Professional Documents
Culture Documents
ﻣﺬﻛﺮة ﻟﻨﯿﻞ ﺷﮭﺎدة اﻟﻤﺎﺳﺘﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻮق
ﺷﻌﺒﺔ :اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺨﺎص /ﺗﺨﺼﺺ :اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺨﺎص اﻟﺸﺎﻣﻞ.
اﻟﺳﻧــــﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾــــﺔ
2013 /2012
ﺑﺴﻢ ﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ
اﻟﺮﺣﯿﻢ
إھــــﺪاء
إﻟﻰ اﻟﻮاﻟﺪﯾﻦ اﻟﻜﺮﯾﻤﯿﻦ؛ أطﺎل ﷲ ﻓﻲ ﻋﻤﺮھﻤﺎ.
ﺳﻠﯿﻤﺎن ﺑﻨﺎي
إھــــــــﺪاء
إﻟﻰ ﺻﺎﺣﺒﺔ اﻟﻘﻠﺐ
اﻟﺼﺒﻮر أﻣﻲ
ﺳﻔﯿﺎن ﺑﻨﺎي
ﻛﻠﻤـــــــﺔ ﺷﻜـــــــــــﺮ
- P :page.
- Op- cit :opère – citato.
̪̝˰̪̒ː
ﻣﻘﺪﻣــﺔ
ﻌد اﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة " " La volonté unilatéraleﻋﻣﻼ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ﺻﺎد ار ﻣن ﺟﺎﻧب واﺣد ﯾﻧﺗﺞ
ﺗُ ّ
آﺛﺎ ار ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﻓﻬو ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ،ﯾﺗم ﺑﺈرادة واﺣدة ،وﻻ ﯾﻣﺛل إﻻ ﻣﺻﻠﺣﺔ طرف واﺣد .ﻓﺄﻣﺎ ﻛوﻧﻪ
ﯾﺗم ﺑﺈرادة واﺣدة ،ﻓﻬذا ﯾﻌﻧﻲ أﻧﻪ ﯾﺗم ﺑﺗﻌﺑﯾر واﺣد ﻋن اﻹرادة ،وﻻ ﯾﺗوﻗف ﻓﻲ إﻧﺗﺎج آﺛﺎرﻩ إﻻ ﻋﻠﻰ إرادة ﻣن
ﺻدر ﻣﻧﻪ اﻟﺗﻌﺑﯾر .وأﻣﺎ ﻛوﻧﻪ ﯾﻣﺛل ﻣﺻﻠﺣﺔ طرف واﺣد ،ﻓﻬذا ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﻣﺗﺻرف ﺑﺎﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة ﻻ
ﯾﺳﺗﻬدف ﻣن ﺗﺻرﻓﻪ إﻻ ﻣﺻﻠﺣﺗﻪ ﻫو؛ ﻣن دون أن ﺗدﺧل ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻐﯾر ﻓﻲ ﺣﺳﺑﺎﻧﻪ.
وﻗد ﻋدت ﻣﻌظم اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة ﻣﺻد ار ﻟﻼﻟﺗزام ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻣﺣددة ،أي إﻧﻬﺎ ﻣﺻدر
اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﻟﻪ ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻌﻘد اﻟذي ﯾﻌد ﻫو اﻟﻣﺻدر اﻟﻌﺎم ﻟﻼﻟﺗزام.
ٕواذا ﻛﺎن اﻟﺗﺻرف ﺑﺎﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة ﯾﻧﺷﺄ ﺑﺈرادة اﻟﻣﺗﺻرف وﺣدﻩ ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻧﻘﺿﻲ أﯾﺿﺎ ﺑﺈرادﺗﻪ ،أﻣﺎ
ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻐﯾر اﻟذي ﻛﺎن ﻣﻘﺻودا ﺑﺂﺛﺎر اﻟﺗﺻرف ﺑﺎﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة؛ ﻓﯾﺣﻣﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﺣﯾن ﯾﺟﻌل ﻫذا
اﻟﺗﺻرف ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ ﻻ ﯾﺟوز اﻟرﺟوع ﻋﻧﻪ إﻻ ﻣن اﻟﻣﺗﺻرف ﻧﻔﺳﻪ وﻓﻲ ﺷروط ﻣﻌﯾﻧﺔ .وﻗد وردت ﻓﻲ اﻟﻘواﻧﯾن
اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺻور ﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﻣﺗﻔرﻗﺔ ﻟﻺرادة اﻟﻣﻧﻔردة ﺑوﺻﻔﻬﺎ ﻣﺻد ار ﻟﻼﻟﺗزام .وﻣن ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﺻور
ﻧﺟد :اﻟوﺻﯾﺔ واﻟﻬﺑﺔ واﻟوﻗف واﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة).(1
وﻧظ ار ﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟوﺻﯾﺔ وﻛﺛرة اﻧﺗﺷﺎرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ – ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣن أﻫم اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﻣوت ﻋن طرﯾق اﻟﺗﺑرع – ﻓﻘد ﻋﺎﻟﺟﺗﻬﺎ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ووﺿﻌت ﺷروطﻬﺎ
وأﺣﻛﺎﻣﻬﺎ ،وﺗوﻻﻫﺎ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﺎﻟﺷرح واﻻﺟﺗﻬﺎد ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻌدل واﻹﻧﺻﺎف؛ ﺣﻔﺎظﺎ ﻋﻠﻰ ﻧظﺎم
اﻷﺳرة واﻟﻣﺟﺗﻣﻊٕ ،واﻋطﺎء ﻛل ذي ﺣق ﺣﻘﻪ ،أﻣﺎ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ﻓﻘد ﺳﺎر ﻋﻠﻰ درب اﻟﺷرﯾﻌﺔ
اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ وأﺧﺿﻊ اﻟوﺻﯾﺔ ﻟﻸﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﺟﺎءت ﺑﻬﺎ ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة .
)(2
أﻣﺎ ﻣوﺿوع اﻟﻬﺑﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗﺳم ﺑﺄﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ؛ ﺳواء ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت واﻟرواﺑط اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم أﺳﺎﺳﺎ
ﻓﺈن أﻫﻣﯾﺗﻪ ﻣﻠﻔﺗﺔ ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ
ﻋﻠﻰ اﻟﺑر واﻹﺣﺳﺎن ،وﻋﻠﻰ اﻟﺗراﺣم واﻟود واﻹﺧﺎء ،أم ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺣﯾﺎة اﻟﻌﻣﻠﯾﺔّ ،
ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل؛ ﻓﻬو ﺗﺻرف ﯾﻛﺗﺳﻲ ﺧطورة ﻓﻲ اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ؛ إذ ﯾﺗﻧﺎزل ﻓﯾﻬﺎ اﻹﻧﺳﺎن ﻋن ﺟزء ﻣن
ﻣﺎﻟﻪ ﻗد ﯾﻛون ذا ﺗﺄﺛﯾر ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ أﺳرﺗﻪ و ﻋﻠﻰ وﺿﻌﯾﺗﻪ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ).(3
) (1ﻣﺣﻣد ﺻﺑري اﻟﺳﻌدي ،اﻟواﺿﺢ ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ) ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزام اﻟﻌﻘد و اﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة( ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ؛
دار اﻟﻬدى ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ،اﻟﺟزاﺋر ،2009،ص ص.368 -367 .
) (2ﺑﻠﺣﺎج اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري) اﻟﻣﯾراث و اﻟوﺻﯾﺔ( ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ؛ دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،1999 ،ص.229.
ﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد ﺗﻘﯾﺔ ،دراﺳﺔ ﻋن اﻟﻬﺑﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺄﺣﻛﺎم اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون )(3
اﻟﻣﻘﺎرن ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ؛ اﻟدﯾوان اﻟوطﻧﻲ ﻟﻸﺷﻐﺎل اﻟﺗرﺑوﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،2003 ،ص.07.
1
̪̝˰̪̒ː
أﻣﺎ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻗف ،ﻓﻬو ﻧظﺎم ﺷرﻋﻲ ﻗﺎﺋم ﺑذاﺗﻪ ،وﺑﺎب ﻣن ﺑﺎب اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﯾﻬدف إﻟﻰ
ﺣﺑس اﻟﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﺣﻛم اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،ﻓﻬو ﻧوع ﻣن اﻟﺻدﻗﺎت اﻟﺟﺎرﯾﺔ ﺗﻧﻔﻊ ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ﺑﻌد ﻣوﺗﻪ .ﻟذﻟك ،ﻓﺈن
اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ذو أﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ،ﻛون اﻟوﻗف ﻟﻪ طﺎﺑﻊ ﺗﻌﺑدي وﻟﻪ أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﺗﻲ
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻣﺻد ار ﻣن ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزام ﻣﺛل اﻟﺟزاﺋر).(1
وﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة ،ﻓﻬو ﺗﺧﺻﯾص ﻣﻘﺎﺑل ﻟﺷﺧص ﻟن ﯾﺗﻌﯾن إﻻ ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻷداء اﻟذي ﺣددﻩ اﻟواﻋد؛
ﻛﺎن ﯾﻌﻠن ﺷﺧص ﻋن ﺟﺎﺋزة ﻟﻣن ﯾﺻﻧﻊ دواء ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻣرض ﻣﺳﺗﻌص ،ﻓﻣن ﻗﺎم ﺑﻛﺷف اﻟدواء ،اﺳﺗﺣق
اﻟﺟﺎﺋزة اﻟﺗﻲ أﻋﻠن ﻋﻧﻬﺎ اﻟواﻋد .واﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة ﻣﻌروف ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،وﻗد ﻋﺎﻟﺟﻪ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺗﺣت ﻋﻧوان
» اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ « .وﻫﻲ أن ﯾﺟﻌل أﺣد ﺷﯾﺋﺎ ﻣﻌﻠوﻣﺎ ﻟﻣن ﯾﻌﻣل ﻟﻪ ﻋﻣﻼ ،ﻛﻣﺎ ﻟو ﻗﺎل ﺻﺎﺣب ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻘدت ﻣﻧﻪ:
إﻟﻲ ﻓﻠﻪ ﺟﺎﺋزة ﻗدرﻫﺎ ﻛذا.
ﻣن ردﻫﺎ ّ
و اﻟﻬدف ﻣن اﻟﺑﺣث ﻫو ﺗﺳﻠﯾط اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ اﻟﺛﻐرات اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ ﻋﻘود اﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة ،وﻛذﻟك إﺛراء
اﻟﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ.
أﻣﺎ ﻋن اﻷﺳﺑﺎب اﻟداﻓﻌﺔ ﻟﻠدراﺳﺔ واﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ،ﻓﻬو ﻧدرة اﻟدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﯾﻪ،
وﻗد أوردﻧﺎ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗطرق إﻟﻰ ﻣدى ﻗدرة اﻧﺳﺟﺎم اﻟﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ
ﺑﺗﺷرﯾﻌﻬﺎ ﻣﻊ أﺣﻛﺎم اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ.
وأﻣﺎ ﻋن اﻟداﻓﻊ اﻟﺷﺧﺻﻲ ،ﻓﻘد ﻛﻠﻔﻧﺎ ﺑﻪ ﻣن أﺟل ﻧﯾل " ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر" ،ﺗﺧﺻص :اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص
اﻟﺷﺎﻣل.
وﻟدراﺳﺔ ﻣوﺿوع ﻋﻘود اﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة ﺑﯾن اﻟﺷرﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون ،ﻛﺎﻧت اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ وﻫﻲ:
* ﻓﯾﻣﺎ ﺗﻛﻣن ﻧظرة ﻛ ّل ﻣن اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟوﺿﻌﻲ ﺗﺟﺎﻩ ﻋﻘود اﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة ؟
واﻋﺗﻣدﻧﺎ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻫذﻩ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻣﻘﺎرن؛ اﻟﻣﻼﺋم ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻌظم ﻋﻧﺎﺻر
اﻟﻣوﺿوع ،ﻣﺣﺎوﻟﯾن ﺑذﻟك اﻟﺟﻣﻊ ﻣﺎ ﺑﯾن أﻫم اﻷﺣﻛﺎم اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟوﺿﻌﻲ
اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻣوﺿوع ﻋﻘود اﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة.
وﻓﻲ ﺳﺑﯾل ذﻟك ﻗﺳﻣﻧﺎ اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ ﻓﺻﻠﯾن:
* اﻟﻔﺻل اﻷول :ﻣﺧﺻص ﻟدراﺳﺔ اﻟوﺻﯾﺔ واﻟﻬﺑﺔ ﺑﯾن اﻟﺷرﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون.
* اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣﺧﺻص ﻟدراﺳﺔ اﻟوﻗف واﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة ﺑﯾن اﻟﺷرﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون.
رﻣول ﺧﺎﻟد ،اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ و اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻷﻣﻼك اﻟوﻗف ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،د ط ،دار ﻫوﻣﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر،2004 ، )(1
ص.03.
2
اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
اﻟﻮﺻﯿﺔ و اﻟﻬﺒﺔ ﺑﲔ اﻟﴩﯾﻌﺔ و اﻟﻘﺎﻧﻮن :ȃȇҡȓǪ̣ ˾ ̤̚Ǫ
ﺗﻌد اﻟوﺻﯾﺔ ﻧظﺎﻣﺎ ﻗدﯾﻣﺎ ،ﻟﻛﻧﻪ اﻗﺗرن ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻌﻬود ﺑﺎﻟظﻠم واﻹﺟﺣﺎف؛ ﻓﺎﻟﻌرب ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻫﻠﯾﺔ ﻣﺛﻼ
ّ
ﻛﺎﻧوا ﯾوﺻون ﻟﻸﺟﺎﻧب ﺗﻔﺎﺧ ار وﻣﺑﺎﻫﺎة ،وﯾﺗرﻛون اﻷﻗﺎرب ﻓﻲ اﻟﻔﻘر واﻟﺣﺎﺟﺔ ،وﺟﺎء اﻹﺳﻼم ﻓﺻﺣﺢ وﺟﻬﺔ
ﻧظر اﻟوﺻﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺣق واﻟﻌدل).(1
أﻣﺎ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ،ﻓﻘد ﺳﺎر ﻋﻠﻰ درب اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ وأﺧﺿﻊ اﻟوﺻﯾﺔ إﻟﻰ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ
ﺟﺎءت ﺑﻬﺎ؛ ﻓﺟﺎء ﺑﻧظﺎم اﻟوﺻﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﺎب اﻷول ﻣن اﻟﻛﺗﺎب اﻟراﺑﻊ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺗﺑرﻋﺎت؛ وذﻟك ﻓﻲ اﻟﻣواد:
184إﻟﻰ 201ﻣن ق أ ج ).(2
ﻣر اﻟﻌﺻور ﺑﺎﻫﺗﻣﺎم اﻟﻣﺷرع ،وﻣﺎ ﯾزال ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻣﺳﺗﻣرا؛ ﻧظ ار ﻷﻫﻣﯾﺔ
وأﻣﺎ اﻟﻬﺑﺔ ﻓﻘد اﺳﺗﺄﺛرت ﻋﻠﻰ ّ
ﻣوﺿوﻋﻬﺎ ،وارﺗﺑﺎطﻬﺎ ﺑﺣﻘﯾﻘﺔ اﻹﻧﺳﺎن وﻧواﯾﺎﻩ ،وﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﺑﻣﺣﯾطﻪ ،وﺗﻔﺎﻋﻠﻪ ﻣﻊ ﻫذا اﻟﻣﺣﯾط ،واﻧﻌﻛﺎﺳﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﺑواﻋث اﻟﻣرء وﺧﻔﺎﯾﺎ ﻧﻔﺳﻪ.
وﺗﺗﯾﺢ ﻣﻌظم اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺣرﯾﺔ اﻟﻣرء ﻓﻲ اﻟﺗﺻرف ﺑﺄﻣواﻟﻪ ﻋن طرﯾق اﻟﻬﺑﺔ ﻓﻲ أﺛﻧﺎء ﺣﯾﺎﺗﻪ؛ دون
ﺗﻘﯾﯾد ﺣرﯾﺗﻪ ﺑﻧﺻﺎب ﻣﻌّﯾن ،ﻛﻣﺎ ﻫو اﻷﻣر ﻓﻲ اﻟوﺻﯾﺔ).(3
اﻟزﺣﯾﻠﻲ ،اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ وأدﻟﺗﻪ ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻣن ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ؛ دار اﻟﻔﻛر ،دﻣﺷق ،1991 ،ص.07.
وﻫﺑﺔ ّ
)(1
)(2
ﻗﺎﻧون رﻗم 11 – 84ﻣؤرخ ﻓﻲ 9رﻣﺿﺎن ﻋﺎم ،1404اﻟﻣواﻓق ﻟـ 09ﯾوﻧﯾو ،1984ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري
ج ر ج ج ﻋدد ،24اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ﺟوان ،1984اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﺑﺎﻷﻣر رﻗم ،02 -05ﻣؤرخ ﻓﻲ 27ﻓﯾﻔري ،2005ج ر
ج ج ﻋدد ،15اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ 27ﻓﯾﻔري .2005
)(3
إﻟﯾﺎس ﻧﺎﺻﯾف ،ﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﻌﻘود اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،اﻟﺟزء اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر؛ ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﻟﺑﻧﺎن،2006 ،
ص.5.
4
اﻟﻮﺻﯿﺔ و اﻟﻬﺒﺔ ﺑﲔ اﻟﴩﯾﻌﺔ و اﻟﻘﺎﻧﻮن :ȃȇҡȓǪ̣ ˾ ̤̚Ǫ
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول
اﻟﻮﺻﯿّﺔ ﺑﯿﻦ اﻟ ّﺸﺮﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ واﻟﻘﺎﻧﻮن
-ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث ﺗﻧظﯾم اﻟوﺻﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣطﺎﻟب
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
* اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻟوﺻﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ.
* اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟوﺻﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون.
اﻟﻣطﻠب اﻷول:
اﻟﻮﺻﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ
ﻟﻘد ﺷرع اﷲ اﻟوﺻﯾﺔ ﻟﯾﺻل اﻹﻧﺳﺎن ﺑﻬﺎ ﻣن ﯾﺟب ،وﺗﻛون ﻗرﺑﺔ إﻟﻰ اﷲ ﻓﯾﻣﺗد أﺛرﻫﺎ ﻟﻣﺎ ﺑﻌد اﻟوﻓﺎة؛
ﻣن ﺧﯾر وﺑِﱟر وﺣﺳﻧﺎت ﻻ ﯾﻌﻠﻣﻬﺎ إﻻ رب اﻟﺳﻣوات .وﻫذا ﻣن ﻣﺣﺎﺳن اﻟﺷرﯾﻌﺔ ور ّ
ﻗﯾﻬﺎ.
اﻟﻔرع اﻷول
ﻣﻔﮭــﻮم اﻟﻮﺻﯿّــﺔ
ﻣﻔﻬوم اﻟوﺻﯾﺔ ﯾﻘﺗﺿﻲ اﻟوﻗوف ﻋﻧد ﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ ودﻟﯾل ﻣﺷروﻋﯾﺗﻬﺎ أوﻻ ،ﺛم اﻟﺗﻌرض ﻷرﻛﺎﻧﻬﺎ وﺷروط ﺻﺣﺗﻬﺎ.
ﺳﺑﯾل اﻟﺗﺑرع ،وﻋرﻓﻬﺎ اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ واﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ واﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ﺑﻣﺎ ﻫو ﻗرﯾب ﻣن ﻫذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ،أو ﺑﻣﺎ ﯾﺳﺗﻔﺎد ﻣﻧﻪ ﻫذا
اﻟﻣﻌﻧﻰ).(1
5
اﻟﻮﺻﯿﺔ و اﻟﻬﺒﺔ ﺑﲔ اﻟﴩﯾﻌﺔ و اﻟﻘﺎﻧﻮن :ȃȇҡȓǪ̣ ˾ ̤̚Ǫ
. )(1
ﺣﻘوق ،ﻷن اﻟوﺻﯾﺔ ﺗﺟب ﻓﻲ ﺣﻘﻪ .واﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أﻋﻠم
أﺣﻣد ﻓراج ﺣﺳﻧﯾن ،أﺣﻛﺎم اﻟوﺻﺎﯾﺎ واﻷوﻗﺎف ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ؛ ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ، )(1
اﻟﺻﺎدق ﺑن ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن اﻟﻐرﯾﺎﻧﻲ ،ﻣدوﻧﺔ اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ وأدﻟﺗﻪ ،اﻟﺟزء اﻟراﺑﻊ؛ دار اﺑن ﺣزم ،ﺑﯾروت،2008 ، )(3
ص.688.
) (4اﻵﯾﺔ رﻗم 8ﻣن ﺳورة اﻟﻧﺳﺎء.
) (5اﻻﯾﺔ رﻗﻢ 177ﻣﻦ ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة.
) (6اﻵﯾﺔ رﻗﻢ 12ﻣﻦ ﺳﻮرة اﻟﻨﺴﺎء.
) (7رواه اﻟﺒﺨﺎري.
أﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد اﻟﻣﺧﺗﺎر اﻟﺟﻛﻧﻲ اﻟﺷﻧﻘﯾطﻲ ،ﻣواﻫب اﻟﺟﻠﯾل ﻣن أدﻟﺔ ﺧﻠﯾل ،اﻟﺟزء اﻟراﺑﻊ؛ دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ، )(1
ﻟﺑﻧﺎن ،2005،ص.425.
6
اﻟﻮﺻﯿﺔ و اﻟﻬﺒﺔ ﺑﲔ اﻟﴩﯾﻌﺔ و اﻟﻘﺎﻧﻮن :ȃȇҡȓǪ̣ ˾ ̤̚Ǫ
وﻋن ﺳﻌد ﺑن أﺑﻲ وﻗﺎص ﻗﺎل :ﻗﻠت :ﯾﺎ رﺳول اﷲ .أوﺻﻲ ﺑﻣﺎﻟﻲ ﻛﻠﻪ؟ ﻗﺎل ":ﻻ " ،ﻗﻠت :ﻓﺎﻟﺷطر؟ ﻗﺎل:
أن ﺗدﻋﻬم ﻋﺎﻟﺔً
ﺧﯾر ﻣن ْأﻏﻧﯾﺎء ٌ
َ ﺛﺗك
ﺗدع ور َ
ﻛﺛﯾر؛ إﻧك أن َ
ﻠث ٌ ﻠث ،واﻟﺛّ ُ
" ﻻ " .ﻗﻠت ﻓﺎﻟﺛﻠث؟ ﻗﺎل ":اﻟﺛّ ُ
أﯾدﯾﻬم") .(2ﻓﻔﻲ ﻫذا اﻟﺣدﯾث ﻧﺟد أن اﻟرﺳول أﺟﺎز اﻟوﺻﯾﺔ ﺑﺎﻟﺛﻠث؛ وﻟو ﻟم ﺗﻛن ﻣﺷروﻋﺔ
ﺎس َ اﻟﻧ َ
ﻔون ّ
ﯾﺗﻛﻔّ َ
)(3
ﻟﻣﺎ أﺟﺎزﻫﺎ ﻋﻠﯾﻪ ﻟﻣﺎ أﺟﺎزﻫﺎ .
ج -ﻓﻲ اﻹﺟﻣﺎع :ﻓﻘد ورد ﻋن ﻋﻠﻣﺎء اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺟﻣﺎع ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺣﺑﺎب اﻟوﺻﯾﺔ ﻓﻲ ﺣدود اﻟﺛﻠث؛ ﺣﯾث
اﺳﺗﻘر اﻹﺟﻣﺎع ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻊ اﻟوﺻﯾﺔ ﺑﺄزﯾد ﻣن اﻟﺛﻠث ،ﻟﻛن اﺧﺗﻠف ﻓﯾﻣن ﻟﯾس ﻟﻪ وارث ،ﻓذﻫب اﻟﺟﻣﻬور إﻟﻰ
أﻣﺎ اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ ﻓﺟوزوا اﻟزﯾﺎدة).(4
ﻣﻧﻌﻪ ﻣن اﻟزﯾﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﺛﻠثّ ،
وﯾروي ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ ﻧﻣﺎذج ﻣن وﺻﺎﯾﺎﻫم ،ﻓﻘد أوﺻﻰ أﻧس ﺑن ﻣﺎﻟك،وأوﺻﻰ ﻋﺑد اﷲ ﺑن ﻣﺳﻌود،
وأوﺻﻰ أﺑو اﻟدرداء ،وأوﺻﻰ ﻏﯾرﻫم دون ﻣﻌﺎرض أو ﻣﺧﺎﻟف).(5
وﻟﻘد اﻧﺗﻘل اﻟﻧﺑﻲ إﻟﻰ اﻟرﻓﯾق اﻷﻋﻠﻰ وﻟم ﯾوص ،ﻷﻧﻪ ﻟم ﯾﺗرك ﻣﺎﻻ ﯾوﺻﻲ ﺑﻪ) .(6أﻣﺎ اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ ﻓﻘد ﻛﺎﻧوا
ﯾوﺻون ﺑﺑﻌض أﻣواﻟﻬم ﺗﻘرﺑﺎ إﻟﻰ اﷲ .وﻛﺎﻧت ﻟﻬم وﺻﯾﺔ ﻣﻛﺗوﺑﺔ ﻟﻣن ﺑﻌدﻫم ﻣن اﻟورﺛﺔ .و ﻫﻛذا ﺗواﺗر ﻧﻘل
اﻹﺟﻣﺎع ﻋن اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ ﺑﺻﺣﺔ اﻟوﺻﯾﺔ وﻣﺷروﻋﯾﺗﻬﺎ).(7
ﺛﺎﻧﯾﺎ :أرﻛﺎن اﻟوﺻﯾﺔ وﺷروط ﺻﺣﺗﻬﺎ:
-1أرﻛﺎن اﻟوﺻﯾﺔ:
ﻟﻘد اﺧﺗﻠف اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻲ ﺑﯾﺎن ﻣﺎ ﯾﻌد رﻛﻧﺎ ﻓﻲ اﻟوﺻﯾﺔ ،ﺣﯾث إن اﻷﺣﻧﺎف ﯾرون رﻛن اﻟوﺻﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺻﯾﻐﺔ،
ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟﺟﻣﻬور ﯾرون ﻟﻠوﺻﯾﺔ أرﺑﻌﺔ أرﻛﺎن:
اﻟﺻﯾﻐﺔ ،واﻟﻣوﺻﻲ ،واﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ ،واﻟﻣوﺻﻰ ﺑﻪ ،واﻗﺗداء ﺑرأي ﻫؤﻻء اﻟﻔﻘﻬﺎء ،ﻓﺈﻧﻧﺎ ﺳﻧﻘوم ﺑدراﺳﺔ ﻫذﻩ
اﻷرﻛﺎن اﻷرﺑﻌﺔ.
أ /اﻟﺻﯾﻐﺔ:
)(2
رواﻩ اﻟﺑﺧﺎري.
)(3
ﻣﺣﻣود أﺣﻣد راﺷد ،اﻟﻔﻘﻪ وأدﻟﺗﻪ ) ﻣن اﻟﻛﺗﺎب و اﻟﺳﻧﺔ( ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻟث ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ؛ دار اﻟﻔواﺋد ،ﻣﺻر،2011 ،
ص.165.
ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﻠﻲ اﻟﺷوﻛﺎﻧﻲ ،ﻧﯾل اﻷوطﺎر ،اﻟﺟزء اﻟﺧﺎﻣس؛ دار اﻟﻬﯾﺛم ،اﻟﻘﺎﻫرة ،2004 ،ص.429. )(4
ﻣﺣﻣد ﻛﻣﺎل اﻟدﯾن إﻣﺎم ،اﻟوﺻﯾﺔ واﻟوﻗف ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ) ﻣﻘﺎﺻد وﻗواﻋد( ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ؛ ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ، )(5
،1999ص.37.
)(6
ﻏﯾر أن وﺻﯾﺔ اﻟرﺳول ﻟم ﺗﻛن ﻓﻲ اﻷﻣوال؛ ﺑل ﻛﺎﻧت ﻓﻲ اﻟﻧﺳﺎء واﻟﺻﻼة؛ ﺣﯾث ﻗﺎل " :اﻟﺻﻼة اﻟﺻﻼة وﻣﺎ
ﻣﻠﻛت أﯾﻣﺎﻧﻛم" ) رواﻩ اﻟﺑﺧﺎري(.
)(7
اﻟﺳﯾد ﺳﺎﺑق ،ﻓﻘﻪ اﻟﺳﻧﺔ ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻟث؛ دار اﻟﻔﺗﺢ ﻟﻺﻋﻼم اﻟﻌرﺑﻲ ،1982 ،ص.295.
7
اﻟﻮﺻﯿﺔ و اﻟﻬﺒﺔ ﺑﲔ اﻟﴩﯾﻌﺔ و اﻟﻘﺎﻧﻮن :ȃȇҡȓǪ̣ ˾ ̤̚Ǫ
اﺧﺗﻠف اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺣول ﻫذا اﻟرﻛن ،ﻣن ﺣﯾث ﺗواﻓر اﻹﯾﺟﺎب ﻣن اﻟﻣوﺻﻲ واﻟﻘﺑول ﻣن اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ؛
ﻓﯾرى اﻷﺣﻧﺎف ﺑﺄن اﻟﺻﯾﻐﺔ ﻓﻲ اﻟوﺻﯾﺔ ﻫو اﻹﯾﺟﺎب ﻓﻘط ،ﻓﻲ ﺣﯾن ذﻫب ﺟﻣﻬور اﻟﻔﻘﻬﺎء إﻟﻰ أن اﻟﺻﯾﻐﺔ
ﻓﻲ اﻟوﺻﯾﺔ ﻻ ﺗﻛون إﻻ ﺑﺈﯾﺟﺎب ﻣن اﻟﻣوﺻﻲ ﻣن ﺟﻬﺔ ،وﻗﺑول ﻣن اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى).(1
ﺑﺄي ﻟﻔظ ﺗﻔﻬم ﻣﻧﻪ إرادة اﻟوﺻﯾﺔ ،ﻛﺄﻋطوا اﻟﺷﻲء
وﺗﻛون ﺑﻠﻔظ ﯾدل ﻋﻠﻰ اﻹﯾﺻﺎء ﺻراﺣﺔ ،ﻛﺄوﺻﯾت ،أو ّ
اﻟﻔﻼﻧﻲ ﻟﻔﻼن ﺑﻌد ﻣوﺗﻲ ،وﯾﻛون اﻹﯾﺟﺎب أﯾﺿﺎ ﺑﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ أو اﻹﺷﺎرة اﻟﻣﻔﻬﻣﺔ وﻟو ﻟﻘﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﻧطق.
واﻟﻘﺑول أن ﯾﻘﺑل اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ اﻟوﺻﯾﺔ ﺑﺎﻟﻠﻔظ؛ ﻛﺄن ﯾﻘول :ﻗﺑﻠت).(2
ب /اﻟﻣوﺻﻲ:
ﻫو ﻣن أﻧﺷﺄ اﻟوﺻﯾﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻧﺗﺎج إرادﺗﻪ؛ ﺣﯾث ﯾﺻدرﻫﺎ اﺧﺗﯾﺎرﯾﺎ ﻓﻲ اﻟوﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﺗﺎدة ،وﺗﺻدر ﻋﻧﻪ إﺟﺑﺎ ار
ﻓﻲ اﻟوﺻﯾﺔ اﻟواﺟﺑﺔ ،ﻣﻘﺗﺿﺎﻩ اﻟﺗﻣﻠﯾك ﺑﻼ ﻋوض ،واﻟﻣوﺻﻲ ﻻ ﯾﻛون إﻻ ﺷﺧﺻﺎ طﺑﯾﻌﯾﺎ ،ﺑﺧﻼف اﻟﻣوﺻﻰ
ﻟﻪ؛ اﻟذي ﻗد ﯾﻛون طﺑﯾﻌﯾﺎ وﻗد ﯾﻛون ﻣﻌﻧوﯾﺎ).(3
ج /اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ:
اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ ﻫو اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣن اﻟوﺻﯾﺔ واﻟﻣﺳﺗﺣق ﻟﻬﺎ ،واﻟذي ﺻدرت ﻟﻣﺻﻠﺣﺗﻪ؛ أي ﻣن أﻧﺷﺋت اﻟوﺻﯾﺔ
ﻣن اﺟﻠﻪ ،وﻗﺻد اﻟﻣوﺻﻲ ﺑرﻩ وﺻﻠﺗﻪ وﺟﻌﻠﻪ ﺧﻠﻔﺎ ﻟﻪ ﻓﯾﻣﺎ أوﺻﺎﻩ ﺑﻪ ،وﻗد ﯾﻛون ﺷﺧﺻﺎ طﺑﯾﻌﯾﺎ
أو ﻣﻌﻧوﯾﺎ).(4
د /اﻟﻣوﺻﻰ ﺑﻪ:
اﻟﻣوﺻﻰ ﺑﻪ ﻫو ﻣﺣل اﻟوﺻﯾﺔ؛ اﻟﺗﻲ ﯾظﻬر ﺣﻛﻣﻬﺎ ﻓﯾﻪ ،أو ﻫو اﻟﻣﺎل اﻟذي أوﺻﻰ ﺑﻪ اﻟﻣوﺻﻲ ﻟﻠﻣوﺻﻰ
ﻟﻪ ،أو ﻫو اﻟﺗﺻرف اﻟذي أﻧﺷﺄﻩ اﻟﻣوﺻﻲ ﻓﻲ وﺻﯾﺗﻪ.
-2ﺷروط ﺻﺣﺔ اﻟوﺻﯾﺔ:
ﯾﺷﺗرط ﻟﺻﺣﺔ اﻟوﺻﯾﺔ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
أ -ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﻣوﺻﻲ :أن ﯾﻛون أﻫﻼ ﻟﻠﺗﺑرع ،وأن ﯾﻛون راﺿﯾﺎ وﻣﺧﺗﺎ ار وأن ﯾﻛون ﻣﺎﻟﻛﺎ ﻟﻣﺎ ﯾوﺻﻲ ﺑﻪ.
ب -وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ :أن ﯾﻛون ﻣوﺟودا ،وأن ﯾﻛون ﻣﻌﻠوﻣﺎ ﺑﻧﻔﺳﻪ أو ﺑﺻﻔﺗﻪ ،وأن ﺗﻛون اﻟﺟﻬﺔ
اﻟﺗﺻرف ،وأن ﯾﻛون اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ
ّ اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻬﺎ ﺟﻬﺔ ّﺑر ﻻ ﺟﻬﺔ ﻣﻌﺻﯾﺔ ،وأن ﯾﻛون اﻟﻣوﺻﻰ إﻟﯾﻪ ﺣﺳن
ﺑﺎﻟﻣﺎل ﻏﯾر وارث ،ﻛﻣﺎ ﻗد ﯾﻛون ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻺﯾﺟﺎد ﻣﺛل اﻟﺟﻧﯾن.
دﺣﻣﺎﻧﻲ ﻓرﯾزة ،اﻟوﺻﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة اﻟﺗﺧرج ﻟﻧﯾل إﺟﺎزة اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻠﻘﺿﺎء ،اﻟدﻓﻌﺔ اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻋﺷر، )(1
8
اﻟﻮﺻﯿﺔ و اﻟﻬﺒﺔ ﺑﲔ اﻟﴩﯾﻌﺔ و اﻟﻘﺎﻧﻮن :ȃȇҡȓǪ̣ ˾ ̤̚Ǫ
ج -وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﻣوﺻﻰ ﺑﻪ :أن ﯾﻛون ﻣﺎﻻً ﯾﺑﺎح اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﻪ ﺷرﻋﺎ ،وأن ﯾﻛون ﻣﻣﻠوﻛﺎ ﻟﻠﻣوﺻﻲ ،وأن
ﻣﺣرﻣﺎ ﺷرﻋﺎ ،وأن ﻻ ﯾﻛون ﺑﺄﻛﺛر ﻣن
ّ ﯾﻛون ﻣﻣﺎ ﯾﺻﺢ ﺗﻣﻠﻛﻪ ﺷرﻋﺎ ،وأن ﻻ ﯾﻛون اﻟﻣوﺻﻰ ﺑﻪ ﻣﻌﺻﯾﺔ أو
ﺛﻠث ﻣﺎﻟﻪ إن ﻛﺎن ﻟﻪ وارث .وأن ﯾﺣﺻل اﻹﯾﺟﺎب ﻣن اﻟﻣوﺻﻰ ﺑﻘول أو ﻓﻌل أو ﻛﺗﺎﺑﺔ ﻗﺑل ﻣوﺗﻪ
وﻗﺑول اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ).(1
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻣﺒﻄﻼت اﻟﻮﺻﯿﺔ وﺣﻜﻢ ﺗﻌﺪد اﻟﻮﺻﺎﯾﺎ
ﻫذا اﻟﻔرع ﯾﻘﺗﺿﻲ اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ ﻣﺑطﻼت اﻟوﺻﯾﺔ أوﻻ ﺛم اﻟﺗﻌرض إﻟﻰ ﺣﻛم ﺗﻌدد اﻟوﺻﺎﯾﺎ.
أوﻻ :ﻣﺑطﻼت اﻟوﺻﯾﺔ:
ﻣن اﻟﻣﻘرر ﺷرﻋﺎ أن اﻟوﺻﯾﺔ إذا ﺗوﻓرت أرﻛﺎﻧﻬﺎ وﺷروطﻬﺎ ﻛﺎﻧت ﺻﺣﯾﺣﺔ؛ ﻣﺎ ﻟم ﯾوﺟد ﻣﺎ ﯾﺣول دون
ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ،ﻓﯾﺑطﻠﻬﺎ .واﻟوﺻﯾﺔ ﺗﺑطل ﺑﺄﻣور ﻛﺛﯾرة ،ﺑﻌﺿﻬﺎ ﺑﺳﺑب اﻟﻣوﺻﻲ وﺑﻌﺿﻬﺎ ﺑﺳﺑب اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ،
واﻟﺑﻌض اﻵﺧر ﺑﺳﺑب اﻟﻣوﺻﻰ ﺑﻪ.
/1ﻣﺑطﻼت اﻟوﺻﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ اﻟﻣوﺻﻲ:
أ -اﻟرﺟوع ﻋن اﻟوﺻﯾﺔ:
ﺛم ﻟﻪ ﺣق اﻟرﺟوعأﺟﻣﻊ ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻋﻠﻰ ﻛون اﻟوﺻﯾﺔ ﻋﻘد ﻏﯾر ﻻزم ﻗﺑل وﻓﺎة اﻟﻣوﺻﻲ ،وﻣن ّ
ﺣﯾﺎ ،وذﻟك ﻷن اﻟذي وﺟد ﻣن اﻟﻣوﺻﻲ ﺣﺎل ﺣﯾﺎﺗﻪ إﻧﻣﺎ ﻫو
أي وﻗت ﺷﺎء ﻣﺎ دام ّ
ﻋﻧﻬﺎ ﻛﻠﯾﺎ أو ﺟزﺋﯾﺎ ،وﻓﻲ ّ
اﻹﯾﺟﺎب ﻓﻘط؛ واﻷﺻل ﻓﻲ اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﺷرﻋﯾﺔ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗُْﻠ َزم إﻻ إذا ارﺗﺑط اﻟﻘﺑول ﺑﺎﻹﯾﺟﺎب ،وﻋﻘد اﻟوﺻﯾﺔ
ﻻ ﯾﻛون ﻓﯾﻪ ﻫذا اﻻرﺗﺑﺎط ﻓﻲ ﺣﺎل اﻟﺣﯾﺎة ،ﻷن اﻟﻘﺑول ﯾﻛون ﺑﻌد وﻓﺎة اﻟﻣوﺻﻲ ،وﻷن ﺣﻛﻣﺔ اﻟوﺻﯾﺔ أن
ﯾﺗدارك اﻹﻧﺳﺎن ﺑﻬﺎ ﻣﺎ ﻓﺎﺗﻪ ﻣن ﻋﻣل اﻟﻣﻌروف ،ﻓﺈذا طﺎل ﺑﻪ اﻟﻌﻣر واﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻣﺎﻟﻪ ﻟدﻓﻊ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ؛ ﻓﻠﻪ
ﺷرﻋﺎ أن ﯾرﺟﻊ ﻋن وﺻﯾﺗﻪ ،وﯾﻧﻔق ﻣﺎﻟﻪ ﻓﯾﻣﺎ ﻫو ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﯾﻪ).(2
ﻣﺣﻣد ﺑن إﺑراﻫﯾم ﺑن ﻋﺑد اﷲ اﻟﺗوﯾﺟري ،ﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻟث ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ؛ ﺑﯾت اﻷﻓﻛﺎر اﻟدوﻟﯾﺔ، )(1
9
اﻟﻮﺻﯿﺔ و اﻟﻬﺒﺔ ﺑﲔ اﻟﴩﯾﻌﺔ و اﻟﻘﺎﻧﻮن :ȃȇҡȓǪ̣ ˾ ̤̚Ǫ
ﺑﯾﻧﻣﺎ ذﻫب ﺟﻣﻬور اﻟﻔﻘﻬﺎء إﻟﻰ أن اﻟوﺻﯾﺔ ﻻ ﺗﺑطل ﺑﺎﻟﺟﻧون؛ ﺳواء ﻛﺎن ﻣطﺑﻘﺎ أم ﻻ ،ذﻟك ﻷن ﺷرط
ﺗﺣﻘق اﻷﻫﻠﯾﺔ واﺟب ﻋﻧد اﻻﻧﻌﻘﺎد ،وﻻ ﯾؤﺛر زواﻟﻬﺎ ﺑﻌد ذﻟك ﻓﻲ ﺻﺣﺔ اﻟﻌﻘد أو اﻟﺗﺻرف).(1
وﻧﺣن ﻧرى أن ﻣﺎ ذﻫب إﻟﯾﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻫو اﻷﺟدر ﺑﺎﻟﻌﻣل ﺑﻪ؛ ﺣﯾن اﺷﺗرط ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻌﻘل ﻋﻧد
اﻻﻧﻌﻘﺎد ﻓﻘط ،ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 186ﻣن ق أ ج ؛ واﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ " :ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﻣوﺻﻲ أن ﯾﻛون ﺳﻠﯾم
اﻟﻌﻘل ،ﺑﺎﻟﻐﺎ ﻣن اﻟﻌﻣر 19ﺳﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل").(2
ج -ردة اﻟﻣوﺻﻲ ﺑﻌد اﻟوﺻﯾﺔ:
ﺗﺑطل اﻟوﺻﯾﺔ ﺑردة اﻟﻣوﺻﻲ إن ﻣﺎت ﻋﻠﻰ ذﻟكٕ ،وان ﺗﺎب وﻛﺎﻧت ﻣﻛﺗوﺑﺔ ﻛﺎﻧت ﺻﺣﯾﺣﺔٕ ،واذا ﻗﺗل
اﻟﻣرﺗد ﻋﻠﻰ ردﺗﻪ ﺑطﻠت وﺻﺎﯾﺎﻩ ﻗﺑل اﻟردة وﺑﻌدﻫﺎ ،ﻷن اﻟردة ﺗﺑطل اﻷﻋﻣﺎل) ،(3وﻗد ﻗ ـﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ " :ﻟﺋن
أﺷرﻛت ﻟﯾﺣﺑطن ﻋﻣﻠك").(4
/2ﻣﺑطﻼت اﻟوﺻﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ:
أ -رد اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ اﻟوﺻﯾﺔ:
إن رد اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ ﻟﻠوﺻﯾﺔ ﻛﻠﻬﺎ أو ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻗﺑل ﻗﺑوﻟﻪ وﺑﻌد ﻣوت اﻟﻣوﺻﻲ؛ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻌد ﺑﺎطﻠﺔ ﺑﺎﺗﻔﺎق
اﻟﻔﻘﻬﺎء ،وأﻣﺎ ردﻩ ﻗﺑل ﻣوﺗﻪ ﻓﻼ ﻋﺑرة ﺑﻪ ﻋﻧد ﺟﻣﻬور اﻟﻔﻘﻬﺎء ،ﻓﻠﻪ أن ﯾﻘﺑﻠﻬﺎ ﺑﻌد وﻓﺎﺗﻪ ،وأﻣﺎ ردﻩ ﺑﻌد ﻗﺑوﻟﻬﺎ
ﯾﺑطﻠﻬﺎ ﻋﻧد اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ ﺑﺷرط ﻗﺑول اﻟورﺛﺔ أو أﺣدﻫم ﻟﻬذا اﻟرد).(5
ب -ﻗﺗل اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ ﻟﻠﻣوﺻﻲ:
إن ﻗﺗل اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ ﻟﻠﻣوﺻﻲ ﯾﺟﻌل اﻟوﺻﯾﺔ ﺑﺎطﻠﺔ ،وﺑﻣﺎ أن اﻟﻘﺗل ﯾﻣﻧﻊ اﻹرث ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻧﻊ اﻟوﺻﯾﺔ
ﻣﺣرم ﻋوﻗب ﺑﻪ".
