You are on page 1of 17

‫– العدد ‪ 10‬جانفي ‪1108‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية والسياسية – اجمللد اخلاس‬

‫طبيعة مسؤولية الطبيب المدنية عن عمليات نقل وزرع األعضاء البشرية‬


‫تاريخ اإلستالم‪ 2602/60/22:‬تاريخ القبول‪ 2602/02/22 :‬تاريخ النشر‪2019/01/05 :‬‬

‫طبيعة مسؤولية الطبيب المدنية عن عمليات نقل وزرع األعضاء البشرية‬

‫‪The nature of the responsibility of the civil doctor for the transfer and‬‬
‫‪transplantation of human organs‬‬

‫ط‪.‬د نهال مريم لعباني‬ ‫ط‪.‬د خديجػ ػػة بطاى ػػر‬


‫جامعة لونيسي علي‪ ،‬البليدة‪2-‬‬ ‫جامعة لونيسي علي‪ ،‬البليدة‪2-‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫تشمل قواعد شلارسة مهنة الطب أخبلقيات تفرض على شلارسيها االستقامة يف السلوك مع ادلرضى والرأفة هبم‪،‬‬
‫واحًتام الواجب ادلهٍت يف مجيع الظروف واألحوال‪ ،‬فالطب احلديث‪ ،‬طب عرف بإصلازاتو ادلذىلة كالتلقيح‬
‫االصطناعي‪ ،‬اذلندسة الوراثية‪ ،‬االستنساخ‪ ،‬عمليات تغيَت اجلنس‪ ،‬التعقيم كأسلوب عبلجي وعمليات نقل وزرع‬
‫األعضاء البشرية‪ ،‬وىذه األخَتة ىي من أىم االنتصارات اليت عرفها ميدان الطب واليت تتلخص يف كون أهنا عمليات‬
‫يتم دبوجبها نقل عضو سليم من أعضاء جسم شخص حي أو ميت وزرعو يف جسم آخر ىو يف حاجة ماسة إليو‪.‬‬
‫وللوقوف عند أسرار ىذه العمليات ومصاحلها‪ ،‬فإنو يكون لزاما على القانون أن يساير ىذا التطور ويواكبو‪ ،‬ومن مث‬
‫الوقوف عند التنظيم القانوين واإلداري ذلذه العمليات‪ ،‬وربديد نطاق مسؤولية شلارسيها وىم األطباء‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬نقل األعضاء‪ ،‬زرع األعضاء‪ ،‬مسؤولية الطبيب ادلدنية‪ ،‬ادلسؤولية العقدية‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪The codes of professional conduct and codes of practice of Medicine‬‬
‫‪profession include ethical behaviours Code. The code is embodied in various‬‬
‫‪Codes of Ethics, applicable to all practitioners to meet the ethical challenges of‬‬
‫‪medical practice with patients and respect for the professional duty in all‬‬
‫‪circumstances and situations. In this sense, it has become essential, due to‬‬
‫‪consequence of the development of modern medicine, such as artificial‬‬
‫‪insemination, genetic engineering, cloning, sex change, sterilization as a method of‬‬
‫‪treatment, and transplantation of human organs in which an organ is removed from‬‬
‫‪a living or deceased person into another person who most urgently needs, to study‬‬

‫‪152‬‬
‫جملة دولية دورية علنية حمكنة متخصصة يف جمال العلوم القانونية والشياسية تصدر عن جامعة عنار ثليجي باألغواط ‪ -‬اجلزائر‬

‫‪EISSN:5115-1970‬‬ ‫مجيع احلقوق حمفوظة جمللة الدراسات القانونية والشياسية‬ ‫‪ISSN:5222-1520‬‬


‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/304‬‬ ‫موقع اجمللة عرب البوابة اإللكرتونية للنجالت العلنية‪ ،‬وفق الرابط التالي‪:‬‬
‫– العدد ‪ 10‬جانفي ‪1108‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية والسياسية – اجمللد اخلاس‬
‫طبيعة مسؤولية الطبيب المدنية عن عمليات نقل وزرع األعضاء البشرية‬
‫‪all the aspects and identify the secrets and purposes of such operations. It has‬‬
‫‪therefore incumbent on the legislature to amend the laws in order to keep pace with‬‬
‫‪developments, so as to identify legal and administrative regulations that have a‬‬
‫‪large influence on those players and their interactions involving these operations,‬‬
‫‪and this in turn determines the scope of responsibility of practitioners, namely, the‬‬
‫‪doctors.‬‬
‫‪Keywords: organ transplant, organ transfer, physician's civil liability, contractual‬‬
‫‪responsibility.‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫إن التطور العلمي يف رلال الطب خبلل القرن العشرين أحدث نقلة نوعية فريدة يف رلال نقل وزرع األعضاء‬
‫البشرية حيث أن ىذه التطورات جاءت وراء ما تركتو احلروب من تشوىات وكذلك حوادث سَت فقد شهد العامل يف‬
‫القرن احلايل إصلازاً كبَتاً يف تاريخ البشرية متعلقاً يف حياة اإلنسان وصحتو حيث استطاع اجلراحون استبدال أعضاء‬
‫بشرية تالفة ال تؤدي وظيفتها بأعضاء بشرية سليمة منقولة من األشخاص األصحاء وىذه العمليات تعترب من أحدث‬
‫ما وصل إليو التقدم العلمي يف صراعو الطويل وادلدير ضد ادلوت‪ ،‬وهبذا يكون الطلب قد يتجاوز األعمال الطبية‬
‫التقليدية فأصبح أكثر فاعلية يف عبلج األمراض ادلستعصية اليت كانت تؤدي حبياة الكثَت إىل ادلوت ومت إنقاذ حياة‬
‫الكثَت من بٍت البشري الذين يعانون منها وتعترب زراعة األعضاء البشرية من اإلصلازات العلمية ادلهمة اليت ظهرت يف‬
‫ىذا القرن‪ ،‬إال أن ىذا القرن أوشك على االنتهاء وال تزال البحوث مستمرة حول زراعة أعضاء اجلسم البشري‬
‫واجلدل مستمر بُت فقهاء الشريعة اإلسبلمية وعلماء القانون الوضعي بُت رليز التصرف فيو "سواء أكان بالبيع أو‬
‫اذلبة أو الوصية" وما بُت منكر ذلذه التصرفات؛ وقد أحدث ىذا التطور الطيب يف ىذا العصر ضجة علمية حول‬
‫مشروعية التصرف يف ىذا اجلسم البشري وخصوصاً النجاح الكبَت الذي حققتو عمليات النقل لعضو من شخص‬
‫سليم لشخص مريض أو من إنسان حي كما ىو احلال يف عمليات نقل الكلى وزرع أصبع أوكبد إىل غَت ذلك من‬
‫العمليات غَت ادلألوفة يف النطاق الطيب ادلألوف‪.‬‬
‫كل ذلك أدى إىل تطويع ىذا اجلسم البشري لكي يكون رلاالً خصباً دلثل ىذه التصرفات اخلطَتة وإزاء‬
‫ىذه ادلخاطر اليت هتدد كيان اإلنسان فإنو ينبغي الرجوع إىل الشريعة اإلسبلمية والقانون الوضعي دلعرفة مدى احلماية‬
‫اليت ينبغي أن تصبغ على ىذا اجلسم البشري يف كيانو ادلادي وادلعنوي وعواطفو وحياتو سواء كانت احلماية من اعتداء‬
‫الغَت عليو أم من اعتدائو على نفسو وسواء كان ذلك يف حال حياتو أم بعد وفاتو‪.‬‬
‫وما لعملية نقل وزرع األعضاء البشرية من أمهية بالغة كوهنا تتعلق بادلصاٌف األساسية لؤلفراد واحلق يف احلياة‬
‫فقد نظم القانون ىذه العملية يف نصوص قانونية‪ ،‬تستند إىل الضرورة‪ ،‬ولكن ىذه النصوص ال تكفي لتنظيم مسألة‬

‫‪153‬‬
‫جملة دولية دورية علنية حمكنة متخصصة يف جمال العلوم القانونية والشياسية تصدر عن جامعة عنار ثليجي باألغواط ‪ -‬اجلزائر‬

‫‪EISSN:5115-1970‬‬ ‫مجيع احلقوق حمفوظة جمللة الدراسات القانونية والشياسية‬ ‫‪ISSN:5222-1520‬‬


‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/304‬‬ ‫موقع اجمللة عرب البوابة اإللكرتونية للنجالت العلنية‪ ،‬وفق الرابط التالي‪:‬‬
‫– العدد ‪ 10‬جانفي ‪1108‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية والسياسية – اجمللد اخلاس‬
‫طبيعة مسؤولية الطبيب المدنية عن عمليات نقل وزرع األعضاء البشرية‬
‫عملية نقل وزرع األعضاء البشرية لذلك جاء قانون محاية الصحة وترقيتها منظما من خبلل نصوصو لعملية نقل وزرع‬
‫األعضاء البشرية فيما بُت األفراد‪ .‬وترجع أصل ادلشكلة إىل أن عمليات نقل األعضاء البشرية سبس حقاً من احلقوق‬
‫اللصيقة بشخصية اإلنسان وىو حقو يف احلياة ويف تكاملو اجلسدي وتتولد ىذه ادلشكلة يف حالة مريض مصاب‬
‫بأحد أعضاءه بإصابات خطَتة قد تؤدي حبياتو‪ ،‬وال جيدي معو وسائل العبلج التقليدي أو طرق اجلراحة العالية وال‬
‫سبيل إلنقاذ حياتو أو زبليصو من األمل ادلزمن إال عن طريق استبدال العضو التالف بعضو سليم يستأصل من شخص‬
‫حي سليم يسمى "ادلتربع أو ادلعطي أو الواىب"‪.‬‬
‫وادلبلحظ أن العبلقة بُت الطب والقانون ىي عبلقة متبادلة فكل منهما يؤثر باآلخر ويتأثر بو‪ ،‬فالتقدم الطيب‬
‫لعب دوراً كبَتاً يف تقدم القانون حيث نرى كثَت من األعمال الطبية أصبحت مباحة‪ ،‬بعد أن كانت غَت مشروعة‬
‫مثال ذلك ما حدث يف عمليات التجميل ونقل الدم وزرع األعضاء حيث تعترب مسألة زرع األعضاء مسألة حساسة‬
‫التصاذلا باألحياء واألموات‪ ،‬شلا جيعل ىذه العبلقة ترتب مسؤوليات تقع على عاتق الطبيب واليت من بينها ادلسؤولية‬
‫ادلدنية‪.‬‬
‫وعليو‪ ،‬نطرح اإلشكال اآليت‪:‬‬
‫ما مدى مسؤولية الطبيب المدنية عن عمليات نقل وزرع األعضاء البشرية؟‬
‫ولئلجابة على ىاتو اإلشكالية ارتأينا تقسيم حبثنا على النحو اآليت ذكره‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهو عمليات نقل وزرع األعضاء البشرية‬
‫إن عملية نقل وزرع األعضاء البشرية أو كما يسميو البعض غرس األعضاء ىو نقل عضو أو رلموعة من‬
‫األنسجة أو اخلبليا من شخص متربع إىل شخص مستقبل ليقوم مقام العضو أو النسيج التالف لدى األخَت‪.‬‬
‫فالقيام هبذا النوع من العمليات يًتتب عليها مجلة من األحكام‪ ،‬ذلذا توجب علينا الوقوف لتحديد ما ادلقصود‬
‫بعملية نقل العضو البشري وسبيزه عن باقي العمليات األخرى‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف عمليات نقل وزرع األعضاء البشرية‬
‫العضو يف اللغة بضم العُت وكسرىا واحد االعضاء‪( :‬كل عظم وافر بلحمو)‪ ،1‬وىو كذلك (جزء من جسد‬
‫‪3‬‬
‫االنسان كاليد والرجل واألنف)‪ ،2‬ويقال عضيت الشاة تعضية‪ ،‬إذا جزأهتا أعضاء وقد يُطلق عضو على األطراف‪.‬‬

