You are on page 1of 110

‫اآلثار القانونية لعمل المترجم في تشريعات الممكية الفكرية‬

‫(دراسة مقارنة)‬

‫‪The Legal Implications of the Translator’s Work in Intellectual Property‬‬


‫‪Legislation‬‬
‫)‪(A Comparative Study‬‬
‫إعداد‬
‫داوود محمد عيد الحريري‬

‫الرقم الجامعي (‪)01092102‬‬

‫المشرف‬

‫الدكتور محمد مسمَّم الزواىره‬

‫قدمج هذه الزسالت استكماالً لمتطلباث الحصول على درجت الماجستيز في الملكيت الفكزيت وإدارة االبتكار‬

‫كمية الدراسات العميا‬

‫جامعة الزرقاء‬

‫الزرقاء ‪ /‬األردن‬

‫تشرين الثاني‪0102/‬‬
‫ب‬
‫ج‬
‫‌د‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫(ق الوا سبحانك ال علم لنا إال ما‬


‫علمتنا إنك أنت العليم الحكيم)‬

‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ظيم‬
‫صدق اهلل الع ِ‬

‫[سورة البقرة‪ ،‬آيت‪]23:‬‬


‫‌ه‬

‫اإلهداء‬
‫إىل خري إ ألانم ‪ ........................................‬إملُعمل إ ألول س يدان محمد صىل هللا عليو وسمل‬
‫إىل من أأفنوإ معرمه من أأجًل ‪ .................................‬أأيم إحلبيبة و أأيب إمغايل‬
‫إىل هصييب وهبجة بييت ‪ ..............................................‬زوجيت إمغامية‬
‫إىل ىدييت من إمرمحن ‪ .....................................‬ثو أأيم (ىشام وحنني)‬
‫إىل س ندي و هب ُع فؤإدي ‪ ......................................................‬أأخويت و أأخوإيت‬
‫إىل مليمي وحبيب إمللوب ‪ .......................................‬خايل عبد إميادي (رمحو هللا)‬
‫إىل أأصدكايئ وزماليئ ‪ ................................................‬إىل وطين إمعزيز سوراي‬
‫إىل لك عزي ٍز غائب مل يسعين ذكره‬

‫مع فائق إحرتإيم‬


‫دإوود محمد إحلريري‬
‫‌و‬

‫إمشكر وإمتلدير‬

‫إمحلد وإمشكر هلل ثعاىل إذلي وفلين و أأعاهين عىل إجناز ىذه إمرساةل‪ ،‬و أأرجو من هللا إمعون وإمسدإد‬
‫لكٌلل مسرييت إلأاكدميية يف جمال إمبحث إمعلمي‪ ،‬و أأثلدم جبزيل إمشكر ندلكتور‬
‫(محمد مسمل إمزوإىره) متفضهل وتكرمو ابلرشإف عىل رساميت وجليوده لمتام ىذإ إمعمل ‪.‬‬

‫وإمشكر إجلزيل إىل أأساثذيت إمكرإم إ ألفاضل يف جامعة إمزركاء ولك أأساثذيت يف مجيع مرإحًل‬
‫إدلرإس ية‪ ،‬عىل ما كدموه يل من يد إمعون وإمعمل وإمرتبية إىل أأن وصلت ميذه إملرحةل إدلرإس ية‪.‬‬

‫كٌل أأثلدم ابمشكر إىل إ ألساثذة أأعضاء جلنة إملناكشة إمكرإم متفضليم بلبول كرإءة ىذه إمرساةل‬
‫ومناكش يت هبا‪.‬‬

‫إمباحث‬
‫دإوود محمد إحلريري‬
‫‌ز‬

‫فهـرس المحتويات‬

‫رقم الصفحة‬ ‫الموضـــــــــوع‬


‫ب‬ ‫التفويض‬
‫ج‬ ‫قرار لجنة المناقشة‬
‫ه‬ ‫اإلىداء‬
‫و‬ ‫الشكر والتقدير‬
‫ح‬ ‫فيرس المحتويات‬
‫ك‬ ‫الممخص بالمغة العربية‬
‫‪1‬‬ ‫المقدمة‬
‫‪2‬‬ ‫مشكمة الدراسة‬
‫‪3‬‬ ‫أسئمة الدراسة‬
‫‪3‬‬ ‫فرضيات الدراسة‬
‫‪4‬‬ ‫أىداف الدراسة‬
‫‪4‬‬ ‫أىمية الدراسة‬
‫‪5‬‬ ‫منيجية الدراسة‬
‫‪5‬‬ ‫الدراسات السابقة‬
‫‪7‬‬ ‫خطة الدراسة‬
‫‪8‬‬ ‫المبحث التمهيدي‪ :‬ماهية عمل المترجم‬
‫‪10‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬ماىية الترجمة وأىميتيا‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬ماىية الترجمة‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أىمية الترجمة‬
‫‪14‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬مفيوم عمل المترجم‬
‫‪14‬‬ ‫الفرع األول‪:‬تعريف عمل المترجم‬
‫‪16‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬تعريف عمل المترجم باعتباره حقاً لممترجم‬
‫‪18‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني لعمل المترجم‬
‫‪19‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬الطبيعة القانونية لعمل المترجم‬
‫‪20‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬تطبيق قواعد المصنفات المشتقة عمى عمل المترجم‬
‫‌ح‬

‫‪21‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬طبيعة المصنفات المشتقة‬


‫‪23‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬االبتكار كشرط أساسي لعمل المترجم‬
‫‪26‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬العالقات القانونية الناشئة عن عمل المترجم‬
‫‪29‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬عالقة المترجم بمصنفو المشتق‬
‫‪30‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬عالقة المترجم بالمؤلف األصمي‬
‫‪32‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬القيود واالستثناءات الواردة عمى عمل المترجم‬
‫‪33‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬القيود الواردة عمى عمل المترجم‬
‫‪35‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الطبيعة القانونية لمترخيص اإلجباري‬
‫‪37‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬شروط منح التراخيص اإلجبارية‬
‫‪39‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬االستثناءات الواردة عمى عمل المترجم‬
‫‪40‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬المصنفات المستثناة من الحماية لدخوليا في الممك العام‬
‫‪41‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬المصنفات المستثناة من الحماية حسب غرضيا‬
‫‪43‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬ترجمة المصنفات المحررة بالعربية إلى األجنبية‬
‫‪45‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬حقوق المترجم وحمايتها‬
‫‪46‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬الحقوق األدبية والمالية لممترجم‬
‫‪47‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬الحق المالي لممترجم‬
‫‪49‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مضمون الحقوق المالية لممترجم‬
‫‪51‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص الحق المالي لممترجم‬
‫‪55‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬الحق األدبي لممترجم‬
‫‪57‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مضمون الحقوق األدبية لممترجم‬
‫‪64‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬طرق االعتداء عمى حق المترجم‬
‫‪66‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬الحماية القانونية لحق المترجم‬
‫‪71‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬الحماية القانونية لحق المترجم في المصنفات التقميدية‬
‫‪72‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الحماية المدنية‬
‫‪76‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الحماية الجنائية‬
‫‪80‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬الحماية القانونية لحق المترجم في المصنفات اإللكترونية‬
‫‪81‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬شروط حماية مصنفات المترجم الرقمية‬
‫‪82‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬وسائل حماية المصنفات الرقمية‬
‫‌ط‬

‫‪85‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪86‬‬ ‫النتائج‬
‫‪88‬‬ ‫التوصيات‬
‫‪90‬‬ ‫المراجع‬
‫‪100‬‬ ‫الممخص بالمغة اإلنكميزية‬
‫‌ي‬

‫اآلثار القانونية لعمل المترجم في تشريعات الممكية الفكرية‬


‫(دراسة مقارنة)‬
‫إعداد‪ :‬داوود محمد عيد الحريري‬
‫المشرف‪ :‬د‪ .‬محمد مسمَّم الزواىرة‬
‫الممخص‬
‫ىدفت ىذه الدراسة وعنوانيا‪( :‬اآلثار القانونية لعمل المترجم في تشريعات الممكية الفكرية)‪ ،‬إلى بيان‬

‫اآلثار القانونية التي تترتب عمى عمل المترجم‪ ،‬وتأتي أىمية ىذه الدراسة بسبب انتشار أعمال الترجمة في‬

‫اآلونة األخيرة وضرورة وجود تشريع خاص ينظم كل ما يتعمق بعمل المترجم‪ ،‬ولم يوضح المشرع األردني‬

‫اآلثار القانونية لعمل المترجم في قانون حماية حق المؤلف رقم (‪ )00‬لسنة (‪ ،)0220‬لذلك كان ال بد من‬

‫وجود ىذه الدراسة التي تيدف إلى توضيح ىذه اآلثار بالتفصيل وسيستطيع القارئ تمييز المؤلف عن‬

‫المترجم‪ ،‬باإلضافة إلى معرفة كل ما يتعمق بالمترجم‪ ،‬وجاءت ىذه الدراسة لإلجابة عن السؤال التالي‪( :‬ىل‬

‫تعتبر القواعد القانونية التي عالجت حق المؤلف وقررت لو الحماية القانونية مالئمة لطبيعة عمل المترجم‪ ،‬أم‬

‫إن ىذا العمل ذو طبيعة خاصة تتطمب وجود نظام قانوني يبين اآلثار القانونية المترتبة عمى ىذا العمل)‪،‬‬

‫وقد اعتمدت ىذه الدراسة المنيج التحميمي والمنيج المقارن‪ ،‬وذلك بالمقارنة بين قانون حماية حق المؤلف‬

‫األردني رقم (‪ )00‬لسنة (‪ )0220‬وقانون حماية حقوق الممكية الفكرية المصري رقم (‪ )20‬لسنة (‪.)0110‬‬

‫وخمصت ىذه الدراسة إلى نتائج أىميا أنو عمى الرغم من اعتبار عمل المترجم يعتمد عمى عمل‬

‫سابق وىو عمل المؤلف إال أن ىذا العمل يعتبر عمالً مستقالً لما يتضمنو من ابتكار ومجيود يتطمب قدرات‬

‫خاصة ال يمتمكيا إال المترجم‪ ،‬وتوصل الباحث إلى ضرورة تحديد اآلثار القانونية لعمل المترجم في باب‬

‫مستقل ضمن قانون حماية حق المؤلف األردني‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫المقدمة‬

‫عرف التاريخ الكثير من المترجمين الذين قاموا بترجمة نصوص وكتب ومقاالت وغيرىا‪،‬‬

‫كما ساىم المترجمون عبر التاريخ بنقل الحضارات بين الشعوب‪ ،‬فقد ساىمت أعمال المترجمين‬

‫بشكل كبير في نشر العمم والمعرفة بين األمم‪ ،‬ومن المعروف أن المترجم يتمتع بحقوق نتيجة قيامو‬

‫بيذا العمل الذي يعد مجيوداً شخصياً ونتاجاً ذىنياً قام بو‪ ،‬ومن ضمن ىذه الحقوق حقوق تقتضييا‬

‫الصفة الخاصة لممترجم مثل حق نسبة الترجمة إلى المترجم‪ ،‬وىذا الحق يعني أن ينسب العمل‬

‫الفكري إلى شخص مبدعو سواء بذكر اسمو صراحةً عمى المصنف أو بذكر اسم مستعار أو نشر‬

‫المصنف دون أي اسم‪ ،‬فإذا قام شخص بترجمة فكرة مطروحة بأسموب شخص آخر‪ ،‬فإن ىذا‬

‫يعطيو الحق في أن ينسب ىذه الترجمة إليو‪ ،‬وىذا الحق أبدياً ال يسقط بالتقادم‪.‬‬

‫منسوب إلى مؤلفو األصمي ال يحرم‬


‫ٌ‬ ‫وان القول بترجمة مصنف ىو من حيث األصل‬

‫المترجم من ممارسة حقو في ذكر اسمو عمى المصنف الذي أبدع ترجمتو وىذا الحق مما تقتضي‬

‫المصمحة‪ ،‬من نسبة كل نتاج أو عمل فكري إلى صاحبو تجنباً لمخمط والمبس وحفاظاً عمى مصمحة‬

‫المؤلف وكذلك مصمحة من قام بترجمة المصنف‪ ،‬وال ييم بعد ىذا أن يظير المصنف تحت اسمو‬

‫او أي اسم مستعار‪.‬‬

‫وبما أن المترجم ال يقل شأناً عن المؤلف فيكون لو الحق في ذكر اسمو عمى المصنف‬

‫المترجم‪ ،‬إال أن ىذا الحق ال يرد عمى إطبلقو عمى اعتبار أن الترجمة عمل مشتق من عمل‬

‫سابق‪ ،‬فبلبد من اقتران اسم المترجم باسم صاحب المصنف الذي اشتقت منو الترجمة‪ ،‬واال كان‬

‫المترجم قد اعتدى عمى حق من الحقوق ذات الصمة الشخصية بالمؤلف األصمي‪.‬‬


‫‪2‬‬

‫واستناداً إلى ىذا فإن قيام شخص بترجمة نص معين فإن لو الحق المطمق في أن يحمل‬

‫ىذا النص اسمو الشخصي أو المستعار تميي اًز ليذا النص عن غيره من النصوص المترجمة بمغة‬

‫أخرى ودفعاً ألي خمط‪ ،‬أو لبس‪ ،‬أو نزاع يحدث بسبب عدم معرفة عائدية النص المترجم‪ ،‬فيذا‬

‫األمر من مقتضيات العدل وتحقيق المصمحة الشخصية لممؤلف من ناحية والمترجم من ناحية‬

‫أخرى‪.‬‬

‫وقد عالجت تشريعات الممكية الفكرية حق المترجم بدءاً من اتفاقية باريس ثم اتفاقية تربس‬

‫مرو اًر بالتشريعات الوطنية ومنيا التشريع األردني الذي عالج ىذا الموضوع في المادة الخامسة من‬

‫قانون حق المؤلف األردني رقم (‪ )22‬لسنة (‪ ،)2992‬واعتبر من يقوم بترجمة مصنف من لغة إلى‬

‫أخرى مؤلفاً‪ ،‬واعتبر أن الترجمة من قبيل المصنفات المشتقة وأعمال الترجمة تسري عمييا أحكام‬

‫المصنفات المشتقة‪ ،‬والمشرع المصري تناول ىذا الحق في قانون حماية حقوق الممكية الفكرية‬

‫المصري رقم (‪ )82‬لسنة (‪ ،)2002‬وأقر بحقوق أدبية ومالية لممترجم‪ ،‬ومن خبلل ما تقدم نرى أن‬

‫حق المترجم من الحقوق التي تستحق الحماية القانونية‪ ،‬ومن الحقوق التي تحتاج إلى اىتمام‬

‫تشريعي أوسع يعنى بيذا الحق ويفرد لو أحكاماً تتماشى مع طبيعتو وأىميتو‪.‬‬

‫مشكمة الدراسة‪:‬‬

‫تترتب عمى قيام المترجم بأعمال الترجمة آثار قانونية تتمثل بالحقوق وااللتزامات انتيجة‬

‫ىذا العمل‪ ،‬فيل تعتبر القواعد القانونية التي عالجت حق المؤلف وقررت لو الحماية القانونية‬

‫مبلئمة لطبيعة عمل المترجم‪ ،‬أم إن ىذا العمل ذو طبيعة خاصة تتطمب وجود نظام قانوني يبين‬

‫اآلثار القانونية المترتبة عمى ىذا العمل‪ ،‬ومن خبلل االطبلع عمى تشريعات الممكية الفكرية التي‬

‫عنيت بعمل المترجم وجدت أن ىناك العديد من المسائل التي بقيت غامضة وبحاجة إلى معالجة‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫أسئمة الدراسة‬

‫‪ .2‬ىل بالضرورة تعني الترجمة تحويل النص من لغة إلى أخرى؟ أم ىل تشمل تحويل مفيوم‬

‫النص إلى مفيوم آخر؟‬

‫‪ .2‬ىل يمتد عمل المترجم إلى اإلضافات والتعديبلت التي يقوم بيا مؤلف الكتاب المترجم؟‬

‫‪ .3‬ىل قواعد حماية حق المؤلف كافية لحماية حق المترجم؟‬

‫‪ .4‬إذا كان المركز القانوني وفق قانون حماية حق المؤلف لممترجم كونو مؤلف‪ ،‬فما ىو مفيوم‬

‫المؤلف؟ وما ىو الفرق بينو وبين المترجم؟ واذا كان ىناك فرق فيل يعد إطبلق مصطمح‬

‫مؤلف عمى المترجم متفقا مع القانون؟‬

‫الفرضيات‪:‬‬

‫سعت ىذه الدراسة إلى توضيح اآلثار القانونية المترتبة عمى عمل المترجم‪ ،‬ألن توضيح‬

‫اآلثار القانونية لعمل المترجم من شأنو تحقيق مصمحة المترجم والمؤلف األصمي والحد من‬

‫النزاعات المتعمقة بعممية الترجمة‪.‬‬

‫أىداف الدراسة‪:‬‬

‫‪ .2‬بيان المركز القانوني لممترجم ووجو االختبلف عن المؤلف‪ ،‬واإلشكاليات التي تواجو‬
‫المترجم في وضعو القانوني‪.‬‬

‫‪ .2‬بيان نطاق ومضمون التزام المترجم من الناحية القانونية‪.‬‬

‫‪ .3‬معرفة القواعد التي تحمي حق المترجم‪.‬‬

‫‪ .4‬توضيح حقوق والتزامات المترجم بصورة مستقمة عن حقوق والتزامات المؤلف‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫أىمية الدراسة‪:‬‬

‫تعد ترجمة المصنفات وسيمة فعالة لنقل الحضارات والمعارف‪ ،‬فقد انتقمت الحضارة العربية‬

‫الى األندلس عن طريق الترجمة‪ ،‬كذلك انتقال الحضارات القديمة كان عن طريق الترجمة‪ ،‬وقد‬

‫انتقمت الكثير من القواعد القانونية المستنبطة من الشريعة اإلسبلمية إلى القانون الفرنسي في عيد‬

‫نابميون عن طريق الترجمة وال زالت تدرس الكثير من كتب العمماء المسممين مثل كتاب القانون في‬

‫الطب البن سينا في الجامعات األوروبية وكتب الرازي وابن حيان نتيجة ترجمة تمك العموم‪ ،‬ومع‬

‫التقدم التكنولوجي ازدادت أىمية الترجمة‪ ،‬وأصبح ال بد من إيجاد نظام قانوني يحكم الترجمة‬

‫ويضع حماية لعمل المترجم‪ ،‬وتوجد أىمية كبيرة إلى اىتمام أكثر بحق المترجم واعطائو المزيد من‬

‫العناية والتفصيل بأحكامو في تشريعات الممكية الفكرية‪ ،‬لذلك ال بد من دراسة موضوع حق المترجم‬

‫والتفصيل فيو وذلك من خبلل دراستو في ظل تشريعات الممكية الفكرية والوصول إلى نتائج إيجابية‬

‫وفعالة تساىم في تبيان حق المترجم بصورة جمية وواضحة لمقارئ‪.‬‬

‫منيجية الدراسة‪:‬‬

‫اتَّبع الباحث في ىذه الدراسة المنيج المقارن والمنيج التحميمي‪ ،‬وذلك بالمقارنة بين التشريع‬

‫األردني المتمثل بقانون حماية حق المؤلف األردني رقم (‪ )22‬لسنة (‪ )2992‬والتشريع المصري‬

‫المتمثل بقانون حماية حقوق الممكية الفكرية رقم (‪ )82‬لسنة (‪ ،)2002‬وتحميل النصوص القانونية‬

‫واآلراء الفقيية واألحكام القضائية المتعمقة باآلثار القانونية لعمل المترجم‪.‬‬


‫‪5‬‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬

‫‪ .1‬بشيخ فاطمة الزىراء‪ ،)3112( ،‬المصنفات المشتقة من األصل في قانون الممكية‬

‫األدبية والفنية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة وىران‬

‫تناولت ىذه الدراسة المصنفات المشتقة باعتبارىا إنتاجاً فكرياً مركباً ألنيا مصنفات يدمج‬

‫فييا باإلدراج أو التقريب أو التحوير الفكري مصنف أو عناصر مؤلفات أصمية دون مشاركة مؤلف‬

‫المصنف األصمي أو عناصر المصنف المدرجة فيو‪ ،‬وقد أوصى الباحث بضرورة تحديد األعمال‬

‫التي تدخل في إطار المصنفات المشتقة عمى سبيل الحصر ألن المشرع الجزائري عندما حددىا‬

‫عمى سبيل المثال سمح باستيعاب وظيور العديد من األشكال الجديدة لممصنفات المشتقة عن‬

‫طريق االستعماالت المختمفة لممصنفات األصمية‪.‬‬

‫تختمف دراستي عن ىذه الدراسة بأنيا تناولت اآلثار القانونية لعمل المترجم تحديداً وضرورة تحديد‬

‫ىذه اآلثار من قبل المشرع األردني‪.‬‬

‫‪ .2‬سيد عبد اهلل محمد خميل‪ ،)3113( ،‬الحق في الترجمة‪ ،‬دراسة مقارنة بين القانون الوضعي‬

‫والفقو اإلسالمي‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬االسكندرية‬

‫تناولت ىذه الدراسة الحق في الترجمة باعتباره موضوعا مرتبطا بحق المؤلف لكنو مستقل‬

‫عنو ولو كينونتو الخاصة‪ ،‬ولم يقتصر الباحث عمى تشريعات الممكية الفكرية وانما عالج ىذه‬

‫الدراسة معتمدا عمى المقارنة بين القوانين الوضعية والفقو اإلسبلمي‪ ،‬وحاول رسم حدود ومعالم‬

‫الحق في الترجمة‪ ،‬باعتباره حق من الحقوق االستئثارية لممؤلف عمى مصنفو وكذلك المترجم عمى‬

‫ترجمتو‪ ،‬وتوصل إلى أن الفقو اإلسبلمي أوسع نطاقاً من القانون في مجال حقوق الممكية الفكرية‪،‬‬

‫فقواعده جاءت عامة تصمح لكل زمان ومكان‪ ،‬وقد أوصى الباحث بوضع نظام قانوني خاص بحق‬
‫‪6‬‬

‫المترجم يبين كل ما يتعمق بحق المترجم‪ ،‬كما أوصى بتوحيد مدة الحماية المتعمقة بالمصنف‬

‫األصمي والمصنف المشتق منو‪ ،‬كذلك أوصى بضرورة تنمية وتطوير القدرات والكوادر القانونية‬

‫التي تتولى الدراسات الخاصة بحقوق الممكية الفكرية بما يتناسب والتطور المعموماتي‪ ،‬الذي جعل‬

‫من الممكية الفكرية عمما يستحق االىتمام والدراسة‪.‬‬

‫تختمف دراستي عن ىذه الدراسة بالنطاق التشريعي حيث اقتصرت دراستي عمى التشريعين‬

‫األردني والمصري‪ ،‬مع االستعانة باالتفاقيات الدولية المتعمقة بعمل المترجم‪ ،‬كما تختمف بالنطاق‬

‫الموضوعي حيث اقتصرت دراستي عمى اآلثار القانونية المتعمقة بعمل المترجم في حين عالج‬

‫الباحث حق المترجم من كل جوانبو‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫خطة الدراسة‬

‫المبحث التمييدي‪ :‬ماىية عمل المترجم‬

‫المطمب األول‪ :‬ماىية الترجمة وأىميتيا‬

‫المطمب الثاني‪ :‬مفيوم عمل المترجم‬

‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني لعمل المترجم‬

‫المبحث األول‪ :‬الطبيعة القانونية لعمل المترجم‬

‫المبحث الثاني‪ :‬القيود واالستثناءات الواردة عمى عمل المترجم‬

‫الفصل الثاني‪ :‬حقوق المترجم وحمايتيا‬

‫المبحث األول‪ :‬الحقوق األدبية والمالية لممترجم‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الحماية القانونية لحق المترجم‬


‫‪8‬‬

‫المبحث التمييدي‬

‫ماىية عمل المترجم‬

‫ظيرت الترجمة منذ القدم كوسيمة لتبادل الثقافات بين المجتمعات اإلنسانية‪ ،‬حيث تعتبر‬

‫الترجمة وسيمة ربط بين الحضارات‪ ،‬فكيف لمحضارات القديمة أن تصل إلينا لوال وجود أعمال‬

‫الترجمة التي يقوم بيا المترجمون‪ ،‬لذلك فالحديث عن الترجمة وبيان أىميتيا كوسيمة فعالة لتبادل‬

‫المعرفة بين المجتمعات والحضارات اإلنسانية يقودنا لمحديث عن ذلك المبدع الذي يقوم بيذا العمل‬

‫العظيم وينقل لنا حضارة األمم عن طريق أعمالو التي تسمى أعمال الترجمة‪ ،‬فعمل المترجم‬

‫يقتضي وجود مصنف مكتوب بمغة معينة‪ ،‬ولغاية ما‪ ،‬يقوم المترجم بترجمة المصنف من ىذه المغة‬

‫إلى لغة أخرى‪ ،‬فقد تكون ىذه الغاية عممية أو سياسية أو اقتصادية أو غير ذلك‪ ،‬فالعبرة ليست في‬

‫الغاية من الترجمة وانما في طبيعة ىذا العمل‪ ،‬وتيدف الترجمة أساساً إلى التعبير عن محتوى‬

‫المصنف األصمي وأسموبو عمى حد سواء بكل دقة وأمانة(‪.)2‬‬

‫"وان ترجمة العمل إلى أي لغة أخرى ىو حق من الحقوق المالية التي تعود لصاحب حق‬

‫المؤلف‪ ،‬وبالتالي إن ترجمة أي مصنف تستوجب الحصول عمى إذن مؤلفو‪ ،‬ما لم يكن ذلك‬

‫المصنف قد دخل في الممك العام‪ ،‬والمصنف نتاج الترجمة يعتبر عمبلً محمياً بصفتو مصنفاً أدبياً‬

‫طالما كان مبتك اًر"(‪ ،)2‬فوجود حق المترجم يرتبط بوجود مصنف يقوم ىذا المترجم بترجمتو مبر اًز‬

‫قدراتو الشخصية وطابعو االبتكاري فتنشأ بذلك عبلقة تربط المترجم بالمصنف المترجم تسمى ىذه‬

‫العبلقة (عمل المترجم)‪.‬‬

‫)‪ )1‬وٕؼبْ‪ٛٔ ،‬اف‪ ،) 2004( ،‬ؽك اٌّؤٌف(إٌّبرط اٌّؼبطشح ٌؾك اٌّؤٌف ‪ٚٚ‬عبئً ؽّب‪٠‬زٗ)‪ ،‬ؽ‪ ،1‬ػّبْ‪ ،‬األسدْ‪ِ ،‬ىزجخ داس اٌضمبفخ ٌٍٕشش‬
‫‪ٚ‬اٌز‪ٛ‬ص‪٠‬غ‪ ،‬ص‪.255‬‬
‫)‪ )2‬ػجذهللا‪ِ ،‬ؾّ‪ٛ‬د‪ ،‬ثالي‪ ،)2012( ،‬ؽك اٌّؤٌف ف‪ ٟ‬اٌم‪ٛ‬أ‪ ٓ١‬اٌؼشث‪١‬خ‪ ،‬ؽ‪ ،1‬ث‪١‬ش‪ٚ‬د‪ٌ ،‬جٕبْ‪ ،‬اٌّشوض اٌؼشث‪ٌٍ ٟ‬جؾ‪ٛ‬س اٌمبٔ‪١ٔٛ‬خ ‪ٚ‬اٌمؼبئ‪١‬خ‬
‫(ِغٍظ ‪ٚ‬صساء اٌؼذي اٌؼشة‪ ،‬عبِؼخ اٌذ‪ٚ‬ي اٌؼشث‪١‬خ)‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫‪9‬‬

‫لكن قبل االنتقال إلى تعريف عمل المترجم يثور تساؤل ميم‪ .‬ىل يقتصر دور المترجم‬

‫عمى نقل المصنف من لغة إلى لغة أخرى؟ أم يعتبر من يقوم بتحويل النص من مفيوم إلى مفيوم‬

‫آخر مترجماً؟ بالرجوع إلى اآلراء الفقيية تبين أنو لم يتم التوصل إلى تعريف واضح لعمل المترجم‪،‬‬

‫ونجد أن المشرع األردني اعتبر أن المترجم ىو من يقوم بنقل المصنف من لغة إلى لغة أخرى(‪،)2‬‬

‫والمشرع المصري أيضاً لم يورد تعريف لعمل المترجم‪ ،‬ولكن أغمب التشريعات الدولية والوطنية‬

‫ذىبت إلى أن عمل المترجم يقتصر عمى نقل المصنف من لغة الى أخرى وال يشمل تحويل النص‬

‫من مفيوم إلى مفيوم آخر‪.‬‬

‫ويرى الباحث أن المترجم قد يجمع بين المفيومين كأن يقوم بتحويل النص من لغة إلى‬

‫أخرى مع تحويل بعض األفكار إلى مفيوم آخر‪ ،‬بشرط عدم إدخال تغييرات جوىرية عمى النص‬

‫األصمي‪ ،‬أي إن ذلك يندرج تحت مفيوم قيام المترجم بإضفاء بصمتو الشخصية دون المساس‬

‫بالفكرة الجوىرية لمنص المترجم‪.‬‬

‫لذلك نجد أنو من الضروري وجود تعريف واضح لعمل المترجم بحيث يكون ىذا المفيوم‬

‫واضحاً ومحدداً يحدد األعمال التي تندرج تحت إطار الترجمة ويبين ماىية الترجمة وأىميتيا‪ ،‬فيرى‬

‫الباحث تقسيم ىذا المبحث التمييدي إلى مطمبين‪:‬‬

‫المطمب األول‪ :‬ماىية الترجمة وأىميتيا‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬مفيوم عمل المترجم‪.‬‬

‫)‪ )1‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽك اٌّؤٌف األسدٔ‪ ٟ‬سلُ (‪ٌ ،)22‬غٕخ (‪ٚ ،َ)1992‬رؼذ‪٠‬الرٗ سلُ (‪ٌ )23‬غٕخ(‪ٚ ،َ)2014‬اٌز‪ ٞ‬ع‪١‬شبس إٌ‪ ٗ١‬الؽمب ثمبٔ‪ْٛ‬‬
‫ؽّب‪٠‬خ ؽك اٌّؤٌف األسدٔ‪ ،ٟ‬اٌّبدح اٌخبِغخ‪ ،‬اٌفمشح (أ)‪.‬‬
‫‪11‬‬

‫المطمب األول‪ :‬ماىية الترجمة وأىميتيا‬

‫تعد الترجمة النواة األساسية لعمل المترجم وليا أىمية كبيرة في ىذا المجال‪ ،‬لذلك سوف‬
‫نتناول ىذا المطمب من خبلل تقسيمو إلى فرعين‪ ،‬سنبين في الفرع األول ماىية الترجمة‪ ،‬وفي الفرع‬
‫الثاني سنوضح أىميتيا‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬ماىية الترجمة‬

‫تعتبر الترجمة من العوامل الرئيسة التي ساىمت وتساىم في النيضة الفكرية والمعرفية‪،‬‬

‫وتعد من العمميات األساسية التي تساىم في ربط الحضارات اإلنسانية ببعضيا البعض‪ ،‬وال يقتصر‬

‫دور الترجمة عمى نقل المصنف من لغة إلى لغة أخرى بل تجاوز ذلك إلى تفسير النصوص‬

‫الغامضة والرموز السرية‪ ،‬فكان المترجمون يقومون بترجمة وتفسير كل ما تخطو اليد البشرية سواء‬

‫كتابات أو رموز أو وصفات طبية وغير ذلك‪ ،‬فكان المترجمون العرب يقومون بترجمة الفمسفة‬

‫اليونانية ونقميا إلى الحضارة العربية‪ ،‬والمترجمون الرومان يقومون بترجمة كتب الطب التي اشتير‬

‫بيا العرب آنذاك إلى لغتيم‪ ،‬وقد يقول قائل إن الترجمة تعتبر عممية ميكانيكية تنصب عمى استبدال‬

‫لفظ بمفظ مواز في لغة أخرى‪ ،‬ولكن ىذا القول أقرب إلى اإلجحاف في حق المترجم ألن المصنف‬

‫المترجم ال يقوم عمى الوصف السابق‪ ،‬إنما يبذل المترجم جيداً شخصياً يميز اإلنتاج‪ ،‬فمو قام‬

‫شخصان بترجمة مصنف معين‪ ،‬سنجد حتماً فرقاً في الترجمة‪ ،‬وىذا الفرق يعود إلى الدقة والمقدرة‬

‫في استخدام المغات باإلضافة إلى الخبرة السابقة(‪.)2‬‬

‫وتطورت الترجمة بشكل كبير فبعد أن كانت تتم عبر اإلنسان عندما كان يقوم بالترجمة‬

‫الحرفية‪ ،‬أخذت التطورات عمى عاتقيا تنوع وتسارع الترجمة التي يقوم بيا اإلنسان وحدث تطور في‬

‫مفردة الترجمة لتصبح شاممة أيضا لعمل قد تقوم بو اآللة التي أصبحت بدورىا مترجمة مما أوجد‬

‫)‪ )1‬غطبشخ‪ ،‬أؽّذ‪ ،‬ػجذ اٌٍط‪١‬ف‪ِ ،)2002( ،‬ز وشح ف‪ ٟ‬أؽىبَ اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ‪ ،‬ثذ‪ ْٚ‬سلُ ؽجؼخ‪ ،‬األسدْ‪ ،‬عشػ‪ ،‬وٍ‪١‬خ اٌؾم‪ٛ‬ق‪ ،‬عبِؼخ‬
‫عشػ‪ ،‬ص‪.60‬‬
‫‪11‬‬

‫نوعين من الترجمة ىما الترجمة البشرية والترجمة اآللية‪ ،‬ولعل ىذين النوعين يشيران أيضا إلى‬

‫حالة المترجم الذي يستعين باآللة لتسييل عممو وكذلك عندما يقوم الكمبيوتر بعممية الترجمة بعد‬

‫تغذيتو بالقواميس والبرامج التحميمية التي تحول الكممات إلى نصوص رقمية يستطيع الكومبيوتر‬

‫قراءتيا وترجمتيا بمغة واضحة إلى لغة أخرى(‪.)2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أىمية الترجمة‬

‫لم يتوقف دور الترجمة عمى نقل المصنف من لغة إلى لغة أخرى‪ ،‬بل لعبت دو اًر ىاماً في‬

‫تعزيز قيمة المغة العربية‪ ،‬فأصبحت المكتبات العربية تعج بالعموم والمعارف المترجمة من‬

‫الحضارات الغربية‪ ،‬كما سيمت عمى الباحثين العرب الوصول إلى المعمومة ووفرت عمييم شقاء‬

‫السفر‪ ،‬فبدل أن يضطر الباحث العربي السفر لمسافات بعيدة لمحصول عمى العموم والمعارف‬

‫أصبحت بمتناول يده بفضل عممية الترجمة وما يقوم بو المترجمون من جيد وعناء‪ ،‬فالترجمة‬

‫ساىمت إلى حد كبير في تعزيز قيمة المغة العربية لدى العرب الذين أصبحوا غير مضطرين لقراءة‬

‫النصوص األجنبية‪ ،‬وكذلك في تعزيز قيمة المغة العربية لدى األجانب حيث أسيمت في إيصال‬

‫الفكر العربي وما توصل إليو الباحثون العرب إلى الغرب‪ ،‬وال تعتبر الترجمة غاية في ذاتيا وال‬

‫ترف فكري أو متعة ذىنية ولكنيا وسيمة لتحقيق غاية‪ ،‬والغاية ىي بناء ثقافة عربية أصيمة موصولة‬

‫الجذور بتراثنا الفكري العربي ومنفتحة عمى ما حقق الفكر البشري من إبداعات واكتشافات في‬

‫حقول المعرفة(‪.)2‬‬

‫فنبلحظ أن عممية الترجمة تحقق مصمحة المترجمين العرب في إثراء حضارة بمدانيم بشتى‬

‫أنواع المعرفة والعموم‪ ،‬وساىمت في تذليل العقوبات أمام الباحثين العرب وساىمت إلى حد كبير في‬

‫)‪ )1‬ػجذ اٌىش‪ ،ُ٠‬ػجذهللا‪ ،) 2002( ،‬اٌزشعّخ ‪ٚ‬ؽّب‪٠‬خ اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ‪ ،‬اٌٍّزم‪ ٝ‬اٌذ‪ ٌٟٚ‬اٌضبٔ‪ٌٍ ٟ‬زشعّخ‪ ،‬رغبسة ‪ٚ‬خجشاد ‪ِٚ‬شبس‪٠‬غ ‪ٚ‬رمٕ‪١‬بد‬
‫ف‪ ٟ‬اٌزشعّخ‪ ،‬ػّبْ‪ ،‬األسدْ‪ِ ،‬ؤعغخ اٌفىش اٌؼشث‪ ،ٟ‬ثؾ‪ٛ‬س ‪ِٚ‬مبالد‪ ،‬األسدْ‪ ،‬ػّبْ‪ ،‬اٌّؤرّش اٌضبٔ‪ ،ٟ‬ص‪.343‬‬
‫)‪ )2‬اٌخ‪ٛ‬س‪ ،ٞ‬شؾبدح‪ ،)2001( ،‬دساعبد ف‪ ٟ‬اٌزشعّخ ‪ٚ‬اٌّظطٍؼ ‪ٚ‬اٌزؼش‪٠‬ت‪ ،‬ؽ‪ ،1‬دِشك‪ ،‬ع‪ٛ‬س‪٠‬ب‪ ،‬داس اٌطٍ‪١‬ؼخ اٌغذ‪٠‬ذح‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪12‬‬

‫تعزيز قيمة البحث العممي‪ ،‬وساعدت في التعرف إلى الفكر اإلنساني الحديث وما توصل إليو‬

‫َّ‬
‫ولعل‬ ‫عمماء الغرب من عموم ومعارف‪" ،‬فالترجمة حاجة ال تستغني عنيا ثقافة ميما ىيمنت"(‪،)2‬‬

‫أىم ما يميز الترجمة الدور الذي تمعبو في المحاكم‪ ،‬فعمى أساس الترجمة التي يقوم بيا المترجم‬

‫المحمف يصدر القاضي حكمو فيي ليست لبلستئناس وانما يستند القاضي عمييا في حكمو ويعتمد‬

‫عمى ما نقمو إليو المترجم من معمومات(‪.)2‬‬

‫وبسبب ىذه األىمية الكبيرة التي تتمتع بيا الترجمة نجد أن المنظمة العالمية لمممكية‬

‫الفكرية (‪ )WIPO‬عرفتيا بأنيا‪" :‬التعبير عن أي مصنفات شفيية أو مكتوبة بمغة غير لغة النص‬

‫األصمي‪ ،‬ويجب أن تعبر الترجمة عن محتوى المصنف وأسموبو عمى حد سواء بكل دقة وأمانة‪،‬‬

‫ويمنح حق المؤلف لممترجمين تقدي ار ليم الستعمال لغة أخرى بصورة مبتكرة‪ ،‬دون اإلضرار بالرغم‬

‫من ذلك بحقوق مؤلف المصنف المترجم وتخضع الترجمة لتصريح مناسب حيث إن حق ترجمة‬

‫المصنف عنصر محدد من عناصر حق المؤلف"(‪.)3‬‬

‫ومن خبلل ما تم ذكره سابقاً نجد أن الترجمة ال تقتصر عمى نوع معين من المصنفات‬

‫وانما تمتد لتشمل المصنفات المكتوبة والشفيية والسمعية والبصرية وكافة أنواع المصنفات‪ ،‬وال بد‬

‫لممترجم من أن يتحمى بالصدق واألمانة حتى يستطيع القيام بعممو دون المساس بأي حق من‬

‫بناء عمى موافقة صاحب الشأن‬


‫حقوق مالك المصنف األصمي‪ ،‬وأيضاً ال بد لمترجمة من أن تكون ً‬

‫سواء كان المؤلف األصمي أو الو ازرة المختصة‪ ،‬كما في حالة الترخيص اإلجباري بالترجمة(‪.)4‬‬

‫)‪ )1‬طّ‪ٛ‬د‪ ،‬ؽّبد‪ ،)2002( ،ٞ‬إٌظ‪ٛ‬ص إٌظش‪٠‬خ ‪ِٚ‬غؤ‪١ٌٚ‬خ اٌّزشعُ‪ ،‬عبِؼخ ِٕ‪ٛ‬ثخ‪ ،‬وٍ‪١‬خ ا‪٢‬داة ‪ٚ‬اٌفٕ‪ٚ ْٛ‬اإلٔغبٔ‪١‬بد‪ ،‬ع‪ ،53‬ص‪.64‬‬
‫)‪ )2‬اٌظٕذي‪ِ ،‬ش‪ ُ٠‬أؽّذ خٍفبْ‪ ،‬اٌزضاِبد اٌّزشعُ أِبَ اٌّؾبوُ اإلِبسار‪١‬خ‪ ،‬عبِؼخ اٌّشلت‪ ،)2013( ،‬اٌؼذد ‪ ،1‬ص‪.251‬‬
‫)‪ (3‬إٌّظّخ اٌؼبٌّ‪١‬خ ٌٍٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ "اٌ‪٠ٛ‬ج‪ِ "wipo" "ٛ‬خزظش العُ إٌّظّخ ثبإلٔىٍ‪١‬ض‪.ٞ‬‬
‫)‪ )4‬اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )11‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽك اٌّؤٌف األسدٔ‪.ٟ‬‬
‫‪13‬‬

‫ويرى الباحث أن الترجمة فن يتمتع بو قمة من أصحاب الخبرات والقدرات الخاصة بحيث ال يمكن‬

‫لغيرىم القيام بيذا الفن‪ ،‬ويجب أن يحظى ىذا الفن بمكانة خاصة في التشريع األردني الذي اىتم‬

‫بيذا العمل لكنو لم يضع تعريفاً واضحاً يبين المفيوم األساسي لمترجمة والمترجمين‪.‬‬
‫‪14‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬مفيوم عمل المترجم‬

‫يدور موضوع عمل المترجم حول تمك العبلقة القانونية التي تربط المترجم بالمصنف‬

‫ولما كان المترجم‬


‫المشتق من جية‪ ،‬والعبلقة التي تربط المترجم بالمؤلف األصمي من جية أخرى‪َّ ،‬‬

‫خاصة ويستخدم قدرات َّ‬


‫مميزة لينقل المصنف من لغة إلى لغة‬ ‫َّ‬ ‫ذلك الشخص الذي يبذل عناية‬

‫أخرى فإ نو بذلك يكون قد قام بمجيود فريد وعمل مبدع ال يمكن تجاىمو‪ ،‬فقدرة المترجم عمى ترجمة‬

‫النص مع مراعاة فارق المغة ومواجية الصعوبات التقنية والمغوية ال يمكن ألحد غيره أن يتمتع بمثل‬

‫ىذه القدرات‪ ،‬لذلك نرى أن التشريعات الدولية والوطنية اعترفت لو بيذا الحق ومنحتو حماية قانونية‬

‫لحقو باعتباره مؤلفا‪ ،‬وىذا ما أكد عميو المشرع األردني حيث اعتبر أن من يقوم بنقل المصنف من‬

‫لغة إلى لغة أخرى مؤلفاً(‪ ،)2‬ولبيان مفيوم عمل المترجم بشكل واضح سيقوم الباحث بتقسيم ىذا‬

‫المطمب إلى فرعين‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف عمل المترجم‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف عمل المترجم باعتباره حقاً لممترجم‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف عمل المترجم‬

‫(‪)2‬‬
‫المترجم بأنو "كل شخص مختص‬ ‫عرفت المادة السادسة من اتحاد المترجمين العرب‬

‫بالترجمة أو الدراسات المتصمة بيا ويحمل شيادة الماجستير أو الدكتوراه أو يحمل شيادة جامعية‬

‫عمى األقل واما أن يمارس الترجمة بصفة دائمة أو مؤقتة وطنية أو دولية رسمية أو أن يكون لو‬

‫)‪ )1‬ؽ‪١‬ش ٔظذ اٌّبدح سلُ (‪ ) 5‬اٌفمشح (أ) ِٓ لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽك اٌّؤٌف األسدٔ‪ ِٓ" :ٟ‬لبَ ثزشعّخ اٌّظٕف إٌ‪ٌ ٝ‬غخ أخش‪ ٜ‬أ‪ ٚ‬رؾ‪ِٓ ٍٗ٠ٛ‬‬
‫ٌ‪ ِٓ ْٛ‬أٌ‪ٛ‬اْ ا‪٢‬داة أ‪ ٚ‬اٌفٕ‪ ْٛ‬أ‪ ٚ‬اٌؼٍ‪ َٛ‬إٌ‪ ٌْٛ ٝ‬أخش ِٕ‪ٙ‬ب أ‪ ٚ‬رٍخ‪١‬ظٗ أ‪ ٚ‬رؾ‪٠ٛ‬شٖ أ‪ ٚ‬رؼذ‪ ٍٗ٠‬أ‪ ٚ‬ششؽٗ أ‪ ٚ‬اٌزؼٍ‪١‬ك ػٍ‪ ٗ١‬أ‪ ٚ‬ف‪ٙ‬شعزٗ أ‪ ٚ‬غ‪١‬ش‬
‫رٌه ِٓ األ‪ٚ‬عٗ اٌز‪ ٟ‬رظ‪ٙ‬شٖ ثشىً عذ‪٠‬ذ"‪.‬‬

‫)‪ )2‬اٌخطخ اٌم‪١ِٛ‬خ ٌٍزشعّخ‪ ،‬إطذاس إٌّظّخ اٌؼشث‪١‬خ ٌٍزشث‪١‬خ ‪ٚ‬اٌضمبفخ ‪ٚ‬اٌؼٍ‪ ،َٛ‬ص‪.153‬‬
‫‪15‬‬

‫تراجم تساىم في خدمة النيوض الحضاري لؤلمة العربية‪ ،‬وما يبلحظ عمى ىذا التعريف أنو أكثر‬

‫من الفرضيات واحتمال دخول أكثر من مفيوم في مجال ىذا التعريف‪.‬‬

‫فنجد أن الفقو القانوني جاء بتعريف أكثر دقة وتماشياً مع طبيعة المترجم والعمل الذي‬

‫يقوم بو فعرفو بأنو "من يقوم بالتعبير عن مصنف بمغة أخرى غير لغتو األصمية‪ ،‬ىذا التعبير نوع‬

‫من االبتكار‪ ،‬يدخل في نطاق التأليف لما فيو من جيد ومشقة"(‪ ،)2‬فنبلحظ من ىذا التعريف أن‬

‫عمل المترجم يقوم عمى التعبير عن مصنف بمغة غير لغتو األصمية أي يتطمب قيام المترجم بنقل‬

‫ىذا المصنف إلى لغة أخرى وأن يتخمل ىذا التعبير ابتكار من نوع خاص يتمثل في أسموب‬

‫المترجم وصياغتو لؤلفكار بطريقة مبتكرة وجديدة‪ ،‬وألن ىذا االبتكار يتطمب الجيد والمشقة فإنو‬

‫يرقى إلى مستوى التأليف ويجعل من عمل المترجم عمبلً إبداعياً يستحق الحماية القانونية‪ ،‬فالمترجم‬

‫بيذه العممية يكون قد قدم اإلضافة الفريدة والنفع الجم عمى المجتمع فعن طريق تمك العممية التي‬

‫تسمى الترجمة قد وصمتنا الحضارات المختمفة‪.‬‬

‫ويرى الباحث أن المترجم عندما يقوم بيذا العمل يحقق المصمحة المشتركة لمجميع بدءاً‬

‫منو‪ ،‬فنتيجة ىذا العمل تعود بالنفع المادي عميو ومصمحة المجتمع لما يقدمو لمباحثين من تسييل‬

‫الوصول إلى المراجع األجنبية التي أصبحت متاحة بالمغة التي يحتاجونيا‪ ،‬باإلضافة إلى تحقيق ما‬

‫ىو صالح لحضارة بمده فيو يثري ىذه الحضارة بشتى أنواع العموم التي تحتاجيا والتي يقوم‬

‫بترجمتيا‪.‬‬

‫)‪ )1‬اٌغٕ‪ٛٙ‬س‪ ،ٞ‬ػجذ اٌشصاق‪ ،‬أؽّذ‪ ،)2004( ،‬اٌ‪ٛ‬ع‪١‬ؾ ف‪ ٟ‬ششػ اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌّذٔ‪ ،ٟ‬اٌغضء اٌضبِٓ‪ ،‬ؽ‪ ،1‬االعىٕذس‪٠‬خ‪ِٕ ،‬شأح اٌّؼبسف‪،‬‬
‫ص‪.311‬‬
‫‪16‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف عمل المترجم باعتباره حقاً لممترجم‬

‫عمل المترجم يتطمب جيداً ومشقةً من قبل المترجم باإلضافة إلى اإللمام بأساليب الترجمة‪،‬‬

‫وبسبب ارتباط عمل المترجم بعمل سابق وىو المصنف األصمي نشأت عبلقة بينو وبين المصنف‬

‫ميضوم الحقوق ألنو ال يجني من إنتاجو الثمرة‬


‫َ‬ ‫المشتق تسمى بحق المترجم‪ ،‬ويعتبر المترجم‬

‫المستحقة‪ ،‬ويعمم أن إنتاجو سيصبح مستباحاً عمى يد قراصنة الثقافة(‪.)2‬‬

‫ولموقوف أكثر عمى تحديد مفيوم حق المترجم ال بد أوالً من تعريف الحق‪ ،‬فقد ذىب‬

‫(‪)2‬‬
‫إلى تعريفو بأنو‪" :‬استئثار شخص معين بمال أو قيمة معينة‪ ،‬عمى سبيل االنفراد وفي‬ ‫البعض‬

‫مواجية الغير‪ ،‬استئثا اًر يقره القانون ويحميو‪ ،‬بتخويل صاحبو سمطات ووسائل معينة‪ ،‬بغية تحقيق‬

‫مصمحة جديرة بالرعاية" ‪،‬ويتضح لنا من ىذا التعريف أنو َّ‬


‫ركز عمى سمطة القانون فيو الذي يقرر‬

‫ىذا الحق وذلك ما نذىب إليو ونركز عميو خصوصا في ىذه الدراسة‪ ،‬إذ َّ‬
‫أن المشرع ىو الذي نص‬

‫عمى حق المترجم واال لما كان موجوداً‪ ،‬وفي طبيعة الحال فإن المترجم يستحق ىذا الحق المقرر‬

‫لو عمى مصنفو‪ ،‬فقد بذل الجيود الكبيرة لموصول إلى ىذا المصنف وأبرز طابعو االبتكاري ليستحق‬

‫بذلك الحماية القانونية المقررة لحق المترجم ‪.‬‬

‫ويرى الباحث َّ‬


‫أن حق المترجم قدرة إرادية أي أنو نجم عن قدرات خاصة لممترجم وانصرفت‬

‫إرادتو إلحداث ىذا العمل ‪ ،‬فالمترجم حين يقوم بعممية الترجمة يقوم بيا بإ اردتو ويبذل بذلك جيداً‬

‫وعناء‪ ،‬وبالتالي يصل إلى ابتكار المصنف المشتق‪ ،‬فحق المترجم يتألف من شقين‪ ،‬الشق األول‬
‫ً‬

‫يرتبط بالمترجم حيث يتوجب وجود إرادة تتجو لتحقيق المصنف المشتق مع توافر االبتكار‪ ،‬والشق‬

‫الثاني متوقف عمى إعطاء القانون الشرعية ليذا الحق وذلك من خبلل النصوص القانونية التي‬

‫)‪ )1‬اثٓ ػ‪١‬غ‪ ،ٝ‬ؽٕف‪ ،) 1922( ،ٟ‬ؽم‪ٛ‬ق اٌزأٌ‪١‬ف‪ٚ ،‬ع‪ٙ‬خ ٔظش اٌّزشعُ‪ ،‬إٌّظّخ اٌؼشث‪١‬خ ٌٍزشث‪١‬خ ‪ٚ‬اٌضمبفخ ‪ٚ‬اٌؼٍ‪ِ ،َٛ‬غٍذ‪ ،2‬ع‪ ،14‬ص‪.19‬‬
‫)‪ (2‬اٌضػج‪ ،ٟ‬ػ‪ٛ‬ع‪ ،‬أؽّذ‪ِ ،)2014( ،‬ذخً إٌ‪ ٝ‬ػٍُ اٌمبٔ‪ ،ْٛ‬ؽ‪ ،3‬األسدْ‪ ،‬إصشاء ٌٍٕشش ‪ٚ‬اٌز‪ٛ‬ص‪٠‬غ‪ ،‬ص‪.211‬‬
‫‪17‬‬

‫توفر الحماية القانونية لممترجم وتساعده في الوصول إلى ىدفو والذي يتمثل في تحقيق المصمحة‬

‫المشتركة والنفع العائد عميو وعمى أفراد المجتمع‪ ،‬وال بد من اإلشارة إلى أن قيام المترجم بتعديل‬

‫يسيئ إلى سمعة المؤلف األصمي(‪.)2‬‬


‫َ‬ ‫المصنف طبقاً ألسموبو ورؤيتو يجب أال ُي ِخل أو‬

‫ويرى الباحث أن حق المترجم يقوم عمى اعتبار المترجم ذلك المبدع الذي يقوم باستغبلل‬

‫إبداعو وقدراتو في تحقيق مصمحتو ومصمحة المجتمع بوضع ىذا المصنف في متناول أفراد‬

‫المجتمع بالمغة التي يحتاجونيا وعدم تركو حك اًر عمى لغة معينة‪ ،‬بل تحقيق النفع لمحضارات‬

‫األخرى‪ ،‬فحق المترجم ىو تمك الثمرة التي رعاىا المترجم وبذل عنايتو في نضوجيا فقدر لو المشرع‬

‫ىذا اإلنجاز الفريد فمنحو الحماية القانونية مكافأة لجيوده وابتكاره‪.‬‬

‫)‪ )1‬شٍمبِ‪ ،ٟ‬شؾبرخ‪ ،‬غش‪٠‬ت‪ِ ،‬ؾّذ‪ ،)2013(،‬اٌّظٕفبد اٌفىش‪٠‬خ ‪ٚ‬رذاػ‪١‬بر‪ٙ‬ب اٌمبٔ‪١ٔٛ‬خ(دساعخ ِمبسٔخ)‪ ،‬ؽ‪ِ ،1‬ظش‪ ،‬عبِؼخ عٕ‪ٛ‬ة اٌ‪ٛ‬اد‪،ٞ‬‬
‫ص‪.34‬‬
‫‪18‬‬

‫الفصل األول‬

‫اإلطار القانوني لعمل المترجم‬

‫يقصد باإلطار القانوني تمك األحكام والتشريعات الدولية والوطنية التي قننت عمل المترجم‬

‫وأفردت لو أحكاماً خاصةً في تشريعاتيا‪ ،‬فقد تناولت اتفاقية (برن) المعنية بحماية المصنفات‬

‫األدبية والفنية وباقي التشريعات الدولية والوطنية ومنيا التشريع األردني والتشريع المصري ىذا‬

‫الحق في العديد من النصوص التشريعية واألحكام القضائية‪ ،‬وىذا ما سيتم توضيحو في ىذا‬

‫الفصل‪ ،‬ويعتبر عمل المترجم عمبلً مشتقاً من عمل سابق وىو عمل أو حق المؤلف‪ ،‬ولكن لو‬

‫طبيعتو الخاصة وأحكامو المختمفة‪ ،‬لذلك سيقوم الباحث ببيان الطبيعة القانونية لعمل المترجم‪،‬‬

‫باإلضافة إلى شرح القيود واالستثناءات الواردة عمى ىذا العمل وذلك عمى النحو التالي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬الطبيعة القانونية لعمل المترجم‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬القيود واالستثناءات الواردة عمى عمل المترجم‪.‬‬


‫‪19‬‬

‫المبحث األول‬

‫الطبيعة القانونية لعمل المترجم‬

‫يعتبر حق المترجم من الحقوق المصيقة بشخصية المترجم‪ ،‬حيث ال يمكن الفصل بين‬

‫المترجم والمصنف الذي قام بترجمتو‪ ،‬فبمجرد ترجمتو ليذا المصنف يتقرر لو حق عمى ىذا‬

‫المصنف ويغدو المصنف جزءاً ال َّأ‬


‫يتجز عن المترجم‪ ،‬فبل يمكن ألحد المساس بيذا الحق الذي‬

‫يعتبر حقاً لصيقاً بشخصية المترجم‪ ،‬فعمل المترجم ىو عبارة عن فكرة ذىنية ال يمكن أن تكون‬

‫شبيية أو قريبة من الحقوق المادية(‪ ،)2‬ويعتبر عمل المترجم صورة من صور اإلدماج الفكري حيث‬

‫يقوم المترجم بإحبلل لغتو محل لغة المؤلف األول ويعكس شخصيتو من خبلل الترجمة فيو ال‬

‫ينقل كممة مقابل كممة بل يقوم بالتعبير عنيا بأسموبو‪ ،‬انطبلقاً من فيم المعنى بكل دقة وأمانة‬

‫فيظير قدرتو وابداعو في إظيار المصنف بصورة مبتكرة يستحق من خبلليا الحماية القانونية(‪.)2‬‬

‫وسيقوم الباحث ببيان الطبيعة القانونية لعمل المترجم في ىذا المبحث معتمداً عمى موقف‬

‫المشرع األردني والمشرع المصري‪ ،‬ولبيان الطبيعة القانونية لحق المترجم فقد قمت بتقسيم ىذا‬

‫المبحث إلى مطمبين‪:‬‬

‫المطمب األول‪ :‬تطبيق قواعد المصنفات المشتقة عمى عمل المترجم‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬العبلقات القانونية الناشئة عن عمل المترجم‪.‬‬

‫)‪ )1‬اٌمؼبح‪ِٕٙ ،‬ذ‪ ،‬ػٍ‪ِ ،)2005( ،ٟ‬ف‪ َٛٙ‬اٌؾك األدث‪ٌٍّ ٟ‬ؤٌف ‪ٚ‬ؽّب‪٠‬زٗ لبٔ‪ٔٛ‬ب (دساعخ ِمبسٔخ)‪ ،‬سعبٌخ ِبعغز‪١‬ش‪ ،‬األسدْ‪ ،‬عبِؼخ آي‬
‫اٌج‪١‬ذ‪ ،‬ص‪.3‬‬
‫)‪ )2‬عٍطبْ‪ ،‬ػجذهللا‪ِ ،‬ؾّذ‪ٔ ،‬بطش‪ ،)2009( ،‬ؽم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ‪ ،‬ؽ‪ ،1‬األسدْ‪ ،‬ػّبْ‪ ،‬إصشاء ٌٍٕشش ‪ٚ‬اٌز‪ٛ‬ص‪٠‬غ‪ ،‬ص‪.60‬‬
‫‪21‬‬

‫المطمب األول‪ :‬تطبيق قواعد المصنفات المشتقة عمى عمل المترجم‬

‫إ َّن طبيعة عمل المترجم تقتضي وجود مصنف محمي طبقاً لقواعد حماية المصنفات‪ ،‬فيقوم‬

‫المترجم بنقل ىذا المصنف من لغة إلى لغة أخرى وىذا ما يعرف باالشتقاق‪ ،‬أي أن يقوم المترجم‬

‫عرفت المنظمة العالمية لمممكية الفكرية‬


‫باشتقاق المصنف من مصنف آخر سابق الوجود‪ ،‬وقد َّ‬

‫المصنف المشتق بأنو‪" :‬مصنف مبتكر استناداً إلى مصنف سابق لو‪ ،‬وتكمن أصالتو سواء في‬

‫وضع اقتباس لممصنف السابق لو‪ ،‬أو في العناصر اإلبداعية لترجمتو إلى لغة مختمفة"(‪.)2‬‬

‫كما عرفو قانون حماية حقوق الممكية الفكرية المصري بأنو‪" :‬المصنف الذي يستمد أصمو‬

‫من مصنف سابق الوجود‪ ،‬كالترجمات والتوزيعات الموسيقية وتجميعات المصنفات بما في ذلك‬

‫قواعد البيانات المقروءة سواء من الحاسب أو من غيره‪ ،‬ومجموعات التعبير الفمكموري ما دامت‬

‫مبتكرة من حيث ترتيب أو اختيار محتوياتيا"(‪.)2‬‬

‫ولم يورد المشرع األردني تعريفا محدداً لممصنفات المشتقة وال لعمل المترجم‪ ،‬لكننا من‬

‫خبلل ما تقدم ومن استقراء نصوص التشريعات األخرى‪ ،‬نرى أن عمل المترجم يعتبر رابطة قانونية‬

‫بين المترجم الذي قام بعمل ابتكاري ونقل المصنف من لغة إلى أخرى وبين ذلك المصنف المشتق‬

‫من المصنف األصمي وىذا ما يتوافق مع طبيعة المصنف المشتق الذي اشترط المشرع المصري‬

‫لوجوده وجود مصنف سابق‪.‬‬

‫ولكن التساؤل الذي يدور في ذىن القارئ ىل يمكن تطبيق القواعد الواردة بالنسبة‬

‫لممصنفات المشتقة عمى عمل المترجم؟ ولماذا ال توجد قواعد مستقمة لعمل المترجم عن قواعد‬

‫المصنفات المشتقة؟ باعتبار أنو من الممكن أن تدخل أنواع أخرى في نطاق المصنفات غير‬

‫)‪ )1‬إٌّظّخ اٌؼبٌّ‪١‬خ ٌٍٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ(‪.)WIPO‬‬


‫)‪ )2‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ اٌّظش‪ ٞ‬سلُ (‪ٌ )22‬غٕخ ‪ ،2002‬اٌّبدح سلُ (‪ ،)132‬اٌفمشح (‪ٚ ،)5‬اٌز‪ ٞ‬ع‪١‬شبس إٌ‪ ٗ١‬الؽمب ثمبٔ‪ْٛ‬‬
‫ؽّب‪٠‬خ ؽم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ اٌّظش‪.ٞ‬‬
‫‪21‬‬

‫الترجمات‪ ،‬وتكون ىذه األنواع من المصنفات المشتقة ذات طبيعة مختمفة عن المصنف المشتق‬

‫مثل تجميعات المصنفات‪.‬‬

‫فيرى الباحث أن تجميعات المصنفات التي تدخل ضمن خانة المصنفات المشتقة ال تتميز‬

‫بالطابع االبتكاري الذي تتمتع بو الترجمات‪ ،‬فالطبيعة التي تتميز بيا المصنفات المشتقة تختمف من‬

‫نوع آلخر‪ ،‬وما ييمنا في ىذه الدراسة الترجمات ألنيا ىي موضوع عمل المترجم وىذه الترجمات‬

‫تحتاج لمجيود وقدرات خاصة مع توافر طابع ابتكاري لدى المترجم غير متطمب في األنواع‬

‫األخرى‪ ،‬لذلك سيعالج الباحث في الفرع األول طبيعة المصنفات المشتقة ككل‪ ،‬وفي الفرع الثاني‬

‫سيعالج خصوصية االبتكار المتطمب في الترجمات وىذا ما يميز عمل المترجم عن المصنفات‬

‫المشتقة األخرى‪ ،‬وذلك عمى النحو التالي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬طبيعة المصنفات المشتقة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬االبتكار كشرط أساسي لحق المترجم‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬طبيعة المصنفات المشتقة‬

‫"إن المصنف المشتق ىو ثمرة جيد إلبداعين فكريين متتابعين من حيث الزمن"(‪ ،)2‬فعندما‬

‫يقوم المترجم بترجمة المصنف من لغة إلى أخرى يستخدم قدراتو الشخصية في إبراز المحتوى بمغة‬

‫أخرى بصورة مبتكرة‪ ،‬حيث يقوم باشتقاق ىذا المصنف من مصنف سابق الوجود‪ ،‬لذلك ال بد‬

‫لممترجم من امتبلك قدرات خاصة تمكنو من إبراز طابعو الشخصي عمى المصنف المشتق‪ ،‬وأيضاً‬

‫ال بد لو من امتبلك قدرات خاصة في مجال الترجمة حيث ال يستطيع أي شخص امتبلك مثل ىذه‬

‫القدرات الخاصة التي يتمتع بيا المترجمون‪ ،‬وتتطمب المصنفات المشتقة إعادة صياغة من قبل‬

‫)‪ )1‬اٌض٘شاء‪ ،‬ثش‪١‬خ‪ ،‬فبؽّخ‪ ،) 2013/2012( ،‬اٌّظٕفبد اٌّشزمخ ِٓ األطً ف‪ ٟ‬لبٔ‪ ْٛ‬اٌٍّى‪١‬خ األدث‪١‬خ ‪ٚ‬اٌفٕ‪١‬خ‪ ،‬سعبٌخ ِبعغز‪١‬ش‪ ،‬عبِؼخ‬
‫‪٘ٚ‬شاْ‪ ،‬اٌغضائش‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫‪22‬‬

‫المترجم يجريو عمى المصنف األصمي(‪ ،)2‬وبما أن المترجم يقوم باشتقاق المصنف من األصل‪،‬‬

‫فيذا يعني تطبيق قواعد المصنفات المشتقة عمى عمل المترجم‪ ،‬وبتحميل طبيعة المصنف المشتق‬

‫نجد أنو مال منقول ألن المصنف بطبيعة الحال قابل لمممكية فيستطيع مالكو التصرف فيو بكافة‬

‫طرق التصرف وىو قابل لبلنتقال أيضا بحسب طبيعتو‪ ،‬لكن ىل يعتبر المصنف المشتق ماالً‬

‫منقوالً مادياً أم معنوياً؟‬

‫في الحقيقة يعتبر المصنف المشتق ماالً منقوالً معنوياً ألنو ينصب عمى نتاج ذىني أي لوال‬

‫التفكير واإلبداع الذىني لما وجد المصنف‪ ،‬فالمترجم الذي يقوم باستخدام قدراتو الشخصية وابداعو‬

‫الفكري في إبراز المصنف في صورة جديدة يكون قد اشتق ىذا المصنف من مصنف سابق الوجود‬

‫مبر اًز طابع إبداعو الفكري‪" ،‬األمر الذي يجعل ىذه الترجمة تتميز بطابع االبتكار الشخصي لمن‬

‫قام بيا ومن ثم يكون لممترجم عمى ترجمتو حق المؤلف"(‪.)2‬‬

‫وبالرجوع إلى نصوص قانون حماية حقوق الممكية الفكرية المصري(‪ ،)3‬نجد أن المشرع‬

‫المصري اعتبر أن الترجمات تعتبر مصنفات مشتقة باإلضافة إلى األنواع األخرى من المصنفات‬

‫المشتقة‪ ،‬لكن ما يميز المصنفات المشتقة وجود مصنف سابق الوجود‪ ،‬حيث يقوم المترجم بترجمتو‬

‫واب ارزه في مصنف جديد‪.‬‬

‫في حين أن المشرع األردني لم يورد تعريفاً محدداً لممصنف المشتق‪ ،‬ولم نجد نصاً واضحاً‬

‫يبين طبيعة عمل المترجم‪ ،‬لذلك ال بد من بيان طبيعة عمل المترجم وتعريف المصنفات المشتقة‬

‫)‪ (1‬وٕؼبْ‪ٛٔ ،‬اف‪ ،‬ؽك اٌّؤٌف (إٌّبرط اٌّؼبطشح ٌؾك اٌّؤٌف ‪ٚٚ‬عبئً ؽّب‪٠‬زٗ)‪ ،‬اٌّشعغ اٌغبثك‪ ،‬ص‪.254‬‬
‫)‪ٌ )2‬طف‪ ،ٟ‬خبؽش‪ ،)1922( ،‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽك اٌّؤٌف ‪ٚ‬اٌشلبثخ ػٍ‪ ٝ‬اٌّظٕفبد‪،‬ؽ‪ِ ،1‬ظش‪ ،‬اٌمب٘شح‪ ،‬داس اٌّؼبسف‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫)‪ (3‬ؽ‪١‬ش ػشفذ اٌّبدح (‪ ِٓ )132‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ اٌّظٕف اٌّشزك ‪" :‬اٌّظٕف اٌز‪٠ ٞ‬غزّذ أطٍٗ ِٓ ِظٕف عبثك‬
‫اٌ‪ٛ‬ع‪ٛ‬د وبٌزشعّبد ‪ٚ‬اٌز‪ٛ‬ص‪٠‬ؼبد اٌّ‪ٛ‬ع‪١‬م‪١‬خ ‪ٚ‬رغّ‪١‬ؼبد اٌّظٕفبد ثّب ف‪ ٟ‬رٌه ل‪ٛ‬اػذ اٌج‪١‬بٔبد اٌّمش‪ٚ‬ءح ع‪ٛ‬اء ِٓ اٌؾبعت أ‪ ِٓ ٚ‬غ‪١‬شٖ‪،‬‬
‫‪ِٚ‬غّ‪ٛ‬ػبد اٌزؼج‪١‬ش اٌفٍىٍ‪ٛ‬س‪ِ ٞ‬ب داِذ ِجزىشح ِٓ ؽ‪١‬ش رشر‪١‬ت أ‪ ٚ‬اخز‪١‬بس ِؾز‪٠ٛ‬بر‪ٙ‬ب"‪.‬‬
‫‪23‬‬

‫وذلك لتفادي المبس بينيا وبين األنواع األخرى من المصنفات التي قد تتشابو معيا مثل المصنفات‬

‫المشتركة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬االبتكار كشرط أساسي لعمل المترجم‬

‫يعتبر االبتكار العنصر األساسي والشرط الجوىري الذي البد من توافره لمنح الحماية‬

‫القانونية لممترجم‪ ،‬فنجد التشريعات الوطنية والدولية أولت االبتكار أىمية بالغة وجعمت منو العنصر‬

‫الجوىري والمعيار الحقيقي لمنح الحماية القانونية لممؤلف‪ ،‬فاالبتكار خمق التقدم اإلنساني عمى مر‬

‫التاريخ واستمر في التطور واحداث تحوالت اقتصادية واجتماعية في جميع األصعدة(‪ ،)2‬فعمى‬

‫المترجم أن يتمتع بطابع ابتكاري يضفيو عمى مصنفو‪ ،‬أي أن تكون لو بصمتو الشخصية التي‬

‫تتميز عن بصمة أي مؤلف آخر‪ ،‬وخصوصاً أن االبتكار أصبح يعتمد إلى حد كبير عمى البحث‬

‫العممي والتطوير(‪ ،)2‬وىذا ىو أساس عمل المترجم الذي يعتمد إلى حد كبير عمى البحث العممي‬

‫والتطوير‪ ،‬فاالبتكار ىو الطابع الشخصي الذي يضفيو المترجم عمى مصنفو بحيث يتميز المصنف‬

‫عن غيره من المصنفات التي تنتمي لمنوع نفسو(‪.)3‬‬

‫فالمقصود من االبتكار وجود طابع شخصي لممترجم أي أن تتوافر لديو ممكة اإلبداع وأن‬

‫يقوم بفرض أسموبو بحيث إذا ق أر أحد القراء كبلمو دون أن يعرف أن ىذا الكبلم يعود إليو يعرفو‬

‫ويميزه من خبلل طريقة كتابتو وأسموبو في الكتابة‪ ،‬فالمترجم يبذل مجيوداً ممحوظاً ال يقف عند‬

‫الترجمة الحرفية بل إنو يجتيد ويبدع ويبتكر في استخدام المرادفات المناسبة فيخمق بذلك مصنفاً‬

‫جديداً يستحق عميو الحماية القانونية(‪.)4‬‬

‫)‪ )1‬ػجذ اٌخبٌك‪ ،‬أؽّذ‪ ،)2011( ،‬ؽّب‪٠‬خ ؽم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ ف‪ ٟ‬ظً ارفبل‪١‬خ اٌزشثظ ‪ٚ‬اٌزشش‪٠‬ؼبد االلزظبد‪٠‬خ‪ ،‬ؽ‪ِ ،1‬ظش‪ ،‬إٌّظ‪ٛ‬سح‪،‬‬
‫داس اٌفىش ‪ٚ‬اٌمبٔ‪ٌٍٕ ْٛ‬شش ‪ٚ‬اٌز‪ٛ‬ص‪٠‬غ‪ ،‬ص‪.119‬‬
‫)‪ )2‬ػجذ اٌخبٌك‪ ،‬أؽّذ‪ ،‬ؽّب‪٠‬خ ؽم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ ف‪ ٟ‬ظً ارفبل‪١‬خ اٌزشثظ ‪ٚ‬اٌزشش‪٠‬ؼبد االلزظبد‪٠‬خ‪ ،‬اٌّشعغ اٌغبثك‪ ،‬ص‪.59‬‬
‫)‪ٔ )3‬ذ‪ٚ‬ح اٌ‪٠ٛ‬ج‪(ٛ‬إٌّظّخ اٌؼبٌّ‪١‬خ ٌٍٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ) اٌ‪ٛ‬ؽٕ‪١‬خ اٌّزخظظخ ٌٍغٍطبد اٌمؼبئ‪١‬خ األسدٔ‪١‬خ‪، )2004( ،‬ص ‪.2‬‬
‫)‪ )4‬شٍمبِ‪ ،ٟ‬شؾبرخ‪ ،‬اٌّظٕفبد اٌفىش‪٠‬خ ‪ٚ‬رذاػ‪١‬بر‪ٙ‬ب اٌمبٔ‪١ٔٛ‬خ‪ ،‬اٌّشعغ اٌغبثك‪ ،‬ص‪.34‬‬
‫‪24‬‬

‫فالمشرع األردني حين قرر الحماية القانونية لممؤلف(‪ ،)2‬قررىا نتيجةً لجيوده وثمرة البتكاره‪،‬‬

‫فعممية الترجمة تحتاج إلى شخص مبتكر لديو قدرات فذة وخبرات واسعة في مجال الترجمة‪،‬‬

‫فالمترجم غير المتمكن ال يستطيع أن يقوم بترجمة أي مصنف يمر عميو وستجد الكثير من‬

‫األخطاء في ترجمتو‪ ،‬فالترجمة تعتبر عمبلً إبداعياً يحتاج إلى جيد كبير وابتداع أساليب وصياغات‬

‫إليصال الفكرة بطريقة مبتكرة(‪ ،)2‬فنقل الكبلم من لغة إلى أخرى يحتاج إلى دراية وخبرة كبيرة ودقة‬

‫ال متناىية وتوافر ممكة االبتكار والقدرة عمى تحويل األفكار إلى المغة المطموبة مراعياً طبيعة القراء‬

‫المخل‬
‫وطبيعة المغة التي قام بترجمة المصنف إلييا وبنفس الوقت يجب مراعاة عدم التحريف ُ‬

‫بحيث ال يخرج عن الفكرة األساسية لممصنف‪ ،‬وىذا كمو يتطمب مترجم قادر متمكن مبتكر يستحق‬

‫االعتراف بابتكاره وبالتالي يستحق الحماية القانونية‪.‬‬

‫عرف المشرع المصري االبتكار بأنو‪" :‬الطابع اإلبداعي الذي يسبغ األصالة عمى‬
‫وقد َّ‬

‫المصنف"(‪ ،)3‬وتعني األصالة التي قصدىا المشرع المصري تفرد المصنف بالفكرة والمحتوى أي أن‬

‫ال يكون تقميداً ألي مصنف آخر وانما ينبغي أن يكون ىذا المصنف أصيبلً في ذىن القارئ‪ ،‬بحيث‬

‫إذا قام بقراءتو ال يتبادر لذىنو أي مصنف آخر وانما يشعر في ق اررة نفسو أنو يق أر شيئا جديداً لم‬

‫يسبق لو قراءتو وأصيبل ال يشبو أي مصنف آخر‪.‬‬

‫أي إن عنصر االبتكار المطموب في حق المؤلف يعتبر شرطا أساسيا لحق المترجم‪" ،‬فإذا‬

‫كان التأليف يحتاج إلى مجيود كبير فإن الترجمة تحتاج إلى مجيود أكبر‪ ،‬وذلك ألن المترجم يمتزم‬

‫األمانة في النقل وفق المعاني التي وضعيا المؤلف التزاماً يصعب َّإال عمى الضالعين في العموم‬

‫المغوية بالنسبة لمغة المنقول عنيا والمغة المنقول إلييا‪ ،‬وذلك بقصد المحافظة عمى طابع الفكرة‬

‫)‪ )1‬اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )5‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽك اٌّؤٌف األسدٔ‪.ٟ‬‬


‫)‪ )2‬ثغ‪ِ ،ٟٔٛ١‬ؾّذ‪ ،‬إثشا٘‪ ،)2003( ،ُ١‬اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ (ؽك ؽّب‪٠‬خ اإلثذاع ‪ٚ‬االخزشاع)‪ ،‬ؽ‪ ،1‬اٌمب٘شح‪ ،‬داس اٌششبد‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫)‪ )3‬اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )132‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ اٌّظش‪.ٞ‬‬
‫‪25‬‬

‫وأسموب المؤلف"(‪ ،)2‬وبالتالي فترجمة المصنف يعد عمبلً من أعمال التأليف في مجال قانون حماية‬

‫حقوق الممكية الفكرية وتعتبر الترجمة بمثابة مصنف جديد لما تقتضيو من إلمام تام واحاطة كاممة‬

‫بكل من المغتين‪ ،‬ومعرفة قواعد كل لغة بالقدر الذي يسمو بيذه المغة سمو المؤلف في المغة‬

‫األصمية‪ ،‬األمر الذي يجعل ىذه الترجمة تتميز بطابع االبتكار الشخصي لمن قام بيا ومن ثم يكون‬

‫لممترجم عمى ترجمتو حق المؤلف(‪.)2‬‬

‫وتعتبر مسألة توافر االبتكار من عدمو في المصنف من المسائل الموضوعية التي تخضع‬

‫لتقدير محكمة الموضوع‪ ،‬وقد استقر قضاء محكمة النقض المصرية عمى أنو ال يكون لممؤلف‬

‫الحماية المقررة في قانون حق المؤلف إال إذا تمتع مصنفو بعنصر االبتكار الذىني‪ ،‬أو بأي مجيود‬

‫يظير البصمة الشخصية أو الطابع الشخصي لممؤلف عمى مصنفو ويؤكد إضفاء وصف االبتكار‬

‫عميو(‪ ،)3‬وبالتالي يمكن إسقاط ىذا الحكم عمى المترجم‪ ،‬ويرى الباحث أن المترجم خير من يتوافر‬

‫فيو االبتكار الذىني الذي يعتمد عمى خبراتو وعمى جيده المميز في إبداع المصنف في شكل جديد‬

‫وفريد‪.‬‬

‫)‪ )1‬اٌمبػ‪ِ ،ٟ‬خزبس‪ ،)1959( ،‬ؽك اٌّؤٌف ‪ ،‬اٌىزبة اٌضبٔ‪ ،ٟ‬ؽ‪ ،1‬اٌمب٘شح‪ِ ،‬ىزجخ األٔغٍ‪ ٛ‬اٌّظش‪٠‬خ‪ ،‬ص‪.124‬‬
‫)‪ )2‬خٍ‪ ،ً١‬ع‪١‬ذ ػجذ هللا‪ ،)2012 (،‬اٌؾك ف‪ ٟ‬اٌزشعّخ‪ ،‬ؽ‪ ،1‬اإلعىٕذس‪٠‬خ‪ِ ،‬ىزجخ اٌ‪ٛ‬فبء اٌمبٔ‪١ٔٛ‬خ‪ ،‬ص‪.135‬‬
‫)‪ (3‬ؽىُ ِؾىّخ إٌمغ اٌّظش‪٠‬خ ثظفز‪ٙ‬ب اٌّذٔ‪١‬خ ‪ ،‬ط‪ِ ،1966 ٛ١ٌٛ٠ ،3‬غّ‪ٛ‬ػخ أؽىبَ إٌمغ ط‪ ،15‬ق‪،141‬ص‪ِ ،141‬شبس إٌ‪ ٗ١‬ف‪ٟ‬‬
‫شٍمبِ‪ ،ٟ‬شؾبرخ غش‪٠‬ت‪ ،‬اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ(ؽم‪ٛ‬ق اٌّؤٌف)‪ ،‬ص‪.32‬‬
‫‪26‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬العالقات القانونية الناشئة عن عمل المترجم‬

‫رأينا في المطمب السابق أن عمل المترجم يعتبر مشتقاً من عمل آخر‪ ،‬أي أنو يتطمب‬

‫وجود مصنف محمي ثم يقوم المترجم بترجمة ىذا المصنف إلى لغة أخرى‪ ،‬وبذلك تطبق عميو‬

‫قواعد وأحكام المصنفات المشتقة مع االحتفاظ بالطبيعة الخاصة ليذا الحق كونو يختمف عن بقية‬

‫المصنفات المشتقة باعتبار تطمبو لقدرات خاصة لدى المترجم ال توجد عند أي شخص آخر‪،‬‬

‫فتجميعات المصنفات مثبلً تعتبر مصنفات مشتقة لكنيا ال تتضمن حجم وقيمة االبتكار المطموب‬

‫في الترجمة‪ ،‬فيي تتمثل في إعادة ترتيب وتنسيق أحكام أو لوائح غير محمية واظيارىا بصورة‬

‫جديدة(‪ ،)2‬فعمل المترجم عمل ذو طبيعة خاصة يترتب عمى وجوده نشوء عبلقات قانونية‪ ،‬العبلقة‬

‫األولى تتمثل بحقو المترتب عمى المصنف المشتق‪ ،‬والعبلقة الثانية تتمثل بارتباطو بحق المؤلف‬

‫األصمي‪.‬‬

‫لكن لتوضيح طبيعة ىذه العبلقات كان ال بد لممشرع األردني من توضيح طبيعة عمل‬

‫المترجم بمعزل عن طبيعة حق المؤلف‪ ،‬أي باعتبار عمل المترجم ذا طبيعة خاصة يتميز بارتباطو‬

‫بوجود مصنف أصمي أوالً‪ ،‬وباختبلف عمل المترجم ونوع االبتكار المطموب في عممو عن المؤلف‬

‫ثانياً‪.‬‬

‫ىناك الكثير من اآلراء الفقيية التي بينت طبيعة حق المؤلف‪ ،‬لذلك سيقوم الباحث بذكرىا‬

‫مع مراعاة طبيعة عمل المترجم‪ ،‬فمنيا(‪ ،)2‬ما اعتبر حق المؤلف من نوع خاص‪ ،‬وال يمكن تكييفو‬

‫بأنو حق الممكية‪ ،‬ألن حق الممكية دائماً ال ينتيي بوفاة اإلنسان أما حق المؤلف مؤقت بحياة‬

‫)‪ )1‬شٍمبِ‪ ،ٟ‬شؾبرخ غش‪٠‬ت‪ ،) 2009( ،‬اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ (ؽم‪ٛ‬ق اٌّؤٌف)‪ ،‬ثذ‪ ْٚ‬سلُ ؽجؼخ‪ ،‬اٌمب٘شح‪ ،‬داس إٌ‪ٙ‬ؼخ اٌؼشث‪١‬خ‪ ،‬ص‪.60‬‬
‫)‪ )2‬شٍمبِ‪ ،ٟ‬شؾبرخ غش‪٠‬ت‪ ،‬اٌّشعغ اٌغبثك‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫‪27‬‬

‫المؤلف وعدد آخر من السنوات بعد وفاتو‪ ،‬وبعد ذلك يسقط في الممك العام‪ ،‬ومنيا(‪ ،)2‬ما اعتبر‬

‫المؤلف متمتعا بحق ممكية تجاه مصنفو أي لو جميع السمطات التي يتمتع بيا المالك من استعمال‬

‫واستغبلل وتصرف‪ ،‬فيعتبر حق المؤلف بشقيو األدبي والمالي من قبيل حق الممكية بل يعتبر حق‬

‫المؤلف من أقدس حقوق الممكية(‪ ،)2‬حيث يعد مصدر حق الممكية وحق المؤلف أو المترجم واحد‬

‫ىو العمل(‪ ،)3‬ولكن في الحقيقة محل الممكية في حق المترجم أو المؤلف يختمف عن الحقوق‬

‫العينية فيو ىنا ينصب عمى نتاج الفكر أو الذىن‪ ،‬وىذا ما يتطمب وجود تنظيم خاص ليذا الحق‬

‫يختمف عن تنظيم ممكية المنقوالت المادية‪.‬‬

‫وتبع ذلك ظيور نظريات جديدة حاولت إيجاد حل مناسب يراعي الطبيعة الخاصة‬

‫لممصنفات محل حق المؤلف أو المترجم وأبرز ىذه النظريات نظرية الحقوق الفكرية والتي يتزعميا‬

‫الفقيو البمجيكي )‪ ،(Recht‬وتقوم ىذه النظرية عمى أساس أن "حق المؤلف ال يمكن اعتباره حقاً‬

‫شخصياً كما أنو ليس حق ممكية عادية‪ ،‬وانما ىو حق جديد يقوم عمى التفرقة بين المادة والفكر في‬

‫إطار حق الممكية"(‪ ،)4‬ومن األسباب الرئيسية التي دفعت إلى نشوء ىذه النظرية ىي ضرورة‬

‫التماشي مع طبيعة الحقوق الفكرية التي تختمف عن طبيعة الحقوق األخرى ‪.‬‬

‫ويرى جانب آخر من الفقياء أن حق المؤلف ينقسم إلى قسمين أحدىما مادي واآلخر‬

‫معنوي‪ ،‬فالحق المادي يتمثل في حق المؤلف في طبع المصنف ونشره وغيرىا من الحقوق المادية‬

‫)‪ )1‬اٌظذح‪ ،‬ػجذ إٌّؼُ‪ ،‬فشط‪ِ ) 1962(،‬ؾبػشاد ف‪ ٟ‬اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌّذٔ‪ ،ٟ‬ؽك اٌّؤٌف ف‪ ٟ‬اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌّظش‪ ،ٞ‬إطذاس ِؼ‪ٙ‬ذ اٌجؾ‪ٛ‬س‬
‫‪ٚ‬اٌذساعبد اٌؼشث‪١‬خ اٌزبثغ ٌغبِؼخ اٌذ‪ٚ‬ي اٌؼشث‪١‬خ‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫)‪ )2‬اٌفزال‪ ،ٞٚ‬طبؽت‪ ،‬لشاءح عذ‪٠‬ذح ٌم‪ٛ‬اػذ رٕبصع اٌم‪ٛ‬أ‪ ٓ١‬اٌّزؼٍمخ ثبٌض‪ٚ‬اط ‪ٚ‬األِ‪ٛ‬اي‪ِ ،‬غٍخ عبِؼخ إٌغبػ ٌألثؾبس‪ِ ،‬غٍذ‪ ،19‬ػذد‪،4‬‬
‫وبٔ‪ ْٛ‬أ‪ٚ‬ي‪ ،2005 ،‬ص‪.1305‬‬
‫)‪ )3‬عٍف‪١‬ز‪ ،ٟ‬ص‪ٕ٠‬ت‪ ،‬ػجذاٌشؽّٓ‪ ،‬ػمٍخ‪ ،)2012( ،‬اٌؾّب‪٠‬خ اٌمبٔ‪١ٔٛ‬خ ٌؾك اٌّؤٌف ف‪ ٟ‬فٍغط‪ ،ٓ١‬عبِؼخ إٌغبػ اٌ‪ٛ‬ؽٕ‪١‬خ‪ ،‬ص‪.15‬‬
‫)‪ )4‬اٌؼ‪١‬ذ‪ٚ ،ٟٔٚ‬داد‪ ،)2009( ،‬ؽم‪ٛ‬ق اٌّؤٌف‪ ،‬ؽ‪ ،1‬ؽٕغخ‪ ،‬عٍ‪١‬ى‪ ٟ‬أخ‪ٛ‬اْ ٌٍٕشش‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪28‬‬

‫التي يستحقيا المؤلف‪ ،‬أما الحق األدبي يتضمن الحقوق األدبية المقررة لممؤلف عمى مصنفو‬

‫(‪.)2‬‬
‫واالمتيازات ذات الطبيعة الشخصية واألدبية‬

‫ويرى الباحث أن حق المترجم يتميز بطابع فكري‪ ،‬ألنو ينصب عمى نتاج الذىن وبذلك‬

‫يختمف عن الحق الشخصي الذي عرفو القانون المدني األردني بأنو‪" :‬رابطة قانونية بين دائن‬

‫ومدين يطالب بمقتضاىا الدائن مدينو بنقل حق عيني أو القيام بعمل أو االمتناع عن عمل"(‪،)2‬‬

‫ويخرج أيضا عن دائرة الحق العيني الذي عرفو القانون المدني األردني بأنو‪" :‬سمطة مباشرة عمى‬

‫شيء معين يعطييا القانون لشخص معين"(‪ ،)3‬وبذلك فإن حق المترجم حق معنوي يرد عمى شيء‬

‫غير مادي وذلك ما أكد عميو المشرع األردني في القانون المدني حيث اعتبر أن الحقوق المعنوية‬

‫يكون محميا شيء غير مادي(‪.)4‬‬

‫ويميل الباحث إلى رأي أصحاب نظرية االزدواج باعتبار أن المترجم يتمتع بحقوق مادية‬

‫تجاه مصنفو وأخرى معنوية‪ ،‬وبذلك فإن طبيعة حق المترجم تختمف عن طبيعة حق المؤلف الذي‬

‫يتمتع بحق معنوي تجاه مصنفو أما المترجم تربطو عبلقتين‪ ،‬العبلقة األولى تتمثل بحقو عمى‬

‫مصنفو والثانية تتمثل بعبلقتو مع صاحب المصنف األصمي والتي يترتب عمييا حقوق والتزامات‬

‫بين الطرفين‪.‬‬

‫ولموقوف أكثر عمى طبيعة ىذه العبلقتين سيقوم الباحث بتقسيم ىذا المطمب إلى فرعين‪،‬‬

‫نبين طبيعة حق المترجم عمى مصنفو في الفرع األول‪ ،‬وفي الفرع الثاني نوضح طبيعة العبلقة التي‬

‫تربط المترجم بصاحب المصنف األصمي‪.‬‬

‫)‪ )1‬اٌؼ‪١‬ذ‪ٚ ٟٔٚ‬داد‪ ،‬ؽم‪ٛ‬ق اٌّؤٌف‪ ،‬اٌّشعغ عبثك‪ ،‬ص‪.19‬‬


‫)‪ )2‬اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )62‬اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌّذٔ‪ ٟ‬األسدٔ‪.ٟ‬‬
‫)‪ )3‬اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )69‬اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌّذٔ‪ ٟ‬األسدٔ‪.ٟ‬‬
‫)‪ (4‬ؽ‪١‬ش ٔظذ اٌّبدح سلُ (‪ )31‬اٌفمشح (‪ ِٓ )1‬اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌّذٔ‪ ٟ‬األسدٔ‪ ٟ‬ػٍ‪" : ٝ‬اٌؾم‪ٛ‬ق اٌّؼٕ‪٠ٛ‬خ ٘‪ ٟ‬اٌز‪ ٟ‬رشد ػٍ‪ ٝ‬ش‪ٟ‬ء غ‪١‬ش ِبد‪."ٞ‬‬
‫‪29‬‬

‫الفرع األول‪ :‬عالقة المترجم بمصنفو المشتق‬

‫تعتبر العبلقة التي تربط المترجم بمصنفو العبلقة األساسية الناشئة عن قيام المترجم بعممية‬

‫الترجمة فيي ترتب حقوق لممترجم عمى مصنفو‪ ،‬حقوق مادية وحقوق معنوية‪ ،‬وىذه العبلقة نشأت‬

‫بمجرد وجود المصنف المشتق أي إن ىذه العبلقة مرتبطة ارتباط وثيقاً بابتكار المترجم ليذا‬

‫المصنف‪ ،‬ثم باعتراف المشرع األردني بيذا الحق ومنح المترجم حقاً عمى مصنفو‪ ،‬وىذه العبلقة‬

‫تعتبر عبلقة ممكية تتمثل بقدرة المترجم عمى ممارسة حقوقو المادية والمعنوية عمى مصنفو دون‬

‫المساس بمصالح صاحب المصنف األصمي‪ ،‬فالطابع الشخصي واإلبداعي الذي ينطوي عميو عمل‬

‫المترجم يقتضي ترتيب حق المؤلف لممترجم عمى ترجمتو(‪.)2‬‬

‫ِ‬
‫يكتف بمنح المترجم حماية قانونية عمى مصنفو المشتق‬ ‫لذلك نجد أن المشرع األردني لم‬

‫بل اعتبره مؤلفا(‪ ،)2‬وبذلك لو ما لممؤلف من حقوق مادية وحقوق معنوية‪ ،‬فالمترجم باعتباره المبتكر‬

‫ليذا المصنف الجديد الذي يسمى المصنف المشتق‪ُ ،‬يمنح نتيجة لجيوده وابتكاره الحماية القانونية‬

‫عمى ىذا المصنف المشتق‪.‬‬

‫)‪ (1‬وٕؼبْ‪ٛٔ ،‬اف‪ ،‬ؽك اٌّؤٌف (إٌّبرط اٌّؼبطشح ٌؾك اٌّؤٌف ‪ٚٚ‬عبئً ؽّب‪٠‬زٗ) ‪،‬اٌّشعغ اٌغبثك‪ ،‬ص‪.256‬‬
‫)‪ )2‬اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )5‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽك اٌّؤٌف األسدٔ‪.ٟ‬‬
‫‪31‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عالقة المترجم بالمؤلف األصمي‬

‫يعتبر المؤلف األصمي صاحب الحق األساسي في الترجمة‪ ،‬حيث يعتبر الحق في الترجمة‬

‫من الحقوق المادية الممنوحة لممؤلف في األصل والتي اعترفت بيا غالبية التشريعات بحيث‬

‫يستطيع المؤلف منح اإلذن بترجمة مصنفو من لغة إلى لغة أخرى‪ ،‬فيكون لممؤلف وحده الحق في‬

‫أن يأذن لمغير بترجمة مصنفو وأن يضع الشروط التي يجب أن يمتزم بيا المترجم(‪ ،)2‬وفي نفس‬

‫االتجاه ذىبت اتفاقية (برن) حيث اعتبرت المؤلف صاحب حق استئثاري يحق لو التصريح بعمل‬

‫نسخ من المصنفات‪ ،‬وبالتالي يحق لو الترخيص باستغبلل مصنفو لمؤلف آخر أو لممترجم(‪.)2‬‬

‫ويرى الباحث أن صاحب المصنف األصمي يستطيع أن يوافق عمى ترجمة مصنفو‪،‬‬

‫وبالتالي بمجرد قيام المترجم بترجمة ىذا المصنف تنشأ عبلقة بينو وبين صاحب المصنف تتمثل‬

‫إحدى صور ىذه العبلقة في احترام المؤلف لمحقوق الممنوحة لممترجم نتيجة جيوده المبذولة في‬

‫إضفاء طابعو االبتكاري وظيور المصنف بصورة مبتكرة‪ ،‬فيظل لممترجم الحق في أن تنسب إليو‬

‫ترجمتو دون سواه وال يجوز لممؤلف التعدي عمى ىذا الحق وعدم ذكر اسم المترجم عمى عممو(‪،)3‬‬

‫كما يترتب عمى ىذا الحق وفي المقابل عدم مساس المترجم بالحقوق الممنوحة لممؤلف‪ ،‬ولصاحب‬

‫المصنف األصمي كامل الحق عمى مصنفو فمو أيضاً أن يحدد طرق استغبللو(‪ ،)4‬وىنا يثور تساؤل‬

‫ميم‪ ،‬ىل باستطاعة صاحب المصنف األصمي في جميع األحوال منع المترجم من ترجمة مصنفو؟‬

‫في األصل يعتبر حق الترجمة حقاً ممنوحاً لممؤلف بالسماح لشخص آخر بأن يقوم بترجمة‬

‫مصنفو من لغة إلى أخرى‪ ،‬وبالتالي يحق لممؤلف منع المترجم من ترجمة مصنفو إذا لم يوافق عمى‬

‫)‪ (1‬ؽٍجخ‪ ،‬أٔ‪ٛ‬س‪ ،‬ؽّب‪٠‬خ ؽم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ‪ ،)2004( ،‬اإلعىٕذس‪٠‬خ‪ ،‬ثذ‪ ْٚ‬سلُ ؽجؼخ‪ ،‬اٌّىزت اٌغبِؼ‪ ٟ‬اٌؾذ‪٠‬ش‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫)‪ )2‬ؽ‪١‬ش ٔظذ اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )9‬ارفبل‪١‬خ ثشْ‪٠ " :‬زّزغ ِؤٌف‪ ٛ‬اٌّظٕفبد األدث‪١‬خ ‪ٚ‬اٌفٕ‪١‬خ اٌز‪ ٓ٠‬رؾّ‪٘ ُٙ١‬زٖ االرفبل‪١‬خ ثؾك اعزئضبس‪ ٞ‬ف‪ٟ‬‬
‫اٌزظش‪٠‬ؼ ثؼًّ ٔغخ ِٓ ٘زٖ اٌّظٕفبد ثأ‪ ٞ‬ؽش‪٠‬مخ ‪ٚ‬ثأ‪ ٞ‬شىً وبْ"‪.‬‬
‫)‪ )3‬ؽىّذ ِؾىّخ عٕ‪ٛ‬ة اٌمب٘ شح االثزذائ‪١‬خ‪ ،‬اٌذائشح اٌخبِغخ ِذٔ‪ ،ٟ‬ف‪ ٟ‬اٌذػ‪ ٜٛ‬سلُ ‪ٌ 3465‬غٕخ ‪ 1922‬ثئٌضاَ ِؤٌف وزبة "ٔ‪ٙ‬ؼخ‬
‫ِظش" اٌذوز‪ٛ‬س أٔ‪ٛ‬س ِبٌه ثغذاد ِجٍغ أٌف‪ ٟ‬عٕ‪ ٗ١‬ػٍ‪ ٝ‬عج‪ ً١‬اٌزؼ‪٠ٛ‬غ ٌٍّزشعُ اٌز‪ٔ ٞ‬مً ٌٗ ٘زا اٌىزبة ِٓ اٌٍغخ اٌفشٔغ‪١‬خ إٌ‪ ٝ‬اٌٍغخ اٌؼشث‪١‬خ‪،‬‬
‫‪ٚ‬رٌه ٌؼذَ روش اعّٗ ػٍ‪ِ ٝ‬غٍذ اٌّظٕف ‪ِٕٚ‬ؼٗ ِٓ إػبفخ ٘زا اٌّظٕف ٌغ‪ٛ‬اثك أػّبٌٗ‪.‬‬
‫)‪ )4‬ػجذهللا‪ِ ،‬ؾّ‪ٛ‬د‪ ،‬ثالي‪ ،‬ؽك اٌّؤٌف ف‪ ٟ‬اٌم‪ٛ‬أ‪ ٓ١‬اٌؼشث‪١‬خ‪ ،‬اٌّشعغ اٌغبثك‪ ،‬ص‪.161‬‬
‫‪31‬‬

‫(‪)2‬‬
‫لممترجم طمب الترخيص اإلجباري‬ ‫ذلك‪ ،‬لكن ىذه القاعدة ليست مطمقة‪ ،‬فقد منح المشرع األردني‬

‫بترجمة المصنف من لغة الى أخرى رغم عدم موافقة المؤلف وذلك بتوافر عدة شروط تسمى‬

‫بحاالت الترخيص اإلجباري والتي سنشرحيا الحقا في مبحث مستقل‪.‬‬

‫ولعل أبرز ما يميز العبلقة التي تربط المترجم بالمؤلف األصمي ىي عدم التبعية أي إن‬

‫المترجم ال تربطو أي عبلقة تبعية بصاحب المصنف األصمي فبمجرد موافقة المؤلف عمى ترجمة‬

‫مصنفو ليس لو التدخل في المترجم‪ ،‬وانما يكون لو فقط االحتفاظ بحقوقو األدبية وتأدية الحقوق‬

‫المادية من قبل المترجم‪ ،‬وأيضا تتميز ىذه العبلقة بعدم اشتراك صاحب المصنف األصمي في‬

‫ترجمة المصنف المشتق كما في المصنفات المشتركة التي يشترك فييا أكثر من مؤلف والتي تتم‬

‫بناء عمى توجيو من الغير(‪.)2‬‬


‫ً‬

‫)‪ )1‬اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )11‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽك اٌّؤٌف األسدٔ‪.ٟ‬‬


‫)‪ )2‬خبؽش‪ ،‬ؽّذ‪ ،‬طجش‪ ،ٞ‬اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ‪ ،)2003( ،‬ؽ‪ ،1‬اٌجؾش‪ِ ،ٓ٠‬طجؼخ عبِؼخ اٌجؾش‪ ، ٓ٠‬ص‪ِ ،56‬شبس إٌ‪ ٗ١‬ف‪ ٟ‬اٌّظٕفبد اٌفىش‪٠‬خ‬
‫‪ٚ‬رذاػ‪١‬بر‪ٙ‬ب اٌمبٔ‪١ٔٛ‬خ ‪ ،‬شؾبرخ غش‪٠‬ت‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫‪32‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫القيود واالستثناءات الواردة عمى عمل المترجم‬

‫يعتبر عمل المترجم عمبلً مشتقاً من عمل سابق وىو عمل المؤلف‪ ،‬ومن المعروف أن‬

‫الفرع يتبع األصل وجودا وعدما‪ ،‬لذلك فتمتع المؤلف بحقوق مالية وأدبية يعني تمتع المترجم بيذه‬

‫الحقوق أيضا‪ ،‬وعمى اعتبار أن حق المؤلف يخضع لقيود واستثناءات نصت عمييا التشريعات‬

‫الدولية والوطنية‪ ،‬فإن حق المترجم يخضع أيضا لقيود والتزامات‪ ،‬فنجد أن بعض القوانين تفرض‬

‫قيوداً عمى حق المؤلف المتعمق بترجمة مصنفو وذلك من أجل تيسير ترجمة المصنفات وتوافرىا‬

‫بالمغة األخرى‪ ،‬وأيضا ىناك استثناءات وضعت لمتماشي مع طبيعة الترجمة وتحقيق النفع المرجو‬

‫منيا(‪.)2‬‬

‫ومما ال شك فيو أن حق المترجم لو طبيعتو الخاصة‪ ،‬لذلك فإن القيود واالستثناءات الواردة‬

‫عمى حق المؤلف عمييا بعض التعديبلت التي تتماشى مع طبيعة عمل المترجم‪ ،‬وىذا ما سأوضحو‬

‫في ىذا المبحث‪ ،‬فالتشريعات الدولية والوطنية ومنيا التشريع األردني والتشريع المصري ذكرت ىذه‬

‫القيود واالستثناءات التي جاءت تماشياً وتحقيقاً لممصمحة العامة‪ ،‬وبسبب اختبلف طبيعة القيود‬

‫الواردة عمى حق المترجم عن االستثناءات الواردة عميو‪ ،‬سنتناول ىذا المبحث من خبلل مطمبين‪،‬‬

‫يتضمن المطمب األول القيود الواردة عمى عمل المترجم‪ ،‬ويتضمن المطمب الثاني االستثناءات‬

‫الواردة عميو‪.‬‬

‫)‪ )1‬أث‪ ٛ‬ثىش‪ِ ،‬ؾّذ‪ ،)2005( ،‬اٌّجبدا األ‪١ٌٚ‬خ ٌؾم‪ٛ‬ق اٌّؤٌف ‪ٚ‬االرفبل‪١‬بد ‪ٚ‬اٌّؼب٘ذاد اٌذ‪١ٌٚ‬خ‪ ،‬ػّبْ‪ ،‬ؽ‪ ،1‬داس اٌضمبفخ ٌٍٕشش ‪ٚ‬اٌز‪ٛ‬ص‪٠‬غ‪،‬‬
‫ص‪.52‬‬
‫‪33‬‬

‫المطمب األول‪ :‬القيود الواردة عمى عمل المترجم‬

‫يعتبر حق المترجم حق استئثاري يتمتع بو المؤلف عمى مصنفو‪ ،‬وىذا يعتبر من المسممات‬

‫التي استقر عمييا الفقو القانوني‪ ،‬إذ يعتبر من يقوم بكتابة مصنف متمتعا بحق استئثاري عمى ىذا‬

‫المصنف نتيجة إبداعو وابتكاره‪ ،‬حيث يستطيع ترجمة ىذا المصنف أو التصريح بترجمتو‪ ،‬وىذا ما‬

‫ذىبت إليو اتفاقية برن(‪ ،)2‬باعتبار أن المؤلف يحق لو إعطاء اإلذن بترجمة مصنفو ويعتبر ىذا‬

‫الحق من الحقوق المصيقة بشخصية المؤلف‪.‬‬

‫إال أن ىذا الحق وردت عميو قيود نصت عمييا اتفاقية برن كما نص عمييا المشرعان‬

‫األردني والمصري‪ ،‬وتسمى ىذه القيود بالتراخيص اإلجبارية‪ ،‬ولقد كان من أىم األسباب التي دعت‬

‫إلى وضع ىذا النظام عمى المستوى الدولي تزايد حاجة الدول النامية إلى االستفادة من المصنفات‬

‫المشمولة بالحماية في الدول المتقدمة‪ ،‬حيث كانت الدول النامية تواجو صعوبات كبيرة في‬

‫الحصول عمى ترجمة المصنفات‪ ،‬والجدير بالذكر أن ىذا النظام جاء بعد نقاش طويل عمى‬

‫المستوى الدولي‪ ،‬وذلك لضمان تحقيق مصمحة الدول النامية في ترجمة المصنفات دون الحصول‬

‫عمى إذن صاحب المصنف من جية‪ ،‬وفي حماية حقوق مؤلفين ىذه المصنفات من جية أخرى(‪.)2‬‬

‫ففي مطمع السبعينيات تم اعتماد نظام التراخيص الخاص بترجمة واستنساخ المصنفات‬

‫األدبية والفنية التي تحتاجيا الدول النامية‪ ،‬ليكون حبلً وسطاً ييدف إلى إيجاد أساس لمنح تراخيص‬

‫إجبارية لترجمة المصنفات التي تنشر في الدول المتقدمة الستعماليا في الدول النامية عند تعذر‬

‫)‪ٔ )1‬ظذ اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )2‬ارفبل‪١‬خ ثشْ‪٠" :‬زّزغ ِؤٌف‪ ٛ‬اٌّظٕفبد األدث‪١‬خ ‪ٚ‬اٌفٕ‪١‬خ اٌز‪ ٓ٠‬رؾّ‪٘ ُٙ١‬زٖ االرفبل‪١‬خ ثؾك اعزئضبس‪ ٞ‬ف‪ ٟ‬رشعّخ أ‪ٚ‬‬
‫اٌزظش‪٠‬ؼ ثزشعّخ ِظٕفبر‪ ُٙ‬ؽ‪ٛ‬ي ِذح ؽّب‪٠‬خ ِب ٌ‪ ِٓ ُٙ‬ؽم‪ٛ‬ق ف‪ ٟ‬اٌّظٕفبد األطٍ‪١‬خ"‪.‬‬
‫)‪ )2‬وٕؼبْ ٔ‪ٛ‬اف‪ ،)2009( ،‬ؽك اٌّؤٌف‪ ،‬ػّبْ‪ ،‬ؽ‪ ،1‬داس اٌضمبفخ ٌٍٕشش ‪ٚ‬اٌز‪ٛ‬ص‪٠‬غ‪ ،‬ص‪.253‬‬
‫‪34‬‬

‫ترخيص رضائية(‪ ،)2‬أي إن اتفاقية برن أوجدت نظام التراخيص اإلجبارية لتسيل‬
‫الحصول عمى ا‬

‫عمى الدول النامية الحصول عمى إذن المؤلف‪.‬‬

‫وتطبيقاً لذلك سمح المشرع المصري بطمب الترخيص اإلجباري حيث يستطيع أي شخص‬

‫التقدم بطمب الحصول عمى الترخيص اإلجباري‪ ،‬وعادة ما يكون ىذا الطمب لموفاء باحتياجات‬

‫التعميم‪ ،‬مع اشتراط عدم المساس بالحقوق المشروعة لممؤلف واعطائو التعويض العادل(‪.)2‬‬

‫فنرى أن المشرع المصري جعل الترخيص اإلجباري قيداً من القيود التي ترد عمى حق‬

‫المؤلف‪ ،‬بحيث إذا توافرت شروط ىذا الترخيص يكون باستطاعة الغير استعمال ىذا المصنف دون‬

‫إذن المؤلف‪ ،‬وىذا القيد يمكن تطبيقو عمى حق المترجم رغم عدم ذكر المشرع ليذا القيد في نطاق‬

‫حق المترجم‪ ،‬فإذا قام المترجم بترجمة المصنف إلى لغة أخرى بموافقة المؤلف يتمتع ىذا المترجم‬

‫بحقوق أدبية ومالية عمى المصنف المشتق‪ ،‬وبالتالي ال يستطيع أحد استعمال ىذا المصنف‬

‫المشتق دون الحصول عمى إذن المترجم‪ ،‬لكن في حال تحقق شروط الترخيص اإلجباري التي‬

‫أوردىا المشرع يكون باستطاعة الغير استعمال ىذا المصنف لغايات التعميم دون الحصول عمى‬

‫إذن المترجم‪ ،‬ففي ظل نظام الترخيص اإلجباري يمزم صاحب حقوق المؤلف بمنح الترخيص‬

‫باستخدام مصنفو لآلخرين ولكنو يحتفظ بالحق في التفاوض بشأن شروط استخدام المصنف(‪،)3‬‬

‫ويرى الباحث أن المؤلف ليس لو الحق في تحديد شروط استخدام المصنف طالما أعطى اإلذن‬

‫لممترجم بترجمة المصنف‪.‬‬

‫)‪ )1‬أػذ ٘زا إٌظبَ فش‪٠‬ك خجشاء ِشزشن ِٓ ِّضٍ‪ ٓ١‬ػٓ اٌذ‪ٚ‬ي إٌبِ‪١‬خ ‪ٚ‬اٌّزمذِخ األؽشاف ف‪ ٟ‬ارفبل‪١‬خ ثشْ ‪ِ ،‬شبس إٌ‪ ٗ١‬ف‪ِ ٟ‬ظٕف د‪ٛٔ /‬اف‬
‫وٕؼبْ ؽك اٌّؤٌف ص‪.254‬‬
‫)‪ٔ )2‬ظذ اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )130‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ اٌّظش‪٠" :ٞ‬غ‪ٛ‬ص أل‪ ٞ‬شخض أْ ‪٠‬طٍت ِٓ اٌ‪ٛ‬صاسح اٌّخزظخ ِٕؾٗ‬
‫رشخ‪١‬ظب ٌٍٕغخ أ‪ ٚ‬اٌز شعّخ أ‪ ٚ‬ث‪ّٙ‬ب ِؼب أل‪ِ ٞ‬ظٕف ِؾّ‪ ٟ‬ؽجمب ألؽىبَ ٘زا اٌمبٔ‪ٚ ، ْٛ‬رٌه د‪ ْٚ‬إرْ اٌّؤٌف ‪ٌٚ‬ألغشاع اٌّج‪ٕ١‬خ ف‪ٟ‬‬
‫اٌفمشح اٌزبٌ‪١‬خ ٔظ‪١‬ش عذاد رؼ‪٠ٛ‬غ ػبدي ٌٍّؤٌف أ‪ ٚ‬خٍفٗ‪ٚ ،‬ثششؽ أال ‪٠‬زؼبسع ٘زا اٌزشخ‪١‬ض ِغ االعزغالي اٌؼبد‪ٌٍّ ٞ‬ظٕف أ‪ٍ٠ ٚ‬ؾك‬
‫ػشسا غ‪١‬ش ِجشس ثبٌّظبٌؼ اٌّشش‪ٚ‬ػخ ٌٍّؤٌف أ‪ ٚ‬ألطؾبة ؽك اٌّؤٌف ‪٠ٚ‬ى‪ ْٛ‬اطذاس اٌزشخ‪١‬ض ثمشاس ِغجت ‪٠‬ؾذد ف‪ ٗ١‬إٌطبق‬
‫اٌضِبٔ‪ٚ ٟ‬اٌّىبٔ‪ٚ ٌٗ ٟ‬ألغشاع اٌ‪ٛ‬فبء ثبؽز‪١‬بعبد اٌزؼٍ‪ ُ١‬ثىبفخ أٔ‪ٛ‬اػٗ"‪.‬‬
‫)‪ )3‬أث‪ ٛ‬ثىش‪ِ ،‬ؾّذ‪ ،‬اٌّجبدا األ‪١ٌٚ‬خ ٌؾم‪ٛ‬ق اٌّؤٌف ‪ٚ‬االرفبل‪١‬بد ‪ٚ‬اٌّؼب٘ذاد اٌذ‪١ٌٚ‬خ‪ ،‬اٌّشعغ اٌغبثك‪ ،‬ص‪.52‬‬
‫‪35‬‬

‫وقد أشار المشرع األردني إلى حالة خاصة من حاالت الترخيص اإلجباري بحيث إذا مرت‬

‫ثبلث سنوات عمى تاريخ نشر المصنف في دولة أجنبية ولم تتم ترجمتو إلى المغة العربية داخل‬

‫األردن خبلل ىذه المدة فتمنح الو ازرة المختصة اإلذن بترجمة ىذا المصنف إلى المغة العربية دون‬

‫إذن صاحبو(‪.)2‬‬

‫وفي الحقيقة يعتبر ىذا القيد الذي أورده المشرع األردني قيداً لصالح المترجم في مواجية‬

‫المؤلف بحيث أعطى المشرع الحق لممترجم بأن يقوم بترجمة المصنف الذي تم نشره بمغة غير‬

‫المغة العربية إلى المغة العربية إذا مرت ثبلث سنوات ولم يتم نشر أي ترجمة لو في األردن‪ ،‬ويعتبر‬

‫ىذا القيد من القيود الضرورية لتعزيز قيمة المغة العربية ولمحد من تعسف المؤلف في استعمال حقو‬

‫حيث إن الترجمة تعتبر غاية نبيمة يجب التشديد عمى أىميتيا ومنح المترجم الحق في ترجمة‬

‫المصنفات دون إذن المؤلف بشرط عدم المساس بالحق األدبي لممؤلف ‪.‬‬

‫ولموقوف أكثر عمى موقف المشرعين المصري واألردني سنقوم بتقسيم ىذا المطمب إلى‬

‫فرعين الفرع األول يتضمن الطبيعة القانونية لمترخيص اإلجباري‪ ،‬وفي الفرع الثاني شروط منح‬

‫الترخيص اإلجباري‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الطبيعة القانونية لمترخيص اإلجباري‬


‫(‪)2‬‬
‫أن‬ ‫اختمف فقياء القانون في تحديد الطبيعة القانونية لمترخيص اإلجباري‪ ،‬فيرى البعض‬

‫التراخيص اإلجبارية تعتبر نزع ممكية لممنفعة العامة‪ ،‬فالغرض من الترخيص اإلجباري ىو تحقيق‬

‫المنفعة العامة‪ ،‬فبمجرد توافر شروط الترخيص اإلجباري يتم نزع ممكية المؤلف أو المترجم لغايات‬

‫)‪ٔ )1‬ظذ اٌّبدح سلُ (‪ )11‬فمشح (أ) ِٓ لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽك اٌّؤٌف األسدٔ‪٠" :ٟ‬ؾك أل‪ِٛ ٞ‬اؽٓ أسدٔ‪ ٟ‬أْ ‪٠‬ؾظً ػٍ‪ ٝ‬سخظخ غ‪١‬ش‬
‫ؽظش‪٠‬خ ‪ٚ‬غ‪١‬ش لبثٍخ ٌٍزٕبصي اٌ‪ ٝ‬اٌغ‪١‬ش ِٓ اٌ‪ٛ‬ص‪٠‬ش ا‪٠ ِٓ ٚ‬ف‪ٛ‬ػٗ ٌزشعّخ أ‪ِ ٞ‬ظٕف أعٕج‪ِٕ ٟ‬ش‪ٛ‬س ف‪ ٟ‬شىً ِطج‪ٛ‬ع أ‪ ٚ‬أ‪ ٞ‬شىً آخش اٌ‪ٝ‬‬
‫اٌٍغخ اٌؼشث‪١‬خ ‪ٌٕٚ‬شش ٘زٖ اٌزشعّخ ػٍ‪ ٝ‬شىً ِطج‪ٛ‬ع أ‪ ٚ‬أ‪ ٞ‬شىً آخش إرا ِشد صالس عٕ‪ٛ‬اد ػٍ‪ ٝ‬ربس‪٠‬خ أ‪ٚ‬ي ٔشش ٌ‪ٙ‬زا اٌّظٕف ‪٠ ٌُٚ‬زُ ٔشش‬
‫أ‪ ٞ‬رشعّخ ٌٗ ف‪ ٟ‬األسدْ ثبٌغخ اٌؼشث‪١‬خ ِٓ لجً ِبٌه اٌؾك ف‪ ٟ‬اٌزشعّخ أ‪ ٚ‬ثّ‪ٛ‬افمزٗ أ‪ ٚ‬ف‪ ٟ‬ؽبي ٔفبر اٌطجؼبد اٌّزشعّخ"‪.‬‬
‫)‪ (2‬خٍ‪ ،ً١‬ع‪١‬ذ‪ ،‬ػجذهللا‪ِ ،‬ؾّذ‪ ،‬اٌؾك ف‪ ٟ‬اٌزشعّخ‪ ،‬اٌّشعغ اٌغبثك‪ ،‬ص‪.212‬‬
‫‪36‬‬

‫تحقيق المنفعة العامة‪ ،‬وبالرجوع إلى نصوص التشريعات الدولية والوطنية نجد أن الترخيص‬

‫اإلجباري فرض لتحقيق المنفعة العامة ولكنو ال يعتبر نزع ممكية بل تمكين غير القادر عمى تحقيق‬

‫(‪)2‬‬
‫أن الترخيص اإلجباري يعتبر قيداً عمى الحق‬ ‫النفع المقصود من المصنف‪ ،‬ويرى البعض اآلخر‬

‫االستئثاري لممؤلف بحيث ال يتم نزع ممكيتو‪ ،‬وانما فقط تقييد حقو في استعمال المصنف ويصبح‬

‫الحق في منح الترخيص باستعمال المصنف لمسمطة المختصة‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى موقف المشرع األردني بيذا الخصوص نجد أن الترخيص اإلجباري يعتبر‬

‫قيداً عمى الحق االستئثاري لممؤلف بحيث يستطيع المترجم أن يقوم بترجمة المصنف دون إذن‬

‫(‪)2‬‬
‫ولقاء تعويض عادل يستحقو المؤلف‪،‬‬ ‫المؤلف لكن بتحقق شروط معينة فرضيا المشرع األردني‬

‫وبشرط عدم إلحاق الضرر بالمصالح المشروعة لممؤلف‪.‬‬

‫ونجد أن المشرع المصري أيضا فرض شروط محددة لمنح الترخيص اإلجباري مع تركيزه‬

‫عمى أن يكون قرار الترخيص اإلجباري سببو الوفاء باحتياجات التعميم بكافة مستوياتو وأنواعو(‪،)3‬‬

‫فالترخيص اإلجباري إنما وجد لتحقيق المصمحة العامة ولموفاء باحتياجات التعميم‪ ،‬وذلك دون‬

‫اإلخبلل بالمصالح المشروعة لممؤلف‪ ،‬وفي الحقيقة نجد أن الترخيص اإلجباري يصب في مصمحة‬

‫المترجم الذي وجد أنو من الضروري ترجمة مصنف لموفاء باحتياجات التعميم ولم يوافق المؤلف‬

‫عمى منحو اإلذن بترجمة المصنف‪ ،‬ويتبين لنا أن من حق أي شخص غير مؤلف المصنف القيام‬

‫بترجمة ىذا المصنف شريطة الحصول عمى ترخيص من الوزير المختص ومرور سنة كاممة عمى‬

‫)‪ )1‬خٍ‪ ،ً١‬ع‪١‬ذ‪ ،‬ػجذ هللا‪ِ ،‬ؾّذ‪ ،‬اٌؾك ف‪ ٟ‬اٌزشعّخ‪ ،‬اٌّشعغ اٌغبثك ص‪.212‬‬
‫)‪ )2‬اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )11‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽك اٌّؤٌف األسدٔ‪.ٟ‬‬
‫)‪ )3‬اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )130‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ اٌّظش‪.ٞ‬‬
‫‪37‬‬

‫تاريخ تقديم طمب تصريح بترجمتو إلى مؤلفو‪ ،‬وبالتالي فإن ترجمة المصنف ىي خير وسيمة‬

‫الستغبلل المصنف مالياً(‪.)2‬‬

‫ويرى الباحث أن الترخيص اإلجباري يحقق دو اًر إيجابياً في تحقيق التوازن بين حاجات‬

‫المجتمع وتحقيق المصمحة العامة من جية وبين حق المترجم من جية أخرى‪ ،‬لكن نجد أنو من‬

‫غير المناسب أن يتم حصر قرار الترخيص اإلجباري لموفاء باحتياجات التعميم فطالما أن طالب‬

‫الترخيص اإلجباري لجأ إلى القانون وضمن الحفاظ عمى الحقوق األدبية لممترجم يجب منحو‬

‫الترخيص اإلجباري‪ ،‬وذلك يحقق مصمحة طالب الترخيص ومصمحة المجتمع في االنتفاع من ىذا‬

‫المصنف‪ ،‬وتسييل الحصول عمى الترخيص اإلجباري يحد من حاالت االعتداء عمى حق المترجم‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شروط منح التراخيص اإلجبارية‬

‫يعتبر الترخيص اإلجباري قيد عمى الحق االستئثاري لممؤلف ويحقق بذلك مصمحة المجتمع‬

‫والمترجم من جية ويراعي مصمحة المؤلف وحقوقو من جية أخرى‪ ،‬وباستقراء نصوص التشريعين‬

‫األردني(‪ ،)2‬والمصري(‪ ،)3‬نجد أن ىناك شروطاً ال بد من توافرىا لمنح الترخيص اإلجباري‪:‬‬

‫‪ .2‬أن يقوم طالب الترخيص اإلجباري بتقديم ما يثبت أنو استنفد كل الطرق الودية لمحصول‬

‫عمى الترخيص االختياري لكنو لم ينجح‪ :‬فقبل المجوء إلى الترخيص اإلجباري ال بد لممترجم‬

‫من أن يكون قد عرض عمى المؤلف الحصول عمى الترخيص االختياري لكن األخير‬

‫رفض ذلك‪.‬‬

‫)‪ )1‬اٌىغ‪ٛ‬أ‪ ،ٟ‬ػبِش‪ِ ،‬ؾّ‪ٛ‬د‪ ،)2011( ،‬اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌ‪ٛ‬اعت اٌزطج‪١‬ك ػٍ‪ِ ٝ‬غبئً اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ(دساعخ ِمبسٔخ)‪ ،‬ػّبْ‪ ،‬ؽ‪ ،1‬داس ‪ٚ‬ائً‬
‫ٌٍٕشش‪ ،‬ص‪.364‬‬
‫)‪ )2‬اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )11‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽك اٌّؤٌف األسدٔ‪.ٟ‬‬
‫)‪ )3‬اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )130‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ اٌّظش‪.ٞ‬‬
‫‪38‬‬

‫‪ .2‬أن يكون المصنف الذي طمب ترجمتو محميا‪ :‬وىذا الشرط يعني أن طمب الترخيص‬

‫أما المصنفات‬
‫اإلجباري يكون فقط لممصنفات المحمية طبقا لشروط حماية المصنفات‪َّ ،‬‬

‫التي ال تتوافر فييا شروط الحماية أو التي لم تسجل بعد ال تخضع لمترخيص اإلجباري‪.‬‬

‫‪ .3‬أن يكون ىناك مصمحة في الترجمة وغالبا ما تكون ىذه المصمحة ىي الوفاء باحتياجات‬

‫التعميم‪ :‬فعمى طالب الترخيص اإلجباري إثبات وجود مصمحة من منحو الترخيص‬

‫اإلجباري‪ ،‬فيكون ىناك نفع يعود عمى المجتمع من منحو ىذا الترخيص‪ ،‬وفي الواقع غالبا‬

‫ما يقدم المترجم النفع العائد عمى المجتمع من قيامو بترجمة المصنف‪ ،‬وغالباً ما يتم منح‬

‫الترخيص اإلجباري لموفاء باحتياجات التعميم فعممية التعميم تتطمب استغبلل المصنفات‬

‫عمى أفضل وجو وعدم تجميدىا وتركيا دون استغبلل‪ ،‬فإذا تبين أن صاحب المصنف لم‬

‫يستغل ىذا المصنف يتم منح الترخيص اإلجباري لممترجم‪.‬‬

‫‪ .4‬تسديد تعويض عادل‪ :‬وىذا التعويض يكون مقابل استغبلل المصنف‪ ،‬فبل بد من فرض‬

‫تعويض لصاحب المصنف مقابل استغبلل مصنفو‪.‬‬

‫‪ .5‬انقضاء مدة زمنية معينة وىي ثبلث سنوات عمى تاريخ أول نشر لممصنف‪.‬‬
‫‪39‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬االستثناءات الواردة عمى عمل المترجم‬

‫قياساً عمى حق المؤلف توجد استثناءات عمى حق المترجم وىذا يعني أن المصنفات في‬

‫األصل محمية وال يجوز ترجمتيا إال بإذن مؤلفيا‪ ،‬وأيضاً المصنف المترجم محمي وال يجوز‬

‫استعمالو دون إذن المترجم‪ ،‬ولكن يوجد بعض الحاالت تخرج فييا المصنفات المشتقة عن نطاق‬

‫الحماية والمبرر قد يكون شخصياً‪ ،‬أو لمواكبة التطور والتقدم(‪ ،)2‬ومن خبلل مراجعة النصوص‬

‫المتعمقة باالستثناءات الواردة عمى حق المترجم تبين أن االستثناءات تعني إباحة المصنفات التي ال‬

‫تشمميا الحماية القانونية‪ ،‬وذلك إما لطبيعتيا التي أخرجتيا من الحماية أو عدم توافر عنصر‬

‫االبتكار‪ ،‬فيذه االستثناءات تشمل حق المترجم ألن المصنف الذي قام بترجمتو يعتبر مصنفاً‬

‫مشتقاً‪ ،‬فإذا وقع المصنف المترجم في الممك العام بانتياء مدة الحماية يستطيع أي شخص أن يقوم‬

‫بترجمتو دون إذن المترجم‪ ،‬ويستطيع بالتالي إعادة نشر المصنف ويستحق الحماية القانونية(‪.)2‬‬

‫لكن حالة وقوع المصنف في الممك العام ليست الحالة الوحيدة إنما أيضا تشمل‬

‫االستثناءات المصنفات حسب الغرض المقصود من تصنيفيا ونشرىا أي يرجع استثناء ىذه‬

‫المصنفات أو عدم استثنائيا إلى الغرض المقصود من تصنيفيا(‪ ،)3‬ونستطيع أن نقسم ىذه‬

‫المصنفات إلى ثبلثة فروع‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المصنفات المستثناة من الحماية لدخوليا في الممك العام‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المصنفات المستثناة من الحماية حسب غرضيا‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬ترجمة المصنفات المحررة بالعربية إلى األجنبية‪.‬‬

‫)‪ِ )1‬غجغت‪ٔ ،‬ؼ‪ ،)2000( ،ُ١‬اٌٍّى‪١‬خ األدث‪١‬خ ‪ٚ‬اٌفٕ‪١‬خ ‪ٚ‬اٌؾم‪ٛ‬ق اٌّغب‪ٚ‬سح‪ ،‬األسدْ‪ ،‬إسثذ‪ ،‬ؽ‪ِ ،1‬ىزجخ عبِؼخ اٌ‪١‬شِ‪ٛ‬ن‪ ،‬ص‪.151‬‬
‫)‪ )2‬طمش‪ ،‬رشو‪ ،)1996( ،ٟ‬ؽّب‪٠‬خ ؽم‪ٛ‬ق اٌّؤٌف‪ ،‬دِشك‪ِٕ ،‬ش‪ٛ‬ساد ارؾبد اٌىزبة اٌؼشة‪ ،‬ص‪.39‬‬
‫)‪ )3‬طمش‪ ،‬رشو‪ ،ٟ‬ؽّب‪٠‬خ ؽم‪ٛ‬ق اٌّؤٌف‪ ،‬اٌّشعغ اٌغبثك‪،‬ص‪.39‬‬
‫‪41‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المصنفات المستثناة من الحماية لدخوليا في الممك العام‬

‫لقد استقر الفقو القانوني عمى اعتبار أن الحماية القانونية المقررة لممصنفات إنما ىي‬

‫حماية لحقوق المؤلف المالية واألدبية‪ ،‬وقد حددت ىذه الحماية بمدة معينة‪ ،‬بحيث إذا انتيت ىذه‬

‫المدة سقطت المصنفات المحمية في الممك العام مع االحتفاظ بالحقوق األدبية لممؤلف الذي‬

‫اعتبرىا الفقو القانوني حقوقاً أبديةً ال تزول وال تنتيي‪.‬‬

‫عرف الممك العام بأنو‪" :‬الممك‬


‫وبالرجوع إلى قانون حقوق الممكية الفكرية المصري نجد أنو َّ‬

‫الذي تؤول إليو جميع المصنفات المستبعدة من الحماية بداية أو التي تنقضي مدة حماية الحقوق‬

‫المالية عمييا طبقا ألحكام ىذا الكتاب"(‪ ،)2‬لكن نجد أن ىذا التعريف اقتصر عمى توضيح نوع‬

‫المصنفات التي تسقط في الممك العام وىي نوعان‪:‬‬

‫األول‪ :‬المصنفات المستبعدة من الحماية بداية‪ :‬وىي تمك المصنفات التي ال تنطبق عمييا شروط‬

‫الحماية المقررة لممصنفات كالمصنفات المخالفة لمنظام العام‪.‬‬

‫النوع الثاني‪ :‬المصنفات التي تنتيي مدة حماية الحقوق المالية عمييا‪ :‬فيذه المصنفات تسقط في‬

‫الممك العام بسبب انتياء المدة التي حددىا المشرع‪.‬‬

‫فالغاية من الحماية التي قررىا المشرع ىي تحقيق المصمحة العامة لذلك راعى المشرع حق‬

‫المؤلف أو المترجم وضمن لو حماية حقوقو األدبية والمالية خبلل مدة معينة وبعد انتياء المدة‬

‫تسقط في الممك العام مع احتفاظو بحقوقو األدبية‪ ،‬ومعنى سقوط الحق المالي في الممك العام أنو‬

‫يستطيع أي شخص أن يستخدم المصنف دون موافقة المؤلف‪ ،‬وبذلك يستطيع المترجم أن يقوم‬

‫بترجمة المصنف دون موافقة المؤلف أو الورثة‪ ،‬وذلك ألن أيمولة المصنف المحمي إلى الممك العام‬

‫)‪ )1‬اٌّبدح سلُ (‪ )132‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ اٌّظش‪.ٞ‬‬


‫‪41‬‬

‫يعني إتاحتو ألي شخص لتحقيق مكسب اقتصادي من جراء استخدام مصنف أدبي أو فني ابتداء‬

‫من تاريخ انتياء مدة الحماية التي يمنحيا القانون لممؤلف أو لورثتو أو لخمفو(‪ ،)2‬وكما أسمفنا فإن‬

‫سقوط المصنف في الممك العام ال يؤدي إلى زوال الحق األدبي لممؤلف‪.‬‬

‫ونجد أن المشرع األردني لم يعرف الممك العام ولم يفصل في ىذا الحكم‪ ،‬وانما اكتفى في‬

‫اإلشارة إل ى أن المصنفات التي آلت إلى الممكية العامة مستثناة من الحماية القانونية المقررة‬

‫اء لعدم توافر شروط‬


‫لممصنفات‪ ،‬وىنا يثور التساؤل الميم‪ :‬إذا سقط المصنف في الممك العام سو ً‬

‫الحماية فيو أو النتياء مدة حمايتو‪ ،‬وقام شخص ما بترجمة ىذا المصنف‪ ،‬ىل يتمتع ىذا المترجم‬

‫بحق مؤلف عمى ىذا المصنف؟‬

‫في الحقيقة لم ُيشر التشريعان األردني والمصري إلى ذلك‪ ،‬ولكن استناداً إلى إجماع‬

‫التشريعات الدولية والوطنية عمى احتفاظ المؤلف بحقوقو األدبية بعد سقوط مصنفو في الممك العام‬

‫أما إذا قام شخص ما‬


‫فإن قيام شخص ما بإعادة طبع المصنف ال يترتب عميو اعتباره مؤلفاً‪َّ ،‬‬

‫بترجمة المصنف الذي آل إلى الممك العام فإن ذلك يكسبو حق مترجم‪ ،‬ألن ترجمة المصنف من‬

‫لغتو األصمية إلى لغة أخرى فيو تميز ومجيود وابتكار عن الطبعة األصمية بسبب نقل الممف من‬

‫لغة إلى أخرى(‪.)2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المصنفات المستثناة من الحماية حسب غرضيا‬

‫لقد توجيت غالبية التشريعات إلى استبعاد بعض المصنفات من الحماية‪ ،‬ألن الغرض من‬

‫ىذه المصنفات ال يتوافق مع معايير وشروط الحماية القانونية المقررة لممصنفات كالوثائق الرسمية‪،‬‬

‫فالمشرع األردني حدد المصنفات المستبعدة من الحماية في المادة السابعة من قانون حماية حق‬

‫)‪ )1‬وٕؼبْ ٔ‪ٛ‬اف‪ ،‬ؽك اٌّؤٌف‪ ،‬اٌّشعغ عبثك‪ ،‬ص‪.334‬‬


‫)‪ )2‬اٌّز‪١‬ذ‪ ،‬أث‪ ٛ‬اٌ‪١‬ض‪٠‬ذ‪ ،‬ػٍ‪ ،)1963( ،ٟ‬اٌؾم‪ٛ‬ق ػٍ‪ ٝ‬اٌّظٕفبد األدث‪١‬خ ‪ٚ‬اٌفٕ‪١‬خ ‪ٚ‬اٌؼٍّ‪١‬خ‪ ،‬اإلعىٕذس‪٠‬خ‪ ،‬ؽ‪ِٕ ،1‬شأح اٌّؼبسف‪ ،‬ص‪.40‬‬
‫‪42‬‬

‫المؤلف وشممت القوانين واالنظمة واألحكام القضائية وكل وثيقة رسمية وترجمة ىذه الوثائق أيضاً‪،‬‬

‫وشمل االستثناء األنباء بكافة أنواعيا‪ ،‬وأي نوع من المصنفات يكون الغرض منيا يستوجب‬

‫الحماية‪. )2‬‬

‫فنجد أن ىذه األنواع المذكورة استبعدت من الحماية ألن غرضيا ال يتناسب مع معايير‬

‫الحماية‪ ،‬فالق اررات والوثائق الرسمية حين صدرت لم يكن الغرض منيا تقرير الحماية أو نسبيا إلى‬

‫أحد بل إفادة المجتمع منيا ولتسيير أمور الدولة‪ ،‬كما أنيا حق شائع لمجميع وفي متناول جميع‬

‫الناس(‪ ،)2‬كما أن األنباء المنشورة والمذاعة كان الغرض منيا تنبيو الناس إلى حدث معين أو‬

‫إخبارىم بشيء ما وليس لتقرير الحماية القانونية‪ ،‬كما أن األفكار وطرق العمل لم تتجسد عمى‬

‫أرض الواقع فطبيعتيا ال تستوجب الحماية القانونية‪ ،‬ولم يغفل المشرع المصري ىذه االستثناءات بل‬

‫حددىا عمى سبيل الحصر كالتالي(‪:)3‬‬

‫‪ .2‬الوثائق الرسمية‪ ،‬أياً كانت لغتيا األصمية أو المغة المنقولة إلييا‪ ،‬مثل نصوص القوانين‪،‬‬

‫والموائح‪ ،‬والق اررات‪ ،‬واإلتفاقيات الدولية‪ ،‬واألحكام القضائية‪ ،‬وأحكام المحكمين‪ ،‬والق اررات‬

‫الصادرة من المجان اإلدارية ذات االختصاص القضائي‪.‬‬

‫‪ .2‬أخبار الحوادث والوقائع الجارية التي تكون مجرد أخبار صحفية‪.‬‬

‫كذلك استثنى المشرع المصري مجرد األفكار واإلجراءات وأساليب العمل وطرق التشغيل والمفاىيم‬

‫والمبادئ واالكتشافات والبيانات‪ ،‬ولو كان معب ار عنيا أو موصوفة أو موضحة أو مدرجة في‬

‫مصنف‪.‬‬

‫)‪ (1‬اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )3‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽك اٌّؤٌف األسدٔ‪.ٟ‬‬


‫)‪ )2‬طمش‪ ،‬رشو‪ ،ٟ‬ؽّب‪٠‬خ ؽم‪ٛ‬ق اٌّؤٌف‪ ،‬اٌّشعغ اٌغبثك‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫)‪ (3‬اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )141‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ اٌّظش‪.ٞ‬‬
‫‪43‬‬

‫من خبلل ما تقدم نرى أن كبل المشرعين استبعدا الوثائق الرسمية‪َّ ،‬أياً كان نوعيا واألفكار‬

‫المجردة واألساليب وطرق العمل مع إشارة كبل المشرعين إلى أن مجموع ما تقدم يتمتع بالحماية إذا‬

‫تميز تجميعيا باالبتكار سواء في الترتيب أو في العرض‪ ،‬أي أن ىذه المصنفات إَّنما استبعدت من‬

‫الحماية بسبب طبيعتيا والغرض الذي صنفت من أجمو‪ ،‬ومن ثم يجوز ألي شخص آخر أن يعيد‬

‫نشر ىذه المجموعات بالطبع أو بالنشر في كتب أو بثيا عبر شبكة اإلنترنت أو بالترجمة أو بأي‬

‫وسيمة أخرى‪ ،‬وذلك دون دفع أي مقابل مالي ودون أن يستأذن أحداً(‪.)2‬‬

‫ومن خبلل ما تقدم يرى الباحث أن المترجم الذي يقوم بترجمة ىذه األنواع من المصنفات‬

‫المستبعدة من الحماية مع إضفاء بصمتو الشخصية وأسموبو الفريد يستحق الحماية القانونية بسبب‬

‫توافر عنصر االبتكار‪ ،‬وألنو لم ِ‬


‫يعتد عمى حق أحد وىذا ما لم ُيشر إليو المشرع األردني‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬ترجمة المصنفات المحررة بالعربية إلى األجنبية‬

‫كما أسمفنا فإن الحماية القانونية لممصنفات إنما وجدت لتحقيق المصمحة العامة‪ ،‬لذلك‬

‫اتجيت التشريعات الدولية والوطنية الى السماح بترجمة المصنف الذي حرر بالمغة األجنبية إلى‬

‫العربية إذا مرت ثبلث سنوات عمى تاريخ أول نشر ليذا المصنف ولم يتم نشره في بمد المنشأ من‬

‫(‪)2‬‬
‫إلى ىذه الحالة حيث اعتبر‬ ‫قبل مالك الحق في الترجمة أو بموافقتو‪ ،‬وقد أشار المشرع المصري‬

‫أن المؤلف أو المترجم الذي لم يقُم بترجمة المصنف المنشور بالمغة األجنبية إلى المغة العربية فاقداً‬

‫لحقو في ترجمة المصنف إلى المغة العربية إذا مضت ثبلث سنوات من تاريخ نشر المصنف‪ ،‬أما‬

‫المشرع األردني(‪ ،)3‬فقد اعتبر ىذه الحالة بمثابة حق لمغير‪ ،‬أي أنو يستطيع الغير الحصول عمى‬

‫)‪ٌ )1‬طف‪ ،ٟ‬ؽغبَ‪ ،‬ؽم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ‪ ،‬اٌّشعغ اٌغبثك ص‪. 54‬‬
‫)‪ )2‬اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )142‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ اٌّظش‪.ٞ‬‬
‫)‪ )3‬اٌّبدح سلُ(‪ ِٓ )9‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽك اٌّؤٌف األسدٔ‪.ٟ‬‬
‫‪44‬‬

‫رخصة بترجمة المصنف الذي تم نشره بالمغة األجنبية إلى العربية إذا مضت ثبلث سنوات عمى‬

‫تاريخ نشره ولم يقم صاحب الحق في الترجمة بترجمتو إلى المغة العربية‪.‬‬

‫ومن خبلل مراجعة ىذين النصين نجد أن المترجم الذي قام بترجمة مصنف إلى لغة أجنبية‬

‫يفقد حقو في ترجمتو إلى المغة العربية إذا مضت ثبلث سنوات عمى تاريخ نشره لمصنفو ولم يقم‬

‫ىو أو من يفوضو بترجمتو إلى العربية‪ ،‬ويرى الدكتور حسام لطفي أن نص المادة (‪ )248‬ينطوي‬

‫عمى مخالفة صارخة لنصوص اتفاقية برن والتي تعتبر جزءاً ال يتج أز من التشريع الوطني المصري‬

‫بانضمام مصر إلييا(‪.)2‬‬

‫ويرى الباحث أن مدة ثبلث سنوات غير كافية لممترجم أو لممؤلف ألن يقوم بترجمة‬

‫المصنف إلى المغة العربية‪ ،‬فزيادة ىذه المدة ستعطي فرصة أكبر لممترجم بأن يقوم بترجمتو إلى‬

‫العربية‪.‬‬

‫)‪ٌ )1‬طف‪ ،ٟ‬ؽغبَ‪ ،)2004( ،‬ؽم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ ( اٌّفب٘‪ ُ١‬األعبع‪١‬خ) دساعخ ألؽىبَ اٌمبٔ‪ ،ْٛ‬ؽ‪ ،1‬اٌمب٘شح‪ِ ،‬طجؼخ اٌمب٘شح‪ ،‬ص‪.69‬‬
‫‪45‬‬

‫الفصل الثاني‬

‫حقوق المترجم وحمايتيا‬

‫يترتب عمى حق المترجم باعتباره حقاً معترفاً بو من قبل التشريعات الدولية والوطنية عدة‬
‫آثار قانونية ال تقتصر فقط عمى الحقوق وااللتزامات التي تنتج عن االعتراف بيذا الحق‪ ،‬بل تشمل‬
‫أيضاً الحماية القانونية لحق المترجم فيي تعتبر أثر من آثار ىذا الحق‪ ،‬لذلك سيقوم الباحث بتقسيم‬
‫ىذا الفصل إلى مبحثين‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬الحقوق األدبية والمالية لممترجم‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الحماية القانونية لحق المترجم‪.‬‬


‫‪46‬‬

‫المبحث األول‬

‫الحقوق المالية واألدبية لممترجم‬

‫يسعى المترجم من خبلل قيامو بأعمال الترجمة أن يجد نتيجة ابتكاره وعممو المميز‪ ،‬لذلك‬

‫يقوم بإظيار ما لديو من قدرات خاصة ومن خبرة سابقة وقدرة في االبتكار‪ ،‬كي تكون لو المكانة‬

‫مبتكر وصاحب حق ابتكاري ال‬


‫اً‬ ‫الرفيعة والموقع المميز بين أقرانو من المبتكرين‪ ،‬فيو بعممو يعتبر‬

‫بد لو من التمتع بحق أدبي وحق مالي عمى مصنفو‪ ،‬حيث يتمتع المترجم بمجموعة من الحقوق‬

‫األدبية والمالية التي نصت عمييا مختمف التشريعات الدولية والوطنية‪ ،‬وقد جاء االعتراف بيذه‬

‫الحقوق كنتيجة طبيعية لمجيود المترجم‪" ،‬وتقدي اًر لمجيوده الذىني والفكري‪ ،‬فيو يعبر عن شخصيتو‬

‫وعن ىويتو‪ ،‬لذلك كان الزما تقرير الحق األدبي والحق المالي لممترجم عمى مصنفو"(‪.)2‬‬

‫وكما أسمفنا فإن حقوق المترجم سواء األدبية أو المالية ىي حقوق نابعة من األصل أي من‬

‫ولما اعتبرت التشريعات أن المترجم يعتبر مؤلفا‪َّ ،‬‬


‫فإن لو ما لممؤلف من حقوق مالية‬ ‫حق التأليف‪َّ ،‬‬

‫وأدبية‪ ،‬لذلك سيقوم الباحث بتقسيم ىذا المبحث إلى مطمبين‪:‬‬

‫المطمب األول‪ :‬الحق المالي لممترجم‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬الحق األدبي لممترجم‪.‬‬

‫)‪ (1‬شٍمبِ‪ ،ٟ‬شؾبرخ غش‪٠‬ت‪ ،‬اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ(ؽم‪ٛ‬ق اٌّؤٌف)‪ ،‬اٌّشعغ اٌغبثك‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪47‬‬

‫المطمب األول‪ :‬الحق المالي لممترجم‬

‫يترتب عمى قيام المترجم بترجمة المصنفات أيا كان نوعيا اعتراف المشرع بحق المترجم‬

‫وألن السبب الرئيس في قيام المترجم بأعمال الترجمة ىو حصولو عمى المقابل المالي فإن المشرع‬

‫اعترف بالحق المالي لممترجم كنتيجة ومكافأة لنتاجو الذىني‪ ،‬وألنو من أىم خصائص الحق‬

‫االستئثاري‪ ،‬فإن المشرع منح المترجم حق االستئثار عمى مصنفو‪ ،‬وبذلك تكون لو سمطات‬

‫االستعمال واالستغبلل والتصرف "ويعني الحق المالي لممؤلف إعطاء كل صاحب إنتاج ذىني أياً‬

‫كان ىذا اإلنتاج تأليفاً أو ترجمةً حق استئثار بيذا اإلنتاج يمكنو من استغبللو بما يعود عميو من‬

‫منفعة أو ربح مالي‪ ،‬وذلك خبلل مدة معينة حددىا القانون‪ ،‬ينقضي ىذا الحق بفواتيا"(‪ ،)2‬ويترتب‬

‫عمى سمطة المترجم في استغبلل مصنفو استئثاره بيذا الحق أي أنو ال يستطيع أي شخص أن‬

‫يستغل ىذا المصنف دون إذنو‪ ،‬فأىم ما يميز الحق المالي لممترجم ىو خاصية االستئثار بحيث‬

‫يرتبط المصنف بالمترجم وال يستطيع أحد التصرف فيو دون إذنو‪.‬‬

‫فالحق المالي لممترجم يخول صاحبو سمطة االستئثار بالكسب المالي الناتج عن استغبلل‬

‫مصنفو وتقديمو لمجميور واتاحة فرصة اطبلع الناس عميو سواء أقام بعرض نتاجو بنفسو أم يعيد‬

‫بذلك إلى الغير مقابل حصولو عمى نسبة معينة من األرباح ميما كانت طريقة تحديد ىذا‬

‫المقابل(‪ ،)2‬فالمترجم ىو الشخص الوحيد المخول بالتصرف في مصنفو أو التنازل عنو لمغير‪.‬‬

‫والجدير بالذكر أن الحق المالي لممترجم حق مزدوج ال يقتصر أثره فقط عمى المترجم‪،‬‬

‫وانما يشمل المؤلف األصمي أيضا فيو صاحب الحق األساسي في الترجمة‪ ،‬وىذا ما جاء في‬

‫اتفاقية برن التي أكدت عمى أن الحق في الترجمة أو السماح بترجمة المصنف حق استئثاري يتمتع‬

‫)‪ )1‬فشط‪ ،‬ؽغٓ‪ ،‬ر‪ٛ‬ف‪١‬ك‪ ،)1921( ،‬اٌّذخً ٌٍؼٍ‪ َٛ‬اٌمبٔ‪١ٔٛ‬خ(اٌمغُ اٌضبٔ‪ٔ ٟ‬ظش‪٠‬خ اٌؾك)‪ ،‬ؽ‪ ،2‬االعىٕذس‪٠‬خ‪ِ ،‬ؤعغخ اٌضمبفخ اٌغبِؼ‪١‬خ‪ ،‬ص‬
‫‪.202‬‬
‫)‪ )2‬وٕؼبْ‪ٛٔ ،‬اف‪ ،‬ؽك اٌّؤٌف‪ ،‬اٌّشعغ اٌغبثك ص‪.120‬‬
‫‪48‬‬

‫بو المؤلف‪ ،‬فالمؤلف يستطيع الترخيص لممترجم بترجمة مصنفو مقابل الحصول عمى مقابل مالي‪،‬‬

‫بحيث يقوم المؤلف باالنتفاع من الفوائد المالية المترتبة عمى ترجمة مصنفو ونشره وقد يتفق المؤلف‬

‫مع المترجم عمى أن تتم عممية الترجمة دون عوض‪ ،‬وبالتالي فإن المترجم يكتسب حق مالي عمى‬

‫مصنفو المشتق بحيث يستطيع االنتفاع منو واستغبللو(‪.)2‬‬

‫وقد شدد المشرع األردني عمى ضرورة احترام الحق المالي لممؤلف وحدد األعمال التي ال‬

‫(‪)2‬‬
‫‪:‬‬ ‫يستطيع الغير القيام بيا دون إذن كتابي من المؤلف أو من يخمفو وىذه األعمال ىي‬

‫‪ .2‬استنساخ المصنف بأي طريقة سواء كان بصورة مؤقتة أو دائمة‪.‬‬

‫‪ .2‬ترجمة المصنف إلى لغة أخرى أو اقتباسو أو توزيعو موسيقيا‪.‬‬

‫‪ .3‬تأجير النسخة المشروعة من المصنف أو ُنسخ منيا‪ ،‬شريطة أن ال يمحق ذلك التأجير‬

‫ضر اًر مادياً بصاحب الحق أو يحول دون حقو االستئثاري في االستنساخ‪.‬‬

‫‪ .4‬توزيع المصنف أو نسخو عن طريق البيع أو أي تصرف آخر ناقل لمممكية‪.‬‬

‫‪ .5‬استراد ُنسخ من المصنف بكميات تجارية وان كانت ىذه النسخ قد أعدت بموافقة صاحب‬

‫الحق فيو‪.‬‬

‫‪ .6‬نقل المصنف إلى الجميور عن طريق التبلوة أو اإللقاء أو العرض أو التمثيل أو النشر‬

‫اإلذاعي أو التمفزيوني أو السينمائي أو أي وسيمة أخرى‪.‬‬

‫نبلحظ أن المشرع األردني ركز عمى طبيعة الحق المالي لممؤلف كونو حق استئثاري في‬

‫منع الغير من القيام باألعمال التي حددىا عمى سبيل الحصر‪ ،‬ويرى الباحث أنو كان من األجدر‬

‫عدم تحديد ىذه األعمال عمى سبيل الحصر بسبب إمكانية ظيور أعمال أخرى قد تمس بحق‬

‫)‪ٔ )1‬ظذ اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )2‬ارفبل‪١‬خ ثشْ ‪٠ ":‬زّزغ ِؤٌف‪ٛ‬ا اٌّظٕفبد األدث‪١‬خ ‪ٚ‬اٌفٕ‪١‬خ اٌز‪ ٓ٠‬رؾّ‪٘ ُٙ١‬زٖ االرفبل‪١‬خ ثؾك اعزئضبس‪ ٞ‬ف‪ ٟ‬رشعّخ أ‪ٚ‬‬
‫اٌزظش‪٠‬ؼ ثزشعّخ ِظٕفبر‪ ُٙ‬ؽ‪ٛ‬اي ِذح ؽّب‪٠‬خ ِب ٌ‪ ِٓ ُٙ‬ؽم‪ٛ‬ق ف‪ ٟ‬اٌّظٕفبد األطٍ‪١‬خ"‪.‬‬
‫)‪ )2‬اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )9‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽك اٌّؤٌف األسدٔ‪.ٟ‬‬
‫‪49‬‬

‫المؤلف المالي خاصة مع تقدم الوسائل االلكترونية كقيام الغير بنشر مقتطفات من المصنف‬

‫ونسبيا إليو‪ ،‬ولموقوف عمى الحقوق المالية لممترجم بدقة وتفصيل سيقوم الباحث بتقسيم ىذا المطمب‬

‫إلى فرعين‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مضمون الحقوق المالية لممترجم‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص الحقوق المالية لممترجم‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مضمون الحقوق المالية لممترجم‬

‫من خبلل استقراء النصوص التشريعية المتعمقة بالحقوق المالية لممؤلف والتي يمكن‬

‫تطبيقيا عمى الحقوق المالية لممترجم تبين أن الحقوق المالية لممترجم تتمثل في اآلتي‪:‬‬

‫أوالً ‪ :‬الحق في استغالل المصنف‪:‬‬

‫يتمتع المترجم بحق استئثاري في استغبلل مصنفو فيستطيع نسخ مصنفو وبيع ما يشاء من‬

‫النسخ‪ ،‬كما يستطيع أيضا إتاحة المصنف لمبث اإلذاعي أو إعادة البث اإلذاعي‪ ،‬كما يحق لو‬

‫إتاحة المصنف بأي صورة من الصور لمجميور مثل التمثيل أو اإللقاء او العزف أو البث‪ ،‬بحيث‬

‫يتصل الجميور بالمصنف عن طريق األداء أو التسجيل بكافة أنواعو‪ ،‬اتصاالً مباش اًر وىذا ما‬

‫يعرف باألداء العمني‪ ،‬وىذا كمو يتضمن سمطة المترجم في استغبلل مصنفو ليتمكن من االستفادة‬

‫منو مالياً(‪.)2‬‬

‫(‪)2‬‬
‫عمى حق المؤلف بترجمة مصنفو سواء عن طريقو أو عن‬ ‫كما نص المشرع األردني‬

‫طريق المترجم‪ ،‬وبالتالي يعتبر ىذا من أىم الحقوق المالية لممؤلف ولممترجم ‪ ،‬كما يستطيع المؤلف‬

‫)‪ )1‬شذ‪٠‬ذ‪ ،‬ػجذ اٌشش‪١‬ذ‪ٚ ،‬عبِ‪ِ ،ٟ‬ؾّذ‪ ،‬ؽم‪ٛ‬ق اٌّؤٌف ‪ٚ‬اٌؾم‪ٛ‬ق اٌّغب‪ٚ‬سح‪،)2004(،‬اٌمب٘شح‪ ،‬ؽ‪ ،1‬داس إٌ‪ٙ‬ؼخ اٌؼشث‪١‬خ‪ ،‬ص‪.330‬‬
‫)‪ )2‬اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )9‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽك اٌّؤٌف األسدٔ‪.ٟ‬‬
‫‪51‬‬

‫تحوير مصنفو وتأجيره واعارتو واتاحتو لمجميور سواء عن طريق أجيزة الحاسب اآللي أو من‬

‫خبلل شبكات اإلنترنت أو شبكات المعمومات أو شبكات االتصال وغيرىا من الوسائل‪ ،‬وقد أكدت‬

‫محكمة التمييز األردنية عمى حق المؤلف‪ ،‬وىذا يعني حق المترجم أيضاً في التصرف في حقوق‬

‫االستغبلل المالي لمصنفو‪ ،‬واشترطت الكتابة وتحديد كل حق يكون محبلً لمتصرف(‪ ،)2‬فيذه الحقوق‬

‫ليا طبيعة استئثارية بحيث ال يستطيع الغير مثبلً تحوير المصنف دون إذن المؤلف‪ ،‬فالترجمة‬

‫تتطمب جيداً شاقاً يقوم المترجم من خبللو بإبداع المصنف بأسموب يجعمو كالعمل الجدبد‪ ،‬وىذا‬

‫يعني توافر االبتكار في الترجمة الذي يستحق ثبوت الحق المالي لممترجم(‪.)2‬‬

‫ىكذا نرى أن ىذه الحقوق تنطبق عمى المترجم بحيث يعتبر مؤلفاً من قام بترجمة مصنفو‬

‫من لغة إلى أخرى‪ ،‬فإتاحة المصنف لمترجمة يعتبر حقاً من حقوق المؤلف المالية بحيث يستطيع‬

‫ترجمة أو السماح لمترجم آخر بترجمتو‪ ،‬وبذلك يكون لممترجم حقوق مالية عمى مصنفو المشتق‪.‬‬

‫(‪)3‬‬
‫نجد أنو أعطى الحق االستئثاري المالي‬ ‫وبالرجوع إلى ما نص إليو المشرع المصري‬

‫لممؤلف ولخمفو العام من بعده‪ ،‬ونبلحظ أيضاً أن المترجم يستطيع استغبلل مصنفو بأي طريقة‬

‫كانت فيذه الطرق التي ذكرناىا جاءت عمى سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬فمثبل يستطيع المترجم‬

‫استغبلل مصنفو من خبلل إتاحتو عمى المواقع اإللكترونية مقابل الحصول عمى مقابل مالي‪.‬‬

‫ويعتبر الترخيص باستغبلل المصنف من وجوه االستغبلل المالي لممصنف بحيث يستطيع‬

‫المترجم الترخيص لمغير باستغبلل مصنفو‪ ،‬وىذا ما أكد عميو المشرع األردني(‪ ،)4‬حيث اشترط‬

‫اإلذن الكتابي من المؤلف حتى يستطيع الغير استغبلل مصنفو‪ ،‬أي إن لممترجم الحق في منع‬

‫)‪ )1‬لشاس ِؾىّخ اٌزّ‪١١‬ض األسدٔ‪١‬خ ثظفز‪ٙ‬ب اٌؾم‪ٛ‬ل‪١‬خ سلُ ‪.2012/621‬‬


‫)‪ )2‬أث‪ ٛ‬اٌخ‪١‬ش‪ ،‬ػجذ اٌغّ‪١‬غ‪ ،) 1922( ،‬اٌؾك اٌّبٌ‪ٌٍّ ٟ‬ؤٌف ف‪ ٟ‬اٌفمٗ اإلعالِ‪ٚ ٟ‬اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌّظش‪ ،ٞ‬اٌمب٘شح‪ ،‬ثذ‪ ْٚ‬سلُ ؽجؼخ‪ِ ،‬ىزجخ ‪٘ٚ‬جخ‪،‬‬
‫ص‪.29‬‬
‫)‪ (3‬اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )143‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ اٌّظش‪.ٞ‬‬
‫)‪ )4‬اٌّبدح سلُ (‪ َ )9‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽك اٌّؤٌف األسدٔ‪.ٟ‬‬
‫‪51‬‬

‫الغير من استغبلل مصنفو دون إذنو ولكن نجد أن المشرع األردني(‪ ،)2‬وكذلك المشرع المصري(‪،)2‬‬

‫نصا أنو بتوافر شروط معينة يستطيع الغير أن يحصل عمى رخصة باستغبلل المصنف دون موافقة‬
‫َّ‬

‫صاحبو‪ ،‬وسأقوم بتبيان ىذه الشروط في المبحث المتعمق بالقيود الواردة عمى حق المترجم‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الحق في التتبع‬

‫(‪)3‬‬
‫عمى حق المؤلف في تتبع التصرفات الواردة عمى مصنفو‪ ،‬وكذلك‬ ‫أكد المشرع األردني‬

‫المشرع المصري(‪ ،)4‬ويعني المقصود بالحق في التتبع حق المترجم في تتبع التصرفات المتوالية‬

‫التي ترد عمى المصنف الذي أذن بالتصرف فيو‪ ،‬بحيث إذا قام من آلت اليو حقوق التصرف‬

‫بالتصرف بالنسخة األصمية بشكل متوالي يحصل المؤلف أو المترجم عمى نسبة مئوية والتي‬

‫تحققت من التصرفات المتوالية لمتصرف األول في النسخة األصمية‪" ،‬والحق في التتبع يسري ويبدأ‬

‫بعد التصرف األول عمى جميع التصرفات التالية لو أياً كان شكميا أو نوعيا"(‪.)5‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص الحق المالي لممترجم‬

‫يتمتع الحق المالي لممترجم بمجموعة من الخصائص تفرضيا طبيعة ىذا الحق‪ ،‬فنجد أن‬

‫التشريعات الدولية والوطنية اتفقت عمى مجموعة من الخصائص يمتاز بيا الحق المالي لممؤلف‬

‫ومع اعتبار أن حق المترجم تابع لحق المؤلف فإن ىذه الخصائص تنطبق عميو مع مراعاة الطبيعة‬

‫الخاصة ليذا الحق‪ ،‬فحق المترجم يعتبر حقاً استئثارياً يستأثر بو المترجم تجاه الغير‪ ،‬ويعتبر حقاً‬

‫غير دائم ينتيي بانقضاء مدة معينة‪ ،‬وىو حق ال ينتيي بوفاة صاحبو بل ينتقل إلى الورثة كما أنو‬

‫قابل لمحجز‪ ،‬وألىمية ىذه الخصائص سأقوم بشرح كل خصيصة عمى حدى‪:‬‬

‫)‪ )1‬اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )11‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽك اٌّؤٌف األسدٔ‪.ٟ‬‬


‫)‪ )2‬اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )130‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ اٌّظش‪.ٞ‬‬
‫)‪ )3‬اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )9‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽك اٌّؤٌف األسدٔ‪.ٟ‬‬
‫)‪ )4‬اٌّبدح سلُ(‪ ِٓ )143‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ اٌّظش‪.ٞ‬‬
‫)‪ )5‬شٍمبِ‪ ،ٟ‬شؾبرخ غش‪٠‬ت‪ ،‬اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ(ؽم‪ٛ‬ق اٌّؤٌف)‪ ،‬اٌّشعغ اٌغبثك‪ ،‬ص‪.96‬‬
‫‪52‬‬

‫أوال‪ :‬الحق المالي لممترجم حق استئثاري‬

‫(‪)2‬‬
‫يعتبررر الحررق المررالي لممترررجم مررن الحقرروق االسررتئثارية الترري نررص عمييررا المشرررع األردن ري‬

‫وأعطررى المترررجم الحررق فرري االسررتئثار باسررتغبلل مصررنفو‪ ،‬وذلررك بمختمررف طرررق االسررتغبلل وكررذلك‬

‫االستئثار في الترخيص أو منع الغير من التصرف في المصنف‪ ،‬فيذا الحرق يعنري بالنسربة لممتررجم‬

‫الحررق المخصررص لبلسررتثمار واالسررتئثار بعممررو وىررو مررا يطمررق عميررو احتك رار االسررتخدام‪ ،‬وىررذا يترريح‬

‫لصاحبو أن يجعل من عممو مصدر ٍ‬


‫دخل لرو‪ ،‬ممرا يسرمح لرو بالترالي االسرتفادة ماديراً مرن المصرنف‪،‬‬ ‫َ‬

‫ويتحقق حق المؤلف المالي عمبلً في استغبلل مصنفو مرن خربلل نقمرو إلرى الغيرر بصرورة مباشررة أو‬

‫فيمررا يعرررف بررالحق فرري التمثيررل‪ ،‬أو نقمررو بصررورة غيررر مباش ررة والررذي يعرررف بررالحق فرري الترجمررة أو‬

‫النسخ‪ ،‬أو عن غير ذلك من طرق االستغبلل(‪.)2‬‬

‫ويرى الباحث أن مصطمح االحتكار ال يتوافق مع طبيعة حق المترجم المالي فيذا‬

‫المصطمح يطمق عمى األعمال االقتصادية وليس األعمال التي تتعمق بالنتاج الذىني‪ ،‬فالمقصود‬

‫باالستئثار إذاً قدرة المترجم من استعمال مصنفو واستغبللو واالنتفاع بو سواء بنفسو أو عن طريق‬

‫التنازل عنو لمغير‪ ،‬وبكون ذلك مقابل حصولو عمى بدل سواء أكان ىذا البدل مالياً أو معنوياً‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الحق المالي لممترجم غير دائم‬

‫والمقصود من عدم الدوام ىو أن الحق المالي محدد بمدة معينة بحيث ينقضي الحق‬

‫المالي ويسقط بفوات ىذه المدة وبعد ذلك يسقط في الممك العام‪ ،‬وذلك ألن العبرة من الحماية‬

‫القانونية لممصنف ىو االستفادة منو قدر اإلمكان سواء بالنسبة لممترجم أو لممجتمع‪ ،‬لذلك فإن‬

‫)‪ (1‬اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )9‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽك اٌّؤٌف األسدٔ‪.ٟ‬‬


‫)‪ )2‬ػجذهللا‪ ،‬ػجذ هللا‪ ،‬ػجذ اٌىش‪ ،)2002( ،ُ٠‬اٌؾّب‪٠‬خ اٌمبٔ‪١ٔٛ‬خ ٌؾم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ ػٍ‪ ٝ‬شجىخ االٔزشٔذ‪ ،‬اإلعىٕذس‪٠‬خ‪ ،‬ؽ‪ ،1‬داس اٌغبِؼخ‬
‫اٌغذ‪٠‬ذح‪ ،‬ص‪.111‬‬
‫‪53‬‬

‫(‪)2‬‬
‫أعطى المترجم حماية لحقو المالي محدداً بمدة معينة وبعدىا يسقط في الممك‬ ‫المشرع األردني‬

‫العام لينتفع منو الجميع مع االحتفاظ بحق المترجم األدبي‪ ،‬وقد أشار المشرع األردني إلى مدة‬

‫حماية الحق المالي لممؤلف(‪ ،)2‬وىي ذاتيا التي تنطبق عمى المترجم حيث تسري طيمة حياة المؤلف‬

‫وتستمر ‪ 50‬سنة بعد وفاتو‪ ،‬وىذا يؤكد أن الحق المالي لممترجم غير دائم فيو محدد بمدة معينة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬انتقال الحق المالي لمورثة‬

‫(‪)3‬‬
‫فيي‬ ‫تعتبر الحقوق المالية لممترجم من الحقوق االستئثارية لو ولخمفو العام من بعده‬

‫تنتقل لمورثة بوفاة المترجم‪ ،‬كما يستطيع أن ينقل حقو المالي كمو أو بعضو إلى الورثة في حياتو(‪،)4‬‬

‫كما يستطيع المترجم أن يوصي بعائد حقوقو المالية سواء لمورثة أو لغير الورثة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬قابمية الحق المالي لمحجز‬

‫الحق المالي لممترجم حق استئثاري يتمتع بو المترجم في مواجية الغير وبالتالي تطبق‬

‫أحكام الحجز عمى الذمة المالية لممترجم وتعتبر حقوقو المالية من ضمن الذمة المالية لو‪ ،‬فيجوز‬

‫الحجز عمى حقوقو المالية لوفاء دين معين(‪ ،)5‬ويعتبر الحجز عمى المصنفات من الوسائل اليامة‬

‫التي تكفل حماية حق المترجم عمى مصنفو(‪ ،)6‬ولكن ىل يجوز الحجز عمى الحق المالي لممترجم‬

‫وذلك قبل نشر مصنفو وطرحو لمتداول؟‬

‫)‪ )1‬اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )30‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽك اٌّؤٌف األسدٔ‪.ٟ‬‬


‫)‪ٔ (2‬ظذ اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )30‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽك اٌّؤٌف األسدٔ‪" : ٟ‬رغش‪ِ ٞ‬ذح اٌؾّب‪٠‬خ ػٍ‪ ٝ‬اٌؾم‪ٛ‬ق اٌّبٌ‪١‬خ ٌٍّؤٌف إٌّظ‪ٛ‬ص ػٍ‪ٙ١‬ب ف‪ٟ‬‬
‫٘زا اٌمبٔ‪ ْٛ‬ؽ‪ٍ١‬خ ؽ‪١‬بح اٌّؤٌف ‪ٌّٚ‬ذح خّغ‪ ٓ١‬عٕخ ثؼذ ‪ٚ‬فبرٗ‪ ،‬أ‪ ٚ‬ثؼذ ‪ٚ‬فبح آخش ِٓ ثم‪ ٟ‬ؽ‪١‬ب ِٓ اٌز‪ ٓ٠‬اشزشو‪ٛ‬ا ف‪ ٟ‬رأٌ‪١‬ف اٌّظٕف إرا وبٔ‪ٛ‬ا‬
‫أوضش ِٓ ِؤٌف ‪ٚ‬اؽذ ‪ٌٚ‬غب‪٠‬بد ؽغبة ِذح اٌؾّب‪٠‬خ ‪٠‬ؼزجش ربس‪٠‬خ اٌ‪ٛ‬فبح ‪ٚ‬الؼب ف‪ ٟ‬أ‪ٚ‬ي وبٔ‪ ْٛ‬اٌضبٔ‪ ِٓ ٟ‬اٌغٕخ اٌّ‪١‬الد‪٠‬خ اٌز‪ ٟ‬رٍ‪ ٟ‬ربس‪٠‬خ اٌ‪ٛ‬فبح‬
‫اٌفؼٍ‪ٌٍّ ٟ‬ؤٌف"‪.‬‬
‫)‪ )3‬اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )143‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ اٌّظش‪.ٞ‬‬
‫)‪ )4‬اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )149‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ اٌّظش‪.ٞ‬‬
‫)‪ )5‬اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )154‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ اٌّظش‪.ٞ‬‬
‫)‪ )6‬اٌظ‪٠ٛ‬ذ‪ِ ،‬ف‪١‬ذح خٍ‪ِ ً١‬خض‪ ،)2012( ،َٚ‬اٌؾّب‪٠‬خ اٌّذٔ‪ٌ ٟ‬ؾم‪ٛ‬ق اٌّؤٌف اٌّبٌ‪١‬خ‪ ،‬سعبٌخ ِبعغز‪١‬ش‪١ٌ ،‬ج‪١‬ب‪ ،‬عبِؼخ ؽشاثٍظ‪ ،‬ص‪.101‬‬
‫‪54‬‬

‫(‪)2‬‬
‫‪،‬فالمصنف‬ ‫لم ُيجز المشرع المصري الحجز عمى الحق المالي لممترجم قبل نشر مصنفو‬

‫الذي يمكن الحجز عميو ىو المصنف المنشور والمطروح لمتداول‪ ،‬أما المشرع األردني(‪ ،)2‬فقد أجاز‬

‫الحجز فقط عمى ُنسخ المصنف التي تم نشرىا‪ ،‬ولم ُيجز أيضا الحجز عمى المصنف الذي توفى‬

‫مؤلفو قبل نشره‪َّ ،‬إال إذا ثبتت موافقتو عمى نشره قبل وفاتو‪ ،‬وقد قرر المشرع األردني منع الحجز‬

‫عمى الكتب ما لم يكن الدين ناشئا عن ثمنيا(‪.)3‬‬

‫)‪ٔ )1‬ظذ اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )154‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ اٌّظش‪" :ٞ‬ال ‪٠‬غ‪ٛ‬ص اٌؾغض ػٍ‪ ٝ‬اٌّظٕفبد اٌز‪٠ ٟ‬ز‪ٛ‬ف‪ ٝ‬طبؽج‪ٙ‬ب لجً‬
‫ٔشش٘ب ِب ٌُ ‪٠‬ضجذ أْ إسادرٗ وبٔذ لذ أظشفذ اٌ‪ٔ ٝ‬شش٘ب لجً ‪ٚ‬فبرٗ"‪.‬‬
‫)‪ )2‬اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )12‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽك اٌّؤٌف األسدٔ‪.ٟ‬‬
‫)‪ )3‬اٌّبدح سلُ (‪ )29‬اٌفمشح (ط) ِٓ لبٔ‪ ْٛ‬اٌزٕف‪١‬ز األسدٔ‪.ٟ‬‬
‫‪55‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬الحق األدبي لممترجم‬

‫إن طبيعة العمل الذي يقوم بو المترجم يتميز بالطابع األدبي أي إن محل عمل المترجم ذو‬

‫طبيعة فكرية تتعمق بالنتاج الذىني‪ ،‬وىذه األعمال ترقى إلى مكانة ومستوى رفيع بين األعمال‬

‫األخرى فما من شيء أسمى من العقل في اإلنسان‪ ،‬والترجمة ىي نتاج ما يبتكره العقل‪ ،‬فالناظر‬

‫إلى الترجمات قد يتسنى لو من أول نظرة أن ىذا العمل ما ىو إال نقل تقميدي وقميل من الجيد‪،‬‬

‫لكن الحقيقة غير ذلك‪ ،‬فأحياناً الكممة الواحدة قد تحتاج إلى عمميات طويمة من البحث والتدقيق‪.‬‬

‫وقد ذىب الفقيو جافان‪ :‬إلى أن أساس الحق األدبي ىو حماية رابطة النسب الموجودة بين‬

‫المؤلف ومصنفو(‪ ،)2‬والفائدة من أعمال الترجمة قد ال تأتي أكميا فور نشرىا‪ ،‬فقد يترجم مترجم‬

‫مصنفاً طبياً فيو وصفات عبلج لمرض معين وبعد مضي (‪ )5‬سنوات يكتشفو أحد الباحثين‬

‫ويستخمص الوصفة الطبية من ىذا المصنف‪ ،‬فنجد أن المترجم ال يعمل فقط في الحاضر بل يعمل‬

‫لممستقبل ويساىم بشكل كبير في إثراء الفكر بما ىو جديد ومفيد(‪.)2‬‬

‫فالعمل الذي يقوم بو المترجم من ترجمة المصنفات ونقميا إلى حضارتنا ىو عمل نبيل ال‬

‫يمكن إعطاؤه حقو‪ ،‬فبل يكفي االعتراف لممترجم بالحق المالي عمى مصنفو بل ال بد من حماية‬

‫ابتكاره والجيود التي بذليا في ىذه الغاية النبيمة‪ ،‬وىو ما يسمى بالحق األدبي لممترجم‪.‬‬

‫فالحق األدبي لممترجم ىو نتيجة ما يبذلو المترجم من فكره وعقمو ودمو‪ ،‬وىذه المشقة إنما ىي عمى‬

‫حساب حقوقو األسرية أو الجسدية أو االجتماعية‪ ،‬لذلك كان ال بد من حفظ حقوقو وعدم‬

‫تجاىميا(‪.)3‬‬

‫)‪ِ )1‬أِ‪ ،ْٛ‬ػجذ اٌشش‪١‬ذ‪ ،) 1932( ،‬اٌؾك األدث‪ٌٍّ ٟ‬ؤٌف‪ ،‬اٌمب٘شح‪ِ ،‬ظش‪ ،‬ثذ‪ ْٚ‬سلُ ؽجؼخ‪ ،‬داس إٌ‪ٙ‬ؼخ اٌؼشث‪١‬خ‪ ،‬ص‪.203‬‬
‫)‪ )2‬ؽٕف‪ ،ٟ‬اثٓ ػ‪١‬غ‪ ،ٝ‬ؽم‪ٛ‬ق اٌزأٌ‪١‬ف (‪ٚ‬ع‪ٙ‬خ ٔظش اٌّزشعُ)‪ ،‬اٌّشعغ اٌغبثك‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫)‪ )3‬إٌغبس‪ ،‬ػجذ هللا ِجش‪ٚ‬ن‪ ،) 2000( ،‬اٌؾك األدث‪ٌٍّ ٟ‬ؤٌف ف‪ ٟ‬اٌفمٗ اإلعالِ‪ٚ ٟ‬اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌّمبسْ‪ ،‬اٌغ‪١‬ضح‪ِ ،‬ظش‪ ،‬داس اٌّش‪٠‬خ ٌٍٕشش‬
‫‪ٚ‬اٌز‪ٛ‬ص‪٠‬غ‪ ،‬ص‪.52‬‬
‫‪56‬‬

‫ويرى الباحث أن تقدير حق المترجم األدبي ضروري‪ ،‬وال بد من التركيز والتشديد عمى ىذا‬

‫الحق وايجاد وسائل وطرق لمحفاظ عمى حقو وعدم ضياعو وخاصة مع تقدم التكنولوجيا وتطور‬

‫أساليب القرصنة واالحتيال فميس من المعقول والمقبول أن يمضي المترجم حياتو في ىذه الغاية‬

‫النبيمة التي يراىا الباحث من أنبل األعمال التي يمكن أن يقوم بيا إنسان‪ ،‬ثم يأتي قرصان أو‬

‫باحث جاىل بالقوانين واألنظمة ويسرق ىذا النتاج الذىني الذي كمف المترجم الكثير من الوقت‬

‫والجيد والمال‪.‬‬

‫ومن خبلل االطبلع عمى النصوص التشريعية التي تتعمق بحق المترجم ال نجد ذلك‬

‫(‪)2‬‬
‫اكتفى بالنص عمى حق المؤلف األدبي واعتبار‬ ‫االىتمام الكافي بيذا الحق‪ ،‬فالمشرع األردني‬

‫المترجم مؤلفاً‪ ،‬لكنو لم يفرد نصوصا خاصة لحماية الحق األدبي لممترجم الذي يتمتع بطبيعة‬

‫خاصة تختمف في بعض النطاق عن المؤلف العادي‪ ،‬كما أن المشرع األردني لم يذكر طرق‬

‫االعتداء التي قد تحصل عمى حق المترجم وكيفية منعيا خصوصاً مع تقدم الوسائل واألساليب‬

‫التي يستخدميا المعتدون‪.‬‬

‫وألىمية ىذا الموضوع سيقوم الباحث بتقسيم ىذا المطمب إلى فرعين خصص الفرع األول‬

‫لبيان مضمون الحقوق األدبية لممترجم‪ ،‬والفرع الثاني يتضمن طرق االعتداء عمى حق المترجم‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مضمون الحقوق األدبية لممترجم‬

‫الحق األدبي لممترجم ىو ذلك الحق الذي يضمن لممؤلف احترام نتاجو الذىني‪ ،‬وذلك من‬

‫خبلل إعطائو مجموعة من الحقوق األدبية عمى مصنفو‪ ،‬وقد نصت التشريعات الدولية والوطنية‬

‫عمى ىذه الحقوق وتتميز الحقوق األدبية بمجموعة من الخصائص‪:‬‬

‫)‪ )1‬اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )5‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽك اٌّؤٌف األسدٔ‪.ٟ‬‬


‫‪57‬‬

‫أوال‪ :‬الحق األدبي غير قابل لمتصرف‬

‫وىذا ما ذىب إليو غالبية الفقياء باعتبار الحق األدبي ذو طبيعة خاصة ال تقبل التصرف‬

‫(‪)2‬‬
‫عمى ىذا المبدأ‬ ‫أو التنازل فيذا الحق مرتبط بشخصية المترجم األدبية‪ ،‬وقد أكد التشريع المصري‬

‫وعمى عدم قابمية الحقوق األدبية لممترجم لمتقادم أو التنازل عنيا‪ ،‬فنجد أنو وصف ىذه الحقوق‬

‫باألبدية ومعنى ذلك عدم قابميتيا لمتصرف وال لمتنازل‪ ،‬فيي ما إن تقررت لمصمحة المؤلف أو‬

‫المترجم حتى التصقت بشخصيتو وأصبحت جزءاً ال يتج أز من كيانو‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحق األدبي ال يقبل التقادم‬

‫من خصائص الحق األدبي لممترجم عدم قابميتو لمتقادم فالمدة القانونية التي حددىا المشرع‬

‫(‪)2‬‬
‫النقضاء حق المؤلف لم يقصد بيا الحق األدبي‪ ،‬فالحق األدبي حق دائم يرتبط‬ ‫األردني‬

‫بشخصية المترجم‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬انتقال الحق األدبي لمورثة‪:‬‬

‫ىذه النقطة أثارت الجدل الواسع بين الفقياء فيل يمكن انتقال الحق األدبي لمورثة وكيف‬

‫سيتم ىذا االنتقال؟ الحق األدبي كما أسمفنا متعمق بشخص المترجم وال يتج أز عنو وانتقالو إلى‬

‫الورثة ال يعني ان الورثة يحمون محل المترجم في نسبة المصنف إلييم‪ ،‬فالمشرع المصري(‪،)3‬‬

‫وكذلك المشرع األردني(‪ ،)4‬أكد عمى أن الحق األدبي لممترجم ينتقل لمورثة‪ ،‬لكن حتى نكون دقيقين‬

‫أكثر فإن الذي ينتقل إلى الورثة ليس الحق األدبي وانما ميمة الحفاظ عمى الحق األدبي لمورثيم‬

‫)‪ (1‬اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )143‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ اٌّظش‪.ٞ‬‬


‫)‪ )2‬اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )30‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽك اٌّؤٌف األسدٔ‪.ٟ‬‬
‫)‪ (3‬اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )22‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽك اٌّؤٌف األسدٔ‪.ٟ‬‬
‫)‪ (4‬اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )143‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ اٌّظش‪.ٞ‬‬
‫‪58‬‬

‫فيحمون محمو في الدفاع عن حقوق مورثيم األدبية ويبقى ىو صاحب الحق في نسبة المصنف‬

‫إليو‪.‬‬

‫نستنتج أن الحق األدبي لممترجم حق أبدي مرتبط بصاحبو فبل يمكن التصرف فيو وال‬

‫التنازل عنو وال يسقط بالتقادم وال ينتقل كامل الحق األدبي لمورثة فيو ذلك الحق األبدي المصيق‬

‫بشخصية المترجم‪ ،‬ولكنو ال يعني المترجم فقط وانما ىو حق مقدس وأكدت عمى قدسيتو التشريعات‬

‫الدولية والوطنية حين قررت انتقال ميمة حماية الحق األدبي إلى الو ازرة المختصة في حال عدم‬

‫وجود وارث بحيث تتم حمايتو من السرقة واالستغبلل من القراصنة وغيرىم‪.‬‬

‫ويرى الباحث أنو ال يصح القول بانتقال الحق األدبي لمورثة إنما القول بانتقال ميمة حماية‬

‫الحق األدبي لممترجم إلى الورثة‪ ،‬فالحق األدبي لممؤلف حق مرتبط بشخصيتو والحقوق الشخصية‬

‫ال تنتقل بالمي ارث وبالتالي فيو غير قابل لبلنتقال بالميراث(‪ ،)2‬والدليل عمى ذلك ىو تولي الو ازرة‬

‫المختصة الحقوق األدبية في حالة عدم وجود وارث أو وصي فبل ينتقل الحق األدبي لمو ازرة وانما‬

‫تتولى الو ازرة ميمة الحفاظ عمى حقو األدبي األبدي وكذلك الورثة‪.‬‬

‫ومن خبلل االطبلع عمى مختمف التشريعات واالتفاقيات التي عنيت بحق المترجم‪ ،‬نجد‬

‫أن ىناك إجماعاً عمى أن حقوق المترجم األدبية ال تكاد تخرج عن أربعة حقوق وأول حق ىو حق‬

‫األبوة‪ ،‬أي نسبة المصنف إلى صاحبو‪ ،‬والحق الثاني ىو حق النشر ويعني استئثار المترجم أو‬

‫المؤلف بنشر مصنفو‪ ،‬والحق الثالث ىو حق االحترام والحق الرابع ىو حق السحب أو الندم(‪.)2‬‬

‫)‪ )1‬أث‪ ٛ‬اثشا٘‪ِ ،ُ١‬ؾّذ‪ ،‬اٌغؼ‪١‬ذ‪ ،‬عّ‪١‬ش‪ ،)2002( ،‬أصش اٌؾك األدث‪ٌٍّ ٟ‬ؤٌف ػٍ‪ ٝ‬اٌم‪ٛ‬اػذ اٌؼبِخ ٌٍؼم‪ٛ‬د‪ ،‬ثذ‪ ْٚ‬سلُ ؽجؼخ‪ ،‬اٌّؾٍخ اٌىجش‪،ٜ‬‬
‫ِظش‪ ،‬داس اٌىزت اٌمبٔ‪١ٔٛ‬خ‪ ،‬ص‪.43‬‬
‫)‪ِ )2‬أِ‪ ،ْٛ‬ػجذ اٌشش‪١‬ذ‪ ،‬اٌؾك األدث‪ٌٍّ ٟ‬ؤٌف‪ ،‬اٌّشعغ اٌغبثك‪ ،‬ص‪.222‬‬
‫‪59‬‬

‫أوال‪ :‬حق األبوة‬

‫ويعني ىذا الحق أن المترجم تعتبر عبلقتو مع المصنف كعبلقة األب مع ابنو فاالبن دائماً‬

‫ما ينسب إلى أبيو ويرتبط اسمو باسم أبيو‪ ،‬وكذلك المصنف فمن الطبيعي عندما نذكر اسم مصنف‬

‫معين أن يتبادر إلى أذى اننا اسم مؤلفو‪ ،‬فمممؤلف وحده الحق في أن ينسب إليو مصنفو‪ ،‬فيو يرتبط‬

‫بو برابطة معنوية وىي رابطة األبوة والتي تعني نسبة المصنف إليو‪ ،‬بحيث يكتب اسمو ولقبو‬

‫عميو(‪ ،)2‬فمفاد ىذا الحق نسبة المصنف إلى صاحبو‪ ،‬فالمترجم في ىذه الحالة لو الحق في نسبة‬

‫المصنف إليو واحترام ىذا الحق‪ ،‬وان االعتراف لممترجم بحق األبوة يعد أم اًر أساسياً وبدىياً‪ ،‬ألن‬

‫ىذه األبوة تمثل الرابط الذي يربط المؤلف بمصنفو‪ ،‬باإلضافة إلى أنو يقيم من المؤلف مسؤوالً عن‬

‫العمل الذي أنتجو بما تقتضيو مصمحة الثقافة العامة من أن تنسب األعمال الفنية واألدبية إلى‬

‫مؤلفييا‪ ،‬فيذا يعني أن حق األبوة يعتبر حقاً لصيقاً بشخصية المترجم ويعتبر حقاً أبدياً ال يسقط‬

‫بعدم االستعمال وال يمكن لغير المترجم أن يكتسبو بوضع اليد(‪.)2‬‬

‫ويعد حق األبوة من الحقوق المقررة لممؤلف أو المترجم دون حاجة لوجود اتفاق يتضمن‬

‫ذلك‪ ،‬فبل يجوز نشر أي مصنف دون اقترانو باسم مؤلفو‪ ،‬وىذا ما أكدت عميو محكمة النقض‬

‫المصرية التي أوجبت ذكر اسم المؤلف قرين المصنف‪ ،‬كمما ذكر المصنف دون حاجة إلى وجود‬

‫اتفاق عمى ذلك(‪.)3‬‬

‫"وجدير بالذكر أن حق األبوة إذا كان ينطوي عمى ذكر اسم المؤلف عمى المصنف ‪ ،‬فإنو‬

‫قد يوجد من االعتبارات والدواعي ما يدعو المؤلف إلى وضع المصنف تحت اسم مستعار أو حتى‬

‫)‪ )1‬اٌؼ‪١‬ذ‪ٚ ،ٟٔٚ‬داد‪ ،‬ؽم‪ٛ‬ق اٌّؤٌف‪ ،‬اٌّشعغ اٌغبثك‪ ،‬ص‪.90‬‬


‫)‪ (2‬ػجذهللا‪ ،‬ػجذ هللا‪ ،‬ػجذ اٌىش‪ ،ُ٠‬اٌؾّب‪٠‬خ اٌمبٔ‪١ٔٛ‬خ ٌؾم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ ػٍ‪ ٝ‬شجىخ اإلٔزشٔذ‪ ،‬اٌّشعغ اٌغبثك‪ ،‬ص‪.103‬‬
‫)‪ )3‬ؽىُ ِؾىّخ إٌمغ اٌّظش‪٠‬خ ثظفز‪ٙ‬ب اٌّذٔ‪١‬خ ‪ٕ٠ 3‬ب‪٠‬ش ‪ِ ،1923‬غّ‪ٛ‬ػخ اٌّىزت اٌفٕ‪ٌ ٟ‬غٕخ ‪ 32‬سلُ ‪ٔ 21،32‬مال ػٓ ِؾّذ ؽغبَ‬
‫ٌطف‪ ،ٟ‬اٌّجبدا األعبع‪١‬خ ٌؾك اٌّؤٌف‪ِ ،‬شعغ عبثك‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫‪61‬‬

‫دون اسم مع احتفاظو بحقو في الكشف عن اسمو الحقيقي ونسبة المصنف إليو احتراما وتأكيداً‬

‫ألبوتو عمى المصنف"(‪ ،)2‬فالمشرع األردني نص عمى أحقية المؤلف في أن ينسب المصنف إليو‬

‫كمما طرح المصنف عمى الجميور(‪.)2‬‬


‫ويذكر اسمو عمى جميع النسخ المنتجة جميعيا َّ‬

‫(‪)3‬‬
‫أعطى المؤلف حقاً في نشر المصنف بغير اسمو أي‬ ‫ونبلحظ أ َّن المشرع المصري‬

‫يستطيع المؤلف أن يعطي اإلذن بنشر مصنفو دون ذكر اسمو‪ ،‬وكذلك يستطيع أن ينشره باسم‬

‫مستعار‪ ،‬ولكن في حال قيام الشك في معرفة حقيقة شخصو اعتبر ناشر المصنف أو منتجو ممثبل‬

‫لممؤلف في مباشرة حقوقو حتى تتم معرفة حقيقة شخص المؤلف‪.‬‬

‫نصا عمى حق‬


‫المشرع المصري وكذلك المشرع األردني َّ‬
‫َّ‬ ‫من خبلل ما تقدم يتبين لدينا أن‬

‫المؤلف في نسبة المصنف إليو‪ ،‬واذا كان المشرعان قد اعتب ار المترجم مؤلفا فمماذا لم يتم النص‬

‫عمى حق المترجم في نسبة المصنف إليو‪ ،‬فيل ىناك اعتراف ضمني بحق األبوة لممترجم؟‬

‫رَّبما لم يجد المشرعان أنو من الضروري االعتراف بحق األبوة لممترجم‪ ،‬وذلك العتباره‬

‫مؤلفا وكل ما ينطبق عمى المؤلف ينطبق عمى المترجم‪ ،‬لكن يرى الباحث أنو من الضروري بمكان‬

‫إعطاء المترجم األولوية الكافية والنص الصريح عمى حقو في نسبة المصنف إليو‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حق النشر‬

‫يعتبر الحق في النشر حقاً متعمقاً بشخص المترجم‪ ،‬فالمترجم الذي بذل جيداً في الوصول‬

‫إلى مبتغاه ليس من المعقول أن يقوم شخص آخر بنشر ىذا المصنف‪ ،‬فالشخص الوحيد القادر‬

‫عمى نشر المصنف ىو مؤلف ىذا المصنف‪ ،‬ومعنى ذلك أن المؤلف ىو الوحيد القادر عمى تحديد‬

‫)‪ (1‬شٍمبِ‪ ،ٟ‬شؾبٔخ غش‪٠‬ت‪ ،‬اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ(ؽك اٌّؤٌف)‪ ،‬اٌّشعغ اٌغبثك‪ ،‬ص‪.124‬‬
‫)‪ (2‬اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )2‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽك اٌّؤٌف األسدٔ‪.ٟ‬‬
‫)‪ )3‬اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )132‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ اٌّظش‪.ٞ‬‬
‫‪61‬‬

‫جاىزية مصنفو لمنشر أم ال‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أن الحق في تقرير نشر المصنف كونو أحد‬

‫الصور الدالة عمى حماية حق المترجم يختمف تماماً عن الحق في النشر الذي يدخل ضمن الصور‬

‫الدالة عمى الحق المالي لممؤلف‪ ،‬عمى اعتبار أن الحق في تقرير نشر المصنف يعتبر نقطة البدء‬

‫في ممارسة الحق في نشر المصنف‪ ،‬مما يعني أن الحق األول يبقى حقاً أدبياً خالصاً ومتعمقاً‬

‫بشخصية المترجم ومعتقداتو وأفكاره إلى حين اتخاذ القرار القاضي بنشره فعبلً‪ ،‬وبالتالي إمكانية‬

‫ٍ‬
‫وحينئذ يبدأ الحق الثاني وىو حق مالي بحت(‪.)2‬‬ ‫استغبللو مالياً‬

‫ومن المؤكد َّ‬


‫أن ىناك شروطاً متعمقةً بالنشر يجب اتباعيا‪ ،‬ولكن المغزى أن المؤلف ىو‬

‫القادر عمى تحديد موعد قابمية مصنفو لمنشر‪ ،‬وبالتالي يستطيع أن ينشره بأي طريقة كانت سواء‬

‫بنفسو أو عن طريق عقد النشر‪ ،‬أو أن يأذن لدار النشر بنشر مصنفو مقابل حصولو عمى نسبة‬

‫معينة من األرباح أو أن يقوم ببيع حقوقو المالية عمى مصنفو مقابل السماح بنشره‪ ،‬كما أن المؤلف‬

‫أو المترجم ىو الذي يحدد موعد وطريقة نشر مصنفو وال يستطيع أحد إجباره عمى نشر مصنفو(‪.)2‬‬

‫فإذا لم يقم المترجم بممارسة حقو في تقرير نشر مصنفو أو بقية الحقوق المتفرعة عنو‪ ،‬كتحديد‬

‫موعد وطريقة النشر أثناء حياتو وتوفى دون القيام بذلك‪ ،‬فمورثتو من بعده فقط الحق في ممارسة‬

‫ىذا الحق نيابة عنو ما لم يكن المورث قد أوصى بعكس ذلك(‪.)3‬‬

‫فالمصنف ىو نتيجة لجيود المترجم وابتكاره فبل يستطيع أحد إجباره عمى أن يقوم بنشره‪،‬‬

‫يرض عنيا وألقى بيا في‬


‫وقد أكدت عمى ذلك محكمة السين الفرنسية‪" :‬فإذا مزق مصور صورة لم َ‬

‫)‪ )1‬اٌىغ‪ٛ‬أ‪ ،ٟ‬ػبِش‪ِ ،‬ؾّ‪ٛ‬د‪ ،‬اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌ‪ٛ‬اعت اٌزطج‪١‬ك ػٍ‪ِ ٝ‬غبئً اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ (دساعخ ِمبسٔخ)‪ ،‬اٌّشعغ اٌغبثك‪ ،‬ص‪.342‬‬
‫)‪ )2‬لؼذ ِؾىّخ اٌغ‪١‬ضح االثزذائ‪١‬خ اٌّظش‪٠‬خ اٌذائشح ‪ِ 11‬ذٔ‪ ٟ‬ف‪ 22 ٟ‬أ‪٠‬بس ‪ 1991‬ف‪ ٟ‬اٌمؼ‪١‬خ سلُ ‪ٌ 2610‬غٕخ ‪ 1929‬اٌز‪ ٟ‬رُ سفؼ‪ٙ‬ب ِٓ‬
‫لجً عّؼ‪١‬خ اٌّؤٌف‪ٚ ٓ١‬اٌٍّؾٕ‪ٚ ٓ١‬إٌبشش‪ ٓ٠‬ػذ ِطؼُ اٌّششث‪١‬خ‪ ،‬ثؼذَ ع‪ٛ‬اص إعجبس اٌّؤٌف ػٍ‪ٔ ٝ‬شش ِظٕفٗ‪ ،‬ؽ‪١‬ش ٌٗ أْ ‪٠‬خزبس اٌ‪ٛ‬لذ اٌز‪ٞ‬‬
‫‪٠‬شاٖ األٔغت ٌٗ‪ ،‬ؽ‪١‬ش ‪ٍّ٠‬ه ‪ٚ‬ؽذٖ اٌؾك ف‪ ٟ‬رمذ‪٠‬ش ر‪ٛ‬ل‪١‬ذ ٔشش ِظٕفٗ ‪ٚ‬رؾذ‪٠‬ذ ؽش‪٠‬مخ ٔششٖ‪ٔ ،‬مال ػٓ ِؾّذ ؽغبَ ِؾّ‪ٛ‬د ٌطف‪ ،ٟ‬اٌّجبدا‬
‫األعبع‪١‬خ ٌؾك اٌّؤٌف‪ ،‬أؽىبَ اٌمؼبء ف‪ ٟ‬اٌجٍذاْ اٌؼشث‪١‬خ‪ ،‬إٌّظّخ اٌؼبٌّ‪١‬خ ٌٍٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ‪ ،‬ثشٔبِظ األُِ اٌّزؾذح اإلّٔبئ‪ ،ٟ‬ص‪.29‬‬
‫)‪ )3‬اٌىغ‪ٛ‬أ‪ ،ٟ‬ػبِش‪ِ ،‬ؾّ‪ٛ‬د‪ ،‬اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌ‪ٛ‬اعت اٌزطج‪١‬ك ػٍ‪ِ ٝ‬غبئً اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ(دساعخ ِمبسٔخ)‪ ،‬اٌّشعغ اٌغبثك‪ ،‬ص‪.349‬‬
‫‪62‬‬

‫الطريق‪ ،‬فالتقطيا أحد المارة وتممكيا باالستيبلء‪ ،‬ال يجوز ليذا األخير أن يعيد ترتيب األجزاء‬

‫الممزقة وينشر الصورة دون موافقة صاحبيا"(‪.)2‬‬

‫ويرى الباحث أن المترجم سواء أكان ىو المؤلف أو كان مترجماً يتمتع بحق نشر ترجمتو‬

‫وال يستطيع أحد إجباره عمى نشر ترجمة قد يراىا المترجم ال ترقى لمستواه‪ ،‬أي أَّنو غير ر ٍ‬
‫اض عن‬

‫ترجمتو‪ ،‬فحتى لو قبل الطرف اآلخر باستبلم ىذه الترجمة عمى حالتيا لممترجم أن يمتنع عن‬

‫التسميم وبالتالي فإن حق نشر المصنف حق لصيق بشخصية المترجم‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬حق االحترام‬

‫ويتمثل ىذا الحق في أن المترجم لو حق نافذ في مواجية الغير‪ ،‬بحيث يحق لممترجم دفع‬

‫أي اعتداء عمى مصنفو قد يؤدي ىذا االعتداء إلى اإلساءة بسمعتو األدبية‪ ،‬أي أن ىذا الحق‬

‫فرض لمحفاظ عمى سمعة المترجم األدبية‪ ،‬وصور االعتداء عمى ىذا الحق عديدة فقد يتمثل‬

‫االعتداء بقيام المعتدي بإضافة بعض األفكار التي تسيء إلى شخص المترجم‪ ،‬أو قيامو بحذف‬

‫أفكار تخل بالفكرة العامة التي يبتغي المترجم إيصاليا إلى القارئ أو قيامو بتعديل بعض األفكار‬

‫(‪)3‬‬
‫إلى حق المؤلف في منع أي تعديل أو‬ ‫التي يحتوي عمييا مصنفو(‪ ،)2‬وقد أشار المشرع األردني‬

‫إضافة عمى مصنفو‪ ،‬وىذا ما نعتبره حقاً لممترجم أيضاً باعتبار أنو يتمتع بحقوق أدبية عمى مصنفو‬

‫ومن ىذه الحقوق الحق في االحترام‪.‬‬

‫)‪ِ )1‬ؾىّخ اٌغ‪ ٓ١‬اٌفشٔغ‪١‬خ‪ ،‬ؽىّ‪ٙ‬ب اٌظبدس ف‪ٛٔ 15 ٟ‬فّجش ‪ِٛ 1923‬ع‪ٛ‬ػخ داٌٍ‪ٛ‬ص‪ ،1922 ،‬ط‪ٔ 29/ 2‬مال ػٓ اٌغٕ‪ٛٙ‬س‪ ٞ‬ص‪.409‬‬
‫)‪ )2‬أث‪ ٛ‬اثشا٘‪ِ ،ُ١‬ؾّذ‪ ،‬اٌغؼ‪١‬ذ‪ ،‬عّ‪١‬ش‪ ،‬أصش اٌؾك األدث‪ٌٍّ ٟ‬ؤٌف ػٍ‪ ٝ‬اٌم‪ٛ‬اػذ اٌؼبِخ ٌٍؼم‪ٛ‬د‪ ،‬اٌّشعغ اٌغبثك‪ ،‬ص‪.59‬‬
‫)‪ (3‬اٌّبدح سلُ(‪ )2‬فمشح(د) ِٓ لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽك اٌّؤٌف األسدٔ‪.ٟ‬‬
‫‪63‬‬

‫وقد أكدت محكمة التمييز األردنية(‪ ،)2‬عمى حق االحترام وأعطت المؤلف الحق في‬

‫(‪)2‬‬
‫االعتراض عمى كل تحريف أو تشويو وكل ما يمس بسمعة ومكانة المؤلف‪ ،‬أما المشرع المصري‬

‫فقد أقر بحق المؤلف في االحترام‪ ،‬مشي اًر إلى أن التعديل في إطار الترجمة ال يعتبر اعتداء َّإال في‬

‫ثبلث حاالت‪ :‬الحالة األولى عدم اإلشارة إلى مواطن الحذف‪ ،‬الحالة الثانية عدم اإلشارة إلى مواطن‬

‫التغيير‪ ،‬الحالة الثالثة‪ :‬اإلساءة لسمعة المؤلف ومكانتو‪ ،‬ويرى الباحث أن الحق في االحترام يعتبر‬

‫من الحقوق األساسية التي يجب النص عمييا صراحة باعتباره حقاً مرتبطاً بالمترجم‪ ،‬فالمترجم يبذل‬

‫جيدا مضاعفاً عن المؤلف يجعمو حقيقاً بتقرير ىذا الحق لو‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬حق السحب أو الندم‬

‫قد يرى المترجم أن ترجمتو ال تميق بآمالو وتطمعاتو وتحتاج تعديبلت جوىرية فمو في ىذه‬

‫الحالة حق سحب ىذه الترجمة من التداول‪ ،‬وقد سمي ىذا الحق بالندم وذلك نظ ار لحالة المترجم‬

‫الذي يقوم بنشر ترجمة ثم يندم عمى نشرىا بعدما رأى أن فييا أخطاء جوىرية يجب تعديميا‪ ،‬والحق‬

‫في السحب ىو حق ينفرد فيو المترجم بحيث ال ينتقل ىذا الحق إلى الورثة فيذا الحق لممؤلف وحده‬

‫ويكون بطمب يقدمو المترجم إلى المحكمة االبتدائية يطمب الحكم بمنع طرح مصنفو لمتداول أو‬

‫سحبو أو إدخال تعديبلت جوىرية عميو(‪.)3‬‬

‫فنبلحظ أن المشرع المصري(‪ ،)4‬قد أعطى ضمانات لمطرفين بحيث سمح لممترجم أو‬

‫المؤلف سحب مصنفو من التداول‪ ،‬وذلك لمحفاظ عمى سمعة المترجم وادخال ما يحتاجو من‬

‫)‪ (1‬لشاس ِؾىّخ اٌزّ‪١١‬ض األسدٔ‪١‬خ ثظفز‪ٙ‬ب اٌؾم‪ٛ‬ل‪١‬خ سلُ ‪ 2642/2003‬ثزبس‪٠‬خ ‪٠" :2003/11/11‬غزفبد ِٓ اٌّ‪ٛ‬اد ‪ ِٓ 9ٚ2ٚ3‬لبٔ‪ْٛ‬‬
‫ؽّب‪٠‬خ ؽك اٌّؤٌف سلُ ‪ٌ 22‬غٕخ ‪ ،1992‬أْ ((اٌؾم ‪ٛ‬ق األدث‪١‬خ)) ٌٍّؤٌف ٘‪ ٟ‬ؽم‪ٛ‬ق شخظ‪١‬خ رظً ِؾف‪ٛ‬ظخ ثؼذ ‪ٚ‬فبرٗ ثً ‪ٚ‬ؽز‪ ٝ‬ثؼذ أزمبي‬
‫٘زٖ اٌؾم‪ٛ‬ق فئْ اٌّؤٌف ‪٠‬ؾزفع ثبٌؾك ثبٌّطبٌجخ ث‪ٙ‬ب ‪ٚ‬االػزشاع ػٍ‪ ٝ‬وً رؾش‪٠‬ف أ‪ ٚ‬رش‪ ٗ٠ٛ‬أ‪ ٚ‬رؼذ‪ ً٠‬آخش ٌ‪ٙ‬زا اٌّظٕف أ‪ ٚ‬وً ِغبط آخش‬
‫ثزاد اٌّظٕف ‪٠‬ى‪ ْٛ‬ػبسا ثبٌششف ‪ٚ‬اٌغّؼخ"‪.‬‬
‫)‪ )2‬اٌّبدح سلُ(‪ ِٓ )143‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ اٌّظش‪.ٞ‬‬
‫)‪ )3‬اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )144‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ اٌّظش‪.ٞ‬‬
‫)‪ )4‬اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )144‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ اٌّظش‪.ٞ‬‬
‫‪64‬‬

‫التعديبلت الجوىرية‪ ،‬كما أنو فرض عمى المؤلف أو المترجم تعويض عادل يدفع مقدماً إلى من‬

‫آلت إليو حقوق االستغبلل المالي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬طرق االعتداء عمى حق المترجم‬

‫يتعرض حق المترجم لمعديد من طرق االعتداء التي قد تتمثل بالنسخ غير المشروع أو‬

‫بالسرقة ونسبة المصنف لمسارق‪ ،‬وتتمثل صور االعتداء غالبا في االقتباس أو االجتزاء غير‬

‫المشروع‪ ،‬واقدام بعض دور النشر عمى إعادة طباعة بعض المؤلفات دون إذن أصحاب الحق‬

‫عمييا‪ ،‬وترجمة المصنف دون الحصول عمى تصريح أو إذن من صاحب الحق عمى المصنف‬

‫األصمي‪ ،‬ومن الحاالت التي يجوز فييا إجراء التعديل عمى المصنف دون أخذ موافقة المؤلف القيام‬

‫بترجمة المصنف إلى لغة أخرى‪ ،‬واذا حصل أي حذف أو تغيير أو إضافة في ترجمة المصنف فبل‬

‫يكون لممؤلف الحق في منعو إال إذا أغفل المترجم اإلشارة إلى مواطن التعديل أو إذا نالت الترجمة‬

‫من سمعة المؤلف ومكانتو الثقافية أو الفنية أو إخبلل بمضمون المصنف(‪ ،)1‬فحق المؤلف وكذلك‬

‫المترجم غالباً ما يكون عرضة لبلعتداء ولمنسخ غير المشروع وخصوصاً عبر شبكة اإلنترنت‪،‬‬

‫فطبيعة المصنفات الرقمية تقتضي وجودىا في بيئة رقمية يسيل فييا َّ‬
‫النسخ غير المشروع وعمميات‬

‫سرقة المحتوى‪.‬‬

‫ويرى الباحث أن أي خرق لمحقوق المعنوية أو المالية لممترجم يعتبر اعتداء عمى حق‬

‫المترجم‪ ،‬فنسبة المصنف إلى شخص قام بسرقة محتواه يعتبر اعتداء عمى حق المترجم‪ ،‬وكذلك من‬

‫يقوم بتزوير المعمومات الواردة في المصنف سواء بقصد أو بغير قصد‪ ،‬ويعتبر الحق األدبي والحق‬

‫)‪ (1‬ثىش‪ ،‬ػظّذ‪ ،‬ػجذ اٌّغ‪١‬ذ‪ ،)2012( ،‬ؽم‪ٛ‬ق اٌّؤٌف ف‪ ٟ‬اٌم‪ٛ‬أ‪ ٓ١‬اٌؼشث‪١‬خ‪ ،‬ؽ‪ ،1‬ث‪١‬ش‪ٚ‬د‪ٌ ،‬جٕبْ‪ِ ،‬ىزجخ ص‪ ،ٓ٠‬ص‪.354‬‬
‫‪65‬‬

‫المالي لممترجم حقين متبلزمين‪ ،‬فالحق األدبي ىو المصدر األساسي لما يجنيو المؤلف من أرباح‬

‫مالية(‪.)2‬‬

‫)‪ )1‬ػال‪ٔٚ‬خ‪ِ ،‬ؾّ‪ٛ‬د‪ ،‬ر‪١‬غ‪١‬ش‪ِ ،‬ؾّ‪ٛ‬د‪ ،‬طبٌؼ‪ ،) 2011( ،‬اٌؾّب‪٠‬خ اٌّذٔ‪١‬خ ٌؾك اٌّؤٌف‪ :‬رطج‪١‬مبد ف‪ ٟ‬اٌزؼٍ‪ ُ١‬اٌغبِؼ‪ ٟ‬ػٓ ثؼذ(دساعخ‬
‫ِمبسٔخ)‪ ،‬سعبٌخ ِبعغز‪١‬ش‪ ،‬فٍغط‪ ،ٓ١‬عبِؼخ ث‪١‬شص‪٠‬ذ‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪66‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫الحماية القانونية لحق المترجم‬

‫تعتبر الحماية القانونية لحقوق المترجم العمة الرئيسة في وجود ىذه الحقوق‪ ،‬ففرض‬

‫التشريعات لمحماية القانونية ىو الذي يحمي ىذه الحقوق ويحفظيا من الزوال‪ ،‬فموال وجود الحماية‬

‫القانونية لكان حق المترجم عرضة لمسرقة ولعمميات االحتيال والقرصنة خصوصاً مع تطور أساليب‬

‫السرقة في ظل تطور التكنولوجيا‪ ،‬فحق المترجم ينبع من عممية الخمق واإلبداع‪ ،‬وبالتالي ال بد من‬

‫توافر شرطين حتى تتوافر ىذه الحماية وىي أن يكون ىناك مترجم موجود‪ ،‬وضرورة وجود عمل‪،‬‬

‫وال بد من تحقق الشرط الموضوعي األىم وىو االبتكار(‪ ،)2‬وتعتبر الحماية القانونية لحق المترجم‬

‫تمقائية تترتب بمجرد التعبير عن الفكرة بشكل مكتوب أو بأي طريقة أخرى(‪ ،)2‬وقد أكدت عمى ذلك‬

‫اتفاقية برن فمم تشترط التسجيل لمحماية(‪.)3‬‬

‫فالمترجم الذي يبذل الجيد البلمتناىي حتى يصل إلى ثمرة ابتكاره‪ ،‬من الطبيعي أن يحظى‬

‫بالحماية المدنية التي تتمثل في منع االعتداء عمى حقو بفرض الجزاءات المدنية ممثمة في‬

‫التعويض‪ ،‬وأيضاً ال بد من الحماية الجنائية التي تعتبر الرادع األكبر لمقراصنة والتي تتمثل بتوقيع‬

‫العقوبة عمى المعتدي ‪.‬‬

‫والحماية القانونية لئلنتاج الذىني تعتبر بمثابة قوة دفع لممؤلفين لمواصمة إنتاجيم الفكري‬

‫من تأليف وترجمة‪ ،‬طالما أن ىناك حماية قانونية لحقوقيم األدبية والمالية عمى مصنفاتيم األدبية‬

‫)‪ (1‬اٌٍغٕخ االلزظبد‪٠‬خ ‪ٚ‬االعزّبػ‪١‬خ ٌغشث‪ ٟ‬آع‪١‬ب‪ ،‬االرفبل‪١‬بد اٌذ‪١ٌٚ‬خ ‪ٚ‬لؼب‪٠‬ب اٌزغبسح ف‪ ٟ‬إٌّطمخ‪ :‬ؽم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ‪ِٕ ،‬ش‪ٛ‬ساد األُِ‬
‫اٌّزؾذح ‪ٛ٠ٛ١ٔ ،‬سن‪ ،2003 ،‬ص‪.35‬‬
‫)‪ (2‬اٌؾغجبْ‪ٙٔ ،‬بد ػجذ اٌىش‪ِ ،ُ٠‬مذِخ ؽ‪ٛ‬ي ؽّب‪٠‬خ ؽم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ ‪ٚ‬رط‪ٛ‬س اٌغ‪ٛ‬اثك اٌمؼبئ‪١‬خ‪ٚ ،‬سلخ ػًّ لذِذ ف‪ ٟ‬اٌّؼ‪ٙ‬ذ اٌمؼبئ‪ٟ‬‬
‫األسدٔ‪ ٟ‬ثزبس‪٠‬خ ‪3‬اٌ‪ ِٓ 9 ٝ‬ش‪ٙ‬ش رّ‪ٛ‬ص ٌؼبَ ‪ 2012‬ف‪ِ ٟ‬ذ‪ٕ٠‬خ اسثذ‪ ،‬ص‪.36‬‬
‫)‪ (3‬اٌّبدح سلُ (‪ )5‬فمشح (‪ ِٓ )2‬ارفبل‪١‬خ ثشْ‪.‬‬
‫‪67‬‬

‫(‪)2‬‬
‫والفنية تمكنيم من استغبلليا والتصرف فييا ‪ ،‬فموضوع الحماية القانونية لممؤلف القى اىتماماً‬

‫واسعا عمى الصعيدين الوطني والدولي‪ ،‬فنجد أن مختمف التشريعات نصت عمى ضرورة توقيع‬

‫عقوبات عمى من يقوم باالعتداء عمى حق المؤلف وكذلك المترجم‪.‬‬

‫ومن خبلل استقراء النصوص التشريعية التي تتعمق بالحماية القانونية لحق المؤلف والتي‬

‫تنطبق عمى حق المترجم‪ ،‬يتبين لنا أن حماية حق المترجم تتطمب عدة شروط‪:‬‬

‫أوال‪ :‬االبتكار‬

‫يعتبر االبتكار العنصر األساسي والجوىري الذي تقوم عميو حقوق الممكية الفكرية‪ ،‬فبل بد‬

‫من توافر عنصر االبتكار لحماية حق المترجم وال بد لممترجم من إضفاء ابتكاره عمى المصنف‪،‬‬

‫فوجود ىذا الشرط متبلزم مع وجود حق المترجم فميس لممترجم أي حق إذا لم يظير ابتكاره‪ ،‬فالذي‬

‫يقوم بالنقل الحرفي لممصنف من لغة إلى أخرى دون تدقيق ودون موازنة بين المغتين ال يستحق‬

‫الحماية القانونية المقررة‪ ،‬فاالبتكار يعتبر الطابع األصيل الذي يعبر عن شخصية المترجم أو‬

‫المؤلف‪ ،‬بحيث تبدو فيو بصمتو الشخصية بشكل واضح وبارز عمى المصنف‪ ،‬تمك البصمة التي‬

‫تسمح لمجميور بالنطق باسم المؤلف أو المترجم بمجرد مطالعة المصنف (‪.)2‬‬

‫فنجد أن االبتكار المتطمب في عممية الترجمة يقترب من االبتكار المطموب في براءة‬

‫االختراع الذي يعني أن يكون االختراع مبتك ار وينطوي عمى جيد ذىني مميز يبذلو المخترع‬

‫لمتوصل إلى االختراع‪ ،‬وال يكفي أن يكون االختراع مجرد عمل بدىي لرجل المينة العادي(‪ ،)3‬لكن‬

‫يرى الباحث أن طبيعة االبتكار في حق المترجم ليا كينونة خاصة تختمف عن االبتكار المطموب‬

‫)‪ (1‬ػجذ اٌغالَ‪ ،‬عؼ‪١‬ذ‪ ،)2004( ،‬اٌؾّب‪٠‬خ اٌمبٔ‪١ٔٛ‬خ ٌؾك اٌّؤٌف‪ ،‬ؽ‪ِ ،1‬ظش‪ ،‬اٌمب٘شح‪ ،‬داس إٌ‪ٙ‬ؼخ اٌؼشث‪١‬خ‪ ،‬ص ‪.139‬‬
‫)‪ )2‬اٌؾ‪١‬بس‪ ،ٞ‬أؽّذ‪ ،‬ػجذ اٌؾّ‪١‬ذ‪ ،‬ػجذ هللا‪ ،)2005( ،‬اٌّظٕفبد اٌّؾّ‪١‬خ ف‪ ٟ‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽك اٌّؤٌف األسدٔ‪ ٟ‬سلُ ‪ٌ 22‬غٕخ ‪1992‬‬
‫‪ٚ‬رؼذ‪٠‬الرٗ (دساعخ ِمبسٔخ)‪ ،‬األسدْ‪ ،‬ػّبْ‪ ،‬عبِؼخ ػّبْ اٌؼشث‪١‬خ ٌٍذساعبد اٌؼٍ‪١‬ب‪ ،‬ص‪.2‬‬
‫)‪ )3‬غطبشخ‪ ،‬أؽّذ ػجذ اٌٍط‪١‬ف‪ِ ،‬زوشح ف‪ ٟ‬أؽىبَ اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ‪ ،‬اٌّشعغ اٌغبثك‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫‪68‬‬

‫في براءة االختراع أو في أي عمل آخر‪ ،‬فالمترجم ال يكفي أن يكون خبي ار في مجال الترجمة‬

‫ويمتمك قدرات خاصة في ىذا المجال‪ ،‬بل يجب أن يكون ذلك متبلزماً مع دقتو في الترجمة‬

‫والتحمي باألمانة العممية‪ ،‬فاالبتكار يظير بتوافر البصمة الشخصية لممؤلف أي أنو تعبير عن‬

‫شخصية المؤلف(‪ ،)2‬وقد أخذ القضاء المصري بوجوب توافر االبتكار الذىني لدى المؤلف وىو‬

‫الذي ينطبق عمى المترجم حين قضت محكمة النقض المصرية‪" :‬ال يكون لممؤلف عمى مصنفو‬

‫حق المؤلف‪ ،‬وال يتمتع بالحماية المقررة ليذا الحق إال إذا تميز المصنف باالبتكار الذىني‪ ،‬أو‬

‫الترتيب أو التنسيق‪ ،‬أو بأي مجيود آخر يتسم بالطابع الشخصي ويضفي عميو وصف االبتكار"(‪.)2‬‬

‫ثانيا‪ :‬أن يحصل المترجم عمى إذن المؤلف‬

‫َّ‬
‫إن تمتع المترجم بالحماية القانونية مرتبط بإذن المؤلف‪ ،‬فالمؤلف ىو صاحب الحق في‬

‫الحماية القانونية‪ ،‬فإذا لم يأذن لممترجم بترجمة مصنفو يعتبر المترجم الذي يقوم بذلك مخالفا لمشرط‬

‫األساسي لمحماية فبل يتمتع بالحماية القانونية‪ ،‬بل يعتبر معتدياً عمى حق المؤلف‪ ،‬فالترجمة‬

‫باعتبارىا صورة من صور المصنفات المشتقة تخضع ألحكام ىذه المصنفات من حيث ضرورة‬

‫الحصول عمى إذن صاحب المصنف األصمي(‪ ،)3‬فيذا الشرط يعتبر من الشروط األساسية لمنح‬

‫الحماية القانونية لكن يرى الباحث أن ىذا الشرط يصبح غير ٍ‬


‫الزم في حال الترخيص اإلجباري‬

‫حيث يستطيع المترجم ترجمة المصنف دون الحصول عمى إذن المؤلف‪.‬‬

‫)‪ٚ (1‬فبء‪ ،‬ششف‪ ،)1999( ،‬رٕبصع اٌم‪ٛ‬أ‪ ٓ١‬ف‪ِ ٟ‬غبي اٌؾم‪ٛ‬ق اٌزٕ٘‪١‬خ ٌٍّؤٌف‪،‬ؽ‪ ،1‬اٌمب٘شح‪ ،‬داس إٌ‪ٙ‬ؼخ اٌؼشث‪١‬خ‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫)‪ٔ (2‬مال ػٓ ٘بس‪ ،ْٚ‬عّبي‪ ،)2005( ،‬اٌؾّب‪٠‬خ اٌّذٔ‪١‬خ ٌٍؾك األدث‪ٌٍّ ٟ‬ؤٌف ف‪ ٟ‬اٌزشش‪٠‬غ األسدٔ‪ ،ٟ‬ؽ‪ ،1‬األسدْ‪ ،‬ػّبْ‪ ،‬داس اٌضمبفخ ٌٍٕشش‬
‫‪ٚ‬اٌز‪ٛ‬ص‪٠‬غ‪ ،‬ص‪.130‬‬
‫)‪ )3‬ػجذ اٌظبدق‪ِ ،‬ؾّذ‪ ،‬عبِ‪ ،)2002( ،ٟ‬ؽم‪ٛ‬ق ِؤٌف‪ ٟ‬اٌّظٕفبد اٌّشزشوخ‪ ،‬ؽ‪ ،1‬اٌمب٘شح‪ ،‬اٌّىزت اٌّظش‪ ٞ‬اٌؾذ‪٠‬ش‪ ،‬ص‪.122‬‬
‫‪69‬‬

‫ثالثا‪ :‬عدم مخالفة المصنف لمنظام العام واآلداب العامة‬

‫يعتبر ىذا الشرط من الشروط التي وضعت لمحفاظ عمى سمعة النتاج الذىني ولمحفاظ‬

‫عمى سمعة المترجم‪ ،‬فالمترجم الذي يقوم بنشر مصنف فيو تحريض عمى اإلرىاب والقتل يعتبر‬

‫مخالفاً لمنظام العام وال يتمتع بالحماية القانونية‪ ،‬وىذه المسألة تعود لتقدير قاضي الموضوع فيما إذا‬

‫كان ىذا المصنف مخالفاً لمنظام العام أم ال‪ ،‬ويجب التنويو في ىذا الخصوص إلى أن المصنف‬

‫منشور بشكل شرعي‪ ،‬أي أن مؤلفو أو من تمقى الحق منو قد نشر‬


‫اً‬ ‫المراد ترجمتو يجب أن يكون‬

‫ىذا العمل وعرضو بشكل شرعي عمى الجميور(‪ ،)2‬ويرى الباحث أن مخالفة المصنف لمنظام العام‬

‫يعتبر مبر اًر لعدم منح الحماية وال يمكن اعتبار عدم مخالفة المصنف لمنظام العام شرطا لمنح‬

‫الحماية القانونية‪ ،‬فمخالفة المصنف لمنظام العام ال تستوجب عدم منح الحماية القانونية وانما‬

‫تستوجب أيضاً فرض عقوبات وكذلك إجراءات تحفظية لمنع ذلك‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬وجود المصنف بشكل محسوس‬

‫قد يمتمك المؤلف افكا ار نظرية أو قد يكتب كتابات تحتاج إلى تنقيح وتنظيم فبل يتمتع‬

‫المترجم بأي حماية قانونية وفقا لمتشريعات الدولية والوطنية‪ ،‬وقد أكد عمى ذلك المشرع المصري‬

‫حيث اعتبر أن مجرد األفكار واإلجراءات وأساليب العمل وطرق التشغيل والمبادئ واالكتشافات‬

‫والبيانات تعتبر مجرد أفكار أولية ال تستحق الحماية القانونية(‪ ،)2‬فيجب أن يظير المصنف بشكل‬

‫محسوس إلى الوجود كي يتمتع بالحماية القانونية‪ ،‬وحتى يظير المصنف بشكل محسوس ال بد من‬

‫إ يداعو لدى دائرة المكتبة الوطنية األردنية فالمصنف غير المودع ال يتمتع بالحماية القانونية‪ ،‬وىذا‬

‫)‪ِ )1‬غجغت‪ٔ ،‬ؼ‪ ،)2000( ،ُ١‬اٌٍّى‪١‬خ األدث‪١‬خ ‪ٚ‬اٌفٕ‪١‬خ ‪ٚ‬اٌؾم‪ٛ‬ق اٌّغب‪ٚ‬سح‪ ،‬ؽ‪ ،1‬األسدْ‪ ،‬إسثذ‪ِ ،‬ىزجخ عبِؼخ اٌ‪١‬شِ‪ٛ‬ن‪ ،‬ص‪.156‬‬
‫)‪ (2‬عبء ف‪ ٟ‬اٌّبدح (‪ ِٓ )141‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ اٌّظش‪" :ٞ‬ال رشًّ اٌؾّب‪٠‬خ ِغشد األفىبس ‪ٚ‬اإلعشاءاد ‪ٚ‬أعبٌ‪١‬ت اٌؼًّ‬
‫‪ٚ‬ؽشق اٌزشغ‪ٚ ً١‬اٌّفب٘‪ٚ ُ١‬اٌّجبدا ‪ٚ‬االوزشبفبد ‪ٚ‬اٌج‪١‬بٔبد‪ ٌٛٚ ،‬وبْ ِؼجشا ػٕ‪ٙ‬ب أ‪ِٛ ٚ‬ط‪ٛ‬فخ أ‪ِٛ ٚ‬ػؾخ أ‪ِ ٚ‬ذسعخ ف‪ِ ٟ‬ظٕف"‪.‬‬
‫‪71‬‬

‫ما أكدت عميو محكمة التمييز األردنية(‪ ،)2‬حيث اشترطت عمى المؤلف المطالب بالتعويض إيداع‬

‫مصنفو لدى دائرة المكتبة الوطنية‪.‬‬

‫لكن من المبلحظ أنو مع تقدم التكنولوجيا وتطور أساليب السرقة ازدادت عمميات سرقة‬

‫المحتوى عبر شبكة اإلنترنت وخصوصاً أعمال الترجمة‪ ،‬حيث يقوم السارق بنسخ نص مترجم‬

‫ويقوم بترجمتو باستخدام األساليب الحديثة لمترجمة ويقوم باستخدامو دون إذن المترجم ودون بذل‬

‫أي عناء أو جيد يذكر ثم يقوم بنسبة ىذا العمل إليو‪ ،‬فأين التشريع األردني من ىذه اإلشكالية التي‬

‫أصبحت معضمة يعاني منيا معظم المترجمين‪ ،‬أليس من األحرى أن يولي المشرع األردني االىتمام‬

‫بيذه المعضمة فبل بد من توضيح األساليب التي يستخدميا القراصنة والسارقون‪ ،‬ثم ال بد من وجود‬

‫نصوص قانونية تفرض عقوبات عمى المعتدين بحيث تتماشى ىذه العقوبات وتتناسب مع طبيعة‬

‫االعتداء عمى المصنفات عبر شبكة اإلنترنت‪ ،‬فطبيعة المصنفات التقميدية تختمف عن طبيعة‬

‫المصنفات المنشورة عمى االنترنت‪ ،‬وأيضاً األساليب المتبعة في االعتداء عمى المصنفات التقميدية‬

‫تختمف عن األساليب المتبعة في االعتداء عمى المصنفات اإللكترونية‪.‬‬

‫لذلك يرى الباحث تقسيم ىذا المبحث إلى مطمبين‪ ،‬سيتضمن المطمب األول الحماية‬

‫القانونية لحق المترجم في المصنفات التقميدية‪ ،‬و المطمب الثاني سيتناول الحماية في المصنفات‬

‫اإللكترونية‪.‬‬

‫)‪ )1‬لشاس ِؾىّخ اٌزّ‪١١‬ض سلُ (‪١٘ )99/2393‬ئخ خّبع‪١‬خ‪ِٕ ،‬ش‪ٛ‬ساد ػذاٌخ‪.‬‬
‫‪71‬‬

‫المطمب األول‪ :‬الحماية القانونية لحق المترجم في المصنفات التقميدية‬

‫يعتبر الحق في الترجمة حقاً ممنوحاً لممترجم عمى ترجمتو يدفعو إلى مرتبة المؤلفين‪ ،‬فيو‬

‫من الحقوق االستئثارية التي يتمتع بيا المؤلف في ترجمة أو التصريح بترجمة مصنفاتو‪ ،‬وكذلك‬

‫المترجم عمى ترجمتو لما يبذلو من جيد في نقل المصنف من لغة إلى أخرى األمر الذي يكسبو حقاً‬

‫أدبياً ومالياً عمى ترجمتو لتوافر قدر من االبتكار فييا(‪ ،)2‬وتعني الحماية القانونية تمك اإلجراءات‬

‫والعقوبات التي فرضيا المشرع لمنع االعتداء عمى حق المؤلف أو الحق المشتق منو وىو حق‬

‫المترجم‪ ،‬وقد يكون موضوع الحماية المصنفات التقميدية وىي ما قصده المشرع في نصوصو‪ ،‬وقد‬

‫تكون موضوع الحماية المصنفات اإللكترونية‪ ،‬وفي ىذا المطمب سنقوم بدراسة الحماية القانونية‬

‫لممصنفات التقميدية‪.‬‬

‫وتنقسم الحماية القانونية إلى قسمين‪:‬‬

‫‪ .2‬حماية مدنية تتعمق بوقف االعتداء عمى حق المترجم وطمب التعويض‪.‬‬

‫‪ .2‬حماية جنائية تتمثل في العقوبات التي تصدرىا المحاكم عمى من يقوم باالعتداء عمى حق‬

‫المؤلف أو المترجم‪.‬‬

‫لذلك سأق وم بتقسيم ىذا الطمب الى فرعين سأتناول في الفرع األول الحماية المدنية‪ ،‬وفي‬

‫الفرع الثاني الحماية الجنائية‪.‬‬

‫)‪ )1‬خٍ‪ ،ً١‬ع‪١‬ذ ػجذهللا ِؾّذ‪ ،‬اٌؾّب‪٠‬خ اٌمبٔ‪١ٔٛ‬خ ‪ٚ‬اٌششػ‪١‬خ ٌؾك اٌزشعّخ (دساعخ ِمبسٔخ ف‪ ٟ‬اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌّظش‪ٚ ٞ‬إٌظبَ اٌغؼ‪ٛ‬د‪ ،)ٞ‬اٌؼذد‬
‫اٌضبٌش ‪ٚ‬اٌضالص‪ ،ْٛ‬اٌغضء اٌشاثغ‪ ،‬ص‪.1291‬‬
‫‪72‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الحماية المدنية‬

‫يتسبب االعتداء الذي يقوم بو المعتدي عمى حق المؤلف (المترجم) بضرر يمس شخصية‬

‫المترجم ويؤثر عمى مكانتو في المجتمع‪ ،‬فإذا قام شخص ما بنشر المصنف بصورة غير دقيقة أو‬

‫قام بترجمة المصنف إلى لغة ثالثة ترجمة فييا تزوير لمحقائق الموجودة في المصنف األصمي فإن‬

‫ذلك يمس بسمعة المترجم وسمعة المؤلف األصمي‪ ،‬وقد يتسبب ىذا االعتداء في ضرر يصيب‬

‫المترجم أو المؤلف كأن يقوم بطبع المصنف دون اذنو فيمحق فيو ضر اًر مادياً يتمثل في فوات‬

‫كسب مالي كان سيجنيو من طباعة مصنفو أو ترجمتو في حال أذن بالطباعة أو الترجمة(‪،)2‬‬

‫ويقع عبء إثبات الخطأ عمى عاتق المؤلف ألن الخطأ غير مفترض في حالة كان الخطأ‬

‫قد وقع من قبل الناشر المحال لو نشر المصنف‪ ،‬كما أنو ال يمكن االستناد إلى نظرية الخطأ‬

‫المفترض ألنيا متعمقة بحاالت معينة واردة عمى سبيل الحصر(‪ ،)2‬ويرى البعض أنو من غير‬

‫المناسب استخدام مصطمح المسؤولية التقصيرية لئلشارة لممسؤولية المدنية عن الفعل الضار ألن‬

‫استخدام ىذا المصطمح يحصر المسؤولية عن الفعل الضار بالضرر الناتج عن الفعل المنطوي‬

‫عمى خطأ أو تقصير أو إىمال‪ ،‬األمر الذي يترتب عميو إخراج الضرر الناتج عن فعل العمد من‬

‫دائرة المسؤولية المدنية عن الفعل الضار‪ ،‬وىذا ال ينسجم مع التنظيم القانوني األردني الخاص‬

‫بالمسؤولية المدنية‪ ،‬لذلك األنسب استخدام عبارة (المسؤولية المدنية عن الفعل الضار)(‪ ،)3‬فجاءت‬

‫الحماية المدنية لوقف االعتداء عمى حق المترجم من خبلل اجراءات تعرف بالحماية اإلج ارئية أوال‪،‬‬

‫وبتوقيع عقوبات عمى المعتدي ( الجزاء المدني) ثانياً‪.‬‬

‫)‪ )1‬اٌغٕ‪ٛٙ‬س‪ ،ٞ‬ػجذ اٌشصاق أؽّذ‪ ،‬اٌ‪ٛ‬ع‪١‬ؾ ف‪ ٟ‬ششػ اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌّذٔ‪ ،ٟ‬اٌغضء اٌضبِٓ‪ ،‬ؽك اٌٍّى‪١‬خ‪ ،‬اٌّشعغ اٌغبثك‪ ،‬ص‪.420‬‬
‫)‪ )2‬إٌغبس‪ ،‬ػجذهللا‪ ،‬اٌؾك األدث‪ٌٍّ ٟ‬ؤٌف‪ ،‬اٌّشعغ اٌغبثك‪ ،،‬ص‪.204‬‬
‫)‪ )3‬اٌّغزش‪٠‬ؾ‪ٚ ،ٟ‬طف‪ ،ٟ‬ػالء‪ ،) 2013( ،‬رٕبصع اٌم‪ٛ‬أ‪ ٓ١‬اٌخبطخ ثبٌؾّب‪٠‬خ اٌّذٔ‪١‬خ ٌؾك اٌّؤٌف(دساعخ ِمبسٔخ)‪ ،‬ؽ‪ ،1‬األسدْ‪ ،‬ػّبْ‪،‬‬
‫داس اٌضمبفخ ٌٍٕشش ‪ٚ‬اٌز‪ٛ‬ص‪٠‬غ‪ ،‬ص‪.143‬‬
‫‪73‬‬

‫أوال ‪ :‬الحماية اإلجرائية‬

‫تعتبر الحماية االجرائية أو الوقائية جزًء ال يتج أز من الحماية المدنية باعتبار أنيا تخرج من‬

‫نطاق الحماية الجزائية لممصنفات الفنية‪ ،‬وىي من اختصاص القاضي المدني عندما يثبت لو وقوع‬

‫اعتداء عمى حق من حقوق المؤلف‪ ،‬وتتمثل الحماية اإلجرائية بمجموعة من اإلجراءات الوقتية التي‬

‫نص عمييا قانون حماية حق المؤلف والتي تيدف الى تمكين المؤلف من اثبات واقعة االعتداء‬

‫عمى حق من حقوقو وحصرىا تمييدا إلزالتيا وطمب الحصول عمى تعويض عن األضرار الناجمة‬

‫إن كان ليا مقتضى(‪.(2‬‬

‫(‪)2‬‬
‫أعطى المؤلف (المترجم) الحق في الحماية اإلجرائية نظ اًر ألىمية الحق‬ ‫فالمشرع األردني‬

‫المعتدى عميو‪ ،‬فأعطاه الحق في تقديم طمب إلى قاضي األمور المستعجمة أو المحكمة المختصة‪،‬‬

‫وذلك إذا أثبت أن وقوع الضرر أصبح وشيكاً وأنو ىو صاحب الحق المعتدى عميو ويتضمن‬

‫الطمب ما يمي‪:‬‬

‫‪ .2‬إصدار األمر بوقف التعدي‪.‬‬

‫‪ .2‬ضبط النسخ غير المشروعة وأي مواد أو أدوات ليا عبلقة في عممية االستنساخ‪ ،‬وكذلك‬

‫أي فواتير أو مستندات تتعمق بالنسخ غير المشروع‪.‬‬

‫‪ .3‬ضبط العائدات الناجمة عن االستغبلل غير المشروع‪.‬‬

‫)‪ )1‬غبص‪ ٞ‬أث‪ ٛ‬ػشاث‪ ، ٟ‬اٌؾّب‪٠‬خ اٌّذٔ‪١‬خ ٌٍّظٕفبد اٌفٕ‪١‬خ ف‪ ٟ‬اٌمبٔ‪ ْٛ‬األسدٔ‪ٚ ٟ‬اٌّمبسْ‪ ،)2005( ،‬ثؾ‪ٛ‬س ِمبالد‪ِ ،‬غٍخ اٌشش‪٠‬ؼخ ‪ٚ‬اٌمبٔ‪،ْٛ‬‬
‫اٌؼذد اٌضبٌش ‪ٚ‬اٌؼشش‪ ،ْٚ‬ص‪.296‬‬
‫)‪ (2‬اٌّبدح سلُ(‪ ِٓ )46‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽك اٌّؤٌف األسدٔ‪.ٟ‬‬
‫‪74‬‬

‫‪ .4‬إلقاء الحجز االحتياطي عمى أموال المدعى عميو أو المستدعى ضده باالستناد إلى ما لديو‬

‫من مستندات وبينات وذلك لنتيجة الدعوى(‪.)2‬‬

‫ونبلحظ أن قانون أصول المحاكمات المدنية توافق مع ما جاءت بو المادة (‪ )47‬من‬

‫قانون حماية حق المؤلف األردني حيث أعطى قاضي األمور المستعجمة الحق في الحكم بالمسائل‬

‫المستعجمة التي يخشى عمييا من فوات الوقت(‪.)2‬‬

‫أي إن ىذه اإلجراءات جاءت تجنباً لوقوع االعتداء عمى حق المترجم أو المؤلف فيتم األخذ‬

‫بيذه اإلجراءات قبل فوات الوقت ووقوع االعتداء‪ ،‬ولكن المشرع األردني حدد مدة ثمانية أيام إذا لم‬

‫يقم المدعي خبلليا من رفع دعوى يحق لممدعى عميو تقديم طمب إللغاء اإلجراءات التحفظية‬

‫وتحسب المدة من تاريخ صدور القرار باتخاذ اإلجراء التحفظي‪ ،‬وكذلك إذا تبين أن المدعي غير‬

‫محق بدعواه أو لم يرفع الدعوى خبلل الثمانية أيام فمممحكمة أن تحكم بالتعويض لممدعى عميو عن‬

‫األضرار التي لحقت بو(‪.)3‬‬

‫ونبلحظ أن المشرع المصري(‪ ،)4‬نص عمى اإلجراءات التحفظية التي ذكرىا المشرع‬

‫األردني لكنو أضاف بعض اإلجراءات مثل حصر اإليراد الناتج عن استغبلل المصنف‪ ،‬كما أن‬

‫المدة التي أعطاىا المشرع من تاريخ صدور أمر اإلجراء التحفظي حتى رفع الدعوى ىي (‪)25‬‬

‫يوماً‪ ،‬أي أنو أعطى ميمة أكثر لممدعي حتى يتمكن من إثبات صحة دعواه‪ ،‬وىكذا نرى أن‬

‫اإلجراءات التحفظية التي تفرضيا المحكمة المختصة نوعان‪:‬‬

‫)‪ (1‬اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )46‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽك اٌّؤٌف األسدٔ‪.ٟ‬‬


‫)‪ (2‬اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )32‬لبٔ‪ ْٛ‬أط‪ٛ‬ي اٌّؾبوّبد اٌّذٔ‪١‬خ األسدٔ‪.ٟ‬‬
‫)‪ (3‬اٌّبدح سلُ(‪ )43‬فمشح (ط) ِٓ لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽك اٌّؤٌف األسدٔ‪.ٟ‬‬
‫)‪ (4‬اٌّبدح سلُ(‪ ِٓ )139‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ اٌّظش‪.ٞ‬‬
‫‪75‬‬

‫األول‪ :‬وقف الضرر المشكوك في حدوثو مستقببلً‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬حصر الضرر الذي وقع فعبل من جراء االعتداء‪ ،‬ويشتمل ىذا اإلجراء عمى مصادرة‬

‫المصنف المعتدى عميو ونسخو وصوره‪ ،‬ومصادرة عائدات استغبلل المصنف المنشور من خبلل‬

‫األداء العمني(‪.)2‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الجزاء المدني‬

‫الحظنا أن كبلً من المشرعين األردني و المصري أعطيا صاحب الحق المعتدى عميو‬

‫سواء المترجم أو المؤلف مدة (‪ )8‬أيام حددىا المشرع األردني ومدة (‪ )25‬يوماً حددىا المشرع‬

‫المصري وذلك لرفع الدعوى المدنية لممطالبة بالتعويض عن الفعل الضار‪ ،‬وىذه الدعوى ىي دعوى‬

‫مسؤولية مدنية فإذا كان المعتدي تربطو مع المعتدى عميو عبلقة تعاقدية اعتبرت دعوى مسؤولية‬

‫عقدية‪ ،‬أما إذا كان من الغير اعتبرت دعوى مسؤولية تقصيرية‪ ،‬فبذلك تكون قواعد المسؤولية عن‬

‫الفعل الضار في القانون المدني ىي الواجبة التطبيق‪.‬‬

‫ولكن إذا وقع االعتداء عمى سمعة المترجم وعمى مكانتو العممية فما فائدة التعويض‪ ،‬لذلك‬

‫حرص المشرع عمى تقدير المكانة العممية لممؤلف لممترجم وسمح لو باإلضافة إلى المطالبة‬

‫بالتعويض العيني المطالبة بالتعويض بمقابل‪ ،‬فالتعويض العيني يتم من خبلل إتبلف نسخ وصور‬

‫المصنف المقمد وتوقيع الحجز عمى المصنف أو عمى نسخو أو الصور المأخوذة منو بصورة غير‬

‫مشروعة ومصادرة نسخ وصور المصنف والمواد التي استعممت في إخراجو وبيعيا(‪.)2‬‬

‫)‪ (1‬إٌّشب‪ ،ٞٚ‬ػجذ اٌؾّ‪١‬ذ‪ ،)2010( ،‬ؽّب‪٠‬خ اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ‪ ،‬ثذ‪ ْٚ‬سلُ ؽجؼخ‪ ،‬اإلعىٕذس‪٠‬خ‪ ،‬داس اٌغبِؼخ اٌغذ‪٠‬ذح‪ ،‬ص‪.111‬‬
‫)‪ (2‬اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )43‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽك اٌّؤٌف األسدٔ‪.ٟ‬‬
‫‪76‬‬

‫ولكن ماذا إذا كان المصنف المعتدى عميو مترجماً إلى المغة العربية بصورة غير مشروعة‬

‫ىل يتم تطبيق ما نص عميو المشرع عمى ىذه الحالة؟‬

‫في الواقع استثنى المشرع المصنف المترجم إلى العربية من اإلتبلف ولكنو أجاز بتوقيع الحجز‬

‫عمى المصنف أو نسخو أو الصور المأخوذة منو‪.‬‬

‫وىكذا نرى أن التعويض العيني يعني إعادة الحال إلى ما كانت عميو فإذا كان ىناك تشويو‬

‫بسمعة المترجم يتم إتبلف المصنف ونسخو وصوره وحجزىا‪ ،‬أما إذا لم يكن ىناك تشويو لسمعتو‬

‫يكتفي المشرع في ىذه الحالة بالمصادرة‪ ،‬ولكن إذا كان التعويض العيني ال يمكن تطبيقو أو أنو ال‬

‫يحقق أي جدوى وذلك إذا كان االعتداء يمس مكانة المترجم وسمعتو فيتم تطبيق التعويض بمقابل‬

‫(‪)2‬‬
‫الحفاظ عمى سمعة المؤلف‪ ،‬وذلك بنشر قرار الحكم وادانة المعتدي عمى‬ ‫وضمن المشرع األردني‬

‫حقو حتى يثبت لدى الجميع أن المترجم خالي المسؤولية مما جاء في المصنف من كتابات تسيء‬

‫لشخصو أو تخل بالنظام العام واآلداب العامة‪.‬‬

‫ويرى الباحث أن المشرع لم يقُم بتحديد األعمال التي تسيء لشخص المترجم‪ ،‬فمن‬

‫الضروري تبيان ىذه األعمال عمى وجو التحديد حتى يصبح من السيل إثبات واقعة االعتداء عمى‬

‫سمعة المترجم ومكانتو العممية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الحماية الجنائية‬

‫إن اإلجراءات التحفظية وتوقيع الجزاء المدني عمى المعتدي ال يكفي لحماية حق المترجم‬

‫بل ال بد من وجود رادع حقيقي يتمثل في توقيع العقوبة الجنائية عمى الجاني‪ ،‬ولقد عنيت‬

‫التشريعات الدولية والوطنية بيذا األمر وفرضت عقوبات عمى الجاني‪ ،‬فالمشرع األردني فرض‬

‫)‪ (1‬ؽ‪١‬ش ٔظذ اٌّبدح سلُ(‪ ِٓ )50‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽك اٌّؤٌف األسدٔ‪ٌٍّ" :ٟ‬ؾىّخ ثٕبء ػٍ‪ ٝ‬ؽٍت اٌّؾى‪ ٌٗ َٛ‬أْ رمشس ٔشش اٌؾىُ اٌز‪ٞ‬‬
‫رظذسٖ ثّ‪ٛ‬عت ٘زا اٌمبٔ‪ ْٛ‬ف‪ ٟ‬طؾ‪١‬فخ ‪١ِٛ٠‬خ ا‪ ٚ‬أعج‪ٛ‬ػ‪١‬خ ِؾٍ‪١‬خ ‪ٚ‬اؽذح أ‪ ٚ‬أوضش ػٍ‪ٔ ٝ‬فمخ اٌّؾى‪ َٛ‬ػٍ‪."ٗ١‬‬
‫‪77‬‬

‫عقوبة الحبس لمدة ال تقل عن ثبلثة أشير وال تزيد عن سنة وبغرامة ال تقل عن ألف دينار وال تزيد‬

‫عمى ستة آالف دينار أو بإحدى ىاتين العقوبتين عمى من قام بمباشرة حقوق المؤلف دون إذنو‬

‫ومن قام باستعمال مصنف غير مشروع بأي طريقة كانت‪ ،‬وىذا ما أكدت عميو محكمة بداية عمان‬

‫حين حكمت بالحبس لمدة ثبلثة أشير عمى جاني قام بحيازة وعرض مصنفات مقمدة لمبيع دون إذن‬

‫كتابي من صاحب الحق(‪ ،)2‬كما نص عمى عقوبات تكميمية ليذه العقوبات األصمية تتمثل في‬

‫فرض الحد األعمى لعقوبة الحبس والحد األعمى لمغرامة وأيضاً سمح لممحكمة الحكم بإغبلق‬

‫المؤسسة التي ارتكبت الجريمة لمدة ال تزيد عمى سنة أو وقف ترخيص سواء لمدة معينة أو نيائية‬

‫كما حكم بغرامة ال تقل عن (‪ )500‬دينار وال تزيد عمى (‪ )2000‬دينار عمى من قام بمخالفة‬

‫أحكام اإليداع والنشر والطبع التي بينيا القانون(‪.(2‬‬

‫ولكن نبلحظ أن المشرع المصري(‪ ،)3‬كان أكثر توضيحا ليذه الحاالت حيث بينيا‬

‫بالتفصيل ونص عمى جريمة النشر عبر الحاسب اآللي دون إذن المؤلف‪ ،‬وذلك ما لم يتناولو‬

‫المشرع األردني‪ ،‬وباستقراء نصوص التشريعات الدولية والوطنية يثبت لدينا أن الجرائم التي تقع‬

‫عمى حق المترجم ال تخرج عن الجرائم التالية‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬جريمة استعمال المصنف دون إذن المترجم‬

‫فاإلذن الذي يعطيو المؤلف ىو الذريعة أمام القضاء لمتبرؤ من المسؤولية فأي شكل من‬

‫أشكال االستعمال لممصنف سواء بيعو أو تأجيره أو غير ذلك يعد جريمة يعاقب عمييا القانون ألن‬

‫اعتداء صارخاً عمى حق المترجم الذي بذل من‬


‫ً‬ ‫فييا مساس بحق المترجم‪ ،‬وتعتبر ىذه الجريمة‬

‫)‪ )1‬لشاس ِؾىّخ ثذا‪٠‬خ ػّبْ ثظفز‪ٙ‬ب اٌغضائ‪١‬خ سلُ ‪.2015/1332‬‬


‫)‪ )2‬اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )51‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽك اٌّؤٌف األسدٔ‪.ٟ‬‬
‫)‪ )3‬اٌّبدح سلُ (‪ ِٓ )121‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ اٌّظش‪.ٞ‬‬
‫‪78‬‬

‫الجيد الكثير لموصول إلى ىذه النتيجة وبعد ذلك يقوم شخص آخر باستعمال مصنفو دون إذنو‬

‫ونسب ىذا العمل إليو‪ ،‬لذلك أكد المشرع عمى ضرورة الحصول عمى إذن المترجم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬جريمة التقميد‬

‫تتألف ىذه الجريمة كما كل الجرائم القصدية من ركنين مادي ومعنوي‪ ،‬أما الركن المادي‬

‫فيتمثل في فعل التقميد سواء لمصنف او لبرنامج إذاعي والركن المعنوي يتمثل في عمم المقمد بيذا‬

‫التقميد‪ ،‬ويعتبر التقميد أىم وأخطر اعتداء عمى الممكية الفكرية عامة ويعرف التقميد عمى أنو‬

‫اصطناع شيء كاذب عمى نسق شيء صحيح‪ ،‬وال يشترط في الشيء المقمد أن يكون مشابيا‬

‫لمشيء الصحيح‪ ،‬إنما يكفي وجود تقارب وتماثل بينيما بحيث يصل التشبيو بينيما لدرجة تضميل‬

‫وخداع الجميور(‪ ،)2‬وقد اشترطت محكمة النقض المصرية في جريمة التقميد عمم الجاني وقت‬

‫ارتكاب الجريمة عمماً يقينيا بتوافر أركانيا ويشمل ذلك بطبيعة الحال عمم البائع بتقميد المصنف(‪.)2‬‬

‫فجريمة التقميد تتطمب قيام المقمد بتقميد مصنف سابق الوجود ونسبو إليو‪ ،‬ويعد اقتباس أو‬

‫نقل جزء من مصنف مشمول بالحماية جريمة تقميد(‪ ،)3‬وقد نصت قوانين حق المؤلف عمى‬

‫العقوبات التي تحكم بيا الجية القضائية في حالة ارتكاب جريمة التقميد‪ ،‬وىي عقوبات تختمف‬

‫بحسب طبيعة وجسامة االعتداء‪ ،‬ومن ىذه العقوبات ما ىو أساسي يتم الحكم بو بمجرد توافر‬

‫الركنين المادي والمعنوي ومنيا ما ىو تكميمي يتمثل في التدابير التي يقصد منيا تمكين الشخص‬

‫)‪ )1‬ػّش‪ ،ٞ‬عؼبد‪ ٚ ،‬لبعٗ‪ ،‬ع‪ٙ‬بَ‪ ٚ ،‬سشذ‪ ،ٞ‬عؼ‪١‬ذح‪ِ ،‬ششفخ‪ ،)2012( ،‬اٌزمٍ‪١‬ذ ف‪ ٟ‬اٌٍّى‪١‬خ اٌظٕبػ‪١‬خ‪ ،‬اٌغضائش‪ ،‬عبِؼخ ثغب‪٠‬خ‪ ،‬ص‪.52‬‬
‫)‪ )2‬ؽىُ ِؾىّخ إٌمغ اٌّظش‪٠‬خ سلُ ‪ٌ 0423‬غٕخ ‪ِ ،55‬ىزت فٕ‪ ،36 ٟ‬طفؾخ سلُ ‪ 329‬ثزبس‪٠‬خ ‪.1925/3/4‬‬
‫)‪ )3‬ػجذ هللا‪ ،‬ػض اٌذ‪ ،ٓ٠‬خؼ‪١‬ش‪ ،‬عٍّبْ‪ ،) 2019( ،‬اٌؾّب‪٠‬خ اٌّذٔ‪١‬خ ِٓ االػزذاء ػٍ‪ ٝ‬اٌؾم‪ٛ‬ق اٌّغب‪ٚ‬سح ٌؾك اٌّؤٌف(دساعخ ِمبسٔخ)‪،‬‬
‫سعبٌخ ِبعغز‪١‬ش‪ ،‬عبِؼخ اٌششق األ‪ٚ‬عؾ‪ ،‬ص‪.93‬‬
‫‪79‬‬

‫المتضرر من الحصول عمى تعويض عادل واعادة الحال إلى ما كان عميو قبل االعتداء(‪ ،)2‬وقد‬

‫أشارت محكمة التمييز األردنية إلى أن القيام بتقميد المصنف يشكل جريمة يعاقب عمييا القانون(‪.)2‬‬

‫ثالثا‪ :‬جريمة النشر عبر أجيزة الحاسب اآللي دون إذن المؤلف‬

‫ىذه الجريمة ليا طبيعة مختمفة حيث ان محل الجريمة ىنا ىي المصنفات الرقمية ولتحقق‬

‫ىذه الجريمة ال بد من إثبات عدم الحصول عمى إذن المؤلف ويعتبر أيضاً التحايل عمى التقنيات‬

‫التي يستخدميا المترجم لحماية حقو كالتشفير جريمة يعاقب عمييا القانون‪.‬‬

‫وكما أسمفنا فان كبل المشرعين فرضا عقوبات عمى الجاني تتراوح بين الغرامة والحبس‬

‫ولكن في الحقيقة أن كل ىذه الجرائم تمثل اعتداء ليس فقط عمى الحقوق المالية واألدبية لممترجم‬

‫بل عمى سمعتو ومكانتو العممية‪ ،‬لذلك ال بد من اتخاذ اجراءات تحفظية اكثر وقاية لمنع ىذه‬

‫الجرائم وتتمثل ىذه اإلجراءات بإنشاء مؤسسة رقابة تراقب األبحاث والدراسات المنشورة عبر شبكة‬

‫االنترنت وتنشئ برامج تكشف اي عممية اعتداء عمى ىذه المصنفات المنشورة‪ ،‬ويرى الباحث أن‬

‫الحماية الج نائية لحق المترجم يجب أن تتضمن شرح وتفصيل لنوع االعتداءات التي تقع عمى حق‬

‫المترجم باإلضافة إلى فرض عقوبات تتناسب مع كل اعتداء‪ ،‬فاالعتداء عمى حق المترجم بالنسخ‬

‫يستوجب عقوبات تختمف عن االعتداء عمى حق المترجم بالتزوير‪ ،‬واالعتداء عمى حق المترجم‬

‫بالسرقة تختمف عن االعتداء عمى حق المترجم بالنشر عبر أجيزة الحاسب اآللي‪.‬‬

‫)‪ )1‬وٕؼ بْ‪ٛٔ ،‬اف ‪ ،‬ؽك اٌّؤٌف( إٌّبرط اٌّؼبطشح ٌؾك اٌّؤٌف ‪ٚٚ‬عبئً ؽّب‪٠‬زٗ)‪ ،‬اٌّشعغ اٌغبثك ص‪.424‬‬
‫)‪ (2‬لشاس ِؾىّخ اٌزّ‪١١‬ض األسدٔ‪١‬خ ثظفز‪ٙ‬ب اٌغضائ‪١‬خ سلُ ‪43/1995‬ربس‪٠‬خ‪ 1995/2/25‬إٌّش‪ٛ‬س ػٍ‪ ٝ‬اٌظفؾخ ‪ِ ِٓ 2236‬غٍخ ٔمبثخ‬
‫اٌّؾبِ‪ٌ ٓ١‬غٕخ ‪٠" 1995‬غزفبد ِٓ أؽىبَ اٌّبدر‪ ِٓ 9ٚ2 ٓ١‬لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽك اٌّؤٌف سلُ ‪ 1992/22‬أٔٗ ٌٍّؤٌف ‪ٚ‬ؽذٖ ؽك ٔغجخ اٌّؤٌف‬
‫إٌ‪ٚ ٗ١‬روش اعّٗ ػٍ‪ٚ ٗ١‬ؽك اعزغالي ِظٕفٗ ِبٌ‪١‬ب ثأ‪٠‬خ ؽش‪٠‬مخ ‪٠‬خزبس٘ب ‪ٚ‬ال ‪٠‬غ‪ٛ‬ص ٌغ‪١‬شٖ ِجبششح ٘زا اٌؾك د‪ ْٚ‬إرْ وزبث‪ ِٕٗ ٟ‬أ‪٠ ِّٓ ٚ‬خٍفٗ‬
‫‪ٚ‬ػٍ‪ ٗ١‬فئْ إلذاَ اٌّشزى‪ ٝ‬ػٍ‪ ُٙ١‬ثزمٍ‪١‬ذ اٌّظٕف ‪ٚ‬ر‪ٛ‬ص‪٠‬ؼٗ ‪ٔٚ‬ششٖ ‪ٚ‬ؽشػ اٌّظٕف ٌٍزذا‪ٚ‬ي ‪٠‬شىً عش‪ّ٠‬خ ِغزّشح ألْ ؽشػ اٌّظٕف ٌٍزذا‪ٚ‬ي‬
‫ٌُ ‪ٕ٠‬مطغ لجً طذ‪ٚ‬س لبٔ‪ ْٛ‬اٌؼف‪ ٛ‬اٌؼبَ ‪ٚ‬اعزّش ثؼذ رٌه ‪٠ٚ‬ى‪ ْٛ‬ثبٌزبٌ‪ ٟ‬اعمبؽ اٌّذػ‪ ٟ‬اٌؼبَ دػ‪ ٜٛ‬اٌؾك اٌؼبَ ٌظذ‪ٚ‬س لبٔ‪ ْٛ‬اٌؼف‪ ٛ‬اٌؼبَ‬
‫‪ٚ‬لشاس إٌبئت اٌؼبَ ثبٌّ‪ٛ‬افمخ ػٍ‪ ٝ‬لشاس اٌّذػ‪ ٟ‬اٌؼبَ ِخبٌفب ٌٍمبٔ‪."ْٛ‬‬
‫‪81‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬الحماية القانونية لحق المترجم في المصنفات اإل لكترونية‬

‫لقد عمد المترجمون الى نشر مصنفاتيم إلكترونياً عبر شبكة االنترنت وذلك لما تشكمو ىذه‬

‫الوسيمة من مزايا تتمثل في إتاحة المصنف بسيولة ألكبر عدد ممكن من الجميور‪ ،‬لكن في‬

‫المقابل يصبح ىذا المصنف عرضة لمسرقة ولمتحوير وذلك لتطور األساليب التكنولوجية فإذا‬

‫استخدم المترجم او المؤلف وسيمة لحماية حقو سرعان ما وجد السارقون وسائل اقوى نتيجة خبرتيم‬

‫في ىذا المجال وسرعان ما قاموا باختراق كل وسائل الحماية التي عمد المترجم‪ ،‬وتعتبر المواقع‬

‫االلكترونية من أىم وسائل التواصل عبر شبكة االنترنت فيي تحوي بين دفتييا الكثير من البيانات‬

‫الرقمية‪ ،‬والتي تشكل حقوق ممكية فكرية(‪ ،)2‬وقد أدى التطور اليائل الذي يشيده عالمنا الحاضر‬

‫في مجال المعموماتية القانونية إلى نشوء تعديات جديدة عمى حقوق الغير والمجتمع والتي ترتبط‬

‫بشكل وثيق بحقوق الممكية الفكرية(‪.)2‬‬

‫وتعتبر المصنفات الرقمية في بيئة اإلنترنت من أىم مكونات ىذه البيئة ومن أىم المحاور‬

‫في إطار حماية حق المترجم‪ ،‬وان حماية المصنفات الرقمية ستجعل نسبة السرقات العممية أقل‬

‫بكثير(‪ ،)3‬ولم يوجد تعريف لممصنفات الرقمية في التشريعين األردني والمصري‪ ،‬وذلك بسبب حداثة‬

‫ىذا المصطمح‪ ،‬ولكن يرى الباحث أن المصنف الرقمي ىو نفسو المصنف التقميدي لكن االختبلف‬

‫يكمن في طبيعتو وفي البيئة التي ينتمي إلييا كل منيما فالمصنف الرقمي ينتمي إلى البيئة التقنية‬

‫واإللكترونية أما المصنف التقميدي ينتمي إلى البيئة الورقية‪ ،‬وتعتبر البيئة الرقمية غنية بالمحتوى‬

‫)‪ )1‬ؽ‪ ،ٜٛ‬فبرٓ‪ ،‬ؽغ‪ ،)2010( ،ٓ١‬اٌّ‪ٛ‬الغ اإلٌىزش‪١ٔٚ‬خ ‪ٚ‬ؽم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ‪ ،‬ؽ‪،1‬ػّبْ‪ ،‬داس اٌضمبفخ ٌٍٕشش ‪ٚ‬اٌز‪ٛ‬ص‪٠‬غ‪ ،‬ص‪.52‬‬
‫)‪ (2‬خّ‪١‬ظ‪ ،‬ف‪ٛ‬ص‪ ،ٞ‬عشائُ اٌّؼٍ‪ِٛ‬بر‪١‬خ ‪ٚ‬ؽّب‪٠‬خ اٌٍّى‪١‬خ اٌّؼٍ‪ِٛ‬بر‪١‬خ‪ِ ،)1999( ،‬ذاخٍخ ف‪ِ ٟ‬ؾبػشاد ٔمبثخ اٌّؾبِ‪ ٓ١‬ف‪ ٟ‬ث‪١‬ش‪ٚ‬د ثزبس‪٠‬خ ‪25‬‬
‫فجشا‪٠‬ش (‪٘ٚ ،)1999‬زٖ اٌّذاخٍخ ِٕش‪ٛ‬سح ف‪ِ ٟ‬غٍخ اٌؼذي اٌظبدسح ػٓ ٔمبثخ اٌّؾبِ‪ ٓ١‬ف‪ ٟ‬ث‪١‬ش‪ٚ‬د‪ ،‬اٌؼذد ‪ ،2‬لغُ اٌذساعبد اٌمبٔ‪١ٔٛ‬خ‪،‬‬
‫ِٕش‪ٛ‬ساد ٔمبثخ اٌّؾبِ‪ ،ٓ١‬ث‪١‬ش‪ٚ‬د‪ ،)1999( ،‬ص‪.134‬‬
‫)‪ )3‬ع‪١‬ذُ٘‪ٕ٘ ،‬بء‪ ،‬خبٌذح‪ ،‬ؽّب‪٠‬خ ؽم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ ٌٍّظٕفبد اٌشلّ‪١‬خ ف‪ ٟ‬ث‪١‬ئخ االٔزشٔذ‪ ،‬أػّبي اٌّؤرّش اٌذ‪ ٌٟٚ‬اٌشاثغ ػشش‪ ،‬اٌغشائُ‬
‫االٌىزش‪١ٔٚ‬خ‪ ،‬ؽشاثٍظ ‪ِ 25/24‬بسط (‪.)2013‬‬
‫‪81‬‬

‫فيي تتضمن المصنفات الرقمية واإلعبلن التجاري والتسجيل الصوتي وغير ذلك‪ ،‬فيل يمكن تطبيق‬

‫وسائل الحماية المدنية والجنائية المطبقة عمى المصنفات التقميدية عمى المصنفات الرقمية؟‬

‫نبلحظ أن المشرع األردني فرض عقوبات عمى من يقوم بحذف أو تغيير معمومات واردة‬

‫في شكل إلكتروني دون إذن صاحب الحق فيو لضمان إدارة الحقوق(‪ ،(2‬باإلضافة إلى الج ازءات‬

‫المدنية والعقوبات الجنائية التي فرضيا المشرع عمى من يعتدي عمى المصنفات التقميدية فإنو‬

‫باإلمكان إيجاد وسائل حماية جديدة تتماشى مع طبيعة المصنفات الرقمية التي تنتمي إلى بيئة‬

‫رقمية خصوصاً المواقع اإللكترونية التي تشير إلى عنوان فريد ومميز وغير موجود عمى أرض‬

‫الواقع إنما ىو موقع افتراضي(‪.)2‬‬

‫وبما أننا في صدد دراسة الحماية القانونية لحق المترجم في المصنفات اإللكترونية فإن‬

‫المصنفات الرقمية التي نحن بصدد دراستيا تقتصر عمى الترجمات والمصنفات المشتقة المنشورة‬

‫عبر شبكة اإلنترنت أي التي تدخل في البيئة الرقمية‪ ،‬ولذلك سيقوم الباحث بتقسيم ىذا المطمب إلى‬

‫فرعين‪ ،‬الفرع األول يتضمن شروط حماية المصنفات الرقمية‪ ،‬والفرع الثاني سيتناول وسائل حماية‬

‫المصنفات الرقمية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬شروط حماية مصنفات المترجم الرقمية‬

‫أوالً يجب التنويو إلى أنو يجب توافر الشروط الواجبة لممصنفات المشتقة التي بيناىا سابقاً‬

‫وىي االستعانة بمصنف سابق وعدم مشاركة مؤلف المصنف األصمي في المصنف المشتق وتوافر‬

‫االبتكار‪ ،‬وباإلضافة الى ىذه الشروط يجب توافر الشرطين التاليين‪:‬‬

‫)‪ (1‬اٌّبدح سلُ (‪ )54‬فمشح (أ) ِٓ لبٔ‪ ْٛ‬ؽّب‪٠‬خ ؽك اٌّؤٌف األسدٔ‪.ٟ‬‬


‫)‪ (2‬ؽ‪ ،ٜٛ‬فبرٓ‪ ،‬ؽغ‪ ،ٓ١‬اٌّ‪ٛ‬الغ االٌىزش‪١ٔٚ‬خ ‪ٚ‬ؽم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ‪ ،‬اٌّشعغ اٌغبثك‪ ،‬ص‪.103‬‬
‫‪82‬‬

‫الشرط األول‪ :‬األصالة‬

‫تعني األصالة أن يعبر المصنف عن شخص مؤلفو وأن تكون األفكار والمعمومات الواردة‬

‫في المصنف تنتمي إليو فقط‪ ،‬وىي بذلك تختمف عن الجدة المطموبة في براءة االختراع حيث أن‬

‫الجدة تقتضي أن يكون االختراع جديداً‪ ،‬أما األصالة ال تعني الجدة فقد يكتب المؤلف في موضوع‬

‫سبقو إليو غيره لكن األصالة تكمن في المواضيع التي تناوليا وفي الطريقة التي عبر بيا عن أفكاره‬

‫ورؤيتو الخاصة التي تميزه عن غيره‪ ،‬وتعد األصالة مسألة واقعية تخضع لمسمطة التقديرية لمقاضي‬

‫ويختمف تقديرىا باختبلف المصنفات وصور االعتداء عمييا(‪.)2‬‬

‫الشرط الثاني‪ :‬نشر المصنف‬

‫وىذا الشرط يعني أن يتم نشر المصنف عمى الوسائل اإللكترونية‪ ،‬وال بد من توثيق ىذا‬

‫النشر ونسبتو إليو‪ ،‬ويتم عقد النشر بين المترجم والناشر فيقوم ىذا األخير بطبع المصنف ونشره‬

‫لمجميور بالطريقة المتفق عمييا في العقد‪ ،‬ويقوم الناشر بدفع مبمغ من المال لصاحب المصنف(‪.)2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬وسائل حماية المصنفات الرقمية‬

‫إن انتياك حقوق المترجم في المصنفات الرقمية يتمثل في استخدام ىذه المصنفات أو‬

‫نسخيا أو القيام بتوزيعيا أو إعادة التوزيع باإلضافة إلى التعديل‪ ،‬كما قد يقوم المعتدي بنسبة‬

‫المصنف إليو ولتجنب ىذه األعمال ال بد من وسائل وقائية أو اجراءات تحفظية لمنع مثل ىذه‬

‫االعتداءات‪ ،‬فيناك طريقتان رئيسيتان لحماية المصنفات الرقمية(‪ ،)3‬الطريقة األولى تتمثل في‬

‫)‪ )1‬شش‪٠‬م‪ٔ ٟ‬غش‪ ،)2014(،ٓ٠‬ؽم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ ‪ٚ‬اٌؾم‪ٛ‬ق اٌّغب‪ٚ‬سح‪ ،‬ؽم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬خ اٌظٕبػ‪١‬خ‪ ،‬ؽ‪،1‬اٌغضائش‪ ،‬داس ثٍم‪١‬ظ ٌٍٕشش‪،‬‬
‫ص‪.20‬‬
‫)‪ )2‬شٍمبِ‪ ٟ‬شؾبرخ غش‪٠‬ت‪ ،) 2000( ،‬اٌٍّى‪١‬خ اٌفىش‪٠‬خ ف‪ ٟ‬اٌم‪ٛ‬أ‪ ٓ١‬اٌؼشث‪١‬خ‪ ،‬دساعخ ٌؾم‪ٛ‬ق اٌّؤٌف ‪ٚ‬اٌؾم‪ٛ‬ق اٌّغب‪ٚ‬سح ‪ٌٚ‬خظ‪ٛ‬ط‪١‬خ ؽّب‪٠‬خ‬
‫ثشاِظ اٌؾبعت ا‪ ،ٌٟ٢‬ؽ‪ ،1‬اإلعىٕذس‪٠‬خ‪ ،‬داس اٌغبِؼخ اٌغذ‪٠‬ذح‪ ،‬ص‪.146‬‬
‫)‪ )3‬ؽّب‪٠‬خ ؽم‪ٛ‬ق اٌّظٕفبد اٌشلّ‪١‬خ‪ِ ،‬مبي ِٕش‪ٛ‬س ف‪ ٟ‬شجىخ آفبق ػٍّ‪١‬خ ‪ٚ‬رشث‪٠ٛ‬خ‪ ،‬وزت ف‪ 23 ٟ‬أغغطظ ‪ ،2016‬رُ االؽالع ػٍ‪ ٗ١‬ثزبس‪٠‬خ‬
‫‪.2019/9/15‬‬
‫‪83‬‬