ﻛذﻟك .وﻫﻧﺎك ﻗﺎﻋدة ﻓﻘﻬﯾﺔ ﺗﻘول " :ﻣن ﺗﻌﺟل ﺷﯾﺋﺎ ﻗﺑل أواﻧﻪ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ ّ
وﻟو ﻗﻠﻧﺎ ﺑﺎن اﻟوﺻﯾﺔ ﻻ ﺗﺑطل؛ ﻟﻛﺎن ﻫذا ﻓﺗﺢ ﻟﺑﺎب ﺷر ،ﻓﻛل ﻣوﺻﻰ ﻟﻪ إذا أُﺑطﺊ ﻋﻠﯾﻪ ﻣوت اﻟﻣوﺻﻲ،
ﻓﻘد ﯾﻘﺗﻠﻪ ﻟﯾﺄﺧذ اﻟوﺻﯾﺔ).(6
ج -ﺑطﻼن اﻟوﺻﯾﺔ ﻟوارث إﻻ ﺑﺈﺟﺎزة اﻟورﺛﺔ:
ﻻ ﺗﺟوز اﻟوﺻﯾﺔ ﻟوارث ﻣن اﻟﺛﻠث وﻻ ﻏﯾرﻩ إﻻ ﺑﺈذن اﻟورﺛﺔ ،واﻷﺻل ﻓﻲ ﻣﻌﻧﺎﻫﺎ ﻗوﻟﻪ ":إن اﷲ ﻋز
)(1
وﺟل ﻗد أﻋطﻰ ﻛ ّل ذي ﺣق ﺣﻘﻪ؛ ﻓﻼ وﺻﯾﺔ ﻟوارث".
)(1
دﺣﻣﺎﻧﻲ ﻓرﯾزة ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص38.
)(2
اﻟﻣﺎدة 186ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11 -84اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة ،اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
)(3
أﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد اﻟﻣﺧﺗﺎر اﻟﺟﻛﻧﻲ اﻟﺷﻧﻘﯾطﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.430.
) (4اﻵﯾﺔ رﻗﻢ 65ﻣﻦ ﺳﻮرة اﻟﺰﻣﺮ.
) (5ﻣﺣﻣد ﻛﻣﺎل اﻟدﯾن إﻣﺎم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.123.
)(6
ﻣﺣﻣد ﺑن ﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺛﯾﻣﯾن ،اﻟﺟﺎﻣﻊ ﻷﺣﻛﺎم ﻓﻘﻪ اﻟﺳﻧﺔ ،اﻟﺟزء اﻟراﺑﻊ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ؛ دار اﻟﻐد اﻟﺟدﯾد ،اﻟﻘﺎﻫرة،2006 ،
ص.96 .
)(1
رواﻩ اﻟﺗرﻣذي.
10
اﻟﻮﺻﯿﺔ و اﻟﻬﺒﺔ ﺑﲔ اﻟﴩﯾﻌﺔ و اﻟﻘﺎﻧﻮن :ȃȇҡȓǪ̣ ˾ ̤̚Ǫ
ﻷن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺟﻌل ﻟﻛل وارث ﻗد ار ﻣﻌﻠوﻣﺎ ﻣن اﻟﺗرﻛﺔٕ ،واذا ﺧص اﻟﻣﯾت ) اﻟﻣوﺻﻲ( ﺑﻌﺿﻬم ﺑﺎﻟزﯾﺎدة ﻛﺄﻧﻪ
أﻋطﺎﻫم ﻣن ﺣق ﻏﯾرﻫم ،ﻓﺈن ﻟم ﯾﺟزﻫﺎ اﻟورﺛﺔ رﺟﻌت ﻣﯾراﺛﺎ ،ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز أن ﯾﻧﻔرد ﺑﻌﺿﻬم ﻋن اﻟﺑﻌض
اﻵﺧر).(2
/3ﻣﺑطﻼت اﻟوﺻﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ اﻟﻣوﺻﻰ ﺑﻪ:
أ -اﺳﺗﻐراق اﻟدﯾن ﻟﻠﺗرﻛﺔ:
ﺗﺑطل اﻟوﺻﯾﺔ إذا ﻛﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﯾت دﯾون ﺗﺳﺗﻐرق ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗرﻛﺔ ،ﻷن اﻟوﺻﯾﺔ ﻻ ﺗﺻﺢ إﻻ ﺑﻌد ﻗﺿﺎء
اﻟدﯾون ،ﻓدﻓﻊ اﻟدﯾون ﻣﻘدم ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟوﺻﯾﺔ ﺑﺎﻹﺟﻣﺎعٕ ،واذا ﻟم ﺗﺑ أر ذﻣﺔ اﻟﻣوﺻﻲ ﻣن اﻟدﯾن ،وﻟم ﯾﺗطوع
أﺣد اﻟورﺛﺔ أو ﺷﺧص آﺧر ﻟﺗﺳدﯾد ﻫذا اﻟدﯾن ﻛﻠﻪ أو ﺑﻌﺿﻪ ﺗﺑرﻋﺎ ﻣن ﻣﺎﻟﻪ ،ﺑطﻠت اﻟوﺻﯾﺔ ﻻﻧﻌدام
ﻣﺣﻠﻬﺎ).(3
ب -ﺗﻠف أو ﻫﻼك اﻟﻣوﺻﻰ ﺑﻪ:
ﺗﺑطل اﻟوﺻﯾﺔ ﺑﻬﻼك اﻟﻣوﺻﻰ ﺑﻪ؛ ﺳواء ﻛﺎن ﺑﻔﻌل اﻟﻣوﺻﻲ أو ﺑﻘوة ﻗﺎﻫرة ،ﻛﻣﺎ ﻟو أوﺻﻰ اﻟﻣوﺻﻲ
ﺑﺳﯾﺎرة ﺛم اﺣﺗرﻗت اﻟﺳﯾﺎرة؛ ﻓﺈن اﻟوﺻﯾﺔ ﺗﺑطل و ذﻟك ﻻﻧﻌدام ﻣﺣل اﻟوﺻﯾﺔ).(4
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺣﻛـم ﺗﻌدد اﻟوﺻﺎﯾﺎ:
إذا ﺗزاﺣﻣت اﻟوﺻﺎﯾﺎ وزادت ﻋن ﺛﻠث اﻟﺗرﻛﺔ ،وﻟم ﯾﺟزﻫﺎ اﻟورﺛﺔ ،أو أﺟﺎزﻫﺎ و ﻟم ﺗﺗﺳﻊ اﻟﺗرﻛﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺟﻣﯾﻊ
اﻟوﺻﺎﯾﺎ ،ﻓﺈن اﻟﺗزاﺣم ﯾﺣل ﻛﺎﻵﺗﻲ:
-1إن ﻛﺎن اﻟﺗزاﺣم ﺑﯾن اﻷﺷﺧﺎص:
ﻛﻣﺎ ﻟو أوﺻﻰ ﻟزﯾد ﺑﺧﻣﺳﯾن دﯾﻧﺎ ار ،و ﻟﻌﻣر ﺑﻌﺷرﯾن ،وﻟﺧﺎﻟد ﺑﺛﻼﺛﯾن .ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻘﺳم اﻟﺛﻠث
ﺑﯾﻧﻬم ﺣﺳب ﻣﺎ ﻓرض ﻟﻬم اﻟﻣوﺻﻲ ﺑﺣﺳب ﻧﺳﺑﺗﻪ.
-2إن ﻛﺎن اﻟﺗزاﺣم ﻓﻲ ﺣﻘوق اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
ﻛﻔرض اﻟﺣﺞ ،واﻟزﻛﺎة ،وزﻛﺎة اﻟﺗطوع؛ ﻓﯾﻘدم اﻟﻔرض ﻋﻠﻰ اﻟﺗطوع ،ﻓﯾﻧﻔذ اﻟوﺻﯾﺔ ﺑﺄداء اﻟﺣﺞ ﻋﻧﻪ،
ٕواﺧراج اﻟزﻛﺎة اﻟواﺟﺑﺔ ﻋﻧﻪ ،ﻓﺈن ﺑﻘﻲ ﻣن اﻟﺛﻠث ﺷﻲء؛ أدى اﻟﺗطوع ﻣن ﺻدﻗﺎت ،وﻏﯾر ذﻟك.
ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب اﻟﺑﻐدادي ،اﻟﻣﻌوﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻣذﻫب اﻹﻣﺎم ﻣﺎﻟك ﺑن أﻧس ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻟث؛ ﻣﻛﺗﺑﺔ ﻧزار ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﺑﺎز ،اﻟﺳﻌودﯾﺔ،
)(2
،2002ص.1150.
اﻟﺻﺎدق ﺑن ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن اﻟﻐرﯾﺎﻧﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.696. )(3
11
اﻟﻮﺻﯿﺔ و اﻟﻬﺒﺔ ﺑﲔ اﻟﴩﯾﻌﺔ و اﻟﻘﺎﻧﻮن :ȃȇҡȓǪ̣ ˾ ̤̚Ǫ
اﻟﻮﺻﯿـﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧـــﻮن
ﻧظ ار ﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟوﺻﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ وﻛوﻧﻬﺎ أﯾﺿﺎ ﻣن أﻫم اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ
ﺑﻌد اﻟﻣوت ﻋن طرﯾق اﻟﺗﺑرع ،ﻓﻘد ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﻌظم اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ وذﻟك ﺣﻔﺎظﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻷﺳرة
واﻟﻣﺟﺗﻣﻊٕ ،واﻋطﺎء ﻛل ذي ﺣق ﺣﻘﻪ.
وﻋﻠﯾﻪ ﺳﻧﻘﺳم ﻫذا اﻟﻣطﻠب إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻓروع:
ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ اﻟﻔرع اﻷول :ﻣﻔﻬوم اﻟوﺻﯾﺔ.
وﻓﻲ اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﺣﻛﺎم اﻟوﺻﯾﺔ.
وﻓﻲ اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث:أﺳﺎس ﺗﻘﯾﯾد اﻟوﺻﯾﺔ.
اﻟﻔرع اﻷول
ﻣﻔﮭﻮم اﻟﻮﺻﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن
ﻣﻔﻬوم اﻟوﺻﯾﺔ ﯾﻘﺗﺿﻲ ﺗﻌرﯾف اﻟوﺻﯾﺔ ٕواﺛﺑﺎﺗﻬﺎ أوﻻّ ،ﺛم اﻟﺗﻌرض إﻟﻰ ﻧظﺎﻣﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ.
اﻟﻣﺎدة ،184ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،11-84اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة ،اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق. )(2
)(3
ﻧﺑﯾل ﺻﻘر ،ﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻣرﯾض ﻣرض اﻟﻣوت ،د ط ،دار اﻟﻬدى ،اﻟﺟزاﺋر ، 2008،ص ص.62- 61.
)(1
ﻋﻣﺎر ﺑﻬﺎﻟﯾل ﻫﺎﻧﻲ ،أﺣﻛﺎم اﻟوﺻﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة واﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﻣذﻛرة اﻟﺗﺧرج ﻟﻧﯾل إﺟﺎزة اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ
ﻟﻠﻘﺿﺎء ،اﻟدﻓﻌﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻋﺷر ،اﻟﺟزاﺋر ،2007 ،ص ص.10 -9 .
12
اﻟﻮﺻﯿﺔ و اﻟﻬﺒﺔ ﺑﲔ اﻟﴩﯾﻌﺔ و اﻟﻘﺎﻧﻮن :ȃȇҡȓǪ̣ ˾ ̤̚Ǫ
وﯾﺑدو ﻟﻧﺎ ﺑﺄن ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺢ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﻛﯾﯾف ،ﻷن اﻟوﺻﯾﺔ ﻻ ﺗﻧﻌﻘد ﺑﺗطﺎﺑق اﻹﯾﺟﺎب
واﻟﻘﺑول ﺣﺗﻰ ﺗﺳﻣﻰ ﻋﻘدا ،ﺑل اﻟوﺻﯾﺔ ﺗﻧﻌﻘد ﺑﺎﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة ﻟﻠﻣوﺻﻰ وﺣدﻩ.
/2إﺛﺑـــﺎت اﻟوﺻﯾــﺔ:
ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 191ﻣن ق أ ج ﻋﻠﻰ ":ﺗﺛﺑت اﻟوﺻﯾﺔ ﺑﺗﺻرﯾﺢ اﻟﻣوﺻﻲ أﻣﺎم اﻟﻣوﺛق وﺗﺣرﯾر ﻋﻘد ﺑذﻟك،
وﺣﺎﻟﺔ وﺟود ﻣﺎﻧﻊ ﻗﺎﻫر ﺗﺛﺑت اﻟوﺻﯾﺔ ﺑﺣﻛم ،وﯾؤﺷر ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣش أﺻل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ.(2)".
ﻓﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻧص ﯾظﻬر ﻟﻧﺎ أن اﻟوﺻﯾﺔ ﺗﺛﺑت ﺑﺗﺻرﯾﺢ اﻟﻣوﺻﻲ أﻣﺎم اﻟﻣوﺛق ،وﺗﺣرﯾر ﻋﻘد ﺑذﻟك ﻟﻛﻲ
ﺗﻛون ﻟﻬﺎ ﻗوة ﺛﺑوﺗﯾﺔ ،أﻣﺎ اﻟوﺻﯾﺔ اﻟﻣﻧﻌﻘدة ﺷﻔﺎﻫﺔ أﻣﺎم اﻟﺷﻬود وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود ﻣﺎﻧﻊ ﻗﺎﻫر ﻓﺈن اﻟﻘﺎﻧون
أوﺟب اﺳﺗﺻدار ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻹﺛﺑﺎت ﺻﺣﺗﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،وﯾؤﺷر ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣش أﺻل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ) .(3وﻧﻼﺣظ
أن ﻧص اﻟﻣﺎدة 191ﻣن ق أ ج أﺗﻰ ﺑﺧطوة ﺣﻣﯾدة ﻟﻠﺣث ﻋﻠﻰ ﺿرورة اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟوﺻﺎﯾﺎ وﻛﺗﺎﺑﺗﻬـﺎ ﻓﻲ
واﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻬم).(4 ﺷﻛل رﺳﻣﻲ؛ ﺗﻔﺎدﯾﺎ ﻟﻠﻣﺷﺎﻛـل اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﺣدث ﺑﻌد وﻓﺎة اﻟﻣوﺻـﻲ ﺑﯾن اﻟورﺛﺔ
- 23 وﻟﻘد أﺻدرت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻋدة ﻗ اررات ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد؛ ﻣﻧﻬﺎ ﻗرارﻫﺎ اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ
1997-12ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﯾﺛﯾﺎﺗﻪ":ﻣن اﻟﻣﻘرر ﻗﺎﻧوﻧﺎ أﻧﻪ ﺗﺛﺑت اﻟوﺻﯾﺔ ﺑﺗﺻرﯾﺢ اﻟﻣوﺻﻲ أﻣﺎم اﻟﻣوﺛق
وﺗﺣرﯾر ﻋﻘد ﺑذﻟك ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود ﻣﺎﻧﻊ ﻗﺎﻫر ،ﺗﺛﺑت اﻟوﺻﯾﺔ ﺑﺣﻛم وﯾؤﺷر ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣش أﺻل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ.
وﻣن ﺛم ،ﻓﺈن ﻗﺿﺎة اﻟﻣﺟﻠس ﺑﻘﺿﺎﺋﻬم ﺑﺎﺳﺗﺑﻌﺎد اﻟوﺻﯾﺔ اﻟﺷﻔوﯾﺔ ﺑﺳﺑب ﻋدم اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﻬﺎ أﻣﺎم اﻟﻣوﺛق
طﺑﻘوا ﺻﺣﯾﺢ اﻟﻘﺎﻧون ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺗوﺟب رﻓض اﻟطﻌن).(5
)(2
اﻟﻤﺎدة ،191ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن 11-84اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻷﺳﺮة اﻟﻤﻌﺪل واﻟﻤﺘﻤﻢ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ.
ﻟوﻋﯾل ﻣﺣﻣد ﻟﻣﯾن ،اﻷﺣﻛﺎم اﻹﺟراﺋﯾﺔ واﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻟﺷؤون اﻷﺳرة وﻓق اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟﺟدﯾدة واﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ، )(3
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﻏرﻓﺔ اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ﻗرار رﻗم ، 160350اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 23دﯾﺳﻣﺑر، 1997ﻣﺟﻠﺔ اﻻﺟﺗﻬﺎد )(5
اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟﻐرﻓﺔ اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ﻋدد ﺧﺎص ، 2001 ،ص ص. 296- 295.
13
اﻟﻮﺻﯿﺔ و اﻟﻬﺒﺔ ﺑﲔ اﻟﴩﯾﻌﺔ و اﻟﻘﺎﻧﻮن :ȃȇҡȓǪ̣ ˾ ̤̚Ǫ
اﻟوﺻﯾﺔ ﺗﺻرﻓﺎ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ﯾﻧﺷﺄ ﺑﺈرادة ﻣﻧﻔردة؛ ٕوان ﻛﺎن ﯾرى ﻓﻲ ﻗﺑول اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ ﺑﻌد وﻓﺎة اﻟﻣوﺻﻲ ﺷرطﺎ
ﻟﻠزوم اﻟوﺻﯾﺔ.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟﺻﯾﻐﺔ ،ﻓﻼ اﺧﺗﻼف ﺑﯾن اﻟﻔﻘﻬﺎء؛ ﻓﺈن اﻹﯾﺟﺎب ﻣن اﻟﻣوﺻﻲ ﯾﺟوز أن ﯾﻛون
ﺑﺎﻟﻠﻔظ أو اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ أو اﻹﺷﺎرة) .(1وﻫذا ﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 60ﻣن ق م ج؛ واﻟﺗﻲ
ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ":اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻹرادة ﯾﻛون ﺑﺎﻟﻠﻔظ أو اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ،أو ﺑﺎﻹﺷﺎرة اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ﻋرﻓﺎ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻛون
ﺑﺎﺗﺧﺎذ ﻣوﻗف ﻻ ﯾدع أي ﺷك ﻓﻲ دﻻﻟﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺻود ﺻﺎﺣﺑﻪ ،وﯾﺟوز أن ﯾﻛون اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻹرادة
ﺿﻣﻧﯾﺎ؛ إذا ﻟم ﯾﻧص اﻟﻘﺎﻧون أو ﯾﺗﻔق اﻟطرﻓﺎن ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون ﺻرﯾﺣﺎ").(2
وﯾﻔﻬم ﻣن اﻟﻣﺎدة أن اﻟﻣﺷرع ﯾﺟﯾز اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻹرادة ﺑﺄﯾﺔ وﺳﯾﻠﺔ.
-2اﻟﻣوﺻﻲ:
اﻟﻣوﺻﻲ ﻫو اﻟﺷﺧص اﻟذي ﺻدر ﻋﻧﻪ ﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﺗرﻛﺔ ،إﻻ أﻧﻪ ﯾﺷﺗرط ﻓﯾﻪ ﺣﺗﻰ ﺗﺻﺢ وﺻﯾﺗﻪ ﺷروط
ﻣﻌﯾﻧﺔ؛ إذا ﺗﺧﻠﻔت أو ﺗﺧﻠف أﺣدﻫﺎ ﻟم ﺗﺻﺢ وﺻﯾﺗﻪ وﻧذﻛرﻫﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
أ -أﻫﻠﯾﺔ اﻟﺗﺑرع:
ﯾﺟب أن ﯾﻛون اﻟﻣوﺻﻲ أﻫﻼ ﻟﻠﺗﺑرع ،وذﻟك ﺑﺄن ﯾﻛون ﺑﺎﻟﻐﺎ ،وﻋﺎﻗﻼ ،وﻟذﻟك ﻻ ﺗﺻﺢ وﺻﯾﺔ اﻟﺻﺑﻲ
ﻏﯾر اﻟﻣﻣﯾز ،وﻛذﻟك اﻟوﺻﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻣن اﻟﻣﺟﻧون أو اﻟﻣﻌﺗوﻩ ،ﻷﻧﻬم ﻟﯾﺳوا ﻣن أﻫل اﻟﺗﺑرع).(3
وﻟﻘد اﺷﺗرط اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟﻣوﺻﻲ ﺑﻠوغ ﺳن اﻟرﺷد اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ؛ وﻫو ﺗﺳﻌﺔ ﻋﺷر ﺳﻧﺔ ،وذﻟك طﺑﻘﺎ
ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 40ﻣن ق م ج اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ":ﻛل ﺷﺧص ﺑﻠﻎ ﺳن اﻟرﺷد ﻣﺗﻣﺗﻌﺎ ﺑﻘواﻩ اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ ،وﻟم
ﯾﺣﺟر ﻋﻠﯾﻪ ،ﯾﻛون ﻛﺎﻣل اﻷﻫﻠﯾﺔ ﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺣﻘوﻗﻪ اﻟﻣدﻧﯾﺔ") .(4وأن ﯾﻛون ﺳﻠﯾم اﻟﻌﻘل أﯾﺿﺎ وﻫو ﻣﺎ ﻧﺻت
ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 186ﻣن ق أ ج " :ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﻣوﺻﻲ أن ﯾﻛون ﺳﻠﯾم اﻟﻌﻘل ،ﺑﺎﻟﻐﺎ ﻣن اﻟﻌﻣر ﺗﺳﻌﺔ
)(1
ﻋﺷر) (19ﺳﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل".
ب -اﻟرﺿﺎ:
ﯾﺟب أن ﯾﺗواﻓر رﺿﻰ اﻟﻣوﺻﻲ ﺑﺎﻹﯾﺻﺎء؛ وﺗﻛون إرادﺗﻪ ﺳﻠﯾﻣﺔ ﻣن ﻋﯾوب اﻹدارةٕ ،واﻻ ﻛﺎﻧت وﺻﯾﺗﻪ
ﺑﺎطﻠﺔ ،ﻟذﻟك أﺟﻣﻊ اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﺑطﻼن وﺻﯾﺔ اﻟﻣﻛرﻩ ،اﻟﻬﺎزل ،اﻟﻣﺧطﺊ واﻟﺳﻛران؛ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻗﺻد
ﻟﻬم .واﻟوﺻﯾﺔ ﻫﻧﺎ ﺗﺿر أﯾﺿﺎ ﺑورﺛﺗﻬم ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻘﺎﻋدة " ﻻ ﺿرر و ﻻ ﺿرار").(2
زﻫدور ﻣﺣﻣد ،اﻟوﺻﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري واﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ )(1
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،ﻣﻌﻬد اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،ﺑن ﻋﻛﻧون ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ، 1976،ص ص.2-1.
أﻣر رﻗم 58- 75ﻣؤرخ ﻓﻲ 26ﺳﺑﺗﻣﺑر ،1975ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ،ج ر ج ج ﻋدد ،78ﺻﺎدرة )(2
ﻓﻲ 30ﺳﺑﺗﻣﺑر.1975
ﻋﻣﺎر ﺑﻬﺎﻟﯾل ﻫﺎﻧﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص. 21. )(3
اﻟﻣﺎدة ، 40ﻣن اﻷﻣر رﻗم ، 58- 75اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق. )(4
اﻟﻣﺎدة ، 186ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ، 11-84اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة ،اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق. )(1
)(2
ﺣﻣدي ﺑﺎﺷﺎ ﻋﻣر ،ﻋﻘود اﻟﺗﺑرﻋﺎت ) اﻟﻬﺑﺔ -اﻟوﺻﯾﺔ-اﻟوﻗف( ،د ط ،دار ﻫوﻣﺔ ﻟﻠﻧﺷر ،اﻟﺟزاﺋر، 2004،ص.48.
14
اﻟﻮﺻﯿﺔ و اﻟﻬﺒﺔ ﺑﲔ اﻟﴩﯾﻌﺔ و اﻟﻘﺎﻧﻮن :ȃȇҡȓǪ̣ ˾ ̤̚Ǫ
-3اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ:
وﻫو اﻟﻣﺗﺻرف ﻟﻪ .وﺣﺗﻰ ﺗﺻﺢ اﻟوﺻﯾﺔ ﯾﺟب أن ﺗﺗواﻓر ﻓﻲ اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ ﺷروط ﻣﻌﯾﻧﺔ وﻫﻲ:
أ -أن ﯾﻛون اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ ﻣوﺟودا وﻗت اﻟوﺻﯾﺔ:
ﯾﺷﺗرط ﻟﺻﺣﺔ اﻟوﺻﯾﺔ أن ﯾﻛون اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ ﻣوﺟودا وﻗت إﻧﺷﺎء اﻟوﺻﯾﺔ ،ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ ﻣﻌرﻓﺎ
ﺑﺎﻟوﺻف ،ﻛﻔﻘراء طﻠﺑﺔ اﻟﻌﻠم ،ﻓﻼ ﯾﺷﺗرط وﺟودﻩ وﻗت اﻟوﺻﯾﺔ أﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻣﻌﯾﻧﺎ ﺑﺎﻻﺳم ،أو اﻹﺷﺎرة،
ﻓﯾﺷﺗرط وﺟودﻩ ﻓﻲ وﻗت اﻟوﺻﯾﺔ ﻟﯾﺳﺗﻘﯾم اﻟﻘول ،ﻓﺈن اﻟﺗﻌﯾﯾن ﯾﻘﺗﺿﻲ اﻟوﺟود ،ﺣﺗﻰ ﯾوﺟﻪ اﻟﻘول ﻧﺣوﻩ ﺗوﺟﯾﻬﺎ
ﺻﺣﯾﺣﺎ.
ب -أن ﯾﻛون اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ ﻣﻌﻠوﻣﺎ:
وﯾﻛون ذﻟك ﺑﺗﻌﯾﯾﻧﻪ ﺳواء ﺑﺎﻻﺳم ،اﻟوﺻف أو اﻹﺷﺎرة ﻛﺄﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد ،أو ﺟﻬﺔ ﺧﯾر ﻛﺎﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﺧﯾرﯾﺔ
ﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻘرآن ،أو ﺑﺗﻌرﯾﻔﻪ ﺑﺎﻟوﺻف ﻛﻔﻘراء طﻠﺑﺔ اﻟﻌﻠم .وﯾﻘﺻد ﺑﻬذا اﻟﺷرط أن ﻻ ﯾﻛون اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ
ﻣﺟﻬوﻻ ﺟﻬﺎﻟﺔ ﻓﺎﺣﺷﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن إزاﻟﺗﻬﺎ ،ذﻟك أﻧﻪ إذا ﻟم ﯾﻌرف اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ وﺑﻘﻲ ﻣﺟﻬوﻻ ﺑﺻورة ﻣطﻠﻘﺔ ،وﻟم
ﯾﺗم اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﯾﻪ ﺑطﻠت اﻟوﺻﯾﺔ).(3
ج -أﻻ ﯾﻛون اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ ﺟﻬﺔ ﻣﻌﺻﯾﺔ:
ﯾﻘﺻد ﺑﺟﻬﺔ اﻟﻣﻌﺻﯾﺔ ،اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺣرﻣﺔ ﺷرﻋﺎ وﻗﺎﻧوﻧﺎ ،ﻛﺎﻟوﺻﯾﺔ ﻟﺑﯾوت اﻟﻘﻣﺎر ﻣﺛﻼ ،وﺑطﻼن اﻟوﺻﯾﺔ
ﺑﺄﻣر ﻣﺣرم ﻣﺄﺧوذ ﻣن اﻟﻣذﻫب اﻟﺣﻧﻔﻲ.
د -أﻻ ﯾﻛون اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ ﻗﺎﺗﻼ ﻟﻠﻣوﺻﻲ:
ﯾﺷﺗرط ﻟﻛﻲ ﯾﺳﺗﺣق اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ اﻟوﺻﯾﺔ أﻻ ﯾﻛون ﻗﺎﺗﻼ ﻟﻠﻣوﺻﻲ ،وﻟﻘد اﺳﺗﻘر ﺟﻣﻬور اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻋﻠﻰ ﻫذا
ﺻ َﯾﺔَ ﻟِﻘَﺎﺗِ ٍل") ،(4ذﻟك أن ﻣن اﺳﺗﻌﺟل ﻓﻲ ﺷﻲء ﻗﺑل
اﻟﺷرط ،اﺳﺗﻧﺎدا ﻟﻣﺎ روي ﻋن اﻟﻧﺑﻲ أﻧﻪ ﻗﺎل ":ﻻَ و ِ
َ
أواﻧﻪ ﻋوﻗب ﺑﺣرﻣﺎﻧﻪ ،ﺳواء ﻛﺎن اﻟﻘﺗل ﻣﺑﺎﺷ ار أو ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر ،وﺳواء ﻛﺎن ﻓﺎﻋﻼ أﺻﻠﯾﺎ أم ﺷرﯾﻛﺎ .أﻣﺎ إذا
ﻛﺎن ﺑﻌذر ﻛﺣﺎﻟﺔ اﻟدﻓﺎع اﻟﺷرﻋﻲ ،ﻓﻼ ﯾﺣرم ﻣن اﻟوﺻﯾﺔ).(1
وﻟﻘد ﻧص اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 188ﻣن ق أ ج ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ":ﻻ ﯾﺳﺗﺣق اﻟوﺻﯾﺔ ﻣن ﻗﺗل
)(2
اﻟﻣوﺻﻲ ﻋﻣدا".
-4اﻟﻣوﺻﻰ ﺑﻪ:
اﻟﻣوﺻﻰ ﺑﻪ ﻫو ﻣﺣل اﻟوﺻﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾظﻬر ﺣﻛﻣﻬﺎ ﻓﯾﻪ ،وﯾﺷﺗرط ﻓﯾﻪ ﺣﺗﻰ ﺗﺻﺢ اﻟوﺻﯾﺔ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
أ -أن ﯾﻛون اﻟﻣوﺻﻰ ﺑﻪ ﻣﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺗوارﺛﻪ:
ﻣﺣﻣد أﺑو زﻫرة ،ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟوﺻﯾﺔ ،د ط ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻣﺻر ، 1988،ص ص. 57-56. )(3
)(4
رواﻩ اﻟدارﻗطﻧﻲ واﻟﺑﯾﻬﻘﻲ.
دﺣﻣﺎﻧﻲ ﻓرﯾزة ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،ص.21. )(1
)(2
اﻟﻣﺎدة ،188ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ، 11-84اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة ،اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
15
اﻟﻮﺻﯿﺔ و اﻟﻬﺒﺔ ﺑﲔ اﻟﴩﯾﻌﺔ و اﻟﻘﺎﻧﻮن :ȃȇҡȓǪ̣ ˾ ̤̚Ǫ
ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﻣوﺻﻰ ﺑﻪ ،أن ﯾﻛون ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻼﻧﺗﻘﺎل ﻣن اﻟﻣورث إﻟﻰ اﻟوارث ،وﯾﻧدرج ﻓﻲ ذﻟك ﻛﺎﻓﺔ أﻣوال
اﻹﻧﺳﺎن ﺑﺄﻧواﻋﻬﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﺟوزﻫﺎ ﺣﻘﯾﻘﺔ أو ﺣﻛﻣﺎ ،ﻛﺎﻷﻣوال اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ وﺣﻘوق اﻻرﺗﻔﺎق ،واﻟدﯾون اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ
ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟﻐﯾر.
ﻓﺈن ﻟم ﯾﻛن ﻛذﻟك اﺷﺗرط أن ﯾﻛون ﺻﺎﻟﺣﺎ ،ﻷن ﯾﺻﺑﺢ ﻣﺣﻼ ﻟﻠﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ ﺣﺎل ﺣﯾﺎة اﻟﻣوﺻﻲ ﻛﺎﻟﻣﻧﻔﻌﺔ،
اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠك ﺑﻌﻘد اﻹﺟﺎرة أو اﻹﻋﺎرة ٕوان ﻟم ﺗﻛن ﻛذﻟك ﻛﺎﻧت اﻟوﺻﯾﺔ ﺑﺎطﻠﺔ.
وﻟﻘد ﺳﺎﯾر اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟﻣذﻫب اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ واﻟﻣﺎﻟﻛﻲ اﻟذي ﯾﺟﯾز اﻟوﺻﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﻔﻌﺔ؛ وﻫذا ﻣﺎ أﻛدﻩ ﻓﻲ
ﻧص اﻟﻣﺎدة 190ﻣن ق أ ج).(3
وﺑذﻟك أﺟﺎز اﻟوﺻﯾﺔ ﺑﺎﻷﻣوال واﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﻋﯾﺎن؛ ﻛﻣﻧزل ،ﻧﻘود ،ﻛﻣﺎ أﺟﺎز اﻟوﺻﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﻔﻌﺔ
ﻛﺎﻟوﺻﯾﺔ ﺑﻐﻼت اﻷرض ،ﺑﺷرط أن ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻷﻣوال اﻟﻣوﺻﻰ ﺑﻬﺎ ﻣﺎﻟﻛﺎ ﻟﻬﺎ ﻗﺑل وﻓﺎﺗﻪ ٕواﻻ ﺑطﻠت
اﻟوﺻﯾﺔ).(4
ب -أن ﻻ ﯾزﯾد اﻟﻣوﺻﻰ ﺑﻪ ﻋن ﺛﻠث اﻟﺗرﻛﺔ:
ﯾﺷﺗرط ﻟﻧﻔﺎذ اﻟوﺻﯾﺔ أﻻ ﯾزﯾد اﻟﻣوﺻﻰ ﺑﻪ ﻋن ﺛﻠث اﻟﺗرﻛﺔ؛ وﻫذا ﺑﺈﺟﻣﺎع اﻟﻔﻘﻬﺎء ،ﻋﻣﻼ ﺑﺎﻟﺣدﯾث
اﻟﻧﺑوي اﻟﺷرﯾف ،اﻟذي رواﻩ أﺻﺣﺎب اﻟﺳﻧن ﻋن ﺳﻌد ﺑن أﺑﻲ وﻗﺎص ":أﻧﻪ ﻛﺎن ﻣرﯾﺿﺎ ،ﻓﻌﺎدﻩ رﺳول اﷲ
ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﻓﻘﺎل :ﯾﺎ رﺳول اﷲ أوﺻﻲ ﺑﺟﻣﯾﻊ ﻣﺎﻟﻲ؟ ﻓﻘﺎل :ﻻَ ،ﻓﻘﺎل ﻓﺑﺛﻠﺛﻲ ﻣﺎﻟﻲ؟ ﻗﺎل :ﻻَ ،ﻗﺎل
ث َﻛﺛِ ٌﯾر ،إِﱠﻧ َك إِ ْن ﺗَ َد ْ
ع ث َواﻟﺛﱡﻠُ ُ
ﺑﻧﺻف ﻣﺎﻟﻲ؟ ﻗﺎل:ﻻَ ،ﻗﺎل ﻓﺑﺛﻠث ﻣﺎﻟﻲ ،ﻓﻘﺎل ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺻﻼة و اﻟﺳﻼم :اﻟﺛﱡﻠُ ُ
ِ
ون اﻟﱠﻧ َ
ﺎس". اء َﯾﺗَ َﻛﻔّﻔُ َ
ﺎء َﺧ ْﯾٌر أَ ْن ﺗَ َد َﻋﻬُ ْم ﻓُﻘَ َر َ
َوَرﺛَﺗَ َك أَ ْﻏﻧ َﯾ َ
)(5
)(3ﺣﯾث ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ":ﻟﻠﻣوﺻﻰ أن ﯾوﺻﻲ ﺑﺎﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺗﻠﻛﻬﺎ واﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﻓﻲ ﻣﻠﻛﻪ ﻗﺑل ﻣوﺗﻪ ﻋﯾﻧﺎ أو ﻣﻧﻔﻌﺔ".اﻟﻣﺎدة
190ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،11- 84اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
)(4
ﻋﻣﺎر ﺑﻬﺎﻟﯾل ﻫﺎﻧﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص. 38.
)(5
رواﻩ أﺻﺣﺎب اﻟﺳﻧن.
)(1
ﺣﯾث ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ":ﺗﻛون اﻟوﺻﯾﺔ ﻓﻲ ﺣدود ﺛﻠث اﻟﺗرﻛﺔ ،وﻣﺎ زاد ﻋﻠﻰ اﻟﺛﻠث وﻗف ﻋﻠﻰ إﺟﺎزة اﻟورﺛﺔ" اﻟﻣﺎدة 185ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ، 11- 84اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة ،اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
)(2
دﺣﻣﺎﻧﻲ ﻓرﯾزة ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص. 9.
16
اﻟﻮﺻﯿﺔ و اﻟﻬﺒﺔ ﺑﲔ اﻟﴩﯾﻌﺔ و اﻟﻘﺎﻧﻮن :ȃȇҡȓǪ̣ ˾ ̤̚Ǫ
-ﻣﺎﻻ ﻣﻘوﻣﺎ :وﻫو اﻟﻣﺎل اﻟذي ﯾﺣل اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﻪ ﺷرﻋﺎ ،ﻓﻼ ﺗﺻﺢ اﻟوﺻﯾﺔ ﺑﺎﻟﺧﻣر أو اﻟﺧﻧزﯾر أو ﻛل ﻣﺎ ﻻ
ﯾﺟوز ﺷرﻋﺎ ،ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﺗﺑر ﻣﺎﻻ ﻣﻘوﻣﺎ ﻓﻲ ﺣق اﻟﻣﺳﻠم).(3
-ﻣﺎﻻ ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺗﻣﻠﯾك :ﯾﻌﻧﻲ أن ﯾﻛون اﻟﻣوﺻﻰ ﺑﻪ ﻣﻣﺎ ﯾﺟوز ﺗﻣﻠﻛﻪ ﺑﻌﻘد ﻣﺎ ﻓﻲ ﻧظر اﻟﻘﺎﻧون .ﻟذﻟك ،ﻻ
ﺗﺻﺢ اﻟوﺻﯾﺔ ﺑﺎﻷﻣوال اﻟﻣﺑﺎﺣﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﻣﻠوﻛﺔ ﺑﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ﻛﻣﺎ ﻻ ﺗﺻﺢ اﻟوﺻﯾﺔ ﺑﺎﻟوظﺎﺋف اﻟﻌﺎﻣﺔ
وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗورث ،وﻻ ﺗﺻﺢ أن ﺗﻛون ﻣﺣﻼ ﻟﺗﻌﺎﻗد اﻟﻣوﺻﻲ ﺣﺎل ﺣﯾﺎﺗﻪ).(4
-2أﻧواع اﻟوﺻﺎﯾﺎ:
اﻟوﺻﺎﯾﺎ ﻧوﻋﺎن :اﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ ،وواﺟﺑﺔ.
