العدل العليا‪ ،‬واحالة الطلب إلى محكمة العدل العليا‪.3‬‬

‫وبالرجوع إلى المادة (‪ )2/11‬من قانون العالمات المعدل باألردن يجد الباحث أنها قد بدأت بعبارة‪:‬‬
‫"مع مراعاة أحكام المادة (‪ ،"... )16‬وهو خطأ كتابي‪ ،‬عدل المشرع األردني ذلك في القانون رقم‬
‫‪ 15‬لسنة ‪ ،1112‬وأصبحت المادة (‪ ،)19‬وهي ما نصت على ما تم ذكره سابقا‪ ،‬فهل قصد‬
‫المشرع مراعاة ذات اإلجراءات المتبعة في المادة (‪ )19‬لذات هذه المادة‪4‬؟ ويرى الباحث أن المشرع‬

‫‪ 1‬يراجع قرار محكمة العدل العليا الفلسطينية رقم (‪.)1121/522‬‬


‫‪http://muqtafi.birzeit.edu/courtjudgments/ShowDoc.aspx?ID=94897‬‬
‫‪ 2‬تراجع نص المادة (‪ )3/11‬من قانون العالمات المطبق في الضفة الغربية‪.‬‬
‫يراجع نص المادة (‪ )2/19‬والمادة (‪ )1/19‬من القانون المعدل رقم ‪ 34‬لسنة ‪.2555‬‬ ‫‪3‬‬

‫يراجع تعديل القانون العالمات التجارية األردني رقم ‪ 15‬لسنة ‪.1112‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪25‬‬
‫قد قصد ذلك بالفعل‪ ،‬وفضل قانون العالمات االردني المعدل عدم تكرار هذه اإلجراءات في المادة‬
‫(‪ )11‬فأحالها إلى المادة (‪.)19‬‬

‫وجاء في نص المادة (‪ )12‬من األمر الجزائري‪" :‬تلغي الجهة القضائية المختصة‪ "...‬ويالحظ من‬
‫هذا النص أنه اقتصر على المحكمة القضائية فقط‪ ،‬للنظر في هذا الطلب المقدم من صاحب‬
‫المصلحة الذي يعنيه األمر‪ ،‬ولم يعط الصالحية إلى مسجل العالمات التجارية‪ ،‬وهي المعهد‬

‫الوطني للملكية الصناعية‪ ،‬للنظر بطلب الشطب لعدم االستعمال‪ ،‬فيتم البت بالطلب بشكل قضائي‬
‫وليس إداريا‪.1‬‬

‫ويالحظ أن المحكمة المختصة بهذا الشأن هي المحكمة االبتدائية‪ ،‬ويكون قرارها قابال لالستئناف‪،‬‬

‫واذا كان قرار المحكمة فيه مخالفة للقانون‪ ،‬أو بمعنى مخالفة لنص المادة (‪ )12‬من األمر‬
‫الجزائري‪ ،‬فيكون حينها قابال للطعن بطريق النقض‪ ،‬ويسري أثر هذا الحكم متى ما أصبح نهائيا‪،‬‬
‫ويسري أثر هذا الحكم بشكل فوري وليس بأثر رجعي‪ ،2‬ولم يسند المشرع الجزائري هذا األمر إلى‬

‫المحكمة اإلدارية‪ ،‬وانما أسنده إلى المحاكم النظامية‪.3‬‬

‫أما بخصوص المشرع السوري فجاء في نص المادة (‪/2‬ا)‪" :‬للمحكمة المختصة بناء على طلب‬
‫كل ذي مصلحة‪ ،"...‬وبالتالي يكون التشريع السوري قد أوكل هذه المهمة إلى القاضي المختص‬
‫في هذا الشأن‪ ،‬وعليه يندرج هذا الشطب تحت إطار الشطب القضائي؛ ألنه يحتاج إلى قرار من‬
‫المحكمة المختصة للبت فيه‪ ،‬وبذلك ال يكون لمسجل العالمات التجارية الحق في النظر في هذا‬
‫الطلب‪ ،‬وال حتى التقدم به للمحكمة‪ ،‬وذلك على عكس ما جاء في قانون العالمات (المطبق‬
‫بالضفة الغربية او المعدل)‪.4‬‬

‫الغالم‪ ،‬قعنب‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪ 249‬وتراجع المادة (‪ )12‬من األمر الجزائري‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫الجياللي‪ ،‬عجة‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.212‬‬ ‫‪2‬‬

‫إن القضاء اإلداري الجزائري يكون على درجتين‪ :‬الدرجة األولى تكون للمحاكم اإلدارية‪ ،‬والدرجة الثانية يتم فيها استئناف‬ ‫‪3‬‬

‫الق اررات اإلدارية إلى مجلس يسمى مجلس الدولة‪ ،‬يراجع في هذا الشأن‪ :‬فضيلة‪ ،‬واضح‪ ،‬التنظيم القضائي الجزائري‪( ،‬رسالة‬
‫ماجستير منشورة على اإلنترنت)‪ ،‬جامعة عبد الرحمن ميرة –بجاية‪ ،-‬الجزائر‪ /1126 ،‬ص‪.14-12‬‬
‫تراجع المادة(‪/2‬ا) من قانون العالمات الفارقة السوري‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪26‬‬
‫ويرى الباحث في هذا الشأن أن حرية االختيار بين التقديم إلى المسجل‪ ،‬أو إلى محكمة العدل‬
‫العليا تسهيل لمقدم الطلب إلى الجهة التي يراها مناسبة‪ ،‬وأن قرار المسجل باألحوال كافة يمكن‬

‫استئنافه‪ ،‬فال بأس من إعطاء المسجل الصالحية للنظر في هذا الطلب‪ ،‬وذلك على الرغم من أن‬
‫القضاء يكون دائما األقدر على النظر في هذه المنازعات‪ ،‬ويستطيع وزن البينة‪ ،‬ولديه الخبرة‬
‫األكبر في هذا المجال‪ ،‬ويجوز إعطاء السلطة للمسجل للبت بالطلب‪ ،‬إذا كان محل طعن لدى‬

‫سلطة قضائية مختصة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬المدة الواجب تقديم طلب شطب العالمة التجارية لعدم االستعمال‬

‫يتناول الباحث في هذا الفرع المدة الالزمة لتقديم طلب شطب العالمة التجارية‪ ،‬فهل تكون المدة‬

‫محددة بوقت معين‪ ،‬أم مدة مفتوحة دون تحديد؟ ويعالج الباحث هذه المسألة وفقا للقوانين محل‬
‫الدراسة‪.‬‬

‫وبخصوص قانون العالمات (المطبق في الضفة الغربية والمعدل) فإن المادة (‪ )11‬موضع الحديث‬

‫لم تحدد مدة لتقديم طلب شطبها‪ ،‬ويرى بعض الفقهاء أن الطلب يقدم خالل خمس سنوات من‬
‫التسجيل الفعلي‪ ،‬وليس من تاريخ تقديم طلب الشطب‪ ،‬ويستند هذا الرأي إلى المادة (‪ )9/19‬من‬
‫القانون (المطبق في الضفة الغربية او المعدل)التي جاء فيها‪ ..." :‬يجب أن يقدم الطلب خالل‬
‫خمس سنوات من تسجيل تلك العالمة"‪ .‬ويتضح أنه أشار إلى تلك المدة من تاريخ التسجيل‪ ،‬وهو‬
‫ما يعني تاريخ التسجيل الفعلي‪.1‬‬

‫أما الرأي اآلخر في هذه المسألة فيرى أن الطلب يقدم في أي وقت‪ ،‬حتى لو تجاوزت مدة السنوات‬
‫الخمس المذكورة‪ ،‬إذ إن العبرة تكون باالستعمال‪ ،‬فعدم استعمال العالمة لثالث سنوات متتالية‪،‬‬
‫يترتب عليه إمكانية شطب هذه العالمة‪ ،‬حتى لو كانت مسجلة ألكثر من خمس سنوات‪ ،‬ويستند‬
‫هذا الرأي إلى اتفاقية تربس التي أخذت بمعيار االستعمال‪ ،‬ولم تأخذ بمعيار التسجيل‪ ،‬ويستند أيضا‬

‫إلى قرار محكمة العدل األردنية رقم ‪ ،22/64‬التي جاء في حيثياته أن شطب العالمة لعدم‬

‫زين الدين‪ ،‬صالح‪ ،‬ترقين العالمة التجارية‪ ،‬مجلة الحقوق (الكويت)‪ ،‬ع‪ /1115 ،4‬ص‪ 296‬وراجع كذلك الخولي‪ ،‬سائد‬ ‫‪1‬‬

‫احمد‪ ،‬حقوق الملكية الصناعية‪ ،‬ط‪ ،2‬عمان‪ ،‬دار المجدالوي‪ /1114 ،‬ص‪.21‬‬

‫‪27‬‬
‫استعمالها ال يدخل ضمن األسباب المنصوص عليها في المادة (‪ )9/19‬من قانون العالمات‬
‫األردني‪ ،‬وعليه ال يمكن أن يخضع إلى مدة التقادم المنصوص عليها في هذه المادة‪ ،‬وهي خمس‬

‫سنوات‪ ،‬وينتقد قرار محكمة العدل العليا األردنية رقم ‪ 1114/369‬هذا الرأي‪ ،‬وجاء في حيثياته أن‬
‫طلب شطب العالمة التجارية لعدم االستعمال يخضع لمدة التقادم الواردة في المادة (‪ )9/19‬من‬
‫القانون المذكور ؛ ألن تاريخ نشوء الحق في العالمة التجارية يبدأ من تاريخ تسجيل هذه العالمة‪.1‬‬

‫ويرى الباحث أن نص المادة (‪ )2/11‬من القانون المذكور جاء به‪ ..." :‬مع مراعاة أحكام المادة‬
‫(‪ ،"... )19‬فهل قصد المشرع مراعاة مدة التقادم المحددة في الفقرة الخامسة من النص؟ ويرى‬
‫الباحث أنه وارد لكون المشرع األردني المعدل قد ربط ذلك صراحة من تاريخ التسجيل الفعلي‪ ،‬فهذا‬

‫المعيار الذي تم األخذ به‪ ،‬وبالرجوع إلى موقع و ازرة االقتصاد الوطني الفلسطيني في غزة‪ ،‬نجد أنه‬
‫قد حدد المدة الالزمة لتقديم طلب شطب العالمة التجارية لعدم استعمالها بخمس سنوات‪ ،‬لتحديد‬
‫الشروط الواجب توفرها قبل تقديم طلب شطب العالمة التجارية‪ ،‬لكونها غير مستعملة‪.2‬‬

‫ولم يحدد المشرع الجزائري في األمر رقم (‪ )16-13‬مدة التقادم في دعاوي اإللغاء "الشطب"‬
‫عموما‪ ،‬ويفسر بعض الفقهاء أن المشرع أحال تحديد هذه المدة إلى القواعد العامة‪ ،‬التي تم النص‬
‫عليها في القانون المدني الجزائري‪.3‬‬

‫ويرى بعضهم اآلخر أن سبب عدم تحديد مدة يرجع إلى أن المشرع الجزائري حدد معيار‬
‫االستعمال‪ ،‬وليس هناك مدة محددة لتقديم طلب شطب العالمة لعدم استعمالها‪ ،‬ففي أي وقت ال‬
‫يتم استعمال العالمة لثالث سنوات متتالية‪ ،‬يترتب عليه إمكانية تقديم طلب لشطب هذه العالمة‬
‫لعدم استعمالها‪ ،4‬وهو ما يؤيده الباحث في هذا الشأن‪.‬‬

‫‪ 1‬عساف‪ ،‬شذى‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.123-121‬‬


‫‪2‬‬
‫‪http://www.mne.ps/mne/servicedetails/14.html‬‬
‫الجياللي‪ ،‬عجة‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.233‬‬ ‫‪3‬‬

‫الغالم‪ ،‬قعنب‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.246‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪28‬‬
‫وأخذ القانون السوري بمعيار االستعمال‪ ،‬فإذا لم تستعمل العالمة لمدة ثالث سنوات متتالية فإنه‬
‫يترتب على ذلك إمكانية تقديم طلب لشطبها لعدم االستعمال‪.1‬‬

‫وفي هذه المسألة يرى الباحث أنه يجب األخذ بمعيار االستعمال‪ ،‬وأال يتم ربط هذه المدة بخمس‬
‫سنوات‪ ،‬ألنه قد يقوم صاحب العالمة التجارية باستعمالها لمدة أربع سنوات مثال‪ ،‬ثم يتركها وال‬
‫يستعملها‪ ،‬فيحتاج األمر إلى سنتين وفقا للقانون المطبق في الضفة الغربية من أجل شطبها‪ ،‬وهنا‬

‫يكون قد مضى ست سنوات كاملة على التسجيل‪ ،‬وتصبح العالمة محصنة من الشطب‪ ،‬وهذا ما‬
‫يؤدي إلى حرمان الغير من االستفادة من هذه العالمة‪ ،‬واستعمالها بما يفيد االقتصاد الوطني‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬عبء اإلثبات‬

‫جاء في نص المادة (‪ )2/11‬من قانون العالمات التجارية (المطبق في الضفة الغربية او المعدل)‪:‬‬
‫"‪ ...‬إذا أثبت مالك العالمة التجارية أن عدم استعمالها يعود إلى ظروف خاصة‪ ،"...‬ويرى بعض‬
‫الفقهاء أن هذا النص يدل على أنه في حال ادعى الغير بأن صاحب العالمة لم يقم باستعمال‬

‫عالمته فإن عبء إثبات ذلك يقع على صاحب العالمة سندا للنص السابق‪ ،‬وذلك لكونه صعبا‬
‫على الغير إثبات عدم االستعمال‪ ،2‬ويرى الباحث أنه ال يمكن التدليل على النص السابق بأن‬
‫عبء اإلثبات يقع على صاحب العالمة‪ ،‬لكون النص السابق تحدث عن حالة إثبات عدم‬
‫االستعمال لوجود ظروف خاصة‪ ،‬فهنا يكون على صاحب العالمة إثبات الظروف الخاصة التي‬
‫حالت دون استعماله لعالمته‪ ،‬ولم يقم المشرع بتحديد الشخص الذي يقع عليه عبء إثبات استعمال‬
‫العالمة أم ال‪.‬‬

‫ولم يحدد المشرع الجزائري ذلك صراحة‪ ،‬ويستند بعضهم إلى أن المشرع أوقع عبء اإلثبات على‬
‫صاحب العالمة التجارية‪ ،‬وذلك استنادا إلى نص المادة (‪ ،)1/22‬التي تطلبت اإلثبات في حال‬
‫وجود مبرر لذلك‪ ،3‬وسبق أن قام الباحث بنقد هذا الرأي‪.‬‬

‫تراجع المادة (‪ )2‬من قانون العالمات الفارقة السوري‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫عساف‪ ،‬شذى‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.129‬‬ ‫‪2‬‬

‫الغالم‪ ،‬قعنب‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.24‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪29‬‬
‫وجاء نص صريح في قانون العالمات الفارقة السوري‪ ،1‬إذ إنها أوقعت عبء اإلثبات على صاحب‬
‫العالمة التجارية المراد شطبها‪ ،‬وافترض عدم االستعمال‪ ،‬ويكون لمقدم الطلب قرينة قانونية بأن‬

‫العالمة غير مستعملة‪ ،‬ويمكن لصاحب العالمة دحض القرينة القانونية بطرق اإلثبات كافة‪ ،‬بما‬
‫يشمل األدلة الكتابية والشفوية‪.2‬‬

‫ويرى الباحث أن المشرع السوري حدد بشكل صريح‪ ،‬ما يجب أن تحدده القوانين المقارنة‪ ،‬حتى يتم‬

‫السير باإلجراءات على هذا األساس‪ ،‬ولكن يالحظ أن هذا الحكم استثناء على األصل‪ ،‬و"البينة‬
‫على من ادعى"‪ ،‬فهنا يقع عبء اإلثبات على المدعى عليه‪ ،‬ألنه يصعب على مقدم الطلب إثبات‬
‫االستعمال من عدمه‪ ،‬ومع ذلك يرى الباحث أنه يجب أن تكون البينة على من ادعى‪ ،‬فيكون‬

‫مدعي الشيء اولى بإثباته‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬األثر المترتب على شطب العالمة التجارية لعدم استعمالها‬

‫بعد الحديث عن حالة شطب العالمة التجارية لعدم االستعمال‪ ،‬واإلجراءات الالزمة لهذه الغاية‪،‬‬

‫فإ نه ال بد أن يتناول الباحث األثر المترتب على ما سبق ذكره‪ ،‬بمعنى أنه بعد شطب العالمة‬
‫التجارية لعدم استعمالها‪ ،‬فما مصير هذه العالمة؟ وهل يمكن إعادة تسجيلها بعد شطبها؟‬

‫الفرع األول‪ :‬لحظة سريان شطب العالمة التجارية‬

‫يالحظ في هذا الشأن‪ ،‬أنه ومن خالل استقراء القانون (المطبق في الضفة الغربية او المعدل)‬
‫واألمر الجزائري‪ ،‬لم يتم النص بهما صراحة على األثر المترتب على قرار القاضي بشطب العالمة‬
‫التجارية لعدم استعمالها‪ ،‬ولم يتم توضيح هذه المسألة وأثر السريان ومدته في كال التشريعين‪ ،‬فال‬
‫بد من اللجوء إلى التشريع السوري‪ ،‬الذي تناول هذه المسألة بشكل مفصل‪ ،‬وجاء في المادة‬
‫(‪/2‬ج)‪" :‬يسري الشطب اعتبا ار من تاريخ انقضاء المهلة المشار إليها في الفقرة (ا) من هذه المادة"‪،‬‬
‫ويالحظ من خالل هذه المادة أن المشرع السوري عد العالمة التجارية غير المستعملة خالل مدة‬

‫تراجع المادة (‪/2‬ب) من قانون العالمات الفارقة السوري لسنة ‪.1112‬‬ ‫‪1‬‬

‫برانبو‪ ،‬عدنان‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.921-922‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪31‬‬
‫حكما‪ ،‬وعليه يكون قرار القاضي الذي يصدر بناء على طلب‬
‫ثالث سنوات متواصلة مشطوبةً ً‬
‫مقرر لشطب العالمة التجارية وليس منشئا لها‪ ،‬ويسري أثر الشطب بعد انقضاء مدة‬
‫ا‬ ‫الغير طلبا‬

‫ثالث السنوات مباشرة دون استعمال‪ ،‬ولو قام باستعمالها بعد مضي هذه المهلة فإنه ال يعد‬
‫استعماال قانونيا‪ ،‬وسيكون مصير عالمته الشطب‪ ،1‬وكان يفترض توضيح هذه المسألة في‬
‫القانونين األردني والجزائري‪.‬‬

‫ورغم قيام المشرع السوري بتوضيح هذه المسألة فإن الباحث يرى أن األثر يبدأ من اللحظة التي‬
‫يصدر فيها قرار شطب العالمة التجارية‪ ،‬وليس من لحظة مضي السنوات الثالث‪ ،‬لكون الشطب‬
‫يتم تقديمه من ذي مصلحة‪ ،‬وال يمكن أن يترتب على عدم االستعمال أي أثر‪ ،‬إال من لحظة‬

‫حصول الشخص الذي لديه مصلحة لشطب هذه العالمة على قرار شطب هذه العالمة‪ ،‬ويستلزم‬
‫األمر هنا صدور حكم قضائي بات بشطب العالمة التجارية‪ ،‬ويسري هذا األثر من لحظتها‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إعادة تسجيل العالمة المشطوبة‬

‫أما بخصوص إمكانية إعادة تسجيل العالمة التجارية المشطوبة لعدم استعمالها‪ ،‬سواء من صاحب‬
‫العالمة التجارية أو من الغير‪ ،‬فلم يتم تحديد هذه المسألة في القانون (المطبق في الضفة الغربية‬
‫او المعدل) من خالل استقراء نصوصه‪ ،‬ويرى بعض الفقهاء أنه يمكن القياس على المادة (‪)12‬‬
‫التي تتحدث عن جواز إعادة تسجيل العالمة المشطوبة لعدم تجديدها ‪-‬والتي سيتم الحديث عنها‬
‫في المبحث الثاني من هذا الفصل‪ -‬وذلك مع ضرورة أن يقوم المشرع بالنص على إعادة تسجيل‬
‫العالمة المشطوبة من صاحبها السابق‪ ،‬وذلك بعد مضي مدة محددة‪ ،‬حتى ال يقوم بتسجيلها‬
‫مباشرة بعد شطبها‪ ،‬وبذات الوقت يكون لغير مقدم طلب شطب العالمة لعدم استعمالها األولوية‬
‫لتسجيلها‪ ،‬إذ يتم منحه مدة محددة من أجل القيام بذلك‪ ،2‬ويرى الباحث في الشق األول من هذا‬
‫الرأي أنه ال يمكن القياس؛ ألن المشرع األردني لو أراد ذلك لنص صراحة على جواز إعادة تسجيل‬

‫العالمة التجارية لعدم استعمالها‪ ،‬كما هو الحال مع المادة (‪ ،)12‬فلماذا تم النص عليها صراحة‬

‫تراجع المادة (‪/2‬ج) من قانون العالمات الفارقة السوري‬ ‫‪1‬‬

‫عساف‪ ،‬شذى‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.334-133‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪31‬‬
‫في المادة (‪ )12‬ولم ينص عليها في المادة (‪)11‬؟ أما فيما يتعلق بالشق الثاني فيرى الباحث أنه‬
‫صائب؛ ألنه يكفل تحقيق العدالة الالزمة لهذه الغاية‪ ،‬ويعطي الحق لصاحب العالمة تسجيل‬

‫عالمته خالل مدة يتم تحديدها قانونا‪ ،‬وكذلك يعطي الحق للغير (مقدم طلب الشطب) من أجل‬
‫تسجيلها بعد مضي المدة الواجب تحديدها قانونا‪ ،‬ليكفل االستعمال الهادئ للغير دون أن تتم‬
‫معارضته من صاحب العالمة السابق‪.‬‬

‫أما بخصوص القانون الجزائري‪ ،‬فيرى بعض الفقهاء أنه يمكن االستناد إلى المادة (‪ 1)5/2‬من‬
‫األمر الجزائري‪ ،‬والتي تمنع بموجبها الغير من تسجيل عالمة تجارية مشطوبة‪ ،‬إذا كان ذلك يحدث‬
‫لبسا لدى الجمهور‪ ،‬ويؤدي إلى تضليلهم خالل سنة أو أكثر من تاريخ انتهاء حماية تلك العالمة‪،‬‬

‫فيكون لدى الغير الذي يريد إيداع طلب لتسجيل هذه العالمة مدة سنة كاملة من تاريخ شطبها‪،2‬‬
‫ويرى الباحث بهذا الشأن‪ ،‬وعلى الرغم من التفسير الصحيح لنص القانون‪ ،‬فإنه ال ينطبق على‬
‫عالمة لم تستعمل لثالث سنوات‪ ،‬ألنها فقدت قيمتها االقتصادية مع مرور الوقت‪ ،‬وال حاجة لمنع‬

‫مقدم طلب شطبها من تسجيل هذه العالمة لمدة سنة كاملة‪ ،‬ويكون التضليل غير وارد‪ ،‬ويمكن أن‬
‫يصدق هذا النص في حالة شطب العالمة لعدم تجديدها‪ ،‬أما في حالة عدم استعمالها فهو غير‬
‫وارد‪ ،‬وبكل األحوال لم يحدد المشرع الجزائري مدى إمكانية إعادة تسجيل العالمة التجارية‬

‫المشطوبة لعدم استعمالها من صاحبها السابق بنص صريح‪.‬‬

‫وخصص المشرع السوري المادة (‪ )21‬من قانونه للحديث عن هذا الموضوع ‪-‬إمكانية إعادة‬
‫تسجيل العالمة التجارية المشطوبة‪ -‬وحدد مدة ثالث سنوات لقيام صاحب العالمة التجارية‬
‫األصلي الذي شطبت عالمته بتسجيل عالمته مرة أخرى‪ ،‬والغاية منه إعطاء الشخص األفضلية‬
‫على غيره إلعادة تسجيل هذه العالمة‪ ،‬ألنه قام ببنائها‪ ،‬وجعلها ذات قيمة اقتصادية عالية‪ ،‬وحتى‬

‫وجاء في نص المادة (‪ ) 5/2‬من األمر الجزائري‪" :‬الرموز المطابقة أو المشابهة لعالمة كانت محل طلب تسجيل أو تسجيل‬ ‫‪1‬‬

‫يشمل سلعا أو خدما مطابقة أو مشابهة لتلك التي سجلت من أجلها عالمة الصنع أو العالمة التجارية إذا كان هذا االستعمال‬
‫يحدث لبسا"‪.‬‬
‫الغالم‪ ،‬قعنب‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.221‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪32‬‬
‫يمنع الغير من االستفادة من سمعة العالمة‪ ،‬فيعطيه المشرع هذه المدة من أجل إعادة تسجيلها‪،‬‬
‫لكي يستفيد منها مجددا‪.1‬‬

‫ومن الجدير ذكره أن المادة (‪ )21‬تنطبق على حاالت عديدة من شطب العالمة التجارية‪ ،‬وال‬
‫تقتصر على حالة شطب العالمة لعدم استعمالها‪ ،‬بل تمتد إلى حاالت أخرى‪ ،‬ويرى بعض الفقهاء‬
‫أن الحكمة من إعطاء ثالث سنوات أخرى على إعادة تسجيل العالمة التجارية‪ ،‬إضافة إلى ثالث‬

‫سنوات من عدم االستعمال أنه في الغالب ال يتم تقديم طلب لشطب عالمة ما لعدم استعمالها‪ ،‬بل‬
‫تثار في دعوى يقيمها صاحب العالمة التجارية على شخص يشكل اعتداء على هذه العالمة‪ ،‬فيقوم‬
‫المدعى عليه في هذه الدعوى بإثارة دفع أن هذه العالمة غير مستعملة منذ ثالث سنوات‪ ،‬وعند‬

‫إثباته لهذا الدفع فإنه يقوم برد الدعوى‪ ،‬ويترتب على الحكم رد دعوى شطب العالمة التجارية‬
‫المسجلة أمام المحكمة المختصة بذلك‪ ،2‬وهو ما يعتقد الباحث أن المشرع قصده في المادة (‪،)21‬‬
‫حين تحدث عن شطب العالمة نتيجة لتنفيذ حكم قضائي نهائي ونافذ‪ ،‬ويجوز إعطاء أولوية من‬

‫أجل تسجيل هذه العالمة للغير الذي سبق‪ ،‬وان صدر قرار من المحكمة المختصة يفيد بأحقيته في‬
‫تسجيل هذه العالمة‪ ،‬وذلك قبل مضي الثالث السنوات المذكورة‪.3‬‬

‫أما بعد فوات مدة الثالث السنوات المذكورة في المادة (‪ ،)21‬فإنه يجوز تسجيل هذه العالمة من‬

‫صاحب العالمة أو من غيره‪ ،‬ويمكن للغير (مقدم طلب الشطب) أن يقوم بتسجيل هذه العالمة بعد‬
‫مضي هذه المهلة‪.4‬‬

‫إن العبرة األساسية من شطب العالمة التجارية لعدم استعمالها تمييز السلع والخدمات عن غيرها‪،‬‬
‫وبالتالي فإن عدم استعمالها لمدة ثالث سنوات يترتب معه شطب العالمة؛ ألن الغاية األساسية من‬
‫العالمة لم يتم تحقيقها‪ ،‬وعليه تصبح غير جديرة بالحماية‪.5‬‬

‫تراجع المادة (‪ )21‬من قانون حماية العالمات الفارقة والمؤشرات الجغرافية والرسوم والنماذج الصناعية السوري‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫برانبو‪ ،‬عدنان‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.922‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬تراجع المادة (‪ )21‬من قانون العالمات الفارقة السوري‬


‫تراجع المادة(‪ )21‬من قانون العالمات الفارقة السوري‬ ‫‪4‬‬

‫إبراهيم‪ ،‬خالد ممدوح‪ ،‬حقوق الملكية الفكرية‪ ،‬ط‪ ،2‬إسكندرية‪ ،‬الدار الجامعية‪ /1121 ،‬ص‪.252-252‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪33‬‬
‫وفي نهاية هذا المبحث يكون الباحث قد تناول حالة شطب العالمة التجارية لعدم استعمالها‪ ،‬مبينا‬
‫اإلجراءات الواجب إتباعها‪ ،‬وتحديد األثر المترتب على هذا الشطب‪ ،‬وفقا للتشريعات محل هذه‬

‫الدراسة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬شطب العالمة التجارية لعدم تجديدها أو بطلب من صاحبها‬

‫يبين الباحث حالتين من حاالت شطب العالمة التجارية‪ ،‬األولى‪ :‬عدم تجديد العالمة في المدة‬

‫الالزمة والمحددة قانونا‪ ،‬والحق في العالمة التجارية هو مؤقت؛ لكونها مرهونة بالتجديد وااللتزام‬
‫بعدد من الشروط القانونية من أجل بقاء الحق في العالمة التجارية‪ ،‬وهذه الحالة سيتم تناولها في‬
‫المطلب االول من هذا المبحث‪ .1‬والثانية‪ :‬قيام صاحب العالمة التجارية بالتخلي عن عالمته وعدم‬

‫إبداء أي رغبة في االعتماد عليها لتمييز منتجاته أو خدماته‪ ،‬وخصص الباحث المطلب الثاني من‬
‫هذا المبحث للحديث عن هذا الموضوع‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬شطب العالمة التجارية لعدم تجديدها‬

‫يبين الباحث في هذا المطلب مدة حماية العالمة التجارية والموعد المناسب لتجديدها‪ ،‬وأسباب‬
‫شطب العالمة التجارية لعدم تجديدها‪ ،‬واإلجراءات المتبعة لشطب العالمة‪ ،‬واألثر المترتب على‬
‫شطب العالمة التجارية لعدم تجديدها‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مدة حماية العالمة التجارية وتجديدها‬

‫يتحدث الباحث عن مدة سريان تسجيل العالمة التجارية‪ ،‬وتحديد اللحظة التي يسري فيها أثر‬
‫التسجيل‪ ،‬وتوضيح الفترة الزمنية الالزمة للقيام بهذا التجديد‪ ،‬وفقا للقوانين محل الدراسة‪.‬‬

‫‪ 1‬كحول‪ ،‬وليد‪ ،‬المسؤولية القانونية عن جرائم التعدي على العالمات في التشريع الجزائري‪( ،‬رسالة ماجستير منشورة على‬
‫االنترنت) جامعة محمد خضيرة بسكرة‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.1129 ،‬‬
‫‪34‬‬
‫أوال‪ :‬مدة حماية العالمة التجارية ومدة تجديدها‪.‬‬

‫تسري مدة حماية العالمة التجارية في القانون األردني المطبق بالضفة الغربية من تاريخ تسجيلها‬

‫لدى مسجل العالمات التجارية‪ ،‬وتم تحديد هذه المدة قانونا بسبع سنوات ‪ ،‬ويجوز القيام بتجديد‬
‫تسجيلها من حين إلى آخر‪ ،‬بناء على طلب صاحب العالمة التجارية‪ ،‬وتقديم طلب لتجديد‬
‫عالمته‪ ،‬ويكون تجديد التسجيل بما يعادل أربع عشرة سنةً من تاريخ انتهاء تسجيل العالمة‬

‫التجارية‪ ،‬أو من تاريخ تجديد التسجيل األخير‪ ،‬ويفهم من ذلك أنه يجوز تجديد هذه العالمة إلى‬
‫أجل غير مسمى‪ ،‬ففي حالة قيام صاحب العالمة بتجديد عالمته للمرة األولى ألربع عشرة سنة‬
‫أخرى‪ ،‬فإنه يجوز تجديد تسجيلها عند انتهاء المدة األخيرة‪ ،‬ويسمى ذلك (بتاريخ انتهاء التسجيل‬

