Professional Documents
Culture Documents
ﻟﺠﻨــــــــــــــــﺔ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ:
رﺋﯾﺳﺎ. أﺳﺗﺎذ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺟﺎﯾﺔ اﻷﺳﺗﺎذ :ﺷﻧﯾن ﺻﺎﻟﺢ
ﻣﻘرر.
ا ﻣﺷرﻓﺎ و أﺳﺗﺎذ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺟﺎﯾﺔ اﻟدﯾن
اﻷﺳﺗﺎذ :د .طﺑﺎش ﻋز َ
ﻣﻣﺗﺣﻧﺔ. أﺳﺗﺎذ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺟﺎﯾﺔ اﻷﺳﺗﺎذ )ة( :ﺑﻬﻧوس أﻣﺎل
اﻟرﺣﯾم ﺑِﺳم اﷲ ّ
اﻟرﺣﻣﺎن ّ
ﻛﻣﺎ ﻧﺗﻘدم ﺑﺎﻟﺷﻛر اﻟﺟزﯾل ﻟﻛل ﻣن أﺳﻬم ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم ﯾد اﻟﻌون ﻹﻧﺟﺎز ﻫذا اﻟﺑﺣث ،وﻧﺧص ﺑﺎﻟذﻛر
أﺳﺎﺗذﺗﻧﺎ اﻟﻛرام اﻟذﯾن أﺷرﻓوا ﻋﻠﻰ ﺗﻛوﯾن دﻓﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص واﻟﻌﻠوم اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،واﻷﺳﺎﺗذة اﻟﻘﺎﺋﻣﯾن
ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﺎدة ٕوادارة ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة-ﺑﺟﺎﯾﺔ.
إﻟﻰ اﻟﻠذﯾن ﻛﺎﻧوا ﻋوﻧﺎ ﻟﻧﺎ ﻓﻲ ﺑﺣﺛﻧﺎ ﻫذا وﻧو ار ﯾﺿﯾﺊ اﻟظﻠﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻘف أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻓﻲ طرﯾﻘﻧﺎ،
وﻛل ﻣن زرﻋوا اﻟﺗﻔﺎؤل ﻓﻲ درﺑﻧﺎ وﻗدﻣوا ﻟﻧﺎ اﻟﻣﺳﺎﻋدات و اﻟﺗﺳﻬﯾﻼت واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ،ﻓﻠﻬم ﻛل اﻟﺗﻘدﯾر
واﻟﺷﻛر واﻟﻌرﻓﺎن.
إﻟﻰ ﻫؤﻻء ﻧﺗوج ﺑﻌظﯾم اﻹﻣﺗﻧﺎن وﺟزﯾل اﻟﺷﻛر اﻟﻣﺷﻔﻊ ﺑﺄﺻدق اﻟدﻋوات.
ﺑﺳم اﷲ اﻟرﺣﻣﺎن اﻟرﺣﯾم
ﻟﺑر
ﺳددت ﺧطﺎﯾﺎ ...وأﺧذ ﺑﯾدي ّ
إﻟﻰ ﻗدوﺗﻲ اﻷوﻟﻰ اﻟذي ﺑﻧورﻩ أﺿﺎء درﺑﻲ ...وﺑدﻋواﺗﻪ ّ
ﺳر ﻧﺟﺎﺣﻲ ...واﻟدي رﻋﺎﻩ اﷲ
وﻗدم ﻟﻲ ﻛل ﻣﺎ ﯾﻣﻠك ﻣن دﻋم ...وﻫو ّ
اﻟﻌﻠﻰ واﻷﻣﺎنّ ...
وأداﻣﻪ ﺗﺎج ﻓوق رأﺳﻲ.
ﻻ أﺳﺗطﯾﻊ أن أﻗول ﻟك ﺷﻛ اًر ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﻘﺎل إﻻّ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻷﺣداث وأﻧﺎ أرى ﻧﻔﺳﻲ داﺋﻣﺎ ﻓﻲ
اﻟﺑداﯾﺔ.
ﻣﺣﻣد راﺑﺢ
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼﺮات
ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ:
ج .ر .ج .ج :اﻟﺠﺮﯾﺪة اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ ﻟﻠﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﯾﺔ. -
د .د .ن :دون دار اﻟﻨﺸﺮ. -
د .ط :دون طﺒﻌﺔ. -
د .س .ن :دون ﺳﻨﺔ اﻟﻨﺸﺮ. -
ط :اﻟﻄﺒﻌﺔ. -
ص :ﺻﻔﺤﺔ. -
ص .ص :ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺤﺔ اﻟﻰ اﻟﺼﻔﺤﺔ. -
ق .إ .ج :ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ. -
ق .إ .م .إ :ﻗﺎﻧﻮن إﺟﺮاءات ﻣﺪﻧﯿﺔ وإدارﯾﺔ. -
ق .ع :ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت. -
ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻷﺟﻨﺒﯿﺔ:
- N° : numéro.
- Op.cit : ouvrage précédemment cité .
- R.S.C : revue de sciences criminelles.
- P : page.
- PP : de la page a la page.
ﻣﻘﺪﻣﺔ
ﯾﻌﺗﺑر ﺣق اﻟدﻓﺎع ﻣن أﻗدم اﻟﺣﻘوق اﻟذي ﺟﺎءت ﺑﻪ اﻟﺷراﺋﻊ اﻟﺳﻣﺎوﯾﺔ وﻧﺎدت ﺑﻪ اﻋﻼﻧﺎت
ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ،وﯾﻌﺗﺑر ﻣظﻬر ﻣن ﻣظﺎﻫر اﻟﻌدل وﻫو ﺣق ﻟﺻﯾق ﺑﺣق اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻼ ﯾﺗﺻور أي
وﺟود ﻟﺣق اﻟدﻓﺎع ﻣﻊ ﺿﯾﺎع ﻗﯾم اﻟﻌدل واﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف أطراف اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
ان اﻟدﻓﺎع ﻋن اﻟﻣظﻠوم اﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء رﺳﺎﻟﺔ ﺳﺎﻣﯾﺔ ﺟﻠﯾﻠﺔ ﻟﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣن أﻫﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﻔظ
ﺣﻘوق اﻟﻔرد وﻛراﻣﺗﻪ ،وﻟﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻣظﻠوم ﻓﻲ اﻏﻠب اﻷﺣﯾﺎن ﯾﺟﻬل ﺣﻘوﻗﻪ وطرق ﻣطﺎﻟﺑﺗﻪ ﻟﻬﺎ
ﻓﻘد ﯾﻌﻣد اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﻲ اﻟﻰ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻣﯾﺎﻟذي ﻟﻪ دور ﻛﺑﯾر ﺟداً ﻟﻛوﻧﻪ اﻟوﺟﻪ اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻟﻠﻌداﻟﺔ ،ﻓﺎﻟﻌداﻟﺔ ﻟﻬﺎ وﺟﻬﺎن :اﻷول اﻟﻘﺎﺿﻲ ،واﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ،ﻷن اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻫو ﻣن ﯾظﻬر
اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ وﯾوﺿﺣﻬﺎ وﯾؤﯾدﻫﺎ ﺑﺎﻟﺣﺟﺞ واﻟﺑراﻫﯾن ﻓﺈذا اﺧﺗل ﻫذا اﻟوﺟﻪ ﻟﻠﻌداﻟﺔ ﻓﻼ ﻋداﻟﺔ ﻟﻐﻣوض
ٍ
ﻗﺎض ﻣﺳﺗﻘل وﻧزﯾﻪ وﺑﯾن ﻣﺣﺎم ﺣر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﺣﺗﻰ ﻗﯾل ﺑﺣق) :إن اﻟﻌداﻟﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺣوار ﺑﯾن
وأﻣﯾن( ﻷن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻻ ﺗداﻓﻊ ﻋن ﻧﻔﺳﻬﺎ ﺑﻧﻔﺳﻬﺎ إﻻ إذا اﺻطﺑﻐت اﻟﻧﻔوس ﺑﺎﻟﺻدق واﻷﻣﺎﻧﺔ
واﻟﻧﺎس ﻟﯾﺳوا ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬم أﺻﻔﯾﺎء اﻟﻧﻔوس أﻧﻘﯾﺎء اﻟروح ﻟذﻟك ﻛﺎﻧت ﺑﻼﻏﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر وﻗوة اﻟﺣﺟﺔ
ﻻزﻣﺗﯾن ﻹظﻬﺎر اﻟﺣق واﻋﻼء راﯾﺗﻪ.
وﻓﻲ ﺷرﯾﻌﺗﻧﺎ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﻐراء ﺷواﻫد ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻟﻘوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋن ﻣوﺳﻰ ﻋﻠﯾﻪ
ﺎف أَن ُﯾ َﻛ ﱢذُﺑ ِ
ون ﺻ ﱢدﻗُﻧِﻲ إِﱢﻧﻲ أ َ
َﺧ ُ ِ ِ ِ ِ
ﺻ ُﺢ ﻣﱢﻧﻲ ﻟ َﺳﺎﻧﺎً ﻓَﺄ َْرﺳْﻠﻪُ َﻣﻌ َﻲ ِرْدءاً ُﯾ َ
ِ
اﻟﺳﻼمَ ﴿:وأَﺧﻲ َﻫ ُﺎر ُ
ون ُﻫ َو أَ ْﻓ َ
﴾).(1) (34
واﻟﺷﺎﻫد ﻣن اﻵﯾﺔ ﻫو طﻠب ﻣوﺳﻰ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺳﻼم ﻣن ﷲ أن ﯾرﺳل ﻣﻌﻪ أﺧﺎﻩ ﻫﺎرون
ﻟﺳﺎﻧﺎ ﻟﯾﺑﯾن ﺣﺟﺗﻪ ﻟﻠﻧﺎس.
ﻷﻧﻪ أﻓﺻﺢ ﻣﻧﻪ ً
ان ﺿﻣﺎن ﺣق اﻟدﻓﺎع ﻣن اﻟﻣﻬﺎم اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﻣﻲ ﻟﻣﺎ ﻟﻬذا اﻷﺧﯾر ﻣن ﺻﻼﺣﯾﺎت
ﻗررﻫﺎ إﯾﺎﻩ اﻟﻘﺎﻧون ،وﻟﻣﺎ ﻟﻪ ﻣن ﺣﺻﺎﻧﺔ أﺛﻧﺎء أداء ﻣﻬﺎﻣﻪ وﻟﻣﺎ ﻟﻪ ﻣن ﺛﻘﺎﻓﺔ واﻻطﻼع اﻟﺷﺎﻣل
ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻌﻠوم اﻟﺣﯾﺎﺗﯾﺔ وﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ.
ِ
ﺑﻣﺣﺎم ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻬﻣﺔ ﺑﯾن ﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع وﻣﻌﺗرف ﺑﻪ ﯾﻌد ﺣق اﻹﺳﺗﻌﺎﻧﺔ
دﺳﺗورًﯾﺎ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻟدى أﻏﻠب اﻟدول ،ﻓﯾﻌد اﻟﻠﺑﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣن دﻋﺎﺋم اﻟﺣق ﻓﻲ
اﻟدﻓﺎع ،وأﻣﺎم ﻣﺷﻛﻠﺔ ارﺗﻔﺎع ﻋدد اﻟﺟراﺋم أدى ذﻟك ﺑﺻﻔﺔ ﻣﺗزاﻣﻧﺔ إﻟﻰ ﺗزاﯾد ﻋدد
1
ﻣﻘﺪﻣﺔ
اﻟﻘﺿﺎﯾﺎاﻟﻣطروﺣﺔ اﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ﻣﻣﺎ أﺛﻘل ﻛﺎﻫل ﻣرﻓق اﻟﻘﺿﺎء واﻟﻣﺗﻘﺎﺿﯾن ﻋﻠﻰ ﺣد اﻟﺳواء،
وﻫذا ﻣﺎ أدى إﻟﻰ ظﻬور اﻟﺣﺎﺟﺔ اﻟﻣﻠﺣﺔ ﻟﺗﺣدﯾث اﻟﻘواﻧﯾن ﻓﻲ ظل اﻟﺗطورات واﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺟدﯾدة
اﻟﺗﻲ ﻓرﺿﻬﺎ اﻟﻧﻣو ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﺣﯾﺎة ﻟﺗواﻛب ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة وذﻟك
ﺑﺈﺳﺗﺣداث أﻧظﻣﺔ إﺟراﺋﯾﺔ ﺑدﯾﻠﺔ ﻹﺟراءات اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﺳواء ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺗﻬﺎ
اﻟﺗﻣﻬﯾدﯾﺔ أو أﺛﻧﺎء اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﺑدﻋوى اﻹﺳراع ﻓﻲ ﻓض اﻟﻧزاﻋﺎت ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺟزاﺋﻲ
ﻧظ اًر ﻟﻛﺛرﺗﻬﺎ وﺗﻛدس ﻣﻠﻔﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﻛم ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻌﻘﯾد إﺟراءات اﻟﻔﺻل ﻋﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ
اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ.
إﻻ أن ﻫذا اﻟﺗوﺟﻪ ﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ آﺛﺎر أو ﺗﺣوﻻت ﺟوﻫرﯾﺔ ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻹﺟراﺋﯾﺔ،
إذ أن ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﺳراع ﻓﻲ إﻧﻬﺎء اﻟﻧزاع اﻟﺟزاﺋﻲ ﺑﺗﻠك اﻟطرق أدى إﻟﻰ إﻫدار ﻋدة ﺿﻣﺎﻧﺎت
ﻛﺎﻧت ﺗﻌﺗﺑر إﻟﻰ وﻗت ﻗرﯾب أﻫم رﻛﺎﺋز اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻘﺎم ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة
دون ﺿﻣﺎن ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ ،وﻣن ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟرﻛﺎﺋز ﻧﺟد ﻓﻛرة اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ أو ﻣﻧﺢ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ
دو اًر أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣق اﻟدﻓﺎع اﻟذي ﻫو أﺳﺎس ﻋداﻟﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ.
ﻓﻣوﺿوع دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ ظل اﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻣن
اﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻹﺟراﺋﯾﺔ اﻟﻣﻬﻣﺔ واﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺣق اﻟﺑﺣث واﻟدراﺳﺔ ﻟﻛوﻧﻪ ﯾﻘرب اﻟﺗﻌرف
ﻋﻠﻰ ﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ ظل اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻓﻲ ﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
وﻣﻣﺎ ﻻﺷك ﻓﯾﻪ ان أي دراﺳﺔ ﻣﺎ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ أي ﺑﺎﺣث ﻣﺎ اﻻ وﻛﺎﻧت ﻟﻬﺎ أﺳﺑﺎب ﻣﻌﯾﻧﺔ
ﺗم اﻻﺳﺗﻧﺎد ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎرﻫﺎ وﻧﺣن ﺑدورﻧﺎ ﺟذﺑﺗﻧﺎ ﻋدة أﺳﺑﺎب ﻻﺧﺗﯾﺎر ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﻣﻧﻬﺎ
أﺳﺑﺎب ﺷﺧﺻﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﯾوﻟﻧﺎ ورﻏﺑﺗﻧﺎ ﻟﻠﺑﺣث ﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻣواﺿﯾﻊ اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑدور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﺗﻲ ﻗﻠﻣﺎ ﯾﺗﺻدى اﻟﯾﻬﺎ اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﺑﺎﻟدراﺳﺔ رﻏم ﻣﺎ ﻟﻣﺎﻟﻬذا اﻟﻣوﺿوع ﻓﻲ وﻗﺗﻧﺎ
اﻟﺣﺎﺿر ﻣن اﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ ،وﻛذا رﻏﺑﺗﻧﺎ ﻓﻲ ﻣزاوﻟﺔ ﻣﻬﻧﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﺎة،وﻛذا ﻟﻣﺎ ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻪ
ﻫذا اﻟﺑﺣث ﺑﻛوﻧﻪ ﻣن أواﺋل اﻟﺑﺣوث ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد اﻟﺗﻌدﯾل اﻷﺧﯾر ﻟﻘﺎﻧون
اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ.
اﻣﺎ اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻓﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﺟزﺋﯾﺎت اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻬذا
اﻟﻣوﺿوع ﻧظ ار ﻷن ﻣﺟﻣل اﻷﺑﺣﺎث واﻟﻣراﺟﻊ ﺗﺗطرق إﻟﻰ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ دون
2
ﻣﻘﺪﻣﺔ
اﻟﺧوض ﻓﯾﻪ ﺑﺻﻔﺔ ﻣﻔﺻﻠﺔ ،رﻏم ﻣﺎ ﯾﻛﺗﺳﯾﻪ اﻟﻣوﺿوع ﻣن اﻫﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟﻌﻣﻠﻲ
ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ.
ان أﻫﻣﯾﺔ وﺣداﺛﺔ اﻟﻣوﺿوع ﻓﺗﺢ ﺑﺎب اﻟﺻﻌوﺑﺎت واﻟﻣﻌوﻗﺎت اﻣﺎﻣﻧﺎ ،ﺧﺻوﺻﺎ ﻣﺎ
ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻧﻘص اﻟﻣﺎدة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﻧﺳﺗﻧد اﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻋداد اﻟدراﺳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ان دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ
ﯾرﺗﻛز ﻋﻠﻰ أﻫم اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﺑﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟدﯾد 02-15اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ وﻗﺎﻧون 12-15اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل.
وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘدم ،واﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻫﺎ ،وﻟﻺﺣﺎطﺔ ﺑﺟﻣﯾﻊ ﺟواﻧب
ً
اﻟدراﺳﺔ ارﺗﺄﯾﻧﺎ طرح اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :ﻣﺎ ﻣدى ﺗﺄﺛر ﻣرﻛز اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
ﺑﺎﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ؟
ﻣن أﺟل دراﺳﺔ ﻫذﻩ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻋﺗﻣدﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ اﻟذي ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ
اﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣراﺟﻊ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻟﺗﺑﯾﺎن أﻫﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗطرق إﻟﻰ ﻣﻬﺎﻣﻪ
وﻧطﺎﻗﻪ وﺗﺣﻠﯾل ﻣﺣﺗواﻫﺎ ﺑﺎﺳﺗﻘراء ﻧﺻوص ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻣراﺟﻊ ﺧﺎﺻﺎً ﺑﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺔ ﻣن
ﺟﻬﺔ،واﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ اﻟﺗﺄﺻﯾﻠﻲ ﻟﻠﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﺗﻠك اﻟﺑداﺋل ٕواﺟراءاﺗﻬﺎ وﺗﺣﻠﯾل
ﻣﺿﻣوﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺿوء اﻟدراﺳﺔ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻟدور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﯾﻬﺎ ﻣن ﺟﻬﺔ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ.
ﯾﺗطﻠب ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻫذﻩ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ إﻟﻰ ﺿرورة اﻟﺑﺣث ﻋن أﻫﻣﯾﺔاﻹﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ
اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻛون أن اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﯾﻌد رﻛﯾزة ﻣﻬﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء ﻟﻣﺎ ﯾﻘوم ﺑﻪ ﻣن ﺗﺳﻬﯾل
وﺗوﺿﯾﺢ ﻟﻠدﻋوى وﻟﻣﻌرﻓﺗﻪ ﻟﻸﻧظﻣﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت )ﻓﺻل أول( ،ﺛم ﯾﺄﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎم اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ،ﺑﺈﺳﺗﺿﻬﺎر ﺗﻠك اﻟﺑداﺋل وﻣﻧﺎﻗﺷﺔ
اﻟدور اﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﯾﻠﻌب اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﺣﺎل اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﺗﻠك اﻟﺑداﺋل)ﻓﺻل ﺛﺎﻧﻲ(.
3
اﻟﻔﺻل اﻷول
ﺗﺿﻣن اﻟﻘواﻋد اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع اﻟذي
أﺻﺑﺢ اﻟﯾوم ﻣﺑدأ ﻣﻘدﺳﺎ وﻣﻛرﺳﺎ ﻓﻲ أﻏﻠب اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،وﻧظ ار ﻟﺗﻌدد ﻣﺷﺎﻛل اﻟﻧﺎس
وﺗﻧوع ﻣﺻﺎﻟﺣﻬم وﻗد أدى ﻫذا إﻟﻰ ظﻬور ﻧظﺎم اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﯾﺑرز ﻓﯾﻪ اﻟدﻓﺎع ﻛوﺳﯾﻠﺔ
ﻋﺻرﯾﺔ ﺿرورﯾﺔ ﺗﺗﺻف ﺑطﺎﺑﻊ اﻻﺧﺗﺻﺎص ،ﯾﺗﻔرع ﻟﻬﺎ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﺑﺎﻷﺳﺎس اﻟذي ﯾﺧﺗﺎرﻩ
اﻟﺷﺧص ﻟﯾﻛون ﻓﻲ ﺧدﻣﺗﻪ.
ﻓدور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﯾﻛون أﺳﻣﻰ ﺑﺳﻣو اﻟﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾؤدﯾﻬﺎ وﻫﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌداﻟﺔ ،ﺑﺈﻋﺗﺑﺎر
اﻟﻌداﻟﺔ ﻫﻲ أﺧﻼق ﺳﺎﻣﯾﺔ ﺑﻣﻘﺗﺿﻲ اﻟﻬدف اﻟذي ﺗرﻣﻲ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾﻘﻪ ،وﺑﺎﻟﻔﻌل أﻧﺎط ﻗﺎﻧون ﺗﻧظﯾم
ﻣﻬﻧﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﺎة ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻣﻬﻣﺔ ﺗﺣﻘﯾق رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗوﺟب إﺑداء اﻟرأي اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ،
ﻓﺎﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﯾﻌﺗﻣد اﻟدواﻓﻊ واﻻﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺷﻔﻊ ﻟﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ﻓﻠﻪ دور ﺗﺑرﯾري ﺑﺣﯾث ﯾﺄﺧذ
اﻷﺷﯾﺎء ﻣن ﺑﺎب ﻋﻠﺗﻬﺎ ﻣن ﺣﯾث اﻷﺳﺑﺎب واﻟﻣﺳﺑﺑﺎت واﻟدواﻓﻊ اﻟﺗﻲ أدت إﻟﻰ ﻗﯾﺎﻣﻬﺎ ،ﻓﯾﺄﺗﻲ
اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻟﯾﺿﻔﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣﺑرر ﺑظروﻓﻬﺎ وأﻋذارﻫﺎ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ أوﺟدﻫﺎ
اﻟﻘﺎﻧون ،وﺑﻬذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻓﺈن اﻟدﻓﺎع ﻫو ﻋﻣل إﯾﺟﺎﺑﻲ وأﺧﻼﻗﻲ ﻧﺑﯾل ﻣﺑدأﻩ اﻟﻌدل وﻋﻧواﻧﻪ
اﻟﺻدق ﻓﻲ ﻛل اﻷﺣوال ،وﻣن ﻫﻧﺎ ﺳوف ﻧﺣﺎول ﻗدر اﻟﻣﺳﺗطﺎع ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل ﻟدراﺳﺔ
اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻛﺄﺳﺎس ﻓﻲ ﺣق اﻟدﻓﺎع )ﻣﺑﺣث أول( ،ﺛم ﻧﺗطرق ﺑﻌد ذﻟك اﻟﻰ ﺗﺑﯾﺎن ﻣﻬﺎم
اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ أﺛﻧﺎء ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣق اﻟدﻓﺎع )ﻣﺑﺣث ﺛﺎﻧﻲ(.
4
أھﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول
ﻣﻔﻬوم ﺣق اﻟدﻓﺎع
ﯾﻌد اﺳﺗﻌﺎﻧﺔ اﻟﻣﺗﻬم ﺑﻣﺣﺎم ﻫﻲ اﺣدى ﻣﺳﺗﻠزﻣﺎت ﺣق اﻟدﻓﺎع اﻟذي ﻗررﺗﻪ اﻟدﺳﺎﺗﯾر
واﻟﻣواﺛﯾق اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻟﻣﺎ ﻟﻬذا اﻟﺣق ﻣن أﻫﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﻠﻌب اﻟﻣﺣﺎم
دو ار أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ ﻟﺗﻣﻛﻧﻪ ﻣن اﻹﺟراءات اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وﻓﻬﻣﻪ ﻟﻠﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻓﺎﻟﻣﺗﻬم ﯾﻛون أﺣوج إﻟﻰ اﻟدﻓﺎع ﯾؤازرﻩ وﯾرد ﻋﻧﻪ اﻟﺗﻬم اﻟﺗﻲ ﺗﻠﺗﺻق ﺑﻪ وﯾﻌد ﺣق
اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎم ﺣق ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻘررة ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ
وﻟﯾﺳت اﺳﺗﻌﺎﻧﺔ اﻟﻣﺗﻬم ﺑﻣﺣﺎم ﻣﺟرد ﻣﯾزة ﻣﻧﺣﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ،أو ﻣﺟرد ﻣﻛﻧﺔ ﯾﻧﺻﺣﻪ اﻟﻣﺷرع
ﺑﺈﺗﺑﺎﻋﻬﺎ ﻛﻠﻣﺎ أراد ،ﺑل ﻫو ﺣق أﺻﯾل ﻗدﯾم ﻗدم اﻟﻌداﻟﺔ وﻫو ﻓرع ﻣن ﻓروع أﻋﻠﻰ وأﺷﻣل اﻻ
وﻫو ﺣق اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع ﻋن ﻧﻔﺳﻪ ،ﻓﻣﺑدأ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎم ﻫو ﻣﺑدأ راﺳﺦ ﻓﻲ ﻛل اﻷﻧظﻣﺔ
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺣﯾث ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ ﻛل اﻟدﺳﺎﺗﯾر واﻟﻣواﺛﯾق اﻟدوﻟﯾﺔ واﻟﻣؤﺗﻣرات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺣﻘوق
اﻹﻧﺳﺎن.
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﺻور ﺣق اﻟدﻓﺎع
5
أھﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
ﺑﺎﻟﺗﻬﻣﺔ اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﯾﻪ )ﻓرع أول( ،وﻛذا ﺣق اﻟﻣﺗﻬم اﻹدﻻء ﺑﺄﻗواﻟﻪ ﺑﻛل ﺣرﯾﺔ )ﻓرع ﺛﺎﻧﻲ(،
وﺣﻘﻪ ﺑﺎﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ )ﻓرع ﺛﺎﻟث(.
اﻟﻔرع اﻷول
ﺣق اﻟﻣﺗﻬم ﺑﺈﺣﺎطﺗﻪ ﺑﺎﻟﺗﻬﻣﺔ اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﯾﻪ
ﻻ ﺷك أن اﻟﻌﻠم ﺑﺎﻟﺗﻬﻣﺔ ﻣوﺿوع اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻣن اﻟﻣﻔﺗرﺿﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﺣق اﻟدﻓﺎع ،إذ
ﯾﺗﻌﯾن إﺣﺎطﺔ اﻟﻣﺗﻬم ﻋﻠﻣﺎ ﺑﻛل اﻹﺟراءات اﻟﻣﺗﺧذة ﺿدﻩ وﺑﺎﻻدﻋﺎءات اﻟﻣﺳﻧدة إﻟﯾﻪ ،ﻓﺈﺣﺎطﺗﻪ
ﺑﺎﻟﺗﻬﻣﺔ اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﯾﻪ ﺗﻣر ﺑﻣرﺣﻠﺗﯾن ،اﻷوﻟﻰ ﻗﺑل ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ،وﺛﺎﻧﯾﺔ ﺑﻌد ﻣرﺣﻠﺔ
اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ) ،(1وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻔﺗرض ﻋﻠﻰ اﻷﺟﻬزة اﻷﻣﻧﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻋﻧد اﺗﺧﺎذﻫﺎ ﻷي إﺟراء ﺟزاﺋﻲ أن
ﺗﺧطر اﻟطرف اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﺳﺑب اﻟداﻓﻊ إﻟﻰ اﺗﺧﺎذ ﻫذا اﻹﺟراء ﻓﻲ ﺣﻘﻪ ،ﻓﻣن ﻣﻧطﻘﻲ ﻋﻧد
ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﻬﺎم اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻟﻬم واﺗﺧﺎذ إﺟراء اﻟﺗوﻗﯾف ﻟﻠﻧظر ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ
أﺧطر اﻹﺟراءات ﻧظ ار ﻟﻣﺎ ﯾﺣﻣﻠﻪ ﻣن ﻣﺳﺎس ﻟﻠﺣرﯾﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻠﻔرد ﯾﻧﺟر ﻋﻧﻪ ﺣﺗﻣﺎ إﻟزاﻣﯾﺔ
ﻗﯾﺎم ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻣﻛﻠف ﺑﻪ ،إﺧطﺎر اﻟﺷﺧص اﻟﻣوﻗوف ﺑﺳﺑب اﻟﺗوﻗﯾف ،ﻓﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ
ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻻ ﻧﺟد أي ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺻرﯾﺢ ﯾﻠزم ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ
إﺧطﺎر اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﯾﻪ ٕواﺣﺎطﺗﻪ ﻋﻠﻣﺎ ﺑﺎﻟﺗﻬﻣﺔ) ،(2إﻻ أﻧﻪ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 100ق .إ .ج
ﻧﺟدﻫﺎ ﺗﻧص وﺑﺻرﯾﺢ اﻟﻌﺑﺎرة ﻋﻠﻰ إﻟزاﻣﯾﺔ ﻗﯾﺎم ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﺧطﺎر وﻫذا ﻣﺎ
ﯾﺟﻌل اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﯾﻪ ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣن أﺣﻛﺎم ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﺑﺻﻔﺔ ﺿﻣﻧﯾﺔ وﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة).(3
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﯾﺳﺗﻔﯾد اﻟﻣﺗﻬم ﻣن ﺣﻘﻪ ﻓﻲ أن ﯾﻌﻠم ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻔﻌل اﻟﻣﻧﺳوب إﻟﯾﻪ ﻟﯾﺣﺿر
دﻓﺎﻋﻪ ﻋن ﻧﻔﺳﻪ أو ﯾوﻛل ﻣﺣﺎﻣﯾﺎ وﺣﻘﻪ ﻓﻲ ﺣﺿور إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ واﻹدﻻء ﺑﻣﺎ
-1 .ﻣﺑروك ﻟﯾﻧدة ،ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ،ﻣذﻛرة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
اﻟﺟزاﺋر ،2007 ،ص.179 .
-2ﻗﺎدري ﻧﺎﻣﯾﺔ وﻗﺎﺳﺔ أﻣﺎل ،ﺣق اﻟدﻓﺎع ﻗﺑل ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم
اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة ،ﺑﺟﺎﯾﺔ ،2016 ،ص.38 .
-3راﺟﻊ اﻟﻣﺎدة 100ﻣن اﻷﻣر رﻗم ،155-66ﻣؤرخ ﻓﻲ 8ﺟوان ﺳﻧﺔ ،1966ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ،
ج .ر .ج .ج ،ﻋدد ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 10ﺟوان ﺳﻧﺔ ،1966ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم.
6
أھﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
ﯾرﯾد ﻣن أﻗوال) ،(1ﻟذا ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق إﺧطﺎرﻩ ﺑﺎﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ
ﻟﻬذﻩ اﻟوﻗﺎﺋﻊ ﻣﻊ إﺧطﺎرﻩ ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻷواﻣر اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق واطﻼع اﻟﻣﺗﻬم ﺑﺟﻣﯾﻊ
اﻷدﻟﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺿدﻩ وﺗﺑﺻﯾرﻩ ﺑﻬﺎ ﺑﻛل دﻗﺔ ووﺿوح ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺟﺳد وﯾﺗﺣﻘق ﻣﻌﻧﻰ ﺿﻣﺎن ﺣﻘوق
اﻟدﻓﺎع ،ﻓﻧطﺎق ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣق اﻟدﻓﺎع ﺑﻌد ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﯾﺗم إﺧطﺎر اﻟﻣﺗﻬم ﺑﺎﻟوﻗﺎﺋﻊ
اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﯾﻪ أﻣﺎم ﺟﻬﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق وﻛذﻟك أﻣﺎم ﺟﻬﺎز اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ) ،(2ﻓﻌﻧد ﻣﺛوﻟﻪ أﻣﺎم ﺟﻬﺎت
اﻟﺗﺣﻘﯾق إﺣﺎطﺗﻪ ﻋﻠﻣﺎ ﺑﺎﻟﺗﻬﻣﺔ ﻋﻧد اﺳﺗﺟواب اﻟﺣﺿور اﻷول ﺑﺣﯾث ﯾﻌد ﻫذا اﻹﻋﻼن ﻣن أﻫم
أﻫداف اﺳﺗﺟواب اﻟﺣﺿور اﻷول ﻓﻼ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻣﺗﻬم أن ﯾدﻟﻲ ﺑﺎﻟﺗوﺿﯾﺣﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻﺗﻬﺎم
اﻟﻘﺎﺋم ﺿدﻩ وﯾﻧﺎﻗش اﻟﻣﺣﻘق ﻓﻲ ﺗﻔﺻﯾﻼﺗﻪ ﻣﺎ ﻟم ﯾﺗﻣﻛن ﻣن ﻣﻌرﻓﺔ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﯾﻪ،
ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛن ﻣن اﻟدﻓﺎع ﻋن ﻧﻔﺳﻪ ٕواﺛﺑﺎت ﺑراءﺗﻪ).(3
ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة ﻧﺟدﻫﺎ ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻬد اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
ﺿﻣن اﻟﻣﺎدة 14ﻣﻧﻪ ) ،(4وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺟزاﺋري ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع
ﯾﺗطﻠب إﺧطﺎر اﻟﻣﺗﻬم ﺑﺎﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﯾﻪ وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة 100واﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ:
"ﯾﺗﺣﻘق ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺣﯾن ﻣﺛول اﻟﻣﺗﻬم ﻟدﯾﻪ ﻷول ﻣرة ﻣن ﻫوﯾﺗﻪ وﯾﺣﯾطﻪ ﻋﻠﻣﺎ ﺻراﺣﺔ
ﺑﻛل واﻗﻌﺔ ﻋن اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﯾﻪ ،" ...وﻛﻣﺎ ﯾﺟب أن ﺗﻛون ﺗﻧﺑﯾﻬﺎت ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق
ﻟﻠﻣﺗﻬم واﺿﺣﺔ وﯾﻛون إﺧطﺎرﻩ ﺑﺄﺳﻠوب ﺳﻬل وﻣﺣدد ﻣﻊ ذﻛر اﻟﺗﻛﯾﯾف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻸﻓﻌﺎل اﻟﺗﻲ
-1آﯾت ﻋﺑد اﻟﻣﺎﻟك ﻧﺎدﯾﺔ ،ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ ﻟﻠﻣﺗﻬم أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ،اطروﺣﺔ اﻟدﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ
اﻟﻌﻠوم ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ،ﺗﯾزي وزو ،2014 ،ص.34 .
-2ﻋﻠﻰ ﺟروﻩ ،اﻟﻣوﺳوﻋﺔ ﻓﻲ اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،اﻟﻣﺟﻠد اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،د .ط ،د .د .ن ،د .س.
ن ،ص.349 .
-3ﻣﺳوس رﺷﯾدة ،اﺳﺗﺟواب اﻟﻣﺗﻬم ﻣن طرف ﻗﺎﺿﻲ ﺗﺣﻘﯾق ،ﻣذﻛرة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،ﻛﻠﯾﺔ
اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺣﺎج ﻟﺧﺿر ،ﺑﺎﺗﻧﺔ ،2006 ،ص.50 .
-4اﻟﻣﺎدة 14ﻣن اﻟﻌﻬد اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻋﺗﻣد وﻋرض ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ واﻟﺗﺻدﯾق واﻻﻧﺿﻣﺎم
ﺑﻣوﺟب ﻗرار اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة )2200د (21-اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 16دﯾﺳﻣﺑر 1966ﺗم اﻹطﻼع ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ
ﻣوﻗﻊ اﻷﻟﻛﺗروﻧﻲhttps://hrlibrary.umn.edu.org :
7
أھﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻫو ﺑﺻدد اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ واﻟﺗﻲ ﻧظﻣت أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ) ،( 1ﻛذﻟك ﺗﺗﺻل
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺎﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ ﻧﻘل ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻣن طورﻫﺎ اﻻﺑﺗداﺋﻲ إﻟﻰ طورﻫﺎ
اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻹﺣﺎﻟﺔ) ،(2وﻋﻠﯾﻪ أﻟزم اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري أن
ﯾﺗﺿﻣن ﻫذا اﻟﻘرار ﺑﯾﺎﻧﺎت ﺑﺷﺄن اﻟواﻗﻌﺔ ﻣوﺿوع اﻟﺑﺣث ووﺻﻔﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ
اﻟﺑطﻼن ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺳﺗوﺣﻰ ﻣن اﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 198ﻣن ق .إ .ج اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم واﻟﺗﻲ ﺗﻧص
":ﯾﺟب أن ﯾﺗﺿﻣن ﻗرار اﻹﺣﺎﻟﺔ ،ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺑطﻼن ،ﺑﯾﺎن اﻟوﻗﺎﺋﻊ ﻣوﺿوع اﻻﺗﻬﺎم
ووﺻﻔﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ" ) ،( 3وﻫذا ﻟﺿﻣﺎن ﺣق اﻟدﻓﺎع وﺣﺗﻰ ﻻ ﺗﺗم ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﺷﺧص ﺑوﻗﺎﺋﻊ
ﺟدﯾدة ﻟم ﯾﺟري ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ ﺗﺣﻘﯾق).(4
ﻛذﻟك ﯾﺗم ﻣﺛول اﻟﻣﺗﻬم أﻣﺎم ﺟﻬﺎز اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻔﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣﺿورﻩ أﻣﺎم ﻫذا اﻷﺧﯾر
وﺟب اﻹﺣﺎطﺔ ﻋﻠﻣﺎ ﺑﺎﻟﺗﻬﻣﺔ ﻋن طرﯾق إﺟراء اﻟﺗﻛﻠﯾف ﺑﺎﻟﺣﺿور ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ
اﻟﻣﺎدﺗﯾن 439و 440ﻣن ق .إ .ج) ،(5ﻓﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻧص اﻷول ﻧﺟدﻩ ﯾﺣﯾﻠﻬﺎ ﺑدورﻩ إﻟﻰ ق.
إ .م .إ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 16ﻣﻧﻪ واﻟﺗﻲ ﺣددت ﻣدة اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﯾوم ﻗﺑل اﻧﻌﻘﺎد اﻟﺟﻠﺳﺔ ﻫذا ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ
إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺗﻬم ﻣﻘﯾﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر أﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻣﻘﯾﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج ﻓﺗﻣﺗد اﻟﻣواﻋﯾد إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ
أﺷﻬر ،وﯾﺟب أن ﯾﺗﺿﻣن اﻟﺗﻛﻠﯾف ﺑﺎﻟﺣﺿور ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت واﻟﺗﻲ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ إﺧﻼﻟﻬﺎ
ﺑطﻼن اﻟﺗﻛﻠﯾف وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻛون ﻟﻠﻣﺗﻬم أن ﯾدﻓﻊ ﺑﻬذا اﻟﺑطﻼن ﻗﺑل إﺑداء أي دﻓﻊ أﺧر وﻫذا
ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة 19ﻣن ق.إ.م.إ) ،(6ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﺟراء اﻟﺗﻛﻠﯾف ﺑﺎﻟﺣﺿور ﻫﻧﺎك إﺟراء
8
أھﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻣﺛول اﻟﻔوري ﺑﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻷﺧﯾر وﻟﯾد اﻟﺗﻌدﯾل اﻹﺟراﺋﻲ رﻗم 02-15اﻟذي ﺟﺎء
ﻛطرﯾﻘﺔ ﺑدﯾﻠﺔ ﻹﺧطﺎر اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑوﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺑدﻻ ﻣن إﺟراء اﻟﺗﻠﺑس) ،(1وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻧص
اﻟﻣﺎدة 339ﻣﻛرر2ﻣن ق.إ.ج ﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ أن ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻋبء
إﺧطﺎر اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻘدم أﻣﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﺗﻬﻣﺔ اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﯾﻪ وﻛذا ﺗﻛﯾﯾﻔﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﺑﻌد اﻟﺗﺣﻘق ﻣن
ﻫوﯾﺗﻪ ﻣﺑﺎﺷرة ٕواﻟزام إﺧطﺎرﻩ ﺑﺎﻟﻣﯾﻌﺎد اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذي ﯾﻣﺛل أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ) ،( 2ﺣﺿور اﻟﻣﺗﻬم
إرادﯾﺎ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ إﺷﻌﺎر اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻫذا وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻧص اﻟﻣﺎدة 334ﻣن ق.إ.ج
اﻟذي ﯾﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ أن ﻫذا اﻹﺧطﺎر ﯾﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻣﺛول إرادي ﻟﻠﻣﺗﻬم ﺑﻌد ﺗوﺟﯾﻪ إﺷﻌﺎر
ﺑﺳﯾط ﻣن طرف اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ إﻟﻰ اﻟﺣﺿور ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ).(3
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺣق اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ اﻟﺻﻣت
ﺗﻌﺗﺑر ﺣرﯾﺔ اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ اﻹدﻻء ﺑﺄﻗواﻟﻪ ﺑﻛل ﺣرﯾﺔ ﻣن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛﻔل
ﺣق اﻟدﻓﺎع ) ،( 4ﻓﻠﻠﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﯾﻪ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺻﻣت ﻫذا اﻟﺣق ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻪ أﺛﻧﺎء ﺗوﻗﯾﻔﻪ ﻟﻠﻧظر
ﻓﺎﻟﻘﺎﻧون ﻟم ﯾﺳﻣﺢ ﻟﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﺈﺟﺑﺎر اﻟﻣوﻗوف ﻋﻠﻰ اﻹدﻻء ﺑﺄﻗواﻟﻪ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ
ﯾﻣﻛن اﻷﺧذ ﺑﺳﻛوﺗﻪ دﻟﯾل إداﻧﺗﻪ أو ﻗرﯾﻧﺔ ﺿدﻩٕ ،واﻧﻣﺎ ﯾﻛون ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ دﻋﺎﻣﺔ ﻟﻣﺑدأ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﺷك
ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺗﻬم) ،(5وﻫو ﻣظﻬر ﻣن ﻣظﺎﻫر ﺗﻛرﯾس ﺣق اﻟدﻓﺎع اﻟذي ﺟﺎء ﺑﻪ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﻧص
ﻧص اﻟﻣﺎدة 169ﻣن دﺳﺗور 1996اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أن ":اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع ﻣﻌﺗرف
9
أھﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
ﺑﻪ") ،(1ﻓﯾﺟوز ﻟﻠﻣﺗﻬم ﺑﻧﻔﺳﻪ أن ﯾﻘدم ﻣﺎ ﯾﺷﺎء ﻣن دﻓﺎع ﺳواءا ﺷﻔوي أو ﻛﺗﺎﺑﻲ ﻛل ﻫذا دون
اﻹﺧﻼل ﺑﺣق اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ اﻟﺻﻣت ورﻓض اﻟﻛﻼم أو اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋن اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﻣوﺟﻬﺔ إﻟﯾﻪ .
