Professional Documents
Culture Documents
La Note
La Note
لجنــــــة المنــــاقشــــة
الصفـــة الرتبـــــة اسـم و لقــب األستــــاذ
رئيســـا
مؤطــر أ.محاضر د .مرزوق محمد
ممتحــنا
ممتحــنا
وعرفانا مني بالجميل أتقدم بالشكر الجزيل لألستاذ المشرف على هذه المذكرة
د .مرزوق محمد األستاذ :
الذي قبل دون تكلف االشراف على هذا العمل.
كما أشكر السادة أعضاء لجنة المناقشة الذين خصصوا قسطا من وقتهم لقراءة هذه
المذكرة.
كما أتقدم بالشكر لكل من قدم لنا يد العون من بعيد أو قريب في سبيل إخراج هذا
العمل إلى الوجود
2
فهرس احملتويات
إهداء
شكر و عرفان
فهرس المحتويات
قائمة المختصرات
الفرع الثالث :األعوان والموظفين المنوط بهم قانونا بعض مهام الضبطية القضائية7 .......................... .
الفرع الثالث :شـروط صحـة عمـل ضباط الشرطة القضائية أثناء ممارستهم االختصاص المكاني11 ............
3
المطلب الثاني :االستثناءات الواردة على االختصاص المكاني 11 ............................................
الفرع األول :امتداد اختصاص من الدائرة اإلقليمية إلى دائرة المجلس القضائي 11 ............................
الفرع الثاني :امتداد االختصاص المحلي إلى المستوى الوطني 12 ............................................
المطلب الثالث :االختصاص النوعي لضباط الشرطة القضائية 14 ........................................... :
المطلب األول :سلطة النيابة العامة على أعضاء الضبطية القضائية 16 ........................................
الفرع الثاني :اشراف النائب العام على الضبطية القضائية 19 ..................................................
الفرع الثالث :مراقبة غرفة االتهام ألعمال الضبطية القضائية 21 .............................................
4
المطلب الثاني :تحديد الطبيعة القانونية إلجراءات التلبس32 ................................................
الفرع الثاني :اعتماد التلبس على مظاهر خارجية تنبئ بذاتها عن وقوع الجريمة 35 ...........................
ثانيا :معاينة حالة التلبس بالجريمة من طرف ضباط الشرطة القضائية 40 .......................................
ب_ اكتشاف التلبس نتيجة استخدام حيلة غير مشروعة44 ................................................. :
ج_اكتشاف التلبس نتيجة إساءة استعمال السلطة و تجاوز حدودها44 ..................................... :
2-ضبط المشتبه فيه و اقتياده إلى اقرب مركز 48 ......................................................... :
5
3-األمر بعدم المبارحة 49 ................................................................................ :
الخاتمة العامة
قائمة المراجع
6
قائمة المختصرات
اجلزء. ج
.الطبعة. ط
7
المقدمة العامة
مقدمة عامة
إن اجلرمية ظاهرة اجتماعية خطرية ملدى مساسها باستقرار وأمن اجملتمع ،ما يستدعي توفري القانون للحد منها
وتقصي آثار اجملرمني ،للحد من انتشارها وردع اجملرمني .ولذلك اهتمت كل التشريعات باجلرمية ،وأخذت على عاتقها
مسؤولية مكافحتها واحلد منها ،لكن تطور اجملتمعات صاحبه تطور يف أساليب ارتكاب اجلرمية ،مما دفع التشريعات للتدخل
لتكيف قوانينها يف كل مرة للتوسيع من أساليب مكافحة اجلرمية ملا هلا من آثار سلبية.
و مبا أن وقوع اجلرمية هو الذي ينشئ للدولة احلق يف عقاب مرتكبيها ،و ملا كان اقتضاء هذا احلق هو العلة اليت
تقف وراء وجود التنظيم القضائي اجلنائي وراء إعطاء النيابة العامة –باعتبارها وكيلة عن اجملتمع –حق حتريك الدعوى
اجلزائية ورفعها إىل القضاء ،و مباشرهتا أمامه إىل حني صدور احلكم القضائي .
إال أن حتريك الدعوى العمومية متر بعد مراحل ،لذلك نظم التشريع اإلجرائي اجلزائري هذه املراحل إىل غاية
النطق باحلكم؛ وتتمثل أول مراحلها يف مرحلة البحث والتحري اليت متارسها الضبطية القضائية ،بتوليها الكشف عن
ظروف اجلرمية والتنقيب والبحث عن صحة وقوعها ما مل يبدأ فيها حتقيق قضائي ،وهي مرحلة متهيدية سابقة لتحريك
الدعوى العمومية.
وقد اصطلح على تسميته جبهاز الضبطية القضائية متيزا له عن الضبطية اإلدارية ،فاألول منوط به التحري عن
اجلرائم املرتكبة والبحث عن مرتكبيها وتعقبهم لذلك يعترب من األجهزة املساعدة للسلطة القضائية يف أداء مهمتها ،أما
الثاين فهو ملزم باحرتام القانون وحتقيق األمن والسكينة للمواطنني فدوره إذن وقائي ويرتتب على ذلك أن نطاق الضبطية
القضائية الوظيفي يتحدد باملرحلة السابقة على وقوع اجلرمية.
ويشمل هذا اجلهاز ثال ث فئات طبقا لنصوص اإلجراءات اجلزائية هم ضباط الشرطة القضائية ،وأعوان الضبط
القضائي ،والضباط 1واألعوان املنوط هبم بعض مهام الضبط القضائي قانونا.2
الضبطية القضائية ونظرا ألمهيتها البالغة يف البحث والتحري خول هلا املشرع اختصاصات معينة لكل فئة وسلطات
معينة حفاظا على احلرية الفردية للشخص حسب نوع اجلرمية او اجلنحة.
ومن بني هذه اجلرائم اليت خنتص بدراستها يف هذا املوضوع هي اجلرمية املتلبس هبا اليت هي عبارة تطابق زمين بني
حلظة ارتكاب اجلرمية و حلظة اكتشافها
إن املشرع اجلزائري مل يتطرق إىل تعريف التلبس و إمنا تطرق يف املادة 41من قانون اإلجراءات اجلزائية إىل حاالت
التلبس باجلرمية و اليت أوردها على سبيل احلص ـ ــر .
ونظرا إىل خطورة اجلرمية املتلبس هبا ،وما تستوجبه لضبطها ،جند أن املشرع اجلزائري أفرد هلا تنظيم قانوين خاص،
من خالله حاول مواجهتها بسرعة من ناحية ،ومن ناحية ثانية أن يتم ذلك يف إطار الشرعية اإلجرائية ،ويتحقق ذلك
بااللتزام بتطبيق اإلجراءات اخلاصة حبالة التلبس باجلرمية ،دون التوسع أو القياس مهما كانت الظروف ،ووضع لذلك املشرع
اجلزائري جمموعة من النصوص القانونية ملواجهة اجلرمية املتلبس هبا ،يف قسم خاص بعنوان":يف اجلنايات واجلنح املتلبس هبا"،
خول من خالهلا لضباط الشرطة القضائية سلطة ممارسة إجراءات أوسع من االختصاصات األصلية هلم ،استثناءا ،ملا
تستوجبه هذه احلا لة من إجراءات سريعة لضبطها ،أين تكون إجراءات التحري غري كافية ،أو عاجزة عن استكمال التحريات
حوهلا جلمع األدلة وضبط اجملرمني،و دون متكن هذا األخري من العبث باألدلة.
إن موضوع الضبطية القضائية يلعب دور فعال من أجل حتقيق العدالة باكتشاف اجلرمية و مرتكبيها ،لكن يتطلب
أثناء ممارستهم لوظائفهم صالحيات و سلطات ختتص هبم خاصة يف اجلرمية املتلبس هبا و هي اختصاصات استثنائية خوهلا
القانون لفئات معينة و حمددة و لذلك وجب حتديد هذه الفئات ومهام كل فئة يف إحدى حاالت التلبس باجلرمية ،ومنه
الكشف عن اإلجراءات واألليات القانونية اليت رصدها املشرع اجلزائري لألجهزة الضبطية القضائية يف جمال مكافحة اجلرمية
ج
المقدمة العامة
لتسليط الضوء أكثر على األهداف املنتظر التوصل إليها من خالل دراستنا هذه فقد ارتأينا طرح اإلشكال التايل
:
-فما هو تنظيم الشرطة القضائية و المهام المنوطة بها ؟ وما هي مهام و اختصاصات ضابط الشرطة
القضائية في حاالت التلبس بالجريمة ؟.
-
• المنهج المتبع:
لإلجابة على املنهجية املطروحة اتبعنا االستقرائي يف أداة من أدواته و املتمثلة يف التحليل ،وجتلى ذلك من
خالل تبسيط وحتليل النصوص القانونية الواردة خصوص فيما تعلق باجلرمية املتلبس هبا و جهاز الضبطية القضائية
و سلطاهتا املخولة إليها قانونا الستخالص العناصر الضرورية ،إىل جانب املنهج املقارن ويربز ذلك من خالل
مقارنة ما أخذ به املشرع اجلزائري مع التشريعني الفرنسي واملصري ،والغرض من ذلك بيان مستوى التشريع اجلزائري
ومدى إصابته فيما ذهب إليه ،وكل هذا هبدف تقدي حبث مبسط وواضح يسهل على مطلع عليه استيعابه و
فهمه .
لإلجابة على اإلشكالية قسمنا حبثا هذا إىل فصلني ،الفصل األول تناولنا بشيء من االسهاب تنظيم الضبطية
القضائية يف املبحث األول ،اختصاصات الضبطية القضائية العادية و اختصاصها املكاين و النوعي ،مث املبحث
الثالث الرقابة على أعوان الضبطية القضائية و املسؤوليات املدنية و اجلزائية و التأديبية املرتتبة على ذلك.
ويف الفصل الثاين تطرقنا فيه إىل االختصاصات االستثنائية ألعوان الضبطية القضائية و املتمثلة يف اجلرمية املتلبس
هبا و على هذا األساس قسمناه إىل ثالث مباحث ،يف املبحث األول عرفنا اجلرمية املتلبس هبا و خصائصها
،واملبحث الثاين ،حاالت التلبس وشروطها ،أما املبحث الثالث فكان حمور دراستنا حيث فصلنا يف سلطات
وواجبات أعوان الضبط القضائي يف حالة التلبس.
.
د
ا لفصل األول :تنظيم الضبطية القضائية ،اختصاصاتها و الرقابة عليها
متهيد :
ينشأ حق الدولة يف العقاب مباشرة بعد وقوع اجلرمية ،وال متلك الدولة توقيع هذا العقاب إال عن طريق الدعوى
العمومية .إل انه وقبل عرض هذه الدعوى على القضاء البد من وجود مرحلة تسبقها ،وهي مرحلة متهيدية يتم فيها ضبط
اجملرم والتحري عن اجلرمية ومجع األدلة ،ويسيطر على هذه املرحلة جهاز يعرف بالضبطية القضائية .حيث أن قانون
اإلجراءات اجلزائية وضع له قانونا خاصا به ،هو الذي حيدد صالحيات ومسؤوليات الشرطة القضائية
1
ا لفصل األول :تنظيم الضبطية القضائية ،اختصاصاتها و الرقابة عليها
1د .عبد اهلل اوهايبية ،ضمانات احلرية الشخصية أثناء مرحلة البحث التمهيدي .الديوان الوطين لألشغال الرتبوية،ط،2س،2004ص77
2عبد اهلل أوهيبية ،شرح إجراءات قانون اإلجراءات اجلزائية اجلزائري ،دار هومة ،طبعة ،2015ص 77
2
ا لفصل األول :تنظيم الضبطية القضائية ،اختصاصاتها و الرقابة عليها
1
الفرع الثاني :التمييز بين الضبط القضائي والضبط اإلداري
تقوم قوات االمن بصفة عامة مبهمة احملافظة على النظام العام و السكينة العامة داخل الرتاب الوطين ،يف سبيل
قيامها بدورها هذا وتنقسم إىل قسمني :الضبط القضائي و الضبط اإلداري
األصل أن مجيع أعوان االمن حيملون صفة الضبط االدري ،ولكن ميز املشرع البعض منهم واضفى عليهم صفة
الضبط القضائي ،الن اضفائها عليهم يقتضي منحهم سلطات متس حبقوق االفراد الشخصية ،وهذا ما ينبغي معه أال ختول
إأل ألناس هلم من الصفات واملميزات ما يطمئن معه املشرع اىل حسن استعمال تلك السلطات.
يرتتب على ذلك أن وظيفة الضبط االداري هي حفظ االمن أي منع اجلرائم قبل و قوعها ،و يف سبيل ذلك
يقومون مبراقبة املشتبه بأمرهم خشية قيامهم باجلرائم ،كما يقومون بكل الوسائل و التدابري الالزمة اليت هتدف إىل منع
االضطراب و إزالة األسباب اليت تؤدي على االخالل بالنظام العامل و السكينة العامة.
أما الضبط القضائي فوظيفته تبدأ بعد وقوع اجلرمية ،حبيث تكون مهمتهم تبعا لذلك البحث عن اجلرائم والتحقق
منها واجراء التحريات املختلفة ملعرفة مرتكبيها ،بغية التوصل إىل احلقيقة ،كما تقوم جبميع االستدالالت واعداد حماضر
بأعماهلا وارساهلا اىل السيد وكيل اجلمهورية ليتخذ ما يراه مناسبا بشأهنا.
الشكل رقم : 01الفرق بين الضبط اإلداري والضبط القضائي
1عبد الرمحن خلفي ،اإلجراءات اجلزائية يف التشريع اجلزائري املقارن ,دار بلقيس ،الدار البيضاء -اجلزائر الطبعة الثانية ، 2016 ،
ص 61
3
ا لفصل األول :تنظيم الضبطية القضائية ،اختصاصاتها و الرقابة عليها
1االمر 02-15املؤرخ يف 7شوال عام 1436املوافق ل 23يوليو سنة 2015املعدل و املتمم لالمر رقم 155-66املؤرخ يف 18
صفرعام 1386املوافق ل 8يونيو سنة 1966املتضمن قانون اإلجراءات اجلزائية و املوافق عليه بالقانون 17-15املؤرخ يف 1ربيع
4 األول عام 1437املوافق ل 13ديسمرب سنة 2015ج ر عدد .40
ا لفصل األول :تنظيم الضبطية القضائية ،اختصاصاتها و الرقابة عليها
1أنظر كل ما يتعلق بـرئيس اجمللس الشعيب البلدي يف القانون رقم 10-11املؤرخ يف 22يونيو2011الصادر باجلريدة الرمسية عدد 37بتاريخ
03يوليو.2011
2دمدوم كمال ،رؤساء اجملالس الشعبية البلدية ضباطا للشرطة القضائية ،دار هومة للنشر و التوزيع ،اجلزائر،2004 ،ص 21
3البند الخامس :ذوو الرتب يف الدرك ورجال الدرك الذين أمضوا يف سلك الدرك ثالث سنوات على األقل و الذين مت تعيينهم مبوجب
قرار مشرتك صادر عن وزير العدل و وزير الدفاع الوطين بعد موافقة جلنة خاصة .البند السادس :مفتشوا ألمن الوطين الذين قضوا يف
5
خدمتهم هبذه الصفة ثالث سنوات على األقل و عينوا مبوجب قرار مشرتك صادر من وزير العدل و وزير الداخلية واجلماعات احمللية وبعد
موافقة جلنة خاص
(15( 4معدلة مبوجب االمر رقم 15-02املؤرخ يف 23يوليو سنة 2015.
ا لفصل األول :تنظيم الضبطية القضائية ،اختصاصاتها و الرقابة عليها
أن يكون املرتشح لصفة ضابط الشرطة القضائية قد أمضى يف اخلدمة ثالثة سنوات على األقل بالنسبة لذوي -2
الرتب يف الدرك الوطين و رجال الدرك و ثالث سنوات ملفتشي األمن الوطين هبذه الصفة .
إبداء الرأي باملوافقة من قبل اللجنة اليت تتكون من ممثل وزير العدل و الدفاع و الداخلية على املرتشح لصفة ضابط -3
الشرط ة القضائية مع اإلشارة إىل أن هذه اللجنة املشرتكة هلا إختصاص إبداء الرأي فقط دون إعطاء الصفة
للمرتشح و الذي هو من إختصاص الوزراء املعنيني طبقا للمرسوم 167-66املؤرخ يف 8يونيو 1966احملدد
لتسيري اللجنة و تسريها.
أن يـصدر الوزيران املختصان وزير العدل و وزير الدفاع أو الداخلية قرار مشرتكا يسبغ صفة ضابط شرطة قضائية -4
على املرشح من الفئات املعنية .1
كما أضاف املشرع فئة أخرى وهم:-موظفو إدارة الغابات وهذا بعد صدور القانون رقم 91-20املؤرخ يف
02سبتمرب ،1991املعدل واملتمم للقانون 84-12املؤرخ يف 23جوان 1984املتضمن النظام العام للغابات حيث
أدرجت املادة 62مكرر ونصت على منح صفة ضابط شرطة قضائية للضباط املرمسني التابعني للهيئة اخلاصة إلدارة الغابات،
غري لن اختصاهم حمصور يف القيام بالتحقيقات و التحريات يف جمال اجلرائم املرتكبة بإخالل بنظام الغابات و التشريعات
املتعلقة بالصيد.