أ /اﻟوﺻﯾﺔ اﻻﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ:
اﻟوﺻﯾﺔ اﻻﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ ﻫﻲ أن ﯾﺗﺻرف اﻟﻣوﺻﻲ ﺑﺈرادﺗﻪ اﻟﻣﻧﻔردة ﻛﯾف ﻣﺎ ﺷﺎء ،إذ ﯾﺟوز اﻟرﺟوع ﻓﯾﻬﺎ ﻓﻲ
أي وﻗت ﺷﺎء ،واﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟوﺻﯾﺔ ﯾرﯾد اﻟﺗﻘرب ﻣن اﷲ ،ﻷن أﺻل اﻟﻘرﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﯾوﺟﺑﻬﺎ
اﻟﺷرع اﻟﻧدب أي اﻻﺳﺗﺣﺳﺎن).(5
ب /اﻟوﺻﯾﺔ اﻟواﺟﺑﺔ:
ﻫﻲ وﺻﯾﺔ ﺟﻌﻠت ﻟﻸﺣﻔﺎد اﻟذﯾن ﻣﺎت أﺑوﻫم ﻓﻲ ﺣﯾﺎة ﺟدﻫم ،ﻓﺄوﺟﺑت ﻋﻠﻰ اﻟﺟد أن ﯾوﺻﻲ ﻷﺣﻔﺎدﻩ
ﺑﻧﺻﯾب أﺑﯾﻬم اﻟﻣﯾت ﺑﺷرط أن ﻻ ﯾزﯾد ﻋن اﻟﺛﻠث ،ﯾﻘﺳﻣوﻧﻪ ﻗﺳﻣﺔ اﻟﻣﯾراث ﻟﻠذﻛر ﻣﺛل ﺣظ اﻷﻧﺛﯾﯾن).(6
ت إِن ﺗََر َك َﺧ ْﯾ ًار ِ
َﺣ َد ُﻛ ُم اْﻟ َﻣ ْو ُ ب َﻋﻠَ ْﯾ ُﻛ ْم إِ َذا َﺣ َ
ﺿ َر أ َ وﯾﺳﺗﻧد ﺗﺷرﯾﻊ اﻟوﺻﯾﺔ اﻟواﺟﺑﺔ إﻟﻰ اﻵﯾﺔ اﻟﻛرﯾﻣﺔُ ":ﻛﺗ َ
)(7
ÉƂËČśƈÊƅͧƑ É
".ÁƔ É ĎƂţ
Ɔŷŕ Ë ƈƅÍŕË
É ¼Ã±ÊŸ ÉË
Í É ŗÁƔ
ŗ±ÉƁÍƗ§Ã اË ËřČƔŰËÃƅÍ
ÉÁËƔÍÉ̄ƅ§ÃÉƆÍƅÊ É
)(3
ﻋﻣﺎر ﺑﻬﺎﻟﯾل ﻫﺎﻧﻲ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص. 39.
)(4
ﺑﻠﺣﺎج اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص. 269- 268.
)(5
ﻣﺣﻣد أﺑو زﻫرة ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.199.
)(6
اﻟﺻﺎدق ﺑن ﻋﺑد اﻟرﺟﻣن اﻟﻐرﯾﺎﻧﻰ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.689.
)(7
اﻵﯾﺔ رﻗم 180ﻣن ﺳورة اﻟﺑﻘرة.
)(1
أﺣﻣد ﻓراج ﺣﺳﻧﯾن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص. 195- 194.
17
اﻟﻮﺻﯿﺔ و اﻟﻬﺒﺔ ﺑﲔ اﻟﴩﯾﻌﺔ و اﻟﻘﺎﻧﻮن :ȃȇҡȓǪ̣ ˾ ̤̚Ǫ
وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة 171ق أ ج اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ...":ﻓﺈن أوﺻﻰ ﻟﻬم أو
ﺑﻣﻘدار ﻣﺎ ﯾﺗم ﺑﻪ ﻧﺻﯾﺑﻬم أو ﻧﺻﯾب أﺣدﻫم ﻣن اﻟﺗرﻛﺔ").(3 )(2
ﻷﺣدﻫم ﺑﺄﻗل ﻣن ذﻟك وﺟب اﻟﺗﻧزﯾل
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
أﺣﻜــــﺎم اﻟﻮﺻﯿّــﺔ
أﺣﻛﺎم اﻟوﺻﯾﺔ ﯾﻘﺗﺿﻲ اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ ﻗﺑول أو رد اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ ﻟﻠوﺻﯾﺔ أوﻻ ،ﺛم ﻧﺗﻌرض ﻟرﺟوع
اﻟﻣوﺻﻲ ﻋن اﻟوﺻﯾﺔ.
ﺗظﻬر أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺑول واﻟرد ﻓﻲ إرادة ﻛل ﻣن اﻟﻣوﺻﻲ واﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ ،ﺣﯾث ﯾﺣق ﻟﻠﻣوﺻﻰ ﻟﻪ ﻗﺑول
اﻟوﺻﯾﺔ أو ردﻫﺎ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣوﺻﻲ اﻟرﺟوع ﻋن اﻟوﺻﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺎم ﺑﺈﻧﺷﺎﺋﻬﺎ.
رد اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ ﻟﻠوﺻﯾﺔ:
أوﻻ :ﻗﺑول أو ّ
ﯾﻌرف اﻟﻘﺑول ﺑﺄﻧﻪ ﺗﻌﺑﯾر ﺑﺎﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﯾﺟﺎب ،وﺑﻪ ﯾﺗم إﺑرام اﻟﻌﻘد ،وﯾﺟب أن ﯾﻛون ذﻟك اﻟﻘﺑول ﺑﺎﺗﺎ
ﻣن ﺟﻬﺔ ،وﻣﺗطﺎﺑﻘﺎ ﻣﻊ اﻹﯾﺟﺎب ﺗطﺎﺑﻘﺎ ﺗﺎﻣﺎ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى.
وﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟوﺻﯾﺔ ﻣن ﺟﺎﻧب واﺣد ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﺗﺻور أن ﯾﺣﺗﺎج اﻧﻌﻘﺎدﻫﺎ ﻟﻐﯾر اﻹﯾﺟﺎب ،أﻣﺎ اﻟﻘﺑول ﻓﺈن
اﺳﺗﻠ ازﻣﻪ ﯾﻛون ﻟﻣﺟرد ﻟزوم اﻟوﺻﯾﺔ ،ﻓﻬو ﻟﯾس رﻛﻧﺎً ﻓﯾﻬﺎ ،ﺑﺣﯾث ﺗﻧﻌﻘد اﻟوﺻﯾﺔ ﻋﻧد ﺻدورﻫﺎ ﻣن اﻟﻣوﺻﻲ،
وﻟﻛن ﯾﺗوﻗف ﻧﻔﺎذﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣوﺗﻪ وﻋﻠﻰ ﻗﺑول اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ ﻟﻠوﺻﯾﺔ.
وﯾﺧﺗﻠف ﻗﺑول اﻟوﺻﯾﺔ ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ ﺣول إذا ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻌﯾﻧﺎ أو ﻏﯾر ﻣﻌﯾن ،ﻓﺈن ﻛﺎن ﻏﯾر
ﻣﻌﯾن ﻛطﻠﺑﺔ اﻟﻌﻠم ،ﻓﺈن اﻟﻘﺑول ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾؤﻛد إﻟﻰ ﻣن ﯾﻣﺛﻠﻬمٕ ،وان ﻟم ﯾوﺟد ﻟزﻣت اﻟوﺻﯾﺔ دون ﺗوﻗف
ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺑول ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ ﻣﻌﯾﻧﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ﺛﺑوت اﻟﻣﻠك ﻟﻠﻣوﺻﻰ ﻟﻪ ﻗﺑوﻟﻪ.
وردﻫﺎ ﻓﻲ ﻛل اﻟﻣوﺻﻰ ﺑﻪ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﻓﻲ ﺑﻌﺿﻪ ﻓﻘط ،ذﻟك أن وﯾﻣﻛن أن ﺑﻛون ﻗﺑول اﻟوﺻﯾﺔ ّ
اﻟﻣﺳﺗﻘر ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ أن ﻣن ﯾﻣﻠك اﻟﻛل ،ﯾﻣﻠك رد اﻟﺟزء ،ﻓﺈذا ﺣﺻل ذﻟك ﻧﻔذت اﻟوﺻﯾﺔ،
ﻓﯾﻣﺎ ﻗﺑﻠﻪ وﺗﺑطل ﻓﻲ اﻟﺟزء اﻟذي ردﻩ.
ﻛﻣﺎ أن وﻗت ﻗﺑول اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ ﻟﻠوﺻﯾﺔ أو ردﻫﺎ ﻻ ﯾﻛون إﻻ ﺑﻌد وﻓﺎة اﻟﻣوﺻﻲ ،وﺟﺎء اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري
ﻣن ق أ ج ﻋﻠﻰ ﺻﯾﻐﺔ اﻟﻌﻣوم ،ﻓﻠم ﯾﺷﺗرط ﻗﺑول اﻟوﺻﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔور ﺑﻌد ﻣوت )(1
ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 197
اﻟﻣوﺻﻲ ،وﻣن ﺛم ﻟم ﯾﺷﺗرط ﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻹﻋﻼن ﻗﺑول اﻟوﺻﯾﺔ .
)(2
)(2
اﻟﺗﻧزﯾل :ﻫو ﺟﻌل أﺣﻔﺎد اﻟﺷﺧص ﻣﻧزﻟﺔ أﺻﻠﻬم ﻓﻲ ﺗرﻛﺔ اﻟﺟد أو اﻟﺟدة ،أو ﻫو ﺗﻧزﯾل ﻏﯾر اﻟوارث ﻣﻧزﻟﺔ اﻟوارث وأﺧذﻩ
ﻟﻧﺻﯾﺑﻪ ).ﻋﻣﺎر ﺑﻬﺎﻟﯾل ﻫﺎﻧﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.(60 .
)(3
اﻟﻣﺎدة 171اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،11-84اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
18
اﻟﻮﺻﯿﺔ و اﻟﻬﺒﺔ ﺑﲔ اﻟﴩﯾﻌﺔ و اﻟﻘﺎﻧﻮن :ȃȇҡȓǪ̣ ˾ ̤̚Ǫ
ﺣﯾث ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ":ﯾﻛون ﻗﺑول اﻟوﺻﯾﺔ ﺻراﺣﺔ أو ﺿﻣﻧﺎ ﺑﻌد وﻓﺎة اﻟوﺻﻲ ،".اﻟﻣﺎدة 197ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ، 11- 84 )(1
ﺣﯾث ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ":ﯾﺟوز اﻟرﺟوع ﻓﻲ اﻟوﺻﯾﺔ ﺻراﺣﺔ أو ﺿﻣﻧﺎ ﻓﺎﻟرﺟوع اﻟﺻرﯾﺢ ﯾﻛون ﺑوﺳﺎﺋل إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ واﻟﺿﻣﻧﻲ ﯾﻛون )(3
ﺑﻛل ﺗﺻرف ﯾﺳﺗﺧﻠص ﻣﻧﻪ اﻟرﺟوع ﻓﯾﻬﺎ ".اﻟﻣﺎدة 192ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ، 11-84اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة ،اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم،
اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
ﺣﻣدى ﺑﺎﺷﺎ ﻋﻣر ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.61. )(4
)(1
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﻏرﻓﺔ اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ﻗرار رﻗم، 54727اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ، 1990- 01- 24اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ،
اﻟﻌدد اﻟرﺑﻊ ، 1991،ص.85.
19
اﻟﻮﺻﯿﺔ و اﻟﻬﺒﺔ ﺑﲔ اﻟﴩﯾﻌﺔ و اﻟﻘﺎﻧﻮن :ȃȇҡȓǪ̣ ˾ ̤̚Ǫ
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث
أﺳﺎس ﺗﻘﯿﯿـﺪ اﻟﻮﺻﯿﺔ
ﻫذا اﻟﻔرع ﯾﻘﺗﺿﻲ اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻊ اﻹﺿرار ﺑﺎﻟورﺛﺔ أوﻻ ،ﺛم اﻟﺗﻌرض إﻟﻰ ﻣﻧﻊ اﻟﺗﺣﺎﯾل ﻋﻠﻰ أﺣﻛﺎم
اﻟﻘﺎﻧون.
ﻟﻘد ﻗﯾد اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺎﻧون ﺣرﯾﺔ اﻟﻣوﺻﻲ ﻓﻲ اﻹﯾﺻﺎء ،وذﻟك ﻣن أﺟل ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟورﺛﺔ اﻟذﯾن ﺳوف ﺗﻧﺗﻘل
إﻟﯾﻬم اﻟﺗرﻛﺔ ،وﯾظﻬر ذﻟك ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
)(2
اﻵﯾﺔ رﻗم 12ﻣن ﺳورة اﻟﻧﺳﺎء.
)(3
رواﻩ اﻟﻧﺳﺎﺋﻲ.
)(4
ﺑﻠﺣﺎج اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.248.
)(1
ﻧﺑﯾل ﺻﻘر ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص. 65- 64.
)(2
اﻟﺟﻣﺎل ،ﻧظﺎم اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،د ط ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ،ﻣﺻر ،د س ،ص.407.
ﻣﺻطﻔﻰ ﻣﺣﻣد ّ
20
اﻟﻮﺻﯿﺔ و اﻟﻬﺒﺔ ﺑﲔ اﻟﴩﯾﻌﺔ و اﻟﻘﺎﻧﻮن :ȃȇҡȓǪ̣ ˾ ̤̚Ǫ
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﮭﺒﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ واﻟﻘﺎﻧﻮن
ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫدا اﻟﻣﺑﺣث ﺗﻧظﯾم اﻟﻬﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣطﺎﻟب اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
* اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻟﻬﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ.
* اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻬﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون.
اﻟﻣطﻠب اﻷول
اﻟـﮭﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ
21
اﻟﻮﺻﯿﺔ و اﻟﻬﺒﺔ ﺑﲔ اﻟﴩﯾﻌﺔ و اﻟﻘﺎﻧﻮن :ȃȇҡȓǪ̣ ˾ ̤̚Ǫ
ﻟﻘد ﺷرع اﷲ اﻟﻬﺑﺔ ﻟﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻣن ﺗﺄﻟﯾف اﻟﻘﻠوب ،وﻣن أﺟل ﺗﻘوﯾﺔ رواﺑط اﻟﻣﺣﺑﺔ ﺑﯾن اﻟﻧﺎس ،ﻓﻘد ﺗﺣﺻل
اﻟﺧﺻوﻣﺎت واﻻﻧﺷﻘﺎﻗﺎت ﺑﯾن اﻟﻧﺎس ،وﺗﻧﻘطﻊ ﺻﻠﺔ اﻷرﺣﺎم ،ﻓﺷرع اﷲ اﻟﻬﺑﺔ ﻟﺗﺻﻔﯾﺔ اﻟﻘﻠوبٕ ،وازاﻟﺔ ﻛل ﻣﺎ
ﯾﺳﺑب اﻟﻔرﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻧﺎس.
اﻟﻔرع اﻷول
ﻣﻔﮭــــﻮم اﻟﮭﺒـــﺔ
ﻣﻔﻬوم اﻟﻬﺑﺔ ﯾﻘﺗﺿﻲ اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ ﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ ودﻟﯾل ﻣﺷروﻋﯾﺗﻬﺎ أوﻻ ،ﺛم اﻟﺗﻌرض إﻟﻰ أرﻛﺎن اﻟﻬﺑﺔ وأﻧواﻋﻬﺎ.
أوﻻ :ﺗﻌرﯾف اﻟﻬﺑﺔ ودﻟﯾل ﻣﺷروﻋﯾﺗﻬﺎ:
-1ﺗﻌرﯾف اﻟﻬﺑﺔ:
اﻟﻬﺑﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﻌرﻓﻬﺎ اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣون ﻫﻲ ﺗﻣﻠﯾك اﻟﻌﯾن ﺑﻼ ﻋوض ﺣﺎل اﻟﺣﯾﺎة ﺗطوﻋﺎ ،أو ﺗﻣﻠﯾك اﻟﻌﯾن ﻓﻲ
اﻟﺣﺎل ﻣﺟﺎﻧﺎ أو ﺗﻣﻠﯾك اﻟﻌﯾن ﺑﻼ ﻋوض ﺣﺎل ﺣﯾﺎة اﻟﻣﻣﻠك).(1واﻟﻬﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺷرع ،ﻋﻘد ﻣوﺿوﻋﻪ ﺗﻣﻠﯾك
اﻹﻧﺳﺎن ﻣﺎﻟﻪ ﻟﻐﯾرﻩ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ﺑﻼ ﻋوض) .(2وﻟﻘد ﻋرﻓﻬﺎ اﺑن ﻗداﻣﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ" :اﻟﻬﺑﺔ واﻟﺻدﻗﺔ واﻟﻬدﯾﺔ واﻟﻌطﯾﺔ
ﻣﻌﺎﻧﯾﻬﺎ ﻣﺗﻘﺎرﺑﺔ وﻛﻠﻬﺎ ﺗﻣﻠﯾك ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ﺑﻼ ﻋوض" ﻓﺎﻟظﺎﻫر أن ﻣن أﻋطﻰ ﺷﯾﺋﺎ ﯾﺗﻘرب ﺑﻪ إﻟﻰ اﷲ ﻋز
وﺟل ﻓﻬو ﺻدﻗﺔ ،وﻣن دﻓﻊ إﻟﻰ إﻧﺳﺎن ﺷﯾﺋﺎ ﻟﻠﺗﻘرب إﻟﯾﻪ وﻣﺣﺑﺔ ﻟﻪ ﻓﻬو ﻫدﯾﺔ ،وﻫذا ﺷﻲء ﻣﺳﺗﺣب ﻟﻘوﻟﻪ
":ﺗﻬﺎدوا ﺗﺣﺎﺑوا.(1)"...
وﻣﺎ ﯾﻣﯾز ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﻫو إﺑ ارزﻩ ﻟﻌﻧﺻر ﻣﻬم ﻓﻲ اﻟﻬﺑﺔ وﻫو أن ﺗﺻدر ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻟواﻫب واﻟﻣوﻫوب ﻟﻪ،
وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻣﯾزﻫﺎ ﻋن اﻟوﺻﯾﺔ ،وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻓﻬذا اﻟﺗﻌرﯾف ﺟﺎﻣﻊ ﯾﺻﻠﺢ اﻋﺗﻣﺎدﻩ ﻓﻲ ﻋﺻرﻧﺎ؛ ﻫذا
ﻓﺿﻼ ﻋن أﻧﻪ اﻋﺗﺑر اﻟﻬﺑﺔ واﻟﺻدﻗﺔ واﻟﻬدﯾﺔ واﻟﻌطﯾﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﻣﺗﻘﺎرﺑﺔ ،ﻓﻬو ﯾﻌﻧﻲ ﺑذﻟك أن ﻛل واﺣد
ﻣﻧﻬﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﻧوﻋﺎ ﻣن اﻟﻬﺑﺔ).(2
) (1ﺿرﯾﻔﻲ اﻟﺻﺎق ،اﻟرﺟوع ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻬﺑﺔ ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ،2002 ،ص.02.
)(2
اﻟﺳﯾد ﺳﺎﺑق ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.277 .
)(1
رواﻩ اﻟﺑﺧﺎري واﻟﺑﯾﻬﻘﻲ.
ﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد ﺗﻘﯾﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.17 . )(2
22
اﻟﻮﺻﯿﺔ و اﻟﻬﺒﺔ ﺑﲔ اﻟﴩﯾﻌﺔ و اﻟﻘﺎﻧﻮن :ȃȇҡȓǪ̣ ˾ ̤̚Ǫ
ب -ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ :ﻓﻌن ﻋﺎﺋﺷﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻧﻬﺎ ﻗﺎﻟت ":ﻛﺎن رﺳول اﷲ " :ﯾﻘﺑل اﻟﻬدﯾﺔ و ﯾﺛﯾب ﻋﻠﯾﻬﺎ".
أﺧرﺟﻪ اﻟﺑﺧﺎري.
وﻛﺎن اﻟرﺳول ﯾﺣث ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺑﺔ ،ﻓﻌن أﺑﻲ ﻫرﯾرة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻧﻪ ﻋن اﻟﻧﺑﻲ ﻗﺎل ":ﯾﺎ ﻧﺳﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣﺎت،
)(5
ﺷﺎة". ﻻ ﺗﺣﻘرن ﺟﺎرة ﻟﺟﺎرﺗﻬﺎ وﻟو ﻓرﺳن
)(4
وﻛل ﻫذا دﻟﯾل ﻋﻠﻰ أن اﻟﻬﺑﺔ ﻣﺷروﻋﺔ وﺟﺎﺋزة ،ﻓﻠو ﻟم ﺗﻛن ﻛذﻟك ﻟﻣﺎ ﺣث اﻟرﺳول ﻋﻠﯾﻬﺎ).(6
أ-اﻟﺻﯾﻐﺔ:
اﻟﻣراد ﺑﻬﺎ اﻹﯾﺟﺎب واﻟﻘﺑول ،اﻟذي ﯾدل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣﻠﯾك ﺑﻐﯾر ﻋوض ،ﻛﻣﺎ ﯾراد ﺑﺎﻟﺻﯾﻐﺔ أﯾﺿﺎ ﺗﻌﺑﯾر اﻟﻌﺎﻗد
ﻋن إرادﺗﻪ ﺑﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ وﺟود اﻟﻌﻘد،واﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن إرادة اﻟﻌﺎﻗدﯾن إﻣﺎ أن ﯾﻛون ﻟﻔظﺎ ،أو ﻛﺗﺎﺑﺔ
أو إﺷﺎرة أو أي ﻓﻌل آﺧر ﯾدل ﻋﻠﻰ ذﻟك ،ﻣﺛل اﻟﺳﻛوت اﻟﻣﻼﺑس.
وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﺻﯾﻐﺔ ان ﺗﻛون ﻣﻧﺟزة ،ﻓﺎن ﻛﺎﻧت ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺷرط ﻏﯾر ﻣﺣﻘق اﻟوﺟود ﻓﻲ اﻟﺣﺎل
أو أﺿﯾﻔت إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻛﺎﻧت اﻟﻬﺑﺔ ﺑﺎطﻠﺔ.
وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﺻﯾﻐﺔ أﯾﺿﺎ ان ﻻ ﺗﻛون ﻓﻲ ﺻورة اﺳﺗﻔﻬﺎم ﻣﺛل :ﻫل ﺗﻬب ﻟﻲ ذﻟك؟ ،ﻷن ﺻﯾﻐﺔ اﻻﺳﺗﻔﻬﺎم
ﻻ ﯾﻧﻌﻘد ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻘد ،ﻷﻧﻬﺎ ﻣﺟرد ﺳؤال اﻹﯾﺟﺎب وﻟﯾﺳت ﺑﺈﯾﺟﺎب).(1
ب -اﻟـــواﻫب:
اﻟواﻫب ﻫو ﻛل ﺷﺧص ﺻدر ﻋﻧﻪ اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﻬﺑﺔ ،إذ ﯾﺷﺗرط ﻓﯾﻪ أن ﯾﻛون أﻫﻼ ﻟﻠﺗﺑرع ،ﻷن اﻟﻬﺑﺔ
ﻣن ﻋﻘود اﻟﺗﺑرع ،ﻓﯾﺟب أن ﯾﻛون اﻟواﻫب ﺑﺎﻟﻐﺎ ،ﻋﺎﻗﻼ ،ﻣﺧﺗﺎ ار ﻏﯾر ﻣﺣﺟور ﻋﻠﯾﻪ؛ ﺣﺗﻰ ﺗﻘﻊ ﻫﺑﺗﻪ
)(4
اﻟﻔرﺳن :ﻋظم ﻗﻠﯾل اﻟﻠﺣم ،وﻫو ﺧف اﻟﺑﻌﯾر ﻛﺎﻟﺣﺎﻓر ﻟﻠداﺑﺔ ) .ﻗﺎﻣوس اﻟﻣﺣﯾط ﻟﻠﻔﯾروز أﺑﺎدي ص ،1315.دار اﻟﻛﺗﺎب
اﻟﻌرﺑﻲ ،ﺑﯾروت( .
)(5
رواﻩ اﻟﺑﺧﺎري.
)(6
ﻣﺣﻣود أﺣﻣد راﺷد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.143 .
ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن طﻪ اﻟﻌﺎﻗل ،ﻗد اﻟﻬﺑﺔ ﺑﯾن اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،د ط ،دار اﻟﻬدى،ﻣﺻر ،د س ،ص ص. )(1
.56-46
23
اﻟﻮﺻﯿﺔ و اﻟﻬﺒﺔ ﺑﲔ اﻟﴩﯾﻌﺔ و اﻟﻘﺎﻧﻮن :ȃȇҡȓǪ̣ ˾ ̤̚Ǫ
ﺻﺣﯾﺣﺔ ،إذ ﻻ ﺗﺻﺢ اﻟﻬﺑﺔ ﻣﻣن ﻟﯾس أﻫﻼ ﻟﻠﺗﺑرع ،وﻫم اﻟﺻﺑﻲ ،واﻟﻣﺟﻧون ،واﻟﺳﻛران ،واﻟﻣﺣﺟور ﻋﻠﯾﻪ
اﻟوﻟﻲ ،ﻷﻧﻬم ﻣﺣﺟور ﻋﻠﯾﻬم ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ أﻣواﻟﻬم.
ّ ﻟﺳﻔﻪ ،ﻓﻬﺑﺔ ﻫؤﻻء ﺑﺎطﻠﺔ ،وﻻ ﯾﻌﺗد ﺑﻬﺎ ،وﻟو أﺟﺎزﻫﺎ
ج -اﻟﻣوﻫوب ﻟﻪ:
وﻫو ﻣن ﻛﺎن أﻫﻼ ﻟﻠﺗﻣﻠك ،ﺳواء ﻛﺎن ﻣوﺟودا ،ﻛﺎﻟﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ)اﻟﺣﻔﯾد( ،أو اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي
ﻛطﻠﺑﺔ اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻘـرآﻧﯾﺔ ،أو ﺳﯾوﺟد ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،ﻛﻣن ﺳﯾوﻟد ﻣن أﺑﻧﺎء اﻟﻌم ،أو ﻛﺎن ﺟﻬﺔ اﻋﺗﺑﺎرﯾﺔ،
ﺎم ﱠ ﻛﺎﻟﻣﺳﺎﺟد واﻟﻣﺳﺗﺷﻔﯾﺎت واﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺧﯾرﯾﺔ ،وﺗﺟوز اﻟﻬﺑﺔ ﻟﻐﯾر اﻟﻣﺳﻠم) .(2ﻟﻘوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ " :وﯾ ْ ِ
ون اﻟط َﻌ َ
طﻌ ُﻣ َ َُ
َﻋﻠَﻰ ُﺣﱢﺑ ِﻪ ِﻣ ْﺳ ِﻛﯾﻧﺎً َوَﯾﺗِﯾﻣﺎً َوأَ اً
ﺳﯾر ")(3؛ واﻷﺳﯾر ﻻ ﯾﻛون إﻻ ﻣﺷرﻛﺎ.
د -اﻟﺷﻲء اﻟﻣوﻫوب:
إن اﻟﺷﻲء اﻟﻣوﻫوب ﻫو ﻣﺣل ﻋﻘد اﻟﻬﺑﺔ ،واﻷﺻل ﻓﻲ اﻟﻬﺑﺔ أن ﺗﻛون ﻋﻘدا ﻣﻠزﻣﺎ ﻟﺟﺎﻧب واﺣد ،وﻫو
ﺟﺎﻧب اﻟواﻫب اﻟذي ﯾﺑﺎدر ﻓﯾﻠﺗزم ،وﻣﺣل اﻟﺗزاﻣﻪ ﻫو اﻟﺷﻲء اﻟﻣوﻫوب .وﯾﺳري ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻲء اﻟﻣوﻫوب
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﺣل اﻟﻌﻘد ﻣﺎ ﯾﺳري ﻋﻠﻰ ﻣﺣل اﻟﻌﻘد ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم؛ ﺣﯾث ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ﻣﺣل اﻟﻬﺑﺔ أو اﻟﺷﻲء اﻟﻣوﻫوب
ﻟﯾﻛون ﻋﻘد اﻟﻬﺑﺔ ﺻﺣﯾﺣﺎ ،وﻣﻧﺗﺟﺎ ﻷﺛﺎرﻩ ﺗوﻓر اﻟﺷروط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-أن ﯾﻛون اﻟﻣﺣل ﻣوﺟودا وﻗت اﻟﻬﺑﺔ ،وأن ﯾﻛون ﻣﻌﯾﻧﺎ أو ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺗﻌﯾن ،وأن ﯾﻛون ﺻﺎﻟﺣﺎ ﻟﻠﺗﻌﺎﻣل ﻓﯾﻪ،
ﻛﻣﺎ ﯾﺟب أن ﯾﻛون اﻟﺷﻲء اﻟﻣوﻫوب ﻣﻣﻠوﻛﺎ ﻟﻠواﻫب).(4
-2أﻧواع اﻟﻬﺑﺔ:
اﻟﻬﺑﺔ إن ﻛﺎﻧت ﻣن اﻟﻐﻧﻲ ﻟﻣﺛﻠﻪ ﻓﻬﻲ ﻟﻠﻣودة واﻟﻣﺣﺑﺔٕ ،وان ﻛﺎﻧت ﻣن اﻟﻐﻧﻲ إﻟﻰ اﻟﻔﻘﯾر ﻓﻬﻲ ﻟﻺﺣﺳﺎن
واﻟﻣواﺳﺎةٕ ،وان ﻛﺎﻧت ﻣن اﻟﻔﻘﯾر إﻟﻰ اﻟﻐﻧﻲ ﻓﻬﻲ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﯾراد ﺑﻬﺎ اﻟﻣﻛﺎﻓﺄة وﻫﻲ ﻧوﻋﺎن:
أ-اﻟﻬﺑﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ:
اء ﻛﺎﻧت ﻟﻣن دوﻧﻪ ،أو أﻋﻠﻰ ﻣﻧﻪ،
ﻻ ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ اﻟﻌوضٕ ،واﻧﻣﺎ ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ اﻷﺟر ،وﺣﺻول اﻟﻣودة ،ﺳو ً
أو ﻣﺛﻠﻪ ،وﻫذﻩ ﻫﻲ اﻷﺻل ،وﻫﻲ ﻣﺳﺗﺣﺑﺔ.
ب -اﻟﻬﺑﺔ اﻟﻣﻘﯾدة:
وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ ﺛواب اﻟدﻧﯾﺎ ،وﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻬﺑﺔ ﺣﻛﻣﻬﺎ ﺣﻛم اﻟﺑﯾﻊ ،واﻟﻐﺎﻟب أن اﻟﻣﻬدي ﯾطﻠب ﺑﻬﺎ
أﻛﺛر ﻣﻣﺎ أﻫدى ،واﻷﻓﺿل أن ﯾﻘﻧﻊ ﺑﻣﺎ ﯾﻌطﻰ ،وﻻ ﯾﺟﻌل اﻟﻬدﯾﺔ طرﯾﻘﺎ ﻻﺑﺗزاز أﻣوال اﻟﻧﺎس).(1
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
)(4
ﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد ﺗﻘﯾﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص.141- 140.
ﻣﺣﻣد ﺑن إﺑراﻫﯾم ﺑن ﻋﺑد اﷲ اﻟﺗوﯾﺟري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص.663- 662. )(1
24
اﻟﻮﺻﯿﺔ و اﻟﻬﺒﺔ ﺑﲔ اﻟﴩﯾﻌﺔ و اﻟﻘﺎﻧﻮن :ȃȇҡȓǪ̣ ˾ ̤̚Ǫ
ﻣﺻطﻔﻰ أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﺟواد ﺣﺟﺎزى ،أﺣﻛﺎم اﻟرﺟوع اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻬﺑﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ، )(2
وﻋﻠﯾﻪ ،ﯾرون أن رﺟوع اﻟواﻫب ﻓﻲ ﻫﺑﺗﻪ ﻗﺑل اﻟﻘﺑض ﻏﯾر ﺟﺎﺋز ،وﯾﺳﺗﻧدون ﻓﻲ ﺗدﻋﯾم رأﯾﻬم ﺑﻘول اﻟرﺳول
واﻟﺣدﯾث ﺟﺎء ﻋﺎﻣﺎ ﻟم ﯾﻔرق ﺑﯾن ﺣﺎﻟﺔ ﻗﺑض اﻟﻬﺑﺔ )(1
" :اﻟﻌﺎﺋد ﻓﻲ اﻟﻬﺑﺔ ﻛﺎﻟﻛﻠب ﯾﻘﻲء ﺛم ﯾﻌود ﻓﻲ ﻗﯾﺋﻪ".
وﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﻗﺑﺿﻬﺎ .ﻛﻣﺎ أﻧﻬم ﻗﺎﺳوا اﻟﻬﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﻊ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن ﻛﻼﻫﻣﺎ ﺗﻣﻠﯾك ﺣﺎل اﻟﺣﯾﺎة ،ﻓﻛﻣﺎ ﯾﻠزم
اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﻌﻘد ﻓﻛذﻟك ﻫو ﺣﺎل اﻟﻬﺑﺔ).(2
-2ﺣﻛم اﻟرﺟوع ﻓﻲ اﻟﻬﺑﺔ ﺑﻌد ﻗﺑض اﻟﻣوﻫوب:
اﺧﺗﻠف اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺣول ﺣﻛم رﺟوع اﻟواﻫب ﻓﻲ ﻫﺑﺗﻪ ﺑﻌد اﻟﻘﺑض ،ﻓﻣﻧﻬم ﻣن ﻣﻧﻌﻪ وﻣﻧﻬم ﻣن أﺟﺎزﻩ ،وﯾﻣﻛن
ﺣﺻر أراﺋﻬم ﻓﻲ رأﯾﯾن:
أ -اﻟرأي اﻷول :اﻟﻬﺑﺔ ﺑﻌد اﻟﻘﺑض ﻋﻘد ﻻزم؛ ﻻ ﯾﺟوز اﻟرﺟوع ﻓﯾﻪ.
ذﻫب ﺟﻣﻬور اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻣن اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ واﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ إﻟﻰ أن اﻟﻬﺑﺔ ﺑﻌد اﻟﻘﺑض ﺗﺻﺑﺢ ﻋﻘدا ﻻزﻣﺎ ﻻ ﯾﺟوز
اﻟرﺟوع ﻓﯾﻪ ،واﺳﺗﺛﻧوا ﺣﺎﻟﺔ واﺣدة ﻫﻲ ﻫﺑﺔ اﻟواﻟد ﻟوﻟدﻩ ،وﻫو ﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ﻣﺻطﻠﺢ اﻋﺗﺻﺎر
أﺑﻲ اﻟﻬﺑﺔ.وﯾﺳﺗﻧد اﻟﺟﻣﻬور ﻓﻲ ذﻟك إﻟﻰ ﺑﻌض اﻷﺣﺎدﯾث اﻟﺗﻲ روﯾت ﻋن اﻟرﺳول ؛ ﻓﻘد روي ﻋن
ﻋﻣر ٕواﺑن ﻋﺑﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻧﻬﻣﺎ أن :اﻟرﺳول ﻗﺎل" ﻻ ﯾﺣل ﻟرﺟل ﻣﺳﻠم أن ﯾﻌطﻲ اﻟﻌطﯾﺔ ﺛم ﯾرﺟﻊ ﻓﯾﻬﺎ
إﻻ اﻟواﻟد ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻌطﻲ وﻟدﻩ ") ،(3ﻓﻬذا اﻟﺣدﯾث ﯾدل ﻋﻠﻰ ﺗﺣرﯾم اﻟرﺟوع ﻓﻲ اﻟﻬﺑﺔ ﺑﻌد اﻟﻘﺑض .
ﻛﻣﺎ اﺳﺗﻧد أﺻﺣﺎب ﻫذا اﻟرأي إﻟﻰ ﺣﺟﺔ أﺧرى؛ ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن اﻷﺻل ﻓﻲ اﻟﻌﻘود ﻫو اﻟﻠزوم ،وﻫذا ﯾﺗﺣﻘق ﻓﻲ
اﻟﻬﺑﺔ ﺑﻌد اﻟﻘﺑض ،وﻻ ﯾرﺗﻔﻊ ﻫذا اﻟﻠزوم إﻻ ﻟﻌﺎرض أو ﺧﻠل ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻘود وﻟم ﯾوﺟد .ﻓﺗﺄﻛد اﻟﻠزوم ﺑﺎﻟﻘﺑض،
وﻋﻠﯾﻪ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠواﻫب اﻟرﺟوع ﻓﻲ اﻟﻬﺑﺔ ،إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻬﺑﺔ ﻣن اﻟواﻟد ﻟوﻟدﻩ.
ب -اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻬﺑﺔ ﺑﻌد اﻟﻘﺑض ﻋﻘد ﻏﯾر ﻻزم ﯾﺟوز اﻟرﺟوع ﻓﯾﻪ.
ذﻫب اﻷﺣﻧﺎف وﺑﻌض اﻟﺷﯾﻌﺔ إﻟﻰ اﻟﻘول ﺑﺄن اﻟﻬﺑﺔ ﻋﻘد ﺟﺎﺋز ﻓﻲ اﻷﺻل ،وﻣن ﺛم ﯾﺟوز اﻟرﺟوع ﻓﯾﻪ إﻻ
إذا وﺟد ﻣﺎﻧﻊ ﻣن اﻟﻣواﻧﻊ ،واﺳﺗﻧدوا ﻓﻲ ذﻟك إﻟﻰ ﺑﻌض اﻟﺣﺟﺞ ﻣﻧﻬﺎ:
أي ﻣﺎ ﻟم )(1
ﻓﻘد روي ﻋن أﺑﻲ ﻫرﯾرة ﻗﺎل :ﻗﺎل رﺳول اﷲ " :اﻟرﺟل أﺣق ﺑﻬﺑﺗﻪ ﻣﺎ ﻟم ﯾﺛﺑت ﻣﻧﻬﺎ".
أﻗر أﺣﻘﯾﺔ اﻟواﻫب ﺑﻬﺑﺗﻪ إن
إن اﻟرﺳول ّ ﯾﻌوض ،ﻓﻬذا اﻟﺣدﯾث ﯾدل ﻋﻠﻰ ﺟواز اﻟرﺟوع ﻓﻲ اﻟﻬﺑﺔ .ﺣﯾث ّ
)(2
ﻟم ﯾﻘدم ﻟﻪ ﻋوض أو ﻣﻘﺎﺑل ﻋﻧﻬﺎ ،ﻓﻔﯾﻪ دﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﺣق اﻟواﻫب ﻓﻲ اﻟرﺟوع ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ.
واﺳﺗﻧد أﺻﺣﺎب ﻫذا اﻟرأي إﻟﻰ ﺣﺟﺔ أﺧرى؛ أن اﻟواﻫب إﻧﻣﺎ ﻗﺻد ﻣن ﻫﺑﺗﻪ ﻏرﺿﺎ ،ﻓﻘد ﯾﻬب ﻟﻧﯾل
اﻟﺛواب ﻣن اﷲ ﻋز وﺟل ،وﻗد ﯾﻬب ﻟﻐرض دﻧﯾوي ،أو ﻟﺻﻠﺔ رﺣم ،ﻓﺈذا طﻠب اﻟرﺟوع ﻓﻔﯾﻪ دﻟﯾل ﻋﻠﻰ أن ﻟﻪ
)(1
رواﻩ أﺻﺣﺎب اﻟﺳﻧن.
ﺿرﯾﻔﻲ اﻟﺻﺎدق ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص.29- 28. )(2
)(3
رواﻩ أﺑو داود واﻟﺗرﻣذي واﺑن ﻣﺎﺟﺔ.
)(1
رواﻩ اﺑن ﻣﺎﺟﺔ واﻟدارﻗطﻧﻲ.
)(2
ﻣﺻطﻔﻰ اﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﺟواد ﺣﺟﺎزي ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص.55 – 54 - 53 -52.
26
اﻟﻮﺻﯿﺔ و اﻟﻬﺒﺔ ﺑﲔ اﻟﴩﯾﻌﺔ و اﻟﻘﺎﻧﻮن :ȃȇҡȓǪ̣ ˾ ̤̚Ǫ
ﻏرﺿﺎ دﻧﯾوﯾﺎ ﻓﯾﻣﺎ أﻋطﻰ ،ﻓﺈن ﺗﺑﯾن أن ﻏرﺿﻪ ﻗد ﺗﺣﻘق ﻟم ﯾﺟز ﻟﻪ اﻟرﺟوع ،أﻣﺎ إذا ﺗﺑﯾن أن ﻏرﺿﻪ ﻟم
ﯾﺗﺣﻘق ﺟﺎز ﻟﻪ اﻟرﺟوع).(3
ﻛﻣﺎ أن اﻟﻬﺑﺔ ﻋطﺎء ﺑﻼ ﻣﻘﺎﺑل ،ﻓﻼ ﯾﺗﺿرر اﻟﻣوﻫوب ﻟﻪ ﺑرﺟوع اﻟواﻫب ﻋﻧﻬﺎ وﻓﺳﺧﻬﺎ) ،(4ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ
ﻋﻘد اﻟﻌﺎرﯾﺔ).(5
)(3
ﺿرﯾﻔﻲ اﻟﺻﺎدق ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.33.