‫األخير)‪.1‬‬

‫وعدل التشريع األردني المدة الواردة في المادة (‪ )11‬منه‪ ،‬فأصبحت عشر سنوات بدال من سبع‬
‫سنوات‪ ،‬وتجديدها بمدة مماثلة لها‪ ،‬بمعنى أنها تجدد لعشر سنوات أخرى من تاريخ انتهاء العالمة‬

‫التجارية المسجلة أو المجددة‪ ،‬ويسري هذا األثر على قانون العالمات المطبق بالضفة الغربية‪،‬‬
‫فصاحب العالمة الذي كان يجدد عالمته كل أربع عشرة سنة حسب القانون المطبق بالضفة‬
‫الغربية‪ ،‬يجددها كل عشر سنوات‪ ،‬ويتضح أن المشرع األردني قد عدل هذه المدة لتصبح أعلى من‬

‫الحد األدنى المقرر في اتفاقية تربس‪ ،‬وهو سبع سنوات‪ ،‬وذلك في المادة (‪ )22‬منها‪ ،‬حيث جاء‬
‫بها‪ ..." :‬لمدة ال تقل عن سبع سنوات‪.2"...‬‬

‫أما المشرع الجزائري فقد حدد مدة سريان العالمة التي يتم تسجيلها بعشر سنوات‪ ،‬تسري بأثر‬
‫رجعي من تاريخ القيام بإيداع الطلب ‪-‬وهذا بخالف ما جاء في القانون األردني الذي حددها من‬
‫تاريخ تسجيل العالمة التجارية‪-‬مع إمكانية قيام صاحب العالمة التجارية بتجديدها لعشر سنوات‬

‫‪ 1‬تراجع نص المادة (‪ )11‬والمادة (‪ )2/12‬من قانون العالمات المطبق في الضفة الغربية‪.‬‬


‫تراجع المادة (‪ )11‬من قانون العالمات التجارية األردني رقم ‪ 34‬لسنة ‪ 2555‬وكذلك المادة (‪ )22‬من اتفاقية تربس‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ويالحظ هنا أن مدة السبع السنوات تتوسط ما بين خمس وعشر سنوات‪ ،‬وأن التشريعات المقارنة قد أخذت بالحد األعلى =لهذا‬
‫المعدل‪ ،‬وبالتالي تكون هذه التشريعات قد زادت عن مدة السبع السنوات المحددة في القانون المطبق بالضفة الغربية‪ ،‬ويمكن‬
‫القول‪ :‬أن في مدة العشر السنوات ضمانا أكبر من حيث الحماية‪ ،‬طالما أن العالمة مسجلة وفقا لألصول والقانون‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫أخرى‪ ،‬تبدأ من اليوم التالي النقضاء العالمة التجارية‪ ،1‬ولم يحدد المشرع الجزائري مدى هذا‬
‫التجديد‪ ،‬فيكون التجديد دائما‪ ،‬فمتى كانت العالمة التجارية مستعملة يمكن تجديدها عند انتهاء‬

‫مدتها في كل مرة تنتهي بها مدة التجديد‪.2‬‬

‫ويتوجب على صاحب العالمة التجارية أن يقدم طلب تجديد عالمته التجارية خالل الستة األشهر‬
‫التي تسبق انتهاء مدة سريان العالمة التجارية‪ ،‬أو الستة األشهر التي تليها من ذات التاريخ‪ ،‬ويعني‬

‫ذلك أن الفترة الواجبة لتجديد العالمة التجارية وفقا للمرسوم التنفيذي هي خالل سنة‪ ،‬تكون الستة‬
‫األشهر األولى فيها قبل انتهاء مدة الحماية‪ ،‬والستة األشهر من اليوم التالي النتهاء مدة الحماية‬
‫المقررة قانونا‪.3‬‬

‫ويتوجب على مقدم طلب تجديد العالمة التجارية أن يثبت بالوسائل الممكنة كافة قيامه باستعمال‬
‫العالمة التجارية‪ ،‬بما يتوافق مع نص المادة (‪ )22‬من األمر الجزائري رقم (‪ -)13-16‬الذي سبق‬
‫شرحه‪ -‬وذلك عند تقديمه لطلب تجديد العالمة‪.4‬‬

‫ونص المشرع السوري على مدة سريان تسجيل العالمة التجارية في المادة (‪ )31‬منه‪ ،‬وحددت‬
‫المدة بعشر سنوات تبدأ من تاريخ تقديم الطلب‪ ،‬وتنتهي بمرور عشر سنوات من آخر يوم من‬
‫الشهر الذي تم تقديم طلب التسجيل‪ ،‬فمثال‪ :‬لو تم تقديم طلب التسجيل في ‪ 1112/21/9‬فإن أثر‬
‫تسجيل هذه العالمة يسري إلى تاريخ ‪ ،1122/21/32‬مع إمكانية تجديد المدة من صاحب العالمة‬
‫أو من يمثله قانونا‪ ،‬خالل السنة األخيرة من مدة الحماية‪ ،‬أي خالل السنة العاشرة من تقديم‬
‫الطلب‪.5‬‬

‫تراجع المادة (‪ )9‬من األمر الجزائري رقم‪ 13-16‬المتعلق بالعالمات التجارية‬ ‫‪1‬‬

‫زوبير‪ ،‬حمادي‪ ،‬الحماية القانونية للعالمات التجارية‪ ،‬ط‪ ،2‬بيروت‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ /1121 ،‬ص‪.222‬‬ ‫‪2‬‬

‫تراجع نص المادة (‪ )22‬من المرسوم التنفيذي الجزائري رقم ‪.122/19‬‬ ‫‪3‬‬

‫تراجع نص المادة (‪ )25‬من المرسوم التنفيذي الجزائري رقم ‪.122/19‬‬ ‫‪4‬‬

‫تراجع المادة (‪ )31‬من قانون العالمات الفارقة السوري‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪36‬‬
‫ثانيا‪ :‬فحص طلب التجديد‪.‬‬

‫يرى بعض الفقهاء‪ :‬أن الطلبات المقدمة في المواعيد المقررة قانونا لتجديد العالمة التجارية ال يمكن‬

‫االعتراض عليها‪ ،‬وال يجوز للمسجل القيام بفحص العالمة التجارية عند تقديم هذا الطلب‪ ،‬طالما‬
‫أن طلب التجديد قد تم وفقا لألصول والقانون‪.1‬‬

‫والرأي السابق لم يرد صراحة بنص القانون‪ ،‬فلم يوضح قانون العالمات (المطبق في الضفة الغربية‬

‫او المعدل) إن كان يجب فحص طلب التجديد أم ال‪ ،‬وكان األجدر به توضيح هذه النقطة صراحة‪،‬‬
‫كما فعلت التشريعات المقارنة محل الدراسة‪ ،‬وهو ما سيبينه الباحث‪.‬‬

‫وفي و ازرة االقتصاد الوطني الفلسطيني‪ ،‬ال يتم الفحص إذا كانت العالمة مستعملة أم ال‪ ،‬وال يطلب‬

‫من صاحبها القيام بذلك‪ ،‬ولكن يتم تدقيق شكل العالمة إن لم يتغير‪ ،‬وأنه ما زال على ذات‬
‫الصنف‪ ،‬فال يجوز تغييره إال بطلب منفصل من أجل تغيير الشكل أو الصنف المراد استعمال‬
‫العالمة التجارية من أجله‪.2‬‬

‫ويشترط األمر الجزائري إلجراء هذا التجديد أال يكون هناك تعديل جوهري في نموذج العالمة‬
‫التجارية‪ ،‬أي بشكلها‪ ،‬وال يجوز التجديد على سلع أو خدمات جديدة‪ ،‬بل ال بد أن يكون على‬
‫المنتجات المحددة سابقا في السجل‪ ،3‬وعليه يجب أن يتم فحص الطلب من ثالث نواح‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫التأكد من أنه لم يتم إضافة منتجات أو خدمات جديدة على المنتجات أو الخدمات المسجلة سابقا‪،‬‬
‫والتأكد من أن الطلب تم تقديمه خالل الفترة الالزمة‪ ،‬وقيام صاحب العالمة بإثبات أنه كان يستعمل‬
‫هذه العالمة‪.4‬‬

‫ونص المشرع السوري صراحة على وجوب القيام بالفحص الموضوعي من حيث النشر‬
‫واالعتراض‪ ،‬فيكون طلبا جديدا لتسجيل عالمة تجارية قبل نفاذ القانون رقم (‪ )2‬لسنة ‪ 1112‬وذلك‬

‫الكسواني‪ ،‬عامر محمود‪ ،‬التزوير المعلوماتي للعالمة التجارية‪ ،‬ط‪ ،2‬عمان‪ ،‬دار الثقافة‪ /1121 ،‬ص‪.32‬‬ ‫‪1‬‬

‫خالل مقابلة تم إجرائها مع موظف و ازرة االقتصاد الوطني الفلسطيني سالم أبو سمرة‪ ،‬رام اهلل‪ ،‬بتاريخ ‪1122/21/4‬‬ ‫‪2‬‬

‫تراجع نص المادة (‪ )22‬من المرسوم التنفيذي الجزائري رقم ‪ ،122/19‬والجدير ذكره هنا أن المشرع األردني لم يوضح هذه‬ ‫‪3‬‬

‫المسألة بشكل تفصيلي‪ ،‬وذلك من خالل استقراء الباحث لمواد نصوصه‪.‬‬


‫الجياللي‪ ،‬عجة‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.26‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪37‬‬
‫لمرة واحدة‪ ،1‬ويعني ذلك أن العالمات التي تم تسجيلها قبل صدور القانون في عام ‪ 1112‬يجب‬
‫القيام بفحصها مجددا‪ ،‬ويرى الباحث أن هذا النص أصبح بال قيمة في الوقت الحالي‪ ،‬فمن أراد‬

‫استمرار عالمته ال بد من تجديد عالمته قبل هذا الموعد‪.‬‬

‫ويرى الباحث أن المشرع الجزائري يطلب القيام بفحص طلبات التجديد للتأكد من عدة أمور‪ ،‬سبق‬
‫ذكرها‪ ،‬وهو الرأي األكثر صوابا فيما يتعلق بمسألة إثبات االستعمال‪ ،‬ويجب على صاحب العالمة‬

‫إثبات استعمالها وفقا لألصول والقانون‪ ،‬فمن غير المعقول أن يستمر بتجديدها دون استعمالها‬
‫بقصد احتكارها‪ ،‬فكان على المشرع السوري واألردني النص على هذا األمر في قانونهما‪.‬‬

‫ويالحظ أن القانون (المطبق في الضفة الغربية او المعدل) حدد بدء مدة سريان الحماية منذ‬

‫اللحظة التي يتم فيها التسجيل الفعلي للعالمة التجارية‪ ،‬أما المشرع السوري والجزائري فجعال هذه‬
‫المدة تبدأ من لحظة اإليداع‪ ،‬بمعنى تتم حماية العالمة بمجرد إيداع طلب التسجيل‪ ،‬وهو الرأي‬
‫األكثر صوابا‪ ،‬باستثناء انتظار انتهاء فترة االعتراض عليها من الغير‪ ،‬لتصبح محمية قانونا إلى‬

‫حين تسجيلها‪ ،‬وال يمكن حمايتها إذا كانت محل اعتراض‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬آثار عدم تجديد العالمة التجارية‬

‫بعد أن تناول الباحث مدة سريان تسجيل العالمة التجارية‪ ،‬ومدة تجديد تسجيلها‪ ،‬فال بد من تحديد‬
‫الحاالت التي تؤدي إلى شطب العالمة التجارية لعدم تجديدها‪ ،‬ويبين الباحث في هذا الفرع األثر‬
‫المترتب على عدم قيام صاحب العالمة التجارية بتقديم طلب لتجديد العالمة التجارية‪.‬‬

‫ووضح قانون العالمات التجارية المطبق بالضفة الغربية اآللية التي يقوم بها مسجل العالمات‬
‫التجارية قبل القيام بشطب العالمة التجارية‪ ،‬فقبل انتهاء المدة المقررة قانونا‪ ،‬والتي حددها المشرع‬
‫بسبع سنوات‪ ،‬يقوم المسجل بإرسال إشعار يبلغ فيه صاحب العالمة التجارية‪ ،‬بأن عليه تقديم طلب‬
‫من أجل تجديد العالمة الخاصة به‪ ،‬مع إبالغه بالتفاصيل الالزمة كافة لهذه الغاية‪ ،‬من حيث‬

‫الرسوم الواجب دفعها‪ ،‬والمدة المتبقية النتهاء سريان العالمة التجارية في سجل العالمات التجارية‪،‬‬

‫تراجع المادة (‪/34‬ب) من قانون العالمات الفارقة السوري‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪38‬‬
‫ففي حال انتهت هذه المدة دون قيام صاحب العالمة التجارية بتقديم طلب التجديد‪ ،‬فإنه يجوز‬
‫للمسجل أن يقوم بشطب هذه العالمة من السجل‪ ،1‬ويالحظ أن للمسجل سلطة جوازية في شطب‬

‫هذه العالمة‪ ،‬وال تكون عليه سلطة وجوبية لشطبها‪.2‬‬

‫وجرى تغيير على هذا النص وفقا للقانون األردني المعدل‪ ،‬ففي حال عدم قيام صاحب العالمة‬
‫بتجديد عالمته بعد مرور سنة كاملة على انتهاء أثر سريان العالمة التجارية‪ ،‬فإنها تعد مشطوبة‬

‫حكما‪ ،‬ويعني ذلك أنه ال يوجد أي إشعار من المسجل لصاحب العالمة بشأن تجديد العالمة‬
‫التجارية‪ ،3‬ولم يعط المشرع أي سلطة للمسجل لإلبقاء على العالمة التجارية‪ ،‬فهي مشطوبة حكما‪،‬‬
‫أما في القانون المطبق بالضفة الغربية‪ ،‬كما سبق ذكره‪ ،‬فأعطى المشرع للمسجل سلطة جوازية من‬

‫أجل شطب هذه العالمة‪ ،‬ولكن مع تعديل النص يؤدي عدم التجديد إلى شطب العالمة التجارية‬
‫دون حاجة إلى قرار من المسجل في هذا الشأن‪.4‬‬

‫ويرى بعض الفقهاء أن هذا التعديل في مكانه؛ ألن شطب العالمة لعدم تجديدها ال يحتاج إلى‬

‫سلطة تقديرية من المسجل‪ ،‬واذا لم يلتزم صاحب العالمة بالتجديد فال بد من شطب العالمة حكما‪،‬‬
‫وفيه مساواة بين أصحاب العالمات التجارية جميعا‪ ،‬ويستند هذا الرأي إلى أن إعطاء المسجل‬
‫سلطة تقديرية فستثار إشكالية في حال عدم قيام المسجل بشطب العالمة‪ ،‬فما هو مصير هذه‬
‫‪5‬‬
‫العالمة؟‬

‫ويرى الباحث أنه يجب اإلبقاء على النص الذي يستوجب أن يقوم المسجل بإرسال إشعار‪ ،‬إلعالم‬
‫صاحب العالمة بانتهاء مدة تسجيل عالمته‪ ،‬بدال من ترتيب الشطب الحكمي في حال عدم‬
‫التجديد‪ ،‬وليس شطبها بمجرد انقضاء المدة المحددة قانونا‪ ،‬والذي سيتم تناوله بشكل مفصل في‬

‫تراجع المادة (‪ )12‬من قانون العالمات التجارية المطبق في الضفة الغربية‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫تراجع المادة (‪ )1/12‬من قانون العالمات التجارية المطبق في الضفة الغربية‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫الجغبير‪ ،‬حمدي غالب‪ ،‬العالمات التجارية –الجرائم الواقعة عليها وضمانات حمايتها‪ ،‬ط‪ ،2‬بيروت‪ ،‬منشورات زين‬ ‫‪3‬‬

‫الحقوقية‪.121/1121 ،‬‬
‫تراجع نص المادة (‪ )1/12‬من قانون العالمات التجارية األردني المعدل رقم (‪ )34‬لسنة ‪.2555‬‬ ‫‪4‬‬

‫عساف‪ ،‬شذى‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.291‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪39‬‬
‫الفرع الثالث‪ ،‬أما بخصوص السلطة التقديرية للمسجل‪ ،‬فيؤيد الباحث تعديل النص‪ ،‬فال بد من‬
‫شطب العالمة غير المجددة‪ ،‬وال سلطة تقديرية للمسجل في هذا الشأن‪.1‬‬

‫ولم يحدد المشرع الجزائري األثر المترتب على عدم قيام صاحب العالمة بتجديد العالمة التجارية‪،‬‬
‫وبالرجوع إلى المرسوم التنفيذي الجزائري‪ ،‬نجد أنه قد نص في المادة (‪ )12‬على أنه‪ ..." :‬في حالة‬
‫عدم توافر هذه الشروط‪ ،‬تطلب المصلحة المختصة من صاحب التسجيل القيام بالتصحيحات‪ ،‬أو‬

‫االستكماالت الالزمة في األجل الذي تحدده‪ ،‬وفي حال عدم االستيفاء يرفض الطلب"‪ ،2‬ويالحظ أن‬
‫المشرع الجزائري قد نص على عدم قيام صاحب العالمة بااللتزام باإلجراءات المنصوص عليها‬
‫قانونا‪ ،‬يؤدي إلى رفض تجديد العالمة‪ ،‬ولكن السؤال المطروح‪ :‬ماذا يعني رفض التجديد؟ هل يعني‬

‫انتهاء تلك العالمة من السجل وشطبها؟‬

‫ويرى بعض الفقهاء أن عدم االلتزام باإلجراءات المترتبة على تجديد العالمة يؤدي إلى شطبها‬
‫حكما من السجل‪ ،‬دون حاجة إلى قرار من المسجل أو من المحكمة المختصة بهذا الخصوص‪،3‬‬

‫ويفقد صاحب العالمة ملكيتها‪ ،‬إذا لم يقم بتجديدها في الموعد المحدد قانونا‪ ،‬وعليه تشطب عالمته‬
‫من السجل حكما‪.4‬‬

‫وحدد المشرع السوري فترة السماح‪ ،‬التي تعطى لصاحب العالمة من أجل القيام بتجديد عالمته‬
‫التجارية‪ ،‬وتبلغ هذه المدة ستة أشهر‪ ،‬وتبدأ من انتهاء مدة سريان العالمة التجارية‪ ،‬وخالل هذه‬
‫الفترة يمكن لصاحب العالمة القيام بتجديد العالمة‪ ،‬بشرط دفع رسم يسمى رسم تأخير‪ ،‬وتم تحديده‬

‫بالعودة إلى مشروع قانون حماية الملكية الصناعية نجد أنه قد أبقى على اإلشعار‪ ،‬وجاء في المادة (‪/42‬ب) أنه‪ ":‬يقوم‬ ‫‪1‬‬

‫المسجل بإرسال إخطار حسب األصول المقررة لمالك العالمة التجارية خالل المدة المنصوص عليها في النظام قبل انقضاء‬
‫مدة التسجيل‪ ،‬يعلمه بموجبه بالتاريخ الذي ينتهي فيه تسجيل العالمة التجارية‪ ،‬وبالشروط المتعلقة بدفع الرسوم‪ ،‬وغيرها لغايات‬
‫تجديد هذا التسجيل‪ .‬وبالتالي يكون المشروع الفلسطيني قد حافظ على هذا الشرط رغم حذفه من القانون المعدل‪ ،‬وهو‬
‫األصوب برأي الباحث‪.‬‬
‫تراجع المادة (‪ )12‬من المرسوم التنفيذي الجزائري المتعلق بالعالمات التجارية‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫الغالم‪ ،‬قعنب‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.53‬‬ ‫‪3‬‬

‫زوبير‪ ،‬حمادي‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.222‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪41‬‬
‫بمبلغ ‪ 3111‬ليرة سورية‪ ،‬واذا لم يقم صاحب العالمة بتجديد العالمة فإنها تعد ملغاة‪ ،‬بمعنى‬
‫مشطوبة من السجل النتهاء مدة حمايتها‪ ،1‬وهو ما سبق أن انتقده الباحث‪.2‬‬

‫وخالصة األمر أن القانون المطبق بالضفة الغربية يلزم المسجل بتقديم إشعار إلى صاحب‬
‫العالمة‪ ،‬لتذكيره بوجوب التجديد‪ 3،‬وكان األجدر بالتشريعات المقارنة األخذ بهذا اإلشعار‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬إجراءات شطب العالمة التجارية لعدم تجديدها‬

‫يتناول الباحث في هذا الفرع اإلجراءات الالزمة لشطب العالمة التجارية لعدم تجديدها‪ ،‬وفقا لقانون‬
‫العالمات التجارية المطبق بالضفة الغربية‪ ،‬ونظام العالمات التجارية رقم (‪ )2‬لسنة ‪ ،2591‬ألن‬
‫الدول المقارنة تشطب العالمة التجارية حكما وبموجب القانون‪ ،4‬وال توجد إجراءات خاصة لشطب‬

‫العالمة التجارية لعدم تجديدها في التشريعات المقارنة‪.‬‬

‫ويالحظ أن و ازرة االقتصاد الفلسطيني بغزة ‪-‬وفق قانون العالمات التجارية رقم ‪ 39‬لسنة‪-2532 5‬‬
‫استخدمت اصطالح الترقين في حال لم يقم صاحب العالمة التجارية بتجديد عالمته التجارية‪ ،‬وتم‬

‫وضع الشروط الالزمة لتنظيم إجراءات شطب العالمة التجارية لعدم تجديدها‪ ،‬وهذه الشروط كما‬
‫وردت في موقع الو ازرة‪ ،‬وهي‪:6‬‬

‫تراجع المادة (‪ )33‬والمادة (‪ )296‬من قانون العالمات الفارقة السوري‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫تراجع الصفحة السابقة من هذه الدراسة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫وهنا ال بد من االشارة الى االستثناء الوارد في المادتين (‪/3/12‬ا) و(‪/3/12‬ب) من قانون العالمات المطبق بالضفة الغربية‬ ‫‪3‬‬

‫اذ فيظل وجودهما فانه ال يشترط االشعار لهذه الغاية‬


‫يراجع الفرع الثاني من هذا المطلب‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫إن قانون العالمات التجارية رقم ‪ 39‬لسنة ‪ 2532‬صدر بموجب مرسوم من المندوب السامي البريطاني‪ ،‬في عهد االنتداب‬ ‫‪5‬‬

‫البريطاني‪ ،‬ويالحظ بالنسبة للقانون المطبق في قطاع غزة أن نصوص القانون فيما يتعلق بالمادة (‪ )11‬و(‪ )12‬مشابهة إلى‬
‫حد كبير في صياغتها مع القانون المطبق بالضفة الغربية‪ ،‬فال تختلف إال بالصياغة فقط‪ ،‬وعليه تكون مطبقة ذات األحكام‬
‫الموجودة في قطاع غزة‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪http://muqtafi.birzeit.edu /Legislation /PDFPre.aspx?Y=1938&ID=1098‬‬
‫‪http:// www. mne.ps/mne/servicedetails/56.html‬‬

‫‪41‬‬
‫‪ ‬إذا تلقى المسجل طلبا من صاحب العالمة بالتجديد مع دفع رسوم التأخير يقوم المسجل بالتجديد‬
‫دون ترقين العالمة من السجل‪.‬‬

‫‪ ‬إخطار من المسجل إلى صاحب العالمة‪ ،‬إذا لم يقم صاحب العالمة بتجديد عالمته خالل مدة ال‬
‫تقل عن شهر واحد‪ ،‬وال تزيد عن شهرين قبل انتهاء مدة التسجيل األخير‪ ،‬ويعلمه بضرورة التجديد‪،‬‬
‫ويرسل هذا اإلخطار حسب العنوان المسجل في سجل العالمات التجارية‪.1‬‬

‫‪ ‬ينشر إعالن من المسجل في الوقائع‪ ،‬ويتم نشره في الجريدة الرسمية في حال عدم دفع صاحب‬
‫العالمة التجارية لرسم المقرر قانونا‪ ،‬فإذا قام صاحب العالمة بتقديم طلب لتجديد عالمته‪ ،‬ودفع‬
‫رسم التجديد والبالغ ‪ 61‬دينارا‪ ،‬والرسم اإلضافي نتيجة لتأخره عن السداد‪ ،‬والبالغ ‪ 11‬دينارا‪ ،‬فإنه‬

‫يجوز للمسجل اإلبقاء على هذه العالمة وعدم شطبها‪.2‬‬

‫‪ ‬يقوم المسجل بترقين (شطب) العالمة بعد مضي شهر من تاريخ نشر اإلعالن‪ ،‬وهي الحالة التي‬
‫ال يقوم فيها صاحب العالمة بتقديم طلب لتجديد عالمته التجارية‪ ،‬ولم يقم كذلك بدفع هذه الرسوم‬

‫المترتبة على التجديد‪ ،‬وذلك بعد مرور مدة شهر من تاريخ اإلعالن المذكور‪ ،‬فإنه يجوز للمسجل‬
‫شطب هذه العالمة اعتبا ار من تاريخ انتهاء مدة التسجيل األخير‪ ،‬فتشطب العالمة حينها بأثر‬
‫رجعي‪ ،‬منذ انتهاء مدة سريان العالمة التجارية‪ ،3‬وهنا يعاب على النص أنه جعل المدة قصيرة‪،‬‬
‫وذلك على العكس مع القوانين المقارنة التي جعلت هذه المدة أطول‪ ،‬ويفضل تعديل هذا النص‬
‫لجعل المدة سنة على األقل بدال من شهر‪.‬‬

‫‪ ‬إذا دفع الرسوم بما فيها رسم التأخير (الرسم اإلضافي)‪ ،‬يجوز للمسجل أن يعيد تسجيل العالمة‪،‬‬
‫واذا لم يدفع قام المسجل بترقينها (شطبها)‪ ،‬وهنا كان األجدر تقييد سلطة المسجل‪ ،‬وجعلها وجوبية‬

‫مراجعة نص المادة (‪ )2/92‬من نظام العالمات التجارية رقم (‪ )2‬لسنة ‪.2591‬‬ ‫‪1‬‬

‫مراجعة نص المادة (‪ )1/92‬من نظام العالمات التجارية رقم (‪ )2‬لسنة ‪ ،2591‬وكذلك المادة (‪ )1‬من قرار مجلس الوزراء‬ ‫‪2‬‬

‫الفلسطيني رقم (‪ )3‬لسنة ‪ 1121‬بنظام معدل لنظام العالمات التجارية رقم (‪ )2‬لسنة ‪ 2591‬وهو سار في الضفة الغربية‬
‫وغزة‪.‬‬
‫‪http://muqtafi.birzeit.edu/Legislation/PDFPre.aspx?Y=2012&ID=16436‬‬
‫‪ 3‬مراجعة نص المادة (‪ )2/91‬من نظام العالمات التجارية رقم (‪ )2‬لسنة ‪.2591‬‬
‫‪42‬‬
‫من أجل إعادة العالمة التجارية إلى السجل‪ ،‬طالما أنه دفع الرسوم األصلية واإلضافية نتيجة‬
‫لتأخره‪ ،‬فال يوجد مانع من إعادة هذه العالمة إلى السجل‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬األثر المترتب على شطب العالمة لعدم تجديدها‬

‫بعد الحديث عن شطب العالمة التجارية لعدم تجديدها‪ ،‬واإلجراءات الالزم إتباعها لهذه الغاية‪ ،‬فال‬
‫بد من الحديث عن أثر الشطب‪ ،‬ففي هذا المطلب سيتم اإلجابة عن تساؤل‪ :‬هل يمكن إعادة‬

‫تسجيل هذه العالمة؟ ومن يحق له القيام بذلك؟‬

‫وضح قانون العالمات المطبق بالضفة الغربية إمكانية إعادة تسجيل العالمة التجارية‪ ،‬التي تم‬
‫شطبها من صاحبها األصلي‪ ،‬وحدد المشرع مدة سنة كاملة‪ ،‬تحتفظ العالمة خالل هذه المدة‬

‫بصفتها كعالمة تجارية‪ ،‬ويجوز لصاحب العالمة األصلي القيام بإعادة تسجيل هذه العالمة خالل‬
‫هذه السنة‪ ،‬ولكن هناك استثناء‪:1‬‬

‫‪ -2‬لم يتم استعمال العالمة التجارية وفقا ألحكام المادة (‪ )11‬السابق ذكرها في المبحث األول‪،‬‬

‫ويفهم من ذلك أن صاحب العالمة إذا أراد إعادة تسجيل العالمة مرة أخرى خالل هذه السنة يجب‬
‫عليه إثبات استعمال هذه العالمة وفقا لألصول والقانون‪.‬‬

‫‪ -1‬لم يستعمل آخرون العالمة التجارية بعد شطبها‪ ،‬مما يؤدي إلى التضليل بين العالمة المراد‬
‫تسجيلها وبين العالمة المستعملة من الغير‪ ،‬ويعني ذلك أن المشرع قد أجاز للغير بمجرد شطب‬
‫هذه العالمة القيام باستعمالها‪ ،‬دون القيام بتقديم طلب لتسجيلها‪ ،‬وعليه فإنه إذا تم استعمال هذه‬
‫العالمة مما ترتب عليه التضليل وخداع الجمهور‪ ،‬فإنه ال يجوز إعادة تسجيل العالمة المشطوبة‪.‬‬

‫ينتقد الباحث هذا النص ألنه يتيح للغير التحايل على القانون‪ ،‬ويعطيه فرصة لكسب شهرة العالمة‬
‫بمجرد شطبها واستعمالها باسمه‪ ،‬ويحرم صاحب العالمة من االستفادة من هذا النص‪ ،‬وكان‬
‫األجدر بالمشرع عدم إتاحة الفرصة للغير بالقيام باستعمال العالمة خالل هذه المدة‪ ،‬وعدم وضع‬

‫هذا االستثناء‪ ،‬والجدير بالذكر أن قانون العالمات االردني المعدل قام بحذف هذه الفقرة منه‪.‬‬

‫تراجع المادة (‪ )3/12‬من قانون العالمات التجارية المطبق في الضفة الغربية‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪43‬‬
‫وكما أسلفت سابقا‪ ،‬فإن المشرع األردني عدل نص المادة (‪ )12‬بأكمله‪ ،‬وأعطى قانون العالمات‬
‫االردني المعدل الحق لصاحب العالمة التجارية بتسجيلها خالل سنتين من تاريخ انتهاء مدة‬

‫سريانها‪ ،‬أما بعد مرور هاتين السنتين تصبح العالمة متاحة للتسجيل من الغير‪ ،‬مع إعطاء الحق‬
‫لصاحب العالمة األصلية بإعادة تسجيلها‪ ،‬طالما أنه لم يسبقه أحد لتسجيل هذه العالمة بعد انتهاء‬
‫المدة السابق ذكرها‪.1‬‬

‫والجدير ذكره أن القانون األردني المعدل قد حذف المادة (‪/2/13‬ا) من قانون العالمات التجارية‬
‫المطبق بالضفة الغربية‪ ،‬التي تشترط إقناع المسجل باستعمال العالمة التجارية‪ ،‬وقد يكون السبب‬
‫في حذف النص هو تجنب التكرار‪ ،‬ولكن األمر متعلق بعالمة تم شطبها لعدم تجديدها‪ ،‬وأراد‬

‫شخص إعادة تسجيلها خالل الفترة المحددة قانونا‪ ،‬فإنه يتوجب على صاحب العالمة عند طلب‬
‫إعادة تسجيلها أن يثبت أن العالمة كانت مستعملة وفقا لألصول والقانون‪ ،‬وعليه كان األجدر‬
‫بالمشرع اإلبقاء على هذا النص وعدم حذفه‪.‬‬

‫وبانتهاء المدة المذكورة فإن العالمة التجارية تصبح جديدة‪ ،‬فيحق للغير ولصاحب العالمة التجارية‬
‫األصلي القيام بتسجيلها من جديد‪ ،‬على الرغم من أنها لم تكن جديدة قبل مرور المدة سابقة الذكر‪،‬‬
‫ولكنها أصبحت كذلك بسبب عدم تجديدها من صاحبها‪ ،‬ومضى سنتان على ذلك‪ ،2‬واذا أراد‬

