You are on page 1of 75

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة أحمد دراية ‪ -‬أدرار‬

‫كلية العلوم اقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬


‫قسم‪ :‬العلوم التجارية‬
‫التخصص‪ :‬تدقيق ومراقبة التسيير‬
‫مذكرة تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة ماستر أكاديمي‬
‫بعنــوان‪:‬‬

‫دور الرقابة الجمركية في مكافحة الغش الجمركي‬


‫الستكمال متطلبات نيل شهادة ليسانس اكاديمي‬

‫دراسة حالة مفتشية أقسام الجمارك بأدرار‬

‫إعداد الطالبين‪:‬‬
‫ــــ بحمو جعفر‬
‫ــــ مقدم عبد الرحمان‬
‫لجنة المناقشة‪:‬‬
‫الصفة‬ ‫الرتبة‬ ‫االسم و اللقب‬
‫رئيسا‬ ‫أستاذ محاضر – أ‬ ‫مسعودي عبد الكريم‬
‫مشرفا‬ ‫أستاذ محاضر – ب‬ ‫بن العرية محمد‬
‫مناقشة‬ ‫أستاذة محاضرة – أ‬ ‫سيد عمر زينب‬

‫السنة الجامعية‪2019/2018 :‬‬


‫اهداء‬
‫بدأنا بأكثر من يد وقاسينا أكثر من هم وعاينينا الكثير من الصعوبات‬
‫وهانحن اليوم والحمد هللا نطوي سهر الليالي وتعب األيام وخالصة مشوارنا بين دفتي هذا‬
‫العمل المتواضع ‪.‬‬
‫إلى منارة واإلمام والمصطفي إلي األمي الذي علم التعليميين إلى سيد الحلق رسولنا الكريم‬
‫سيدنا محمد صلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬
‫إلى الينبوع الذي ليمل العطاء إلى من حاكت سعادتي بخيوط منسوجة من قلبها إلى والدتي‬
‫العزيزة ‪.‬‬
‫إلى من سعي وشقي ألنعم بالراحة والهناء الذي لم يبخل بشئ من أجل دفعي في طريق النجاح‬
‫الذي علمني أن أرتقي سلم الحياة بالحكمة والصبر إلى والدي العزيز رحمة هللا عليه ‪.‬‬
‫إلى من حبهم يجري في عروقي ويلهج بذكرهم فؤادي إلى إخواتي وأخواني‬
‫إلى القلوب الطاهرة الرقيقة والنفوس البريئة إلى رياحين حياتي أبناء إخواتي ‪.‬‬
‫إلى كل من نسيهم القلم ولم تنساهم الذاكرة ‪.‬‬

‫مقدم عبد الرحمن‬


‫الشكر و العرفان‬
‫نشكر هللا اذلي وفقنا يف أمت هذه املذكرة فامحلد هللا عىل جزيل نعمه ونشكره شكر املعرتف مبننه والآئه وأصيل وأسمل عىل صفوة‬
‫أنبيائه وعىل أآهل وحصبه وأوليائه ‪.‬‬
‫نتقدم ابلشكر اجلزيل اىل ادلكتور احملرتم‬

‫* بن العريه محمد *‬
‫اذلي قبل الرشاف عىل هذا احلعمل وصربعه وتقدميه لنا النصح و التوجيه و الارشاد كام ال يفوتنا ان نتوجه ابلتحية و الشكر اىل‬
‫اكفة اساتذة لكية العلوم الاقتصادية وعلوم التس يري والعلوم التجارية جلامعة " أمحد دراية "‪.‬‬
‫وأخص ابذلكر لك أساتذيت احملرتمني اذلين تلقت عهنم مبادئ البحث العلمي عرب اكمل‬
‫مشواري ادلرايس من الابتدائية اىل اجلامعة ‪.‬‬
‫دون ننىس شكران لساتذة أعضاء جلنة املناقشة و املدرسني واخلرباء الوطنيني املؤلفني للكتب اليت مت االعامتد علهيا مكرجع الجناز هذه‬
‫ادلراسة‪ ،‬فقد اكن لنا احلظ أن نتطلع عىل عصارة فكرمه ونتاجئ طول جتربهتم ونلمتس خطى درهبم‪.‬‬
‫كام الننىس من مد لنا العون أنناء الفرتة التطبيقية أعوان امجلارك)‪.‬‬
‫الطالبني‬
‫وامحلد هلل امحلد هلل امحلد هلل من قبل وبعد‪.‬‬

‫بوعالوي فاطمة الزهراء‬


‫فهرس المحتويات‬
‫فهرس المحتويات‬
‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫البسملة‬
‫االهداء والشكر‬
‫فهرس الجداول‬
‫فهرس االشكال‬
‫أ‪-‬ث‬ ‫المقدمة‬
‫الفصل األول‪ :‬مفاهيم عامة حول الرقابة الجمركية والغش الجمركي‬
‫‪06‬‬ ‫تمهد‬
‫‪07‬‬ ‫المبحث االول‪ :‬الرقابة الجمركية والغش الجمركي‬
‫‪07‬‬ ‫المطلب االول‪ :‬الرقابة الجمركية‬
‫‪07‬‬ ‫الفرع االول‪ :‬مفهوم الرقابة الجمركية‬
‫‪07‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الرقابة الجمركية القبلية‬
‫‪09‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الرقابة الجمركية البعدية‬
‫‪11‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الغش الجمركي‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع االول‪ :‬مفهوم الغش الجمركي‬
‫‪12‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬اشكال الغش الجمركي‬
‫‪14‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬اسبابه واثاره‬
‫‪17‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬اليات مكافحته‬
‫‪22‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬الدراسات السابقة ومناقشتها‬
‫‪22‬‬ ‫المطلب االول‪ :‬الدراسات العربية‬
‫‪22‬‬ ‫الفرع االول‪ :‬اشكالية الدراسة‬
‫‪23‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مناقشة الدراسات‬
‫‪23‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الدراسات االجنبية‬
‫‪23‬‬ ‫الفرع االول‪ :‬عرض الدراسات‬
‫‪24‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مناقشة الدراسات‬
‫‪25‬‬ ‫خالصة الفصل‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الدراسة الميدانية لواقع الرقابة الجمركية في مكافحة الغش الجمركي‬
‫‪27‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪28‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬تقديم مفتشية اقسام الجمارك‬
‫‪28‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬النشأة والتطور التاريخي‬
‫‪29‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مهام مفتشية اقسام الجمارك‬
‫‪34‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬تنظيم مفتشية اقسام الجمارك‪.‬‬
‫‪38‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬إجراءات ونتائج الرقابة الالحقة‬
‫‪38‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬إجراءات عمل مكتب الرقابة الالحقة‬
‫‪42‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬استعراض نتائج الرقابة الالحقة‬
‫‪54‬‬ ‫خالصة الفصل‬
‫‪56‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪58‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫‪59‬‬ ‫المالحق‬
‫فهرس الجداول واالشكال‬
‫فهرس الجداول‬
‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫الرقم‬
‫‪10‬‬ ‫معيار التفرقة بين الرقابة القبلية والبعدية‬ ‫‪1‬‬
‫‪29‬‬ ‫جدول الرقابة الالحقة لمدة ‪ 5‬سنوات‬ ‫‪2‬‬
‫‪29‬‬ ‫جدول التهريب لمدة ‪ 5‬سنوات‬ ‫‪3‬‬
‫‪30‬‬ ‫جدول الرقابة في إطار الفرقة المختلطة لمدة ‪ 5‬سنوات‬ ‫‪4‬‬
‫فهرس االشكال‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫الرقم‬


‫‪34‬‬ ‫الهيكل التنظيمي لمفتشية أقسام الجمارك بأدرار‬ ‫‪1‬‬
‫‪45‬‬ ‫نسب عدد المخالفات‬ ‫‪2‬‬
‫‪45‬‬ ‫نسب مبلغ الغرامات‬ ‫‪3‬‬
‫‪47‬‬ ‫نسب مبالغ الغرامات (مخالفات مكتب)‬ ‫‪4‬‬
‫‪47‬‬ ‫نسب مبالغ (التهريب)‬ ‫‪5‬‬
‫‪49‬‬ ‫نسب عدد المخالفات‬ ‫‪6‬‬
‫‪49‬‬ ‫نسب مبالغ المخالفات‬ ‫‪7‬‬
‫ق ائمة الجداول‬
‫ق ائمة االشكال‬
‫مقدمة‬
‫المقــــــــــــدمة‬

‫تعد محاربة الجرائم االقتصادية بمختلف أشكالها من التحديات التي تواجهها بالدنا‪ ،‬وعليه عملت‬
‫السلطات العمومية على تسخير جميع اإلمكانيات لضمان أمن وسالمة األشخاص وحماية الممتلكات‬
‫العامة والخاصة‪ ،‬ومن بين هذه الجرائم نجد الجرائم الجمركية التي تعد من بين الجرائم الماسة‪ ،‬بالتطور‬
‫االقتصادي نظ اًر لآلثار التي تنتج عنها خاصة في المجتمعات الحديثة‪.‬‬
‫لقد أصبح للجمارك في الوقت الراهن دور هام‪ ،‬فاليوم لم تعد تلك اإلدارة التي تقوم بتحصيل الجباية‬
‫الجمركية المكلفة بها‪ ،‬بل أصبحت تساهم في تفعيل و تنشيط االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫إن تبني الجزائر لنظام اقتصاد السوق كمرجع اقتصادي و التخلي عن النظام االشتراكي‪ ،‬كان من‬
‫نتائجه إحداث سلسلة من اإلصالحات الجذرية من خالل ترسانة من القوانين و التنظيمات‪ ،‬ومن بين‬
‫القطاعات التي مستها هذه اإلصالحات‪ ،‬قطاع التجارة الخارجية التي تم تحريرها‪ ،‬بعد أن كانت محتكرة‬
‫كلياً من طرف الدولة ممثلة في مؤسساتها العمومية مما أدى إلى زيادة حجم و كمية المبادالت التجارية‬
‫مع العالم الخارجي‪ ،‬لهذا السـبب وجـدت اإلدارات و المؤسسـات المشرفة على تنظيم و مراقبة التجارة‬
‫الخارجية نفسها أمام وضعية جديدة تتطلب منها التكيف السريع حتى ال تكون عائق أمام هذه‬
‫اإلصالحات‪ ،‬و من بين المؤسسات التي واجهت هذا التحدي الكبير إدارة الجمارك التي تعتبر من اكبر‬
‫اإلدارات المعنية بالتكيف مع المعطيات الجديدة للتجارة الدولية‪ ،‬و بالفعل فقد قامت إدارة الجمارك بتقديم‬
‫عدة تسهيالت الجمركية ضمن محاور برنامج تكييفها و عصرنتها‪ ،‬باعتبارها إحدى أهم مؤسسات الدولة‬
‫المتواجدة على مستوى الحدود‪ ،‬و بإشرافها على حركة األموال و البضائع و األشخاص من و إلى الخارج‪.‬‬
‫اوال‪ :‬اإلشكالية‬
‫إن نجاح سياسة الدولة في ظل النظام الجديد‪ ،‬يعتمد على مدى فعالية إدارة الجمارك التي انصرفت‬
‫إلى منح مختلف التسهيالت لضمان السرعة و المرونة التي تتطلبها الفعالية‪ .‬تجسد هاته التسهيالت‬
‫عموماً في شكل خروج عن القواعد العادية المعمول بها في التعامالت الجمركية‪ ،‬كمنح إمتيازات و‬
‫تشجيعات لقطاعات معينة أو عمليات محددة تولي لها السياسة القائمة أولوية معينة مع اعتمادها جملة‬
‫من المعايير المتعلقة بالمرونة في مختلف مجاالت تدخلها ‪.‬و في هذا اإلطار‪ ،‬قامت الجزائر باالنضمام‬
‫إلى مجموعة من االتفاقيات الدولية المتضمنة للتسهيالت الجمركية‪ .‬غير أنه و في مقابل هذه التسهيالت‬
‫الجمركية و الجبائية تنامت و بصورة متسارعة ظـاهرة الغش و بأشكله المختلفة‪ ،‬قصد التهرب من دفع‬
‫الحقـوق و الرسـوم الجمركية المستحقة عند دخول البضائع إلى اإلقليم الجمركي‪ ،‬أو االستفادة غير‬
‫الشرعية مـن االمتيازات التي تمنحها بعض هيئات الدولة‪.‬‬
‫إنطالقاً مما سبق نطرح اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫ما هو دور الرقابة الجمركية في مكافحة الغش الجمركي ؟‬

‫‌أ‬
‫المقــــــــــــدمة‬

‫ما المقصود بالرقابة الجمركية ؟‬


‫ما المقصود بالغش الجمركي ؟‬
‫ولتبسيط اإلشكالية نطرح التساؤالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ما هي آليات مكافحة الغش الجمركي المعتمدة من إدارة الجمارك ؟‬
‫ثانيا‪ :‬فرضيات الدراسة‬
‫لإلجابة على هذه األسئلة ننطلق من الفرضيات التالية‪:‬‬
‫الرقابة الجمركية هي‪ :‬عبارة عن وسيلة هامة في يد مصالح الجمارك تضمن من خاللها احترام التدابير و‬
‫األحكام المنصوص عليها قانونا و التي تكلف إدارة الجمارك بالسهر على تطبيقها‪.‬‬
‫الغش الجمركي هو‪‌:‬يقصد‌بالغش‌الجمركي‌كل‌فعل‌يترتب‌عنه‌مخالفة‌القانون‌أو‌التنظيم‌الذي‌تتكفل‌‬
‫إدارة‌الجمارك‌بتطبيقه‌وتبرز‌حالياً‌خطورة‌الغش‌الفكري‌الذي‌يتميز‌عن‌الغش‌التقليدي‌في‌كونه‌يتميز‌‬
‫بالتحايل‌و‌استعمال‌طرق‌متطورة‌في‌تحرير‌تصريحات‌جمركية‌خاطئة‌و‌بذلك‌من‌الصعب‌وضع‌‬
‫وصف‌و‌تحديد‌نهائي‌للوسائل‌المستعملة‌من‌طرف‌المتعاملين‌الذين‌يستعملون‌الغش‪‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مبررات إختيار الموضوع‬
‫تعود األسباب التي دفعتنا إلى إختيار هذا الموضوع إلى ‪ ،‬أسباب ذاتية و أخرى موضوعية‪.‬‬
‫حيث تتجلى األسباب الذاتية في‪:‬‬
‫‪ -‬موضوع الرقابة الجمركية في مكافحة الغش الجمركي ذو مفهوم غير متداول في أوساط المجتمع كونه‬
‫يمتاز بطبيعة تقنية محضة‬
‫أما األسباب الموضوعية ‪:‬‬
‫فتتمثل في أن جريمة الغش الجمركي من الموضوعات ذات الصلة بمجال األعمال و التي تعد مجال‬
‫لدراستي ( ماستر تدقيق و مراقبة التسيير ) حيث يندرج البحث في هذا الموضوع في إطار إستكمال‬
‫متطلبات التخرج‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬أهداف الدراسة‬
‫يقوم كل موضوع على تحقيق مجموعة من األهداف و كذا موضوعنا هذا‪ ،‬حيث تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬التعرف أكثر على دور النظام الجمركي الجزائري ‪.‬‬
‫‪ -‬محاولة التعريف بجريمة الغش الجمركي مع دراسة و تحليل األسباب و العوامل المؤدية له و أثارها‬
‫على االقتصاد الوطني‬
‫‪ -‬تحديد األليات الدولية لمحاربة هذه الظاهرة‪.‬‬

‫‌ب‬
‫المقــــــــــــدمة‬

‫خامسا‪ :‬أهمية الدراسة‬


‫تتمحور في تطبيق القوانين و األنظمة و اإلجراءات الرقابية في مكافحة الجريمة الجمركية‪ ،‬و لما لها من‬
‫أثار وخيمة على االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬حدود الدراسة‬
‫يعتبر الغش الجمركي موضوعا شاسعاً و ذات أهمية بالغة ‪ ،‬لذا قررنا تناوله من الناحية الناحية‬
‫القانونية و االقتصادية ‪ ،‬وحددنا مفتيشية أقسام الجمارك بأدرار كإطار مكاني للبحث‪.‬‬
‫كما ركزنا على اآلليات وواقع الرقابة الجمركية في مكافحة الغش الجمركي للفترة من ‪ 2014‬ـ ـ ـ ـ ‪.2018‬‬
‫سابعا‪ :‬المنهج المتبع‬
‫تم اتباع المنهج الوصفي وهذا من خالل التعريف بمتغير الدراسة أال وهي التعريف بالمراقبة‬
‫الجمركية‪ ،‬من خالل تعريفها باإلضافة إلى أنواعها و اآلليات المعتمدة في إطار مكافحة الغش الجمركي‪.‬‬
‫أما بالنسبة للغش الجمركي فقد تم تعريفه وكذلك باإلضافة إلى مختلف أنواع الغش الجمركي وأين‬
‫تكمن وما هو الهدف من الغش الجمركي‪.‬‬
‫أما المنهج التحليلي فقد أستخدم في الدراسة الميدانية وهذا لدراسة و تحليل المعطيات المقدمة من‬
‫طرف مفتشية أقسام الجمارك و المتعلقة بحصيلة قطاع نشاط الرقابة الالحقة على الغش الجمركي‬
‫ثامنا‪ :‬هيكل الدراسة‬
‫قمنا بتقسيم دراستنا إلى فصلين‪ ،‬الفصل األول مفاهيم عامة حول الرقابة الجمركية و الغش الجمركي‪،‬‬
‫حيث تم تقسيمه إلى مبحثين‪ ،‬المبحث األول قمنا بتعريف الرقابة الجمركية و الغش الجمركي‪،‬‬
‫أما المبحث الثاني فقد قمنا باستعراض الدراسات السابقة المتعلقة بموضوع الدراسة وكذلك مناقشتها‬
‫و في الفصل الثاني واقع الرقابة الجمركية على الغش الجمركي لمفتشية أقسام الجمارك لوالية‬
‫أدرار فقد تم تقسيمه إلى مبحثين‪ ،‬المبحث األول قدمنا فيه مؤسسة الدراسة أال وهي مفتشية أقسام الجمارك‬
‫وذلك بتعريفها و المهام الخاصة بها باإلضافة إلى تنظيمها‪.‬‬
‫أما المبحث الثاني فقد تم الوقوف على اإلجراءات الفعلية و اإلجراءات العملية لسير التحقيق في إطار‬
‫مكافحة الغش الجمركي‬
‫المطلب األول إجراءات الرقابة الالحقة‪ ،‬المطلب الثاني نتطرق فيه إلى حصيلة نشاط قطاع الرقابة‬
‫الالحقة و المتعلقة بمكافحة الغش الجمركي‪.‬‬

‫‌ج‬
‫الفصل االول‬
‫مفاهيم عامة حول الرقابة اجلمركية و الغش اجلمركي‬ ‫الفصل األول‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫تعتبر الرقابة الجمركية من أهم اإلجراءات المتخذة للتصدي لجميع األعمال و الوظائف المخلة بأمن‬
‫واستقرار اقتصاد الدولة ولما ينطوي من تطبيق القوانين و المبادئ الجمركية في مكافحة أشكال الغش‬
‫الجمركي الذي يعد عائق هام في تطوير االقتصاد الوطني و المحلي؛‬
‫فإين تكمل الرقابة الجمركية و الغش الجمركي؟‬

‫‪5‬‬
‫مفاهيم عامة حول الرقابة اجلمركية و الغش اجلمركي‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‪ :‬الرقابة الجمركية و الغش الجمركي‬


‫ستنطرق في هذا المبحث إلى اإلطار النظري للرقابة الجمركي و الغش الجمركي وهذا من خالل التعريف‬
‫بها‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الرقابة الجمركية‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم الرقابة الجمركية‬
‫تعريف الرقابة حسب (فايول‪ " :)1925 - 1841‬هي التحقق مما إذا كان كل شيء يسير وفقا للخطة‬
‫المرسومة والتعليمات الصادرة والقواعد المقررة‪ ،‬أما موضوعها فهو تبيان نواحي الضعف أو الخطأ من أجل‬
‫تقو يمها و منع تكرارها"‪1‬؛‬
‫وقد عرفها المشرع الجزائر على أن الرقابة الجمركية‪" :‬هي عبارة عن وسيلة هامة في يد مصالح الجمارك‬
‫تضمن من خاللها احترام التدابير و األحكام المنصوص عليها قانونا و التي تكلف إدارة الجمارك بالسهر‬
‫على تطبيقها"‪2‬؛‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الرقابة الجمركية القبلية‪:‬‬
‫إن الرقابة القبلية هي أول رقابة تمارسها إدارة الجمارك وهذا إثناء القيام بعملية جمركة البضائع‪ ،‬حيث تتم‬
‫على مستوى التصريح المفصل بالبضائع‪ ،‬وتهتم هذه العملية بتحصـيل الحقوق والرسوم الجمركية المستحقة و‬
‫رفع البضائع؛‬
‫خالل هذه المرحلة تراقب إدارة الجمارك ما يلي‪:‬‬
‫‪ :1‬رقابة القبول ( ‪(contrôle de ecavabilété‬‬
‫ترتكز هذه الرقابـة علـى الجانـب الشكلي للوثائق التي يتم إرفاقها بالتصريح المفصل‪ ،‬و نتيجة لهذا فإن‬
‫الوثائق غير المقبولة يتم إرجاعها للمصرح من أجل إعادة تصحيحها‪ ،‬و تعتبر التصريحات غير المقبولة كل‬
‫تصريح غير صحيح شكال‪ ،‬أو الذي لم يرفق بالوثائق الواجب إرفاقها؛‬
‫إن التصريح الذي يتم قبوله يتم تسجيله مباشرة و يوضع عليه رقم تسلسلي و تاريخ التسجيل و ختم المكتب‬
‫و إمضاء العون الذي قام بهذه العملية‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬حمدي سليمان القبيالت ‪ ،‬الرقابة االدارية والمالية على األجهزة الحكومية‪ ،‬مكتبة دار الثقافة ‪،‬األردن‪، 1998 ،‬ص‪13‬‬
‫‪ -2‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬قانون‪ 10-98 ،‬المؤرخ في ‪ 22‬أوت ‪ ،1998‬المعدل و المتمم‪ ،‬للقانون ‪ 07-79‬المؤرخ في‬
‫‪ 21‬جويلية ‪ ،1979‬المتضمن قانون الجمارك الجزائرية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ، 11‬الصادرة بتاريخ ‪ 22‬جمادي األول ‪1438‬هـ الموافق‬
‫لـ ‪ 19‬فبراير ‪، 2017‬المادة ‪، 05‬ص ‪5‬‬
‫‪ -3‬بخاري هشام‪ ،‬الوناسي رشيد‪ ،‬النظام الجمركي الجزائري و مستقبله في ظل اإلنفتاح االقتصادي‪ ،‬مذكرة ماستر علوم اقتصادية‬
‫تخصص اقتصاديات مالية و بنوك‪ ،‬جامعة أوكلي أوالحاج – البويرة‪ ،‬السنة ‪ ،2015 -2014‬ص ‪.117‬‬
‫‪6‬‬
‫مفاهيم عامة حول الرقابة اجلمركية و الغش اجلمركي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ :2‬الرقابة الموالية لتسجيل التصريح المفصل‬


