You are on page 1of 82

‫الجمهــوريـ ـ ـ ــة الجــزائري ـ ـ ـ ــة الديمق ـراطي ـ ـ ــة الشعبي ـ ـ ـ ــة‬

‫وزارة التعــلي ــم الع ــالي والبح ــث العلم ـ ــي‬


‫ج ـ ـ ـ ـ ـ ــامع ـ ــة الدكتور موالي الطاهر‬
‫كليــة الحقوق والعلوم السياسية‬
‫قسم الحقوق‬
‫مذكــرة لنيــل شهــادة الم ـ ــاست ـ ــر‬

‫تخـ ــصص ‪ :‬علم االجرام‬

‫تح ــت عن ــوان‬

‫تحــت إشـــراف األستـــاذ‬ ‫من إعداد الطــالب ‪:‬‬


‫د‪ .‬مرزوق محمد‬ ‫مختاري محـــمـــد‬

‫لجنــــــة المنــــاقشــــة‬
‫الصفـــة‬ ‫الرتبـــــة‬ ‫اسـم و لقــب األستــــاذ‬
‫رئيســـا‬
‫مؤطــر‬ ‫أ‪.‬محاضر‬ ‫د‪ .‬مرزوق محمد‬
‫ممتحــنا‬
‫ممتحــنا‬

‫المــوسم الجـــامعي ‪2020/2019 :‬‬


1
‫" اللهم لك الحمد كما ينبغي لجالل وجهك وعظيم سلطانك ‪".‬‬

‫وعرفانا مني بالجميل أتقدم بالشكر الجزيل لألستاذ المشرف على هذه المذكرة‬
‫د‪ .‬مرزوق محمد‬ ‫األستاذ ‪:‬‬
‫الذي قبل دون تكلف االشراف على هذا العمل‪.‬‬

‫كما أشكر السادة أعضاء لجنة المناقشة الذين خصصوا قسطا من وقتهم لقراءة هذه‬
‫المذكرة‪.‬‬

‫كما أتقدم بالشكر لكل من قدم لنا يد العون من بعيد أو قريب في سبيل إخراج هذا‬
‫العمل إلى الوجود‬

‫‪2‬‬
‫فهرس احملتويات‬

‫إهداء‬

‫شكر و عرفان‬

‫فهرس المحتويات‬

‫قائمة المختصرات‬

‫مقدمة عامة ‪ ..............................................................................................‬ب‬

‫الفصل األول ‪ :‬تنظيم الضبطية القضائية ‪ ،‬اختصاصاتها و الرقابة عليها‬

‫المبحث األول‪ :‬نطام الضبطية القضائية ‪2 ....................................................................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬الضطية القضائية و عالقتها بالضبط االداري ‪2 ...............................................‬‬

‫‪.‬الفرع األول ‪ :‬تعريف الضبطية القضائية ‪2 ..................................................................‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬التمييز بين الضبط القضائي والضبط اإلداري ‪3 .................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الحاملون لصفة الضبطية القضائية ‪4 ..........................................................‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬ضباط الشرطة القضائية ‪4 .....................................................................‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬أعوان الشرطة القضائية‪7 .................................................................. .‬‬

‫الفرع الثالث ‪:‬األعوان والموظفين المنوط بهم قانونا بعض مهام الضبطية القضائية‪7 .......................... .‬‬

‫المطلب األول‪ :‬االختصاص المكاني لضابط الشرطة القضائية ‪9 ...............................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف االختصاص المكاني ‪9 ..................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬ضوابط انعقاد االختصاص المكاني ‪10 .........................................................‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬شـروط صحـة عمـل ضباط الشرطة القضائية أثناء ممارستهم االختصاص المكاني‪11 ............‬‬

‫‪3‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬االستثناءات الواردة على االختصاص المكاني ‪11 ............................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬امتداد اختصاص من الدائرة اإلقليمية إلى دائرة المجلس القضائي ‪11 ............................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬امتداد االختصاص المحلي إلى المستوى الوطني ‪12 ............................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬االختصاص الوطني لضابط األمن العسكري ‪13 ................................................‬‬

‫المطلب الثالث ‪:‬االختصاص النوعي لضباط الشرطة القضائية ‪14 ........................................... :‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تلقي الشكاوي والبالغات ‪15 ...............................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪: :‬جمع االستدالالت ‪15 ........................................................................‬‬

‫الفرع الثالث تحرير المحاضر‪15 ............................................................................‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬إدارة ومراقبة الشرطة القضائية‪16 ...........................................................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬سلطة النيابة العامة على أعضاء الضبطية القضائية ‪16 ........................................‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬إدارة وكيل الجمهورية للضبطية القضائية ‪16 ....................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اشراف النائب العام على الضبطية القضائية ‪19 ..................................................‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬مراقبة غرفة االتهام ألعمال الضبطية القضائية ‪21 .............................................‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مسؤولية أعضاء الضبطية القضائية ‪24 .....................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المسؤولية التأديبية ‪24 .....................................................................:‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬المسؤولية الجزائية ‪25 .........................................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬المسؤولية المدنية‪25 ........................................................................ .‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬سلطات الضبطية في حالة التلبس‬

‫المبحث األول ‪ :‬ماهية التلبس بالجريمة وخصائصها ‪30 .....................................................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم التلبس ‪30 .........................................................................‬‬

‫‪4‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تحديد الطبيعة القانونية إلجراءات التلبس‪32 ................................................‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬خصائص التلبس ‪34 ......................................................................‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬الطابع العيني للتلبس ‪34 .................................................................... :‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬اعتماد التلبس على مظاهر خارجية تنبئ بذاتها عن وقوع الجريمة ‪35 ...........................‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬حصر حاالت التلبس ‪36 .....................................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬حاالت التلبس وشروطه ‪37 .................................................................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬حاالت التلبس ‪37 .........................................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬شروط صحة التلبس بالجريمة ‪40 ............................................................‬‬

‫أوال‪ :‬توافر حالة من حاالت التلبس ‪40 ......................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬معاينة حالة التلبس بالجريمة من طرف ضباط الشرطة القضائية ‪40 .......................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬اكتشاف حالة التلبس بالجريمة عن طريق مشروع ‪41 ....................................................‬‬

‫‪-2‬أسباب عدم مشروعية التلبس‪43 ....................................................................... :‬‬

‫أ_ اكتشاف التلبس بإجراء غير قانوني‪43 .................................................................. :‬‬

‫ب_ اكتشاف التلبس نتيجة استخدام حيلة غير مشروعة‪44 ................................................. :‬‬

‫ج_اكتشاف التلبس نتيجة إساءة استعمال السلطة و تجاوز حدودها‪44 ..................................... :‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬شروط التلبس ‪45 .........................................................................‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬سلطات الضبطية القضائية في حالة التلبس ‪46 ............................................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬اإلجراءات الوجوبية ‪46 ....................................................................‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬اإلجراءات الجوازية‪47 .....................................................................‬‬

‫‪1-‬االستيقاف ‪47 ....................................................................................... :‬‬

‫‪2-‬ضبط المشتبه فيه و اقتياده إلى اقرب مركز ‪48 ......................................................... :‬‬

‫‪5‬‬
‫‪3-‬األمر بعدم المبارحة ‪49 ................................................................................ :‬‬

‫‪-4‬التوقيف للنظر‪51 .......................................................................................‬‬

‫‪5-‬التفتيش ‪56 ........................................................................................... :‬‬

‫‪-6‬القبض ‪59 ............................................................................................ :‬‬

‫الخاتمة العامة‬

‫قائمة المراجع‬

‫‪6‬‬
‫قائمة المختصرات‬

‫قانون اإلجراءات اجلزائية اجلزائري‪.‬‬ ‫ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬

‫قانون اإلجراءات املدنية اجلزائري‪.‬‬ ‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬ج‬

‫قانون اإلجراءات اجلزائية الفرنسي‪.‬‬ ‫ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ف ‪.‬‬

‫القانون املدين اجلزائري‪.‬‬ ‫ق‪.‬م‪.‬ج‬

‫قانون العقوبات اجلزائري‪.‬‬ ‫ق‪.‬ع‪.‬ج‬

‫ديوان املطبوعات اجلامعية‪.‬‬ ‫د‪.‬م‪.‬ج‬

‫اجلزء‪.‬‬ ‫ج‬

‫‪.‬الطبعة‪.‬‬ ‫ط‬

‫دو ن طبعة‪.‬‬ ‫دـط‬

‫الصفحــة ‪.‬‬ ‫ص‬

‫اجلريدة الرمسية‪.‬‬ ‫جر‬

‫‪7‬‬
‫المقدمة العامة‬

‫مقدمة عامة‬
‫إن اجلرمية ظاهرة اجتماعية خطرية ملدى مساسها باستقرار وأمن اجملتمع‪ ،‬ما يستدعي توفري القانون للحد منها‬
‫وتقصي آثار اجملرمني‪ ،‬للحد من انتشارها وردع اجملرمني‪ .‬ولذلك اهتمت كل التشريعات باجلرمية‪ ،‬وأخذت على عاتقها‬
‫مسؤولية مكافحتها واحلد منها‪ ،‬لكن تطور اجملتمعات صاحبه تطور يف أساليب ارتكاب اجلرمية‪ ،‬مما دفع التشريعات للتدخل‬
‫لتكيف قوانينها يف كل مرة للتوسيع من أساليب مكافحة اجلرمية ملا هلا من آثار سلبية‪.‬‬

‫و مبا أن وقوع اجلرمية هو الذي ينشئ للدولة احلق يف عقاب مرتكبيها‪ ،‬و ملا كان اقتضاء هذا احلق هو العلة اليت‬
‫تقف وراء وجود التنظيم القضائي اجلنائي وراء إعطاء النيابة العامة –باعتبارها وكيلة عن اجملتمع –حق حتريك الدعوى‬
‫اجلزائية ورفعها إىل القضاء‪ ،‬و مباشرهتا أمامه إىل حني صدور احلكم القضائي ‪.‬‬

‫إال أن حتريك الدعوى العمومية متر بعد مراحل‪ ،‬لذلك نظم التشريع اإلجرائي اجلزائري هذه املراحل إىل غاية‬
‫النطق باحلكم؛ وتتمثل أول مراحلها يف مرحلة البحث والتحري اليت متارسها الضبطية القضائية‪ ،‬بتوليها الكشف عن‬
‫ظروف اجلرمية والتنقيب والبحث عن صحة وقوعها ما مل يبدأ فيها حتقيق قضائي‪ ،‬وهي مرحلة متهيدية سابقة لتحريك‬
‫الدعوى العمومية‪.‬‬

‫وقد اصطلح على تسميته جبهاز الضبطية القضائية متيزا له عن الضبطية اإلدارية‪ ،‬فاألول منوط به التحري عن‬
‫اجلرائم املرتكبة والبحث عن مرتكبيها وتعقبهم لذلك يعترب من األجهزة املساعدة للسلطة القضائية يف أداء مهمتها‪ ،‬أما‬
‫الثاين فهو ملزم باحرتام القانون وحتقيق األمن والسكينة للمواطنني فدوره إذن وقائي ويرتتب على ذلك أن نطاق الضبطية‬
‫القضائية الوظيفي يتحدد باملرحلة السابقة على وقوع اجلرمية‪.‬‬

‫ويشمل هذا اجلهاز ثال ث فئات طبقا لنصوص اإلجراءات اجلزائية هم ضباط الشرطة القضائية‪ ،‬وأعوان الضبط‬
‫القضائي‪ ،‬والضباط‪ 1‬واألعوان املنوط هبم بعض مهام الضبط القضائي قانونا‪.2‬‬

‫الضبطية القضائية ونظرا ألمهيتها البالغة يف البحث والتحري خول هلا املشرع اختصاصات معينة لكل فئة وسلطات‬
‫معينة حفاظا على احلرية الفردية للشخص حسب نوع اجلرمية او اجلنحة‪.‬‬

‫‪ 1‬األمر رقم ‪ 155 -66‬المؤرخ في ‪ 18‬صفر ‪ 1386‬الموافق ل‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 27‬من قانون اإلجراءات الجزائية‬
‫ب‬
‫المقدمة العامة‬

‫ومن بني هذه اجلرائم اليت خنتص بدراستها يف هذا املوضوع هي اجلرمية املتلبس هبا اليت هي عبارة تطابق زمين بني‬
‫حلظة ارتكاب اجلرمية و حلظة اكتشافها‬

‫إن املشرع اجلزائري مل يتطرق إىل تعريف التلبس و إمنا تطرق يف املادة ‪ 41‬من قانون اإلجراءات اجلزائية إىل حاالت‬
‫التلبس باجلرمية و اليت أوردها على سبيل احلص ـ ــر ‪.‬‬

‫ونظرا إىل خطورة اجلرمية املتلبس هبا‪ ،‬وما تستوجبه لضبطها‪ ،‬جند أن املشرع اجلزائري أفرد هلا تنظيم قانوين خاص‪،‬‬
‫من خالله حاول مواجهتها بسرعة من ناحية‪ ،‬ومن ناحية ثانية أن يتم ذلك يف إطار الشرعية اإلجرائية‪ ،‬ويتحقق ذلك‬
‫بااللتزام بتطبيق اإلجراءات اخلاصة حبالة التلبس باجلرمية‪ ،‬دون التوسع أو القياس مهما كانت الظروف ‪،‬ووضع لذلك املشرع‬
‫اجلزائري جمموعة من النصوص القانونية ملواجهة اجلرمية املتلبس هبا‪ ،‬يف قسم خاص بعنوان‪":‬يف اجلنايات واجلنح املتلبس هبا"‪،‬‬
‫خول من خالهلا لضباط الشرطة القضائية سلطة ممارسة إجراءات أوسع من االختصاصات األصلية هلم‪ ،‬استثناءا ‪،‬ملا‬
‫تستوجبه هذه احلا لة من إجراءات سريعة لضبطها‪ ،‬أين تكون إجراءات التحري غري كافية‪ ،‬أو عاجزة عن استكمال التحريات‬
‫حوهلا جلمع األدلة وضبط اجملرمني‪،‬و دون متكن هذا األخري من العبث باألدلة‪.‬‬

‫• أهمية الموضوع ‪:‬‬

‫إن موضوع الضبطية القضائية يلعب دور فعال من أجل حتقيق العدالة باكتشاف اجلرمية و مرتكبيها ‪ ،‬لكن يتطلب‬
‫أثناء ممارستهم لوظائفهم صالحيات و سلطات ختتص هبم خاصة يف اجلرمية املتلبس هبا و هي اختصاصات استثنائية خوهلا‬
‫القانون لفئات معينة و حمددة و لذلك وجب حتديد هذه الفئات ومهام كل فئة يف إحدى حاالت التلبس باجلرمية ‪ ،‬ومنه‬
‫الكشف عن اإلجراءات واألليات القانونية اليت رصدها املشرع اجلزائري لألجهزة الضبطية القضائية يف جمال مكافحة اجلرمية‬

‫• أسباب اختيار الموضوع‬


‫سبب شخصي كوين امثل أحد أعوان الضبطية القضائية‪ ،‬وأمارس هذه السلطات و الصالحيات يف‬ ‫‪-1‬‬
‫حدود من نص عليه القانون حتت إدارة وكيل اجلمهورية ‪،‬وإشراف النيابة العامة و حتت مراقبة غرفة االهتام‬
‫اإلدراك الفعلي ملضمون السلطات اليت ميار سها ضباط الشرطة القضائية بصدد التلبس باجلرمية ‪ ،‬واليت‬ ‫‪-2‬‬
‫منحها املشرع اجلزائري هلم مراعاة لضرورة اإلسراع يف ضبط أدلة اجلرمية‪ ،‬واحملافظة على أثارها وكشف‬
‫الفاعل احلقيقي‪ ،‬ملنع اندثار األدلة و تضليل العدالة‪ ،‬و قد يدفع بذلك الثمن أشخاص أبرياء‬

‫ج‬
‫المقدمة العامة‬

‫لتسليط الضوء أكثر على األهداف املنتظر التوصل إليها من خالل دراستنا هذه فقد ارتأينا طرح اإلشكال التايل‬
‫‪:‬‬

‫‪ -‬فما هو تنظيم الشرطة القضائية و المهام المنوطة بها ؟ وما هي مهام و اختصاصات ضابط الشرطة‬
‫القضائية في حاالت التلبس بالجريمة ؟‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫• المنهج المتبع‪:‬‬

‫لإلجابة على املنهجية املطروحة اتبعنا االستقرائي يف أداة من أدواته و املتمثلة يف التحليل ‪ ،‬وجتلى ذلك من‬
‫خالل تبسيط وحتليل النصوص القانونية الواردة خصوص فيما تعلق باجلرمية املتلبس هبا و جهاز الضبطية القضائية‬
‫و سلطاهتا املخولة إليها قانونا الستخالص العناصر الضرورية‪ ،‬إىل جانب املنهج املقارن ويربز ذلك من خالل‬
‫مقارنة ما أخذ به املشرع اجلزائري مع التشريعني الفرنسي واملصري‪ ،‬والغرض من ذلك بيان مستوى التشريع اجلزائري‬
‫ومدى إصابته فيما ذهب إليه‪ ،‬وكل هذا هبدف تقدي حبث مبسط وواضح يسهل على مطلع عليه استيعابه و‬
‫فهمه ‪.‬‬

‫لإلجابة على اإلشكالية قسمنا حبثا هذا إىل فصلني ‪ ،‬الفصل األول تناولنا بشيء من االسهاب تنظيم الضبطية‬
‫القضائية يف املبحث األول ‪ ،‬اختصاصات الضبطية القضائية العادية و اختصاصها املكاين و النوعي ‪ ،‬مث املبحث‬
‫الثالث الرقابة على أعوان الضبطية القضائية و املسؤوليات املدنية و اجلزائية و التأديبية املرتتبة على ذلك‪.‬‬

‫ويف الفصل الثاين تطرقنا فيه إىل االختصاصات االستثنائية ألعوان الضبطية القضائية و املتمثلة يف اجلرمية املتلبس‬
‫هبا و على هذا األساس قسمناه إىل ثالث مباحث ‪ ،‬يف املبحث األول عرفنا اجلرمية املتلبس هبا و خصائصها‬
‫‪،‬واملبحث الثاين ‪ ،‬حاالت التلبس وشروطها ‪ ،‬أما املبحث الثالث فكان حمور دراستنا حيث فصلنا يف سلطات‬
‫وواجبات أعوان الضبط القضائي يف حالة التلبس‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫د‬
‫ا لفصل األول ‪ :‬تنظيم الضبطية القضائية ‪ ،‬اختصاصاتها و الرقابة عليها‬

‫متهيد ‪:‬‬
‫ينشأ حق الدولة يف العقاب مباشرة بعد وقوع اجلرمية‪ ،‬وال متلك الدولة توقيع هذا العقاب إال عن طريق الدعوى‬
‫العمومية‪ .‬إل انه وقبل عرض هذه الدعوى على القضاء البد من وجود مرحلة تسبقها‪ ،‬وهي مرحلة متهيدية يتم فيها ضبط‬
‫اجملرم والتحري عن اجلرمية ومجع األدلة‪ ،‬ويسيطر على هذه املرحلة جهاز يعرف بالضبطية القضائية‪ .‬حيث أن قانون‬
‫اإلجراءات اجلزائية وضع له قانونا خاصا به ‪ ،‬هو الذي حيدد صالحيات ومسؤوليات الشرطة القضائية‬

‫‪1‬‬
‫ا لفصل األول ‪ :‬تنظيم الضبطية القضائية ‪ ،‬اختصاصاتها و الرقابة عليها‬

‫المبحث األول‪ :‬نطام الضبطية القضائية‬


‫ال يقصد الضبطية القضائية ففقط من ينتمي اىل سلك الشرطة القضائية الن أعوان االمن العسكري حيملون هذه‬
‫الصفة‪ ،‬بل وأكثر من ذلك ال يقصد بال الضبطية القضائية من حيمل صفة ضابط فحسب بل حىت االعوان يتمتعون هبذه‬
‫الصفة وهو ما سوف نقوم بتوضيحه‪ ،‬ولكن ليس بعد أن منيز بني الضبطية القضائية والضبطية اإلدارية‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬الضطية القضائية و عالقتها بالضبط االداري‬

‫‪.‬الفرع األول ‪ :‬تعريف الضبطية القضائية‬


‫التعريف اللغوي‬ ‫‪-1‬‬
‫حسبما يتماشى مع أصول اللغة فإن الضبط لغة يعين لزم الشيء وهو حفظه ‪،‬واصل كلمة بوليس جندها مشتقة‬
‫من الكلمة الالتينية ‪ Pohtia‬و اليت تعين كل تنظيم أوكل شكل حكومي ويقال ضبط األمر بضم الضاد مبعين أنه حدد‬
‫على وجه الدقة فيقال قد ضبط ذلك الشخص أو هذا الشيء ويعين التدوين الكتايب املشتمل على معامل واقعة خيشى لو‬
‫ترك أمرها نود تسجيل هلا أي تبدد معاملها ويزول أثرها من ذاكرة من عاينها وشاهدها وهذا املعىن للضبط يدخل يف عنصر‬
‫التدوين الكتايب الذي يسمى يف اللغة القانون بتحرير حمضر ولذا يقال أن ضبط الواقعة يعين حترير حمضرها‪.‬‬
‫المعنى االصطالحي‬ ‫‪-2‬‬
‫أما اصطالحا فمدلول الضبطية القضائية ينصرف إىل معنيني مها‪:‬‬
‫املدلول األول اإلجراءات اليت يقوم هبا رجال الضبط القضائي للبحث و التحري عن اجلرمية ومرتكبيها‬ ‫أ‪-‬‬
‫ومجع التحريات أو بعبارة أخرى هي كل املهام املنوطة بأجهزة الضبط القضائي احملددة يف املادة‪12‬من قانون اإلجراءات‬
‫واليت تتمثل " البحث والتحري عن الجرائم المقررة في قانون العقوبات وجمع األدلة عنها والبحث عن مرتكبيها‬
‫أما إذا فتح التحقيق " فإن على الضبط تنفيذ تفويض اجتهات التحقيق وتلبية‬ ‫‪1‬‬
‫مادام لم يبدأ فيها بتحقيق قضائي "‬
‫طلباهتا ‪".‬وفقا للمادة‪13‬من القانون السالف الذكر‪.2‬‬
‫ب‪ -‬أما املدلول الثاين الضبط القضائي ينصرف إىل األجهزة املكلفة بتنفيذ املهام املش راليه أعاله كالدرك‬
‫الوطين واألمن الوطين وهو مفهوم شخصي يطلق على أعوان جهاز الضبط القضائي نفسه أي جمموع أعضائه املكونني له‬
‫يطلق على أعوان موظفني وأعوان مكلفني ببعض مهام الضبط القضائي‬

‫‪ 1‬د ‪.‬عبد اهلل اوهايبية‪ ،‬ضمانات احلرية الشخصية أثناء مرحلة البحث التمهيدي ‪.‬الديوان الوطين لألشغال الرتبوية‪،‬ط‪،2‬س‪،2004‬ص‪77‬‬
‫‪ 2‬عبد اهلل أوهيبية ‪ ،‬شرح إجراءات قانون اإلجراءات اجلزائية اجلزائري ‪ ،‬دار هومة ‪ ،‬طبعة ‪ ،2015‬ص ‪77‬‬
‫‪2‬‬
‫ا لفصل األول ‪ :‬تنظيم الضبطية القضائية ‪ ،‬اختصاصاتها و الرقابة عليها‬

‫‪1‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬التمييز بين الضبط القضائي والضبط اإلداري‬
‫تقوم قوات االمن بصفة عامة مبهمة احملافظة على النظام العام و السكينة العامة داخل الرتاب الوطين ‪ ،‬يف سبيل‬
‫قيامها بدورها هذا وتنقسم إىل قسمني ‪ :‬الضبط القضائي و الضبط اإلداري‬
‫األصل أن مجيع أعوان االمن حيملون صفة الضبط االدري‪ ،‬ولكن ميز املشرع البعض منهم واضفى عليهم صفة‬
‫الضبط القضائي‪ ،‬الن اضفائها عليهم يقتضي منحهم سلطات متس حبقوق االفراد الشخصية‪ ،‬وهذا ما ينبغي معه أال ختول‬
‫إأل ألناس هلم من الصفات واملميزات ما يطمئن معه املشرع اىل حسن استعمال تلك السلطات‪.‬‬
‫يرتتب على ذلك أن وظيفة الضبط االداري هي حفظ االمن أي منع اجلرائم قبل و قوعها‪ ،‬و يف سبيل ذلك‬
‫يقومون مبراقبة املشتبه بأمرهم خشية قيامهم باجلرائم‪ ،‬كما يقومون بكل الوسائل و التدابري الالزمة اليت هتدف إىل منع‬
‫االضطراب و إزالة األسباب اليت تؤدي على االخالل بالنظام العامل و السكينة العامة‪.‬‬
‫أما الضبط القضائي فوظيفته تبدأ بعد وقوع اجلرمية‪ ،‬حبيث تكون مهمتهم تبعا لذلك البحث عن اجلرائم والتحقق‬
‫منها واجراء التحريات املختلفة ملعرفة مرتكبيها‪ ،‬بغية التوصل إىل احلقيقة‪ ،‬كما تقوم جبميع االستدالالت واعداد حماضر‬
‫بأعماهلا وارساهلا اىل السيد وكيل اجلمهورية ليتخذ ما يراه مناسبا بشأهنا‪.‬‬
‫الشكل رقم ‪ : 01‬الفرق بين الضبط اإلداري والضبط القضائي‬

‫الضبط القضائي‬ ‫الضبط االداري‬


‫• بعد و قوع الجريمة‬ ‫• قبل وقوع الجريمة‬
‫• البحث عن الجرائم‬ ‫• منع الجريمة‬
‫• التحقق من الجرائم‬ ‫• حفظ االمن‬
‫• اجراء التحريات للوصول إلى‬ ‫• مراقبة المشتبه فيهم‬
‫الحقية‬
‫المصدر ‪ :‬من اعداد الطالب‬

‫‪ 1‬عبد الرمحن خلفي ‪ ،‬اإلجراءات اجلزائية يف التشريع اجلزائري املقارن ‪ ,‬دار بلقيس ‪ ،‬الدار البيضاء‪ -‬اجلزائر الطبعة الثانية ‪، 2016 ،‬‬
‫ص ‪61‬‬
‫‪3‬‬
‫ا لفصل األول ‪ :‬تنظيم الضبطية القضائية ‪ ،‬اختصاصاتها و الرقابة عليها‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الحاملون لصفة الضبطية القضائية‬


‫بالرجوع إىل نص املادة ‪ 14‬من ق إ ج جند و أن الضبطية القضائية ككل تشمل ضباط الشرطة القضائية ‪،‬‬
‫و أعوان الضبط القضائي و املوظفون ‪ ،‬االعوان املفوض هلم قانونا بعض مهام الضبط القضائي و حناول معرفة هؤالء‬
‫بالتفصيل‬

‫الفرع األول ‪ :‬ضباط الشرطة القضائية‬


‫تنص املادة ‪ 15‬املعدلة مبوجب االمر ‪ 02-15‬املؤرخ يف ‪ 23‬جويلية ‪1 2015‬من ق إ ج " يتمتع بصفة ضابط‬
‫شرطة قضائية‪:‬‬
‫رؤساء اجملالس الشعبية البلدية‬ ‫‪-1‬‬
‫ضباط الدرك الوطين‬ ‫‪-2‬‬
‫املوظفون التابعون لألسالك اخلاصة من مراقبني وحمافظني وضباط الشرطة لألمن الوطين‬ ‫‪-3‬‬
‫ذوو الرتب يف الدرك‪ ،‬و رجال الدرك الذين أمضوا يف سلك الدرك الوطين ثالث (‪ )03‬سنوات على‬ ‫‪-4‬‬
‫األقل و الذين مت تعيينهم مبوجب قرار مشرتك صادر عن وزير العدل ووزير الدفاع الوطين‪ ،‬بعد موافقة جلنة خاصة‬
‫املوظفون التابعون لألسالك اخلاصة للمفتشني وحفاظ وأعوان الشرطة لألمن الوطين الذين أمضوا ثالث‬ ‫‪-5‬‬
‫(‪ )03‬سنوات على األقل هبذه الصفة والذين مت تعيينه مبوجب قرار مشرتك صادر عن وزير العدل ووزير الداخلية واجلماعات‬
‫احمللية‪ ،‬بعد موافقة جلنة خاصة‬
‫ضباط وضباط الصف التابعني للمصاحل العسكرية لألمن الذين مت تعيينهم خصيصا مبوجب قرار مشرتك‬ ‫‪-6‬‬
‫صادر بني وزير الدفاع ووزير العدل"‬
‫ضباط وضباط الصف التابعني للمصاحل العسكرية لألمن الذين مت تعيينهم خصيصا مبوجب قرار مشرتك‬ ‫‪-7‬‬
‫صادر بني وزير الدفاع الوطين و وزير العدل‬

‫‪ 1‬االمر ‪ 02-15‬املؤرخ يف ‪ 7‬شوال عام ‪ 1436‬املوافق ل ‪ 23‬يوليو سنة ‪ 2015‬املعدل و املتمم لالمر رقم ‪ 155-66‬املؤرخ يف ‪18‬‬
‫صفرعام ‪ 1386‬املوافق ل ‪ 8‬يونيو سنة ‪ 1966‬املتضمن قانون اإلجراءات اجلزائية و املوافق عليه بالقانون ‪ 17-15‬املؤرخ يف ‪ 1‬ربيع‬
‫‪4‬‬ ‫األول عام ‪ 1437‬املوافق ل ‪ 13‬ديسمرب سنة ‪ 2015‬ج ر عدد ‪.40‬‬
‫ا لفصل األول ‪ :‬تنظيم الضبطية القضائية ‪ ،‬اختصاصاتها و الرقابة عليها‬

‫‪ :‬صفة الضباط بقوة القانون‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬


