Professional Documents
Culture Documents
ﺷﻧﺔ ﺳﻌﺎد
ﺷﻧﺔ ﺳﻌﺎد
اﻷﺳﺗﺎذ)ة(................................................................:رﺋﯾﺳﺎ
اﻷﺳﺗﺎذ)ة(:ﻣﻘﻧﺎﻧﺔ ﻣﺑروﻛﺔ.................................................ﻣﺷرﻓﺎ
اﻷﺳﺗﺎذ)ة(...............................................................:ﻣﻣﺗﺣﻧﺎ
اﻹﻫﺪاء
أﻫﺪي ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ إﻟﻰ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻜﻠﻤﺎت أن ﺗﻮﻓﻲ ﺣﻘﻬﻤﺎ ،إﻟﻰ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻸرﻗـﺎم أن ﺗﺤﺼﻲ ﻓﻀﺎﺋﻠﻬﻤﺎ،
إﻟﻰ ﻣﻦ أﺣﻤﻞ إﺳﻤﻪ ﺑﻜﻞ ﻓﺨﺮ ،إﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﺮﺗﻌﺶ ﻗـﻠﺒﻲ ﺑﺬﻛﺮﻩ ،إﻟﻰ ﻣﻦ أﻓﺘﻘﺪﻩ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ،إﻟﻰ ﻣﻦ
أودﻋﻨﻲ اﷲ أﻫﺪي ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ إﻟﻰ أﺑﻲ ،وأرﺟﻮا ﻣﻦ اﷲ أن ﻳﺮﺣﻤﻪ وﻳﺠﻌﻞ ﻣﺜﻮاﻩ اﻟﺠﻨﺔ .إﻟﻰ ﻣﻦ رﺑﺘﻨﻲ وأﻧﺎرت
درﺑﻲ وأﻋﺎﻧﺘﻨﻲ ﺑﺼﻠﻮاﺗﻬﺎ ،وإﻟﻰ أﻏﻠﻰ إﻧﺴﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻮﺟﻮد أﻣﻲ اﻟﺤﺒﻴﺒﺔ .أﻃﺎل اﷲ ﻓﻲ ﻋﻤﺮﻫﺎ ،ﻣﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟﺼﺤﺔ
واﻟﻌﺎﻓﻴﺔ .إﻟﻰ إﺧﻮﺗﻲ ،ﺟﻴﻼﻟﻲ ،ﻳﻮﺑﺎ .إﻟﻰ أﺧﻮاﺗﻲ ،ﻧﺼﻴﺮة ،ﻟﻨﺪا ،ﻧﻮرﻳﺔ ،ﺟﻴﺪة ،ﻛﺎﺗﻴﺎ ،ﻧﻮال ،ﻛﺮﻳﻤﺔ .وإﻟﻰ ﻛﻞ
ﻋﺎﺋﻠﺘﻲ.
دﻳﺮي دﻟﻴﻠﺔ
إﻟﻰ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﻨﻲ اﻟﻨﺠﺎح و اﻟﺼﺒﺮ ،إﻟﻰ ﻣﻦ أﻓﺘﻘﺪﻩ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺼﻌﺎب و ﻟﻢ ﺗﻤﻬﻠﻪ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻷرﺗﻮي ﻣﻦ ﺣﻨﺎﻧﻪ...أﺑﻲ
وﻋﺎﻧﺖ اﻟﺼﻌﺎب رﺣﻤﺔ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ .إﻟﻰ ﻣﻦ ﺗﺘﺴﺎﺑﻖ اﻟﻜﻠﻤﺎت ﻟﺘﺨﺮج ﻣﻌﺒﺮة ﻋﻦ ﻣﻜﻨﻮن ذاﺗﻬﺎ ،إﻟﻰ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺘﻨﻲ
ﻷﺻﻞ ،إﻟﻰ ﻣﺎ أﻧﺎ ﻓﻴﻪ ،إﻟﻰ أﻣﻲ أﻃﺎل اﷲ ﻓﻲ ﻋﻤﺮﻫﺎ وﻣﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟﺼﺤﺔ و اﻟﻌﺎﻓﻴﺔ.
إﻟﻰ ﻛﻞ إﺧﻮﺗﻲ :إﺑﺮاﻫﻴﻢ ،ﻣﺮاد ،ﻓـﺎرس .وأﺧﻮاﺗﻲ :ﻓﻬﻴﻤﺔ ،ﻟﻴﻨﺪة ،ﺻﺒﺮﻳﻨﺔ و اﻷﺧﺖ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻠﺪﻫﺎ أﻣﻲ ﺻﺒﻴﺤﺔ.
إﻟﻰ ﻛﻞ اﻷﺳﺮة :ﻗـﺎﺳﻲ ﻧﺴﻴﻤﺔ إﻳﻨﺎس أﻣﻴﺮة ﻣﺮﻳﻢ .إﻟﻰ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻘـﻠﺐ اﻟﻄﻴﺐ و اﻟﻨﻮاﻳﺎ اﻟﺼﺎدﻗﺔ ) ﻓﻮزي( ،وإﻟﻰ
ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ .إﻟﻰ ﺻﺪﻗـﺎﺗﻲ ،دﻟﻴﻠﺔ ،ﻛﻬﻴﻨﺔ ،ﻧﻌﻴﻤﺔ ،ﺳﻠﻮى .إﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ رﻓﻊ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻮﻳﺎﺗﻲ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ اﻟﻀﻴﻖ
ﺣﺘﻰ و ﻟﻮ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻄﻴﺒﺔ .
ﺳﻨﺔ ﺳﻌﺎد
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻرات:
– ج :ﺟزء.
-ﻣﺞ :ﻣﺟﻠد.
– ص :ﺻﻔﺣﺔ.
-ط :طﺑﻌﺔ.
– م :ﻣﺎدة.
-ف :ﻓﻘرة.
ﻣﻘدﻣﺔ
ﺷرع اﷲ ﻋز و ﺟل اﻟزواج و ﺟﻌﻠﻪ ﺑﻧﺎءا ﻟﻸﺳر ،ﻓﺎﻷﺳرة ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل ﺗﻌﺗﺑر ﺧﻠﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﺑﺣﯾث
ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻵﯾﺎت ﻧﺟد أن اﷲ اﻟﺣق ﺟﻌل اﻟزواج أﺳﺎس اﻟﻣﻌﺎﺷرة ﺑﯾن اﻟرﺟل و اﻟﻣرأة و ﻧظ ار
ﻷﻫﻣﯾﺗﻪ ﻓﻘد وﺿﻊ ﻟﻪ أرﻛﺎن و ﺷروط ﻣن ﺧﻼل أﺣﻛﺎم اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻟﯾﻛون ﻫذا اﻟﻌﻘد ﺻﺣﯾﺣﺎ
وﻣﺗﯾﻧﺎ ،ﻣن ﺧﻼل ﻗول اﻟرﺳول ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم " :ﻻ ﻧﻛﺎح إﻻ ﺑوﻟﻲ " ،و ﻗوﻟﻪ أﯾﺿﺎ " :ﻻ ﻧﻛﺎح إﻻ
(04
وﻣن ﺧﻼل أﺣﺎدﯾث اﻟرﺳول ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ،ﻧﺟد أن ﻣن أرﻛﺎن ﻋﻘد اﻟﻘران ﻫﻲ :اﻟوﻟﻲ،
اﻟﺷﺎﻫدﯾن ،واﻟﺻداق ،و ﺑﻣﺎ أن اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻫﻲ ﻣن ﻣﺻﺎدر اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ،ﻓﻘﺎﻧون اﻷﺳرة ﯾﺳﺗﻣد
ﻣﻌظم ﻗواﻧﯾﻧﻪ ﻣن أﺣﻛﺎم اﻟﺷرﯾﻌﺔ و ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ أﺣﻛﺎم ﻋﻘد اﻟزواج ،ﻓﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻌﻘود ﺑﻛل أﺷﻛﺎﻟﻬﺎ ﻧﺎﻓذة
ﺑﻣﺟرد اﺳﺗﯾﻔﺎﺋﻬﺎ ﻟﺟﻣﯾﻊ ﺷروطﻬﺎ و أرﻛﺎﻧﻬﺎ ،ﻓﺎﻟزواج ﻋﻘد ﻟﻪ أرﻛﺎﻧﻪ وﺷروطﻪ ﻛﻣﺎ ذﻛرﻧﺎﻫﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻓﯾﺟب
اﺳﺗﯾﻔﺎﺋﻬﺎ ﻟﯾﻛون ﻧﺎﻓذا ﻓﻲ ﺣق ﺻﺎﺣﺑﻪ ،ﻓﻔﻲ ﺷرط ﻧﻔﺎذ اﻟﻌﻘد أن ﯾﻛون اﻟﻌﺎﻗد ذا وﻻﯾﺔ ﻹﻧﺷﺎء اﻟﻌﻘد ،ﻓﯾﺟب
أن ﯾﻛون ﻟﻪ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ أﺣﻛﺎﻣﻪ ،ﻷﻧﻪ ﺻﺎﺣب اﻟﺷﺄن ﻓﯾﻪ ،إذ ﯾﻌﻘد ﻟﻧﻔﺳﻪ أو ﯾﻛون ﻧﺎﺋﺑﺎ ﻓﻲ إﻧﺷﺎﺋﻪ،
ﻛوﻟﻲ أو وﻛﯾل.
2
ﻣﻘﺪﻣﺔ
وﺗﻌرف اﻟوﻻﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ إﻧﺷﺎء اﻟﻌﻘد ﻧﺎﻓذا ،و ﻗد ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺄﻣور ﻣﺎﻟﯾﺔ و أﺧرى ﻟﯾﺳت
ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛﺎﻟﺗرﺑﯾﺔ ،اﻟﺗوﺟﯾﻪ ،واﻟرﻋﺎﯾﺔ ،اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ،اﻟزواج و ﻫذا ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟوﻻﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔس ﺑﺣﯾث ﺗﻧﻘﺳم
اﻟوﻻﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔس إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن ؛ ﻓﻘد ﺗﻛون وﻻﯾﺔ ﻗﺎﺻرة ﺑﺣﯾث ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﻗﯾﺎم اﻟﺷﺧص ﺑﺷؤون ﻧﻔﺳﻪ
ﻓﯾﻣﻠك اﻟﺷﺧص ﻓﻲ أﻣور ﻧﻔﺳﻪ طﺎﻟﻣﺎ ﻛﺎن أﻫﻼ ﻟﻠﺗﻌﺎﻗد ،و ﻗد اﺗﻔق اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻋﻠﻰ أن اﻟرﺟل اﻟﺑﺎﻟﻎ اﻟﻌﺎﻗل ﻟﻪ
أن ﯾﺑﺎﺷر ﻋﻘد زواﺟﻪ ﺑﻧﻔﺳﻪ ،و ﯾﺧﺗﺎر ﺷرﯾﻛﺔ ﺣﯾﺎﺗﻪ ﺑﺈرادﺗﻪ ﻓﻬو ﯾﺗﻌﺎﻗد ﺑﺎﻷﺻﺎﻟﺔ ﻋن ﻧﻔﺳﻪ و ﻋﻘدﻩ ﻓﻲ ﻫذﻩ
اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻘﻊ ﺻﺣﯾﺣﺎ ﻧﺎﻓذا ،و ﻻزﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ ،و ﻻ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ إﺟﺎزة ﻏﯾرﻩ.
وﻗد ﺗﻛون وﻻﯾﺔ ﻣﺗﻌدﯾﺔ و ﻫﻲ ﻧوﻋﺎن :وﻻﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل أﺳﺎﺳﻬﺎ ﺗدﺑﯾر ﺷؤون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻧﺎﻗص اﻷﻫﻠﯾﺔ،
ووﻻﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔس أﺳﺎﺳﻬﺎ اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ ﺷؤون اﻟﻘﺎﺻر اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻛﺎﻟﺗزوﯾﺞ ،و وﻻﯾﺔ اﻟﺗزوﯾﺞ ﻻ
ﺗﻧﺣﺻرﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺻر ﻓﻘط ﺑل ﺗﺷﻣل أﯾﺿﺎ اﻟﻣرأة ﺳواء ﻛﺎﻧت ﺑﻛ ار ام ﺛﯾﺑﺎ ،ﺑﺣﯾث ﺗﺧﺗﻠف ﻓﻲ ﻧوع اﻟوﻻﯾﺔ إﻣﺎ
ودون ﺧﻼف ﺑﯾن اﻟﻔﻘﻬﺎء ﯾﻛون ﻟﻠرﺟل اﻟراﺷد ﺣق ﺗزوﯾﺞ ﻧﻔﺳﻪ و ﻣﺗﻔق ﻣﻊ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري
ﻓﻲ ذﻟك ،ﻟﻛن ﻣﺎ أﺷدﻧﺎ إﻟﻰ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﻫو اﻟﺧﻼف اﻟذي ﺛﺎر ﺑﯾن اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص وﻻﯾﺔ
اﻟﺗزوﯾﺞ ﻋﻠﻰ اﻟﻣرأة ﺑﯾن اﺷﺗراط اﻟوﻟﻲ ﻣن ﻋدﻣﻪ ،وأﺣﻛﺎم ق.أ .ج اﻟذي ﻛﺎن ﯾﻌﺗﺑر اﻟوﻟﻲ رﻛﻧﺎ ﻓﻲ ﻋﻘد
اﻟزواج اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 09ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ،11-84و اﻟﻣوﻗف اﻟذي اﺗﺧذﻩ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ظل
ﻓﺳﻧﺗطرق إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻧﻘﺎط ﺑﺎﻟﺗﻔﺻﯾل ﻓﻲ ﺑﺣﺛﻧﺎ ﻫذا ﺑطرح اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :ﻓﯾﻣﺎ ﺗﺗﻣﺛل أﺣﻛﺎم اﻟوﻟﻲ
3
ﻣﻘﺪﻣﺔ
4
5
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻻ ﺗﻌرف اﻟﻔﺗﺎة ﻓﻲ أﻏﻠب اﻷﺣﯾﺎن اﻟرﺟل ،ﻗد ﯾﻌﺟﺑﻬﺎ ﺷﻛﻠﻪ ،وﻟﻛن ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﺧﺗﺑرﻩ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ
اﻟوﻟﻲ ﻟدﯾﻪ ﺧﺑرات ﻣﺗراﻛﻣﺔ ﺗزﯾد ﻋﻠﻰ ﺳﻧﯾن ،ﻟذﻟك ﻟﺋﻼ ﺗﻘﻊ اﻟﻔﺗﺎة ﻓﻲ ﺷﺑﻛﺔ اﻟﻣﺧﺎدﻋﯾن وﻟﺋﻼ ﯾﺳﺗﻐل طﯾﺑﺗﻬﺎ
وﺳذاﺟﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻋدم ﻣﻌرﻓﺔ اﻟرﺟﺎل ﻓﻼﺑد ﻣن ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﻧﺟﺎح زواﺟﻬﺎ وﻫذﻩ اﻟﺿﻣﺎﻧﺔ ﻫﻲ وﻟﻲ أﻣرﻫﺎ اﻟذي
ﯾﻌرف ﻣﺻﻠﺣﺗﻬﺎ.
وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﻫﻧﺎك أﻣور اﺗﻔق ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻔﻘﻬﺎء ،وﻫﻧﺎك أﻣور أﺧرى اﺧﺗﻠﻔوا ﻓﯾﻬﺎ وﻗﺑل اﻟﻠﺟوء إﻟﻲ ﻫذﻩ
اﻵراء ﺳﻧﺗطرق أوﻻ إﻟﻰ ﻣﻔﻬوم اﻟوﻻﯾﺔ ﻓﻲ اﻟزواج )ﻣﺑﺣث أول( ،ﺛم إﻟﻰ اﻟوﻟﻲ وﻣدى اﺷﺗراطﻪ ﻓﻲ ﻋﻘد
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول
أﻫﻣﯾﺔ اﻟوﻻﯾﺔ ﻓﻲ اﻟزواج ،ﺟﻌﻠﻬﺎ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻣوﺿوع دراﺳﺔ ﺣﯾث اﺟﺗﻬد ﻓﻲ إﻋطﺎء ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﻟﻬﺎ وﺗطرﻗوا إﻟﻰ
أﻧواع ﻫذﻩ اﻟوﻻﯾﺔ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻻ ﺗﻧﺣﺻر ﻓﻘط ﻓﻲ أب اﻟﻣوﻟﻰ ﻋﻠﯾﻪ ،ﺑل ﺗﻛون ﻷﺷﺧﺎص
6
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﺳوف ﻧﺗطرق ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث إﻟﻰ ﺗﻌرﯾف اﻟوﻻﯾﺔ ﻓﻲ اﻟزواج و أﻧواﻋﻬﺎ )ﻣطﻠب أول( ،أﻣﺎ اﻟﻣطﻠب
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﻗﺑل اﻟﺧوض ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺔ ﻓﻲ اﻟزواج و ﻛل ﺗﻔﺎﺻﯾل ﻫذا اﻟﻣوﺿوع اﻟﺗﻲ ﺗﺣﯾط ﺑﻪ ،ﯾﺟب أوﻻ
اﻟﺗﻌرض إﻟﻰ ﺗﻌرﯾف اﻟوﻻﯾﺔ ﻓﻲ اﻟزواج )ﻓرع أول( ،و إﻟﻰ أﻧواع اﻟوﻻﯾﺔ ﻓﻲ اﻟزواج )ﻓرع ﺛﺎن(.
اﻟﻔرع اﻷول
اﻟوﻻﯾﺔ ﺑﻛﺳر اﻟواو ﻫﻲ اﻟﻣﺣﺑﺔ و اﻟﻧﺻرة ،و ﻗﯾﺎم اﻟﺷﺧص ﺑﺄﻣر ﻏﯾرﻩ.1
ﺻٍ
ﯾر ".2 َﻧ ِ
1ـ ﺣﺳن ﺣﺳن ﻣﻧﺻور ،اﻟﻣﺣﯾط ﻓﻲ ﺷرح ﻣﺳﺎﺋل اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ :أﺣﻛﺎم ﻋﻘد اﻟزواج ،ﻣﺞ ،2.د .ط ،ﻣطﺑﻌﺔ ﺳﺎﻣﻲ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ،
،1997ص.31 .
-أﻧظر :رﻣﺿﺎن ﻋﻠﻲ اﻟﺳﯾد اﻟﺷرﻧﺑﺎﺻﻲ ،أﺣﻛﺎم اﻷﺳرة ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،د .ط ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﻟﺑﻧﺎن،
، 1997ص. 123 .
-أﻧظر :اﺣﻣد ﻓراج ﺣﺳﯾن ،أﺣﻛﺎم اﻟزواج ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،د.ط ،دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ،1997 ،
ص. 156 .
2ـ ﺳورة اﻟﺑﻘرة ،اﻵﯾﺔ .107
7
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﻫﻲ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺻرف اﻟﺻﺣﯾﺢ اﻟﻧﺎﻓذ ،ﺳواء ﺗﺻرف اﻹﻧﺳﺎن ﻟﻧﻔﺳﻪ أو ﻟﻐﯾرﻩ ،ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻣن اﻟﺷرع أو
ﻣن اﻹﻧﺳﺎن ﻣﻊ إﻗرار اﻟﺷﺎرع .1و ﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر ﻫﻲ ﺳﻠطﺔ ﺷرﻋﯾﺔ ﺗﻣﻛن اﻟﺷﺧص ﻣن اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ إﻧﺷﺎء
اﻟﻌﻘود و اﻟﺗﺻرﻓﺎت ﺻﺣﯾﺣﺔ ﻧﺎﻓذة ﺳواء أﻛﺎن ﯾﻧﺷؤﻫﺎ ﻟﻧﻔﺳﻪ أو ﻟﻐﯾرﻩ .2
ﻫﻲ ﺣق ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻹﻧﺳﺎن ﺑﻪ ﺗﻧﻔﯾذ ﻗوﻟﻪ ،رﺿﻲ اﻟﻐﯾر أم أﻧﻛر ،3أﯾﺿﺎ ﻫﻲ ﺳﻠطﺔ ﺷرﻋﯾﺔ أو ﺣق
ﺷرﻋﻲ ﯾﺧول ﻟﺻﺎﺣﺑﻬﺎ إﻧﺷﺎء اﻟﻌﻘود و اﻟﺗﺻرﻓﺎت ،و ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻧﺎﻓذة ﺳواء ﻛﺎن ﻣوﺿوع اﻟﺗﺻرف ﻟﻧﻔﺳﻪ أو
1ـ ﻋﺑد اﻟﺳﻼم زاﯾدي ،ﻋﻠﯾﻠﻲ ﯾوﺑﻲ ،ﺷروط ﻋﻘد اﻟزواج ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﻛﻠﯾﺔ
اﻟﺣﻘوق و اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺟﺎﯾﺔ ،2013-2012 ،ص.14 .
-اﻧظر :ﻣﺣﻣد ﻛﻣﺎل اﻟدﯾن إﻣﺎم ،ﺟﺎﺑر ﻋﺑد اﻟﻬﺎدي ﺳﺎﻟم اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ،ﻣﺳﺎﺋل اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟزواج و اﻟﻔرﻗﺔ و
ﺣﻘوق اﻷوﻻد ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ و اﻟﻘﺿﺎء ،د.ط ،ﻣﻧﺷورات ﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﻟﺑﻧﺎن ،2003 ،ص. 259.
-اﻧظر :ﻣﺣﻣد ﻛﻣﺎل اﻟﯾن إﻣﺎم ،اﻟزواج ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ) ،دراﺳﺔ ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ و ﻓﻘﻬﯾﺔ( ،د .ط ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة
ﻟﻠﻧﺷر ،ص. 127 .
-اﻧظر :ﻣﺣﻣد أﺑو زﻫرة ،ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟزواج و أﺛﺎرﻩ ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،د .ط ،ﻣﺻر ،د .س .ن ،ص. 135 .
2ـ ﻣﺣﻣد ﻛﻣﺎل اﻟدﯾن إﻣﺎم ،ﺟﺑر ﻋﺑد اﻟﻬﺎدي ﺳﺎﻟم اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق،ص.259 .
3ـ ﻣﺣﻣد ﺷﻛﯾب ﻗﺎﺳﻣﻲ ،ﻗﺿﯾﺔ اﻟوﻻﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﻛﺎح أ
اﻟﻣرة ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟداﻋﻲ اﻟﺷﻬرﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻋن دار اﻟﻌﻠوم دﯾوﺑد ،2012 ،اﻟﻌدد
،3ﻧﻘﻼ ﻋن اﻟﻣوﻗﻊ:
http://www.darululoom-deoband.com/arabic/magazine/tmp/1328163423fix4sub2file.htm
-ﻣﺣﻣد ﺧﺿر ﻗﺎدر ،دور اﻹرادة ﻓﻲ أﺣﻛﺎم اﻟزواج و اﻟطﻼق و اﻟوﺻﯾﺔ) ،دراﺳﺔ ﻓﻘﻬﯾﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ( ،ط ،1.اﻟﯾﺎزوري،
ﻋﻣﺎن ،2010 ،ص. 186 .
4ـ اﻟوﻻﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟزواج ﻓﻲ ظل اﻟﺗﻌدﯾل اﻟﺟدﯾد ﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ،ﻧﻘﻼ ﻋن اﻟﻣوﻗﻊ:
http://www.startimes.com/f.aspx?t=33369505
8
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺗﺿﺎرﺑت أراء اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻲ ﺳﻠطﺔ اﻟوﻻﯾﺔ ﻓﻲ اﻟزواج ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻟﻰ ﻋﻠﯾﻪ ،و ذﻟك راﺟﻊ إﻟﻰ اﺧﺗﻼف
اﻟﻣوﻟﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﯾن أن ﯾﻛون ﺻﻐﯾر أو ﻛﺑﯾر ،ﺑﻛ ار أو ﺛﯾﺑﺎ ﻫذا ﻣن ﺟﻬﺔ ،و ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻓﻲ اﺧﺗﻼف
اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾﻣﺎرﺳوﻧﻬﺎ ،ﻟذﻟك ﻗﺎم اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺑﺗﻘﺳﯾم اﻟوﻻﯾﺔ إﻟﻰ ﻧوﻋﯾن .واﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ذﻟك ﻗﺳﻣﻧﺎ ﻫذا اﻟﻔرع
ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟوﻟﻲ أن ﯾﺳﺗﺑد ﺑﺗزوﯾﺞ اﻟﻣوﻟﻰ ﻋﻠﯾﻪ ،ﺑل ﻻﺑد أن ﺗﺗﻼﻗﻰ إرادة اﻟزوﺟﺔ ﻣﻊ
إرادة اﻟوﻟﻲ ،وﯾﺷﺗرﻛﺎ ﻓﻲ اﻻﺧﺗﯾﺎر و ﯾﺗوﻟﻰ ﻫو اﻟﺻﯾﻐﺔ .1وﺗﻌرف أﯾﺿﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺧول ﻟﻠوﻟﻲ ﺣق
ﺗزوﯾﺞ اﻟﻣوﻟﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻊ اﺷﺗراﻛﻬﺎ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ اﻟرأي و اﻻﺧﺗﯾﺎر ،وﻫذﻩ اﻟوﻻﯾﺔ ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ﻻ ﺗﺗﺄﺗﻰ إﻻ ﻣن اﻟﺑﺎﻟﻎ،
1ـ ﻋﯾﺳﻰ ﺣداد ،ﻋﻘد اﻟزواج) ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ( ،ﻣﻧﺷو ارت ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑرج ﺑﺎﺟﻲ ﻣﺧﺗﺎر ،ﻋﻧﺎﺑﺔ ،2006 ،ص.120 .
-أﻧظر :ﻣﺣﻣد ﺧﺿر ﻗﺎدر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص. 190 .
-أﻧظر :اﺣﻣد ﺧﻠﯾﻔﺔ اﻟﻌﻘﯾﻠﻲ ،اﻟزواج اﻟطﻼق ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،د .ط ،اﻟداراﻟﺟﻣﺎﻫﯾرﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ
واﻹﻋﻼم ،ﻟﯾﺑﯾﺎ ،1990 ،ص.125.
2ـ اﺣﻣد ﻓراج ﺣﺳﯾن ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص. 175 .
9
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
اﺗﻔق اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻋﻠﻰ ﺛﺑوت اﻟﻧﻛﺎح ﻟﻠرﺟل اﻟﺑﺎﻟﻎ اﻟﻌﺎﻗل اﻟرﺷﯾد ،ﻓﻠﻪ أن ﯾزوج ﻧﻔﺳﻪ ﺑﺄي اﻣرأة ﯾﺧﺗﺎر ،أو
ﺑﺄي ﻣﻬر ﻛﺎن ،و ﯾﻛون ﺗﺻرﻓﻪ ﻫذا ﻧﺎﻓذا ﺑدون اﻋﺗراض أﺣد .1و ﻣﺎ ﯾﻔﻬم ﻣن ذﻟك اﻧﻪ ﻟم ﯾﻌد ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ
ﻣواﻓﻘﺔ وﻟﯾﻪ و ﻻ اﻟﻘﺎﺿﻲ و ﻟم ﯾﻌد ﻷﺑﯾﻪ و ﻻ ﻟﻐﯾرﻩ ﺳﻠطﺔ إﺟﺑﺎرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟزواج دون رﺿﺎﻩ ،2أﻣﺎ إذا ﻓوﺿﺎ
اﻟرﺟل اﻟﺑﺎﻟﻎ اﻟﻌﺎﻗل أﺑﺎﻩ أو اﻟﺟد ﻓﻲ ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻘد اﻟزواج ﻓﺎن ذﻟك ﻣن ﺑﺎب اﻟوﻛﺎﻟﺔ و ﻟﯾس ﻣن ﺑﺎب اﻟوﻻﯾﺔ.3
إن وﻻﯾﺔ اﻻﺧﺗﯾﺎر ﺗﺛﺑت ﻋﻠﻰ اﻟﻣرأة اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﻌﺎﻗﻠﺔ ،و ﻗد اﺧﺗﻠف اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺣول ﺗوﻟﻲ وﻟﯾﻬﺎ ﻋﻘد
اﻟﺑﻛر اﻟﺑﺎﻟﻎ:
-ذﻫب اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ إﻟﻰ أﻧﻬﺎ ﺗﺛﺑت ﻋﻠﻰ اﻟﻣرأة اﻟﺑﻛر اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﺗﻲ رﺷدﻫﺎ أﺑوﻫﺎ ،و ﻛذﻟك اﻟﺑﻛر اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ
اﻟﺗﻲ أﻗﺎﻣت ﻣﻊ اﻟزوج ﺳﻧﺔ وأﻧﻛرت اﻻﺗﺻﺎل اﻟزوﺟﻲ ﺑﻌد اﻟﻔراق ،و ﻓﻲ ﻗول ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﻣذﻫب
اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ واﻟﺷﺎﻓﻌﻲ إﻟﻰ ﺛﺑوت وﻻﯾﺔ اﻹﺟﺑﺎر ﻋﻠﯾﻬﺎ ،و ﺳﺑب ذﻟك ﻫﻲ اﻟﺑﻛﺎرة ﻷن اﻟﺑﻛر ﺗﺟﻬل ﺷؤون
اﻟزواج و ﻟو ﻛﺎﻧت ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻋﺎﻗﻠﺔ ﻟﻌدم اﻟﺗﺟرﺑﺔ ﻓﻬﻲ ﻋﺎﺟزة ﻋن إدراك اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﻲ اﻟزواج
1ـ اﻟﺷﯾﺣﺎت إﺑراﻫﯾم ﻣﺣﻣد ﻣﻧﺻور،أﺣﻛﺎم اﻟزواج ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،د .ط ،د .د .ن ،د .ب .ن ،د.س.ن ،ص.96 .
2ـ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺳﻌد،اﻟزواج و اﻟطﻼق ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ،ط ،3.دار ﻫوﻣﻪ ،اﻟﺟزاﺋر ،1999 ،ص.122 .
3ـ ﻣﺣﻣد ﻛﻣﺎل اﻟدﯾن إﻣﺎم ،ﺟﺎﺑر ﻋﺑد اﻟﻬﺎدي ﺳﺎﻟم اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.274 .
4ـ ﺣﺳن ﺣﺳن ﻣﻧﺻور ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.35 .