‫يمكن أن نجد في هذه الحالة إما رقابة قبلية أو رقابة وثائقية و هدفها التحقق و ضمان صحة البيانات‬
‫الموجودة على التصريح المفصل‪ ،‬فبعد أن يتم تسجيل هذا التصريح يتم إحالته على المفتش الفاحص إلجراء‬
‫الرقابة الالزمة‪.‬‬
‫‪ :1-2‬الرقابة الوثائقية‬
‫هذه الرقابة تهدف إلى ضمان التطابق بين البيانات الموجودة و المذكورة في التصريح المفصل‪ ،‬و ما هو‬
‫موجود من معلومات على الوثائق التي تم إرفاقها بالتصريح‪ ،‬حيث يمكن إلدارة الجمارك أن تكتفي بهذه‬
‫الرقابة الشكلية على الوثائق و تقرر صحة البيانات المذكورة في التصريح المفصل دون أن تلجأ للفحص‬
‫المـادي للبضائع و بالتالي يؤشر على التصريح بالعبارة التالية‪ :‬مقبول بالمطابقة؛‬
‫و يخص هذا النوع مـن الرقابة ما يلي‪:‬‬
‫˷ مراقبة قيمة البضائع‪:‬‬
‫إن حقوق إدارة الجمارك هي حقوق مقبوضة و تحسب على قيمـة البضائع و بالتالي فهي رسوم و حقوق‬
‫قيمية‪.‬‬
‫˷ مراقبة النوع التعريفي‪:‬‬
‫هو التحديدات المعطاة من طرف التعريفة الجمركية للبضاعة‪ ،‬و في إطار فحص النوع التعريفي يقوم‬
‫المفتش الفاحص بالتأكد من أن النوع التعريفي المصرح به يتطابق فعال مع البضاعة محل التصريح‪ .‬و في‬
‫حالة ما إذا كان المفتش غير متيقن من صحة المعلومات يقوم بالفحص المادي للبضاعة بعد أن يعلم‬
‫المصرح بذلك‪.‬‬
‫˷ فحص منشأ البضاعة‪:‬‬
‫يعتبر منشأ البضاعة البلد الذي استخرجت من باطن أرضـه هـذه البضاعة أو جنيت أو صنعت فيه‪ ،‬و يتم‬
‫رقابة المنشأ من خالل مدى صـحة شـهادة المنشـأ( ‪ )certificat d' origine‬التي ترفق مع التصريح المفصل ‪.‬‬
‫˷ مراقبة الفاتورة التجارية‪:‬‬
‫إن العناصر التي يعتمد عليها للقيام بهذا النوع من الرقابة تتمثل في العناصر التالية‪ :‬السعر الوحدوي‪،‬‬
‫السعر اإلجمالي‪ ،‬البنك الوسيط‪ ،‬عنـوان المـورد ‪ ،‬عنوان الزبون‪ ،‬كيفية الدفع و نوع النقل‪.1‬‬
‫˷ الرقابة المادية للبضائع ‪: controle physique des marchandises‬‬
‫تسمح هذه الرقابة إلدارة الجمارك من التأكد من أن طبيعة و أصل البضاعة كمية و قيمـة هـذه األخيرة‪،‬‬
‫مطابقة للمعلومات المصرح بها؛‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 14‬من القانون ‪ 10 - 98‬السابق ذكره‪ ،‬ص‪12‬‬


‫‪7‬‬
‫مفاهيم عامة حول الرقابة اجلمركية و الغش اجلمركي‬ ‫الفصل األول‬

‫و يعتبر الفحص المادي للبضائع اختياري يخضع للسلطة التقديرية ألعوان الجمارك إذا بدا لهم ذلك مفيدا‪،‬‬
‫والمصرح ال يستطيع في أي حال مـن األحوال أن يعترض على القيام بعملية الفحص المادي للبضائع‪ .‬وال‬
‫تتم عملية الفحص إال على مستوي مخازن و مستودعات اإليداع المؤقت أو فـي أماكن مخصصة لذالك‪ ،‬يتم‬
‫تحديدها من طرف المفتش الرئيسي المكلف بالعمليـات التجاريـة‪ ،‬و البضائع المقبولة على مستوي‬
‫المستودعات أو تحت نظام اقتصادي معين يمكن أن تكون محل فحص كذلك و هذا أثناء جمركتها على‬
‫مستوي نفس المستودعات أو علـى مسـتوي محـالت المتعاملين استثناء في ظروف معينة؛‬
‫ورغم أهمية هذا النوع من الرقابة (الرقابة القبلية) إال انه يطرح عدة صعوبات تتجلى فـي صعوبة األداء‬
‫بالموازاة مع حجم العمليات التجارية المتزايدة مما يعرقل وتيرة تدفق و سـيولة المبادالت‪ ،‬أضف لذلك نقص‬
‫الخبرة لدى المتعاملين فيما يخص اإلجراءات األمر الذي يعمل على تراكم العمل و تركزه مما يؤدي إلى‬
‫إهمال البحث عن الغش‪ ،‬كما نلمس الصعوبة في طول هذه الرقابة من خالل المدة الممنوحة إليداع‬
‫التصريح المفصل ‪ 21‬يوما ‪ ،‬كما أن استغالل الغشاشين للتطور العلمي و التكنولوجي أصبح يشكل عائق‬
‫كبير في الكشف عن الغش في هذا النوع من الرقابة‪ ،‬و هذا ما جعل مساحتها تتقلص لصالح الرقابة‬
‫البعدية‪.1‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الرقابة الجمركية البعدية‬
‫تحتفظ إدارة الجمارك بحق رقابة البضائع‪ ،‬ملفات الجمركة و سجالت المحاسبة بعد رفع البضاعة من‬
‫طرف المصرح‪ ،‬و هي تخص البضاعة المجمركة أو المرفوعة في إطار التسهيالت الجمركية (الرواق‬
‫األخضر‪ ،‬األنظمة االقتصادية الجمركية)‪ ،‬أو المجمركة في إطار االمتيازات الممنوحة و الخاصة بتطوير‬
‫االستثمار ‪، ANDI‬دعم تشغيل الشباب ‪،CNAC ، ANSEJ‬قانون المناجم‪...‬الخ؛‬
‫وتتم هذه الرقابة على مستوى محالت المستورد أو مواقع االستثمار أو االنجاز ‪.‬من هنا تظهر لنا أهمية‬
‫الرقابة الالحقة من خالل ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الرقابة الالحقة تعمل على ضمان حقوق الخزينة العمومية‪ ،‬وهذا بفضل مختلف وسائل التنفيذ التي تهدف‬
‫إلى الحفاظ على مصالح الخزينة؛‬
‫‪ -‬الرقابة الالحقة وسيلة لتسيير مخاطر التسهيالت الجمركية و الجبائية الممنوحة؛‬
‫‪ -‬الرقابة الالحقة تضمن مبدأ المنافسة الشريفة بين المتعاملين‪ :‬إن الرقابة الالحقة التي تمارسها مصالح‬
‫مكافحة الغش تضمن للمتعاملين االقتصاديين النزهاء منافسة شريفة و عادلة مـن خـالل مكافحة كافة أعمال‬
‫الغش التي تؤثر على السوق إما من جانب األسعار أو النوعية؛‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 92‬من القانون ‪ 10 - 98‬السابق ذكره‪ ،‬ص ‪31‬‬


‫‪8‬‬
‫مفاهيم عامة حول الرقابة اجلمركية و الغش اجلمركي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬الرقابة الالحقة تضعف من محاوالت الغش و هذا ربما أهم دور تهدف إليه الرقابة الالحقة من خالل‬
‫وضع المتعا مل االقتصادي في وضعية تسمح له بترتيب وثائقه من جهة و كذلك جعله فـي حالة استعداد‬
‫للرقابة المفاجئة مما يضعف من محاوالت الغش الجمركي‪.1‬‬
‫و بعد التطرق و باختصار لكل من الرقابة القبلية و البعدية يمكن التمييز بينهما و فق عدة جوانب من خالل‬
‫الجدول التالي‪:‬‬
‫الجدول ‪ : 1‬معيار التفرقة بين الرقابة القبلية و البعدية‪.‬‬
‫الرقابة البعدية‬ ‫الرقابة القبلية‬ ‫معيار التفرقة‬
‫‪ -‬أجهزة مكافحة الغش والتهريب(المديرية‬
‫المركزية للرقابة الالحقة)‬
‫‪ -‬المديرية المركزية لمكافحة الغش‬ ‫المكتب الجمركي‬ ‫الجهاز المكلف بالرقابة‬
‫‪ -‬المصلحة الجهوية للرقابة الالحقة‬
‫‪ -‬قطاع نشاط الرقابة الالحقة‬
‫‪ -‬الفرق المختلطة للرقابة‪.‬‬
‫إلجراء يكون قبل رفع البضائع بل حتى تكون الرقابة بعد رفع البضائع و‬ ‫المحدد‬ ‫الوقت‬
‫بالنسبة للبضائع المستفيدة من للمصلحة السلطة التقديرية إلختيار الوقت‬ ‫الرقابة‬
‫المسار األخضر‪ ،‬فال بد من المناسب إلجرائها‪.‬‬
‫الوثائق‬ ‫توفر‬ ‫مدى‬ ‫فحص‬
‫الضرورية للجمركة وفق ما‬
‫تشير إليه المادة ‪ 6‬من منشور‬
‫‪ / 07‬م ع ج الديوان ‪400‬‬
‫‪2006/02/24‬‬ ‫في‬ ‫المؤرخ‬
‫المتضمن تنظيم مسار التصريح‬
‫الجمركي‬
‫تخص كل عمليات التجارة تتم بناء على خطط التدخل القائمة على‬ ‫عمليات المراقبة‬
‫الخارجية مـا عدا تلك المسـتفيدة تقنية االستهداف‪.‬‬
‫مـن المسار األخضر فتكون‬
‫بصددها رقابة تتعلق بمدى توفر‬
‫الوثائق الضرورية‪.‬‬

‫‪ -1‬عكوش رشيد ‪ ،‬ذكر سابقا‪ ،‬ص ‪8‬‬


‫‪9‬‬
‫مفاهيم عامة حول الرقابة اجلمركية و الغش اجلمركي‬ ‫الفصل األول‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبين باعتماد على المذكرة التوجيهية لمصالح الرقابة لمفتشية أقسام الجمارك‬
‫بأدرار‪ ،‬ص ‪.03‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الغش الجمركي‬


‫نشير في هذا المطلب إلى العناصر الضرورية للغش الجمركي و المتمثلة في‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم الغش الجمركي‬
‫‪ :1‬تعريف الغش الجمركي‬
‫هو عملية غير شرعية مخالفة للقوانين والتنظيمات التي حولت لإلدارة الجمركية تطبيقيا وذلك نتيجة للتهريب‬
‫الضريبي أو للتهريب من طرف إجراءات التقيد والحضر المنصوص عليها في التشريع وعلى العموم فإن‬
‫مصطلح الغش يقصد به التغليط أو التدليس واستعمال سوء النية من قبل الشخص الذي يلجأ إلى استعمال‬
‫هذا األسلوب بغية الخرق أو التحايل على إرادة مقررة بقانون معين‪ ،1‬أو أحكام أو غرض اإلستفادة بغير حق‬
‫قانوني من امتياز ما ومنه فإن الغش الجمركي هو القيام بأفعال غير شرعية من طرف محترفي التزوير‪.‬‬
‫‪ :2‬أهداف الغش الجمركي‬
‫إن الهدف الذي يسعى إليه محترفي الغش الجمركي في بعض األحيان هو التعبير عن شخصياتهم من‬
‫خالل اقترافهم لهذه الجريمة‪ ،‬وذالك من اجل الحصول على امتيازات أخرى غير التي منحت لهم من قبل‬
‫القانون كالتنظيمات الجمركية ‪.‬وتجدر اإلشارة إلى أن الغش الجمركي يهدف من وراءه إلى السعي من أجل‬
‫تحقيق أهداف عديدة ومتنوعة نذكر منها على سبيل الذكر ال الحصر ما يلي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬الهدف المالي‪:2‬‬
‫يتمثل في عمليات تحويل أو تهريب رؤوس األموال إلى الخارج وقد انتشرت هذه الظاهرة بفضل التحوالت‬
‫االقتصادية التي بدورها ساهمت في تحرير التجارة الخارجية بصفة كبيرة و بفضل آليتها ظهور وبروز القطاع‬
‫الخاص مما نتج عن كل هذه العوامل حدوث تزييف حقيقي ألموال الخزينة العمومية واإلضرار بها‪.‬‬
‫ب ‪ -‬الهدف الجبائي‪: 3‬‬

‫‪ -1‬قشقوش هدى حامد‪ ،‬الجرمية المنظمة (القواعد الوضوعية واإلجرائية والتعاون الدولي)‪ ،‬القاهرة مصر دار‪ ،‬النهضة العربية ‪،‬ط‪ ،1‬سنة‬
‫‪ ،1905‬ص‪.17‬‬
‫‪ -2‬زايد مراد‪ ،‬دور الجمارك في ظل اقتصاد السوق(حالة الجزائر)‪،‬أطروحة دكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬فرع التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2006-2005‬ص ‪.401‬‬
‫‪ -3‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪400‬‬
‫‪10‬‬
‫مفاهيم عامة حول الرقابة اجلمركية و الغش اجلمركي‬ ‫الفصل األول‬

‫يهدف من وراءه المتعاملون غير النزهاء من التخلص من دفع الضرائب والرسوم الجمركية وغيرها من طرف‬
‫الغش الجمركي وتقديـم التصريحات الخاطئة وخاصة المفصلة منها ( تقديـم فواتير تجارية مزورة النوع‬
‫التعريفي للبضائع ) من أجل التهريب من دفع جزء من الضرائب والرسوم الواجبة أو حتى كلها وهذا السلوك‬
‫اإلجرامي الذي يستخدمه العمالء غير النزهاء له عدة أثار وخيمة على االقتصاد الوطني بصفة عامة وبصفة‬
‫خاصة على الخزينة العمومية‪.‬‬

‫جـ ‪ -‬الهدف االقتصادي‪:‬‬


‫يرمي الغش الجمركي في هذا المجال إلى تحقيق الربح السريع وهذا من خالل القياـم بعمليات التقليد للسلع‬
‫األصلية مما يؤثر سلبا على االقتصاد الوطني وما يلحق به من أضرار بل يمتد ذالك إلى إحداث نوع من‬
‫عرقلة عجمة التنمية االقتصادية و المشاريع و االستثمارات سواء الوطنية منها أو اأألجنبية وهذا ما يؤدي‬
‫إلى تذبذب األسواق وعدم وجود منافسة شريفة‪.1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أشكال الغش الجمركي‬
‫يأخذ الغش الجمركي شكلين رئيسيين‪ ،‬بحيث أن كل شكل يمثل عبئا خطي ار على االقتصاد الوطني‬
‫و على الخزينة العمومية‪ ،‬و يتمثل هذين الشكلين في‪:‬‬
‫‪ :1‬الغش التجاري‬
‫فالغش هو أي عمل تجاري يتم بشكل مناف للقوانين و العادات و ينجم عنه ضر ار للغير‪ ،‬ملزم لمن ارتكبه‬
‫بالتعويض ليس إلصالح الضرر فحسب و لكن لمنع وقوعه مستقبال؛‬
‫و يعرف الغش التجاري كذلك على انه العمل الذي يتم عمدا‪ ،‬و ينصب إما على أصل أو صفة لسلعة أو‬
‫خدمة‪ ،‬فينال من خواصها أو فائدتها أو ثمنها‪ ،‬و التقليد هو صورة من صور الغش التجاري‪،‬‬
‫إذ انه يمثل عنصر محاكاة لسلعة أو عالمة تجارية بغرض تضليل و غش المستهلكين؛‬
‫إن تطور المناخ التجاري و االنفتاح على األسواق العالمية انطوى على إيجابيات كثيرة و نتائج مفيدة على‬
‫اقتصاديات الدول‪ ،‬لكنه في نفس الوقت حمل بين طياته بعض الظواهر السلبية التي ترافق عادة ارتفاع القوة‬
‫الشرائية لدى الم ستهلك‪ ،‬و على رأس هذه الظواهر‪ ،‬الغش التجاري‪ ،‬حيث استغل البعض انتعاش النزعة‬
‫االستهالكية و زيادة القوة الشرائية لتحقيق أرباح سريعة بوسائل غير مشروعة‪ ،‬من خالل اللجوء ألشكال‬
‫الغش و التقليد المختلفة؛‬
‫و المالحظ أن اآلثار السلبية الناتجة عن ظاهرة الغش التجاري ال تنصب فقط على المستهلكين‪ ،‬و لكنها‬
‫ذات أثر كبير على التجار و الشركات الكبرى‪ ،‬نظ ار لكونهم يستثمرون أمواال طائلة على السلع األصلية‬
‫المضمونة حتى تصل إلى المستهلك‪ ،‬منها توفير قسم الصيانة بمواصفات معينة و كذلك توفير قطع الغيار‬

‫‪ -1‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪400‬‬


‫‪11‬‬
‫مفاهيم عامة حول الرقابة اجلمركية و الغش اجلمركي‬ ‫الفصل األول‬

‫األصلية ‪ ،‬حتى تخرج هذه السلعة إلى السوق‪ ،‬يضاف إلى ذلك أن السلعة يتم إنتاجها بمواصفات قياسية‬
‫عالمية حتى تحقق شرط الجودة الذي بموجبه يمكن لها أن تتقدم للحصول على اإليزو؛‬
‫في حين أن الشركات المقلدة و التجار المتعاملين معها ينفقون القليل من األموال‪ ،‬لذلك فإن المنافسة تكون‬
‫غير متكافئة و غير عادلة‪ ،‬و يصبح الخاسر فيها المستثمرون األصليون‪ ،‬فهذه الظاهرة الخطيرة تؤدي في‬
‫الكثير من األحيان إلى الركود في العديد من السلع األصلية و انصراف المستهلكين إلى السلع المقلدة‬
‫رخيصة الثمن‪ ،‬و هذا يعمل على ضرر االقتصاد الوطني و الذي يؤثر بدوره على المستثمرين الوطنيين‪،‬‬
‫و في نفس الوقت يحول دون تشجيع المستثمرين األجانب للدخول في السوق المحلي؛‬
‫هناك عدة أنواع و أشكال من الغش التجاري‪ ،‬حيث لم يترك مجاال إال و دخل فيه‪ ،‬فهو عامة يتواجد حيث‬
‫توجد التجارة‪ ،‬و يشمل كل شيء‪ ،‬فهو يتناول كل ما يحتاجه المستهلك‪1‬؛‬
‫و فيما يلي أبرز أنواعه‪:‬‬
‫‪ : 1-1‬تقليد العالمة أو االسم التجاري‬
‫التقليد بصفة عامة أنه إعادة اإلنتاج بطريقة غير شرعية لمصنف أدبي أو فني‪ ،‬أو منتوج صناعي؛‬
‫يصعب التفريق بين هذا النوع و بين المنتج األصلي‪ ،‬و هو ما يعرف بالتقليد الدقيق أو المحترف‪،‬‬
‫و يتخذ عادة أسلوبين‪:‬‬
‫أ‪ -‬التقليد الظاهري للتعبئة و المواصفات الخارجية و ذلك بتعديل األلفاظ أو بتحريك بعض األحرف؛‬
‫ب‪ -‬تقليد محتويات المنتج نفسه وهذه هي الكارثة التي يضار بها المستهلكين كثي ار لعدم تطبيق المنتج‬
‫المقلد للمواصفات القياسية المطلوبة و عدم التزامه بالنسب الداخلة لكل مادة في صناعة المنتج‪ ،‬إضافة إلى‬
‫رداءة المواد الخام و ما إلى ذلك‪.2‬‬
‫‪ :1-2‬تقليد الصنف و الشكل مع اختالف االسم و العالمة‬
‫يمكن للمستهلك كشف هذا النوع بسهولة الختالف الشكل الخارجي الواضح و أيضا الختالف الجودة و‬
‫السعر و الكفاءة‪ ،‬أما إذا ما ذكر بشهادة المنشأ لهذا المنتج هذه الصفات و المكونات المعترف بها من قبل‬
‫حكومة البلد المنتج‪ ،‬فإن هذا ال يعتبر غشا تجاريا‪.‬‬
‫‪ :1-3‬استعارة االسم و العالمة‬
‫يعتبر هذا غشا تجاريا إذا ما تم استخدام االسم أو العالمة أو كالهما للمنتج األصلي دون تصريح من‬
‫صاحبها‪ ،‬و إذا ما كان بتصريح من صاحبها و هو ما يطلق عليه حقوق االمتياز فال مانع في ذلك‪.‬‬
‫‪ :1-4‬تغيير بيانات المنتج‬

‫‪1‬‬
‫‪- Mr A C DJEBARA (Ancien directeur général des douanes) , LE TRAITEMENT DOUANIER ET JUDICIAIRE‬‬
‫‪DE LA CONTREFACON DE MARQUE , une contribution présentée lors des assises du séminaire relatif au droit‬‬
‫‪douanier organisé par la cour suprême le 11/03/03 , p 1 .‬‬
‫‪ -2‬زايد مراد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪408‬‬
‫‪12‬‬
‫مفاهيم عامة حول الرقابة اجلمركية و الغش اجلمركي‬ ‫الفصل األول‬

‫يستخدم غالبا هذا النوع في السلع الغذائية و المنتجات الصيدالنية‪ ،‬و يكون هذا الغش من المنتج أو‬
‫المصنع نفسه‪ ،‬الذي ال يحترم قواعد التجارة على المنتجات التي انتهت مدة صالحيتها أو قاربت على‬
‫االنتهاء‪.‬‬
‫‪ :1-5‬عدم اتباع المواصفات المتفق عليها بالعقود يستخدم هذا النوع من قبل الموردين‪ ،‬و ذلك بإتباع‬
‫سياسة التمي يز السعري و التالعب في الكمية و الوزن و النوعية محققين بذلك أرباحا أعلى لمنتجاتهم من‬
‫تلك التي يحققونها من تصديرهم لهذه السلع ‪.‬‬