‫رئيس المجلس الشعبي البلدي‪:1‬‬ ‫•‬
‫وهو اختصاص خول له بصفة شخصية وال جیوز له حبال من األحوال أن ينوب نائبه ‪ ،‬وعمليا ميكن القول أن‬
‫دورهم يف الغالب إالنظريا‪ ،‬أحيانا يف جمال التوقيف للنظر للمشتبه فيه يف حال وقوع يف بلديات معزولة أين ال وجود ال‬
‫للشرطة وال للدرك‪ ،‬وقد يقدمون معونة فعالة لوكالء اجلمهورية ملعرفتهم باألهايل يف حالة ما أريد توقيف أحدهم لالشتباه‬
‫يف ارتكابه جرم‪.2‬‬
‫مث هناك‪:‬‬
‫ضباط الدرك الوطين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حمافظي الشرطة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ضابط الشرطة يف األمن الوطين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وهنا وجب أن نشري إىل أن ضباط الشرطة القضائية الوارد ذكرهم يف املادة ‪15‬من ق ا ج ج‪ ،‬فقد خول هلم‬
‫املشرع إجراء التوقيف للنظر وجعله مقتصرا عليهم دون أعوان الضبط القضائي‪ ،‬نظرا ملا هلذا اإلجراء من خصوصية وخطورة‪.‬‬
‫ب‪ : -‬صفة الضباط بناء على قرار‬
‫هي تشمل صـفة الضابط بناء على قرار و ليس بقوة القانون كالفئة السابقة و جیب إلضفاء هذه الصفة عليها‬
‫إستصدار قرار مشرتك من الوزيرين املعنيني ‪ ،‬أي وزير العدل حافظ األختام من جهة ووزير الدفاع أو وزير الداخلية من‬
‫جهة أخرى وهو قرار خيص الفئة احملددة باملادة ‪ ، 15‬الفقرة اخلامسة و ما يليها و جیب أن يتوفر يف املرتشح الشروط التالية‪:‬‬
‫أن يكون املرتشح لصفة ضابط الشرطة القضائية من الفئات احملددة يف البندين ‪ 36،5‬من املادة ‪15‬من قانون‬ ‫‪-1‬‬
‫اإلجراءات اجلزائية ‪.4‬‬

‫‪ 1‬أنظر كل ما يتعلق بـرئيس اجمللس الشعيب البلدي يف القانون رقم ‪10-11‬املؤرخ يف ‪22‬يونيو‪2011‬الصادر باجلريدة الرمسية عدد ‪37‬بتاريخ‬
‫‪03‬يوليو‪.2011‬‬
‫‪ 2‬دمدوم كمال‪ ،‬رؤساء اجملالس الشعبية البلدية ضباطا للشرطة القضائية‪ ،‬دار هومة للنشر و التوزيع‪ ،‬اجلزائر‪،2004 ،‬ص ‪21‬‬
‫‪ 3‬البند الخامس‪ :‬ذوو الرتب يف الدرك ورجال الدرك الذين أمضوا يف سلك الدرك ثالث سنوات على األقل و الذين مت تعيينهم مبوجب‬
‫قرار مشرتك صادر عن وزير العدل و وزير الدفاع الوطين بعد موافقة جلنة خاصة‪ .‬البند السادس‪ :‬مفتشوا ألمن الوطين الذين قضوا يف‬
‫‪5‬‬
‫خدمتهم هبذه الصفة ثالث سنوات على األقل و عينوا مبوجب قرار مشرتك صادر من وزير العدل و وزير الداخلية واجلماعات احمللية وبعد‬
‫موافقة جلنة خاص‬
‫‪(15( 4‬معدلة مبوجب االمر رقم ‪15-02‬املؤرخ يف ‪23‬يوليو سنة ‪2015.‬‬
‫ا لفصل األول ‪ :‬تنظيم الضبطية القضائية ‪ ،‬اختصاصاتها و الرقابة عليها‬

‫أن يكون املرتشح لصفة ضابط الشرطة القضائية قد أمضى يف اخلدمة ثالثة سنوات على األقل بالنسبة لذوي‬ ‫‪-2‬‬
‫الرتب يف الدرك الوطين و رجال الدرك و ثالث سنوات ملفتشي األمن الوطين هبذه الصفة ‪.‬‬
‫إبداء الرأي باملوافقة من قبل اللجنة اليت تتكون من ممثل وزير العدل و الدفاع و الداخلية على املرتشح لصفة ضابط‬ ‫‪-3‬‬
‫الشرط ة القضائية مع اإلشارة إىل أن هذه اللجنة املشرتكة هلا إختصاص إبداء الرأي فقط دون إعطاء الصفة‬
‫للمرتشح و الذي هو من إختصاص الوزراء املعنيني طبقا للمرسوم ‪167-66‬املؤرخ يف ‪8‬يونيو ‪1966‬احملدد‬
‫لتسيري اللجنة و تسريها‪.‬‬
‫أن يـصدر الوزيران املختصان وزير العدل و وزير الدفاع أو الداخلية قرار مشرتكا يسبغ صفة ضابط شرطة قضائية‬ ‫‪-4‬‬
‫على املرشح من الفئات املعنية ‪.1‬‬
‫كما أضاف املشرع فئة أخرى وهم‪:-‬موظفو إدارة الغابات وهذا بعد صدور القانون رقم ‪91-20‬املؤرخ يف‬
‫‪02‬سبتمرب ‪ ،1991‬املعدل واملتمم للقانون ‪84-12‬املؤرخ يف ‪23‬جوان ‪1984‬املتضمن النظام العام للغابات حيث‬
‫أدرجت املادة ‪62‬مكرر ونصت على منح صفة ضابط شرطة قضائية للضباط املرمسني التابعني للهيئة اخلاصة إلدارة الغابات‪،‬‬
‫غري لن اختصاهم حمصور يف القيام بالتحقيقات و التحريات يف جمال اجلرائم املرتكبة بإخالل بنظام الغابات و التشريعات‬
‫املتعلقة بالصيد‪.‬‬
‫‪ :‬فئة مستخدمو مصالح األمن العسكري‪.‬‬ ‫ج‪-‬‬
‫تشمل مصاحل مستخدمو مصاحل األمن العسكري من ضباط وضباط الصف وتضفي عليهم صفة ضباط الشرطة‬
‫القضائية بناءا على قرار مشرتك بني وزير العدل ووزير الدفاع الوطين‪ ،‬ومل يشرتط القانون بشأهنم توفر جمموعة من الشروط‬
‫اليت طلبها يف الفئة الثانية وإمنا اشرتط فقط أن يكون املرتشح من ضباط مصاحل األمن العسكري أو ضباط الصف فيه‬
‫باإلضافة إىل إصدار القرار املشرتك‪.‬إن مستخدمو مصاحل األمن العسكري هلم اختصاص عام مثلهم مثل ضباط الشرطة‬
‫القضائية املذكورين أعاله وبالتايل جیب متيزهم عن الشرطة القضائية العسكرية الذين يستمدون مشروعية مهامهم من قانون‬
‫القضاء العسكري‪.2‬بالنسبة ملهامهم نصت عليها املادة ‪43‬من قانون القضاء العسكري وجتدر اإلشارة إىل إن اجلهات‬
‫القضائية العسكرية تطبق املبادئ العامة الواردة يف ق ا ج ج و ق ع ج وقانون القضاء العسكري مع مراعاة النصوص‬
‫املرتبطة بطبيعة النشاط العسكري وخصوصية اجلرائم العسكرية ‪.‬‬

‫‪ . 1‬عبد اهلل أوهيبية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪194‬‬


‫‪ 2‬أمر ‪28-71‬مؤرخ يف ‪22‬أبريل ‪1971‬املتضمن قانون القضاء العسكري الصادر باجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪، 38‬بتاريخ‬
‫‪6‬‬ ‫‪11‬مايو‪1971‬املعدل واملتمم‬
‫ا لفصل األول ‪ :‬تنظيم الضبطية القضائية ‪ ،‬اختصاصاتها و الرقابة عليها‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬أعوان الشرطة القضائية‪.‬‬


‫أي أعوان الضبطية القضائية أو أعوان الضبط القضائي على حنو تسميتهم املتضمنة يف املادتني ‪19‬و ‪20‬من قانون‬
‫اإلجراءات اجلزائية‪ .‬وقد حددت فتاهتم املادة ‪19‬من قانون اإلجراءات اجلزائية بأهنم‪-:‬موظفو مصاحل الشرطة وذوو الرتب‬
‫يف الدرك الوطين و رجال الدرك الوطين‪-1.‬الدركيون و مستخدمو مصاحل األلَمن العسكري الذين ليست هلم صفة ضابط‬
‫الشرطة القضائية‪2.‬جیب الَشارةإىل أن قانون اإلجراءات اجلزائية كان يعرتف بصفة الضبطية القضائية للحرس البلدي عند‬
‫وضعه سنة ‪1966‬م‪ ،‬إىل حني تعديله مبوجب األمر التشريعي ‪10-95‬يف حني مل تعتربهم املادة ‪19‬ضمن ضباط الشرطة‬
‫القضائية‬
‫إن اختصاص أع وان الشرطة القضائية أقل من اختصاص ضباط الشرطة القضائية و تنحصر يف مساعدة ضباط‬
‫الشرطة القضائية يف أداء مهامهم‪ ،‬و قد حددت املادة ‪20‬من قانون اإلجراءات اجلزائية اختصاص أعوان الشرطة القضائية‬
‫مبعاونة ضباط الشرطة القضائية يف مباشرة و ظائفهم كالقيام تصوير و بأعمال تعريف األشخاص‪ ،‬ممثلني يف ذلك أوامر‬
‫رؤسائهم كما يقومون جبمع كافة املعلومات قصد الكشف عن مرتكيب اجلرائم و إلقاء القبض عليهم‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪:‬األعوان والموظفين المنوط بهم قانونا بعض مهام الضبطية القضائية‪.‬‬
‫كان قانون حتقيق اجلنايات الفرنسي ال يعطي تفرقة واضحة بني األعوان واملوظفني املكلفني ببعض مهام الضبط‬
‫وأعضاء الضبطية اآلخرين‪ ،‬ومبوجب املادة ‪22‬إىل‪ 27‬أعطت توضحا هلذه الفئة واملهام املسندة إليها وهو النص الذي أخذه‬
‫‪1‬‬
‫املشرع اجلزائري يف املادة ‪ 21‬ومايليها من ق ا ج ‪.‬‬
‫‪:‬األعوان والموظفون المختصون في الغابات وحماية األراضي‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تتلخص مهامهم يف البحث والتحري ومعاينة جنح وخمالفات قانون الغابات وتشريع الصيد ونظام السري ومجيع‬
‫األنظمة اليت عينوا فيها بصفة خاصة ثباهتا أو يف حماضر ضمن الشروط احملددة يف النصوص اخلاصة‪ ،‬كما يقومون بتتبع‬
‫األشياء املنزوعة وضبطها يف األماكن اليت تنقل إليها ووضعها حتت احلراسة كاألخشاب املقطوعة ويف حال ما كانت موجودة‬
‫داخل منازل وجب أن حيظر معهم ضابط للشرطة القضائية مع مراعاة الشروط الشكلية و الزمنية لدخول املنازل‪1.‬لإلشارة‬
‫فان أعضاء الضبطية القضائية ذوي االختصاص العام حيتفظون باختصاصاهتم يف معاينة اجلنح واملخالفات إىل جانب‬

‫‪ 111‬املادة ‪ 21‬من ق ا ج ج ‪ " :‬يقوم رؤساء األقسام واملهندسون واألعوان الفنيون والتقنيون واملختصون يف الغابات ومحاية األراضي‬
‫واستغالهلا بالبحث والتحري و معاينة جنح وخمالفات قانون الغابات وتشريع الصيد ونظام السري ومجيع األنظمة اليت عينوا فيها بصفة خاصة‬
‫ثباته اتو يف حماضر ضمن الشروط احملددة يف النصوص اخلاصة‪ ،‬عدلت املادة بالقانون رقم ‪85-02‬املؤرخ يف ‪26‬يناير ‪1985‬الصادر‬
‫‪7‬‬
‫باجلريدة الرمسية عدد ‪05‬بتاريخ ‪27‬يناير ‪1985‬املعدل واملتمم لألمر ‪66-155‬املتضمن ق ا ج ج‬
‫ا لفصل األول ‪ :‬تنظيم الضبطية القضائية ‪ ،‬اختصاصاتها و الرقابة عليها‬

‫اهليئات التقنية وهذا ما نصت عليه املادة ‪ 26‬من القانون رقم ‪ 84-122‬بقوهلا‪ " :‬يتوىل الضبط القضائي أعوان الشرطة‬
‫القضائية وكذا اهليئة التقنية الغابية املنصوص عليها يف ق ا ج " ‪.‬‬
‫الوالة ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫طبقا لنص املادة ‪28‬من قانون اإلجراءات اجلزائية ميكن لفئة الوالة مبناسبة جرائم حمددة توصف جبنحة أو جرمية‬
‫ضد امن الدول ة ويف حالة االستعجال فقط إذا مل يكونوا على علم أن السلطات القضائية املختصة قد أخطرت باحلادثة‬
‫ممارسة سلطات الضبط القضائي‪ ،‬ويف هذا الشأن جیب عليهم اختاذ اإلجراءات الضرورية إلثبات اجلرمية املرتكبة إما بأنفسهم‬
‫أو عن طريق تكليف أحد ضباط الشرطة القضائية للقيام بذلك‪ .‬ولكي يقوم الوايل مبهام الضبط القضائي بوصفه عونا أو‬
‫‪1‬‬
‫موظفا مكلفا ببعض مهام الضبط ال بد من توافر الشروط التالية ‪:‬‬
‫أن تكون هناك حالة استعجال مقرتنة بعدم علم الوايل أن السلطات القضائية قد أخطرت باحلادثة ألن‬ ‫‪-‬‬
‫علمه يسقط سلطته يف مباشرة اإلجراءات املقررة قانونا‬
‫أن يقوم الوايل بإرسال األوراق لوكيل اجلمهورية ويقدم له مجيع األشياء اليت ضبطها باإلضافة إىل األشخاص‬ ‫‪-‬‬

‫املشتبه فيهم بارتكاب اجلرائم ‪.‬‬


‫أ ن تشكل اجلرمية جناية أو جنحة ضد أمن الدولة من الناحية السياسية أو االقتصادية كجرائم التجسس‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫اخليانة‪ ،‬تزييف النقود أو األوراق املصرفية املتداولة قانونا وغريها من اجلرائم‪.‬‬
‫جیب أن يقوم الوايل بإخطار وكيل اجلمهورية خالل الثماين واألربعني ‪48‬ساعةالتالية ملباشرته تلك‬ ‫‪-‬‬
‫اإلجراءات والتخلي عنها للسلطات القضائية املختصة‪..‬‬
‫الموظفون و أعوان اإلدارات و المصالح العمومية‬ ‫‪-3‬‬
‫تنص املادة ‪ 27‬من قانون اإلجراءات اجلزائية على أن ‪ " :‬املو ظفون و أعوان اإلدارات و املصاحل العمومية بعض‬
‫سلطات الضبط القضائي اليت تناط هبم مبوجب قوانني خاصة وفق األوضاع و يف احلدود املبينة بتلك القوانني و يكونون‬
‫خاضعني يف مباشرهتم مهام الضبط القضائي املوكلة إليهم ألحكام املادة الثالثة عشر من هذا القانون"و ميكن ذكر ضمن‬
‫هذا الصنف مثال‪ :-‬مفتشي العمل الذين خيتصون بإثبات املخالفات اليت تقع خرقا لتشريع العمل املنصوص عليها يف القانون‬
‫‪90/03‬املؤرخ يف ‪06/02/1990‬املتعلق باختصاصات مفتشية العمل ‪ ،‬وكذا أعوان اجلمارك‪ ،‬أعوان ومفتشو األسعار‬

‫‪ 1‬املادة ‪28‬ق إج‬


‫‪8‬‬
‫ا لفصل األول ‪ :‬تنظيم الضبطية القضائية ‪ ،‬اختصاصاتها و الرقابة عليها‬

‫واجلودة‪ ،‬أعوان الصحة النباتية‪ ،‬مفتشي الصيد‪ ،‬وحراس الشواطئ‪ ،‬أعوان الربيد واملواصالت السلكية والالسلكية‪ ،‬أعوان‬
‫شرطة املياه‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬االختصاص المكاني لضابط الشرطة القضائية‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف االختصاص المكاني‬


‫مـن أجل القيام بعملية البحث و التحري و مجع االستدالالت إلثبات اجلرائم ‪ ،‬منح القانـون لرجال الضبطية القضائية‬
‫‪1‬‬
‫العديد من اإلختصاصات والسلطات منها ما هو عادي و منها ما هو استثنائي‬

‫ففي احلاالت العادية يتمتع عناصر الضبطية القضائية بصالحيات ختوهلم البحث ‪ ،‬التحري عن اجلرائم و مرتكبيها لكشف‬
‫الغموض و إزالة اإللتباس املتعلق بوقوعها ‪ ،‬مث حترير حماضر تثبت ما قاموا به من أعمال ‪ ،‬تلك الصالحيات تكون حمصورة‬
‫يف حدود اإلختصاص املكاين و اإلختصاص النوعي ‪ ،‬حيث ال جیوز هلم مباشرة أعمال الضبط خارج نطاق هذا‬
‫االختصاص‪ ، 2‬لكن ما يهمنا يف هذا البحث هو دراسة االختصاص املكاين لضباط الشرطة القضائية ‪ ،‬فيا ترى ما املقصود‬
‫باالختصاص املكاين‬

‫يقصد باالختصاص املكاين تلك الدائرة احلدودية أو اجملال االقليمي الذي يباشر فيه ضابط الشرطة القضائية مهامه يف‬
‫التحري و البحث عن اجلرمية و يتحدد عادة حبدود الدائرة اليت يباشر فيها وظائفه املعتادة ‪ ،3‬و قد نصت املادة ‪ 16‬يف‬
‫فقراهتا األوىل و الثانية و الثالثة على االختصاص املكاين لضابط الشرطة الفضائية بقوهلا >> يكون لضابط الشرطة‬
‫القضائية اختصاصهم احمللي يف احلدود اليت يباشرن فيها وظائفهم املعتادة << إال أن هذه القاعدة ترد عليها استثناءات‬
‫تقتضيها الضرورة اإلجرائية ‪ ،‬حيث أنه إذا استوجبت ظروف التحري امتداد االختصاص خارج الدائرة احلدودية فإن القانون‬
‫جیيز لضباط الشرطة القضائية متابعة التحريات يف دائرة أخرى و يستفاد هذا من نص املادة ‪ 16‬يف فقرهتا الثانية و الثالثة‬

‫‪ 1‬د ‪ .‬عمر خوري ‪ :‬شرح قانون اإلجراءات اجلزائية‪ .‬طبعة مدعمة باالجتهاد القضائي للمحكمة العليا ‪ .‬لسنة ‪ . 2011/2010‬كلية‬
‫احلقوق‪.‬ص ‪.44‬‬

‫‪ 2‬د‪ .‬نصر الدين هنوين ‪ .‬دارين يقدح ‪ :‬الضبطية القضائية يف القانون اجلزائري ‪ .‬دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع ‪.‬ط ‪2009‬‬
‫‪.‬صنف ‪ .‬اجلزائر ‪.‬ص ‪49‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ 3‬أ‪ .‬حممد حريط ‪ :‬مذكرات يف قانون اإلجراءات اجلزائية ‪ .‬دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع ‪.‬ط ‪ . 2009‬اجلزائر العاصمة ‪ .‬ص‬
‫‪.54‬‬
‫ا لفصل األول ‪ :‬تنظيم الضبطية القضائية ‪ ،‬اختصاصاتها و الرقابة عليها‬

‫حيث تقول " و جیوز هلم يف حالة االستعجال أن يباش روا مهمتهم يف كافة نطاق أراضي اجلمهورية إذا طلب منهم أداء‬
‫ذلك أحد رجل القضاء املختصني مبوجب القانون " ‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬ضوابط انعقاد االختصاص المكاني‬


‫إن قانـون اإلجـراءات اجلزائية قد حدد نطاق االختصاص املكاين فجعل مكانيا لفئة معينة و إقليميا لباقي عناصر جهاز‬
‫الضبط القضائي ‪ ،‬لكنه مل يضع قواعد تبني احلاالت اليت جتعل ضابط الشرطة القضائية خمتصا إقليميا إال أنه ميكن حتديد‬
‫هذه الضوابط من خالل القواعد املنصوص عليها يف امل ـواد ‪ 37‬و ‪ 40‬من القانـون اإلجـراءات اجلزائية اليت تبني إختصاص‬
‫كل من وكيل اجلمهورية و قاضي التحقيق و هي كما يلي‪: 2‬‬

‫بمكان ارتكاب الجريمة ‪ :‬أي أن تكون اجلرمية قد وقعت يف الدائرة اإلقليمية الختصاص عضو الضبطية‬ ‫‪-1‬‬
‫القضائية و إذا تعددت أمكنة ارتكاب اجلرمية يكون خمتصا كل ضابط للشرطة القضائية وقع يف دائرة‬
‫اختصاصها أحد تلك األفعال املكونة للجرمية‪.‬‬
‫بمحل إقامة المشتبه فيه ‪ :‬و يقصد به حمل اإلقامة املعتاد سواء إقامته مستمرة أو متقطعة و يف حالة تعدد‬ ‫‪-2‬‬
‫‪3‬‬
‫املشتبه فيهم فينعقد االختصاص مبقر اإلقامة املعتاد ألحد املشتبه يف أهنم سامهوا فيها‪.‬‬
‫بمكان إلقاء القبض على المشتبه فيه ‪ :‬سواء كان القبض قد مت بسبب نفس اجلرمية موضوع البحث أو‬ ‫‪-3‬‬
‫ألي سبب أخر‪ .‬فإذا مت قبض املشتبه فيه أو ضبطه يف دائرة إختصاصه و يستوي هنا أن يقبض عليه بسبب‬
‫‪4‬‬
‫تلك اجلرمية أو بسبب جرمية أخرى لينعقد إختصاصه‬

‫‪ 1‬أ‪.‬د ‪ .‬بارش سليمان ‪ :‬شرح قانون اإلجراءات اجلزائية اجلزائري ‪.‬دار اهلدى للطباعة و النشر و التوزيع ج األول – عني مليلة ‪ .‬اجلزائر‬
‫العاصمة ‪ .‬ص‪.118‬‬
‫‪2‬‬
‫د‪ .‬نصر الدين هنوين ‪ .‬دارين يقدح ‪:‬املرجع نفسه ‪.‬ص ‪50‬‬
‫‪10‬‬ ‫أ‪ .‬حممد حريط ‪:‬املرجع نفسه ‪ .‬ص ‪.56 -55‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫د ‪ .‬عبد اهلل أوهايبية ‪ :‬مرجع سابق ‪.‬ص ‪106‬‬
‫ا لفصل األول ‪ :‬تنظيم الضبطية القضائية ‪ ،‬اختصاصاتها و الرقابة عليها‬

‫كما ينعقد اختصاصهم أيضا مبكان اقامة املستفيد من الشيك و يكون الوفاء به بالنسبة جلنحيت اصدار شيك بدون رصيد‬
‫و اصدار شيك رغم منع الشخص من ذلك املنصوص عليها باملادة ‪ 16‬مكرر من قانون العقوبات مبوجب املادة ‪375‬‬
‫مكرر اجلديدة من قانون العقوبات املتضمنة بالقانون رقم ‪ 36-06‬املعدل و املتمم لقانون العقوبات‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬شـروط صحـة عمـل ضباط الشرطة القضائية أثناء ممارستهم االختصاص المكاني‬
‫حىت ميارس ضباط الشرطة القضائية صالحياهتم يف البحث و التحري يف دائرة اختصاصهم ال بدا من توفر شروط أثناء‬
‫ممارستهم هذا االختصاص ومن بني هذه الشروط‪:‬‬

‫‪ -‬أن يكون ضابط الشرطة خمتصا‪.‬‬


‫‪ -‬جیب أن ميارس ضابط الشرطة القضائية برتخيص من القانون‬
‫‪ -‬جیب أن خيضع إلجراءات شكلية يتطلبها القانون‪.‬‬
‫‪ -‬جیب أن ال ميارس ضابط الشرطة القضائية أي عمل ال يدخل ضمن اختصاصه الوظيفي‪.‬‬

‫و يرتتب على خمالفة هذه الشروط البطالن ألن اإلختصاص من النظام العام‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬االستثناءات الواردة على االختصاص المكاني‬

‫الفرع األول‪ :‬امتداد اختصاص من الدائرة اإلقليمية إلى دائرة المجلس القضائي‬
‫جیيـز القانون متديد االختصاص احمللي لضابط الشرطة القضائية يف حالة االستعجال إىل كافة دائرة اختصاص اجمللس‬
‫القضائي ‪ 1‬أو بناء على طلب من السلطة القضائية ‪ ،‬فقد نصت الفقرة الثانية من املادة ‪ 16‬على أنه >> إال أنه جیوز‬
‫هلم يف حالة االستعجال أن يباشروا مهمتهم يف كافة دائرة اختصاص اجمللس القضائي امللحقني به‪<< .‬‬

‫من خالل نص املادة السالفة الذكر يتضح لنا امتداد االختصاص احمللي إىل كافة دائرة اختصاص اجمللس القضائي‪ ،‬ويكون‬
‫ذلك يف حالة االستعجال أي حالة اخلشية من ضياع الدليل إذا مل يسارع ضابط الشرطة القضائية يف اختاذ إجراءات معينة‬
‫‪2‬‬
‫وحالة ضرورة البحث والتحري على أن يبقى ميارس هذا التوسع يف االختصاص احمللي حتت إدارة و إشراف النيابة‬

‫‪ 1‬أ م‪ .‬عبد الرمحن خلفي ‪.‬حماضرات يف قانون اإلجراءات اجلزائية ‪.‬دار اهلدى للطباعة و النشر و التوزيع ‪ .‬ط ‪ – 2010‬عني مليلة ‪ .‬اجلزائر‬
‫العاصمة ‪.‬ص‪.53‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 2‬أ‪ .‬حممد حريط ‪ :‬املرجع نفسه ‪ .‬ص ‪.55‬‬
‫ا لفصل األول ‪ :‬تنظيم الضبطية القضائية ‪ ،‬اختصاصاتها و الرقابة عليها‬

‫و هذا االمتداد الختصاص ضابط الشرطة القضائية يكون بالشروط القانونية التالية‪:‬‬

‫‪ -‬أن تكون هناك حالة إستعجال‪.‬‬


‫‪ -‬أن يكون التمديد بناء على طلب من جهة قضائية خمتصة‪.‬‬
‫‪ -‬تبليغ أحد ضباط الشرطة القضائية املختص حمليا الذي يلتزم مبساعدة الضابط املنفذ لطلب جهات التحقيق لكونه‬
‫أكثر معرفة باإلقليم و سكان دائرة إختصاصه‪.‬‬
‫‪ -‬إبالغ وكيل اجلمهورية املختص حمليا ‪.1‬‬

‫املالحظ أن التمديد الوارد يف املادة ‪ 16‬الفقرة الثانية من قانون االجراءات اجلزائية يبقى االختصاص حمليا يف حدود الدائرة‬
‫االقليمية للمجلس القضائي ‪ ،‬أما التمديد الوارد يف املادة ‪ 16‬الفقرة الثالثة من قانون االجراءات اجلزائية فقد جعل‬
‫االختصاص وطنيا شريطة أن يكون بناء على طلب من جهة قضائية خمتصة‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬امتداد االختصاص المحلي إلى المستوى الوطني‬


‫بالرغم من أن ضابط الشرطة القضائية التابعني للدرك الوطين ميارسون مهامهم أساسا يف املناطق الريفية و خارج املناطق‬
‫العمرانية و زمالءهم التابعني ملصاحل األمن الوطين ( الشرطة ) ميارسون مهامهم داخل املناطق احلضرية على صعيد املمارسات‬
‫العملية و امليدانية ‪ ،‬فإن االختصاص االقليمي لضابط الشرطة القضائية حيدده قانون االجراءات اجلزائية و ليس هناط ما‬
‫مينع أي مواطن من تقدي شكواه اىل ضابط الشرطة القضائية التابع للدرط الوطين و لو كان مقيما داخل املدينة‪.3‬‬

‫و كذلك جیوز لضابط ا لشرطة القضائية يف حالة االستعجال مباشرة مهمته على كافة تراب اجلمهورية إدا طلب منه أداء‬
‫ذلك من طرف أحد رجال القضاء املختصني قانونا و ينبغي أن يساعدهم ضابط الشرطة القضائية الذي ميارس وظائفه يف‬
‫اجملموعة السكنية‪ 4‬الفقرة الثالثة من املادة ‪ 16‬أو يكون ذلك يف حالة طلب السلطات القضائية املختصة ذلك كحالة تنفيذ‬

‫‪ 1‬د‪ .‬أمحد علي ‪ :‬الوجيز يف التنظيم و مهام الشرطة القضائية ‪ .‬دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع ‪.‬ط ‪. 2005‬صنف ‪. 5/174‬‬
‫اجلزائر العاصمة ‪ .‬ص ‪25‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬نصر الدين هنوين ‪ .‬املرجع نفسه ‪.‬ص ‪51‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪ 3‬د‪ .‬أمحد علي ‪ :‬املرجع نفسه ‪ .‬ص ‪25‬‬

‫‪ 4‬أ‪.‬د ‪ .‬بارش سليمان ‪ :‬املرجع نفسه ‪ .‬ص‪.119‬‬


‫ا لفصل األول ‪ :‬تنظيم الضبطية القضائية ‪ ،‬اختصاصاتها و الرقابة عليها‬

‫تفويضات قضائية من قاضي التحقيق طبقا للمادة ‪ 13‬و ‪ 138‬من قانون االجراءات اجلزائية و حالة طلب النيابة العامة‬
‫أثناء مرحلة التحقيق التمهيدي‪ 1‬أو إذا كانوا بصدد مراقبة أشخاص توافرت ضدهم مربرات مقبولة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬االختصاص الوطني لضابط األمن العسكري‬


‫األصل أن يباشر عناصر الضبطية القضائية أعماهلم يف نطاق إقليمي حمدد لكن القانون وسع من الصالحيات اليت تقوم‬
‫هبا فئة معينة من عناصر الضبطية فجعل اختصاصهم وطنيا من باب احلرص على املصلحة العامة ‪ ،‬و يتحدد هذا‬
‫االختصاص حسب اجله ة اليت ينتمي هلا العضو و حسب طبيعة اجلرمية موضوع البحث‪.2‬‬

‫‪ .1‬ثبوت االختصاص لطائفة معينة‬

‫وفقا ملا ورد يف املادة ‪ 16‬من قانون االجراءات اجلزائية فإن القانون قد وسع من الصالحيات اليت يباشرها ضباط الشرطة‬
‫القضائية التابعون ملصاحل األمن العسكري و جعل إختصاصهم يشمل كافة الرتاب الوطين أي أن القانون منح هلم سلطة‬
‫‪3‬‬
‫ملباشرة وظائفهم اليت هتدف إىل محاية كيان الدولة من أي خطر يواجهها عرب كامل الرتاب الوطين‬

