You are on page 1of 67

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعميم العالي والبحث العممي‬


‫جامعة محمد بوضياف – المسيمة‬

‫ميدان‪ :‬الحقوق والعموم السياسية‬ ‫كمية الحقوق والعموم السياسية‬


‫فرع‪ :‬الحقوق‬ ‫قسم‪ :‬الحقوق‬
‫تخصص‪ :‬قانون جنائي‬ ‫رقم‪...............................:‬‬

‫مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر أكاديمي‬


‫إعداد الطالبة‪ :‬بن ناصر زهية‬

‫بعنوان‬

‫جريمة تكوين جمعيات األشرار ومساعدة المجرمين عليها‬


‫المادة‪ 176‬ق ع ج‬

‫لجنة المناقشة‪:‬‬
‫رئيسا‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬دحية عبد اللطيف‬
‫مشرفا ومقر ار‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬زناتي مصطفي‬
‫مناقشا‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬قسمية محمد‬

‫السنة الجامعيــــــة ‪2017 /2016‬‬


‫َّللاُ إِ ََّل ِب ْال َح ِّ‬
‫ق َو َم ْن قُ ِت َل‬ ‫س الَّ ِتي َح َّر َم َّ‬
‫قال تعالى‪َ ( :‬و ََل تَ ْقتُلُوا النَّ ْف َ‬
‫ان‬‫ف ِفي ْالقَ ْت ِل إِنَّهُ َك َ‬ ‫ْر ْ‬ ‫َم ْ‬
‫ظلُو ًما فَقَ ْد َج َع ْلنَا ِل َو ِليِّ ِه س ُْلطَانًا فَ ََل يُس ِ‬
‫َم ْنصُورًا) اإلسراء اآلية )‪.(33‬‬
‫كلمة شكر وتقدير‬

‫نشكر اهلل العلي القدير الذي هدانا إلتمام هذا العمل وما كنا لنهتدي لوال أن‬
‫هدانا نتقدم بالشكر الجزيل إلى كل من األساتذة الكرام وأخص بالذكر‬
‫األستاذ زناتي مصطفى الذي لم يدخر جهداً في مساعدتي وتسهيل األمور‬
‫على جزاه اهلل كل خير‪.‬‬
‫أشكر كل من علمني حرفاً خالل مشواري الدراسي وخاصة أساتذة كلية‬
‫الحقوق‪.‬‬
‫وأشكر كل من ساعدني من قريب أو بعيد في إنجاز هذا العمل ولو بكلمة‬
‫طيبة‪.‬‬
‫اإلٍداء‬
‫بداية املطس قطسة و بداية األميال خطوة أٍدي ٍرا العنل املتواضع‬

‫إىل مً ضَست على زاحيت وميحتين الثقة واألمل باملطتقبل‬

‫والدتي حفظَا اهلل‬

‫إىل اإلىطاٌ الري علنين كيف يكوٌ الصرب طسيق لليجاح‬

‫والدي حفظُ اهلل‬

‫أتقدو بالشكس اجلصيل إىل األضتاذ‪ :‬شىاتي مصطفى الري مل يبدل علي‬

‫بتقديه املعلومات الالشمة إلجناش ٍرا البحث‬


‫فهرس‬
‫املحتويات‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫‪65‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪06‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬تكوين جمعيات األشرار‬
‫‪00‬‬ ‫المبحث األول‪ 9‬تجريم فعل تكوين جمعيات األشرار‬
‫‪00‬‬ ‫المطمب األول‪ 9‬تاريخ تجريم تكوين جمعيات األشرار‬
‫الفرع األول‪ 9‬تاريخ النص عمى جريمة تكوين جمعيات األشرار في بعض القوانين ‪01‬‬
‫األجنبية‬
‫‪02‬‬ ‫الفرع الثاني‪ 9‬تجريم تكوين جمعيات األشرار في التشريع الجزائري‬
‫‪05‬‬ ‫المطمب الثاني‪ 9‬الجدل الفقهي حول تجريم تكوين جمعيات األشرار‬
‫‪05‬‬ ‫الفرع األول‪ 9‬االتجاه المؤيد‬
‫‪07‬‬ ‫الفرع الثاني‪ 9‬االتجاه المعارض‬
‫‪16‬‬ ‫المبحث الثاني‪ 9‬أركان جريمة تكوين جمعيات األشرار‬
‫‪16‬‬ ‫المطمب األول‪ 9‬الركن المادي {الجمعية أو االتفاق}‬
‫‪11‬‬ ‫المطمب الثاني‪ 9‬الركن المعنوي {غرض الجمعية أو االتفاق}‬
‫‪16‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬الوسائل القانونية لمكافحة ظاهرة تكوين جمعيات األشرار‬
‫والمساعدة عميها‬
‫المبحث األول‪ 9‬اآلليات المجرمة لمواجهة جريمة تكوين جمعيات األشرار المنصوص ‪18‬‬
‫عميها في المبادئ العامة لقانون العقوبات‬
‫‪26‬‬ ‫المطمب األول‪ 9‬ماهية التحريض‬
‫‪26‬‬ ‫الفرع األول‪ 9‬مفهوم التحريض‬
‫‪21‬‬ ‫الفرع الثاني‪ 9‬التحريض في قانون العقوبات الجزائري‬
‫‪24‬‬ ‫المطمب الثاني‪ 9‬آلية تجريم تقديم المساعدة‬
‫‪25‬‬ ‫الفرع األول‪ 9‬تعريف المساعدة‬
‫‪26‬‬ ‫الفرع الثاني‪ 9‬صور المساعدة‬
‫‪28‬‬ ‫المبحث الثاني‪ 9‬الجزاءات المقررة لجريمة تكوين جمعيات األشرار‬

‫‪36‬‬ ‫المطمب األول‪ 9‬العقوبات المقررة لمشخص الطبيعي‬


‫‪36‬‬ ‫الفرع األول‪ 9‬العقوبات األصمية بحسب نوع الفعل‬
‫‪31‬‬ ‫الفرع الثاني‪ 9‬العقوبات التكميمية‬
‫‪31‬‬ ‫الفرع الثالث‪ 9‬حالة اإلعفاء من العقوبة‬
‫المطمب الثاني‪ :‬العقوبات المقررة لمشخص المعنوي وبعض أشكال جمعيات األشرار ‪32‬‬
‫‪32‬‬ ‫الفرع األول‪ 9‬العقوبة المقررة لمشخص المعنوي‬
‫‪33‬‬ ‫الفرع الثاني‪ 9‬العقوبات الخاصة لبعض أشكال جمعيات األشرار‬
‫‪37‬‬ ‫خاتمة‬
‫ممحق‬
‫قائمة المراجع‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‬
‫إن المجتمع ىو عبارة عمى مجموعة من األسر تجمعيا روابط مختمفة ومتنوعة تيدف‬
‫في مجمميا وتكتميا إلى تحقيق التناسق والتالئم فيما بينيا من خالل بناء مجموعة من العالقات‬
‫االجتماعية الوطيدة‪ ،‬التي تحكميا مبادئ سامية وأخالق قيمة بغية التعايش السممي فيما بينيم‬
‫ولكن ىذه العالقات يؤثر عمييا ما يسمى بالظواىر االجتماعية السمبية أو الغير اإلنسانية‪.‬‬
‫ومن بين ىذه الظواىر ظاىرة برزت بظيور اإلنسان وتنمو وتتطور بنموه وتطوره‪ ،‬فيي‬
‫في خط موازي لنمو البشرية‪ ،‬وىي ظاىرة الجريمة بمثابة الحمقة السوداء التي تشوه قوام ىذا‬
‫المجتمع من طرف أشخاص يمكن التعبير عنيم بأنيم فئة المنحرفين سموكيا في المجتمع‬
‫بواسطة تخريبو الخاليا المكونة ليذا المجتمع وىي األسر التي ىي الخمية الجوىرية لقيام كيان‬
‫أي مجتمع فالمجتمع يصمح بصالحيا ويتدمرة بدمارىا‪ ،‬فال يمكن قيام جسد بخاليا ميتة أو‬
‫ىشة كذلك المجتمع أيضا‪.‬‬
‫الجريمة ىي خطر ييدد أمن المجتمع ألنيا تمس كيانو وتعرقل تقدمو‪ ،‬والعقوبة نظام‬
‫اجتماعي تتركز فيو أىم جيود المجتمع لمكافحة اإلجرام‪ ،‬ودفع الخطر عنو فيي سموك إرادي‬
‫يحدده القانون ويقرر لفاعميا جزاءا جنائيا‪ ،‬حيث يتناول القانون الجنائي الجريمة والعقوبة في‬
‫نواح متعددة‪ ،‬فيو يضع القواعد العامة التي تحكميا وتسري ىذه القواعد عمى كل الجرائم‬
‫بارتكاب الجريمة وتستيدف تحديد المسئول عنيا وجمع األدلة ضده والقضاء عميو بالعقوبة‬
‫المقررة لمجريمة تم تنفيذىا فيو‪.‬‬
‫الجريمة حسب القانون الجنائي تقوم عمى ثالث أركان فنجد الركن الشرعي وىو يعبر عنو‬
‫بالنشاط الذي يأتيو الفاعل حيث يكون مجرما من قبل القانون أي خضوع الفعل لنص تجريمي‬
‫واضح وصريح ال غموض فيو‪ ،‬وأيضا الركن المادي الذي يشمل السموك اإلجرامي الذي أتاه‬
‫الفاعل وىو بدوره ينقسم إلى ثالث عناصر‪ ،‬نشاط إجرامي‪ ،‬ونتيجة إجرامية وعالقة سببية بين‬
‫النشاط اإلجرامي والنتيجة المحققة‪ ،‬والركن المعنوي ومعناه توفر القصد الجنائي الذي يقوم عمى‬
‫عنصرين أساسيين‪ ،‬وىما العمم المنصرف إلى ماديات الجريمة‪ ،‬واإلرادة التي اتجيت إلى الفعل‬
‫والنتيجة‪.‬‬
‫بالرغم من أن القانون الجنائي حدد معالم واضحة لكل جريمة إال أن التطور الحاصل في‬
‫الوقت الحالي برز أيضا في التطور التجريمي من خالل ظيور جرائم أساسيا وقياميا عمى‬
‫التكنولوجيا والتقنيات الحديثة‪ ،‬التي تكون من طرف أشخاص متخصصين في المجال التقني‬

‫‪6‬‬
‫والتكنولوجي‪ ،‬أي استغالل الطاقة البشرية واألدمغة الالمعة لما ىو سمبي أي عكس ما يجب‬
‫عميو أن يكون ىذا االستغالل‪ ،‬فظيرت جرائم القرصنة االلكترونية‪ ،‬وسرقات األموال‪ ،‬والتجسس‬
‫وكشف األسرار‪ ،‬وتبييض األموال‪ ،‬من خالل استغالل بيانات الشركات واألشخاص وغيرىا‬
‫وىذا ىو االستغالل الغير عقالني لمطاقة البشرية واألدمغة الفتية التي يمكن أن تكون المجتمع‬
‫إلى ما ىو أحسن وأنجع بخالف تشوييو وتحطيم كيانو وقوامو‪ ،‬مما يؤدي إلى اإلحساس من‬
‫طرف الفرد إلى العيش في حالة الفوضى والال ثقة والال أمن ولالستقرار‪ ،‬وبالعودة إلى ىاتو‬
‫األخيرة أي الجريمة أنيا ال تثير أي صعوبة بالنسبة لمجرائم الواضحة والمحددة لركن المادي‬
‫والمرتكبة من طرف فاعل واحد‪ ،‬أما اإلشكال يثور في حالة تعدد الجناة الذين ارتكبوا نفس‬
‫النشاط اإلجرامي‪ ،‬نكون ىنا إزاء ما يعرف بجريمة تكوين جمعيات األشرار التي ىي عبارة عن‬
‫ثمرة جيود مختمفة أي ىناك أكثر من شخص يتعاونون فيما بينيم عمى تحقيقيا‪ ،‬فيصدر عن‬
‫كل فاعل منيم فعال أو أفعاال تتجو إلى تحقيقيا ‪،‬وبالتالي فيي مشروعيم اإلجرامي الخاص بيم‬
‫حيث يساىم كل منيم بدور في سبيل القيام بيذا المشروع ‪،‬ويسأل جنائيا تبعا لمدى مساىمة كل‬
‫مساىم في تمك الجريمة والتي يرتبطون بيا ارتباط ماديا ومعنويا ويكون تدخل أكثر من جان في‬
‫ارتكاب الجريمة‪ ،‬وىذا ىو موضوع الدراسة‪.‬‬
‫‪-2‬أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬
‫ىناك األسباب واقعية وقانونية‪:‬‬
‫‪-‬األسباب الواقعية‪:‬‬
‫من أىم األسباب الواقعية أن ىاتو الجريمة تعتبر من الجرائم األكثر خطورة عمى المجتمع‬
‫ألنيا استنزفت الطاقات البشرية الفكرية المتطورة والذكية بمختمف مؤىالتيا وقدراتيا العقمية التي‬
‫من الممكن أن تستغل في انجاز مشاريع تنموية ضخمة لفائدة المجتمع بصفة خاصة وفائدة‬
‫اإلنسانية بصفة عامة‪.‬‬
‫‪ -‬األسباب القانونية‪:‬‬
‫حيث أنيا تعتبر من الجرائم القانونية المثيرة لمجدل في وسط الفقياء والقانونين من حيث‬
‫عدم وضوح أحد عناصر الجريمة أال وىو الركن المادي بمختمف عناصره‪.‬‬
‫بما أنيا من الجرائم المترامية األطراف وتشمل كثير من التعقيد والتنوع من حيث أساليب‬
‫ارتكابيا مما يصعب عممية التحري فييا‪ ،‬وىذا ما يؤدي إلى تعجيز القانون بمتابعة مختمف‬
‫األعضاء واألطراف الذين ساىموا في ارتكابيا‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪-3‬أهمية الدراسة‬
‫إن دراسة جريمة تكوين جمعيات األشرار يعتبر من الناحية النظرية الموضوع الذي أثار‬
‫جدال واسعا في وسط الفقو والقضاء‪ ،‬فأىمية ىذا الموضوع ىو محاولة إزالة الغموض واإلبيام‬
‫حول مختمف عناصرىا وأىم العناصر وىو الركن المادي‪.‬‬
‫أما األىمية العممية تتمثل في حالة التحديد الصحيح لمعالم ىاتو الجريمة الذي يؤدي‬
‫بالضرورة إلى نتيجة وىي التطبيق السميم والحسن لمقانون‪.‬‬
‫‪-4‬الهدف من الدراسة‪:‬‬
‫ىو االستفادة الشخصية بالدرجة األولى من خالل تجنب مختمف تكتالت واالتفاقات‪.‬‬
‫اإلشكالية‪:‬‬
‫ىل النصوص القانونية الموضوعة من طرف المشرع الجزائري كفيمة لمتصدي ليذه‬
‫الظاىرة؟‬
‫وتتفرع عن ىذه اإلشكالية الرئيسية أسئمة فرعية تساىم في الدراسة وىي‪:‬‬
‫‪ -‬ما ىو اإلطار القانوني لجريمة تكوين جمعيات األشرار والمساعدة عمييا؟‬
‫‪ -‬ما ىي الوسائل القانونية التي وضعيا المشرع الجزائري لمكافحة ىذه الظاىرة؟ وىل ىذه‬
‫الوسائل كافية أم ال؟‬
‫‪-5‬منهجية الدراسة‪:‬‬
‫موضوع تكوين جمعيات أشرار والمساعدة عمييا ىو موضوع متعدد األبعاد والمتغيرات في‬
‫القوانين المحمية والدولية‪ ،‬لذلك من الصعب دراستو لمنيج واحد‪ ،‬لذلك تمت االستعانة بالمناىج‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -‬المنيج التحميمي الوصفي‪ :‬القائم عمى تحميل ىذه الظاىرة ومعرفة أسباب ودواعي انتشارىا‬
‫وكيفية محاربتيا من خالل الوسائل التي وضعيا المشرع الجزائري والتصدي ليا والقضاء عمييا‬
‫أو عمى األقل التخفيف من حدتيا‪.‬‬
‫‪-6‬الدراسات السابقة‪:‬‬
‫نجد دراسة أحسن بوسقيعة من خالل إصدار الوجيز في القانون الجزائي الخاص الجزء‬
‫األول‪ ،‬أنو تطرق إلى جريمة جمعية األشرار من خالل الفصل الرابع فتطرق إلى طبيعة ىاتو‬
‫الجريمة واألركان المكونة ليا من ركن مادي‪ ،‬ومعنوي‪ ،‬ومختمف العقوبات المقررة ليا قانونا‬
‫بالنسبة لمعقوبات المقررة لمشخص الطبيعي والشخص المعنوي‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -‬ما يميز هاته الدراسة أنياتو الدراسة تتناول األحكام المختمفة المتعمقة بالجريمة من حيث‬
‫مفيوم جريمة تكوين جمعية األشرار وكما تسمى في بعض القوانين (جريمة االتفاق الجنائي‪،‬‬
‫والجدل الفقيي القائم حوليا وأركان الجريمة من الركن المادي والمعنوي والعقوبات المقررة ليا‪.‬‬
‫‪ -8‬صعوبات هاته الدراسة‪:‬‬
‫تتمثل الصعوبات التي واجيتني في معالجة ىذا الموضوع في‪:‬‬
‫‪ -‬قمة المراجع التي تتطرق بالدراسة لموضوع جريمة تكوين جمعيات األشرار‪.‬‬
‫‪ -‬قمة االجتيادات القضائية المتعمقة بيذه الجريمة وصعوبة الحصول عمييا‪.‬‬
‫ولإلجابة عمى ىذه اإلشكالية واألسئمة الفرعية قمنا بتقسيم البحث إلى فصمين‪ ،‬تضمن األول‬
‫اإلطار المفاىيمي لجريمة تكوين جمعيات األشرار والمساعدة عمييا‪ ،‬وىذا الفصل قد تم تقسيمو‬
‫إلى مبحثين‪ :‬األول جاء بعنوان تكوين جمعيات األشرار والثاني أركان ىذه الجريمة‪.‬‬
‫أما الفصل الثاني جاء بعنوان الوسائل القانونية لمكافحة ىذه الجريمة‪ ،‬والذي تم تقسيمو‬
‫إلى مبحثين تضمن األول اآلليات التي عاقب عمييا قانون العقوبات الجزائري التي تدخل في‬
‫ارتكاب ىذه الجريمة من خالل المبادئ العامة لقانون العقوبات‪ ،‬أما الثاني جاء بعنوان‬
‫الجزاءات المقررة قانونا لمحاربة ىذه الجريمة‪ ،‬وبعض أشكال جمعيات األشرار في القانون‬
‫الجزائي الجزائري‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬‬
‫ثكوين جمعيات ألاشرار‬
‫المبحث األول‪ :‬تجريم فعل تكوين جمعيات األشرار‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬تاريخ تجريم تكوين جمعيات األشرار‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬الجدل الفقهي حول تجريم تكوين‬
‫جمعيات األشرار‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أركان جريمة تكوين جمعيات األشرار‬
‫المطمب األول‪ :‬الركن المادي {الجمعية أو االتفاق}‬
‫المطمب الثاني‪ :‬الركن المعنوي {غرض الجمعية أو‬
‫االتفاق}‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تكوين جمعيات األشرار‬