‫‪ -1‬مجال الدين زلمد بن مكرم بن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بَتوت‪ ،‬لبنان‪ ،1956 ،‬اجمللد ‪ ،15‬ص ‪.68‬‬
‫‪ -2‬عبد ا﵁ البستاين‪ ،‬معجم وسيط اللغة العربية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مكتبة لبنان ناشرون‪ ،‬بَتوت‪ ،‬لبنان‪ ،1990 ،‬ص ‪.213‬‬
‫‪ -3‬ىيثم حامد ادلصاروة‪ ،‬نقل االعضاء البشرية بُت اخلطر واالباحة‪ ،‬دار ادلطبوعات اجلامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2003 ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪154‬‬
‫جملة دولية دورية علنية حمكنة متخصصة يف جمال العلوم القانونية والشياسية تصدر عن جامعة عنار ثليجي باألغواط ‪ -‬اجلزائر‬

‫‪EISSN:5115-1970‬‬ ‫مجيع احلقوق حمفوظة جمللة الدراسات القانونية والشياسية‬ ‫‪ISSN:5222-1520‬‬


‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/304‬‬ ‫موقع اجمللة عرب البوابة اإللكرتونية للنجالت العلنية‪ ،‬وفق الرابط التالي‪:‬‬
‫– العدد ‪ 10‬جانفي ‪1108‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية والسياسية – اجمللد اخلاس‬
‫طبيعة مسؤولية الطبيب المدنية عن عمليات نقل وزرع األعضاء البشرية‬
‫أما عن العملية ككل فيقصد هبا بنقل عضو‪ ،‬أو رلموعة من األنسجة‪ ،‬أو اخلبليا من جسد إنسان حي‪ ،‬أو ميت‬
‫يسمى بادلتربع إىل جسد إنسان آخر جيب أن يكون على قيد احلياة؛ يسمى بادلستقبل‪ ،‬ليقوم مقام العضو أو النسيج‬
‫التالف وديكن أن يتم الزرع بواسطة أعضاء صناعية مثل عدسات العُت أو صمامات القلب أو األطراف الصناعية‬
‫وغالبا ما يتم نقل األعضاء من إنسان آلخر وبشكل أقل من حيوان إلنسان ويف بعض حاالت عاًف احلروق أو بعض‬
‫‪1‬‬
‫العمليات التجميلية‪ ،‬حيث يتم أخذ اجللد من ادلريض نفسو‪.‬‬
‫وحىت تتم عملية الزرع البد من توافر ثبلثة عناصر أساسية وىي‪ :‬ادلأخوذ منو‪ ،‬ادلتلقي‪ ،‬والعضو ادلراد زرعو‬
‫وادلسمى بالغريسة ادلأخوذ منو غالبا ما يكون إنسانا أو بشكل اقل حيوانا وقد يكون ادلأخوذ منو حيا أو ميتا ويف‬
‫احلالتُت جيب أن تكون األعضاء ادلأخوذة سليمة وغَت تالفة ويف حالة كون ادلأخوذ منو ميتا يشرتط الستمرار سبلمة‬
‫أعضائو أن يستمر تدفق الدم إل يها وال يتحقق ىذا إال من خبلل موت الدماغ ال موت القلب ألنو يف حالة موت‬
‫القلب فإن األعضاء سبوت بشكل سريع وال ديكن االستفادة منها وإما يف حالة موت الدماغ‪ ،‬فإن األعضاء تبقى‬
‫سليمة وادلسألة خبلفية بُت العلماء‪ ،‬أما ادلتلقي‪ :‬فهو الشخص الذي يستفيد من العضو ادلنقول إليو ويكون مضطرا‬
‫إليو إلنقاذ حياتو إما العضو ادلراد نقلو وزراعتو أو ما يعرف بالغريسة‪ ،‬فقد يكون عضوا كامبل مثل القلب والكلية‬
‫والرئة والكبد أو تكون جزءا من عضو كالقرنية‪ ،‬حيث أن القرنية ىي اجلزء الشفاف اخلارجي من العُت أو أن تكون‬
‫‪2‬‬
‫نسيجا أو خبليا كما ىو احلال يف نقل الدم ونقل العظام‪.‬‬
‫عرف مشروع القانون ادلوحد لزراعة األعضاء البشرية يف الواليات ادلتحدة عام ‪ ،1968‬بأن زراعة األعضاء‬
‫البشرية ىي نقل عضو أو أعضاء من جسم إىل جسم آخر ويشمل كل األعضاء ادلوجودة سواء داخل اجلسم أو‬
‫خارجو مثل البشرة‪ ،‬القرنية‪ ،‬أو داخل اجلسم م ثل القلب‪ ،‬الرئة‪ ،‬البنكرياس‪ ،‬وىي تشمل األعضاء القابلة للتكاثر‬
‫واألعضاء الزوجية واألعضاء الضرورية للحياة من ادلتربع ويعترب الدم عضوا وفقا للقانون ادلوحد‪ .‬وعلى إثر ذلك وإذا‬
‫أردنا تعريف كلمة زرع أو نقل فيمكن القول أهنا عملية نقل األنسجة أو خبليا حية من شخص آلخر مع وجود‬
‫ىدف وراء ذلك النقل‪ ،‬وىو احلفاظ على استمرار عمل النسيج وأدائو لوظيفتو بعد نقلو إىل بيئتو اجلديدة يف جسم‬
‫ادلريض الذي أجريت لو العملية‪ ،‬وان كان البعض يرى النظر لتعريف العضو من الناحية الوظيفية باعتباره جزء زلدد‬

‫‪ -1‬جادي فايزة‪ ،‬النظام القانوين لزرع األعضاء البشرية‪ ،‬موقع ادلنهل‪ ،‬الرابط‪،http://platform.almanhal.com/Reader/2/54582 :‬‬
‫تاريخ الولوج‪ ،2017/11/13 :‬على الساعة‪.10:58 :‬‬
‫‪ -2‬زل مدي بوزينة آمنة‪ ،‬احلماية اجلنائية للجسم البشري من جردية اإلذبار باألعضاء يف ظل القانون ‪ ،01-09‬العدد ‪ ،15‬اجمللة األكادديية للدراسات‬
‫اإلجتماعية واالنسانية‪ ،‬قسم العلوم اإلقتصادية والقانونية‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬جانفي ‪ ،2016‬ص ‪.132‬‬

‫‪155‬‬
‫جملة دولية دورية علنية حمكنة متخصصة يف جمال العلوم القانونية والشياسية تصدر عن جامعة عنار ثليجي باألغواط ‪ -‬اجلزائر‬

‫‪EISSN:5115-1970‬‬ ‫مجيع احلقوق حمفوظة جمللة الدراسات القانونية والشياسية‬ ‫‪ISSN:5222-1520‬‬


‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/304‬‬ ‫موقع اجمللة عرب البوابة اإللكرتونية للنجالت العلنية‪ ،‬وفق الرابط التالي‪:‬‬
‫– العدد ‪ 10‬جانفي ‪1108‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية والسياسية – اجمللد اخلاس‬
‫طبيعة مسؤولية الطبيب المدنية عن عمليات نقل وزرع األعضاء البشرية‬
‫من اجلسم يقوم بأداء وظيفة معينة أو أكثر‪ ،‬إال أن التطور العلمي والطيب قد أعطى مفهوما واسعا لكلمة العضو‬
‫البشري فلم يقتصر على القلب والرئة أو الكبد والبنكرياس بل تعداه إىل كل ما يتم إفرازه من نتاج اجلسم البشري شلا‬
‫حد بادلشرع االصلليزي إىل تعريف العضو على أنو أي جزء من اجلسم البشري يتكون من األنسجة‪ 1.‬أما يف القانون‬
‫اجلزائري فالقانون ‪ 05-85‬ادلتعلق حبماية الصحة وترقيتها مل يتضمن أي تعريف للعضو البشري‪ ،‬وكذلك نفس‬
‫الشيء يف قانون الصحة لسنة ‪ 1990‬ورد مصطلح العضو يف قانون الصحة ضمن الفصل الثالث الذي حيمل‬
‫عنوان‪" :‬انتزاع األعضاء البشرية" من خبلل ادلواد‪ 161 :‬و‪ 162‬و‪ 166 ،163‬و‪ 167‬و‪ 168‬إال أنو مل يعطي‬
‫تعريفا للعضو البشري‪ ،‬بالرغم من أخذه دببدأ مشروعية عمليات نقل وزرع األعضاء ووضعو عدة أحكام تنظم تلك‬
‫األعمال الطبية‪ ،‬كما أن القانون فرق بشكل واضح بُت مدلول األعضاء البشرية ومشتقات ومواده األخرى‪ ،‬مثل‬
‫األنسجة واخلبليا اليت تشكل معا بنية اجلسم البشري‪ .‬وبالرجوع إىل ادلرسوم التنفيذي ‪ 276-92‬ادلتضمن مدونة‬
‫‪2‬‬
‫أخبلقيات‪ ،‬ال يعرف ىو اآلخر األعضاء البشرية بالرغم من نصو على بعض األحكام ادلتعلقة بزرع األعضاء‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مدى مشروعية نقل والتبرع باألعضاء‬