‫‪ .2‬ثبوت االختصاص في جرائم معينة‬

‫منح قانون اإلجراءات اجلزائية لضباط الشرطة القضائية على اختالف اجلهات األصلية اليت ينتمون إليها سواء كانوا من‬
‫األمن الوطين ‪ ،‬الدرك الوطين أو األمن العسكري و األعوان الذين ميارسون املهام حتت سلطة هؤالء الضباط إختصاصا‬
‫وطنيا ملباشرة صالحياهتم يف البحث و التحري عن اجلرائم املنصوص عليها يف املادة ‪ 16‬يف فقرتيها األخريتني و عي تلك‬
‫اجلرائم اليت توصف بكوهنا أعماال ختريبية و إرهابية ‪ ،‬طبقا لنص املادة ‪ 16‬الفقرة السابعة بأن ضابط الشرطة لألمن‬
‫العسكري يباشر اختصاصه على كافة الرتاب الوطين دون إخطار مسبق لوكيل اجلمهورية ‪ . 4‬وعليه فمصاحل األمن العسكر‬
‫هلم إختصاص وطين ‪.5‬‬

‫‪ 1‬أ‪ .‬حممد حريط ‪ :‬املرجع نفشه‪ .‬ص ‪.55‬‬


‫‪ 2‬د‪ .‬نصر الدين هنوين ‪ .‬دارين يقدح ‪ :‬املرجع نفسه ‪.‬ص ‪52‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬نصر الدين هنوين ‪ .‬دارين يقدح ‪ :‬مرجع سابق ‪.‬ص ‪53‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪ 4‬أ‪.‬د ‪ .‬بارش سليمان ‪ :‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.119‬‬

‫‪ 5‬أ م‪ .‬عبد الرمحن خلفي ‪.‬مرجع سابق ‪.‬ص‪.53‬‬


‫ا لفصل األول ‪ :‬تنظيم الضبطية القضائية ‪ ،‬اختصاصاتها و الرقابة عليها‬

‫المطلب الثالث ‪:‬االختصاص النوعي لضباط الشرطة القضائية ‪:‬‬


‫يقصد باالختصاص النوعي مدى اختصاص عضو الضبطية القضائية بنوع معني من اجلرائم دون غريها ‪ ،‬أو اختصاصه‬
‫بكل أنواع اجلرائم أي أن هناك نوعني من االختصاص ‪ :‬اختصاص عام واختصاص خاص كأن خيتص بالبحث والتحري‬
‫يف كل اجلرائم او خيتص باجلرائم العسكرية فقط أو يف اجلرائم اجلمركية وهو بالتايل قد يقتضي اطالق يد عضو الضبط‬
‫القضائي فيختص جبميع أنواع اجلرائم مهما كانت طبيعتها واملصلحة املعتدى عليها او حتديد اختصاصه بنوع معني وحمدد‬
‫من اجلرائم يتوىل القانون لتحديدها (قانون اإلجراءات اجلزائية أو بعض القوانني اخلاصة اليت تسبغ صفة الضبطية القضائية‬
‫على بعض األعوان واملوظفني) ‪.‬‬

‫فيطلق القانون يد ضابط الشرطة القضائية وأعوانه يف البحث والتحري يف مجيع أنواع اجلرائم ومرتكبيها فيطلق عليه اختصاص‬
‫نوعي عام ومرة يلجأ حتديد االختصاص لفئة من ـأعوان الضبطية القضائية ال يتوفرون على صفة ضابط شرطة قضائية يف‬
‫البحث والتحري على نوع وحمدد من اجلرائم فيسمى اختصاص نوعيا خاصا ‪.‬‬

‫وقد هنج املشرع اجلزائري هنج التمييز بني نوعني من االختصاص ‪ :‬العام واخلاص طبقا لنص املادة ‪ 16‬من قانون اإلجراءات‬
‫اجلزائية حيث أن ضابط الشرطة القضائية من الدرك الوطين وحمافظي وضباط الشرطة ورؤساء اجملالس الشعبية البلدية وحفاظ‬
‫و أعوان الشرطة لالمن الوطين يتولون االختصاص العام بالبحث والتحري يف مجيع اجلرائم دون تقييد ‪ ،‬يسلعد بدلك‬
‫أعواهنم طبقا للمادة ‪ 20-19‬من ( ق ا ج) أما االختصاص النوعي اخلاص فيتواله ضباط الشرطة القضائية من موظفني‬
‫واالعوان التابع ني لألسالك اخلاصة من مراقبني ومفتشني واملصاحل العسكرية لألمن احملددين بالبنود ‪1 06-05-03‬من‬
‫املادة ‪ 15‬من ق ا ج ‪ ، 2.‬وكذلك ضباط الشرطة القضائية التابعون للدوان املركزي لقمع الفساد ‪ 3‬و الومظفني و االعوان‬
‫‪4‬‬
‫املكلفون ببعض مهام الشرطة القضائية طبقا للمواد ‪ 28 ، 27 ، 21‬ق إ ج ‪.‬‬

‫‪ 1‬تعرضنا إىل هذه الفئات يف املطلب األول يف تنظيم و هيكل الضبطية القضائية‬
‫‪ 2‬انظر املادة ‪)15‬عدلت باألمر ‪ 02-20158‬املؤرخ يف ‪)2015/07/23‬‬
‫‪ 3‬طبقا للمادة ‪ 24‬مكرر من القانون املتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته رقم ‪ 01 – 06‬املؤرخ يف ‪ 20‬فرباير ‪2006‬‬
‫‪ 4‬تتعلق املادة ‪ 21‬برؤساء األقسام و املهندسني و االعوان الفنيني و التقنيني املختصني يف الغابات ومحاية األراضي و استصالحها‪ ،‬فتقرر‬
‫‪14‬‬ ‫هلم اختصاصا خاصا بالبحث و التحري ومعاينة اجلرائم اليت ترتكب خمالفة لقانوين الغابات و الصيد ‪ ،‬املادة ‪ 27‬اخلاصة باملوظفني و‬
‫أعوان اإلدارات و املصاحل العمومية و اختصاصهم ببعض مهام الضبط القضائي وفق ما حتدده القوانني اخلاصة هبم ‪ ،‬و املادة ‪ 28‬اليت تقرر‬
‫اختصاص الوايل بالبحث و التحري يف اجلنايات و اجلنح الواقعة ضد أمن الدولة‪.‬‬
‫ا لفصل األول ‪ :‬تنظيم الضبطية القضائية ‪ ،‬اختصاصاتها و الرقابة عليها‬

‫‪1‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬تلقي الشكاوي والبالغات‬
‫فرض املشرع على رجال الضبط القضائي عدة واجبات من بينها تلقي البالغات والشكاوى ‪،‬و املقصود بالبالغات‬
‫اإلبالغ عن اجلرمية أي اإلخبار عنها سواء حصل من شخص جمهول أو معلوم ‪،‬من اجملين عليه أو غريه من األفراد أو من‬
‫جهة عمومية أو خاصة ‪،‬شفاهة أو كتابة ‪،‬أوعن طريق اهلاتف أو الصحف أو أية وسيلة من وسائل اإلعالم ‪.‬أما الشكوى‬
‫أي التظلم عن سوء فعل الغري فغالبا ما تصدر من نفس الشخص املضرور أو أحد أقاربه شفاهة قصد متابعة اجلاين ‪،‬كما‬
‫ميكن تقدميها كتابة من الشخص املع نوي املتضرر من اجلرمية أو من حماميه ‪،‬وإال قدم البالغ أو الشكوى إىل ضابط الشرطة‬
‫القضائية وجب عليه قبوهلا و امتنع عليه رفضها وذلك حتت مسؤوليته اإلدارية ‪،‬كما أوجب القانون على مأموري الضبط‬
‫القضائي أن يبعثوا فورا إىل النيابة العامة بالبالغات والشكاوى اليت ترد إليهم بشأن اجلرائم ‪،‬غري أن التأخر يف تنفيذ هذا‬
‫الواجب ال يرتتب عليه البطالن وإمنا قد يعترب خطأ مهنيا يعرض صاحبه إىل املتابعة التأديبية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪: :‬جمع االستدالالت‬


‫و يقصد به القيام مبختلف اإلجراءات اليت تؤكد وقوع اجلرمية و معرفة مرتكبيها والظروف اليت حصلت فيها ومل‬
‫حيدد القانون إجراءات مجع االستدالالت فهي مرتوكة لتقدير رجال الضبط القضائي حيسب ظروف اجلرمية‪ .‬ولكنها كقاعدة‬
‫عامة ال متس حرية األشخاص أو حرمة مساكنهم فال ميلك الضبط القضائي إصدار أوامر بإحضار شخص أو تفتيش‬
‫مسكنه دون رضاه‪ ،‬كما يديل الشهود بشهادهتم دون حلف اليمني‪ ،‬فال يكرهون على قول ما ال يريدون‪.‬‬

‫وقد انتقدت مرحلة مجع االستدالالت بأهنا ال ختلو‪-‬خاصة الجريمة في حالة التلبس‪-‬من املساس حبريات األفراد‬
‫وحقوقهم ‪.‬‬

‫كما أن إجراءات االستدالل ختلو من بعض الشكليات اليت حتقق مصلحة اجملتمع يف الكشف عن احلقيقة مثل‬
‫حلف اليمني ‪،‬وهو ما ميكن التغلب عليه بفاعلية ورقابة النيابة العامة على القائمني هبا وحبسن تكوينهم و إعدادهم فضال‬
‫عن بطالن مثل هذه اإلجراءات التعسفية‪.2‬‬

‫‪3‬‬
‫الفرع الثالث تحرير المحاضر‬
‫• تعريـف المحضـر‬

‫‪ 1‬جياليل بغدادي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪24‬‬


‫‪ 2‬محد شوقي الشلقاين ‪،‬مبادئ اإلجراءات اجلزائية يف التشريع اجلزائري ‪،‬ديوان املطبوعات اجلامعية ‪،‬س ‪ ، 1999‬ص‪21‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪ 3‬جياللي بغدادي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪25‬‬
‫ا لفصل األول ‪ :‬تنظيم الضبطية القضائية ‪ ،‬اختصاصاتها و الرقابة عليها‬

‫هو وثيقة رمسية مكتوبة حيررها ويوقعها أعضاء الشرطة القضائية طبقا لألشكال اليت حددها القانون‪،‬واليت يسجلون عليها‬
‫ما يقومون به من أعمال تندرج يف إطار املهام املنوطة هبم كالتحريات‪-‬املعاينات–مساع األشخاص–تلقي الشكاوي–تفتيش‬
‫املساكن‪...‬اخل‪.‬‬

‫أوجب ق‪.‬إ‪.‬ج‪ .‬على ضباط الشرطة القضائية أن حيرروا حماضر بأعماهلم ويوضحوا فيها خمتلف اإلجراءات اليت قاموا هبا‬
‫واملكان والزمان و اسم وصفة حمررها ‪،‬وأن يبعثوا بأصوهلا فورا إىل وكيل اجلمهورية املختص مصحوبة بنسخ مطابقة لألصل‬
‫وكذا مجيع الوثائق و املستندات واألشياء املضبوطة وال يتمتع احملضر بقوة اإلثبات إال كان صحيحا يف الشكل وحمررا من‬
‫قبل ضابط خمتص حيدد فيه جممل ما عاينه دون زيادة أو نقصان وفق منوذج غالبا ما يكون موحد لدى هيئات الضبطية‬
‫القضائية لتسهيل مهمة القضاء يف متابعة اإلجراءات وكذا بسط الرقابة على هذه احملاضر وحمرريها‬

‫المبحث الثالث‪ :‬إدارة ومراقبة الشرطة القضائية‬


‫خيضع ضباط الشرطة القضائية لتبعية مزدوجة‪ ،‬فهم خيضعون لرؤسائهم املباشرين يف الشرطة والدرك الوطين واالمن العسكري‬
‫باعتبارهم أيضا ميارسون مهام الضبطية اإلدارية أيضا ‪ ،‬وخيضعون كذلك اثناء ممارسة مهامهم يف الضبطية القضائية الدارة‬
‫واشراف النيابة العامة ورقابة غرفة االهتام ‪.‬‬
‫فقد نصت الفقرة ‪ 02‬منم املادة ‪ 12‬من "ق إ ج" صراحة على أنه "ويتوىل وكيل اجلمهورية إدارة الضبط القضائي‬
‫ويشرف النائب العام على الضبط القضائي بدائرة االختصاص كل جملس قضائي ودلك حتت رقابة غرفة االهتام بدلك‬
‫‪1‬‬
‫اجمللس"‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬سلطة النيابة العامة على أعضاء الضبطية القضائية‬

‫الفرع األول ‪ :‬إدارة وكيل الجمهورية للضبطية القضائية‬


‫تنص الفقرة ‪ 02‬من املادة ‪ 17‬من ( ق إ ج ) على أنه ‪" :2.‬عند مباشرة التحقيقات وتنفيد االنابات القضائية ال جیوز‬
‫لضباط الشرطة القضائية طلب أو تلقي األوامر أو تعليمات اال من اجلهة القضائية الدي يتبعوهنا ودلك مع مراعاة أحكام‬
‫املادة ‪" 28‬‬

‫‪ 1‬د ‪ .‬عبد الرمحن خلفي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪113‬‬


‫‪ 2‬حتدد هذه املهام مهام و صالحيات الضبطية القضائية يف األحوال العادية و يف حالة التلبس‬
‫‪16‬‬
‫ا لفصل األول ‪ :‬تنظيم الضبطية القضائية ‪ ،‬اختصاصاتها و الرقابة عليها‬

‫فيما تنص الفقرة ‪ 02- 01‬من املادة ‪ 36‬من ( ق إ ج ) على أنه "يقوم وكيل اجلمهورية مبا يأيت‪:‬‬

‫‪ -‬إدارة نشاط ضباط وأعوان الشرطة القضائية يف دائرة اختصاص احملكمة وله مجيع السلطات والصالحيات املرتبطة‬
‫بصفة ضابط الشرطة القضائية‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬مراقبة تدابري التوقيف حتت النظر "‬
‫أ‪ -‬إدارة نشاط ضباط وأعوان الشرطة القضائية‪.‬‬
‫من نص الفقرة الثانية من املادة ‪12‬من ق ا ج ج تتجلى إدارة وكيل اجلمهورية لنشاط ضباط وأعوان الضبطية القضائية من‬
‫خالل ما يلي‪:‬‬

‫توجيه وكيل اجلمهورية ما يراه ضروريا من تعليمات للضباط والنظر فيما ميكنه اختاذه من إجراءات بشأن كل‬ ‫‪-1‬‬
‫واقعة معروضة أمامه‪.‬‬
‫تقييم عمل أعوان الشرطة القضائية وتنقيطهم مع أخذ هذا التنقيط بعني االعتبار يف ترقيتهم حيث تنص‬ ‫‪-2‬‬
‫املادة ‪18‬مكرر من ق ا ج ج على ما يلي‪ " :‬يمسك النائب العام ملفا فرديا لكل ضابط شرطة قضائية‬
‫يمارس سلطة الضبط القضائي بدائرة اختصاص المجلس القضائي‪ ... ،‬يتولى وكيل الجمهورية تحت‬
‫سلطة النائب العام تنقيط ضباط الشرطة القضائية العاملين بدائرة اختصاص المحكمة‪ ... ،‬يؤخذ‬
‫التنقيط في الحسبان عند كل ترقية‪".2‬‬
‫اإلذن يف اختاذ بعض اإلجراءات كالتفتيش‪ ،‬اإلحضار‪ ،‬اعرتاض املراسالت‪ ،‬تسجيل األصوات‪ ،‬التقاط الصور‬ ‫‪-3‬‬
‫والتسرب‪ ،‬طبقا لنصوص املواد ‪65، 44‬مكرر ‪1‬إىل ‪65‬مكرر ‪11‬من ق ا ج ج‪.‬‬
‫لوكيل اجلمهورية سلطة يف التصرف يف نتائج البحث والتحري الذي جیريه ضباط الشرطة القضائية وأعواهنم‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫من خالل حفظ أوراق أو حتريك الدعوى العمومية أو رفعها طبقا ملا تنص عنه املادة ‪36‬من ق ا ج ج‪" :‬‬
‫يقوم وكيل الجمهورية بما يأتي‪ :‬تلقي المحاضر والشكاوى والبالغات ويقرر ما يتخذ بشأنها ويخطر‬
‫الجهات القضائية المختصة بالتحقيق أو المحاكمة للنظر فيها أو يأمر بحفظها بمقرر يكون قابال‬
‫‪3‬‬
‫للمراجعة ويعلم به الشاكي أو الضحية إذا كان معروفا في أقرب اآلجال "‬

‫‪ 1‬املادة ‪( 36‬ذلت باألمر ‪ 02 – 2015‬املؤرخ يف ‪ ، 2015/07/23‬تبني هذه املادة صالحيات وكيل اجلمهورية و الدور البوليسي‬
‫املتضمن يف احلرص على ضمان عدم انتهاك النصوص اجلزائية سارية املفعول يف الدولة ‪.‬‬
‫‪ 2‬اطلع على املادة ‪12‬من األمر ‪66-155‬املؤرخ يف ‪08‬جوان ‪1966‬املتضمن ق ا ج ج املعدل واملتم‬
‫‪17‬‬
‫‪ 3‬عبد اهلل أوهايبية‪ ،‬املرجع نفسه ص ‪345،‬وما يليها‬
‫ا لفصل األول ‪ :‬تنظيم الضبطية القضائية ‪ ،‬اختصاصاتها و الرقابة عليها‬

‫ب‪ -‬مراقبة التوقيف للنظر‬


‫منح املشرع صالحيات لوكيل اجلمهورية اليت تسمح له مبراقبة مدى شرعيته‪ ،‬و احرتام حقوق املوقوفني ‪،‬و يف هذا السياق‬
‫تنص املادة ‪36‬فقرة ‪ 2‬من قانون اإلجراءات اجلزائية ان وكيل اجلمهورية يدير نشاط ضباط و أعوان الشرطة القضائية‬
‫بدائرة اختصاص احملكمة و يراقب تدابري التوقيف للنظر‪.‬‬

‫إن مراقبة وكيل اجلمهورية إلجراء التوقيف للنظر حقيقي و فعلي‪ ،‬و ذلك من خالل الواجب الذي نص عليه املشرع يف‬
‫الفقرة ‪1‬من املادة ‪ 51‬من القانون أعاله بالنسبة لضباط الشرطة القضائية‪ ،‬حيث ألزمهم القانون أن يطلعوا فورا وكيل‬
‫اجلمهورية و يقدموا له تقريرا عن دواعي التوقيف للنظر‪،‬و مضمون هذا التقرير يتعلق بالعناصر األولية لظروف اجلرمية و‬
‫األسباب اليت تربر التوقيف‪ ،‬ذلك أن السلطة التقديرية لضباط الشرطة القضائية يف توقيف شخص للنظر خاضعة ملراقبة‬
‫وكيل اجلمهورية ‪ ،‬تتمثل سلطة املراقبة يف هذه احلالة من خالل األعمال التالية‪:‬‬

‫االطالع على السجل الخاص بالتوقيف للنظر‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫ميكن لوكيل اجلمهورية من مراقبة اإلجراءات املتبعة و مدى شرعيتها ومطابقتها للقانون باالطالع على الدفاتر والسجالت‬
‫اخلاصة باحلجز وتفقد أماكن التوقيف بصفة دورية يف أي وقت ملعاينة ظروف لتوقيف واالطالع على البينات و املعلومات‬
‫الواردة هبا ك هوية الشخص املوقوف للنظر و ساعة وبداية احلجز و التهمة احملتجز بسببها وان أمكن فرتات الراحة و اليت‬
‫ميكن له أن يدون عليها مالحظاته‪.‬‬

‫كما أن لوكيل اجلمهورية ملا له من سلطة رقابة على هذه السجالت من بيان النقائص الواردة النقائص الواردة فيها و طلب‬
‫تصحيحها و استكماهلا ‪.1‬‬

‫إمكانية تعيين طبيب لفحص الموقوف للنظر سواء تلقائيا‪ ،‬أو بناءا على طلب أفراد عائلته‪ ،‬أو محاميه‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫تنص املادة ‪51‬مكرر ‪ :1‬ق‪.‬ا‪.‬ج يف فقرهتا األخرية‪ " :‬لدى انقضاء مواعيد احلجز يكون من املتعني إجراء فحص طيب‬
‫للشخص إذا ما طلب ذلك مباشرة أو بواسطة حماميه أو عائلته و يف أي حلظة أثناء‪ ،‬أو بعد التوقيف‪.2‬‬

‫‪ 1‬طاهري حسني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪165‬‬


‫‪ 2‬ملادة ‪51‬مكرر ‪ ،1‬من األمر رقم ‪ ،02-15‬املؤرخ يف ‪7‬شوال عام ‪1436‬املوافق ل‪23‬يوليو سنة ‪ ،2015‬املتضمن قانون اإلجراءات‬
‫‪18‬‬ ‫اجلزائي‬
‫ا لفصل األول ‪ :‬تنظيم الضبطية القضائية ‪ ،‬اختصاصاتها و الرقابة عليها‬

‫فهذا ما يوفر ضمانا للحرية الفردية عن طريق محاية السالمة اجلسدية للمحتجز يف مراكز الشرطة أو الدرك‪ ،‬واملالحظ أن‬
‫املادة جاءت جوازيه ومل يتضمن االلتزام‪ ،‬وتوقف إجراء الفحص الطيب بناء على طلب الشخص احملتجز‪. 1‬‬

‫زيارة األماكن المخصصة للتوقيف للنظر و التأكد من أنها تستجيب للشروط الالئقة بكرامة اإلنسان‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ينص القانون اجلزائري صراحة على الصالحية املخولة لوكيل اجلمهورية قصد تفقد وزيار ة أماكن احلجز لتأكد من صحة‬
‫إجراءات احلجز‬

‫فاملادة ‪ 2|12‬من ق ‪.‬ا‪.‬ج ختول لوكيل اجلمهورية إدارة الضبط القضائي‪،‬و سلطة الرقابة خصوصا على اإلجراءات املاسة‬
‫باحلرية الشخصية و قرينة الرباءة و أمهها احتجاز األشخاص وتقييد حريتهم‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اشراف النائب العام على الضبطية القضائية‬
‫يعترب ضباط الشرطة القضائية أثناء ممارستهم ملهام الضبط القضائي تابعني للنائب العام باعتباره رئيس النيابة العامة على‬
‫مستوى اجمللس القضائي فهم بالتايل خاضعني ألشرافه فيما يتعلق بأعمال وظائفهم القضائية‪ ،‬وجیوز هلم إحالة أي منهم‬
‫يتبني ضده تقصري يف عمله إىل غرفة االهتام لتحريك الدعوى التأديبية ضده‪.‬‬

‫وقد أصبح النائب العام مبوجب املادة ‪ 18‬مكرر من ( ق إ ج ) ميسك ملفا فرديا لكل ضابط شرطة قضائية ميارس‬
‫سلطات الضبط القضائي يف دائرة اختصاص اجمللس القضائي ويتم تنقيط ضباط الشرطة القضائية وكيل اجلمهورية حتت‬
‫سلطة النائب العام ‪.‬‬

‫مسك ملفات ضباط الشرطة القضائية‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫ليتمكن النائب العام من ممارسة مهمة اإلشراف نصت املادة ‪18‬مكرر على مايلي‪" :‬يمسك النائب العام ملفا فرديا‬
‫لكل ضابط شرطة قضائية يمارس سلطات الضبط القضائي في دائرة إختصاص المجلس القضائي و ذلك‬
‫مع مراعاة أحكام المادة ‪ 208‬من هذا القانون " ‪ ،‬و يرسل هذا امللف من قبل السلطة اإلدارية اليت يتبعها ضابط‬
‫الشرطة القضائية حسب احلالة أو من طرف النائب العام لدى آخر جهة قضائية باشر فيها ضابط الشرطة القضائية‬
‫مهامه أما فيما خيص ضباط الشرطة القضائية لألمن العسكري فإن ملفاهتم من طرف وكالء اجلمهورية العسكريني‬

‫‪ 1‬طاهري حسني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪163‬‬


‫‪2‬‬
‫د‪ .‬عبد الرمحن خلفي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪118‬‬
‫‪19‬‬
‫ا لفصل األول ‪ :‬تنظيم الضبطية القضائية ‪ ،‬اختصاصاتها و الرقابة عليها‬

‫التابعني لدائرة اختصاصهم ‪ ،‬وتكون هذا امللف من قرار التعيني ‪ ،‬وحمضر اليمني ‪ ،‬و حمضر التنصيب و صورة مشسية‬
‫عند اإلقتضاء‪.‬‬

‫تنقيط ضباط الشرطة القضائية ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬


‫حيث نصت الدادة ‪18‬مكرر من ق إ ج على أنه ‪«:‬يمسك النائب العام ملفا فرديا لكل ضابط شرطة قضائية‬
‫يمارس سلطات الضبط القضائي في دائرة اختصاص لمجلس القضائي و ذلك مع مراعاة أحكامـ المادة ‪208‬من‬
‫هذا القانون ‪.‬يتولى و كيل الجمهورية ‪ ،‬تحت سلطة النائب العام ـ ‪ ،‬تنقيط ضباط الشرطة القضائية العاملين بدائرة‬
‫‪1‬‬
‫اختصاص المحكمة ‪.‬يؤخذ التنقيط في الحسبان عند كل ترقية ‪».‬‬

‫يعد تنقيط ضباط الشرطة القضائية طريق من طرق الرقابة اليت يشرف عليها النائب العام ـ ‪ ،‬و من الناحية العملية فإن‬
‫التنقيط يتم مرة كل سنة على كيفية مزاولة أعماهلم ‪ ،‬و أن يفتح بالنسبة لكل واحد منهم ملفا خاصا بالنيابة العامة ترتب‬
‫فيه مجيع الوثائق اليت هتم مهنته ‪.‬و ترسل إىل وكيل اجلمهورية املختص يف أول ديسمرب من كل سنة يبدي اختصاصه‬
‫لرياسلها يف أجل ‪31‬ديسمرب إىل النائب العام بعد تبليغها للمعين ‪ ،‬و لضابط الشرطة القضائية أن يبدي مالحظاته كتابيا‬
‫حول تنقيطه و يوجهها إىل النائب العام و هذا مبقتضى إشرافه على الشرطة القضائية‪.2‬‬
‫‪3‬‬
‫اإلشراف علي تنفيذ التسخيرات‬ ‫‪-3‬‬
‫لقد نصت التعليمة الوزارية املشرتكة سابقا بأن يتوىل النائب العام مهمة اإلشراف على تنفيذ التسخريات اليت تصدرها‬
‫اجلهات القضائية للقوة العمومية من أجل حسن سري القضاء‪ ،‬و يشرتط يف التسخريات أن تكون حمررة يف شكل مكتوب‬
‫و مؤرخة و موقعة من اجلهة اليت أصدرهتا ‪.‬‬

‫والتسخريات تصدر يف عدة جماالت و ميكن أن نذكر منها بعض األوجه و هي كالتايل‪:‬‬

‫‪ -‬التسخري من أجل تنفيذ األوامر القضائية و القرارات اجلزائية ‪.‬‬


‫‪ -‬التسخري من أجل استخراج املساجني من املؤسسات العقابية للمثول أمام القضاء ‪.‬‬
‫‪ -‬التسخري من أجل حراسة املساجني عند حتويلهم من مؤسسة ألخرى ‪.‬‬
‫‪ -‬التسخري من أجل ضمان األمن و احلفاظ على النظام العام و خالل انعقاد اجللسات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫األمر رقم ‪ 02 -11‬حسب آخر تعديل املتضمن قانون اإلجراءات اجلزائية‬
‫‪2‬‬
‫نصر الدين هنوين ‪ ،‬الدرجع السابق ص ‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫‪20‬‬ ‫قشوطي خالد‪ ،‬املرجع نفسه ص ‪36،‬وما يليها‪.‬‬
‫ا لفصل األول ‪ :‬تنظيم الضبطية القضائية ‪ ،‬اختصاصاتها و الرقابة عليها‬

‫‪ -‬التسخري من أجل تقدي املساعدة الالزمة لتنفيذ األحكام و القرارات القضائية املدنية والسندات التنفيذية ويتم‬
‫ذلك عند االقتضاء وفق برنامج دوري يعد مسبقا من طرف وكيل اجلمهورية بالتنسيق مع مسؤويل القوة العمومية‬
‫و احملضرين القضائيني ‪ .‬و تقتصر التسخرية يف هذه احلالة على ضمان األمن و حفظ النظام العام و لإلشارة فإنه‬
‫عندما يصبح تنفيذ التسخريات يف آجاهلا احملددة مستحيال حترر اجلهة املسخرة تقريرا مسبقا يرسل إىل اجلهة‬
‫القضائية املسخرة الختاذ ما تراه مناسبا من إجراءات ‪ .‬كما جیب اإلشارة إىل أنه و يف الواقع فإن اإلشراف على‬
‫تنفيذ التسخريات كسلطة للنيابة العامة ممثلة يف النواب العامني لدى اجملالس القضائية‪ ،‬فإنه يتم يف الواقع العملي‬
‫عن طريق وكيل اجلمهورية نيابة عن النائب العام‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬مراقبة غرفة االتهام ألعمال الضبطية القضائية‬
‫تتوىل غرفة االهتام حق مراقبة أعامل الضبطية القضائية مبوجب املادة ‪ 206‬من ( ق إ ج ) ‪ ،‬إذ أن حق املراقبة إما ان‬
‫متارسه بنفسها مباشرة ‪ ،‬و إما بطلب من النائب العام و من رئيس غرفة االهتام ‪ ،‬وأن اختصاصها حملي يتحدد بنطاق كل‬
‫جملس قضائي‪.‬‬

‫وأما أعوان األمن العسكري فيخضعون لرقابة غرفة االهتام جمللس قضاء اجلزائر وهو ما نصت عليه املادة ‪ 207‬من ( ق إ‬
‫ج )‪.‬‬

‫وقد حددت املادة ‪ 208‬من ( ق إ ج ) إجراءات التحقيق الذي جتريه غرفة االهتام لزوما بشأن الدعوى التأديبية املرفوعة‬
‫امامها ضد أحد أعضاء الشرطة القضائية بسبب اخالله بأحد واجباته املهنية سواءا يف مرحلة التحقيق التمهيدي أو‬
‫القضائي‪ ،‬فان انتهى ذلك التحقيق جاز لغرفة االهتام أن تقرر مبوجب املادة ‪ 209‬من ق إ ج‪.‬‬

‫وسنتعرض يف هذه املطلب إيل صور رقابة غرفة اإلهتام علي جهاز الضبطية القضائية من خالل ثالثة نقاط هي ‪ :‬األمر‬
‫بإجراء حتقيق مث نتطرق إيل توقيع اجلزاءات ذات الطبيعة التأديبية و النقطة الثالثة إيل حتويل امللف إيل النائب العام‪ ،‬وذلك‬
‫كما يلي ‪:‬‬