‫صاحب العالمة التجارية تسجيلها فعليه إتباع اإلجراءات المقررة قانونا من أجل تسجيل هذه‬
‫العالمة من جديد‪.3‬‬

‫ولم ينظم المشرع الجزائري مدى إمكانية إعادة تسجيل العالمة المشطوبة لعدم تجديدها‪ ،‬سواء‬
‫لصاحبها األصلي أو للغير‪ ،‬فإنه بمجرد انتهاء مدة الستة األشهر التي تلي انتهاء مدة سريان‬

‫تراجع المادة (‪ )1/12‬والمادة (‪ )3/12‬من قانون العالمات التجارية المعدل رقم ‪ 34‬لسنة ‪.2555‬‬ ‫‪1‬‬

‫تكون المدة ثالث سنوات بحسب قانون العالمات التجارية األردني المعدل‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫الكسواني‪ ،‬عامر محمود‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.41-35‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪44‬‬
‫العالمة التجارية‪ ،‬فإنه يجوز ألي شخص أن يقوم بتسجيل هذه العالمة سواء أكان الغير أم صاحب‬
‫العالمة األصلي‪.1‬‬

‫وحدد المشرع السوري في قانونه مدى إمكانية إعادة تسجيل العالمة التجارية التي سبق شطبها لعدم‬
‫تجديدها‪ ،‬وأعطى لصاحب العالمة األصلية الحق في إعادة تسجيلها بعد مضي ثالث سنوات على‬
‫انتهاء مدة سريانها‪ ،‬ولم يعط هذا الحق للغير‪ ،‬فال يجوز خالل الفترة المذكورة أن يتم إعادة تسجيلها‬

‫إال من صاحبها األصلي‪ ،2‬ولعل الغاية من هذا النص هو عدم استفادة الغير من شهرة هذه‬
‫العالمة وسمعتها‪ ،‬واعطاء فرصة لقيام صاحبها بتسجيلها‪ ،‬لكونه قام ببناء هذه العالمة‪ ،‬وأسهم في‬
‫انتشارها لدى الجمهور المستهلك‪ ،‬إضافة إلى حماية الجمهور‪ ،‬ومنع تضليلهم‪ ،3‬أما بعد مضي‬

‫الثالث السنوات فإنه يحق للغير القيام بتسجيل هذه العالمة باسمه‪.4‬‬

‫وبكل األحوال يكون على المسجل أن يقوم بشطب العالمة التجارية من السجل المخصص لها‪ ،‬مع‬
‫بيان األسباب التي أدت إلى شطب العالمة من السجل‪ ،‬لعدم قيام صاحبها بتسجيلها بالميعاد‬

‫المحدد قانونا‪.5‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬شطب العالمة التجارية بطلب من مالكها‬

‫بعد التطرق إلى حاالت الشطب السابقة يعالج الباحث هنا قيام صاحب العالمة من تلقاء نفسه‬
‫بتقديم طلب لشطب العالمة التجارية‪ ،‬وما األثر المترتب عليه بالنسبة للغير‪.‬‬

‫زوبير‪ ،‬حمادي‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪222‬ت ويرى الباحث في هذا المجال أنه كان يجدر بالمشرع الجزائري أن يقوم بتنظيم هذا‬ ‫‪1‬‬

‫األمر بقانونه‪ ،‬لكي يتم االستفادة من السمعة التي حققتها العالمة التجارية‪ ،‬والتي تم شطبها لعدم تجديدها‪ ،‬واعطاء أولوية‬
‫لصاحب العالمة للقيام بتسجيلها خالل فترة محددة‪.‬‬
‫تراجع للمادة (‪ )21‬من قانون العالمات الفارقة السوري‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫برانبو‪ ،‬عدنان‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.926‬‬ ‫‪3‬‬

‫تراجع المادة (‪ )21‬من قانون العالمات الفارقة السوري‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫الخولي‪ ،‬سائد احمد‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.24‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪45‬‬
‫وال بد هنا من التمييز بين التنازل والترك‪ ،‬فالتنازل‪ :‬تقديم طلب لنقل ملكية عالمة تجارية من‬
‫شخص آلخر‪ ،‬وتوثيقه في سجل العالمات التجارية‪ ،‬ليكون حجة على الغير‪ ،1‬وبالتالي ال يعتبر‬

‫التنازل سببا من أسباب انقضاء العالمة التجارية‪ ،‬وانما يكون حوالة لها‪ ،‬على العكس من الترك‬
‫الذي يكون سببا النقضاء العالمة التجارية‪ ،2‬ويتم نشر نقل العالمة التجارية في مجلة الملكية‬
‫الصناعية والتجارية بفلسطين‪ ،‬ويرفق الباحث صورة عن اإلعالن الذي يصدره المسجل في مجلة‬

‫الملكية الصناعية والتجارية‪.3‬‬

‫وتم النص على هذا األمر صراحة في قانون (المطبق في الضفة الغربية او المعدل)‪ ،4‬وبموجب‬
‫هذا النص يقوم صاحب العالمة التجارية بشطب بضائع معينة أو صنف محدد من سجل العالمات‬

‫التجارية‪ ،‬فمثال‪ :‬لو أراد صاحب العالمة الذي يستعمل عالمته ألكثر من صنف أو نوع أن يحصر‬
‫استعمال عالمته على منتج محدد دون غيره‪ ،‬فإنه يقوم بتقديم طلب لشطب هذه العالمة‪ ،‬لمعرفة أن‬
‫صاحب العالمة قد يريد اعتزال التجارة وتركها‪ ،‬وال يريد أن تبقى هذه العالمة مرتبطة به‪ ،‬ومن‬

‫الممكن أن يتم تقديم هذا الطلب إلتاحة تسجيلها للغير‪ ،‬الذي سبق وأن أعطى صاحب العالمة‬
‫مبلغا من المال من أجل ترك العالمة‪.5‬‬

‫وقد يترك صاحب العالمة عالمته‪ ،‬ويعلن للناس أنه يريد ترك عالمته ولن يقوم باستعمالها صراحة‬

‫أو ضمنا‪ ،‬كأن يقوم الغير باستعمال هذه العالمة دون اعتراض من صاحبها على هذا االستعمال‪،6‬‬
‫وال بد من الترك الصريح كتابيا حتى يعتد به‪ ،‬ويكون صاحب العالمة مدركا ألثر تركه هذه‬

‫خاطر‪ ،‬نوري حمد‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص ‪ ،324‬وبخصوص نقل العالمة فقد تم النص على هذا األمر في المادة (‪ )4/12‬من‬ ‫‪1‬‬

‫قانون العالمات التجارية المطبق في الضفة الغربية‪.‬‬


‫الناهي‪ ،‬صالح‪ ،‬الوجيز في الملكية الصناعية والتجارية‪ ،‬دار الفرقان‪ ،‬عمان‪ /2523 ،‬ص‪.161‬‬ ‫‪2‬‬

‫يراجع الملحق (‪ )6‬من هذه الدراسة‪ /‬ص‪.222‬‬ ‫‪3‬‬

‫تراجع المادة (‪ )3/12‬من قانون العالمات التجارية (المطبق في الضفة الغربية او المعدل)‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫الجغبير‪ ،‬حمدي غالب‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪ 291-245‬وراجع كذلك زوبير‪ ،‬حمادي‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.222‬‬ ‫‪5‬‬

‫زين الدين‪ ،‬صالح‪ ،‬العالمة التجارية وطنيا ودوليا‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.139‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪46‬‬
‫العالمة‪ ،‬والتأكد من نيته بشكل قطعي‪ ،1‬وحتى يكون الترك صحيحا ال بد أن تنصرف نية صاحب‬
‫العالمة بالنزول عن العالمة‪ ،‬فإن لم تكن نيته النزول عنها فال يحق للغير تملك هذه العالمة‪.2‬‬

‫ويعتبر الترك بهذا الشأن غير كاف من أجل شطب العالمة التجارية‪ ،‬وال بد من القيام بتقديم طلب‬
‫خطي إلى مسجل العالمة التجارية من أجل شطب هذه العالمة من السجل‪.3‬‬

‫وحتى يعتد بهذا الترك ال بد من صدور قرار من مسجل العالمات التجارية يقضي بشطب العالمة‬

‫التجارية‪ ،‬بناء على رغبة صاحبها‪ ،‬بموجب طلب خطي يقدم إلى المسجل‪.4‬‬

‫وفي الواقع العملي وحسب ما هو معمول به في و ازرة االقتصاد الوطني فإن حالة ترك صاحب‬
‫العالمة لعالمته نادرة الحدوث‪ ،‬وعادة ما يترك صاحب العالمة عالمته ضمنا بعدم تجديدها‪ ،‬لما‬

‫يترتب عليه من رسوم‪ ،‬ويقوم صاحب العالمة بتقديم مثل هذا الطلب عند حدوث نزاع بشأن هذه‬
‫العالمة‪ ،‬من أجل تجنب أي خالفات مع الغير‪.5‬‬

‫ونص المشرع الجزائري على ذلك في األمر رقم ‪ 13-16‬وأعطى الحق لصاحب العالمة التجارية‬

‫العدول عن تسجيل العالمة‪ ،‬سواء إلحدى السلع والخدمات المسجلة أو لكل السلع والخدمات‬
‫المسجلة من أجل العالمة‪ ،‬وأحال المشرع الجزائري التنظيم اإلجرائي إلى المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ ،6122-19‬الذي يمكن لصاحب العالمة أو وكيله الذي يجب عليه إرفاق وكالة خاصة‪ ،‬تتضمن‬
‫اسمه وعنوانه‪ ،‬تقديم هذا الطلب‪ ،‬وحتى يكون هذا العدول (الترك) نافذا بحق الغير ال بد من قيده‬
‫بالسجل‪.7‬‬

‫برانبو‪ ،‬عدنان‪ ،‬مرجع سابق‪.996 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫الجغبير‪ ،‬حمدي غالب‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.291‬‬ ‫‪2‬‬

‫طه‪ ،‬مصطفى كمال‪ ،‬أساسيات القانون التجاري‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬ط‪ ،2‬بيروت‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪/1116 ،‬‬ ‫‪3‬‬

‫ص‪.621‬‬
‫زين الدين‪ ،‬صالح‪ ،‬العالمات التجارية وطنيا ودوليا‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.132‬‬ ‫‪4‬‬

‫خالل مقابلة تم إجرائها مع موظف و ازرة االقتصاد الوطني الفلسطيني سالم أبو سمرة‪ ،‬رام اهلل وذلك بتاريخ ‪.1122/21/4‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ 6‬تراجع المادة (‪ )25‬من األمر الجزائري رقم ‪.13-16‬‬


‫‪ 7‬تراجع المادة (‪ )19‬من المرسوم التنفيذي الجزائري رقم ‪.122-19‬‬
‫‪47‬‬
‫ويشترط تقديم طلب خطي إلى المصلحة المختصة‪ ،‬وهي المعهد الوطني الجزائري‪ ،‬ويتم نشر‬
‫شطب العالمة التجارية في الجريدة الرسمية للملكية الصناعية‪ ،‬إلعالم الجمهور بشطب هذه‬

‫العالمة من السجل‪.1‬‬

‫ويترتب على ما سبق أن تصبح العالمة التجارية ملكا مباحا للغير‪ ،‬فيستطيع القيام باستعمالها‪،‬‬
‫وتقديم طلب جديد من أجل تسجيلها‪ ،‬وال يحق لصاحب العالمة السابق االعتراض على ذلك‪.2‬‬

‫وبالرجوع إلى قانون العالمات الفارقة السوري‪ ،‬لم يتم النص على تقديم طلب من أجل شطب‬
‫العالمة التجارية صراحة في نصوصه‪ ،3‬ولكن يمكن االستناد إلى القانون المدني السوري‪ ،‬وذلك في‬
‫المادة (‪ ،)2/215‬وجاء فيها‪" :‬يصبح المنقول ال مالك له إذا تخلى عنه مالكه بقصد النزول عن‬

‫ملكيته"‪ ،4‬وعليه يمكن االستناد إلى هذا النص للتخلي عن العالمة التجارية‪ ،‬وذلك باعتبار أن‬
‫العالمة التجارية مال معنوي منقول‪.5‬‬

‫أما بخصوص الشطب الحكمي للعالمة التجارية‪ ،‬نظ ار لتخلي صاحب العالمة عن عالمته‪ ،‬فإن‬

‫الباحث يرى أن هذا األمر يتحقق في حالة عدم تجديد العالمة التجارية‪ ،‬وهي الحالة التي ذكرها‬
‫سابقا‪ ،6‬ففي عدم تجديد العالمة التجارية رغبة ضمنية بالتخلي عن العالمة التجارية‪ ،‬وخاصة كما‬
‫هو الحال في القانون األردني المطبق بالضفة الغربية‪ ،‬الذي يشترط توجيه إخطار من أجل تجديد‬
‫العالمة‪ ،‬وعليه فإن عدم التجاوب مع هذا اإلخطار‪ ،‬وعدم إبداء الرغبة بتجديد العالمة التجارية‪،‬‬
‫يترتب عليه تخلي صاحب العالمة عن عالمته بشكل ضمني‪.‬‬

‫ويطرح تساؤل بشأن هذا الطلب فيما إذا كانت العالمة التجارية مرخصة للغير من أجل استعمالها‬
‫أو أنه تم رهنها‪ ،‬فهل يجوز لصاحب العالمة تقديم مثل هذا الطلب؟ وقبل تفصيل هذه المسألة‪ ،‬ال‬

‫‪ 1‬زوبير‪ ،‬حمادي‪ ،‬مرجع سابق‪.225 /‬‬


‫الغالم‪ ،‬قعنب‪ ،‬مرجع سابق‪.211 /‬‬ ‫‪2‬‬

‫من خالل استقراء الباحث لنصوص القانون‬ ‫‪3‬‬

‫‪ 4‬يراجع نص المادة (‪ )2/215‬من القانون المدني السوري الصادر بالمرسوم التشريعي رقم ‪ 24‬بتاريخ ‪2545/9/22‬‬
‫‪www.wipo.int/wipolex/ar/text.jsp?file_id=243234‬‬
‫‪ 5‬الحمصي‪ ،‬علي نديم‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.233-231‬‬
‫يراجع المطلب األول من المبحث الثاني في الفصل األول‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪48‬‬
‫بد من اإلشارة إلى أن الترخيص يختلف عن التنازل‪ ،‬فيكون التنازل عن ملكية العالمة التجارية‪ ،‬أما‬
‫الترخيص فيكون بإعطاء الحق للمتصرف إليه باستعمال العالمة التجارية مع عدم إعطائه الحق‬

‫في تملكها‪ ،‬أو تنازل صاحبها عنها للمتصرف إليه‪ ،‬وبالنهاية يتم تكييف هذا العقد وفقا للقصد‬
‫الظاهر للمتعاقدين‪ ،‬فإن قصد التملك كان عقد تنازل‪ ،‬أما إذا قصد االستعمال فقط فإنه عقد‬
‫ترخيص‪.1‬‬

‫وبالعودة إلى السؤال المطروح أعاله‪ ،‬فإن بعض الفقهاء يرون أنه يجب عدم السماح بشطب‬
‫العالمة التجارية إال بموافقة المستفيد منها‪ ،‬ويتم نشر ذلك في الجريدة الرسمية‪ ،‬لكي يتيح للغير‬
‫االعتراض‪ ،‬ويجب على المشرع األردني القيام بذلك‪ ،2‬ولكن يرى الباحث بشأن هذه المسألة أن‬

‫لصاحب العالمة الحق بالقيام بشطب عالمته التجارية‪ ،‬طالما أنه يريد ذلك‪ ،‬لكونه مالكا لها‪ ،‬وهو‬
‫الذي يستطيع التصرف بها‪ ،‬والحترام ملكيته لها‪ ،‬فإنه ال يجوز للغير االعتراض على ذلك‪ ،‬مع‬
‫جواز تقديم المستفيد من العالمة طلباً لتسجيل العالمة باسمه‪ ،‬واعطائه الحق بتقديم دعوى لمطالبة‬

‫صاحب العالمة بالتعويض عن األضرار الالزمة جراء هذا الشطب‪.‬‬

‫وفي هذا الفصل يكون الباحث قد بين األسباب التي تؤدي إلى شطب العالمة التجارية‪ ،‬وطرح‬
‫عددا من الحاالت في هذا الشأن‪ ،‬ومنها الشطب لعدم االستعمال‪ ،‬ولعدم التجديد أو بناء على طلب‬

‫من صاحب العالمة التجارية‪ ،‬ووضح األثر المترتب على كل حالة‪ ،‬واإلجراءات المتبعة لهذه‬
‫الغاية‪.‬‬

‫‪ 1‬الصغير‪ ،‬حسام عبد الغني‪ ،‬الترخيص باستعمال العالمة التجارية‪ ،‬كلية الحقوق‪-‬جامعة المنوفية‪ ،‬القاهرة‪ /2553 ،‬ص‪-92‬‬
‫‪.95‬‬
‫خاطر‪ ،‬نوري حمد‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص ‪.329‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫حاالت إبطال العالمة التجارية‬

‫بعد أن تناول الباحث في الفصل األول من هذه الدراسة حاالت شطب العالمة التجارية وأسبابها‬
‫واآلثار المترتبة عليها‪ ،‬يتناول في الفصل الثاني الحاالت التي تؤدي إلى إبطال العالمة التجارية‪،‬‬
‫وأن هناك فرقا بين الشطب واإلبطال كما ذكره الباحث سابقا‪.1‬‬

‫وال بد في البداية من القول‪ :‬إن التشريع األردني سواء في القانون المطبق بالضفة الغربية أو في‬
‫القانون األردني المعدل نص على حالة واحدة فقط من حاالت إبطال العالمة التجارية‪ ،‬فتم‬
‫استعمال اصطالح "البطالن" فقط في المادة (‪ 2)34‬للحديث عن حالة بطالن العالمة التجارية التي‬
‫تشكل تعديا على عالمة تجارية مسجلة خارج األردن في (فلسطين)‪ ،‬مع اإلحالة إلى المادة (‪)2‬‬
‫من ذات القانون‪ ،‬وسيتم تناول الموضوع بشكل تفصيلي في هذا الفصل‪ ،‬وال تعد هذه المادة كافية‬
‫للحديث عن البطالن بمعناه الحقيقي وفقا لرأي الباحث‪.‬‬

‫وفي هذا اختالف عن القانون الجزائري‪ ،‬الذي قام بإفراد مادة خاصة للحديث عن بطالن العالمة‬
‫التجارية‪ ،‬وهي المادة (‪ )11‬من األمر الجزائري‪ ،‬التي رتبت البطالن على تسجيل عالمة تجارية‬
‫وفقا للمادة (‪ )2‬من الفقرة األولى وحتى التاسعة من األمر ذاته‪.3‬‬

‫ونظم المشرع السوري مسألة البطالن وأحكامها وشروطها في المادة (‪/2‬ب) من قانون العالمات‬
‫الفارقة السوري‪ ،‬التي أحالت على المواد (‪ )4(- )3(- )1‬من ذات القانون بشأن بطالن العالمة‬
‫التجارية‪.4‬‬

‫راجع الصفحة ‪ 21-5‬من هذه الدراسة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫تراجع المادة (‪ )34‬من القانون األردني رقم (‪ )33‬لسنة ‪ 2591‬والقانون المعدل (‪ )34‬لسنة ‪.2555‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬تراجع المادة (‪ )11‬والمادة (‪ )2‬من األمر الجزائري رقم ‪.13-16‬‬


‫‪ 4‬تراجع المواد (‪/2( ،)4( ،)3( ،)1‬ب) من قانون العالمات الفارقة السوري‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫ويتضح مما سبق‪ ،‬أن األمر الجزائري والقانون السوري قد نظما هذه المسألة بشكل أفضل من‬
‫القانون األردني‪ ،‬لتمييزهما بين البطالن واإللغاء "الشطب" بشكل صريح‪ ،‬وذلك على العكس من‬

‫المشرع األردني‪.‬‬

‫ويعرف الباحث إبطال العالمة التجارية‪ ،‬بأنها‪ :‬مخالفة العالمة التجارية ألحد الشروط الموضوعية‬
‫الالزمة الكتساب العالمة التجارية صفتها‪ ،‬فيترتب على ذلك انقضاء العالمة التجارية بناء على‬

‫طلب يقدم إلى الجهة المختصة بذلك‪.1‬‬

‫وال بد من التطرق إلى حاالت البطالن التي جاء بها كل من القانون السوري والجزائري‪ ،‬ومحاولة‬
‫إسقاط هذه النصوص على ما جاء في القانون (المطبق في الضفة الغربية او المعدل)‪ ،‬الذي قام‬

‫باستعمال مصطلح "حذف" للحديث عن حاالت مشابهة لما تم ذكره من حاالت بطالن لدى كل من‬
‫المشرع السوري والجزائري‪.2‬‬

‫ويهدف الباحث في هذا الفصل إلى تناول حاالت بطالن العالمة التجارية لعدم توافر الشروط‬

‫الموضوعية‪ ،‬بما يشمل شرط المشروعية‪ ،‬وشرط الصفة الفارقة‪ ،‬وهو ما يتناولها في المبحث االول‪،‬‬
‫وكذلك يتحدث الباحث عن إبطال العالمة التجارية لمخالفتها لشرط الجدة‪ ،‬وهو ما يبينه في‬
‫المبحث الثاني‪.‬‬

‫ال بد من التنويه‪ :‬أن القانون لم يعرف إبطال العالمة التجارية‪ ،‬ولم يستطع الباحث الوصول إلى تعريف فقهي في هذا‬ ‫‪1‬‬

‫الشأن‪ ،‬ولذلك ارتأى وضع تعريف لذلك‪.‬‬


‫ويرى الباحث بشأن مخالف العالمة التجارية لشروط الشكلية أنها حالة نادرة الحدوث فمن الصعب إبطال العالمة التجارية‬
‫لمخالفة أحد الشروط الشكلية‪ ،‬ألن الطلب يتم فحصه شكليا بصورة جدية‪ ،‬إضافة إلى ذلك فإن تخلف أحد الشروط الشكلية ال‬
‫يترتب معه البطالن‪ ،‬وهذه اإلجراءات ال تمس بالعالمة‪ ،‬فلذلك ال يمكن أن تدخل بالبطالن‪ ،‬وانظر كذلك بخصوص هذا‬
‫األمر‪ :‬كحول‪ ،‬وليد‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.93‬‬
‫‪ 2‬تراجع المادة (‪ )19‬من القانون األردني رقم (‪ )33‬لسنة ‪ 2591‬والقانون المعدل (‪ )34‬لسنة ‪.2555‬‬
‫‪51‬‬
‫المبحث األول‪ :‬إبطال العالمة التجارية لمخالفتها بعض الشروط الموضوعية‬

‫يتناول الباحث شرطين من الشروط الموضوعية للعالمة التجارية‪ ،‬وهما‪ :‬شرط الصفة الفارقة‪،‬‬

‫وشرط المشروعية‪ ،‬أما بالنسبة لشرط الجدة ففضل الباحث تخصيص المبحث الثاني للحديث عنه‬
‫بشكل مفصل‪.‬‬

‫وهنا يفترض أن المسجل عند قيامه بتسجيل العالمة التجارية لم يقم بفحص العالمة التجارية المراد‬

‫تسجيلها فحصا موضوعيا‪ ،‬وانما اكتفى بفحصها من الناحية الشكلية فقط‪ ،‬وفي هذا الصدد ال بد‬
‫من توضيح مسألة وجود نوعين من الفحص‪ :‬نظام اإليداع‪ ،‬ونظام التسجيل‪ ،‬فنظام اإليداع‪ :‬هو‬
‫النظام الذي يعتمد على فحص العالمات من الناحية الشكلية فقط‪ ،‬دون التطرق إلى الشروط‬

‫الموضوعية‪ ،‬باستثناء شرط المشروعية الذي يتم فحصه بأنواع أنظمة الفحص كافة‪ ،‬أما نظام‬
‫التسجيل فهنالك نوعان لهذا النظام‪ :‬نوع الفحص النسبي‪ ،‬وهو الفحص الذي يقوم على التحقق من‬
‫الشروط الموضوعية كافة‪ ،‬والفحص المطلق الذي يشمل الفحص شرط الصفة الفارقة والمشروعية‬

‫مع ترك شرط الجدة لالعتراض عليه في حال عدم توافره‪.1‬‬

‫اكتفى الباحث بلمحة موجزة عن أنظمة الفحص الخاص بالعالمة التجارية‪ ،‬من أجل توضيح ما هو‬
‫نظام الفحص المطبق في القوانين محل الدراسة‪ ،‬وبالرجوع إلى نظام العالمات التجارية األردني‪،‬‬
‫فإنه يشترط على المسجل أن يقوم بالتحقق من توافر شرط الجدة‪ ،‬وعدم وجود عالمات سبق‬
‫تسجيلها‪ ،‬أو طلبات ما زالت محل نظر‪ ،‬أو تشابه بين العالمات والعالمة المراد تسجيلها يؤدي إلى‬
‫تضليل الجمهور‪ ،‬واعطاء الفرصة لمن له مصلحة بتقديم اعتراض على تسجيل تلك العالمة‪،2‬‬
‫ويرى بعضهم اآلخر أن صالحية مسجل العالمات التجارية وفقا للقانون (المطبق في الضفة‬
‫الغربية او المعدل) واسعة‪ ،‬ويمكن أن تمتد إلى عدم السماح للعالمة التي ال تتمتع بالصفة الفارقة‬
‫من تسجيلها في سجل العالمات‪ ،3‬ويرى الباحث أن صالحية المسجل في فحص العالمة هي‬

‫صالحية مطلقة‪ ،‬ويمكنه رفض تسجيل أي عالمة تخالف أحد الشروط الموضوعية أو الشكلية‪،‬‬

‫برانبو‪ ،‬عدنان‪ ،‬المرجع السابق‪ /‬ص‪.142-144‬‬ ‫‪1‬‬

‫تراجع المادة (‪ )11‬من نظام العالمات التجارية األردني رقم ‪ 2‬لسنة ‪.2591‬‬ ‫‪2‬‬

‫زين الدين‪ ،‬صالح‪ ،‬العالمة التجارية وطنيا ودوليا‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.224‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪52‬‬
‫واتاحة الفرصة لكل ذي مصلحة تقديم طلب للطعن بقرار المسجل في حال كان غير محق في‬
‫طلبه‪.‬‬

‫أما بالنسبة للمرسوم التنفيذي الجزائري‪ ،‬فقد أخذ بنظام اإليداع‪ ،‬بمعنى أنه يشترط توافر الشروط‬
‫الشكلية فقط‪ ،‬دون فحص الشروط الموضوعية‪ ،‬وعليه فإنه يكتفي بتوافر البيانات الشكلية الالزمة‬
‫لتسجيل العالمة دون الخوض في توافر الشروط الموضوعية‪.1‬‬

‫أما بالنسبة للمشرع السوري‪ ،‬فإنه قد أخذ كذلك بنظام فحص التسجيل النسبي الذي يشترط توافر‬
‫الشروط الشكلية والموضوعية كاملة‪.2‬‬

‫ويرى الباحث في هذا الشأن أن نظام فحص التسجيل النسبي هو األمثل؛ لتجنب حدوث مشكالت‪،‬‬

‫ويجب فحص العالمات التجارية عند تسجيلها فحصا موضوعيا وشكليا لتجنب دعاوي اإلبطال في‬
‫هذا الشأن‪.‬‬

‫وبناء على ما سبق فإن الباحث يبين حاالت إبطال العالمة التجارية لعدم توافر شرط الصفة‬

‫الفارقة‪ ،‬وشرط المشروعية‪ ،‬وتحديد اإلجراءات الواجب إتباعها لإلبطال وفقا للقوانين محل الدراسة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬إبطال العالمة التجارية لمخالفتها شرط الصفة الفارقة‬

‫يهدف الباحث هنا إلى تحديد مفهوم شرط الصفة الفارقة‪ ،‬وكذلك يسعى إلى تحديد األشخاص الذين‬
‫يحق لهم تقديم إبطال العالمة التجارية‪ ،‬ومدة تقادم العالمة المفتقدة لشرط الجدة‪ ،‬وذلك وفقا للقوانين‬
‫محل الدراسة‪.‬‬

‫تراجع المادة (‪ )22‬من المرسوم التنفيذي الجزائري رقم ‪ 19/122‬والتي جاء بها‪ " :‬إذا تبين من الفحص الشكلي أن اإليداع‬ ‫‪1‬‬

‫استوفى الشروط المطلوبة في المواد من ‪ 4‬إلى ‪ 2‬أعاله‪ ،‬تبحث المصلحة المختصة عما إذا لم تكن المودعة مستثناة من‬
‫التسجيل لسبب أو عدة أسباب من أسباب الرفض المنصوص عليها في المادة (‪ )2‬رقم ‪ 13-16‬والمؤرا‪ "...‬وكذلك المادة‬
‫(‪ )2‬من األمر الجزائري رقم ‪ 13/16‬والتي قامت بتحديد العالمات التي تستثنى من التسجيل وأنظر أيضا إلى قعنب‪ ،‬غالم‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ /‬ص‪.22‬‬
‫تراجع المادة (‪ )11‬من قانون العالمات الفارقة السوري‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪53‬‬
‫الفرع األول‪ :‬شرط الصفة الفارقة‬

‫ال بد من الحديث عن شرط الصفة الفارقة بحد ذاته‪ ،‬قبل الخوض في حالة إبطال العالمة التجارية‬

‫التي تفتقد شرط الصفة الفارقة‪.‬‬

‫إن شرط الصفة الفارقة هو الشرط التي نصت عليه صراحة المادة (‪ )1/2‬من قانون العالمات‬
‫التجارية (المطبق في الضفة الغربية او المعدل) ‪ ،‬ووضحت تلك المادة معنى الصفة الفارقة‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫أن تكون العالمة التجارية مميزة‪ ،‬ويمكن لصاحب العالمة من تمييز منتجاته أو خدماته عن البقية‪،‬‬
‫وعلى الرغم من عدم نص المادة صراحة عن الخدمة في قانون العالمات التجارية‪ ،‬إال أنه نظ ار‬
‫للتطور التكنولوجي الحاصل‪ ،‬أصبح ال بد من إضافة الخدمات في العالمات التجارية‪ ،1‬فحتى‬

‫تتمتع العالمة المراد تسجيلها بشرط الصفة الفارقة ال بد أن تكون مميزة‪ ،‬ويتم وضعها داخل شكل‬
‫هندسي‪ ،‬أو أن يتم زخرفتها بحروف مميزة‪ ،‬تكفل تمييزها عن باقي السلع والخدمات األخرى‪ ،2‬وفي‬
‫هذا المعنى يرى بعض الفقهاء أن العالمات الوصفية في حال تم كتابتها بشكل مميز‪ ،‬أو أن تكون‬

‫كتبت بلون مميز يكفل تمييزها عن باقي السلع والخدمات األخرى‪ ،‬فإنه يترتب على ذلك اكتسابها‬
‫لشرط الصفة الفارقة‪ ،‬ويخضع تقدير ذلك إلى سلطة القاضي الموضوع‪.3‬‬

‫ويالحظ من قانون العالمات األردني المعدل قد أضاف شرطا الكتساب العالمة الفارقة‪ ،‬لم يذكره‬
‫القانون المطبق بالضفة الغربية صراحة‪ ،‬وهو شرط قابلية العالمة لإلدراك عن طريق النظر‪ ،‬وهو‬
‫بذلك يستثني العالمات الصوتية وعالمات الرائحة‪ ،4‬ويالحظ من هذا التعديل أن المشرع األردني‬
‫أراد عند تقديم طلب لتسجيل عالمة تجارية ما أن يقدم صاحب العالمة نموذجا ملموسا عن‬
‫العالمة المراد تسجيلها‪ ،‬واال يتم رفضه‪ ،‬فالمشرع ال يريد االعتماد على أمور غير ملموسة عند‬
‫القيام بهذا التسجيل‪ ،‬وتكون العالمة متمثلة على شكل كلمات أو إشارات أو رموز‪ ،‬أو غير ذلك‪،‬‬