ﻣﺻطﻔﻰ اﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﺟواد ﺣﺟﺎزي ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.56. )(4
)(5
اﻟﻌﺎرﯾﺔ :ﻫﻲ إﺑﺎﺣﺔ ﻧﻔﻊ ﻋﯾن ﺑﻼ ﻋوض؛ وﺳﻣﯾت ﺑذﻟك ﻟﺗﻌرﯾﻬﺎ ﻋن اﻟﻌوض ) ﻣﺣﻣد ﺑن إﺑراﻫﯾم ﺑن ﻋﺑد اﷲ اﻟﺗوﯾﺟري،
اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.(552 .
ﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد ﺗﻘﯾﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.287. )(1
27
اﻟﻮﺻﯿﺔ و اﻟﻬﺒﺔ ﺑﲔ اﻟﴩﯾﻌﺔ و اﻟﻘﺎﻧﻮن :ȃȇҡȓǪ̣ ˾ ̤̚Ǫ
ﻓﻲ إذا ﻫﻠك اﻟﺷﻲء اﻟﻣوﻫوب ﻓﻠﯾس ﻟﻠواﻫب اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟرﺟوع ﻓﻲ اﻟﻬﺑﺔ ،ﻷﻧﻪ ﻻ ﺳﺑﯾل إﻟﻰ اﻟرﺟوع
اﻟﻬﺎﻟك ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻻ ﯾﺣق ﻟﻪ أن ﯾرﺟﻊ وﯾطﺎﻟب ﺑﻘﯾﻣﺔ اﻟﺷﻲء اﻟﻬﺎﻟك ﻷن ﻗﯾﻣﺗﻪ ﻟﯾﺳت ﺑﻣوﻫوﺑﺔ وﻋﻘد اﻟﻬﺑﺔ ﻟم
ﯾرد ﻋﻠﯾﻬﺎ).(2
ج-اﻟزوﺟﺔ:
أن إذا وﻫب رﺟل ﻻﻣرأة ﻛﺎﻧت زوﺟﺔ ﻟﻪ وﻗت اﻟﻬﺑﺔ ،وﻟو ﻛﺎن ذﻟك ﻗﺑل دﺧوﻟﻪ ﺑﻬﺎ ،ﻟﻛن ﺑﻌد
ﻋﻘد ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻓﻠﯾس ﻟﻪ أن ﯾرﺟﻊ ﻓﯾﻣﺎ وﻫﺑﻪ ﻟﻬﺎ ،وﻟو ﺑﻌد أن ﯾطﻠﻘﻬﺎ.
أﻣﺎ إذا وﻫب ﻻﻣرأة ﻟم ﺗﻛن زوﺟﺔ ﻟﻪ وﻗت اﻟﻬﺑﺔ ،وﻟو ﻛﺎﻧت ﻣﺧطوﺑﺔ وﻗﺗﻬﺎ ﺛم ﺗزوﺟﻬﺎ ﻓﻠﻪ أن ﯾرﺟﻊ ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﺑﻣﺎ وﻫﺑﻪ ﻟﻬﺎ ،ﺣﺗﻰ ﺑﻌد دﺧوﻟﻪ ﺑﻬﺎ.
د-ﻣوت اﻟواﻫب أو اﻟﻣوﻫوب ﻟﻪ:
اﻣﺗُﻧِ َﻊ اﻟرﺟوع ﻓﻲ اﻟﻬﺑﺔ ﻷﻧﻪ إذا ﻣﺎت اﻟﻣوﻫوب ﻟﻪ ﯾﻧﺗﻘل اﻟﻣﻠك إﻟﻰ
إذا ﻣﺎت اﻟواﻫب أو اﻟﻣوﻫوب ﻟﻪْ ،
ورﺛﺗﻪ ،وﻫم ﻟم ﯾﺳﺗﻔﯾدوا ﻣن ﺟﻬﺔ اﻟواﻫب ،ﻓﻼ ﯾرﺟﻊ ﻋﻠﯾﻬم ﺣﺗﻰ وﻟو اﻧﺗﻘل اﻟﻣﻠك إﻟﯾﻬم ﻓﻲ ﺣﺎل ﺣﯾﺎﺗﻬم
ﺑﺳﺑب آﺧر.
ﯾورث).(3
أﻣﺎ إذا ﻣﺎت اﻟواﻫب ﺑطل ﺧﯾﺎرﻩ ﻓﻲ اﻟرﺟوع ﻷﻧﻪ ﺣق ﺷﺧص ﻣﺗﻌﻠق ﺑﺈرادﺗﻪ اﻟﻣﻧﻔردة ،وﻻ ّ
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟـﮭﺒــﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧــﻮن
إن ﻣوﺿوع اﻟﻬﺑﺔ ﯾﺗﺳم ﺑﺄﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺳواء ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت واﻟرواﺑط اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس
اﻟﺑر واﻹﺣﺳﺎن ،أو ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺣﯾﺎة اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ؛ ﻓﻬو ﺗﺻرف ﯾﻛﺗﺳﻲ ﺧطورة ﻓﻲ اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،إذ
ﺑواﺳطﺗﻬﺎ ﯾﺗﻧﺎزل اﻹﻧﺳﺎن ﻋن ﺟزء ﻫﺎم ﻣن ﻣﺎﻟﻪ ﻗد ﯾﻛون ذا ﺗﺄﺛﯾر ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ أﺳرﺗﻪ وﻋﻠﻰ وﺿﻌﯾﺗﻪ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ،
ﻟذﻟك وﺟب ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺗروي واﻟﺗﺄﻧﻲ ﻗﺑل إﺣداﺛﻪ ﻟﻬذا اﻟﺗﺻرف.
وﻋﻠﯾﻪ ﺳﻧﻘﺳم ﻫذا اﻟﻣطﻠب إﻟﻰ ﻓرﻋﯾن:
-اﻟﻔرع اﻷول :ﻣﻔﻬوم اﻟﻬﺑﺔ.
-اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﺣﻛﺎم اﻟﻬﺑﺔ.
ﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد ﺗﻘﯾﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص.292- 291- 290. )(3
28
اﻟﻮﺻﯿﺔ و اﻟﻬﺒﺔ ﺑﲔ اﻟﴩﯾﻌﺔ و اﻟﻘﺎﻧﻮن :ȃȇҡȓǪ̣ ˾ ̤̚Ǫ
اﻟﻔرع اﻷول
ﻣﻔﮭــﻮم اﻟﮭﺒــﺔ
ﻣﻔﻬوم اﻟﻬﺑﺔ ﯾﻘﺗﺿﻲ اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ ﺗﻌرﯾف اﻟﻬﺑﺔ و ﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ أوﻻ ،ﺛم ﻧﺗﻌرض ﻟﻧظﺎﻣﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ.
ﯾﻼﺣظ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟﻠﻬﺑﺔ أﻧﻪ ﻟم ﯾذﻛر ﻓﯾﻪ أﻧﻬﺎ ﻋﻘد ،و إﻧﻣﺎ ﯾﺳﺗﺧﻠص ذﻟك ﻣن
ﺧﻼل ﺿم اﻟﺗﻌرﯾف اﻟذي أوردﻩ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 202ﻣن ق أ ج؛ و اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ أن ":اﻟﻬﺑﺔ ﺗﻣﻠﯾك ﺑﻼ ﻋوض"
ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻬﺑﺔ ﻋﻘدا. إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 206
)(2
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﻓﺎﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟم ﯾذﻛر ﺑﺻﻔﺔ ﺻرﯾﺣﺔ ﻋﻧﺻر ﻧﯾﺔ اﻟﺗﺑرع اﻟذي ﻫو ﻋﻧﺻر
ﺟوﻫري ﻓﻲ اﻟﻬﺑﺔ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻟم ﯾﺗﻧﺎول ﻋﻧﺻر اﻟﺣﯾﺎة ﺑﺻﻔﺔ ﺟﻠﯾﺔ ،ﻛون اﻟﻬﺑﺔ ﻻ ﺗﻘﻊ إﻻ ﻓﻲ ﺣﯾﺎة ﻛل ﻣن
اﻟواﻫب واﻟﻣوﻫوب ﻟﻪ.
ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺻري ﻓﻲ ﺗﻌرﯾﻔﻪ ﻟﻠﻬﺑﺔ ﻓﻘد أﺑرز ﻋﻧﺻر ﻧﯾﺔ اﻟﺗﺑرع ،ﻛﻣﺎ ﻧص ﺑﺻﻔﺔ ﺻرﯾﺣﺔ أن
اﻟﻬﺑﺔ ﻋﻘد ،إﻻ أﻧﻪ ﻟم ﯾﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺻر اﻟﺣﯾﺎة ﻓﻲ ﺗﻌرﯾﻔﻪ ﻟﻌﻘد اﻟﻬﺑﺔ).(1
-2ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻬﺑﺔ:
وﺗﺗﻣﯾز اﻟﻬﺑﺔ ﺑﺎﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
أ-أﻧﻬﺎ ﻋﻘد ﯾﺗم ﺑﯾن اﻷﺣﯾﺎء:
اﻟﻣﺎدة ، 202ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11- 84اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق. )(1
ﺣﯾث ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ":ﺗﻧﻌﻘد اﻟﻬﺑﺔ ﺑﺎﻹﯾﺟﺎب واﻟﻘﺑول ,وﺗﺗم اﻟﺣﯾﺎزة ,وﻣراﻋﺎة أﺣﻛﺎم ﻗﺎﻧون اﻟﺗوﺛﯾق ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎرات )(2
واﻹﺟراءات اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﻘوﻻت ،".اﻟﻣﺎدة 206ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،11- 84اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة ،اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم،
اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
ﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد ﺗﻘﯾﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص.21- 20. )(1
29
اﻟﻮﺻﯿﺔ و اﻟﻬﺒﺔ ﺑﲔ اﻟﴩﯾﻌﺔ و اﻟﻘﺎﻧﻮن :ȃȇҡȓǪ̣ ˾ ̤̚Ǫ
إذ أن اﻟﻬﺑﺔ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻋﻘد ﻻﺑد ﻓﯾﻪ ﻣن إﯾﺟﺎب وﻗﺑول ﻣﺗطﺎﺑﻘﯾن ،وﻫذا ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻘﻊ إﻻ ﺑﯾن اﻷﺣﯾﺎء،
ﻓﻬو ﯾﺷﻣل اﻟﺗﻣﻠﯾك ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل أي ﻓﻲ ﺣﯾﺎة ﻛل ﻣن اﻟواﻫب واﻟﻣوﻫوب ﻟﻪ ،ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠوﺻﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر
ﺗﺻرﻓﺎ ﺑﺎﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة ﻟﻠﻣوﺻﻲ إذ ﻻ ﺗﻧﻔذ وﻻ ﺗﻧﺗﺞ آﺛﺎرﻫﺎ إﻻ ﺑﻌد وﻓﺎﺗﻪ.
ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻋﻠم اﻟدﯾن ،اﻟﻌﻘود اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺻﻐﯾرة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ واﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ واﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻌرﺑﯾﺔ، )(2
30
اﻟﻮﺻﯿﺔ و اﻟﻬﺒﺔ ﺑﲔ اﻟﴩﯾﻌﺔ و اﻟﻘﺎﻧﻮن :ȃȇҡȓǪ̣ ˾ ̤̚Ǫ
اﻟﻌﻘد ﻣطﺎﺑق ﻟرﺿﺎ اﻟطرف اﻷﺧر ،أي أن ﯾﺻدر إﯾﺟﺎب ﻣن أﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن وﻫو اﻟواﻫب ﯾﻘﺎﺑﻠﻪ ﻗﺑوﻻ
ﻣطﺎﺑﻘﺎ ﻣن اﻟطرف اﻷﺧر وﻫو اﻟﻣوﻫوب ﻟﻪ ،وذﻟك ﺑﺄي ﺻﯾﻐﺔ ﺗﻔﯾد ﺗﻣﻠﯾك اﻟﻣﺎل ﺑﻼ ﻋوض،
ﺑﺄن ﯾﻘول اﻟواﻫب :وﻫﺑﺗك أو أﻋطﯾت وﻧﺣو ذﻟك ،وﯾﻘول اﻷﺧر :ﻗﺑﻠت).(1
ب -اﻟﻣﺣل:
ﻣﺣل اﻟﻬﺑﺔ ﻫو اﻟرﻛن اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻬﺑﺔ؛ وﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺷﻲء اﻟﻣوﻫوب واﻷﺻل ﻓﻲ اﻟﻬﺑﺔ أن ﺗﻛون
ﻋﻘدا ﻣﻠزﻣﺎ ﻟﺟﺎﻧب واﺣد ،وﻫو ﺟﺎﻧب اﻟواﻫب اﻟذي ﯾﺑﺎدر ﻓﯾﻠﺗزم وﻣﺣل اﻟﺗزاﻣﻪ ﻫو اﻟﺷﻲء اﻟﻣوﻫوب ،وﻟﻛن
طﺑﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 202ﻣن ق أ ج ﯾﺟوز أن ﯾﺷﺗرط اﻟواﻫب ﻓﻲ اﻟﻬﺑﺔ ﻋوﺿﺎ أو اﻟﺗزاﻣﺎت أﺧرى ﻓﺗﻛون
اﻟﻬﺑﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻛﺎﻟﺑﯾﻊ ﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻠﺟﺎﻧﺑﯾن وﯾﻛون ﻣﺣل اﻟﺗزام اﻟﻣوﻫوب ﻟﻪ ﻫو اﻟﻌوض اﻟﻣﺷﺗرط).(2
ج -اﻟﺳﺑب:
اﻟﺳﺑب وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻫو ﻧﯾﺔ اﻟﺗﺻرف أي ﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد وﻫﻲ اﻟﺗﺑرع ،ﻏﯾر أن ﻣﺎ ﯾﻌﺎب
ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﻋﻧد ﺗطﺑﯾﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻘد اﻟﻬﺑﺔ ﻫو أﻧﻪ ﯾوﻗﻌﻧﺎ ﻓﻲ ﺧﻠط ﺑﯾن اﻟﺳﺑب واﻟرﺿﺎ ،ذﻟك أن إﺗﻣﺎم
اﻟرﺿﺎ ﯾﺗﺿﻣن ﻓﻌﻼ ﻧﯾﺔ اﻟﺗﺑرع ،وﻣﻧﻪ ﻓﺎﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻬﺑﺔ ﻻﺑد أن ﯾﺗﺟﻪ إﻟﻰ اﻟﺑﺎﻋث أي
اﻟداﻓﻊ ﻟﻠواﻫب ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺑﺔ ﺑﻣﻌﻲ اﻟﻬدف اﻟذي أدى ﺑﺎﻟﺷﺧص أن ﯾﻠﺗزم ﺑذﻟك ،وﯾﺟب أن ﯾﻛون اﻟداﻓﻊ
ﻣﺷروﻋﺎً ﻏﯾر ﻣﺧﺎﻟف ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم واﻵداب اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﺈذا ﺧﺎﻟف ﺷﯾﺋﺎ ﻣن ذﻟك ﻛﺎﻧت اﻟﻬﺑﺔ ﺑﺎطﻠﺔ ﺑطﻼﻧﺎ
ﻣطﻠﻘﺎ).(3
د -اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ:
إن اﻟﻬﺑﺔ ﺗﺻرف اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﻏﯾر ﻣﺄﻟوف .ﻻ ﺗظﻬر أﻫﻣﯾﺗﻪ اﻟرﺿﺎﺋﯾﺔ وﻓﺎﺋدﺗﻪ إﻻ ﺑﺗﻣﺎم اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ،وﻫﻲ
اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد؛ ﻓﺎﻟﻬﺑﺔ ﻓﻲ اﻷﺻل ﻋﻘد ﺷﻛﻠﻲ وﻫﻲ ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ اﻟﻧﺎدرة اﻟﺗﻲ ﺑﻘﯾت ﺣﺗﻰ اﻟﯾوم،
ﺑﻌد أن أﺻﺑﺣت أﻏﻠب اﻟﻌﻘود رﺿﺎﺋﯾﺔ ﺗﺗم ﺑﺎﻹﯾﺟﺎب واﻟﻘﺑول وﯾﺑرر اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻬﺑﺔ أﻧﻬﺎ ﻋﻘد ﺧطﯾر ﻻ
ﯾﻘﻊ إﻻ ﻧﺎدرا ،وﻟدواﻓﻊ ﻗوﯾﺔ؛ ﻋﻠﻰ ﻋﻛس ﻋﻘود اﻟﻣﻌﺎوﺿﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺄﺧذ اﻟﻣﺗﺻرف ﻓﯾﻬﺎ ﻣﻘﺎﺑﻼ ﻟﻣﺎ أﻋطﻰ.
واﻟﻬﺑﺔ ذات أﻫﻣﯾﺔ ﻣﻠﻔﺗﺔ ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺗﺻرف ﯾﻛﺗﺳﻲ ﺧطورة ذات ﺑﺎل ﻋظﯾم ﻓﻲ
اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﺑواﺳطﺗﻬﺎ ﯾﺗﻧﺎزل اﻹﻧﺳﺎن ﻋن ﺟزء ﻣن ﻣﺎﻟﻪ؛ ﻓﺗﻛون ذات ﺗﺄﺛﯾر ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ أﺳرﺗﻪ
وﻋﻠﻰ وﺿﻌﯾﺗﻪ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﯾﺗطﻠب ﻣﻧﻪ اﻟﺗروي واﻟﺗﺄﻧﻲ .ذﻟك أن اﻟﻬﺑﺔ ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻬﺎ ﺗﺻرف ﺧطﯾر ﯾﺳﺗﻠزم ﻣﺛل
ذﻟك اﻟﺗﻔﻛﯾر ،ﺳواء ﻣن ﻗﺑل اﻟواﻫب أو اﻟﻣوﻫوب ﻟﻪ).(1
-2أﻧواع اﻟﻬﺑﺔ:
) (1ﺑﻮﻋﺮوج ﻓﺮاح ،ﻋﻘﺪ اﻟﮭﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﺰاﺋﺮي ،ﻣﺬﻛﺮة اﻟﺘﺨﺮج ﻟﻨﯿﻞ إﺟﺎزة اﻟﻤﺪرﺳﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻠﻘﻀﺎء ،اﻟﺪﻓﻌﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ
ﻋﺸﺮ ،اﻟﺠﺰاﺋﺮ ، 2008 ،ص ص.4 - 3.
) (2ﻋﺑد اﻟرزاق أﺣﻣد اﻟﺳﻧﻬوري ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟدﯾد) اﻟﻬﺑﺔ واﻟﺷرﻛﺔ( ،اﻟﺟزء اﻟﺧﺎﻣس ،اﻟطﺑﻌﺔ
اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ؛ ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ ،ﻟﺑﻧﺎن ، 2000 ،ص.112.
ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻋﻠم اﻟدﯾن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.34.
)(3
)(1
ﺑوﻋروج ﻓراح ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.13.
31
اﻟﻮﺻﯿﺔ و اﻟﻬﺒﺔ ﺑﲔ اﻟﴩﯾﻌﺔ و اﻟﻘﺎﻧﻮن :ȃȇҡȓǪ̣ ˾ ̤̚Ǫ
)(2
إﻟﯾﺎس ﻧﺎﺻﯾف ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص. 62 ، 52، 51.
)(3
ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻋﻠم اﻟدﯾن ,اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.33.
اﻟﻣﺎدة ، 204ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،11- 84اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ,اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق. )(1
)(3
اﻟﻣﺎدة ، 776ﻣن اﻷﻣر رﻗم ، 58- 75اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
32
اﻟﻮﺻﯿﺔ و اﻟﻬﺒﺔ ﺑﲔ اﻟﴩﯾﻌﺔ و اﻟﻘﺎﻧﻮن :ȃȇҡȓǪ̣ ˾ ̤̚Ǫ
ﺗﺧﺗﻠف دواﻓﻊ اﻟﻬﺑﺔ ﺑﺎﺧﺗﻼف ﻣﻘﺎﺻد ﻧﯾﺔ اﻟواﻫب ،إذ ﯾﻣﻛن أن ﻧﺳﺗﺧﻠﺻﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
أ -اﻟﻘراﺑﺔ :ﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﺗﻛون اﻟﻬﺑﺔ ﺑﯾن أﻗﺎرب اﻷﺳرة اﻟواﺣدة ،ﻛﻬﺑﺔ اﻷب ﻻﺑﻧﻪ؛ وﻫو اﻟﺷﻛل اﻷﻛﺛر اﻧﺗﺷﺎرا،
وﻓﻲ ﻛل اﻷﺣوال ﯾﺟب ﻣراﻋﺎة اﻟﻌدل ﺑﯾن اﻷوﻻد.
ب -اﻟﺻداﻗﺔ :ﺑﻣﺎ أن اﷲ ﻋز وﺟل ﺷرع اﻟﻬﺑﺔ وأﻟﺢ ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟرﺳول ؛ ﻓﺈﻧﻬﺎ إذن وﺟدت ﻣن أﺟل ﺗﻘوﯾﺔ
اﻟرواﺑط وﺗﻣﺗﯾن اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻷﺻدﻗﺎء واﻷﺣﺑﺎب .ﻟذا ،ﻓﺈن ﻟﻠﻬﺑﺔ دو ار ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
ج -اﻻﻧﺗﻘﺎم ﻣن اﻟﺷرﯾك :ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ،ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون اﻟﻬﺑﺔ ﺑﻘﺻد اﻹﺿرار ﺑﺎﻟﺷرﯾك وﺣرﻣﺎﻧﻪ ﻣن
ﻧﺻﯾﺑﻪ؛ ﻛﺄن ﯾﻘوم اﻟزوج ﻣﺛﻼ ﺑﻬﺑﺔ ﻛل أﻣواﻟﻪ اﻧﺗﻘﺎﻣﺎ ﻣن زوﺟﺗﻪ ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻧﻬﻰ ﻋﻧﻪ دﯾﻧﻧﺎ اﻟﺣﻧﯾف.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
أﺣﻜـــﺎم اﻟﮭﺒـــﺔ
ﻫذا اﻟﻔرع ﯾﻘﺗﺿﻲ ﻣﻧﺎ اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ اﻵﺛﺎر اﻟﺗﻲ ﺗﺗرﺗب ﻋن اﻟﻬﺑﺔ أوﻻ ،ﺛم ﻧﺗﻌرض ﻵﺛﺎر اﻟرﺟوع ﻓﯾﻬﺎ.
/1اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟواﻫب:
وﻫﻲ اﻟﺗزاﻣﺎت أرﺑﻌﺔ و اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ:
أ-اﻻﻟﺗزام ﺑﻧﻘل ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺷﻲء اﻟﻣوﻫوب:
ﯾﺳﺗﻔﺎد ﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة 202و 206ﻣن ق أ ج ،أن ﻋﻘد اﻟﻬﺑﺔ ﯾﻧﺷﻰء اﻟﺗزاﻣﺎً ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟواﻫب ﺑﻧﻘل
ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺷﻲء اﻟﻣوﻫوب إﻟﻰ اﻟﻣوﻫوب ﻟﻪ ،وﻫذا اﻻﻟﺗزام ﯾﻧﻔذ ﻓو ار ﺑﺣﻛم اﻟﻘﺎﻧون ،وﯾﻠزم اﻟواﻫب ﺑﺄن ﯾﻘوم
ﺑﺎﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻣﻬﯾدﯾﺔ اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،ﻛﺗﻘدﯾم اﻟﻌﻘود واﻟﺷﻬﺎدات اﻟﻼزﻣﺔ واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ
ﻟﻠﺗﺳﺟﯾل ،واﻟﻛف ﻋن أي ﻋﻣل ﯾﻌﯾق ﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻟﻠواﻫب أن ﯾﺗﺻرف ﺑﻌد اﻟﻬﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺷﻲء
اﻟﻣوﻫوب إﻻ إذا ﺟﺎز اﻟرﺟوع ﻓﻲ اﻟﻬﺑﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻠﺗزم اﻟواﻫب ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻲء اﻟﻣوﻫوب
واﻻﻟﺗزام ﺑﺗﺳﻠﯾﻣﻪ إﻟﻰ اﻟﻣوﻫوب ﻟﻪ).(1
ب-اﻻﻟﺗزام ﺑﺗﺳﻠﯾم اﻟﺷﻲء اﻟﻣوﻫوب:
)(4
ﻋﺑد اﻟرزاق أﺣﻣد اﻟﺳﻧﻬوري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.140.
)(1
ﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد ﺗﻘﯾﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص. 242.
33
اﻟﻮﺻﯿﺔ و اﻟﻬﺒﺔ ﺑﲔ اﻟﴩﯾﻌﺔ و اﻟﻘﺎﻧﻮن :ȃȇҡȓǪ̣ ˾ ̤̚Ǫ
إن اﻟﺗزام اﻟواﻫب ﺑﺗﺳﻠﯾم اﻟﺷﻲء اﻟﻣوﻫوب ﻣن ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﻋﻘد اﻟﻬﺑﺔ ،ﺑل ﻫو ﻣن أﻫم اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟواﻫب
اﻟﺗﻲ ﺗﺗرﺗب ﺑﻣﺟرد اﻟﻌﻘد ،وﻻ ﯾﻛﻔﻲ أن ﺗﻧﺗﻘل ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺷﻲء اﻟﻣوﻫوب إﻟﻰ اﻟﻣوﻫوب ﻟﻪ ،ﺑل ﻻﺑد ﻣن وﺿﻌﻪ
ﺗﺣت ﺗﺻرف اﻟﻣوﻫوب ﻟﻪ ﺑﺣﯾث ﯾﺗﻣﻛن ﻣن ﺣﯾﺎزﺗﻪ واﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﻪ ﻣن دون ﻣﺎﻧﻊ) ، (2واﻟﺗزام اﻟواﻫب ﺑﺎﻟﺗﺳﻠﯾم
ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺷﻲء اﻟﻣوﻫوب ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻗت اﻧﻌﻘﺎد اﻟﻬﺑﺔ وﺑﻣﻠﺣﻘﺎت ﻫذا اﻟﺷﻲء ،وﻫذا ﻻ ﯾﻣﻧﻊ
ﻣن أن ﯾﺷﺗرط اﻟواﻫب أن ﯾﻛون اﻟﺗزاﻣﻪ ﺑﺎﻟﺗﺳﻠﯾم ﻣﺗﻌﻠﻘﺎ ﺑﺎﻟﺷﻲء ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻗت
اﻟﺗﺳﻠﯾم).(3
ج-اﻻﻟﺗزام ﺑﺿﻣﺎن اﻟﻌﯾوب اﻟﺧﻔﯾﺔ:
ﯾﺿﻣن اﻟواﻫب اﻟﻌﯾوب اﻟﺧﻔﯾﺔ إذا ﺗﻌﻣد اﻟواﻫب إﺧﻔﺎء اﻟﻌﯾب أو ﺿﻣن ﺑﺎﺗﻔﺎق ﺧﺎص ﺧﻠو اﻟﺷﻲء
اﻟﻣوﻫوب ﻣن اﻟﻌﯾوب ﺛم ظﻬر ﻋﯾب ،ﻛﺎن ﻣﻠزﻣﺎ ﺑﺗﻌوﯾض اﻟﻣوﻫوب ﻟﻪ ﻋن اﻟﺿرر اﻟذي ﯾﺳﺑﺑﻪ اﻟﻌﯾب،
وﯾﺿﻣن اﻟواﻫب اﻟﻌﯾوب اﻟﺧﻔﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﯾن اﻟﻣوﻫوﺑﺔ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻬﺑﺔ ﺑﻌوض أو ﻣﻘﺎﺑل ﻓﯾﻌوض اﻟﻣوﻫوب ﻟﻪ
ﻋن اﻷﺿرار اﻟﺗﻲ ﻟﺣﻘت ﺑﻪ ﺑﺳﺑب اﻟﻌﯾب ،وﻛذﻟك ﻋن ﻧﻘص ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﯾن اﻟﻣوﻫوﺑﺔ؛ ﻋﻠﻰ أن ﯾﺗﺟﺎوز
اﻟﺗﻌوﯾض ﻓﻲ ﻛل ذﻟك ﻣﻘدار اﻟﻌوض أو اﻟﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺷﺗرط ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻫوب ﻟﻪ).(4
وﻧﻼﺣظ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟم ﯾورد ﻧﺻﺎ ﻣﻣﺎﺛﻼ .ﻓﯾﻛون اﻷﺻل ﻫو أن اﻟواﻫب ﻻ ﯾﺿﻣن اﻟﻌﯾوب
اﻟﺧﻔﯾﺔ ،ﻏﯾر أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻬﺑﺔ ﺑﻌوض؛ ﻧطﺑق أﺣﻛﺎم اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ وﺑﺎﻷﺧص اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ اﻟذي
ﺟرى اﻟﻌﻣل ﺑﻪ ،واﻟذي أﺧذ ق أ ج أﻏﻠب أﺣﻛﺎﻣﻪ ﻣﻧﻪ وﻫو ﯾطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺑﺔ أﺣﻛﺎم اﻟﺑﯾﻊ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ).(1
د-اﻻﻟﺗزام ﺑﺿﻣﺎن اﻟﺗﻌرض واﻻﺳﺗﺣﻘﺎق:
ﯾرﺗب ﻋﻘد اﻟﻬﺑﺔ ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟواﻫب اﻟﺗزاﻣﺎ ﺑﺿﻣﺎن اﻟﻌﯾن اﻟﻣوﻫوﺑﺔ ﻟﻠﻣوﻫوب ﻟﻪ وﺣﯾﺎزﺗﻬﺎ ﺣﯾﺎزة ﻫﺎدﺋﺔ،
وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟواﻫب أن ﯾﻣﺗﻧﻊ ﻣن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄي ﻋﻣل ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﻌرﻗل أو ﯾﻌﯾق ﺣﯾﺎزة اﻟﻣوﻫوب ﻟﻪ
ﺳواء ﻛﺎن ﻫذا اﻟﻌﻣل ﻣن اﻟواﻫب ﺷﺧﺻﯾﺎ أوﻣن اﻟﻐﯾر ،وأن ﯾﺿﻣن اﻟواﻫب ﻟﻠﻣوﻫوب ﻟﻪ ﺑﻘﺎء ﻣﻠﻛﯾﺗﻪ ﻟﻠﻌﯾن
اﻟﻣوﻫوﺑﺔ إذا اﺳﺗﺣق اﻟﻐﯾر اﺳﺗﺣﻘﺎﻗﺎ ﻛﻠﯾﺎ أو ﺟزﺋﯾﺎ ﻋن طرﯾق ﺗﻌوﯾﺿﻪ) ،(2إﻻ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟم ﯾﻌﺎﻟﺞ
ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻻﻟﺗزام ﻓﻲ ق أ ج وﺳﻛت ﻋﻧﻪ وﻟم ﯾﺑق إﻻ اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 222ﻣن ق أ ج اﻟﺗﻲ
ﺗﺣﯾﻠﻧﺎ ﻋﻠﻰ أﺣﻛﺎم اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ أﺣﻛﺎم ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻧﺟدﻫﺎ ﺗﻘﺿﻲ داﺋﻣﺎ ﺑﺄن ﻻ ﺿﻣﺎن
)(2
ﺧﻠﯾل أﺣﻣد ﺣﺳن ﻗدادة ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري) ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ( ،اﻟﺟزء اﻟراﺑﻊ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ؛ دﯾوان
اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر، 2003 ،ص ص. 122- 121.
)(3
ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻋﻠم اﻟدﯾن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.39.
)(4
ﻛﻣﺎل ﺣﻣدي ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.170.
ﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد ﺗﻘﯾﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.250. )(1
34
اﻟﻮﺻﯿﺔ و اﻟﻬﺒﺔ ﺑﲔ اﻟﴩﯾﻌﺔ و اﻟﻘﺎﻧﻮن :ȃȇҡȓǪ̣ ˾ ̤̚Ǫ
ﻋﻠﻰ اﻟواﻫب ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق إﻻ إذا ﻛﺎن ﺗﺣـت ﺷرط ﺧـﺎص أو اﺗﻔﺎق ،أو ﻛﺎن اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق راﺟﻌﺎ إﻟﻰ
ﻓﻌل اﻟواﻫب ﻣﺛﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣﺛل اﻟﺑﯾﻊ ،ﻓﺗﺳري ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن أﺣﻛﺎم اﻟﺿﻣﺎن ﻣﺎ ﯾﺳري ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﻊ).(3
/2اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣوﻫوب ﻟﻪ:
وﻫﻣﺎ اﻻﻟﺗزاﻣﯾن اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﯾن ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
أ -اﻻﻟﺗزام ﺑﻧﻔﻘﺎت اﻟﻬﺑﺔ:
اﻷﺻل أن ﺗﻛون ﻧﻔﻘﺎت اﻟﻬﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻫوب ﻟﻪ ،وذﻟك ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن ﻻ ﯾﺟﻣﻊ اﻟواﻫب ﺑﯾن اﻟﺗﺟرد ﻣن ﻣﺎﻟﻪ
ﻣن دون ﻣﻘﺎﺑل وﺑﯾن ﺗﺣﻣﻠﻪ ﻣﺻروﻓﺎت ﻧﻘل اﻷﻣوال اﻟﻣوﻫوﺑﺔ ،وﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﺳﻠﯾم وذﻟك ﺗﻔﺳﯾر ﻟﻠﻬﺑﺔ ﻓﻲ أﺿﯾق
ﺣدودﻫﺎ ،وﻟﻛن ﯾﺟوز اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ أن ﺗﻛون اﻟﻧﻔﻘﺎت ﻋﻠﻰ اﻟواﻫب ،وﻟﻛن اﻟﻐﺎﻟب ﻓﻲ اﻟﻬﺑﺔ اﻟﻣﺣﺿﺔ أن
ﯾﻛون اﻟواﻫب ﻗد أراد أﯾﺿﺎ أن ﯾﺗﺣﻣل ﻫذﻩ اﻟﻧﻔﻘﺎت ﺣﺗﻰ ﯾﻧﻘل اﻟﻣﺎل اﻟﻣوﻫوب إﻟﻰ اﻟﻣوﻫوب ﻟﻪ ﺧﺎﻟﺻﺎ ﻣن
ﻛل اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف وﻣن أﯾﺔ ﻧﻔﻘﺔ ،وﻟذﻟك ﯾﺟوز أن ﯾﺗﺣﻣل اﻟواﻫب ﻣﺻروﻓﺎت اﻟﻌﻘد).(4
ب -اﻻﻟﺗزام ﺑﺄداء اﻟﻌوض:
ﯾﻛون اﻻﻟﺗزام ﺑﺄداء اﻟﻌوض ﻓﻲ ﻫﺑﺔ ﯾﺷﺗرط ﻓﯾﻬﺎ اﻟواﻫب أن ﯾﻠﺗزم ﺑﺗﻘدﯾم ﻋوض ﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎل اﻟﻣوﻫوب،
وﻣﺛﺎل ذﻟك ﻣﺎ ﯾﺳﺗﻔﺎد ﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة 202اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن ق أ ج ،أﻧﻪ ﯾﺟوز ﺗﻌﻠﯾق اﻟﻬﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺷرط
واﻗف أو ﻓﺎﺳﺦ ﯾﻠﺗزم ﺑﻪ اﻟﻣوﻫوب ﻟﻪ ،ﻓﻼ ﺗﻛون اﻟﻬﺑﺔ ﻧﺎﻓذة إﻻ ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣوﻫوب ﻟﻪ ﻟﻬذا اﻟﺷرط ،وﻗد ﯾﻛون
اﻟﻌوض اﻟﻣﺷﺗرط ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟواﻫب ،أو ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻐﯾر أو ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون اﻟﻌوض أﻗل
)(1
ﻣن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣﺎل اﻟﻣوﻫوب ﺣﺗﻰ ﯾﻛون اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟﻘﯾﻣﺗﯾن ﻫﺑﺔ ﻣﺣﺿﺔ.
)(3
ﺑوﻋروج ﻓراح ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.33.
)(4
ﻛﻣﺎل ﺣﻣدى ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.171.
)(1
ﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد ﺗﻘﯾﺔ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص.255- 254.
35
اﻟﻮﺻﯿﺔ و اﻟﻬﺒﺔ ﺑﲔ اﻟﴩﯾﻌﺔ و اﻟﻘﺎﻧﻮن :ȃȇҡȓǪ̣ ˾ ̤̚Ǫ
ﻟم ﺗﻧص أﻏﻠب اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ آﺛﺎر اﻟرﺟوع ﻓﻲ اﻟﻬﺑﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ اﻟﻐﯾر ،ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺗوﺟب ﻣﻌﻪ
إﻟﻰ إﻋﻣﺎل اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن ،وﺑﺗطﺑﯾق ﻗﺎﻧون اﻟﻌداﻟﺔ ﻻ ﯾﻛون ﻟﻠرﺟوع أﺛر رﺟﻌﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
اﻟﻐﯾر.
ﻛﻣﺎ أن ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﯾﻘررون أن ﺣﻘوق اﻟﻐﯾر أﻗوى ﻣن أن ﺗﺗﺄﺛر ﺑﺎﻟرﺟوع ﻓﻲ ﺣق ﺷرﻋﻲ ﺻﺣﯾﺢ
اﻛﺗﺳﺑﻪ ﻫذا اﻟﻐﯾر) .(2وﻷن ﺣق اﻟرﺟوع ﻓﻲ اﻟﻬﺑﺔ ﻫو ﺣق ﺿﻌﯾف ﻟﻛوﻧﻪ ﯾﺷﻛل اﺳﺗﺛﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻟﻘوة
اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘد ووﺟوب اﻟوﻓﺎء ﺑﻪ ،وﻣن ﺛم ﻓﺈن اﻟرﺟوع ﻓﻲ اﻟﻬﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﯾس ﻟﻪ أﺛر رﺟﻌﻲ
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻐﯾر ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ).(3
)(2
ﺿرﯾﻔﻲ اﻟﺻﺎدق ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص.108 ، 105.
)(3
ﻣﺻطﻔﻰ أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﺟواد ﺣﺟﺎزي ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.177.
36
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
̤Ǫ۸ ˈǭ˴ˁ˅֖˰̊ ̸̤Ǫȇ̘ ̸̜̤Ǫނ̻ ̋ḙ̸̏˅̝̤Ǫȇː اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﱐ:
ﻌد اﻟوﻗف ﻧظﺎﻣﺎ ﺷرﻋﯾﺎ ﻗﺎﺋﻣﺎ ﺑذاﺗﻪ ،وﻫو ﺑﺎب ﻣن أﺑواب اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ؛ إذ ﯾﻬدف إﻟﻰ
ﯾ ّ
اﻟﺑر ،وﻫو ﻧوع ﻣن اﻟﺻدﻗﺎت
ﺣﺑس اﻟﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﺣﻛم اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،واﻟﺗﺻدق ﺑﺛﻣﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺔ ﻣن ﺟﻬﺎت ّ
اﻟﺟﺎرﯾﺔ ﺗﻧﻔﻊ ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ﺑﻌد ﻣوﺗﻪ.
وﻗد اﺳﺗﻣدت ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟوﻗف ﻗوﺗﻬﺎ ﻣن ﻧﺻوص اﻟﺷرع وﻣن اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ أﺻدرﺗﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺗﻌﺎﻗﺑﺔ ﻓﻲ
ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻌﺻور).(1
أﻣﺎ اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة ﻓﺈن اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﺗﺟﻌل ﻣن ﯾﻌد ﺑﺟﺎﺋزة ﯾﻠﺗزم ﺑوﻋدﻩ ،وﯾﻛون ذﻟك ﻣﺗﻰ ﻗﺎم ﺷﺧص
ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻷداء اﻟذي ﺣددﻩ اﻟواﻋد ،ﺳواء ﻋﻠم ﻫذا اﻟﺷﺧص ﺑﺎﻟﺟﺎﺋزة أم ﻟم ﯾﻌﻠم ﺑﻬﺎ ،ﻓﺄﺻﺑﺢ ﻟﻪ اﻟﺣق
ﻓﻲ ﺗﻘﺎﺿﯾﻬﺎ ،وﻛﺎن ﻋﻠﻰ اﻟواﻋد اﻻﻟﺗزام ﺑﺈﻋطﺎء اﻟﺟﺎﺋزة).(2
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول
اﻟﻮﻗﻒ ﺑﯿﻦ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ واﻟﻘﺎﻧﻮن
ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث ﺗﻧظﯾم اﻟوﻗف ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣطﺎﻟب اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
ﻋﺑد اﻟرزاق أﺣﻣد اﻟﺳﻧﻬوري ،ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻘد ،اﻟﺟزء اﻟراﺑﻊ ،دار اﻟﻔﻛر ،ﺑﯾروت ،1999 ،ص.258. )(2
38
̤Ǫ۸ ˈǭ˴ˁ˅֖˰̊ ̸̤Ǫȇ̘ ̸̜̤Ǫނ̻ ̋ḙ̸̏˅̝̤Ǫȇː اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﱐ:
اﻟﻣطﻠب اﻷول
اﻟﻮﻗﻒ ﻓﻲ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ
ﺷرع اﷲ اﻟوﻗف ﻟﻣﺎ ﻓﯾﻪ ﻣن ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟدﯾن واﻟدﻧﯾﺎ واﻵﺧرة ،ﻓﺎﻟﻌﺑد ﯾﻌظم أﺟرﻩ ﺑﺗوﻗﯾف ﻣﺎﻟﻪ اﺑﺗﻐﺎء وﺟﻪ
ّ
اﷲ ،واﻟﻣوﻗوف ﻋﻠﯾﻪ ﯾﻧﺗﻔﻊ ﺑذﻟك اﻟﻣﺎل ،وﻫذا ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻘوﯾﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻟﻧﺎس وﻏرس روح اﻷﺧوة
ﺑﯾﻧﻬم.