5ـ ﺳورة اﻟﻧور ،اﻵﯾﺔ .32
10
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
-أﻣﺎ اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ و اﻟﺷﯾﻌﺔ اﻟﺟﻌﻔرﯾﺔ؛ ﻓﯾرون ﻋدم ﺛﺑوت وﻻﯾﺔ اﻹﺟﺑﺎر ﻋﻠﯾﻬﺎٕ ،واﻧﻣﺎ ﺗﺛﺑت ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻻﯾﺔ
اﻻﺧﺗﯾﺎر ﻓﯾﺳﺗﺣب ﻟﻬذﻩ اﻟﻣرأة أن ﺗﺗرك ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻘد زواﺟﻬﺎ إﻟﻰ وﻟﯾﻬﺎ ﻣراﻋﺎة ﻟﻠﺗﻘﺎﻟﯾد
اﻟﺛﯾب اﻟﺑﺎﻟﻎ:
-ﻋﻧد اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ و اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ أن اﻟﻣرأة إذا ﻛﺎﻧت ﺛﯾﺑﺎ ﻻ ﯾزوﺟﻬﺎ اﻟوﻟﻲ إﻻ ﺑﻌد اﺳﺗﺋذاﻧﻬﺎ ﺑرﺿﺎﻫﺎ،
ﻓﺎﻧﻪ ﻻﺑد ﻣن اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺎﻟرﺿﺎ ﻟﻔظﺎ .2ﺣﯾث ﻗﺎل اﻟرﺳول ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ":اﻟﺛﯾب أﺣق
-ﻓﻲ ﺣﯾن ذﻫب اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ إﻟﻰ أن اﻟﻣرأة اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟ ارﺷدة ﻻ وﻻﯾﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ،و ﺗﺑرم ﻋﻘد زواﺟﻬﺎ ﺑﻧﻔﺳﻬﺎ
و ﺑﻌﺑﺎراﺗﻬﺎ و ﯾﺳﺗﺣب أن ﯾﺗوﻟﻰ و ﻟﯾﻬﺎ ذﻟك ﻓﻘط ،و أن ﯾﻛون راﺿﯾﺎ ﺑذﻟك.4
وﻧﻼﺣظ ﻓﻲ أن اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ ﻟم ﯾﺣددوا اﻟﻣرأة إذا ﻛﺎﻧت ﺛﯾﺑﺎ أم ﺑﻛ ار ﺑل اﻛﺗﻔوا ﺑﻘوﻟﻬم اﻟﻣرأة اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ
اﻟراﺷدة.
وﻓﻲ ﻗول اﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ :أﻣﺎ اﻟﺛﯾب اﻟﺑﺎﻟﻎ ﻓﻼ ﯾﺟوز ﺗزوﯾﺟﻬﺎ ﺑﻐﯾر إذﻧﻬﺎ ،ﻻ ﻟﻸب وﻻ ﻟﻐﯾرﻩ ﺑﺈﺟﻣﺎع
اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن.5
1ـ ﻣﺣﻣد ﻛﻣﺎل اﻟدﯾن إﻣﺎم و ﺟﺎﺑر ﻋﺑد اﻟﻬﺎدي ﺳﺎﻟم اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.275 .
2ـ ﻣﺣﻣد ﺧﺿر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.191 .
3ـ رواﻩ أﺑﻲ ﺣﺳﯾن ﻣﺳﻠم ،ﺻﺣﯾﺢ ﻣﺳﻠم ،ﻛﺗﺎب اﻟﻧﻛﺎح ،ﺑﺎب اﺳﺗﺋذان اﻟﺛﯾب ﻓﻲ اﻟﻧﻛﺎح ﺑﺎﻟﻧطق و اﻟﺑﻛر ﺑﺎﻟﺳﻛوت ،ط ،1.دار
ﺻﺎدر ،ﻟﺑﻧﺎن،2004 ،ح رﻗم ،3494ص.511 .
4ـ أﺣﻣد ﻣﺣﻣد ﻋﺳﺎف ،اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣذاﻫب اﻷرﺑﻌﺔ ) ،اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت( ،ﻣﺞ ،2.ط ، 3.دار إﺣﯾﺎء اﻟﻌﻠوم ،ﻟﺑﻧﺎن،
،1988ص.210 .
5ـ اﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ ،أﺣﻛﺎم اﻟزواج ،ط ، 1.دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ﻟﺑﻧﺎن ،1988 ،ص.115 .
11
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﻓﺎن ﻟﻠﻣرأة ﺣق اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ زواﺟﻬﺎ ﺑﺈرادﺗﻬﺎ اﻟﺣرة و رﺿﺎﻫﺎ اﻟﻛﺎﻣل دون ﺿﻐط أو إﻛراﻩ أو
ﺗدﻟﯾس ،1ﻟﻘول اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم " :اﻷﯾم أوﻟﻰ ﺑﻧﻔﺳﻬﺎ ﻣن وﻟﯾﻬﺎ ،و اﻟﺑﻛر ﺗﺳﺗﺄﻣر ﻓﻲ
ﻧﻔﺳﻬﺎ ".2
ﻫذﻩ اﻟوﻻﯾﺔ ﺗﺛﺑت ﻟﻛل اﻷوﻟﯾﺎء ﻋﻣوﻣﺎ ﻻ ﻓرق ﺑﯾن وﻟﻲ و وﻟﻲ ﻓﻼ ﯾراﻋﻲ اﻟﺗرﺗﯾب ﺑﯾن اﻷوﻟﯾﺎء
ﻓﯾﻬﺎ.3
-1وﻻﯾﺔ اﻹﺟﺑﺎر:
ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ ﻟﻠوﻟﻲ اﻟﺣق ﻓﻲ أن ﯾزوج ﻏﯾرﻩ ﺑﻣن ﯾﺧﺗﺎر رﺿﻲ اﻟﻐﯾر أو أﺑﻰ ،4ﻓﻬﻲ وﻻﯾﺔ
ﻟﻸب أو اﻟﺟد أو اﻟﻣﻘرﺑﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺗﺎة اﻟﺑﻛر و اﻟﺻﻐﯾر و اﻟﻣﺟﻧون ،و ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺳﺗﺑد اﻟوﻟﻲ ﺑﺈﻧﺷﺎء اﻟﻌﻘد ﻋن
اﻟﻣوﻟﻰ ﻋﻠﯾﻪ ،و ﻻ ﯾﺷﺎرﻛﻪ أﺣد ﻟﻌدم ﺗواﻓر ﻓﻲ اﻟﻣوﻟﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﺷرط اﻟﻌﻘد و اﻟﺑﻠوغ ﻓﻲ اﻟزواج.5
1ـ ﻣﻧﺗﺻر ﺳﻌﯾد ﺣﻣودة ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻟﻣرأة :دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺄﺣﻛﺎم اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،د.ط ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة،
اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،2007 ،ص.213 .
2ـ رواﻩ اﻟﻣﺣﺎﻓظ أﺑﻲ ﻋﺑد اﷲ ﻣﺣﻣد ﺑن ﯾزﯾد اﻟﻘزوﯾﻧﻲ) اﺑن ﻣﺎﺟﺔ( ،ﺳﻧن اﺑن ﻣﺎﺟﺔ ،ﻛﺗﺎب اﻟﻧﻛﺎح ،ﺑﺎب اﺳﺗﺋﻣﺎر اﻟﺑﻛر و
اﻟﺛﯾب ،ج ،1.دار اﻟرﯾﺎن اﻟﺗراث،ح رﻗم ،1870ص .ص.602-601.
-رواﻩ ﻣﺳﻠم ﻓﻲ ﺻﺣﯾﺣﻪ ،ﺑﺎب اﺳﺗﺋذان اﻟﺛﯾب ﻓﻲ ﺑﺎﻟﻧطق و اﻟﺑﻛر ﺑﺎﻟﺳﻛوت ،ط ،1.دار ﺻﺎدر ،ﻟﺑﻧﺎن ،2004 ،ح
رﻗم 3493ص. 510 .
3ـ ﻧور اﻟدﯾن أﺑو ﻟﺣﯾﺔ ،اﻟﺿواﺑط اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟزواج :اﻟوﻻﯾﺔ ﻓﻲ اﻟزواج ،ﻧﻘﻼ ﻋن اﻟﻣوﻗﻊ:
http://noursalam.free.fr/b4.htm
4ـ ﻏﺳﺎن ﻋﺷﺎ ،اﻟزواج و اﻟطﻼق وﺗﻌدد اﻟزوﺟﺎت ﻓﻲ اﻹﺳﻼم :اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ وﺗﺑرﯾرات اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن،
ط ،1.اﻟﺳﺎﻗﻲ ،ﻟﺑﻧﺎن ، 1997 ،ص.24 .
5ـ ﺑﻠﺣﺎج اﻟﻌرﺑﻲ ،أﺣﻛﺎم اﻟزواج ﻓﻲ ﺿوء ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟدﯾد ،ج ،1.ط ،1.دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻷردن،2012 ،
ص.303 .
12
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﻻ ﯾﺟوز أن ﯾﺑﺎﺷر اﻟﺻﻐﯾر ﻋﻘد اﻟزواج ﻟﻧﻔﺳﻪ ﺑﻧﻔﺳﻪ ،ﻷﻧﻪ ﻟﯾس ﺑﺄﻫل ﻟﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺗﺻرﻓﺎت ،ﻓﯾﺟوز
إﺟﺑﺎر اﻟﺻﻐﯾر ﻋﻠﻰ اﻟزواج ،ودﻟﯾل ذﻟك ﻋن ﻋﺎﺋﺷﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻧﻬﺎ ":أن اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم
ﺗزوﺟﻬﺎ و ﻫﻲ ﺑﻧت ﺳت ﺳﻧﯾن و أدﺧﻠت ﻋﻠﯾﻪ و ﻫﻲ ﺑﻧت ﺗﺳﻊ و ﻣﻛﺛت ﻋﻧدﻩ ﺗﺳﻌﺎ" .1ﯾدل ﻫذا اﻟﺧﺑر
ﻋﻠﯨﺎﺑو ﺑﻛر اﻟﺻدﯾق رﺿﻲ اﷲ ﻋﻧﻪ أب اﻟﺳﯾدة ﻋﺎﺋﺷﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻧﻬﺎ زوﺟﻬﺎ دون اﻟرﺟوع إﻟﯾﻬﺎ ﻟﻌدم
اﻋﺗﺑﺎر إذﻧﻬﺎ.2
ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت اﻟزوﺟﺔ ﺻﻐﯾرة دون اﻟﺑﻠوغ ﺟﺎز ﻟوﻟﯾﻬﺎ أن ﯾزوﺟﻬﺎ ﺑﻐﯾر اﺳﺗﺋذاﻧﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن
ﺗﻘدر ﻣﺻﻠﺣﺗﻬﺎ ﺣق ﻗدرﻫﺎ ،3وﺑﻣﺎ أن اﻟﺻﺑﻲ اﻟﺻﻐﯾر ﻻ ﯾﻌرف ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ اﻟزواج أوﻻ ،وﻻ
ﻣﺻﻠﺣﺗﻪ ﻓﻣن ﯾﺧﺗﺎرﻫﺎ ﻟﺗﻛون زوﺟﺔ ﻟﻪ ،ﻓﻘد ﻣﻧﻊ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻣﺑﺎﺷرﺗﻪ ﻋﻘد زواج ﻟﻧﻔﺳﻪ ﺑﻧﻔﺳﻪ ،وﻛﻠﻔوا اﻷﻣر
اﻟﺑﻛر اﻟﺻﻐﯾرة:
اﺗﻔق اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻋﻠﻰ أن ﻷﺑﯾﻬﺎ أن ﯾﺟﺑرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟزواج وﻟﯾس ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﺳﺗﺄذﻧﻬﺎ ﺑل إن ﻋﺑﺎرﺗﻬﺎ ﺳﺎﻗطﺔ
ﻓرﺿﺎﻫﺎ و ﻋدﻣﻪ ﺳواء ،5ﻓﺎن ﺟل اﻟﻣذاﻫب اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ واﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ واﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ﻣﺟﻣﻌﺔ ﻋﻠﻰ
1ـ رواﻩ اﺑو ﻋﺑد اﷲ ﺑن إﺳﻣﺎﻋﯾل اﻟﺑﺧﺎري ،ﺻﺣﯾﺢ اﻟﺑﺧﺎري ،ﻛﺗﺎب اﻟﻧﻛﺎح ،ﺑﺎب ﻧﻛﺎح اﻟرﺟل وﻟدﻩ اﻟﺻﻐﺎر ،ﻣﺞ ،3دار
ﺻﺎدر ،ﻟﺑﻧﺎن ،د .س .ن ،ح ر 5133ص. 944 .
. 2ـ إﺳﻣﺎﻋﯾل أﻣﯾن ﻧواﻫﺿﺔ ،أﺣﻣد ﻣﺣﻣد اﻟﻣوﻣﻧﻲ ،اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻓﻘﻪ اﻟﻧﻛﺎح ،دار اﻟﻣﯾﺳرة ،2010 ،ص94 .
3ـ ﻣﺣﻣد رواس ﻗﻠﻌرﺟﻲ ،ﻣوﺳوﻋﺔ ﻓﻘﻪ ﻋﻣر ﺑن اﻟﺧطﺎب ،ط ، 4.دار اﻟﻧﻔﺎﺋس ،ﻟﺑﻧﺎن ،1989 ،ص.843 .
4ـ إﺳﻣﺎﻋﯾل أﻣﺑن ﻧواﻫﺿﺔ ،أﺣﻣد ﻣﺣﻣد اﻟﻣوﻣﻧﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.93 .
5ـ ﻣﺻطﻔﻰ ﺳﻌﯾد اﻟﺧن ،أﺛر اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ اﻟﻘواﻋد اﻷﺻوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﺧﺗﻼف اﻟﻔﻘﻬﺎء ،د ،5.ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟرﺳﺎﻟﺔ ،ﺑﯾروت،1994 ،
ص.578 .
13
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
أن وﻻﯾﺔ اﻹﺟﺑﺎر ﺗﺛﺑت ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻐﯾر و اﻟﺻﻐﯾرة و ﻫذا ﻣﺎ ذﻫب إﻟﯾﻪ اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ ﻓﻲ ﻗول اﻹﻣﺎم ﻣﺣﻣد
أﺑو زﻫرة وﻻﯾﺔ اﻹﺟﺑﺎر ﻋﻧد اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺻرﯾن ،1و ﻓﻲ ﻗول اﺑن اﻟﻣﻧذر أﺟﻣﻌوا أن اﻧﻛﺎح
اﻟﺛﯾب اﻟﺻﻐﯾرة:
ﻓﻠﻘد ذﻫب اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ إﻟﻰ أﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز إﺟﺑﺎرﻫﺎ ،ﺑل ﻻ ﯾﺟوز ﺗزوﯾﺟﻬﺎ ﺣﺗﻰ ﺗﺑﻠﻎ و ذﻫب أﺑو ﺣﻧﯾﻔﺔ
وﻣﺎﻟك وأﺣﻣد رﺣﻣﻬم اﷲ ﻓﻲ أﺣد وﺟﻬﯾن ﻋﻧﻪ إﻟﻰ أن اﻟﺛﯾب اﻟﺻﻐﯾرة ﯾزوﺟﻬﺎ أﺑوﻫﺎ.
وﻓﻲ ﻗول اﻟدﻛﺗور أﺣﻣد ﻓراج ﺣﺳﯾن أن اﻟﺛﯾب ﻓﻼ ﺗﺛﺑت ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻻﯾﺔ اﻹﺟﺑﺎر ﻣطﻠﻘﺎ ،ﺳواء ﺻﻐﯾرة
ﻛﺎﻧت أو ﻛﺑﯾرة ﻻن اﻟﺛﯾب أﺣق ﺑﻧﻔﺳﻬﺎ ،3وﻋن اﺑن ﻋﺑﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻧﻪ أن اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ
ﺳﻛوﺗﻬﺎ ".4 وﺳﻠم ﻗﺎل " :اﻟﺛﯾب أﺣق ﺑﻧﻔﺳﻬﺎ ﻣن وﻟﯾﻬﺎ و اﻟﺑﻛر ﺗﺳﺗﺄﻣر و إذﻧﻬﺎ
ﯾﻌرف اﻟﺟﻧون :ﺑﺄﻧﻪ اﺧﺗﻼل ﻓﻲ اﻟﻌﻘل ﺑﺣﯾث ﯾﻣﻧﻊ ﺟرﯾﺎن اﻷﻓﻌﺎل و اﻷﻗوال ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺞ اﻟﻌﻘل إﻻ
ﻧﺎد ار .5
1ـ ﻣﺣﻣد أﺑو زﻫرة ،اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،د .ط ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ،اﻟﻘﺎﻫرة ،د .س .ن ،ص.108 .
2ـ اﻹﻣﺎم اﺑن اﻟﻣﻧذر ،اﻹﺟﻣﺎع ،ط ، 2.دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ﻟﺑﻧﺎن ،1988 ،ص.39 .
3ـ أﺣﻣد ﻓراج ﺣﺳﯾن ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص. 165 .
4ـ ﺳﺑق ﺗﺧرﯾﺟﻪ ﻓﻲ ص.10.
-ﻣﺎﻟك ﺑن أﻧس ،اﻟﻣوطﺄ ،ﻛﺗﺎب اﻟﻧﻛﺎح ،ﺑﺎب اﺳﺗﺋذان اﻟﺑﻛر و اﻟﺛﯾب ﻓﻲ أﻧﻔﺳﻬﻣﺎ ،ط ،1.دار ﺻﺎدر ،ﺑﯾروت،2004 ،
ح رﻗم ،1493ص ،244 .رواﻩ اﺑن ﻣﺎﺟﺔ ﻓﻲ ﺳﻧﻧﻪ ،ﻛﺗﺎب اﻟﻧﻛﺎح ،ﺑﺎب اﺳﺗﺋﻣﺎر اﻟﺑﻛر و اﻟﺛﯾب ،ح ر ،1870ص.
.601
5ـ إﺳﻣﺎﻋﯾل أﻣﯾن ﻧواﻫظﺔ ،أﺣﻣد ﻣﺣﻣد اﻟﻣوﻣﻧﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.95 .
14
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
واﻟﻌﺗﻪ :ﻫو آﻓﺔ ﺗوﺟب ﺧﻠﻼ ﻓﻲ اﻟﻌﻘل ،ﻓﯾﺻﯾر ﻣﺧﺗﻠط اﻟﻛﻼم ﯾﺷﺑﻪ ﺑﻌض ﻛﻼﻣﻪ ﺑﻛﻼم اﻟﻌﺎﻗل،
وﺟﻣﻬور أﻫل اﻟﻌﻠم ﯾﺟﯾزون ﺗزوﯾﺞ اﻟﻣﺟﻧون واﻟﻣﻌﺗوﻩ ،و ﺑﻌﺿﻬم ﯾﺷﺗرط إذن اﻟﻘﺎﺿﻲ ،و ﻻ ﺷك
أن ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﻧوط ﺑوﺟود ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻟﻠﻣﺟﻧون أو اﻟﻣﻌﺗوﻩ ﻣن اﻟزواج ،ﻓﺎﻟوﻟﻲ ﻗد ﯾزوج ﻣن ﺑﻪ ﺟﻧون أو
ﻋﺗﻪ ﻻ ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻟﻬﻣﺎٕ ،واﻧﻣﺎ ﻟﻠﻌﺎطﻔﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺣﻛوﻣﺔ ﺑﻣﯾزان اﻟﻌﻘل وﻗد ﯾزوج اﻟوﻟﻲ اﻟﻣﺟﻧون ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻧﻔﺳﻪ
ﻣراﻋﯾﺎ اﻋﺗﺑﺎرات ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ ،وﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﻣﺟﻧون ﯾﺷﺗرط أن ﻻ ﯾﻛون ﺟﻧوﻧﻪ ﻣن اﻟﻧوع اﻟذي ﯾﻠﺣق
اﻟﺿرر ﺑﺎﻵﺧرﯾن.2
ﺗﻌرﯾف اﻟﺳﻔﻪ :ﻟﻐﺔ :اﻟﺧﻔﺔ واﻟرﻗﺔ واﺻطﻼﺣﺎ :ﻫو اﻟﻣﺑذر ﻟﻣﺎﻟﻪ اﻟﻣﺿﯾﻊ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﻣﺎ
إﺗﻔق اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻋﻠﻰ أن ﻟوﻟﻲ اﻟﺳﻔﯾﻪ ﺗزوﯾﺟﻪ ،إذا ﻋﻠم ﺣﺎﺟﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﻧﻛﺎح ﺑﻘوﻟﻪ أو ﺑﻐﯾر ﻗوﻟﻪ،
وﺗﺳﺗوي ﻓﻲ ذﻟك ﺣﺎﺟﺗﻪ إﻟﻲ اﻻﺳﺗﻣﺗﺎع أو اﻟﻰ اﻟﺧدﻣﺔ ،ﻓﺎن ﻟم ﯾﻛن ﺑﺣﺎﺟﺗﻪ إﻟﯾﻪ ،ﻟم ﯾﺟز ﺗزوﯾﺟﻪ ،ﻷﻧﻪ
ﯾﻠزﻣﻪ اﻟﻧﻛﺎح ﺣﻘوﻗﺎ؛ ﻣن اﻟﻣﻬر ،واﻟﻧﻔﻘﺔ ،واﻟﻌﺷرة ،واﻟﻣﺑﯾت ،واﻟﻣﺳﻛن ،ﻓﯾﻛون ﺗﺿﯾﯾﻌﺎ ﻷﻣواﻟﻪ وﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ
1ـ ﻋﻣر ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻷﺷﻘر ،أﺣﻛﺎم اﻟزواج ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻛﺗﺎب و اﻟﺳﻧﺔ ،دار اﻟﻧﻔﺎﺋس ،ط ، 1.ﻟﺑﻧﺎن ،1997 ،ص .ص-126 .
.127
2ـ اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص.127.
3ـ إﺳﻣﺎﻋﯾل أﻣﯾن ﻧواﻫﺿﺔ ،أﺣﻣد ﻣﺣﻣد اﻟﻣوﻣﻧﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.96 .
4ـ ﻧور اﻟدﯾن أﺑو ﻟﺣﯾﺔ ،ﻧﻘﻼ ﻋن اﻟﻣوﻗﻊ ، http://noursalam.free.fr/b4.htm:ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
15
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ذﻫب اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ إﻟﻰ ﻋدم ﺟواز زواج اﻟﺳﻔﯾﻪ ﻣن ﻏﯾر إذن وﻟﯾﻪ ،و زواﺟﻪ ﻋﻧدﻫم ﻛﺑﯾﻌﻪ،
وذﻫب اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ إﻟﻰ ﺻﺣﺔ ﻧﻛﺎح اﻟﺳﻔﯾﻪ ﻣن ﻏﯾر إذن اﻟوﻟﻲ ،ﻷﻧﻪ ﻟﯾس ﺑﻌﻘد ﻣﺎﻟﻲ ،واﻟﺳﻔﯾﻪ ﻣﺣﺟور
واﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ﯾﺻﺣﺣون زواج اﻟﻣﺣﺟور ﻋﻠﯾﻪ ﻟﺳﻔﻬﻪ ،وﯾﻛون ﻣوﻗوﻓﺎ ﻋﻠﻰ إﺟﺎزة اﻟوﻟﻲ.3
ورأي اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ،اﻧﻪ إذا ﺗزوج ﺑﻐﯾر إذن وﻟﯾﻪ ﯾﺻﺢ ﻧﻛﺎﺣﻪ إذا ﻛﺎن ﻣﺣﺗﺎﺟﺎ إﻟﻰ اﻟﻧﻛﺎح ﻓﺎن ﻋدﻣت
اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟم ﯾﺟز.4
ٳﺗﻔق اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻋﻠﻰ أن وﻻﯾﺔ اﻹﺟﺑﺎرﻻ ﺗﺛﺑت ﻋﻠﻰ اﻟﺛﯾب ،ﻟﻛن اﺧﺗﻠﻔوا ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم ﻓﻲ ﻣﺳﺎﻟﺔ
إﺟﺑﺎر اﻟﺑﻛر.
اﻟﺛﯾب اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ:
أﺟﻣﻊ ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻣذاﻫب اﻷرﺑﻌﺔ و آﺧرون ﻋﻠﻰ ﻋدم إﺟﺑﺎر اﻟﻣرأة اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﻌﺎﻗﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟزواج،5
وﻟﻛن ﺗﺛﺑت ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻻﯾﺔ اﻻﺧﺗﯾﺎر أو ﻛﻣﺎ ﯾﺳﻣﯾﻬﺎ اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ وﻻﯾﺔ ﻧدب أو وﻻﯾﺔ اﺳﺗﺣﺑﺎب،
وﯾﺳﻣﯾﻬﺎ ﻏﯾرﻫم ﺑوﻻﯾﺔ اﻟﺷرﻛﺔ ﻻﺷﺗراك اﻟﻣ أرة اﻟﺛﯾب ﻣﻊ وﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر اﻟزوج ،ﺛم ﯾﺑﺎﺷر وﻟﯾﻬﺎ
1ـ إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻧواﻫﺿﺔ وأﺣﻣد ﻣﺣﻣد اﻟﻣوﻣﻧﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.96 .
2ـ ﻋﻣر ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻷﺷﻘر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.128 .
3ـ اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص.128 .
4ـ إﺳﻣﺎﻋﯾل أﻣﯾن ﻧواﻫﺿﺔ ،أﺣﻣد ﻣﺣﻣد اﻟﻣوﻣﻧﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص. 97.
5ـ ﺳﻌﯾد ﻗﺎﺿﻲ ،رﺿﺎ اﻟﻣﻛﻠف ﻓﻲ إﻧﺷﺎء ﻋﻘد اﻟزواج ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ وﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة
اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﻗﺳم اﻟﺷرﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ،2011 -2010 ،ص.
.125
16
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﻋﻘد اﻟزواج ،1ودﻟﯾل ذﻟك ،ﻋن ﺣﺳﻧﺎء ﺑﻧت ﺧذام اﻷﻧﺻﺎرﯾﺔ " :أن أﺑﺎﻫﺎ زوﺟﻬﺎ وﻫﻲ ﺛﯾب ﻓﻛرﻫت
ذﻟك ،ﻓﺄﺗت رﺳول اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﻓرد ﻧﻛﺎﺣﻬﺎ " ،2ﻓﺎﻟﺛﯾب اﻟﺑﺎﻟﻎ ﻻ ﺗﻧﻛﺢ إﻻ ﺑﺈذﻧﻬﺎ وﻻ
ﯾﺣق ﻟﻸب و ﻻ ﻟﻐﯾرﻩ أن ﯾزوﺟﻬﺎ إﻻ ﺑرﺿﺎﻫﺎ ،وﻋن اﺑن ﻋﺑﺎس أن اﻟرﺳول ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم
ﻗﺎل :اﻷﯾم أﺣق ﺑﻧﻔﺳﻬﺎ ﻣن وﻟﯾﻬﺎ و اﻟﺑﻛر ﺗﺳﺗﺄذن ﻓﻲ ﻧﻔﺳﻬﺎ و إذﻧﻬﺎ ﺻﻣﺗﻬﺎ".3
ﻓﺎن اﻟزوﺟﺔ إذا ﻛﺎﻧت ﺛﯾﺑﺎ ﻓﻼﺑد ﻟﻬﺎ ﻣن اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﻬذا اﻟرﺿﺎ ،و ﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﺳﻛوﺗﻬﺎ ،ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺧﺟل
وﻗﺎل اﺑن اﻟﻣﻧذر :وأﺟﻣﻌوا أن ﻧﻛﺎح اﻷب اﺑﻧﺗﻪ اﻟﺛﯾب ﺑﻐﯾر رﺿﺎﻫﺎ ﻻ ﯾﺟوز.5
وﻓﻲ ﻗول اﻟدﻛﺗور ﻏﺳﺎن ﻋﺷﺎ :ﺗﺟﺑر ﻋﻠﻰ اﻟزواج اﻟﻣرأة اﻟﺛﯾب اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﺗﻲ زاﻟت ﺑﻛﺎرﺗﻬﺎ ﺑﺄﻣر
ﻋﺎرض ،ﻛﺎﻟﺿرب ،وﻋن اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ اﻟﻣرأة اﻟﺛﯾب اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ إذا ظﻬر ﻓﺳﺎدﻫﺎ.6ﻟﻘد ﺛﺎر ﺧﻼف ﺑﯾن
17
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
اﻟﺑﻛر اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ:
إن اﻟﺑﻛر اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ ﺣﺗﻰ ٕوان ﻛﺎﻧت ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻋﺎﻗﻠﺔ ﻓﺗﻛون ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻻﯾﺔ اﻹﺟﺑﺎر ﻣﺎ داﻣت ﺑﻛ ار ،1ﺣﯾث
ذﻫب اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﻪ اﷲ و ﻣﺎﻟك وأﺣﻣد ﻓﻲ إﺣدى اﻟرواﯾﺗﯾن ﻋﻧﻪ إﻟﻰ أن اﻟﺑﻛر اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﻌﺎﻗﻠﺔ ﯾﺣق
ﻷﺑﯾﻬﺎ إﺟﺑﺎرﻫﺎ و إن ﻛﺎن ﯾﺣق ﻟﻪ اﺳﺗﺋذاﻧﻬﺎ ،2ﻓﺎﻟﺑﻛر ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺳﺗﺄذن ﻓﻲ اﻟزواج ﯾﻛﻔﻲ ﺳﻛوﺗﻬﺎ
ودﻟﯾل ذﻟك ﻋن أﺑﻲ ﻫرﯾرة أن اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﻗﺎل " :ﻻ ﺗﻧﻛﺢ اﻷﯾم 3ﺣﺗﻰ ﺗﺗﺳﺄﻣر،
ﺗﺳﻛت ".4 و ﻻ ﺗﻧﻛﺢ اﻟﺑﻛر ﺣﺗﻰ ﺗﺳﺗﺄذن " ،ﻗﺎﻟوا ﯾﺎ رﺳول اﷲ ،و ﻛﯾف إذﻧﻬﺎ ؟ ﻗﺎل " :أن
إن ﻋﻠﺔ ﺛﺑوت وﻻﯾﺔ اﻹﺟﺑﺎر ﻓﻲ اﻟﻧﻛﺎح ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻛر ﻫو اﻟﺑﻛﺎرة ،و ﻣﺎداﻣت ﻛذﻟك ﻓﻼ ﺗﺳﻘط ﻋﻧﻬﺎ
ﺣﺗﻰ ﻟو أﺻﺑﺣت ﻋﺎﻧﺳﺎ ،5و اﻟﺑﻛر اﻟﻌﺎﻧس ﻫﻲ اﻟﺗﻲ طﺎﻟت إﻗﺎﻣﺗﻬﺎ ﻋﻧد أﺑﯾﻬﺎ و ﻋرﻓت ﻣﺻﺎﻟﺢ
ﻓﻌن ﺟﺎﺑر ﺑن زﯾد اﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز ﻧﻛﺎح اﻷب ﻋن اﺑﻧﺗﻪ إﻻ ﺑرﺿﺎﻫﺎ ،7و دﻟﯾل ذﻟك ﻣﺎ رواﻩ اﺑن
1ـ زﺑﯾر ﺑوﻟﻌواد ،أرﻛﺎن و ﺷروط ﻋﻘد اﻟزواج و اﺛر ﺗﺧﻠﻔﻬﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ و اﻟﻘﺎﻧون ،ﻣذﻛرة ﺗﺧرج ﻟﻧﯾل إﺟﺎزة
اﻟﻣﻌﻬد اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﻘﺿﺎة ،ﻣﺟﻠس ﻗﺿﺎء اﻟﻣدﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،2004 ،ص. 17 .
