You are on page 1of 96

‫جامعة البليدة ‪ -2-‬لونيسي علي‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫قسم‪ :‬القانون العام‬

‫آليات مكافحة جريمــــــــة‬


‫اإلتجـــــار بالبشـــــــــــــــــــــر‬
‫مذكرة تخرج لنيل شهادة ماستر في الحقوق‬

‫تخصص‪ :‬القانون الجنائي والعلوم الجنائية‬

‫من إعداد‪:‬‬

‫وشان نجم الدين‬

‫السنة الجامعية‪2022/2023 :‬‬


‫قال هللا تعـــاىل‪:‬‬
‫﴿ َلَقْد َك ا اَد َمَحْل ُه ىِف ْلٱ‬
‫َو َّر ْم َن َبٓىِن َء َم َو َٰن ْم ِّرَب‬
‫ْل‬ ‫ٱ‬ ‫ْل‬‫ٱ‬
‫َو َبْح ِر َو َر َز ْقَٰن ُهم ِّم َن لَّط ِّي َٰب ِت َو َفَّض َٰن ْمُه‬
‫﴾‬ ‫َعٰىَل َكِثٍۢري ِّم َّم ْن َخ َلْقَنا َتْفِض ياًل‬
‫سورة اإلرساء ‪ -‬اآلية‪70-‬‬
‫شكر وعرفان‬

‫قال اهلل تعالى‪﴿ :‬ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه﴾ (لقمان ‪)12‬‬

‫وقال رسوله الكريم صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬من لم يشكر الناس لم يشكر اهلل عز وجل»‬

‫أحمد اهلل حمدا كثيرا طيبا مباركا ملئ السموات واألرض على من أكرمني به من تمام‬

‫هذه الدراسة التي أرجوا أن تنال رضاه‪ ،‬كما أتوجه بجزيل الشكر وعظيم االمتنان إلى كل‬

‫من‪:‬‬

‫األستاذ الفاضل جلود صالح‪ ،‬الذي سدد أفكارنا وصّو ب أقالمنا إلخراج هذا العمل في‬

‫أبهى حلة‪.‬‬

‫كما نشكر األستاذ بلهادي حميد واألستاذ زيان محمـد األمين على ما قدماه لنا من‬

‫توجيهات ونصائح‪.‬‬

‫كما يشرفنا أن نرسل أزكى عبارات الشكر واالمتنان لكل أساتذة كلية الحقوق والعلوم‬

‫السياسية لجامعة البليدة ‪2‬‬


‫إهـــــــــــــــــــــــــــــــداء‬

‫إلى من بدأت رسالتها ولم تنتهي من أرادتني أن أكون حرفا في سجل المجد نورا ال يقل‬

‫توجهه في سماء العلم فكان ألجلها عملي هذا ‪.........‬‬

‫إلى من أقبل ثرى قدميها ‪ ......‬أمي‬

‫إلى من عهدته أمان لي وراحتي قلب يسكنه الحب والعطاء إلى من لون حياتي وكان فيها‬

‫تعم السند لي ‪ ....‬أبي‬

‫إلى من وقفت في جانبي وساندني في حياتي ‪ ....‬جدتي أطال اهلل في عمرها وأمدها‬

‫الصحة والعافية‬

‫إلى إخواني وأخواتي إلى من أردته أن يكون اليوم بجانبي ‪ .....‬إلى صديقات دربي ومن‬

‫تشاطر قرابتي وصداقتي أهدي لهم هذا العمل المتواضع‬

‫صالح سميرة‬
‫إهـــــــــــــــــــــــــــــــداء‬

‫إلى أبي قدوتي ومثلي األعلى في الحياة فهو من علمني كيف أعيش بكرامة وشموخ‬

‫إلى أمي الحنونة التي ال أجد الكلمات الكافية التي يمكن أن تمنحها حقها فهي ملحة الحب‬

‫وفرحة العمر‪ ،‬ومثال للتفاني والعطاء‪.‬‬

‫إلى إخوتي وأخواتي أسامة‪ ،‬بالل‪ ،‬سارة‪ ،‬آية سندي وعضدي والتي تشاطرني أفراحي‬

‫وأحزاني‬

‫إلى زوجي الذي لطالما ساندني في مشواري الدراسي‬

‫إلى أصدقائي وزمالئي الذين عشنا معهم أجمل األوقات وإ لى جميع األقارب‬

‫أهدي لهم خالصة جهدي العلمي وشكرا لكم‬


‫عفون منال‬
‫الفهـــــــــــــــــرس‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫‪01‬‬ ‫مقدمة‬

‫الفصل األول‪ :‬مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني واإلقليمي‬

‫‪05‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مفهوم االتجار بالبشر وصورها وأركانها‬

‫‪05‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعريف وصور االتجار بالبشر‬

‫‪07‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التعريف القانوني والفقهي لالتجار بالبشر‬

‫‪07‬‬ ‫أوال‪ :‬التعريف القانوني لجريمة االتجار بالبشر‬

‫‪08‬‬ ‫ثانيا‪ :‬التعريف الفقهي لجرائم اإلتجار بالبشر‬

‫‪09‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬صور االتجار بالبشر‬

‫‪09‬‬ ‫أوال‪ :‬االستغالل الجنسي‬

‫‪11‬‬ ‫ثانيا‪ :‬االتجار باألعضاء‬

‫‪12‬‬ ‫ثالثا‪ :‬التشغيل القسري‬

‫‪13‬‬ ‫رابعا‪ :‬الهجرة الغير شرعية‬

‫‪14‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أركان جريمة االتجار بالبشر‬

‫‪14‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الركن المادي‬

‫‪15‬‬ ‫أوال‪ :‬السلوك اإلجرامي‬

‫‪19‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تحقيق النشاط للنتيجة اإلجرامية‬


‫‪21‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الركن المعنوي لجريمة االتجار بالبشر‬

‫‪22‬‬ ‫أوال‪ :‬القصد الجنائي العام‬

‫‪24‬‬ ‫ثانيا‪ :‬القصد الجنائي الخاص‬

‫‪26‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الركن الشرعي‬

‫‪27‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬مكافحة االتجار بالبشر على المستوى اإلقليمي والوطني‬

‫‪27‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مكافحة االتجار بالبشر في المواثيق اإلقليمية‬

‫‪28‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اتفاقية المجلس األوروبي‬

‫‪30‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الميثاق اإلفريقي لحقوق ورفاهية الطفل لسنة ‪1990‬‬

‫‪31‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬المواثيق العربية والمواثيق األخرى‬

‫‪36‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬آليات مكافحة االتجار بالبشر على المستوى الوطني‬

‫‪36‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التدابير الوقائية‬

‫‪36‬‬ ‫أوال‪ :‬تدخل الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية‬

‫‪37‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تدخل المجتمع المدني‬

‫‪38‬‬ ‫ثالثا‪ :‬اللجنة الوطنية للوقاية من االتجار بالبشر ومكافحته‬

‫‪39‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬القواعد اإلجرائية الخاصة بجريمة االتجار بالبشر‬

‫‪40‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬األحكام الجزائية لمرتكبي جريمة االتجار بالبشر‬

‫‪40‬‬ ‫أوال‪ :‬الظروف المرتبطة بالجاني‬

‫‪41‬‬ ‫ثانيا‪ :‬العقوبة لجريمة االتجار بالبشر مع التعذيب والعنف الجنسي‬

‫‪41‬‬ ‫ثالثا‪ :‬ارتكاب جريمة االتجار بالبشر عن طريق برامج معلوماتية‬


‫‪41‬‬ ‫رابعا‪ :‬االستفادة من ضحايا االتجار بالبشر حسب المادة ‪45‬‬

‫‪42‬‬ ‫خامسا‪ :‬اإلفشاء أو الكشف عن الضحية أو الشهود أو المبلغين عنها‬

‫‪42‬‬ ‫سادسا‪ :‬االنخراط في المنظمات الخاصة باالتجار بالبشر‬

‫‪43‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬األحكام المشتركة‬

‫‪43‬‬ ‫أوال‪ :‬تخفيض العقوبة واالستفادة من األعذار‬

‫‪43‬‬ ‫ثانيا‪ :‬المصادرة‬

‫‪44‬‬ ‫ثالثا‪ :‬العقوبة المقررة للشخص الطبيعي والمعنوي‬

‫الفصل الثاني‪ :‬اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر‬

‫‪46‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬تجريم االتجار بالبشر في االتفاقيات الدولية‬

‫‪47‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬االتفاقيات الدولية العامة‬

‫‪47‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‬

‫‪48‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‬

‫‪49‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬العهد الدولي الخاص بالحقوق السياسية االقتصادية واالجتماعية والثقافية‬

‫‪50‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬االتفاقيات الدولية الخاصة‬

‫‪50‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطن‬

‫‪51‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬بروتوكول لمنع ومعاقبة اإلتجار باألشخاص ‪2000‬‬

‫‪53‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬اتفاقية حظر االتجار باألشخاص واستغالل دعارة الغير‬

‫‪55‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬اتفاقية حقوق الطفل لعام ‪1989‬‬

‫‪56‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬االتجار بالبشر في المنظمات الدولية‬


‫‪57‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تجريم االتجار بالبشر في المنظمات الدولية‬

‫‪57‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التعاون الشرطي من خالل منظمة الشرطة الدولية‬

‫‪59‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬منظمة األمم المتحدة (اليونسيف)‬

‫‪61‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬دور منظمة العمل الدولية‬

‫‪62‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬منظمة الهجرة الدولية (‪)IOM‬‬

‫‪63‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬التعاون القضائي في مكافحة جريمة االتجار بالبشر‬

‫‪64‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تسليم المجرمين‬

‫‪66‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬المساعدة القضائية المتبادلة‬

‫‪67‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الوسائل المستحدثة لتعزيز التعاون الدولي‬

‫‪67‬‬ ‫أوال‪ :‬قضاة االتصال‬

‫‪67‬‬ ‫ثانيا‪ :‬اإلنابة القضائية‬

‫‪68‬‬ ‫ثالثا‪ :‬استخدام التكنولوجيا الحديثة‬


‫‪70‬‬ ‫الخاتمة‬

‫‪74‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪82‬‬ ‫الملخص‬
‫مقدمـــــــــــــــــــة‬
‫مقدمــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫إن االتجار بالبش‪f‬ر مع‪f‬روف في الت‪f‬اريخ من‪f‬ذ الق‪f‬دم إلى أن تم تحريم‪f‬ه نهائي‪f‬ا في النص‪ff‬ف األول من‬

‫الق‪ff‬رن العش‪ff‬رين حيث ك‪ff‬انت العبودي‪ff‬ة منتش‪ff‬رة انتش‪ff‬ارا رهيب‪ff‬ا في الكث‪ff‬ير من المجتمع‪ff‬ات حيث تع‪ff‬دى في‬

‫بعض المجتمع‪ff‬ات ع‪ff‬دد العبي‪ff‬د ال‪ff‬ذين ك‪ff‬انوا أك‪ff‬ثر من ع‪ff‬دد األح‪ff‬رار‪ ،‬ولق‪ff‬د ك‪ff‬ان ال‪ff‬رق معروف‪ff‬ا في الش‪ff‬رائع‬

‫البابلي‪ff‬ة واليوناني‪ff‬ة والعربي‪ff‬ة الجاهلي‪ff‬ة وك‪ff‬ان للرقي‪ff‬ق آن‪ff‬ذاك تج‪ff‬ارة داخلي‪ff‬ة وخارجي‪ff‬ة مش‪ff‬هورة ومن أمثلته‪ff‬ا‬

‫التاريخية األخيرة اللساء الجماعي لزنوج إفريقيا وتهريبهم وتهجيرهم إلى أمريكا‪.‬‬

‫وكان أسرى الح‪f‬رب يس‪f‬تعبدون ويؤخ‪f‬ذون كرقي‪f‬ق في الغ‪f‬الب ب‪f‬دال من قتلهم‪ ،‬ويعت‪f‬برون ج‪f‬زءا من‬

‫غنائم الحرب التي يكافأ بها الطرف الذي انتصر في الحرب‪ ،‬وجاءت الش‪ff‬ريعة اإلس‪ff‬المية بنظ‪ff‬ام محكم‪-‬‬

‫وإ ن لم يأتي بنص حاسم وصريح يحم الرق لمكافحة الرق وذلك عن طريق وجود حس‪ff‬ن معامل‪ff‬ة الرقي‪ff‬ق‬

‫وأيضا ضيقت الشريعة اإلسالمية الخالدة من أسباب االسترقاق‪ ،‬وشجعت تحري‪ff‬ر األش‪ff‬خاص مح‪ff‬ل ال‪ff‬رق‬

‫عن طري ‪ff‬ق العن ‪ff‬ف والت ‪ff‬دبير والكتاب ‪ff‬ة وبم ‪ff‬رور ال ‪ff‬زمن ك ‪ff‬ان له ‪ff‬ذا النظ ‪ff‬ام دور ال ينك ‪ff‬ر في محارب ‪ff‬ة ال ‪ff‬رق‬

‫وتجارته‪.‬‬

‫ولم ي‪ff f‬رد نص في الق‪ff f‬رآن الك‪ff f‬ريم ي‪ff f‬بيح ال‪ff f‬رق وإ نم‪ff f‬ا ج‪ff f‬اء في‪ff f‬ه دع‪ff f‬وة إلى العن‪ff f‬ف‪ ،‬ولم يثبت على‬

‫الرسول صلى اهلل علي‪f‬ه وس‪f‬لم ض‪f‬رب ال‪f‬رق على أس‪f‬ير من األس‪f‬رى ب‪f‬ل أطل‪f‬ق أرق‪f‬اء مك‪f‬ة وأرق‪f‬اء الح‪f‬نين‬

‫وثبت أنه أعتق ما كان عنده من الرقيق في الجاهلية‪.‬‬

‫ويح‪ff‬ل االتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر في المرتب‪ff‬ة الثالث‪ff‬ة ألك‪ff‬بر الج‪ff‬رائم المنظم‪ff‬ة في الع‪ff‬الم بع‪ff‬د تج‪ff‬ارة المخ‪ff‬درات‬

‫والس‪ff‬الح حيث تحق‪ff‬ق أنش‪ff‬طته أرباح‪ff‬ا طائل‪ff‬ة بالملي‪ff‬ارات ال‪ff‬دوالرات كم‪ff‬ا ويعت‪ff‬بر االتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر أح‪ff‬د أهم‬

‫العصابات اإلجرامية المنظمة العابرة للحدود حيث يعتبر هذا النوع من الجرائم ذات طبيعة خاصة ك‪ff‬ون‬

‫‪1‬‬
‫مقدمــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫سلعتها األساسية هي البشر الذين تقودهم الظروف االقتصادية واالجتماعي‪f‬ة والسياس‪f‬ية وع‪f‬دم االس‪f‬تقرار‬

‫األم ‪ff‬ني في بالدهم بس ‪ff‬بب النزاع ‪ff‬ات والح ‪ff‬روب إلى الوق ‪ff‬وع في ب ‪ff‬راثن العص ‪ff‬ابات المنظم ‪ff‬ة بالبش ‪ff‬ر من‬

‫خالل المغري ‪ff‬ات المادي ‪ff‬ة والوع ‪ff‬ود الكاذب ‪ff‬ة بحي ‪ff‬اة أفض ‪ff‬ل‪ ،‬ويوض ‪ff‬ح تقري ‪ff‬ر لمكتب األمم المتح ‪ff‬دة لمكافح ‪ff‬ة‬

‫المخ ‪ff‬درات الج ‪ff‬ريمى الص ‪ff‬ادرة ‪ 2006‬بعن ‪ff‬وان االتج ‪ff‬ار الغ ‪ff‬ير المش ‪ff‬روع ب ‪ff‬األفراد حيث أن تج ‪ff‬ارة البش ‪ff‬ر‬

‫عالمي‪ff‬ة وهي في اتس‪ff‬اع لنط‪ff‬اق عص‪ff‬ابات الجريم‪ff‬ة المنظم‪ff‬ة وعملياته‪ff‬ا ال‪ff‬تي تق‪ff‬ف وراء ظ‪ff‬اهرة االتج‪ff‬ار‬

‫بالبش‪ff‬ر وال‪ff‬تي غالب‪ff‬ا م‪ff‬ا تك‪ff‬ون متع‪ff‬ددة الجنس‪ff‬يات‪ ،‬وأوض‪ff‬ح أن‪ff‬ه ال يوج‪ff‬د تق‪ff‬ريب أي دول‪ff‬ة في الع‪ff‬الم غ‪ff‬ير‬