‫الفصل األول‪ :‬تكوين جمعيات األشرار‬


‫تعرؼ الجريمة قانونا أنيا فعؿ أو امتناع عف عمؿ يحضره القانوف ويقرره ويقر عقوبة‬
‫لمرتكبو‪ ،‬فيي قد ترتكب مف طرؼ شخص واحد فيكوف فاعال ماديا ليا‪ ،‬وقد ترتكب مف طرؼ‬
‫عدة أشخاص فتأخذ صور‪.‬‬
‫الصورة األولى‪ :‬وتكوف بدوف وجود اتفاؽ مسبؽ حيث يساىـ عدة أشخاص في مشروع جناية‬
‫واحدة كما ىو الحاؿ في جريمة القتؿ‪ ،‬النيب‪ ،‬السرقة المرتكبة مف طرؼ المتظاىروف أو‬
‫المشاركوف في أعماؿ الشعب أو العنؼ وفي ىذه الحالة تكوف المتابعات نتيجة بعدد المشاركيف‬
‫أو المساىميف ويعاقب الواحد منيـ بقدر مساىمتو الفردية‪.‬‬
‫‪ -‬وقد تكوف الجريمة نتيجة اتفاؽ مسبؽ وتكوف مف صنع جمعية تشكمت بغرض ممارسة‬
‫النشاط الجنائي كما ىو الحاؿ بالنسبة لجريمة تكويف جمعيات األشرار ـ ‪ 176‬ؽ‪ .‬ع‪ .‬ج‬
‫بغرض اإلعداد لمجنايات ضد األشخاص أو الممتمكات حيث تكوف المساىمة فييا محؿ قمع‬
‫خاص حيث يعتبر كؿ مف المشاركيف في الجريمة فاعميف أصمييف‪.‬‬
‫‪ -‬ولمعرفة كيؼ ظير ىذا السموؾ وكيؼ جرـ في مختمؼ التشريعات وخاصة التشريع العقابي‬
‫الجزائري اعتمدنا عمى التقييـ اآلتي‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬تجريم فعل تكوين جمعيات األشرار‬
‫إف المشرع قد خرج عف القواعد التي تحكـ التجريـ في وجوب تحقيؽ النتيجة ومتخرج إلى‬
‫درجة ما عف نظرية الشروع التي ستتوجب البدء في التنفيذ كأساس لمتجريـ وسبب ىذه الحالة‬
‫االستثنائية ىو حماية حقوؽ األفراد والمصالح االجتماعية في نصوص خاصة ومميزة‪ ،‬فكيؼ‬
‫فيـ ىذا السموؾ وموقؼ التشريعات الجنائية الوضعية منو؟‬
‫المطمب األول‪ :‬تاريخ تجريم تكوين جمعيات األشرار‬
‫مف خالؿ مراجعة األسباب التاريخية الموجبة لوضع القانوف الفرنسي عاـ ‪1810‬ـ يتضح‬
‫أف المشرع في نصو عمى جمعيات األشرار وفؽ ـ ‪ 265-96‬ؽ‪ .‬ع كاف بيدؼ إنزاؿ العقاب‬
‫‪1‬‬
‫الصارـ عمى العصابات المنظمة التي تكاثر عددىا وعدد المنضميف إلييا‪ ،‬ففي أواخر الثورة‬
‫الفرنسية‪ :‬ظيرت حالة مف الفوضى السياسية التي كانت نتيجة استالـ نابميوف الحكـ فتشرذـ‬

‫‪ -1‬فريد الزعبي‪ ،‬الموسوعة الجزائرية –الجرائـ الواقعة عمى أمف الدولة الداخمي‪-‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬المجمد العاشر‪ ،‬ص‪.180‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تكوين جمعيات األشرار‬

‫السفاحو وسفاكو الدماء الذيف كانوا يعيشوف مف محصالت اعتداءاتيـ وجرائميـ فنزحوا باآلالؼ‬
‫نحو المناطؽ البعيدة والمقاطعات الغنية يزرعوف الرعب ويقتموف األبرياء ويسمبوف ويشعموف‬
‫النار في المزارع بعد االستيالء عمييا‪ ،‬مما أدى إلى صدور القانوف الجنائي‪ ،‬الذي يؤكد ضرورة‬
‫معاقبة رجاؿ العصابات المسمحة التي توجب المدف والقرى مما أدى إلى اختفاء تمؾ الجماعات‬
‫والعصابات فو ار ونيائيا‪.‬‬
‫غير أنو لـ يطؿ الوقت كثي ار ظيرت في البمد الفرنسي شكؿ آخر مف العصابات التي‬
‫تشكمت عمى طريقة الجماعات الشريرة بدوف تنظيـ حيث تقدـ عمى التعذيب والتقتيؿ والنيب‬
‫والتخريب‪ ،‬مما أدى إلى محاولة معاقبة ىذه الجماعات في ميدىا وقمعيا بمجرد تنظيـ جماعة‬
‫مثؿ ىذا النوع حتى ولو لـ تكف منظمة كفاية فبمجرد العقد الجرمي البسيط بيف بعض‬
‫األشخاص بغاية ارتكاب الجنايات عمى الناس واألمواؿ‪.1‬‬
‫مما نتج عنو جعؿ سموؾ أو فعؿ تكويف جماعات األشرار أو االتفاؽ الجنائي كما تسمى في‬
‫بعض التشريعات جريمة مستقمة قائمة بحد ذاتيا‪ ،‬بغض النظر عمى ارتكاب الجنايات أـ ال‪.‬‬
‫حيث يشيد العالـ اليوـ تزايد كبير وواضحا وتكاث ار في ظيور جماعات األشرار‬
‫والعصابات المسمحة والمجيزة تجيي از فنيا حديثا كامال‪ ،‬وقد تنوعت ىذه الجماعات والعصابات‬
‫مف حيث الحجـ والتمويؿ والتسميح‪ ،‬وكذلؾ مف حيث األىداؼ فتوسعت أىدافيا إلى غاية‬
‫ارتكاب الجرائـ السياسية ألسباب تحت ستار قومي أو ديني‪.2‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تجريم تكوين جمعيات األشرار في بعض القوانين األجنبية‬
‫الواليات المتحدة األمريكية وبعض الدوؿ األوروبية كفرنسا وايطاليا وبمجيكا إلى أف أحد‬
‫الفوضوييف يدعي فاليانت ''ألقى سنة ‪ 1893‬قنبمة في مجمس النواب الفرنسي أثناء انعقاده‪،‬‬
‫فكانت ىذه الحادثة سببا في تعديؿ القانوف الفرنسي بتشريع صدر في ‪ 28‬ديسمبر ‪1893‬‬
‫يعاقب بمقتضاه عمى جريمة االتفاؽ الجنائي‪ ،‬وىذا التشريع ىو أصؿ التشريع المصري ـ ‪47‬‬
‫مكرر ؽ‪ .‬ع قديمة والمادة ‪ 48‬قانوف العقوبات الحالي‪ ،‬وقد سميت ىذه التعديالت في القوانيف‬

‫‪ -1‬فريد الزعبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.181‬‬


‫‪ -2‬نادر عبد العزيز‪ ،‬الجرائـ الواقعة عمى أمف الدولة‪ ،‬مجمة الجيش‪ ،‬جويمية‪ ،2007 ،‬أطمع عميو ‪ 6‬أفريؿ ‪،2015‬‬
‫[ ‪. ]http://www.lebarmy.you/ar/nens/!15533‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تكوين جمعيات األشرار‬

‫األجنبية بالقوانيف الخبيثة أو سيئة السمعة‪ ،‬أطمؽ عمييا الفوضوييف‪ ،‬ىذه التسمية ألنيا خبيثة‬
‫بالنسبة ليـ‪.‬‬
‫أما في مصر فيرجع سبب النص عميو ‪ 47‬مكرر ؽ‪ .‬ع عمى جريمة االتفاؽ الجنائي‬
‫إلى جناية الورداني في اغتياؿ بطرس باشا غالي في ‪ 02‬نوفمبر ‪ ،1910‬فالشارع المصري‬
‫عندما وضع ـ ‪ 47‬ؽ‪ .‬ج مكرر‪ ،‬وتقابؿ ـ ‪ 48‬ؽ‪ .‬ع الحالة المحكوـ بعدـ دستوريتيا‪ ،‬كاف‬
‫الباعث لو عمى ذلؾ جريمة سياسية فردية وىو اغتياؿ بطرس باشا وبالتالي نالحظ أنو ال أثر‬
‫لالتفاؽ الجنائي مف أي نوع‪.‬‬
‫حيث وصؼ ىذا بعض الفقياء في ىذه الجريمة عمى أنيا مف الجرائـ االستثنائية الغريبة‬
‫التي يعاقب عمييا القانوف عمى مجرد التصميـ أو النية واف لـ يترتب عمى ذلؾ أية نتيجة‪.1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تجريم تكوين جمعيات األشرار في التشريع الجزائري‬
‫نص عمييا المشرع الجزائري في الفصؿ السادس بعنواف الجنايات والجنح ضد األمف‬
‫العمومي في القسـ األوؿ بعنواف جمعيات األشرار ومساعدة المجرميف في ـ ‪ 177-176‬مكرر‬
‫‪ 1‬مف ؽ‪ .‬ع العقوبات الجزائري المعدلة بالقانوف رقـ ‪ 15-04‬المؤرخ في ‪ 10‬نوفمبر ‪2004‬‬
‫كالتالي ''كؿ جمعية أو اتفاؽ ميما كانت مدتو وعدد أعضائو تشكؿ أو تؤلؼ بغرض اإلعداد‬
‫لجناية أو أكثر معاقب عمييا بخمس سنوات حبس عمى األقؿ ضد األشخاص أو األمالؾ تكوف‬
‫جمعية أشرار‪ ،‬وتقوـ ىذه الجريمة بمجرد التصميـ المشترؾ عمى القياـ بالفعؿ''‪.2‬‬
‫‪ -‬المالحظات الواردة عمى النصوص القانونية ‪ 677-671‬مكرر ‪6‬‬
‫‪ -‬ـ ‪ 176‬ؽ‪ .‬ع‪ :‬نص المشرع عمى الجنايات والجنح المرتكبة مف طرؼ جمعيات األشرار‬
‫بخالؼ النص القديـ الذي ينص عمى الجنايات فقط‪.‬‬
‫‪ -‬ـ ‪ 177‬ؽ‪ .‬ع‪ :‬نص فييا المشرع عمى عقوبة االشتراؾ في الجمعية بغرض اإلعداد لجناية‬
‫والنص عمى عقوبة اإلعداد الرتكاب الجنح‪ ،‬والنص كذلؾ عمى عقوبة المنظـ ومف يباشر‬
‫القيادة‪.‬‬
‫‪ -‬ـ ‪ 177‬مكرر ؽ‪ .‬ع‪ :‬ثـ استحداثيا والنص فييا عمى االشتراؾ في جمعية األشرار‪.‬‬

‫‪ -1‬رابح لطفي جمعة‪ ،‬حوؿ عدة دستورية جريمة االتفاؽ الجنائي‪ 30 ،‬يونيو ‪ ،2001‬اطمع عميو بتاريخ‪،2016/10/10 :‬‬
‫‪./2001/6/30/UPIN7.HTMwww.ahram.org.eg/archie‬‬
‫‪ -2‬قانوف العقوبات رقـ ‪ ،23-06‬المؤرخ في ‪ 20‬ديسمبر ‪ ،2006‬المتضمف النص الكامؿ لقانوف العقوبات وتعديالتو‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تكوين جمعيات األشرار‬

‫‪ -‬ـ ‪ 177‬مكرر ‪ 1‬ؽ‪ .‬ع تـ استحداثيا والنص فييا عمى المسؤولية الجزائية لمشخص المعنوي‬
‫والعقوبات المقررة لو‪.‬‬
‫‪ -‬كما نالحظ استبعاد المخالفات سواء كانت ضد األشخاص أو ضد األمالؾ‪.‬‬
‫‪ -‬نالحظ كذلؾ اتساع مجاؿ تطبيؽ جريمة جمعيات األشرار حيث يكفي العتبار أف ىذه‬
‫الجريمة قائمة اإلعداد الرتكاب جناية أو جنحة واحدة‪.‬‬
‫‪ -‬كما تضيؼ بقوليا بأف الرأي القائؿ بأف االتفاؽ ليس سموؾ مادي أي انعداـ الركف المادي‬
‫لقياـ الجريمة بقوليا ''أف جريمة االتفاؽ يكوف فييا السموؾ واضحا ويتمثؿ في تعبير كؿ مف‬
‫الجناة عف إرادتو اآلثمة سواء اتخذ ىذا التعبير صورة القوؿ أو الكتابة أو اإلشارة إذا كانت‬
‫واضحة في تحديد اتجاه اإلرادة‪.1‬‬
‫وعميو فإف المشرع واستثناء مف القواعد العامة لالشت ارؾ‪ ،‬يجعؿ مف تكويف جمعيات‬
‫األشرار أو كما يطمؽ عمييا جريمة االتفاؽ الجنائي جريمة قائمة بذاتيا‪ ،‬ودوف تحقؽ أي نتيجة‬
‫إجرامية سواء وقعت ىذه الجريمة أو لـ تقع وال يزاؿ عمؿ الفاعميف في إطار العزـ والتصميـ ما‬
‫داـ عمميـ قد اتخذ مظي ار خارجيا يدؿ عمى خطورة بتيديده المصمحة العامة فيذه النصوص‬
‫ىي نصوص استثنائية باستثنائية الجريمة واحتياطية قصد بيا المشرع معالجة بعض األفعاؿ‬
‫التي ال تنطوي تحت نص عقابي وتتسـ بخطورة االتفاؽ أو التكويف اإلجرامي الذي اجتاح‬
‫المجتمعات بداية بالعصابات التي تتمتع بالخبرة والتطور التكنولوجي وصوال إلى نطاؽ المدارس‬
‫ومختمؼ فئات األعمار والجنس‪ ،‬فإذا ىي جريمة غير واقعية وغالبا ما تقترف بسبؽ اإلصرار‬
‫الذي يعتبر ظرؼ يزيد مف حدتيا وخطورتيا‪.‬‬
‫إذ البد مف الجناة مف حصوؿ التفاىـ والتنسيؽ بيف الجناة ولكف ذلؾ ال يعني وقوعو مجرد‬
‫مف ىذه الظروؼ وكثير ما يختمط االتفاؽ مع التحريض والمساعدة وذلؾ لوجود ولوقوع التفاىـ‬
‫واالتفاؽ بيف الجناة عمى رسـ خطط معينة نتيجتيا ارتكاب الفعؿ المجرـ ويعدوف وسائؿ تنفيذه‬
‫‪2‬‬
‫بغرض تحقيؽ نتيجتو‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد موسى‪ ،‬عدـ دستورية ـ ‪ 48‬ؽ‪ .‬ع‪ ،www.ahram.org.eg/archine/2001/06/17/UINVT2.HTM ،‬اطمع‬


‫عميو بتاريخ‪.2016/09/05 :‬‬
‫‪ -2‬حسف حسيف جواد الحميري‪ ،‬االتفاؽ جريمة مستقمة‪ ،legal.netwww.Oman،‬اطمع عميو بتاريخ‪.2016/08/10 :‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تكوين جمعيات األشرار‬

‫كما يمكف أف يكوف ىذا االتفاؽ مستمر وذلؾ باستمرار وجود تكوينو‪ ،‬إذ ىو سموؾ ممتد‬
‫بامتداد انعقاد وتوافؽ اإل اردات عمى القياـ بالفعؿ المجرـ‪.‬‬
‫ولكف يكوف المتفقوف محال لممسؤولية الجنائية فال بد مف صدور االتفاؽ عف حرية اإلرادة‬
‫المنبعثة مف شخص مدرؾ ومميز كما حددىا القانوف‪.‬‬
‫فال عبرة باتفاؽ اليازؿ أو المكره أو المجنوف أو صغير السف أي تحت سف التمييز‬
‫باإلضافة إلى لزوـ وجود فعؿ لو وجود في ماديات العالـ الخارجي‪.‬‬
‫أي أف جريمة التكويف أو االتفاؽ تعد مف جرائـ الحدث التي ال تتطمب نتيجة ويكفي‬
‫لوجودىا نشاط إجرامي مثؿ عدـ حضور الشاىد رغـ تبميغو فالمتفؽ يسأؿ باعتبار عممو غير‬
‫مشروع بخالؼ االتفاؽ‪.1‬‬
‫كما إف المشرع الجزائري ال يعاقب عمى جمعية األشرار التي تستيدؼ ارتكاب الجنايات‬
‫والجنح ضد األسرة واآلداب العامة وال تمؾ التي تستيدؼ ارتكاب الجرائـ ضد الشيء العمومي‬
‫وجرائـ الغش في بيع السمع والتدليس في المواد الغذائية والطبية‪ ،‬كما ال يعاقب عمى جمعية‬
‫األشرار التي تستيدؼ ارتكاب جنايات أو جنح ضد أمف الدولة بما فييا الجرائـ الموصوفة‬
‫باألفعاؿ اإلرىابية أو التخريبية وكذلؾ التي تستيدؼ ارتكاب جنايات أو الجنح المتعمقة‬
‫بالمخدرات أو المؤثرات العقمية مما أدى بالمشرع إلى تخصص الجرائـ المذكورة بأحكاـ مميزة‬
‫تجرـ فييا جمعية األشرار ومف ىذا القبيؿ ما نصت عميو ـ ‪ 87‬مكرر ‪ 3‬ؽ‪ .‬ع بالنسبة لمجرائـ‬
‫الموصوفة بأفعاؿ إرىابية أو تخريبية وما نصت عميو ـ ‪ 17‬الفقرة األخيرة مف ؽ‬
‫‪ 2004/12/25‬المتعمؽ بالوقاية مف المخدرات والمؤثرات العقمية وقمعيا بالنسبة لمجنايات‬
‫والجنح المتعمقة بالمخدرات والمؤثرات العقمية‪.‬‬
‫ويشمؿ التجريـ عندما ينطبؽ األمر باإلعداد الرتكاب جنايات كال الجنايات ضد‬
‫األشخاص أو األمالؾ بدوف تمييز وال إقصاء في حيف حصر المشرع جمعية األشرار عندما‬
‫يتعمؽ األمر باإلعداد الرتكاب الجنح والجنايات التي عقوبتيا أقؿ مف ‪ 5‬سنوات كما ىو الحاؿ‬
‫بالنسبة لبعض الجرائـ ضد األشخاص منيا التيديد الكتابي بدوف أمر وال شرط ـ ‪ 285‬ؽ‪ .‬ع‪.‬‬
‫والتيديد الشفوي ـ ‪ 286‬ؽ‪ .‬ع كما ىو الحاؿ أيضا بالنسبة لبعض الجرائـ ضد األمالؾ منيا‬
‫استيالء الشريؾ في الميراث بطريؽ الغش عمى اإلرث ‪ 363‬ؽ‪ .‬ع وخيانة األمانة ‪ 376‬ؽ‪ .‬ع‬

‫‪ -1‬حسف حسيف جواد الحميري‪ ،‬االتفاؽ جريمة مستقمة‪ ،legal.netwww.Oman،‬اطمع عميو بتاريخ‪.2016/08/10 :‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تكوين جمعيات األشرار‬

‫ويترتب عف استغالؿ جريمة جمعية األشرار عف الجرائـ التي ثـ اإلعداد ليا أو تـ تحقيقيا أنو‬
‫مف الجائز أف يعاقب عمى أفعاؿ تفمت مف العقاب إف ارتكبيا شخص بمفرده‪ ،‬كما ىو الحاؿ‬
‫بالنسبة لمتحضير لجناية أو جنحة التي ال يعاقب عمييا بعنواف المحاولة قبؿ البدء في التنفيذ‬
‫وكذا في حالة العدوؿ االختياري كما قضى في فرنسا بتطبيؽ جريمة جمعية األشرار عمى‬
‫مساجيف حاولوا اليروب مف السجف ولكنيـ لـ يبدؤوا بعد في التنفيذ مما يجعؿ متابعتيـ مف‬
‫‪1‬‬
‫أجؿ الشروع في اليروب أم ار مستبعدا‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬الجدل الفقهي حول تجريم جمعيات األشرار‬
‫تعد مسألة جريمة تكويف جمعيات األشرار أو ما يسمى باالتفاؽ الجنائي مف المسائؿ‬
‫المختمؼ فييا في الفقو الجنائي‪ ،‬الحديث حيث انقسـ الفقو حوؿ ىذه المسألة إلى اتجاىيف ىما‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬االتجاه المؤيد‬
‫الفريؽ األوؿ‪ :‬يرى بأف االتفاؽ الجنائي سموؾ مادي مجرـ يجب المعاقبة عميو وىو ما‬
‫سار عميو القانوف المصري ـ ‪ 48‬ؽ‪ .‬األصمي المصري والقانوف الجزائري ‪ 176‬ؽ‪ .‬ع‪ .‬ج‬
‫وحججيـ في ذلؾ‪.‬‬
‫رأي الدكتورة فوزية عبد الستار أستاذة القانوف الدستوري ورئيسة المجنة التشريعية لمجمس‬
‫الشعب سابقا‪ .‬عمى أف المادة ‪ 48‬ؽ‪ .‬ع المصري التي تنفي عمى جريمة االتفاؽ الجنائي مف‬
‫أىـ المواد التي تسيـ في الحد مف الظاىرة اإلجرامية ومواجية الحمقة األولى في سمسمة الجرائـ‬
‫التي يقدـ عمييا بعض الجناة دوف رادع مف خمؽ أو ديف‪ ،‬حيث اعتبرت ىذه المادة خط الدفاع‬
‫األوؿ الذي يواجو المجرـ عند ارتكابو لجريمتو األولى قبؿ أف يتجاوز بإجرامو إلى جريمة أخرى‬
‫تكوف بمثابة اليدؼ لسموكو أو وسيمة لبموغ ىدؼ معيف مشروع أو غير مشروع‪.‬‬
‫باإلضافة إلى أف جريمة االتفاؽ تقوـ عمى ركنيف واضحيف المادي وىو السموؾ‬
‫اإلجرامي الذي يتمثؿ في االتفاؽ بيف شخصيف أو أكثر‪ ،‬إذا كاف منصبا عمى موضوع معيف‬
‫‪2‬‬
‫ىو ارتكاب جناية أو جنحة أو األعماؿ المجيزة أو المسيمة الرتكابيا‪.‬‬