2ـ ﻣﺻطﻔﻲ ﺳﻌﯾد اﻟﺧن ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص. 581 .
3ـ اﻷﯾم :اﻟﺗﻲ ﻟﯾس ﻟﻬﺎ زوج :ﻋذراء ﻛﺎﻧت أو ﻏﯾر ﻋذراء ،اﻧظر :ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح اﻟﺻﻌﯾدي ،ﺣﺳن ﯾوﺳف ﻣوﺳﻰ ،اﻹﻓﺻﺎح ﻓﻲ
ﻓﻘﻪ اﻟﻠﻐﺔ ،د .ط ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ﻟﺑﻧﺎن ، 1980 ،ص.
4ـ رواﻩ اﻟﺑﺧﺎري ،ﺻﺣﯾﺢ اﻟﺑﺧﺎري ،ﻛﺗﺎب اﻟﻧﻛﺎح ،ﺑﺎب ﻻ ﯾﻧﻛﺢ اﻷب و ﻏﯾرﻩ اﻟﺑﻛر و اﻟﺛﯾب إﻻ ﺑرﺿﺎﻫﺎ ،ﻣﺞ،3.ح ر
5136ص. 944 .
5ـ زﺑﯾدة اﻗروﻓﺔ ،ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة ﺑﯾن اﻟﺗﺄﯾﯾد و اﻟﺗﻧدﯾد ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل درﺟﺔ اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ،ﻛﻠﯾﺔ أﺻول اﻟدﯾن،
اﻟﺧروﺑﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ،1999 ،ص. 144 .
6ـ ﺳﻌﯾد ﻗﺎﺿﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.131 .
7ـ ﯾﺣﯾﻰ ﻣﺣﻣد ﺑﻛوش ،ﻓﻘﻪ اﻹﻣﺎم ﺟﺎﺑر ﺑن زﯾد ،دار اﻟﻐرب اﻹﺳﻼﻣﻲ) ،ط،(1ﻟﺑﻧﺎن ،1986 ،ص. 371 .
18
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﻣﺎﺟﺔ ﻋن أﺑﻲ ﻫرﯾرة ﻋن اﻟﻧﺑﻲ )ص( ﻗﺎل " :ﻻ ﺗﻧﻛﺢ اﻟﺛﯾب ﺣﺗﻰ ﺗﺗﺳﺄﻣر و ﻻ اﻟﺑﻛر ﺣﺗﻰ ﺗﺳﺗﺄذن
ٳﺧﺗﻠف اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻟﻣن ﺗﺛﺑت ﻟﻪ وﻻﯾﺔ اﻹﺟﺑﺎر ﻓﻲ اﻟزواج إﻟﻰ ﻋدة أراء:
اﻟوﻟﻲ اﻟﻣﺟﺑر ﻫو اﻷب ﻻ اﻟﺟد و وﺻﻲ اﻷب ﺑﻌد ﻣوﺗﻪ ﺑﺷرط أن ﯾﻘول ﻟﻪ :أﻧت وﺻﻲ ﻋﻠﻰ
زواج ﻟﺑﻧﺎﺗﻲ أو أﻧت وﺻﻲ ﻋﻠﻰ ﺗزوﯾﺞ ﺑﻧﺗﯾن أو أﻧت وﺻﻲ ﻋﻠﻰ أن ﺗزوج ﺑﻧﺗﻲ ﻣﻣن أﺣﺑﺑت ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ
ذﻫب اﻹﻣﺎم اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ إﻟﻰ أﻧﻬﺎ ﺗﺛﺑت ﻟﻸب واﻟﺟد ،و أﻣﺎ اﻟوﻻﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﻧون واﻟﻣﺟﻧوﻧﺔ،
واﻟﻣﻌﺗوﻩ واﻟﻣﻌﺗوﻫﺔ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺛﺑت أﯾﺿﺎ ﻟﻠﺣﺎﻛم و اﻟﻣذﻛورﯾن ،3وﯾﺿﯾف اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ ﻟذﻟك ﻗوﻟﻬم أن اﻟﺟد ﻷب
ﻟﺷﻣوﻟﻪ اﺳم اﻷب ﻟﻪ ،ﻓﺎن اﻟﺟد ﻷب واﻓر اﻟﺷﻔﻘﺔ و ﺗﺛﺑت ﻟﻪ ﻋﻠﻰ أوﻻد أوﻻدﻩ وﻻﯾﺔ اﻟﻣﺎل ،ﻓﻛذﻟك ﯾﻛون ﻟﻪ
1ـ رواﻩ اﺑن ﻣﺎﺟﺔ ،ﺳﻧن اﺑن ﻣﺎﺟﺔ ،ﻛﺗﺎب اﻟﻧﻛﺎح ،ﺑﺎب اﺳﺗﺋﻣﺎر اﻟﺑﻛر و اﻟﺛﯾب ،ج ،1.د .ط ،دار اﻟرﯾﺎن اﻟﺗراث ،د .ب .ن،
د .س .ن ،ح ر ،1871ص .ص.602 -601.
2ـ اﻟﺗواﺗﻲ ﺑن اﻟﺗواﺗﻲ ،اﻟﻣﺑﺳط ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ ﺑﺎﻷدﻟﺔ :ﻛﺗﺎب اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ﻣﺞ ،4.د .ط ،دار اﻟوﻋﻲ ﻟﻠﻧﺷرو
اﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر،2009 ،ص. 119 .
3ـ ﺑدران أﺑو اﻟﻌﯾﻧﯾن ﺑدران ،اﻟزواج و اﻟطﻼق ﻓﻲ اﻹﺳﻼم) ،اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻣﻘﺎرن ﺑﯾن اﻟﻣذاﻫب اﻷرﺑﻌﺔ اﻟﺳﻧﯾﺔ و اﻟﻣذﻫب اﻟﺟﻌﻔري و
و اﻟﻘﺎﻧون( ،ﻣؤﺳﺳﺔ ﺷﺑﺎب اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،د .س .ن ،ص. 145 .
4ـ اﺣﻣد ﻓراج ﺣﺳﯾن ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص. 161 .
19
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ذﻫب اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ وﻫو اﻟﻣﻌﻣول ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﺻر ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﻧﻪ اﻟرأي اﻟراﺟﺢ ﻓﻲ اﻟﻣذﻫب اﻟﺣﻧﻔﻲ ﻓﯾﻬﺎ
ﻟم ﯾرد ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ ﻧص ﻛﻣﺎ ﻫو ﻣذﻫب أﻫل اﻟﺳﻧﺔ ﻓﻲ ﻟﺑﻧﺎن ﺣﯾث ﯾرون أن وﻻﯾﺔ اﻹﺟﺑﺎر ﺗﺛﺑت ﻟﻠﻌﺎﺻب
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﯾﻘﺻد ﺑﻣراﺗب اﻷوﻟﯾﺎء ﺗرﺗﯾب اﻷوﻟﯾﺎء ،وﯾﺗﻘدم ﺑﻌﺿﻬم ﻋﻠﻰ ﺑﻌض ﻓﻲ اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟوﻻﯾﺔ ﻋﻧد ﺗﻌددﻫم
ﺑﺣﯾث ﯾﻌرف ﻣن ﻫو اﻷول ﻓﻲ اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟوﻻﯾﺔ ،واﻟﺗﻘدم ﻋﻠﻰ ﻏﯾرﻩ ،وأﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود ﻋﺎرض ﻟﻠوﻻﯾﺔ
ﺗﻧﺗﻘل اﻟوﻻﯾﺔ ﻣن اﻷﻗرب إﻟﻰ اﻷﺑﻌد ،وﻫذا ﺣﺳب ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺳﺎﺋل اﺗﻔﻘوا ﻋﻠﯾﻬﺎ
وأﺧرى اﺧﺗﻠﻔوا ﻓﯾﻬﺎ وﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﻠﺧﺻﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣطﻠب ﻛﺂﻻﺗﻲ ،ﻣراﺗب اﻷوﻟﯾﺎء ﻓﻲ اﻟزواج )ﻓرع أول(،
اﻟﻔرع اﻷول
ﻟﻘد ﺟﻌل اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻗراﺑﺔ اﻷﺑوة ﻫﻲ اﻟﻘراﺑﺔ اﻷوﻟﻰ اﻟﻣؤﻫﻠﺔ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ وﻻﯾﺔ اﻟزواج ﻋﻠﻰ
اﻟﻣوﻟﻰ ﻋﻠﯾﻪ ،وذﻟك ﺑﺎﺗﻔﺎق ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔﻘﻬﺎء وﻋﻧد ﻋدﻣﻬم ﺗﻧﺗﻘل اﻟوﻻﯾﺔ إﻟﻰ ﻏﯾر اﻟﻌﺻﺑﺔ ،وﺑذﻟك ﺳﻧﻘوم ﺑﻌرض
1ـ ﻣﺣﻣد ﻛﻣﺎل اﻟدﯾن إﻣﺎم و ﺟﺎﺑر ﻋﺑد اﻟﻬﺎدي ﺳﺎﻟم اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص. 269 .
20
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﯾرى ﺟﻣﻬور اﻟﻔﻘﻬﺎء أن اﻷوﻟﯾﺎء ﻓﻲ اﻟزواج ﻫم اﻟﻌﺻﺑﺔ واﻟﻌﺻﺑﺔ ﻫم اﻷﻗﺎرب ﻣن ﺟﻬﺔ اﻷب ،1وﻫم
ﻓﻛﺎن ﻣﺎﻟك ﯾﻘول :أوﻟﻬم اﻟﺑﻧون ،وان أﺳﻔﻠوا ،ﺛم اﻵﺑﺎء و إن ﻋﻠوا ،ﺛم اﻹﺧوة اﻷﺷﻘﺎء ،ﺛم ﺑﻧوﻫم.2،
-2اﻟﻣذﻫب اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ:
أﺣق اﻷوﻟﯾﺎء اﻷب ،ﺛم اﻟﺟد ،ﺛم أﺑوﻩ " ﯾﻌﻧﻲ ﺟد اﻷب " ،ﺛم أخ اﻷﺑوﯾن أو ﻷب ﺛم إﺑﻧﻪ و إن
-3اﻟﻣذﻫب اﻟﺣﻧﻔﻲ:
وذﻫب اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ إﻟﻰ أﻧﻬﺎ ﺗﺛﺑت ﻟﻛل ﻋﺻﺑﺔ ﺑﻧﻔﺳﻪ ،وﻫو ﻛل ﻗرﯾب ذﻛر ﻟﯾس ﻓﻲ ﻧﺳﺑﻪ إﻟﻰ اﻟﻣوﻟﻰ
ﻋﻠﯾﻪ أﻧﺛﻰ ،وﻫم أرﺑﻌﺔ أﺻﻧﺎف ﻣرﺗﺑﺔ ﺣﺳب ﺗرﺗﯾﺑﻬم ﻓﻲ اﻹرث ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
1ـ اﻹﻣﺎم اﻟﻌﻼﻣﺔ أﺑﻲ اﻟﻔﺿل ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﻛرم اﺑن ﻣﻧظور ،ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ،ج ،2.دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ﻟﺑﻧﺎن،
،1994ص. 171 .
-2اﻟﺗواﺗﻲ ﺑن اﻟﺗواﺗﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.126 .
3ـ اﻟﺧﻣﺎر اﻟﺑﻘﺎﻟﻲ ،ﻋﺿل اﻟوﻟﻲ ﻓﻲ ﺑﻼد اﻟﻐرب ﺻورﻩ و أﺣﻛﺎﻣﻪ و ﻣواﻗف أﺋﻣﺔ اﻟﻣﺳﺎﺟد و اﻟﻣراﻛز اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ
واﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﻧﻪ ،ﺑﺣث ﻣﻘدم إﻟﻰ اﻟدورة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﺷر ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻷوروﺑﻲ ﻟﻺﻓﺗﺎء و اﻟﺑﺣوث اﻟﻣﻧﻌﻘدة ﺑﺗﺎرﯾﺦ- 07- 07 ،
2004إﻟﻰ ،2004 - 07 – 11ص . 06 .ﻧﻘﻼ ﻋن اﻟﻣوﻗﻊwww.e-cfr.org/ar/bo/36.doc :
21
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
-4اﻟﻣذﻫب اﻟﺣﻧﺑﻠﻲ:
إن وﻟﻲ اﻟﺣرة أﻗرب رﺟل ﯾوﺟد ﻓﻲ ﻋﺻﺑﺗﻬﺎ ،و أﺣﻘﻬم ﺑذﻟك أب اﻟﻣرأة و إن ﻋﻼ ،ﺛم اﺑﻧﻬﺎ ﺛم اﺑﻧﻪ
ﻓﺎﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ و اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ﯾﻘدﻣون اﻷب ﻋﻠﻰ ﻏﯾرﻩ ،ﺛم ﺑﻌد اﻷب ﺗﻧﺗﻘل اﻟوﻻﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺟد؛ أب اﻷب،
ﺗﺛﺑت اﻟوﻻﯾﺔ ﻟﻐﯾر اﻟﻌﺻﺑﺎت ،ﻟﻛن اﺧﺗﻠف اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻲ ﺛﺑوﺗﻬﺎ ﻟﺑﻌض اﻷﺻﻧﺎف و اﺗﻔﻘوا ﻓﻲ اﻟﺑﻌض
-1ذوي اﻷرﺣﺎم:
وﻫم أخ اﻷم وﻋم اﻷم و ﺟد اﻷم ،و ﺑﻧو اﻷﺧوات و اﻟﺑﻧﺎت و اﻟﻌﻣﺎت وﻧﺣوﻫم ﻣﻣن ﯾدﻟﻲ إﻻ
1ـ وﻫﺑﺔ اﻟزﺣﯾﻠﻲ ،اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ و أدﻟﺗﻪ ،ج ،7اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،دار اﻟﻔﻛر ،د .ط ،ص.199 .
2ـ ﻣﺣﻣد ﺧﻠﯾل إﺑراﻫﯾم ﻋﺑد اﷲ ،ﺻور ﻣﺳﺗﺣدﺛﺔ ﻟﻌﻘد اﻟزواج ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ و ﻗﺎﻧون اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،أطروﺣﺔ
ﻻﺳﺗﻛﻣﺎل ﻣﺗطﻠﺑﺎت درﺟﺔ اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ و اﻟﺗﺷرﯾﻊ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح اﻟوطﻧﯾﺔ ﻓﻲ طراﺑﻠس،
ﻓﻠﺳطﯾن ،2010 ،ص.37.
3ـ ﻧور اﻟدﯾن أﺑو ﻟﺣﯾﺔ ،ﻧﻘﻼ ﻋن اﻟﻣوﻗﻊ ،http://noursalam.free.fr/b4.htm :ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
22
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﻓﻌﻧد اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ ﺗﻧﺗﻘل اﻟوﻻﯾﺔ ﻟﻸﻗﺎرب ﻏﯾر اﻟﻌﺻﺑﺎت ﺑﺣﯾث إذا ﻟم ﯾﺟد ﻋﺎﺻب إﻧﺗﻘﻠت اﻟوﻻﯾﺔ
إﻟﻰ اﻷﺻول ﻣن ﻏﯾر اﻟﻌﺻﺑﺎت ﻣﺎ ﻋدا أﺑﻲ اﻷم ،1ﻓﺗﻧﺗﻘل ﻣن اﻷم إﻟﻰ اﻟﺑﻧﺎت ،و ﺑﻧﺎت اﻻﺑن و اﻷﺧوات
و ﺳﺎﺋر ذوي اﻷرﺣﺎم ،و اﺳﺗدل ﺑﻘوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰَ " :وأُوﻟُو اﻷ َْر َﺣ ِﺎم َﺑ ْﻌ ُ
ﺿ ُﻬ ْم أ َْوﻟَﻰ ِﺑ َﺑ ْﻌ ٍ
ض ".3 2
ﻓرأﯾﻬم ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ أن اﻷوﻟﯾﺎء ﻫم اﻷﻗﺎرب ﻣن اﻟﻌﺻﺑﺔ اﻟذﻛور ،و ﻟﯾس ﻟﻠﺧﺎل و ﻻ ﻟﻸﺧوة ﻻم،
-2اﻟوﺻﻲ:
ذﻫﺑﺎ إﻟﻰ اﻧﻪ ﺗﺛﺑت ﻟﻠوﺻﻲ وﻻﯾﺔ اﻹﺟﺑﺎر ،إذا أﻣر اﻷب اﻟوﺻﻲ ﺑﺎﻟﺗزوﯾﺞ ﻛﻣﺎ ﻟو ﻗﺎل :زوج
إﺑﻧﺗﻲ ﺑﻌد وﻓﺎﺗﻲ ،أو ﻋﯾن ﻟﻪ اﻟزوج ،ﺑﺄن ﯾﻘول ﻟﻪ :زوﺟﻬﺎ ﻣن ﻓﻼن ،ﻷن وﻻﯾﺔ اﻟﻧﻛﺎح ﺛﺎﺑﺗﺔ ﻟﻸب وﺣدﻩ.5
ذﻫب ﺟﻣﻬور اﻟﻔﻘﻬﺎء إﻟﻰ أﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز اﻹﯾﺻﺎء ﻓﻲ اﻟزواج ﻷن اﻟﻧﻛﺎح إﻟﻰ اﻟﻌﺻﺑﺎت ،وﻷن
ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟوﻟﻲ واﻟﻣوﻟﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﺗﺗﻼﻗﻰ ﻓﻲ اﻟزواج ،وﻻ ﯾﺗوﻓر ذﻟك ﻓﻲ اﻟوﺻﻲ إذا ﻟم ﯾﻛن ﻣﻧﻬم
23
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
-3اﻟﺳﻠطﺎن:
ﻓﺎن ﻟم ﯾوﺟد وﻟﻲ أﺻﻼ ﻻ ﻣن اﻟﻌﺻﺎﺑﺎت و ﻻ ﻣن اﻟﻐﯾر أو وﺟد ﻟﻛن ﻏﯾر ﻣﺳﺗوﻓﻲ ﻟﺷروط اﻟوﻟﻲ،
اﻧﺗﻘﻠت اﻟوﻻﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺎن ،2ﻟﻘول رﺳول اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم " :أﯾﻣﺎ اﻣرأة ﻟم ﯾﻧﻛﺣﻬﺎ اﻟوﻟﻲ،
ﻓﻧﻛﺎﺣﻬﺎ ﺑﺎطل ،ﻓﻧﻛﺎﺣﻬﺎ ﺑﺎطل ،ﻓﻧﻛﺎﺣﻬﺎ ﺑﺎطل ،ﻓﺎن أﺻﺎﺑﻬﺎ ﻓﻠﻬﺎ ﻣﻬر ﺑﻣﺎ أﺻﺎﺑﻬﺎ ،ﻓﺎن ٳﺷﺗﺟروا
-4ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن:
ﻓﻘد إﺗﻔق اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻋﻠﻰ أن ﻟﻠﻣرأة إذا ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﻣﻛﺎن ﻻ وﺟود ﻟﻪ ﻟﻠﺳﻠطﺎن و ﻟﯾس ﻟدﯾﻬﺎ و ﻟﻲ ﻓﯾﻣﻛن
ﻷﺣد ﺟﯾراﻧﻬﺎ ﻣﻣن ﺗﺛق ﺑﻬم ﺗزوﯾﺟﻬﺎ ،ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟرﻓﻘﺔ اﻣرأة ﻻ وﻟﻲ ﻟﻬﺎ ﻓوﻟت أﻣرﻫﺎ ﻟرﺟل ﺣﺗﻰ ﯾزوﺟﻬﺎ
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻟﻘد ﺗطرق اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن إﻟﻰ ﺗرﺗﯾب اﻷوﻟﯾﺎء ﺣﺳب اﺳﺗﺣﻘﺎﻗﻬم ﻟﻠوﻻﯾﺔ ،ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟوﻟﻲ ﻫو
اﻟوﺣﯾد ،وﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت درﺟﺗﻪ ﻓﺗﺛﺑت ﻟﻪ وﻻﯾﺔ اﻟﺗزوﯾﺞ دون ﻣزاﺣم ،و ﻟﻛن ﻟﻠﺑﻌﯾد ﻣﻧﻬم وﻻﯾﺔ ﻣﻊ وﺟود اﻟﻘرﯾب
ﻣﺳﺗوﻓﯾﺎ ﻟﻛل ﺷروط اﻟوﻻﯾﺔ ﻟﻛن ﻫﻧﺎك ﻣﺳﺎﺋل ﺗﺗرﺗب ﻋن ﻫذا اﻟﺗرﺗﯾب.
24
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﺑﺣﯾث ﺳﻧﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔرع ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧﺣو ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌدد اﻷوﻟﯾﺎء )أوﻻ( ،و ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود ﻋﺎرض
ﻟﻠوﻻﯾﺔ )ﺛﺎﻧﯾﺎ(.
ﻓﻔﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌدد اﻷوﻟﯾﺎء اﻟﻌﺎﺻﺑون ﺑﺎﻟﻧﻔس ﻓﺎن اﻟﺗرﺟﯾﺢ ﯾﻛون ﻛﺎﻷﺗﻲ:
-1اﻟﺗرﺟﯾﺢ ﺑﺎﻟﺟﻬﺔ:
ﻓﻛﻣﺎ ﺗطرﻗﻧﺎ إﻟﯾﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ،أن ﻫﻧﺎك أرﺑﻊ ﺟﻬﺎت ،ﺣﯾث ﻻ ﺗﻧﺗﻘل اﻟوﻻﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ إﻟﻰ أﺧرى إﻻ إذا ﻟم
ﯾوﺟد وﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺟﻬﺔ اﻷﻋﻠﻰ ،ﻓﺟﻬﺔ اﻟﺑﻧوة ﻣﻘدﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺔ اﻷﺑوة ،وﻋﻠﻰ ﺟﻬﺔ اﻹﺧوة ،وﻋﻠﻰ ﺟﻬﺔ
اﻟﻌﻣوﻣﺔ ،وﺟﻬﺔ اﻷﺑوة ﻣﻘدﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺔ اﻷﺧوة ،وﺟﻬﺔ اﻟﻌﻣوﻣﺔ ،وﺟﻬﺔ اﻷﺧوة ﻣﻘدﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺔ اﻟﻌﻣوﻣﺔ.1
-2اﻟﺗرﺟﯾﺢ ﺑﺎﻟدرﺟﺔ:
ﻓﺈذا اﺗﺣدت اﻟﺟﻬﺔ ﻗدم أﻗرﺑﻬم درﺟﺔ ،ﻓﯾﻘدم اﻷب ﻋﻠﻰ اﻟﺟد ،واﻻﺑن ﻋﻠﻰ اﺑن اﻻﺑن ،واﻷخ وﻟو ﻛﺎن
ﻷب ﻋﻠﻰ اﺑن اﻷخ وﻟو ﻛﺎن اﻷخ اﻟﺷﻘﯾق ﻷﻧﻪ اﻗرب درﺟﺔ.2
ﻓﺈذا اﺗﺣدت اﻟﺟﻬﺔ واﻟدرﺟﺔ ﻗدم أﻗواﻫم ﻗراﺑﺔ واﻷﻗوى ﻗراﺑﺔ ﻫو ﻣن ﺗﻛون ﻗراﺑﺗﻪ ﻷب و ﻷم ،ﻓﯾﻘدم
اﻷخ اﻟﺷﻘﯾق ﻋﻠﻰ اﻷخ ﻷب ،وﯾﻘدم اﻟﻌم اﻟﺷﻘﯾق ﻋﻠﻰ اﻟﻌم ﻷب.3
إذا اﺗﺣدت اﻟﺟﻬﺔ و اﻟدرﺟﺔ وﻗوة اﻟﻘراﺑﺔ ،ﻛﺄﺧوﯾن ﺷﻘﯾﻘﯾن ﻓﺎن اﻟوﻻﯾﺔ ﺗﻛون ﻟﻬﻣﺎ ﻷﻧﻬﻣﺎ ﻣﺗﺳﺎوﯾﺎن،
وأﯾﻬﻣﺎ زوج ﻛﺎن زواﺟﻪ ﺻﺣﯾﺣﺎ ﻧﺎﻓذا ﻻن اﻟوﻻﯾﺔ ﻻ ﺗﺗﺟ أزٕ ،4واذا ﻗﺎم ﻫذان اﻟﺷﻘﯾﻘﺎن ﺑﺗزوﯾﺞ اﻟﻣوﻟﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ
1ـ ﻣﺣﻣد ﻛﻣﺎل اﻟدﯾن إﻣﺎم ،ﺟﺎﺑر ﻋﺑد اﻟﻬﺎدي ﺳﺎﻟم اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.270 .
2ـ ﻣﺣﻣد أﺑو زﻫرة ،اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.113 .
3ـ ﻣﺣﻣد أﺑو زﻫرة ،ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟزواج و آﺛﺎرﻩ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.141 .
4ـ ﺟﺎﺑر ﻋﺑد اﻟﻬﺎدي ﺳﺎﻟم اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ،أﺣﻛﺎم اﻷﺳرة اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟزواج ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ و اﻟﻘﺎﻧون و اﻟﻘﺿﺎء) ،دراﺳﺔ ﻟﻘواﻧﯾن اﻷﺣوال
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ( ،د .ط ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﻧﺷر ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،2007 ،ص.254.