‫معنية بهذه المشكلة وع‪f‬دد تقري‪f‬ر ‪ 127‬دول‪f‬ة لألف‪ff‬راد المت‪f‬اجر بهم و‪ 96‬دول‪f‬ة عب‪f‬ور و‪ 137‬دول‪f‬ة مقص‪ff‬د‪،‬‬

‫حيث يتم األف‪ff‬راد المت‪ff‬اجرة بهم في تج‪ff‬ارة الجنس والس‪ff‬خرة‪ ،‬كم‪ff‬ا أوض‪ff‬ح التقري‪ff‬ر أن أك‪ff‬ثر المن‪ff‬اطق ت‪ff‬أثرا‬

‫هي أوروبا الشرقية وآسيا‪.‬‬

‫نظرا لما تش‪f‬كله ه‪f‬ذه الظ‪f‬اهرة لتح‪f‬دي ع‪f‬المي يتطلب تك‪f‬اثف الجه‪f‬ود الوطني‪f‬ة باإلبق‪f‬اء على المملك‪f‬ة‬

‫خالية من هذه الظاهرة العالمية وصورها والتص‪ff‬دي له‪ff‬ا باس‪ff‬تخدام اآللي‪ff‬ات الكفيل‪ff‬ة للقض‪ff‬اء علي‪ff‬ه في حال‪ff‬ة‬

‫ظهور مؤشرات تدل على وجودها‪ ،‬كما قام بإنشاء لجنة وطنية لمنع االتجار بالبشر‪.‬‬

‫أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬

‫وتعود أسباب اختيار الموضوع إلى أسباب ذاتية وأخرى موضوعية‪:‬‬

‫األسباب الذاتية‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫فبالنس ‪ff‬بة لألس ‪ff‬باب الذاتي ‪ff‬ة فيع ‪ff‬ود اختيارن ‪ff‬ا في الموض ‪ff‬وع هي رغبتن ‪ff‬ا أو المي ‪ff‬ول للبحث في ه ‪ff‬ذه‬

‫المس‪ff‬ألة ودراس‪ff‬ة بص‪ff‬فة خاص‪ff‬ة وبص‪ff‬فة عام‪ff‬ة تزوي‪ff‬د المكتب‪ff‬ة القانوني‪ff‬ة بدراس‪ff‬ات حديث‪ff‬ة وإ ث‪ff‬راء‬

‫معلوماتنا‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫أسباب موضوعية‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫أم‪ff‬ا األس‪ff‬باب الموض‪ff‬وعية فق‪ff‬د تم اختي‪ff‬اره بن‪ff‬اء على اإلحص‪ff‬ائيات المروع‪ff‬ة عن االتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر‬

‫ال ‪ff‬تي يص ‪ff‬درها التقري ‪ff‬ر الع ‪ff‬المي الص ‪ff‬ادر عن مكتب ‪ff‬ة األمم المتح ‪ff‬دة لمراقب ‪ff‬ة المخ ‪ff‬درات ومكافح ‪ff‬ة‬

‫الجريمة كل سنة‪.‬‬

‫وبالتالي سنحاول التعرف على الجانب القانوني لهذا الموضوع الذي ذاع ص‪ff‬يته بش‪ff‬كل واض‪ff‬ح في‬

‫السنوات األخيرة والذي أصبح يأخذ صورا معاصرة لم تعرف سابقا‪.‬‬

‫منهج الدراسة‪:‬‬

‫تقوم هذه الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي لآلليات الدولية والوطنية لمكافحة اإلتجار بالبش‪ff‬ر‬

‫وتقييم مدى فعاليتها وسيتبع الباحث في تطبيق الدراسة اإلجراءات اآلتية‪:‬‬

‫قمنا في هذه الدراس‪f‬ة بتحلي‪f‬ل اآللي‪f‬ات الدولي‪f‬ة والوطني‪f‬ة واإلقليمي‪f‬ة لمكافح‪f‬ة جريم‪f‬ة االتج‪f‬ار بالبش‪f‬ر‬

‫ومدى فعالية تطبيقها ومن ثم تم رصد النتائج وفي ضوئها تقديم الحلول الوطنية والدولية‪.‬‬

‫كما تم دراسة وتحليل أحكام القانون التشريعي الجزائري لمنع االتجار بالبشر‪.‬‬

‫وح ‪ff‬تى تق ‪ff‬رب ه ‪ff‬ذه الدراس ‪ff‬ة من ص ‪ff‬يغتها من النظري ‪ff‬ات العام ‪ff‬ة والتطبيق ‪ff‬ات العملي ‪ff‬ة اعتم ‪ff‬دت على‬

‫الجمع بين طريقتين للبحث وهما الدراسة التحليلية لتحليل النص‪ff‬وص القانوني‪f‬ة ذات الص‪ff‬لة‪ ،‬ودراس‪f‬ة ه‪f‬ذه‬

‫المس‪ff‬ألة في ممارس‪ff‬ات المجتم‪ff‬ع ال‪ff‬دولي له‪ff‬ا ض‪ff‬من النط‪ff‬اق الق‪ff‬انون ال‪ff‬دولي والدس‪ff‬توري ودراس‪ff‬ة اآللي‪ff‬ات‬

‫‪3‬‬
‫مقدمــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫الوطنية والدولي‪f‬ة لمن‪f‬ع وقم‪f‬ع ومكافح‪f‬ة ه‪f‬ذه الجريم‪f‬ة به‪f‬دف إظه‪f‬ار س‪f‬د الثغ‪f‬رات القانوني‪f‬ة ال‪f‬تي ق‪f‬د تش‪f‬وب‬

‫النص واآلليات التطبيقية‪.‬‬

‫إشكالية البحث‪:‬‬

‫وتم طرح إشكالية الموضوع تتمثل في‪:‬‬

‫ماهي اآلليات القانونية ال‪f‬تي تم االعتم‪f‬اد لمكافح‪f‬ة جريم‪f‬ة االتج‪f‬ار بالبش‪f‬ر على المس‪f‬توى الوط‪f‬ني‬ ‫‪‬‬

‫واإلقليمي والدولي؟‬

‫خطة الدراسة‪:‬‬

‫ولقد اعتمدنا في دراسة هذا الموضوع تقسيم خط‪f‬ة الدراس‪f‬ة إلى فص‪f‬لين‪ ،‬حيث تطرقن‪f‬ا في الفص‪f‬ل‬

‫األول إلى التعري ‪ff‬ف بالجريم ‪ff‬ة وآلي ‪ff‬ات مكافحته ‪ff‬ا على المس ‪ff‬توى الوط ‪ff‬ني واإلقليمي وبع ‪ff‬دها تطرقن ‪ff‬ا إلى‬

‫آليات مكافحة جريمة اإلتجار بالبشر السالفة الذكر على المستوى الدولي في الفصل الثاني‪.‬‬

‫وفي األخ‪ff‬ير ختمن‪ff‬ا بحثن‪ff‬ا ه‪ff‬ذا بخاتم‪ff‬ة تتض‪ff‬من أهم النت‪ff‬ائج ال‪ff‬تي حققته‪ff‬ا ه‪ff‬ذه اآللي‪ff‬ات واإلجاب‪ff‬ة على‬

‫اإلشكالية المطروحة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته‬
‫على المستوى الوطني واإلقليمي‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬

‫الفصــل األول‪ :‬مفهــوم االتجــار بالبشــر وآليــات مكافحتــه على المســتوى الوطــني‬

‫واإلقليمي‬

‫يعتبر االتجار بالبشر من بين الجرائم التي تكون ضد اإلنس‪f‬ان ي‪f‬دل على االنتهاك‪f‬ات المختلف‪f‬ة ال‪f‬تي‬

‫تتع ‪ff‬رض للحري ‪ff‬ات األساس ‪ff‬ية لكي ‪ff‬ان اإلنس ‪ff‬ان ومختل ‪ff‬ف ش ‪ff‬رائح المجتم ‪ff‬ع وت ‪ff‬دل على التوس ‪ff‬ع الخط ‪ff‬ير في‬

‫االعتداء على حياة اإلنسان من خالل النظر إليهم كسلعة يتم تداولها بالبيع والشراء ب‪ff‬النظر إلى مص‪ff‬طلح‬

‫اإلتج‪ff‬ار ال‪ff‬ذي يمث‪ff‬ل العنص‪ff‬ر الج‪ff‬وهري في عملي‪ff‬ات االعت‪ff‬داء واالس‪ff‬تغالل اإلنس‪ff‬اني وحريات‪ff‬ه ولتوض‪ff‬يح‬

‫ذلك يتعين علينا التطرق إلى المفهوم الذي تعنيه هذه الجريمة‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم االتجار بالبشر وصورها وأركانها‬

‫تمث‪ff‬ل ج‪ff‬رائم االتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر إح‪ff‬دى الظ‪ff‬واهر اإلجرامي‪ff‬ة الموغل‪ff‬ة في الق‪ff‬دم وال‪ff‬تي تش‪ff‬كل انعكاس‪ff‬ات‬

‫سلبية على العديد من بلدان العالم خاصة بعد أن اتسع نطاقها وب‪f‬اتت تش‪f‬كل تهدي‪f‬دا خط‪f‬يرا لحي‪f‬اة وكرام‪f‬ة‬

‫الماليين من ض‪ff‬حايا وبع‪ff‬د أن أص‪ff‬بحت تج‪ff‬ارة رائج‪ff‬ة ومظه‪ff‬را مؤس‪ff‬فا الس‪ff‬ترقاق والعبودي‪ff‬ة في عص‪ff‬رنا‬

‫الحالي‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف وصور االتجار بالبشر‬

‫يتك‪ff‬ون التعري‪ff‬ف من مص‪ff‬طلحين فق‪ff‬ط هم‪ff‬ا االتج‪ff‬ار والبش‪ff‬ر وه‪ff‬و تعري‪ff‬ف منبث‪ff‬ق من االتج‪ff‬ار ال‪ff‬تي‬

‫تع‪ff‬ني مزاول‪ff‬ة أعم‪ff‬ال التج‪ff‬ارة بتق‪ff‬ديم الس‪ff‬لع إلى الغ‪ff‬ير بمقاب‪ff‬ل عن طري‪ff‬ق ال‪ff‬بيع والش‪ff‬راء ف‪ff‬إذا ك‪ff‬ان ال‪ff‬دخل‬

‫مشروعا كانت التجارة غير مشروعة كاتجار المخدرات والبشر وبينما األشخاص هم بش‪ff‬ر يتم المت‪ff‬اجرة‬

‫بهم عن طري‪ff f‬ق ت‪ff f‬رحيلهم من بالدهم األم ألغ‪ff f‬راض جنس‪ff f‬ية أو البغ‪ff f‬اء أو ال‪ff f‬زواج أو تع‪ff f‬ريض لالتج‪ff f‬ار‬

‫‪6‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬
‫بأعض‪ff‬ائهم أو أي أنش‪ff‬طة أخ‪ff‬رى غ‪ff‬ير مش‪ff‬روعة‪ 1‬يس‪ff‬تغل فيه‪ff‬ا الف‪ff‬رد بأبش‪ff‬ع اإلس‪ff‬تغالالت وبغي‪ff‬ة اإلطاح‪ff‬ة‬

‫بالجريمة أكثر سيتم التطرق إلى التعريفات التالية‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف القانوني والفقهي لالتجار بالبشر‬

‫أوال‪ :‬التعريف القانوني لجريمة االتجار بالبشر‬

‫"هو ذلك السلوك الغير مشروع صادر عن شخص مسؤول جنائيا في غ‪f‬ير ح‪ff‬االت اإلباح‪ff‬ة يعت‪ff‬دي‬

‫به مصلحة محمية قانونيا"‪.‬‬

‫حيث اهتمت التش‪ff‬ريعات الوطني‪ff‬ة والدولي‪ff‬ة بمث‪ff‬ل ه‪ff‬ذه الج‪ff‬رائم والس‪ff‬لوكات وجس‪ff‬دت ذل‪ff‬ك في توقي‪ff‬ع‬

‫العدي‪ff‬د من ال‪ff‬دول لمجموع‪ff‬ة من االتفاقي‪ff‬ات وال‪ff‬بروتوكوالت المتعلق‪ff‬ة بموض‪ff‬وع االتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر كم‪ff‬ا ه‪ff‬و‬

‫الح ‪ff‬ال بالنس ‪ff‬بة التفاقي ‪ff‬ات األمم واالتفاقي ‪ff‬ات الس ‪ff‬ابقة واالتفاقي ‪ff‬ات العربي ‪ff‬ة واإلفريقي ‪ff‬ة والعالمي ‪ff‬ة فق ‪ff‬د اهتم‬

‫الق ‪ff‬انون الجزائ ‪ff‬ري بوض ‪ff‬ع تعريف ‪ff‬ات لالتج ‪ff‬ار بالبش ‪ff‬ر وأص ‪ff‬درت ق ‪ff‬انون اإلتج ‪ff‬ار بالبش ‪ff‬ر بحيث س ‪ff‬ارعت‬

‫الجزائ ‪ff‬ر دولي ‪ff‬ا إلى تجس ‪ff‬يد التزام ‪ff‬ات دولي ‪ff‬ة من خالل التش ‪ff‬ريعات تتواف ‪ff‬ق م ‪ff‬ع بروتوك ‪ff‬ول االتج ‪ff‬ار ال ‪ff‬ذي‬

‫ص‪ff‬ادقت علي‪ff‬ه حيث أدخلت بعض التع‪ff‬ديالت على ق‪ff‬انون العقوب‪ff‬ات بم‪ff‬وجب ق‪ff‬انون ‪ 01-09‬ال‪ff‬ذي يش‪ff‬مل‬

‫األحك‪f‬ام الموض‪f‬وعية لجريم‪f‬ة االتج‪f‬ار بالبش‪f‬ر حيث نص في الم‪f‬ادة ‪ 303‬مك‪f‬رر ‪ 04‬في ق‪f‬انون العقوب‪f‬ات‬

‫يعد أتجار بالبشر تجنيد أو نق‪f‬ل أو نق‪f‬ل أو إي‪f‬واء أو اس‪f‬تقبال ش‪f‬خص أو أك‪f‬ثر بواس‪f‬طة التهدي‪f‬د أو الق‪f‬وة أو‬

‫غير ذلك من أشكال اإلك‪f‬راه أو االختط‪f‬اف أو االحتي‪f‬ال أو الخ‪f‬دع أو إس‪f‬اءة اس‪f‬تعمال الس‪f‬لطة أو اس‪f‬تغالل‬

‫حال‪ff‬ة استض‪ff‬عاف أو بإعط‪ff‬اء أو تلقي مب‪ff‬الغ مالي‪ff‬ة أو مزاي‪ff‬ا بالني‪ff‬ل موافق‪ff‬ة ش‪ff‬خص ل‪ff‬ه س‪ff‬لطة على ش‪ff‬خص‬

‫آخ‪f‬ر بقص‪f‬د االس‪f‬تغالل ويش‪f‬مل االس‪f‬تغالل ال‪f‬دعارة الغ‪f‬ير أو س‪f‬ائر أش‪f‬كال االس‪f‬تغالل الجنس‪f‬ي أو اس‪f‬تغالل‬

‫‪ - 1‬عبد اهلل إبراهيم نصار‪ ،‬جرائم االتجار بالبشر المفهوم‪ ،‬األسباب‪ ،‬المواجهة‪ ،‬مركز البحوث الشرقة الشارقة‪ ،‬اإلمارات‬
‫العربية المتحدة‪ ،2006 ،‬ص‪.14‬‬

‫‪7‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬
‫الغير التسول ‪ 1‬أو السخرة أو الخدمة كره‪ff‬ا أو االس‪ff‬ترقاق أو الممارس‪ff‬ات الش‪ff‬بيهة ب‪ff‬الرق أو االس‪ff‬تعباد أو‬

‫نزع األعراض"‪.‬‬

‫وهناك العديد من القوانين التشريعية العربية والدولية التي نصت على التص‪ff‬دي مث‪ff‬ل الج‪ff‬رائم ال‪ff‬تي‬

‫تشهد انتشارا فضيعا في الوسط الوطني واإلقليمي والدولي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التعريف الفقهي لجرائم اإلتجار بالبشر‬