‫‪-1‬أحسف بوسقيعة‪ ،‬الوجيز في القانوف الجزائي الخاص‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،14‬دار ىومة لمطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،2012 ،‬‬
‫ص‪.483 ،482 ،481‬‬
‫‪ -2‬بحث ودراسة حوؿ اآلثار القانونية لعدـ دستورية االتفاؽ الجنائي‪ ،www.mohamah.net ،‬أطمع عميو في ‪ 10‬مارس‬
‫‪.2016‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تكوين جمعيات األشرار‬

‫أما الثاني فيو اإلرادة اآلثمة أي القصد الجنائي وىو اتجاه اإلرادة إلى اتفاؽ بحقيقتو كما‬
‫تضيؼ بقوليا أف مف المسمـ بو أف الجريمة ال تقوـ بغير سموؾ إجرامي وأف القانوف ال يعاقب‬
‫عمى مجرد النيات وجريمة االتفاؽ يكوف السموؾ فييا واضحا ومحددا وىو يتمثؿ في تعبير كؿ‬
‫مف الجناة عف اإلرادة اآلثمة سواء اتخذ ىذا التعبير صورة القوؿ والكتابة أو اإلشارة‪ ،‬إذا كانت‬
‫واضحة في تحديد اتجاه اإلرادة والتعبير عف اإلرادة لو أىمية كبيرة حيث يعتد بو المشرع في‬
‫كثير مف الحاالت في المجاؿ الجنائي وىو صورة لمسموؾ اإلجرامي لجريمة القذؼ والسب‬
‫وافشاء األسرار والبالغ الكاذب‪.‬‬
‫وفي المجاؿ المدني يتـ بو العقد الذي يتولد عنو العديد مف االلتزاـ وفي مجاؿ األحواؿ‬
‫الشخصية يقوـ عقد الزواج عمى تعبير يصدر عف كؿ مف العاقديف عف إرادتو في صورة‬
‫اإليجاب والقبوؿ ومف ثـ فالركف المادي في جريمة االتفاؽ الجنائي قائـ وواضح ومحدد‪.‬‬
‫كما تؤكد كذلؾ أف خطة المشرع في تجريـ االتفاؽ ليست غريبة ذلؾ أف المشرع يعاقب‬
‫عمى االتفاؽ كوسيمة مف وسائؿ االشتراؾ إذا وقعت الجريمة‪ ،‬وأما القوؿ بأف األعماؿ المجيزة‬
‫أ و المسيمة الرتكاب الجريمة التي قد تكوف موضوع لالتفاؽ غير محددة‪ ،‬فيو أمر ال يناؿ مف‬
‫التحديد القانوني لمجريمة إصالحا ألف ىذه األعماؿ ليست ىي الركف المادي لمجريمة وانما ىي‬
‫موضوع الجريمة ومف المستحيؿ عمى المشرع أف يحدد موضوع كؿ جريمة تحديدا دقيقا وعمى‬
‫سبيؿ الحصر وانما يترؾ ذلؾ لمفقو ـ ‪ 40‬ؽ‪ .‬ع المصري يعتبر شريكا مف ساعد الفاعؿ عمى‬
‫األعماؿ المجيزة أو المسيمة أو المتممة الرتكاب الجريمة‪.‬‬
‫واذا كانت جريمة االتفاؽ جريمة تقوـ عمى ركنيف مادي ومعنوي وتوقع العقوبة عمى‬
‫مرتكب ىذه الجريمة فإف العقوبة ىنا شخصية ألنيا توقع عمى مرتكب الفعؿ دوف غيره والمادة‬
‫‪ 41‬مف الدستور المصري تحمي الحرية الشخصية ومنيا حرية التعبير ولكف المشرع الدستوري‬
‫أجاز في ذات المادة لتقييد ىذه الحرية الشخصية إذا اقتضت ذلؾ صيانتو مف المجتمع ال شكؿ‬
‫مف دواعي صيانتو فال شؾ مف دواعي صيانة أمف المجتمع تجريـ االتفاؽ الذي يمثؿ خطورة‬
‫إجرامية‪ ،‬ويمثؿ حمقة مف حمقات العدواف عمى الحقوؽ التي يحمييا قانوف العقوبات والدستور‬
‫‪1‬‬
‫وىي الحؽ في الحياة والحرية والممكية وحرمة الحياة الخاصة‪.‬‬

‫‪-1‬بحث ودراسة حوؿ اآلثار القانونية لعدـ دستورية االتفاؽ الجنائي‪ ،www.mohamah.net ،‬أطمع عميو بتاريخ‪ 10 :‬مارس‬
‫‪.2016‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تكوين جمعيات األشرار‬

‫رأي المست شار عبد السميع شرؼ الديف رئيس المحكمة أمف الدولة العميا إف ىناؾ‬
‫خطورة كبيرة بإلغاء نص كاف بحاؿ بو مف يرتكبوف ويخططوف لجرائـ تمس أمف الدولة في‬
‫الداخؿ أو في الخارج ومثؿ ىذه المادة ليا أىمية لمساعدة الجيات المختمفة في مواجية الجرائـ‬
‫التي تضر لمصمحة البالد وربما يمفت كثيروف ممف كاف يطوليـ نص المادة فالذيف يخططوف‬
‫ال ي ظيروف عمى السطح واألدوات المستخدمة في التنفيذ لمثؿ ىذه الجرائـ والمتيموف تتـ‬
‫محاكمتيـ طبقا لالتفاؽ الجنائي والمحكمة رأت أف مف يفكر في ارتكاب جريمة غير مؤثـ‬
‫مادامت ظمت الفكرة في وجدانو وتكوف الجريمة األشد عند االتفاؽ عند تنفيذ الجريمة الجنائية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬االتجاه المعارض‬
‫االتجاه الثاني‪ :‬الذي يرى بأف االتفاؽ الجنائي ليست سموكا ماديا إجراميا ال يجوز فرض‬
‫عقوبة عميو وحجة في ذلؾ‪:‬‬
‫‪ -‬األستاذ سامح عاشور المحامي ونقيب المحامي الذي يمقي التنقيب عمى تاريخ وضع المادة‬
‫‪ 48‬ؽ‪ .‬ع المصري التي نشأت بشكؿ استثنائي وفي ظروؼ استحدثت بعد حادث مقتؿ‬
‫رئيس مجمس النظارة عاـ ‪ 1910‬حينما قدـ المتيـ ومعو عدد مف المتيميف فقرر قاض‬
‫اإلحالة إحالة واحد فقط عف المتيميف وترؾ الباقي لعدـ وجود أركاف لمجريمة رغـ اتفاقيـ‬
‫جميعا عمى ارتكاب الجريمة‪.‬‬
‫ومف ىنا اضطر المشرع إلى إضافة المادة رقـ ‪ 47‬مكرر ؽ‪.‬ع التي تعد أصؿ المادة ‪ 48‬ؽ‪.‬ع‬
‫المعاقبة كؿ مف اتفؽ أو حرض عمى الجريمة وطبقا ليذا المناخ االستثنائي قاـ بمعالجة‬
‫استثنائية وىو الذي أدخمنا في دائرة األماف في تحديد الركف المادي ومحاسبة المتيميف عمى‬
‫نوايا آخريف‪.‬‬
‫‪ -‬كما أف المحكمة الدستورية رأت إلغاء ىذه المادة ألنو ال يصح أف يكوف ىناؾ نص عقمي‬
‫عمى غير ركف مادي واضح ومحدد وال جريمة تغير فعؿ أو ترؾ فعؿ وبالتالي مف الصعب‬
‫ضبط الركف المادي األمر الذي اضطر المحكمة إلى إلغاء ىذه المادة بما تتفؽ مع المشروعية‬
‫والتوجو إلى حماية حقوؽ الناس بأمور محددة وقائمة عمى وجود حقيقي‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬الدكتور محمد المريغي أستاذ القانوف الدستوري بجامعة عيف شمس‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ .‬بحث ودراسة حوؿ اآلثار القانونية لعدـ دستورية االتفاؽ الجنائي‪ www.mohamah.net ،‬اطمع عميو بتاريخ‪:‬‬
‫‪.2016/03/10‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تكوين جمعيات األشرار‬

‫‪ -‬يترتب عمى ىذا النص عدـ دستوريتو ويصبح معو منعدما بأثر رجعي ويترتب عميو براءة‬
‫المتيميف واإلفراج عنيـ فو ار لما استقر عميو القانوف ال عقوبة إال بنص‪.‬‬
‫‪ -‬األستاذ رجائي عطية إف الحكـ بعد دستورية ىذا النص يمثؿ صفحة جديدة ومجيدة ضمف‬
‫صفحات المحكمة الدستورية العميا ألنو حسـ خالفا قديما بعد أف وجيت انتقادات كثيرة عمى‬
‫مدى عشرات السنيف لنص ـ ‪ 48‬ؽ‪ .‬العقوبات األىمي والتي تقابميا ـ ‪ 47‬مكرر مف مكنوف‬
‫العقوبات األىمي والتي كانت تدخؿ (خطر) في جرائـ الخطر حيث تمثؿ شرودا غير مقبوؿ‬
‫عف سياسة المشرع في التجريـ والعقاب وكانت حجتيا فيما كاف سابقو قديمة ‪ 1910‬واستند‬
‫بعدـ دستورية ىذه المادة ‪ 41‬و‪ 66‬و‪ 67‬مف الدستور المصري فالقوانيف ال تعاقب إال عمى‬
‫األفعاؿ وال تعاقب عمى النيات والقوؿ بغير ذلؾ يعرض المجتمع لمخطر‪ ،‬فالمصمحة الظاىرة أف‬
‫يعدؿ المفكر عف تفكيره اتقاء وتجنب العقاب فإذ عرؼ أف العقاب سيسمط عميو سينتقؿ إلى‬
‫حيز التنفيذ فكأننا نحثو عمى أال يعدؿ عمى ما يفكر فيو‪.‬‬
‫‪ -‬إف القانوف ال يعاقب إال عمى األفعاؿ وال يعاقب عمى النيات مادامت لـ تتبمور إلى أفعاؿ‬
‫وىو المستفاد مف نص ـ ‪ 66‬مف الدستور المصري ألف القاعدة الدستورية تشترط في التجريـ‬
‫أف ينصرؼ إلى فعؿ‪ .‬ومف المبادئ الدستورية كذلؾ أف تكوف درجة اليقيف أساسا لتنظيـ أحكاـ‬
‫القانوف في المسائؿ الجنائية وتكوف األفعاؿ محددة بصورة قاطعة ال يشوبيا اإلبياـ وال تجييؿ‬
‫‪1‬‬
‫وال غموض وال تعميـ وال اتساع فضفاضي في تحديد المعنى‪.‬‬
‫‪ -‬وخالصة ىذا الجدؿ الفقيي الذي يثري وينير رجاؿ القضاء والجيات المختصة باف يضعوا‬
‫نصب أعينيـ الحريات العامة لممواطنيف بيدؼ عدـ خروج القانوف وقواعده الذي ىو الركيزة‬
‫األساسية لحماية الفرد والمجتمع مف بيف المبادئ األساسية لمدستور‪.‬‬

‫‪ .1‬بحث ودراسة حوؿ اآلثار القانونية لعدـ دستورية االتفاؽ الجنائي‪ www.mohamah.net ،‬اطمع عميو بتاريخ‪:‬‬
‫‪.2016/03/10‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تكوين جمعيات األشرار‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أركان جريمة تكوين جمعيات األشرار‪.‬‬


‫تقوـ أي جريمة حسب القانوف الجنائي عمى ثالث ركائز أساسية ال بد مف‬
‫توفرىا حتى يدخؿ السموؾ أو الفعؿ إلى حيز األفعاؿ المجرمة التي يعاقب عمييا‬
‫القانوف‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬الركن المادي (الجمعية أو االتفاق)‬
‫لكؿ جريمة ركف مادي ال يتصور وقوعيا إال بتوفر ىذا الركف المادي الذي يتمثؿ أساسا‬
‫في فعؿ أو امتناع وقع بالمخالفة بنص عقابي في القانوف الجنائي ابتداء في زواجره ونواىيو‬
‫وبالتالي ىو مادية الفعؿ المآخذ عمى ارتكابو إيجابيا كاف ىذا الفعؿ أـ سمبيا‪ ،‬ذلؾ أف العالقة‬
‫ال تي ينظميا ىذا القانوف الجنائي في مجاؿ تطبيقو عمى المخاطبيف بأحكامو ليا عالماتيا‬
‫الخارجية ومظاىرىا الواقعية وخصائصيا المادية إذ ىي مناط التأثيـ وعمتو التي يتصور إثباتيا‬
‫ونفييا وىي التي يتـ التمييز عمى ضوئيا بيف الجرائـ‪ ،‬وىي التي تديرىا محكمة الموضوع عمى‬
‫حكـ العقؿ لتقييميا وتقدير العقوبة المناسبة ليا ومنو فالركف المادي ىو التغيير المادي الذي‬
‫أحدثو الفعؿ المجرـ في الواقع‪ .‬وبالتالي تقوـ جريمة تكويف جمعيات األشرار عمى ركنيف أو‬
‫عنصريف ىما‪ :‬الجمعية أو االتفاؽ كركف مادي ليا وغرض الجمعية أو االتفاؽ كركف معنوي‪.‬‬
‫يتكوف الركف المادي لمجريمة مف االتفاؽ بيف شخصيف فأكثر عمى ارتكاب الجنايات الجنح‬
‫حيث جعؿ التشريع اإليطالي حده األدنى أي االتفاؽ بثالث أشخاص‪ ،‬ويتحقؽ ىذا األمر مف‬
‫‪1‬‬
‫خالؿ قياـ أحد المساىميف بالتعبير عف اتفاقيـ سواء بالقوؿ أو الكتابة أو اإلشارة أو اإليحاء‬
‫بحيث يصؿ التعبير إلى سائد المساىميف ويمقى قبوال لدييـ فال بد مف قبوؿ سائر المساىميف‬
‫عمى نحو يمكف القوؿ بوجود اتفاؽ أي أنو يتـ بغض النظر عف الشكؿ الذي يأخذه أو المكاف‬
‫الذي يتـ فيو كما يستوي أف يكوف كؿ األعضاء أو البعض منيـ يعرفوف بعضيـ‪ ،‬ولكف يجب‬
‫أف يحصؿ التشاور بينيـ حوؿ خطة معينة حتى إذا كاف االتفاؽ لـ يتـ إال لفترة بسيطة ولكف‬
‫يشترط في ىذا االتفاؽ حتى يكوف محال لمجريمة أف يكوف جديا أي أف كؿ مف المتفقوف اتخذوا‬

‫‪ -1‬المقدـ آتور‪ ،‬إبراىيـ محمود الميبيدي‪ ،‬المساىمة الجنائية في الجرائـ أمف الدولة‪ ،www.police.mc.gou.bh ،‬أطمع عميو‬
‫بتاريخ‪ 30 :‬مارس ‪.2015‬‬
‫‪12‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تكوين جمعيات األشرار‬

‫العدة عمى وجو ال يتوقع أف يتـ عدوؿ المتفقيف عمى ذلؾ وىذا ما يقابمو ـ ‪ 176‬ؽ‪ .‬ع‪ .‬ج‬
‫بقوليا ''وتقوـ ىذه الجريمة بمجرد التصميـ المشترؾ عمى القياـ بالفعؿ''‪.‬‬
‫ويرجع المحكمة استنباط واستخالص ىذا االتفاؽ مف خالؿ األعماؿ المادية اإلعدادية‬
‫والتمييدية والتحضيرية التي قاـ بيا بمجرد ثبوت قياـ الجمعية وثبوت والتأكد مف أىدافيا‬
‫الجرمية مف خالؿ إتباع خطة معينة‪.1‬‬
‫المالحظات الواردة عمى الركن المادي لهذه الجريمة‬
‫إف جريمة تكويف جمعيات األشرار أو كما يطمؽ عمييا تسمية جريمة االتفاؽ الجنائي ال‬
‫يتصور فييا الشروع وذلؾ ألف االتفاؽ حالة نفسية تتـ بتالقي اإلرادات وال تحتمؿ بداية ونياية‬
‫ىذه الجريمة إما أف تقع أو ال تقع وال يحتمؿ فييا بدء في التنفيذ كما يذىب في ذلؾ غالبة‬
‫الفقو‪ ،‬وبالتالي فيي مف الجرائـ الشكمية*‪ ،2‬أي (جرائـ الخطر)‪.‬‬
‫إف جريمة تكويف جمعيات األشرار تنعقد وتقوـ بمجرد االتفاؽ عمى ارتكاب جناية أو جنحا‬
‫وبالتالي فالعدوؿ بعد ىذا ال يعفى مف العقوبة ألف الركف المادي ليذه الجريمة قد اكتمؿ وليس‬
‫ىناؾ تعارض بيف جريمة االتفاؽ الجنائي واالتفاؽ كصورة مف صور االشتراؾ الختالؼ مجاؿ‬
‫تطبيؽ كؿ منيما فالمساىموف باالتفاؽ ال يعتبروف شركاء إال أنو إذا وقعت الجريمة محؿ‬
‫االتفاؽ سواء وقعت بشكؿ تاـ أو بشكؿ شروع فييا وذلؾ بخالؼ االتفاؽ الجنائي الذي يتوافر‬
‫‪3‬‬
‫بمجرد االنعقاد سواء وقعت الجريمة أو لـ تقع‪.‬‬
‫وبالعودة إلى أف االتفاؽ القائـ بيف مجموعة مف الجنات في جريمة االتفاؽ الجنائي مف‬
‫خالؿ أعماؿ مادية تحضيرية واعدادية تضمنيا المشرع الجزائري في نص المادة ‪ 42‬مف قانوف‬
‫العقوبات الجزائري والمادة ‪ 41‬مف قانوف العقوبات الجزائري التي تنص عمى التحريض كفاعؿ‬
‫أصمي‪.‬‬

‫‪ -1‬أحسف بوسقيعة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.480‬‬


‫*‬
‫‪ -‬الجرائـ الشكمية‪ :‬ىي الجرائـ التي ال تحدث بطبيعتيا أية نتيجة مادية ضارة كجرائـ حيازة سالح بدوف ترخيص وحيازة‬
‫المخدرات وحيازة نقود مزيفة‪ ،‬وحمؿ وساـ بدوف حؽ وارتداء المباس أو الشارات أو الرتب العسكرية بدوف حؽ وىذه الجرائـ ليس‬
‫لنتيجتيا وجود مادي فيي تعبر عف حقيقة قانونية واتجاه المشرع إلى تجريـ االعتداء عمى مصمحة جديدة لحماية القانوف‪ .‬ومنيا‬
‫أي الجريمة الشكمية ال يكوف حصوؿ النتيجة الجرمية عنص ار مف عناصر الركف المادي‪.‬‬
‫‪ -3‬سمير الشناوي‪ ،‬النظرية العامة لمجريمة والعقوبة في قانوف الجزاء الكويتى‪ ،‬ط‪.637-636 ،1992، 2‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تكوين جمعيات األشرار‬

‫المطمب الثاني‪ :‬الركن المعنوي‪ :‬غرض الجمعية أو االتفاق‪.‬‬


‫البد لقياـ المسؤولية الجنائية لمف يصدر عنو الفعؿ مف األفعاؿ التي يعاقب عمييا قانوف‬
‫العقوبات مف توافر ركف معنوي يقوـ عمى اإلرادة اآلثمة التي وجيت سموؾ الجاني المخالؼ‬
‫لمقانوف‪ ،‬فيذه اإلرادة اآلثمة ىي حمقة الوصؿ بيف الجريمة كواقعة مادية ليا كياف خارجي وبيف‬
‫اإلنساف الذي صدرت عنو‪ ،‬والذي يعتبره القانوف مسؤوال عف ىذه الجريمة ويصفو بأنو جاني أو‬
‫مجرـ‪.‬‬
‫وبالتالي يكوف الركف المعنوي لياتو الجريمة في‪:‬‬
‫‪ -‬غرض الجمعية أو االتفاق‪.‬‬
‫وىو اإلعداد لجناية أو جنحة معاقب عمييا بخمس سنوات حبس عمى األقؿ ضد األشخاص‬
‫أو األمالؾ‪.‬‬
‫‪ .1‬يجب أف يكوف اإلعداد مجسدا بفعؿ أو عدة أفعاؿ مادية‪ ،‬يجتمع أعضاء الجمعية بغرض‬
‫اإلفصاح عف األفكار المشتركة فقط‪ ،‬وانما يجتمعوف بغرض اإلعداد لمجرائـ‪ ،‬واإلعداد ىنا أقؿ‬
‫مف البدء في التنفيذ ولكنو يزيد عف العزـ والتصميـ إذ ينبغي أف يشكؿ أعماال تحضيرية وحتى‬
‫واف كانت المادة ‪ 176‬ؽ‪ .‬ع ال تفيد بذلؾ صراحة‪ ،1‬ومف قبيؿ األفعاؿ المؤلفة لجناية عمى‬
‫سبيؿ المثاؿ‪:‬‬
‫‪ -‬مجرد اإلتصاالت بيف قائد الجمعية وبيف بعض األشخاص لحمميـ عمى االنتماء‪.‬‬
‫‪ -‬مجرد حضور اجتماع ليذه الغابة واف لـ يتـ فيو العرض والقبوؿ‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيـ محضر خطي يتضمف كيفية العمؿ وكيفية توزيع المياـ‪.2‬‬
‫‪ -‬وفي ىذا الصدد يرى جانب مف الفقو الفرنسي أف ضرورة األعماؿ التحضير بمرحمية لسببيف‪:‬‬
‫األوؿ ذو طابع إثباتي‪ :‬إذ كيؼ يمكف إقامة الدليؿ عمى مجرد تصميـ غير محاسب عميو‬
‫كأعماؿ تحضيرية؟‬
‫‪ -‬والثاني ذو طابع نصي ومنطقي ذلؾ أنو حتى يكوف معاقبا عميو يقتضي االتفاؽ أف يكوف‬
‫مجسدا بفعؿ عدة أفعاؿ مادية وال تكوف ىذه األفعاؿ إال أفعاؿ تحضيرية‪ ،‬وفي القضاء الفرنسي‬

‫‪ -1‬أحسف بوسقيعة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.480‬‬


‫‪ -2‬فريد الزعبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.15‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تكوين جمعيات األشرار‬

‫عدة تطابقات لألفعاؿ المادية المجسدة لمتحضير وىكذا أقصى بأف تجسيد االتفاؽ قد يتمثؿ في‬
‫اكتشاؼ مركبة تحوي أسمحة وأقنعة وقفازات الجراح ولوحات ترقيـ سيارات‪.‬‬
‫‪ .2‬يجب أف يكوف غرض الجمعية أو االتفاؽ ارتكاب جناية أو أكثر أو جنحة أو أكثر معاقب‬
‫عمييا بػ ‪ 5‬سنوات حبس عمى األقؿ ضد األشخاص أو األمالؾ‪.‬‬
‫‪ -‬حصر المشرع الجزائري جمعية األشرار المعاقب عمييا‪ ،‬ىي تمؾ التي تستيدؼ ارتكاب‬
‫جنايات أو جنح ضد األشخاص أو األمالؾ‪ ،‬وىي الجرائـ المنصوص عمييا في الجزء الثاني‬
‫مف ؽ‪ .‬ع في الكتاب الثالث الباب الثاني منو‪.‬‬
‫‪ -‬ومف قبيؿ الجرائـ ضد األشخاص جرائـ العنؼ العمد كالقتؿ‪ ،‬التعذيب‪ ،‬أو الضرب والجرح‬
‫العمد والتيديد وجرائـ االعتداء عمى الشرؼ واعتبار األشخاص‪.‬‬
‫‪ -‬ومف قبيؿ الجرائـ ضد األمالؾ السرقات والنصب واصدار شيؾ بدوف رصيد وخيانة األمانة‬
‫واإلفالس والتعدي عمى األمالؾ العقارية أو اإلخفاء وتبييض األمواؿ والمساس بالمعالجة اآللية‬
‫لممعطيات‪.1‬‬
‫أوال‪ :‬عناصر الركن المعنوي‬
‫‪ /6‬العمم‪ :‬ىو عبارة عف حالة ذىنية أو حد مف الوعي الذي يسبؽ اإلرادة فيو بذلؾ عبارة عف‬
‫البوتقة التي تنصب فييا اإلرادة وترسـ حدودىا لتحديد النتيجة المبتغاة ومختمؼ عناصره الواقعة‬
‫اإلجرامية التي يمزـ اإلحاطة والعمـ بيا‪ ،‬فيي كؿ ما يتطمبو المشرع إلعطاء الواقعة‬
‫وصفيا القانوني وغيرىا مف الوقائع اإلجرامية األخرى‪ ،‬وأيضا عف الوقائع المشروعة‪ ،‬ومعنى‬
‫ذلؾ أف الجاني نسجت لديو أركاف الجريمة وقد أحاط بيا بطريقة متسمسمة تسيؿ عميو التنفيذ‬
‫والبدء فيو‪ ،‬وفي حالة الغضب أو الجيؿ ينتيي بذلؾ شرط العمـ‪ ،‬ألف األصؿ أف يحيط الجاني‬
‫بكؿ الوقائ ع الجرمية التي يتطمبيا القانوف‪ ،‬ومنو فالعمـ في ىاتو الجريمة ىو العمـ بأف االشتراؾ‬
‫في ىذا االتفاؽ مع اآلخريف عمى ارتكاب جناية سواء كاف االتفاؽ مكتوبا أو شفويا بحيث نعرؼ‬
‫أف الغاية مف ىذا االتفاؽ ىو القياـ بجيد مشترؾ ىو ارتكاب الجنايات ضد األشخاص‬
‫‪2‬‬
‫واألمالؾ‪.‬‬

‫‪ -1‬أحسف بوسقيعة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.481‬‬


‫‪ -2‬عادؿ قورة‪ ،‬محاضرات في قانوف العقوبات الجزائي‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،1999 ،‬ص ‪.130‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تكوين جمعيات األشرار‬

‫‪ /2‬اإلرادة‪ :‬ومعناىا توجو إرادة الجاني إلى تنفيذ الفعؿ الجرمي باعتبار أف اإلرادة ىي عبارة‬
‫عف ىاجس نفسي يدفع صاحبيا إلى تصرفات تمميو عميو طبيعة الموقؼ والحالة التي ىو فييا‪،‬‬
‫فيي نشاط ناتج عف وعي وادراؾ بيدؼ بموغ ىدؼ معيف‪ ،‬وفي حالة توجو ىذه اإلرادة التي ال‬
‫تشوبيا شائبة فيي مدركة ومميزة عف عمـ لتحقيؽ الواقع اإلجرامية حيث تتجسد عمى السموؾ‬
‫المادي لمجريمة وتوجيو نحو تحقيؽ النتيجة وبالتالي قياـ القصد الجنائي في الجرائـ‪.‬‬
‫فمإلرادة أىمية قصوى في نطاؽ القانوف الجنائي‪ ،‬فالقانوف يعنى باألعماؿ اإلرادية فإذا‬
‫تجرد فعؿ اإلنساف مف اإلرادة فال يعتد بيا ولو أصاب المجتمع بأفدح الخسائر‪ ،‬واإلرادة في‬
‫ىاتو الجريمة يقصد بيا اإلرادة المتجية إلى االشتراؾ في االتفاؽ أو الجمعية بحيث تكوف ىذه‬
‫اإلدارة حرة سميمة ال يعترييا لبس وال يشوبيا مانع بحيث يكوف العمـ واإلرادة المؤلفاف لمركف‬
‫‪1‬‬
‫المعنوي‪.‬‬
‫متجييف نحو ارتكاب أكثر مف جناية إذ ال يكفي لتوافر ىذا الركف عمى ارتكاب جريمة عمى‬
‫ماؿ معيف أو عمى شخص محدد بذاتو بؿ تتوفر تصور (غير المحدد) المنتفعيف عمى ارتكاب‬
‫الجرائـ ضد األشخاص واألمالؾ‪.2‬‬
‫ومنو نالحظ أف ىناؾ عالقة متالزمة فإذا توافرت اإلرادة والعمـ الشامؿ ألركاف الجريمة‬
‫توافر القصد الجنائي‪ ،‬وفي حالة تعدد الجناة وجب توافر ىذيف العنصريف لدى كؿ جاني العمـ‬
‫الكافي بكؿ الماديات واألفعاؿ التي يرتكبيا المساىموف معو في الجريمة‪ ،‬وعمى اتجاه إرادتو إلى‬
‫‪3‬‬
‫ىاتو األفعاؿ وتحقيؽ النتيجة‪.‬‬

‫‪ -1‬عادؿ قورة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.130‬‬


‫‪ -2‬محكمة التمييز األردنية‪ ،‬الغرفة الجزائية‪ ،‬قرار رقـ ‪ www.lowjo.net 109‬اطمع عميو بتاريخ ‪.2010/02/17‬‬
‫‪ -3‬عادؿ قورة‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.131 ،130‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تكوين جمعيات األشرار‬

‫من خالل الطرح السابق نستنتج ما يمي‪:‬‬


‫إف سموؾ تكويف جمعيات األشرار ظير وعرؼ في أواخر الثورة الفرنسية عاـ ‪،1810‬‬
‫وذلؾ بظيور حرب العصابات المنظمة التي برزت نتيجة استالـ نابميوف الحكـ فكانت تمارس‬
‫أعماؿ العنؼ‪ ،‬والتقتيؿ‪ ،‬والترىيب‪ ،‬والتخريب‪ ،‬والسمب‪ ،‬وانتياؾ أمالؾ سكاف القرى‬
‫والمقاطعات‪ ،‬ونتيجة ليذه الظروؼ أدت بضرورة المجوء إلى القانوف وتجريـ ىذا السموؾ الذي‬
‫أْصبح خطر ييدد سالـ وأْمف السكاف‪.‬‬
‫أما الحادثة التي أْدت إلى سف نص قانوني يجرـ ىذا الفعؿ فكانت سنة‪ ،1893‬أثرى إلقاء‬
‫قنبمة في مجمس النواب الفرنسي أثناء انعقاده‪ ،‬أما في مصر فيرجع سبب تعديؿ نص المادة ‪47‬‬
‫مكرر مف قانوف العقوبات المصري وذلؾ أثرى اغتياؿ بطرس باشا سنة ‪.1910‬‬
‫أ ما فيما يتعمؽ بالتشريع الجزائري فنص عمييا في الفصؿ السادس بعنواف الجنايات والجنح‬
‫ضد األمف العمومي في القسـ األوؿ مف خالؿ المواد ‪ 177-176‬مكرر‪ 1‬مف قانوف العقوبات‬
‫الجزائري‪ ،‬المعدلة بالقانوف رقـ ‪15-04‬المؤرخ في ‪ 10‬نوفمبر ‪ ،2004‬حيث تـ النص في ىذه‬
‫المواد عمى الجنايات والجنح‪ ،‬باإلضافة إلى استحداث مواد تـ النص فييا عمى توقيع المسؤولية‬
‫الجزائية لمشخص المعنوي‪.‬‬
‫ونظ ار لمطبيعة االستثنائية ليذا السموؾ اإلجرامي أْدت إلى ظيور جدؿ فقيي حوؿ مدي‬
‫صحة تجريـ ىذا السموؾ مف عدمو‪ ،‬وبالتالي ظيور اتجاىيف متناقضيف األوؿ يؤيد فكرة تجريمو‬
‫ومف أْنصاره فوزية عبد الستار وحجتيا ىي‪ ،‬تجريـ ىذا السموؾ يؤدي إلي الحد مف الظاىرة‬
‫اإلجرامية في حاؿ تجاوز كؿ مف الرادع الديني أو الخمقي‪.‬‬
‫أما عبد السميع شرؼ الديف الذي يندد بخطورة إلغاء النصوص المجرمة ليذا الفعؿ لما لو‬
‫مف أىمية في مساعدة الجيات المختمفة في مواجية الجرائـ التي تضر بمصمحة البالد‪.‬‬
‫أما االتجاه المعارض الذي يري بأْف االتفاؽ ليس بسموؾ مادي إجرامي ال يجوز فرض عقوبة‬
‫عميو‪ ،‬منيـ سامح عاشور الذي يري بأف تجريـ ىذا السموؾ كاف في أوضاع استثنائية ليس‬
‫بالضرورة االستمرار بيا‪.‬‬
‫كما أف ىناؾ أرْي آخر يندد بعدـ تجريـ ىذا السموؾ أساسو عدـ قيامو عمي ركف مادي‬
‫واضح وصريح‪ ،‬وبالتالي التنديد بإلغاء النصوص التي تجرمو بما يتوافؽ مع المشروعية وحماية‬
‫حقوؽ اإلنساف المقدسة القائمة عمي وجود حقيقي‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تكوين جمعيات األشرار‬

‫لكؿ جريمة تـ النص عمييا في قانوف العقوبات الجنائي تقوـ عمي ركنيف أساسييف ىما‬
‫الركف المادي والركف المعنوي‪ ،‬الذي يظير مف خالؿ الجمعية أو االتفاؽ‪ ،‬الذي يكوف بيف أْكثر‬
‫مف شخصيف‪ ،‬وأشكاؿ ىذا االتفاؽ يكوف بالقوؿ‪ ،‬أو الكتابة‪ ،‬أو اإلشارة أو اإليحاء‪ ،‬أما الركف‬
‫المعنوي أساسو اإلرادة اآلثمة التي ىي حمقة الوصؿ بيف الجريمة كواقعة مادية التي ليا كياف‬
‫خارجي وبيف الشخص المجرـ الذي صدر عنو‪ ،‬والذي يعتبره القانوف مسؤوؿ عف الجريمة‬
‫أماـ القانوف‪ ،‬أما الركف المعنوي فيو يقوـ عمي عنصريف ىما‪ :‬العمـ بأْف الفعؿ مجرـ قانونا ‪،‬مع‬
‫اتجاه اإلرادة إلي تنفيذ ىذا الفعؿ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الوسائل القانونية ملكافحة ظاهرة‬
‫ثكوين جمعيات ألاشرار واملساعدة‬
‫عليها‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬اآلليات المجرمة قانونا لمواجهة (ج ت ج أ) في‬
‫المبادئ العامة لقانون العقوبات‬
‫المطمب األول‪ :‬ماهية التحريض‬
‫المطمب الثاني‪ :‬آلية تجريم تقديم المساعدة‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الجزاءات المقررة لجريمة تكوين جمعيات‬
‫األشرار‬
‫المطمب األول‪ :‬العقوبات المقررة لمشخص الطبيعي‬
‫المطمب الثاني‪ :‬العقوبات المقررة لمشخص المعنوي وبعض‬
‫أشكال جمعيات األشرار‪.‬‬
‫الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الوسائل القانونية لمكافحة ظاهرة تكوين جمعيات األشرار‬

‫تعتبر الجريمة مف أىـ المصطمحات القانونية األكثر شيوعا والمثيرة لمجدؿ في وسط‬
‫الفقياء ورجاؿ القانوف فنجد كؿ واحد منيـ يعرفيا حسب منظوره الخاص واتجاىو ولكف‬
‫التعريؼ الشامؿ أنيا عبارة عف إتياف أو امتناع عف أفعاؿ يحظرىا القانوف ويقرر عقوبة‬
‫لمرتكبييا‪.‬‬
‫وفي كؿ األحواؿ تتعدد اآلراء الفقيية حوؿ وضع معيف يتناسب مع الجريمة فاف ىذه‬
‫األخيرة قد تقع بفعؿ شخص واحد فيكوف فاعال ماديا ليا أو بأفعاؿ أشخاص متعدديف يشتركوف‬
‫في إبراز عناصرىا إلى حيز الوجود المادي ليا أو يساىموف في تنفيذىا فيطمؽ عمييـ مصطمح‬
‫الشركاء فقد نكوف ىذه المشاركة بدوف اتفاؽ أو وجود اتفاؽ مسبؽ‪.‬‬
‫فالتشريعات الحديثة الجنائية ونظ ار لمختمؼ التوصيات والمؤشرات الدولية في مختمؼ‬
‫العموـ الجنائية واالجتماعية تجرـ كؿ سموؾ يحوي المساس بالمصالح الجوىرية العامة والخاصة‬
‫لألفراد وتحديد العقوبة المقررة ليا ومختمؼ التدابير التي توقع عمى مرتكب السموؾ اإلجرامي‪.‬‬
‫فيذا السموؾ اإلجرامي قد يرتكبو الجاني فيفكر فيو ويعد لو ما يمزمو ثـ يقدـ عمى تنفيذه‬
‫وحده ففي ىذه الحالة ال تثار أية مشكمة ماداـ أنو مف يرتكب الجريمة توقع في حقو عقوبة‪،‬‬
‫لكف قد يحدث أحياف فيقوـ كؿ واحد مف الجناة في تنفيذ جريمة واحدة فيقوـ كؿ واحد منيـ‬
‫بدور يساىـ في تحقيؽ النتيجة اإلجرامية‪.‬‬
‫وليذا فإف المشرع الجزائري في قانوف العقوبات مف خالؿ مبادئو العامة تطرؽ إلى سف‬
‫أي سموؾ يساىـ في تحقيؽ النتيجة اإلجرامية سواء قبؿ ارتكابيا مف خالؿ التحريض عمييا أو‬
‫خالؿ ارتكاب الجريمة مف خالؿ المساعدة عمييا‪.‬‬
‫حيث أف المشرع الجزائري في مواده ‪43-42-41‬ؽ ع ج‪ ،‬قدـ معني الشريؾ ومف يدخؿ‬
‫في حكـ الشريؾ وليذا فالجرائـ تتعدد أنواعيا وصورىا‪ ،‬إال أنيا مرآة لصورة واحدة تجسد لنا‬
‫المسؤولية الج ازئية والعقوبة بيف مف ساىموا في التجسيد المادي ليا‪ ،‬فدور مساىمة كؿ فرد‬
‫تختمؼ مف شخص ألخر‪ ،‬فمنيـ مف قاـ بدور رئيسي ومنيـ مف قاـ بدور ثانوي ولكف في‬
‫اتحادىـ تتحقؽ النتيجة اإلجرامية‪.‬‬
‫وبعد ىذا التقديـ نطرح التساؤؿ التالي‪ :‬كيؼ واجو المشرع الجزائري ظاىرة جريمة تكويف‬
‫جمعيات األشرار في مبادئو العامة والخاصة؟‬

‫‪28‬‬
‫الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الوسائل القانونية لمكافحة ظاهرة تكوين جمعيات األشرار‬

‫كما أنو ستتـ دراسة الجزاءات القانونية المقررة ليذه الجريمة حسب قانوف العقوبات‬
‫الجزائري‪ ،‬باعتبار ىذه العقوبة األثر القانوني الذي ينتج عف مخالفة السموؾ االجتماعي‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬اآلليات المجرمة لمواجهة جريمة تكوين جمعيات األشرار‬
‫المنصوص عميها في المبادئ العامة لقانون العقوبات‬
‫تنص المادة ‪ 41‬ؽ ع ج "يعتبر فاعال أصميا كؿ مف ساىـ مساىمة مباشرة في تنفيذ‬
‫الجريمة أو حرض عمي ارتكاب الفعؿ" فالفاعؿ األصمي ىو كؿ شخص أتى بفعؿ مجرـ قانونا‬
‫بمفرده مع تحقؽ العناصر المادية والمعنوية ليا كاف يقدـ أحدىـ عمي القتؿ أو السرقة‪ ،‬ففي ىذه‬
‫الحالة ال تثور مسألة المساىمة ألف الفاعؿ أقدـ عمى فعمو وحيدا وتحمؿ المسؤولية كاممة‪.‬‬
‫فالمساىمة تبدأ مع تعدد الجناة في ارتكاب جريمة واحدة حيث يصير في عدة صور كاف‬
‫يكوف لمجريمة عدة فاعميف مع شريؾ واحد أو عدة شركاء‪ ،‬أو أف يكوف لمجريمة عدة فاعميف مع‬
‫شريؾ واحد أو عدة شركاء ا واف يقتصر األمر عمي عدة فاعميف لمجريمة دوف شركاء ويتضح‬
‫مف خالؿ ذلؾ أف وجود الفاعؿ األصمي أمر ضروري إذ ال يمكف لممساىمة أف تقوـ بدوف‬
‫‪1‬‬
‫فاعؿ‪.‬‬
‫ففي حالة تعدد الفاعميف الديف ارتكبوا جريمة واحدة أي حالة تعدد الجناة الديف قاموا باألدوار‬
‫الرئيسية وارتكاب نفس الجريمة ونفترض أف الجريمة واحدة عمى الرغـ مف تعدد الجناة فييا‬
‫حيث تتطمب فكرتيا بموغ المساىـ درجة معينة مف األىمية بحيث يعتبر القائـ بالدور الرئيسي‬
‫في الجريمة‪ ،‬واألصؿ أف المقاربة بيف أفعاؿ الجناة والقوؿ أنيا تمثؿ أىمية أساسية في تنفيذ‬
‫الجريمة فينا مسالة الوقائع يجبأف تترؾ لتقدير القاضي الذي حددىا وفقا لمالبسات ولوقائع كؿ‬
‫‪2‬‬
‫جريمة وقدر مساىمة كؿ جاني في ارتكابيا‪.‬‬
‫وسنتكمـ في ىذا الصدد عف معنى التحريض في ىذه الجريمة ومختمؼ أركانيا سواء‬
‫كاف الركف المادي أو المعنوي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عبد اهلل سميماف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.197‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬محمد نجيب حسني‪ ،‬شرح قانوف العقوبات الجزائي‪ ،‬القسـ العاـ‪ ،‬ط‪ ،1982 ،5‬ص ‪.424-423 ،369‬‬
‫‪29‬‬
‫الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الوسائل القانونية لمكافحة ظاهرة تكوين جمعيات األشرار‬

‫المطمب األول‪ :‬ماهية التحريض‪.‬‬


‫تنص المادة ‪41‬ؽ ع ج يعتبر كؿ فاعال كؿ مف ساىـ مساىمة مباشرة في تنفيذ الجريمة‬
‫حيث حددت لنا ىذه المادة الركف المادي لمجريمة فال خالؼ في ذلؾ في تعدد الجناة أو انفراد‬
‫شخص واحد بتنفيذ الجريمة فمف ساىـ في أي عمؿ يدخؿ ضمف األفعاؿ التي يتكوف منيا‬
‫الركف المادي يعد مساىما مباش ار فيحاسب كما لو ارتكبيا بنفسو مثؿ لجوء شخصاف مثؿ أو ب‬
‫لقتؿ ج فيطعناه طعنات تؤدي بحياتو مباشرة ففي ىذه الحالة يعتبر كؿ مف أ و ب مساىما في‬
‫تنفيذ الركف المادي لمجريمة‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم التحريض‬
‫إف سموؾ التحريض يعد أساس كؿ المصائب التي تحدث في المجتمعات‪ ،‬وقد شيد ىذا‬
‫السموؾ استفحاال بشعا في ىذا العصر الذي نعيشو في تفشي اإلجراـ‪ ،‬والقالقؿ واالضطرابات‬
‫والعدواف واإلرىاب عمى الشعوب المسالمة وأصبح ىدؼ المحرض ىو شؽ المجتمع وتمزيؽ‬
‫الصؼ الوطني‪ ،‬وتمكيف أعداء الوطف مف تحقيؽ أطماعيـ عمى أرض الوطف والمحرضوف ىـ‬
‫قاعدة االنطالؽ الرئيسية حوؿ حرماف المجتمع مف نعمة األمف واالستقرار بيدؼ تحقيؽ مآرب‬
‫خاصة‪ ،‬حيث وجد المشرع نفسو إلى وقفة حازمة وحاسمة بخصوص سموؾ التحريض وخاصة‬
‫بعدما أصبح التحريض يمارس اآلف عمنا مف فوؽ المنابر وبيف ثنايا البيانات اإللكترونية‬
‫ومقاالت بعض الصحؼ بعد أف كاف ىذا التحريض يمارس مف وراء ستار وفي الخفاء‪.‬‬
‫كما يعد التحريض عمى الجريمة مف أخطر صور االشتراؾ التي جرمتيا أغمب‬
‫التشريعات الوضعية فمف حيث الناحية االجتماعية ال يقؿ خطر المحرض عف الفاعؿ المادي‬
‫وخاصة عندما يكوف متمتعا بذكاء وقدرة عمى التأثير في األفراد وتوجيييـ إلى الجريمة مستغال‬
‫في ذلؾ مكانتو المادية أو تبعية األفراد إلى ذلؾ الشخص‪ 1.‬أو مستغال بذلؾ نفوذه المادي أو‬
‫المعنوي عمى اختيارىـ السابؽ‪.2‬‬

‫‪ -1‬لطفي نصير‪ ،‬المحرض ىو سبب األساسي في وقوع الجريمة‪ .www.alkhbar-alkalj.com،‬اطمع عميو بتاريخ‪:‬‬
‫‪.2016/10/09‬‬
‫‪ -2‬سائد رمضاف عبدو‪ ،‬التحريض عمى الجريمة‪ .www.gp.you.pslgp.joomLa/imedes.ph.p?option=com ،‬اطمع‬
‫عميو بتاريخ‪.2016/08/03 :‬‬
‫‪30‬‬
‫الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الوسائل القانونية لمكافحة ظاهرة تكوين جمعيات األشرار‬

‫فالمحرض ييدؼ إلى خمؽ فكرة الجريمة لدى الفاعؿ الذي يقدـ عمى تنفيذىا وتشتد‬
‫خطورة المحرض إذا كاف الفاعؿ غير مسؤوؿ جنائي أو حسف النية‪ ،‬وىنا يعتبر المحرض‬
‫فاعال معنويا لمجريمة فيستقبؿ بالمسؤولية الجنائية التي ارتكبيا الموجو إليو التحريض أي‬
‫المحرض‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التطور التاريخي لمتحريض‬
‫لقد اختمفت النظرة إلى التحريض باختالؼ المراحؿ الزمنية التي مرت بيا التشريعات في‬
‫تطورىا المستمر وكذلؾ باختالؼ القيـ واألفكار والنظـ االجتماعية التي كانت سائدة في تمؾ‬
‫األزمنة‪ ،‬فقد عرفيا اليونانيوف القدماء وعاقبوا عمييا إلى درجة اعتبار المحرض كما لو كاف ىو‬
‫نفسو الفاعؿ القاتؿ مثال بؿ يقدـ لممحاكمة بوصفو قاتال‪ ،‬كما عرؼ الروماف قديما ىذه الجريمة‬
‫وعاقبوا عمييا فالعبد الذي يرتكب جريمة قتؿ بناءا عمى أمر صادر إليو كاف يعاقب بالعمؿ في‬
‫المناجـ حتى أف سيده تنزؿ عميو عقوبة اإلعداـ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تعريف التحريض‬
‫قبؿ التطرؽ إلى تفصيؿ معنى التحريض مف الناحية القانونية ندرج بعض التعاريؼ الفقيية‪:‬‬
‫‪ -‬ياسر صالح ىو ''الحث عمى الشيء أو الدفع إليو ‪ ...‬الحظ عمى فعؿ الشيء وتصويره‬
‫لممحرض بأنو العمؿ الذي يستحؽ الثناء ‪ ...‬ولمتحريض لو مسالؾ معمومة منيا مثال المخادعة‬
‫والوسوسة وغيرىا‪.‬‬
‫‪ -‬التحريض ىو كؿ نشاط عمدي ييدؼ صاحبو إلى دفع الشخص أو أشخاص إلى ارتكاب‬
‫‪1‬‬
‫بفعؿ يؤدي إلى وقوع الجريمة‪.‬‬
‫‪ -‬التحريض‪ :‬ىو خمؽ التصميـ عمى ارتكاب الجرائـ لدى شخص آخر بنية دفعو إلى تنفيذىا‬
‫أو مجرد محاولة خمؽ التصميـ عنده‪ ،‬ويعد المحرض كؿ مف شجع أو دفع أو أرىب أو حاوؿ‬
‫عمى تشجيع شخص وبأي وسيمة كانت عمى ارتكاب الجريمة‪.2‬‬
‫‪ -‬التحريض‪ :‬ىو حث وحظ ودفع الغير إلى ارتكاب الجريمة‪ ،‬ويختمؼ عف الييجاف واإلثارة‬
‫التي تقوـ عمى استغالؿ العواطؼ والمشاعر وىو يشمؿ كؿ ما مف شأنو التأثير في الشخص‬

‫‪ -1‬لطفي نصير‪ ،‬المحرض ىو سبب األساسي في وقوع الجريمة‪ .www.alkhbar-alkalj.com،‬أطمع عميو بتاريخ‬
‫‪14 ، 2016/02/16‬سا‪30‬‬
‫‪ -2‬منتدى الشؤوف القانونية‪ .www.startimes.com ،‬اطمع عميو بتاريخ‪.2016/08/01 :‬‬
‫‪31‬‬
‫الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الوسائل القانونية لمكافحة ظاهرة تكوين جمعيات األشرار‬

‫وحممو عمى تصرؼ ما‪ ،‬ويستوي أف يكوف التحريض خالقا لفكرة الجريمة لدى الغير إذا لـ تكف‬
‫موجودة لديو مف قب ؿ‪ ،‬أو كاف مشجعا أو محبذا أو مروجا أو داعيا لمغير عمى ارتكاب الجريمة‬
‫‪1‬‬
‫إذا كانت فكرة الجريمة موجودة لديو مف قبؿ‪.‬‬
‫‪ -‬التحريض ىو حمؿ أو محاولة لحمؿ شخص آخر بأي وسيمة كانت عمى ارتكاب الجريمة‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫فيو إذا مف يوحي إلى الفاعؿ باقترافيا‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التحريض في قانون العقوبات الجزائري‬
‫أوال‪ -‬معنى التحريض‪ :‬نص عميو المشرع الجزائري في المادة ‪ 41‬ؽ‪ .‬ع فاعال أصميا وليس‬
‫شريكا منذ تعديمو لقانوف العقوبات الصادر بتاريخ ‪ 1982/02/13‬تحت رقـ ‪.04/82‬‬
‫نص المادة ‪ 41‬ؽ‪ .‬ع الشطر الثاني ''يعتبر فاعال كؿ مف حرض عمى ارتكاب الفعؿ باليبة أو‬
‫الوعد أو التيديد أو إساءة استعماؿ السمطة أو الوالية أو التحاليؿ أو التدليس الجرمي‪.‬‬
‫معنى التحريض ىو‪ :‬خمؽ فكرة الجريمة لدى شخص آخر والدفع بو إلى التصميـ عمى‬
‫ارتكابيا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أركان جريمة التحريض‪:‬‬
‫أ‪ -‬الركن المادي‪ :‬ويتجمى مف خالؿ الوسائؿ التالية‪.‬‬
‫‪ -1‬الهبة‪ :‬مثؿ منح المحرض ىدية مادية (ماال) أو عينة (عقار) ويشترط أف تقدـ اليبة قبؿ‬
‫ارتكاب الجريمة كي تصمح لمتحريض وليس بعد ارتكابيا ألنيا ستصبح مكافأة‪.‬‬
‫‪ -2‬الوعد‪ :‬وذلؾ بأف تعد المحرض بإعطاء المحرض عند تنفيذ الجريمة شيئا قد يكوف ذا قيمة‬
‫مادية أو أداء خدمة معينة‪.‬‬
‫‪ -3‬التهديد‪ :‬أي الضغط عمى إدارة الغير إلقناعو بتنفيذ الجريمة وذلؾ بالقتؿ مثال في حالة‬
‫عدـ ارتكابو لمجريمة‪ ،‬وقد يكوف التيديد معنوي مثؿ نشر صور أو خبر سيء إلى سمعتو‪.‬‬
‫‪ -4‬إساءة استعمال السمطة أو الوالية‪:‬‬
‫‪ -‬معنى السمطة‪ :‬قد تكوف سمطة قانونية لسمطة الرئيس عمى المرؤوس في العمؿ ونفس الشيء‬
‫بالنسبة لمخادـ‪.‬‬
‫‪ -‬معنى الوالية‪ :‬قد تكوف والية شرعية كوالية الوالي عمى أبنائو القصر‪.‬‬

‫‪ -1‬مأموف سالمة‪ ،‬المحرض الصوري‪ ،‬مقاؿ في مجمة القانوف واالقتصاد‪ ،‬العدد ‪ ،1986 ،38‬ص ‪.264‬‬
‫‪ -2‬سميماف عبد المنعـ‪ ،‬النظرية العامة لقانوف العقوبات‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪ ،2000 ،‬ص ‪.652‬‬
‫‪32‬‬
‫الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الوسائل القانونية لمكافحة ظاهرة تكوين جمعيات األشرار‬

‫‪-5‬التحايل أو التدليس اإلجرامي‪:‬‬


‫‪-‬معنى التحايل‪ :‬ويقصد بو أف ندخؿ المحرض في روع المحرض أم ار مخالفا‪ ،1‬لحقيقة كأف‬
‫يقوؿ لو أف المراد مف االعتداء عميو أي الشخص الذي ىو محؿ االعتداء‪.‬‬
‫‪-‬معنى التدليس اإلجرامي‪ :‬ويقصد بو الوسيمة األخيرة كؿ مف يييج شعور الفاعؿ فيدفعو إلى‬
‫ارتكاب الجريمة ومف ىذا القبيؿ اإلدعاء كذبا أماـ االبف بأف والده تعرض لمضرب مف قبؿ‬
‫فالف مضيفا بأف مف ال يتأثر لوالده غير جدير باالحتراـ‪.2‬‬
‫أ‪ .‬أف يكوف التحريض مباش ار بمعنى أف يثبت فكرة الجريمة في نفوس أفراد الجمعية صراحة‬
‫وبالتالي ال يعد محرضا في حاؿ استيداؼ إثارة البغض والكراىية في الغير حتى واف أفضى‬
‫ذلؾ إلى ارتكاب الجريمة‪.‬‬
‫ب‪ .‬أف يكوف التحريض شخصيا أي أف يكوف التحريض موجيا إلى أشخاص الجمعية بذواتيـ‬
‫واقناعيـ بارتكاب الجريمة أما إذا كاف التحريض عاما أي موجيا إلى كافة الناس فال يعد‬
‫تحريضا حتى لو استجاب لو أحد األشخاص وارتكاب الجريمة أما إذا كاف التحريض عاما أي‬
‫موجيا إلى كافة الناس فال يعد تحريضا حتى لو استجاب لو أحد األشخاص وارتكاب الجريمة‪.3‬‬
‫ج‪ .‬أف يتـ التحريض بإحدى الوسائؿ المحددة قانونا وىي واردة عمى سبيؿ الحصر‪.‬‬
‫ب‪ -‬الركن المعنوي‬
‫ال يكفي أف يتوافر الركف المادي لمتحريض بؿ يتطمب زيادة عمى ذلؾ أف يتوافر الركف‬
‫المعنوي‪ ،‬حيث أف جريمة التحريض ىي جريمة عمدية ويظير فييا العنصر المعنوي لدى‬
‫المحرض وىو اإلرادة اآلثمة والعمـ حيث أنو يجب أف تكوف إرادة المحرض سميمة أي مدركة‬
‫ومميزة ثـ اإلحاطة عمما بكؿ عناصر الجريمة التي تستنفذ في حؽ المعني عميو إذا ما أراد‬
‫المحرض‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬التحريض التام أو مجرد الشروع‬
‫يعتبر التحريض تاما إذا نجح المحرض في تحريض شخص في القياـ بالجرـ فالتحريض‬
‫يبدأ بالوسائؿ المحددة قانونا والمذكورة عمى سبيؿ الحصر وتنتيي بنجاح المحرض في خمؽ‬

‫‪ -1‬عبد الرحماف خميفي‪ ،‬محاضرات في القانوف الجزائي العاـ‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار اليدى‪ ،‬عيف مميمة‪ ،2012 ،‬ص‪،136‬‬
‫‪.137‬‬
‫‪ -2‬أحسف بوسقيعة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.155‬‬
‫‪ -3‬عبد الرحماف خميفي‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.155‬‬
‫‪33‬‬
‫الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الوسائل القانونية لمكافحة ظاهرة تكوين جمعيات األشرار‬

‫فكرة الجريمة لدى المنفذ والعزـ والتصميـ عمى ارتكابيا أما تنفيذ الجريمة أو عدـ تنفيذىا فيو‬
‫أمر خارج عف نطاؽ المحرض حيث أف جريمة المحرض قائمة ويسأؿ عنيا في ولو لـ يقـ‬
‫المنفذ أو المحرض بارتكابيا وتأكيد لذلؾ ما ورد في نص المادة ‪ 46‬ؽ‪ .‬ع‪ .‬ج '' إذا لـ ترتكب‬
‫الجريمة المزمع ارتكابيا بمجرد امتناع مف كاف ينوي ارتكابيا بإرادتو وحدىا فإف المحرض‬
‫يعاقب رغـ ذلؾ بالعقوبات المقررة ليذه الجريمة‪.‬‬
‫أما إذا قاـ المحرض إلى أحدىـ لتحريضو عمى القياـ بالجريمة فمـ يستجيب لو أي كاف‬
‫يرفض المنفذ الفكرة مباشرة فينا نكوف بصدد الشروع في جريمة التحريض ويخضع الشروع في‬
‫التحريض إلى األحكاـ العامة التي تحكـ الشروع بوجو عاـ‪.1‬‬
‫*‪ -‬المالحظات الواردة عمى جريمة التحريض‪ :‬كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬التحريض جريمة مستقمة تحد ذاتيا أي يسأؿ المحرض سواء نجح التحريض أـ ال‪.‬‬
‫‪ -‬في جريمة التحريض ال جدوى مف عدوؿ المحرض عما حرض عميو‪.‬‬
‫‪ -‬تعاقب جريمة التحريض بنفس عقوبة الجريمة التامة التي أراد اقترافيا‪.‬‬
‫‪ -‬يعامؿ المحرض كما لو كاف فاعال لمجريمة‪.‬‬
‫‪ -‬وما تجدر المالحظة إليو أف مختمؼ التشريعات تعتبر المحرض أسوأ مف وضع الفاعؿ‬
‫المجرـ داخؿ ال مجتمع (الغاية) فيو في ىذه الحالة يشبو الفيروس الذي ينخر في أعضاء الجسد‬
‫والغاية مف ذلؾ ىو الردع وىدفيا حماية النظاـ العاـ وحماية المجتمع‪.‬‬
‫حيث أثار قانوف العقوبات الجزائري في كثير مف مواده إلى القصد الجنائي باشتراطو‬
‫ضرورة توافر العمد في ارتكاب الجريمة دوف أف يشير إلى تعريفو كغيره مف القوانيف عمى وجو‬
‫العموـ‪.‬‬
‫وبالتالي حاوؿ الفقو القياـ بيذه الميمة فقيؿ بتعريفات عديدة ال تختمؼ في مضمونيا إذ‬
‫تدور حوؿ نقطتيف ىما‪:‬‬
‫ضرورة أف يكوف الفاعؿ عمى عمـ بأركاف الجريمة والثاني أف تتوجو إرادة الجاني إلى ارتكاب‬
‫الجريمة‪.‬‬

‫‪ ,www.qanoun-net.com-1‬أطمع عميو بتاريخ‪.2016/03/18 :‬‬


‫‪34‬‬
‫الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الوسائل القانونية لمكافحة ظاهرة تكوين جمعيات األشرار‬

‫المطمب الثاني‪ :‬آلية تجريم تقديم المساعدة‬


‫ىي المساىمة التي يتعدد فييا المجرموف في مرحمة تسبؽ التنفيذ المادي لمجريمة أي في‬
‫مرحمة التفكير عمى ارتكاب الفعؿ المجرـ وىما عمى ىذا ال يقوموف بدور رئيسي وانما بدور‬
‫‪1‬‬
‫ثانوي أو تبعي ويطمؽ عمييـ مصطمح الشركاء في الجريمة‪.‬‬
‫ففي المساىمة األصمية والمساىمة التبعية نجد بينيما اتفاؽ واختالؼ أما االتفاؽ فيظير‬
‫في تدخؿ كؿ منيما عمى نحوي ما في الجريمة ويربط سموؾ بيا ارتباط السبب بالنتيجة لكف‬
‫يختمفاف مف حيث السموؾ الالزـ لكمييما سموؾ المساىـ األصمي معاقب عميو بذاتو‪ ،‬أما سموؾ‬
‫المساىـ التبعي فال عقاب عميو لذاتو وانما يعاقب عميو إذا وقعت الجريمة نتيجة لو‪.‬‬
‫الشريك‪ :‬حيث بيف المشرع الجزائري معني الشريؾ في المادة ‪ 42‬ؽ ع ج ثـ أضاؼ في المادة‬
‫‪ 43‬ؽ ع ج ما اعتبره في حكـ الشريؾ‪.‬‬
‫‪42‬ؽ ع ج يعتبر شريكا في الجريمة مف لـ يشترؾ اشتراكا مباش ار ولكنو ساعد بكؿ الطرؽ أو‬
‫عاوف الفاعؿ أو الفاعميف عمى ارتكاب األفعاؿ التحضيرية أو المسيمة أو المنفذة ليا مع عممو‬
‫بذلؾ‪.‬‬
‫المادة ‪ 43‬ؽ ع ج يأخذ حكـ الشريؾ مف اعتاد عمى أف يقدـ مسكنا أو ممجأ أو مكاف‬
‫لالجتماع لواحد أو أكثر لألشرار الذيف يمارسوف المصوصية أو العنؼ ضد األمف العاـ أو ضد‬
‫األشخاص أو األمواؿ مع عممو بسموكيا اإلجرامي‪.‬‬
‫وعمى الرغـ مف أف الشريؾ يتعرض شرعيا لنفس العقوبة التي يتعرض ليا الفاعؿ‬
‫األصمي إال أف التفرقة بيف الفاعؿ األصمي والشريؾ أمر ضروري عمى اعتبار أف‬
‫الشريؾ‪2‬يقتصر دوره عمى القياـ بنشاط المساعدة أي يعد مجرد عمؿ تحضيري اكتسب صفتو‬
‫اإلجرامية لصمتو بالفعؿ اإلجرامي الذي ارتكبو الفاعؿ األصمي‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد زكي أبو عامر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.399‬‬