‫‪ :1-6‬اإلضافة و الطرح و الخلط‬


‫يقع هذا الغش بإضافة مادة أخرى تكون عادة أرخص من المادة األصلية‪ ،‬أو انتزاع مادة من المنتج‬
‫األصلي تكون مكلفة‪ ،‬أو خلط مادة‪ ،‬و هدف كل ذلك كما هو معروف غش المستهلك و تحقيق ربح سريع‪.‬‬
‫و مما سبق أن الغش التجاري هو الشكل السائد بصورة كبيرة‪ ،‬و هو يتم عن طريق التصريحات الخاطئة‬
‫بالمنشأ أو التصريحات الخاطئة بالنوع التعريفي أو بقيمة البضائع أيضا‪ ،‬و بوثائق مزورة‪ ،‬هذا النوع من‬
‫الغش الجمركي يطرح مشاكل عويصة بالنسبة إلدارة الجمارك ألنه يصعب كشفه و إبطال مفعوله‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أسباب وأثار الغش الجمركي‬
‫‪1‬‬
‫‪ :1‬أسباب الغش الجمركي‬
‫إن تطور ظاهرة الغش و انتشارها السريع‪ ،‬و نموها المستمر‪ ،‬يفرض البحث عن الدوافع و األساليب التي‬
‫تؤدي بالمحتالين إلى اللجوء إليها و تطبيقها في شتى معامالتهم االقتصادية‪ ،‬فمعرفة األسباب بصورة كاملة‬
‫يفتح الطريق أمام تحرك مالئم إلدارة الجمارك‪ ،‬و يسمح لها بتوجيه الجهود التي تبذلها في هذا المجال حيث‬
‫هناك أربعة أسباب رئيسية للغش الجمركي وهي‪:‬‬
‫‪ :1-1‬األسباب المرتبطة بالعوامل الجمركية‬
‫إن المتعاملين االقتصاديين ليس لهم دراية كاملة و كافية لجميع القوانين و التشريعات الخاصة بمراقبة‬
‫التجارة الخارجية و خاصة القوانين و التنظيمات الجمركية‪ ،‬و التي تتعرض إلى تعديالت مستمرة و معقدة‬
‫لتطور سياسات المبادالت التجارية‪ ،‬هذا التجاهل للقوانين ينتج عنه عدة أخطاء أو مخالفات دون قصد على‬
‫مستوى المعلومات أو التصريحات أو الوثائق المقدمة؛‬
‫و بما أن القانون الجمركي يصرح بعدم تبرئة المخالفين استنادا إلى نيتهم‪ ،‬و ال يمكن إعفاءهم من‬
‫العقوبة نتيجة لذلك‪ ،‬فهذا النوع من األخطاء يعتبر غش جمركي؛‬
‫و منه ال يستطيع بعض المتعاملين االقتصاديين اللجوء إلى هذا العذر قصد تغطية تصرفاتهم غير‬
‫القانونية‪ ،‬للتهرب من دفع الضرائب الجمركية المستحقة؛‬

‫‪ -1‬زايد مراد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪415‬‬


‫‪13‬‬
‫مفاهيم عامة حول الرقابة اجلمركية و الغش اجلمركي‬ ‫الفصل األول‬

‫فأحيانا تجاهل القوانين و التنظيمات للمتعامل االقتصادي راجع إلى سوء االتصال و توصيل المعلومات‬
‫لتوعية المتعامل االقتصاديين‪ ،‬لكن هذا ال يكفي لتبرير سلوكات و تصرفات المتعامل االقتصادي ‪.‬بعض‬
‫المتعاملين اآلخرين يحاولون االستفادة من االلتباس و تعقد النصوص قصد تغطية تصرفاتهم غير القانونية ؛‬
‫أمام التطورات التقنية للغش‪ ،‬خاصة الوثائقية منها‪ ،‬و عدم كفاءة عمال إدارة الجمارك من جهة و‬
‫استعمال طرق متفاوتة و تنظيم هياكل غير متوافقة من جهة أخرى يسهل عمليات الغش‪ ،‬و أخي ار يمكن‬
‫اعتبار أن الغش المتعلق بالعوامل الجمركية هو أكثر خطورة‪.‬‬

‫‪ :1-2‬األسباب المرتبطة بالعوامل االقتصادية‬


‫إن العوامل االقتصادية تعتبر المحركات األساسية للغش الجمركي‪ ،‬ألن المال يعتبر المحرك الحقيقي‬
‫لمعظم تصرفات المتعاملين االقتصاديين‪ ،‬فمن بين األوضاع التي تساعد على الغش الجمركي هي‪:‬‬
‫‪ ‬ندرة المنتوجات‪:‬‬
‫إن قلة تواجد منتوج معين في السوق الوطنية يؤدي إلى زيادة الطلب عليه و بالتالي يحدث هناك ارتفاع‬
‫في األسعار‪ ،‬و لهذا يلجأ المحتالون إلى الغش لتلبية الطلب المتزايد على المنتوجات النادرة‪ ،‬مما يحقق لهم‬
‫أرباح كبيرة و سهلة‪.‬‬
‫‪ ‬عدم كفاية احتياطي الصرف‪:‬‬
‫إن عدم وجود احتياطي صرف يغطي احتياجات التجارة الخارجية‪ ،‬ينتج عنه إنشاء سوق موازية يتم فيها‬
‫مضاربة العمالت األجنبية‪ ،‬و التي تدخل و تخرج عن طريق الغش دون تصريح‪.‬‬
‫‪ :1-3‬األسباب المرتبطة بالعوامل النفسية‬
‫يتمثل السبب البسيكولوجي في ذهنية الرأي العام خاصة في الجزائر التي تسوده فكرة التعسف من‬
‫إجراءات تحصيل الضرائب الجمركية‪ ،‬مع وجود ظاهرة البيروقراطية و تعطل المصالح العمومية‪ ،‬هذا ما‬
‫يشجع على القيام بالغش خاصة عندما تكون الضرائب و الرسوم الجمركية المطبقة عالية و قيمة البضاعة‬
‫محل المخالفة ضئيلة‪ ،‬أو خاصة عندما تقوم مصلحة الجمارك بعملية حضر البضاعة؛‬
‫حيث ال يرى معظم الناس في عملية الغش عمال مؤثما‪ ،‬بل نجدهم يتعاطفون مع مرتكبيها‪ ،‬و يتعارضون‬
‫مع إدارة الجمارك التي يرونها مصلحة ضريبية تقوم بإلزام المتعاملين االقتصاديين بدفع ضرائب و رسوم‬
‫جمركية جد مرتفعة‪.‬‬
‫‪ :1-4‬األسباب المرتبطة بالعوامل االجتماعية‬
‫هناك العديد من األسباب االجتماعية التي تفسر ظاهرة الغش الجمركي و المتمثلة في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬بالنسبة للسكان المتمركزين على الحدود الجمركية‪ ،‬يعد التهريب أو الغش المهنة المألوفة لديهم‪ ،‬حيث‬
‫أصبحت مهنة موروثة أبناء عن أباء؛‬

‫‪14‬‬
‫مفاهيم عامة حول الرقابة اجلمركية و الغش اجلمركي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬اثر أوضاع األزمة االقتصادية‪ ،‬تفشت ظاهرة البطالة‪ ،‬و االرتفاع المذهل لعدد السكان‪ ،‬و من أجل ضمان‬
‫العيش السهل‪ ،‬أ صبح الفرد الجزائري يرى السبيل الوحيد لتحقيق ذلك هو القيام بالغش و ذلك باستيراد السلع‬
‫ذات االستهالك الواسع ألن لها أسعار معقولة نسبيا تضمن لهم الحصول على عائدات بالعملة الصعبة‪.‬‬

‫‪ :2‬أثار الغش الجمركي‬


‫الغش الجمركي ال يقتصر تأثيره على االقتصاد فحسب بل توجد هناك أثار مالية وغير مالية بإمكاننا‬
‫التعرض لها‪ ،‬نشير إلى أربعة عناصر رئيسية وهي‪:‬‬
‫‪ :2-1‬أثار الغش الجمركي على الجباية‬
‫يسبب هذا النوع من أثار الغش الجمركي في خسائر فادحة وخاصة الخزينة العمومية وتتمثل هذه األثار‬
‫في العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ ‬المساس بالعملة الوطنية وقيمتها بمعنى عدم إعطاء القيمة الحقيقية للدخل النقدي من جراء الصفقات‬
‫العمومية؛‬
‫‪ ‬يساهم في انخفاض إيرادات الجباية؛‬
‫‪ ‬فتح أرصدة بالدول األجنبية؛‬
‫‪ ‬التملص من دفع كل أو بعض الضرائب والرسوم الجمركية الواجب دفعها للخزينة العمومية‪ 1‬؛‬
‫‪ :2-2‬األثار المتعلقة بعمليات التزييف والتقليد‬
‫أضحت عمليات التزوير ظاهرة عالمية تستخدم من قبل شركات أو مؤسسات بطريقة حرفية يمكنها أن‬
‫تتسبب في إلحاق األضرار والخسائر بالنسبة للمنتجين الحقيقيين‪ ،‬وذالك لفقدانها لحصصها في األسواق التي‬
‫طالما ساهموا في تنميتها و بتكاليف جد باهظة ليجدو أنفسهم محرومين من ثمرة مجهوداتهم ومن نتاج‬
‫االستثمارات التي قاموا بإنشائها بهدف ترويج منتجاتهم والزيادة من رفع عالماتهم التجارية‪.‬‬
‫‪ :2-3‬اآلثار المتصلة بالمهام االقتصادية للجمارك‬
‫إن الغش الجمركي يمس بصفة كبيرة االقتصاد الوطني حيث‪:‬‬
‫‪ ‬ال يسمح للدولة بمراقبة تدفق السلع وحركة تجارتها الدولية؛‬

‫‪ -1‬بومعقل إبراهيم‪ ،‬التعاون الجمركي في مكافحة الجريمة المنظمة‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬تخصص قانون عام لألعمال‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح – ورقلة‪ ،‬السنة ‪ ،2016/2015‬ص ‪38‬‬
‫‪15‬‬
‫مفاهيم عامة حول الرقابة اجلمركية و الغش اجلمركي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬ال يسمح للدولة بأن تقدم إحصائيات دقيقة للتجارة الخارجية‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى اختالل مي ازن‬
‫المدفوعات؛‬
‫‪ ‬المنافسة غير الشرعية بالنسبة للمؤسسات الوطنية الموجودة في اإلقليـم الجمركي مما تساهم في رفع‬
‫مستوى البطالة؛‬
‫‪ ‬يعمل على ما يشبه بالتسرب في المسار االقتصادي وتزييف المعامالت االقتصادية الضخمة‪ ،‬والتي من‬
‫شأنها عرقلة عمليات أخذ الق اررات وذالك بقلة المعطيات الصحيحة؛‬
‫‪ ‬التأثير على ظاهرة التضخـم من جراء فقدان التوازن بين كمية النقود واإلنتاج‪.1‬‬

‫‪ -4‬آثار الغش المتعلقة بالمهام األخرى للجمارك‪ ،‬الصحية و األمنية‪:‬‬


‫إن استهالك المنتوجات المهربة التي لم تخضع لعمليات المراقبة سواء النوعية‪ ،‬أو الكمية أو حتى‬
‫الصحية(الجودة)‪ .‬فهذا يمثل حتما خط ار على صحة المستهلك إلى جانب بعض المنتوجات كالمخدرات و‬
‫األسلحة النارية‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬آليات مكافحة الغش الجمركي‬
‫لقد ظلت المراقبة الجمركية و لمدة طويلة‪ ،‬منحصرة في مراقبة البضائع في المكاتب الجمركية و فحص‬
‫الوثائق المقدمة أثناءها‪ ،‬هذه المراقبة الفورية المنجزة أثناء جمركة البضائع تبقى بالتأكيد ضرورية‪ ،‬إال أنها‬
‫تبقى غير كافية‪ ،‬ألنه ال يمكن مراقبة كل عمليات االستيراد و التصدير نظ ار لكثرتها‪ ،‬و التي يمكن أن تلحق‬
‫ضر ار مهما بمتعاملي التجارة الخارجية و الخزينة العمومية‪ ،‬فلقد أصبح اهتمام الجمارك اليوم‪ ،‬ينصب في‬
‫تخفيف و تسهيل اإلجراءات الجمركية‪ ،‬فللمحافظة على مهارة م ارقبة العمليات التجارية‪ ،‬نوجز هذه اآلليات‬
‫في العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ :1‬التنظيم اإلداري لمكافحة الغش الجمركي‬
‫إن فعالية المراقبة الالحقة تستلزم وضع هياكل إدارية مناسبة‪ ،‬عناصر كافية و مكونة بطريقة جيدة و‬
‫تحت تصرفهم وسائل مادية و تكنولوجية‪ ،‬من جهة أخرى تتطلب المراقبة الالحقة أيضا توسيع عمل اإلدارة‬
‫إلى كل اإلقليم الجمركي‪ ،‬أين تكون ضرورة منحهم حقوق خاصة كحق االطالع‪ ،‬حق التفتيش و حقوق‬
‫أخرى‪.‬‬
‫وتتم على مستويين وهما‪:‬‬
‫أ‪ -‬على المستوى المركزي‪ :‬نجد على هذا المستوى‪:‬‬
‫‪ ‬مديرية مكافحة الغش؛‬
‫‪ ‬لجنة التنسيق الو ازرية المشتركة(تجارة‪ ،‬جمارك‪ ،‬ضرائب)؛‬

‫‪ -1‬زايد مراد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪417‬‬


‫‪16‬‬
‫مفاهيم عامة حول الرقابة اجلمركية و الغش اجلمركي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬المراكز الوطنية لإلعالم اآللي و اإلحصائيات و التوثيق؛‬


‫ب‪ -‬على المستوى المحلي‪ :‬نجد على هذا المستوى‪:‬‬
‫‪ ‬مصالح مكافحة الغش‪ :‬هي مصالح متواجدة على المستوى الجهوي و تابعة لمديرية مكافحة الغش‪ ،‬و هي‬
‫مستقلة عن المدير الجهوي و تكون تحت اإلشراف السلمي لمدير مكافحة الغش‪ ،‬و تبقى عالقتها بالمدير‬
‫الجهوي تنحصر في مهمة اإلعالم فقط ‪.‬أما عن تنظيمها فهي تتكون من ‪:‬‬
‫‪ -‬رئيس المصلحة؛‬
‫‪ -‬خلية تحليل المعلومات و تحليل األخطار؛‬
‫‪ -‬خلية الدعم الفني؛‬
‫‪ -‬خلية الرقابة الالحقة‪ ،‬التحقيقات و التحريات؛‬

‫أما مهامها تتمثل في ‪:‬‬


‫‪ -‬العمل على تنظيم و تنسيق مكافحة الغش على المستوى الجهوي؛‬
‫‪ -‬البحث عن مصادر المعلومات المتعلقة بالغش؛‬
‫‪ -‬السهر على تبادل المعلومات مع المصالح األخرى(مثل مصالح األمن)؛‬
‫‪ -‬تمثيل إدارة الجمارك في اللجان المحلية للتنسيق(ضرائب‪ ،‬جمارك‪ ،‬تجارة)؛‬
‫‪ -‬العمل على تحويل المعلومات إلى الجهات المركزية؛‬
‫‪ -‬توفير الدعم المعلوماتي للمصلحة و للجهات المركزية عن طريق خلية تحليل المعلومات و تحديد‬
‫األخطار؛‬
‫‪ -‬إيجاد عالقات تعاون بين المصالح؛‬
‫‪ -‬القيام بالمحاسبة في المحل للمؤسسات في حدود اختصاصها‪.‬‬
‫‪ -‬تحرير محاضر المعاينة و محاضر السماع و تحويلها إلى الجهات المركزية‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بتحقيقات تتعلق بمقصد البضائع‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بتحقيقات دورية حول الوكالء لدى الجمارك‪.‬‬
‫‪ -‬اإلشراف على قطاعات مكافحة الغش‪.1‬‬
‫‪ ‬قطاعات مكافحة الغش‪:‬‬
‫تعتبر هذه القطاعات هي المستوى العملياتي لمهمة مكافحة الغش و هي تتواجد على مستوى مفتشية‬
‫األقسام‪ ،‬و تتكون من‪:‬‬
‫‪ -‬رئيس المصلحة؛‬

‫‪ -1‬زايد مراد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪435‬‬


‫‪17‬‬
‫مفاهيم عامة حول الرقابة اجلمركية و الغش اجلمركي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬أعوان المصلحة؛‬
‫و تتمثل مهامها‪:‬‬
‫‪ -‬القيام بمراقبة الوثائق المتعلقة بعمليات االستيراد و التصدير على مستوى مفتشية األقسام؛‬
‫‪ -‬القيام بتنقالت ميدانية إلى المحل‪ ،‬و ذلك فيما يتعلق بالرقابة المحاسبية للمؤسسات أو التأكد من االتجاه‬
‫النهائي للبضائع؛‬
‫‪ -‬البحث و التحري عن الغش على مستوى مفتشيات األقسام؛‬
‫‪ -‬تمثيل إدارة الجمارك على مستوى الفرق المختلطة؛‬
‫‪ -‬إعداد حصيلة سنوية للنشاطات و إرسالها إلى مصلحة مكافحة الغش بالمديرية الجهوية‪ ،‬و التي بدورها‬
‫للجمارك‪.‬‬ ‫ترسلها إلى المديرية العامة‬

‫‪ ‬الفرق المتنقلة‪:‬‬
‫تلعب الفرق المتنقلة دور مهم في البحث عن الغش و مكافحة خاصة البضائع التي تنتقل داخل اإلقليم‬
‫الجمركي بصفة غير شرعية و لتحقيق ذلك تتعاون هذه الفرق مع مصالح مكافحة الغش على المستوى‬
‫الجهوي و ذلك من أجل تنسيق الجهود و توحيدها و كذلك تبادل و استغالل المعلومات وتنظيمها يتكون من‬
‫مجموعة من أعوان الجمارك (يختلف عددهم من منطقة ألخرى و عادة ال يتجاوز الثمانية) يرأس هذه‬
‫المجموعة رئيس فرقة و الذي يكون تحت السلطة السلمية للمفتش الرئيسي للفرق‪ ،‬و عن عالقتها بالتحريات‬
‫الجمركية فإننا نجد أن أحد أهم صالحيات المفتش الرئيسي للفرق يتمثل في المساهمة في التحريات في إطار‬
‫مكافحة الغش‪.‬‬
‫من بين مهامها‪:‬‬
‫‪ -‬إعداد برنامج لمكافحة الغش و التهريب بالتعاون مع الفرق األخرى و المصالح الجهوية لمكافحة الغش‬
‫‪ -‬تبسيط برنامج لوضع الحواجز و الكمائن؛‬
‫‪ -‬تجميع المعلومات المتعلقة بتيارات التهريب و الغش الجمركي؛‬
‫‪ -‬السهر على ضمان عمليات التفتيش المضاد؛‬
‫‪ ‬الفرق المختلطة‪:‬‬
‫تعتبر الفرق المختلطة أحد مظاهر العمل الجماعي المشترك و التعاون ما بين المصالح في مجال التحري‬
‫عن الغش التجاري و مكافحته‬
‫‪ -‬تنظيمها‪:‬‬
‫تتكون الفرق المختلطة من ممثلي إدارات الضرائب و الجمارك و التجارة‪ ،‬و تحدث بمعدل فرقة أو عدة فرق‬
‫على مستوى كل والية بموجب قرار وزاري مشترك بين الوزير المكلف بالمالية و الوزير المكلف بالتجارة؛‬

‫‪18‬‬
‫مفاهيم عامة حول الرقابة اجلمركية و الغش اجلمركي‬ ‫الفصل األول‬

‫كما أن الفرق المختلطة تعمل تحت السلطة السلمية للجان التنسيق الوالئية و اللجنة الو ازرية المشتركة‪ ،‬و‬
‫تتكون لجان ال تنسيق الوالئية من مدير الضرائب بالوالية و كذا رئيس قطاع مكافحة الغش أو رئيس مفتشية‬
‫األقسام للجمارك بالوالية و مدير المنافسة و األسعار بالوالية‪ ،‬أما اللجنة الو ازرية المشتركة فتتكون من مدير‬
‫العمليات الجبائية بالمديرية العامة للضرائب‪ ،‬و مدير مكافحة الغش بالمديرية العامة للجمارك و أيضا‬
‫المفتش المركزي للتحقيقات االقتصادية و قمع الغش؛‬
‫تتمثل مهامها في‪:‬‬
‫تنفيذ مقررات و برامج المراقبة التي أعدتها لجان التنسيق(اللجنة الو ازرية المشتركة‪ ،‬لجان التنسيق الوالئية)‪،‬‬
‫و بالخصوص تكلف هذه الفرق بعمليات الرقابة لدى األشخاص الطبيعيين و المعنويين الذين ينجزون‬
‫عمليات استيراد و تسويق بالجملة أو التجزئة‪ ،‬و بصفة عامة لدى كل شخص ينشط ضمن الدورات التجارية‬
‫و هذا قصد التأكد من تطابق هذه العمليات مع التشريعات الجبائية و الجمركية و التجارية الجاري العمل بها‬
‫العمل؛‬
‫تتدخل الفرق المختلطة بناءا على برنامج عمل تعده لجنة التنسيق الوالئية كل ثالثة أشهر‪ ،‬كما تقوم هذه‬
‫الفرق في هذا اإلطار‪ ،‬كل ثالثة أشهر‪ ،‬بتقديم عرض عن مدى إنجاز برامج التدخالت الموكلة إليها‪ ،‬إلى‬
‫رئيس لجنة التنسيق الوالئية‪.‬‬
‫‪ :2‬وسائل مكافحة الغش الجمركي‬
‫للوصول إلى تحقيق الفعالية في مجال مكافحة الغش الجمركي‪ ،‬يجب توفير كل الوسائل الضرورية‪ ،‬و‬
‫استعمالها بطريقة عقالنية و تتمثل في‪:‬‬
‫‪ ‬توفير وسائل بشرية كافية ذات تكوين جيد؛‬
‫‪ ‬توفير وسائل مادية و تقنية مناسبة؛‬
‫‪ ‬إبرام االتفاقيات الدولية‪.‬‬
‫‪ :3‬الرقابة الجمركية‬
‫إن وجود رقابة فعالة تسمح إلدارة الجمارك اإلنقاص من حدة الغش التجاري‪ ،‬و تعتبر هذه الوسيلة قانونية‪،‬‬
‫حيث نجد أن المشرع منح ألعوان الجمارك في إطار ممارسة مهامهم جملة من االمتيازات تمكنهم من تطبيق‬
‫الرقابة الجمركية على البضائع‪ ،‬األشخاص ووسائل النقل و هذا مبدأ عام تضمنته المادة ‪ 41‬من قانون‬
‫الجمارك؛‬
‫فالرقابة الممارسة في إطار قمع عمليات الغش خاصة التجارية منها‪ ،‬نجدها في‪:‬‬
‫أ‪ -‬الرقابة المسبقة‪ :‬تتمثل في فحص الوثائق و الفحص المادي للبضائع‪.‬‬
‫ب‪ -‬الرقابة الالحقة‪ :‬هي العملية التي تمكن أعوان الجمارك من مراقبة صحة التصريحات فإذا كانت الرقابة‬
‫المسبقة تهدف إلى ضمان تحصيل الضرائب و الرسوم الجمركية‪ ،‬فإنه مع تطور وازدياد عمليات التجارة‬
‫الخارجية فان الرقابة الالحقة تكون بهدف ردع وقمع عمليات الغش‪ ،‬وتأخذ شكلين هما‪:‬‬
‫‪19‬‬
‫مفاهيم عامة حول الرقابة اجلمركية و الغش اجلمركي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬الشكل األول يتمثل في إعادة فحص شكل و محتوى التصريحات المفصلة الخاصة بالبضائع التي يتحصل‬
‫أصحابها على"سندات رفع البضائع"‪ ،‬مراقبة الشكل تكون بالتأكد من وجود كل الوثائق الملحقة الضرورية‪ ،‬أما‬
‫مراقبة المحتوى تكون بمراقبة بيانات التصريح المفصل مع البيانات الواردة في الوثائق الملحقة‪ ،‬خاصة ما‬
‫تعلق منها بالقيمة‪ ،‬المنشأ و النوع التعريفي‪.‬‬
‫‪ -‬الشكل الثاني للرقابة الالحقة يكون في إطار منح تسهيالت للتجارة الخارجية وكذا اإلجراءات المتعلقة‬
‫بجمركة البضائع‪ ،‬وفي هذه الحالة الرقابة تكون في محالت ومواطن المتعاملين االقتصاديين‪ ،‬حيث يتم‬
‫مراقبة التصريحات والملفات وكذا كل المعطيات التي تهم إدارة الجمارك‪ ،‬إن هذه الرقابة تسمح إلدارة‬
‫الجمارك من كشف أي عملية غش أو تدليس‪.‬‬