‫من التعريفات الفقهية لجرائم االتجار بالبشر بتناول مايلي‪:‬‬

‫اإلتجار بالبشر ه‪f‬و مجموع‪f‬ة من الس‪f‬لوكات المش‪f‬روعة والغ‪f‬ير مش‪f‬روعة ال‪f‬تي تض‪f‬ع اإلنس‪f‬ان في‬ ‫‪‬‬

‫موق‪f‬ف الس‪f‬لع أو الض‪ff‬حية بحيث يعت‪f‬بر اإلنس‪f‬ان بالنس‪f‬بة لتج‪f‬ار البش‪f‬ر ه‪f‬و عب‪f‬ارة عن س‪f‬لعة وليس‬

‫كش‪ff‬خص ط‪ff‬بيعي ع‪ff‬ادي ي‪ff‬زاول حي‪ff‬اة عادي‪ff‬ة يتم التص‪ff‬رف به‪ff‬ذه المجموع‪ff‬ة بواس‪ff‬طة من الوس‪ff‬طاء‬

‫والمح‪f‬ترفين الع‪f‬ابرين لل‪f‬دول ع‪f‬بر الح‪f‬دود الوطني‪f‬ة والدولي‪f‬ة بقص‪ff‬د اس‪f‬تغالل في أعم‪f‬ال ذات أج‪f‬ر‬

‫مت‪ff‬دن أو أعم‪ff‬ال في أعم‪ff‬ال جنس‪ff‬ية أو م‪ff‬ا ش‪ff‬ابه ذل‪ff‬ك س‪ff‬واء تم التص‪ff‬رف ب‪ff‬إرادة الض‪ff‬حية أو قس‪ff‬را‬
‫‪2‬‬
‫عنه أو بأي صورة أخرى من صور العبودية‪.‬‬

‫االتج ‪ff‬ار بالبش ‪ff‬ر ينص ‪ff‬رف مدلول ‪ff‬ه إلى قي ‪ff‬ام ش ‪ff‬خص لحس ‪ff‬ابه الخ ‪ff‬اص بمزاول ‪ff‬ة عملي ‪ff‬ات تجاري ‪ff‬ة‬ ‫‪‬‬

‫متع‪ff‬ددة قاص‪ff‬دا منه‪ff‬ا اتخ‪ff‬اذه حرف‪ff‬ة معت‪ff‬ادة ل‪ff‬ه فه‪ff‬و مص‪ff‬طلح مش‪ff‬تق من التج‪ff‬ارة ومزاول‪ff‬ة أعم‪ff‬ال‬

‫تجارية بتقديم السلع إلى الغير مقابل عن طريق البيع أو شراء‪ ،‬وإ ذا كان محل التجارة مشروعا‬

‫ك‪ff‬انت التج‪ff‬ارة مش‪ff‬روعة كاالتج‪ff‬ار بالس‪ff‬لع والبض‪ff‬ائع العادي‪ff‬ة المتع‪ff‬ارف عليه‪ff‬ا‪ ،‬أم‪ff‬ا إن ك‪ff‬ان مح‪ff‬ل‬

‫‪ -1‬الرشيد محمـد أحمد أسماء‪ ،‬اإلتجار بالبشر وتطوره التاريخي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪ ،2009 ،‬ص‪.15‬‬
‫‪ - 2‬سوزي عدلي ناشد‪ ،‬اإلتجار في البشر بين اإلقتصاد الخفي واالقتصاد الرسمي‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬طبع‪ff‬ة ‪،1‬‬
‫لبنان‪ ،2018 ،‬ص‪.15‬‬

‫‪8‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬
‫االتج ‪ff‬ار غ ‪ff‬ير مش ‪ff‬روع ك ‪ff‬انت التج ‪ff‬ارة غ ‪ff‬ير مش ‪ff‬روعة كاالتج ‪ff‬ار بالبش ‪ff‬ر ‪ 1‬واألعض ‪ff‬اء البش ‪ff‬رية‬

‫والمخدرات وغيرها من التجارة المحرمة دوليا‪.‬‬

‫كم‪ff‬ا عرفه‪ff‬ا بعض الفقه‪ff‬اء على أنه‪ff‬ا عملي‪ff‬ة توظي‪ff‬ف غ‪ff‬ير مش‪ff‬روعة من خالل انتق‪ff‬ال أو نق‪ff‬ل أو‬ ‫‪‬‬

‫تقديم مالذ ألناس بغرض استغاللهم‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬صور االتجار بالبشر‬

‫أوال‪ :‬االستغالل الجنسي‬

‫االستغالل الجنسي أو االعت‪f‬داء الجنس‪f‬ي من بين أهم الح‪f‬االت ال‪f‬تي يس‪f‬ن فيه‪f‬ا الع‪f‬املون في المج‪f‬ال‬

‫اإلنس ‪ff‬اني واس ‪ff‬تخدامهم س ‪ff‬لطاتهم أو الالجئ ‪ff‬ون أو ط ‪ff‬البي اللج ‪ff‬وء‪ ،‬والمه ‪ff‬اجرين ال ‪ff‬ذين يقوم ‪ff‬ون باالتج ‪ff‬ار‬
‫‪2‬‬
‫بالبشر وذلك من أجل الكسب القلي لألموال‪.‬‬

‫االستغالل الجنسي في البغاء‬ ‫‪.1‬‬

‫لقد أصبحت ظاهرة استخدام األشخاص واألطفال بالبغاء والمواد اإلباحية أمر شائع ومظهر من‬

‫مظ‪ff f‬اهر الحي‪ff f‬اة االقتص‪ff f‬ادية ال‪ff f‬تي تج‪ff f‬ني من ورائه‪ff f‬ا البل‪ff f‬دان والش‪ff f‬بكات اإلجرامي‪ff f‬ة الماليين من‬

‫ال‪ff‬دوالرات س‪ff‬نويا‪ ،‬فق‪f‬د ينص‪ff‬ب اس‪ff‬تغالل األطف‪f‬ال في البغ‪ff‬اء أو ح‪ff‬تى في اس‪ff‬تعمالهم إلنت‪ff‬اج الم‪ff‬واد‬

‫اإلباح ‪ff f‬ة والبغ ‪ff f‬اء ه ‪ff f‬و االتص ‪ff f‬ال الجنس ‪ff f‬ي الغ ‪ff f‬ير مش ‪ff f‬روع‪ ،‬فيق ‪ff f‬ال بغت الم ‪ff f‬رأة تبغي فهي البغي‬

‫والدعارة وبالعودة إلى المادة ‪ 2‬من البروتوكول الملحق باالتفاقية أصدرته الجمعي‪ff‬ة العام‪ff‬ة لس‪ff‬نة‬

‫‪ - 1‬الشيخلي عبد القادر‪ ،‬جرائم اإلتجار باألشخاص واألعضاء البشرية وعقوبته‪f‬ا في الش‪f‬ريعة والق‪f‬وانين العربي‪f‬ة والق‪f‬انون‬
‫الدولي‪ ،‬منشورات الحلبي‪ ،‬ط‪ ،1‬لبنان‪ ،2009 ،‬ص‪.17‬‬
‫‪ -2‬محم‪f‬د ني‪f‬ازي حتات‪f‬ة‪ ،‬ج‪f‬رائم البغ‪f‬اء (دراس‪f‬ة مقارن‪f‬ة)‪ ،‬رس‪f‬الة لني‪f‬ل درج‪f‬ة ال‪f‬دكتوراه في الق‪f‬انون الجن‪f‬ائي‪ ،‬جامع‪f‬ة طنط‪f‬ا‪،‬‬
‫كلية الحقوق قسم القانون الدولي‪ ،‬بدون سنة‪ ،‬ص‪.91‬‬

‫‪9‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬
‫‪ 2000‬في‪ff‬وجب ه‪ff‬ذا األخ‪ff‬ير يتم اإللم‪ff‬ام به‪ff‬ذه الظ‪ff‬اهرة حيث اس‪ff‬تغل التج‪ff‬ارة ال‪ff‬ذين يت‪ff‬اجرون في‬
‫‪3‬‬
‫البشر بالبغاء بالنسبة للنساء واألطفال واستغاللهم في الممارسات الجنسية‪.‬‬

‫استغالل األطفال في أعمال جنسية‬ ‫‪.2‬‬

‫هي عملية تجارية بأجسام اإلنسان إذ تؤخذ للطفل صور وهو في حالة عري تام ووض‪f‬ع جنس‪f‬ي‬

‫إغرائي سواء اقترن ذلك بعمل جنسي أو لم يقترن‪.‬‬

‫حيث تم بي ‪ff‬ع واس ‪ff‬تغالل األطف ‪ff‬ال في األعم ‪ff‬ال الجنس ‪ff‬ية والم ‪ff‬واد اإلباحي ‪ff‬ة من أهم الظ ‪ff‬واهر ال ‪ff‬تي‬

‫شهدت تطورا سريعا وذلك بالنظر إلى العديد ألسباب قيامها واآلثار الوخيمة الناجمة عنه‪ff‬ا ومن‬

‫بين هذه األسباب نجد‪:‬‬

‫البعد العالمي للنشاط اإلجرامي الجاري المريح والمتنامي الخاص بتجار البشر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اشتداد حدة الفقر التي زادت من ج‪f‬راء النزاع‪f‬ات المس‪f‬لحة والتغي‪f‬يرات المناخي‪f‬ة والك‪f‬وارث‬ ‫‪‬‬

‫الطبيعية‪.‬‬

‫تفاقم الظواهر االقتصادية جراء الفقر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫كثرة الحروب بين الدول وكثر الحروب الداخلية مثل الدول العربية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫قلة فرص العمل وضعف التأهيل المهني‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ارتفاع نسبة الهجرة ذات الضوابط المفيدة والتميز ضد المرأة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وف ‪ff‬اة المعي ‪ff‬ل للعائل ‪ff‬ة يج ‪ff‬بر أحيان ‪ff‬ا األطف ‪ff‬ال إلى االتج ‪ff‬اه لل ‪ff‬دعارة والمت ‪ff‬اجرة الجنس ‪ff‬ية الطي‬ ‫‪‬‬

‫يشغله أصحاب تجار البشر‪.‬‬

‫‪ - 3‬عروبة جبار الخزرجي‪ ،‬حقوق الطفل بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2009 ،‬ص‪.216‬‬

‫‪10‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬
‫الزواج السياحي‬ ‫‪.3‬‬

‫وهو زواج لمدة قصيرة ويكون بمجيء الس‪f‬ائح وقيام‪f‬ه ب‪f‬زواج من اح‪f‬د الفتي‪f‬ات المقيم‪f‬ات بالدول‪f‬ة‬

‫ال‪ff‬ذي أتى له‪ff‬ا ويمكن أن يتع‪ff‬اون ع‪ff‬دد الفتي‪ff‬ات ال‪ff‬تي يق‪ff‬وم ال‪ff‬تزوج منهم من ام‪ff‬رأة إلى االث‪ff‬نين أو‬

‫الثالث ‪ff‬ة خالل س ‪ff‬فرته وتطليقهم بع ‪ff‬د انته ‪ff‬اء الس ‪ff‬فرة ويح ‪ff‬دث ه ‪ff‬ذا ال ‪ff‬زواج بع ‪ff‬د ع ‪ff‬رض الص ‪ff‬ورة‬

‫الخاصة بالفتيات إلى الزبون واختياره الزوجة المتاعية بالشروط ال‪ff‬تي يض‪ff‬عها من خالل الط‪ff‬ول‬

‫والوزن والجمال والشكل ككل فيقوم تجار البش‪f‬ر بالمحادث‪f‬ة م‪f‬ع الزب‪f‬ون وتوف‪f‬ير حاجي‪f‬ات الزب‪f‬ون‬

‫وزواج الم ‪ff f‬ؤقت ب ‪ff f‬دون ش ‪ff f‬ك يخ ‪ff f‬الف فط ‪ff f‬رة اإلنس ‪ff f‬ان ومب ‪ff f‬دأ ال ‪ff f‬زواج في اإلس ‪ff f‬الم‪ 1 ،‬حيث من‬

‫المع ‪ff‬روف أن ال ‪ff‬زواج ه ‪ff‬و ميث ‪ff‬اق غلي ‪ff‬ظ ق ‪ff‬ائم على االس ‪ff‬تقرار واالس ‪ff‬تمرار وغ ‪ff‬ير ذل ‪ff‬ك من م ‪ff‬ودة‬

‫ورحمة وما يخالف غير ذلك يكون باطال‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬االتجار باألعضاء‬

‫التج‪ff‬ارة باألعض‪ff‬اء هي تج‪ff‬ارة باألعض‪ff‬اء البش‪ff‬رية أو األنس‪ff‬جة أو أج‪ff‬زاء أخ‪ff‬رى من الجس‪ff‬م ع‪ff‬ادة‬

‫تستخدم لغرض زراعة األعضاء وهن‪ff‬اك ح‪ff‬والي ‪ 90000‬ش‪ff‬خص ينتظ‪ff‬رون الحص‪ff‬ول على عض‪ff‬و جدي‪ff‬د‬

‫في الواليات المتح‪f‬دة وغيره‪f‬ا من ال‪f‬دول ال‪f‬تي تس‪f‬تغل األعض‪f‬اء البش‪f‬رية وتش‪f‬جع من ه‪f‬ذه الج‪f‬رائم القائم‪f‬ة‬

‫على المس‪ff‬اس الجس‪ff‬دي لإلنس‪ff‬ان وفي العق‪ff‬د األخ‪ff‬ير انص‪ff‬ب اهتم‪ff‬ام المجتم‪ff‬ع ال‪ff‬دولي على ض‪ff‬رورة التغلب‬
‫‪2‬‬
‫على الصعاب والتحديات التي فرضتها هذه الجريمة‪.‬‬

‫‪ -1‬عروبة جبار الخزرجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.218‬‬


‫‪ - 2‬عبد اللطيف شهير عبد المجيد‪ ،‬الزواج السياحي‪ ،‬دراسة حالة ظاهرة الزواج الس‪ff‬ياحي في مص‪ff‬ر‪ ،‬حولي‪ff‬ات آداب عين‬
‫الشمس‪ ،‬جامعة عين الشمس كلية‪ ،‬مصر‪ ،2015 ،‬ص‪.50‬‬

‫‪11‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬
‫ومما الشك أن تجريم االتج‪f‬ار باألعض‪ff‬اء البش‪f‬رية م‪f‬اهو إال إنت‪f‬اج الحف‪f‬اظ على الح‪f‬ق اإلنس‪f‬اني في‬

‫س‪f‬المة بدن‪f‬ه ال‪f‬ذي تض‪f‬منه المع‪f‬ايير الدولي‪f‬ة والتش‪f‬ريعات الجزائي‪f‬ة مث‪f‬ل ف‪f‬انون العقوب‪f‬ات ال‪f‬تي يعت‪f‬بر قانون‪f‬ا‬

‫عام‪ff‬ا أم‪ff‬ام ب‪ff‬اقي الق‪ff‬وانين ذات العالق‪ff‬ة والتج‪ff‬ارة باألعض‪ff‬اء هي عملي‪ff‬ة ن‪ff‬زع أعض‪ff‬اء الش‪ff‬خص بع‪ff‬د موت‪ff‬ه‬
‫‪1‬‬
‫يقصد االتجار بأعضائه‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬التشغيل القسري‬

‫تعريف التشغيل القسري‬ ‫‪.1‬‬

‫التشغيل القسري هو عملية إرغام إرادة الشخص على العمل تحت التهديد بالحرمان أو االتجار‬

‫أو التع ‪ff‬نيف وأحيان ‪ff‬ا تص ‪ff‬ل إلى القت ‪ff‬ل يش ‪ff‬مل العم ‪ff‬ل القس ‪ff‬ري جمي ‪ff‬ع أش ‪ff‬كال العبودي ‪ff‬ة واألنظم ‪ff‬ة‬

‫التابعة لها (مثل عبودية الديون والقنان‪f‬ة والعم‪f‬ل دون أج‪f‬ر ومعس‪f‬كرات العم‪f‬ل كم‪f‬ا اس‪f‬تغل تج‪f‬ار‬

‫البش‪fff‬ر في التش‪fff‬غيل لألش‪fff‬خاص قس‪fff‬ريا ولق ‪ff‬د عرفت‪fff‬ه منظم ‪ff‬ة العم ‪ff‬ل باس ‪ff‬تخدام مص‪fff‬طلح العم‪fff‬ل‬