اﻟﻔـرع اﻷول
ﻣﻔﮭـﻮم اﻟـﻮﻗـﻒ
ﻣﻔﻬوم اﻟوﻗف ﯾﻘﺗﺿﻲ اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ ﺗﻌرﯾﻔﻪ وﻣﺷروﻋﯾﺗﻪ أوﻻ ،ﺛم ﻧﺗﻌرف ﻋﻠﻰ أرﻛﺎﻧﻪ وﺷروطﻪ.
أوﻻ :ﺗﻌرﯾف اﻟوﻗف ودﻟﯾل ﻣﺷروﻋﯾﺗﻪ.
/1ﺗﻌرﯾف اﻟوﻗف:
اﻟوﻗف ﺷرﻋﺎً ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻣذاﻫب ﺛﻼﺛﺔ ﺗﻌرﯾﻔﺎت:
أ -اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ:
ﻟﻘد ﻋرﻓوا اﻟوﻗف ﻋﻠﻰ ّأﻧﻪ :ﺣﺑس ﻣﺎل ﯾﻣﻛن اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﻪ ،ﻣﻊ ﺑﻘﺎء ﻋﯾﻧﻪ ﺑﻘطﻊ اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ رﻗﺑﺗﻪ ﻋﻠﻰ
ﻣﺻرف ﻣﺑﺎح .وﻧﺳﺗﺧﻠص ﻣن ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-أن اﻟوﻗف ﻻزم وﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ رﻗﺑﺗﻪ.
-ﺧروج ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﯾن ﻣن ﯾد اﻟواﻗف إﻟﻰ ﺣﻛم ﻣﻠك اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ) ،(1وﻋﻠﻰ ذﻟك ،ﻓﺈن اﻟوﻗف وﻓﻘﺎ ﻟﻬذا
اﻟﻣذﻫب ﯾﺧرج اﻟﻣﺎل اﻟﻣوﻗوف ﻋن ﻣﻠك واﻗﻔﻪ وﯾﻣﻧﻌﻪ ﻣن اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﻪ ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ أو اﻟﻬﺑﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻪ
اﻟرﺟوع ﻓﯾﻪ أﯾﺿﺎ).(2
ب -اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ:
ذﻫب اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ إﻟﻰ ﺗﻌرﯾف اﻟوﻗف ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺗﺣﺑﯾس اﻷﺻل ،وﺗﺳﺑﯾل اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ .وﯾﻔﻬم ﻣن ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف
اﻟﺗﺣﺑﯾس أي اﻟﻣﻧﻊ ﻣن اﻟﺗﺻرف ﺗﻣﻠﯾﻛﺎ ﺑﻌوض أو ﺑدوﻧﻪ ،وأﺧذ اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ﺑﻬذا اﻟﺗﻌرﯾف ﻣن ﻗوﻟﻪ " :ﺣﺑس
واﻟﻧﺑﻲ أﻓﺻﺢ اﻟﻌرب ﻟﺳﺎﻧﺎ وأﻋﻠﻣﻬم ﺑﺎﻟﻣﻘﺻود ﻣن ﻗوﻟﻪ ،ﻛﻣﺎ أن ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف اﻷﺻل وﺳﺑل اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ".
)(3
ج -اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ:
ﻣﺣﻣد ﻛﻧﺎزة ،اﻟوﻗف اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،د ط ،دار اﻟﻬدى ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر ،2006،ص.12. )(1
)(3
رواﻩ اﻟﺑﺧﺎري.
39
̤Ǫ۸ ˈǭ˴ˁ˅֖˰̊ ̸̤Ǫȇ̘ ̸̜̤Ǫނ̻ ̋ḙ̸̏˅̝̤Ǫȇː اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﱐ:
ﯾرى ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ أن اﻟوﻗف ﯾﺑﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﻠك اﻟواﻗف ،إﻻ أن اﻟواﻗف ﻻ ﯾﺣق ﻟﻪ اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﻪ
ﺑﺎﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻧﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﺣق ﻟﻪ اﻟرﺟوع ﻋن وﻗﻔﻪ ان أراد ذﻟك).(1
ﻓﺎﻟﺗﻌرﯾف اﻟذي ﺟﺎء ﺑﻪ اﻹﻣﺎم ﻣﺎﻟك ﻫو أن اﻟوﻗف إﻋطﺎء ﻣﻧﻔﻌﺔ ﺷﻲء ﻣدة وﺟودﻩ ﻻزﻣﺎ ﺑﻘﺎءﻩ ﻓﻲ ﻣﻠك
ﻣﻌطﯾﻪ وﻟو ﺗﻘدﯾرا ،ﻓﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-إن اﻟوﻗف ﺣﻛﻣﻪ اﻟﻠزوم وﻻ ﯾﺟوز اﻟرﺟوع ﻓﯾﻪ.
-أﻧﻪ ﻻ ﯾﻘطﻊ ﺣق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﯾن اﻟﻣوﻗوﻓﺔ وﻟﻛن ﯾﻘطﻊ ﺣق اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﻬﺎ).(2
/2ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟوﻗف:
ﻟﻘد ﺛﺑﺗت ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟوﻗف ﻣن اﻟﻛﺗﺎب و اﻟﺳﻧﺔ واﻹﺟﻣﺎع.
ﺗﺿﻣﻧﻪ ﻣن ﺗﻧظﯾم ﻣﺣﻛم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت ّ أ -ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب :ﻧظ ار ﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ وﺷﻣوﻟﯾﺔ ﻛﺗﺎب اﷲ ،وﻣﺎ
اﻟﺑر واﻟﺧﯾر واﻟﺗﻘرب ﻣن اﷲ ﺑﻣﻛﺎﻧﺔ ص اﻟوﻗف -ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺑﺎﺑﺎً ﻣن أﺑواب ّ وﺗﻧظﯾم ﺷؤون اﻟﺣﯾﺎة؛ ُﺧ ﱠ
ِ
آﻣُﻧوا
ﯾن َﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ وﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺧﯾرﯾﺔ واﻟﺑرﯾﺔ ﻛذﻟك .إذ ﯾﻘول اﷲ َ ": ﯾﺎ أَﱡﯾﻬَﺎ اﻟّذ َ
)(3
ﯾﻪ إِﻻّﺂﺧِذ ِ
ﯾث ِﻣ ْﻧﻪ ﺗُْﻧ ِﻔﻘُون وﻟَﺳﺗُم ﺑِ ِ ﺎت َﻣﺎ َﻛ َﺳ ْﺑﺗُ ْم ،و ِﻣ ﱠﻣﺎ أَ ْﺧ َر ْﺟ َﻧﺎ ﻟَ ُﻛ ْم ِﻣ َن اﻷَْر ِأَ ْﻧ ِﻔﻘُوا ِﻣن طَﱢﯾﺑ ِ
َ َ ْْ اﻟﺧﺑِ َ ُ ض َوﻻ ﺗََﯾ ﱠﻣ ُﻣوا َ َ َ
ِ ِ ِ اﻋﻠَ ُﻣوا أَ ﱠن اﷲَ َﻏﻧِ ﱞﻲ َﺣ ِﻣ ٌ أَن ﺗُ ْﻐ ِﻣﺿوا ِﻓ ِ
ﯾد ، ".وﯾﻘول أﯾﺿﺎ " :ﻟَ ْن ﺗََﻧﺎﻟُوا اﻟﺑِﱠر َﺣﺗﱠﻰ ﺗُْﻧﻔﻘُوا ﻣ ﱠﻣﺎ ﺗُﺣﱡﺑ َ
ون ،و َﻣﺎ ﯾﻪ َو ْ
)(4
ُ ْ
ِ ِ ٍ ِ ِ
ﯾم "ﺗُْﻧﻔﻘُوا ﻣ ْن َﺷ ْﻲء ﻓَِﺈ ﱠن اﷲَ ﺑِﻪ َﻋﻠ ٌ
)(5
اﻟﺑر واﻹﺣﺳﺎن ﻋﻣوﻣﺎ ،واﻟوﻗف ﺑﺎب ب -ﻓﻲ اﻟﺳ ّﻧﺔ :اﻫﺗﻣت اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻧﺑوﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗرﻏﯾب واﻟﺣث ﻓﻲ أﻋﻣﺎل ّ
ﻣن أﺑواب اﻟﺧﯾر ،وﻟﻘد ﺟﺎءت اﻟﺳﻧﺔ ﺑﺄﺣﺎدﯾث ﻛﺛﯾرة ﺗرﻏب ﻓﻲ ﻋﻣل اﻟﺧﯾر ،ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل
ٍ
ﺛﻼث :ﺻدﻗﺔٌ ﺟﺎرﯾﺔٌ، ﻣن
آدم ،اﻧﻘطﻊَ ﻋﻣﻠﻪُ إﻻّ ْ
اﺑن َ
ﻣﺎت ُ
ﺣدﯾث أﺑﻲ ﻫرﯾرة أن اﻟرﺳول ﻗﺎل ":إذا َ
)(6
ﺻﺎﻟﺢ ﯾدﻋو ﻟﻪُ".
ٌ وﻟد أو ﻋﻠم ﯾﻧﺗﻔﻊ ِ
ﺑﻪ ،أو ٌ ُ ٌ
)(7
وﻟﻘد ﻓﺳرت اﻟﺻدﻗﺔ اﻟﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟوﻗف ﻻﺳﺗﻣرار ﻣﻧﻔﻌﺗﻬﺎ ﻟﻠﻧﺎس وﺛواﺑﻬﺎ.
ج -ﻓﻲ اﻹﺟﻣﺎع :ﻟﻘد أﺟﻣﻌت اﻷﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺟواز اﻟوﻗف؛ وﻧﻘل ذﻟك ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻣﺛل اﺑن ﻗداﻣﺔ ﺣﯾث
ﯾﻘول :ﻗﺎل ﺟﺎﺑر ﺑن ﻋﺑد اﷲ :ﻟم ﯾﻛن أﺣد ﻣن أﺻﺣﺎب اﻟﻧﺑﻲ ذو ﻣﻘدرة إﻻ وﻗّف ،وﻫذا إﺟﻣﺎع ﻣﻧﻬم،
ﻋﺑد اﻟرزاق ﺑن ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ،ﻣﻔﻬوم اﻟوﻗف ﻛﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻟﺗﺷرﯾﻊ ،د ط ،دار اﻟﻬدى )(1
)(4
اﻵﯾﺔ رﻗﻢ 267ﻣﻦ ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة.
)(5
اﻵﯾﺔ رﻗم 92ﻣن ﺳورة آل ﻋﻣران.
رواﻩ ﻣﺳﻠم. )(6
ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ﺑن ﻋزوز ،ﻓﻘﻪ اﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟوﻗف وﺗﻣوﯾﻠﻪ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ،رﺳﺎﻟﺔ ﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻟﻧﯾل درﺟﺔ اﻟدﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم )(7
اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺗﺧﺻص اﻟﻔﻘﻪ وأﺻوﻟﻪ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ، 2004،ص ص. 25- 24.
40
̤Ǫ۸ ˈǭ˴ˁ˅֖˰̊ ̸̤Ǫȇ̘ ̸̜̤Ǫނ̻ ̋ḙ̸̏˅̝̤Ǫȇː اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﱐ:
ﻓﺈن اﻟذي ﻗدر ﻣﻧﻬم ﻋﻠﻰ اﻟوﻗف وﻗف ،واﺷﺗﻬر ذﻟك .ﻓﻠم ﯾﻧﻛرﻩ أﺣد ،ﻓﻛﺎن إﺟﻣﺎﻋﺎ ،وأﻛﺛر أﻫل اﻟﻌﻠم ﻣن
اﻟﺳﻠف وﻣن ﺑﻌدﻫم ﻋﻠﻰ اﻟﻘول ﺑﺻﺣﺔ اﻟوﻗف).(1
وأﯾﺿﺎ ﻣﺎ رواﻩ اﺑن ﻋﻣر رﺿﻲ اﷲ ﻋﻧﻬﻣﺎ ":أﺻﺎب ﻋﻣر ﺑﺧﯾﺑر أرﺿﺎ ﻓﺄﺗﻰ اﻟﻧﺑﻲ ﻓﻘﺎل :أﺻﺑت
أرﺿﺎ ﻟم أﺻب ﻣﺎﻻ ﻗط أﻧﻔس ﻣﻧﻪ ﻓﻛﯾف ﺗﺄﻣرﻧﻲ ﺑﻪ ،ﻗﺎل :إن ﺷﺋت ﺣﺑﺳت أﺻﻠﻬﺎ وﺗﺻدﻗت ﺑﻬﺎ ،ﻓﺗﺻدق
ﻋﻣر؛ أﻧﻪ ﻻ ﯾﺑﺎع أﺻﻠﻬﺎ وﻻ ﯾوﻫب وﻻ ﯾورث ،ﻓﻲ اﻟﻔﻘراء ،واﻟﻘرﺑﻰ ،واﻟرﻗﺎب ،وﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﷲ ،واﻟﺿﯾف،
ﻏﯾر ﻣﺗﻣول واﺑن اﻟﺳﺑﯾل ،وﻻ ﺟﻧﺎح ﻋﻠﻰ ﻣن وﻟﯾﻬﺎ أن ﯾﺄﻛل ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﻌروف أو ﯾطﻌم ﺻدﯾﻘﺎ
ﻓﯾﻪ".
)(2
أ -اﻟواﻗف:
اﻧﺗﺻﺎر ﻋﺑد اﻟﺟﺑﺎر ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﯾوﺳف ،اﻟﻣﻘﺎﺻد اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻟﻸوﻗﺎف اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ ﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ درﺟﺔ )(1
اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ وأﺻوﻟﻪ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ،اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷردﻧﯾﺔ ، 2007 ،ص.27.
) (2رواﻩ اﻟﺑﺧﺎري و ﻣﺳﻠم.
) (3ﯾﻌﻘﻮﺑﻰ ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق ،دﺣﻤﺎﻧﻲ ﻣﯿﻠﻮد ،اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﻮﻗﻒ ﻓﻲ اﻟﺘﺸﺮﯾﻊ اﻟﺠﺰاﺋﺮي ،ﻣﺬﻛﺮة ﻟﻨﯿﻞ ﺷﮭﺎدة اﻟﻤﺪرﺳﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ
ﻟﻠﻘﻀﺎء ،اﻟﺪﻓﻌﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻋﺸﺮ ،اﻟﺠﺰاﺋﺮ ،2007 ،ص.20.
) (4ﻗﺎﻧون رﻗم ،10-91اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷوﻗﺎف ،اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 27أﻓرﯾل ،1991ج ر ،اﻟﻌدد ،21اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ 27أﻓرﯾل .1991
41
̤Ǫ۸ ˈǭ˴ˁ˅֖˰̊ ̸̤Ǫȇ̘ ̸̜̤Ǫނ̻ ̋ḙ̸̏˅̝̤Ǫȇː اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﱐ:
اﻟواﻗف ﻫو اﻟرﻛن اﻷول ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟوﻗف ،وﻫو اﻟﺷﺧص اﻟﻣﺎﻟك اﻟذي أﻧﺷﺄ ﺑﺈرادﺗﻪ اﻟﻣﻧﻔردة اﻟوﻗف،
وﺟﻌل ﻣﻠﻛﯾﺗﻪ ﻣن ﺑﻌد ﻏﯾر ﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻷﺣد ﻣن اﻟﻌﺑﺎد؛ ﻗﺎﺻدا إﻧﺷﺎء ﺣﻘوق ﻋﯾﻧﯾﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻟﻠﻣﺳﺗﺣﻘﯾن ،ﺧﺎﺿﻌﺎ
ﻓﻲ ﺗﻧظﯾﻣﻪ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ.
ب -اﻟﻣﺣل:
اﻟوﻗف ﺷﺄﻧﻪ ﺷﺄن ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻌﻘود اﻷﺧرى ،ﯾﺷﺗرط ﻓﯾﻪ ﺗواﻓر رﻛن اﻟﻣﺣل؛ وﻫو اﻟﻣﺎل اﻟذي أﺳﻘط ﻋﻧﻪ
اﻟﺑر.
اﻟواﻗف ﺣق ﻣﻠﻛﯾﺗﻪ ،ورﻓﻊ ﺑذﻟك ﯾد اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﻪ؛ ﻟﯾﺟﻌل اﻻﻧﺗﻔﺎع ﻣﻧﻪ ﺣﻘﺎ ﻟﻠﻔﻘراء أو ﻟﺟﻬﺔ ﻣن ﺟﻬﺎت ّ
وﯾﺻطﻠﺢ ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟوﻗف ﺑـ" اﻟﻌﯾن اﻟﻣوﻗوﻓﺔ" أو اﻟﺷﻲء اﻟﻣوﻗوف؛ وﻫو ﻛل ﻣﺎ ﯾﺣﺑس ﻋن اﻟﺗﻣﻠك
وﯾﺗﺻدق ﺑﻣﻧﻔﻌﺗﻪ).(1
ج -اﻟﺻﯾﻐﺔ:
اﻟﺻﯾﻐﺔ ﻫﻲ اﻟرﻛن اﻟﺛﺎﻟث ﻣن اﻟوﻗف ،وﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ اﻹﯾﺟﺎب اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟواﻗف؛ اﻟﻣﻌﺑرة ﻋن إرادﺗﻪ
اﻟﻛﺎﻣﻧﺔ ﻹﻧﺷﺎء اﻟوﻗف ،وﻫﻲ ﻛذﻟك اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟذي ﯾﺻدر ﻣن طرف اﻟواﻗف ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾرﯾدﻩ ،وﻣﺎ ﯾرﻏب
ﻓﯾﻪ .ﻓﺎﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟوﻗف ﻗد ﯾﻛون ﺑﺎﻟﻛﻼم أو ﺑﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ أو ﺑﺎﻹﺷﺎرة ﻣن اﻟﻌﺎﺟز ﻋن اﻟﺗﻌﺑﯾر؛ إذا ﻛﺎﻧت ﺗدل
ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣراد ﻫو اﻟوﻗف) ،(2وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺟدﻩ أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 12ﻣن ق أَ اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ":ﺗﻛون
ﺻﯾﻐﺔ اﻟوﻗف ﺑﺎﻟﻠﻔظ أو اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ أو اﻹﺷﺎرة؛ ﺣﺳب اﻟﻛﯾﻔﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻧظﯾم").(3
د -اﻟﻣوﻗوف ﻋﻠﯾﻪ:
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻣوﻗوف ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺣق اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﺎﻟﻣﺎل اﻟﻣوﻗوف ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟوﻗف ،وﻫﻲ اﻟﺟﻬﺔ
اﻟﺗﻲ ﯾﻛون اﻟوﻗف ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻗرﺑﺔ ﻓﻲ ذاﺗﻪ وﻋﻧد اﻟواﻗف؛ ﺑﺣﯾث ﯾﻌﺗﻘد أﻧﻪ ﯾؤﺟر ﻋﻠﻰ وﻗﻔﻪ ﻫذا).(4
/2ﺷروط اﻟوﻗف:
ﺳﺑق اﻟﺗطرق ﻟﻸرﻛﺎن اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﯾﺗواﻓر ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟوﻗف .ﻟﻛن ،ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻻ ﺗﻛﻔﻲ ﻟوﺣدﻫﺎ ﻻﻋﺗﺑﺎر
ﻻﺑد ﻣن ﺗواﻓر أوﺻﺎف ﻓﻲ ﻛل ﻋﻧﺻر ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣذﻛورة ﻟﯾﺗﺣﻘق وﺟود اﻟوﻗف اﻟوﻗف ﺻﺣﯾﺣﺎ؛ ﺑل ّ
ﺷرﻋﺎ ،وﺗﻌرف ﻫذﻩ اﻷوﺻﺎف ﻋﻧد اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺑﺎﺳم " :اﻟﺷروط ".
أ -ﺷروط اﻟواﻗف:
ﻧﺎدﯾﺔ ﺑراﻫﯾﻣﻲ اﻟﻣوﻟودة أرﻛﺎم ،اﻟوﻗف وﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﻧظﺎم اﻷﻣوال ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ،رﺳﺎﻟﺔ ﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة )(2
اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻘود واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ،ﻣﻌﻬد اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻹدارﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ،1996 ،ص.79.
اﻟﻣﺎدة ،12ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 10-91اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷوﻗﺎف ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق. )(3
42
̤Ǫ۸ ˈǭ˴ˁ˅֖˰̊ ̸̤Ǫȇ̘ ̸̜̤Ǫނ̻ ̋ḙ̸̏˅̝̤Ǫȇː اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﱐ:
اﻟواﻗف ﻫو اﻟذي ﯾﻧﺷﻰء اﻟوﻗف .وﺣﺗﻰ ﯾﺻﺑﺢ وﻗﻔﻪ ﺻﺣﯾﺣﺎ ،ﻻﺑد أن ﺗﺗوﻓر ﻓﯾﻪ ﻋدة ﺷروط؛
واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-أﻫﻠﯾﺔ اﻟﺗﺑرع:
وﺗﻛون ﺑﺎﻟﻌﻘل واﻟﺑﻠوغ ،وﺑﺎﺷﺗراط اﻟﻌﻘل؛ ﻓﺈن اﻟﻣﺟﻧون ﻻ ﯾﺻﺢ وﻗﻔﻪ ،ﻷن اﻟوﻗف ﺗﺻرف ذو ﺗﺄﺛﯾر ﺳﻠﺑﻲ
ﻋﻠﻰ اﻟذﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،وﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗﺻرﻓﺎت ﺗﺗوﻗف ﺻﺣﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣﯾﯾز ،وﻻ ﺗﻣﯾﯾز ﻋﻧد اﻟﻣﺟﻧون وﻛذﻟك
اﻟﻣﻌﺗوﻩ).(1
وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 31ﻣن ق أ ":ﻻ ﯾﺻﺢ وﻗف اﻟﻣﺟﻧون واﻟﻣﻌﺗوﻩ ،ﻟﻛون اﻟوﻗف ﺗﺻرﻓﺎ
ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ أﻫﻠﯾﺔ اﻟﺗﺳﯾﯾر ،أﻣﺎ ﺻﺎﺣب اﻟﺟﻧون اﻟﻣﺗﻘطﻊ ﻓﯾﺻﺑﺢ أﺛﻧﺎء إﻓﺎﻗﺗﻪ وﺗﻣﺎم ﻋﻘﻠﻪ ﺷرﯾطﺔ أن ﺗﻛون
)(2
اﻹﻓﺎﻗﺔ ﺛﺎﺑﺗﺔ ﺑﺈﺣدى اﻟطرق اﻟﺷرﻋﯾﺔ".
أﻣﺎ ﻓﻲ اﺷﺗراط اﻟﺑﻠوغ ،ﻓﺈن وﻗف اﻟﺻﺑﻲ ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺢ ﻣطﻠﻘﺎ ﺳواء ﻛﺎن ﻣﻣﯾ از ،أم ﻏﯾر ﻣﻣﯾز،
وﺳواء ﻛﺎن ﻣﺄذوﻧﺎ ﻟﻪ ﺑذﻟك ﻣن وﺻﯾﺔ ،أو ﻻ؛ ﻷﻧﻪ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ أﺣواﻟﻪ ﻟﯾس أﻫﻼ ﻟﻠﺗﺑرع ،واﻟوﻗف ﻣن
اﻟﺗﺑرﻋﺎت ،ووﺻ ّﻲ اﻟﺻﺑﻲ ﻻ ﯾﻣﻠك اﻟﺗﺑرع ﺑﺷﻲء ﻣن ﻣﺎﻟﻪ ﻓﻼ ﯾﻣﻠك اﻹذن ﻟﻠﻘﺎﺻر ﺑﺎﻟوﻗف).(3
وﻗد ﻧﺻت ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﻣﺎدة 30ﻣن ق أ ":وﻗف اﻟﺻﺑﻲ ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺢ ﻣطﻠﻘﺎ ﺳواء ﻛﺎن ﻣﻣﯾ از أم ﻏﯾر ﻣﻣﯾز
وﻟو أذن ﺑذﻟك اﻟوﺻﻲ".
)(4
وﻗد ﺣدد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺳن اﻟﺑﻠوغ ﺑـ 19 :ﺳﻧﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ طﺑﻘﺎ ﻟـ ق م ج.
ﺟور ﻋﻠﯾﻪ ﻟﺳﻔﻪ أو دﯾن:
-أﻻ ﯾﻛون ﻣﺣ ا
واﻟﺣﺟر ﻟﻠﺳﻔﻪ ﻣﺑﻧﻰ ﻋﻠﻰ ﻋدم رﺷد اﻟواﻗف ،واﻟﺧوف ﻣن إﺗﻼف ﻣﺎﻟﻪ ،ﻏﯾر أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري
اﻟدﯾن ﻣﺗﺄﺛ ار ﺑﺎﻵراء اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ؛ ﺧﺎﺻﺔ رأي اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻣﺎﻟك واﻟﺷﺎﻓﻌﻲ واﺑن
ﻗد ﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺣﺟر ﺑﺳﺑب ّ
اﻟدﯾن اﻟﻣﺳﺗﻐرق ﻟﻠﻣﺎل واﻟﺣﺎل اﻷﺟل ﺳﺑب ﻟﻠﺣﺟر؛ ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ،
ﺣﻧﺑل؛ اﻟذﯾن ﯾرون ّ
اﻟدﯾن ﻛﺳﺑب ﻣن أﺳﺑﺎب اﻟﺣﺟر ،واﻟراﺟﺢ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻛﺎن ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﻔرق ﺑﯾن
ﻟم ﯾذﻛر ّ
اﻟﺣﺟر ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺧص ،واﻟﺣﺟر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﺣﺟز ،واﻟﺻﺣﯾﺢ أن ﻣن
ﻣﺣﺟوز ﻟدﯾن .وﺑذﻟك
ا ﺷروط اﻟواﻗف أﻻ ﯾﻛون ﻣﺣﺟو ار ﻋﻠﯾﻪ ﻟﺳﻔﻪ أو ﻏﻔﻠﺔ ،وأﻻ ﯾﻛون اﻟﻣﺎل اﻟﻣراد وﻗﻔﻪ
ﯾﺻﺑﺢ ﻫذا اﻟﺷرط ﻣن ﺷروط ﻣﺣل اﻟوﻗف وﻟﯾس ﻣن ﺷروط اﻟواﻗف).(5
زﻫدي ﯾﻛن ،اﻟوﻗف ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون ،د ط ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ،ﻟﺑﻧﺎن ،1967 ،ص. 26. )(1
اﻟﻣﺎدة ،31ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 10- 91اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷوﻗﺎف ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق. )(2
اﻟﻣﺎدة ، 30ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 10- 91اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷوﻗﺎف ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق. )(4
ﺑن ﺣدة ﻣﺎﻟك ،اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠوﻗف اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة اﻟﺗﺧرج ﻟﻧﯾل إﺟﺎزة اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻠﻘﺿﺎء، )(5
43
̤Ǫ۸ ˈǭ˴ˁ˅֖˰̊ ̸̤Ǫȇ̘ ̸̜̤Ǫނ̻ ̋ḙ̸̏˅̝̤Ǫȇː اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﱐ:
ﻟﻘد أﺟﺎز ﻗﺎﻧون اﻷوﻗﺎف ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 32ﻟﻠداﺋﻧﯾن إﺑطﺎل اﻟوﻗف؛ ﺣﯾث ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ":ﯾﺣق ﻟﻠداﺋﻧﯾن
طﻠب إﺑطﺎل وﻗف اﻟواﻗف ﻓﻲ ﻣرض اﻟﻣوت وﻛﺎن اﻟدﯾن ﯾﺳﺗﻐرق ﺟﻣﯾﻊ أﻣﻼﻛﻪ") ، (1وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس
أﺟﻣﻊ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺑﻣﻧﻊ ﺗﺻرف اﻟﻣرﯾض ﻣرض اﻟﻣوت ﻣﺗﻰ ﺗﺑﯾن ﺑﻌد وﻓﺎﺗﻪ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻣرﯾض ﻣرض اﻟﻣوت ،ﻓﺈذا
ﻛﺎن ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻣدﯾﻧﺎ ﺑدﯾن ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣﺎﻟﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﻧﻔذ ﺷﯾﺋﺎ ﻣن ﻋﻘود ﻣﻌﺎوﺿﺗﻪ ،وﻣن أول ﺗﺑرﻋﺎﺗﻪ اﻟﺗﻲ
اﻟدﯾن ﻣﻘدم ﻋﻠﻰ ﺣق ﺛﺎﺑت ﺷرﻋﺎ).(2
ﯾﻌﺗﺑر اﻟوﻗف ﻣن ﺟﻣﻠﺗﻬﺎ ﻷن ّ
-أن ﯾﻛون ﻣﺎﻟﻛﺎ ﻟﻠﻌﯾن اﻟﻣوﻗوﻓﺔ:
ﯾﺷﺗرط ﻟﺻﺣﺔ ﻋﻘد اﻟوﻗف أن ﯾﻛون اﻟواﻗف ﻣﺎﻟﻛﺎ ﻟﻠﻌﯾن اﻟﻣوﻗوﻓﺔ ﻣﻠﻛﯾﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﻣطﻠﻘﺔ ﻏﯾر ﻧﺎﻗﺻﺔٕ ،واﻻ
اﻟذي أﻛدﺗﻪ اﻟﻣﺎدة ،10اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن ق أ " :ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ )(3
ﻛﺎن اﻟوﻗف ﺑﺎطﻼ .وﻫذا ﺑﺈﺟﻣﺎع اﻟﻔﻘﻬﺎء.
اﻟواﻗف ﻟﻛﻲ ﯾﻛون وﻗﻔﻪ ﺻﺣﯾﺣﺎ ﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ ":أن ﯾﻛون ﻣﺎﻟﻛﺎ ﻟﻠﻌﯾن اﻟﻣراد وﻗﻔﻬﺎ ﻣﻠﻛﺎ ﻣطﻠﻘﺎ ").(4
ب -ﺷروط اﻟﻣﺣل:
وﺗﺗﻣﺛل ﺷروط اﻟﻣﺣل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-أن ﯾﻛون ﻣﺣل اﻟوﻗف ﻣﺣددا و ﻣﻌﻠوﻣﺎ:
)(5
ﻟﻘد اﺷﺗرط اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻘود )ﻛﻘﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ( ﻓﻲ ﻣﺣل اﻟﻌﻘد؛ أن ﯾﻛون ﻣﻌﯾﻧﺎ وﻣﺣددا
وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠوﻗف داﺋﻣﺎ ،ﻓﻘد أﺟﻣﻊ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻋﻠﻰ ﺷروط اﻟﺗﺣدﯾد واﻟﻌﻠم ﻓﻲ ﻣﺣل اﻟوﻗف؛ ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﻣﺣل
اﻟوﻗف ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻣﺣددا ﻣﻌﻠوﻣﺎ ﻏﯾر ﻣﺟﻬول وﻗت اﻧﻌﻘﺎد اﻟوﻗف ﻋﻠﻣﺎ ﻧﺎﻓﯾﺎ ﻟﻠﺟﻬﺎﻟﺔ ﻟﺗﻔﺎدي أي ﻧزاع
ﻗد ﯾﺣدث ﺑﺷﺄﻧﻪ).(6
واﻟﻌﻠم ﻓﻲ ﻣﺣل ﯾﺷﺗرط أن ﯾﻛون ﻣﺗوﻓ ار وﻗت اﻧﻌﻘﺎد اﻟوﻗف أي ﻓﻲ ﺑداﯾﺗﻪ ،أﻣﺎ إذا اﻧﻌﻘد اﻟوﻗف
ﺑدون ﺗﻌﯾﯾن ﻣﺣل اﻟوﻗف أو ﺣﺗﻰ ﺑﺗﻌﯾﯾﻧﻪ ﻻﺣﻘﺎ ،أو ﺑﺗﻌﯾﯾﻧﻪ ﻣﻊ اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻗدر ﻣﺟﻬول ﻣﻧﻪ ،ﻓﻔﻲ ﻛل ﻫذﻩ
اﻟﺣﺎﻻت ،ﻻ ﯾﻌﺗد ﺑﺎﻟوﻗف ﻓﻲ ﻧظر اﻟﻘﺎﻧون؛ ﻷﻧﻪ ﻧﺷﺄ ﻓﻲ ﺑداﯾﺗﻪ ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺢ.
-أن ﯾﻛون ﻣﺣل اﻟوﻗف ﻣﺎﻻ ﻣﺗﻘوﻣﺎ):ﻣﺷروﻋﺎ(.
أﺟﻣﻊ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻋﻠﻰ أن اﻟوﻗف ﻻ ﯾﻛون ﺻﺣﯾﺣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻣوﻗوف ﻟﯾس ﺑﻣﺎل أﺻﻼ ،أو ﻻ ﯾﺣل اﻻﻧﺗﻔﺎع
ﺑﻪ ﺷرﻋﺎ ،ﻓﺎﻟﻣﺎل اﻟﻣﺗﻘوم اﻟﻣﻣﻛن ﺣﯾﺎزﺗﻪ ﻫو اﻟﻣﺎل اﻟذي ﺗﺟﯾزﻩ اﻟﺷرﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون ،ﻓﻼ ﯾﺻﺢ ﻣﺛﻼ وﻗف
اﻷﻣوال اﻟﻣﺳروﻗﺔ.
اﻟﻣﺎدة ،32ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 10- 91اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷوﻗﺎف ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق. )(1
اﻟﻣﺎدة 10اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ،ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 10- 91اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷوﻗﺎف ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق. )(4
)(5
Philippe Malaurie, Laurent aynés, Philippe Stoffel-Munck, Les obligations, France, De
Frénois-E.G.A, 2ème éditions2005,P.294.
)(6
GHOUTI, BENMELHA, Le Droit Patrimoniale Algérien de la Famille, Publications
Universitaires, P.215.
44
̤Ǫ۸ ˈǭ˴ˁ˅֖˰̊ ̸̤Ǫȇ̘ ̸̜̤Ǫނ̻ ̋ḙ̸̏˅̝̤Ǫȇː اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﱐ:
واﻟذي ﯾﺟب وﻗﻔﻪ ﻫو اﻟﻌﻘﺎر وﻣﺎ ﯾﻠﺣق اﻟﻌﻘﺎر ،وﻗد اﺷﺗرط اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوﻗوف ﺳواء ﻛﺎن ﻋﻘﺎرﯾﺎ أم ﻣﻧﻘوﻻ
أن ﻻ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻪ ﺣق ﻟﻠﻐﯾر ،ﻓﻼ ﯾﺻﺢ وﻗف ﺷﻲء ﻣرﻫون ،أو ﺷﻲء ﻣؤﺟر ،ﺑل ﯾﺻﺢ ﻋﻧدﻫم وﻗف اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ
ﻛدار اﺳﺗﺄﺟرﻫﺎ ﻣدة ﻣﻌﻠوﻣﺔ ،ﻓﻠﻪ وﻗف ﻣﻧﻔﻌﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻣدة).(1
ج -ﺷروط اﻟﺻﯾﻐﺔ:
وﺗﺗﻣﺛل ﺷروط اﻟﺻﯾﻐﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-أن ﺗﻛون اﻟﺻﯾﻐﺔ ﻣﻧﺟزة:
ﻣﻌﻧﻰ ذﻟك؛ أن ﺗﻛون اﻟﺻﯾﻐﺔ ﺗﺎﻣﺔ وﻣﻌﺑرة ﻋن ﻣراد اﻟواﻗف ﻓﻲ إﻧﺷﺎء اﻟوﻗف ﻓﻲ ﺣﯾﻧﻪ ،ﻛﻘول اﻟواﻗف "
ﻟﻘد ﻗررت وﻗف اﻟﻣﺣل ﻻﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻛﻣدرﺳﺔ ﻗرآﻧﯾﺔ".
وﯾدﺧل ﺿﻣن ذﻟك أن ﻻ ﺗﻛون ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺷرط أو ﻣﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل؛ ﻷن اﻟوﻗف ﯾﻘﺗﺿﻲ ﺣﺑس
ﻣﻠﻛﯾﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺣﺎل وﻻ ﯾﺟوز ﺗﻌﻠﯾﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺷرط).(2
-أن ﺗﻔﯾد اﻟﺻﯾﻐﺔ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺗﺄﺑﯾد:
ﻣن اﻟﺷروط اﻟواﺟب ﺗواﻓرﻫﺎ ﻓﻲ ﺻﯾﻐﺔ اﻟوﻗف؛ اﻟﺗﺄﺑﯾد ،وﻣﻌﻧﺎﻩ أن ﻻ ﺗﻘﺗرن ﺻﯾﻐﺔ اﻟوﻗف ﺑﻣﺎ ﯾدل
ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺄﻗﯾت أو ﻋدم اﻟدوام ﺑﺻراﺣﺔ ﻟﻔظﻬﺎ أو ﺑﺎﻗﺗﺿﺎء ﻣﻌﻧﺎﻫﺎ.
وﯾﻛون اﻟﺗﺄﺑﯾد ﺻرﯾﺣﺎ وواﺿﺣﺎ ﻛﺄن ﯾﻘول اﻟواﻗف :وﻗﻔت ﻣزرﻋﺗﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺗﺎﺟﯾن ﻣؤﺑدا أو ﻋﻠﻰ اﻟدوام
ﺑﺻورة ﻣﺳﺗﻣرة ،ﺑﺣﯾث إذا اﻗﺗرﻧت اﻟﺻﯾﻐﺔ ﺑﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ أن اﻟوﻗف ﻣﺣدد ﻛﻘول اﻟواﻗف :وﻗﻔت داري ﻫذﻩ
ﻋﻠﻰ ﺳﻧﺔ أو ﺷﻬر؛ ﻓﺎﻟوﻗف ﺑﺎطل ﻋﻧد اﻟﺟﻣﻬور ،ودﻟﯾﻠﻬم ﻓﻲ ذﻟك أن اﻟﻣﻘﺻود ﻣن ﺷرﻋﯾﺔ اﻟوﻗف اﻟﺗﺻدق
اﻟداﺋم وﻋدم اﻧﺗظﺎر اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻣن اﻟﻣوﻗوف ﻋﻠﯾﻬم ،ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ إﻧﺷﺎء اﻟوﻗف ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺗﺄﺑﯾد).(3
وﻫذا ﻣﺎ ذﻫﺑت إﻟﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 28ﻣن ق -أ ،واﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ":ﯾﺑطل اﻟوﻗف إذا ﻛﺎن ﻣﺣدد ﺑزﻣن").(4
وﻟﻌل اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﺣﻛﻣﻪ ﻫذا ،ﻗد أﺧذ ﺑرأي ﺟﻣﻬور اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟذﯾن ﯾﻘرون أن اﻟﺗﺄﻗﯾت ﻓﻲ
اﻟﺻﯾﻐﺔ ﻫو دﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﻓﺳﺎدﻫﺎ ،وﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ ذﻟك ،ﻓﻘد ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺑطﻼن ﻣن ﺧﻼل ﻧص اﻟﻣﺎدة
اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ،ﺣﯾث اﻋﺗﺑر ﻛل ﺻﯾﻐﺔ ﻟﻠوﻗف ﺗﻘﺗرن ﺑﻣﺎ ﯾﺣﻣل ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺗﺄﻗﯾت ﺑﺎطﻠﺔ وﯾﺑطل ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﯾﺔ
اﻟوﻗف ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺗواﻓق ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻣﻊ رأي ﺟﻣﻬور اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺣول ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ).(5
-أن ﻻ ﺗﻘﺗرن اﻟﺻﯾﻐﺔ ﺑﺷرط ﺑﺎطل:
ﯾﻌد ﻣن اﻟﺷروط اﻟﺑﺎطﻠﺔ؛ ﻛل ﺷرط أﺧل ﺑﺄﺻل اﻟوﻗف أو ﺑﺣﻛﻣﻪ .ﻛﺄن ﯾﻘول اﻟواﻗف ":ﻟﻘد وﻗﻔت أرﺿﻲ
ﻋﻠﻰ ﻓﻼن أو ﺟﻬﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﻣﻊ اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺣﻘﻲ ﻓﻲ ﺑﯾﻌﻬﺎ ﻣﺗﻰ أردت أو ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺣﺗﯾﺎﺟﻲ" .ﻓﻣﺛل ﻫذﻩ
ﻋﺑد اﻟرزاق ﺑن ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص. 77- 76. )(1
ﯾﻌﻘوﺑﻰ ﻋﺑد اﻟرزاق ،دﺣﻣﺎﻧﻲ ﻣﯾﻠود ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص. 30. )(2
اﻟﻣﺎدة ،28ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 10- 91اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷوﻗﺎف ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق. )(4
)(5
Ghouti, Benmelha, op.cit, P.251.