‫تنظر الشريعة اإلسبلمية إىل اإلنسان نظرة شاملة وكاملة‪ ،‬تتناول كل جوانب حياتو وأحوالو اليت يتعذر على‬
‫العلم ادلادي إدراكها‪ ،‬وربرص على محاية النفس البشرية‪ ،‬وقد حرمت قتل النفس إال باحلق وأكدت على مسؤولية‬
‫اجلاين يف حالة القتل‪ ،‬ففرضت الدية على القاتل يف حالة القتل العمدي‪ ،‬والكفارة يف حالة القتل اخلطأ‪ ،‬لقيت مسألة‬
‫نقل والتربع باألعضاء اىتماما كبَتا من قبل فقهاء الشريعة دلا تعرفو من انتشار كبَت يف الوقت احلايل‪ ،‬خصوصا‬
‫الرتباطها بشكل مباشر جبسد اإلنسان الذي تقدسو الشريعة اإلسبلمية وربميو من أي مساس مهما يكن‪ ،‬ولعدم‬
‫وجود نص يف القرآن والسنة النبوية يتناول صراحة عملية التربع باألعضاء أدى إىل تباين اآلراء حول إباحتها‪ ،‬فوجدنا‬
‫اذباه حيرم ىذا واذباه يبيح ذلك‪ ،‬ومن خبلل الفروع اآلتية سوف نتعرض إىل ذلك‪.‬‬
‫أوال‪ :‬االتجاه المحر لعمليات التبرع ونقل باألعضاء‬
‫يرى بعض فقهاء الشريعة اإلسبلمية عدم إباحة استئصال أي عضو من جسم اآلدمي لزرعو يف جسم آدمي‬
‫آخر‪ ،‬مهما كانت الضرورة اليت تستدعيها‪ ،‬فهو يتناىف يف مع كرامة اإلنسان سواء كان حيا أو ميتا‪ ،‬كما أنو ديس‬

‫‪ -1‬جادي فايزة‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬مقال منشور على موقع ادلنهل‪.http://platform.almanhal.com/Reader/2/54582 :‬‬
‫‪ -2‬بن بوعبد ا﵁ مونية‪ ،‬النظام القانوين لزراعة األعضاء البشرية_ اجلزائر وفرنسا أمنوذجا‪ ،‬رللة الباحث للدراسات األكادديية‪ ،‬جامعة عُت الشمس‪ ،‬مارس‬
‫‪ ،2014‬ص ‪.57‬‬

‫‪156‬‬
‫جملة دولية دورية علنية حمكنة متخصصة يف جمال العلوم القانونية والشياسية تصدر عن جامعة عنار ثليجي باألغواط ‪ -‬اجلزائر‬

‫‪EISSN:5115-1970‬‬ ‫مجيع احلقوق حمفوظة جمللة الدراسات القانونية والشياسية‬ ‫‪ISSN:5222-1520‬‬


‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/304‬‬ ‫موقع اجمللة عرب البوابة اإللكرتونية للنجالت العلنية‪ ،‬وفق الرابط التالي‪:‬‬
‫– العدد ‪ 10‬جانفي ‪1108‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية والسياسية – اجمللد اخلاس‬
‫طبيعة مسؤولية الطبيب المدنية عن عمليات نقل وزرع األعضاء البشرية‬
‫باحلماية جلسده‪ .‬وقد استدل ىؤوالء الفقهاء يف ربرديهم لعمليات نقل وزرع األعضاء البشرية إىل أسانيد وأدلة‬
‫مستمدة من القرآن الكرًن والسنة النبوية‪.‬‬
‫‪ .1‬أدلة تحريم التبرع ونقل وزرع األعضاء في القرآن الكريم‪:‬‬
‫استدل أنصار ىذا االذباه دبجموعة من اآليات القرآنية‪ :‬قولو عز وجل‪َ ... ﴿ :‬وَال تُػ ْل ُقوا بِأَيْ ِدي ُك ْم إِلَى‬
‫َّهلُ َك ِة ‪ 1.﴾ ...‬حيث تدل اآلية الكردية على ربرًن إلقاء النفس يف ادلخاطر‪ ،‬وذلك بإتبلفها أو إضعافها من غَت‬ ‫التػ ْ‬
‫مصلحة مقصودة شرعا‪2‬؛ وشلا ال شك فيو أن تربع الشخص بعضو من أعضاء جسمو آلخر يؤدي حتما إىل إتبلف‬
‫جسده يف سبيل إحياء غَته‪ ،‬واإلنسان أوىل بنفسو من غَته‪ ،‬لذلك ال جيوز التربع دلا قد يًتتب على نقل العضو‬
‫البشري من سلاطر على جسم اإلنسان‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫اءتْوُ فَِإ َّن اللَّ َو َش ِدي ُد ال ِْع َق ِ‬
‫اب﴾‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫ويف اآلية الكردية قولو تعاىل‪ ... ﴿ :‬ومن يػبد ْ ِ‬
‫ِّل ن ْع َمةَ اللو م ْن بَػ ْعد َما َج َ‬ ‫َ ْ َُ‬
‫حيث يعتقد أصح اب ىذا الرأي أن يف نقل األعضاء البشرية تبديل لنعمة ا﵁‪ ،‬ألن ادلتربع بالعضو يتنازل عن نعمة‬
‫التمتع بالعضو الذي منحو ا﵁ إياه‪ ،‬وقد توعد ا﵁ من يبدل نعمتو بالعقاب الشديد‪.‬‬
‫وقولو جل جبللو يف اآلية الكردية‪ ... ﴿ :‬أَتَ ْستَْب ِدلُو َن الَّ ِذي ُى َو أَ ْدنَى بِالَّ ِذي ُى َو َخ ْيػ ٌر ‪4.﴾ ...‬ووجو الداللة‬
‫من اآلية الكردية‪ ،‬أن التربع باألعضاء استبدال األدىن بالذي ىو خَت‪ ،‬واختيار دلا ىو دون األكمل واألنفع‪ .‬وإذا كان‬
‫ا﵁ عزوجل قد عاتب بٍت إسرائيل على تبديل وقع منهم يف أمور مباحة (الطعام)‪ ،‬فمن باب أوىل عدم إباحة التبديل‬
‫بنزع األعضاء الذي ينقل صاحبو من الكمال إىل النقص‪.‬‬
‫‪ .2‬أدلة التحريم في السنة النبوية‪:‬‬
‫استندوا إىل بعض األحاديث الشريفة‪ ،‬حبيث ثبت أن الرسول صلى اهلل عليو وسلم قال لرجل‪" :‬ابدأ‬
‫بنفسك فتصدؽ عليها فإن فضل شيء فألىلك‪ ،‬فإن فضل عن أىلك شيء فلذي قرابتك‪ ،‬فإن فضل شيء‬
‫عن ذي قرابتك شيء فهكذا وىكذا"؛ ويستدل من ىذا احلديث أن الرسول صلى ا﵁ عليو وسلم وضع ترتيبا بشأن‬

‫‪ -1‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪.195‬‬


‫‪ -2‬إمساعيل بن عمر بن كثَت القرشي الدمشقي أبو الفداء عماد الدين‪ ،‬تفسَت القرآن الكرًن‪ ،‬دار طيبة‪ ،‬بَتوت‪ ،‬لبنان‪ ،1999 ،‬اجلزء األول‪ :‬الفاربة والبقرة‪،‬‬
‫ص ‪ 528‬و‪.529‬‬
‫‪ -3‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪.211‬‬
‫‪ -4‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪.61‬‬

‫‪157‬‬
‫جملة دولية دورية علنية حمكنة متخصصة يف جمال العلوم القانونية والشياسية تصدر عن جامعة عنار ثليجي باألغواط ‪ -‬اجلزائر‬

‫‪EISSN:5115-1970‬‬ ‫مجيع احلقوق حمفوظة جمللة الدراسات القانونية والشياسية‬ ‫‪ISSN:5222-1520‬‬


‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/304‬‬ ‫موقع اجمللة عرب البوابة اإللكرتونية للنجالت العلنية‪ ،‬وفق الرابط التالي‪:‬‬
‫– العدد ‪ 10‬جانفي ‪1108‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية والسياسية – اجمللد اخلاس‬
‫طبيعة مسؤولية الطبيب المدنية عن عمليات نقل وزرع األعضاء البشرية‬
‫االعتناء بالنفس والغَت‪ ،‬على أن يبدأ اإلنسان بنفسو من باب أوىل أال يتلف اإلنسان نفسو إلحياء غَته‪ ،‬وذلك‬
‫بالتربع بعضو من جسده‪.‬‬
‫استند أصحاب ىذا االذباه إىل ماروي عن النعمان بن بشير رضي اهلل عنهما‪ ،‬أنو قال‪" :‬سمعت رسول‬
‫اهلل صلى اهلل عليو وسلم يقول‪ .‬إن الحالل بين والحرا بين وبينهما مشتبهات ال يعلمهن كثير من الناس‪ ،‬فمن‬
‫اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينو وعرضو ومن وقع في الشبهات وقع في الحرا "‪.‬‬
‫و يستدل من ىذا احلديث أن ا﵁ سبحانو وتعاىل قد بُت على لسان رسولو صلى ا﵁ عليو وسلم احلبلل‬
‫واحلرام‪ ،‬لكن بينهما قسم ثالث وىو ادلشتبو فيو خلفائو فبل يدري ىل ىو حبلل أم حرام؛ وسدا للذرائع ينبغي احلذر‬
‫من الوقوع يف اإلمث فيقتضي ربرًن التربع بأعضاء اإلنسان ألنو قد يفتح أبوابا كثَتة ال يعلمها إال ا﵁‪.‬‬
‫و من خبلل ىذه األحاديث الشريفة استدل ادلانعُت للتربع باألعضاء واعتربوا أن استئصال عضو من شخص‬
‫ما للتصرف فيو‪ ،‬إضرار زلقق بالنسبة للطرف ادلتصرف والطرف ادلستقبل‪ ،‬والضرر زلرم شرعا ألن الضرر ىو ما يضر‬
‫بو الشخص غَته لينتفع ىو بالشيء وىو أمر ال يقره الشرع وال العقل‪ ،‬ألنو ال جيوز لو أن يتلف نفسو من أجل غَته‬
‫واإلنسان ليس مكلف دبشقة زائدة على ما كلفو ا﵁ هبا‪.‬‬
‫‪ .3‬تحريم التصرؼ في األعضاء في الفقو اإلسالمي‪:‬‬
‫استند أصحاب ىذا الرأي يف ربرًن وذبرًن نقل وزراعة األعضاء البشرية إىل أقوال بعض فقهاء السلف‪.‬‬
‫‪-‬عند الحنفية‪ :‬استندوا إىل أنو ال جيوز االنتفاع بأعضاء اإلنسان ألن ىذا األخَت مكرم ال مبتذل فبل يكون‬
‫شيء من أجزائو مهانا ومبتذال‪.‬‬
‫‪-‬عند المالكية‪ :‬استندوا إىل عدم جواز أكل اآلدمي سواء كان حيا أو ميتا حىت لو مات ادلضطر‪.‬‬
‫‪-‬عند الشافعية‪ :‬ذىبوا إىل أنو ال جيوز أكل ادليت ادلسلم ولو كان ادلضطر سليما ويقوم‪ :‬وحيرم جزما على‬
‫‪1‬‬
‫شخص قطعو‪ ،‬أي بعض نفو لغَته من ادلضطرين ألن قطعو لغَته ليس فيو قطع بعض الستبقاء الكل‪.‬‬
‫‪-‬عند الحنابلة‪ :‬فاستندوا إىل أن مل جيدوا ادلضطر إال آدميا زلقون الدم مل يبح قتلو وال إتبلف عضو منو‬
‫‪2‬‬
‫مسلما كان ا﵀قون أو كافرا ذميا أو مستأمنا ألن ادلعصوم احلي مثل ادلضطر فبل جيوز لو إبقاء نفو بإتبلف مثلو‪.‬‬