‫‪ -2‬رضا فرج منا‪ ،‬شرح قانوف العقوبات الجزائي‪ ،‬األحكاـ العامة لمجريمة‪ ،‬الشركة الوطنية لمنشر والتوزيع‪ ،1975 ،‬ط‪ ،2‬ص‬
‫‪.360‬‬
‫‪35‬‬
‫الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الوسائل القانونية لمكافحة ظاهرة تكوين جمعيات األشرار‬

‫ومف خالؿ الطرح السابؽ نالحظ أف الشريؾ ىو الذي يرتكب أحد األفعاؿ التحضيرية‬
‫لمجريمة دوف أف يتضمف ذلؾ التنفيذ فييا فيذا النشاط يسبؽ عمؿ الفاعؿ أو يعاصره وقد يكوف‬
‫‪1‬‬
‫الحؽ لتنفيذ الجريمة أي المكممة ليا‪.‬‬
‫تنص المادة ‪ 42‬ؽ‪ .‬ع‪ .‬ج يعتبر شريكا في الجريمة مف لـ يشترؾ اشتراكا مباش ار لكنو‬
‫ساعد بكؿ الطرؽ أو عاوف الفاعؿ أو الفاعميف عمى ارتكاب األفعاؿ التحضيرية أو المسيمة أو‬
‫المنفذة ليا مع عممو لذلؾ‪.‬‬
‫حيث اعتبر المساعد بكؿ الطرؽ شريكا في االتفاؽ الجنائي‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف المساعدة م ‪ 42‬ق‪ .‬ع‪ .‬ج‬
‫اف القانوف ال يسبغ الصفة الغير مشروعة بنشاط الشريؾ بصورة المساعدة في ذاتو اذ انو‬
‫ال يخضع لنص التجريـ‪ ،‬وانما ينسبيا اليو بالنظر الى عالقتو بنشاط غير مشروع ارتكبو فاعؿ‬
‫الجري مة األصمي‪ ،‬ومف ثـ كاف ىذا النشاط الذي ارتكبو فاعؿ الجريمة األصمي ىو مصدر‬
‫‪2‬‬
‫الصفة الغير مشروعة بنشاط الشريؾ بالمساعدة‪.‬‬
‫أوال‪ -‬معنى المساعدة أو المعاونة‪:‬‬
‫وىي مد الفاعؿ بما يعين و عمى ارتكاب جريمتو سواء بتجييز أو تسييؿ أو تذليؿ ما قد‬
‫يعترض طريقو مف عقبات ويستوي في نظر القانوف أف تتـ المساعدة بأي وسيمة كانت‪ 3‬وىذا‬
‫سموؾ إيجابي وتكوف كذلؾ سمبيا كاالمتناع عف تقديـ المساعدة لمحيمولة دوف وقوع الجريمة مع‬
‫استطاعتو ذلؾ رغبة منو في وقوعيا‪.4‬‬
‫غير أف المشرع لـ يتـ تحديد ىذه األعماؿ إال أف الفقو يتفؽ عمى أنيا يمكف أف تتـ بكؿ‬
‫الطرؽ بشرط أف تنحصر في األعماؿ التحضيرية أو المسيمة لتنفيذ الجريمة ـ ‪ 42‬ؽ‪ .‬ع‪.‬‬
‫وقد تكوف المساعدة معنوية والمقصود بيا إفادة الفاعؿ بالمعمومات التي تساعده عمى‬
‫ارتكاب الجريمة وعمى سبيؿ المثاؿ تقديـ معمومات حوؿ وقت غياب المجني عميو مف بينو في‬
‫حالة جريمة السرقة أو مراقبة الطريؽ الذي يمر عميو في حالة ارتكاب جريمة القتؿ ومثاؿ أيضا‬
‫في حالة إفادة صحفي بمعمومات تمس بالشرؼ في جريمة القذؼ‪.‬‬

‫‪ -1‬رضا فرج منا‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.360‬‬


‫‪ -2‬حسني محود نجيب‪ ،‬شرح قانوف العقوبات‪ ،‬القسـ العاـ‪ ،‬ط‪ ،6‬دار النيضة العربية‪ ،‬ص ‪.934‬‬
‫‪, www.startimes.com -3‬أطمع عميو بتاريخ ‪22/02/2016.‬‬
‫‪-4‬عصاـ الباىمي‪10 ،2016/02/24 .Law.escam.yoo7.com ،‬سا‪.15‬‬
‫‪36‬‬
‫الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الوسائل القانونية لمكافحة ظاهرة تكوين جمعيات األشرار‬

‫والمساعدة تكوف أيضا في مسرح الجريمة مثؿ مراقبة الطريؽ وتكميـ فـ المجني عميو‬
‫لمنعو مف الصراخ ومسكو لتسييؿ ميمة الجاني‪.1‬‬
‫ثانيا‪ -‬تقسيم المساعدة عمى مقياس الوقت‪.‬‬
‫والمساعدة يمكف تقسيميا بمقياس الوقت‪ ،‬فقد تكوف المساعدة سابقة لمجريمة فتكوف‬
‫محضرة ليا‪ ،‬أو مسيمة ليا وقد تكوف المساعدة معاصرة لمجريمة فتكوف في تنفيذ الجريمة‪.‬‬
‫‪ .1‬مسألة المساعدة السابقة لمجريمة‪:‬‬
‫فترد عمى األعماؿ المجيزة الرتكابيا فتتحقؽ المساعدة بإرشاد القاتؿ إلى كيفيتو تحضير‬
‫المادة السامة التي تستخدـ في جريمة القتؿ بالتسميـ أو بتقديـ المعمومات إلى السارؽ عف كيفية‬
‫دخوؿ المسكف المراد سرقتو وقد تشمؿ كذلؾ في تقديـ أسمحة وآالت تستخدـ في ارتكاب‬
‫الجرائـ‪.2‬‬
‫‪ .2‬مسألة المساعدة المعاصرة لمجريمة‪:‬‬
‫حيث يشترط القانوف أال يكوف الشريؾ متواجد في مسرح الجريمة بعد تقديـ المساعدة‬
‫وعميو إذا بقي في مسرح الجريمة وبدأ الفاعؿ األصمي في تنفيذ الجريمة يعتبر الشخص الذي‬
‫قدـ المساعدة فاعال أصميا معو وعمى سبيؿ األفعاؿ المعاصرة انشغاؿ المعني عميو أو الحارس‬
‫أثناء ارتكابو لجريمتو أو إلياء المجني عميو حتى يتأخر في الرجوع إلى بيتو الذي سرؽ‪.‬‬
‫‪.3‬مسألة المساعدة الالحقة لمجريمة‪:‬‬
‫ال تعد اشتراكا وانما ىي جريمة مستقمة قائمة يحد ذاتيا مثؿ جريمة إخفاء األشياء‬
‫المسروقة ‪ 307‬ؽ‪ .‬ع‪ .‬ج‪.3‬‬
‫الفرع الثاني‪ -‬صور المساعدة‪:‬‬
‫‪ -1‬الصورة األولى‪ :‬إخفاء وايواء األشرار‬
‫‪ -2‬الصورة الثانية‪ :‬إخفاء األشياء المتحصمة من جناية أو جنحة وهي جريمة مستقمة‪.‬‬
‫أوال‪ -‬الصورة األولى‪ :‬إخفاء وايواء األشرار الذي يعتبر فاعمو شريكا بمقتضى المادة ‪ 43‬مف‬
‫قانوف العقوبات الجزائري‪ ،‬والتي تنص عمى أف يأخذ حكـ الشريؾ مف اعتاد أف يقدـ مسكنا أو‬

‫‪-1‬أحسف بوسقيعة‪ ،‬الوجيز في القانوف الجزائي العاـ‪ ،‬دار ىومة‪ ،‬ط السابعة‪ ،2008 ،‬ص‪.167‬‬
‫‪ -2‬المشاركة اإلجرامية‪.www.startimes.com ،‬‬
‫‪ -3‬عبد الرحماف خميفي‪ ،‬محاضرات في القانوف الجنائي العاـ‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار اليدى‪ ،‬عيف مميمة ‪ ،2012‬ص‪.143 ،142‬‬
‫‪37‬‬
‫الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الوسائل القانونية لمكافحة ظاهرة تكوين جمعيات األشرار‬

‫ممجأ أو مكاف الجتماع لواحد أو أكثر مف األشرار الذيف يمارسوف المصوصية أو العنؼ ضد‬
‫أمف الدولة أو األمف العاـ أو ضد األشخاص أو األمواؿ مع عمميـ بسموكيـ اإلجرامي وليذا‬
‫‪1‬‬
‫فيي صورة مف صور االشتراؾ‪.‬‬
‫‪ -‬شروط العتبار الشخص شريكا في هذه الحالة‬
‫ويشترط العتبار الشخص شريكا في ىذه الحالة ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬تمكيف الفاعميف بأف يحمو في منزؿ أو مخبأ يخص الشريؾ أو تقديـ مكاف االجتماع ىؤالء‬
‫حيث يتمكنوف مف التخطيط لجرائميـ أو تبادؿ المعمومات أو غير ذلؾ‪.‬‬
‫‪-‬االعتياد عمى تقديـ المساعدة ويتحقؽ ىذا بأف يتـ تقديـ المسكف أو الممجأ أكثر مف مرة‬
‫واحدة‪.‬‬
‫‪ -‬أف يكوف المستفيد مف ىذه المساعدة مما امتينوا المصوصية أو أعماؿ العنؼ ضد الدولة أو‬
‫ضد األشخاص أو ضد الممتمكات‪.‬‬
‫‪-‬أف يكوف مقدـ المساعدة عالما بسيرة المستفيديف مف المساعدة وىي ممارسة المصوصية‬
‫والعنؼ ضد أمف الدولة وال يتطمب قياـ ىذا الشرط أف يكوف مقدـ المساعدة عمى عمـ بحصوؿ‬
‫جرـ معيف إذ يتحقؽ اإلشراؾ بمجرد العمـ بسيرة ىؤالء الذيف يمارسوف التجريـ‪.‬‬
‫‪-‬كما يعد اشتراكا مع توقيع المسؤولية الجزائية عمى األعضاء العامميف في الجمعية بموجب‬
‫االتفاؽ باعتبار أنيـ قرروا االنتساب إلى تمؾ الجمعية بيدؼ تحقيؽ منفعة مادية أي تحقيؽ‬
‫ربح مالي أو مادي‪ ،2‬مع إقداميـ عمى ذلؾ عف معرفة وادراؾ وارادة عمى مساعدة الشركاء‬
‫ومساندتيـ وتسييؿ ارتكاب الجرائـ المتفؽ عمييا وذلؾ بتأميف المواد الجرمية وأدواتيـ كالسالح‬
‫والذخيرة وطرؽ النقؿ واالتصاالت والمواصالت بيف المركز الرئيسي لمجمعية وبيف مكاف ارتكاب‬
‫الجريمة وبيف فروع ا لمركز المذكور وتقديـ معونة أو خدمة والقبوؿ بعقد االجتماعات في منزلو‬
‫أو في أي محؿ آخر يممكو وبشرط أف يكوف الشريؾ عالما بأمر الجمعية ألنو مف غير المعقوؿ‬
‫أف يتعامؿ مع الجناة دوف معرفة فتبقى مسؤوليتو قائمة‪.3‬‬

‫‪ -1‬عبد اهلل سميماف‪ ،‬شرح قانوف العقوبات‪ ،‬القسـ العاـ‪ ،‬الجزء األوؿ لمجريمة‪ ،‬دار اليدى‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.358‬‬
‫‪-2‬عبد القادر عدو‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.164‬‬
‫‪-3‬فريد الزعبي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.188‬‬
‫‪38‬‬
‫الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الوسائل القانونية لمكافحة ظاهرة تكوين جمعيات األشرار‬

‫ثانيا‪ -‬الصورة الثانية‪ :‬إخفاء األشياء المتحصمة مف جناية أو جنحة وىي جريمة مستقمة‬
‫وقد أقر المشرع الصورة الثانية في نص تجريـ خاص بالمادة ‪ 387‬قانوف العقوبات الجزائري‪،‬‬
‫حيث أخرج ىذه الجريمة مف دائرة االشتراؾ إلى دائرة الجريمة األصمية‪ ،‬ولـ يعد مخفي األشياء‬
‫المتحصمة مف جناية أو جنحة شريكا في الجناية أو الجنحة وانما مقترفا لجريمة أصمية مثؿ‬
‫يقوـ (أ) ابف ضحية (ب) بإخفاء أشياء مسروقة لدى شخص آخر وىو (ج) المتمتع بالحصانة‬
‫العائمية‪ ،‬وفي ىذه الحالة يعتبر المخفي لألشياء (ا) يالحؽ وال تطبؽ عميو إعفاءات وتباشر في‬
‫حقو الدعوة العمومية‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الجزاءات المقررة لجريمة تكوين مجموعة األشرار‪.‬‬
‫إف الجزاء الجنائي ىو األثر القانوني الذي ينجـ عف مخالفة السموؾ االجتماعي‪ ،‬الذي‬
‫أمر القانوف باتباعو وىو جزء مكمؿ وضروري لمقاعدة الجنائية التي تتضمف النص عمى الجزاء‬
‫مجرد قاعدة أخالقية‪ ،‬والعقاب تطور بوصفو ردا عمى الجريمة تبعا لتطور تفكير اإلنساف‬
‫وفمسفتو ضمف المعطيات االجتماعية والثقافية المتغيرة‪ ،‬التي عرفيا فمفيوـ الجريمة حديثا ليس‬
‫مفيوـ الجريمة قديما‪.‬‬
‫الجريمة قديما كانت يجب أف تقابؿ بجريمة مثميا وىو ما عرؼ بمرحمة العدالة العقابية‬
‫الخاص ة‪ ،‬فقد كانت األعراؼ والتقاليد السائدة آنذاؾ تعطى حؽ الرد إلى الضحية أو أىمو أو‬
‫عشيرتو أو قبيمتو ضد الجاني وأىمو أو قبيمتو أو عشيرتو‪ ،‬أيضا عمال بمفيوـ المسؤولية الجزائية‬
‫التي سادت تمؾ المجتمعات‪.‬‬
‫ومف الناحية االجتماعية أصبح الثأر مظي ار مف مظاىر العزة والفخر لمجماعة‪ ،‬ويقصد‬
‫بيا إظيار قوتيا ومناعتيا أماـ اآلخريف‪ ،‬وبيذا المفيوـ فقد وظؼ الثأر عمى أنو عمؿ زجري‬
‫يرجى منو ردع اآلخريف عف العدواف وساد آنذاؾ عرؼ يرى بأف طالب الثأر ىو طالب حؽ‬
‫والمفرط فيو جباف‪.‬‬
‫إنيا عدالة شعارىا القوة ىي القانوف بعدىا جاءت مرحمة العدالة العقابية العامة وذلؾ‬
‫بظيور الدولة عمى أنقاض الجماعات السابقة‪ ،‬أخذ مفيوـ العدالة العقابية الخاصة يتالشى‬
‫تدريجيا إلفساح المجاؿ أماـ العدالة العقابية العامة التي تطبؽ وتنفد باسـ الدولة وباسـ الرئيس‬
‫‪1‬‬
‫كقاض أوؿ في الدولة‪.‬‬

‫‪ ،www.djelfa-info.com1‬اطمع عميو بتاريخ‪11 ،2015/03/13 :‬سا‪.30‬‬


‫‪39‬‬
‫الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الوسائل القانونية لمكافحة ظاهرة تكوين جمعيات األشرار‬

‫ومع تطور المفاىيـ أخد الجزاء الجنائي يتخمى تدريجيا عف مظاىر القسوة اليمجية بعد‬
‫أف اتسـ بمظير إنساني ىدفو إصالح الجاني و إعادة تأىيمو‪ ،‬وذلؾ بتقدير الجزاء واعادة‬
‫المؤسسة المالئمة لتنفيذه وىكذا فقد أصبح الجزاء المقبوؿ ىو الجزاء النافع و الضروري مف‬
‫اجؿ تحقيؽ المنفعة والعدالة‪ ،‬فأخذت تترسخ فكرة الجزاء الجنائي الذى ىو ردة الفعؿ‬
‫ويأمر بو القضاء وتطبقو‬ ‫االجتماعي عمى انتياؾ القاعدة الجنائية‪ ،‬وبنص عميو القانوف‬
‫السمطات العامة‪ ،‬ويتمثؿ في إصدار أو إنقاص أو تقييد محيط الحقوؽ الشخصية لممحكوـ عميو‬
‫المقرر بالقانوف لمناس كافة بيدؼ وقاية المجتمع مف اإلجراـ‪.‬‬
‫ومف خالؿ ىذ ا يتضح إف الجزاء الجنائي ىو ردة الفعؿ االجتماعي عمى انتياؾ القاعدة‬
‫الجنائية‪ ،‬وأف ينص عميو القانوف آو آمر بو القضاء واف تطبقو السمطات العامة عمى المحكوـ‬
‫عميو واىدار ونقص حقوؽ الجاني الشخصية‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬العقوبات المقررة لمشخص الطبيعي‪.‬‬
‫قبؿ التطرؽ إلى مختمؼ العقوبات المقررة لياتو الجريمة سواء بالنسبة لمشخص الطبيعي‬
‫أو الشخص المعنوي نستذكر معنى العقوبة فيي جزاء موقع باسـ المجتمع تنفيذا لحكـ قضائي‬
‫عمى ما تثبت مسؤوليتو عف الجريمة‪ 1.‬كما أنيا جزاء تقويمي ينطوي عميو إيالـ مقصود‪ ،‬ينزؿ‬
‫‪2‬‬
‫بمرتكب جريمة ذو أىمية لتحمميا بناء عمى حكـ قضائي يستند إلى نص قانوني يحددىا‪.‬‬
‫ومنو العقوبات المقررة بالنسبة لياتو الجريمة ىي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬العقوبات األصمية بحسب نوع الفعل‪.‬‬
‫تميز المادة ‪ 177‬ؽ‪ .‬ع مف حيث العقوبات بيف االشتراؾ في جمعيتو األشرار بيف‬
‫تنظيـ جمعية األشرار أو مباشرة فييا أي قيادة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬عقوبة المشاركة في جمعيات األشرار‪.‬‬
‫يميز المشرع بيف اإلعداد الرتكاب جناية واإلعداد الرتكاب جنحة يعاقب عمى المشاركة في‬
‫جمعية األشرار لإلعداد‪.‬‬

‫‪ -1‬محمود محمود مصطفى‪ ،‬شرح قانوف العقوبات‪ ،‬القسـ العاـ‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ط‪ ،1983 ،10‬ص‪.555‬‬
‫‪ -2‬عبد الفتاح مصطفى الصيفي‪ ،‬األحكاـ العامة لمنظاـ الجزائي‪ ،‬مطبوعات جامعة الممؾ سعود‪ ،‬الرياض‪ ،‬طبعة ‪ ،1995‬ص‬
‫‪.483‬‬
‫‪40‬‬
‫الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الوسائل القانونية لمكافحة ظاهرة تكوين جمعيات األشرار‬

‫‪ -‬الرتكاب جناية السجف المؤقت مف ‪ 5‬إلى ‪ 10‬سنوات وبغرامة مالية تقدر بػ ‪500.000‬دج‪-‬‬
‫‪1.000.000‬دج‪.‬‬
‫‪ -‬يعاقب عمى المشاركة في جمعية األشرار لإلعداد الرتكاب جنحة بالحبس مف ‪ 02‬سنتيف إلى ‪5‬‬
‫سنوات وبغرامة مف ‪500.00 -100.00‬دج‪.‬‬
‫‪ -‬كما أوردت المادة ‪ 177‬ؽ‪ .‬ع‪ .‬ج مكرر أعماال تعد مشاركة بمعنى االنضماـ في جمعية‬
‫األشرار وىي‪ :‬االتفاؽ بيف شخصيف أو أكثر الرتكاب إحدى الجرائـ المنصوص عمييا ـ ‪176‬‬
‫ؽ‪ .‬ع‪ .‬ج بغرض الحصوؿ عمى منفعة مالية أو مادية أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬قياـ الشخص عف عمـ بيدؼ جمعية األشرار أو بعزميا عمى ارتكاب جرائـ معينة بدور فاعؿ‬
‫في‪:‬‬
‫‪ .1‬نشاط جمعية األشرار وفي أنشطة أخرى تضطمع بيا بيدؼ ىذه الجماعة مع عممو أف مشاركتو‬
‫ستساىـ في تحقيؽ اليدؼ اإلجرامي لمجماعة‪.‬‬
‫‪ .2‬تنظيـ ارتكاب جريمة مف قبؿ جمعية األشرار أو اإليجاز بارتكاب تمؾ الجريمة أو المساعدة‬
‫أو التحريض عميو أو تيسيره أو إبداء المشورة بشأنو‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬عقوبة تنظيم جمعيات األشرار أو قيادتها‪.‬‬
‫‪ -‬يعاقب عمى تنظيـ جمعية األشرار أو المباشرة فييا أية قيادة كانت السجف المؤقت مف‬
‫‪ 20-10‬سنة وبغرامة مف ‪1.000.000‬دج‪5.000.000-‬دج‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬إعانة مرتكبي جريمة تكوين جمعيات األشرار‪.‬‬
‫تعاقب ـ ‪ 178‬ؽ‪ .‬ع مف أعاف مرتكبي الجنايات المنصوص عمييا ـ ‪ 176‬بالسجف مف ‪-5‬‬
‫‪ 10‬سنوات تستدعي ىذه الجريمة المالحظات اآلتية‪:‬‬
‫تشترط المادة ‪ 178‬ؽ‪ .‬ع أف تكوف اإلعانة بتزويد المشاركيف في جمعية األشرار بإحدى‬
‫الوسائؿ اآلتية آالت الرتكاب الجريمة كالسالح مثال أو أية أداة يحتاجيا الجناة في تنفيذ‬
‫مشروعيـ‪.‬‬
‫‪ -‬وسائؿ لممراسمة كالياتؼ وصندوؽ البريد‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬مساكف أو أماكف لالجتماع‪.‬‬