25
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﺗﻛون اﻟﻌﺑرة ﻟﻣن زوج أوﻻ ،و ﯾﻠﻐﻰ اﻟزواج اﻟﺛﺎﻧﻲ ،وﻫذا ﻟوﺟود اﻟﻌﻘد اﻷول ﻓﻲ وﻗت ﻻ ﻣﻌﺎرض ﻓﯾﻪ،
ووﺟود اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻲ وﻗت ﻋورض ﻓﯾﻪ ﻣن أول وﺟود اﻟﺛﺎﻧﻲ ،ﻓﺈذا ظﻬر أﻧﻬﻣﺎ ﺻد ار ﻓﻲ وﻗت واﺣد ﺑطل
ﻓﻌن ﻣﺎﻟك اﺑن أﻧس ،ﻗﺎل :أ أرﯾت ﻟو أن اﻣرأة زوﺟﻬﺎ اﻷوﻟﯾﺎء ﺑرﺿﺎﻫﺎ ﻓزوﺟﻬﺎ ﻫذا اﻷخ ﻣن رﺟل،
و زوﺟﻬﺎ ﻫذا اﻷخ ﻣن رﺟل آﺧر و ﻟم ﯾﻌﻠم أﯾﻬﻣﺎ اﻷول ،ﻗﺎل ﻣﺎﻟك :إن وﻛﻠﺗﻬﻣﺎ ﻓﺎن ﻋﻠم أﯾﻬﻣﺎ ﻛﺎن أول
ﻓﻬو أﺣق ﺑﻬﺎ ٕوان دﺧل ﺑﻬﺎ اﺣدﻫﻣﺎ ﻓﺎﻟذي دﺧل ﺑﻬﺎ ،أﺣق ﺑﻬﺎ ٕوان ﻛﺎن أﺧرﻫﻣﺎ ﻧﻛﺎﺣﺎ ،و أﻣﺎ إذا ﻟم ﯾﻌﻠم
أﯾﻬﻣﺎ أول وﻟم ﯾدﺧل ﺑﻬﺎ واﺣد ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻓﻠم أﺳﻣﻊ ﻣن ﻣﺎﻟك ﻓﯾﻪ ﺷﯾﺋﺎ إﻻ أﻧﻲ أرى أن ﯾﻔﺳﺦ ﻧﻛﺎﺣﻬﻣﺎ ﺟﻣﯾﻌﺎ ﺛم
ﻫﻧﺎك ﺣﺎﻻت ﺗﻧﺗﻘل اﻟوﻻﯾﺔ ﻣن اﻟوﻟﻲ اﻷﻗرب إﻟﻰ اﻟوﻟﻲ اﻷﺑﻌد ﻣﻧﻬﺎ:
ﻫو اﺑﺗﻌﺎد اﻟوﻟﻲ وﺗوارﯾﻪ إﻣﺎ ﺑﺎﻟﺳﻔر إﻟﻰ ﻣﻛﺎن ﺑﻌﯾد ﻻ ﯾﻣﻛن ﺑﻠوﻏﻪ إﻻ ﺑﺗﻛﻠﻔﺔ ،أو ﻣﺷﻘﺔ أو إﻟﻰ
ﻣﻛﺎن ﻗرﯾب ﯾﺷك أﻧﻪ ﻓﯾﻪ ،وﻻ ﯾﻌﻠم ﻣﻛﺎﻧﻪ ﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد ﻓﻬو ﻛﺎﻟﺑﻌﯾد ﻟﺗﻌذر اﻟوﺻول إﻟﯾﻪ.3
26
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
إذا ﻟم ﯾﻛن ﻓﻲ اﻧﺗظﺎر اﻟوﻟﻲ اﻷﻗرب ﺗﻔوﯾت ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺧطوﺑﺔ ﺑﺄن اﻟﺧﺎطب ﻣوﻗوﻓﺎ
ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺗظﺎر ﻟﺣﯾن ﺣﺿورﻩ ،أو ﻛﺎﻧت اﻟﻐﯾﺑﺔ ﻏﯾر ﻣﻧﻘطﻌﺔ ،أو أﻣﻛن اﻻﺗﺻﺎل ﺑﺎﻟوﻟﻲ اﻟﻐﺎﺋب
ﻟﻛن إذا ﻏﺎب اﻟوﻟﻲ اﻷﻗرب اﻟﻣﺳﺗﻛﻣل ﻟﺷروط اﻟوﻻﯾﺔ و ﻛﺎن اﻟﺧﺎطب اﻟﻛﻔﺊ ﻻ ﯾﻧﺗظر ﺣﺿورﻩ،
و ﻻ ﯾﻧﺗظر اﺳﺗطﻼع رأﯾﻪ ﻓﺎن اﻟﺷرﯾﻌﺔ أﺑﺎﺣت ﻟﻸﺑﻌد ﻣﻧﻪ اﻟذي ﯾﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟوﻻﯾﺔ أن ﯾﺑﺎﺷر
اﻟﺗزوﯾﺞ واﻋﺗﺑرت ﻏﯾﺑﺗﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻛﻌدم وﺟودﻩ و ﻻ ﯾﻠﻐﻲ ﺗزوﯾﺞ اﻷﺑﻌد إذا ﺣﺿر اﻷﻗرب.2
ﯾﻘﺻد ﺑﻪ اﻣﺗﻧﺎع اﻟوﻟﻲ اﻷﻗرب ﻋن زواج اﻟﻣوﻟﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻐﯾر ﻣﺑرر ﺷرﻋﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود اﻟﻛﻔﺊ .3
و ﺟﺎء ﻓﻲ ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ﻋﺿل اﻟﻣرأة ﻋن اﻟزواج :ﺣﺑﺳﻬﺎ ،و ﻋﺿل اﻟرﺟل أﯾﻣﻪ ،ﯾﻌﺿﻠﻬﺎ ،ﻋﺿﻼ
27
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻌﺿل ظﻠم و إﺿرار ﺑﺎﻟﻣرأة ﻓﻲ ﻣﻧﻌﻬﺎ ﻣن اﻟزواج ﺑﻣن ﺗرﺿﺎﻩ ،1ﻓﻘد اﺗﻔق اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻋﻠﻰ أﻧﻪ
ﻟﯾس ﻟﻠوﻟﻲ أن ﯾﻌﺿل ﻣوﻟﯾﺗﻪ ﻋن اﻟزواج ﺑﻣن ﺗرﺿﺎﻩ وﺗراﻩ ﻛﻔﺊ ،2وﻟﻘد ﻧﻬﻰ ﻋﻧﻪ ﺳﺑﺣﺎﻧﻪ و ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ
اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻻ ﻟﻠوﻟﻲ اﻷﺑﻌد ،ﻻن اﻟﻌﺿل ظﻠم ،و اﻟظﻠم ﯾﺟب رﻓﻌﻪ ،و رﻓﻊ اﻟظﻠم ﻣن ﺗﺧﺻﺻﻠﻠﻘﺎﺿﻲ ،4ﻓﻲ
ﻗول اﺑن اﻟﻣﻧذر و أﺟﻣﻌوا أن ﻟﻠﺳﻠطﺎن أن ﯾزوج اﻟﻣرأة إذا أرادت اﻟﻧﻛﺎح ودﻋت إﻟﻰ ﻛﻔﺊ واﻣﺗﻧﻊ اﻟوﻟﻲ أن
ﯾزوﺟﻬﺎ .5
وﻣﺎ رواﻩ ﻣﺎﻟك أﻧﻪ ﻗﺎل ﯾﻛون أﯾﺿﺎ ﻟﻬﺎ وﻟﻲ ﻓﯾﻣﻧﻌﻬﺎ إﻋﺿﺎﻻ ﻟﻬﺎ ﻓﺈذا ﻣﻧﻌﻬﺎ أﺧرج ﻧﻔﺳﻪ ﻣن اﻟوﻻﯾﺔ
ﺑﺎﻟﻌﺿل ،و ﻗد ﻗﺎل رﺳول اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ و ﺳﻠم " :ﻻ ﺿرر وﻻ ﺿرار " ،ﻓﺈذا ﻛﺎن ﺿرر ﺣﻛم
28
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺷرع ﻟﻠﻧﻛﺎح ﺷروطﺎ ﻧظ ار ﻷﻫﻣﯾﺗﻪ وﻣن أﻫﻣﻬﺎ اﻟوﻟﻲ ،ﺣﯾث ﻻ ﯾﺻﺢ اﻟﻌﻘد إﻻ ﺑﻪ ،ﺑﺣﯾث ﻫﻧﺎك ﻋدة
أدﻟﺔ ﺗﺛﺑت ﺷرﻋﯾﺗﻪ ،واﺷﺗراطﻪ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟزواج ،واﻟﻐﺎﯾﺔ ﻓﻲ ذﻟك أن اﻟوﻟﻲ ﯾﻌرف اﻟﻛفء ﻣن اﻟﻧﺎس
وﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻧﻛﺎح.
ﻟﻛن ٳﺧﺗﻠف اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﺷﺗراطﻪ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟزواج ،واﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ﻫذا اﻻﺧﺗﻼف
اﻟذي ﯾدور ﺑﯾﻧﻬم ﺣول ﻫذﻩ اﻟﻧﻘطﺔ ،ﺳﻧﺗﻌرض أوﻻ إﻟﻰ ﺗﻌرﯾف اﻟوﻟﻲ و إﻟﻲ ﺷرطﻪ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟزواج )ﻣطﻠب
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣطﻠب ﻧﺣن ﺑﺻدد اﻟﺗطرق إﻟﻲ ﺗﻌرﯾف اﻟوﻟﻲ ف )ﻓرع أول( ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﺳﻧﺑﯾن ﺷروط
اﻟﻔرع اﻷول
ﺗﻌرﯾف اﻟوﻟﻲ
وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﯾﻌﺗﺑر اﻟوﻟﻲ رﻛﻧﺎ ﻣن أرﻛﺎن اﻟزواج ،ﻓﻼ ﯾﻧﻌﻘد اﻟزواج وﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻧﺎﻓذا إﻻ ﺑﻌد
اﺳﺗﻛﻣﺎل ﺟﻣﯾﻊ أرﻛﺎﻧﻪ ،ﺣﯾث اﺟﺗﻬد اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻲ إﻋطﺎء ﻣﺧﺗﻠف ﺗﻌﺎرﯾف ﻟﻠوﻟﻲ وﻧﺣن ﺳﻧﺗطرق إﻟﻰ ﺗﻌرﯾف
29
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
اﻟوﻟﻲ ﺑﺳﻛون اﻟﻼم اﻟﻘرب واﻟدﻧو ،وﻛل ﻣﻣﺎ ﯾﻠﯾك أي ﯾﻘرﺑك ،وﻛل وﻟﻲ أﻣر آﺧر ﻓﻬو وﻟﯾﻪ،
اﻟوﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻧﻛﺎح ﻫو اﻟذي ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻌﻘد ﻓﻼ ﯾﺻﺢ ﺑدوﻧﻪ وﻫو اﻷب أو وﺻﯾﻪ ،واﻟﻘرﯾب
اﻟوﻟﻲ ﻓﻲ اﻻﺻطﻼح ﻣﺄﺧوذ ﻣن اﻟوﻻﯾﺔ وﻫﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻘول ﻋﻠﻰ اﻟﻐﯾر ﺷﺎء اﻟﻐﯾر أو أﺑﻰ ،وﻛل ﻣن
ووﻟﻲ اﻟﻣرأة ﻓﻲ اﻟزواج ﻫو اﻟذي ﯾﻠﻲ اﻟﻧﻛﺎح ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻻ ﯾدﻋﻬﺎ ﺗﺳﺗﺑد ﺑﻌﻘد ﺑدوﻧﻪ.3
اﻟوﻟﻲ ﻫو اﻟﻘرﯾب اﻟذي وﻻﻩ اﷲ ﺗزوﯾﺞ ﻣن ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻋﻘد زواﺟﻪ ﺑﻧﻔﺳﻪ ،ﻛﺎﻟﻣرأة واﻟﺻﻐﯾر
وﻛذﻟك ﻫو ﺳﻠطﺔ ﺷرﻋﯾﺔ ﻟﻌﺻﺑﺔ اﻟﻧﻔس أو ﻣن ﯾﻘوم ﻣﻘﺎﻣﻬم ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗزوﯾﺞ ﻣن ﻟم ﯾﻛن أﻫﻼ
ﻟﻌﻘدﻩ.
30
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻻ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺷﺧص وﻟﯾﺎ إﻻ إذا ﺗوﻓرت ﻓﯾﻪ اﻟﺷروط اﻟﻼزﻣﺔ و إﻻ ﺳﻘط ﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺔ،
واﻧﺗﻘﻠت إﻟﻰ ﻣن ﯾﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟوﻻﯾﺔ ،وﻫذا ﻣﺎ ﺟﻌل اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﯾﺗﻔﻘون ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﺷروط
وﯾﺧﺗﻠﻔون ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﺑﻌض اﻷﺧر و ﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﻌرﻓﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔرع ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ:
-1ﻛﻣﺎل اﻷﻫﻠﯾﺔ:
و ﻫﻲ ﺗﺗﺣﻘق ﻋﻧد اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺑﺎﻟﺑﻠوغ و اﻟﻌﻘل و اﻟﺣرﯾﺔ ،و ﻋﻠﻰ ﻫذا ﻻ ﺗﺛﺑت اﻟوﻻﯾﺔ ﻟﻠﺻﺑﻲ و ﻟو ﻛﺎن
ﻣﻣﯾزا ،ﻟﻌدم اﻟﺑﻠوغ ،و ﻻ وﻻﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﻧون و اﻟﻣﻌﺗوﻩ و ﻣن ﻓﻲ ﺣﻛﻣﻬﻣﺎ ﻟﻘﺻور اﻟﻌﻘل ،أﻣﺎ ﺷرط اﻟﺣرﯾﺔ ،ﻓﻼ
ﻣﻛﺎن ﻟﻪ ﻓﻲ ﻋﺻرﻧﺎ ﺑﻌد إﻟﻐﺎء اﻟرق ،ﻟذﻟك ﻓﻣن ﻟم ﯾﺑﻠﻎ أو ﺑﻠﻎ ﻏﯾر ﻋﺎﻗل ﻻ وﻻﯾﺔ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻪ ،ﻟذﻟك ﻻ
ﻓﯾﺷﺗرط أن ﯾﻛون اﻟوﻟﻲ ﻣﺗﺣدا ﻓﻲ اﻟدﯾن ﻣﻊ اﻟﻣوﻟﻰ ﻋﻠﯾﻪ ،ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻟﻠﻔﺗﺎة أو اﻟﺻﻐﯾر ﺷﻘﯾﻘﺎن
31
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
وﻻ ﯾﺗّﺧذ اﻟﻣؤﻣﻧون اﻟﻛﺎﻓرون أوﻟﯾﺎء ﻣن دون اﻟﻣؤﻣﻧﯾن «،1 ﻷﻧﻪ ﻻ وﻻﯾﺔ ﻟﻐﯾر ﻣﺳﻠم ﻟﻘوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ» :
أي ﻻ ﺗواﻟوا أﻋداء اﷲ و ﺗﺗرﻛوا أوﻟﯾﺎءﻩ ﻓﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﻌﻘول أن ﯾﺟﻣﻊ اﻹﻧﺳﺎن ﺑﯾن ﻣﺣﺑﺔ اﷲ و ﺑﯾن ﻣﺣﺑﺔ
أﻋداﺋﻪ ،2ﻟﻘوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ » :و ﻟن ﯾﺟﻌل اﷲ ﻟﻠﻛﺎﻓرﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﻣﻧﯾن ﺳﺑﯾﻼ «.3
رﻏم اﺗﻔﺎق اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻋﻠﻲ ﺑﻌض اﻟﺷروط إﻻ أﻧﻬم اﺧﺗﻠﻔﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﻌض اﻷﺧر ﻣﻧﻬﺎ ﻓﯾم ﯾﺧص ﺷروط
-1اﻟذﻛورة:
ﯾرى ﺟﻣﻬور اﻟﻔﻘﻬﺎء اﺷﺗراط اﻟذﻛورة ﻓﻲ اﻟوﻟﻲ ﻓﻼ ﺗﺛﺑت وﻻﯾﺔ اﻟﺗزوﯾﺞ ﻟﻸﻧﺛﻰ ﻻن اﻟﻣرأة ﻋﻧدﻫم ﻻ
وﻻﯾﺔ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻬﺎ ،ﻓﻣن ﺑﺎب أوﻟﻰ ﻻ وﻻﯾﺔ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﯾرﻫﺎ.4
ودﻟﯾل ذﻟك ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ أﺑﻲ ﻫرﯾرة -رﺿﻲ اﷲ ﻋﻧﻪ -ﻋن اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﻗﺎل " :ﻻ
ﺗزوج اﻟﻣرأة اﻟﻣرأة و ﻻ ﺗزوج اﻟﻣرأة ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻓﺈن اﻟزاﻧﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗزوج ﻧﻔﺳﻬﺎ ".5
وﻻ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟوﻟﻲ أن ﯾﻛون رﺟﻼ ﻋﻧد اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ ،ﻓﻌﻧدﻫم ﻟﻠﻣرأة أن ﺗوﻟﻲ زواج اﻟﺻﻐﯾرة
واﻟﺻﻐﯾر ،وﻣن ﻓﻲ ﺣﻛﻣﻬﺎ ﻋﻧد ﻋدم وﺟود اﻷوﻟﯾﺎء ﻣن اﻟرﺟﺎل ،وﻛذﻟك ﻗﺎل اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ :ﺗﺗﺻف اﻟﻣرأة
ﺑﺎﻟوﻻﯾﺔ إذا ﻛﺎﻧت وﺻﯾﺔ أو ﻣﺎﻟﻛﺔ أو ﻣﻌﺗﻘﺔ ،أﻣﺎ اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ واﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ﻓﻼ ﺗﺻﺢ ﻋﻧدﻫم وﻻﯾﺔ اﻟﻣرأة ﻷﻧﻬﺎ ﻻ
32
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
-2اﻟﻌداﻟﺔ:
ﯾﺷﺗرط ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻬﺎء أن ﯾﻛون اﻟوﻟﻲ ﻋﺎدﻻ ،و ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻌداﻟﺔ أن ﯾﻛون ﻣﺗﺟﻧﺑﺎ ﻻرﺗﻛﺎب اﻟﻛﺑﺎﺋر،
ﻛﺎﻟﺳرﻗﺔ ،واﻟزﻧﺎ ،وان ﯾﻛون ﻏﯾر ﻣﺻر ﻋﻠﻰ ارﺗﻛﺎب اﻟﺻﻐﺎﺋر ،و أن ﯾﻛون ﺑﻌﯾدا ﻋن اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﻘدح
ﺑﺎﻟﻣروءة ،1ﻓﻼ وﻻﯾﺔ ﻟﻐﯾر اﻟﻌدل و ﻫو اﻟﻔﺎﺳق ،2وﻫو ﻣﺎ ذﻫب إﻟﯾﻪ اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ و اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ.
ﺑﺣﯾث ذﻫب اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ إﻟﻰ أن اﻟﻌداﻟﺔ ﻟﯾﺳت ﺷرطﺎ ﻓﻲ ﺛﺑوت اﻟوﻻﯾﺔ ،ﻓﺎﻟوﻟﻲ ﻋدﻻ ﻛﺎن
ﻷن ﻣﻧﺎط اﻟوﻻﯾﺔ ﻓﻬو اﻟﺗﻌﺻﯾب ﻟوﺟود اﻟﺷﻔﻘﺔ ،و ﻫذﻩ ﻻ ﯾﺧﺗﻠف أﻣرﻫﺎ ﺑﯾن اﻟﻌدل وﻏﯾر اﻟﻌدل،
وﻷن اﺷﺗراط ذﻟك ﯾوﻗﻊ اﻟﻧﺎس ﻓﻲ اﻟﺣرج ،و ﻟﻘد ﻛﺎن اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻌﺻور اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻣﻧذ ﻋﻬد اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ
اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﻗﺎﺋﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻋدم ﻣﻧﻊ اﻟوﻟﻲ ﻏﯾر اﻟﻌدل ﻣن ﺗزوﯾﺞ ﺑﻧﺎﺗﻪ.4
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﺗﻔق اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص وﻻﯾﺔ اﻟﺗزوﯾﺞ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﺗﺛﺑت ﻟﻠرﺟل اﻟﺑﺎﻟﻎ ﺣق ﺗزوﯾﺞ ﻧﻔﺳﻪ
ﺑﻧﻔﺳﻪ دون أي ﻣﻌﺎرض ،ﻟﻛن اﺧﺗﻠﻔوا ﺑﯾﻧﻬم ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص وﻻﯾﺔ اﻟﻣرأة اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﻌﺎﻗﻠﺔ ﻋﻘد زواﺟﻬﺎ ﺑﻧﻔﺳﻬﺎ
ﻛﺎﻟرﺟل ،وﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﻔﺻل ﻓﯾﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣطﻠب ﻛﺎﻵﺗﻲ :اﺷﺗراط اﻟوﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟزواج )ﻓرع أول(ٕ ،واﻟﻰ
-1ﻣﺣﻣد رأﻓت ﻋﺛﻣﺎن ،ﻓﻘﻪ اﻟﻧﺳﺎء ﻓﻲ اﻟﺧطﺑﺔ و اﻟزواج ،دار اﻻﻋﺗﺻﺎم ،اﻟﻘﺎﻫرة ،د .س .ن ،ص.92 .
-2ﻣﺣﻣد ﺧﺿر ﻗﺎدر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.192 .
-3وﻫﺑﺔ اﻟزﺣﯾﻠﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.197 .
-4ﻣﺣﻣد ﺧﻠﯾل إﺑراﻫﯾم ﻋﺑد اﷲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.39 .
33
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
اﻟﻔرع اﻷول
ٳﺗﻔق اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻲ ﺗوﻟﻲ اﻟوﻟﻲ ﻋﻘد زواج اﻟﻘﺎﺻر؛ ﺻﺑﻲ ﻛﺎن أم ﻓﺗﺎة واﻟﻌﻠﺔ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺻﻐر،
وﻋدم اﻟﺗﻣﯾﯾز ،أﻣﺎ اﻟﻣﺟﻧون واﻟﻣﻌﺗوﻩ اﻟﺳﻔﯾﻪ ﻓذﻟك ﻟﻘﻠﺔ اﻟﻌﻘل ،وﻫﻧﺎ ﺳﻧﺳﺗﻌرض رأي ﺟﻣﻬور ﻓﻲ اﺷﺗراط
ﺳواء وﺿﻊ اﻟوﻟﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﻘد رﻛن ﻣن أرﻛﺎﻧﻪ ،ﻛﻣﺎ ﻫو ﻓﻲ ﻧظر اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ،أم ﺷرط
ﻣن ﺷروطﻪ ،ﻛﻣﺎ ﻫو ﻓﻲ ﻧظر ﻏﯾرﻫم ،ﻓﺎن اﻟوﻟﻲ ﺛﺎﺑت ﺑﺎﻟﻛﺗﺎب و اﻟﺳﻧﺔ 1وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻣﻌﻘول وﻛذا
اﻹﺟﻣﺎع.
وﻫذا ﻣﺎ ذﻫب إﻟﯾﻪ أﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻌﻠﻣﺎء إﻟﻰ أن اﻟﻣرأة اﻟﻌﺎﻗﻠﺔ اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ ﻻ ﺗزوج ﻧﻔﺳﻬﺎ وﻻ ﻏﯾرﻫﺎ،2
ٕواﻟﯾﻪ ﻣﺎ ذﻫب ﺟﻣﻬور اﻟﻔﻘﻬﺎء ،ﻣن اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ واﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ واﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ﺣﯾث ﯾرون أن ﻋﻘد اﻟزواج إذا ﺑﺎﺷرﺗﻪ
اﻟﻣرأة اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﻌﺎﻗﻠﺔ أﺻﺎﻟﺔ ﻋن ﻧﻔﺳﻬﺎ ﯾﻛون ﺑﺎطﻼ ﺑطﻼﻧﺎ ﻣطﻠﻘﺎ ،3وذﻟك ﻻن اﻟوﻟﻲ ﻋﻧدﻫم ﺷرط ﻓﻲ
-1ﺣﺳن ﻣﺣﻣد ﯾوﺳف ،آداب اﻟﻌﻘد و اﻟزﻓﺎف ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ،د .ط ،دار اﻻﻋﺗﺻﺎم ،ﻣﺻر ،1979 ،ص.72 .
-2إﺳﻣﺎﻋﯾل أﻣﯾن ﻧواﻫﺿﺔ ،أﺣﻣد ﻣﺣﻣد اﻟﻣوﻣﻧﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.104 .
-3رﻣﺿﺎن ﻋﻠﻲ اﻟﺳﯾد اﻟﺷرﻧﺑﺎﺻﻲ ،ﺟﺎﺑر ﻋﺑد اﻟﻬﺎدي اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.304 ،
-4ﻣﺣﻣد ﺧﺿر ﻗﺎدر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.186 .
34
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
-1ﻣن اﻟﻛﺗﺎب:
وﻫ ﱠن أ ْ ِ
اﺟ ُﻬ ﱠن إِ َذا
َن َﯾ ْﻧﻛ ْﺣ َن أ َْزَو َ ﺿﻠُ ُ
َﺟﻠَ ُﻬ ﱠن ﻓَﻼ ﺗَ ْﻌ ُ
ﺎء ﻓََﺑﻠَ ْﻐ َن أ َ
ﺳ َﻗﺎل اﷲ ﻋز و ﺟل ٕ َ " :وِا َذا طَﻠﱠ ْﻘﺗُ ُم اﻟ ﱢﻧ َ
َواﻟﻠﱠ ُﻪ َﯾ ْﻌﻠَ ُم َوأَ ْﻧﺗُ ْم ﻻ ﺗَ ْﻌﻠَ ُﻣون " ،1ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻵﯾﺔ ﻣوﺟﻬﺔ إﻟﻰ اﻷوﻟﯾﺎء ﻋن ﻣﻧﻌﻬن ﻣن اﻟﻧﻛﺎح ﻣن ﯾﺧﺗرن ﻣن
اﻷزواج ،وﻻ ﯾﺗﺣﻘق اﻟﻣﻧﻊ إﻻ ﻣﻣن ﻓﻲ ﯾدﻩ اﻟﻣﻣﻧوع ،ﻓدل ذﻟك ﻋﻠﻰ أن ﻋﻘد اﻟﻧﻛﺎح ﻓﻲ ﯾد اﻟوﻟﻲ ﻻ ﻓﻲ ﯾد
وﻛذﻟك ﻗوﻟﻪ ﺳﺑﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ " :وﻻ ﺗﻧﻛﺣوا اﻟﻣﺷرﻛﯾن ﺣﺗّﻰ ﯾؤﻣﻧوا " ،4اﻟﺣق ﺳﺑﺣﺎﻧﻪ و ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﻟم ﯾﺧﺎطب اﻹﻧﺎث ﻫﻧﺎ ،وﻟﻛن ﺧﺎطب اﻟرﺟﺎل ﻟﯾﻛوﻧوا اﻟﻣﯾزان اﻟﻌﻘﻠﻲ ،ﻟﻠرﺟل اﻟوﻟﻲ ﻋن اﺑﻧﺗﻪ
أﻫﻠﻬن ".6
ّ ﻧﻛﺣوﻫن ﺑﺈذن
ّ و ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ أﯾﺿﺎ " :ﻓﺄ
-2ﻣن اﻟﺳﻧﺔ:
ﻋن ﻋﺎﺋﺷﺔ -رﺿﻲ اﷲ ﻋﻧﻬﺎ -ﻗﺎﻟت :ﻗﺎل اﻟرﺳول )ص( " :أﯾﻣﺎ اﻣرأة ﻟم ﯾﻧﻛﺣﻬﺎ اﻟوﻟﻲ ﻓﻧﻛﺎﺣﻬﺎ
ﺑﺎطل ،ﻓﻧﻛﺎﺣﻬﺎ ﺑﺎطل ،ﻓﻧﻛﺎﺣﻬﺎ ﺑﺎطل ،ﻓﺎن أﺻﺎﺑﻬﺎ ،ﻓﻠﻬﺎ ﻣﻬرﻫﺎ ﺑﻣﺎ أﺻﺎب ﻣﻧﻬﺎ ،ﻓﺎن اﺷﺗﺟروا ﻓﺎﻟﺳﻠطﺎن
35
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﻓﻌن ﻋﻣر ﺑن اﻟﺧطﺎب » :ﻻ ﺗﻧﻛﺢ اﻟﻣرأة إﻻ ﺑﺈذن وﻟﯾﻬﺎ أو ذي اﻟرأي ﻣن أﻫﻠﻬﺎ أو اﻟﺳﻠطﺎن،
ﻋن أﺑﻲ ﻫرﯾرة ﻗﺎل ،ﻗﺎل رﺳول اﷲ )ص( " :ﻻ ﺗزوج اﻟﻣرأة اﻟﻣرأة و ﻻ ﺗزوج اﻟﻣرأة ﻧﻔﺳﻬﺎ ،ﻓﺎن
ﻓﺎﻟرﺳول )ص( ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺣدﯾث اﻋﺗﺑر اﻟﻣرأة اﻟﺗﻲ ﺗزوج ﻧﻔﺳﻬﺎ أو ﻏﯾرﻫﺎ ﺑﻐﯾر إذن وﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻧزﻟﺔ
اﻟزاﻧﯾﺔ.
وﻋن اﺑن ﻋﺑﺎس ﻗﺎل :ﻗﺎل رﺳول اﷲ )ص( " :ﻻ ﻧﻛﺎح إﻻ ﺑوﻟﻲ ." 3
-3ﻣن اﻟﻣﻌﻘول:
ﯾﻌﺗﺑر اﻟزواج ﻣﯾﺛﺎﻗﺎ ﻏﻠﯾظﺎ داﺋم ﻧو ﻣﻘﺎﺻد ﻣﺗﻌددة ﻣن ﺗﻛوﯾن اﻷﺳرة ،وﺗﺣﻘﯾق واﺳﺗﻘرار وﻏﯾرﻫﺎ،
واﻟرﺟل ﻟدﯾﻪ ﻣن ﺧﺑرة واﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﺷؤون اﻟﺣﯾﺎة اﻗر ﻋﻠﻰ ﻣراﻋﺎة ﻫذﻩ اﻟﻣﻘﺎﺻد 4،وﻫذﻩ اﻷﻣور ﻏﯾر ﻣﺗﯾﺳرة
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻧﺳﺎء ﻟﻘﻠﺔ ﺧﺑرﺗﻬن ،وﺳرﻋﺔ ﺗﺄﺛرﻫن ،واﻧﺧداﻋﻬن ﺑﺎﻟﺛﻧﺎء وﻋدم ﺗﺣﻛﯾﻣﻬن اﻟﻌﻘل ،وﻏﻠﺑﺗﻪ اﻟﻬوى
ﻋﻠﻰ ﺗﺻرﻓﺎﺗﻬن ،ﻓﻠﻬذا ﻻ ﺗﺣﻘق ﻣﻘﺎﺻد اﻟزواج إذا ﺑﺎﺷرت اﻟﻣرأة ﺑﻧﻔﺳﻬﺎ ﻋﻘد زواﺟﻬﺎ ،ﻓﻼ ﯾﻧﻌﻘد اﻟزواج
ﺑﻌﺑﺎرﺗﻬﺎ.5
36
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻣﺎ ذﻫب إﻟﯾﻪ ﺟﻣﻬور اﻟﻔﻘﻬﺎء إﻟﻰ اﻋﺗﺑﺎرﻫم أن اﻟﻣرأة ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻬﺎ ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻘد ﻧﻛﺎﺣﻬﺎ
أﺻﺎﻟﺔ ﻋن ﻧﻔﺳﻬﺎ ،ﻓﻬذﻩ اﻟﻣﻬﻣﺔ ﻣن ﺣق وﻟﯾﻬﺎ ،إﻻ أﻧﻪ ذﻫب آﺧرون إﻟﻰ ﻣﻧﺢ اﻟﻣرأة اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ ﺗوﻟﻲ
ﻋﻘد زواﺟﻬﺎ.
و ﻫذا ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧﻘﺳم ﻫذا اﻟﻔرع إﻟﻰ ﻣذﻫب أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ )أوﻻ( ،و أدﻟﺗﻪ )ﺛﺎﻧﯾﺎ(.
ذﻫب اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ إﻟﻰ أن اﻟﻌﻘد ﯾﺻﺢ ﺑﻐﯾر وﻟﻲ ،1و ﺑذﻟك ﯾﻛون ﻟﻠﻣرأة اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﻌﺎﻗﻠﺔ اﻟﺣق ﻓﻲ ﺗزوﯾﺞ
ﻧﻔﺳﻬﺎ ،2وﻟﻛﻧﻪ ﺷدد ﻓﻲ اﺷﺗراط اﻟﻛﻔﺎءة ﻓﻲ ﻣن ﺗﺧﺗﺎرﻩ ،ﻓﺎﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﻛﻔﺎءة ﻫﻲ :ﻣﺳﺎواة اﻟزوج
واﻟزوﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧزﻟﺔ ﺑﺣﯾث ﻻ ﺗﻛون اﻟزوﺟﺔ وﻻ أوﻟﯾﺎؤﻫﺎ ﻋرﺿﺔ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﺑﻬذﻩ اﻟﻣﺻﺎﻫرة ﺣﺳب اﻟﻌرف،3
ﺑﺣﯾث ﻗد ﺧص اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺳت أﻣور ﻟﺗﺗﺣﻘق اﻟﻛﻔﺎءة :اﻟﻧﺳب ،اﻹﺳﻼم ،اﻟﺣرﻓﺔ ،اﻟﺣرﯾﺔ ،اﻟدﯾﺎﻧﺔ ،واﻟﻣﺎل.