45
̤Ǫ۸ ˈǭ˴ˁ˅֖˰̊ ̸̤Ǫȇ̘ ̸̜̤Ǫނ̻ ̋ḙ̸̏˅̝̤Ǫȇː اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﱐ:
اﻟﺷروط ﺗﻌﺗﺑر ﺿﺎرة ﺑﻣﺣل اﻟوﻗف .ﻓﻌﻧد اﻹﻣﺎم أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ ،اﻟﺷرط اﻟﺑﺎطل ﯾﺑطل ﻣﻌﻪ اﻟوﻗف إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
واﺣدة وﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻗف اﻟﻣﺳﺟد ﺣﯾث ﯾﺻﺢ اﻟوﻗف وﯾﺑطل اﻟﺷرط).(1
د -ﺷروط اﻟﻣوﻗوف ﻋﻠﯾﻪ:
وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﻣوﻗوف ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-أن ﯾﻛون اﻟﻣوﻗوف ﻋﻠﯾﻪ ﺟﻬﺔ ﺑر وﻗرﺑﺔ:
ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ﺟﻬﺔ اﻟﻣوﻗوف ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﻛون اﻟوﻗف ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻗرﺑﺔ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،ﻛﻣﺎ اﺗﻔق اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻋﻠﻰ وﺟوب
ﻛون ﻫذﻩ اﻟﺟﻬﺔ ﺟﻬﺔ ّﺑر وﺧﯾر ،إذ ﻧﺟد أن ﻫﻧﺎك ﻧوع ﻣن اﻟﻘرﺑﺎت ﺗﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺟﻣﯾﻊ اﻷدﯾﺎن؛ ﻛﺎﻟﺑر ﺑﺎﻟﻔﻘراء
واﻹﺣﺳﺎن إﻟﯾﻬم ،ﻛﻣﺎ ﻧﺟد ﻧوﻋﺎ آﺧر ﻣن اﻟﻘرﺑﺎت ﻫو ﻗرﺑﺔ ﻓﻲ ﻧظر اﻹﺳﻼم دون اﻷدﯾﺎن اﻷﺧرى؛ ﻛﺎﻟوﻗف
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺎﺟد واﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻟﺻﯾﺎﻧﺗﻬﺎ.
وﻫﻧﺎك ﻣﺎ ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻗرﺑﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻷدﯾﺎن؛ ﻛﺈﻧﺷﺎء اﻟوﻗف ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﺻﻲ واﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣﺣرﻣﺔ).(2
-أن ﯾﻛون اﻟﻣوﻗوف ﻋﻠﯾﻪ أﻫﻼ ﻟﻠﺗﻣﻠك:
ﯾﺷﺗرط ﻣن اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣوﻗوف ﻋﻠﯾﻬﺎ أن ﺗﻛون ﻣوﺟودة ﺣﯾن إﻧﺷﺎء اﻟوﻗف ،ﻓﻼ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﻣﻌدوﻣﺔ،
ﻛﻣن أوﻗف ﺷﯾﺋﺎ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣن ﺳﯾوﻟد ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل.
ﻓﺎﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ واﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ﯾﺷﺗرطون ﻓﻲ اﻟﻣوﻗوف ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﻛون أﻫﻼ ﻟﻠﺗﻣﻠك وﻗت إﻧﺷﺎء اﻟوﻗف ﻣﻊ ﺷرط اﻟوﺟود
ﺣﯾﺎ ،ﻓﺎن
اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠواﻗف ،أﻣﺎ اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ﻓﯾرون ﺻﺣﺔ اﻟوﻗف ﻋﻠﻰ ﻣن ﺳﯾوﻟد ،وﯾﻘف اﻟﻠزوم إﻟﻰ أن ﯾوﻟد ّ
ﻣﺎت اﻟﺣﻣل ﺑطل اﻟوﻗف وذﻟك ﻻﻧﻌدام اﻷﻫﻠﯾﺔ ،وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻷﻫﻠﯾﺔ ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺷﺧص ﺳواء ﻛﺎن طﺑﯾﻌﯾﺎ أو
اﻋﺗﺑﺎرﯾﺎ -ﻓﻼ ﯾﺟوز اﻟوﻗف ﻋﻠﻰ ﺣﯾوان ﻣﺛﻼ.(3)-
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
أھﻤﯿــﺔ اﻟﻮﻗﻒ وﻣﺒﻄﻼﺗــﮫ
ﻫذا اﻟﻔرع ﯾﻘﺗﺿﻲ ﻣﻧﺎ اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ اﻟوﻗف أوﻻ ،ﺛم اﻟﺗﻌرض ﻟﻣﺑطﻼﺗﻪ.
)(2
ﻧﺎدﯾﺔ ﺑﺮاھﯿﻤﻲ اﻟﻤﻮﻟﻮدة أرﻛﺎم ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.103.
ﻋﺑد اﻟرزاق ﺑن ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص. 82. )(3
46
̤Ǫ۸ ˈǭ˴ˁ˅֖˰̊ ̸̤Ǫȇ̘ ̸̜̤Ǫނ̻ ̋ḙ̸̏˅̝̤Ǫȇː اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﱐ:
ﺗﺗﺣﻘق ﻣﻌﻪ اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺑﻼد ،ﻓﺎﻟوﻗف ﻓﻲ ﻣﺿﻣوﻧﻪ وﻣﺣﺗواﻩ إطﺎر ﯾﺳﺗوﻋب وﺟوﻫﺎ ﻣﺗﻌددة ﻟﻺﻧﻔﺎق
اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ ﺣﯾﺎة اﻟﻔرد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
وﻟﻘد ﻟﻌﺑت ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟوﻗف دو ار ﺑﺎر از ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻷﻣﺔ ﻋﺑر ﻣراﺣل ﺗﺎرﯾﺧﻬﺎ ،وﻗﺎﻣت ﺑدور ﺗﻧﻣوي ﺷﻬدت ﻟﻪ
اﻟﻌﺻور اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﺟﺎﻻت.
-1ﻓﻰ اﻟﻣﺟﺎل اﻟدﯾﻧﻲ :ﻛﺎن ﻟﻠوﻗف دو ار ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻟﻣﺳﺎﺟد واﻟﻣﻌﺎﻫد اﻟدﯾﻧﯾﺔ.
دور ﻓﻲ ﻧﺷر اﻟﻌﻠوم ٕواﻗﺎﻣﺔ اﻟﻣدارس واﻟﻣﻛﺗﺑﺎت وﺗوﻓﯾر اﻟرواﺗب
-2ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗرﺑﯾﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾم :ﻟﻌب ا
ﻟﻠﻣﻌﻠﻣﯾن ،ﻓﻛﻠﻔت اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾم وﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻠﻣﺎء واﻟﻔﻘﻬﺎء ﻣن اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ واﻟﻘﯾود ﻹﻋﻼء راﯾﺔ اﻹﺳﻼم ﺑﻧﻔوس
راﺿﯾﺔ وﻗﻠوب ﻣطﻣﺋﻧﺔ.
-3ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺻﺣﻲ :ﯾظﻬر ذﻟك ﻋﺑر إﻧﺷﺎء اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﯾﺎت وﻛﻠﯾﺎت اﻟطب.
-4ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ :ﻣن ﺧﻼل ﺗﺄﻫﯾل اﻟﻌﻧﺻر اﻟﺑﺷري واﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﺣدة اﻷزﻣﺎت
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
-5ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي :ﻣن ﺧﻼل ﺗﻣوﯾل اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﺗوﻓﯾر اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ ذات اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ).(1
ﺛﺎﻧﯾﺎ /ﻣﺑطﻼت اﻟوﻗف:
وﻗد ذﻛر اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ﻣﺑطﻼت اﻟوﻗف وأﻫﻣﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ:
-1ﺣدوث ﻣﺎﻧﻊ:
ﯾﺑطل اﻟوﻗف إذا ﺣﺻل ﻣﺎﻧﻊ ﻟﻠوﻗف؛ ﻣﺛﻼ :إذا ﻣﺎت اﻟواﻗف أو أﻓﻠس ،أو ﻣرض ﻣرﺿﺎ ﻣﺗﺻﻼ ﺑﻣوﺗﻪ
ﻗﺑل أن ﯾﺧرﺟﻪ ﻣن ﯾدﻩ ،وﯾﺣوزﻩ اﻟﻣوﻗوف ﻋﻠﯾﻪ .ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺑطل اﻟوﻗف ،وﯾرﺟﻊ ﻟﻠوارث ﻓﻲ ﺣﺎل
اﻟﻣوت ،وﻟﻠداﺋﻧﯾن ﻓﻲ ﺣﺎل اﻹﻓﻼس).(2
-2ﺗﺣﺑﯾس اﻟواﻗف ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻪ:
ﻣن ﺟﻌل ﺷﯾﺋﺎ ﻣن أﻣﻼﻛﻪ وﻗﻔﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻪ ،ﻻ ﯾﺑﺎع وﻻ ﯾوﻫب؛ ﻓوﻗﻔﻪ ﺑﺎطل ،ﻷﻧﻪ ﻻ ﻓﺎﺋدة ﻣﻧﻪ ،وﻻ ﻗرﺑﺔ
ﺗرﺗﺟﻰ ﻣﻧﻪ ،وﻟﯾس ﻓﯾﻪ ﺳوى اﻟﺗﺣﺟﯾر ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻪ ،وﻋﻠﻰ وارﺛﻪ ﻣن ﺑﻌدﻩ؛ ﻓﻬو ﻣﺟرد ﺗﺿﯾﯾق دون أي ﻧﻔﻊ.
ٕواذا أﺷرك ﻏﯾرﻩ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ اﻟوﻗف ﺻﺢ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻠﻐﯾر إذا ﻣﺎ ﺗم ﺣوزﻩ ،وﺑطل ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻠواﻗف.
-3اﻟوﻗف ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺻﯾﺔ واﻟﻣﻛروﻩ:
اﻟوﻗف ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺻﯾﺔ ﻫو وﺿﻊ اﻟﺷﻲء ﻓﻲ ﻏﯾر ﻣوﺿﻌﻪ .ﻓﺈن اﻟوﻗف ﻗرﺑﺔ وطﺎﻋﺔ؛ واﻟﻘرﺑﺔ
واﻟﻣﻌﺻﯾﺔ ﻣﺗﺿﺎدﺗﺎن .ﻓﻣن وﻗف ﺷﯾﺋﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾظﻧﻪ ﺧﯾرا؛ ﻟﺟﻬﻠﻪ ﺑﺣﻛﻣﻪ ،ﻓﺈذا ﻫو ﻣﻌﺻﯾﺔ أو ﻣﻌﯾن ﻋﻠﻰ
ﻣﻌﺻﯾﺔ؛ ﻓﺈن وﻗﻔﻪ ﺑﺎطل ﻣردود إﻟﻰ اﻟواﻗف أو ورﺛﺗﻪ ،إﻻ إذا أرادوا ﺗﺣوﯾﻠﻪ إﻟﻰ ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻓﯾﻬﺎ طﺎﻋﺔ
وﻗرﺑﺔ .وﻣن أﻣﺛﻠﺗﻪ اﻟوﻗف ﻋﻠﻰ ﻓﺳق ،أو إﻗﺎﻣﺔ ﻣﻠﻬﻰ.
اﻧﺗﺻﺎر ﻋﺑد اﻟﺟﺑﺎر ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﯾوﺳف ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص.20-19. )(1
47
̤Ǫ۸ ˈǭ˴ˁ˅֖˰̊ ̸̤Ǫȇ̘ ̸̜̤Ǫނ̻ ̋ḙ̸̏˅̝̤Ǫȇː اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﱐ:
أﻣﺎ اﻟوﻗف ﻋﻠﻰ ﻣﻛروﻩ؛ ﻛﻣﺛل اﻟوﻗف ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﯾق اﻟﺻور واﻟﻛﺗﺎﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺟد وزﺧرﻓﺗﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﯾﺷﻐل
اﻟﻣﺻﻠﯾن).(1
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻮﻗﻒ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧـــﻮن
ﯾﻌد اﻟوﻗف ﻧظﺎﻣﺎ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ أﺻﯾﻼ ،وﺗﺗﺟﻠﻰ أﻫﻣﯾﺗﻪ ﻓﻲ اﻟدور اﻟﻛﺑﯾر اﻟذي ﯾﻠﻌﺑﻪ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ّ
اﻟﻣﺟﺎﻻت؛ ﻓﻘد ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻌظم اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ؛ ﻣﻊ اﻟﺗﺑﺎﯾن ﻓﻲ اﻟرؤى اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻣﺎ ﯾﺗﻧﺎﺳب
وظروﻓﻬﺎ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻣﺻﺎﻟﺣﻬﺎ.
اﻟﻔرع اﻷول
ﻣﻔﮭــﻮم اﻟﻮﻗﻒ
ﻣﻔﻬوم اﻟوﻗف ﯾﻘﺗﺿﻲ اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ ﺗﻌرﯾﻔﻪ وطﺑﯾﻌﺗﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ أوﻻ ﺛم ﻧﺗﻌرض إﻟﻰ ﺧﺻﺎﺋص اﻟوﻗف
وأﻧواﻋﻪ.
)(1
اﻟﺼﺎدق ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﻐﺮﯾﺎﻧﻲ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص ص.234-233 .
اﻟﻣﺎدة ،213ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11-84اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق. )(2
)(3
اﻟﻤﺎدة ،03ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ 10-91اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷوﻗﺎف ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ.
48
̤Ǫ۸ ˈǭ˴ˁ˅֖˰̊ ̸̤Ǫȇ̘ ̸̜̤Ǫނ̻ ̋ḙ̸̏˅̝̤Ǫȇː اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﱐ:
وﺛﻣﺔ ﺗﻌرﯾف آﺧر ﻟﻠوﻗف ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 31ﻣن ق ت ع اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ":اﻷﻣﻼك اﻟوﻗﻔﯾﺔ ﻫﻲ
اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺣﺑﺳﻬﺎ ﻣﺎﻟﻛﻬﺎ ﺑﻣﺣض إرادﺗﻪ ﻟﯾﺟﻌل اﻟﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ داﺋﻣﺎ ،وﺗﻧﺗﻔﻊ ﺑﻬﺎ ﺟﻣﻌﯾﺔ ﺧﯾرﯾﺔ أو
ﺟﻣﻌﯾﺔ ذات ﻣﻧﻔﻌﺔ ﻋﺎﻣﺔ؛ ﺳواء ﻛﺎن ﻫذا اﻟﺗﻣﺗﻊ ﻓورﯾﺎ أو ﻋﻧد وﻓﺎة اﻟﻣوﺻﯾن اﻟوﺳطﺎء؛ اﻟذﯾن ﯾﻌﯾﻧﻬم اﻟﻣﺎﻟك
اﻟﻣذﻛور").(1
ﻓﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ،ﻧﻼﺣظ أﻧﻬﺎ ﺟﺎءت ﻣطﻠﻘﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻣﺣل اﻟوﻗف ،إذ إن ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة
ﻋﺑر ﻋن اﻟوﻗف ﺑﻛﻠﻣﺔ " اﻟﻣﺂل"؛ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣل اﻟﻣﻧﻘول واﻟﻌﻘﺎر ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﺟﻌﻠﻪ ﻗﺎﻧون اﻟﺗوﺟﯾﻪ اﻟﻌﻘﺎري ﺣﻛ ار
ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر وﺣدﻩ دون ﻏﯾرﻩ.أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﻌرﯾف اﻟوارد ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 03ﻣن ق أ ﻓﻘد ﺟﺎء ﺷﺎﻣﻼ
ﻟﻠﻌﻘﺎر واﻟﻣﻧﻘول واﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ،إﻻ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻣن اﻷﺟدر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺣﺗﻰ ﯾﻛون اﻟﺗﻌرﯾف ﺟﺎﻣﻌﺎ أن
اﻧﺗﻬﺎء"
ً اﺑﺗداء أو
ً ﯾوﺿﺢ ﻧوﻋﻲ اﻟوﻗف ﻣن وﻗف ﻋﺎم وﺧﺎص ﻣﻊ إﺿﺎﻓﺔ ﻋﺑﺎرة ﻓﻲ "اﻟﺣﺎل واﻟﻣﺂل" أو "
ﺣﯾث أن " اﻟﺣﺎل واﻻﺑﺗداء" ﻟﻘﺻد اﻟوﻗف اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺑﺎﺷر ،أﻣﺎ" اﻟﻣﺂل واﻻﻧﺗﻬﺎء" ﻓﯾﻘﺻد ﺑﻪ أن ﯾﻛون اﻟوﻗف
ﺧﺎﺻﺎ ﻓﻲ اﻻﺑﺗداء وﯾﻧﺗﻬﻲ ﻋﺎﻣﺎ).(2
– 2اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠوﻗف:
)(3
ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 04ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن ق أ ﻋﻠﻰ ":اﻟوﻗف ﻋﻘد اﻟﺗزام ﺗﺑرع ﺻﺎدر ﻋن إرادة ﻣﻧﻔردة".
واﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﻧص ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد ﺣﺳم ﻣوﻗﻔﻪ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
ﻟﻠوﻗف ،إذ اﻋﺗﺑر اﻟوﻗف ﺗﺑرﻋﺎ) ،(4إﻻ أن اﻷﺳﺗﺎذ ﻋﻣر ﺣﻣدي ﺑﺎﺷﺎ ﻟﻪ رأي ﻣﺧﺎﻟف؛ إذ ﯾرى أن ﺻﯾﺎﻏﺔ
اﻟﻣﺎدة ﻻ ﺗؤدي اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﻘﺻود ،ﻷن اﻋﺗﺑﺎر اﻟوﻗف ﻋﻘدا ﯾؤدي إﻟﻰ وﺟوب ﺗواﻓق إرادﺗﯾن ﻣظﻬرﻫﻣﺎ
اﻹﯾﺟﺎب واﻟﻘﺑول ﺑﯾن اﻟواﻗف واﻟﻣوﻗوف ﻋﻠﯾﻪ ،ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺻﺑﺢ اﻟوﻗف ﻣﺛﻠﻪ ﻣﺛل ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ واﻹﯾﺟﺎر وﻏﯾرﻩ ﻣن
ﺻﺎدر ﻣن ﺟﺎﻧب واﺣد ،وﻣﻌﻧﻰ ﻫذا أن اﻟوﻗف ﯾﻧﺷﺄ ﺑﻣﺟرد
ا اﻟﻌﻘود ،واﻟﺻﺣﯾﺢ ﻫو اﻋﺗﺑﺎر اﻟوﻗف ﺗﺻرﻓﺎ
ﺻدور اﻹﯾﺟﺎب ﻣن اﻟواﻗف ،أﻣﺎ اﻟﻘﺑول ﻓﯾﻛون ﻟﺗﺛﺑﯾت اﻟوﻗف ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟﻣوﻗوف ﻋﻠﯾﻪ).(5
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺧﺻﺎﺋص اﻟوﻗف وأﻧواﻋﻪ:
-1ﺧﺻﺎﺋص اﻟوﻗف:
ﻣن أﻫم ﺧﺻﺎﺋص اﻟوﻗف ﻧﺟد:
أ -اﻟوﻗف ﻋﻘد ﺗﺑرﻋﻲ:
)(1
ﻗﺎﻧون رﻗم ،25-90ﻣؤرخ ﻓﻲ 18ﻧوﻓﻣﺑر ،1990ﯾﺗﺿﻣن اﻟﺗوﺟﯾﻪ اﻟﻌﻘﺎري ،ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم ﺑﺎﻷﻣر 26/95ﻣؤرخ ﻓﻲ
25ﺳﺑﺗﻣﺑر ،1995ج.ر.ج.ج ،ﻋدد 55ﻟﺳﻧﺔ .1995
رﻣول ﺧﺎﻟد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص. 29- 28. )(2
49
̤Ǫ۸ ˈǭ˴ˁ˅֖˰̊ ̸̤Ǫȇ̘ ̸̜̤Ǫނ̻ ̋ḙ̸̏˅̝̤Ǫȇː اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﱐ:
ﻣن وﻣﻌﻧﻰ ذﻟك أن اﻟواﻗف ﯾﻠﺗزم ﺑﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻘد اﻟوﻗف دون ﻣﻘﺎﺑل ،وذﻟك ﯾﻛون ﺑﻧﻘل ﺣق اﻻﻧﺗﻔﺎع
ﻣن اﺑﺗﻐﺎء ﻟوﺟﻪ اﷲ ،إذ أن ﺧروج اﻟﻣﻠك اﻟوﻗﻔﻲ
اﻟﻌﯾن اﻟﻣوﻗوﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣوﻗوف ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑ ار ﺑﻬﺎ و ً
اﻟﻣﺗﺑرع)اﻟواﻗف( ﯾؤدي ﻟزوال ﻛل ﺳﻠطﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻲء اﻟﻣوﻗوف إذ ﯾﻌﺗﺑر ﻓﻲ ﻛل اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗزام ﺗﺑرﻋﻲ
ﺻﺎدر ﻣن إرادة اﻟواﻗف).(1
ب -اﻟوﻗف ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ:
ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 05ﻣن ق أ ﻋﻠﻰ أن":اﻟوﻗف ﻟﯾس ﻣﻠﻛﺎ ﻟﻸﺷﺧ ـﺎص اﻟطﺑﯾﻌﯾﯾن وﻻ اﻻﻋ ـﺗﺑﺎرﯾﯾن،
وﺑﻬذا اﻟﻧص ﯾﻛون اﻟﻣﺷرع )(2
وﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ وﺗﺳﻬر اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﺣﺗرام إرادة اﻟواﻗف وﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ".
اﻟﺟزاﺋري أﻗر اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻟﻠوﻗف ﻛﺎﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،وطﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻗف ،ﻟﻛﻲ
وﯾﻘﯾد ﻓﻲ ﺗﺛﺑت ﻟﻠوﻗف اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻓﻲ ﻣﺣرر رﺳﻣﻲ ،ﻟدى ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺗوﺛﯾق
،وﺑﺈﺿﻔﺎء اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟﺻﻔﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟوﻗف ﯾﻌد ﺧﯾﺎ ار ﺳﻠﯾﻣﺎ )(3
اﻟﺳﺟﻼت اﻟرﺳﻣﯾﺔ
ﻹﻧﻬﺎء اﻟﺟدال اﻟﻔﻘﻬﻲ اﻟذي ﻛﺎن ﻣطروﺣﺎ ﺣول ﺗﺣدﯾد اﻟﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ ﯾؤول إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻣﻠك اﻟوﻗﻔﻲ ﺑﺻﻔﺔ ﻗطﻌﯾﺔ
ﻟﻠواﻗف أو اﻟﻣوﻗوف ﻋﻠﯾﻪ أو ﻓﻲ ﺣﻛم اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ.
ج -اﻟوﻗف ﺣق ﻋﯾﻧﻲ:
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ أﻧﻪ ﻻ ﯾرد إﻻ ﻋﻠﻰ ﺣق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﯾﻛون ﺑﻣوﺟﺑﻪ ﻟﻠﻣوﻗوف ﻋﻠﯾﻪ اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﻣﺣل اﻟوﻗف ﺑﺷرط
اﺣﺗرام إرادة اﻟواﻗف ،أي أﻧﻪ ﯾﻧﺷﺊ ﻟﻬم ﺣﻘوﻗﺎ ﻋﯾﻧﯾﺔ.
ٕوان ﻛﺎن ﺟﺎﻧب ﻣن ﺷراح اﻟﻘﺎﻧون ،ﯾرون أن اﻟوﻗف ﻫو ﺣق ﺷﺧﺻﻲ وﻟﯾس ﺑﺣق ﻋﯾﻧﻲ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ أﻧﻪ ﯾﻧﻘل
ﺣق اﻻﻧﺗﻔﺎع ﻓﻘط ﻻ ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟرﻗﺑﺔ.
د -اﻟوﻗف ﺗﺻرف ﻻزم ﻟﺻﺎﺣﺑﻪ:
ﻛﻣﺎ ﻫو ﻣﺗﻌﺎرف ﻋﻠﯾﻪ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻹﯾﺟﺎب ﯾﻌﺑر ﺑﻪ ﺻﺎﺣﺑﻪ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ ﺟﺎزم ﻋن إرادﺗﻪ ﻓﻲ
إﺑرام ﻋﻘد ﻣﻌﯾن ،ﺑﺣﯾث إذا اﻗﺗرن ﺑﻪ ﻗﺑول ﻣطﺎﺑق ﻟﻪ اﻧﻌﻘد اﻟﻌﻘد ،وﺣﺗﻰ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻌرض إﯾﺟﺎﺑﺎ ﯾﺟب أن
ﯾﺗﺿﻣن ﺗﺣدﯾد طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻘد اﻟﻣراد إﺑراﻣﻪ ،ﻛﺄن ﯾﻘول أرﯾد إﺑرام ﻋﻘد وﻗف ،وﺗﺑﯾﺎن ﻛل اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﻻ ﺑد ﻣن ﺗواﻓرﻫﺎ ﻹﺑرام ﻫذا اﻟﻌﻘد) ،(4إذ ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 16ﻣن ق أ اﻟﺗﻲ ﺗﻔﯾد اﻟﻠزوم وﻣﻌﻧﻰ ﻋدم ﺟواز
ﻣن اﻟﺷروط اﻟرﺟوع ﻓﻲ اﻟوﻗف إذا اﻧﻌﻘد ﺻﺣﯾﺣﺎ واﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ":ﯾﺟوز ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﻠﻐﻲ أي
)(5
اﻟﺗﻲ ﯾﺷﺗرطﻬﺎ اﻟواﻗف ﻓﻲ وﻗﻔﻪ إذا ﻛﺎن ﻣﻧﺎﻓﯾﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿﻰ ﺣﻛم اﻟوﻗف اﻟذي ﻫو اﻟﻠزوم"...
– 2أﻧواع اﻟوﻗف:
ﯾﻌﻘوﺑﻲ ﻋﺑد اﻟرزاق ،دﺣﻣﺎﻧﻲ ﻣﯾﻠود ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص.10 – 9. )(1
50
̤Ǫ۸ ˈǭ˴ˁ˅֖˰̊ ̸̤Ǫȇ̘ ̸̜̤Ǫނ̻ ̋ḙ̸̏˅̝̤Ǫȇː اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﱐ:
اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 10- 02اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 15دﯾﺳﻣﺑر ، 2002اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ﻟﻠﻘﺎﻧون 10- 91اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷوﻗﺎف ،ج ر )(1
ﻋدد . 83
ﯾﻌﻘوﺑﻲ ﻋﺑد اﻟرزاق ،دﺣﻣﺎﻧﻲ ﻣﯾﻠود ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص. 16- 15- 14. )(2
اﻟﻣﺎدة 06اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 10- 91اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷوﻗﺎف ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق. )(3
51
̤Ǫ۸ ˈǭ˴ˁ˅֖˰̊ ̸̤Ǫȇ̘ ̸̜̤Ǫނ̻ ̋ḙ̸̏˅̝̤Ǫȇː اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﱐ:
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺷﺮوط ﻧﻔﺎذ اﻟﻮﻗﻒ وﺣﺎﻻت اﻧﺘﮭﺎﺋﮫ
ﻫذا اﻟﻔرع ﯾﻘﺗﺿﻲ ﻣﻧﺎ اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ ﺷروط ﻧﻔﺎذ اﻟوﻗف أوﻻ ،ﺛم اﻟﺗﻌرض إﻟﻰ ﺣﺎﻻت اﻧﺗﻬﺎﺋﻪ.
أوﻻ /ﺷروط ﻧﻔﺎذ اﻟوﻗف:
إن ﺗواﻓر أرﻛﺎن اﻟوﻗف ﺑﻣﺧﺗﻠف ﺷروطﻪ وﺣدﻩ ﻏﯾر ﻛﺎف ﻻﻧﻌﻘﺎدﻩ ﺻﺣﯾﺣﺎ ،وﻟﻧﻔﺎذﻩ إذا ﻣﺎ ﺗﻌﻠق اﻷﻣر
ﺑﻌﻘﺎر.
وﻛﻣﺎ ﻫو ﻣﻌﻠوم ،ﻓﺈن أﻏﻠب اﻷوﻗﺎف ﻫﻲ ﻋﻘﺎرات أوﻗﻔﻬﺎ أﺻﺣﺎﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف أوﺟﻪ اﻟﺑر واﻹﺣﺳﺎن،
وﻣن اﻟﺟدﯾر أن ﻧﺑﺣث ﻓﻲ ﺷروط ﻧﻔﺎذ اﻟوﻗف اﻟﻣﻧﺻب ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر ،واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ :اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،اﻟﺗﺳﺟﯾل
واﻹﺷﻬﺎر.
)(1
-1اﻟرﺳﻣﯾﺔ:
اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻓﯾﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل
ّ ﻋﻲ ،وﻻ ﯾوﺟد ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﺎ ﯾﻧص ﻋﻠﻰ وﺟوب ﺗوﻓر اﻟوﻗف ﻋﻘد ﺷر ّ
اﻟﺗﺣدﯾد) ،(2وﻟﻛن ﻓﻲ ﻧظر اﻟﻘﺎﻧون ،ﻓﺈن اﻟوﻗف ﻻ ﯾﻌﺗد ﺑﻪ إﻻ إذا أﻓرغ ﻓﻲ اﻟﺷﻛل اﻟرﺳﻣﻲ.
إذ ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 41ﻣن ق أ ﻋﻠﻰ " :ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟواﻗف أن ﯾﻘﯾد اﻟوﻗف ﺑﻌﻘد ﻟدى اﻟﻣوﺛق ،وأن ﯾﺳﺟﻠﻪ ﻟدى
اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺳﺟل اﻟﻌﻘﺎري اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺗﻘدﯾم إﺛﺑﺎت ﻟﻪ ﺑذﻟك ٕواﺣﺎﻟﺔ ﻧﺳﺧﺔ ﻣﻧﻪ إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ
)(3
ﺑﺎﻷوﻗﺎف".
وﯾﻼﺣظ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد ﺳن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن أﻏﻠب اﻷوﻗﺎف ﻣﻧﺻﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر
أو ﺗرﺗب ﺣﻘوق ﻋﯾﻧﯾﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ.
وﻫذا ﻣﺎ ﺗؤﻛدﻩ أﯾﺿﺎ اﻟﻣﺎدة 324ﻣﻛرر 1ﻣن ق م ج واﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ":زﯾﺎدة ﻋن اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﯾﺄﻣر
اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺈﺧﺿﺎﻋﻬﺎ إﻟﻰ ﺷﻛل رﺳﻣﻲ ﯾﺟب ،ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺑطﻼن ،ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣن ﻧﻘل ﻣﻠﻛﯾﺔ
ﻋﻘﺎر أو ﺣﻘوق ﻋﻘﺎرﯾﺔ أو ﻣﺣﻼت ﺗﺟﺎرﯾﺔ أو ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ أو ﻛل ﻋﻧﺻر ﻣن ﻋﻧﺎﺻرﻫﺎ ،أو اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن أﺳﻬم
وﯾﻔﻬم ﻣن ﻧص ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة؛ أﻧﻬﺎ ﺗﺷﺗرط إﻓراغ )(4
ﻣن ﺷرﻛﺔ أو ﺣﺻص ﻓﯾﻬﺎ ...،ﻓﻲ ﺷﻛل رﺳﻣﻲ".
اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻣﻧﺻﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر ﻓﻲ اﻟﺷﻛل اﻟرﺳﻣﻲ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺑطﻼن.
-2اﻟﺗﺳﺟﯾل:
ﻟم ﯾﻛﺗف اﻟﻣﺷرع ﺑوﺟوب إﻓراغ اﻟوﻗف ﻓﻲ اﻟﺷﻛل اﻟرﺳﻣﻲ ﻓﺣﺳب ،ﺑل أﺧﺿﻊ ﻛل ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺗرد ﻋﻠﻰ
ﻋﻘﺎر وﻗﻔﻲ أو ﻏﯾر وﻗﻔﻲ إﻟﻰ وﺟوب ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ ﻟدى ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺗﺳﺟﯾل .ﻏﯾر أن اﻟﻣﺷرع؛ وﻣن أﺟل ﺗﺷﺟﯾﻊ
اﻟواﻗﻔﯾن ﻋﻠﻰ ﻋﻣل اﻟﺑر واﻟﺧﯾر ﻓﻘد أﻋﻔﯾت اﻷﻣﻼك اﻟوﻗﻔﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن رﺳم اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻟﺿراﺋب واﻟرﺳوم
)(2ﻫﻧﺎك ﻧص ﻋﺎم ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻧﺑوﯾﺔ ،وﻫو ﻗوﻟﻪ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم " :اﻟﻣﺳﻠﻣون ﻋﻧد ﺷروطﻬم" )رواﻩ اﻟﺑﺧﺎري(.
اﻟﻣﺎدة ،41ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 10- 91اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷوﻗﺎف ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق. )(3
اﻟﻣﺎدة 324ﻣﻛرر ،1ﻣن اﻷﻣر رﻗم 58-75اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق. )(4
52
̤Ǫ۸ ˈǭ˴ˁ˅֖˰̊ ̸̤Ǫȇ̘ ̸̜̤Ǫނ̻ ̋ḙ̸̏˅̝̤Ǫȇː اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﱐ:
،وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 44ﻣن ق أ ":ﺗﻌﻔﻰ اﻷﻣﻼك اﻟوﻗﻔﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن رﺳم اﻟﺗﺳﺟﯾل )(1
اﻷﺧرى
)(2
واﻟﺿراﺋب واﻟرﺳوم اﻷﺧرى ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﻋﻣﻼ ﻣن أﻋﻣﺎل اﻟﺑر واﻟﺧﯾر".
وﺣﺳب اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟدﻗﯾق ﻟﻠﻣﺎدة ،ﻓﺈن ﻛل وﻗف؛ ﺳواء ﻛﺎن ﻋﻘﺎ ار أم ﻣﻧﻘوﻻ ﯾﻛون ﺧﺎﺿﻌﺎ ﻟﻠﺗﺳﺟﯾل ﻛﻘﺎﻋدة
ﻋﺎﻣﺔ ،وذﻟك أﻣﺎم ﻣﻔﺗﺷﯾﺎت اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ إﻗﻠﯾﻣﯾﺎ ،وﻻ ﯾﻌﻔﻰ ﻣن رﺳوم اﻟﺗﺳﺟﯾل إﻻ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻧﻬﺎ وﻗﻔﺎ
ﻋﺎﻣﺎٕ ،وان ﻛﺎن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﺗﺳﺑﯾﺑﻪ ﻟﻬذا اﻹﻋﻔﺎء ﻛﺎن ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻋﺑﺎرة " ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﻋﻣﻼ ﻣن أﻋﻣﺎل
اﻟﺑر واﻟﺧﯾر" .وﻫﻲ ﻧﻔس اﻟﺧﺎﺻﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻬﺎ ﻛذﻟك اﻷﻣﻼك اﻟوﻗﻔﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،وﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة
ﻛذﻟك ،اﻟﺧﻠﻔﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ وراء ﻫذا اﻹﻋﻔﺎء ،وﻫو ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟوﻗف اﻟﻌﺎم ﺑدل اﻟوﻗف اﻟﺧﺎص).(3
-3اﻹﺷﻬﺎر:
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟرﺳﻣﯾﺔ واﻟﺗﺳﺟﯾل ،ﻓﻘد أوﺟب اﻟﻣﺷرع ﻛذﻟك إﺷﻬﺎر ﻋﻘد اﻟوﻗف ﺣﺗﻰ ﯾﻛون ﻧﺎﻓذا ﻓﯾﻣﺎ
ﺑﯾن اﻷطراف وﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻐﯾر ،ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﻧﺗﺞ أﺛرﻩ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻐﯾر إﻻ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺷﻬر اﻟﻌﻘد).(4
وﺗﻧص ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﻣﺎدة 793ﻣن ق م ج ﻋﻠﻰ ":ﻻ ﺗﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ واﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻷﺧرى ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر ﺳواءا
ﻛﺎن ذﻟك ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن أو ﻓﻲ ﺣق اﻟﻐﯾر إﻻ إذا روﻋﯾت اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون وﺑﺎﻷﺧص
اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﺗدﯾر ﻣﺻﻠﺣﺔ ﺷﻬر اﻟﻌﻘﺎر".
)(5
اﻟﻣﺎدة ،44ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 10- 91اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷوﻗﺎف ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق. )(2
اﻟﻣﺎدة ،793ﻣن اﻷﻣر رﻗم ،58- 75اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق. )(5
53
̤Ǫ۸ ˈǭ˴ˁ˅֖˰̊ ̸̤Ǫȇ̘ ̸̜̤Ǫނ̻ ̋ḙ̸̏˅̝̤Ǫȇː اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﱐ:
وﻧﻼﺣظ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟم ﯾﺗطرق ﻟﻬذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ وﻟﻌل ﺳﻛوﺗﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن ﯾﻌود إﻟﻰ اﺣﺗرام إرادة
اﻟواﻗف ،وﻫذا ﻣﺎ اﺳﺗﻘر ﻋﻠﯾﻪ اﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري).(1
ب -زوال اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣوﻗوف ﻋﻠﯾﻬﺎ:
ﯾﻧﺗﻬﻲ اﻟوﻗف ﻛذﻟك ﺑﺎﻧﺗﻬﺎء اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣوﻗوﻓﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻣﺛﺎل ذﻟك أن ﯾﻘول اﻟواﻗف :وﻗﻔت أرﺿﻰ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻔﻼﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﻗرﯾﺗﻲ ،ﻓﺈذا أﻏﻠﻘت ﻫذﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ أو اﺳﺗﻐﻧﻲ ﻋﻧﻬﺎ ،ﻓﺎن اﻟوﻗف ﯾﻧﺗﻬﻲ ﺑﺎﻧﺗﻬﺎء
ﻫذﻩ اﻟﺟﻬﺔ.
ج -ﻣوت اﻟﻣوﻗوف ﻋﻠﯾﻬم:
إذا ﺟﻌل اﻟواﻗف وﻗﻔﻪ ﻋﻠﻰ طﺑﻘﺗﯾن؛ ﻓﺑﺎﻧﺗﻬﺎء اﻟطﺑﻘﺗﯾن اﻟﻣوﻗوف ﻋﻠﯾﻬم ﻓﻲ اﻷﻫل أو اﻟذرﯾﺔ ﯾﻌد اﻟوﻗف
ﻣﻧﺗﻬﯾﺎ ﺑﺎﻧﺗﻬﺎﺋﻬﻣﺎ ،وﻻ ﯾﻧﺗﻘل اﻟوﻗف إﻟﻰ اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻣواﻟﯾﺔ.
أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟوﻗف ﻋﻠﻰ طﺑﻘﺗﯾن ﺛم ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺔ ﺧﯾرﯾﺔ ﻟﻣدة ﻣؤﻗﺗﺔ ،اﻋﺗﺑر اﻟوﻗف ﻣﻧﺗﻬﯾﺎ ﺑﺎﻧﺗﻬﺎء اﻟﻣدة اﻟﺗﻲ
ﺣددﻫﺎ اﻟواﻗف ﻋﻧد إﻧﺷﺎء وﻗﻔﻪ.
وﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ،ﯾﻛون اﻻﻧﺗﻬﺎء ﻓﯾﻬﺎ دون ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻗرار ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻷن اﻻﻧﺗﻬﺎء ﻓﯾﻬﺎ
ﻋﺎدي).(2
-2اﻧﺗﻬﺎء اﻟوﻗف ﺑﻘرار ﻗﺿﺎﺋﻲ:
ار ﺑﺎﻧﺗﻬﺎء اﻟوﻗف .وذﻟك
إن اﻧﺗﻬﺎء اﻟوﻗف ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ؛ ﯾﻛون ﺑﺗدﺧل اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺻدر ﻗر ا
ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
أ -اﻧﺗﻬﺎء اﻟوﻗف ﺑﺳﺑب اﻟﺗﻠف:
اﻟﻣرﺟوة ﻣن اﻟوﻗف اﻧﺗﻔﺎع اﻟﻣوﻗوف ﻋﻠﯾﻬم ﻣن اﻟﻣﺎل اﻟﻣوﻗوف ،إﻻ أن ﻫذا اﻟﻣﺎل
ّ ﻣن اﻷﻫداف اﻟﺳﺎﻣﯾﺔ
أو ﻗد ﯾﻣﺳﻪ اﻟﺗﻠف ﺑﺳﺑب ﻣﻌﯾن أو ﻏﯾر ﻣﻌﯾن؛ ﻓﯾﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺣﯾل إﻋﺎدة اﺳﺗﺛﻣﺎر ﻫذا اﻟﻣﺎل
اﺳﺗﺑداﻟﻪ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺗدﻋﻲ ﺗدﺧل اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻹﻧﻬﺎء اﻟوﻗف ﺑﻘرار ﻣﻧﻬﺎ.
ب -اﻧﺗﻬﺎء اﻟوﻗف ﻟﻘﻠﺔ اﻟﻣردود:
إن اﻟوﻗف ﯾﺗطﻠب ﻣن اﻟﻘﺎﺋﻣﯾن ﻋﻠﯾﻪ اﺳﺗﺛﻣﺎرﻩ ،واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﯾﻪ ،وﺗﻧﻣﯾﺗﻪ ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﻪ اﻟﻣوﻗوف
ﻋﻠﯾﻬم ،إﻻ أن وﻗف اﻟﻣﺎل ﻗد ﯾﺻﺎب ﺑﺎﻹﻫﻣﺎل وﻗﻠﺔ اﻟرﻋﺎﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺿﺂﻟﺔ اﻟﻣردود .وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻧﻘص
ﻓﻲ اﻷﻧﺻﺑﺔ ﻟﻠﻣوﻗوف ﻋﻠﯾﻬم ،ﺣﯾث ﯾرى اﻹﻣﺎم ﻣﺎﻟك ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن أن ﺿﺂﻟﺔ اﻟﻧﺻﯾب ﺗؤدي ﺣﺗﻣﺎ إﻟﻰ
اﻧﺗﻬﺎء اﻟوﻗف ٕواﺟﺑﺎر اﻟﻘﺎﺋﻣﯾن ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺑﯾﻌﻪ وﺗﻘﺳﯾم اﻟﻣردود اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن اﻟﺑﯾﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗوف ﻋﻠﯾﻬم ،وﺣﺗﻰ ﻻ
ﯾﻛون ﻫذا اﻟﺗﺻرف ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ،ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﺑﻘرار ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ).(1
ﻋﺑد اﻟرزاق ﺑن ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص.103- 102. )(1
54
̤Ǫ۸ ˈǭ˴ˁ˅֖˰̊ ̸̤Ǫȇ̘ ̸̜̤Ǫނ̻ ̋ḙ̸̏˅̝̤Ǫȇː اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﱐ:
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻮﻋﺪ ﺑﺠﺎﺋﺰة )اﻟﺠﻌﺎﻟﺔ( ﺑﯿﻦ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ واﻟﻘﺎﻧﻮن
ﻟﻘد ﺗﻧﺎول ﻓﻘﻬﺎء اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة ﺗﺣت ﻋﻧوان "اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ" ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟذي ﻧص ﻋﻠﯾﻪ
ﺗﺣت اﺳم اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة.
55
̤Ǫ۸ ˈǭ˴ˁ˅֖˰̊ ̸̤Ǫȇ̘ ̸̜̤Ǫނ̻ ̋ḙ̸̏˅̝̤Ǫȇː اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﱐ:
ﻟذا ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث ﺗﻧظﯾم اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة )اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ( ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون ﻣن ﺧﻼل
اﻟﻣطﺎﻟب اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
* اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة )اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ( ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ.
* اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون.
اﻟﻣطـﻠب اﻷول
اﻟﻮﻋـﺪ ﺑﺠﺎﺋـﺰة )اﻟﺠﻌﺎﻟﺔ( ﻓﻲ اﻟﺸـﺮﯾﻌﺔ اﻹﺳـﻼﻣﯿﺔ
ﻗد ﯾﻔﻘد اﻹﻧﺳﺎن ﻣﺎﻟﻪ أو داﺑﺗﻪ أو ﺳﯾﺎرﺗﻪ ،وﯾﻛون ﻋﺎﺟ از ﻋن ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﻛﺎﻧﻬﺎ ،أو اﻟﺑﺣث ﻋﻧﻬﺎ ،ﻓﺄﺑﺎح
اﻟﺷرع ﻟﻪ أن ﯾﺟﻌل ﺷﯾﺋﺎ ﻣن اﻟﻣﺎل ﻣﺛﻼ ﻛﺟﺎﺋزة ﻟﻣن ﯾرد ﻋﻠﯾﻪ ﺿﺎﻟﺗﻪ ،أو ﯾﻘﺿﻲ ﻟﻪ ﺣﺎﺟﺗﻪ.
اﻟﻔرع اﻷول
ﻣﻔﮭﻮم اﻟﻮﻋﺪ ﺑﺠﺎﺋﺰة )اﻟﺠﻌﺎﻟﺔ(
ﺛم ﻫذا اﻟﻔرع ﯾﻘﺗﺿﻲ ﻣﻧﺎ اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ ﺗﻌرﯾف اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة )اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ( ودﻟﯾل ﻣﺷروﻋﯾﺗﻪ أوﻻّ،
اﻟﺗﻌرض إﻟﻰ ﺻﻔﺗﻪ ﻛﻣﺎ ﺳﯾﺄﺗﻰ.
ﻓﻘد أﺷﺎرت اﻵﯾﺔ إﻟﻰ أن اﻟواﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠﺗزم ﺣﻣل ﺑﻌﯾر ﻣن اﻟطﻌﺎم ﺟﻌﻼ ﻟﻣن ﯾﺄﺗﻲ ﺑﺎﻟﺻواع اﻟﻣﻔﻘود.
) (1ﺻﺎﻟﺢ ﺣﻣﯾد اﻟﻌﻠﻲ ،اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ؛ دار اﻟﻧوادر ،ﺳورﯾﺎ ، 2008،ص.227.
اﻵﯾﺔ رﻗم 72ﻣن ﺳورة ﯾوﺳف. )(1
56
̤Ǫ۸ ˈǭ˴ˁ˅֖˰̊ ̸̤Ǫȇ̘ ̸̜̤Ǫނ̻ ̋ḙ̸̏˅̝̤Ǫȇː اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﱐ:
- 2ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ:
ﻋن أﺑﻲ ﺳﻌﯾد اﻟﺧدري رﺿﻲ اﷲ ﻋﻧﻪ ،أن ﻧﺎﺳﺎ ﻣن أﺻﺣﺎب اﻟﻧﺑﻲ أﺗوا ﻋﻠﻰ ﺣﻲ ﻣن أﺣﯾﺎء اﻟﻌرب
ﻓﻠم ﯾﻘروﻫم ،ﻓﺑﯾﻧﻣﺎ ﻫم ﻛذﻟك ،إذ ﻟدغ ﺳﯾد أوﻟﺋك ،ﻓﻘﺎﻟوا :ﻫل ﻣﻌﻛم ﻣن دواء أو راق؟ ﻓﻘﺎﻟوا :إﻧﻛم ﻟم ﺗﻘروﻧﺎ،
وﻻ ﻧﻔﻌل ﺣﺗﻰ ﺗﺟﻌﻠوا ﻟﻧﺎ ﺟﻌﻼ ،ﻓﺟﻌﻠوا ﻟﻬم ﻗطﯾﻌﺎ ﻣن اﻟﺷﺎء ،ﻓﺟﻌل ﯾﻘ أر ﺑﺄم اﻟﻘرآن ،وﯾﺟﻣﻊ ﺑزاﻗﻪ وﯾﺗﻔل،
اك أَﱠﻧﻬَﺎ ُرْﻗ َﯾﺔٌ،
ﻓﺑ أر ﻓﺄﺗوا ﺑﺎﻟﺷﺎء ،ﻓﻘﺎﻟوا :ﻻ ﻧﺄﺧذﻩ ﺣﺗﻰ ﻧﺳﺄل اﻟﻧﺑﻲ ، ﻓﺳﺄﻟوﻩ ﻓﺿﺣك وﻗﺎلَ " :و َﻣﺎ أَ ْد َر َ
ﺿ ِرُﺑوا ﻟِﻲ ﺑِ َﺳ ْﻬم".
ٍ )(2
وﻫﺎ َوا ْ
ُﺧ ُذ َ
ﻓﻰ اﻟﺣدﯾث :ﺟواز اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻧﺗﻔﻊ ﺑﻪ اﻟﻣرﯾض ﻣن دواء أو رﻗﯾﺔ ،وﺳﺎﺋر اﻷﻋﻣﺎل ﻛذﻟك.
رد ﺷﻲء ﺿﺎﺋﻊ وﻋﻣل ﻻ ﯾﻘدر ﻋﻠﯾﻪ ﺻﺎﺣﺑﻪ ،ﻓﺟﺎزوﻣن اﻟﻣﻌﻘول :ﻓﺈن اﻟﺣﺎﺟﺔ ﺗدﻋو إﻟﻰ اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ ،ﻓﻲ ّ
ﺑذﻟك اﻟﺟﻌل ،ﻛﺎﻹﺟﺎرة واﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ،إﻻ أن ﺟﻬﺎﻟﺔ اﻟﻌﻣل واﻟﻣدة ﻻ ﺗﺿر ﺑﺧﻼف اﻹﺟﺎرة ﻷن اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ ﻏﯾر
ﻻزﻣﺔ ،واﻹﺟﺎرة ﻻزﻣﺔ وﺗﻔﺗﻘر إﻟﻰ ﺗﻌﯾﯾن اﻟﻣدة ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻗدر اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ).(3
ﺛﺎﻧﯾﺎ /ﺻﻔﺔ اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة )اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ(:
ﻣن اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق ﻋﻘد ﺟﺎﺋز ﻏﯾر ﻻزم ،ﺑﺧﻼف اﻹﺟﺎرة ﻓﻬﻲ ﻋﻘد ﻻزم ﻻ ﯾﻔﺳﺦ ،ﻓﯾﺟوز ﻟﻛل
اﻟﺟﺎﻋل واﻟﻌﺎﻣل ﻓﺳﺧﻬﺎ ،وﯾﺟوز ﻋﻧد اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ اﻟﻔﺳﺦ ﻗﺑل اﻟﺷروع ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ،وﯾﻠزم اﻟﺟﺎﻋل ﺑﺎﻟﺟﻌل ﻟﻠﻌﺎﻣل
ﺑﺎﻟﺷروع ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ،وأﻣﺎ اﻟﻌﺎﻣل ﻓﻼ ﯾﻠزم ﺑﺷﻲء ﻗﺑل اﻟﻌﻣل أو ﺑﻌدﻩ.
وأﺟﺎز اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ واﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ﻓﺳﺦ اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ أي وﻗت ﺷﺎء اﻟﺟﺎﻋل واﻟﻌﺎﻣل ،وﻟو ﺑﻌد اﻟﺷروع ﻓﻲ اﻟﻌﻣل،
ﻛﺳﺎﺋر اﻟﻌﻘود اﻟﺟﺎﺋزة)ﻏﯾر اﻟﻼزﻣﺔ( ﻣﺛل اﻟﺷرﻛﺔ واﻟوﻛﺎﻟﺔ؛ ﻷن اﻟﻌﺎﻣل ﻗﺑل اﻟﺑدء ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﻟم ﯾﻌﻣل ﺷﯾﺋﺎ،
وﺑﻌد اﻟﺷروع ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﻟم ﯾﺗﺣﻘق ﻏرض اﻟﺟﺎﻋل ،ﻟﻛن إن ﻓﺳﺦ اﻟﺟﺎﻋل اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ ﺑﻌد اﻟﺷروع ﻓﻲ اﻟﻌﻣل،
وﺟب ﻋﻠﯾﻪ أﺟرة ﻣﺛل ﻋﻣﻠﻪ ﻓﻲ اﻷﺻﺢ ﻋﻧد اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ).(4
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
أرﻛﺎن اﻟﻮﻋﺪ ﺑﺠﺎﺋﺰة )اﻟﺠﻌﺎﻟﺔ( وﺷﺮوطﮫ
)(2
رواه اﻟﺒﺨﺎري .
ﻣﺣﻣد ﺑن إﺑراﻫﯾم ﺑن ﻋﺑد اﷲ اﻟﺗوﯾﺟري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.544. )(3
وﻫﺑﺔ اﻟزﺣﯾﻠﻲ ،اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ اﻟﻣﯾﺳر ،اﻟﺟزء اﻷول؛ دار اﻟﻛﻠم اﻟطﯾب ،دﻣﺷق ،2010 ،ص ص. 520- 519. )(4
57
̤Ǫ۸ ˈǭ˴ˁ˅֖˰̊ ̸̤Ǫȇ̘ ̸̜̤Ǫނ̻ ̋ḙ̸̏˅̝̤Ǫȇː اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﱐ:
ﺻﺎﻟﺢ ﺣﻣﯾد اﻟﻌﻠﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص. 230- 229. )(1
58
̤Ǫ۸ ˈǭ˴ˁ˅֖˰̊ ̸̤Ǫȇ̘ ̸̜̤Ǫނ̻ ̋ḙ̸̏˅̝̤Ǫȇː اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﱐ:
اﻟﻌﺎﻣل ﻻ ﯾﺳﺗﺣق اﻟﺟﻌل إﻻ ﺑﺗﻣﺎم اﻟﻌﻣل ،وﻗد ﯾﻧﻘﺿﻲ اﻟزﻣن ﻗﺑل اﻟﺗﻣﺎم ،ﻓﯾذﻫب ﻋﻣﻠﻪ ﺑﺎطﻼ ،ﻓﯾؤدي إﻟﻰ
زﯾﺎدة اﻟﻐرر ،ﻣﻊ أن اﻷﺻل ﻓﻲ اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ اﻟﻐرر أي اﻟﺟﻬﺎﻟﺔ ،وﻫﻲ رﺧﺻﺔ اﺗﻔﺎﻗﺎ ﻟﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻣن اﻟﺟﻬﺎﻟﺔ،
ٕواﻧﻣﺎ أﺟﯾزت ﻹذن اﻟﺷﺎرع ﺑﻬﺎ.
-3أﻻ ﯾﺷﺗرط ﻧﻘد اﻟﺟﻌل:
اﻟرﺑﺎ ،أﻣﺎ ﺗﻌﺟﯾل
ﺟر ﻧﻔﻌﺎ ﺑطرﯾق اﻻﺣﺗﻣﺎل ،وﻫذا ﻣن أﺑواب ّ
ف ﱠﻓﺈ ّن ﺷرط اﻟﻧﻘد ﯾﻔﺳدﻫﺎ ،ﻷﻧﻪ َﺳْﻠ ٌ
اﻟﻌوض ﺑﻼ ﺷرط ﻓﻼ ﯾﻔﺳدﻫﺎ ،ﻓﺈن ﻓﺳدت اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ ﻟﻔﻘد ﺷرط ﻣن ﺷروطﻬﺎ ،وﺟب ﻟﻠﻌﺎﻣل ﺟﻌل اﻟﻣﺛل
ﻻ أﺟرﺗﻪ إن ﺗم اﻟﻌﻣل ،ﻓﺈن ﻟم ﯾﺗم اﻟﻌﻣل ﻓﻼ ﺷﻲء ﻟﻪ ،إﻻ أن ﯾﻠﺗزم اﻟﺟﺎﻋل ﻟﻠﻌﺎﻣل اﻟﺟﻌل ﻣطﻠﻘﺎ ،ﺳواء ﺗم
اﻟﻌﻣل أم ﻻ ،ﻓﯾﺟب ﺣﯾﻧﺋذ أﺟرة اﻟﻣﺛلٕ ،وان ﻟم ﯾﻧﺟز اﻟﻌﻣل ،ﻛﻣﺎ إذا ﻗﺎل :ان أﺗﯾﺗﻧﻲ ﺑﺿﺎﻟﺗﻲ اﻟﻣﻔﻘودة ﻓﻠك
ﻻ ﻛذإ .وان ﻟم ﺗﺄت ﺑﻬﺎ ﻓﻠك ﻛذا ،ﻓﯾﺳﺗﺣق أﺟر اﻟﻣﺛل ،ﻟﺧروﺟﻬﺎ ﻋن ﺣﻘﯾﻘﺗﻬﺎ؛ ﻷن اﻟﻣﻘرر ﻓﯾﻬﺎ أﻧﻪ
ﺟﻌل إﻻ ﺑﺗﻣﺎم اﻟﻌﻣل).(1
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻮﻋﺪ ﺑﺠﺎﺋﺰة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن
ﯾﻌد اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة ﻣن اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،وﻫو إﻣﺎ أن ﯾﻛون ﻣن ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﻌﺎوﺿﺔ؛ ﻛﻣﻧﺢ ﺟﺎﺋزة
ﻟﻣن ﯾﻌﺛر ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﺿﺎﺋﻊ ،أو ﯾﻛون ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺗﺑرع؛ ﻛﻣﻧﺢ ﺟﺎﺋزة ﻟﻣن ﯾﺣﻘق أﻛﺑر ﻣﻧﺗوج ﻓﻼﺣﻲ
ﻟﻣوﺳم ﻣﻌﯾن).(2
وﻋﻠﯾﻪ ،ﯾﻛون اﻟﻣطﻠب ذي ﻓرﻋﯾن:
-اﻟﻔرع اﻷول :ﻣﻔﻬوم اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة.
-اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﺣﻛﺎم اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة.
اﻟﻔرع اﻷول
ﻣﻔﮭﻮم اﻟﻮﻋﺪ ﺑﺠﺎﺋﺰة
ﻣﻔﻬوم اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة ﯾﻠﺗزم ﻣﻧﺎ ﺗﺣدﯾد ﺗﻌرﯾﻔﻪ وطﺑﯾﻌﺗﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ أوﻻّ ،ﺛم اﻟﺗﻌرض إﻟﻰ ﺷروطﻪ ﻛﻣﺎ
ﺳﯾﺄﺗﻲ.
) (1وﻫﺑﺔ اﻟزﺣﯾﻠﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص. 519- 518 .
درﺑﺎل ﻋﺑد اﻟرزاق ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺗزام ،د ط ،دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر ،2004 ،ص.73. )(2
59
̤Ǫ۸ ˈǭ˴ˁ˅֖˰̊ ̸̤Ǫȇ̘ ̸̜̤Ǫނ̻ ̋ḙ̸̏˅̝̤Ǫȇː اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﱐ:
اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة ) ( La promesse de récompenseﺗﺻرف ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺑﺈرادة ﻣﻧﻔردة وﻫﻲ إرادة اﻟوﻋد ،أو
ﻫو ﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻹرادة ﯾوﺟﻪ إﻟﻰ اﻟﺟﻣﻬور؛ ﻓﯾﻠﺗزم ﺻﺎﺣﺑﻪ ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ أن ﯾﻘدم ﺟﺎﺋزة ﻷي ﺷﺧص ﯾﻘوم ﺑﻌﻣل
ﻣﻌﯾن).(1
وﻗد ﻧص ق م ج ﻋﻠﻰ اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 123ﻣﻛرر1؛ واﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ":ﻣن وﻋد اﻟﺟﻣﻬور
ﺑﺟﺎﺋزة ﯾﻌطﯾﻬﺎ ﻋن ﻋﻣل ﻣﻌﯾن ﯾﻠزم ﺑﺈﻋطﺎﺋﻬﺎ ﻟﻣن ﻗﺎم ﺑﺎﻟﻌﻣل وﻟو ﻗﺎم ﺑﻪ دون ﻧظر إﻟﻰ اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة أو
دون ﻋﻠم ﺑﻬﺎ.
ٕواذا ﻟم ﯾﻌﯾن اﻟواﻋد أﺟﻼ ﻹﻧﺟﺎز اﻟﻌﻣل؛ ﺟﺎز ﻟﻪ اﻟرﺟوع ﻓﻲ وﻋدﻩ ﺑﺈﻋﻼن اﻟﺟﻣﻬور ،ﻋﻠﻰ أﻻ ﯾؤﺛر ذﻟك ﻓﻲ
ﺣق ﻣن أﺗم اﻟﻌﻣل ﻗﺑل اﻟرﺟوع ﻓﻲ اﻟوﻋد.
ﯾﻣﺎرس ﺣق اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺟﺎﺋزة ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺳﻘوط ﻓﻲ اﺟل 06أﺷﻬر ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ إﻋﻼن اﻟﻌدول
ﻟﻠﺟﻣﻬور").(2
-2اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة:
ﺗوﺟد ﻣﺟﻣوﻋﺗﺎن ﻣﺗﻌﺎرﺿﺗﺎن ﻣن اﻟﻧظرﯾﺎت؛ ﺗﺗﻧﺎزﻋﺎن ﺣول طﺑﯾﻌﺔ اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة ،اﻷوﻟﻰ ﺗﺣﺎول إﺿﻔﺎء
اﻟﺻﺑﻐﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟوﻋد ،واﻷﺧرى ﺗرى أن اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة ﺗﺻرف ﻣن ﺟﺎﻧب واﺣد.
أ -اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷوﻟﻰ :ﺗﺷﻣل اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻘد ﻣﻊ ﺷﺧص ﻣﻌﯾن :ﺗﻌﺗﺑر اﻟوﻋد ﻋﻘدا ﻣﻊ ﺷﺧص ﯾﻧﺑﻐﻲ ﺗﺣدﯾدﻩ؛ وﻟﻛن ﺳرﻋﺎن ﻣﺎ ﻫﺟرت
ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ،ﻷن ﻓﻛرة اﻟﻌﻘد ﻻ ﺗﺗﻔق ﻣﻊ ﻋدم ﺗﻌﯾﯾن اﺣد طرﻓﯾﻪ.
-ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺷروط ﺑﺷرط اﻟواﻗف :ﺣﯾث ﺳﻌﻰ أﻧﺻﺎر اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ أن ﯾﻧﻔذوا وﺟﻬﺔ ﻧظرﻫم
ﻓﻘﺎﻟوا :إن اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة ﯾﻌ ّد ﻋﻘدا ﯾﻛون ﻓﯾﻪ اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟﺟﺎﺋزة ﻣﻌﻠﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺷرط واﻗف؛ وﻫو اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣل
ﻣﻌﯾن.
وﻟﻛن ﯾرد ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ أن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣل ﻣﻌﯾن ﻫو ﺳﺑب اﻟﺗزام اﻟواﻋد ،وﻣﻌﻠوم أن اﻟﺳﺑب رﻛن أﺻﯾل
ﻋن ﺗﻛوﯾن ﻓﻲ اﻻﻟﺗزام ،وأن اﻟواﻗﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧزل ﻣﻧزﻟﺔ اﻟﺷرط ﯾﺟب أن ﺗﻛون واﻗﻌﺔ ﻋرﺿﯾﺔ ﺧﺎرﺟﺔ
اﻻﻟﺗزام؛ ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﺳﺑب اﻻﻟﺗزام ﻻ ﯾﺻﺢ أن ﯾﻧزل ﻣﻧزﻟﺔ اﻟﺷرط ﻷن اﻟﺷرط ﻋﻧﺻر ﻋرﺿﻲ ،واﻟﺳﺑب
ﻋﻧﺻر أﺻﯾل.
ب -اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﺗرى ﺑﺄن اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة ﺗﺻرف ﻣن ﺟﺎﻧب واﺣد .وﻫﻛذا ،ﻓﺈن ﻛﺛﯾ ار ﻣن اﻟ ّﺷراح ذﻫﺑوا
إﻟﻰ أن اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة ﻻ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗﻌﺎﻗديٕ ،واﻧﻣﺎ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻻﻟﺗزام ﺑﺈرادة ﻣﻧﻔردة ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ
داﺋن ﻏﯾر ﻣﻌﯾن.
وﻟﻛﻧﻧﺎ ﻧﻌﻠم أن اﻟراﺑطﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ؛ إﻧﻣﺎ ﺗوﺟد ﺑﯾن طرف إﯾﺟﺎﺑﻲ ﻫو اﻟداﺋن وطرف ﺳﻠﺑﻲ ﻫو اﻟﻣدﯾن،
ﻓﻛﯾف ﯾﺳوغ اﻟﻘول ﺑﺄن ﺛﻣﺔ راﺑطﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ؛ ﺣﯾث ﻻ ﯾوﺟد اﻟطرف اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﻟﻬذﻩ اﻟراﺑطﺔ؟!
اﻟﻣﺎدة 123ﻣﻛرر ،1ﻣن اﻷﻣر رﻗم ،58-75اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق. )(2
60
̤Ǫ۸ ˈǭ˴ˁ˅֖˰̊ ̸̤Ǫȇ̘ ̸̜̤Ǫނ̻ ̋ḙ̸̏˅̝̤Ǫȇː اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﱐ:
وﺣﺎﺻل اﻟﻘول أن اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة ﻻ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ اﻻﺗﻔﺎق ﺑﯾن اﻟواﻋد واﻟﻣﺳﺗﻔﯾدٕ ،واﻧﻣﺎ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺗزام
اﻟواﻋد ﺑﺈرادﺗﻪ اﻟﻣﻧﻔردة ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ داﺋن ﻏﯾر ﻣﻌﯾن وﻗت ﺻدور اﻟوﻋدٕ ،وان ﻫذا اﻻﻟﺗزام ﯾﺗﻛون ﺑﺎﻟﺗدرﯾﺞ.
ﻓﻬو ﻗﺑل ﺗﻌﯾﯾن اﻟداﺋن اﻟﺗزام ﻧﺎﻗص؛ إذ ﺗوﺟد ﻓﯾﻪ اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ دون اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ؛ أي ﻻ ﺗﻧﺷﺄ ﻋﻧﻪ راﺑطﺔ ﻣﻠزﻣﺔ
ﺣﺗﻰ إذا ﻣﺎ ﺗﻌﯾن اﻟداﺋن ،وﺟدت اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ إﻟﻰ ﺟوار اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ وﻧﺷﺄت ﺑذﻟك اﻟراﺑطﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻣﺗﻧﻊ
ﻋﻠﻰ اﻟواﻋد ﻋﻧدﺋذ أن ﯾرﺟﻊ ﻓﻲ وﻋدﻩ.
وﻫذا ﻫو ﻣذﻫب أﻏﻠب اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟﺗﻲ ﻧظﻣت أﺣﻛﺎم اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة).(1
ﺛﺎﻧﯾﺎ /ﺷروط اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة:
ﯾﻠزم ﻟوﺟود اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة ﺗواﻓر اﻟﺷروط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-1أن ﯾوﺟﻪ اﻟوﻋد إﻟﻰ اﻟﺟﻣﻬور:
أو أي أن ﺗﺗوﺟﻪ إرادة اﻟواﻋد إﻟﻰ أﺷﺧﺎص ﻏﯾر ﻣﻌﯾﻧﯾن ،ﻷﻧﻬﺎ إذا وﺟﻬت إﻟﻰ ﺷﺧص ﻣﻌﯾن
أﺷﺧﺎص ﻣﻌﯾﻧﯾن ﻓﻼ ﺗﻛون وﻋدا) (Une promesseﺑﺎﻟﻣﻔﻬوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﻘﺻود ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻘﺎمٕ ،واﻧﻣﺎ
ﺗﺻﺑﺢ إﯾﺟﺎﺑﺎ ﻻﺑد أن ﯾﻘﺗرن ﺑﻪ اﻟﻘﺑول ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻧﺧرج ﻣن ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺻرف ﺑﺎﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة إﻟﻰ
ﻣﺟﺎل اﻟﻌﻘد.
-2أن ﯾﺗﺿﻣن اﻟوﻋد إﻋطﺎء ﺟﺎﺋزة ﻣﻌﯾﻧﺔ:
ﺳواء ﻓﻲ ذﻟك أن ﺗﻛون اﻟﺟﺎﺋزة ﻣﺎدﯾﺔ ﻛﻣﺑﻠﻎ ﻣن اﻟﻧﻘود ،أو ﺷﯾﺋﺎ آﺧر ﻟﻪ ﻗﯾﻣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛﺄﺳﻬم أو ﺳﯾﺎرة
أو ﻧﻔﻘﺎت رﺣﻠﺔ ،أو أن ﺗﻛون ذات ﻗﯾﻣﺔ ﻣﻌﻧوﯾﺔ أو أدﺑﯾﺔ ﻛوﺳﺎم أو ﻏﯾر ذﻟك ﻣن ﻋﻼﻣﺎت اﻟﺗﻘدﯾر ،وﯾﻠﺗزم
اﻟواﻋد ﺑﺈﻋطﺎء اﻟﺟﺎﺋزة وﻣن ﺛم ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻛﺄي ﻣﺣل ﻟﻼﻟﺗزام ،أن ﺗﻛون ﻣﻌﯾﻧﺔ أو ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻌﯾﯾن).(2
ﻣﺣﻣد ﺗﻘﯾﺔ ،اﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة ﻛﻣﺻدر ﻟﻼﻟﺗزام ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري و اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،د ط ،دار اﻷﻣﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ )(1
ﺑﻠﺣﺎج اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺗزام ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﺟزء اﻷول ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ؛ دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت )(2
61
̤Ǫ۸ ˈǭ˴ˁ˅֖˰̊ ̸̤Ǫȇ̘ ̸̜̤Ǫނ̻ ̋ḙ̸̏˅̝̤Ǫȇː اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﱐ:
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
أﺣﻜــﺎم اﻟﻮﻋﺪ ﺑﺠــﺎﺋﺰة
ﻫذا اﻟﻔرع ﯾﺳﺗﻠزم ﻣﻧﺎ اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ أﺣﻛﺎم اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة اﻟﻣﺣدد اﻟﻣدة أوﻻ ،ﺛم اﻟﺗﻌرض إﻟﻰ أﺣﻛﺎم
اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة ﻏﯾر ﻣﺣدد اﻟﻣدة.
62
̤Ǫ۸ ˈǭ˴ˁ˅֖˰̊ ̸̤Ǫȇ̘ ̸̜̤Ǫނ̻ ̋ḙ̸̏˅̝̤Ǫȇː اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﱐ:
اﻟﻣطﻠوب ﻗﺑل اﻧﺗﻬﺎء اﻟﻣدة ،ﻓﯾﺻﺑﺢ ﻣن ﻗﺎم ﺑﻪ داﺋﻧﺎ ﺑﺎﻟﺟﺎﺋزة اﺗﺟﺎﻩ اﻟواﻋد ،وﻟو ﻟم ﯾﺻدر ﻓﻲ ذﻟك ﻋن رﻏﺑﺔ
ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎن ﺟﺎﻫﻼ ﺑﺎﻟوﻋد .وﻓﻲ ﻫذا ﻣﺎ ﯾﻧﻔﻲ ﻋن اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة ﺻﻔﺗﻪ اﻟﻌﻘدﯾﺔ).(1
-2اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟﺟﺎﺋزة:
ﯾﺳﺗﺣق اﻟﺟﺎﺋزة ﻣن ﻗﺎم ﺑﺎﻟﻌﻣل وأﺗﻣﻪ ﻗﺑل اﻧﻘﺿﺎء اﻟﻣدة اﻟﻣﺣددة ،ﻟذا ﻓﺎن ﻣن ﻗﺎم ﺑﻪ ﯾﺻﺑﺢ داﺋﻧﺎ ﻟﻠواﻋد
أو ﻗﺎم ﺑﻪ ﺑﺟﺎﺋزة ،ﺳواءا ﻛﺎن ﻋﻠم ﺑﺎﻹﻋﻼن أو ﻟم ﯾﻌﻠم ﺑﻪ أي ﺳواءا ﻛﺎن ﻗد ﻗﺎم ﺑﺎﻟﻌﻣل ﻣن أﺟل اﻟﺟﺎﺋزة
ﻋن اﻟﺟﺎﺋزة ،أو اء ﻗد أﺗم اﻟﻌﻣل ﻗﺑل اﻹﻋﻼن دون ﻋﻠﻣﻪ ﺑﺎﻟﺟﺎﺋزة وﻗت ﻗﯾﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﻌﻣل اﻟﻣطﻠوب وﺳو ً
ﺑﻌد اﻹﻋﻼن ﻋﻧﻬﺎ ،وأﺳﺎس ذﻟك اﻟﺗزام اﻟواﻋد ﺑﺈرادﺗﻪ اﻟﻣﻧﻔردة إذ ﯾﻠﺗزم أﻣﺎم ﻣن ﻗﺎم ﺑﺎﻟﻌﻣل ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎن
ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻻ ﯾﻌﻠم ﺷﯾﺋﺎ ﻋن اﻟﺟﺎﺋزة أو أﺗم اﻟﻌﻣل ﻗﺑل اﻹﻋﻼن ﻋن اﻟﺟﺎﺋزة.
ٕواذا ﻛﺎن ﻫﻧﺎك ﻣن ﻗﺎم ﺑﺎﻟﻌﻣل اﻟﻣطﻠوب ﻗﺑل رﺟوع اﻟواﻋد ﻋن وﻋدﻩ ،ﻓﺎﻧﻪ ﯾﺳﺗﺣق اﻟﺟﺎﺋزة ،وﻟﻪ أن ﯾطﺎﻟب
ﺑﻬﺎ ﺑدﻋوى أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ﺣدد ﻟﻬﺎ اﻟﻧص ﺳﺗﺔ أﺷﻬر ﻟرﻓﻌﻬﺎ ،وﺗﺑدأ ﻫذﻩ اﻟﻣدة ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ إﻋﻼن اﻟﻌدول ،ﻓﺈذا
اﻧﻘﺿت ﻫذﻩ اﻟﻣدة دون رﻓﻊ ﻫذﻩ اﻟدﻋوى ،ﻓﻼ ﯾﻛون ﻟﻣن ﻗﺎم ﺑﺎﻟﻌﻣل اﻟﻣطﻠوب إﻻ أن ﯾرﺟﻊ ﻋﻠﻰ اﻟواﻋد
طﺑﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ) .(2وﻫذا ﻣﺎ أﺷﺎر إﻟﯾﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 123ﻣﻛرر1
ق م ج ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر.
ﺛﺎﻧﯾﺎ /أﺣﻛﺎم اﻟوﻋد ﻏﯾر ﻣﺣدد اﻟﻣدة:
-1ﺣق اﻟواﻋد ﻓﻲ اﻟرﺟوع:
ﺑﻣﺎ أن اﻟواﻋد ﻟم ﯾﺣدد ﻣدة ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻌﻣل ،ﻓﺎﻧﻪ ﻟﯾس ﻣن اﻟﻣﻌﻘول أن ﯾظل ﻣﻠﺗزﻣﺎ إﻟﻰ اﻷﺑد ،ﺧﺎﺻﺔ وﻗد
ﯾﺣدث أﯾﺿﺎ أن ﺷﺧﺻﺎ ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ إﺗﻣﺎم اﻟﻌﻣل اﻟﻣطﻠوب ،ﻓﻬﻧﺎ ﯾﺣق ﺑﺣﺳب اﻷﺻل ﻟﻠواﻋد أن ﯾرﺟﻊ
ﻋن وﻋدﻩ ﻓﻲ أﯾﺔ ﻟﺣظﺔ ﺑﺷرط إﻋﻼن ﻋدوﻟﻪ ﺑﻧﻔس اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗم ﺑﻬﺎ اﻟوﻋد ،وﻻ ﯾﺧﻠو اﻟﺣﺎل ﻫﻧﺎ
ﻣن اﻵﺗﻲ:
-أن ﯾرﺟﻊ اﻟواﻋد ﻋن وﻋدﻩ دون أن ﯾﻘوم ﺷﺧص ﺑﺎﻧﺟﺎز اﻟﻌﻣل ،ﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺳﻘط اﻟوﻋد
وﯾﺗﺣﻠل اﻟواﻋد ﻣن وﻋدﻩ.
-أن ﯾﻧﺟز ﺷﺧص ﻣﺎ اﻟﻌﻣل دون أن ﯾﺣﺻل اﻟرﺟوع ﻣن اﻟواﻋد ،ﻓﻬﻧﺎ ﯾﺳﺗﺣق اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﺟﺎﺋزة وﻟﻪ
اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺧﻼل ﻣﻬﻠﺔ 15ﺳﻧﺔ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟدﯾن.
-أن ﯾﺗم اﻧﺟﺎز اﻟﻌﻣل ،ﺛم ﯾﺗراﺟﻊ اﻟواﻋد ﻋن وﻋدﻩ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ،ﯾﺟب اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﻬﻠﺔ 06أﺷﻬر
ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻌدول ﻋن اﻟوﻋد.
ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻲ ﺳﻠﯾﻣﺎن ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺗزام) ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزام ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري( ،د ط ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت )(2
63
̤Ǫ۸ ˈǭ˴ˁ˅֖˰̊ ̸̤Ǫȇ̘ ̸̜̤Ǫނ̻ ̋ḙ̸̏˅̝̤Ǫȇː اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﱐ:
إﻻ -أن ﻻ ﯾﻧﻬﻰ اﻟﺷﺧص اﻟﻌﻣل إﻻ ﺑﻌد ﺗراﺟﻊ اﻟواﻋد ﻋن وﻋدﻩ ،ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻟﯾس ﻟﻬذا اﻟﺷﺧص
اﻻﺳﺗﻧﺎد إﻟﻰ ﻗواﻋد اﻹﺛراء ﺑﻼ ﺳﺑب ،ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض اﻟواﺟب ﻋن اﻟﻌﻣل اﻟذي ﻗﺎم ﺑﻪ).(1
وﻟﻘد أﺷﺎر اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري إﻟﻰ ذﻟك داﺋﻣﺎ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 123ﻣﻛرر 1ق-م-ج ﻓﻲ ﻓﻘرﺗﻬﺎ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ.
-2ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻐﯾر:
اﻟﻣﻘﺻود ﻫﻧﺎ ﺑﺎﻟﻐﯾر ﻫو اﻟﺟﻣﻬور اﻟذي وﺟﻪ إﻟﯾﻪ اﻟوﻋد ،وﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻐﯾر ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺛﻘﺔ اﻟﺗﻲ أﺣدﺛﻬﺎ
اﻟوﻋد ﻟدى ﻫذا اﻟﺟﻣﻬور وﻟذا ﯾﺟب اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ،وﻫﻧﺎك ﺛﻼﺛﺔ ﻓروض ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ.
-اﻟﻔرض اﻷول:
أن ﯾﻛون أﺣد ﻗد أﺗم اﻟﻌﻣل اﻟﻣطﻠوب ﻗﺑل اﻟرﺟوع ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﯾوﺟد أي ﻣﺷﻛل ،ﻓﯾﺳﺗﺣق اﻟﺟﺎﺋزة
ﻛﺎﻣﻠﺔ وﻻ ﯾؤﺛر رﺟوع اﻟواﻋد ﻓﻲ وﻋدﻩ وﻫو ﯾﺳﺗﺣق اﻟﺟﺎﺋزة ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﺎ ﺳﺑق ،ﺳواءا ﻛﺎن ﯾﻌﻠم ﺑﻬﺎ أو ﻻ
ﯾﻌﻠم وﺳواء ﻛﺎن راﻏﺑﺎ ﻓﯾﻬﺎ أو ﻻ ﯾرﻏب.
-اﻟﻔرض اﻟﺛﺎﻧﻲ:
أﻻ ﯾﻛون أﺣد ﻗد ﺑدأ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻣل ،وﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔرض ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾدﻋﻲ أن ﻟﻪ ﺣﻘﺎ طﺎﻟﻣﺎ ﻟم ﯾﺑدأ
ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻌﻣل ﺣﺗﻰ رﺟﻊ اﻟواﻋد ﻋن وﻋدﻩ.
-اﻟﻔرض اﻟﺛﺎﻟث:
إذا ﻛﺎن ﻫﻧﺎك ﻣن ﺑدأ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل اﻟﻣطﻠوب وﻟم ﯾﺗﻣﻪ وأدرﻛﻪ اﻟرﺟوع ﻓﺎن ﻟﻪ أن ﯾرﺟﻊ ﻋﻠﻰ اﻟواﻋد
ﺑﺗﻌوﯾض ﻋﺎدل ﯾﺳﺎوي ﻣﺎ أﺻﺎﺑﻪ ﻣن ﺿرر ﻣن ﺟراء اﻟرﺟوع ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﺎ ﯾﻛون ﻗد أﻧﻔﻘﻪ ﺑﺷرط أﻻ ﯾزﯾد ﻫذا
ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن ﻣﻘدار اﻟﺟﺎﺋزة .واﻟﺗﻌوﯾض ﻫﻧﺎ ﯾﻛون ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ وﻟﯾس
اﻟوﻋد إذ أﻧﻪ ﻗد ﺳﻘط ﺑرﺟوع اﻟواﻋد).(2
وﻧﺣن ﻧرى أن ﻣﻌﯾﺎر اﻟﺗﻌوﯾض ﻫو ﻧص اﻟﻣﺎدة 182ق م ج ﻓﻲ ﻓﻘرﺗﻬﺎ اﻷوﻟﻰ اﻟﺗﻲ أﺷﺎرت إﻟﻰ
أن اﻟﺗﻌوﯾض ﯾﻛون ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﺎ ﻟﺣق اﻟداﺋن ﻣن ﺧﺳﺎرة وﻣﺎ ﻓﺎﺗﻪ ﻣن ﻛﺳب ،وﻫذا ﻻ ﯾﺧص ﻣﺻﺎدر
اﻻﻟﺗزام اﻷﺻﻠﯾﺔ ﺑل ﺣﺗﻰ اﻟﻣﺻدر اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ اﻟذي ﺧص ﺑﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟﻘﺳم اﻟﺛﺎﻟث ﻣن اﻟﻔﺻل
اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ.
)(1
درﺑﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص. 75.
ﻣﺣﻣد ﺻﺑري اﻟﺳﻌدي ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص. 377. )(2
64
ﺧﺎﺗﻤــــــﺔ
ﺑﻌد أن ﺗﻌرﺿﻧﺎ ﺑﺎﻟﺑﺣث واﻟﺗﺣﻠﯾل ﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻋﻘود اﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة ﺑﯾن اﻟﺷرﯾﻌﺔ واﻟﻘ ـﺎﻧون،
وﺑﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻬﺞ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟوﺿﻌﻲ ،وﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ
اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺛﺎرة ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ اﻟﺑﺣث؛ ﺧﻠﺻﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻵﺗﯾﺔ:
-أوﻻ :إن اﻟوﺻﯾﺔ ﺳﺑب ﻣن أﺳﺑﺎب ﻛﺳب اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،وﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ﺑﺷﻛل ﺧﺎص؛ إذ ﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟﻘﺳم اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﺑﺎب
اﻷول ﻣن اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺛﺎﻟث ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺗﺻرﻓﺎ ﻓﻲ اﻟﺗرﻛﺔ ﻣﺿﺎﻓﺎ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻌد ﻣوت اﻟﻣوﺻﻲ ﺑﻬﺎ.