:فئة مستخدمو مصالح األمن العسكري. ج-
تشمل مصاحل مستخدمو مصاحل األمن العسكري من ضباط وضباط الصف وتضفي عليهم صفة ضباط الشرطة
القضائية بناءا على قرار مشرتك بني وزير العدل ووزير الدفاع الوطين ،ومل يشرتط القانون بشأهنم توفر جمموعة من الشروط
اليت طلبها يف الفئة الثانية وإمنا اشرتط فقط أن يكون املرتشح من ضباط مصاحل األمن العسكري أو ضباط الصف فيه
باإلضافة إىل إصدار القرار املشرتك.إن مستخدمو مصاحل األمن العسكري هلم اختصاص عام مثلهم مثل ضباط الشرطة
القضائية املذكورين أعاله وبالتايل جیب متيزهم عن الشرطة القضائية العسكرية الذين يستمدون مشروعية مهامهم من قانون
القضاء العسكري.2بالنسبة ملهامهم نصت عليها املادة 43من قانون القضاء العسكري وجتدر اإلشارة إىل إن اجلهات
القضائية العسكرية تطبق املبادئ العامة الواردة يف ق ا ج ج و ق ع ج وقانون القضاء العسكري مع مراعاة النصوص
املرتبطة بطبيعة النشاط العسكري وخصوصية اجلرائم العسكرية .
الفرع الثالث :األعوان والموظفين المنوط بهم قانونا بعض مهام الضبطية القضائية.
كان قانون حتقيق اجلنايات الفرنسي ال يعطي تفرقة واضحة بني األعوان واملوظفني املكلفني ببعض مهام الضبط
وأعضاء الضبطية اآلخرين ،ومبوجب املادة 22إىل 27أعطت توضحا هلذه الفئة واملهام املسندة إليها وهو النص الذي أخذه
1
املشرع اجلزائري يف املادة 21ومايليها من ق ا ج .
:األعوان والموظفون المختصون في الغابات وحماية األراضي. -1
تتلخص مهامهم يف البحث والتحري ومعاينة جنح وخمالفات قانون الغابات وتشريع الصيد ونظام السري ومجيع
األنظمة اليت عينوا فيها بصفة خاصة ثباهتا أو يف حماضر ضمن الشروط احملددة يف النصوص اخلاصة ،كما يقومون بتتبع
األشياء املنزوعة وضبطها يف األماكن اليت تنقل إليها ووضعها حتت احلراسة كاألخشاب املقطوعة ويف حال ما كانت موجودة
داخل منازل وجب أن حيظر معهم ضابط للشرطة القضائية مع مراعاة الشروط الشكلية و الزمنية لدخول املنازل1.لإلشارة
فان أعضاء الضبطية القضائية ذوي االختصاص العام حيتفظون باختصاصاهتم يف معاينة اجلنح واملخالفات إىل جانب
111املادة 21من ق ا ج ج " :يقوم رؤساء األقسام واملهندسون واألعوان الفنيون والتقنيون واملختصون يف الغابات ومحاية األراضي
واستغالهلا بالبحث والتحري و معاينة جنح وخمالفات قانون الغابات وتشريع الصيد ونظام السري ومجيع األنظمة اليت عينوا فيها بصفة خاصة
ثباته اتو يف حماضر ضمن الشروط احملددة يف النصوص اخلاصة ،عدلت املادة بالقانون رقم 85-02املؤرخ يف 26يناير 1985الصادر
7
باجلريدة الرمسية عدد 05بتاريخ 27يناير 1985املعدل واملتمم لألمر 66-155املتضمن ق ا ج ج
ا لفصل األول :تنظيم الضبطية القضائية ،اختصاصاتها و الرقابة عليها
اهليئات التقنية وهذا ما نصت عليه املادة 26من القانون رقم 84-122بقوهلا " :يتوىل الضبط القضائي أعوان الشرطة
القضائية وكذا اهليئة التقنية الغابية املنصوص عليها يف ق ا ج " .
الوالة : -2
طبقا لنص املادة 28من قانون اإلجراءات اجلزائية ميكن لفئة الوالة مبناسبة جرائم حمددة توصف جبنحة أو جرمية
ضد امن الدول ة ويف حالة االستعجال فقط إذا مل يكونوا على علم أن السلطات القضائية املختصة قد أخطرت باحلادثة
ممارسة سلطات الضبط القضائي ،ويف هذا الشأن جیب عليهم اختاذ اإلجراءات الضرورية إلثبات اجلرمية املرتكبة إما بأنفسهم
أو عن طريق تكليف أحد ضباط الشرطة القضائية للقيام بذلك .ولكي يقوم الوايل مبهام الضبط القضائي بوصفه عونا أو
1
موظفا مكلفا ببعض مهام الضبط ال بد من توافر الشروط التالية :
أن تكون هناك حالة استعجال مقرتنة بعدم علم الوايل أن السلطات القضائية قد أخطرت باحلادثة ألن -
علمه يسقط سلطته يف مباشرة اإلجراءات املقررة قانونا
أن يقوم الوايل بإرسال األوراق لوكيل اجلمهورية ويقدم له مجيع األشياء اليت ضبطها باإلضافة إىل األشخاص -
واجلودة ،أعوان الصحة النباتية ،مفتشي الصيد ،وحراس الشواطئ ،أعوان الربيد واملواصالت السلكية والالسلكية ،أعوان
شرطة املياه.
ففي احلاالت العادية يتمتع عناصر الضبطية القضائية بصالحيات ختوهلم البحث ،التحري عن اجلرائم و مرتكبيها لكشف
الغموض و إزالة اإللتباس املتعلق بوقوعها ،مث حترير حماضر تثبت ما قاموا به من أعمال ،تلك الصالحيات تكون حمصورة
يف حدود اإلختصاص املكاين و اإلختصاص النوعي ،حيث ال جیوز هلم مباشرة أعمال الضبط خارج نطاق هذا
االختصاص ، 2لكن ما يهمنا يف هذا البحث هو دراسة االختصاص املكاين لضباط الشرطة القضائية ،فيا ترى ما املقصود
باالختصاص املكاين
يقصد باالختصاص املكاين تلك الدائرة احلدودية أو اجملال االقليمي الذي يباشر فيه ضابط الشرطة القضائية مهامه يف
التحري و البحث عن اجلرمية و يتحدد عادة حبدود الدائرة اليت يباشر فيها وظائفه املعتادة ،3و قد نصت املادة 16يف
فقراهتا األوىل و الثانية و الثالثة على االختصاص املكاين لضابط الشرطة الفضائية بقوهلا >> يكون لضابط الشرطة
القضائية اختصاصهم احمللي يف احلدود اليت يباشرن فيها وظائفهم املعتادة << إال أن هذه القاعدة ترد عليها استثناءات
تقتضيها الضرورة اإلجرائية ،حيث أنه إذا استوجبت ظروف التحري امتداد االختصاص خارج الدائرة احلدودية فإن القانون
جیيز لضباط الشرطة القضائية متابعة التحريات يف دائرة أخرى و يستفاد هذا من نص املادة 16يف فقرهتا الثانية و الثالثة
1د .عمر خوري :شرح قانون اإلجراءات اجلزائية .طبعة مدعمة باالجتهاد القضائي للمحكمة العليا .لسنة . 2011/2010كلية
احلقوق.ص .44
2د .نصر الدين هنوين .دارين يقدح :الضبطية القضائية يف القانون اجلزائري .دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع .ط 2009
.صنف .اجلزائر .ص 49
9
3أ .حممد حريط :مذكرات يف قانون اإلجراءات اجلزائية .دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع .ط . 2009اجلزائر العاصمة .ص
.54
ا لفصل األول :تنظيم الضبطية القضائية ،اختصاصاتها و الرقابة عليها
حيث تقول " و جیوز هلم يف حالة االستعجال أن يباش روا مهمتهم يف كافة نطاق أراضي اجلمهورية إذا طلب منهم أداء
ذلك أحد رجل القضاء املختصني مبوجب القانون " .1
بمكان ارتكاب الجريمة :أي أن تكون اجلرمية قد وقعت يف الدائرة اإلقليمية الختصاص عضو الضبطية -1
القضائية و إذا تعددت أمكنة ارتكاب اجلرمية يكون خمتصا كل ضابط للشرطة القضائية وقع يف دائرة
اختصاصها أحد تلك األفعال املكونة للجرمية.
بمحل إقامة المشتبه فيه :و يقصد به حمل اإلقامة املعتاد سواء إقامته مستمرة أو متقطعة و يف حالة تعدد -2
3
املشتبه فيهم فينعقد االختصاص مبقر اإلقامة املعتاد ألحد املشتبه يف أهنم سامهوا فيها.
بمكان إلقاء القبض على المشتبه فيه :سواء كان القبض قد مت بسبب نفس اجلرمية موضوع البحث أو -3
ألي سبب أخر .فإذا مت قبض املشتبه فيه أو ضبطه يف دائرة إختصاصه و يستوي هنا أن يقبض عليه بسبب
4
تلك اجلرمية أو بسبب جرمية أخرى لينعقد إختصاصه
1أ.د .بارش سليمان :شرح قانون اإلجراءات اجلزائية اجلزائري .دار اهلدى للطباعة و النشر و التوزيع ج األول – عني مليلة .اجلزائر
العاصمة .ص.118
2
د .نصر الدين هنوين .دارين يقدح :املرجع نفسه .ص 50
10 أ .حممد حريط :املرجع نفسه .ص .56 -55 3
4
د .عبد اهلل أوهايبية :مرجع سابق .ص 106
ا لفصل األول :تنظيم الضبطية القضائية ،اختصاصاتها و الرقابة عليها
كما ينعقد اختصاصهم أيضا مبكان اقامة املستفيد من الشيك و يكون الوفاء به بالنسبة جلنحيت اصدار شيك بدون رصيد
و اصدار شيك رغم منع الشخص من ذلك املنصوص عليها باملادة 16مكرر من قانون العقوبات مبوجب املادة 375
مكرر اجلديدة من قانون العقوبات املتضمنة بالقانون رقم 36-06املعدل و املتمم لقانون العقوبات.
الفرع الثالث :شـروط صحـة عمـل ضباط الشرطة القضائية أثناء ممارستهم االختصاص المكاني
حىت ميارس ضباط الشرطة القضائية صالحياهتم يف البحث و التحري يف دائرة اختصاصهم ال بدا من توفر شروط أثناء
ممارستهم هذا االختصاص ومن بني هذه الشروط:
و يرتتب على خمالفة هذه الشروط البطالن ألن اإلختصاص من النظام العام.
الفرع األول :امتداد اختصاص من الدائرة اإلقليمية إلى دائرة المجلس القضائي
جیيـز القانون متديد االختصاص احمللي لضابط الشرطة القضائية يف حالة االستعجال إىل كافة دائرة اختصاص اجمللس
القضائي 1أو بناء على طلب من السلطة القضائية ،فقد نصت الفقرة الثانية من املادة 16على أنه >> إال أنه جیوز
هلم يف حالة االستعجال أن يباشروا مهمتهم يف كافة دائرة اختصاص اجمللس القضائي امللحقني به<< .
من خالل نص املادة السالفة الذكر يتضح لنا امتداد االختصاص احمللي إىل كافة دائرة اختصاص اجمللس القضائي ،ويكون
ذلك يف حالة االستعجال أي حالة اخلشية من ضياع الدليل إذا مل يسارع ضابط الشرطة القضائية يف اختاذ إجراءات معينة
2
وحالة ضرورة البحث والتحري على أن يبقى ميارس هذا التوسع يف االختصاص احمللي حتت إدارة و إشراف النيابة
1أ م .عبد الرمحن خلفي .حماضرات يف قانون اإلجراءات اجلزائية .دار اهلدى للطباعة و النشر و التوزيع .ط – 2010عني مليلة .اجلزائر
العاصمة .ص.53
11 2أ .حممد حريط :املرجع نفسه .ص .55
ا لفصل األول :تنظيم الضبطية القضائية ،اختصاصاتها و الرقابة عليها
و هذا االمتداد الختصاص ضابط الشرطة القضائية يكون بالشروط القانونية التالية:
املالحظ أن التمديد الوارد يف املادة 16الفقرة الثانية من قانون االجراءات اجلزائية يبقى االختصاص حمليا يف حدود الدائرة
االقليمية للمجلس القضائي ،أما التمديد الوارد يف املادة 16الفقرة الثالثة من قانون االجراءات اجلزائية فقد جعل
االختصاص وطنيا شريطة أن يكون بناء على طلب من جهة قضائية خمتصة.2
و كذلك جیوز لضابط ا لشرطة القضائية يف حالة االستعجال مباشرة مهمته على كافة تراب اجلمهورية إدا طلب منه أداء
ذلك من طرف أحد رجال القضاء املختصني قانونا و ينبغي أن يساعدهم ضابط الشرطة القضائية الذي ميارس وظائفه يف
اجملموعة السكنية 4الفقرة الثالثة من املادة 16أو يكون ذلك يف حالة طلب السلطات القضائية املختصة ذلك كحالة تنفيذ
1د .أمحد علي :الوجيز يف التنظيم و مهام الشرطة القضائية .دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع .ط . 2005صنف . 5/174
اجلزائر العاصمة .ص 25
2د .نصر الدين هنوين .املرجع نفسه .ص 51
12 3د .أمحد علي :املرجع نفسه .ص 25
تفويضات قضائية من قاضي التحقيق طبقا للمادة 13و 138من قانون االجراءات اجلزائية و حالة طلب النيابة العامة
أثناء مرحلة التحقيق التمهيدي 1أو إذا كانوا بصدد مراقبة أشخاص توافرت ضدهم مربرات مقبولة.
وفقا ملا ورد يف املادة 16من قانون االجراءات اجلزائية فإن القانون قد وسع من الصالحيات اليت يباشرها ضباط الشرطة
القضائية التابعون ملصاحل األمن العسكري و جعل إختصاصهم يشمل كافة الرتاب الوطين أي أن القانون منح هلم سلطة
3
ملباشرة وظائفهم اليت هتدف إىل محاية كيان الدولة من أي خطر يواجهها عرب كامل الرتاب الوطين
منح قانون اإلجراءات اجلزائية لضباط الشرطة القضائية على اختالف اجلهات األصلية اليت ينتمون إليها سواء كانوا من
األمن الوطين ،الدرك الوطين أو األمن العسكري و األعوان الذين ميارسون املهام حتت سلطة هؤالء الضباط إختصاصا
وطنيا ملباشرة صالحياهتم يف البحث و التحري عن اجلرائم املنصوص عليها يف املادة 16يف فقرتيها األخريتني و عي تلك
اجلرائم اليت توصف بكوهنا أعماال ختريبية و إرهابية ،طبقا لنص املادة 16الفقرة السابعة بأن ضابط الشرطة لألمن
العسكري يباشر اختصاصه على كافة الرتاب الوطين دون إخطار مسبق لوكيل اجلمهورية . 4وعليه فمصاحل األمن العسكر
هلم إختصاص وطين .5
فيطلق القانون يد ضابط الشرطة القضائية وأعوانه يف البحث والتحري يف مجيع أنواع اجلرائم ومرتكبيها فيطلق عليه اختصاص
نوعي عام ومرة يلجأ حتديد االختصاص لفئة من ـأعوان الضبطية القضائية ال يتوفرون على صفة ضابط شرطة قضائية يف
البحث والتحري على نوع وحمدد من اجلرائم فيسمى اختصاص نوعيا خاصا .
وقد هنج املشرع اجلزائري هنج التمييز بني نوعني من االختصاص :العام واخلاص طبقا لنص املادة 16من قانون اإلجراءات
اجلزائية حيث أن ضابط الشرطة القضائية من الدرك الوطين وحمافظي وضباط الشرطة ورؤساء اجملالس الشعبية البلدية وحفاظ
و أعوان الشرطة لالمن الوطين يتولون االختصاص العام بالبحث والتحري يف مجيع اجلرائم دون تقييد ،يسلعد بدلك
أعواهنم طبقا للمادة 20-19من ( ق ا ج) أما االختصاص النوعي اخلاص فيتواله ضباط الشرطة القضائية من موظفني
واالعوان التابع ني لألسالك اخلاصة من مراقبني ومفتشني واملصاحل العسكرية لألمن احملددين بالبنود 1 06-05-03من
املادة 15من ق ا ج ، 2.وكذلك ضباط الشرطة القضائية التابعون للدوان املركزي لقمع الفساد 3و الومظفني و االعوان
4
املكلفون ببعض مهام الشرطة القضائية طبقا للمواد 28 ، 27 ، 21ق إ ج .
1تعرضنا إىل هذه الفئات يف املطلب األول يف تنظيم و هيكل الضبطية القضائية
2انظر املادة )15عدلت باألمر 02-20158املؤرخ يف )2015/07/23
3طبقا للمادة 24مكرر من القانون املتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته رقم 01 – 06املؤرخ يف 20فرباير 2006
4تتعلق املادة 21برؤساء األقسام و املهندسني و االعوان الفنيني و التقنيني املختصني يف الغابات ومحاية األراضي و استصالحها ،فتقرر
14 هلم اختصاصا خاصا بالبحث و التحري ومعاينة اجلرائم اليت ترتكب خمالفة لقانوين الغابات و الصيد ،املادة 27اخلاصة باملوظفني و
أعوان اإلدارات و املصاحل العمومية و اختصاصهم ببعض مهام الضبط القضائي وفق ما حتدده القوانني اخلاصة هبم ،و املادة 28اليت تقرر
اختصاص الوايل بالبحث و التحري يف اجلنايات و اجلنح الواقعة ضد أمن الدولة.