ﺑﺎﻟرﻏم أن اﻟﻣذﻫب اﻟﺣﻧﻔﻲ ﺧﺎﻟف ﺟﻣﻬور اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻲ إطﻼق ﺣرﯾﺗﻬﺎ ،ﻟﻛن أﻋطﻰ ﻟﻠوﻟﻲ ﺣق اﻻﻋﺗراض ﻓﻲ
37
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
-1ﻣن اﻟﻛﺗﺎب:
ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ " :ﻓَِﺈ ْن طَﻠﱠﻘَ َﻬﺎ ﻓَﻼ ﺗَ ِﺣ ﱡل ﻟَ ُﻪ ِﻣ ْن َﺑ ْﻌ ُد َﺣﺗﱠﻰ ﺗَ ْﻧ ِﻛ َﺢ َز ْوﺟﺎً َﻏ ْﯾ َرﻩُ " ، 1و ﻗد دل ﻋﻠﻰ أن
اﻟﻌﻘد اﻟذي ﯾﺻدر ﻋن اﻟﻣرأة ﯾﻌﺗﺑر ﺻﺣﯾﺣﺎ ﻣن ﻏﯾر ﺗوﻗف ﻋﻠﻰ إﺟﺎزة اﻟوﻟﻲ أو ﻣﺑﺎﺷرﺗﻪ إﯾﺎﻩ،
وﻫ ﱠن أ ْ ِ
اﺟ ُﻬ ﱠن "،2ﻫذا ﻣﺧﺎطﺑﺔ
َن َﯾ ْﻧﻛ ْﺣ َن أ َْزَو َ ﺿﻠُ ُ
َﺟﻠَ ُﻬ ﱠن ﻓَﻼ ﺗَ ْﻌ ُ
ﺎء ﻓََﺑﻠَ ْﻐ َن أ َ
ﺳ َو ﻗوﻟﻪ ﺳﺑﺣﺎﻧﻪٕ َ " :وِا َذا طَﻠﱠ ْﻘﺗُ ُم اﻟ ﱢﻧ َ
ﻟﻸوﻟﯾﺎء ،و ﻓﻲ ﻫذا دﻟﯾل أن أﻣر اﻷوﻟﯾﺎء ﺑﯾن؛ ﻷن اﻟﻣطﻠﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗراﺟﻊ اﻧﻣﺎ ﻫﻲ ﻣﺎﻟﻛﺔ ﺑﺿﻌﻬﺎ إﻻ أن
اﻟوﻟﻲ ﻻﺑد ﻣﻧﻪ ،و ﻣﻌﻧﻰ " ﺗﻌﺿﻠوﻫن " :ﺗﻣﻧﻌوﻫن و ﺗﺣﺑﺳوﻫن.3
-2ﻣن اﻟﺳﻧﺔ:
ﻋن أﺑﻲ ﺳﻠﻣﺔ :أن أﺑﻲ ﻫرﯾرة ﺣدﺛﻪ أن اﻟﻧﺑﻲ )ص( ﻗﺎل " :ﻻ ﺗﻧﻛﺢ اﻷﯾﺎم ﺣﺗﻰ ﺗﺳﺗﺄﻣر
و ﻻ ﺗﻧﻛﺢ اﻟﺑﻛر ﺣﺗﻰ ﺗﺳﺗﺄذن " ،ﻗﻠوا ﯾﺎ رﺳول اﷲ ،و ﻛﯾف إذﻧﻬﺎ ؟ ﻗﺎل " :أن ﺗﺳﻛت ".5
و ﻗوﻟﻪ أﯾﺿﺎ " :اﻷﯾﺎم أﺣق ﺑﻧﻔﺳﻬﺎ ﻣن وﻟﯾﻬﺎ ،و اﻟﺑﻛر ﺗﺳﺗﺄذن ﻓﻲ ﻧﻔﺳﻬﺎٕ ،واذﻧﻬﺎ ﺻﻣﺎﺗﻬﺎ " ؟
ﻗﺎل :ﻧﻌم.6
38
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﻓﺎﻷﯾم ﯾراد ﺑﻬﺎ ﻣن ﻻ زوج ﻟﻬﺎ ﻣن اﻟﻧﺳﺎء ﺑﻛ ار ﻛﺎﻧت أم ﺛﯾﺑﺎ ،ﻓﺎﻷﯾﺎﻣﻰ ﻣن اﻟﻧﺳﺎء ﻛﺎﻷﻋزب
ﻣن اﻟرﺟﺎل؛ وﻫو اﻟوﺟﻪ اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻣن أﻫل اﻟﻠﻐﺔ؛ ﻓﺎﻟﺣدﯾث اﺛﺑت ﻟﻠﻣرأة ﺛﯾﺑﺎ ﻛﺎﻧت أو ﺑﻛ ار أﺣﻘﯾﺔ ﺗزوﯾﺞ
ﻧﻔﺳﻬﺎ.1
-3ﻣن اﻟﻣﻌﻘول:
وذﻟك أن اﻟﻧﻛﺎح ﺗﺻرف ﻟﻠﻣرأة ﻓﻲ ﺧﺎﻟص ﺣﻘﻬﺎ وﻫﻲ ﻣن أﻫﻠﻪ ،ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﻋﺎﻗﻠﺔ ﻣﻣﯾزة وﻟﻬذا ﻛﺎن ﻟﻬﺎ
اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﻣﺎل وﻟﻬﺎ اﺧﺗﯾﺎر اﻷزواجٕ ،واﻧﻣﺎ ﯾطﻠب اﻟوﻟﻲ ﺑﺎﻟﺗزوﯾﺞ ﻛﻲ ﻻ ﺗﺳب ،وذﻟك ﻣن ﺑﺎب
39
40
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ ﻗـﺎﻧﻮن اﻷﺳﺮة اﻟﺠﺰاﺋﺮي اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ٳن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟم ﯾﻘم ﺑﺗﻌرﯾف اﻟوﻟﻲ ،و ﻟم ﯾﺣدد اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﺗوﻓرﻫﺎ ﻓﯾﻪ ،وﺑﺎﻟﻌودة إﻟﻰ
ﻧص اﻟﻣﺎدة 222ﻣن ق .أ .ج اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻲ أﻧﻪ » :ﻛل ﻣﺎ ﻟم ﯾرد اﻟﻧص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﯾرﺟﻊ
ﻓﯾﻪ إﻟﻰ أﺣﻛﺎم اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ « ،1ﻧﺟد أن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﺗﺣﯾل إﻟﻰ ﺗطﺑﯾق أﺣﻛﺎم اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ ﻏﯾﺎب ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻓﻲ ﻣوﺿوع ﻣﺎ ،و ﺑذﻟك ﯾﺟب اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻣﺎ ﺣددﻩ ﻓﻘﻬﺎء اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ
ﺗﻌرﯾف اﻟوﻻﯾﺔ ،ﺑﺄﻧﻬﺎ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ إﻧﺷﺎء اﻟﻌﻘد ﻧﺎﻓذا ﻏﯾر ﻣوﻗوف ﻋﻠﻰ إﺟﺎزة أﺣد ،2و اﻟﺷﺧص اﻟذي ﺑﯾدﻩ
ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺔ ﯾﺳﻣﻰ ﺑوﻟﻲ ) .3(tuteurﻓﺎﻟوﻟﻲ ﻟﻛﻲ ﯾﻛون أﻫﻼ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺔ ﯾﺟب أن ﺗﺗوﻓر ﻓﯾﻪ
ﺷروط ﻣﻌﯾﻧﺔ ،و ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻧﺟد أن اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻗد ﻗﺳﻣوا ﺷروط اﻟوﻟﻲ إﻟﻲ :ﺷروط ﻣﺗﻔق
ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘل ،اﻟﺑﻠوغ ،و إﺗﺣﺎد اﻟدﯾن ﺑﯾن اﻟوﻟﻲ و اﻟﻣوﻟﻰ ﻋﻠﯾﻪ ،و أﺧرى ﻏﯾر ﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ،
إن وﻻﯾﺔ اﻟرﺟل ﺛﺎﺑﺗﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣرأة ﻓﻲ اﻟﺷرع ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﻣﺳﺗواﻫﺎ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ أو ﻣﻧﺻﺑﻬﺎ
ّ
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻟوﻟﻲ أﻗدر ﻋﻠﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟرﺟل و ﻛذﻟك ﻻن اﻟزواج ﻫو ﻋﻘد ﺑﯾن ﻋﺎﺋﻠﺗﯾن،
ﻓﺎﻟﻣرأة و إن ﺗﻘدﻣت ﻓﻲ اﻟﺳن ،وﺣﺗﻰ و إن ﻛﺎﻧت ذات أﺧﻼق وأﺻول ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺑﻘﻰ ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ﺳرﯾﻌﺔ اﻟﺗﺄﺛر
-1اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11-84اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 05رﻣﺿﺎن ﻋﺎم 1404اﻟﻣواﻓق ل 09ﯾوﻧﯾو ﺳﻧﺔ 1984اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة
اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ﺑﺎﻷﻣر رﻗم 02-05اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 27ﻓﺑراﯾر ،2005ج .ر ﻋدد .15
-2ﻧﺳرﯾن ﺷرﯾﭬﻲ ،ﻛﻣﺎل ﺑوﻗرورة ،ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣﺑﺎﺣث ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون :ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ،ط ،1.دار ﺑﻠﻘﯾس ،اﻟﺟزاﺋر،2013 ،
ص.36.
-3أ .رﻓﯾق ﺧوﺟﺔ ،س .ﺑوﺷﺎرب ،ﻣﻌﺟم اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ)،ﻋرﺑﻲ ،ﻓرﻧﺳﻲ ـ ﻓرﻧﺳﻲ ،ﻋرﺑﻲ( ،دار ﺑﻠﻘﯾس ،اﻟﺟزاﺋر،
،2010ص.221 .
41
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ ﻗـﺎﻧﻮن اﻷﺳﺮة اﻟﺠﺰاﺋﺮي اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﺑﺎﻟﻣﻐرﯾﺎت و اﻟﻛﻼم اﻟﻣﻌﺳول ،ﻟذﻟك ﺷرع اﷲ اﻟوﻻﯾﺔ ،و رﻓض ﻋﻘد اﻟﻣ أرة زواﺟﻬﺎ ﺑﻧﻔﺳﻬﺎ وﻫذا ﻣﺎ أﺧذ ﺑﻪ
اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗﺑل ﺗﻌدﯾل ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة ،و ﻟﻛن ﻣﺎ ﻟﻔت اﻧﺗﺑﺎﻫﻧﺎ اﻟﺿﺟﺔ اﻟﻛﺑﯾرة اﻟﺗﻲ أﺛﯾرت ﺑﻌد اﻟﺗﻌدﯾل
اﻟذي ﻗﺎم ﺑﻪ اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة ﺳﻧﺔ 2005ﺑﻣوﺟب اﻷﻣر رﻗم ،02-05وﻣن ﺑﯾن اﻟﻣواﺿﯾﻊ
وﻣن ﺧﻼل ﻛل ﻫذا ﺳﻧﺗﻌرض ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل إﻟﻰ أﺣﻛﺎم اﻟوﻻﯾﺔ ﻗﺑل و ﺑﻌد ﺗﻌدﯾل ق .أ .ج وذﻟك
)ﻣﺑﺣث ﺛﺎن(. إﻟﻰ أﻗﺳﺎﻣﻬﺎ وﻣراﺗب اﻷوﻟﯾﺎء )ﻣﺑﺣث أول( ،وظﯾﻔﺔ اﻟوﻟﻲ و اﺛر ﺗﺧﻠﻔﻪ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟزواج
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول
ﻟم ﯾﻌﺎرض ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﺗﻌرﯾف اﻟوﻻﯾﺔ و أﻗﺳﺎﻣﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻔﻘﻪ ،ﺣﯾث ﺗﻧﻘﺳم
اﻟوﻻﯾﺔ إﻟﻲ ﺛﻼﺛﺔ أﻗﺳﺎم و ﻫﻲ :اﻟوﻻﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل ،اﻟوﻻﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔس ،و اﻟوﻻﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔس و اﻟﻣﺎل ﻣﻌﺎ
وﻣﺣل دراﺳﺗﻧﺎ ﻫو ﻣوﺿوع اﻟوﻻﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔس و ﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد وﻻﯾﺔ اﻟﺗزوﯾﺞ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﻘﺳم ﺑدورﻫﺎ إﻟﻰ وﻻﯾﺔ ﻗﺎﺻرة
اﻟﺗﻲ ﺗﺛﺑت ﻟﻠرﺟل اﻟﺑﺎﻟﻎ و ﻫذا دون أي ﻧﻘﺎش إﻣﺎ ﻣن اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻔﻘﻬﻲ أو ﻣن اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲٕ ،واﻟﻰ وﻻﯾﺔ
ﻣﺗﻌدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺛﺑت ﻋﻠﻰ ﻧﺎﻗﺻﻲ اﻷﻫﻠﯾﺔ وﻋدﯾﻣﻬﺎ ،وﻋﻠﻰ اﻟﻣرأة ﺣﯾث ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻬﺎ ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻘد زواﺟﻬﺎ
ﺑﻧﻔﺳﻬﺎ ،وﺗﻛون اﻟوﻻﯾﺔ ﻟﻸﻗرب ﻣن اﻟﻣرأة ﺣﺳب اﻟﺗرﺗﯾب اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري.
وﺑذﻟك ﺳﻧﺗطرق إﻟﻲ ﻫذﻩ اﻟﻧﻘﺎط ﻗﺑل ﺗﻌدﯾل ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة و ﻓﻲ ظل ﺗﻌدﯾﻠﻪ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ :أﻗﺳﺎم اﻟوﻻﯾﺔ
42
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ ﻗـﺎﻧﻮن اﻷﺳﺮة اﻟﺠﺰاﺋﺮي اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﺑﺣﯾث ﻗﺳم اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن وﻻﯾﺔ اﻟﺗزوﯾﺞ إﻟﻰ وﻻﯾﺔ إﺟﺑﺎر و إﻟﻰ وﻻﯾﺔ إﺧﺗﯾﺎر ،ﻓﺎﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري
ﻟم ﯾﺗطرق إﻟﯾﻬﺎ ﺻراﺣﺔ ،ﺑل ﯾﻔﻬم ﻣن ﺧﻼل ﺷرح ﻣوادﻩ ،و ﺑﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ إﺟﺗﻬﺎد اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻲ اﻟﺗﻔرﻗﺔ ﺑﯾن
ﺻﻧﻔﻲ اﻟوﻻﯾﺔ وﻣﻧﻪ ﺳﻧﺗﻧﺎول ﺑﺈﯾﺟﺎز أﻗﺳﺎم اﻟوﻻﯾﺔ ﻓﻲ اﻟزواج )ﻓرع أول( ،وﻣوﻗف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣن ذﻟك
)ﻓرع ﺛﺎن(.
اﻟﻔرع اﻷول
أﻧواع اﻟوﻻﯾﺔ
ﻫﻲ اﻟوﻻﯾﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧول ﻟﻠوﻟﻲ أن ﯾﻘوم ﺑﺈﻧﺷﺎء ﻋﻘد اﻟزواج ﺑدون أن ﯾﺷﺎرﻛﻪ أﺣد 1ﺑﻣوﺟﺑﻬﺎ
ﯾﻛون ﻟﻪ أن ﯾﺟﺑر اﻟﻣوﻟﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻠﻰ اﻟزواج ﻣن ﻏﯾر ﻣواﻓﻘﺗﻪ و رﺿﺎﻩ و ﺑﺎﺗﻔﺎق ﺟﻣﻬور اﻟﻔﻘﻬﺎء ،ﺗﺛﺑت ﻫذﻩ
اﻟوﻻﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻐﯾر ،و اﻟﺻﻐﯾرة ،و اﻟﻣﺟﻧون ،و اﻟﻣﺟﻧوﻧﺔ ،و دﻟﯾل ذﻟك ﻣﺎ روﺗﻪ ﻋﺎﺋﺷﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻧﻬﺎ
ﺑﻘوﻟﻬﺎ " :ﺗزوﺟﻧﻲ رﺳول اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﻟﺳت ﺳﻧﯾن و ﺑﻧﻰ ﺑﻲ و أﻧﺎ ﺗﺳﻊ ﺳﻧﯾن ".2
وأﺿﺎف ﻛل ﻣن اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻣﻠﻛﻲ ،اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ،و اﻟﺣﻧﺑﻠﻲ أﻧﻬﺎ ﺗﺛﺑت ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻛر ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎﻧت ﺑﺎﻟﻐﺔ
واﻟﻌﻠﺔ ﻓﻲ ذﻟك ﻫﻲ اﻟﺑﻛﺎرة ،3أﻣﺎ ﻟﻣن ﺗﺛﺑت ﻫذﻩ اﻟوﻻﯾﺔ ،ﻓﻘد إﺧﺗﻠﻔوا ﻓﯾﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﺣﻧﻔﯾﺔ ﺗرى ﺑﺄﻧﻪ ﺗﺛﺑت ﻟﻠﻌﺻﺑﺔ،
43
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ ﻗـﺎﻧﻮن اﻷﺳﺮة اﻟﺠﺰاﺋﺮي اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
و ذوي اﻷرﺣﺎم ،أﻣﺎ اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ ﻓﻘد أﺛﺑﺗﻬﺎ ﻟﻸب واﻟﺟد ،وﻫذا ﻣﺎ ذﻫب إﻟﯾﻪ أﺣﻣد وﻣﺎﻟك ،وﺗﺛﺑت ﻋﻧدﻫم ﻟوﺻﻲ
اﻷب.1
وﻻﯾﺔ اﻹﺧﺗﯾﺎر ،أو ﻛﻣﺎ ﯾﺳﻣﯾﻬﺎ اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ ﺑوﻻﯾﺔ اﻹﺳﺗﺣﺑﺎب أو ﻧدب و ﺗﻔﯾد ،أن ﻧﻛﺎح اﻟوﻟﻲ اﻟﻣوﻟﻰ
ﻋﻠﯾﻬﺎ إﻧﻣﺎ ﺗﻛون ﺑﻌد أﺧذ إذﻧﻬﺎ ،أي ﻻ ﯾﻧﻌﻘد زواج اﻟوﻟﻲ إﻻ ﺑﻌد أﺧذ إذن اﻟﺑﻧت ،2و دﻟﯾل ذﻟك ﻋن إﺑن
ﻋﺑﺎس ،أن اﻟرﺳول ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ و ﺳﻠم ﻗﺎل " :اﻷﯾم أﺣق ﺑﻧﻔﺳﻬﺎ ﻣن وﻟﯾﻬﺎ و اﻟﺑﻛر ﺗﺳﺗﺄذن ﻓﻲ
و ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ أﯾﺿﺎ " :ﻻ ﺗﻧﻛﺢ اﻷﯾم ﺣﺗﻰ ﺗﺳﺗﺄﻣر و ﻻ ﺗﻧﻛﺢ اﻟﺑﻛر ﺣﺗﻰ ﺗﺳﺗﺄذن " ،ﻗﺎﻟوا ﯾﺎ رﺳول
اﷲ و ﻛﯾف إذﻧﻬﺎ؟ و ﻗﺎل " :أن ﺗﺳﻛت ".4
ﻓوﻻﯾﺔ اﻹﺧﺗﯾﺎر ﻻ ﺟﺑر ﻓﯾﻬﺎ؛ ﻓﻬﻲ ﺗﺛﺑت ﻋﻠﻰ اﻟﻣرأة اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﻌﺎﻗﻠﺔ ،ﻓﺎﻟﺧﯾﺎر ﻟﻬﺎ ﻏﯾر أﻧﻪ ﯾﺳﺗﺣﺳن
أن ﺗﺄﺧذ رأي وﻟﯾﻬﺎ ،و إن ﯾﻘوم ﻫو ﺑﺗوﻟﻲ ﻋﻘد زواﺟﻬﺎ؛ ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺷﻛك ﻓﻲ أﺧﻼﻗﻬﺎ و ﺗوﺻف ﺑﺎﻟﺧﺎرﺟﺔ
44
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ ﻗـﺎﻧﻮن اﻷﺳﺮة اﻟﺠﺰاﺋﺮي اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺑﻌدﻣﺎ ﺗطرﻗﻧﺎ إﻟﻰ ﻣوﺟز ﻣن وﻻﯾﺔ اﻹﺟﺑﺎر ،و وﻻﯾﺔ اﻻﺧﺗﯾﺎر ﻓﻔﻲ ﻫذا اﻟﻔرع ﺳﻧﺗﻌرف إﻟﻰ ﻣﺎ أﺧذ ﺑﻪ
اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻫﺎﺗﯾن اﻟوﻻﯾﺗﯾن وذﻟك ﻗﺑل اﻟﺗﻌدﯾل )أوﻻ( ،ﺑﻌد اﻟﺗﻌدﯾل )ﺛﺎﻧﯾﺎ(.
ﻟﻘد ﻧص اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 09ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11-84ﻋﻠﻰ أﻧﻪ » :ﯾﺗم ﻋﻘد اﻟزواج
ﺑرﺿﺎ اﻟزوﺟﯾن ووﻟﻲ اﻟزوﺟﺔ ،و ﺷﺎﻫدﯾن و ﺻداق « ،1و ﺑﻣﻔﻬوم ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة أن اﻟوﻟﻲ رﻛن ﻣن أرﻛﺎن
ﻓﻣن اﻟﻣﻘرر ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ أن اﻟزواج اﻟﻣﻧﻌﻘد ﺑدون رﺿﺎ ووﻟﻲ اﻟزوﺟﺔ ﻫو ﺑﺎطل ﺑطﻼﻧﺎ
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدﺗﯾن 12و 13ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ،ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﻲ م » 12ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠوﻟﻲ
أن ﯾﻣﻧﻊ ﻣن ﻓﻲ وﻻﯾﺗﻪ ﻣن اﻟزواج إذا رﻏﺑت ﻓﯾﻪ و ﻛﺎن أﺻﻠﺢ ﻟﻬﺎ .و إذا وﻗﻊ اﻟﻣﻧﻊ ،ﻓﻠﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺄذن
ﻏﯾر أن ﻟﻸب أن ﯾﻣﻧﻊ ﺑﻧﺗﻪ اﻟﺑﻛر ﻣن اﻟزواج إذا ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﻣﻧﻊ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻟﻠﺑﻧت «.4
45
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ ﻗـﺎﻧﻮن اﻷﺳﺮة اﻟﺠﺰاﺋﺮي اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
وﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻣﻼﺣظﺗﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة أن اﻟﻣﺷرع ﻗد ﻓرق ﺑﯾن اﻟﻣرأة اﻟﺛﯾب و اﻟﺑﻛر ،ﺣﯾث ﻗﺎم اﻟﻣﺷرع ﺑﺈﺧراج
اﻟﺛﯾب ﻣن وﻻﯾﺔ اﻹﺟﺑﺎر وﻟﻬﺎ أن ﺗﺗزوج ﺑﻣن رﻏﺑت ﺑﻪ ورأت أﻧﻪ أﺻﻠﺢ ﻟﻬﺎ ،أﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﺑﻛر ﻓﻘد
ﺑﻌدﻣﺎ ﻛﺎن اﻟم اﻟﺞ ﻗﺑل اﻟﺗﻌدﯾل ﯾﺄﺧذ ﺑﺎﻟﻣذﻫب اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص إﺧﺿﺎع اﻟﻣرأة ﺳواء ﻛﺎﻧت ﺑﻛ ار
أو ﻗﺎﺻرة أو ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻟوﻻﯾﺔ اﻹﺟﺑﺎر ،ﻓﺑﺻدور اﻷﻣر رﻗم 02-05ﻗﺎم ﺑﺗﻌدﯾل ﻟﻠﻣواد 11و 13ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
رﻗم 11-84ﻧﻼﺣظ أﻧﻪ ﻣﺎل ﻧﺣو اﻟﻣذﻫب اﻟﺣﻧﻔﻲ اﻟذي ﺣﺻر وﻻﯾﺔ اﻹﺟﺑﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻐﺎر ﻓﻘط.1
ﻓﺎﻟﻣﺷرع ﻧص ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 11ﻣن ق .أ.ج ﻋﻠﻰ أﻧﻪ » :ﺗﻌﻘد اﻟﻣرأة اﻟراﺷدة زواﺟﻬﺎ ﺑﺣﺿور وﻟﯾﻬﺎ
و ﻫو أﺑوﻫﺎ أو أﺣد أﻗﺎرﺑﻬﺎ أو أي ﺷﺧص أﺧر ﺗﺧﺗﺎرﻩ ،دون اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﻣﺎدة 07ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون،
وﻟﻲ ﻟﻪ«،2 ﯾﺗوﻟﻰ زواج اﻟﻘﺻر أوﻟﯾﺎؤﻫم وﻫو اﻷب ﻓﺄﺣد اﻷﻗﺎرب اﻷوﻟﯾن و اﻟﻘﺎﺿﻲ وﻟﻲ ﻣن ﻻ
ﻓﺎﻟﻣﺷرع ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻧص ﻗد أﻋطﻰ ﻟﻠﻣرأة اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ ﺳن اﻟرﺷد ﺣق ﺗوﻟﻲ زواﺟﻬﺎ ﺑﻧﻔﺳﻬﺎ ﺗﻣﺎرﺳﻪ دون
ﻗﯾد ،ﻛﻣﺎ ﻣﻧﺣﻬﺎ ﺣق ﺗﻔوﯾض ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻫذا اﻟﺣق ﻟوﻟﯾﻬﺎ ،3ﻓﺎﻟﻣﺷرع وﺿﻊ ﺣدا ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ ﻟﻠﻧﻘﺎش ﺣول ﻣدى
ﺳﻠطﺔ اﻟوﻟﻲ ﻓﻲ إﺟﺑﺎر ﻣن ﻓﻲ وﻻﯾﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟزواج ﻣن ﺷﺧص ﻻ ﺗﺣﺑﻪ و ﻻ ﺗﺄﻧس إﻟﯾﻪ.4
-1ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺳﻌد ،اﻟزواج و اﻟطﻼق ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.123 ،
-2اﻟﻣﺎدة 11ﻣن رﻗم اﻷﻣر 02-05اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 27ﻓﺑراﯾر ،2005اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ﻟﻠﻘﺎﻧون رﻗم 11-84اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 9
ﯾوﻧﯾو ،1984اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ،ج.ر ﻋدد ،15ص.20 .
-3أوﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ﺻﺑرﯾﻧﺔ ،ٳﺛﺑﺎت ﻋﻘد اﻟزواج ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق و اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ،
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﻣﯾرة ،ﺑﺟﺎﯾﺔ ،2013 -2012 ،ص.9 .
-4اﻟوﻻﯾﺔ ﻓﻲ اﻟزواج ﻓﻲ ظل اﻟﺗﻌدﯾل اﻟﺟدﯾد ﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ،ﻧﻘﻼ ﻋن اﻟﻣوﻗﻊ،
http://www.startimes.com/f.aspx?t=33369505
46
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ ﻗـﺎﻧﻮن اﻷﺳﺮة اﻟﺠﺰاﺋﺮي اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻗﺎم اﻟﻣﺷرع ﺑﺈﺛﺑﺎت وﻻﯾﺔ اﻹﺧﺗﯾﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﻣرأة اﻟراﺷدة ،و وﻻﯾﺔ اﻹﺟﺑﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺻرة ،1وﻫذا ﺧﻼف
ﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﯾﻪ ﻗﺑل اﻟﺗﻌدﯾل اﻟذي ﺳوى ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ﺑﯾن اﻟﻣرأة اﻟﻘﺎﺻرة واﻟراﺷدة ﻓﻲ إﻟزاﻣﯾﺔ وﺟود اﻟوﻟﻲ ﻓﻲ
ﻋﻘد اﻟزواج.2
وﻟﻛن ﻣﺎ ﻟﻔت إﻧﺗﺑﺎﻫﻧﺎ أن اﻟم اﻟﺞ ﻟم ﯾﻛن واﺿﺣﺎ؛ ﺣﯾث ﻧص ﻓﻲ م 13ﻣن اﻷﻣر رﻗم 02-05
ﺑﻘوﻟﻪ » :ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠوﻟﻲ أﺑﺎ ﻛﺎن أو ﻏﯾرﻩ أن ﯾﺟﺑر اﻟﻘﺎﺻرة اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﻓﻲ وﻻﯾﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟزواج ،و ﻻ ﯾﺟوز
ﻟﻪ أن ﯾزوﺟﻬﺎ ﺑدون ﻣواﻓﻘﺗﻬﺎ « ،ﻓﺎﻟﻣﺷرع وﻗف ﻣوﻗف ﻣﺗذﺑذب ﺑﯾن ﺷرﻋﯾﺔ وﻻﯾﺔ اﻹﺟﺑﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺻرة
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
أﺧذ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﺎﻟرأي اﻟراﺟﺢ اﻟذي ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ رأى اﻟﻣذﻫب اﻟﺣﻧﻔﻲ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﺗرﺗﯾب اﻷوﻟﯾﺎء،
ﺣﯾث ﺗﻛون اﻟوﻻﯾﺔ ﻓﻲ اﻟزواج ،أوﻻ ﻟﻠﻌﺻﺑﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔس وﺗرﺗﯾﺑﻬم ﯾﻛون ﺣﺳب ﺗرﺗﯾﺑﻬم ﻓﻲ اﻹرث ،ﻓﺈذا ﻟم ﯾﻛن
واﺣد ﻣﻧﻬم ،ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﻧﺗﻘل اﻟوﻻﯾﺔ ﻟﻸﻗﺎرب ﻏﯾر اﻟﻌﺻﺑﺔ ﺣﺳب ﻗوة ﻗراﺑﺗﻬم وﻣن ﺛم ﻻ ﺗﻧﺗﻘل إﻟﻰ
اﻟﻘﺎﺿﻲ إﻻ إذا ﻟم ﯾﻛن أﺣد ﻣن أﻓراد اﻟﻌﺻﺑﺎت وأﻓراد ﺳﺎﺋر اﻷﻗﺎرب ﻏﯾر اﻟﻌﺻﺑﺔ .3ﺗﻧﺎول اﻟم اﻟﺞ ﺗرﺗﯾب
اﻷوﻟﯾﺎء ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ﻗﺑل ﺗﻌدﯾﻠﻪ ) ﻓرع أول( ،و ﺑﻌد ﺗﻌدﯾﻠﻪ )ﻓرع ﺛﺎن(.