‫األمر بإجراء تحقيق‬ ‫‪-1‬‬


‫تنظر غرفة االهتام كهيئة تأديبية يف اإلخالالت املنسوبة لعناصر الضبطية القضائية بغض النظر عن اإلجراءات التأديبية املقررة‬
‫يف القوانني األساسية هلم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫د ‪ .‬عبد اهلل اوهبية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪346‬‬
‫‪21‬‬
‫ا لفصل األول ‪ :‬تنظيم الضبطية القضائية ‪ ،‬اختصاصاتها و الرقابة عليها‬

‫و بالرجوع إىل التعليمة الوزارية املشرتكة السابق ذكرها جندها نصت على بعض اإلخالالت املهنية لضباط الشرطة القضائية‬
‫و اليت ميكن متابعتهم على أساسها و نذكر من بينها ‪:1‬‬

‫• عدم االمتثال دون مربر لتعليمات النيابة اليت تعطى لضباط الشرطة القضائية يف إطار البحث و التحري عن‬
‫اجلرائم و إيقاف مرتكبيها‪.‬‬
‫• التهاون يف إخطار وكيل اجلمهورية عن الوقائع ذات الطابع اجلزائي اليت تصل إىل علمهم أو تلك اليت يباشرون‬
‫التحريات بشأهنا ‪.‬‬
‫• توقيف األشخاص للنظر دون إخطار وكيل اجلمهورية املختص ‪.‬‬
‫• اإلفشاء بسرية املعلومات اليت قد يتحصلون عليها مبناسبة مباشرهتم ملهامهم ‪.‬‬
‫• تفتيش مساكن املشتبه فيهم دون إذن من السلطة املختصة و يف غري احلاالت املنصوص عليها قانونا ‪.‬‬
‫• خرق قوانني اإلجراءات اخلاصة مبمارستهم لالختصاصات االستثنائية‪.‬‬

‫توقيع الجزاءات ذات الطبيعة التأديبية‬ ‫‪-2‬‬


‫نصت عليه املادة ‪209‬ق‪.‬إ‪.‬ج على أنه ‪«:‬يجوز لغرفة االتهامـ دون إخالل بالجزاءات التأديبية التي قد توقع على‬
‫ضابط الشرطة القضائية من رؤسائه التدرجيين أن توجه إليه مالحظات أن تقرر إيقاف ومؤقتا عن مباشرة أعمال‬
‫وظيفته كضابط للشرطة القضائية أو بإسقاط تلك الصفة عنه نهائيا ‪. 2».‬‬

‫يقرر قانون اإلجراءات اجلزائية سلطة لغرفة االهتامـ يف حقها يف فرض جزاءات ذات طبيعة إدارية أو تأديبية على عضو‬
‫الشرطة القضائية ضابطا أو عونا‪ ،‬الذي تثبت يف حقه خمالفة تستوجب مثل هذه اجلزاءات‪ ،‬فلها سلطة توجيه ما تراه الزما‬
‫من مالحظات ‪ ،‬كأن توقفه عن العمل بصفته ضابط للشرطة القضائية أو عون هلا مؤقتا على مستوى دائرة اختصاصه‬
‫العادية ‪ ،‬و هلا أن تسقط عليه الصفة هنائيا (املادة ‪ 209‬ق إ‪.‬ج‪).‬‬

‫وتبلغ القرارات املتخذة ضد عضو الشرطة القضائية للسلطات اإلدارية أو العسكرية اليت يتبعها طبقا للمادة ‪ 211‬ق إ ‪.‬ج‬
‫‪ ،‬بناء على طلب من النائب العام ‪ ،‬و قد أغفل قانون اإلجراءات اجلزائرية النص على وجوب تبليغ القرار للمعين باألمر‬
‫‪ ،‬إال أن القواعد العامة تقضي بوجوب تبليغه بكل قرار يتخذ بشأنه ‪ ،‬ألنه شرط ضروري ملساءلته فيما بعد عن مدى‬

‫‪ 1‬عبد اهلل أوهايبية‪ ،‬املرجع نفسه ص ‪348،‬‬


‫‪ . 2‬األمر رقم ‪02-11‬حسب آخر تعديل املتضمن قانون اإلجراءات اجلزائية ‪ ،‬املرجع السابق ص ‪89‬‬
‫‪22‬‬
‫ا لفصل األول ‪ :‬تنظيم الضبطية القضائية ‪ ،‬اختصاصاتها و الرقابة عليها‬

‫احرتامه للمنع من املمارسة املقررة ‪ ،‬أم حبرمانه من ممارسة ه لزليا أك كطنيا بصفة مؤقتة أو مستمرة ودائمة ‪ ،‬خاصة و أن‬
‫ر‬
‫‪1‬‬
‫القانون جیرم ممارسة الوظيفة بعد العزل ؿ أو الوقف عن ممارستها حسب املادة ‪142‬ق‪.‬ع‬

‫تحويل الملف إلى النائب العام ‪:‬‬

‫إذا تبني لغرفة االهتام أن الوقائع املنسوبة لضابط الشرطة القضائية تشكل جرمية يف قانون العقوبات فضال عن توقيع اجلزاءات‬
‫التأديبية استنادا لنص املادة‪ 337‬ق إ ج ‪ ، 2‬ويتمثل ذلك بأن تقوم بإرسال امللف إىل النائب العام املختص‪ ،‬التابع‬
‫للمجلس القضائي التابعة إليه‪ ،‬وذلك إذا كان ضابط الشرطة القضائية تابع لألمن الوطين أو الدرك الوطين و ‪،‬إذا تعلق‬
‫األمر بضابط الشرطة القضائية التابع لألمن العسكري‪ ،‬تأمر بإرسال امللف إىل وزير الدفاع الوطين‪ ،‬وذلك حىت تتخذ هذه‬
‫اجلهات اإلجراءات اليت تراها الزمة بشأن قرار حتريك الدعوى العمومية ضد ضابط الشرطة القضائية املعين ‪.3‬‬

‫إذا رأى النائب العام أن هناك حمال للمتابعة اجلزائية باعتباره اجلهة املختصة قانونا بتحريك الدعوى العمومية‪ ،‬وتوجيه‬
‫االهتامات‪ ،‬وحبسب نص املادة ‪399‬ق إ ج اليت حتلينا إىل املادة ‪ 396‬ق إ ج‪ ،‬و اليت تبني إجراءات املتابعة لعضو‬
‫ضابط الشرطة القضائية عند ارتكابه اجلناية أو اجلنحة حسب املادة ‪399‬ق إ ج‪ ،‬فإنه تطبق إجراءات التحقيق اخلاصة‬
‫به‪ ،‬واليت تتمثل يف عرض األمر على اجمللس القضائي الذي يأمر بدوره بالتحقيق حول القضية‪ ،‬وذلك بتعيني قاضي التحقيق‬
‫لذلك ‪ ،‬يكون من بني القضاة الذين يعملون خارج دائرة االختصاص اليت ميارس فيها ضابط الشرطة القضائية‬
‫اختصاصه‪ ،‬وعند االنتهاء من التحقيق ‪ ،‬يتم إحالة املتهم إذا كان هناك حمل للمحاكمة‪ ،‬إىل احملكمة املختصة التابع هلا‬
‫قاضي التحقيق أثناء ممارسته مهامه‪ ،‬أو لغرفة االهتام التابعة للمجلس القضائي ‪ ،4‬وهي اجلهات اليت تقوم بإجراءات احملاكمة‬
‫لضابط الشرطة القضائية املتهم‪.‬‬

‫‪« 1‬كل قاض أو موظف فصل أو ضابط عمومي فصل أو عزل أو أوقف أو جرم قانونا من وظيفته يستمر يف ممارسة أعمال وظيفته بعد‬
‫استالمه التبليغ الرمسي بالقرار املتعلق به يعاقب باحلبس من ستة أشهر إىل سنتني وبغرامة من ‪500‬إىل ‪1.000‬دج‪».‬‬
‫‪" 2‬إذا رأت غرفة االهتام أن ضابط الشرطة القضائية قد ارتكب جرمية من جرائم قانون العقوبات ألمرت فضال إرسال امللف إىل النائب‬
‫العام إذا تعلق األمر بضابط شرطة القضائية إىل األمن العسكري يرفع األمر إىل وزير الدفاع الوطين الختاذ اإلجراء الالزم يف شأنه"‬
‫‪23‬‬ ‫‪ 3‬حممد حزيط‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪99‬‬
‫‪ - 4‬دربني بوعالم‪ ،‬جرمية التلبس يف التشريع اجلزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستري يف القانون الدويل العام‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي‬
‫وزو‪ ،‬اجلزائر‪ ،4121 ،‬ص‪-92‬‬
‫ا لفصل األول ‪ :‬تنظيم الضبطية القضائية ‪ ،‬اختصاصاتها و الرقابة عليها‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مسؤولية أعضاء الضبطية القضائية‬


‫لقد قرر املشرع اجلزائري مسؤولية ضباط الشرطة القضائية عن األخطاء اليت قد يرتكبونه أثناء تأدية وظائفهم أو مبناسبتها‪،‬‬
‫وختتلف املسؤولية املرتتبة عن االنتهاكات اليت يرتكبها عناصر الضبطية القضائية حبسب جسامة اخلطأ املرتكب وطبيعته‬
‫أيضا فقد يكون اخلطأ إداري ايستوج ب املسؤولية التأديبية كما قد يتخذ اخلطأ وصف اخلطأ اجلنائي فيشكل جرمية طبقا‬
‫لقانون العقوبات الذي تقوم به املسؤولية اجلزائية لضباط الشرطة القضائية‪ ،‬ويف كلتا احلالتني فإن ضابط الشرطة القضائية‬
‫يكون مسئوال مدنيا أي مطالبا بالتعويض جربا للضرر الذي أحلقه باملتضرر ‪.‬وانطالق من هذا الطرح سوف حناول دراسة‬
‫مسؤولية أعضاء الضبطية القضائية مبختلف األشكال اليت قد تتخذها التأديبية ‪ ،‬املدنية واجلزائية ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المسؤولية التأديبية ‪: 1‬‬


‫الدرجة األولى‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -‬التنبيه‬
‫‪ -‬اإلنذار الكتايب‬
‫‪ -‬التوبيخ‬
‫الدرجة الثانية‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ -‬التوقيف عن العمل من يوم واحد ‪01‬إىل ثالثة ‪03‬أيام‬
‫‪ -‬الشطب من جدول الرتقية يف الدرجة ملدة سنة‪3،‬‬
‫الدرجة الثالثة‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪ -‬التوقيف عن العمل من أربعة ‪04‬أيام إىل مثانية ‪08‬أيام‬
‫‪ -‬التنزيل من درجة واحدة ‪01‬إىل درجتني ‪02،4‬‬
‫الدرجة الرابعة‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪ -‬التنزيل إىل الرتبة السفلى مباشرة‪،‬‬
‫‪ -‬التسريح‪.‬‬

‫‪ - 1‬املادة ‪65‬مرسوم تنفيذي رقم ‪322-10‬مؤرخ يف ‪22‬ديسمرب ‪2010‬املتضمن القانون األساسي اخلاص باملوظفني املنتمني‬
‫لألسالك اخلاصة باألمن الوطين‪،‬ج ر عدد ‪78‬مؤرخ يف ‪26‬ديسمرب ‪.2010‬‬
‫‪24‬‬
‫ا لفصل األول ‪ :‬تنظيم الضبطية القضائية ‪ ،‬اختصاصاتها و الرقابة عليها‬

‫ب اإلضافة إىل هذه اجلزاءات التأديبية اليت ميكن أن توقع على عناصر الضبطية القضائية بصفتهم موظفني يف السلك البوليسي‬
‫لألمن‪ ،‬نتيجة للمخالفات املهنية اليت قد يرتكبوهنا‪ ،‬فإهنم قد يرتكبون خمالفات تتعلق بوظيفتهم كضبط قضائي‪ ،‬و هذه‬
‫املنصوص عليها يف قانون اإلجراءات اجلزائية‪ ،‬و لكنها ال ترق إىل جرمية تتطلب‬ ‫املخالفات مرتبطة مبباشرة صالحيات‬
‫املساءلة اجلزائية‪ ،‬إذ ال يرتتب على اإلخالل هبا سوى حتقق املسؤولية التأديبية‪ ،‬و هذه األخرية توقعها اجلهات القضائية‬
‫املكلفة بالرقابة على الضبطية القضائية كما سبق اإلشارة إليه أعاله املتمثلة يف غرفة االهتام‪.1‬‬

‫‪2‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬المسؤولية الجزائية‬
‫قد تأخذ األخطاء اليت يرتكبها عناصر الضبطية القضائية وصف جرمية يعاقب القانون مما يرتتب عنه قيام مسؤوليتهم‬
‫اجلزائية‪ ،‬وتقتضي هذه املسؤولية توقيع اجلزاء على عضو الضبطية القضائية بسبب قيامه بفعل جمرم ومعاقب عليه يف‬
‫قانون العقوبات والقوانني املكملة له سواء كان هذا الفعل سلبيا باالمتناع على القيام مبا يأمر به القانون أو تصرفا‬
‫إجیابيا بإتيان فعل حيضره القانون مع توفر شروط قيام املسؤولية اجلزائية‪ ،‬ويتم توقيع هذه اجلزاءات وفقا إلجراءات خاصة‪.‬‬
‫تعد من أهم األفعال اليت تشكل جرائم بسبب التعسف يف استعمال السلطة املخولة لعناصر الضبطية القضائية أثناء‬
‫ومبناسبة القيام مبهام البحث والتحري حول اجلرائم ومرتكبيها جند جرمية التعذيب‪ ،‬انتهاك حرمة مسكن‪ ،‬احلبس‬
‫التعسفي‪ ،‬وجرمية إفشاء السر املهين‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬المسؤولية المدنية‪.‬‬


‫إن رجال الضبطية القضائية‪ ،‬و هم يقومون بأعماهلم قد يلحقون أضرارا خطرية سواء باألشخاص املقصودين بعمليات‬
‫الضبطية القضائية أو بالغري ‪ ،‬و السؤال املطروح هل حيق لألشخاص املتضررين من املخالفات أو اجلرائم املرتكبة من طرف‬
‫رجال الضبطية القضائية املطالبة بالتعويض عن األضرار اليت أصابتهم سواء من جراء ضرب شديد‪ ،‬أو من توقيف غري قانو‬
‫ين‪ ،‬أو من طلقة نارية أثناء البحث عن جمرم‪ ،‬أو مطاردته؟‪ ،‬و ما هي اجلهة القضائية املختصة بنظر طلبات التعويض عن‬
‫أعمال الضبطية القضائية؟‪ ،‬و ما مدى مسؤولية الدولة عن ذلك ؟‬

‫‪ 1‬نصر الدين هنوين ودرين يقدح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪133‬‬


‫‪ 2‬نص املادة ‪174‬من األمر رقم ‪06-03‬املؤرخ يف ‪15‬جويلية ‪2006‬املتضمن القانون األساسي العام للوظيف العمومي على " ‪:‬يوقف‬
‫فورا املوظف الذي كان حمل متابعات جزائية ال تسمح ببقائه يف منصبه ‪.‬و ميكن أن يستفيد خالل مدة ال تتجاوز ستة ‪06‬أشهر ابتداء من‬
‫‪25‬‬ ‫تاريخ التوقيف مع اإلبقاء على جزء من الراتب ال يتعد النصف ‪.‬ويستمر املوظف يف تقاضي جممل املنح العائلية ‪.‬ويف كل األحوال‪ ،‬ال تسوى‬
‫وضعيته اإلدارية إال بعد أن يصبح احلكم املرتتب على املتابعات اجلزائية هنائيا"‪.‬‬
‫ا لفصل األول ‪ :‬تنظيم الضبطية القضائية ‪ ،‬اختصاصاتها و الرقابة عليها‬

‫أوال‪ :‬قيام المسؤولية المدنية لعناصر الضبطية القضائية‬

‫تقوم املسؤولية املدنية على أركان ثالثة هي اخلطأ و الضرر و العالقة السببية بينهما مبعىن ذلك أنه جیب لقيامها أن ينسب‬
‫إىل عنصر الضبطية القضائية‪ ،‬خطأ و أن يصيب الضحية الذي يطالب بالتعويض ضرر‪ ،‬و أن يكون اخلطأ سبب يف‬
‫حدوث الضرر‪.‬‬

‫وعليه فاملشرع اجلزائري قد أجاز اللجوء إىل القضاء املدين‪ ،‬أو القضاء اجلزائي بسبب اجلرمية وفقا لقواعد مضبوطة تتحدد‬
‫مببدأ حق املتضرر من اجلرمية يف االختيار بني الفضاءين للمطالبة بالتعويض عما حلقه من ضرر أمام القضاء املختص‪ ،‬و‬
‫هي قاعدة عامة تطبق على األشخاص العاديني‪ ،‬أو على موظفي الدولة كعناصر الضبطية القضائية عما يرتكبونه من أخطاء‬
‫أثناء مباشرهتم لوظيفتهم ‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬مدى مسؤولية الدولة عن أعمال الضبطية القضائية‬

‫إذا كان أحد عناصر الضبطية القضائية سبب ضرر مادي أو معنوي أو جسماين للغري فإنه يسأل مسؤولية شخصية عن‬
‫هذا الضرر ‪ ،‬وهو ملزم بالتعويض طبقا للقواعد العامة يف املسؤولية‪ ،‬والقضاء املختص يف ذلك هو القضاء العادي‪ ،‬هذا من‬
‫جهة ومن جهة أخرى وباعتبار جهاز الضبطية القضائية مر فق من املرافق العامة للدولة‪ ،‬فإنه ميكن مساءلة هذه األخرية‬
‫طبقا ملا جاء يف قانون اإلجراءات اإلدارية و امل دنية عن األضرار اليت تسببها أعمال الضبطية القضائية للغري‪ ،‬وذلك بشرط‬
‫أن يكون اخلطأ املرتكب مبناسبة تأدية الوظيفة أو حق للمضرور أن يلجأ إىل احملبسببها‪ ،‬فكمة اإلدارية املختصة للمطالبة‬
‫‪2‬‬
‫بالتعويض عن األضرار اليت حلقته‬

‫‪1‬‬
‫نصر الدين هنوين‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪113‬‬
‫‪2‬‬
‫أحمد محيو‪ ،‬المنازعات اإلدارية ط ‪ ،5،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ، 2003 ،‬ص ‪.، 110‬‬
‫‪26‬‬
‫ا لفصل األول ‪ :‬تنظيم الضبطية القضائية ‪ ،‬اختصاصاتها و الرقابة عليها‬

‫خالصة‬

‫إن الضبط القضائي هو االعمال اليت يقوم هبا االشخاص الذين اعطي هلم القانون تلك الصفه و اليت وضحناها ‪،‬وتلك‬
‫االعمال ال تتخذ ال بعد وقوع اجلرمية هبدف حتقيق االدلة واكتشاف اجلرائم ومرتكبيها وذلك من اجل حتقيق االمن العام‬
‫واالستقرار‪.‬‬

‫والذين يكتسبون صفة الضبطية القضائية ثالث أنواع هم ‪:‬‬

‫◼ ضباط الشرطة القضائية اليت حددهتم املادة ‪ 15‬من ق‪ .‬إ ‪.‬ج الذين بدورهم يتفرعون إىل ثالث فئات وهم‬
‫صفة الضباط بقوة القانون احملددين يف نفس املادة من الفقرة ‪ 01‬إىل الفقرة ‪ ، 02‬فئة الضابط بناءا على قرار‬
‫احملددين يف الفقرة ‪ 05‬و ‪ 06‬من نفس املادة ‪ ،‬فئة مستخدموا مصاحل األمن العسكري‪:‬حسب الفقرة ‪ 07‬من‬
‫نفس املادة ‪.‬‬
‫◼ أعوان الضبط القضائي احملددين يف املادة ‪ 19‬من ق إ ج و األعوان املكلفني ببعض مهام الضبطية القضائية‬
‫و ألعوان الضبطية القضائية اختصاص عام تبحث فيه الشرطة القضائية يف كل اجلرائم دون التقيد بأي نوع منها‬

‫واختصاص خاص يتواله الضباط احملددون يف الفقرة ‪07‬من املادة ‪15‬إج واألعوان احملددون يف املواد ‪21، 27 / 28‬إج‬
‫وفيه يتقيد بالتحري والبحث يف نوع معني من اجلرائم حيددها القانون ‪ ،‬اختصاص مكاين حتدد بدائرة اإلختصاص لضباط‬
‫الشرطة القضائية يف مباشرة مهامه حسب املادة‪ 16‬فقرة ‪، 02‬وميكن هلذا النطاق املكاين أن ميدد يف حالة اإلستعجال‬
‫وخوفا من ضياع األدلة أو لضرورة البحث التحري يتحدد مبكان ارتكاب اجلرمية ‪ ،‬أو مكان القبض على أحد املشتبه فيهم‬
‫‪ ،‬أو مبكان إقامة أحد املشتبه فيهم حسب املواد ‪37 ، 40‬إج‪.‬‬

‫وألعوان الضبط القضائي صالحيات عادية تتمثل يف ‪:‬‬

‫‪ -‬تلقي التبليغات الشكاوى م ‪17 /1‬إج‬


‫‪ -‬البحث والتحري عن األدلة اخلاصة باجلرمية ومرتكبيها‬
‫‪ -‬الذهاب ملكان اجلرمية ومعاينته‬
‫‪ -‬ومساع أقوال ملشتبه فيهم‬
‫‪ -‬حترير احملاضر وإرساهلا لوكيل اجلمهورية‬
‫وهناك الصالحيات االستثنائية كحالة التلبس و اليت سنتناوهلا يف الفصل الثاين‬

‫‪27‬‬
‫سلطات الضبطية في حالة التلبس‬

‫متهيد ‪:‬‬

‫متثل حالة التلبس باجلرمية ذلك التقارب الزمين بني ارتكاب اجلرمية واكتشافها‪ ،‬ألن مدلول التلبس يتعلق هبذا‬
‫التقارب وليس باألركان القانونية للجرمية‪ ،‬باعتبارها نظرية إجرائية خالصة استأثرت بإجراءات خاصة أقرها املشرع اإلجرائي‬
‫لضبط هذه اجلرمية‪ ،‬من خالل توسيع السلطات املخولة لضباط الشرطة القضائية أثناء البحث والتحري حوهلا ملا تتطلبها‬
‫هذه احلالة من إجراءات استعجالية واستثنائية‪ ،‬لت أثريها السليب على استقرار النظام العام‪ ،‬دون أن تكون حلالة التلبس أثار‬
‫موضوعية كتشديد العقوبة أو تقرير املسؤولية اجلنائية ‪.1‬‬

‫ولذلك حىت ميارس ضباط الشرطة القضائية هذه السلطات ؛ال بد من حتققه من توافر حالة التلبس باجلرمية‪ ،‬ما‬
‫يدفعنا يف بداية هذه الدراسة لتناول الضوابط القانونية حلالة التلبس باجلرمية‪ ،‬حىت نتمكن من استعراض السلطات املخولة‬
‫لضباط الشرطة القضائية عند تثبته من حتقق حالة التلبس‪ ،‬واليت حيوز فيها هذا األخري سلطة مطلقة يتمكن خالهلا من‬
‫ممارسة جمموعة من اإلجراءات ‪،‬دون احلصول على أي أمر أو إذن من السلطة القضائية‪ ،‬منها سلطات نص عليها املشرع‬
‫اجلزائري على سبيل الوجوب واإللزام بغرض اإلسراع يف ضبط اجلرمية‪ ،‬ومنها ما نص عليها على سبيل اجلواز؛ ميلك فيها‬
‫ضباط الشرطة القضائية السلطة التقديرية يف مباشرهتا من عدمها‪ ،‬وذلك لضرورة التحري حول هذه اجلرمية‪.‬‬

‫وبالتايل سنقسم دراسة هذا الفصل إىل ثالث مباحث ؛نتناول يف املبحث األول مفهوم التلبس باجلرمية خصائه‬
‫‪.‬أما املبحث الثاين؛ نتناول فيه حاالت التل بس و شروطه أما املبحث الثالث فنخصصه لسطات الضبطية يف حالة التلبس‬
‫باجلرمية‬

‫‪ 1‬بسيوين إبر اهيم أبو عطا‪ ،‬التلبس باجلرمية و أثره‪ ،‬دار اجلامعة اجلديد‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،‬ص ‪61-60 -53‬‬
‫‪29‬‬
‫سلطات الضبطية في حالة التلبس‬

‫المبحث األول ‪ :‬ماهية التلبس بالجريمة وخصائصها‬


‫يعترب التلبس باجلرمية جناية أو جنحة صورة أو حالة من احلاالت اليت يؤسس عليها قانون اإلجراءات اجلزائية‬
‫السلطات االستثنائية لضباط الشرطة القضائية من توقيف للنظر و قبض و تفتيش ‪ ،‬فتعاجله – التلبس باجلرمية – من حيث‬
‫مفهومه و حاالته و شروطه ‪ ،‬و ما يفرضه القانون من واجبات على لضباط الشرطة القضائية ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم التلبس‬


‫لقد تعددت التعاريف الفقهية للتلُّبس‪ ،‬ومن بينها‪ :‬التلُّبس هو حالة التعاصر أو التقارب الزمين بني حلظة وقوع‬
‫اجلرمية وحلظة اكتشافها‪1‬؛ إال أن هذا التعريف منتقد لكونه قاصرا على حالة التلُّبس األوىل فقط اليت متثل التلُّبس مبعناه‬
‫‪2‬‬
‫الفين الدقيق‬

‫وقد ذكر األستاذ حممد علي السامل أن الدكتور املرصفاوي عَّرفه بأنه‪ « :‬التلُّبس كما‬
‫يفهم من ظاهر اللفظ يفيد أن اجلرمية واقعة وأدلتها ظاهرة وبادية وفطنة إحتمال اخلطأ فيها‬
‫‪3‬‬
‫طفيفة والتأخري يف مباشرة اإلجراءات اجلنائية قد يعرقل سبيل الوصول إىل احلقيقة ‪.‬‬

‫وذهب بعض الفقهاء إىل تسمية اجلرمية املتلَّبس هبا باجلرمية املشهودة أو املشاهدة‪ « :،‬حالة مشاهدة اجلرمية وقت‬
‫اجملرم‬ ‫مشاهدة‬ ‫أو‬ ‫قريب‬ ‫بزمن‬ ‫ارتكاهبا‬ ‫إثر‬ ‫أو‬
‫وهو متلِّبس هبا أو يف حيازته أشياء أو مشاهدة آثار أو دالئل إثر وقوع اجلرمية مباشرة‬
‫تدعو إىل احتمال مسامهته يف اجلرمية ‪»4.‬‬

‫وجتدر اإلشارة إىل أن املشاهدة ال يقصد هبا جمرد الرؤية أو اإلبصار؛ بل يقصد هبا‬
‫إدراك اجلرمية بأي حاسة من احلواس سواء بالبصر أو السمع أو الشم أو اللمس أو التذوق‪،‬‬

‫‪ 1‬عوض حممد عوض‪ ،‬املبادئ العامة يف قانون اإلجراءات اجلنائية‪ ( ،‬د‪ .‬ط )‪ ،‬دار املطبوعات اجلامعية للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪،1999 ،‬‬
‫ص‪315.‬‬
‫‪ 2‬إبراهيم حامد طنطاوي‪ ،‬التلبس باجلرمية وأثره على احلرية الشخصية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬النسر الذهيب للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪1995،‬‬
‫‪،‬ص‪11 - 10‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪ 3‬حممد علي السامل آل عياد احلليب‪ ،‬اختصاصات رجال الضبط القضائي‪ ( ،‬د‪ .‬ط )‪ ،‬منشورات ذات السالسل‪ ،‬الكويت‪، 1982 ،‬‬
‫ص‪198‬‬
‫‪ 4‬عبد العزيز سعد‪ ،‬مذكرة يف قانون اإلجراءات اجلزائية‪ (،‬د‪ .‬ط )‪ ،‬املؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬اجلزائر‪ ، 1991 ،‬ص ‪16‬‬
‫سلطات الضبطية في حالة التلبس‬

‫‪1‬‬
‫بالرؤية‬ ‫اخلاص‬ ‫املعىن‬ ‫وليس‬ ‫لإلدراك‬ ‫العام‬ ‫املعىن‬ ‫هو‬ ‫باملشاهدة‬ ‫فاملقصود‬ ‫مث‬ ‫ومن‬
‫ووضع‬ ‫حاالته‪،‬‬ ‫حبصر‬ ‫‪35‬‬ ‫املادة‬ ‫يف‬ ‫اكتفى‬ ‫بل‬ ‫التلُّبس؛‬ ‫ِّيعرف‬ ‫مل‬ ‫الفرنسي‬ ‫واملشرع‬
‫يف املادة ‪ 35‬نظامار خاصا باجلنح و ارعى يف ذلك ما يالئم حالة اجلنح املتلَّبس هبا وحدد‬
‫‪2‬‬
‫احلاالت‬ ‫هذه‬ ‫يف‬ ‫احملبوس‬ ‫على‬ ‫املفروضة‬ ‫العقوبات‬ ‫وحىت‬ ‫الفرضيات‬ ‫مجيع‬
‫ِّيعرفه؛‬ ‫ومل‬ ‫فقط‬ ‫التلُّبس‬ ‫حاالت‬ ‫حصر‬ ‫(ق‪.‬إ‪.‬ج)‬ ‫‪29‬من‬ ‫املادة‬ ‫يف‬ ‫اجلزائري‬ ‫واملشرع‬
‫إال أنه ميكن أن يستخلص من هذه املادة أن التلُّبس وصف ينصب على اجلرمية ال على‬
‫اجملرم‪ ،‬وهو يفيد معىن التقارب الزمين بني وقت ارتكاب اجلرمية ووقت اكتشافها‪.‬‬

‫اإلجراءات‬ ‫اختاذ‬ ‫سرعة‬ ‫وتستدعي‬ ‫فقط‬ ‫اجلرمية‬ ‫باكتشاف‬ ‫تتعلق‬ ‫حالة‬ ‫فالتلُّبس إذن؛‬
‫جتاه اجلرمية املتلَّبس هبا؛ إذ قد يرتتب على التباطؤ أو الرتاخي يف اختاذ اإلجراءات ضياع‬
‫‪3‬‬
‫احلقيقة‬

