Professional Documents
Culture Documents
اﻟﺪﻛﺘﻮر:ﺻﺎﯾش ﻋﺑد اﻟﻣﺎﻟك ،أﺳﺗﺎذﻣﺣﺎﺿرﻗﺳم "أ" ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة،ﺑﺟﺎﯾﺔﻣﺸﺮﻓﺎ وﻣﻘﺮرا.
اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ2017/2016:
ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉﲊﲋ ﲌ ﲍ
ﲎﲏﲐ ﲑ ﲒﲓﲔ ﲕ ﲖﲗﲘ
اﻟﻌﻠﻖ٥ - ١ : ﲙ ﲚ ﲛ ﲜﲝ
ﺷﻜﺮ وﺗﻘﺪﻳﺮ
ﻧﺸﻜﺮ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ أوﻻ وﻧﺤﻤﺪﻩ ﻛﺜﻴﺮا ﻋﻠﻰ أن ﻳﺴّﺮ ﻟﻨﺎ أﻣﺮﻧﺎ
ﻛﻤﺎ ﻧﺘﻘﺪم ﺑﺄﺳﻤﻰ آﻳﺎت اﻟﺸﻜﺮ واﻻﻣﺘﻨﺎن واﻟﺘﻘﺪﻳﺮ إﻟﻰ اﻟﻠﺬﻳﻦ ﺣﻤﻠﻮا رﺳﺎﻟﺔ
اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻤﻌﺮﻓﺔ.
إﻟﻰ اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﻤﺸﺮف "ﺻﺎﻳﺶ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﺎﻟﻚ" ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻟّﻴﻪ اﻹﺷﺮاف ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ
اﻟﻤﺬﻛﺮة وﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻼﺣﻈﺎﺗﻪ اﻟﻘﻴّﻤﺔ اﻟﺬي أﺿﺎء أﻣﺎﻣﻨﺎ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺒﺤﺚ ،وﺟﺰاﻩ اﷲ
ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻛﻞ ﺧﻴﺮ ،واﻟﺬّي ﻛﺎن ﻟﻨﺎ اﻟﺸّﺮف أن ﻳﻜﻮن ﻣﺸﺮﻓـﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ.
وإﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺳﺎﻫﻢ ﻓﻲ إﻧﺠﺎز ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ وﻛﻞ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺪﻧﺎ ﻋﻠﻰ إﺗﻤﺎﻣﻪ ،وإﻟﻰ
ﻛﻞ ﻣﻦ ﺧﺼّﻨﺎ ﺑﻨﺼﻴﺤﺔ أو دﻋﺎء.
وﻳﻄﻴﺐ ﻟﻨﺎ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺧﺎﻟﺺ اﻟﺸﻜﺮ واﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻷﻋﻀﺎء ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻀﻠﻬﻢ
ﺑﻘﺒﻮل ﻓﺤﺺ وﺗﺪﻗﻴﻖ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺬﻛﺮة.
ﺧﻴﺮا.
ﻧﺴﺄل اﷲ أن ﻳﺤﻔﻈﻬﻢ وأن ﻳﺠﺎزﻳﻬﻢ ً
-أﻣﻴﻨﺔ ،ﻓﻮزﻳﺔ-
إﻟﻰ ﻓﺮﺣﺘﻲ وﺣﺰﻧﻲ ،إﻟﻰ ﺷﻤﻌﺘﻲ ودﻣﻌﺘﻲ إﻟﻰ ﻋﺰﺗﻲ وﺗﺎج
راﺳﻲ ،إﻟﻰ وﺟﻊ اﻟﻔﺮاق ،إﻟﻰ ﺟﺪي" ﺷﻌﺒﺎﻧﻲ ﺷﻌﺒﺎن" رﺣﻤﻪ اﷲ ﻟﻦ أﻧﺴﺎك
وﻟﻦ ﻳﻨﺴﻴﻨﻲ ﻓﻴﻚ أﺣﺪ.
إﻟﻰ ﻣﻦ ﻛﻠﻠﻪ اﷲ ﺑﺎﻟﻬﺒﺔ واﻟﻮﻗـﺎر ،إﻟﻰ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﻨﻲ اﻟﻌﻄﺎء ﺑﺪون
اﻧﺘﻈﺎر ،إﻟﻰ ﻣﻦ أﺣﻤﻞ أﺳﻤﻪ ﺑﻜﻞ اﻓﺘﺨﺎر ،أرﺟﻮ ﻣﻦ اﷲ أن ﻳﻤﺪ ﻓﻲ ﻋﻤﺮﻩ
ﻟﻴﺮى ﺛﻤﺎر اﻗﺘﺮب ﻗﻄﻔﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻃﻮل اﻧﺘﻈﺎر ،وﺳﺘﺒﻘﻰ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﻧﺠﻮﻣﺎ
أﻫﺘﺪي ﺑﻬﺎ اﻟﻴﻮم ﻏﺪا وإﻟﻰ اﻷﺑﺪ "ﺑﺎﺑﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ".
إﻟﻰ ﻋﻨﻮان اﻟﻜﻔـﺎح واﻟﻨﻀﺎل ،إﻟﻰ رﻣﺰ اﻟﺼﺒﺮ واﻟﻌﻄﺎء ،إﻟﻰ "ﻣﺎﻣﺎ
ﺣﻴﺎﺗﻲ" ﺣﻔﻀﻬﺎ اﷲ وﻗﺪرﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺘﻬﺎ.
إﻟﻰ ﻣﻦ أﻗﺘﺪي ﺑﻪ وﺳﺮت ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺎﻩ ،وﻛﺎن ﻣﺜﻼ وﻧﻮرا ﻟﻲ ﻓﻲ
ﺣﻴﺎﺗﻲ ،أﻣﺸﻲ ﺑﻪ أﺳﺘﺘﺮ ﺗﺤﺖ ﺟﻨﺎﺣﻪ ﺷﻘﻴﻘﻲ "ﻛﻬﻴﻦ وﺧﻄﻴﺒﺘﻪ" ﺣﻔﻀﻬﻤﺎ
اﷲ وأﻃﺎل ﻓﻲ ﻋﻤﺮﻫﻤﺎ.
إﻟﻰ اﻟﻘـﻠﻮب اﻟﻄﺎﻫﺮة اﻟﺮﻗﻴﻘﺔ واﻟﻨﻔﻮس اﻟﺒﺮﻳﺌﺔ إﻟﻰ
رﻳﺎﺣﻴﻦ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺷﻘﻴﻘﺘﻲ "ﺣﻠﻴﻤﺔ وﺧﻄﻴﺒﻬﺎ" و"ﻣﻨﺎل".
إﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﻨﻲ ﺣﺮﻓـﺎ وأرﺷﺪﻧﻲ ﻧﺼﺤﺎ وﻗﺪم ﻟﻲ ﻋﻮﻧﺎ
ﻓﻜﻨﺖ ﻟﻪ ﺑﺬﻟﻠﻚ ﻋﺒﺪا.
إﻟﻰ ﻣﻦ ﺟﻤﻌﺘﻨﻲ ﺑﻬﻢ ﻣﻘـﺎﻋﺪ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻓـﺄﺻﺒﺤﻮا أﻏﻠﻰ اﻟﻨﺎس
ﻋﻠﻰ ﻗـﻠﺒﻲ.
إﻟﻰ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺪﻧﻲ ﻋﻠﻰ إﻧﺠﺎز ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ "ﺗﻮﻓﻴﻖ".
إﻟﻰ ﻛﻞ ﻃﺎﻟﺐ ﻋﻠﻢ وﺑﺎﺣﺚ ﻣﺨﻠﺺ
إﻟﻰ روح ﺷﻬﺪاء ﻫﺬا اﻟﻮﻃﻦ
إﻟﻰ ﻛﻞ ﻫﺆﻻء أﻫﺪي ﺛﻤﺮة ﻧﺠﺎﺣﻲ
-أﻣﻴﻨﺔ-
إﻟﻰ ﻣﻦ ﻗـﺎل ﻓﻴﻬﻢ اﻟﻤﻮﻟﻰ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻌﺪ ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﺎن اﻟﺮﺣﻴﻢ:
ﱘ ﱡٱ ﱎ ﱏ
ﱠ ﺳﻮرة اﻟﻌﻨﻜﺒﻮت ،اﻵﻳﺔ ﱞ ﱟﱠ ﱡ ﱢ ﱙ
.08
إﻟﻰ ﻣﻦ أرﺿﻌﺘﻨﻲ اﻟﺤﺐ واﻟﺤﻨﺎن
إﻟﻰ رﻣﺰ اﻟﺤﺐ وﺑﻠﺴﻢ اﻟﺸﻔـﺎء
إﻟﻰ ﻣﻦ ﻛﺎن دﻋﺎﺋﻬﺎ ﺳﺮ ﻧﺠﺎﺣﻲ
إﻟﻰ أﻏﻠﻰ اﻟﺤﺒﺎﻳﺐ أﻣﻲ "ﻧﺼﻴﺮة"
إﻟﻰ ﻣﻦ ﺟﺮع اﻟﻜﺄس ﻓـﺎرﻏﺎ ﻟﻴﺴﻘﻴﻨﻲ ﻗﻄﺮة ﺣﺐ
إﻟﻰ ﻣﻦ ﻛﻠّﺖ أﻧﺎﻣﻠﻪ ﻟﻴﻘﺪم ﻟﻨﺎ ﻟﺤﻈﺔ ﺳﻌﺎدة
إﻟﻰ ﻣﻦ ﺣﺼﺪ اﻷﺷﻮاك ﻋﻦ درﺑﻲ ﻟﻴﻤﻬﺪ ﻟﻲ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻌﻠﻢ
إﻟﻰ ﻗـﻠﺐ اﻟﻜﺒﻴﺮ أﺑﻲ "رﺷﻴﺪ"
إﻟﻰ اﻟﻘـﻠﻮب اﻟﻄﺎﻫﺮة اﻟﺮﻗﻴﻘﺔ واﻟﻨﻔﻮس اﻟﺒﺮﻳﺌﺔ إﻟﻰ رﻳﺎﺣﻴﻦ ﺣﻴﺎﺗﻲ
أﺧﻲ وأﺧﻮاﺗﻲ "ﻳﺎﺳﻴﻦ" "رﺑﻴﺤﺔ" "ﻓﻬﻴﻤﺔ" "روزة"
وإﻟﻰ أزواﺟﻬﻢ "ﻓﻬﻴﻢ" "ﻓﻴﺼﻞ" " ﻫﺸﺎم"
وإﻟﻰ اﻟﻜﺘﺎﻛﻴﺖ "أدام" "أﻧﻔـﺎل" "ﻧﻴﻠﺔ"
إﻟﻰ اﻟﺬﻳﻦ أﺣﺒﺒﺘﻬﻢ وأﺣﺒﻮﻧﻲ أﺻﺪﻗـﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ أو ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ
ﺧﺎﺻﺔ "أﻣﻴﻨﺔ" "ﻧﺴﺮﻳﻦ" " ﻓﻮزﻳﺔ"...
وإﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺘﻬﻢ ذاﻛﺮﺗﻲ وﻟﻢ ﺗﻮﺳﻌﻬﻢ ﻣﺬﻛﺮﺗﻲ
ﻛﻤﺎ ﻻ أﻧﺴﻰ أﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺪﻧﺎ ﻓﻲ إﻧﺠﺎز ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ "ﺗﻮﻓﻴﻖ".
أﻫﺪﻳﻬﻢ ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ
-ﻓﻮزﻳﺔ-
ﻗـﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼﺮات
ED : EDTION
P : PAGE
ﻣﻘﺪﻣﺔ
إن ﻟﻘﯾﺎم دوﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧون ﯾﺗطﻠب أﺳس وﻣﺑﺎدئ ،أﻫﻣﻬﺎ وﺟود دﺳﺗور ﯾﺣﻛم ﻫذﻩ اﻟدوﻟﺔ) ،(1ﯾﺣﻣل ﻓﻲ
طﯾﺎﺗﻪ اﻟوظﺎﺋف اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗﺗوﻻﻫﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺳﻠطﺎت ،ﺗﺗﺟﺳد ﻓﻲ :اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ
واﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ .وﻗد أﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﺛﺎﺑت أن ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺎت أو اﻟﺳﻠطﺎت ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﺑدأ ﻣﻬم،
واﻟذي ﯾﻌﺗﺑر آﻟﯾﺔ ﻣن آﻟﯾﺎت ﺧﺿوع اﻟدوﻟﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون ،أﻻ وﻫو ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت ،اﻟذي ﯾﻌﻧﻲ ﺗوزﯾﻊ
اﻟﺳﻠطﺎت واﻟﻣﻬﺎم واﻟﺻﻼﺣﯾﺎت ﻋﻠﻰ ﺛﻼث ﻫﯾﺋﺎت ،ﺣﯾث ﺗﺧﺗص ﻛل ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺎﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﺧﺗﻠف
ﻋن اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺢ ﻟﻐﯾرﻫﺎ).(2
إن اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻣﻧﺗﺧﺑﺔ ﺗﻌد أﻫم اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻧﯾﺎﺑﻲ اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ،ﺑوﺻﻔﻬﺎ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﻌﺑرة
ﻋن إرادة اﻟﺷﻌب ،وﺣﺎﻣﯾﺔ ﻟﺣﻘوﻗﻪ وﺣرﯾﺎﺗﻪ ،ﻓﺄﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﻧﺎدر أن ﻧﺟد دوﻟﺔ ﺑﻼ ﺑرﻟﻣﺎن ،ﯾﻣﺛل ﻣﺧﺗﻠف
ﺷراﺋﺢ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﯾﺣﻣﻲ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ) ،(3وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﺑرﻟﻣﺎن
ﯾﺣﺗل ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻣﺗﻣﯾزة ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻟدﺳﺗوري ﻷﻏﻠب اﻟدول ،ﻓﻬو ﻋﺻﺑﻬﺎ وﻣﺳﺗودع اﻟﻔﻛر واﻟﺧﺑرة
وﻣﺻدر ﻗوة اﻟدﻓﺎع ﻓﯾﻬﺎ ،إﻣﺎ إﻟﻰ اﻟطﻣوح واﻟرﻗﻲ أو إﻟﻰ اﻻﻧﻛﻣﺎش واﻟﺗﻘﻬﻘر.
ﻧﺟد ﻓﻲ اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ أن اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري ﯾﻧص ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ أول دﺳﺎﺗﯾرﻩ ﻋﻠﻰ
وﺟود ﻫﯾﺋﺔ ﻣﻧﺗﺧﺑﺔ ﻋن طرﯾق اﻻﻗﺗراع اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺑﺎﺷر واﻟﺳري ﻟﻣدة 5ﺳﻧوات ،ﺗﻣﺛل إرادة اﻟﺷﻌب واﻟﺗﺻوﯾت
ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﻧﯾن وﺗراﻗب اﻟﺣﻛوﻣﺔ ،وأطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟﻣﺟﻠس اﻟوطﻧﻲ) ،(4وﻫو ﻣﺎ ﻛرس ﻓﻲ دﺳﺗور 1976
اﻟذي ﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﯾﻣﺎرس اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻣﺟﻠس واﺣد ﯾدﻋﻰ اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ،اﻟﻣﻌﺑر ﻋن
)-(1ﺣﺑﺷﻲ ﻟزرق ،أﺛر ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺿﻣﺎﻧﺎﺗﻬﺎ ،أطروﺣﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم،
ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﺑﻲ ﺑﻛر ﺑﻠﻘﺎﯾد ،ﺗﻠﻣﺳﺎن ،2013ص .1
)-(2ﺑن ﻧﺎﺟﻲ ﻣدﯾﺣﺔ ،ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﻓرع اﻟدوﻟﺔ
واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑن ﯾوﺳف ﺑن ﺧدة ،اﻟﺟزاﺋر 2009 ،ص.2
)-(3أﺣﻣد ﺑوﻣدﯾن ،اﻟﺣﺻﺎﻧﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ،
ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺑو ﺑﻛر ﺑﻠﻘﺎ ﯾد ،ﺗﻠﻣﺳﺎن 2015ص.6
)-(4راﺟﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدﺗﯾن رﻗم 27و 28ﻣن اﻟدﺳﺗور ،1963ﻣﺻﺎدق ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﺗﺄﺳﯾﺳﯾﺔ ،ﺑﺗﺎرﯾﺦ 28أوت ،1963
ج .ر.ج ج .د .ش ﻋدد ،64ﻟﺳﻧﺔ .1963
8
ﻣﻘﺪﻣﺔ
إرادة اﻟﺷﻌب وﻣﻛﻠف ﺑوﺿﻊ اﻟﻘﺎﻧون واﻟﺗﺻوﯾت ﻋﻠﯾﻪ) ،(5ﻟﯾﺄﺗﻲ دﺳﺗور 1989ﻟﯾؤﻛد ذﻟك ﻣﻊ ﺗﻐﯾر
ﻣﺻطﻠﺢ اﻟوظﯾﻔﺔ ﺑﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺳﻠطﺔ) ،(6إﻻ أن اﻟﻣﺎدة رﻗم 01 /98ﻣن اﻟدﺳﺗور ،(7)1996ﻏﯾرت اﻟﻣوازﯾن
و ﻫﯾﻛﻠﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن أﺣﺎدﯾﺗﻬﺎ.
ﺑﻣوﺟب اﻟدﺳﺗور 1996أﺻﺑﺣت اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﺗﻣﺎرس ﻣن طرف اﻹزدواﺟﯾﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ،
اﻟﻐرﻓﺔ اﻷوﻟﻰ أطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ،ﯾﺗم اﻧﺗﺧﺎﺑﻬﺎ ﻋن طرﯾق اﻻﻗﺗراع اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺑﺎﺷر
واﻟﺳري ﻟﻣدة 5ﺳﻧوات ،أﻣﺎ اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗﻣزج ﺑﯾن اﻻﻧﺗﺧﺎب واﻟﺗﻌﯾن.
وﻓﻲ ﻛل اﻷﺣوال ﻟﻬﺎ ﺳﯾﺎدة ﻓﻲ إﻋداد اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﺗﺻوﯾت ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ،وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ
أن اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﻗﺎم ﺑﺗوﺳﯾﻊ ﻣﺟﺎﻻت اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎدي ﻟﺗﺻل إﻟﻰ 30ﻣﺟﺎل ،ﻛﻣﺎ أدﺧل طﺎﺋﻔﺔ
ﺟدﯾدة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل أطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻌﺿوﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗﻣس 7ﻣﺟﺎﻻت ،ﻟﻛن ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ
اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﻛﺎن ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗﺿﯾق اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،ﻣﻊ ﺗوﺳﯾﻊ
ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،وﻹﺷﺎرة ﻓﺈن أﻫم ﺷﻲء ﻣﯾز اﻟدﺳﺗور 1996ﻫو اﺳﺗﻌﺎدة
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺎدرة ﺑﺎﻗﺗراح اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ،ﻓﺄﺻﺑﺣت ﺷرﯾﻛﺔً ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻓﻲ
ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻫذا اﻟﺣق.
رﻏم اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﺑﻬﺎ اﻟدﺳﺗور 1996واﻟﺗﻲ ﻣﺳت اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،إﻻ أن ذﻟك ﻟم
ﯾﻘﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻔوق اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ ﺟل ﻣراﺣل اﻟﺑﻧﺎء و/أو اﻟﻌﻣل ،وﻟﻌل اﻟﺣﺟﺔ ﻓﻲ
)-(5راﺟﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 126ﻣن اﻟدﺳﺗور ،1976ﺻﺎدر ﺑﻣوﺟب اﻷﻣر رﻗم ،97-76اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 22ﻧوﻓﻣﺑر ،1976ج
.ر.ج.ج.د.ش ﻋدد ،94ﻟﺳﻧﺔ .1976
)-(6راﺟﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 92ﻣن اﻟدﺳﺗور ،1989ﻣﻧﺷور ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم ،18-89اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 28ﻓﯾﻔري ،1989
ج ر.ج.ج.د.ش ﻋدد ،9ﻟﺳﻧﺔ .1989
)-(7راﺟﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 01/98ﻣن اﻟدﺳﺗور 28ﻧوﻓﻣﺑر ،1996ﻣﻧﺷور ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم ،438-96ﻣؤرخ ﻓﻲ
7دﯾﺳﻣﺑر ،1996ج ر ﻋدد ،76ﻟﺳﻧﺔ ،1996ﻣﻌدل ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم 03-02اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 10أﻓرﯾل ،2002ﯾﺗﺿﻣن اﻟﺗﻌدﯾل
اﻟدﺳﺗوري ،ج .ر ﻋدد ،25ﻟﺳﻧﺔ ،2002ﻣﻌدل ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،19-08اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 15ﻧوﻓﻣﺑر ،2008ﯾﺗﺿﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري،
ج .ر.ج.ج.د.ش ﻋدد ،63ﻟﺳﻧﺔ .2008
9
ﻣﻘﺪﻣﺔ
ذﻟك ﻫﻲ أن اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻟم ﯾﺻل ﺑﻌد إﻟﻰ اﻟدرﺟﺔ اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﻧﺿﺞ ﺗﻣﻛﻧﻪ ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺳﻠطﺗﻪ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ،
ﺑﺳﺑب ﻧﻘص اﻟﺧﺑرة وﻛذﻟك ﻗﺻر ﻋﻣر اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬو ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﺟﻬﺎز اﻟﺗﻧﻔﯾذي).(8
ﺑﺳﺑب ﻋدة اﻷزﻣﺎت وﺣﺟﺔ اﻟﺗﺟدﯾد ﻗﺎم اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ 2016ﺑﺈﺻدار اﻟﻘﺎﻧون رﻗم
01-16اﻟذي ﯾﺣﻣل ﻓﻲ طﯾﺎﺗﻪ اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ،وﺑﻣراﺟﻌﺔ ﻫذﻩ اﻟوﺛﯾﻘﺔ اﻟﺳﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ،ﻧﺟد أن
أﻏﻠب اﻟﺗﻌدﯾﻼت ﻣﺳت اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،ﺳواء ﻓﻲ ﺗﺷﻛﯾﻠﺗﻬﺎ أو اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬﺎ ،ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ رﻓﻊ ﻣﻛﺎﻧﺗﻬﺎ
ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد اﺳﺗﻌﺎدة اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺟﻣﯾﻊ ﺣﻘوﻗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎر اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ،رﻏم ذﻟك ﻣﺎ زاﻟت ﻫﯾﻣﻧﺔ اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻣﺳﺗﻣرة.
ﺗﻛﻣن أﻫﻣﯾﺔ اﻟدراﺳﺔ ﻓﻲ ﻛوﻧﻬﺎ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻹﺑراز اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﻠﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم
اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري ،وﻣدى ﻣﺳﺎﻫﻣﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻧﺗﺎج اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ،ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻋﻠﻣﻧﺎ أن ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ﯾﺿم
اﻟﻛﻔﺎءات ﻋﻠﻰ ﻗدر ﻣن اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﺧﺑرات ﻓﻲ ﺷﺗﻰ اﻟﻣﺟﻼت ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺳﺎﻋد ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ
ﻗﺻور اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﺑﺎدرة ،ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﺿﻣن اﻟﺑﻧﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺎﺗﻲ
داﺧل اﻟدوﻟﺔ ،وﻋﻼﻗﺎﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ).(9
ﻟﻌل أﻫم أﺳﺑﺎب اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣوﺿوع ﻫو اﻟﺗﺧﺻص ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻧﻪ ﻣن اﻟﻣواﺿﯾﻊ اﻟﺳﺎﺋدة ﻓﻲ
اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ أن اﻟﺟزاﺋر ﺗﻌﯾش ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﻟﻲ ﻓﺗرة ﺗﻘﯾم اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ،إذ ﺳﻧﺣﺎول
ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺗﺳﻠﯾط اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ أﻫم اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟﺗﻲ ﻣﺳت اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،رﻏم ﺻﻌوﺑﺔ
اﻟﻣوﺿوع وﻗﻠﺔ اﻟﻣراﺟﻊ اﻟﺻﺎدرة ﺑﻌد اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ،وﺿﯾق اﻟوﻗت.
وﻋﻠﯾﻪ ﻧطرح اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :ﻣﺎﻫﻲ اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﻠﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ دﺳﺗور 2016؟
ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻫذﻩ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻋﺗﻣدﻧﺎ ﻓﻲ دراﺳﺗﻧﺎ ﻫذﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻬﺟﯾن ﻫﻣﺎ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ و اﻟﻧﻘدي ،ﻓﺎﻷول
ﻗﻣﻧﺎ ﺑﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ذات ﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﻣوﺿوع ،أﻣﺎ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻗﻣﻧﺎ ﺑﺎﻧﺗﻘﺎد ﻫذﻩ اﻟﻧﺻوص.
)-(8ﺑوﻗﻔﺔ ﻋﺑد اﷲ ،أﺳﺎﻟﯾب ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﺟزاﺋري )دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ( ،دار ﻫوم ﻟطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ،اﻟﺟ ازﺋر،
،2012ص.62
)-(9ﺣﺟﺎب ﯾﺎﺳﯾن ،اﻟدور اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻟﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ اﻟﺟزاﺋري وﻣﺟﻠس اﻟﻣﺳﺗﺷﺎرﯾن اﻟﻣﻐرﺑﻲ )دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ( ،ﻣذﻛرة ﻣﻘدﻣﺔ ﺿﻣن
ﺗﻛﻣﻠﺔ ﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﺗﺧﺻص اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻗﺳم ﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ،ﺑﺳﻛرة ،2015 ،ص.3
10
ﻣﻘﺪﻣﺔ
ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻗﻣﻧﺎ ﺑﺗﻘﺳﯾم دراﺳﺗﻧﺎ إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن ،ﺣﯾث ﻧﺗﻌرف ﻓﻲ اﻟﺟزء اﻷول ﻋن
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،ﺑداﯾﺔ ﺑﺄﻫم اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟﺗﻲ ﻣﺳت ﺗﺷﻛﯾﻠﺗﻬﺎ وﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ،وﺻوﻻ إﻟﻰ اﻟﻬﯾﻣﻧﺔ اﻟﻣﺳﺗﻣرة
ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ )اﻟﻔﺻل اﻷول( ،أﻣﺎ اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺧﺻﺻﻧﺎﻩ إﻟﻰ اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟﺗﻲ ﻧراﻫﺎ ﺿرورﯾﺔ ﻟرﻓﻊ
ﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن )اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
11
اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ
اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ
اﻟﻨﺺ وواﻗﻊ
اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ
ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ وواﻗﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﻧظ ار ﻟﻠﻣﺷﺎﻛل اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﺗﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻣؤﺧ ار ،ﺗم اﻹﻋﻼن ﻋن ﺟﻣﻠﺔ
ﻣن اﻹﺻﻼﺣﺎت ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ 2015ﺿﻣن ﻣﺷروع اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ﻟﺗﺻﺣﯾﺢ اﻻﺧﺗﻼﻻت اﻟﺣﺎﺻﻠﺔ،
ﻓﺻﺎدق اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺑﻐرﻓﺗﯾﻪ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣﺷروع ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ ،2016ﻟﯾﺻﺑﺢ ﻧﺎﻓذا ﻓﻲ7ﻣﺎرس ،2016وﻣن
ﺿﻣن اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﻣﻘررة ﺗﻠك اﻟﺗﻲ اﻧﺻﺑت ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،ﻓﻧﺟد أن اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري
اﺳﺗﺑﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﻧﺻوص اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور 1996ﻣن ﺟﻬﺔ ،وأﺣدث ﻓﻲ ﺑﻌض
اﻟﻣﺟﺎﻻت ﺗﻐﯾرات ﺟوﻫرﯾﺔ أو طﻔﯾﻔﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن أﺑرز اﻟﺗﻌدﯾﻼت ﻣﺳت ﺗﺷﻛﯾﻠﺗﻬﺎ
واﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬﺎ ،ﻟﯾﺑدأ وزﻧﻬﺎ ﯾﺗزاﯾد وأﻫﻣﯾﺗﻬﺎ ﺗﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣن اﻟﺗﻌدﯾل إﻟﻰ آﺧر.
ﯾﻌﺗﺑر اﻟدﺳﺗور 1996أول اﻟدﺳﺎﺗﯾر اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟذي ﻛرس ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﻣﺑدأ ﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،أي وﺟود ﻏرﻓﺗﯾن ﯾﺗﺷﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ اﻟﺑرﻟﻣﺎن :اﻟﻐرﻓﺔ اﻷوﻟﻰ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ
اﻟوطﻧﻲ ،واﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ) ،(10وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة أن اﻟﻧظﺎم اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري
ﻛرس اﻟﻣﺑﺎدئ واﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،أﯾن ﯾﺗم اﺧﺗﯾﺎر أﻋﺿﺎﺋﻪ ﻋن طرﯾق اﻻﻧﺗﺧﺎب
اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺑﺎﺷر واﻟﺳري ،ﻓﺗﺗﻛﻔل ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺑوﺿﻊ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﻧظم اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻛﻣﺎ
ﺗﺳﻬر ﻋﻠﻰ ﺣﺳن ﺳﯾر ﻋﻣل اﻟﺣﻛوﻣﺔ ،ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺿف إﻟﻰ ذﻟك أﻧﻪ ﻣن ﺑﯾن
اﻵﻟﯾﺎت اﻟﺗﻲ اﺳﺗﺣدﺛﻬﺎ اﻟدﺳﺗور اﻷﺧﯾر ﺗﻘوﯾﺔ دور اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ )اﻟﻣﺑﺣث اﻷول(.
ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت ﻣن أﻫم ﺳﻣﺎت دوﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧون ،إذ ﻧﻌﻧﻲ ﺑﻪ ﻋدم اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن
اﻟوظﺎﺋف اﻟﺳﻠطﺗﯾن أو ﺗرﻛﯾزﻫﺎ ﻟدى ﺟﻬﺔ واﺣدة ) ،(11ﻟﻛن رﻏم ﺗﺑﻧﻲ اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﻟﻬذا اﻟﻣﺑدأ ﻓﻲ
ﻋدة اﻟﻧﺻوص اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ،إﻻ أن ﻫﯾﻣﻧﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻧظﯾرﺗﻬﺎ ﻣﺎ زاﻟت واﺿﺣﺔ ،وﻫو اﻟذي
ﺟﻌﻠﻪ ﯾﻌطﻲ ﺣﯾ از ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻌدﯾل اﻷﺧﯾر ﻋﺳﻰ أن ﯾﻌزز ﻣن ﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ وﯾﻘﻠل ﻣن
ﺳﯾطرة اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ )اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
)-(10ذﺑﯾﺢ ﻣﯾﻠود ،اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت ﻓﻲ اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،دار اﻟﻬدى ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﯾن ﻣﻠﯾﻠﺔ
،2007،ص.8
)-(11ﻫﺎﻣﻠﻲ ﻣﺣﻣد ،آﻟﯾﺎت إرﺳﺎء دوﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺑو ﺑﻛر ﺑﻠﻘﺎ ﯾد ،ﺗﻠﻣﺳﺎن ،2011 ،ص.8
13
ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ وواﻗﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول
ﺗﻧظﯾم اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ :ﺗﻌدﯾل أم اﺳﺗﻘرار اﻟﻧص
ﻟﻘد ﻧظم اﻟدﺳﺗور 2016اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ ،اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺗﺣت ﻋﻧوان ﺗﻧظﯾم
اﻟﺳﻠطﺎت ،ﺣﯾث أطرﻫﺎ اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﻣن اﻟﻣواد رﻗم 112إﻟﻰ ،155ﻓﺗوزﻋت اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ
ﻓﻲ ﺣواﻟﻲ 43ﻣﺎدة ،وﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟدﺳﺗور ،1996ﻧﺟد أن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﺗوزﻋت ﻓﻲ ﺣواﻟﻲ 39
ﻣﺎدة ) ،(12وﯾﻔﻬم ﻓﻲ ذﻟك أن ﻫذا اﻟﺗﻌدﯾل ﺟﺎء ﺑﺈﺻﻼﺣﺎت ﺟدﯾدة.
ﻣن اﻟﺗﺣدﯾﺛﺎت اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﺑﻬﺎ ﻫذا اﻟدﺳﺗور ،إﺿﺎﻓﺔ ﻟﺑﻌض اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ
اﻟوطﻧﻲ ،ﻛﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﺗﻌزﯾز ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ،ﺑﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﺗﻐﯾﯾرات اﻟﺗﻲ ﻣﺳت اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ
ﺷﻣﻠت ﺑﻌﺿﻬﺎ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻌﺿوي ﻟﻐرﻓﺗﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن )اﻟﻣطﻠب اﻷول( ،وﺑﻌﺿﻬﺎ اﻷﺧر ﻣﺳت اﻟﺟﺎﻧب
اﻟوظﯾﻔﻲ ﺧﺎﺻﺔ وأﻧﻪ ﻋزز دور اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ )اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
اﻟﻣطﻠب اﻷول
اﻹطﺎر اﻟﻌﺿوي ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ
ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 112ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ 2016ﻋﻠﻰ" :ﯾﻣﺎرس اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ
ﺑرﻟﻣﺎن ﯾﺗﻛون ﻣن ﻏرﻓﺗﯾن ،(13) "...ﻓﯾﻔﻬم ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة أن اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري اﺳﺗﺑﻘﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ
اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺎدة رﻗم 98ﻣن اﻟدﺳﺗور ،(14)1996ﻓﺈﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ
اﻟوطﻧﻲ أﻋﺎد اﻟدﺳﺗور ﻟﺳﻧﺔ 2016اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻟﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ،واﻟداﻓﻊ ﻟذﻟك ﻫو ﺟﻌﻠﻪ ﺑﻧﻔس ﻣرﺗﺑﺔ
اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن ﺑﯾن ﻏرﻓﺗﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن).(15
)-(12ﺑورﺟﺎح ﻋﻠﻲ وﺑوﺟﺎﺟﺔ ﻧﺟﯾب ،ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت ﻓﻲ ﺿوء دﺳﺗور ،1996ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺳﺗر ،ﻓرع
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة ،ﺑﺟﺎﯾﺔ،2013 ،
ص.19
)-(13اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،01-16اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 26ﺟﻣﺎدى اﻷوﻟﻰ ﻋﺎم ،1437اﻟﻣواﻓق 6ﻣﺎرس ﺳﻧﺔ ،2016ﯾﺗﺿﻣن اﻟﺗﻌدﯾل
اﻟدﺳﺗوري ،ج .ر.ج.ج.د.ش ،ﻋدد ،14اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 7ﻣﺎرس .2016
)-(14راﺟﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 98ﻣن اﻟدﺳﺗور ،1996ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
)-(15أوﻧﺎﻫﻲ ﻫﺎﻧﻲ وﺣﻣوﻣو ﻋﺑد اﻟﻣﺎﻟك ،اﻟدور اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻟﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري :ﺳﻠطﺔ أم وظﯾﻔﺔ ،ﻣذﻛرة
ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ،ﻓرع اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة ،ﺑﺟﺎﯾﺔ ،2015 ،ص.8
14
ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ وواﻗﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﻋﻠﻰ ﺿوء ذﻟك ﯾﺟب دراﺳﺔ أﻫم اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟﺗﻲ ﻣﺳت اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ )اﻟﻔرع اﻷول(
وأﻫم اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟﺗﻲ ﻣﺳت ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
اﻟﻔرع اﻷول
إﺻﻼﺣﺎت طﻔﯾﻔﺔ ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ
ﻟﻘد ﻋرف اﻟﻧظﺎم اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري اﻟﻐرﻓﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن ﻷول ﻣرة ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور،(16)1963
وﺑرﻏم ﻣن اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺷﻬﺎدﺗﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر ،ﺑﻘﻲ اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ اﻟﻐرﻓﺔ اﻟوﺣﯾدة
ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن ،إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ اﻟدﺳﺗور 1996أﯾن ﺑرزت اﻻزدواﺟﯾﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ.
إن اﻟدﺳﺗور 2016أﻗر ﺑﻌض اﻟﺗﻌدﯾﻼت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ،ﻣن ﺣﯾث اﻷﻋﺿﺎء
)أوﻻ( وﻣن ﺣﯾث اﻟﻬﯾﺎﻛل )ﺛﺎﻧﯾﺎ(.