47
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ ﻗـﺎﻧﻮن اﻷﺳﺮة اﻟﺠﺰاﺋﺮي اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
اﻟﻔرع اﻷول
ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 11ﻣن ق .أ .ج ﻗﺑل ﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗرﺗﯾب اﻷوﻟﯾﺎء ،وﺑذﻟك ﻻ ﯾﺟوز ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﺗرﺗﯾب
اﻟذي ﺟﺎءت ﺑﻪ ،ﻓﻼ ﯾﺟوز أن ﯾﺣل أﺣد اﻷﻗﺎرب ﻣﺣل اﻟوﻟﻲ اﻟﺷرﻋﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟودﻩ ،ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت اﻟﻔﺗﺎة
اﻟﻣﻘﺑﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟزواج ﻟﻬﺎ أب ﻓﺎﻟوﻻﯾﺔ ﺗؤول إﻟﯾﻪ ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون ،وﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺳﺗﺧﻠﻔﻪ اﻟﻌم ،وﻻ اﻟﺟد إﻻ إذا
ﺳﻧﻘﺳم ﻫذا اﻟﻔرع إﻟﻰ اﻟﺗرﺗﯾب ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸوﻟﯾﺎء )أوﻻ( ،وﻣراﻋﺎة ﻫذا اﻟﺗرﺗﯾب ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣوﻟﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ
)ﺛﺎﻧﯾﺎ(.
ﻧﺻت م 11ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ » :ﯾﺗوﻟﻰ زواج اﻟﻣرأة وﻟﯾﻬﺎ وﻫو أﺑوﻫﺎ،
ﻓﺄﺣد أﻗﺎرﺑﻬﺎ اﻷوﻟﯾن .و اﻟﻘﺎﺿﻲ وﻟﻲ ﻣن ﻻ وﻟﻲ ﻟﻪ « ،1ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أن اﻟﻣﺷرع ﺟﻌل
وﻟﻲ اﻟﻣرأة ﻓﻲ اﻟزواج ﻫو أﺑوﻫﺎ ﻣطﻠﻘﺎ ﺑﻐض اﻟﻧظر أﻛﺎن ﻟﻠﻣرأة إﺑن أم ﻻ ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻘد ﻧﻬﺞ ﻣذﻫب
اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ و اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ﻓﻲ ﺟﻌﻠﻬم اﻟوﻻﯾﺔ إﺑﺗداءا ﻟﻸب و ﻟو ﻛﺎن ﻟﻬﺎ اﺑن و ذﻟك ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺛﯾب؛ أي اﻟﺗﻲ
ﺗزوﺟت ﻣن ﻗﺑل واﻧﺗﻬﻰ زواﺟﻬﺎ ﺑطﻼق أو ﺑوﻓﺎة زوﺟﻬﺎ ،وذﻟك ﺑﺧﻼف ﻣﺎ ذﻫب إﻟﯾﻪ اﻟﻣذﻫب اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ
واﻟﺣﻧﻔﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم اﻟﻔروع ﻋﻠﻰ اﻷﺻول.
ﻧﻼﺣظ أن اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﻘم ﺑذﻛر ﻣراﺗب اﻷوﻟﯾﺎء ﻛﻠﻬﺎ ،ﺑل إﻛﺗﻔﻰ ﻓﻘط ﺑﺈﯾراد ﻋﺑﺎرة ﻋﺎﻣﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻬم،
و ﺧص اﻷب ﺑﺎﻟذﻛر ﻓﻲ اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻷوﻟﻰ؛ ﻷﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﻫو اﻟذي ﯾﺗوﻟﻰ زواج إﺑﻧﺗﻪ ،ﻛﻣﺎ ﺧص اﻟﻘﺎﺿﻲ
48
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ ﻗـﺎﻧﻮن اﻷﺳﺮة اﻟﺠﺰاﺋﺮي اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
وﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﺧص ﻗوﻟﻪ " أﻗﺎرﺑﻬﺎ " ﻓﻘﺻد ﻣﻧﻬﺎ اﻷﻗرﺑون ﻣﻧﻬﺎ ﻛﺎﻹﺑن اﻟﻣوﻟود ﻣن زواج ﺳﺎﺑق،
ووﺻﻲ اﻷب ،ﺛم اﻷخ ،ﻓﺎﺑن اﻷخ ،ﻓﺎﻟﺟد ﻷب ،اﻷخ ﻷم ،ﻓﺎﻟﻘﺎﺿﻲ.1
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣوﻟﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ ) ﻫل اﻟﻣﺷرع ارع ﻫذا اﻟﺗرﺗﯾب ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣوﻟﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺻﻔﺗﻬﺎ
ﻗﺎﺻرة و ﺑﺻﻔﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻐﺔ(
ﺗطرﻗﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ إﻟﻰ ﺗرﺗﯾب اﻷوﻟﯾﺎء وﺗﻌرﻓﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣذﻫب اﻟذي ﻣﺎل إﻟﯾﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﺗرﺗﯾﺑﻪ
ﻟﻸوﻟﯾﺎء ،وﺑﺎﻟﻌودة إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 11ﻣن ق .أ .ج ،ﻧرى أن اﻟﻣﺷرع ﺷدد ﻓﻲ إﺣﺗرام ﺗرﺗﯾب اﻷوﻟﯾﺎء .ﻟﻛن
ﻟم ﯾﻔﺻل ﻓﻲ ﺗرﺗﯾﺑﻬم وﺑﺗطﺑﯾق اﻟﻣﺎدة 222ﻣن ق .أ .ج ﯾﻣﻛن اﻟﻌودة إﻟﻰ أﺣﻛﺎم اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ.
وﻓﻲ ﻗوﻟﻪ " ﯾﺗوﻟﻰ زواج اﻟﻣرأة " ﻧرى أن اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﺣدد ﺻﻔﺔ اﻟﻣرأة؛ ﻫل ﻫﻲ ﻗﺎﺻرة أو راﺷدة،
وﺑذﻟك ﻧﻛون ﻗد اﺳﺗﻧﺗﺟﻧﺎ أن اﻟﻣﺷرع ﻗد ﺳوى ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص وﺟوب ﻣراﻋﺎة ﺗرﺗﯾب اﻷوﻟﯾﺎء ﻓﻲ ﺗوﻟﻲ
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺑﻌد إطﻼﻋﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ اﻟﻣﺷرع ﻗﺑل ﺗﻌدﯾل اﻟذي ﺳوى ﺑﯾن اﻟﻘﺎﺻر واﻟﺑﺎﻟﻎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﺗرﺗﯾب
اﻷوﻟﯾﺎء ،ﺣﯾث ﯾﺷدد اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﺿرورة اﺣﺗرام اﻟﺗرﺗﯾب اﻟذي ﺟﺎء ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 11ق .أ .ج .وﻟﻛن ﺑﻌد
اﻟﺗﻌدﯾل ﻋرﻓت ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﺧرﻗﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻫذا اﻟﺗرﺗﯾب ،ﺣﯾث ﻗﺎم اﻟﻣﺷرع ﺑﺎﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﻣرأة اﻟراﺷدة
49
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ ﻗـﺎﻧﻮن اﻷﺳﺮة اﻟﺠﺰاﺋﺮي اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻗﺎم اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺑﺗﺣدﯾد اﻷوﻟﯾﺎء ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣرأة اﻟﻘﺎﺻرة و ذﻟك ﻓﻲ ف 2.ﻣن م 11اﻟﺗﻲ ﺗﻧص
ﻋﻠﻰ أﻧﻪ » ...دون اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﻣﺎدة 07ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﯾﺗوﻟﻲ زواج اﻟﻘﺻر أوﻟﯾﺎءﻫم و ﻫو اﻷب ،ﻓﺎﺣد
اﻷﻗﺎرب اﻷوﻟﯾن و اﻟﻘﺎﺿﻲ وﻟﻲ ﻣن ﻻ وﻟﻲ ﻟﻪ « .ﯾﺗوﻟﻲ ﺗزوﯾﺞ اﻟﻘﺎﺻر وﻟﯾﻬﺎ ،وﻫو أﺑوﻫﺎ ﻓﺎﺣد أﻗﺎرﺑﻬﺎ
اﻷوﻟﯾن ٳن وﺟدوا و ذﻟك ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة م 07ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ،اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ » :ﺗﻛﺗﻣل أﻫﻠﯾﺔ اﻟرﺟل
و اﻟﻣرأة ﻓﻲ اﻟزواج ﺑﺗﻣﺎم 19ﺳﻧﺔ و ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾرﺧص ﺑﺎﻟزواج ﻗﺑل ذﻟك ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ أو ﺿرورة ﻣﺗﻰ
ﺗﺄﻛدت ﻗدرة اﻟطرﻓﯾن ﻋﻠﻰ اﻟزواج ،« ...ﯾﻔﻬم ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة أن ﺳن اﻟزواج ﯾﻛون ﺑﺗﻣﺎم ﺳن 19ﺳﻧﺔ ،و
ﻣن دون ذﻟك ،ﯾﺟب ﻋﻠﻰ وﻟﻲ اﻷﻣر أن ﯾﺗﺣﺻل أوﻻ ﻋﻠﻰ ﺗرﺧﯾص ﻣن اﻟﻘﺎﺿﻲ؛ ﻟﻛﻲ ﯾﺄذن ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺗزوﯾﺞ.
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﯾﺎب أوﻟﯾﺎءﻫﺎ ،أي اﻧﻘﺿوا ﺟﻣﯾﻌﺎ و ﻟم ﯾﺛﺑت وﺟود أﺣدﻫم ،ﻓﺎن وﻟﻲ اﻟﻘﺎﺻر ﺑﺷﺄن
أﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﻣرأة اﻟراﺷدة ،ﻧص اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 11اﻟﻣﻌدﻟﺔ ﺑﻣوﺟب اﻷﻣر
رﻗم 02-05ﻋﻠﻰ أﻧﻪ » ﺗﻌﻘد اﻟﻣرأة اﻟراﺷدة زواﺟﻬﺎ ﺑﺣﺿور وﻟﯾﻬﺎ وﻫو أﺑوﻫﺎ أو أﺣد أﻗﺎرﺑﻬﺎ
-1ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺳﻌد ،ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﺛوﺑﻪ اﻟﺟدﯾد :ﺷرح أﺣﻛﺎم اﻟزواج و اﻟطﻼق ﺑﻌد اﻟﺗﻌدﯾل ،ط ،2.دار ﻫوﻣﺔ،
اﻟﺟزاﺋر ،2009 ،ص.41 .
-2اﻷﻣر ،02-05ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
50
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ ﻗـﺎﻧﻮن اﻷﺳﺮة اﻟﺠﺰاﺋﺮي اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻓﺑﻣوﺟب ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟم ﯾﺗﻘﯾد ﺑﺎﻟﺗرﺗﯾب اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ ﻗﺑل اﻟﺗﻌدﯾل ،ﻓﻘد
ﻣﻧﺢ ﻟﻠﻣرأة ﻛل اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر اﻟوﻟﻲ ،ودﻟﯾل ذﻟك إﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة أﻋﻼﻩ أداة اﻟﺗﺧﯾﯾر "أو" ﺑدﻻ
ﻣن إﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ أداة ﻟﻠﺗرﺗﯾب ﻣﺛل "ف" وﯾظﻬر ذﻟك ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ " ...ﺑﺣﺿور وﻟﯾﻬﺎ و ﻫو أﺑوﻫﺎ أو أﺣد أﻗﺎرﺑﻬﺎ
ﯾﻛﺗﻔﻰ ﺑﺧرق اﻟﺗرﺗﯾب اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ ﻗﺑل اﻟﺗﻌدﯾل و اﻟﻣواﻓق ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣذاﻫب اﻟﻔﻘﻬﯾﺔٕ ،واﻧﻣﺎ أﻋطﻰ ﻟﻠﻣرأة
ﯾﺗوﻟﻰ زواﺟﻬﺎ ﺣﺗﻰ ٕوان ﻛﺎن أﺟﻧﺑﯾﺎ ﻋﻧﻬﺎ ،وﻫذا ﻣﺧﺎﻟف ﻷﺣﻛﺎم
ّ اﻟراﺷدة ﺣرﯾﺔ اﻻﺧﺗﯾﺎر ﻟﻠﺷﺧص اﻟذي
اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ،ﺗﺧﺗﺎر اﻟﻣرأة اﻟوﻟﻲ اﻟذي ﯾﺷﺎطرﻫﺎ اﻟرأي وﻟﯾس اﻟذي ﯾﺧﺎﻟﻔﻬﺎ اﻟرأي وﻟو ﻛﺎن رأﯾﻪ
ﺻﺣﯾﺣﺎ ،ﻓﻬذﻩ اﻟﻣﺎدة ﺗﺗﻧﺎﻓﻰ ﻣﻊ اﻟﺷرع أوﻻ وﻋﺎدات وأﻋراف اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺛﺎﻧﯾﺎ.
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﯾﺗوﻟﻰ وﻟﻲ اﻟﻣرأة اﻟراﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟزواج ﻋﻘد زواﺟﻬﺎ ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋﻧﻬﺎ ،ﻛوﻧﻪ أﺑﺎ أو وﺻﯾﺎ أو أﺣد اﻷﻗﺎرب
أو ﻗﺎﺿﯾﺎ ،ﻓﺎﻟﻣرأة ﻻ ﺗﺗوﻟﻰ ﻋﻘد زواﺟﻬﺎ ﺑﻧﻔﺳﻬﺎ ﻓﺎﻟﻘرآن ﯾﺳﻧد ﻋﻘد اﻟﻧﻛﺎح ﻟﻠرﺟﺎل ،ﻓﺎﻟوﻻﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣرأة ﻓﻲ
اﻟزواج ﻣظﻬر ﺗﻛرﯾم و ﺗﺷرﯾف ﻟﻬﺎ ،ﺣﯾث ﻧﺻب اﻟﺷﺎرع ﻟﻬﺎ ﻣﻣﺛﻼ ﯾداﻓﻊ ﻋﻧﻬﺎ ﻓﯾﻌد ﻛﺿﻣﺎﻧﺔ ﻟﺻﺣﺔ
وﺟدﯾﺔ اﻟزواج ﺑﯾن اﻟﻣرأة واﻟرﺟل ،ﻓﯾﻛون أﺣرص ﻋﻠﻰ ﻣﺻﻠﺣﺗﻬﺎ أﻛﺛر ﻣن ﺣرﺻﻬﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ.
وﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث ﺳﻧﻘوم ﺑدراﺳﺔ ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﺧﺻوص دور اﻟوﻟﻲ وأﺛر ﺗﺧﻠﻔﻪ ﻓﻲ ﻋﻘد
اﻟزواج ﺑﺎﻟﻌودة إﻟﻰ ﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﯾﻪ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ﻗﺑل وﺑﻌد ﺗﻌدﯾﻠﻪ ،ﺳﻧﺗﻌرض إﻟﻰ دور اﻟوﻟﻲ
51
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ ﻗـﺎﻧﻮن اﻷﺳﺮة اﻟﺠﺰاﺋﺮي اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﯾﻠﻌب اﻟوﻟﻲ دو ار و ﻟﻪ أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟزواج ﻓﻬو ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻋون وﻧﺻرة و ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻬﺎ ،ﺑﺣﯾث
ﻣﻧﺢ ﻟﻪ اﻟﻣﺷرع دور ﻛﺑﯾر وذﻟك ﺑﻣوﺟب ق .أ .ج ،ﻟﻛن ﺑﻌد ﺗﻌدﯾﻠﻪ ﺑﺎﻷﻣر رﻗم 02-05ﺣط ﻣن دورﻩ و
ﻗﯾﻣﺗﻪ.
ﻓﻛﻣﺎ ﻗﺎم اﻟﻣﺷرع ﺑﺈﺳﻧﺎد ﻟﻪ دور ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻋﻘد اﻟزواج ﻣن ﺟﻬﺔ ،و ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى وﺿﻊ ﺣدود
ﻟﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ ﻫذا اﻟدور ،ﻓﺳﻧﺗطرق إﻟﻰ دور اﻟوﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟزواج ) ﻓرع أول( ،و ﺣدودﻩ )ﻓرع ﺛﺎن(.
اﻟﻔرع اﻷول
دور اﻟوﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟزواج ﻗﺑل و ﺑﻌد ﺗﻌدﯾل ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟ ازﺋري
ﻗﺎم اﻟم اﻟﺞ ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11-84ﺑﻣﻧﺢ اﻟوﻟﻲ دور ﻣﻬم ) ﻓرع أول( ،ﻟﻛن ﺑﻌد ﺗﻌدﯾﻠﻪ
ﻧﺻت اﻟﻣﺎدﺗﯾن 11و 2/1ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 11-84ﻋﻠﻰ دور اﻟوﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟزواج ،ﺑﺣﯾث ﻧﺟد
اﻟﻣﺎدة 11ﺗﻧص ﻋﻠﻰ اﻧﻪ » :ﯾﺗوﻟﻰ زواج اﻟﻣرأة وﻟﯾﻬﺎ و ﻫو أﺑوﻫﺎ ﻓﺄﺣد أﻗﺎرﺑﻬﺎ اﻷوﻟﯾن و اﻟﻘﺎﺿﻲ وﻟﻲ
52
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ ﻗـﺎﻧﻮن اﻷﺳﺮة اﻟﺠﺰاﺋﺮي اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
زواﺟﻬﺎ ،1وﻫذا ﻻ ﺑد ﻣن ﺗواﻓر رﺿﺎ اﻟﺧطﯾﺑﯾن ﻻﻧﻌﻘﺎد اﻟزواج وﻓﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 09ق .أ .ج ،2وﻟذﻟك
ﯾﺑطل اﻟزواج ﺑﺎﻧﻌدام رﻛن اﻟرﺿﺎ و ﻻ ﯾﺣق إﺟﺑﺎر ﻟﻠﻘﺿﺎة اﻟﻣرأة ﻏﯾر اﻟراﺿﯾﺔ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ إﺗﻣﺎم إﺟراءات
اﻟزواج.3
وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ذﻟك ﻓﺎن رﺿﺎ اﻟﻔﺗﺎة ﻻ ﯾﻛﻔﻲ وﺣدﻩ ﺑل ﻻﺑد ﻣن ﺗدﻋﯾﻣﻪ ﺑرﺿﺎ اﻟوﻟﻲ وﻣواﻓﻘﺗﻪ ﺑﻬذا اﻟزواج
وﺧﺻوﺻﺎ أن ﺣﯾﺎء اﻟﻣرأة ﯾﻣﻧﻌﻬﺎ ﻣن ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ أﻣور اﻟزواج ﻓﻲ ﻣﺟﻠس اﻟﻌﻘد ،5اﻟذي ﯾﺣﺿرﻩ ﻋﺎدة
ﺑﻌض أﻗرﺑﺎء ،وأﺻدﻗﺎء اﻟﺧطﯾﺑﯾن ،و ﻏﯾرﻫم ﻣﻣن ﻻ ﺗﻌرﻓﻬم ،و ﺗﺧﺟل اﻟﺗﺣدث ﻋن اﻟزواج أﻣﺎﻣﻬم.6
وﻟﻲ اﻟﻔﺗﺎة ﻓﻲ اﻟزواج ﻫو أﺑوﻫﺎ ﻣطﻠﻘﺎ ﻓﻣﺎذا ﯾﺟدر ﺑﻪ اﻟﻔﻌل ﻋﻧد ﻏﯾﺎﺑﻪ؟ ،ﻓﻔﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﯾﺎﺑﻪ ﻋن
ﻣوطﻧﻪ ،ﻓﺗﻘدم ﺷﺧص ﻟﺧطﺑﺔ اﺑﻧﺗﻪ ﻓﻬﻧﺎ ﯾﻧﺗظر ﺣﺿورﻩ إذا ﻟم ﯾﻛن اﻻﻧﺗظﺎر ﻟﻪ ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺑﻧت
ٕوان ﻛﺎن ﻓﻲ ﺗﺄﺟﯾل اﻟﻌﻘد أو اﻻﻧﺗظﺎر ﻟﻸب ﺿﯾﺎع ﻓرﺻﺔ أو ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻣؤﻛدة ،ﻓﺎﻟوﻻﯾﺔ ﺗﻧﺗﻘل ﻣن اﻷب إﻟﻰ
وﻟﻧﺎ ﻓﻰ ﺗطﺑﯾﻘﺎت اﻟﻘﺿﺎء ﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ ذﻟك ،ﻓﺑﺈﻣﻛﺎن اﻷخ أن ﯾﻛون وﻟﯾﺎ ﻋن أﺧﺗﻪ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟزواج
ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺷﺄن ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ اﻟﺣﺎل ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋن أﺑﯾﻪ و إن ﻛﺎن ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻏﯾر ﻣوﺟود ﻟﺳﺑب أو ﻷﺧر ،وﻋﻠﯾﻪ
ﻓﺎﻹﺟراء اﻟذي ﻗﺎم ﺑﻪ أخ اﻟﻣدﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟطﻌن ﻛوﻟﻲ ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟزواج اﻟﻌرﻓﻲ ﻣوﺿوع اﻟﻧزاع إﺟراء
-6ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺳﻌد ،ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري :اﻟزواج و اﻟطﻼق ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.121 .
53
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ ﻗـﺎﻧﻮن اﻷﺳﺮة اﻟﺠﺰاﺋﺮي اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﺻﺣﯾﺢ وﻓﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة ﺧﺎﺻﺔ و ﻗد ﺛﺑت ﻋدم ﺣﺿور اﻷب ﺑﻣﺟﻠس اﻟﻌﻘد) .1م .ع ،غ .أ .ش
ﻛذﻟك ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎﺗﻪ ﺗﻧﻘل اﻟوﻻﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺷﺧص اﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺔ ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة درﺟﺔ اﻟﻘراﺑﺔ ،2وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ
إذا ﻟم ﯾﻛن ﻟﻠﻣرأة ﻣن ﯾﺗوﻟﻰ إﺑرام ﻋﻘد زواﺟﻬﺎ ﻓﺎﻟوﻻﯾﺔ ﺗﻧﺗﻘل إﻟﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﻣﺑﺎﺷرﺗﻪ ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون وذﻟك ﺗطﺑﯾﻘﺎ
ﻟﻧص اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻠﻣﺑدأ اﻟﺷرﻋﻲ اﻟﻣﻌروف " اﻟﻘﺎﺿﻲ وﻟﻲ ﻣن ﻻ وﻟﻲ ﻟﻪ ".
أﻣﺎ اﻟﻣﻬﻣﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻬﺎ ف 2.ﻣن م 12و اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﻧﺢ اﻟوﻟﻲ ﺳﻠطﺔ ﻣﻧﻊ اﺑﻧﺗﻪ اﻟﺑﻛر
ﻣن اﻟزواج ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ واﺣدة ﻣﻘﯾدة ﺑﺷروط ﺑﺣﯾث ﯾﻛون اﻟوﻟﻲ أﺑﺎ ﻟﻠﻔﺗﺎةٕ ،وان ﯾﻛون اﻟﻣﻧﻊ ﻣﺑر ار ﺷرﻋﺎ ،وذﻟك
ﯾﻛون ﺗﺣﻘﯾﻘﺎ ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺑﻧت ،3ﻓﺎﻟوﻟﻲ ﻟﻪ ﺣق اﻹﻋﺗراض ﻋﻠﻰ زواج اﺑﻧﺗﻪ ،4إذا رأى ﻓﻲ أن اﻟرﺟل اﻟذي
ﺗﻘدم ﻋﻠﻰ اﻟزواج ﺑﻬﺎ ﻟﯾس ﻛفء ﻟﻬﺎ ،و اﻟﻛﻔﺎءة ﻓﻲ اﻟزواج ﻫﻲ :اﻟﻧﺳب ،اﻹﺳﻼم ،اﻟﺣرﻓﺔ ،اﻟﺣرﯾﺔ ،اﻟدﯾﺎﻧﺔ
واﻟﻣﺎل .5وأن اﻟﻣﻬر اﻟﻣﻘدم ﻻ ﯾﻣﺛل ﻗﯾﻣﺔ ﻣن ﺗﺷﺎﺑﻬﻬﺎ أي ﻣﻬر اﻟﻣﺛل ،6واﻟذي ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺻداق اﻟذي
ﻗﺑﺿﺗﻪ ﻓﺗﺎة ﻣﺛﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺟﻣﺎل ،اﻟدﯾن ،اﻟﻣﺎل ،اﻟﺳن ،اﻷﺧﻼق ،اﻟﻣﻬﻧﺔ ،اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ،...ﻓﺎﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة
12ﺟﺎءت ﻣواﻓﻘﺔ ﻟﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ ﺟﻣﻬور اﻟﻔﻘﻬﺎء ،ﻓﺎﻟﺑﻧت اﻟﺑﻛر ﺣﺗﻰ ٕوان ﻛﺎﻧت ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻋﺎﻗﻠﺔ ،إﻻ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﻠم
ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟزواج ﻷن ﻋﻠﻣﻬﺎ ﻣﺗوﻗف ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣري و اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻛون ﻟﻸب ﻣن ﻣﻬﺎم ﻓﻲ اﻟﺗﺣري
-1اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﻏرﻓﺔ اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ﻗرار رﻗم 92638ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،1993/09/28ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
-2ﻧﺳرﯾن ﺷرﯾﭬﻲ ،ﻛﻣﺎل ﺑوﻗرورة ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.38 .
-3زوﺑﯾدة ٳﻗروﻓﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.157 .
-4ﻣﺣﻣد أﺑو زﻫرة ،اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ص.129 .
-5أﺣﻣد ﻣﺣﻣد ﻋﺳﺎف ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.302 .
-6ﺣﺳﯾن ﻣﻬداوي ،دراﺳﺔ ﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻠﺗﻌدﯾﻼت اﻟواردة ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺋل اﻟزواج و أﺛﺎرﻩ ،ﻣذﻛرة ﺗﺧرج ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة
اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق و اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺑو ﺑﻛر ﺑﻠﻘﺎﯾد ﺗﻠﻣﺳﺎن .2010 -2009 ،ص.26 .
54
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ ﻗـﺎﻧﻮن اﻷﺳﺮة اﻟﺠﺰاﺋﺮي اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
وﻣﺎ ﻧﻼﺣظﻪ ﻓﻲ اﻟﺷرط اﻟذي وﺿﻌﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻻﻋﺗراض اﻟذي ﯾﺻدر ﻣن اﻷب ﯾﺟب
أن ﯾﻛون ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺑﻧت و ﯾﻛون ﻣﺑر ار ﺷرﻋﺎ و إذا ﻟم ﯾﻛن ﻛذﻟك ﻓوض اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺗزوﯾﺞ اﻟﺑﻧت رﻏم ﻣﻌﺎرﺿﺔ
أﺑﯾﻬﺎ ،أﻓﻼ ﯾﻌد ﻣﻧﻊ اﻷب زواج اﺑﻧﺗﻪ ﻣن ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻷﺳرة ﻣﺑر ار ﺷرﻋﺎ وأن ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻷﺳرة أﻻ ﺗﻌد ﻣن
ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺑﻧت ،ﻓﯾﻘوم اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻧﻊ ﺑﺗﻔوﯾض ﺗزوﯾﺞ اﻟﺑﻧت ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ،ﻓﻬل اﻟﻘﺎﺿﻲ ﯾﻣﻛن ﻟﻪ ﺗﻘدﯾر
ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺑﻧت ﻓﻲ ﻫذا اﻟزواج أﻛﺛر ﻣن اﻷب اﻟذي ﻗﺎم ﺑﺈﻧﺟﺎﺑﻬﺎ ،ورﻋﺎﯾﺗﻬﺎ ،و ﺗﻌﻠﯾﻣﻬﺎ ،وﺗرﺑﯾﺗﻬﺎ وﻓﻲ
اﻷﺧﯾر ﺗﺧرج ﻋن طوﻋﻪ و ﺗﻘوم ﺑﺎﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﯾزوﺟﻬﺎ ،أﻓﻼ ﯾﻌد ﻫذا إﺟﺣﺎﻓﺎ ﻓﻲ ﺣق اﻷب وﻫل
ﻫذا اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺣﻘﺎ ﻗﺎم ﺑﻣراﻋﺎة أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 09ﻣن ق .أ .ج 1اﻟﺗﻲ اﻋﺗﺑرت اﻟوﻟﻲ رﻛﻧﺎ ﻣن أرﻛﺎن اﻟزواج.2
ﺛﺎﻧﯾﺎ :إﻫﻣﺎل دور اﻟوﻟﻲ ﻓﻲ ظل ﺗﻌدﯾل ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ﺑﺎﻷﻣر رﻗم 02-05
ﺑﻌد ﻣﺎ ﻗﺎم اﻟم اﻟﺞ ﺑﻣﻧﺢ ﻟﻠوﻟﻲ دور ﺗزوﯾﺞ ﻣوﻟﯾﺗﻪ و ﺣق اﻻﻋﺗراض ﻋﻠﻰ زواﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود
ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻟﻠﺑﻧت اﻟﺑﻛر ،ﻓﺑﻣوﺟب اﻷﻣر رﻗم 02-05ﻗﺎم اﻟم اﻟﺞ ﺑﺗﺑﻧﻲ ﺗﻌدﯾﻼت ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11-84
اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري .و ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ ،اﻟﺗﻌدﯾل اﻟذي ط أر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎدة 11اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻔوض وﻻﯾﺔ
ﻋﻘد اﻟزواج ﻟﻠوﻟﻲ ،3أﻣﺎ ﻓﻲ ظل اﻟﺗﻌدﯾل أﺻﺑﺣت ﺗﻧص ف 1.ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ » :ﺗﻌﻘد اﻟﻣرأة اﻟراﺷدة
و إن ﺟﻌل زواﺟﻬﺎ ﺑﺣﺿور وﻟﯾﻬﺎ و ﻫو أﺑوﻫﺎ أو أﺣد أﻗﺎرﺑﻬﺎ أو أي ﺷﺧص أﺧر ﺗﺧﺗﺎرﻩ ،4«.ﻓﺎﻟﻧص
ﻋﻘد زواج اﻟﻣرأة ﻟﻬﺎ ،ﻓﺎﻧﻪ اوﺟب ﺣﺿور اﻟوﻟﻲ و إن ﻛﺎن ﺑﺎﻟﺧﯾﺎر ﺑﯾن اﻷب و ﻏﯾرﻩ ،5ﺑﺎﻟرﻏم أن م 9
55
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ ﻗـﺎﻧﻮن اﻷﺳﺮة اﻟﺠﺰاﺋﺮي اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻣﻛرر اﻋﺗﺑرت اﻟوﻟﻲ ﺷرط ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟزواج ،1ﻓﺑﻣﺎذا ﯾﻔﯾد ﺣﺿورﻩ إذا ﻟم ﯾﻛن ﻟﻪ دور وﻻ رأي ﻓﻲ ﻫذا اﻟزواج
و ﻟﯾس ﻟﻪ أي ﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ إﺑراﻣﻪ؟ ،2و ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟوﻓﺎة أو اﻟﻐﯾﺎب ﺗﻧﺗﻘل اﻟوﻻﯾﺔ إﻟﻰ اﻷﻗﺎرب ﻓﻠم ﯾﺗﻘﯾد
ﺑﺎﻟﺗرﺗﯾب.
ٕواﻟﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم وﺟود أي وﻟﻲ ﻗرﯾب ﻟﻠﻣرأة .وﻓﻲ ﻗوﻟﻪ " :أو أي ﺷﺧص ﺗﺧﺗﺎرﻩ "
ﻓﻛﯾف ﻟﻬذا اﻟﺷﺧص أن ﯾﺣﻘق ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻟﻠﺑﻧت اﻟﺗﻲ ﻛﺎن اﻟﻣﺷرع ﯾﺻر ﻋﻠﻰ اﻟوﻟﻲ ﻣراﻋﺎﺗﻬﺎ ،ﻓﻬو ﻗﺎم ﺑﻔﺗﺢ
أﺑواب اﻟﺣرﯾﺔ ﻟﻠﺿﯾﺎع واﻟوﻗوع ﻓﻲ ﺷﺑﻛﺔ اﻟﻣﺧﺎدﻋﯾن رﻏم وﺟود أﺑوﻫﺎ اﻟذي ﻟدﯾﻪ اﻟﺣق ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻓﻠﻬﺎ اﻟﺣرﯾﺔ
أن ﺗﺣﺿر أﺑﺎﻫﺎ أو أﺧﺎﻫﺎ ،أو ﻋﻣﻬﺎ ،أو زﻣﯾﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ،أو أي ﺷﺧص ﺷﺎءت.3
وﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص م 2/12اﻟﺗﻲ ﻗﺎم اﻟم اﻟﺞ ﺑﻣوﺟﺑﻬﺎ ﻣﻧﺢ اﻟوﻟﻲ ﺣق ﻣﻧﻊ ﻣوﻟﯾﺗﻪ اﻟﺑﻛر ﻣن اﻟزواج
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﻲ ذﻟك ،ﻓﻘد أﻟﻐﯾت ﺑﻣوﺟب اﻷﻣر . 02-05
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠوﻻﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺻرة ،ﻓﺎن اﻟﻣﺎدة 2/11اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ » :دون اﻹﺧﻼل ﺑﺄﺣﻛﺎم
اﻟﻣﺎدة 07ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﯾﺗوﻟﻰ زواج اﻟﻘﺻر أوﻟﯾﺎﺋﻬم وﻫم اﻷب ﻓﺄﺣد اﻷﻗﺎرب اﻷوﻟﯾن واﻟﻘﺎﺿﻲ وﻟﻲ
ﻣن ﻻ وﻟﻲ ﻟﻪ ،«.ﻗد ﺟﻌل زواﺟﻬﺎ ﻣرﺑوطﺎ ﺑﺎﻟوﻟﻲ ،وﻫو ﻣن ﯾﻌﻘدﻩ ،ﺑﻌد ﺣﺻوﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺗرﺧﯾص ﻣن اﻟﻘﺎﺿﻲ
ﺑﺎﻟزواج،4
-1اﻟﻣﺎدة 09ﻣﻛرر ﻣن اﻷﻣر ،02-05ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ » :ﯾﺟب أن ﺗﺗوﻓر ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟزواج اﻟﺷروط اﻵﺗﯾﺔ:
-أﻫﻠﯾﺔ اﻟزواج،
-اﻟﺻداق،
-اﻟوﻟﻲ،
-ﺷﺎﻫدﯾن،
-اﻧﻌدام اﻟﻣواﻧﻊ اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻟﻠزواج «.
2ـ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺳﻌد ،ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﺛوﺑﻪ اﻟﺟدﯾد ،ﺷرح أﺣﻛﺎم اﻟزواج و اﻟطﻼق ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.42 .
-3ﺳﻣﯾر ﺷﯾﻬﺎﻧﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.435 .
-4راﺟﻊ اﻟﻣﺎدة 07ﻣن اﻷﻣر ، 02-05ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
56
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ ﻗـﺎﻧﻮن اﻷﺳﺮة اﻟﺠﺰاﺋﺮي اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻓﻠﯾس ﻟﻠﻣرأة اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﺑﻠﻎ ﺳن اﻟرﺷد 1أن ﺗﻧﻔرد ﺑﺈﺑرام ﻋﻘد زواﺟﻬﺎ ،ﺑل ﯾﺗوﻟﻰ ذﻟك وﻟﯾﻬﺎ.2
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻛﻣﺎ أﻋطﻰ اﻟﻣﺷرع اﻟوﻟﻲ ﺳﻠطﺔ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟزواج ،ﻗﺎم وﻛذﻟك ﺑوﺿﻊ ﺣدود ﻟﻬذﻩ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل
ﻓﻲ ﺣدود ﺳﻠطﺔ اﻟوﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﻧﻊ ﻣوﻟﯾﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟزواج )أوﻻ( ،و ﺣدود ﺳﻠطﺗﻪ ﺑﻌدم إﺟﺑﺎر ﻣوﻟﯾﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟزواج
)ﺛﺎﻧﯾﺎ(.
ﺗﻌرض ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ﻗﺑل ﺗﻌدﯾﻠﻪ ﺳﻧﺔ 2005ﻟﻣوﺿوع ﻣﻧﻊ اﻟوﻟﻲ أو ﻛﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻌﺿل
وﻣن ﺧﻼل ﺷرح ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة و ﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع ﻋﺎﻟﺞ ﻓﯾﻬﺎ ﺟوﻫر ﻣوﺿوع اﻟﻌﺿل
وﺿواﺑطﻪ اﻟﺷرﻋﯾﺔ ،ﺑﺣﯾث ﻧﺻت ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺟواز اﻟوﻟﻲ ﻣﻧﻊ ﻣوﻟﯾﺗﻪ ﻣن اﻟزواج وذﻟك ﺑﺷروط
واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ :رﻏﺑﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟزواج ﻣن اﻟﺧﺎطب و ﺑﺷرط أن ﯾﻛون ذﻟك اﻟﺧﺎطب ﻛﻔﺋﺎ ﻟﻬﺎ.
وم 2/12ﻧص اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻗوع اﻟﻣﻧﻊ ،ﻓﻠﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺄذن ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟزواج ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة
-1ﻓﺎﻟﻣﺎدة 40ﻣن ق م ج ﺗﻧص ﻋﻠﻰ » :ﻛل ﺷﺧص ﺑﻠﻎ ﺳن اﻟرﺷد ﻣﺗﻣﺗﻌﺎ ﺑﻘواﻩ اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ و ﻟم ﯾﺣﺟر ﻋﻠﯾﻪ ﯾﻛون ﻛﺎﻣل
اﻷﻫﻠﯾﺔ ﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺣﻘوﻗﻪ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،و ﺳن اﻟرﺷد ) (19ﺳﻧﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ «.
-2ﻛﻬﯾﻧﺔ ﯾوﺳﻔﻲ ،ﻟﯾﻠﻰ وﻻﻣﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.51 .
-3اﻟﻣﺎدة 12ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11-84ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ » :ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠوﻟﻲ أن ﯾﻣﻧﻊ ﻣن ﻓﻲ وﻻﯾﺗﻪ ﻣن اﻟزواج إذا رﻏﺑت
ﻓﯾﻪٕ .واذا وﻗﻊ اﻟﻣﻧﻊ ﻓﻠﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺄذن ﺑﻪ ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون« .
57
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ ﻗـﺎﻧﻮن اﻷﺳﺮة اﻟﺠﺰاﺋﺮي اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
وﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ) :ر ب( ﺿد) :ر ز( و )ص م( ﻣﻠف رﻗم 90468ﻗرار ﺑﺗﺎرﯾﺦ 1993/03/30
اﻣﺗﻧﺎع اﻷب ﻋن ﺗزوﯾﺞ اﺑﻧﺗﻪ اﻟراﺷدة ﺑدون ﻣﺑررـ أذن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟزواج .ﺗطﺑﯾق ﺻﺣﯾﺢ ﻟﻠﻘﺎﻧون.
وﻣﺗﻰ ﺗﺑﯾن -ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ اﻟﺣﺎل -أن اﻷب إﻣﺗﻧﻊ ﻋن ﺗزوﯾﺞ إﺑﻧﺗﻪ دون ﺗوﺿﯾﺢ اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﺑﻧﻲ
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻫذا اﻻﻣﺗﻧﺎع ،ﻓﺎن اﻟﻘﺿﺎة ﺑﻘﺿﺎﺋﻬم ﺑﺈذن اﻟﻣدﻋﯾﺔ ﺑﺎﻟزواج طﺑﻘوا ﺻﺣﯾﺢ اﻟﻘﺎﻧون .وﻣﺗﻰ ﻛﺎن ﻛذﻟك
أﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﺗﻌدﯾل اﻟذي ﺟﺎء ﺑﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺑﻣوﺟب اﻷﻣر رﻗم ، 02-05ﻓﺄﻧﻪ ﻛﻔﻰ ﻟﻧﻔﺳﻪ ﻋﻧﺎء
ﺗﻌدﯾل اﻟﻣﺎدة ،12واﺧﺗﺻر اﻟطرﯾق واﻛﺗﻔﻰ ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟم ﯾﺑﻘﻰ ﻓﻲ ق .أ .ج اﻟﯾوم أﯾﺔ ﻣﺎدة ﺗﻌﺎﻟﺞ
ﻧﺎﻗش ﻓﻘﻬﺎء اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎﻟﺔ و ذﻫب ﺟﻣﻬور اﻟﻔﻘﻬﺎء إﻟﻰ أن ﻟﻠوﻟﻲ وﻻﯾﺔ اﻹﺟﺑﺎر
ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺻر و اﻟﺑﻛر اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ و ﻫذا ﻣﺎ ذﻫب إﻟﯾﻪ اﻟﻣذﻫب اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ ،أﻣﺎ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري أﺧذ ﺑﻣﺎ
ذﻫب إﻟﯾﻪ اﻟﻣذﻫب اﻟﺣﻧﻔﻲ ،ﺑﺣﯾث أﻗر ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 13ﻋﻠﻰ اﻧﻪ » :ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠوﻟﻲ أﺑﺎ ﻛﺎن أو ﻏﯾرﻩ أن
ﯾﺟﺑر ﻣن ﻓﻲ وﻻﯾﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟزواج و ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻪ أن ﯾزوﺟﻬﺎ ﺑدون ﻣواﻓﻘﺗﻬﺎ « .و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﺟوز ﻷي
-1اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،اﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟﻐرﻓﺔ اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻋدد ﺧﺎص ،اﻟدﯾوان اﻟوطﻧﻲ ﻟﻸﺷﻐﺎل اﻟﺗرﺑوﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر،
،2001ص.47 .
-2ﺳﻌﯾد ﻗﺎﺿﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.175 .
-3ﺣﻣزة ﺟﺑﺎﯾﻠﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.20 .
58
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ ﻗـﺎﻧﻮن اﻷﺳﺮة اﻟﺠﺰاﺋﺮي اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻟم ﯾﺣدد اﻟم اﻟﺞ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣرأة ﺑﻛ ار أم ﺛﯾﺑﺎ ،ﻗﺎﺻرة ﻛﺎﻧت أم ﺑﺎﻟﻐﺔ ،ﯾﺑطل اﻟزواج ﺑﺎﻧﻌدام
رﻛن اﻟرﺿﺎ وﻻ ﯾﺣق ﻟﻠﻘﺿﺎة إﺟﺑﺎر اﻟﻣرأة ﻏﯾر اﻟراﺿﯾﺔ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ إﺗﻣﺎم ٳﺟراءات اﻟزواج.1
وﻟﻧﺎ ﻓﻲ ﺗطﺑﯾﻘﺎت اﻟﻘﺿﺎء ﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ ذﻟك و ﻫذا ﺑﺎﻟرﺟوع اﻟﻰ ﻣﺿﻣون ﻗﺿﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
) غ .أ .ش ،ﻣﻠف رﻗم 249128ﻗرار ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،2000-07-18اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 2003اﻟﻌدد
،02ص.(267 .
ﻓﺈذا أﺟﺑر اﻟوﻟﻲ اﻟﻔﺗﺎة ﻋﻠﻰ اﻟزواج ٕواﺑرم ﻋﻘد زواﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻠد أﺟﻧﺑﻲ ﺗﻘﺑل ﻗواﻧﯾﻧﻪ إﺟﺑﺎر اﻟﺑﻧﺎت ﻋﻠﻰ
اﻟزواج ﻓﺎن ﻣﺛل ﻫذا اﻟﻌﻘد ﯾﻛون ﺑﺎطﻼ وﻻ ﻗﯾﻣﺔ ﻟﻪ ﻟدى اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟوطﻧﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ أو ﻏﯾر اﻹدارﯾﺔ ﻷﻧﻪ
ﯾﻛون ﻣﺧﺎﻟف ﻟﻧص م 97ﻣن ق .ح .م 2اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺗرط ﻟﺻﺣﺔ اﻟزواج ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋرﯾﯾن اﻟﻣﻧﻌﻘد ﺧﺎرج اﻟوطن
أﻻ ﯾﺧﺎﻟف اﻟطرف اﻟﺟزاﺋري اﻟﺷروط اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗطﻠﺑﻬﺎ ﻗﺎﻧون ﺑﻠدﻩ ﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻋﻘد اﻟزواج.3
ﻗد ﻣس اﻟﺗﻌدﯾل م 13ﺑﻘوﻟﻪ » :ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠوﻟﻲ أﺑﺎ ﻛﺎن أو ﻏﯾرﻩ أن ﯾﺟﺑر اﻟﻘﺎﺻرة اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﻓﻲ
وﻻﯾﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟزواج ،وﻻ ﯾﺟوز ﻟﻪ أن ﯾزوﺟﻬﺎ ﺑدون ﻣواﻓﻘﺗﻬﺎ ،4« .ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع أﻛد ﻋدم إﺟﺑﺎر
اﻟﻘﺎﺻرة ﻋﻠﻰ اﻟزواج وﯾﺗﺿﺢ أﻧﻪ ﻟم ﯾﺗﻌرض إﻟﻰ ﻣوﺿوع إﺟﺑﺎر اﻟﻣرأة اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ ﻋﻠﻰ اﻟزواج ﻓﻲ أي ﻧص
ﺻرﯾﺢ ،وﻟﻛن ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣواد 11 ،54و 13ﯾﻔﻬم أن ق .أ .ج ،أﻛد ﻣﺑدأ ﻋدم ﺟواز إﺟﺑﺎر اﻟﻣرأة
اﻟراﺷدة ﺑﻛ ار ﻛﺎﻧت أم ﺛﯾﺑﺎ .6ﻓﻣﻧطﻘﯾﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺻور ذﻟك ﻻن اﻟﻣﻛﻠف ﺑذﻟك ﻫو اﻟوﻟﻲ ،ﻟﻛن ﺑﻌدﻣﺎ ﻧﺻت
59
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ ﻗـﺎﻧﻮن اﻷﺳﺮة اﻟﺠﺰاﺋﺮي اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
م 9اﻟﻣﻌدﻟﺔ ﺑﻣوﺟب اﻷﻣر ،02-05أن اﻟوﻟﻲ ﻟم ﯾﻌد رﻛﻧﺎ ﺑل ﺷرط ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 9ﻣﻛرر ﻫذا أوﻻ،
وﺛﺎﻧﯾﺎ ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ م 11ﻓﺎﻟوﻟﻲ ﻣﻛﻠف ﺑﺣﺿور ﻣﺟﻠس اﻟﻌﻘد ﻓﻘط ،ﻓﻛﯾف ﻟﻪ أن ﯾﻘوم ﺑﺈﺟﺑﺎر ﻣوﻟﯾﺗﻪ
وﻫو ﻟﯾس ﻟﻪ رأي ﻓﻲ ﺧﺻوص إﺑرام اﻟﻌﻘد أﻣﺎ اﻟﻧﻘطﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﺗﻛﻣن ﻓﻲ ﻧص م 13ﻓﻛﺎﻧت ﺟد ﺻرﯾﺣﺔ ﻓﻲ
ﺷﺄن ﻋدم ﻗﯾﺎم اﻟوﻟﻲ ﺑﺈﺟﺑﺎر اﻟﻘﺎﺻرة ﻋﻠﻰ اﻟزواج ،و ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل ﻗد أﻟﻐﻰ إﺟﺑﺎر اﻟﻣرأة اﻟراﺷدة ﻋﻠﻰ
اﻟزواج.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻟﻘﺎﻧون ﺳﻧﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﺛر ﺗﺧﻠف اﻟوﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟزواج ،ﺑﺎﺳﺗﻌراض
ﻣوﻗف ﻓﻘﻬﺎء اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻣن ﺗﺧﻠف اﻟوﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟزواج )ﻓرع أول( ،وﻣوﻗف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣن
اﻟﻔرع اﻷول
ﯾﻌﺗﺑر اﻹﺳﻼم دﯾن اﻟدوﻟﺔ 1ورﻛﯾزﺗﻪ ،ﻓﺎﻟﻣﺷرع اﻋﺗﺑر ﻣﺑﺎدئ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻣن ﻣﺻﺎدر اﻟﻘﺎﻧون،
وﺧﺎﺻﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ق .أ .ج ﻓﻬو ﯾﺳﺗﻣد ﻣﻌظم ﻗواﻧﯾﻧﻪ ﻣن أﺣﻛﺎم اﻟﺷرﯾﻌﺔ ،ﻓﻠﻬذا ﯾﺟب اﺣﺗراﻣﻬﺎ وﻋدم
60
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ ﻗـﺎﻧﻮن اﻷﺳﺮة اﻟﺠﺰاﺋﺮي اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
-ﻓﻌن اﺑن ﻋﺑﺎس ﻗﺎل :ﻗﺎل رﺳول اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم " :ﻻ ﻧﻛﺎح إﻻ ﺑوﻟﻲ " ،1ﺣﯾث رﺗب
ﺟﻣﻬور ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻋﻠﻰ ﺗﺧﻠف رﻛن اﻟوﻟﻲ ﻋدم ﺻﺣﺔ اﻟﻌﻘد و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻛون ﺑﺎطل ،2ﺑﺣﯾث اﺳﺗدﻟوا
ﺑﺣدﯾث رﺳول اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم " :أﯾﻣﺎ اﻣرأة ﻟم ﯾﻧﻛﺣﻬﺎ وﻟﯾﻬﺎ ﻓﻧﻛﺎﺣﻬﺎ ﺑﺎطل ،ﻓﻧﻛﺎﺣﻬﺎ ﺑﺎطل،
ﻓﻧﻛﺎﺣﻬﺎ ﺑﺎطل " .3ﻓﺣدﯾث اﻟرﺳول ـ ص ـ ﺟد واﺿﺢ ﻓرﺗب ﻋن ﺗﺧﻠف اﻟوﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘد زواج اﻟﻣرأة ﺑطﻼﻧﻪ،
ﺑﺣﯾث أﻛدﻩ ﺛﻼث ﻣرات ،و ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ أﯾﺿﺎ " :ﻻ ﺗزوج اﻟﻣرأة اﻟﻣرأة و ﻻ ﺗزوج اﻟﻣرأة ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻓﺎن اﻟزاﻧﯾﺔ
-أﻣﺎ ﻋﻧد اﻷﺣﻧﺎف ،إذا زوﺟت اﻟﻣرأة اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﺑدون إذن وﻟﯾﻬﺎ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﺛﯾﺑﺎ أو ﺑﻛ ار
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺗطرق اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري إﻟﻰ اﻟوﻟﻲ ﻓﻲ م 09ﻗﺑل اﻟﺗﻌدﯾل و ﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ رﻛن ﻣن أرﻛﺎن ﻋﻘد
اﻟزواج ،و إﻻ أﻧﻪ ﺗم ﺗﻌدﯾل اﻟﻣﺎدة 9ﺑﻣوﺟب اﻷﻣر رﻗم 02-05اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أن اﻟرﺿﺎ ﻫو
اﻟرﻛن اﻟوﺣﯾد ﻟﻌﻘد اﻟزواج ،أﺿﯾﻔت اﻟﻣﺎدة 09ﻣﻛرر اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أن اﻟوﻟﻲ ﺷرط ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟزواج،
ﻓﺎﻟﺳؤال اﻟﻣطروح ﻫﻧﺎ ،ﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻬذا اﻟﻌﻘد إذا أﺑرم ﺑدون وﻟﻲ؟ ﻓﯾﻣﻛن اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذا
اﻟﺳؤال ﻣن ﺧﻼل ﺗﻘﺳﯾم ﻫذا اﻟﻔرع إﻟﻰ أﺛر ﺗﺧﻠف رﻛن اﻟوﻟﻲ ﻗﺑل اﻟﺗﻌدﯾل )أوﻻ( ،وﺑﻌد اﻟﺗﻌدﯾل )ﺛﺎﻧﯾﺎ(.
-1رواﻩ اﺑن ﻣﺎﺟﺔ ،ﺳﻧن اﺑن ﻣﺎﺟﺔ ،ح .ر ،1880ص.605 .
-2زوﺑﯾر ﺑوﻟﻌواد ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق،ص.21 .
-3رواﻩ اﺑن ﻣﺎﺟﺔ ،ﺳﻧن اﺑن ﻣﺎﺟﺔ ،ح .ر ،1879ص.605 .
-4رواﻩ اﺑن ﻣﺎﺟﺔ ﻓﻲ ﺳﻧﻧﻪ ،ح .ر ،1882ص.606 .
-5ﻣﺣﻣد ﺧﻠﯾل إﺑراﻫﯾم ﻋﺑد اﷲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.40 .
61
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ ﻗـﺎﻧﻮن اﻷﺳﺮة اﻟﺠﺰاﺋﺮي اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
أوﻻ :أﺛر ﺗﺧﻠف رﻛن اﻟوﻟﻲ ﻗﺑل ﺗﻌدﯾل ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري
ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدﺗﯾن 32و 33ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11-84أﺛر ﺗﺧﻠف اﻟوﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟزواج،
ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﻘراء اﻟﻣﺎدة 32ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع ﻗد أﻗر ﺑﻔﺳﺦ اﻟﻌﻘد إذا ﻣﺎ ﺗﺧﻠف رﻛن ﻣن أرﻛﺎﻧﻪ ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﺟوع
إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة 33ﻧﺟد أﻧﻬﺎ أﺗت ﺑﻧوع ﻣن اﻟﺗﻔﺻﯾل و ﯾﻣﻛن اﺳﺗﻧﺗﺎج ﻣﻧﻬﺎ ﺛﻼث ﺣﺎﻻت وﻫﻲ:
-2ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺧﻠف اﻟوﻟﻲ ﺑﻌد اﻟدﺧول :إذا ﺗﺧﻠف اﻟوﻟﻲ ﺑﻌد اﻟدﺧول ﻫﻧﺎك إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺻﺣﯾﺣﻪ ﺑﺻداق اﻟﻣﺛل
-3ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا إﺟﺗﻣﻊ ﺗﺧﻠف رﻛن اﻟوﻟﻲ ﻣﻊ رﻛن أﺧر أو أﻛﺛر :ﻓﺎﻟﻣﺎدة 2/33ﺗﻧص ﻋﻠﻰ إﺑطﺎل ﻋﻘد
اﻟزواج ﺳواء ﻛﺎن ذﻟك ﻗﺑل أو ﺑﻌد اﻟدﺧول ،و ﻻ ﯾﻣﻛن إﺛﺑﺎﺗﻪ.1
ﻓﻣن اﻟﻣﻘرر إذا اﺧﺗل رﻛﻧﺎن ﻣن أرﻛﺎن اﻟزواج ﻏﯾر اﻟرﺿﺎ ﯾﺑطل اﻟزواج ،وﻣن ﺛم اﻟﻧﻌﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻘرار
اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﻪ ﺑﺎﻧﺗﻬﺎك اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ و اﻟﺧطﺄ ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون ﻏﯾر وﺟﯾﻪ وﯾﺳﺗوﺟب رﻓﺿﻪ.
أﻣﺎ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣن اﻟﺛﺎﺑت ـ ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ اﻟﺣﺎل ـ أن اﻟﺷﺎﻫد اﻷول ﺻرح اﻧﻪ ﻻ ﯾوﺟد وﻟﻲ وﻻ ﺻداق ،وأن
اﻟﺷﺎﻫد اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺻرح اﻧﻪ اﺳﺗدﻋﻰ ﻟﺣﻔﻠﺔ ﻋﺷﺎء وﻻ ﯾﻌرف ﺷﯾﺋﺎ ﻋن اﻟزوج واﻟزوﺟﺔ ،ﻓﺎن ﻗﺿﺎة اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف
اﻟذﯾن ﻗﺿوا ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻟﺣﻛم اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ﻟدﯾﻬم وﻣن ﺟدﯾد اﻟﻘﺿﺎء ﺑرﻓض اﻟدﻋوى ﻟﻌدم ﺗﺄﺳﯾس ﻻﻧﻌدام رﻛﻧﯾن
ﻣن أرﻛﺎن اﻟزواج ﻫﻣﺎ اﻟوﻟﻲ واﻟﺻداق ،ﻓﺈﻧﻬم ﺑﻘﺿﺎﺋﻬم ﻛﻣﺎ ﻓﻌﻠوا طﺑﻘوا ﻗواﻋد اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺛم اﻟﻘﺎﻧون
62
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ ﻗـﺎﻧﻮن اﻷﺳﺮة اﻟﺠﺰاﺋﺮي اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﺳﻠﯾﻣﺎ) .1غ .أ .ش ﻣﻠف رﻗم 51107ﻗرار ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،1989/01/02اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 1992
ﻗﺎم اﻟﻣﺷرع ﺑﺗﻌدﯾل اﻟﻣﺎدة 33ﺑﺎﻷﻣر رﻗم ،02-05ﻓﺄﺻﺑﺣت ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ » :ﯾﺑطل ﻋﻘد اﻟزواج
إذا اﺧﺗل رﻛن اﻟرﺿﺎ .إذا ﺗم اﻟزواج ﺑدون ﺷﺎﻫدﯾن أو ﺻداق أو وﻟﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟوﺑﻪ ﯾﻔﺳﺦ اﻟﻌﻘد ﻗﺑل
اﻟدﺧول و ﻻ ﺻداق ﻓﯾﻪ ،و ﯾﺛﺑت ﺑﻌد اﻟدﺧول ﺑﺻداق اﻟﻣﺛل « .2ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣﻠﯾل ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ
ﺣﺎﻟﺗﯾن:
-1م 1/33ﯾﻔﻬم ﻣﻧﻬﺎ أن اﻟم اﻟﺞ ﺣﺻر ﺑطﻼن ﻋﻘد اﻟزواج ﻓﻲ اﺧﺗﻼل رﻛن اﻟرﺿﺎ اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر اﻟرﻛن
-2أﻣﺎ م 2/33ﺗﻘﺿﻲ ﺑﺄﻧﻪ إذا ﺗم اﻟزواج ﺑدون وﻟﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟوﺑﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻔﺳﺦ ﻗﺑل اﻟدﺧول وﻻ ﺻداق
ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أﻧﻪ ﺑﻌدﻣﺎ ﻋدل اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺟﻌل اﻟوﻟﻲ ﺷرطﺎ ﻓﻲ م 9ﻣﻛرر وﻛﻔﻰ ﺑﻧﺻﻪ ﻓﻲ م 11
" ﺑﺣﺿور وﻟﯾﻬﺎ " ،ﻓﻼ ﻣﻌﻧﻲ ﻟﻠﺣﺿور إذا ﻟم ﯾﻛن ﻟﻪ أي ﺗﺄﺛﯾر و أن ﻏﯾﺎﺑﻪ ﻣن ﻣﺟﻠس اﻟﻌﻘد ﻻ ﯾﺟﻌل
اﻟﻌﻘد ﺑﺎطﻼ ،وﻻ ﻓﺎﺳدا ،وﻻ ﻣوﻗوﻓﺎ ﻋﻠﻰ ﻣواﻓﻘﺗﻪ ،3رﻏم أن م 18ﺗﻧص ﻋﻠﻰ اﻧﻪ » :ﯾﺗم ﻋﻘد اﻟزواج أﻣﺎم
-1ﺟﻣﺎل ﺳﯾﺎس ،اﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ج ،2.ط ،1.ﻣﻧﺷورات ﻛﻠﯾك ،اﻟﺟزاﺋر ،2013 ،ص.
.602
-2اﻷﻣر 05ـ ،02ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
-3ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺳﻌد ،ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﺛوﺑﻪ اﻟﺟدﯾد :ﺷرح أﺣﻛﺎم اﻟزواج و اﻟطﻼق ﺑﻌد اﻟﺗﻌدﯾل ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.