‫تنص املادة ‪ 41‬من (ق‪.‬إ‪.‬ج)" توصف اجلناية او اجلنحة بأهنا يف حاالت تلبس إذا كانت مرتكبة يف احلال أو‬
‫عقب ارتكاهبا ‪ ،‬كما تعترب اجلناية أو اجلنحة متلبسا هبا إذا كان الشخص املشتبه يف ارتكاهبا إياها يف وقت قريب جدا من‬
‫و قوع اجلرمية قد تبعه صياح العامة أو وجدت أشياء يف حيازته أشياء أو وجدت آثار أو دالئل تدعو على افرتاض مسامهته‬
‫يف اجلناية أو اجلنحة "‬

‫وتتسم بصفة التلبس كل جناية أو جنحة وقعت ولو يف غري الظروف املنصوص عليها يف الفقرتني السابقتني ‪،‬‬
‫إذا كانت قد ارتكبت يف منزل و كشف صاحب املنزل عنها عقب و قوعها و بادر يف احلال باستدعاء أحد ضباط الشرطة‬
‫القضائية إلثباهتا أي املادة ‪ 41‬اليت حتدد حاالت التلبس‪.‬‬

‫‪ 1‬هشام زوين‪ ،‬موسوعة أسباب ودفوع الرباءة يف قضايا التحريات واإلذن والتلبس‪ :‬خطة وخطوات الدفاع حنو القضاء‬
‫بالرباءة‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار السماح للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ، 2003، ،‬ص‪198. .‬‬
‫‪2 Robert VOUIN et Jacques LEAUTE : Droit pénal et procédure pénale, Presses‬‬
‫‪Universitaires de France, Paris, 1960, p. 234‬‬
‫‪31‬‬
‫‪ 13‬عبد الرؤوف مهدي‪ ،‬القواعد العامة لإلجراءات اجلنائية‪ ،‬اجلزء األول‪ ( ،‬د‪ .‬ط )‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪،1995 ،‬‬
‫ص ‪170‬‬
‫سلطات الضبطية في حالة التلبس‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تحديد الطبيعة القانونية إلجراءات التلبس‬


‫إن معرفة الطبيعة القانونية إلجراءات التلبس يعد من أهم املواضيع‪ ،‬لدلك أنه بفضل هذه الطبيعة تعرف صالحيات‬
‫ضابط الشرطة القضائية وفق أي كيفية وجد عليها فيمتنع عن اخلروج عن اطار الصالحيات املخولة له ‪ ،‬كما أنه ببيان‬
‫طبيعتها يعرف املشتبه فيه حقوقه فيطالب هبا و كحقه يف االتصال بأهله و أسرته أو يطلب طبيبا لفحصه ‪.....‬إخل‪.‬‬

‫وكما سبق الذكر فإن القانون خول لضابط الشرطة القضائية صالحيات يف حالة التلبس‪ ،‬ولقد أدت هذه‬
‫الصالحيات إىل اختالفات بني الفقهاء حول وصف أعماهلم وطبيعتها أهي باقية على حاهلا من حتريات لكون القائم هبا‬
‫واحدا أم أهنا توصف بالتحقيقات ملماثلتها ألعمال التحقيق واجراءاته‪.‬‬

‫و الفقهاء خيتلفون يف حتديد الطبيعة القانونية لإلجراءات اليت يباشرها ضابط الشرطة القضائية بناءا على حالة‬
‫التلبس‪ ،‬و منهم من يقول أهنا من إجراءات االستدالل ‪ ،‬ومنهم من يقول أهنا من إجراءات التحقيق ‪.‬‬

‫ومن هنا تظهر أمهية التحديد الختالف النتائج املرتتبة يف حالة إجراءات االستدالل و اجراءا ت التحقيق‪.‬‬

‫ويعد االستدالل املرحلة التحضريية للتحقيق الذي قد يكون قبل ظهور اجلرمية أو بعد ظهورها مباشرة دون املساس‬
‫حبية املشتبه فيه أو مسكنه ‪ ، 1‬أما التحقيق فهو املرحلة اليت تبدأ بعد وقوع اجلرمية و يتجه فيها التحقيق إىل املتهم و قد‬
‫يكون فيه املساس حبرمة مسكنه و حريته الشخصية ‪.‬‬

‫ويذهب غالبية الفقهاء إىل ان اإلجراءات اليت يقوم هبا ضابط الشرطة القضائية بناءا على حالة التلبس تعترب‬
‫إجراءات التحقيق باملعىن الصحيح ‪ ،‬مبعىن آخر أن اإلجراءات اليت تتخذ يف هذه املرحلة تتسم بالطابع اجلربي و اليت هي‬
‫‪2‬‬
‫‪ ،‬فمىت كان هذا االجراء ينطوي‬ ‫يف األصل من صفات قاضي التحقيق ‪ ،‬و هو ميلك إزاءها كل سلطات هذا األخري‬
‫على املساس باحلرية الفردية فهو يعترب دائما من إجراءات التحقيق حيث ذكرت الدكتورة فوزية عبد الستار قوهلا أن " إن‬
‫ما تقوم به الضابطة يف حالة التلبس و ما خول هلا من سلطات و صالحيات هو اجراء حتقيق سواء ما كان منها يف حالة‬

‫‪ 1‬د‪ .‬موالي ملياين بغدادي ‪ ،‬اإلجراءات اجلزائية يف التشريع اجلزائري ‪ ،‬املؤسسة الوطنية للكتاب ‪ ،‬اجلزائر ‪ ، 1992 ،‬ص ‪.174‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬فوزية عبد الستار ‪ ،‬شرح اإلجراءات اجلنائية يف التشريع املصري اجلزء األول ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مطبعة دار التأليف ‪ ، 1977 ،‬ص‬
‫‪ 369‬أشار إليها د ‪ .‬حممد حمدة ‪ ،‬ضمانات املشتبه فيه يف التحريات األولية ‪،‬دار اهلدى عني مليلة ‪ ،‬اجلزائر ‪،‬طبعة ‪، 1992-1991‬‬
‫‪32‬‬
‫ص ‪.177‬‬
‫سلطات الضبطية في حالة التلبس‬

‫الندب أو يف حالة التلبس أو ما اقتضت الضرورة العملية أن يقوم به موظف الضابطة العدلية من اجراء حتقيق دون سند‬
‫قانوين و يطلق على هذا النوع من التحقيق بالتحقيق األويل "‪.1‬‬

‫ويذهب بعض الفقهاء إىل أن اإلجراءات اليت يباشرها ضباط الشرطة القضائية بناءا على حالة التلبس تعترب من‬
‫اإلجراءات االستدالل حبيث أنه بالرغم من توسيع سلطات ضابط الشرطة القضائية يف هذه احلالة لضبط اجلرمية قبل ضياع‬
‫معاملها فرجال الضبطية القضائية ليسوا ملزمني عند التلبس بالعمل على مقتضى النصوص اخلاصة بالتحقيق ‪ ،‬بل هلم احلق‬
‫يف الرجوع إىل األحوال العادية ‪.‬‬

‫لكن غالبية الفقهاء يف فرنسا فيعتربون اإلجراءات اليت يباشرها ضابط الشرطة بناءا على حالة التلبس تعد من‬
‫قبيل إجراءات التحقيق ألهنا تتمتع بالسمات ذاهتا و خاصة مسة االجبار ‪ ،‬كما أنه ال اختالف بني نوعي اإلجراءات‬
‫اليت تباشرها سواءا يف مرحلة التحقيق أو بناءا على حالة التلبس ‪ ،‬و هذا ما نصت عليه املادة ‪ 101‬من تعليمات النيابة‬
‫العامة يف التشريع الفرنسي ‪.‬‬

‫و نصوص املشرع اجلزائري تتماشى مع الرأي األخري ـ‪ ،‬أي أن إجراءات التلبس هي سلطة وسع فيها املشرع‬
‫لضابط الشرطة القضائية دون أن توصف تلك اإلجراءات بأهنا إجراءات التحقيق و جاء يف نص املادة ‪ 43‬من املرسوم‬
‫رقم ‪/80/104‬ا‪.‬ع ‪/‬أ‪ 1‬املؤرخ يف ‪ 05‬فرباير ‪ 1980‬املتضمن خدمة الدرك الوطين أشارت إىل أن أعضاء الشرطة‬
‫القضائية يقومون باجراء حتقيقات اجلناية أو اجلنحة املتلبسة و التحقيقات األولية ‪.‬و مل تلزم باتباع أحد األسلوبني ‪.‬‬

‫أم على الصعيد العملي و بالرغم كون أعضاء الشرطة القضائية يتلقون أثناء تكوينهم كل املعلومات املتعلقة‬
‫باإلجراءات اجلزائية السيما أساليب حترير احملاضر فإن أغلب احملققني يفضلون إجراء التحقيق األويل لسهولة حترير احملاضر‬
‫نظرا للشكليات اليت يتبعها يف اجلرمية املتلبس هبا أقل صرامة و تعقيدا من احملضر يف غري التلبس‬

‫يستفاد مما سبق أنه ليس كل اجراء يقوم به ضابط الشرطة القضائية بناءا على حالة التلبس يعتربمن إجراءات‬
‫التحقيق فالقبض و التفتيش وضبط األشياء تعترب من إجراءات التحقيق اليت يباشرها ضابط الشرطة القضائية بناءا على‬
‫حالة التلبس أما باقي اإلجراءات كالتنقل اىل مسرح اجلرمية ومعاينة اآلثار املادية و اثبات حالة األشخاص و احلصول على‬
‫اإليضاحات فتعترب من إجراءات االستدالل حىت لو قام هبا ضابط الشرطة القضائية بناءا على حالة التلبس‪.‬‬

‫‪ 1‬د ‪.‬حممد حمدة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.182‬‬


‫‪33‬‬
‫سلطات الضبطية في حالة التلبس‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬خصائص التلبس‬


‫يتميز التلبس خبصائص معينة متمثلة يف الطابع العيين ‪ ,‬و أيضا اعتماده على مظاهر خارجية ‪ ،‬و كذا حاالت‬
‫التلبس اليت هي واردة على سبيل احلصر ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬الطابع العيني للتلبس ‪:‬‬


‫نصت املادة ‪ 41‬من ق إ ج‪ " :‬توصف اجلناية أو اجلنحة بأهنا يف حالة تلبس ‪ ، 1"....‬فالتلبس يتوافر من‬
‫مساع طلقات نارية يعقبها صراخ مثال أو من ضبط املخدر أو من شم رائحته او من رؤية حريق مشتعل ‪،‬ـ أو من مساع‬
‫صوت امرأة متارس الفحشاء داخل املسكن ‪.‬‬

‫و مما سبق نستفيد ان التلبس حالة عينية تالزم اجلرمية دون فاعلها فال يشرتط رؤية اجلاين وهو يرتكب اجلرمية‬
‫لتوافر التلبس فقد تشاهد اجلرمية دون ان يشاهد فاعلها ‪.‬‬

‫و التلبس صفة متعلقة باجلرمية ذاهتا بصرف النظر عن املتهمني فيها مما ميكن لضابط الشرطة القضائية الذي‬
‫شاهد وقوع جرمية احراز خمدرات أن يقبض على كل من يتوفر الدليل على اسهامه فيها ‪ ،‬وتقدير الدالئل على صلة‬
‫املتهم باجلرمية املتلبس هبا يكون بدءا لضابط الشرطة القضائية حتت رقابة سلطة التحقيق و اشراف حمكمة املوضوع ‪،‬‬
‫فقد قضت حممكم النقض املصرية على أنه " إذا كانت الواقعة الثابتة باحلكم هي أن ضابط البوليس بعد أن استصدر إذنا‬
‫من النيابة ب ضبط متهم حكم بادانته و تفتيشه فقام هبذا االجراء فوجده حيوز مادة خمدرة ‪ ،‬و ان هذا املتهم دله على‬
‫شخص آخر ‪ -‬و هو املطعون ضده – باعتباره مصدر هذه هذ=ه املادة وا البائع هلا ‪ ،‬فإن انتتقال الضابط إىل مكان‬
‫هذا الشخص و تفتيشه بإرشاد املتهم اآلخر ‪ ،‬تكون جرمية حيازة املخدرات متلبسا هبا مما يتيح لرجل الضبطية القضائية‬
‫‪2‬‬
‫الذي شاهد وقوعها أن يقبض على كل من يتوفر ضده دليل مسامهته فيها و أن يفتش "‬

‫مما سبق ذكره فإن التلبس حالة عينية تالزم اجلرمية دون فاعلها فهي جتيز لضابط الشرطة القضائية القبض على‬
‫كل من تقوم ضده دالئل قوية على مسامهته يف اجلرمية‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد احلميد الشواريب ‪ ،‬التلبس باجلرمية يف ضوء القضاء و الفقه ‪ ،‬منشأة املعارف اإلسكندرية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ص ‪13‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬إبراهيم حامد طنطاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪13‬‬
‫‪34‬‬
‫سلطات الضبطية في حالة التلبس‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬اعتماد التلبس على مظاهر خارجية تنبئ بذاتها عن وقوع الجريمة‬
‫يعترب توفُّر املظاهر اخلارجية اليت تنبِّئ عن وقوع اجلرمية خاصية هامة من خصائص التلبُّس‪ ،‬وهناك من َّ‬
‫عرب عن هذه‬
‫اخلاصية بانصراف التلبُّس إىل الركن املادي للجرمية فقط‪ ،‬ومن هؤالء األستاذ منري عبد املعطي‪ ،‬حيث قال‪« :‬ينصرف‬
‫التلبُّس إىل الركن املادي فقط‪ :‬حيث يعتمد التلبُّس على مظاهر خارجية تبدو ملأمور الضبط القضائي ‪ 1‬إما مبشاهدة الركن‬
‫املادي للجرمية وقت مباشرته أو برؤية ما يكشف عن وقوعها منذ برهة يسرية» ‪ ، 2‬إال أن هذا الرأي منتقد‪ ،‬وممن انتقده؛‬
‫الدكتور إبراهيم حامد طنطاوي‪ ،‬حيث قال أن التلبُّس يتعلق باكتشاف اجلرمية‪ ،‬وما دام األمر كذلك فالبد من وجود‬
‫كون الركن املادي للجرمية‪ ،‬بل يكفي أن حتمل على‬
‫ماديات يستدل هبا على وقوع اجلرمية‪ ،‬وال يشرتط يف هذه املاديات أن تُ ِّ‬
‫االعتقاد بتحقق الركن املادي للجرمية يف أحد عناصره‪ ،‬فيستوي تعلقها بالفعل أو النتيجة‪ ،‬واشرتاط انصراف التلبُّس إىل‬
‫‪3‬‬
‫الركن املادي كما ذهب إىل ذلك رأي يف الفقه ال يتوفَّر إال بالنسبة للحالة األوىل والثانية من حاالت التلبُّس باجلرمية‬
‫أما ما عدا ذلك من حاالت فال يتوافر فيه هذا اإلدراك للركن املادي يف الغالب‪ ،‬فالتتبع املقرتن بالصياح ليس هو‬
‫الفعل أو النتيجة اإلجرامية يف جرمية القتل أو السرقة مثالر‪ ،‬كذلك فإن محل شخص سكينار ملوثة بالدماء بعد ارتكابه‬
‫جلرمية القتل – ودون رؤية مأمور الضبط فعل القتل أو جثة اجملين عليه – ال ميكن اعتباره فعل القتل أو النتيجة اإلجرامية‬
‫‪ ،‬ففيما عدا احلالتني األوىل والثانية مل ينصرف التلبُّس إىل عناصر الركن املادي للجرمية‪ ،‬وامنا انصرف إىل مظاهر خارجية ال‬
‫تعد جزءار من الركن املادي وان كانت مرتبطة به لداللتها على وقوعه كأثر لكفايتها‪.4‬‬
‫ُّ‬

‫‪ 1‬جتدر اإلشارة هنا إىل أن عبارة ( مأمور الضبط القضائي ) اصطالح ( ضابط شرطة قضائية ) و كانت هذه العبارة تستعمل إىل غاية‬
‫صدور القانون رقم ‪ 02-85‬املؤرخ يف ‪ 05‬مجادى األوىل عام ‪ 1405‬املوافق ل ‪ +26‬يناير سنة ‪ 1985‬يعدل و يتمم األمر رقم ‪-66‬‬
‫‪ 155‬املؤرخ يف ‪ 8‬يونيو سنة ‪ ، 1966‬ج ر عدد ‪ 05‬الصادرة يف ‪ ، 1985/01/27‬و نص يف املادة ‪ 3‬أنه ‪ " :‬تستبدل يف كامل مواد‬
‫قانون اإلجراءات اجلزائية النص العريب ‪:‬‬
‫‪ -‬عبارة ( وكيل الدولة ) اصطالح وكيل اجلمهورية‬
‫‪ -‬عبارة ( مأمور الضبط القضائي ) اصطالح ( ضابط شرطة قضائية )‬
‫‪35‬‬
‫‪ 2‬منري عبد املعطي ‪ ،‬التلبس باجلرمية ‪ :‬معلقا عليه بأحكام النقض منذ انشاء احملكمة و حىت عام ‪ ، 2000‬دار العريب للنشر و التوزيع ‪،‬‬
‫مصر ‪ ، 2000 ،‬ص‪.15‬‬
‫‪ 3‬يتم التطرق إىل حاالت التلبس بشكل مفصل يف املبحث الثاين للفصل األول ‪.‬‬
‫‪ 4‬إبراهيم حامد طنطاوي ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪57 - 56‬‬
‫سلطات الضبطية في حالة التلبس‬

‫وجتدر اإلشارة إىل أن األدلة القولية على وقوع اجلرمية غري كافية إلثبات التلبُّس؛ ألهنا ليست مظاهر خارجية ملأمور‬
‫الضبط‪ ،‬ويرتتب على هذه احلقيقة أن ضابط الشرطة القضائية أو مأمور الضبط جیب أن يشاهد بنفسه هذه املظاهر‬
‫اخلارجية‪. 1‬‬
‫ومىت شاهد مأمور الضبط القضائي حتقق الركن املادي للجرمية‪ ،‬أو حتقق أحد عناصره‪ ،‬أو شاهد املظاهر اليت تدل‬
‫على وجوده؛ فإنه يتحقق بذلك حالة التلبُّس يف إحدى صورها‪ ،‬وحينئذ جیوز له مباشرة اإلجراءات املرتتبة عليها دون حاجة‬
‫إىل التحقق من العناصر األخرى للجرمية ‪.2‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬حصر حاالت التلبس‬


‫نظرا خلطورة اآلثار اليت ترتتب على اعتبار اجلرمية متلبس هبا خول القانون لضابط الشرطة القضائية بعض السلطات‬
‫‪ ،‬وخوفا من تعسفه يف استعمال سلطاته حصر املشرع اجلزائري كغريه من املشرعني الفرنسي و املصري صور التلبس مبعىن‬
‫أنه إذا مل يتحقق احداها فإن اجلرمية ال تكون يف حالة تلبس ‪ ،‬و يستفاد من ذلك بأنه ال جیوز لضابط الشرطة القضائية‬
‫اجراء التفتيش ما دام املتهم مل يكن يف حاالت التلبس و من مثة ال جیوز للقاضي أن يقسي عليها حالة مشاهبة ‪ ،‬و جید‬
‫هذا احلصر مربره فيما يعطي القانون لضباط الشرطة القضائية من سلطات واسعة متس احلريات الفردية ‪ ،‬و ذهب بعض‬
‫الفقهاء إىل أن االعرتاف ال تتوافر به حالة التلبس ألنه دليل قويل بينما التلبس ال يقوم إلال بتوافر إحدى حاالته اليت‬
‫‪3‬‬
‫حددها املشرع وال يتخذ من اعرتاف املتهم كدليل الثبات التلبس‬
‫فالتلبس اذا يؤدي اىل زيادة سلطات ضباط الشرطة القضائية من ناحية واال اضعاف ضمانات االفراد من ناحية‬
‫أخرى‪ ،‬ولدلك جیب احلرص على حاالت التلبس اليت بينها القانون وعدم التوسع او القياس عليها تأكيدا حلقوق وضمانات‬
‫األفراد ‪.‬‬

‫‪ 1‬أمحد فتحي سرور‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪29 .‬‬


‫‪. 2‬إبراهيم حامد طنطاوي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.‬‬
‫‪36‬‬ ‫‪ 3‬د‪ .‬حسن عالم ‪ ،‬قانون اإلجراءات اجلزائية ‪،‬منشأة املعارف باإلسكندرية جالل خزي و شركائه طبعة ثانية ص ‪100‬‬
‫سلطات الضبطية في حالة التلبس‬

‫المبحث الثاني‪ :‬حاالت التلبس وشروطه‬


‫يطلق الفقهاء على التلبس اسم اجلرمية املشهودة‪ ،‬ذلك لكون هذه اجلرمية تشاهد عادة وقوعها أو‬
‫ارتكاهبا‪ ،‬أو بعد وقت قصري من ذلك‪ ،‬كما تعين مشاهدة اجملرم متلبس باجلرمية أو مشاهدة آثارها بعد‬
‫وقوعيا مباشرة‪ ،‬هذا ما يسمح لضباط الشرطة القضائية الختاذ اإلجراءات الالزمة خشية ضياع األّدلة أو‬
‫ضياع آثار اجلرمي ة‪ ،‬وعليه لقد أورد املشرع اجلزائري حاالت التلبس على سبيل احلصر يف املادة ‪41‬‬
‫من (ق‪.‬إ‪.‬ج) ‪ ،‬وعليه سنقوم مبعاجلة هذه احلاالت يف الفرع األول مث ننتقل يف الفرع الثاين إله تبيان شروط‬
‫التلبس‬

‫المطلب األول ‪ :‬حاالت التلبس‬


‫كل‬ ‫التلبس‪،‬‬ ‫حاالت‬ ‫إىل‬ ‫(ق‪.‬إ‪.‬ج)‬ ‫‪41‬من‬ ‫املادة‬ ‫يف‬ ‫اجلزائري‬ ‫املشرع‬ ‫أحل‬
‫واحدة على حدى وعليه سنتطرق أّوال إىل مشاهدة اجلرمية حال ارتكاهبا مث ننتقل ثانيا إىل مشاهدة‬
‫اجلرمية عقب ارتكاهبا‪ ،‬وثالثا إىل متابعة العامة ملشتبه فيه بالصياح واثر وقوع اجلرمية‪ ،‬أّما رابعا‬
‫سنتطرق إىل حيازة املشتبه فيه آثار ووجود دالئل حتتمل مسامهته يف اجلرمية‪ ،‬مث أخريا سنبني وقوع‬
‫اجلرمية يف مسكن والتبليغ عنها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مشاهدة الجريمة حال او عقب ارتكابها‬

‫يف احلالة األوىل تعرف اجلرمية يف اللحظة اليت ترتكب فيها‪ ،‬فال تدع جماال للشك يف اسناد اجلرمية‬
‫لفاعلها‪ ،‬ذلك ألن الركن املادي مت حتت أنظار ضابط الشرطة القضائية ‪.1‬وليس شرطا أن تتم املشاهدة‬
‫بالعني اجملردة‪ ،‬مثال مشاهدة شخص يطعن آخر خبنجر‪ ،‬لكي تتوفر هذه احلالة بل قد تكون بأحد‬
‫احلواس األخرى كالّشم أو الذوق أو السمع أو اللمس‪ .‬ومثال ذلك أن يشم الضابط رائحة خمدر توحي بأن‬
‫اجلاين حبوزته خمدرات‪ ،‬أو أن يسمع طلقة نار وقت إطالقه من اجلاين‪ ،‬أو أن حيس شخص بذوق سم‬
‫قّدم له‪ ،‬وأخريا أن يكون شخص مكفوف البصر أحس حبركة تبني لو حماولة شخص آخر خنق النائم‬
‫‪2‬‬
‫جبواره‪.‬‬

‫‪ 1‬الصفاوي صادق حسن ‪ ،‬أصول اإلجراءات اجلزائية‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪1997، ،‬ص ‪273.‬‬
‫‪ 2‬حممد زكي أبو عامر‪ ،‬اإلجراءات اجلنائية‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ص ‪16.‬‬
‫‪37‬‬
‫سلطات الضبطية في حالة التلبس‬

‫اما احلالة الثانية يعين أن ضابط الشرطة القضائية مل يشاهد اجلرمية حال ارتكاهبا‪ ،‬ولكنه شاهد‬
‫آثار ومعامل تدل على أن اجلرمية وقعت منذ وقت قصري‪ .‬ويقصد املشرع بعبارة "عقب ارتكاهبا" أن‬
‫تكون اجلرمية قد وقعت منذ حلظات قصرية ومباشرة عقب ارتكاهبا ألن آثارها التزال باقية تشري إىل‬
‫وقوعها بعد برهة قصرية جدا‪ ،‬هذا وال تزول صفة التلبس عن اجلرمية إذا بادر ضابط الشرطة‬
‫القضائية الذي أبلغ جبرمية قتل بتفتيش املشتبه فيه حني وصوله إىل حمل الواقعة ما دام أنه تنقل إهليا بعد إبالغه عنها مباشرة‬
‫وشاهد آثار اجلرمية ‪.1‬‬

‫واملشرع من خالل استعماله لفظ "عقب" مل حيّدد املدة الزمنية الفاصلة بني ارتكاب الفعل واكتشافه‪،‬‬
‫ّ‬
‫فمنح للقضاة السلطة التقديرية وفقا ملا ورد يف القانون) ‪.(2‬‬

‫ثانيا‪ :‬متابعة العامة للمشتبه فيه بالصياح إثر وقوع الجريمة‬

‫لقد نصت املادة ‪ 2/41‬من (ق‪.‬إ‪.‬ج) على هذه احلالة حبيث لكي تتحقق حالة التلبس البد من هروب‬
‫اجلاين بعد ارتكابه للجرمية مباشرة مث يتبعوه العامة من اجلمهور أو اجملىن عليه بالصياح‪ .‬ويكفي أن‬
‫يتبعه شخص واحد لتقوم اجلرمية والبد أن تكون بعد وقوع اجلرمية مباشرة‪ ،‬فإذا مرت فرتة زمنية بعد‬
‫وقوعيا ال تكون جرمية متلبسة هبا‪ ،‬ويسوي أن يكون ذلك صوتا أو إشارة كأن يسمع عيار ناري من داخل‬
‫مطعم مث مشاهدة شخص وهو خارج يف يده مسدس)‪. (3‬والقول باملتابعة ال يعين بالضرورة العدو واجلري‬
‫وراء اجملين بل يكفي مالحقته بالصياح واإلشارة إليه‪ ،‬وال يهم من يتبع املتهم سواء كانت الضحية أو أحد‬
‫أفراد عامة الناس وسواء كان التتبع باإلشارة أو بالصياح أو باجلري وراءه للقبض عليه) ‪(4‬‬

‫‪ 1‬بلحاج العريب‪ ،‬أحباث ومذكرات يف القانون والفقه اإلسالمي‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫د‪.‬س‪.‬ن‪ ، ،‬ص ‪339.‬‬
‫‪ 2‬هنوين نصر الدين ‪ ،‬يقدح دارين ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪65.‬‬
‫‪38‬‬ ‫‪ 3‬سرور أمحد فتحي ‪ ،‬أصول قانون اإلجراءات اجلنائية‪ ،‬القاهرة‪1969، ،‬ص ‪437.‬‬
‫‪ 4‬موالي ملياين بغدادي‪ ،‬اإلجراءات اجلزائية يف التشريع اجلزائري‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪1992، ،‬ص ص‪.180-179‬‬
‫سلطات الضبطية في حالة التلبس‬

‫ثالثا‪ :‬حيازة المشتبه فيو آثار ووجود دالئل تحتمل مساهمته في الجريمة‬

‫هنا البّد من حيازة املشتبه فيه ألشياء تدل على ارتكابه أو مسامهته يف اجلرمية ‪ ،‬ويقصد ما يوجد‬
‫يف جسمه كاخلدوش أو يف حيازته كالسالح مثال) ‪.(1‬ومنه إذا كانت آالت أو أسلحة أو أي أشياء يفرتض‬
‫أهنا استخدمت يف اجلرمية أو نتجت عنها يف وقت غري بعيد عن مسرحها‪.‬‬

‫وهذه األشياء البّد من إثبات وجود صلة بينها وبني املتهم واجلرمية املرتكبة‪ ،‬وأن تشري ظروف‬
‫محمو إياها إىل توافر هذه الصلة‪ ،‬كما أّ ن اجلاين إذا وجدت معه آثار أو عالمات بعد وقت قصري من‬
‫ارتكاب اجلرمية تدّ ل على أنه املرتكب أو أحد املسامهني فيها‪ ،‬كوجود الدماء على مالبسه مثال‪ ،‬أو أن‬
‫متزق هذا األخري‪ ،‬تكون كأدلة على مشاركته يف مسرح اجلرمية‪ ،‬واّن رؤية اجلاين حامال ألدلة اجلرمية‬
‫) ‪.(2‬‬
‫بعد وقوعيا بوقت قصري هنا نرتك السلطة التقديرية ملقاضي يف تقدير هذا الوقت‬

‫رابعا‪ :‬وقوع الجريمة في مسكن والتبليغ عنها‬

‫هنا جیب أن تقع اجلرمية يف منزل مسكون أو معد ملسكن ويلحق هبذا املسكن توابعه كاحلديقة‬
‫مثال‪ ،‬وجیب أن يكتشف صاحب املنزل اجلرمية فيسارع إلخبار ضابط الشرطة ويأذن ليم بالدخول إىل‬
‫منزلو ملعاينة وحترير حمضر رمسي قبل زوال معامل اجلرمية) ‪.(3‬‬

‫ومثال هذا اكتشاف صاحب املسكن جلرمية ما داخل منزله كجثة ألحد أقاربه يف‬
‫املنزل ولطخة بالدماء وملقاة على األرض أو فتحة مثال لباب املنزل ووجوده لزوجته متلبسة مع شريكها‬
‫بالزنا حبني يسارع لتبليغ الشرطة) ‪.(4‬‬

‫‪ 1‬بلحاج العريب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪316.‬‬


‫‪ 2‬الذىيب إدوارد غايل ‪ ،‬اإلجراءات اجلنائية يف التشريع املصري‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مكتبة غريب‪ ،‬ب‪.‬د‪.‬ن‪1990، ،‬ص ‪.383‬‬
‫‪ 3‬هنوين نصر الدين‪ ،‬يقدح دارين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪6‬‬
‫‪39‬‬
‫‪ 4‬العيش فضيل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪106.‬‬
‫سلطات الضبطية في حالة التلبس‬