أوﻻ :ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ﻣن ﺣﯾث اﻷﻋﺿﺎء
ﯾﺗﺷﻛل ﻫذا اﻟﻣﺟﻠس ﻣن ﻧواب ﯾﻧﺗﺧﺑون ﻋن طرﯾق اﻻﻗﺗراع اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺑﺎﺷر واﻟﺳري ) ،(17ﻟﻣدة 5
ﺳﻧوات طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة رﻗم 01/119ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،(18) 2016ﻓﯾﺿم اﻟﻣﺟﻠس ﺣﺎﻟﯾﺎ462
ﻣﻘﻌدا ،ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ 8ﻣﻘﺎﻋد ﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻠﺟﺎﻟﯾﺔ ،ﻣوزﻋﺔ ﻋﻠﻰ 48داﺋرة اﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ ﺑﺎﻟداﺧل ،و 04ﻣﻧﺎطق
ﺑﺎﻟﺧﺎرج ).(19
)-(16ﻣزﯾﺎﻧﻲ ﻟوﻧﺎس ،اﻧﺗﻔﺎء اﻟﺳﯾﺎدة اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ ظل اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،1996ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل درﺟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻓرع ﺗﺣوﻻت اﻟدوﻟﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ،ﺗﯾزي وزو ،2011 ،ص .14
)-(17ﺷرﯾط وﻟﯾد ،اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗطور اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري ،أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻛﻠﯾﺔ
اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺑو ﺑﻛر ﺑﻠﻘﺎﯾد ،ﺗﻠﻣﺳﺎن ،2012 ،ص.167
)-(18راﺟﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 01/119ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،2016ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة أﻧﻪ ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ،ﯾﻧﺗﺧب اﻟﻣﺟﻠس اﻟوطﻧﻲ ﻟﻣدة 5ﺳﻧوات ،ﻟﺗﻔﺎﺻﯾل ذﻟك راﺟﻊ:
JEAN JACQUES PAUL, droit situationnel et institutions politique, 4eme ed, P 21.
)-(19دﯾدان ﻣوﻟود ،ﻣﺑﺎﺣث اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري واﻟﻧظم اﻟدﺳﺗوري ﻋﻠﻰ ﺿوء ﺗﻌدﯾل دﺳﺗور اﻷﺧﯾر 6ﻣﺎرس ،2016دار ﺑﻠﻘﯾس
ﻟﻠﻧﺷر ،اﻟﺟزاﺋر ،2016،ص.332
-وﺑﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ﻣﻊ اﻟﻣﺟﻠس اﻟوطﻧﻲ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ،ﻧﺟد أن ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ ﻫذا اﻷﺧﯾر أﻛﺑر ﻣن ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ اﻟﻣﺟﻠس
اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ،ﺣﯾث ﻋدد اﻟﻧواب اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻔرﻧﺳﻲ 577ﻧﺎﺋب ،ﻣن ﺑﯾﻧﻬم 555ﻧﺎﺋب داﺧل اﻟﺗراب اﻟﻔرﻧﺳﻲ22 ،
ﻧﺎﺋب ﻣوزﻋﯾن ﻓﻲ ﺟﺎﻧب اﻟﻣﺣﯾط اﻟﻔرﻧﺳﻲ .وﻟﺗﻔﺎﺻﯾل أﻛﺛر راﺟﻊ:
PHILIPPE ARDANT -BERTRAND MATHIEU, institutions politique et droit constitutionnel
25eme ed, lextenso , P432.
15
ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ وواﻗﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
)-(20راﺟﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 92ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم ،10-16اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 22ذي اﻟﻘﻌدة ﻋﺎم ،1437اﻟﻣواﻓق 25ﻏﺷت
ﺳﻧﺔ ،2016ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻧظﺎم اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ،ج .ر .ج .ج .د .ش ،ﻋدد ،50ﺻﺎدر ﻓﻲ 28ﻏﺷت .2016
)-(21راﺟﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 40ﻣن اﻷﻣر رﻗم ،58-75اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 26ﺳﺑﺗﻣﺑر ،1975ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري،
ج .ر .ج .ج .د .ش ،ﻋدد ،78ﻟﺳﻧﺔ ،1975ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم.
)-(22راﺟﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 07ﻣن اﻷﻣر رﻗم ،86 -70اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 15دﯾﺳﻣﺑر ﺳﻧﺔ ،1970اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ ،ج.
ر .ج .ج .ش .د ،ﻋدد ،105اﻟﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ 18دﯾﺳﻣﺑر ،1970اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﺑﺎﻷﻣر رﻗم ،01-05اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 27ﻓﺑراﯾر
ﺳﻧﺔ ،2005ج .ر .ج .ج .ش .د ،ﻋدد ،15اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 27ﻓﯾﻔري .2005
) -(23اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،06-14اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 9أوت ،2014ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺧدﻣﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ،ج .ر .ج .ج .د .ش ،ﻋدد ،48اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ
10أوت .2014
16
ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ وواﻗﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
-أﻻ ﯾﻛون ﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺣﻛم ﻧﻬﺎﺋﻲ :ﯾﻌﻧﻲ ﻫذا اﻟﺷرط أﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺗرﺷﺢ ﻟﻌﺿوﯾﺔ اﻟﻣﺟﻠس ،ﻣن
ﺻدر ﺑﺣﻘﻪ ﺣﻛم ﻧﻬﺎﺋﻲ ﺑﺳﺑب ﺟﻧﺎﯾﺔ أو ﺟﻧﺣﺔ ،اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدﺗﯾن رﻗم 09و 14ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،156-66اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت).(24
ب-إﺟراءات اﻟﺗرﺷﺢ ﻟﻌﺿوﯾﺔ اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ
إن اﻟﻣﺗرﺷﺣﯾن اﻟذﯾن ﺗﺗوﻓر ﻓﯾﻬم اﻟﺷروط واﻟراﻏﺑﯾن ﺑﺎﻟﺗرﺷﺢ ،اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑذﻟك ﻋن طرﯾق وﺿﻊ
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺗرﺷﺣﯾن ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟوﻻﯾﺔ ،ﻣن طرف اﻟﻣﺗرﺷﺢ اﻟذي ﯾﺗﺻدر اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ أو ﻣن طرف اﻟﻣﺗرﺷﺢ
اﻟذي ﯾﻠﯾﻪ ﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ اﻟﺗرﺗﯾب ،وﯾﻠﺣق ﺑﺎﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑرﻧﺎﻣﺟﻪ اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﻲ ،ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة رﻗم 93ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻌﺿوي رﻗم ،10-16ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻧظﺎم اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت).(25
إن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ 2016اﺷﺗرط ﺣﺻول اﻟﺣزب اﻟﻣﺗرﺷﺢ ﻓﯾﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺳﺑﺔ %04ﻣن
اﻷﺻوات ،أو ﻋﻠﻰ 10ﻧﺎﺧﺑﯾن ﻓﻲ اﻟداﺋرة اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ ،ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة رﻗم 94ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم
،10-16اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻧظﺎم اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت) ،(26ﻛﻣﺎ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻛل ﺣزب ﻣﺗرﺷﺢ ﻟﻌﺿوﯾﺔ اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ
اﻟوطﻧﻲ أن ﯾﺗﺣﺻل ﻋﻠﻰ 250ﺗوﻗﯾﻊ.
-2ﺗﺣدﯾد ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻧﺗﺧﺎﺑﺎت اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ
ﯾﻧﺗﺧب أﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ﻟﻣدة 5ﺳﻧوات ﻋن طرﯾق اﻻﻗﺗراع اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺑﺎﺷر
واﻟﺳري ،وﻓﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة رﻗم 01/118ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،(27)2016ﻟﺗﻣﺛﯾل وﻻﯾﺗﻬم اﻟﺗﻲ
ﺗﻣﻠك ﻋدد ﻣن اﻟﻣﻘﺎﻋد ﯾﻛون ﻣﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ﻛﺛﺎﻓﺗﻬﺎ اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ.
ﯾﺗم ﺗوزﯾﻊ ﻣﻘﺎﻋد اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ﺑﺎﻟﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ﻧﺳﺑﺔ اﻷﺻوات اﻟﻣﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻓﯾﺗم
ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ إﻗﺻﺎء اﻟﻘواﺋم اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﺗﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﻧﺳﺑﺔ ،%05ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻣن اﻷﺻوات اﻟﻣﻌﺑر ﻋﻧﻬﺎ
ﻓﻲ اﻟداﺋرة اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ ،ﺛم ﺗﺄﺗﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﺣﺳﺎب اﻟﻣﻌﺎﻣل اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﻲ ،وﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﺗوزع اﻟﻣﻘﺎﻋد ﻋﻠﻰ
)-(24راﺟﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدﺗﯾن رﻗم 09و 14ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،156- 66اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 8ﺟوان ،1966ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻘﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،ج .ر.
ج .ج .ش .د ،ﻋدد ،49اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 11ﺟوان ،1966ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم ،ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،14-11اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2أوت ،2011ج .ر،
ﻋدد ،44ﺻﺎدر ﻓﻲ 10أوت .2011
)-(25راﺟﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 93ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم ،10-16ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
)-(26راﺟﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 94ﻣن ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ.
)-(27راﺟﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 01/118ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،2016ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
17
ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ وواﻗﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
اﻟﻘواﺋم اﻟﻣﺗرﺷﺣﺔ ﺑﻘدر ﻋدد ﻣرات اﻟﺗﻲ ﺣﺻﻠت ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﻣل اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﻲ ،أﻣﺎ اﻟﻣﻘﺎﻋد اﻟﻣﺗﺑﻘﯾﺔ
ﻓﺗﻣﻧﺢ ﻟﻠﻘﺎﺋﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ أﻛﺑر ﺑﺎﻗﻲ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻬﯾﺎﻛل
ﯾﺗﻛون اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ﻣن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻬﯾﺎﻛل ﻟﻛﻲ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أداء ﻣﻬﺎﻣﻪ ،اﻟﺗﻲ
ﺣددﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎدة رﻗم 09ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم ،12-16اﻟذي ﯾﺣدد ﺗﻧظﯾم ﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ
وﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ،وﻋﻼﻗﺎﺗﻬﻣﺎ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ وﺑﯾن اﻟﺣﻛوﻣﺔ ) ،(28ﻓﻬذﻩ اﻟﻬﯾﺎﻛل ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾﻣﻬﺎ إﻟﻰ ﻫﯾﺎﻛل
داﺋﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺿم رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس وﻣﻛﺗب و 12ﻟﺟﻧﺔ ،اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺿﻣﺎن ﺣﺳن ﺳﯾر اﻟﻣﺟﻠس ،وﻫﯾﺎﻛل
ﻣؤﻗﺗﺔ ﺗﺿم ﻫﯾﺋﺔ اﻟرؤﺳﺎء وﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗﻧﺳﯾق واﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ،وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة أﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻌﺿو أن
ﯾﺗﻣﻧﻲ إﻟﻰ أﻛﺛر ﻣن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ واﺣدة.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺗﻌزﯾز دور ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ
ﻟم ﯾﺳر اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﻓﻲ اﻟﺗﻌدﯾل اﻷﺧﯾر ﺗﺟﺎﻩ ﺗﻛرﯾس اﻻزدواﺟﯾﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﻓﻘط ،ﺑل
أﯾﺿﺎ إﻟﻰ ﺗﻌزﯾز دور ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ﻛﻐرﻓﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن اﻟﺟزاﺋري ،ﻧظ ار ﻷﻫﻣﯾﺔ وﺟودﻩ ،ﻓﻬو اﻟﻣﺟﻠس
اﻟذي ﯾﻣزج ﺑﯾن اﻟﺗﻌﯾن واﻻﻧﺗﺧﺎب.
ﺳﻧﺑﯾن ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔرع أﻫم اﻟﺗﺣدﯾﺛﺎت اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﺑﻬﺎ ﻫذا اﻟﺗﻌدﯾل اﻷﺧﯾر ﺑدأ ﺑﺗﺷﻛﯾﻠﺔ أﻋﺿﺎء
ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ )أوﻻ( ،ووﺻوﻻ إﻟﻰ ﻫﯾﺎﻛﻠﻪ )ﺛﺎﻧﯾﺎ(.
أوﻻ :ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻷﻋﺿﺎء
ﻻ ﺟدﯾد ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ،إذ ﯾﺗﻛون ﻣن أﻋﺿﺎء ﻣﻧﺗﺧﺑون ﻋن طرﯾق اﻻﻗﺗراع
ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷر وأﻋﺿﺎء ﻣﻌﯾﻧﯾن ﻣن طرف رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،ﻓﯾﺗﺄﻟف ﻣن 144ﻋﺿو ،ﻟﻣدة 6ﺳﻧوات
ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﺗﺟدﯾد ﻛل 3ﺳﻧوات) ،(29واﻟﺗﻲ ﺗﻧﺣﺻر ﻓﻲ:
)-(28راﺟﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 09ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم ،12 -16اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 22ذي اﻟﻘﻌدة ﻋﺎم ،1437اﻟﻣواﻓق 25ﻏﺷت
ﺳﻧﺔ ،2016ﯾﺣدد ﺗﻧظﯾم اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ وﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ،وﻋﻣﻠﻬﻣﺎ وﻛذا اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ وﺑﯾن اﻟﺣﻛوﻣﺔ ،ج.
ر .ج .ج .ش .د ،ﻋدد ،50اﻟﺻﺎدرة 25ذو اﻟﻘﻌدة ﻋﺎم ،1437اﻟﻣواﻓق ل 28ﻏﺷت . 2016
)-(29ﻣوﻟود ﻣﻧﺻور ،ﺑﺣوث ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،ﻣوﻓم ﻟﻠﻧﺷر ،اﻟﺟزاﺋر ،2010 ،ص.240
18
ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ وواﻗﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
)-(30ﻋﻣﯾر ﺳﻌﺎد ،اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻔﻛر اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ،اﻟﻌدد ،15اﻟﺟزاﺋر ،2007 ،ص.30
)-(31راﺟﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم ،111ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم ،10-16ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
)-(32أوﻧﺎﻫﻲ ﻫﺎﻧﻲ وﺣﻣوﻣو ﻋﺑد اﻟﻣﺎﻟك ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .17
-ﺣﺳب دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣراﺟﻊ ﺣول ﻣوﺿوع ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ،ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أﻧﻪ ﻣن ﺑﯾن أﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ دﻓﻌت اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري إﻟﻰ
ﺗﻘﻠﯾص ﺳن اﻟﺗرﺷﺢ ﻟﻌﺿوﯾﺔ ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ﻣن 40ﺳﻧﺔ إﻟﻰ 35ﺳﻧﺔ ،ﻫو ﺗﺣﻔﯾز أﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،ﻟﺗرﺷﺢ أﻛﺛر ﻟﻌﺿوﯾﺔ
ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ.
)-(33ﺧرﺑﺎﺷﻲ ﻋﻘﯾﻠﺔ ،ﻣرﻛز ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري ،دار اﻟﺧﻠدوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر،2013 ،
ص.116
19
ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ وواﻗﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
)-(34ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة ،إﻟﻰ أن ﻋﻧد ﻛل ﺗﺟدﯾد ﻧﺻﻔﻲ ﻷﻋﺿﺎء ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ﺳواء اﻟﻣﻌﯾﻧﯾن أو اﻟﻣﻧﺗﺧﺑﯾن ،ﯾﺳﺗﺛﻧﻰ ﻣن ذﻟك رﺋﯾس
ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ،اﻟذي ﯾﻣﺎرس ﻋﻬدﺗﻪ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻛن ﺑﺷرط ،ﺑﻌد ﻛل ﺗﺟدﯾد ﻧﺻﻔﻲ ﯾﺟب إﻋﺎدة اﻧﺗﺧﺎب ذﻟك اﻟرﺋﯾس.
)-(35راﺟﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 03/119ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،2016ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
)-(36راﺟﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 119ﻣن ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ.
)-(37ﺑﻠﺣﺎج ﺻﺎﻟﺢ ،اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻣن اﻻﺳﺗﻘﻼل إﻟﻰ اﻟﯾوم ،ط اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،2015 ،ص.24
20
ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ وواﻗﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
)-(38ﺑوﺷﻌﯾر ﺳﻌﯾد ،اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﺟزاﺋري) دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﻟطﺑﯾﻌﺔ ﻧظﺎم اﻟﺣﻛم ﻓﻲ ﺿوء دﺳﺗور ، (1996اﻟﺟزء اﻟراﺑﻊ
)اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﻣراﻗﺑﺔ( ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،ﺑن ﻋﻛﻧون ،2013 ،ص.51
)-(39ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص.51
)-(40ﺷرﯾط وﻟﯾد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.174
) -(41ﺑﻠﻘﺎﻟم ﻣراد ،اﻟﻧظﺎم اﻻزدواج اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري واﻟﻧظﺎم اﻟدﺳﺗوري اﻟﻣﺻري ) دراﺳﺔ
ﻣﻘﺎرﻧﺔ( ،ط اﻷوﻟﻰ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟوﻗﺎء اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،2009 ،ص.204
)-(42راﺟﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 124ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،2016ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
21
ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ وواﻗﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
-5اﻟﺗﻧﺎﻓﻲ
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗﻧﺎﻓﻲ أﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻷﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠﺳﯾن ،اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن وظﯾﻔﺗﻬم اﻟﻧﯾﺎﺑﯾﺔ ﻣﻊ وظﯾﻔﺔ أﺧرى،
ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 03ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم ،02-12اﻟذي ﯾﺣدد ﺣﺎﻻت اﻟﺗﻧﺎﻓﻲ ﻣﻊ اﻟﻌﻬدة
اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ) ،(43ﺣﯾث أﻧﻪ إذ ﻗﺿت ﺿرورة ﻣﻣﺎرﺳﺔ أﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠﺳﯾن ﻣﻬﺎﻣﻬم ﺑﻛل اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻟﻛن ﺑﺷرط
إﻟزاﻣﯾﺔ ﺗﺻرﯾﺢ أﻋﺿﺎء اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺑذﻟك ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻣﺟﻠﺳﻬم ).(44
-6ﺳﻘوط ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن
ﻧﺳﺗﺧﻠص ﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 123ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،2016أﻧﻪ إذا ﻟم ﯾﺳﺗوﻓﻰ
ﻋﺿو ﻓﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺷروط ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻻﻧﺗﺧﺎب أو ﻓﻘدﻫﺎ ﺑﻌد اﻧﺗﺧﺎﺑﻪ ،ﺗﺳﻘط ﻣﻬﻣﺗﻪ ،وﺳﻘوط اﻟﻣﻬﻣﺔ ﯾﻌﻧﻲ
زواﻟﻬﺎ ).(45
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻹطﺎر اﻟوظﯾﻔﻲ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ
إن اﻟدﺳﺗور اﻷﺧﯾر ﻋرف ﻋدة ﺗﻐﯾرات ﻻﺳﺗﻛﻣﺎل دوﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻟﻌل أﻫﻣﻬﺎ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ طﺎﻟت
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬﺎ ،ﺣﯾث ﯾﻣﺎرس اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻣﻬﻣﺗﯾن أﺳﺎﺳﯾﺗﯾن ﻣﺗﻣﺛﻠﺗﯾن ﻓﻲ ﻣﻬﻣﺔ
اﻟﺗﺷرﯾﻊ وﻣﻬﻣﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ،وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور 2016ﻗﺎم ﺑﺗﻔﻌﯾل دور
اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ.
ﺳوف ﻧﺗطرق إﻟﻰ ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺷرﯾﻊ وﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟرﻗﺎﺑﺔ )اﻟﻔرع اﻷول(،
واﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
)-(43راﺟﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 03ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم , 02-12اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 12ﺟﺎﻧﻔﻲ ،2012ﯾﺣدد ﺣﺎﻻت اﻟﺗﻧﺎﻓﻲ ﻣﻊ
اﻟﻌﻬدة اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ .ج .ر .ج .ج .د .ش ،ﻋدد ،1اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 14ﺟﺎﻧﻔﻲ.2012
)-(44ﺣﻠﻣﻲ ﺻورﯾﺔ و طرﻣون أﻣﺎل ،واﻗﻊ اﻟﺗﻣﺛﯾل اﻟﻧﯾﺎﺑﻲ ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻠﯾﺳﺎﻧس ،ﺗﺧﺻص ﺗﻧظﯾﻣﺎت ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ٕوادارﯾﺔ،
ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺎﺻدي ﻣرﺑﺎح ،ورﻗﻠﺔ ،2013 ،ص.52
)-(45أوﺻﯾف ﺳﻌﯾد ،اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ظل دﺳﺗور 28ﻧوﻓﻣﺑر 1996اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ،أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة دﻛﺗوراﻩ ﻋﻠوم
ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ،2016 ،1ص.142
22
ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ وواﻗﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
اﻟﻔرع اﻷول
أي ﺗﻌزﯾز ﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺑرﻟﻣﺎن؟
إن اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟﺟزاﺋري ﯾﻌرف ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﺿر ،ﺗطور واﺳﻌﺎ ﻓﻲ ﺳﻠطﺎﺗﻪ وأدوارﻩ ،ﻓﻬو اﻟﻬﯾﺋﺔ
اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺗﺷرﯾﻊ واﻟﺗﺻوﯾت واﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻛل ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷﻣﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،ﺿف إﻟﻰ ذﻟك ﻫﻧﺎك اﺧﺗﺻﺎص
رﻗﺎﺑﻲ ﯾﻣﺎرﺳﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛوﻣﺔ.
ﻟﻺﺣﺎطﺔ ﺑﺎﻟﻣﻬﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،وﺟب دراﺳﺔ ذﻟك ﻋن طرﯾق ﻧﻘطﺗﯾن ،اﺑﺗداء ﺑﺎﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ
ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺷرﯾﻊ )أوﻻ( ،وﺻوﻻ إﻟﻰ ﺳﻠطﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟرﻗﺎﺑﺔ )ﺛﺎﻧﯾﺎ(.
أوﻻ :ﺳﻠطﺎت اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺷرﯾﻊ
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻫﻲ اﻟرﻛﯾزة اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺻﻧﻊ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻷﻧﻬﺎ أﻛﺛر ﺳﻠطﺔ ﻋﻠﻣﺎ
ﺑﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺣﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻟﻬذا ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻷﻗرب ﻟﻠﻣواطن ،وﻧظ ار ﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧون
ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﺿر ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﺣﺗرام إﺟراءات إﻋدادﻩ وﻣﻧﺎﻗﺷﺗﻪ واﻟﺗﺻوﯾت ﻋﻠﯾﻪ).(46
وﻋﻠﯾﻪ ﺳﺗﻧﺣﺻر دراﺳﺗﻧﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺟزء ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ،ﻓﻲ ظل ﺗﻌزﯾز ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻣﺟﻠس
اﻷﻣﺔ واﺳﺗﻣرار ﻋرﻗﻠﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ.
-1ﻣﺟﻼت اﻟﺗﺷرﯾﻊ :أي ﺟدﯾد؟
ﺣﯾز واﺳﻌﺎ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ
إن اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري ﻣﻧﺢ ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ،ﻣﻧذ ﻧﺷﺄﺗﻪ ا
ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ،وﻫذا ﻋﻛس ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ اﻟذي ﺿﯾق ﻣن اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ ،ﻟﻛن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ
2016ﺣﺎول اﻟرﻓﻊ ﻣن ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ٕواﻋﺎدة اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻟﻪ.
أ-ﺳن اﻟﻘﺎﻧون ﻣن طرف ﻏرﻓﺗﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن
إن اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن ،ﺗﻧﺣﺻر ﻓﻲ اﻗﺗراح اﻟﻘواﻧﯾن وﻣﻧﺎﻗﺷﺗﻬﺎ واﻟﺗﺻوﯾت
ﻋﻠﯾﻬﺎ ،وﻓﻘﺎ ﻟﻺﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺣددﻫﺎ اﻟدﺳﺗور).(47
23
ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ وواﻗﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أﻧﻪ ﻗﺑل ﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗور 1996ﻛﺎن ﯾﺣق ﻟﻧواب اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ
دون أﻋﺿﺎء ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ اﻟﻣﺑﺎدرة ﺑﺎﻟﻘواﻧﯾن ،ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 119ﻣن اﻟدﺳﺗور،(48) 1996
وﻫﻲ ﺑذﻟك ﺗﺧﺎﻟف اﻟﻣﺎدة رﻗم 98ﻣن ﻧﻔس اﻟدﺳﺗور ،اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺢ ﺳﯾﺎدة إﻋدادﻩ واﻟﺗﺻوﯾت ﻋﻠﯾﻪ ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن
ﺑﻐرﻓﺗﯾﻪ أي اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ وﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ،ﻟﻬذا ﺗم إﻋﺎدة ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻣﺎدة رﻗم 01/ 119ﻋﻠﻰ
ﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ" :ﻟﻛل ﻣن اﻟوزﯾر اﻷول واﻟﻧواب وأﻋﺿﺎء ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ﺣق اﻟﻣﺑﺎدرة ﺑﺎﻟﻘواﻧﯾن") ،(49وذﻟك
ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة رﻗم 01/ 136ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،2016ﺣﯾث ﯾﺗم ﺗﺣﻠﯾل ﻫذا ﻋن طرﯾق:
-اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺑﻐرﻓﺗﯾﻪ ﻫﯾﺋﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺳن اﻟﻘﺎﻧون
ﺟﺎء اﻟدﺳﺗور 2016ﻟﯾؤﻛد ﻋﻠﻰ اﻟدور اﻟذي ﺗﻠﻌﺑﻪ اﻟﻐرﻓﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ إﻋداد اﻟﻘﺎﻧون ،اﻟﺗﻲ ﺗﻛون
ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎﻗﺷﺔ إذا ﻗدﻣﻬﺎ 20ﻧﺎﺋب ،اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة رﻗم 01/136ﻣن اﻟدﺳﺗور ،(50)2016وﻋﻠﯾﻪ
ﻛﺎن وﻻ ﯾزال اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ﻟﺑﯾﻧﺔ أﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر).(51
ﺧﻼل اﺳﺗﻘراء اﻟﻣﺎدة رﻗم 01/136ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،2016ﯾﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ أن اﻟﻣؤﺳس
اﻟدﺳﺗوري ﻟم ﯾﻣﯾز ﻓﻲ اﻟﺗﻌدﯾل اﻷﺧﯾر ﺑﯾن ﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ وﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ﻓﻲ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻘﺎﻧون.
-ﻣﺟﺎل ﺳن اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻘﺎﻧون ﻫو ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣوﺟﻪ ﻟﻸﺷﺧﺎص اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ أو اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﯾﺄﻣرﻫم ﺑﻔﻌل
ﺷﻲء أو ﯾﻧﻬﻬم ﻋﻧﻪ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻘوم ﺑﺗﻧظﯾم اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻷﺷﺧﺎص ،وﻗد ﻋﻣل اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﻣﻧذ
دﺳﺗور 1996ﻋﻠﻰ وﺿﻊ ﺻﻧﻔﯾن ﻟﻠﻘﺎﻧون واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﯾن ﻓﻲ:
اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻌﺿوﯾﺔ
ﻫﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺻدرﻫﺎ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،وﻓﻘﺎ ﻹﺟراءات اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور،
ﻋﻠﻰ أن ﺗﺧﺿﻊ ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري ﻗﺑل اﻟﺷروع ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ).(52
24
ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ وواﻗﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﺑﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟﻣﺎدة رﻗم 141ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ 2016ﻣﻊ اﻟﻣﺎدة رﻗم 123ﻣن اﻟدﺳﺗور
،1996ﻧﺟد أن اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﺣذف اﻟﻧﻘطﺔ اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻣﺎدة رﻗم ،(53) 123ﻋﻠﻰ أن ﯾﺗم
اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻌﺿوﯾﺔ ﺑﺎﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻟﻠﻧواب وأﻋﺿﺎء ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ،ﻓﻬذا ﯾدل ﻋﻠﻰ
ﺷﻲء واﺣد وﻫو اﺳﺗﻌﺎدة اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣﻛﺎﻧﺗﻬﺎ ،وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أﻧﻪ ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور ،1996ﻛﺎن
ﯾﺻﺎدق ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻔﺋﺔ ﺑﺎﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻟﻠﻧواب وﺑﺄﻏﻠﺑﯾﺔ ﺛﻼﺛﺔ أرﺑﺎع ) (4/3أﻋﺿﺎء ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ.
اﻟﻘواﻧﯾن
ﻟﺟﺄت اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدﺳﺎﺗﯾر إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﺷرع ﻓﯾﻪ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،وﻫذا ﻫو ﺣﺎل
اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري اﻟذي ﺣدد اﻟﻣﺟﻼت اﻟﺗﻲ ﯾﺷرع ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺑﻣوﺟب اﻟﻘواﻧﯾن ،اﻟﺗﻲ ﺗﻧﻘﺳم
إﻟﻰ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻌﺎدﯾﺔ واﻟﻣﺑﺎدرة ﺑﺎﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗور).(54
اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻫﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻣﺟردة ،واﻟﺗﻲ ﯾﺷرع ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺑرﻟﻣﺎن
ﺑﻐرﻓﺗﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﺣدود اﻟﻣﺑﯾن ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور) ،(55وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟدﺳﺗور 1996ﺣددﻫﺎ ب 30
ﻣﺟﺎل ،ﻟﻛن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ 2016ﻗﻠﺻﻬﺎ إﻟﻰ 29ﻣﺟﺎﻻ ،وذﻟك ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﺎدة رﻗم 140
ﻣﻧﻪ) ،(56وﺑﻣﻘﺎرﻧﺗﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻣﺎدة رﻗم 122ﻣن اﻟدﺳﺗور ،1996ﻧﺟد أن اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﺗﺧﻠﻰ ﻋن
اﻟﻔﻘرة 11ﻣن اﻟﻣﺎدة رﻗم 122اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ" :اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧطط اﻟوطﻧﻲ").(57
وﻓﻲ ﻛل اﻷﺣوال ﻟم ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ إن ﻛﺎن اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري ذﻛر ﻣﺟﺎﻻت اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻌﺎدي ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر أو ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ ﻣن ﺧﻼل رﺑط اﻟﻣﺎدة رﻗم 140
ﺑﺎﻟﻣﺎدة رﻗم 143ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،2016أن اﻟﺗﻧظﯾم ﻫو اﻷﺻل واﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻫو اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء
).(58
25
ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ وواﻗﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﺑﺎﻟﻌودة إﻟﻰ ﺣق اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺑﺈﻗرار اﻟﺗﻌدﯾل ،ﻓﯾﻣﻛن ﻟﺛﻼﺛﺔ أرﺑﺎع ) (4/3ﻏرﻓﺗﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻗﺗراح
اﻟﺗﻌدﯾل ﻋﻠﻰ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟذي ﯾﻣﻛن ﻟﻪ أن ﯾطﻠب ﻋرﺿﻪ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻔﺗﺎء وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة رﻗم 211
ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ٕ ،(59)2016واذا رأى اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري أن اﻟﻣﺷروع ﻻ ﯾﻣس ﺑﺎﻟﻣﺑﺎدئ
اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري وﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن وﻻ ﺗﻣس ﺑﺎﻟﺗوازن ﺳﻠطﺎت واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ،
ﻓﯾﺻدر اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري رأي إﯾﺟﺎﺑﻲ ،ﻓﯾﺑﺎﺷر رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻣﺑﺎﺷرة إﺟراءات إﺻدارﻩ ،دون
ﻋرﺿﻪ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻔﺗﺎء ﻣﺗﻰ أﺟﺎزﻩ ﺛﻼﺛﺔ أرﺑﺎع ﻏرﻓﺗﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،ﻋﻠﻰ أﻻ ﯾﻣس اﻟﺗﻌدﯾل اﻟطﺎﺑﻊ
اﻟﺟﻣﻬوري واﻟﻧظﺎم اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ودﯾن اﻟدوﻟﺔ واﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻟﺣرﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ وﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن وﺳﻼﻣﺔ
اﻟﺗراب اﻟوطﻧﻲ وﻋدد ﻣرات ﺗوﻟﻲ ﻣﻧﺻب رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ).(60
ب-إﻋداد اﻟﻧظﺎم اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻐرﻓﺗﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن
ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 03/132ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،2016ﻋﻠﻰ أﻧﻪ" :ﯾﻌد اﻟﻣﺟﻠس
اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ وﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ﻧظﺎﻣﻬﻣﺎ اﻟداﺧﻠﻲ ،(61)"...وﻋﻠﯾﻪ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻛل ﻏرﻓﺔ ﻣن ﻏرﻓﺗﻲ
اﻟﺑرﻟﻣﺎن إﻋداد اﻟﻧظﺎم داﺧﻠﻲ ﺧﺎص ﺑﻬﺎ ،ﯾﻧظم ﻋﻣﻠﻬﺎ ﺑﺎﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻋن اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،وﻓﻲ ﻛل اﻷﺣوال
ﯾﺧﺿﻊ اﻟﻧظﺎم اﻟداﺧﻠﻲ ﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري ﻗﺑل ﺻدورﻩ ).(62
ج-ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ إﻋداد اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﺎﻟﻲ
إن اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻛﺎن ﯾﺣﺗﻛرﻩ اﻟﻣﻠوك ﻗدﯾﻣﺎ ،ﺛم اﻧﺗﻘل ﺗدرﯾﺟﯾﺎ ﻟﻣﻣﺛل اﻟﺷﻌب ،ﻋن طرﯾق
دراﺳﺔ ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ واﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ،وﻫذا ﻣﺎ ذﻫب إﻟﯾﻪ اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري
اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة رﻗم 09/138ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،(63) 2016ﻓﻼ ﯾﻘﺑل أي اﻗﺗراح ﯾﻬدف
إﻟﻰ ﺗﺧﻔﯾض اﻹرادات وزﯾﺎدة اﻟﻧﻔﻘﺎت إﻻ إذا ﻛﺎن ﻣرﻓﻘﺎ ﺑﺗداﺑﯾر ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 139ﻣن ﻧﻔس
اﻟدﺳﺗور ).(64
26
ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ وواﻗﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﯾﻘوم اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺑﺎﻟﺗﺻوﯾت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،وﻣﻧﺢ اﻟﺗرﺧﯾص ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ ﻟﺗطﺑﯾق
أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ) ،(65ﻛﻣﺎ ﯾﺗدﺧل اﻟﺑرﻟﻣﺎن وﯾﺻدر اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻌﺎدﯾﺔ ،ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿراﺋب واﻟﺟﺑﺎﯾﺎت ...اﻟﺦ.
ﻧﺟد أن ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻻ ﺗﺧﺿﻊ ﻷي ﺗﻌدﯾل ﻣن اﻟﺣﻛوﻣﺔ ،ﺿﻣﺎﻧﺎ ﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺗﻪ ،ﻓﺗدرج ﺿﻣن
ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ دون اﻋﺗراض ﻋﻠﯾﻬﺎ ،إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﺧﺿﻊ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم
03/02ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ،374-09اﻟذي ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻠﺗزم ﺑﻬﺎ).(66
د -ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ
ﻋرﻓت اﻟﻣﺎدة رﻗم /02أ ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻓﯾﻧﺎ ﻟﻌﺎم 1969اﻟﻣﻌﺎﻫدات ﺑﺄﻧﻬﺎ اﺗﻔﺎق ﻣﻛﺗوب ﺑﯾن
ﺷﺧﺻﯾن أو أﻛﺛر ﻣن أﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم ،ﺑﻬدف إﺣداث آﺛر ﻗﺎﻧوﻧﻲ) ،(67وﻗد أوﻛل اﻟدﺳﺗور
اﻟﺟزاﺋري ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻣﻬﻣﺔ إﺑرام اﻟﻣﻌﺎﻫدات اﻟدوﻟﯾﺔ واﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻟﻛن ﻧﺟد أن اﻟﻣﻌﺎﻫدات
ﺗﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺳﻣو ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻫذا ﻣﺎ ﯾﻔﺳر وﺟوب ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﻣﻌﺎﻫدات)،(68
واﻟﺗﻲ ﺗﺣددﻫﺎ اﻟﻣﺎدة رﻗم 149ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،(69)2016وﺑﻣﻘﺎرﻧﺗﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻣﺎدة رﻗم 131
ﻣن اﻟدﺳﺗور ،1996ﻧﺟد أن اﻟﻣؤﺳس وﺳﻊ ﻣن اﻟﻣﻌﺎﻫدات اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﻣواﻓﻘﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن).(70
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن ﺣق ﻓﺗﺢ ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﺣول اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌود اﺧﺗﺻﺎص
اﻹﺷراف ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،وذﻟك ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ أو رﺋﯾس إﺣدى ﻏرﻓﺗﻲ
اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،ﻫذا ﻣﺎ ﺗؤﻛدﻩ اﻟﻣﺎدة رﻗم 148ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ .(71)2016
27
ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ وواﻗﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
28
ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ وواﻗﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
)-(76راﺟﻊ ﻧص اﻟﻣواد رﻗم 33إﻟﻰ 39ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم ،12-16ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
)-(77أوﺻدﯾق ﻓوزي ،اﻟﻧظﺎم اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري ووﺳﺎﺋل اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﻣؤﺳﺳﺎﺗﻲ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،ﺑن ﻋﻛﻧون،2006 ،
ص .30
)-(78ﺑﻠﺣﺎج ﺻﺎﻟﺢ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص .282-281
)-(79ذﺑﯾﺢ ﻣﯾﻠود ،ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ،
ﺗﺧﺻص اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺣﺎج ﻟﺧﺿر ،ﺑﺎﺗﻧﺔ ،2013 ،ص .133-231
29
ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ وواﻗﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
)-(80ﺑن ﺑﻐﯾﻠﺔ ﻟﯾﻠﻰ ،آﻟﯾﺎت اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون
اﻟدﺳﺗوري ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺣﺎج ﻟﺧﺿر ،ﺑﺎﺗﻧﺔ ،2004 ،ص .48
)-(81راﺟﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 01/47ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم ،12- 16ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
)-(82راﺟﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدﺗﯾن رﻗم 95و 96ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،2016ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
)-(83راﺟﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 03/94و 04ﻣن ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ.