‫‪ :4‬تقوية وسائل مكافحة الغش عن طريق المحيط الخارجي‬


‫يلعب المحيط الذي تتواجد فيه إدارة الجمارك دو ار هاما ومؤث ار في فعالية األعمال التي تقوم بها‪ ،‬وذلك‬
‫فالتعامل مع المحيط (اقتصادي‪ ،‬اجتماعي) بشكل إيجابي سيساعد إدارة الجمارك كثي ار في إطار قيامها‬
‫بالتحريات الجمركية كما أن التعامل الحسن يمكن أن يكون وسيلة وقائية من الغش الجمركي وذلك بتوعية‬
‫المتعاملين الذين تتصل بهم إدارة الجمارك وتوضيح لهم مختلف األمور التي تتعلق بالتعامل معها‪ ،‬وفي هذا‬
‫المجال يجب أن تعتمد السياسة المستقبلية إلدارة الجمارك على تدعيم العناصر التالية‪:‬‬
‫* اإلعالم واالتصال بالمتعاملين االقتصاديين؛‬
‫* تحسيس الجمهور؛‬
‫* التحفيزات المادية‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫مفاهيم عامة حول الرقابة اجلمركية و الغش اجلمركي‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الدراسات السابقة ومناقشتها‬


‫سنتناول في هذه المبحث أهم الدراسات التي تناولت هذا الموضوع وسنبين ما يميز هذه الدراسة عن الدراسات‬
‫السابقة‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الدراسات العربية‬
‫الفرع األول‪ :‬نشير فيه إلى دراستين وهما‪:‬‬
‫أوال‪ :‬دراسة زايد مراد‪ ،‬بعنوان دور الجمارك في ظل اقتصاد السوق – حالة الجزائر‪،)2006 ،2005 ( -‬‬
‫أطروحة دكتوراه دولة في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة يوسف بن خدة – الجزائر‪ .‬اما اشكالية الدراسة تتمثل في‬
‫مايلي‪ :‬ما هو دور الجمارك في مكافحة الغش الجمركي؟‪ .‬وتتلخص نتائج الدراسة في إن اإلدارة الجمركية‬
‫مطالبة اليوم ‪ ،‬بتحديث إدارتها ‪ ،‬وبترشـيد آلياتهـا و وسـائل عملها ‪ ،‬و باإلستعانة و اإلستفادة من ثورة‬
‫تكنولوجيا اإلتصاالت و المعلومات‪ ،‬و بتعميق العمل المؤسسي و الجماعي داخل اإلدارة نفسها ثم اإلرتقاء‬
‫بالعمل الجمركي إلى مستوى تستطيع فيه أن تتحدث مع األطر العالمية‪ ،‬و التكتالت اإلقتصادية بلسان‬
‫جمركي واحد؛ وان اإلدارة الجمركية مطالبة اليوم ‪ ،‬بتحديث إدارتها ‪ ،‬وبترشـيد آلياتهـا و وسـائل عملها ‪ ،‬و‬
‫باإلستعانة و اإلستفادة من ثورة تكنولوجيا اإلتصاالت و المعلومات‪ ،‬و بتعميق العمل المؤسسي و الجماعي‬
‫داخل اإلدارة نفسها ثم اإلرتقاء بالعمل الجمركي إلى مستوى تستطيع فيه أن تتحدث مع األطر العالمية‪ ،‬و‬
‫التكتالت اإلقتصادية بلسان جمركي واحد؛ وكذلك يجب العمل على تحديد و حصر نقاط الضعف التي من‬
‫الممكن أن تؤدي إلى الفساد و تصنيفها و تبني وسائل عالجها بشكل دائم و مستمر؛ ولكي تقوم مؤسسة‬
‫الجمارك بدورها كما ينبغي في ظل اقتصاد السوق‪ ،‬يجب أن نتغلب على المشاكل‬
‫و الصعوبات التي تواجهها‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫مفاهيم عامة حول الرقابة اجلمركية و الغش اجلمركي‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ :‬دراسة بومعقل ابراهيم‪ ،‬بعنوان التعاون الجمركي في مكافحة الجريمة المنظمة‪ ،2016 -2015 ،‬مذكرة‬
‫ماستر في القانون العام لألعمال‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح – ورقلة؛ تتمثل إشكالية الدراسة في ما هو دور‬
‫الجمارك في مكافحة الغش الجمركي؟ وتتلخص نتائج الدراسة في ‪:‬‬
‫‪ -‬اعتماد نظام نظام السوق أساسا على تحرير التجارة الخارجية‪ ،‬وذلك باإللغاء التدريجي للحواجز بين‬
‫الدول‪ ،‬بغية الوصول إلى التكامل االقتصادي؛‬
‫‪ -‬انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة سوف يساعدها على تسوية وتنمية أوضاعها االقتصادية؛‬
‫‪ -‬إعادة تكييف إدارة الجمارك مع اقتصاد السوق‪ ،‬األمر الذي سيساهم كثي ار في أداءها دو ار اقتصاديا في‬
‫تلبية متطلبات السوق المحلية من جهة ‪ ،‬ومن جهة أخرى تحقيق اإليرادات لخزينة الدولة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مناقشة الدراسات‬
‫إدارة الجمارك أن تواجه تحديات كبيرة تفرضها التطورات االقتصادية التـي يشهدها عالمنا‬ ‫دراسة زايد مراد‪ ،‬ركزت نتائجها على‬
‫اليوم وحتى تتمكن من مواجهة هذه التحـديات ‪ ،‬ال بـد و أن تتحـرك بصـورة ديناميكية ‪ ،‬و بنشاط استثنائي شامل‪ ،‬يتعلق بمتابعة تحديث‬
‫إدارتها ومع التطور الكبير الذي تعرفه التجارة الخارجية فإن عملية مكافحة الغش تزداد صعوبة وتعقيدا وهذا ما‬
‫جعل التعاون الجمركي حتمية البد منها حتى و إن لم تستطع هذه الوسيلة القضاء على عمليات الغش‬
‫نهائيا‪ ،‬ويمكن ان تحقق بعض أهداف الوقاية و الكشف عن عمليات الغش الجمرك؛‬
‫أما دراسة بومعقل ابراهيم ركزت نتائجها على إعادة تكييف إدارة الجمارك مع اقتصاد السوق و محاربة‬
‫جميع أشكال الغش الجمركي‪ ،‬األمر الذي سيساهم كثي ار في أداءها دو ار اقتصاديا في تلبية متطلبات السوق‬
‫المحلية و تحقيق اإليرادات لخزينة الدولة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الدراسات األجنبية‬
‫سنتناول في هذا المطلب على الدراسات األجنبية ومناقشتها‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬عرض الدراسة‬
‫أوال ‪:‬‬
‫‪ -‬دراسة فلوريان بيدي (‪ )Florian Bedet‬مقال بعنوان تعريف الوضع القانوني لعملية جمركة الرسائل‬
‫البريدية؛‬
‫‪-Essai sur la définition d'un statut juridique de la procedure de dédouanement‬‬
‫‪des envoies postauae.‬‬
‫‪ -‬انطلقت هذه الدراسة من اإلشكالية التالية‪ :‬ماهية أهم عمليات جمركة الرسائل البريدية ؟‪ ،‬وأهم‬
‫نتائجها؟ ‪ ،‬وكيف تساهم في محاربة التزوير؟‬
‫‪- Quel est le résultat de l'application des procedures de dédouanement ause‬‬
‫? ‪envois postaux? Etcomment peut lutter contre les trafics‬‬
‫* نتائج الدراسة‪:‬‬
‫‪22‬‬
‫مفاهيم عامة حول الرقابة اجلمركية و الغش اجلمركي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬الطبيعة القانونية الخاصة للرسائل البريدية البد أن تؤدي إلى إنشاء إجراءات جمركية خاصة بالبريد؛‬
‫‪ -‬من أجل ضمان وأمن مبادالت التجارية العالمية‪ ،‬أدركت المصالح الجمركية الدولية ضرورة تطوير تعاون‬
‫خاص مع المصالح البريدية للدول األعضاء؛‬
‫‪ -‬ينبغي إجراء إصالح التقاضي الجنائي من اجل إدخال المحادثات الجمركية تحت صالحيات القاضي‬
‫القضائي‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬‬
‫‪ -‬دراسة فرنسية بعنوان ميثاق الرقابة الجمركية ‪Charte des controles douaniers‬‬
‫‪ -‬انطلقت هذه الدراسة من اإلشكالية التالية‪ :‬أثناء عملية الجمركة ترد معلومات لإلدارة ‪ ،‬الطلبات وكل‬
‫ما يتعلق بهاته العملية ‪ ،‬ولكن كيف يتم الحصول على هاته المعلومات؟‬
‫‪- des unformations vous sont fournies par l'administiation; préalablement à‬‬
‫‪tout operation douaniére; votre demende; comment pouvez vous procurer ces‬‬
‫?‪information‬‬
‫* نتائج الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬من خالل األجوبة اإلدارية على أسئلة الشركات؛‬
‫‪ -‬من خالل االستثمارات الموجهة للمتعاملين االقتصاديين؛‬
‫‪ -‬من خالل عمل مهمة الشركات الكبرى؛‬
‫‪ -‬من خالل توقير الوسائل غير مادية‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬مناقشة الدراسات‬
‫تناولت دراسة فلوريان بيدي (‪ )Florian Bedet‬عملية جمركة الرسائل البريدية وهذا يتوافق مع دراستنا من‬
‫هذه الناحية ألن عملية الجمركة تقوم بها مفتشية أقسام الجمارك و تقوم بمراقبتها من أجل ضمان أمن‬
‫المبادالت التجارية العالمية وتطوير تعاون خاص مع المصالح البريدية للدولة وانشاء إجراءات جمركية‬
‫خاصة بالبريد؛ ونرى أن الدراسة الفرنسية المدروسة التي بعنوان عملية جمركة ترد معلومات لإلدارة ‪،‬‬
‫الطلبات وكل ما يتعلق بهاته العملية وهذا يتوافق مع دراستنا من هذه الناحية‪ ،‬فهذه العملية تقوم بها مفتشية‬
‫أقسام الجمارك وتكون هناك رقابة على هذه المعلومات للرد عليها‪.‬‬
‫ونرى أن دراسة فلوريان بيدي ( ‪ )Florian Bedet‬ال توافق دراستنا من ناحية العنوان المدروس ومن ناحية‬
‫األهداف‪ ،‬فهي تدرس عملية جمركة الرسائل البريدية ودراستنا تتضمن دور الرقابة الجمركية في مكافحة‬
‫الغش الجمركي؛‬
‫ونرى أيضا أن الدراسة الفرنسية ال توافق دراستنا ألنها تختلف من ناحية العنوان المدروس ومن ناحية‬
‫األهداف‪ ،‬فالدراسة درست الرد على المعلومات أثناء عملية الجمركة أما دراستنا تقتصر على الرقابة التي‬
‫تقوم بها مفتشية الجمارك على الغش الجمركي‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫مفاهيم عامة حول الرقابة اجلمركية و الغش اجلمركي‬ ‫الفصل األول‬

‫خالصة‬

‫إن الحديث عن مكافحة الغش الجمركي وخاصة التجاري هو حديث عن أصعب األدوار و أخطرها‬
‫المنوطة بإدارة الجمارك‪ ،‬نظ ار لتعقد الظاهرة وتنوعها‪ ،‬وشموليتها لمجاالت مختلفة‪ ،‬وعمل إدارة الجمارك في‬
‫مجال مكافحة الغش التجاري في السنوات األخيرة ما هو إال دليل على إرادة الجمارك الجزائرية في رفع‬
‫التحدي وكسب الرهان وتحقيق الهدف المنشود وهو كشف عمليات الغش وقمعها‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫الدراسة الميدانية لواقع الرقابة الجمركية في مكافحة الغش الجمركي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫نظ ار للدور الكبير الذي تلعبه والمهام الملقاة على عاتق إدارة الجمارك أوكلت المديرية العامة‬
‫للجمارك باعتبارها السلطة العليا إلدارة الجمارك مهام مراقبة الحدود الجزائرية والمبادالت التجارية إلى‬
‫مديريات جهورية ومفتشيات أقسام‪ ،‬وهذا بحكم شساعة مساحة الحدود الجزائرية‪ ،‬ولعل مفتشية أقسام الجمارك‬
‫بأدرار إحدى هذه المفتشيات‪ ،‬حيث نسلط الضوء على مهامها وواقع النشاطات التي تقوم بها على مستوى‬
‫اإلقليم الواقع فيه ومبرزين من خالل هذا الفصل اإلجراءات العملية العوان قطاع نشاط الرقابة الالحقة‬
‫ودورها في مكافحة الغش الجمركي باستعراض بيانات قطاع نشاط الرقابة الالحقة‬

‫حيث قسمنا هذا الفصل الى مبحثين كما يلي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تقديم مفتشية اقسام الجمارك‬

‫المبحث الثاني‪ :‬إجراءات ونتائج الرقابة الالحقة‬

‫‪26‬‬
‫الدراسة الميدانية لواقع الرقابة الجمركية في مكافحة الغش الجمركي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‪ :‬تقديم مفتشية اقسام الجمارك‬

‫المطلب األول‪ :‬النشأة والتطور التاريخي‬

‫سنتطرق من خالل هذا المبحث الى تقديم مفتشية اقسام الجمارك وهذا بتعريفها ومهامها وتنظيمها باعتبارها‬
‫مؤسسة الدراسة التي تمت بها الدراسة الميدانية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التعريف بمفتشية أقسام الجمارك بأدرار‬

‫تعد مفتشية أقسام الجمارك بأدرار الممثل األساسي للمديرية العامة للجمارك عبر اإلقليم الجمركي للوالية‪،‬‬
‫حيث يعد هذا األخير من أكبر األقاليم اتساعا في المساحة (‪ 444.782‬كلم)‪ ،‬وهذا راجع لكون المنطقة‬
‫حدودية (حوالي ‪ 1200‬كلم) الشيء الذي جعلها تحتل موقع استراتيجي وقبلة للمبادالت التجارية بين دولتي‬
‫الجوار مالي والنيجر‪ ،‬ولذلك فعملها ال يقتصر فقط على مستوى المفتشية التي تقع في مقر الوالية‪ ،‬بل توجد‬
‫(‪ )03‬مكاتب جمركية تابعة لها‪ ،‬منها مكتبين جمركيين حدوديين هما ببرج باجي مختار وتيمياوين‪ ،‬ومكتب‬
‫برقان‪ .‬ومن تم فإن المفتشية تقوم بدور كبير في التنسيق من خالل هذه المكاتب وتنظيم العمل المشترك في‬
‫تكثيف الجهود لمحاربة أشكال التهريب الذي ينتشر بشكل واسع في هذه المناطق وذلك من خالل إرسال‬
‫تقارير مفصلة عن أعمال جميع الفرق والمكاتب‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تطورها التاريخي‬

‫قبل التقسيم اإلداري للوالية (قبل تصنيف والية ادرار كوالية) كانت دائرة ادرار تابعة لوالية الساورة‬
‫(بشار) تنشط على مستواها فرقة الجمارك المتعددة المهام تقوم بمهام المراقبة الجمركية والحراسة وكان مقرها‬
‫اإلداري بشارع المطار القديم‪.‬‬

‫وفي جوان ‪ 1974‬تم انشاء نيابة مديرية الجمارك‪ ،‬كانت تابعة للمصالح الوالئية‪ ،‬تضم نيابة المديرية‬
‫ومركز اإلشارة ومكتب قباضة ومكتب الفرق‪ ،‬كان مقرها اإلداري عيسات ادير‪.‬‬

‫في عام ‪ 1983‬أصبحت نيابة الجمارك تابعة مباشرة للمديرية العامة للجمارك وهذا من اجل تفعيل‬
‫العمل الجمركي واعطائها أكثر فعالية‪ ،‬ومن اجل خلق نجاعة أكبر للعمل الجمركي‪ ،‬عمدت اإلدارة العامة‬
‫للجمارك على انشاء مديريات المركزية (مديريات جهوية) تتفرغ منها مفتشيات اقسام الجمارك’ ومن بين هذه‬
‫المفتشيات هي مفتشية اقسام الجمارك بأدرار التابعة للمديرية الجهوية للجمارك بشار مقرها اإلداري غرب‬
‫المدينة حوالي ‪ 1‬كلم طريق الوطني رقم ‪ 06‬المؤدي الى مدينة رقان‪.‬‬

‫مواصلة لتطوير نشاط الجمارك على مستوى الوالية تم فتح مقر جديد لمفتشية اقسام الجمارك بأدرار‬
‫بتاريخ ‪ 26‬جانفي ‪ 2015‬المتواجد بمحاذات الطريق المؤدي الى مطار الشيخ محمد بلكبير‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫الدراسة الميدانية لواقع الرقابة الجمركية في مكافحة الغش الجمركي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المهام واالهداف‬

‫ترتبط مهام مفتشية اقسام الجمارك بأدرار من خالل المصالح التابعة لها وهي‪:‬‬

‫أوال‪ -‬رئيس المفتشية‪.‬‬

‫يعتبر رئ ــيس مفتشية أقسام الجمارك بأدرار السلطة الــسلمية العليا على مسـ ــتوى المفتشية‪ ،‬ويسهر على‬
‫تسييرها واستمرار نشاطها‪ ،‬وهو تحت السلطة المباشرة للمدير الجهوي ببشار‪ ،‬وخاضع لسلطة وظيفية للمدراء‬
‫الجهويون المساعدون‪.‬‬
‫فنجد أن المفتشية تسير من طرف مدير برتبة مفتش عميد ومن المهام الموكلة إليه نذكر ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬ممارسة السلطة السلمية والتأديبية على مختلف مصالح المفتشية وذلك في حدود اختصاصه؛‬
‫‪ -‬يقوم بالتنسيق بين المصالح‪ ،‬وممارسة المراقبة الدائمة والمستمرة لها لضمان تطبيق واحترام القوانين؛‬
‫‪ -‬يقوم بإلغاء التصريح المسجل باقتراح المفتش الرئيسي لمراقبة العمليات التجارية والمفتش الرئيسي‬
‫لألقسام؛‬
‫‪ -‬كل نهاية سنة يقوم بمراقبة وامضاء سجالت المحاسبة؛‬
‫‪ -‬السهر على السير الحين لمكاتب اإلعالم واإلشارة والفرق وذلك باإلطالع على جميع النقائص‬
‫والصعوبات الموجودة ودراستها إليجاد الحلول لها وذلك في إطار صالحياته؛‬
‫‪ -‬كما يساهم بتقديم المحاضرات من حين آلخر بهدف مناقشة التعليمات والتنظيمات الجديدة ودراسة‬
‫النقائص وتقديم اإلرشادات؛‬
‫‪ -‬يقوم بالتوقيع على جميع األوامر والمهام ألعوانه عند ممارسة مهام خارج اإلقليم‪ ،‬وكذا التوقيع على‬
‫وصل التغذية والطلبات المتعلقة بالنفقات؛‬
‫‪ -‬تسجيل وتوقيع سجالت القابضين وكذا اإلحصائيات المتعلقة بمقاطعته؛‬

‫باإلضافة إلى ذلك فإن رئيس المفتشية له الصالحيات في اتخاذ اإلجراءات الالزمة للسير الحسن للمفتشية‬
‫دون الخروج عن اختصاصه‪.1‬‬

‫ثانيا‪ -‬المصالح اإلدارية‬

‫‪ -1‬مصلحة اإلشارة‪ :‬على رأسها ضابط فرق وأعوان تقنيون‪ ،‬يعملون بالتناوب لضمان استمرار الخدمة ليال‬
‫ونهارا‪ ،‬تعتبر المحطة رئيسية لها محطات ثانوية بالفرق المتعددة المهام برقان وبرج باجي مختار وتيمياوين‪،‬‬
‫وتتوفر على أجهزة متمثلة في‪ - :‬جهاز تيلكس – جهاز الراديو – جهاز الفاكس – موزع هاتفي‪.‬‬

‫‪ -1‬بطاقة تعريفية بالمفتشية‪ ،‬مفتشية اقسام الجمارك بأدرار‪ ،‬ص ‪01‬‬


‫‪28‬‬
‫الدراسة الميدانية لواقع الرقابة الجمركية في مكافحة الغش الجمركي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وتكلف هذه المصلحة بـ ـ ــ‪:‬‬

‫‪ -‬االتصال بالمصالح الخارجية سواء كانت تابعة للمفتشية أو المديريات األخرى؛‬


‫‪ -‬إرسال البرقيات إلى المديرية العامة للجمارك أو المديريات الجهوية أو السلطة المعنية والى مختلف‬
‫المواقع التي تحتوي على عمال وفرق جمركية مرتبطة معها بشكل مباشر عن طريق أجهزة اإلشارة‬
‫واالتصال‪ ،‬كما يربط الخط المباشر مع الفرق المتنقلة أثناء تأدية مهامها (الدوريات الكمائن‬
‫والحواجز) خارج المفتشية؛‬
‫‪ -‬استقبال المكالمات الهاتفية والفاكسات والبرقيات اإلدارية السريعة على مدار اليوم‪.‬‬

‫‪ -2‬االمانة‪:‬‬

‫نظ ار لكثافة األعمال لدى مكتب رئيس المفتشية‪ ،‬فإن مكتب األمانة الذي تحت السلطة المباشرة‬
‫لرئيس المفتشية يعد المساعد في التخفيف من الضغط على مكتب الرئيس وتسهيل مهامه‪ ،‬ولذلك فهو‬
‫يقوم بعد مهام أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬استقبال جميع الوثائق واإلشراف على مراقبتها قبل دخولها‪ ،‬وتسجيلها بعد خروجها في سجل البريد‬
‫والوارد والصادر؛‬
‫‪ -‬العمل على توزيع البريد وايصال التعليمات إلى المصالح المختلفة؛‬
‫‪ -‬تنظيم دخول وخروج الزوار إلى مكتب المدير واللقاءات المشتركة‪.‬‬
‫‪-3‬مصلحة المستخدمين والشؤون العامة‪:‬‬

‫يتولى إدارة هذه المصلحة ضابط رقابة ومساعدين أثنين برتبة عون‪ ،‬وهو يحتوي على مجمل الملفات‬
‫التي تخص الحياة المهنية لكل الموظفين‪ ،‬فمصلحة المستخدمين وظيفتها األساسية هي ربط العالقة ما بين‬
‫المستخدم (اإلدارة الجمركية) ومجموعة بشرية للوصول إلى هدف معين وواضح‪ ،‬فتقوم بمهمة اجتماعية‬
‫للعمال بتسييرهم ومتابعتهم من توزيع المهام‪ ،‬التقييم‪ ،‬االنضباط‪ ،‬اقتراح الترقية أو المعاقبة‪ ،‬وابداء الرأي‬
‫واعداد احتياجات التكوين وتحسين المستوى‪.‬‬

