Professional Documents
Culture Documents
تكوين جمعيات الأشرار ومساعدة المجرمين عليها
تكوين جمعيات الأشرار ومساعدة المجرمين عليها
بعنوان
لجنة المناقشة:
رئيسا جامعة المسيلة أ.د .دحية عبد اللطيف
مشرفا ومقر ار جامعة المسيلة أ.د .زناتي مصطفي
مناقشا جامعة المسيلة أ.د .قسمية محمد
نشكر اهلل العلي القدير الذي هدانا إلتمام هذا العمل وما كنا لنهتدي لوال أن
هدانا نتقدم بالشكر الجزيل إلى كل من األساتذة الكرام وأخص بالذكر
األستاذ زناتي مصطفى الذي لم يدخر جهداً في مساعدتي وتسهيل األمور
على جزاه اهلل كل خير.
أشكر كل من علمني حرفاً خالل مشواري الدراسي وخاصة أساتذة كلية
الحقوق.
وأشكر كل من ساعدني من قريب أو بعيد في إنجاز هذا العمل ولو بكلمة
طيبة.
اإلٍداء
بداية املطس قطسة و بداية األميال خطوة أٍدي ٍرا العنل املتواضع
أتقدو بالشكس اجلصيل إىل األضتاذ :شىاتي مصطفى الري مل يبدل علي
الصفحة العنوان
65 مقدمة
06 الفصل األول :تكوين جمعيات األشرار
00 المبحث األول 9تجريم فعل تكوين جمعيات األشرار
00 المطمب األول 9تاريخ تجريم تكوين جمعيات األشرار
الفرع األول 9تاريخ النص عمى جريمة تكوين جمعيات األشرار في بعض القوانين 01
األجنبية
02 الفرع الثاني 9تجريم تكوين جمعيات األشرار في التشريع الجزائري
05 المطمب الثاني 9الجدل الفقهي حول تجريم تكوين جمعيات األشرار
05 الفرع األول 9االتجاه المؤيد
07 الفرع الثاني 9االتجاه المعارض
16 المبحث الثاني 9أركان جريمة تكوين جمعيات األشرار
16 المطمب األول 9الركن المادي {الجمعية أو االتفاق}
11 المطمب الثاني 9الركن المعنوي {غرض الجمعية أو االتفاق}
16 الفصل الثاني :الوسائل القانونية لمكافحة ظاهرة تكوين جمعيات األشرار
والمساعدة عميها
المبحث األول 9اآلليات المجرمة لمواجهة جريمة تكوين جمعيات األشرار المنصوص 18
عميها في المبادئ العامة لقانون العقوبات
26 المطمب األول 9ماهية التحريض
26 الفرع األول 9مفهوم التحريض
21 الفرع الثاني 9التحريض في قانون العقوبات الجزائري
24 المطمب الثاني 9آلية تجريم تقديم المساعدة
25 الفرع األول 9تعريف المساعدة
26 الفرع الثاني 9صور المساعدة
28 المبحث الثاني 9الجزاءات المقررة لجريمة تكوين جمعيات األشرار
6
والتكنولوجي ،أي استغالل الطاقة البشرية واألدمغة الالمعة لما ىو سمبي أي عكس ما يجب
عميو أن يكون ىذا االستغالل ،فظيرت جرائم القرصنة االلكترونية ،وسرقات األموال ،والتجسس
وكشف األسرار ،وتبييض األموال ،من خالل استغالل بيانات الشركات واألشخاص وغيرىا
وىذا ىو االستغالل الغير عقالني لمطاقة البشرية واألدمغة الفتية التي يمكن أن تكون المجتمع
إلى ما ىو أحسن وأنجع بخالف تشوييو وتحطيم كيانو وقوامو ،مما يؤدي إلى اإلحساس من
طرف الفرد إلى العيش في حالة الفوضى والال ثقة والال أمن ولالستقرار ،وبالعودة إلى ىاتو
األخيرة أي الجريمة أنيا ال تثير أي صعوبة بالنسبة لمجرائم الواضحة والمحددة لركن المادي
والمرتكبة من طرف فاعل واحد ،أما اإلشكال يثور في حالة تعدد الجناة الذين ارتكبوا نفس
النشاط اإلجرامي ،نكون ىنا إزاء ما يعرف بجريمة تكوين جمعيات األشرار التي ىي عبارة عن
ثمرة جيود مختمفة أي ىناك أكثر من شخص يتعاونون فيما بينيم عمى تحقيقيا ،فيصدر عن
كل فاعل منيم فعال أو أفعاال تتجو إلى تحقيقيا ،وبالتالي فيي مشروعيم اإلجرامي الخاص بيم
حيث يساىم كل منيم بدور في سبيل القيام بيذا المشروع ،ويسأل جنائيا تبعا لمدى مساىمة كل
مساىم في تمك الجريمة والتي يرتبطون بيا ارتباط ماديا ومعنويا ويكون تدخل أكثر من جان في
ارتكاب الجريمة ،وىذا ىو موضوع الدراسة.
-2أسباب اختيار الموضوع:
ىناك األسباب واقعية وقانونية:
-األسباب الواقعية:
من أىم األسباب الواقعية أن ىاتو الجريمة تعتبر من الجرائم األكثر خطورة عمى المجتمع
ألنيا استنزفت الطاقات البشرية الفكرية المتطورة والذكية بمختمف مؤىالتيا وقدراتيا العقمية التي
من الممكن أن تستغل في انجاز مشاريع تنموية ضخمة لفائدة المجتمع بصفة خاصة وفائدة
اإلنسانية بصفة عامة.
-األسباب القانونية:
حيث أنيا تعتبر من الجرائم القانونية المثيرة لمجدل في وسط الفقياء والقانونين من حيث
عدم وضوح أحد عناصر الجريمة أال وىو الركن المادي بمختمف عناصره.
بما أنيا من الجرائم المترامية األطراف وتشمل كثير من التعقيد والتنوع من حيث أساليب
ارتكابيا مما يصعب عممية التحري فييا ،وىذا ما يؤدي إلى تعجيز القانون بمتابعة مختمف
األعضاء واألطراف الذين ساىموا في ارتكابيا.
7
-3أهمية الدراسة
إن دراسة جريمة تكوين جمعيات األشرار يعتبر من الناحية النظرية الموضوع الذي أثار
جدال واسعا في وسط الفقو والقضاء ،فأىمية ىذا الموضوع ىو محاولة إزالة الغموض واإلبيام
حول مختمف عناصرىا وأىم العناصر وىو الركن المادي.
أما األىمية العممية تتمثل في حالة التحديد الصحيح لمعالم ىاتو الجريمة الذي يؤدي
بالضرورة إلى نتيجة وىي التطبيق السميم والحسن لمقانون.
-4الهدف من الدراسة:
ىو االستفادة الشخصية بالدرجة األولى من خالل تجنب مختمف تكتالت واالتفاقات.
اإلشكالية:
ىل النصوص القانونية الموضوعة من طرف المشرع الجزائري كفيمة لمتصدي ليذه
الظاىرة؟
وتتفرع عن ىذه اإلشكالية الرئيسية أسئمة فرعية تساىم في الدراسة وىي:
-ما ىو اإلطار القانوني لجريمة تكوين جمعيات األشرار والمساعدة عمييا؟
-ما ىي الوسائل القانونية التي وضعيا المشرع الجزائري لمكافحة ىذه الظاىرة؟ وىل ىذه
الوسائل كافية أم ال؟
-5منهجية الدراسة:
موضوع تكوين جمعيات أشرار والمساعدة عمييا ىو موضوع متعدد األبعاد والمتغيرات في
القوانين المحمية والدولية ،لذلك من الصعب دراستو لمنيج واحد ،لذلك تمت االستعانة بالمناىج
التالية:
-المنيج التحميمي الوصفي :القائم عمى تحميل ىذه الظاىرة ومعرفة أسباب ودواعي انتشارىا
وكيفية محاربتيا من خالل الوسائل التي وضعيا المشرع الجزائري والتصدي ليا والقضاء عمييا
أو عمى األقل التخفيف من حدتيا.
-6الدراسات السابقة:
نجد دراسة أحسن بوسقيعة من خالل إصدار الوجيز في القانون الجزائي الخاص الجزء
األول ،أنو تطرق إلى جريمة جمعية األشرار من خالل الفصل الرابع فتطرق إلى طبيعة ىاتو
الجريمة واألركان المكونة ليا من ركن مادي ،ومعنوي ،ومختمف العقوبات المقررة ليا قانونا
بالنسبة لمعقوبات المقررة لمشخص الطبيعي والشخص المعنوي.
8
-ما يميز هاته الدراسة أنياتو الدراسة تتناول األحكام المختمفة المتعمقة بالجريمة من حيث
مفيوم جريمة تكوين جمعية األشرار وكما تسمى في بعض القوانين (جريمة االتفاق الجنائي،
والجدل الفقيي القائم حوليا وأركان الجريمة من الركن المادي والمعنوي والعقوبات المقررة ليا.
-8صعوبات هاته الدراسة:
تتمثل الصعوبات التي واجيتني في معالجة ىذا الموضوع في:
-قمة المراجع التي تتطرق بالدراسة لموضوع جريمة تكوين جمعيات األشرار.
-قمة االجتيادات القضائية المتعمقة بيذه الجريمة وصعوبة الحصول عمييا.
ولإلجابة عمى ىذه اإلشكالية واألسئمة الفرعية قمنا بتقسيم البحث إلى فصمين ،تضمن األول
اإلطار المفاىيمي لجريمة تكوين جمعيات األشرار والمساعدة عمييا ،وىذا الفصل قد تم تقسيمو
إلى مبحثين :األول جاء بعنوان تكوين جمعيات األشرار والثاني أركان ىذه الجريمة.
أما الفصل الثاني جاء بعنوان الوسائل القانونية لمكافحة ىذه الجريمة ،والذي تم تقسيمو
إلى مبحثين تضمن األول اآلليات التي عاقب عمييا قانون العقوبات الجزائري التي تدخل في
ارتكاب ىذه الجريمة من خالل المبادئ العامة لقانون العقوبات ،أما الثاني جاء بعنوان
الجزاءات المقررة قانونا لمحاربة ىذه الجريمة ،وبعض أشكال جمعيات األشرار في القانون
الجزائي الجزائري.
9
الفصل ألاول:
ثكوين جمعيات ألاشرار
المبحث األول :تجريم فعل تكوين جمعيات األشرار.
المطمب األول :تاريخ تجريم تكوين جمعيات األشرار.
المطمب الثاني :الجدل الفقهي حول تجريم تكوين
جمعيات األشرار.
المبحث الثاني :أركان جريمة تكوين جمعيات األشرار
المطمب األول :الركن المادي {الجمعية أو االتفاق}
المطمب الثاني :الركن المعنوي {غرض الجمعية أو
االتفاق}
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تكوين جمعيات األشرار
-1فريد الزعبي ،الموسوعة الجزائرية –الجرائـ الواقعة عمى أمف الدولة الداخمي-دار صادر ،بيروت ،المجمد العاشر ،ص.180
11
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تكوين جمعيات األشرار
السفاحو وسفاكو الدماء الذيف كانوا يعيشوف مف محصالت اعتداءاتيـ وجرائميـ فنزحوا باآلالؼ
نحو المناطؽ البعيدة والمقاطعات الغنية يزرعوف الرعب ويقتموف األبرياء ويسمبوف ويشعموف
النار في المزارع بعد االستيالء عمييا ،مما أدى إلى صدور القانوف الجنائي ،الذي يؤكد ضرورة
معاقبة رجاؿ العصابات المسمحة التي توجب المدف والقرى مما أدى إلى اختفاء تمؾ الجماعات
والعصابات فو ار ونيائيا.
غير أنو لـ يطؿ الوقت كثي ار ظيرت في البمد الفرنسي شكؿ آخر مف العصابات التي
تشكمت عمى طريقة الجماعات الشريرة بدوف تنظيـ حيث تقدـ عمى التعذيب والتقتيؿ والنيب
والتخريب ،مما أدى إلى محاولة معاقبة ىذه الجماعات في ميدىا وقمعيا بمجرد تنظيـ جماعة
مثؿ ىذا النوع حتى ولو لـ تكف منظمة كفاية فبمجرد العقد الجرمي البسيط بيف بعض
األشخاص بغاية ارتكاب الجنايات عمى الناس واألمواؿ.1
مما نتج عنو جعؿ سموؾ أو فعؿ تكويف جماعات األشرار أو االتفاؽ الجنائي كما تسمى في
بعض التشريعات جريمة مستقمة قائمة بحد ذاتيا ،بغض النظر عمى ارتكاب الجنايات أـ ال.