‫الحماية القانونية المنطقية وىي السائدة في الواليات المتحدة وتعتمد ىذه الطريقة عمى التحذير قبل‬

‫االستخدام أي بوجود مجموعة من اإلجراءات الوقائية التي تيدف إلى تبلفي الضرر قبل وقوعو‪،‬‬

‫والمعاقبة بعد إساءة االستخدام أي بفرض مجموعة من العقوبات عمى األعمال التي تشكل اعتداء‬

‫عمى حق المترجم‪ ،‬والطريقة الثانية تتمثل في الحماية التقنية الفيزيائية والتي تعتمد عمى وضع‬

‫عقبات تقنية تمنع أو تعيق إساءة االستخدام‪ ،‬مثل الحماية باستخدام مفاتيح إلكترونية أو كممات‬

‫سر‪.‬‬

‫ويتبين لنا من خبلل ما تقدم أنو يجب توافر مجموعة من التدابير التي يجب األخذ بيا‬

‫لوقف االعتداء عمى حق المترجم‪:‬‬

‫‪ .2‬تحذير المستخدم قبل استخدامو‪ :‬أي تضمين عبارات تحذير في الصفحات الرئيسية لممصنف‬

‫باإلضافة إلى نشر تعميمات توعوية تنبو المستخدمين الى ضرورة احترام حقوق المؤلفين والمترجمين‬

‫‪ .2‬عقد دورات تثقيفية تدل المستخدمين والباحثين عمى الطرق القانونية التي يستطيعون اتباعيا‬

‫لمحصول عمى المعمومة دون االعتداء عمى حق صاحبيا‪ ،‬فيذا الجانب طالما تم اغفالو فقمما نجد‬

‫ندوات توعوية تقوم بتوعية افراد المجتمع الى ضرورة احترام حق المترجم‪.‬‬

‫‪ .3‬االعتماد عمى وسائل تقنية تعيق المستخدم بحيث إذا أراد أن ينسخ دون إذن المترجم يواجو‬

‫صعوبات تقنية مثل وجود كممة سر‪ ،‬وىذا أمر ضروري وال بد من تظافر جيود المختصين في‬

‫األمور التقنية وارشاد المؤلفين والمترجمين إلى طرق الحماية التقنية وتعميميم كيفية استخدام كممات‬

‫السر والمفاتيح االلكترونية‪.‬‬


‫‪84‬‬

‫‪ .4‬يجب عمى المترجم أن يضمن بريده اإللكتروني في الصفحة الرئيسية لممصنف ألن تبادل‬

‫المعمومة أمر ضروري في األبحاث والدراسات‪ ،‬وقد يكون الباحث مضط اًر إلى ىذه المعمومة‬

‫ويصعب عميو الوصول إلى صاحبيا فيقوم بنسخيا دون إذن المؤلف أو المترجم‪.‬‬

‫الحل األنسب واألىم ىو وجود مواقع حكومية متخصصة في األبحاث والدراسات بحيث تكون مركز‬

‫ومرجع لجميع الدراسات واألبحاث والمصنفات الرقمية‪ ،‬وىذا الموقع الحكومي يجب أن يكون سيل‬

‫الوصول وال يوجد فيو أي تعقيدات‪.‬‬


‫‪85‬‬

‫الخاتمة‬

‫يعد عمل المترجم من العناصر األساسية في عالم الممكية الفكرية وحماية اإلنتاج الذىني‪،‬‬

‫فيو المثال الحي لعممية االبتكار بأرقى صورىا حيث يتسم عممو بالدقة والرصانة ويعتمد عمى‬

‫جيود جبارة وخبرات واسعة في عالم الترجمة‪ ،‬وألىمية عمل المترجم وما يقوم بو من دور فعال في‬

‫نقل ما توصل إليو العمم الحديث إلينا كان ال بد لنا من بيان اآلثار القانونية ليذا العمل‪ ،‬فناقشنا‬

‫اآلراء الفقيية التي عنيت بيذا العمل ولقد رأينا أن المشرع األردني اعتبر من يقوم بنقل المصنف‬

‫من لغة إلى لغة أخرى مؤلفا لكنو لم يفرد أحكاما خاصة ليذا العمل ولم يغطو من كل جوانبو التي‬

‫تحتاج إلى نظام قانوني متكامل يبين طبيعة ىذا العمل ويبين اآلثار القانونية المترتبة عميو وتمييزه‬

‫عن حق المؤلف‪ ،‬ورأينا بعض الجوانب التي كان فييا المشرع المصري أكثر تفصيبلً وتوضيحاً‬

‫ليذا العمل مثل تعريفو لممصنفات المشتقة‪ ،‬وتبين لنا في النياية أن حق المترجم حق استئثاري‬

‫يرتبط بالمترجم ويترتب عميو العديد من اآلثار القانونية منيا ما يتعمق بو ومنيا ما يتعمق بالمؤلف‬

‫األصمي‪.‬‬

‫وفي النياية ال بد من اإلشارة إلى أن دراسة اآلثار القانونية لعمل المترجم من المواضيع‬

‫التي تساىم في معرفة حقوق والتزامات المترجم‪ ،‬وتقريب القارئ إلى حد كبير من وضع المترجم‬

‫القانوني‪ ،‬والتعرف أكثر عمى أىمية الترجمة ودور المترجم الفعال في إثراء الحضارة بما ىو جديد‪،‬‬

‫ولقد رأينا أن ىذه اآلثار ال يقتصر أثرىا عمى المترجم بل تشمل المؤلف األصمي وأيضا من يقوم‬

‫باالعتداء عمى حق المترجم‪ ،‬فعمل المترجم عمل ذو طابع شخصي مرتبط بشخصية المترجم وجاء‬

‫كثمرة لجيوده وخبراتو‪ ،‬وال بد لو من وجود قانوني مستقل وتنظيم خاص من قبل المشرع األردني‪.‬‬
‫‪86‬‬

‫النتائج‬

‫‪ .2‬يتميز عمل المترجم بطبيعة خاصة تميزه عن عمل المؤلف واألعمال األخرى‪ ،‬فاالبتكار‬

‫المتطمب في عممية الترجمة يعتمد عمى خبرات واسعة في عالم الترجمة‪ ،‬ودقة وبراعة في‬

‫النقل‪ ،‬بحيث يظير المصنف بصورة مبتكرة وبنفس الوقت ال يخل في الفكرة الجوىرية‬

‫لممصنف األصمي‪.‬‬

‫‪ .2‬تعتبر الترجمة خير مثال لئلدماج الفكري الذي يعتمد عمى إبراز جانب من اإلبداع الذي‬

‫يعتمد عمى الدقة واألمانة في النقل‪ ،‬وىو بذلك يختمف عن النقل واالقتباس المادي البحت‬

‫الذي ال يستحق الحماية القانونية‪.‬‬

‫‪ .3‬يترتب عمى عمل المترجم حقوق أدبية ذات أثر مزدوج‪ ،‬أي حقوق صاحب المصنف‬

‫األصمي التي يتوجب عميو احتراميا‪ ،‬وحقوق المترجم التي ينبغي احتراميا أيضاً من قبل‬

‫صاحب المصنف األصمي‪.‬‬

‫‪ .4‬المشرع المصري كان أكثر توضيحاً لآلثار القانونية المترتبة عمى عمل المترجم من المشرع‬

‫األردني‪ ،‬حيث أنو أورد أحكاما خاصة تتعمق بالمترجم لم يوردىا المشرع األردني‪.‬‬

‫‪ .5‬موضوع عمل المترجم ما زال من الموضوعات الغريبة عن المجال القضائي في األردن‪،‬‬

‫يمق األىمية المرجوة في ىذا المجال‪.‬‬


‫ولم َ‬

‫‪ .6‬تجميعات المصنفات التي تدخل ضمن خانة المصنفات المشتقة ال تتميز بالطابع االبتكاري‬

‫الذي تتمتع بو الترجمات‪ ،‬أي إن عمل المترجم يتميز بطابع ابتكاري يختمف عن بقية‬

‫المصنفات المشتقة‪.‬‬
‫‪87‬‬

‫‪ .7‬لم يورد المشرع األردني تعريفاً واضحاً لممصنف المشتق‪ ،‬ولم نجد نصاً واضحاً يبين طبيعة‬

‫عمل المترجم‪ ،‬لذلك ال بد من بيان طبيعة عمل المترجم وتعريف المصنفات المشتقة وذلك‬

‫لتفادي المبس بينيا وبين األنواع األخرى من المصنفات‪.‬‬

‫‪ .8‬ال يقل شأن المترجم عن المؤلف كما ىو االنطباع السائد لدى الناس‪ ،‬ال بل إن عمل‬

‫المترجم يحتاج إلى جيد كبير ودقة وخبرات ال يمتمكيا أي شخص‪.‬‬

‫‪ .20‬إعادة ترجمة المصنفات المستبعدة من الحماية القانونية يعتبر عمل يستحق الحماية‬

‫القانونية لتوافر االبتكار وعدم مساس المترجم بحق المؤلف األصمي‪.‬‬

‫‪ .22‬الحق المالي لممترجم غير دائم فيو محدد بمدة معينة‪ ،‬أما الحق األدبي فيعتبر حق دائم‪.‬‬

‫‪ .22‬اعتماد عمل المترجم عمى عمل سابق ال يعني تبعية ىذا العمل بل يترتب عمى عمل‬

‫المترجم حماية قانونية تتعمق بعممو فقط وتأتي نتيجة جيده وابتكاره‪.‬‬

‫‪ .23‬تقدم التكنولوجيا وتطور أساليب االحتيال جعمت عمل المترجم عرضة لمسرقة والنسخ غير‬

‫المشروع وغيرىا من الجرائم‪.‬‬

‫‪ .24‬الترجمة تمثل إحدى صور االستغبلل المالي لممصنف‪ ،‬سواء تمت الترجمة عن طريق‬

‫المؤلف أو عن طريق الغير‪.‬‬


‫‪88‬‬

‫التوصيات‬

‫‪ .2‬رغم عدم إغفال المشرع األردني لآلثار القانونية التي تتعمق بعمل المترجم إال أن ىذا‬

‫العمل لما يترتب عميو من آثار قانونية ميمة يتطمب وجود نظام قانوني يحيط بيذا العمل‬

‫من كل جوانبو‪ ،‬بحيث يبين مضمون حق المترجم والحماية القانونية التي تترتب عميو‬

‫وكيفية استغبلل حق المترجم وتوضيح مسؤولية من يعتدي عمى ىذا الحق وتوقيع الجزاء‬

‫الرادع لمن يعتدي عميو‪.‬‬

‫‪ .2‬ضرورة إدراج المترجمين في قائمة المبدعين والمفكرين والباحثين والمؤلفين‪ ،‬الذين عمد‬

‫الفقياء إلى ذكرىم في إطار حماية اإلنتاج الذىني وال نراىم يذكرون المترجمين‪.‬‬

‫‪ .3‬إلغاء النصوص التي تبيح استخدام المصنف أو ترجمتو تحت مسمى (االستخدام‬

‫الشخصي)‪ ،‬إذ إن وجود ىذه النصوص تعتبر ذريعة لمن يريد سرقة محتويات المصنف‪.‬‬

‫‪ .4‬يقترح الباحث عمى المشرع األردني أن يقرر الحماية القانونية لكل مجتيد‪ ،‬وذلك بإضافة‬

‫مادة ضمن قانون حماية حق المؤلف رقم (‪ )22‬لسنة (‪ )2992‬تنص عمى‪" :‬يتمتع‬

‫بالحماية القانونية بموجب ىذا القانون كل مجتيد يتمتع مصنفو باالبتكار"‪ ،‬فيذا النص من‬

‫شأنو إعطاء المترجم مكانة توازي مكانة المؤلف ألن عممو يتطمب االبتكار بأرقى صوره‪.‬‬

‫‪ .5‬إنشاء نقابة لممترجمين تعنى بحقوقيم والتزاماتيم‪ ،‬باإلضافة إلى وجود أقسام في المكتبات‬

‫العامة والخاصة يكون دورىا تعزيز قيمة الترجمة وما يقوم بو المترجم من جيد عظيم في‬

‫نقل الحضارة إلينا‪.‬‬


‫‪89‬‬

‫‪ .6‬يقترح الباحث تشريع نص قانوني يتضمن إعطاء المترجم الحق بترجمة أي مصنف دون‬

‫إذن المؤلف‪ ،‬بشرط الحفاظ عمى الحق األدبي لممؤلف‪ ،‬وأن تكون الترجمة ألغراض‬

‫مشروعة‪.‬‬

‫‪ .7‬يوصي الباحث بتعديل المادة رقم (‪ )5‬من قانون حماية حق المؤلف األردني رقم (‪)22‬‬

‫لسنة ‪2992‬م‪ ،‬وذلك بحذف الفقرة (أ) من ىذه المادة التي تنص عمى‪" :‬مع عدم اإلخبلل‬

‫بحقوق مؤلف المصنف األصمي يتمتع بالحماية ويعتبر مؤلفاً ألغراض ىذا القانون‪ :‬أ) من‬

‫قام بترجمة المصنف إلى لغة أخرى أو تحويمو من لون من ألوان اآلداب أو الفنون أو‬

‫العموم إلى لون آخر منيا أو تمخيصو أو تحويره أو تعديمو أو شرحو أو التعميق عميو أو‬

‫فيرستو أو غير ذلك من األوجو التي تظيره بشكل جديد"‪ ،‬وتضمينيا في مادة مستقمة‬

‫تنص عمى ما يمي‪" :‬يعتبر من يقوم بنقل المصنف من لغة إلى لغة أخرى مترجماً‪ ،‬ويتمتع‬

‫بحقوق أدبية ومالية‪ ،‬بشرط حصولو عمى إذن المؤلف وعدم المساس بحقو األدبي"‪ ،‬وىذا‬

‫التعديل يفيد في تمييز المترجم عن المؤلف‪ ،‬وفي تمييز أعمال الترجمة عن التحويل‬

‫والتمخيص وغيرىا من األعمال التي تختمف في طبيعتيا عن عمل المترجم‪.‬‬


‫‪91‬‬

‫المراجع‬

‫أوالً‪ :‬األبحاث والرسائل الجامعية‬

‫‪ ‬ابن عيسى‪ ،‬حنفي‪ ،)2988( ،‬حقوق التأليف‪ ،‬وجية نظر المترجم‪ ،‬المنظمة العربية لمتربية‬

‫والثقافة والعموم‪ ،‬مجمد‪ ،8‬ع‪.24‬‬

‫‪ ‬الحسبان‪ ،‬نياد عبد الكريم‪ ،‬مقدمة حول حماية حقوق الممكية الفكرية وتطور السوابق‬

‫القضائية‪ ،‬ورقة عمل قدمت في المعيد القضائي األردني بتاريخ ‪7‬الى ‪ 9‬من شير تموز‬

‫لعام ‪ 2028‬في مدينة اربد‪.‬‬

‫‪ ‬الحياري‪ ،‬أحمد‪ ،‬عبد الحميد‪ ،‬عبد اهلل‪ ،)2005( ،‬المصنفات المحمية في قانون حماية حق‬

‫المؤلف األردني رقم ‪ 22‬لسنة ‪ 2992‬وتعديبلتو(دراسة مقارنة)‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬األردن‪،‬‬

‫عمان‪ ،‬جامعة عمان العربية لمدراسات العميا‪.‬‬

‫‪ ‬خميل‪ ،‬سيد عبداهلل محمد‪ ،‬الحماية القانونية والشرعية لحق الترجمة(دراسة مقارنة في القانون‬

‫المصري والنظام السعودي)‪ ،‬العدد الثالث والثبلثون‪ ،‬الجزء الرابع‪.‬‬

‫‪ ‬خميس‪ ،‬فوزي‪ ،‬جرائم المعموماتية وحماية الممكية المعموماتية‪ ،‬مداخمة في محاضرات نقابة‬

‫المحامين في بيروت بتاريخ ‪ 25‬فبراير (‪ ،)2999‬وىذه المداخمة منشورة في مجمة العدل‬

‫الصادرة عن نقابة المحامين في بيروت‪ ،‬العدد (‪ ،)2‬قسم الدراسات القانونية‪ ،‬منشورات‬

‫نقابة المحامين‪ ،‬بيروت‪.)2999( ،‬‬


‫‪91‬‬

‫‪ ‬الزىراء‪ ،‬بشيخ‪ ،‬فاطمة (‪ ،)2023/2022‬المصنفات المشتقة من األصل في قانون الممكية‬

‫األدبية والفنية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة وىران‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪ ‬سمفيتي‪ ،‬زينب‪ ،‬عبدالرحمن‪ ،‬عقمة‪ ،)2022( ،‬الحماية القانونية لحق المؤلف في فمسطين‪،‬‬

‫رسالة ماجستير‪ ،‬فمسطين‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪.‬‬

‫‪ ‬صقر‪ ،‬تركي‪ ،)2996( ،‬حماية حقوق المؤلف‪ ،‬دمشق‪ ،‬منشورات اتحاد الكتاب العرب‪.‬‬

‫‪ ‬صمود‪ ،‬حمادي‪ ،)2008( ،‬النصوص النظرية ومسؤولية المترجم‪ ،‬جامعة منوبة‪ ،‬كمية‬

‫اآلداب والفنون واإلنسانيات‪ ،‬ع‪ ،53‬ص‪.64‬‬

‫‪ ‬الصندل‪ ،‬مريم أحمد خمفان‪ ،‬التزامات المترجم أمام المحاكم اإلماراتية‪ ،‬جامعة المرقب‪،‬‬

‫(‪ ،)2027‬العدد(‪.)2‬‬

‫‪ ‬الصويد‪ ،‬مفيدة خميل مخزوم‪ ،)2022( ،‬الحماية المدني لحقوق المؤلف المالية‪ ،‬رسالة‬

‫ماجستير‪ ،‬ليبيا‪ ،‬جامعة طرابمس‪.‬‬

‫‪ ‬عبد الكريم‪ ،‬عبداهلل‪ ،)2008( ،‬الترجمة وحماية الممكية الفكرية‪ ،‬الممتقى الدولي الثاني‬

‫لمترجمة‪ ،‬تجارب وخبرات ومشاريع وتقنيات في الترجمة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬مؤسسة الفكر‬

‫العربي‪ ،‬بحوث ومقاالت‪ ،‬األردن‪ ،‬عمان‪ ،‬المؤتمر الثاني‪.‬‬

‫‪ ‬القضاة‪ ،‬ميند‪ ،‬عمي‪ ،)2005( ،‬مفيوم الحق األدبي لممؤلف وحمايتو قانوناً(دراسة مقارنة)‪،‬‬

‫رسالة ماجستير‪ ،‬األردن‪ ،‬جامعة آل البيت‪.‬‬

‫‪ ‬عبد اهلل‪ ،‬عز الدين‪ ،‬خضير‪ ،‬سممان‪ ،)2029( ،‬الحماية المدنية من االعتداء عمى الحقوق‬

‫المجاورة لحق المؤلف(دراسة مقارنة)‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪.‬‬


‫‪92‬‬

‫‪ ‬غازي ابو عرابي‪ ،‬الحماية المدنية لممصنفات الفنية في القانون االردني والمقارن‪،‬‬

‫(‪ ،)2005‬بحوث مقاالت‪ ،‬مجمة الشريعة والقانون‪ ،‬العدد الثالث والعشرون‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬التشريعات‬

‫‪ ‬قانون حماية حق المؤلف األردني رقم (‪ ،)22‬لسنة (‪)2992‬م‪ ،‬وتعديبلتو رقم (‪)23‬‬

‫لسنة(‪)2024‬م‪.‬‬

‫‪ ‬قانون حماية حقوق الممكية الفكرية المصري رقم (‪ )82‬لسنة (‪)2002‬م‪.‬‬

‫‪ ‬قانون أصول المحاكمات المدنية األردني رقم (‪ )24‬لسنة (‪)2988‬م وتعديبلتو رقم (‪)32‬‬

‫لسنة (‪.)2027‬‬

‫‪ ‬القانون المدني األردني رقم (‪ )43‬لسنة (‪)2976‬م‬

‫‪ ‬اتفاقية برن )‪ )BERNE‬لحماية المصنفات األدبية والفنية لسنة ‪.2886‬‬

‫‪ ‬المنظمة العالمية لمممكية الفكرية )‪.(WIPO‬‬

‫ثالثاً‪ :‬المراجع العامة‬

‫‪ ‬بسيوني‪ ،‬محمد‪ ،‬إبراىيم‪ ،)2007( ،‬الممكية الفكرية (حق حماية اإلبداع واالختراع)‪،‬‬

‫ط‪ ،2‬القاىرة‪ ،‬دار الرشاد‪.‬‬

‫‪ ‬بكر‪ ،‬عصمت‪ ،‬عبد المجيد‪ ،)2028( ،‬حقوق المؤلف في القوانين العربية‪ ،‬ط‪،2‬‬

‫بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬مكتبة زين‪.‬‬


‫‪93‬‬

‫‪ ‬حوى‪ ،‬فاتن‪ ،‬حسين‪ ،)2020( ،‬المواقع اإللكترونية وحقوق الممكية الفكرية‪ ،‬ط‪،2‬عمان‪،‬‬

‫دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪ ‬خاطر‪ ،‬حمد‪ ،‬صبري‪ ،‬الممكية الفكرية‪ ،)2007( ،‬ط‪ ،2‬البحرين‪ ،‬مطبعة جامعة‬

‫البحرين‪.‬‬

‫‪ ‬الخوري‪ ،‬شحادة‪ ،)2002( ،‬دراسات في الترجمة والمصطمح والتعريب‪ ،‬ط‪ ،2‬دمشق‪،‬‬

‫سوريا‪ ،‬دار الطميعة الجديدة‪.‬‬

‫‪ ‬الزعبي‪ ،‬عوض‪ ،‬أحمد‪ ،)2024( ،‬مدخل إلى عمم القانون‪ ،‬ط‪ ،3‬األردن‪ ،‬إثراء لمنشر‬

‫والتوزيع‪.‬‬

‫‪ ‬سمطان‪ ،‬عبداهلل‪ ،‬محمد‪ ،‬ناصر‪ ،)2009(،‬حقوق الممكية الفكرية‪ ،‬ط‪ ،2‬األردن‪ ،‬إثراء‬

‫لمنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪ ‬السنيوري‪ ،‬عبد الرزاق‪ ،‬أحمد‪ ،)2004( ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬الجزء‬

‫الثامن‪ ،‬ط‪ ،2‬االسكندرية‪ ،‬منشأة المعارف‪.‬‬

‫‪ ‬شريقي نسرين‪ ،)2024(،‬حقوق الممكية الفكرية والحقوق المجاورة‪ ،‬حقوق الممكية‬

‫الصناعية‪ ،‬ط‪،2‬الجزائر‪ ،‬دار بمقيس لمنشر‪.‬‬

‫وتداعياتيا‬ ‫الفكرية‬ ‫المصنفات‬ ‫محمد‪،)2023(،‬‬ ‫غريب‪،‬‬ ‫شحاتة‪،‬‬ ‫‪ ‬شمقامي‪،‬‬

‫القانونية(دراسة مقارنة)‪ ،‬ط‪ ،2‬مصر‪ ،‬جامعة جنوب الوادي‪.‬‬

‫‪ ‬شمقامي‪ ،‬شحاتة غريب‪ ،)2009( ،‬الممكية الفكرية (حقوق المؤلف)‪ ،‬بدون رقم طبعة‪،‬‬

‫القاىرة‪ ،‬دار النيضة العربية‪.‬‬


‫‪94‬‬

‫‪ ‬صقر‪ ،‬تركي‪ ،)2996( ،‬حماية حقوق المؤلف‪ ،‬دمشق‪ ،‬بدون رقم طبعة‪ ،‬منشورات‬

‫اتحاد الكتاب العرب‪.‬‬

‫‪ ‬طمبة‪ ،‬أنور‪ ،‬حماية حقوق الممكية الفكرية‪ ،)2004( ،‬اإلسكندرية‪ ،‬بدون رقم طبعة‪،‬‬

‫المكتب الجامعي الحديث‪.‬‬

‫‪ ‬عبد الخالق‪ ،‬أحمد‪ ،)2022( ،‬حماية حقوق الممكية الفكرية في ظل اتفاقية التربس‬

‫والتشريعات االقتصادية‪ ،‬ط‪ ،2‬مصر‪ ،‬المنصورة‪ ،‬دار الفكر والقانون لمنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪ ‬عبد الصادق‪ ،‬محمد‪ ،‬سامي‪ ،)2002( ،‬حقوق مؤلفي المصنفات المشتركة‪ ،‬ط‪،2‬‬

‫القاىرة‪ ،‬المكتب المصري الحديث‪.‬‬

‫‪ ‬عبداهلل‪ ،‬عبد اهلل‪ ،‬عبد الكريم‪ ،)2008( ،‬الحماية القانونية لحقوق الممكية الفكرية عمى‬

‫شبكة االنترنت‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪.‬‬

‫‪ ‬عمري‪ ،‬سعاد‪ ،‬و قاسو‪ ،‬سيام‪ ،‬و رشدي‪ ،‬سعيدة‪ ،‬مشرفة‪ ،)2022( ،‬التقميد في الممكية‬

‫الصناعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جامعة بجاية‪.‬‬

‫‪ ‬غطاشة‪ ،‬أحمد‪ ،‬عبد المطيف‪ ،)2002( ،‬مذكرة في أحكام الممكية الفكرية‪ ،‬بدون رقم‬

‫طبعة‪ ،‬األردن‪ ،‬جرش‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة جرش‪.‬‬

‫‪ ‬فرج‪ ،‬حسن‪ ،‬توفيق‪ ،)2982( ،‬المدخل لمعموم القانونية(القسم الثاني نظرية الحق)‪،‬‬

‫ط‪ ،2‬االسكندرية‪ ،‬مؤسسة الثقافة الجامعية‪.‬‬

‫‪ ‬الكسواني‪ ،‬عامر‪ ،‬محمود‪ ،)2022( ،‬القانون الواجب التطبيق عمى مسائل الممكية‬

‫الفكرية(دراسة مقارنة)‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪ ،2‬دار وائل لمنشر‪.‬‬


‫‪95‬‬

‫‪ ‬لطفي‪ ،‬حسام‪ ،)2004( ،‬حقوق الممكية الفكرية ( المفاىيم األساسية) دراسة ألحكام‬

‫القانون‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مطبعة القاىرة‪.‬‬

‫‪ ‬المتيت‪ ،‬أبو اليزيد‪ ،‬عمي‪ ،)2967( ،‬الحقوق عمى المصنفات األدبية والفنية والعممية‪،‬‬

‫اإلسكندرية‪ ،‬ط‪ ،2‬منشأة المعارف‪.‬‬

‫‪ ‬مغبغب‪ ،‬نعيم‪ ،)2000( ،‬الممكية األدبية والفنية والحقوق المجاورة‪ ،‬ط‪ ،2‬األردن‪ ،‬إربد‪،‬‬

‫مكتبة جامعة اليرموك‪.‬‬

‫‪ ‬المنشاوي‪ ،‬عبد الحميد‪ ،)2020( ،‬حماية الممكية الفكرية‪ ،‬بدون رقم طبعة‪،‬‬

‫اإلسكندرية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬المراجع المتخصصة‬

‫‪ ‬أبو ابراىيم‪ ،‬محمد‪ ،‬السعيد‪ ،‬سمير‪ ،)2008( ،‬أثر الحق األدبي لممؤلف عمى القواعد‬

‫العامة لمعقود‪ ،‬بدون رقم طبعة‪ ،‬المحمة الكبرى‪ ،‬مصر‪ ،‬دار الكتب القانونية‪.‬‬

‫‪ ‬أبو الخير‪ ،‬عبد السميع‪ ،)2988( ،‬الحق المالي لممؤلف في الفقو اإلسبلمي والقانون‬

‫المصري‪ ،‬القاىرة‪ ،‬بدون رقم طبعة‪ ،‬مكتبة وىبة‪.‬‬

‫‪ ‬أبو بكر‪ ،‬محمد‪ ،)2005( ،‬المبادئ األولية لحقوق المؤلف واالتفاقيات والمعاىدات‬

‫الدولية‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪ ‬خميل‪ ،‬سيد‪ ،‬عبد اهلل‪ ،)2022 (،‬الحق في الترجمة‪ ،‬ط‪ ،2‬اإلسكندرية‪ ،‬مكتبة الوفاء‬

‫القانونية‪.‬‬
‫‪96‬‬

‫‪ ‬شديد‪ ،‬عبد الرشيد‪ ،‬وسامي‪ ،‬محمد‪ ،‬حقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪،)2004(،‬القاىرة‪،‬‬

‫ط‪ ،2‬دار النيضة العربية‪.‬‬

‫‪ ‬شمقامي‪ ،‬شحاتة‪ ،‬غريب‪ ،)2000( ،‬الممكية الفكرية في القوانين العربية‪ ،‬دراسة لحقوق‬

‫المؤلف والحقوق المجاورة ولخصوصية حماية برامج الحاسب اآللي‪ ،‬ط‪ ،2‬اإلسكندرية‪،‬‬

‫دار الجامعة الجديدة‪.‬‬

‫‪ ‬الصدة‪ ،‬عبد المنعم‪ ،‬فرج‪ )2968(،‬محاضرات في القانون المدني‪ ،‬حق المؤلف في‬

‫القانون المصري‪ ،‬إصدار معيد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول‬

‫العربية‪.‬‬

‫‪ ‬عبد السبلم‪ ،‬سعيد‪ ،)2004( ،‬الحماية القانونية لحق المؤلف ‪،‬ط‪ ،2‬مصر‪ ،‬القاىرة‪،‬‬

‫دار النيضة العربية‪.‬‬

‫‪ ‬عبداهلل‪ ،‬محمود‪ ،‬ببلل‪ ،)2028( ،‬حق المؤلف في القوانين العربية‪ ،‬ط‪ ،2‬بيروت‪،‬‬

‫لبنان‪ ،‬المركز العربي لمبحوث القانونية والقضائية‪( ،‬مجمس وزراء العدل العرب‪ ،‬جامعة‬

‫الدول العربية)‪.‬‬

‫‪ ‬العيدوني‪ ،‬وداد‪ ،)2009( ،‬حقوق المؤلف‪ ،‬ط‪ ،2‬طنجة‪ ،‬سميكي أخوان لمنشر‪.‬‬

‫‪ ‬القاضي‪ ،‬مختار‪ ،)2959( ،‬حق المؤلف‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬ط‪ ،2‬القاىرة‪ ،‬مكتبة األنجمو‬

‫المصرية‪.‬‬

‫‪ ‬كنعان‪ ،‬نواف‪ ،)2004( ،‬حق المؤلف (النماذج المعاصرة لحق المؤلف ووسائل‬

‫حمايتو)‪ ،‬ط‪،2‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬مكتبة دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪.‬‬


‫‪97‬‬

‫‪ ‬كنعان نواف‪ ،)2009(،‬حق المؤلف‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪ ‬لطفي‪ ،‬خاطر‪ ،)2988( ،‬قانون حماية حق المؤلف والرقابة عمى المصنفات‪ ،‬الطبعة‬

‫األولى‪.‬‬

‫‪ ‬مأمون‪ ،‬عبد الرشيد‪ ،)2978( ،‬الحق األدبي لممؤلف‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،‬بدون رقم‬

‫طبعة‪ ،‬دار النيضة العربية‪.‬‬

‫‪ ‬المستريحي‪ ،‬وصفي‪ ،‬عبلء‪ ،)2027( ،‬تنازع القوانين الخاصة بالحماية المدنية لحق‬

‫المؤلف(دراسة مقارنة)‪ ،‬ط‪ ،2‬األردن‪ ،‬عمان‪ ،‬دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪ ‬النجار‪ ،‬عبد اهلل‪ ،‬مبروك‪ ،)2000( ،‬الحق األدبي لممؤلف في الفقو اإلسبلمي والقانون‬

‫المقارن‪ ،‬الجيزة‪ ،‬مصر‪ ،‬دار المريخ لمنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪ ‬ىارون‪ ،‬جمال‪ ،)2005( ،‬الحماية المدنية لمحق األدبي لممؤلف في التشريع األردني‪،‬‬

‫ط‪ ،2‬األردن‪ ،‬عمان‪ ،‬دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪ ‬وفاء‪ ،‬شرف‪ ،)2999( ،‬تنازع القوانين في مجال الحقوق الذىنية لممؤلف‪،‬ط‪ ،2‬القاىرة‪،‬‬

‫دار النيضة العربية‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬الق اررات القضائية‬

‫‪ ‬حكم محكمة النقض المصرية بصفتيا المدنية ‪ ،‬ج‪ ،7‬يوليو ‪ ،2966‬مجموعة أحكام‬

‫النقض س‪ ،25‬ق‪.242‬‬
‫‪98‬‬

‫‪ ‬محكمة السين الفرنسية ‪ ،‬حكميا الصادر في ‪ 25‬نوفمبر ‪ 2927‬موسوعة دالموز‬

‫‪ ،2928‬ج‪.89/ 2‬‬

‫‪ ‬قرار محكمة التمييز األردنية بصفتيا الحقوقية رقم ‪ 2648/2003‬بتاريخ‬

‫‪.2003/22/22‬‬

‫‪ ‬قرار محكمة التمييز رقم (‪ )99/2797‬ىيئة خماسية‪ ،‬منشورات عدالة‪.‬‬

‫‪ ‬حكم محكمة النقض المصرية رقم ‪ 0487‬لسنة ‪ ،55‬مكتب فني ‪ ،36‬صفحة رقم‬

‫‪ 329‬بتاريخ ‪.2985/3/4‬‬

‫‪ ‬قرار محكمة التمييز األردنية بصفتيا الجزائية رقم ‪47/2995‬تاريخ‪2995/2/25‬‬

‫المنشور عمى الصفحة ‪ 2836‬من مجمة نقابة المحامين لسنة ‪.2995‬‬

‫‪ ‬قرار محكمة التمييز األردنية بصفتيا الحقوقية رقم ‪.2028/622‬‬

‫‪ ‬قرار محكمة بداية عمان بصفتيا الجزائية رقم ‪.2025/2338‬‬

‫‪ ‬قرار محكمة الجيزة االبتدائية المصرية الدائرة ‪ 22‬مدني في ‪ 22‬أيار ‪ 2992‬في‬

‫القضية رقم ‪ 8620‬لسنة ‪.2989‬‬

‫‪ ‬حكم محكمة النقض المصرية بصفتيا المدنية ‪ 7‬يناير ‪ ،2987‬مجموعة المكتب الفني‬

‫لسنة ‪ 38‬رقم ‪.22،78‬‬

‫‪ ‬حكم محكمة جنوب القاىرة االبتدائية‪ ،‬الدائرة الخامسة مدني‪ ،‬في الدعوى رقم ‪3465‬‬

‫لسنة ‪.2988‬‬
‫‪99‬‬

‫سادساً‪ :‬ندوات ومؤتمرات‬

‫‪ ‬ندوة الويبو(المنظمة العالمية لمممكية الفكرية) الوطنية المتخصصة لمسمطات القضائية‬

‫األردنية‪.)2004( ،‬‬

‫‪ ‬المجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا‪ ،‬االتفاقيات الدولية وقضايا التجارة في‬

‫المنطقة‪ :‬حقوق الممكية الفكرية‪ ،‬منشورات األمم المتحدة‪ ،‬نيويورك‪.2003 ،‬‬

‫‪ ‬الخطة القومية لمترجمة‪ ،‬إصدار المنظمة العربية لمتربية والثقافة والعموم‪.‬‬

‫‪ ‬سيدىم‪ ،‬ىناء‪ ،‬خالدة‪ ،‬حماية حقوق الممكية الفكرية لممصنفات الرقمية في بيئة‬

‫االنترنت‪ ،‬أعمال المؤتمر الدولي الرابع عشر‪ ،‬الجرائم االلكترونية‪ ،‬طرابمس ‪25/24‬‬

‫مارس (‪.)2027‬‬

‫‪ ‬حماية حقوق المصنفات الرقمية‪ ،‬مقال منشور في شبكة آفاق عممية وتربوية‪ ،‬كتب في‬

‫‪ 27‬أغسطس ‪ ،2026‬تم االطبلع عميو بتاريخ ‪.2029/9/25‬‬

‫سابعاً‪ :‬المواقع اإللكترونية‬

‫‪http://qistas.com/home‬‬ ‫‪ ‬موقع قسطاس‬

‫‪http://www.adaleh.info/‬‬ ‫‪ ‬موقع عدالة‬


111

The Legal Implications of the Translator’s Work in Intellectual Property Legislation

(A comparative study)

By Daoud Mohammed Alhariri

Supervised

Mohammed Mslam Alzawahra

Abstract

The present study (The Legal Effects of the Translator’s Work in the Legislation
of Intellectual Property), is prepared to show the legal effects of the translator’s work.
The importance of this study is due to the prevalence of translation work in recent times
and the need for special legislation to regulate everything related to the translator’s
work. The Jordanian legislator did not clarify the legal effects of the translator’s work in
the Copyright Protection Law No. 22 of the year1992. Therefore, it was necessary to
have this study which aims to clarify these effects in detail and the reader will be able to
distinguish the author from the translator, as well as to know everything related to the
translator.

This study answers the following question: (Is the legal rules that deal with
copyright and decided legal protection appropriate to the nature of the work of the
translator, or is this work of a special nature requires a legal system that shows the legal
implications of this work?). This study adopted the analytical and comparative
approaches, comparing the Jordanian Copyright Protection Law No. 22 of the year 1992
to the Egyptian Intellectual Property Rights Protection Law No. 82 of the year2002.

The study concluded that, although the work of the translator is based on
previous work, the work of the author, this work is independent because of its
innovation and effort requires special abilities only owned by the translator. The
researcher assured the need to determine the legal effects of the translator's work in a
separate section within the Jordanian Copyright Protection Law.

You might also like