‫القس‪ff f‬ري وال‪ff f‬ذي عرفت‪ff f‬ه على أن‪ff f‬ه ك‪ff f‬ل عم‪ff f‬ل أو خدم‪ff f‬ة غ‪ff f‬ير إرادي‪ff f‬ة مفروض‪ff f‬ة تحت تهدي‪ff f‬د أو‬
‫‪2‬‬
‫بالمعاقبة)‪.‬‬

‫أشكال التشغيل القسري‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫العبودية‪ :‬وهو النموذج األكثر شهرة بالنسبة للعمل القسري وال‪f‬تي ي‪f‬ون فيه‪f‬ا العم‪f‬ال تحت ملكي‪f‬ة‬ ‫‪‬‬

‫قانونية طوال حياتهم أي تحت األشخاص الذين ق‪ff‬اموا باس‪ff‬تعمالهم كعبي‪ff‬د من تج‪ff‬ار البش‪ff‬رية حيث‬

‫ك‪ff f‬انت العبودي‪ff f‬ة ش‪ff f‬ائعة في العدي‪ff f‬د من المجتمع‪ff f‬ات القديم‪ff f‬ة وك‪ff f‬ذلك في العدي‪ff f‬د من المجتمع‪ff f‬ات‬

‫‪ - 1‬راميا محمد شاعر‪ ،‬االتجار بالبشر‪ ،‬قراءة قانونية اجتماعية‪ ،‬الطبعة ‪ ،1‬منشورات الحلبي الحقوقي‪ ،2012 ،‬ص‪.25‬‬
‫‪ -2‬بي بي سي نيوز ‪ 27‬مايو ‪ 2002‬مؤرشف من األصل ‪ 23 ،2019‬أطلع بتاريخ‪.20/03/2013 :‬‬

‫‪12‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬
‫اإلفريقي‪ff‬ة واألمريكي‪ff‬تين حيث ك‪ff‬ان االس‪ff‬تعباد ه‪ff‬و المص‪ff‬ير الوحي‪ff‬د له‪ff‬ذه الش‪ff‬عوب ال‪ff‬ذين تعرض‪ff‬وا‬

‫للغزو في الحروب وأبرز هذه األمثلة في العبودية هي االستعباد لماليين السود‪.‬‬

‫العمل في السجن‪ :‬المعتق‪f‬ل أو العم‪ff‬ل في الس‪ff‬جن ه‪ff‬و ش‪ff‬كل آخ‪ff‬ر من أش‪ff‬كال العم‪ff‬ل القس‪ff‬ري غالب‪ff‬ا‬ ‫‪‬‬

‫م‪ff‬ا يطب‪ff‬ق العم‪ff‬ل القس‪ff‬ري على الم‪ff‬دنيين دون أي تع‪ff‬اطف بس‪ff‬بب الوص‪ff‬مة االجتماعي‪ff‬ة المرتبط‪ff‬ة‬

‫ب‪ff‬المجرمين‪ ،‬ف‪ff‬رض العم‪ff‬ل في الس‪ff‬جن على األش‪ff‬خاص الين وقع‪ff‬وا ض‪ff‬حية للتحام‪ff‬ل أو الم‪ff‬دنيين‬

‫بارتك ‪ff‬اب ج ‪ff‬رائم الس ‪ff‬رقة أو غيره ‪ff‬ا بس ‪ff‬بب افتق ‪ff‬ارهم إلى أي وس ‪ff‬يلة أخ ‪ff‬رى لتحدي ‪ff‬د الح ‪ff‬د األدنى‬

‫للمعيشة‪.‬‬

‫الزواج القسري‪ :‬الزواج القسري هو ت‪ff‬زويج أح‪ff‬د الط‪ff‬رفين أو كلهم‪ff‬ا ب‪ff‬دون إرادت‪ff‬ه الح‪ff‬رة وتنص‬ ‫‪‬‬

‫اإلتفاقية التكميلية إلبطال الرق وتجارة الرقيق واألعراف والممارسات الشبيهة بالرق‪.‬‬

‫الوع‪ff‬د ب‪ff‬تزويج ام‪ff‬رأة أو تزويجه‪ff‬ا فعال‪ ،‬دون أن تمل‪ff‬ك ح‪ff‬ق ال‪ff‬رفض‪ ،‬ولق‪ff‬اء ب‪ff‬دل م‪ff‬الي أو عي‪ff‬ني‬ ‫‪‬‬

‫ي‪f‬دفع ألبويه‪f‬ا أو للوص‪f‬ي عليه‪f‬ا أو ألس‪f‬رتها أو أي ش‪f‬خص آخ‪f‬ر وأي‪f‬ة مجموع‪f‬ة أش‪f‬خاص أخ‪f‬رى‪،‬‬

‫لقاء ثمن او عوض آخر‪.‬‬

‫منح الزوج أو أسرته أو قبيلته حق التنازل عن زوجته لشخص آخر لقاء ثمن او عوض آخر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إمكان جعل المرأة لدى وفاة زوجها‪ ،‬إرثا ينتق‪f‬ل إلى الش‪f‬خص اآلخ‪f‬ر‪ ،‬وتع‪f‬د ك‪f‬ل ه‪f‬ذه الص‪f‬ور من‬ ‫‪‬‬

‫الممارسات الشبيهة بالرق‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الهجرة الغير شرعية‬

‫الهجرة الغير شرعية أو الهجرة الس‪f‬رية هي ظ‪f‬اهرة عالمي‪f‬ة بش‪f‬رية وهي الهج‪f‬رة من بل‪f‬د إلى آخ‪f‬ر‬

‫بش ‪ff‬كل يخ ‪ff‬رق الق ‪ff‬وانين المراعي ‪ff‬ة في البل ‪ff‬د المقص ‪ff‬ود‪ ،‬بحث يتم دخ ‪ff‬ول البالد ب ‪ff‬دون تأش ‪ff‬يرة دخ ‪ff‬ول يض ‪ff‬ع‬

‫العدي ‪ff‬د من المه ‪ff‬اجرين مص ‪ff‬ائرهم في أي ‪ff‬دي "مه ‪ff‬ربي البش ‪ff‬ر" فق ‪ff‬د يق ‪ff‬وم ه ‪ff‬ذا الن ‪ff‬وع من التج ‪ff‬ار إلى اقتي ‪ff‬اد‬

‫‪13‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬
‫األش‪ff f‬خاص الراغ‪ff f‬بين في تغي‪ff f‬ير البل‪ff f‬د وذل‪ff f‬ك طمع‪ff f‬ا في لقم‪ff f‬ة العيش أو تحس‪ff f‬ين المعيش‪ff f‬ة‪ ،‬حيث يواج‪ff f‬ه‬

‫األشخاص عواقب غير مضمونة فال أح‪f‬د يعلم أين ق‪f‬د ينتهي بهم المط‪f‬اف‪ ،‬فبعض المه‪f‬ربين ي‪f‬دعون نف‪f‬اذ‬

‫الب‪ff‬نزين ويطلب‪ff‬ون المزي‪ff‬د من األم‪ff‬وال مه‪ff‬ددين ب‪ff‬ترك المس‪ff‬افرين في ع‪ff‬رض الص‪ff‬حراء‪ ،‬ويواج‪ff‬ه النس‪ff‬اء‬

‫واألطف‪f‬ال بال‪f‬ذات مخ‪f‬اطر التع‪f‬رض للعن‪f‬ف واالعت‪f‬داء الجنس‪f‬ي‪ ،‬كم‪f‬ا ان‪f‬ه يتض‪f‬ح في نهاي‪f‬ة األم‪f‬ر أن بعض‬

‫ه ‪ff‬ؤالء المه ‪ff‬ربين يت ‪ff‬اجرون بالنس ‪ff‬اء ويس ‪ff‬تخدمنهم في ممارس ‪ff‬ة ال ‪ff‬دعارة وال ‪ff‬رق األبيض وعلى ذل ‪ff‬ك فه ‪ff‬ذا‬

‫عيب على ج ‪ff‬بين اإلنس ‪ff‬انية ومأس ‪ff‬اة من مآس ‪ff‬يها ويزي ‪ff‬د في ه ‪ff‬ذه المأس ‪ff‬اة ظه ‪ff‬ور ممارس ‪ff‬ات إجرامي ‪ff‬ة ض ‪ff‬د‬

‫األطف‪ff‬ال‪ ،‬تمثلت في خطفهم وبيعهم وإ جب‪ff‬ارهم على ال‪ff‬دعارة وم‪ff‬اهو اخط‪ff‬ر من ذل‪ff‬ك‪ ،‬حيث ش‪ff‬اعت فك‪ff‬رة‬

‫التهريب أو اللجوء أو الهجرة وذلك بهدف تجارة في اإلنسان واألعضاء البشرية ه‪ff‬ذه األخ‪ff‬يرة ال‪ff‬تي ت‪ff‬در‬

‫أرباحا تقدر بأكثر من ‪ 30‬مليار دوالر سنويا وتعد ثاني أكثر تج‪f‬ارة غ‪f‬ير ش‪f‬رعية مربح‪f‬ة في الع‪f‬الم بع‪f‬د‬
‫‪1‬‬
‫االتجار بالمخدرات‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أركان جريمة االتجار بالبشر‬

‫ال تختلف جريمة االتج‪f‬ار عن غيره‪f‬ا من الج‪f‬رائم ال‪f‬ذي يجب عليه‪f‬ا أن تت‪f‬وافر فيه‪f‬ا أرك‪f‬ان مح‪f‬ددة‬

‫حتى تعطي لهذا السلوك وصف على أنها جريمة ويتم تقرير عقوبة لها تكون متوافقة مع جسامة الفع‪ff‬ل‪،‬‬

‫وبم‪ff f‬ا أن الجريم‪ff f‬ة المتع‪ff f‬ارف عليه‪ff f‬ا تق‪ff f‬وم على ‪ 3‬ج‪ff f‬وانب الج‪ff f‬انب الم‪ff f‬ادي ال‪ff f‬ذي يمث‪ff f‬ل الفع‪ff f‬ل الص‪ff f‬ادر‬

‫والج‪f‬انب المعن‪f‬وي ينص‪ff‬رف إلى م‪f‬ا ي‪f‬دور في نفس الج‪f‬اني والج‪f‬انب الش‪f‬رعي ه‪f‬و م‪f‬ا يطب‪f‬ق الق‪f‬انون على‬
‫‪2‬‬
‫ما يرتكبه المجرم من أفعال منافية للقانون‪ ،‬وفي هذا السياق نذكر األركان على مايلي‪:‬‬

‫‪ - 1‬مقالة‪ :‬الهجرة المغاربية إلى أوروبا من الهجرة الشرعية المقننة إلى الهجرة الشرعية‪ ،‬مرزوق ريمة‪ ،‬ص‪.81-38‬‬
‫‪ -2‬ش‪ff‬وكت أحم‪ff‬د جل‪ff‬ول‪ ،‬جرمي‪ff‬ة اإلتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر في الق‪ff‬انون اللبن‪ff‬اني‪ ،‬رس‪ff‬الة ماجس‪ff‬تير في الق‪ff‬انون الع‪ff‬ام‪ ،‬كلي‪ff‬ة الحق‪ff‬وق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،2016 ،‬ص‪.11‬‬

‫‪14‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬
‫الفرع األول‪ :‬الركن المادي‬

‫وهو السلوك أو النشاط الذي يأتي به الجاني يعرض به شخص آخر ألضرار أو خطر ولمص‪ff‬لحة‬

‫يحميه‪ff‬ا الق‪ff‬انون إذا فه‪ff‬و المظه‪ff‬ر الخ‪ff‬ارجي لإلرادة اإلجرامي‪ff‬ة ال‪ff‬تي تق‪ff‬ترن بأن‪ff‬ه ال جريم‪ff‬ة بغ‪ff‬ير مادي‪ff‬ات‬
‫‪1‬‬
‫معينة وال سلطات القانون للقانون الجنائي على ما يجول في ضمائر الناس من نوايا وأفكار إجرامية‪.‬‬

‫وال يختلف األمر بالنسبة للركن المادي لجريمة االتجار بالبشر حيث أن قانون التش‪ff‬ريعات يتطلب‬

‫فيه ثالث عناصر أساسية وهي الس‪ff‬لوك اإلج‪ff‬رامي‪ ،‬النتيج‪ff‬ة اإلجرامي‪ff‬ة‪ ،‬وعالق‪ff‬ة الس‪ff‬ببية بينهم‪ff‬ا‪ ،‬وتختل‪ff‬ف‬

‫العناصر المكونة في الجريمة التامة عندها في الجريمة الناقصة أو الشروع‪.‬‬

‫ويتحق ‪ff‬ق ال ‪ff‬ركن الم ‪ff‬ادي لجريم ‪ff‬ة االتج ‪ff‬ار بالبش ‪ff‬ر بتحق ‪ff‬ق الس ‪ff‬لوك اإلج ‪ff‬رامي بص ‪ff‬ورتيه اإليجابي ‪ff‬ة‬

‫والسلبية م‪f‬تى تحق‪f‬ق النش‪f‬اط العض‪f‬وي ال‪f‬ذي يأتي‪f‬ه الج‪f‬اني‪ ،‬مح‪f‬دقا على إث‪f‬ره ض‪f‬ررا للغ‪f‬ير أو معت‪f‬ديا على‬

‫مصلحة معينة يقرر لها القانون للحماية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬السلوك اإلجرامي‬

‫إن الس‪ff f‬لوك اإلج‪ff f‬رامي يتمث‪ff f‬ل في الس‪ff f‬لوك أو النش‪ff f‬اط الص‪ff f‬ادر عن الج‪ff f‬اني بس‪ff f‬بب تحقيق‪ff f‬ه لغاي‪ff f‬ة‬

‫إجرامي ‪ff‬ة‪ ،‬كم ‪ff‬ا يع ‪ff‬ني حرك ‪ff‬ة عض ‪ff‬لية أو حرك ‪ff‬ات ت ‪ff‬دفعها إلى الع ‪ff‬الم الخ ‪ff‬ارجي إلح ‪ff‬داث تغي ‪ff‬ير ش ‪ff‬يء في‬

‫أوضاعه السابقة‪ ،‬وسواء تعلق األمر بالسلوك اإليجابي أو السلوك السلبي‪ ،‬فإن هذا الس‪f‬لوك يص‪ff‬بح مح‪f‬ل‬

‫اعتبار بالقانون عندما يكتب قيمة السببية من قدرت‪f‬ه على إح‪f‬داث النتيج‪f‬ة الممنوع‪f‬ة أي ك‪f‬انت عاقبته‪f‬ا إم‪f‬ا‬

‫إيجابية أو سلبية‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد القادر خلف محمود أحمد ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.74‬‬

‫‪15‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬
‫وبعد اإلطالع على المادة التشريعية المختصة ببيان السلوك اإلجرامي لجريمة االتجار بالبشر في‬

‫الق‪ff‬وانين الجنائي‪ff‬ة المقارب‪ff‬ة‪ ،‬ومن الواض‪ff‬ح العدي‪ff‬د من الص‪ff‬ور ال‪ff‬تي يق‪ff‬وم عليه‪ff‬ا الس‪ff‬لوك اإلج‪ff‬رامي لل‪ff‬ركن‬

‫الم‪ff‬ادي له‪ff‬ذه الجريم‪ff‬ة ‪ 1‬وال‪ff‬تي يتم من خالله‪ff‬ا ص‪ff‬ياغة مفه‪ff‬وم الق‪ff‬انون لمص‪ff‬طلح االتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر‪ ،‬والدالل‪ff‬ة‬

‫على م‪ff‬دى ت‪ff‬أثير المش‪ff‬رعين الوطن‪ff‬يين بأحك‪ff‬ام االتفاقي‪ff‬ات الدولي‪ff‬ة وخاص‪ff‬ة بروتوك‪ff‬ول من‪ff‬ع وقم‪ff‬ع ومعاقب‪ff‬ة‬

‫االتج‪ff‬ار باألش‪ff‬خاص وخاص‪ff‬ة النس‪ff‬اء واألطف‪ff‬ال المكم‪ff‬ل التفاقي‪ff‬ة األمم المتح‪ff‬دة لمكافح‪ff‬ة الجريم‪ff‬ة المنظم‪ff‬ة‬

‫عبر الوطن سنة ‪.2000‬‬

‫والس ‪ff‬لوك اإلج ‪ff‬رامي المك ‪ff‬ون لل ‪ff‬ركن الم ‪ff‬ادي في التش ‪ff‬ريعات المقارن ‪ff‬ة له ‪ff‬ا ع ‪ff‬دة ص ‪ff‬ور فق ‪ff‬د ج ‪ff‬رم‬