.43
63
اﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﻓﻲ ﻗـﺎﻧﻮن اﻷﺳﺮة اﻟﺠﺰاﺋﺮي اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
اﻟﻣوﺛق أو أﻣﺎم ﻣوظف ﻋﻣوﻣﻲ ﻣؤﻫل ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة ﻣﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﻣﺎدﺗﯾن 9و 9ﻣﻛرر ﻣن ﻫذا
اﻟﻘﺎﻧون « .1ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻟﻣﺷرع ﻋﻧدﻣﺎ ﺷرع ﻧص 2/33ﻟم ﯾﺄﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻧص اﻟﻣﺎدة . 18
64
66
ﺧﺎﺗﻣﺔ
ﯾﺳﺗﻣد ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ﻣﻌظم ﻗواﻋدﻩ ﻣن أﺣﻛﺎم اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،وﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق
ﺑﺎﻟزواج ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻋﻘد ﺷرﻋﻲ دﯾﻧﻲ ﻗﺑل أن ﯾﻛون ﻋﻘد ﻣدﻧﻲ ،ﻓﺗﻘوم أﺣﻛﺎم اﻟﺷرﯾﻌﺔ ﺑﺗﺣدﯾد ﺿواﺑط اﻟزواج
ﻣن أرﻛﺎن وﺷروط .وﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺳﺑق دراﺳﺗﻪ ﻓﺈن ﺧﻼﺻﺔ ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﻧﻘوﻟﻪ ﺑﺷﺄن اﻟوﻻﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
أوﻻ :ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟوﻻﯾﺔ اﻟزواج ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣدﻋﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺻوص اﻟﻘرآﻧﯾﺔ واﻷﺣﺎدﯾث
اﻟﻧﺑوﯾﺔ ،ﻧﺟد أن ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻣذاﻫب اﻷرﺑﻌﺔ ﻛﺎﻧت ﻟﻬم أراء ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ و ﻣﺗﺿﺎرﺑﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم ﻓﻲ ﺷﺄن اﻟوﻻﯾﺔ ﻓﻲ
ﻋﻘد اﻟزواج ﺑﺈﻋﺗﺑﺎر اﻟوﻟﻲ ﺷرط ﺻﺣﺔ اﻟﻌﻘد أو رﻛن ،وﯾﺑدو ذﻟك ﺟﻠﯾﺎ ﻓﻲ ﻣدى ﺗرﺟﯾﺢ رأي اﻟﻣرأة اﻟﻣراد
ﺗزوﯾﺟﻬﺎ ﻟدى اﻟﺑﻌض ﻣﻧﻬم ،أو ﺗرﺟﯾﺢ رأي وﻟﯾﻬﺎ ﻋﻧد اﻟﺑﻌض اﻷﺧر.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﻣوﻗف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋر ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟوﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟزواج ،ﺑﺣﯾث ﻧص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻣواد 9إﻟﻰ
13ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،11-84ﺣﯾث اﻋﺗﺑرﻩ رﻛن ﻣن أرﻛﺎن ﻋﻘد اﻟزواج ،و ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ،9وﻛﻠﻔﻪ
ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 11ﺑﺗوﻟﻲ ﻋﻘد زواج ﻣوﻟﯾﺗﻪ ،و ﻣﻧﻌﻪ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 12ﻣن ﻋﺿل ﻣن ﻓﻲ وﻻﯾﺗﻪ ﻓﻲ أن ﺗﺗزوج
ﺑﻣن رﻏﺑت ﻓﯾﻪ ،وﻧص ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 13ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺟواز إﺟﺑﺎر اﻟﻔﺗﺎة ﻋﻠﻰ اﻟزواج وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﻛل ﻫذﻩ اﻟﻣواد ﻣﺗﻔﻘﺔ ﻣﻊ اﻟﺷرع ،إذ ﻻ ﯾﺟوز ﺗزوﯾﺞ اﻟﻣرأة ﻣن ﻏﯾر إذﻧﻬﺎ ،و ﻻ ﯾﻌﻧﻲ إﺷﺗراط إذﻧﻬﺎ أن
اﻟوﻟﻲ ﻏﯾر ﻻزم ﻓﻲ ﻧﻛﺎﺣﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﺻواب اﻟﻘول ﺑﻣوﺟب إﺗﻔﺎق إرادﺗﻬﺎ ﻣﻊ إرادة وﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟزواج.
و وﻓﻘﺎ ﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺳﺎري اﻟﻣﻔﻌول ،ﻓﺑﻌدﻣﺎ ﻛﺎن اﻟوﻟﻲ رﻛﻧﺎ ﻣن أرﻛﺎن ﻋﻘد اﻟزواج أﺻﺑﺢ ﺑﻣوﺟب
اﻟﻣﺎدة 9ﻣﻛرر اﻟﻣﺳﺗﺣدﺛﺔ ﺑﻣوﺟب اﻷﻣر رﻗم 02-05اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11-84ﺷرطﺎٕ ،واﻧﻔرد
ﻋﻘد اﻟزواج ﺑرﻛن أﺳﺎﺳﻲ و وﺣﯾد أﻻ و ﻫو رﺿﺎ اﻟزوﺟﯾن ،و ﺑﺎﺳﺗﻘراء اﻟﻣﺎدة 11اﻟﻣﻌدﻟﺔ ،ﺑﻣوﺟﺑﻬﺎ أﻋطﻰ
اﻟﻣﺷرع ﻟﻠﻣرأة اﻟراﺷدة ﺣق ﻋﻘد زواﺟﻬﺎ ،و زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺄﻋطﻰ ﻟﻬﺎ ﺣرﯾﺔ اﺧﺗﯾﺎر وﻟﯾﻬﺎ وﯾﻔﻬم ﻣن ذﻟك
أﻧﻪ ﻣن اﻟﻣﻣﻛن ٕوان ﻟم ﻧﻘل أﻧﻪ ﻣن اﻷﻛﯾد أن اﻟﻣرأة ﺗﺧﺗﺎر اﻟوﻟﻲ اﻟذي ﯾﺷﺎطرﻫﺎ اﻟرأي وﻟﯾس اﻟذي ﯾﺧﺎﻟﻔﻬﺎ
67
ﺧﺎﺗﻣﺔ
اﻟرأي ٕوان ﻛﺎن رأﯾﻪ ﺻﺎﺋﺑﺎ ،ﻓﻬذا اﻟوﻟﻲ ﻣﻛﻠف ﻓﻘط ﺑﺣﺿور ﻋﻘد زواج ﻣوﻟﯾﺗﻪٕ ،واﺑﻘﺎء اﻟوﻻﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣرأة
ﻓﻣﺎ ﻣﻔﺎد ﺣﺿورﻩ ﻣن ﻏﯾﺎﺑﻪ إن ﻟم ﯾﻛن ﻟﻪ رأي رﺷﯾد ﺑﺷﺄن اﻟﻌﻘد ،ﻓﻠم ﯾﻌد ﻟﻪ ﺳﻠطﺔ إﺟﺑﺎر اﻟﻘﺎﺻر
ﻋﻠﻲ اﻟزواج و ذﻟك ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة ،13وﻓﻲ إﻟﻐﺎﺋﻪ اﻟﻣﺎدة 12ﻣن ذات اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﻲ ﻣﻔﺎدﻫﺎ ﻣﻧﻊ اﻟوﻟﻲ ﻣن
وأﺧﯾ ار ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 2/33اﻟﻣﻌدﻟﺔ ﻓﺈذا ﺟﺋﻧﺎ إﻟﻰ ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﺣرﻓﯾﺎ وذﻟك ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل "
اﻟوﻟﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟوﺑﻪ " وﻻ ﯾﻛون اﻟوﻟﻲ واﺟﺑﺎ ﻋﻧد ﻋﻘد اﻟزواج إﻻ ﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧﺗﻪ اﻟﻣﺎدة ، 2/11وﻫذا ﻣﺎ
ﯾﺷﺑﻪ إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر إﻟﻐﺎء اﻟوﻟﻲ ،ﺣﺗﻰ و إن ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺷرع ﺻراﺣﺔ ،وﻫذا ﺧﻼﻓﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﺷرﯾﻌﺔ
اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ.
ﻓﺎﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﺗﺢ ﺛﻐرات ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻫذا راﺟﻌﺎ إﻟﻰ ﺳﻌﯾﻪ ﻟﻣﺳﺎﯾرة اﻟﺗطور اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ،
واﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻣن ﺟﻬﺔ ،و ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺣق ﻧص اﻟﺷرع و اﻟدﯾن ،ﻓﻬذﻩ اﻟﺛﻐرات ﻗد ﺗﻔﺗﺢ ﺑﺎﺑﺎ ﻟﻧﺗﺎﺋﺞ
ﺳﯾﺋﺔ ﻗد ﺗﻌﻛس ﺳﻠﺑﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣرأة ﻧﻔﺳﻬﺎ ،وﻋﻠﻰ أﺳرﺗﻬﺎ و ﺣﺗﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
وﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﻧﺻل إﻟﻰ اﻟﻘول أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد ﻗﺎم ﺑﺗﻌدﯾل ق .أ .ﻹدراك ﺑﻌض اﻟﻣﺳﺎﺋل ،ﻟﻛن
ﻧرى أﻧﻪ ﻗد أﺻﺎب ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣﺳﺎﺋل ،إﻻ أﻧﻪ ﻗد أﺧﻔق إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟوﻟﻲ اﻟذي ﺛﺎر
ﺟدال ﻛﺑﯾر ﺣوﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻓﻣﻌظم اﻟﻧﺻوص اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣوﺿوع اﻟوﻟﻲ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻷﺣﻛﺎم
اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻣﺻدر اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳرة ،واﻟدﺳﺗور اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر اﻹﺳﻼم دﯾن
اﻟدوﻟﺔ.
ﻓﻌﻠﻰ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗﺑل أن ﯾﺑﺎﺷر ﻓﻲ ﺗﺷرﯾﻊ ﻗواﻧﯾﻧﻪ ،ـﺄن ﯾراﻋﻲ اﻟﻘﯾم اﻷﺳرﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
واﻷﺧﻼﻗﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﯾﺣﻣﻠﻬﺎ ذﻟك اﻟﻘﺎﻧون ،وﺗﺟﻧب اﻟﻐﻣوض اﻟذي ﺗﺷوﺑﻪ اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﻘﺎﻧون ﻫو
68
ﺧﺎﺗﻣﺔ
اﻟذي ﯾﻧظم اﻟدوﻟﺔ ﻓﻛﻣﺎ ﯾﻛون ﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ أﺳس ،وﻣﺑﺎدئ ﺳﻠﯾﻣﺔ ﻛﻣﺎ ﺗﻛون اﻷﺳرة ذات أﺻﺎﻟﺔ ،وﻗﯾم ﻣﺗﯾﻧﺔ
69
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ
70
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ
اﻟﻘران اﻟﻛرﯾم
أوﻻ-اﻟﻛﺗب:
-5أﺣﻣد ﻓراج ﺣﺳﯾن ،أﺣﻛﺎم اﻟزواج ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ،
.1997
-6أﺣﻣد ﻣﺣﻣد ﻋﺳﺎف ،اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣذاﻫب اﻷرﺑﻌﺔ ،اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت ،ج ، 2دار إﺣﯾﺎء اﻟﻌﻠوم ،ط
،3ﻟﺑﻧﺎن.1988 ،
-7إﺳﻣﺎﻋﯾل أﻣﯾن ﻧواﻫﺿﺔ ،أﺣﻣد ﻣﺣﻣد اﻟﻣوﻣﻧﻲ ،اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ﻓﻘﻪ اﻟﻧﻛﺎح ،دار اﻟﻣﯾﺳرة ﻋﻣﺎن،
.2010
-8اﻟﺗواﺗﻲ ﺑن اﻟﺗواﺗﻲ ،اﻟﻣﺑﺳط ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ ﺑﺎﻷدﻟﺔ ،ﻛﺗﺎب اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ﻣﺞ ،2.دار اﻟوﻋﻲ
-9اﻟﻌرﺑﻲ ﺑﻠﺣﺎج ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ،اﻟزواج و اﻟطﻼق ،ج ،1.ط ،4.دﯾوان
-10اﻟﻌرﺑﻲ ﺑﻠﺣﺎج ،أﺣﻛﺎم اﻟزواج ﻓﻲ ﺿوء ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟدﯾد ،ج ،1.دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧش واﻟﺗوزﯾﻊ،
اﻷردن.2012 ،
71
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
-11اﻟﻌرﺑﻲ ﺑﻠﺣﺎج ،ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة :ﻣﺑﺎدئ اﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ وﻓﻘﺎ ﻟﻘ اررات اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،دﯾوان
-12اﻟﻣﺣﺎﻓظ أﺑﻲ ﻋﺑد اﷲ ﻣﺣﻣد ﺑن ﯾزﯾد اﻟﻘزوﯾﻧﻲ ،ﺳﻧن اﺑن ﻣﺎﺟﺔ ،ج ،1.دار اﻟرﯾﺎن اﻟﺗراث ،د.
-13ﺑﺎدﯾس دﯾﺎﺑﻲ ،ﻗﺎﻧون اﻻﺳرة ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،دار ﻫوﻣﺔ ،اﻟﺟزاﺋر.2012 ،
-14ﺑدران أﺑو اﻟﻌﻧﯾﻧﯾن ﺑدران ،اﻟزواج و اﻟطﻼق ﻓﻲ اﻹﺳﻼم) ،اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻣﻘﺎرن ﺑﯾن اﻟﻣذاﻫب اﻷرﺑﻌﺔ
اﻟﺳﻧﯾﺔ واﻟﻣذﻫب اﻟﺟﻌﻔري( ،ﻣؤﺳﺳﺔ ﺷﺑﺎب اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،د .س .ن.
-15ﺟﺎﺑر ﻋﺑد اﻟﻬﺎدي ﺳﺎﻟم اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ،أﺣﻛﺎم اﻷﺳرة اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟزواج ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ و اﻟﻘﺎﻧون و اﻟﻘﺿﺎء،
دراﺳﺔ ﻟﻘواﻧﯾن اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ) ،دراﺳﺔ ﻟﻘواﻧﯾن اﻻﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ( ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﻧﺷر،
اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ.2007 ،
-16ﺟﻣﺎل ﺳﯾﺎس ،اﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ج ،2.ﻣﻧﺷورات ﻛﺳﯾك ،اﻟﺟزاﺋر،
.2013
-17ﺟﻣﯾل ﻓﺧري ﻣﺣﻣد ﺟﺎﻧم ،أﺛﺎر ﻋﻘد اﻟزواج ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺎﻧون ،دار اﻟﺣﺎﻣد،ﻋﻣﺎن.2008 ،
-18ﺣﺳن ﺣﺳن ﻣﻧﺻور ،اﻟﻣﺣﯾط ﻓﻲ ﺷرح ﻣﺳﺎﺋل اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ﻣﺞ ،2.أﺣﻛﺎم ﻋﻘد اﻟزواج،
-19ﺣﺳن ﻣﺣﻣد ﯾوﺳف ،آداب اﻟﻌﻘد واﻟزﻓﺎف ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ،دار اﻻﻋﺗﺻﺎم ،ﻣﺻر.1979 ،
-20رﻣﺿﺎن ﻋﻠﻲ اﻟﺳﯾد اﻟﺷرﻧﺑﺎطﻲ ،أﺣﻛﺎم اﻷﺳرة ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ ،ﻟﺑﻧﺎن،
.1997
72
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
-21رﻣﺿﺎن ﻋﻠﻲ اﻟﺳﯾد اﻟﺷرﻧﺑﺎطﻲ ,ﺟﺎﺑر ﻋﺑد اﻟﻬﺎدي ﺳﺎﻟم اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ،أﺣﻛﺎم اﻷﺳرة اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟزواج
اﻟﻔرﻗﺔ وﺣﻘوق اﻷوﻻد ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻟﻘﺎﻧون واﻟﻘﺿﺎء :دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻟﻘﺎﻧون اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻓﻲ
-22ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺳﻌد ،اﻟزواج و اﻟطﻼق ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ،ط ،3دار ﻫوﻣﺔ ،اﻟﺟزاﺋر.1990 ،
-23ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺳﻌد ،ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﺛوﺑﻪ اﻟﺟدﯾد :ﺷرح أﺣﻛﺎم و اﻟطﻼق ﺑﻌد اﻟﺗﻌدﯾل ،ط
-24ﻋﺑد اﷲ ﺧﻼف ،ﺣﻛم اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ط ،3.دار اﻟﻘﻠم ﻟﻠﻧﺷر
-25ﻋﻣر ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻷﺷﻘر ،أﺣﻛﺎم اﻟزواج ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺳﻧﺔ ،دار اﻟﻧﻔﺎﺋس ،ﻟﺑﻧﺎن.1997 ،
-26ﻋﯾﺳﻲ ﺣداد ،ﻋﻘد اﻟزواج ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،ﻣﻧﺷورات ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑرج ﺑﺎﺟﻲ ﻣﺧﺗﺎر ،ﻋﻧﺎﺑﺔ.2006 ،
-27ﻏﺳﺎن ﻋﺷﺎ ،اﻟزواج و اﻟطﻼق و ﺗﻌدد اﻟزوﺟﺎت ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ،اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ وﺗﺑرﯾرات اﻟﻛﺗﺎب
-29ﻣﺎﻟك ﺑن أﻧس ،اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻛﺑرى ،ﻣﺞ ،2.ج ،3.دار ﺻﺎدر ،ﻟﺑﻧﺎن.2005 ،
-30ﻣﺣﻣد أﺑو زﻫرة ،اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،د س ن.
-31ﻣﺣﻣد أﺑو زﻫرة ،ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟزواج و أﺛﺎرﻩ ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،د ب ن ،د س ن.
-32ﻣﺣﻣد ﺧﺿر ﻗﺎدر ،دور اﻹرادة ﻓﻲ أﺣﻛﺎم اﻟزواج واﻟطﻼق واﻟوﺻﯾﺔ) ،دراﺳﺔ ﻓﻘﻬﯾﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ(،
-33ﻣﺣﻣد رأﻓت ﻋﺛﻣﺎن ،ﻓﻘﻪ اﻟﻧﺳﺎء ﻓﻲ اﻟﺧطﺑﺔ واﻟزواج ،دار اﻻﻋﺗﺻﺎم ،اﻟﻘﺎﻫرة ،د س ن.
73
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
-34ﻣﺣﻣد ﻣﻧﺻور إﺑراﻫﯾم اﻟﺷﯾﺣﺎت ،أﺣﻛﺎم اﻟزواج ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،د .د .ن ،د .ب .ن ،د.
س .ن.
-35ﻣﺣﻣد ﻛﻣﺎل اﻟدﯾن إﻣﺎم ،ﺟﺎﺑر ﻋﺑد اﻟﻬﺎدي ﺳﺎﻟم اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ،ﻣﺳﺎﺋل اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﺑﺎﻟزواج واﻟﻔرﻗﺔ و ﺣﻘوق اﻷوﻻد ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺿﺎء ،ﻣﻧﺷورات ﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.1997 ،
-36ﻣﺣﻣد ﻛﻣﺎل اﻟدﯾن إﻣﺎم ،اﻟزواج ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ :دراﺳﺔ ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ و ﻓﻘﻬﯾﺔ ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾد
-37ﻣﺣﻣد ﻣﺗوﻟﻲ اﻟﺷﻌراوي ،اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻣﺳﯾر وأدﻟﺗﻪ ﻓﻲ طرﯾﻘﺔ اﻟﺳؤال و اﻟﺟواب ،ﺑﺎب اﻟزواج ،ج،3.
-38ﻣﻧﺗﺻر ﺳﻌﯾد ﻣﺣﻣود ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻟﻣرأة ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺄﺣﻛﺎم اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،دار
-40ﻧﺳرﯾن ﺷرﯾﻘﻲ ،ﻛﻣﺎل ﺑوﻗرورة ،ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣﺑﺎﺣث ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون :ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ،دار ﺑﻠﻘﯾس،
اﻟﺟزاﺋر.2013 ،
-41وﻫﺑﺔ اﻟزﺣﯾﻠﻲ ،اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ و أدﻟﺗﻪ،ج ،7.اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ط ،2.دار اﻟوﻋﻲ ﻟﻠﻧﺷر
واﻟﺗوزﯾﻊ.1985 ،
-42ﯾﺣﯾﻰ ﻣﺣﻣد ﺑﻛوش ،ﻓﻘﻪ اﻹﻣﺎم ﺟﺎﺑر ﺑن زﯾد ،دار اﻟﻐرب اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻟﺑﻧﺎن.1986 ،
74
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
اﻟرﺳﺎﺋل:
-1ﺣﺳﯾن ﻣﻬداوي ،دراﺳﺔ ﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻠﺗﻌدﯾﻼت اﻟواردة ﻋﻠﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺋل اﻟزواج و آﺛﺎرﻩ ،ﻣذﻛرة ﺗﺧرج
ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق و اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺑو ﺑﻛر ﺑﻠﻘﺎﯾد ﺗﻠﻣﺳﺎن،
-2ﺣﻣزة ﺟﺑﺎﯾﻠﻲ ،ﺿواﺑط اﻟزواج ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري ﺑﯾن ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة و اﻷﻋراف اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ :ﻣدﯾﻧﺔ
ﺧﻧﺷﻠﺔ ﻧﻣوذﺟﺎ ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﺗﺧﺻص ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺣﺎج ﻟﺧﺿر
-3زوﺑﯾدة ٳﻗروﻓﺔ ،ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ﺑﯾن اﻟﺗﺄﯾﯾد و اﻟﺗﻧدﯾد ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ
-4ﺳﻌﯾد ﻗﺎﺿﻲ ،رﺿﺎ اﻟﻣﻛﻠف ﻓﻲ إﻧﺷﺎء ﻋﻘد اﻟزواج ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ و ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري،
رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر.2011 - 2010 ،
-5ﻣﺣﻣد ﺧﻠﯾل إﺑراﻫﯾم ﻋﺑد اﷲ ،ﺻور ﻣﺳﺗﺣدﺛﺔ ﻟﻌﻘد اﻟزواج ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ و ﻗﺎﻧون اﻷﺣوال
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ و اﻟﺗﺷرﯾﻊ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻧﺟﺎح اﻟوطﻧﯾﺔ
اﻟﻣذﻛرات:
-1زوﺑﯾر ﺑوﻟﻌواد ،أرﻛﺎن وﺷروط ﻋﻘد اﻟزواج واﺛر ﺗﺧﻠﻔﻬﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل
إﺟﺎزة اﻟﻣﻌﻬد اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﻘﺿﺎء ،اﻟدﻓﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر. 2004 - 2003 ،
-2ﺻﺑرﯾﻧﺔ أوﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ،إﺛﺑﺎت ﻋﻘد اﻟزواج ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم
75
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
-3ﻋﺑد اﻟﺳﻼم زاﯾدي ،ﻋﻠﯾﻠﻲ ﯾوﺑﻲ ،ﺷروط ﻋﻘد اﻟزواج ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر
ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق و اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة ،ﺑﺟﺎﯾﺔ.2013 - 2012 ،
-4ﻛﻬﯾﻧﺔ ﯾوﺳﻔﻲ ،ﻟﯾﻠﻰ وﻻﻣﻲ ،ﻋﻘد اﻟزواج وﻓﻘﺎ ﻟﻸﺣﻛﺎم اﻟﺟدﯾدة ﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة
اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق و اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺟﺎﯾﺔ. 2013 - 2012 ،
ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻟﻣﻘﺎﻻت
-1ﺷﯾﻬﺎﻧﻲ ﺳﻣﯾر ،اﻟﻣرأة ﺑﯾن وﻻﯾﺗﻬﺎ اﻟﻘﺿﺎء ووﻻﯾﺗﻬﺎ ﻋﻘد اﻟزواج ،اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ،
ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻠود ﻣﻌﻣري ـ ﺗﯾزي وزو ،اﻟﻌدد 2ﻟﺳﻧﺔ .2012
-2اﻟوﻻﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟزواج ﻓﻲ ظل اﻟﺗﻌدﯾل اﻟﺟدﯾد ﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ،ﻧﻘﻼ ﻋن اﻟﻣوﻗﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ:
http://www.startimes.com/f.aspx?t=33369505أطﻠﻊ ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ 21ﻣﺎرس 2014ﻋﻠﻰ
اﻟﺳﺎﻋﺔ 14:49
-3رﻛن اﻟوﻻﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟزواج وأﺛر ﺗﺧﻠﻔﻪ ،ﻧﻘﻼ ﻋن اﻟﻣوﻗﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ:
http://www.tomohna.com/vb/showthread.php?t=24838أطﻠﻊ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻲ 21ﻣﺎرس
2014ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺎﻋﺔ 16:07
-4ﻧور اﻟدﯾن أﺑو ﻟﺣﯾﺔ ،اﻟﺿواﺑط اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟزواج :اﻟوﻻﯾﺔ ﻓﻲ اﻟزواج ،ﻧﻘﻼ ﻋن اﻟﻣوﻗﻊ:
http://noursalam.free.fr/b4.htmأطﻠﻊ ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ 07أﻓرﯾل 2014ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﻋﺔ 09:40
-5ﻣﺣﻣد ﺷﻛﯾب ﻗﺎﺳﻣﻲ ،ﻗﺿﯾﺔ اﻵن ﻓﻲ ﻧﻛﺎح اﻟﻣرأة ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟداﻋﻲ اﻟﺷﻬرﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻋن دار اﻟﻌﻠوم دﯾوﺑد
http://www.darululoom- اﻟﻣوﻗﻊ: ﻋن ﻧﻘﻼ ،3 اﻟﻌدد ،2012
deoband.com/arabic/magazine/tmp/1328163423fix4sub2file.htmأطﻠﻊ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻲ
07أﻓﺮﯾﻞ 2014ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺎﻋﺔ 09:51
-6ﻓراس ﺳﻌدون ﻓﺎﺿل ،ﻏﯾﺑﺔ اﻟوﻟﻲ و أﺛﺎرﻫﺎ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟزواج ،دراﺳﺔ ﻓﻘﻬﯾﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ،
اﻟﻣوﻗﻊ: ﻋن ﻧﻘﻼ ،12 ﻋدد ،2012 -12 -06 ﻣﺞ
http://www.iasj.net/iasj?func=fulltext&aId=61852أطﻠﻊ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻲ 07أﻓﺮﯾﻞ 2014
ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺎﻋﺔ 11:39
-7اﻟﺧﻣﺎر اﻟﺑﻘﺎﻟﻲ ،ﻋﺿل اﻟوﻟﻲ ﻓﻲ ﺑﻼد اﻟﻐرب ﺻورﻩ و أﺣﻛﺎﻣﻪ و ﻣواﻗف أﺋﻣﺔ اﻟﻣﺳﺎﺟد واﻟﻣراﻛز اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ
واﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻧﻪ ،ﺑﺣث ﻣﻘدم إﻟﻲ اﻟدورة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﺷر ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻷوروﺑﻲ ﻟﻺﻓﺗﺎء واﻟﺑﺣوث اﻟﻣﻧﻌﻘدة ﺑﺗﺎرﯾﺦ
76
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
www.e- اﻟﻣوﻗﻊ: ﻋن ﻧﻘﻼ ،2004 -07 -11 إﻟﻲ ،2004 -07 -07
cfr.org/ar/bo/36.docأطﻠﻊ ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ 16أﻓرﯾل 2014ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﻋﺔ 09:54
-1دﺳﺗور
ﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗور.
-2اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ:
-1أﻣر رﻗم ،20 -70اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 19ﻓﯾﻔري ،1970اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،ج.ر ﻋدد ،21
-2أﻣر رﻗم ،58 -75اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 20رﻣﺿﺎن 1394ه اﻟﻣواﻓق ل 26ﺳﺑﺗﻣﺑر ،1975اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ﺑﺎﻻﻣر رﻗم ،10 -05اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 13ﺟﻣﺎدي اﻷول 1426ه اﻟﻣواﻓق ل 20
ﺟوﯾﻠﯾﺔ ،2005و اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 05-07ﻣؤرخ ﻓﻲ 25رﺑﯾﻊ اﻟﺛﺎﻧﻲ 1428ه اﻟﻣواﻓق ل 13ﻣﺎي 2007
ﯾﻌدل و ﯾﺗﻣم اﻷﻣر رﻗم ،2007 58-75اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋدد ،31اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 3ﻣﺎي .2007
77
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
-3اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،11 - 84اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 9رﻣﺿﺎن 1404ه اﻟﻣواﻓق ل 9ﺟوان ،1984واﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون
-1اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﻏرﻓﺔ اﻻﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ﻗرار رﻗم 51107ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،1998/01/02اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ،
-2اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﻏرﻓﺔ اﻷﺣول اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ﻗرار رﻗم 92638ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،1993/09/28ﻏﯾر ﻣﻧﺷور.
-3اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﻏرﻓﺔ اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ﻗرار رﻗم 90468ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،1993/03/30ﻗﺿﯾﺔ )ر ب( ﺿد
-4اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﻏرﻓﺔ اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ﻗرار رﻗم 249128ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،2000/07/18اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ،
ﺳﺎدﺳﺎ :اﻟﻘواﻣﯾس
-1أﺑﻲ إﺳﺣﺎق إﺑراﻫﯾم اﻟﺳري ،ﻋرﻓﺎن ﺑن ﺳﻠﯾم اﻟﻌﺷﺎ ﺣﺳوﻧﺔ ،ﺗﻬذﯾب ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻘران و إﻋراﺑﻪ ،ج،1.
-2أ .رﻓﯾق ﺧوﺟﺔ ،س .ﺑوﺷﺎرب ،ﻣﻌﺟم اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ) ،ﻋرﺑﻲ _ ﻓرﻧﺳﻲ ،ﻓرﻧﺳﻲ _ ﻋرﺑﻲ( ،
-3اﻹﻣﺎم اﻟﻌﻼﻣﺔ أﺑﻲ اﻟﻔﺿل ﺟﻣﺎل ﻣﺣﻣد ﺑن ﻛرم أﺑﻲ ﻣﻧﺿور ،ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ،ج ،2.دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ،
ﻟﺑﻧﺎن.1994 ،
-4ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح اﻟﺻﻌﯾدي ،ﺣﺳن ﯾوﺳف ﻣوﺳﻰ ،اﻹﻓﺻﺎح ﻓﻲ ﻓﻘﻪ اﻟﻠﻐﺔ ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ﻟﺑﻧﺎن.1980 ،
78
ﻓﻬﺮس
اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻟﻌﻧوان
ﻣﻘدﻣﺔ 02..........................................................................................................
ﺛﺎﻧﯾﺎ:اﻟوﻻﯾﺔ اﺻطﻼﺣﺎ08............................................................................
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣوﻟﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ) ﻫل اﻟﻣﺷرع رﻋﻰ ﻫذا اﻟﺗرﺗﯾب ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣوﻟﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺻﻔﺗﻬﺎ
ﻗﺎﺻرة و ﺑﺻﻔﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻐﺔ(49..........................................................................
اﻟﻔرع اﻷول :دور اﻟوﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟزواج ﻗﺑل و ﺑﻌد ﺗﻌدﯾل ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري52..............
ﺛﺎﻧﯾﺎ:إﻫﻣﺎل دور اﻟوﻟﻲ ﻓﻲ ظل ﺗﻌدﯾل ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ﺑﺎﻷﻣر رﻗم 55..........02-05
اﻟﻔرع اﻷول :ﻣوﻗف ﻓﻘﻬﺎء اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻣن ﺗﺧﻠف اﻟوﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟزواج61.................
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣوﻗف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣن ﺗﺧﻠف اﻟوﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟزواج61.... ....................
أوﻻ :أﺛر ﺗﺧﻠف اﻟوﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟزواج ﻗﺑل اﻟﺗﻌدﯾل ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري62...................
ﺛﺎﻧﯾﺎ :أﺛر ﺗﺧﻠف اﻟوﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟزواج ﺑﻌد اﻟﺗﻌدﯾل ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري64...................
ﺧﺎﺗﻣﺔ67...........................................................................................................: