You are on page 1of 30

‫املقدمـ ــة‬

‫المقدمة‪:‬‬

‫الفرد في حياته يمر بمراحل عمرية‪ ،‬لكل منها تأثير على حياته وسلوكه وحتى ذوقه واختياره‪ ،‬أهمها‬

‫مرحلة الشباب ففيها يأخذ الكثير من الشباب الميل إلى االستقاللية ويتجل ذلك في الكثير من األمور من‬

‫أبرزها حب االستقالل برأي والبعد عما تمثله األسرة من تصورات ومقترحات‬

‫تحتل العائلة اهمية بالغة في حياة الطفل اذ تعتبر اول مصدر يستمد الطفل منه الحب والحنان ويشكل فيه‬

‫بداية الروابط االجتماعية السليمة وفيها تتشكل تصوراته الداخلية والخارجية بداء بتصوره لذاته والمه كموضوع‬

‫اولي ويكون ذلك بتفاعله المستمر بأمه‪.‬‬

‫فتتجلى اهمية االسرة في حياة الطفل في تحقيق الحاجات النفسية االنتماء والحب وكذا التقبل كفرد من‬

‫افرادها‪.‬‬

‫تعتبر مرحلة الطفولة فترة اولية من عمر االنسان ‪ ،‬باعتبارها المرحلة الحساسة جدا ‪ ،‬وهي ايضا وفي ذات‬

‫الوقت فترة مرنة من عمر االنسان " حيث يكتسب االنسان في هذه الفترة طباعا وعادات تبقى مالزمة له‬

‫خالل فترات حياته كلها ‪ ،‬وتسمى ايضا المرحلة التكوينية ‪ ،‬لذا فقد اولى علماء النفس على اهمية هذه‬

‫المرحلة وعلى االهتمام البالغ للطفل خاصة السنوات الخمسة اذ تعتبر مهد للسنوات التي تليها وتلعب العائلة‬

‫دو ار مهما في بناء شخصيته فاستقرار العائلة والمناخ األسري ينعكس على حياة الطفل وشخصيته وكذا‬

‫سلوكاته فاستقرارها او اضطرابها يؤثر بدرجة كبيرة على الفرد‪.‬‬

‫فعالقة الطفل بوالديه اهمية كبيرة في تلبية مطالب اساسية وجوهرية في تنشئته‪ ،‬ففي دراسات عديدة حول‬

‫االطفال المحروميين من الرعاية االسرية الطبيعية يعانون من مشکالت نفسية واجتماعية مختلفة ويشعرون‬

‫بعدم السعادة ‪ .‬فالحرمان من االمومة و االبوة له اثار نفسية واجتماعية خطيرة على الطفل‪ ،‬وتؤدي الى‬

‫مشكالت مختلفة من اهمها صعوبة تكوين العالقات‪ ،‬والشعور بعدم االمان‪ ،‬والشعور بعدم االنتماء‬

‫والصراعات النفسية‪ ،‬قلق اكتاب‪.....‬‬


‫فتجد من هذه الفئة التي تعاني الحرمان االطفال المسعفيين وهم اطفال الذين ال يعيشون في اوساط اسرية‬

‫مستقرة ‪ ،‬بل يعيشون في مراكز خاصة بالتكفل بهم وهذا يعود لعدة مشاكل اجتماعية ‪ ،‬اقتصادية ونفسية‪.‬‬

‫وعليه كان موضوع البحث مفهوم االسرة عند الطفل المسعف ومنه قسمت التقرير إلى جانبين‪ :‬جانب نظري‬

‫وجانب تطبيقي‪.‬‬

‫الجانب النظري يشمل العناصر التالية‪:‬‬

‫مفهوم التربص‪ ،‬أهمية التربص‪ ،‬اهداف التربص‪ ،‬التعريف بالمؤسسة‪ ،‬تقييم الطالب للمؤسسة‪ ،‬المصطلحات‬

‫المنبثقة عن معاينة الحالة‪.‬‬

‫الجانب التطبيقي يشمل العناصر التالية‪:‬‬

‫‪ -‬المنهج المستخدم في التربص الميداني‬

‫‪ -‬االدوات المستخدمة في التربص الميداني‬

‫‪ -‬عرض الحالة‬

‫‪ -‬عرض المقابالت وتحليلها‬

‫‪ -‬استنتاج عام للحالة‪.‬‬

‫الخاتمة والتوصيات‬

‫قائمة المراجع‬
‫اجلانب النظري‬
‫‪ -1‬مفهوم التربص‪:‬‬

‫يتمثل التربص في فترة تأهيل تسمح للطالب المقبل على التخرج بغرض التعرف على أهم نشاطات‬

‫المؤسسة وأهم أدوارها ووظائفها فهو بذلك يعد بمثابة تجربة ميدانية واقعية تقربه من ميدان عمله بهدف‬

‫تكملة ما تلقاه من الخبرات و المعارف النظرية‪.‬‬

‫أو بإختصار هو عبارة عن تمرن مهني للطالب يساعده في الربط والتقارب بين النظري والتطبيقي ليكون‬

‫مستعدا لإلندماج في الشغل عندما يحصل على شهادة جامعية (بن قاسي دليلة ‪ 2018-2017‬ص ‪)8‬‬

‫‪ -2‬أهمية التربص‪:‬‬

‫للتربص أهمية قصوى للطالب بحيث يسمح له ب ـ ــ‪:‬‬

‫‪ ‬تعلم كيفيات االندماج واالحتكاك بالوسط المهني وبناء عالقة إنسانية خارج محيط الدراسة‪.‬‬

‫‪ ‬اكتساب حب المهنة والطاقة اإليجابية نحو العمل‪.‬‬

‫‪ ‬التحلي بأخالق المهنة‪.‬‬

‫‪ ‬اكتساب المهارات الميدانية لجعل من الطالب أخصائي نفسي كفئ مستقبال‪.‬‬

‫‪ ‬التطلع على تنظيم العمل المعمول به (بن قاسي دليلة ‪ 2018-2017‬ص ‪)8‬‬

‫‪ -3‬أهداف التربص ‪:‬‬

‫‪ ‬أهداف شخصية‪:‬‬

‫‪ ‬اكتشاف عالم الشغل‪.‬‬

‫‪ ‬معركة تنظيم سير التنظيم للمؤسسة محل التربص‪.‬‬

‫‪ ‬االطالع على تنظيمات العمل وخاصة اخالقيات مهنة االخصائي النفساني‪.‬‬


‫‪ ‬أهداف البيداغوجية‪:‬‬

‫‪ ‬إسقاط المفاهيم النظرية واستعمالها ميدانيا‪.‬‬

‫‪ ‬أهداف المهنية‪:‬‬

‫‪ ‬تحصيل بعض الممارسات العملية‪.‬‬

‫‪ ‬اكتساب بعض الكفاءات األدائية‪.‬‬

‫‪ ‬تعلم بعض الممارسات التقنية المرتبطة باالندماج وتسيير المسار الوظيفي المستقبلي‪.‬‬

‫(بن قاسي دليلة ‪ 2018-2017‬ص ‪)9‬‬

‫‪ -4‬سير التربص‪:‬‬

‫بداية التربص كانت بالتعرف عل الهيكل العام للمؤسسة الطفولة المسعفة و إلقاء النظرة على مختلف‬

‫المرافق و المصالح لمتوفرة‪ ،‬كذلك التعرف على مكتب األخصائيين النفسانيين و ما يتوفر فيه‪ ،‬حيث‬

‫قمنا بإجراء ‪ 8‬حصص تم توزيعها على نحو حصتان كل أسبوع لمدة شهر امتد التربص من تاريخ ‪20‬‬

‫فبراير إلى غاية ‪ 14‬مارس ‪ ،2024‬وهي مدة غاية في األهمية لثرائها بالمعلومات واالكتشافات الجديدة‬

‫المكتسبة و المقدمة من طرف األخصائية النفسانية التي كانت خير مرشد و دليل‪.‬‬

‫‪ -5‬صعوبات التربص‪:‬‬

‫‪ -‬مماطلة بعض المؤسسة في عملية قبول الطلبة عدم وجود مکان مناسب ومخصص إلجراء‬

‫المقابالت‬

‫‪ -‬عدم وجود مكتب خاص أو مكان هادئ أي تحدث مقاطعات كثيرة أثناء المقابلة‪ ،‬مما يصعب‬

‫تركيز الحالة معنا‪.‬‬

‫‪ -‬عدم تواجد الحالة في كل األوقات‬


‫‪ -‬ضيق الوقت‪.‬‬

‫‪ -‬عدم توفر مكاتب لألخصائيين النفسانيين ‪.‬‬

‫‪ -‬صعوبة التنقل‪.‬‬

‫‪ -6‬حدود التربص الموضوعية والمكانية والزمنية‪:‬‬

‫‪ ‬الموضوعية‪ :‬الحرمان العاطفي وتأثيره على السلوك التكيفي للطفل المسعف‬

‫‪ ‬المكانية ‪ :‬مؤسسة الطفولة المسعفة للمجاهد بن لخضر محمد بشارع موالي عبد القادر ببشار‬

‫‪ ‬الزمنية ‪ :‬الفترة الممتدة من ‪ 20‬فبراير الى ‪ 14‬مارس ‪2024‬‬

‫‪ -7‬التعريف بالمؤسسة‪:‬‬

‫اسم المؤسسة ‪ :‬مؤسسة الطفولة المسعفة للمجاهد بلخضر محمد‬

‫تابعة ‪ :‬لو ازرة التضامن الوطني و االسري و قضايا‬

‫العنوان‪ :‬شارع العقيد موالي عبد القادر شابو ‪ ،‬ببشار‬

‫مرسوم إنشاء المؤسسة رقم ‪ 81/296‬المؤرخ ‪ 24‬أكتوبر ‪1981‬‬

‫تاريخ فتح المؤسسة ‪1965 :‬م‬

‫طاقة االستيعاب ‪ :‬النظرية ‪ .40 :‬الحقيقية‪.27 :‬‬

‫الهيكل التنظيمي للمؤسسة‪:‬‬

‫‪-‬اإلداريين و المهنيين ‪:‬‬

‫المدير‬

‫أخصائي نفساني‬

‫المقتصد‬

‫‪-‬المهنيين ‪41 :‬‬


‫العمال بالتوقيت الكامل ‪24 :‬‬

‫العمال بالتوقيت الجزئي ‪17 :‬‬

‫‪ ‬الهيكل التنظيمي للمؤسسة‪ :‬انظر إلى الملحق‬

‫‪ -8‬المختص النفسي العيادي‪:‬‬

‫‪ -1‬دور االخصائية النفسانية‪:‬‬

‫لالخصائية النفسانية دو ار مهما في مؤسسة الطفولة المسعفة و منها ‪:‬‬

‫‪ -‬توفير االمان والطمأنينة للطفل المسعف و كسب ثقته‬

‫‪ -‬مساعدة االطفال المسعفين على تقبل المكان و التعايش مع الواقع‬

‫‪ -‬مراقبة وتشخيص االضطرابات التي يعانون منها‬

‫‪ -‬مساعدة الطفل على النمو االنفعالي و تحقيق الصحة النفسية‬

‫‪ -‬التدخل في اي وقت و ألي مشكل طارئ يحدث مع الطفل‬

‫‪ -2‬طريقة عمل االخصائية النفسانية ‪:‬‬

‫تعمل االخصائية النفسية في مؤسسة الطفولة المسعفة كل االيام ما عدا الجمعة و السبت ‪ ،‬داخل المكتب‬

‫حيث يتم استقبال العديد من المفحوصين‪ ،‬كذلك يتم استدعائها من طرف مدارسهم و مراكزهم فمهمتها‬

‫ال تقتصر على المؤسسة فقط ( داخل و خارج المؤسسة ) ‪.‬‬

‫‪ -3‬مكتب االخصائية النفسانية‪:‬‬

‫فتح بابه لنا و استقبلنا أين يتم استقبال و اإلشراف على الحاالت التي تعاني من اضطرابات نفسية ‪،‬‬

‫حيث يعمل المكتب يوميا في الفترة الصباحية من الساعة ‪ 08:00‬إلى الساعة ‪ 12:00‬و في الفترة‬

‫المسائية من الساعة ‪ 14:00‬إلى الساعة ‪ 16:00‬ما عدا يومي الجمعة و السبت ‪.‬‬
‫‪ -1‬التقنيات التي تستعملها االخصائية النفسانية ‪:‬‬

‫تستعمل كل من المالحظة والمقابلة واالختبارات النفسية‪.‬‬

‫‪ -9‬تقييم الطالب للمؤسسة ‪:‬‬

‫تبذل المؤسسة جهد كبير في اإلشراف واالحتواء الكافي لهذه الفئة من المجتمع الن الطفل المسعف‬

‫يحتاج إلى رعاية خاصة وعناية كبيرة‬

‫‪ -1‬ايجابيات المؤسسة ‪:‬‬

‫‪ -‬االستقبال الجيد والمنظم للحاالت‪.‬‬

‫‪ -‬معاملة االخصائية النفسانية للمتربصة معاملة حسنة وعدم البخل بالمعلومات‪.‬‬

‫‪ -‬التكفل واحتواء االطفال المسعفين بمختلف األعمار جيد نوعا ما‬

‫‪ -2‬سلبيات المؤسسة ‪:‬‬

‫‪ -‬مكتب االخصائية ضيق‬

‫‪ -‬عدم توفير مكان خاص إلجراء المقابالت‬

‫‪ -‬عدم توفير المقاييس واالختبارات النفسية للطالب المتربص‬

‫‪ -3‬االقتراحات ‪:‬‬

‫‪ -‬تلقي المربيات لدورات وحصص تكوينية من اجل االعتناء الجيد بهذه الفئة والمساهمة في تطلبهم‬

‫على هذه االضطرابات‬

‫‪ -‬فتح مكتب خاص للمتربصين واالهتمام بهم اکثر‬

‫‪ -‬زيادة حصص التربص ومدته‬

‫‪ -‬وفير االختبارات النفسية المختلفة التي تنعدم في المؤسسات‪.‬‬


‫‪ -10‬أهم المصطلحات المنبثقة من الحالة‪:‬‬

‫‪ -1‬لمحة تاريخية عن الطفل المسعف في الجزائر‪:‬‬

‫تعود مشكلة الطفولة المسعفة إلى الزمن الماضي‪ ،‬حيث ظهر في الجزائر العاصمة أول مكتب يعتني‬

‫باألطفال المسعفين تمركز بباب الواد بعد قانون ‪ ،1904‬وهو مخصص لألطفال المحرومين‪ ،‬ثم نقل‬

‫إلى مكان أكثر سرية عام ‪ ،1917‬ثم أصبح مستشفى مصطفى باشا ملجأ لهؤالء األطفال‪ ،‬في الفترة‬

‫‪ 1940‬إلى ‪ 1962‬كان مسكن داي الجزائر هو ملجأ لهذه الفئة‪ ،‬ثم أنشأت دار األمومة من طرف‬

‫الهالل األحمر عام ‪ ،1954‬وأمام هذا التزايد أصبح المشكل كبي ار وخطي ار فقامت الدولة ببناء أحياء‬

‫لهؤالء األطفال وفي الوقت الحالي الدولة هي المسؤولة في التكفل بهذه الفئة عن طريق مؤسسات ذات‬

‫طابع إداري‪ ،‬واستقاللية مالية‪ ،‬وهذا بمقتضى المرسوم ‪ 80/83‬المؤرخ في ‪ 15/03/1980‬المتضمن‬

‫إنشاء دور ‪ :‬األطفال المسعفين وتنظيمها وسيرها‪ ،‬وتعد فريدة شبيدة زيداني من بين الكثير من الباحثين‬

‫الذين كانت لهم دراسات حول الطفولة المسعفة‪ ،‬حيث بينت التزايد الهائل لعدد هؤالء األطفال خاصة ال‬

‫الشرعية فكان العدد سنة ‪ 1997‬منهم وسط عائالت كفيلة أما سنة ‪ 2000‬فبلغ عدد المراكز ‪12‬‬

‫المتواجدة عبر الوطن وعن معدل الثالثي األول لسنة ‪ 2001‬أكنت اإلحصائيات أن عدد المسعفين هو‬

‫‪ 389‬مسعف‪ ( .‬فؤاد بسيوني مقولي‪ ،1991 ،‬ص‪) 20‬‬

‫‪ -2‬تعريف الطفولة‪:‬‬

‫لغة ‪ :‬حسب المعجم النفسي‪ :‬مرحلة الطفولة هي مرحل من النمو تعبر عن فترة من الميالد وحتى البلوغ‬

‫وتستخدم أحيانا لتشير الى فترة زمنية المتوسطة بين مرحلة المهد وحتى المراهقة التحديد بالمعنى الثاني‬

‫يستثني فترة عامين األوليين من حياة الطفل وهي مرحلة المهد ‪( .‬فرقان مريم‪ ،2016،‬ص‪)22‬‬
‫إصطالحا ‪ :‬يرى ‪ Sullivan‬أن الطفولة هي مرحلة تقع تقريبا بين ‪ 2‬إلى كاسن ويربط بين هذه المرحلة‬

‫وبين كون الطفل موضوعا للتربية فالطفل يكون قد تعلم الكالم ويسير مهيأ للتدريب المقصود من جانب‬

‫الكبار حتى نهاية الحادية عشر حيث توضع البذور األولى لشخصية الطفل ويكون لهذا اكبر اثر في‬

‫تكوين شخصية الطفل في المراحل االحقة من مراحل حياته‪( .‬فرقان مريم‪ ،2016 ،‬ص‪)23‬‬