)-(84راﺟﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 01/98ﻣن ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ.
30
ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ وواﻗﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
)-(136أﻓطوش إﺑراﻫﯾم ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ل 15ﻧوﻓﻣﺑر ،2008ﺑﺣث ﻟﻧﯾل درﺟﺔ
ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻓرع ﻗﺎﻧون ﺗﺣوﻻت اﻟدوﻟﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ،ﺗﯾزي وزو ،2012 ،ص
ص .81-70
)-(137راﺟﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 151ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،2016ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
)-(87طرطﺎر ﻣﺣﻣد ،دور اﻻﺳﺗﺟواب ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎءﻟﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻷداء اﻟﺣﻛوﻣﻲ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻔﻛر اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ،
ﻋدد ،2007 ،15ص ص .67- 66
31
ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ وواﻗﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
وﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ ﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 01/152ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،2016أن اﻟﻣؤﺳس
اﻟدﺳﺗوري ﻣﯾز ﺑﯾن اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﺷﻔوﯾﺔ واﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﻛﺗﺎﺑﯾﺔ ).(88
-اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﺷﻔوﯾﺔ
ﻣﻧﺢ اﻟدﺳﺗور ﻟﻠﻧواب وأﻋﺿﺎء اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،ﺣق طرح اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﺷﻔوﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻛل ﻋﺿو ﻣن
اﻟﺣﻛوﻣﺔ ،ﻓﯾوﺿﻊ ﻧص اﻟﺳؤال اﻟﺷﻔوي ﻣن ﻗﺑل ﺻﺎﺣﺑﻪ ﺣﺳب اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻟدى ﻣﻛﺗب اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ
اﻟوطﻧﻲ أو ﻣﻛﺗب ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ،اﻟذي ﯾﺗوﻟﻰ ﻣﻬﻣﺔ إرﺳﺎل اﻟﺳؤال اﻟﻣﻘﺑول إﻟﻰ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ،وﯾﻛون اﻟﺟواب
ﻋن اﻟﺳؤال ﺧﻼل اﻟﺟﻠﺳﺔ اﻟﻣﺧﺻص ﻟﻬذا اﻟﻐرض ،وﻓﻲ أﺟل ﻻ ﯾﺗﻌدى 30ﯾوم ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺑﻠﯾﻎ
اﻟﺳؤال ،ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة رﻗم 03/152ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،(89)2016ﻓﻬذا ﻟم ﯾﻛن ﻣوﺟودا ﻓﻲ
اﻟدﺳﺗور ،1996ﻓﻛﺎﻧت اﻟﻣﺎدة رﻗم 03/134ﺗﻛﺗﻔﻲ ﺑﺗﺑﯾﺎن ﻣﻛﺎن اﻟﺟواب ﻋن اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﺷﻔوﯾﺔ).(90
-اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ
ﺗﻣﻛن اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ أﻋﺿﺎء اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻣن اﻻﺳﺗﻔﺳﺎر ﻛﺗﺎﺑﺔ ﻋن ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣن اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ
ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ،ﻓﯾوﺿﻊ ﻧص اﻟﺳؤال اﻟﻛﺗﺎﺑﻲ ﻣن ﻗﺑل ﺻﺎﺣﺑﻪ ،ﺣﺳب اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻟدى ﻣﻛﺗب
ﻏرﻓﺗﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،ﻓﯾﺗوﻟﻰ رﺋﯾس إﺣدى اﻟﻐرﻓﺗﯾن ،ﻣﻬﻣﺔ إرﺳﺎل اﻟﺳؤال اﻟﻣﻘﺑول إﻟﻰ أﻋﺿﺎء اﻟﺣﻛوﻣﺔ،
وﻓﻲ ﻛل اﻷﺣوال ﯾﺗم اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋن اﻟﺳؤال اﻟﻛﺗﺎﺑﻲ ﻛﺗﺎﺑﺔ ﺧﻼل أﺟل 30ﯾوم اﻟﻣواﻟﯾﺔ ﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ
اﻟﺳؤال ،اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة رﻗم 02/152ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ .(91)2016
وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أﻧﻪ ﯾﺗم وﺿﻊ اﻟﺟواب ﻟدى ﻣﻛﺗب إﺣدى اﻟﻣﺟﻠﺳﯾن ﺣﺳب اﻟﺣﺎﻟﺔ ،وﻓﻲ ﻛل
اﻷﺣوال ٕواذا ﻛﺎن ﺟواب اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺷﻔوي أو اﻟﻛﺗﺎﺑﻲ ﻏﯾر ﻣﻘﻧﻊ ،ﺗﻔﺗﺢ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﻣﺿﻣون
اﻟﺳؤال).(92
32
ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ وواﻗﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ج-اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ
ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ،ﺑﺄﻧﻪ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرس ﻋﻠﻰ ﻧﺷﺎط اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻣن طرف
أﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ و ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ) ،(93أو اﻟﻠﺟﺎن اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ،وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة رﻗم 180ﻣن
اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،(94)2016وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﯾﻬدف إﻟﻰ ﻛﺷف اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺣﺎوﻟت اﻟﺣﻛوﻣﺔ
اﻟﺗﻬرب ﻣﻧﻬﺎ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺗﻌزﯾز دور اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ
ﺻدر اﻟدﺳﺗور 7ﻣﺎرس 2016ﺑﻣﺎ ﻫو ﻣﻧﺗظر ﻣﻧﻪ ،ﻟﯾﻌﺗرف ﻓﯾﻪ اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﻷول ﻣرة
ﺻراﺣﺔ ﺑدور اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ،ﻓﺎﻧﻘﺳم اﻟﺷﺎرع واﻟﺳﺎﺣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ إﻟﻰ ﻣؤﯾد وراﻓض،
ﻓﺎﻷول ﺑﻧﻰ ﺗﺄﯾﯾدﻩ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗﻔﺎدي وﻗوع ﺗﺟﺎوزات اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن ،واﻟﺛﺎﻧﻲ رﻓﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻧﺗﺷﺎر
وﻏرس اﻟﺑﻠﺑﻠﺔ ،وﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر اﻋﺗرف ﺑﻌض اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﯾن أن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟدﯾد ﯾﺣﻣﻲ اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻗﺑل
اﻟﻣوﻻة ،وﯾﻌطﻲ ﺣﯾز واﺳﻊ ﻟﻠﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ) ،(95ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺑﺎرك آﺧرون ﺑﺎﻟدﺳﺗور ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻪ
اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ).(96
ﻋﻠﯾﻪ ﺳﺗﻧﺣﺻر دراﺳﺗﻧﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺟزء ﻋﻠﻰ دﺳﺗرة اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ )أوﻻ( ،وﺗوﺳﯾﻊ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﺧطﺎر
ﻟﺗﺷﻣل اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ )ﺛﺎﻧﯾﺎ(.
أوﻻ :ﺗﻛرﯾس اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ
اﻋﺗرف اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﻷول ﻣرة ﺑﺎﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم
ا إن
114ﻣن اﻟدﺳﺗور ،2016ﯾﻣﻧﺣﻬﺎ ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺳﺎﻣﯾﺔ ﻟﺗﻌﺑر ﻋن أﻓﻛﺎرﻫﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ داﺧل اﻟﺑرﻟﻣﺎن،
)-(93ﻣﻠﻘﻲ رﺷﯾد ﻣرزوق ،اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺑﺣوث اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻋدد ،49ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﻧﺻورة،
،2011ص ص .340-332
)-(94راﺟﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 180ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،2016ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
)-(95ﺿﯾﻔﻲ ﻋﺑد اﻟرزاق ،اﻟدﺳﺗور اﻟﺟدﯾد ﯾﺣﻣﻲ اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻗﺑل اﻟﻣوﻻة ،ﺟرﯾدة اﻟﺧﺑر اﻟﯾوﻣﯾﺔ ،ﻋدد 12 ،7760أﻓرﯾل ،2015
ص.2
)-(96ﺑوﻋﺎﺗﻲ ﺟﻼل ،اﻟدﺳﺗور اﻟﻘﺎدم ﯾؤﺳس ﻟﻣﻛﺎﻧﺔ ودور اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ،ﺟرﯾدة اﻟﺧﺑر اﻟﯾوﻣﯾﺔ ،ﻋدد 12 ،7760أﻓرﯾل ،2015
ص.2
33
ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ وواﻗﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
وﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻓﺋﺔ ﻣوﺟدة داﺧل اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺗﻘف ﻓﻲ وﺟﻪ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ
ﺗرﻫﺎ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺧدم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري.
ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 114ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،2016ﻋﻠﻰ'' :ﺗﺗﻣﺗﻊ اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ
ﺑﺣﻘوق ﺗﻣﻛﻧﻬﺎ ﻣن اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﺷﻐﺎل اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ وﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻣﻧﻬﺎ:
-ﺣرﯾﺔ اﻟرأي واﻟﺗﻌﺑﯾر واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻹﻋﺎﻧﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻠﻣﻧﺗﺧﺑﯾن ﻓﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن
-اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﺷﻐﺎل اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،(97) "...ﻓﺎﻟﻣﻼﺣظﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺳﺗﺧﻠﺻﻬﺎ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻫﻲ
أن اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺣﻘوق ﻟم ﺗﻛن ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور .1996
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﻛﺟﻬﺔ ﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺈﺧطﺎر اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري
ﻟﻘد ﺗم ﺗﺄﺳﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري ﻟﺿﻣﺎن اﺣﺗرام أﺣﻛﺎم اﻟدﺳﺗور ،ﻓﻬذﻩ اﻟﻣﻬﻣﺔ اﻟﻧﺑﯾﻠﺔ
ﻻ ﺗﻣﺎرس إﻻ ﻋن طرﯾق اﻹﺧطﺎر ،وﻋﻠﯾﻪ ﻛﻠف اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ورﺋﯾس ﻛﻠﺗﺎ
ﻏرﻓﺗﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ) ،(98ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 166ﻣن اﻟدﺳﺗور ،(99) 1996ﺑﻬذا اﻟﻣﻬﻣﺔ.
ﺑﺎﻻطﻼع ﻋﻠﻰ ﻧﺻوص اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ 2016وﺑﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺎدة رﻗم ،(100)02/187
ﯾﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ أن اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري وﺳﻊ ﻣن ﺟﻬﺎت اﻹﺧطﺎر ﻟﺗﺷﻣل اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ،ﻓﺄﺻﺑﺢ ﯾﺣق
ل 50ﻧﺎﺋب أو 30ﻋﺿو ﻓﻲ ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ إﺧطﺎر ﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ أﺻﺑﺢ ﻣﺗﺎﺣﺎ ﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ
اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻫذا اﻟﺣق طﺑﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة رﻗم 06/114ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ
.(101)2016
34
ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ وواﻗﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﺳﺗﻣرار ﻫﯾﻣﻧﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻣﺎﻟك اﻟﺳﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻣﯾدان اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ،ﻓﻬو ﯾﻣﺎرس اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ اﻷﺻﻠﻲ واﻟذي
ﻛرﺳﻪ ﻟﻪ اﻟدﺳﺗور ﺑﻛل اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ وﺑدون أي ﺿﻐوطﺎت أو ﺗدﺧل ﻣن أي ﺟﻬﺔ.
ﻟﻛن ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ واﻗﻊ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﯾؤﻛد ﻋﻛس ذﻟك ،ﻓﺎﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺎرﺳﻬﺎ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻫﻲ
اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻧﺳﺑﯾﺔ وﻫذا راﺟﻊ إﻟﻰ ﻋدة أﺳﺑﺎب ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﯾﻌﺑر ﻋن إرادة اﻟﺷﻌب ،ﻟﻛن ﻫذا
اﻷﺧﯾر ﯾﻌرف ﻋدة ﻣﺷﺎﻛل ،ﺟﻌﻠت اﻟﺑرﻟﻣﺎن أﻣﺎم ﻋﺎﺋق ﯾرﻫﻘﻪ ﻋن أداء ﻣﻬﺎﻣﻪ.
ﻫذﻩ اﻟﻌواﺋق ﻛوﻧت داﻓﻌﺎ ﻟﺗدﺧل اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،ﻓﻲ اﻣﺗﺻﺎص اﻟﻌﺟز اﻟذي ﯾﻌﺟز اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ
ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﻣوﻛﻠﺔ ﻟﻪ دﺳﺗورﯾﺎ ،ﻓﯾﻛون رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺣوذ اﻷول ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ ﻣﻬﺎم
اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻪ ﺑﻧﻔس ﻣرﺗﺑﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ )اﻟﻣطﻠب اﻷول( ،وأﯾﺿﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﻧﻧﻛر
ﺗدﺧل اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠف وﺳﺎﺋﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻣﺗﺻﺎص ﻋﺟز اﻟﺑرﻟﻣﺎن وﺳد اﻟﺛﻐرات ﺑﺳﺑب ﻋدم اﻣﺗﻼك
اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻟﻠﻛﻔﺎت اﻻزﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺳﯾرﯾﻪ )اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
اﻟﻣطﻠب اﻷول
رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻓﻲ ﻣرﺗﺑﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ
ﯾﻌﺗﺑر رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻋﻛس ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺳﻠطﺎت ،ﻓرﻏم اﻟﺗﻌدﯾل
اﻟدﺳﺗوري اﻟذي ﺷﺎﻫدﺗﻪ ﻣؤﺧ ار اﻟﺟزاﺋر ﺳﻧﺔ ،2016ﻟم ﯾﻔﻘد اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ دﺳﺗور
،(102)1996واﻟﺗﻲ ﺟﻌﻠﻪ ﻣﺷرﻋﺎ ﻣﻧﺎﻓﺳﺎ ﻟﺑرﻟﻣﺎن).(103
إن رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣوازي ﻋن طرﯾق اﻟﻣراﺳﯾم اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ
)اﻟﻔرع اﻷول( ،وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﯾﺣظﻰ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣزاﺣم ﻋن طرﯾق اﻷواﻣر
واﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت واﻟﻣﺑﺎدرة ﺑﺎﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗور ٕواﺑرام واﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﻫدات اﻟدوﻟﯾﺔ )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ(
)-(102ﺳﻌودي ﺑﺎدﯾس ،ﺣق رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻋﺗراض ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﻧﯾن ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري )دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ( ،ﻣذﻛرة
ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻧﺗوري ،ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ ،2006 ،ص.158
)-(103ﺷرﯾط وﻟﯾد ،اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﺑﺄواﻣر ﻓﻲ ظل اﻟﻧظﺎم اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋر ﺣﺎﻟﺔ ﻏﯾﺎﺑﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن )دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،(،ﻣﺟﻠﺔ اﻟواﺣﺎت
ﻟﻠﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت ،اﻟﻌدد ،16ﻏرداﯾﺔ ،2012 ،ص.312
35
ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ وواﻗﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
اﻟﻔرع اﻷول
ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣوازي ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ
ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 01/143ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ 2016ﻋﻠﻰ أﻧﻪ" ﯾﻣﺎرس رﺋﯾس
اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل ﻏﯾر اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون") ،(104ﯾﻔﻬم ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة أن
اﻟﻘﺎﻧون ﯾﻛون ﻣن إﻧﺗﺎج اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،وأﻣﺎ اﻟﺗﻧظﯾم ﯾﻛون ﻣن ﺻﻧﻊ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ.
إن اﻟﻣراﺳﯾم اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﺗﻌد ﻛﺎﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻷﺻﻠﻲ ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،ﻓﻬذا اﻷﺧﯾر ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣﺎﻟك
ﻟﺳﻠطﺔ إﺻدار اﻟﻣراﺳﯾم اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ،ﻓﯾﻧظم ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﺗدﺧل ﻓﯾﻬﺎ،
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﻣراﺳﯾم اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﺟﺎل ﺧﺻوﺻﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗدﺧل ﻓﯾﻪ).(105
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن أي ﺗدﺧل ﻣن اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺑﺧﺻوص اﻟﻣراﺳﯾم اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ،ﯾﻌﺗﺑر ﺧرﻗﺎ ﻟدﺳﺗور)أوﻻ( ،وﻣن
ﺟﻬﺔ أﺧرى إن اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣراﺳﯾم اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﺳﻠطﺔ رﺋﺎﺳﯾﺔ ﻫذا ﯾﻘﺗﺿﻲ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺧﺿﻊ ﻷي رﻗﺎﺑﺔ )ﺛﺎﻧﯾﺎ(
أوﻻ :اﻟﻣراﺳﯾم اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﺳﻠطﺔ أﺻﻠﯾﺔ ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ
ﻟﻘد ﺳﺑق اﻟذﻛر ﺳﺎﻟﻔﺎ أن ﻛل ﻣﺎ ﯾﺧرج ﻋن اﺧﺗﺻﺎص اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟذي ﺣددﻩ اﻟدﺳﺗور ،ﯾدﺧل
ﺿﻣن اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻋن طرﯾق ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻣراﺳﯾم اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ) ،(106ﻫذا ﻣﺎ ﯾؤﻛدﻩ
دﺳﺗور 2016ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﺎدة رﻗم 01/143ﻣﻧﻪ ،ﻓﺎﻟﻣراﺳﯾم اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﺳﻠطﺔ أﺻﻠﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﻘﯾدة
ﺑﺷروط.
ﺗظﻬر أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣراﺳﯾم اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ،ﻛﺳﻠطﺔ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻟﯾس ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ،ﺑل أﻧﻬﺎ
آﻟﯾﺔ ﺗﺗدﺧل ﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﺎﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻟﯾس ﻟﻬﺎ أﯾﺔ ﺻﻠﺔ ﺑﺧﺻوص إﻋداد اﻟﻣراﺳﯾم
اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ،ﻓﺈن ﺳﺑق أن ﺗدﺧﻠت ﻓﻲ ﺧﺻوص ذﻟك ،ﯾﻌﺗﺑر ﺣﺳب رأﯾﻧﺎ ﺧرﻗﺎ ﻟﻠﻣﺎدة اﻟﻣذﻛورة أﻋﻼﻩ ،ﻷﻧﻪ
إذ ﺗدﺧل اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﯾﻌﺗﺑر اﻧﺗﻬﺎﻛﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟدﺳﺗور.
36
ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ وواﻗﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
)-(107وﻫو ﻣﺎ ﺗﻘﺿﻲ إﻟﯾﻪ اﻟﻣﺎدة رﻗم 01/112ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،2016ﺑﻧﺻﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ" ﯾﻣﺎرس اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ
ﺑرﻟﻣﺎن ﯾﺗﻛون ﻣن ﻏرﻓﺗﯾن ،وﻫﻣﺎ اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ وﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ .وﻟﻪ اﻟﺳﯾﺎدة ﻓﻲ إﻋداد اﻟﻘﺎﻧون واﻟﺗﺻوﯾت ﻋﻠﯾﻪ"
) -(108ﺣﺑﺷﻲ ﻟزرق ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .172
37
ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ وواﻗﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
اﻟﺗﻲ ﯾﺧﺻﺻﻬﺎ ﻟﻪ اﻟدﺳﺗور) ،(109ﻏﯾر أن اﻟﻣﺎدة رﻗم 142ﻣن ذات اﻟدﺳﺗور ،أﻋطت ﻟرﺋﯾس
اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺣق اﻟﺗﺷرﯾﻊ وذﻟك ﻋن طرﯾق اﻷواﻣر اﻟﺗﻲ ﻧﻌﻧﻲ ﺑﻬﺎ ﻗﯾﺎم رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣل اﻟﺗﺷرﯾﻊ
ﺑدﻻ ﻣن اﻟﺑرﻟﻣﺎن) ،(110وﯾﻘوم رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﺷرﯾﻊ ﺑﺎﻷواﻣر ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻌﺎدﯾﺔ وﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت
ﻏﯾر اﻟﻌﺎدﯾﺔ:
-1اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﺑﺎﻷواﻣر ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻌﺎدﯾﺔ
ﻟﻘد أﻋطﻰ دﺳﺗور 2016ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺣق ﺑﺎﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻋن طرﯾق اﻷواﻣر ،وذﻟك ﻓﻲ إطﺎر
ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 01/142ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ 2016اﻟﺗﻲ ﺗﻧص أﻧﻪ" :ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ أن
ﯾﺷرع ﺑﺄواﻣر ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺋل ﻋﺎﺟﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺷﻐور اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ أو ﺧﻼل اﻟﻌطل اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ،
ﺑﻌد رأي ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ") ،(111ﯾﻔﻬم ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة أﻧﻪ ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ اﻟﻣﺧوﻟﺔ
دﺳﺗورﯾﺎ ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،ﯾﺗﻣﺗﻊ ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺑﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﺑﺎﻷواﻣر ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻌﺎدﯾﺔ ،وﺑﺎﻟرﺟوع
إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة اﻟﻣذﻛورة ﺳﺎﻟﻔﺎ ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أن ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ﺗﻛﻣن ﻓﻲ:
-ﺷﻐور اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ.
-اﻟﻌطل اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ.
ﻫذا ﻣﺎ ﯾﺟوز ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﺑﺎﻷواﻣر ،ﻟﺣل اﻷزﻣﺎت ﺧﺎﺻﺔ إذ ﻛﺎﻧت ﺗﻘﺗﺿﻲ
إﺟراءات ﺳرﯾﻌﺔ ﻟﺣﻠﻬﺎ وﻻ ﯾﻣﻛن اﻻﻧﺗظﺎر).(112
أ -اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﺗﺷرﯾﻊ ﺑﺎﻷواﻣر ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻌﺎدﯾﺔ
ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﻧﻧﻛر أﻫﻣﯾﺔ وﻗﯾﻣﺔ اﻷواﻣر اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،إﻻ أﻧﻧﺎ ﯾﻣﻛن ﻣﻌرﻓﺔ
اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻷواﻣر اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 01/142ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ
،2016ﺣﯾث ﯾﺟب اﻟﺗﻣﯾز ﺑﯾن ﻣرﺣﻠﺗﯾن وﻫﻣﺎ:
38
ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ وواﻗﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺑﻘﻰ اﻷواﻣر اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻣﺣﺗﻔظﺔ ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ اﻹدارﯾﺔ) ،(113وﺑﺗﺎﻟﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟرﻗﺎﺑﺔ
اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري ﺑﻌد إﺧطﺎرﻩ ،وذﻟك ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة رﻗم 02/186ﻣن اﻟدﺳﺗور ،(114)2016
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك اﻷواﻣر اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﺗﺧﺿﻊ ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ،وذﻟك ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻗ اررات إدارﯾﺔ.
ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺗﻛﺗﺳب اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،إذ واﻓق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،وﻟﻛن إذ ﺗم ﻋرﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ
اﻟﺑرﻟﻣﺎن وﻟم ﯾواﻓق ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺗﻌﺗﺑر ﻻﻏﯾﺔ وذﻟك ﻋﻣﻼ ﺑﺎﻟﻣﺎدة رﻗم 03/142ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري
ﻟﺳﻧﺔ 2016اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ" ﺗﻌد ﻻﻏﯾﺔ اﻷواﻣر اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾواﻓق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺑرﻟﻣﺎن").(115
إن اﻟﻣﺎدة رﻗم 01/142ﻣن اﻟدﺳﺗور ﺳﻧﺔ ،2016ﺣددت ﻫذا اﻟﺷرط ﺻراﺣﺔ وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﺣدد
ﺳﺑب ﺷﻐور اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ،وﺑﺗﺎﻟﻲ ﯾﻣﻛن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺣل اﻟﻣﺟﻠس
اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ وﯾﻛون ذﻟك ﺣل وﺟوﺑﻲ.
39
ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ وواﻗﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
)-(116ردادة ﻧور اﻟدﯾن ،اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻋن طرﯾق اﻷواﻣر وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ ظل دﺳﺗور ،1996ﺑﺣث ﻣﻘدم ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة
ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺧوة ﻣﻧﺗوري ،ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ ،2006 ،ص.47
)-(117ﻗﺎوي إﺑراﻫﯾم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.62 ،
)-(118راﺟﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدة ،2/142ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،2016ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
)-(119ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ.
) -(120ﺷرﯾط وﻟﯾد ،اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗطور اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.292
40
ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ وواﻗﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﺷرط اﻟﺿرورة
رﻏم أن أﺣﻛﺎم اﻟدﺳﺗور أﻗرت ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﺑﺄواﻣر ،إﻻ أﻧﻪ ﻟم ﯾﺟﺑر اﻟﺑرﻟﻣﺎن
اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻟﺿرورة) ،(121أي ﺑﻣﻌﻧﻰ أﻧﻪ وﺟود ﺿرورة ﺗﺳﺗدﻋﻲ ﺗدﺧل
رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﺷرﯾﻊ ﺑﺎﻷواﻣر ،وﻫذا ﻣن أﺟل اﺗﺧﺎذ اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﻔﺎدي ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ،ﻛﻣﺎ أن
رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﺟﺑر ﺑﺗﺑرﯾر ﻓﻛرة ﻟﺟوؤﻩ إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ.
اﻟﺷرط اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣدود وﻧطﺎق اﻷواﻣر اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ
ﻟﻘد ﻣﻧﺣت اﻟﻣﺎدة رﻗم 142ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،2016ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺣق ﻓﻲ
ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﺧﺻص ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن ،وذﻟك ﻋن طرﯾق آﻟﯾﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﺑﺎﻷواﻣر ﺳواء ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ
أو ﻏﯾر اﻟﻌﺎدﯾﺔ.
ﯾﻌﺗﺑر اﻟدﺳﺗور أﺳﻣﻰ اﻟﻘواﻧﯾن ،ﻓﺈذن ﻫو أﺳﻣﻰ ﻣن اﻷواﻣر ،إذ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻬذﻩ اﻷﺧﯾرة أن
ﺗﺧﺎﻟف اﻟدﺳﺗور ،وﺑﻣﺎ أن اﻷواﻣر أﺳﻣﻰ ﻣن اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻌﺎدﯾﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺗﻛﺗﺳب اﻟﻘوة اﻹﻟزاﻣﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﻻ
ﯾﺟوز ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻬﺎ.
-2اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﺑﺎﻷواﻣر ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت ﻏﯾر اﻟﻌﺎدﯾﺔ
ﻗد ﺗواﺟﻪ اﻟدوﻟﺔ ﻋدة ظروف ﺧﺎﺻﺔ ،واﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗؤدي إﻟﻰ ﻋﺟز اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻋن أداء
ﻣﻬﺎﻣﻪ ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺳﺗدﻋﻲ ﺗدﺧل رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ).(122
ﻟﺿﻣﺎن ﻋدم دﺧول اﻟدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻓﻲ اﻧزﻻﻗﺎت وﻣﺷﺎﻛل ،وﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣواطﻧﯾن ﻣن اﻻﺳﺗﺑداد
أو اﻟطﻐﯾﺎن ﻗد ﯾﻧﺗﺞ إﺛر وﺟود ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ،أﻋطﻰ اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري اﻟﺳﻠطﺔ ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ
ﻹﻋﻼن ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ،واﺗﺧﺎذ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻫذﻩ اﻷزﻣﺎت).(123
)-(121ﺑﻧﺎي ﺧدﯾﺟﺔ وﺧﻠوﻓﻲ ﺣﻔﯾظﺔ ،إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣرﻛز اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻓﻲ ﺿوء دﺳﺗور ،1996ﻣذﻛرة ﺗﺧرج ﻟﻧﯾل
ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﻓرع اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة ،ﺑﺟﺎﯾﺔ2013،
ص.62
)-(122ﺧرﺑﺎﺷﻲ ﻋﻘﯾﻠﺔ ،اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺣﻛوﻣﺔ واﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺑﻌد ﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗور 28ﻧوﻓﻣﺑر ،1996دار اﻟﺧﻠدوﻧﯾﺔ ﻟﻧﺷر
واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟ ازﺋر ،2007 ،ص.74
)-(123ﻧﻘﺎش ﺣﻣزة ،اﻟظروف اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ واﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻓرع اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ
واﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻧﺗوري ،ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ ،2011 ،ص .48
41
ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ وواﻗﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
إذ ﯾﻌﺗﺑر رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺣﺎﻣﻲ اﻟدﺳﺗور ،وﯾﺟﺳد اﻟدوﻟﺔ داﺧل اﻟﺑﻼد وﺧﺎرﺟﻬﺎ ،وﻫذا ﻣﺎ
اﻗﺗﺿت إﻟﯾﻪ اﻟﻣﺎدة رﻗم 84ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ .2016
أ-اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ ﺑﺎﻷواﻣر ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت ﻏﯾر اﻟﻌﺎدﯾﺔ
ﯾﻔﻬم ﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدﺗﯾن رﻗم 107و 04 /142ﻣن اﻟدﺳﺗور ،(124)2016اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
ﻟﻸواﻣر اﻟﺗﻲ ﯾﺻدرﻫﺎ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت ﻏﯾر اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﺟب اﻟﺗﻣﯾز ﺑﯾن ﺣﺎﻟﺗﯾن:
-اﻷواﻣر اﻟﺗﻲ ﯾﺻﺎدق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺑﻐرﻓﺗﯾﻪ
ﺗﺗﻣﺗﻊ اﻷواﻣر اﻟﺗﻲ ﺻﺎدق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،ﺑﻘوة اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻓﺗﻛون وﻛﺄﻧﻬﺎ ﺻدرت ﻣن اﻟﺟﻬﺔ
اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺷرﯾﻊ أﻻ وﻫﻲ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،ﻟﻛن ﻫذا ﻻ ﯾﻧﻔﻲ ﺧﺿوﻋﻬﺎ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺟﻠس
اﻟدﺳﺗوري).(125
-اﻷواﻣر اﻟﺗﻲ ﯾﺗدﺧل ﻓﯾﻬﺎ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ
إن ﺗدﺧل رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ اﻟﻣﺧﺻص ﯾﻛون ﺗدﺧﻠﻪ ﺑﻣوﺟب اﻟﻘ اررات
واﻟﻣراﺳﯾم.
ب-ﺗﺻﻧﯾف اﻟﺣﺎﻻت ﻏﯾر اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ ﺑﺎﻷواﻣر
ﻟﻘد وردت ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ أرﺑﻌﺔ ﺣﺎﻻت واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ :ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ
وﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﺻﺎر واﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ وﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣرب ،وﺑﺎﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟﻣواد رﻗم 105و 107و 109ﻣن
اﻟدﺳﺗور ﺳﻧﺔ .2016
ﻓﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻗوع أو وﺷﯾك اﻟوﻗوع إﺣدى اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻣذﻛورة أﻋﻼﻩ ،واﻟﺗﻲ ﺗﻬدد اﻟدوﻟﺔ
اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ وﺗﻣس ﺑﺳﯾﺎدﺗﻬﺎ ،ﺗﻛﻣن اﻟﺳﻠطﺔ ﻓﻲ إﻋﻼن ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺣﺎﻣﻲ اﻟدوﻟﺔ
وﺗﺟﺳﯾدﻫﺎ داﺧل وﺧﺎرج اﻟﺑﻼد ،وﯾﻛون ذﻟك ﻋن طرﯾق آﻟﯾﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﺑﻣوﺟب اﻷواﻣر.
ﻣﺎ ﯾﻼﺣظ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق أن اﻟدﺳﺗور ﻟﺳﻧﺔ 2016ﻟم ﯾﺳﺗﺣدث أي إﺻﻼﺣﺎت ﺑﺎﻟﺧﺻوص ﺣﺎﻟﺔ
اﻟﺣرب ،ﺣﺎﻟﺔ اﻟطواء واﻟﺣﺻﺎر واﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﺑل اﺳﺗﺑﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻧﻔس ﻣﺎ ﻫو ﻣﻌﻣول ﺑﻪ ﻓﻲ دﺳﺗور
ﺳﻧﺔ .1996
)-(124راﺟﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدﺗﯾن رﻗم 107و 4/142ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،2016ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
)-(125ﺑﻧﺎي ﺧدﯾﺟﺔ و ﺧﻠوﻓﻲ ﺣﻔﯾظﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .64
42
ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ وواﻗﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
)-(126أوﺻدﯾق ﻓوزي ،اﻟﻧظﺎم اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري و وﺳﺎﺋل اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﻣؤﺳﺳﺎﺗﻲ ،ط اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر،
، 2008ص .230
)-(127أدﺣﯾﻣن ﻣﺣﻣد اﻟطﺎﻫر ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .37
)-(128ﻣزﯾﺎﻧﻲ ﻟوﻧﺎس ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.228
)-(129ﻣﻧﺻر ﻧﺳﯾم وﺧﺎﻟدي ﺣﻛﯾﻣﺔ ،اﻟﻣرﻛز اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء دﺳﺗور ،1996ﻣذﻛرة ﺗﺧرج ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة
ﻣﺎﺳﺗر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻗﺳم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة ،ﺑﺟﺎﯾﺔ ،2012 ،ص.6
)-(130ﺑوﺳﻠطﺎن ﻣﺣﻣد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص.40-37
43
ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ وواﻗﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﻣﻌﺎﻫدات اﻟﺗﻲ ﯾﺻﺎدق ﻋﻠﯾﻬﺎ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺣﺳب اﻟﺷروط
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور ﺗﺳﻣو ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧون اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة رﻗم 150ﻣن اﻟدﺳﺗور2016
).(131
-1اﻧﻔراد رﺋس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﺎﻹﺑرام واﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﻫدات واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ
ﯾﺑرم رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﻫدات واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ وﯾﺻﺎدق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺈرادﺗﻪ اﻟﻣﻧﻔردة ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ
ﻣﺧﺗص ﺑﺗﻘرﯾر اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،ﻫذا ﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻪ ﺻﺎﺣب اﻟﺳﻠطﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻔﺎوض ٕواﺑرام اﻟﻣﻌﺎﻫدات
واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ واﻟﻣﺗﻌددة اﻷطراف ،وذﻟك ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة رﻗم 91ﻓﻘرة 3ﻣن اﻟدﺳﺗور
اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،(132)2016وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﻫذا اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻷﺻﯾل ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟرﺋﯾس أن
ﯾﺗﻧﺎزل ﻋﻧﻪ أو ﯾﻔوﺿﻪ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة رﻗم 02/101ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،(133)2016و ﺑﺎﺳﺗﻘراء
اﻟﻣﺎدﺗﯾن رﻗم 111و 149ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،2016ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ أن ﻫﻧﺎك ﻋدة أﻧواع ﻣن
اﻟﻣﻌﺎﻫدات واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﺣﺻرﻫﺎ ﻓﻲ:
اﻟﻣﻌﺎﻫدات واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة رﻗم 111ﻣن اﻟدﺳﺗور ) ،2016اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت
اﻟﻬدﻧﺔ وﻣﻌﺎﻫدات اﻟﺳﻠم( ،اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري وﻣواﻓﻘﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن وذﻟك ﺑﻧﺻﻬﺎ ﻋﻠﻰ:
"ﯾوﻗﻊ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻬدﻧﺔ وﻣﻌﺎﻫدات اﻟﺳﻠم وﯾﺗﻠﻘﻰ رأي اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري ﻓﻲ
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﻣﺎ ،وﯾﻌرﺿﻬﺎ ﻓو ار ﻋﻠﻰ ﻛل ﻏرﻓﺔ ﻣن اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻟﺗواﻓق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺻراﺣﺔ").(134
-اﻟﻣﻌﺎﻫدات اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة رﻗم 149ﻣن اﻟدﺳﺗور ،2016واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﺎﻟف واﻻﺗﺣﺎد واﻟﻣﻌﺎﻫدات
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺣدود اﻟدوﻟﺔ).(135
-اﻟﻣﻌﺎﻫدات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻘﺎﻧون اﻷﺷﺧﺎص.
44
ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ وواﻗﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
-اﻟﻣﻌﺎﻫدات اﻟﺗﻲ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻧﻔﻘﺎت ﻏﯾر واردة ﻓﻲ ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ واﻟﺗﻲ ﻧﺟد أﺳﺎﺳﻬﺎ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة
رﻗم 139ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ .2016
– اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ أو اﻟﻣﺗﻌددة اﻷطراف اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﻧﺎطق اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺣر واﻟﺷراﻛﺔ وﺑﺎﻟﺗﻛﺎﻣل
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻓﻬذا اﻟﻧوع اﺳﺗﺣدﺛﻪ اﻟدﺳﺗور اﻷﺧﯾر وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﺗﺗزاﯾد ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻬﺎ
ﻣن ﺗﻌدﯾل إﻟﻰ أﺧرى.