‫المطلب الثاني‪ :‬شروط صحة التلبس بالجريمة‬


‫إن إدراك أحد ضباط الشرطة القضائية لتحقق إحدى حاالت التلبس باجلرمية الواردة على سبيل احلصر؛ ال يكفي‬
‫لتحقق حالة التلبس الصحيحة واملنتجة ألثارها القانونية‪ ،‬إمنا يشرتط يف ذلك أن يراعي ويضمن احرتام مبدأ الشرعية‬
‫اإلجرائية‪ ،‬وعدم التعدي والتعسف على احلقوق واحلريات أثناء اكتشاف حالة التلبس‪ ،‬واليت ختول لضباط الشرطة القضائية‬
‫سلطات واسعة يف جمال البحث والتحري‪ ،‬ولذلك لصحة حالة التلبس باجلرمية يستلزم توافر ثالثة شروط‪ ،‬إذا ختلفت إحداها‬
‫ال نكون بصدد اجلرمية املتلبس هبا‪ ،‬ما سنوضحه يف العناصر الثالثة التالية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬توافر حالة من حاالت التلبس‬


‫يشرتط على ضباط الشرطة القضائية أن يتقيدوا حباالت التلبس باجلرمية املنصوص عليها يف املادة ‪ 16‬ق إ ج‪،‬‬
‫دون السماح هلم بالتوسع أو القياس عليها‪ ،‬واال عد خروجا عن مبدأ الشرعية اإلجرائية‪ ،1‬ولذلك جیب عليهم التأكد‬
‫والتحقق من توافر املظهر اخلارجي الكايف للجرمية‪ ،‬واليت تنطبق عليه إحدى صور التلبس‪ ،‬حىت يتمكن من ممارسة‬
‫االختصاصات االستثنائية املخولة هلم ‪ ،2‬مثل أن يشاهد شخص مقتول يتخبط يف دمه‪ ،‬أو مشاهدة اجلاين تالحقه العامة‬
‫بالصياح إثر وقوع اجلرمية‪ ،‬متثل بذلك مظاهر كافية تتحقق فيها حالة التلبس باجلرمية‪ ،‬أما مشاهدة شخص يقدم لشخص‬
‫أخر شيء جمهول ال ميكن وصفها جرمية متلبس هبا على أساس الشبهة والشك فيه‪ ،‬وبذلك جیب عليهم أن يتحروا الدقة‬
‫يف وصف أو تصوير اجلرمية الواقعة‪ ،‬ويتأكدوا من حتقق إحدى حاالت التلبس‪ ،‬على سبيل اليقني وليس بالظن أو التخمني‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫واال اعترب التلبس باطال‪ ،‬وتبطل كل آثاره القانونية‬

‫ثانيا‪ :‬معاينة حالة التلبس بالجريمة من طرف ضباط الشرطة القضائية‬


‫يشرتط أن يتم اكتشاف اجلرمية يف إحدى حاالت التلبس من طرف أحد ضباط الشرطة القضائية شخصيا‪ ،‬حىت‬
‫يتمكن من مباشرة السلطات االستثنائية املخولة له‪ ،‬واذا بادر هبذه اإلجراءات مبجرد الرواية أو التبليغ من شخص ما‬
‫بوقوع اجلرمية املتلبس هبا‪ ،‬فإن هذه اإلجراءات باطلة‪ ،‬باعتبار اجلرمية عادية مت التبليغ عنها ال تأخذ وصف اجلرمية املتلبس‬
‫هبا ألن ه مل يكتشف بذاته حالة التلبس‪ ،‬وامنا مبجرد وصول أنباء عليها‪ ،‬أما إذا حتقق بنفسه من توافر حالة التلبس باجلرمية‬

‫‪ 1‬عمر خوري‪ ،‬دروس يف قانون اإلجراءات اجلزائية ‪ ،‬كلية احلق وق‪ ،‬جامعة اجلزائر ‪ ،‬ص‪17‬‬

‫‪ 2‬عبد اهلل اوهيبية‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات اجلزائية اجلزائري‪ ،‬ط ‪ ،5‬دار هومة‪ ،‬اجلزائر‪ ، 2015 ،‬ص ‪(17‬‬
‫‪40‬‬ ‫‪ 3‬سليم علي عبده‪ ،‬اجلرمية املشهودة‪ ،‬منشوارت زين احلقوقية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ص ‪77‬‬
‫سلطات الضبطية في حالة التلبس‬

‫باكتشافها بنفسه‪ ،‬وان كان عقب ارتكاهبا‪ ،‬بالتأكد من صحة التبليغ بعد انتقاله حاال ا‪ ،‬يتمكن بذلك من ممارسة السلطات‬
‫الواسعة إذا اكتملت كل شروط صحة التلبس باجلرمية ‪ ،1‬أما إذا اندثرت آثار اجلرمية ومل تتحقق إحدى حاالت التلبس‪،‬‬
‫يكون ضابط الشرطة القضائي أمام جرمية عادية مت التبليغ أو الشكوى عنها‪ ،‬تستدعي منه البحث والتنقيب‪.‬‬

‫خيول التشريع اجلزائري سلطات معاينة وتقدير حالة التلبس باجلرمية‪ ،‬وممارسة اإلجراءات الضرورية هلا؛ لفئة الضبطية‬
‫القضائية اليت تتمتع بصفة ضباط الشرطة القضائية‪ ،‬او احملددة يف املادة ‪ 63‬ق إ ج ‪ ،2‬دون غريهم من رجال الضبط‬
‫القضائي‪ ،‬وبالتايل يشرتط عليهم ضبط اجلرمية املتلبس هبا شخصيا‪ ،‬بال وقوف عليها حىت ولو بعد التبليغ عنها‪ ،‬وذلك‬
‫‪3‬‬
‫بإدراك وفحص اإلمارات واملظاهر اخلارجية اليت تنبأ بوقوعها‪ ،‬حىت يتم استبعاد اخلطأ أو االهتام الكاذب‬

‫ثالثا‪ :‬اكتشاف حالة التلبس بالجريمة عن طريق مشروع‬


‫يشرتط لصحة التلبس باجلرمية أن يتم اكتشافها بطريق مشروع‪ ،‬ويقصد بذلك أن يتم بناءا على وسائل قانونية‬
‫متفقة مع أحكام القانون واآلداب العامة‪ ،‬وبصدد إجراءات صحيحة ومتفقة مع مبدأ الشرعية اإلجرائية ‪ ،‬ويتم ذلك‬
‫باالستناد إىل وقائع ثابتة ويقينية وليست مغلوطة‪ ،‬يتم فيها االعتداء على احلريات العامة والشخصية‪ ،‬وبذلك يهدف اشرتاط‬
‫املشروعية إىل محاية املصلحة العامة‪ ،‬ومنع التعدي على حقوق األفراد و التعسف والظلم‪ ،4‬ما يلزم على ضباط الشرطة‬
‫القضائية أن يتجنبوا كل السبل غري املشروع لضبط اجلرمية يف حالة التلبس‪ ،‬وهذا ما سنوضحه يف ما يلي‪:‬‬

‫اكتشاف التلبس بالجريمة المشروع‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫تكون حالة التلبس باجلرمية صحيحة ومنتجة آلثارها القانونية‪ ،‬إذا مت اكتشافها من طرف ضباط الشرطة القضائية‬
‫بإحدى األساليب املشروعة التالية‪:‬‬

‫‪ 1‬بلحاج العريب‪ ،‬تنظيم الضبط القضائي كمرحلة من اخلصومة اجلزائية اجلزائرية يف ضوء قانون اإلجراءات اجلزائية اجلزائرية‪،‬‬
‫اجمللة اجلزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد األول‪ ، 6226 ،‬ص ‪560‬‬

‫‪ 2‬املادة ‪( 63‬ق‪.‬إ‪.‬ج)‬

‫‪41‬‬ ‫‪ 3‬أمحد شوقي الشلقاين‪ ،‬مبادئ اإلجراءات اجلزائية اجلزائرية يف التشريع اجلزائري‪ ،‬اجلزء الثاين‪ ،‬ط ‪ ،9‬ديوان املطبوعات‬
‫اجلامعية ‪.‬اجلزائر‪ ،‬ص ‪681‬‬
‫‪ 4‬هشام اجلميلى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪126‬‬
‫سلطات الضبطية في حالة التلبس‬

‫أ_ أن تتهيأ لهم المشاهدة عرضا‪:‬‬

‫يقصد مبشاهدة حالة التلبس عرضا؛ أن يقع التلبس بدون سعي أو عمل اجیايب من طرف ضباط الشرطة القضائية‪،‬‬
‫وهي من أدق أساليب اكتشاف اجلرمية املتلبس هبا‪ ،‬تكون فيه حالة التلبس صحيحة ومنتجة ألثارها القانونية دون أدىن‬
‫شك‪ ،‬الو أي شبهة ‪ ،1‬كأن يصادف أحد ضباط الشرطة القضائية شخص يف الطريق العمومي حيمل سالح ناري ‪،‬‬
‫فيسأله إذا ما كان ميلك ترخيص عنه فينفي ذلك‪ ،‬وبذلك يتم ضبطه وحترير ر حمضر عن حالة التلبس ‪ ،2‬أو أن يقوم‬
‫بتفتيش شخص مصاب يف حادث مرور للتعرف على هويته‪ ،‬فيعثر معه على مادة خمدرة أو يشاهد شخصا حياول إخفاء‬
‫أشياء مسروقة أو مادة خمدرة مبجرد مشاهدته أحد ضباط الشرطة القضائية‪ ،‬يعترب بذلك التلبس باجلرمية مشروعا اكتشفه‬
‫هذا األخري عرضا ‪. 3‬‬

‫ب_ استعمال حيلة مشروعة‪:‬‬

‫يتم اكتشاف التلبس باجلرمية يف هذه احلالة بسعي من ضباط الشرطة القضائية‪ ،‬ولكن بطريق غري خمالف ملبادئ‬
‫وقواعد القانون واآلداب العامة‪ ،‬مثل أن يصل إىل علم أحد ضباط الشرطة القضائية أن شخص يتاجر املخدرات ‪ ،‬فيستعمل‬
‫بذلك حيلة هبدف ضبطه‪ ،‬وذلك بارتداء مالبس مدنية ويشرتي منه املخدر‪ ،‬ليضبطه متلبسا باجلرمية املتاجرة باملخدرات ‪،‬‬
‫يكون بذلك قد استخدم حيلة مشروعة‪ ،‬وهي التنكر والتخفي بأزياء مدنية‪ ،‬وانتحال الصفة لضبط اجملرمني متلبسني‬
‫باجلرمية‪ ،‬أو أن يبلغ بوقوع جرمية رشوة من طرف شخص‪ ،‬فيقوم بتصوير األوراق النقدية ويسجل أرقامها مث يراقب مكان‬
‫تسليم مبلغ الرشوة‪ ،‬ويقبض على الشخص املرتشي‪ ،‬أو أن يقوم بدورية ليلية لضبط اجلرائم يف حالة تلبس‪ ،‬باعتبار أن‬
‫أخطر اجلرائم ترتكب يف الليل‪ ،‬ويشاهد شخص يطلق عيار ناري على شخص‪ ،4‬ففي هذه احلاالت يكون التلبس‬
‫صحيحا‪ ،‬سلك فيه ضابط الشرطة القضائية الط ريق املشروع‪.‬‬

‫‪ 1‬إدريس عبد اجلواد عبد اهلل بريك‪ ،‬ضمانات املشتبه فيه يف مرحلة االستدالل‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‬
‫(‪ ،‬ص ‪922‬‬
‫‪ 2‬إسحاق إبراهيم منصور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪80‬‬
‫‪42‬‬ ‫‪ 3‬عبد احلميد الشواريب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪06‬‬
‫‪ 4‬أمحد غاي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪(683‬‬
‫سلطات الضبطية في حالة التلبس‬

‫ج_ اكتشاف التلبس عند القيام بإجراء صحيح‪:‬‬

‫يكتشف أحد ضباط الشرطة القضائية حالة التلبس باجلرمية يف هذه احلالة بصدد القيام بإجراء صحيح ‪،‬‬
‫ويصادف أثنائها حالة التلبس باجلرمية عرضا ‪ ،‬ويكون التلبس بذلك صحيحا ومنتجا آلثاره القانونية‪ ،‬كأن يقوم ضابط‬
‫الشرطة القضائية بتفتيش مسكن شخص يف هتمة السرقة عن طريق أمر قضائي؛ ويعثر بذلك على مواد خمدرة ‪ ،‬أو‬
‫سالح ناري أو أشياء مستعملة يف جرمية أخرى ‪ ،1‬أو بغرض البحث عن خمدرات ‪ ،‬ويتم اكتشاف جرمية القتل كأن جید‬
‫خنجر فيه دم حديث ‪ ،2‬فالتفتيش صحيحا‪ ،‬وتبقى حاالت التلبس املكتشفة عرضا صحيحة ومشروعة‪ ،‬وختول له ممارسة‬
‫صالحياته يف حالة التلبس باجلرمية‪.‬‬

‫أسباب عدم مشروعية التلبس‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫جیب على ضباط الشرطة القضائية أن يتبعوا الطرق املشروعة عند اكتشافهم حلالة التلبس باجلرمية‪ ،‬و اليت وضحنها‬
‫يف العنصر السابق‪ ،‬واال أعترب باطال أو غري مشروع‪ ،‬ومن أبرز الطرق غري املشروعة للتلبس؛ إذا مت اكتشافه عن طريق إجراء‬
‫غري قانوين‪ ،‬أو مت اللجوء إىل حيلة غري مشروعة‪ ،‬أو عن طريق إساءة استعماله السلطة‪ ،‬و اليت جیب أن ال يلجأ إليها ضباط‬
‫الشرطة القضائية الكتشافهم حالة التلبس‪ ،‬نوضح هذه الطرق يف النقاط الثالثة التالية‪:‬‬

‫أ_ اكتشاف التلبس بإجراء غير قانوني‪:‬‬


‫كأن يكتشف أحد ضباط الشرطة القضائية حالة التلبس باجلرمية؛ عند قيامه بإجراء يعد جرمية يف القانون‪ ،‬مثل‬
‫أن يصل إىل علمه وجود خمدرات يف مسكن‪ ،‬ويقتحم بذلك املنزل بغرض تفتيشه دون احلصول على إذن من وكيل‬
‫اجلمهورية‪ ،‬ودون رضا صاحب املسكن فيعثر على خمدرات أو نقود مزيفة ‪ ،3‬أو ينتج التلبس باجلرمية عن طريق إجراء‬
‫القبض أو التفتيش يف غري األحوال املقررة هلا يف القانون‪ ،‬يكون بذلك التلبس الناتج باطال او منعدما قانونيا‪ ،‬ألن اإلجراء‬

‫‪ 1‬إسحاق إبراهيم منصور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪(87‬‬

‫‪ 2‬أمحد غاي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪(683‬‬


‫‪43‬‬ ‫‪ 3‬إسحاق إبراهيم منصور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪(87‬‬
‫سلطات الضبطية في حالة التلبس‬

‫الذي نتجت عنه حالة التلبس يقضي عليها بالبطالن‪ ،‬كما يشكل بدوره جرمية يعاقب عليها القانون‪ ،‬وبذلك يبطل كل‬
‫إجراء خارج اختصاصه النوعي أو املكاين أو يف غري احلاالت املقررة له يف القانون‪ ،‬ويبطل التلبس باجلرمية الناتج عنها ‪. 1‬‬

‫ب_ اكتشاف التلبس نتيجة استخدام حيلة غير مشروعة‪:‬‬


‫تتمثل هذه احلالة يف التحايل على األشخاص للتمكن من ضبطهم يف حالة التلبس باجلرمية‪ ،‬وذلك بتشجيعهم أو‬
‫حتريضهم على ارتكاب اجلرمية‪ ،‬كأن حيرض أحد ضباط الشرطة القضائية شخص مشتبه فيه على استغالل راس املال يف‬
‫االجتار غري املشروع‪ ،‬أو أن يلجأ فيها إىل شخص معروف بتهريب النقد‪ ،‬ويسلمه املال لتهريبه إىل اخلارج لعقد هذه‬
‫الصفقة‪ ،‬مث يضبطه متلبسا هبا‪ ،‬يكون التلبس باجلرمية يف هذه احلالة ناتج عن خلق الفكرة اإلجرامية لدى الفاعل من طرف‬
‫ضابط الشرطة القضائية‪ ،‬وذلك بإعطاء كمية من النقود الرتكاب تلك اجلرمية ‪ ، 2‬أو أن يقوم باالستماع أو النظر إليه من‬
‫ثقوب األبواب‪ ،‬أو تسلق احلائط أو التجسس على األشخاص‪ ،‬وعند اكتشافه للجرائم يقوم باقتحام املنزل استنادا‬
‫الكتشاف حالة التلبس باجلرمية‪ ،3‬وحيكم ببطالن التلبس الناتج عن هذه األساليب غري املشروعة ملنافاهتا لآلداب العامة‬
‫ومبادئ القانون‪ ،‬كما أهنا تتعارض مع الواجب األصيل لضباط الشرطة القضائية املتمثل يف حماربة اجلرمية قبل استفحاهلا‬
‫واحلفاظ على النظام العام واآلداب العامة‪.‬‬

‫ج_اكتشاف التلبس نتيجة إساءة استعمال السلطة و تجاوز حدودها‪:‬‬


‫يتم اكتشاف التلبس باجلرمية غري املشروع يف هذه احلالة من طرف أحد ضباط الشرطة القضائية عند قيامه بإجراء‬
‫ء صحيح‪ ،‬ولكن يسيئ استعمال سلطاته أو يتجاوز حدودها‪ ،‬فمثال إجراء تفتيش مسكن بغرض البحث عن سالح؛ ال‬
‫يسمح له بتفتيش حافظة صغرية‪ ،‬تبني أهنا حتتوي على خمدرات ‪ ،‬ألن التلبس غري مشروع بتجاوزه حدود سلطاته‪ ،‬أو يتم‬
‫انتدابه من طرف قاضي التحقيق لتفتيش مسكن‪ ،‬فيتجاوز حدود اإلنابة بتفتيش الشخص‪ ،‬وضبط املخدر معه ‪ ،‬أو يتم‬
‫‪4‬‬
‫العثور على سالح دون ترخيص‪ ،‬متثل هذه احلاالت للتلبس باطلة‪ ،‬ألهنا مت ضبطها بتجاوز حدود اإلنابة القضائية‬

‫‪ 1‬عبد اهلل أوهيبية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪(915‬‬


‫إسحاق إبراهيم منصور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪(87‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪44‬‬ ‫‪ 3‬بلحاج العريب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪(560‬‬

‫‪ 4‬إسحاق إبراهيم منصور‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪88‬‬


‫سلطات الضبطية في حالة التلبس‬

‫متثل شروط صحة التلبس باجلرمية؛ األساس القانوين الذي يتم بناءا عليها ممارسة ضباط الشرطة القضائية كل‬
‫الصالحيات املخولة هلم يف مواجهة اجلرمية املتلبس هبا‪ ،‬ومن هذه الصالحيات؛ تلك اإلجراءات املستوجبة عليهم فور‬
‫اكتشافهم حلالة التلبس باجلرمية‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬شروط التلبس‬


‫لقد منح القانون لعناصر الضبطية القضائية صالحيات واسعة بصورة استثنائية إذا تعلق األمر‬
‫حبالة من حاالت التلبس نظرا خلطورة هذه اجلرائم ومساسها بأمن وسالمة اجملتمع هذا ما يقتضي اختاذ‬
‫إجراءات استعجالية لكشف الغموض عن هذه اجلرائم‪ ،‬لكن هذا ال يكون إال بتوفر بعض الشروط إلثبات‬
‫هذا التلبس‪ ،‬وعليه نتطرق أوال إىل وجوب مشاهدة عناصر الضبطية القضائية جلرمية تشكل إحدى‬
‫حاالت التلبس‪ ،‬مث ثانيا أن يكون التلبس سابقا عن اإلجراء ليس الحقا له‪ ،‬ثالثا أن يكشف الضابط‬
‫اجلرمية بنفسه عقب ارتكاهبا‪ ،‬رابعا وأخريا أن يكون اكتشافه للجرمية كان بطريق مشروع‪.‬‬
‫أوال‪ :‬يجب أن يشاه د عناصر الضبطية القضائية جريمة تشكل إحدى حاالت التلبس الواردة في المادة‪14‬من‬
‫(ق‪.‬إ‪.‬ج)‬

‫وأن تكون مشاهدته شخصية فال يكفي أن يكون قد تلقى نبأ اجلرمية عن طريق الرواية ليتمكن من‬
‫ترتيب آثار قانونية حلالة التلبس اليت تعطيه بعض الصالحيات إلجراء التحقيقات الالزمة‬

‫ثانيا‪ :‬أن يكون التلبس سابقا عن اإلجراء ليس الحقا له‬

‫ألن توفر حالة التلبس هي اليت متكن الضابط من مباشرة هذه اإلجراءات‪ ،‬فإذا قام هبا قبل التلبس‬
‫فإن عمله يعد غري مشروع وال يرتتب آثاره القانونية) ‪.(1‬‬

‫ثالثا‪ :‬أن يكشف الضابط الجريمة بنفسه عقب ارتكابها‬

‫فال يكفي أن يبلغ عنها أو يروي لو شخص ما الوقائع ليقوم التلبس‪ ،‬ألنه يف هذه احلالة يتعني عليه‬
‫االنتقال ملكان وقوع اجلرمية ملعاينته والتأكد من صحة التبليغ) ‪.(2‬‬

‫‪ 1‬هنوين نصر الدين ‪ ،‬يقدح دارين ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪66.‬‬


‫‪ 2‬بلحاج العريب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫سلطات الضبطية في حالة التلبس‬

‫رابعا‪ :‬أن يكون اكتشافه للجريمة المتلبس بها قد حصل بطريق مشروع ال يتعارض مع حقوق األفراد وحرياتهم‬

‫فإذا قام بعمل غري مشروع أو بإجراء ال يدخل يف نطاق اختصاصه ال يثبت عمله‪ ،‬ومثال ذلك أن‬
‫يكتشف اجلرمية من خالل النظر عن طريق ثقوب املنزل فهذا يعد عمل غري مشروع) ‪.(1‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬سلطات الضبطية القضائية في حالة التلبس‬

‫بوقوع حالة التلبس يقع على ضابط الشرطة القضائية جمموعة من الواجبات و هي‪:‬‬
‫واجبات على سبيل االستثناء نوردها فيما يلي ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬اإلجراءات الوجوبية‬


‫تتمثل يف ‪:‬‬
‫اخطار وكيل اجلمهورية فورا بوقوع اجلرمية مع تبيان مكان و زمان وقوعها و كل ما يتعلق هبا طبقا للمادة ‪42‬‬ ‫‪-1‬‬
‫من ( ق إ ج ) حيث أن املشرع ألزم ضابط الشرطة القضائية بضرورة تبليغ وكيل اجلمهورية قبل أن يتحرك إىل‬
‫مسرح اجلرمية إال أنه مل يوضح كيفية اإلبالغ هل هي كتابية أم شفوية أو عن طريق اهلاتف أو بوسيلة أخرى‪.‬‬
‫االنتقال الفوري إىل مكان اجلرمية دون تباطؤ أو تراخي حسب ما نصت عليه املادة ‪ 42‬من ( ق إ ج )‪2‬بغية‬ ‫‪-2‬‬
‫القيام باملعاينات وجع األدلة و املعلومات اليت تسهل عملية التحقيق حيث يقوم بدور فعال فغي حتديد‬
‫مكان اجلرمية ومعاملها و االستماع إىل الشهود‬
‫احملافظة على آثار اجلرمية اليت خيشى عليها التغيري أو االتالف مع ضبط كل ما ميكن أن يؤدي إىل إظهار احلقيقة‬ ‫‪-3‬‬
‫طبقا ملا ورد يف املادة ‪ 42‬من (ق إ ج ) وحىت يتسىن هلم احملافظة على اآلثار املادية جیب تطويق مكان اجلرمية‬
‫وذلك مبنع أي شخص ال صفة له باإلجراء أو حماولة تغيري معامل الواقعة ‪ ،‬أو إخفاء أي أشياء كان موجودا‬
‫مبكان اجلرمية قبل بداية اإلجراءات األولية للتحقيق ويعاقب طبقا للمادة ‪ 43‬من ( ق إ ج )‪ ، 3‬باستثناء‬
‫حالة تدخل لتغيري بعض األوضاع من أجل السالمة و الصحة العمومية قصد إنقاذ اجملين عليه‪.‬‬

‫‪ 1‬املرجع نفسه‪ ،‬نفس الصفحة‬


‫‪ 2‬عبد العزيز سعد ‪ ،‬أحباث حتليلية يف قانون اإلجراءات اجلزائية ‪ -‬سلسلة تبسيط القوانني ‪ ،‬دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع ‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل ‪ ، 2009 ،‬ص‪17‬‬
‫‪46‬‬
‫‪ 3‬انظر املادة ‪ 43‬من قانون االجراءات اجلزائية‬
‫سلطات الضبطية في حالة التلبس‬

‫ضبط األشياء و عرضها على املشتبه فيهم للتعرف ما إذا كانت هلا عالقة باجلرمية و تسجيل كل ما يديل به‬ ‫‪-4‬‬
‫املتهمني و حجز كل أداة أو وسيلة أو أسلحة يعتقد أهنا استعملت يف ارتكاب اجلرمية وكل ما من شأهنأ أن‬
‫يؤدي إىل إظهار احلقيفة‪.‬‬

‫حترير حمضر التحقيق ‪ ،‬حيث يتوجب على ضابط الشرطة القضائية حترير حمضر جیمع فيه كل اإلجراءات و‬ ‫‪-5‬‬
‫األعمال اليت قام هبا يف نفس املكان الذي وقعت فيه اجلرمية و ترقم صفحاته و يؤشر على كل صفحة و يطلب‬
‫من املعنيني سواءا كانوا مشتبها فيهم أم شهودا أن يوقعوا م عه ‪ ،‬و إذا امتنع أحدهم لسبب ما ‪ ،‬فإنه يتوجب‬
‫‪1‬‬ ‫عليه أن ينوه عن ذلك يف نفس احملضر ‪ ،‬ويرسل إىل وكيل اجلمهورية مرسل بكل األشياء املتعلقة باجلرمية‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬اإلجراءات الجوازية‬


‫باإلضافة إىل الوظائف العادية ألعوان الضبطية القضائية هناك ما يقومون به على سبيل االستثناء إذا اقتضت ضرورة‬
‫البحث ذلك‪ .‬وسنبني هذه اإلجراءات يف أوال‪ :‬االستقاف مث ثانيا‪ :‬ضبط املشتبه فيه واقتياده ألقرب مركز للشرطة القضائية‪،‬‬
‫ثالثا ‪:‬األمر بعدم املبارحة مث رابعا‪ :‬التوقيف للنظر وخامسا‪ :‬القبض وأخريا التفتيش‬
‫‪ -1‬االستيقاف‪: 2‬‬
‫هو إجراء بوليسي الغرض منه حتقيق هوية املستوقف الذي يشك يف أمره‪ ،‬يف سبيل التعرف على هويته بشرط‬
‫أن ال يتضمن تعرضا ماديا ‪ ،‬فاالستيقاف إجراء خمول لرجال السلطة العامة ومن باب أوىل لضباط الشرطة القضائية التحقق‬
‫من هوية املستوقف إذا ما وضع نفسه موضع شبهات و الشك‬
‫أ‪ -‬مبررات االستيقاف ‪:‬‬
‫اهلدف من االستيقاف هو التحقق من الشبهات ‪ ،‬فإما تثبت يف حقه لتصبح دليال ضده فتؤخذ اإلجراءات‬
‫الالزمة ‪ ،‬إما ال تثبت يف حقه و بالتايل يرتك سبيله لعدم حتقق أو ثبوت الشبهة ‪ ،‬و تقدير هذه الظروف و املالبسات و‬
‫استخالص الدليل تبقى للسطلة التقديرية لضابط الشرطة القضائية و ذلك حتت رقابة اجلهات القضائية‪.3‬‬

‫‪ 1‬تومي حيي ‪،‬ـ دور الضبطية القضائية يف مواجهة االجرام احلديث يف التشريع اجلزائري ‪ ,‬مذكرة لنيل شهادة املاجستري يف القانون اجلنائي‬
‫و العلوم اجلنائية ‪ ،‬جامعة اجلزائر ‪ – 1‬كلية احلقوق – بن عكنون ‪2012-2011 ،‬‬
‫‪ 2‬مناصرية عبد الكريم ‪ ،‬اختصاصات الضبطية القضائية على ضوء التعديالت األخيرة ‪ ، ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستري يف القانون اجلنائي و العلوم‬
‫‪47‬‬ ‫اجلنائية ‪ ،‬جامعة اجلزائر ‪ – 1‬بن عكنون ‪2011-2010 ،‬‬

‫‪ 3‬د‪.‬صالح الدين جمال ‪ ،‬الطعن في التحريات و إجراءات الطعن ‪ ،‬دار الفكر الجامعي – اإلسكندرية ‪ ، 2005 ،‬ص ‪283‬‬
‫سلطات الضبطية في حالة التلبس‬

‫األساس القانوني لالستيقاف ‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬


‫مل ينص قانون اإلجراءات اجلزائية صراحة على اإلستيقاف ‪ ،‬و لكن ميكن استخالصه من خالل املادة ‪ 50‬فقرة‬
‫‪ 2‬من ق إ ج ‪ ،‬املادة ‪ 50‬الفقرة ‪ 1‬من قانون اجلمارك ‪.‬‬
‫حيث تنص امل ادة األوىل ‪ " :‬و على كل شخص يبدو له ضروريا يف جمرى استدالالته القضائية ( أي ضابط‬
‫الشرطة القضائية ) التعرف على هويته أو التحقق من شخصيته ‪ ،‬أن ميتثل له يف كل ما يطلب من إجراءات يف هذا‬
‫اخلصوص ‪ ،‬و كل من خالف أحكام الفقرة السابقة يعاقب باحلبس مدة ال تتجاوز عشرة أيام و بغرامة ‪ 500‬دينار "‪.‬‬
‫وتنص املادة ‪ 50‬من قانون اجلمارك على أنه ‪ " :‬ميكن ألعوان اجلمارك مراقبة هوية األشخاص الذين يدخلون‬
‫اإلقليم اجلمركي أو خيرجون منه " ‪.‬‬
‫ج‪ -‬ضوابط اإلستيقاف ‪:‬‬
‫هناك جمموعة من القيود و الضوابط اليت يتقيد هبا ضباط الشرطة القضائية أثناء القيام هبذا االجراء ومن بني تلك‬
‫الضوابط نذكر ‪:‬‬
‫• جیب أن يضع املستوقف نفسه طواعية يف موضع الشك و الريبة‪ ،‬أي أن تظهر عليه عالمات و دالئل جتعله‬
‫مشكوكا يف أمره ‪ ،‬كالفرار عند مشاهدة رجال األمن ‪ ،‬وتقدير هذه الدالئل و القرائن يرجع للسلطة التقديرية‬
‫لضابط الشرط ة القضائية ‪ ،‬فإذا انتفت الدالئل أو كانت غري كافية لالشتباه تكون إجراءات تعسفية ‪ ،‬وتبطل‬
‫النتائج املرتتبة عنها‪.‬‬
‫• أن يكون الغرض من االستيقاف هو التحقق من هوية املشتبه فيه ‪ ،‬فال جیوز لضابط الشرطة القضائية استعمال‬
‫القوة إلجباره لالمتثال لتكل اإلجراءات‪.‬‬
‫‪ -2‬ضبط المشتبه فيه و اقتياده إلى اقرب مركز‪: 1‬‬
‫و نقصد به إمساك املشتبه فيه لفرتة قصرية متهيدا لتقدميه أمام النيابة العامة الختاذ ما تراه مناسبا بشأنه فتوقيف‬
‫األشخاص و حجز األموال إذا ما كان ذلك ضروريا و مفيدا يف جمريات التحقيق ومجع االستدالالت‬
‫فقد يكون التوقيف بصفتهم مشبوهني قصد التحقيق معهم و تقدميهم للعدالة أو يف إطار التدابري التحفظية و‬
‫هذا من اجل التعرف على هويتهم بصفتهم شهودا ‪.‬‬