وﻗد ﻛرس ﻧص اﻟﻣﺎدة 100ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻫذا اﻟﺣق ،ﻣن ﺧﻼل ﻧﺻﻪ
ﻋﻠﻰ..." :وﯾﻧﺑﻬﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﺣر ﻓﻲ ﻋدم اﻹدﻻء ﺑﺄي إﻗرار وﯾﻧوﻩ ﻋن ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻣﺣظر ،ﻓﺈذا أراد
اﻟﻣﺗﻬم أن ﯾدﻟﻲ ﺑﺄﻗوال ﺗﻠﻘﺎﻫﺎ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻔور"...
وﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري أﻟزم ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق أن ﯾﻧﺑﻪ
ﺑﺄن ﻟﻪ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗﻘدﯾم أي ﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺷﺄن اﻟواﻗﻌﺔ ﻣﺣل اﻟﺗﺣﻘﯾق ،وﻛﻣﺎ ﯾﺟب أن
ﯾﺣرر ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻣﺣظر ﻟﻛن ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻫذا ﻣن ﻗﺑﯾل اﻻﺳﺗﺟواب ﻓﯾظل اﻟﻣﺣﻘق ﻣﺳﺗﻣﻌﺎ
ﻓﻘط ) ،( 2ﻛﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧت اﻟﻣﺎدة 157ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﺟزاء اﻟﺑطﻼن ﻋﻧد اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ واﺷﺗرط
ﺗدوﯾن ﺗﻧﺑﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺣظر ﻷن اﻟطرﯾق اﻟوﺣﯾد ﻹﺛﺑﺎﺗﻪ ٕواﻻ اﻋﺗﺑر ﻛﺄن ﻟم ﯾﻛن) ،(3ﻛﻣﺎ ﯾﻔﺗرض
ﺣق اﻟدﻓﺎع ﻋدم ﺟواز ﺗﻌذﯾب اﻟﻣﺗﻬم وﻛل ﻗول ﯾﺛﺑت أﻧﻪ ﺻدر ﻣن ﻣواطن ﺗﺣت وطﺄة
اﻟﺗﻌذﯾب أو اﻟﺗﻬدﯾد ﺑﺷﻲء ﻣﻧﻪ).(4
-1دﺳﺗور اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ،1996اﻟﻣﻧﺷور ﺑﻣوﺟب ﻣرﺳوم رﺋﺎﺳﻲ رﻗم 438-96
ﻣورخ ﻓﻲ 07دﯾﺳﻣﺑر ﺳﻧﺔ ،1996ج .ر .ج .ج؛ ﻋدد ،76ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 08دﯾﺳﻣﺑر ﺳﻧﺔ ،1996ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم
ً
ﻣورخ ﻓﻲ 10اﻓرﯾل ﺳﻧﺔ ،2002ج .ر .ج .ج؛ ﻋدد ، 25ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 14اﻓرﯾل
ﺑﻣوﺟب :ﻗﺎﻧون رﻗم ً ،03-02
ﻣورخ ﻓﻲ 15ﻧوﻓﻣﺑر ﺳﻧﺔ ،2008ج .ر .ج .ج؛ ﻋدد ،63
ﺳﻧﺔ ،2002ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم ﺑﻘﺎﻧون رﻗم ً ،19-08
ﻣورخ ﻓﻲ 06ﻣﺎرس ﺳﻧﺔ ،2016ج .ر .ج.
ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 16ﻧوﻓﻣﺑر ﺳﻧﺔ ،2008وﻣﻌدل ﺑﻘﺎﻧون رﻗم ً ،01-16
ج،ﻋدد ،14ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 07ﻣﺎرس ﺳﻧﺔ .2016
-2ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ،أﺻول اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،اﻟﻛﺗﺎب اﻷول ،د .ط ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﺑﯾروت
ﻟﺑﻧﺎن ،2003 ،ص.335 .
-3راﺟﻊ اﻟﻣﺎدة 157ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ.
-4ﺣﺳن ﺑﺷﯾت ﺧوﯾن ،ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺧﻼل ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ – دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ – اﻟﺟزء
اﻟﺛﺎﻧﻲ ،ط ،1.ﻣﻛﺗﺑﺔ دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن ،1997 ،ص.131 .
10
أھﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
1
-اﻷﻣر رﻗم 156-66اﻟﻣؤرخ 18ﺻﻔر ﻋﺎم ،1386اﻟﻣواﻓق ل 8ﺟوان ﺳﻧﺔ 1966و اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون
اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،ج .ر .ج .ج ،ﻋدد ،49ﺑﺗﺎرﯾﺦ 11ﺟوان ،1966اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم.
-2آﯾت ﻋﺑد اﻟﻣﺎﻟك ﻧﺎدﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.134 .
-3ﻧﺟﯾﻣﻲ ﺟﻣﺎل ،دﻟﯾل اﻟﻘﺿﺎة ﻟﻠﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺢ واﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﺟزء اﻻول ،ط ،2 .دار
ﻫوﻣﻪ ،2014 ،ص.56.
-4راﺟﻊ اﻟﻣﺎدة 2/169ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ.
11
أھﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
ﺿ ِﻌﯿﻔًﺎ أَ ْو َﻻ ﯾَ ْﺴﺘَ ِﻄﯿ ُﻊ أَن ﯾُ ِﻤ ﱠﻞ ھ َُﻮ ﻓَ ْﻠﯿُ ْﻤﻠِ ْﻞ َوﻟِﯿﱡﮫُ ﺑِﺎ ْﻟ َﻌﺪ ِْل ﴾) ،(1ﻓدل ذﻟك
ﺳﻔِﯿ ًﮭﺎ أَ ْو َ اﻟﱠ ِﺬي َﻋﻠَ ْﯿ ِﮫ ا ْﻟ َﺤ ﱡ
ﻖ َ
ﻋﻠﻰ ﺟواز اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﺷﺧص اﻟﻘﺎدر ﻟﺗﺑﯾﺎن اﻟﺣق ٕواظﻬﺎرﻩ ﻋﻧد ﻋﺟز ﺻﺎﺣﺑﻪ).(2
وﻟﻘد وردت ﻋدة ﻣواد ﺗﺄﻛد ﻋﻠﻰ ﺣق اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ،ﻓﻘد ﻧص اﻟﻣﺷرع ﺻراﺣﺔ
ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 100ق .إ .ج ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺿﻲ ﺗﺣﻘﯾق أن ﯾوﺟﻪ اﻟﻣﺗﻬم ﺑﺄن ﻟﻪ اﻟﺣق
ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر ﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﺈن ﻟم ﯾﺧﺗر ﻟﻪ ﻣﺣﺎم ﻋﯾن ﻟﻪ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﺣﺎﻣﯾﺎ ﻣن ﺗﻠﻘﺎن ﻧﻔﺳﻪ إذا طﻠب
ﻣﻧﻪ ذﻟك).(3
وﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 292ﻣن ق .إ .ج)" :(4أن ﺣﺿور ﻣﺣﺎم ﻓﻲ اﻟﺟﻠﺳﺔ ﻟﻣﻌﺎوﻧﺔ
اﻟﻣﺗﻬم وﺟوﺑﻲ وﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء ﯾﻧدب اﻟرﺋﯾس ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﻪ ﻣﺣﺎﻣﯾﺎ ﻟﻠﻣﺗﻬم" ،وﻓﻲ
ﻫذا اﻹطﺎر وﺗﻛرﯾﺳﺎ ﻟﺣق اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣداﻓﻊ ذﻫب اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺟواز ﺑﺻﻔﺔ
اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗرﺧﯾص ﻟﻠﻣﺗﻬم أن ﯾﻌﻬد ﺑﺎﻟدﻓﺎع ﻋﻧﻪ ﻷﺣد أﻗﺎرﺑﻪ أو أﺻدﻗﺎﺋﻪ أﻣﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت) ،(5وﻫو ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 2/271ق .إ .ج) ،(6أﻣﺎ إذا ﻣﺎ ﺗﻧﺎزل ﺻراﺣﺔ ﻋن
ﺣﻘﻪ ﻓﻲ ﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟذي ﺗم ﺗﻌﯾﯾﻧﻪ ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻟﻪ أن ﯾﺣﺗﺞ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﻋﻠﻰ ﺗﻣﻛﯾﻧﻪ ﻣن
اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻫذا اﻟﺿﻣﺎن ،وﯾﺟوز ﻟﻠﻣﺗﻬم أن ﯾﻌدل ﻋن ﺗﻧﺎزﻟﻪ ﻋن اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎم ﻓﻲ أﯾﺔ
ﻣرﺣﻠﺔ ﻣن ﻣراﺣل اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﺈذا اﺧﺗﺎر ﻣﺣﺎﻣﯾﺎ ﻟﻪ ،ﻻ ﯾﻛون اﻻﺳﺗﺟواب ﺻﺣﯾﺣﺎ إﻻ ﺑﻌد
دﻋوﺗﻪ ﻟﻠﺣﺿور ﻣن طرف ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة 105ﻣن ق .إ .ج،
واﻻﺳﺗﺟواﺑﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣت ﻓﻲ ﻓﺗرة ﻣﺎ ﻗﺑل ﺗﻌﯾﯾن اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﺗﻛون ﺻﺣﯾﺣﺔ
واﻟﻣﻼﺣظ أن اﻟﻣﺎدة 100ق .إ .ج ﻟم ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﺿرورة إﺛﺑﺎت ﺣق اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ ﺗﻧﺑﯾﻬﻪ
ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﻣﺣﺎم ﻓﻲ ﻣﺣظر ،ﻛﻣﺎ ﻟم ﺗﻔرض إﺗﺑﺎع ﻫذا اﻹﺟراء ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻹﺣﺎطﺔ اﻟﻣﺗﻬم ﺑﺎﻟوﻗﺎﺋﻊ
12
أھﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﯾﻪ ) ،(1وﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﻣﺣﻘق اﻟﺗزام ﺑﺗدوﯾن ﻫذا اﻟﺗﻧﺑﯾﻪ ﻓﻲ ﻣﺣﺿر اﻟﺗﺣﻘﯾق
وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ إﻏﻔﺎل اﻟﻣﺣﻘق ﺑﻌدم ﺗدوﯾن ﻫذا اﻟﺗﻧﺑﯾﻪ ﻓﻲ ﻣﺣﺿر اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑطﻼن
اﻻﺳﺗﺟواب) ،(2وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﺗﺑﯾن أن اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻟﻪ أﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ إذ أﻧﻪ ﯾﺳﺎﻫم
ﻓﻲ ﺗﻌزﯾز ﺣق اﻟدﻓﺎع وﻫو ﻛﻠﻪ ﯾﺻب ﻓﻲ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻬم.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻋﻧد وﻗوع ﺟرﯾﻣﺔ ،ﯾﻧﺷﺄ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﺣق ﺑﻣﻌﺎﻗﺑﺔ ﻣرﺗﻛﺑﻬﺎ ،ووﺳﯾﻠﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ ذﻟك ﻫﻲ
اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻛذﻟك ﻛﻣﺎ ﺳﺑق أن ﺗطرﻗﻧﺎ أن اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع ﻣﺿﻣون ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 169ﻣن اﻟدﺳﺗور ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﺣق اﻟدﻓﺎع ﻣطﻠق ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﻣراﺣل
اﻟدﻋوى إﻻ أن ﻗﺑل أن ﯾﺗم ﺗﺣرﯾك ﻫذﻩ اﻟدﻋوى ،ﺗﺗﺧذ إﺟراءات ﺗﻣﻬﯾدﯾﺔ ﻹﺟراء اﻟدﻋوى
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣﻧطﻠق ﻛل دﻋوى ﻋﻣوﻣﯾﺔ ،وﻛذﻟك أﺧطر اﻟﻣراﺣل اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻧظ ار ﻷن
اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﻠك اﻹﺟراءات ﻫﻲ أﺟﻬزة اﻟﺷرطﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺗواﻓر ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗواﻓر ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ واﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ،ﻣﻣﺎ اﺳﺗدﻋت اﻟدراﺳﺔ اﻟﺗطرق إﻟﻰ
دراﺳﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ،وﻛذﻟك ﺗﺗﺟﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ ﺣﺿور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻣﻊ ﻣﺗﻬم
أﺛﻧﺎء ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻓﻲ ﻛون ﻫذا اﻟﺣﺿور ﺳﯾؤدي إﻟﻰ ﻓرض رﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﯾﺎد
اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣراﻗﺑﺔ ،ﻛذﻟك ﻟﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻗﯾﻣﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ
وﻋﻠﯾﻪ ﺳﻧﺗطرق إﻟﻰ دراﺳﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻻﺳﺗدﻻل )ﻓرع أول( ،اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ
-1ﻋﻣﺎرة ﻓوزي ،ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ،اطروﺣﺔ اﻟدﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺧوة ﻣﻧﺗوري ،ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ،
،2010ص.98 .
-2ﺣﺳﯾن اﻟﺟوﺧدار ،اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون أﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ – دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ – ،ط ،1 .دار
اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ،ﻋﻣﺎن ،2008 ،ص.299 .
13
أھﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ )ﻓرع ﺛﺎﻧﻲ( ،اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ
)ﻓرع ﺛﺎﻟث(.
اﻟﻔرع اﻷول
ﻟم ﯾﻛن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﯾﻪ ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣق اﻟدﻓﺎع،
ﺑﻣﻌﻧﻰ أن اﻧﻌدام ﺣق اﻟدﻓﺎع ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﻣﻬدة ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟم ﯾﻛن اﻟﻣﺷرع ﯾﻘر ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾﺔ
ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﯾﻪ ﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣن ﻟﻪ ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻋﺎدﻟﺔ ،وﻫذا ﻣﺎ ﻓﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل
ﻟﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﺗﻌدي واﻻﻧﺗﻬﺎك واﻟﺗﻌﺳف ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻬم،
ﻓﯾﻬﺎ إﻫدار ﻟﻠﺣرﯾﺎت واﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،وﻫذا ﯾﻌود إﻟﻰ ﻋدم وﺟود أي ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﯾﺿﻣن
اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﯾﻪ وﻛﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻬذا اﻟﻔراغ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،ﺗدﺧل اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 2015
ﻓﻘﺎم ﺑﺗﻌدﯾل ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ وﺑﺈﺻدارﻩ ﻟﻘﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل ﺣﯾث أﺣدث إﺿﺎﻓﺎت
ﺟوﻫرﯾﺔ ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣق اﻟدﻓﺎع أﺛﻧﺎء ﻣراﺣل اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،وﻣﯾز ﻓﻲ ﻧطﺎق ﻫذا اﻟﺣق
ﺑﯾﻧﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﯾﻪ ﻗﺎﺻ ار أو ﺑﺎﻟﻐﺎ.
ﻓﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻗﺎﻧون 12-15ﺣﺎول اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري إدراج أﺣد أﻫم ﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع ﻓﻲ
ﻣرﺣﻠﺔ اﻻﺳﺗدﻻل وﻫو ﺣق اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻘد أﻛدت اﻟﻣﺎدة 51ﻣﻛرر 1ﻣن اﻷﻣر -15
02ق.إ.ج) ،(1ﺑﺣق اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ زﯾﺎرة اﻟﻣوﻗوف ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻣدﯾد ﻣدة ﺗوﻗﯾﻔﻪ ﻷﻛﺛر ﻣن
14
أھﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
48ﺳﺎﻋﺔ أﺧرى ،وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ،ﺑﻧﺻﻬﺎ" :إذا ﺗم ﺗﻣدﯾد اﻟﺗوﻗﯾف ﻟﻠﻧظر
ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣوﻗوف أن ﯾﺗﻠﻘﻰ زﯾﺎرة ﻣﺣﺎﻣﯾﻪ ،(1)" ...
ﻓﺎﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻟﻠﻣوﻗوف ﻟﻠﻧظر ،ﻟﻛن ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﺗﻌﺗﺑر ﺿﻣﺎﻧﺔ
ﺿﻌﯾﻔﺔ ﺟدا ) ،( 2ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﺳﺗﻔﯾد اﻟﻣوﻗوف ﺑﺣق اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ إﻻ ﺑﻌد اﻧﺗﻬﺎء اﻟﻣدة
اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻟﻠﺗوﻗﯾف وﻫﻲ 48ﺳﺎﻋﺔ ،وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا اﻧﺗﻬﻰ ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣن ﻣﻬﺎﻣﻪ ﻗﺑل اﻧﻘﺿﺎء ﻫذﻩ اﻟﻣدة ﯾﺿﯾﻊ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﺣق اﻟﻣوﻗوف ﺑﺎﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ،
ﻷن زﯾﺎرة اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻻ ﺗﺗم ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣدة وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ زﯾﺎرة ﺷﻛﻠﯾﺔ ﻻ ﺗوﺟد ﻓﺎﺋدة ﻣﻧﻬﺎ)،(3
إﻻ أﻧﻪ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻔﻘرة اﻟراﺑﻌﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة ذاﺗﻬﺎ ،ﺣق اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ زﯾﺎرة اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﯾﻪ أﺛﻧﺎء ﻓﺗرة ﺗﻣدﯾد
ﺗوﻗﯾﻔﻪ ،ﺗﺣدﯾدا ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺟراﺋم اﻟﺧﺎﺻﺔ واﻟﻣﺣددة ،وﺟراﺋم اﻟﻔﺳﺎد ،ﻻ ﯾﻛون إﻻ ﺑﻌد اﻧﻘﺿﺎء
ﻧﺻف اﻟﻣدة اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 51ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ،أي ﺑﺣﺳب ﻧوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،ﻋﻠﻰ أن
ﺗﺗم ﻫذﻩ اﻟزﯾﺎرة ﻓﻲ ﻏرﻓﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﯾﺿﻣن ﻓﯾﻬﺎ ﺳرﯾﺔ اﻟﻣﺣﺎدﺛﺔ وأن ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز ﻣدﺗﻬﺎ 30دﻗﯾﻘﺔ
طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﻘرة اﻟﺳﺎدﺳﺔ ،وﻫذﻩ اﻟﻣدة ﻏﯾر ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻻطﻼع اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺑﺎب ﺗوﻗﯾف ﻣوﻛﻠﻪ)،(4
وأن اﻟﻣوﻗوف ﻟﻠﻧظر ﻟن ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣن اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﯾﻪ واﺳﺗﺷﺎرﺗﻪ ﻗﺑل أي ﺳﻣﺎع وﻋدم اﻟﺗواﺟد
ﻣﻌﻪ ﺧﻼل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺳﻣﺎع ﻓﻬذﻩ اﻟﺣﻘوق ﺗم ﺗﺟﺎﻫﻠﻬﺎ ،رﻏم أﻧﻬﺎ ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ) ،(5ﻓطﺑﻘﺎ
ﻟﻠﻣﺎدة 41ﻣن اﻟدﺳﺗور" :ﯾﻌﺎﻗب اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﺿد اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت
،(6)" ...وﻫو ﻣﺎ ﯾطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع اﻟﻣﺿﻣون ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ وﻫو ﯾﺷﻣل
ﺑﻘوة اﻟدﺳﺗور ذﻟك اﻟﺣق ﻣﻧذ ﺑداﯾﺔ اﻟﺗﺣرﯾﺎت ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ وﻻ ﯾﻣﻛن اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋن
-1ﺣﻣﯾدي ﻓﺗﯾﺣﺔ ،اﻟﺗوﻗﯾف ﻟﻠﻧظر ﺑﯾن ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻣﻬﯾدي وﺿﻣﺎن ﺣرﯾﺎت اﻷﻓراد ،ﻣذﻛرة ﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﺗﺧﺻص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ واﻟﻌﻠوم اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌﻘﯾد أﻛﻠﻲ ﻣﺣﻧد
أوﻟﺣﺎج ،اﻟﺑوﯾرة ،2016 ،ص.42 .
-2ﻗﺎدري ﻧﺎﻣﯾﺔ وﻗﺎﺳﺔ أﻣﺎل ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.40 .
-3ﺧﻠﻔﻲ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص ص.88-87 .
-4ﺣﻣﯾدي ﻓﺗﯾﺣﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.43 .
-5ﻋﺑد اﷲ أوﻫﯾﺑﯾﺔ ،ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ أﺛﻧﺎء ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺑﺣث اﻟﺗﻣﻬﯾدي –اﻻﺳﺗدﻻل ،-ط ،1 .اﻟدﯾوان
اﻟوطﻧﻲ ﻟﻸﺷﻐﺎل اﻟﺗرﺑوﯾﺔ ،2004 ،ص.95 .
-6راﺟﻊ اﻟﻣﺎدة 41ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ.
15
أھﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
أﯾﺔ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣن ﺿﻣﺎن اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع اﻟذي ﯾﻌﻧﻲ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻣراﺣﻠﻬﺎ.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻘﺎﺻر اﻟﻣﺷرع ﯾﺿﻣن ﻟﻪ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع ﻋن طرﯾق اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ
اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ أﺛﻧﺎء ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ إذ ﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل ﻧﺻوص ﺻرﯾﺣﺔ ٕواﻟزاﻣﯾﺔ
ﺗوﺟب ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺳﻬر ﻋﻠﻰ ﺿﻣﺎن ﺗﻠك اﻟﺣﻘوق ﻋﻛس ﻣﺎ ﻫو ﻓﻲ ﻗﺎﻧون
اﻹﺟ ارءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﯾﻪ اﻟﺑﺎﻟﻎ) ،(1ﻓﺎﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل
أﻗر أﻧﻪ وﺟوﺑﻲ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﻣراﺣل اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ) ،(2وﻫذا ﻣﺎ ﺗﺑﻧﺗﻪ اﻟﻣﺎدة 67ﻣن ﻗﺎﻧون
ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل واﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ" :إن ﺣﺿور ﻣﺣﺎم ﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟطﻔل وﺟوﺑﻲ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﻣراﺣل
اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ واﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ") ،(3ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻧﻛﺗﺷف ﺣرص اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ
أن ﯾﻛون ﻟﻠﺣدث ﻣﺣﺎﻣﻲ ﯾدﻋﻣﻪ طوال ﻣراﺣل اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ،وﺟﻌﻠﻪ وﺟوﺑﯾﺎ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣراﺣل
ﺳواء ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ أو ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق أو ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ 4،ﻛذﻟك ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع أﻟزم ﺿﺎﺑط
اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺿرورة إﺧطﺎر اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﯾﻪ اﻟﻘﺎﺻر ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ
وﻫو ﻣﺎ ﻧﺟدﻩ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 50ﻣن ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل اﻟذي ﯾﻧص ﻋﻠﻰ" :ﯾﺟب ﻋﻠﻰ
ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﺑﻣﺟرد ﺗوﻗﯾف طﻔل ﻟﻠﻧظر،...وأن ﯾﺿﻊ ﺗﺣت ﺗﺻرف
اﻟطﻔل ﻛل وﺳﯾﻠﺔ ﺗﻣﻛﻧﻪ ﻣن اﻹ ﺗﺻﺎل ﺑﺄﺳرﺗﻪ وﻣﺣﺎﻣﯾﻪ وﺗﻠﻘﻲ زﯾﺎرﺗﻬﺎ ﻟﻪ وزﯾﺎرة ﻣﺣﺎم
وﻓﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ." ...
-1طﺑﺎش ﻋز اﻟدﯾن» ،ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﯾﻪ أﺛﻧﺎء اﻟﺗوﻗﯾف ﻟﻠﻧظر« ،ﻣداﺧﻠﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﯾوم اﻟدراﺳﻲ ﺣول
ﺗﻌدﯾﻼت ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺟﺎﯾﺔ ،اﻟﻣﻧﻌﻘدة ﯾوم ،2015/11/12ص.5 .
-2ﺑوﻫﻧﺗﺎﻟﺔ ﯾﺎﺳﯾن ورﻣﺿﺎﻧﻲ ﻓرﯾد» ،اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣدث اﻟﺟﺎﻧﺢ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل وآﻟﯾﺎت
ﺗﻔﻌﯾﻠﻬﺎ« ،ﻣﻠﺗﻘﻰ وطﻧﻲ ﺣول :ﺟﻧوح اﻷﺣداث ﻗراءات ﻓﻲ واﻗﻊ وأﻓﺎق اﻟظﺎﻫرة وﻋﻼﺟﻬﺎ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻧﺔ ،1اﻟﻣﻧﻌﻘدة
ﯾوم 05-04ﻣﺎي ،2016ص.3 .
-3ﻗﺎﻧون رﻗم 12-15ﻣؤرخ ﻓﻲ 15ﺟوﯾﻠﯾﺔ ﺳﻧﺔ ،2015ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل ،ج .ر .ج .ج ،ﻋدد ،39ﺻﺎدر
ﺑﺗﺎرﯾﺦ 19ﺟوﯾﻠﯾﺔ ﺳﻧﺔ .2015
-4ﻧﺷﻧﺎش ﻣﻧﯾﺔ ودﻓﺎس ﻋدﻧﺎن» ،اﻟﺣﻘوق واﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﺣداث أﺛﻧﺎء اﻟﺗﺣﻘﯾق وﺳﯾر إﺟراءات
اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ« ،ﻣﺣور اﻟﻣداﺧﻠﺔ :اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﺟﻧوح اﻷﺣداث ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺟﯾﺟل ،2016 ،ص.4 .
16
أھﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
وﻛذا ﻧص اﻟﻣﺎدة 54ﻣن ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل ﻋﻠﻰ" :إن ﺣﺿور ﻣﺣﺎﻣﻲ أﺛﻧﺎء
اﻟﺗوﻗﯾف ﻟﻠﻧظر ﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟطﻔل اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﯾﻪ ارﺗﻛﺎب أو ﻣﺣﺎوﻟﺔ ارﺗﻛﺎب ﺟرﯾﻣﺔ وﺟوﺑﻲٕ ،واذا
ﻟم ﯾﻛن ﻟﻠطﻔل ﻣﺣﺎم ،ﯾﻌﻠم ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓو ار وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗص ﻻﺗﺧﺎذ
اﻹﺟراءات اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﺗﻌﯾﯾن ﻣﺣﺎم ﻟﻪ وﻓﻘﺎ ﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺳﺎري اﻟﻣﻔﻌول" ،ﻓﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ أن ﺣﺿور
اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ وﺟوﺑﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺣدث ﺣﺳب ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل 12-15واﻟذي ﯾﺧﺗﻠف ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻠﺑﺎﻟﻐﯾن أﯾن أﻣﻛن اﻟﻘﺎﺻر اﻟﻣوﻗوف ﻟﻠﻧظر ﻣن اﻟﺗﻣﺛﯾل ﺧﻼل ﺳﻣﺎﻋﻪ ﻣن طرف ﺿﺎﺑط
اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣﻊ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻣراﻓﻘﺗﻪ وﺗﻘدﯾم اﺳﺗﺷﺎرات ﻟﻣﺳﺎﻋدﺗﻪ ﺧﻼل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺳﻣﺎع وﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم وﺟود ﻣﺣﺎﻣﻲ ﯾﻌﯾﻧﻪ ﻟﻪ وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ وﻫذا ﻣﺎ ﻻ ﻧﺟدﻩ ﻓﻲ اﻟﺗوﻗﯾف ﻟﻠﻧظر
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺑﺎﻟﻎ).(1
ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺿﻣﺎن ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻋﺎدﻟﺔ ﺑدون اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎم ،وذﻟك ﻣﻧذ ﺑداﯾﺔ
اﻟﺗﺣرﯾﺎت اﻷوﻟﯾﺔ دون اﻻﺣﺗﺟﺎج ﻻ ﺑﺳرﯾﺗﻬﺎ وﻻ ﺑﻣدى ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺣﺎﺿر اﻟﺿﺑطﯾﺔ
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣﺟرد اﺳﺗﻌﻼﻣﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗﺻرﯾﺣﺎت ﻛل اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺳﻣوع
إﻟﯾﻬم ﻣن طرف اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﻓﻼ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ اﻋﺗراﻓﺎت ﻣن اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﯾﻬم أو ﺷﻬﺎدة
ﺷﻬود ﻣن ﻏﯾرﻫم).(2
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎم ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ
ﺣق اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎم ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﯾﻌﺗﺑر ﻣن أﻫم ﺿﻣﺎﻧﺎت
ﺣق اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع ﻋن ﻧﻔﺳﻪ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧد اﺳﺗﺟواﺑﻪ) ،(3إذ أن ﻓﻲ ﺣﺿور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻣﻊ
اﻟﻣﺗﻬم دﻋﻣﺎ ﻟﻣوﻗﻔﻪ وﻣﺳﺎﻋدة ﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﺑﻬدوء واﺗزان وﺿﻣﺎن ﻟﺳﻼﻣﺔ اﻹﺟراءات وﻫوﻧﺎ
17
أھﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻟﻠﻌداﻟﺔ ﻋﻠﻰ إظﻬﺎر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ) ،(1ﻓﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 105ق .إ .ج ﺗﻧص
ﻋﻠﻰ وﺟوب دﻋوى اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﺗﻣﺎﺷﯾﺎ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ اﻟدﺳﺗور ﻣن ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻟﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع،
وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة وﺟوب اﺳﺗدﻋﺎء اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﺑرﺳﺎﻟﺔ ﻣوﺻﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗرﺳل إﻟﯾﻪ ﻗﺑل
اﻻﺳﺗﺟواب ﺑﯾوﻣﯾن أو أﻛﺛر ) ،( 2وﻓرﺿت اﻟﻣﺎدة 105ق .إ .ج ،ﺣﺿور ﻣﺣﺎﻣﻲ ﻋﻧد
اﺳﺗﺟواب اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع ،ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﺟوز ذﻟك ﻣن دون ﺣﺿور اﻟدﻓﺎع.
ﻟﻬﺎذا اﻟﻐرض ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 104ﻣن ق .إ .ج ﻋﻠﻰ ﺣق اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر ﻣﺣﺎم أو
ﻋدة ﻣﺣﺎﻣﯾن ﻟﻠدﻓﺎع ﻋﻧﻪ ﻣﺎ ﻟم ﯾﺗﻧﺎزل ﻋن ذﻟك ﺻراﺣﺔ ﻣﻊ وﺟوب ﺳؤاﻟﻪ ﻓﻲ ﺗﻌﯾﯾن ﻣﺣﺎم ﻟﻪ،
ﻛﻣﺎ ﺣددت اﻟﻣﺎدة 100إﻟﻰ 108ﻣن قٍ .ا .ج ﻛﯾﻔﯾﺔ إﺟراءات اﻻﺳﺗﺟواب واﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ
اﻋﺗﺑرﺗﻪ إﺟراء ﻗﺿﺎﺋﯾﺎ ﻣن اﺧﺗﺻﺎص ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق وﻻ ﯾﺟوز ﻟﻐﯾر اﻟﻘﺿﺎة اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻪ) ،(3وﻗد
أﺿﺎف اﻟﻣﺷرع ﺣق ﺣﺿور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻠﺑس أﻣﺎم وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ إذ ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة
58ﻣن ق .إ .ج ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻠﺑس ﺑﻧﺻﻬﺎ ..." :وﯾﻘوم وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﺎﺳﺗﺟواب
اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻘدم إﻟﯾﻪ ﺑﺣﺿور ﻣﺣﺎﻣﯾﻪ إن وﺟد ،ﻓﺈذا ﺣﺿر ذﻟك اﻟﺷﺧص ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﻪ
وﻣﻌﻪ ﻣﺣﺎﻣﯾﻪ ،اﺳﺗوﺟب ﺑﺣﺿور ﻫذا اﻷﺧﯾر ،" ...وﻣن اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﻘررة ﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ
ﺣق اﻟدﻓﺎع ﻧﺟد ﺣق اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ ﻣﻠف اﻟدﻋوى ،وﻗد ﺟﺎء اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺑﻧﺻوص ﻋدﯾدة
ﺗدﻋم ﻫذا اﻟﻣﺳﻠك اﻟذي ﺳﻠﻛﻪ ﺗدﻋﯾﻣﺎ ﻟﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع وﻋدم اﻹﺿرار ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻬم).(4
وﻓﻲ ذﻟك ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 105ﻣن ق .إ .ج اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﺑﻧﺻﻬﺎ...":وﯾﺟب أن ﯾوﺿﻊ
ﻣﻠف اﻻﺟراءات ﺗﺣت طﻠب ﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻣﺗﻬم ﻗﺑل ﻛل اﺳﺗﺟواب ﺑﺄرﺑﻊ وﻋﺷرﯾن ﺳﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ
اﻷﻗل ﻛﻣﺎ ﯾﺟب أن ﯾوﺿﻊ ﺗﺣت ﺗﺻرف ﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻣدﻋﻰ اﻟﻣدﻧﻲ ﻗﺑل ﺳﻣﺎع أﻗواﻟﻪ ﺑﺄرﺑﻌﺔ
وﻋﺷرﯾن ﺳﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل" .وﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 182ﻣن ق .إ .ج ﻓﻘرة أﺧﯾرة ":ﯾودع أﺛﻧﺎء ﻫذﻩ
-1وﻋدي ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻋﻠﻲ اﻟﻣزوري ،ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ط ،1 .دار اﻟﺣﺎﻣد ،2009 ،ص.330 .
-2ﻣﺣﻣد ﻣﺣدﻩ ،ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻬم أﺛﻧﺎء اﻟﺗﺣﻘﯾق ،اﻟﺟزء ،3اﻟط ،1دار اﻟﻬدى ،ﻋﯾن ﻣﯾﻠﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،1992 ،ص
ص.333-332 .
-3دﻻﻧدة ﯾوﺳف ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ ،ط ،2 .دار ﻫوﻣﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،2006 ،ص.181 .
-4ﺟﻧﺎﺑﺔ ﻋﺑد اﷲ» ،ﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع أﻣﺎم ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﯾن اﻟﻧظري واﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ« ،ﻣﻠﺗﻘﻲ دوﻟﻲ ﺣول ﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع
ﺑﯾن اﻟﻧظري واﻟﺗطﺑﯾق ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ،ﻋدد ،15ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺳﯾﻠﺔ ،ص.50 .
18
أھﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻣﻬﻠﺔ ﻣﻠف اﻟدﻋوى ﻣﺷﺗﻣﻼ ﻋﻠﻰ طﻠﺑﺎت اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم ﻗﻠم ﻛﺗﺎب ﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم وﯾﻛون ﺗﺣت
ﺗﺻرف ﻣﺣﺎﻣﻲ ﻣﺗﻬﻣﯾن واﻟﻣدﻋﯾﯾن اﻟﻣدﻧﯾﯾن" ،أﻣﺎ اﻟﻣﺎدة 193ﻣن ق .إ .ج ":واذا ﻗررت
ﻏرﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم إﺟراء ﺗﺣﻘﯾق ﺗﻛﻣﯾﻠﻲ ﺛم أﻧﻬﻲ ذﻟك اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺗﺄﻣر ﺑﺈﯾداع ﻣﻠف اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻟدى
ﻗﻠم اﻟﻛﺗﺎب وﯾﺣظر اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﺣﺎل ﻛل أطراف اﻟدﻋوى وﻣﺣﺎﻣﯾﻬم ﺑﻬذا اﻻﯾداع ﺑﻛﺗﺎب
ﻣوﺻﻰ ﻋﻠﯾﻪ وﯾﺑﻘﻰ ﻣﻠف اﻟدﻋوى ﻣودﻋﺎ ﻗﻠﻣﺎ اﻟﻛﺗﺎب طﯾﻠﺔ ﺧﻣﺳﺔ أﯾﺎم ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن ﻧوع
اﻟﻘﺿﯾﺔ" ،إن ﺣق إطﻼع اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻠف اﻟدﻋوى ﻣن اﻹﺟراءات اﻟﺟوﻫرﯾﺔ وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ
ﻣﺧﺎﻟﻔﺎﺗﻬﺎ اﻟﺑطﻼن).(1
وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﻧﺟد اﻟﻣﺎدة 68ﻣﻛرر ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﺗﻧص ﻋﻠﻰ" :ﺗﺣرر ﻧﺳﺧﺔ
ﻣن اﻻﺟراءات ﺣﺳب اﻟﺷروط اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 68أﻋﻼﻩ ،وﺗوﺿﻊ ﺧﺻﯾﺻﺎ
ﺗﺣت ﺗﺻرف ﻣﺣﺎﻣﻲ اﻷطراف ﻋﻧدم ﯾﻛوﻧون ﻣؤﺳﺳﯾن وﯾﺟوز ﻟﻬم اﺳﺗﺧراج ﺻور ﻋﻧﻬﺎ"،
وأﺟﺎزت اﻟﻣﺎدة ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻷطراف اﺳﺗﺧراج ﺻور ﻋن ﻣﻠف اﻻﺟراءات وﻧﺻت ﻋﻠﻰ:
" ...وﯾﺟوز ﻟﻬم اﺳﺗﺧراج ﺻور ﻋﻧﻬﺎ ،(2)" ...وﻫذا ﯾﻘﺗﺿﻲ ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل أن ﺗﻛون
ﻣﻛﺎﺗب ﻗﺿﺎة اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﺟﻬزة ﺑﺂﻻت اﺳﺗﺧراج ﺻور اﻟوﺛﺎﺋق).(3
واﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ رﺟل ﻗﺎﻧون وﻣﺣﻠف ﻟﻪ ﻛﺎﻣل اﻟﺣق ﻋﻧد اﻟﺗﺄﺳﯾس ﻓﻲ اﻟﻘﺿﯾﺔ أن
ﯾطﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﻠف اﻟدﻋوى ،وﻻ ﯾﻠﺗزم إﻻ ﺑﺎﻟﺳر اﻟﻣﻬﻧﻲ وﻓﻘﺎ ﻣﺎ ﺗﻘﺗﺿﯾﻪ وﻣﺎ ﺗﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة
79ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻧظم ﻟﻣﻬﻧﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﺎة) ،(4وﻛذا اﻟﻣواد 88-86ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻣﻬﻧﺔ
اﻟﻣﺣﺎﻣﺎة) ،(5ﺿﻣﺎن ﻟﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع أﺟﺎز اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻠﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟذي اﺧﺗﺎرﻩ اﻟﻣﺗﻬم اﻟﻣﺣﺑوس ﺑﻌد
أن ﯾﺗﺄﺳس ﻓﻲ اﻟﻘﺿﯾﺔ ،أن ﯾﺗﺻل ﻓﻲ أي وﻗت وﻓﻲ أي ﻣرﺣﻠﺔ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟدﻋوى ﺑﻣوﻛﻠﻪ
19
أھﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
ﺳواء أﺛﻧﺎء اﻟﺗﺣﻘﯾق وﻣﻌرﻓﺔ ﺗﻛﯾﯾف اﻟﻘﺿﯾﺔ) ،(1ﺑﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 102ق .إ .ج" :ﯾﺟوز
ﻟﻠﻣﺗﻬم اﻟﻣﺣﺑوس ﺑﻣﺟرد ﺣﺑﺳﻪ أن ﯾﺗﺻل ﺑﻣﺣﺎﻣﯾﻪ ﺑﺣرﯾﺔ ،وﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺣق ﻓﻲ أن
ﯾﻘرر ﻣﻧﻌﻪ ﻣن اﻻﺗﺻﺎل ﻟﻣدة ﻋﺷرة أﯾﺎم و ﻻ ﯾﺳري ﻫذا اﻟﻣﻧﻊ ﻓﻲ أي ﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺣﺎﻣﻲ
اﻟﻣﺗﻬم" ،وﯾﺳﺗﺧﻠص ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة أﻧﻪ إذا ﻛﺎن ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺣق ﻓﻲ أن ﯾﻘرر ﻣﻧﻊ
اﻟﻣﺗﻬم ﻣن اﻻﺗﺻﺎل ﺑﻐﯾرﻩ ﻟﻣدة ﯾﺣددﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻓﻬذا اﻟﻣﻧﻊ ﻻ ﯾﻘﻊ إطﻼﻗﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺣﺎﻣﯾﻪ،
واﺗﺻﺎل اﻟﻣﺣﺑوس ﺑﻣﺣﺎﻣﯾﻪ ﻋن طرﯾق اﻟزﯾﺎرة أو اﻟﻣراﺳﻼت ،وﻻ ﯾﺟوز اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ
وﻣوﻛﻠﻪ ﻟﻛون ﻣن ﺣق اﻟﻣﺗﻬم أن ﯾﺧﺎطب ﻣﺣﺎﻣﯾﻪ ﻣﺑﺎﺷرة.
ﻓﺣق اﺗﺻﺎل اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﺑﺎﻟﻣﺣﺑوس ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻣن ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ اﻟﻣﻧﺻﻔﺔ )،( 2
وﻫذا ﻣﺎ أﻗرﺗﻪ اﻟﻣﺎدة 14ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﺷﺄن اﻟﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧص" :أن
ﻟﻛل ﻣﺗﻬم اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟوﻗت واﻟﺗﺳﻬﯾﻼت اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﻹﻋداد دﻓﺎﻋﻪ و اﻻﺗﺻﺎل
ﺑﻣن ﯾﺧﺗﺎرﻩ ﻣن اﻟﻣﺣﺎﻣﯾن إﻻ دﻟﯾل ﻋﻠﻰ ذﻟك") ،(3وﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ أن ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن
اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻹﺟراﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري ﺿﻣن ﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع ﺧﺎﺻﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ،إﻻ أﻧﻪ دور
اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﺳﻠﺑﯾﺎ ﺑﺣﺳب اﺻﻠﻪ ذﻟك ﻷن اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت واﻟﻘواﻧﯾن ﻟم ﺗﺟز ﻟﻪ أن ﯾﻧوب ﻋن اﻟﻣﺗﻬم
ﻓﻲ اﻹﺟﺎﺑﺔ ،أو أن ﯾراﻓﻊ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻘق ﻓﻼ ﯾﺧول ﻟﻪ اﻟﺣق ﻓﻲ طرح اﻷﺳﺋﻠﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ،إﻻ إذا
أذن ﻟﻪ اﻟﻣﺣﻘق وﻓﻘﺎ ﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 107ق .إ .ج) ،(4ﻓﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ أن دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ
ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺎﻫدة اﻟﺻﺎﻣﺗﺔ ﻓﻬو رﻗﯾب ﺻﺎﻣت ،ﻓﺑﺎﻟرﻏم أن اﻟﻣﺷرع ﻓﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل ﻟﻠﻣﺣﺎﻣﻲ
إﻻ أﻧﻪ ﻣرﻫون ﺑﺗرﺧﯾص ﻣن ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث
-1ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ،أﺻول اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،اﻟﻛﺗﺎب اﻷول ،د .ط ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﺑﯾروت،
ﻟﺑﻧﺎن ،2003 ،ص.33 .