-2اﻟﻣواﻓﻘﺔ اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﻟﻐرﻓﺗﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﻣﻌﺎﻫدات واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ
ﻟﻘد ورد اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺔ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻓﻲ إﺑرام اﻟﻣﻌﺎﻫدات واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻓﺄوﺟﺑت
اﻟﻣﺎدﺗﯾن رﻗم 03/111و 149ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،2016ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻗﺑل
أن ﯾﺻﺎدق ﻋﻠﯾﻬﺎ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ.
ﯾﺑﻘﻰ رأي اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺷﻛﻠﻲ ﻓﯾﻬﺎ ﻛوﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻠك اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻣواﺟﻬﺔ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ،
وﺣﯾث ﯾﻣﺎرس ﻫذﻩ اﻟﻣﻬﻣﺔ ﻛﺄداة ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ وﻟﯾس ﻛﺻﺎﺣب اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻷﺻﯾل ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ).(136
-3ﺳﻣو اﻟﻣﻌﺎﻫدات واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧون اﻟداﺧﻠﻲ
ﻻ ﺗوﺟد ﻗﺎﻋدة دوﻟﯾﺔ ﺗﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻣو اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟدوﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧون اﻟداﺧﻠﻲ ﻷن ﻫذا
ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ ﺳﯾﺎدة اﻟدول ،ﻟذا اﻛﺗﻔت اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻓﯾﻧﺎ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﻫدات ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة رﻗم 27ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺟواز
اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون اﻟداﺧﻠﻲ ﻛﺳﺑب ﻟﻌدم ﺗﻧﻔﯾذ ﻻﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬﺎ اﻟدوﻟﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ" :ﻻ ﯾﺟوز ﻟطرف ﻓﻲ
اﻟﻣﻌﺎﻫدة أن ﯾﺣﺗﺞ ﺑﻧﺻوص اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻛﻣﺑرر ﻹﺧﻔﺎﻗﻪ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﻌﺎﻫدة.(137)"...
أﻣﺎ ﻧظﺎم اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري ﻧص ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ دﺳﺗور 1989و 1996ﻓﻲ اﻟﻣﺎدﺗﯾن رﻗم 123
و 132ﻋﻠﻰ اﻟﺗرﺗﯾب ،ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ ﺳﻣو اﻟﻣﻌﺎﻫدات واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺻﺎدق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧون
اﻟداﺧﻠﻲ) ،(138ﻟﯾؤﻛد ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،2016ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة رﻗم 150اﻟﺗﻲ ﺗﻧص:
45
ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ وواﻗﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
"اﻟﻣﻌﺎﻫدات اﻟﺗﻲ ﯾﺻﺎدق ﻋﻠﯾﻬﺎ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺣﺳب اﻟﺷروط اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور
ﺗﺳﻣو ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧون").(139
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﻣﺎدة ﺗﺑﯾن ﺻراﺣﺔ ﺗﺑﻧﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻣﺑدأ ﺳﻣو اﻟﻣﻌﺎﻫدات اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺻﺎدق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ
اﻟﻘﺎﻧون اﻟداﺧﻠﻲ ،ﻓﻲ ﻋﺑﺎرة "ﺗﺳﻣو ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧون" ﻓﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺳﻣو ﻋدة ﻧﺗﺎﺋﺞ ،أﻫﻣﻬﺎ ﻋدم ﺟواز
اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﺑﻣﺎ ﯾﺧﺎﻟف اﻟﻣﻌﺎﻫدات واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻣﺻﺎدق ﻋﻠﯾﻬﺎٕ ،واﻟﻐﺎء ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻬﺎ.
ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﻣﻌﺎﻫدات واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺣﺗرم اﻟﺷروط اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ
دﺳﺗورﯾﺎ ،ﻻ ﯾﺗم اﻟﺗﺻدﯾق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن ﻧوع اﻟﺗﺻدﯾق ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن أو ﺑدوﻧﻬﺎ.
راﺑﻌﺎ :اﻟﻣﺑﺎدرة ﺑﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗور
إن ﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗور ﯾﻌد ﺿرورة ﺣﺗﻣﯾﺔ ،ﻧظ ار ﻟﺗﻐﯾر اﻟظروف واﻷﺣوال اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﻏﯾرﻫﺎ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺗطﻠب ﺗدﺧل اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻛون إﻻ ﻋن طرﯾق ﺗﻌدﯾل
اﻟدﺳﺗور ،اﻟذي ﯾﺟب أن ﯾواﻛب ﺗطورات اﻷﺣداث ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗور ﺿرورﯾﺔ
ﻟﻣواﻛﺑﺔ اﻟﺗطورات) ،(140وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗور إﻻ ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﻣن طرف اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﯾﻧﻬﺎ ﻟذﻟك).(141
ﺑﺎﻻطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻧﺟد أن رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﯾﺣﺗﻛر ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل وﻟم ﯾﻔﻛر
اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﻓﻲ إﺷراك اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺎدرة إﻻ ﻓﻲ دﺳﺗور 1963و ،1996وﯾؤﻛد ذﻟك ﻓﻲ
دﺳﺗور ،2016ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 208اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ" :ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺣق اﻟﻣﺑﺎدرة ﺑﺎﻟﺗﻌدﯾل
اﻟدﺳﺗوري.(142)"...
ﺑﻌد اﻗﺗراح اﻟﺗﻌدﯾل ﺗﺄﺗﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻣﺷروع ﻣن طرف ﻏرﻓﺗﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،ﺣﯾث أن ﻫذا
اﻷﺧﯾر ﯾﻧﺎﻗش ﺑﻧﻔس طرﯾﻘﺔ ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،وﻋﻠﯾﻪ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻋﺎﻣﺔ
46
ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ وواﻗﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
أو ﻣﺣدودة ﻋﻣﻼ ﺑﺎﻟﻣﺎدﺗﯾن رﻗم 32و 33ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم ،12-16اﻟذي ﯾﺣدد ﺗﻧظﯾم
اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ وﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ وﻋﻣﻠﻬﻣﺎ وﻛذا اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ وﺑﯾن اﻟﺣﻛوﻣﺔ).(143
أﻣﺎ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺻوﯾت ﻋﻠﻰ ﻣﺷروع اﻟﺗﻌدﯾل ﻓﺗﺧﺗﻠف ﺑﺣﺳب اﺧﺗﻼف اﻟﻣﺳﻠك اﻟذي ﯾﻧﺗﻬﺟﻪ رﺋﯾس
اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،إﻣﺎ اﻟﺗﻌدﯾل ﻣﻊ اﻻﺳﺗﻔﺗﺎء أو ﺑدوﻧﻪ ،ﻓﻔﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﯾﺻوت اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﺷروع
اﻟﺗﻌدﯾل ﻣﺛﻠﻣﺎ ﯾﺻوت ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧون ،أي ﺑﺎﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻟﻧواب اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ وأﻋﺿﺎء
ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ،ﺛم ﯾﻌرض ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻔﺗﺎء اﻟﺷﻌﺑﻲ ﺧﻼل 50ﯾوم ﻣن إﻗ اررﻩ ،ﻓﺈذا واﻓق ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺷﻌب
ﯾﺑﺎﺷر رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ إﺟراءات ﻧﺷرﻩ ،وﯾﻠﻐﻰ اﻟﺗﻌدﯾل إذا رﻓﺿﻪ).(144
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﯾﻘوم رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﺈﺧطﺎر اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري ﻣن أﺟل ﺗﻘدﯾم رأي
ﻣﻌﻠل ﺣول ﻣﺷروع اﻟﺗﻌدﯾل اﻟذي ﻻ ﯾﻣس ﺑﺎﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري وﺣﻘوق
اﻹﻧﺳﺎن واﻟﻣواطﻧﯾن وﺣرﯾﺎﺗﻬﻣﺎ وﻻ ﺗﻣس ﺑﺗوازن اﻟﺳﻠطﺎت واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ،ﻓﯾﻘوم ﺑﺈﺻدار اﻟﻘﺎﻧون
ﺑﻌد اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﻣن طرف ﺛﻼث أرﺑﺎع ) (4/3أﻋﺿﺎء ﻏرﻓﺗﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن).(145
وﻓﻲ ﻛل اﻟﺣﺎﻻت ﯾﺟب أن ﻻ ﯾﻣس اﻟﺗﻌدﯾل اﻟﻣواﺿﯾﻊ اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة رﻗم 212ﻣن
اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ 2016ﺑﻧﺻﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ":ﻻ ﯾﻣﻛن أي ﺗﻌدﯾل دﺳﺗوري أن ﯾﻣس...إﻋﺎدة
اﻧﺗﺧﺎب رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻣرة واﺣدة ﻓﻘط").(146
ﻓﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻷﺧﯾر أﻫم ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ دﺳﺗور 2016ﺑﺧﺻوص اﻟﻣﺑﺎدرة ﺑﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ،ﺧﺎﻟﻔﺎ
ﻟدﺳﺗور ،1996اﻟذي ﻟم ﯾﺗﻧﺎول اﻟﻧﻘطﺔ اﻷﺧﯾرة ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ،وﻫﻲ إﻋﺎدة اﻧﺗﺧﺎب رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ،
ﻷن ﻋدد اﻟﻌﻬدات ﻏﯾر ﻣﺣددة.
)-(143راﺟﻊ اﻟﻣﺎدﺗﯾن رﻗم 32و 33ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم ،12-16ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
)-(144ﺑﻠﻘﺎﻟم ﻣراد'' ،اﻻﺳﺗﻔﺗﺎء ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﺷﻌﺑﯾﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﺗﻌدﯾل دﺳﺗور'' ،ﻣداﺧﻠﺔ أﻟﻘﯾت ﻓﻲ ﻣﻠﺗﻘﻰ دوﻟﻲ ﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟراﻫﻧﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺟزاﺋر ) د م ت ( ،ﻓﻲ 19-18دﯾﺳﻣﺑر ،2012ص) ،7ﻏﯾر
ﻣﻧﺷورة(.
)-(145ﺑن ﺻﻔﻰ ﻋﻠﻲ ،ﺗﻧظﯾم اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻓﻲ دﺳﺗور 1996وﺗﺣدﯾد طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﺟزاﺋري ،ﺑﺣث ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة
ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻓرع اﻹدارة واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ،2003،ص .64
)-(146اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،2016ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
47
ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ وواﻗﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
48
ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ وواﻗﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑذﻟك ،وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻌﺿوﯾﺔ ﻻ ﯾﺗم إﺻدارﻫﺎ إﻻ ﺑﻌدا ﺧﺿوﻋﻬﺎ
ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري ،ﻋﻛس اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻌﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن إﺻدارﻫﺎ ﻗﺑل ﺧﺿوﻋﻬﺎ ﻟرﻗﺎﺑﺔ).(150
– 2ﻧﺷر اﻟﻘﺎﻧون
ﺑﻌد أن ﯾﻘوم رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﺈﺻدار اﻟﻘﺎﻧون ،ﯾﺑﺎﺷر ﻣﺑﺎﺷرة إﺟراء ﻧﺷر ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ
اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﻌﻠم ﺑﻪ اﻟﺟﻣﻬور ،واﻟﻣﻼﺣظ أن اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﻟم ﯾﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ
اﺧﺗﺻﺎص رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﺷر اﻟﻘواﻧﯾن ،إﻻ ﻓﻲ دﺳﺗور 1963وذﻟك ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة رﻗم 49ﻣﻧﻪ:
"ﯾﻛﻠف رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﺈﺻدار اﻟﻘواﻧﯾن وﻧﺷرﻫﺎ ،(151)"...وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻣﻠزم ﺑﺈﺻدار
اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ أﺟل 30ﯾوﻣﺎ اﺑﺗدأ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺳﻠﻣﻪ ،إﻻ إذا طﻠب اﻟﻣداوﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ).(152
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺟﻬﺎز ﻣﺳﺎﻋدة ﻟﺑرﻟﻣﺎن
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺟﻬﺎز اﻟﺗﻧﻔﯾذي ﺑﻌد رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،وﺑﻣﺎ أن اﻟدﺳﺗور أﻋطﻰ ﻟرﺋﯾس
اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ آﻟﯾﺎت ﻋدﯾدة ﻟﻠﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،ﻓﻬو ﻟم ﯾﻘﺗﺻر ﻣن ﺟﻬﺔ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ،وذﻟك
ﻟﺣﻛم اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ.
إن ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ آﻟﯾﺎت ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗدﺧل ﻓﻲ ﻋﻣل اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،وﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل ﻫذا اﻟﺗدﺧل ﻟم ﯾوﻟد
ﻣن اﻟﻌدم ،ﺑل ﺑﺳﺑب ﻋدة ﻋواﻣل وأﺳﺑﺎب داﻓﻌﺗﻬﺎ ﻟﺗدﺧل ،ﻓﺗﺗدﺧل اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻋن طرﯾق اﻗﺗراح ﻣﺷﺎرﯾﻊ
اﻟﻘواﻧﯾن )اﻟﻔرع اﻷول( ،وﻛذﻟك ﻋن طرﯾق آﻟﯾﺔ ﺗﺣدﯾد ﺟدول أﻋﻣﺎل اﻟﺑرﻟﻣﺎن )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ( ،وﻣن ﺟﻬﺔ
أﺧرى ﺗﻘوم ﺑﺗﻧظﯾم دورات اﻟﺑرﻟﻣﺎن )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث(.
49
ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ وواﻗﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
اﻟﻔرع اﻷول
اﻗﺗراح ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻘواﻧﯾن
ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ ﺣق اﻟﻣﺑﺎدرة ﺑﺎﻟﻘواﻧﯾن إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ وﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ،ﺣﺳب ﻧص
اﻟﻣﺎدة رﻗم 136ﻣن اﻟدﺳﺗور 2016اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ" :ﻟﻛل ﻣن اﻟوزﯾر اﻷول واﻟﻧواب وأﻋﺿﺎء ﻣﺟﻠس
اﻷﻣﺔ ﺣق اﻟﻣﺑﺎدرة ﺑﺎﻟﻘواﻧﯾن.(153)"...
ﻓﯾﺗم اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ واﻟﺗﺻوﯾت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷروع ﻣن طرف ﻏرﻓﺗﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،اﻟذي ﺗﻛﻠف ﻟﺟﻧﺔ
ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﺑدراﺳﺔ اﻟﻣﺷروع ٕواﻋداد ﺗﻘرﯾر ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ ،وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ إدﺧﺎل
ﺗﻌدﯾﻼت أﺛﻧﺎء ﻣﻧﺎﻗﺷﺗﻪ ﺷرط ذﻛر اﻷﺳﺑﺎب).(154
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺗﻧظﯾم دورات اﻟﺑرﻟﻣﺎن
ﻧص اﻟدﺳﺗور 2016ﻋﻠﻰ أن ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن دورة واﺣدة ﻛل ﺳﻧﺔ ﻣدﺗﻬﺎ 10أﺷﻬر ﺗﺑدأ ﻣن اﻟﯾوم
اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن أﯾﺎم اﻟﻌﻣل ﻣن ﺷﻬر ﺳﺑﺗﻣﺑر ،اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾؤﻛد أن اﻟﺗﻌدﯾل اﻷﺧﯾر ﺧﺎﻟﻔﺎ ﻟدﺳﺗور 1996
اﻟذي ﺣدد دورﺗﯾن ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن ،وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة رﻗم 135ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ 2016
"ﯾﺟﺗﻣﻊ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ دورة ﻋﺎدﯾﺔ واﺣدة.(155)"...
إذا ﻛﺎﻧت ﻫﻧﺎك ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺳﺗﻌﺟﻠﺔ ،ﯾﺟﺗﻣﻊ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ دورة ﻏﯾر ﻋﺎدﯾﺔ ،وذﻟك ﺑطﻠب ﻣن اﻟوزﯾر
اﻷول ،أو ﺑطﻠب ﺛﻠﺛﻲ أﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ أو ﺑﺎﺳﺗدﻋﺎء ﻣن رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ).(156
).-(153
)-(154ﺷﺎﻫد أﺣﻣد ،اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﺑﻧظﺎم اﻟﻐرﻓﺗﯾن ﻛﻣﺎ ورد ﻓﻲ دﺳﺗور 28ﻧوﻓﻣﺑر ،1996ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ
اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻓرع اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻹداري ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻹﻋﻼم ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ،2009 ،ص
ص.146-142
)-(155اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،2016ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
)-(156ﺑوﺷﻌﯾر ﺳﻌﯾد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.75
50
ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ وواﻗﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث
ﺿﺑط ﺟدول أﻋﻣﺎل اﻟﺑرﻟﻣﺎن
اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺗﻘوم ﺑﺿﺑط ﺟدول أﻋﻣﺎل اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،ﺑﺗﺣدﯾد اﻟﻣواﺿﯾﻊ اﻟﺗﻲ ﺳوف ﺗﻛون ﻣﺣل اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ
واﻟدراﺳﺔ ﻣن طرف اﻟﺑرﻟﻣﺎن).(157
ﻓﻌﻠﻰ رﺋﯾﺳﻲ ﻏرﻓﺗﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﺳﺗﺷﺎرة اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻗﺑل ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ أﯾﺔ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣن طرف أﻋﺿﺎء
اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،إذ ﯾﺟب ﺿﺑطﻬﺎ ﻓﻲ ﺟدول اﻟﺟﻠﺳﺎت ﻣن طرف اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻗﺑل دراﺳﺗﻬﺎ واﻟﺗﺻوﯾت ﻋﻠﯾﻬﺎ).(158
ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 46ﻣن ﻧظﺎم اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ) ،(159واﻟﻣﺎدة رﻗم 47ﻣن ﻧظﺎم
اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ).(160
)-(157ﻋﻘﯾﻠﺔ ﺧرﺑﺎﺷﻲ ،اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺣﻛوﻣﺔ واﻟﺑرﻟﻣﺎن ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.37
)-(158ﻟوﻧﺎﺳﻲ ﺟﺟﯾﻘﺔ ،اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،1996أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل درﺟﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻛﻠﯾﺔ
اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ،ﺗﯾزي وزو) ،د س م( ،ص .96
) -(159راﺟﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 46ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ،ج .ر .ج .ج .د .ش ،ﻋدد ،08اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ18
ﻓﯾﻔﯾري ،1998ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم ﻟﻧظﺎم اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ،ج .ر .ج .ج .د .ش ،ﻋدد ،84اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 23ﻓﯾﻔري ،1999
وﻣﻌدل ﻟﻧظﺎم اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ ﻣﺎدﺗﯾن ﺟدﯾدﺗﯾن ،ج .ر .ج .ج .د .ش ،ﻋدد ،77اﻟﺻﺎدر 17دﯾﺳﻣﺑر.2000
)-(160راﺟﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 47ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ج .ر .ج .ج .د .ش ،ﻋدد ،46اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 30
ﺟوﯾﻠﯾﺔ .2000
51
ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺺ وواﻗﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
52
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ.
ﺿﻌﻒ ﻣﻜﺎﻧﺔ
اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ:
إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر
اﻹﻋﺘﺒﺎر
ﺿﻌﻒ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ :إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻋﺟزت اﻟﺟزاﺋر ﻋﻠﻰ ﻣدار 55ﺳﻧﺔ ﻣن اﻻﺳﺗﻘﻼل ،ﻋﻠﻰ إﯾﺟﺎد اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذي ﯾﺿﻣن
اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ واﺳﺗﻘرار اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،رﻏم أﻧﻬﺎ ﻋرﻓت ﻋدة ﺗﻌدﯾﻼت دﺳﺗورﯾﺔ ،آﺧرﻫﺎ ﺗﻌدﯾل 7ﻣﺎرس
،2016اﻟذي ﺟﺎء ﺑﺳﺑب ﻋدة أزﻣﺎت وأﺣداث ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ.
إذ ﻛﺎﻧت وﻣﺎزاﻟت اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺟزاﺋري ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﻋﺟز واﺿﺢ ،ﺑﺳﺑب
اﻟﻬﯾﻣﻧﺔ اﻟﻣﺳﺗﻣرة ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻌﺿوي ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،اﻟذي ﻧﺗﺞ ﻋﻧﻬﺎ ﻣﺣدودﯾﺔ
ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺗوﺟب اﻟﺑﺣث ﻋن ﺳﺑل ﻟﺗﻔﻌﯾل دورﻫﺎ.
ﻓﻘد ﺗﻌﻣد اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري ،ﺗوﺳﯾﻊ ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ
ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن ،رﻏم اﻋﺗراﻓﻪ ﺻراﺣﺔ أن ﻫذا اﻻﺧﺗﺻﺎص أﺻﯾل
ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،ﻟﻬذا ﯾﺟب إﻋﺎدة اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻟﻬذﻩ اﻷﺧﯾرة ،ﻣن ﺧﻼل إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل
اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻬﺎ.
زﯾﺎدة ﻋن ذﻟك ﯾﺑﻘﻰ اﻟﻣﺟﺎل اﻟرﻗﺎﺑﻲ ﺑﻌﯾدا ﻋﻣﺎ ﻫو ﻣﻧﺗظر ﻣﻧﻪ ،إذ ﺗﻘﺗﺻر اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺋﻠﺔ
ﺑﻧوﻋﯾﻬﺎ ،واﻟﺗﻲ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎﻻ ﯾﺗم اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ،وﺗﺑﻘﻰ اﻵﻟﯾﺎت اﻷﺧرى واﻟﺗﻲ ﺗوﺻف ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣرﺗﺑﺔ
ﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ،ﺣﺑﯾﺳﺔ اﻟﻧﺻوص ،ﺧوﻓﺎ ﻣن ﺳﻼح اﻟﺣل ،ﻟﻬذا ﯾﺳﺗوﺟب إﻋﺎدة اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻟﻬذا
اﻟﻣﺟﺎل ﻧظ ار ﻷﻫﻣﯾﺗﻪ).(162
ﻟم ﯾﺗوﻗف اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري ﻋﻧد ﻫذا اﻟﺣد ،ﺑل زود اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﺑﺂﻟﯾﺎت ﻓرﺿت
وﺟودﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎر اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ،اﻷﻣر اﻟذي أدى إﻟﻰ ﺗراﺟﻊ ﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،ﻣﻣﺎ ﯾدﻋوﻧﺎ ﻹﺟﺎد اﻟوﺳﺎﺋل
ﻟﻛﺑﺢ ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﻣﻧﺔ ،ﻣن أﺟل ﺗﻔﻌﯾل دور اﻟﺑرﻟﻣﺎنٕ ،واﻋطﺎﺋﻪ ﻣﻛﺎﻧﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ).(163
ﻋﻠﻰ ﺿوء ذﻟك ﺳﯾﻘﺗﺻر ﺗﺣﻠﯾﻠﻧﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل ﻋﻠﻰ إﯾﺟﺎد آﻟﯾﺎت ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟرﻓﻊ ﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن
ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري ،ﺑداﯾﺔ ﺑﺈﺻﻼح اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻌﺿوي واﻟوظﯾﻔﻲ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ )اﻟﻣﺑﺣث
اﻷول( ،وﺻوﻻ إﻟﻰ اﻟﺣد ﻣن ﺗطﻔل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ )اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ(
)-(162ﺑﻠﻘﻔﺻﻲ ﻣوراد وﺑوﻋﻣﺎرة ﺳﻣﯾﺣﺔ ،اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﺑﯾن ﺿرورة اﻟﺗوازن وواﻗﻊ اﻟﻬﯾﻣﻧﺔ ،ﻣذﻛرة
ﺗﺧرج ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻓرع اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﺗﺧﺻص اﻟﺟﻣﻌﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ وﺗﻬﯾﺋﺔ اﻹﻗﻠﯾم ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة،
ﺑﺟﺎﯾﺔ ،2015 ،ص .104
)-(163أوﻧﺎﻫﻲ ﻫﺎﻧﻲ وﺣﻣوﻣو ﻋﺑد اﻟﻣﺎﻟك ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .106
53
ﺿﻌﻒ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ :إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول
ﺗﺣﺳﯾن اﻟﻧﺻوص اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺗرﻗﯾﺔ ﻣرﻛز اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ
رﻏم اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟواﺳﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﺑﻬﺎ اﻟدﺳﺗور اﻷﺧﯾر ،واﻟﺗﻲ ﻣﺳت اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،ﻓﻬذﻩ
اﻹﺻﻼﺣﺎت ﻟم ﺗﻛﻔﻲ ﺑﺎﻟﻐرض وﻟم ﺗﺳد ﻛل ﺛﻐرات دﺳﺗور ،1996ﺑل اﻛﺗﻔت ﺑﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬﺎ ﺳطﺣﯾﺎ.
ﻟﻬذا ﻓﺈﻧﻧﺎ ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﻧﺻوص اﻟﺟدﯾدة ،ﺗﻣﻧﺢ اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﺣﻘﻬﺎ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ اﻟﻣﻣﺛل
اﻟوﺣﯾد ﻟﻠﺷﻌب ،وﻻ ﯾﻛون ذﻟك إﻻ ﻋن طرﯾق إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ وﺟﻌﻠﻬﺎ أﻛﺛر
دﯾﻣﻘراطﯾﺔ).(164
ﻛﻣﺎ ﯾﺟب ﺗﻔﻌﯾل دورﻩ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ٕواﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﺣﯾز اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻪ ،ﻟﺳن اﻟﻘواﻋد
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ) ،(165ﺿف إﻟﻰ ذﻟك ﻓﺈن اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ أﺳﻠﺣﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ٕواﻟزاﻣﻬﺎ
ﻋﻠﻰ اﺣﺗرام اﻟﻘﺎﻧون دون أي ﺧوف أو ﺗردد.
ﺗﺑﯾﺎﻧﺎ ﻟذﻟك ﻓﺈن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ إﺻﻼﺣﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻌﺿوي )اﻟﻣطﻠب
اﻷول(ٕ ،واﺻﻼﺣﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻟوظﯾﻔﻲ )اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﺗﻔﻌﯾل اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺿوي ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ
ﺗرﺗﺑط اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﺿوﯾﺔ ،ارﺗﺑﺎطﺎ وﺛﯾﻘﺎ ﺑﺎﻟﺟﺎﻧب اﻟﺑﺷري
واﻹداري ،إﻻ أن اﻟوﺿﻊ اﻟﻌﻣﻠﻲ أﺛﺑت ﻣﺣدودﯾﺗﻬﺎ ،وﻛﺷف ﻋن ﺧﺿوع اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ ﻧﺟم ﻋﻧﻬﺎ ﻋدة ﺳﻠﺑﯾﺎت.
ﻟﻬذا ﯾﺟب ﺗﺧﻠﯾص اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻣن ﻫﯾﻣﻧﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ وذﻟك ﻋن طرﯾق وﺿﻊ
إﺻﻼﺣﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻬﯾﻛل اﻟﺑﺷري ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن )اﻟﻔرع اﻷول( ،وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﯾﺟب وﺿﻊ ﺗﻌدﯾﻼت
ٕواﺻﻼﺣﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻬﯾﻛل اﻹداري )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
54
ﺿﻌﻒ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ :إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
اﻟﻔرع اﻷول
ﺗطوﯾر ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ ﻏرﻓﺗﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن
إن اﻟﺳﺑب اﻟرﺋﯾﺳﻲ اﻟذي ﺟﻌل اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻘﯾر ﻓﻲ ﺟﺎﻧب اﻟﻣﺑﺎدرة ﺑﺎﻟﻘواﻧﯾن ،ﯾﻌود ﺑﺎﻷﺳﺎس إﻟﻰ
اﻟﻧواب اﻟذﯾن ﻻ ﯾﻣﻠﻛون اﻟﻛﻔﺎءة واﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟذي ﯾؤﻫﻠﻬم إﻟﻰ ﺳن اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
واﻟﻣﺟردة ،ﺧﺎﺻﺔ أن اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟﺟزاﺋري ﯾﺿم ﺑﻌض اﻟﻧواب ﻣن اﻟﺷراﺋﺢ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻣﻧﻬم
اﻟذﯾن ﻻ ﯾﻔﻘﻬون أي ﺷﻲء ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧون.
ﻟﺗرﻗﯾﺔ ﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻻﺑد ﻣن أﻣرﯾن :إﺻﻼح ﻧظﺎم اﻟﺗرﺷﺢ)أوﻻ( ،وﺗﻌزﯾز ﻗدرات
اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾن)ﺛﺎﻧﯾﺎ(.
أوﻻ :ﺗﺣﺳﯾن ﻧظﺎم اﻟﺗرﺷﺢ ﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ
ﺗﻌﺗﺑر اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ﻛﺄﺳﻠوب ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ اﻻﻧﺗﺧﺎب ﺣق ﻣﻛﻔول ﻟﻛل
أﻓراد اﻟذﯾن ﺗﺗوﻓر ﻓﯾﻬم ﺑﻌض اﻟﺷروط ،ﻛﺎﻟﺳن واﻟﺟﻧﺳﯾﺔ...اﻟﺦ ) ،(166وﺑﻣﺎ أﻧﻧﺎ ﺑﺻدد دراﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،ﻓﺎﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻬﻣﻧﺎ ﺗﻠك اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﺎ ،ﺣﯾث ﯾﻼﺣظ أن اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟﺣﺎﻟﻲ ﯾﺿم ﻓﺋﺎت
ﻣﺗﻌددة ﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﺎﻟرﯾﺎﺿﯾﯾن واﻟﻔﻧﺎﻧﯾن وﺣﺗﻰ اﻟﺣﻼﻗﺎت ،ﻣﻧﻬم ﻣن ﻻ ﯾﻔﻬم أي ﺷﻲء ﻓﻲ ﻣﺟﺎل
إﻋداد اﻟﺗﺷرﯾﻊ ،ﻟﻬذا ﯾﺳﺗوﺟب إﻋﺎدة ﻧظر ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﺗرﺷﺢ ﻟﻬذا اﻟﻣﻧﺻب اﻟﻣﻬم).(167
-1ﺗطوﯾر ﻧظﺎم اﻟﺗرﺷﺢ ﻟﻌﺿوﯾﺔ اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ
رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ﻫو اﻟذي ﯾدﻋو ﻹﺟراء اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،ﺑﻌد ﻧﻬﺎﯾﺔ
اﻟﻌﻬدة أو ﺑﻌد ﺣل اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ) ،(168واﻹﺷﺎرة ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﻟﻛل ﺷﺧص ﺗوﻓرت ﻓﯾﻪ اﻟﺷروط
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 92ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم ،10-16ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻧظﺎم اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت
اﻟﺗرﺷﺢ ).(169
)-(166اﻟﺷرﻗﺎوي ﺳﻌﺎد ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﻌﺎﺻر) ،د د ن( ،اﻟﻘﺎﻫرة ،2007 ،ص.144
)-(167ﺑﻠﻘﻔﺻﻲ ﻣوراد و ﺑوﻋﻣﺎرة ﺳﻣﯾﺣﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.108
)-(168ﻧﻌﻣﺎن أﺣﻣد اﻟﺧطﯾب ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،ط ،7دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن،2011 ،
ص.280
)-(169راﺟﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 92ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم ،10 -16ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
55
ﺿﻌﻒ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ :إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
اﻟﻣﻼﺣظ أن ﻫذﻩ اﻟﺷروط ﺑﺳﯾطﺔ وﻏﯾر ﻛﺎﻓﯾﺔ ،ﻻرﺗﺑﺎط اﻟﻌﻣل اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ﺑﺣﻘوق اﻷﻓراد واﻟﺣرﯾﺎت
اﻟﻌﺎﻣﺔ وواﺟﺑﺎت اﻟدوﻟﺔ ،وﻷن اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺑر ﻋن اﻟواﻗﻊ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي
واﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ...ﻟﻠدوﻟﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺟب ﺿﺑط ﻫذﻩ اﻟﻧﺻوص وﺟﻌﻠﻬﺎ أﻛﺛر ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻣﻊ إرادة اﻷﻣﺔ.
ﻓﻬذﻩ اﻟﺷروط اﻟﺑﺳﯾطﺔ ﺗﺳﻣﻊ ﻟﻌدة ﺷراﺋﺢ ﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺎﺧﺗﻼف ﻣﺳﺗوﯾﺎﺗﻬم ،اﻟﺗرﺷﺢ واﻟﻔوز
ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﻋد اﻟﻧﯾﺎﺑﯾﺔ ،ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﻣﺳﺗواﻫم اﻟﻌﻠﻣﻲ وﻛﻔﺎءﺗﻬم ،وﻗدراﺗﻬم ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻣل ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗﻣﺛﯾﻠﻬم
ﻟﺷﻌب ،ﺣﯾث أن اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﺗرﺷﺣﯾن ﻫدﻓﻬم ﻣن اﻟﺗرﺷﺢ ﻫو اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻻﻣﺗﯾﺎزات اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺎﻟﻬﺎ
اﻟﻧواب).(170
ﻟﻬذا ﯾﺟب إﺻﻼح ﻧظﺎم اﻟﺗرﺷﺢ ﻟﻌﺿوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ،وذﻟك ﺑوﺿﻊ ﺷروط
ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﺗﻌﻛس ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣﻧﺻب ،ﺣﯾث ﯾﻣﻛن اﻗﺗراح ﻋدة اﻟﺷروط ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺷروط اﻟﻣﻧﺻوص
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة رﻗم 92ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم ،10-16ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻧظﺎم اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت:
-اﻹﻗﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺷﺢ ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻣدة ﺳﻧﺗﯾن.
-إﺛﺑﺎت ﻋدم ﺗورط أﺑوﯾﻪ ﻓﻲ أﻋﻣﺎل ﺿد ﺛورة 1ﻧوﻓﻣﺑر .1954
-ﯾﺗﻣﺗﻊ اﻟﻣﺗرﺷﺢ ﺑﺣﺳن اﻟﺳﯾرة واﻟﺳﻠوك.
-أن ﯾﻛون ذا ﻣﺳﺗوى ﻋﻠﻣﻲ.
-2ﺗطوﯾر ﻧظﺎم اﻟﺗرﺷﺢ ﻟﻌﺿوﯾﺔ ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ
ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ﻫو ﺷرﯾك اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﺳﺗﻧﺎدا ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة
رﻗم 112ﻣن اﻟدﺳﺗور ،(171)2016ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ،ﯾﺗﻛون ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ﻣن
ﻓﺋﺗﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﺗﯾن ،اﻟﻔﺋﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﻧﺗﺧﺑﺔ ﻋن طرﯾق اﻻﻗﺗراع ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷر واﻟﺳري ،واﻟﻔﺋﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ
ﻣن طرف رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ﻫو اﻟﻣﺟﻠس اﻟوﺣﯾد اﻟذي ﯾﻣزج ﺑﯾن اﻻﻧﺗﺧﺎب
واﻟﺗﻌﯾن ،اﻷﻣر اﻟذي ﺟﻌﻠﻪ ﺑﻌﯾدا ﻋن ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﻌﻠت اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﻟﺳﻧﺔ 1996ﯾﻘدم
ﻋﻠﻰ إﻧﺷﺎﺋﻪ.
56
ﺿﻌﻒ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ :إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻟﻬذا ﯾﺟب ﻣراﺟﻌﺔ ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ،اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون إﻻ ﺑﺈﺻﻼح ﻧظﺎم اﻧﺗﺧﺎب
ﺛﻠﺛﻲ أﻋﺿﺎﺋﻪ ،واﻟﺣد ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﯾن اﻟﺛﻠث اﻟﺑﺎﻗﻲ ﻟﻬذا اﻟﻣﺟﻠس.
أ-إﺻﻼح اﻟﻧظﺎم اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﻲ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻧﺗﺧﺎب ﺛﻠﺛﻲ أﻋﺿﺎء ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ
ﻟﺗﻔﻌﯾل دور ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري ،ﯾﺟب إﺻﻼح ﻧظﺎم اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت اﻟذي
ﯾﻌﺗﺑر ﻣدﺧﻼ ﻣن اﻟﻣداﺧل اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻹﺻﻼح اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،ﺧﺎﺻﺔ أن ﺛﻠﺛﻲ أﻋﺿﺎء ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ﯾﻧﺗﺧﺑون
ﻋن طرﯾق اﻻﻗﺗراع ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷر واﻟﺳري ،ﺑﻣﻘﻌدﯾن ﻋن ﻛل وﻻﯾﺔ ﻣن ﺑﯾن أﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ
اﻟﺑﻠدﯾﺔ وأﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟوﻻﺋﯾﺔ) ،(172ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻹﺻﻼح ﻧظﺎم اﻧﺗﺧﺎب ﺛﻠﺛﻲ أﻋﺿﺎء ﻣﺟﻠس
اﻷﻣﺔ ،ﯾﺟب إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﺷروط اﻟﺗرﺷﺢ ﻟﻌﺿوﯾﺔ ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ،ﺑﺈدراج ﺷرط ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻌﻠﯾم،
ﻓﻬذا اﻟﺷرط ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﻣن اﺧﺗﯾﺎر ﻧﺧﺑﺔ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ إدارة اﻟدوﻟﺔ واﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎﻣﺔ) ،(173إﺿﺎﻓﺔ
إﻟﻰ ذﻟك ﯾﺟب أن ﯾﺗﻣﺗﻊ ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ﺑﺎﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ.