‫زين الدين‪ ،‬صالح‪ ،‬الملكية الصناعية والتجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪ 194‬وتراجع المادة (‪ )1/2‬من قانون العالمات التجارية‬ ‫‪1‬‬

‫المطبق بالضفة الغربية والمعدل‪.‬‬


‫الخشروم‪ ،‬عبد اهلل حسين‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.291‬‬ ‫‪2‬‬

‫الغويري‪ ،‬عبد اهلل حميد سليمان‪ ،‬العالمة التجارية وحمايتها (العالمة المشهورة وحمايتها)‪ ،‬ط‪ ،2‬عمان‪ ،‬دار الفالح للنشر‬ ‫‪3‬‬

‫والتوزيع‪ /1112 ،‬ص‪.29‬‬


‫تراجع المادة (‪ )2/2‬من قانون العالمات التجارية األردني المعدل لسنة ‪.2555‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪54‬‬
‫أو خليط ما بين هذه األشياء‪ ،1‬وهذا ما أخذ به المشرع السوري‪ ،‬إذ جاء في نص المادة (‪ )1‬منه‪:‬‬
‫"‪ ...‬وفي كل األحوال يجب أن تكون العالمة الفارقة مرئية يمكن إدراكها بالبصر‪ ،2"...‬وبالنسبة‬

‫لألمر الجزائري لم يوضح هذه المسألة‪ ،‬في المادة (‪ ،)2/1‬ولم يتم اشتراط قابلية العالمة لإلدراك‬
‫بالبصر‪ ،‬ولم يقم بالنص على عالمة الرائحة أو الصوت في هذا المجال‪.3‬‬

‫ينتقد الباحث األخذ بالعالمة المرئية فقط‪ ،‬وهو سهل على المسجل عند تسجيل العالمة التجارية‪،‬‬

‫ويستطيع إدراك مدى وجود الصفة الفارقة بالنظر إلى العالمة‪ ،‬وقد يكون سببا في تضليل‬
‫الجمهور‪ ،‬فمثال‪ :‬الموسيقى التي تبدأ عند فتح الهواتف المحمولة ألجهزة "سامسونج" تميزها عن‬
‫باقي الشركات‪ ،‬فال يجوز لشركات األخرى أخذها‪ ،‬وهناك أنواع للمنتجات تتميز برائحة معينة قد‬

‫يحبذها الجمهور‪ ،‬ويفضلها عن األخرى لهذا السبب‪ ،‬وبالتالي تكون وسيلة لتمييز منتج عن آخر‪،‬‬
‫فإذا تم استعمال ذات الرائحة لمنتج آخر فيكون وسيلة لتضليل الجمهور‪.4‬‬

‫إن مفهوم الصفة الفارقة يعني أنه يكفي أن تكفل العالمة التجارية تمييز سلعة أو خدمة عن باقي‬

‫السلع والخدمات األخرى‪ ،‬وال يشترط شرط االبتكارية‪ ،‬كما هو الحال مع االختراعات مثال‪ ،‬فتعتبر‬
‫الغاية األساسية من العالمة التجارية هي عدم تضليل المستهلك العادي‪ ،‬فيتم تمييز سلعة أو خدمة‬
‫عن أخرى‪ ،‬ولتقدير مدى توافر شرط الصفة الفارقة يكون تقدير هذا األمر للمحكمة المختصة‪ ،‬أو‬

‫لمسجل العالمات التجارية‪ ،‬بحسب السلطة التي يخولها كل قانون في هذا الشأن‪ ،5‬ولكن يرى‬
‫بعض الفقهاء أن صاحب العالمة قد يبتكر عالمة تجارية بإرادته‪ ،‬على الرغم من أنها ليست‬
‫شرطا‪ ،‬وهذا الرأي يرى أن العالمة التي تكون كلمة غير موجودة باللغة‪ ،‬ولم يتم السماع بها من‬

‫زين الدين‪ ،‬صالح‪ ،‬ترقين العالمة التجارية في القانون األردني‪ ،‬مرجع سابق‪.231-215 /‬‬ ‫‪1‬‬

‫تراجع المادة (‪ )1‬من قانون العالمات الفارقة السوري‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫الجياللي‪ ،‬عجة‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.24‬‬ ‫‪3‬‬

‫من الواضح أن القوانين محل الدراسة لم تعتد إال بالعالمة المرئية وعليه ال بد من إيجاد سند قانوني من أجل حماية‬ ‫‪4‬‬

‫العالمات غير المرئية ويمكن االستناد إلى قانون المنافسة غير المشروعة واألسرار التجارية األردني لسنة ‪ 1111‬على سبيل‬
‫المثال حيث جاء في المادة (‪/2/1‬ا)‪ :‬األعمال التي بحكم طبيعتها تسبب لبسا مع منشأة أحد المنافسين أو منتجاته أو نشاطه‬
‫الصناعي أو التجاري"‪ .‬ويمكن االستدالل على النص السابق من أجل االستناد على حماية العالمة غير المرئية‪ ،‬والجدير ذكره‬
‫أن هذا القانون غير مطبق في فلسطين‪ ،‬ويجدر بالمشرع الفلسطيني النص على قانون مختص بتنظيم أحكام المنافسة غير‬
‫المشروعة‪.‬‬
‫الجغبير‪ ،‬حمدي غالب‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.21‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪55‬‬
‫قبل‪ ،‬هي عالمة مبتكرة‪ ،‬مثل عالمة كوداك (‪ ،(Kodak‬فهي كلمة غير موجودة باللغة اإلنجليزية‪،‬‬
‫ولكنها عالمة تميز أجهزة تصوير‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬بطالن العالمة التجارية لعدم توافر شرط الصفة الفارقة‬

‫أعطى القانون(المطبق في الضفة الغربية او المعدل)‪ 2‬الحق بتقديم طلب من أجل إبطال العالمة‬
‫التجارية‪ ،‬الفتقادها شرط الصفة الفارقة‪ ،‬فالمادة المذكورة أحالت إلى بعض المواد‪ 3‬من قانون‬

‫العالمات التجارية األردني‪ ،‬ويالحظ أن هناك عدة مواد‪ 4‬قد نصت على شرط الصفة الفارقة‪ ،‬ولذلك‬
‫يجوز تقديم طلب إبطال العالمة التي ال يتوافر فيها شرط الصفة الفارقة‪.5‬‬

‫ويالحظ أن القانون (المطبق في الضفة الغربية او المعدل) استخدم اصطالح "حذف"‪ ،‬للتعبير عن‬

‫حالة البطالن‪ ،‬وهذا على العكس من األمر الجزائري الذي استخدم اصطالح "اإلبطال"‪ ،‬فقد حدد‬
‫موضوع البطالن في المادة (‪ ،)11‬التي أحالت إلى مادة أخرى من ذات األمر بجميع فقراتها‪ ،‬بما‬
‫يشمل العالمة العامة والمجردة من أي صفة تمييز‪ ،6‬وعلى العكس من المشرع السوري الذي نص‬

‫على البطالن المطلق للعالمة التجارية التي ال تتمتع بالصفة الفارقة‪.7‬‬

‫وحتى تبطل العالمة التجارية لعدم توافر شرط الصفة الفارقة ال بد من وجود خلل‪ ،‬أدى إلى عدم‬
‫اكتساب هذه العالمة شرط الصفة الفارقة‪ ،‬وهذه الحاالت‪:‬‬

‫أوال‪ :‬العالمة الوصفية‪:‬‬

‫وهي تصف المنتج‪ ،‬أو السلعة‪ ،‬أو الخدمة‪ ،‬أو تبرز مميزاتها‪ ،‬أو بيان أوصافها وخصائصها‪ ،‬أو‬
‫تكون العالمة عبارة عن المكونات األساسية لها‪ ،‬فمثال‪ :‬استخدام اصطالح (‪ )extra‬كعالمة‬

‫برانبو‪ ،‬عدنان غسان‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.212‬‬ ‫‪1‬‬

‫تراجع المادة (‪ )9/19‬من قانون العالمات التجارية (المطبق في الضفة الغربية او المعدل)‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫تراجع المادة (‪ )2-2-6‬من قانون العالمات التجارية (المطبق في الضفة الغربية او المعدل)‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫تراجع المواد (‪ )2/2( )3/2( )1/2‬قانون العالمات التجارية (المطبق في الضفة الغربية او المعدل)‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫تراجع المادة (‪ )9/19‬من قانون العالمات التجارية (المطبق في الضفة الغربية او المعدل)‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫تراجع المادة (‪ )1/2‬األمر الجزائري رقم ‪ 13-16‬المتعلق بالعالمات التجارية‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫برانبو‪ ،‬عدنان‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.941‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪56‬‬
‫تجارية‪ ،‬يؤدي إلى جعل العالمة وصفية‪ ،‬وهذا االصطالح يعني أن العالمة مميزة‪ ،‬فهي بذلك‬
‫تصف المنتج أنه مميز‪ ،‬وهذا المصطلح بشكل مجرد يؤدي إلى تضليل الجمهور‪.1‬‬

‫ووضع المشرع السوري قائمة بالعالمة التجارية تؤدي إلى تحولها لعالمة وصفية‪ ،‬وال تعد ذات‬
‫صفة مميزة‪ ،‬وهي‪ ..." :‬ال سيما النوع‪ ،‬والصفة‪ ،‬والكمية‪ ،‬ووجهة االستعمال‪ ،‬والقيمة‪ ،‬والمصدر‬
‫الجغرافي‪ ،‬وتاريخ صنع المنتج‪ ،‬أو تقديم الخدمة"‪.2‬‬

‫ولتوضيح ما جاء في النص السابق‪ ،‬ال بد من ذكر أمثلة على كل نوع من أنواع العالمات‪ ،‬فعالمة‬
‫النوع أو ما يسمى بالعالمة النوعية‪ ،‬هي العالمة التي تكون من جنس الشيء‪ ،‬فعند وضع صورة‬
‫"البقرة" على منتج متعلق بالحليب‪ ،‬يجب وضعها بطريقة مميزة ومبتكرة‪ ،‬وليس وضعها بشكل‬

‫مجرد‪ ،‬وهذا ما أخذت به العالمة التجارية المشهورة "البقرة الضاحكة"‪ ،‬فلم تضعها بشكل مجرد‪،3‬‬
‫أما تعدي عالمة على مؤشر جغرافي‪ ،‬كأن يتم تسمية عالمة تجارية لتمييز سلعة "اللبن" باللبن‬
‫اليمني‪ ،‬وأشار إلى البلد المنتج‪ ،‬ففيه تضليل للجمهور‪ ،‬يؤدي إلى االعتقاد بأن هذا المنتج مصنوع‬

‫باليمن‪ ،‬وهو ليس كذلك‪ ،4‬واذا كانت العالمة تصف طريقة االستعمال‪ ،‬أو الحديث عن وظيفة‬
‫السلعة أو الخدمة‪ ،‬مثل‪ :‬استعمال كلمة "قاطعة" لتمييز منتج السكين‪.5‬‬

‫ويالحظ أن ما ورد في النص السابق جاء على سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬وذلك لكون المشرع‬
‫استخدم اصطالح "ال سيما"‪ ،‬وهذا يعني أن أي وصف أو ميزة للمنتج أو الخدمة‪ ،‬حتى لو لم تكن‬
‫مذكورة في نص القانون‪ ،‬فإنه يترتب عليه بطالن العالمة التجارية في حال تسجيلها‪.6‬‬

‫وفي ذات الوقت تكون العالمة وصفية‪ ،‬تكتسب الصفة الفارقة‪ ،‬لطول مدى االستعمال‪ ،‬فتكون‬
‫باستعمالها لفترة طويلة قد اكتسب شرط الصفة الفارقة‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة (‪ )3/2‬من قانون‬

‫الجغبير‪ ،‬حمدي غالب‪ ،‬مرجع سابق‪.24-23/‬‬ ‫‪1‬‬

‫تراجع المادة (‪/3‬ب‪ )1/‬من قانون العالمات الفارقة السوري‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫خاطر‪ ،‬نوري‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص ‪.121‬‬ ‫‪3‬‬

‫زين الدين‪ ،‬صالح‪ ،‬العالمات التجارية وطنيا ودوليا‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.52‬‬ ‫‪4‬‬

‫خاطر‪ ،‬نوري‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.124‬‬ ‫‪5‬‬

‫برانبو‪ ،‬عدنان‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.221‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪57‬‬
‫العالمات (المطبق في الضفة الغربية او المعدل)‪ ،1‬ويرى بعض الفقهاء أن طول مدى االستعمال‬
‫ومدى رسوا هذه العالمة بذهن الجمهور‪ ،‬يمكن إثباته بطرق اإلثبات كافة‪ ،‬باعتبارها واقعة مادية‪،2‬‬

‫ومن العالمات التي اكتسبت شرط الصفة الفارقة‪ ،‬نظ ار لطول مدى استعمالها عالمة "لوكس" أو‬
‫"‪ ،"lux‬التي تميز نوعا معينا من الصابون عن باقي المنتجات األخرى المماثلة‪ ،‬فنظ ار الرتباط هذه‬
‫العالمة بذهن الجمهور على المدى الطويل‪ ،‬فأكسبتها شرط الصفة الفارقة‪.3‬‬

‫ويعد استعمال كلمة (‪ )soft‬كعالمة تجارية لتمييز المناديل‪ ،‬عالمة وصفية تصف المنتج بالنعومة‪،‬‬
‫لكونها استخدمت على المدى الطويل‪ ،‬ورسخت في ذهن الجمهور‪ ،‬فإن ذلك جعلها عالمة ذات‬
‫صفة فارقة على الرغم من أنها باألصل عالمة وصفية‪.4‬‬

‫ويالحظ الباحث من خالل استقراء مواد األمر الجزائري أنه لم يأخذ بمبدأ طول مدى االستعمال‪،‬‬
‫فالعالمة التجارية مرتبطة بتسجيلها لدى مسجل العالمات التجارية‪ ،‬وعليه فإن طول مدى‬
‫االستعمال ال يعتد به لكسب الحق في العالمة التجارية‪ ،‬وفي حال استعمال عالمة ال تتمتع‬

‫بالصفة الفارقة لمدة طويلة‪ ،‬كأن تكون وصفية مثال‪ ،‬وأراد صاحبها تسجيلها فإنه يجوز للمسجل‬
‫رفض طلبه لعدم تمتعها بشرط الصفة الفارقة‪ ،‬كما أنه يمكن شطبها في حال تسجيلها وفقا ألحكام‬
‫القانون‪ ،‬وهذا ما سيتم توضيحه في الفرع الثاني من هذا المطلب‪.5‬‬

‫يراجع في هذا الشأن المادة (‪ )2/29‬من اتفاقية تريبس وكذلك المادة (‪/3‬ج) من قانون العالمات الفارقة السوري اللتين‬ ‫‪1‬‬

‫تحدثتا عن ذات األمر‪.‬‬


‫‪ 2‬برانبو‪ ،‬عدنان‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.224‬‬
‫زين الدين‪ ،‬صالح‪ ،‬العالمات التجارية وطنيا ودوليا‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.52‬‬ ‫‪3‬‬

‫"عرب زادة"‪ ،‬هديل‪ ،‬التنازع على ملكية العالمة التجارية الوطنية‪( ،‬رسالة ماجستير غير منشورة على اإلنترنت)‪ ،‬جامعة‬ ‫‪4‬‬

‫الشرق األوسط‪ ،‬عمان‪ /1115 ،‬ص‪.61‬‬


‫تراجع لهذه الغاية المادة (‪ )4‬من األمر الجزائري التي نصت‪ ":‬ال يمكن استعمال أي عالمة لسلع أو خدمات عبر اإلقليم‬ ‫‪5‬‬

‫الوطني إال بعد تسجيلها أو إيداع طلب تسجيل بشأنها عند المصلحة المختصة"‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫أما المشرع السوري فقد نص على طول مدى االستعمال كالمشرع األردني‪ ،‬وبالتالي في حال قام‬
‫صاحب العالمة بتقديم طلب لتسجيل العالمة المستعملة مدة طويلة‪ ،‬فإنها تكتسب شرط الصفة‬

‫الفارقة‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬عالمة شائعة بين التجار‪:‬‬

‫ويشترط في العالمة التجارية حتى تكون فارقة هنا‪ ،‬أال تكون شائعة بين التجار‪ ،‬فهناك العديد من‬

‫الرموز والكلمات التي تعد شائعة بين التجار‪ ،‬ولها دالالت محددة‪ ،‬وهو ما وضحه قانون العالمات‬
‫(المطبق في الضفة الغربية او المعدل)‪ ،‬ففي حال احتواء العالمة التجارية على مواد شائعة‬
‫االستعمال بين التجار فإنه يجوز للمسجل أو لمحكمة العدل العليا إجبار صاحبها بالتنازل عنها أو‬
‫التنازل عن الجزء الشائع منها‪ ،2‬أما بالنسبة للمشرع الجزائري فلم يخول المسجل أو المحكمة‬
‫المختصة بهذه الصالحية‪ ،‬وقد نص األمر ‪ 13/16‬في المادة (‪" :)2‬تستثنى من التسجيل‪،"...‬‬
‫ووضع على هذه المادة عدة فقرات‪ ،‬ومن بينها "‪ -6‬الرموز التي يمكن أن تضلل الجمهور أو‬

‫األوساط التجارية‪ ،"...‬وقد جاء نص مماثل في القانون السوري‪ ،3‬وبالتالي يجب رفض تسجيل هذه‬
‫العالمة‪ ،‬وهو الرأي األصوب في هذا المجال‪.‬‬

‫ولحل مشكلة االصطالحات الشائعة في األوساط التجارية‪ ،‬قامت بعض الدول بتنظيم الئحة‬
‫باالصطالحات كافة‪ ،‬والتي تكون متداولة في وسط تجاري معين‪ ،‬ففي ألمانيا مثال‪ :‬هناك قائمة‬
‫بهذه الرموز التي تعد شائعة في التجارة وال يجوز االستقالل باستعمالها‪ ،‬حتى ال يتم استخدامها‬
‫كعالمة تجارية مستقلة‪.4‬‬

‫تراجع المادة(‪/3‬ب) وكذلك المادة (‪/3‬ج) من قانون العالمات الفارقة السوري‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫تراجع المادة(‪/3‬ب) وكذلك المادة (‪/3‬ج) من قانون العالمات الفارقة السوري‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫تراجع المادة (‪ )9‬من قانون العالمات الفارقة السوري والتي جاء بها‪ ":‬ال تشكل عالمة كل إشارة تمس بحقوق سابقة‬ ‫‪3‬‬

‫كالحقوق التالية‪ :‬د‪ .‬اسم أو شعار تجاريين معروفين على الصعيد الوطني في حال كان من شأن ذلك خلق التباس في ذهن‬
‫الجمهور"‪.‬‬
‫خاطر‪ ،‬نوري حمد‪ ،‬مرجع سابق‪ 122-121/‬ويالحظ هنا أن المرجع لم يوضح أمثلة على هذه المصطلحات التي وضعتها‬ ‫‪4‬‬

‫ألمانيا‪.‬‬
‫‪59‬‬
‫وال بد من طرح سؤال‪ :‬ماذا لو كانت العالمة عند تسجيلها ال تتمتع بالصفة الفارقة وبعد ذلك‬
‫أصبحت هذه العالمة تتمتع بالصفة الفارقة عند تقديم طلب إبطالها؟ فهل يتم النظر إليها عند‬
‫‪1‬‬
‫تسجيلها أما عند تقديم طلب إبطالها؟‬

‫وفي العودة إلى القانون (المطبق في الضفة الغربية او المعدل) يرى الباحث أنه يتم النظر إلى‬
‫واقعة التسجيل‪ ،‬وبالرجوع إلى نص المادة (‪ )9/19‬منه‪ ،‬نجد أنها قد نصت على أنه‪ " :‬إن كل‬

‫طلب يقدم لحذف عالمة تجارية من السجل بسبب عدم وجود ما يسوغ تسجيلها‪ ،"...‬ويفهم من هذا‬
‫النص أنه في حال قام مقدم الطلب بإثبات عدم وجود سبب مسوغ لتسجيلها‪ ،‬فإنه يحق له إبطالها‪،‬‬
‫ويالحظ أن العبرة هنا عند تقديم طلب التسجيل‪ ،‬وليس عند تقديم طلب إبطالها‪.‬‬

‫ويمكن القياس على طول مدى االستعمال‪ ،‬فالعالمة التي تستعمل لمدة طويلة تكتسب الصفة‬
‫الفارقة‪ ،‬نظ ار لرسوا هذه العالمة بذهن الجمهور‪ ،‬واألصل أن يتم النظر إلى تاريخ التسجيل‪ ،‬إال‬
‫في هذه الحالة يتم النظر إلى العالمة لحظة تقديم طلب اإلبطال‪ ،‬ألن الصفة الفارقة يمكن اكتسابها‬

‫مع طول مدى استعمالها‪.‬‬

‫أما المشرع السوري لم يتطرق إلى هذه المسألة‪ ،2‬ولكن يمكن القياس على طول مدى االستعمال‪.‬‬
‫أما المشرع الجزائري فلقد وضح هذه المسألة بشكل أفضل‪ ،‬وجاء في نص المادة (‪ ..." :)11‬ال‬
‫يمكن إقامة دعوى اإلبطال إذا اكتسبت العالمة صفة التمييز بعد تسجيلها‪ ،"...‬وهنا يالحظ أن‬
‫المشرع الجزائري اشترط توافر السبب عند تقديم طلب إبطال العالمة التجارية‪ ،‬فيشترط لهذه الغاية‬
‫أن يبقى شرط عدم التمييز قائما حتى تقديم الطلب‪ ،3‬ويرى الباحث أن المشرع الجزائري كان الرأي‬
‫األكثر صوابا من هذه الناحية‪ ،‬وقام بتوضيح هذه المسألة إضافة إلى أن األهم هو العبرة بتاريخ‬
‫اإلبطال‪ ،‬وليس تاريخ التسجيل‪ ،‬وتنتفي العبرة بمجرد أنها أصبحت مميزة ومتمتعة بالصفة الفارقة‪،‬‬
‫وبالتالي يكون سبب اإلبطال قد زال‪.‬‬

‫برانبو‪ ،‬عدنان‪ ،‬مرجع سابق‪941/‬‬ ‫‪1‬‬

‫من خالل استقراء الباحث لنصوصه‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬تراجع المادة (‪ )11‬من األمر الجزائري للعالمات التجارية رقم ‪13-16‬‬


‫‪61‬‬
‫وبخصوص الصفة الفارقة يثار سؤال آخر في حال تحول العالمة المميزة إلى عالمة عامة‪ ،‬بمعنى‬
‫أن هذه العالمة أصبحت ترتبط بنوع المنتج‪ ،‬وبالتالي تتوقف العالمة عن أداء وظيفتها األهم‪ ،‬وهي‬

‫تمييز السلعة أو الخدمة عن غيرها‪ ،‬فهل يؤدي ذلك إلى بطالنها؟ وقبل اإلجابة عن هذا السؤال‪ ،‬ال‬
‫بد من طرح أمثلة عملية على عالمات تجارية تحولت إلى عالمة عامة‪ ،‬ومرتبطة بالمنتج‪ ،‬فهنالك‬
‫عالمة "كلينكس" التي أصبحت لدى الجمهور تدل على منتج معين‪ ،‬وهو المناديل الورقية‪ ،‬وكذلك‬

‫عالمة "أسبرين" التي أصبحت اسما عاما يدل على دواء لتخفيف اآلالم‪ ،1‬وبالتالي يالحظ أن‬
‫اإلجابة عن هذا السؤال أمر في غاية األهمية‪ ،‬نظ ار لوجود أمثلة عملية على تحول عالمة مميزة‬
‫إلى عالمة عامة‪.‬‬

‫ويالحظ أن القانون (المطبق في الضفة الغربية او المعدل) لم يجب عن هذا السؤال في قانونه‪،‬‬
‫ولكن المعيار هو اإلبطال في لحظة تسجيل العالمة‪ ،‬وال يمكن القيام بشطب العالمة العامة‪،‬‬
‫وبالعودة إلى األمر الجزائري يجد الباحث أن المشرع اشترط أن تكون العالمة غير مميزة لحظة‬

‫تقديم طلب اإلبطال‪ ،‬وبالتالي يمكن الفهم من ذلك أن العالمة غير المميزة عند تقديم طلب اإلبطال‬
‫يقبل إبطالها‪ ،‬وهو ما ينطبق على العالمات العامة‪ ،‬وعند الرجوع إلى المشرع السوري فقد نص‬
‫عليها صراحة‪ ،‬فأجاز المشرع السوري لكل من له مصلحة تقديم طلب من أجل شطب عالمة‬

‫تجارية‪ ،‬أصبحت تمثل تسمية عامة لسلعة أو خدمة‪ ،2‬ويالحظ الباحث أن المشرع السوري استخدم‬
‫اصطالح شطب‪ ،‬ولم يستخدم اصطالح إبطال‪ ،‬وذلك لكون هذه العالمة لم تكن باطلة في األصل‪،‬‬
‫وانما ط أر سبب أدى إلى جعلها عالمة عامة‪ ،‬نظ ار الرتباط ذهن الجمهور بمنتج معين‪ ،‬وبالتالي‬
‫عند تسجيل هذه العالمة للمرة األولى‪ ،‬فهي كانت صحيحة‪ ،‬وتحمل الصفة الفارقة للسلعة أو‬
‫للخدمة‪ ،‬ولكن نظ ار لرسوخها في ذهن الجمهور‪ ،‬وارتباطها بالسلعة أو الخدمة‪ ،‬جعلها عالمة عامة‪،‬‬
‫ويالحظ كذلك أنه يحق لمن له مصلحة فقط بتقديم هذا الطلب‪ ،‬وال يجوز ألحد من الجمهور‬

‫تقديمه‪ ،‬فيقدم عادة من الشركات المنافسة ‪-‬التي تمتلك سلعة أو خدمة من ذات النوع أو الصنف‪-‬‬
‫التي تضررت نتيجة وجود هذه العالمة فيؤثر سلبا عليها‪.‬‬

‫برانبو‪ ،‬عدنان‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.944‬‬ ‫‪1‬‬

‫تراجع المادة (‪/5‬ا) من قانون العالمات الفارقة السوري‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪61‬‬
‫ويرى الباحث أن التشريع السوري كان أفضل من باقي التشريعات المقارنة في هذه الدراسة‪ ،‬ووضح‬
‫مصير هذه العالمات‪ ،‬ومن يحق له تقديم طلب الشطب في هذه المسألة وكان األجدر بباقي‬

‫التشريعات األخذ بنص مماثل له‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إبطال العالمة التجارية لمخالفتها شرط المشروعية‬

‫في هذا المطلب يتناول الباحث مسألة في غاية األهمية‪ ،‬تكون العالمة هنا غير مشروعة‪ ،‬بمعنى‬

‫أنها تمس شعارات وطنية‪ ،‬أو دولية أو دينية‪ ،‬وقد تمس النظام العام‪ ،‬واآلداب العامة في الدولة‪،‬‬
‫وعليه ال بد من التعرف إلى العالمات التي تعد غير مشروعة‪ ،‬وطريقة إبطال هذه العالمات‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إبطال العالمة التجارية لكونها تمس الشعارات الرسمية والدينية‬

‫حدد قانون العالمات (المطبق في الضفة الغربية او المعدل) مجموعة من الشعارات المحظورة‬
‫قانونا‪ ،‬وهي شعارات تتشابه مع الشعارات الخاصة بالدولة‪ ،‬أو منظمات عالمية‪ ،‬أو رموز دينية‪،‬‬
‫فجميع هذه الشعارات تعد شعارات غير قانونية‪ ،1‬ويالحظ أن القانون المذكور قد منع الشعارات‬

‫الملكية‪ ،‬أو التي تخص جاللة الملك‪ ،‬ويمكن القياس على هذا األمر في فلسطين‪ ،‬ويمنع وضع‬
‫شعارات تخص رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية‪ ،‬وأي إشارة تدل على وجود رعاية من هذه‬
‫السلطة‪ ،‬وأوضح ذات القانون أنه يمنع وضع هذه الشعارات أو حتى الشعارات التي تخص السلطة‬
‫في الدول األجنبية إال بموافقة المراجع اإليجابية‪ ،2‬ومعنى ذلك أنه ال يجوز تسجيل أي من‬
‫العالمات السابق ذكرها‪ ،‬إال في حال أخذ موافقة من السلطة المختصة بذلك‪ ،‬واال عدت العالمة‬
‫باطلة‪ ،3‬فمثال‪ :‬ال يمكن تسجيل عالمة تدعى "الدستور للكهرباء" أو "مشروب المصالحة الوطنية"‪.4‬‬

‫تراجع المادة (‪ )2‬من قانون العالمات التجارية ا(المطبق في الضفة الغربية او المعدل)‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬وفي هذا الشأن لم يوضح القانون اآللية التي يتم فيها الحصول على موافقة هذه المراجع‪ ،‬وكذلك عدم تحديد الجهة المخولة‬
‫بإعطاء هذا اإلذن‪ ،‬وبالتالي يكون هذا النص قاصرا‪ ،‬فلم يتم توضيح الحاالت التي يستلزم فيها الحصول على الموافقة‪ ،‬وال‬
‫الجهات المطلوبة العودة في حال الرغبة بالحصول على اإلذن‪.‬‬
‫تراجع المادة (‪ )3-2/2‬من قانون العالمات التجارية (المطبق في الضفة الغربية او المعدل)‪.،‬‬ ‫‪3‬‬

‫الجياللي‪ ،‬عجة‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.92‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪62‬‬
‫وانتقد بعض الفقهاء اإلذن الذي تمنحه الدولة لتسجيل األوسمة والشعارات باعتبار أن هذه الشعارات‬
‫تعد شعارات سيادية‪ ،‬وتؤدي إلى تضليل الجمهور بوجود رعاية ملكية‪ ،‬وبالتالي ال يجوز للدولة أن‬

‫ترخص للغير بتسجيل شعاراتها وأوسمتها كعالمات تجارية‪ ،1‬وهو ما يؤيده الباحث‪.‬‬

‫ومنع قانون العالمات(المطبق في الضفة الغربية او المعدل) وضع شعارات تخص األعالم كعالمة‬
‫تجارية مستقلة‪ ،‬أو األعالم العسكرية أو البحرية أو األوسمة الفخرية‪ ،‬وتجدر اإلشارة بخصوص‬

‫األعالم الوطنية‪ ،‬فال يمنع وضعها مع عالمة فارقة تتسم بالتميز‪ ،‬وذلك من أجل الداللة على بلد‬
‫اإلنتاج‪ ،‬فال تكون بهذا الشأن كعالمة تجارية مستقلة‪ ،‬وانما تترافق مع عالمة مستقلة‪.‬‬

‫ونص القانون المذكور على حظر تسجيل العالمات المشابهة للصليب األحمر أو الهالل األحمر‪،‬‬

‫أو صليب جنيف‪ ،‬فهذه اإلشارات يحظر تسجيلها كعالمات تجارية‪ ،‬وكذلك يمنع تسجيل أي عالمة‬
‫مطابقة لرموز دينية أو مشابهة لها‪.2‬‬

‫ويالحظ أن قانون العالمات االردني المعدل أضاف فقرة جديدة لهذه المادة‪ ،‬وهي منع تسجيل‬

‫عالمات مشابهة أو مطابقة لمنظمات دولية أو إقليمية‪ ،3‬وهي إضافة بمكانها من وجهة نظر‬
‫الباحث‪ ،‬فال يمكن أن يطلق على عالمة تجارية اسم "أونروا" مثال‪ ،‬فهذه منظمة عالمية‪ ،‬والتسمية‬
‫باسمها يدل على أن هذه العالمة تابعة لهذه المنظمة‪ ،‬ولعل هذه اإلضافة جاءت بعد انضمام‬
‫األردن إلى اتفاقية باريس‪ ،‬التي نصت على هذا األمر باتفاقيتها‪ ،4‬ويجدر بالمشرع الفلسطيني في‬
‫هذا المجال النص على أمر مشابه له‪.‬‬