حيث يشيد العالـ اليوـ تزايد كبير وواضحا وتكاث ار في ظيور جماعات األشرار
والعصابات المسمحة والمجيزة تجيي از فنيا حديثا كامال ،وقد تنوعت ىذه الجماعات والعصابات
مف حيث الحجـ والتمويؿ والتسميح ،وكذلؾ مف حيث األىداؼ فتوسعت أىدافيا إلى غاية
ارتكاب الجرائـ السياسية ألسباب تحت ستار قومي أو ديني.2
الفرع األول :تجريم تكوين جمعيات األشرار في بعض القوانين األجنبية
الواليات المتحدة األمريكية وبعض الدوؿ األوروبية كفرنسا وايطاليا وبمجيكا إلى أف أحد
الفوضوييف يدعي فاليانت ''ألقى سنة 1893قنبمة في مجمس النواب الفرنسي أثناء انعقاده،
فكانت ىذه الحادثة سببا في تعديؿ القانوف الفرنسي بتشريع صدر في 28ديسمبر 1893
يعاقب بمقتضاه عمى جريمة االتفاؽ الجنائي ،وىذا التشريع ىو أصؿ التشريع المصري ـ 47
مكرر ؽ .ع قديمة والمادة 48قانوف العقوبات الحالي ،وقد سميت ىذه التعديالت في القوانيف
األجنبية بالقوانيف الخبيثة أو سيئة السمعة ،أطمؽ عمييا الفوضوييف ،ىذه التسمية ألنيا خبيثة
بالنسبة ليـ.
أما في مصر فيرجع سبب النص عميو 47مكرر ؽ .ع عمى جريمة االتفاؽ الجنائي
إلى جناية الورداني في اغتياؿ بطرس باشا غالي في 02نوفمبر ،1910فالشارع المصري
عندما وضع ـ 47ؽ .ج مكرر ،وتقابؿ ـ 48ؽ .ع الحالة المحكوـ بعدـ دستوريتيا ،كاف
الباعث لو عمى ذلؾ جريمة سياسية فردية وىو اغتياؿ بطرس باشا وبالتالي نالحظ أنو ال أثر
لالتفاؽ الجنائي مف أي نوع.
حيث وصؼ ىذا بعض الفقياء في ىذه الجريمة عمى أنيا مف الجرائـ االستثنائية الغريبة
التي يعاقب عمييا القانوف عمى مجرد التصميـ أو النية واف لـ يترتب عمى ذلؾ أية نتيجة.1
الفرع الثاني :تجريم تكوين جمعيات األشرار في التشريع الجزائري
نص عمييا المشرع الجزائري في الفصؿ السادس بعنواف الجنايات والجنح ضد األمف
العمومي في القسـ األوؿ بعنواف جمعيات األشرار ومساعدة المجرميف في ـ 177-176مكرر
1مف ؽ .ع العقوبات الجزائري المعدلة بالقانوف رقـ 15-04المؤرخ في 10نوفمبر 2004
كالتالي ''كؿ جمعية أو اتفاؽ ميما كانت مدتو وعدد أعضائو تشكؿ أو تؤلؼ بغرض اإلعداد
لجناية أو أكثر معاقب عمييا بخمس سنوات حبس عمى األقؿ ضد األشخاص أو األمالؾ تكوف
جمعية أشرار ،وتقوـ ىذه الجريمة بمجرد التصميـ المشترؾ عمى القياـ بالفعؿ''.2
-المالحظات الواردة عمى النصوص القانونية 677-671مكرر 6
-ـ 176ؽ .ع :نص المشرع عمى الجنايات والجنح المرتكبة مف طرؼ جمعيات األشرار
بخالؼ النص القديـ الذي ينص عمى الجنايات فقط.
-ـ 177ؽ .ع :نص فييا المشرع عمى عقوبة االشتراؾ في الجمعية بغرض اإلعداد لجناية
والنص عمى عقوبة اإلعداد الرتكاب الجنح ،والنص كذلؾ عمى عقوبة المنظـ ومف يباشر
القيادة.
-ـ 177مكرر ؽ .ع :ثـ استحداثيا والنص فييا عمى االشتراؾ في جمعية األشرار.
-1رابح لطفي جمعة ،حوؿ عدة دستورية جريمة االتفاؽ الجنائي 30 ،يونيو ،2001اطمع عميو بتاريخ،2016/10/10 :
./2001/6/30/UPIN7.HTMwww.ahram.org.eg/archie
-2قانوف العقوبات رقـ ،23-06المؤرخ في 20ديسمبر ،2006المتضمف النص الكامؿ لقانوف العقوبات وتعديالتو.
11
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تكوين جمعيات األشرار
-ـ 177مكرر 1ؽ .ع تـ استحداثيا والنص فييا عمى المسؤولية الجزائية لمشخص المعنوي
والعقوبات المقررة لو.
-كما نالحظ استبعاد المخالفات سواء كانت ضد األشخاص أو ضد األمالؾ.
-نالحظ كذلؾ اتساع مجاؿ تطبيؽ جريمة جمعيات األشرار حيث يكفي العتبار أف ىذه
الجريمة قائمة اإلعداد الرتكاب جناية أو جنحة واحدة.
-كما تضيؼ بقوليا بأف الرأي القائؿ بأف االتفاؽ ليس سموؾ مادي أي انعداـ الركف المادي
لقياـ الجريمة بقوليا ''أف جريمة االتفاؽ يكوف فييا السموؾ واضحا ويتمثؿ في تعبير كؿ مف
الجناة عف إرادتو اآلثمة سواء اتخذ ىذا التعبير صورة القوؿ أو الكتابة أو اإلشارة إذا كانت
واضحة في تحديد اتجاه اإلرادة.1
وعميو فإف المشرع واستثناء مف القواعد العامة لالشت ارؾ ،يجعؿ مف تكويف جمعيات
األشرار أو كما يطمؽ عمييا جريمة االتفاؽ الجنائي جريمة قائمة بذاتيا ،ودوف تحقؽ أي نتيجة
إجرامية سواء وقعت ىذه الجريمة أو لـ تقع وال يزاؿ عمؿ الفاعميف في إطار العزـ والتصميـ ما
داـ عمميـ قد اتخذ مظي ار خارجيا يدؿ عمى خطورة بتيديده المصمحة العامة فيذه النصوص
ىي نصوص استثنائية باستثنائية الجريمة واحتياطية قصد بيا المشرع معالجة بعض األفعاؿ
التي ال تنطوي تحت نص عقابي وتتسـ بخطورة االتفاؽ أو التكويف اإلجرامي الذي اجتاح
المجتمعات بداية بالعصابات التي تتمتع بالخبرة والتطور التكنولوجي وصوال إلى نطاؽ المدارس
ومختمؼ فئات األعمار والجنس ،فإذا ىي جريمة غير واقعية وغالبا ما تقترف بسبؽ اإلصرار
الذي يعتبر ظرؼ يزيد مف حدتيا وخطورتيا.
إذ البد مف الجناة مف حصوؿ التفاىـ والتنسيؽ بيف الجناة ولكف ذلؾ ال يعني وقوعو مجرد
مف ىذه الظروؼ وكثير ما يختمط االتفاؽ مع التحريض والمساعدة وذلؾ لوجود ولوقوع التفاىـ
واالتفاؽ بيف الجناة عمى رسـ خطط معينة نتيجتيا ارتكاب الفعؿ المجرـ ويعدوف وسائؿ تنفيذه
2
بغرض تحقيؽ نتيجتو.
كما يمكف أف يكوف ىذا االتفاؽ مستمر وذلؾ باستمرار وجود تكوينو ،إذ ىو سموؾ ممتد
بامتداد انعقاد وتوافؽ اإل اردات عمى القياـ بالفعؿ المجرـ.
ولكف يكوف المتفقوف محال لممسؤولية الجنائية فال بد مف صدور االتفاؽ عف حرية اإلرادة
المنبعثة مف شخص مدرؾ ومميز كما حددىا القانوف.
فال عبرة باتفاؽ اليازؿ أو المكره أو المجنوف أو صغير السف أي تحت سف التمييز
باإلضافة إلى لزوـ وجود فعؿ لو وجود في ماديات العالـ الخارجي.
أي أف جريمة التكويف أو االتفاؽ تعد مف جرائـ الحدث التي ال تتطمب نتيجة ويكفي
لوجودىا نشاط إجرامي مثؿ عدـ حضور الشاىد رغـ تبميغو فالمتفؽ يسأؿ باعتبار عممو غير
مشروع بخالؼ االتفاؽ.1
كما إف المشرع الجزائري ال يعاقب عمى جمعية األشرار التي تستيدؼ ارتكاب الجنايات
والجنح ضد األسرة واآلداب العامة وال تمؾ التي تستيدؼ ارتكاب الجرائـ ضد الشيء العمومي
وجرائـ الغش في بيع السمع والتدليس في المواد الغذائية والطبية ،كما ال يعاقب عمى جمعية
األشرار التي تستيدؼ ارتكاب جنايات أو جنح ضد أمف الدولة بما فييا الجرائـ الموصوفة
باألفعاؿ اإلرىابية أو التخريبية وكذلؾ التي تستيدؼ ارتكاب جنايات أو الجنح المتعمقة
بالمخدرات أو المؤثرات العقمية مما أدى بالمشرع إلى تخصص الجرائـ المذكورة بأحكاـ مميزة
تجرـ فييا جمعية األشرار ومف ىذا القبيؿ ما نصت عميو ـ 87مكرر 3ؽ .ع بالنسبة لمجرائـ
الموصوفة بأفعاؿ إرىابية أو تخريبية وما نصت عميو ـ 17الفقرة األخيرة مف ؽ
2004/12/25المتعمؽ بالوقاية مف المخدرات والمؤثرات العقمية وقمعيا بالنسبة لمجنايات
والجنح المتعمقة بالمخدرات والمؤثرات العقمية.
ويشمؿ التجريـ عندما ينطبؽ األمر باإلعداد الرتكاب جنايات كال الجنايات ضد
األشخاص أو األمالؾ بدوف تمييز وال إقصاء في حيف حصر المشرع جمعية األشرار عندما
يتعمؽ األمر باإلعداد الرتكاب الجنح والجنايات التي عقوبتيا أقؿ مف 5سنوات كما ىو الحاؿ
بالنسبة لبعض الجرائـ ضد األشخاص منيا التيديد الكتابي بدوف أمر وال شرط ـ 285ؽ .ع.
والتيديد الشفوي ـ 286ؽ .ع كما ىو الحاؿ أيضا بالنسبة لبعض الجرائـ ضد األمالؾ منيا
استيالء الشريؾ في الميراث بطريؽ الغش عمى اإلرث 363ؽ .ع وخيانة األمانة 376ؽ .ع
-1حسف حسيف جواد الحميري ،االتفاؽ جريمة مستقمة ،legal.netwww.Oman،اطمع عميو بتاريخ.2016/08/10 :
11
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تكوين جمعيات األشرار
ويترتب عف استغالؿ جريمة جمعية األشرار عف الجرائـ التي ثـ اإلعداد ليا أو تـ تحقيقيا أنو
مف الجائز أف يعاقب عمى أفعاؿ تفمت مف العقاب إف ارتكبيا شخص بمفرده ،كما ىو الحاؿ
بالنسبة لمتحضير لجناية أو جنحة التي ال يعاقب عمييا بعنواف المحاولة قبؿ البدء في التنفيذ
وكذا في حالة العدوؿ االختياري كما قضى في فرنسا بتطبيؽ جريمة جمعية األشرار عمى
مساجيف حاولوا اليروب مف السجف ولكنيـ لـ يبدؤوا بعد في التنفيذ مما يجعؿ متابعتيـ مف
1
أجؿ الشروع في اليروب أم ار مستبعدا.
المطمب الثاني :الجدل الفقهي حول تجريم جمعيات األشرار
تعد مسألة جريمة تكويف جمعيات األشرار أو ما يسمى باالتفاؽ الجنائي مف المسائؿ
المختمؼ فييا في الفقو الجنائي ،الحديث حيث انقسـ الفقو حوؿ ىذه المسألة إلى اتجاىيف ىما:
الفرع األول :االتجاه المؤيد
الفريؽ األوؿ :يرى بأف االتفاؽ الجنائي سموؾ مادي مجرـ يجب المعاقبة عميو وىو ما
سار عميو القانوف المصري ـ 48ؽ .األصمي المصري والقانوف الجزائري 176ؽ .ع .ج
وحججيـ في ذلؾ.
رأي الدكتورة فوزية عبد الستار أستاذة القانوف الدستوري ورئيسة المجنة التشريعية لمجمس
الشعب سابقا .عمى أف المادة 48ؽ .ع المصري التي تنفي عمى جريمة االتفاؽ الجنائي مف
أىـ المواد التي تسيـ في الحد مف الظاىرة اإلجرامية ومواجية الحمقة األولى في سمسمة الجرائـ
التي يقدـ عمييا بعض الجناة دوف رادع مف خمؽ أو ديف ،حيث اعتبرت ىذه المادة خط الدفاع
األوؿ الذي يواجو المجرـ عند ارتكابو لجريمتو األولى قبؿ أف يتجاوز بإجرامو إلى جريمة أخرى
تكوف بمثابة اليدؼ لسموكو أو وسيمة لبموغ ىدؼ معيف مشروع أو غير مشروع.
باإلضافة إلى أف جريمة االتفاؽ تقوـ عمى ركنيف واضحيف المادي وىو السموؾ
اإلجرامي الذي يتمثؿ في االتفاؽ بيف شخصيف أو أكثر ،إذا كاف منصبا عمى موضوع معيف
2
ىو ارتكاب جناية أو جنحة أو األعماؿ المجيزة أو المسيمة الرتكابيا.
-1أحسف بوسقيعة ،الوجيز في القانوف الجزائي الخاص ،ج ،1ط ،14دار ىومة لمطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر،2012 ،
ص.483 ،482 ،481
-2بحث ودراسة حوؿ اآلثار القانونية لعدـ دستورية االتفاؽ الجنائي ،www.mohamah.net ،أطمع عميو في 10مارس
.2016
11
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تكوين جمعيات األشرار
أما الثاني فيو اإلرادة اآلثمة أي القصد الجنائي وىو اتجاه اإلرادة إلى اتفاؽ بحقيقتو كما
تضيؼ بقوليا أف مف المسمـ بو أف الجريمة ال تقوـ بغير سموؾ إجرامي وأف القانوف ال يعاقب
عمى مجرد النيات وجريمة االتفاؽ يكوف السموؾ فييا واضحا ومحددا وىو يتمثؿ في تعبير كؿ
مف الجناة عف اإلرادة اآلثمة سواء اتخذ ىذا التعبير صورة القوؿ والكتابة أو اإلشارة ،إذا كانت
واضحة في تحديد اتجاه اإلرادة والتعبير عف اإلرادة لو أىمية كبيرة حيث يعتد بو المشرع في
كثير مف الحاالت في المجاؿ الجنائي وىو صورة لمسموؾ اإلجرامي لجريمة القذؼ والسب
وافشاء األسرار والبالغ الكاذب.
وفي المجاؿ المدني يتـ بو العقد الذي يتولد عنو العديد مف االلتزاـ وفي مجاؿ األحواؿ
الشخصية يقوـ عقد الزواج عمى تعبير يصدر عف كؿ مف العاقديف عف إرادتو في صورة
اإليجاب والقبوؿ ومف ثـ فالركف المادي في جريمة االتفاؽ الجنائي قائـ وواضح ومحدد.
كما تؤكد كذلؾ أف خطة المشرع في تجريـ االتفاؽ ليست غريبة ذلؾ أف المشرع يعاقب
عمى االتفاؽ كوسيمة مف وسائؿ االشتراؾ إذا وقعت الجريمة ،وأما القوؿ بأف األعماؿ المجيزة
أ و المسيمة الرتكاب الجريمة التي قد تكوف موضوع لالتفاؽ غير محددة ،فيو أمر ال يناؿ مف
التحديد القانوني لمجريمة إصالحا ألف ىذه األعماؿ ليست ىي الركف المادي لمجريمة وانما ىي
موضوع الجريمة ومف المستحيؿ عمى المشرع أف يحدد موضوع كؿ جريمة تحديدا دقيقا وعمى
سبيؿ الحصر وانما يترؾ ذلؾ لمفقو ـ 40ؽ .ع المصري يعتبر شريكا مف ساعد الفاعؿ عمى
األعماؿ المجيزة أو المسيمة أو المتممة الرتكاب الجريمة.
واذا كانت جريمة االتفاؽ جريمة تقوـ عمى ركنيف مادي ومعنوي وتوقع العقوبة عمى
مرتكب ىذه الجريمة فإف العقوبة ىنا شخصية ألنيا توقع عمى مرتكب الفعؿ دوف غيره والمادة
41مف الدستور المصري تحمي الحرية الشخصية ومنيا حرية التعبير ولكف المشرع الدستوري
أجاز في ذات المادة لتقييد ىذه الحرية الشخصية إذا اقتضت ذلؾ صيانتو مف المجتمع ال شكؿ
مف دواعي صيانتو فال شؾ مف دواعي صيانة أمف المجتمع تجريـ االتفاؽ الذي يمثؿ خطورة
إجرامية ،ويمثؿ حمقة مف حمقات العدواف عمى الحقوؽ التي يحمييا قانوف العقوبات والدستور
1
وىي الحؽ في الحياة والحرية والممكية وحرمة الحياة الخاصة.
-1بحث ودراسة حوؿ اآلثار القانونية لعدـ دستورية االتفاؽ الجنائي ،www.mohamah.net ،أطمع عميو بتاريخ 10 :مارس
.2016
11
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تكوين جمعيات األشرار
رأي المست شار عبد السميع شرؼ الديف رئيس المحكمة أمف الدولة العميا إف ىناؾ
خطورة كبيرة بإلغاء نص كاف بحاؿ بو مف يرتكبوف ويخططوف لجرائـ تمس أمف الدولة في
الداخؿ أو في الخارج ومثؿ ىذه المادة ليا أىمية لمساعدة الجيات المختمفة في مواجية الجرائـ
التي تضر لمصمحة البالد وربما يمفت كثيروف ممف كاف يطوليـ نص المادة فالذيف يخططوف
ال ي ظيروف عمى السطح واألدوات المستخدمة في التنفيذ لمثؿ ىذه الجرائـ والمتيموف تتـ
محاكمتيـ طبقا لالتفاؽ الجنائي والمحكمة رأت أف مف يفكر في ارتكاب جريمة غير مؤثـ
مادامت ظمت الفكرة في وجدانو وتكوف الجريمة األشد عند االتفاؽ عند تنفيذ الجريمة الجنائية.
الفرع الثاني :االتجاه المعارض
االتجاه الثاني :الذي يرى بأف االتفاؽ الجنائي ليست سموكا ماديا إجراميا ال يجوز فرض
عقوبة عميو وحجة في ذلؾ:
-األستاذ سامح عاشور المحامي ونقيب المحامي الذي يمقي التنقيب عمى تاريخ وضع المادة
48ؽ .ع المصري التي نشأت بشكؿ استثنائي وفي ظروؼ استحدثت بعد حادث مقتؿ
رئيس مجمس النظارة عاـ 1910حينما قدـ المتيـ ومعو عدد مف المتيميف فقرر قاض
اإلحالة إحالة واحد فقط عف المتيميف وترؾ الباقي لعدـ وجود أركاف لمجريمة رغـ اتفاقيـ
جميعا عمى ارتكاب الجريمة.
ومف ىنا اضطر المشرع إلى إضافة المادة رقـ 47مكرر ؽ.ع التي تعد أصؿ المادة 48ؽ.ع
المعاقبة كؿ مف اتفؽ أو حرض عمى الجريمة وطبقا ليذا المناخ االستثنائي قاـ بمعالجة
استثنائية وىو الذي أدخمنا في دائرة األماف في تحديد الركف المادي ومحاسبة المتيميف عمى
نوايا آخريف.
-كما أف المحكمة الدستورية رأت إلغاء ىذه المادة ألنو ال يصح أف يكوف ىناؾ نص عقمي
عمى غير ركف مادي واضح ومحدد وال جريمة تغير فعؿ أو ترؾ فعؿ وبالتالي مف الصعب
ضبط الركف المادي األمر الذي اضطر المحكمة إلى إلغاء ىذه المادة بما تتفؽ مع المشروعية
والتوجو إلى حماية حقوؽ الناس بأمور محددة وقائمة عمى وجود حقيقي.
1
-الدكتور محمد المريغي أستاذ القانوف الدستوري بجامعة عيف شمس.
1
.بحث ودراسة حوؿ اآلثار القانونية لعدـ دستورية االتفاؽ الجنائي www.mohamah.net ،اطمع عميو بتاريخ:
.2016/03/10
11
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تكوين جمعيات األشرار
-يترتب عمى ىذا النص عدـ دستوريتو ويصبح معو منعدما بأثر رجعي ويترتب عميو براءة
المتيميف واإلفراج عنيـ فو ار لما استقر عميو القانوف ال عقوبة إال بنص.
-األستاذ رجائي عطية إف الحكـ بعد دستورية ىذا النص يمثؿ صفحة جديدة ومجيدة ضمف
صفحات المحكمة الدستورية العميا ألنو حسـ خالفا قديما بعد أف وجيت انتقادات كثيرة عمى
مدى عشرات السنيف لنص ـ 48ؽ .العقوبات األىمي والتي تقابميا ـ 47مكرر مف مكنوف
العقوبات األىمي والتي كانت تدخؿ (خطر) في جرائـ الخطر حيث تمثؿ شرودا غير مقبوؿ
عف سياسة المشرع في التجريـ والعقاب وكانت حجتيا فيما كاف سابقو قديمة 1910واستند
بعدـ دستورية ىذه المادة 41و 66و 67مف الدستور المصري فالقوانيف ال تعاقب إال عمى
األفعاؿ وال تعاقب عمى النيات والقوؿ بغير ذلؾ يعرض المجتمع لمخطر ،فالمصمحة الظاىرة أف
يعدؿ المفكر عف تفكيره اتقاء وتجنب العقاب فإذ عرؼ أف العقاب سيسمط عميو سينتقؿ إلى
حيز التنفيذ فكأننا نحثو عمى أال يعدؿ عمى ما يفكر فيو.
-إف القانوف ال يعاقب إال عمى األفعاؿ وال يعاقب عمى النيات مادامت لـ تتبمور إلى أفعاؿ
وىو المستفاد مف نص ـ 66مف الدستور المصري ألف القاعدة الدستورية تشترط في التجريـ
أف ينصرؼ إلى فعؿ .ومف المبادئ الدستورية كذلؾ أف تكوف درجة اليقيف أساسا لتنظيـ أحكاـ
القانوف في المسائؿ الجنائية وتكوف األفعاؿ محددة بصورة قاطعة ال يشوبيا اإلبياـ وال تجييؿ
1
وال غموض وال تعميـ وال اتساع فضفاضي في تحديد المعنى.
-وخالصة ىذا الجدؿ الفقيي الذي يثري وينير رجاؿ القضاء والجيات المختصة باف يضعوا
نصب أعينيـ الحريات العامة لممواطنيف بيدؼ عدـ خروج القانوف وقواعده الذي ىو الركيزة
األساسية لحماية الفرد والمجتمع مف بيف المبادئ األساسية لمدستور.
.1بحث ودراسة حوؿ اآلثار القانونية لعدـ دستورية االتفاؽ الجنائي www.mohamah.net ،اطمع عميو بتاريخ:
.2016/03/10
11
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تكوين جمعيات األشرار
-1المقدـ آتور ،إبراىيـ محمود الميبيدي ،المساىمة الجنائية في الجرائـ أمف الدولة ،www.police.mc.gou.bh ،أطمع عميو
بتاريخ 30 :مارس .2015
12
الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تكوين جمعيات األشرار
العدة عمى وجو ال يتوقع أف يتـ عدوؿ المتفقيف عمى ذلؾ وىذا ما يقابمو ـ 176ؽ .ع .ج
بقوليا ''وتقوـ ىذه الجريمة بمجرد التصميـ المشترؾ عمى القياـ بالفعؿ''.
ويرجع المحكمة استنباط واستخالص ىذا االتفاؽ مف خالؿ األعماؿ المادية اإلعدادية
والتمييدية والتحضيرية التي قاـ بيا بمجرد ثبوت قياـ الجمعية وثبوت والتأكد مف أىدافيا
الجرمية مف خالؿ إتباع خطة معينة.1
المالحظات الواردة عمى الركن المادي لهذه الجريمة
إف جريمة تكويف جمعيات األشرار أو كما يطمؽ عمييا تسمية جريمة االتفاؽ الجنائي ال
يتصور فييا الشروع وذلؾ ألف االتفاؽ حالة نفسية تتـ بتالقي اإلرادات وال تحتمؿ بداية ونياية
ىذه الجريمة إما أف تقع أو ال تقع وال يحتمؿ فييا بدء في التنفيذ كما يذىب في ذلؾ غالبة
الفقو ،وبالتالي فيي مف الجرائـ الشكمية* ،2أي (جرائـ الخطر).
إف جريمة تكويف جمعيات األشرار تنعقد وتقوـ بمجرد االتفاؽ عمى ارتكاب جناية أو جنحا
وبالتالي فالعدوؿ بعد ىذا ال يعفى مف العقوبة ألف الركف المادي ليذه الجريمة قد اكتمؿ وليس
ىناؾ تعارض بيف جريمة االتفاؽ الجنائي واالتفاؽ كصورة مف صور االشتراؾ الختالؼ مجاؿ
تطبيؽ كؿ منيما فالمساىموف باالتفاؽ ال يعتبروف شركاء إال أنو إذا وقعت الجريمة محؿ
االتفاؽ سواء وقعت بشكؿ تاـ أو بشكؿ شروع فييا وذلؾ بخالؼ االتفاؽ الجنائي الذي يتوافر
3
بمجرد االنعقاد سواء وقعت الجريمة أو لـ تقع.
وبالعودة إلى أف االتفاؽ القائـ بيف مجموعة مف الجنات في جريمة االتفاؽ الجنائي مف
خالؿ أعماؿ مادية تحضيرية واعدادية تضمنيا المشرع الجزائري في نص المادة 42مف قانوف
العقوبات الجزائري والمادة 41مف قانوف العقوبات الجزائري التي تنص عمى التحريض كفاعؿ
أصمي.
عدة تطابقات لألفعاؿ المادية المجسدة لمتحضير وىكذا أقصى بأف تجسيد االتفاؽ قد يتمثؿ في
اكتشاؼ مركبة تحوي أسمحة وأقنعة وقفازات الجراح ولوحات ترقيـ سيارات.
.2يجب أف يكوف غرض الجمعية أو االتفاؽ ارتكاب جناية أو أكثر أو جنحة أو أكثر معاقب
عمييا بػ 5سنوات حبس عمى األقؿ ضد األشخاص أو األمالؾ.
-حصر المشرع الجزائري جمعية األشرار المعاقب عمييا ،ىي تمؾ التي تستيدؼ ارتكاب
جنايات أو جنح ضد األشخاص أو األمالؾ ،وىي الجرائـ المنصوص عمييا في الجزء الثاني
مف ؽ .ع في الكتاب الثالث الباب الثاني منو.
-ومف قبيؿ الجرائـ ضد األشخاص جرائـ العنؼ العمد كالقتؿ ،التعذيب ،أو الضرب والجرح
العمد والتيديد وجرائـ االعتداء عمى الشرؼ واعتبار األشخاص.
-ومف قبيؿ الجرائـ ضد األمالؾ السرقات والنصب واصدار شيؾ بدوف رصيد وخيانة األمانة
واإلفالس والتعدي عمى األمالؾ العقارية أو اإلخفاء وتبييض األمواؿ والمساس بالمعالجة اآللية
لممعطيات.1
أوال :عناصر الركن المعنوي
/6العمم :ىو عبارة عف حالة ذىنية أو حد مف الوعي الذي يسبؽ اإلرادة فيو بذلؾ عبارة عف
البوتقة التي تنصب فييا اإلرادة وترسـ حدودىا لتحديد النتيجة المبتغاة ومختمؼ عناصره الواقعة
اإلجرامية التي يمزـ اإلحاطة والعمـ بيا ،فيي كؿ ما يتطمبو المشرع إلعطاء الواقعة
وصفيا القانوني وغيرىا مف الوقائع اإلجرامية األخرى ،وأيضا عف الوقائع المشروعة ،ومعنى
ذلؾ أف الجاني نسجت لديو أركاف الجريمة وقد أحاط بيا بطريقة متسمسمة تسيؿ عميو التنفيذ
والبدء فيو ،وفي حالة الغضب أو الجيؿ ينتيي بذلؾ شرط العمـ ،ألف األصؿ أف يحيط الجاني
بكؿ الوقائ ع الجرمية التي يتطمبيا القانوف ،ومنو فالعمـ في ىاتو الجريمة ىو العمـ بأف االشتراؾ
في ىذا االتفاؽ مع اآلخريف عمى ارتكاب جناية سواء كاف االتفاؽ مكتوبا أو شفويا بحيث نعرؼ
أف الغاية مف ىذا االتفاؽ ىو القياـ بجيد مشترؾ ىو ارتكاب الجنايات ضد األشخاص
2
واألمالؾ.
/2اإلرادة :ومعناىا توجو إرادة الجاني إلى تنفيذ الفعؿ الجرمي باعتبار أف اإلرادة ىي عبارة
عف ىاجس نفسي يدفع صاحبيا إلى تصرفات تمميو عميو طبيعة الموقؼ والحالة التي ىو فييا،
فيي نشاط ناتج عف وعي وادراؾ بيدؼ بموغ ىدؼ معيف ،وفي حالة توجو ىذه اإلرادة التي ال
تشوبيا شائبة فيي مدركة ومميزة عف عمـ لتحقيؽ الواقع اإلجرامية حيث تتجسد عمى السموؾ
المادي لمجريمة وتوجيو نحو تحقيؽ النتيجة وبالتالي قياـ القصد الجنائي في الجرائـ.
فمإلرادة أىمية قصوى في نطاؽ القانوف الجنائي ،فالقانوف يعنى باألعماؿ اإلرادية فإذا
تجرد فعؿ اإلنساف مف اإلرادة فال يعتد بيا ولو أصاب المجتمع بأفدح الخسائر ،واإلرادة في
ىاتو الجريمة يقصد بيا اإلرادة المتجية إلى االشتراؾ في االتفاؽ أو الجمعية بحيث تكوف ىذه
اإلدارة حرة سميمة ال يعترييا لبس وال يشوبيا مانع بحيث يكوف العمـ واإلرادة المؤلفاف لمركف
1
المعنوي.
متجييف نحو ارتكاب أكثر مف جناية إذ ال يكفي لتوافر ىذا الركف عمى ارتكاب جريمة عمى
ماؿ معيف أو عمى شخص محدد بذاتو بؿ تتوفر تصور (غير المحدد) المنتفعيف عمى ارتكاب
الجرائـ ضد األشخاص واألمالؾ.2
ومنو نالحظ أف ىناؾ عالقة متالزمة فإذا توافرت اإلرادة والعمـ الشامؿ ألركاف الجريمة
توافر القصد الجنائي ،وفي حالة تعدد الجناة وجب توافر ىذيف العنصريف لدى كؿ جاني العمـ
الكافي بكؿ الماديات واألفعاؿ التي يرتكبيا المساىموف معو في الجريمة ،وعمى اتجاه إرادتو إلى
3
ىاتو األفعاؿ وتحقيؽ النتيجة.
لكؿ جريمة تـ النص عمييا في قانوف العقوبات الجنائي تقوـ عمي ركنيف أساسييف ىما
الركف المادي والركف المعنوي ،الذي يظير مف خالؿ الجمعية أو االتفاؽ ،الذي يكوف بيف أْكثر
مف شخصيف ،وأشكاؿ ىذا االتفاؽ يكوف بالقوؿ ،أو الكتابة ،أو اإلشارة أو اإليحاء ،أما الركف
المعنوي أساسو اإلرادة اآلثمة التي ىي حمقة الوصؿ بيف الجريمة كواقعة مادية التي ليا كياف
خارجي وبيف الشخص المجرـ الذي صدر عنو ،والذي يعتبره القانوف مسؤوؿ عف الجريمة
أماـ القانوف ،أما الركف المعنوي فيو يقوـ عمي عنصريف ىما :العمـ بأْف الفعؿ مجرـ قانونا ،مع
اتجاه اإلرادة إلي تنفيذ ىذا الفعؿ.
11
الفصل الثاني:
الوسائل القانونية ملكافحة ظاهرة
ثكوين جمعيات ألاشرار واملساعدة
عليها.
المبحث األول :اآلليات المجرمة قانونا لمواجهة (ج ت ج أ) في
المبادئ العامة لقانون العقوبات
المطمب األول :ماهية التحريض
المطمب الثاني :آلية تجريم تقديم المساعدة
المبحث الثاني :الجزاءات المقررة لجريمة تكوين جمعيات
األشرار
المطمب األول :العقوبات المقررة لمشخص الطبيعي
المطمب الثاني :العقوبات المقررة لمشخص المعنوي وبعض
أشكال جمعيات األشرار.
الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الوسائل القانونية لمكافحة ظاهرة تكوين جمعيات األشرار
تعتبر الجريمة مف أىـ المصطمحات القانونية األكثر شيوعا والمثيرة لمجدؿ في وسط
الفقياء ورجاؿ القانوف فنجد كؿ واحد منيـ يعرفيا حسب منظوره الخاص واتجاىو ولكف
التعريؼ الشامؿ أنيا عبارة عف إتياف أو امتناع عف أفعاؿ يحظرىا القانوف ويقرر عقوبة
لمرتكبييا.
وفي كؿ األحواؿ تتعدد اآلراء الفقيية حوؿ وضع معيف يتناسب مع الجريمة فاف ىذه
األخيرة قد تقع بفعؿ شخص واحد فيكوف فاعال ماديا ليا أو بأفعاؿ أشخاص متعدديف يشتركوف
في إبراز عناصرىا إلى حيز الوجود المادي ليا أو يساىموف في تنفيذىا فيطمؽ عمييـ مصطمح
الشركاء فقد نكوف ىذه المشاركة بدوف اتفاؽ أو وجود اتفاؽ مسبؽ.
فالتشريعات الحديثة الجنائية ونظ ار لمختمؼ التوصيات والمؤشرات الدولية في مختمؼ
العموـ الجنائية واالجتماعية تجرـ كؿ سموؾ يحوي المساس بالمصالح الجوىرية العامة والخاصة
لألفراد وتحديد العقوبة المقررة ليا ومختمؼ التدابير التي توقع عمى مرتكب السموؾ اإلجرامي.
فيذا السموؾ اإلجرامي قد يرتكبو الجاني فيفكر فيو ويعد لو ما يمزمو ثـ يقدـ عمى تنفيذه
وحده ففي ىذه الحالة ال تثار أية مشكمة ماداـ أنو مف يرتكب الجريمة توقع في حقو عقوبة،
لكف قد يحدث أحياف فيقوـ كؿ واحد مف الجناة في تنفيذ جريمة واحدة فيقوـ كؿ واحد منيـ
بدور يساىـ في تحقيؽ النتيجة اإلجرامية.
وليذا فإف المشرع الجزائري في قانوف العقوبات مف خالؿ مبادئو العامة تطرؽ إلى سف
أي سموؾ يساىـ في تحقيؽ النتيجة اإلجرامية سواء قبؿ ارتكابيا مف خالؿ التحريض عمييا أو
خالؿ ارتكاب الجريمة مف خالؿ المساعدة عمييا.
حيث أف المشرع الجزائري في مواده 43-42-41ؽ ع ج ،قدـ معني الشريؾ ومف يدخؿ
في حكـ الشريؾ وليذا فالجرائـ تتعدد أنواعيا وصورىا ،إال أنيا مرآة لصورة واحدة تجسد لنا
المسؤولية الج ازئية والعقوبة بيف مف ساىموا في التجسيد المادي ليا ،فدور مساىمة كؿ فرد
تختمؼ مف شخص ألخر ،فمنيـ مف قاـ بدور رئيسي ومنيـ مف قاـ بدور ثانوي ولكف في
اتحادىـ تتحقؽ النتيجة اإلجرامية.
وبعد ىذا التقديـ نطرح التساؤؿ التالي :كيؼ واجو المشرع الجزائري ظاىرة جريمة تكويف
جمعيات األشرار في مبادئو العامة والخاصة؟
28
الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الوسائل القانونية لمكافحة ظاهرة تكوين جمعيات األشرار
كما أنو ستتـ دراسة الجزاءات القانونية المقررة ليذه الجريمة حسب قانوف العقوبات
الجزائري ،باعتبار ىذه العقوبة األثر القانوني الذي ينتج عف مخالفة السموؾ االجتماعي.
المبحث األول :اآلليات المجرمة لمواجهة جريمة تكوين جمعيات األشرار
المنصوص عميها في المبادئ العامة لقانون العقوبات
تنص المادة 41ؽ ع ج "يعتبر فاعال أصميا كؿ مف ساىـ مساىمة مباشرة في تنفيذ
الجريمة أو حرض عمي ارتكاب الفعؿ" فالفاعؿ األصمي ىو كؿ شخص أتى بفعؿ مجرـ قانونا
بمفرده مع تحقؽ العناصر المادية والمعنوية ليا كاف يقدـ أحدىـ عمي القتؿ أو السرقة ،ففي ىذه
الحالة ال تثور مسألة المساىمة ألف الفاعؿ أقدـ عمى فعمو وحيدا وتحمؿ المسؤولية كاممة.
فالمساىمة تبدأ مع تعدد الجناة في ارتكاب جريمة واحدة حيث يصير في عدة صور كاف
يكوف لمجريمة عدة فاعميف مع شريؾ واحد أو عدة شركاء ،أو أف يكوف لمجريمة عدة فاعميف مع
شريؾ واحد أو عدة شركاء ا واف يقتصر األمر عمي عدة فاعميف لمجريمة دوف شركاء ويتضح
مف خالؿ ذلؾ أف وجود الفاعؿ األصمي أمر ضروري إذ ال يمكف لممساىمة أف تقوـ بدوف
1
فاعؿ.
ففي حالة تعدد الفاعميف الديف ارتكبوا جريمة واحدة أي حالة تعدد الجناة الديف قاموا باألدوار
الرئيسية وارتكاب نفس الجريمة ونفترض أف الجريمة واحدة عمى الرغـ مف تعدد الجناة فييا
حيث تتطمب فكرتيا بموغ المساىـ درجة معينة مف األىمية بحيث يعتبر القائـ بالدور الرئيسي
في الجريمة ،واألصؿ أف المقاربة بيف أفعاؿ الجناة والقوؿ أنيا تمثؿ أىمية أساسية في تنفيذ
الجريمة فينا مسالة الوقائع يجبأف تترؾ لتقدير القاضي الذي حددىا وفقا لمالبسات ولوقائع كؿ
2
جريمة وقدر مساىمة كؿ جاني في ارتكابيا.
وسنتكمـ في ىذا الصدد عف معنى التحريض في ىذه الجريمة ومختمؼ أركانيا سواء
كاف الركف المادي أو المعنوي.
1
-عبد اهلل سميماف ،المرجع السابؽ ،ص .197
2
-محمد نجيب حسني ،شرح قانوف العقوبات الجزائي ،القسـ العاـ ،ط ،1982 ،5ص .424-423 ،369
29
الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الوسائل القانونية لمكافحة ظاهرة تكوين جمعيات األشرار
-1لطفي نصير ،المحرض ىو سبب األساسي في وقوع الجريمة .www.alkhbar-alkalj.com،اطمع عميو بتاريخ:
.2016/10/09
-2سائد رمضاف عبدو ،التحريض عمى الجريمة .www.gp.you.pslgp.joomLa/imedes.ph.p?option=com ،اطمع
عميو بتاريخ.2016/08/03 :
30
الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الوسائل القانونية لمكافحة ظاهرة تكوين جمعيات األشرار
فالمحرض ييدؼ إلى خمؽ فكرة الجريمة لدى الفاعؿ الذي يقدـ عمى تنفيذىا وتشتد
خطورة المحرض إذا كاف الفاعؿ غير مسؤوؿ جنائي أو حسف النية ،وىنا يعتبر المحرض
فاعال معنويا لمجريمة فيستقبؿ بالمسؤولية الجنائية التي ارتكبيا الموجو إليو التحريض أي
المحرض.
أوال :التطور التاريخي لمتحريض
لقد اختمفت النظرة إلى التحريض باختالؼ المراحؿ الزمنية التي مرت بيا التشريعات في
تطورىا المستمر وكذلؾ باختالؼ القيـ واألفكار والنظـ االجتماعية التي كانت سائدة في تمؾ
األزمنة ،فقد عرفيا اليونانيوف القدماء وعاقبوا عمييا إلى درجة اعتبار المحرض كما لو كاف ىو
نفسو الفاعؿ القاتؿ مثال بؿ يقدـ لممحاكمة بوصفو قاتال ،كما عرؼ الروماف قديما ىذه الجريمة
وعاقبوا عمييا فالعبد الذي يرتكب جريمة قتؿ بناءا عمى أمر صادر إليو كاف يعاقب بالعمؿ في
المناجـ حتى أف سيده تنزؿ عميو عقوبة اإلعداـ.
ثانيا :تعريف التحريض
قبؿ التطرؽ إلى تفصيؿ معنى التحريض مف الناحية القانونية ندرج بعض التعاريؼ الفقيية:
-ياسر صالح ىو ''الحث عمى الشيء أو الدفع إليو ...الحظ عمى فعؿ الشيء وتصويره
لممحرض بأنو العمؿ الذي يستحؽ الثناء ...ولمتحريض لو مسالؾ معمومة منيا مثال المخادعة
والوسوسة وغيرىا.
-التحريض ىو كؿ نشاط عمدي ييدؼ صاحبو إلى دفع الشخص أو أشخاص إلى ارتكاب
1
بفعؿ يؤدي إلى وقوع الجريمة.
-التحريض :ىو خمؽ التصميـ عمى ارتكاب الجرائـ لدى شخص آخر بنية دفعو إلى تنفيذىا
أو مجرد محاولة خمؽ التصميـ عنده ،ويعد المحرض كؿ مف شجع أو دفع أو أرىب أو حاوؿ
عمى تشجيع شخص وبأي وسيمة كانت عمى ارتكاب الجريمة.2
-التحريض :ىو حث وحظ ودفع الغير إلى ارتكاب الجريمة ،ويختمؼ عف الييجاف واإلثارة
التي تقوـ عمى استغالؿ العواطؼ والمشاعر وىو يشمؿ كؿ ما مف شأنو التأثير في الشخص
-1لطفي نصير ،المحرض ىو سبب األساسي في وقوع الجريمة .www.alkhbar-alkalj.com،أطمع عميو بتاريخ
14 ، 2016/02/16سا30
-2منتدى الشؤوف القانونية .www.startimes.com ،اطمع عميو بتاريخ.2016/08/01 :
31
الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الوسائل القانونية لمكافحة ظاهرة تكوين جمعيات األشرار
وحممو عمى تصرؼ ما ،ويستوي أف يكوف التحريض خالقا لفكرة الجريمة لدى الغير إذا لـ تكف
موجودة لديو مف قب ؿ ،أو كاف مشجعا أو محبذا أو مروجا أو داعيا لمغير عمى ارتكاب الجريمة
1
إذا كانت فكرة الجريمة موجودة لديو مف قبؿ.
-التحريض ىو حمؿ أو محاولة لحمؿ شخص آخر بأي وسيمة كانت عمى ارتكاب الجريمة،
2
فيو إذا مف يوحي إلى الفاعؿ باقترافيا.
الفرع الثاني :التحريض في قانون العقوبات الجزائري
أوال -معنى التحريض :نص عميو المشرع الجزائري في المادة 41ؽ .ع فاعال أصميا وليس
شريكا منذ تعديمو لقانوف العقوبات الصادر بتاريخ 1982/02/13تحت رقـ .04/82
نص المادة 41ؽ .ع الشطر الثاني ''يعتبر فاعال كؿ مف حرض عمى ارتكاب الفعؿ باليبة أو
الوعد أو التيديد أو إساءة استعماؿ السمطة أو الوالية أو التحاليؿ أو التدليس الجرمي.
معنى التحريض ىو :خمؽ فكرة الجريمة لدى شخص آخر والدفع بو إلى التصميـ عمى
ارتكابيا.
ثانيا :أركان جريمة التحريض:
أ -الركن المادي :ويتجمى مف خالؿ الوسائؿ التالية.
-1الهبة :مثؿ منح المحرض ىدية مادية (ماال) أو عينة (عقار) ويشترط أف تقدـ اليبة قبؿ
ارتكاب الجريمة كي تصمح لمتحريض وليس بعد ارتكابيا ألنيا ستصبح مكافأة.
-2الوعد :وذلؾ بأف تعد المحرض بإعطاء المحرض عند تنفيذ الجريمة شيئا قد يكوف ذا قيمة
مادية أو أداء خدمة معينة.
-3التهديد :أي الضغط عمى إدارة الغير إلقناعو بتنفيذ الجريمة وذلؾ بالقتؿ مثال في حالة
عدـ ارتكابو لمجريمة ،وقد يكوف التيديد معنوي مثؿ نشر صور أو خبر سيء إلى سمعتو.
-4إساءة استعمال السمطة أو الوالية:
-معنى السمطة :قد تكوف سمطة قانونية لسمطة الرئيس عمى المرؤوس في العمؿ ونفس الشيء
بالنسبة لمخادـ.
-معنى الوالية :قد تكوف والية شرعية كوالية الوالي عمى أبنائو القصر.
-1مأموف سالمة ،المحرض الصوري ،مقاؿ في مجمة القانوف واالقتصاد ،العدد ،1986 ،38ص .264
-2سميماف عبد المنعـ ،النظرية العامة لقانوف العقوبات ،كمية الحقوؽ ،جامعة اإلسكندرية ،2000 ،ص .652
32
الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الوسائل القانونية لمكافحة ظاهرة تكوين جمعيات األشرار
-1عبد الرحماف خميفي ،محاضرات في القانوف الجزائي العاـ ،دراسة مقارنة ،دار اليدى ،عيف مميمة ،2012 ،ص،136
.137
-2أحسف بوسقيعة ،المرجع السابؽ ،ص.155
-3عبد الرحماف خميفي ،المرجع نفسو ،ص.155
33
الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الوسائل القانونية لمكافحة ظاهرة تكوين جمعيات األشرار
فكرة الجريمة لدى المنفذ والعزـ والتصميـ عمى ارتكابيا أما تنفيذ الجريمة أو عدـ تنفيذىا فيو
أمر خارج عف نطاؽ المحرض حيث أف جريمة المحرض قائمة ويسأؿ عنيا في ولو لـ يقـ
المنفذ أو المحرض بارتكابيا وتأكيد لذلؾ ما ورد في نص المادة 46ؽ .ع .ج '' إذا لـ ترتكب
الجريمة المزمع ارتكابيا بمجرد امتناع مف كاف ينوي ارتكابيا بإرادتو وحدىا فإف المحرض
يعاقب رغـ ذلؾ بالعقوبات المقررة ليذه الجريمة.
أما إذا قاـ المحرض إلى أحدىـ لتحريضو عمى القياـ بالجريمة فمـ يستجيب لو أي كاف
يرفض المنفذ الفكرة مباشرة فينا نكوف بصدد الشروع في جريمة التحريض ويخضع الشروع في
التحريض إلى األحكاـ العامة التي تحكـ الشروع بوجو عاـ.1
* -المالحظات الواردة عمى جريمة التحريض :كاآلتي:
-التحريض جريمة مستقمة تحد ذاتيا أي يسأؿ المحرض سواء نجح التحريض أـ ال.
-في جريمة التحريض ال جدوى مف عدوؿ المحرض عما حرض عميو.
-تعاقب جريمة التحريض بنفس عقوبة الجريمة التامة التي أراد اقترافيا.
-يعامؿ المحرض كما لو كاف فاعال لمجريمة.
-وما تجدر المالحظة إليو أف مختمؼ التشريعات تعتبر المحرض أسوأ مف وضع الفاعؿ
المجرـ داخؿ ال مجتمع (الغاية) فيو في ىذه الحالة يشبو الفيروس الذي ينخر في أعضاء الجسد
والغاية مف ذلؾ ىو الردع وىدفيا حماية النظاـ العاـ وحماية المجتمع.
حيث أثار قانوف العقوبات الجزائري في كثير مف مواده إلى القصد الجنائي باشتراطو
ضرورة توافر العمد في ارتكاب الجريمة دوف أف يشير إلى تعريفو كغيره مف القوانيف عمى وجو
العموـ.
وبالتالي حاوؿ الفقو القياـ بيذه الميمة فقيؿ بتعريفات عديدة ال تختمؼ في مضمونيا إذ
تدور حوؿ نقطتيف ىما:
ضرورة أف يكوف الفاعؿ عمى عمـ بأركاف الجريمة والثاني أف تتوجو إرادة الجاني إلى ارتكاب
الجريمة.
ومف خالؿ الطرح السابؽ نالحظ أف الشريؾ ىو الذي يرتكب أحد األفعاؿ التحضيرية
لمجريمة دوف أف يتضمف ذلؾ التنفيذ فييا فيذا النشاط يسبؽ عمؿ الفاعؿ أو يعاصره وقد يكوف
1
الحؽ لتنفيذ الجريمة أي المكممة ليا.
تنص المادة 42ؽ .ع .ج يعتبر شريكا في الجريمة مف لـ يشترؾ اشتراكا مباش ار لكنو
ساعد بكؿ الطرؽ أو عاوف الفاعؿ أو الفاعميف عمى ارتكاب األفعاؿ التحضيرية أو المسيمة أو
المنفذة ليا مع عممو لذلؾ.
حيث اعتبر المساعد بكؿ الطرؽ شريكا في االتفاؽ الجنائي.
الفرع األول :تعريف المساعدة م 42ق .ع .ج
اف القانوف ال يسبغ الصفة الغير مشروعة بنشاط الشريؾ بصورة المساعدة في ذاتو اذ انو
ال يخضع لنص التجريـ ،وانما ينسبيا اليو بالنظر الى عالقتو بنشاط غير مشروع ارتكبو فاعؿ
الجري مة األصمي ،ومف ثـ كاف ىذا النشاط الذي ارتكبو فاعؿ الجريمة األصمي ىو مصدر
2
الصفة الغير مشروعة بنشاط الشريؾ بالمساعدة.
أوال -معنى المساعدة أو المعاونة:
وىي مد الفاعؿ بما يعين و عمى ارتكاب جريمتو سواء بتجييز أو تسييؿ أو تذليؿ ما قد
يعترض طريقو مف عقبات ويستوي في نظر القانوف أف تتـ المساعدة بأي وسيمة كانت 3وىذا
سموؾ إيجابي وتكوف كذلؾ سمبيا كاالمتناع عف تقديـ المساعدة لمحيمولة دوف وقوع الجريمة مع
استطاعتو ذلؾ رغبة منو في وقوعيا.4
غير أف المشرع لـ يتـ تحديد ىذه األعماؿ إال أف الفقو يتفؽ عمى أنيا يمكف أف تتـ بكؿ
الطرؽ بشرط أف تنحصر في األعماؿ التحضيرية أو المسيمة لتنفيذ الجريمة ـ 42ؽ .ع.
وقد تكوف المساعدة معنوية والمقصود بيا إفادة الفاعؿ بالمعمومات التي تساعده عمى
ارتكاب الجريمة وعمى سبيؿ المثاؿ تقديـ معمومات حوؿ وقت غياب المجني عميو مف بينو في
حالة جريمة السرقة أو مراقبة الطريؽ الذي يمر عميو في حالة ارتكاب جريمة القتؿ ومثاؿ أيضا
في حالة إفادة صحفي بمعمومات تمس بالشرؼ في جريمة القذؼ.
والمساعدة تكوف أيضا في مسرح الجريمة مثؿ مراقبة الطريؽ وتكميـ فـ المجني عميو
لمنعو مف الصراخ ومسكو لتسييؿ ميمة الجاني.1
ثانيا -تقسيم المساعدة عمى مقياس الوقت.
والمساعدة يمكف تقسيميا بمقياس الوقت ،فقد تكوف المساعدة سابقة لمجريمة فتكوف
محضرة ليا ،أو مسيمة ليا وقد تكوف المساعدة معاصرة لمجريمة فتكوف في تنفيذ الجريمة.
.1مسألة المساعدة السابقة لمجريمة:
فترد عمى األعماؿ المجيزة الرتكابيا فتتحقؽ المساعدة بإرشاد القاتؿ إلى كيفيتو تحضير
المادة السامة التي تستخدـ في جريمة القتؿ بالتسميـ أو بتقديـ المعمومات إلى السارؽ عف كيفية
دخوؿ المسكف المراد سرقتو وقد تشمؿ كذلؾ في تقديـ أسمحة وآالت تستخدـ في ارتكاب
الجرائـ.2
.2مسألة المساعدة المعاصرة لمجريمة:
حيث يشترط القانوف أال يكوف الشريؾ متواجد في مسرح الجريمة بعد تقديـ المساعدة
وعميو إذا بقي في مسرح الجريمة وبدأ الفاعؿ األصمي في تنفيذ الجريمة يعتبر الشخص الذي
قدـ المساعدة فاعال أصميا معو وعمى سبيؿ األفعاؿ المعاصرة انشغاؿ المعني عميو أو الحارس
أثناء ارتكابو لجريمتو أو إلياء المجني عميو حتى يتأخر في الرجوع إلى بيتو الذي سرؽ.
.3مسألة المساعدة الالحقة لمجريمة:
ال تعد اشتراكا وانما ىي جريمة مستقمة قائمة يحد ذاتيا مثؿ جريمة إخفاء األشياء
المسروقة 307ؽ .ع .ج.3
الفرع الثاني -صور المساعدة:
-1الصورة األولى :إخفاء وايواء األشرار
-2الصورة الثانية :إخفاء األشياء المتحصمة من جناية أو جنحة وهي جريمة مستقمة.
أوال -الصورة األولى :إخفاء وايواء األشرار الذي يعتبر فاعمو شريكا بمقتضى المادة 43مف
قانوف العقوبات الجزائري ،والتي تنص عمى أف يأخذ حكـ الشريؾ مف اعتاد أف يقدـ مسكنا أو
-1أحسف بوسقيعة ،الوجيز في القانوف الجزائي العاـ ،دار ىومة ،ط السابعة ،2008 ،ص.167
-2المشاركة اإلجرامية.www.startimes.com ،
-3عبد الرحماف خميفي ،محاضرات في القانوف الجنائي العاـ ،دراسة مقارنة ،دار اليدى ،عيف مميمة ،2012ص.143 ،142
37
الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الوسائل القانونية لمكافحة ظاهرة تكوين جمعيات األشرار
ممجأ أو مكاف الجتماع لواحد أو أكثر مف األشرار الذيف يمارسوف المصوصية أو العنؼ ضد
أمف الدولة أو األمف العاـ أو ضد األشخاص أو األمواؿ مع عمميـ بسموكيـ اإلجرامي وليذا
1
فيي صورة مف صور االشتراؾ.
-شروط العتبار الشخص شريكا في هذه الحالة
ويشترط العتبار الشخص شريكا في ىذه الحالة ما يمي:
-تمكيف الفاعميف بأف يحمو في منزؿ أو مخبأ يخص الشريؾ أو تقديـ مكاف االجتماع ىؤالء
حيث يتمكنوف مف التخطيط لجرائميـ أو تبادؿ المعمومات أو غير ذلؾ.
-االعتياد عمى تقديـ المساعدة ويتحقؽ ىذا بأف يتـ تقديـ المسكف أو الممجأ أكثر مف مرة
واحدة.
-أف يكوف المستفيد مف ىذه المساعدة مما امتينوا المصوصية أو أعماؿ العنؼ ضد الدولة أو
ضد األشخاص أو ضد الممتمكات.
-أف يكوف مقدـ المساعدة عالما بسيرة المستفيديف مف المساعدة وىي ممارسة المصوصية
والعنؼ ضد أمف الدولة وال يتطمب قياـ ىذا الشرط أف يكوف مقدـ المساعدة عمى عمـ بحصوؿ
جرـ معيف إذ يتحقؽ اإلشراؾ بمجرد العمـ بسيرة ىؤالء الذيف يمارسوف التجريـ.
-كما يعد اشتراكا مع توقيع المسؤولية الجزائية عمى األعضاء العامميف في الجمعية بموجب
االتفاؽ باعتبار أنيـ قرروا االنتساب إلى تمؾ الجمعية بيدؼ تحقيؽ منفعة مادية أي تحقيؽ
ربح مالي أو مادي ،2مع إقداميـ عمى ذلؾ عف معرفة وادراؾ وارادة عمى مساعدة الشركاء
ومساندتيـ وتسييؿ ارتكاب الجرائـ المتفؽ عمييا وذلؾ بتأميف المواد الجرمية وأدواتيـ كالسالح
والذخيرة وطرؽ النقؿ واالتصاالت والمواصالت بيف المركز الرئيسي لمجمعية وبيف مكاف ارتكاب
الجريمة وبيف فروع ا لمركز المذكور وتقديـ معونة أو خدمة والقبوؿ بعقد االجتماعات في منزلو
أو في أي محؿ آخر يممكو وبشرط أف يكوف الشريؾ عالما بأمر الجمعية ألنو مف غير المعقوؿ
أف يتعامؿ مع الجناة دوف معرفة فتبقى مسؤوليتو قائمة.3
-1عبد اهلل سميماف ،شرح قانوف العقوبات ،القسـ العاـ ،الجزء األوؿ لمجريمة ،دار اليدى ،الجزائر ،ص .358
-2عبد القادر عدو ،المرجع السابؽ ،ص.164
-3فريد الزعبي ،المرجع السابؽ ،ص.188
38
الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الوسائل القانونية لمكافحة ظاهرة تكوين جمعيات األشرار
ثانيا -الصورة الثانية :إخفاء األشياء المتحصمة مف جناية أو جنحة وىي جريمة مستقمة
وقد أقر المشرع الصورة الثانية في نص تجريـ خاص بالمادة 387قانوف العقوبات الجزائري،
حيث أخرج ىذه الجريمة مف دائرة االشتراؾ إلى دائرة الجريمة األصمية ،ولـ يعد مخفي األشياء
المتحصمة مف جناية أو جنحة شريكا في الجناية أو الجنحة وانما مقترفا لجريمة أصمية مثؿ
يقوـ (أ) ابف ضحية (ب) بإخفاء أشياء مسروقة لدى شخص آخر وىو (ج) المتمتع بالحصانة
العائمية ،وفي ىذه الحالة يعتبر المخفي لألشياء (ا) يالحؽ وال تطبؽ عميو إعفاءات وتباشر في
حقو الدعوة العمومية.
المبحث الثاني :الجزاءات المقررة لجريمة تكوين مجموعة األشرار.
إف الجزاء الجنائي ىو األثر القانوني الذي ينجـ عف مخالفة السموؾ االجتماعي ،الذي
أمر القانوف باتباعو وىو جزء مكمؿ وضروري لمقاعدة الجنائية التي تتضمف النص عمى الجزاء
مجرد قاعدة أخالقية ،والعقاب تطور بوصفو ردا عمى الجريمة تبعا لتطور تفكير اإلنساف
وفمسفتو ضمف المعطيات االجتماعية والثقافية المتغيرة ،التي عرفيا فمفيوـ الجريمة حديثا ليس
مفيوـ الجريمة قديما.
الجريمة قديما كانت يجب أف تقابؿ بجريمة مثميا وىو ما عرؼ بمرحمة العدالة العقابية
الخاص ة ،فقد كانت األعراؼ والتقاليد السائدة آنذاؾ تعطى حؽ الرد إلى الضحية أو أىمو أو
عشيرتو أو قبيمتو ضد الجاني وأىمو أو قبيمتو أو عشيرتو ،أيضا عمال بمفيوـ المسؤولية الجزائية
التي سادت تمؾ المجتمعات.
ومف الناحية االجتماعية أصبح الثأر مظي ار مف مظاىر العزة والفخر لمجماعة ،ويقصد
بيا إظيار قوتيا ومناعتيا أماـ اآلخريف ،وبيذا المفيوـ فقد وظؼ الثأر عمى أنو عمؿ زجري
يرجى منو ردع اآلخريف عف العدواف وساد آنذاؾ عرؼ يرى بأف طالب الثأر ىو طالب حؽ
والمفرط فيو جباف.
إنيا عدالة شعارىا القوة ىي القانوف بعدىا جاءت مرحمة العدالة العقابية العامة وذلؾ
بظيور الدولة عمى أنقاض الجماعات السابقة ،أخذ مفيوـ العدالة العقابية الخاصة يتالشى
تدريجيا إلفساح المجاؿ أماـ العدالة العقابية العامة التي تطبؽ وتنفد باسـ الدولة وباسـ الرئيس
1
كقاض أوؿ في الدولة.
ومع تطور المفاىيـ أخد الجزاء الجنائي يتخمى تدريجيا عف مظاىر القسوة اليمجية بعد
أف اتسـ بمظير إنساني ىدفو إصالح الجاني و إعادة تأىيمو ،وذلؾ بتقدير الجزاء واعادة
المؤسسة المالئمة لتنفيذه وىكذا فقد أصبح الجزاء المقبوؿ ىو الجزاء النافع و الضروري مف
اجؿ تحقيؽ المنفعة والعدالة ،فأخذت تترسخ فكرة الجزاء الجنائي الذى ىو ردة الفعؿ
ويأمر بو القضاء وتطبقو االجتماعي عمى انتياؾ القاعدة الجنائية ،وبنص عميو القانوف
السمطات العامة ،ويتمثؿ في إصدار أو إنقاص أو تقييد محيط الحقوؽ الشخصية لممحكوـ عميو
المقرر بالقانوف لمناس كافة بيدؼ وقاية المجتمع مف اإلجراـ.
ومف خالؿ ىذ ا يتضح إف الجزاء الجنائي ىو ردة الفعؿ االجتماعي عمى انتياؾ القاعدة
الجنائية ،وأف ينص عميو القانوف آو آمر بو القضاء واف تطبقو السمطات العامة عمى المحكوـ
عميو واىدار ونقص حقوؽ الجاني الشخصية.
المطمب األول :العقوبات المقررة لمشخص الطبيعي.
قبؿ التطرؽ إلى مختمؼ العقوبات المقررة لياتو الجريمة سواء بالنسبة لمشخص الطبيعي
أو الشخص المعنوي نستذكر معنى العقوبة فيي جزاء موقع باسـ المجتمع تنفيذا لحكـ قضائي
عمى ما تثبت مسؤوليتو عف الجريمة 1.كما أنيا جزاء تقويمي ينطوي عميو إيالـ مقصود ،ينزؿ
2
بمرتكب جريمة ذو أىمية لتحمميا بناء عمى حكـ قضائي يستند إلى نص قانوني يحددىا.
ومنو العقوبات المقررة بالنسبة لياتو الجريمة ىي:
الفرع األول :العقوبات األصمية بحسب نوع الفعل.
تميز المادة 177ؽ .ع مف حيث العقوبات بيف االشتراؾ في جمعيتو األشرار بيف
تنظيـ جمعية األشرار أو مباشرة فييا أي قيادة.
أوال :عقوبة المشاركة في جمعيات األشرار.
يميز المشرع بيف اإلعداد الرتكاب جناية واإلعداد الرتكاب جنحة يعاقب عمى المشاركة في
جمعية األشرار لإلعداد.
-1محمود محمود مصطفى ،شرح قانوف العقوبات ،القسـ العاـ ،دار النيضة العربية ،القاىرة ،ط ،1983 ،10ص.555
-2عبد الفتاح مصطفى الصيفي ،األحكاـ العامة لمنظاـ الجزائي ،مطبوعات جامعة الممؾ سعود ،الرياض ،طبعة ،1995ص
.483
40
الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الوسائل القانونية لمكافحة ظاهرة تكوين جمعيات األشرار
-الرتكاب جناية السجف المؤقت مف 5إلى 10سنوات وبغرامة مالية تقدر بػ 500.000دج-
1.000.000دج.
-يعاقب عمى المشاركة في جمعية األشرار لإلعداد الرتكاب جنحة بالحبس مف 02سنتيف إلى 5
سنوات وبغرامة مف 500.00 -100.00دج.
-كما أوردت المادة 177ؽ .ع .ج مكرر أعماال تعد مشاركة بمعنى االنضماـ في جمعية
األشرار وىي :االتفاؽ بيف شخصيف أو أكثر الرتكاب إحدى الجرائـ المنصوص عمييا ـ 176
ؽ .ع .ج بغرض الحصوؿ عمى منفعة مالية أو مادية أخرى.
-قياـ الشخص عف عمـ بيدؼ جمعية األشرار أو بعزميا عمى ارتكاب جرائـ معينة بدور فاعؿ
في:
.1نشاط جمعية األشرار وفي أنشطة أخرى تضطمع بيا بيدؼ ىذه الجماعة مع عممو أف مشاركتو
ستساىـ في تحقيؽ اليدؼ اإلجرامي لمجماعة.
.2تنظيـ ارتكاب جريمة مف قبؿ جمعية األشرار أو اإليجاز بارتكاب تمؾ الجريمة أو المساعدة
أو التحريض عميو أو تيسيره أو إبداء المشورة بشأنو.
ثانيا :عقوبة تنظيم جمعيات األشرار أو قيادتها.
-يعاقب عمى تنظيـ جمعية األشرار أو المباشرة فييا أية قيادة كانت السجف المؤقت مف
20-10سنة وبغرامة مف 1.000.000دج5.000.000-دج.
ثالثا :إعانة مرتكبي جريمة تكوين جمعيات األشرار.
تعاقب ـ 178ؽ .ع مف أعاف مرتكبي الجنايات المنصوص عمييا ـ 176بالسجف مف -5
10سنوات تستدعي ىذه الجريمة المالحظات اآلتية:
تشترط المادة 178ؽ .ع أف تكوف اإلعانة بتزويد المشاركيف في جمعية األشرار بإحدى
الوسائؿ اآلتية آالت الرتكاب الجريمة كالسالح مثال أو أية أداة يحتاجيا الجناة في تنفيذ
مشروعيـ.
-وسائؿ لممراسمة كالياتؼ وصندوؽ البريد.
1
-مساكف أو أماكف لالجتماع.
إف إعانة مرتكبي جريمة جمعية األشرار عمى النحو الذي وردت في نص ـ 178ؽ .ع
ما ىي إال صورة مف صور االشتراؾ المنصوص عمييا ـ 42ؽ .ع بالنسبة لموسيمتيف األولى
والثانية ،وفي ـ 43ؽ .ع بالنسبة لموسيمتيف الثالثة والرابعة ،ومف ثـ بثور التساؤؿ حوؿ الفائدة
مف وجود ىذا النص ما دامت ـ 43 ،42تغطياف ما نصت عميو 178ؽ.ع.
ولعؿ الفائدة الوحيدة مف وجود المادة 178تكمف في كوف ىذا النص ال يشترط االعتياد
بالنسبة لتزويد الجناة بالمساكف أو أماكف االجتماع في حيف تشترط المادة 43ؽ .ع التي
اعتبرت في حكـ الشريؾ مف العتاد عمى تقديـ الوسائؿ المذكورة سابقا لمجناة.
عرفت ـ 176ؽ .ع التي تعرؼ جمعية األشرار تعديال جاء بو القانوف 2004/11/10تمثؿ
أساسا في توسيع مجاؿ تطبيؽ الجريمة التي أصبحت تحمؿ وصفتي الجناية عندىا يتعمؽ
األمر بالمشاركة في جمعية األشرار لإلعداد الرتكاب جناية أو تنظيـ أو قيادة جمعية األشرار.
الجنحة عندما يتعمؽ األمر بالمشاركة في جمعية األشرار لإلعداد الرتكاب جنحة.
الفرع الثاني :العقوبات التكميمية.
جاءت في قانوف العقوبات الجزائري في الفصؿ الثالث المادة 09منو المقررة بالقانوف
العضوي رقـ 05-89المؤرخ في 25أفريؿ 1989وىي:
.1تحديد اإلقامة.
.2المنع مف اإلقامة.
.3الحرماف مف مباشرة بعض الحقوؽ.
.4المصادرة الجزائية لألمواؿ.
.5حؿ الشخص االعتباري.
.6نشر الحكـ.
الفرع الثالث :حالة اإلعفاء من العقوبة.
يستفيد الجاني مف العذر المعفى مف العقوبة مف باح بأمر جمعية األشرار وأفضى بما
لديو مف معمومات عف سائر المجرميف وىذا ـ 335/2ؽ وىذا ما أخذه المشرع المبناني عف
ؽ .ع الفرنسي الذي يمنح العذر لمصمحة مف يقدـ مف المتسببيف إلى إحدى الجمعيات
1
واألشرار عمى اإلخبار والكشؼ لمسمطات المختصة القضائية واإلدارية بأمر تمؾ الجمعية
والكشؼ عف مكانيا شريطة أف يتـ ذلؾ قبؿ إبالغ السمطات قبؿ الشروع في الجناية وقبؿ
المباشرة بأي مالحقة قضائية بيذا الخصوص.
المطمب الثاني :العقوبات المقررة لمشخص المعنوي وبعض أشكال جمعيات األشرار
الفرع األول :العقوبة المقررة لمشخص المعنوي
يمكف اعتبار الشخص المعنوي أو االعتباري بأنو مجموعة األشخاص واألمواؿ التي
تيدؼ إلى تحقيؽ غرض معيف حيث يعترؼ القانوف ليا بالشخصية القانونية بالقدر الالزـ
لتحقيؽ ذلؾ الغرض .ومنو العقوبات المقررة لمشخص المعنوي ىي كالتالي:
أقرت ـ 177مكرر 1ؽ.ع المضافة بالقانوف رقـ 15/04المؤرخ في 10نوفمبر
2004المستحدثة المعدلة والمتممة لقانوف العقوبات الجزائري المسؤولية الجزائية لمشخص
المعنوي جزائيا عف جريمة جمعيات األشرار المنصوص عمييا في المادة 176ؽ .ع .ج
الجزائري كما تضمنت العقوبات التي تطبؽ عميو وىي:
-يعاقب بالغرامة تساوي 5مرات الحد األقصى الغرامة المقررة لمشخص الطبيعي
المنصوص عمييا في المادة 177ؽ .ع .ج مف ىذا القانوف والغرامة ىنا تختمؼ بحسب ما إذا
تـ اإلعداد لجناية غرامة 500.00دج1.000.000 -دج أو الجنحة 100.000دج-
500.000دج.
-ويتعرض أيضا لواحدة أو أكثر مف العقوبات اآلتية:
.1مصادرة الشيء الذي استعمؿ في ارتكاب الجريمة أو نتج عنيا.
.2المنع لمدة 5سنوات مف مزاولة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة النشاط الذي أدى إلى
الجريمة أو الذي ارتكبت الجريمة بمناسبتو أي خالؿ ارتكاب الفعؿ الجنائي سواء قبؿ
وقوعو أو أثنائو أو بعده.
.3اإلقصاء مف الصفقات العمومية لمدة 5سنوات.
.4غمؽ المؤسسة أو فرع مف فروعيا لمدة ال تتجاوز 5سنوات.
.5حؿ الشخص المعنوي.1
العقمية ،حيث صنفت ىذه األفعاؿ ضمف الجنايات وعقوبتيا مقررة بالسجف المؤقت مف10إلى
20سنة.
وما ييـ في ىذا الموضوع ليس دراسة جريمة المخدرات كجريمة مف جرائـ قانوف العقوبات
وانما نتطرؽ لمفقرة الثالثة مف المادة السابقة التي تنص بقوليا {ويعاقب عمى األفعاؿ المنصوص
عمييا في الفقرة األولي أعااله بالسجف المؤبد عندما ترتكبيا جماعة إجرامية منظمة}.
-فالمالحظات التي يمكف استنتاجيا مف خالؿ ىذه الفقرة ىي:
الحيازة -إ نو في حالة ارتكاب األفعاؿ المنصوص عمييا في المادة السابقة وىي {اإلنتاج
البيع وغيرىا} تعتبر كظرؼ مشدد تصؿ عقوبتيا إلى السجف المؤبد في حاؿ ارتكابيا مف طرؼ
جماعة إجرامية منظمة قائمة.
وبالتالي يظير الدور الفعاؿ لمجماعات اإلجرامية في توسيع نطاؽ الجغرافي والعممي
لياتو الجريمة سواء كاف عمى المستوى الداخمي لمدولة الواحدة أو الخارجي بما في دلؾ المجاؿ
الدولي والذي إف دؿ عمى شيء فيو يدؿ عمى اإلضافات الخطيرة التي تصبغيا التكتالت
1
اإلجرامية في تطوير ىاتو الجريمة في مختمؼ أنحاء العالـ.
ثانيا :في مجال الغش المعموماتي.
تعتبر الجرائـ المعموماتية مف الجرائـ الحديثة التي ظيرت وبرزت بظيور بوادر التطور
التكنولوجي ،فجوىرىا وأساسيا التقنيات الحديثة وباعتمادىا عمى مختمؼ الوسائط التكنولوجية
مف حواسيب مرقمة ومختمؼ وسائؿ االتصاؿ التابعة ليا ومنو تعرؼ الجريمة المعموماتية عمى
أنيا {مجموعة مف األفعاؿ المرتبطة بالمعموماتية التي يمكف أف تكوف جديرة بالعقاب} وتعرؼ
كذلؾ {أنيا جريمة مرتبطة باستخداـ المعالجة اآللية لممعطيات}.
حيث تناوليا المشرع الجزائري في المواد 394مكرر7ؽ ع الجزائري في القسـ السابع مف
الفصؿ الثالث الخاص بجرائـ الجنايات والجنح ضد األمواؿ تحت عنواف المساس بالمعالجة
اآللية لممعطيات.
وما ييمنا في ىده الدراسة المادة 394مكرر 5قانوف العقوبات الجزائري بقوليا {كؿ مف
شارؾ في مجموعة أو اتفاؽ تالؼ بغرض اإلعداد لجريمة أو أكثر مف الجرائـ المنصوص
عمييا في ىذا القسـ وكاف ىدا التحضير مجسدا بفعؿ أو عدة أفعاؿ مادية يعاقب بالعقوبات
المقررة لمجريمة ذاتيا.
فالمالحظ ليذه الجريمة أيضا وجود ظرؼ مشدد لياتو الجريمة وىو مشاركة مجموعة مف
الجناة القائمة عمي جوىر االتفاؽ المسبؽ بيف ىاتو المجموعة اإلجرامية التي تيدؼ إلى تحقيؽ
اإلعداد أو الدخوؿ في منظومة معموماتية أو المساس بالمنظومة المعموماتية المذكورة في ىذا
1
القسـ ،بحيث تكوف العقوبة نفس عقوبة الجريمة نفسيا وىي الحبس مف ثالثة أشير إلى السنة.
الخالصة
مف خالؿ الطرح السابؽ تـ التطرؽ إلى المساىمة الجنائية وذلؾ مف خالؿ الرجوع إلي
المبادئ العامة مف قانوف العقوبات الجزائري ،مف خالؿ المواد القانونية 43-42-41قانوف
العقوبات الجزائري والذي تظير فيو المبادئ العامة التي أوردتيا المواد الخاصة ليذه الجريمة
وىي التحريض والمساعدة وذلؾ نظ ار لتطبيؽ القاعدة القانونية الخاص يقيد العاـ ليذا تـ الرجوع
إلى المبادئ العامة في قانوف العقوبات الجزائري.
كما تـ التطرؽ إلى المساىمة التبعية ومختمؼ أركانيا وأحد صورىا التي تـ النص عمييا
في ىذه الجريمة أال وىي المساعدة ،وذلؾ نظ ار لعدـ تطبيؽ القاعدة القانونية الخاص يقيد العاـ
ليذا تـ الرجوع إلى المبادئ العامة في القانوف.
كما تـ التطرؽ إلى مختمؼ العقوبات أو الجزاء الذي ىو بمثابة األثر القانوني الذي ينجـ
عف مخالفة السموؾ االجتماعي ،الذي أمر القانوف بإتباعو ،وىو جزء مكمؿ وضروري لمقاعدة
الجنائية سواء ما طبؽ عمى الشخص الطبيعي أو الشخص المعنوي في حاؿ ارتكاب ىذه
الجريمة.
47
خاثمة
خاتمة
إن أسمى ما يسعى إليو الفرد في وقتنا الحالي ىو العيش والتعايش مع بني أفراد مجتمعو
في وئام وسالم يخمو من الظمم واالستبداد واالستغالل في إطار ممارسة حقوقو وحريتو ،التي
ىي بمثابة مقدسات معترف بيا في مختمف الديانات السماوية والوضعية ،سواء كانت وطنية أو
دولية في اإلطار المحدد ليا قانونا ،فال تمادي في ممارستيا وال انتياك لحقوق وحرية غيره.
لكن ما يعكر صفو ىذا المجتمع ىو مجموعة من الظواىر والعوامل نجد منيا ظاىرة
الجريمة التي تمثل تيديد في تماسك قوام المجتمع الواحد وتحد من قدرتو وتقف عائقا في طريق
تقدمو ونمائو فالجريمة كظاىرة متأصمة من القدم ال يخمو منيا أي مجتمع ،من مجتمعات
اإلنسانية ،وىي ال تعدو أن تكون كردة فعل لعدة عوامل اجتماعية ونفسية وبيئية وتربوية
واقتصادية وثقافية وغيرىا ،وتتنوع من حيث طبيعتيا وأشكاليا وأساليبيا من مجتمع ألخر تبعا
لتنوع الظروف واألوضاع االقتصادية واالجتماعية وغيرىا.
فمسألة ثبات الجريمة نفسيا في الزمان والمكان أمر ال ينطوي عل حقيقة عممية ثابتة فما
يمكن اعتباره جريمة اليوم قد ال يعتبر كذلك غدا مثل إباحة قتل الشفقة في الواليات المتحدة
األمريكية.
لكن ىناك بعض السموكيات الثابتة باعتبارىا جرائم ال يمكن إباحتيا مع مرور الزمن
والعفو عنيا ،نظر لخطورتيا المتزايدة وتكتالتيا المترامية األطراف ،حيث تناوليا القانون
الجنائي الجزائري في المواد القانونية 671قانون العقوبات إلى 677مكرر 6من قانون
العقوبات الجزائري وىي جريمة تكوين جمعية األشرار والمساعدة عمييا التي تقوم عمى أساس
التكتل واالتفاق القائم بين مجموعة من الجناة ،وذلك من خالل استغالل مختمف الطاقات
البشرية واألدمغة الالمعة في المجال التكنولوجي والتقني والمتخصصين في مجال الحواسيب
والرقائق العممية المختمفة ،والمخترع ،والطبيب ،وغيرىا ،من المختصين العمميين الذين بفضميم
يتم تسييل وتسيير ارتكاب ىذه الجرائم ،سواء داخل الوطن ،أو خارج حدوده الجغرافية في إطار
التخطيط المسبق والدراسات العممية المختمفة لممشروع اإلجرامي الذي ييدف إلى ارتكاب جناية
أو جنحة أو أكثر من جية ويزيد من شدتيا وخطورتيا من جية أخري.
لكن ما يميز ىاتو الجريمة عن باقي الجرائم قانون العقوبات الجزائري لمدارس لموىمة
األولى عمى عدم وجود ركن مادي صريح بفعل أو عدة أفعال أو سموكيات مكونة لياتو
49
الجريمة ،فيي تقوم عمى مجرد التصميم والتفكير المشترك عمى القيام بالفعل اإلجرامي سواء
وقعت وترجمت ىاتو األفكار في المحيط الخارجي أم ال.
وىذا ما أثار الجدل في وسط الفقياء والمفكرين ىو أساس انعدام الجريمة ألحد أىم
عناصرىا وىو الركن المادي الذي ىو جوىر كل فعل أو سموك داخل في حيز األفعال المحرمة
والمجرمة قانونا والتي ال يعذر بجيميا القانون.
فنجد ظيور اتجاىين أحدىما يؤيد فكرة تجريميا مع وجود ركن مادي بمختمف عناصرىا
واتجاه آخر اعتبرىا أي الجريمة كاستثناء وشذوذ غير مألوف وغير مقبول من طرف المشرع
الجنائي.
ومن خالل الطرح السابق الذي تم التطرق إليو ومختمف الحجج التي ناد بيا كل اتجاه
نستنتج أن ،ىذا الجدل الفقيي أثرى الساحة القانونية ،وان دل عمى شيء فيو يدل عمى وعي
الفكر القانوني المنفتح والمتطور من خالل تنوع وجيات النظر مع دعميا كحجج ،ولكل اتجاه
نسبة من الصحة والتصديق.
-لكن المتصفح والمدقق لمنصوص القانونية المنظمة لياتو الجريمة وجود سموكات وأفعال
تحدد الكيان المادي لياتو الجريمة ،من خالل التفاىم والتنسيق بين أفراد ىذا التكتل من خالل
رسم الخطط والتفاىم والتحضير لكل الوسائل والتجييزات المادية ،والبشرية التي ال تعطي مجال
لمتراجع عن ىذا الفعل اإلجرامي ،وىنا يظير جميا الركن المادي لياتو الجريمة الذي ىو اتفاق
بين أكثر من شخصين ويتنوع التعبير عن ىذا االتفاق والتفاىم فيكون من خالل القول ،أو
الكتابة ،أو اإلشارة ،أو اإليحاءات المختمفة.
-لكن نتيجة ىذا التنوع ىو خالصة واحدة المتمثمة في رضا وقبول ىذا االتفاق ،يؤدي
بالضرورة إلى إلعداد لتنفيذ الجريمة من خالل األعمال اإلعدادية ،والتمييدية ،والتحضيرية التي
تؤدي إلى التحقيق النتيجة اإلجرامية المثالية.
-أما الركن المعنوي ليذه الجريمة يظير من خالل عقد العزم والتصميم المشترك عمى تحقيق
جرمية ،والذي يتجمى في العمم والدراية عمى تجريم سموك االتفاق ،أو التجمع
النتيجة اإل ا
اإلجرامي كفعل إجرامي مستقل بحد ذاتو قانونا ،قبل توجيو ىذا التكتل الرتكاب جرائم أخر
تكون الغرض من ىذا االتفاق سوءا كان جناية أو جنحة إجرامية ،باإلضافة الى اإلرادة المتجية
أو المتاحة والمصحوبة بالرغبة في االشتراك في ىذا التكتل تحت إرادة حرة وسميمة ال يعيبيا
أي لبس وال تشوبيا أي شائبة.
50
-كما أدت الضرورة في ىذه الدراسة إلى التطرق إلى المبادئ العامة في قانون العقوبات ،نظ ار
لنص المواد الخاصة بيذه الجريمة عمى كل من صورة التحريض والمساعدة.
-ومن خالل الدراسة التحميمية لنصوص القانون الجنائي المواد 677-671مكرر 6قانون
العقوبات الجزائري ،ىو وجود بعض صور أشكال الجنايات و الجنح التي ترتكب من طرف
الجماعات اإلجرامية ،مثل جريمة المخدرات ،وجريمة الغش المعموماتية ومالحظة الدور الفعال
لالتفاق الجنائي من خالل تطوير المادة اإلجرامية ،لكل جريمة عمى حدة وتوسيع المجال
الجغرافي اإلجرامي ،ومجال المتعاممين ،مما يزيد من خطورتيا مما يصعب عمي الجيات
المختصة اإلحاطة بيا ،من خالل إجراءات البحث والتحري نظ ار لتوسع نطاقيا وتشعبيا
صعوبة القبض عمي مرتكبييا ،وىو ما دفع بالمشرع الجزائري من التشديد في عقوباتيا ،ففي
حالة ممارسة الجماعة اإلجرامية لسموك أو مجموعة سموكيات مكونة لمركن المادي ألحد الجرائم
السابقة الذكر محاولة منو لمترىيب وتحقيق الردع العام والخاص.
51
قائمة املراجع
قائمة المراجع:
-1أبو عرام محمد رشاد ،المساعدة كوسيمة لممساىمة الجنائية التبعية في الجريمة ،دراسة
مقارنة ،دار النيضة العربية.
-2أحسن بوسقيعة ،الوجيز في القانون الجزائي الخاص ،الجزء األول ،دار ىومة.
-3اسحاق ابراىيم منصور ،نظريتا القانون والحق وتطبيقاتيما في القوانين الجزائية.
-4بينام رمسيس ،النظرية العامة لمقانون الجنائي ،منشاة المعارف.1995 ،
-5ثروت جالل ،نظرية الجريمة متعددة القصد الجنائي ،رسالة دكتوراه جامعة اإلسكندرية.
-6حسني محمود نجيب ،شرح قانون العقوبات الجزائي ،القسم العام ،ط.5
-7حسني محمود نجيب ،شرح قانون العقوبات ،القسم العام ،ط ،6دار النيضة العربية.
-8سميمان عبد المنعم ،النظرية العامة لقانون العقوبات ،كمية الحقوق ،جامعة اإلسكندرية،
،2000ط.2012 ،14
-9عبد الرحمان خمفي ،محاضرات في القانون الجزائي العام ،دراسة مقارنة ،دار اليدى ،عين
مميمة.2012 ،
-10عبد القادر عدو ،مبادئ قانون العقوبات الجزائري ،القسم العام ،نظرية الجريمة ،نظرية
الجزاء الجنائي ،دار ىومة.
-11عبد اهلل سميمان ،شرح قانون العقوبات ،القسم العام ،الجزء األول ،الجريمة ،دار اليدى،
الجزائر.
-12عبيد رؤوف ،مبادئ القسم العام ،من التشريع العقابي ،دار الفكر العربي ،ط.1979 ،4
-13عوض محمد محي الدين ،القانون الجنائي ،مبادئو األساسية ونظرياتو العامة ،دار
النيضةالعربية.
-14سمير الشناوي ،النظريةالعامة لمجريمة والعقوبة في قانون الجزاء الكويتي ،ط.1992 ،2
-15فريد الزعبي ،الموسوعةالجزائية ،الجرائم الواقعة عمى أمن الدولة الداخمي ،دار صادر،
بيروت.
-16فوزية عبد الستار ،المساىمة األصمية في الجريمة ،دار النيضة العربية.1997 ،
-17مأمون سالمة ،القانون العام ،دار النيضة العربية.
-18مأمون سالمة ،المحرض الصوري ،مقال مجمة القانون واالقتصاد.1986 ،
-19محمد عمي سالم حسون عبيد ىجيج ،الجريمة المعموماتية ،مجمة بابل ،المجمد،14
العدد.2009
قائمة المصادر والمراجع.
أ -الكتب:
-1أحسن بوسقيعة ،الوجيز في القانون الجزائي الخاص ،الجزء األول ،ط ،14دار هومة
-2أحسن بوسقيعة ،الوجيز في القانون الجزائي العام ،ط ،7دار هومة لمطباعة والنشر
والتوزيع.2008 ،
-3رضا فرج مينا ،شرح قانون العقوبات الجزائي ،األحكام العامة لمجريمة ،الشركة الوطنية
-4سميمان عبد المنعم ،النظرية العامة لقانون العقوبات ،كمية الحقوق ،جامعة
اإلسكندرية.2000،
-5سمير الشناوي ،النظرية العامة لمجريمة والعقوبة في الجزاء الكويتي ،ط.1992 ،6
الجامعية.1999،
-7عبد الرحمان خمفي ،محاضرات في القانون الجزائي العام ،دراسة مقارنة ،دار الهدي،
عين مميمة.2012،
-8عبد الفتاح مصطفي الصيفي ،األحكام العامة لمنظام الجزائي ،مطبوعات جامعة الممك
-9عبد القادر عدو ،مبادئ قانون العقوبات الجزائري ،القسم العام ،نظرية الجريمة ،نظرية
-10عبد اهلل سميمان ،شرح قانون العقوبات ،القسم العام ،الجزء األول لمجريمة ،دار
الهدي ،الجزائر.
-11فريد الزعبي ،الموسوعة الجزائية ،الجرائم الواقعة عمي أمن الدولة الداخمي ،دار صادر
بيروت.
-12محمد زكي أبو عامر ،قانون العقوبات ،القسم العام ،دار الجامعة الجديدة
لمنشر.1996،
-13محمود محمود مصطفي ،شرح قانون العقوبات ،القسم العام ،دار النهضة العربية،
-14محمود نجيب حسني ،شرح قانون العقوبات الجزائي ،القسم العام ،ط ،5دار النهضة
العربية.1982 ،
-15محمود نجيب حسني ،شرح قانون العقوبات ،القسم العام ،ط ،6دار النهضة
العربية.1973،
ب -المقاالت:
-1مأمون سالمة ،المحرض الصوري ،مقال مجمة القانون واالقتصاد ،العد.1986 ،38
إناث ذكور عدد الجرائم المحاكم إناث ذكور عدد الجرائم المحاكم
1 1 1 سيدي عيسى 1 58 11 سيدي عيسى
1 07 19 عين الممح 1 69 05 عين الممح
1 15 15 حمام الضمعة 1 1 1 حمام الضمعة
:ملخص
من أهم الجرائم التي تهدد أمن،تعتبر جريمة تكوين جمعيات األشرار والمساعدة عميها
وذلك نظ ار لتوسع، والمجتمع الجزائري بصفة خاصة،واستقرار المجتمعات بصفة عامة
.مجالها من خالل سيطرتها عمى مختمف فئات المجتمع
لذلك تمت دراستها من حيث ظهورها ومعالجتها من طرف المشرع الجزائري والعقوبات
وبعض صور أشكال جريمة تكوين،المقررة لها بالنسبة لمشخص الطبيعي والشخص المعنوي
. جريمة الغش المعموماتية، مثل جريمة المخدرات،جمعيات األشرار
Résumé :
L'infraction d'association les méchants et les aider, le plus important des crimes
qui menacent la sécurité et la stabilité des sociétés en général, et la communauté
algérienne en particulier, en raison de l'expansion de son domaine grâce à son
contrôle des différents segments de la société.
Donc, il a été étudié en fonction de son apparence et de traitement de la
partie de législateur algérien et les sanctions prévues pour une personne
physique et personne morale, et certaines formes de criminalité photos
association méchants, tels que la criminalité de drogue, le crime de fraude
d'information.