ﻛﻣﺎ أن اﻟوﺻﯾﺔ ﺗﺣﺗل ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻣﻬﻣﺔ؛ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻋﻣﻼ إرادﯾﺎ ﻣﻧﺣﻬﺎ اﷲ اﻹﻧﺳﺎن ﻛﻲ ﯾﺗﺧذ ﻣﻧﻬﺎ وﺳﯾﻠﺔ
ﻟﻣﻧﺢ اﻟﻐﯾر ﺣﻘﺎ ﻣﺷروﻋﺎ؛ ﻛوﻧﻬﺎ أﻣ ار ﻣﺷروﻋﺎ ﻻ ﯾﺗﺣﻘق ﻓﯾﻪ ﻣﻌﻧﻰ اﻹﺿرار؛ اﻟذي ﻗد ﯾوﺟد ﻓﻲ ﺑﻌض
اﻟﺻور اﻷﺧرى ﻟﻛﺳب اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ.
وﺑﯾﻧﻧﺎ أن ﻟﻠوﺻﯾﺔ أرﺑﻌﺔ أرﻛﺎن ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻣوﺻﻲ ،اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ ،اﻟﺻﯾﻐﺔ واﻟﻣوﺻﻰ ﺑﻪ ،وﻫﻲ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟوﺿﻌﻲ؛ ﻷن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ ﻣﺑﺎدئ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﻟم
ﯾرد ﺑﻪ ﻧص ﺑﺷﺄن اﻟوﺻﯾﺔ.
ﻛﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻟﺻﺣﺔ اﻟوﺻﯾﺔ أن ﺗﺗوﻓر ﺷروط وأﺣﻛﺎم ﻓﻲ ﻛل رﻛن ﻣن أرﻛﺎﻧﻬﺎ؛ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو ﻟذي أﺳﻠﻔﻧﺎﻩ.
وﻧﺟد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد ﻧص ﻋﻠﻰ اﻟوﺻﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،وﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري
ﻛذﻟك .وﻟﻌ ّل اﻷﺻﺢ واﻷﺟدر أن ﯾﺟﻣﻊ أﺣﻛﺎم اﻟوﺻﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون واﺣد.
-ﺛﺎﻧﯾﺎ :إن اﻟﻬﺑﺔ ﻋﻘد ﻛﺳﺎﺋر اﻟﻌﻘود؛ ﻻ ﯾﻧﻌﻘد إذا ﻟم ﺗﺗوﻓر أرﻛﺎﻧﻪ .ﻫﻲ ﻟﯾﺳت ﺗﺻرﻓﺎ ﺑﺎﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة
ﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ
ﻟﻠواﻫب ،ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠوﺻﯾﺔ واﻟوﻗف ،وﻣن اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟوﺿﻌﯾﺔ ﻣن ّ
ﻋﻘـدا ﻣﺛل اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﺻري ،واﻟﻛوﯾﺗﻲ ،واﻟﺳوري واﻟﻠﯾﺑﻲ ،وﻣﻧﻬﺎ ﻣن ﻧص ﻋﻠﻰ أن اﻟﻬﺑﺔ ﺗﺻرف ﻣﺛل
ﻛﺎﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري؛ ﻏﯾر أﻧﻪ ﯾﺳﺗﺧﻠص
ّ اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ واﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ .وﻣﻧﻬﺎ ﻣن ﻟم ﯾﺻﻧﻔﻬﺎ ﻻ ﻋﻘدا وﻻ ﺗﺻرﻓﺎ
ﻣن اﻟﻣﺎدﺗﯾن 202و 206ﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة أن اﻟﻬﺑﺔ ﻋﻘد ،وﻗد ذﻛرﻧﺎﻩ ﻓﻲ ﻣوﺿﻌﻪ ﻋﻧد ﺗﻌرﯾﻔﻧﺎ ﻟﻠﻬﺑﺔ،
وﻛذﻟك ﯾﺿﻔﻲ ﺟﻣﻬور اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺻﻔﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺑﺔ؛ وﻻ ﺗﻧﻌﻘد ﻋﻧدﻫم إﻻ إذا ﺻﺎدف إﯾﺟﺎب
اﻟواﻫب ﻗﺑوﻻ ﻣن اﻟﻣوﻫوب ﻟﻪ.
وﻧﻼﺣظ ﻛذﻟك ﺑﺄن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻧظم ﻋﻘد اﻟﻬﺑﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة ،واﻋﺗﺑرﻩ ﻣن اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ؛
ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻷﺧرى؛ اﻟﺗﻲ وﺿﻌﺗﻪ ﻓﻲ طﺎﺋﻔﺔ اﻷﺣوال اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،ﻣﻧظﻣﺎ ﻓﻲ ﻗواﻧﯾﻧﻬﺎ اﻟﻣدﻧﯾﺔ.
وﻋﻠﯾﻪ ،ﻓﺎﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﯾؤاﺧذ ﻋﻠﻰ وﺿﻌﻪ ﻋﻘد اﻟﻬﺑﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة؛ إذ ﻛﺎن ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﻧظم ﻋﻘد
اﻟﻬﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،ﺿﻣن طﺎﺋﻔﺔ اﻟﻌﻘود اﻟﻧﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ ﻛﺄﺻل ﻋﺎم ،ﻣﻊ اﻟﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون
اﺳﺗﺛﻧﺎء.
ً اﻷﺳرة
67
-ﺛــﺎﻟﺛﺎ :ﯾﻌد اﻟوﻗف ظﺎﻫرة اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻧظﺎﻣﺎ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ﻗﺎﺋﻣﺎ ﺑذاﺗﻪ؛ ﯾﺧﺗﻠف ﻋن ﻏﯾرﻩ ﻣن اﻷﻧظﻣﺔ
ﺗﻌد اﻟﺷرﯾﻌﺔ
واﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻘرﯾﺑﺔ ﻣﻧﻪ؛ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﻌرﯾف واﻟﺧﺻﺎﺋص واﻷرﻛﺎن وﻛذا اﻟﺷروط .ﻛﻣﺎ ّ
اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻣﺻد ار وﻣرﺟﻌﺎ ﻟﻪ.
وﻧظ ار ﻟﻸﻫﻣﯾﺔ اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﺗﻲ ﯾؤدﯾﻬﺎ اﻟوﻗف ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺗﻔطن ﻟﻠﻣوﺿوع،
وﻗﺎم ﺑﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷوﻗﺎف ،اﻟﺻﺎدر ﺳﻧﺔ ،1991وﺑذﻟك ﯾﻛون ﻗد أﺟﺎب ﻋن ﻋدة ﺗﺳﺎؤﻻت
وﺳ ّد ﻛﺛﯾ ار ﻣن اﻟﻔﺟوات ،وأوﺿﺢ اﻟﻐﻣوض اﻟذي ﻋﻠق ﺑﻘﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟذي ﻛﺎن ﻗﺑل ذﻟك ﻣرﺟﻌﺎ رﺳﻣﯾﺎ ﻏﯾر
ﻛﺎف ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣوﺿوع.
وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد وﺿﻊ أﺣﻛﺎﻣﺎ ﺗﻔﺗﻘر ﻛﺛﯾ ار إﻟﻰ اﻟﺗﻔﺻﯾل؛ ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺷﺄن
ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﺗﺣدﺛﺔ ﺑﻣوﺟب ﺗﻌدﯾل ،2001أﯾن ﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌﻘود واﻗﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ،
ﺗﺎرﻛﺎ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﻔﺻﯾل ذﻟك إﻟﻰ اﻟﺑﺣث ﻓﻲ أﺻوﻟﻬﺎ وﻣذاﻫﺑﻬﺎ ،وﻣﺎ ﯾﻧﺗﺞ ﻋن ذﻟك ﻣن ﺧﻼف وﻋدم ﺛﺑﺎت ﻓﻲ
ﻣواﻗف اﻟﻣذاﻫب اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ .ﺿف إﻟﻰ ذﻟك ،وﻓﻲ إطﺎر اﻟﻐﻣوض اﻟذي ﯾطﺑﻊ ﺑﻌض اﻟﻧﺻوص ،ﻧﺟد اﻟﺗﻌدﯾل
اﻵﺧر ﻟﻘﺎﻧون اﻟوﻗف ﻟﺳﻧﺔ 2002أﯾن ﺗم إﺧراج اﻟوﻗف اﻟﺧﺎص ﻣن ﻣﺟﺎل ﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ، 10-91
ٕواﺣﺎﻟﺔ ﺗﻧظﯾﻣﻪ إﻟﻰ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ؛ وﻫﻲ اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗطرح اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺻﻌوﺑﺎت ﻓﻲ
إﯾﺟﺎد اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟوﻗف اﻟﺧﺎص.
-راﺑﻌـﺎ :ﻧﻼﺣظ أن ﻫﻧﺎك ﻧوﻋﺎ ﻣن اﻻﺗﻔﺎق ﺑﯾن اﻟﺗﻌرﯾف اﻟذي ﺟﺎء ﺑﻪ ﻓﻘﻬﺎء اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ،
واﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة؛ ﻋﻠﻰ ّأﻧﻪ ﺗﺧﺻﯾص أﺟر ﻟﺷﺧص ﻟن ﯾﺗﻌﯾن إﻻ ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻷداء اﻟذي ﺣددﻩ
اﻟواﻋد .إﻻ أﻧﻬم اﺧﺗﻠﻔوا ﺣول ﺗﺳﻣﯾﺗﻪ؛ ﻓﻘد ﻋﺎﻟﺟﻪ ﻓﻘﻬﺎء اﻟﺷرﯾﻌﺔ ﺗﺣت ﻣﺳﻣﻰ اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ.
أﻣﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻘد ﻋﺎﻟﺞ اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة ﻓﻲ ﻣﺎدة واﺣدة؛ وﻫﻲ اﻟﻣﺎدة 123ﻣﻛرر 1ﻣـن ق م ج
ﺑﻌد اﻟﺗﻌدﯾل ،أﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﺗﻌدﯾل ،ﻓﻘد ﻧص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 115ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ﻧﻔﺳﻪ اﻟﺗﻲ ﺗم إﻟﻐﺎؤﻫﺎ ﺑوﺟب
اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 10 – 05ﻣؤرخ ﻓﻲ 20ﯾوﻧﯾو .2005
وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ذﻟك ،ﻧرى أﻧﻪ ﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﻟﻺﻟﻣﺎم ﺑﻛل ﺟواﻧب ﻣوﺿوع اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة؛ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻧص
واﺣد؛ ﻧظ ار ﻟﻠﺗطورات اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻬدﻫﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،إذ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري إﻋطﺎء أﻫﻣﯾﺔ أﻛﺑر ﻟﻬذا اﻟﻣوﺿوع
ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﻧﺎ ﺣل اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾطرﺣﻬﺎ.
وﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﻧرﺟو أن ﻧﻛون ﻗد ﻗﺎرﺑﻧﺎ ﺟواﻧب اﻟﻣوﺿوع ،وﻣﻧﺣﻧﺎﻫﺎ ﻣﺎ ﺗﺳﺗﺣﻘﻪ ﻣن ﺟﻬد ﺑﺎﻟدراﺳﺔ
واﻟﺗﺣﻠﯾل .ﻓﺈن أﺻﺑﻧﺎ ﻓﻣن اﷲٕ ،وان أﺧطﺄﻧﺎ ﻓﻣن أﻧﻔﺳﻧﺎ واﻟﺷﯾطﺎن.
68
اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ
وزارة اﻟﺷؤون اﻟدﯾﻧﯾﺔ و اﻷوﻗﺎف.
ﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﺷؤون اﻟدﯾﻧﯾﺔ و اﻷوﻗﺎف
ﻟوﻻﯾﺔ..............................:
رﻗم................................:
)*(
وﺛﯿﻘﺔ اﻹﺷﮭﺎد اﻟﻤﻜﺘﻮب ﻹﺛﺒﺎت اﻟﻤﻠﻚ اﻟﻮﻗﻔﻲ
اﻟﻣرﺟﻊ :اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 336 – 2000اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ج ر رﻗم 47ﺑﺗﺎرﯾﺦ 28رﺟب ﻋﺎم 1421اﻟﻣواﻓق ﻟـ 26أﻛﺗوﺑر ﻟﺳﻧﺔ
2000و اﻟﻣﺗﺿﻣن إﺣداث وﺛﯾﻘﺔ اﻹﺷﮭﺎد اﻟﻣﻛﺗوب ﻹﺛﺑﺎت اﻟﻣﻠك اﻟوﻗﻔﻲ و ﺷروط وﻛﯾﻔﯾﺎت إﺻدارھﺎ وﺗﺳﻠﯾﻣﮭﺎ.
أﻧﺎ اﻟﻣﻣﺿﻲ أﺳﻔﻠﮫ:
اﻟﺳﯾد )ة(............................................................................................................................................:
اﻟﻣوﻟود)ة( ﺑﺗﺎرﯾﺦ ...................................................................:ﺑـ............................................................:
اﺑن)ة( .......................................................................:و.....................................................................
ﻋن..................................................................................................................................................:
اﻟﻣﮭﻧﺔ................................................................................................................................................:
أﺷﮭد ﺑﺷرﻓﻲ أن اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ................................................................................................................:
اﻟواﻗﻊ ﺑﺎﻟﻌﻧوان اﻟﺗﺎﻟﻲ..............................................................................................................................:
ﺑﻠدﯾﺔ ....................................................................:داﺋرة......................................................................:
اﻟﻣﺗﻛون ﻣن.........................................................................................................................................:
ﻣﺳﺎﺣﺗﮫ............................................................................................................................................. :
ﯾﺣده................................................................................................................................................ :
ﻣن اﻟﺷﻣﺎل......................................................................................................................................... :
ﻣن اﻟﺟﻧوب.......................................................................................................................................... :
ﻣن اﻟﺷرق........................................................................................................................................... :
ﻣن اﻟﻐرب........................................................................................................................................... :
ﻣﻠك وﻗﻔﻲ.
و إﺛﺑﺎﺗﺎ ﻟذﻟك وﻗﻌت ھذه اﻟﺷﮭﺎدة ،و أﻧﺎ ﻋﻲ ﻛﺎﻣل ﻗواي اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ ،و ﷲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﻗول ﺷﮭﯾد.
ﺣرر ﺑـ ....................:ﻓﻲ......................... :
اﻟﻣواﻓق ﻟـ................................................:
إﻣﺿﺎء اﻟﺷﺎھد اﻟﺗﺻدﯾق
)*(
ھذا اﻟﻣﻠﺣق ﺧﺎص ﺑﺎﻟﻌﻘﺎر ) ﻣﺷﺎر إﻟﯾﮫ ﻓﻲ ﺻﻔﺣﺔ (52
70
ﻗﺎﲚﺔ اﳌﺼﺎدر واﳌﺮاﺟﻊ
72
ﻗﺎﲚﺔ اﳌﺼﺎدر واﳌﺮاﺟﻊ
-6ﻣﺣﻣد ﺑن إﺑراﻫﯾم ﺑن ﻋﺑد اﷲ اﻟﺗوﯾﺟري ،ﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻟث ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ؛
ﺑﯾت اﻷﻓﻛﺎر اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻟﺑﻧﺎن. 2009،
-7ﻣﺣﻣد ﺑن ﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺛﯾﻣﯾن ،اﻟﺟﺎﻣﻊ ﻷﺣﻛﺎم ﻓﻘﻪ اﻟﺳﻧﺔ ،اﻟﺟزء اﻟراﺑﻊ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ؛ دار اﻟﻐد
اﻟﺟدﯾد ،اﻟﻘﺎﻫرة. 2006،
-8ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﻠﻲ اﻟﺷوﻛﺎﻧﻲ ،ﻧﯾل اﻷوطﺎر ،اﻟﺟزء اﻟﺧﺎﻣس؛ دار اﺑن اﻟﻬﯾﺛم ،اﻟﻘﺎﻫرة. 2004،
-9ﻣﺣﻣد أﺣﻣد راﺷد ،اﻟﻔﻘﻪ و أدﻟﺗﻪ)ﻣن اﻟﻛﺗﺎب واﻟﺳﻧﺔ( ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻟث ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ؛ دار اﻟﻔواﺋد،
ﻣﺻر.2011 ،
-10وﻫﺑﺔ اﻟزﺣﯾﻠﻲ ،اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ وأدﻟﺗﻪ ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻣن ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ؛ دار اﻟﻔﻛر ،دﻣﺷق،
1991.
-11ـ ـ ـ ـ اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ اﻟﻣﯾﺳر ،اﻟﺟزء اﻷول؛ دار اﻟﻛﻠم اﻟطﯾب ،دﻣﺷق. 2010،
73
ﻗﺎﲚﺔ اﳌﺼﺎدر واﳌﺮاﺟﻊ
-9رﻣول ﺧﺎﻟد ،اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻷﻣﻼك اﻟوﻗف ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،دط؛ دار ﻫوﻣﺔ ﻟﻠﻧﺷر
واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر. 2004،
-10زﻫدي ﯾﻛن ،اﻟوﻗف ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون ،دط؛ دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر،
ﻟﺑﻧﺎن1967.،
-11ﻋﺑد اﻟرزاق أﺣﻣد اﻟﺳﻧﻬوري ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟدﯾد ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ،اﻟطﺑﻌﺔ
اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ؛ ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﻟﺑﻧﺎن. 1998 ،
-12ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻘد ،اﻟﺟزء اﻟراﺑﻊ ،دار اﻟﻔﻛر ،ﺑﯾروت. 1999،
-13ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟدﯾد) اﻟﻬﺑﺔ واﻟﺷرﻛﺔ( ،اﻟﺟزء اﻟﺧﺎﻣس ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ؛
ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﻟﺑﻧﺎن. 2000،
-14ﻋﺑد اﻟرزاق ﺑن ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ،ﻣﻔﻬوم اﻟوﻗف ﻛﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻟﺗﺷرﯾﻊ،
دط؛ دار اﻟﻬدي ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر. 2010،
-15ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻲ ﺳﻠﯾﻣﺎن ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺗزام )ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزام ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري( ،دط؛
دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر1998. ،
-16ﻛﻣﺎل ﺣﻣدي ،اﻟﻣوارﯾث واﻟﻬﺑﺔ واﻟوﺻﯾﺔ ،دط؛ ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ. 1998،
-17ﻟوﻋﯾل ﻣﺣﻣد ﻟﻣﯾن ،اﻷﺣﻛﺎم اﻹﺟراﺋﯾﺔ واﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻟﺷؤون اﻷﺳرة وﻓق اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟﺟدﯾدة
واﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،دط؛ دار ﻫوﻣﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ و اﻟﻧﺷر ،اﻟﺟزاﺋر. 2010،
-18ﻣﺣﻣد أﺑو زﻫرة ،ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟوﺻﯾﺔ ،دط؛ دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻣﺻر. 1988،
-19ﻣﺣﻣد ﺗﻘﯾﺔ ،اﻹرادة ﻛﻣﺻدر ﻟﻼﻟﺗزام ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري واﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،دط؛ دار اﻷﻣﺔ
ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ،اﻟﺟزاﺋر.1995 ،
-20ـ ـ ـ ـ دراﺳﺔ ﻋن اﻟﻬﺑﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺄﺣﻛﺎم اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻣﻘﺎرن ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،اﻟدﯾوان اﻟوطﻧﻲ ﻟﻸﺷﻐﺎل اﻟﺗرﺑوﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر.2003 ،
-21ﻣﺣﻣد ﺻﺑري اﻟﺳﻌدي ،اﻟواﺿﺢ ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ) ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزام اﻟﻌﻘد واﻹرادة
اﻟﻣﻧﻔردة( ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ؛ دار اﻟﻬدي ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ،اﻟﺟزاﺋر.2009 ،
-22ﻣﺣﻣد ﻛﻣﺎل اﻟدﯾن إﻣﺎم ،اﻟوﺻﯾﺔ واﻟوﻗف ﻓﻲ اﻹﺳﻼم) ﻣﻘﺎﺻد وﻗواﻋد( ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ؛ ﻣﻧﺷﺄة
اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ. 1999،
-23ﻣﺣﻣد ﻛﻧﺎزة ،اﻟوﻗف اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،دط؛ دار اﻟﻬدي ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ،
اﻟﺟزاﺋر2006.،
-24ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻋﻠم اﻟدﯾن ،اﻟﻌﻘود اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺻﻐﯾرة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ واﻟﺷرﯾﻌﺔ
اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ واﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ؛ دس.
74
ﻗﺎﲚﺔ اﳌﺼﺎدر واﳌﺮاﺟﻊ
-25ﻣﺻطﻔﻰ أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﺟواد ﺣﺟﺎزي ،أﺣﻛﺎم اﻟرﺟوع اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻬﺑﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ؛ دار
اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﻣﺻر2001. ،
-26ﻣﺻطﻔﻰ ﻣﺣﻣد اﻟﺟﻣﺎل ،ﻧظﺎم اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،دط؛ ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ،ﻣﺻر ،دس.
-27ﻧﺑﯾل ﺻﻘر ،ﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻣرﯾض ﻣرض اﻟﻣوت ،دط؛ دار اﻟﻬدى ،اﻟﺟزاﺋر.2008 ،
75
ﻗﺎﲚﺔ اﳌﺼﺎدر واﳌﺮاﺟﻊ
-6دﺣﻣﺎﻧﻲ ﻓرﯾزة ،اﻟوﺻﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة اﻟﺗﺧرج ﻟﻧﯾل إﺟﺎزة اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻠﻘﺿﺎء،
اﻟدﻓﻌﺔ اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻋﺷر،اﻟﺟزاﺋر. 2010،
د /اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ:
-1ﻗﺎﻧون رﻗم 11-84ﻣؤرخ ﻓﻲ 09ﯾوﻧﯾو ،1984ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة،ج.ر.ج.ج ،ﻋدد ،24
اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 12ﺟوان ، 1984ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم ﺑﺎﻷﻣر رﻗم ، 02-05ﻣؤرخ ﻓﻲ 27ﻓﯾﻔري2005
،ج.رج.ج ،ﻋدد ، 15اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 27ﻓﯾﻔري. 2005
-2ﻗﺎﻧون رﻗم ،25-90ﻣؤرخ ﻓﻲ 18ﻧوﻓﻣﺑر ،1990ﯾﺗﺿﻣن اﻟﺗوﺟﯾﻪ اﻟﻌﻘﺎري ،ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم
ﺑﺎﻷﻣر 26-95ﻣؤرخ ﻓﻲ 25ﺳﺑﺗﻣﺑر ،1995ج.ر.ج.ج ،ﻋدد 55ﻟﺳﻧﺔ . 1995
-3ﻗﺎﻧون رﻗم ، 10-91اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷوﻗﺎف ،ﻣؤرخ ﻓﻲ 27أﻓرﯾل، 1991ج.رج.ج ،ﻋدد ، 21اﻟﺻﺎدر
ﻓﻲ 27أﻓرﯾل، 1991ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم 10-02اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 15دﯾﺳﻣﺑر،2002
ج.ر.ج.ج،ﻋدد 83ﻟﺳﻧﺔ .2002
-4أﻣر رﻗم 58-75ﻣؤرخ ﻓﻲ 26ﺳﺑﺗﻣﺑر ، 1975ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،ج.ر.ج.ج ،ﻋدد 78
،اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 30ﺳﺑﺗﻣﺑر ،1975ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم 10-05ﺑﺗﺎرﯾﺦ 20ﺟوان ،2005
ج.ر.ج.ج ،ﻋدد 44ﺑﺗﺎرﯾﺦ 26ﺟوان .2005
ﻫـ /اﻷﺣﻛﺎم و اﻟﻘ اررات اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ:
-1ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﻏرﻓﺔ اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،اﻟﻌدد اﻟراﺑﻊ. 1991،
-2ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،اﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟﻐرﻓﺔ اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ﻋدد ﺧﺎص. 2001،
76
ﻣﻘدﻣﺔ1..................................................................................... :
78
-2ﻣﺑطﻼت اﻟوﺻﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ10................................................... .
أ -رد اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ اﻟوﺻﯾﺔ10.................................................................. .
ب -ﻗﺗل اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ اﻟﻣوﺻﻲ10............................................................... .
ج -ﺑطﻼن اﻟوﺻﯾﺔ ﻟﻠوارث إﻻ ﺑﺈﺟﺎزة اﻟورﺛﺔ11................................................ .
-3ﻣﺑطﻼت اﻟوﺻﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ اﻟﻣوﺻﻰ ﺑﻪ11................................................... .
أ -اﺳﺗﻐراق اﻟدﯾن ﻟﻠﺗرﻛﺔ11.................................................................... .
ب -ﺗﻠف أو ﻫﻼك اﻟﻣوﺻﻰ ﺑﻪ11.............................................................. .
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺣﻛم ﺗﻌدد اﻟوﺻﺎﯾﺎ11..................................................................... .
-1إن ﻛﺎن اﻟﺗزاﺣم ﺑﯾن اﻷﺷﺧﺎص11.......................................................... .
-2إن ﻛﺎن اﻟﺗزاﺣم ﻓﻲ ﺣﻘوق اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ11.......................................................
-3إن ﻛﺎن اﻟﺗزاﺣم ﻓﻲ اﻟوﺻﺎﯾﺎ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﺑﯾن ﺣق اﷲ وﺣق اﻟﻌﺑﺎد12.............................
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟوﺻﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون12.......................................................... .
اﻟﻔرع اﻷول :ﻣﻔﻬوم اﻟوﺻﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون12...................................................... .
أوﻻ :ﺗﻌرﯾف اﻟوﺻﯾﺔ ٕواﺛﺑﺎﺗﻬﺎ12..................................................................
-1ﺗﻌرﯾف اﻟوﺻﯾﺔ12.......................................................................... .
-2إﺛﺑﺎت اﻟوﺻﯾﺔ13.............................................................................
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠوﺻﯾﺔ14..................................................................
-1اﻟﺻﯾﻐﺔ14................................................................................. .
-2اﻟﻣوﺻﻲ وﺷروطﻪ14...................................................................... .
أ -أﻫﻠﯾﺔ اﻟﺗﺑرع14.............................................................................. .
ب -اﻟرﺿﻰ15................................................................................. .
-3اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ وﺷروطﻪ15......................................................................
أ -أن ﯾﻛون اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ ﻣوﺟودا وﻗت اﻟوﺻﯾﺔ15................................................ .
ب -أن ﯾﻛون اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ ﻣﻌﻠوﻣﺎ15............................................................. .
ج -أن ﻻ ﯾﻛون اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ ﺟﻬﺔ ﻣﻌﺻﯾﺔ15..................................................... .
د -أن ﻻ ﯾﻛون اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ ﻗﺎﺗﻼ ﻟﻠﻣوﺻﻲ15.................................................... .
-4اﻟﻣوﺻﻰ ﺑﻪ16................................................................................
أ -أن ﯾﻛون اﻟﻣوﺻﻰ ﺑﻪ ﻣﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺗوارﺛﻪ16..................................................... .
ب -أن ﻻ ﯾزﯾد اﻟﻣوﺻﻰ ﺑﻪ ﻋن ﺛﻠث اﻟﺗرﻛﺔ16................................................... .
79
ج -أن ﯾﻛون اﻟﻣوﺻﻰ ﺑﻪ ﻣﻘوﻣﺎ وﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺗﻣﻠﯾك17................................................ .
-2أﻧواع اﻟوﺻﺎﯾﺎ17............................................................................ .
أ -اﻟوﺻﯾﺔ اﻻﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ17......................................................................... .
ب -اﻟوﺻﯾﺔ اﻟواﺟﺑﺔ17.......................................................................... .
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﺣﻛﺎم اﻟوﺻﯾﺔ18................................................................... .
أوﻻ :ﻗﺑول أو رد اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ ﻟﻠوﺻﯾﺔ18......................................................... .
ﺛﺎﻧﯾﺎ :رﺟوع اﻟﻣوﺻﻲ ﻋن اﻟوﺻﯾﺔ19............................................................ .
-1اﻟرﺟوع اﻟﺻرﯾﺢ19......................................................................... .
-2اﻟرﺟوع اﻟﺿﻣﻧﻲ19......................................................................... .
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :أﺳﺎس ﺗﻘﯾﯾد اﻟوﺻﯾﺔ20...............................................................
أوﻻ :ﻣﻧﻊ اﻹﺿرار ﺑﺎﻟورﺛﺔ20................................................................... .
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﻣﻧﻊ اﻟﺗﺣﺎﯾل ﻋﻠﻰ أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون21............................................................
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻬﺑﺔ ﺑﯾن اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون22..........................................
اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻟﻬﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ22.................................................. .
اﻟﻔرع اﻷول :ﻣﻔﻬوم اﻟﻬﺑﺔ22..................................................................... .
أوﻻ :ﺗﻌرﯾف اﻟﻬﺑﺔ ودﻟﯾل ﻣﺷروﻋﯾﺗﻬﺎ22.......................................................... .
-1ﺗﻌرﯾف اﻟﻬﺑﺔ22.............................................................................. .
-2دﻟﯾل ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﻬﺑﺔ23........................................................................
أ -ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب23................................................................................. .
ب -ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ23................................................................................. .
ﺛﺎﻧﯾﺎ :أرﻛﺎن اﻟﻬﺑﺔ وأﻧواﻋﻬﺎ23.................................................................... .
-1أرﻛﺎن اﻟﻬﺑﺔ23............................................................................... .
أ -اﻟﺻﯾﻐﺔ23.................................................................................... .
ب -اﻟواﻫب24.....................................................................................
ج -اﻟﻣوﻫوب ﻟﻪ24.............................................................................. .
د -اﻟﺷﻲء اﻟﻣوﻫوب24........................................................................... .
-2أﻧواع اﻟﻬﺑﺔ24................................................................................ .
أ -اﻟﻬﺑﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ25.................................................................................
ب -اﻟﻬﺑﺔ اﻟﻣﻘﯾدة25.............................................................................. .
80
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟرﺟوع ﻓﻲ اﻟﻬﺑﺔ وﻣواﻧﻌﻬﺎ25........................................................ .
أوﻻ :ﻣوﻗف اﻟﻔﻘﻪ ﻣن اﻟرﺟوع ﻓﻲ اﻟﻬﺑﺔ25.......................................................... .
-1ﺣﻛم اﻟرﺟوع ﻓﻲ اﻟﻬﺑﺔ ﻗﺑل ﻗﺑض اﻟﻣوﻫوب26....................................................
-2ﺣﻛم اﻟرﺟوع ﻓﻲ اﻟﻬﺑﺔ ﺑﻌد ﻗﺑض اﻟﻣوﻫوب26.................................................. .
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﻣواﻧﻊ اﻟرﺟوع ﻓﻲ اﻟﻬﺑﺔ27.....................................................................
-1ﻣواﻧﻊ اﻟرﺟوع ﻓﻲ اﻟﻬﺑﺔ ﻋﻧد اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ27........................................................ .
-2ﻣواﻧﻊ اﻟرﺟوع ﻓﻲ اﻟﻬﺑﺔ ﻋﻧد اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ28..........................................................
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻬﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون29.................................................................
اﻟﻔرع اﻷول :ﻣﻔﻬوم اﻟﻬﺑﺔ29....................................................................... .
أوﻻ :ﺗﻌرﯾف اﻟﻬﺑﺔ وﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ29................................................................. .
-1ﺗﻌرﯾف اﻟﻬﺑﺔ29............................................................................... .
-2ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻬﺑﺔ30..............................................................................
أ -أﻧﻬﺎ ﻋﻘد ﯾﺗم ﺑﯾن اﻷﺣﯾﺎء30.................................................................... .
ب -ﻧﯾﺔ اﻟﺗﺑرع30................................................................................ .
ج -اﻧﺗﻔﺎء اﻟﻌوض30............................................................................. .
د -اﻟواﻫب ﯾﺗﺻرف ﻓﻲ ﻣﺎﻟﻪ30................................................................... .
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻬﺑﺔ31.......................................................................
-1أرﻛﺎن اﻟﻬﺑﺔ31............................................................................... .
أ -اﻟﺗراﺿﻲ31................................................................................... .
ب -اﻟﻣﺣل31.................................................................................... .
ج -اﻟﺳﺑب31.................................................................................... .
د -اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ32......................................................................................
-2أﻧواع اﻟﻬﺑﺔ32............................................................................... .
أ -اﻟﻬﺑﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة وﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة32.............................................................. .
ب -اﻟﻬﺑﺔ اﻟﻣﺳﺗﺗرة32............................................................................ .
ج -اﻟﻬﺑﺔ ﻓﻲ ﻣرض اﻟﻣوت32.................................................................... .
د -أﺳﺎس اﻟﻬﺑﺔ ودواﻓﻌﻬﺎ33........................................................................
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﺣﻛﺎم اﻟﻬﺑﺔ33........................................................................
أوﻻ :اﻵﺛﺎر اﻟﺗﻲ ﺗﺗرﺗب ﻋن اﻟﻬﺑﺔ33.............................................................. .
-1اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟواﻫب34............................................................................
81
أ -اﻻﻟﺗزام ﺑﻧﻘل ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺷﻲء اﻟﻣوﻫوب34........................................................ .
ب -اﻻﻟﺗزام ﺑﺗﺳﻠﯾم اﻟﺷﻲء اﻟﻣوﻫوب34........................................................... .
ج -اﻻﻟﺗزام ﺑﺿﻣﺎن اﻟﻌﯾوب اﻟﺧﻔﯾﺔ34............................................................ .
د -اﻻﻟﺗزام ﺑﺿﻣﺎن اﻟﺗﻌرض واﻻﺳﺗﺣﻘﺎق35........................................................
-2اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣوﻫوب ﻟﻪ35..................................................................... .
أ -اﻻﻟﺗزام ﺑﻧﻔﻘﺎت اﻟﻬﺑﺔ35....................................................................... .
ب -اﻻﻟﺗزام ﺑﺄداء اﻟﻌوض35.................................................................... .
ﺛﺎﻧﯾﺎ :آﺛﺎر اﻟرﺟوع ﻓﻲ اﻟﻬﺑﺔ36.....................................................................
-1آﺛﺎر اﻟرﺟوع ﻓﻲ اﻟﻬﺑﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن36................................................. .
-2آﺛﺎر اﻟرﺟوع ﻓﻲ اﻟﻬﺑﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻐﯾر36....................................................... .
82
-2ﺷروط اﻟوﻗف42............................................................................
أ -ﺷروط اﻟواﻗف43.............................................................................
ب -ﺷروط اﻟﻣﺣل44............................................................................
ج -ﺷروط اﻟﺻﯾﻐﺔ45...........................................................................
د -ﺷروط اﻟﻣوﻗوف ﻋﻠﯾﻪ46.....................................................................
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﻫﻣﯾﺔ اﻟوﻗف وﻣﺑطﻼﺗﻪ46..........................................................
أوﻻ :أﻫﻣﯾﺔ اﻟوﻗف46............................................................................
-1اﻟﻣﺟﺎل اﻟدﯾﻧﻲ47............................................................................
-2ﻣﺟﺎل اﻟﺗرﺑﯾﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾم47.....................................................................
-3اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺻﺣﻲ47...........................................................................
-4اﻟﻣﺟﺎل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ47........................................................................
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﻣﺑطﻼت اﻟوﻗف47..........................................................................
-1ﺣدوث ﻣﺎﻧﻊ47...............................................................................
-2ﺗﺣﺑﯾس اﻟواﻗف ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻪ47..................................................................
-3اﻟوﻗف ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺻﯾﺔ واﻟﻣﻛروﻩ47............................................................
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟوﻗف ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون48..............................................................
اﻟﻔرع اﻷول :ﻣﻔﻬوم اﻟوﻗف48....................................................................
أوﻻ :ﺗﻌرﯾف اﻟوﻗف وطﺑﯾﻌﺗﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ48...........................................................
-1ﺗﻌرﯾف اﻟوﻗف48..............................................................................
أ -ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة48............................................................................
ب-ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷوﻗﺎف48..........................................................................
ج -ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﺗوﺟﯾﻪ اﻟﻌﻘﺎري49..................................................................
-2اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠوﻗف49.....................................................................
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺧﺻﺎﺋص اﻟوﻗف وأﻧواﻋﻪ49.................................................................
-1ﺧﺻﺎﺋص اﻟوﻗف49...........................................................................
أ -اﻟوﻗف ﻋﻘد ﺗﺑرﻋﻲ50.........................................................................
ب -اﻟوﻗف ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ50...........................................................
ج -اﻟوﻗف ﺣق ﻋﯾﻧﻲ50...........................................................................
د -اﻟوﻗف ﺗﺻرف ﻻزم ﻟﺻﺎﺣﺑﻪ50................................................................
-2أﻧواع اﻟوﻗف51................................................................................
83
أ -اﻟوﻗف اﻟﻌﺎم )اﻟﺧﯾري(51......................................................................
ب -اﻟوﻗف اﻟﺧﺎص )اﻷﻫﻠﻲ(51.....,.............................................................
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺷروط ﻧﻔﺎذ اﻟوﻗف وﺣﺎﻻت اﻧﺗﻬﺎﺋﻪ52................................................
أوﻻ :ﺷروط ﻧﻔﺎذ اﻟوﻗف52........................................................................
-1اﻟرﺳﻣﯾﺔ52....................................................................................
-2اﻟﺗﺳﺟﯾل53....................................................................................
-3اﻹﺷﻬﺎر53....................................................................................
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺣﺎﻻت اﻧﺗﻬﺎء اﻟوﻗف53.......................................................................
-1ﺣﺎﻻت اﻧﺗﻬﺎء اﻟوﻗف دون ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻘرار اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ54..............................................
أ -اﻧﺗﻬﺎء اﻟوﻗف ﺑﺎﻧﺗﻬﺎء اﻟﻣدة اﻟﻣﺣددة ﻟﻪ54.........................................................
ب -زوال اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣوﻗوف ﻋﻠﯾﻬﺎ54.................................................................
ج -ﻣوت اﻟﻣوﻗف ﻋﻠﯾﻬم54.........................................................................
-2إﻧﺗﻬﺎء اﻟوﻗف ﺑﻘرار ﻗﺿﺎﺋﻲ54..................................................................
أ -إﻧﺗﻬﺎء اﻟوﻗف ﺑﺳﺑب اﻟﺗﻠف54.....................................................................
ب -إﻧﺗﻬﺎء اﻟوﻗف ﻟﻘﻠﺔ اﻟﻣردود54...................................................................
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة )اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ( ﺑﯾن اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹ ﺳﻼﻣﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون56........................
اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة )اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ( ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ56...................................
اﻟﻔرع اﻷول :ﻣﻔﻬوم اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة )اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ(56......................................................
أوﻻ :ﺗﻌرﯾف اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة )اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ( ودﻟﯾل ﻣﺷروﻋﯾﺗﻪ56...........................................
-1ﺗﻌرﯾف اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة )اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ(56..............................................................
-2دﻟﯾل ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة )اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ(57......................................................
أ -ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب57...................................................................................
ب -ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ57...................................................................................
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺻﻔﺔ اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة )اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ(57...............................................................
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :أرﻛﺎن اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة )اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ( وﺷروطﻪ58............................................
أوﻻ :أرﻛﺎن اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة )اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ(58..............................................................
-1اﻟﺻﯾﻐﺔ58.....................................................................................
-2اﻟﻌﺎﻗدان58.....................................................................................
-3اﻟﻌﻣل58.......................................................................................
-4اﻟﺟﻌل58......................................................................................
84
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺷروط اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة )اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ(59.........................................................
-1أن ﺗﻛون اﻷ ﺟرة ﻣﻌﻠوﻣﺔ59...............................................................
-2أﻻ ﯾﺣدد ﻟﻠﻌﻣل أﺟل59.....................................................................
-3أﻻ ﯾﺷﺗرط ﻧﻘد اﻟﺟﻌل59....................................................................
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون59....................................................
اﻟﻔرع اﻷول :ﻣﻔﻬوم اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة60...........................................................
أوﻻ :ﺗﻌرﯾف اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة و طﺑﯾﻌﺗﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ60...............................................
-1ﺗﻌرﯾف اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة60...................................................................
-2اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة60..........................................................
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺷروط اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة61..................................................................
-1أن ﯾوﺟﻪ اﻟوﻋد إﻟﻰ اﻟﺟﻣﻬور61...........................................................
-2أن ﯾﺗﺿﻣن اﻟوﻋد إﻋطﺎء ﺟﺎﺋزة ﻣﻌﯾﻧﺔ61..................................................
-3أن ﯾﻛون ﺗوﺟﯾﻪ اﻹرادة ﻟﻠﺟﻣﻬور ﺑطرﯾق ﻋﻠﻧﻲ62.........................................
-4وﺟود إرادة ﺟدﯾﺔ وﺑﺎﺗﺔ ﺗﺗﺟﻪ إﻟﻰ اﻻﻟﺗزام62..............................................
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﺣﻛﺎم اﻟوﻋد ﺑﺟﺎﺋزة62........................................................ .
أوﻻ :أﺣﻛﺎم اﻟوﻋد اﻟﻣﺣدد اﻟﻣدة63............................................................
-1ﻋدم ﺟواز اﻟﻌدول63....................................................................
-2اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟﺟﺎﺋزة63......................................................................
ﺛﺎﻧﯾﺎ :أﺣﻛﺎم اﻟوﻋد ﻏﯾر ﻣﺣدد اﻟﻣدة63........................................................
-1ﺣق اﻟواﻋد ﻓﻲ اﻟرﺟوع63...............................................................
-2ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻐﯾر65..................................................................
ﺧﺎﺗﻣﺔ……………………………………………………………………………68..
اﻟﻣﻠﺣق69...................................................................................
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ76.................................................................
اﻟﻔﻬرس85..................................................................................
85