‫كما تقوم بمهمة إدارية كإنشاء واستعمال البطاقات‪ ،‬إعداد جدول حركة الموظفين‪ ،‬تكوين ملفات المنازعات‬
‫اإلدارية وتوجيهها إلى المديرية الجهوية‪ ،‬إنشاء الوثائق الخاصة بالتنظيم والمشاكل االجتماعية‪ ،‬واعداد‬
‫حصيلة شهرية للنشاطات واحصائيات المستخدمين‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫الدراسة الميدانية لواقع الرقابة الجمركية في مكافحة الغش الجمركي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثالثا‪ -‬المصالح التقنية‪:‬‬


‫‪ -1‬مصلحة المنازعات‪:‬‬

‫يشرف على تسيير هذه المصلحة مفتش رئيسي بمساعدة ضابط رقابة وضابط فرق وعون جمركي‪ ،‬حيث‬
‫تتولى هذه المصلحة دراسة ومتابعة القضايا المتعلقة بالمنازعات حتى الفصل فيها‪ ،‬ويختلف هذا القسم عن‬
‫غيره من األقسام لكونه مرتبط بكل المكاتب‪ ،‬كما يعمل مكتب المنازعات من حيث التكييف القانوني‬
‫للمخالفات وكذا عملية البيع بالمزاد العلني‪ ،‬وله صلة بمكتب المنازعات الموجود على مستوى القباضة‪ ،‬إذ‬
‫يعتبر همزة وصل بينها وبين المديرية الجهوية‪ ،‬ومن أهم مهام مصلحة المنازعات‪:‬‬
‫ـ السهر على قانونية ملفات المنازعات المسجلة من طرف القابض شكال ومضمونا؛‬
‫ـ ضمان تمثيل اإلدارة لدى المحاكم االبتدائية؛‬
‫البث في ملفات المنازعة التي تمت تسويتها عن طريق المصالحة والتي هي من صالحية رئيس مفتشية‬
‫األقسام والمسؤولين الموجودين تحت سلطته؛‬
‫ـ السهر على احترام االستئناف‪ ،‬السحب‪ ،‬التبليغ وتنفيذ األحكام؛‬
‫ـ إعالم الغدارة الجهوية والمركزية عن كل المستجدات في قضايا المنازعات وذلك عن طريق إرسال نسخ عن‬
‫كل وثيقة؛‬
‫ـ السهر على تنظيم وتحضير البيع بالمزاد العلني بالتنسيق مع القابض؛‬
‫ـ إعداد حصيلة شهرية وارسالها إلى السلطة السلمية‪.‬‬
‫‪ -2‬مصلحة الشؤون التقنية‪:‬‬

‫تسير هذه المصلحة من طرف ضابطي عونين جمركيين‪ ،‬ويعتبر هذا المكتب من أهم مصالح‬
‫المفتشية‪ ،‬ومن أهم مهامه‪:‬‬

‫_ السهر على توحيد عمل المصالح في تطبيق القوانين والتنظيم الجمركيين؛‬

‫_ ضمان نشر التوجيهات والتعليمات الصادرة عن السلطة السلمية على المصالح والمناطق التابعة للمفتشية؛‬

‫_ إعداد الجداول الدورية‪ :‬على كل مصلحة من المفتشية إرسال إحصائيات دورية عن مجموع نشاطات كل‬
‫ثالثة أشهر إلى مكتب الشؤون التقنية الذي يقوم بدوره إلى المديرية الجهوية ببشار؛‬

‫_ مراقبة شروط فتح وغلق المخازن ومساحات اإليداع المؤقت والمستودعات الخاضعة للرقابة الجمركية‪.‬‬

‫_ ضمان مراقبة داخلية دائمة للمصالح األساسية على مستوى المفتشية؛‬

‫‪30‬‬
‫الدراسة الميدانية لواقع الرقابة الجمركية في مكافحة الغش الجمركي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫_ دراسة الرد على طلبات التعويض الخاصة بالحقوق والرسوم المشكلة من طرف المعنيين عند قابض‬
‫الجمارك‪ ،‬وارسالها إلى المديرية الجهوية؛‬

‫_ ترخيص منح االستفادة من األنظمة المعلقة السيما إعادة التمويل باإلعفاء‪ ،‬والقبول المؤقت‪ ،‬وحسابات‬
‫الحاويات والتصدير المؤقت‪ ،‬والعبور الداخلي؛‬

‫_ إعداد حصيلة شهرية للنشاطات وارسالها إلى المديرية الجهوية ببشار؛‬

‫_ استقبال طلبات القبول المؤقت من طرف المصرح للشركة وتقوم بدراستها لغاية إصدار الرخص بالقبول؛‬

‫_ تمديد طلبات القبول باإلعفاء المؤقت لكل سنة وترسل هذه الملفات بعد دراستها إلى رئيس المفتشية؛‬

‫_ ضمان متابعة قبول الكفالة ‪ %10‬من الحقوق والرسوم الجمركية‪.‬‬

‫فقسم الشؤون التقنية يكتسي أهمية بالغة في المجال التقني خاصة بعد وجود بها مصلحة القيمة بالنسبة‬
‫للمفتشية وهذه األخيرة لها الدور األساسي في دراسة المشاكل التقنية بخصوص القيمة عند االستيراد‬
‫والتصدير‪ ،‬كما تسهر على توزيع المعلومات المتعلقة بالقيمة لدى الجمارك وعلى التطبيق لطرق التقييم‬
‫الجمركية وكذا تحليل الوثائق المتعلقة بالتصريح المفصل لدى الجمارك‪ ،‬وجمع المعلومات المتعلقة بالقيمة‬
‫المصرح بها وتكوين بنك المعلومات وارسالها إلى المكتب الجهوي المتعلق بالجباية والقيمة‪.‬‬

‫_ وتقوم هذه المصلحة بعملية تمديد البطاقة السياحية للمغتربين (سند العبور ‪ )TPD‬وهذا في حالة دخول‬
‫المغترب‪ ،‬أو خروج مواطنين إلى الخارج‪ ،‬فإن المكتب يمنح سند العبور مدة ثالثة أشهر وعند انتهاء المدة‬
‫على صاحب التصريح التوجه إلى مكتب الشؤون التقنية لتمديد تبريرات كتابية‪ ،‬وفي حالة تأخر المعني عن‬
‫هذا اإلجراءات يلزم بدفع غرامة مالية قدرها ‪ 1500.00‬دينار جزائري عن كل شهر‪ ،‬واذا تأخر لمدة سنة‬
‫ينشأ له ملف منازعة إدارية‪.‬‬

‫‪-3‬القباضة‬

‫إذا كانت إدارة الجمارك عموما تعد الرقيب األول لجميع النشاطات االقتصادية للدولة‪ ،‬فإن قباضة‬
‫الجمارك هي القلب النابض لهذه اإلدارة لما تكتسيه من أهمية بالغة في مجال الرقابة والمتابعة الدائمة لتطبيق‬
‫القوانين واألنظمة الجمركية‪.‬‬

‫فقباضة الجمارك بمفتشية أد ارر هي قباضة من الدرجة الثالثة‪ ،‬يسيرها قابض رئيسي برتبة مفتش رئيسي‪،‬‬
‫وقابض بالتفويض برتبة ضابط فرق يغطي اختصاصها ثالث محاكم ابتدائية‪ ،‬محكمة أدرار‪ ،‬محكمة رقان‪،‬‬
‫محكمة تيميمون‪ ،‬إضافة إلى مجلس قضاء أدرار‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫الدراسة الميدانية لواقع الرقابة الجمركية في مكافحة الغش الجمركي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ومصلحة القباضة تتكون من عدة مكاتب تعمل بانتظام تحت تصرف القابض الرئيسي‪.‬‬

‫يمارس القابض صالحياته كمحاسب عمومي‪ ،‬إذ تقع عليه مهمة تحصيل الرسوم الجمركية والغرامات‬
‫ومتابعة قضايا المنازعات‪ ،‬وكذا إيداع البضائع والمواد المحجوزة في المستودعات باإلضافة إلى التنسيق بين‬
‫المكاتب التي هي تحت سلطته‪.‬‬

‫‪ -4‬المفتشية الرئيسية للفرق‬

‫مفتشية الفرق هي مفتشية رئيسي‪ ،‬حيث تعتبر وسيلة دعم لنشاطات المكاتب األخرى وتتمثل المهمة‬
‫األساسية لهذه المفتشية في تنظيم وتسيير شؤون أعوان الفرق والسهر على أمن األشخاص والممتلكات‪.‬‬

‫ويقوم المفتش الرئيسي للفرق بتنشيط وتنسيق ومراقبة نشاطات الفرق ميدانيا وذلك من خالل مراقبة سجالت‬
‫كل فرقة وتقاريرها‪ ،‬وباقتراح منه يقوم بتحويل األعوان عبر مختلف الفرق وتحت إشراف عميد الفرق‬
‫وبالتعاون معه يعمالن على برمجة دورات تكوينية وتنظيم محاضرات واعداد برامج التدريب وحصص الرمي‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬مصلحة الرقابة الالحقة‬

‫‪ -1‬تعريفها‬

‫تنشط هذه المصلحة على مستوى التخصص اإلقليمي الجمركي لوالية أدرار وهو قطاع مستقل عن المفتشية‬
‫حيث يتبع إلى المديرية الجهوية لمكافحة الغش ببشار وهذا طبقا للمقرر رقم ‪/94‬م ع ج ‪ /‬أ خ ‪ /‬مد ‪40‬‬
‫مؤرخ في ‪ 14‬أفريل ‪ ،2007‬يشرف على هذا القطاع ضابط رقابة بمساعدة ‪ 03‬أعوان‪ ،‬مهمته األساسية هي‬
‫الوقوف ضد كل محاولة غش جمركية وتجارية‪ ،‬ومكافحة تهريب وتبييض األموال‪ ،‬وتزييف البضائع على‬
‫مستوى المقاطعة‪.‬‬

‫‪ -2‬مهامها‬

‫فالمهام الموكلة إلى المصلحة هي‪:‬‬


‫‪ ‬المراقبة البعدية ومعناه مكافحة الغش التجاري وكذا القيام بتحقيقات وجمع المعلومات عن أعمال‬
‫الغش والتهريب؛‬
‫‪ ‬متابعة عملية االستيراد في إطار االستفادة من عقود وكالة (‪ :)ANDI-ANSEJ‬فبعد االستفادة من‬
‫عقود هاتين الوكالتين ترسل هذه الوكالة نسخة من العقد إلى القطاع‪ ،‬وفي هذه الحالة يبقى الشخص‬
‫في حالة متابعة لعملية استيراد البضاعة‪ ،‬فبعد مدة من تحرير العقد يقوم باستدعاء المستفيد منه‬
‫ويحرر له محضر سماع فيما إذا كان قد أستورد البضاعة المتفق عليها في العقد‪ ،‬واذا كان أستوردها‬
‫تتم المراقبة الالحقة‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫الدراسة الميدانية لواقع الرقابة الجمركية في مكافحة الغش الجمركي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المراقبة البعدية والالحقة‪ :‬ويقوم بها األعوان المحققون عن طريق القيام بخرجات ميدانية والتي تهدف إلى‬
‫معاينة البضائع المصرح بها والتي تكون مستفيدة من الرواق األخضر‪ ،‬فهذه المعاينة تكون بعد دخول‬
‫البضائع المصرح بها على مستوى مكاتب الدخول حيث ترسل المديرية المركزية نسخة من التصريح إلى‬
‫القطاع عن طريق المصلحة الجهوية لمكافحة الغش والتهريب‪ ،‬وبعدها يوجه عونان من القطاع إلى مكان‬
‫تواجد البضاعة سواء داخل المصنع أو في المخازن لمعاينتها‪ ،‬ثم يقومان بتسجيل المعلومات التالية‪- :‬‬
‫عالمة البضاعة – رقمها منشؤها – نسخة من الفاتورة – نسخة من السجل التجاري – البطاقة الضريبية –‬
‫نسخة من اإلعفاء الضريبي‪ ،‬وبعدها يحرر محضر معاينة‪ ،‬ويرسل إلى المديرية المركزية لمكافحة الغش‬
‫والتهريب وفي حالة عدم حضور المستفيد من االمتياز فعلى من يمثله تسليم األوراق المطلوبة‪.‬‬
‫وفي حالة عدم وجود كل من المستفيد من االمتياز والبضاعة ترسل استدعاء إلى العنوان المذكور في‬
‫التصريح‪ ،‬ويرسل له استدعاء آخر‪ ،‬فإن لم يحضر تقوم المصلحة بالتحقيق عنه وذلك بمراسلة مصالح‬
‫التجارية والضرائب للتأكد من تسجيله لديها وان ثبت العكس يقوم القطاع بتحرير بيان موجز عن القضية‬
‫وارسالها إلى المفتشية من أجل رفع دعوى قضائية ضده ومن مهامه أيضا‪:‬‬
‫_ إعالم رئيس المصلحة الجهوية لمكافحة الغش والتهريب بالنتائج المحصل عليها عند نهاية كل عملية‪.‬‬
‫_ السهر الدائم على التعاون مع المفتش الرئيسي للفرق لمكافحة التهريب؛‬
‫_ إعداد تقارير عقب كل عملية وارسالها إلى رئيس المفتشية؛‬
‫_ إعداد حصيلة فصلية وسنوية للنشاطات وارسالها إلى السلطة السلمية؛‬
‫_ إقامة زيارة فجائية للمؤسسات التجارية المستفيدة من تعويض النقل في إطار تزويد مناطق الجنوب بالمواد‬
‫الغذائية‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تنظيم مفتشية اقسام الجمارك‪.‬‬

‫أوال‪ :‬عرض الهيكل التنظيمي‬

‫لقد تم تنظيم مفتشية اقسام الجمارك في مجموعة من المصالح والمكاتب وفق ما يبينه الشكل الموالي‪:‬‬

‫الشكل رقم ‪ :01‬يوضح الهيكل التنظيمي‬

‫‪33‬‬
‫الدراسة الميدانية لواقع الرقابة الجمركية في مكافحة الغش الجمركي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪ :‬شرح الهيكل التنظيمي‬

‫من خالل الشكل السابق يتضح ان مفتشية اقسام الجمارك تضم ‪:‬‬

‫‪-1‬مصلحة المستخدمين والشؤون العامة‪ :‬وتنقسم الى عدة مكاتب وهي‪:‬‬

‫‪ /1– 1‬مكتب المستخدمين‪ :‬يقوم هذا المكتب بتسيير شؤون المستخدمين فيما يخص العطل المرضية‬
‫والسنوية واالستثنائية‪ ،‬الراتب الشهري‪ ،‬الترقية والتنقيط‪ ،‬دراسة الملف‪ ،‬المجلس التأديبي‪ ،‬التنقل‪.‬‬

‫‪/1-2‬مكتب العتاد (الوسائل) ‪ :‬إن الشخص الذي يشرف على هذا المكتب البد أن يكون ذو كفاءة عالية‪،‬‬
‫وذلك لما لهذا المكتب من أهمية فهو المسؤول عن مراقبة وتسيير كل العمليات المتعلقة بحركة الوسائل‬
‫المالية والتوريدات وضمان توزيعها‪ ،‬كما يقوم بضبط سجالت وكشوفات تحتوي على جميع االحتياجات‬
‫وارسالها إلى المديرية الجهوية ببشار‪.‬‬

‫‪ /1–3‬مكتب الوكيل المحاسب المساعد‪ :‬يمارس هذه المهمة عون مكلف بأداء ما يلي‪:‬‬

‫ـ إعداد تقديرات الميزانية؛‬

‫ـ القيام بالمشتريات الخفيفة لسد احتياجات المفتشية لتسيير ماكيناتها؛‬

‫ـ تسديد النفقات المالية المحدودة والمستعجلة؛‬

‫ـ مراجعة الفواتير شكال ومضمونا قبل إرسالها إلى المديرية الجهوية؛‬

‫قفل الحساب اإلداري لكل سنة وارسال نسخة منه إلى المديرية الجهوية‪.‬‬

‫هذا المكتب يستفيد من صك الخزينة من طرف المديرية الجهوية مرفقا بمخطط االستعمال المتضمن األبواب‬
‫التي يجب صرف االعتماد في إطارها‪ ،‬كما أنه إلزاما على المساعد المحاسب إتباع هذا المخطط‪.‬‬

‫‪-2‬القباضة‪ :‬تحت سلطته عدة مكاتب وهي‪:‬‬

‫‪ /2- 1‬مكتب األمانة‪ :‬أو ما يعرف بالسكريتارية فيقوم هذا المكتب بتسجيل البريد الصادر والوارد في‬
‫سجالت خاصة وحفظ نسخ منه‪ ،‬وتنظيم واستقبال الدخول على القبض‪.‬‬

‫‪ /2-2‬مكتب المنازعات‪ :‬هو مكتب تابع للقباضة‪ ،‬فهو الذي يسهر على تحرير وترتيب كل المخالفات‬
‫وتكييفها حسب الجريمة الجمركية ومتابعة كل القضايا الجمركية التي لها عالقة بالمحاكم أو المجالس‬
‫القضائية حيث يقوم بتحرير محضر لكل قضية يبلغ بواسطتها القابض الذي بدوره يبلغ رئيس المفتشية‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫الدراسة الميدانية لواقع الرقابة الجمركية في مكافحة الغش الجمركي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وهذا المكتب هو الذي يقوم بعرض إجراءات المصالحة على المخالفين بأمر من القابض‪.‬‬

‫_ يحرك الدعوى العمومية والجبائية العالقة بين إدارة الجمارك والمتعاملين معها‪.‬‬

‫يمارس كل أنواع الطعون إذا كان الحكم ال يستجيب لطلباتها بخصوص المصادرة وكذا الغرامات الجبائية‬
‫المفروضة‪.‬‬

‫ويحتوي هذا المكتب على سجالت هي‪ - :‬سجل البضائع المحجوزة – سجل المتابعة والتحصيل‪ -‬سجل‬
‫الغش الطفيف – سجل السيارات المحجوزة‪.‬‬

‫‪ /2-3‬مكتب خلية التبليغ‪ :‬مهمته هي تبليغ األوامر بالدفع والق اررات واألحكام القضائية للشخص المخالف‪،‬‬
‫وكذا سحب النسخ التنفيذية لألحكام الصادرة وضمان تنفيذها‪ ،‬وتبليغها للسلطة السلمية‪ ،‬وكذا تحرير محاضر‬
‫تبليغ عن كل حالة‪.‬‬

‫يقوم المكتب بالتحري عن األمالك العقارية وممتلكات مديني الخزينة العمومية عن طريق اإلرسال إلى‬
‫الجهات المختصة وتنفيذ الحجز عليها‪ ،‬مباشرة إجراءات اإلبقاء في السجن واإلكراه البدني وارسالها إلى وكيل‬
‫الجمهورية‪.‬‬

‫‪ /2-4‬مكتب المحاسبة‪ :‬من مهامه‪- :‬‬

‫‪ ‬تسجيل الحسابات ومسك الدفاتر المحاسبية؛‬


‫‪ ‬تسجيل الوصالت المحررة من مصلحة الصندوق لتسجيلها؛‬
‫‪ ‬القيام بالجرد المحاسبي خالل ‪ 25‬من كل شهر؛‬
‫‪ ‬القيام بتحقيق التوازن العام بين اإليرادات والنفقات؛‬
‫‪ ‬ضبط الحسابات الشهرية وبعد مصادقة قابض الجمارك تحول األموال إلى الخزينة العمومية‪.‬‬

‫‪ /2-5‬مكتب الصندوق‪ :‬يشرف عليه أمين الصندوق ومهمته‪:‬‬

‫‪ ‬تسجيل حركة النقود يوميا بالصندوق؛‬


‫‪ ‬تحصيل الرسوم الجمركية والغرامات وايداعها في حساب غرامات إدارية وقضائية؛‬
‫‪ ‬تحديد الحصيلة اليومية والشهرية وتقديمها إلى القابض وتوقيعها بعد مراقبة مدى مطابقة المبلغ‬
‫المسجل مع ما هو موجود في الصندوق؛‬
‫‪ ‬القيام بتحرير اإليصاالت ألصحابها الذين قاموا بجمركة سلعهم عن طريق الدفع الفوري أو بواسطة‬
‫الشيك‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫الدراسة الميدانية لواقع الرقابة الجمركية في مكافحة الغش الجمركي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -3‬المفتشية الرئيسية للفرق‪ :‬تتشكل المفتشية الرئيسية للفرق من مجموعة من الفرق هي كما يلي‪:‬‬

‫_ الفرقة األمنية بأدرار‪.‬‬

‫_ الفرقة المتنقلة بأدرار‪.‬‬

‫_ الفرقة المتعددة المهام برقان والتي تبعد عن المفتشية بحوالي ‪ 150‬كلم‬

‫_ الفرقة متعددة المهام ببرج باجي مختار والتي تبعد عن المفتشية بحوالي ‪ 800‬كلم‬

‫_ الفرقة متعددة المهام تيمياوين والتي تبعد عن المفتشية بحوالي ‪950‬‬

‫_ فرقة مراقبة المحروقات بسبع والتي تبعد عن المفتشية بحوالي ‪ 50‬كلم‬

‫ونجد أن تواجد الفرق على مستوى إقليم الوالية يعود أساسا إلى طبيعة المنطقة ‪ 5‬حدودية وكذا حجم النشاط‬
‫بها‪.‬‬

‫كما تقوم بإعداد الحصيلة الشهرية لنشاطات الفرقة‪ ،‬والتي تتضمن‪:‬‬

‫‪ -‬القائمة الشهرية لحركة السيارات الجزائرية واألجنبية – دخول وخروج –؛‬

‫‪ -‬الحالة الشهرية لسندات العبور الجمركية؛‬

‫‪ -‬الحالة الشهرية للسلع المستوردة في إطار المقايضة؛‬

‫‪ -‬الحالة الشهرية لرخص المرور المصفاة؛‬


‫‪1‬‬
‫‪ -‬المشاركة في عملية التحري الخاصة بمكافحة الغش والتهريب‬

‫‪1‬عيشاوي العايش‪ ،‬تقرير وصفي لنهاية التربص مكتب اقسام الجمارك بادرار‪ ،‬مدرسة الجمارك بتلمسان‪ ،‬المديرية العامة للجمارك‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬دفعة ضباط الرقابة ‪ ،2017‬ص‪06‬‬
‫‪36‬‬
‫‪37‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬إجراءات ونتائج الرقابة الالحقة‬

‫قبل استعراض نتائج الرقابة الالحقة بمفتشية اقسام الجمارك بأدرار ينبغي التنويه الى ان الرقابة‬
‫الجمركية تمر بمجموعة من اإلجراءات‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬إجراءات عمل مكتب الرقابة الالحقة‬

‫نسعى من خالل هذا المطلب الى عرض اإلجراءات العملية للرقابة الجمركية الالحقة والمتبع من طرف‬
‫مكتب الرقابة الالحقة في إطار تنفيذ البرامج السنوية للرقابة الالحقة‪.‬‬