‫وجاء األمر الجزائري بنص مشابه في هذا المجال‪ ،‬وذكر الحاالت التي وردت لدى المشرع‬
‫األردني‪ ،‬فيما يخص الشعارات العامة‪ ،‬ولكن لم يتناول الرموز الدينية بشكل صريح ضمن األمور‬
‫المحظور تسجيلها‪ ،‬إذ جاء فيه‪..." :‬أو شعارات أخرى‪ ،"...‬وهذا يعني أنه لم يحصر الشعارات‬

‫عساف‪ ،‬شذى‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.221-215‬‬ ‫‪1‬‬

‫تراجع المادة (‪ )22/2‬من قانون العالمات التجارية (المطبق في الضفة الغربية او المعدل) وكذلك المادة (‪ )2/2‬منه‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫تراجع المادة (‪ )21/2‬من قانون العالمات التجارية األردني المعدل عام ‪.2555‬‬ ‫‪3‬‬

‫تراجع المادة (‪( )6‬ثالثا) فقرة (ب) من اتفاقية باريس‪ ..." :‬األسماء أو األسماء المختصرة الخاصة بالمنظمات الدولية‪."...‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪63‬‬
‫المحظورة‪ ،‬وبال أدنى شك أنها تشمل الشعارات الدينية‪ ،1‬وعلى الرغم من ذلك فإنه يفضل النص‬
‫على هذا األمر صراحة‪ ،‬وقد نص المشرع السوري على هذا األمر في قانونه‪ ،‬إذ نصت المادة على‬

‫نصوص مشابهة لما ذكر سابقا‪.2‬‬

‫ويالحظ أن معظم دول العالم تقوم بالنص على هذا المنع في تشريعاتها الداخلية‪ ،‬وتمنع تسجيل‬
‫الشعارات الدولية كافة‪ ،‬سواء في داخل دولتها أو الشعارات الرسمية الموجودة في الدول األجنبية‪،‬‬

‫ألن هذه الشعارات تتعلق بسيادة الدولة والتعريف بهويتها‪ ،‬ووضع هذه الشعارات كعالمة تجارية قد‬
‫يدل على أن الدولة صاحبة الشعار هي راعية هذا المنتج أو الخدمة المقدمة‪ ،‬مما يؤدي إلى‬
‫تضليل الجمهور‪.3‬‬

‫وال بد أن تكون هناك طريقة من أجل معرفة الدول للشعارات الرسمية للدول األخرى‪ ،‬وقد نصت‬
‫اتفاقية باريس على طريقة من أجل ذلك‪ ،‬وتقوم الدول بإرسال شعاراتها الرسمية‪ ،‬والتعديالت التي‬
‫تط أر عليها بشكل دوري إلى المكتب الدولي‪ ،‬الذي أنشأته اتفاقية باريس لهذه الغاية‪ ،‬فتلتزم الدول‬

‫بوضع هذه القوائم لتصل الشعارات إلى الدول األخرى‪ ،‬ويحق لكل من الدول األعضاء القيام‬
‫باالعتراض على أي شعار يتم إرساله خالل مدة اثني عشر شه ار‪ ،‬ويقدم هذا االعتراض إلى الدولة‬
‫أو المنظمة التي تريد جعل هذا الشعار رسميا لها‪.4‬‬

‫تراجع المادة (‪ )9/2‬من األمر الجزائري المتعلق بالعالمات التجارية‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫تراجع المادة (‪/4‬د) من قانون العالمات الفارقة السوري والتي جاء فيها‪" :‬الشعارات واألعالم والصور واألختام وغيرها من‬ ‫‪2‬‬

‫الرموز الخاصة بالدول‪ ،‬أو المنظمات العربية أو الدولية‪ ،‬أو الدينية أو أحد مؤسساتها‪ ،‬أو التقليد لتلك الشعارات أو األعالم‪،‬‬
‫أو رموز الهالل األحمر والصليب األحمر‪ ،‬وغيرها من الرموز األخرى المشابهة‪ ،‬وكذلك العالمات التي تكون تقليدا لها"‬
‫والمادة (‪/ 4‬ه) من قانون العالمات الفارقة السوري‪" :‬العالمات المماثلة أو المشابهة للرموز ذات الصبغة الدينية البحتة أو‬
‫ألسماء األماكن المقدسة"‪.‬‬
‫برانبو‪ ،‬عدنان غسان‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.231‬‬ ‫‪3‬‬

‫تراجع المادة (‪ )3/6‬والمادة (‪ )4/6‬من اتفاقية باريس‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪64‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إبطال العالمة التجارية لكونها تخالف النظام العام واآلداب العامة‬

‫فكرة النظام العام مرنة تختلف باختالف المكان والزمان‪ ،‬فمثال العالمة التي تمس معتقدا دينيا معينا‬

‫قد تعد مخالفة في دولة‪ ،‬وال تعد كذلك في دولة أخرى‪ ،‬وما كان مخالفا للنظام العام سابقا‪ ،‬قد ال‬
‫يكون كذلك في الوقت الحالي‪ ،1‬ويعرف بعض الفقهاء العالمات المخالفة للنظام العام واآلداب‬
‫العامة‪ ،‬بأنها‪ ":‬كل إشارة أو كلمة فجة أو صورة مخلة باآلداب"‪ ،2‬فمثال‪ :‬تسمية عالمة "كوكايين"‬

‫لمنتج عطور يعد مخالفا للنظام العام‪ ،‬ألنها من الكلمات التي تشجع المستهلك على تعاطي‬
‫المخدرات‪ ،‬فيتم إبطال هذه العالمة لمخالفتها النظام العام وشرط المشروعية‪.3‬‬

‫وقد تتعارض العالمة التجارية المراد إبطالها مع القيم والمبادئ السائدة في المجتمع إلخاللها‬

‫باآلداب العامة‪ ،‬كأن تدل على إيحاءات جنسية‪ ،‬وتشجع على االنحالل الخلقي في المجتمع‪ ،‬أو‬
‫فيها ازدراء لدين معين‪ ،‬كأن تسمى عالمة "خمور الجنة"‪ ،‬لتمييز منتج محرم دينيا يحتوي على‬
‫الكحول‪ ،‬ويتم ربط هذا األمر بخمور الجنة‪ ،‬فهذه العالمة فيها مساس بالدين اإلسالمي‪ ،‬فيتم‬

‫إبطالها وفقا لألصول والقانون‪ ،‬ألنها تختلف من مكان آلخر ومن زمان آلخر‪.4‬‬

‫وقام المعهد الفيدرالي السويسري للملكية الفكرية بإبطال عالمة (ابن الدن)‪ ،‬بحجة أنها تؤذي‬
‫مشاعر المجتمع‪ ،‬الرتباطها بأحداث الحادي عشر من أيلول‪ ،‬واستأنفت المحكمة الفيدرالية‬
‫االستئنافية القرار لكون العالمة مسجلة قبل األحداث‪ ،‬فهي ال تؤذي الجمهور‪ ،‬وأن صاحبها األا‬
‫غير الشقيق ألسامة بن الدن‪ ،‬وهذه العالمة لم تلق أي سخط من الجمهور‪ ،‬ولم تؤثر فيه سلبا‪ ،‬فال‬
‫داعي إلبطالها‪.5‬‬

‫يرى الباحث أن قرار المحكمة جاء بناء على عدم رغبتها في إبطال هذه العالمة‪ ،‬للحفاظ عليها؛‬
‫ألن صاحبها مستثمر أجنبي يريد استثمارها في الدولة‪ ،‬بصفة اقتصادية بحتة‪ ،‬ودور القضاء‬

‫خاطر‪ ،‬نوري حمد‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.156‬‬ ‫‪1‬‬

‫زوبير‪ ،‬حمادي‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.22‬‬ ‫‪2‬‬

‫الجياللي‪ ،‬عجة‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.96‬‬ ‫‪3‬‬

‫الجياللي‪ ،‬عجة‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.96‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ 5‬لمراجعة تفاصيل هذه القضية عبر الموقع اإللكتروني‬


‫‪ https://www.swissinfo.ch/ara/%D8%A7%20/4377852‬في يوم ‪2118/8/2‬‬
‫‪65‬‬
‫الحفاظ على المصلحة العامة‪ ،‬لإلبقاء على االستثمارات الخارجية من أجل النمو االقتصادي‪،‬‬
‫والعالمة ال تخالف النظام العام واآلداب العامة‪ ،‬ولم تمس شعور الجمهور بشكل مباشر‪ ،‬فيتم‬

‫تضييق نطاق المشروعية من أجل الحفاظ على هذه العالمات وعدم إبطالها‪.‬‬

‫وفي هذه الدراسة المقارنة نصت جميع التشريعات على حظر تسجيل العالمات التجارية المخالفة‬
‫للنظام العام ولآلداب العامة‪ ،‬بما فيها التشريعات محل هذه الدراسة‪.1‬‬

‫وال بد من التفرقة بين مشروعية العالمة ومشروعية محلها‪ ،‬وتم توضيح هذه المسألة في اتفاقية‬
‫باريس‪ ،‬التي أكدت على مبدأ ال يجوز أن تكون طبيعة المنتج أو الخدمة المقدمة سببا لعدم تسجيل‬
‫عالمة تجارية ما‪ ،‬ويجب الفصل بين العالمة كشكل وتصميم عن محلها الذي قد يكون خدمة أو‬

‫منتجا‪ ،2‬وال بد من اإلشارة إلى أن اتفاقية تربس أكدت على ذات المبدأ في اتفاقيتها‪.3‬‬

‫ويجب الفصل بين المنتجات والخدمات غير المشروعة في الدول األعضاء لهذه االتفاقية‪ ،‬وبين‬
‫العالمات المشروعة بتصميمها وشكلها‪ ،‬وعدم الخلط بينهما‪ ،‬ولكن هذا ال يعني تقييد سلطات الدول‬

‫األعضاء في تقدير ما إذا كانت هذه المنتجات المراد استيرادها وتصديرها والخدمات المقدمة في‬
‫هذا المجال مشروعة أم ال‪ ،‬إذ يحق لهذه الدول منع هذه الخدمات والمنتجات لكونها عالمات غير‬
‫مشروعة وغير جائز تداولها‪.4‬‬

‫تراجع المادة (‪ )6/2‬من قانون العالمات التجارية األردني (المطبق في الضفة الغربية او المعدل)‪ ،‬تراجع المادة (‪ )4/2‬من‬ ‫‪1‬‬

‫األمر الجزائري ‪ 13-16‬وكذلك تراجع المادة (‪/4‬ب) من قانون حماية العالمات الفارقة السوري‪.‬‬
‫المادة (‪ ) 2‬من اتفاقية باريس والتي جاء بها‪" :‬ال يجوز بأي حال أن تكون طبيعة المنتج الذي يتعين أن توضع عليه العالمة‬ ‫‪2‬‬

‫الصناعية أو التجارية حائال دون تسجيل العالمة"‪.‬‬


‫تراجع المادة (‪ )4/29‬من اتفاقية تربس والتي جاء بها‪" :‬ال يجوز مطلقا أن تكون طبيعة السلع أو الخدمات التي يراد‬ ‫‪3‬‬

‫استخدام العالمة التجارية بشأنها عقبة تحول دون تسجيل العالمة التجارية"‪.‬‬
‫برانبو‪ ،‬عدنان غسان‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.233‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪66‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬إجراءات إبطال العالمة التجارية لكونها غير فارقة وغير مشروعة‬

‫يبين الباحث هنا إجراءات اإلبطال لألسباب الواردة في هذا المبحث‪ ،‬حيث سيتم تحديد الشخص‬

‫الذي يملك مصلحة تقديم هذا الطلب والجهة المختصة بتلقيه‪ ،‬وتوضيح المدة الواجب تقديم الطلبات‬
‫فيها‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مقدم طلب اإلبطال لعدم المشروعية ولعدم توافر الصفة الفارقة‬

‫يتم الحديث هنا عن الشخص الذي يحق له تقديم طلب اإلبطال لعدم مشروعية العالمة‪ ،‬وعدم‬
‫توافر الصفة الفارقة‪ ،‬وفقا للقوانين محل هذه الدراسة‪.‬‬

‫وبالعودة إلى قانون العالمات (المطبق في الضفة الغربية او المعدل) ‪ ،‬فإنه أجاز تقديم طلب‬

‫إلبطال العالمة التجارية‪ ،‬لوجود سبب يمنع تسجيل مثل هذه العالمات‪ ،‬استنادا إلى مواد أخرى من‬
‫ذات القانون‪ ،1‬ويالحظ أن هذه المواد تناولت شرط الصفة الفارقة‪ ،‬وشرط المشروعية من بين‬
‫الشروط الواجب توافرها لتسجيل هذه العالمة‪ ،‬ففي حال عدم توافر تلك الشروط تصبح المادة‬

‫(‪ )9/19‬مطابقة لها‪ ،‬وتراعى األحكام التي نظمتها هذه المادة في إجراءات الحذف (اإلبطال)‪.2‬‬

‫ونصت المادة (‪ )2/19‬من القانون على أن‪" :‬كل من لحقه حيف من جراء‪ ،"...‬ويالحظ أن هذه‬
‫المادة حددت الشخص المخول له لتقديم هذا الطلب‪ ،‬وهو كل شخص لحقه حيف نتيجة تسجيل‬
‫هذه العالمة‪ ،‬ويرى الباحث أن هذا النص غامض‪ ،‬فهل يشترط لهذه الغاية أن يكون مقدم الطلب‬
‫شخصا له مصلحة شخصية ومباشرة من أجل تقديم هذا الطلب؟ أم أنه يحق ألي شخص تأذى‬
‫ً‬
‫تاجر‪ ،‬وال يملك أي عالمة أصال أن‬
‫ا‬ ‫بشكل غير مباشر جراء تسجيل هذه العالمة‪ ،‬حتى لو لم يكن‬
‫‪3‬‬
‫يتقدم به؟‬

‫تراجع المواد (‪ )2-2-6‬من القانون المذكور‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫تراجع المادة (‪ )9/19‬من القانون المذكور‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫يالحظ أن للمشرع فلسفة خاصة فيما يتعلق بشرط المصلحة فيالحظ أن المادة(‪ )2/24‬من قانون العالمات التجارية والتي‬ ‫‪3‬‬

‫تحدثت عن االعتراض أتاحت االعتراض ألي شخص ان كان دون وضع شرط المصلحة ولعل غاية المشرع في ذلك أن‬
‫االعتراض ال يعتبر دعوى قضائية اذ أن قرار االعتراض يعد قرار اداري يصدر عن المسجل فقط دون المحكمة وذلك على‬
‫‪67‬‬
‫يبدو أن هذه المسألة غير واضحة وفقا للقانون األردني‪ ،‬فلم يحدد معنى الحيف الذي يلحق بمقدم‬
‫الطلب‪ ،‬ولم يحدد نطاق هذا الحيف‪ ،‬هل هو مباشر أم ال‪ ،‬ويرى بعض الفقهاء أنه يجب أن يتم‬

‫تعديل هذا النص‪ ،‬ليتيح ألي شخص إمكانية تقديم هذا الطلب‪ ،‬طالما أن األمر متعلق بعالمة غير‬
‫فارقة وعالمة غير مشروعة‪.1‬‬

‫أما األمر الجزائري فقد نص في المادة (‪ )11‬على الشخص الذي يحق له تقديم طلب اإلبطال‪ ،‬إذ‬

‫جاء فيها‪ ..." :‬وذلك بطلب من المصلحة المختصة أو من الغير‪ ،"...‬وقصد المشرع بالمصلحة‬
‫المختصة المعهد الوطني للملكية الصناعية في الجزائر‪ ،‬الذي يحق له رفع دعوى اإلبطال على‬
‫مدعيا‪ ،‬أما الغير فهو كل شخص لحقه ضرر جراء تسجيل هذه العالمة‪،‬‬
‫ً‬ ‫صاحب العالمة بصفته‬

‫والقيام باستعمالها محل اإلبطال‪.2‬‬

‫ويرى بعض الفقهاء أن تفسير هذا النص يتيح ألي شخص أن يتقدم بطلب إلبطال العالمة‬
‫التجارية لمخالفتها شرط الصفة الفارقة‪ ،‬أو لمخالفتها شرط المشروعية‪ ،‬وال يشترط لهذه الغاية‬

‫المصلحة المباشرة والشخصية من أجل تقديم الطلب‪ ،‬ويحق ألي شخص تقديم طلب اإلبطال إلى‬
‫المحكمة المختصة‪ ،3‬ويؤيد الباحث هذا التفسير‪.‬‬

‫أما بخصوص المشرع السوري فقد أعطى توضيحا أفضل لهذه المسألة‪ ،‬فحدد األشخاص الذين‬
‫يحق لهم تقديم هذا الطلب بشكل صريح‪ ،‬وهم‪ :‬النيابة العامة‪ ،‬والمدير‪ ،‬وهو مدير حماية الملكية‬
‫الصناعية والتجارية‪ ،‬وكذلك كل شخص له مصلحة‪.4‬‬

‫= العكس مع طلب االبطال او الشطب‪ ،‬وحتى يتيح لصاحب المصلحة المحتملة لتقديم طلب االعتراض‪ ،‬وخاصة أن العالمة‬
‫لم تسجل بعد فهو يتيح للجميع لالعتراض عليها قبل تسجيلها لعدم تضليل الجمهور بشكل عام‪.‬‬
‫يراجع في هذا الشأن أبو عثمان‪ ،‬عبد اهلل محسن‪ ،‬العالمة التجارية ما بين االعتراض وطلبات الترقين في القانون األردني‬
‫والمقارن‪ ،‬رسالة ماجستير (غير منشورة على اإلنترنت)‪ ،‬جامعة جرش‪ ،‬جرش‪/1129 ،‬ص‪26-25‬‬
‫عساف‪ ،‬شذى‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.225‬‬ ‫‪1‬‬

‫الجياللي‪ ،‬عجة‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪ 226‬وتراجع المادة (‪ )11‬من األمر الجزائري رقم ‪.13-16‬‬ ‫‪2‬‬

‫الغالم‪ ،‬قعنب‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.229‬‬ ‫‪3‬‬

‫تراجع المادة (‪/2‬ب‪ )3/‬من قانون حماية العالمات الفارقة السوري‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪68‬‬
‫وللنيابة العامة حق في تقديم هذا الطلب بصفتها ممثلة للمجتمع‪ ،‬وللمدير وكل من له مصلحة‬
‫أيضا‪ ،‬ولكن من هو الشخص الذي له مصلحة لتقديم مثل هذا الطلب؟ ومن الواضح عدم تحديد‬

‫معنى هذه المصلحة بالقانون‪ ،‬ويتم تقدير مدى توافر هذه المصلحة للمحكمة المختصة المقدم إليها‬
‫هذا الطلب‪ ،‬فهي التي تحدد إن كانت المصلحة موجودة أم ال‪ ،‬فمن غير المعقول أن يكون لكل‬
‫شخص في المجتمع تقديم هذا الطلب‪ ،‬فال بد من وضع ضوابط لتنظيم هذه الطلبات‪ ،‬وعدم ترك‬

‫الباب مفتوحا لتقديمها‪.1‬‬

‫يرى الباحث أنه من غير المعقول أن يتقدم أي شخص بطلب اإلبطال‪ ،‬فإن كان من الممكن‬
‫استيعاب هذا األمر فيما يخص عدم مشروعية العالمة التجارية‪ ،‬لما في العالمة غير المشروعة‬

‫مساس بالمجتمع ككل‪ ،‬إال أن ذلك غير متصور بالنسبة لشرط الصفة الفارقة‪ ،‬فمثال‪ :‬هناك عالمة‬
‫تجارية في فلسطين لتمييز منتجات اللحوم والمرتديال‪ ،‬وتسمى (اإلسالمية)‪ ،‬فهذه العالمة من حيث‬
‫األصل مخالفة للقانون‪ ،‬وفقا لما ذكره الباحث سابقا‪ ،2‬ولكن تم تسجيلها لدى مسجل العالمات‬

‫التجارية الفلسطيني‪ ،‬فهل من الممكن قيام شخص ال يملك أي عالمة‪ ،‬بل ليس تاجرا‪ ،‬وال عالقة له‬
‫في هذا االختصاص‪ ،‬بتقديم طلب إلى محكمة العدل العليا الفلسطينية‪ ،‬من أجل إبطالها بحجة أنها‬
‫مخالفة لنص المادة (‪ )21/2‬من قانون العالمات التجارية المطبق في الضفة الغربية؟ فهذا األمر‬

‫برأي الباحث غير متصور‪ ،‬وغير ممكن؛ ألن تقديم هذا الطلب يحتاج إلى مصلحة شخصية‬
‫ومباشرة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المدة الزمنية الواجب تقديم فيها طلب ابطال العالمة التجارية‬

‫تحدث الباحث في الفصل السابق عن المدة الواجب تقديم طلب الشطب‪ ،‬وال بد من معرفة المدة‬
‫التي يجب تقديم طلب اإلبطال فيها بالنظر في القوانين محل الدراسة من أجل تحديدها‪.‬‬

‫نص القانون (المطبق في الضفة الغربية او المعدل) في المادة (‪ )9/19‬من قانون العالمات‬

‫التجارية األردني‪ ..." :‬يجب أن يقدم الطلب خالل خمس سنوات من تسجيل تلك العالمة"‪ ،‬ويالحظ‬

‫برانبو‪ ،‬عدنان‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪942‬‬ ‫‪1‬‬

‫يراجع المطلب الثاني من هذا المبحث‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪69‬‬
‫هنا أن هذه المدة تنطبق في حال تبين أن العالمة المراد تسجيلها هي عالمة مخالفة ألحد الشروط‬
‫الموضوعية‪ ،‬وتبدأ من تاريخ التسجيل الفعلي‪ ،‬وليس من تاريخ طلب اإليداع‪.1‬‬

‫ويرى بعض الفقهاء أن السبب في تحديد هذه المدة‪ ،‬هو أنه بعض هذه المدة تكون العالمة رسخت‬
‫بذهن الجمهور‪ ،‬ويمكن لهم ربط العالمة بالمنتج أو الخدمة التي تقدمها‪ ،‬وعليه والستقرار‬
‫المعامالت‪ ،‬وعدم حدوث أي تضليل للجمهور يجب أن تتحصن العالمة من الطعن بعد مضي مدة‬

‫الخمس السنوات المذكورة‪.2‬‬

‫وكذلك األمر الجزائري فحدد هذه المدة بخمس سنوات أيضا‪ ،‬باستثناء أن يكون الطلب قد تم تقديمه‬
‫بسوء نية‪ ،3‬ويفهم من ذلك أن من قام بتسجيل عالمة تجارية بحسن نية رغم أنها من العالمات‬

‫غير الجائز تسجيلها فإنه يتمتع بهذه المدة‪ ،‬أما من سجلها بسوء نية فإن عالمته لن تتقيد بمدة من‬
‫أجل القيام بإبطالها‪ ،‬ولكن المشرع الجزائري لم يحدد المعايير الواجب إتباعها لتحديد حسن نية‬
‫صاحب العالمة أم ال‪ ،‬وعليه يترك األمر لسلطة القاضي ليقدر وجودها من عدم وجودها‪.4‬‬

‫وهناك العديد من المعايير لتحديد مسألة حسن النية من عدمها‪:5‬‬

‫معيار العلم‪ :‬وهو معيار يتم محاولة إثبات علم هذا الشخص بأن العالمة باطلة‪ ،‬فإذا ثبت ذلك‬ ‫أ‪.‬‬
‫ثبتت معه سوء نيته‪ ،‬أما إذا لم تثبت فإنه يكون حسن النية‪.‬‬

‫ب‪ .‬معيار القصد‪ :‬وهنا المعيار األساسي لوجود النية الحسنة من عدمها‪ ،‬هو قصد صاحب‬
‫العالمة من تسجيله لعالمته‪ ،‬فإذا كان قصده مخالفة أحكام القانون وايهام المسجل أن هذه العالمة‬
‫مشروعة بأي طريقة من طرق التحايل فهنا تثبت سوء نيته‪ ،‬وبعكس ذلك يكون حسن النية‪.‬‬

‫زين الدين‪ ،‬صالح‪ ،‬العالمات التجارية وطنيا ودوليا‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.134‬‬ ‫‪1‬‬

‫خاطر‪ ،‬نوري حمد‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.326‬‬ ‫‪2‬‬

‫المادة (‪ )11‬من األمر الجزائري رقم ‪.13-16‬‬ ‫‪3‬‬

‫الجياللي‪ ،‬عجة‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.222‬‬ ‫‪4‬‬

‫الجياللي‪ ،‬عجة‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.222‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪71‬‬
‫ويمكن األخذ في هذين المعيارين من أجل االستدالل على نية صاحب العالمة‪ ،‬إن كان حسن النية‬
‫أم سيء النية‪.‬‬

‫وجعل األمر الجزائري األثر الذي يترتب على إبطال العالمة التجارية رجعيا‪ ،‬بمعنى أنه رتب‬
‫البطالن المطلق‪ ،‬فتكون جميع التصرفات التي جرت على العالمة التجارية باطلة‪ ،‬وتعد كالعدم‪،1‬‬
‫وهو ما لم يتم تحديده بشكل واضح من المشرع األردني بناء على ما سبق ذكره‪.‬‬

‫وجاء المشرع السوري بشيء مخالف تماما عما ورد في القانون األردني واألمر الجزائري‪ ،‬ولم يقم‬
‫بتحديد مدة تقديم هذا الطلب‪ ،‬بل أجاز تقديم طلب اإلبطال في أي وقت دون التقيد بأي مدة‪ ،‬طالما‬
‫أن العالمة باطلة ولم يقم بإعطاء أي استثناء على ذلك‪.2‬‬

‫ويعد القانون السوري بطالن العالمة التجارية لعدم توافر شرط المشروعية فيها‪ ،‬أو لكون العالمة‬
‫غير متمتعة بالصفة الفارقة‪ ،‬فإن ذلك يترتب عليه البطالن المطلق‪ ،‬وغير القابل للتصحيح‪ ،‬فتكون‬
‫العالمة كالعدم‪ ،‬ويمكن إبطالها في أي وقت دون التقيد بمدة محددة‪.3‬‬

‫قصور بشأن مدة‬


‫ا‬ ‫وبالنظر إلى القانون (المطبق في الضفة الغربية او المعدل) يجد الباحث أن فيه‬
‫تقديم طلب اإلبطال‪ ،‬فال يعقل أن تتحصن عالمة باطلة لمخالفتها النظام العام أو اآلداب العامة‬
‫بعد مضي خمس سنوات على تسجيلها‪ ،‬مما يؤدي إلى إحداث آثار سلبية على الجمهور‪.4‬‬

‫أما بخصوص المشرع الجزائري فيرى الباحث أن مسألة إثبات النية هي داخلية‪ ،‬ومن الصعب‬
‫إثباتها‪ ،‬بسبب إطالة إجراءات التقاضي‪ .‬ويرى الباحث أن المشرع السوري صائب فيما يخص‬
‫العالمات غير المشروعة‪ ،‬ولكنه ليس كذلك فيما يخص العالمات غير الفارقة‪ ،‬التي تصبح بعد‬
‫مضي خمس سنوات معروفة لدى الجمهور بأنها تميز منتجا أو خدمة ما‪ ،‬فهي إن كانت غير‬
‫فارقة بتسميتها أو بتصميمها تكسب شرط الصفة الفارقة مع مرور الزمن‪ ،‬حتى لو لم تكن كذلك في‬

‫تراجع المادة (‪ )11‬من األمر الجزائري رقم ‪.13-16‬‬ ‫‪1‬‬

‫تراجع المادة (‪/2‬ب‪ )1/‬من قانون العالمات الفارقة السوري‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫برانبو‪ ،‬عدنان‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.941‬‬ ‫‪3‬‬

‫ال بد من اإلشارة هنا إلى أن الباحث سيتناول المادة (‪ )34‬بشكل مفصل في المبحث الثاني‪ ،‬ويبين بشكل واضح ما هي‬ ‫‪4‬‬

‫حاالت اإلبطال التي وردت فيها‪.‬‬


‫‪71‬‬
‫البداية‪ ،‬وتكتسب هذا التمييز بعد مرور خمس سنوات‪ ،‬وعليه يرى الباحث أن هذه المدة يجب أن‬
‫تكون مفتوحة فيما يخص العالمات غير المشروعة‪ ،‬فهذه العالمات يجب أال تتقيد بمدة لتقديم طلب‬

‫إبطالها‪ ،‬أما العالمات غير الفارقة فإنه يجب أن تتقيد بمدة خمس سنوات نظ ار لألسباب سابقة‬
‫الذكر‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬إبطال العالمة التجارية لكونها تشكل تعديا على عالمة تجارية‬

‫العالمات التجارية تكون عرضة لالعتداءات بعالمات أخرى مقلدة لها أو مزورة‪ ،‬وتفتقد أحد‬
‫الشروط الموضوعية أال وهو شرط الجدة‪ ،‬ولذلك وجب أن يتم حماية هذه العالمات‪ ،‬ولكن ماذا لو‬
‫سها صاحب العالمة المقلدة أو المزورة عن تسجيل عالمته؟ هل يفقد صاحب العالمة حقه في‬

‫الدفاع عنها؟ أم يحق له أن يتخذ إجراءات قانونية أمام المحكمة المختصة؟‬

‫ويبين الباحث مدى إمكانية إبطال عالمة تجارية تشكل اعتداء على عالمة تجارية سبق استعمالها‬
‫أو تسجيلها‪ ،‬ومدى إمكانية إبطال العالمات التي تشكل اعتداء على العالمات المشهورة‪ ،‬وذلك‬

‫بحسب قانون العالمات المطبق في الضفة الغربية والقوانين محل الدراسة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬إبطال العالمة التجارية لكونها تشكل تعديا على عالمة تجارية مسجلة‬

‫يبين الباحث هنا حالة إبطال العالمات التي تشكل تعديا على عالمات تجارية مسجلة داخل الوطن‬
‫وخارجه‪ ،‬وكيفية إبطال العالمات التجارية التي تشكل اعتداء على عالمات وطنية وأجنبية وفقا‬
‫للقوانين محل الدراسة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إبطال العالمة التجارية لكونها تشكل تعديا على عالمة تجارية مسجلة داخل الوطن‬

‫يكمن الحديث هنا عن عالمة تم تسجيلها لدى مسجل العالمات التجارية داخل الدولة‪ ،‬وعليه تكون‬
‫هذه العالمة محل حماية‪ ،‬ويحق لصاحبها أن يقدم طلبا إلبطال العالمة التجارية والمسجلة أيضا‪،‬‬
‫التي تشكل تعديا على عالمته التجارية‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫وبالرجوع إلى قانون العالمات (المطبق في الضفة الغربية او المعدل) ‪ ،‬نجد أنه نظم موضوع‬
‫ابطال العالمات التجارية في المادة (‪ ،)21/2‬التي تنص على أن‪" :‬العالمة التي تطابق عالمة‬

‫تخص شخصاً آخر‪ ،‬سبق تسجيلها لنفس البضائع التي يراد تسجيل العالمة من أجلها‪ ،‬أو لصنف‬
‫منها أو العالمة التي تشابه تلك العالمة إلى درجة قد تؤدي إلى غش الغير"‪ ،‬ويتضح من خالل‬
‫النص أنه تم منع تسجيل عالمة تجارية سبق تسجيلها‪ ،‬حتى ال يؤدي إلى مخالفة شرط الجدة‪،‬‬

‫ويشترط أن تكون العالمة المراد تسجيلها من نفس الصنف أو البضائع ما لم تؤد إلى غش‬
‫الجمهور وتضليله‪ ،‬حتى يجوز إبطال تلك العالمة أو أن يرفض تسجيلها من األساس‪ ،1‬وال بد أن‬
‫يوضح الباحث مفهوم شرط الجدة‪ ،‬والمعايير الالزمة لتحديد توافر هذا الشرط‪.‬‬