‫‪ 1‬جياليل بغدادي‪ ،‬التحقيق‪ ،‬دراسة مقارنة نظرية و تطبيقية‪ ،‬ص ‪173‬‬


‫‪48‬‬
‫سلطات الضبطية في حالة التلبس‬

‫فتنص املادة ‪ 61‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪":‬حيق لكل شخص يف حاالت اجلناية أو اجلنحة املتلبس هبا‪ ...‬ضبط الفاعل واقتياده إىل‬
‫اقرب ضابط للشرطة القضائية " ‪ ،‬فالضبط و االقتياد أجازه القانون لكل شخص أو لرجل الضبطية القضائية و هذا بإمساك‬
‫اجلاين و اقتياد إىل أقرب ضابط للشرطة القضائية‪.‬‬
‫و يشرتط يف املراد ضبطه و اقتياده أن يكون فاعال يف اجلرمية سواء كانت جناية أو جنحة متلبس هبا طبقا للمادتني‬
‫‪41‬و‪55‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪،‬كما خيتلف ضبط املشتبه فيه عن االستيقاف بغرض التحقق من اهلوية فيكفي يف االستيقاف أن‬
‫يضع الشخص نفسه طواعية موضع الشك و الشبهة بارتكابه اجلرمية املتلبس هبا أو غري متلبس هبا يف بعض احلاالت ‪.‬يف‬
‫حني أن الضبط و االقتياد يشرتط فيه أن يكون املراد ضبطه متلبسا جبناية أو جنحة فهو يشمل مجيع حاالت التلبس و ما‬
‫استقر عليه الفقه أن الضبط ال يعترب قبضا مبفهومه القانوين و إمنا هو جمرد تعرض مادي للمشتبه فيه و بالقدر الضروري‬
‫إىل أقرب ضابط شرطة قضائي‬
‫األمر بعدم المبارحة ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫األمر بعدم املبارحة إجراء استثنائي‪ ،‬خمول لضباط الشرطة القضائية يف حالة التلبس باجلرمية على سبيل اجلواز‪،‬‬
‫اجتاه كل األشخاص احلاضرين يف مكان ارتكاب اجلرمية‪ ،‬وهو إجراء تنظيمي‪ ،‬يهدف إىل حفظ النظام يف مكان اجلرمية‪،‬‬
‫حىت يستكمل ضابط الشرطة القضائية مهامه ‪ ،1‬ويتمكن من ضبط الفاعل واالستفادة من الشهود و مجع األدلة و‬
‫املعلومات الكافية لكشف احلقيقة يف ظروف حسنة‪ ،‬دون ضياعها أو اندثارها ‪.2‬‬
‫شروط وضوابط إجراء األمر بعدم المبارحة‬ ‫‪-1‬‬
‫إن إجراء األمر بعدم املبارحة يكون وفق جمموعة من الشروط القانونية تتمثل يف اشرتاط توافر حالة التلبس باجلرمية‪،‬‬
‫و إجرائه من طرف أحد ضباط الشرطة القضائية كما أنه يقوم ضد كل األشخاص احلاضرين يف مكان وقوع اجلرمية‬
‫‪ -‬توافر إحدى حاالت التلبس بالجريمة‬
‫هي تلك اليت وردت على سبيل احلصر يف املادة ‪53‬ق إ ج‪ ،‬وذلك يف حالة اجلناية أو اجلنحة استنادا إىل املادة‬
‫‪ 44‬ق إ ج‪ ،‬و اليت تسمح بالقيام بإجراءات التلبس على اجلنح املعاقبة عليها باحلبس و بذلك حىت يتم املبادرة هبذا اإلجراء‬
‫جیب توافر هذا الشرط ألن األمر بعدم املبارحة إجراء استثنائي مقرر حلالة التلبس باجلرمية‪ ،‬ال ميكن إجراؤه يف التحريات‬
‫العادية ‪ ،3‬وذلك حسب الفقرة األوىل من املادة ‪40‬ق إ ج اليت تربر اللجوء هلذا اإلجراء‪.‬‬

‫‪ 1‬أمحد غاي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪390‬‬


‫‪ 2‬عبد اهلل ماجد العكايلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪476-475‬‬
‫‪49‬‬ ‫‪ 3‬عبد اهلل أوهيبية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪249‬‬
‫سلطات الضبطية في حالة التلبس‬

‫‪ -‬قيام ضباط الشرطة القضائية بإجراء األمر بعدم المبارحة‬


‫يشرتط أن يتم إجراء األمر بعدم املبارحة من طرف أحد ضباط الشرطة القضائية دون غريهم من أعوان الضبط‬
‫القضائي‪ ،‬وهو الشخص الذي يكتشف حالة التلبس‪ ،‬واملكلف بالتحريات عنها‪ ،‬وهذا من خالل استقراء الفقرة األوىل‬
‫القضائية فقط‪.‬‬ ‫من املادة ‪40‬ق إ ج‪ ،‬واليت يفهم من صريح نصها؛ على أن األمر بعدم املبارحة إجراء خمول لضباط الشرطة‬

‫‪ -‬يتم األمر بعدم المبارحة لكل األشخاص المتواجدين على مكان الجريمة المتلبس بها‪:‬‬
‫حسب الفقرة األوىل من املادة ‪40‬ق إ ج ‪ ،‬جیوز لضابط الشرطة القضائية الذي اكتشف حالة التلبس باجلرمية‬
‫فور وصوله ملكان وقوعها؛ األمر بعدم املبارحة لكل األشخاص املتواجدين هناك وذلك إذا استدعت ظروف اجلرمية ‪ ،‬وهم‬
‫األشخاص الذين حضروا الواقعة اإلجرامية باعتبار أنه من بينهم املشتبه فيه‪ ،‬الضحية ‪ ،‬شهود اجلرمية ‪ ،‬و احلاضرين من‬
‫عامة الناس الذين مل يشاهدوا حالة التلبس باجلرمية و ‪،‬ذلك هبدف االستفادة من هؤالء األشخاص يف جمرى التحريات ‪،‬ما‬
‫يربز خطورة هذا اإلجراء على احلريات الشخصية‪ ،‬باعتباره إجراء تنظيمي‪ ،‬قد تعقبه إجراءات أخرى أخطر منه اجتاه هؤالء‬
‫األشخاص ‪،‬ألنه يواجه كل األشخاص املتواجدين يف مكان اجلرمية حىت ولو دفعتهم الصدفة للتواجد يف ذلك املكان أثناء‬
‫وقوع اجلرمية ‪،1‬وبذلك ال يتعدى هذا اإلجراء إىل األشخاص اآلخرين‬
‫‪ -‬ضوابط األمر بعدم المبارحة‬
‫حتكم إجراء األمر بعدم املبارحة أثناء التطبيق العملي جمموعة من الضوابط القانونية يلزم على ضابط الشرطة‬
‫القضائية املكلف به‪ ،‬واألشخاص حمل هذا اإلجراء‪ ،‬أن يلتزموا هبا طبقا للمادة ‪40‬ق إ ج الفقرات الثانية و الثالثة منها‪،‬‬
‫ما نوضحه يف ما يلي‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬التعرف على الهوية أو التحقق من الشخصية لألشخاص الذين تم األمر بعدم مبارحتهم‬
‫يهدف األمر بعدم مبارحة األشخاص احلاضرين مكان اجلرمية؛ إىل التعرف على هويتهم أو التحقق من شخصيتهم‬
‫إذا استدعت ذلك ضرورة االستدالل حول هذه اجلرمية وقد يتعرض فيه هذه األشخاص؛ إىل التوقيف حتت النظر إذا توافرت‬
‫أدلة االشتباه ضدهم أو يتم مساع أقواهلم‪ ،‬للحصول على شهاداهتم وتصرحياهتم بشأن الواقعة ‪،‬حىت يتمكن بذلك ضابط‬
‫الشرطة القضائية املكلف هبا من االستفادة منهم للسري يف التحريات حول اجلرمية املتلبس هبا ‪،‬وبذلك يهدف هذا اإلجراء‬

‫‪ 1‬عبد اهلل أوهيبية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪250‬‬


‫‪- 2‬فضيل العيش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪109‬‬
‫‪50‬‬
‫سلطات الضبطية في حالة التلبس‬

‫إىل حفظ النظام على مكان اجلرمية‪ ،‬و متكني ضباط الشرطة القضائية من مجع األدلة فيها‪ ،‬دون أن يشرتط إلجرائه توافر‬
‫أدلة أو شبهات ضد األشخاص الذين يتم التعرف على هويتهم أو التحقق من شخصيتهم‪ ،‬إمنا حضورهم يف مسرح اجلرمية‬
‫يكفي لتربير هذا اإلجراء‪ ،‬وذلك حسب الفقرة الثانية من املادة ‪40‬ق إ ج بنصها‪« :‬وعلى كل شخص يبدوا له ضروريا‬
‫في مجرى استدالالته القضائية التعرف على هويته أو التحقق من شخصيته أن يمتثل له في كل ما يطلبه من إجراءات‬
‫في هذا الخصوص‪».‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬وجوب امتثال الحاضرين مكان الجريمة أل وامر ضباط الشرطة القضائية‪:‬‬
‫يلزم على كل شخص متواجد يف مكان اجلرمية االمتثال ألوامر ضابط الشرطة القضائية املكلف هبذه اجلرمية ‪ ،‬و‬
‫املتمثلة يف األمر بعدم املبارحة بغرض التعرف على اهلوية أو التحقق من الشخصية‪ ،‬وال جیوز هلفي سبيل ذلك استعمال‬
‫القوة أو اإلجبار حلمل احلاضرين على تطبيق هذه األوامر ‪،‬واذا امتثال أي من احلاضرين هلذه األوامر جیب عليه فقط حترير‬
‫حمضر عدم االمتثال يف احلال ‪،‬وهو احملضر الذي يضمه إىل ملف إجراءات التحري‪ ،‬و تسليمه لوكيل اجلمهورية‪ ،‬الذي‬
‫بدوره يقوم بتحريك الدعوى العمومية ضد هذا الشخص‪ ،‬وذلك هبدف توقيع اجلزاء العقايب له‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -4‬التوقيف للنظر‬
‫و هو إجراء استثنائي يلجأ إليه ضابط الشرطة القضائية إذا دعت مقتضيات التحقيق ذلك فيأمر الضابط بالتحفظ‬
‫على الشخص ووضعه حتت املراقبة يف مركز الشرطة أو الدرك الوطين إذا كان ذلك ضروريا إلجراء التحريات و إظهار‬
‫احلقيقة و هذا احلق يقتصر على ضابط الشرطة باعتباره يتمتع بتكوين مهين وقانوين يساعده على تقدير املوقف و مدى‬
‫ضرورة اللجوء ملثل هذا اإلجراء ‪،‬خاصة و أنه يف إطار إعطاء الفعالية املرجوة ألحكام قانون اإلجراءات اجلزائية اجلديد يف‬
‫جمال أعمال ضباط الشرطة القضائية‪ ،‬ومن أجل متابعة و مسايرة األوضاع فإن التعليمات الوزارية حترص دائما على إدراج‬
‫مداخالت حول املوضوعات اليت حتددها و من بينها مدة التوقيف للنظر و مراقبة أماكن احلجز حتت النظر تفتيش احملالت‬
‫السكنية والغري السكنية ‪....‬إخل‪ ،‬وهذا يف االجتماعات التنسيقية الدورية اليت يعقدها وكالء اجلمهورية لدى احملاكم التابعة‬
‫لدائرة اختصاصهم مع ضباط الشرطة القضائية من أجل شرح األحكام اجلديدة يف جمال الشرطة القضائية‪ .‬أما عن أعوان‬
‫الشرطة فدورهم يقتصر على تنفيذ أوامر ضباط الشرطة القضائية و القيام باألعمال اليت يأمرهم هبا‪ ،‬و قد نص املشرع‬
‫اجلزائري على التوقيف للنظر يف املادة ‪51‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪.‬‬

‫‪ 1‬محد غاي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪191‬‬


‫‪ 2‬د‪.‬عبد الرمحان خلفي ن مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪86-84‬‬
‫‪51‬‬
‫سلطات الضبطية في حالة التلبس‬

‫إن التوقيف للنظر إجراء خطري لكونه ميس احلرية الشخصية لألفراد لكنه ضروري إلجراء التحريات اليت يقوم هبا‬
‫ضابط الشرطة القضائية إلظهار احلقيقة و معرفة مالبسات و مرتكبيي اجلرائم – و نظرا لألمهية القصوى فلقد نص عليه‬
‫‪1‬‬
‫الدستور ( دستور ‪ ) 1996‬يف املادة ‪.48‬‬
‫و حلماية األفراد من أي جتاوز أو تعسف ميس حقوقهم و حرياهتم نص املشرع على ضرورة مراعاة إجراءات صارمة‬
‫ووضع قواعد قانونية يف قانون اإلجراءات اجلزائية يتحتم على ضابط الشرطة القضائية أن يلتزم هبا و حيرتمها‪ ,‬و إذا أخل‬
‫هبا تعرض اإلجراء للبطالن النسيب أو املطلق و قد يصل هذا اإلخالل إىل حد اعتباره جرمية حبس شخص تعسفيا يرتتب‬
‫عنها متابعة املسؤول قضائيا‪.‬‬
‫و تتعلق القواعد القانونية اليت تنظم إجراء التوقيف للنظر مبدة هذا اإلجراء و أشخاص املؤهلني الختاذه و املكان‬
‫الذي يودع فيه احملتجزون و األسباب اليت ختول أو تربر توقيف الشخص للنظر و كذا احلقوق و الضمانات يتمتع هبا كل‬
‫من أختذ ضده هذا اإلجراء‪.‬‬

‫‪ -‬من له الحق في اتخاذ إجراء التوقيف للنظر‪:‬‬

‫حرصا على توفري ضمانات أكثر حلريات األفراد‪ ,‬قصر املشرع حق تقرير تنفيذ هذا اإلجراء على املشتبه فيه على‬
‫ضابط الشرطة القضائية باعتباره يتمتع بتكوين مهين و قانوين و جتربة تساعده على تقدير املوقف و مدى ضرورة اللجوء‬
‫ملثل هذا اإلجراء و ال يستطيع أعوان الشرطة القضائية اختاذ هذا اإلجراء‪ ,‬فدورهم يقتصر على تنفيذ أوامر ضابط الشرطة‬
‫القضائية و القيام باألعمال اليت يأمرهم هبا كحراسة احملجوزين و مساعدته على تفتيشهم‪.‬كما جیب على ضابط الشرطة‬
‫القضائية الذي يقرر توقيف شخص للنظر أن خيطر بذلك فورا وكيل اجلمهورية‪.‬‬

‫‪ -‬مدة التوقيف للنظر‪:‬‬

‫إن مدة وضع الشخص حتت املراقبة أو توقيفه للنظر حسب تعبري الدستور و قانون اإلجراءات اجلزائية املعدلة‬
‫بالقانون رقم ‪ 08/01‬املؤرخ يف ‪ 26‬يونيو ‪ ( 2001‬املادة ‪ 48‬من الدستور – املادة ‪ 51‬من ق إ ج ) ال جیب أن‬
‫تتجاوز مثان و أربعني (‪ )48‬ساعة و ميكن مضاعفة هذه املدة لتصبح ‪ 96‬ساعة إذا تعلق األمر جبرائم متس أمن الدولة ‪,‬‬

‫‪” 1‬خيضع التوقيف للنظر يف جمال التحريات اجلزائية القضائية للرقابة القضائية و ال ميكن أن يتجاوز مدة مثانية و أربعني ‪ 48‬ساعة‪“.‬‬
‫” ميلك الشخص الذي يوقف حق االتصال فورا بأسرته و ال ميكن متديد مدة التوقيف للنظر إال استثناء ووفقا للشروط احملددة بالقانون ‪.‬‬
‫و لذى انتهاء مدة التوقيف للنظر جیب أن جیرى فحص طيب على الشخص املوقوف إذا طلب ذلك على أن يعلم هبذه اإلمكانية”‬
‫‪52‬‬
‫سلطات الضبطية في حالة التلبس‬

‫أما يف حالة جرائم اإلرهاب و التخريب فإن مدة احلجز حتت املراقبة متدد لتصبح اثنا عشر (‪ )12‬يوما ( املادتان ‪-51‬‬
‫‪ 65‬من ق إ ج ) و نالحظ أن املشرع هنا فسح اجملال واسعا ملصاحل األمن و اهليئات التنفيذية كي تتمكن من إجراء‬
‫حترياهتا اليت غالبا ما تتطلب وقتا أطول نظرا لتورط عدد كبري من األفراد يف جرائم ( اإلرهاب و التخريب أشخاص منظمون‬
‫‪ ,‬أشخاص خمططون ‪ ,‬أشخاص ممولون ‪ ,‬أشخاص مكلفون بالتسليح ‪ ,‬و أشخاص منفذون ) فالعمليات اإلرهابية غالبا‬
‫ما تتصل بتنظيم و شبكة تضم أشخاصا من خمتلف االختصاصات و منتشرين عرب الرتاب الوطين و أحيانا حىت يف اخلارج‬
‫األمر الذي جیعل استكمال التحريات وتقضي الوقائع و التعريف على املنفذين و املخططني أمرا يف غاية الدقة و الصعوبة‬
‫و يتطلب وقتا طويال و حتريات معقمة‪.‬‬
‫و من الناحية العملية جیب على احملقق أن يكون عارفا بلحظة بدء حساب مدة احلجز حتت املراقبة إذن فحساب‬
‫املدة يبدأ من حلظة ضبط الشخص يف حالة التلبس ‪ ,‬أو من حلظة تبليغه بأنه موقوف للنظر ‪ ,‬و إذا منع الشخص من‬
‫م بارحة مكان اجلرمية أو تبليغه بضرورة إخضاعه إلجراء فحص اهلوية فإن حساب املدة يبدأ من حلظة التبليغ‪.‬‬
‫و بالنسبة للشخص الذي تؤخذ أقواله مت يرى ضابط الشرطة القضائية أن توقيفه للنظر ضروري جملريات و مقتضيات‬
‫التحقيق فإن املدة حتسب من حلظة بداية أخذ تصرحيه‪ ,‬و يبدأ حساب هذه املدة من حلظة تقدي الشخص أمام ضابط‬
‫الشرطة القضائية إذا أرغم على ذلك‪.‬‬
‫و يالحظ من قراءة املادتني ‪51‬و‪ 65‬من ق إ ج ‪ 1‬أن مدة التوقيف للنظر يف حالة قيام دالئل قوية و متماسكة‬
‫من شأهنا التدليل على ضلوع الشخص احملجوز يف ارتكاب اجلرمية املتلبس هبا هي ‪ 48‬ساعة و جیب على ضابط الشرطة‬
‫القضائية أن يقتاده أمام السيد و كيل اجلمهورية دون أن تتجاوز مدة احتجاز ‪ 48‬ساعة و ذلك ما تنص عليه الفقرة الرابعة‬
‫من املادة ‪ 51‬من ق إ ج و هي املادة اليت تندرج حتت عنوان يف اجلناية أو اجلنحة املتلبس هبا ومما يستخلص من هذه‬
‫املادة أنه جی وز متديد مدة التوقيف للنظر يف هذه احلالة على خالف التوقيف للنظر املتخذ ملقتضيات التحقيق و املنصوص‬
‫عليه يف املادة ‪ 65‬من ق إ ج و اليت تندرج حتت عنوان يف التحقيق االبتدائي ” حيث ختول الفقرة الثانية لوكيل اجلمهورية‬
‫متديد التوقيف للنظر ملدة ‪ 48‬ساعة بعد تقدي املشتبه فيه أمامه و فحص ملف القضية‪.‬‬
‫أما الفقرة الثالثة من هذه املادة فلقد نصت على أن وكيل اجلمهورية ميكنه بصفة استثنائية اإلذن بتمديد مدة‬
‫احلجز بقرار مسبب دون تقدي املوقوف للنظر أمامه و يف احلالتني يكون قرار التمديد بإذن مكتوب‪.‬‬
‫و تنتهي هذه املدة ( أي هناية حساب مدة التوقيف للنظر ) بتسريح الشخص أي إطالق سراحه أو بتقدميه أمام‬
‫النيابة ( وكيل اجلمهورية )‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫حممد حزيط ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪111‬‬
‫‪53‬‬
‫سلطات الضبطية في حالة التلبس‬

‫و جتدر اإلشارة إىل أن املادة ‪ 37‬من القانون رقم ‪ 18-04‬املؤرخ يف ‪1 2004/12/25‬ختول وكيل اجلمهورية‬
‫متديد مدة التوقف للنظر ‪ 3‬مرات ( ‪ 6‬أيام ) بإذن كت ــايب‪ ,‬و باستجواب الشخص و فحص ملف التحقيق يف جرائم‬
‫املخدرات مع اإلشارة إىل أن املادة ‪ 51‬مقرتح تعديلها يف قانون قيد الدراسة‪.‬‬

‫‪ -‬أسباب أو حاالت التوقيف للنظر‪:‬‬

‫لضابط الشرطة القضائية احلق يف وضع شخص حتت املراقبة لسببني أو يف حالتني‪:‬‬

‫تشمل احلالة األوىل خاصة األشخاص الذين منعوا من مبارحة مكان اجلرمية أو الذين جیب التحقق من هويتهم‬ ‫‪-1‬‬
‫و كذلك األشخاص الذين ميكنهم أن يقدموا معلومات هامة حول اجلرمية و مرتكبيها‪.‬‬

‫و مهما يكن من أمر فإن ضابط الشرطة القضائية الذي يباشر حترياته هو الوحيد الذي يقدر مدى ضرورة و فائدة‬
‫اختاذ إجراء التوقيف للنظر ملقتضيات التحقيق لكونه مطلعا على مالبسات القضية‪ .‬كل ما يف األمر عليه أن يدرك أن هذا‬
‫اإلجراء‪ ,‬يف طبيعته‪ ,‬يعد مساسا حبرية األشخاص‪ ,‬لذلك ال جیب اللجوء إليه إال عند الضرورة و يف حدود اإلجراءات اليت‬
‫حددها القانون حتت طائلة العقاب اجلنائي عند جتاوز حدود تلك اإلجراءات‪.‬‬

‫فيتعلق باألشخاص الذين تظهر التحريات ضدهم دالئل قوية و متناسقة ترجح احتمال إدانتهم و جتعل أمر‬ ‫‪-2‬‬
‫تورطهم يف ارتكاب اجلرمية واردا‪.‬‬
‫‪ -‬مكان التوقيف للنظر ‪:2‬حيجز الشخص املوقوف للنظر يف أحد األماكن التالية‪:‬‬

‫مكان التحقيق ( منع الشخص من مبارحة مكان اجلرمية و إبقائه يف سيارة اخلدمة أو يف مكان التحقيق يعد وضعه‬
‫حتت املراقبة‪) .‬‬

‫‪ -‬عادة و يف غالب ‪ ,‬يوضع الشخص املوقوف يف حجرة األمن بفرقة الدرك الوطين أو مركز الشرطة‪.‬‬
‫‪ -‬ميكن حجز الشخص عند الضرورة يف مقر البلدية‪.‬‬

‫و يالحظ أنه للمحافظة على أمن الشخص موضوع الوضع حتت املراقبة و أمن أفراد الدرك و الشرطة خيضع املعين‬
‫لتفتيش جسدي ينزع منه كل شيء ميكن أن يشكل خطرا على سالمته الشخصية و حياة احملققني فتنزع منه سيور احلذاء‬

‫‪ 1‬حممد حزيط ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪111‬‬


‫‪ – 2‬حذار – ال جیوز بأي حال من األحوال قضاء مدة احلجز حتت املراقبة داخل مؤسسة عقابية – فمسؤول السجن ال يقبل إيداع‬
‫‪54‬‬ ‫شخص السجن إال مبقتضى أمر إيداع صادر عن السلطة القضائية‪.‬‬
‫سلطات الضبطية في حالة التلبس‬

‫و ربطة العنق و احلزام… اخل و جیب أن يتم تفتيش األنثى من طرف امرأة يتم تسخريها أو يلجأ إىل أحدى النساء‬
‫كاملساعدة االجتماعية و عند الضرورة زوجة ضابط الشرطة القضائية‪.‬‬

‫‪ -‬حقوق الشخص موضوع التوقيف للنظر ‪::1‬‬


‫االتصال بعائلته ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫إن ضابط الشرطة القضائية ملزم قانونا بأن ميكن الشخص احملجوز من االتصال فورا و مباشرة بعائلة و السماح ألقاربه‬
‫بزيارته ‪ ,‬و عادة ما يتم ذلك بواسطة اهلاتف ‪ ،‬و جیب يف كل احلاالت مراعاة التدابري اليت تساعد على االحتفاظ‬
‫بسرية التحريات من جهة و ضمان أمن أفراد الوحدة من جهة أخرى‪.‬‬

‫الفحص الطبي حسب الضرورة‬ ‫‪-2‬‬

‫ضرورة إخضاع الشخص املوضوع حتت املراقبة لفحص طيب يف أي حلظة طيلة مدة احلجز إذا أمر بذلك وكيل‬
‫اجلمهورية أو إذا تطلبت حالته الصحية ذلك أو بطلب من أحد أفراد عائلته‪ .‬عند هناية مدة احلجز و لضمان حسن سري‬
‫اإلجراءات و عدم الطعن يف مصداقيتها فإن الشخص احملجوز يبلغ بأن القانون مينحه حق طلب فحصه من طرف طبيب‬
‫خيتاره هو أو حماميه أو أحد أفراد عائلته ‪ ،‬و إذا مل يطلب الشخص إجراء الفحص فيوصى بإجرائه مببادرة من ضابط الشرطة‬
‫القضائية‪.‬‬

‫و هذا املسلك من شأنه أن مينع على الشخص طريق التحاليل أو ادعاء بأن أقواله و تصرحياته املسجلة يف حمضر‬
‫الضبط القضائي أدىل هبا حتت التهديد أو الضرب من طرف احملققني‪.‬‬

‫جیري الفحص عادة يف عيادة الطبيب أو املستشفى أو يف مكتب الضابط الشرطة القضائية جیب عليه أن يتخذ‬
‫كل اإلجراءات و التدابري الوقاية ملنع فرار الشخص أو احتمال تعديه على الطبيب فيحظر بنفسه الفحص و يأمر حبراسة‬
‫املعين و غلق الباب اخلارجي‪.‬‬
‫إذا منع احملقق من حضور الفحص حتت ذريعة سرية األعمال الطبية فيبلغ ضابط الشرطة القضائية وكيل اجلمهورية‬
‫و ينفذ تعليماته‬

‫‪ 1‬أنظر املادة ‪ 51‬من ق إ ج‬


‫‪55‬‬
‫سلطات الضبطية في حالة التلبس‬

‫‪ -5‬التفتيش ‪:‬‬
‫يعترب التفتيش إجراء من إجراءات التحقيق يقوم به ضابط الشرطة القضائية وفق إجراءات مقررة قانونا يف حمل‬
‫حممير قانونا حبثا عن أدلة مادية جلناية أو وجنحة حتقق و قوعها إلثبات ارتكاهبا أو نسبتها إىل املتهم‪.1‬‬
‫أجاز قانون اإلجراءات اجلزائية يف املادة ‪ 42 ،41‬لضابط الشرطة القضائية القيام بإجراءات التدخل يف نطاق‬
‫إجراءات التدخل يف نطاق إجراءات التحقيق االبتدائي وذلك يف حالة التلبس اليت تقتضي السرعة يف ضبط األدلة و مجعها‬
‫يف اطار احلفاظ على معامل اجلرمية وأدلة اكتشاف احلقيقة‪ .‬ونص يف املادة ‪44‬من نفس القانون على مجلة من الشروط‬
‫الواجب تو افرها يف إجراء التفتيش يف حالة التلبس هي‪:2‬‬
‫املكلف بإجراء التفتيش جیب أن يكون ضابط من ضابط الشرطة القضائية‪.‬‬ ‫▪‬
‫وجوب إذن التفتيش صادر عن السلطة املختصةر متمثلة يف وكيل اجلمهورية أو قاضي التحقيق‪.‬‬ ‫▪‬
‫وجوب استظهار اإلذن بالتفتيش قبل الشروع فيه‪.‬‬ ‫▪‬
‫وجود غاية من التفتيش واملتمثلة يف ضبط أشياء تساعد يف كشف مالبسات اجلرمية‪.‬‬ ‫▪‬
‫كما حدد املشرع األماكن اليت جیوز تفتيشها يف حالة التلبس على النحو التايل‪:‬‬
‫تفتيش مسكن المتهم‪:3‬‬ ‫‪-1‬‬
‫استنادا لنص املادة ‪44‬من قانون اإلجراءات اجلزائية جیوز لضابطَّ الشرطة القضائية املزود بإذن التفتيش الصادر‬
‫ر‬
‫من اجلهة املختصة اإلنتقال إىل مسكن املتهم يف حالة التلبس جبنحة أو جناية أو حيوزر أوراقا هلا صلة باألفعال اجملرمة ‪.‬‬
‫و تفتيش املسكن سواءرا كان مسكن املتهم أو الغري قيده املشرع بشروط موضوعية و شكلية محاية حلرمة املسكن‬
‫‪،‬ألن هذا يدخل يف باب الضمانات الشرعية اإلجرائيةر و الدستورية ألن املادة ‪ 40‬من دستور ‪1996‬اجلزائري أكدت‬
‫‪4‬‬
‫على حرمة املسكن بنصها‪ ":‬تضمن الدولة عدم انتهاك حرمة المسكن"‬
‫‪5‬‬
‫أ‪ -‬الشروط الموضوعية‪:‬‬
‫▪ أن تكون اجلرمية وقعت فعال وأن توصف جبناية أو جنحة‪.‬‬