ﺑﻣﺎ أن اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،ﻓﯾﺟب أﻻ ﯾﻛون أﻋﺿﺎء ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ﻣﻧﺗﺧﺑون
ﻣن ﺑﯾن أﻋﺿﺎء ﻣﺟﺎﻟس اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،ﻟﻠﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ وﺿﻣﺎن ﺗﻣﺛﯾل أﺣﺳن.
ب-ﺗﻘﯾد ﺳﻠطﺔ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﯾن ﺛﻠث أﻋﺿﺎء ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ
ﻧص اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ 2016ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ أن رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﯾﻌﯾن ﺛﻠث أﻋﺿﺎء
ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ،ﻣن ﺑﯾن اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت واﻟﻛﻔﺎءات اﻟوطﻧﯾﺔ) ،(174وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﻟم ﯾﺿﻊ
ﺷروطﺎ واﺿﺣﺔ ﻟﺗﻌﯾن ﻫذا اﻟﺛﻠثٕ ،واﻧﻣﺎ اﻛﺗﻔﻰ ﺑﻧص ﻋﻠﻰ أن ﻫذا اﻟﺛﻠث ﯾﻛون ﻣن ﺑﯾن اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت
واﻟﻛﻔﺎءات اﻟوطﻧﯾﺔ ،وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﻟﻣﺎدة رﻗم 03/118ﻣن اﻟدﺳﺗور ،2016ﻏﺎﻣﺿﺔ ﻷن ﻫﻧﺎك ﺻﻌوﺑﺔ
ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻫذﻩ اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت واﻟﻛﻔﺎءات ،اﻷﻣر اﻟذي ﺗرك رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ
واﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ،ﻓﻼ إﺷﻛﺎل ﻓﻲ وﺟود اﻟﺛﻠث اﻟﻣﻌﯾن ﻣن طرف رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،ﺑﺷرط وﺿﻊ
اﻟﺿواﺑط اﻟﺗﻲ ﺗﺣد ﻣن ﺗﻌﺳف رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،وﺗﻣﻧﻌﻪ ﻣن اﺳﺗﺧدام ﻫذا اﻟﺛﻠث ﻷﻏ ارض ﺷﺧﺻﯾﺔ
) -(172راﺟﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 02 /119ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،2016ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
)-(173أوﻧﺎﻫﻲ ﻫﺎﻧﻲ و ﺣﻣوﻣو ﻋﺑد اﻟﻣﺎﻟك ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص .108-107
) -(174راﺟﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 03/118ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،2016ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
57
ﺿﻌﻒ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ :إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
وﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،وذﻟك ﺑﺗﺑرﯾر اﻻﺧﺗﯾﺎرات ،واﻟﻧص ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور وﻗﺎﻧون اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺷروط اﻟواﺟب
ﺗوﻓرﻫﺎ ﻓﯾﻬم ،ﻗﺻد ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ﻣﻊ اﻟﻣﺗرﺷﺣﯾن ﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ﺛﻠﺛﻲ أﻋﺿﺎء ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ).(175
ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻟﻣﺎ ﯾﻌﯾن 48ﻋﺿو ﻓﻲ ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ) ،(176ﻗد ﯾﻣس
ﻫذا اﻟﺗﻌﯾن وﻻﯾﺎت دون أﺧرى ،ﻓﺈﻧﻪ ﻣن اﻷﺟدر أن ﺗﻣﺛل ﻛل وﻻﯾﺔ ﺑﻌﺿو ،ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن
اﻟوﻻﯾﺎت ،ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻛل وﻻﯾﺔ ﺗﻣﺛل ﺑﺛﻼﺛﺔ أﻋﺿﺎء ﻓﻲ ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ،ﻋﺿوﯾن ﻣﻧﺗﺧﺑﯾن وﻋﺿو ﻣﻌﯾن).(177
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺗﻌزﯾز ﻗدرات اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾن ﻛﺷرط اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﻟﺗطوﯾر اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ
إن اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻫو اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟوﺣﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل اﻟﺷﻌب وﺗﻌﺑر ﻋن إرادﺗﻪ ،وﻣن ﺛم ﻓﻬﻲ ﺗﺗﺳم ﺑﺎﻟﺗﻧوع
اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻟﺣزﺑﻲ واﻟﻔﻛري ،ﻛﻣﺎ ﺗﺗﺳم ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟدﯾد اﻟدوري ،وﻟﻺﺷﺎرة ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾوﺟد أي ﻣﺎﻧﻊ
ﻟﻠوﺻول ﺑﺎﻟﺑرﻟﻣﺎن إﻟﻰ درﺟﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﻻﺳﺗﻌداد واﻹدراك ،ﻓﻬذا ﻻ ﯾﺗﺣﻘق إﻻ ﻋن طرﯾق ﺗوﻓﯾر
اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻟﻔﻧﯾﺔ وﺗﻛوﯾن أﻋﺿﺎء اﻟﺑرﻟﻣﺎن.
-1ﺗوﻓﯾر إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻌﻣل داﺧل اﻟﺑرﻟﻣﺎن
ﯾﻘﺗﺿﻲ أداء أﻋﺿﺎء اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻟدورﻫم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ واﻟرﻗﺎﺑﻲ ،ﺗوﻓﯾر إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ﻣﺎدﯾﺔ وﺑﺷرﯾﺔ وﻓﻧﯾﺔ،
ﻟﯾﺗﺎح ﻟﻬم رﺑط اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﻊ ﻧﺎﺧﺑﯾﻬم ،وﯾﺟب ﻣﺳﺎﻋدﺗﻬم ﻋﻠﻰ إﻧﺷﺎء ﻣﻛﺎﺗﺑﻬم ﻓﻲ دواﺋرﻫم اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ،
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﻣﻬﻣﺔ اﻟﻌﺿو ﺑﺎﻟﺑرﻟﻣﺎن وطﻧﯾﺔ ،اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة رﻗم 03ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم
01-01ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻌﺿو اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ" :ﻣﻬﻣﺔ ﻋﺿو اﻟﺑرﻟﻣﺎن ذات
طﺎﺑﻊ وطﻧﻲ") ،(178ﺿف إﻟﻰ ذﻟك ﻓﺈن اﻟﺟﻬﺎز اﻟﺗﻧﻔﯾذي ﻣدﻋو إﻟﻰ ﺗﺳﻬﯾل وﺻول أﻋﺿﺎء اﻟﺑرﻟﻣﺎن
إﻟﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت.
58
ﺿﻌﻒ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ :إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
)-(179ذﺑﯾﺢ ﻣﯾﻠود ،ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .394
)-(180أوﻧﺎﻫﻲ ﻫﺎﻧﻲ وﺣﻣوﻣو ﻋﺑد اﻟﻣﺎﻟك ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص . 109-108
)-(181اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،10-11اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 20رﺟب ﻋﺎم 1432اﻟﻣواﻓق ل 22ﯾوﻧﯾو ﺳﻧﺔ ،2011ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺑﻠدﯾﺔ ،ج .ر .ج.
ج .د .ش ،ﻋدد ،37اﻟﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ 3ﺟوﯾﻠﯾﺔ .2011
)-(182ذﺑﯾﺢ ﻣﯾﻠود ،ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص ص .395-394
59
ﺿﻌﻒ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ :إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻫذا اﻟﺗطور إﻟﻰ اﻟدﻋم اﻟﻔﻧﻲ واﻟﻣﺎﻟﻲ ،ﻷن ﻣﺣدودﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣواد ﺗؤﺛر ﺑﺳﻠب ﻋﻠﻰ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻧﺻوص
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ وﺗﺣرﯾك اﻟرﻗﺎﺑﺔ.
وﻋﻠﯾﻪ ﺳﯾﻘﺗﺻر ﺗﺣﻠﯾﻠﻧﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺟزء ﻋﻠﻰ ﺗطوﯾر اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻬﯾﻛﻠﻲ ﻟﻐرﻓﺗﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن)أوﻻ(
وﺗطوﯾر اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري)ﺛﺎﻧﯾﺎ(.
أوﻻ :ﺗطوﯾر اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻬﯾﻛﻠﻲ ﻟﻐرﻓﺗﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن
ﯾﻣﺗﺎز اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟﺟزاﺋري ﺑﻐرﻓﺗﯾﻪ ﺑﻧﻔس اﻷﺟﻬزة اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟرﺋﯾس ،اﻟﻣﻛﺗب ،واﻟﻠﺟﺎن )،(183
وﻫﻲ ﻫﯾﺎﻛل أﺳﺎﺳﯾﺔ وداﺋﻣﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻷﺧرى اﻟﻣؤﻗﺗﺔ ) ،(184ﺣﯾث ﯾﺗوﻟﻰ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻣﻣﺎرﺳﺔ
ﻧﺷﺎطﻪ ﻋن طرﯾق أﺟﻬزة ﻫدﻓﻬﺎ ﺗﺳﯾﯾر وﺗﻧظﯾم ﺷؤوﻧﻪ).(185
ﻧظر ﻟﻬﯾﻣﻧﺔ اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺳﯾر أﺟﻬزة اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺣﻛوﻣﺔ ،ﻓﺈن أداء اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺿﻌﯾف
ا
ودون ﻓﺎﺋدة ،ﻟﻬذا ﯾﺟب ﺗطوﯾر ﻫﯾﻛل ﻛﻼ اﻟﻣؤﺳﺳﯾنٕ ،واﻋطﺎء اﻟﺣرﯾﺔ ﻷﻋﺿﺎﺋﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾدﻫﺎ ،ﻗﺻد
ﺗﺣﺳﯾن أداﺋﻬﺎ اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ واﻟرﻗﺎﺑﻲ ،وﻫو اﻟﻣطﻠب اﻟذي ﯾﺟب أن ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻪ اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ إطﺎر
ﻧظﺎﻣﻪ اﻟداﺧﻠﻲ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ أﻣر ﻣﻧطﻘﻲ ،ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر أي ﺗدﺧل ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﻬﯾﺎﻛل اﻟﺑرﻟﻣﺎن )ﻣﺟﻠس
اﻟدﺳﺗوري ﻣﺛﻼ( ﺗﻘﯾدا ﻟﻪ وﻋرﻗﻠﺔ ﺗطورﻩ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺗطوﯾر اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري ﻟﻐرﻓﺗﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن
ﺗﻌﻣل اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ﻋﻠﻰ ﻋﺻرﻧﻪ إداراﺗﻬﺎ ،وﻣن ﺑﯾن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺟب
أن ﯾﻣﺳﻬﺎ ﻫذا اﻟﺗطور اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،ﻧظ ار ﻷﻫﻣﯾﺗﻬﺎ وﻣﻛﺎﻧﺗﻬﺎ ،ﻓﺈﺣداث اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﯾرﻓﻊ
ﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،وﻣن ﺑﯾن اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻛون ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟذﻟك:
-1اﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻻﺗﺻﺎﻻت ﻓﻲ إدارة اﻟﺑرﻟﻣﺎن
أﺻﺑﺢ اﺳﺗﺧدام اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺿرورة ﺣﺗﻣﯾﺔ ﻓﻲ أي ﻣؤﺳﺳﺔ ،ﻓﻲ ظل ﻣوﺟﺔ اﻟﺗﺣدﯾث اﻟﺗﻲ
ﯾﺷﻬدﻫﺎ اﻟﻌﺎﻟم ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ،ﻓﻌﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻣواﻛﺑﺔ ﻫذا اﻟﺗطور ،ﻟﺗﺣﺳﯾن ﻋﻣﻠﻬﺎ
)-(183ﻫﻧﺎك رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ورﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﻛﺗب اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ وﻣﻛﺗب
ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ،وﻟﺟﺎن ﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ وﻟﺟﺎن ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ.
) -(184ﻫﻧﺎك ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗﻧﺳﯾق وﻫﯾﺋﺔ اﻟرؤﺳﺎء واﻟﻣﺟﻣوﻋﺎت اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ،وﻫﻲ أﺟﻬزة ﻣؤﻗﺗﺔ ﻟﻐرﻓﺗﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن.
)-(185ﻣﻧﺻر ﻧﺳﯾم وﺧﺎﻟدي ﺣﻛﯾﻣﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .16
60
ﺿﻌﻒ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ :إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
وﺧﺑرﺗﻬﺎ ،ﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧطﻠق ﺗﻧﺟم ﻋﻼﻗﺔ وطﯾدة ﺑﯾن اﻟﺑرﻟﻣﺎن واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ أطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن
اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻟﺗﻘدﯾم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت )اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،اﻟوﺛﺎﺋق ،اﻟﻣﺣﺎﺿر ،اﻟﺟﻠﺳﺎت( ﻟﻣن ﻟﻬم ﺻﻠﺔ
ﺑﺎﻟﺑرﻟﻣﺎن.
ﻓﺎﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﯾرﻓﻊ درﺟﺔ اﻟﺗﻔﺎﻋل ﻣﻊ اﻟﻧﺎﺧﺑﯾن وﻣﻊ اﻟرأي اﻟﻌﺎم ،ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﯾﻧﺷﺊ
اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻣوﻗﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ،ﻓﺈن ﻫذا ﯾﺳﺎﻋدﻩ ﻋﻠﻰ اﻻﺗﺻﺎل ﻣﻊ ﻧﺎﺧﺑﯾﻪ وداﺋرﺗﻪ اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺳﻣﺢ
ﻟﻪ ﺑﻣﻌرﻓﺔ ﻣدى ﻣواﻓﻘﺔ ﻣؤﯾدﯾﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﺷرﯾﻊ واﻟرﻗﺎﺑﺔ ،ﻛﻣﺎ أن اﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
ﻓﻲ إدارة اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎوز ﺣﺎﺟز اﻟﺳرﯾﺔ ،وﻧﺷر اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ.
إذن اﻟﻣوﻗﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻫو اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﯾﻣﺎرس اﻟﺷﻌب اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻣن ﯾﻣﺛﻠﻬم،
وﻫذا ﯾﻌﻛس ﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟدوﻟﺔ وﻣوﻗﻔﻬﺎ ﻣن اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ،ﺿف إﻟﻰ ذﻟك ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺳﺎﻋد اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن اﻟﺟﺎﻣﻌﯾن
واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﯾن ﻋﻠﻰ اﻻﺿطﻼع ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺑرﻟﻣﺎن وﺟدﯾدﻫﺎ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺿﻣن ﺣﺳن اﻷداء).(186
ﻟﻺﺷﺎرة ﻓﺈن اﻟﺟزاﺋر ﺑﻠﻐت درﺟﺔ ﻣﺗﻣﯾزة ﻓﻲ ﺗوظﯾف اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺑﻌض اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ،
ﻛﻣﺎ ﯾﺟب ﺗﺟزﺋﺔ اﻟﻣوﻗﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن ،ﻟﺗﺳﻬﯾل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ،وﻣﺎ ﻋﻠﻰ
اﻟﺑﺎﺣث ﺳوى اﻟﺗوﺟﻪ ﻟﻠﻣوﻗﻊ اﻟذي ﯾﺧدم ﻣوﺿوع ﺑﺣﺛﻪ ،دون ﻋﻧﺎء اﻟﺑﺣث ودون اﻻﺿطﻼع ﻋﻠﻰ ﻛل
ﺷﻲء ،اﻟذي ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺿﯾﻊ اﻟوﻗت.
-2ﺗطوﯾر اﻹﻋﻼم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ
إن اﻹﻋﻼم ﻫو ﺷرط ﻣن اﻟﺷروط ﺗﻔﻌﯾل أداء اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،ﻓﺄﺻﺑﺢ اﻟﻣﻛون اﻷﺳﺎﺳﻲ
ﻟﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻹﻋﻼم ﯾدﻋم اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ وﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗﺳﻠﯾط اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻋن طرﯾق ﻧﻘل
وﻗﺎﺋﻊ ﻋﻣل اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ وﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ،ﻟدﻋم اﻟﺗواﺻل ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﻟﺟﻣﻬور واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
اﻟﻣدﻧﻲ).(187
ﻷﻫﻣﯾﺔ اﻹﻋﻼم ﻓﻲ ﻛﺷف اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،ﯾﺟب ﻓﺗﺢ اﻟﻘﻧوات اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ واﻟﻣﺣطﺎت اﻹذاﻋﯾﺔ
اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن ،ودﻋﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺗﺎد اﻟﻣﺎدي واﻟﺑﺷري ،وﺗوﻓﯾر اﻷﺟﻬزة اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗطورة ،ﺑﻬدف
ﺗﺳﻬﯾل ﺣﺻول اﻟﻣواطﻧﯾن ﻋﻠﻰ اﻷﺧﺑﺎر اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ.
)-(186ذﺑﯾﺢ ﻣﯾﻠود ،ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ، ،ص .401
)-(187ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص.404
61
ﺿﻌﻒ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ :إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
)_(188ذﺑﯾﺢ ﻣوﻟود ،ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص ص .409-407
)-(189ﻣرزوﻧﻲ ﻋﺑد اﻟﺣﻠﯾم ،ﺣق اﻟﺣل ﻓﻲ ظل اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ﺑﯾن اﻟﻧظري واﻟﺗطﺑﯾق ،أطروﺣﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة دﻛﺗوراﻩ
ﻋﻠوم ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻗﺳم اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺣﺎج ﻟﺧﺻر ،ﺑﺎﺗﻧﺔ،
،2014ص.18
62
ﺿﻌﻒ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ :إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
63
ﺿﻌﻒ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ :إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣل ،واﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ،ﺣﯾث أن اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺣدد ﻫذﻩ
اﻟﻣدة وﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻻ ﺗﻘل ﻋن 20ﯾوﻣﺎ وﻻ ﺗزﯾد ﻋن 40ﯾوﻣﺎ ﺑﻌد ﺣل اﻟﻣﺟﻠس).(193
راﺑﻌﺎ :اﻟطﻌن ﻓﻲ ﻗرار اﻟﺣل
ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف ﻗرار اﻟﺣل ﻋﻠﻰ أﻧﻪ إﻓﺻﺎح رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺷﻛل اﻟذي ﯾطﻠﺑﻪ اﻟﻘﺎﻧون،
ﻋن إرادﺗﻪ اﻟﻣﻠزﻣﺔ ،ﻟﻣﺎ ﻟﻪ ﻣن اﻟﺳﻠطﺎت ،ﻗﺻد إﺣداث آﺛر ﻗﺎﻧوﻧﻲ ،ﻣﺗﻰ ﻛﺎن ذﻟك ﻣﻣﻛﻧﺎ وﺟﺎﺋزا،
وﻛﺎن اﻟﻬدف ﻣﻧﻪ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ).(194
ﺑﻣﺎ أن اﻟﺣل ﯾﺻدر ﻓﻲ ﺷﻛل ﻗرار ،ﻓﺈن اﻟﻣﺳﻠم ﺑﻪ أن اﻟﻘ اررات ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟطﻌن ﺧﻼل آﺟﺎل ﻣﻌﯾﻧﺔ
أﻣﺎم اﻟﺟﻬﺎت اﻹدارﯾﺔ و/أو اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن اﻟذي ﻣﺳﻪ ﻗرار اﻟﺣل اﻟطﻌن
ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘرار ،إذا ﻛﺎن ﻫﻧﺎك ﺗﻌﺳف ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ أﻣﺎم اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺧﻼل آﺟﺎل ﻣﻌﯾﻧﺔ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺗﻔﻌﯾل اﻟﻧظﺎم اﻟوظﯾﻔﻲ ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ
إن اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن ﻣﺣدود ،ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ إﺿﻌﺎﻓﻪ ،ﻟﻬذا ﯾﺟب ﺗﻔﺎدي ﻫذﻩ
اﻟﻧﻘﺎﺋص ،ﻣن أﺟل إﻋﺎدة اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،ووﺿﻊ ﺑداﺋل ﻟﺗطوﯾر اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ اﻟﻣﻣﻧوح
ﻟﻐرﻓﺗﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ذﻟك ﯾﻣﺎرس اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،إﻻ أن اﻟواﻗﻊ
أﺛﺑﺗﻰ ﻣﺣدودﯾﺗﻬﺎ ،ﺣﯾث ﻻ ﺗﺗﻌدى وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم واﻹﺑﻼغ اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾن اﻟﺑرﻟﻣﺎن واﻟﺣﻛوﻣﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﺗﺑﻘﻰ وﺳﺎﺋل اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﺑﻌﯾدة ﻋﻣﺎ ﻫو ﻣﺄﻣول ﻣﻧﻬﺎ ،ﻓﯾﺟب ﺗﻔﺎدي ﻫذﻩ اﻟﻧﻘﺎﺋص.
ﻛﺎن إﻟزاﻣﺎ ﻋﻠﯾﻧﺎ اﻟﺑﺣث ﻋن ﺑداﺋل ﻟﺗﻔﻌﯾل دور اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺷرﯾﻊ )اﻟﻔرع اﻷول(،
وﻛذﻟك ﺿرورة اﻟﺑﺣث ﻋن ﺑداﺋل ﻟﺗﻔﻌﯾل دورﻩ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟرﻗﺎﺑﺔ) اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
64
ﺿﻌﻒ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ :إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
اﻟﻔرع اﻷول
ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗطوﯾر دور اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺷرﯾﻊ
ﯾﻘﺗﺿﻲ ﺗﻔﻌﯾل دور اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺷرﯾﻊ إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﺣﯾز اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻪ ﻟﺳن اﻟﻘواﻋد
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻣﺟردة ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋن ﻓﻛرة اﻟﺣﺻر.
دور ﻓﻌﺎﻻ ﻓﻲ ﻣراﺟﻌﺔ اﻟدﺳﺗور ،وذﻟك
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ا
ﺑﻧﻘل ﻫذا اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻣن اﻟوﺿﻊ اﻟورﻗﻲ إﻟﻰ اﻟواﻗﻊ اﻟﻔﻌﻠﻲ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻣن اﻟﺿروري إﻟﺣﺎق اﻟﺗﺷرﯾﻊ
اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻧوع ﻣن أﻧواع اﻟﻘواﻧﯾن ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ أن
ﯾﻛون ﻟﻬﺎ دور ﺣﻘﯾﻘﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل إﺑرام اﻟﻣﻌﺎﻫدات واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺗﺳﻣو ﻋﻠﻰ
اﻟﻘﺎﻧون).(195
ﻫذا ﻣﺎ ﺳﯾﺗم ﺗوﺿﯾﺣﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔرع ﺑدأ ﺑﻣﺟﺎل اﻟﻘواﻧﯾن)أوﻻ( ،ﻣرو ار ﺑﻣﺟﺎل اﻟﻣﺑﺎدرة ﺑﺗﻌدﯾل
اﻟدﺳﺗور)ﺛﺎﻧﯾﺎ( ،واﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﺎﻟﻲ)ﺛﺎﻟﺛﺎ( ،ووﺻوﻻ إﻟﻰ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻌﺎﻫدات اﻟدوﻟﯾﺔ)راﺑﻌﺎ(.
أوﻻ :ﺗﻔﻌﯾل دور اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺳن اﻟﻘواﻧﯾن
ﺗﻘﺗﺿﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻔﻌﯾل وﺗطوﯾر أداء اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﻧﺻوص اﻟدﺳﺗورﯾﺔ
اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻣﺟﺎل ﺳن اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺻﺎﺣب اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻷﺻﯾل ﻓﻲ ذﻟك ،وﻣﻣﺛل اﻟﺷﻌب
وﺣﺎﻣﻲ اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﻟﻬذا ﺗﻘﺗﺿﻲ اﻟﺿرورة ﺗوﺳﯾﻊ ﻣﺟﺎل ﺳن اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن ﺑﻐرﻓﺗﯾﻪ ،وﺿرورة إزاﻟﺔ
اﻟﻘﯾود اﻟواردة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﺑﺎدرة ﺑﺎﻟﻘواﻧﯾن.
-1ﺗوﺳﯾﻊ ﻣﺟﻼت ﺳن اﻟﻘﺎﻧون
رﻏم أن دﺳﺗور ،2016ﺟﺎء ﺑﻌدة إﺻﻼﺣﺎت ﻣﺳت اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻻ ﺑﺄس ﺑﻪ ﻛﻣﺎ
ﺳﺑق اﻟذﻛر ،إﻻ أن ﻫذﻩ اﻹﺻﻼﺣﺎت ﻛﺎﻧت ﺷﻛﻠﯾﺔ وﻟم ﺗﻘﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺳﻠﺑﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻓﻲ
اﻟدﺳﺗور .1996
65
ﺿﻌﻒ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ :إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﺑﺎﺳﺗﻘراء اﻟﻣﺎدﺗﯾن رﻗم 140و 141ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،(196)2016ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ أن
اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻌﺎدﯾﺔ واﻟﻌﺿوﯾﺔ ،ﺟﺎء ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل
اﻟﺣﺻر ،ﻛل ﻫذا ﻓﺳﺢ اﻟﻣﺟﺎل ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﺣواذ ﻋﻠﻰ اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ
ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن ،وﻓﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة رﻗم 01/143ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ 2016اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ:
"ﯾﻣﺎرس رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل ﻏﯾر اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون" ،إذن ﻧﺟد أن
اﻟدﺳﺗور أﻛد ﻋﻠﻰ أن رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻟﻪ ﺳﻠطﺎت واﺳﻌﺔ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺢ ﻟرﺋﯾس
اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺣق اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺧﺎرﺟﺔ ﻋن اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺑرﻟﻣﺎن).(197
إن ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت ﯾﻘﺗﺿﻲ أن ﯾﻛون اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻋن اﻟﺳﻠطﺎت
اﻷﺧرى ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ وظﺎﺋﻔﻪ دون ﺣﺻر أو ﺗﻘﯾﯾد أو ﺗﺿﯾق ﻣن ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺳﻠطﺎت ﺑﺎﻷﺧص اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،ﻟذا ﻻ ﺑد ﻣن ﺗوﺳﯾﻊ ﻣﺟﺎﻻت ﺳن اﻟﻘواﻧﯾن ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺻﺎﺣب اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻷﺻﯾل
ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ،ﻋﻠﻰ ﻋﻛس ذﻟك ﯾﺟب ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ).(198
- 2إزاﻟﺔ اﻟﻘﯾود اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﻛم ﺑﻣﺟﺎل اﻟﺗﺷرﯾﻊ
ﯾﺳﺗوﺟب ﻟﺗﻔﻌﯾل دور اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺷرﯾﻊ ،ﻓك اﻟﻘﯾود اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ واﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘف
ﻓﻲ وﺟﻪ اﻗﺗراح اﻟﻘواﻧﯾن ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟب إﻟﻐﺎء إﺟراءات ﻋدم اﻟﻘﺑول اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة رﻗم 139
ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ .(199) 2016
زﯾﺎدة ﻋن ذﻟك ﯾﺟب ﺗﺳﻬﯾل ﺷروط اﻟﻣﺑﺎدرة ﺑﺎﻟﻘواﻧﯾن ،إذ اﺷﺗرط اﻟدﺳﺗور ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة
رﻗم 02/136أن ﯾﻛون اﻗﺗراح اﻟﻘﺎﻧون ﻣن طرف 20ﻧﺎﺋب أو 20ﻋﺿو ﻓﻲ ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ )،(200
وﻫو ﺷرط ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻓﯾﻪ ﻻ ﯾﺧدم ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،ﻷن ﻫﻧﺎك ﺻﻌوﺑﺔ ﻓﻲ اﻛﺗﻣﺎل اﻟﻌدد اﻟﻣطﻠوب ،ﻛﻣﺎ
ﯾﻘﻠل ﻣن ﺣظوظ اﻟﻧواب وأﻋﺿﺎء ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣﻘﻬم ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺎدرة ﺑﺎﻟﻘواﻧﯾن ،ﻟﻬذا ﯾﺟب
)-(196راﺟﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدﺗﯾن رﻗم 140و 141ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،2016ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
)-(197أوﻧﺎﻫﻲ ﻫﺎﻧﻲ و ﺣﻣوﻣو ﻋﺑد اﻟﻣﺎﻟك ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص .115-114
)-(198ﺑﻠﻘﻔﺻﻲ ﻣوراد و ﺑوﻋﻣﺎرة ﺳﻣﯾﺣﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .106
)-(199راﺟﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 139ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،2016ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
)-(200راﺟﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 02/136ﻣن ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ.
66
ﺿﻌﻒ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ :إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن أﺳﻠوب اﻻﻗﺗراح اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ وﺟﻌل اﻷﻋﺿﺎء ﯾﻣﺎرﺳوﻧﻪ ﺑﺻﻔﺔ ﻣﻧﻔردة) ،(201ﻣﺛﻠﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﯾﻪ
ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور 1963ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﺎدة رﻗم 01/36اﻟﺗﻲ ﺗﻧص" :ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ واﻟﻧواب ﺣق اﻟﻣﺑﺎدرة
ﺑﺎﻟﺗﻘدﯾم اﻟﻘواﻧﯾن").(202
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺗﻔﻌﯾل دور اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ ﻣراﺟﻌﺔ اﻟدﺳﺗور
ﺗﺣﺗﺎج ﻛل دوﻟﺔ إﻟﻰ اﻟدﺳﺗور ،ﯾؤطر ﻣؤﺳﺳﺎﺗﻬﺎ وﯾﺣدد آﻟﯾﺎت وﺻول إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ وﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ،
وﯾﺣﻣﻲ ﺣﻘوق وﺣرﯾﺎت ﺷﻌﺑﻬﺎ ) ،(203ﻓﻬذا اﻟدﺳﺗور ﯾﻣﻛن أن ﯾﻌدل أو ﯾﻠﻐﻰ ﺑﻌض أﺣﻛﺎﻣﻪ ،ﻟﻺﺷﺎرة
ﻓﺈن ﻫذا ﻧوع ﻣن اﻟﻘواﻧﯾن ﯾﺳﺗﻠزم إﻋدادﻩ أو ﺗﻌدﯾﻠﻪ ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺣددﻫﺎ اﻟدﺳﺗور ،وﻣن طرف اﻟﺟﻬﺔ
اﻟﺗﻲ ﻛﻠﻔﻬﺎ ﺑذﻟك) ،(204ﺣﯾث أن اﻟدﺳﺗور اﻟﻣرن ﯾﺗم ﺗﻌدﯾﻠﻪ ﺑﻧﻔس طرﯾﻘﺔ إﻋداد اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻌﺎدﯾﺔ ،أﻣﺎ
اﻟدﺳﺗور اﻟﺟﺎﻣد ﻛﺣﺎل اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﯾﺗم ﺗﻌدﯾﻠﻪ ﺑﺈﺟ ارءات ﺧﺎﺻﺔ وﻣﻌﻘدة اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟدﺳﺗور).(205
ﺑﺎطﻼع ﻋﻠﻰ ﻧﺻوص اﻟدﺳﺎﺗﯾر اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،ﻧﺟد أن اﻟﻣﺎدة رﻗم 71ﻣن اﻟدﺳﺗور 1963أﻋطت
ﺣق ﺗﻧﻘﯾﻊ اﻟدﺳﺗور ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ وﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻟﻧواب اﻟﻣﺟﻠس اﻟوطﻧﻲ ﺑﻧﺻﻬﺎ ﻋﻠﻰ" :ﺗرﺟﻊ
اﻟﻣﺑﺎدرة ﺑﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗور إﻟﻰ ﻛل ﻣن رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ واﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻷﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻟوطﻧﻲ
ﻣﻌﺎ") ،(206ﻛﻣﺎ ﻧص اﻟدﺳﺗور 1996ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺷﺎرك رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ واﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺣق اﻟﻣﺑﺎدرة
ﺑﺎﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗور ،ﺑﻌد ﻣﺎ ﻛﺎن ﻫذا اﻟﺣق ﻣﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور ،1976واﻟدﺳﺗور
،1989ﻟﯾؤﻛد ذﻟك اﻟدﺳﺗور 2016ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم.(207) 211
67
ﺿﻌﻒ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ :إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
إﻻ أن اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺑﻐرﻓﺗﯾﻪ ﻟﻪ دور ﻣﺣدود ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣق اﻟﻣﺑﺎدرة ﺑﺎﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ،ﻧظ ار
ﻟﻠﻣﻌﯾﻘﺎت واﻟﻘﯾود اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻫذا اﻟﺣق ،ﻫذا ﻣﺎ دﻓﻌﻧﺎ ﻟﻠﺑﺣث ﻋﻠﻰ ﺳﺑل ﻟﺗﻔﻌﯾل دور
اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ،ﻟﻬذا ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﺑﺎدرة ﻋﻠﻰ ﻏرﻓﺗﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن،
وﻋرض اﻟﺗﻌدﯾل ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻔﺗﺎء اﻟﺷﻌﺑﻲ:
-1ﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﺑﺎدرة ﺑﺎﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ وﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ
ﺣﺳب ﻧﺻوص اﻟدﺳﺗور ،ﺗم ﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﺑﺎدرة ﺑﺎﻟﺗﻌدﯾل ﻋﻠﻰ ﻏرﻓﺗﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،ﻟﻛن ﻫﻧﺎك ﻣﺟﻣوﻋﺔ
ﻣن اﻟﻘﯾود ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ وﻋﻠﻰ ﺣق اﻟﻣﺑﺎدرة ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ).(208
ﺗﺛﯾر ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻧﺻﺎب اﻟﻣﻘرر ﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗور) ،(209إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣدى ﺗﺟﺳﯾدﻩ ﻋﻠﻰ أرض اﻟواﻗﻊ،
اﻷﻣر اﻟذي ﺟﻌل رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﯾﺄﺧذ ﺑزﻣﺎم اﻟﻣﺑﺎدرة وﯾﻬﯾﻣن ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻛﻠﯾﺎ ،ﻟذا أوﺻﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن
اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن أن ﯾﻌﺎد اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﻧﺻﺎب اﻟﻣﺑﺎدرة ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺗﻔﻌﯾل دور اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،ﻟﻬذا ﯾﺟب ﺟﻌل
ﻛل ﻏرﻓﺔ ﻣن ﻏرﻓﺗﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺗﺑﺎدر ﺑﺎﻟﺗﻌدﯾل ﺑﻣﻔردﻫﺎ ﻣﻊ اﺷﺗراط اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﻔﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل أﻣﺎم
اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻻﺳﺗرﺟﺎع ﺣﻘﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ،ﻓﻣﺑﺎدرة ﻏرﻓﺗﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺑﺎﻟﺗﻌدﯾل ﻣﻌﺎ ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻬﺎ اﻟﻌدﯾد ﻣن
اﻟﺳﻠﺑﯾﺎت ﻓﺈذا ﺗﻌذرت أﺣدﻫﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣق اﻟﻣﺑﺎدرة ﯾﺳﻘط ﺣق اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ).(210
-2ﻋرض اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻔﺗﺎء اﻟﺷﻌﺑﻲ
ﯾﺑﯾن اﻟواﻗﻊ أن ﺣق اﻟﻣﺑﺎدرة ﺑﺎﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ﯾﺣﺗﻛرﻫﺎ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،رﻏم أن اﻟﻣﺎدة رﻗم
01/08ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ 2016ﺗﻧص ﻋﻠﻰ" :اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄﺳﯾﺳﯾﺔ ﻣﻠك ﻟﻠﺷﻌب") ،(211إﻻ
أن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻓﻲ ﻋرض ﻣﺷروع اﻟﺗﻌدﯾل ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻔﺗﺎء ﻣن ﻋدﻣﻪ
ﻻ ﺗﻌﻛس اﻟرﻏﺑﺔ اﻟﻣﻌﺑر ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة رﻗم 208ﻣن ﻧﻔس اﻟدﺳﺗور).(212
)-(208زرﻧﯾز أﻣﺎل" ،إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ دور ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣق اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري_ دراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺟزاﺋر" ،ﻣداﺧﻠﺔ أﻟﻐﯾت
ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟدوﻟﻲ ﺣول اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟراﻫﻧﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺟزاﺋر ،ﻛﻠﯾﺔ
اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ) ،د م ت( ،ﯾوﻣﻲ 18و 19دﯾﺳﻣﺑر ،2012ص ص ) 17-14ﻏﯾر ﻣﻧﺷورة(.
)-(209راﺟﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 211ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،2016ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
)-(210أوﻧﺎﻫﻲ ﻫﺎﻧﻲ وﺣﻣوﻣو ﻋﺑد اﻟﻣﺎﻟك ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.117
)-(211اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،2016ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
)-(212راﺟﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 208ﻣن ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ.
68
ﺿﻌﻒ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ :إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
إن اﻟﺷﻌب رﻏم أﻧﻪ ﻣﺻدر اﻟﺳﻠطﺔ واﻟﺳﯾﺎدة ،ﻣﺳﺗﺑﻌد ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻣن ﺣق اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﺗﻌدﯾل
اﻟدﺳﺗور اﻟذي ﯾﺣﻛﻣﻬم ،وﯾﻌﺑر ﻋن إرادﺗﻬم ،ﻓﺎﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ﯾﻛون ﺧﺎرج إرادﺗﻬم ﻓﻲ ﻛل ﻣرة ،ﻣﻣﺎ
ﯾﺟﻌل اﻟﻣﺎدة رﻗم 08ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ 2016ﻋدﯾﻣﺔ اﻷﺛر ،وﻟﻬذا ﯾﺳﺗﻠزم اﻟﻌودة إﻟﻰ
اﻟﻣواطﻧﯾن ﺑﻣﺟرد إﻧﻬﺎء إﺟ ارءات اﻟﻣﺑﺎدرة ،إذ ﯾﻌﺗﺑر أﺳﻠوب اﻻﺳﺗﻔﺗﺎء ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﺣﻘﯾﻘﯾﺎ ﻟﻠدﯾﻣﻘراطﯾﺔ،
ﻓﯾﺑﺎﺷر اﻟﺷﻌب ﺑﻧﻔﺳﻪ ﺳﻠطﺎﺗﻪ دون ﻣﺷﺎرﻛﺔ أﺣد ،ﻟﯾؤﻛد ﻣواﻓﻘﺗﻪ أو ﻋدم ﻣواﻓﻘﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷروع ،ﻓﺈذا
واﻓق ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺷﻌب ﯾﺻﺑﺢ ﻧﺎﻓذا و ذو ﻗﯾﻣﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن اﻟﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﺑﺻﯾﺎﻏﺔ
اﻟﻣﺷروعٕ ،واذا رﻓﺿﻪ ﯾﺻﺑﺢ ﻻ ﻏﯾﺎ).(213
ﺛﺎﻟﺛﺎ :ﻣﻧﺢ ﺻﻼﺣﯾﺔ ﺳن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن ﺟوﻫر اﻟﻌﻣل اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ،إذ أن أول ﻣﺎ اﻋﺗرف
ﺑﻪ اﻟﻣﻠوك ﻫو إﻗرار ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن اﻟﻣﻧﺗﺧب ﻣن طرف اﻟﺷﻌب ﺑﺣق اﻟﺗﺻرف ﺑﺎﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم.
إن ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻫو اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻣن ﺧﻼل ﺣرﺻﻪ ﻋﻠﻰ ﻋدم اﺧﺗﻼﺳﻪ
أو ﺗﺿﯾﻌﻪ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻻ ﯾﻔﯾد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،واﺳﺗﻐﻼﻟﻪ ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق اﻟﺑراﻣﺞ واﻵﻟﯾﺎت اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ،
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﺑذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻣﺗﻼﻛﻪ ﺻﻼﺣﯾﺎت إﻗرار اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻟدوﻟﺔ ،وﺗﺧﺻﯾص اﻟﺟﻠﺳﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻻﻋﺗﻣﺎدات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻛل داﺋرة و ازرﯾﺔ)،(214
ﻟﻬذا ﯾﺟب رد اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن ،ﺑﺎﺳﺗﻌﺎدﺗﻪ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﺎﻟﻲ ،ﺧﺻوﺻﺎ أن اﻟﻣﺎدة رﻗم 141ﻧطﺔ 6
ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ 2016ﺟﺎءت ﺻرﯾﺣﺔ ﺑذﻟك ،وﻋﻠﯾﻪ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ اﻻﻧﺳﺣﺎب
ﻣن ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل وﻣراﻋﺎﺗﻪ ﻣن طرف اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ.
)-(213ﻣﺳراﺗﻲ ﺳﻠﯾﻣﺔ'' ،اﻻﺳﺗﻔﺗﺎء اﻟﺷﻌﺑﻲ )اﻟدﺳﺗوري( واﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري :آﻟﯾﺔ دﯾﻣﻘراطﯾﺔ أم ﺷﻛﻠﯾﺔ ﻓﻘط"" ،ﻣداﺧﻠﺔ أﻟﻐﯾت ﻓﻲ
إطﺎر اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟدوﻟﻲ ﺣول اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟراﻫﻧﺔ-ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺟزاﺋر ،-ﻛﻠﯾﺔ
اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ) ،د م ت ( ،ﯾوﻣﻲ 19-18دﯾﺳﻣﺑر ،2012ص ص ) 3-2ﻏﯾر ﻣﻧﺷورة(.
)-(214ﺷﻠﻐوم ﻧﻌﯾم ،دور اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ إﻋداد وﺗﻧظﯾم اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻧﻣوذﺟﺎ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة
ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﺗﺧﺻص اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﺟﯾﺟل ،2012 ،ص ص .42-40
69
ﺿﻌﻒ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ :إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
70
ﺿﻌﻒ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ :إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﯾﻘﺗرح اﻟﻣﺧﺗﺻون ﺗوﺳﯾﻊ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻌﺎﻫدات اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻣواﻓﻘﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،وذﻟك ﺑﺈﻋﺎدة ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻣﺎدة
رﻗم 149ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ .2016
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺑداﺋل ﺗطوﯾر وﺗﻔﻌﯾل اﻟدور اﻟرﻗﺎﺑﻲ ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن
إن أدوات اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻠﻛﻬﺎ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﺿﻌﯾﻔﺔ وﻋدﯾﻣﺔ اﻷﺛر،
ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ وﺟود إرادة اﻟﺗﻌﺎون ﻟدى اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻹﻧﺟﺎزﻫﺎ ،ﻫذا ﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ وﺿﻌﯾﺔ
اﻟﻣﺗﻔرج ،وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﺗﺗطﻠب آﻟﯾﺎت ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﺿﻣﺎن ﺣﺳن ﺳﯾر اﻟﻌﻣل اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ
وﺗﻧظﯾﻣﻪ ﺑﻣﺎ ﯾﺗواﻓق ﻣﻊ اﻟدﺳﺗور اﻟذي ﯾﺣﻛم اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺣﻛوﻣﺔ واﻟﺑرﻟﻣﺎن.
ﻟذا ﯾﺟب ﺗﻔﻌﯾل اﻵﻟﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗوﺻف ﺑﺄﻧﻬﺎ رﻗﺎﺑﺔ ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻛﺎﻻﺳﺗﺟواب واﻷﺳﺋﻠﺔ
واﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ )أوﻻ( ،وﻛذا ﯾﺟب ﺗﻔﻌﯾل اﻵﻟﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗوﺻف ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣرﺗﺑﺔ ﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺣﻛوﻣﺔ
)ﺛﺎﻧﯾﺎ(.
أوﻻ :ﺗﻔﻌﯾل آﻟﯾﺎت اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺣﻛوﻣﺔ
إن أﻫﻣﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ وﺧطورﺗﻬﺎ ﻻ ﺗﻛﻣن ﻓﻲ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻣﺗواﺻﻠﺔ إﻟﯾﻬﺎٕ ،واﻧﻣﺎ ﺗﻛﻣن ﻓﻲ آﻟﯾﺎت
اﻟﻣﺳﺗﻌﻣل ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻫذﻩ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺣددﻫﺎ اﻟدﺳﺗور ،ﺣﯾث ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺗﻘدﯾم ﻣﺧطط
ﻋﻣﻠﻬﺎ ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن ﻟﻠﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﯾﻪ ،ﺿف إﻟﻰ ذﻟك ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗﻘدﯾم ﺑﯾﺎن ﻋن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﺗﻛون واﺳﻌﺔ وﻓﻌﺎﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد ﺗراﺟﻊ دورﻫﺎ ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ
).(219
إن اﻟوزﯾر اﻷول ﯾﻘدم ﻣﺧطط ﻋﻣﻠﻪ إﻟﻰ اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﯾﻪ ،ﻓﯾﻘوم اﻟﻣﺟﻠس
ﺑدراﺳﺔ ﻫذا اﻟﻣﺧطط وﺗﻘدﯾم ﻣﻼﺣظﺎﺗﻪ) ،(220ﻟﻛن ﯾﻔﻬم ﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 01/94ﻣن اﻟدﺳﺗور
اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر ،أن ﻫذا اﻟﻌﻣل ﻟﯾس إﻟزاﻣﻲ ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ ﻷن اﻟﻣﺎدة ﻟم ﺗﺄﺗﻲ ﺑﺻﯾﻐﺔ اﻷﻣر ،ﻟﻬذا ﻧﻘﺗرح
)-(219ﺷﺎﺷوﻩ ﻋﻣر ،ﻓﻲ ﻣدى اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺗﯾن اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ واﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،1996ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر
ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،ﺗﺧﺻص ﺗﺣوﻻت اﻟدوﻟﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ،ﺗﯾزي وزو ،2013 ،ص .132
)-(220اﻟﻌرﺑﻲ إﯾﻣﺎن ،ﻣﺟﻼت اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺑرﻟﻣﺎن واﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟدﯾد ﻟﺳﻧﺔ
،2008ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻓرع اﻟدوﻟﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ،1
ص .138
71
ﺿﻌﻒ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ :إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
إﻋﺎدة ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻣﺎدة رﻗم 01/94ﻋﻠﻰ ﻧﺣو اﻟذي ﯾﻠزم اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم ﻣﺧطط ﻋﻣﻠﻬﺎ ﻛل ﺳﻧﺔ
ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﺧطط ﯾﻧﺎﻗش أﻣﺎم اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ
اﻟوطﻧﻲ دون ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ﻓﻬذا ﯾﻌﺗﺑر ﺗﻌدي ﻋﻠﻰ ﺣﻘوق اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﻟﻬذا ﯾﺟب إﻋﺎدة اﻻﻋﺗﺑﺎر
ﻟﻬذﻩ اﻟﻐرﻓﺔ وﺟﻌﻠﻬﺎ ﺷرﯾﻛﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ.
ﻛﻣﺎ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺗﻘدﯾم ﺑﯾﺎن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ﻛل ﺳﻧﺔ،
ﻓﻬذا ﯾﻌﺗﺑر أﯾﺿﺎ ﺗﻌﺳف ﻓﻲ ﺣق اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﻟﻬذا أﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﺿروري ﺟﻌل ﻫذﻩ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ،
ﺣﯾث ﯾﻧﺑﻐﻲ إﻟزام اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑﺗﻘدﯾم ﺑﯾﺎن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ إﻟﻰ ﻏرﻓﺗﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن دون ﺗﻣﯾز.
ﻛﻣﺎ ﯾﺟب ﺗﺧﺻﯾص ﻣﺎدة ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﺟزاء اﻣﺗﻧﺎع أو ﺗﺄﺧر اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم
ﻣﺧطط ﻋﻣﻠﻬﺎ أو ﺑﯾﺎن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺗﻔﻌﯾل آﻟﯾﺎت اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﻔﺗﻘرة ﻟﻠﺟزاء
ﻫﻧﺎك وﺳﺎﺋل ﻣن اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﺗوﺻف ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻋدﯾﻣﺔ اﻟﺟزاء ،ﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ
اﻷﺳﺋﻠﺔ ،اﻻﺳﺗﺟواب ،اﻟﺗﺣﻘﯾق ،اﻟوﺳﺎﺋل اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرﺳﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛوﻣﺔ )،(221
وﻟﻛن ﯾﻧﻌدم ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺟزاء ،ﺑﺳﺑب ﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟﻧواب ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،وﺿﻌف اﻟﺑرﻟﻣﺎن.
ﻓﻧﺟد أن اﻷﺳﺋﻠﺔ أﻛﺛر اﻟوﺳﺎﺋل اﺳﺗﻌﻣﺎﻻ ،رﻏم اﻓﺗﻘﺎرﻫﺎ ﻷي أﺛﺎر ﻗﺎﻧوﻧﻲ ،وﻋدم اﻟﺗزام اﻟﺣﻛوﻣﺔ
ﺑﺎﻟرد ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻟﻬذا ﯾﻣﻛن ﺗﻘدﯾم ﺑﻌض اﻻﻗﺗراﺣﺎت ﻟﺟﻌل ﻫذﻩ اﻟوﺳﯾﻠﺔ أﻛﺛر ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ،وﻫذا ﺑﺈﻋطﺎء اﻷﺳﺋﻠﺔ
ﻗوة إﻟزاﻣﯾﺔ ﺑﺗﻌدﯾل اﻟﻣﺎدة رﻗم 152ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺣﺎﻟﻲ ،ﺑﺗﻐﯾر ﻣﺻطﻠﺢ "ﯾﻣﻛن" ﺑﻣﺻطﻠﺢ "ﯾﻠﺗزم"
أو "ﯾﺟب").(222
ﯾﻌﺗﺑر اﻻﺳﺗﺟواب آﻟﯾﺔ ﻣن آﻟﯾﺎت اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺗرﺗب أي ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻣﺟرد
وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻼﺳﺗﻌﻼم ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻠﻧواب وأﻋﺿﺎء ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗوﺿﯾﺣﺎت ﺣول ﻗﺿﯾﺔ ذات أﻫﻣﯾﺔ،
وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة أن ﻫذﻩ اﻵﻟﯾﺔ ﻻ ﺗﻧﺗﺞ أي أﺛر ،اﻷﻣر اﻟذي دﻓﻌﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﺑﺣث ﻋﻠﻰ اﻟوﺳﺎﺋل ﻟﺗﻔﻌﯾﻠﻬﺎ،
ﻓﯾﺟب ﺗﺧﻔﯾض ﻣن اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ ﻻزم ﻟﻠﻣﺑﺎدرة ﺑﺎﻻﺳﺗﺟواب ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة ﻋدد أﻋﺿﺎء ﻛل ﻏرﻓﺔ).(223
72
ﺿﻌﻒ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ :إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ آﻟﯾﺔ ﻣن آﻟﯾﺎت اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣرﺗﺑﺔ ﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
اﻟﺣﻛوﻣﺔ ،ﻓﯾﺟب ﺗﻔﻌﯾﻠﻬﺎ ٕواﻧﺷﺎء ﻟﺟﺎن ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ وﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ
ﻟﺗﻔﺎدي إﻧﺷﺎء ﻟﺟﻧﺗﯾن ﺣول ذات اﻟﻣوﺿوع ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟب ﻧﺷر ﺗﻘﺎرﯾر اﻟﻠﺟﻧﺔ) ،(224ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛن اﻟﻣﺣﻠﻠﯾن
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﯾن ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ واﻟﺷﻌب ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣن ﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ وﺗﻘﯾم اﻷداء.
73
ﺿﻌﻒ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ :إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﺣد ﻣن ﻫﯾﻣﻧﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن اﻟﻣﻔﻘود
ﺗﺗﻣﺗﻊ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺑﻣﻛﺎﻧﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻻﺧﺗﺻﺎص
اﻷﺻﯾل ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ،ﻟﻛن واﻗﻊ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ أﺛﺑت ﻋﻛس ذﻟك ،ﺑﺣﯾث رﺟﺣت اﻟﻛﻔﺔ إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ،
وﻫذا راﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ واﻟدور اﻟذي ﺗﻠﻌﺑﻪ ،وﻟﻘد وﺻﻔﻬﺎ اﻟﻔﻘﯾﻪ روﺑﯾﻪ ﻛوﻻر ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﻔﺗﺎح
اﻟﺣﻛم).(225
ﺑﻬذا ﺗﺻﺑﺢ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ وﺧﺻوﺻﺎ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،اﻟﻣﺳﺗﺄﺛر واﻟﻣﺳﺗﺣوذ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ
ﻣراﺣل ﺳﯾر ﻋﻣل اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻣﺗﺎز اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺗﯾن ﺑﺎﻟﺧﺿوع واﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ،ﺑﺣﯾث ﯾﻛون
اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺑﻐرﻓﺗﯾﻪ ﺧﺎﺿﻊ وﺗﺎﺑﻊ ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ).(226
ﻋﻣﻼ ﺑﻣﻘوﻟﺔ ﻣﻧﺗﺳﻛﯾو "اﻟﺳﻠطﺔ ﺗوﻗف اﻟﺳﻠطﺔ" ﯾﺟب إﻋﺎدة اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺗﯾن اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ
واﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ وذﻟك ﻣن أﺟل ﻣﻧﻊ اﻟطﻐﯾﺎن واﻻﺳﺗﺑداد وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣﻘوق و اﻟﺣرﯾﺎت).(227
وذﻟك ﻋن طرﯾق وﺿﻊ ﺑﻌض اﻹﺻﻼﺣﺎت واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ إﻋﺎدة اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻷﺻﻠﯾﺔ
ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن ،وﻣن أﺟل ﺗﻛرﯾس آﻟﯾﺎت ﻟﻺزاﻟﺔ ﻫﯾﻣﻧﺔ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻣن ﺟﻬﺔ )اﻟﻣطﻠب
اﻷول( ،وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧري ﺗﻛرﯾس آﻟﯾﺎت ﻟﻺزاﻟﺔ ﻫﯾﻣﻧﺔ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑرﻟﻣﺎن )اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﺗﻛرﯾس آﻟﯾﺎت إزاﻟﺔ ﻫﯾﻣﻧﺔ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ
ﯾﻌﺗﺑر رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ رﺟل اﻟﻣواﻓق اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،وذﻟك ﻟﺗﻣﺗﻌﻪ ﺑﺳﻠطﺎت واﺳﻌﺔ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺎﻟﺗﺷرﯾﻊ ،ﻓﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ واﻗﻊ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﯾﻌد ﺷرﯾﻛﺎ ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ،
ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﺎﻗدا ﻷﻫﻣﯾﺗﻪ وﻓﻌﺎﻟﯾﺗﻪ ،وﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺑدأ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ وﺿﻣﺎن اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ
)-(225ﺛﺎﻣري ﻋﻣر ،ﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺑﺎدرة ﺑﺎﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﺟزاﺋري ،ﺑﺣث ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻓرع اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم،
ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻹدارﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ،2006 ،ص .5
)-(226ﻣﻧﺻر ﻧﺳﯾم وﺧﺎﻟدي ﺣﻛﯾﻣﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .116
)-(227ﺷرﯾط وﻟﯾد ،ﺗطور اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗطور اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .2
74
ﺿﻌﻒ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ :إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻋن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ٕواﻋﺎدة ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن)،(228ﻻﺑد ﻣن ﺿرورة ﺗﻛرﯾس آﻟﯾﺎت ﻗﺎدرة
ﻋﻠﻰ ﻣواﺟﻬﺔ ﻫﯾﻣﻧﺔ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻛون إﻻ ﻋن طرﯾق إزاﻟﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ
ﺑﺎﻷواﻣر )اﻟﻔرع اﻷول(ٕ ،واﻋﺎدة ﺿﺑط اﻟﻧﺻوص اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻹﺻدار واﻟﻧﺷر )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ( ،ووﺿﻊ
ﺿواﺑط ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﻣداوﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث(.
اﻟﻔرع اﻷول
ﺿرورة إزاﻟﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﺑﺎﻷواﻣر
رﻣز ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻬو ﯾﺣﺗل ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻫﺎﻣﺔ وﻗوﯾﺔ ﻓﯾﻬﺎ ،وﻟذﻟك أﺳﻧدت ﻟﻪ
ﯾﻌﺗﺑر رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ا
)(229
اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻋدﯾدة ﻛﺎﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﺣﺗرام اﻟدﺳﺗور واﻟدﻓﺎع ﻋﻧﻪ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﺳﻬر ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻣرار اﻟدوﻟﺔ
ﻓﺎﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،2016أﻋطﻰ ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺣق ﺑﺎﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻋن طرﯾق آﻟﯾﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ
ﺑﺎﻷواﻣر ،ﻓﻬذﻩ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ ﻣﻧﺣت ﻟﻪ ،ﻫﻲ ﺳﻠطﺔ ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﻔوﯾﺿﻬﺎ ﻷﯾﺔ ﺟﻬﺔ ﻛﺎﻧت ،ﻣﻣﺎ
ﯾﻌﻧﻲ أن رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻫو اﻟﻣﺣﺗﻛر ﻵﻟﯾﺔ اﻷواﻣر.
رﻏم أن اﻟدﺳﺗور اﺷﺗرط ﻋﻠﯾﻪ أﺧذ رأي ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ وﻣواﻓﻘﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻋﻠﯾﻬﺎ ،إﻻ أن ﻫذﻩ
اﻟﻘﯾود ﺷﻛﻠﯾﺔ ﻓﻘط ،ﻟﻬذا ﯾﺳﺗﻠزم وﺿﻊ ﺿواﺑط ﻟﻠﺣد ﻣن ﻫﯾﻣﻧﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ،
وذﻟك ﻋن طرﯾق إزاﻟﺔ آﻟﯾﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﺑﺎﻷواﻣر ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻌﺎدﯾﺔ )أوﻻ( ،وﻻ ﯾﺗوﻗف اﻷﻣر ﻓﻘط ﻓﻲ
اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻌﺎدﯾﺔ ،ﺑل ﯾﺳﺗﻠزم وﺿﻊ ﺿواﺑط ﻟﻠﺣد ﻣن آﻟﯾﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻓﻲ اﻷواﻣر ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻏﯾر اﻟﻌﺎدﯾﺔ
)ﺛﺎﻧﯾﺎ(.
أوﻻ :إزاﻟﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﺑﺎﻷواﻣر ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻌﺎدﯾﺔ
ﺑﺎﻟﻌودة إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 142اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ﻧﺟد أن اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﺑﺎﻷواﻣر ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻌﺎدﯾﺔ
ﯾﻛون ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺷﻐور اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ أو ﺧﻼل اﻟﻌطل اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ).(230
)-(228ﻛﯾواﻧﻲ ﻗدﯾم ،اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،2008ﺑﺣث ﻣﻘدم ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ
اﻟﻘﺎﻧون ،ﻓرع ﻗﺎﻧون اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،1ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ،2012 ،ص .2
)-(229ردادة ﻧور اﻟدﯾن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .16
)-(230ﻟوﺷن دﻻل ،اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،ﺑﺣث ﻣﻘدم ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﺗﺧﺻص
اﻟﻘﺎﻧون ﻋﺎم ،ﻗﺳم اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،د ذج ،2012 ،ص .4
75
ﺿﻌﻒ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ :إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﯾﻔﻬم أﯾﺿﺎ أن اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﺑﺎﻷواﻣر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن ﺣق ﺷﺧﺻﻲ ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﯾﻣﺎرﺳﻪ
ﺑﺻﻔﺗﻪ اﻻﻧﻔرادﯾﺔ وﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻪ ﺗﻔوﯾض ﺣﻘﻪ ﻷي ﺷﺧص ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾؤﻛد اﺣﺗﻛﺎر رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ
ﻟﺗﺷرﯾﻊ ﺑﺎﻷواﻣر اﻟذي ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﻔروض أن ﯾﻛون ﻣن اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺣﺻرﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ،
اﻷﻣر اﻟذي ﯾؤﻛد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔوق اﻟداﺋم ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ وﺗراﺟﻊ ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻓﻲ
ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ دﺳﺗورﯾﺎ ،وﻣن أﺟل إﻋﺎدة ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ اﻟﻣﺳﺗﺣوذة ﻣن
طرف رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻣن اﻟﺿروري):(231
-1ﺗﻘﯾد رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﻣدة زﻣﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ ﺑﺎﻷواﻣر
ﺻﺣﯾﺢ أن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،2016أﻋطﻰ اﻟﺣق ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻋن طرﯾق
اﻷواﻣر ،إﻻ أﻧﻪ ﯾﺟب ﺗﻘﯾدﯾﻪ ﺑﻣدة ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻋن طرﯾق اﻷواﻣر ،ﻷﻧﻪ ﻓﻲ اﻷﺻل اﻟﺗﺷرﯾﻊ
ﯾﻛون ﻣن اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،وﻋﻠﯾﻪ إذ ﻣﺎرس رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﺑﺎﻷواﻣر
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺷﻐور اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ أو ﻓﻲ دورة اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺧﻼل اﻧﺗﻬﺎء اﻵﺟﺎل اﻟﻣﺣددة ﯾﻌﺗﺑر
اﻋﺗداء ﻋﻠﻰ ﺣق اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ.
-ﻓﺑﻧﺳﺑﺔ ﻟﺷﻐور اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ﺗﻛون ﻓﻲ ﻣدة ) (03أﺷﻬر ،وذﻟك طﺑﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة
رﻗم 02/147ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،(232)2016وﺑﻬذا اﻟﺻدد ﯾﺳﺗﺣﺳن ﺗﻘﻠﯾص اﻟﻣدة اﻟﺗﻲ
ﯾﻣﺎرس ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺳﻠطﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﺑﺎﻷواﻣر ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺷﻐور اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ
اﻟوطﻧﻲ واﻟﻣﺣددة ب ) (03أﺷﻬر ،ﻷﻧﻬﺎ ﻣدة ﺗﺧدم ﻣﺻﻠﺣﺔ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،وﺣﺑذا ﻟو ﻛﺎﻧت اﻟﻣدة
ﻫﻲ ﺷﻬر ،وذﻟك ﻣن أﺟل ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن وﻋدم ﺷﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﺎﻣﻪ.
-ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌطل اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﻓﺗﻛون ﻣدﺗﻬﺎ ﺷﻬرﯾن ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﻣدة اﻟدورة ﺣددت ب) (10أﺷﻬر ،ﻧﻔس
اﻷﻣر ﯾرى ﺑﺗﻘﻠﯾص ﻫذﻩ اﻟﻣدة ﻷﻧﻬﺎ ﻣدة ﺗﺧدم ﻣﺻﻠﺣﺔ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ أﻧﻧﺎ ﯾﻣﻛن اﺳﺗدﻋﺎء
اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ دورة ﻏﯾر ﻋﺎدﯾﺔ ﺑطﻠب ﻣن رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ أو اﻟوزﯾر اﻷول أو ﺛﻠﺛﻲ أﻋﺿﺎء اﻟﺑرﻟﻣﺎن.
)-(231ﻫﺎﻣﻠﻲ ﻣﺣﻣد ،ﻫﯾﻣﻧﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻧظﺎﻣﯾن اﻟدﺳﺗوري اﻟﻣﺻري
واﻟﻔرﻧﺳﻲ ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،2014 ،ص.61
)-(232راﺟﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 02/147ﻣن اﻟدﺳﺗور ،2016ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
76
ﺿﻌﻒ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ :إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
77
ﺿﻌﻒ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ :إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
اﻟﺑرﻟﻣﺎن واﻟوزﯾر اﻷول ورﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري واﺟﺗﻣﺎع اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻸﻣن ،إﻻ أن ﻫذﻩ اﻟﺷروط
ﺗﻌد ﺷﻛﻠﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﻠزﻣﺔ ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻷﺧذ ﺑﻬﺎ ،وﻟﻠﺗﻘﻠﯾص ﻣن ﻫﯾﻣﻧﺔ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل
اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﺑﺎﻷواﻣر ﻋﻧد إﻋﻼن ﺣﺎﻟﺗﻲ اﻟطوارئ واﻟﺣﺻﺎر ﯾﺟب وﺿﻊ ﻋدة ﺿواﺑط ﻧذﻛرﻫﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-إﻟزام رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻷﺧذ ﺑﺎﻵراء اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﻟﻲ ﺑﻬﺎ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﺣددة دﺳﺗورا.
-ﺗﺣدﯾد ﻣدة ﻟﻺﻋﻼن ﺣﺎﻟﺗﻲ اﻟطوارئ واﻟﺣﺻﺎر ،ﻓﺑﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣدة ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ ﻓﻬﻲ ﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة
ﺷﻬر) ،(236وﻧﻘﺗرح ﺑﺗﻘﻠﯾص ﻫذﻩ اﻟﻣدة ﻷﻧﻬﺎ ﻣدة طوﯾﻠﺔ.
رﻗم 01ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ 44-92ب 12ا
-ﺗﺑﯾﺎن اﻷﺳﺑﺎب واﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ أدت إﻟﻰ إﻋﻼن ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت).(237
-ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎة رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ أو ٕواﺻﺎﺑﺗﻪ ﺑﻣرض أو ﻋﺟز ﻋن أداء ﻣﻬﺎﻣﻪ ،وﻛﺎﻧت اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺗﻲ اﻟطوارئ واﻟﺣﺻﺎر ،ﯾﺳﺗﺣﺳن ﺑﻬذا اﻟﺧﺻوص ﺗدﺧل رﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ﺑﺎﻟﺗﺷرﯾﻊ ﺑﺎﻷواﻣر،
وذﻟك ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺛﺎﻧﻲ رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﺑﻌد رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﺎدة رﻗم 102ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري
ﻟﺳﻧﺔ 2016أﻋطت ﻫذا اﻟﺣق ﻟﻪ.
-2ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣرب
ﯾﻣﺗﻠك رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ وﺣدﻩ ﺳﻠطﺔ إﻋﻼن اﻟﺣرب وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة رﻗم 109ﻣن
اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ 2016اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ" :إذا وﻗﻊ ﻋدوان ﻓﻌﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻼد أو ﯾوﺷك أن
ﯾﻘﻊ ﺣﺳﺑﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺗرﺗﯾﺑﺎت اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻣﯾﺛﺎق اﻷﻣم ﯾﻌﻠن رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺣرب.(238)"...
ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة أﻋﻼﻩ ﯾﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ أن اﻟدﺳﺗور ﻗﯾد ﻣن ﺳﻠطﺔ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻓﻲ إﻋﻼﻧﻪ ﻟﺣﺎﻟﺔ
اﻟﺣرب ﺑﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻘﯾود ﻛﺎﺳﺗﺷﺎرة رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ورﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ورﺋﯾس
اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري ،إﻻ أن ﻫذﻩ اﻟﻘﯾود ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺷﻛﻠﯾﺎت ﻓﻛﯾف ﻣن اﻟﻣﻌﻘول ﻋﻧد وﻗوع ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣرب
ﻧﻧﺗظر ﻣن رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ أن ﯾﺳﺗﺷﯾر ﻛل ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺎت؟ وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻧﻘﺗرح:
)-(236راﺟﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 01ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم ،44-92اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 4ﻓﺑراﯾر ،1992ﯾﺗﺿﻣن ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ،
ج .ر .ج .ج .د ،ﻋدد ، 10ﺑﺗﺎرﯾﺦ 9ﻓﯾﻔري ).1992ﻣﻠﻐﻰ(
)-(237ﻫﺎﻣﻠﻲ ﻣﺣﻣد ،ﻫﯾﻣﻧﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .90
)-(238اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،2016ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
78
ﺿﻌﻒ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ :إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
-إﻟزاﻣﯾﺔ اﻵراء اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺧذﻫﺎ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻣن رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ورﺋﯾس
ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ورﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري ﻓﻲ إﻋﻼن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣرب.
-إﻋﺎدة اﻟﻧظم ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻣﺎدة رﻗم 110ﻣن اﻟدﺳﺗور ،2016اﻟﺗﻲ ﺗﻧص "ﯾوﻗف اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟدﺳﺗور
ﻣدة ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣرب ،(239) "...ﻓﻛﯾف ﯾﻣﻛن أن ﻧﺗﺻور اﻟدوﻟﺔ ﺑدون اﻟدﺳﺗور؟ ،ﻛون ﻫذا اﻷﺧﯾر ﯾﻌﺑر
ﻋن إرادة اﻟﺷﻌب ،ﻓوﺟود اﻟدﺳﺗور أﺛﻧﺎء ﻫذﻩ اﻷزﻣﺔ ﻻ ﯾﺷﻛل ﻋﺎﺋق ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻷزﻣﺔ.
-وﺿﻊ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﺳﺑﻘﺔ ﺗﻧظم ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدوﻟﺔ ،وﺗﺣﻣﻲ ﺣﻘوق ﺣرﯾﺎت اﻟﺷﻌب ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣرب.
-3اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ
ﺗﻛون ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود ﺧطر ﯾﻬدد اﻟﺑﻼد أو ﯾوﺷك اﻟوﻗوع ،ﯾﻣﻛن إﻋﻼن اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻣن
ﻗﺑل رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔٕ ،واذا ﻛﺎن اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﻗد ﻣﻧﺢ ﻟﻪ ﻫذﻩ اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ ﻓﻘد ﻗﯾدﻩ ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻟﺷروط ،إﻻ أن ﻫذﻩ اﻟﺷروط ﺗﻌﺗﺑر ﺷروط ﻏﯾر ﻣﺟدﯾﺔ ،وﺑﺧﺻوص ذﻟك ﺳﻧﺣﺎول أن ﻧﻘﺗرح:
-ﺿرورة اﻟﻧص ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة رﻗم 107ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر ﻋﻠﻰ اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺑﻌﻬﺎ رﺋﯾس
اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻟﻠﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺷروط اﻟواردة ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة أﻋﻼﻩ ،ﻷﻧﻪ إن أﻋﻠن اﻟﺣﺎﻟﺔ
اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺑﻐﯾر وﺟود ﻫذﻩ اﻟﺷروط ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻏﯾر دﺳﺗورﯾﺔ).(240
-أﺧذ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر إﻟزاﻣﯾﺔ اﻵراء اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺧذ ﻣن اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص
اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﺑﺎﻷواﻣر ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،وﺣﺑذا ﻟو أﺿﯾف اﻟﺷﻌب إﻟﻰ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة رﻗم 107ﻣن اﻟدﺳﺗور ،2016ﻷن اﻟﺷﻌب ﻫو اﻟﻣﺻدر ﻟﻠﺳﻠطﺔ.
-ﻋﻧد وﺟود اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ورﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻗد أﺻﯾب ﺑﻣرض أو ﻋﺟز ﻋن أداء
ﻣﻬﺎﻣﻪ ،ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗرك اﻟدوﻟﺔ ﺑدون رﺋﺎﺳﺔ ،ﻧرى ﺑﻬذا اﻟﺧﺻوص اﻧﺗﻘﺎل ﻓﻲ ﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﺑﺎﻷواﻣر إﻟﻰ رﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ،ﻟﻛون أن اﻟﻣﺎدة رﻗم 102ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ
2016ﺗؤﻛد ذﻟك.
79
ﺿﻌﻒ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ :إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﺗﺣدﯾد ﻣدة اﻟﺗﻲ ﺗدوم ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،إذ ﯾﺟب أن ﻻ ﺗﻛون طوﯾﻠﺔ ﻗد ﺗﻣس ﺑﺣﻘوق
وﺣرﯾﺎت اﻹﻧﺳﺎن.
ﻓﻌﻧد ﺣدوث إﺣدى ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت )ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﺻﺎر واﻟطوارئ ،ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣرب ،ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ( ﯾﺗدﺧل
رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻟﯾﺷرع ﺑﺎﻷواﻣر ﺑدون ﻗﯾود ،وﯾﻔﻬم ﻣﻣﺎ ﺳﺑق أن اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻣﻬﻣﺷﺎ وﻟﯾس ﻟدﯾﻪ ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ
ﻋﻧد ﺣدوث ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟظروف.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺿﺑط اﻟﻧﺻوص اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻹﺻدار واﻟﻧﺷر
ﯾﻌﺗﺑر اﻹﺻدار واﻟﻧﺷر ﻣن ﺑﯾن اﻵﻟﯾﺎت اﻟﺧطﯾرة اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﺳﻼﺣﺎ ﻓﻲ ﯾد رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ
ﻣن أﺟل إﺿﻌﺎف اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،وﻋرﻗﻠﺗﻬﺎ ﻋن ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ
دﺳﺗورﯾﺎ ،وذﻟك ﻟﻬدف ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺎﺑﻌﺔ وﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﺳﻠطﺔ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ).(241
وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﺗﻔﻘد ﻓﻌﺎﻟﯾﺗﻬﺎ وﻗﯾﻣﺗﻬﺎ وﻣﻛﺎﻧﺗﻬﺎ ﻓﻲ واﻗﻊ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ وﺗﻔوق
ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ.
ﻣن أﺟل إﻋطﺎء اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻗﯾﻣﺗﻪ وﻓﻌﺎﻟﯾﺗﻪ اﻟﻣﺣﺗﻛرة ﻣن طرف رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ أو ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛن
ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﺎﻣﻪ دون أي ﺗدﺧل أو ﻋﺎﺋق ﯾﺟب إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻹﺻدار واﻟﻧﺷر ،ﺑﺣﯾث
ﯾﺳﺗﻠزم ﺿﺑط اﻟﻧﺻوص اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻹﺻدار ﻣن ﺟﻬﺔ)أوﻻ( ،وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﺿﺑط اﻟﻧﺻوص اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺎﻟﻧﺷر)ﺛﺎﻧﯾﺎ(.