‫أوال‪ /‬معايير الرقابة الجمركية‬

‫قبل التطرق إلى أشكال وطرق تنفيذ المهام الموكلة ألعوان مصلحة الرقابة الالحقة‪ ،‬كان البد أن نشير‬
‫إلى الدور الكبير للمصالح المركزية والمصالح الجهوية لمكافحة الغش إذ تعتمد على معايير لتحديد عمليات‬
‫المراقبة وتكمن هذه المعايير في‪:‬‬
‫‪ /1‬معيار طبيعة البضاعة محل العملية‪:‬‬
‫إذ أن هناك بضاعة البد من إجراء تحقيقات حول منشئها ومدى تطابق التصريحات الوثائقية مع نوع وكمية‬
‫هاته البضاعة‪.‬‬
‫‪ /2‬معيار اإلجراءات الجمركية المتبعة‪:‬‬
‫إذ أن هناك ومن اجل تسهيل العمليات التجارية وتطويرها وضعت مجموعة من االمتيازات الجمركية كالرواق‬
‫األخضر والقبول المؤقت وغيره من األنظمة الجمركية‪.‬‬
‫‪ /3‬معيار العمليات المستفيدة من اإلعفاءات الجبائية‪:‬‬
‫وهي العمليات التي تدخل في إطار تطوير االستثمار ‪ ANDI‬أو تشغيل الشباب ‪ ANSEJ‬من أجل وضع‬
‫هذه األجهزة في مسارها الموجهة إليه‪.‬‬
‫‪ /4‬معيار صورة المتعامل‪:‬‬
‫إذ أن المتعاملين الذين يمتلكون صورة سيئة قي أعمالهم والمتعلقة بالمصالح الضريبية أو الجمارك يكونون‬
‫أكثر استهدافا‪ ،‬وهذا ما يسمى باالستهداف‪.‬‬
‫كذلك تتم عمليات تنفيذ الرقابة الالحقة على أساس المعلومات القاعدية الواردة من المصالح المركزية أو‬
‫المصالح الجهوية لمكافحة الغش أو عن طريق البالغات التي تقدمها المصالح األخرى المحلية أو حتى‬
‫الدولية‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫‪38‬‬

‫ثانيا‪/‬إجراءات الرقابة الشكلية‬

‫‪ -1‬مراقبة الوثائق‪:‬‬
‫إذ تتم مراقبة وثائق ملف التصريح المتكونة من التصريح المفصل والوثائق المرفقة به على مستوى‬
‫مكتب قطاع مكافحة الغش ويتم فيها‪:‬‬
‫‪ - 1 -1‬فحص الفاتورة‬
‫وذلك للتأكد من صحة المعلومات الواردة فيها ومدى مطابقتها للشكل المتعارف عليه في عمليات التجارة‬
‫الدولية‬

‫‪ - 1–2‬فحص التوطين البنكي‪:‬‬


‫باعتبار أن جميع العمليات التجارية تتم بوساطة من طرف البنوك‪ ،‬فإن عملية تحويل المبالغ الواجب دفعها‬
‫يتم بواسطة البنك واثباتا لذلك توضع أختام بنكية توضح عملية التحويل على الفاتورة‪.‬‬

‫‪ - 1-3‬فحص التراخيص‪:‬‬
‫إذ أن بعض العمليات تستدعي وجود تراخيص إما متعلقة بالبضاعة كاستيراد األغذية والمواد الفالحية‬
‫والصيدالنية‪ ،‬هذه التراخيص يجب أن تتوفر على معطيات متعلقة بنوع البضاعة وكميتها وتاريخ صالحيتها‬
‫والمستفيد منها‪ ،‬كما يوجد في بعض الحاالت تراخيص امتيازيه كرخصة االستيراد في إطار ‪ ANDI‬فالعون‬
‫الجمركي عليه التأكد من صحة الرخصة ومدى مطابقة المعلومات الواردة فيها مع هوية المتعامل والبضاعة‬
‫التي البد أن تدخل في إطار القائمة المحددة في الرخصة‪.‬‬
‫‪ - 1-4‬فحص العناصر المحددة للوعاء‪:‬‬
‫وهي مجموعة العناصر التي على أساسها يتم حساب الحقوق والرسوم الجمركية وتتمثل هذه العناصر في‬
‫النوع‪ ،‬المنشأ‪ ،‬القيمة‪.‬‬
‫ثالثا‪/‬إجراءات الرقابة الميدانية‬

‫هناك مجموعة من اإلجراءات الميدانية الممارسة من قبل أعوان الرقابة الالحقة اثناء التحقيقات‪.‬‬

‫‪ -1‬اجراء التحقيقات‬

‫بعد استهداف العملية التي تقرر الرقابة عليها وبعد فحص الوثائق الموجودة على مستوى المكتب‬
‫الجمركي‪ ،‬تتم عمليات التحقيق خارج المكاتب الجمركية وذلك باالطالع على جميع الوثائق المتمثلة أساسا‬
‫في‪ :‬الفواتير‪ ،‬سندات التسليم وجداول اإلرسال‪ ،‬وعقود النقل والدفاتر‪.‬‬

‫إذ يتمكن العون الجمركي المكلف بالرقابة والمؤهل قانونا حسب نص المادة ‪ 48‬ق ج وباطالعه على‬
‫الوثائق والسجالت من معرفة‪:‬‬
‫‪38‬‬
‫‪39‬‬

‫‪ -‬النظام القانوني للمؤسسة وطريقة تنظيمها وسيرها؛‬


‫‪ -‬االطالع على العمليات التي تقوم بها المؤسسة في إطار االستيراد والتصدير مما يمكن من معرفة‬
‫مدى مصداقية المؤسسة في انجاز أعمالها‪.‬‬
‫كما يتم استدعاء واستجواب كل من له صله بالعملية المحقق فيها من أجل الحصول على المعلومات التي‬
‫تفيد في إجراء التحقيق‬
‫ويمكن ألعوان الجمارك أثناء إجراء التحقيقات حجز جميع الوثائق التي من شأنها أن تسهل أداء مهمتهم‪. 1‬‬
‫ويتم كل ذلك في محضر يعرف باسم محضر المعاينة‪.‬‬
‫‪ -2‬محضر المعاينة‪:‬‬
‫محضر المعاينة هو سند رسمي يثبت الجرائم الجمركية التي يكتشفها رجال الجمارك إثر مراقبة‬
‫الوثائق والسجالت المحاسبية ضمن الشروط الواردة في المادة ‪ 48‬من قانون الجمارك (التي تتضمن حق‬
‫اإلطالع) وكذا يبين ويثبت نتائج التحريات والتحقيقات التي يقوم بها أعوان الجمارك للبحث عن الجرائم‬
‫غير المتلبس بها‪( .‬انظر الملحق رقم ‪)01‬‬
‫رابعا‪ /‬الفرق المختلطـــة (تجارة‪ ،‬ضرائب‪ ،‬جمارك)‬

‫لتعزيـز الرقابـة الالحقـة وتعميمهـا على جميع المصالح شكلت لجـان مكلفـة بالتحقيقات االقتصادية وقمع الغش‬
‫تكونت من جهة بين مصالح الماليـة ومصالح و ازرة التجـارة‪.‬‬

‫وهي فرق مشكلـة من ممثلي إدارات الضرائب والجمارك والتجـارة على مستوى كل واليـة بموجب قرار وزاري‬
‫مشترك ما بين وزيـر الماليـة ووزير التجـارة وتعييـن الموظفيـن لدى هاته الفرق من اختصاص المسؤول الوالئـي‬
‫لكل إدارة معنيـة‪ ،‬على أن يكونوا برتبـة مفتش رئيسي وثالث سنـوات من األقدميـة في المصلحـة‪ ،‬إال في حالـة‬
‫عدم توفر اإلدارات على موظفيـن بهذه الرتبـة يمكن استخالفهم بموظفيـن لهم رتبـة مفتش أو ضابط مراقبـة في‬
‫الجمارك حسب الحالـة‪ ،‬على أن يثبتوا أقدميـة ال تقل عن خمسـة سنـوات من الخدمـة‪.‬‬
‫ورئاسـة الفرقـة المختلطـة تكون من اختصاص أقـدم عون ذي أعلى رتبـة‪.2‬‬
‫‪ -01‬لجـان التنسيق الوزاريـة المشتركـة‪:‬‬
‫إذ تؤسس لجنـة تنسيق و ازريـة مشتركـة (الضرائب والجمارك والتجارة) تتشكـل من أعضـاء دائميـن‬
‫وأعضـاء إضافييـن وتدعى في صلب النص باللجنـة الو ازريـة المشتركـة‪.‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 48‬من قانون الجمارك ‪ 19‬فبراير ‪ ،2017‬الجريدة الرسمية الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬العدد ‪ ،11‬ص‪.20‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ -2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 290-97‬المؤرخ في ‪ 22‬ربيع األول عام ‪ 1418‬الموافق لـ ‪ 27‬جويلية ‪ 1997‬الذي يتضمن تأسيس لجان التنسيق والفرق‬
‫المختلطة للرقابة بين مصالح و ازرة المالية وو ازرة التجارة وتنظيمها‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫‪40‬‬

‫‪ 1-1‬أعضـاء لجـان التنسيق الوزاريـة‪:‬‬


‫‪ -‬مدير العمليات الجبائيـة بالمديرية العامـة للضرائب‪.‬‬
‫‪ -‬مدير مكافحـة الغش بالمديرية العامـة للجمارك‪.‬‬
‫‪ -‬المفتش المركـزي للتحقيقات االقتصادية وقمع الغش لو ازرة التجـارة‪.‬‬
‫كما يتم تعييـن أعضاء إضافييـن من طرف الوزيـر المكلف بالماليــة والوزير المكلف بالتجـارة كل فيما‬
‫يخصـه من بين الموظفيـن الذين لهم على األقـل رتبـة نائب مديـر باإلدارة المركزيــة أو رتبـة تعادلهـا‪.‬‬
‫كما يتولى رئاسـة اللجنة الو ازريـة المشتركة ولمدة سنـة بالتناوب ممثل كل مصلحـة من المصالح المركزيـة‬
‫المشار إليها أعــاله (الضرائب الجمارك والتجــارة)‬
‫وتتولى كتابة هذه اللجنـة مصالح مديرية العمليـات الجبائيـة بالمديرية العامـة للضرائب بصفة دائمـة‪.‬‬
‫‪ 1-2‬مهـام اللجنة الوزاريـة المشتركـة‪:‬‬
‫تكلف الفرق المختلطـة للرقابـة على الخصوص بعمليات الرقابـة لدى األشخاص الطبيعيين أو المعنوييـن الذين‬
‫ينجزون عمليات االستيراد والتسويق بالجملـة أو التجزئـة وبصفـة عامـة لدى كل شخص ينشط ضمن الدورات‬
‫التجارية وهذا قصد التأكد من تطابق هذه العمليـات مع التشريعات الجبائيـة والجمركيـة والتجاريـة الجاري بهـا‬
‫العمـل‪.‬‬
‫كما تقوم ب ـ ـ ــ‪:‬‬
‫‪ -‬تنظم وتطور تداول المعلومـات بين المصالح التابعـة للهياكـل المركزيـة التي تتشكـل منها؛‬
‫‪ -‬تتصور وتقترح كل التدابيـر واإلجراءات التي من شأنهـا أن تطـور األعمـال ذات االهتمام المشترك؛‬
‫‪ -‬تنجـز األعمـال المشتركـة في مجـال الرقابـة؛‬
‫‪ -‬تنسق عمـل لجـان التنسيق الوالئيـة وتدرس الحصائل السداسيـة ألشغـال هاتـه اللجـان؛‬
‫‪ -‬تعـد حصيلـة سداسيـة عن أشغالهـا؛‬
‫‪ -‬يكلف كل عضو في الفرقـة المختلطـة للرقابـة بإتمام إجراءات الرقابـة والتسويـة؛‬
‫كما تجدر اإلشـارة إلى أن اللجنـة الو ازريـة المشتركة يمكنها االستعانة بأي شخص أو هيئة مؤهلـة لمعالجة‬
‫أية مسألة من المسائـل المطروحة أمام اللجنة؛‬
‫تجتمع اللجنـة مرة واحـدة على األقـل كل شهريـن باستدعاء من رئيسهـا وال يمكنها االنعقاد إال بحضـور‬
‫جميع األعضـاء؛‬
‫وبانعقادها يحـرر محضر من طرف كتابـة اللجنـة ترسـل نسخ منـه إلى الوزراء المعنييـن وأعضاء لجنـة‬
‫التنسيق الو ازريـة‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫‪41‬‬

‫‪ - 02‬لجـان التنسيـق الوالئيـة‪:‬‬


‫كما توجد لجان تنسيق وزارية‪ ،‬فان هناك لجان تنسيق والئية تضم أعضاء دائمين وأعضاء إضافيين‪.‬‬
‫‪ 1-2‬أعضـاء لجـان التنسيـق الوالئيـة‬
‫إذ تؤسس على مستـوى كل واليـة لجنـة تنسيق والئيـة بين الضرائب والجمارك والتجـارة مشكلـة من أعضـاء‬
‫دائميـن هم‪:‬‬
‫‪ -‬مدير الضرائب بالواليــة‪.‬‬
‫‪ -‬رئيس قطـاع مكافحة الغش أو رئيس مفتشيـة أقسام الجمارك بالواليـة‪.‬‬
‫‪ -‬مدير المنافسـة واألسعـار بالواليــة‪.‬‬
‫كما يمكن تعييـن أعضـاء إضافيين الذين يتم اختيارهم من طرف المدير العـام للضرائب والمدير العام‬
‫للجمارك والمفتش المركـزي للتحقيقات االقتصادية وقمع الغش‪ ،‬من بين الموظفيـن الذين لهم على األقـل‬
‫رتبـة نائب مديـر والئي أو رتبة تعادلهـا‪.‬‬
‫يتولى رئاسـة هذه اللجنـة ولمدة سنـة واحـدة بالتناوب ممثل مصلحـة من بين المصالح المذكورة‬
‫أع ــاله‪ ،‬وتتولى كتابـة اللجنـة مصالح مديرية الضرائب بصفـة دائمـة‬
‫‪ 2-2‬مهـام لجنـة التنسيق الوالئيــة‪:‬‬
‫نجد من بين المهام الموكلة لها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تتدخل الفرق المختلطـة للرقابـة بناءا على برنامج عمـل تضبطـه لجنـة التنسيق الوالئيـة كل ثالثة‬
‫(‪ )03‬أشهـر‪ ،‬وقد تكون هذه البرامج أوليـة أو إضافيـة مبلغة من طرف لجنـة التنسيق الوالئيـة؛‬
‫‪ -‬تضمن إرسـال المعلومات وتبادلهـا الفعليين بين مصالح اإلدارات المعنيـة على مستوى الواليــة؛‬
‫‪ -‬تضبط برنامج األعمـال المشتركة في مجـال الرقابـة؛‬
‫‪ -‬تسهر على إنجـاز برامج التدخـل؛‬
‫‪ -‬تطبق اإلجراءات المقررة بصفـة مشتركـة؛‬
‫‪ -‬تعـد حصيلـة سداسيـة عن أشغالهـا؛‬
‫‪ -‬القيام بالتدخالت واجـراء التحريات وضبط النتائج تبعـا لإلجراءات التشريعيـة والتنظيميـة الخاصـة بكل‬
‫إدارة؛‬
‫‪ -‬تقوم الفرق المختلطـة للرقابـة كل ثالثـة أشهـر بتقديـم عرض عن مدى إنجاز برامج التدخالت الموكلـة‬
‫إليها إلى رئيس لجنـة التنسيق الوالئي ــة‪.‬‬
‫تجتمع هذه اللجنة على األقـل كل شهريـن بحضور جميع األعضاء كما يمكنها االنعقاد في جلسات غير‬
‫عادية بناءا على طلب صريح من أحد أعضائها الثالث الدائمي ــن‪.‬‬
‫وبمجرد انعقاد الجلسـة يحرر محضر من طرف كتابـة اللجنـة‪ ،‬التي ترسل نسخـة منه إلى رئيس لجنـة التنسيق‬
‫الو ازريـة المشتركة والى أعضـاء لجنـة التنسيق الوالئيـة‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫‪42‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬استعراض نتائج الرقابة الالحقة وتحليلها‬


‫قبل استعراض نتائج الرقابة الالحقة على الغش والتهريب الجمركين ينبغي تعريف الغش والتهريب الجمركين‪":‬‬
‫‪ ‬الغش‪ :‬هو عملية مغالطة القوانين واألنظمة بهذه التملص من دفع الحقوق والرسوم الجمركية‬
‫المستحقة‪ ،‬ويعاقب على أعمال الغش والبضاعة التي تخفي الغش ودفع غرامات مالية وتساوي مرة‬
‫واحدة قيمة البضاعة المصدرة‪.‬‬
‫‪ ‬التهريب‪ :‬هو كل عملية إدخال واخراج البضاعة خارج المكاتب‪ ،‬إذن هو كل محاولة تصدير واستيراد‬
‫بدون تصريح تعتبر تهريب‪ ،‬ويعاقب على التهريب بالحبس من سنة إلى خمس سنوات وبغرامة مالية‬
‫تساوي خمس مرات قيمة البضاعة المصدرة أو المستوردة وذلك حسب نص المادة ‪ 2‬من األمر رقم‬
‫‪ 6-5‬المؤرخ في ‪ 23‬غشت ‪. 2005‬‬

‫‪42‬‬
‫الدراسة الميدانية لواقع الرقابة الجمركية في مكافحة الغش الجمركي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫اوال‪ :‬استعراض نتائج الرقابة الالحقة‬

‫جدول رقم ‪ :02‬الجدول يبين الرقابة الالحقة لمدة ‪ 5‬سنوات‬

‫النسبة‬ ‫مبلغ الغرامة (دج)‬ ‫نوع المخالفة‬ ‫نسبة عدد‬ ‫نسبة عدد‬ ‫عدد‬ ‫عدد‬ ‫السنوات‬
‫الملفات بالنسبة‬
‫)‪(%‬‬ ‫المخالفات‬ ‫المخالفات‬ ‫الملفات‬
‫عدد المخالفات‬
‫للمجموع‬ ‫المراقبة‬
‫)‪(%‬‬
‫(‪)%‬‬
‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪0.17‬‬ ‫‪20 296 949.06‬‬ ‫تحويل البضاعة عن مقصدها االمتيازي (نص المادة ‪ 325‬من قانون الجمارك)‬ ‫‪0.14‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪317‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪0.37‬‬ ‫‪45 142 023.00‬‬ ‫تحويل البضاعة عن مقصدها االمتيازي (نص المادة ‪ 325‬من قانون الجمارك)‬ ‫‪0.59‬‬ ‫‪0.08‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪310‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪0.07‬‬ ‫‪8 161 744.00‬‬ ‫تحويل البضاعة عن مقصدها االمتيازي (نص المادة ‪ 325‬من قانون الجمارك)‬ ‫‪0.04‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪0.37‬‬ ‫‪44 899 186.10‬‬ ‫‪ 03‬مخلفات‪ :‬تحويل البضاعة عن مقصدها االمتيازي (نص المادة‬ ‫‪0.21‬‬ ‫‪0.02‬‬ ‫‪09‬‬ ‫‪428‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪ 325‬من قانون الجمارك)‬
‫‪ 01‬مخلفات‪ :‬عدم تنفيذ التزام مكتتب (‪ 319‬من قانون الجمارك)‬
‫‪0.0002‬‬ ‫‪25 000.00‬‬
‫‪ 05‬مخلفات‪ :‬كل سهو او عدم صحة البيانات التي تتضمن‬
‫‪0.006‬‬ ‫‪800 000.00‬‬ ‫التصريحات الجمركية (‪ 319‬من قانون الجمارك)‬

‫‪100‬‬ ‫‪119 324 902,16‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪0.13‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪1307‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪ :‬من عداد الطالبين بناءا على المعلومات المقدمة من طرف مفتشية اقسام الجمارك لوالية ادرار‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الدراسة الميدانية لواقع الرقابة الجمركية في مكافحة الغش الجمركي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الشكل‪ :03‬يبين نسب مبلغ الغرامات‬ ‫الشكل‪ :02‬يبين نسب عدد المخالفات‬

‫‪45‬‬
‫الدراسة الميدانية لواقع الرقابة الجمركية في مكافحة الغش الجمركي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تحليل جداول نتائج الرقابة الالحقة‬


‫‪ -1‬تحليل جدول الرقابة الالحقة‬
‫الشيء المالحظ من خالل الجدول هو أنه عدد الملفات المراقبة امتازت بنوع من التذبذب من سنة إلى‬
‫أخرى‪ ،‬حيث أنه سجلت أقل عدد من الملفات المراقبة سنة ‪ ،2014‬وأكبر عدد من الملفات المراقبة هي سنة‬
‫‪ ،2018‬وهذا راجع إلى زيادة في عدد أعوان الرقابة‪ ،‬وهو ما سمح بمكافحة الغش من خالل تكثيف عمليات‬
‫الرقابة مقارنة بالسنوات السابقة‪.‬‬
‫بالنسبة للخانة المتعلقة بعدد المخالفات توضح عدد الملفات المخالفة مع العلم أن كل الملفات المراقبة هي‬
‫ملفات متعلقة بأصحاب المشاريع المستفيدين من االمتيازات الجبائية‪ ،‬السيما أنهم استفادوا من االمتيازات‬
‫المتعلقة بالحقوق والرسوم الجمركية‪ ،‬عند استراد البضاعة اثناء انشاء مشاريعهم التي أستفادوا منها عن طريق‬
‫الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‪ ،‬والوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‪ ،‬او في إطار القرض المصغر‪ ،‬في‬
‫كل مختلف الهيئات الداعمة‪.‬‬
‫حيث أن أغلب المخالفات التي توضحه الخانة المتعلقة بنوع المخالفة تتعلق بتحويل البضاعة عن‬
‫مقصدها االمتيازي‪ ،‬حيث أن هناك العديد من المستثمرين لما اقتنوا البضاعة تم تحويلها‪ ،‬أي أن صاحب‬
‫المشروع عند اقتناء حافالت أو شاحنات في إطار نشاط نقل المسافرين أو البضائع يتم تحويلها إلى جهات‬
‫أخرى‪ ،‬أو يقوم ببيعها مع العلم أنه ال يحق له بالتنازل أو البيع إال بعد مرور مدة اإلعفاءات القانونية‬
‫المحددة في العقد غالبا خمس سنوات من إنشاء المشروع‪ ،‬وبالتالي هنا تحويل البضاعة عن مقصدها‬
‫االمتيازي‪ ،‬كذلك من الممكن انه يمكن اقتناء تجهيزات في اطار نشاط الفالحة مثل وسائل النقل التي يتم‬
‫إقتنائها في إطار المستثمرات الفالحية‪ ،‬بعد ذلك يقوم المسثمر الفالحي بالتنازل عن المعدات الفالحية و‬
‫إستعمال السيارات أو العتاد المقتنى في إطار الفالحة واستعماله في نشاط أخر‪.‬‬
‫المالحظ أن أكبر عدد المخالفات بالنسبة لعدد الملفات المراقبة هي سنة ‪ ،2016‬بالرغم من أن سنة ‪2018‬‬
‫شملت أكبر عدد من الملفات المراقبة‪ ،‬إال أنها أتت بعد سنة ‪ ،2016‬وهذا يعود الى أنه في سنة ‪ 2016‬كان‬
‫هناك تهرب كبير من أصحاب المشاريع المستفيدة من االمتيازات الجبائية في هذا المجال‪ ،‬وبالتالي كانت‬
‫مخالفة تحويل البضاعة عن مقصدها االمتيازي عند سنة ‪ 2016‬مقارنة بالسنوات األخرى‪.‬‬
‫وهنا نتسائل عن أين هو دور الرقابة‪ ،‬ألن من المفترض أن دور الرقابة يظهر في تناقص عدد المخالفات من‬
‫سنة ألخرى‪ ،‬لكن الشيء المالحظ أنه ال شيء في سنة ‪ ،2014‬و‪ 06‬مخالفات سنة ‪ ،2015‬لكن إرتفعت‬
‫عدد المخالفات إلى ‪ 25‬في سنة ‪،2016‬‬
‫وبالتالي هنا ليس دور الجمارك لوحدها بل حتى دور الرقابة الداخلية للهيئات الداعمة‪ ،‬وتحميل المسؤولية‬
‫الشاملة لكل الهيئات المعنية بالتحقيق‪ ،‬ألنه إذا كانت فيه إجراءات ردعية من المفترض أنه عدد المخالفات‬
‫سيتناقص من سنة الخرى ‪ ،‬إال أن الشيء المالحظ كذلك هو أنه ال يخفي الدور اإليجابي لعملية الرقابة‬
‫الجمركية الالحقة لالمتيازات الجبائية‪ ،‬وهذا الدور يتضح جليا إذا ما قارنا سنة ‪ ، 2016‬مع سنة ‪ 2017‬وهو‬
‫‪50‬‬
‫الدراسة الميدانية لواقع الرقابة الجمركية في مكافحة الغش الجمركي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ما أدى إل إنخفاض في عدد المخالفات سنة ‪ 2017‬وهذا راجع إلى عملية الرقابة الالحقة لسنة ‪،2016‬‬
‫حيث أن اإلجراءات الصارمة التي طبقت سنة ‪ 2016‬هو ما أدى إلى إنخفاض عدد المخالفين سنة ‪،2017‬‬
‫وتناقصها في سنة ‪،2018‬ألنه يوجد ثالث حاالت فقط تتعلق بتحويل البضاعة عن مقصدها االمتيازي‪ ،‬بينما‬
‫خمسة حاالت متعلقة بكل سهوا او عدم صحة البينات وهذه ليست لها عالقة باالمتيازات وحالة وحيدة بعدم‬
‫تنفيذ التزام مكتتب‪ ،‬وهي األخرى ليست لها عالقة باالمتيازات‪.‬‬
‫بالنسبة لعدد الغرامات نالحظ أن أكبر عدد وهو يمثل الحقوق و السوم الجمركية الواجب إسترجاعها من‬
‫أصحاب المشاريع الملتزمة‪ ،‬ألن صاحب المشروع لما ال يلتزم بتعهداته نظير حصوله على االمتيازات فإنه‬
‫يتم سحب هذه االمتيازات كلية و بسحبها يتم إسترجاع الحقوق و الرسوم الجمركية التي تم إعفائه منها‪،‬‬
‫باإلضافة إلى الرسم على القيمة المضافة ‪ TVA‬المتعلقة باإلستيراد‪.‬‬
‫وهنا سجل أكبر عدد في سنة ‪ 2018‬بالرغم أن عدد المخالفات كانت ‪ ،09‬إال أن المبلغ المسجل كان يفوق‬
‫المبلغ المسجل سنة ‪ ،2016‬مع أنها سجلت أكبر عدد من المخالفات وهذا راجع إلى حجم البضاعة‬
‫المستوردة‪ ،‬ألن عدد المخالفين ‪ 25‬مخالف اإل أنه المواد المقتناة في إطار االمتيازات الجبائية مبالغها أو‬
‫قيمها ضعيفة مقارنة مع المبالغ ألن التجهيزات الثقيلة الحقوق و السوم الجمركية مرتفعة ألن قيمتها المادية‬
‫مرتفعة ‪ ،‬ولهذا نفسر مبلغ سنة ‪ ،2018‬مقارنة بسنة ‪ ،2016‬وكذلك سنة ‪ 2015‬سجل مبلغ معتبر مقدر ب ـ‬
‫‪ 20296949.06‬دينار جزائري‪ ،‬إذا ما قمنا بجمع المبالغ الغرامات وعدد الملفات المخالفة في أربع سنوات‬
‫محل المراقبة ‪ 42‬مخالفة نسبته‪ % 0.13‬من عدد الملفات المراقبة‪ ،‬وهو مبلغ معتبر جدا وهذا يكلف الخزينة‬
‫العمومية خسائر فادحة‪ ،‬وبالتالي نتسائل عن المغزى من االمتيازات الجبائية‪ ،‬وأين هي القيمة المضافة من‬
‫االمتيازات الجبائية‪ ،‬ونتسائل كذلك أين هو دور الهيئات الداعمة‪ ،‬الن الهيئات الداعمة همها الوحيد هو منح‬
‫االمتيازات فقط‪ ،‬وال تقوم بإجرات التكلفة المالية لهذه االمتيازات وتأثيرها على الخزينة أي ال يوجد هناك تقييم‬
‫مالي حقيقي لهذه االمتيازات و أثرها على الخزينة العمومية أو أثرها على حصيلة الحقوق الجمركية ألن‬
‫كذلك كل هذا المبلغ إذا ما قارناه كذلك بالحقوق و الرسوم الجمركية المحصلة يعتبر مبلغ معتبر‪ ،‬ألن هذا‬
‫المبلغ كان من المفروض أنه يحصل من طرف اإلدارة الجمركية لوال االمتيازات و بالتالي هذه المبالغ تشكل‬
‫مداخيل ضائعة فيما يخص الحقوق و الرسوم الجمركية‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫الدراسة الميدانية لواقع الرقابة الجمركية في مكافحة الغش الجمركي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ثانيا‪ :‬استعراض نتائج في إطار التهريب الجمركي‬

‫جدول رقم ‪ :03‬الجدول يبين التهريب لمدة ‪ 5‬سنوات‬

‫مالحظات‬ ‫النسبة ‪%‬‬ ‫مبلغ الغرامة(دج)‬ ‫التهريب‬ ‫النسبة ‪%‬‬ ‫مبلغ الغرامة (دج)‬ ‫مخالفات مكتب‬ ‫السنوات‬
‫‪0.119‬‬ ‫‪778 887 265.00‬‬ ‫‪136‬‬ ‫‪0.037‬‬ ‫‪2 645 025.46‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪0.285‬‬ ‫‪1 865 569 746.00‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪0.146‬‬ ‫‪10 381 822.70‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪0.018‬‬ ‫‪122 406 933.00‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪0.026‬‬ ‫‪1 875 000.00‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪0.42‬‬ ‫‪2 746 128 871.00‬‬ ‫‪156‬‬ ‫‪0.031‬‬ ‫‪2 227 417.00‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪0.156‬‬ ‫‪1 025 119 112.00‬‬ ‫‪149‬‬ ‫‪0.76‬‬ ‫‪53 924 140.22‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪6 538 111 945.00‬‬ ‫‪656‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪71 053 405,38‬‬ ‫‪244‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪ :‬من عداد الطالبين بناءا على المعلومات المقدمة من طرف مفتشية اقسام الجمارك لوالية ادرار‪.‬‬

‫مالحظة‪ - :‬مخالفات مكتب تكون داخل المكاتب الجمركية وتعتبر مخالفة فقط‪.‬‬

‫‪ -‬مخالفات خارج المكاتب الجمركية وتعتبر جريمة‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫الدراسة الميدانية لواقع الرقابة الجمركية في مكافحة الغش الجمركي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الشكل‪ :05‬يبين نسب مبالغ (التهريب)‬ ‫الشكل‪ :04‬يبين نسب مبالغ الغرامات (مخالفات مكتب)‬

‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2014‬‬


‫‪%4‬‬
‫‪2015‬‬
‫‪%14‬‬
‫‪%12‬‬
‫‪%16‬‬

‫‪2016‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪2017‬‬
‫‪%3‬‬

‫‪%28‬‬

‫‪%42‬‬

‫‪%2‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪%76‬‬

‫‪47‬‬
‫الدراسة الميدانية لواقع الرقابة الجمركية في مكافحة الغش الجمركي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -2‬تحليل جدول نتائج الرقابة على التهريب‬


‫الجدول التالي يمثل عدد المخالفات المسجلة نتيجة عملية المراقبة داخل المكاتب‪ ،‬باإلضافة إلى عدد‬
‫المخالفات المتحصل عليها نتيجة المراقبة خارج المكاتب الجمركية‪ ،‬بمعنى أنه المراقبة التي تتم داخل‬
‫المكاتب الجمركية هي مراقبة على الوثائق أي مراقبة وثائقية‪ ،‬و بالتالي تبين تهرب للمكلفين من دفع الحقوق‬
‫و الرسوم الجمركية بإخفاء جزء من مداخيلهم‪ ،‬هنا يتم إكتشاف هذه المخالفات فقط عن طريق الوثائق‪ ،‬و‬
‫ذلك بإخفاء مثال تخفيض القيمة المصرح بها‪ ،‬إنقاص كمية البضائع المصرح بها مما يؤدي إلى نقصان‬
‫القيمة في هذه البضائع‪ ،‬أما المخالفات المكتشفة خارج المكاتب الجمركية فهي المخالفة التي يتم إكتشافها‬
‫على أرض الميدان بالضبط هي كل المخالفات التي تكون أغلبها سجلت عند الرقابة عند النقاط الحدودية‬
‫سواء النقطة الحدودية برقان‪ ،‬أو برج باجي المختار‪ ،‬أو تيمياوين‪ ،‬هنا يتم ضبط أو محاربة التهريب ‪ ،‬وهو‬
‫ما يفسر ارتفاع المبالغ المتعلقة بالتهريب‪ ،‬حيث أن أغلب عمليات التهريب كانت تهريب المواد البترولية‬
‫(بنزين‪ ،)...‬أو المواد الغذائية األساسية التي يتم تهريبها الى الدول المجاورة‪ ،‬كذلك نالحظ من خالل أعداد‬
‫المخالفات أكبر عدد سجل سنة ‪ 2015‬ب ـ ‪ 67‬مخالفة وهي مخالفات وثائقية وسجلت اقلها سنة ‪،2014‬‬
‫وهذا راجع الى نفس المالحظة التي سجلناها في نتائج الجداول السابقة نسجلها كذلك في هذا الجدول اال‬
‫وهي اين هو دور الرقابة؟ أي انه إذا كانت فيه رقابة فعالة ال يكون فيه ارتفاع المخالفات من سنة الى‬
‫أخرى‪ ،‬وبالتالي يجب ان تكون هناك إجراءات ردعية‪.‬‬
‫اما بالنسبة لمبلغ الغرامات فقد قدر أكبر مبلغ من الغرامات سنة ‪ 2018‬بالرغم من ان ‪ 2016‬سجلت اعلى‬
‫نسبة من عدد المخالفات‪ ،‬وهذا راجع الى حجم واهمية العمليات التي ارتكبت فيها المخالفة من طرف‬
‫المخالفين سنة ‪.2018‬‬
‫فيما يخص المخالفات خارج المكاتب الجمركية نفس الشيء سجلنا أكبر مبلغ من الغرامات كان سنة‬
‫‪ 2018‬وذلك بمبلغ معتبر جدا جدا وهو ‪ 1025119112.00‬دج أي ما يعادل ‪ 100‬مليار سنتيم‪ ،‬كذلك‬
‫سجل مبلغ ‪ 10381822.70.00‬دج سنة ‪ 2015‬بالنسبة للمخالفات داخل مكتب وهو نفس العدد الذي‬
‫سجل سنة ‪ ،2018‬باإلضافة كذلك الى التقارب في المبالغ‪ ،‬وهذ يرجع الى ان كانت فيه فعالية في الرقابة‬
‫في سنتي ‪ 2015‬وسنة ‪ ،2018‬وبالتالي تم استرجاع مبالغ معتبرة للخزينة العمومية وهو ما من شأنه ان‬
‫يدعم الخزينة العمومية وحصيلة الحقوق والرسوم الجمركية‪ .‬ونخلص من خالل هذا الجدول الى ان هناك فيه‬
‫فعالية سواءا في مكافحة التهريب داخل المكاتب الجمركية وذلك من خالل مراقبة الوثائق‪ ،‬وفيه كذلك إرادة‬
‫واضحة من طرف أعوان الرقابة الالحقة في محاربة عملية التهريب والتي تنخر االقتصاد الوطني وتفوت‬
‫على الدولة مداخيل هامة‪ ،‬كذلك من ضمن األسباب التي أدت الى ارتفاع المبالغ هو تشديد الدولة الخناق‬
‫على التهريب الضريبي سواءا من الرقابة الجمركية او رقابة االعوان األمنية المتمثلة في الجيش الوطني‬
‫الشعبي‪ ،‬باإلضافة الى تشديد او رفع الغرامات الى اقصى ما يمكن لمحاربة هاته الظاهرة‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫الدراسة الميدانية لواقع الرقابة الجمركية في مكافحة الغش الجمركي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ثالثا‪ :‬استعراض نتائج في إطار الفرقة المختلطة‬

‫جدول رقم ‪ :04‬الجدول يبين في إطار الفرقة المختلطة لمدة ‪ 5‬سنوات‬

‫المالحظة‬ ‫النسبة ‪%‬‬ ‫مبلغ المخالفة (دج)‬ ‫نوع المخالفة‬ ‫نسبة عدد‬ ‫نسبة عدد المخالفات‬ ‫عدد‬ ‫عدد‬ ‫السنوات‬
‫المخالفات ‪%‬‬ ‫‪ /‬نسبة التدخالت‪%‬‬ ‫المخالفات‬ ‫التدخالت‬
‫‪0.71‬‬ ‫‪75 815 856.00‬‬ ‫‪ 07‬ضرائب‬ ‫‪0.16‬‬ ‫‪0.20‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪226‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪0.02‬‬ ‫‪2 782 441.00‬‬ ‫‪ 38‬تجارة‬
‫‪0.002‬‬ ‫‪2 67 437.00‬‬ ‫‪ 20‬ضرائب‬ ‫‪0.19‬‬ ‫‪0.46‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪113‬‬ ‫‪2015‬‬

‫‪0.011‬‬ ‫‪1 203 073.40‬‬ ‫‪ 32‬تجارة‬


‫‪0.012‬‬ ‫‪1 366 754.00‬‬ ‫‪ 10‬ضرائب‬ ‫‪0.23‬‬ ‫‪0.32‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪197‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪ 54‬تجارة‬

‫‪0.17‬‬ ‫‪18 691 792.40‬‬ ‫تجارة‬ ‫‪0.22‬‬ ‫‪0.26‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪231‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪0.058‬‬ ‫‪6 334 334.96‬‬ ‫تجارة‬ ‫‪0.17‬‬ ‫‪0.48‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪106461688,8‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪0.31‬‬ ‫‪270‬‬ ‫‪865‬‬ ‫المجموع‬

‫ا لمصدر‪ :‬من عداد الطالبين بناءا على المعلومات المقدمة من طرف مفتشية اقسام الجمارك لوالية ادرار‪.‬‬

‫مالحظة‪ - :‬مخالفات الضرائب تتعلق برقم اعمال مخفي‪.‬‬

‫‪ -‬مخالفات التجارة تتعلق بالبيع والشراء بدون فوترة‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫الدراسة الميدانية لواقع الرقابة الجمركية في مكافحة الغش الجمركي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الشكل‪ :07‬يبين نسب مبالغ المخالفات‬ ‫الشكل رقم‪ :06‬الشكل يبين نسب عدد المخالفات‬

‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬

‫‪2018‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪%20‬‬ ‫‪%20‬‬
‫‪2018‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪%17‬‬ ‫‪%16‬‬

‫‪2015‬‬
‫‪%20‬‬
‫‪2017‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪%20‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪%23‬‬

‫‪2016‬‬
‫‪2016‬‬ ‫‪%24‬‬
‫‪%20‬‬

‫‪49‬‬
‫الدراسة الميدانية لواقع الرقابة الجمركية في مكافحة الغش الجمركي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -3‬تحليل جدول نتائج الرقابة في اطار الفرقة المختلطة‬


‫يوضح هذا الجدول عدد التدخالت التي تمت في إطار الفرق المختلطة (تجارة‪ ،‬ضرائب‪ ،‬جمارك) كما‬
‫يوضح عدد المخالفات ونوع هاته المخالفة اين تم تسجيلها في قطاع باإلضافة الى مبلغ الغرامات الناتج عن‬
‫هاته المخالفات‪.‬‬
‫بالنسبة لعدد التدخالت هنا نالحظ ان عملية التدخالت سجلت ارقام متفاوتة من سنة الى اخرى حيث‬
‫سجلت اكبر نسبة من التدخالت في سنة ‪ ،2014‬اما اقل نسبة او اقل عدد من التدخالت سجل في سنة‬
‫‪ ،2018‬هنا نتسائل السبب الرئيسي الذي جعل عدد التدخالت تقل من سنة الى اخرى او كانت بسب‬
‫متفاوتة‪ ،‬لربما هذا يرجع الى نقص التنسيق او التداخل اعمال موظفين التجارة او الضرائب او الجمارك‬
‫توقيتات مختلفة‪ ،‬من الممكن انه في بعض االحيان تكون العوان التجارة الوقت الكافي في الوقت الذي تكون‬
‫فيه اعوان الجمارك او اعوان الضرائب منهمكين بالقيام بمهام اخرى داخل مديرياتهم‪ ،‬وبالتالي هذا ما يعرقل‬
‫او يحد من تنفيذ برامج التدخالت‪.‬‬
‫اما بالنسبة لعدد المخالفات نالحظ أنه سجل عدد معتبر مقارنة بعدد التدخالت ما نسبته ‪ ،% 31‬أي أن‬
‫أغلب التدخالت سجلت المخالفات الن النسب تتراوح ما بين ‪ %20‬الى ‪ ،%48‬أي أنها تقترب من النصف‪،‬‬
‫بمعنى فيه معايير التي على أساسها يتم التدخل جد إجابيه وموفقة الى حد كبير‪ ،‬الن برنامج التدخالت يتم‬
‫اعداده وفقا لتخطيط مسبق وهنا يوضح ان التخطيط من طرف الفرق المختلطة او المعايير التي تم على‬
‫أساسها عملية التدخالت كانت موفقة الى حد بعيد ذلك الن اغلب الملفات التي تمت مراقبتها سجلت‬
‫مخالفات وهذه النقطة تحسب للفرق المختلطة‪ .‬وهذا يرجع انه يوجد تكامل الن كل عون هو أدرى في مجال‬
‫اختصاصه‪ ،‬وبالتالي توجد فعالية بالنسبة للفرق المختلطة‬
‫اما فيما يخص نوع المخالفات كل المخالفات المسجلة تقريبا سجلت في جانبي الضرائب والتجارة مع العلم‬
‫انه سجلت أكبر عدد من المخالفات في الجانب التجاري وهو متعلق بعملية البيع والشراء بدون فوترة‪ ،‬وهذا‬
‫تهربا من دفع الضرائب وتهربا من دفع الحقوق والرسوم الجمركية كذلك تهربا من التزاماتهم من طرف مديرية‬
‫التجارة‪.‬‬
‫اما بالنسبة للمبالغ الغرامات الشيء المالحظ الذي نستنتجه من هذا الجدول تؤكد ما استنتجناه في الجدول‬
‫السابق وهو ان اغلب الغرامات المرتفعة سجلت من جانب الضرائب كانت معتبرة جدا السيما سنة‬
‫‪2014‬الذدي كان تقريبا ‪ 75815856.00‬دج اذا ما قرنناه بالقيم المتعلقة بالتجارة لربما نجمع كل مبلغ‬
‫الغرامات ال تعادل ما جاء في المخالفات الضريبية فقط لوحداه سنة ‪ ،2014‬و بالتالي نالحظ أن أكبر مبلغ‬
‫من الغرامات سجل في الضرائب‪ ،‬و هذا يرجع إلى عدم إلتزام المستثمرين بتعهداتهم الجبائية وهذا راجع إلى‬
‫ارتفاع قيمة البضاعة وحقوقها الجبائية‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫الدراسة الميدانية لواقع الرقابة الجمركية في مكافحة الغش الجمركي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالصة الفصل‬
‫من خالل الفصل التطبيقي وبعد الوقوف على نتائج الرقابة الالحقة التي تمت في اطار الفرق المختلطة‬
‫ونتائج الرقابة التي تمت من طرف أعوان الرقابة الالحقة ونتائج الرقابة على عملية التهريب الجمركي وقفنا‬
‫على مجموعة من النتائج في هذا الفصل التطبيقي‪ ،‬من ضمن اهم النتائج التي وقفنا عليها هو ان هناك‬
‫فعالية في الرقابة الجمركية الالحقة التي تتم في اطار الفرق المختلطة (تجارة‪ ،‬ضرائب‪ ،‬جمارك) وهذا يرجع‬
‫الى جودة انتقاء الملفات في هذا االطار‪ ،‬ويرجع كذلك الى معرفة أعوان الضرائب بأهم الثغرات الجبائية التي‬
‫يمكن ان يرتكبها المستفيدون باإلضافة الى جودة أعوان التجارة التي تسمح لهم باكتشاف األخطاء او معرفة‬
‫األخطاء التي قد يرتكبها التجار‪.‬‬
‫كما تم الوقوف على اإلجراءات العملية والتي تتم من طرف أعوان الرقابة الالحقة في اطار عملية‬
‫الرقابة‪ ،‬وتبدا بمرحلة االستعالمات وذلك بالحصول على المعلومات الكافية حول األشخاص محل الرقابة‪،‬‬
‫ويتم الحصول على هذه المعلومات من طرف مديرية الضرائب و كذلك الهيئات الداعمة لالستثمار وكذلك‬
‫الحصول على المعلومات من مديرية التنظيم والشؤون العامة‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫الخاتمة‬
‫المقــــــــــــدمة‬