‫‪ -1‬احسف بوسقيعة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.485 ،484‬‬


‫‪41‬‬
‫الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الوسائل القانونية لمكافحة ظاهرة تكوين جمعيات األشرار‬

‫إف إعانة مرتكبي جريمة جمعية األشرار عمى النحو الذي وردت في نص ـ ‪ 178‬ؽ‪ .‬ع‬
‫ما ىي إال صورة مف صور االشتراؾ المنصوص عمييا ـ ‪ 42‬ؽ‪ .‬ع بالنسبة لموسيمتيف األولى‬
‫والثانية‪ ،‬وفي ـ ‪ 43‬ؽ‪ .‬ع بالنسبة لموسيمتيف الثالثة والرابعة‪ ،‬ومف ثـ بثور التساؤؿ حوؿ الفائدة‬
‫مف وجود ىذا النص ما دامت ـ ‪ 43 ،42‬تغطياف ما نصت عميو ‪ 178‬ؽ‪.‬ع‪.‬‬
‫ولعؿ الفائدة الوحيدة مف وجود المادة ‪ 178‬تكمف في كوف ىذا النص ال يشترط االعتياد‬
‫بالنسبة لتزويد الجناة بالمساكف أو أماكف االجتماع في حيف تشترط المادة ‪ 43‬ؽ‪ .‬ع التي‬
‫اعتبرت في حكـ الشريؾ مف العتاد عمى تقديـ الوسائؿ المذكورة سابقا لمجناة‪.‬‬
‫عرفت ـ ‪ 176‬ؽ‪ .‬ع التي تعرؼ جمعية األشرار تعديال جاء بو القانوف ‪ 2004/11/10‬تمثؿ‬
‫أساسا في توسيع مجاؿ تطبيؽ الجريمة التي أصبحت تحمؿ وصفتي الجناية عندىا يتعمؽ‬
‫األمر بالمشاركة في جمعية األشرار لإلعداد الرتكاب جناية أو تنظيـ أو قيادة جمعية األشرار‪.‬‬
‫الجنحة عندما يتعمؽ األمر بالمشاركة في جمعية األشرار لإلعداد الرتكاب جنحة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬العقوبات التكميمية‪.‬‬
‫جاءت في قانوف العقوبات الجزائري في الفصؿ الثالث المادة ‪ 09‬منو المقررة بالقانوف‬
‫العضوي رقـ ‪ 05-89‬المؤرخ في ‪ 25‬أفريؿ ‪ 1989‬وىي‪:‬‬
‫‪ .1‬تحديد اإلقامة‪.‬‬
‫‪ .2‬المنع مف اإلقامة‪.‬‬
‫‪ .3‬الحرماف مف مباشرة بعض الحقوؽ‪.‬‬
‫‪ .4‬المصادرة الجزائية لألمواؿ‪.‬‬
‫‪ .5‬حؿ الشخص االعتباري‪.‬‬
‫‪ .6‬نشر الحكـ‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬حالة اإلعفاء من العقوبة‪.‬‬
‫يستفيد الجاني مف العذر المعفى مف العقوبة مف باح بأمر جمعية األشرار وأفضى بما‬
‫لديو مف معمومات عف سائر المجرميف وىذا ـ ‪ 335/2‬ؽ وىذا ما أخذه المشرع المبناني عف‬
‫ؽ‪ .‬ع الفرنسي الذي يمنح العذر لمصمحة مف يقدـ مف المتسببيف إلى إحدى الجمعيات‬
‫‪1‬‬
‫واألشرار عمى اإلخبار والكشؼ لمسمطات المختصة القضائية واإلدارية بأمر تمؾ الجمعية‬

‫‪ -1‬أحسف بوسقيعة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.485 ،484‬‬


‫‪42‬‬
‫الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الوسائل القانونية لمكافحة ظاهرة تكوين جمعيات األشرار‬

‫والكشؼ عف مكانيا شريطة أف يتـ ذلؾ قبؿ إبالغ السمطات قبؿ الشروع في الجناية وقبؿ‬
‫المباشرة بأي مالحقة قضائية بيذا الخصوص‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬العقوبات المقررة لمشخص المعنوي وبعض أشكال جمعيات األشرار‬
‫الفرع األول‪ :‬العقوبة المقررة لمشخص المعنوي‬
‫يمكف اعتبار الشخص المعنوي أو االعتباري بأنو مجموعة األشخاص واألمواؿ التي‬
‫تيدؼ إلى تحقيؽ غرض معيف حيث يعترؼ القانوف ليا بالشخصية القانونية بالقدر الالزـ‬
‫لتحقيؽ ذلؾ الغرض‪ .‬ومنو العقوبات المقررة لمشخص المعنوي ىي كالتالي‪:‬‬
‫أقرت ـ ‪ 177‬مكرر ‪ 1‬ؽ‪.‬ع المضافة بالقانوف رقـ ‪ 15/04‬المؤرخ في ‪ 10‬نوفمبر‬
‫‪ 2004‬المستحدثة المعدلة والمتممة لقانوف العقوبات الجزائري المسؤولية الجزائية لمشخص‬
‫المعنوي جزائيا عف جريمة جمعيات األشرار المنصوص عمييا في المادة ‪ 176‬ؽ‪ .‬ع‪ .‬ج‬
‫الجزائري كما تضمنت العقوبات التي تطبؽ عميو وىي‪:‬‬
‫‪ -‬يعاقب بالغرامة تساوي ‪ 5‬مرات الحد األقصى الغرامة المقررة لمشخص الطبيعي‬
‫المنصوص عمييا في المادة ‪ 177‬ؽ‪ .‬ع‪ .‬ج مف ىذا القانوف والغرامة ىنا تختمؼ بحسب ما إذا‬
‫تـ اإلعداد لجناية غرامة ‪500.00‬دج‪1.000.000 -‬دج أو الجنحة ‪100.000‬دج‪-‬‬
‫‪500.000‬دج‪.‬‬
‫‪ -‬ويتعرض أيضا لواحدة أو أكثر مف العقوبات اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬مصادرة الشيء الذي استعمؿ في ارتكاب الجريمة أو نتج عنيا‪.‬‬
‫‪ .2‬المنع لمدة ‪ 5‬سنوات مف مزاولة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة النشاط الذي أدى إلى‬
‫الجريمة أو الذي ارتكبت الجريمة بمناسبتو أي خالؿ ارتكاب الفعؿ الجنائي سواء قبؿ‬
‫وقوعو أو أثنائو أو بعده‪.‬‬
‫‪ .3‬اإلقصاء مف الصفقات العمومية لمدة ‪ 5‬سنوات‪.‬‬
‫‪ .4‬غمؽ المؤسسة أو فرع مف فروعيا لمدة ال تتجاوز ‪ 5‬سنوات‪.‬‬
‫‪ .5‬حؿ الشخص المعنوي‪.1‬‬

‫‪ -1‬أحسف بوسقيعة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.487 ،486‬‬


‫‪43‬‬
‫الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الوسائل القانونية لمكافحة ظاهرة تكوين جمعيات األشرار‬

‫الفرع الثاني‪ :‬العقوبات الخاصة ببعض أشكال جمعيات األشرار‪.‬‬


‫ىناؾ بعض صور جريمة تكويف جمعيات األشرار التي نص عمييا قانوف العقوبات‬
‫كجرائـ قائمة بحد ذاتيا‪ ،‬لكف تقوـ عمى أساس وجوىر االتفاؽ بحيث يمكف إف تقوـ وترتكب‬
‫وتنفذ ىذه الجرائـ بوجود اتفاؽ يجمع بيف مجموعة مف الجناة حوؿ نوع الجريمة التي قد تكوف‬
‫جناية أو جنحة ضد األشخاص فنجد جريمة القتؿ العمد‪ ،‬وجرائـ العنؼ العمدية والتعذيب‪،‬‬
‫وجرائـ الضرب والجرح العمد والتيديد وجرائـ االعتداء عمى الحريات الفردية واالعتداء عمى‬
‫شرؼ واعتبار األشخاص‪.‬‬
‫ومف أمثمة الجرائـ المرتكبة ضد األمالؾ التي تكوف ىدؼ مف طرؼ جمعيات األشرار‬
‫نجد السرقات‪ ،‬والنصب واصدار شيؾ بدوف رصيد وخيانة األمانة واإلفالس والتعدي عمى‬
‫األمالؾ العقارية واإلخفاء وتبييض األمواؿ والمساس بالمعالجة اآللية لممعطيات‪.‬‬
‫ىذه الجرائـ تـ النص عمييا في قانوف العقوبات في الكتاب الثالث في الباب الثاني منو‪.‬‬

‫أوال‪ :‬في مجال جرائم المخدرات‪.‬‬


‫تعرؼ المادة ‪ 2‬مف القانوف ‪ 18 04‬المؤرخ في ‪ 25‬ديسمبر ‪ 2004‬المتعمؽ بالوقاية مف‬
‫المحذرات والمؤثرات العقمية وقمع االستعماؿ واالتجار الغير المشروعيف فييا المخدرات‬
‫والمؤثرات العقمية كما يمي‪:‬‬
‫كؿ مادة طبيعية كانت أـ اصطناعية مف المواد الواردة في الجدوليف األوؿ و الثاني مف‬
‫االتفاقية الوحيدة لممخدرات لسنة ‪ 1961‬التي صادقت عمييا الجزائر بموجب المرسوـ المؤرخ‬
‫في ‪ 11‬سبتمبر‪ 1963‬المعدلة بموجب البروتوكوؿ الصادر ‪25‬جانفي ‪ ، 1972‬التي صادقت‬
‫فيفري‪ ،2002‬نجد النبتات‬ ‫عميو الجزائر بموجب المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 61 02‬في ‪05‬‬
‫‪1‬‬
‫المخدرة {القنب ؛ صمغ القنب‪ ،‬الكوكا‪ ،‬خشخاش العفيوف‪ ،‬العفيوف}‪.‬‬
‫ومف خالؿ المادة ‪ 17‬مف ىذا القانوف نجد مجموعة الصور التي تطبؽ فييا عقوبة‬
‫الجنايات مثؿ تسيير وتنظيـ أو تمويؿ األنشطة التالية {إنتاج أو صنع أو حيازة أو عرض أو‬
‫وضع لمبيع أو حصوؿ وشراء قصد البيع أو التخزيف أو استخراج أو تحضير أو توزيع أو تسميـ‬
‫بأية صفة كانت أو سمسرة أو شحف أو نقؿ عف طريؽ العبور المواد المخدرة أو المؤثرات‬

‫‪ ،www.djelfa-info.com1‬اطمع عميو بتاريخ‪13 ،2015/03/14 :‬سا‪.30‬‬


‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الوسائل القانونية لمكافحة ظاهرة تكوين جمعيات األشرار‬

‫العقمية‪ ،‬حيث صنفت ىذه األفعاؿ ضمف الجنايات وعقوبتيا مقررة بالسجف المؤقت مف‪10‬إلى‬
‫‪ 20‬سنة‪.‬‬
‫وما ييـ في ىذا الموضوع ليس دراسة جريمة المخدرات كجريمة مف جرائـ قانوف العقوبات‬
‫وانما نتطرؽ لمفقرة الثالثة مف المادة السابقة التي تنص بقوليا {ويعاقب عمى األفعاؿ المنصوص‬
‫عمييا في الفقرة األولي أعااله بالسجف المؤبد عندما ترتكبيا جماعة إجرامية منظمة}‪.‬‬
‫‪ -‬فالمالحظات التي يمكف استنتاجيا مف خالؿ ىذه الفقرة ىي‪:‬‬
‫الحيازة‬ ‫‪ -‬إ نو في حالة ارتكاب األفعاؿ المنصوص عمييا في المادة السابقة وىي {اإلنتاج‬
‫البيع وغيرىا} تعتبر كظرؼ مشدد تصؿ عقوبتيا إلى السجف المؤبد في حاؿ ارتكابيا مف طرؼ‬
‫جماعة إجرامية منظمة قائمة‪.‬‬
‫وبالتالي يظير الدور الفعاؿ لمجماعات اإلجرامية في توسيع نطاؽ الجغرافي والعممي‬
‫لياتو الجريمة سواء كاف عمى المستوى الداخمي لمدولة الواحدة أو الخارجي بما في دلؾ المجاؿ‬
‫الدولي والذي إف دؿ عمى شيء فيو يدؿ عمى اإلضافات الخطيرة التي تصبغيا التكتالت‬
‫‪1‬‬
‫اإلجرامية في تطوير ىاتو الجريمة في مختمؼ أنحاء العالـ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬في مجال الغش المعموماتي‪.‬‬
‫تعتبر الجرائـ المعموماتية مف الجرائـ الحديثة التي ظيرت وبرزت بظيور بوادر التطور‬
‫التكنولوجي‪ ،‬فجوىرىا وأساسيا التقنيات الحديثة وباعتمادىا عمى مختمؼ الوسائط التكنولوجية‬
‫مف حواسيب مرقمة ومختمؼ وسائؿ االتصاؿ التابعة ليا ومنو تعرؼ الجريمة المعموماتية عمى‬
‫أنيا {مجموعة مف األفعاؿ المرتبطة بالمعموماتية التي يمكف أف تكوف جديرة بالعقاب} وتعرؼ‬
‫كذلؾ {أنيا جريمة مرتبطة باستخداـ المعالجة اآللية لممعطيات}‪.‬‬
‫حيث تناوليا المشرع الجزائري في المواد ‪ 394‬مكرر‪7‬ؽ ع الجزائري في القسـ السابع مف‬
‫الفصؿ الثالث الخاص بجرائـ الجنايات والجنح ضد األمواؿ تحت عنواف المساس بالمعالجة‬
‫اآللية لممعطيات‪.‬‬
‫وما ييمنا في ىده الدراسة المادة ‪ 394‬مكرر‪ 5‬قانوف العقوبات الجزائري بقوليا {كؿ مف‬
‫شارؾ في مجموعة أو اتفاؽ تالؼ بغرض اإلعداد لجريمة أو أكثر مف الجرائـ المنصوص‬

‫‪ ،www.startimes.com1‬اطمع عميو بتاريخ‪09 ،2015/03/15 :‬سا‪.30‬‬


‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الوسائل القانونية لمكافحة ظاهرة تكوين جمعيات األشرار‬

‫عمييا في ىذا القسـ وكاف ىدا التحضير مجسدا بفعؿ أو عدة أفعاؿ مادية يعاقب بالعقوبات‬
‫المقررة لمجريمة ذاتيا‪.‬‬
‫فالمالحظ ليذه الجريمة أيضا وجود ظرؼ مشدد لياتو الجريمة وىو مشاركة مجموعة مف‬
‫الجناة القائمة عمي جوىر االتفاؽ المسبؽ بيف ىاتو المجموعة اإلجرامية التي تيدؼ إلى تحقيؽ‬
‫اإلعداد أو الدخوؿ في منظومة معموماتية أو المساس بالمنظومة المعموماتية المذكورة في ىذا‬
‫‪1‬‬
‫القسـ‪ ،‬بحيث تكوف العقوبة نفس عقوبة الجريمة نفسيا وىي الحبس مف ثالثة أشير إلى السنة‪.‬‬

‫‪ ،www.qanonuim-net.com1‬اطمع عميو بتاريخ‪11 ،2015/02/09 :‬سا‪.30‬‬


‫‪46‬‬
‫الفصل الثاني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الوسائل القانونية لمكافحة ظاهرة تكوين جمعيات األشرار‬

‫الخالصة‬
‫مف خالؿ الطرح السابؽ تـ التطرؽ إلى المساىمة الجنائية وذلؾ مف خالؿ الرجوع إلي‬
‫المبادئ العامة مف قانوف العقوبات الجزائري‪ ،‬مف خالؿ المواد القانونية ‪ 43-42-41‬قانوف‬
‫العقوبات الجزائري والذي تظير فيو المبادئ العامة التي أوردتيا المواد الخاصة ليذه الجريمة‬
‫وىي التحريض والمساعدة وذلؾ نظ ار لتطبيؽ القاعدة القانونية الخاص يقيد العاـ ليذا تـ الرجوع‬
‫إلى المبادئ العامة في قانوف العقوبات الجزائري‪.‬‬
‫كما تـ التطرؽ إلى المساىمة التبعية ومختمؼ أركانيا وأحد صورىا التي تـ النص عمييا‬
‫في ىذه الجريمة أال وىي المساعدة‪ ،‬وذلؾ نظ ار لعدـ تطبيؽ القاعدة القانونية الخاص يقيد العاـ‬
‫ليذا تـ الرجوع إلى المبادئ العامة في القانوف‪.‬‬
‫كما تـ التطرؽ إلى مختمؼ العقوبات أو الجزاء الذي ىو بمثابة األثر القانوني الذي ينجـ‬
‫عف مخالفة السموؾ االجتماعي‪ ،‬الذي أمر القانوف بإتباعو‪ ،‬وىو جزء مكمؿ وضروري لمقاعدة‬
‫الجنائية سواء ما طبؽ عمى الشخص الطبيعي أو الشخص المعنوي في حاؿ ارتكاب ىذه‬
‫الجريمة‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫خاثمة‬
‫خاتمة‬
‫إن أسمى ما يسعى إليو الفرد في وقتنا الحالي ىو العيش والتعايش مع بني أفراد مجتمعو‬
‫في وئام وسالم يخمو من الظمم واالستبداد واالستغالل في إطار ممارسة حقوقو وحريتو‪ ،‬التي‬
‫ىي بمثابة مقدسات معترف بيا في مختمف الديانات السماوية والوضعية‪ ،‬سواء كانت وطنية أو‬
‫دولية في اإلطار المحدد ليا قانونا‪ ،‬فال تمادي في ممارستيا وال انتياك لحقوق وحرية غيره‪.‬‬
‫لكن ما يعكر صفو ىذا المجتمع ىو مجموعة من الظواىر والعوامل نجد منيا ظاىرة‬
‫الجريمة التي تمثل تيديد في تماسك قوام المجتمع الواحد وتحد من قدرتو وتقف عائقا في طريق‬
‫تقدمو ونمائو فالجريمة كظاىرة متأصمة من القدم ال يخمو منيا أي مجتمع‪ ،‬من مجتمعات‬
‫اإلنسانية‪ ،‬وىي ال تعدو أن تكون كردة فعل لعدة عوامل اجتماعية ونفسية وبيئية وتربوية‬
‫واقتصادية وثقافية وغيرىا‪ ،‬وتتنوع من حيث طبيعتيا وأشكاليا وأساليبيا من مجتمع ألخر تبعا‬
‫لتنوع الظروف واألوضاع االقتصادية واالجتماعية وغيرىا‪.‬‬
‫فمسألة ثبات الجريمة نفسيا في الزمان والمكان أمر ال ينطوي عل حقيقة عممية ثابتة فما‬
‫يمكن اعتباره جريمة اليوم قد ال يعتبر كذلك غدا مثل إباحة قتل الشفقة في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية‪.‬‬
‫لكن ىناك بعض السموكيات الثابتة باعتبارىا جرائم ال يمكن إباحتيا مع مرور الزمن‬
‫والعفو عنيا ‪،‬نظر لخطورتيا المتزايدة وتكتالتيا المترامية األطراف‪ ،‬حيث تناوليا القانون‬
‫الجنائي الجزائري في المواد القانونية ‪671‬قانون العقوبات إلى ‪ 677‬مكرر ‪ 6‬من قانون‬
‫العقوبات الجزائري وىي جريمة تكوين جمعية األشرار والمساعدة عمييا التي تقوم عمى أساس‬
‫التكتل واالتفاق القائم بين مجموعة من الجناة ‪،‬وذلك من خالل استغالل مختمف الطاقات‬
‫البشرية واألدمغة الالمعة في المجال التكنولوجي والتقني والمتخصصين في مجال الحواسيب‬
‫والرقائق العممية المختمفة ‪ ،‬والمخترع‪ ،‬والطبيب‪ ،‬وغيرىا‪ ،‬من المختصين العمميين الذين بفضميم‬
‫يتم تسييل وتسيير ارتكاب ىذه الجرائم‪ ،‬سواء داخل الوطن‪ ،‬أو خارج حدوده الجغرافية في إطار‬
‫التخطيط المسبق والدراسات العممية المختمفة لممشروع اإلجرامي الذي ييدف إلى ارتكاب جناية‬
‫أو جنحة أو أكثر من جية ويزيد من شدتيا وخطورتيا من جية أخري‪.‬‬
‫لكن ما يميز ىاتو الجريمة عن باقي الجرائم قانون العقوبات الجزائري لمدارس لموىمة‬
‫األولى عمى عدم وجود ركن مادي صريح بفعل أو عدة أفعال أو سموكيات مكونة لياتو‬