-2راﺟﻊ اﻟﻣﺎدة 102ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
-3ﻣرزوق ﻣﺣﻣد ،اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ ،اطروﺣﺔ اﻟدﻛﺗوراﻩ ،ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﺗﻠﻣﺳﺎن ،2016 ،ص ص.164-162 .
-4ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 107ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ" :ﻻ ﯾﺠﻮز ﻟﻤﺤﺎﻣﻲ اﻟﻤﺘﮭﻢ وﻻ ﻟﻤﺤﺎﻣﻲ اﻟﻤﺪﻋﻲ اﻟﻤﺪﻧﻲ أن
ﯾﺘﻨﺎوﻻ اﻟﻜﻼم ﻓﯿﻤﺎ ﻋﺪا ﺗﻮﺟﯿﮫ اﻷﺳﻠﺔ ﺑﻌﺪ أن ﯾﺼﺮح ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ﻟﮭﻤﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﺈذا رﻓﺾ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ﺗﻀﻤﻦ
ﻧﺺ اﻷﺳﺌﻠﺔ ﺑﺎﻟﻤﺤﻀﺮ أو ﯾﺮﻓﻖ ﺑﮫ" ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
20
أھﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
21
أھﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
وﻧﺷﺎطﻬم ) ،( 1ﻓﻣﺑدأ اﻟﺷﻔﺎﻫﯾﺔ ﯾﺳﺎﻋد اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑدورﻩ ﺑﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ﻟذﻟك ﺗﻣﺛل اﻟﺷﻔﺎﻫﺔ
ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻟﺣق اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻋﺎدﻟﺔ.
إﻻ أﻧﻪ ﻗد ﯾﺣدث أن ﯾﻘدم أﺣد اﻟﺧﺻوم ﻣن أدﻟﺔ ﻻ ﺗطرﺣﻬﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻓﻲ
اﻟﺟﻠﺳﺔ ﻧﺳﯾﺎﻧﺎ أو إﻫﻣﺎﻻ ﻟﺷﺄﻧﻬﺎ ،أو ﻷي ﺳﺑب أﺧر وﻻ ﺷك أن ﺗﻧﺑﻪ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ إﻟﻰ ﻣﺛل ﻫذﻩ
اﻟﻧﻘطﺔ ﯾﻌطﯾﻪ ﻣﺑر ار ﻟﻠطﻌن ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻹﺧﻼل ﺑﻣﺑدأ اﻟﺷﻔوﯾﺔ ،وﻣن أوﻟﻰ ﻓﻠﻪ
اﻻﻋﺗراض ﻋﻠﻰ أي دﻟﯾل ﻟم ﯾطرح ﻟﻠﻧﻘﺎش ﻓﻲ اﻟﺟﻠﺳﺔ) ،(2وﻗد ﯾﻌﺗرف اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ أي وﻗت
ﺑﺎﻟﺗﻬﻣﺔ اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﯾﻪ ،وﻗد ﯾﺣدث أن ﺗﺄﺧذ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﻬذا اﻻﻋﺗراف دون ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ
اﻋﺗراﻓﻪ ﺗﻔﺻﯾﻼ ،ﻓﻔﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ وﻫﻲ اﻷﺧرى ﻗﻠﯾﻠﺔ اﻟﺣدوث ﯾﻛون ﻣن ﺣق اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ أن
ﯾطﻌن ﻓﻲ اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﻋن ﻣوﻛﻠﻪ واﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ أن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﻬذا اﻻﻋﺗراف دون ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ
اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل اﻟﺗﻲ ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻧظﺎم ﻓﯾﻪ إﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﺷﻔوﯾﺔ وﻣن ﺛم ﺑﺣق اﻟدﻓﺎع ،وﻟﻪ أن
ﯾﺗﻣﺳك ﺑﺄﺣﻛﺎم اﻟﻧظﺎم وﯾطﻠب ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ اﻋﺗراﻓﻪ).(3
ﺛﺎﻧﯾﺎ :دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق ﻣﺑدأ اﻟوﺟﺎﻫﯾﺔ واﻟﺗدوﯾن
ﻟﻠﻣﺣﺎﻣﻲ دور ﻫﺎم ﻓﻲ ﻣراﻗﺑﺔ ﺗطﺑﯾق ﻣﺑدأ اﻟوﺟﺎﻫﯾﺔ أي ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ أدﻟﺔ ﻛل ﺧﺻم ﻓﻲ
ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺧﺻم اﻵﺧر ،وﻟﻪ أن ﯾﻌﺗرض ﻋﻠﻰ أي إﺟراء ﻻ ﯾﺗم ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﻣوﻛﻠﻪ ﻣن ﻗﺑل أن
ﺗﻌﺗﻣد اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺷﻬﺎدة ﺷﺎﻫد ﻟم ﯾﻛن ﻟﻣوﻛﻠﻪ ﻓرﺻﺔ ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻓﻲ ﺷﻬﺎدﺗﻪ ،أو أن ﺗﺄﺧذ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
ﺑﺗﻘرﯾر ﺧﺑﯾر ﻟم ﯾطرح ﺗﻘرﯾرﻩ ﻟﻠﻣﻧﺎﻗﺷﺔ أﻣﺎم اﻟﺧﺻوم و ﯾﻌطﻲ ﻣوﻛﻠﻪ ﻓرﺻﺔ ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﺧﺑﯾر
ﻧﻔﺳﻪ ) ،( 4وﺑﺎﻟﻣﺛل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﺑدأ اﻟﺗدوﯾن ،ﻓﻠﻠﻣﺣﺎﻣﻲ أن ﯾراﻗب أن ﻣﺟرﯾﺎت اﻟﺟﻠﺳﺔ وﻣوﺟز
ﻣﻧﺎﻗﺷﺗﻬﺎ ﯾﺗم ﺗدوﯾﻧﻬﺎ ﺑواﺳطﺔ ﻛﺎﺗب اﻟﺟﻠﺳﺔ وﻟﻪ أن ﯾطﻠب ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﺗﻛﻠف اﻟﻛﺎﺗب
ﺑﺗدوﯾن ﻓﺣوى دﻓﺎع ﯾﻘدﻣﻪ أو اﺟراء ﯾطﻠب اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻪ أو ﻏﯾر ذﻟك).(5
-1ﺳﻣﯾر ﻧﺎﺟﻲ وأﺷرف ﻫﻼل ،أداب ﻣراﻓﻌﺔ اﻻدﻋﺎء )أﺻول و ﻣﻣﺎرﺳﺎت( ،ط ،1 .اﻟﻣطﺑﻌﺔ اﻟذﻫﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة،
،2002ص.11 .
2
-ﻣرزوق ﻣﺣﻣد ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص ص.192-191 .
-3رؤوف ﻋﺑﯾد ،ﺣق اﻟدﻓﺎع أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،ط ،1 .د .د .ن ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،2000 ،ص.59 .
-4ﻣﺣﻣد ﺧﻣﯾس ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.97 .
-5ﻋﺎدل ﻣﺷﻣوﺷﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.217 .
22
أھﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻧص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻧظم ﻟﻣﻬﻧﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﺎة رﻗم 07/13ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ أن:
"اﻟﻣﺣﺎﻣﺎة ﻣﻬﻧﺔ ﺣرة وﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ وﺣﻔظ ﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع ،وﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق
اﻟﻌداﻟﺔ ،واﺣﺗرام ﻣﺑدأ ﺳﯾﺎدة اﻟﻘﺎﻧون" ،واﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﺑﻬذا اﻟﻣﻌﻧﻰ وﻫذا اﻟﺗﻛﻠﯾف اﻟدﺳﺗوري
واﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﯾﺣﻣﻲ ﺣﻘوق اﻟﻣواطن ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ وﺣﻘوق ﻣوﻛﻠﻪ ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،وﻣن ﺛم ﯾرﻋﻰ
ﻷﺻﺣﺎب اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ﻣﺻﺎﻟﺣﻬم ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺳﻬر ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون وﻣﺳﺎﻋدة ﻣوﻛﻠﻪ
ﻹﺑداء اﻗواﻟﻪ ﺑﻛﺎﻣل اﻟﺣرﯾﺔ ،وﻗد ﻋرف ﻣﺑدأ اﻻﺧﻼل ﺑﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع ﺑﺎﻟﻘول :اﻻﺧﻼل ﺑﺣﻘوق
اﻟدﻓﺎع ﻣﻌﻧﺎﻩ ﺣرﻣﺎن اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﻲ ﻣن إﺑداء أﻗواﻟﻪ أو دﻓوﻋﻪ ﺑﻛﺎﻣل اﻟﺣرﯾﺔ أو إﻫﻣﺎل اﻟﻔﺻل ﻓﻲ
إﺣدى طﻠﺑﺎﺗﻪ أو دﻓوﻋﻪ اﻟﻔرﻋﯾﺔ وﻣﻧﻪ ﻓﺎﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻣﻛﻠف دﺳﺗورﯾﺎ وﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ وﻣﻬﻧﯾﺎ ووﻓﻘﺎ ﻷﻋراف
23
أھﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
وﺗﻘﺎﻟﯾد ﻣﻬﻧﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﺎة ﺑﺎﻟﺗﻛﻔل وﺑﺿﻣﺎن ﺣق اﻟدﻓﺎع ﻋن ﻣوﻛﻠﻪ ﺳواء ﻛﺎن ﻫذا اﻟﺣق ﯾﺗﻌﻠق
ﺑﺧرق إﺟراء ﻣن إﺟراءات اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻹﺟراء اﻟﺟوﻫري ،ﺳواء ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻣﺳﺎﻋدة ﻣوﻛﻠﻪ
أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ أو أﻣﺎم اﻟﻣﺟﻠس أو إﻏﻔﺎل اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟطﻠب ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻣوﺿوﻋﻲ ،وﺿﻣﺎن ﺣق
اﻟدﻓﺎع ﻣن اﻟﻣﻬﺎم اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﻣﻲ ﻟﻣﺎ ﻟﻬذا اﻷﺧﯾر ﻣن ﺻﻼﺣﯾﺎت ﻣﻧﺣﻬﺎ ﻟﻪ اﻟﻘﺎﻧون،
واﺳﺗوﺟﺑت اﻟدراﺳﺔ اﻟﺗطرق إﻟﻰ ﺗﺑﯾﺎن أﻫم وﺳﺎﺋل اﻟدﻓﺎع اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣراﻓﻌﺔ وﺳﯾﻠﺔ دﻓﺎع
اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ) ﻣطﻠب أول ( ،واﻟطﻠﺑﺎت واﻟدﻓوع ﻛﺄﻫم وﺳﺎﺋل ﻟﻠدﻓﺎع ) ﻣطﻠب
ﺛﺎﻧﻲ (.
اﻟﻣطﻠب اﻷول
إن ﻓن اﻟﻣراﻓﻌﺔ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻫو أﺳﻠوب وﻣوﻫﺑﺔ وﺧﺑرة ﯾﻣﺗﺎز ﺑﻪ ﻋﺿو
اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ واﻟﻣﺣﺎﻣﯾن ذو اﻟﺧﺑرة واﻟﺣﻧﻛﺔ ،وﺑﻪ ﯾﻠﻌب أطراف اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ أدوارﻫم ﻟﻐﺎﯾﺔ إﯾﺻﺎل
طﻠﺑﺎﺗﻬم أو اﻟرد ﻋﻠﻰ اﻟدﻓوع اﻟﻣﺛﺎرة ﻣن ﻗﺑل اﻷطراف اﻷﺧرى اﻟﻣﺗﻧﺎزﻋﺔ وﻟذﻟك ﻓﺈن اﻷﻣر
ﯾﺣﺗﺎج ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ إﻟﻰ دراﺳﺔ وﺗﻌﻠم وﻣن ﺛم ﻛﺳب ﺗﻠك اﻟﺧﺑرة أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم ،وﻣن ﻫﻧﺎ ﻗﺳﻣﻧﺎ
ﻫذا اﻟﻣطﻠب إﻟﻰ أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣراﻓﻌﺔ )ﻓرع أول( ،وأﺳﻠوب اﻟﻣراﻓﻌﺔ )ﻓرع ﺛﺎﻧﻲ(.
اﻟﻔرع اﻷول
أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣراﻓﻌﺔ
اﻟﻣراﻓﻌﺔ ﻣن أﻫم ﻣظﺎﻫر ﻋﻣل اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻬﻲ ﻣن أﻧﺟﺢ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺑﻌﻬﺎ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ
ﻟدﻓﻊ أذى ﻋن ﻣوﻛﻠﻪ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك أن اﻟﻣراﻓﻌﺔ اﻟﻌﻠﻧﯾﺔ ﻫﻲ ﺑﻼء ﻣراء ﻋﻣل ﯾﺳﺎﻋد ﻓﻲ
ﺗوزﯾﻊ اﻟﻌداﻟﺔ ﺑﯾن اﻟﻧﺎس ﺑﺎﻟﻘﺳط ،ﻛﻣﺎ أن ﻣراﻓﻌﺗﻪ ﻫﻲ اﻟﺳﺑﯾل اﻟوﺣﯾد ﻟﯾظﻬر اﻟدﻓﺎع ﻟﻠﻣﻸ
ﺗﻔوﻗﻪ واﻟﻣﻧﻬﺎج اﻟذي ﯾﺳﯾر ﻋﻠﯾﻪ واﻟدروب اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻣدى ﻟﺑﺎﻗﺗﻪ ﻓﻲ
اﻟﺣوار).(1
24
أھﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
وأن ﻋﻣل اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻫو ﻣﻌﺎوﻧﺔ اﻟﻌداﻟﺔ ﻋﻠﻰ إظﻬﺎر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﺑﺎﻟوﻗوف إﻟﻰ ﺟﺎﻧب
اﻟﻣﺗﻬم ،ﻷن اﻟﻌداﻟﺔ ﻫﻲ إﻋطﺎء ﻛل ذي ﺣق ﺣﻘﻪ ،وﻣن اﻟﺗﻘﺎﻟﯾد اﻟﻌرﯾﻔﺔ اﻟﻣﺳﻠم ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻬﻧﺔ
اﻟﻣﺣﺎﻣﺎة أن زﻣﺎم اﻟدﻓﺎع ﻫو أﻣر ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻣﻲ وﺣدﻩ ﻟﻪ ﻣن اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﯾﻪ واﺳﺗﻐﻼل ذﻟك
ﻓﻲ ﺗوﺟﯾﻪ اﻟﺧﺻوﻣﺔ اﻟوﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ ﯾراﻫﺎ أﻗدر ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻷﺣﻛﺎم ﻓﻬو وﺣدﻩ ﺻﺎﺣﺑﻪ
ﻻ ﯾﺗﻘﯾد ﻓﻲ ذﻟك ﺑﺄي ﻗﯾد) ،(1وﻟذﻟك ﯾﺟب أن ﯾﻛون اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﺻﯾﺢ اﻟﻠﺳﺎن ﺑﺎﻟﻎ اﻷﺛر ﺑﻛﻼﻣﻪ
ﻣﺗﻼﻋﺑﺎ ﺑﺎﻟﻌﻘول واﻟﻘﻠوب ﻓﻬو ﺳﯾد اﻟدﻋوى ﺑﻼ ﻣﻧﺎزع وﯾﺗﺳم ﺑروح اﻟﻌداﻟﺔ وﯾﻌﺗﺑر ﺷﻣﻌﺔ
ﺗﺣﺗرف ﻟﻛﻲ ﯾﺿﺊ ﻣﺻﺎﺑﯾﺢ اﻟﻌداﻟﺔ وﻫو ﺿﺣﯾﺔ اﻟﻌداﻟﺔ ﺑﻼ ﺷك ﻛﻼﻣﻪ ﯾﺗﺻف ﺑﺟﻣﺎل
اﻷﺳﻠوب وﻋﻣق اﻟﻔﻛرة وﺗﺄﺛﯾر اﻟﺑﻼﻏﺔ وﺳﻼﺳﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر وﻗوة اﻷﺳﻠوب وﺟزاﻟﺗﻪ ،و ﯾﺟب أﻻ
ﺗﻐﯾب ﻋﻧﻪ ﻋﺑﺎرة وﻻ ﯾﺗﻌﺛر ﻟﻪ ﻟﺳﺎن ﻓﺎﻟﻣراﻓﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻟﯾﺳت ﻣﻌرﻛﺔ ﺑﻘدر ﻣﺎﻫﻲ ﻣﺑﺎراة
ﺷرﯾﻔﺔ أﺳﻠﺣﺗﻬﺎ اﻟوﺣﯾدة ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻗوة اﻟﺑﯾﺎن وﺛﺑﺎت اﻟﺟﻧﺎن وﻗوة اﻟﺣﺟﺔ واﻟﺗدﻟﯾل اﻟﻣﻧطﻘﻲ،
ﻓﻌﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻗﺑل اﻟﻣراﻓﻌﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌدد ﻣن اﻟﺧطوات ﻣﻧﻬﺎ دراﺳﺔ اﻟﻣﺳﺗﻧدات وﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻣوﻛل
ﺛم إﻋداد اﻟﻣراﻓﻌﺔ).(2
وﻟﻘد ﺣرص اﻟﻣﺣﺎﻣون داﺋﻣﺎ أن ﯾﻛوﻧوا أﺣ ار ار ﻓﻲ ﻣراﻓﻌﺎﺗﻬم ﻣﺳﺗﻐﻠﯾن ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧﺗطوﻧﻪ
ﻣن ﺧطﺔ وﻻ ﯾﺧﺿﻌون ﻟﺗوﺟﯾﻪ أﯾﺎ ﻛﺎن ﻣﺻﯾرﻩ ،ﻓﻼ ﻫم ﺧﺎﺿﻌون ﻟﺗوﺟﯾﻪ اﻟﻘﺎﺿﻲ وﻻ
ﻟﺗﻌﻠﯾﻘﺎت ﺻﺎﺣب اﻟﻘﺿﯾﺔ ﺑل ﻣؤدون رﺳﺎﻟﺗﻬم ﺑﻣﺎ ﯾﻣﻠﻲ ﻋﻠﯾﻬم ﺿﻣﺎﺋرﻫم ﻻ ﯾرﻫﺑون أﺣدا ﻣﺎ
داﻣوا ﻻ ﯾﻌﺗدون ﻋﻠﻰ أﺣد إﻻ إذا اﻋﺗدى ﻋﻠﯾﻬم وﻣﺎ ﻟﻬم اﻋﺗداء إﻻ ﺑﺎﻟﻘدر اﻟذي ﯾﺗطﻠﺑﻪ اﻟدﻓﺎع
واﻟﻣﺣﺎﻣون ﻫو أﺳﺎس ذﻟك اﻟﻧظﺎم وﻫم روح اﻟﻌداﻟﺔ ٕواذا ﻛﺎﻧوا ﻻ ﯾﻛﺗﺑون اﻷﺣﻛﺎم ﻓﺈﻧﻬم ﯾﻌدون
ﻟﻬﺎ ﺑﺑﺣوﺛﻬم وﻣراﻓﻌﺎﺗﻬم ،ﻓﯾﻘدﻣون ﻟﻠﻘﺿﺎء اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﯾﺔ ﻟﺻﻧﺎﻋﺗﻪ) ،(3وﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 170
-1ﺣﺳﯾن ﺑوﺷﯾﻧﺔ وﻧﺑﯾل ﺻﻘر ،اﻟدﻟﯾل اﻟﻌﻣﻠﻲ ﻟﻠﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،د .ط ،دار اﻟﻬدى ،ﻋﯾن ﻣﻠﯾﻠﺔ،
اﻟﺟزاﺋر ،2008 ،ص ص.30-29 .
-2ﺣﺎﻣد اﻟﺷرﯾف ،ﻓن اﻟﻣراﻓﻌﺔ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،د .ط ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،د .س .ن ،ص
ص.20-19 .
-3ﯾوﺳف دﻻﻧدة ،أﺻول ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﻧﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﺎة وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ،ط ،1 .دار اﻟﻬدى ،ﻋﯾن ﻣﻠﯾﻠﺔ ،اﻟﺟزاﺋر،
،2000ص.23 .
25
أھﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻣن اﻟدﺳﺗور" :ﯾﺳﺗﻔﯾد اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻣن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛﻔل ﻟﻪ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣن ﻛل
أﺷﻛﺎل اﻟﺿﻐوط وﺗﻣﻛﻧﻪ ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﻧﺗﻪ ﺑﻛل ﺣرﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون").(1
ﻣن اﻟﻣﻔﺗرﺿﯾﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺣق اﻟدﻓﺎع ﺣق اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ أن ﯾﻛون آﺧر ﻣن ﯾﺗﻛﻠم ﻓﻲ
ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ،ﻟﯾظﻔر ﺑﺎﻟﻔرﺻﺔ اﻷﺧﯾرة ﻹﺑداء ﻣﺎ ﯾرى ﻣن أﻗوال ،وﻟﻘد ﻧص اﻟﻣﺷرع
اﻟﺟزاﺋري ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 3/304ﻣن ق.إ.ج..." :وﻟﻛن اﻟﻛﻠﻣﺔ اﻷﺧﯾرة ﻟﻠﻣﺗﻬم و
ﻣﺣﺎﻣﯾﻪ داﺋﻣﺎ") ،(2ﺣﯾث أﻧﻪ وﺑﻌد اﻻﻧﺗﻬﺎء ﻣن اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺟﻠﺳﺔ وﺑﻣوﺟب ﻧص اﻟﻣﺎدة ﺳﺎﻟﻔﺔ
اﻟذﻛر ﯾﺗم ﺗرﺗﯾب أطراف اﻟدﻋوى ﻓﻲ ﺗﻧﺎول اﻟﻛﻠﻣﺔ ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ،ﺣﯾث ﺗﻌطﻰ أوﻻ ﻟﻠﻣدﻋﻲ اﻟﻣدﻧﻲ
أو ﻣﺣﺎﻣﯾﻪ وﻫو ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾرﻛز ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺎﺻر اﻹداﻧﺔ ﻓﻘط ،وﯾﺣﺗﻔظ ﺑطﻠب اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻟﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ
ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺛم ﯾﺄﺗﻲ دور ﻣﻣﺛل اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟذي ﻣن اﻟﻣﻔروض أن ﯾﺣﻠل اﻟوﻗﺎﺋﻊ
ﺑﻛل ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ) ،(3وﺗﻌطﻰ اﻟﻛﻠﻣﺔ أﺧﯾ ار ﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻣﺗﻬم ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻫﻧﺎك ﻋدة ﻣﺗﻬﻣﯾن ﯾرﺗب
ﻣﺣﺎﻣوﻫم اﻟﻛﻠﻣﺔ ﺑﯾﻧﻬم ،ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﺑدأ ﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻣﺗﻬم اﻟﻣﺗﺎﺑﻊ ﺑﺄﺧف ﺗﻬﻣﺔ ﺑﻌد اﻟﻣراﻓﻌﺔ اﻟدﻓﺎع،
ﯾﺟوز ﻟﻠﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻟﻠطرف اﻟﻣدﻧﻲ اﻟرد ﻋﻠﯾﻪ دون أن ﯾﻛون ذﻟك ﻣراﻓﻌﺔ ﺟدﯾدة ،ﻟﻛن اﻟﻛﻠﻣﺔ
اﻷﺧﯾرة دوﻣﺎ ﻟﻠﻣﺗﻬم وﻣﺣﺎﻣﯾﻪ وﻫو إﺟراء ﺟوﻫري ،ﻟو أﻏﻔﻠت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ طﻠب اﻟﻣﺗﻬم اﻟﻛﻠﻣﺔ
).(4
اﻷﺧﯾرة ﻓﻲ اﻟﺟﻠﺳﺔ وﺗﺟﺎﻫﻠﺗﻪ ﺗﻛون ﻗد أﺧﻠت ﺑﺣق اﻟدﻓﺎع
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
أﺳﻠوب اﻟﻣراﻓﻌﺔ
أوﻟﻰ ﻣﻣﯾزات اﻟﻣﺗراﻓﻊ اﻟﺟﯾد ﻫو اﻟﺗواﺻل ،ﺑﺣﯾث ﯾﺷﻌر اﻟﻘﺎﺿﻲ أن ﻫﻧﺎك رﺳﺎﻟﺔ
ﻣوﺟﻬﺔ ﻣن ذﻫن وﻗﻠب اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ إﻟﻰ ذﻫﻧﻪ وﻗﻠﺑﻪ وﯾﺟب أن ﯾﻛون اﻹﻟﻘﺎء ﺑﺄﺳﻠوب اﻟطﺑﯾﻌﻲ
ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺧﯾل ﻟﻠﻣﺳﺗﻣﻊ أﻧك ﻗد وﺿﻌﺗﻪ ﻓﻲ ﻣراﻓﻌﺗك ،ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ أن ﯾﻛون ﻣﻠم ﺑﺷﺗﻰ اﻟﻌﻠوم
26
أھﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻷن ﺑﺿﺎﻋﺗﻪ ﻟن ﺗﻛون ﻏﻧﯾﺔ إﻻ ﺑﻛﺛرة اﻟﻘراءات وﺳﻌﺔ اﻻطﻼع وﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﻣن
اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻣﺗراﻓﻊ أن ﺗﻘﺗﺻر ﻣﻌرﻓﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺻوص اﻟﻘواﻧﯾن وﻗﺿﺎء اﻟﻣﺣﺎﻛم وأﻗوال اﻟﺷراح،
ٕواﻻ ﻛﺎﻧت ﺟﺎﻣدة وﻣﻣﻠﺔ ﻟﻣﺎ اﺳﺗطﺎع أن ﯾﺣﺳن اﻟدﻓﺎع ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗﻌرض ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺣﺎﻛم).(1
ﻓﺎﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﯾوم ﺗﻌرض ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺧﻼﻓﺎت ﺗﺗﺻل ﺑﺎﻟﻣﺎل واﻟﺻﻧﺎﻋﺔ واﻟﺗﺟﺎرة ،...ﻓﻠﻛﻲ ﯾﻘول
اﻟﻣﺗراﻓﻊ ﻛﻠﻣﺗﻪ ﻓﻲ ﺷﺄن ﻛل ﻫذﻩ اﻟﺷؤون ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﻛون ﻣﻠم ﺑﻬﺎ ،ﻣطﻠﻌﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻋﻠﻰ
أﺳﺎﺳﯾﺎﺗﻬﺎ ،وﻋﻧد ﺑداﯾﺔ اﻟﻣراﻓﻌﺔ ﻟﻣﺧﺎطﺑﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﯾﺣﺳن أﻻ ﺗﺑدأ ﺑﺎﻟﻌﺟل ﻓﺗﻠك ﺳﻣﺎت
اﻟﻣﺑﺗدﺋﯾن ،ﻓﻘد ﺗﻛون اﻟﻣراﻓﻌﺔ ﺟﯾدة اﻷﻓﻛﺎر وﺣﺳﻧﺔ اﻟﻌﺑﺎرات واﻷﺳﻠوب ،ﺛم ﻻ ﺗطﻔر ﺑﺈﻟﻘﺎء ﺟﯾد
ﻓﺗﺿﯾﻊ ﻓﺎﺋدﺗﻬﺎ إذ ﻻ ﯾﻔﻬﻣﻬﺎ اﻟﺳﺎﻣﻌون وﻻ ﺗﺟذب اﻧﺗﺑﺎﻫﻬم ،وﻗد ﺗﻛون أﻗل ﻣن ذﻟك ﻓﻲ
إﻋدادﻫﺎ وﻟﻛن ﺟودة إﻟﻘﺎﺋﻬﺎ ﺗﻧﻬﻰ إﻟﻰ اﻟﺳﺎﻣﻌﯾن ﻛل ﺟزﺋﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ،ﻓﺗﻛون ﻓﺎﺋدﺗﻬﺎ أﻛﺑر وأﻛﺛر،
ﻛذﻟك ﻻﺑد ﻣن ﺟودة اﻹﻟﻘﺎء ﻣن اﻹﺷﺎرات ﺑﺎﻟﯾد أو ﺑﻐﯾر ﯾد أﯾﺿﺎ ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻹﺷﺎرات ﻣﻣﺎ
ﯾوﺿﻊ اﻟﻣﻌﻧﻰ وﯾﺛﺑت أﺛرﻩ ﻓﻲ ﻣﺳﺎﻣﻌﻪ).(2
وﺗﻘوم اﻟﻣراﻓﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﻧﺎد اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻟﺗدﻟﯾل اﻟﻣﻧطﻘﻲ وﻗوع اﻟﺣﺟﺔ ﺑﺎﻟﺣﺟﺔ وﻗوة
اﻟﺑﯾﺎن وﺛﺑﺎت اﻟﺟﻧﺎن ،ﻓﺎﻟﻣﺣﺎﻣﯾن ﯾﺣﺗﺎﺟون إﻟﻰ ﺣﺿور اﻟﺑدﯾﻬﺔ وﺳرﻋﺔ اﻟﺧﺎطر ورﺑﻣﺎ ﺳﻧﺣت
ﻟﻠﻣﺣﺎﻣﻲ ﻛﻠﻣﺔ ﻣن ﺧﺻﻣﻪ ﻟم ﯾﻛن ﯾﺗوﻗﻌﻬﺎ و ﻟﻛﻧﻪ ﯾﺗﺻﯾدﻫﺎ ﺑﺳرﻋﺔ وﯾﺗﺳﻧﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣراﻓﻌﺗﻪ وﻻ
ﺗﺳﺗﻐﻧﻰ اﻟﺑدﯾﻬﺔ اﻟﺣﺎدة ﻋن ذﺧﯾرة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ) ،(3وﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ أن ﯾﻛون دارﺳﺎ ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻟﻣوﺿوﻋﻪ
وأن ﯾﺿﻊ ﻓﻲ ذﻫﻧﻪ أو ﻋﻠﻰ ورﻗﺔ ﻣﺎ اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﺗﺣدث ﻓﯾﻬﺎ وﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﺣظﻰ ﺑﺎﻟدﻗﺔ
وﻧوع اﻷﺳﻠوب اﻟذي ﯾﺳﺗﻌﻣﻠﻪ).(4
ﻓﺎﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﯾﻘﺎس ﻣن ﺧﻼل ﺣدﯾﺛﻪ وﻣراﻓﻌﺗﻪ وﯾﺟب ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺻﻔل اﻟﺗﻌﺑﯾر واﻟﺗﺣدث ﺑﺄﺳﻠوب
ﺟﯾد ﺑﻌدم ﺧرق ﻗواﻋد اﻟﻠﻐﺔ ٕوازﻋﺎج اﻷذان واﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻧﺎﺟﺢ ﻫو اﻟذي ﯾﻠم ﺑﻘواﻧﯾن اﻟﺗذﻛر
27
أھﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ وﻫﻲ اﻻﻧطﺑﺎع واﻟﺗﻛرار وﺗراﺑط اﻷﻓﻛﺎر ،أو ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺟﻬﺎز اﻟﺗذﻛرة أو ﻓﻛرة ﺗﺻوﯾر
اﻟوﻗﺎﺋﻊ ﺑﻔﻛرة اﻟﺻور أو ﻗﺎﻧون اﻟﺗذﻛر اﻟطﺑﯾﻌﻲ ،وﻫو ﻻ ﯾؤﺧر ﺗﺣﺿﯾر ﺧطﺎﺑﻪ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ إﻟﻰ
ﻣﺎ ﻗﺑل إﻟﻘﺎﺋﻪ ﺑﻠﯾﻠﺔ واﺣدة ،ﻓﺈن ﻓﻌل ذﻟك ﺳﺗﻘوم اﻟذاﻛرة ﺑﺳﺑب ﺿرورة اﻟﻌﻣل ﺑﻧﺻف ﻗدرﺗﻬﺎ
اﻟﻣﻣﻛﻧﺔ ،ﻟذا ﯾﺟب اﻟﺗﻔﻛﯾر وﺗﺣﺿﯾر اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻗﺑل ﯾوم اﻟﻣراﻓﻌﺔ ﺑﻣدة ﻛﺎﻓﯾﺔٕ ،وان ﻛﺎﻧت ﻣﻬﺎرة
ﻗﻣﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﯾن ﺗﻣﻛﻧﻬم ﻣن ﻗراءة أوراق اﻟﻘﺿﯾﺔ ﺛم اﻟﻣراﻓﻌﺔ ﺑﻌدﻫﺎ ﺑﻔﺗرة ﻗﺻﯾرة ﺟدت ﺑﻌد
اﻟﺟﻠﺳﺔ ،وﻟﻛن ﯾﻼﺣظ أﻧﻬم ﯾﺗﻌرﺿون ﻟﻠﺟواﻧب اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣن اﻟﻣﻔروض أﻧﻬﺎ ﻣدروﺳﺔ
وﻣﺣﻔوظﺔ ﻋن ظﻬر اﻟﻘﻠب ،وﺗﺧﺗﻠف ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣن ﻣﺣﺎم إﻟﻰ آﺧر وﻻ ﺗﻌﺗﻣد إﻻ ﻋﻠﻰ ﺗراﺑط
اﻷﻓﻛﺎر ﻷن اﻟذﻫن ﺑﺷﻛل رﺋﯾﺳﻲ ﻫو آﻟﺔ ﺗراﺑط اﻷﻓﻛﺎر).(1
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟطﻠﺑﺎت واﻟدﻓوع ﻛﺄﻫم وﺳﺎﺋل اﻟدﻓﺎع
ﺗﻌﺗﺑر اﻟطﻠﺑﺎت واﻟدﻓوع ﺟوﻫر ﺣق اﻟدﻓﺎع ﻓﻬو اﻟذي ﯾﻣﻛن ﻛل ﺧﺻم أو ﻣﺣﺎﻣﯾﻪ ﻣن ﺗﻘدﯾم ﻣﺎ
ﻟدﯾﻪ ﻣن أدﻟﺔ ٕواﺑداء ﻣﺎ ﻟدﯾﻪ ﻣن دﻓوع وطﻠب اﻻﺟراءات اﻟﻼزﻣﺔ ،ﻓﺎﻟطﻠﺑﺎت واﻟدﻓوع ﻣن
اﻟﺣﻘوق اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﯾر ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺟزاﺋري ،وﺗﻌﺗﺑر رﻛﻧﺎ رﺋﯾﺳﺎ ﻟﻣﺑدأ وﺟوب ﺳﻼﻣﺔ
اﻻﺟراءات وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗم ﺗﻘﺳﯾم ﻫذا اﻟﻣطﻠب إﻟﻰ اﻟطﻠﺑﺎت )ﻓرع أول( ،واﻟدﻓوع )ﻓرع ﺛﺎﻧﻲ(.
اﻟﻔرع اﻷول
اﻟطﻠﺑﺎت
ﻧﻌرض ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔرع ﺗﻌرﯾف طﻠﺑﺎت اﻟدﻓﺎع أوﻻ ،وطﻠﺑﺎت اﻟدﻓﺎع اﻟﺟوﻫرﯾﺔ اﻟﻣﻘدﻣﺔ
اﻣﺎم ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺟزاﺋﻲ ﺛﺎﻧﯾﺎ.
28
أھﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟطﻠﺑﺎت ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻻﺟراءات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻧﻌﻧﻲ اﻟﻣطﺎﻟب اﻟﺗﻲ ﺗوﺟﻪ اﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣن
أﺟل أن ﺗﻛون ﺟزء ﻣن اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﻣﻧﺎﻗﺷﺗﻬﺎ أﺛﻧﺎء اﻟﻣراﻓﻌﺔ ،أو ﺗﻛون ﺟزء
ﻣن اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘدر ﻋﻧد اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻫﻲ ﺗﺷﻣل ﺑﺷﻛل ﺧﺎص
طﻠﺑﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻲ ﺗﻘدم إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣن أﺟل اﺛﺑﺎت ادﻋﺎء ﻣﻌﯾن أو ﻧﻔﻲ ادﻋﺎء آﺧر،
ﻣﺛﺎﻟﻬﺎ طﻠب ﻧدب اﻟﺧﺑﯾر ﻟﺗﺑﯾﺎن رأﯾﻪ ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ وﻫﺎﻣﺔ ﻟﻠﻔﺻل ﻓﻲ اﻟدﻋوى ،وﺣﺗﻰ ﺗﻠﺗزم
ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣوﺿوع ﺑﺎﻹﺟﺎﺑﺔ أو اﻟرد ﻋﻠﻰ اﻟطﻠب ﻓﻼﺑد أن ﯾﻛون ﺟوﻫرﯾﺎ وﯾﻛﺗﺳب ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺔ
ﻣﺗﻰ ﻣﺎ ﺗﻌﻠق ﺑﻣوﺿوع اﻟدﻋوى ،واﻧﺻب ﻋﻠﻰ ﺟزﺋﯾﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﯾﻬﺎ أي ﺑﻣﻌﻧﻰ أن اﻟﻔﺻل ﻓﯾﻪ
ﺿروري ﻟﻠﻔﺻل ﻓﻲ اﻟدﻋوى ،ﻓﺿﻼ ﻋن أﻧﻪ ﻻﺑد أن ﯾﻛون ﺟﺎزﻣﺎ ﯾﺻر ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻘدﻣﺔ ﺣﺗﻰ
ﻟﺧطﺔ طﻠﺑﺎﺗﻪ اﻟﺧﺗﺎﻣﯾﺔ).(2
ﺛﺎﻧﯾﺎ :أﻧواع اﻟطﻠﺑﺎت
اﻟطﻠﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻣﻘدﻣﺔ أﻣﺎم ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣﻧوﻋﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻫﻲ
ﻏﻧﯾﺔ وﻣﺗﺷﺑﻌﺔ وﻫﻲ ﺗﺗطﻠب ﻣن اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ أن ﯾﻛون ﻣﺗﻣﻛﻧﺎ ﻣن اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ودارﺳﺎ
ﻟﻧﻘﺎط اﻟﻘوة ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﻠف اﻟﻣﻌروض ﻋﻠﯾﻪ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗطﻠب ﻣﻧﻪ دراﺳﺔ اﻟﻘﺿﯾﺔ وﺗﺣدﯾد أرﻛﺎن
اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺑدﻗﺔ ٕواﺳﻘﺎطﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣوﻗف ﻣوﻛﻠﻪ ) ،(3وﻣن ﻫﻧﺎ ﺳوف ﻧﺗطرق ﻷﻫم اﻟطﻠﺑﺎت اﻟﺗﻲ
ﯾﺗﻘدم ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻟﻛﺎﻓﺔ ﺟﻬﺎت اﻟﺣﻛم.
29
أھﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
4
-ﺑﻼل أﺣﻣد ﻋوض ،اﻹﺟراءات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ واﻟﻧظﺎم اﻹﺟراﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ،د .ط ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،1990 ،ص ص.361-360 .
30
أھﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟذي ﯾﺣﺿرﻩ ﻫو ﻋن اﻟﻣﺗﻬم ﻣن اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ أوراق اﻟدﻋوى ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧﻘطﺔ ﻣﺣل طﻠب
اﻟﺧﺑرة ،وﯾﺣق ﻟﻪ اﻻﻋﺗراض ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺑﯾر إن ﻛﺎن ذﻟك ﻣوﺟب وطﻠب ردﻩ).(1
-1ﻣﺣﻣد طﻠﺣﺎب اﻟﻌﺗﯾﺑﻲ ،دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻣذﻛرة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ،
اﻟﺳﻌودﯾﺔ ،2004 ،ص.84 .
-2ﻣرزوق ﻣﺣﻣد ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.188 .
3
-ﻋﻣﺎرة ﻓوزي ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.165 .
31
أھﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
إﺛﺑﺎت ذﻟك ﻓﻲ ﻣﺣﺿر اﻟﻣﺣﻘق إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ﻻزﻣﺔ ﻹﺛﺑﺎت أو ﻧﻔﻲ أﻣر ﻣﻌﯾن ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﻓﺈن اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﯾﻠﻌب دور اﻟرﻗﯾب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻣن ﻛل ﻣراﺣل وﺧطوات اﻟﺗﺣﻘﯾق).(1
- (3اﻟﺗﻔﺗﯾش
إن اﻟﺗﻔﺗﯾش إﺟراء ﻫﺎم ﻣن إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق وﻟﻪ اﻟﻌدﯾد ﻣن ﺿواﺑط اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ،وﻓﻲ
ﻛل ﻣﻧﻬﺎ ﯾظﻬر دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ واﻻﻋﺗراض ﻋﻠﻰ أي إﺟراء ﻣﺧﺎﻟف
ﻟﻠﻧظﺎم ،واﻻﺳﺗﻧﺎد إﻟﻰ ﺑطﻼن اﻹﺟراء اﻟﻣﺧﺎﻟف وﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ أو ﯾﺳﺗﻘر ﻋﻧﻪ ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ
ﻟذﻟك ،وأن اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻟﻪ أن ﯾﻌﺗرض وﯾﺛﺑت ﻓﻲ ﻣذﻛرة ﻣﺎ ﺗم ﻣن ﺗﺟﺎوز ،وﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺣﺎﻣﻲ أن
ﯾﺣظر ﺗﻔﺗﯾش ﻣﺳﻛن ﻣوﻛﻠﻪ ).(2
إن اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﺗﻔﺗﯾش ﻫﻲ ﺿﺑط اﻷﺷﯾﺎء ،ﻟذﻟك ﻟﺟﺄ واﺿﻌوا ﻧظﺎم اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
إﻟﻰ ذﻛر ﺿﺑط اﻷﺷﯾﺎء ،ﻣﻘﺗرﻧﺔ ﺑﺎﻟﺗﻔﺗﯾش) ،(3وﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر إذا رأى اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻣﺳﺗوﺟﺑﺎت
اﻟﺑطﻼن ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾدﻓﻊ ﻟﺻﺎﻟﺢ ﻣوﻛﻠﻪ ﺑﺑطﻼن إﺟراءات اﻟﺗﻔﺗﯾش إذ ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 48ﻗﺎﻧون إ.
ج" :ﯾﺟب ﻣراﻋﺎة اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ اﺳﺗوﺟﺑﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 45و 47ق .إ .ج و ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ
ﻣﺧﺎﻟﻔﺎﺗﻬﺎ اﻟﺑطﻼن" ،وطﺑﻘﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻓﺈن أي ﺗﻔﺗﯾش ﯾﺗم ﺑﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أو ﺧرﻗﻪ أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدﺗﯾن
45و 47ﯾﻘﻊ ﺑﺎطﻼ ،و ﻛذﻟك اﻟﺗﻔﺗﯾش اﻟذي ﯾﺗم ﺧرﻗﺎ ﻟﺣﻛم اﻟﻣﺎدة 44ﻣن ق .إ .ج وﻫو
ﺣﻛم ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،أي أن إﺟراء اﻟﺗﻔﺗﯾش ﺑﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘﯾود اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻذن
واﻟﺣﺿور).(4
1
-ﺛﺎﺑت دﻧﯾﺎ زاد ،ﻣﺷروﻋﯾﺔ إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،ﻣذﻛرة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑن ﻋﻛﻧون،
اﻟﺟزاﺋر ،ص.71 .
-2ﻣرزوق ﻣﺣﻣد ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.189 .