‫الطفولة مرحلة عمرية من دورة حياة الكائن اإلنساني تمتد من الميالد إلى بداية المراهقة ويشير" فيليب‬

‫أريس إلى أن الطفولة مصطلح حديث نسبيا فاألطفال في القديم كانو عليهم أن يتصرفوا كالكبار ولم‬

‫يكن معروفا أن للطفولة خصائصها وحاجاتها وأعراضها وفرصها كالخيال واللعب ‪( .‬محمد عودة‪،‬‬

‫‪ ،1998‬ص ‪)45‬‬

‫كما عرفها" فوزي عالوة الطفولة بأنها فترة حياة التي تبدأ من الميالد حتى الرشد وهي تختلف من ثقافة‬

‫األخرى وقد تنتهي الطفولة عند البلوغ أو الزواج إذن قصب التعريف فان مرحلة الطفولة تبدأ من الميالد‬

‫لكن نهايتها مختلف فيها وذلك باختالف الثقافات والدارسين لهذه المرحلة فمنهم من اعتمدوا في فهمها‬

‫على أساس نفسي حيث يرى عملية نمو الشخصية عملية نفسية توضح دعامتها في مرحلة الطفولة‬

‫وترتبط كل مرحلة بمواضيع جسدية ‪( .‬فوزي عالوة‪ ،2009 ،‬ص‪)115‬‬

‫‪ -3‬الحاجات النفسية للطفل‪:‬‬

‫وتتمثل الحاجات النفسية لدى الطفل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬الحاجة للحب‬

‫‪ ‬األمن واألمان واالطمئنان‬

‫‪ ‬التقدير واالعتبار‬

‫‪ ‬الحاجة ألن يكون دائما محل االهتمام واالنتباه‬

‫‪ ‬الحاجة إلى الحرية والسلطة الضابطة (فهمي‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪)56‬‬
‫‪ -4‬تعريف الطفل المسعف ‪:‬‬

‫لغة‪ :‬األسعفه إسعافا‪ :‬علونه وساعده"‪( .‬مجاني الطالب‪ ،2001 ،‬ص ‪).446‬‬

‫من خالل هذا التعريف يمكن القول بأن الطفل المسعف هو كل شخص يحتاج إلى إعانة ورعاية‪.‬‬

‫اصطالحا‪ :‬حسب المعجم الموسوعي لعلم النفس من فئة األطفال الذين ليس بوسع أبائهم ألن يعتنوا بهم‬

‫بسبب الهجر صعوبات الحياة السياق االجتماعي لألم العازبة‪ ،‬مرض اآلباء البطالة‪ ،‬سجن‪ ،‬أبعاد من‬

‫المنزل األسري أو موت األبوين" (نوربير سيالمي‪ ،2001 ،‬ص ‪)1894‬‬

‫من خالل التعريف يتسنى القول بأن الطفل المسعف هو الذي حرم من الجو األسري‪ ،‬نتيجة ظروف‬

‫اجتماعية مختلفة‪.‬‬

‫‪ -5‬خصائص الطفل المسعف‬

‫إن غياب الرعاية األمومية والتنشئة السليمة‪ ،‬وحرمان الطفل يؤثر في الطفل في عدة مناحي جوانب‬

‫وتذكر منها‪ ( :‬بدرة معتصم مهموني‪ ،2005 ،‬ص ‪)172-171‬‬

‫‪ ‬خصائص جسمية‪:‬‬

‫‪ -‬كثرة الوفيات نظ ار لكثرة األمراض‪.‬‬

‫‪ -‬ضعف البنية الجسمية ونحافتها‪.‬‬

‫‪ ‬خصائص نفسية وحركية‪ :‬تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬تأخر حركي جزئي أو شامل حسب األطفال‪ :‬تأخر حسب الوضعيات كالمشي‪ ،‬الحبو‪.‬‬

‫‪ -‬اضطرابات النفس‪ ،‬حركية وإيقاعات مثل أرجحة الرأس‪ ،‬مص األصابع‪ ،‬غلق العينين باألصابع‪،‬‬

‫ضرب الرأس على السرير أو الحائط‪.‬‬

‫‪ -‬اضطرابات حركية مثل ضعف التنسيق بين الحركة والعين‪.‬‬


‫فالطفل المسعف يستخدم حركات غير عادية كاللعب باأليدي وضرب السرير وهذه السلوكات تستعمل‬

‫من طرفه لتهدئة القلق وقد يستمر حتى الرشد‪.‬‬

‫‪ ‬خصائص لغوية‪:‬‬

‫إن حاصل النمو ينخفض كلما زادت مدة مكوث الطفل بالمؤسسة المسعفة ويضطرب النمو ويتبع تدهور‬

‫اللغة كذلك‪ ،‬وقد يكون هذا النقص والتدهور جزئيا أو كليا حسب هذه المكوث في دار الطفولة المسعفة‪،‬‬

‫كما تظهر عند نزالء هذه المؤسسات ضعف في التركيز واالنتباه والفهم‪.‬‬

‫‪ ‬فالطفل المسعف هنا قد تكون لغته آلية فقيرة‪ ،‬والبكم أيضا قد يكون في حالة نفسية معقدة يكون فيها‬

‫الطفل المسعف رافضا للكالم مع من حوله‪ ،‬وتعتبر ميكانيزمات دفاعية تساعد الطفل على الهروب‬

‫من واقعه المؤلم‪.‬‬

‫‪ ‬خصائص اجتماعية‪:‬‬

‫يمكن التمييز بين نوعين من نزالء هذه المراكز النوع األول يتشبثون ويتعلقون بكل من يدخل المؤسسة‬

‫ويطلب منه االهتمام بهم‪ ،‬المالحظة للوهلة األولى يضمن أن الطفل في هذا المركز اجتماعي ولكن في‬

‫حقيقته األمر أن هذه العالقة سطحية تزول بزوال اهتمام اآلخر بهذا الفرد‪.‬‬

‫إن عالقاتهم سطحية‪ ،‬وتعلقهم عابر مدى عبور األشخاص‪ ،‬وهذا التعدد أوجه األمومة وعدم ثباتها‪.‬‬

‫الصنف الثاني منطوي ال يبالي باآلخر عند االقتراب منه يبكي أو يخفي وجهه وينسحب‪.‬‬

‫‪ ‬فالطفل المسعف قد يكون في حركة دائمة ونشاط وحيوية ويتعاملون مع الغريب والمعروف فيظن‬

‫اآلخرون أنه اجتماعي ومتفاعل‪ ،‬وقد يكون في حالة عزلة وانطواء ويبقى بمفرده بعيدا عن المحيطين‬

‫به‪.‬‬
‫خصائص معرفة الذات (إدراك الذات)‪ :‬وتتمثل في‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أن نزالء مؤسسات الطفولة يعانون من ضعف الذات ألن الطفل يعرضه جسمه وذاته من خالل اهتمام‬

‫األم ومعاملتها له‪ ،‬ولكن الطفل بالمؤسسة ال يحظى هذه العناية‪ ،‬فهو يعيش في فراغ ويعاني من حرمان‬

‫عاطفي ونقص مثيرات تساعده على اإلدراك لجسمه وخصائصه‪.‬‬

‫‪ ‬فالطفل المسعف يعيش في معزل عن الرعاية وحنان األم والعطف ونقص مثيرات تساعده على‬

‫االستيعاب والفهم‪.‬‬

‫‪ ‬خصائص سلوكية‪:‬‬

‫‪-‬االنضباطية‪ :‬هي إضراب يصيب مختلف أعمار اإلنسان ونعني بها عدم االنضباط الحركي والنفسي‬

‫(ضعف االنتباه والتركيز)‪.‬‬

‫‪-‬عدوان ذاتي‪ :‬نالحظ أن الطفل في هذه المؤسسات يعاني من عدوان يتجلى ذلك في‪ :‬عض يديه‪ ،‬نتف‬

‫شعره‪ ،‬لطم وجهه االرتماء على األرض‪.‬‬

‫تشنجات تحت تأثير الغضب واإلحباط‪.‬‬

‫‪ ‬فالطفل المسعف يحقد ضد المتسببين في التخلي عنه والمحيطين به ويصبح عنواني الملوك‪.‬‬

‫‪ -6‬تعريف األسرة‪:‬‬

‫اللغة‪ :‬األسرة بمعناها اللغوي تعني األسر والقيد الفاصل‪ ،‬األسرة هي التقيد برباط‪ ،‬ثم تطور معناها‬

‫ليشمل القيد برباط أو بدون رباط‪ ،‬وقد يكون القيد أم ار صقريا لمحال من الخالص منه وقد يكون اختياريا‬

‫ينشده اإلنسان ويسعى إليه‪ ،‬فاألسرة أهل الرجل ويربط بها أمر مشترك‪( .‬عبد الباقي عجيالت‪-2008 ،‬‬

‫‪ ،2009‬ص ‪)21‬‬
‫اصطالحا‪ :‬األسرة هي الوحدة االجتماعية األولى التي تهدف للمحافظة على النوع اإلنساني وتقوم على‬

‫المقتضيات التي يرضها العقل الجمعي‪ ،‬والتي تقرها المجتمعات المختلفة‪( .‬احمد زكي البدوي‪ ،‬ص‬

‫‪)152‬‬

‫يعرفها محمد عاطف غيث‪ :‬بأنها جماعة اجتماعية بيولوجيا نظامية تتكون من رجل من رجل وامرأة‬

‫(محمد عاطف غيث‪ ،200 ،‬ص ‪)176‬‬

‫يعرفها اوغست كونت" أنها الخلية األولى في جسم المجتمع وأنها النقطة األولى التي يبدأ منها التطور‬

‫وأنها الوسط االجتماعي الذي يترعرع فيه الفرد"‪( .‬محمد احمد محمود بيومي‪ ،‬عفاف عبد المنعم ناظر‪،‬‬

‫‪ ،2003‬ص ‪)20‬‬

‫وعرفها بيرجس ولوك وآخرون األسرة بأنها جماعة من األشخاص يرتبطون معا برباط الزواج‪ ،‬والدم‪،‬‬

‫مكونين مسكنا واحدا ومتفاعلين كل مع األخر وفقا لألدوار االجتماعية المحددة كالزوج والزوجة وكاألب‬

‫واألم واألبناء واإلخوة مكونين ثقافة مشتركة‪( .‬عبد الخالق محمد عفيفي‪ ،2012 ،‬ص ‪)60‬‬

‫‪ -7‬دور األسرة واالبوين‪:‬‬

‫‪ -1‬األسـ ـ ـرة هــ ــي اللبنــ ــة األول ـ ــى فــ ــي صــ ــناعة وتك ـ ــوين شخص ـ ــية الفـ ـ ــرد‪ ،‬والمحافظ ـ ــة علــ ــى سـ ـ ــالمة‬

‫فطرتـ ــه وأخالقيات ـ ــه وسـ ــلوكياته من ـ ــذ نشـ ــأته‪ ،‬كم ـ ــا أن ش ـ ـريعتنا الس ـ ــمحة اعتنـ ــت أيم ـ ــا عنايـ ــة باألســ ـرة‪،‬‬

‫لم ـ ــا له ـ ــا م ـ ــن أدوار أساس ـ ــية‪ ،‬ومهم ـ ــة ف ـ ــي بن ـ ــاء اإلنس ـ ــان‪ ،‬وألنه ـ ــا الركيـ ـ ـزة األساس ـ ــية ف ـ ــي تحص ـ ــينهم‬

‫مـ ــن االنح ارفـ ــات س ـ ـواء الفكريـ ــة واألخالقيـ ــة والسـ ــلوكية‪ ،‬ويبـ ــدأ تكـ ــوين األس ـ ـرة باختيـ ــار ش ـ ـريكة الحيـ ــاة‬

‫المناسبة لهذا الدور المتمثل ببناء كيان أسري ذي قواعد راسخة‪ ،‬مستندا إلى القيم العالية ‪.‬‬

‫‪ -2‬ومـ ـ ــع التطـ ـ ــورات التكنولوجيـ ـ ــة الهائلـ ـ ــة واالنفتـ ـ ــا المعرفـ ـ ــي الواسـ ـ ــع علـ ـ ــى العـ ـ ــالم بأس ـ ـ ـره‪ ،‬الـ ـ ــذي‬

‫أتاحت ـ ـ ــه المواق ـ ـ ــع عب ـ ـ ــر الش ـ ـ ــبكة العنكبوتي ـ ـ ــة‪ ،‬وبـ ـ ـ ـرامج التواص ـ ـ ــل االجتم ـ ـ ــاعي‪ ،‬والت ـ ـ ــي أس ـ ـ ــهمت ف ـ ـ ــي‬

‫انتش ـ ــار الثقاف ـ ــات والمعلوم ـ ــات المختلف ـ ــة‪ ،‬والمتنوع ـ ــة بش ـ ــقيها اإليج ـ ــابي والس ـ ــلبي‪ ،‬يعظ ـ ــم دور األسـ ـ ـرة‬
‫نح ــو توجي ــه األبن ــاء وحم ــايتهم م ــن األخط ــار‪ ،‬الت ــي ق ــد ت ــؤثر س ــلبا عل ــى أفك ــارهم أو تل ــوث عق ــولهم‪،‬‬

‫مـ ــن خـ ــالل غـ ــرس القـ ــيم الرصـ ــينة‪ ،‬وتأصـ ــيل المبـ ــادئ القويمـ ــة فـ ــي نفوسـ ــهم‪ ،‬لكـ ــي تتقـ ــوى الحصـ ــانة‬

‫الذاتي ـ ــة ل ـ ــديهم‪ ،‬ليتمكنـ ـ ـوا م ـ ــن التميي ـ ــز ب ـ ــين الص ـ ــالح والط ـ ــالح‪ ،‬وب ـ ــين الن ـ ــافع والض ـ ــار‪ ،‬وب ـ ــين ال ـ ــذي‬

‫يبني ويهدم ‪.‬‬

‫كـ ـ ـ ــذلك إدمـ ـ ـ ــان األلعـ ـ ـ ــاب اإللكترونيـ ـ ـ ــة والمتصـ ـ ـ ــلة عبـ ـ ـ ــر شـ ـ ـ ــبكات اإلنترنـ ـ ـ ــت «أوناليـ ـ ـ ــن» ال سـ ـ ـ ــيما‬

‫الحيـ ـ ــاء‪ ،‬هـ ـ ــذه األلعـ ـ ــاب تـ ـ ــؤثر علـ ـ ــى أفكـ ـ ــار وسـ ـ ــلوك‬ ‫األلعـ ـ ــاب التـ ـ ــي تحتـ ـ ــوي علـ ـ ــى العنـ ـ ــف وخـ ـ ــد‬

‫وأخ ـ ــالق األبن ـ ــاء‪ ،‬والت ـ ــي تع ـ ــد م ـ ــن األخط ـ ــار الجس ـ ــيمة‪ ،‬الت ـ ــي يتع ـ ــرض له ـ ــا األبن ـ ــاء بش ـ ــكل مس ـ ــتمر‬

‫بحك ـ ــم اس ـ ــتخدامها بش ـ ــكل ي ـ ــومي‪ ،‬وق ـ ــد يغف ـ ــل بع ـ ــض اآلب ـ ــاء ع ـ ــن ه ـ ــذه الجزئي ـ ــة‪ ،‬ل ـ ــذا يتوج ـ ــب عل ـ ــى‬

‫اآلبـ ــاء واألمهـ ــات المتابعـ ــة الحثيثـ ــة لألبنـ ــاء‪ ،‬وتـ ــوجيههم باسـ ــتمرار‪ ،‬ووضـ ــع الض ـ ـوابط لهـ ــذه األلعـ ــاب‬

‫حتـ ــى ال تحـ ــدث نتـ ــائج «ال تحمـ ــد عقباهـ ــا»‪ ،‬مـ ــن خـ ــالل إيجـ ــاد حلـ ــول بديلـ ــة لهـ ــذه األلعـ ــاب وتوجيـ ــه‬

‫طاق ـ ــاتهم نح ـ ــو القـ ـ ـراءة والمعرف ـ ــة‪ ،‬الت ـ ــي ب ـ ــدورها تنم ـ ــي وتني ـ ــر العق ـ ــل ال س ـ ــيما ف ـ ــي مرحل ـ ــة الطفول ـ ــة‬

‫والش ـ ـ ــباب‪ ،‬واألبن ـ ـ ــاء أمان ـ ـ ــة ف ـ ـ ــي أعن ـ ـ ــاق اآلب ـ ـ ــاء واألمه ـ ـ ــات‪ ،‬لق ـ ـ ــول النب ـ ـ ــي ( ص) «أَال ُكُّل ُك ـ ـ ــم ر ٍ‬
‫اع‪،‬‬

‫وكُّل ُكم َمس ُؤول عن َرِعيَِّت ِه»‪( .‬علياء جوبان الدرز‪ ،2017 ،‬ص ‪)40‬‬
‫ُ‬

‫‪ -3‬وعلـ ــى األس ـ ـرة مضـ ــاعفة الجهـ ــود‪ ،‬ولهـ ــا أدوار البـ ــد مـ ــن القيـ ــام بهـ ــا نحـ ــو تحصـ ــين األبنـ ــاء مـ ــن‬

‫األفكـ ــار الضـ ــالة والتوجهـ ــات المنحرفـ ــة‪ ،‬ألن أغلـ ــب مـ ــا يتعـ ــرض لـ ــه الشـ ــاب فـ ــي مرحلـ ــة شـ ــبابه همـ ــا‬

‫أم ـ ـران‪ :‬إمـ ــا يتعـ ــرض للشـ ــبهات فـ ــي دينـ ــه‪ ،‬وإمـ ــا أن يتعـ ــرض للشـ ــهوات فـ ــي دنيـ ــاه‪ ،‬وعـ ــالج األم ـ ـرين‬