‫‪ -1‬افتكار ميهوب دبوان ادلخبليف‪ ،‬حدود التصرف يف األعضاء البشرية يف الفقو اإلسبلمي والقانون ادلدين‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الكتب ادلصرية‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫مصر‪ ،2006 ،‬ص ‪ 198‬و‪.199‬‬
‫‪ -2‬زلمد صليب عوضُت ادلغريب‪ ،‬حكم نقل األعضاء البشرية بُت األحياء يف الفقو اإلسبلمي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،‬دون سنة‪ ،‬ص ‪.93‬‬

‫‪158‬‬
‫جملة دولية دورية علنية حمكنة متخصصة يف جمال العلوم القانونية والشياسية تصدر عن جامعة عنار ثليجي باألغواط ‪ -‬اجلزائر‬

‫‪EISSN:5115-1970‬‬ ‫مجيع احلقوق حمفوظة جمللة الدراسات القانونية والشياسية‬ ‫‪ISSN:5222-1520‬‬


‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/304‬‬ ‫موقع اجمللة عرب البوابة اإللكرتونية للنجالت العلنية‪ ،‬وفق الرابط التالي‪:‬‬
‫– العدد ‪ 10‬جانفي ‪1108‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية والسياسية – اجمللد اخلاس‬
‫طبيعة مسؤولية الطبيب المدنية عن عمليات نقل وزرع األعضاء البشرية‬
‫و بناءا على ىذه اآلراء الفقهية نقول أن الشريعة اإلسبلمية كرمت جسد اإلنسان يف حياتو وبعد شلاتو أيضا‬
‫بدليل أهنا هنت عن إيذائو أو تشويهو أو االعتداء عليو بأي لون من ألوان االعتداء‪ ،‬ومن مظاىر ذلك أمرت بعد‬
‫موتو بتغسيلو وتكفينو والصبلة عليو والدعاء لو ودفنو بكل خشوع واحًتام‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االتجاه المبيح لعميالت التبرع ونقل وزرع األعضاء‬
‫اذبو الرأي الغالب يف الفقو ادلعاصر إىل جواز التربع بأجزاء جسم اإلنسان إلنقاذ حياة أو صحة إنسان آخر‪،‬‬
‫إذ استند أصحاب ىذا الرأي تأييدا لرأيهم إىل أدلة عديدة من القرآن والسنة النبوية ون القياس والقواعد الفقهية‬
‫مرتكزين يف ذلك على ادلبادئ والقواعد العامة يف إباحة التربع ونقل وزرع األعضاء على النحو اآليت‪:‬‬
‫‪ .1‬مبدأ الكرامة اإلنسانية‪:‬‬
‫التربع عمل تتحقق بو الكرامة اإلنسانية‪ ،‬كما أن فيو مصلحة عظيمة وإعانة خَتة؛ فاإلنسان خلقو ا﵁ يف‬
‫اى ْم فِي الْبَػ ِّر‬ ‫أحسن تقوًن وكرمو أعظم تكرًن وصوره فأحسن صورتو‪ ،‬لقولو تعاىل‪َ ﴿ :‬ولََق ْد َك َّرْمنَا بَنِي َ‬
‫آد َ َو َح َملْنَ ُ‬
‫ض ًيال ﴾‪ 1.‬فا﵀افظة على النفس ىي ا﵀افظة‬ ‫اىم َعلَى َكثِي ٍر ِم َّمن َخلَ ْقنَا تَػ ْف ِ‬ ‫اىم ِمن الطَّيِّب ِ‬
‫ْ‬ ‫ات َوفَ َّ‬
‫ضلْنَ ُ ْ‬ ‫َوالْبَ ْح ِر َوَرَزقػْنَ ُ ْ َ َ‬
‫على حق احلياة وتدخل يف عمومها ا﵀افظة على األطراف والكرامة اإلنسانية‪ ،‬فاإلنسان البد أن يقوم بالتداوي‬
‫والبحث عن العبلج إن أصابو مرض أو مكروه مىت أمكنو ذلك‪ ،‬فقد أمرت الشريعة اإلسبلمية كل إنسان يف ازباذ‬
‫السبل والوسائل الشرعية اليت ربافظ على حياتو‪ ،‬فإذا ثبت طيبا أن الزرع حيافظ على حياة اإلنسان ادلصاب‪ ،‬فلماذا‬
‫مننع عنو ىذا العبلج الذي يشفيو‪ ،‬فكل داء ولو دواء فبل مانع من إقراره‪ .‬وقولو سبحانو وتعاىل‪ ... ﴿ :‬يُ ِري ُد اللَّوُ‬
‫‪2‬‬

‫بِ ُك ُم الْيُ ْس َر َوَال يُ ِري ُد بِ ُك ُم ال ُْع ْس َر‪ ،3﴾ ...‬وقولو صلى ا﵁ عليو وسلم‪" :‬إن ىذا الدين يسر ولن يشاد الدين أحد‬
‫‪4‬‬
‫إال غلبو‪ ،‬فسددوا‪ ،‬وقاربوا‪ ،‬وأبشروا‪."...‬‬
‫‪ .2‬مبدأ إنقاذ النفوس والضرر‪:‬‬

‫‪ -1‬سورة اإلسراء‪ ،‬اآلية ‪.70‬‬


‫‪ -2‬خالد مصطفى فهمي‪ ،‬النظام القانوين لزرع األعضاء البشرية ومكافحة جرائم اإلذبار باألعضاء البشرية‪ ،‬دار الفكر اجلامعي‪ ،‬االسكندرية‪ ،2012 ،‬ص‬
‫‪.623‬‬
‫‪ -3‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪.185‬‬
‫‪ -4‬زلمد بن امساعيل بن ابراىيم بن ادلغَتة اجلعفي البخاري‪ ،‬ت‪ :‬رائد بن صربي ابن أيب علفة‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب اإلديان‪ ،‬باب الدين يسر‪ ،‬الطبعة‬
‫الثالثة‪ ،‬دار احلضارة للنشر والتوزيع‪ ،‬الرياض‪ ،2015 ،‬ص ‪.17‬‬

‫‪161‬‬
‫جملة دولية دورية علنية حمكنة متخصصة يف جمال العلوم القانونية والشياسية تصدر عن جامعة عنار ثليجي باألغواط ‪ -‬اجلزائر‬

‫‪EISSN:5115-1970‬‬ ‫مجيع احلقوق حمفوظة جمللة الدراسات القانونية والشياسية‬ ‫‪ISSN:5222-1520‬‬


‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/304‬‬ ‫موقع اجمللة عرب البوابة اإللكرتونية للنجالت العلنية‪ ،‬وفق الرابط التالي‪:‬‬
‫– العدد ‪ 10‬جانفي ‪1108‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية والسياسية – اجمللد اخلاس‬
‫طبيعة مسؤولية الطبيب المدنية عن عمليات نقل وزرع األعضاء البشرية‬
‫التربع ونقل وزرع األعضاء عمل يدخل يف أنواع التداوي الذي حث عليو الشارع احلكيم يف انقاذ النفوس‪،‬‬
‫َّاس َج ِم ًيعا‪1﴾...‬؛ بل ال جيوز دلسلم يرى ضررا ويقدر على إزالتو فبل‬ ‫اىا فَ َكأَنَّ َما أ ْ‬
‫َحيَا الن َ‬ ‫َحيَ َ‬
‫لقولو عزوجل‪...﴿ :‬أ ْ‬
‫يزيلو حبسب وسعو‪ ،‬ويف القواعد الشرعية ادلقررة أن الضرر يزال بقدر اإلمكان‪ ،‬ومن أجل ىذا شرع ا﵁ سبحانو وتعاىل‬
‫إغاثة ادلضطر وإسعاف اجلريح وإطعام اجلائع وفك األسَت ومداواة ادلريض وانقاذ كل مشرف على اذلبلك‪ 2.‬فالشريعة‬
‫اإلسبلمية ربرص سبام احلرص على إزالة الضرر دبا أنو ال يًتتب على ىذا الفعل ضررا للغَت‪.‬‬
‫‪ .3‬مبدأ التراحم والتضامن اإلنساني والتعاون على البر‪:‬‬
‫إن عمليات التربع ونقل وزرع األعضاء البشرية تفريج للكروبات وتأكيدا على مبدأ الًتاحم والتكافل‬
‫والتعاطف بُت األفراد‪ ،‬لقولو صلى ا﵁ عليو وسلم‪" :‬من فرج على مؤمن كربة فرج اهلل عليو كربة من كرب يو‬
‫القيامة‪ .‬وقولو أيضا‪" :‬من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل"‪ ،‬وقولو صلى ا﵁ عليو وسلم‪" :‬مثل المؤمنين في توادىم‬
‫وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منو عضو تداعى لو سائر الجسد بالسهر والحمى"‪ 3.‬ويستدل‬
‫من ذلك على أن تربع اإلنسان آلخر بأحد أعضائو يعرب عن درجة رفيعة من التضامن والتعاضد والتكافل بُت أفراد‬
‫اجملتمع كلو‪ .‬ويف حديث آخر قال النيب صلى ا﵁ عليو وسلم‪ :‬ال يؤمن أحدكم حتى يحب ألخيو أو لجاره ما يحبو‬
‫‪4‬‬
‫لنفسو‪ .‬لذلك فالتبرع بالعضو ضرب من البر والتقوى والتضامن والتكافل الرفيع بعيدا عن المنفعة المادية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬حالة الضرورة‬
‫الضرورة عند الفقهاء يقصد هبا أن يبلغ اإلنسان حدا إن مل يتناول ادلمنوع ىلك أو قارب اذلبلك‪ ،‬أو ىي‬
‫اخلوف من اذلبلك‪ ،‬أوىي اخلوف من اذلبلك علما وظنا وتطبيقا لذلك يرى أصحاب ىذا الرأي أن نقل األعضاء‬
‫يدخل يف قواعد الضرورات‪ ،‬فإذا كان الشخص معرضا خلطر زلدق يف صحتو وبدنو واليوجد عبلج آخر يقوم مقام‬
‫زرع العضو وأن يكون الضرر ادلًتتب على عدم إجراء عملية الزرع أعظم من الضرر الذي يسببو التربع بعضو من‬
‫شخص سليم يتقدم للتربع بطيب نفس وزلبة وإحسان‪ ،‬وإذا كانت الضرورة تبيح ما كان زلضورا بنصوص قطعية مع‬
‫اإلمجاع فكيف بالتربع الذي ىو زلل اجتهاد وغاية‪ ،‬فالضرورة ترفع التحرًن‪.‬‬
‫‪ .1‬إباحة التبرع ونقل األعضاء عند الضرورة من الكتاب‪:‬‬