ا لفصل األول :تنظيم الضبطية القضائية ،اختصاصاتها و الرقابة عليها
1
الفرع األول :تلقي الشكاوي والبالغات
فرض املشرع على رجال الضبط القضائي عدة واجبات من بينها تلقي البالغات والشكاوى ،و املقصود بالبالغات
اإلبالغ عن اجلرمية أي اإلخبار عنها سواء حصل من شخص جمهول أو معلوم ،من اجملين عليه أو غريه من األفراد أو من
جهة عمومية أو خاصة ،شفاهة أو كتابة ،أوعن طريق اهلاتف أو الصحف أو أية وسيلة من وسائل اإلعالم .أما الشكوى
أي التظلم عن سوء فعل الغري فغالبا ما تصدر من نفس الشخص املضرور أو أحد أقاربه شفاهة قصد متابعة اجلاين ،كما
ميكن تقدميها كتابة من الشخص املع نوي املتضرر من اجلرمية أو من حماميه ،وإال قدم البالغ أو الشكوى إىل ضابط الشرطة
القضائية وجب عليه قبوهلا و امتنع عليه رفضها وذلك حتت مسؤوليته اإلدارية ،كما أوجب القانون على مأموري الضبط
القضائي أن يبعثوا فورا إىل النيابة العامة بالبالغات والشكاوى اليت ترد إليهم بشأن اجلرائم ،غري أن التأخر يف تنفيذ هذا
الواجب ال يرتتب عليه البطالن وإمنا قد يعترب خطأ مهنيا يعرض صاحبه إىل املتابعة التأديبية.
وقد انتقدت مرحلة مجع االستدالالت بأهنا ال ختلو-خاصة الجريمة في حالة التلبس-من املساس حبريات األفراد
وحقوقهم .
كما أن إجراءات االستدالل ختلو من بعض الشكليات اليت حتقق مصلحة اجملتمع يف الكشف عن احلقيقة مثل
حلف اليمني ،وهو ما ميكن التغلب عليه بفاعلية ورقابة النيابة العامة على القائمني هبا وحبسن تكوينهم و إعدادهم فضال
عن بطالن مثل هذه اإلجراءات التعسفية.2
3
الفرع الثالث تحرير المحاضر
• تعريـف المحضـر
هو وثيقة رمسية مكتوبة حيررها ويوقعها أعضاء الشرطة القضائية طبقا لألشكال اليت حددها القانون،واليت يسجلون عليها
ما يقومون به من أعمال تندرج يف إطار املهام املنوطة هبم كالتحريات-املعاينات–مساع األشخاص–تلقي الشكاوي–تفتيش
املساكن...اخل.
أوجب ق.إ.ج .على ضباط الشرطة القضائية أن حيرروا حماضر بأعماهلم ويوضحوا فيها خمتلف اإلجراءات اليت قاموا هبا
واملكان والزمان و اسم وصفة حمررها ،وأن يبعثوا بأصوهلا فورا إىل وكيل اجلمهورية املختص مصحوبة بنسخ مطابقة لألصل
وكذا مجيع الوثائق و املستندات واألشياء املضبوطة وال يتمتع احملضر بقوة اإلثبات إال كان صحيحا يف الشكل وحمررا من
قبل ضابط خمتص حيدد فيه جممل ما عاينه دون زيادة أو نقصان وفق منوذج غالبا ما يكون موحد لدى هيئات الضبطية
القضائية لتسهيل مهمة القضاء يف متابعة اإلجراءات وكذا بسط الرقابة على هذه احملاضر وحمرريها
فيما تنص الفقرة 02- 01من املادة 36من ( ق إ ج ) على أنه "يقوم وكيل اجلمهورية مبا يأيت:
-إدارة نشاط ضباط وأعوان الشرطة القضائية يف دائرة اختصاص احملكمة وله مجيع السلطات والصالحيات املرتبطة
بصفة ضابط الشرطة القضائية
1
-مراقبة تدابري التوقيف حتت النظر "
أ -إدارة نشاط ضباط وأعوان الشرطة القضائية.
من نص الفقرة الثانية من املادة 12من ق ا ج ج تتجلى إدارة وكيل اجلمهورية لنشاط ضباط وأعوان الضبطية القضائية من
خالل ما يلي:
توجيه وكيل اجلمهورية ما يراه ضروريا من تعليمات للضباط والنظر فيما ميكنه اختاذه من إجراءات بشأن كل -1
واقعة معروضة أمامه.
تقييم عمل أعوان الشرطة القضائية وتنقيطهم مع أخذ هذا التنقيط بعني االعتبار يف ترقيتهم حيث تنص -2
املادة 18مكرر من ق ا ج ج على ما يلي " :يمسك النائب العام ملفا فرديا لكل ضابط شرطة قضائية
يمارس سلطة الضبط القضائي بدائرة اختصاص المجلس القضائي ... ،يتولى وكيل الجمهورية تحت
سلطة النائب العام تنقيط ضباط الشرطة القضائية العاملين بدائرة اختصاص المحكمة ... ،يؤخذ
التنقيط في الحسبان عند كل ترقية".2
اإلذن يف اختاذ بعض اإلجراءات كالتفتيش ،اإلحضار ،اعرتاض املراسالت ،تسجيل األصوات ،التقاط الصور -3
والتسرب ،طبقا لنصوص املواد 65، 44مكرر 1إىل 65مكرر 11من ق ا ج ج.
لوكيل اجلمهورية سلطة يف التصرف يف نتائج البحث والتحري الذي جیريه ضباط الشرطة القضائية وأعواهنم، -4
من خالل حفظ أوراق أو حتريك الدعوى العمومية أو رفعها طبقا ملا تنص عنه املادة 36من ق ا ج ج" :
يقوم وكيل الجمهورية بما يأتي :تلقي المحاضر والشكاوى والبالغات ويقرر ما يتخذ بشأنها ويخطر
الجهات القضائية المختصة بالتحقيق أو المحاكمة للنظر فيها أو يأمر بحفظها بمقرر يكون قابال
3
للمراجعة ويعلم به الشاكي أو الضحية إذا كان معروفا في أقرب اآلجال "
1املادة ( 36ذلت باألمر 02 – 2015املؤرخ يف ، 2015/07/23تبني هذه املادة صالحيات وكيل اجلمهورية و الدور البوليسي
املتضمن يف احلرص على ضمان عدم انتهاك النصوص اجلزائية سارية املفعول يف الدولة .
2اطلع على املادة 12من األمر 66-155املؤرخ يف 08جوان 1966املتضمن ق ا ج ج املعدل واملتم
17
3عبد اهلل أوهايبية ،املرجع نفسه ص 345،وما يليها
ا لفصل األول :تنظيم الضبطية القضائية ،اختصاصاتها و الرقابة عليها
إن مراقبة وكيل اجلمهورية إلجراء التوقيف للنظر حقيقي و فعلي ،و ذلك من خالل الواجب الذي نص عليه املشرع يف
الفقرة 1من املادة 51من القانون أعاله بالنسبة لضباط الشرطة القضائية ،حيث ألزمهم القانون أن يطلعوا فورا وكيل
اجلمهورية و يقدموا له تقريرا عن دواعي التوقيف للنظر،و مضمون هذا التقرير يتعلق بالعناصر األولية لظروف اجلرمية و
األسباب اليت تربر التوقيف ،ذلك أن السلطة التقديرية لضباط الشرطة القضائية يف توقيف شخص للنظر خاضعة ملراقبة
وكيل اجلمهورية ،تتمثل سلطة املراقبة يف هذه احلالة من خالل األعمال التالية:
كما أن لوكيل اجلمهورية ملا له من سلطة رقابة على هذه السجالت من بيان النقائص الواردة النقائص الواردة فيها و طلب
تصحيحها و استكماهلا .1
إمكانية تعيين طبيب لفحص الموقوف للنظر سواء تلقائيا ،أو بناءا على طلب أفراد عائلته ،أو محاميه: -2
تنص املادة 51مكرر :1ق.ا.ج يف فقرهتا األخرية " :لدى انقضاء مواعيد احلجز يكون من املتعني إجراء فحص طيب
للشخص إذا ما طلب ذلك مباشرة أو بواسطة حماميه أو عائلته و يف أي حلظة أثناء ،أو بعد التوقيف.2
فهذا ما يوفر ضمانا للحرية الفردية عن طريق محاية السالمة اجلسدية للمحتجز يف مراكز الشرطة أو الدرك ،واملالحظ أن
املادة جاءت جوازيه ومل يتضمن االلتزام ،وتوقف إجراء الفحص الطيب بناء على طلب الشخص احملتجز. 1
زيارة األماكن المخصصة للتوقيف للنظر و التأكد من أنها تستجيب للشروط الالئقة بكرامة اإلنسان: -3
ينص القانون اجلزائري صراحة على الصالحية املخولة لوكيل اجلمهورية قصد تفقد وزيار ة أماكن احلجز لتأكد من صحة
إجراءات احلجز
فاملادة 2|12من ق .ا.ج ختول لوكيل اجلمهورية إدارة الضبط القضائي،و سلطة الرقابة خصوصا على اإلجراءات املاسة
باحلرية الشخصية و قرينة الرباءة و أمهها احتجاز األشخاص وتقييد حريتهم.
2
الفرع الثاني :اشراف النائب العام على الضبطية القضائية
يعترب ضباط الشرطة القضائية أثناء ممارستهم ملهام الضبط القضائي تابعني للنائب العام باعتباره رئيس النيابة العامة على
مستوى اجمللس القضائي فهم بالتايل خاضعني ألشرافه فيما يتعلق بأعمال وظائفهم القضائية ،وجیوز هلم إحالة أي منهم
يتبني ضده تقصري يف عمله إىل غرفة االهتام لتحريك الدعوى التأديبية ضده.
وقد أصبح النائب العام مبوجب املادة 18مكرر من ( ق إ ج ) ميسك ملفا فرديا لكل ضابط شرطة قضائية ميارس
سلطات الضبط القضائي يف دائرة اختصاص اجمللس القضائي ويتم تنقيط ضباط الشرطة القضائية وكيل اجلمهورية حتت
سلطة النائب العام .
التابعني لدائرة اختصاصهم ،وتكون هذا امللف من قرار التعيني ،وحمضر اليمني ،و حمضر التنصيب و صورة مشسية
عند اإلقتضاء.
يعد تنقيط ضباط الشرطة القضائية طريق من طرق الرقابة اليت يشرف عليها النائب العام ـ ،و من الناحية العملية فإن
التنقيط يتم مرة كل سنة على كيفية مزاولة أعماهلم ،و أن يفتح بالنسبة لكل واحد منهم ملفا خاصا بالنيابة العامة ترتب
فيه مجيع الوثائق اليت هتم مهنته .و ترسل إىل وكيل اجلمهورية املختص يف أول ديسمرب من كل سنة يبدي اختصاصه
لرياسلها يف أجل 31ديسمرب إىل النائب العام بعد تبليغها للمعين ،و لضابط الشرطة القضائية أن يبدي مالحظاته كتابيا
حول تنقيطه و يوجهها إىل النائب العام و هذا مبقتضى إشرافه على الشرطة القضائية.2
3
اإلشراف علي تنفيذ التسخيرات -3
لقد نصت التعليمة الوزارية املشرتكة سابقا بأن يتوىل النائب العام مهمة اإلشراف على تنفيذ التسخريات اليت تصدرها
اجلهات القضائية للقوة العمومية من أجل حسن سري القضاء ،و يشرتط يف التسخريات أن تكون حمررة يف شكل مكتوب
و مؤرخة و موقعة من اجلهة اليت أصدرهتا .
والتسخريات تصدر يف عدة جماالت و ميكن أن نذكر منها بعض األوجه و هي كالتايل:
1
األمر رقم 02 -11حسب آخر تعديل املتضمن قانون اإلجراءات اجلزائية
2
نصر الدين هنوين ،الدرجع السابق ص ،
3
20 قشوطي خالد ،املرجع نفسه ص 36،وما يليها.
ا لفصل األول :تنظيم الضبطية القضائية ،اختصاصاتها و الرقابة عليها
-التسخري من أجل تقدي املساعدة الالزمة لتنفيذ األحكام و القرارات القضائية املدنية والسندات التنفيذية ويتم
ذلك عند االقتضاء وفق برنامج دوري يعد مسبقا من طرف وكيل اجلمهورية بالتنسيق مع مسؤويل القوة العمومية
و احملضرين القضائيني .و تقتصر التسخرية يف هذه احلالة على ضمان األمن و حفظ النظام العام و لإلشارة فإنه
عندما يصبح تنفيذ التسخريات يف آجاهلا احملددة مستحيال حترر اجلهة املسخرة تقريرا مسبقا يرسل إىل اجلهة
القضائية املسخرة الختاذ ما تراه مناسبا من إجراءات .كما جیب اإلشارة إىل أنه و يف الواقع فإن اإلشراف على
تنفيذ التسخريات كسلطة للنيابة العامة ممثلة يف النواب العامني لدى اجملالس القضائية ،فإنه يتم يف الواقع العملي
عن طريق وكيل اجلمهورية نيابة عن النائب العام.
1
الفرع الثالث :مراقبة غرفة االتهام ألعمال الضبطية القضائية
تتوىل غرفة االهتام حق مراقبة أعامل الضبطية القضائية مبوجب املادة 206من ( ق إ ج ) ،إذ أن حق املراقبة إما ان
متارسه بنفسها مباشرة ،و إما بطلب من النائب العام و من رئيس غرفة االهتام ،وأن اختصاصها حملي يتحدد بنطاق كل
جملس قضائي.
وأما أعوان األمن العسكري فيخضعون لرقابة غرفة االهتام جمللس قضاء اجلزائر وهو ما نصت عليه املادة 207من ( ق إ
ج ).
وقد حددت املادة 208من ( ق إ ج ) إجراءات التحقيق الذي جتريه غرفة االهتام لزوما بشأن الدعوى التأديبية املرفوعة
امامها ضد أحد أعضاء الشرطة القضائية بسبب اخالله بأحد واجباته املهنية سواءا يف مرحلة التحقيق التمهيدي أو
القضائي ،فان انتهى ذلك التحقيق جاز لغرفة االهتام أن تقرر مبوجب املادة 209من ق إ ج.
وسنتعرض يف هذه املطلب إيل صور رقابة غرفة اإلهتام علي جهاز الضبطية القضائية من خالل ثالثة نقاط هي :األمر
بإجراء حتقيق مث نتطرق إيل توقيع اجلزاءات ذات الطبيعة التأديبية و النقطة الثالثة إيل حتويل امللف إيل النائب العام ،وذلك
كما يلي :
1
د .عبد اهلل اوهبية ،مرجع سابق ،ص346
21
ا لفصل األول :تنظيم الضبطية القضائية ،اختصاصاتها و الرقابة عليها
و بالرجوع إىل التعليمة الوزارية املشرتكة السابق ذكرها جندها نصت على بعض اإلخالالت املهنية لضباط الشرطة القضائية
و اليت ميكن متابعتهم على أساسها و نذكر من بينها :1
• عدم االمتثال دون مربر لتعليمات النيابة اليت تعطى لضباط الشرطة القضائية يف إطار البحث و التحري عن
اجلرائم و إيقاف مرتكبيها.
• التهاون يف إخطار وكيل اجلمهورية عن الوقائع ذات الطابع اجلزائي اليت تصل إىل علمهم أو تلك اليت يباشرون
التحريات بشأهنا .
• توقيف األشخاص للنظر دون إخطار وكيل اجلمهورية املختص .
• اإلفشاء بسرية املعلومات اليت قد يتحصلون عليها مبناسبة مباشرهتم ملهامهم .
• تفتيش مساكن املشتبه فيهم دون إذن من السلطة املختصة و يف غري احلاالت املنصوص عليها قانونا .
• خرق قوانني اإلجراءات اخلاصة مبمارستهم لالختصاصات االستثنائية.
يقرر قانون اإلجراءات اجلزائية سلطة لغرفة االهتامـ يف حقها يف فرض جزاءات ذات طبيعة إدارية أو تأديبية على عضو
الشرطة القضائية ضابطا أو عونا ،الذي تثبت يف حقه خمالفة تستوجب مثل هذه اجلزاءات ،فلها سلطة توجيه ما تراه الزما
من مالحظات ،كأن توقفه عن العمل بصفته ضابط للشرطة القضائية أو عون هلا مؤقتا على مستوى دائرة اختصاصه
العادية ،و هلا أن تسقط عليه الصفة هنائيا (املادة 209ق إ.ج).
وتبلغ القرارات املتخذة ضد عضو الشرطة القضائية للسلطات اإلدارية أو العسكرية اليت يتبعها طبقا للمادة 211ق إ .ج
،بناء على طلب من النائب العام ،و قد أغفل قانون اإلجراءات اجلزائرية النص على وجوب تبليغ القرار للمعين باألمر
،إال أن القواعد العامة تقضي بوجوب تبليغه بكل قرار يتخذ بشأنه ،ألنه شرط ضروري ملساءلته فيما بعد عن مدى
احرتامه للمنع من املمارسة املقررة ،أم حبرمانه من ممارسة ه لزليا أك كطنيا بصفة مؤقتة أو مستمرة ودائمة ،خاصة و أن
ر
1
القانون جیرم ممارسة الوظيفة بعد العزل ؿ أو الوقف عن ممارستها حسب املادة 142ق.ع
إذا تبني لغرفة االهتام أن الوقائع املنسوبة لضابط الشرطة القضائية تشكل جرمية يف قانون العقوبات فضال عن توقيع اجلزاءات
التأديبية استنادا لنص املادة 337ق إ ج ، 2ويتمثل ذلك بأن تقوم بإرسال امللف إىل النائب العام املختص ،التابع
للمجلس القضائي التابعة إليه ،وذلك إذا كان ضابط الشرطة القضائية تابع لألمن الوطين أو الدرك الوطين و ،إذا تعلق
األمر بضابط الشرطة القضائية التابع لألمن العسكري ،تأمر بإرسال امللف إىل وزير الدفاع الوطين ،وذلك حىت تتخذ هذه
اجلهات اإلجراءات اليت تراها الزمة بشأن قرار حتريك الدعوى العمومية ضد ضابط الشرطة القضائية املعين .3
إذا رأى النائب العام أن هناك حمال للمتابعة اجلزائية باعتباره اجلهة املختصة قانونا بتحريك الدعوى العمومية ،وتوجيه
االهتامات ،وحبسب نص املادة 399ق إ ج اليت حتلينا إىل املادة 396ق إ ج ،و اليت تبني إجراءات املتابعة لعضو
ضابط الشرطة القضائية عند ارتكابه اجلناية أو اجلنحة حسب املادة 399ق إ ج ،فإنه تطبق إجراءات التحقيق اخلاصة
به ،واليت تتمثل يف عرض األمر على اجمللس القضائي الذي يأمر بدوره بالتحقيق حول القضية ،وذلك بتعيني قاضي التحقيق
لذلك ،يكون من بني القضاة الذين يعملون خارج دائرة االختصاص اليت ميارس فيها ضابط الشرطة القضائية
اختصاصه ،وعند االنتهاء من التحقيق ،يتم إحالة املتهم إذا كان هناك حمل للمحاكمة ،إىل احملكمة املختصة التابع هلا
قاضي التحقيق أثناء ممارسته مهامه ،أو لغرفة االهتام التابعة للمجلس القضائي ،4وهي اجلهات اليت تقوم بإجراءات احملاكمة
لضابط الشرطة القضائية املتهم.