‫أوال‪ :‬شرط الجدة ومعاييرها‬

‫يعرف بعض الفقهاء شرط الجدة‪" :‬بأن تكون العالمة التجارية جديدة في شكلها العام‪ ،‬ولم يسبق‬
‫استعمالها أو تسجيلها داخل الدولة على نفس البضائع أو المنتجات أو الخدمات من شخص‬

‫آخر"‪ ،2‬ويشترط أن تكون جديدة بشكلها العام‪ ،‬وال ضرورة لتكون جديدة في أجزائها كافة‪ ،‬وكذلك ال‬
‫يعني أن تكون العالمة التجارية لم يسبق استعمالها أو تسجيلها بالمطلق‪ ،‬وانما شرط نسبي‪ ،‬ويمكن‬
‫أن يتم تسجيل عالمة تجارية فيها قليل من الشبه مع عالمة تجارية أخرى‪ ،‬ولكن دون أن يؤدي هذا‬

‫الشبه إلى تضليل الجمهور‪.3‬‬

‫وشرط الجدة مقيد من ثالث نواحي وهي‪:‬‬

‫‪ -2‬من حيث نوع وصنف المنتجات‪ :‬وهو يعني عدم تسجيل عالمة تجارية مشابهة او مطابقة‬
‫لذات الصنف او النوع لمنتج او خدمة اخرى‪ ،‬فمثال يمكن استعمال عالمة تجارية لتمييز منتج‬
‫العطر مشابهة لعالمة منتج اصباغ الشعر‪ ،‬ولكن ال يجوز أن يكون االستعمال لعالمة تعتبر‬

‫الجغبير‪ ،‬حمدي غالب‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪24-23‬‬ ‫‪1‬‬

‫الكسواني‪ ،‬عامر‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.34‬‬ ‫‪2‬‬

‫حمدان‪ ،‬ماهر فوزي‪ ،‬حماية العالمات التجارية (دراسة مقارنة)‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،‬األردن‪ ،‬عمان‪ /2555 ،‬ص‪.43‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪73‬‬
‫متقاربة لعالمة اخرى‪ ،‬فمثال‪ :‬اذا كانت عالمة تستعمل لتمييز ساعات اليد فال يجوز استعمال ذات‬
‫‪1‬‬
‫العالمة على ساعات الحائط‪.‬‬

‫‪ -1‬من حيث المكان‪ :‬ويعني ذلك أن الشرط االساسي لتوافر شرط الجدة هو أن تكون العالمة‬
‫جديدة داخل البلد الواحد‪ ،‬وحتى وان كانت في مدن مختلفة داخل هذه الدولة‪ ،‬وبالتالي ال يمنع من‬
‫وجود عالمات متشابهة في دول مختلفة‪ ،‬ولكن يرى البعض أن هذا األمر من الصعب تحقيقه‪،‬‬

‫وذلك لسهولة توريد المنتجات والخدمات من دولة ألخرى‪ ،‬وبالتالي يصبح هذا الشرط غير منطقي‬
‫‪2‬‬
‫من الناحية العملية بسبب تداخل االسواق المحلية بالعالمية‪.‬‬

‫‪ -3‬من حيث الزمان‪ :‬سبق للباحث أن تناول هذا الشرط في المبحث الثاني من الفصل االول‪،‬‬

‫لذلك ال داعي لتك ارره‪.‬‬

‫وورد في حكم محكمة التمييز األردنية رقم ‪ 31112/2916‬المعايير المتبعة النطباق شرط الجدة‬
‫في العالمات التجارية‪ ،‬وللتأكد من عدم وجود تقليد لعالمة تجارية سبق وأن تم تسجيلها‪ ،‬وهذه‬

‫المعايير هي‪:‬‬

‫‪ -‬الفكرة األساسية التي تنطوي عليها العالمة التجارية‪.‬‬

‫‪ -‬المظاهر الرئيسة للعالمة ال تفاصيلها الجزئية‪.‬‬

‫نوع البضاعة التي تحمل العالمة‪ :‬وهنا ال بد من التنويه إلى أن هذا المعيار قد خالف قانون‬ ‫‪-‬‬
‫العالمات التجارية في المادة (‪ ،)21/2‬وجاء في هذه المادة "‪...‬أو لصنف منها‪ ،"...‬ولكن المحكمة‬
‫أخذت بمعيار نوع البضاعة ال الصنف‪ ،‬فال يوجد سبب لشطب العالمة التجارية نظ ار لتشابهها أو‬
‫تطابقها مع عالمة أخرى مسجلة من نفس الصنف‪ ،‬بل يتم النظر إلى المنتج أو السلعة أو الخدمة‬
‫المقدمة‪ ،‬حتى يتم التأكد من وجود تشابه أم ال‪ ،‬منعا لتضليل الجمهور‪ ،4‬ويرى الباحث أن وجود‬

‫زين الدين‪ ،‬صالح‪ ،‬العالمات التجارية وطنيا ودوليا‪ ،‬مرجع سابق‪/‬ص‪212-55‬‬ ‫‪1‬‬

‫زين الدين‪ ،‬صالح‪ ،‬العالمات التجارية وطنيا ودوليا‪ ،‬مرجع سابق‪/‬ص‪211-212‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ http://www.lawjo.net/vb/showthread.php?38349‬تاريخ الزيارة ‪ 1122/5/2‬الساعة الثامنة مساء‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬عساف‪ ،‬شذى‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.24‬‬


‫‪74‬‬
‫تشابه بين عالمتين يجب النظر إلى الصنف ونوع البضاعة بالتالزم‪ ،‬وال يمنع من النظر إلى‬
‫الصنف للتأكد من وجود تشابه أم ال‪ ،‬ألن معيار تحديد نوع البضاعة هي معيار واسع‪ ،‬قد يختلف‬

‫من شخص آلخر‪ ،‬أما معيار الصنف فهو ثابت بموجب تصنيف نيس الدولي‪ ،‬وال اجتهاد فيه‪.‬‬

‫‪ -‬احتمال وقوع التباس بينها وبين العالمة األخرى بالنظر إليها أو سماع اسمها‪.‬‬

‫عدم افتراض أن المستهلك عند شراء البضاعة يفحص عالمتها التجارية فحصا دقيقا ويقارنها‬ ‫‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫باألخرى‪ ،‬وتكون العبرة بالرجل العادي وليس الفطن وال الغافل‪.‬‬

‫‪ -‬إن العبرة في الجزء الرئيس للعالمة التجارية‪.‬‬

‫هذه هي المعايير التي نصت عليها محكمة التمييز األردنية لتحديد العالمة المراد تسجيلها بما‬

‫ينطبق عليها شرط الجدة أم ال‪ ،‬ويمكن األخذ بمعيارين إضافيين‪ ،‬وهما‪:2‬‬

‫النظر إلى أوجه التشابه ال أوجه االختالف‪ ،‬فعند النظر إلى العالمة كونها مشابهة ألخرى‬ ‫‪-‬‬
‫أم ال يتم النظر إلى أوجه الشبه فيما بينهما‪ ،‬وال يتم النظر إلى الفروقات‪ ،‬ألنه بطبيعة الحال إن أي‬

‫عالمتين متشابهتين لهما أوجه اختالف محددة‪ ،‬وال عبرة في النظر إلى أوجه االختالف‪ ،‬وانما إلى‬
‫أوجه الشبه‪.‬‬
‫النظر إلى العالمتين كل منها على حدة وليس بشكل متجاور‪ ،‬ألنه يفترض في المستهلك‬ ‫‪-‬‬
‫عند شرائه لمنتج ما أن ينظر إلى العالمة التي أمامه‪ ،‬وال يستطيع أن يقارنها بعالمات أخرى‪ ،‬فإذا‬

‫وهنا ال بد من االشارة الى أنه يجب النظر الى الفئة المستهدفة اذ جاء في قرار محكمة العدل العليا األردنية رقم ‪2556/29‬‬ ‫‪1‬‬

‫والتي جاء بها‪ ":‬المقصود من منع تسجيل عالمة تجارية تشابه عالمة اخرى تخص شخصا اخر هو حماية الجمهور‬
‫المستهلك لتلك البضاعة أو المادة‪ ،‬وعليه‪ ،‬ولما كان تسجيل عالمة تجارية تتعلق بدواء لالستعمال البشري‪ ،‬فان استعمالها‬
‫يكون محصور بين الطبيب الذي يكتب الوصفة الطبية والصيدلي الذي يصرفها والمريض‪ ،‬وبما أن كل من الطبيب والصيدلي‬
‫وهما اصحاب االختصاص وكل منهما مسؤول في حدود مهنته فال مجال للقول بأن أي تشابه على فرض وجوده بين العالمة‬
‫‪ ruxid‬والعالمة ‪ ruled‬يؤدي الى غش الجمهور المستهلك للدواء"‪.‬‬
‫‪http://www.lawjo.net/vb/showthread.php?24549‬‬
‫‪ 2‬زين الدين‪ ،‬صالح‪ ،‬ترقين العالمة التجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪22‬‬
‫‪http://search.mandumah.com/record/417596‬‬
‫‪75‬‬
‫رأى أن هناك تشابها محددا في العالمتين عند النظر إليهما كل على حدة فإنه يقع معه تضليل‬
‫للجمهور‪.‬‬

‫إن ما سبق الحديث عنه هو مجموعة من المعايير لتحديد إذا كانت العالمة التجارية المراد تسجيلها‬
‫تتمتع بشرط الجدة أم ال‪ ،‬ويمكن لمسجل العالمات التجارية القيام برفض تسجيل العالمة التجارية‪،‬‬
‫بموجب الصالحيات الممنوحة له في التحري عن العالمات التجارية‪ ،‬والتأكد من تشابه الصنف أو‬

‫نوع المنتجات‪.1‬‬

‫ومن الجدير ذكره أن تقدير مدى وجود التقليد يكون للسلطة القضائية المختصة‪ ،‬التي تقدر إذا كان‬
‫هناك تقليد أم ال‪ ،‬وهذا ما أكدته محكمة النقض السورية‪" :‬إن تقدير قيام التشابه بين العالمتين أو‬

‫انتفائه يعود لمحكمة الموضوع‪ ،‬شريطة أال يقتصر تقديرها على بعض عناصر العالمة دون‬
‫العناصر األخرى"‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬إبطال العالمة التجارية الوطنية لعدم توافر شرط الجدة فيها‬

‫ماذا لو لم ينتبه المسجل إلى هذا األمر‪ ،‬أو قصر في عمله‪ ،‬وسمح بتسجيل العالمة التي ال تتوافر‬
‫فيها شرط الجدة‪ ،‬هل تظل إمكانية إبطال هذه العالمة قائمة أم ال؟ واإلجابة هي نعم‪ ،‬حيث نظم‬
‫قانون العالمات (المطبق في الضفة الغربية او المعدل) آلية إبطال العالمة عبر المادة (‪،)9/19‬‬
‫وهي ذات المادة التي نظمت هذا األمر‪ ،‬فيما يخص باقي الشروط الموضوعية‪ ،‬التي تم ذكرها في‬
‫المبحث األول من هذا الفصل‪ ،‬وتكون آلية اإلبطال هي ذاتها التي ذكرت في المبحث األول من‬
‫هذا الفصل‪.3‬‬

‫تراجع المادة (‪ )11‬من نظام العالمات التجارية األردني والتي أوجبت على المسجل التحري فيما إذا كان شرط الجدة متوافر‬ ‫‪1‬‬

‫أم ال‪.‬‬
‫قرار محكمة النقض السورية القرار رقم ‪ 39‬بتاريخ ‪ 2561/2/22‬مشار إليه لدى‪ :‬األحمر‪ ،‬كنعان‪ ،‬التقاضي في مجال‬ ‫‪2‬‬

‫الملكية الفكرية‪ :‬العالمات التجارية‪ ،‬ندوة الويبو الوطنية عن إنفاذ حقوق الملكية الفكرية للقضاة والمدعين العامين‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪ / 1114‬ص‪.22‬‬
‫تراجع المادة (‪ )9/19‬من قانون العالمات التجارية (المطبق في الضفة الغربية والمعدل)والتي جاء بها‪ ":‬ان كل طلب يقدم‬ ‫‪3‬‬

‫لحذف عالمة تجارية من السجل بسبب عدم وجود ما يسوغ تسجيلها بمقتضى أحكام المواد ‪ 6‬أو ‪ 2‬أو ‪ 2‬من هذا القانون أو‬
‫‪76‬‬
‫أما بالنسبة للمشرع الجزائري فقد نص على شرط الجدة‪ ،1‬وحظر تسجيل أي عالمة تجارية مشابهة‬
‫أو مطابقة لعالمة تجارية مسجلة أو حتى محل تسجيل‪ ،‬وجعل المشرع الجزائري لطالب التسجيل‬

‫أولوية‪ ،‬وعليه من قام بإيداع طلب لتسجيل عالمة تجارية فإن العالمة تفقد شرط الجدة‪ ،2‬وهو على‬
‫عكس ما أخذ به المشرع األردني الذي اشترط التسجيل الفعلي للعالمة كما سبق ذكره‪.‬‬

‫ونظم المشرع الجزائري آلية إبطال العالمة التجارية‪ ،‬التي حددها في المادة (‪ ،)11‬كما سبق‬

‫الحديث عنها في المبحث األول‪ ،‬فلم يفرق المشرع بين إجراءات البطالن لعالمة تجارية غير‬
‫مشروعة أو غير متمتعة بالصفة الفارقة مع عالمة غير متمتعة بشرط الجدة‪ ،‬فاعتبر أن جميع‬
‫العالمات باطلة بطالنا مطلقا‪ ،‬مع وضع استثناء فيما يخص حسن النية‪.‬‬

‫ونص المشرع السوري على شرط الجدة في قانونه‪ ،‬فأوضح أنه في حال وجود تشابه أو تطابق مع‬
‫عالمة تجارية سبق تسجيلها من حيث اللفظ أو الكتابة أو الشكل‪ ،‬وأدى إلى تضليل الجمهور‪ ،‬فإنه‬
‫ال يتم قبول تسجيل العالمة لمخالفتها شرط الجدة‪ .3‬وأعطى المشرع السوري توضيحا أفضل‬

‫بخصوص بطالن العالمة التجارية المخالفة لشرط الجدة‪ ،‬وفرق بين البطالن لعدم مشروعية‬
‫العالمة‪ ،‬وعدم تمتعها بالصفة الفارقة من جهة‪ ،‬ومخالفة العالمة لشرط الجدة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ورتب في الحالة األولى البطالن المطلق‪ ،‬وفي الحالة الثانية البطالن النسبي‪ ،‬فالعالمة المفتقدة‬

‫لشرط الجدة تكون متمتعة بشرط الصفة الفارقة ومشروعة‪ ،‬لكونها تشكل اعتداء على حقوق الغير‪،‬‬
‫ويترتب معها البطالن النسبي في حال تم تسجيلها‪.4‬‬

‫= بسبب أن تسجيل تلك العالمة تنشأ عنه منافسة غير عادلة بالنسبة لحقوق الطالب في المملكة االردنية الهاشمية يجب أن‬
‫يقدم خالل خمس سنوات من تسجيل تلك العالمة"‬
‫‪ 1‬تراجع المادة (‪ )5/2‬من األمر الجزائري المتعلق بالعالمات التجارية والتي جاء بها‪ ":‬الرموز المطابقة أو المشابهة لعالمة‬
‫كانت محل طلب تسجيل أو تسجيل يشمل سلعا أو خدما مطابقة أو مشابهة لتلك التي سجلت من أجلها عالمة الصنع أو‬
‫العالمة التجارية اذا كان هذا االستعمال يحدث لبسا"‪.‬‬
‫تراجع المادة (‪ )5/2‬من األمر الجزائري المتعلق بالعالمات التجارية‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫تراجع المادة (‪/9‬ا) من قانون العالمات الفارقة السوري‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫برانبو‪ ،‬عدنان غسان‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.941‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪77‬‬
‫ثار مختلفة عن البطالن المطلق السابق ذكره‪ ،‬ففي حالة البطالن النسبي‬
‫ورتب المشرع السوري آ ا‬
‫جعل المدة الواجب تقديم طلب فيها خمس سنوات‪ ،‬طالما أن صاحب العالمة المقلدة كان حسن‬

‫النية‪ ،‬فإن لم يكن كذلك كانت المدة دون قيد‪ ،‬بمعنى تكون المدة مفتوحة دون التقيد بموعد‪ ،‬كما هو‬
‫الحال مع البطالن المطلق‪ ،‬أما األثر الثاني المترتب على هذا الفرق تقديم طلب اإلبطال من‬
‫شخص له مصلحة مباشرة‪ ،‬فال يجوز تقديمه إال من الشخص المعتدى على حقوقه بشكل مباشر‪،‬‬

‫فال يجوز للنيابة العامة تقديم هذا الطلب من تلقاء نفسها مثال‪ ،1‬ويرى الباحث أن البطالن المطلق‬
‫يكون دون التقيد بمدة‪ ،‬وتكون العالمة هنا كالعدم وال وجود لها‪ ،‬وتكون كل الحقوق الواردة عليها‬
‫باطلة‪ ،‬فمثال‪ :‬إبرام عقد ترخيص لعالمة تجارية غير مشروعة فإنه يترتب معه بطالن هذا العقد‪،‬‬

‫وهذا على عكس البطالن النسبي الذي يكون اإلبطال فيه مرهونا بمدة‪ ،‬ومقدما من شخص له‬
‫مصلحة شخصية ومباشرة‪ ،‬فال يجوز ألي شخص تقديمها كما هو الحال في البطالن المطلق‪.‬‬

‫حدد المشرع السوري في المادة (‪ )21‬طريقة إعادة تسجيل العالمة التجارية‪ ،‬ولكن لم يجعل هذه‬

‫الحالة من حاالت اإلبطال‪ ،‬وعليه بمجرد إبطال العالمة التجارية سواء أكان مطلقا أم نسبيا‪ ،‬فإنه‬
‫يترتب عليه عدم السماح بإعادة تسجيل تلك العالمات‪ ،‬ويمكن أن يفهم من ذلك بمفهوم المخالفة؛‬
‫ألنه لم تذكر حاالت اإلبطال في المادة (‪.2)21‬‬

‫ويرى الباحث صعوبة حصول حسن النية الواردة في القانون السوري والجزائري‪ ،‬فكيف لشخص‬
‫لديه نية حسنة أن يقلد عالمة تجارية؟ وال يمكن التخمين بحدوث ذلك‪ ،‬ولم يكن المشرعان السوري‬
‫والجزائري موفقين بشأن النص على شرط حسن النية في الحديث عن اإلبطال‪ ،‬فال يمكن اإلبقاء‬
‫على عالمة باطلة حتى لو كانت هناك نية حسنة‪.3‬‬

‫تراجع المادة (‪/2‬ب‪ )4/‬من قانون العالمات الفارقة السوري‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫تراجع المادة (‪ )21‬من قانون العالمات الفارقة السوري‬ ‫‪2‬‬

‫يمكن أن يقال‪ :‬إن التقليد كان بمحض الصدفة‪ ،‬ولم يكن مقصودا‪ ،‬وبالتالي هناك نية حسنة لمن قلد هذه العالمة‪ ،‬ولكن هذا‬ ‫‪3‬‬

‫من الناحية العملية نادرة الحدوث حيث أن القضاء ال يتعامل مع الصدف‪ ،‬بل يتعامل مع التقليد الموجود أمامه‪ ،‬وحيث أن‬
‫إثبات حسن النية يكون صعبا وفقا لرأي الباحث‪ ،‬ويؤدي إلى مماطلة في غنى عنها‪ ،‬فطالما أن التقليد موجود‪ ،‬ويؤدي إلى‬
‫تضليل الجمهور فيجب إبطال هذه العالمة بطالنا نسبيا‪.‬‬
‫‪78‬‬
‫ويرى الباحث أن المشرع السوري كان أفضل من التشريع الجزائري واألردني في تحديد الشخص‬
‫الذي لديه مصلحة لتقديم طلب إبطال العالمة التجارية‪ ،‬وجاء في المادة (‪/2‬ب‪ )4/‬منه‪" :‬يكون‬

‫لصاحب الحق السابق في العالمة وحده حق التقدم بطلب البطالن"‪ ،‬فقد حدد هذه المسألة بشكل ال‬
‫يقبل التأويل‪ ،‬فالمشرع الجزائري أعطى هذا الحق ألكثر من جهة‪ ،1‬والمشرع األردني ذكر حالة‬
‫تقديم طلب من شخص تنشأ منافسة غير عادلة له‪ ،‬إال أنه من األجدر وضعها في نص خاص‪،‬‬

‫للتمييز بين حالة بطالن العالمة لعدم توافر شرط المشروعية من جهة‪ ،‬وعدم توافر شرط الجدة من‬
‫جهة أخرى‪ ،‬فجمع المشرع األردني بين جميع حاالت البطالن في نص واحد دون تفريق‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إبطال العالمة التجارية لكونها تشكل تعديا على عالمة تجارية مسجلة خارج الوطن‬

‫يتم الحديث هنا عن عالمة تجارية تم تسجيلها داخل الوطن‪ ،‬ولكنها بذات الوقت تشكل اعتداء‬
‫على عالمة تجارية خارج الوطن‪ ،‬فما هي الطريقة الالزمة لتقديم هذا الطلب؟‬

‫نص قانون العالمات (المطبق في الضفة الغربية او المعدل) على هذا صراحة في المادة (‪)34‬‬

‫من قانونه‪ ،‬وجاء فيها‪ ..." :‬إال أنه يحق له أن يقدم الدعوى إلبطال عالمة تجارية سجلت في‬
‫المملكة األردنية الهاشمية من قبل شخص ال يملكها بعد أن كانت مسجلة في الخارج‪ ،‬إذا كانت‬
‫األسباب التي يدعيها هي األسباب الواردة في الفقرات ‪ 6‬و‪ 2‬و‪ 21‬من المادة (‪ )2‬من هذا‬
‫القانون"‪.3‬‬

‫ويرى بعض الفقهاء أن تفسير النص السابق يعني القيام بتقديم دعوى أمام محكمة مدنية‪ ،‬وليست‬
‫محكمة إدارية كمحكمة العدل العليا‪ ،‬لكون اصطالح الدعوى جاء معرفا بأل التعريف‪ ،‬وأن كلمة‬
‫دعوى تقال في الدعاوي المدنية المطالبة بتعويضات مادية‪ ،‬وتحدث النص في بدايته عن دعوى‬
‫المطالبة بالتعويضات‪ ،‬فتكون الدعوى المقصود فيها هي ذات الدعوى المدنية‪ ،‬وهي دعوى المنافسة‬

‫تراجع المادة (‪ )11‬من األمر الجزائري المتعلق بالعالمات‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬تراجع المادة (‪ )9/19‬من قانون العالمات (المطبق في الضفة الغربية او المعدل)‪.‬‬


‫تراجع المادة (‪ )34‬من قانون العالمات المطبق في الضفة الغربية‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪79‬‬
‫غير المشروعة‪ ،‬وبناء على ذلك تكون المحكمة المختصة بنظر دعوى اإلبطال هي المحكمة‬
‫المدنية‪.1‬‬

‫وفي هذا الشأن فإن المشرع األردني قد عدل النص السابق في قانونه المعدل‪ ،‬ونص صراحة على‬
‫أنه يكون تقديم طلب اإلبطال إلى المسجل‪ ،‬مع جواز تقديم استئناف خالل ستين يوما من صدور‬
‫قرار المسجل أمام محكمة العدل العليا‪ ،2‬وبالتالي يكون المشرع قد أصلح الخطأ الذي ورد في‬

‫قانونه الماضي‪ ،‬وال تتساوى دعوى المنافسة غير المشروعة مع دعوى اإلبطال‪ ،‬وتكون دعوى‬
‫اإلبطال لعالمة مسجلة‪ ،‬ويتم التعامل مع قرار إداري أمام المحاكم المدنية‪ ،‬وعليه كان التعديل في‬
‫محله‪.‬‬

‫يرى الباحث أن النص في المادة (‪ )34‬السابق ذكره يكتنفه كثير من الغموض‪ ،‬وعدم الوضوح‪،‬‬
‫والفقرات التي أشار إليها القانون تتعلق بالشروط الموضوعية‪ ،‬وهي‪ :‬عدم مخالفة العالمة للنظام‬
‫العام واآلداب العامة‪ ،‬والشروط المشروعية‪ ،‬وعدم مخالفتها لشرط الصفة الفارقة وشرط الجدة‪ ،‬وهذا‬

‫يعني أن صاحب العالمة األجنبية يحق له تقديم طلب إلبطال عالمة تجارية غير فارقة أو غير‬
‫مشروعة‪ ،‬ومسجلة في فلسطين‪ ،‬ولكن ما هي المصلحة التي يمتلكها هذا األجنبي لتقديم مثل هذا‬
‫الطلب؟ وكيف تشكل عالمة مخالفة النظام العام واآلداب العامة اعتداء على عالمة مسجلة في‬

‫دولة أجنبية؟ أو كيف لعالمة ال تتمتع بصفة فارقة أن تشكل اعتداء على عالمته؟ واألصل أن‬
‫تكون مصلحة هذا الشخص في العالمة التي تشكل اعتداء على عالمته وتخالف شرط الجدة‪،‬‬
‫وتؤدي إلى تضليل الجمهور عن هذه العالمة األجنبية‪ ،‬وليس له شأن في النظام العام الداخلي‬
‫للدولة على سبيل المثال‪ ،‬فيكون الغرض األساسي تقديم طلب لإلبطال‪ ،‬لكونها مقلدة لهذه العالمة‬
‫أو مزورة لها‪.‬‬

‫كما أن المادة خلطت بين مسألتين ال عالقة لهما ببعض‪ ،‬وبالرجوع إلى القسم األول من هذه‬

‫المادة‪ ،‬يرى الباحث أنها اشترطت تسجيل العالمة من أجل قيام الدعوى المدنية‪ ،‬ومن ثم قالت‪ :‬أنه‬

‫حمدان‪ ،‬ماهر فوزي‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.216-219‬‬ ‫‪1‬‬

‫تراجع المادة (‪ )2/34‬والمادة (‪ )1/34‬من قانون العالمات التجارية االردني المعدل‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪81‬‬
‫يحق لصاحب العالمة األجنبية تقديم طلب إبطال عالمة مسجلة داخل الوطن‪ ،‬فالدعوى المدنية‬
‫مغايرة للدعوى اإلدارية‪ ،‬وكان األجدر بالمشرع الحديث عن كل جزء وحده في مادة مخصصة‪ ،‬أو‬

‫النص على جواز تقديم دعوى مدنية من أجل التعويض‪ ،‬إضافة إلى دعوى اإلبطال‪ ،‬فالمشرع‬
‫األردني لم يوضح مدى إمكانية التعويض المدني في حال كانت العالمة مسجلة بالخارج‪ ،‬بل أشار‬
‫فقط إلى جواز إبطال العالمة التي تشكل اعتداء على عالمته‪1،‬ولكن بالرجوع الى نص المادة‬

‫(‪/2/42‬ب)‪ 2،‬يجد الباحث أن المشرع قد حرم االجنبي من الحق في الحصول على تعويض مدني‬
‫طالما أن العالمة االجنبية لم يتم تسجيلها داخل الوطن‪.‬‬

‫وجاء في قرار محكمة العدل العليا الفلسطينية‪ ،‬أنه يمكن لصاحب العالمة التجارية األجنبية القيام‬

‫باالعتراض على تسجيل عالمة تجارية‪ ،‬تشكل اعتداء على عالمته‪ ،‬وعليه يكون من حق هذا‬
‫الشخص تقديم طلب اإلبطال‪ ،‬واالعتراض عند الشروع في تسجيل العالمة التجارية‪.3‬‬

‫وال يشترط استعمال العالمة األجنبية في فلسطين من أجل قيام الحماية بشأنها‪ ،‬وعليه فإن عدم‬

‫االستعمال ال يحول دون القيام باالعتراض على تسجيل العالمات في فلسطين‪ ،‬وابطالها إن تم‬

‫وهنا يجد الباحث أن قانون العالمات التجارية المطبق في غزة‪ ،‬الذي يعد أقدم من القانون المطبق في الضفة الغربية‪ ،‬قد‬ ‫‪1‬‬

‫نص في المادة (‪" :) 34‬ال يحق ألحد أن يقيم دعوى للمطالبة بالتعويضات عن أي تعد وقع على عالمة تجارية غير مسجلة‬
‫في فلسطين"‪ .‬ويالحظ أن المشرع قد وضع هذا النص منفردا‪ ،‬ولم يتبعه بأحكام متعلقة باإلبطال‪ ،‬وذلك الختالف السبب‪.‬‬
‫وكذلك بالنظر إلى المادة (‪ )93‬من مشروع حماية الملكية الصناعية الفلسطينية نجد أنه قد فصل بين المادتين‪ ،‬ووضع كل‬
‫موضوع في فقرة مختلفة‪.‬‬
‫تراجع المادة (‪/2/42‬ب) من قانون العالمات المطبق في الضفة الغربية والتي جاء بها‪ ":‬ليس في هذه المادة ما يخول‬ ‫‪2‬‬

‫صاحب العالمة التجارية حق الحصول على التعويض لقاء أي تعد وقع على عالمته التجارية قبل التاريخ الحقيقي الذي‬
‫سجلت فيه عالمته في المملكة االردنية الهاشمية"‪.‬‬
‫قرار محكمة العدل العليا رقم ‪ ،1122/51‬وجاء في حيثيات الدعوى أن شركة سورية مسجلة لعالمة تجارية تدعى‬ ‫‪3‬‬

‫"كتاكيت"‪ ،‬وكان هناك تزوير من شركة فلسطينية‪ ،‬وتوصل المسجل إلى تطابق بين العالمتين‪ ،‬وبالتالي سمح لهذه الشركة‬
‫بتقديم االعتراض على تسجيل العالمة التجارية‪ ،‬وتم قبول اعتراضه بالنتيجة‪.‬‬
‫‪http://muqtafi.birzeit.edu/courtjudgments/ShowDoc.aspx?ID=87960‬‬
‫وانظر ايضا الى قرار محكمة العدل العليا األردنية رقم ‪ 2593/4‬فقد جاء بحكم مشابه للحكم أعاله‬
‫‪http://www.lawjo.net/vb/showthread.php?24551‬‬
‫‪81‬‬
‫تسجيلها‪ .1‬ويالحظ للوهلة األولى أن المشرع اشترط في نص المادة (‪ )34‬توافر الجدة المطلقة من‬
‫حيث المكان‪ ،‬وال يجوز تسجيل عالمة تجارية مشابهة أو مطابقة لعالمة تجارية سبق وأن تم‬

‫تسجيلها في دولة أجنبية‪ ،‬ولكن يجب أن تتم اإلشارة إلى أن الجدة هي شرط نسبي من حيث‬
‫المكان‪ ،‬عند قيام بفحص العالمة التجارية عند تسجيلها داخل نطاق الدولة فقط‪ ،‬فالمسجل غير‬
‫مسؤول عن التأكد من مدى وجود عالمة مشابهة أو مطابقة خارج فلسطين‪ ،‬وانما يقتصر عمله‬

‫داخل فلسطين فقط‪ ،‬مع إتاحة الفرصة للغير من أجل االعتراض أو تقديم طلب اإلبطال‪.2‬‬

‫ماذا عن المدة الواجب تقديم طلب اإلبطال فيها وفقا للمادة (‪)34‬؟ هل تتقيد بالمدة الواردة في‬
‫المادة (‪ )9/19‬وهي مدة الخمس السنوات السابق ذكرها؟ ويرى بعض الفقهاء أن تكون المدة‬

‫مفتوحة‪ ،‬طالما أن المشرع لم يحدد المدة‪ ،‬وقام بتحديدها بنصوص أخرى‪ ،‬فهو يفسح المجال للغير‬
‫من أجل تقديم هذا الطلب في أي وقت‪ ،3‬وهو ما يؤيده الباحث‪ ،‬وال بد أن المشرع قصد ذلك‬
‫لألسباب المذكورة سابقا‪ ،‬وعلى فرض صحة هذا النص‪ ،‬فهل تفسيره في محله أم ال؟ فإذا كان‬