-3ﺛﺎﺑت دﻧﯾﺎ زاد ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.75 .
-4اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص.77 .
32
أھﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟدﻓوع
ﺗﻣﺛل اﻟدﻓوع اﻟوﺟﻪ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﺣق اﻟدﻓﺎع ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌد اﻟطﻠﺑﺎت اﻟﺳﺎﺑق
اﻟﺗطرق إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔرع اﻷول ،وﻧﺗطرق ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔرع إﻟﻰ ﺗﻌرﯾف اﻟدﻓﻊ وأﻧواع اﻟدﻓوع
اﻟﺟوﻫرﯾﺔ.
أوﻻ :ﺗﻌرﯾف اﻟدﻓﻊ
ﺗوﺟد ﺗﻌﺎرﯾف ﻛﺛﯾرة ﻟﻠدﻓﻊ ﻣن ﻗﺑل ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻘﺎﻧون ،ﻫﻲ ٕوان اﺧﺗﻠف ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻏﺗﻬﺎ إﻻ أن
ﺟﻣﯾﻌﻬﺎ ﺗﺗﺟﻪ إﻟﻰ ﻣﻌﻧﻰ واﺣد ،ﺣﯾث ﯾﻌرف اﻟﺑﻌض ﺑﺄﻧﻪ " ﻣﺎ ﯾﺟﯾب ﺑﻪ اﻟﺧﺻم ﻋﻠﻰ طﻠب
ﺧﺻﻣﻪ ﺑﻘﺻد ﺗﻔﺎدي اﻟﺣﻛم ﻟﻪ ﺑﻪ ") ،(1وﻣﻧﻬم ﻣن ﯾﻌرﻓﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﯾطﻠق ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ وﺳﺎﺋل اﻟدﻓﺎع
اﻟﺗﻲ ﯾﺟوز ﻟﻠﺧﺻم أن ﯾﺳﺗﻌﯾن ﺑﻬﺎ ﻟﯾﺟﯾب ﻋﻠﻰ دﻋوى ﺧﺻﻣﻪ ﺑﻘﺻد ﺗﻔﺎدي اﻟﺣﻛم ﻟﺧﺻﻣﻪ
ﺑﻣﺎ ﯾدﻋﯾﻪ ﻋﻠﯾﻪ ،أو ﻫﻲ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﯾﻠﺟﺄ إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻣدﻋﻲ ردا ﻋﻠﻰ دﻋوى ﺧﺻﻣﻪ ﺑﻘﺻد ﻣﻧﻊ
اﻟﺣﻛم ﻋﻠﯾﻪ ﺑطﻠﺑﺎت ﺧﺻﻣﻪ) ،(2وﯾﻌرﻓﻪ آﺧرون ﺑﺄﻧﻪ "وﺳﯾﻠﺔ إﺟراﺋﯾﺔ ﯾﻌﺗرض ﺑﻬﺎ اﻟﺧﺻم ﻋﻠﻰ
اﻟﺣق اﻟﻣدﻋﻰ ﺑﻪ أوﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻوﻣﺔ أو أي ﻣن اﻹﺟراءات اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻬﺎ أو ﻋﻠﻰ ﺣق اﻟﺧﺻم
ﻓﻲ اﻟدﻋوى ").(3
ﻫذﻩ اﻟﺗﻌﺎرﯾف ﺗﺻب ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﻧﻰ واﺣد وﻟﻬﺎ ﻣﻔﻬوم واﺣد وﺣق اﻟدﻓﺎع ﻫو ﺣق
ﺷﺧﺻﻲ ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺗﻬم ،ﺑﺗﻣﻛﯾﻧﻪ دﺣض ﻛل ﻣﺎ أﺳﻧد إﻟﯾﻪ ﺑﻧﻔﺳﻪ أو ﻋن
طرﯾق ﻣﺣﺎﻣﯾﻪ وﺗﻘدﯾم ﻣﺎ ﯾرى ﺿرورﯾﺔ ﻟﺣﻔظ ﺣﻘوﻗﻪ ،ﻛﻣﺎ أن ﺣق اﻟدﻓﺎع ﻻ ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ
ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺗﻬم ﻓﺣﺳب ﺑل ﻫو ﯾﺣﻘق ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻋﻠﻰ إظﻬﺎر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ
33
أھﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻷﻣر اﻟذي ﺟﻌل ﻛل إﺟراء ﯾﻣس ﺑﺣق اﻟدﻓﺎع ﯾﻌد ﺑﺎطﻼ ﺑطﻼﻧﺎ ﻣطﻠﻘﺎ ﻟﺗﻌﻠﻘﻪ ﺑﺎﻟﻧظﺎم
اﻟﻌﺎم).(1
وﻧص اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋﻲ ﻋن اﻟدﻓوع ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة 331ق .إ .ج اﻟﺗﻲ ﺗﻧص" :ﯾﺟب
إﺑداء اﻟدﻓوع اﻷوﻟﯾﺔ ﻗﺑل أي دﻓﺎع ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع و ﻻ ﺗﻛون ﻣﻘﺑوﻟﺔ إﻻ إذا ﻛﺎﻧت ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ
ﺗﻧﻔﻲ ﻋن اﻟواﻗﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر أﺳﺎس اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ وﺻف اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﻻ ﺗﻛون ﺟﺎﺋزة إﻻ إذا
اﺳﺗﻧدت إﻟﻰ وﻗﺎﺋﻊ أو أﺳﺎﻧﯾد ﺗﺻﻠﺢ اﺳﺎﺳﺎ ﻟﻣﺎ ﯾدﻋﯾﻪ اﻟﻣﺗﻬم ٕواذا ﻛﺎن اﻟدﻓﻊ ﺟﺎﺋ از ﻣﻧﺣت
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣﻬﻠﺔ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻬم ﻓﯾﻬﺎ رﻓﻊ اﻟدﻋوى إﻟﻰ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﺈذا ﻟم
ﯾﻘم اﻟﻣﺗﻬم ﺑرﻓﻊ اﻟدﻋوى ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻣﻬﻠﺔ وﻟم ﯾﺛﺑت أﻧﻪ رﻓﻌﻬﺎ ﺻرف اﻟﻧظر ﻋن اﻟدﻓﻊ ،أﻣﺎ
إذا ﻛﺎن ﻏﯾر ﺟﺎﺋز اﺳﺗﻣرت اﻟﻣراﻓﻌﺎت".
ﻓﻲ اﻟﻘﺳم اﻟﺟزاﺋﻲ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ان ﯾﺗﻘن وﯾﻘ أر ﻣﻠﻔﻪ ﺑدﻗﺔ وﯾﺳﺗﺧرج ﻣﻧﻪ اﻟدﻓوع
اﻟﺗﻲ ﺗﺑ أر ﻣوﻛﻠﻪ ﻣن اﻟﺗﻬم ،وﻣن ﻫذﻩ اﻟدﻓوع ﺳوف ﻧﺗطرق إﻟﻰ اﻟدﻓوع اﻟﺟوﻫرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ
ﺗﻠك اﻟدﻓوع اﻟﻣﻬﻣﺔ اﻟﻣؤﺛرة ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗﻐﯾﯾر وﺟﻬﺔ اﻟﻧظر ﻓﻲ
اﻟدﻋوى واﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ اﻟﺣﻛم واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟدﻓوع اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧص اﻹﺟراءات واﻟدﻓوع
اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧص اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ.
-(1اﻟدﻓوع اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ:
اﻟدﻓﻊ اﻟﺷﻛﻠﻲ ﻫو وﺳﯾﻠﺔ دﻓﺎع اﻟﺗﻲ ﯾطﻌن ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺗﻬم أو ﻣﺣﺎﻣﯾﻪ ﻓﻲ إﺟراءات
اﻟﺧﺻوﻣﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﺑﺣﯾث ﯾﺗوﻗف ﻣﺻﯾر اﻟدﻋوى ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺻل ﻓﯾﻬﺎ) ،(2دون اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺄﺻل
اﻟﺣق اﻟﻣدﻋﻰ ﺑﻪ ،وﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﺗﻔﺎدي اﻟﺣﻛم ﻣؤﻗﺗﺎ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع ،ذﻟك أن إﺟراءات اﻟﺧﺻوﻣﺔ
-1ﺳﻌد ﺣﻣﺎد اﻟﻘﺑﺎﺋﻠﻲ ،ﺿﻣﺎﻧﺎت ﺣق اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع أﻣﺎم اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋﻲ ،اطروﺣﺔ اﻟدﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻛﻠﯾﺔ
اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﯾن اﻟﺷﻣس ﻣﺻر ،1998 ،ص.16 .
-2ﻧزﯾﻪ ﻧﻌﯾم ﺷﻼﻻ ،اﻟﺷﺎﻣل ﻓﻲ اﻟدﻓوع اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ )اﻟﺟزاﺋﯾﺔ واﻟﻣدﻧﯾﺔ( ،ط ،1.ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﻟﺑﻧﺎن،
،2010ص.204 .
34
أھﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺣق اﻟﻣدﻋﻰ ﺑﻪ واﻟدﻓﻊ اﻟﺷﻛﻠﻲ ﻫو اﻟدﻓﻊ اﻟﻣوﺟﻪ ﻟﻬﺎ ﻓﻘط ﻻ ﯾﻣس اﺻل
اﻟﺣق ﺑل ﻫو ﻣوﺟﻪ إﻟﻰ اﻹﺟراءات اﻟﻣﺗﺧذة ﻓﻲ اﻟدﻋوى) ،(1ﻓﺎﻟﺧﺻوﻣﺔ إذا ﺗﻣت ﻣﺑﺎﺷرﺗﻬﺎ
ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﺷﻛل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،ﯾﺗرﺗب ﻋن ذﻟك ﺑطﻼن اﻟﻌﻣل اﻹﺟراﺋﻲ أو ﺳﻘوط اﻟﺣق ﻓﯾﻪ،
وﻛذﻟك إذا ﻣﺎرﺳﻰ ﻫذا اﻻﺟراء ﻓﻲ ﻏﯾر ﻣﯾﻌﺎدﻩ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ).(2
ﻟﻘد ﺗطرق ﻟﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 49ﻣن ق.إ.م.و.إ ﻋﻠﻰ أن" :اﻟدﻓوع
اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﻫﻲ ﻛل وﺳﯾﻠﺔ ﺗﻬدف إﻟﻰ اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﻌدم ﺻﺣﺔ اﻹﺟراءات أو إﻧﻘﺿﺎﺋﻬﺎ أو وﻗﻔﻬﺎ".
وﻟﻛﺛرة وﺗﻧوع اﻟدﻓوع اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﺳوف ﻧذﻛر ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل أﻫﻣﻬﺎ اﻟدﻓوع اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺎﻧﻘﺿﺎء اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻛﺎﻟدﻓﻊ ﺑﺎﻧﻘﺿﺎء اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﺻدور ﻋﻔو وﻫﻧﺎﻟك اﯾﺿﺎ اﻟدﻓوع
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻﺧﺗﺻﺎص وﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧوﻋﻲ واﻟﻣﺣﻠﻲ ،وﻛذﻟك اﻟدﻓﻊ ﺑﺎﻟﺑطﻼن
وﯾﻛون ذﻟك اﻟﺑطﻼن ﻣطﻠق أو ﻧﺳﺑﻲ ) ،(3وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟدﻓوع اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن أﻫم ﺿﻣﺎﻧﺎت
اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ ﺣق اﻟدﻓﺎع اﻟﻣﻧﺻب ﻋﻠﻰ إﺟراءات اﻟدﻋوى.
-(2اﻟدﻓوع اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ:
اﻟدﻓوع اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻫﻲ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺎزع ﺑﻬﺎ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺣق اﻟﻣدﻋﻰ ﺑﻪ ﻓﻲ
اﻟدﻋوى ،ﻓﻧﻼﺣظ أن اﻟدﻓﻊ اﻟﻣوﺿوﻋﻲ ﻣوﺟﻪ إﻟﻰ اﻟﺣق ﻣوﺿوع اﻟدﻋوى أي أﻧﻪ ﯾﻧﺻب ﻋﻠﻰ
اﻟﺣق اﻟﻣوﺿوﻋﻲ) ،(4ﻓﺎﻟدﻓوع اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﺗوﺟﻪ ﻟﻌدم إﺛﺑﺎت اﻟواﻗﻌﺔ اﻟﺟرﻣﯾﺔ أو ﻋدم ﺻﺣﺔ
إﺳﻧﺎدﻫﺎ ﻟﻠﻣﺗﻬم ،وﻛل ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑوﻗﺎﺋﻊ اﻟدﻋوى) ،(5وﻫﻲ وﺳﺎﺋل اﻟدﻓﺎع اﻟﺗﻲ ﯾﺟوز ﻟﻠﺧﺻم أن
ﯾﺳﺗﻌﯾن ﺑﻬﺎ ﻟﯾﺟﯾب ﻋﻠﻰ دﻋوى ﺧﺻﻣﻪ ﺑﻘﺻد ﺗﻔﺎدي اﻟﺣﻛم ﻟﺧﺻﻣﻪ ﺑﻣﺎ ﯾدﻋﯾﻪ ،وﺗطرق
اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 48ق .إ .م .إ ﻋﻠﻰ أن" :اﻟدﻓوع اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻫﻲ
-1ﻣﺻطﻔﻰ ﻣﺟدي ﻫرﺟﻪ ،اﻟدﻓوع واﻟطﻠﺑﺎت اﻟﻌﺎرﺿﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣراﻓﻌﺎت ،د .ط ،دار ﻣﺣﻣود ﻟﻠﻧﺷر،1995 ،
ص.8 .
-2ﻧﺑﯾل ﺻﻘر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.40 .
3
-ﺣﺳﯾن ﺑوﺷﯾﻧﺔ وﻧﺑﯾل ﺻﻘر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.18-16 .
-4ﻣﺟدي ﻫرﺟﻪ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.12 .
-5ﺷﺎﻛر ﻋﻠﻲ اﻟﺷﻬﯾري» ،أﺣﻛﺎم اﻟدﻓوع ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ« ،ﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ،اﻟﻌدد ،1اﻟﺳﻌودﯾﺔ ،ص.285 .
35
أھﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
وﺳﯾﻠﺔ ﺗﻬدف إﻟﻰ دﺣض ادﻋﺎءات اﻟﺧﺻم وﯾﻣﻛن ﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ ﻓﻲ أي ﻣرﺣﻠﺔ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﻬﺎ
اﻟدﻋوى".
وﻣن أﻣﺛﻠﺔ اﻟدﻓوع اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ وﻫﻲ ﻣﺎ ﺗﺧص ﻣوﺿوع اﻟﺗﻬﻣﺔ ﻣﻧﻬﺎ اﻟدﻓﻊ ﺑﺎﻧﺗﻔﺎء
اﻟرﻛن اﻟﺷرﻋﻲ أو اﻟدﻓﻊ ﺑﺎﻧﻌدام اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي أو اﻟﻣﺎدي ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ أو اﻟدﻓوع ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺄﺳﺑﺎب
اﻻﺑﺎﺣﺔ ﻛﺎﻟدﻓﻊ ﺑﺗواﻓر ﺣﺎﻟﺔ اﻟدﻓﺎع اﻟﺷرﻋﻲ أو اﻟدﻓوع اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣواﻧﻊ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻛﺎﻟدﻓﻊ ﺑﺟﻧون
اﻟﻣﺗﻬم أو اﻟدﻓوع اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﻋذار اﻟﻣﺧﻔﻔﺔ ) ،(1وﻟﻛﺛرﺗﻬﺎ وﺗﻧوﻋﻬﺎ ﺗطرﻗﻧﺎ إﻟﻰ أﻣﺛﻠﺔ ﻣﻧﻬﺎ،
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟدﻓوع اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن أﻫم ﺿﻣﺎﻧﺎت ﺣق اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع ﻋﻠﻰ ﻣوﺿوع
اﻟدﻋوى وﯾﻣﻛن ﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ ﻓﻲ أﯾﺔ ﻣرﺣﻠﺔ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟدﻋوى.
36
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﯾﻌد رﻛﯾزة ﻣﻬﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء ﻟﻣﺎ ﯾﻘوم ﺑﻪ ﻣن ﺗﺳﻬﯾل و ﺗوﺿﯾﺢ ﻟﻠدﻋوى و ﻟﻣﻌرﻓﺗﻪ
ﻟﻸﻧظﻣﺔ و اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت ،ﻟذا ﻛﺎن ﻟزاﻣﺎ أن ﻧﻠﻘﻲ اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻠدﻋوى ﻋﻠﻰ ﻣﻬﺎم
اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ،إﻻ أن اﻟطرق اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل ﻧزاع ذو طﺎﺑﻊ ﺟزاﺋﻲ ظﺎﻫرة إﺟراﺋﯾﺔ ﺣدﯾﺛﺔ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗدﻋﯾم
ﻣرﻛز أطراف اﻟﺧﺻوﻣﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻧﺗظر إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺻدور أﻣر 12/15
اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗﻌدﯾل ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻻﻋﺗﻧﺎق ﻓﻛرة اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺗﺻﺎﻟﺣﯾﺔ ،ﻣﻧﻬﺎ اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺷﻣل ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻛﺑدﯾل ﻋن إﺟراءات اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﺗﻬدف إﻟﻰ إرﺳﺎل دﻋﺎﺋم اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺗﺻﺎﻟﺣﯾﺔ دون
اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﺑطرﯾق اﻟﺗﻘﻠﯾدي ،ﻛذﻟك ﻧﺟد اﻟﺻﻠﺢ اﻟذي ﯾﻠﻌب دور ﻫﺎم ﻓﻲ إﻧﻬﺎء اﻟدﻋوى ﻗﺑل
أن ﺗﺻل إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻹﻧﻬﺎء اﻟﻘﺿﯾﺔ ودﯾﺎ.
ﻧﺟد إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻘﺎرن اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻛذﻟك ﻣن ﺑداﺋل اﻟدﻋوى
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،وﺗﻬدف إﻟﻰ اﻧﻘﺿﺎء ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻟﺗﺧﻔﯾف اﻟﻌبء ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﺑﺣﯾث ﯾﻣﻛن اﻟوﺻول إﻟﻰ
ﺣل ﻟﻠﺧﺻوﻣﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ دون ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى.
ﻓﺎﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻣوﺟﻬﺔ ﺑﺷﻛل واﺿﺢ ﻧﺣو إﯾﺟﺎد ﺑداﺋل اﻟﻌﻘوﺑﺔ ،وطرﺣت ﻓﻛرة ﺗﺣﺳﯾن
إدارة اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺑطء ﻓﻲ اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،وﺗم اﺳﺗﺣداث إﺟراء اﻷﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ
ﻟﯾﺗم اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﺣﺟم اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ٕوازاﻟﺔ اﻟﺗﺟرﯾم ،ﻛﻣﺎ ﺗﺑﻧﻰ أﯾﺿﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟﻧظﺎم اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ
اﻟﻌﺎم ﻛﺑدﯾل ﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺣﺑس ﻗﺻﯾرة اﻟﻣدة ﻟﻣﺳﺎﯾرة اﻟﺗطور اﻟذي ﺷﻬدﻩ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺣدﯾث ،ﻓﻬذا
اﻟﻧﻔس اﻟﺟدﯾد ﻟﻠﻌداﻟﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟذي ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺈدارﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﺧﺗﻠف ﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟرﺿﺎﺋﯾﺔ
واﻟﺗﻔﺎوﺿﯾﺔ ﺑﯾن أطراف اﻟﺧﺻوﻣﺔ وأﺛر ﺑﺷﻛل واﺿﺢ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺧﺻوﻣﺔ ،وﻋﻠﻰ
ذﻟك ﺳوف ﺗﻛون دراﺳﺗﻧﺎ ﻓﻲ ظل ﻫذا اﻟﻔﺻل ﻣﻘﺳﻣﺔ إﻟﻰ ﻣﺑﺣﺛﯾن ،ﻧﺧﺻص اﻟﻣﺑﺣث اﻷول
)ﻟﻠﺗﻛرﯾس اﻟواﺳﻊ ﻟﺑداﺋل اﻟدﻋوى و اﻟﻌﻘوﺑﺔ ( ،أﻣﺎ اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﺳﻧﺗطرق ﻣن ﺧﻼﻟﻪ إﻟﻰ) ﻣﻧﺢ
اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻣﺟﺎل ﺿﯾق ﻟﻠﺗدﺧل ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺑداﺋل(.
36
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول
أﻣﺎم ازدﯾﺎد ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أدى إﻟﻰ
ﺗﺿﺧم ﺣﺟم " اﻟﺗﺟرﯾم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ " ،اﻷﻣر اﻟذي أدى إﻟﻰ إﺛﻘﺎل ﻛﺎﻫل اﻟﻘﺿﺎء ﺑﺄﻋﺑﺎء ﺟﺳﯾﻣﺔ ﻛﺎن ﻟﻬﺎ
ﻣردودﻫﺎ اﻟﺳﯾﺊ ﻋﻠﻰ أداء رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻌداﻟﺔ ﻓﺗﺿرر اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻣن ﺑطء اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ،وأﻣﺎم ذﻟك ﺣﺎوﻟت
ﻣﻌظم اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت إﯾﺟﺎد ﺑداﺋل اﻟدﻋوى اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،وﺗﻔﺎدي اﻹﺟراءات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣطوﻟﺔ.
ﻟذﻟك ﻋﻣدت إﻟﻰ ﺳﻠوك طرق أﺧرى ﻏﯾر اﻟدﻋوى اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ " اﻟﺗﺳوﯾﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ" ،وﻫﻧﺎك
وﺳﺎﺋل أﺧرى ذات ﺻﯾﻐﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺣل اﻟﺧﻼف ﺑطرق ودﯾﺔ ﺑﻬدف اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟرواﺑط
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻫﻲ ﺗﺷﻣل ﻛل ﻣن" اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ" اﻟﺗﻲ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻋداﻟﺔ ﺗﻌوﯾﺿﯾﺔ أو
ﺗوﻓﯾﻘﯾﺔ ﺑﻌﯾدا ﻋن ﻋداﻟﺔ اﻟﻌﻘﺎب ،و إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﯾوﺟد" اﻟﺻﻠﺢ اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ" اﻟذي
ﯾﻌﺗﺑر أﯾﺿﺎ ﺳﺑﺑﺎ ﺧﺎص ﺗﻧﻘﺿﻲ ﺑﻪ اﻟدﻋوى اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،و ﻛذﻟك ﯾﻌد اﻷﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺣل
ﻣﺷﺎﻛل ﺗﻛدس اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ﺑﺳﺑب ازدﯾﺎد ﻋدد اﻟﺳﻛﺎن و ﺻﻌوﺑﺔ اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺳﺗﻐرق ﻣدة طوﯾﻠﺔ.
ﻛﻣﺎ ﻫو ﻣﻌروف أن ﺳرﻋﺔ اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ﻫو ﻧوع ﻣن أﻧواع اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗطﺑﯾق
ﻓﻛرة اﻟردع اﻟﻌﺎم ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﻧﻧﺳﻰ اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ﯾﻬدف إﻟﻰ ﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻟﻌود ﻓﻲ اﻹﺟرام وﺗﻘﻠﯾص
ﻣﻌدل اﻟﺟرﯾﻣﺔ واﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻣزاﯾﺎ اﻟﻣﺣﺑوﺳﯾن ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻘﻠﯾص اﻟﻧﻔﻘﺎت ،ﻫذا ﻣﺎ دﻓﻌﻧﺎ إﻟﻰ
ﺗﺑﯾﺎن ﺑداﺋل ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻗﺑل ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ )ﻣطﻠب أول( ،وﺑداﺋل ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻔﺻل ﻓﻲ
اﻟدﻋوى )ﻣطﻠب ﺛﺎﻧﻲ(.
37
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻣطﻠب اﻷول
اﻟطرق اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت ﻫﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻵﻟﯾﺎت أو اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗﻠﺟﺄ إﻟﯾﻬﺎ اﻷطراف
اﻟﻣﺗﻧﺎزﻋﺔ ،ﻣن أﺟل اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ ﺣل ﺧﻼﻓﺎﺗﻬم دون اﻟﻣرور ﻋﺑر اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ،وﻫﻲ اﻟدﻋوى
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻛﺛرة اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗرﻓﻊ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم وﺗرﻫق ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﺑﻬﺎ ،وﺗﻌﻛس اﻧطﺑﺎﻋﺎ ﻟدى
اﻟﻣواطﻧﯾن ﺑﺎﻟﻣﻠل ﻣن طول اﻟﻣدة اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻐرﻗﻬﺎ اﻟﻧزاع واﻟﺗﻌﻘﯾدات اﻟﻣﺳطرﯾﺔ.
إن اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟراﻫن راﺟﻊ ﻟﻣزاﯾﺎﻫﺎ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺳرﻋﺔ ﺣﺳم
اﻟﻧزاع ،واﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺎخ ﺗواﻓﻘﻲ ٕواﯾﺟﺎﺑﻲ ﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﺗدﺧل اﻟطرﻓﯾن ﻓﻲ إﯾﺟﺎد اﻟﺣﻠول وﺗﺳوﯾﺔ
اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾﺣﻔز ﻋﻠﻰ إﺑﻘﺎء ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻣودة ﺑﯾن اﻷطراف ﺿﻣﺎﻧﺎ ﺑﺎﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎت
ﻣﺳﺗداﻣﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣروﻧﺗﻬﺎ ﻣن ﺣﯾث إﺟراءات ﺣل اﻟﻧزاع واﻟﻘواﻋد اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﯾﻪ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻌﺗﺑر
ﻣن أﺑرز اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺗطوﯾر أداء اﻟﻘﺿﺎء ﻟﯾﺳﺗﺟﯾب ﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت ﺗﺣﻘﯾق
اﻟﻌداﻟﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻟﯾﺳت ﺑدﯾﻠﺔ ﻋﻧﻪ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺟري ﺗﺣت إﺷراﻓﻪ وﻣراﻗﺑﺗﻪ ﺑل ﻫﻲ ﺑدﯾﻠﺔ ﻋن ﺑﻌض
اﻹﺟراءات اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻌﻘدة وﻛذا ﻣﺎ ﯾﻌﺎﻧﯾﻪ اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻣن ﻣﻌﯾﻘﺎت ﻟﻛﺛرة اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﻌروﺿﺔ
أﻣﺎﻣﻪ و ﺗراﻛﻣﻬﺎ ،واﻟﺑطء ﻓﻲ إﺻدار اﻻﺣﻛﺎم ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ اﻟﺣق.
ﻣن ﻫﻧﺎ ﺳوف ﻧﻌرض اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ )ﻓرع أول( ،واﻟﺻﻠﺢ ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت )ﻓرع ﺛﺎﻧﻲ(،
واﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ )ﻓرع ﺛﺎﻟث(.
38
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻔرع اﻷول
اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ
اﻟوﺳﺎطﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻫو ﻧظﺎم ﻣﺳﺗﻘل ﻗﺎﺋم ﺑﺣد ذاﺗﻪ وﻟﻪ ﻣﻔﻬوم ﺧﺎص ﯾﺧﺗﻠف ﺑﻪ
ﺑﺎﻗﻲ أﻧواع اﻟوﺳﺎطﺔ ،وﻗد ﺗﺑﻧﻰ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟوﺳﺎطﺔ ﻛﺗﺟرﺑﺔ ﺟدﯾدة ،ﺳوف ﻧﺣﺎول ﻗدر
اﻟﻣﺳﺗطﺎع ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔرع ﺗﺣدﯾد ﻣﻘﺻودﻫﺎ ٕواﺟراءات اﻹﻋﻣﺎل ﺑﻬﺎ ،وﺗﺣدﯾد اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ
اﻟوﺳﺎطﺔ.
أوﻻ :ﺗﻌرﯾف اﻟوﺳﺎطﺔ
ﺗوﺟد ﺗﻌﺎرﯾف ﻛﺛﯾرة ﻟﻠوﺳﺎطﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻔﻘﻬﺎء ،ورﻏم اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻏﺗﻬﺎ ،إﻻ
أﻧﻬﺎ ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻧﻰ واﺣد ،ﺣﯾث ﻋرﻓﻬﺎ اﻟﺑﻌض ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ذﻟك اﻹﺟراء اﻟذي ﺑﻣوﺟﺑﻪ ﯾﺣﺎول
ﺷﺧص ﻣن اﻟﻐﯾر ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎق اﻷطراف ﻟوﺿﻊ ﺣد و ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﺿطراب اﻟﺗﻲ أﺣدﺛﺗﻬﺎ
اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻋن طرﯾق ﺣﺻول اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻌوﯾض ﻛﺎف ﻋن اﻟﺿرر اﻟذي ﺣدث ﻟﻪ ﻓﺿﻼ ﻋن
إﻋﺎدة ﺗﺄﻫﯾل اﻟﺟﺎﻧﻲ) ،(1وﻫذا ﯾﺗم ﻗﺑل ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﺗﻘوم اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺈرﺿﺎء
اﻟطرﻓﯾن ،اﻟﺟﺎﻧﻲ واﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ ،ﺑﺈﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﺿﯾﺔ إﻟﻰ طرف ﺛﺎﻟث ﺳواء ﻛﺎن وﺳﯾط ﺷﺧﺻﻲ
)2
(. أو ﻣﻌﻧوي
وﺗﻌرﯾف آﺧر ﻋﻠﻰ أن "اﻟوﺳﺎطﺔ ﻫﻲ اﺳﺗﻌﺎﻧﺔ أطراف اﻟﻧزاع ﺑطرف ﺛﺎﻟث أﺟﻧﺑﻲ ﻋن اﻟﻧزاع
ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻪ ﻣؤﻫﻼﺗﻪ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ إﯾﺟﺎد ﺣل ﻟﻠﻧزاع) ،(3وﯾﺗﻘدم اﻟوﺳﯾط ﺑﻌد إﺟراءات اﻟﺑﺣث
واﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﺗوﺻﯾﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاع ﻻ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺄﯾﺔ ﻗوة إﻟزاﻣﯾﺔ ﻣﺎ ﻟم ﯾﻘﺑﻠﻬﺎ اﻟطرﻓﺎن").(4
-1ﺣﻣودي ﻧﺎﺻر» ،اﻟوﺳﺎطﺔ ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺿوء ﺗﻌدﯾﻼت ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ،2015اﻷﻫداف،
اﻵﺛﺎر و اﻟﺗﺣدﯾﺎت« ،اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻟث ،اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻟﻠوﺳﺎطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﻣﻘدﻣﺔ ﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﻠﺗﻘﻲ اﻟدوﻟﻲ اﻟطرق اﻟﺑدﯾﻠﺔ
ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة – ﺑﺟﺎﯾﺔ – ﯾوﻣﻲ 26و 27أﻓرﯾل ،2016ص.6 .
2
- -Vincent de Briant et Yves Palau, la médiation: définition-pratique et perspectives,
Nathan, paris, 1999, p.12.
-3ﺷﻠوﺣﺔ أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻧظم اﻟودﯾﺔ ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،د .ط ،د.س ،ﻣﺻر،
ص.127 .
4
- Christophe mincke, la Médiation pénale, thèse pour le doctorat en droit, Université Saint-
Louis,France, 2005-2006, p. 6.
39
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
و ﺗﻌد اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ إﺣدى اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺳﺗﺣدﺛﺔ اﻟﺗﻲ أﻗر ﺑﻬﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة
و ﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻣﺛل ﺗﺣوﻻ ﺟوﻫرﯾﺎ ﻓﻲ إدارة اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ،وﻗد ﺗطرق اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟﻠوﺳﺎطﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﺎدة 37ﻣﻛرر ق .إ .ج) ،(1ﻟﻛن ﻟم ﯾﻌرﻓﻬﺎ ﺑل ﻧص ﻋﻠﻰ ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻹﻋﻣﺎل ﺑﻬﺎ ،إﻻ أﻧﻪ أﻗر ﻓﯾﻬﺎ
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠطﻔل اﻟﺟﺎﻧﺢ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 02ﻣن ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل ﺑﺄﻧﻬﺎ" :آﻟﯾﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﻬدف إﻟﻰ إﺑرام
اﺗﻔﺎق ﺑﯾن اﻟطﻔل اﻟﺟﺎﻧﺢ و ﻣﻣﺛﻠﻪ اﻟﺷرﻋﻲ ﻣن ﺟﻬﺔ ،وﺑﯾن اﻟﺿﺣﯾﺔ أو ذوي ﺣﻘوﻗﻬﺎ ﻣن ﺟﻬﺔ
آﺧرى ،وﺗﻬدف إﻟﻰ إﻧﻬﺎء اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺎت ﺟﺑر اﻟﺿرر اﻟذي ﺗﻌرﺿت ﻟﻪ اﻟﺿﺣﯾﺔ ووﺿﻊ ﺣد ﻵﺛﺎر
اﻟﺟرﯾﻣﺔ واﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ إﻋﺎدة إدﻣﺎج اﻟطﻔل").(2
أﺧﯾ ار وﻋﻠﻰ ﺿوء ﻣﺳﺗﺟدات ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺟزاﺋري وﺗﺣدﯾدا ﻧص اﻟﻣﺎدة 37
ﻣﻛرر ،وﻛذا ﺑﺎﻻﺳﺗﺋﻧﺎس ﺑﺎﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ وﺑوﺻﻔﻬﺎ ﻛﺂﻟﯾﺔ ﺗﻔﺎوﺿﯾﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ
وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاع اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺗﻔﺎوض ﺑﯾن أطراف اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ وﺑﺗدﺧل
اﻟوﺳﯾط وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻧﺟﺎﺣﻬﺎ ﺗﻌوﯾض اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ ﻋن اﻟﺿرر اﻟذي أﺻﺎﺑﻪٕ ،واﺻﻼح اﻵﺛﺎر
اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟرﯾﻣﺔ).(3
ﺛﺎﻧﯾﺎ -إﺟراءات اﻟوﺳﺎطﺔ:
اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟم ﯾﺣدد ﻗواﻋد ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﺗﺑﯾن ﻛﯾﻔﯾﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ وﻟم ﯾﺣدد
ﺿواﺑط اﻟﺣوار ﺑﯾن أطراف اﻟدﻋوى ،ﻓﻬﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣرة ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟوﺳﯾط ﺑﻬدف اﻟوﺻول ﻟﻛل ﻣﺎ ﺗﻔق
ﻋﻠﯾﻪ اﻷطراف وﻋﻠﯾﻪ ﻓﻧﺳﺗﺧﻠص اﺟراءات اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠوﺳﺎطﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺳواء ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ وﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل).(4
-1ﻗرﯾﺷﻲ ﻋﻣﺎد واﻟﻌرﺑﻲ ﺑﺎﺷﺎ ﺻﻔﯾﺎن ،اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون
ﺧﺎص وﻋﻠوم اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑدﯨﺎﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة ،ﺑﺟﺎﯾﺔ ،2016/2015 ،ص.5 .
-2راﺟﻊ اﻟﻣﺎدة 37ﻣﻛرر ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
-3ﻓﺗﺣﻲ وردﯾﺔ» ،اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ :اﻟﻣرور ﻣن اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﻘﻣﻌﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺗﻔﺎوﺿﯾﺔ« ،اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟدوﻟﻲ ﺣول اﻟطرق
اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت :اﻟﺣﻘﺎﺋق اﻟﺗﺣدﯾﺎت ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة – ﺑﺟﺎﯾﺔ – ﯾوﻣﻲ 26و 27أﻓرﯾل
،2016ص.4 .
-4ﯾﻌﻘوب ﻓﺎﯾزي وﻣﺣﻣد ﻣوادﻧﺔ ،ﻧظﺎم اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة اﻟﻣﺎﺳﺗر ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون أﻋﻣﺎل،
ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ 8ﻣﺎي 1945ﻗﺎﻟﻣﺔ ،2016 ،ص.74 .
40
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
-1اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻣﻬﯾدﯾﺔ:
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻣﻬﯾدﯾﺔ أوﻟﻰ ﻣراﺣل اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ وﺗﻧﻘﺳم إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن ،اﻟﻘﺳم اﻷول
ﻣرﺣﻠﺔ اﻻﻗﺗراح اﻟوﺳﺎطﺔ وﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺧﺗص ﺑﻬﺎ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ ﺑﺣﯾث ﺗﻘوم اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑدور ﻣﻬم ﻓﻲ
ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﺎﺷر إﺟراءات اﻟدﻋوى اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻬﻲ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﺎﻧﺗﻘﺎء
اﻟﺟراﺋم ﻣﺣل اﻟوﺳﺎطﺔ).(1
وﻟﻛن ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻗﺑل إﺟراء اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣواﻓﻘﺔ اﻷطراف ﻋﻠﻰ
ﻗﺑوﻟﻬﺎ ،و ﻛذﻟك ﯾﺟوز أن ﯾﺗﺣﻘق ﻫذا اﻹﺟراء ﺑﺎﻗﺗراح اﻟوﺳﺎطﺔ ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ طﻠب اﻟﺿﺣﯾﺔ أو
اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻣﻧﻪ) .(2ﻓﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 37ﻣﻛرر ﻣن ق .إ .ج ﻋﻠﻰ اﻧﻪ "ﯾﺟوز ﻟوﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻗﺑل أي
ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﺟزاﺋﯾﺔ أن ﯾﻘرر ﺑﻣﺑﺎدرة ﻣﻧﻪ أو ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب اﻟﺿﺣﯾﺔ أو اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻣﻧﻪ إﺟراء وﺳﺎطﺔ
.
ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ وﺿﻊ ﺣد ﻟﻺﺧﻼل اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن اﻟﺟرﯾﻣﺔ أو ﺟﺑر اﻟﺿرر اﻟﻣﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ"
ﻛذﻟك أﻛدت اﻟﻣﺎدة 111ﻣن ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل ﻓﻲ ﻓﻘرﺗﻬﺎ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ "ﺗﺗم اﻟوﺳﺎطﺔ ﺑطﻠب
ﻣن اﻟطﻔل و ﻣﻣﺛﻠﻪ اﻟﺷرﻋﻲ أو ﻣﺣﺎﻣﯾﻪ أو ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﻣن ﻗﺑل وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ" ،ﻓﺎﻟﻣﺑﺎدرة إذا ﺗﻌد
اء ﻓﻲ ﺟراﺋم اﻟﺑﺎﻟﻐﯾن أو ﺟراﺋم اﻷﺣداث و ﺗﻛون ﻣن
إﺟراء أوﻟﻲ ﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺳو ً
طرف اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،أو ﺑﻣوﺟب طﻠب ﻣﻛﺗوب ﯾﻘدم ﻣن طرف اﻟﺿﺣﯾﺔ أو اﻟﻣﺷﺗﻛﻲ ﻣﻧﻪ أو ﻣن
طرف اﻟطﻔل أو ﻣﻣﺛﻠﻪ اﻟﺷرﻋﻲ أو ﻣﺣﺎﻣﯾﻪ أو ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﻣن ﻗﺑل وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ) ،(3ﯾﺗﺎﺑﻊ وﯾﻌﺎﻗب
ﺟزاﺋﯾﺎ ﻛل ﻣن اﻣﺗﻧﻊ ﻋﻣدا ﻋن ﺗﻧﻔﯾذ اﺗﻔﺎق اﻟوﺳﺎطﺔ ﺑﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﺷﺄن اﻷﺣﻛﺎم و اﻟﻘ اررات
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟواردة ﺑﺎﻟﻣﺎدة 2/147ﻣن ق .ع) ،(4ﻛذﻟك ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠطﻔل ﻓﺈن اﻟﻣﺎدة 114ﻣن ﻗﺎﻧون
-1ﯾﺎﺳر ﺑن ﻣﺣﻣد ﺳﻌﯾد ﺑﺎﺻﯾل ،اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظم اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،ﻣذﻛرة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ
اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾف اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ ،اﻟﺳﻌودﯾﺔ ،2011 ،ص.123 .
-2ﯾﻌﻘوب ﻓﺎﯾزي وﻣﺣﻣد ﻣوادﻧﺔ ،ﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.75 .
-3راﺟﻊ اﻟﻣﺎدة 111ﻣن ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
-4ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 147ﻓﻘرة 2ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ":اﻷﻓﻌﺎل واﻷﻗوال واﻟﻛﺗﺎﺑﺎت اﻟﻌﻠﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون اﻟﻐرض ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن
ﺷﺄن اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻣن طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎء او اﺳﺗﻘﻼﻟﻪ " ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
41
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل) ،(1ﻗد أﺟﺎزت أن ﯾﺗﺿﻣن ﻛذﻟك ﻣﺣﺿر اﻟوﺳﺎطﺔ ﺗﻌﻬد اﻟطﻔل ﺗﺣت ﺿﻣﺎن ﻣﻣﺛﻠﻪ
)(2
. اﻟﺷرﻋﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزام أو أﻛﺛر
أﻣﺎ اﻟﻘﺳم اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻫو اﺗﺻﺎل ﺑﺄطراف اﻟﻧزاع و ذﻟك ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻗﺑول اﻟوﺳﺎطﺔ ،ﯾﻘوم وﻛﯾل
اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﺎﺳﺗدﻋﺎء طرﻓﻲ اﻟﻧزاع ﺑﻐﯾﺔ إﺧﺑﺎرﻫم ﺑﺄن ﻧزاﻋﻬم ﺳﯾﺣل ودﯾﺎ ﻋن طرﯾق اﻟوﺳﺎطﺔ ،وأن
ﻗﺑوﻟﻬﺎ إﺟراء اﺧﺗﯾﺎري ﻣﺗوﻗف ﻋﻠﻰ إرادﺗﻬم).(3
ﻗﺑل ﺑداﯾﺔ إﺟراء اﻟﺗﻔﺎوض ﻣﻊ اﻷطراف ﻗﺻد اﻟوﺻول إﻟﻰ اﺗﻔﺎق ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﺗﻠﺗزم اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣواﻓﻘﺔ أطراف اﻟدﻋوى وﻫذا ﻣﺎ أﻗرﺗﻪ اﻟﻣﺎدة 37ﻣﻛرر 1ﻣن ق .إ .ج اﻟﺗﻲ ﺟﺎءت
ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ" :ﯾﺷﺗرط ﻹﺟراء اﻟوﺳﺎطﺔ ﻗﺑول اﻟﺿﺣﯾﺔ و اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻣﻧﻪ ،و ﯾﺟوز ﻟﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ
ﺑﻣﺣﺎم" ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻧوب ﻋﻧﻬﻣﺎ ﺷﺧص آﺧر وﻟو ﺑوﻛﺎﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻔﺎوض ﻫﻲ
ﻣرﺣﻠﺔ ﻓﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ ﺟﻬود اﻟوﺳﺎطﺔ ،ﺑﺣﯾث ﯾﺗوﻟﻰ إﺟراء اﻟﺗﻔﺎوض وﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻣﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ أو أﺣد ﻣﺳﺎﻋدﯾﻪ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﺣد ﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ إذا ﺗﻌﻠق
-1ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 114ﻣن ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل" :ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﺿﻣن ﻣﺣظر اﻟوﺳﺎطﺔ ﺗﻌﻬد اﻟطﻔل ،ﺗﺣت ﺿﻣﺎن ﻣﻣﺛﻠﻪ
اﻟﺷرﻋﻲ ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزام واﺣد أو أﻛﺛر ﻣن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻵﺗﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟﻣﺣدد ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎق:
-إﺟراء ﻣراﻗﺑﺔ طﺑﯾﺔ أو اﻟﺧﺿوع ﻟﻌﻼج ،ﻣﺗﺑﻌﺔ اﻟدراﺳﺔ أو اﻟﺗﻛوﯾن ﻣﺗﺧﺻص ،ﻋدم اﻻﺗﺻﺎل ﺑﺄي ﺷﺧص ﻗد ﯾﺳﻬل ﻋودة
اﻟطﻔل ﻟﻺﺟرام.