« 1كل قاض أو موظف فصل أو ضابط عمومي فصل أو عزل أو أوقف أو جرم قانونا من وظيفته يستمر يف ممارسة أعمال وظيفته بعد
استالمه التبليغ الرمسي بالقرار املتعلق به يعاقب باحلبس من ستة أشهر إىل سنتني وبغرامة من 500إىل 1.000دج».
" 2إذا رأت غرفة االهتام أن ضابط الشرطة القضائية قد ارتكب جرمية من جرائم قانون العقوبات ألمرت فضال إرسال امللف إىل النائب
العام إذا تعلق األمر بضابط شرطة القضائية إىل األمن العسكري يرفع األمر إىل وزير الدفاع الوطين الختاذ اإلجراء الالزم يف شأنه"
23 3حممد حزيط ،مرجع سابق ،ص99
- 4دربني بوعالم ،جرمية التلبس يف التشريع اجلزائري ،مذكرة لنيل شهادة املاجستري يف القانون الدويل العام ،جامعة مولود معمري ،تيزي
وزو ،اجلزائر ،4121 ،ص-92
ا لفصل األول :تنظيم الضبطية القضائية ،اختصاصاتها و الرقابة عليها
- 1املادة 65مرسوم تنفيذي رقم 322-10مؤرخ يف 22ديسمرب 2010املتضمن القانون األساسي اخلاص باملوظفني املنتمني
لألسالك اخلاصة باألمن الوطين،ج ر عدد 78مؤرخ يف 26ديسمرب .2010
24
ا لفصل األول :تنظيم الضبطية القضائية ،اختصاصاتها و الرقابة عليها
ب اإلضافة إىل هذه اجلزاءات التأديبية اليت ميكن أن توقع على عناصر الضبطية القضائية بصفتهم موظفني يف السلك البوليسي
لألمن ،نتيجة للمخالفات املهنية اليت قد يرتكبوهنا ،فإهنم قد يرتكبون خمالفات تتعلق بوظيفتهم كضبط قضائي ،و هذه
املنصوص عليها يف قانون اإلجراءات اجلزائية ،و لكنها ال ترق إىل جرمية تتطلب املخالفات مرتبطة مبباشرة صالحيات
املساءلة اجلزائية ،إذ ال يرتتب على اإلخالل هبا سوى حتقق املسؤولية التأديبية ،و هذه األخرية توقعها اجلهات القضائية
املكلفة بالرقابة على الضبطية القضائية كما سبق اإلشارة إليه أعاله املتمثلة يف غرفة االهتام.1
2
الفرع الثاني:المسؤولية الجزائية
قد تأخذ األخطاء اليت يرتكبها عناصر الضبطية القضائية وصف جرمية يعاقب القانون مما يرتتب عنه قيام مسؤوليتهم
اجلزائية ،وتقتضي هذه املسؤولية توقيع اجلزاء على عضو الضبطية القضائية بسبب قيامه بفعل جمرم ومعاقب عليه يف
قانون العقوبات والقوانني املكملة له سواء كان هذا الفعل سلبيا باالمتناع على القيام مبا يأمر به القانون أو تصرفا
إجیابيا بإتيان فعل حيضره القانون مع توفر شروط قيام املسؤولية اجلزائية ،ويتم توقيع هذه اجلزاءات وفقا إلجراءات خاصة.
تعد من أهم األفعال اليت تشكل جرائم بسبب التعسف يف استعمال السلطة املخولة لعناصر الضبطية القضائية أثناء
ومبناسبة القيام مبهام البحث والتحري حول اجلرائم ومرتكبيها جند جرمية التعذيب ،انتهاك حرمة مسكن ،احلبس
التعسفي ،وجرمية إفشاء السر املهين.
تقوم املسؤولية املدنية على أركان ثالثة هي اخلطأ و الضرر و العالقة السببية بينهما مبعىن ذلك أنه جیب لقيامها أن ينسب
إىل عنصر الضبطية القضائية ،خطأ و أن يصيب الضحية الذي يطالب بالتعويض ضرر ،و أن يكون اخلطأ سبب يف
حدوث الضرر.
وعليه فاملشرع اجلزائري قد أجاز اللجوء إىل القضاء املدين ،أو القضاء اجلزائي بسبب اجلرمية وفقا لقواعد مضبوطة تتحدد
مببدأ حق املتضرر من اجلرمية يف االختيار بني الفضاءين للمطالبة بالتعويض عما حلقه من ضرر أمام القضاء املختص ،و
هي قاعدة عامة تطبق على األشخاص العاديني ،أو على موظفي الدولة كعناصر الضبطية القضائية عما يرتكبونه من أخطاء
أثناء مباشرهتم لوظيفتهم .1
إذا كان أحد عناصر الضبطية القضائية سبب ضرر مادي أو معنوي أو جسماين للغري فإنه يسأل مسؤولية شخصية عن
هذا الضرر ،وهو ملزم بالتعويض طبقا للقواعد العامة يف املسؤولية ،والقضاء املختص يف ذلك هو القضاء العادي ،هذا من
جهة ومن جهة أخرى وباعتبار جهاز الضبطية القضائية مر فق من املرافق العامة للدولة ،فإنه ميكن مساءلة هذه األخرية
طبقا ملا جاء يف قانون اإلجراءات اإلدارية و امل دنية عن األضرار اليت تسببها أعمال الضبطية القضائية للغري ،وذلك بشرط
أن يكون اخلطأ املرتكب مبناسبة تأدية الوظيفة أو حق للمضرور أن يلجأ إىل احملبسببها ،فكمة اإلدارية املختصة للمطالبة
2
بالتعويض عن األضرار اليت حلقته
1
نصر الدين هنوين ،مرجع سابق ،ص 113
2
أحمد محيو ،المنازعات اإلدارية ط ،5،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ، 2003 ،ص .، 110
26
ا لفصل األول :تنظيم الضبطية القضائية ،اختصاصاتها و الرقابة عليها
خالصة
إن الضبط القضائي هو االعمال اليت يقوم هبا االشخاص الذين اعطي هلم القانون تلك الصفه و اليت وضحناها ،وتلك
االعمال ال تتخذ ال بعد وقوع اجلرمية هبدف حتقيق االدلة واكتشاف اجلرائم ومرتكبيها وذلك من اجل حتقيق االمن العام
واالستقرار.
◼ ضباط الشرطة القضائية اليت حددهتم املادة 15من ق .إ .ج الذين بدورهم يتفرعون إىل ثالث فئات وهم
صفة الضباط بقوة القانون احملددين يف نفس املادة من الفقرة 01إىل الفقرة ، 02فئة الضابط بناءا على قرار
احملددين يف الفقرة 05و 06من نفس املادة ،فئة مستخدموا مصاحل األمن العسكري:حسب الفقرة 07من
نفس املادة .
◼ أعوان الضبط القضائي احملددين يف املادة 19من ق إ ج و األعوان املكلفني ببعض مهام الضبطية القضائية
و ألعوان الضبطية القضائية اختصاص عام تبحث فيه الشرطة القضائية يف كل اجلرائم دون التقيد بأي نوع منها
واختصاص خاص يتواله الضباط احملددون يف الفقرة 07من املادة 15إج واألعوان احملددون يف املواد 21، 27 / 28إج
وفيه يتقيد بالتحري والبحث يف نوع معني من اجلرائم حيددها القانون ،اختصاص مكاين حتدد بدائرة اإلختصاص لضباط
الشرطة القضائية يف مباشرة مهامه حسب املادة 16فقرة ، 02وميكن هلذا النطاق املكاين أن ميدد يف حالة اإلستعجال
وخوفا من ضياع األدلة أو لضرورة البحث التحري يتحدد مبكان ارتكاب اجلرمية ،أو مكان القبض على أحد املشتبه فيهم
،أو مبكان إقامة أحد املشتبه فيهم حسب املواد 37 ، 40إج.
27
سلطات الضبطية في حالة التلبس
متهيد :
متثل حالة التلبس باجلرمية ذلك التقارب الزمين بني ارتكاب اجلرمية واكتشافها ،ألن مدلول التلبس يتعلق هبذا
التقارب وليس باألركان القانونية للجرمية ،باعتبارها نظرية إجرائية خالصة استأثرت بإجراءات خاصة أقرها املشرع اإلجرائي
لضبط هذه اجلرمية ،من خالل توسيع السلطات املخولة لضباط الشرطة القضائية أثناء البحث والتحري حوهلا ملا تتطلبها
هذه احلالة من إجراءات استعجالية واستثنائية ،لت أثريها السليب على استقرار النظام العام ،دون أن تكون حلالة التلبس أثار
موضوعية كتشديد العقوبة أو تقرير املسؤولية اجلنائية .1
ولذلك حىت ميارس ضباط الشرطة القضائية هذه السلطات ؛ال بد من حتققه من توافر حالة التلبس باجلرمية ،ما
يدفعنا يف بداية هذه الدراسة لتناول الضوابط القانونية حلالة التلبس باجلرمية ،حىت نتمكن من استعراض السلطات املخولة
لضباط الشرطة القضائية عند تثبته من حتقق حالة التلبس ،واليت حيوز فيها هذا األخري سلطة مطلقة يتمكن خالهلا من
ممارسة جمموعة من اإلجراءات ،دون احلصول على أي أمر أو إذن من السلطة القضائية ،منها سلطات نص عليها املشرع
اجلزائري على سبيل الوجوب واإللزام بغرض اإلسراع يف ضبط اجلرمية ،ومنها ما نص عليها على سبيل اجلواز؛ ميلك فيها
ضباط الشرطة القضائية السلطة التقديرية يف مباشرهتا من عدمها ،وذلك لضرورة التحري حول هذه اجلرمية.
وبالتايل سنقسم دراسة هذا الفصل إىل ثالث مباحث ؛نتناول يف املبحث األول مفهوم التلبس باجلرمية خصائه
.أما املبحث الثاين؛ نتناول فيه حاالت التل بس و شروطه أما املبحث الثالث فنخصصه لسطات الضبطية يف حالة التلبس
باجلرمية
1بسيوين إبر اهيم أبو عطا ،التلبس باجلرمية و أثره ،دار اجلامعة اجلديد ،اإلسكندرية ،مصر ،ص 61-60 -53
29
سلطات الضبطية في حالة التلبس
وقد ذكر األستاذ حممد علي السامل أن الدكتور املرصفاوي عَّرفه بأنه « :التلُّبس كما
يفهم من ظاهر اللفظ يفيد أن اجلرمية واقعة وأدلتها ظاهرة وبادية وفطنة إحتمال اخلطأ فيها
3
طفيفة والتأخري يف مباشرة اإلجراءات اجلنائية قد يعرقل سبيل الوصول إىل احلقيقة .
وذهب بعض الفقهاء إىل تسمية اجلرمية املتلَّبس هبا باجلرمية املشهودة أو املشاهدة « :،حالة مشاهدة اجلرمية وقت
اجملرم مشاهدة أو قريب بزمن ارتكاهبا إثر أو
وهو متلِّبس هبا أو يف حيازته أشياء أو مشاهدة آثار أو دالئل إثر وقوع اجلرمية مباشرة
تدعو إىل احتمال مسامهته يف اجلرمية »4.
وجتدر اإلشارة إىل أن املشاهدة ال يقصد هبا جمرد الرؤية أو اإلبصار؛ بل يقصد هبا
إدراك اجلرمية بأي حاسة من احلواس سواء بالبصر أو السمع أو الشم أو اللمس أو التذوق،
1عوض حممد عوض ،املبادئ العامة يف قانون اإلجراءات اجلنائية ( ،د .ط ) ،دار املطبوعات اجلامعية للنشر والتوزيع ،مصر،1999 ،
ص315.
2إبراهيم حامد طنطاوي ،التلبس باجلرمية وأثره على احلرية الشخصية ،الطبعة األوىل ،النسر الذهيب للطباعة والنشر والتوزيع ،مصر1995،
،ص11 - 10
30 3حممد علي السامل آل عياد احلليب ،اختصاصات رجال الضبط القضائي ( ،د .ط ) ،منشورات ذات السالسل ،الكويت، 1982 ،
ص198
4عبد العزيز سعد ،مذكرة يف قانون اإلجراءات اجلزائية (،د .ط ) ،املؤسسة الوطنية للكتاب ،اجلزائر ، 1991 ،ص 16
سلطات الضبطية في حالة التلبس
1
بالرؤية اخلاص املعىن وليس لإلدراك العام املعىن هو باملشاهدة فاملقصود مث ومن
ووضع حاالته، حبصر 35 املادة يف اكتفى بل التلُّبس؛ ِّيعرف مل الفرنسي واملشرع
يف املادة 35نظامار خاصا باجلنح و ارعى يف ذلك ما يالئم حالة اجلنح املتلَّبس هبا وحدد
2
احلاالت هذه يف احملبوس على املفروضة العقوبات وحىت الفرضيات مجيع
ِّيعرفه؛ ومل فقط التلُّبس حاالت حصر (ق.إ.ج) 29من املادة يف اجلزائري واملشرع
إال أنه ميكن أن يستخلص من هذه املادة أن التلُّبس وصف ينصب على اجلرمية ال على
اجملرم ،وهو يفيد معىن التقارب الزمين بني وقت ارتكاب اجلرمية ووقت اكتشافها.
اإلجراءات اختاذ سرعة وتستدعي فقط اجلرمية باكتشاف تتعلق حالة فالتلُّبس إذن؛
جتاه اجلرمية املتلَّبس هبا؛ إذ قد يرتتب على التباطؤ أو الرتاخي يف اختاذ اإلجراءات ضياع
3
احلقيقة
تنص املادة 41من (ق.إ.ج)" توصف اجلناية او اجلنحة بأهنا يف حاالت تلبس إذا كانت مرتكبة يف احلال أو
عقب ارتكاهبا ،كما تعترب اجلناية أو اجلنحة متلبسا هبا إذا كان الشخص املشتبه يف ارتكاهبا إياها يف وقت قريب جدا من
و قوع اجلرمية قد تبعه صياح العامة أو وجدت أشياء يف حيازته أشياء أو وجدت آثار أو دالئل تدعو على افرتاض مسامهته
يف اجلناية أو اجلنحة "
وتتسم بصفة التلبس كل جناية أو جنحة وقعت ولو يف غري الظروف املنصوص عليها يف الفقرتني السابقتني ،
إذا كانت قد ارتكبت يف منزل و كشف صاحب املنزل عنها عقب و قوعها و بادر يف احلال باستدعاء أحد ضباط الشرطة
القضائية إلثباهتا أي املادة 41اليت حتدد حاالت التلبس.
1هشام زوين ،موسوعة أسباب ودفوع الرباءة يف قضايا التحريات واإلذن والتلبس :خطة وخطوات الدفاع حنو القضاء
بالرباءة ،الطبعة الثالثة ،دار السماح للنشر والتوزيع ،مصر ، 2003، ،ص198. .
2 Robert VOUIN et Jacques LEAUTE : Droit pénal et procédure pénale, Presses
Universitaires de France, Paris, 1960, p. 234
31
13عبد الرؤوف مهدي ،القواعد العامة لإلجراءات اجلنائية ،اجلزء األول ( ،د .ط ) ،دار النهضة العربية ،مصر،1995 ،
ص 170
سلطات الضبطية في حالة التلبس
وكما سبق الذكر فإن القانون خول لضابط الشرطة القضائية صالحيات يف حالة التلبس ،ولقد أدت هذه
الصالحيات إىل اختالفات بني الفقهاء حول وصف أعماهلم وطبيعتها أهي باقية على حاهلا من حتريات لكون القائم هبا
واحدا أم أهنا توصف بالتحقيقات ملماثلتها ألعمال التحقيق واجراءاته.
و الفقهاء خيتلفون يف حتديد الطبيعة القانونية لإلجراءات اليت يباشرها ضابط الشرطة القضائية بناءا على حالة
التلبس ،و منهم من يقول أهنا من إجراءات االستدالل ،ومنهم من يقول أهنا من إجراءات التحقيق .
ومن هنا تظهر أمهية التحديد الختالف النتائج املرتتبة يف حالة إجراءات االستدالل و اجراءا ت التحقيق.
ويعد االستدالل املرحلة التحضريية للتحقيق الذي قد يكون قبل ظهور اجلرمية أو بعد ظهورها مباشرة دون املساس
حبية املشتبه فيه أو مسكنه ، 1أما التحقيق فهو املرحلة اليت تبدأ بعد وقوع اجلرمية و يتجه فيها التحقيق إىل املتهم و قد
يكون فيه املساس حبرمة مسكنه و حريته الشخصية .
ويذهب غالبية الفقهاء إىل ان اإلجراءات اليت يقوم هبا ضابط الشرطة القضائية بناءا على حالة التلبس تعترب
إجراءات التحقيق باملعىن الصحيح ،مبعىن آخر أن اإلجراءات اليت تتخذ يف هذه املرحلة تتسم بالطابع اجلربي و اليت هي
2
،فمىت كان هذا االجراء ينطوي يف األصل من صفات قاضي التحقيق ،و هو ميلك إزاءها كل سلطات هذا األخري
على املساس باحلرية الفردية فهو يعترب دائما من إجراءات التحقيق حيث ذكرت الدكتورة فوزية عبد الستار قوهلا أن " إن
ما تقوم به الضابطة يف حالة التلبس و ما خول هلا من سلطات و صالحيات هو اجراء حتقيق سواء ما كان منها يف حالة
1د .موالي ملياين بغدادي ،اإلجراءات اجلزائية يف التشريع اجلزائري ،املؤسسة الوطنية للكتاب ،اجلزائر ، 1992 ،ص .174
2د .فوزية عبد الستار ،شرح اإلجراءات اجلنائية يف التشريع املصري اجلزء األول ،القاهرة ،مطبعة دار التأليف ، 1977 ،ص
369أشار إليها د .حممد حمدة ،ضمانات املشتبه فيه يف التحريات األولية ،دار اهلدى عني مليلة ،اجلزائر ،طبعة ، 1992-1991
32
ص .177
سلطات الضبطية في حالة التلبس
الندب أو يف حالة التلبس أو ما اقتضت الضرورة العملية أن يقوم به موظف الضابطة العدلية من اجراء حتقيق دون سند
قانوين و يطلق على هذا النوع من التحقيق بالتحقيق األويل ".1
ويذهب بعض الفقهاء إىل أن اإلجراءات اليت يباشرها ضباط الشرطة القضائية بناءا على حالة التلبس تعترب من
اإلجراءات االستدالل حبيث أنه بالرغم من توسيع سلطات ضابط الشرطة القضائية يف هذه احلالة لضبط اجلرمية قبل ضياع
معاملها فرجال الضبطية القضائية ليسوا ملزمني عند التلبس بالعمل على مقتضى النصوص اخلاصة بالتحقيق ،بل هلم احلق
يف الرجوع إىل األحوال العادية .
لكن غالبية الفقهاء يف فرنسا فيعتربون اإلجراءات اليت يباشرها ضابط الشرطة بناءا على حالة التلبس تعد من
قبيل إجراءات التحقيق ألهنا تتمتع بالسمات ذاهتا و خاصة مسة االجبار ،كما أنه ال اختالف بني نوعي اإلجراءات
اليت تباشرها سواءا يف مرحلة التحقيق أو بناءا على حالة التلبس ،و هذا ما نصت عليه املادة 101من تعليمات النيابة
العامة يف التشريع الفرنسي .
و نصوص املشرع اجلزائري تتماشى مع الرأي األخري ـ ،أي أن إجراءات التلبس هي سلطة وسع فيها املشرع
لضابط الشرطة القضائية دون أن توصف تلك اإلجراءات بأهنا إجراءات التحقيق و جاء يف نص املادة 43من املرسوم
رقم /80/104ا.ع /أ 1املؤرخ يف 05فرباير 1980املتضمن خدمة الدرك الوطين أشارت إىل أن أعضاء الشرطة
القضائية يقومون باجراء حتقيقات اجلناية أو اجلنحة املتلبسة و التحقيقات األولية .و مل تلزم باتباع أحد األسلوبني .
أم على الصعيد العملي و بالرغم كون أعضاء الشرطة القضائية يتلقون أثناء تكوينهم كل املعلومات املتعلقة
باإلجراءات اجلزائية السيما أساليب حترير احملاضر فإن أغلب احملققني يفضلون إجراء التحقيق األويل لسهولة حترير احملاضر
نظرا للشكليات اليت يتبعها يف اجلرمية املتلبس هبا أقل صرامة و تعقيدا من احملضر يف غري التلبس
يستفاد مما سبق أنه ليس كل اجراء يقوم به ضابط الشرطة القضائية بناءا على حالة التلبس يعتربمن إجراءات
التحقيق فالقبض و التفتيش وضبط األشياء تعترب من إجراءات التحقيق اليت يباشرها ضابط الشرطة القضائية بناءا على
حالة التلبس أما باقي اإلجراءات كالتنقل اىل مسرح اجلرمية ومعاينة اآلثار املادية و اثبات حالة األشخاص و احلصول على
اإليضاحات فتعترب من إجراءات االستدالل حىت لو قام هبا ضابط الشرطة القضائية بناءا على حالة التلبس.
و مما سبق نستفيد ان التلبس حالة عينية تالزم اجلرمية دون فاعلها فال يشرتط رؤية اجلاين وهو يرتكب اجلرمية
لتوافر التلبس فقد تشاهد اجلرمية دون ان يشاهد فاعلها .
و التلبس صفة متعلقة باجلرمية ذاهتا بصرف النظر عن املتهمني فيها مما ميكن لضابط الشرطة القضائية الذي
شاهد وقوع جرمية احراز خمدرات أن يقبض على كل من يتوفر الدليل على اسهامه فيها ،وتقدير الدالئل على صلة
املتهم باجلرمية املتلبس هبا يكون بدءا لضابط الشرطة القضائية حتت رقابة سلطة التحقيق و اشراف حمكمة املوضوع ،
فقد قضت حممكم النقض املصرية على أنه " إذا كانت الواقعة الثابتة باحلكم هي أن ضابط البوليس بعد أن استصدر إذنا
من النيابة ب ضبط متهم حكم بادانته و تفتيشه فقام هبذا االجراء فوجده حيوز مادة خمدرة ،و ان هذا املتهم دله على
شخص آخر -و هو املطعون ضده – باعتباره مصدر هذه هذ=ه املادة وا البائع هلا ،فإن انتتقال الضابط إىل مكان
هذا الشخص و تفتيشه بإرشاد املتهم اآلخر ،تكون جرمية حيازة املخدرات متلبسا هبا مما يتيح لرجل الضبطية القضائية
2
الذي شاهد وقوعها أن يقبض على كل من يتوفر ضده دليل مسامهته فيها و أن يفتش "
مما سبق ذكره فإن التلبس حالة عينية تالزم اجلرمية دون فاعلها فهي جتيز لضابط الشرطة القضائية القبض على
كل من تقوم ضده دالئل قوية على مسامهته يف اجلرمية.
1عبد احلميد الشواريب ،التلبس باجلرمية يف ضوء القضاء و الفقه ،منشأة املعارف اإلسكندرية ،القاهرة ،ص 13
2د .إبراهيم حامد طنطاوي ،مرجع سابق ،ص 13
34
سلطات الضبطية في حالة التلبس
الفرع الثاني :اعتماد التلبس على مظاهر خارجية تنبئ بذاتها عن وقوع الجريمة
يعترب توفُّر املظاهر اخلارجية اليت تنبِّئ عن وقوع اجلرمية خاصية هامة من خصائص التلبُّس ،وهناك من َّ
عرب عن هذه
اخلاصية بانصراف التلبُّس إىل الركن املادي للجرمية فقط ،ومن هؤالء األستاذ منري عبد املعطي ،حيث قال« :ينصرف
التلبُّس إىل الركن املادي فقط :حيث يعتمد التلبُّس على مظاهر خارجية تبدو ملأمور الضبط القضائي 1إما مبشاهدة الركن
املادي للجرمية وقت مباشرته أو برؤية ما يكشف عن وقوعها منذ برهة يسرية» ، 2إال أن هذا الرأي منتقد ،وممن انتقده؛
الدكتور إبراهيم حامد طنطاوي ،حيث قال أن التلبُّس يتعلق باكتشاف اجلرمية ،وما دام األمر كذلك فالبد من وجود
كون الركن املادي للجرمية ،بل يكفي أن حتمل على
ماديات يستدل هبا على وقوع اجلرمية ،وال يشرتط يف هذه املاديات أن تُ ِّ
االعتقاد بتحقق الركن املادي للجرمية يف أحد عناصره ،فيستوي تعلقها بالفعل أو النتيجة ،واشرتاط انصراف التلبُّس إىل
3
الركن املادي كما ذهب إىل ذلك رأي يف الفقه ال يتوفَّر إال بالنسبة للحالة األوىل والثانية من حاالت التلبُّس باجلرمية
أما ما عدا ذلك من حاالت فال يتوافر فيه هذا اإلدراك للركن املادي يف الغالب ،فالتتبع املقرتن بالصياح ليس هو
الفعل أو النتيجة اإلجرامية يف جرمية القتل أو السرقة مثالر ،كذلك فإن محل شخص سكينار ملوثة بالدماء بعد ارتكابه
جلرمية القتل – ودون رؤية مأمور الضبط فعل القتل أو جثة اجملين عليه – ال ميكن اعتباره فعل القتل أو النتيجة اإلجرامية
،ففيما عدا احلالتني األوىل والثانية مل ينصرف التلبُّس إىل عناصر الركن املادي للجرمية ،وامنا انصرف إىل مظاهر خارجية ال
تعد جزءار من الركن املادي وان كانت مرتبطة به لداللتها على وقوعه كأثر لكفايتها.4
ُّ
1جتدر اإلشارة هنا إىل أن عبارة ( مأمور الضبط القضائي ) اصطالح ( ضابط شرطة قضائية ) و كانت هذه العبارة تستعمل إىل غاية
صدور القانون رقم 02-85املؤرخ يف 05مجادى األوىل عام 1405املوافق ل +26يناير سنة 1985يعدل و يتمم األمر رقم -66
155املؤرخ يف 8يونيو سنة ، 1966ج ر عدد 05الصادرة يف ، 1985/01/27و نص يف املادة 3أنه " :تستبدل يف كامل مواد
قانون اإلجراءات اجلزائية النص العريب :
-عبارة ( وكيل الدولة ) اصطالح وكيل اجلمهورية
-عبارة ( مأمور الضبط القضائي ) اصطالح ( ضابط شرطة قضائية )
35
2منري عبد املعطي ،التلبس باجلرمية :معلقا عليه بأحكام النقض منذ انشاء احملكمة و حىت عام ، 2000دار العريب للنشر و التوزيع ،
مصر ، 2000 ،ص.15
3يتم التطرق إىل حاالت التلبس بشكل مفصل يف املبحث الثاين للفصل األول .
4إبراهيم حامد طنطاوي ،املرجع السابق ،ص 57 - 56
سلطات الضبطية في حالة التلبس
وجتدر اإلشارة إىل أن األدلة القولية على وقوع اجلرمية غري كافية إلثبات التلبُّس؛ ألهنا ليست مظاهر خارجية ملأمور
الضبط ،ويرتتب على هذه احلقيقة أن ضابط الشرطة القضائية أو مأمور الضبط جیب أن يشاهد بنفسه هذه املظاهر
اخلارجية. 1
ومىت شاهد مأمور الضبط القضائي حتقق الركن املادي للجرمية ،أو حتقق أحد عناصره ،أو شاهد املظاهر اليت تدل
على وجوده؛ فإنه يتحقق بذلك حالة التلبُّس يف إحدى صورها ،وحينئذ جیوز له مباشرة اإلجراءات املرتتبة عليها دون حاجة
إىل التحقق من العناصر األخرى للجرمية .2
يف احلالة األوىل تعرف اجلرمية يف اللحظة اليت ترتكب فيها ،فال تدع جماال للشك يف اسناد اجلرمية
لفاعلها ،ذلك ألن الركن املادي مت حتت أنظار ضابط الشرطة القضائية .1وليس شرطا أن تتم املشاهدة
بالعني اجملردة ،مثال مشاهدة شخص يطعن آخر خبنجر ،لكي تتوفر هذه احلالة بل قد تكون بأحد
احلواس األخرى كالّشم أو الذوق أو السمع أو اللمس .ومثال ذلك أن يشم الضابط رائحة خمدر توحي بأن
اجلاين حبوزته خمدرات ،أو أن يسمع طلقة نار وقت إطالقه من اجلاين ،أو أن حيس شخص بذوق سم
قّدم له ،وأخريا أن يكون شخص مكفوف البصر أحس حبركة تبني لو حماولة شخص آخر خنق النائم
2
جبواره.
1الصفاوي صادق حسن ،أصول اإلجراءات اجلزائية ،منشأة املعارف ،اإلسكندرية1997، ،ص 273.
2حممد زكي أبو عامر ،اإلجراءات اجلنائية ،منشأة املعارف ،اإلسكندرية ،ص 16.
37
سلطات الضبطية في حالة التلبس
اما احلالة الثانية يعين أن ضابط الشرطة القضائية مل يشاهد اجلرمية حال ارتكاهبا ،ولكنه شاهد
آثار ومعامل تدل على أن اجلرمية وقعت منذ وقت قصري .ويقصد املشرع بعبارة "عقب ارتكاهبا" أن
تكون اجلرمية قد وقعت منذ حلظات قصرية ومباشرة عقب ارتكاهبا ألن آثارها التزال باقية تشري إىل
وقوعها بعد برهة قصرية جدا ،هذا وال تزول صفة التلبس عن اجلرمية إذا بادر ضابط الشرطة
القضائية الذي أبلغ جبرمية قتل بتفتيش املشتبه فيه حني وصوله إىل حمل الواقعة ما دام أنه تنقل إهليا بعد إبالغه عنها مباشرة
وشاهد آثار اجلرمية .1
واملشرع من خالل استعماله لفظ "عقب" مل حيّدد املدة الزمنية الفاصلة بني ارتكاب الفعل واكتشافه،
ّ
فمنح للقضاة السلطة التقديرية وفقا ملا ورد يف القانون) .(2
لقد نصت املادة 2/41من (ق.إ.ج) على هذه احلالة حبيث لكي تتحقق حالة التلبس البد من هروب
اجلاين بعد ارتكابه للجرمية مباشرة مث يتبعوه العامة من اجلمهور أو اجملىن عليه بالصياح .ويكفي أن
يتبعه شخص واحد لتقوم اجلرمية والبد أن تكون بعد وقوع اجلرمية مباشرة ،فإذا مرت فرتة زمنية بعد
وقوعيا ال تكون جرمية متلبسة هبا ،ويسوي أن يكون ذلك صوتا أو إشارة كأن يسمع عيار ناري من داخل
مطعم مث مشاهدة شخص وهو خارج يف يده مسدس). (3والقول باملتابعة ال يعين بالضرورة العدو واجلري
وراء اجملين بل يكفي مالحقته بالصياح واإلشارة إليه ،وال يهم من يتبع املتهم سواء كانت الضحية أو أحد
أفراد عامة الناس وسواء كان التتبع باإلشارة أو بالصياح أو باجلري وراءه للقبض عليه) (4
1بلحاج العريب ،أحباث ومذكرات يف القانون والفقه اإلسالمي ،اجلزء األول ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر،
د.س.ن ، ،ص 339.
2هنوين نصر الدين ،يقدح دارين ،املرجع السابق ،ص 65.
38 3سرور أمحد فتحي ،أصول قانون اإلجراءات اجلنائية ،القاهرة1969، ،ص 437.
4موالي ملياين بغدادي ،اإلجراءات اجلزائية يف التشريع اجلزائري ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر1992، ،ص ص.180-179
سلطات الضبطية في حالة التلبس
ثالثا :حيازة المشتبه فيو آثار ووجود دالئل تحتمل مساهمته في الجريمة
هنا البّد من حيازة املشتبه فيه ألشياء تدل على ارتكابه أو مسامهته يف اجلرمية ،ويقصد ما يوجد
يف جسمه كاخلدوش أو يف حيازته كالسالح مثال) .(1ومنه إذا كانت آالت أو أسلحة أو أي أشياء يفرتض
أهنا استخدمت يف اجلرمية أو نتجت عنها يف وقت غري بعيد عن مسرحها.
وهذه األشياء البّد من إثبات وجود صلة بينها وبني املتهم واجلرمية املرتكبة ،وأن تشري ظروف
محمو إياها إىل توافر هذه الصلة ،كما أّ ن اجلاين إذا وجدت معه آثار أو عالمات بعد وقت قصري من
ارتكاب اجلرمية تدّ ل على أنه املرتكب أو أحد املسامهني فيها ،كوجود الدماء على مالبسه مثال ،أو أن
متزق هذا األخري ،تكون كأدلة على مشاركته يف مسرح اجلرمية ،واّن رؤية اجلاين حامال ألدلة اجلرمية
) .(2
بعد وقوعيا بوقت قصري هنا نرتك السلطة التقديرية ملقاضي يف تقدير هذا الوقت
هنا جیب أن تقع اجلرمية يف منزل مسكون أو معد ملسكن ويلحق هبذا املسكن توابعه كاحلديقة
مثال ،وجیب أن يكتشف صاحب املنزل اجلرمية فيسارع إلخبار ضابط الشرطة ويأذن ليم بالدخول إىل
منزلو ملعاينة وحترير حمضر رمسي قبل زوال معامل اجلرمية) .(3
ومثال هذا اكتشاف صاحب املسكن جلرمية ما داخل منزله كجثة ألحد أقاربه يف
املنزل ولطخة بالدماء وملقاة على األرض أو فتحة مثال لباب املنزل ووجوده لزوجته متلبسة مع شريكها
بالزنا حبني يسارع لتبليغ الشرطة) .(4
1عمر خوري ،دروس يف قانون اإلجراءات اجلزائية ،كلية احلق وق ،جامعة اجلزائر ،ص17
2عبد اهلل اوهيبية ،شرح قانون اإلجراءات اجلزائية اجلزائري ،ط ،5دار هومة ،اجلزائر ، 2015 ،ص (17
40 3سليم علي عبده ،اجلرمية املشهودة ،منشوارت زين احلقوقية ،بريوت ،لبنان ،ص 77
سلطات الضبطية في حالة التلبس
باكتشافها بنفسه ،وان كان عقب ارتكاهبا ،بالتأكد من صحة التبليغ بعد انتقاله حاال ا ،يتمكن بذلك من ممارسة السلطات
الواسعة إذا اكتملت كل شروط صحة التلبس باجلرمية ،1أما إذا اندثرت آثار اجلرمية ومل تتحقق إحدى حاالت التلبس،
يكون ضابط الشرطة القضائي أمام جرمية عادية مت التبليغ أو الشكوى عنها ،تستدعي منه البحث والتنقيب.
خيول التشريع اجلزائري سلطات معاينة وتقدير حالة التلبس باجلرمية ،وممارسة اإلجراءات الضرورية هلا؛ لفئة الضبطية
القضائية اليت تتمتع بصفة ضباط الشرطة القضائية ،او احملددة يف املادة 63ق إ ج ،2دون غريهم من رجال الضبط
القضائي ،وبالتايل يشرتط عليهم ضبط اجلرمية املتلبس هبا شخصيا ،بال وقوف عليها حىت ولو بعد التبليغ عنها ،وذلك
3
بإدراك وفحص اإلمارات واملظاهر اخلارجية اليت تنبأ بوقوعها ،حىت يتم استبعاد اخلطأ أو االهتام الكاذب
تكون حالة التلبس باجلرمية صحيحة ومنتجة آلثارها القانونية ،إذا مت اكتشافها من طرف ضباط الشرطة القضائية
بإحدى األساليب املشروعة التالية:
1بلحاج العريب ،تنظيم الضبط القضائي كمرحلة من اخلصومة اجلزائية اجلزائرية يف ضوء قانون اإلجراءات اجلزائية اجلزائرية،
اجمللة اجلزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية ،بن عكنون ،اجلزائر ،العدد األول ، 6226 ،ص 560
2املادة ( 63ق.إ.ج)
41 3أمحد شوقي الشلقاين ،مبادئ اإلجراءات اجلزائية اجلزائرية يف التشريع اجلزائري ،اجلزء الثاين ،ط ،9ديوان املطبوعات
اجلامعية .اجلزائر ،ص 681
4هشام اجلميلى ،مرجع سابق ،ص 126
سلطات الضبطية في حالة التلبس
يقصد مبشاهدة حالة التلبس عرضا؛ أن يقع التلبس بدون سعي أو عمل اجیايب من طرف ضباط الشرطة القضائية،
وهي من أدق أساليب اكتشاف اجلرمية املتلبس هبا ،تكون فيه حالة التلبس صحيحة ومنتجة ألثارها القانونية دون أدىن
شك ،الو أي شبهة ،1كأن يصادف أحد ضباط الشرطة القضائية شخص يف الطريق العمومي حيمل سالح ناري ،
فيسأله إذا ما كان ميلك ترخيص عنه فينفي ذلك ،وبذلك يتم ضبطه وحترير ر حمضر عن حالة التلبس ،2أو أن يقوم
بتفتيش شخص مصاب يف حادث مرور للتعرف على هويته ،فيعثر معه على مادة خمدرة أو يشاهد شخصا حياول إخفاء
أشياء مسروقة أو مادة خمدرة مبجرد مشاهدته أحد ضباط الشرطة القضائية ،يعترب بذلك التلبس باجلرمية مشروعا اكتشفه
هذا األخري عرضا . 3
يتم اكتشاف التلبس باجلرمية يف هذه احلالة بسعي من ضباط الشرطة القضائية ،ولكن بطريق غري خمالف ملبادئ
وقواعد القانون واآلداب العامة ،مثل أن يصل إىل علم أحد ضباط الشرطة القضائية أن شخص يتاجر املخدرات ،فيستعمل
بذلك حيلة هبدف ضبطه ،وذلك بارتداء مالبس مدنية ويشرتي منه املخدر ،ليضبطه متلبسا باجلرمية املتاجرة باملخدرات ،
يكون بذلك قد استخدم حيلة مشروعة ،وهي التنكر والتخفي بأزياء مدنية ،وانتحال الصفة لضبط اجملرمني متلبسني
باجلرمية ،أو أن يبلغ بوقوع جرمية رشوة من طرف شخص ،فيقوم بتصوير األوراق النقدية ويسجل أرقامها مث يراقب مكان
تسليم مبلغ الرشوة ،ويقبض على الشخص املرتشي ،أو أن يقوم بدورية ليلية لضبط اجلرائم يف حالة تلبس ،باعتبار أن
أخطر اجلرائم ترتكب يف الليل ،ويشاهد شخص يطلق عيار ناري على شخص ،4ففي هذه احلاالت يكون التلبس
صحيحا ،سلك فيه ضابط الشرطة القضائية الط ريق املشروع.
1إدريس عبد اجلواد عبد اهلل بريك ،ضمانات املشتبه فيه يف مرحلة االستدالل ،دار اجلامعة اجلديدة ،اإلسكندرية ،مصر
( ،ص 922
2إسحاق إبراهيم منصور ،مرجع سابق ،ص 80
42 3عبد احلميد الشواريب ،مرجع سابق ،ص 06
4أمحد غاي ،مرجع سابق ،ص (683
سلطات الضبطية في حالة التلبس
يكتشف أحد ضباط الشرطة القضائية حالة التلبس باجلرمية يف هذه احلالة بصدد القيام بإجراء صحيح ،
ويصادف أثنائها حالة التلبس باجلرمية عرضا ،ويكون التلبس بذلك صحيحا ومنتجا آلثاره القانونية ،كأن يقوم ضابط
الشرطة القضائية بتفتيش مسكن شخص يف هتمة السرقة عن طريق أمر قضائي؛ ويعثر بذلك على مواد خمدرة ،أو
سالح ناري أو أشياء مستعملة يف جرمية أخرى ،1أو بغرض البحث عن خمدرات ،ويتم اكتشاف جرمية القتل كأن جید
خنجر فيه دم حديث ،2فالتفتيش صحيحا ،وتبقى حاالت التلبس املكتشفة عرضا صحيحة ومشروعة ،وختول له ممارسة
صالحياته يف حالة التلبس باجلرمية.
جیب على ضباط الشرطة القضائية أن يتبعوا الطرق املشروعة عند اكتشافهم حلالة التلبس باجلرمية ،و اليت وضحنها
يف العنصر السابق ،واال أعترب باطال أو غري مشروع ،ومن أبرز الطرق غري املشروعة للتلبس؛ إذا مت اكتشافه عن طريق إجراء
غري قانوين ،أو مت اللجوء إىل حيلة غري مشروعة ،أو عن طريق إساءة استعماله السلطة ،و اليت جیب أن ال يلجأ إليها ضباط
الشرطة القضائية الكتشافهم حالة التلبس ،نوضح هذه الطرق يف النقاط الثالثة التالية:
الذي نتجت عنه حالة التلبس يقضي عليها بالبطالن ،كما يشكل بدوره جرمية يعاقب عليها القانون ،وبذلك يبطل كل
إجراء خارج اختصاصه النوعي أو املكاين أو يف غري احلاالت املقررة له يف القانون ،ويبطل التلبس باجلرمية الناتج عنها . 1
متثل شروط صحة التلبس باجلرمية؛ األساس القانوين الذي يتم بناءا عليها ممارسة ضباط الشرطة القضائية كل
الصالحيات املخولة هلم يف مواجهة اجلرمية املتلبس هبا ،ومن هذه الصالحيات؛ تلك اإلجراءات املستوجبة عليهم فور
اكتشافهم حلالة التلبس باجلرمية
وأن تكون مشاهدته شخصية فال يكفي أن يكون قد تلقى نبأ اجلرمية عن طريق الرواية ليتمكن من
ترتيب آثار قانونية حلالة التلبس اليت تعطيه بعض الصالحيات إلجراء التحقيقات الالزمة
ألن توفر حالة التلبس هي اليت متكن الضابط من مباشرة هذه اإلجراءات ،فإذا قام هبا قبل التلبس
فإن عمله يعد غري مشروع وال يرتتب آثاره القانونية) .(1
فال يكفي أن يبلغ عنها أو يروي لو شخص ما الوقائع ليقوم التلبس ،ألنه يف هذه احلالة يتعني عليه
االنتقال ملكان وقوع اجلرمية ملعاينته والتأكد من صحة التبليغ) .(2
رابعا :أن يكون اكتشافه للجريمة المتلبس بها قد حصل بطريق مشروع ال يتعارض مع حقوق األفراد وحرياتهم
فإذا قام بعمل غري مشروع أو بإجراء ال يدخل يف نطاق اختصاصه ال يثبت عمله ،ومثال ذلك أن
يكتشف اجلرمية من خالل النظر عن طريق ثقوب املنزل فهذا يعد عمل غري مشروع) .(1
بوقوع حالة التلبس يقع على ضابط الشرطة القضائية جمموعة من الواجبات و هي:
واجبات على سبيل االستثناء نوردها فيما يلي :
ضبط األشياء و عرضها على املشتبه فيهم للتعرف ما إذا كانت هلا عالقة باجلرمية و تسجيل كل ما يديل به -4
املتهمني و حجز كل أداة أو وسيلة أو أسلحة يعتقد أهنا استعملت يف ارتكاب اجلرمية وكل ما من شأهنأ أن
يؤدي إىل إظهار احلقيفة.
حترير حمضر التحقيق ،حيث يتوجب على ضابط الشرطة القضائية حترير حمضر جیمع فيه كل اإلجراءات و -5
األعمال اليت قام هبا يف نفس املكان الذي وقعت فيه اجلرمية و ترقم صفحاته و يؤشر على كل صفحة و يطلب
من املعنيني سواءا كانوا مشتبها فيهم أم شهودا أن يوقعوا م عه ،و إذا امتنع أحدهم لسبب ما ،فإنه يتوجب
1 عليه أن ينوه عن ذلك يف نفس احملضر ،ويرسل إىل وكيل اجلمهورية مرسل بكل األشياء املتعلقة باجلرمية.
1تومي حيي ،ـ دور الضبطية القضائية يف مواجهة االجرام احلديث يف التشريع اجلزائري ,مذكرة لنيل شهادة املاجستري يف القانون اجلنائي
و العلوم اجلنائية ،جامعة اجلزائر – 1كلية احلقوق – بن عكنون 2012-2011 ،
2مناصرية عبد الكريم ،اختصاصات الضبطية القضائية على ضوء التعديالت األخيرة ، ،مذكرة لنيل شهادة املاجستري يف القانون اجلنائي و العلوم
47 اجلنائية ،جامعة اجلزائر – 1بن عكنون 2011-2010 ،
3د.صالح الدين جمال ،الطعن في التحريات و إجراءات الطعن ،دار الفكر الجامعي – اإلسكندرية ، 2005 ،ص 283
سلطات الضبطية في حالة التلبس
فتنص املادة 61من ق.إ.ج ":حيق لكل شخص يف حاالت اجلناية أو اجلنحة املتلبس هبا ...ضبط الفاعل واقتياده إىل
اقرب ضابط للشرطة القضائية " ،فالضبط و االقتياد أجازه القانون لكل شخص أو لرجل الضبطية القضائية و هذا بإمساك
اجلاين و اقتياد إىل أقرب ضابط للشرطة القضائية.
و يشرتط يف املراد ضبطه و اقتياده أن يكون فاعال يف اجلرمية سواء كانت جناية أو جنحة متلبس هبا طبقا للمادتني
41و55من ق.إ.ج ،كما خيتلف ضبط املشتبه فيه عن االستيقاف بغرض التحقق من اهلوية فيكفي يف االستيقاف أن
يضع الشخص نفسه طواعية موضع الشك و الشبهة بارتكابه اجلرمية املتلبس هبا أو غري متلبس هبا يف بعض احلاالت .يف
حني أن الضبط و االقتياد يشرتط فيه أن يكون املراد ضبطه متلبسا جبناية أو جنحة فهو يشمل مجيع حاالت التلبس و ما
استقر عليه الفقه أن الضبط ال يعترب قبضا مبفهومه القانوين و إمنا هو جمرد تعرض مادي للمشتبه فيه و بالقدر الضروري
إىل أقرب ضابط شرطة قضائي
األمر بعدم المبارحة : -3
األمر بعدم املبارحة إجراء استثنائي ،خمول لضباط الشرطة القضائية يف حالة التلبس باجلرمية على سبيل اجلواز،
اجتاه كل األشخاص احلاضرين يف مكان ارتكاب اجلرمية ،وهو إجراء تنظيمي ،يهدف إىل حفظ النظام يف مكان اجلرمية،
حىت يستكمل ضابط الشرطة القضائية مهامه ،1ويتمكن من ضبط الفاعل واالستفادة من الشهود و مجع األدلة و
املعلومات الكافية لكشف احلقيقة يف ظروف حسنة ،دون ضياعها أو اندثارها .2
شروط وضوابط إجراء األمر بعدم المبارحة -1
إن إجراء األمر بعدم املبارحة يكون وفق جمموعة من الشروط القانونية تتمثل يف اشرتاط توافر حالة التلبس باجلرمية،
و إجرائه من طرف أحد ضباط الشرطة القضائية كما أنه يقوم ضد كل األشخاص احلاضرين يف مكان وقوع اجلرمية
-توافر إحدى حاالت التلبس بالجريمة
هي تلك اليت وردت على سبيل احلصر يف املادة 53ق إ ج ،وذلك يف حالة اجلناية أو اجلنحة استنادا إىل املادة
44ق إ ج ،و اليت تسمح بالقيام بإجراءات التلبس على اجلنح املعاقبة عليها باحلبس و بذلك حىت يتم املبادرة هبذا اإلجراء
جیب توافر هذا الشرط ألن األمر بعدم املبارحة إجراء استثنائي مقرر حلالة التلبس باجلرمية ،ال ميكن إجراؤه يف التحريات
العادية ،3وذلك حسب الفقرة األوىل من املادة 40ق إ ج اليت تربر اللجوء هلذا اإلجراء.
-يتم األمر بعدم المبارحة لكل األشخاص المتواجدين على مكان الجريمة المتلبس بها:
حسب الفقرة األوىل من املادة 40ق إ ج ،جیوز لضابط الشرطة القضائية الذي اكتشف حالة التلبس باجلرمية
فور وصوله ملكان وقوعها؛ األمر بعدم املبارحة لكل األشخاص املتواجدين هناك وذلك إذا استدعت ظروف اجلرمية ،وهم
األشخاص الذين حضروا الواقعة اإلجرامية باعتبار أنه من بينهم املشتبه فيه ،الضحية ،شهود اجلرمية ،و احلاضرين من
عامة الناس الذين مل يشاهدوا حالة التلبس باجلرمية و ،ذلك هبدف االستفادة من هؤالء األشخاص يف جمرى التحريات ،ما
يربز خطورة هذا اإلجراء على احلريات الشخصية ،باعتباره إجراء تنظيمي ،قد تعقبه إجراءات أخرى أخطر منه اجتاه هؤالء
األشخاص ،ألنه يواجه كل األشخاص املتواجدين يف مكان اجلرمية حىت ولو دفعتهم الصدفة للتواجد يف ذلك املكان أثناء
وقوع اجلرمية ،1وبذلك ال يتعدى هذا اإلجراء إىل األشخاص اآلخرين
-ضوابط األمر بعدم المبارحة
حتكم إجراء األمر بعدم املبارحة أثناء التطبيق العملي جمموعة من الضوابط القانونية يلزم على ضابط الشرطة
القضائية املكلف به ،واألشخاص حمل هذا اإلجراء ،أن يلتزموا هبا طبقا للمادة 40ق إ ج الفقرات الثانية و الثالثة منها،
ما نوضحه يف ما يلي:
2
-التعرف على الهوية أو التحقق من الشخصية لألشخاص الذين تم األمر بعدم مبارحتهم
يهدف األمر بعدم مبارحة األشخاص احلاضرين مكان اجلرمية؛ إىل التعرف على هويتهم أو التحقق من شخصيتهم
إذا استدعت ذلك ضرورة االستدالل حول هذه اجلرمية وقد يتعرض فيه هذه األشخاص؛ إىل التوقيف حتت النظر إذا توافرت
أدلة االشتباه ضدهم أو يتم مساع أقواهلم ،للحصول على شهاداهتم وتصرحياهتم بشأن الواقعة ،حىت يتمكن بذلك ضابط
الشرطة القضائية املكلف هبا من االستفادة منهم للسري يف التحريات حول اجلرمية املتلبس هبا ،وبذلك يهدف هذا اإلجراء
إىل حفظ النظام على مكان اجلرمية ،و متكني ضباط الشرطة القضائية من مجع األدلة فيها ،دون أن يشرتط إلجرائه توافر
أدلة أو شبهات ضد األشخاص الذين يتم التعرف على هويتهم أو التحقق من شخصيتهم ،إمنا حضورهم يف مسرح اجلرمية
يكفي لتربير هذا اإلجراء ،وذلك حسب الفقرة الثانية من املادة 40ق إ ج بنصها« :وعلى كل شخص يبدوا له ضروريا
في مجرى استدالالته القضائية التعرف على هويته أو التحقق من شخصيته أن يمتثل له في كل ما يطلبه من إجراءات
في هذا الخصوص».
1
-وجوب امتثال الحاضرين مكان الجريمة أل وامر ضباط الشرطة القضائية:
يلزم على كل شخص متواجد يف مكان اجلرمية االمتثال ألوامر ضابط الشرطة القضائية املكلف هبذه اجلرمية ،و
املتمثلة يف األمر بعدم املبارحة بغرض التعرف على اهلوية أو التحقق من الشخصية ،وال جیوز هلفي سبيل ذلك استعمال
القوة أو اإلجبار حلمل احلاضرين على تطبيق هذه األوامر ،واذا امتثال أي من احلاضرين هلذه األوامر جیب عليه فقط حترير
حمضر عدم االمتثال يف احلال ،وهو احملضر الذي يضمه إىل ملف إجراءات التحري ،و تسليمه لوكيل اجلمهورية ،الذي
بدوره يقوم بتحريك الدعوى العمومية ضد هذا الشخص ،وذلك هبدف توقيع اجلزاء العقايب له.
2
-4التوقيف للنظر
و هو إجراء استثنائي يلجأ إليه ضابط الشرطة القضائية إذا دعت مقتضيات التحقيق ذلك فيأمر الضابط بالتحفظ
على الشخص ووضعه حتت املراقبة يف مركز الشرطة أو الدرك الوطين إذا كان ذلك ضروريا إلجراء التحريات و إظهار
احلقيقة و هذا احلق يقتصر على ضابط الشرطة باعتباره يتمتع بتكوين مهين وقانوين يساعده على تقدير املوقف و مدى
ضرورة اللجوء ملثل هذا اإلجراء ،خاصة و أنه يف إطار إعطاء الفعالية املرجوة ألحكام قانون اإلجراءات اجلزائية اجلديد يف
جمال أعمال ضباط الشرطة القضائية ،ومن أجل متابعة و مسايرة األوضاع فإن التعليمات الوزارية حترص دائما على إدراج
مداخالت حول املوضوعات اليت حتددها و من بينها مدة التوقيف للنظر و مراقبة أماكن احلجز حتت النظر تفتيش احملالت
السكنية والغري السكنية ....إخل ،وهذا يف االجتماعات التنسيقية الدورية اليت يعقدها وكالء اجلمهورية لدى احملاكم التابعة
لدائرة اختصاصهم مع ضباط الشرطة القضائية من أجل شرح األحكام اجلديدة يف جمال الشرطة القضائية .أما عن أعوان
الشرطة فدورهم يقتصر على تنفيذ أوامر ضباط الشرطة القضائية و القيام باألعمال اليت يأمرهم هبا ،و قد نص املشرع
اجلزائري على التوقيف للنظر يف املادة 51من ق.إ.ج .
إن التوقيف للنظر إجراء خطري لكونه ميس احلرية الشخصية لألفراد لكنه ضروري إلجراء التحريات اليت يقوم هبا
ضابط الشرطة القضائية إلظهار احلقيقة و معرفة مالبسات و مرتكبيي اجلرائم – و نظرا لألمهية القصوى فلقد نص عليه
1
الدستور ( دستور ) 1996يف املادة .48
و حلماية األفراد من أي جتاوز أو تعسف ميس حقوقهم و حرياهتم نص املشرع على ضرورة مراعاة إجراءات صارمة
ووضع قواعد قانونية يف قانون اإلجراءات اجلزائية يتحتم على ضابط الشرطة القضائية أن يلتزم هبا و حيرتمها ,و إذا أخل
هبا تعرض اإلجراء للبطالن النسيب أو املطلق و قد يصل هذا اإلخالل إىل حد اعتباره جرمية حبس شخص تعسفيا يرتتب
عنها متابعة املسؤول قضائيا.
و تتعلق القواعد القانونية اليت تنظم إجراء التوقيف للنظر مبدة هذا اإلجراء و أشخاص املؤهلني الختاذه و املكان
الذي يودع فيه احملتجزون و األسباب اليت ختول أو تربر توقيف الشخص للنظر و كذا احلقوق و الضمانات يتمتع هبا كل
من أختذ ضده هذا اإلجراء.
حرصا على توفري ضمانات أكثر حلريات األفراد ,قصر املشرع حق تقرير تنفيذ هذا اإلجراء على املشتبه فيه على
ضابط الشرطة القضائية باعتباره يتمتع بتكوين مهين و قانوين و جتربة تساعده على تقدير املوقف و مدى ضرورة اللجوء
ملثل هذا اإلجراء و ال يستطيع أعوان الشرطة القضائية اختاذ هذا اإلجراء ,فدورهم يقتصر على تنفيذ أوامر ضابط الشرطة
القضائية و القيام باألعمال اليت يأمرهم هبا كحراسة احملجوزين و مساعدته على تفتيشهم.كما جیب على ضابط الشرطة
القضائية الذي يقرر توقيف شخص للنظر أن خيطر بذلك فورا وكيل اجلمهورية.
إن مدة وضع الشخص حتت املراقبة أو توقيفه للنظر حسب تعبري الدستور و قانون اإلجراءات اجلزائية املعدلة
بالقانون رقم 08/01املؤرخ يف 26يونيو ( 2001املادة 48من الدستور – املادة 51من ق إ ج ) ال جیب أن
تتجاوز مثان و أربعني ( )48ساعة و ميكن مضاعفة هذه املدة لتصبح 96ساعة إذا تعلق األمر جبرائم متس أمن الدولة ,
” 1خيضع التوقيف للنظر يف جمال التحريات اجلزائية القضائية للرقابة القضائية و ال ميكن أن يتجاوز مدة مثانية و أربعني 48ساعة“.
” ميلك الشخص الذي يوقف حق االتصال فورا بأسرته و ال ميكن متديد مدة التوقيف للنظر إال استثناء ووفقا للشروط احملددة بالقانون .
و لذى انتهاء مدة التوقيف للنظر جیب أن جیرى فحص طيب على الشخص املوقوف إذا طلب ذلك على أن يعلم هبذه اإلمكانية”
52
سلطات الضبطية في حالة التلبس
أما يف حالة جرائم اإلرهاب و التخريب فإن مدة احلجز حتت املراقبة متدد لتصبح اثنا عشر ( )12يوما ( املادتان -51
65من ق إ ج ) و نالحظ أن املشرع هنا فسح اجملال واسعا ملصاحل األمن و اهليئات التنفيذية كي تتمكن من إجراء
حترياهتا اليت غالبا ما تتطلب وقتا أطول نظرا لتورط عدد كبري من األفراد يف جرائم ( اإلرهاب و التخريب أشخاص منظمون
,أشخاص خمططون ,أشخاص ممولون ,أشخاص مكلفون بالتسليح ,و أشخاص منفذون ) فالعمليات اإلرهابية غالبا
ما تتصل بتنظيم و شبكة تضم أشخاصا من خمتلف االختصاصات و منتشرين عرب الرتاب الوطين و أحيانا حىت يف اخلارج
األمر الذي جیعل استكمال التحريات وتقضي الوقائع و التعريف على املنفذين و املخططني أمرا يف غاية الدقة و الصعوبة
و يتطلب وقتا طويال و حتريات معقمة.
و من الناحية العملية جیب على احملقق أن يكون عارفا بلحظة بدء حساب مدة احلجز حتت املراقبة إذن فحساب
املدة يبدأ من حلظة ضبط الشخص يف حالة التلبس ,أو من حلظة تبليغه بأنه موقوف للنظر ,و إذا منع الشخص من
م بارحة مكان اجلرمية أو تبليغه بضرورة إخضاعه إلجراء فحص اهلوية فإن حساب املدة يبدأ من حلظة التبليغ.
و بالنسبة للشخص الذي تؤخذ أقواله مت يرى ضابط الشرطة القضائية أن توقيفه للنظر ضروري جملريات و مقتضيات
التحقيق فإن املدة حتسب من حلظة بداية أخذ تصرحيه ,و يبدأ حساب هذه املدة من حلظة تقدي الشخص أمام ضابط
الشرطة القضائية إذا أرغم على ذلك.
و يالحظ من قراءة املادتني 51و 65من ق إ ج 1أن مدة التوقيف للنظر يف حالة قيام دالئل قوية و متماسكة
من شأهنا التدليل على ضلوع الشخص احملجوز يف ارتكاب اجلرمية املتلبس هبا هي 48ساعة و جیب على ضابط الشرطة
القضائية أن يقتاده أمام السيد و كيل اجلمهورية دون أن تتجاوز مدة احتجاز 48ساعة و ذلك ما تنص عليه الفقرة الرابعة
من املادة 51من ق إ ج و هي املادة اليت تندرج حتت عنوان يف اجلناية أو اجلنحة املتلبس هبا ومما يستخلص من هذه
املادة أنه جی وز متديد مدة التوقيف للنظر يف هذه احلالة على خالف التوقيف للنظر املتخذ ملقتضيات التحقيق و املنصوص
عليه يف املادة 65من ق إ ج و اليت تندرج حتت عنوان يف التحقيق االبتدائي ” حيث ختول الفقرة الثانية لوكيل اجلمهورية
متديد التوقيف للنظر ملدة 48ساعة بعد تقدي املشتبه فيه أمامه و فحص ملف القضية.
أما الفقرة الثالثة من هذه املادة فلقد نصت على أن وكيل اجلمهورية ميكنه بصفة استثنائية اإلذن بتمديد مدة
احلجز بقرار مسبب دون تقدي املوقوف للنظر أمامه و يف احلالتني يكون قرار التمديد بإذن مكتوب.
و تنتهي هذه املدة ( أي هناية حساب مدة التوقيف للنظر ) بتسريح الشخص أي إطالق سراحه أو بتقدميه أمام
النيابة ( وكيل اجلمهورية ).
1
حممد حزيط ،مرجع سابق ،ص 111
53
سلطات الضبطية في حالة التلبس
و جتدر اإلشارة إىل أن املادة 37من القانون رقم 18-04املؤرخ يف 1 2004/12/25ختول وكيل اجلمهورية
متديد مدة التوقف للنظر 3مرات ( 6أيام ) بإذن كت ــايب ,و باستجواب الشخص و فحص ملف التحقيق يف جرائم
املخدرات مع اإلشارة إىل أن املادة 51مقرتح تعديلها يف قانون قيد الدراسة.
لضابط الشرطة القضائية احلق يف وضع شخص حتت املراقبة لسببني أو يف حالتني:
تشمل احلالة األوىل خاصة األشخاص الذين منعوا من مبارحة مكان اجلرمية أو الذين جیب التحقق من هويتهم -1
و كذلك األشخاص الذين ميكنهم أن يقدموا معلومات هامة حول اجلرمية و مرتكبيها.
و مهما يكن من أمر فإن ضابط الشرطة القضائية الذي يباشر حترياته هو الوحيد الذي يقدر مدى ضرورة و فائدة
اختاذ إجراء التوقيف للنظر ملقتضيات التحقيق لكونه مطلعا على مالبسات القضية .كل ما يف األمر عليه أن يدرك أن هذا
اإلجراء ,يف طبيعته ,يعد مساسا حبرية األشخاص ,لذلك ال جیب اللجوء إليه إال عند الضرورة و يف حدود اإلجراءات اليت
حددها القانون حتت طائلة العقاب اجلنائي عند جتاوز حدود تلك اإلجراءات.
فيتعلق باألشخاص الذين تظهر التحريات ضدهم دالئل قوية و متناسقة ترجح احتمال إدانتهم و جتعل أمر -2
تورطهم يف ارتكاب اجلرمية واردا.
-مكان التوقيف للنظر :2حيجز الشخص املوقوف للنظر يف أحد األماكن التالية:
مكان التحقيق ( منع الشخص من مبارحة مكان اجلرمية و إبقائه يف سيارة اخلدمة أو يف مكان التحقيق يعد وضعه
حتت املراقبة) .
-عادة و يف غالب ,يوضع الشخص املوقوف يف حجرة األمن بفرقة الدرك الوطين أو مركز الشرطة.
-ميكن حجز الشخص عند الضرورة يف مقر البلدية.
و يالحظ أنه للمحافظة على أمن الشخص موضوع الوضع حتت املراقبة و أمن أفراد الدرك و الشرطة خيضع املعين
لتفتيش جسدي ينزع منه كل شيء ميكن أن يشكل خطرا على سالمته الشخصية و حياة احملققني فتنزع منه سيور احلذاء
و ربطة العنق و احلزام… اخل و جیب أن يتم تفتيش األنثى من طرف امرأة يتم تسخريها أو يلجأ إىل أحدى النساء
كاملساعدة االجتماعية و عند الضرورة زوجة ضابط الشرطة القضائية.
إن ضابط الشرطة القضائية ملزم قانونا بأن ميكن الشخص احملجوز من االتصال فورا و مباشرة بعائلة و السماح ألقاربه
بزيارته ,و عادة ما يتم ذلك بواسطة اهلاتف ،و جیب يف كل احلاالت مراعاة التدابري اليت تساعد على االحتفاظ
بسرية التحريات من جهة و ضمان أمن أفراد الوحدة من جهة أخرى.
ضرورة إخضاع الشخص املوضوع حتت املراقبة لفحص طيب يف أي حلظة طيلة مدة احلجز إذا أمر بذلك وكيل
اجلمهورية أو إذا تطلبت حالته الصحية ذلك أو بطلب من أحد أفراد عائلته .عند هناية مدة احلجز و لضمان حسن سري
اإلجراءات و عدم الطعن يف مصداقيتها فإن الشخص احملجوز يبلغ بأن القانون مينحه حق طلب فحصه من طرف طبيب
خيتاره هو أو حماميه أو أحد أفراد عائلته ،و إذا مل يطلب الشخص إجراء الفحص فيوصى بإجرائه مببادرة من ضابط الشرطة
القضائية.
و هذا املسلك من شأنه أن مينع على الشخص طريق التحاليل أو ادعاء بأن أقواله و تصرحياته املسجلة يف حمضر
الضبط القضائي أدىل هبا حتت التهديد أو الضرب من طرف احملققني.
جیري الفحص عادة يف عيادة الطبيب أو املستشفى أو يف مكتب الضابط الشرطة القضائية جیب عليه أن يتخذ
كل اإلجراءات و التدابري الوقاية ملنع فرار الشخص أو احتمال تعديه على الطبيب فيحظر بنفسه الفحص و يأمر حبراسة
املعين و غلق الباب اخلارجي.
إذا منع احملقق من حضور الفحص حتت ذريعة سرية األعمال الطبية فيبلغ ضابط الشرطة القضائية وكيل اجلمهورية
و ينفذ تعليماته
-5التفتيش :
يعترب التفتيش إجراء من إجراءات التحقيق يقوم به ضابط الشرطة القضائية وفق إجراءات مقررة قانونا يف حمل
حممير قانونا حبثا عن أدلة مادية جلناية أو وجنحة حتقق و قوعها إلثبات ارتكاهبا أو نسبتها إىل املتهم.1
أجاز قانون اإلجراءات اجلزائية يف املادة 42 ،41لضابط الشرطة القضائية القيام بإجراءات التدخل يف نطاق
إجراءات التدخل يف نطاق إجراءات التحقيق االبتدائي وذلك يف حالة التلبس اليت تقتضي السرعة يف ضبط األدلة و مجعها
يف اطار احلفاظ على معامل اجلرمية وأدلة اكتشاف احلقيقة .ونص يف املادة 44من نفس القانون على مجلة من الشروط
الواجب تو افرها يف إجراء التفتيش يف حالة التلبس هي:2
املكلف بإجراء التفتيش جیب أن يكون ضابط من ضابط الشرطة القضائية. ▪
وجوب إذن التفتيش صادر عن السلطة املختصةر متمثلة يف وكيل اجلمهورية أو قاضي التحقيق. ▪
وجوب استظهار اإلذن بالتفتيش قبل الشروع فيه. ▪
وجود غاية من التفتيش واملتمثلة يف ضبط أشياء تساعد يف كشف مالبسات اجلرمية. ▪
كما حدد املشرع األماكن اليت جیوز تفتيشها يف حالة التلبس على النحو التايل:
تفتيش مسكن المتهم:3 -1
استنادا لنص املادة 44من قانون اإلجراءات اجلزائية جیوز لضابطَّ الشرطة القضائية املزود بإذن التفتيش الصادر
ر
من اجلهة املختصة اإلنتقال إىل مسكن املتهم يف حالة التلبس جبنحة أو جناية أو حيوزر أوراقا هلا صلة باألفعال اجملرمة .
و تفتيش املسكن سواءرا كان مسكن املتهم أو الغري قيده املشرع بشروط موضوعية و شكلية محاية حلرمة املسكن
،ألن هذا يدخل يف باب الضمانات الشرعية اإلجرائيةر و الدستورية ألن املادة 40من دستور 1996اجلزائري أكدت
4
على حرمة املسكن بنصها ":تضمن الدولة عدم انتهاك حرمة المسكن"
5
أ -الشروط الموضوعية:
▪ أن تكون اجلرمية وقعت فعال وأن توصف جبناية أو جنحة.
▪ -أن يكون هناك اهتاما جديار قائما ضد شخص معني بالذات سواءا كان متهما أصليا أو شريكا أو حمرضا.
▪ أن يكون الغرض من التفتيش هو احلصول على أدلة.
▪ أن يكون املنزل معينا وحمددا حتديدا كافيا
ب -الشروط الشكلية:
▪ ال جیوز التفتيش إَّال بإذن مكتوب صادر من وكيل اجلمهورية أو قاضي التحقيق.
▪ وجوب استظهار إذن التفتيش قبل دخول املنزل و الشروع يف ذلك.