أوﻻ :إﻋﺎدة ﺿﺑط اﻟﻧﺻوص اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻹﺻدار
ﯾﻌﺗﺑر اﻹﺻدار آﻟﯾﺔ ﻣن اﻵﻟﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻧص اﻟذي ﺻﺎدق ﻋﻠﯾﻪ
اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻣن ﻗواﻧﯾن اﻟدوﻟﺔ) ،(242ﻓﻬو وﺳﯾﻠﺔ ﺑﯾد رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﯾﻘر ﺑﺄن اﻟﻘﺎﻧون ﻗد ﺗم ﻓﻌﻼ إﻗ اررﻩ
)-(241ﺷرﯾط وﻟﯾد ،ﺗطور اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗطور اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.284
)-(242أوﺻﯾف ﺳﻌﯾد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .289
80
ﺿﻌﻒ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ :إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
وﻓﻘﺎ ﻟﻺﺟراءات واﻵﻟﯾﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور) ،(243وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻓﻬو ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺷﻬﺎدة ﻣن
رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﺄن اﻟﻘﺎﻧون اﺳﺗوﻓﻲ ﻣراﺣﻠﻪ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ).(244
إن اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﻟم ﯾﻘﯾد رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﺧﺻوص ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻹﺻدار ،وﺑﺗﺎﻟﻲ ﻫذا
اﻷﺧﯾر ﯾﺗدﺧل ﻓﻲ إطﺎر ﺳﻠطﺗﻪ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ،ﻫذا ﻣﺎ ﯾﺣق ﻟﻪ ﻓﻌﻠﻪ ﺑﺎﻟﺑرﻟﻣﺎن) ،(245ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس
ﯾﺟب ﺿﺑط اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﻛم ﺑﺎﻹﺻدار ،وﻋﻠﯾﻪ ﻧﻘﺗرح ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺣﻠول اﻟﺗﻲ ﻧراﻫﺎ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ
ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل:
-1ﻣﻧﺢ ﺳﻠطﺔ اﻹﺻدار ﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻏرﻓﺗﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن
ﻣﻧﺢ اﻟدﺳﺗور ﺣق اﻹﺻدار ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧص ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺻراﺣﺔ ،ﻏﯾر أﻧﻪ ﻟم ﯾﺗﺿﻣن
اﻟدﺳﺗور أي ﻧص ﯾﺗﺿﻣن ﺟزاء ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺄﺧر أو اﻣﺗﻧﺎع رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻋن إﺻدار اﻟﻘواﻧﯾن.
ﻟﻬذا ﻛﺎن ﻣن اﻷﺟدر ﻟﻠﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﻣﻧﺢ ﺳﻠطﺔ اﻹﺻدار ﺑﺎﻟﻣوازاة ﺑﯾن رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس
اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ورﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ،وذﻟك ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻷول ﻣﻧﺗﺧب وﻣﻣﺛل ﻹرادة اﻟﺷﻌب ﻣﺛل ﻣﺎ ﻫو
ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور 1963ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﺎدة رﻗم 28ﻣﻧﻪ ﺑﻧﺻﻬﺎ" :ﯾﻌﺑر اﻟﻣﺟﻠس اﻟوطﻧﻲ
ﻋن اﻹرادة اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ،"....أﻣﺎ ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ.
-2ﺗﻘﻠﯾص اﻟﻣدة اﻟﺗﻲ ﯾﺻدر ﻓﯾﻬﺎ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧون
ﻓﻠﻘد ﺣددت ﻫذﻩ اﻟﻣدة ب) (30ﯾوم ،ﻓﻬذﻩ اﻟﻣدة طوﯾﻠﺔ ﺗﺧدم ﻣﺻﻠﺣﺔ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،ﻓﻧرى
ﻣدة 15ﯾوم ﻫﻲ اﻷﻓﺿل ﻣﺛﻠﻣﺎ ﻣﺎ ﻫو ﻣﻌﻣول ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻔرﻧﺳﻲ).(246
81
ﺿﻌﻒ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ :إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
-3إﻋﺎدة ﺻﯾﺎﻏﺔ ﻛﻠﻣﺔ ﯾﺻدر اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ دﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ 2016
إن ﻛﻠﻣﺔ ﯾﺻدر اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 01 /144ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ
2016اﻟذي ﺗﻧص ﻋﻠﻰ" :ﯾﺻدر رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧون ،(247) "...ﻓﺎﻟﻣﻼﺣظ ﻓﻲ ﻛﻠﻣﺔ ﯾﺻدر
أﻧﻬﺎ داﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﯾﻣﻧﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧص اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ وﻧﻘﺗرح اﺳﺗﺑدال ﻛﻠﻣﺔ "ﯾﺻدر" ﺑﻌﺑﺎرة
"ﯾﻛﻠف" اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 49ﻣن اﻟدﺳﺗور 1963ﻋﻠﻰ" :ﯾﻛﻠف رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ
ﺑﺈﺻدار اﻟﻘواﻧﯾن وﻧﺷرﻫﺎ") ،(248ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة ،ﯾﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ أن ﻛﻠﻣﺔ "ﯾﻛﻠف" ﻻ ﺗدل ﻋﻠﻰ
اﻟﻬﯾﻣﻧﺔ اﻟﻣﺳﺗﻣرة ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :إﻋﺎدة ﺿﺑط اﻟﻧﺻوص اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﺷر
ﯾﻌد إﺟراء اﻟﻧﺷر ﻋﻣﻼ ﻻﺣﻘﺎ ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﻌد ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﺻدار وذﻟك ﻣن أﺟل ﺟﻌل اﻟﻘﺎﻧون ﻧﺎﻓذا
ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻬﯾﺋﺎت ،ﻓﺎﻟﻧﺷر إذن ﻻ ﯾﻧطوي ﻋﻠﻰ ﺻﺑﻐﺔ ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،ﻫذا ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ أﻧﻪ ﻣﺳﺗﺄﺛر ﻣن ﻗﺑل
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ وﺗﻬﻣﯾش اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺑﻐرﻓﺗﯾﻪ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻧﺷر) ،(249وﻋﻠﻰ إﺛر ذﻟك ﻧﻘﺗرح:
.1إدراج ﻣﺎدة ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور ﺗﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷر
اﻟﺗﻌدﯾل اﻷﺧﯾر ﻟدﺳﺗور ﻫﻣش ﻛﻠﯾﺎ وﺟود إﺟراء اﻟﻧﺷر اﻟﻘواﻧﯾن ،وﺑﻣﻘﺎرﻧﺗﻪ ﻣﻊ دﺳﺗور 1963
ﻧﺟد أﻧﻪ ﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ وﺟود اﻟﻧﺷر وذﻟك ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﺎدة رﻗم 49ﻣﻧﻪ ﺑﻧﺻﻬﺎ ﻋﻠﻰ" :ﯾﻛﻠف
رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﺈﺻدار اﻟﻘواﻧﯾن وﻧﺷرﻫﺎ") ،(250ﻟﻬذا ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري اﻟﻧص ﺻراﺣﺔ
ﻋﻠﻰ إﺟراء اﻟﻧﺷر اﻟﻘواﻧﯾن.
.2ﺗﺣدﯾد ﻣدة ﻣﻌﻘوﻟﺔ ﻻﺿطﻼع ﻋﻠﻰ أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون
ذﻟك ﻟﻬدف إﻋطﺎء اﻟوﻗت اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻟﻠﻣواطﻧﯾن و ﻛل اﻟﻬﯾﺋﺎت ﻋﻠﻰ اﻻطﻼع اﻟﺟﯾد ﻟﻘﺎﻧون واﻟﻔﻬم
اﻟﺟﯾد ﻷﺣﻛﺎﻣﻪ).(251
82
ﺿﻌﻒ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ :إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
83
ﺿﻌﻒ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ :إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
)-(253ﻣزﯾﺎﻧﻲ ﺣﻣﯾد ،ﻋن واﻗﻊ اﻻزدواﺟﯾﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﻌﻣل اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري) دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ( ،ﻣذﻛرة
ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻓرع ﺗﺣوﻻت اﻟدوﻟﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ،ﺗﯾزي وزو،
،2011ص .112
)-(254ﻫﺎﻣﻠﻲ ﻣﺣﻣد ،ﻫﯾﻣﻧﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .52
)-(255ﺣﺎﻓظﻲ ﺳﻌﺎد ،اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﺗطﺑﯾق اﻟﻘواﻋد اﻟدﺳﺗورﯾﺔ واﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻧص واﻟواﻗﻊ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ
اﻟﻌﻠوم ،ﺗﺧﺻص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺑو ﺑﻛر ﺑﻠﻘﺎﯾد ،ﺗﻠﻣﺳﺎن ،2008 ،ص .359
84
ﺿﻌﻒ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ :إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﺧﺎﻣﺳﺎ :اﺳﺗﺣداث ﻣﺎدة ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور ﺗﻠزم رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻋﻠﻰ إﺻدار وﻧﺷر اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ
ﻟﻠﻣداوﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ
ﺑﺎطﻼع ﻋﻠﻰ ﻧﺻوص اﻟدﺳﺗور ﻻ ﻧﺟد أي ﻣﺎدة ﺗﻧص ﻋﻠﻰ إﻟزاﻣﯾﺔ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﺈﺻدار
وﻧﺷر اﻟﻘواﻧﯾن ﺑﻌد أن ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﻣداوﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،وﺑﺗﺎﻟﻲ ﯾﺑﻘﻰ ﻣﺻﯾرﻫﺎ ﻣﻌﻠق ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ
ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،ﻟﻬذا ﯾﺟب اﺳﺗﺣداث ﻧص ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور ﯾﻠزم رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻋﻠﻰ إﺻدار وﻧﺷر
اﻟﻘواﻧﯾن ﺑﻌد أن ﯾﺗم ﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ ﻣن طرف ﻏرﻓﺗﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺗﻛرﯾس آﻟﯾﺎت إزاﻟﺔ ﻫﯾﻣﻧﺔ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺟﻬﺎز اﻟﺗﻧﻔﯾذي اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﻌد رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،ﺗﺗوﻟﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻋدة ﺳﻠطﺎت
واﺧﺗﺻﺎﺻﺎت) ،(256وﻫذا ﺑﺎﻟطﺑﻊ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻫﻲ اﻷﺧرى ﺗﺳﺗﺣوذ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ
ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن.
ﻓﻬﯾﻣﻧﺔ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،ﺟﻌﻠت ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻋﺎﺟ از ﻋن اﻟﻘﯾﺎم ﺑوظﺎﺋﻔﻪ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور ،ﻓﻣن أﺟل اﻟﺣد ﻣن ﻫذا اﻻﺣﺗﻛﺎر ورد اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن وﻓﻌﺎﻟﯾﺗﻪ،
ﻻﺑد ﻣن ﺗﻛرﯾس آﻟﯾﺎت ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد دوراﺗﻪ )اﻟﻔرع اﻷول( ،وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى إﻋطﺎء اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ
إﻋداد ﺟدول أﻋﻣﺎﻟﻪ )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ( ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟب وﺿﻊ ﺿواﺑط ﻟﻼﺳﺗدﻋﺎء اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء
)اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث(.
اﻟﻔرع اﻷول
ﺣرﯾﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد دوراﺗﻪ
ﻣﺳﺗﻣر ،وﯾﻼﺣظ
ا إن ﻫﯾﻣﻧﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻻﯾزال
ذﻟك ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﺣدﯾد دورات اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،وﻫذا اﻟذي ﻧﺳﺗﺧﻠﺻﻪ ﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 02/135ﻣن
اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ 2016اﻟﺗﻲ ﺗﻧص" ﯾﺟﺗﻣﻊ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ دورة ﻋﺎدﯾﺔ واﺣدة ﻛل ﺳﻧﺔ ،ﻣدﺗﻬﺎ
) (10أﺷﻬر ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ،وﺗﺑﺗدئ ﻓﻲ اﻟﯾوم اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن أﯾﺎم اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﺷﻬر ﺳﺑﺗﻣﺑر").(257
85
ﺿﻌﻒ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ :إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
وﻣﺎ ﯾﻼﺣظ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة أﻋﻼﻩ أﻧﻬﺎ ﺗﺑﯾن ﺗدﺧل اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﻣدﯾد ﻣدة دورات اﻟﺑرﻟﻣﺎن،
وﻣﺎ ﯾﺷﻛل ﻣن إﻧﻘﺎص ﻣن ﺳﯾﺎدة اﻟﺑرﻟﻣﺎن واﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺗﻪٕ ،واﺿﻌﺎﻓﻪ ﻓﻲ ﻣزاوﻟﺔ ﻣﻬﺎﻣﻪ.
وﻋﻠﻰ إﺛر ذﻟك ﺳﻧﺣﺎول أن ﻧﺿﻊ اﻻﻗﺗراﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﻟﻌﻠﻬﺎ ﺳﺗﻛون ﻣﺧرﺟﺎ ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن ﻣن ﺳﯾطرة
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،وﺳﻧدا ﻻﺳﺗرﺟﺎﻋﻪ اﻟﺳﯾﺎدة واﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻓﻘدﻫﺎ ﺟراء ﺗدﺧل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻓﻲ
اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ.
وﺳﻧﺑدأ ﺑﺎﻻﻗﺗراﺣﺎت ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟدورة اﻟﻌﺎدﯾﺔ )أوﻻ( ،وﺻوﻻ إﻟﻰ اﻟﺣﻠول ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟدورة ﻏﯾر اﻟﻌﺎدﯾﺔ
)ﺛﺎﻧﯾﺎ(.
أوﻻ :ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟدورة اﻟﻌﺎدﯾﺔ:
ﻛﻣﺎ أﺷرﻧﺎ ﺳﺎﻟﻔﺎ أﻧﻪ ﻣن ﺑﯾن اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﺑﻬﺎ دﺳﺗور ،2016ﺗﻘﻠﯾص ﻋدد دورات
اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟﻌﺎدﯾﺔ إﻟﻰ دورة واﺣدة ،وﻣﺎ ﯾﻼﺣظ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد أن اﻟوزﯾر اﻷول ﻫو اﻟﻣﺳﯾطر ﻓﻲ ﻣﺟﺎل
ﺗﺣدﯾد دورات ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾزﯾد ﻣن ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ ،وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﯾﻘﺎﺑﻠﻬﺎ إﺿﻌﺎف
ﻣن ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﯾﺳﺗﺣﺳن:
-1ﺗرك اﻟﻣﺟﺎل ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد دورﺗﻪ اﻟﻌﺎدﯾﺔ دون ﺗدﺧل اﻟوزﯾر اﻷول ﻓﻲ ذﻟك
اﻷﺻل ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد دورات اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺗﻛون ﻣن اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،ﻟﻛن ﻫذا ﯾﻌﺎرض
ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 135ﻣن دﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،(258)2016اﻟﺗﻲ أﻋطت اﻟﺣق ﻟﻠوزﯾر اﻷول
ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد دورة اﻟﺑرﻟﻣﺎن.
ﻟﻛن ﺣﺳب رأﯾﻧﺎ ﺗدﺧل ﻫذا اﻷﺧﯾر ﯾﻌﺗﺑر إﺟﺣﺎﻓﺎ ﺑﺣق اﻟﺑرﻟﻣﺎنٕ ،واﻧﻘﺎص ﻣن ﻗﯾﻣﺗﻪ ،وﻟذا ﻣن
أﺟل إﻋﺎدة اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺗﯾن )اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ( ،ﻣن اﻟﺿروري إﻋطﺎء اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻷوﻟوﯾﺔ ﻓﻲ
ﺗﺣدﯾد دورﺗﻪ ﻛﻣﺎ ﯾراﻫﺎ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ وﻣﻼﺋﻣﺔ ﻣﻊ ﺟدول أﻋﻣﺎﻟﻪ.
86
ﺿﻌﻒ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ :إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻟﻘد ﺣددت اﻟدورة اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن ﺑﻣدة 10أﺷﻬر ،وﻟﻛن ﻗد ﯾﺻﺎدف أن ﺗﻧﺗﻬﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣدة وﻟم
ﯾﺳﺗﻛﻣل اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ أو ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ إﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠوزﯾر اﻷول طﻠب ﺗﻣدﯾد
اﻟﻣدة إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ اﺳﺗﻛﻣﺎل ﺟدول أﻋﻣﺎﻟﻪ.
)-(259ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 03/135ﻣن دﺳﺗور 2016ﻋﻠﻰ أﻧﻪ" ﯾﻣﻛن أن ﯾﺟﺗﻣﻊ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ دورة ﻏﯾر اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﺑﻣﺑﺎدرة ﻣن
رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ".
)-(260راﺟﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدة رﻗم 54ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
87
ﺿﻌﻒ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ :إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
88
ﺿﻌﻒ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ :إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
أوﻻ :ﺿرورة وﺟود ﺑﻧد ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور ﯾﺳﺗﺑﻌد اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻣن ﺗﺣدﯾد ﺟدول أﻋﻣﺎﻟﻪ
ذﻟك ﻟﻬدف ﺟﻌل اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﯾﻣﺎرس اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ اﻟﻣﻧﺻوص دﺳﺗورﯾﺎ ﺑﻛل ﺣرﯾﺔ ودون ﻋﺎﺋق،
واﻟﻘﺿﺎء ﻣن ﺣدة ﻧﻔوذ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ،وﯾﺟب أﯾﺿﺎ ﺗرك اﻟﺳﻠطﺔ ﻟﻠﻧواب اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ وﻣﺟﻠس
اﻷﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﺟدول أﻋﻣﺎﻟﻪ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :إزاﻟﺔ ﻛل اﻵﻟﯾﺎت واﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺗﻠﻛﻬﺎ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل إﻋداد ﺟدول أﻋﻣﺎل
ﻓﺈزاﻟﺔ اﻵﻟﯾﺎت واﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺑﻣوﺟﺑﻬﺎ ﺗﺳﺗﺣوذ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل إﻋداد
ﺟدول أﻋﻣﺎل اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،ﯾﺗرك اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻬذا اﻷﺧﯾر ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﺟدول أﻋﻣﺎﻟﻪ.
ﺛﺎﻟﺛﺎ :ﺗﺣدﯾد ﻣدة ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ ﻹﻋداد ﺟدول أﻋﻣﺎل اﻟﺑرﻟﻣﺎن
ﻓﺗﻘﯾد اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑﻣدة ﻹﻋداد ﺟدول أﻋﻣﺎل اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﻔﯾد اﻟﺗﻣﺎطل ﻓﻲ إﻋدادﻩ
وﻛذﻟك ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟﻣﺗﻛون ﺑﻐرﻓﺗﯾﻪ ﻣن أي ﺗﻌﺳف ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،ﻟذا ﯾﺟب أن ﺗراﻋﻲ
اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻫذﻩ اﻵﺟﺎل اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻬﺎ ،ﺑﻬذا اﻟﺧﺻوص ﻧﻘﺗرح أﯾﺿﺎ ﺗﻌرض اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻟﺟزاء ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ
إذا ﻟم ﺗﻘم ﺑﺈﻋداد ﺟدول أﻋﻣﺎل اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،ﻣﺛﻼ إذ ﻟم ﺗﻧﺟز ﻓﻲ اﻟﻣدة اﻟﻣﺣددة ﯾﻣرر ﻣﺑﺎﺷرة ﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ
إﻋدادﻩ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث
وﺿﻊ ﺿواﺑط ﻓﻌﻠﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗدﻋﺎء اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء
إن اﺳﺗدﻋﺎء اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء ﯾﻛون ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب ﻣن اﻟوزﯾر اﻷول ،وﻫذا ﻣﺎ
أﻛدﺗﻪ اﻟﻣﺎدة رﻗم 05/138ﺑﻧﺻﻬﺎ ﻋﻠﻰ" :ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣدوث ﺧﻼف ﺑﯾن اﻟﻐرﻓﺗﯾن ﺑطﻠب اﻟوزﯾر اﻷول
اﺟﺗﻣﺎع ﻟﺟﻧﺔ ﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء.(263) "...
وﯾﻛون ذﻟك ﺣﺳب ﻧوع طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺧﻼف اﻟﻣوﺟود ﺑﯾن اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ وﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ،
وﻫذا ﯾﻌﺗﺑر وﺟﻬﺎ أﺧر ﻣن أوﺟﻪ ﻫﯾﻣﻧﺔ واﺣﺗﻛﺎر اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،وﺟﻌل ﻫذا اﻷﺧﯾر
ﺗﺣت ﺳﻠطﺔ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ،واﺳﺗدراﻛﺎ ﻟذﻟك ﻓﻣن اﻟﻣﺳﺗﺣﺳن:
89
ﺿﻌﻒ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ :إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
90
ﺿﻌﻒ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ :إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ وﻋﺿوﯾن ﻣن ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ،أﻣﺎ اﻟﻌﺿو اﻟﺧﺎﻣس ،ﻓﯾﺟب أن ﯾﻛون أﺟﻧﺑﻲ ﻟﯾﻔﺻل
ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺳﺎوي.
91
ﺿﻌﻒ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ :إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻔﺻل
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﺳﻠطﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺳﻠطﺎت ،ﺑﺣﯾث
ﺧﺻص ﻟﻬﺎ ﻓﺻل ﺧﺎص ﺑﻬﺎ وﻣﺳﺗﻘل ﻋن اﻟﺳﻠطﺗﯾن اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ واﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ.
ﻟﻛن ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻏﯾر ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ وذﻟك ﻟﺗدﺧل وﻫﯾﻣﻧﺔ
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣﺗﻔوﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗراﺟﻊ ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ
اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ.
وﻣن أﺟل ﺗﻘﻠﯾص اﺣﺗﻛﺎر اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ورد ﻟﻬذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ وﻓﻌﺎﻟﯾﺗﻪ
ﻛﺎن ﻣن اﻷﺟدر اﻟﺑﺣث ﻋن اﻹﺻﻼﺣﺎت ﻣن أﺟل ﺗﻔﻌﯾل وﺟودﻩ ،وﯾﻛون ذﻟك ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ إﺻﻼح
ﻫﯾﻛﻠﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺳواء ﻓﻲ ﺗﻔﻌﯾل ﻧظﺎم اﻟﻌﺿوي ﻟﻪ ،أﻣﺎ ﻓﻲ ﺗطوﯾر ﺗﺷﻛﯾﻠﻪ ﻏرﻓﺗﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن أو ﺗطوﯾر
اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري ﻟﺑرﻟﻣﺎن ،وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧري ﺗﻔﻌﯾل ﻧظﺎم اﻟوظﯾﻔﻲ ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻋن طرﯾق ﺗطوﯾر
دور اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺷرﯾﻊ وﺗﻔﻌﯾل دورﻩ ﻓﻲ ﻣراﺟﻌﺔ اﻟدﺳﺗور وﻛذﻟك ﻓﻲ ﻣﺣﺎل إﺑرام اﻟﻣﻌﺎﻫدات
اﻟدوﻟﯾﺔ ،وﺗطوﯾر دور اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﺿف إﻟﻰ ذﻟك ﯾﺟب اﻟﺣد ﻋﻠﻰ آﻟﯾﺎت ﻫﯾﻣﻧﺔ رﺋﯾس
اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧري اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ آﻟﯾﺎت ﻫﯾﻣﻧﺔ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑرﻟﻣﺎن.
ﻓﻛل ﻫذﻩ اﻟﺣﻠول واﻹﺻﻼﺣﺎت ﻛﺎن اﻟﻬدف ﻣﻧﻬﺎ ﻫو ﺟﻌل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟ ازﺋر ﺳﻠطﺔ
ﻓﻌﺎﻟﺔ وأﺻﻠﯾﺔ وﻻ ﺗﺧﺿﻊ ﻷي ﺿﻐوطﺎت واﺣﺗﻛﺎرات.
92
ﺧﺎﺗﻤﺔ
إن دﺳﺎﺗﯾر اﻟﻌﺎﻟم ﺗﻘر ﺑﺄن اﻟوظﺎﺋف اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟدوﻟﺔ ﺗﺗوﻻﻫﺎ ﺛﻼث ﻫﯾﺋﺎت ،واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ واﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،وﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺎت ﺗﻘوم إﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺻل اﻟﻣطﻠق ﺑﯾﻧﻬﺎ
ﻣﻛرﺳﺔ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ واﻟﻣﺳﺎواة ،أو ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻔﺻل اﻟﻣرن ،ﺗﺟﺳﯾدا ﻟﻔﻛرة اﻟﺗﻌﺎون واﻟﺗوازن ،ﺑﺣﯾث
ﺗﻣﺎرس ﻛل ﺳﻠطﺔ ﺻﻼﺣﯾﺎت دﺳﺗورﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺳﻠطﺎت اﻷﺧرى ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة ﻣﺑدأ
اﻟﺗﻌﺎون ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ إذا اﻗﺗﺿﻰ اﻷﻣر ذﻟك ،ﻋﻣﻼ ﺑﻣﺑدأ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓوق اﻟﺟﻣﯾﻊ.
ﺣﺎول اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري اﻟﺑﺣث ﺑﯾن اﻟﻧظﺎﻣﯾن ) ﻧظﺎم اﻷﺣﺎدي وﻧظﺎم اﻻزدواﺟﻲ(
ﻋن ﺻورة ﻟﻠدوﻟﺔ ،اﻟﻣﺗﺣﺿرة واﻟﻣﺣﺗرﻣﺔ ﻟﻠﺣﻘوق وﻟﻠﺣرﯾﺎت اﻹﻧﺳﺎن ،وﻣﺳﺎﯾرة اﻟﺗطورات اﻟﺣﺎﺻﻠﺔ ﻋﻠﻰ
ﻣﺳﺗوي اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ،واﻟﺗﻌددﯾﺔ اﻟﺣزﺑﯾﺔ ،وﺣرﯾﺔ اﻟرأي واﻟﺗﻌﺑﯾر ،واﻟﺗداول
ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ ﺑطرق ﺳﻠﻣﯾﺔ وﺣﺿرﯾﺔ ،ﻣﻊ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻟﺗﻌﺎون واﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت ،ﻓﻠم ﯾﺟد
اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري وﺳﯾﻠﺔ ﺗﺿﻣن ﻫذا اﻟﺗطور ﺳوى اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ﺑﺻﻔﺔ ﻣﺳﺗﻣرة ﻟﻠﺑﺣث
ﻋن اﻷﻓﺿل ﻋﻠﻰ ﻏرار ﻣﺎ ﺗم ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ ،2016ﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﺛﻐرات دﺳﺗور .1996
وﻣن ﺧﻼل دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﻣوﺿوع اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،ﺑﻌد ﻫذا اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ،اﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ أن
اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ،ﻗد أﺣدث ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋدة ﺗﻌدﯾﻼت ،ﻣﺳت ﺗﺷﻛﯾﻠﺗﻬﺎ واﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬﺎ واﻟﺗوازن ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ،
ﻣن أﺟل رﻓﻊ ﻣﻛﺎﻧﺗﻬﺎ وﺗﺟﺳﯾد دوﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧون.
ﻓﻣن ﺣﯾث ﺗﺷﻛﯾﻠﺗﻬﺎ ،ﺣﺎﻓظ اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ 2016ﻋﻠﻰ ﻧظﺎم اﻟﻐرﻓﺗﯾن اﻟذي ﻛرﺳﻪ
دﺳﺗور ،1996اﻟﻣﻧﺣﺻرﺗﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ وﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ،وأﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ طرﯾﻘﺔ ﺗﻌﯾن أو
اﻧﺗﺧﺎب أﻋﺿﺎﺋﻪ وﻣدة اﻟﻌﻬدة.
أﻣﺎ اﻟﺟﺎﻧب اﻟوظﯾﻔﻲ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،ﻓﻬو ﻣﺣور اﻟﺗﻌدﯾل ،ﻓرﻏم أن ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ
ﻧﻔس اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﺷرع ﻓﯾﻬﺎ )ﺳن اﻟﻘﺎﻧون ،إﻋداد اﻟﻧظﺎم اﻟداﺧﻠﻲ ،اﻟﺗﺻوﯾت ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ،
اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﻫدات اﻟدوﻟﯾﺔ( ،إﻻ أﻧﻪ أﺣدث ﻓﯾﻬﺎ ﺗﻐﯾرات ﺟوﻫرﯾﺔ أﻫﻣﻬﺎ ﺗﻘﻠﯾص ﻣﺟﺎل ﺳن اﻟﻘواﻧﯾن
اﻟﻌﺎدﯾﺔ واﻟﻌﺿوﯾﺔ ،ﻣﻊ اﺳﺗﻣ اررﯾﺔ ﺗﻘﯾد ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ،وﺗوﺳﯾﻊ اﻟﻣﻌﺎﻫدات واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻣواﻓﻘﺔ
اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻗﺑل أن ﯾﺻﺎدق ﻋﻠﯾﻬﺎ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،واﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾذﻛر ﻓﻲ ﻫذا اﻟدﺳﺗور
ﻫو ﺗﻌزﯾز ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ،ﻣﻣﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﺷرﯾﻛﺎ ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ
ﻓﺄﺻﺑﺢ ﻟﻪ ﺣق اﻟﻣﺑﺎدرة ﺑﺎﻟﻘواﻧﯾن واﻟﺗﺻوﯾت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻧﻔس ﻧﺳﺑﺔ ﺗﺻوﯾت اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ،ﻛﻣﺎ
93
ﺧﺎﺗﻤﺔ
أن اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟﺟزاﺋري اﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﯾﻣﺎرس وظﯾﻔﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺣﻛوﻣﺔ ،واﻟﺗﻲ
ﻟم ﯾﻣﺳﻬﺎ اﻟدﺳﺗور اﻷﺧﯾر.
ﯾﺑﻘﻰ أﻫم ﺷﻲء ﺟﺎء ﺑﻪ اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،2016ﻫو اﻻﻋﺗراف ﺻراﺣﺔ ﺑدور
اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ،وﺗﺟد اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري ،ﻣﻧﺢ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ
اﻣﺗﯾﺎزات ﺗﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺗﻌدى ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،ﺑﺣﺟﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﻣرن اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻟﺗﻌﺎون واﻟﺗوازن
ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت ،ﺣﯾث ﺧول اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺻﻼﺣﯾﺎت ﺗﻌﯾن ﺛﻠث أﻋﺿﺎء ﻣﺟﻠس
اﻷﻣﺔ وﺻﻼﺣﯾﺎت أﺧرى ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺷرﯾﻊ ،إذ ﻧﺟدﻩ ﯾﺷرع ﻓﻲ ﻣﯾﺎدﯾن ﻗد ﺗﻛون أﺳﻣﻰ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون،
اﻟﻣﻧﺣﺻر ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺎدرة ﺑﺎﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري واﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﻫدات واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ،أو ﺗﻛون ﻓﻲ
ﻣرﺗﺑﺔ اﻟﻘﺎﻧون إذ اﺗﺧذت ﺷﻛل اﻷواﻣر اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ أو اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗم ﺗوﺳﯾﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻌدﯾل اﻷﺧﯾر ،ﺑﻌد
ﺣذف ﻣﺟﺎل ﻣن اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻌﺎدﯾﺔ واﻟﻌﺿوﯾﺔ ٕواﺿﺎﻓﺗﻪ إﻟﻰ اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﺗﻧﻔﯾذي.
رﻏم أن اﻟدﺳﺗور ﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﯾﻘوم ﺑﺈﻋداد اﻟﻘﺎﻧون واﻟﺗﺻوﯾت ﻋﻠﯾﻪ ،إﻻ أن
اﻟﻌﻣل اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﯾﻔﻠت ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻋﺑر ﺟﻣﯾﻊ ﻣراﺣﻠﻪ اﻟﺗﻲ ﯾﻣر ﺑﻬﺎ ﻣن ﯾد اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،إذ
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ دور اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺎدرة ﺑﺎﻟﻘواﻧﯾن ،ﻓﻬﻲ ﺗﺗدﺧل ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﺗﻧظﯾم وﺗﺣﺿﯾر اﻟﻌﻣل
اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن ،ﻛذاك ﻓﺈن اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺗﺷﺎرك ﻓﻲ إﻋداد وﺗﺣﺿﯾر ﺟدول أﻋﻣﺎل اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،وﺗﺗﻣﺗﻊ
ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم دوراﺗﻪ.
ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺗم ﻋرﺿﻪ ﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ أن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،ﻟم ﺗﺗﻣﻛن ﻣن اﻟﺧروج ﻣن اﻟوﺿﻌﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻓﯾﻬﺎ ﻗﺑل اﻟﺗﻌدﯾل ،ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﻋدة ﻗﯾود ،ﻓرﺿﻬﺎ اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻟﻬذا ﯾﻧﺑﻐﻲ
اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺈﺻﻼﺣﺎت ﻋدﯾدة ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺗﻛرﯾس اﻟدور اﻟﻔﻌﻠﻲ و اﻟﻔﻌﺎل ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻌﻠﯾﺔ ،وﻻ ﯾﻛون
ذﻟك إﻻ ﻋن طرﯾق إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ ﺷروط اﻟﺗرﺷﺢ ﻟﻠﻌﺿوﯾﺔ اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ﺑﺟﻌﻠﻬﺎ أﻛﺛر
ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﻧﺻب ،وﺗطوﯾر ﻧظﺎم اﻟﺗرﺷﺢ ﻟﻌﺿوﯾﺔ ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ واﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن اﻟﺛﻠث اﻟرﺋﺎﺳﻲ ،وﻓﻲ
ﻛل اﻷﺣوال ﯾﺟب ﺗﻌزﯾز ﻗدرات اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾن ﺑﺈﺟراء اﻟدورات اﻟﺗﻛوﯾﻧﯾﺔ ،وﺗوﻓﯾر ﻣﺳﺗﻠزﻣﺎت اﻟﻌﻣل اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ
وﺗطوﯾر اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري واﻟﻬﯾﻛﻠﻲ ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر أﺳﺎس ﺗطور ﻫذا اﻷﺧﯾر.
ﻛﻣﺎ أن اﻟﺟﺎﻧب اﻟوظﯾﻔﻲ ﯾﺣﺗﺎج ﻫو اﻵﺧر إﻟﻰ إﺻﻼﺣﺎت ،ﺗﻌﯾد اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن ،وﻻ ﯾﻛون
ذﻟك إﻻ ﻋن طرﯾق ﺗوﺳﯾﻊ ﻣﺟﺎﻻت ﺳن اﻟﻘﺎﻧون ٕوازاﻟﺔ اﻟﻘﯾود اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﯾﻪ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺿرورة
94
ﺧﺎﺗﻤﺔ
ﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﺑﺎدرة ﺑﺎﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ﻋﻠﻰ ﻏرﻓﺗﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن وﻋرﺿﻪ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻔﺗﺎء اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر
ﻣﺻدر اﻟﺳﻠطﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ،ﺿف إﻟﻰ ذﻟك ﯾﺟب إﻟﺣﺎق اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﺎﻟﻲ ﺑﺎﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻧوع ﻣن أﻧواع
اﻟﻘواﻧﯾن ،ﻷن اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺣﺎﻣﻲ ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ،ﻛﻣﺎ أن اﻹﺻﻼﺣﺎت ﯾﺟب أن ﺗﺷﻣل
اﻟﻣﻌﺎﻫدات واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ وذﻟك ﺑﺈﺷراك اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾن ﻓﻲ إﺟراءات إﺑراﻣﻬﺎ ،وﺗوﺳﯾﻊ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻌﺎﻫدات
اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻣواﻓﻘﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺗﺷرﯾﻊ ﻗد ﯾﺳﻣو ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧون اﻟداﺧﻠﻲ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟب ﻣﻣﺎرﺳﺔ
اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ دون أي ﺿﻐوطﺎت ﻣن طرف رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ واﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣﺳﺎﻧدة ﻟﻪ ،ﻓﺈذا ﺗم إﺛﺎرة
ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﯾﺟب أن ﺗﻘدم اﺳﺗﻘﺎﻟﺗﻬﺎ ﻣﺑﺎﺷرة ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺿرورة ﺗﻔﻌﯾل وﺳﺎﺋل اﻟﻣﺳﺎﺋﻠﺔ وﺟﻌﻠﻬﺎ
ﺗﺣدث آﺛﺎر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﻊ رﻓﻊ اﻟﻘﯾود اﻟواردة ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺟواب وﻟﺟﺎن اﻟﺗﺣﻘﯾق.
ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺗﯾن اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ واﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻼﺗوازن
ورﺟﺣﺎن اﻟﻛﻔﺔ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،اﻷﻣر اﻟذي ﺟﻌل اﻟﻣواطن ﯾﻔﻘد اﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ ﻣﻣﺛﻠﻪ اﻟﺷرﻋﻲ ،ﻟﻬذا
ﻧرى ﺿرورة اﻟﺣد ﻣن ﺗدﺧل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻋﻠﻰ رأﺳﻬﺎ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،وذﻟك ﺑﺿرورة إزاﻟﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ
ﺑﺎﻷواﻣر ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﺧﺗﺻﺎص أﺻﯾل ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن ،وﺟﻌل رﺋﯾﺳﻲ ﻏرﻓﺗﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﯾﺗﻣﺗﻌون ﺑﺳﻠطﺔ
اﻻﺻدار ﻣﺛﻠﻣﺎ ﻫو ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ دﺳﺗور ،1963ﻛﻣﺎ ﯾﺟب وﺿﻊ ﺿواﺑط ﻟﻣداوﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺣﺗﻰ
ﻻ ﺗﺗﻌﺳف اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺳﻠطﺎﺗﻬﺎ .إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﯾﺟب ﻣﻧﺢ ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن ﺣرﯾﺔ أﻛﺑر ﻓﻲ
ﺗﻧظﯾم دوراﺗﻪ وﺗﺣدﯾد ﺟدول أﻋﻣﺎﻟﻪ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟب إﺳﻧﺎد ﺳﻠطﺔ اﺳﺗدﻋﺎء اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء إﻟﻰ
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ.
95
ﻗـﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
97
ﻗـﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
.12ذﺑﯾﺢ ﻣﯾﻠود ،اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت ﻓﻲ اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،دار اﻟﻬدى ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر
واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﯾن ﻣﻠﯾﻠﺔ ،ا.2007
.13ﺳﺎﻣﻲ ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن ،أﺻول اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري-ﺗﻧظﯾم اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ واﻟﻐدارة اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧظﯾم
اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ-ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻣل اﻹداري ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ،دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،إﺳﻛﻧدرﯾﺔ،
.1996
.14اﻟﺷرﻗﺎوي ﺳﻌﺎد ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﻌﺎﺻر) ،د د ن( ،اﻟﻘﺎﻫرة.2007 ،
.15ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺳﯾد اﻟﺟوﻫري ،اﻟﻘﺎﻧون واﻟﻘرار اﻹداري ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة ﻣﺎ ﺑﯾن اﻹﺻدار واﻟﻧﺷر ،دﯾوان
اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،ﺑن ﻋﻛﻧون.1995 ،
.16ﻣوﻟود ﻣﻧﺻور ،ﺑﺣوث ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،ﻣوﻓم ﻟﻠﻧﺷر ،اﻟﺟزاﺋر.2010 ،
.17ﻧﻌﻣﺎن أﺣﻣد اﻟﺧطﯾب ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،ط ،7دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر
واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن .2011
.18ﻫﺎﻣﻠﻲ ﻣﺣﻣد ،ﻫﯾﻣﻧﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻧظﺎﻣﯾن
اﻟدﺳﺗوري اﻟﻣﺻري واﻟﻔرﻧﺳﻲ ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.2014 ،
ب .اﻟرﺳﺎﺋل واﻟﻣذﻛرات اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ
ب .1.اﻟرﺳﺎﺋل اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ
أﺣﻣد ﺑوﻣدﯾن ،اﻟﺣﺻﺎﻧﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ-دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم، .1
ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺑو ﺑﻛر ﺑﻠﻘﺎﯾد ،ﺗﻠﻣﺳﺎن .2015
أوﺻﯾف ﺳﻌﯾد ،اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ظل دﺳﺗور 28ﻧوﻓﻣﺑر ،1996اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ،أطروﺣﺔ .2
ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة دﻛﺗوراﻩ ﻋﻠوم ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر. 2016 ،1
أوﻣﺎﯾوف ﻣﺣﻣد ،ﻋن اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﺟزاﺋري ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ .3
اﻟﻌﻠوم ،ﺗﺧﺻص اﻟﻘﺎﻧون ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ،ﺗﯾزي وزو. 2013 ،
ﺣﺎﻓظﻲ ﺳﻌﺎد ،اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﺗطﺑﯾق اﻟﻘواﻋد اﻟدﺳﺗورﯾﺔ واﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻧص واﻟواﻗﻊ ،رﺳﺎﻟﺔ .4
ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم ،ﺗﺧﺻص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺑو ﺑﻛر
ﺑﻠﻘﺎﯾد ،ﺗﻠﻣﺳﺎن.2008 ،
98
ﻗـﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
ﺣﺑﺷﻲ ﻟزرق ،أﺛر ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺿﻣﺎﻧﺎﺗﻬﺎ ،أطروﺣﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة .5
دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﺑﻲ ﺑﻛر ﺑﻠﻘﺎﯾد ،ﺗﻠﻣﺳﺎن .2013
ذﺑﯾﺢ ﻣﯾﻠود ،ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة .6
دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﺗﺧﺻص اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺣﺎج
ﻟﺧﺿر ،ﺑﺎﺗﻧﺔ.2013 ،
ﺷرﯾط وﻟﯾد ،اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗطور اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري ،أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة .7
دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺑو ﺑﻛر ﺑﻠﻘﺎ ﯾد ،ﺗﻠﻣﺳﺎن.2012 ،
ﻟوﺷن دﻻل ،اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،ﺑﺣث ﻣﻘدم ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم .8
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﺗﺧﺻص اﻟﻘﺎﻧون ﻋﺎم ،ﻗﺳم اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق) ،د ذج(.2012 ،
ﻟوﻧﺎﺳﻲ ﺟﺟﯾﻘﺔ ،اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،1996أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل درﺟﺔ .9
دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ،ﺗﯾزي وزو) ،د س م(.
.10ﻣرزوﻧﻲ ﻋﺑد اﻟﺣﻠﯾم ،ﺣق اﻟﺣل ﻓﻲ ظل اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ﺑﯾن اﻟﻧظري واﻟﺗطﺑﯾق ،أطروﺣﺔ ﻣﻘدﻣﺔ
ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة دﻛﺗوراﻩ ﻋﻠوم ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻗﺳم
اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺣﺎج ﻟﺧﺻر ،ﺑﺎﺗﻧﺔ.2014 ،
.11ﻫﺎﻣﻠﻲ ﻣﺣﻣد ،آﻟﯾﺎت إرﺳﺎء دوﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻌﺎم ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺑو ﺑﻛر ﺑﻠﻘﺎﯾد ،ﺗﻠﻣﺳﺎن.2011 ،
ب .2.اﻟﻣذﻛرات اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ
اﻟﻣذﻛرات اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر
أدﺣﻣﯾن ﻣﺣﻣد اﻟطﺎﻫر ،اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﻌﺎم ،1996ﺑﺣث ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة .1
ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻓرع إدارة وﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر.2002 ،
أﻓطوش إﺑراﻫﯾم ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ل 15ﻧوﻓﻣﺑر .2
،2008ﺑﺣث ﻟﻧﯾل درﺟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻓرع ﻗﺎﻧون ﺗﺣوﻻت اﻟدوﻟﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ،ﺗﯾزي وزو.2012 ،
99
ﻗـﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
ﺑرﻛﺎت أﺣﻣد ،اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة .3
ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺑو ﺑﻠﻘﺎﯾد ،ﺗﻠﻣﺳﺎن.2008 ،
ﺑن ﺑﻐﯾﻠﺔ ﻟﯾﻠﻰ ،آﻟﯾﺎت اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة .4
ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺣﺎج ﻟﺧﺿر ،ﺑﺎﺗﻧﺔ.2004 ،
ﺑن ﺻﻔﻲ ﻋﻠﻲ ،ﺗﻧظﯾم اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻓﻲ دﺳﺗور 1996وﺗﺣدﯾد طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ .5
اﻟﺟزاﺋري ،ﺑﺣث ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻓرع اﻹدارة واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر2003 ،
ﺑن ﻧﺎﺟﻲ ﻣدﯾﺣﺔ ،ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة .6
ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﻓرع اﻟدوﻟﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑن ﯾوﺳف ﺑن ﺧدة،
اﻟﺟزاﺋر.2009 ،
ﺛﺎﻣري ﻋﻣر ،ﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺑﺎدرة ﺑﺎﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﺟزاﺋري ،ﺑﺣث ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر، .7
ﻓرع اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻹدارﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر.2006 ،
ﺣﺟﺎب ﯾﺎﺳﯾن ،اﻟدور اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻟﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ اﻟﺟزاﺋري وﻣﺟﻠس اﻟﻣﺳﺗﺷﺎرﯾن اﻟﻣﻐرﺑﻲ) ،دراﺳﺔ .8
ﻣﻘﺎرﻧﺔ( ،ﻣذﻛرة ﻣﻘدﻣﺔ ﺿﻣن ﺗﻛﻣﻠﺔ ﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون
اﻟدﺳﺗوري ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻗﺳم ﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ،ﺑﺳﻛرة.2015 ،
ﺣﻧﺎن ﻣﻔﺗﺎح رزﯾق ،رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﯾن اﻟدﺳﺗورﯾن اﻟﺟزاﺋري واﻷﻣرﯾﻛﻲ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،ﻣذﻛرة .9
ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻓرع اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻗﺳم اﻟﻌﻠوم ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺣﺎج ﻟﺧﺿر ،ﺑﺎﺗﻧﺔ.2009 ،
.10ردادة ﻧور اﻟدﯾن ،اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻋن طرﯾق اﻷواﻣر وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ ظل
دﺳﺗور ،1996ﺑﺣث ﻣﻘدم ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺧوة
ﻣﻧﺗوري ،ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ.2006 ،
.11زﯾوي ﺧﯾر اﻟدﯾن ،إدﻣﺎج اﻟﻣﻌﺎﻫدات اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟداﺧﻠﻲ اﻟﺟزاﺋري طﺑﻘﺎ ﻟدﺳﺗور
ﺳﻧﺔ ،1996ﻣذﻛرة ﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ
اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر.2002 ،
100
ﻗـﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
.12ﺳﻌودي ﺑﺎدﯾس ،ﺣق رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻋﺗراض ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﻧﯾن ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟدﺳﺗوري
اﻟﺟزاﺋري)دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ( ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ،
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻧﺗوري ،ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ.2006 ،
.13ﺷﺎﺷوﻩ ﻋﻣر ،ﻓﻲ ﻣدى اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺗﯾن اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ واﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ
،1996ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،ﺗﺧﺻص ﺗﺣوﻻت اﻟدوﻟﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ،ﺗﯾزي وزو.2013 ،
.14ﺷﺎﻫد أﺣﻣد ،اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﺑﻧظﺎم اﻟﻐرﻓﺗﯾن ﻛﻣﺎ ورد ﻓﻲ دﺳﺗور 28ﻧوﻓﻣﺑر ،1996ﻣذﻛرة
ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻓرع اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻹداري ،ﻛﻠﯾﺔ
اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻹﻋﻼم ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر.2009 ،
.15ﺷﻠﻐوم ﻧﻌﯾم ،دور اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ إﻋداد وﺗﻧظﯾم اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻧﻣوذﺟﺎ ،رﺳﺎﻟﺔ
ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﺗﺧﺻص اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺟﯾﺟل.2012 ،
.16اﻟﻌرﺑﻲ إﯾﻣﺎن ،ﻣﺟﻼت اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺑرﻟﻣﺎن واﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﺗﻌدﯾل
اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟدﯾد ﺳﻧﺔ ،2008ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻓرع اﻟدوﻟﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ) 1د س م(
.17ﻏزﻻن ﺳﻠﯾﻣﺔ ،ﻓﻛرة اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي ﻓﻲ دﺳﺗور 28ﻧوﻓﻣﺑر ،1996ﺑﺣث ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة
ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻓرع اﻹدارة واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻹدارﯾﺔ ،ﺑن ﻋﻛﻧون.2002 ،
.18ﻏﻔرون ﻣﺣﻣد ،إﻋداد اﻟﻘواﻧﯾن ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة ﻣن أﺟل ﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎدة
ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﻓرع اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري وﺗﻧظﯾم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر.2007 ،
.19ﻗﺎوي إﺑراﻫﯾم ،دور اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟدﺳﺗوري ،ﺑﺣث ﻣﻘدم ﻟﻧﯾل
درﺟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻓرع اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري وﻋﻠم اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
اﻟﺟزاﺋر.2002 ،
.20ﻛﯾواﻧﻲ ﻗدﯾم ،اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،2008ﺑﺣث ﻣﻘدم ﻟﻧﯾل
ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻓرع ﻗﺎﻧون اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،1ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر. 2012 ،
101
ﻗـﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
.21ﻣزﯾﺎﻧﻲ ﺣﻣﯾد ،ﻋن واﻗﻊ اﻹزدواﺟﯾﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﻌﻣل اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟدﺳﺗوري) دراﺳﺔ
ﻣﻘﺎرﻧﺔ( ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻓرع ﺗﺣوﻻت اﻟدوﻟﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ،
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ،ﺗﯾزي وزو. 2011،
.22ﻣزﯾﺎﻧﻲ ﻟوﻧﺎس ،اﻧﺗﻔﺎء اﻟﺳﯾﺎدة اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ ﺿل اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ ،1996
ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل درﺟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻓرع اﻟدوﻟﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ،ﺗﯾزي
وزو.2011 ،
.23ﻧﻘﺎش ﺣﻣزة ،اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ واﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻌﺎم ،ﻓرع اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻧﺗوري ،ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ،
.2011
اﻟﻣذﻛرات اﻟﻣﺎﺳﺗر
أوﻧﺎﻫﻲ ﻫﺎﻧﻲ وﺣﻣوﻣو ﻋﺑد اﻟﻣﺎﻟك ،اﻟدور اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻟﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟدﺳﺗوري .1
اﻟﺟزاﺋري :ﺳﻠطﺔ أم وظﯾﻔﺔ ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت
اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ،ﻓرع اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة ،ﺑﺟﺎﯾﺔ،
.2015
ﺑﺎﯾﺑو ﻓﺎرس وﺑﺂﻛﻠﻲ ﺑﺷﯾر ،اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﺑﯾن اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻷﺻﯾل ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ وﻫﯾﻣﻧﺔ اﻟﺳﻠطﺔ .2
اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،ﻣذﻛرة ﺗﺧرج ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﻓرع اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت
اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة ،ﺑﺟﺎﯾﺔ.2016 ،
ﺑﻠﻘﻔﺻﻲ ﻣوراد و ﺑوﻋﻣﺎرة ﺳﻣﯾﺣﺔ ،اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﺑﯾن ﺿرورة اﻟﺗوازن .3
وواﻗﻊ اﻟﻬﯾﻣﻧﺔ ،ﻣذﻛرة ﺗﺧرج ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻓرع اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﺗﺧﺻص اﻟﺟﻣﻌﺎت
اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ وﺗﻬﯾﺋﺔ اﻹﻗﻠﯾم ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة ،ﺑﺟﺎﯾﺔ.2015 ،
ﺑﻧﺎي ﺧدﯾﺟﺔ وﺧﻠوﻓﻲ ﺣﻔﯾظﺔ ،إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣرﻛز اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻓﻲ ﺿوء دﺳﺗور .4
،1996ﻣذﻛرة ﺗﺧرج ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﻓرع اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت
اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة ،ﺑﺟﺎﯾﺔ.2013،
102
ﻗـﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
ﺑورﺟﺎح ﻋﻠﻲ و ﺑوﺟﺎﺟﺔ ﻧﺟﯾب ،ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت ﻓﻲ ﺿوء دﺳﺗور ،1996ﻣذﻛرة .5
ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺳﺗر ،ﻓرع اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة ،ﺑﺟﺎﯾﺔ.2013 ،
ﺧﻼف ﺳﻣﯾرة وﻟﺣﻛﯾري ﻣرﯾم ،اﻷداء اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور ،1996ﻣذﻛرة .6
ﻣﻛﻣﻠﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﺗﺧﺻص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم اﻟداﺧﻠﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد اﻟﺻدﯾﻘﯾن
ﯾﺣﻲ ،ﺟﯾﺟل.2015 ،
ﻋﺑد اﻟﻼ وي زﯾﻧب ،ﺗوزﯾﻊ اﻟﺳﻠطﺔ ﺑﯾن رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ورﺋﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻲ ظل دﺳﺗور ،1996 .7
ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون دﺳﺗوري ،ﻛﻠﯾﺔ ﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ،
ﻗﺳم اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺣﺎج ﻟﺧﺿر ،ﺑﺎﺗﻧﺔ )د س م(.
ﻣﻧﺻر ﻧﺳﯾم وﺧﺎﻟدي ﺣﻛﯾﻣﺔ ،اﻟﻣرﻛز اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء دﺳﺗور ،1996 .8
ﻣذﻛرة ﺗﺧرج ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺳﺗر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻗﺳم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد
اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة ،ﺑﺟﺎﯾﺔ.2012 ،
اﻟﻣذﻛرات اﻟﻠﯾﺳﺎﻧس
-ﺣﻠﻣﻲ ﺻورﯾﺔ و طرﻣون أﻣﺎل ،واﻗﻊ اﻟﺗﻣﺛﯾل اﻟﻧﯾﺎﺑﻲ ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻟﯾﺳﺎﻧس ،ﺗﺧﺻص
ﺗﻧظﯾﻣﺎت ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ٕوادارﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺎﺻدي ﻣرﺑﺎح ،ورﻗﻠﺔ.2013 ،
ج .اﻟﻣﻘﺎﻻت
ﺑﺟﺎوي ﻣﺣﻣد ،اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري ﺻﻼﺣﯾﺎت ...إﻧﺟﺎزات ...وآﻓﺎق ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻔﻛر اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ، .1
اﻟﻌدد 5أﻓرﯾل ،2005ص ص.47-35
ﺑوﺳﻠطﺎن ﻣﺣﻣد ،اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ دﺳﺗورﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﻫدات ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري، .2
اﻟﻌدد ،1ﺳﻧﺔ ،2013ص ص .54-35
ﺷرﯾط اﻷﻣﯾن ،ﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﺟﺗﻬﺎد ﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري، .3
ﻋدد ،2013 ،1ص ص .34-8
.4ﺷرﯾط وﻟﯾد اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﺑﺄواﻣر ﻓﻲ ظل اﻟﻧظﺎم اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋر ﺣﺎﻟﺔ ﻏﯾﺎﺑﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﺑﺔ،
ﻣﺟﻠﺔ اﻟواﺣﺎت ﻟﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت ،اﻟﻌدد ،16ﻏرداﯾﺔ ،2012 ،ص ص .315-288
103
ﻗـﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
طرطﺎر ﻣﺣﻣد ،دور اﻻﺳﺗﺟواب ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎءﻟﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻷداء اﻟﺣﻛوﻣﻲ، .5
ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻔﻛر اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ،ﻋدد ،2007 ،15ص ص71-60
ﻋﻣﺎرة ﻋﺑﺎس ،ﻣﺣطﺎت ﺑﺎرزة ﻓﻲ ﺗطوﯾر اﻟدﺳﺎﺗﯾر اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري ،ﻋدد ،2 .6
،2013ص ص .41-15
ﻋﻣﯾر ﺳﻌﺎد ،اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻔﻛر اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ،ﻋدد ،15اﻟﺟزاﺋر،2007 ، .7
ص ص 35-25
ﻣﻠﻘﻲ رﺷﯾد ﻣرزوق ،اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺑﺣوث اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻋدد ،49ﻛﻠﯾﺔ .8
اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﻧﺻورة ،2011 ،ص ص.386-311
د .اﻟﻣﻠﺗﻘﯾﺎت
ﺑﻠﻘﺎﻟم ﻣراد" ،اﻻﺳﺗﻔﺗﺎء ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﺷﻌﺑﯾﺔ ﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗور" ،ﻣداﺧﻠﺔ أﻟﻘﯾت ﻓﻲ اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟدوﻟﻲ ﺣول .1
اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟراﻫﻧﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺟزاﺋر)د م ت( ،ﻓﻲ
19-18دﯾﺳﻣﺑر ). 2012ﻏﯾر ﻣﻧﺷورة(.
زرﻧﯾز أﻣﺎل" ،إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ دور اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣق اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري-دراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ .2
اﻟﺟزاﺋر" ،ﻣداﺧﻠﺔ أﻟﻐﯾت ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟدوﻟﻲ ﺣول اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ
ﺿوء اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟراﻫﻧﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺟزاﺋر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ) ،د م ت( ،ﯾوﻣﻲ 18و
19دﯾﺳﻣﺑر ). 2012ﻏﯾر ﻣﻧﺷورة(.
ﻣﺧﺗﺎري ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم "أﺛر ﻣﺑدأ ﺳﻣو اﻟﻣﻌﺎﻫدات اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر .3
ﺣواﻓز وﻋواﺋق" ،ﻣداﺧﻠﺔ أﻟﻘﯾت ﻓﻲ ﻣؤﺗﻣر ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ ظل اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟراﻫﻧﺔ ،ﻣرﻛز
أﺑﺣﺎث ﺟﯾل ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ،ﺑﯾروت ﻓﻲ 7-5ﻧﺳﯾﺎن أﻓرﯾل ) .2013ﻏﯾر ﻣﻧﺷورة(.
ﻣﺳراﺗﻲ ﺳﻠﯾﻣﺔ" اﻻﺳﺗﻔﺗﺎء اﻟﺷﻌﺑﻲ )اﻟدﺳﺗوري( واﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري :آﻟﯾﺔ دﯾﻣﻘراطﯾﺔ أم ﺷﻛﻠﯾﺔ"، .4
ﻣداﺧﻠﺔ أﻟﻐﯾت ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﺗﻠﻘﻰ اﻟدوﻟﻲ ﺣول اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء
اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟراﻫﻧﺔ -ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺟزاﺋر ،-ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ) ،د م ت( ،ﯾوﻣﻲ 19-18
دﯾﺳﻣﺑر ) .2012ﻏﯾر ﻣﻧﺷورة(.
104
ﻗـﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
دﺳﺗور ،1963ﻣﺻﺎدق ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﺗﺄﺳﯾﺳﯾﺔ ،ﺑﺗﺎرﯾﺦ 28أوت ،1963ج ر .ج .1
ج د ش ﻋدد 64ﻟﺳﻧﺔ .1963
دﺳﺗور ،1976ﺻﺎدر ﺑﻣوﺟب اﻻﻣر رﻗم ،97-76ﻣؤرخ ﻓﻲ 22ﻧوﻓﻣﺑر ،1976ج .2
ر.ج.ج.ش.د ﻋدد ،94ﻟﺳﻧﺔ .1976
دﺳﺗور 1989ﻣﻧﺷور ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم ،18-89اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 28ﻓﯾﻔري 1989ج .3
ر،ج.ج.د.ش ،ﻋدد ،9ﻟﺳﻧﺔ .1989
دﺳﺗور 28ﻧوﻓﻣﺑر ،1996ﻣﻧﺷور ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم ،438-96اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 7 .4
دﯾﺳﻣﺑر ،1996ج ر.ج.ج.د.ش ،ﻋدد ،76ﻟﺳﻧﺔ ،1996ﻣﻌدل ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،03-02اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ
10أﻓرﯾل ،2002ﯾﺗﺿﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ،ج ر .ج .ج .د .ش ،ﻋدد ،25ﻟﺳﻧﺔ ،2002ﻣﻌدل
ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم 19-08اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 15ﻧوﻓﻣﺑر ،2008ﯾﺗﺿﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ،ج ر.ج.ج.د.ش،
ﻋدد ،63ﻟﺳﻧﺔ .2008
ﻗﺎﻧون رﻗم ،01-16اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 26ﺟﻣﺎدى اﻷوﻟﻰ ﻋﺎم ،1437اﻟﻣواﻓق 06ﻣﺎرس ﺳﻧﺔ .5
،2016ﯾﺗﺿﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ،ج ر .ج .ج .د.ش ،ﻋدد ،14اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 7ﻣﺎرس .2016
ﻗﺎﻧون ﻋﺿوي رﻗم , 02-12ﻣؤرخ ﻓﻲ 12ﺟﺎﻧﻔﻲ ،2012ﯾﺣدد ﺣﺎﻻت اﻟﺗﻧﺎﻓﻲ ﻣﻊ اﻟﻌﻬدة .2
اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ج ر .ج .ج .د .ش ،ﻋدد ،1ﺻﺎدر ﻓﻲ 14ﺟﺎﻧﻔﻲ2012
ﻗﺎﻧون ﻋﺿوي رﻗم ،10-16اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 22ذي اﻟﻘﻌدة ﻋﺎم ،1437اﻟﻣواﻓق 25ﻏﺷت ﺳﻧﺔ .3
،2016ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻧظﺎم اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ،ج ر.ج.ج.د.ش ،ﻋدد ،50ﺻﺎدر ﻓﻲ 28ﻏﺷت.2016
ﻗﺎﻧون ﻋﺿوي رﻗم ،12-16ﻣؤرخ ﻓﻲ 22ذي اﻟﻘﻌدة ﻋﺎم ،1437اﻟﻣواﻓق 25ﻏﺷت ﺳﻧﺔ .4
،2016ﯾﺣدد ﺗﻧظﯾم اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ وﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ،وﻋﻣﻠﻬﻣﺎ وﻛذا اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ
وﺑﯾن اﻟﺣﻛوﻣﺔ .ج ر.ج.ج.د.ش ،ﻋدد ،50ﺻﺎدر ﻓﻲ 28ﻏﺷت.2016
اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻌﺎدﯾﺔ
ﻗﺎﻧون رﻗم ،156- 66ﻣؤرخ ﻓﻲ 8ﺟوان ،1966ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻘﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،ج ر .ج .ج .د .ش، .1
ﻋدد ،49ﺻﺎدر ﻓﻲ 11ﺟوان ،1966ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم ،ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،14-11ﻣؤرخ ﻓﻲ 2أوت ،2011
ج .ر.ج.ج.د.ش ،ﻋدد ،44ﺻﺎدر ﻓﻲ 10أوت .2011
ﻗﺎﻧون رﻗم 10-11ﻣؤرخ ﻓﻲ 20رﺟب ﻋﺎم 1432اﻟﻣواﻓق ل 22ﯾوﻧﯾو ﺳﻧﺔ ،2011ﯾﺗﻌﻠق .2
ﺑﺎﻟﺑﻠدﯾﺔ ،ج ر.ج .ج .د .ش ،ﻋدد ،37ﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ 3ﺟوﯾﻠﯾﺔ .2011
ﻗﺎﻧون رﻗم ،06-14اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 9أوت ،2014ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺧدﻣﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ،ج ر .ج .ج .د .ش، .3
ﻋدد ،48اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 10أوت .2014
اﻷواﻣر
اﻷﻣر رﻗم ،86-70ﻣؤرخ ﻓﻲ 15دﯾﺳﻣﺑر ﺳﻧﺔ ،1970اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ ،ج .1
ر.ج.ج.د.ش ،ﻋدد ،105ﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ 18دﯾﺳﻣﺑر ،1970اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﺑﺎﻷﻣر رﻗم ،01-05
اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 27ﻓﺑراﯾر ﺳﻧﺔ ،2005ج ر.ج .ج.د.ش ،ﻋدد ،15اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 27ﻓﯾﻔري .2005
اﻷﻣر رﻗم ،58-75اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 26ﺳﺑﺗﻣﺑر ،1975ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ،ج ر.ج. .2
د..ش ،ﻋدد 78ﻟﺳﻧﺔ ،1975ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم.
106
ﻗـﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
اﻟﻣراﺳﯾم اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ
-ﻣرﺳوم رﺋﺎﺳﻲ رﻗم ،44-92اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 5ﺷﻌﺑﺎن ﻋﺎم ،1412اﻟﻣواﻓق ﻓﻲ 9ﻓﺑراﯾر ،1992
ﯾﺗﺿﻣن إﻋﻼن ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ)ﻣﻠﻐﻰ(
اﻟﻣراﺳﯾم اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ
-ﻣرﺳوم ﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ،374-09ﻣؤرخ ﻓﻲ 28ذي اﻟﻘﻌدة ﻋﺎم ،1430اﻟﻣواﻓق 16ﻧوﻓﻣﺑر ﺳﻧﺔ
،2009اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ،414-92اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 19ﺟﻣﺎدى اﻷول ﻋﺎم ،1413
اﻟﻣواﻓق 14ﻧوﻓﻣﺑر ،1992ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺳﺎﺑق ﻟﻠﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻠﺗزم ﺑﻪ ،ج ر ﻋدد ،67اﻟﺻﺎدرة 19
ﻧوﻓﻣﺑر .2009
اﻷﻧظﻣﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ
اﻟﻧظﺎم اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ج .ر.ج.ج .د .ش ،ﻋدد ،46اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 30ﺟوﯾﻠﯾﺔ .1
.2000
اﻟﻧظﺎم اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ،ج .ر .ج .ج .د .ش ،ﻋدد ،08اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 18ﻓﯾﻔﯾري،1998 .2
ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم ﻟﻧظﺎم اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ،ج .ر .ج .ج .د .ش ،ﻋدد ،84اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 23
ﻓﯾﻔري ،1999وﻣﻌدل ﻟﻧظﺎم اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ ﻣﺎدﺗﯾن ﺟدﯾدﺗﯾن ،ج .ر .ج .ج .د .ش،
ﻋدد ،77اﻟﺻﺎدر 17دﯾﺳﻣﺑر.2000
اﻟﺟراﺋد ه.
ﺿﯾﻔﻲ ﻋﺑد اﻟرزاق ،اﻟدﺳﺗور اﻟﺟدﯾد ﯾﺣﻣﻲ اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻗﺑل اﻟﻣوﻻة ،اﻟﺟرﯾدة اﻟﺧﺑر اﻟﯾوﻣﯾﺔ، .1
ﻋدد 12 ،7760أﻓرﯾل ،2015ص .02
ﺑوﻋﺎﺗﻲ ﺟﻼل ،اﻟدﺳﺗور اﻟﻘﺎدم ﯾؤﺳس ﻟﻣﻛﺎﻧﺔ ودور اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ،اﻟﺟرﯾدة اﻟﺧﺑر اﻟﯾوﻣﯾﺔ ،ﻋدد .2
12 ،7760أﻓرﯾل ،2015ص .02
107
ﻗـﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
108
اﻟﻔﻬﺮس
ﻣﻘدﻣﺔ 8 ........................................................................................
اﻟﻔﺻل اﻷول :ﺗﻧظﯾم اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻧص وواﻗﻊ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ 13 .............................
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :ﺗﻧظﯾم اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ :ﺗﻌدﯾل أم اﺳﺗﻘرار اﻟﻧص 14 ................................
اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻌﺿوي ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ 14 ...............................................
اﻟﻔرع اﻷول :إﺻﻼﺣﺎت طﻔﯾﻔﺔ ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌب اﻟوطﻧﻲ 15 .........................................
أوﻻ :ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ﻣن ﺣﯾث اﻷﻋﺿﺎء 15 .......................................
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻬﯾﺎﻛل 18 .......................................
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﻌزﯾز دور ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ18 ..........................................................
أوﻻ :ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻷﻋﺿﺎء 18 ..................................................
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻬﯾﺎﻛل 20 ...................................................
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻌﺿوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ 20 ............................................
أوﻻ :اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ 20 ..........................................................................
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ ﻏﯾر اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ 21 ....................................................................
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻹطﺎر اﻟوظﯾﻔﻲ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ 22 ..............................................
اﻟﻔرع اﻷول :أي ﺗﻌزﯾز ﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺑرﻟﻣﺎن؟ 23 ...................................................
أوﻻ :ﺳﻠطﺎت اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺷرﯾﻊ 23 ........................................................
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺳﻠطﺎت اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟرﻗﺎﺑﺔ 29 ........................................................
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﻌزﯾز دور اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ 33 ...................................................
أوﻻ :ﺗﻛرﯾس اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ 33 ...............................................................
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﻛﺟﻬﺔ ﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺈﺧطﺎر اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري 34 ................................
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﺳﺗﻣرار ﻫﯾﻣﻧﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ 35 ..........................
اﻟﻣطﻠب اﻷول :رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻓﻲ ﻣرﺗﺑﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ 35 ....................................
اﻟﻔرع اﻷول :ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣوازي ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ 35 ........................................
أوﻻ :اﻟﻣراﺳﯾم اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﺳﻠطﺔ أﺻﻠﯾﺔ 36 ............................................................
126
اﻟﻔﻬﺮس
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺿﻌف ﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ :إﻋﺎدة اﻻﻋﺗﺑﺎر 53 ................................
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :ﺗﺣﺳﯾن اﻟﻧﺻوص اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺗرﻗﯾﺔ ﻣرﻛز اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ54 ...............
اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﺗﻔﻌﯾل ﻧظﺎم اﻟﻌﺿوي ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ 54 ......................................
اﻟﻔرع اﻷول :ﺗطوﯾر ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ ﻏرﻓﺗﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن 55 ....................................................
أوﻻ :ﺗﺣﺳﯾن ﻧظﺎم اﻟﺗرﺷﺢ ﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ 55 ..................................................
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺗﻌزﯾز ﻗدرات اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾن ﻛﺷرط اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﻟﺗطوﯾر اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ 58 ..........................
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗطوﯾر اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻫﯾﻛﻠﯾﺎ ٕوادارﯾﺎ 59 .....................................................
أوﻻ :ﺗطوﯾر اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻬﯾﻛﻠﻲ ﻟﻐرﻓﺗﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن 60 ....................................................
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺗطوﯾر اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري ﻟﻐرﻓﺗﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن 60 ...................................................
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :وﺿﻊ ﺿواﺑط ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﺣل 62 ......................................................
أوﻻ :وﺟوب ﺗﺳﺑﯾب ﻗرار اﻟﺣل 63 .................................................................
127
اﻟﻔﻬﺮس
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :إﻋطﺎء اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺣرﯾﺔ ﻓﻲ إﻋداد ﺟدول أﻋﻣﺎﻟﻪ 88 .....................................
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :وﺿﻊ ﺿواﺑط ﻓﻌﻠﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗدﻋﺎء اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻷﻋﺿﺎء 89 .........................
ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻔﺻل 91 ...............................................................................
ﺧﺎﺗﻣﺔ 93 ........................................................................................
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ 97 .................................................................................
اﻟﻔﻬرس 110 .......................................................................................
129
اﻟﻣﻠﺧص
،2016ﯾﺳﺗﻬدف ﻫذا اﻟﺑﺣث ﻋرض أﻫم اﻟﻣﺣطﺎت اﻟﺗﻲ ﻣﺳت اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور
ﻟﻬذا ﯾﺟب أن ﺗﺣظﻰ، ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺳﺗﻣد ﺷرﻋﯾﺗﻬﺎ ﻣن اﻟﺷﻌب،ﺣﯾث أن ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺔ ﺗﻌﺗﺑر أﺳﺎس ﻗﯾﺎم اﻟدوﻟﺔ
.ﺑﻣﻛﺎﻧﺔ ﺳﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري
إﻻ أن اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻟم ﯾﻛن ﻟﻬﺎ،1996 ﺗﺑﻧﻰ اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﻧظﺎم اﻟﻐرﻓﺗﯾن ﻓﻲ دﺳﺗور
ﻓﺄﺻﺑﺢ، ﻫذا ﻣﺎ ﺣﺎول اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﺗدارﻛﻪ ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور اﻷﺧﯾر،اﺧﺗﺻﺎص ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺎدرة ﺑﺎﻟﻘواﻧﯾن
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﻗﺎم ﺑﺗﻔﻌﯾل دور اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ،ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ﺷرﯾك اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ﻓﻲ ﺣق اﻟﻣﺑﺎدرة
إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗواﺟﻬﺎ ﻋدة ﻗﯾود وﻋراﻗﯾل، ﻓﺑرﻏم ﻣن اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟواﺳﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺔ،اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ
وذﻟك، وأﺑرز ﻫذﻩ اﻟﻘﯾود ﻫﯾﻣﻧﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ،ﺗﻣﻧﻌﻬﺎ ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ وظﯾﻔﺗﻬﺎ
.أﺛﻧﺎء اﻗﺗراح اﻟﻘواﻧﯾن
Résume
L’objectif de cette étude est d’exposé les diffèrent étaps qui ont touché
le pouvoir législatif dans la constitution de 2016.
De tel sorte que ce pouvoir est considérer comme le fondement de l’
Etat car elle tiré sa légitimité du peuple, c’est pourquoi elle doit
bénéficier d’ un statu Particulier dans la constitution Algérienne, le système
des deux chambre à été adopté dans la constitution de 1996, sauf que la
deuxième chambre n’ avait le compétence de proposer des lois, et c’est ce que
la constitution a tenté de récupérer ou corrigé dans la dernière révisions, ainsi
est devenu le conseil de la nation un parlementaire avec L’assemblée
Populaire(a p n) dans L’élaboration des Lois imitatives, ajouté à ceci il a
réactive l’opposition est parlementaire et malgré les larges prérogative , dans
bénéficié ce pouvoir, il soumis a divers blocage et entraver qui l’empêche
d’exercer ces fonctions et parmi ces entrave les plus marquantes c’est la
suprématie des pouvoirs exécutif des loi soit au niveau.