ﯾﺳﻬر وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣراﻗﺑﺔ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟطﻔل ﻟﻬذﻩ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت" ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
-2ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﺧﻠﻔﻲ ،اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري واﻟﻣﻘﺎرن ،ط 2 .ﻣﻧﻘﺣﺔ وﻣﻌدﻟﺔ ،دار ﺑﻠﻘﯾس ﻟﻠﻧﺷر،
،2016ص.136 .
-3ﯾﻌﻘوب ﻓﺎﯾزي وﻣﺣﻣد ﻣوادﻧﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.76 .
42
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻘﺎﺻر أﻗل ﻣن 18ﺳﻧﺔ طﺑﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 111ﻣن ق .ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل).(1
ﻟﻘد أﻛدت اﻟﻣﺎدة 3/111ق .ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر) ،(2ﻓﻲ ﺗﺑﯾﺎن إﺟراءات اﻟﺗﻔﺎوض
ﻋﻠﻰ اﻟﺗزام وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﺎﺳﺗدﻋﺎء اﻟطﻔل وﻣﻣﺛﻠﻪ اﻟﺷرﻋﻲ واﻟﺿﺣﯾﺔ أو ذوي ﺣﻘوﻗﻬﺎ ﺑﻬدف
اﺳﺗطﻼع رأﯾﻬم ﻣﺗﻰ ﻗرر اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟوﺳﺎطﺔ وﻫﻲ اﻷطراف اﻟﺗﻲ ﯾﺗوﺳط ﺑﯾﻧﻬﺎ ،ﻓﺑﻌد إﻧﻬﺎء ﻣرﺣﻠﺔ
ﺟﻠﺳﺔ اﻟوﺳﺎطﺔ ﯾﺗﺟﺳد ﻗﺑول اﻟطرﻓﯾن ﻟﻠوﺳﺎطﺔ ﻓﻲ ﻣﺣظر ﺧﺎص ﺛم ﯾوﻗﻊ اﻟﻣﺣظر ﻣن طرف وﻛﯾل
اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ وأﻣﯾن اﻟﺿﺑط واﻷطراف وﺗﺳﻠم ﻧﺳﺧﺔ ﻣﻧﻪ إﻟﻰ ﻛل طرف ﻟﯾﺗم ﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺿﻣوﻧﻪ ﺑﺳﻌﻲ ﻣن
ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ،وﻫذا وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 37ﻣﻛرر 3ﻣن ق .إ .ج).(3
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﺣداث ﯾﺿﺎف ﻟﻣﺎ ﺳﺑق ﻧص اﻟﻣﺎدة 112ﻣن ق ،(4)12-15 .اﻟﺗﻲ ﺗوﺟب
أن ﯾﺣرر اﺗﻔﺎق اﻟوﺳﺎطﺔ ﻓﻲ ﻣﺣظر ﯾوﻗﻌﻪ اﻟوﺳﯾط وﺑﻘﯾﺔ اﻷط ارف وﺗﺳﻠم ﻧﺳﺧﺔ ﻣﻧﻪ إﻟﻰ ﻛل طرف،
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﺿﻣون اﺗﻔﺎق اﻟوﺳﺎطﺔ ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 37ﻣﻛرر 4ق .إ .ج ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻻﻟﺗزاﻣﺎت
ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل وﻫﻲ:
-1ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 111ﻣن ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل" :ﯾﻘوم وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﺈﺟراء اﻟوﺳﺎطﺔ ﺑﻧﻔﺳﻪ أو ﯾﻛﻠف ﺑذﻟك أﺣد
ﻣﺳﺎﻋدﯾﻪ أو أﺣد ﺿﺑﺎط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ.
ﺗﺗم اﻟوﺳﺎطﺔ ﺑطﻠب ﻣن اﻟطﻔل أو ﻣﻣﺛﻠﻪ اﻟﺷرﻋﻲ أو ﻣﺣﺎﻣﯾﻪ أو ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﻣن ﻗﺑل وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ.
إذا ﻗرر وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟوﺳﺎطﺔ ،ﯾﺳﺗدﻋﻲ اﻟطﻔل وﻣﻣﺛﻠﻪ اﻟﺷرﻋﻲ واﻟﺿﺣﯾﺔ أو ذوي ﺣﻘوﻗﻬﺎ وﯾﺳﺗطﻠﻊ رأي
ﻛل ﻣﻧﻬم" ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
-2راﺟﻊ اﻟﻣﺎدة 3/111ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
- 3راﺟﻊ اﻟﻣﺎدة 37ﻣﻛرر 3ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
4
-راﺟﻊ اﻟﻣﺎدة 112ﻣن ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
43
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
وﻓﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 37ﻣﻛرر 3ﻓﻲ ﻓﻘرﺗﻬﺎ اﻷوﻟﻰ ﻣن ق .إ .ج) ،(1ﯾﺗﻌﯾن أن ﯾدون
اﺗﻔﺎق اﻟوﺳﺎطﺔ ،أي ﻣﺎ ﺗم اﻟﺗوﺻل إﻟﯾﻪ ﺑﯾن اﻷطراف ﻓﻲ ﻣﺣﺿر ﯾﺷﺗرط ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ﻛل
اﻟﻣﺣﺎﺿر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣن ﺑﯾﺎﻧﺎت ،ﻣن ﺗﺣدﯾد ﻫوﯾﺔ أطراﻓﻪ وﻋﻧﺎوﯾﻧﻬم ،ﻛوﻧﻪ ﯾﺷﻛل ﺳﻧدا ﺗﻧﻔﯾذﯾﺎ ﻓﻲ
داﺋن ودﯾن ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺗﻌﯾن ﺗﺣدﯾدﻫم ﺑدﻗﺔ ﺗﻔﺎدﯾﺎ ﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻌﯾن أن ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻣﺣﺿر
ﻋرض وﺟﯾز ﻟﻠوﻗﺎﺋﻊ وﺗﺎرﯾﺦ وﻣﻛﺎن وﻗوﻋﻬﺎ ،وﻫو ﺑﯾﺎن ﺿروري ﯾﻣﻛن ﻣن اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺗﻔﺎق ﻣن
ﻛوﻧﻪ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻔﻌل ﻣن اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺟﺎﺋز اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟوﺳﺎطﺔ ﺑﺧﺻوﺻﻪ ،وأن ﺗﺑﯾﺎن اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﯾﻣﻛن ﻣن
إﻋﻣﺎل اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﺎدم ،ﻓﻲ ﺣﯾن ذﻛر ﻣﻛﺎن وﻗوﻋﻬﺎ ﻟﺗﻣﻛﯾن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻗواﻋد
اﻻﺧﺗﺻﺎص).(2
ﯾﺣرر وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻣﺣﺿر اﻻﺗﻔﺎق ﻋن طرﯾق اﻟوﺳﺎطﺔ ﯾﺗﺿﻣن ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺗزاﻣﺎت
اﻷطراف واﻟﺗﺄﻛد ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﻣﺣدد وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ اﺗﻔﺎق اﻟوﺳﺎطﺔ وﻗد ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة
112ﻣن ق .رﻗم ،12-15وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺎﺗﻔﺎق اﻟوﺳﺎطﺔ ﯾﻌﺗﺑر ﺳﻧدا ﺗﻧﻔﯾذﯾﺎ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻌﻣول و ﻫذا
ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 37ﻣﻛرر 6ﻣن ق .إ .ج ،و أﯾﺿﺎ اﻟﻣﺎدة 113ﻣن ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل).(3
ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﺗﺟوز ﻓﯾﻬﺎ اﻟوﺳﺎطﺔ
-1اﻟﺗﺣدﯾد اﻟﺣﺻري ﻟﻧطﺎق اﻟوﺳﺎطﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺟراﺋم اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻣن اﻟﺑﺎﻟﻐﯾن
ﺣددﻫﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 37ﻣﻛرر 2ﻣن ق .إ .ج) ،(4اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﻟﻠﺟوء
ﻓﯾﻬﺎ ﻟﻠوﺳﺎطﺔ وﻋدد اﻟﺟﻧﺢ ﻓﯾﻬﺎ ﺑطرﯾﻘﺔ ﺣﺻرﯾﺔ ،و أﺟﺎز اﻟوﺳﺎطﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﺑﺣﯾث
1
-ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 37ﻣﻛرر 3ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ" :ﯾدون اﺗﻔﺎق اﻟوﺳﺎطﺔ ﻓﻲ ﻣﺣﺿر ﯾﺗﺿﻣن ﻫوﯾﺔ وﻋﻧوان
اﻷطراف وﻋرﺿﺎ وﺟﯾ از ﻟﻸﻓﻌﺎل وﺗﺎرﯾﺦ وﻣﻛﺎن وﻗوﻋﻬﺎ وﻣﺿﻣون اﺗﻔﺎق اﻟوﺳﺎطﺔ وآﺟﺎل ﺗﻧﻔﯾذﻩ ،"...ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
-2ﺣﻣودي ﻧﺎﺻر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.19 .
-3ﺑرﺑﺎرة ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .13.
-4ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 37ﻣﻛرر 2ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ" :ﯾﻣﻛن أن ﺗطﺑق اﻟوﺳﺎطﺔ ﻓﻲ ﻣواد اﻟﺟﻧﺢ ﻋﻠﻰ ﺟراﺋم اﻟﺳب و
اﻟﻘذف واﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺧﺎﺻﺔ واﻟﺗﻬدﯾد واﻟوﺷﺎﯾﺔ اﻟﻛﺎذﺑﺔ وﺗرك اﻷﺳرة...
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗطﺑق اﻟوﺳﺎطﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت " ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
44
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻠك اﻟﻣﺎدة أن اﻟﺟراﺋم اﻟﻣذﻛورة ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺟﻧﺢ اﻟﺗﻲ ﯾﺟﻌل ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻣن ﺻﻔﺢ
اﻟﺿﺣﯾﺔ وﺳﯾﻠﺔ ﻟوﺿﻊ ﺣد ﻟﻠﻣﺗﺎﺑﻌﺔ) ،(1ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﯾﺗﺿﺢ ﻣن اﻟﻣﺎدة ﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر أن اﻟﻣﺷرع
اﻟﺟزاﺋري ﺣﺻر اﻟوﺳﺎطﺔ ﻓﻲ ﻣواد اﻟﺟﻧﺢ ﻓﻲ ﻋدد ﻣﺣدود ﻣن اﻟﺟراﺋم ،وأﻋﺗﺑر ذﻟك ﺷﺧﺻﯾﺎ دﻟﯾل
ﻋﻠﻰ اﻟﺣذر اﻟﻛﺑﯾر ﻟﻠﻣﺷرع ﻓﻲ إدﺧﺎل إﺟراء اﻟوﺳﺎطﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ) ،(2وﺗﺗﻣﯾز ﺑﺄﻧﻬﺎ
ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﺑﺳﯾطﺔ ﻣن اﻟﺧطورة وﻻ ﺗرﻗﻰ إﻟﻰ ﺗﻠك اﻟﺟراﺋم اﻟﺟﺳﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻛﻔﻲ اﻟوﺳﺎطﺔ ﻟﺟﺑر
اﻟﺿرر ﻓﯾﻬﺎ.
ﻛﻣﺎ أن اﻟﺟﻧﺢ ﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ أﺿرار إﻣﺎ ﺑدﻧﯾﺔ ﻛﺟراﺋم اﻟﺿرب واﻟﺟرح أو أﺿرار ﻣﺎدﯾﺔ
ﻛﺎﻟﺗﻌدي ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ،أو أﺿرار ﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻘذف واﻟﺳب) ،(3ﻣﻊ اﻟﻌﻠم أن اﻟﻣﺷرع
اﺳﺗﻌﻣل ﻟﻔظ )ﯾﻣﻛن( أن ﺗطﺑق اﻟوﺳﺎطﺔ ،أي إذا ﺗواﻓرت ﺷروطﻬﺎ ﻣن ﻋدم اﻟﺷروع ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،وأن ﺗﺑﺎدر ﺑﻬﺎ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ أو ﯾطﻠﺑﻬﺎ اﻟﺿﺣﯾﺔ أو اﻟﻣﺷﺗﻛﻰ ﻣﻧﻪ ،وﯾﺗﻔق اﻷﺧرﯾﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻟذا
ﯾﺟب أن ﯾﻔﻬم أﻧﻪ ﻛﻠﻣﺎ ﻛﻧﺎ ﺑﺻدد ﺟﻧﺣﺔ ﻣن اﻟﺟﻧﺢ اﻟﻣﺑﻧﯾﺔ أﻋﻼﻩ ،أو ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أن ﯾﻛون ﺗطﺑﯾق
اﻟوﺳﺎطﺔ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ،ﺑل ﯾﺗﻌﯾن ﻣراﻋﺎة ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺷروط اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ أﻋﻼﻩ).(4
-1ﺑﺧﺎﻟد ﻋﺟﺎﻟﻲ» ،ﺗﻘﯾﯾم ﻧظﺎم اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري« ،اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻟث :اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻟﻠوﺳﺎطﺔ
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،اﻟﻣﻠﺗﻘﻲ اﻟدوﻟﻲ ﺣول اﻟطرق اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت ،اﻟﺣﻘﺎﺋق واﻟﺗﺣدﯾﺎت ،ﯾوﻣﻲ 26و 27أﻓرﯾل ،2016
ص.10.
-2ﻋﺛﻣﺎﻧﻲ ﺑﻼل» ،ﻗراءة ﻓﻲ اﻟﻧﺻوص اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺟزاﺋري« ،اﻟﻣﻠﺗﻘﻲ
اﻟدوﻟﻲ ﺣول :اﻟطرق اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﻔض اﻟﻧزاﻋﺎت" :اﻵﻓﺎق واﻟﺗﺣدﯾﺎت" ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة ،ﺑﺟﺎﯾﺔ ،ﯾوﻣﻲ 26و 27أﻓرﯾل
،2016ص.6-5.
-3ﺟﺑﯾري ﻧﺟﻣﺔ» ،اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻛﺑدﯾل ﻟﻠدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ )اﻟﺟزاﺋر وﻓرﻧﺳﺎ ﻧﻣوذﺟﺎ(« ،اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟدوﻟﻲ ﺣول :اﻟطرق
اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت" :اﻟﺣﻘﺎﺋق واﻟﺗﺣدﯾﺎت" ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة ،ﺑﺟﺎﯾﺔ ،ﯾوﻣﻲ 26و 27أﻓرﯾل ،2016،ص.4.
45
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
-2ﺗﺣدﯾد ﻧطﺎق اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﺟراﺋم اﻷﺣداث ﺑﻣوﺟب ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل
ﯾﻌﺗﺑر ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل أول ﻗﺎﻧون ﯾﺳﺗﺣدث ﻧظﺎم اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر وﻟﻘد
ﺗوﻟﻰ ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﺗﺣدﯾد ﻧطﺎﻗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت واﻟﺟﻧﺢ ﻓﺎﺳﺗﺑﻌدﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت ،إذ ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة
110ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ":ﻻ ﯾﻣﻛن إﺟراء اﻟوﺳﺎطﺔ ﻓﻲ ﻛل وﻗت ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ارﺗﻛﺎب اﻟطﻔل ﻟﻠﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أو
اﻟﺟﻧﺣﺔ و ﻗﺑل ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ" ،ﯾﺳﺗﺧﻠص ﻣن ﻫذا اﻟﻧص أن اﻟﻣﺷرع و ﻋﻠﻰ ﺧﻼف
اﻟﺟراﺋم اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻣن اﻟﺑﺎﻟﻐﯾن وﺳﻊ ﻣن ﻧطﺎق اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺟراﺋم اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻟﻸﺣداث،
ﻓﺗﺷﻣل ﻛل اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت و اﻟﺟﻧﺢ اﻟﺗﻲ ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﯾرﺗﻛﺑﻬﺎ اﻟطﻔل ،إذ أﺟﺎز اﻟﻘﺎﻧون ﻟوﻛﯾل
اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ أن ﯾﻘرر اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟوﺳﺎطﺔ ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ ﻓﻲ أي وﻗت وﻗﺑل ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻋﻠﻰ
أﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز ﺗﻘرﯾر ذﻟك واﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﻫذا اﻹﺟراء اﻟﺑدﯾل ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت ﻓﻬذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺗﺧﺿﻊ ﻹﺟراءات
اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ).(1
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﺻﻠﺢ ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت
46
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻓﻘط و ذﻟك ﻟﻘﻠﺔ أﻫﻣﯾﺗﻬﺎ وﻗد وردت أﺣﻛﺎم اﻟﺻﻠﺢ ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﻓﻲ اﻟﻣواد ﻣن 381إﻟﻰ 393ﻣن
ﻓﻲ ﻏراﻣﺔ اﻟﺻﻠﺢ ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت <<. >>
ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ و اﻟﺗﻲ ﺟﺎءت ﺗﺣت ﻋﻧوان
ﺣﯾث ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 389ق.إ.ج ﻋﻠﻰ" :ﺗﻧﻘﺿﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﻘﯾﺎم اﻟﻣﺧﺎﻟف ﺑدﻓﻊ
.
ﻏراﻣﺔ اﻟﺻﻠﺢ ﺿﻣن اﻟﺷروط واﻟﻣﻬل اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة "384
ﻛﻣﺎ ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 392ق.إ.ج ﻋﻠﻰ" :ﯾﻣﻛن أن ﺗﻧﻘﺿﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن
ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ﻟدﻓﻊ ﻏراﻣﺔ ﺟزاﻓﯾﺔ داﺧﻠﯾﺔ ﻓﻲ
".
ﻗﺎﻋدة اﻟﻌود
-1ﺑواﻟزﯾت ﻧدى ،اﻟﺻﻠﺢ اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،ﻣذﻛرة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻓرع ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت واﻟﻌﻠوم اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق،
ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺧوة ﻣﻧﺗوري ،ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ ،2009-2008 ،ص.105 .
47
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
رﺳﺎﻟﺔ ﻣوﺻﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻌﻠم ﺑﺎﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻓﻲ أﺟل 15ﯾوم ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﺗﺧﺎذﻫﺎ ﻟﻪ)،(1
ﻓﻌرض اﻟﺻﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﻣرﺗﻛب اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻻ ﯾﻛون ﺷﻔﺎﻫﺔ وذﻟك ﻟﺻراﺣﺔ اﻟﻧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﺎدة 383
ق .إ .ج إذ ﻻﺑد أن ﯾﻛون اﻟﺻﻠﺢ ﻣدون وﻣﻛﺗوب ﻓﻲ ﻣﺣﺿر وﻫذا ﯾﻌد ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻟﻠﻣﺧﺎﻟف ﻣن ﺟﻬﺔ،
ﻷن ﯾﺣﻘق ﻟﻪ ﻣﺑدأ اﻟﻌﻠم ﺑﺎﻟﺗﻬﻣﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﻣﺧﺎﻟف ﯾﻛون ﻋﺎﻟﻣﺎ ﺑﺎﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺣررت ﺿدﻩ ﻛﻣﺎ أﻧﻪ
ﯾؤﻛد ﻋﻠم اﻟﻣﺧﺎﻟف ﺑﺈﺟراء اﻟﺻﻠﺢ وﺗﻧﺑﯾﻬﻪ ﺑﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﺻﺎﻟﺢ وﺑذﻟك ﯾﺗﻌذر ﻋﻠﯾﻪ اﻟدﻓﻊ ﺑﺟﻬﻠﻪ ﻟﻬذا
اﻹﺟراء ،وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻓﺈن إﺛﺑﺎت ﻋرض اﻟﺻﻠﺢ ﺑﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﯾﺛﺑت ﻣدى ﻗﯾﺎم اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺄﻋﻣﺎﻟﻬﺎ
وﯾﻣﻬل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ) ،(2وﯾﻣﻧﺢ ﻟﻠﻣﺧﺎﻟف أﺟل 30ﯾوم ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﺳﺗﻼﻣﻪ
اﻹﺧطﺎر ﻟدﻓﻊ ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺻﻠﺢ إﻟﻰ ﻣﺣﺻل ﺳﻛﻧﺎﻩ أو ﻓﻲ ﻣﻛﺎن ارﺗﻛﺎب اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ).(3
ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 384ق .إ .ج ﻋﻠﻰ أﻧﻪ" :ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧﺎﻟف ﺧﻼل اﻟﺛﻼﺛﯾن ﯾوﻣﺎ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ
ﻻﺳﺗﻼﻣﻪ اﻹﺧطﺎر اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 383ق .إ .ج ،أن ﯾدﻓﻊ دﻓﻌﺔ واﺣدة ﻧﻘدا أو ﺑﺣواﻟﺔ
ﺑرﯾدﯾﺔ ﻣﺑﻠﻎ ﻏراﻣﺔ اﻟﺻﻠﺢ ﺑﯾن ﯾدي ﻣﺣﺻل ﻣﻛﺎن ﺳﻛﻧﺎﻩ ،أو اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ارﺗﻛﺑت ﻓﯾﻪ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ
وذﻟك طﺑﻘﺎ ﻟﻸﺣﻛﺎم اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 329ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون وﯾﺟب أن ﯾﺳﻠم
اﻹﺧطﺎر إﻟﻰ اﻟﻣﺣﺻل ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺣوال ﺗﺄﯾﯾدا ﻟﻠدﻓﻊ" ،وﯾﻘوم اﻟﻣﺣﺻل ﺑﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ ﻓﻲ أﺟل 10
أﯾﺎم ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟدﻓﻊ ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 386ق .إ .ج.
وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﻟدﻓﻊ ﻓﻲ أﺟل 45ﯾوﻣﺎ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﺳﺗﻼﻣﻪ ﻟﻺﺧطﺎر ﯾﺣﺎل اﻟﻣﻠف ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺣﺳب إﺟراءات اﻟﺗﻛﻠﯾف ﺑﺎﻟﺣﺿور وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 387ق .إ .ج).(4
-1درﯾﺳﻲ ﺟﻣﺎل ،دور اﻟﺿﺣﯾﺔ ﻓﻲ إﻧﻬﺎء اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،اطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق،
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ،ﺗﯾزي وزو -ﺑوﺧﺎﻟﻔﺔ ،2016-2015،-ص.89 .
-2ﺑواﻟزﯾت ﻧدى ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.106 .
-3درﯾﺳﻲ ﺟﻣﺎل ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.89 .
-4راﺟﻊ اﻟﻣﺎدة 387ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
48
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
أﻣﺎ اﻟﺻورة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﯾﺗم اﻟﺻﻠﺢ ﺑدﻓﻊ ﻏراﻣﺔ ﺟزاﻓﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 392ق .إ .ج) ،(1ﻣﻧﻬﺎ
ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻣرور و ﯾﻛون ﻋرض اﻟﺻﻠﺢ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻌون اﻟذي ﻋﺎﯾن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ،إذ ﯾﺳﻠم
ﻟﻠﻣﺧﺎﻟف إﺷﻌﺎر ﺑدﻓﻊ ﻏراﻣﺔ ﺟزاﻓﯾﺔ ﻓﻲ أﺟل 30ﯾوﻣﺎ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ إﺛﺑﺎت اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠدﻓﻊ ﻓﻲ إﺣدى
ﻗﺑﺎﺿﺎت اﻟﺿراﺋب أو اﻟﺑرﯾد ،و ﯾﺗﻣﺛل اﻹﺟراء ﺑﺷراء طﺎﺑﻊ ﯾﻌﺎدل ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﺟزاﻓﯾﺔ ﺗﺻدرﻩ و ازرة
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺧﺻص ﻟﻬذا اﻟﻐرض وﯾﺗم إﻟﺻﺎﻗﻪ ﺑﺎﻹﺷﻌﺎر اﻟﻣﺣدد ﻟﻠﻐراﻣﺔ اﻟﺟزاﻓﯾﺔ وﻋدم ﻗﯾﺎم اﻟﻣﺧﺎﻟف
ﺑدﻓﻊ اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﻣﻧوﻩ ﻋﻧﻬﺎ ﺑﺎﻹﺷﻌﺎر ﯾرﺳل اﻟﻣﺣﺿر إﻟﻰ وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟذي ﯾﺣﯾﻠﻪ ﺑدورﻩ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣﺷﻔوﻋﺎ ﺑطﻠﺑﺎﺗﻪ ).(2
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث
ﺗﻌد اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ آﻟﯾﺔ ﺟدﯾدة ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت وﻫﻲ إﺟراء ﯾﺗﯾﺢ ﺑﺎﻟﺟﺎﻧﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣﻘﻪ ﻓﻲ
إﻧﻬﺎء اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺑﺎدرة إﻟﻰ ﻗﺑول ﻫذا اﻹﺟراء اﻟذي ﺗﻘﺗرﺣﻪ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ
ﺿوء ﺧﺎﺻﯾﺔ اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ،وﯾﺗرﺗب ﻋن إﺗﻣﺎﻣﻬﺎ إﻧﻬﺎء اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻣﺗﻰ أﺑدى اﻟﺟﺎﻧﻲ اﺳﺗﻌدادﻩ
ﻟﻠوﻓﺎء ﺑﺎﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺣددة ﻟﻪ).(3
-1ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 392ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ" :ﯾﻣﻛن أن ﺗﻧﻘﺿﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ،ﻓﻲ اﻟﻣواد
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،ﺑدﻓﻊ ﻏراﻣﺔ ﺟزاﻓﯾﺔ داﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻋدة اﻟﻌود.
وﯾﻣﻛن أن ﯾﺗم ﺗﺳدﯾد اﻟﻐراﻣﺔ ﺧﻼل ﺛﻼﺛﯾن ﯾوﻣﺎ ﻣن ﺗﺣﻘق اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟدى اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ اﻹﺧطﺎر ﺑﺎﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ،
ﺑواﺳطﺔ طﺎﺑﻊ ﻏراﻣﺔ ﯾﻌﺎدل ﻣﺑﻠﻎ اﻟﻐراﻣﺔ اﻟواﺟﺑﺔ اﻷداء ،"...ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
-2أﺣﺳن ﺑوﺳﻘﯾﻌﺔ ،اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم وﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﺑوﺟﻪ ﺧﺎص ،ط ،1 .اﻟدﯾوان اﻟوطﻧﻲ
ﻟﻸﺷﻐﺎل اﻟﺗرﺑوﯾﺔ ،2001 ،ص.89 .
-3ﺑن ﯾوﺑﺔ ﻛﺎﺗﯾﺔ وﺳﺣﻧون ﻓﻬﯾﻣﺔ ،ﺑداﺋل اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻣذﻛرة اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم
ﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة –ﺑﺟﺎﯾﺔ ،2011-2010 ،-ص ص.55-54 .
49
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣرﻛﺑﺔ ﻣن ﺗداﺑﯾر ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﯾﺧﺿﻊ ﺑﻣوﺟﺑﻬﺎ اﻟﺟﺎﻧﻲ إﻟﻰ اﻻﺧﺗﯾﺎر ،ﺛم ﺗﻠﯾﻪ
ﻋدة ﺗﻌدﯾﻼت ﻟﺗﺄﻛد اﻟﻣﺳﻌﻰ ﻣن اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟراﻣﻲ إﻟﻰ إﻧﻬﺎء اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،وﻣن أﻫﻣﻬﺎ
اﻟﺗﻌدﯾل اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 9ﺳﺑﺗﻣﺑر 2002وﻛذا اﻟﺗﻌدﯾل اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 9ﻣﺎرس 2004ﺣﯾث أﺿﯾﻔت
ﻓﻘرة ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎدة 1-41ﻣﻧﻪ واﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل ﺑدﯾﻼ ﺟدﯾدا ﻣن ﺑداﺋل إﺟراءات اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،إذ
ﯾﺗﯾﺢ ﻟﻠﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم أن ﯾﻘﺗرح ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ اﻟﺑﺎﻟﻎ اﻟذي ﯾﻌﺗرف ﺑﺎرﺗﻛﺎﺑﻪ واﺣدة أو أﻛﺛر ﻣن
اﻟﺟﻧﺢ أو اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﺣددﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ اﻟﻣﺎدﺗﯾن 2-41و 3-41ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات
اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ) ،(1ﺑﺄن ﯾﻧﻔذ ﺗداﺑﯾر ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺑﻌد اﻋﺗﻣﺎدﻩ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺣﯾث
ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ ذﻟك اﻟﺗداﺑﯾر اﻧﻘﺿﺎء اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ)ٕ ،(2وان اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺗﻌد إﺟراءا ﺑدﯾﻼ
ﺗﻬدف إﻟﻰ إﻋطﺎء ﺣﻠول ﺗوﻓﯾﻘﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺿﺣﯾﺔ واﻟﺟﺎﻧﻲ وﺧﻠق اﻻﺳﺗﻘرار ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ،وﻫﻲ ﺗﺻور ﯾﻘوم أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻠق إﺟراءات ﺗﻧﻬﻲ اﻻﺿطراب اﻟﻧﺎﺷﺊ ﻋن اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،وﺗﻌد
إﺣدى اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺑدﯾﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻫﺎ ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﺟﺎﻧﻲ اﻟﺗزام ﺑﺈﺗﻣﺎم ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻹﺟراءات
إﻟزاﻣﯾﺔ إﻟﻰ إﻋﺎدة ﺗﺄﻫﯾﻠﻪ ٕوادﻣﺎﺟﻪ ،واﻟﺳﻌﻲ ﻧﺣو إﺻﻼح اﻟﺿرر اﻟذي ﻟﺣق اﻟﺿﺣﯾﺔ ﻣن ﺟراء
اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺗﻌد أﺳﻠوﺑﺎ ﻏﯾر ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻹدارة اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﻣوﺟﺑﻪ ﯾدﻓﻊ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻣﺑﻠﻐﺎ ﻣن اﻟﻣﺎل
ﻟﻠدوﻟﺔ أو اﻟﺿﺣﯾﺔ أو اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺑول ﺗداﺑﯾر أﺧرى ،وﯾﺗرﺗب ﻋن ذﻟك اﻧﻘﺿﺎء اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
).(3
وﻣن أﻫم ﻣﻣﯾزات ﻫذا اﻹﺟراء اﻟﺟدﯾد أﻧﻪ ﯾﻣﻛن اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ ﻣن اﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ واﻟﺳرﯾﻌﺔ ﻟﻣﺎ
ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ إﺟرام اﻟﺣﺿر ،اﻟذي ﯾﺷﻣل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﺟﻧﺢ واﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻛﺛر وﻗوﻋﻬﺎ ﻣن
اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ وﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﺻدر اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن ﺷﺄن اﻟﻛﺛﯾر ﻣﻧﻬﺎ أواﻣر ﺑﺣﻔظ اﻷوراق وﺗﺗﺷﻛل
50
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم ﻓﻲ اﻟوﻗت ذاﺗﻪ ﻋﺑﺋﺎ ﻛﺑﯾ ار ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،وﻣن اﻟﻣﻣﻛن ﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ اﻻﺗﻔﺎق
ﺑﯾن ﺷﺧﺻﯾن أو أﻛﺛر ﻋﻠﻰ ﻗﺑول اﻟﺗﻧﺎزل وﺻوﻻ ﻟﻠﺗﺳوﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ).(1
وﻋﻧد اﻟﺿرورة ﯾﺟوز ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺳﻣﻊ إﻟﻰ أﻗوال ﻛل ﻣن اﻟﺟﺎﻧﻲ واﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ
وﺑﺣﺿور اﻟﻣﺣﺎﻣﯾن ﻋﻧﻬﻣﺎ وﺑﻌد ﻛل ﻫذﻩ اﻟﺧطوات اﻹﺟراﺋﯾﺔ ،ﻓﻠﻠﻘﺎﺿﻲ ﻟﻪ اﻟﺣق أن ﯾﻘرر أﺣد
أﻣرﯾن ﻻ ﺛﺎﻟث ﻟﻬﻣﺎ ،إﻣﺎ اﻟﺗﺻدﯾق ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ وﻣن ﺛم ﺗﺄﺧذ طرﯾﻘﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺗﻧﻔﯾذ أو رﻓﺿﻬﺎ
1
-Claire SAAS, De la composition pénale au plaider-coupable : le pouvoir de sanction du
procureur, R. S. C.N°4, Octobre-Décembre, paris, 2004, p.830.
-2ﻋﻠﻲ ﻋدﻻن اﻟﻔﯾل ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.92 .
3
- ALEXIS MIHNAN, contribution a L’étude de temps Dans la procedure penale : pour
une approche unitaire du temps de la reponse pénale, thèse pour le Doctorat en droit prive et
science criminelles, université paris SUD 11, faculté Jean Monnet, Paris, 2007, p. 338.
51
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻓﯾﺻﺑﺢ اﻻﻗﺗراح ﻛﺄن ﻟم ﯾﻛن وﻻ ﯾﺣق ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ إﺟراء أي ﺗﻐﯾﯾر أو ﺗﻌدﯾل أو ﺣذف أو إﺿﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ
).(1
اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ أﻣﺎﻣﻪ وﻗرار اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎت ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻠطﻌن
ٕواذا ﺗم اﻟﺗﺻدﯾق ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ وﻧﻔذ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻣﻘررة ﻓﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك
اﻧﻘﺿﺎء اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ) ،(2أﻣﺎ اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺗﻲ ﺗﻧطوي ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺗم اﻗﺗراﺣﻬﺎ
ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻣن طرف ﻋﺿو اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻗﺑل ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻧطرق إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع
اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدﺗﯾن ) (2-41و) (3-41ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ).(3
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
وﻗد اﺗﺟﻬت اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ إﻟﻰ اﻋﺗﻣﺎد ﺑداﺋل ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻬدف ﻣﻧﻬﺎ أﯾﺿﺎ
اﻹﺳراع ﻓﻲ اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ وﻛذا ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﻔﺎدي ﻣﺳﺎوئ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺳﺎﻟﺑﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺔ،إذ
ﺗطرﻗﻧﺎ إﻟﻰ اﻷﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ ﻛﺑدﯾل ﻟﻠﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﺧﺻوﻣﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ )ﻓرع أول( ،واﻟﻧطق ﺑﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻌﻣل
ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ﻛﺑدﯾل ﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺣﺑس ﻗﺻﯾر اﻟﻣدة )ﻓرع ﺛﺎﻧﻲ(.
اﻟﻔرع اﻷول
ﯾﻌد اﻻﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ وﺳﯾﻠﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻣن ﺑﯾن أﻫم اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﯾﻠﺟﺄ إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
واﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻘﺎرن ﻟﺗﻔﺎدي ظﺎﻫرة ﺗﻛدس اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺿﻣن اﻟﺳرﻋﺔ ﻓﻲ
اﻟﻔﺻل ﻓﯾﻬﺎ دون اﻷﺧذ ﺑﺈﺟراءات اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ،و ﯾﺣﺻر ﻧطﺎق اﻷﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺟراﺋم
ﻗﻠﯾﻠﺔ اﻷﻫﻣﯾﺔ ،ﻓﻘد ﻛﺎن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﯾﻛرﺳﻪ ﻓﻘط ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت إﻻ أن ﻧﺟﺎﻋﺔ اﻟﻌﻣل ﺑﻬذا
52
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻷﺳﻠوب أدى ﺑﻪ إﻟﻰ ﺗوﺳﯾﻊ ﻧطﺎﻗﻪ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻗﺎﻧون 02-15ﻟﯾﺷﻣل ﺑﻌض اﻟﺟﻧﺢ اﻟﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﺑﺎﻟﻐراﻣﺔ أو ﺑﺎﻟﺣﺑس ﻟﻣدة ﺗﺳﺎوي أو ﺗﻘل 2ﺳﻧﺗﯾن وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣواد 380ﻣﻛرر إﻟﻰ 380ﻣﻛرر 7ﻣن
ق .إ .ج .
ﻟﻘد اﺧﺗﻠﻔت ﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻷﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ وﻫذا راﺟﻊ إﻟﻰ اﻻﺧﺗﻼف ﺑﯾن ﻗواﻧﯾن أﻏﻠب اﻟدول اﻟﺗﻲ
ﺗﺄﺧذ ﺑﻧظﺎم اﻷﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ أﻏﻠب اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﻟم ﺗﻘدم ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﻣﺣددا ﻟﻪ ،ﻓﺗرك اﻟﻣﺟﺎل
ﻣﻔﺗوﺣﺎ أﻣﺎم اﺟﺗﻬﺎد ﻓﻘﻬﺎء ﻫذا اﻟﻧظﺎم.
وﯾﻌرف ﺟﺎﻧب ﻫﺎم ﻣن اﻟﻔﻘﻪ اﻷﻣر اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﺑﺄﻧﻪ> :أﻣر ﻗﺿﺎﺋﯾﺎ ﯾﻔﺻل ﻓﻲ ﻣوﺿوع اﻟدﻋوى
اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ دون أن ﺗﺳﺑﻘﻪ إﺟراءات ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﺟرت وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﺗرﺗﻬن ﻗوﺗﻪ ﺑﻌدم اﻻﻋﺗراض
< ).(1
ﻋﻠﯾﻪ ﺧﻼل اﻟﻣﯾﻌﺎد اﻟذي ﯾﺣددﻩ اﻟﻘﺎﻧون
أو ﻫو >ﻗرار ﯾﺻدر ﺑﺎﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻣن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻌد اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ اﻷوراق ﻓﻲ ﻏﯾﺑﺔ
< ).(2
اﻟﺧﺻوم ﺑﻼ ﺗﺣﻘﯾق أو ﻣراﻓﻌﺔ
وﻣﻧﻪ ﻣن ﻋرﻓﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ >ﻗرار ﻗﺿﺎﺋﻲ ﯾﻔﺻل ﻓﻲ ﻣوﺿوع اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑدون ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ
< ).(3
وﻣﻧﻪ ﻣن ﻋرﻓﻪ أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ وﯾﺻﺑﺢ واﺟب اﻟﺗﻧﻔﯾذ وﺗﻧﻘﺿﻲ ﺑﻪ اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ إذا أﺻﺑﺢ ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ
>>
أﻣر ﻗﺿﺎﺋﻲ ﺑﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﻘررة دون ﺗﺣﻘﯾق أو ﻣراﻓﻌﺔ ،أي أن ﯾﺻدر دون إﺗﺑﺎع اﻟﻘواﻋد أﻧﻪ
< ).(4
اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺈﺟراءات اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ واﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ اﻟﻼزم ﻟﻠﺣﻛم اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ
-1ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺑن ﻣﺳﻬوج ﺟﺎر اﷲ اﻟﺷﻣري ،اﻷﻣر اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ وأﺛرﻩ ﻓﻲ إﻧﻬﺎء اﻟﺧﺻوﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﺑﺣث ﻣﻘدم اﺳﺗﻛﻣﺎل
ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ درﺟﺔ اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾف اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ ،2008 ،ص ص.21-20 .
-2اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص.21 .
-3ﻣﻧﺻور ﻧورة وﺷﻧوف ازدﻫﺎر ،اﻷﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ ﻛﺑدﯾل ﻋن اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻣذﻛرة اﻟﻣﺎﺳﺗر ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت
واﻟﻌﻠوم اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺧوة ﻣﻧﺗوري –ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ ،2015/2014 ،-ص.7 .
-4ﺳﻌﺎدة ﺳﻌﺎد وﻣوﻫوﺑﻲ ﺗﻧﻬﯾﻧﺎن ،اﻷﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎﺑﻲ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة اﻟﻣﺎﺳﺗر ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص
وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة –ﺑﺟﺎﯾﺔ ،2016/2015 ،-ص.8 .
53
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
واﻷﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ﻫو ﻗرار ﻗﺿﺎﺋﻲ ﯾﻔﺻل ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﻧﺎء
ﻋﻠﻰ طﻠب ﺗﻘدﻣﻪ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ دون ﺣﺿور اﻟﻣﺗﻬم أو إﺟراء ﺗﺣﻘﯾق أو ﺳﻣﺎع ﻣراﻓﻌﺔ ،أو ﺑﺗﻌﺑﯾر
آﺧر ﻫو ذﻟك اﻟﻘرار اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟذي ﯾﻔﺻل ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ دون ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ أو ﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر ﺑدون
إﺗﺑﺎع اﻹﺟراءات اﻟﻌﺎدﯾﺔ).(1
ﯾﺗﻣﯾز اﻷﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ ﺑﻣﻣﯾزات ﺗﺟﻌﻠﻪ ﯾﻧﻔرد ﺑﺧﺻﺎﺋص إﺟراﺋﯾﺔ ﺗﺟﻌﻠﻪ ﻧظﺎﻣﺎ ﯾﺗﺳم ﺑﺻﻔﺔ
ذاﺗﯾﺔ وﻫﻲ أﻧﻪ إﺟراء ﺟوازي ،ﻓﺎﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻬﺎ ﻣطﻠق اﻟﺣرﯾﺔ وﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺻﻼﺣﯾﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﺳﺗﻠﺟﺄ
إﻟﻰ ﻧظﺎم اﻷﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ أم ﻻ ،ﺷرﯾطﺔ ﺗﻘﯾدﻫﺎ ﺑﺎﻟظروف اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻬذا اﻟﻧظﺎم) ،(2و ﯾﺗﻣﯾز أﯾﺿﺎ ﺑﺄﻧﻪ
ذو طﺑﯾﻌﺔ إﯾﺟﺎزﯾﺔ ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻧوع ﻣن اﻹﯾﺟﺎز واﻟﺗﺑﺳﯾط ﻷن اﻟﻬدف ﻣﻧﻪ ﻫو ﺗﺳﻬﯾل اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
واﺧﺗﺻﺎر اﻟﺟﻬد واﻟوﻗت واﻟﻧﻔﻘﺎت ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟذي ﯾﺧﻠق اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻷن اﻷﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ ﯾﺻدر
دون ﻣراﻓﻌﺔ ﻣﺳﺑﻘﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﺻدر دون ﺗﺳﺑﯾب ﻗﺎﻧوﻧﻲ) ،(3وﯾﺗﺿﺢ ذﻟك ﻣن ﻋﺑﺎرات اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري
). (4
ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 392ﻣﻛرر ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
وﻟﻛن ﻫذا ﻻ ﯾﻣﻧﻊ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣن ﺗﺑرﯾر وﺗﺳﺑﯾب ﻗ اررﻩ ﺑﺷﺄن اﻟوﺻف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ وﺑﯾﺎن اﻟﻧﺻوص
اﻟﻣطﺑﻘﺔ وﻣﺑﻠﻎ اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﻪ ،وﯾﺗﻣﯾز أﯾﺿﺎ ﺑﺄن ﻣﺣﻠﻪ ﺟراﺋم ﺑﺳﯾطﺔ إذن أﻏﻠب اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت
ﺑﺎﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﺗﻲ أﺧذت ﺑﻧظﺎم اﻷﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ ،ﺣﺻرت ﺗطﺑﯾﻘﻪ ﻓﻲ أﺿﯾق ﻧطﺎق ﺑﺣﯾث ﯾﺗﻌﻠق
واﻟﺟﻧﺢ اﻟﺑﺳﯾطﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻓﯾﻬﺎ اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋن اﻹﺟراءات اﻟﻌﺎدﯾﺔ اﻟﻣﻘررة ﻟﻠﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ دون
اﻹﺧﻼل ﺑﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﻣن اﻷﺳس اﻟدﺳﺗورﯾﺔ واﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻬﺎﻣﺔ ﻟﺻﯾﺎﻧﺔ
اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ).(5
54
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
-1ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﺧﻠﻔﻲ ،دراﺳﺔ اﻷﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري واﻟﻣﻘﺎرن ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ،ﻣﺟﻠﺔ دورﯾﺔ ﺗﺻدر ﻋن
ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﯾن ﺳطﯾف ،ﻋدد ،26ﺟوان ،2016ص.35 .