▪ إذن التفتيش على حمل التفتيش ،وتاريخ إجرائه ،و الغاية املقصودة منه ،و اجلرمية موضوع املتابعة ،و النص القانوين
املعاقب عليها و يذكر فيها اسم ضابط الشرطة املكلف بعملية التفتيش ،و تاريخ حترير السند ،و توقيع القاضي
الذي أصدره و ميهر بصمته .1ومل يقيد املشرع سلطات ضابط الشرطة القضائية يف اجلرائم املتعلقة الفسق أوالدعارة.2
الشروط الزمنية: ج-
▪ القاعدة العامة أن التفتيش يكون ما بني الساعة اخلامسة صباحا و الثامنة مساءا حسب املادة 47من ق إ ج
إال يف حاالت استثنائية منها :
▪ إذا مت التفتيش برضا صاحب املنزل.
▪ عند توجيه نداءات استغاثة من داخل املنزل كحالة الزالزل مثال .
▪ عند التحقيق يف اجلرائم اليت تعاقب عليها قوانني املخدرات واجلرائم املعاقب عليها يف املواد من 342إىل348من
قانون العقوبات.
▪ عند معاينة جرائم اإلرهاب والتخريب.
جیب الَشارة إىل أَّنه جیب أن يتم التفتيش حبضور صاحب املسكن فإن مل يتمكن من احلضور كلف ممثل ينوب
عليه حلضور التفتيش ويف حالة امتناعه عن ذلك أو كان هاربا جیب أن تتم عملية التفتيش حبضور شاهدين من غري املوظفني
اخلاضعني لسلطته ،و هو ما جاءت به املادة 45من قانون اإلجراءات اجلزائية.
1عبد اهلل أوهيبية ،ضمانات احلرية الشخصية أثناء مرحلة التمهيدية (االستدالل) ،مرجع سابق ،ص394
2عبد احلميد الشواريب ،البطالن اجلنائي ،مرجع سابق ،ص7
58 -3عبد اهلل أوهايبية ،املرجع نفسه ،ص399
سلطات الضبطية في حالة التلبس
1
-6القبض :
القبض على األفراد إجراء خطري يؤد إىل املساس حبرية األفراد ،حيث يقوم ضابط الشرطة القضائية بالقبض على
املشتبه فيه و إيقافه يف مركز الشرطة أو الدرك متهيدا لتقدميه لوكيل اجلمهورية ،وهو إجراء خص به املشرع ضابط الشرطة
القضائية دون غريه من أعوان الضبطية القضائية يف اجلرائم املتلبس هبا طبقا للمادة – 51الفقرة 04و املادة 61من فق
إ ج و إن كانت هذه األخرية تتعلق بسلطة مقررة لعامة يف ضبط املشتبه فيه بارتكاب جناية أو جنحة متلبس هبا و اقتياده
2
ألقرب ضابط شرطة قضائية .
غري أن الفقرة الرابعة من املادة 51من نفس القانون جاءت واضحة و دقيقة حيث تنص " ...وإذا قامت ضد
الشخص دالئل قوية و متماسكة من شأهنا التدليل على اهتامه فيتعني على ضابط الشرطة القضائية أن يقتاده إىل وكيل
اجلمهورية دون أن يوقفه للنظر أكثر من مثان و أربعني ساعة " ،وعليه فالنصان يقرران لضابط الشرطة القضائية سلطة
القبض على املشتبه فيه إذا توفرت فيه الشروط ،إال أننا البد من التمييز بني القبض و التعرض املادي.
إن التعرض املادي ه و جمرد إجراء يستهدف دون احليلولة بني شخص يف حالة تلبس باجلرمية و بني الفرار ،
وينحصر هدفه يف جمرد تسليم هذا الشخص لضابط الشرطة القضائية وهو هبذا يتميز عن القبض القانوين كإجراء من
إجراءات التحقيق .
وعليه ميكن القول أن القبض اجراء خطري كونه فيه تعرض كبري للحرية الفردية لذلك مل جتزه التشريعات كأصل عام لضابط
شرطة القضائية إال استثناءا و يف حالة التلبس شريطة ان يكون املشتبه فيه حاضرا أو حيضر من تلقاء نفسه ،وعليه فإن
املادة -51ف 04هي املصدر القانوين للقبض على االفراد يف هذه احلالة
1تومي حيي ،دور الضبطية القضائية يف موجهة التشريع احلديث يف التشريع اجلزائري ،مذكرة لنيل شهادة املاجستري يف القانون اجلنائي و
العلوم اجلنائية ،جامعة اجلزائر – 1بن عكنون 2012-2011 ،
59 2انظر املاد 61من ق إ ج
سلطات الضبطية في حالة التلبس
خالصة :
إن التلبس باجلرمية هي املقاربة أو املعاصرة بني حلظيت ارتكاب اجلرمية واكتشافها و ،ذكرت املادة 41إ ج حاالت التلبس
املتمثلة يف :مشاهدة اجلرمية حال ارتكاهبا ،مشاهدة اجلرمية عقب ارتكاهبا ،متابعة العامة للمشتبه فيه بالصياح ،ضبط
أداة اجلرمية أو حملها مع املشتبه فيه ،وجود آثار أو عالمات تفيد ارتكاب اجلرمية
إال أن هناك شروط التلبس وهي أن يكون التلبس حسب احلاالت املذكورة يف املادة 41إج ،أن يكون سابقا الرتكاب
اجلرمية ،أن يقف الضابط بنفسه على حالة التلبس كان يشاهدها أو يكتشفها وإذا أبلغه الغري ،بوجودها جیب عليه
اإلنتقال بنفسه ملكان وقوع اجلرمية ومعاينتها ،جیب أن يكون اكتشاف اجلرمية بطريق مشروع فال ميس حبقوق وحريات األفراد
-جیب إخطار وكيل اجلمهورية حاال واالنتفال ملكان اجلرمية املادة 42إ ج
-جیب أن حيافظ على اآلثار والبصمات م 42إج وجیرم تغيري حالة األماكن اليت وقعت هبا اجلرمية م 43إج
-مساع أقوال احلاضرين وقت ارتكاب اجلرمية والجیب حتليفهم وال إجبارهم على الكالم
وواجبات جوازية تتمثل يف االستيقاف ،ضبط املشتبه فيه و اقتياده ألقرب مركز األمر بعدم مبارحة املكان ،
التفتيش وتوقيف النظر.
60
الخاتمــة الع ــامة
◼ ضباط الشرطة القضائية اليت حددهتم املادة 15من ق .إ .ج الذين بدورهم يتفرعون إىل ثالث فئات وهم
صفة الضباط بقوة القانون احملددين يف نفس املادة من الفقرة 01إىل الفقرة ، 02فئة الضابط بناءا على قرار
احملددين يف الفقرة 05و 06من نفس املادة ،فئة مستخدموا مصاحل األمن العسكري:حسب الفقرة 07من
نفس املادة .
◼ أعوان الضبط القضائي احملددين يف املادة 19من ق إ ج و األعوان املكلفني ببعض مهام الضبطية القضائية
و ألعوان الضبطية القضائية اختصاص عام تبحث فيه الشرطة القضائية يف كل اجلرائم دون التقيد بأي نوع منها
واختصاص خاص يتواله الضباط احملددون يف الفقرة 07من املادة 15إج واألعوان احملددون يف املواد 21، 27 / 28إج
وفيه يتقيد بالتحري والبحث يف نوع معني من اجلرائم حيددها القانون ،اختصاص مكاين حتدد بدائرة اإلختصاص لضباط
الشرطة القضائية يف مباشرة مهامه حسب املادة 16فقرة ، 02وميكن هلذا النطاق املكاين أن ميدد يف حالة اإلستعجال
وخوفا من ضياع األدلة أو لضرورة البحث التحري يتحدد مبكان ارتكاب اجلرمية ،أو مكان القبض على أحد املشتبه فيهم
،أو مبكان إقامة أحد املشتبه فيهم حسب املواد 37 ، 40إج.
62
الخاتمــة الع ــامة
إال أن هناك شروط التلبس وهي أن يكون التلبس حسب احلاالت املذكورة يف املادة 41إج ،أن يكون سابقا الرتكاب
اجلرمية ،أن يقف الضابط بنفسه على حالة التلبس كان يشاهدها أو يكتشفها وإذا أبلغه الغري ،بوجودها جیب عليه
اإلنتقال بنفسه ملكان وقوع اجلرمية ومعاينتها ،جیب أن يكون اكتشاف اجلرمية بطريق مشروع فال ميس حبقوق وحريات األفراد
-جیب إخطار وكيل اجلمهورية حاال واالنتفال ملكان اجلرمية املادة 42إ ج
-جیب أن حيافظ على اآلثار والبصمات م 42إج وجیرم تغيري حالة األماكن اليت وقعت هبا اجلرمية م 43إج
-مساع أقوال احلاضرين وقت ارتكاب اجلرمية والجیب حتليفهم وال إجبارهم على الكالم
وواجبات جوازية تتمثل يف االستيقاف ،ضبط املشتبه فيه و اقتياده ألقرب مركز األمر بعدم مبارحة املكان ،
التفتيش وتوقيف النظر.
فعناصر الضبطية القضائية رغم انتمائهم لألسالك األصلية اليت يعملون فيها وخضوعهم لرؤسائهم السلميني ،فهم
خيضعون أثناء ممارستهم ألعمال الضبط القضائي إلشراف النيابة العامة ورقابة غرفة االهتام.وبقدر ما قدمه القانون
من محاية للضبطية القضائية إال أنه قرر مسؤوليتهم عن أي هتاون أو خطأ يرتكبونه أثناء تأدية وظائفهم ،إذ خيتلف
اجلزاء من حيث طبيعته باختالف اخلطأ املرتكب.وبالرغم من تنظيم جهاز الضبطية القضائية ،إال أنه يعاب عليه
من الناحية العملية سوء تطبيقه للقوانني يف بعض املرات وخرقها عن قصد أو دون قصد مرات أخرى ،وقد يكون
السبب الرئيسي يف ذلك نقص تكوين أعضاء الضبطية القضائية
◼ نتائج الدراسة
إن عناصر الضبطية القضائية رغم انتمائهم لألسالك األصلية اليت يعملون فيها وخضوعهم لرؤسائهم -1
السلميني ،فهم خيضعون أثناء ممارستهم ألعمال الضبط القضائي إلشراف النيابة العامة ورقابة غرفة
االهتام.
خول املشرع اجلزائري صالحيات واسعة غري تلك العادية املنصوص عليها يف قانون اإلجراءات اجلزائية -2
املادة 12الفقرة 03كون هذا اجلهاز غري قضائي
مسايرة التشريع اجلزائري للتشريع الفرنسي و املصري. -3
بقدر ما قدمه القانون من محاية لل ضبطية القضائية إال أنه قرر مسؤوليتهم عن أي هتاون أو خطأ يرتكبونه -4
أثناء تأدية وظائفهم ،إذ خيتلف اجلزاء من حيث طبيعته باختالف اخلطأ املرتكب
63
الخاتمــة الع ــامة
اقتراحات ◼
وضع نص حيدد شروط التلبس صراحة لكوهنا استخلصت من النصوص ،وحىت هذه الشروط خمتلف فيها -1
كوجوب مشاهدة التلبس مبعرفة ضابط الشرطة القضائية ،وهلذا وجب وضع نص صريح حيدد فيها الشروط
بدقة.
64
المراجع و المصادر
أمحد شوقي الشلقاين ،مبادئ اإلجراءات اجلزائية يف التشريع اجلزائري ،اجلزء الثاين ( ،د .ط ) ،ديوان املطبوعات -1
اجلامعية ،اجلزائر1998. ،
أمحـد علي :الوجيز يف التنظيم و مهام الشرطة القضائية .دار هومة للطباعة والنشر و التوزيع .ط 2005 -2
.صنف . 5/174اجلزائر العاصمة.
أمحد فتحي سرور ،الوسيط يف قانون اإلجراءات اجلنائية ( ،د .ط ) ،دار النهضة العربية ،مصر1985. ، -3
بارش سليـمان :شـرح قانون اإلجراءات اجلزائية اجلزائري .دار اهلدى للطباعة و النشر و التوزيع ج األول – -4
عني مليلة .اجلزائر العاصمة.
الشافعي عبيدي ،الطب الشرعي واألدلة اجلنائية ( ،د .ط ) ،دار اهلدى للطباعة والنشر والتوزيع ،اجلزائر، -5
2009.
عادل قورة ،حماضرات يف قانون العقوبات :القسم العام – اجلرمية ( ،د .ط ) ،ديوان املطبوعات اجلامعية، -6
اجلزائر2001. ،
عبـد الرمحـن خلفي .حماضرات يف قانون اإلجراءات اجلزائية .دار اهلدى للطباعة و النشر و التوزيع .ط -7
– 2010عني مليلة .اجلزائر العاصمة.
عبد اهلل أوهايبيه ،شرح قانون اإلجراءات اجلزائية اجلزائري ،الطبعة الرابعة ،دار هومه للطباعة والنشر والتوزيع، -8
اجلزائر2013. ،
عبد اهلل أوهايبية:ضمانات احلرية الشخصية أثناء مرحلة البحث التمهيدي ،د.و.أ.ت ،طبعة األوىل سنة -9
.2004
عبد اهلل سليمان ،شرح قانون العقوبات اجلزائري ،اجلزء األول :اجلرمية ( ،د .ط ) ،ديوان املطبوعات اجلزائرية، -10
اجلزائر1998. ،
العريب بلحاج ،أحباث ومذكرات يف القانون والفقه اإلسالمي ،اجلزء األول (،د .ط ) ،ديوان املطبوعات -11
اجلامعية ،اجلزائر ( ،د .ت .ن ).
-12عمر خوري :شرح قانون اإلجراءات اجلزائية .طبعة مدعمة باالجتهاد القضائي للمحكمة العليا .لسنة
. 2011/2010كلية احلقوق.
66
المراجع و المصادر
عمر خوري ،شرح قانون اإلجراءات اجلزائية ( ،د .ط ) ،مكتبة الرازي ،اجلزائر2007. ، -13
عوض حممد عوض ،املبادئ العامة يف قانون اإلجراءات اجلنائية ( ،د .ط ) ،دار املطبوعات اجلامعية للنشر -14
والتوزيع ،مصر1999. ،
فوزية عبد الستار ،شرح قانون اإلجراءات اجلنائية ( ،د .ط ) ،دار النهضة العربية، 1171. ،مصر -15
قدري عبد الفتاح الشهاوي ،ضوابط الشرطة القضائية يف التشريع اإلجرائي املصري واملقارن ( ،د .ط )، -16
منشأة املعارف للنشر والتوزيع ،مصر. ،
-17حممـد حريط :مذكرات يف قانون اإلجراءات اجلزائية .دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع .ط . 2009
اجلزائر العاصمة.
-18حممد حمدة ،ضمانات املشتبه فيه يف التحريات األولية ( ،د .ط ) ،دار اهلدى للنشر والتوزيع ،اجلزائر1112. ،
حممود جنيب حسين ،شرح قانون اإلجراءات اجلنائية ( ،د .ط ) ،دار النهضة العربية ،مصر1192. ، -19
موالي ملياين بغدادي ،اإلجراءات اجلزائية يف التشريع اجلزائري ( ،د .ط ) ،ديوان املطبوعات اجلامعية، -20
اجلزائر1992. ،
نصر الدين هنوين +دارين يقدح :الضبطية القضائية يف القانون اجلزائري .دار هومة للطباعة و النشر و -21
التوزيع .ط . 2009صنف . 5/344اجلزائر العاصمة.
.IIIالقوانين
-1دستور اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية لسنة ، 1996الصادر مبوجب املرسوم الرئاسي رقم – 96
438املؤرخ يف 7ديسمرب سنة ، 1996يتضمن نشر التعديل الدستوري ،ج ر عدد 76الصادرة يف 08،
معدل ومتَّمم.
َّ 1996 / 12 /
-2أمر رقم 155 – 66مؤرخ يف 18صفر عام 1386املوافق 8يونيو سنة 1966،يتضمن قانون اإلجراءات
معدل ومتَّمم.
اجلزائية ،ج ر عدد 49الصادرة يف َّ 1966 / 06 / 10،
-3
67
المراجع و المصادر
-4أمر رقم 66 – 116مؤرخ يف 18صفر عام 1386املوافق 8يونيو سنة 1966،يتضمن قانون العقوبات،
معدل ومتَّمم.
ج ر عدد 41الصادرة يف َّ 1966 / 06 / 11،
-5قانون رقم 02 – 85مؤرخ يف 5مجادى األوىل عام 1405املوافق 26يناير سنة ِّ 1985،يعدل ويتِّمم األمر
رقم 155 – 66املؤرخ يف 8يونيو سنة 1966واملتضمن قانون اإلجراءات اجلزائية ،ج ر عدد 05الصادرة
يف 1985/01/27.
-6األمر رقم 02- 15املؤرخ يف 7شوال عام 1341املوافق ل 23يوليو سنة 2015و املتضمن قانون اإلجراءات
اجلزائية
.IVالرسائل والمذكرات:
نصر الشريف العريب ،مذكرة ماجستري ،جامعة الدكتور موالي طاهر سعيدة، -1
تومي حيي ،ـ دور الضبطية القضائية يف مواجهة االجرام احلديث يف التشريع اجلزائري ,مذكرة لنيل شهادة -2
املاجستري يف القانون اجلنائي و العلوم اجلنائية ،جامعة اجلزائر – 1كلية احلقوق – بن عكنون ،
2012-2011
مناصرية عبد الكري ،اختصاصات الضبطية القضائية على ضوء التعديالت األخرية ، ،مذكرة لنيل شهادة -3
املاجستري يف القانون اجلنائي و العلوم اجلنائية ،جامعة اجلزائر – 1بن عكنون 2011-2010 ،
68