‫المش‪ff‬رع األم‪ff‬ريكي بعض األفع‪ff‬ال ال‪ff‬ذي اعتبره‪ff‬ا ص‪ff‬ور الس‪ff‬لوك اإلج‪ff‬رامي وهي التجني‪ff‬د‪ ،‬النق‪f‬ل‪ ،‬اإلي‪ff‬واء‪،‬‬

‫االس‪ff‬تالم‪ ،‬أو الحص‪ff‬ول على الش‪ff‬خص‪ ،‬أم‪ff‬ا المش‪ff‬رع المص‪ff‬ري فق‪ff‬د ق‪ff‬ام بالتوس‪ff‬ع في الموض‪ff‬وع من خالل‬

‫بيان تلك الصورة الجرمية للسلوك المحظور‪ ،‬والتي شملت مختلف التعامالت م‪f‬ع الش‪f‬خص الط‪f‬بيعي بم‪f‬ا‬

‫في ذل‪ff‬ك الع‪ff‬رض لل‪ff‬بيع‪ ،‬ال‪ff‬بيع‪ ،‬الوع‪ff‬د‪ ،‬التس‪ff‬ليم‪ ،‬النق‪ff‬ل‪ ،‬اإلي‪ff‬واء‪ ،‬االس‪ff‬تقبال في داخ‪ff‬ل الدول‪ff‬ة المص‪ff‬رية أو‬

‫عبر حدودها الوطنية‪.‬‬

‫وفيما يخص المشرع الجزائري فقد حدد بدوره في النصوص القانوني‪f‬ة الص‪ff‬ور القانوني‪f‬ة والس‪f‬لوك‬

‫اإلجرامي لجريمة االتجار باألشخاص على نحو ما أشارت إليه المادة ‪ 303‬مكرر من قانون العقوب‪ff‬ات‪،‬‬

‫حيث أنه يشكل وسع من سلوكا إجراميا محقق للركن المادي لجريمة االتجار بالبشر‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫فإن التشريعات الدول يتفق بعضها فيما يتعلق باألفعال المكونة للسلوك اإلجرامي‪.‬‬

‫تجنيد الشخص الطبيعي‬ ‫‪.1‬‬

‫‪ -1‬نبيل العبيدي‪ ،‬أمنة السلطاني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.356‬‬


‫‪ -2‬نبيل العبيدي‪ ،‬أمنة السلطاني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.14‬‬

‫‪16‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬
‫يق‪ff‬وم تجني‪ff‬د األش‪ff‬خاص باالعتم‪ff‬اد على مجموع‪ff‬ة من الخط‪ff‬وات ال‪ff‬تي يتم عبره‪ff‬ا بارتك‪ff‬اب إقن‪ff‬اع‬

‫الض‪ff f‬حية على القي‪ff f‬ان باألفع‪ff f‬ال الجريم‪ff f‬ة ومن الط‪ff f‬بيعي أن موافق‪ff f‬ة الش‪ff f‬خص على القي‪ff f‬ام به‪ff f‬ذه‬

‫األفع ‪ff‬ال ال تتم بم ‪ff‬وجب عق ‪ff‬د مس ‪ff‬جل‪ ،‬وبالت ‪ff‬الي ف ‪ff‬إن موافق ‪ff‬ة الض ‪ff‬حية غ ‪ff‬ير مهم ‪ff‬ة وال تمن ‪ff‬ع من‬

‫العق‪ff‬اب على النح‪ff‬و ال‪ff‬ذي ستوض‪ff‬حه حيث نص‪ff‬ت بعض التش‪ff‬ريعات المقارن‪ff‬ة على فع‪ff‬ل التجني‪ff‬د‬

‫وتعتبر كصورة من صور االتجار بالبشر كما هو الحال بالنسبة للفص‪ff‬ل ‪ 77‬من الب‪ff‬اب ‪ 18‬بن‪ff‬د‬

‫‪ 1590‬من ق ‪ff‬انون حماي ‪ff‬ة ض ‪ff‬حايا االتج ‪ff‬ار بالبش ‪ff‬ر والعن ‪ff‬ف األم ‪ff‬ريكي لس ‪ff‬نة ‪ ،2000‬كم ‪ff‬ا نص‬

‫المش‪ff‬رع الجزائ‪ff‬ري في ق‪ff‬انون العقوب‪ff‬ات في الم‪ff‬ادة ‪ 303‬مك‪ff‬رر ‪ 4‬الس‪ff‬ابقة على أن التجني‪ff‬د من‬

‫صور االتجار باألشخاص فنجد القانون المصري قد أقر بقانون خ‪ff‬اص باالتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر إال أن‪ff‬ه‬

‫لم يندرج التجنيد بوصفه صورة من صور االتجار بالبشر على أنها عملية تطوعي‪f‬ة لألش‪f‬خاص‬

‫داخل الحدود الوطنية أو خارجها‪ ،‬إذ يستوي أن يكون الوسيلة المعتم‪ff‬د في ذل‪ff‬ك قس‪ff‬رية أو غ‪ff‬ير‬

‫القس‪ff‬رية وذل‪ff‬ك من خالل إق‪ff‬راض الش‪ff‬خص لق‪ff‬رض وتخص‪ff‬يص الج‪ff‬زء األك‪ff‬بر من ه‪ff‬ذا الق‪ff‬رض‬

‫إلى أهل الضحية م‪f‬ع الوع‪f‬د بوظيف‪f‬ة يمكن أن ت‪f‬در بالم‪f‬ال في المس‪f‬تقبل لعائلت‪f‬ه لتس‪f‬ديد الق‪f‬روض‬

‫الخاص بهم واإلدخار والتوف‪ff‬ير أو ب‪f‬دء مش‪f‬روع خ‪f‬اص ب‪f‬ه عن‪f‬د الع‪f‬ودة لل‪f‬وطن‪ ،‬في جين ال يج‪f‬د‬

‫الضحية بمجرد وصوله إلى بلد المقص‪f‬د العم‪f‬ل ال‪f‬ذي وع‪f‬د ب‪f‬ه أو تلتح‪f‬ق الض‪f‬حية بعم‪f‬ل ال يكفي‬
‫‪1‬‬
‫لتسديد قرضها‪.‬‬

‫نقل األشخاص‬ ‫‪.2‬‬

‫حيث يعت‪ff‬بر نق‪ff‬ل األش‪ff‬خاص من الص‪ff‬ور المق‪ff‬ررة لت‪ff‬وافر ال‪ff‬ركن الم‪ff‬ادي لجريم‪ff‬ة االتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر‬

‫واستنادا إلى الغرض المقص‪f‬ود في تعري‪f‬ف ج‪f‬رائم االتج‪f‬ار بالبش‪f‬ر وفق‪f‬ا لق‪f‬انون مكافح‪f‬ة االتج‪f‬ار‬

‫بالبشر‪ ،‬ومصطلح النقل يعني بمقتضاه مك‪ff‬ان وج‪ff‬ود الض‪ff‬حية وه‪ff‬و ذل‪ff‬ك التعب‪ff‬ير الواس‪ff‬ع للمفه‪ff‬وم‬

‫‪ -1‬نبيل العبيدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.14‬‬

‫‪17‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬
‫يشمل جمي‪f‬ع ح‪f‬االت النق‪f‬ل س‪f‬واء تعل‪f‬ق األم‪f‬ر بموافق‪f‬ة الض‪f‬حية أثن‪f‬اء عملي‪f‬ة النق‪f‬ل أو حال‪f‬ة انتق‪f‬ال‬

‫الضحية بمفرده‪ ،‬وبما أن المستوى الدولي ه‪f‬و األك‪f‬ثر ت‪f‬داوال لح‪f‬االت االتج‪f‬ار بالبش‪f‬ر‪ ،‬ويس‪f‬توي‬

‫في ه‪ff‬ذه الجريم‪ff‬ة أن يك‪ff‬ون النق‪ff‬ل داخ‪ff‬ل ح‪ff‬دود الدول‪ff‬ة أو خارجه‪ff‬ا ليتحق‪ff‬ق االس‪ff‬تغالل فيه‪ff‬ا‪ ،‬ومن‬

‫ال ‪ff‬واجب أن يت ‪ff‬وفر الجريم ‪ff‬ة ب ‪ff‬دخول المح ‪ff‬ني علي ‪ff‬ه أو اإلقام ‪ff‬ة بص ‪ff‬ورة قانوني ‪ff‬ة من خالل حم ‪ff‬ل‬

‫وث ‪ff‬ائق س ‪ff‬فر س ‪ff‬ليمة وبوس ‪ff‬ائل نق ‪ff‬ل معت ‪ff‬ادة‪ ،‬أو ب ‪ff‬دخول المج ‪ff‬ني علي ‪ff‬ه أو اإلقام ‪ff‬ة بطريق ‪ff‬ة غ ‪ff‬ير‬
‫‪1‬‬
‫مشروعة من خالل وثائق سفر مزورة‪ ،‬ووسائل معتمدة‪.‬‬

‫النقــل المكــاني‪ :‬يقص‪ff‬د ب‪ff‬ه تحري‪ff‬ك الض‪ff‬حية من مك‪ff‬ان إلى مك‪ff‬ان معين ويتم ذل‪ff‬ك داخ‪ff‬ل أو ح‪ff‬ول‬ ‫‪‬‬

‫الحدود الوطنية‪ ،‬ففقي الحالة األولى قد يقوم الج‪f‬اني بنق‪f‬ل الض‪ff‬حايا من محافظ‪f‬ة إلى أخ‪f‬رى ح‪f‬تى‬

‫يك‪ff‬ون على مقرب‪ff‬ة من المك‪ff‬ان المخص‪ff‬ص للبغ‪ff‬اء فيه‪ff‬ا أو على عكس ذل‪ff‬ك إذا تم اكتش‪ff‬اف أم‪ff‬رهم‬

‫في ذلك‪.‬‬

‫النقــل المهــني‪ :‬ه‪ff‬و نق‪ff‬ل الض‪ff‬حية بواس‪ff‬طة الج‪ff‬اني س‪ff‬واء أك‪ff‬ان الش‪ff‬خص طبيعي‪ff‬ا أو اعتباري‪ff‬ا من‬ ‫‪‬‬

‫‪2‬‬
‫مهنة مشروعة إلى مهنة غير مشروعة‪.‬‬

‫إيواء األشخاص‪ :‬اإلي‪ff‬واء أي توف‪ff‬ير المك‪ff‬ان ال‪ff‬ذي س‪ff‬يقيم في‪ff‬ه الض‪ff‬حية ويك‪ff‬ون مك‪ff‬ان آمن س‪ff‬واء‬ ‫‪.3‬‬

‫كان داخ‪f‬ل نفس الدول‪f‬ة أو في الدول‪f‬ة المقص‪ff‬د وتوف‪ff‬ير بعض مقوم‪f‬ات الحي‪f‬اة تمهي‪f‬دا الس‪f‬تغاللهم‪،‬‬

‫ولق‪ff‬د ج‪ff‬رمت التش‪ff‬ريعات الجنائي‪ff‬ة مث‪ff‬ل ه‪ff‬ذه األفع‪ff‬ال مث‪ff‬ل فع‪ff‬ل اإلي‪ff‬واء على عكس م‪ff‬اهو الح‪ff‬ال‬

‫بالنسبة للمش‪ff‬رع الجزائ‪ff‬ري في الم‪ff‬ادة ‪ 303‬مك‪ff‬رر من ق‪ff‬انون العقوب‪ff‬ات‪ ،‬واعت‪ff‬برت فع‪ff‬ل اإلي‪ff‬واء‬

‫أحد صور االتجار بالبشر على النحو الوارد بالمادة الثالثة من البروتوكول الخ‪ff‬اص بمن‪ff‬ع وقم‪ff‬ع‬

‫ومعاقبة األشخاص لسنة ‪.2000‬‬


‫‪ -1‬شركة أحمد جلول‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫‪ -2‬محمـد علي العريان‪ ،‬عملي‪f‬ات االتج‪f‬ار بالبش‪f‬ر وآلي‪f‬ات مكافحته‪f‬ا‪ ،‬دراس‪f‬ة مقارن‪f‬ة‪ ،‬دار الجامع‪f‬ة الجدي‪f‬د للنش‪f‬ر والتوزي‪f‬ع‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،2011 ،‬ص‪.69‬‬

‫‪18‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬
‫ويق‪ff‬وم اإلي‪ff‬واء كم‪ff‬ا س‪ff‬بق ذك‪ff‬ره على ت‪ff‬دبير مك‪ff‬ان آخ‪ff‬ر من قب‪ff‬ل التج‪ff‬ار والوس‪ff‬طاء الت‪ff‬ابعين لهم‬

‫إلقامة ضحايا االتجار في بلد المقص‪f‬د في أثن‪f‬اء ف‪f‬ترى إق‪f‬امتهم وتوف‪f‬ير كاف‪f‬ة المواجه‪f‬ات لغ‪f‬رض‬

‫استغاللهم في تلك الفترة ومع توفير فرص عمل مش‪ff‬روعة للض‪ff‬حايا في ظ‪ff‬اهرهم بينم‪ff‬ا تتض‪ff‬من‬

‫في باطنه‪ff‬ا اس‪ff‬تغالل ه‪ff‬ذه األش‪ff‬خاص بطريق‪ff‬ة غ‪ff‬ير مش‪ff‬روعة تتم من خالله‪ff‬ا انته‪ff‬اء من األعم‪ff‬ال‬

‫المكلفين به‪ff‬ا‪ ،‬إال أن النش‪ff‬اط اإلج‪ff‬رامي يتخ‪ff‬ذ ص‪ff‬ورة توف‪ff‬ير الس‪ff‬كن للض‪ff‬حية دون أي من ص‪ff‬ور‬
‫‪1‬‬
‫السلوك اإلجرامي األخرى‪.‬‬

‫استقبال األشخاص‪ :‬ويقص‪ff‬د به‪ff‬ا اس‪ff‬تالم األش‪ff‬خاص ال‪ff‬ذين تم ت‪ff‬رحيلهم أو نقلهم داخ‪ff‬ل الدول‪ff‬ة أو‬ ‫‪.4‬‬

‫خارجها حيث يقوم التج‪f‬ار أو الوس‪f‬طاء الت‪f‬ابعين للمافي‪f‬ا بمقابل‪f‬ة ض‪f‬حايا االتج‪f‬ار والتع‪f‬رف عليهم‬
‫‪2‬‬
‫بالبلد المضيف‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تحقيق النشاط للنتيجة اإلجرامية‬

‫وجب في النتيج‪ff f‬ة اإلجرامي‪ff f‬ة ض‪ff f‬رورة وج‪ff f‬ود مجموع‪ff f‬ة من الوس‪ff f‬ائل ال‪ff f‬تي تجع‪ff f‬ل من الجريم‪ff f‬ة‬

‫المرتكب‪f‬ة‪ ،‬ويختل‪f‬ف الفع‪f‬ل في الجريم‪f‬ة وخاص‪ff‬ة جريم‪f‬ة االتج‪f‬ار بالبش‪f‬ر عن الوس‪f‬يلة كغيره‪f‬ا من الج‪f‬رائم‬

‫السائدة والوسيلة هي األداة التنفيذية المادية للجريمة‪.‬‬

‫كما أن الوسيلة ق‪ff‬د تختل‪f‬ف من جريم‪f‬ة إلى أخ‪f‬رى بحس‪f‬ب أداة الجريم‪f‬ة فق‪f‬د تك‪f‬ون ه‪f‬ذه الوس‪f‬يلة إم‪f‬ا‬
‫‪3‬‬
‫مادية أو معنوية ويتم تقسيم مثل هذه الوسائل حسب أثرها النفسي وُأثرها المادي‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.72‬‬


‫‪ -2‬أحمد عبد القادر خلف محمود‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.82‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪83‬‬

‫‪19‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬
‫وعلي ‪ff‬ه يجب تحدي ‪ff‬د النص ‪ff‬وص التش ‪ff‬ريعية الجنائي ‪ff‬ة المقارن ‪ff‬ة وتع ‪ff‬دد ه ‪ff‬ذه الوس ‪ff‬ائل تحت مس ‪ff‬ميات‬

‫مختلفة‪ ،‬وتتميز بالوعود الخادعة والماكرة من اجل اإليقاع بالضحية واستغاللها في أعمال االتجار ال‪ff‬تي‬