-2ﻣﻧﺻور ﻧورة وﺷﺗوف إزدﻫﺎر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص ص.48-47 .
-3ﺑوﻟﺧوة إﺑﺗﺳﺎم ،اﻟﻣﺛول اﻟﻔوري واﻷﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﺿوء ﺳﯾﺎﺳﺗﻲ اﻟﺗﺟرﯾم واﻟﻌﻘﺎب ،ﻣذﻛرة اﻟﻣﺎﺳﺗر ،ﺗﺧﺻص ﺳﯾﺎﺳﺔ
ﺟﻧﺎﺋﯾﺔ وﻋﻘﺎﺑﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺗﺑﺳﻲ – ﺗﺑﺳﺔ – ،2016ص.67 .
-4ﺳﻌﺎدة ﺳﻌﺎد وﻣوﻫوﺑﻲ ﺛﻧﻬﯾﻧﺎن ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.39 .
55
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﺟزاﺋﻲ ،ﻓﯾﻛون ﺣﻛﻣﻪ إﻣﺎ ﺑﺑراءة اﻟﻣﺗﻬم أو ﺑﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻐراﻣﺔ ،ﻓﻘد ﯾﻧظر ﻓﻲ ظروف اﻟواﻗﻌﺔ وذﻟك ﺑﻌد
اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ ﻣﺣظر ﺟﻣﻊ اﻻﺳﺗدﻻﻻت وأدﻟﺔ اﻹﺛﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﻗدﻣﺗﻬﺎ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ).(1
ﻓﺈذا ﻣﺎ ﻛﺎﻧت أدﻟﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ واﺿﺣﺔ ﻓﻼ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ إﺟراء ﻣراﻓﻌﺔ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ و ﻫذا ﺗﻣﺎﺷﯾﺎ
ﻣﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدة 380ﻣﻛرر 2ق .إ .ج ،ﻓﻠﻣﺗﻬم ﻣدان ﺑﺎﻟﺗﻬﻣﺔ اﻟﻣوﺟﻬﺔ إﻟﯾﻪ ،ﻓﯾﺻدر اﻟﻘﺎﺿﻲ
اﻟﺟزاﺋﻲ ﺣﻛﻣﻪ ﺑﺎﻟﻐراﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺢ و ﻫذا طﺑﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 380ﻣﻛرر 2ق .إ .ج) ،(2ﻛﻣﺎ ﻗد
ﯾﺻدر اﻟﺣﻛم ﺑﺑراءة ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا رأى اﻟﻘﺎﺿﻲ أن اﻟﺗﻬﻣﺔ اﻟﻣوﺟﻬﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺗﻬم ﻏﯾر ﺛﺎﺑﺗﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ
وﻓق اﻟﻣﺎدة 380ﻣﻛرر /2ﻓﻘرة 2ق.إ.ج).(3
ﻓﺎﻟﻣﺷرع أﺟﺎز ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋﻲ رﻓض طﻠب اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻋدم إﺻدار أﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ وﻓﻘﺎ
ﻟﻠﻘﺎﻧون إذا رأى أن اﻟﺷروط اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻏﯾر ﻣﺗوﻓرة وﺟﺎء ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 380ﻣﻛرر
2ﻓﻘرة 3ق .إ .ج أﻧﻪٕ " :واذا رأى اﻟﻘﺎﺿﻲ أن اﻟﺷروط اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻗﺎﻧون ﻟﻸﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ
ﻏﯾر ﻣﺗوﻓرة ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻌﯾد ﻣﻠف اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻﺗﺧﺎذ ﻣﺎ ﺗراﻩ ﻣﻧﺎﺳﺑﺎ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون" وﻫذﻩ
اﻟﺷروط ﯾﻣﻛن ﺣﺻرﻫﺎ:
إذا اﺳﺗﺷﻌر أﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﺑﺣﺎﻟﺗﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ أو دون ﺗﺣﻘﯾق أو
ﻣراﻓﻌﺔ ﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر أن اﻟدﻋوى ﻏﯾر ﻣﻬﯾﺄة ﻟﻠﻔﺻل ﻓﯾﻬﺎ.
إذا اﻗدر أن اﻟواﻗﻌﺔ اﻟﻣﺗﺎﺑﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺗﻬم ﻧظ ار ﻟﺳواﺑﻘﻪ أو ﻷي ﺳﺑب آﺧر ﺗﺳﺗوﺟب ﺗوﻗﯾﻊ
ﻋﻘوﺑﺔ أﺷد ﻣن اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟوز ﺻدور اﻷﻣر ﺑﻬﺎ.
إذا ﺗﺑﯾن ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﻣن ﻣﻠف اﻟدﻋوى وﺧﺎﺻﺔ ﺷﻬﺎدة ﻣﯾﻼد اﻟﻣﺗﻬم أﻧﻪ ﺣدث.
إذا ﻛﺎن ﻏﯾر ﻣﻌﻠوم اﻟﻬوﯾﺔ وﻋدم إرﻓﺎق ﺻﺣﯾﻔﺔ اﻟﺳواﺑق اﻟﻌدﻟﯾﺔ رﻏم طﻠﺑﻬﺎ.
وﺟود ﺣﻘوق ﻣدﻧﯾﺔ ﺗﺳﺗوﺟب ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ وﺟﺎﻫﯾﺔ ﻟﻠﻔﺻل ﻓﯾﻬﺎ.
-1ﺣﻣدي ﺑﺎﺷﺎ ﻋﻣر» ،اﻷﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ ﻛﺄﻟﯾﺔ ﺟدﯾدة ﻟﻠﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ« ،ﯾوم دراﺳﻲ ﺣول اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟﺟدﯾدة ﻓﻲ ﻗﺎﻧون
اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ،ﻗﺻر اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﺣﻣد ﺑوﺿﯾﺎف ،ﻋﻧﺎﺑﺔ ،اﻟﻣﻧﻌﻘدة ﯾوم 16ﺟﺎﻧﻔﻲ ،2016ص.06 .
- 2راﺟﻊ اﻟﻣﺎدة 380ﻣﻛرر 2ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
-3ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 380ﻣﻛرر 2اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن ﻧﻔس اﻟﻣﺻدر":ﯾﻔﺻل اﻟﻘﺎﺿﻲ دون ﻣراﻓﻌﺔ ﻣﺳﯾﻘﺔ ﺑﺄﻣر ﺟزاﺋﻲ ﯾﻘﺿﻲ
ﺑﺎﻟﺑراءة أو ﺑﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻐراﻣﺔ "
56
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
إذا ﻛﺎﻧت اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﻣﺗﺎﺑﻊ ﺑﻬﺎ ﺗﺷﻛل ﺟرﯾﻣﺔ ﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﺑﻌﻘوﺑﺔ ﺗﻔوق اﻟﺳﻧﺗﯾن ﻫذﻩ
).(1
اﻟﺣﺎﻻت واردة ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻗرار اﻟرﻓض أن ﺗﻌود اﻟدﻋوى ﻣن ﺟدﯾد إﻟﻰ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺗﻣﺎرس ﺳﻠطﺗﻬﺎ
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠف إﻣﺎ ﺑﺎﻟﺣﻔظ أو إﺣﺎﻟﺗﻪ ﻟﺗﺣﻘﯾق أو إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ وﻟﯾس ﻟﻬﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ إﻋﺎدة
طﻠب إﺻدار أﻣر ﺟزاﺋﻲ ﻣن ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺟﻧﺢ ﯾﺟب إﺑﻼغ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻣﺗﻬم ﺑﺎﻷﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ
اﻟﺻﺎدر ﻣن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋﻲ وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 380ﻣﻛرر 4ﻓﻲ ﻓﻘرﺗﯾﻬﺎ اﻷوﻟﻰ واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ.
وﯾﺗرﺗب ﻋن إﺑﻼغ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻣﺗﻬم ﺑﺎﻷﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣﻬﻠﺔ اﻻﻋﺗراض ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
اﻟرﻓض ،أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﺑول ﯾﺻﺑﺢ اﻷﻣر ﺳﻧدا ﺗﻧﻔﯾذﯾﺎ ﯾﻠزم ﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺎ ورد ﻓﯾﻪ ﻣن ﻋﻘوﺑﺔ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻋﺗﻣﺎد اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ﻛﺑدﯾل ﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺣﺑس
ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ﺗﻌد ﻣن أﻫم اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻌﻘﺎﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻧﺗﻬﺎ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ إﻻ
أﻧﻬﺎ اﺧﺗﻠﻔت ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﺗﻛﯾﻔﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻓﻣﻧﻬم ﻣن ﯾﺗﺧذﻫﺎ ﻛﻌﻘوﺑﺔ أﺻﻠﯾﺔ أو ﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ وﻣﻧﻬم ﻣن
ﯾﺗﺧذﻫﺎ ﻛﻌﻘوﺑﺔ ﺑدﯾﻠﺔ ﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺣﺑس ﻗﺻﯾرة اﻟﻣدة ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري وﻟﻘد ﺗﺑﻧﻰ
اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 01/09اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت،
أﯾن ﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﺳﺗﺑدال ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﺣﺑس اﻟﻧﺎﻓذة ﺑﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ،وﻧظﻣﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﻣواد 5ﻣﻛرر 1إﻟﻰ 5ﻣﻛرر ،6وﻧص ﻋﻠﻰ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺷور اﻟوزاري رﻗم 02اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ
21أﻓرﯾل .(2)2009
-1ﺷرﯾف ﺳﯾد ﻛﺎﻣل ،اﻟﺣق ﻓﻲ ﺳرﻋﺔ اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،د .ط ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة،2005 ،
ص.92 .
-2اﻟﻣﻧﺷور اﻟوزاري رﻗم 02 :اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2009/04/21 :اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻛﯾﻔﯾﺎت ﺗطﺑﯾق ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ،اﻟﺻﺎدر ﻋن
و ازرة اﻟﻌدل اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ.
57
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
أﻣﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻋرﻓﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 8/131ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ" :اﻟﻌﻣل ﺑﻼ ﻣﻘﺎﺑل
ﺑﻣﺻﻠﺣﺔ ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،أو ﺟﻣﻌﯾﺔ ﻣﺧوﻟﺔ ﻣﺑﺎﺷرة أﻋﻣﺎل ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ").(4
وﻣﺎ ﯾﻣﯾز ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم أﻧﻬﺎ ﻋﻘوﺑﺔ ﺟوازﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﻘﺎﺿﻲ ﻻ ﯾﻠزم ﻟﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ
ﻛﻠﻣﺎ ﺗواﻓرت ﺷروطﻬﺎ إذ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 5ﻣﻛرر 1أﻧﻪ" :ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أن ﺗﺳﺗﺑدل
ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﺣﺑس اﻟﻣﻧطوق ﺑﻬﺎ ،"...وﺟﺎءت ﺑﺻﯾﻐﺔ اﻹﯾﺟﺎز ﻓﻠﻠﻘﺎﺿﻲ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ
-1طﺑﺎش ﻋز اﻟدﯾن »» ،ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ﺑﯾن ﻓﻛرة اﻟردع و اﻹﺻﻼح << ،ﻣؤﻟف اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺑدﯾﻠﺔ )دراﺳﺔ
ﻓﻘﻬﯾﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﺗﺄﺻﯾﻠﯾﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ(« .اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب ،ط ،1 .ﻟﺑﻧﺎن ،2015 ،ص ص.154-153 .
-2ﺻﺎﻟﺢ ﺷﻧﯾن ،ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻣﻠﻘﺎة ﻋﻠﻰ طﻠﺑﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣﺎﺳﺗر ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋﯾﺔ،
ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة – ﺑﺟﺎﯾﺔ .2016-2015 ،-ﻣﻧﺷور ﻓﻲ ﻣوﻗﻊ :
www.elearling.univ-bejaia.dz
-3ﺑن ﺧﻠﯾﻔﺔ ﻧورة وﻣﺳﯾس ﻣرﯾم ،اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ﻛﺑدﯾل ﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺣﺑس ﻗﺻﯾرة اﻟﻣدة ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة
اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة – ﺑﺟﺎﯾﺔ ،2011-2010 ،-ص.
.31
-4ﺻﺎﻟﺢ ﺷﻧﯾن ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.165 .
58
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ أو ﻋدم ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ) ،(1ﻣﻊ ﺗوﻓر اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﻧظﻣﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟﻣﺎدﺗﯾن 5
ﻣﻛرر 1و 5ﻣﻛرر 2ﻗﺎﻧون إﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ وﻛذا ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺷور اﻟوزاري رﻗم 02اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 21
أﻓرﯾل 2009اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ.
ﻣن ﻫﻧﺎ ﻧﺳﺗﺧﻠص أن ﺟوﻫر وأﺳﺎس ﻫذﻩ اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻫو إﻋﺎدة إدﻣﺎج اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻪ ،ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ
ﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﺳﻼﻣﺔ اﻟﺑدﻧﯾﺔ واﻟﺣرﯾﺔ وﻋدم اﺣﺗﻛﺎك اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻟﻣﺟرﻣﯾن اﻟﺧطرﯾن وﻋدم ﻓﻘداﻧﻪ
ﻣرﻛزﻩ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﺗﺄﻫﯾﻠﻪ دون ﺳﻠب ﺣرﯾﺗﻪ ،أي أن ﯾﺗم اﻟﺗﺄﻫﯾل ﻓﻲ ﺑﯾﺋﺔ ﺣرة ﻣن ﺧﻼل إﻟزاﻣﻪ
ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄﻋﻣﺎل وﻧﺷﺎطﺎت اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ٕواﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﻧﻣﯾﺔ ﺷﻌور ﺑﺎﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ،وﺗﻘﯾﯾد ﺣرﯾﺗﻪ ﻋﻠﻰ
ﻧﺣو ﯾﺟﻌﻠﻪ ﯾﻔﻛر ﺟدﯾﺎ ﺑﻣﺎ أﻗدم ﻋﻠﯾﻪ.
ﯾﻌﻠَق اﻟﻧطق ﺑﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ ﺷرط ﺛﺑوت ﻗﯾﺎم ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻪ ﺳواء
ﻛﺎن ﻓﺎﻋﻼ أﺻﻠﯾﺎ أو ﺷرﯾﻛﺎ ﺑﻌد ﺻدور ﺣﻛم ﻧﻬﺎﺋﻲ ﺑﺎﻹداﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﺣﻛم ﺑﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺣﺑس اﻟﻧﺎﻓذة ﺑﺣﻘﻪ
ﻧﺻت ﻋﻠﻰ َأﻧﻪ" :ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
وﻓق ﻣﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 5ﻣﻛرر 1ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻲ َ
أن ﺗﺳﺗﺑدل اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﻧطوق ﺑﻬﺎ ."...
اﻟﻣﺷرع رَﻛز
َ أن
وﻣن ﺧﻼل اﻟﻧﺻوص اﻟﻣﻧظَﻣﺔ ﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ﯾﻣﻛن أن ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ َ
ﻋﻠﻰ ﻣﻌﯾﺎرﯾن ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻋﺗﻣﺎدﻫﻣﺎ ﻟﻠﻧطق ﺑﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم وﻫﻣﺎ ﻣﻌﯾﺎر ﺷﺧﺻﻲ
ﺑﻣدة اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ اﻟﻣﻧطوق ﺑﻬﺎ أو
ﯾرﺗﺑط ﺑﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻪ وأﻫﻠﯾﺗﻪ ،وﻣﻌﯾﺎر زﻣﻧﻲ ﯾرﺗﺑط َ
اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺑدﯾﻠﺔ ).(2
وﯾﺗﻣﺛل اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﺷﺧﺻﻲ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ذات طﺎﺑﻊ ﻣﺧﻔَف ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ
ﻣﻊ اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺳﺎﻟﺑﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻧطق ﺑﻬﺎ ﯾﻌﻧﻲ َأﻧﻪ ﻗد ﻣﻧﺢ اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻪ ﻓرﺻﺔ
-1طﺑﺎش ﻋز اﻟدﯾن» ،ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ﺑﯾن ﻓﻛرة اﻟردع و اﻹﺻﻼح« ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.165 .
-2طﺑﺎش ﻋز اﻟدﯾن ،ﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص.171 .
59
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻹﻋﺎدة اﻧدﻣﺎﺟﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺷرط ﻋدم اﻟﺗﺿﺣﯾﺔ ﺑﺣق اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘ اررﻩ وأﻣﻧﻪ)،(1
وذﻟك ﻻ ﯾﺗﺣﻘق إﻻ ﺑﺗوﻓر ﺷرطﯾن.
اﻷول ﻫو ﺿرورة اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﺣﺳن ﺳﯾرة اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻪ ﻗﺑل ﺻدور اﻟﺣﻛم ﺑﻌﻘوﺑﺔ
اﻟﺷرط َ
اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ،وﻫو ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﻘﺻد ﺑﻪ اﻟﻣﺷرع ﻣن وﺿﻌﻪ ﻟﺷرط ﻋدم اﻟﺳﺑق اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟﻠﻣﺣﻛوم
ﯾﺗﺿﻣن
َ ﻋﻠﯾﻪ واﻟوارد ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 5ﻣﻛرر ،(2)1وﻟﻛﻲ ﯾﺗﻣﻛن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣن ذﻟك ﻻﺑد ﻣن إﻋداد ﻣﻠف
ﻓﺣص ﺷﺎﻣل ﻟﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻪ ﻟﻠﺗﺄﻛد ﻣن َأﻧﻪ ﺣﺳن اﻟﺳﯾرة واﻟﺳﻠوك وﻣﺎ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ ارﺗﻛﺑﻬﺎ
إﻻَ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺎﺑر ﻻ ﺗﻧﺑﻊ ﻣن ﺷﺧﺻﯾﺔ ذات ﻣﯾول إﺟراﻣﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈﺑﻘﺎءﻩ ﻓﻲ ﺣظﯾرة اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻻ
اﻟﻣﺷرع ﻻ ﯾرﯾد أن ﯾﻔﯾد ﺑﻬذﻩ اﻟﻌﻘوﺑﺔ إﻻَ اﻟﻣﺟرﻣﯾن
َ أن
ﯾﺷ َﻛل ﺧطر ﻋﻠﻰ أﻓرادﻩ ،وﺑﻬذا اﻟﺷرط ﯾﻌﻧﻲ َ
اﻟﻣﺑﺗدﺋﯾن.
أن اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻪ ﻟم ﯾﺳﺑق أن ﺣﻛم ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻌﻘوﺑﺔ ﺳﺎﻟﺑﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺔ ،وﻫذا ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 53
أي َ
ﻣﻛرر 5ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري).(3
رد ﻟﻪ
ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺳﺑوﻗﺎ ﻗﺿﺎﺋﯾﺎ اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻐراﻣﺔ ﻓﻘط ،وﻛذا اﻟﺷﺧص اﻟذي َ
أن رد اﻻﻋﺗﺑﺎر ﯾزﯾل آﺛﺎر اﻟﺣﻛم اﻟﺟزاﺋﻲ
اﻻﻋﺗﺑﺎر وﻓق أﺣﻛﺎم ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر َ
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻘﺑل ،واﻟﺷرط اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﺗﻣﺛَل ﻓﻲ ﺿرورة اﻟﺗﺄﻛد ﻣن اﻻﺳﺗﻌداد اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻟﺟﺳدي ﻷداء
)(4
اﻟﻧطق ﺑﺎﻟﻌﻘوﺑﺔ إﻻَ ﺑﻌد اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ
اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﻘﺻد ﺑﻪ اﻟﻣﺷرع ﻣن ﺷرط ﻋدم َ
60
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﻘدرة اﻟﺟﺳدﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻠﻰ أداء اﻷﻋﻣﺎل
َ ﻛﻣﺎ أﺧذ
ﺣد ﯾﺟب أن ﯾﺑﻠﻐﻪ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻋﻧد اﻟﻧطق
وﺣدد ﺳن 16ﺳﻧﺔ ﻛﺄدﻧﻰ َ
اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺣﻛم ﺑﻬﺎَ ،
ﺑﺎﻟﻌﻘوﺑﺔ.
61
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺟﻌل ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﻧﺣﺔ ﻓﻲ ﯾد اﻟﻘﺎﺿﻲ ﯾﻔﯾد ﺑﻬﺎ ﻣن ﯾﺷﺎء وﯾﻣﻧﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣن
أن ﺗﻘدﯾر اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﯾﺧﺿﻊ ﻻﻗﺗﻧﺎﻋﻪ اﻟﺷﺧﺻﻲ ﺿﻣن اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ واﻷﻗﺻﻰ اﻟﻣرﺳوم
ﯾﺷﺎء ،ﻣﺎ دام َ
ﻗﺎﻧوﻧﺎ).(1
-1طﺑﺎش ﻋز اﻟدﯾن» ،ﻣﻘﺎل ﻣﺗﺿﻣن ﻣؤﻟف اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺑدﯾﻠﺔ )دراﺳﺔ ﻓﻘﻬﯾﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﺗﺄﺻﯾﻠﯾﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ(« ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق،
ص ص.176-175 .
- 2ﺑن ﺧﻠﯾﻔﺔ ﻧورة وﻣﺳﯾس ﻣرﯾم ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص ص.41 .
62
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻣﻬﺎم اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري اﻟﻣﻧظم ﻟﻣﻬﻧﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﺎة وﻟﻧظﺎﻣﻬﺎ اﻟداﺧﻠﻲ ﺗﺗﻠﺧص ﻓﻲ
واﻟﻘﯾﺎم واﺟب ﺗﻘدﯾم اﻟﻧﺻﺢ واﻻﺳﺗﺷﺎرات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،وﻣﺳﺎﻋدة اﻷطراف ،وﻛذا ﺿﻣﺎن ﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع
ﺑﻛل إﺟراء أو ﺗدﺑﯾر ﻗﺿﺎﺋﻲ.
اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻛﻣﺎ ﻫو ﻣﻌﻠوم ﯾﻘﻊ ﻋﻠﯾﻪ واﺟب ﺑذل اﻟﺟد واﻻﺟﺗﻬﺎد ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون وﻟﯾس ﺗﺣﻘﯾق
اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ،وﻓﻲ ﺳﺑﯾل ذﻟك ﻓﻬو ﻣﻠزم ﻣﻌﻧوﯾﺎ وﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ﺑﺈﺻدار اﻟﻧﺻﺢ ﻟﻣوﻛﻠﻪ واﻟوﻗوف إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺑﻪ،
وﺗﻘدﯾم ﻟﻪ ﯾد اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺣﻘوﻗﻪ اﻟﻣﺷروﻋﺔ ،وﻟﻪ ﺳﺑﯾل ﺗﺣﺻﯾل ﺣﻘوق ﻣوﻛﻠﻪ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻛل
ﯾﻘرﻩ اﻟﻘﺎﻧون وﯾﺟﯾزﻩ ﺑداﯾﺔ ﻣن َأول إﺟراء ﻗﺿﺎﺋﻲ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ.
إﺟراء أو ﺗدﺑﯾر ﻗﺿﺎﺋﻲ َ
وﻣن ﻫﻧﺎ ﺳوف ﻧﺗطرق إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد و ﻣﻌرﻓﺔ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻋﻧد إﻋﻣﺎل ﻟﺑداﺋل ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى
)ﻣطﻠب أول(ٕ ،واﻟﻰ دورﻩ ﻋﻧد إﻋﻣﺎل ﺑداﺋل ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟدﻋوى )ﻣطﻠب ﺛﺎﻧﻲ(.
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﺗﺳﺎﻫم ﺑداﺋل ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣوﯾل دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻌﺻري ﻣن ﻣﺟرد ﻣداﻓﻊ
ﻋن ﻣوﻛﻠﻪ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺻﺎﺣب ﻟﺳﺎن ﻓﺻﯾﺢ -رﺟل ﺗﻘﻧﻲ ﯾﻣﻛﻧﻪ ﺗوظﯾف اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﺗﻔﺳﯾرﻫﺎ
واﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﺑﻛﺛرة إﻟﻰ رﺟل اﺳﺗﺷﺎرة وﻧﺻﺢ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ ﺗﻘﯾﯾم اﻷﺧطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻠﺣق
ﻣﺻﺎﻟﺢ زﺑوﻧﻪ ،وﻣن ﺧﻼل ﻫذا ﻓﺳﻧﺗطرق إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻋﻧد اﻹﻋﻣﺎل ﺑﺎﻟوﺳﺎطﺔ )ﻓرع
أول( ،ودور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺑداﺋل اﻷﺧرى )ﻓرع ﺛﺎﻧﻲ(.
63
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻔرع اﻷول
ﻋﻣﻼ ﺑﺎﻟﻣﺎدة 05ﻣن ﻗﺎﻧون ﺗﻧظﯾم اﻟﻣﺣﺎﻣﺎة ،ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﺣﺎﻣﻲ ﺗﻣﺛﯾل اﻷطراف أﻣﺎم ﻛل
اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وﻣﺳﺎﻋدﺗﻬم وﯾﺗوﻟﻰ اﻟدﻓﺎع ﻋﻧﻬم ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻟذﻟك).(1
ﻟﻠﻣﺣﺎﻣﻲ ﻋرض اﻟوﺳﺎطﺔ أﻣﺎم وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋن ﻣوﻛﻠﻪ ﺳواء ﻛﺎن اﻟﺿﺣﯾﺔ أم
ﻣﺷﺗﻛﻰ ﻣﻧﻪ ،ﻏﯾر أن ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻣﺎدة 37ﻣﻛرر 1ﻣن اﻷﻣر ،02-15اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺿﻲ ﺑﺟواز
اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎم دون ﻣﻧﺣﻪ ﺻراﺣﺔ ﺻﻼﺣﯾﺔ ﺗﻘدﯾم طﻠب ﺣول اﻹﺟراء ﺳﺗؤدي ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ
اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﯾد اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﻣﻔﻬوم اﻟﻣواد اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع إﻟﻰ اﻻﺻطدام ﻣن
ﺣﯾن ﻵﺧر ﺑﯾن اﻟدﻓﺎع واﻟﻧﯾﺎﺑﺔ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﺗطﺑﯾق اﻟﻣﺎدة ؟ 37أﻋﻼﻩ) ،(2ﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﺣول ﺣدود اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ
ﻛﻣﺎ ﯾﺣدث ﺣﺎﻟﯾﺎ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺟﻠﺳﺎت ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ إﻋﻣﺎل اﻟﻣﺎدﺗﯾن 304و 43ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺣول ﻣﻧﺢ اﻟﻛﻠﻣﺔ اﻷﺧﯾرة ﻟﻠﻣﺗﻬم ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺟﻧﺢ واﻟﺟﻧﺎﯾﺎت).(3
وﻣﺎ ﯾدﻋم اﻟﺗﺣﻔظ ﺑﺷﺄن اﻟﺗطﺑﯾق اﻟﺿﯾق ﻟﻠﻣﺎدة 37ﻣﻛرر 1واﻟﻐﻣوض ﻓﻲ ﻣوﻗف اﻟﻣﺷرع
اﻟﺟزاﺋري ،اﻋﺗراﻓﻪ ﻟﻠﻣﺣﺎﻣﻲ ﺻراﺣﺔ ﺑﺣق ﺗﻘدﯾم طﻠب ﻹﺟراء اﻟوﺳﺎطﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺣدث ﻋﻣﻼ ﺑﺎﻟﻣﺎدة
111ﻓﻘرة 02ﻣن ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل ،ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻛﺗﻔﻰ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺑﺎﻟﻐﯾن ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎم اﻟذي
ﻻ ﯾﺷﻛل ﺗﻌﺑﯾ ار ﺻرﯾﺣﺎ ﻋن ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎدرة ﻣن طرف اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻻﺣﺗﻣﺎل ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻣﺎدة 37ﻣﻛرر 1
-1ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 05ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺣﺎﻣﺎة" :ﯾﻘوم اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﺑﺗﻣﺛﯾل اﻷطراف وﻣﺳﺎﻋدﺗﻬم وﯾﺗوﻟﻰ اﻟدﻓﺎع ﻋﻧﻬم ﻛﻣﺎ ﯾﻘدم ﻟﻬم
اﻟﻧﺻﺎﺋﺢ واﻻﺳﺗﺷﺎرات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ" ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
-2ﺑرﺑﺎرة ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.14 .
-3ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 304ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ" :ﻣﺗﻰ اﻧﺗﻬﻰ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﺎﻟﺟﻠﺳﺔ ﺳﻣﻌت أﻗوال اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻣدﻧﻲ أو
ﻣﺣﺎﻣﯾﻪ .وﺗﺑدي اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ طﻠﺑﺎﺗﻬﺎ " ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
-وﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 431ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون" :ﯾﻔﺻل ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﻓﻲ اﻟﺟﻠﺳﺔ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﻘرﯾر ﺷﻔوي ...وﻟﻠﻣﺗﻬم داﺋﻣﺎ اﻟﻛﻠﻣﺔ
اﻷﺧﯾرة" ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
64
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻓﻘرة 02ﺑﺟواز ﺗدﺧل اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﺑﻌد اﻟﻣﺑﺎدرة وﻟﯾس ﻗﺑل أن ﯾﺗﺧذ وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻗ اررﻩ ﺑﺎﻗﺗراح
اﻟوﺳﺎطﺔ ).(1
ﻓدور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻟم ﯾﻌد ﻣﻘﺗﺻ ار ﻋﻠﻰ اﻟدﻓﺎع ﻋن زﺑوﻧﻪ ﻓﻘط ﺑل ﺗوﺳﻊ دورﻩ ﺑﺣﯾث أﺻﺑﺢ ﯾﻘوم
ﺑﺗﻘدﯾم اﻻﻗﺗراح واﻟﺣﻠول اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ.
ﻓﺎﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﯾﻠﻌب دو اًر ﻫﺎﻣﺎً ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟوﺳﺎطﺔ ،ﻓﺑﻣﺟرد ﺗﻧﺻﯾﺑﻪ ﻣن طرف أﺣد
اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﯾن ﯾﻛون ﻟوﺟودﻩ أﻫﻣﯾﺔ ﺑﺷﻛل إﯾﺟﺎﺑﻲ وﯾظﻬر ذﻟك ﻓﻲ أﻧﻪ ﯾﻘوم ﺑﺗﻔﺳﯾر ﻟﻣوﻛﻠﻪ ﻣﺳﻠﺳل
اﻟوﺳﺎطﺔ واﻷطراف اﻟذﯾن ﯾﺣﺿرون ﺟﻠﺳﺔ اﻟوﺳﺎطﺔ وﻛذﻟك اﻟدور اﻟذي ﺳﯾطﻠﻊ ﺑﻪ ﻛل طرف ﻓﻲ
اﻟﻧزاع أﺛﻧﺎء اﺟﺗﻣﺎﻋﻬم وﺗوﻋﯾﺗﻪ ﺑﺎﻟﻔرﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﺗﺗﺎح ﻟﻪ ﻟﺗوﺿﯾﺢ ﻧزاﻋﻪ أﻣﺎم اﻟوﺳﯾط ).(2
ﻓﻌﻧد ﻟﻘﺎء اﻟﻣﺗﺧﺎﺻﻣﯾن ﯾﺗﯾﺢ اﻟﻔرﺻﺔ ﻹﺟراء ﺣوار وﻣﻧﺎﻗﺷﺔ أﺳﺑﺎب اﻟﻧزاع ﺑﺷﻛل ﺗﻔﺻﯾﻠﻲ
وﺗﻘدﯾم وﺟﻬﺔ ﻧظر ﻛل طرف وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺟﺑر اﻟﺿرر ،ﻓﺑوﺟود اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﺑﻘرب ﻣن ﻣوﻛﻠﻪ ﯾﺳﺎﻋدﻩ ﻧﻔﺳﯾﺎ
وﻛذﻟك ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻪ أن ﯾطﻠﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠف اﻟﺟزاﺋﻲ ﻓﻲ ﻟﺣظﺔ إﺟراء اﻟوﺳﺎطﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﻪ ﻣﻌرﻓﺔ
اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺳﺳت اﻟوﺳﺎطﺔ ).(3
ﻛذﻟك ﯾﻔﺳر اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻟﻣوﻛﻠﻪ ﺣظوظ ﻧﺟﺎح اﻟوﺳﺎطﺔ وﺗوﺟﯾﻬﻪ إﻟﻰ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﯾﺗﺑﻌﻬﺎ ﻣﻊ
اﻟوﺳﯾط وﺗﻔﺳﯾرﻩ أن دور اﻟوﺳﯾط ﻫو ﺗﺳﻬﯾل اﻷﻣور وﺗﻘﯾﯾﻣﻬﺎ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻬذا ﯾﻔﻬم زﺑوﻧﻪ أن اﻟﻣدة
اﻟزﻣﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻐرﻗﻬﺎ اﻟﻧزاع أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﺷل ﺣرﻛﺔ اﻷطراف اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ
اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻓﻲ إﯾﺟﺎد ﺣل و ﺳرﻋﺔ إﺟراءات ﺟد ﻣﻘﺑوﻟﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ،ﻛذﻟك ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻬم اﻟطرف
65
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻵﺧر ﺑﺄﻫداﻓﻪ وﻣﺗطﻠﺑﺎت ﺧﺻﻣﻪ وﯾﺷرح ﻟﻣوﻛﻠﻪ أن اﻟﺗﻔﺎﻫم ﻣﻊ اﻟطرف اﻵﺧر ﻻ ﯾﻌﻧﻲ اﻟوﺻول إﻟﻰ
إﺗﻔﺎق ﻧﻬﺎﺋﻲ ورﻏﺑﺔ ﻛل طرف إﻟﻰ اﻟوﺻول ﻟﻠﺧﯾﺎرات اﻟﻣﻣﻛﻧﺔ ﻟﺗﻼﻗﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ﻓﻧرى أن
اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻋوض أن ﯾرﻛز ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺎدﯾﺔ ،ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﺑﺣث ﻣﻊ زﺑوﻧﻪ اﻟطرق اﻟﻣﺗﻌددة ﻟﺗوﺳﻊ
وﻋﺎء اﻟﺗﻔﺎﻫم ).(1
ﻛذﻟك ﯾﺄﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻓﺷل اﻟوﺳﺎطﺔ أو ﻋدم اﻟﺟدوى اﻟوﺳﺎطﺔ أو إذا رأى أن
اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﯾر ﻣﺣﻠﻬﺎ ،ﻓﺑﺣﺿور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ دور وذﻟك ﯾﻧﺻﺢ اﻟﺿﺣﯾﺔ إذا ﺗوﻛل ﻟﺻﺎﻟﺣﻪ ﺑﻌدم
ﻗﺑول اﻟوﺳﺎطﺔ أو ﯾﻧﺻﺢ اﻟﻔﺎﻋل إذا ﺗﺄﺳس ﻟﺻﺎﻟﺣﻪ ﺑﻌدم ﻗﺑوﻟﻬﺎ أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا رأى أن
اﻟﻣﻠف ﻻ ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ أدﻟﺔ اﺗﻬﺎﻣﻪ ).(2
ﻓﻧﺟﺎح اﻟوﺳﺎطﺔ رﻫﯾن ﺑﺣﺿور ﻛل اﻷطراف اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﻷن ﻋدم ﺣﺿورﻫم ﯾؤدي إﻟﻰ ﻓﺷﻠﻬﺎ
ﺧﺻوﺻﺎ ﻣن ﻛﺎن ﻟﻪ دور ﻓﺎﻋل ﻓﻲ ﺣل اﻟﻧزاع ،ﻛذﻟك ﺗرك اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﻠﺧﺻم ﻟﻌرض ﻧزاﻋﻪ وﺗﺣدﯾد
اﻷﻫداف واﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺗﻲ ﯾرﻏب اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ واﻟﺣﺎﺟﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾرﯾد اﻟوﺻول إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎق رﻏم
أن اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﯾﻣﻠك اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺣﯾﺛﯾﺎت اﻟﻣﺑررة ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ إﻟﻰ
أن ﻣﺟﺎل اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﺿﯾق ﻋﻧد إﻋﻣﺎل ﺑﻬذﻩ اﻟﺑداﺋل).(3
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻧﻌدام إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟدﻓﺎع أﺛﻧﺎء اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
ﻓﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة أن ﻟﻠﻣﺣﺎم دور ﻫﺎم ﻗﺑل اﻟﺑدء ﺑﺎﻟوﺳﺎطﺔ وﻋﻧد اﻹﻋﻣﺎل ﺑﻬﺎ رﻏم اﻟﻣﺟﺎل
اء ﻹﻧﺟﺎح اﻟوﺳﺎطﺔ أو ﻹرﺷﺎد ﻣوﻛﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺻﻠﺣﺗﻪ
اﻟﺿﯾق اﻟذي ﻣﻧﺢ ﻟﻪ ،ﻓوﺟودﻩ ﻫﺎم و ﻓﻌﺎل ﺳو ً
وﻣن ﻫﻧﺎ ﻗد ﺗطرﻗﻧﺎ إﻟﻰ إﯾﺟﺎﺑﯾﺎت ﺣﺿور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ،ﻛذﻟك ﻟﺣﺿورﻩ ﻗد ﯾﻛون ﺳﻠﺑﯾﺎ وﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ
إﺟراءات اﻟوﺳﺎطﺔ ،ﺑﺣﯾث أن ﻗد ﯾﻛون وﺟود اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻌﻘﯾد إﺟراءات اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
ﻷن اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﯾﺣﺗﺎج اﻟوﻗت اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻣن أﺟل ﺗﺣﺿﯾر ﻣﻼﺣظﺎﺗﻪ وﻫذا ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻌطﯾل
66
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻹﺟراءات اﻟوﺳﺎطﺔ وﻛذﻟك ﻧﺟد أن ﺣﺿور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ أﺟﺎز ﻟﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟوﺳﺎطﺔ
ﯾﻛون دورﻩ ﻓﯾﻬﺎ ﺻورﯾﺎ أي ﺷﻛﻠﻲ).(1
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻫذا ﻧﺟد أن ﻣن ﺳﻠﺑﯾﺎت اﻟوﺳﺎطﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﻣﻲ ﺣﯾث ﯾﻧظر إﻟﯾﻬﺎ أﻧﻬﺎ
ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻏﯾر ﻣرﯾﺣﺔ وﺗﺗطﻠب اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺗﻧﺎزﻻت وﻻ ﺗﻘوم ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟدﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
واﺣﺗرام اﻟﻘﺎﻧون ﻓﯾﺷﻌر ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻟﻐﯾﺎب ﻣرﻛزﻩ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ اﻟذي اﻋﺗﺎد ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﺟﻠﺳﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
اﻟﻌﺎدﯾﺔ ).(2
ﻓﺎﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠوﺳﺎطﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻪ أﺛر ﺳﻠﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع ﺑﺣﯾث ﯾﻛون ﺷﺑﻪ
ﻣﻧﻌدم ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أﻧﻬﺎ ﺗﺗم ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻟم ﺗﻧﺷﺄ ﻓﯾﻬﺎ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﻌد ،واﻷﻛﺛر ﻣن ذﻟك أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻘﺑل
أي طرﯾق ﻟﻠطﻌن وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 37ﻣﻛرر ،(3)5وﻛذﻟك ﻟﻐﯾﺎب ﻣﺑدأ وﺟﺎﻫﯾﺔ اﻹﺟراءات وﻟﻠﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﯾﻪ
دور ﻫﺎم ﻛﻣﺎ ﺳﺑق أن ﻗﻣﻧﺎ ﺑﺗﺑﯾﺎن دورﻩ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول ،ﻷن ﻓﯾﻪ أن ﯾﻌﺗرض ﻋﻠﻰ أي إﺟراء ﻻ
ﯾﺗم ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﻣوﻛﻠﻪ ،ﻓﺎﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﯾراﻗب ﻛل ﻣﺟرﯾﺎت اﻟﺟﻠﺳﺔ وﻫذا ﻣﺎ ﻻ ﻧﺟدﻩ ﻋﻧد إﻋﻣﺎل ﺑﻬذا
اﻹﺟراء وﻫذا ﯾﻌﺗﺑر ﺗﻘﺻﯾ اًر ﻟدور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ،إذ أن ﻓﻲ ﻏﯾﺎب اﻟﻧﻘﺎش اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ أﺛﻧﺎء إﻋﻣﺎﻟﻬﺎ
ﯾﺟﻌل ﻣن ﺣق اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻛﺣق أﺳﺎﺳﻲ ﻣن ﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع ﻻ دور ﻟﻪ.
ﻓﺎﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺗﺧﺎﻟف اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ اﻟﻣﻌروﻓﺔ وﺧﺎﺻﺔ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة أﻣﺎم اﻟﻘﺎﻧون
واﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ ﺑﺣﯾث ﺑوﺻوﻟﻬﺎ ﻟﺣل ودي ﯾؤدي اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺣق اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻋﺎدﻟﺔ
وﺑﺣﻘﻪ ﻓﻲ إﺛﺑﺎت ﺑراءﺗﻪ ﻷن ﻓﻲ ﻛل اﻟدﺳﺎﺗﯾر ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣﺗﻬم ﺑرﯾﺋﺎ إﻟﻰ أن ﺗﺛﺑت ﺟﻬﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻧظﺎﻣﯾﺔ
-1طﺑﺎش ﻋز اﻟدﯾن» ،اﻟطرق اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت ذو اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺟزاﺋﻲ ﻧﺣو ﺧوﺻﺻﺔ اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ« ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق،
ص.14 .