‫فـ ـ ــي تعل ـ ـ ــم العقي ـ ـ ــدة الص ـ ـ ــافية الخاليـ ـ ــة م ـ ـ ــن الشـ ـ ـ ـوائب واألس ـ ـ ــقام واألفكـ ـ ــار المنحرف ـ ـ ــة‪ ،‬الت ـ ـ ــي تج ـ ـ ــرف‬

‫الشـ ـ ــباب نحـ ـ ــو الهاويـ ـ ــة‪ ،‬وغ ـ ـ ــرس القـ ـ ــيم األخالقيـ ـ ــة والسـ ـ ــلوكية الس ـ ـ ــوية فـ ـ ــي قلـ ـ ــوبهم وعقـ ـ ــولهم من ـ ـ ــذ‬

‫نشأتهم‪ ،‬لينشأوا قادرين على مواجهة التحديات الفكرية والمخاطر العقدية‬


‫ولألسـ ـ ـرة أدوار عالجي ـ ــة كــ ــذلك‪ ،‬م ـ ــن خ ـ ــالل مــ ــا تج ـ ــده مــ ــن األبن ـ ــاء سـ ـ ـواء م ـ ــن م ـ ــؤثرات عقليــ ــة أو‬

‫شـ ــبهات فكريـ ــة أو فـ ــي الجوانـ ــب األخالقيـ ــة والسـ ــلوكية‪ ،‬والعـ ــالج هنـ ــا يكـ ــون بحكمـ ــة‪ ،‬وبمـ ــا يتناسـ ــب‬

‫مـ ــع حـ ــال المنصـ ــو ‪ ،‬حتـ ــى وإن اضـ ــطر األمـ ــر إلبـ ــالغ جهـ ــات االختصـ ــاص لألخـ ــذ علـ ــى يـ ــده‪ ،‬وال‬

‫مانع من ذلك حفاظا على نفسه وأسرته ومجتمعه‪( .‬ايمن نور األزرق‪ ،2018 ،‬ص ‪)32‬‬

‫‪ -8‬أهمية األسرة‪:‬‬

‫يجمع الباحثون في مختلف الميادين على أهمية الدور الذي تلعبه األسرة في حياة الناشئة واألطفال وهم‬

‫بذلك ينطلقون من األهمية الخاصة لمرحلة الطفولة على المستوى البيولوجي والنفسي واالجتماعي‪ ،‬وتؤثر‬

‫األسرة على بناء شخصية الطفل بفضل عاملين أساسيين هما النمو الكبير الذي يحققه الطفل خالل‬

‫السنوات األولى جسديا ونفسيا ثم قضاء الطفل المعظم وقته خالل سنواته األولى في عملية التعلم‪ ،‬ويشير‬

‫بلوم في هذا الصدد "إن الطفل يكتسب ‪%33‬من معارفه ومهاراته في السادسة من العمر‪ ،‬ويحقق‬

‫‪%75‬من خبراته في الثالثة عشر‪ ،‬ويصل هذا االكتساب إلى أثمه في الثامنة عشر من العمر (زعيمة‬

‫موني‪ ،2013-2012 ،‬ص ‪ .)40‬تلعب األسرة دو ار أساسيا في تربية الطفل وثوتر تأثي ار بالغا خاصة‬

‫من الناحية االجتماعية ألنها تطبع أساليب السلوك االجتماعي من عادات كاألكل والشرب واللباس‬

‫وطريقة معاملة اآلخرين‪ ،‬وكل ذلك يكون عن طريق تقليده لجميع ما يقوم به الكبار اعتقاد منه بأنه‬

‫النموذج الفريد والمثالي لالقتداء ‪ ،‬وعلى هذا األساس البد من مراعاة خطورة هذا التأثير والحرص على‬

‫إن األسرة منبع للقيم والمبادئ الحسنة ‪،‬إن كل ما يصدر عن الوالدين أو أحدها من تصرفات وسلوكيات‬

‫قد يؤثر على الطفل ونمو شخصيته سواء القصد بذلك عملية التوجيه أو التربية فالفصائل الخلقية‬

‫والسلوكية والوجدانية هي ثمرة من ثمرات التنشئة الو الدية وهي عملية تعتمد أساسا على التفاعل‬

‫االجتماعي بين الطفل وأبويه وإخوته ولكل منهم دوره في تشكيل سلوك الطفل‪.‬‬
‫‪-1‬دور األم‪ :‬إن معظم األبحاث والدراسات التي أوضحت وأكدت على أهمية سلوك األم في تنشئة‬

‫السلوك عند الطفل وتطوره‪ ،‬وقد أشار جولد فارب و بولبي إلى أهمية دور األم في تطبيع ابنها االجتماعي‪،‬‬

‫فقد أشار إلى إن الطفل عندما يتلقى العناية بالحاجات الفسيولوجية األساسية له دون‪ ،‬إن يلقي العناية‬

‫نفسها بالجوانب الشخصية ؛ فإننا نالحظ تعرضه ألثار خطيرة على خصائصه الشخصية ومستقبل‬

‫حياته‪ ،‬ولقد الحظ بولبي من خالل أبحاثه بعض اآلثار المترتبة على حرمان الطفل من أمه ومن أهمها‬

‫وضعف ذكاء الطفل‪ ،‬ضعف تحصيله الدراسي‪ ،‬قدرة ضعيفة على إقامة عالقات مع اآلخرين ‪،‬تعرضه‬

‫لمشاكل سلوكية مثل القلق‪ ،‬المخاوف ‪ ،‬التوتر العاطفي غير العادي‪( .‬عباس محمود عوض ورشاد‬

‫صالح ومنهوري‪ 1995 ،‬ص ‪)97‬‬

‫‪-2‬دور األب‪ :‬إن دور األب في التربية ال يقل أهمية عن دور األم‪ ،‬فدور األم يبرز كثي ار في الشهور‬

‫والسنين األولى من حياته فقد أدت هذه األهمية الدور األم إلى النظر بان دور األب هو دور ثانوي‪،‬‬

‫فاألب وان لم يبرز دوره في المراحل األولى فانه يتضح جليا بطريقة غير مباشرة من حيث توفير‬

‫المتطلبات المادية واحتياجات الطفل من حليب وغذاء وحماية وهذه األشياء تساعد الطفل على النمو‬

‫جسديا مضافا إلى حنان أالم حيث يؤكد ألكيند الدور األب بأن يأخذ المسؤوليات من في رعاية الرضيع‬

‫لدى األطفال الصغار غالبا ما يرتبطون بابيهم مثلما يرتبطون بأمهم‪ ،‬كما يؤكد كل من لين وكروس إال‬

‫إن الشخص المفضل لدى اإلناث والذكور في السن الثانية إلى الرابعة هو األب‪ ،‬حيث يفضل هؤالء‬

‫األطفال العب معه‪ ،‬وبسؤال األطفال في سن الخامسة إلى العاشرة عن الشخصية التي يعجبون بها‬

‫فأجمع على اإلعجاب بشخصية األب ويشير نيل إلى أن األب يلعب دو ار هاما في نمو الطفل في مرحلة‬

‫ما قبل المدرسة (زهور کامل أحمد وأنسي محمد احمد قاسم‪ ،1998 ،‬ص ‪ .)17‬من خالل هذه الدراسة‬

‫نستنتج إن عالقة األب بأبنائه ذات أهمية وإنما يختلف نوعا ما عن دور األم ويخطئ الكثير من اآلباء‬

‫من تشغلهم متاعب الحياة عن أسرهم وأطفالهم‪ ،‬حيث يقضون معظم أوقاتهم بعيدا عن تنشئة أبنائهم‬
‫تاركين األمر وحده لألم فقط ولعل األمر نالحظه كثير في أسرنا أليوم داخل المجتمع الجزائري ‪ ،‬حيث‬

‫أن دور األب يقتصر على توفير الحاجيات المدية وعلى التأديب دون الرعاية ‪،‬فألب يعتبر سند األم في‬

‫التنشئة وال تستطيع وحدها تعويض أبنائها النقص الذي ينشأ عن تغييبه الن كل منهما له دور المنوط‬

‫به ‪ ،‬ولعل أهم ما يقوم به األب في تنشئة أبنائه عملية التصنيف الجنسي‪ ،‬فمنه يتعلم ألصغر أنماط‬

‫السلوك االجتماعي الذي يميز الذكور في المجتمع عن اإلناث ويقوم األب أيضا بإعالة أوالده وقضاء‬

‫حاجاتهم االقتصادية ويعتبر المجتمع هذه الناحية من أهم الواجبات األب لدرجة أنها طغت على واجباته‬

‫األخرى وعليه فاألبوة الرشيدة ال تقاس على بتوفير المال أالزم لقضاء حاجاتهم المادية فحسب‪ ،‬و إنما‬