‫‪49‬‬
‫الجريمة‪ ،‬فيي تقوم عمى مجرد التصميم والتفكير المشترك عمى القيام بالفعل اإلجرامي سواء‬
‫وقعت وترجمت ىاتو األفكار في المحيط الخارجي أم ال‪.‬‬
‫وىذا ما أثار الجدل في وسط الفقياء والمفكرين ىو أساس انعدام الجريمة ألحد أىم‬
‫عناصرىا وىو الركن المادي الذي ىو جوىر كل فعل أو سموك داخل في حيز األفعال المحرمة‬
‫والمجرمة قانونا والتي ال يعذر بجيميا القانون‪.‬‬
‫فنجد ظيور اتجاىين أحدىما يؤيد فكرة تجريميا مع وجود ركن مادي بمختمف عناصرىا‬
‫واتجاه آخر اعتبرىا أي الجريمة كاستثناء وشذوذ غير مألوف وغير مقبول من طرف المشرع‬
‫الجنائي‪.‬‬
‫ومن خالل الطرح السابق الذي تم التطرق إليو ومختمف الحجج التي ناد بيا كل اتجاه‬
‫نستنتج أن‪ ،‬ىذا الجدل الفقيي أثرى الساحة القانونية‪ ،‬وان دل عمى شيء فيو يدل عمى وعي‬
‫الفكر القانوني المنفتح والمتطور من خالل تنوع وجيات النظر مع دعميا كحجج‪ ،‬ولكل اتجاه‬
‫نسبة من الصحة والتصديق‪.‬‬
‫‪ -‬لكن المتصفح والمدقق لمنصوص القانونية المنظمة لياتو الجريمة وجود سموكات وأفعال‬
‫تحدد الكيان المادي لياتو الجريمة‪ ،‬من خالل التفاىم والتنسيق بين أفراد ىذا التكتل من خالل‬
‫رسم الخطط والتفاىم والتحضير لكل الوسائل والتجييزات المادية‪ ،‬والبشرية التي ال تعطي مجال‬
‫لمتراجع عن ىذا الفعل اإلجرامي‪ ،‬وىنا يظير جميا الركن المادي لياتو الجريمة الذي ىو اتفاق‬
‫بين أكثر من شخصين ويتنوع التعبير عن ىذا االتفاق والتفاىم فيكون من خالل القول‪ ،‬أو‬
‫الكتابة‪ ،‬أو اإلشارة‪ ،‬أو اإليحاءات المختمفة‪.‬‬
‫‪ -‬لكن نتيجة ىذا التنوع ىو خالصة واحدة المتمثمة في رضا وقبول ىذا االتفاق‪ ،‬يؤدي‬
‫بالضرورة إلى إلعداد لتنفيذ الجريمة من خالل األعمال اإلعدادية‪ ،‬والتمييدية‪ ،‬والتحضيرية التي‬
‫تؤدي إلى التحقيق النتيجة اإلجرامية المثالية‪.‬‬
‫‪ -‬أما الركن المعنوي ليذه الجريمة يظير من خالل عقد العزم والتصميم المشترك عمى تحقيق‬
‫جرمية‪ ،‬والذي يتجمى في العمم والدراية عمى تجريم سموك االتفاق‪ ،‬أو التجمع‬
‫النتيجة اإل ا‬
‫اإلجرامي كفعل إجرامي مستقل بحد ذاتو قانونا‪ ،‬قبل توجيو ىذا التكتل الرتكاب جرائم أخر‬
‫تكون الغرض من ىذا االتفاق سوءا كان جناية أو جنحة إجرامية‪ ،‬باإلضافة الى اإلرادة المتجية‬
‫أو المتاحة والمصحوبة بالرغبة في االشتراك في ىذا التكتل تحت إرادة حرة وسميمة ال يعيبيا‬
‫أي لبس وال تشوبيا أي شائبة‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫‪ -‬كما أدت الضرورة في ىذه الدراسة إلى التطرق إلى المبادئ العامة في قانون العقوبات‪ ،‬نظ ار‬
‫لنص المواد الخاصة بيذه الجريمة عمى كل من صورة التحريض والمساعدة‪.‬‬
‫‪ -‬ومن خالل الدراسة التحميمية لنصوص القانون الجنائي المواد ‪ 677-671‬مكرر ‪6‬قانون‬
‫العقوبات الجزائري‪ ،‬ىو وجود بعض صور أشكال الجنايات و الجنح التي ترتكب من طرف‬
‫الجماعات اإلجرامية‪ ،‬مثل جريمة المخدرات‪ ،‬وجريمة الغش المعموماتية ومالحظة الدور الفعال‬
‫لالتفاق الجنائي من خالل تطوير المادة اإلجرامية‪ ،‬لكل جريمة عمى حدة وتوسيع المجال‬
‫الجغرافي اإلجرامي‪ ،‬ومجال المتعاممين‪ ،‬مما يزيد من خطورتيا مما يصعب عمي الجيات‬
‫المختصة اإلحاطة بيا‪ ،‬من خالل إجراءات البحث والتحري نظ ار لتوسع نطاقيا وتشعبيا‬
‫صعوبة القبض عمي مرتكبييا‪ ،‬وىو ما دفع بالمشرع الجزائري من التشديد في عقوباتيا ‪،‬ففي‬
‫حالة ممارسة الجماعة اإلجرامية لسموك أو مجموعة سموكيات مكونة لمركن المادي ألحد الجرائم‬
‫السابقة الذكر محاولة منو لمترىيب وتحقيق الردع العام والخاص‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫قائمة املراجع‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫‪ -1‬أبو عرام محمد رشاد‪ ،‬المساعدة كوسيمة لممساىمة الجنائية التبعية في الجريمة‪ ،‬دراسة‬
‫مقارنة‪ ،‬دار النيضة العربية‪.‬‬
‫‪ -2‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي الخاص‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬دار ىومة‪.‬‬
‫‪ -3‬اسحاق ابراىيم منصور‪ ،‬نظريتا القانون والحق وتطبيقاتيما في القوانين الجزائية‪.‬‬
‫‪ -4‬بينام رمسيس‪ ،‬النظرية العامة لمقانون الجنائي‪ ،‬منشاة المعارف‪.1995 ،‬‬
‫‪ -5‬ثروت جالل‪ ،‬نظرية الجريمة متعددة القصد الجنائي‪ ،‬رسالة دكتوراه جامعة اإلسكندرية‪.‬‬
‫‪ -6‬حسني محمود نجيب‪ ،‬شرح قانون العقوبات الجزائي‪ ،‬القسم العام‪ ،‬ط‪.5‬‬
‫‪ -7‬حسني محمود نجيب‪ ،‬شرح قانون العقوبات‪ ،‬القسم العام‪ ،‬ط‪ ،6‬دار النيضة العربية‪.‬‬
‫‪ -8‬سميمان عبد المنعم‪ ،‬النظرية العامة لقانون العقوبات‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪ ،2000‬ط‪.2012 ،14‬‬
‫‪ -9‬عبد الرحمان خمفي‪ ،‬محاضرات في القانون الجزائي العام‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار اليدى‪ ،‬عين‬
‫مميمة‪.2012 ،‬‬
‫‪ -10‬عبد القادر عدو‪ ،‬مبادئ قانون العقوبات الجزائري‪ ،‬القسم العام‪ ،‬نظرية الجريمة‪ ،‬نظرية‬
‫الجزاء الجنائي‪ ،‬دار ىومة‪.‬‬
‫‪ -11‬عبد اهلل سميمان‪ ،‬شرح قانون العقوبات‪ ،‬القسم العام‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الجريمة‪ ،‬دار اليدى‪،‬‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫‪ -12‬عبيد رؤوف‪ ،‬مبادئ القسم العام‪ ،‬من التشريع العقابي‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬ط‪.1979 ،4‬‬
‫‪ -13‬عوض محمد محي الدين‪ ،‬القانون الجنائي‪ ،‬مبادئو األساسية ونظرياتو العامة‪ ،‬دار‬
‫النيضةالعربية‪.‬‬
‫‪ -14‬سمير الشناوي‪ ،‬النظريةالعامة لمجريمة والعقوبة في قانون الجزاء الكويتي‪ ،‬ط‪.1992 ،2‬‬
‫‪ -15‬فريد الزعبي‪ ،‬الموسوعةالجزائية‪ ،‬الجرائم الواقعة عمى أمن الدولة الداخمي‪ ،‬دار صادر‪،‬‬
‫بيروت‪.‬‬
‫‪ -16‬فوزية عبد الستار‪ ،‬المساىمة األصمية في الجريمة‪ ،‬دار النيضة العربية‪.1997 ،‬‬
‫‪ -17‬مأمون سالمة‪ ،‬القانون العام‪ ،‬دار النيضة العربية‪.‬‬
‫‪ -18‬مأمون سالمة‪ ،‬المحرض الصوري‪ ،‬مقال مجمة القانون واالقتصاد‪.1986 ،‬‬
‫‪ -19‬محمد عمي سالم حسون عبيد ىجيج‪ ،‬الجريمة المعموماتية‪ ،‬مجمة بابل‪ ،‬المجمد‪،14‬‬
‫العدد‪.2009‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪.‬‬

‫المصادر القرآن الكريم‪ :‬سورة اإلسراء اآلية ‪.33‬‬

‫أ‪ -‬الكتب‪:‬‬

‫‪ -1‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي الخاص‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ط‪ ،14‬دار هومة‬

‫لمطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪ -2‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي العام‪ ،‬ط‪ ،7‬دار هومة لمطباعة والنشر‬

‫والتوزيع‪.2008 ،‬‬

‫‪ -3‬رضا فرج مينا‪ ،‬شرح قانون العقوبات الجزائي‪ ،‬األحكام العامة لمجريمة‪ ،‬الشركة الوطنية‬

‫لمنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪.1975 ،2‬‬

‫‪ -4‬سميمان عبد المنعم‪ ،‬النظرية العامة لقانون العقوبات‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة‬

‫اإلسكندرية‪.2000،‬‬

‫‪ -5‬سمير الشناوي‪ ،‬النظرية العامة لمجريمة والعقوبة في الجزاء الكويتي‪ ،‬ط‪.1992 ،6‬‬

‫‪ -6‬عادل قورة‪ ،‬محاضرات في شرح قانون العقوبات الجزائي‪ ،‬ديوان المطبوعات‬

‫الجامعية‪.1999،‬‬

‫‪ -7‬عبد الرحمان خمفي‪ ،‬محاضرات في القانون الجزائي العام‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الهدي‪،‬‬

‫عين مميمة‪.2012،‬‬
‫‪ -8‬عبد الفتاح مصطفي الصيفي‪ ،‬األحكام العامة لمنظام الجزائي‪ ،‬مطبوعات جامعة الممك‬

‫سعود‪ ،‬الرياض‪.1995 ،‬‬

‫‪ -9‬عبد القادر عدو‪ ،‬مبادئ قانون العقوبات الجزائري‪ ،‬القسم العام‪ ،‬نظرية الجريمة‪ ،‬نظرية‬

‫الجزاء الجنائي‪ ،‬دار هومة‪.‬‬

‫‪ -10‬عبد اهلل سميمان‪ ،‬شرح قانون العقوبات‪ ،‬القسم العام‪ ،‬الجزء األول لمجريمة‪ ،‬دار‬

‫الهدي‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪ -11‬فريد الزعبي‪ ،‬الموسوعة الجزائية‪ ،‬الجرائم الواقعة عمي أمن الدولة الداخمي‪ ،‬دار صادر‬

‫بيروت‪.‬‬

‫‪ -12‬محمد زكي أبو عامر‪ ،‬قانون العقوبات‪ ،‬القسم العام‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‬

‫لمنشر‪.1996،‬‬

‫‪ -13‬محمود محمود مصطفي‪ ،‬شرح قانون العقوبات‪ ،‬القسم العام‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬

‫القاهرة‪ ،‬ط‪.1983 ،10‬‬

‫‪ -14‬محمود نجيب حسني‪ ،‬شرح قانون العقوبات الجزائي‪ ،‬القسم العام‪ ،‬ط‪ ،5‬دار النهضة‬

‫العربية‪.1982 ،‬‬

‫‪ -15‬محمود نجيب حسني‪ ،‬شرح قانون العقوبات‪ ،‬القسم العام‪ ،‬ط‪ ،6‬دار النهضة‬

‫العربية‪.1973،‬‬
‫ب‪ -‬المقاالت‪:‬‬

‫‪ -1‬مأمون سالمة‪ ،‬المحرض الصوري‪ ،‬مقال مجمة القانون واالقتصاد‪ ،‬العد‪.1986 ،38‬‬

‫ج‪ -‬النصوص القانونية‪:‬‬

‫‪ -1‬قانون العقوبات رقم ‪ 23-06‬المؤرخ في ‪ 2006-12-20‬المتضمن النص الكامل‬

‫لقانون العقوبات وتعديالته‪.‬‬

‫د‪ -‬المواقع اإللكترونية‬


‫‪ -‬نادر عبد العزيز‪ ،‬الجرائم الواقعة عمى أمن الدولة‪ ،‬مجمة الجيش‪ ،‬جويمية‬
‫‪2007‬‬
‫‪- http://www.lebarmy.you/ar/news‬‬
‫‪ -‬رابح لطفي جمعة‪ ،‬حول عدم دستورية جريمة االتفاق الجنائي‬
‫‪- www.ahram.org.eg‬‬
‫‪ -‬أحمد موسى‪ ،‬عدم دستورية المادة ‪ 48‬ق‪ .‬ع‪ .‬األهمي‬
‫‪- www.ahram.org.eg‬‬
‫‪ -‬حسن حسين جواد الحميري‪ ،‬االتفاق جريمة مستقمة‬
‫‪- www.Omanlegal.net‬‬
‫‪ -‬المقدم آتور‪ ،‬إبراهيم محمد الميبيدي‪ ،‬المساهمة الجنائية في جرائم أمن الدولة‬
‫‪- www.police.mc.gou.bh‬‬
‫‪ -‬المشاركة اإلجرامية‬
‫‪- www.startimes.com‬‬
‫‪ -‬عصام الباهمي‪ ،‬المساهمة الجنائية‬
‫‪- Lam-escam.yoo7.com‬‬
‫‪ -‬محكمة التمييز األردنية‬
‫‪- www.Jow.jo.net‬‬
‫‪ -‬سائد رمضان عبدو التحريض عمى الجريمة‬
‫‪- www.gp.gow.ps‬‬
‫‪ -‬لطفي نصير‪ ،‬المحرض هو السبب الرئيسي في وقوع الجريمة‬
‫‪- www.almabar-alkaley.com‬‬

‫‪ -‬بحث ودراسة حول اآلثار القانونية لعدم دستورية االتفاق الجنائي‬


‫‪- www.mohamah.net‬‬
‫‪ -‬منتدى الشؤون القانونية‬
‫‪- www.qanouim-net.com‬‬
‫‪- Droit7.blogspot.com‬‬
‫‪- www.djelfa-info.com‬‬
‫المواقع اإللكترونية‬
‫‪ -‬نادر عبد العزيز‪ ،‬الجرائم الواقعة عمى أمن الدولة‪ ،‬مجمة الجيش‪ ،‬جويمية ‪2007‬‬
‫‪- http://www.lebarmy.you/ar/news‬‬
‫‪ -‬رابح لطفي جمعة‪ ،‬حول عدم دستورية جريمة االتفاق الجنائي‬
‫‪- www.ahram.org.eg‬‬
‫‪ -‬أحمد موسى‪ ،‬عدم دستورية المادة ‪ 48‬ق‪ .‬ع‪ .‬األىمي‬
‫‪- www.ahram.org.eg‬‬
‫‪ -‬حسن حسين جواد الحميري‪ ،‬االتفاق جريمة مستقمة‬
‫‪- www.Omanlegal.net‬‬
‫‪ -‬المقدم آتور‪ ،‬إبراىيم محمد الميبيدي‪ ،‬المساىمة الجنائية في جرائم أمن الدولة‬
‫‪- www.police.mc.gou.bh‬‬
‫‪ -‬المشاركة اإلجرامية‬
‫‪- www.startimes.com‬‬
‫‪ -‬عصام الباىمي‪ ،‬المساىمة الجنائية‬
‫‪- Lam-escam.yoo7.com‬‬
‫‪ -‬محكمة التمييز األردنية‬
‫‪- www.Jow.jo.net‬‬
‫‪ -‬سائد رمضان عبدو التحريض عمى الجريمة‬
‫‪- www.gp.gow.ps‬‬
‫‪ -‬لطفي نصير‪ ،‬المحرض ىو السبب الرئيسي في وقوع الجريمة‬
‫‪- www.almabar-alkaley.com‬‬
‫‪ -‬بحث ودراسة حول اآلثار القانونية لعدم دستورية االتفاق الجنائي‬
‫‪- www.mohamah.net‬‬
‫ منتدى الشؤون القانونية‬-
- www.qanouim-net.com
- Droit7.blogspot.com
.‫ بحث عقوبة المصادرة‬،‫ أحمد طاىر‬-
- kanonolive.com
- www.djelfa-info.com
‫ملحق‬
‫جدول إحصاء خاص بجريمة تكوين جمعيات األشرار والمساعدة عميها بدائرة‬

‫اختصاص مجمس قضاء المسيمة ‪ -5108-‬والثالثي األول لسنة ‪.5109‬‬

‫إحصاء الثالثي األول لسنة ‪5102‬‬ ‫إحصاء سنة ‪5102‬‬

‫إناث‬ ‫ذكور‬ ‫عدد الجرائم‬ ‫المحاكم‬ ‫إناث‬ ‫ذكور‬ ‫عدد الجرائم‬ ‫المحاكم‬

‫‪1‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪19‬‬ ‫المسيمة‬ ‫‪1‬‬ ‫‪07‬‬ ‫‪01‬‬ ‫المسيمة‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫بوسعادة‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫بوسعادة‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫سيدي عيسى‬ ‫‪1‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪11‬‬ ‫سيدي عيسى‬

‫‪1‬‬ ‫‪07‬‬ ‫‪19‬‬ ‫عين الممح‬ ‫‪1‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪05‬‬ ‫عين الممح‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫مقرة‬ ‫‪1‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪10‬‬ ‫مقرة‬

‫‪1‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬ ‫حمام الضمعة‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫حمام الضمعة‬
:‫ملخص‬
‫ من أهم الجرائم التي تهدد أمن‬،‫تعتبر جريمة تكوين جمعيات األشرار والمساعدة عميها‬
‫ وذلك نظ ار لتوسع‬،‫ والمجتمع الجزائري بصفة خاصة‬،‫واستقرار المجتمعات بصفة عامة‬
.‫مجالها من خالل سيطرتها عمى مختمف فئات المجتمع‬
‫لذلك تمت دراستها من حيث ظهورها ومعالجتها من طرف المشرع الجزائري والعقوبات‬
‫ وبعض صور أشكال جريمة تكوين‬،‫المقررة لها بالنسبة لمشخص الطبيعي والشخص المعنوي‬
.‫ جريمة الغش المعموماتية‬،‫ مثل جريمة المخدرات‬،‫جمعيات األشرار‬

Résumé :

L'infraction d'association les méchants et les aider, le plus important des crimes
qui menacent la sécurité et la stabilité des sociétés en général, et la communauté
algérienne en particulier, en raison de l'expansion de son domaine grâce à son
contrôle des différents segments de la société.
Donc, il a été étudié en fonction de son apparence et de traitement de la
partie de législateur algérien et les sanctions prévues pour une personne
physique et personne morale, et certaines formes de criminalité photos
association méchants, tels que la criminalité de drogue, le crime de fraude
d'information.

You might also like