2
- PANDELON Gérald, La Question de L’aveu en matiere pénale, thèse pour le doctorat,
université Aix-Marseille, 012. p.222.
3
- ANTONE Virginie, le consentement en procédure pénale, thèse pour le doctorat,
université Montpellier1, France, 2011, p.342.
67
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
إداﻧﺗﻪ ﺑﺣﻛم وﻫذا ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﺗﺧﺎذ ﺗداﺑﯾر اﻟوﺳﺎطﺔ ﯾﺧﺗﺻر اﻟطرﯾق وﯾﻠﻐﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻓﻬذﻩ
اﻟﺑداﺋل ﺗﻘﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﺣق اﻟدﻓﺎع).(1
ﻧﺳﺟل ﺑﺄﺳف إﺻرار اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻧﻔراد ﺑﺈﻋداد اﻟﻧﺻوص دون اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑذوي
اﻟﺗﺧﺻص واﻟﺗﺟرﺑﺔ ﻣﻊ ﻏﯾﺎب اﻻﻧﺳﺟﺎم واﻟﺗﻧﺳﯾق ﻓﻲ اﻟﻣوﻗف ﺑﯾن اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻣﺑﺎدرة ،اﻷﻣر اﻟواﺿﺢ
ﻣن ﺧﻼل ﻗراءة اﻷﻣر رﻗم 02-15اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗﻌدﯾل وﺗﺗﻣﯾم ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون رﻗم
12-15اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل دون ﻣﺳﺑب ﺟدي.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻋﻧد اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﺑداﺋل اﻷﺧرى
أوﻻ :دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻠﺢ
ﯾﻌد اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻣن أﻋوان اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟذا ﻓدورﻩ ﻣﻬم ﻓﻲ اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث ﺗرﺗﯾﺑﻬﺎ وﺗﺣرﯾرﻫﺎ
أو اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋن اﻟدﻋوى ﺑوﺿوح واﺣﺗراف ،وﻫذا ﯾﺳﺎﻋد اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺻور اﻟﻘﺿﯾﺔ وﺳرﻋﺔ اﻟﺑت
ﻓﯾﻬﺎ ،ﻓﻠﻠﻣﺣﺎم دور ﻛﺑﯾر ﻓﻲ إﻧﻬﺎء اﻟدﻋﺎوى ﻋن طرﯾق اﻟﺻﻠﺢ ﺣﺗﻰ ﻗﺑل أن ﺗﺻل إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ،
ﻓﺑﻌض اﻟﻣﺣﺎﻣﯾن اﻟذﯾن ﻟدﯾﻬم اﻟﺧﺑرة اﻟﻛﺑﯾرة ﻋﻧدﻣﺎ ﯾوﻛﻠﻪ أﺣد اﻷطراف وﯾﺄﺧذ ﻣﻧﻪ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت
واﻟﻣﺳﺗﻧدات ﯾﺑﺎدر ﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻼﺗﺻﺎل ﺑﺎﻟطرف اﻵﺧر وﯾﻌﻘد ﻣﻌﻪ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت ﻹﻧﻬﺎء اﻟﻘﺿﯾﺔ ودﯾﺎ،
وﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﺗﻧﺟﺢ ﻫذﻩ اﻟﺟﻬود ،ﻓﺈﻧﻬﺎﺋﻬﺎ ﺻﻠﺣﺎ ﻗﺑل أن ﺗﺻل ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ﻗد ﺗﺣﻘق ﺑﻪ ﻣﺻﺎﻟﺢ ﻛﺛﯾرة وﻫذا
واﺟب اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ أن ﯾﻧظر ﻟﻠﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﯾﻐﻠﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺧﺎﺻﺔ ).(2
ﻓﯾﻌد اﻟﺻﻠﺢ أﺣد ﺻور اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻌﯾن ﺑﻬﺎ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻠﺣد ﻣن
ﺗﻛدس اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ وﻟﺗﻔﺎدي اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻷﺧرى واﻟﺣﻛﻣﺔ ﻣن وراءﻩ وﻫو ﺣﺻول اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗﺣﻘﺎﺗﻬﺎ
-1ﺑﺧﺎﻟد ﻋﺟﺎﻟﻲ» ،ﺗﻘﯾﯾم اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري« ،اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟدوﻟﻲ ﺣول طرق اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت،
ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑن ﺧﻠدون ﺗﯾﺎرت ،2016 ،ص.8 .
-2ﻣﺣﻣد ﺑن إﺑراﻫﯾم اﻟﺻﺎﺋﻎ» ،دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ« ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌدل ،اﻟﻌدد ،3اﻟرﯾﺎض ،اﻟﺳﻌودﯾﺔ ،2009 ،ص.
.5
68
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﺗﺣﺻﯾل ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺿرر اﻟذي أﺻﺎﺑﻬﺎ) ،(1ﻣﻣﺎ ﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧﻼﺣظ أن اﻟﺿﺎﺑط اﻟرﺋﯾﺳﻲ اﻟذي أﺧذ ﺑﻪ
اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟﺗﺣدﯾد اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﯾﺟوز اﻟﺻﻠﺢ ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻐراﻣﺔ،
واﺳﺗﻬدف اﻟﻣﺷرع ﻓﻘط اﻟوﺻول إﻟﻰ إﻧﻬﺎء اﻟدﻋوى اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻋن طرﯾق ﺳداد اﻟﻣﺗﻬم ﻧﺳﺑﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن
اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﻣﻘررة ﻗﺎﻧوﻧﺎ) ،(2ﻓﺎﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻟﺻﻠﺢ ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﻣن ﺟﻬﺔ وﻣن
ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻧص ﻋﻠﻰ ﺷروط ﺗﻔرغ ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻣن ﻣﺣﺗواﻩ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﻣﺎدة 391ق .إ .ج ﺿﯾﻘت
ﻣن ﻣﺟﺎل ﺗطﺑﯾق ﻏراﻣﺔ اﻟﺻﻠﺢ إﻟﻰ درﺟﺔ أﻧﻬﺎ ﺣوﻟت اﻟﻣﺑدأ اﻟذي ﺟﺎءت ﺑﻪ اﻟﻣﺎدة 381ق .إ .ج
إﻟﻰ اﺳﺗﺛﻧﺎء ﯾﺳﺗﺣﯾل ﺗطﺑﯾﻘﻪ).(3
إذ أن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺻﻠﺢ ﻛﻣﺎ ﺗﻧﺎوﻟﺗﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل ﻻ ﺗﺗﻣﺗﻊ أي ﻓرﺻﺔ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟدﻓﺎع وﻻ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ
ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ،ﻟذﻟك ﻓﺎﻟﺻﻠﺢ ﻛﺑدﯾل ﻟﻠﻌﻘوﺑﺔ ﯾﻬدر ﺑﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت ،ﺑﺣﯾث ﯾﻣﺛل إﻓﺗﺎء؟ ﻋﻠﻰ
ﺣق اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎب ،ﻓﺎﻟﻘول أن اﻟﺷﺧص ﯾﻣﻛن أن ﯾﻌد ﻣذﻧﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻋن
ﻋدم إداﻧﺗﻪ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ٕواﺟراءات ﻣﻧﺻﻔﺔ ﻛﺎﻓﻠﺔ ﻟﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع ،ﻓﺎﻟﺻﻠﺢ ﯾﻘﺗﺻر ﻣن
ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻷن ﻫﻲ وﺣدﻫﺎ ﻣﺧﺗﺻﺔ دون ﻏﯾرﻫﺎ ﺑﺗطﺑﯾق اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻷن ﻻ ﯾﻣﻛن ﻓرﺿﻬﺎ إﻻ
ﺑﺷرط اﺣﺗرام ﻣﺑدأ ﺷرﻋﯾﺔ اﻟﺟراﺋم واﻟﻌﻘوﺑﺎت وﻣﺑدأ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻌﻘوﺑﺔ واﺣﺗرام ﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع).(4
و ﻟﻛن إذا رﺟﻌﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﺟدﻩ ﻟم ﯾﻘف ﻋﻠﻰ ﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺳدﯾد اﻟﻣﺗﻬم اﻟﻐراﻣﺔ،
ﺑل ﺗﺟﺎوزﻫﺎ ﻟﯾﺣﻘق اﻷﻏراض اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻠﻌﻘوﺑﺔ وأﻫﻣﻬﺎ إﺻﻼح اﻟﻣﺗﻬم وﺗﺄﻫﯾﻠﻪ ،ﻟﻘد أﻛد اﻟﻣﺷرع
اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻋﻠﻰ اﺣﺗرام ﺣﻘوق اﻟﻣﺗﻬم واﻹﻧﺳﺎن ﺣﯾث أﺧﺿﻊ إﺟراءات اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟرﻗﺎﺑﺔ أﺣد
-1زﻣوﻟﻲ ﻣﺣﻣد اﻟﻌﯾد ،ﻏراﻣﺎت اﻟﺻﻠﺢ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة اﻟﻣﺎﺳﺗر ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺟﻧﺎﺋﻲ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق
واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺗﺑﺳﻲ ،ﺗﺑﺳﺔ ،2016/2015 ،ص.26 .
-2ﺑواﻟزﯾت ﻧدى ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.236 .
-3 .ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 391ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ" :ﻻ ﺗطﺑق أﺣﻛﺎم اﻟﻣواد ﻣن 381إﻟﻰ 390ﻓﻲ اﻷﺣوال اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-1إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻣﺣرر ﻋﻧﻬﺎ اﻟﻣﺣﺿر ﺗﻌرض ﻓﺎﻋﻠﻬﺎ ﻟﺟزاء ﻏﯾر اﻟﺟزاء اﻟﻣﺎﻟﻲ أو ﻟﺗﻌوﯾض اﻷﺿرار اﻟﻼﺣﻘﺔ
ﺑﺎﻷﺷﺧﺎص أو اﻷﺷﯾﺎء أو ﻟﻌﻘوﺑﺎت ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌود".
-2إذا ﻛﺎن ﺛﻣﺔ ﺗﺣﻘﯾق ﻗﺿﺎﺋﻲ-3 .إذا أﺛﺑت ﻣﺣﺿر واﺣد ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﺗﻬم واﺣد أﻛﺛر ﻣن ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﯾن-4 .ﻓﻲ اﻷﺣوال اﻟﺗﻲ
ﯾﻧص ﻓﯾﻬﺎ ﺗﺷرﯾﻊ ﺧﺎص ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺑﻌﺎد إﺟراء ﻏراﻣﺔ اﻟﺻﻠﺢ" ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
-4ﻧﺟﯾﻣﻲ ﺟﻣﺎل ،دﻟﯾل اﻟﻘﺿﺎة ﻟﻠﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺢ واﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ،ط ،2 .دار ﻫوﻣﻪ،
اﻟﺟزاﺋر ،2014 ،ص.457.
69
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻗﺿﺎة اﻟﺣﻛم ﻟﺗﻼﻗﻲ ﺷﺑﻬﺔ ﻋدم اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ،وأﻛد ﻋﻠﻰ ﺣق اﻟﺧﺻوم ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ وﻫذﻩ ﺗﻌد
ﻗﻔزة ﻧﺣو ﺗرﻗﯾﺔ وﺻون ﺣﻘوق اﻟﻣﺗﻬم) ،(1و ﻟﻬذا ﻓﻌﻠﻰ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن ﺑﯾن إﻧﻬﺎء
اﻟدﻋوى اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﺑﺻورة ﻣوﺟزة واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻘوق وﺣرﯾﺎت اﻟﻣواطﻧﯾن ﻓﻲ ذات اﻟوﻗت ،ذﻟك أن
ﺷﺑﻬﺔ ﻋدم اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﺗﻬدد ﻧﺻوص ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ وﺧﺻوﺻﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﺻطدم ﺑﻣﺑدأ ﻗرﯾﻧﺔ
اﻟﺑراءة وﻋدم ﺟواز ﻣﻌﺎﻗﺑﺔ اﻹﻧﺳﺎن إﻻ ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ وﻻ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻟﻘول إن اﻷﻣر ﯾﺗﻌﻠق
ﺑﺟراﺋم ﻻ ﺗﺗﺳم ﺑﺎﻟﺧطورة ٕوان اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﻐراﻣﺔ ﻓﻘط ﺣﯾث أن اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﻻ
ﺗﻣﯾز ﺑﯾن اﻟﺟراﺋم اﻟﺑﺳﯾطﺔ واﻟﺟراﺋم اﻟﺟﺳﯾﻣﺔ ،وﻻ ﯾﺟوز ﺑﺄي ﺣﺎل ﻣن اﻷﺣوال أن ﺗﺗرك ﻗ اررات
ﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ ﺗﻘرﯾر ﻋﻘوﺑﺎت ﺑﺄﯾدي اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
ﻛﻣﺎ ﺟرى اﻟﻌﻣل ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻣﺗﻬم أﺛﻧﺎء ﺗﺳﻠﻣﻪ اﻻﻗﺗراح اﻟﻣوﻗﻊ ﻣن
اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أن ﯾﺳﺗﺷﯾر ﻣﺣﺎﻣﻲ أو ﯾوﻛل ﻣﺣﺎﻣﻲ ،وﺣﺿور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣﻣﻛﻧﺎ
وﻫو ﻣرﻏوب ﻓﯾﻪ ﻹﻋداد ﻣﻔﯾد ﻟﻠﻣﻠف وﻓﻲ اﻟواﻗﻊ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﯾراﺟﻊ اﻟﻣﻠف اﻟﺟزاﺋﻲ ﻟﻣوﻛﻠﻪ ،وﯾﻘوم أﯾﺿﺎ
ﺑﺎﻟﺗﺷدﯾد ﻟﻣوﻛﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺻرﯾﺣﺎﺗﻪ اﻟﺗﻲ أدﻟﻰ ﺑﻬﺎ ﺑﺧﺻوص اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﺳؤاﻟﻪ إذا ﻣﺎ ﻛﺎن اﻋﺗراﻓﻪ
ﺑﺎﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺻﺎدر ﻋن ﻣﺿﺎﯾﻘﺎت أو ﺗﺄﺛﯾرات أدت إﻟﻰ اﻋﺗراﻓﻪ ﺑﻬﺎ وﯾﻘوم ﺑﺎﻟﺗرﻛﯾز أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧﺎﺻر
اﻟﺗﻲ ﺗم ﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻠف).(2
وﺑﻌد ذﻟك ﯾﻘوم اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﺑﻣراﻗﺑﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻹﺟراءات اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﺿد ﻣوﻛﻠﻪ ﺷرﻋﯾﺔ ،وﯾراﻗﺑﻬﺎ
ﻣﻧذ اﻻﻗﺗراح اﻟذي ﯾﺻدرﻩ ﻋﺿو اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻣﻊ ذﻟك ﯾراﻗب ﻣﺎ إذا ﺗم ﺗﺳﻠﯾﻣﻪ ﻟﻣوﻛﻠﻪ ﻋن طرﯾق
ﺷﺧص ﻣﺧول ﺑذﻟك ﻣن اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ أو ﻋن طرﯾق أﺣد ﻣﺄﻣوري اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺣﯾث
ﯾﺟب اﻟﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺎدي ﻟﻣوﻛﻠﻪ ،وﯾرى ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻫذا اﻻﻗﺗراح ﺟﺎء ﺑﺻﯾﻐﺔ ﻣﻛﺗوﺑﺔ و ﻣوﻗﻌﺔ ﻣن طرف
ﻋﺿو اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ).(3
70
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
وﯾﺟب أن ﯾﺣدد ﻓﯾﻪ ﻧوع وﻣﻘدار اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻣﻘﺗرﺣﺔ ﻛﻣﺎ وﺟب إﺷﻌﺎر اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺑﺣﻘﻪ ﻓﻲ
اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ واﺳﺗﺷﺎرة ﻣﺣﺎﻣﻲ ﻗﺑل إﻋطﺎﺋﻪ ﻣواﻓﻘﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ أن ﯾﻧﺑﻪ ﻣوﻛﻠﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﻗﺑوﻟﻪ اﻻﻗﺗراح ورﻓﺿﻪ ﻟﻪ أﻧﻪ ﺳوف ﯾﺗم ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻣن طرف اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ،
وﯾراﻗب اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ أﯾﺿﺎ ﺑﻌد ﻗﺑول ﻣوﻛﻠﻪ اﻻﻗﺗراح إذا ﺗم إﺛﺑﺎت ﻣواﻓﻘﺔ ﻣوﻛﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﺣﺿر ٕواذا ﻗدﻣت
ﻟﻪ ﻧﺳﺧﺔ ﻣﻧﻪ وﯾراﻗب ﻣﺎ إذا ﺗم ﻋرض اﻻﻗﺗراح ﻣرﻓق ﺑﻣواﻓﻘﺔ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ إﻟﻰ
رﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ أو ﻣن ﯾﻔوﺿﻪ طﺎﻟﺑﺎ ﻣﻧﻪ ﺗﺻدﯾق اﻟﺗﺳوﯾﺔ).(1
أﻣﺎ إذا طﻠب اﻟﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺳﻣﻊ إﻟﻰ أﻗوال اﻟﻣﺗﻬم ﻓﯾﺣق ﻟﻪ اﻟﺣﺿور ﻣﻊ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ
اﻟﺟﻠﺳﺔ ،أﯾن ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﺑﺧﺑرﺗﻪ وﻛﻔﺎءﺗﻪ وﻣﻬﺎراﺗﻪ اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟﺗدﺧل ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو ﻓﻌﺎل ﻓﻲ
اﺧﺗﯾﺎر اﻹﺟراء اﻟذي ﯾﻛون أﺻﻠﺢ ﻟﻣوﻛﻠﻪ وﯾﻘوم ﺑﺟﻠب ﻛل اﻟﺗﻧﺎﻗض اﻟﺿروري ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺈﺻﻼح
2
اﻟﺿرر ﻟﻠﺿﺣﯾﺔ
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أﯾﺿﺎ ﻟﻠﺿﺣﯾﺔ ﺗوﻛﯾل ﻣﺣﺎﻣﻲ ﻟﻛﻲ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﻘدم طﻠب ﻣﺣدد وﻣرﻗم وﻣﻔﺻل
ﻟﻠﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻋن اﻟﺟرح أو اﻟﺿرر اﻟذي أﺻﺎب ﻣوﻛﻠﻪ ،وﻧص اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون
اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ أن أﺗﻌﺎب اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻛﻔل ﺑﻬﺎ ﻋن طرﯾق اﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ).(3
وﻣﻊ ذﻟك ﻓﺈن إﺟراءات اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻣﺛﻠﻬﺎ ﻣﺛل اﻟوﺳﺎطﺔ ،ﻻ ﯾﻧﺻﺢ ﺑﺈﺟراء ﺟﻠﺳﺔ
ﺗﺗﺿﻣن ﻓﻲ اﻟوﺟﺎﻫﯾﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻋن طرﯾق ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣق اﻟدﻓﺎع.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
إن اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎم ﺣﻘﺎ ﻣﺣورﯾﺎ ﻓﻲ ﺷروط اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ واﻹﺷﻛﺎل اﻟﻣطروح ﻟﯾس ﻓﻲ
ﺗﻌﯾﯾن ﻣﺣﺎم وﻟﻛن ﻓﻲ ﺗﻣﻛﯾن اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻣن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﻬﺎﻣﻪ ﻓﻲ إﯾطﺎر ﻗﺎﻧوﻧﻲ وواﻗﻌﻲ ﻣرﯾﺢ أو ﻣﻘﺑول،
1
- JEAN PAUL CéRé, composition pénale : une alternative aux poursuites pénales,
www.justiceooreka.fr/cpmprendre/compositionpénale ,date 01/04/2017, heure 18:30, p.6.
2
- ALEXIS MIHNAN, Op-cit, pp. 341-342.
3
-Jean Paul Céré, Op-cit, p. 7.
71
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻓﺣق اﻟدﻓﺎع ﻣﻘدس دﺳﺗورﯾﺎ ،ﻓﯾﺎﺗرى ﻫل ﻟﻠﻣﺣﺎﻣﻲ دور ﻋﻧد إﻋﻣﺎل ﻟﺑداﺋل ﻋﻧد اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟدﻋوى
وذﻟك ﻣﺎ ﺳوف ﻧﺗطرق إﻟﯾﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣطﻠب ﺑﺣﯾث ﻗﺳﻣﻧﺎﻩ إﻟﻰ دور اﻟﻣﺣﺎم ﻋﻧد إﻋﻣﺎل ﺑﺎﻷﻣر
اﻟﺟزاﺋﻲ )ﻓرع أول( ودور اﻟﻣﺣﺎم ﻋﻧد اﻗﺗراح اﻟﺣﻛم ﺑﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ﻓﻲ )ﻓرع ﺛﺎﻧﻲ(.
اﻟﻔرع اﻷول
اﻷﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 392ﻣﻛرر ق.إ.ج ﺑﺣﯾث ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻟﻐراﻣﺎت اﻟﺟزاﻓﯾﺔ
ﻏﯾر ﻣدﻓوﻋﺔ ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﻧﺎﻩ ﺳﺎﺑﻘﺎ.
ﻓﯾﻣﺛل اﻷﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺻرﯾﺣﺔ ﻟﻘﺎﻋدة ﺣﺿور اﻟﺧﺻوم وﺿرورة اﺗﺧﺎذ اﻹﺟراءات
ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺗﻬم ،ﯾﺗم اﻟﻔﺻل ﻋن طرﯾق اﻷﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ ﻓﻲ ﻏﯾر ﻋﻼﻧﯾﺔ ودون ﻣراﻗﺑﺔ ﻣن اﻟﺟﻣﻬور
ﻓﻣن ﺟﻬﺔ ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﺣﺟم اﻟدﻋﺎوى وﻛذﻟك اﻟﺳرﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟدﻋوى إﻻ أﻧﻪ ﯾﻣس
ﺑﺄﻫم ﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ ،أﻻ وﻫو ﺣق اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻪ ،ﻓﻬذا اﻟﻣﺑدأ أﺻﻼ إﺟراء
ﻣن أﺻول ﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع ،ﻓﺎﻟﺧﺻوﻣﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺗﺳﻌﻰ ﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﻣواﺟﻬﺔ
ﺣد ذاﺗﻪ ﻗﯾﻣﺔ دﺳﺗورﯾﺔ ) ،(1أﻛد اﻟدﺳﺗور ﺣق
اﻟدﻓﺎع ﺑﺎﻷدﻟﺔ اﻟﻣﺗوﻓرة ﺿدﻩ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﻟﻬذا اﻟﻣﺑدأ ﻓﻲ ّ
اﻟدﻓﺎع ﻛﺷرط ﻣن ﺷروط اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و ﯾظﻬر ذﻟك ﺟﻠﯾﺎ ﻓﻲ ﻣﺎدة 53ﻣن دﺳﺗور) ،(2وﯾﺗﺿﺢ
ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ،أن ﺣق اﻟدﻓﺎع اﻟرﻛﯾزة اﻟﺟوﻫرﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﻣﻧﺻﻔﺔ ،ﺣﯾث ﯾرﺗﺑط ﺑﺄﻛﺛر ﻣن ﺣق ﻣن
اﻟﺣﻘوق اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ،ﻓﻬو ﻟﺻﯾق اﻟﺻﻠﺔ ﺑﺄﺻل اﻟﺑراءة ،وﻫو ﺣق ﻻ ﯾﻧﻔﺻل ﻋن اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎواة
اﻟذي ،ﺗﺄﺗﻲ اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻷﺳﻠﺣﺔ ﻣن ﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻪ وﻻ ﯾﺗﺻور ﻋداﻟﺔ ﺗﻘوم ﻣﻊ اﻧﺗﻬﺎك ﻟﺣق اﻟدﻓﺎع.
72
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻛﻣﺎ ﯾﻧﺎل اﻹﺧﻼل ﺑﺿﻣﺎﻧﺔ اﻟدﻓﺎع ﻣن أﺻل اﻟﺑراءة ،ذﻟك أن اﻓﺗراض ﺑراءة اﻟﻣﺗﻬم ﻣن
اﻟﺗﻬﻣﺔ اﻟﻣوﺟﻬﺔ إﻟﯾﻪ ﯾﻘﺗرن داﺋﻣﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ،وﻟﺿﻣﺎن ﻓﻌﺎﻟﯾﺗﻪ ﺑوﺳﺎﺋل إﺟراﺋﯾﺔ إﻟزاﻣﯾﺔ ﺗﻌد
وﺛﯾﻘﺔ اﻟﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺣق ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع ).(1
ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﺗﻬم أن ﯾﺳﺗﻌﯾن ﺑﻣﺣﺎم ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﻣراﺣل اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ وﺟﻣﯾﻊ ﻣراﺣل
اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ،وﻗد ﻛﻔل اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻫذا اﻟﺣق ،ﻓﺈذا ﺗﺑﯾن ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﻫﻧﺎﻟك ﻋذر ط أر ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺗﻬم أو ﻣﺣﺎﻣﯾﻪ ﺣﺎل دون اﻻﺳﺗﻌداد ﻟﻠدﻋوى ﻓﺈن ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ أن ﺗﻣﻬﻠﻪ اﻟوﻗت اﻟﻛﺎﻓﻲ
ﻟﺗﺣﺿﻲ دﻓﺎﻋﻪٕ ،واﻻ ﻛﺎن ﺣﻛﻣﻬﺎ ﻣﺷوﺑﺎ ﺑﺎﻹﺧﻼل ﺑﺣق اﻟدﻓﺎع ،ﻓﺎﻟﻣﺗﻬم ﻻ ﯾﻌﻠم ﺷﯾﺋﺎ ﻋن اﻷﻣر
اﻟﺟ ازﺋﻲ إﻻ إذا أﻋﻠن ﻋﻧﻪ ﺑﻌد ﺻدورﻩ وﯾﻌﺗﺑر اﻟﺑﯾﺎن اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻧوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ واﻟﻣواد اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛﻣﻬﺎ ﻓﻲ
ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت واﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ أوﺟب اﻟﻣﺷرع ﺗواﻓرﻫﺎ ﻓﻲ اﻷﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ).(2
إذا اﻟﻣﺗﻬم ﯾﺣﺎط ﻋﻠﻣﺎ ﺑﺎﻟﺗﻬﻣﺔ ﺑﻌد ﺻدور اﻷﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ ،وﻫو أﻣر ﯾﺗﻔق ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺔ ﻧظﺎم
اﻷﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ ،ﺣﯾث ﺗﺑدو اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣﺗﻬم ﻟﻠﺗﻬﻣﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﺑﺻدد ﺗﺣﺿﯾر دﻓﺎﻋﻪ ،أﻣﺎ
ٕوان ﺻدر اﻷﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ ﻓﻲ ﻏﯾﺑﺔ اﻟﺧﺻوم وﺑدون إﺟراء ﺗﺣﻘﯾق أو ﺳﻣﺎع ﻣراﻓﻌﺔ ﻓﺎﻷﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ
ﯾﺧﺗﻔﻲ ﻓﯾﻪ ﻣﺑدأ اﻟﻣواﺟﻬﺔ ﺑﯾن اﻟﺧﺻوم ،ﻛﻣﺎ ﯾﻧﻬﺎر ﻋﻧﺻر ﺣق اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ إﺑداء أﻗواﻟﻪ ﺑﺣرﯾﺔ ﻷن
اﻷﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ ﯾﺻدر ﻓﻲ ﻏﯾﺑﺗﻪ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟن ﯾﺗﻣﻛن ﻣن إﺑداء أﻗواﻟﻪ أو اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎم ).(3
ﻓﻧظﺎم اﻷﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ ﯾﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﺧﺻوﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ دون إﺟراء ﺗﺣﻘﯾق أو ﻣراﻓﻌﺔ ﺑﺣﯾث
ﯾﻬدف إﻟﻰ اﻹداﻧﺔ ﺑﻐﯾر ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ وﻫو ﺧروج ﻋن اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻬو ﯾﺷﻛل اﻋﺗداء ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ ﻋﻼﻧﯾﺔ
اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ واﻟواﻗﻊ أن اﻟﻌﻼﻧﯾﺔ ﻣطﻠوﺑﺔ ﻟطﻣﺄﻧﯾﻧﺔ اﻟﺷﻌب ﻋﻠﻰ أن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ أﯾدي
أﻣﯾﻧﺔ).(4
-1ﻧﺟﯾﻣﻲ ﺣﻣﺎل ،دﻟﯾل اﻟﻘﺿﺎة ﻟﻠﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺢ واﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﺟزء ،2ط ،2 .دار ﻫوﻣﻪ ،اﻟﺟزاﺋر،
،2014ص.6 .
-2ﻣﻧﺻور ﻧورة وﺷﺗوف إزدﻫﺎر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.65 .
-3ﺣراش ﻋﺑد اﻟﺧﺎﻟق ،اﻷﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ ﻛﺂﻟﯾﺔ ﻟﻠﻔﺻل ﻓﻲ اﻟدﻋﺎوى دون ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ – دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ – ،ﻣذﻛرة ﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ
اﻟﻘﺎﻧون ،ﺗﺧﺻص ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ واﻟﻌﻠوم اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌﻘﯾد أﻛﻠﻲ ﻣﺣﻧد أوﻟﺣﺎج ،اﻟﺑوﯾرة،2016،
ص.57 .
-4اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص.60 .
73
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
إن ﺗﺿﯾﯾق اﻟﺣق ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎم ﻓﻲ اﻟدﻋﺎوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ
اﻟﻣﺣﺎﻣﺎة ﻟﻣﺎ ﯾﺳود ﺑﺳﺑب ذﻟك ﻣن إﯾﻣﺎن ﺑﻬﯾﻣﻧﺔ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﻘﺎﺋﻣﯾن ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻘﯾق
ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ،وﻓﻲ ذﻟك ﻣﺳﺎس ﺑﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﺎة وﺛﻘﺔ اﻟﺟﻣﻬور ﺑﻬﺎ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺣرﻣﺎن اﻟﻣﺗﻬم
ﻣن اﻟﻣداﻓﻊ ﻋن ﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﺣﺗرام ﻗرﯾﻧﺔ اﻟﺑراءة اﻟﺗﻲ ﯾﺣظﻰ ﺑﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﻘواﻧﯾن اﻟدوﻟﯾﺔ وﻛذا اﻟوطﻧﯾﺔ
ﺗﻘر ﻟﻠﻣﺗﻬم ﺣق اﻻﺗﺻﺎل ﺑﻣﺣﺎﻣﯾﻪ ﻓﻲ إطﺎر ﻗد ﯾﻛون ﺳرﯾﺎ ،وﺗﻘر ﺣق اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ ﻋدم اﻟﺗﻌرض
ﻷي ﻧوع ﻣن اﻟﻣﺿﺎﯾﻘﺔ أو اﻟﺗرﻫﯾب أﺛﻧﺎء ﻣؤازرﺗﻪ ﻟﻠﻣﺗﻬم ،وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﻫﻧﺎك ﻣن ﻓرض إﻓراغ
ﻫذا اﻟﺣق ﻣن أي ﻣﺣﺗوى ،ﺧﺎﺻﺔ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﺣﺻرﻩ ﻓﻲ أن ﯾﻛون ﺣﺿور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﺷﻛﻠﻲ ﻻ ﯾﻛون ﻓﯾﻪ
ﻟﻠﻣﺣﺎﻣﻲ أي دور ﻓﻌﺎل ،واﻻﻧﺗﻬﺎك اﻟﺧطﯾر ﻟﻘواﻋد ﺣق اﻟدﻓﺎع وﻫو اﻣﺗﻧﺎع ﻟﻘﺎء اﻟﻣﺣﺎﻣﯾن ﺑوﻛﯾﻠﻬم
وﻫو إﺳﻘﺎط ﺣق اﻟدﻓﺎع اﻟﻣﻘدس اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻘواﻋد دﺳﺗورﯾﺔ أﻣرة).(1
ﺗﺿﯾﯾق ﻋﻠﻰ ﺣق اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎم ﻟﻪ اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﺎة اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻬو
اﻧﺗﻬﺎك ﻟﻠﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧص" :اﻟﻣﺣﺎﻣﺎة ﻣﻬﻧﺔ ﺣرة وﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ وﺣﻔظ ﺣﻘوق
اﻟدﻓﺎع وﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌداﻟﺔ واﺣﺗرام ﻣﺑدأ ﺳﯾﺎدة اﻟﻘﺎﻧون".
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻋﻧد اﻗﺗراح ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم
اﻟﻣدة ﻓﻲ
اﺳﺗﺣدث اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ﻛﺑدﯾل ﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺣﺑس ﻗﺻﯾرة ّ
اﻟﻣﻌدل ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻣواد
ّ ﺳﻧﺔ 2009ﺑﻣوﺟب ﻗﺎﻧون 01/09اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 25ﻓﯾﻔري
5ﻣﻛرر 1إﻟﻰ 5ﻣﻛرر 6اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟذﻛر ،ﻓﺎﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟم ﯾﺗطرق ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣواد إﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ
وﻣﻧﻬﺎ ﻧﺳﺗﺧﻠص أن دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﯾﺳﺑق اﻟﻧطق ﺑﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ﺣﯾث إذا ﺣﻛﻣت ﺑﻬﺎ
اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌدﻣﺎ واﻓق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺗّﻬم ﯾﻧﺗﻬﻲ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ.
ﺑﺣﯾث ّأﻧﻪ ﯾﺳﺎﻫم ﻣن ﺧﻼل ﻣراﻓﻌﺗﻪ واﻟﻌﻣل اﻟﺗﻣﻬﯾدي اﻟّذي ﯾﺳﺑﻘﻬﺎ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻓ ّﻌﺎﻟﺔ ٕوان ﻛﺎﻧت
ﺷدة ،ﺣﯾث ﯾﻘوم اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ
ﻏﯾر ﻣرﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﺟزاء اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﻠﻣﺗﻬم أي اﻟﺟزاء اﻷﻗل ّ
-1ﻧﺟﯾﻣﻲ ﺟﻣﺎل ،دﻟﯾل اﻟﻘﺿﺎة ﻟﻠﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺢ واﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﺟزء ،2ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.12 .
74
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺑﺗﻘدﯾم طﻠب إﻓﺎدة ﻣو ّﻛﻠﻪ ﺑﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم واﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن ﻋﻘﯾدة اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻣﺎ ّأﻧﻪ
أﻣر ﺟوازي ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﻟﻠﺣﻛم ﺑﻬذﻩ اﻟﻌﻘوﺑﺔ وﻫذا ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة 5ﻣﻛرر 1ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت)،(1
ﻓﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ أن ﻟﻠﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وﺣدﻫﺎ دون ﺳواﻫﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﺑدال ﻋﻘوﺑﺔ
اﻟﺣﺑس اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ أﺛﻧﺎء اﻟﻣراﻓﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﻋﻘﯾدة اﻟﻘﺎﺿﻲ
ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻠﺣﻛم ﺑﻬﺎ.
-1ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 5ﻣﻛرر 1ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻋﻠﻰ" :ﯾﻣﮑﻦ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أن ﺗﺳﺗﺑﺪل ﻋﻘﻮﺑﺔ اﻟﺣﺑﺲ اﻟﻣﻧﻄﻮق ﺑﻬﺎ
ﺑﻘﯾﺎم اﻟﻣﺣﮑﻮم ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻌﻣﻞ ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ﺑﺪون أﺟﺮ ،ﻟﻣﺪة ﺗﺗﺮاوح ﺑﯾﻦ أرﺑﻌﯾﻦ ) (40ﺳﺎﻋﺔ وﺳﺗﻣﺎﺋﺔ) (600ﺳﺎﻋﺔ ،ﺑﺣﺳﺎب
ﺳﺎﻋﺗﯾﻦ) (2ﻋﻦ ﻛل ﯾﻮم ﺣﺑﺲ ،ﻓﻲ أﺟﻞ أﻗﺻﺎﻩ ﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﻋﺷﺮ) (18ﺷﻬرا ،ﻟﺪى ﺷﺧﺺ ﻣﻌﻧﻮي ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم ،وذﻟﻚ
ﺑﺗﻮﻓﯾﺮ اﻟﺷﺮوط اﻵﺗﯾﺔ:
-1إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺗﻬﻢ ﻏﯾﺮ ﻣﺳﺑﻮق ﻗﺿﺎﺋﯾﺎ،
-2إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺗﻬﻢ ﯾﺑﻠﻎ ﻣﻦ اﻟﻌﻣﺮ 16ﺳﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ وﻗﺖ ارﺗﮑﺎب اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ اﻟﻣﺟﺮﻣﺔ،
-3إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻘﻮﺑﺔ اﻟﺟﺮﯾﻣﺔ اﻟﻣﺮﺗﮑﺑﺔ ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز ﺛﻼث ) (3ﺳﻧﻮات ﺣﺑﺳﺎ،
-4إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﻧطوق ﺑﻬﺎ ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز ﺳﻧﺔ ﺣﺑﺳﺎ.
ﯾﺟﺐ أن ﻻ ﺗﻘﻞ ﻣﺪة اﻟﻌﻣﻞ ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم اﻟﻣﻧﻄﻮق ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻖ اﻟﻘﺎﺻﺮ ﻋﻦ ﻋﺷﺮﯾﻦ) (20ﺳﺎﻋﺔ وأن ﻻ ﺗﺰﯾﺪ ﻋﻦ
ﺛﻼﺛﻣﺎﺋﺔ) (300ﺳﺎﻋﺔ.
ﯾﺗﻢ اﻟﻧﻄﻖ ﺑﻌﻘﻮﺑﺔ اﻟﻌﻣﻞ ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﺣﺿﻮر اﻟﻣﺣﮑﻮم ﻋﻠﯾﻪ .وﯾﺗﻌﯾﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻗﺑﻞ اﻟﻧﻄﻖ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ
إﻋﻼﻣﻪ ﺑﺣﻘﻪ ﻓﻲ ﻗﺑﻮﻟﻬﺎ أو رﻓﺿﻬﺎ واﻟﺗﻧﻮﯾﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺣﮑﻢ" .ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
75
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻫذﻩ اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻣل ﻣو ّﻛﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣل ذي ﻧﻔﻊ ﻋﺎم ﺑدون أﺟر ﻟدى ﺷﺧص ﻣﻌﻧوي ﺧﺎﺿﻊ
ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم).(1
ﯾوﺿﺢ أو ﯾﺧطر ﻟﻣو ّﻛﻠﻪ إﻟزاﻣﯾﺔ ﺣﺿور اﻟﺟﻠﺳﺔ ﻟﻛﻲ
ّ ﻛﻣﺎ ﯾﺟب أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ أن
ﯾﺗﺳﻧﻰ أو ﺗﺗﻣﻛن اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﺑدال ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﺣﺑس ﺑﺎﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ﻓﻲ إﻋﻼﻣﻪ
ﺑﺣﻘﻪ ﻓﻲ ﻗﺑول اﻟﻌﻘوﺑﺔ أو رﻓﺿﻬﺎ وذﻟك ﺣﺳب اﻟﻔﻘرة اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻣﺎدة 5ﻣﻛرر 1ﻣن ق .ع ،ﻛﻣﺎ
اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺑﻘﺑول اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم إذا اﻗﺗرح ﻋﻠﯾﻪ ،ﻋن طرﯾق
ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﺟﻬّز ﻣو ّﻛﻠﻪ ﻣن ّ
اﻟﺗوﺿﯾﺢ ﻟﻣوﻛﻠّﻪ ّأﻧﻬﺎ ﺗﺳﺎﻋد ﻓﻲ اﻧدﻣﺎﺟﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺗﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ ﻣرﻛزﻩ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﻧﻔﺳﻲ
واﻟﺑدﻧﻲ ،وﻋدم اﺣﺗﻛﺎﻛﻪ ﺑﺎﻟﺟﻧﺎة اﻟﺧطﯾرﯾن داﺧل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌﻘﺎﺑﯾﺔ ،وﯾﺷرح ﻟﻪ ّأﻧﻪ ﺳوف ﯾﻌود ﺑﻔﺎﺋدة
ﻣﺟﺎﻧﺎ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﺗﻛون ﻓﺗرة اﻟﻌﻣل) (02ﺳﺎﻋﺗﯾن ﻋن ﻛل ﯾوم ﺣﺑس ﻻ
ّ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﻌﻣﻠﻪ
أﻛﺛر ﻓﻲ أﺟل أﻗﺻﺎﻩ ) (18ﺷﻬ اًر ،ﻟدى ﺷﺧص ﻣﻌﻧوي ﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ﻛﺎﻟدوﻟﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت
اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻹداري وذﻟك ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 5ﻣﻛرر 1ﻗﺎﻧون ﻋﻘوﺑﺎت،
ﯾﻧﺑﻪ ﻣو ّﻛﻠﻪ ّأﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﺧﻼﻟﻪ ﺑﺎﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم وﻋدم
و ّ
ﯾﻧﺑﻪ ﺑﻬذا ﻓﻲ اﻻﺳﺗدﻋﺎء،
ﺟدي ﻓﯾﺗم اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ،وﯾﺷﯾر ﻟﻪ أﻧﻪ ّ
اﻣﺗﺛﺎﻟﻪ ﺑدون ﻋذر ّ
ﻛﻣﺎ ّأﻧﻪ ﺳوف ﺗراﻋﻰ ﺣﺎﻟﺗﻪ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﻣﻬﻧﯾﺔ واﻟﺻﺣﯾﺔ واﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ ﻟﻛﻲ ﯾﺧﺗﺎر ﻟﻪ اﻟﻌﻣل اﻟﻣﻧﺎﺳب
واﻟﻣﻼﺋم ﻟﻪ.
-1طﺎﺷور ﻋﺑد اﻟﺣﻔﯾظ ،دور ﻗﺎﺿﻲ ﺗطﺑﯾق اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ واﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﯾﺎﺳﺔ إﻋﺎدة اﻟﺗﺄﻫﯾل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ
اﻟﺟزاﺋري ،د .ط ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت ،ﺑن ﻋﻛﻧون ،اﻟﺟزاﺋر ،د .س ،ص.260 .