‫تقاس بما يوفره من رعاية واهتمام وعطف منذ صغر سنهم إلى كبرهم ‪ .‬إن األب واألم لبنتين أساسيتين‬

‫في بنيان األسرة وغياب أحدهم سوف يحدث شرخا وتصدعا في البنيان‪ ،‬وخاصا من حيث االنعكاسات‬

‫التي تحدثها على المستوى النفسي واالجتماعي لألطفال أما فيما يخص العالقة بين الوالدين فلهما شأن‬

‫خاص أهمية كبرى في بناء ذات الطفل ونموه النفسي واالجتماعي‪ ،‬فكلما كانت العالقة بين الوالدين‬

‫عالقة أساسها المحبة والتفاهم‪ ،‬فيتأثر بها الطفل تأثي ار ايجابيا فتحدث له السرور واالستقرار وقد تكون‬

‫عالقة أساسها النفور وسوء التفاهم فيتأثر سلبيا ‪( .‬زهور کامل أحمد وأنسي محمد احمد قاسم‪،1998 ،‬‬

‫ص ‪)18‬‬

‫‪-3‬دور اإلخوة‪ :‬إن االنسجام في العالقة األخوية وعدم تفضيل طفل عن أخر وما ينشأ من أنانية وغيره‬

‫يؤدي إلى نمو الطفل نموا نفسيا سليما ويرى أدلر"أن األخ األصغر يشعر بالنقص نحو أخيه األكبر‪،‬‬

‫مما يضطره بتعويض النقص بإظهار التفوق على من يكبره من إخوة وأخوات أما مورفي و نيكومبي‬

‫فيريلن أن ترتيب الطفل بين إخوته هو في حد ذاته ليس عامال مؤث ار في شخصية الطفل النامية وأن ما‬

‫يؤثر فيها هو اختالف معاملة الوالدين وتفريقهم في معاملة األبناء ‪ ،‬إذا كان اآلباء يعاملون أبنائهم بعدل‬

‫دون تفرقة‪ ،‬ينعكس ذلك على األبناء وتتصف عالقتهم بالود أما إذا كان اآلباء يعاملون أبنائهم معاملة‬
‫غير عادلة‪ ،‬أثر ذلك على عالقات األبناء التي نجد فيها قد ار من المنافسة والغيرة وهذا كله يشكل خط ار‬

‫على نمو الطفل العاطفي واالجتماعي‪ ،‬إذ سيعاني من القلق والخوف باستمرار أو يشعر بالغيرة والحسد‬

‫في عالقاته االجتماعية مع الرفاق ومع المدرسين إضافة إلى إن تميز الوالدين لالبن األكبر دون وجه‬

‫حق‪ ،‬قد يخلق من الولد إنسانا أنانيا وعدوانيا ويجعل البنت أكثر خضوعا وسلبية وتقبال لالستغالل‪.‬‬

‫(حنان عبد الحميد العناني‪ ،200 ،‬ص ‪)18‬‬

‫‪ -9‬وظائف األسرة‪:‬‬

‫ويمكن تلخيص الوظائف التي تقوم بها األسرة كاألتي‪:‬‬

‫‪ -‬الوظيفة البيولوجية‪ :‬تعد الوظيفة البيولوجية من أهم وظائف األسرة وتتمثل في اإلنجاب والتناسل‬

‫وحفظ النوع من االنقراض (أحمد‪ ،2004 ،‬ص ‪ .)14‬وبالتالي يتم عن طريقها ضمان استم اررية الجنس‬

‫البشري بصورة يقرها المجتمع‪ ،‬فاألسرة هي منبع تجديد أجيال المجتمع من مرحلة ألخرى‪.‬‬

‫ولقد تعرضت هذه الوظيفة لعمليات تنظيمية متأثرة بذلك بالتغيرات االقتصادية واالجتماعية والثقافية ‪،‬‬

‫ونظ ار للتغير الذي ط أر على األسرة وتدرجها من األسرة الكبيرة إلى األسرة الحديثة وتقلص عند األطفال‬

‫والذي يعود إلى عملية التخطيط والتنظيم للمستقبل ولعل األمر يعود إلى الظروف االقتصادية واالجتماعية‬

‫ولكن الظروف الثقافية قديما كان لها دخل كبير في زيادة عدد األطفال حيث أن األمهات يفخرن بكثرة‬

‫عدد أطفالين وكان رم از للعزة والفخر للرجال‪ .‬لكن اليوم أصبح األطفال يمثلون عبئا اقتصاديا كبي ار‬

‫خاصة إذا كان عددهم مرتفعا‪ ،‬مما أصبح يعرف اآلن بتنظيم األسرة وتحقيق التباعد بين المواليد وذلك‬

‫لضمان معيشة أحسن لألبناء وضمان صحة األم واألطفال معا‪( .‬أحمد‪ ،2004 ،‬ص ‪)14‬‬

‫‪ -‬الوظيفة االجتماعية‪ :‬تتمثل في تنشئة األبناء في مختلف مراحل نموهم ورعايتهم والدفاع عنهم‬

‫وحمايتهم‪ ،‬كما تتمثل في تنظيم حياتهم ومحاولة توجيههم في صنع مستقبلهم ‪ ،‬باإلضافة إلى تعليمهم‬

‫لغة مجتمعهم وعاداتهم ودينهم وكيفية التعامل مع اآلخرين ‪ ،‬أي تزويدهم بقواعد السلوك واألداب العامة‬
‫وق والب العرف لغرس القيم والفضيلة ‪ ،‬فالطفل ليس ملك لوالديه فحسب‪ ،‬وإنما هو عنصر في المجتمع‬

‫األكبر الذي يعيش فيه لذلك ينبغي أن ينشأ نشأة اجتماعية سليمة وانطالقا من أداء األسرة لمهمة التنشئة‬

‫االجتماعية‪ ،‬تنطلق معها مسؤولية تشكيل شخصية الفرد وفقا لهذه األنماط والسلوكيات الثقافية الموجودة‬

‫داخل مجتمعه‪ ،‬وعلى ضوء هذا يتحدد المركز االجتماعي للفرد انطالقا من أسرته ثم مجتمعه و يذكر "‬

‫ميرونوك " أن المكانة االجتماعية للفرد قد تتوقف على الوضع األسري أكثر مما تتوقف على انجاز‬

‫الفرد أو كفاءته‪ ،‬فداخل األسرة يتعلم الطفل التفريق بين الدور والمركز ومن خالل قيام الوالدين بتقسيم‬

‫العمل بين أعضاء األسرة ‪ ،‬كما يتعلم الفرد أيضا التفريق بين المركز والفرد ومن خالل أمه وأبيه وإخوته‬

‫ومن الصعب العسير إعادة تكوين هذه القاعدة لذا ما شب الفرد وكبر على صراع األدوار داخل األسرة‪.‬‬

‫( منسي‪ ،2002 ،‬ص ‪. )13‬‬

‫‪ -‬الوظيفة النفسية والعاطفية‪ :‬يعتبر الجو النفسي السائد داخل األسرة ذا أهمية بالغة في تكوين شخصية‬

‫األبناء وتنميتها وفقا لكل مرحلة من مراحل نموهم‪ ،‬فاألسرة المكان األول الذي يتلقى فيه الفرد دروسا في‬

‫معاني المشاعر اإلنسانية كالحب والكراهية والعطف والحنان كما تؤكده ‪ -‬سناء الخولي " الوظيفة النفسية‬

‫العاطفية لألسرة هي ترك أجواء المنزل غمرة بعواطف الحب والقبول االجتماعي واللعب والتفاهم والتقبل‬

‫بين الزوجين واحتضان األوالد بالدفء وهذا يؤدي إلى وجود وحدة تكون المصدر الرئيسي لإلشباع‬

‫العاطفي لجميع أعضاء األسرة (صال ‪ ،2001 ،‬ص ‪(193‬‬

‫‪ -‬الوظيفة االقتصادية‪ :‬تتمثل في الوظيفة االقتصادية في أن األسرة مسؤولة عن توفير الحاجات المانية‬

‫للكبار والصغار من أفرادها‪ ،‬إذ أن األسرة وحدة اقتصادية متضامنة يقوم بها األب بإعالة زوجته وأبنائه‬

‫وتقوم األم بأعمال المنزل وقد تعمل الزوجة أو بعض األبناء فيزيدون بذلك دخل األسرة‪ ،‬ومن ثم يشكل‬

‫الزوج و الزوجة واألبناء وحدة متعاونة‪ ،‬ومتساندة اقتصاديا ويتم العمل بينهم بشكل متفق عليه حسب‬

‫ظروف كل مجتمع‪ ( .‬أحمد‪ ،1998 ،‬ص ‪.)20‬‬


‫‪ -10‬نظريات االسرية‪:‬‬

‫إن التغيرات السريعة التي شهدها العالم المعاصر قد جعل األسرة موضوعا للجدل أدى المفكرين‬