‫‪ 1‬حممد حزيط ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪108‬‬


‫‪ 2‬نص املادة ‪ 41‬من َاألمر رقم ‪155-66‬املتضمن قانون َاإلجراءات اجلزائية املعدلة و املتمم‬
‫‪ 3‬علي مشالل ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.49‬‬
‫‪ 4‬نص املادة ‪40‬من املرسوم الرئاسي رقم ‪438-96‬املؤرخ يف ‪07‬ديسمرب ‪ ،1996‬يتعلق بإصداردستور اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية‬
‫‪56‬‬
‫الشعبية املصادق عليه يف استفتاء ‪28‬نوفمرب ‪1996.2‬‬
‫‪ 5‬علي مشالل ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪50‬‬
‫سلطات الضبطية في حالة التلبس‬

‫▪ ‪-‬أن يكون هناك اهتاما جديار قائما ضد شخص معني بالذات سواءا كان متهما أصليا أو شريكا أو حمرضا‪.‬‬
‫▪ أن يكون الغرض من التفتيش هو احلصول على أدلة‪.‬‬
‫▪ أن يكون املنزل معينا وحمددا حتديدا كافيا‬
‫ب‪ -‬الشروط الشكلية‪:‬‬
‫▪ ال جیوز التفتيش إَّال بإذن مكتوب صادر من وكيل اجلمهورية أو قاضي التحقيق‪.‬‬
‫▪ وجوب استظهار إذن التفتيش قبل دخول املنزل و الشروع يف ذلك‪.‬‬
‫▪ إذن التفتيش على حمل التفتيش‪ ،‬وتاريخ إجرائه‪ ،‬و الغاية املقصودة منه‪ ،‬و اجلرمية موضوع املتابعة ‪ ،‬و النص القانوين‬
‫املعاقب عليها و يذكر فيها اسم ضابط الشرطة املكلف بعملية التفتيش ‪،‬و تاريخ حترير السند ‪،‬و توقيع القاضي‬
‫الذي أصدره و ميهر بصمته ‪ .1‬ومل يقيد املشرع سلطات ضابط الشرطة القضائية يف اجلرائم املتعلقة الفسق أوالدعارة‪.2‬‬
‫الشروط الزمنية‪:‬‬ ‫ج‪-‬‬
‫▪ القاعدة العامة أن التفتيش يكون ما بني الساعة اخلامسة صباحا و الثامنة مساءا حسب املادة ‪ 47‬من ق إ ج‬
‫إال يف حاالت استثنائية منها ‪:‬‬
‫▪ إذا مت التفتيش برضا صاحب املنزل‪.‬‬
‫▪ عند توجيه نداءات استغاثة من داخل املنزل كحالة الزالزل مثال ‪.‬‬
‫▪ عند التحقيق يف اجلرائم اليت تعاقب عليها قوانني املخدرات واجلرائم املعاقب عليها يف املواد من ‪342‬إىل‪348‬من‬
‫قانون العقوبات‪.‬‬
‫▪ عند معاينة جرائم اإلرهاب والتخريب‪.‬‬
‫جیب الَشارة إىل أَّنه جیب أن يتم التفتيش حبضور صاحب املسكن فإن مل يتمكن من احلضور كلف ممثل ينوب‬
‫عليه حلضور التفتيش ويف حالة امتناعه عن ذلك أو كان هاربا جیب أن تتم عملية التفتيش حبضور شاهدين من غري املوظفني‬
‫اخلاضعني لسلطته ‪ ،‬و هو ما جاءت به املادة ‪45‬من قانون اإلجراءات اجلزائية‪.‬‬

‫‪ 1‬علي مشالل ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪51‬‬


‫‪ 2‬حممد حزيط ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪107‬‬
‫‪57‬‬
‫سلطات الضبطية في حالة التلبس‬

‫‪:‬تفتيش األشخاص‬ ‫‪-2‬‬


‫ميثل إجراء تفتيش األشخاص اعتداءا على حرمته اخلاصة ‪،‬وهي من اإلجراءات اجلوازية اليت ميارسها ضباط‬
‫الشرطة القضائية عند حترياهتم يف حالة التلبس باجلرمية ‪،‬يلزم أن خيضعوا فيها إىل الشروط والضوابط القانونية املقررة له‪،‬‬
‫ما نوضحه يف النقاط التالية‪:‬‬
‫▪ تعريف تفتيش األشخاص‬
‫تفتيش الشخص هو حتسس مالبسه وفحصها بدقة هبدف إخراج كل ما ميكن أن خيفيه عنده‪ ،‬فهو بذلك‬
‫الفحص الظاهري للشخص ‪ ،1‬وذلك عن طريق التلمس بفحصه جسديا وقد يستدعي نزع مالبسه حىت يتم ضبط ما قد‬
‫يكون عالقا به من أشياء مادية‪ ،‬وقد يتعدى ذلك إىل فحص حمتويات فمه إذا ما حاول ابتالع شيء أو غسيل املعدة‪،‬‬
‫فحص الدم والبول ويشرتط أن ال يشكل اعتداء على حياته أو تعريضها للخطر ‪،‬كما أن تفتيش الشخص يشمل كل‬
‫توابعه‪ ،‬واليت ترتبط به أثناء إجراء التفتيش كاحملفظة أو احلقيبة أو املركبة اليت يتواجد فيها وهي األشياء اليت تعد من لواحقه‬
‫‪ ،‬كما أن إجراء تفتيش الشخص يكون يف أي مكان يستدعي ذلك ‪،‬سواءا يف‬ ‫‪2‬‬
‫و جیوز تفتيشها عند تفتيش الشخص‬
‫مكان اجلرمية أو يف مركز الشرطة أو الدرك الوطين‪...‬اخل‪ ،‬ويأخذ التفتيش هبذا املفهوم أحد املظهرين ؛التفتيش الوقائي األمين‬
‫أو التفتيش القانوين املنتج آلثاره القانونية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫التفتيش الوقائي لألشخاص‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫يهدف هذا اإلجراء للوقاية من الشخص حمل التفتيش‪ ،‬وذلك مبنعه من القيام بأي اعتداء أو إحلاق أذى لنفسه‬
‫أو بالغري‪ ،‬فهو إجراء أمين يتحقق بتجريد الشخص من كل ما حيمله من أشياء ‪،‬أو أسلحة أو آالت ‪،‬قد يستخدمها‬
‫لالعتداء أو حماولة اهلرب‪.‬‬
‫التفتيش القانوني لألشخاص ‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫يهدف هذا التفتيش إىل حتقيق املصلحة العامة‪ ،‬عن طريق التحقيق مع األشخاص‪ ،‬وذلك مبنعهم من حماولة إتالف‬
‫أدلة اجلرمية أو إخفائها‪ ،‬فهو تفتيش قانوين منتج آلثاره القانونية يهدف للبحث عن األدلة ومجعها حول اجلرمية املتلبس هبا‪،‬‬
‫واستغالهلا يف التحري‪ ،‬وذلك بالبحث يف جسم الشخص ظاهريا ومالبسه أو أمتعته عن األدلة املادية؛ كاألشياء أو املواد‬
‫أو األوراق أو املستندات أو اآلثار املادي‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد اهلل أوهيبية‪ ،‬ضمانات احلرية الشخصية أثناء مرحلة التمهيدية (االستدالل)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪394‬‬
‫‪ 2‬عبد احلميد الشواريب‪ ،‬البطالن اجلنائي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪7‬‬
‫‪58‬‬ ‫‪ -3‬عبد اهلل أوهايبية‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪399‬‬
‫سلطات الضبطية في حالة التلبس‬

‫‪1‬‬
‫‪ -6‬القبض ‪:‬‬
‫القبض على األفراد إجراء خطري يؤد إىل املساس حبرية األفراد ‪ ،‬حيث يقوم ضابط الشرطة القضائية بالقبض على‬
‫املشتبه فيه و إيقافه يف مركز الشرطة أو الدرك متهيدا لتقدميه لوكيل اجلمهورية ‪ ،‬وهو إجراء خص به املشرع ضابط الشرطة‬
‫القضائية دون غريه من أعوان الضبطية القضائية يف اجلرائم املتلبس هبا طبقا للمادة ‪ – 51‬الفقرة ‪ 04‬و املادة ‪ 61‬من فق‬
‫إ ج و إن كانت هذه األخرية تتعلق بسلطة مقررة لعامة يف ضبط املشتبه فيه بارتكاب جناية أو جنحة متلبس هبا و اقتياده‬
‫‪2‬‬
‫ألقرب ضابط شرطة قضائية ‪.‬‬
‫غري أن الفقرة الرابعة من املادة ‪ 51‬من نفس القانون جاءت واضحة و دقيقة حيث تنص " ‪ ...‬وإذا قامت ضد‬
‫الشخص دالئل قوية و متماسكة من شأهنا التدليل على اهتامه فيتعني على ضابط الشرطة القضائية أن يقتاده إىل وكيل‬
‫اجلمهورية دون أن يوقفه للنظر أكثر من مثان و أربعني ساعة " ‪ ،‬وعليه فالنصان يقرران لضابط الشرطة القضائية سلطة‬
‫القبض على املشتبه فيه إذا توفرت فيه الشروط ‪ ،‬إال أننا البد من التمييز بني القبض و التعرض املادي‪.‬‬
‫إن التعرض املادي ه و جمرد إجراء يستهدف دون احليلولة بني شخص يف حالة تلبس باجلرمية و بني الفرار ‪،‬‬
‫وينحصر هدفه يف جمرد تسليم هذا الشخص لضابط الشرطة القضائية وهو هبذا يتميز عن القبض القانوين كإجراء من‬
‫إجراءات التحقيق ‪.‬‬
‫وعليه ميكن القول أن القبض اجراء خطري كونه فيه تعرض كبري للحرية الفردية لذلك مل جتزه التشريعات كأصل عام لضابط‬
‫شرطة القضائية إال استثناءا و يف حالة التلبس شريطة ان يكون املشتبه فيه حاضرا أو حيضر من تلقاء نفسه ‪ ،‬وعليه فإن‬
‫املادة ‪-51‬ف‪ 04‬هي املصدر القانوين للقبض على االفراد يف هذه احلالة‬

‫‪ 1‬تومي حيي ‪ ،‬دور الضبطية القضائية يف موجهة التشريع احلديث يف التشريع اجلزائري ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستري يف القانون اجلنائي و‬
‫العلوم اجلنائية ‪ ،‬جامعة اجلزائر ‪ – 1‬بن عكنون ‪2012-2011 ،‬‬
‫‪59‬‬ ‫‪ 2‬انظر املاد ‪ 61‬من ق إ ج‬
‫سلطات الضبطية في حالة التلبس‬

‫خالصة ‪:‬‬

‫إن التلبس باجلرمية هي املقاربة أو املعاصرة بني حلظيت ارتكاب اجلرمية واكتشافها و ‪،‬ذكرت املادة ‪41‬إ ج حاالت التلبس‬
‫املتمثلة يف ‪ :‬مشاهدة اجلرمية حال ارتكاهبا ‪ ،‬مشاهدة اجلرمية عقب ارتكاهبا‪ ،‬متابعة العامة للمشتبه فيه بالصياح ‪ ،‬ضبط‬
‫أداة اجلرمية أو حملها مع املشتبه فيه ‪ ،‬وجود آثار أو عالمات تفيد ارتكاب اجلرمية‬

‫إال أن هناك شروط التلبس وهي أن يكون التلبس حسب احلاالت املذكورة يف املادة ‪41‬إج ‪ ،‬أن يكون سابقا الرتكاب‬
‫اجلرمية ‪،‬أن يقف الضابط بنفسه على حالة التلبس كان يشاهدها أو يكتشفها وإذا أبلغه الغري ‪ ،‬بوجودها جیب عليه‬
‫اإلنتقال بنفسه ملكان وقوع اجلرمية ومعاينتها ‪،‬جیب أن يكون اكتشاف اجلرمية بطريق مشروع فال ميس حبقوق وحريات األفراد‬

‫واجبات ضابط الشرطة يف حالة التلبس ‪:‬‬

‫هناك واجبات وجوبية تتمثل يف ‪:‬‬

‫‪ -‬جیب إخطار وكيل اجلمهورية حاال واالنتفال ملكان اجلرمية املادة ‪42‬إ ج‬
‫‪ -‬جیب أن حيافظ على اآلثار والبصمات م ‪42‬إج وجیرم تغيري حالة األماكن اليت وقعت هبا اجلرمية م ‪43‬إج‬
‫‪ -‬مساع أقوال احلاضرين وقت ارتكاب اجلرمية والجیب حتليفهم وال إجبارهم على الكالم‬
‫وواجبات جوازية تتمثل يف االستيقاف ‪ ،‬ضبط املشتبه فيه و اقتياده ألقرب مركز األمر بعدم مبارحة املكان ‪،‬‬
‫التفتيش وتوقيف النظر‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫الخاتمــة الع ــامة‬

‫الخاتمة العامة ‪:‬‬


‫إن ا لضبط القضائي هو االعمال اليت يقوم هبا االشخاص الذين اعطي هلم القانون تلك الصفه و اليت وضحناها ‪،‬وتلك‬
‫االعمال ال تتخذ ال بعد وقوع اجلرمية هبدف حتقيق االدلة واكتشاف اجلرائم ومرتكبيها وذلك من اجل حتقيق االمن العام‬
‫واالستقرار‪.‬‬

‫والذين يكتسبون صفة الضبطية القضائية ثالث أنواع هم ‪:‬‬

‫◼ ضباط الشرطة القضائية اليت حددهتم املادة ‪ 15‬من ق‪ .‬إ ‪.‬ج الذين بدورهم يتفرعون إىل ثالث فئات وهم‬
‫صفة الضباط بقوة القانون احملددين يف نفس املادة من الفقرة ‪ 01‬إىل الفقرة ‪ ، 02‬فئة الضابط بناءا على قرار‬
‫احملددين يف الفقرة ‪ 05‬و ‪ 06‬من نفس املادة ‪ ،‬فئة مستخدموا مصاحل األمن العسكري‪:‬حسب الفقرة ‪ 07‬من‬
‫نفس املادة ‪.‬‬
‫◼ أعوان الضبط القضائي احملددين يف املادة ‪ 19‬من ق إ ج و األعوان املكلفني ببعض مهام الضبطية القضائية‬
‫و ألعوان الضبطية القضائية اختصاص عام تبحث فيه الشرطة القضائية يف كل اجلرائم دون التقيد بأي نوع منها‬

‫واختصاص خاص يتواله الضباط احملددون يف الفقرة ‪07‬من املادة ‪15‬إج واألعوان احملددون يف املواد ‪21، 27 / 28‬إج‬
‫وفيه يتقيد بالتحري والبحث يف نوع معني من اجلرائم حيددها القانون ‪ ،‬اختصاص مكاين حتدد بدائرة اإلختصاص لضباط‬
‫الشرطة القضائية يف مباشرة مهامه حسب املادة‪ 16‬فقرة ‪، 02‬وميكن هلذا النطاق املكاين أن ميدد يف حالة اإلستعجال‬
‫وخوفا من ضياع األدلة أو لضرورة البحث التحري يتحدد مبكان ارتكاب اجلرمية ‪ ،‬أو مكان القبض على أحد املشتبه فيهم‬
‫‪ ،‬أو مبكان إقامة أحد املشتبه فيهم حسب املواد ‪37 ، 40‬إج‪.‬‬

‫وألعوان الضبط القضائي صالحيات عادية تتمثل يف ‪:‬‬

‫‪ -‬تلقي التبليغات الشكاوى م ‪17 /1‬إج‬


‫‪ -‬البحث والتحري عن األدلة اخلاصة باجلرمية ومرتكبيها‬
‫‪ -‬الذهاب ملكان اجلرمية ومعاينته‬
‫‪ -‬ومساع أقوال ملشتبه فيهم‬
‫‪ -‬حترير احملاضر وإرساهلا لوكيل اجلمهورية‬
‫وهناك الصالحيات االستثنائية كحالة التلبس وهي املقاربة أو املعاصرة بني حلظيت ارتكاب اجلرمية واكتشافها و ‪،‬ذكرت املادة‬
‫‪ 41‬إ ج حاالت التلبس املتمثلة يف ‪ :‬مشاهدة اجلرمية حال ارتكاهبا ‪ ،‬مشاهدة اجلرمية عقب ارتكاهبا‪ ،‬متابعة العامة للمشتبه‬
‫فيه بالصياح ‪ ،‬ضبط أداة اجلرمية أو حملها مع املشتبه فيه ‪ ،‬وجود آثار أو عالمات تفيد ارتكاب اجلرمية‬

‫‪62‬‬
‫الخاتمــة الع ــامة‬

‫إال أن هناك شروط التلبس وهي أن يكون التلبس حسب احلاالت املذكورة يف املادة ‪41‬إج ‪ ،‬أن يكون سابقا الرتكاب‬
‫اجلرمية ‪،‬أن يقف الضابط بنفسه على حالة التلبس كان يشاهدها أو يكتشفها وإذا أبلغه الغري ‪ ،‬بوجودها جیب عليه‬
‫اإلنتقال بنفسه ملكان وقوع اجلرمية ومعاينتها ‪،‬جیب أن يكون اكتشاف اجلرمية بطريق مشروع فال ميس حبقوق وحريات األفراد‬

‫واجبات ضابط الشرطة يف حالة التلبس ‪:‬‬

‫هناك واجبات وجوبية تتمثل يف ‪:‬‬

‫‪ -‬جیب إخطار وكيل اجلمهورية حاال واالنتفال ملكان اجلرمية املادة ‪42‬إ ج‬
‫‪ -‬جیب أن حيافظ على اآلثار والبصمات م ‪42‬إج وجیرم تغيري حالة األماكن اليت وقعت هبا اجلرمية م ‪43‬إج‬
‫‪ -‬مساع أقوال احلاضرين وقت ارتكاب اجلرمية والجیب حتليفهم وال إجبارهم على الكالم‬
‫وواجبات جوازية تتمثل يف االستيقاف ‪ ،‬ضبط املشتبه فيه و اقتياده ألقرب مركز األمر بعدم مبارحة املكان ‪،‬‬
‫التفتيش وتوقيف النظر‪.‬‬
‫فعناصر الضبطية القضائية رغم انتمائهم لألسالك األصلية اليت يعملون فيها وخضوعهم لرؤسائهم السلميني‪ ،‬فهم‬
‫خيضعون أثناء ممارستهم ألعمال الضبط القضائي إلشراف النيابة العامة ورقابة غرفة االهتام‪.‬وبقدر ما قدمه القانون‬
‫من محاية للضبطية القضائية إال أنه قرر مسؤوليتهم عن أي هتاون أو خطأ يرتكبونه أثناء تأدية وظائفهم‪ ،‬إذ خيتلف‬
‫اجلزاء من حيث طبيعته باختالف اخلطأ املرتكب‪.‬وبالرغم من تنظيم جهاز الضبطية القضائية‪ ،‬إال أنه يعاب عليه‬
‫من الناحية العملية سوء تطبيقه للقوانني يف بعض املرات وخرقها عن قصد أو دون قصد مرات أخرى‪ ،‬وقد يكون‬
‫السبب الرئيسي يف ذلك نقص تكوين أعضاء الضبطية القضائية‬
‫◼ نتائج الدراسة‬
‫إن عناصر الضبطية القضائية رغم انتمائهم لألسالك األصلية اليت يعملون فيها وخضوعهم لرؤسائهم‬ ‫‪-1‬‬
‫السلميني‪ ،‬فهم خيضعون أثناء ممارستهم ألعمال الضبط القضائي إلشراف النيابة العامة ورقابة غرفة‬
‫االهتام‪.‬‬
‫خول املشرع اجلزائري صالحيات واسعة غري تلك العادية املنصوص عليها يف قانون اإلجراءات اجلزائية‬ ‫‪-2‬‬
‫املادة ‪ 12‬الفقرة ‪ 03‬كون هذا اجلهاز غري قضائي‬
‫مسايرة التشريع اجلزائري للتشريع الفرنسي و املصري‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫بقدر ما قدمه القانون من محاية لل ضبطية القضائية إال أنه قرر مسؤوليتهم عن أي هتاون أو خطأ يرتكبونه‬ ‫‪-4‬‬
‫أثناء تأدية وظائفهم‪ ،‬إذ خيتلف اجلزاء من حيث طبيعته باختالف اخلطأ املرتكب‬

‫‪63‬‬
‫الخاتمــة الع ــامة‬

‫اقتراحات‬ ‫◼‬

‫وضع نص حيدد شروط التلبس صراحة لكوهنا استخلصت من النصوص ‪ ،‬وحىت هذه الشروط خمتلف فيها‬ ‫‪-1‬‬

‫كوجوب مشاهدة التلبس مبعرفة ضابط الشرطة القضائية ‪ ،‬وهلذا وجب وضع نص صريح حيدد فيها الشروط‬
‫بدقة‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫المراجع و المصادر‬

‫قائم ـ ــة المراج ــع و المصادر‬


‫الكتب بالعربية‬ ‫‪.I‬‬

‫أمحد شوقي الشلقاين‪ ،‬مبادئ اإلجراءات اجلزائية يف التشريع اجلزائري‪ ،‬اجلزء الثاين‪ ( ،‬د‪ .‬ط )‪ ،‬ديوان املطبوعات‬ ‫‪-1‬‬
‫اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪1998. ،‬‬
‫أمحـد علي ‪ :‬الوجيز يف التنظيم و مهام الشرطة القضائية ‪ .‬دار هومة للطباعة والنشر و التوزيع ‪.‬ط ‪2005‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪.‬صنف ‪ . 5/174‬اجلزائر العاصمة‪.‬‬
‫أمحد فتحي سرور‪ ،‬الوسيط يف قانون اإلجراءات اجلنائية‪ ( ،‬د‪ .‬ط )‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪1985. ،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫بارش سليـمان ‪ :‬شـرح قانون اإلجراءات اجلزائية اجلزائري ‪.‬دار اهلدى للطباعة و النشر و التوزيع ج األول –‬ ‫‪-4‬‬
‫عني مليلة ‪ .‬اجلزائر العاصمة‪.‬‬
‫الشافعي عبيدي‪ ،‬الطب الشرعي واألدلة اجلنائية‪ ( ،‬د‪ .‬ط )‪ ،‬دار اهلدى للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫‪2009.‬‬
‫عادل قورة‪ ،‬حماضرات يف قانون العقوبات‪ :‬القسم العام – اجلرمية‪ ( ،‬د‪ .‬ط )‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪،‬‬ ‫‪-6‬‬
‫اجلزائر‪2001. ،‬‬
‫عبـد الرمحـن خلفي ‪.‬حماضرات يف قانون اإلجراءات اجلزائية ‪.‬دار اهلدى للطباعة و النشر و التوزيع ‪ .‬ط‬ ‫‪-7‬‬
‫‪ – 2010‬عني مليلة ‪ .‬اجلزائر العاصمة‪.‬‬
‫عبد اهلل أوهايبيه‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات اجلزائية اجلزائري‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬دار هومه للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪-8‬‬
‫اجلزائر‪2013. ،‬‬
‫عبد اهلل أوهايبية‪:‬ضمانات احلرية الشخصية أثناء مرحلة البحث التمهيدي ‪ ،‬د‪.‬و‪.‬أ‪.‬ت ‪ ،‬طبعة األوىل سنة‬ ‫‪-9‬‬
‫‪.2004‬‬
‫عبد اهلل سليمان‪ ،‬شرح قانون العقوبات اجلزائري‪ ،‬اجلزء األول‪ :‬اجلرمية‪ ( ،‬د‪ .‬ط )‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلزائرية‪،‬‬ ‫‪-10‬‬
‫اجلزائر‪1998. ،‬‬
‫العريب بلحاج‪ ،‬أحباث ومذكرات يف القانون والفقه اإلسالمي‪ ،‬اجلزء األول‪ (،‬د‪ .‬ط )‪ ،‬ديوان املطبوعات‬ ‫‪-11‬‬
‫اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ( ،‬د‪ .‬ت‪ .‬ن ‪).‬‬
‫‪ -12‬عمر خوري ‪ :‬شرح قانون اإلجراءات اجلزائية‪ .‬طبعة مدعمة باالجتهاد القضائي للمحكمة العليا ‪ .‬لسنة‬
‫‪ . 2011/2010‬كلية احلقوق‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫المراجع و المصادر‬

‫عمر خوري‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات اجلزائية‪ ( ،‬د‪ .‬ط )‪ ،‬مكتبة الرازي‪ ،‬اجلزائر‪2007. ،‬‬ ‫‪-13‬‬
‫عوض حممد عوض‪ ،‬املبادئ العامة يف قانون اإلجراءات اجلنائية‪ ( ،‬د‪ .‬ط )‪ ،‬دار املطبوعات اجلامعية للنشر‬ ‫‪-14‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬مصر‪1999. ،‬‬
‫فوزية عبد الستار‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات اجلنائية‪ ( ،‬د‪ .‬ط )‪ ،‬دار النهضة العربية‪، 1171. ،‬مصر‬ ‫‪-15‬‬
‫قدري عبد الفتاح الشهاوي‪ ،‬ضوابط الشرطة القضائية يف التشريع اإلجرائي املصري واملقارن‪ ( ،‬د‪ .‬ط )‪،‬‬ ‫‪-16‬‬
‫منشأة املعارف للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪. ،‬‬
‫‪ -17‬حممـد حريط ‪ :‬مذكرات يف قانون اإلجراءات اجلزائية ‪ .‬دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع ‪.‬ط ‪. 2009‬‬
‫اجلزائر العاصمة‪.‬‬
‫‪ -18‬حممد حمدة‪ ،‬ضمانات املشتبه فيه يف التحريات األولية‪ ( ،‬د‪ .‬ط )‪ ،‬دار اهلدى للنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪1112. ،‬‬
‫حممود جنيب حسين‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات اجلنائية‪ ( ،‬د‪ .‬ط )‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪1192. ،‬‬ ‫‪-19‬‬
‫موالي ملياين بغدادي‪ ،‬اإلجراءات اجلزائية يف التشريع اجلزائري‪ ( ،‬د‪ .‬ط )‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪،‬‬ ‫‪-20‬‬
‫اجلزائر‪1992. ،‬‬
‫نصر الدين هنوين ‪ +‬دارين يقدح ‪ :‬الضبطية القضائية يف القانون اجلزائري ‪ .‬دار هومة للطباعة و النشر و‬ ‫‪-21‬‬
‫التوزيع ‪.‬ط ‪. 2009‬صنف ‪ . 5/344‬اجلزائر العاصمة‪.‬‬

‫الكتب باللغة االنجليزية‬ ‫‪.II‬‬


‫‪Robert VOUIN et Jacques LEAUTE, Droit Pénal et procédure‬‬ ‫‪pénale,‬‬
‫‪Presses Universitaires de France, Paris, 1960‬‬

‫‪ .III‬القوانين‬
‫‪ -1‬دستور اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية لسنة ‪ ، 1996‬الصادر مبوجب املرسوم الرئاسي رقم ‪– 96‬‬
‫‪438‬املؤرخ يف ‪ 7‬ديسمرب سنة ‪ ، 1996‬يتضمن نشر التعديل الدستوري‪ ،‬ج ر عدد ‪76‬الصادرة يف ‪08،‬‬
‫معدل ومتَّمم‪.‬‬
‫‪َّ 1996 / 12 /‬‬
‫‪ -2‬أمر رقم ‪ 155 – 66‬مؤرخ يف ‪ 18‬صفر عام ‪1386‬املوافق ‪8‬يونيو سنة ‪ 1966،‬يتضمن قانون اإلجراءات‬
‫معدل ومتَّمم‪.‬‬
‫اجلزائية‪ ،‬ج ر عدد ‪49‬الصادرة يف ‪َّ 1966 / 06 / 10،‬‬
‫‪-3‬‬

‫‪67‬‬
‫المراجع و المصادر‬

‫‪ -4‬أمر رقم ‪66 – 116‬مؤرخ يف ‪18‬صفر عام ‪1386‬املوافق ‪8‬يونيو سنة ‪ 1966،‬يتضمن قانون العقوبات‪،‬‬
‫معدل ومتَّمم‪.‬‬
‫ج ر عدد ‪41‬الصادرة يف ‪َّ 1966 / 06 / 11،‬‬
‫‪ -5‬قانون رقم ‪02 – 85‬مؤرخ يف ‪5‬مجادى األوىل عام ‪1405‬املوافق ‪26‬يناير سنة ‪ِّ 1985،‬يعدل ويتِّمم األمر‬
‫رقم ‪155 – 66‬املؤرخ يف ‪8‬يونيو سنة ‪1966‬واملتضمن قانون اإلجراءات اجلزائية‪ ،‬ج ر عدد ‪05‬الصادرة‬
‫يف ‪1985/01/27.‬‬
‫‪ -6‬األمر رقم ‪ 02- 15‬املؤرخ يف ‪7‬شوال عام ‪1341‬املوافق ل ‪ 23‬يوليو سنة ‪ 2015‬و املتضمن قانون اإلجراءات‬
‫اجلزائية‬
‫‪ .IV‬الرسائل والمذكرات‪:‬‬
‫نصر الشريف العريب‪ ،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬جامعة الدكتور موالي طاهر سعيدة‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تومي حيي ‪،‬ـ دور الضبطية القضائية يف مواجهة االجرام احلديث يف التشريع اجلزائري ‪ ,‬مذكرة لنيل شهادة‬ ‫‪-2‬‬
‫املاجستري يف القانون اجلنائي و العلوم اجلنائية ‪ ،‬جامعة اجلزائر ‪ – 1‬كلية احلقوق – بن عكنون ‪،‬‬
‫‪2012-2011‬‬
‫مناصرية عبد الكري ‪ ،‬اختصاصات الضبطية القضائية على ضوء التعديالت األخرية ‪ ، ،‬مذكرة لنيل شهادة‬ ‫‪-3‬‬
‫املاجستري يف القانون اجلنائي و العلوم اجلنائية ‪ ،‬جامعة اجلزائر ‪ – 1‬بن عكنون ‪2011-2010 ،‬‬

‫‪68‬‬

You might also like