76
أﺛر اﻟﺗﺣوﻻت ﻧﺣو ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
وﯾﺟب ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﻠﺗزم ﺑﺎﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺣﻛﺎم اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ
واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟوﻗﺎﯾﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ واﻷﻣن وطب اﻟﻌﻣل واﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﻫذا ﺣﺳب
ﻧﺻوص اﻟﻣواد 5ﻣﻛرر 2إﻟﻰ 5ﻣﻛرر.(1) 5
وﯾﻔﺳر ﻟﻪ ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻹﻋﻣﺎل ﺑﻬذﻩ
ّ وﻣن ﻫﻧﺎ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﯾﻛون ﻗد ﺟﻬّز ﻣو ّﻛﻠﻪ ﻧﻔﺳﯾﺎ ﻟﻘﺑوﻟﻬﺎ
ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﻣو ّﻛﻠﻪ ﻓﻬم وﺗﻘﺑل ﻓﻛرة ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ﻛﺑدﯾل ﻟﻠﻌﻘوﺑﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ
اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻟﻛﻲ ّ
ﻓﻲ اﻟﺣﺑس) ،(2وﻋﻧد ﻗﺑول اﻟﻣﺗّﻬم ﺑﺎﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ﻣﻛﺎن اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺑس،
ﻓﻬﻧﺎ ﯾﻧﻬﻲ ﻣﻬﺎم اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ وﻻ ﯾﺣق ﻟﻪ ﻣراﻗﺑﺔ أو ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ.
-1ﺟﺎء ﻓﻲ ﻣﺿﻣون اﻟﻣواد 5ﻣﻛرر 2اﻟﻰ 5ﻣﻛرر 5ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" -ﯾﻧﺑﻪ اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻪ إﻟﻰ أ َﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﺧﻼﻟﻪ ﺑﺎﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ،ﺗﻧﻔذ ﻋﻠﯾﻪ
اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﺑدﻟت ﺑﺎﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم".
" -ﯾﺳﻬر ﻗﺎﺿﻲ ﺗطﺑﯾق اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾق ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم واﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ذﻟك ،وﯾﻣﻛﻧﻪ
وﻗف ﺗطﺑﯾق ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ﻷﺳﺑﺎب ﺻﺣﯾﺔ أو ﻋﺎﺋﻠﯾﺔ أو اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ".
" -ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﺧﻼل اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ،دون ﻋذر ﺟدي ،ﯾﺧطر ﻗﺎﺿﻲ
ﺗطﺑﯾق اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻﺗﺧﺎذ اﻹﺟراءات اﻟﻼَ زﻣﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﺣﺑس اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﻬﺎ ﻋﻠﯾﻪ".
" -ﯾﺧﺿﻊ اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺣﻛﺎم اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟوﻗﺎﯾﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ واﻷﻣن وطب اﻟﻌﻣل واﻟﺿﻣﺎن
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ" ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
77
اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ
ﻋﺎﻟﺟت ھذه اﻟدراﺳﺔ ﻣوﺿوع دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ ظل اﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻧﺣو ﺑداﺋل
اﻟدﻋوى و اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻟﻣﺎ ﻟﻠﻣﺣﺎﻣﻲ ﻣن دور ﻫﺎم ﻓﻲ ﺗﻛرﯾس ﺿﻣﺎﻧﺔ اﻟدﻓﺎع وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﺳﻬر ﻋﻠﻰ
اﻟوﻗوف ﺑﺟﺎﻧب اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺳﺎﺋر أطوار اﻟدﻋوى و ﺣﺗﻰ ﯾؤدي رﺳﺎﻟﺗﻪ ﻋﻠﻰ أﻛﻣل وﺟﻪ و ذﻟك
ﺑﺎﺳﺗﻌراض أﻫﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻛﺄﺳﺎس ﻟﺣق اﻟدﻓﺎع ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻧطﺎق
ﺣق اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎم ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﻣراﺣل اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﺗطرق إﻟﻰ إﺑراز ﻣﻬﺎم اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ أﺛﻧﺎء
ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣق اﻟدﻓﺎع ﺳواء ﻓﻲ اﻟﻣراﻓﻌﺎت و ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﺗﻘدﯾم اﻟطﻠﺑﺎت و اﻟدﻓﺎع .
إذ ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ أن اﻻﻋﺗراف اﻟواﺳﻊ ﻟدى اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ وﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ
اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ﺑﺑداﺋل اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ وﻛذا ﺑداﺋل اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻟم ﯾؤﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر
اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﺟﺗﻣﻊ اﺣﺗراﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ وﻻ ﯾﺟوز أن ﯾؤﺧذ
ﺿرورة اﻻﺳراع ﻓﻲ اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻧزاع اﻟﺟزاﺋﻲ ﻛﻣﺑرر ﻹﻫدار ﺗﻠك اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺿﻣﺎﻧﺔ
اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗﻔﺻﯾل ورأﯾﻧﺎ ﻛﯾف ﺗم اﻟﺗﺿﯾﯾق ﻣن ﻣﺟﺎل ﺗدﺧﻠﻪ ﻋﻧد إﻋﻣﺎل ﺗﻠك
اﻟﺑداﺋل وﺑﻣﺎ ﻛﺎن ﻫدﻓﻧﺎ ﻣن ذﻟك ﻫو ﺗﻧﺑﯾﻪ ﺑﺄﻧﻪ رﻏم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻧﺟﺎح ﻫذﻩ اﻟﺑداﺋل ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ إﻻ
أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺧﻠو ﻣن ﻋﯾوب و اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺻدرﻫﺎ إﻫدار واﺿﺢ ﻟدور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ .
وﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ﺑﺎﻟﺧﺻوص وﺟدﻧﺎ أﻧﻔﺳﻧﺎ ﻓﻲ ﺗﻧﺎﻗض ﻛﺑﯾر ﻓﻣن ﺟﻬﺔ ﺗﻧﺎدي
اﻷﺻوات ﻧﺣو ﺗوﺳﯾﻊ ﻣﺟﺎل ﺗدﺧل اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ ﻣراﺣل اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟﺗﺷﻣل ﺣﺗﻰ ﻣرﺣﻠﺔ
اﻻﺳﺗدﻻل وﻫو ﻣﺎ أﻗرﻩ ﻓﻲ اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻷﺧﯾرة ﻟﻘﺎﻧون اﻹﺟراﺋﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ وﻛذا إﺻدار ﻟﻘﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟطﻔل وﻟو ﻛﺎن ﺑﺷﻛل ﻧﺳﺑﻰ وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى اﺗﺟﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻧﺣو ﺗﺑﻧﻲ ﺗﻠك اﻟﺑداﺋل اﻟﺗﻲ ﻓﻲ
ﻏﺎﻟﺑﯾﺗﻬﺎ ﻻ ﺗﺟﯾز ﻟﻠﻣﺣﺎﻣﻲ أن ﯾﻠﻌب ﺗﻘرﯾﺑﺎ أي دور .
إذ ﻓﻲ اﻟوﺳﺎطﺔ ﯾﻠﻌب دور اﺳﺗﺷﺎري أﺛﻧﺎء اﻹﻋﻣﺎل ﺑﺎﻟوﺳﺎطﺔ ،ﻓﯾظﻬر أن ﻣﻬﺎﻣﻪ ﺿﯾق
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺑﺎﻟﻎ ﻋﻛس ﻣﺎ ﻫو ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺣدث ﻓﻘد اﻋﺗرف ﻟﻠﻣﺣﺎﻣﻲ ﺑﺣق ﺗﻘدﯾم طﻠب إﺟراء اﻟوﺳﺎطﺔ
ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﺑﺎﻟﻐﯾن اﻛﺗﻔﻰ ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﺟو از ﻟﺗدﺧل ﺑﻌد اﻟﻣﺑﺎدرة وﻟﯾس ﻗﺑل .
78
اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ
وﻗد إﺳﺗﻧﺗﺟﻧﺎ ﻣن ﻛل اﻟﺑداﺋل اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟﻧﻬﺎ أﻧﻪ ﻫﻧﺎك إﺟﺣﺎف ﻛﺑﯾر ٕواﻫﻣﺎل ﻟدور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ
ﻋﻧد اﻋﻣﺎﻟﻬﺎ ﺳواء ﻛﺎن ﻗﺑل اﻟﻔﺻل ﺑدﻋوى ﻋﻧد اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟوﺳﺎطﺔ أو أﺛﻧﺎء اﻟﻔﺻل ﺑدﻋوى
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ واﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم.
ﺑﻌد اﻧﺗﻬﺎء دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﻬذا اﻟﻣوﺿوع إرﺗﺋﯾﻧﺎ إﻟﻰ ﺿرورة اﻗﺗراح ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺗوﺻﯾﺎت
اﻟﺗﻲ ﻧراﻫﺎ ﻛﻔﯾﻠﺔ ﻟﺳد اﻟﻔراغ ،ﻋﻠﻰ ﻫذا ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻧﺑﯾﻪ ﺑﺿرورة :
-ﻧﻧﺎﺷد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن ﺑﯾن إﻧﻬﺎء اﻟدﻋوى اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﺑﺻورة ﻣوﺟزة
و اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻘوق و ﺣرﯾﺎت اﻟﻣواطﻧﯾن ﻓﻲ ذات اﻟوﻗت وﺧﺎﺻﺔ ﺣﻘﻬم ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ
اﻟدﻓﺎع ٕواﻋطﺎﺋﻬم اﻟوﻗت اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻟﺗﺣﺿﯾرﻩ ﻋن طرﯾق ﻣﺣﺎﻣﻲ واﻟذي ﯾﺳﺗوﺟب ﻣﻧﺣﻪ
اﻟﻔرﺻﺔ اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﻌرض دﻓﺎﻋﺎﺗﻪ .
-ﺿرورة اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري إدراج ﻧص ﺻرﯾﺢ ﻋﻠﻰ إﻟزام اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺈﻋﻼم أطراف
اﻟوﺳﺎطﺔ ﺑﺣﻘﻬم ﺑﺎﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ .
-ﻓﻲ اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﯾﺳﺗوﺟب إﻋطﺎء اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟوﻗت اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻟﻺطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠف ﻟﻛﻲ
ﯾﺗﻣﻛن ﻣن ﺗﻘدﯾر ﻣدى إﺳﺗﻔﺎدة ﻣوﻛﻠﻪ اﻟﻣﺗﻬم ﻣن إﺟراء اﻟوﺳﺎﻛﺔ ﻟﺗﺷﺟﯾﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﺑوﻟﻬﺎ أو
رﻓﺿﻬﺎ.
-ﺿرورة إﺣداث آﻟﯾﺔ ﺗﻠزم اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺻدرة ﻟﻸﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ ﺑﺈﻋﻼم ﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻣﺗﻬم
ﻣن أﺟل إﺳﺗﺷﺎرﺗﻪ ﻗﺑل ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ .
-ﺿرورة ﻣﻧﺢ اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﻠﻣﺗﻬم وﻣﺣﺎﻣﯾﻪ ﻟﻺﻧﺳﺣﺎب أﺛﻧﺎء اﻟﺟﻠﺳﺔ ﻗﺑل ﻋرض ﺗطﺑﯾق ﻋﻘوﺑﺔ
اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ﻣن أﺟل اﻟﻣﺷورة ﺣول أﻓﺿﻠﯾﺔ ﻗﺑول ﺗﻠك اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻣن ﻋدﻣﻬﺎ .
ﯾﻌﺗﺑر ﻧظﺎم اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻣن أﺧطر اﻟﺑداﺋل اﻟﺗﻲ ﺗﻣس ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻬم ﺑﺣﯾث
ﺗﻔرض ﻋﻠﯾﻪ اﻹﻋﺗراف ﻣﺳﺑق ﺑﺎﻟﺗﻬﻣﺔ اﻟﻣﻧﺳوﺑﺔ إﻟﯾﻪ ﻓرﻏم اﻻﻋﺗراف اﻟواﺳﻊ ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت
اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ إﻻ أﻧﻪ ﻻ ﺗﺧﻠو ﻣن ﺳﻠﺑﯾﺎت ﻛﺛﯾرة ﯾﺳﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻻﻧﺗﺑﺎﻩ إﻟﯾﻬﺎ ﻗﺑل
إﻋﺗﻣﺎد ﻟﻬﺎ إذا ﻛﺎن ﻓﻲ ﻧﯾﺗﻪ اﻷﺧذ ﺑﻪ ﯾوﻣﺎ ﻣﺎ .
79
اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ
-ﺿرورة زﯾﺎدة ﺗﻔﻌﯾﻠﺔ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ ﺣل اﻟﺧﺻوﻣﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ و إﻋطﺎﺋﻪ دور ﻓﻌﺎل
ﻣﺛل اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ .
80
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم
/1اﻟﻛﺗب:
-1اﻟﺟو ﺧدار ﺣﺳﯾن ،اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون أﺻول اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ –دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ–،
اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ،ﻋﻣﺎن.2008 ،
-2اﻟﺷرﯾف ﺣﺎﻣد ،ﻧظرﯾﺔ اﻟدﻓوع أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ) ،دون طﺑﻌﺔ( ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ،
اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.1999 ،
،________-3ﻓن اﻟﻣراﻓﻌﺔ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ) ،دون طﺑﻌﺔ( ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ،
اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،دون ﺳﻧﺔ اﻟﻧﺷر.
-4أوﻫﯾﺑﯾﺔ ﻋﺑد اﷲ ،ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ أﺛﻧﺎء ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺑﺣث اﻟﺗﻣﻬﯾدي–اﻻﺳﺗدﻻل،-
اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،اﻟدﯾوان اﻟوطﻧﻲ ﻟﻸﺷﻐﺎل اﻟﺗرﺑوﯾﺔ.2004 ،
-5أﺣﺳن ﺑوﺳﻘﯾﻌﺔ ،اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم وﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﺑوﺟﻪ ﺧﺎص،
اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،اﻟدﯾوان اﻟوطﻧﻲ ﻟﻸﺷﻐﺎل اﻟﺗرﺑوﯾﺔ.2001 ،
-6ﺑوﺷﯾﻧﺔ ﺣﺳﯾن وﻧﺑﯾل ﺻﻘر ،اﻟدﻟﯾل اﻟﻌﻣﻠﻲ ﻟﻠﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﺟزاﺋﯾﺔ) ،دون طﺑﻌﺔ( ،دار
اﻟﻬدى ،ﻋﯾن ﻣﻠﯾﻠﺔ ،اﻟﺟزاﺋر.2008 ،
-7ﺑﻛﺎر ﺣﺎﺗم ،ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣق اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻋﺎدﻟﺔ) ،دون طﺑﻌﺔ( ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ،
ﻣﺻر.1997 ،
-8ﺑﻼل أﺣﻣد ﻋوض ،اﻹﺟراءات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ واﻟﻧظﺎم اﻹﺟراﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ) ،دون
طﺑﻌﺔ( ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة.1990 ،
-9ﺟروﻩ ﻋﻠﻲ ،اﻟﻣوﺳوﻋﺔ ﻓﻲ اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،اﻟﻣﺟﻠد اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ) ،دون
طﺑﻌﺔ() ،دون دار اﻟﻧﺷر() ،دون ﺳﻧﺔ اﻟﻧﺷر(.
81
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
-10دﻻﻧدة ﯾوﺳف ،أﺻول ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﻧﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﺎة وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار
اﻟﻬدى ،ﻋﯾن ﻣﻠﯾﻠﺔ ،اﻟﺟزاﺋر.2000 ،
82
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
-21ﻧﺎﺟﻲ ﺳﻣﯾر وأﺷرف ﻫﻼل ،أداب ﻣراﻓﻌﺔ اﻻدﻋﺎء )أﺻول وﻣﻣﺎرﺳﺎت( ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ،
اﻟﻣطﺑﻌﺔ اﻟذﻫﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة.2002 ،
-22ﻧﺑﯾل ﺻﻘر ،اﻟدﻓوع اﻟﺟوﻫرﯾﺔ وطﻠﺑﺎت اﻟدﻓﺎع ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﺟزاﺋﯾﺔ) ،دون طﺑﻌﺔ( ،دار اﻟﻬدى،
ﻋﯾن ﻣﯾﻠﺔ ،اﻟﺟزاﺋر.2008 ،
-23ﻧﺟﯾﻣﻲ ﺟﻣﺎل ،دﻟﯾل اﻟﻘﺿﺎة ﻟﻠﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺢ واﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﺟزء
اﻷول ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،دار ﻫوﻣﻪ.2014 ،
-25ﻋﺑﯾد رؤوف ،ﺣق اﻟدﻓﺎع أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ) ،دون دار اﻟﻧﺷر(،
اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.2000 ،
-26ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ،أﺻول اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،اﻟﻛﺗﺎب اﻷول) ،دون طﺑﻌﺔ( ،ﻣﻧﺷورات
اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،ﻟﺑﻧﺎن.2003 ،
-27ﺧﻠﻔﻲ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ،اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري واﻟﻣﻘﺎرن ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ،
ﻣﻧﻘﺣﺔ وﻣﻌدﻟﺔ ،2016دار ﺑﻠﻘﯾس ﻟﻠﻧﺷر.2016 ،
،____________- 28اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺑدﯾﻠﺔ )دراﺳﺔ ﻓﻘﻬﯾﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﺗﺄﺻﯾﻠﯾﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ( ،اﻟطﺑﻌﺔ
اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب ،ﻟﺑﻧﺎن.2015 ،
-29ﺧﻣﯾس ﻣﺣﻣد ،اﻹﺧﻼل ﺑﺣق اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع) ،دون طﺑﻌﺔ() ،دون دار اﻟﻧﺷر(.2000 ،
-30ﺷﻼﻻ ﻧزﯾﻪ ﻧﻌﯾم ،اﻟﺷﺎﻣل ﻓﻲ اﻟدﻓوع اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ )اﻟﺟزاﺋﯾﺔ واﻟﻣدﻧﯾﺔ( ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻣﻧﺷورات
اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﻟﺑﻧﺎن.2010 ،
-31ﺷﻠوﺣﺔ أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻧظم اﻟودﯾﺔ ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت) ،دون طﺑﻌﺔ( ،دار
اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﻣﺻر ،دون ﺳﻧﺔ اﻟﻧﺷر.
-32ﺷرﯾف ﺳﯾد ﻛﺎﻣل ،اﻟﺣق ﻓﻲ ﺳرﻋﺔ اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ) ،دون طﺑﻌﺔ( ،دار
اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة.2005 ،
83
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
-3ﻣرزوق ﻣﺣﻣد ،اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ ،اطروﺣﺔ اﻟدﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق،
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻠﻣﺳﺎن أﺑو ﺑﻛر ﺑﻠﻘﺎﯾد ﺗﻠﻣﺳﺎن.2016 ،
-4ﻋﻣﺎرة ﻓوزي ،ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ،أطروﺣﺔ اﻟدﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺧوة
ﻣﻧﺗوري ،ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ.2010 ،
-5ﺳﻌد ﺣﻣﺎد اﻟﻘﺑﺎﺋﻠﻲ ،ﺿﻣﺎﻧﺎت ﺣق اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع أﻣﺎم اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋﻲ ،أطروﺣﺔ اﻟدﻛﺗوراﻩ
ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﯾن اﻟﺷﻣس ﻣﺻر.1998 ،
ب-اﻟﻣذﻛرات:
-1ﻣذﻛرات اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر:
-1ﺑواﻟزﯾت ﻧدى ،اﻟﺻﻠﺢ اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،ﻣذﻛرة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻓرع ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت واﻟﻌﻠوم
اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺧوة ﻣﻧﺗوري ،ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ.2009-2008 ،
-2ﯾﺎﺳر ﺑن ﻣﺣﻣد ﺳﻌﯾد ﺑﺎﺻﯾل ،اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظم اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،ﻣذﻛرة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ
اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،اﻟرﯾﺎض.2011 ،
-3ﻣﺑروك ﻟﯾﻧدة ،ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ،ﻣذﻛرة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻛﻠﯾﺔ
اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑن ﻋﻛﻧون ،اﻟﺟزاﺋر.2007 ،
-4ﻣﺣﻣد طﻠﺣﺎب اﻟﻌﺗﯾﺑﻲ ،دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﺑﺣث ﻣﻘدم اﺳﺗﻛﻣﺎﻻ ﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت
اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ درﺟﺔ اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ،اﻟﺳﻌودﯾﺔ.2004 ،
84
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
-5ﻣﺳوس رﺷﯾدة ،اﺳﺗﺟواب اﻟﻣﺗﻬم ﻣن طرف ﻗﺎﺿﻲ ﺗﺣﻘﯾق ،ﻣذﻛرة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺣﺎج ﻟﺧﺿر ،ﺑﺎﺗﻧﺔ.2006 ،
-6ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺑن ﻣﺳﻬوج ﺟﺎر اﷲ اﻟﺷﻣري ،اﻷﻣر اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ وأﺛرﻩ ﻓﻲ إﻧﻬﺎء اﻟﺧﺻوﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ،
ﺑﺣث ﻣﻘدم اﺳﺗﻛﻣﺎل ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ درﺟﺔ اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾف اﻟﻌرﺑﯾﺔ
ﻟﻠﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ.2008 ،
-7ﺛﺎﺑت دﻧﯾﺎ زاد ،ﻣﺷروﻋﯾﺔ إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،ﻣذﻛرة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﺑن ﻋﻛﻧون ،اﻟﺟزاﺋر.2002 ،
-2ﻣذﻛرات اﻟﻣﺎﺳﺗر:
-1ﺑن ﯾوﺑﺔ ﻛﺎﺗﯾﺔ وﺳﺣﻧون ﻓﻬﯾﻣﺔ ،ﺑداﺋل اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻣذﻛرة اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﺗﺧﺻص
ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة –ﺑﺟﺎﯾﺔ،-
.2011-2010
-2ﺑن ﺧﻠﯾﻔﺔ ﻧورة وﻣﺳﯾس ﻣرﯾم ،اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ﻛﺑدﯾل ﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺣﺑس ﻗﺻﯾرة اﻟﻣدة ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ
اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة –ﺑﺟﺎﯾﺔ.2011-2010 ،-
-3ﺑوﻟﺧوة إﺑﺗﺳﺎم ،اﻟﻣﺛول اﻟﻔوري واﻷﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﺿوء ﺳﯾﺎﺳﺗﻲ اﻟﺗﺟرﯾم واﻟﻌﻘﺎب ،ﻣذﻛرة
اﻟﻣﺎﺳﺗر ،ﺗﺧﺻص ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺟﻧﺎﺋﯾﺔ وﻋﻘﺎﺑﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺗﺑﺳﻲ –
ﺗﺑﺳﺔ–.2016 ،
-4زﻣوﻟﻲ ﻣﺣﻣد اﻟﻌﯾد ،ﻏراﻣﺎت اﻟﺻﻠﺢ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة اﻟﻣﺎﺳﺗر ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون
ﺟﻧﺎﺋﻲ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺗﺑﺳﻲ ،ﺗﺑﺳﺔ.2016/2015 ،
-5ﺣراش ﻋﺑد اﻟﺧﺎﻟق ،اﻷﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ ﻛﺂﻟﯾﺔ ﻟﻠﻔﺻل ﻓﻲ اﻟدﻋﺎوى دون ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ –دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ–،
ﻣذﻛرة ﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،ﺗﺧﺻص ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ واﻟﻌﻠوم اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌﻘﯾد أﻛﻠﻲ ﻣﺣﻧد أوﻟﺣﺎج ،اﻟﺑوﯾرة.2016 ،
85
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
-6ﺣﻣﯾدي ﻓﺗﯾﺣﺔ ،اﻟﺗوﻗﯾف ﻟﻠﻧظر ﺑﯾن ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻣﻬﯾدي وﺿﻣﺎن ﺣرﯾﺎت اﻷﻓراد ،ﻣذﻛرة
اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،ﺗﺧﺻص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ واﻟﻌﻠوم اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ،
ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌﻘﯾد أﻛﻠﻲ ﻣﺣﻧد أوﻟﺣﺎج ،اﻟﺑوﯾرة.2016 ،
-7ﯾﻌﻘوب ﻓﺎﯾزي وﻣﺣﻣد ﻣوادﻧﺔ ،ﻧظﺎم اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة اﻟﻣﺎﺳﺗر،
ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون أﻋﻣﺎل ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ 8ﻣﺎي 1945ﻗﺎﻟﻣﺔ.2016 ،
-8ﻣﻧﺻور ﻧورة وﺷﻧوف ازدﻫﺎر ،اﻷﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ ﻛﺑدﯾل ﻋن اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﻣذﻛرة اﻟﻣﺎﺳﺗر،
ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت واﻟﻌﻠوم اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺧوة ﻣﻧﺗوري ،ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ،
.2015/2014
-9ﻋﻼق ﻧﺳﯾم وﻋﻠواش وﻟﯾد ،أزﻣﺔ اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺳﺎﻟﺑﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺔ ﻗﺻﯾرة اﻟﻣدة ،ﻣذﻛرة اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ
اﻟﺣﻘوق ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن
ﻣﯾرة ،ﺑﺟﺎﯾﺔ.2014-2013 ،
-10ﻗﺎدري ﻧﺎﻣﯾﺔ وﻗﺎﺳﺔ أﻣﺎل ،ﺣق اﻟدﻓﺎع ﻗﺑل ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة
اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة –ﺑﺟﺎﯾﺔ.2016 ،-
-11ﻗرﯾﺷﻲ ﻋﻣﺎد واﻟﻌرﺑﻲ ﺑﺎﺷﺎ ﺻﻔﯾﺎن ،اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ
اﻟﺣﻘوق ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن
ﻣﯾرة –ﺑﺟﺎﯾﺔ.2016/2015 ،-
-12ﺳﻌﺎدة ﺳﻌﺎد وﻣوﻫوﺑﻲ ﺗﻧﻬﯾﻧﺎن ،اﻷﻣر اﻟﺟ ازﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎﺑﻲ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة اﻟﻣﺎﺳﺗر،
ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة –
ﺑﺟﺎﯾﺔ.2016/2015 ،-
86
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
-3اﻟﻣﻘﺎﻻت واﻟﻣداﺧﻼت:
أ-اﻟﻣﻘﺎﻻت:
-1اﻟﺷﻬﯾري ﺷﺎﻛر ﻋﻠﻲ» ،أﺣﻛﺎم اﻟدﻓوع ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ« ،ﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ،اﻟﻌدد اﻷول،
اﻟﺳﻌودﯾﺔ.2011 .
-2ﺑوﻟﺣﯾﺔ ﺷﻬﯾرة» ،ﺣق اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ« ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻧﺗدى اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ،
اﻟﻌدد ،5ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ،ﺑﺳﻛرة) .دون ﺳﻧﺔ(.
-3ﺟﻧﺎﺑﺔ ﻋﺑد اﷲ» ،ﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع أﻣﺎم ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﯾن اﻟﻧظري واﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ« ،ﻣﻠﺗﻘﻲ دوﻟﻲ
ﺣول ﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع ﺑﯾن اﻟﻧظري واﻟﺗطﺑﯾق ،ﻣﺟﻠﺔ دورﯾﺔ ﺗﺻدر ﻋن ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﯾن ﺳطﯾف ،اﻟﻌدد
،15ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺳﯾﻠﺔ .اوت .2011
--4طﺑﺎش ﻋز اﻟدﯾن،ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم »ﻣﻘﺎل ﻣﺗﺿﻣن ﻣؤﻟف اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺑدﯾﻠﺔ )دراﺳﺔ
ﻓﻘﻬﯾﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﺗﺄﺻﯾﻠﯾﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ(« .اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب ،ط ،1 .ﻟﺑﻧﺎن.2015 ،
-5ﻣﺣﻣد ﺑن إﺑراﻫﯾم اﻟﺻﺎﺋﻎ» ،دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ« ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌدل ،اﻟﻌدد ،3اﻟرﯾﺎض،
اﻟﺳﻌودﯾﺔ.2009 ،
-6ﻋطوي ﻣﺣﻣد» ،دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ أﻣﺎم اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ« ،ﻣﻠﺗﻘﻲ دوﻟﻲ ﺣول ﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع ﺑﯾن
اﻟﻧظري واﻟﺗطﺑﯾق ،ﻣﺟﻠﺔ دورﯾﺔ ﺗﺻدر ﻋن ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﯾن ﺳطﯾف ،اﻟﻌدد ،15ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﺳﯾﻠﺔ،
أوت .2011
-7ﻓﺎﯾز ﻋﺎﺑد اﻟطﻔﯾري» ،ﺗﺄﻣﻼت ﻓﻲ اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑوﺻﻔﻬﺎ وﺳﯾﻠﺔ ﻹﻧﻬﺎء اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ«،
ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘوق ،اﻟﻌدد ،2ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻛوﯾت.2009 ،
-8ﺧﻠﻔﻲ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن» ،دراﺳﺔ اﻷﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري واﻟﻣﻘﺎرن« ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ،
ﻣﺟﻠﺔ دورﯾﺔ ﺗﺻدر ﻋن ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﯾن ﺳطﯾف ،ﻋدد ،26ﺟوان .2016
87
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
ب-اﻟﻣداﺧﻼت:
-1ﺑوﻫﻧﺗﺎﻟﺔ ﯾﺎﺳﯾن ،رﻣﺿﺎﻧﻲ ﻓرﯾد» ،اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣدث اﻟﺟﺎﻧﺢ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟطﻔل وآﻟﯾﺎت ﺗﻔﻌﯾﻠﻬﺎ« ،ﻣﻠﺗﻘﻰ وطﻧﻲ ﺣول :ﺟﻧوح اﻷﺣداث ﻗراءات ﻓﻲ واﻗﻊ وأﻓﺎق اﻟظﺎﻫرة
وﻋﻼﺟﻬﺎ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻧﺔ ،1اﻟﻣﻧﻌﻘدة ﯾوم 05-04ﻣﺎي.2016 ،
-2ﺑرﺑﺎرة ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن» ،اﻟوﺳﺎطﺔ ﻛﺂﻟﯾﺔ ﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺗﺳﯾر اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري«،
اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟدوﻟﻲ ﺣول اﻟطرق اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت :اﻟﺣﻘﺎﺋق واﻟﺗﺣدﯾﺎت ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد
اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة – ﺑﺟﺎﯾﺔ – ،ﯾوﻣﻲ 26و 27أﻓرﯾل.2016 ،
-3ﺑﺧﺎﻟد ﻋﺟﺎﻟﻲ» ،ﺗﻘﯾﯾم اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري« ،اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟدوﻟﻲ ﺣول طرق
اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑن ﺧﻠدون ﺗﯾﺎرت.2016 ،
-4ﺟﺑﯾري ﻧﺟﻣﺔ» ،اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻛﺑدﯾل ﻟﻠدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ )اﻟﺟزاﺋر وﻓرﻧﺳﺎ ﻧﻣوذﺟﺎ(« ،اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ
اﻟدوﻟﻲ ﺣول :اﻟطرق اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت" :اﻟﺣﻘﺎﺋق واﻟﺗﺣدﯾﺎت" ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة،
ﺑﺟﺎﯾﺔ ،ﯾوﻣﻲ 26و 27أﻓرﯾل.2016،
-5ﺣﻣدي ﺑﺎﺷﺎ ﻋﻣر» ،اﻷﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ ﻛﺄﻟﯾﺔ ﺟدﯾدة ﻟﻠﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ« ،ﯾوم دراﺳﻲ ﺣول اﻟﺗﻌدﯾﻼت
اﻟﺟدﯾدة ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ،ﻗﺻر اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﺣﻣد ﺑوﺿﯾﺎف ،ﻋﻧﺎﺑﺔ ،اﻟﻣﻧﻌﻘدة ﯾوم
16ﺟﺎﻧﻔﻲ.2016 ،
-6ﺣﻣودي ﻧﺎﺻر» ،اﻟوﺳﺎطﺔ ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺿوء ﺗﻌدﯾﻼت ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
ﻟﺳﻧﺔ ،«2015اﻷﻫداف ،اﻵﺛﺎر واﻟﺗﺣدﯾﺎت ،اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻟث ،اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻟﻠوﺳﺎطﺔ
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﻣﻘدﻣﺔ ﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﻠﺗﻘﻲ اﻟدوﻟﻲ اﻟطرق اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد
اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة – ﺑﺟﺎﯾﺔ – ،ﯾوﻣﻲ 26و 27أﻓرﯾل.2016 ،
88
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
-7طﺑﺎش ﻋز اﻟدﯾن» ،اﻟطرق اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت ذو اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺟزاﺋﻲ ﻧﺣو ﺧوﺻﺻﺔ اﻟدﻋوى
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ« ،اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟدوﻟﻲ ﺣول اﻟطرق اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت ،اﻟطرق اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاع ذو اﻟطﺎﺑﻊ
اﻟﺟزاﺋﻲ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة ،ﺑﺟﺎﯾﺔ ،ﯾوﻣﻲ 26و 27أﻓرﯾل.2016 ،
-8طﺒﺎش ﻋﺰ اﻟﺪﯾﻦ» ،ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺷﺗﺑﻪ ﻓﯾﻪ أﺛﻧﺎء اﻟﺗوﻗﯾف ﻟﻠﻧظر« ،ﻣداﺧﻠﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﯾوم
اﻟدراﺳﻲ ﺣول ﺗﻌدﯾﻼت ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺟﺎﯾﺔ ،اﻟﻣﻧﻌﻘدة ﯾوم اﻟﻣﻧﻌﻘدة ﯾوم 12
ﻧوﻓﻣﺑر.2015 ،
-9ﻧﺷﻧﺎش ﻣﻧﯾﺔ ودﻓﺎس ﻋدﻧﺎن» ،اﻟﺣﻘوق واﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﺣداث أﺛﻧﺎء اﻟﺗﺣﻘﯾق
وﺳﯾر إﺟراءات اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ« ،ﻣﺣور اﻟﻣداﺧﻠﺔ) :اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﺟﻧوح اﻷﺣداث( ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺟﯾﺟل،
ﯾوﻣﻲ 04و 05ﻣﺎي .2016
-11ﻓﺗﺣﻲ وردﯾﺔ» ،اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ :اﻟﻣرور ﻣن اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﻘﻣﻌﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺗﻔﺎوﺿﯾﺔ«،
اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟدوﻟﻲ ﺣول اﻟطرق اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت :اﻟﺣﻘﺎﺋق اﻟﺗﺣدﯾﺎت ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد
اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة – ﺑﺟﺎﯾﺔ – ،ﯾوﻣﻲ 26و 27أﻓرﯾل.2016 ،
-4اﻟﻘواﻧﯾن:
أ-اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري:
-دﺳﺗور اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ،1996اﻟﻣﻧﺷور ﺑﻣوﺟب ﻣرﺳوم رﺋﺎﺳﻲ
رﻗم 438-96ﻣؤرخ ﻓﻲ 07دﯾﺳﻣﺑر ،1996ج .ر .ج .ج ،ﻋدد ،76ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 08
دﯾﺳﻣﺑر ﺳﻧﺔ ،1996ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم ﺑﻣوﺟب :ﻗﺎﻧون رﻗم ،03-02ﻣؤرخ ﻓﻲ 10اﻓرﯾل ﺳﻧﺔ ،2002
ج .ر .ج .ج ،ﻋدد ،25ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 14اﻓرﯾل ﺳﻧﺔ ،2002ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم ﺑﻘﺎﻧون رﻗم ،19-08
89
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
ﻣؤرخ ﻓﻲ 15ﻧوﻓﻣﺑر ﺳﻧﺔ ،2008ج .ر .ج .ج ،ﻋدد ،63ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 16ﻧوﻓﻣﺑر ﺳﻧﺔ
،2008وﻣﻌدل ﺑﻘﺎﻧون رﻗم ،01-16ﻣؤرخ ﻓﻲ 06ﻣﺎرس ﺳﻧﺔ ،2016ج .ر .ج .ج ،ﻋدد ،14
ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 07ﻣﺎرس ﺳﻧﺔ .2016
ب-اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ:
-1اﻟﻌﻬد اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻋﺗﻣد وﻋرض ﻟﻠﺗوﻗﯾﻊ واﻟﺗﺻدﯾق واﻻﺗﺿﻣﺎم ﺑﻣوﺟب
ﻗرار اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻻﻣم اﻟﻣﺗﺣدة )2200د (21-اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 16دﯾﺳﻣﺑر ،1966ﺗﺎرﯾﺦ
اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ اﻟﺟزاﺋر ﻋﻠﯾﻪ 16ﻣﺎي : 1986ﺗم اﻻطﻼع ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻣوﻗﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ:
https://hrlibrary.umn.edu.org
ج-اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ:
-1اﻣر رﻗم 155-66ﻣؤرخ ﻓﻲ 08ﺟوان ،1966ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،ج .ر .ج.
ج ،ﻋدد ،48ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 10ﺟوان ﺳﻧﺔ ،1966اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم.
-2اﻣر رﻗم 156-66ﻣؤرخ ﻓﻲ 08ﺟوان ،1966ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،ج .ر .ج .ج ،ﻋدد
،49ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 11ﺟوان ﺳﻧﺔ ،1966اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم.
-4ﻗﺎﻧون رﻗم 07-13ﻣؤرخ ﻓﻲ 29أﻛﺗوﺑر ﺳﻧﺔ ،2013ﯾﺗﺿﻣن ﺗﻧظﯾم ﻣﻬﻧﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﺎة ،ج .ر.
ج .ج ،ﻋدد ،55ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 30أﻛﺗوﺑر ﺳﻧﺔ .2013
-5ﻗﺎﻧون رﻗم 02-15ﻣؤرخ ﻓﻲ 15ﺟوﯾﻠﯾﺔ ،2015ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطﻔل ،ج .ر .ج .ج ،ﻋدد
،39ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 19ﺟوﯾﻠﯾﺔ ﺳﻧﺔ .2015
د-اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ
90
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
-وزارة اﻟﻌدل ،ﻣﻧﺷور وزاري رﻗم ،02ﻣؤرخ ﻓﻲ 21اﻓرﯾل ،2009اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗطﺑﯾق ﻋﻘوﺑﺔ
اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم.
-5اﻟﻣواﻗﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ:
-ﻣﺣﻣد ﺑرادة ﻏزﯾول ،ﻋرض ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺣول دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ إﻧﺟﺎح اﻟوﺳﺎطﺔ ،ﻣﻧﺷور ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗﻊ
، www.mohamah.net/law/اﻹطﻼع ﯾوم 2017/05/13ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﻋﺔ .15:30
-ﻋﻠﻲ ﻋدﻻن اﻟﻔﯾل ،ﺑداﺋل إﺟراءات اﻟدﻋوى اﻟﺟزاﺋﯾﺔ )دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ( ،ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗﻊ:
www.laspontal.org/ar/lega/network//38-bho-pdf3.ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2017/03/28ﻋﻠﻰ
اﻟﺳﺎﻋﺔ .23:00
-6اﻟﻣﺣﺎﺿرات:
-ﺻﺎﻟﺢ ﺷﻧﯾن ،ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻣﻠﻘﺎة ﻋﻠﻰ طﻠﺑﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣﺎﺳﺗر ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون
ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﻣﻧﺷور ﻓﻲ ﻣوﻗﻊ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ www.elearling.univ-
A : Ouvrages
91
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
B- THESES :
C- ARTICLES
92
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
D-LOI :
93
اﻟﻔﮭﺮس
94
اﻟﻔﮭﺮس
95
اﻟﻔﮭﺮس
اﻟﻔرع اﻷول :اﻷﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ ﻛﺑدﯾل ﻟﻠﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﺧﺻوﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ دون ﺟﻠﺳﺔ52.......... .. ....
أوﻻ :ﺗﻌرﯾف اﻷﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ53 ................................................................
ﺛﺎﻧﯾﺎ :إﺟراءات اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻷﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ 55 ..................................................
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :إﻋﺗﻣﺎد اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ﻛﺑدﯾل ﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺣﺑس 57 ................................
أوﻻ :ﺗﻌرﯾف اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم 58 .............................................................
ﺛﺎﻧﯾﺎ:إﺟراءات اﻟﻧطق ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم 59 ..............................................
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣﻧﺢ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻣﺟﺎل ﺿﯾق ﻟﻠﺗدﺧل ﻓﻲ ﺑداﺋل اﻟدﻋوى واﻟﻌﻘوﺑﺔ 63 ...............
اﻟﻣطﻠب اﻷول :دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻋﻧد إﻋﻣﺎل ﺑداﺋل اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ 63 ...........................
اﻟﻔرع اﻷول :دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ أﺛﻧﺎء اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ 64 .........................................
أوﻻ :اﻟطﺎﺑﻊ اﻹﺳﺗﺷﺎري ﻟوﺟود اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ أﺛﻧﺎء اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ 64 ......................
ﺛﺎﻧﯾﺎ :إﻧﻌدام إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟدﻓﺎع أﺛﻧﺎء اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ66 ..................................
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻋﻧد اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺑداﺋل اﻷﺧرى 68 ................................
أوﻻ :دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻠﺢ 68 ............................................................
ﺛﺎﻧﯾﺎ :دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ 70 ..................................................
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻋﻧد إﻋﻣﺎل ﻟﺑداﺋل ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟدﻋوى 71 ..............
اﻟﻔرع اﻷول :دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ أﺛﻧﺎء اﻟﻔﺻل ﺑﺎﻷﻣر اﻟﺟزاﺋﻲ 72 ....................................
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻋﻧد إﻗﺗراح ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم 74 ..........................
اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ78 .................................................................................
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ81 ............................................................................
اﻟﻔﻬرس 94 .................................................................................
96
ﻣﻠﺧص
رﻏم أﻫﻣﯾﺔ دور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠدﻓﺎع ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﺑﺈﻋﺗﺑﺎر أﺳﺎس ﻛﺣق
.اﻟدﻓﺎع
إﻻ أن اﻟﯾوم وﻧظ اًر ﻟﻠﺗﺣوﻻت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻌﻘﺎﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ إﻧﺗﻬﺟﺗﻬﺎ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻧﺣو
اﻟﺗﺧﻠﻲ روﯾداً روﯾداً ﻋن ﺗﻌﻘﯾدات إﺟراءات اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﺑﺗﻛرﯾس ﻟﺑداﺋل ﺳواء ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟدﻋوى
.ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻗﺑل اﻟﻔﺻل أو ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻔﺻل ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻐﯾﺔ اﻻﺳراع ﻓﻲ إﻧﻬﺎء اﻟﺿرر اﻟﻧﺎﺟم ﻋن اﻟﺟرﯾﻣﺔ
إﻻ أن اﻟﻣﻼﺣظ ﻓﻲ ﺟل أﻧظﻣﺔ ﻫذﻩ اﻟﺑداﺋل إﻫﻣﺎﻻً واﺿﺣﺎً ﻟدور اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣق
.اﻟدﻓﺎع ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ
Résumé
L’avocat constitue un moyen de défense d’un grand intérêt dans le procès pénal traditionnel
du fait qu’il constitue la base du droit de justiciable à la défense.
Mais, aujourd’hui, avec les transformations des politiques répressives que suivent les
législations comparées, on se dirige lentement vers l’abandon des complexités des procès
traditionnels pour consacrer des substitutifs, que ce soit au niveau du procès lui-même, avant
ou pendant l’instance, dans le but de rendre justice rapidement.
Mais le constat est que, à travers les législations comparées, ces substitutifs négligent
franchement le rôle de l’avocat comme moyen d’exercer le droit de défense dans les affaires
pénales.