‫السوسيولوجيين‪ ،‬وسنعرض بإيجاز أهم النظريات التي فسرت التطورات الحاصلة في نطاق األسرة‪ ،‬وهي‬

‫البنائية الوظيفية‪ ،‬التنموية‪ ،‬التفاعلية الرمزية‪ ،‬ونظرية الصراع‪.‬‬

‫‪ -1‬نظرية الصراع ‪:‬‬

‫وقد ظهرت هذه النظرية بشكل واضح في أواخر الستينات من القرن الماضي‪ ،‬فقد تميزت هذه النظرية‬

‫بالتأكيد على الطبيعة الديناميكية للحياة األسرية لكنها تعتبر العوامل الخارجية بمثابة القوى المحركة‬

‫للتغير‪ ،‬أما الظروف االقتصادية المتغيرة وتحول األبنية االجتماعية وروابط القوى الجديدة في المجتمع‬

‫فهي تعد من أهم العوامل في التغير األسري‪ ،‬والفكرة الرئيسية التي تدور حولها النظرية أن الحياة‬

‫االجتماعية لهذه الصراعات التي تدمر التوازن القديم‪ ،‬وتنتج توازنات جديدة ينكشف فيها الحال عن بذور‬

‫خالفات قوية‪ ،‬فبنيان األسر الصغيرة يخلق ظروفا خاصة لتصادم مصالح أفرادها‪ ،‬إال أن الصراعات‬

‫الداخلية تعكس التناقضات األساسية في البنيان االجتماعي الكبير فالخالفات الزواج مثال تنسب دائما‬

‫إلى توزيع الموارد وعبء العمل وممارسة السلطة في األسرة ولكنها تعكس الظروف االجتماعية‪ ،‬حتى‬

‫يسود التفاوت في كل المجاالت في العالقات بين الرجال والنساء‪( .‬محمد‪ ،2006 ،‬ص‪.) 6‬‬

‫‪ -2‬النظرية البنائية الوظيفية‪:‬‬

‫تتجسد النظرية البنائية الوظيفية على تحليل وتفسير كل جزء في البناء‪ ،‬وكذا إبراز بين الطريقة التي‬

‫تترابط بواسطتها األجزاء مع بعضها البعض وكذا براز العالقة األجزاء والكل ولالتجاه الوظيفي عدة‬

‫مميزات أبرزها أنه يساهم في تفسير الكثير من الظواهر والنظم من خالل بيان عالقات التأثير ببقية‬

‫النظم والظواهر األخرى داخل إطار نفس البناء ‪ ،‬ويرى " بارسونز " أن النظام يتألف بشكل رئيسي من‬

‫أربعة أنظمة هي ‪:‬‬


‫النظام االجتماعي والثقافي والعضوي و الشخصي‪ ،‬وكل النظم متصلة بعضها ببعض ومتكاملة في نفس‬

‫الوقت‪( .‬سميح‪ ،2002 ،‬ص ‪.)50‬‬

‫‪ -3‬النظرية التنموية ‪:‬‬

‫نجد أن هذه النظرية تهدف إلى دراسة التغير في نسق األسرة الذي يحدث بمرور الزمن والتغير في‬

‫أنماط التفاعل‪ ،‬وقد ظهرت بشكل متكامل ألول مرة عام ‪ 1930‬وتستخدم النظرية التنموية في تحليالتها‬

‫التي يبرز فيها عامل الزمن‪ ،‬األداة التصويرية األساسية التي يطلق عليها دورة الحياة األسرية أو حياة‬

‫األسرة ‪( .‬خولي‪ ،1988 ،‬ص ‪.)158‬‬

‫‪ -4‬النظرية التفاعلية الرمزية‪:‬‬

‫يؤكد الفكر التفاعلي الرمزي على أن سلوك األفراد والجماعات ما هو إال انعكاس للرموز التي يشاهدها‬

‫الفرد ويتأثر بها سلبا وإجابا‪ ،‬ويرى " جورج هربرت ميد أن المجتمع ما هو إال حصيلة العالقات المتفاعلة‬

‫بين العقل البشري والنفس البشرية ‪( .‬عبد الخالق‪ ،‬ص ‪.)173‬‬

‫‪ -11‬أسباب تفكك االسر‪:‬‬

‫ال بد من وجود أسباب حقيقية تؤدي إلى انتشار ظاهرة التفكك األسري‪ ،‬وقد جمعنا لكم أهم أسباب التفكك‬

‫األسري‪( :‬عبد العاطي السيد‪ ،1998 ،‬ص ‪)139‬‬

‫‪ ‬األب الحاضر الغائب‪ :‬هناك صورتان لألب الحاضر الغائب‪ ،‬األولى هي صورة األب المنهمك بالعمل‬

‫الذي ال يجد وقتا ليقضيه مع أسرته وال يجد وقتا ليقدم المعونة المعنوية أو المساعدة لزوجته‪ ،‬وأما‬

‫الصورة الثانية فهي صورة األب المهمل الذي يعتقد أن دوره ينتهي عند تأمين حاجات األسرة المالية‬

‫ويقضي وقته مع أصدقائه‪ ،‬وفي الحالتين يتسبب غياب األب عن أسرته بهذه الصورة بمشاكل كثيرة‪.‬‬
‫‪ ‬األم الحاضرة الغائبة ‪:‬فالمرأة المنشغلة بعملها عن أسرتها‪ ،‬قد ال تمنح الزوج العناية بشؤونه الخاصة‬

‫واحتياجاته‪ .‬كذلك المرأة المنشغلة بكثرة لقاءات صديقاتها‪ ،‬متناسية دورها كزوجة وأم‪ ،‬وما يحتاجه‬

‫زوجها وأطفالها منها من العناية والحب‪.‬‬

‫‪ ‬صراع األدوار ‪:‬وهو من أهم مسببات التفكك األسري‪ ،‬حيث يتمثل بتنافس الزوج والزوجة ليحل أحدهما‬

‫مكان اآلخر‬

‫‪ ‬وسائل االتصال الحديثة ‪:‬بطبيعة الحال فإن إدمان استخدام وسائل التواصل االجتماعي أو إدمان‬

‫ألعاب الفيديو بات يتحكم بعالقاتنا األسرية بشكل كبير‪ ،‬فعلى الرغم من أهمية اإلنترنت والتقنيات‬

‫الحديثة في عالمنا إال أن إساءة استخدام هذه التقنيات من شأنه أن يكون سببا وجيها للتفكك األسري‪.‬‬

‫‪ ‬الخدم ‪:‬أصبحت الخادمة تحل محل الزوجة في كافة أمور المنزل‪ ،‬كالتنظيف والغسيل‪ ،‬وحتى الطبخ‬

‫ورعاية األطفال أحيانا‪ ،‬لنجد أن الزوج يرجع من عمله‪ ،‬فتستقبله الخادمة وتقدم له الطعام‪ ،‬وتحل‬

‫الخادمة محل األم في رعاية األطفال‪ ،‬وتقديم الحنان والحب لهم‪ ،‬مما يتسبب في ظاهرة التفكك‬

‫األسري‪.‬‬

‫وكذلك أصبح السائق يحل محل الزوج أحيانا‪ ،‬فيقوم بخدمة توصيل األم واألطفال إلى أي مكان‪،‬‬

‫وهو المرافق لهم عوضا عن األب‪.‬‬

‫‪ ‬الوضع االقتصادي لألسرة ‪:‬يتسبب الوضع االقتصادي للعائلة سواء بحالة الثراء أو الفقر في نشوب‬

‫حالة من التفكك األسري‪ ،‬فنجد األغنياء ينشغلون بالمال عن أسرهم‪ ،‬وفي حالة الفقر نجد األب غير‬

‫قادر على توفير احتياجات أسرته‪ ،‬وقد يلجأ إلى طرق غير شرعية لتأمين حاجياتهم‪ ،‬مما يسبب التفكك‬

‫األسري‪.‬‬
‫اجلانب التطبيقي‬
‫‪‬‬
‫‪ -1‬تمهيد‪:‬‬

‫إن موضوع مفهوم األسرة عند الطفل المسعف من األمور التي كانت ومازالت من المواضيع المهمة‬

‫التي البد من الوقوف عندها ودراستها بعناية‪ ،‬لقد اعتمدت في جانب التطبيقي على عدة أدوات التي هما‬

‫دراسة الحالة والمالحظة والمقابلة واختبارات النفسية من اجل الخروج بنتائج اكثر مصداقية و اقناعا‬

‫للوصول الى المعلومات و جمعها و تحليلها واكتشاف النتائج بشكل دقيق‪.‬‬

‫‪ -2‬اإلجراءات المنهجية المتبعة في الجانب التطبيقي‪:‬‬

‫أ) تحديد المنهج المستخدم في التربص الميداني‪:‬‬

‫اعتمدت في هذا التربص على منهج دراسة الحالة والتي هي‪:‬‬

‫‪ ‬دراسة الحالة‪:‬‬

‫تعريف دراسة الحالة هي عبارة عن تقرير شامل يعده األخصائي ويحتوي على معلومات وحقائق‬