‫كذلك فإنه ليس في محله‪ ،‬لكون المشرع يعطي حماية أكبر للعالمات األجنبية‪ ،‬بينما العالمات‬
‫المسجلة داخل فلسطين يعطيها الحق فقط لمدة خمس سنوات‪ ،‬وفقا للمادة (‪ )9/19‬من قانون‬
‫العالمات التجارية(المطبق في الضفة الغربية والمعدل)‪ ،‬وهذا األمر ليس في مكانه عند الحديث‬

‫عن شرط الجدة‪ ،‬فالبطالن هنا نسبي وليس مطلقا‪ ،‬كما ذكر سابقا‪.4‬‬

‫واجتهدت محكمة العدل العليا األردنية بخصوص المدة‪ ،‬وذكرت صراحة أنه ال يجوز تسجيل‬
‫عالمة تجارية داخل الوطن تشكل اعتداء على عالمة تجارية أجنبية‪ ،‬طالما أن الطلب قدم خالل‬
‫خمس سنوات من تسجيل العالمة المراد إبطالها‪ ،‬وجاء فيه‪ ..." :‬وكذلك فإنه لم يمض على تسجيل‬

‫يراجع قرار محكمة العدل العليا الفلسطينية رقم ‪ ،1121/921‬وفي حيثيات الدعوى‪ ،‬شركة لبنانية تملك عالمة تدعى‬ ‫‪1‬‬

‫"هايبز"‪ ،‬التي تشابه العالمة التجارية المراد تسجيلها في فلسطين‪ ،‬وحيث كان ادعاء الجهة المستأنفة بأن العالمة غير‬
‫مستعملة في فلسطين‪ ،‬إال أن المحكمة لم تعط اعتبا ار لذلك‪ ،‬وحكمت برفض تسجيل العالمة الفلسطينية‪.‬‬
‫تراجع المادة (‪ )34‬من قانون العالمات (المطبق في الضفة الغربية والمعدل)‪ ،‬وكذلك تراجع المادة (‪ )11‬من نظام العالمات‬ ‫‪2‬‬

‫التجارية األردني وانظر أيضا إلى حمدان‪ ،‬ماهر فوزي‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪ ،94‬وانظر أيضا إلى الغويري‪ ،‬عبد اهلل‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ /‬ص‪.22‬‬
‫‪3‬عساف‪ ،‬شذى‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.256‬‬
‫انظر إلى الصفحة ‪ 22-22‬من هذه الدراسة‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪82‬‬
‫العالمة المطلوب ترقينها خمس سنوات‪ ،"...‬وبمفهوم المخالفة فإن كان هذا الطلب قدم بعد مرور‬
‫الخمس السنوات المذكورة فإنه ال يجوز قبول هذا الطلب‪.1‬‬

‫ولم يقم المشرع الجزائري بالنص مشابهة للمادة (‪ )34‬الواردة لدى المشرع األردني‪ ،‬وهذا يعني عدم‬
‫االعتراف بالعالمات المسجلة في الدول األجنبية إال إذا كانت مشهورة ومعروفة في الجزائر‪،‬‬
‫وسيبين الباحث موضوع العالمات المشهورة في المطلب الثاني‪ ،2‬وذات األمر جاء في قانون‬

‫العالمات الفارقة السوري‪ ،‬الذي اشترط شهرة العالمة من أجل القيام بإبطالها‪.3‬‬

‫ويرى الباحث أن المشرع األردني لم يشترط استعمال العالمة التجارية األجنبية داخل األردن إلبطال‬
‫العالمة الوطنية‪ ،4‬وال يستلزم األمر أن تكون مشهورة ومعروفة في األردن‪ ،‬كما كان عند المشرع‬

‫السوري والجزائري‪ ،‬وبناء عليه فإنه ينتقد المشرع األردني الذي جعل هذه الحماية مفتوحة دون‬
‫النص صراحة عليها‪ ،‬وكان األجدر به النص على المدة صراحة‪ ،‬فهو يخالف مبدأ استقرار‬
‫المعامالت‪ ،‬وقد يوافق المسجل على التسجيل‪ ،‬ويتبين فيما بعد أن العالمة المراد تسجيلها تشكل‬

‫اعتداء على عالمة أجنبية‪ ،‬مما يؤدي إلى فتح مجال كبير لالعتراض‪ ،‬وما يمكن تأييده في هذا‬
‫النص‪ ،‬أنه يشجع العالمات األجنبية لالستثمار في األردن (فلسطين) مستقبال‪ ،‬في حال أرادوا‬
‫استخدام عالماتهم األجنبية في األردن (فلسطين)‪ ،‬وفي ذلك تشجيع ألصحاب العالمات الوطنية‬

‫على إيجاد عالمة تجارية جديدة مختلفة عن العالمات األجنبية‪ ،‬وبعكس ما سبق يمكن القول‬
‫بخصوص المشرع الجزائري والسوري‪ ،‬وعليه يكون الباحث قد استعرض إيجابيات هذا النص‬
‫وسلبياته‪.‬‬

‫يراجع قرار محكمة العدل العليا األردنية رقم (‪ )2555/494‬وفي حيثيات هذه الدعوى أن عالمة تجارية مسجلة في لبنان‬ ‫‪1‬‬

‫لتمييز سلعة وهي" البوظة" وتم تزوير هذه العالمة وتسجيلها في األردن على سلعة من ذات الصنف وهو "الجيلي" وبالتالي تم‬
‫إبطال العالمة‪ ،‬مشار إلى هذا القرار في‪ :‬أبو عثمان‪ ،‬عبد اهلل محسن‪ ،‬العالمة التجارية ما بين االعتراض وطلبات الترقين‬
‫في القانون األردني والمقارن‪ ،‬رسالة ماجستير (غير منشورة على االنترنت)‪ ،‬جامعة جرش‪ ،‬جرش‪ /1129 ،‬ص‪.219‬‬
‫تراجع المادة (‪ )2/2‬من األمر الجزائري رقم ‪.13-16‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬تراجع المادة (‪/9‬ب) والمادة (‪ )44‬من قانون العالمات الفارقة السوري‪.‬‬


‫من خالل المقابلة مع موظف و ازرة االقتصاد الوطني الفلسطيني سالم أبو سمرة‪ ،‬رام اهلل‪ :‬بين أنه حتى تتم حماية العالمة‬ ‫‪4‬‬

‫األجنبية في فلسطين ال بد أن تكون مستعملة داخل فلسطين من أجل القيام بحمايتها‪ ،‬وذلك على الرغم من عدم اشتراط‬
‫القانون لذلك‪.‬‬
‫‪83‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬إبطال العالمة التجارية لكونها تشكل تعديا على عالمة تجارية مشهورة‬

‫يبين الباحث في هذا المطلب مفهوم العالمة التجارية المشهورة‪ ،‬والمعايير التي يتم األخذ بها لتقرير‬

‫شهرة العالمة التجارية‪ ،‬كما يستعرض الباحث سؤاال مهما‪ ،‬هل يجوز لصاحب العالمة المشهورة‬
‫تقديم طلب من أجل إبطال العالمة التجارية التي تشكل اعتداء على عالمته؟ وذلك وفقا للقوانين‬
‫محل الدراسة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم العالمة التجارية المشهورة ومعاييرها‬

‫إن العالمة التجارية تكون في بدايتها عالمة عادية‪ ،‬ومع مرور الوقت تصبح مشهورة‪ ،‬وال يأتي هذا‬
‫كثير من الجهود المالية‪ ،‬والقدرة على االبتكار التسويقي لهذه العالمات‪ ،‬فالعالمة‬
‫بسهولة‪ ،‬ويحتاج ا‬

‫المشهورة تحتاج إلى كثرة االستعمال‪ ،‬والترويج والقيام بالدعايات واإلعالنات‪ ،‬ورعاية األحداث‬
‫العالمية‪ ،‬مثل‪ :‬كأس العالم لكرة القدم‪ ،‬واأللعاب األولمبية وغيرها‪ ،‬وتحتاج إلى وجود إدارة حكيمة‬
‫من أجل إيصال العالمة إلى الناس بأبسط الوسائل المناسبة‪ ،‬ولعل خير مثال على العالمات‬

‫المشهورة‪ :‬كوكا كوال‪ ،‬مرسيديس‪ ،‬ماكدونالدز‪ ،‬سوني‪ ،‬وغيرها من العالمات‪ ،‬وعليه فإن معظم‬
‫الناس لديه المعرفة الكافية بهذه العالمات‪ ،‬وبالتالي تكون عالمات معروفة بالنسبة لهم‪.1‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم العالمة المشهورة‬

‫ال بد من توضيح مفهوم العالمة التجارية المشهورة وفقا للقوانين محل الدراسة‪ ،‬فحسب قانون‬
‫العالمات المطبق بالضفة الغربية‪ ،‬لم يوضح تعريفا للعالمة التجارية المشهورة‪ ،‬وهو عيب شاب‬
‫ذلك القانون‪ ،‬فلم يتطرق القانون المذكور إلى أحكام العالمة التجارية المشهورة بشكل صريح‪،2‬‬
‫وتدارك المشرع األردني هذه المسألة في قانونه المعدل‪ ،‬فأضاف تعريفا للعالمة التجارية المشهورة‪،‬‬

‫زين الدين‪ ،‬صالح‪ ،‬العالمات التجارية وطنيا ودوليا‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.295-292‬‬ ‫‪1‬‬

‫إال أن مشروع قانون حماية الملكية الصناعية لسنة ‪ 1111‬تدارك هذا األمر ونص على العالمة المشهورة ضمن نصوصه‬ ‫‪2‬‬

‫وذلك في المادة(‪/39‬ل) حيث أنه منع تسجيل كل عالمة تشكل تعدي على عالمة مشهورة ونظم أحكامها بشكل مفصل في‬
‫المادة (‪.)91‬‬
‫‪84‬‬
‫وهو‪" :‬العالمة التجارية ذات الشهرة العالمية التي تجاوزت شهرتها البلد األصلي الذي سجلت فيه‪،‬‬
‫واكتسبت شهرة في القطاع المعني من الجمهور في المملكة األردنية الهاشمية"‪.1‬‬

‫وينتقد بعض الفقهاء هذا التعريف؛ لما يكتنفه الكثير من الغموض وعدم الدقة‪ ،‬ولم يتم توضيح‬
‫المقصود بالبلد األصلي الوارد في التعريف‪ ،‬فهل هو البلد المسجل فيه العالمة التجارية‪ ،‬أم مكان‬
‫المؤسسة التي يمتلكها صاحب العالمة التجارية؟ وهذا قد تكون العالمة مسجلة في أكثر من مكان‬

‫بذات الوقت‪ ،‬ولم يحدد بدقة الجمهور المعني‪ ،‬فهل هم تجار الجملة والمفرق أم الجمهور المستهلك‬
‫لهذه المنتجات والخدمات‪2‬؟ ويؤيد الباحث االنتقادات السابقة‪ ،‬ويضيف عليها أن العالمة التجارية‬
‫المشهورة يجب أال يتم اشتراط تسجيلها حتى تتوفر الحماية الالزمة لها‪.3‬‬

‫أما المشرع الجزائري فلم يقم بتعريف العالمة التجارية المشهورة‪ ،‬وترك هذا األمر للفقه‪ ،‬ولم يقم‬
‫بذكر العالمة التجارية المشهورة سوى في نص المادة (‪ ،)2/2‬وذلك عند رفضه لتسجيل عالمة‬
‫تشكل اعتداء على عالمة تجارية مشهورة‪ ،4‬وهو ما سيتناوله الباحث في الفرع الثاني من هذا‬

‫المطلب‪.‬‬

‫وترك المشرع السوري تعريف العالمة التجارية للفقه‪ ،‬ونص صراحة على وجوب حماية العالمة‬
‫التجارية المشهورة‪ ،‬واشترط أن تكون العالمة مشهورة في سوريا‪ ،‬كما هو الحال مع القوانين محل‬
‫الدراسة‪ ،‬وجاء فيه‪ ..." :‬وان لم تكن مسجلة‪ ،"...‬فهل كان القصد عدم التسجيل نهائيا في أي دولة‬
‫أم عدم تسجيلها داخل سوريا؟ ويرى الباحث هنا أن المشرع لم يحدد الدولة‪ ،‬وبالتالي يكون قصد أي‬
‫دولة في العالم‪ ،‬فالعالمة المشهورة ال تحتاج إلى التسجيل من أجل الحماية‪ ،‬فتكفي شهرتها‪ ،‬وهنا ال‬
‫بد من اإلشارة إلى أن أصحاب العالمات المشهورة يبادرون دائما لتسجيل عالماتهم‪ ،‬وفي كثير من‬
‫الدول حتى ال يتم االعتداء على عالماتهم‪.‬‬

‫تراجع المادة (‪ )1‬من قانون العالمات التجارية األردني المعدل لسنة ‪.2555‬‬ ‫‪1‬‬

‫الخشروم‪ ،‬عبد اهلل حسين‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.254-253‬‬ ‫‪2‬‬

‫تراجع المادة (‪( )6‬ثانيا) الفقرة ‪ 2‬من اتفاقية باريس‪ ..." :‬ترى السلطة المختصة في الدولة التي تم فيها التسجيل أو‬ ‫‪3‬‬

‫االستعمال أنها مشهورة‪ "...‬ويالحظ هنا ورود االستعمال أو التسجيل بمعنى ال يشترط لحماية العالمة المشهورة تسجيلها بل‬
‫يكفي استعمالها في البلد المراد فيه حمايتها أو القيام بإبطال عالمة تجارية تشكل اعتداء على هذه العالمة‪.‬‬
‫الجياللي‪ ،‬عجة‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪ 32‬وتراجع المادة (‪ )2/2‬من األمر الجزائري رقم ‪.13-16‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪85‬‬
‫ثانيا‪ :‬معايير العالمة المشهورة‬

‫يرى الباحث صعوبة حصر تعريف خاص بالعالمة التجارية المشهورة‪ ،‬وال بد من اللجوء إلى‬

‫معايير تحدد العالمة مشهورة أم ال‪ ،‬وبناء عليه ال بد من التطرق إلى المعيارين األساسيين المعتمد‬
‫عليهما لالستدالل فيما إذا كانت العالمة التجارية مشهورة أم ال‪ ،‬وهما‪:‬‬

‫‪ -2‬المعيار الموضوعي‪ :‬يتعلق بذات العالمة بعيدا عن الجمهور وصاحب العالمة‪ ،‬بمعنى أنه‬

‫يتعلق بموضوع العالمة فيما يخص الفترة الزمنية التي استخدمت فيها العالمة‪ ،‬وعمرها الزمني‪،‬‬
‫فكلما كانت قديمة كانت أكثر شهرة‪ ،‬والنطاق المكاني لشهرة العالمة‪ ،‬فكلما ازدادت عدد الدول التي‬
‫تعرف هذه العالمة وتداولها بكثرة زادت شهرتها‪ ،1‬ومدى الترويج للعالمة عن طريق الدعاية‬

‫واإلعالن‪ ،‬فكلما ازداد الترويج لها ازدادت شهرتها‪ ،‬كما أن محاولة الغير تقليد العالمة أو تزويرها‬
‫يعطي انطباعا على أهمية هذه العالمة‪ ،‬وكذلك قيمة العالمة‪ ،‬وهناك عدة أساليب اقتصادية من‬
‫أجل تقدير قيمة العالمة‪ ،‬فكلما ازدادت قيمتها ازدادت شهرتها‪ ،2‬وخالصة األمر يتعلق بمدى‬

‫معرفة الجمهور لهذه العالمة‪ ،‬ومدى انتفاعهم منها‪ ،‬ومدة اإلعالن عنها‪ ،‬وعدد الدول التي سجلت‬
‫فيها‪ ،‬فكلما ازداد ازدادت شهرة العالمة‪.3‬‬

‫‪ -1‬المعيار الشخصي‪ :‬يعتمد بشكل أساسي على األشخاص‪ ،‬بمعنى مدى شهرة العالمة بالنسبة‬

‫لعدد كبير من الجمهور‪ ،‬واختلف الفقهاء في تحديد معنى كلمة جمهور‪ ،‬فهل يقصد به الجمهور‬
‫الواسع لكل طبقات الجمهور دون اقتصار ذلك على فئة منهم‪ ،‬أو الجمهور المستهلك للمنتج أو‬
‫الخدمة بذاتها دون غيرهم من فئات الجمهور األخرى‪ ،‬التي ال تتعامل مع هذا المنتج‪ ،4‬وهو ما أخذ‬
‫به المشرع السوري‪ ،‬ويالحظ أن كال من اتفاقية باريس واتفاقية تريبس لم تنصا على معايير العالمة‬
‫المشهورة‪ ،‬وتركت األمر لتشريعات الداخلية لتحديده‪.5‬‬

‫الغويري‪ ،‬عبد اهلل‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.111‬‬ ‫‪1‬‬

‫برانبو‪ ،‬عدنان‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.324-326‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬عيسى‪ ،‬نهى خالد‪ ،‬العالمة التجارية المشهورة "دراسة مقارنة"‪ ،‬مجلة جامعة بابل‪ ،‬مج ‪ ،12‬ع‪ /1123 ،2‬ص‪.22‬‬
‫برانبو‪ ،‬عدنان‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.325-329‬‬ ‫‪4‬‬

‫الغويري‪ ،‬عبد اهلل‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.235-232‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪86‬‬
‫يرى الباحث أنه يجب قصر الشهرة على الفئة المتعاملة بالمنتج أو الخدمة بما في ذلك التجار‬
‫والموزعين والوكالء والموردين لهذا المنتج أو الخدمة‪ ،‬فيجب أن تكون معروفة لديهم جميعا‪ ،‬وال‬

‫يتطلب األمر معرفة العالمة من كل فئات المجتمع‪ ،‬فالعبرة في المتعاملين مع المنتج أو الخدمة‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إبطال العالمة التجارية لكونها تشكل تعديا على عالمة تجارية مشهورة‬

‫يبين الباحث هنا إمكانية تقديم طلب إلبطال عالمة تجارية تشكل اعتداء سواء بالتقليد أو التزوير‬

‫على عالمة تجارية مشهورة‪ ،‬فهل يمكن القيام بذلك وفقا للقوانين محل الدراسة؟ وهل تم تنظيم هذا‬
‫األمر في القانون المطبق بالضفة الغربية أم ال؟‬

‫وبالرجوع إلى قانون العالمات التجارية المطبق بالضفة الغربية يتبين أنه لم ينص صراحة على هذا‬

‫األمر‪ ،‬وال يعني عدم االعتراف بالعالمة التجارية المشهورة في فلسطين‪ ،‬فهناك تطبيقات قضائية‬

‫وبالرجوع إلى مشروع حماية الملكية الصناعية الفلسطيني‪ ،‬فإنه قد وضح هذه المعايير بشكل مفصل‪ ،‬وذلك في المادة‬ ‫‪1‬‬

‫(‪/93‬ب) و(‪/93‬ج) حيث جاء بهما‪:‬‬


‫أ‪ .‬لغايات تطبيق أحكام هذه المادة‪ ،‬وتحديد فيما إذا كانت العالمة التجارية مشهورة‪ ،‬تؤخذ بعين االعتبار المعايير اآلتية‪:‬‬

‫‪ .2‬درجة معرفة القطاع المعني من الجمهور للعالمة أو تمييزها في فلسطين‪.‬‬

‫‪ .1‬مدة استعمال العالمة التجارية ومداها‪ ،‬والمدى الجغرافي لهذا االستعمال‪ ،‬سواء داخل فلسطين وخارجها‪.‬‬

‫‪ .3‬مدة الترويج الجغرافي للعالمة ومداه‪.‬‬

‫‪ .4‬مدة التسجيالت القانونية الخاصة بالعالمة التجارية في الدول األجنبية المختلفة وعددها‪ ،‬وعدد طلبات التسجيل الخاصة‬
‫بها في تلك الدول‪.‬‬

‫‪ .9‬تاريخ إنفاذ الحقوق المرتبطة بالعالمة التجارية‪ ،‬بما يعكس إدراك السلطات المعنية لكون العالمة مشهورة‪.‬‬

‫‪ .6‬قيمة العالمة التجارية‪.‬‬

‫ب‪ .‬لغايات تطبيق أحكام هذه المادة‪ ،‬وتحديد فيما إذا كانت العالمة التجارية مشهورة‪ ،‬فإن العوامل األساسية التي يؤخذ بها‬
‫لتحديد القطاع المعني من الجمهور‪:‬‬

‫‪ .2‬المستهلكين الفعليين والمحتملين لذات النوع من البضائع والخدمات‪.‬‬

‫‪ .1‬األشخاص العاملين في مجال توزيع ذات النوع من البضائع والخدمات‪.‬‬

‫‪ .3‬األوساط التجارية التي تتعامل مع ذات النوع من البضائع والخدمات‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫بهذا الخصوص‪ ،‬تحمي بموجبها العالمات التجارية المشهورة في فلسطين‪ ،‬ويستعرض الباحث‬
‫بعض هذه الق اررات‪.‬‬

‫فجاء في قرار محكمة العدل العليا الفلسطينية (‪ ،)1116/22‬بأنه طالما أن العالمة التجارية‬
‫"تراك"‪ ،‬وهي عالمة لتمييز منتجات األحذية‪ ،‬يتم توريدها إلى فلسطين‪ ،‬وقبل أن يطرح صاحب‬
‫العالمة المقلدة لعالمة "تراك" بعدة سنوات‪ ،‬التي أصبحت معروفة بفلسطين‪ ،‬ونظ ار لوجود التشابه‬

‫الكبير‪ ،‬فإن ذلك يؤدي إلى غش الجمهور‪ ،‬واستند قرار المحكمة إلى أحكام المادة (‪ )21/2‬من‬
‫قانون العالمات التجارية األردني‪ ،‬واستند إلى المادة (‪ ،)9/19‬من أجل إبطال العالمة التجارية‬
‫المسجلة في فلسطين‪ ،‬التي تشكل تقليدا لعالمة معروفة في فلسطين‪ ،‬نظ ار لتوريدها منذ سنوات‬

‫طويلة‪ ،1‬ويالحظ أن القاضي استعمل سلطته لتقدير شهرة العالمة‪ ،‬فاعتبر توريد هذه المنتجات‬
‫والمميزة بعالمة "تراك" ولسنوات طويلة كافيا الكتسابها الشهرة الكافية في فلسطين‪.‬‬

‫في حيثيات قرار محكمة العدل العليا الفلسطينية رقم (‪ )1119/21‬تم تقديم طلب إلبطال عالمة‬

‫تجارية‪ ،‬تشكل اعتداء على عالمة تجارية تركية‪ ،‬مسجلة في تركيا‪ ،‬وادعى صاحب هذه العالمة‬
‫أنها مشهورة‪ ،‬لكونها مستخدمة في عدة دول‪ ،‬منها‪ :‬األردن والضفة الغربية‪ ،‬إال أن هذا الطلب تم‬
‫رفضه‪ ،‬ألن العالمة التجارية المراد إبطالها تتشابه مع العالمة التركية‪ ،‬وقد مضى على تسجيلها‬

‫الفعلي مدة أكثر من خمس سنوات‪ ،‬فإن ذلك يحميها من اإلبطال أو الشطب‪ ،‬استنادا للمادة‬
‫(‪ )9/19‬من قانون العالمات التجارية األردني‪.2‬‬

‫فالعالمة التركية هي عالمة أجنبية مسجلة في تركيا وفقا لألصول والقانون‪ ،‬وكان األجدر بالقاضي‬
‫االستناد إلى المادة (‪ )34‬من ذات القانون‪ ،‬الذي لم يحدد مدة تتقادم فيها العالمة الباطلة بموجب‬
‫القانون‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬فإن ترك الباب مفتوحا للطعن بالعالمات التجارية الوطنية فيه‬
‫مخالفة لمبدأ استقرار المعامالت‪ ،‬وبالتالي كان القرار في مكانه‪.‬‬

‫‪ 1‬يراجع قرار محكمة العدل العليا الفلسطينية رقم (‪)1116/22‬‬


‫‪http://muqtafi.birzeit.edu/courtjudgments/ShowDoc.aspx?ID=57360‬‬
‫‪ 2‬يراجع قرار محكمة العدل العليا الفلسطينية رقم (‪)1119/21‬‬
‫‪http://muqtafi.birzeit.edu/courtjudgments/ShowDoc.aspx?ID=57349‬‬
‫‪88‬‬
‫هل أتاح قانون العالمات (المطبق في الضفة الغربية او المعدل) لمستعمل العالمة التجارية الحق‬
‫في تقديم طلب إبطال عالمة تجارية مسجلة في فلسطين؟‬

‫يرى بعض الفقهاء أنه لم يعط لمستعمل العالمة التجارية الحق بتقديم طلب إبطال العالمة التجارية‬
‫المسجلة نظ ار لسبق االستعمال‪ ،‬وكان األجدر به تنظيم هذه المسألة بقانونه‪ ،‬واتاحة هذا األمر‬
‫لمستعمل العالمة التجارية‪ ،‬ويستند هذا الرأي إلى عدة ق اررات صادرة عن محكمة العدل العليا‬

‫األردنية‪ ،1‬وعلى الرغم من إعطاء مستعمل العالمة الصفة الفارقة للعالمة التجارية‪ ،‬الستعمالها فترة‬
‫طويلة‪ ،‬واكتسبت الصفة الفارقة نظ ار لطول استعمالها‪.2‬‬

‫وفي هذا الشأن اجتهاد لمحكمة العدل العليا األردنية‪ ،3‬جاء فيه‪ :‬يجوز لمستعمل العالمة التجارية‬

‫تقديم طلب لشطب العالمة التجارية‪ ،‬وذلك إذا توافرت ثالثة شروط‪ ،‬وهما‪:‬‬

‫ا‪-‬إذا ثبت وجود تعد‪ ،‬بمعنى وجود تطابق أو تشابه بين العالمة المراد إبطالها والعالمة المستعملة‪،‬‬
‫ويؤدي إلى غش الجمهور‪.‬‬

‫ب‪-‬إذا كان أسبق باالستعمال من العالمة المراد شطبها‪.‬‬

‫ج‪-‬إذا لم يمض على تسجيل العالمة المسجلة خمس سنوات‪.‬‬

‫يفهم من الحكم السابق‪ ،‬أنه يشترط لقيام مستعمل العالمة بتقديم طلب إلبطال العالمة التجارية‬
‫المسجلة‪ ،‬أن يثبت وجود اعتداء من العالمة المسجلة على العالمة المستعملة‪ ،‬وأن مستعمل‬
‫العالمة قد سبق واستعملها قبل صاحب العالمة المسجلة‪ ،‬وأال يكون قد مضى على تسجيل العالمة‬
‫خمس سنوات‪ ،‬فبعد مرور هذه المدة تتحصن العالمة من اإلبطال‪ ،‬ويرى الباحث أن العالمة هنا‬
‫باطلة نسبيا‪ ،‬فالبطالن محدد بمدة معينة الستقرار المعامالت‪ ،‬ويؤيد الباحث قرار المحكمة السابق‬

‫قليوبي‪ ،‬ربا طاهر‪ ،‬حقوق الملكية الفكرية‪-‬تشريعات‪ ،‬أحكام قضائية اتفاقيات دولية ومصطلحات قانونية‪ ،‬عمان‪ ،‬دار‬ ‫‪1‬‬

‫الثقافة للنشر والتوزيع‪ /2552 ،‬ص‪.192‬‬


‫تراجع المادة (‪ )3/2‬من قانون العالمات (المطبق في الضفة الغربية والمعدل)‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫قرار محكمة العدل العليا األردنية رقم ‪ ،22/16‬مشار إليه في قليوبي‪ ،‬ربى طاهر‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.161‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪89‬‬
‫لما فيه من تحقيق للعدالة‪ ،‬ومنع استغالل العالمات المستعلمة وغير المسجلة من قبل الغير‪،‬‬
‫والقيام بتسجيلها لما في ذلك تضليل للجمهور‪.‬‬

‫أما بالنسبة للقانون األردني المعدل فإنه تدارك األمر‪ ،‬ونص صراحة على العالمة التجارية‬
‫المشهورة‪ ،‬ووضع تعريفا لها كما سبق ذكره‪ ،‬وأتاح بنص صريح إمكانية تقديم طلب إلبطال العالمة‬
‫التجارية التي تشكل اعتداء على عالمة تجارية مشهورة‪ ،‬وهنا ال بد من اإلشارة إلى أن النص أتاح‬

‫هذا األمر بموجب نصين اثنين‪ ،‬وليس نصا واحدا‪ ،‬وأحال المادة (‪ )21/2‬التي تحدثت عن عدم‬
‫جواز تسجيل‪" :‬العالمة التجارية التي تطابق أو تشابه أو تشكل ترجمة لعالمة تجارية مشهورة‪"...‬‬
‫إلى المادة (‪ ،)9/19‬التي أجازت تقديم طلب حذف عالمة تجارية ألسباب عديدة‪ ،‬منها‪ :‬أن‬

‫العالمة المراد حذفها (إبطالها) تشكل تعديا على عالمة مشهورة‪ ،‬وكذلك فإن المادة (‪ )34‬من‬
‫قانون العالمات التجارية المعدل‪ 1‬أتاحت الفرصة لتقديم طلب من أجل القيام بإبطال عالمة تجارية‬
‫تشكل تعديا على تجارية مشهورة‪.‬‬

‫وأتاح المشرع الجزائري الفرصة لتقديم طلب إبطال الرموز المشابهة أو المطابقة لعالمة تجارية‬
‫مشهورة في الجزائر‪ ،2‬ويالحظ أن المشرع اشترط شهرة العالمة بالجزائر دون النظر إلى شهرتها في‬
‫الدول األخرى‪.‬‬

‫ويرى بعض الفقهاء أن المشرع الجزائري تحدث عن السلع دون الخدمات‪ ،‬وكأنه أراد حصر العالمة‬
‫التجارية المشهورة بالسلع دون الخدمات‪ ،‬ويجدر به أن ينص على الخدمات لوجود الكثير منها‪،‬‬

‫حيث أن نص المادة (‪ )34‬أضاف الفقرة ‪ 21‬إذ جاء فيه‪ ..." :‬إذا كانت األسباب التي يدعيها هي األسباب الواردة في‬ ‫‪1‬‬

‫الفقرات ‪ 6‬و‪ 2‬و‪ 21‬و‪ 21‬من المادة (‪ )2‬من هذا القانون"‪ .‬وهنا يالحظ إضافة الفقرة ‪ 21‬التي أصال لم تكن موجودة في‬
‫المادة (‪ )2‬في القانون المطبق في الضفة الغربية‪.‬‬
‫تراجع المادة (‪ )2/2‬من األمر الجزائري رقم ‪ 13-16‬والتي جاء بها‪" :‬الرموز المماثلة أو المشابهة لعالمة أو اسم تجاري‬ ‫‪2‬‬

‫يتميز بالشهرة في الجزائر‪ ،‬وتم استخدامه لسلع مماثلة أو مشابهة تنتمي لمؤسسة أخرى‪ ،‬إلى درجة إحداث تضليل بينهما‪ ،‬أو‬
‫الرموز التي هي بمثابة ترجمة للعالمة أو االسم التجاري‪ ،‬تطبق أحكام هذه الفقرة مع ما يلزم من تغيير‪ ،‬على السلع أو‬
‫الخدمات التي ال تعد مطابقة لتلك التي طلب تسجيل العالمة من أجلها‪ ،‬بشرط أن يكون استعمال هذه العالمة من أجل =سلع‬
‫وخدمات مطابقة‪ ،‬يدل على صلة بين هذه السلع والخدمات‪ ،‬ومالك العالمة المسجلة‪ ،‬في هذه الحالة‪ ،‬وبشرط أن يكون من‬
‫شأن هذا االستعمال إلحاق الضرر بمصالح صاحب العالمة المسجلة"‪.‬‬
‫‪91‬‬
‫مثل‪ :‬خدمة االتصاالت‪ ،1‬ويرى الباحث أن المشرع استطرد كلمة "الخدمات" في الحديث بالمادة‬
‫(‪ )2/2‬عند الحديث‪ ..." :‬على السلع والخدمات التي ال تعد مطابقة أو مشابهة‪ "...‬وقد سها عن‬