‫يتعين أن تكون مقترنة بوسائل معينة‪.‬‬

‫وبالت ‪ff‬الي ف ‪ff‬إن وس ‪ff‬ائل تحقي ‪ff‬ق النتيج ‪ff‬ة اإلجرامي ‪ff‬ة المحقق ‪ff‬ة لوج ‪ff‬ود جريم ‪ff‬ة االتج ‪ff‬ار بالبش ‪ff‬ر تح ‪ff‬ددها‬
‫‪1‬‬
‫التشريعات الجنائية المقارنة ضمن تعريفها للجريمة وهي تعتبر عنصرا أساسيا ال تقوم الجريمة دونه‪.‬‬

‫استعمال القوة والتهديد‬ ‫‪.1‬‬

‫تعتبر استعمال الق‪f‬وة هي ص‪ff‬ورة من ص‪ff‬ور اإلك‪f‬راه الم‪f‬ادي يع‪f‬بر التهدي‪f‬د باس‪f‬تعمال ق‪ff‬وة اإلك‪f‬راه‬

‫على حم‪ff‬ل الغ‪ff‬ير على م‪ff‬اال يرض ‪ff‬اه وتع‪ff‬ني قانوني‪ff‬ا وج‪ff‬ود ق ‪ff‬وة ش‪ff‬أنها أن تمح‪ff‬وا أداة الفاع‪ff‬ل أو‬

‫تقيمه‪ff‬ا إلى درج‪ff‬ة كب‪ff‬يرة ال يس‪ff‬تطيع مقاوماته‪ff‬ا وتختل‪ff‬ف أن‪ff‬واع التهدي‪ff‬د إلى تهدي‪ff‬د جس‪ff‬دي أو إلى‬
‫‪2‬‬
‫تهديده بأخذ أفراد عائلته أو األطفال فيقوم بتصرف وفق ما يطلب منه وما يفرض عليه‪.‬‬

‫اللجوء إلى االختطاف واالحتيال‬ ‫‪.2‬‬

‫يعتبر االختطاف من األساليب التي يتم اللجوء إليها في ممارسة بعض األن‪ff‬واع من الج‪ff‬رائم من‬

‫اج‪ff‬ل اب‪ff‬تزاز أه‪ff‬ل الض‪ff‬حية المختط‪ff‬ف للحص‪ff‬ول على مب‪ff‬الغ مالي‪ff‬ة أو اللج‪ff‬وء إلى االنتق‪ff‬ام‪ ،‬وه‪ff‬ذا‬

‫النوع من األساليب ال يحدث ض‪f‬ررا على األش‪f‬خاص المعن‪f‬يين المعرض‪f‬ين لالختط‪f‬اف فق‪f‬ط‪ ،‬ب‪f‬ل‬

‫يتع ‪ff‬دى ذل ‪ff‬ك اس ‪ff‬تقرار المجتم ‪ff‬ع واالختط ‪ff‬اف يق ‪ff‬وم على أخ ‪ff‬ذ األش ‪ff‬ياء أو األش ‪ff‬خاص بالس ‪ff‬يطرة‬

‫‪ -1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.87‬‬


‫‪ -2‬عبد القادر الشيخلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.172‬‬

‫‪20‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬
‫والتس ‪ff f‬لط واالس ‪ff f‬تيالء واالس ‪ff f‬تغالل غ ‪ff f‬ير المش ‪ff f‬روع والتحكم في الش ‪ff f‬يء أو الش ‪ff f‬خص أو مح ‪ff f‬ل‬
‫‪1‬‬
‫االختطاف والتصرف فيه كما ترغب في ذلك الجهة التي تولت عملية االختطاف‪.‬‬

‫وفي إطار جريمة االتجار بالبشر يعني االختطاف قي‪f‬ام الج‪f‬اني بنق‪f‬ل الش‪f‬خص المج‪f‬ني علي‪f‬ه من‬

‫المك‪ff‬ان الموج‪ff‬ود في‪ff‬ه إلى مك‪ff‬ان آخ‪ff‬ر‪ ،‬س‪ff‬واء ك‪ff‬ان النق‪ff‬ل داخ‪ff‬ل الدول‪ff‬ة أو ع‪ff‬بر ح‪ff‬دودها الوطني‪ff‬ة‬

‫بقص ‪ff‬د إخفائ ‪ff‬ه عن مك ‪ff‬ان معيش ‪ff‬ته األص ‪ff‬لي‪ ،‬ويتحق ‪ff‬ق االختط ‪ff‬اف ب ‪ff‬أي وس ‪ff‬يلة ك ‪ff‬انت ظ ‪ff‬اهرة أو‬

‫مخيفة ويك‪f‬ون لتحقي‪f‬ق أغ‪f‬راض معين‪f‬ة كاختط‪f‬اف األطف‪f‬ال واس‪f‬تغاللهم ألغ‪f‬راض جنس‪f‬ية بم‪f‬ا في‬

‫ذلك المواد اإلباحية أو األغراض السخرة أو الخدمة قسرا‪.‬‬

‫إعطــاء أو تلقي مبــالغ ماليــة أو مزايــا لنيــل موافقــة شــخص لــه ســلطة أو واليــة على شــخص‬ ‫‪.3‬‬

‫آخر‬

‫ويعتمد على وسيلة اإلغراء وإ عط‪f‬اء مب‪f‬الغ ومزاي‪f‬ا بمقاب‪f‬ل الس‪f‬يطرة على ش‪f‬خص آخ‪f‬ر من اج‪f‬ل‬

‫الحص‪ff‬ول على موافقت‪ff‬ه من اج‪ff‬ل اس‪ff‬تغالل الش‪ff‬خص ال‪ff‬ذي ه‪ff‬و تحت س‪ff‬يطرته‪ ،‬ويق‪ff‬وم الش‪ff‬خص‬

‫المتلقي المب ‪ff‬الغ المالي ‪ff‬ة والمزاي ‪ff‬ا األخ ‪ff‬رى ب ‪ff‬دون وس ‪ff‬يط‪ ،‬ويت ‪ff‬بين في ه ‪ff‬ذه الحال ‪ff‬ة أن النص على‬

‫تلقي مزاي‪ff‬ا للحص‪ff‬ول على موافق‪ff‬ة ش‪ff‬خص تحت س‪ff‬لطته ج‪ff‬اء مطلق‪ff‬ا بحيث يقص‪ff‬د بمزاي‪ff‬ا ك‪ff‬ل م‪ff‬ا‬

‫هو مادي كمنحه قطع أرض أو سيارة أو أي منفعة مادية أخرى‪ ،‬كما تتضمن المزاي‪ff‬ا المعنوي‪ff‬ة‬
‫‪2‬‬
‫كالوعد بإعطائه وظيفة مثال‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الركن المعنوي لجريمة االتجار بالبشر‬

‫‪ -1‬آمن ‪ff‬ة وزاني‪ ،‬جريم ‪ff‬ة اختط ‪ff‬اف األطف ‪ff‬ال في التش ‪ff‬ريع الجزائ ‪ff‬ري واالتفاقي ‪ff‬ات الدولي ‪ff‬ة‪ ،‬أطروح ‪ff‬ة دكت ‪ff‬وراه في الق ‪ff‬انون‬
‫الجنائي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،2019 ،‬ص‪.14‬‬
‫‪ -2‬محمد علي العريان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.78‬‬

‫‪21‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬
‫ال يمكن اكتمال الجريمة بركن مادي فقط بل يجب توافر ركن ثاني وه‪ff‬و ال‪ff‬ركن المعن‪ff‬وي وتواف‪ff‬ق‬

‫الركن المادي والمعنوي يق‪f‬وم عليه‪f‬ا الجريم‪f‬ة الكامل‪f‬ة وذل‪f‬ك من خالل ت‪f‬وافر إرادة الج‪f‬اني المتجه‪f‬ة للقي‪f‬ام‬

‫بالسلوك اإلجرامي البحث فالبد من ت‪f‬وافر راب‪f‬ط نفس‪f‬ي بين الفع‪f‬ل ومادي‪f‬ات الجريم‪f‬ة وه‪f‬و م‪f‬ا يطل‪f‬ق على‬

‫الركن المعنوي‪ ،‬ومن أجل ذلك اتجهت أغلب التشريعات الجنائية المقارنة إلى تطلب وج‪f‬ود راب‪f‬ط نفس‪f‬ية‬

‫لدى اإلنسان تدفعه للقيام بهذا الفعل الذي يترتب عليه وجود العقاب‪.‬‬

‫وال ‪ff‬ركن المعنوي ‪ff‬ة في جريم ‪ff‬ة االتج ‪ff‬ار بالبش ‪ff‬ر بفع ‪ff‬ل تجني ‪ff‬د أو نق ‪ff‬ل أو إي ‪ff‬واء أو اس ‪ff‬تقبال الش ‪ff‬خص‬

‫الط‪ff‬بيعي‪ ،‬ويف‪ff‬ترض انعكاس‪ff‬ا لك‪ff‬ل أج‪ff‬راء الفع‪ff‬ل في نفس‪ff‬ية الج‪ff‬اني‪ ،‬ل‪ff‬ذلك يتطلب الق‪ff‬انون ال‪ff‬ركن المعن‪ff‬وي‬

‫لهذه الجريمة يفترض وجود عناصر خاصة به‪.‬‬

‫أم‪ff‬ا خط‪ff‬ورة الفع‪ff‬ل في جريم‪ff‬ة اإلتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر تت‪ff‬أتى انص‪ff‬راف إرادة الج‪ff‬اني إلى غاي‪ff‬ة معين‪ff‬ة لكي‬
‫‪1‬‬
‫تتحقق المسؤولية عن الجريمة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬القصد الجنائي العام‬

‫يعرف على أنه العلم بالجريمة مع اتجاه إرادة الجاني إلى تحقيقها أو قوله‪f‬ا‪ ،‬مع‪f‬نى ذل‪f‬ك ان القص‪f‬د‬

‫الجنائي يقوم على وجود فكرة مرسخة في ذهن الجاني بالقيام بالسلوك اإلج‪ff‬رامي م‪ff‬ع إدراك‪ff‬ه على ذل‪ff‬ك‬

‫التصرف غير مشروع ويهدف ذل‪f‬ك إلى لالعت‪f‬داء على ش‪f‬خص معين ويك‪f‬ون محيط‪f‬ا بك‪f‬ل العناص‪ff‬ر ال‪f‬تي‬

‫تشكلها جريمة ويمارس إحدى أفعال المشكلة لجريمة االتجار بالبشر‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد عبد القادر خلف محمود‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.97‬‬

‫‪22‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬
‫وتك‪ff‬ون جريم‪ff‬ة االتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر مقص‪ff‬ودة إذا ك‪ff‬انت النتيج‪ff‬ة هي غ‪ff‬رض الج‪ff‬اني‪ ،‬بمع‪ff‬نى أن يك‪ff‬ون‬

‫الفاع ‪ff‬ل ين ‪ff‬وي االعت ‪ff‬داء وحرم ‪ff‬ان المج ‪ff‬ني علي ‪ff‬ه من حريت ‪ff‬ه البدني ‪ff‬ة أو كرامت ‪ff‬ه اإلنس ‪ff‬انية‪ ،‬والقص ‪ff‬د يك ‪ff‬ون‬

‫عاما‪.‬‬

‫وأهمي ‪ff‬ة ال ‪ff‬ركن المعن ‪ff‬وي في وج ‪ff‬ود الجريم ‪ff‬ة تكمن في كون ‪ff‬ه أنه ‪ff‬ا ال وج ‪ff‬ود الجريم ‪ff‬ة بغ ‪ff‬يره ألن ‪ff‬ه‬

‫وس‪f‬يلة في س‪f‬د المش‪f‬رع يتمكن على إثره‪f‬ا من تحدي‪f‬د المس‪f‬ؤول عن الجريم‪f‬ة‪ ،‬فض‪f‬ال عن ذل‪f‬ك ف‪f‬إن ال‪f‬ركن‬

‫المعن‪f‬وي ه‪f‬و ال‪f‬ذي يح‪f‬دد نط‪f‬اق المس‪f‬ؤولية ح‪f‬تى تك‪f‬ون العقوب‪f‬ة على الش‪f‬خص ال‪f‬ذي تك‪f‬ون ل‪f‬ه ص‪f‬لة نفس‪f‬ية‬

‫بماديات الجريمة‪ ،‬وبم‪f‬ا أن ج‪f‬رائم االتج‪f‬ار بالبش‪f‬ر من الج‪f‬رائم العمدي‪f‬ة‪ ،‬فإن‪f‬ه يف‪f‬ترض ت‪f‬وافر الق‪f‬د الجن‪f‬ائي‬
‫‪1‬‬
‫لدى الجاني‪.‬‬

‫العلم‬ ‫‪.1‬‬

‫العلم وه ‪ff‬و ال ‪ff‬ركن يس ‪ff‬بق تحق ‪ff‬ق اإلرادة‪ ،‬ويعم ‪ff‬ل على إدراك األم ‪ff‬ور على نح ‪ff‬و ص ‪ff‬حيح مط ‪ff‬ابق‬

‫للواق ‪ff‬ع‪ ،‬أن ي ‪ff‬درك الج ‪ff‬اني بجمي ‪ff‬ع الج ‪ff‬وانب ال ‪ff‬تي يجب ارتكابه ‪ff‬ا في الجريم ‪ff‬ة ه ‪ff‬و اإلنس ‪ff‬ان وأن‬

‫الس ‪ff‬لوك الص ‪ff‬ادر عن ‪ff‬ه مج ‪ff‬رم ومع ‪ff‬اقب علي ‪ff‬ه في االتفاقي ‪ff‬ات الدولي ‪ff‬ة والق ‪ff‬وانين الوطني ‪ff‬ة لل ‪ff‬دول‪،‬‬

‫ويك ‪ff‬ون عالم ‪ff‬ا ب ‪ff‬أن إيق ‪ff‬اع بالض ‪ff‬حية من خالل نقل ‪ff‬ه أو إي ‪ff‬واء أو اس ‪ff‬تقباله يف ‪ff‬رض اس ‪ff‬تغالله في‬
‫‪2‬‬
‫أعمال منافية لإلنسانية‪.‬‬

‫إذ يتعين علم الجاني بنتيجة فعل التجني‪f‬د أو النق‪f‬ل أو اإلي‪f‬واء أو االس‪ff‬تقبال أو أي فع‪f‬ل من أفع‪f‬ال‬

‫التص‪ff‬ر بالبش‪ff‬ر‪ ،‬كم‪ff‬ا تعين أن ينص‪ff‬رف علم‪ff‬ه إلى النتيج‪ff‬ة ال‪ff‬تي يمث‪ff‬ل فيه‪ff‬ا االعت‪ff‬داء على الح‪ff‬ق‬

‫الذي يحميه القانون‪.‬‬

‫‪ -1‬شوكت احمد جلول‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.30‬‬


‫‪ -2‬نبيل العبيدي‪ ،‬أمنة السلطاني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.369‬‬

‫‪23‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬
‫فالعلة في تج‪f‬ريم االتج‪f‬ار بالبش‪f‬ر هي حماي‪f‬ة كرام‪f‬ة اإلنس‪f‬ان ولكي تق‪f‬وم جريم‪f‬ة االتج‪f‬ار بالبش‪f‬ر‬

‫يتعين على الجاني بالعلم بهذا الحق الذي يثبت لإلنسان الحي فقط‪ ،‬وعلى ه‪ff‬ذا الب‪ff‬د لقي‪ff‬ام القص‪ff‬د‬

‫في هذه الجريمة أن يعلم الجاني على أنه يعتدي على شخص يحمي‪ff‬ه الق‪ff‬انون من ه‪ff‬ذه الجريم‪ff‬ة‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫فق‪ff‬د يك‪ff‬ون وق‪ff‬وع غل‪ff‬ط ينفي وج‪ff‬ود القص‪ff‬د الجن‪ff‬ائي له‪ff‬ذه الجريم‪ff‬ة النتف‪ff‬اء عنص‪ff‬ر العلم‪ ،‬وعلى‬

‫ال‪ff‬رغم من ه‪ff‬ذا الغل‪ff‬ط ال ينفي القص‪ff‬د الجن‪ff‬ائي في جمي‪ff‬ع حاالت‪ff‬ه وي‪ff‬ؤدي إلى اس‪ff‬تبعاد المس‪ff‬ؤولية‬

‫العمدي‪ff‬ة للج‪ff‬اني‪ ،‬وبالت‪ff‬الي ال يح‪ff‬ول دون ت‪ff‬وافر القص‪ff‬د الجن‪ff‬ائي بالنس‪ff‬بة له‪ff‬ذه الواقع‪ff‬ة‪ ،‬ف‪ff‬إذا ك‪ff‬ان‬