‫تحليلية وتشخصية عن حالة العميل الشخصية واألسرية واإلجتماعية والمهنية والصحية وعالقت كل‬

‫الجوانب بظروف مشكلته وصعوبات وضعه الشخصي وكذلك فإن التقرير يتضمن التأويالت والتفسيرات‬

‫التي خرجت بها الجلسات اإلرشادية إضافة إلى التوصيات االزم تنفيذها حتى يصل األخصائي والعميل‬

‫إلى تحقيق هدفهم من العملية اإلرشادية ودراسة الحالة ليست خيا ار منهجيا بل هي خيار لما يمكن دراسته‬

‫أو بعبارة أخرى إنها تركز على حقل الدراسة وليس التصميم أللية جمع البيانات وترى على أنها إستراتجية‬

‫بحثية تعد بطريقة شاملة تتضمن التصميم وأساليب جمع البيانات ومداخل نوعية لتحليل البيانات (فكري‬

‫لطيف متولي‪ 2016.‬ص‪)21‬‬

‫‪ ‬مزايا دراسة الحالة‪:‬‬

‫‪ ‬تعطي صورة واضحة عن الحالة بإعتبارها وسيلة شاملة ودقيقة بحيث توفر معلومات تفصيلية و‬

‫شاملة ومتعمقة عن الظاهرة المدروسة وبشكل ال توفره أساليب ومناهج البحث األخرى‬
‫‪ ‬تيسير وفهم وتشخيص وعالج الحالة على أساس دقيق غير متسرع مبني على دراسة الحالة‬

‫‪ ‬تساعد العميل على فهم نفسه بصورة أوضح وترضيه حين يلمس أن حالته تدرس دراسة مفصلة‬

‫‪ ‬لها فائدة من حيث إعادة تنظيم الخبرات والمشاعر واألفكار وتكوين استبصار جديد بالمشكلة‬

‫‪ ‬تساعد في تكوين واشتقاق فرضيات جديدة وبالتالي يفتح الباب أمام دراسات أخرى في المستقبل‬

‫‪ ‬يمكن الوصول إلى نتائج دقيقة و تفصيلية حول وضع الظاهرة المدروسة مقارنة بأساليب ومناهج‬

‫البحث األخرى‬

‫‪ ‬تفيد في عملية التنبؤ ألنها تشمل الدراسة في الماضي و الحاضر (فكري لطيف متولي‪2016.‬‬

‫ص‪)33.32‬‬

‫ب) األدوات المستخدمة في التربص الميداني‪:‬‬

‫‪ ‬المالحظة‪:‬‬

‫هي عبارة عن طريقة تسير وفق نضم معينة و قوانين مرتبة يستخدمها االخصائي او القائم على‬

‫الدراسة من اجل معرفة سلوك معين كان من الصعب التعرف عليه عن طريق أداة أخرى و الهدف من‬

‫مالحظة مقارنة الفرد بغيره من األشخاص او مقارنته بذاته و ذلك من خالل مدة محددة من الزمن و‬

‫تتم عملية المالحظة بدقة و مهارة (احمد أبو اسعد ‪ 2016‬ص ‪)73‬‬

‫‪ -‬نوع المالحظة‪ :‬مباشرة‬

‫‪ -‬هدف من استخدام المالحظة‪ :‬استخدمتها ألنها ساعدتني على فهم اعمق للظروف المحيطة بالسلوك‬

‫الحالة التي ادرسها و على معرفة السلوك الخفي غير ظاهر للحالة وكذلك ساعدتني على تجنب‬

‫استفسارات التي تثير حرج لي او تؤذي الى تذكير الحالة ألمور تؤلمه‪.‬‬
‫‪ ‬المقابلة‪:‬‬

‫عرفها سامي ملحم ‪ 2000‬على انها أداة بارزة من أدوات البحث العلمي و ظهرت كاسلوب هام في‬

‫الميدان االكلينيكي فهي عبارة عن عالقة دينامية و تبادل لفظي بين القائم بالمقابلة الباحث و المفحوص‬

‫(سامي محمد ملحم ‪ 2000‬ص ‪)247‬‬

‫‪ -‬نوع المقابلة مقننة‪ :‬الن الحالة وحده ال يتحدث اال بعد ان اطر أسئلة عليه بحيث كانت أسئلة‬

‫بسيطة على الحالة لإلجابة عنها بصورة سلسلة بعيدة عن التوتر‬

‫‪ -‬اختبار رسم العائلة وضعه ''لويس كورمان'' بان اختبار رسم العائلة من ضمن االختبارات االسقاطية‬

‫النفسي و سمات الشخصية خاصة لدى الطفل‬ ‫التي يرجع اليها االخصائي بغية التعرف على المعا‬

‫لذا فهو اختبار سهل التطبيق يعتمد فيه االخصائي على ورقة بيضاء من حجم ‪27/21‬سم و قلم رصاص‬

‫مبري جيدا باإلضافة الى أقالم ملونة اذا أراد الطفل مع العلم ان استعمال الممحاة ممنوع (بوسنة عبد‬

‫الوافي )‬

‫‪ -‬هدف من استخدام اختبار رسم العائلة بانه نمط تفريغ إيجابي بالنسبة للطفل يسمح له بالتعبير عن‬

‫الصراعات العائلية‪.‬‬

‫‪-3‬عرض الحالة ونتائجها‬

‫‪ -‬تقديم الحالة‪:‬‬

‫االسم‪ :‬س‬

‫اللقب‪:/‬‬

‫تاريخ الميالد‪09/11/2012:‬‬

‫الجنس‪ :‬انثى‬

‫المستوى التعليمي‪ :‬القسم المكيف سنة ثانية بمركز الطفولة المسعفة‬


‫عدد االخوة‪:/‬‬

‫الرتبة بالعائلة‪:/‬‬

‫مقر السكن‪ :‬بمؤسسة الطفولة المسعفة‬

‫دخل النواة‪ :‬مجهولة النسبة‬

‫مهنة االب‪/ :‬‬

‫مهنة االم‪/ :‬‬

‫المظهر الخارجي للحالة‪ :‬مرتبة ونظيفة في بعض األحيان العكس‬

‫الحالة الصحية للطفلة‪ :‬ال بأس بها تعرضت لعملية على الوزتين والثقب في القلب وآخر على مستوى‬

‫الحلق‪.‬‬

‫بنية الجسد‪ :‬نشطة‬

‫التواصل البصري ‪ :‬متوسط كما ان لها نقص في النظر وحاملة للنظرات الطبية‬

‫النطق ‪ :‬صعوبة في نطق بعض االحرف‬

‫االدراك الواعي‪ :‬جيد‬

‫االنتباه و التركيز‪ :‬متوسط‬

‫الذاكرة ‪ :‬متوسط‪.‬‬

‫‪-4‬جدول المقابالت‬

‫الهدف‬ ‫مع من‬ ‫المدة‬ ‫تاريخها‬ ‫المقابلة‬

‫التعرف على المؤسسة وتقديم‬ ‫‪ 20‬د‬ ‫‪2024/02/20‬‬ ‫‪01‬‬


‫االخصائية النفسية‬
‫ملفات التربص‬
‫التعرف على الحاالت وأخذ‬ ‫‪ 50‬د‬ ‫‪2024/02/25‬‬ ‫‪02‬‬
‫االخصائية النفسية‬
‫معلوماتهم‬
‫التعرف والتقرب من الحالة‬ ‫‪ 50‬د‬ ‫‪2024/02/28‬‬ ‫‪03‬‬
‫الحالة‬
‫ومحاولة كسب ثقتها‬
‫جمع معلومات من الحالة‬ ‫‪ 45‬د‬ ‫‪2024/03/03‬‬ ‫‪04‬‬
‫الحالة‬
‫ومحاولة كسب الثقة‬
‫كيفية سير العمل مع الحالة‬
‫والتعرف على الحالة من الجانب‬ ‫المعلمة‬ ‫‪ 15‬د‬ ‫‪2024/03/06‬‬ ‫‪05‬‬

‫الدراسي‬

‫تطبيق اختبار رسم العائلة‬ ‫الحالة‬ ‫‪ 45‬د‬ ‫‪2024/03/10‬‬ ‫‪06‬‬

‫تخيل الحالة لصورة عائلتها‬ ‫‪ 30‬د‬ ‫‪2024/03/13‬‬ ‫‪07‬‬


‫الحالة‬
‫البيولوجية‬

‫توديع الحالة‬ ‫الحالة‬ ‫‪ 45‬د‬ ‫‪2024/03/17‬‬ ‫‪08‬‬

‫‪ -5‬عرض المقابالت‬

‫‪ -6‬تحليل المقابالت‬

‫‪ -7‬عرض وتحليل النتائج المقياس‬

‫‪ -8‬استنتاج عام حول المقابالت‬

You might also like