‫ذكرها في البداية‪ ،‬ولم يتعمد تجاهلها‪ ،‬وعليه يجدر بالمشرع الجزائري تصحيح هذا السهو ابتداء‪.‬‬

‫وأتاح المشرع الجزائري الفرصة إلبطال العالمة التجارية التي تشكل اعتداء على عالمة تجارية‬

‫مشهورة‪ ،‬سواء كانت مشابهة أو مطابقة لها‪ ،‬ويستثنى جواز تقديم هذا الطلب في حال كانت السلعة‬

‫أو الخدمة غير مطابقة وغير مشابهة‪ ،‬نظ ار لوجود صلة بينها وبين العالمة المشهورة‪ ،‬واالعتقاد‬
‫بوجود هذه الصلة يؤدي إلى تضليل الجمهور‪ ،‬ووجود منافسة غير مشروعة‪ ،‬ألن المستهلك سيعتقد‬
‫حينها أن صاحب العالمة المشهورة قد قام بتوسيع نشاطه‪ ،‬فأضاف سلعا وخدمات جديدة‪ ،‬فإن‬

‫كانت العالمة المعتدية ذات جودة رديئة‪ ،‬فإن ذلك سيؤدي إلى اإلضرار بسمعة صاحب العالمة‬
‫المشهورة‪ ،‬ويشترط لهذا االستثناء إلحاق الضرر بصاحب العالمة المشهورة‪ ،‬ويشمل الضرر المادي‬
‫الخسائر التي قد تلحق بالعالمة المشهورة نتيجة لهذا االعتداء‪ ،‬والضرر المعنوي في جذب العمالء‬

‫للعالمة المعتدية‪ ،‬بسبب استعمال العالمة على أكثر من سلعة أو خدمة‪ ،‬مما يترتب معه إضعاف‬
‫القيمة التسويقية للعالمة المشهورة‪ ،‬وجعل عالمتها عامة‪.2‬‬

‫ويالحظ أن مدة التقادم التي حددها المشرع الجزائري لمثل هذه الطلبات هو ذاته بالنسبة لطلبات‬

‫اإلبطال األخرى كافة‪ ،‬وهي الخمس السنوات التي تم ذكرها في المبحث األول‪.3‬‬

‫أما المشرع السوري فقد نص على جواز تقديم طلب لشطب العالمة التجارية‪ ،‬بشرط شهرة العالمة‬
‫المشهورة داخل سوريا‪ ،‬وعالميا‪ ،‬بعكس المشرع الجزائري الذي اكتفى بشهرتها في الجزائر فقط‪.4‬‬

‫الجياللي‪ ،‬عجة‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.35‬‬ ‫‪1‬‬

‫كحول‪ ،‬وليد‪ ،‬مرجع سابق‪.129 /‬‬ ‫‪2‬‬

‫تراجع المادة (‪ )11‬من األمر الجزائري رقم ‪.13-16‬‬ ‫‪3‬‬

‫تراجع المادة (‪ )44‬من قانون العالمات الفارقة السوري‪ " :‬ا‪ -‬لمالك العالمة الفارقة المشهورة عالميا وفي سوريا وان لم تكن‬ ‫‪4‬‬

‫مسجلة أن يطلب من المحكمة المختصة شطب‪ ،‬أو من الغير من استعمال عالمة تطابقها‪ ،‬أو تشابهها‪ ،‬أو تشكل ترجمة لها‬
‫على منتجات أو خدمات مماثلة أو غير مماثلة‪ ،‬إذا كان من شأن استخدام العالمة على المنتجات غير المماثلة أن يحمل‬
‫الغير على االعتقاد بوجود صلة بين صاحب العالمة المشهورة وتلك المنتجات‪ ،‬أو أن يؤدي هذا االستخدام إلى الحط من‬
‫شأن العالمة‪ ،‬أو إلحاق الضرر بصاحبها‪ ،‬أو إذا كان ذلك االستخدام يشكل استفادة غير مبررة منها"‪.‬‬
‫‪91‬‬
‫ويرى الباحث أن المشرع السوري استعمل مصطلح "شطب"‪ ،‬ولم يستعمل مصطلح إبطال على‬
‫الرغم من نصه على البطالن النسبي‪ ،‬في حال كانت العالمة مفتقدة لشرط الجدة‪ ،‬بمعنى أن‬

‫العالمة المسجلة تشكل اعتداء على عالمة مسجلة أخرى‪ ،‬وذلك على الرغم من نصه على البطالن‬
‫عند اإلحالة إلى المادة (‪/9‬ب)‪ ،‬التي تحدثت عن عدم جواز تسجيل عالمة تشكل ترجمة لعالمة‬
‫مشهورة‪.‬‬

‫ويرى بعض الفقهاء أن اشتراط المشرع توافر الشهرة في سوريا ودول العالم كافة‪ ،‬هو أمر منتقد؛‬
‫ألنه يضيق نطاق حماية العالمة المشهورة‪ ،1‬وهو ما يؤيده الباحث في هذا الشأن‪.‬‬

‫ويحدد المشرع السوري المدة الالزمة لتقديم هذا الطب بخمس سنوات‪ ،2‬وفقا لذات األحكام والشروط‬

‫التي سبق تناولها بشأن البطالن النسبي للعالمة التجارية‪.‬‬

‫أما الشروط التي وضعها المشرع السوري لتقديم هذا الطلب‪ ،‬فإنها متقاربة إلى حد بعيد مع الشروط‬
‫التي وردت في القانون الجزائري‪ ،‬واألردني المعدل‪ ،3‬وال داعي لتكرارها‪.‬‬

‫ويرى الباحث أن العالمة المشهورة يجب أن تكون محل حماية دائما‪ ،‬لتشجيع أصحاب العالمات‬
‫على االستثمار بفلسطين‪ ،‬ولعكس صورة جيدة بأن هذا النوع من العالمات محمي بموجب القانون‪،‬‬
‫ويجب تعديل القانون المطبق بالضفة الغربية بنص يحمي العالمة المشهورة بشكل صريح‪ ،‬حتى ال‬
‫يتم ترك ذلك إلى سلطة القضاء التقديرية‪ ،‬فيجب النص عليه بشكل صريح‪.‬‬

‫بانتهاء هذه الد ارسة يكون الباحث قد استعرض بعض حاالت انقضاء العالمة التجارية‪ ،‬وبين‬
‫حاالت الشطب واإلبطال‪ ،‬واإلجراءات المتبعة لهذه الغاية‪ ،‬واآلثار التي ترتب على انقضاء العالمة‬
‫التجارية‪ ،‬وذلك وفقا للقوانين محل هذه الدراسة‪.‬‬

‫برانبو‪ ،‬عدنان‪ ،‬مرجع سابق‪ /‬ص‪.354‬‬ ‫‪1‬‬

‫تراجع المادة (‪/2‬ب‪ )4/‬من قانون العالمات الفارقة السوري‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫تراجع المادة (‪ )21/2‬من قانون العالمات التجارية األردني المعدل لسنة ‪.2555‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪92‬‬
‫الخاتمة‬

‫النتائج‪:‬‬

‫يستنتج الباحث بعد القيام بهذه الدراسة ما يأتي‪:‬‬

‫‪ -2‬إن قانون العالمات التجارية (المطبق بالضفة الغربية أو المعدل) لم يوضح التفرقة الصحيحة‬
‫بين مصطلح شطب العالمة التجارية وابطالها بشكل واضح‪ ،‬بل استعمل عدة اصطالحات للتعبير‬

‫عن االصطالحين‪.‬‬

‫‪ -1‬إن كل من المشرع السوري والجزائري وضعا تفرقة واضحة بين حاالت الشطب‪ ،‬وحاالت‬
‫البطالن‪ ،‬وخصصا مادة لكل حالة‪ ،‬فوضعا حاالت الشطب ضمن حالة عدم استعمال العالمة‬

‫التجارية وعدم تجديدها‪ ،‬ولكن المشرع الجزائري استعمل كلمة إبطال للحديث عن الشطب لعدم‬
‫االستعمال‪.‬‬

‫‪ -3‬إن قانون العالمات التجارية المطبق في الضفة الغربية يعتد بمعيار نية االستعمال‪ ،‬دون األخذ‬

‫بمعيار االستعمال الفعلي‪ ،‬الذي أخذ به كل من القانون األردني المعدل‪ ،‬والمشرع الجزائري والمشرع‬
‫السوري‪.‬‬

‫‪ -4‬حددت كافة التشريعات محل الدراسة استثناءات يسمح من خاللها اإلبقاء على العالمة‬
‫التجارية رغم عدم استعمالها‪ ،‬ولكن المشرع األردني لم يقيد هذه االستثناءات بمدة‪ ،‬فطالما أن‬
‫الظروف تمنع االستعمال تبقى العالمة مهما طالت هذه المدة‪.‬‬

‫‪ -9‬لم يحدد المشرع األردني تاريخ سريان أثر شطب العالمة التجارية لعدم استعمالها‪ ،‬وذلك على‬
‫العكس من المشرع السوري‪ ،‬الذي حددها بانتهاء مدة الثالث السنوات دون استعمال العالمة‬
‫التجارية‪.‬‬

‫‪ -6‬إن أثر سريان العالمة التجارية يبدأ من لحظة تسجيلها الفعلي بحسب المشرع األردني‪ ،‬أما‬
‫المشرع السوري والجزائري فجعال التاريخ يبدأ من لحظة تقديم الطلب‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫‪ -2‬لم يحدد المشرع األردني مدى إمكانية شطب العالمة العامة‪ ،‬والتي أصبحت عامة مع مرور‬
‫الزمن‪ ،‬ولكن المشرع السوري والجزائري أتاحا الفرصة لشطب العالمة التجارية التي تعد عامة‪.‬‬

‫‪ -2‬إن المشرع األردني أتاح فرصة تقديم طلب إبطال العالمة التجارية المسجلة داخل الوطن‪،‬‬
‫التي تشكل اعتداء على عالمة أجنبية مسجلة في الخارج‪ ،‬وهو ما لم يتم النص عليه في القانون‬
‫الجزائري والسوري‪.‬‬

‫‪ -5‬إن العالمة التجارية المشهورة لم يتم النص عليها صراحة في القانون األردني المطبق في‬
‫الضفة الغربية‪ ،‬بينما تم النص عليها صراحة في القوانين المقارنة في هذه الدراسة‪.‬‬

‫يوجد عدة ق اررات صادرة من محكمة العدل العليا الفلسطينية تحمي العالمة التجارية‬ ‫‪-21‬‬

‫المشهورة‪ ،‬على الرغم من عدم النص عليها صراحة في القانون المطبق في الضفة الغربية‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫التوصيات‪:‬‬

‫بعد أن حدد الباحث النتائج التي توصل إليها‪ ،‬يستعرض اآلن التوصيات التي يوصي فيها المشرع‬

‫الفلسطيني‪ ،‬ألخذها‪:‬‬

‫‪ -2‬يوصي الباحث بتوحيد مصطلح "الشطب" عندما يتعلق األمر بعدم استعمال العالمة التجارية‪،‬‬
‫وعدم تجديد أو تقديم طلب لشطب العالمة بناء على رغبة صاحبها‪ ،‬وتوحيد مصطلح "البطالن"‬

‫فيما يتعلق بمخالفة العالمة التجارية للشروط الموضوعية كافة‪.‬‬

‫‪ -1‬يوصي الباحث بالنص صراحة على الشخص الذي يقع عليه عبء إثبات استعمال العالمة‬
‫التجارية‪ ،‬عندما يتعلق األمر بطلب شطب العالمة لعدم استعمالها‪ ،‬وأن يكون هذا الشخص هو‬

‫صاحب العالمة‪ ،‬ألنه األقدر على إثبات استعماله لعالمته‪.‬‬

‫‪ -3‬يوصي الباحث بالنص صراحة على إتاحة الفرصة لصاحب العالمة التي شطبت عالمته لعدم‬
‫االستعمال‪ ،‬بإعادة تسجيل العالمة المشطوبة خالل مدة محددة‪ ،‬تكون بين السنتين أو الثالث‬

‫السنوات‪.‬‬

‫‪ -4‬يوصي الباحث بحذف المادة (‪/3/12‬ب) من قانون العالمات التجارية األردني رقم ‪ 33‬لسنة‬
‫‪ ،2591‬لكونه يتيح استعمال العالمة التجارية من الغير خالل فترة السنة من بعد شطب العالمة‪،‬‬
‫ويقوم صاحب العالمة األصلي بتسجيلها مرة أخرى بسبب استعمال الغير لها‪.‬‬

‫‪ -9‬يوصي الباحث بالنص صراحة على أنه عند تقديم طلب إلبطال العالمة التجارية يتم النظر‬
‫إلى العالمة لحظة تقديم طلب اإلبطال‪ ،‬ال أن يتم النظر إلى العالمة لحظة تسجيلها‪.‬‬

‫‪ -6‬يوصي الباحث بتحديد األشخاص الذين يحق لهم تقديم طلب إلبطال العالمة التجارية‪،‬‬
‫فالقول‪" :‬كل من لحقه حيف"‪ ،‬تعد كلمة مرنة وواسعة‪ ،‬فيجب تحديد هؤالء األشخاص‪ ،‬وفي هذا‬
‫الشأن يوصي الباحث بما يأتي‪:‬‬

‫‪95‬‬
‫‪ -2‬أن يكون حق تقديم طلب إلبطال العالمة لعدم توافر شرط المشروعية للجميع‪ ،‬لكون العالمة‬
‫غير المشروعة تمس المجتمع كافة‪.‬‬

‫‪ -1‬أن يكون حق تقديم طلب إبطال العالمة لعدم توافر شرط الصفة الفارقة للمسجل‪ ،‬ولكل‬
‫شخص له مصلحة شخصية ومباشرة‪.‬‬

‫‪ -3‬أن يكون حق تقديم طلب إبطال العالمة لعدم توافر شرط الجدة‪ ،‬لمن له مصلحة شخصيا‬

‫ومباشرة فقط‪.‬‬

‫‪ -2‬يوصي الباحث بعدم التقيد بمدة الخمس السنوات الواردة في المادة (‪ )9/19‬فيما يتعلق‬
‫بمخالفة العالمة لشرط المشروعية‪ ،‬بمعنى تركها وجعلها متاحة للبطالن في أي وقت‪.‬‬

‫‪ -2‬يوصي الباحث بتعديل المادة (‪ )34‬من قانون العالمات التجارية المطبق في الضفة الغربية‬
‫لكونه ال يربط بين الشق األول المتعلق بوجوب تسجيل العالمة لحمايتها‪ ،‬والشق الثاني الذي يتيح‬
‫إبطال العالمات التجارية‪ ،‬التي تشكل اعتداء على عالمة تجارية أجنبية‪ ،‬فيوصي الباحث بتنظيم‬

‫الشقين في مادتين منفصلتين الختالف الموضوع‪.‬‬

‫‪ -5‬يوصي الباحث بتعديل العالمة المادة (‪ )34‬في قانون العالمات التجارية المطبق في الضفة‬
‫الغربية‪ ،‬والنص صراحة على الجهة المختصة بتلقي طلب اإلبطال لتعدي عالمة على عالمة‬
‫أجنبية أخرى‪ ،‬وتم النص عليه صراحة في القانون المعدل‪ ،‬ولكن لم يتم معالجته في القانون‬
‫المطبق في الضفة الغربية‪.‬‬

‫يوصي الباحث بتعديل المادة (‪ )34‬التي أحالت إلى الشروط الموضوعية كافة‪ ،‬مع العلم‬ ‫‪-21‬‬
‫أن صاحب العالمة األجنبية يقدم هذه الدعوى لتعديها على عالمته‪ ،‬لمخالفة العالمة لشرط الجدة‬
‫فقط‪ ،‬وليس لمخالفة العالمة لشرط الصفة الفارقة وشرط المشروعية‪ ،‬إذ ال مصلحة لألجنبي في هذا‬
‫المجال‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫أوالً‪ :‬قائمة المصادر‪:‬‬

‫‪ -2‬قانون العالمات التجارية رقم (‪ )33‬لسنة ‪ ،2591‬نشر في الصفحة (‪ )143‬من العدد‬


‫(‪ )2221‬من الجريدة الرسمية الصادرة بتاريخ ‪.1122/6/2‬‬

‫‪ -1‬نظام العالمات التجارية رقم (‪ )2‬لسنة ‪ ،2591‬نشر هذا النظام في الصفحة (‪ )352‬من العدد‬

‫(‪ )2215‬من الجريدة الرسمية الصادرة بتاريخ ‪.2591/21/26‬‬

‫‪ -3‬اتفاقية الجوانب المتصلة بالتجارة من حقوق الملكية الفكرية‪ -‬معاهدة تربس‪.2554 -‬‬

‫‪ -4‬اتفاقية باريس الخاصة بحماية الملكية الصناعية ‪ ،2223‬المعدلة ببروكسل سنة ‪،2511‬‬

‫وواشنطن سنة ‪ ،2522‬والهاي سنة ‪ ،2519‬ولندن سنة ‪ ،2534‬ولشبونة سنة ‪ ،2592‬ستوكهولم‬


‫سنة ‪ ،2562‬والمنقحة سنة ‪ ،2525‬نص رسمي باللغة العربية‪.‬‬

‫‪ -9‬األمر الجزائري رقم ‪ 13-16‬والمؤرا بتاريخ ‪ 25‬يوليو لسنة ‪ 1113‬والمتعلق بالعالمات‬

‫التجارية‪ .‬نظام العالمات التجارية رقم (‪ )2‬لسنة ‪2591.‬‬

‫‪ -6‬قانون حماية العالمات الفارقة والمؤشرات الجغرافية والرسوم والنماذج الصناعية السوري رقم ‪2‬‬
‫لسنة ‪.1112‬‬

‫‪ -2‬قرار مجلس الوزراء الفلسطيني رقم (‪ )3‬لسنة ‪ 1121‬بنظام معدل لنظام العالمات التجارية رقم‬
‫(‪ )2‬لسنة ‪.2591‬‬

‫‪ -2‬قانون العالمات التجارية رقم ‪ 39‬لسنة ‪.2532‬‬

‫‪ -5‬قانون العالمات التجارية األردني المعدل رقم ‪ 22‬لسنة ‪.2555‬‬

‫‪ -21‬قانون العالمات التجارية األردني المعدل رقم (‪ )15‬لسنة ‪.1112‬‬

‫‪97‬‬
‫‪ -22‬القانون المدني السوري الصادر بالمرسوم التشريعي رقم ‪ 24‬بتاريخ ‪.2545/9/22‬‬

‫‪ -21‬مشروع قانون حماية الملكية الصناعية الفلسطيني لسنة ‪.1121‬‬

‫‪ -23‬قانون الملكية الفكرية المصري رقم (‪ )21‬لسنة ‪.1111‬‬

‫‪ -24‬قانون اصول المحاكمات المدنية والتجارية الفلسطيني رقم (‪ )1‬لسنة ‪1112‬‬

‫ثانياً‪ :‬قائمة المراجع‪:‬‬

‫الكتب‪:‬‬

‫‪ -1‬إبراهيم‪ ،‬خالد ممدوح‪ ،‬حقوق الملكية الفكرية‪ ،‬ط‪ ،2‬إسكندرية‪ ،‬الدار الجامعية‪.1121 ،‬‬

‫‪ -2‬األسمر‪ ،‬صالح سلمان‪ ،‬شرح قانون العالمات التجارية األردني‪ ،‬عمان‪ ،‬دون دار نشر‪،‬‬

‫‪.2551‬‬

‫‪ -3‬برانبو‪ ،‬عدنان‪ ،‬التنظيم القانوني للعالمة التجارية‪ ،‬ط‪ ،2‬بيروت‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪،‬‬
‫‪.1121‬‬

‫‪ -4‬الجغبير‪ ،‬حمدي غالب‪ ،‬العالمات التجارية –الجرائم الواقعة عليها وضمانات حمايتها‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫بيروت‪ ،‬منشورات زين الحقوقية‪.1121 ،‬‬

‫‪ -5‬حمدان‪ ،‬ماهر فوزي‪ ،‬حماية العالمات التجارية (دراسة مقارنة)‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،‬األردن‪،‬‬

‫عمان‪.2555 ،‬‬

‫‪ -6‬الحمصي‪ ،‬علي نديم‪ ،‬الملكية التجارية والصناعية‪ ،‬ط‪ ،2‬بيروت‪ ،‬مجد المؤسسة الجامعية‬

‫للدراسات والنشر والتوزيع‪.1121 ،‬‬

‫‪ -7‬الخشروم‪ ،‬عبد اهلل حسين‪ ،‬الوجيز في حقوق الملكية الصناعية والتجارية‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪ ،‬دار‬
‫وائل‪.1112 ،‬‬

‫‪98‬‬
‫‪ -8‬الخولي‪ ،‬سائد احمد‪ ،‬حقوق الملكية الصناعية‪ ،‬ط‪ ،2‬عمان‪ ،‬دار المجدالوي‪.1114 ،‬‬

‫‪ -9‬زوبير‪ ،‬حمادي‪ ،‬الحماية القانونية للعالمات التجارية‪ ،‬ط‪ ،2‬بيروت‪ ،‬منشورات الحلبي‬

‫الحقوقية‪.1121 ،‬‬

‫‪ -11‬زين الدين‪ ،‬صالح‪ ،‬العالمات التجارية وطنيا ودوليا‪ ،‬ط‪ ،3‬عمان‪ ،‬دار الثقافة‪.1129 ،‬‬

‫‪ -11‬زين الدين‪ ،‬صالح‪ ،‬الملكية الصناعية والتجارية‪ ،‬ط‪ ،2‬عمان‪ ،‬دار الثقافة‪.1111 ،‬‬

‫‪ -12‬سامي‪ ،‬فوزي محمد‪ ،‬شرح القانون التجاري (الجزء االول)‪،‬ط‪ ،2‬عمان‪ ،‬دار الثقافة‪.1115 ،‬‬

‫الصغير‪ ،‬حسام عبد الغني‪ ،‬الترخيص باستعمال العالمة التجارية‪ ،‬كلية الحقوق‪ -‬جامعة‬ ‫‪-13‬‬

‫المنوفية‪ ،‬القاهرة‪.2553 ،‬‬

‫‪ -14‬طه‪ ،‬مصطفى كمال‪ ،‬أساسيات القانون التجاري‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬ط‪ ،2‬بيروت‪ ،‬منشورات‬
‫الحلبي الحقوقية‪.1116 ،‬‬

‫‪ -15‬عبد الصادق‪ ،‬محمد مصطفى‪ ،‬الحماية القانونية للعالمات التجارية إقليميا ودوليا‪ ،‬ط‪،2‬‬

‫المنصورة‪ ،‬دار الفكر والقانون‪.1122 ،‬‬

‫‪ -16‬عجة‪ ،‬الجياللي‪ ،‬العالمة التجارية‪ ،‬خصائصها وحمايتها "دراسة مقارنة"‪ ،‬ط‪ ،2‬بيروت‪،‬‬
‫منشورات زين الحقوقية‪.1129 ،‬‬

‫‪ -17‬عساف‪ ،‬شذى‪ ،‬شطب العالمة التجارية في ضوء اجتهادات محكمة العدل العليا‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫عمان‪ ،‬دار الثقافة‪.1122 ،‬‬

‫‪ -18‬الغويري‪ ،‬عبد اهلل حميد سليمان‪ ،‬العالمة التجارية وحمايتها (العالمة المشهورة وحمايتها)‪،‬‬

‫ط‪ ،2‬عمان‪ ،‬دار الفالح للنشر والتوزيع‪.1112 ،‬‬

‫‪ -19‬قليوبي‪ ،‬ربا طاهر‪ ،‬حقوق الملكية الفكرية‪-‬تشريعات‪ ،‬أحكام قضائية اتفاقيات دولية‬
‫ومصطلحات قانونية‪ ،‬عمان‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪.2552 ،‬‬
‫‪99‬‬
‫‪ -21‬الكسواني‪ ،‬عامر محمود‪ ،‬التزوير المعلوماتي للعالمة التجارية‪ ،‬ط‪ ،2‬عمان‪ ،‬دار الثقافة‪،‬‬

‫‪.1121‬‬

‫‪ -21‬الناهي‪ ،‬صالح الدين عبد اللطيف‪ ،‬الوجيز في الملكية الصناعية والتجارية‪ ،‬ط‪ ،2‬عمان‪،‬‬

‫دار الفرقان‪.2521 ،‬‬

‫الرسائل العلمية‪:‬‬

‫‪ -0‬أبو عثمان‪ ،‬عبد اهلل محسن‪ ،‬العالمة التجارية ما بين االعتراض وطلبات الترقين في القانون‬
‫األردني والمقارن‪ ،‬رسالة ماجستير (غير منشورة على اإلنترنت)‪ ،‬جامعة جرش‪ ،‬جرش‪.1129 ،‬‬

‫‪ -9‬الربابعة‪ ،‬شفاء‪ ،‬شطب العالمة التجارية لعدم استعمالها "دراسة مقارنة"‪( ،‬رسالة ماجستير‬

‫غير منشورة على اإلنترنت)‪ ،‬جامعة آل البيت‪ ،‬عمان‪.‬‬

‫‪ -1‬الغالم‪ ،‬قعنب‪ ،‬آليات انقضاء العالمة التجارية‪-‬دراسة مقارنة بين القانون الجزائري‬
‫والفرنسي‪( ،‬رسالة ماجستير منشورة على اإلنترنت)‪ ،‬جامعة الجزائر‪-‬يوسف بنخدة‪ ،-‬الجزائر‪،‬‬

‫الجزائر‪.1129 ،‬‬

‫‪ -2‬عرب زادة"‪ ،‬هديل‪ ،‬التنازع على ملكية العالمة التجارية الوطنية‪( ،‬رسالة ماجستير غير‬
‫منشورة على اإلنترنت)‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪ ،‬عمان‪.1115 ،‬‬

‫‪ -4‬فضيلة‪ ،‬واضح‪ ،‬التنظيم القضائي الجزائري‪( ،‬رسالة ماجستير منشورة على اإلنترنت)‪ ،‬جامعة‬
‫عبد الرحمان ميرة –بجاية‪ ،-‬الجزائر‪.1126 ،‬‬

‫‪ -5‬كحول‪ ،‬وليد‪ ،‬المسؤولية القانونية عن جرائم التعدي على العالمات في التشريع الجزائري‬

‫(رسالة ماجستير منشورة على اإلنترنت)‪ ،‬جامعة محمد خضيرة بسكرة‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.1129 ،‬‬

‫‪111‬‬
‫المواقع اإل لكترونية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المواقع العربية‪:‬‬

‫منظومة القضاء والتشريع في فلسطين (المقتفي) ‪u::.t//zhi:.i/.t/umt/:.tth‬‬ ‫‪-0‬‬

‫‪ -9‬المعاني ‪/http://www.almaany.com/‬‬

‫‪ -1‬زين الدين‪ ،‬صالح‪ ،‬ترقين العالمة التجارية‪ ،‬مجلة الحقوق (الكويت)‪ ،‬ع‪،4‬‬

‫‪http://search.mandumah.com/Record/4175961115‬‬

‫قاعدة بيانات منظمة العالمية للملكية الفكرية (‪http://www.wipo.int )wipo‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪https://www.swissinfo.ch/ara/%D8%A7%20/4377852 -5‬‬

‫‪http://www.lawjo.net/vb/showthread.php?38349 -6‬‬

‫‪ -2‬األحمر‪ ،‬كنعان‪ ،‬التقاضي في مجال الملكية الفكرية‪ :‬العالمات التجارية‪ ،‬ندوة الويبو الوطنية‬
‫عن إنفاذ حقوق الملكية الفكرية للقضاة والمدعين العامين‪ ،‬عمان‪.1114 ،‬‬

‫‪http://www.mne.ps/mne/servicedetailsl -8‬‬

‫‪ -2‬عيسى‪ ،‬نهى خالد‪ ،‬العالمة التجارية المشهورة "دراسة مقارنة"‪ ،‬مجلة جامعة بابل‪ ،‬مج ‪،12‬‬
‫ع‪.1123 ،2‬‬

‫ثانيا‪ :‬المواقع األجنبية‪:‬‬

‫‪1- https://www.ipo.org/wp-‬‬
‫‪content/uploads/2013/04/AGuidetoAustralianTrademarks.pdf‬‬

‫‪2- http://www.inta.org/Advocacy/Documents/INTATrademarkUseEurope‬‬
‫‪2004.pdf‬‬
‫‪3- https://www.inta.org/Cancellations/Documents/Cancellations_France_S‬‬
‫‪ample_Jurisdiction.pdf‬‬

‫‪111‬‬
‫قائمة المالحق‬

‫الملحق (‪)0‬‬

‫‪112‬‬
‫الملحق (‪)9‬‬

‫‪113‬‬
‫الملحق (‪)1‬‬

‫‪114‬‬
‫الملحق (‪)2‬‬

‫‪115‬‬
‫الملحق (‪)4‬‬

‫‪116‬‬
‫الملحق (‪)5‬‬

‫‪117‬‬
An-Najah National University

Faculty of Graduate Studies

"Trademark Cancellations cases"


"Comparative Study"

By
Bashar Nidal Dawood

Supervisor
Dr. Amjad Hassan
Dr. Hassn Falah

This Thesis is Submitted in partial Fulfillment of the Requirements of


the Degree of Master of Intellectual Property and Innovation
Management, Faculty of Graduate Studies, An-Najah National
University, Nablus – Palestine.
2019
"Trademark Cancellations cases"
"Comparative Study"
By
Bashar Nidal Dawood
Supervisor
Dr. Amjad Hassan
Dr. Hassn Falah

Abstract

In this Thesis, the researcher shows some cases of Cancellations of the


trademark. it is easy to infringe on registered trademarks by imitating or
forgery them. But that the aggressors are registering the mark for
themselves in the sense that they attribute the original signs to themselves
in vain. As the trader may prefer a particular brand it is in his interest to

take this mark for himself as long as the owner of the trademark does not
use it and does not wish to keep this mark with him, Therefore, it is best to
exploit this mark to the fullest in order to benefit from this logo and its

impact on the public, all of which leads to the improvement of the economy
as long as this mark increases economic movement in the market.

Based on the above, this Thesis shows some cases of expiry of the

trademark in a comparative study between several legislations, namely,


Jordanian, Algerian and Syrian, The researcher in the first chapter of his
study shows the cases of the expiry of the trademark and the talk here

revolves around the cases that lead to the expiration of the trademark
because of the owner of the trademark. Accordingly, the trademark itself
shall not be the reason for this write-off. The trademark contains all the
substantive and formal conditions and their registration was in accordance

b
with the principles and the law, therefore it indicates several cases of
cancellation, including: Firstly, the case of cancellation of the mark for not
used by the owner and shows the time required for it. Secondly, is the non-
renewal of the trademark in the sense of non-payment of fees due to the
trademark and non-renewal during the period specified by law. Thirdly, is
the case where the owner of the mark voluntarily to request to remove the
trademark.

In second Chapter, the researcher shows the cases of Nullity of the


trademark in accordance with the laws of this Thesis, and there are many
cases about that, such as, Firstly, Nullity of trade because of absence
Distinctive character, Here the researcher shows the meaning of the

condition of the characteristic and what are the reasons that lead to the
invalidity of the mark, Secondly, Nullity of trade because of the Illegal
mark, The researcher is talking about the immoral trademark and the mark
violates the public order , Thirdly, The case of imitation or forgery of a
trademark in the sense that the mark is a breach of the novelty condition,
The researcher shows the status of whether a infringed trademark has been

registered abroad and that the mark has been infringed within the country.
The researcher also explains the concept of the famous Mark clarifies the
possibility of Nullity the trademarks that infringement of these marks.

At the end of this study, the researcher reached a number of conclusions


derived from some extrapolation of the legal articles in this study, The
researcher also made a number of recommendations to the Palestinian
legislator to make some amendments to the trademark law applied in
c
Palestine, In order to achieve better regulation of the texts of the law
relating to the subject of this study.

d
a

You might also like