‫الغل ‪ff‬ط واقع ‪ff‬ة تع ‪ff‬د ظرف ‪ff‬ا مش ‪ff‬ددا يغ ‪ff‬ير من وص ‪ff‬ف للجريم ‪ff‬ة انتفى القص ‪ff‬د الجن ‪ff‬ائي بالنس ‪ff‬بة له ‪ff‬ذه‬
‫‪2‬‬
‫الواقعة ألنها مجرد ظرف مشدد‪ ،‬كمن يبيع طفل لم يتم الثامنة عشر‪.‬‬

‫فإذا لم يقع الغلط على عنصر أساسي من عناص‪ff‬ر االتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر‪ ،‬ك‪ff‬ان عنص‪ff‬را جوهري‪ff‬ا ألث‪ff‬ر‬

‫الغل‪ff‬ط في نفس‪ff‬ي القص‪ff‬د في جريم‪ff‬ة االتج‪ff‬ار‪ ،‬كالش‪ff‬خص ال‪ff‬ذي يق‪ff‬وم بنق‪ff‬ل أح‪ff‬د األش‪ff‬خاص أو أن‬

‫يجنده حاسبا انه أجنبي‪ ،‬ومثل هذا لم يقع في غل‪f‬ط ج‪f‬وهري ألن عمل‪f‬ه ق‪ff‬د غف‪f‬ل عن واقع‪f‬ة غ‪f‬ير‬

‫أساس‪ff f‬ية في بن‪ff f‬اء الجريم‪ff f‬ة ومن ثم ال ي‪ff f‬ؤثر ذل‪ff f‬ك الغل‪ff f‬ط على الواقع‪ff f‬ة من أنه‪ff f‬ا تج‪ff f‬ارة بش‪ff f‬رية‬
‫‪3‬‬
‫فالجاني من انتفى العلم لدية بحقيقة الواقعة باعتبار يفترض علما بها يخالف الحقيقة‪.‬‬

‫اإلرادة‬ ‫‪.2‬‬

‫تعت‪f‬بر اإلرادة العنص‪ff‬ر الث‪f‬اني ال‪f‬ذي يتطلب وجوده‪f‬ا لقي‪f‬ام القص‪ff‬د الحن‪f‬ائي الع‪f‬ام وهي عب‪f‬ارة عن‬

‫قوة أو نشاط نفسي يوجه أعضاء الجسم كلها أو بعضها للمس‪f‬اس بح‪f‬ق محف‪f‬وظ ويل‪f‬زم أن تحي‪f‬ط‬

‫‪ -1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.369‬‬


‫‪ -2‬أحمد عبد القادر خلف محمود‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.98‬‬
‫‪ -3‬أحمد عبد القادر خلف محمود‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.98‬‬

‫‪24‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬
‫بعناص‪ff‬ر ال‪ff‬ركن الم‪ff‬ادي للجريم‪ff‬ة‪ ،‬ف‪ff‬اإلرادة يجب أن تتج‪ff‬ه إلى األفع‪ff‬ال المادي‪ff‬ة المكون‪ff‬ة للجريم‪ff‬ة‬
‫‪1‬‬
‫المتمثلة في نقل أو تنقيل أو إيواء أو استقبال أو تجنيد الضحية‪.‬‬

‫وفي جريم‪ff‬ة االتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر المكون‪ff‬ة للفع‪ff‬ل الم‪ff‬ادي تك‪ff‬ون بإتي‪ff‬ان س‪ff‬لوك إج‪ff‬رامي ح‪ff‬ر‪ ،‬ف‪ff‬إذا ك‪ff‬ان‬

‫الجاني فاقد لإلرادة الحرة كان هن‪ff‬اك ع‪f‬ارض من الع‪ff‬وارض كس‪ff‬ن والجن‪ff‬ون أو وج‪ff‬ود إك‪ff‬راه أو‬

‫ضغط أو قوة عليه‪.‬‬

‫واإلرادة هي عالق ‪ff‬ة وثيق ‪ff‬ة ب ‪ff‬الغرض ال ‪ff‬ذي يس ‪ff‬عى الج ‪ff‬اني إلى تحقيق ‪ff‬ه من ج ‪ff‬راء ارتك ‪ff‬اب لفع ‪ff‬ل‬

‫االتجار بالبشر‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬القصد الجنائي الخاص‬

‫تمتاز جرائم االتجار بالبشر من غيرها من الجرائم بتوافر عنصر االستغالل للشخص أو التس‪ff‬هيل‬

‫الس‪ff‬تغالل الغ‪ff‬ير‪ ،‬ف‪ff‬إذا تم نق‪ff‬ل األش‪ff‬خاص بص‪ff‬فة غ‪ff‬ير مش‪ff‬روعة بمقاب‪ff‬ل م‪ff‬ادي ونقلهم ل‪ff‬دى ش‪ff‬خص آخ‪ff‬ر‬

‫يختل ‪ff‬ف القص ‪ff‬د الج ‪ff‬رمي المتمث ‪ff‬ل بقص جن ‪ff‬ائي لالس ‪ff‬تغالل وي ‪ff‬ؤدب إلى انتف ‪ff‬اء توص ‪ff‬يف الج ‪ff‬رم كفع ‪ff‬ل من‬

‫أفعال االتجار بالبشر‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫يعني انه ال يكفي لتوافر القصد الجنائي الخاص أن تتحقق النتيجة‪.‬‬

‫االستغالل الجنسي‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫يعتبر االستغالل الجنسي من الصور التي تدعم وجود القص‪ff‬د الجن‪ff‬ائي الخ‪ff‬اص لألفع‪ff‬ال المكون‪ff‬ة‬

‫للجريم ‪ff f‬ة‪ ،‬حيث لم يع ‪ff f‬رف ال ‪ff f‬بروتوكول من ‪ff f‬ع وقم ‪ff f‬ع ومعاقب ‪ff f‬ة االتج ‪ff f‬ار باألش ‪ff f‬خاص مص ‪ff f‬طلح‬

‫‪ - 1‬دهام أكرم عمر‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬جريمة االتجار بالبشر‪ ،‬دار القانونية‪ ،‬القاهرة‪ ،2011 ،‬ص‪.118‬‬
‫‪ -2‬شوكت أحمد جلول‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.32‬‬

‫‪25‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬
‫الس ‪ff f‬تغالل دع ‪ff f‬ارة الغ ‪ff f‬ير من اج ‪ff f‬ل ال ‪ff f‬دول وإ تاح ‪ff f‬ة المج ‪ff f‬ال له ‪ff f‬ا من أج ‪ff f‬ل التص ‪ff f‬ديق على ه ‪ff f‬ذا‬
‫‪1‬‬
‫البروتوكول‪ ،‬فقد تناول البرتوكول مع موضوع استغالل الدعارة في االتجار فقط‪.‬‬

‫االستغالل الجسدي‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫االتجار بالبشر المعروف عليه أنه التجارة بالبشر وخاصة جسديا عن طريق امتالكه مثل نظام‬

‫العبي‪ff f‬د التقلي‪ff f‬دي وق‪ff f‬د ع‪ff f‬برت التش‪ff f‬ريعات عن ص‪ff f‬ورة الس‪ff f‬تغالل الجس‪ff f‬دي بص‪ff f‬ياغة ص‪ff f‬ريحة‬

‫وواضحة نحو اعتبارها الغاية التي يسعى إليها الجاني من خالل ارتكاب‪ff‬ه للفع‪ff‬ل الم‪ff‬ادي المك‪ff‬ون‬

‫لبعض الجرائم االتجاه بالبشر‪ ،‬ويتم استغالل الجسدي كالعمل القسري ال‪ff‬ذي يق‪f‬وم على عم‪ff‬ل أو‬

‫خدمة تغتصب من أي شخص تحت التهديد بأي عقوبة‪ ،‬ويتم استغاللهم في العمال‪f‬ة القس‪f‬رية في‬

‫الزراعة أو التعدين أو الصيد أو الدعارة شأنها شأن السخرة وشكال من أشكال العمل القس‪ff‬ري‪،‬‬

‫كم ‪ff‬ا حرص ‪ff‬ت التش ‪ff‬ريعات الجنائي ‪ff‬ة الخاص ‪ff‬ة بمكافح ‪ff‬ة االتج ‪ff‬ار بالبش ‪ff‬ر حيث أدرجت مص ‪ff‬طلح‬

‫الس‪ff‬خرة حال‪ff‬ة من ح‪ff‬االت االس ‪ff‬تغالل الجس‪ff‬دي وش‪ff‬كل من أش‪ff‬كال االتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر حيث يس‪ff‬تغل‬
‫‪2‬‬
‫الضحية بمجرد امتالكه من طرف الجاني السترقاق وتفترق عن العمل الجبري أو القسري‪.‬‬

‫اإلستغالل الطبي‪ :‬يعت‪ff‬بر االس‪ff‬تغالل الط‪ff‬بي ص‪ff‬ورة من ص‪ff‬ور المش‪ff‬كلة للقص‪ff‬د الجن‪ff‬ائي الخ‪ff‬اص‬ ‫‪.3‬‬

‫بجرائم االتجار بالبشر‪ ،‬من خالل اس‪ff‬تغالل األعض‪ff‬اء البش‪ff‬رية‪ ،‬ب‪ff‬الرغم أن ال‪ff‬بروتوكول المتعل‪ff‬ق‬

‫بمن‪fff‬ع وتج‪fff‬ريم وقم‪fff‬ع االتج‪fff‬ار باألش‪fff‬خاص وبخاص‪fff‬ة النس ‪ff‬اء واألطف ‪ff‬ال‪ ،‬المكم ‪ff‬ل التفاقي‪fff‬ة األمم‬

‫المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطن الصادرة من األمم المتحدة لسنة ‪ ،2000‬لم يكن‬

‫هناك تعريف خاص بالقسم الع‪f‬ام للجريم‪f‬ة ولم يقتص‪f‬ر فق‪f‬ط التعري‪f‬ف به‪f‬ذه الجريم‪f‬ة على القص‪f‬د‬
‫‪3‬‬
‫العام حيث ينطبق على هذه الجريمة أيضا الوصف القانوني الخاص لجرائم االتجار بالبشر‪.‬‬
‫‪ -1‬عبد القادر التيخلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫‪ -2‬محمد علي العريان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.82‬‬
‫‪ -3‬طالب خيرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.333‬‬

‫‪26‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬
‫وق‪ff‬د اختلفت التش‪ff‬ريعات الجنائي‪ff‬ة الخاص‪ff‬ة في التعب‪ff‬ير عن ه‪ff‬ذا الن‪ff‬وع من االس‪ff‬تغالل‪ ،‬إذ يطل‪ff‬ق‬

‫علي ‪ff‬ه في بعض التش ‪ff‬ريعات ب ‪ff‬نزع األعض ‪ff‬اء‪ ،‬وهن ‪ff‬اك م ‪ff‬ا يطل ‪ff‬ق علي ‪ff‬ه استئص ‪ff‬ال األعض ‪ff‬اء أو‬

‫األنسجة البشرية أو جزء منه‪.‬‬

‫أما المشرع الجزائري فق‪f‬د أطل‪f‬ق علي‪f‬ه تعب‪f‬ير نق‪f‬ل أو زراع‪f‬ة األعض‪ff‬اء البش‪f‬رية‪ ،‬عالج‪f‬ه ق‪ff‬انون‬

‫حماي‪ff‬ة الص‪ff‬حة وترقيته‪ff‬ا رقم ‪ ،85‬إذا نص الم‪ff‬ادة ‪ 162‬من ق‪ff‬انون الص‪ff‬حة على أن‪ff‬ه‪" :‬ال يج‪ff‬وز‬

‫ان‪ff‬تزاع األنس‪ff‬جة أو األعض‪ff‬اء من أش‪ff‬خاص أحي‪ff‬اء إال إذا لم تع‪ff‬رض ه‪ff‬ذه العملي‪ff‬ة حي‪ff‬اة المت‪ff‬برع‬

‫إلى الخط ‪ff‬ر ويش ‪ff‬ترط الموفق ‪ff‬ة بحض ‪ff‬ور ش ‪ff‬اهدين ويتم إي ‪ff‬داعها ل ‪ff‬دى م ‪ff‬دير المؤسس ‪ff‬ة والط ‪ff‬بيب‬

‫ورئيس المص‪ff‬لحة)‪ ،‬أم‪ff‬ا عن زرع ونق‪ff‬ل األعض‪ff‬اء البش‪ff‬رية من األم‪ff‬وات فإن‪ff‬ه ال يج‪ff‬وز ان‪ff‬تزاع‬

‫األنسجة واألعضاء للوفاة من قبيل الجنة الطبية وحسب المق‪f‬اييس ال‪ff‬تي يح‪ff‬ددها ال‪ff‬وزير المكل‪ff‬ف‬
‫‪1‬‬
‫بالصحة العمومية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الركن الشرعي‬

‫ال تختل‪ff f‬ف جريم‪ff f‬ة االتج‪ff f‬ار باألش‪ff f‬خاص عن غيره‪ff f‬ا من الج‪ff f‬رائم األخ‪ff f‬رى في األرك‪ff f‬ان ال‪ff f‬واجب‬

‫توفره ‪ff‬ا والمتمثل ‪ff‬ة في ركن ش ‪ff‬رعي وركن م ‪ff‬ادي وركن معن ‪ff‬وي‪ ،‬إن ال ‪ff‬ركن الش ‪ff‬رعي للجريم ‪ff‬ة من أهم‬

‫األرك‪ff‬ان األساس‪ff‬ية إذ ال وج‪ff‬ود له‪ff‬ا إال بوج‪ff‬ود ه‪ff‬ذا ال‪ff‬ركن‪ 2‬حيث تتحق‪ff‬ق الجريم‪ff‬ة بس‪ff‬لوك المج‪ff‬رم‪ ،‬فيتخ‪ff‬ذ‬

‫ص‪ff‬ورة مادي‪ff‬ة مح‪ff‬ددة وال‪ff‬تي تختل‪ff‬ف ب‪ff‬اختالف نش‪ff‬اطات اإلنس‪ff‬ان وه‪ff‬و م‪ff‬ا يجع‪ff‬ل المش‪ff‬رع يت‪ff‬دخل ويح‪ff‬دد‬

‫مجموعة األفعال الخطرة‪ ،‬والتي تض‪f‬ر س‪f‬المة أف‪f‬راد المجتم‪f‬ع ف‪f‬الركن الش‪f‬رعي يتمث‪f‬ل في ال‪f‬ركن العق‪f‬ابي‬

‫الذي يحدد العقاب المناسب لكل جريمة حيث يستمد هذا الركن مصدره من نص‪ff‬وص ق‪ff‬انون العقوب‪ff‬ات إذ‬

‫‪ -1‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.337‬‬


‫‪ - 2‬أحمد بوسقيعة‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي العام‪ ،‬الديوان الوطني لألشغال التربوية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪ ،2003 ،1‬ص‪.48‬‬

‫‪27‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬
‫ال جريمة وال عقوبة إال بنص قانوني‪ ،‬ولقد جرم المشرع الجزائري المتاجرة باألشخاص بموجب حك‪ff‬ام‬

‫الق‪f‬انون ‪ 09/01‬الم‪ff‬ؤرخ في ‪ 29‬ص‪ff‬فر ع‪f‬ام ‪ 1430‬المواف‪ff‬ق ل‪ 25‬فيف‪f‬ري س‪ff‬نة ‪ 2009‬األم‪ff‬ر ‪156-66‬‬

‫الم‪ff‬ؤرخ في ‪ 18‬ص‪ff‬فر ع‪ff‬ام ‪ 1386‬المواف‪ff‬ق لي ‪ 8‬يولي‪ff‬و لس‪ff‬نة ‪ 1966‬والمتض‪ff‬من ق‪ff‬انون العقوب‪ff‬ات للقس‪ff‬م‬

‫الخ‪ff‬امس مك‪ff‬رر تحت عن‪ff‬وان االتج‪ff‬ار باألش‪ff‬خاص من الم‪ff‬واد ‪ 303‬مك‪ff‬رر ‪ 4‬إلى ‪ 303‬مك‪ff‬رر ‪ 5‬كم‪ff‬ا أن‬
‫‪1‬‬
‫محل الجريمة هو اإلنسان اآلدمي الحي على قيد الحياة ومن ثم يخرج عن نطاق التجريم والجنين‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مكافحة االتجار بالبشر على المستوى اإلقليمي والوطني‬