‫‪ -1‬سورة ادلائدة‪ ،‬اآلية رقم ‪.32‬‬


‫‪ -2‬زلمود السيد عبد ادلعطي خيال‪ ،‬التشريعات احلديثة يف عمليات نقل وزرع األعضاء‪ ،‬اإلسراء للطباعة‪ ،‬جامعة حلوان‪ ،‬مصر‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص ‪ 37‬و‪.38‬‬
‫‪ -3‬زلمد علي البار‪ ،‬ادلوقف الفقهي واألخبلقي يف قضية زرع األعضاء‪ ،‬دار العلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬سورية‪ ،1994 ،‬ص ‪.141‬‬
‫‪ -4‬زلمد ادلدين بوساق‪ ،‬موقف الشريعة اإلسبلمية من نقل األعضاء البشرية بُت البشر‪ ،‬دار اخللدونية‪ ،‬اجلزائر‪ ،2004 ،‬ص ‪.33‬‬

‫‪160‬‬
‫جملة دولية دورية علنية حمكنة متخصصة يف جمال العلوم القانونية والشياسية تصدر عن جامعة عنار ثليجي باألغواط ‪ -‬اجلزائر‬

‫‪EISSN:5115-1970‬‬ ‫مجيع احلقوق حمفوظة جمللة الدراسات القانونية والشياسية‬ ‫‪ISSN:5222-1520‬‬


‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/304‬‬ ‫موقع اجمللة عرب البوابة اإللكرتونية للنجالت العلنية‪ ،‬وفق الرابط التالي‪:‬‬
‫– العدد ‪ 10‬جانفي ‪1108‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية والسياسية – اجمللد اخلاس‬
‫طبيعة مسؤولية الطبيب المدنية عن عمليات نقل وزرع األعضاء البشرية‬
‫ْخ ْن ِزي ِر َوَما أ ُِى َّل لِغَْي ِر اللَّ ِو بِ ِو َوال ُْم ْن َخنِ َقةُ َوال َْم ْوقُو َذةُ‬
‫الد ولَحم ال ِ‬
‫ت َعلَْي ُك ُم ال َْم ْيتَةُ َو َّ ُ َ ْ ُ‬ ‫قولو تعاىل‪ُ ﴿ :‬ح ِّرَم ْ‬
‫ب َوأَ ْن تَ ْستَػ ْق ِس ُموا بِ ْاألَ ْزَالِ ذَلِ ُك ْم فِ ْس ٌق‬ ‫السبُ ُع إَِّال َما ذَ َّك ْيتُ ْم َوَما ذُبِ َح َعلَى الن ُ‬
‫ُّص ِ‬ ‫يحةُ َوَما أَ َك َل َّ‬ ‫ِ‬
‫َوال ُْمتَػ َردِّيَةُ َوالنَّط َ‬
‫ت َعلَْي ُك ْم نِ ْع َمتِي‬ ‫ْت لَ ُك ْم ِدينَ ُك ْم َوأَتْ َم ْم ُ‬ ‫ش ْو ِن الْيَػ ْو َ أَ ْك َمل ُ‬
‫ش ْو ُى ْم َوا ْخ َ‬ ‫ين َك َف ُروا ِم ْن ِدينِ ُك ْم فَ َال تَ ْخ َ‬ ‫الْيػو يئِ َّ ِ‬
‫س الذ َ‬ ‫َْ َ َ َ‬
‫ور َرِحي ٌم ﴾‪ .‬وقولو تعاىل‪:‬‬
‫‪1‬‬ ‫ٍِ ِ‬
‫صة غَْيػ َر ُمتَ َجانف ِإلثْ ٍم فَِإ َّن اللَّ َو غَ ُف ٌ‬
‫ضطَُّر فِي م ْخم ٍ‬
‫َ َ َ‬ ‫اإل ْس َال َ ِدينًا فَ َم ِن ا ْ‬
‫يت لَ ُك ُم ِْ‬
‫ض ُ‬ ‫ور ِ‬
‫ََ‬
‫اد فَِإ َّن اللَّوَ‬‫ضطَُّر غَيػر ب ٍاغ وَال َع ٍ‬
‫َْ َ َ‬ ‫ْخ ْن ِزي ِر َوَما أ ُِى َّل لِغَْي ِر اللَّ ِو بِ ِو فَ َم ِن ا ْ‬
‫الد ولَحم ال ِ‬
‫﴿ إنَّ َما َح َّرَ َعلَْي ُك ُم ال َْم ْيتَةَ َو َّ َ َ ْ َ‬
‫ِ‬
‫‪2‬‬
‫يم ﴾‪.‬‬ ‫غَ ُف ِ‬
‫ور َرح ٌ‬ ‫ٌ‬
‫وقد أرادوا هبذه اآليات رفع احلرج عنهم وأن يف إجازة نقل االعضاء البشرية يسَت على العباد ورمحة بادلصابُت‬
‫وزبفيف لآلالم ورفعا للحرج وادلشقة‪ ،‬فقالوا إن الشريعة السبلمية جاءت خلدمة مصلحة العباد‪ ،‬وعليو فإن كل ما فيو‬
‫مصلحة للعباد فهو جائز شرعا‪ ،‬فحيثما وجدت ادلصلحة وجد شرع ا﵁ وأن الضرورات تبيح ا﵀ظورات‪.‬‬
‫‪ .2‬إباحة نقل األعضاء البشرية عند الضرورة من السنة النبوية‪:‬‬
‫استندوا إىل سنة النيب صلى ا﵁ عليو وسلم وذلك فيما رواه اإلمام امحد يف مسنده عن أيب عباس رضي ا﵁‬
‫عنهما قال‪" :‬قيل يا رسول اهلل‪ :‬أي األديان أحب إلى اهلل؟ قال الحنفية السمحة"‪ 3،‬وقولو صلى ا﵁ عليو وسلم‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل‪.‬‬
‫يرى اجمليزون أن الًتاحم والتوادد بُت ادلؤمنُت جييز أن تاخذ من ىذا لتصلح بو ذلك من أعظم خصال العبد‬
‫دفاعو عن أخيو وتقع ادلشقة عنو والتفريج عنو يف أمور دنياىم وخَت الناس أنفعهم للتاس‪ ،‬وا﵁ يف عون العبد مادام‬
‫العبد يف عون أخيو ؟ فاآلحاديث كلها توحي باجلماعة والوقوف معا خلدمة بعضنا البعض عند الضرورة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حدود مسؤولية الطبيب المدنية في مجال نقل وزرع األعضاء‬
‫أدت محاية سبلمة جسم اإلنسان وتكاملو اجلسدي بفقهاء القانون إىل اعتبار مسؤولية الطبيب أمرا بالغ‬
‫األمهية واخلطورة‪ .‬وذلك العتبار أن اإلشكال يتعلق أساس بطبيعة التزام الطبيب ادلمارس لعملية الزرع‪ ،‬ىل ىو ملزم‬
‫بتحقيق الشفاء وصلاح العملية ؟ أم ملزم فقط ببذل العناية البلزمة واحلرص على صلاحها دون االلتزام بنتائجها؟‬

‫‪ -1‬سورة ادلائدة‪ ،‬اآلية ‪.3‬‬


‫‪ -2‬سورة النحل‪ ،‬اآلية ‪.115‬‬
‫‪ -3‬مصطفى زلمد الذىيب‪ ،‬نقل األعضاء بُت الطب والدين‪ ،‬دار احلديث‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،1993 ،‬ص ‪.76‬‬
‫‪ -4‬مسلم بن احلجاج القشَتي النيسابوري‪ ،‬صحيح مسلم‪ ،‬دار أحياء الكتب العربية‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص ‪.1996‬‬

‫‪161‬‬
‫جملة دولية دورية علنية حمكنة متخصصة يف جمال العلوم القانونية والشياسية تصدر عن جامعة عنار ثليجي باألغواط ‪ -‬اجلزائر‬

‫‪EISSN:5115-1970‬‬ ‫مجيع احلقوق حمفوظة جمللة الدراسات القانونية والشياسية‬ ‫‪ISSN:5222-1520‬‬


‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/304‬‬ ‫موقع اجمللة عرب البوابة اإللكرتونية للنجالت العلنية‪ ،‬وفق الرابط التالي‪:‬‬
‫– العدد ‪ 10‬جانفي ‪1108‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية والسياسية – اجمللد اخلاس‬
‫طبيعة مسؤولية الطبيب المدنية عن عمليات نقل وزرع األعضاء البشرية‬
‫لقد تدخل القانون والقضاء دلعاجلة ىذه اإلشكالية عن طريق إحداث نوع من التوازن بُت مصلحة أطراف‬
‫العملية – وىم ادلتربع وادلستقبل – ادلتمثلة يف محايتهم من أي تضرر ناجم عن خطأ الطبيب أو طبيعة التدخل‬
‫العبلجي‪ ،‬وبُت الطبيب ادلمارس للعملية وذلك عن طريق عدم إلزامو دبا ال يقدر عليو أو خيرج عن طاقتو‪ ،‬وبالتايل‬
‫اعتبار عناية وربقيق نتيجة ‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬طبيعة مسؤولية الطبيب المدنية في مجال نقل وزراعة األعضاء‬
‫لقد تبٌت القضاء اجلزائري مبدأ ادلسؤولية التقصَتية للطبيب داخل ادلستشفى‪ ،‬وذلك من خبلل قراراتو‬
‫الصادرة عن ا﵀كمة العليا وسلتلف أحكام وقرارات القضائية األخرى‪ ،‬شلا يستخلص منو أن مسؤولية اجلراح يف اجلزائر‬
‫يف نقل األعضاء حبكم شلارستها داخل ادلستشفى تكون تقصَتية وال عقدية‪ ،‬طبقا للقواعد العامة للمسؤولية التقصَتية‬
‫فإن أركان ىذه األخَتة تتمثل يف ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الخطأ‬
‫يعرف اخلطأ على أنو إخبلل بالتزام قانوين عام يتمثل يف عدم اإلضرار بالغَت‪ ،‬ودبعٌت آخر ىو تقصَت يف‬
‫مسلك الشخص ال يصدر عن إنسان يَِقظ ُوِجد يف ذات الظروف اليت أحاطت بو‪ ،1‬ويقوم اخلطأ على عنصرين‬
‫أساسيُت مها التعدي أي االضلراف واإلدراك أي علم الشخص هبذا االضلراف؛ إال أن األمر ال يبدو هبذه السهولة يف‬
‫رلال نقل وزراعة األعضاء وذلك دلا تتسم بو ىذه التق نية الطبية من خطورة وتعقيدات األمر الذي ادى بالقضاء إىل‬
‫اعتماد ما يعرف باخلطأ ادلهٍت يف اجلراحة الطبية‪ .‬واخلطأ الطيب ادلهٍت ىو ذلك الذي ال يسمح بارتكابو من جانب‬
‫طبيب ذبمعت فيو الكفاءة العلمية واخلربة واليقظة البلزمة إلجراء ىذا النوع من العمليات اجلراحية والذي ال يرتكبو‬
‫طبيب يف مستواه يف ظروف عادية‪.‬‬
‫وعليو ديكن القول أن عناصر اخلطأ يف رلال جراحة نقل وزرع األعضاء يتمثل يف االضلراف عن األصول‬
‫العلمية الثابتة يف ىذه اجلراحة كعنصر أول‪ ،‬واإلدراك ادلتمثل يف افًتاض علم اجلراح هبذه األصول كعنصر ثاين‪.‬‬
‫ديكن تقسيم األخطاء ادلستوجبة للتعويض يف رلال زراعة األعضاء إىل فئتُت ‪:‬‬
‫‪ ‬فئة األخطاء ادلتعلقة دبخالفة شروط عمليات نقل وزرع األعضاء واليت تتمثل يف زبلف رضا ادلتربع‬
‫اوادلستقبل‪ ،‬عدم إعبلم ادلتربع أو ادلستقبل دبخاطر العملية وطبيعتها‪ ،‬والتعامل ادلايل يف رلال زراعة األعضاء‪.‬‬

‫‪ -1‬قوادري سلتار‪ ،‬تراجع فكرة اخلطأ الطيب يف القانون ادلدين ادلقارن‪ ،‬دفاتر السياسة والقانون‪ ،‬العدد الثالث عشر‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫جوان ‪ ،2015‬ص ‪.332‬‬

‫‪162‬‬
‫جملة دولية دورية علنية حمكنة متخصصة يف جمال العلوم القانونية والشياسية تصدر عن جامعة عنار ثليجي باألغواط ‪ -‬اجلزائر‬

‫‪EISSN:5115-1970‬‬ ‫مجيع احلقوق حمفوظة جمللة الدراسات القانونية والشياسية‬ ‫‪ISSN:5222-1520‬‬


‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/304‬‬ ‫موقع اجمللة عرب البوابة اإللكرتونية للنجالت العلنية‪ ،‬وفق الرابط التالي‪:‬‬
‫– العدد ‪ 10‬جانفي ‪1108‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية والسياسية – اجمللد اخلاس‬
‫طبيعة مسؤولية الطبيب المدنية عن عمليات نقل وزرع األعضاء البشرية‬
‫‪ ‬فئة األ خطاء ادلتعلقة بالعمل اجلراحي كتلك اليت تستهدف ادلريض شخصيا حبصول خطأ يف العضو زلل‬
‫االستئصال أو خطأ يف اجلراحة وعدم متابعة ادلريض بعد العملية‪ ،‬وحىت استعمال أجهزة وأدوات جراحية غَت معقمة‬
‫‪1‬‬
‫تضع حدا حلياة ادلريض‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الضرر‬
‫ىو عبارة عن نتيجة لتعدي على حق او مصلحة مشروعية حيميها القانون‪ ،‬وقياسا عليو يكون الضرر الطيب‬
‫عبارة عن أثر اخلطأ الطبيب عن إخبللو دبا سبليو التزاماتو ادلهنية شلا يستخلص منو أن عدم شفاء ادلريض ال يعترب دبثابة‬
‫ضرر ألن الشفاء ال يدخل يف نطاق التزامات الطبيب؛ ويكون الضرر إما ماديا أو معنويا‪ ،‬وىو يشملو الضرر الناجم‬
‫عن خطأ الطبيب يف رلال زراعة األعضاء والذي جيب أن يكون مستوفيا لشروط معينة حىت يعتد بو كركن من أركان‬
‫مسؤولية الطبيب ادلدنية وىي اإلخبلل حبق أو مصلحة مشروعة‪ ،‬وان يكون الضرر أكيدا (زلقق الوقوع)‪.‬‬
‫فيتخذ الضرر ادلادي يف رلال نقل وزرع األعضاء صورة االعتداء على التكامل اجلسدي للمستقبل اوادلتربع‪،‬‬
‫وحقو يف ان يظل جسمو مؤديا لوظائفو احليوية دون تعطيلها كإتبلف عضو من جسم ادلتربع نتيجة خطأ اجلراح ؛ أما‬
‫الضرر ادلعنوي أو األذى ىو ناجم عن اخلطأ من أثار نفسية تضر بادلريض‪ ،‬كالضرر الناجم عن إفشاء السر ادلهٍت‪ ،‬أو‬
‫ذلك الذي ينجم عن تفويت فرصة الشفاء والذي يثبت للمريض ادلستقبل يف حالة ما إذا اتلف الطبيب عضو ادلتربع‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬العالقة السببية‬
‫مفادىا أن الضرر الذي حلق بادلريض ادلستقبل أو ادلتربع جيب ان يكون بسبب خطأ الطبيب ادلمارس‬
‫للعملية‪ ،‬وبالتايل ال يسأل الطبيب إذا كان ادلريض ىو من تسبب يف ضرره كما يف حالة إتباعو لنصائح وإرشادات‬
‫الطبيب‪ ،‬أو كان الضرر نامجا عن سبب أجنيب ال يد الطبيب فيو كالقوة القاىرة‪ ،‬شلا ينفي ركن الرابطة السببية وبالتايل‬
‫تنتفي ادلسؤولية ‪.‬‬
‫إن عمليات نقل وزرع األعضاء سبارس يف شكل مجاعي أي ضم ن فريق طيب يتدخل فيو كل طبيب يف جسم‬
‫ادلتربع أو ادلستقبل حسب اختصاصو‪ ،‬ويتكون من طبيب التخذير‪ ،‬طبيب األشعة والطبيب اجلراح‪ ،‬الذي يعترب‬
‫كرئيس ذلذا الفريق‪ ،‬األمر الذي يفسح اجملال أمام حالة ارتكاب احد ىؤالء األطباء خلطأ طيب شلا يؤدي إىل اإلضرار‬

‫‪ -1‬شريف الطباخ‪ ،‬جرائم اخلطأ الطيب والتعويض عنها يف ضوء الفقو والقضاء‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار الفكر اجلامعي‪ ،‬مصر‪ ،2003 ،‬ص ‪.190‬‬
‫‪ -2‬قمراوي عزالدين‪ ،‬مفهوم التعويض الناتج عن حاالت ادلسؤولية الطبية يف اجلزائر‪ ،‬موسوعة الفكر القانوين‪ ،‬ادلسؤولية الطبية‪ ،‬دار اذلبلل للخدمات‬
‫اإلعبلمية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص‪.54‬‬

‫‪163‬‬
‫جملة دولية دورية علنية حمكنة متخصصة يف جمال العلوم القانونية والشياسية تصدر عن جامعة عنار ثليجي باألغواط ‪ -‬اجلزائر‬

‫‪EISSN:5115-1970‬‬ ‫مجيع احلقوق حمفوظة جمللة الدراسات القانونية والشياسية‬ ‫‪ISSN:5222-1520‬‬


‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/304‬‬ ‫موقع اجمللة عرب البوابة اإللكرتونية للنجالت العلنية‪ ،‬وفق الرابط التالي‪:‬‬
‫– العدد ‪ 10‬جانفي ‪1108‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية والسياسية – اجمللد اخلاس‬
‫طبيعة مسؤولية الطبيب المدنية عن عمليات نقل وزرع األعضاء البشرية‬
‫بادلريض‪ ،‬وىنا فان اجلراح ىو الذي يتحمل ادلسؤولية التقصَتية عن ىذا اخلطأ على أساس مسؤولية ادلتبوع (اجلراح)‬
‫‪2‬‬
‫عن أخطاء تابعية (الفريق الطيب)‪ 1‬طبقا للمادة ‪ 136‬من القانون ادلدين اجلزائري‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المسؤولية العقدية كاستثناء في مجال نقل وزراعة األعضاء‬
‫قد يفتقر ادلستشفى يف بعض األحيان إىل أطباء ىذا االختصاص ليربم معو عقد يلتزم دبوجبو ىذا األخَت‬
‫بإجراء عملية نقل عضو لفائدة مستقبل معُت‪ ،‬فيكون التكييف القانوين للعبلقة التعاقدية اليت تربط ىذا اجلراح‬
‫بادلستشفى وفقا لقواعد االشًتاط دلصلحة الغَت‪ ،‬حيث يتعهد ىذا اجلراح بإجراء العملية على حساب ادلستشفى‬
‫الذي يعترب ادلشًتط‪ ،‬لفائدة ادلستفيد من ىذا االشًتاط وىو ادلتربع وخاصة ادلستقبل‪.‬‬
‫وعليو‪ ،‬فإذا ارتكب ىذا الطبيب خطأ سواء قانوين او طيب يكون للمستفيد ادلضرور الرجوع على ىذا‬
‫‪3‬‬
‫الطبيب ادلتعهد بدعوى مباشرة يستمدىا من العقد دلطالبتو بتنفيذ االلتزام او إصبلح الضرر‪.‬‬
‫أوال‪ :‬أثار مسؤولية الطبيب المدنية في مجال نقل وزراعة األعضاء‪:‬‬
‫تنقسم الدعوى ادلدنية إىل أصلية وتبعية‪ ،‬وىذه األخَتة ىي ليست من أثار مسؤولية الطبيب ادلدنية يف رلال‬
‫نقل وزراعة األعضاء إذ أهنا نامجة عن مسؤولية جنائية ‪.‬‬
‫وتعترب الدعوى ادلدن ية دعوى يرفعها الضحية أو أىلو عن طريق التأسيس كطرف مدين‪ ،‬فتحرك النيابة العامة‬
‫الدعوى العمومية ضد الطبيب الذي ارتكب اخلطأ الطيب اجلنائي‪.‬‬
‫وخيتص بالدعوى ادلدنية بالتبعية القضاء اجلزائي بعد الفصل يف التهمة ادلنسوبة للطبيب‪ ،‬كما ديكن أن ترفع‬
‫أمام القسم ادلدين للمحكمة مستقلة عن اجلنائي‪ ،‬ولكن ال ينظر فيها إال بعد الفصل يف الشق اجلزائي طبقا لنص‬
‫‪4‬‬
‫ادلادة ‪ 02‬الفقرة األوىل والثانية من قانون اإلجراءات اجلزائية اجلزائري‪.‬‬
‫أما الدعوى ادلدنية األصلية فهي األثر الذي ترتبو مسؤولية الطبيب ادلدنية يف زراعة األعضاء‪ ،‬وىي وسيلة‬
‫قضا ئية يستطيع من خبلذلا ادلتربع أو ادلستقبل ادلضرور احلصول على تعويض عن الضرر الذي أصابو جراء خطأ‬
‫الطبيب‪ ،‬خيتص هبا القضاء ادلدين شلثبل يف القسم ادلدين للمحكمة اليت يقع يف دائرة اختصاصها مكان تقدًن العبلج‬

‫‪ -1‬سلتاري عبد اجلليل‪ ،‬ادلسؤولية ادلدنية للطبيب يف نقل وزرع األعضاء البشرية_دراسة مقارنة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ادلاجستَت‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة أبو بكر‬
‫بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬اجلزائر‪ ،2007/2006 ،‬ص ‪.123‬‬
‫‪ -2‬األمر رقم ‪ 58-75‬ادلؤرخ ‪ 20‬رمضان ‪ 1395‬ادلوافق ‪ 26‬سبتمرب ‪ 1975‬ادلتضمن القانون ادلدين اجلزائري‪ ،‬ادلعدل وادلتمم‪.‬‬
‫‪ -3‬سلتاري عبد اجلليل‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص ‪.128‬‬
‫‪ -4‬القانون رقم ‪ 155-66‬ادلؤرخ يف ‪ 8‬جوان ‪ 1966‬ادلتضمن قانون اإلجراءات اجلزائية اجلزائري‪ ،‬ادلعدل وادلتمم‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫جملة دولية دورية علنية حمكنة متخصصة يف جمال العلوم القانونية والشياسية تصدر عن جامعة عنار ثليجي باألغواط ‪ -‬اجلزائر‬

‫‪EISSN:5115-1970‬‬ ‫مجيع احلقوق حمفوظة جمللة الدراسات القانونية والشياسية‬ ‫‪ISSN:5222-1520‬‬


‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/304‬‬ ‫موقع اجمللة عرب البوابة اإللكرتونية للنجالت العلنية‪ ،‬وفق الرابط التالي‪:‬‬
‫– العدد ‪ 10‬جانفي ‪1108‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية والسياسية – اجمللد اخلاس‬
‫طبيعة مسؤولية الطبيب المدنية عن عمليات نقل وزرع األعضاء البشرية‬
‫أي زلكمة ادلستشفى الذي أجريت بو العملية وحيث وقع الفعل الضار طبقا للمادة ‪ 08‬الفقرة ‪ 12‬من قانون‬
‫اإلجراءات اجلزائية اجلزائري ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬سلطة القاضي في تقدير التعويض‬
‫ال ديكن للقاضي أن يصدر احلكم بالتعويض عن الضرر الذي حلق بادلريض ادلستقبل أو ادلتربع ادلنزوع منو‬
‫العضو‪ ،‬إال بعد التأكد من ثبوت خطأ الطبيب والضرر بالنسبة للمريض‪ ،‬وأمكن إسناد ىذا الضرر إىل خطأ الطبيب‪،‬‬
‫وبالتايل ىي عناصر ادلسؤولية اليت يقدرىا القاضي‪ ،‬فإذا ثبتت حكم بالتعويض وفقا دلعايَت معينة يسنن إليها لتقديره‪.‬‬
‫‪ .1‬تقدير التعويض ‪ :‬إذا توافرت أركان مسؤولية الطبيب ادلدنية يف رلال زراعة األعضاء من خطأ‪ ،‬ضرر وعبلقة‬
‫سببية‪ ،‬فانو يكون ملزما بتعويض ادلدعي ادلضرور أي ادلتربع أو ادلستقبل أو أىل ادلتربع يف حالة ما إذا كان خطأ‬
‫الطبيب قد وقع عند استئصالو للعضو من حيث ادليت‪ ،‬كمخالفة رفض ادليت أثناء حياتو الستئصال األعضاء منو‬
‫بعد وفاتو ‪.‬‬
‫ويقدر القاضي التعويض بقدر قيمة الضرر الذي حلق بادلتربع أو ادلستقبل‪ ،‬فبل جيب أن يزيد التعويض عن‬
‫الضرر وال يقل عنو فالتعويض عن خطأ جراحي صلم عنو إتبلف عضو من جسم ادلتربع‪ ،‬لن ىذا األخَت ال يقدر‬
‫بثمن فمنطقيا يكون مرتفع عن الضرر الذي ينجم عن سبزيق جزء من األمعاء‪.‬‬
‫كما أن التعويض الذي يطلبو ادلدع ي ادلستقبل عن الضرر ادلتمثل يف تفويت الفرصة عندما اتلف الطبيب‬
‫خبطئو عضو ادلتربع‪ ،‬جيب أن يكون عادال من شأنو إصبلح الضرر ادلعنوي وفقا دلعايَت مادية معينة تتمثل يف تقدير‬
‫‪1‬‬
‫القاضي للظروف اليت وقع فيها خطأ الطبيب وكذا الظروف الشخصية للمتضرر كحالتو ادلالية‪ ،‬العائلية والصحية‪.‬‬
‫‪ .2‬طريقة التعويض ‪ :‬إذا ثبتت مسؤولية الطبيب ادلدنية عما حلق ادلريض ادلستقبل أو ادلتربع من ضرر‪ ،‬فانو‬
‫وطبقا للمادة ‪ 124‬من القانون ادلدين اجلزائري يكون ملزم بتعويض ادلتضرر بصفة ذبَت ضرره‪ ،‬ويكون التعويض أما‬
‫عينيا أو نقديا‪ ،‬فالتعويض العيٍت ىو إعادة احلال إىل ما كان عليو قبل وقوع الفعل الضار مىت كان ذلك شلكنا‪ ،‬وىو‬
‫تعويض غالبا ما يتعلق باإلضرار النامجة عن اإلخبلل بالتزامات تعاقدية كإتبلف ادلستأجر للعُت ادلؤجرة‪ ،‬أما التعويض‬
‫يف رلال زراعة األعضاء ىو تعويض نقدي يتمثل يف تقدًن الطبيب للمتربع أو ادلستقبل ادلضرور دلبلغ من ادلال يقدره‬
‫القاضي جلرب الضرر وذلك يف حالة ما إذا كان ىذا الطبيب غَت مؤمن على مسؤولية ادلدنية‪ ،‬أما إذا كان كذلك فتحل‬
‫شركة التامُت زللو للتعويض‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬

‫‪ -1‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط يف القانون ادلدين اجلديد‪ ،‬نظرية االلتزام‪ -‬مصادر االلتزام‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪ ،1981 ،‬ص ‪.981‬‬

‫‪165‬‬
‫جملة دولية دورية علنية حمكنة متخصصة يف جمال العلوم القانونية والشياسية تصدر عن جامعة عنار ثليجي باألغواط ‪ -‬اجلزائر‬

‫‪EISSN:5115-1970‬‬ ‫مجيع احلقوق حمفوظة جمللة الدراسات القانونية والشياسية‬ ‫‪ISSN:5222-1520‬‬


‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/304‬‬ ‫موقع اجمللة عرب البوابة اإللكرتونية للنجالت العلنية‪ ،‬وفق الرابط التالي‪:‬‬
‫– العدد ‪ 10‬جانفي ‪1108‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية والسياسية – اجمللد اخلاس‬
‫طبيعة مسؤولية الطبيب المدنية عن عمليات نقل وزرع األعضاء البشرية‬
‫يف األخَت‪ ،‬النتيجة اليت خلصنا إليها ىي أن مسؤولية الطبيب يف ىذا اجملال من حيث الواقع العلمي ال تزال‬
‫زبضع القواعد العامة للمسؤولية التقصَتية والعقدية بالرغم من خطورة ىذه ادلمارسات وتعقيدىا‪ ،‬لذا يكون على‬
‫ادلشرع اجلزائري وأكثر من أي وقت مضى إصدار نصوص خاصة دبسؤولية الطبيب ادلدنية خاصة اجلراح‪ ،‬وإعادة النظر‬
‫يف نصوص قانون محاية الصحة وترقيتها وادلنظمة لعمليات تقل األعضاء واألنسجة البشرية‪ ،‬وذلك الفتقارىا لنصوص‬
‫فعالة ربمي حق للتربع وادلستقبل يف السبلمة اجلسدية‪ ،‬ودلا تثَته من إشكاالت يف تطبيق للبادى اليت جاءت هبا‪،‬‬
‫واليت توضح لنا أهنا ربتاج إىل تعديل‪.‬‬
‫وعليو‪ ،‬نوصي ونقًتح اآليت‪:‬‬
‫‪ -‬إعادة النظر يف ادلادة ‪ 162‬الفقرة الثانية‪ ،‬فيما خيص موافقة للتربع ومحلها معًتاعتها أمام وكيل اجلمهورية‬
‫أوالقاضي كطرف زلايد يف عمليات تقل األعضاء بدال من الطبيب رئيسي ادلصلحة حىت ال يكون ىو احلكم‬
‫واخلصب يف حالة ادلنازعة‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد أسلوب منوذجي لوثيقة الرضى يُت فيو العضو ادلراد التنازل عنو لزرعو يف جسم ادلستقبل حتی اليکون‬
‫للطبيب اخلَتة الستئصال العضو‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة إنشاء رلموعة من اللجان الطبية من ذوي اخلربة وذلك لرصد كافة األخطاء اليت ترتكب من قبل األطباء‬
‫الذين يقومون بإجراء عمليات نقل وزرع األعضاء‪ ،‬واعداد سجبلت إحصائية تتضمن وصفاً دقيقاً لكل خطأ‪،‬وضرورة‬
‫وضع العقوبات الرادعة حبق من يًتكب مثل ىذا اخلطأ‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة تشديد العقوبات على كل من تسول لو نفسو االذبار باألعضاء البشرية‪ ،‬أو القيام بإجراء عمليات نقل‬
‫وزرع األعضاء بصورة سلالفة للقانون ال سيما األطباء ادلتخصصُت منهم والفرق الطبية ادلساعدة وذلك من أجل سد‬
‫الفراغ يف ىذا اجملال‪.‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬


‫أوال‪ :‬قائمة المصادر‪:‬‬
‫‪ .1‬القرآن الكريم‬
‫‪ .2‬كتب تفسير القرآن وعلومو‪:‬‬
‫‪ -‬إمساعيل بن عمر بن كثَت القرشي الدمشقي أبو الفداء عماد الدين‪ ،‬تفسَت القرآن الكرًن‪ ،‬دار طيبة‪ ،‬بَتوت‪ ،‬لبنان‪.1999 ،‬‬
‫‪ .3‬كتب تفسير الحديث وعلومو‪:‬‬
‫‪ -‬زلمد بن امساعيل بن ابراىيم بن ادلغَتة اجلعفي البخاري‪ ،‬ت‪ :‬رائد بن صربي ابن أيب علفة‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار‬
‫احلضارة للنشر والتوزيع‪ ،‬الرياض‪.2015 ،‬‬

‫‪166‬‬
‫جملة دولية دورية علنية حمكنة متخصصة يف جمال العلوم القانونية والشياسية تصدر عن جامعة عنار ثليجي باألغواط ‪ -‬اجلزائر‬

‫‪EISSN:5115-1970‬‬ ‫مجيع احلقوق حمفوظة جمللة الدراسات القانونية والشياسية‬ ‫‪ISSN:5222-1520‬‬


‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/304‬‬ ‫موقع اجمللة عرب البوابة اإللكرتونية للنجالت العلنية‪ ،‬وفق الرابط التالي‪:‬‬
‫– العدد ‪ 10‬جانفي ‪1108‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية والسياسية – اجمللد اخلاس‬
‫طبيعة مسؤولية الطبيب المدنية عن عمليات نقل وزرع األعضاء البشرية‬
‫‪ -‬مسلم بن احلجاج القشَتي النيسابوري‪ ،‬صحيح مسلم‪ ،‬دار أحياء الكتب العربية‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ .4‬المعاجم والقواميس‪:‬‬
‫‪ -‬مجال الدين زلمد بن مكرم بن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بَتوت‪ ،‬لبنان‪.1956 ،‬‬
‫‪ -‬عبد ا﵁ البستاين‪ ،‬معجم وسيط اللغة العربية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مكتبة لبنان ناشرون‪ ،‬بَتوت‪ ،‬لبنان‪.1990 ،‬‬
‫‪ .5‬القوانين‪:‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 155-66‬ادلؤرخ يف ‪ 8‬جوان ‪ 1966‬ادلتضمن قانون اإلجراءات اجلزائية اجلزائري‪ ،‬ادلعدل وادلتمم‪.‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ 58-75‬ادلؤرخ ‪ 20‬رمضان ‪ 1395‬ادلوافق ‪ 26‬سبتمرب ‪ 1975‬ادلتضمن القانون ادلدين اجلزائري‪ ،‬ادلعدل وادلتمم‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬قائمة المراجع‬
‫‪ .1‬الكتب‪:‬‬
‫‪ -‬افتكار ميهوب دبوان ادلخبليف‪ ،‬حدود التصرف يف األعضاء البشرية يف الفقو اإلسبلمي والقانون ادلدين‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار‬
‫الكتب ادلصرية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.2006 ،‬‬
‫‪ -‬خالد مصطفى فهمي‪ ،‬النظام القانوين لزرع األعضاء البشرية ومكافحة جرائم اإلذبار باألعضاء البشرية‪ ،‬دار الفكر اجلامعي‪،‬‬
‫االسكندرية‪.2012 ،‬‬
‫‪ -‬شريف الطباخ‪ ،‬جرائم اخلطأ الطيب والتعويض عنها يف ضوء الفقو والقضاء‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار الفكر اجلامعي‪ ،‬مصر‪.2003 ،‬‬
‫‪ -‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط يف القانون ادلدين اجلديد‪ ،‬نظرية االلتزام_مصادر االلتزام‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪.1981 ،‬‬
‫‪ -‬قمراوي عزالدين‪ ،‬مفهوم التعويض الناتج عن حاالت ادلسؤولية الطبية يف اجلزائر‪ ،‬موسوعة الفكر القانوين‪ ،‬ادلسؤولية الطبية‪ ،‬دار‬
‫اذلبلل للخدمات اإلعبلمية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬قوادري سلتار‪ ،‬تراجع فكرة اخلطأ الطيب يف القانون ادلدين ادلقارن‪ ،‬دفاتر السياسة والقانون‪ ،‬العدد الثالث عشر‪ ،‬جامعة قاصدي‬
‫مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬جوان ‪.2015‬‬
‫‪ -‬مصطفى زلمد الذىيب‪ ،‬نقل األعضاء بُت الطب والدين‪ ،‬دار احلديث‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.1993 ،‬‬
‫‪ -‬زلمود السيد عبد ادلعطي خيال‪ ،‬التشريعات احلديثة يف عمليات نقل وزرع األعضاء‪ ،‬اإلسراء للطباعة‪ ،‬جامعة حلوان‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬زلمد علي البار‪ ،‬ادلوقف الفقهي واألخبلقي يف قضية زرع األعضاء‪ ،‬دار العلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬سورية‪.1994 ،‬‬
‫‪ -‬زلمد ادلدين بوساق‪ ،‬موقف الشريعة اإلسبلمية من نقل األعضاء البشرية بُت البشر‪ ،‬دار اخللدونية‪ ،‬اجلزائر‪.2004 ،‬‬
‫‪ -‬زلمد صليب عوضُت ادلغريب‪ ،‬حكم نقل األعضاء البشرية بُت األحياء يف الفقو اإلسبلمي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬ىيثم حامد ادلصاروة‪ ،‬نقل االعضاء البشرية بُت اخلطر واالباحة‪ ،‬دار ادلطبوعات اجلامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪.2003 ،‬‬
‫‪ .2‬الرسائل العلمية‪:‬‬

‫‪167‬‬
‫جملة دولية دورية علنية حمكنة متخصصة يف جمال العلوم القانونية والشياسية تصدر عن جامعة عنار ثليجي باألغواط ‪ -‬اجلزائر‬

‫‪EISSN:5115-1970‬‬ ‫مجيع احلقوق حمفوظة جمللة الدراسات القانونية والشياسية‬ ‫‪ISSN:5222-1520‬‬


‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/304‬‬ ‫موقع اجمللة عرب البوابة اإللكرتونية للنجالت العلنية‪ ،‬وفق الرابط التالي‪:‬‬
‫– العدد ‪ 10‬جانفي ‪1108‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية والسياسية – اجمللد اخلاس‬
‫طبيعة مسؤولية الطبيب المدنية عن عمليات نقل وزرع األعضاء البشرية‬
‫‪ -‬سلتاري عبد اجلليل‪ ،‬ادلسؤولية ادلدنية للطبيب يف نقل وزرع األعضاء البشرية_دراسة مقارنة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ادلاجستَت‪ ،‬كلية‬
‫احلقوق‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬اجلزائر‪.2007/2006 ،‬‬
‫‪ .3‬المقاالت‪:‬‬
‫‪ -‬بن بوعبد ا﵁ مونية‪ ،‬النظام القانوين لزراعة األعضاء البشرية_اجلزائر وفرنسا أمنوذجا‪ ،‬رللة الباحث للدراسات األكادديية‪ ،‬جامعة‬
‫عُت الشمس‪ ،‬مارس ‪.2014‬‬
‫زلمدي بوزينة آمنة‪ ،‬احلماية اجلنائية للجسم البشري من جردية اإلذبار باألعضاء يف ظل القانون ‪ ،01-09‬العدد ‪،15‬‬ ‫‪-‬‬
‫اجمللة األكادديية للدراسات اإلجتماعية واالنسانية‪ ،‬قسم العلوم اإلقتصادية والقانونية‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫جانفي ‪.2016‬‬
‫‪ -‬جادي فايزة‪ ،‬النظام القانوين لزرع األعضاء البشرية‪ ،‬موقع ادلنهل‪ ،‬الرابط‪:‬‬
‫‪http://platform.almanhal.com/Reader/2/54582‬‬

‫‪168‬‬
‫جملة دولية دورية علنية حمكنة متخصصة يف جمال العلوم القانونية والشياسية تصدر عن جامعة عنار ثليجي باألغواط ‪ -‬اجلزائر‬

‫‪EISSN:5115-1970‬‬ ‫مجيع احلقوق حمفوظة جمللة الدراسات القانونية والشياسية‬ ‫‪ISSN:5222-1520‬‬


‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/304‬‬ ‫موقع اجمللة عرب البوابة اإللكرتونية للنجالت العلنية‪ ،‬وفق الرابط التالي‪:‬‬

You might also like