‫الخاتمة‬
‫إن دور الرقابة الجمركية في مكافحة الغش الجمركي بمختلف أنواعه تطرح عدة مشاكل منذ وقت طويل‪،‬‬
‫وهي تشكل انشغالا كبي ار بالنسـبة لإلدارة الجمركية‪ ،‬ويعود مرد هذا النشغال إلى التهديدات التي يطرحها على‬
‫كـل المسـتويات وخاصة القتصادية منها‪ ،‬وما يالحظ في السنوات األخيرة بالجزائر أن إعـادة تنظـيم التجـارة‬
‫الخارجية ورفع الحتكار عنها من طرف الدولة‪ ،‬قد أدى إلى تغيير كبير في تطور أنواع الغـش التجاري‪،‬‬
‫حيث سجل وبصورة واضحة تناقص أعمال التهريب الجمركي وفي المقابـل ارتفـاع متزايد للغش التجاري على‬
‫مستوى المكاتب الجمركية أي التصريحات المـزورة ‪ ،‬وهـذا الت ازيـد المستمر فرض على إدارة الجمارك تبني‬
‫سياسة فعالة في مجال مكافحة الغش‪ ،‬هذه األخيرة التي ترتكز على منظومة قانونية وتعتمد على وسائل‬
‫بشرية ومادية وكذا إجراءات مختلفة لتجسـيدها على أرض الواقع‬
‫النتائج‪:‬‬
‫تكييف إدارة الجمارك مع اقتصاد السوق‪ ،‬يتطلب تنظيم محكم و سياسة جمركيـة جيـدة‪ ،‬تسمح لها بأن تؤدي‬
‫بالدرجة األولى دور اقتصادي من أجل تلبية متطلبات اقتصاد السـوق‪ ،‬ثـم يليه الدور الجبائي من أجل تحقيق‬
‫إيرادات خزينة الدولة‪ ،‬كما يجب أن يكون لها تدخل سـريع و مرن‪ ،‬بهدف المساهمة أكثر في تسهيل حركات‬
‫السلع و المنتجات و التقليل من أعمال الغش و التدليس‪ ،‬و بالتالي السماح لقطاع التجارة الخارجية أن يلعب‬
‫دوره بالتنمية القتصادية للبالد‪.‬‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫‪ -‬التبسيط و التسهيل األكثر لإلجراءات الجمركية التي ستبقى قي المقابل في حدود مناسبة مع حماية‬
‫مصالح الخزينة و ممارسة وظائف المراقبة المخولة إلى الجمـارك و هـذا للتخفيض من تكاليف هذه‬
‫اإلجراءات و تقليص آجال مكوث البضائع فـي المخـازن و مساحات اإليداع المؤقت مما يساهم في إنعاش و‬
‫تطوير المبادلت؛‬
‫‪ -‬ضرورة التعايش مع النظام العالمي الجديد بصفة عامة و النظام التجاري الدولي بصفة خاصة‪ ،‬نستفيد من‬
‫إيجابياته و تقلل قدر اإلمكان من سلبياته؛‬
‫‪ -‬إن اإلدارة الجمركية عليها أن تواجه تحديات كبيرة تفرضها التطورات القتصادية التـي يشهدها عالمنا اليوم‬
‫وحتى تتمكن من مواجهة هذه التحـديات ‪ ،‬ل بـد و أن تتحـرك بصـورة ديناميكية ‪ ،‬و بنشاط استثنائي شامل‪،‬‬
‫يتعلق بمتابعة تحديث إدارتها ‪ ،‬و بتخفيض تعريفتها ‪ ،‬و تبسيط إجراءاتها‪.‬‬
‫ق ائمة المراجع‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫الكتب‬

‫‪ -1‬حمدي سلیمان القبیالت ‪ ،‬الرقابة االداریة والمالیة على األجهزة الحكومیة‪ ،‬مكتبة دار الثقافة ‪،‬األردن‪،‬‬
‫‪. 1998‬‬
‫‪ -2‬قشقوش هدى حامد‪ ،‬الجرمیة المنظمة (القواعد الوضوعیة واإلجرائیة والتعاون الدولي)‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربیة‪ ،‬القاهرة مصر‪ ،‬ط‪ ،1‬سنة ‪.1905‬‬
‫االطروحات‬
‫‪ -3‬بخاري هشام‪ ،‬الوناسي رشید‪ ،‬النظام الجمركي الجزائري و مستقبله في ظل اإلنفتاح االقتصادي‪ ،‬مذكرة‬
‫ماستر علوم اقتصادیة تخصص اقتصادیات مالیة و بنوك‪ ،‬جامعة أوكلي أوالحاج – البویرة‪ ،‬السنة ‪-2014‬‬
‫‪.2015‬‬
‫‪ -4‬زاید مراد‪ ،‬دور الجمارك في ظل اقتصاد السوق(حالة الجزائر)‪،‬أطروحة دكتوراه في العلوم االقتصادیة‪،‬‬
‫فرع التسییر‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2006-2005 ،‬‬
‫‪ -5‬بومعقل إبراهیم‪ ،‬التعاون الجمركي في مكافحة الجریمة المنظمة‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬تخصص قانون عام‬
‫لألعمال‪ ،‬كلیة الحقوق والعلوم السیاسیة‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح – ورقلة‪ ،‬السنة ‪. 2016/2015‬‬
‫التقارير‬
‫‪ -6‬عكوش رشید‪ ،‬الرقابة الالحقة كوسیلة لمكافحة الغش‪ ،‬المدرسة الوطنیة لإلدارة‪ ،‬مدیریة التربصات‪ ،‬فرع‬
‫ادارة الجمارك‪ ،‬الدفعة ‪ ،42‬السنة ‪.2009/2008‬‬
‫‪ -7‬المادة ‪ 05‬من القانون‪ 10-98 ،‬المؤرخ في ‪ 22‬أوت ‪ ،1998‬المعدل و المتمم‪ ،‬للقانون ‪07-79‬‬
‫المؤرخ في ‪ 21‬جویلیة ‪ ،1979‬المتضمن قانون الجمارك الجزائریة‪.‬‬
‫المراجع باللغة االجنية‬
‫‪Mr A C DJEBARA (Ancien directeur général des douanes) , LE TRAITEMENT‬‬
‫‪DOUANIER ET JUDICIAIRE DE LA CONTREFACON DE MARQUE , une‬‬
‫‪contribution présentée lors des assises du séminaire relatif au droit douanier‬‬
‫‪organisé par la cour suprême le 11/03/03 .‬‬
‫المالحق‬
‫الملحق رقم ‪01‬‬
‫الجمهوريــــة الجزائريــــــة الديمقراطيــــة الشعبيــــة‬

‫وزارة المالية‬
‫المديرية العامة للجمارك‬
‫مديريـة الرقابـــة الالحقة‬
‫المصلحة الجهوية للرقابة الالحقة ببشار‬
‫قطـــاع نشـــاط الرقابة الالحقة بـــأدرار‬

‫محضـــــــــر معـــــــــاينة‬
‫في يوم الثالثاء الموافق للثاني من شهر أكتوبر من سنة ألفين و ‪ ..........‬وعلى الساعة التاسعة‬
‫صباحا‪ ،‬وبمقر قطاع النشاط للرقابة الالحقة بأدرار المتواجد على مستوى مفتشية أقسام الجمارك‬
‫بأدرار‪ ،‬وبأمر من السيد المدير العام للجمـارك الذي يوجد مقره المركزي بـ ‪ 12‬شارع محمد‬
‫خميستي بالجزائر العاصمة‪ ،‬وطبقا ألحكــــــام المواد ‪-258-254-252-250-241-240-48-05‬‬
‫‪ 336-325-303-292-281-272-265-262-261-260-259‬وما يليها من قانون الجمارك‪،‬وفي‬
‫إطار الرقابة الالحقة لمدى التزام المدعو ‪ ......... :‬بتنفيذ تعهداته المكتتبة‪ ،‬استنادا إلى مقرر منح‬
‫المزايا رقم‪ ......../01/0057/0 :‬المؤرخ في ‪، ...../03/16‬قمنا نــــــــحن السادة الموقعون‬
‫أدنـــــــــاه‪ ،............. ،............. :‬على التوالي مفتش رئيسي‪ ،‬ضابط فرق‪،‬بصفتنا رئيس قطاع‬
‫نشاط الرقابة الالحقة للجمارك بأدرار ‪،‬محقق بقطاع نشاط الرقابة الالحقة للجمارك بأدرار‪،‬بمراقبة‬
‫مدى التزام هذا األخير بالتزاماته القانونية‪ ،‬في عدم تحويل الحافلتين عن مقصدهما االمتيازي‪،‬‬
‫وإثباتا لذلك قمنا بتحرير المحضر التالي‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬عن هوية المخالف‬
‫االسم واللقب ‪................ :‬‬
‫تاريخ ومكان االزدياد ‪............................................:‬‬
‫و ‪. ......................‬‬ ‫ابن ‪........... :‬‬
‫الحامل لبطاقة التعريف الوطنية رقم ‪ ...................:‬الصادرة بتاريخ ‪ 2018/02/12‬عن بلدية‬
‫‪..........................‬‬
‫العنوان ‪ .................................. :‬تيميمون أدرار‪.‬‬
‫المهنة ‪ :‬نقل جماعي للمسافرين في المناطق الحضرية وضواحيها ومابين الواليات ‪.‬‬
‫السجل التجاري رقم‪..................................... :‬‬
‫التعريف الجبائي رقم‪.........................1 :‬‬
‫المقر االجتماعي‪...................................... :‬‬
‫الملحق رقم ‪01‬‬

‫ثانيا ‪ :‬عرض الوقائع‬


‫في إطار الرقابة الالحقة المخولة قانونا ألعوان قطاع النشاط للرقابة الالحقة بأدرار ‪،‬قمنا‬
‫بمقر قطاع نشاط الرقابة الالحقة بأدرار ‪،‬ومن خالل مراقبة مدى التزام المدعو‪................ :‬‬
‫بتعهداته المكتتبة‪ ،‬استنادا إلى مقرر منح المزايا رقم‪ .........../01/0057/0 :‬المؤرخ في‬
‫‪ ......./03/16‬الصادر عن الشباك الوحيد الالمركزي بأدرار للوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‬
‫بأدرار‪ ،‬والذي بموجبه قام المدعو ‪ ........... :‬باقتناء حافلتين وفق التصريح الجمركي رقم ‪11969:‬‬
‫المؤرخ في ‪ ............../08/04‬المسجل بمكتب الجمارك ببومرداس تحت البند التعريفي‬
‫‪ 87021090‬بقيمة لدى الجمارك تقدر ب‪ 13.635.314.00:‬دج بإعفاء كلي من الحقوق والرسوم‬
‫الجمركية‪.‬‬
‫حيث انه بتاريخ ‪ ........./06/14‬بموجب اإلرسالية رقم‪، 141:‬راسلنا مديرية النقل بأدرار‬
‫قصد تحديد فيما إذا كان المتعامل االقتصادي شارف قادة يزاول نشاط نقل المسافرين ‪،‬حيث جاء رد‬
‫مديرية النقل بموجب إرسالية رقم‪ ..........:‬بتاريخ ‪ ............/06/25‬أن المتعامل االقتصادي يمارس‬
‫نشاط نقل المسافرين منذ ‪ ........./08/20‬على خط ادرار – تلمسان ‪.‬‬
‫حيث أنه بتاريخ ‪ ........../06/26‬راسلنا المحطة البرية سوقرال بأدرار ‪،‬بموجب إرسالية‬
‫رقم‪ 153 :‬قصد تحديد فيما إذا كان يشتغل نشاط نقل المسافرين على مستوى محطة سوقرال‬
‫بأدرار‪،‬فجاء ردها بموجب إرسالية رقم‪ 184 :‬بتاريخ ‪ ،........./06/26‬أن المعني كان يزاول نشاط‬
‫نقل المسافرين على خط ادرار‪ -‬تلمسان‪ ،‬بموجب عقد رقم‪ ................. :‬بتاريخ ‪....../08/25‬‬
‫‪،‬وأخر رحلة له كانت بتاريخ ‪........./11/12‬‬
‫حيث انه بتاريخ ‪ ....../06/26‬تم مراسلة مصلحة التنظيم والشؤون العامة بوالية ادرار‬
‫بموجب اإلرسالية رقم ‪ .........‬قصد موافاتنا بالملف القاعدي للحافلتين‪ ،‬أين أفادتنا هذه المصلحة‬
‫بموجب اإلرسالية رقم‪ 403:‬بتاريخ ‪ ............/06/27‬بان الملف القاعدي للحافلتين قد حول إلى‬
‫والية ‪...............‬‬
‫حيث انه بتاريخ ‪ ........./06/14‬راسلنا مديرية الضرائب لوالية ادرار بموجب إرسالية‬
‫رقم‪ 140:‬قصد تحديد فيما إذا كان المدعو‪ ................ :‬قد تنازل عن الحافلتين السالفتي الذكر‬
‫‪،‬وافتنا بموجب اإلرسالية رقم‪ 233:‬بتاريخ ‪ ........../07/08‬أن السيد‪ ........ :‬صرح لدى مصالح‬
‫الضرائب بأدرار بالتنازل عن الحافلتين بتاريخ ‪. .........../11/16‬‬
‫حيث انه بتاريخ ‪ ........../07/01‬راسلنا رئيس قطاع النشاط للرقابة الالحقة ‪ ........‬وفق‬
‫إرسالية رقم ‪ 159:‬قصد موافاتنا بالملف القاعدي للحافلتين ‪،‬فوافانا بالملف القاعدي بموجب‬
‫اإلرسالية رقم‪ 411:‬بتاريخ ‪، ........../08/28‬يتضمن تصريحين بالبيع‪ :‬األول رقم ‪ ....../189‬بتاريخ‬
‫‪ ....../02/07‬الخاص بالحافلة ذات الرقم التسلسلي في الطراز ‪ LKLR1HSJ0EB.‬الحاملة لرقم‬
‫التسجيل ‪ ،03591-400-01‬والثاني رقم ‪ ......./190‬بتاريخ ‪ ....../02/07‬الخاص بالحافلة ذات‬
‫الملحق رقم ‪01‬‬
‫الرقم التسلسلي في الطراز ‪ LKLR1HSJ2EB‬الحاملة لرقم التسجيل ‪،03592-400-01‬بين البائع‬
‫شار‪..............‬والمشتري ‪ ...............‬ابن ‪ ........‬و ‪ ..........‬المولود في ‪....../06/27‬‬
‫‪،........‬الجنسية جزائرية‪،‬المهنة‪:‬نقل المسافرين‪.‬‬
‫وللوقوف على الوضعية القانونية لهذا الترخيص بالبيع ‪،‬راسلنا الوكالة الوطنية لتطوير‬
‫االستثمار بأدرار بموجب إرسالية رقم‪ 167 :‬بتاريخ ‪، ......../07/09‬حيث كان مضمون ردها بموجب‬
‫إرسالية رقم‪ 238 :‬بتاريخ ‪ ........./07/09‬مفاده أن المدعو‪ ...... :‬لم يتحصل على ترخيص بالتنازل‬
‫عن الحافلتين من طرف الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار بأدرار‪.‬‬
‫حيث انه في هذه الحالة فان المدعو ‪ ......‬ملزم بإعادة الحقوق الجمركية الواجبة األداء‬
‫المتعلقة بالحافلتين موضوع التنازل قبل مدة االهتالك الكامل المحددة بخمس سنوات‪،‬في ظل محتوى‬
‫التعليمة رقم ‪ 22/05‬المؤرخة في ‪ ،....../10/19‬المتعلقة بعدم التنازل الخاص بالمركبات المكتسبة‬
‫في إطار الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار ‪ ،‬الصادرة عن وزارة الداخلية والجماعات المحلية ‪،‬التي‬
‫تلزم بتقديم شهادتين إلى مصالح التنظيم والشؤون العامة الشهادة األولى إعادة الرسم على القيمة‬
‫المضافة صادرة عن إدارة الضرائب و الثانية إعادة الحقوق الجمركية صادرة عن إدارة الجمارك ‪،‬‬
‫من اجل رفع إجراء عدم التنازل ‪ ،‬في حالة التنازل عن المركبات قبل مدة االهتالك الكامل للمركبات‬
‫المحددة بخمس سنوات‪ ،‬وعلى هذا األساس تم استدعاء المدعو‪ .......... :‬بموجب استدعاء رقم‪:‬‬
‫‪ 180‬بتاريخ ‪. ............./07/23‬‬
‫حيث تقدم السيد‪ :‬شارف ‪ .......‬إلى مقر قطاع نشاط الرقابة الالحقة بأدرار يوم‬
‫‪، ......../08/28:‬وفي رده على السؤال رقم ‪ 08‬من محضر السماع المؤرخ في ‪ ، ....../08/28‬أجاب‬
‫في هذا الشأن انه قام بإرجاع االمتيازات الجبائية ‪،‬حيت تكفل مشتري الحافلتين السيد ‪،........‬‬
‫بموجب عقد وكالة رقم‪ ...../70:‬مؤرخة في ‪ ...../01/15‬بينهما بإرجاع الرسم على القيمة المضافة‬
‫على مستوى قباضة الضرائب تيميمون ‪ ،‬و الحقوق الجمركية على مستوى إدارة الجمارك‬
‫ببومرداس‪ ،‬ومن كال اإلدارتين تحصل على شهادة لرفع اليد ‪،‬حسب محضر سماع مؤرخ في‬
‫‪ ( ......./08/28‬نسخة مرفقة ) ‪ ،‬أين سلمنا فقط شهادة إرجاع الرسم على القيمة المضافة صادرة‬
‫عن إدارة الضرائب تيميمون ‪ ،‬ووعدنا بإحضار الشهادة المتبقية التي تثبت إعادة الحقوق الجمركية‬
‫الحقا ‪،‬إال انه لم يفي بوعده إلى يومنا هذا ‪،‬حيث لم يقدم ما يثبت دفع الحقوق والرسوم الجمركية‬
‫المستحقة‪ ،‬مما يثبت قيام المدعو‪ ............ :‬ببيع الحافلتين قبل إتمام إجراءات دفع الحقوق‬
‫الجمركية المستحقة استنادا إلى تاريخ التصريحين بالبيع رقم‪ ......./189:‬و ‪ ....../190‬المؤرخين‬
‫في ‪......../02/07‬‬
‫ثالثا‪ :‬تكييف المخالفة‬
‫إن قيام المدعو ‪ :‬شارف قادة بالتنازل عن الحافلتين الحاملتين للرقم التسلسلي في الطراز‪:‬‬
‫‪ LKLR1HSJ0EB‬و ‪ LKLR1HSJ2EB‬اللتان تم استيرادهما وفق التصريح الجمركي رقم‪:‬‬
‫‪ 11969‬المؤرخ في ‪ /08/04‬المسجل بمكتب الجمارك ببومرداس‪ ،‬تحت نظام الوضع لالستهالك‬
‫وفق التصريحين بالبيع رقم‪ ......./189 :‬و ‪ 2018......./190‬المؤرخين في ‪ ......./02/07‬دون‬
‫الحصول على الترخيص المسبق من إدارة الجمارك ‪،‬وكذا دفع الحقوق الجمركية الواجبة والحصول‬
‫على وثيقة رفع اليد التي تمنحها إدارة الجمارك في هذه الحالة ‪،‬باإلضافة إلى الترخيص المسبق من‬
‫طرف الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار الشباك الوحيد الالمركزي بأدرار والذي أكد على عدم‬
‫الترخيص ببيع الحافلتين وفق اإلرسالية رقم‪ 238:‬المؤرخة في ‪، ......./07/09‬يكون قد ارتكب‬
‫الملحق رقم ‪01‬‬
‫جنحة جمركية منصوص ومعاقب عليها بنص المادة ‪ 325‬فقرة د من قانون الجمارك و التى تنص‬
‫على‪:‬‬
‫تعد جنحا من الدرجة األولى في مفهوم هذا القانون أفعال االستيراد أو التصدير دون تصريح التي‬
‫تمت معاينتها خالل عملية الفحص أو المراقبة والمتمثلة في األفعال التالية ‪:‬‬
‫د‪ /‬تحويل بضاعة عن مقصدها اإلمتيازي ‪.‬‬
‫يعاقب على هذا اإلجراء بما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬مصادرة البضائع محل الغش والتي تخفي الغش ‪.‬‬
‫‪ -‬غرامة مالية تساوي قيمة البضاعة المصادرة والحبس من شهرين إلى ستة أشهر‪.‬‬
‫وعليه فان الغرامة الواجبة الدفع تكون محسوبة كما يلي ‪:‬‬
‫الغرامة المالية الواجبة الدفع = قيمة البضاعة ‪ +‬الحقوق الجمركية ‪+‬القيمة المضافة‬
‫‪4.090.594.20+‬دج ‪+‬‬ ‫الغرامة المالية الواجبة الدفع = ‪13.635.314.00‬دج‬
‫‪3.013404.40‬دج‪.‬‬
‫الغرامة المالية واجبة الدفع = ‪ 20.739.312.60‬د ج ‪.‬‬
‫ونظرا لعدم التمكن من حجز الحافلتين محل الجنحة وإعماال بنص المادة ‪ 336‬فان المخالف‬
‫ملزم بدفع قيمة الحافلتين لتحل محل المصادرة والمقدرة بـ‪ 20.739.312.60 :‬د ج‪.‬‬
‫وعليه فالغرامة المالية اإلجمالية واجبة الدفع تساوي ‪:‬‬
‫‪ 20.739.312.60‬د ج ‪ 20.739.312.60 +‬د ج = ‪41.478.625.20‬دج‪.‬‬

‫وبلغة األحرف فان الغرامة المالية اإلجمالية واجبة الدفع ‪ :‬واحد وأربعون مليون وأربعة مئة‬
‫وثمانية وسبعون ألف وستة مئة وخمسة وعشرون دينار وعشرون سنتيم‬
‫رابعا ‪ :‬شكليات إقفال المحضر‬
‫استكماال لإلجراءات القانونية تم استدعاء المدعو‪ .................. :‬بموجب االستدعاء األول‬
‫رقم‪ 180 :‬بتاريخ ‪ ............‬الذي حضر أين تم تحرير محضر سماع له ‪.‬‬
‫كما تم استدعائه وفق االستدعاءان األول رقم‪ 230:‬بتاريخ ‪ ....../09/16‬و الثاني رقم‪239:‬‬
‫بتاريخ ‪ ......./09/23‬قصد اطالعه على المخالفة التي ارتكبها إال انه لم يحضر‪.‬‬
‫وإعماال بنص المادة ‪ 252‬من قانون الجمارك وعلى اعتبار أن المدعو ‪ .........‬لم يحضر عملية تحرير المحضر تم تعليق نسخة من‬
‫هذا المحضر على الباب الخارجي لمكتب الجمارك بأدرار‪.‬‬

‫اقفل هذا المحضـــــر في اليوم و الشهر و السنة المذكوريـن أعاله‪ ،‬على الساعة العاشرة صباحا دون حذف أو شطب أو زيادة على‬
‫ظهر الصفحة ‪.‬‬

‫المخالف‬ ‫األعوان المحررون‬


:‫الملخص‬

‫كنا نهدف من خالل هذه الدراسة إلى الوقوف على واقع الرقابة الجمركية الالحقة ودورها في‬
‫ وهذا باستخدام معطيات نتائج الرقابة الالحقة في إطار الفرق المختلطة‬،‫مكافحة الغش الجمركي‬
‫باإلضافة إلى نتائج الرقابة الالحقة من طرف قطاع نشاط الرقابة الالحقة بمفتشية أقسام‬
‫الجمارك؛ ولقد خلصنا إلى أن للرقابة الجمركية دور مهم وفعال في مكافحة الغش والتهريب‬
.‫الجمركيين‬
.‫ إدارة الجمارك‬،‫ الرقابة الجمركي‬،‫ الغش الجمركي‬:‫الكلمات المفتاحية‬

Résumé

L’objectif de cette étude était de déterminer la réalité des contrôles


douaniers ultérieurs et son rôle dans la lutte contre la fraude douanière, en
utilisant les données des résultats du contrôle ultérieur dans le cadre des
équipes mixtes en plus des résultats du contrôle ultérieur par le secteur de
l’activité de contrôle ultérieure dans l’inspection des douanes.

En fin, il s’agit donc que le contrôle douanier a un rôle important et


efficace dans la lutte contre la fraude et la contrebande douanière.

Mots-clés : la fraude douanière, le contrôle douanier, administration des


douanes

You might also like