‫المطلب األول‪ :‬مكافحة االتجار بالبشر في المواثيق اإلقليمية‬

‫إن المواثي‪ff‬ق الدولي‪ff‬ة تلعب دورا كب‪ff‬يرا في مكافح‪ff‬ة االتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر‪ ،‬ومن أج‪ff‬ل اإلحاط‪ff‬ة ب‪ff‬الجوانب‬

‫القانونية الخاصة بمسألة مكافحة االتجار باألشخاص في هذه االتفاقي‪f‬ات والمواثي‪f‬ق اإلقليمي‪f‬ة‪ ،‬فنتن‪f‬اول في‬

‫ه‪ff‬ذا المبحث عن ك‪ff‬ل م‪ff‬ا ي‪ff‬دور ح‪ff‬ول مكافح‪ff‬ة االتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر وأهم م‪ff‬ا ج‪ff‬اء في المواثي‪ff‬ق ال‪ff‬تي تح‪ff‬دثت في‬

‫ه ‪ff‬ذا الموض‪fff‬وع من خالل اتفاقي ‪ff‬ة المجلس األوروبي وال ‪ff‬دور اإلف ‪ff‬ريقي في حماي ‪ff‬ة الطف ‪ff‬ل من مث ‪ff‬ل ه ‪ff‬ذه‬

‫الج‪ff‬رائم الماس‪ff‬ة به‪ff‬ذه الفئ‪ff‬ة خاص‪ff‬ة والمواثي‪ff‬ق اإلقليمي‪ff‬ة األخ‪ff‬رى ال‪ff‬تي له‪ff‬ا الص‪ff‬لة وال‪ff‬تي تن‪ff‬اولت موض‪ff‬وع‬
‫‪2‬‬
‫االتجار بالبشر‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اتفاقية المجلس األوروبي‬

‫‪ -1‬محمد شنة‪ ،‬قواعد التج‪f‬ريم والعق‪f‬اب في جريم‪f‬ة االتج‪f‬ار باألش‪f‬خاص‪ ،‬مجل‪f‬ة االجته‪f‬اد القض‪f‬ائي‪ ،‬الع‪f‬دد‪ ،5‬جامع‪f‬ة عب‪f‬اس‬
‫لغرور‪ ،‬خنشلة‪ ،‬الجزائر‪ ،2021 ،‬ص‪.710‬‬
‫‪ -2‬ط‪ff‬الب خ‪ff‬يرة‪ ،‬ج‪ff‬رائم االتج‪ff‬ار باألش‪ff‬خاص واألعض‪ff‬اء البش‪ff‬رية في التش‪ff‬ريع الجزائ‪ff‬ري واالتفاقي‪ff‬ات الدولي‪ff‬ة‪ ،‬أطروح‪ff‬ة‬
‫دكتوراه في القانون‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،2018 ،‬ص‪.27‬‬

‫‪28‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬
‫لق ‪ff‬د تض ‪ff‬منت ه ‪ff‬ذه االتفاقي ‪ff‬ة لمجموع ‪ff‬ة من الت ‪ff‬دابير واآللي ‪ff‬ات المحكم ‪ff‬ة لمواجه ‪ff‬ة ظ ‪ff‬اهرة وجريم ‪ff‬ة‬

‫االتجار بالبشر والخاصة باألطفال‪ ،‬وكيفية تحقيق الغرض من مثل ه‪f‬ذه التطبيق‪f‬ات وم‪f‬ا أهم م‪f‬ا ج‪f‬اء فيه‪f‬ا‬

‫من تدابير وآليات الرادعة لجريمة تجارة بالبشر‪.‬‬

‫الغرض من االتفاقية األوروبية مجال تطبيقها‬ ‫‪.1‬‬

‫ه ‪ff‬دفت اتفاقي ‪ff‬ة المجلس األوروبي إلى من ‪ff‬ع ومكافح ‪ff‬ة جريم ‪ff‬ة االتج ‪ff‬ار بالبش ‪ff‬ر وحماي ‪ff‬ة الحق ‪ff‬وق‬

‫المحافظ ‪ff‬ة للمج ‪ff‬ني علي ‪ff‬ه فض ‪ff‬ال عن وض ‪ff‬ع إط ‪ff‬ار مخص ‪ff‬ص لحماي ‪ff‬ة ه ‪ff‬ذه الض ‪ff‬حايا بم ‪ff‬ا يض ‪ff‬من‬

‫المس ‪ff‬اواة بين الجنس ‪ff‬ين وض ‪ff‬مان إج ‪ff‬راءات لتحقي ‪ff‬ق والمحاكم ‪ff‬ة‪ ،‬كم ‪ff‬ا ته ‪ff‬دف أيض ‪ff‬ا إلى تعزي ‪ff‬ز‬

‫التعاون الدولي من اجل مكافحة االتجار بالبشر وتطبق األحكام التي نصت عليه‪f‬ا ه‪f‬ذه االتفاقي‪f‬ة‬

‫على كاف‪ff‬ة ج‪ff‬رائم االتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر على المس‪ff‬توى المحلي أو العالمي‪ff‬ة بص‪ff‬ورة فردي‪ff‬ة أو منظم‪ff‬ة‬

‫وتطبق بنود و مواد االتفاقية وبشكل خاص ومع‪f‬ايير وإ ج‪f‬راءات وتعزي‪f‬ز حماي‪f‬ة حق‪f‬وق اإلنس‪f‬ان‬

‫على جميع األطراف دون التمييز على حسب الجنس واللون والدين واللغة والعرق‪.‬‬

‫وعن المواس‪ff‬اة‪ ،‬فق‪ff‬د يالح‪ff‬ظ وج‪ff‬ود اختالف بين موق‪ff‬ف بروتوك‪ff‬ول من‪ff‬ع وقم‪ff‬ع ومعاقب‪ff‬ة االتج‪ff‬ار‬

‫باألش ‪ff‬خاص وبخاص ‪ff‬ة النس ‪ff‬اء واألطف ‪ff‬ال ومواق ‪ff‬ف اتفاقي ‪ff‬ة المجلس األوروبي للمكافح ‪ff‬ة جريم ‪ff‬ة‬

‫االتجار بالبشر بحيث اعتمد مجلس أوروبا باتفاقية مجلس أوروبا بالمكافحة االتجار بالبش‪ff‬ر في‬

‫عام ‪ 2005‬وتناولت المادة ‪ 39‬العالقة بين هذه االتفاقية والبرتوكول إذ تنص على أن االتفاقية‬

‫ال ت ‪ff‬ؤثر بحق ‪ff‬وق ال ‪ff‬دول والتزاماته ‪ff‬ا بم ‪ff‬وجب بروتوك ‪ff‬ول ولكن ته ‪ff‬دف إلى تعزي ‪ff‬ز الحماي ‪ff‬ة ال ‪ff‬تي‬

‫يوفرها البرتوكول وتطوير المعايير التي تنص عليها‪.‬‬

‫تدابير مكافحة االتجار بالبشر‬ ‫‪.2‬‬

‫‪29‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬
‫وجب على ك‪ff‬ل دول‪ff‬ة إن تتخ‪ff‬ذ مع‪ff‬ايير وإ ج‪ff‬راءات لتعزي‪ff‬ز التع‪ff‬اون بين أجهزته‪ff‬ا األمني‪ff‬ة لحماي‪ff‬ة‬

‫األشخاص التي تكون المسؤولة عن منع ومكافحة جريمة االتجار بالبشر ويجب على ك‪ff‬ل دول‪ff‬ة‬

‫مهتم‪ff‬ة به‪ff‬ذه الجريم‪ff‬ة وض ‪ff‬ع سياس‪ff‬تها وبرامجه‪ff‬ا الفعال‪ff‬ة لمكافح‪ff‬ة ه‪ff‬ذه الجريم‪ff‬ة بوس‪ff‬ائل عدي‪ff‬دة‬

‫منه‪ff‬ا‪ :‬البح‪ff‬وث‪ ،‬حمالت التوعي‪ff‬ة‪ ،‬التعليم‪ ،‬الت‪ff‬دابير االجتماعي‪ff‬ة واالقتص‪ff‬ادية وال‪ff‬برامج التربوي‪ff‬ة‪،‬‬

‫ووجب على ال ‪ff‬دول مكافح ‪ff‬ة الهج ‪ff‬رة و اإلقام ‪ff‬ة على أرض ‪ff‬ها أم ‪ff‬را قانوني ‪ff‬ا بالتنس ‪ff‬يق م ‪ff‬ع مك ‪ff‬اتب‬

‫الهجرة والسفر‪.‬‬

‫وبالنس ‪ff‬بة للت ‪ff‬دابير الحدودي ‪ff‬ة يجب على ال ‪ff‬دول ألط ‪ff‬راف ض ‪ff‬بط الح ‪ff‬دود بالق ‪ff‬در ال ‪ff‬ذي يك ‪ff‬ون في ‪ff‬ه‬

‫قانون ‪ff‬ا وض ‪ff‬روريا بمن ‪ff‬ع االتج ‪ff‬ار بالبش ‪ff‬ر وكش ‪ff‬ف التج ‪ff‬ار وذل ‪ff‬ك ب ‪ff‬دون الخ ‪ff‬روج عن االلتزام ‪ff‬ات‬

‫الدولية فيما يتعلق بحرية التنق‪f‬ل األش‪f‬خاص كم‪f‬ا يجب على ال‪f‬دول اتخ‪f‬اذ ت‪f‬دابير تش‪f‬ريعية رادع‪f‬ة‬

‫لمث‪ff‬ل ه‪ff‬ذه الج‪ff‬رائم ال‪ff‬تي تمن‪ff‬ع اس‪ff‬تعمال وس‪ff‬ائل النق‪ff‬ل ال‪ff‬ذي يعتم‪ff‬د عليه‪ff‬ا تج‪ff‬ار البش‪ff‬ر الرتك‪ff‬اب‬

‫ج ‪ff f‬رائم االتج ‪ff f‬ار بالبش ‪ff f‬ر حيث وجب على دول اتخ ‪ff f‬اذ ق ‪ff f‬انون داخلي لمن ‪ff f‬ع دخ ‪ff f‬ول األش ‪ff f‬خاص‬

‫المتورطين في هذه الجريمة وارتكاب جرائم االتجار بالبشر أو إلغاء تأشيرات سفرهم‪.‬‬

‫وبخص ‪ff‬وص أمن الوث ‪ff‬ائق ومراقبته ‪ff‬ا يتعين على ك ‪ff‬ل دول ‪ff‬ة أن تتخ ‪ff‬ذ م ‪ff‬ا ق ‪ff‬د يل ‪ff‬زم من ت ‪ff‬دابير في‬

‫حدود الوسائل المتاحة لضمان ما يلي‪:‬‬

‫أن تك‪ff‬ون وث‪ff‬ائق الس‪ff‬فر أو الهوي‪ff‬ة ال‪ff‬تي تص‪ff‬درها ذات نوعي‪ff‬ة يص‪ff‬عب معه‪ff‬ا إس‪ff‬اءة اس‪ff‬تعمال‬ ‫ا‪.‬‬

‫الوثائق أو تزويرها أو تحويلها أو تقليدها أو إصدارها بصورة غير منسوبة لك‪.‬‬

‫يجب حماي‪ff‬ة وت‪ff‬أمين وث‪ff‬ائق الس‪ff‬فر أو الهوي‪ff‬ة والحماي‪ff‬ة من أي إص‪ff‬دار أو اس‪ff‬تعمال بص‪ff‬ورة‬ ‫ب‪.‬‬

‫غير مشروعة‪.‬‬

‫وبناء على هذا يجب على الدول التعاون فيما بينهم في التحقق من الوثائق ووثائق السفر‬

‫‪30‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الميثاق اإلفريقي لحقوق ورفاهية الطفل لسنة ‪1990‬‬

‫لم تقم إفريقي‪ff f‬ا ب‪ff f‬أي اتفاقي‪ff f‬ة أو ميث‪ff f‬اق خ‪ff f‬اص بجريم‪ff f‬ة االتج‪ff f‬ار بالبش‪ff f‬ر بخالف المواثي‪ff f‬ق الدولي‪ff f‬ة‬

‫واإلقليمي‪ff‬ة مث‪ff‬ل ميث‪ff‬اق المجلس األوروبي‪ ،‬إال أن الميث‪ff‬اق اإلف‪ff‬ريقي لحق‪ff‬وق ورفاهي‪ff‬ة الطف‪ff‬ل‪ 1‬لع‪ff‬ام ‪1990‬‬

‫تض‪f‬منت ع‪f‬دد من الت‪f‬دابير ال‪f‬تي تحمي الطف‪f‬ل وتك‪f‬افح االتج‪f‬ار باألطف‪f‬ال وخاص‪f‬ة ك‪f‬ثرة اس‪f‬تغالل األطف‪f‬ال‬

‫السود ولق‪f‬د ح‪f‬اربت مث‪f‬ل ه‪f‬ذه المواثي‪f‬ق نوعي‪f‬ات وأس‪f‬اليب رامي‪f‬ة إلى االتج‪f‬ار بالبش‪f‬ر بحج‪f‬ة ذريع‪f‬ة التب‪f‬ني‬

‫واالس‪ff‬تغالل االقتص‪ff‬ادي وإ ش‪ff‬راكهم في النزاع‪ff‬ات المس‪ff‬لحة واس‪ff‬تغاللهم الجنس‪ff‬ي والبغ‪ff‬اء وال‪ff‬دعارة وبيعهم‬

‫وخطفهم والمتاجرة بهم‪.‬‬

‫حماية الطفل من االتجار تحت ذريعة التبني‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫من خالل مواجهة إفريقيا لمثل هذه الحاالت من التب‪f‬ني ال‪f‬ذي يك‪f‬ون قص‪f‬د االس‪f‬تغالل فق‪f‬د ح‪f‬اربت‬

‫هذا النظام التبني‪ ،‬حيث يجب أن نضمن أن التبني يكون موافقا مع الق‪ff‬وانين واإلج‪ff‬راءات واجب‪ff‬ة‬

‫التطبيق‪ ،‬وأن يكون التبني مسموح بوضع الطف‪f‬ل ال‪ff‬ذي يهم الوال‪ff‬دين واألق‪ff‬ارب واألوص‪ff‬ياء‪ ،‬وأن‬

‫يك‪ff f‬ون األش‪ff f‬خاص المع‪ff f‬نيون ق‪ff f‬د أب‪ff f‬دو م‪ff f‬واقفهم على التب‪ff f‬ني ك‪ff f‬ذلك على ال‪ff f‬دول الص‪ff f‬ديقة ودول‬

‫األطراف أن تق‪f‬وم ب‪f‬االعتراف ب‪f‬التبني لتك‪f‬ل ال‪f‬دول ال‪f‬تي ص‪f‬دقت أو انض‪f‬مت إلى االتفاقي‪f‬ة الدولي‪f‬ة‬

‫بشأن حقوق الطفل‪ ،‬ويعتبر هذا الميثاق كنوع ووسيلة وصورة من صور حماية الطفل‪.‬‬

‫حماية األطفال من استغاللهم الجنسي وبيعهم وخطفهم‬ ‫‪.2‬‬

‫إن دول الع ‪ff f f‬الم ال ‪ff f f‬تي ص ‪ff f f‬ادقت على ك ‪ff f f‬ل م ‪ff f f‬ا يخص جريم ‪ff f f‬ة االتج ‪ff f f‬ار بالبش ‪ff f f‬ر من مواثي ‪ff f f‬ق‬

‫وبروتوك ‪ff‬والت ووث ‪ff‬ائق ال ‪ff‬تي تحمي حق ‪ff‬وق اإلنس ‪ff‬ان وخاص ‪ff‬ة األطف ‪ff‬ال منه ‪ff‬ا ونس ‪ff‬اء فهي تتعه ‪ff‬د‬

‫‪ -1‬بدأ العمل في ‪ 29‬نوفمبر ‪.1999‬‬

‫‪31‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬
‫بحماي‪fff‬ة األطف ‪ff‬ال من ك‪fff‬ل أش‪fff‬كال االس‪fff‬تغالل واالعت‪fff‬داءات الجنس ‪ff‬ية أو أي اس ‪ff‬تخدام لل‪fff‬دعارة أو‬
‫‪1‬‬
‫البغاء أو الممارسات الجنسية األخرى أو أي نشاط أو عروض إباحية‪.‬‬

‫وع ‪ff‬الج الميث ‪ff‬اق مس ‪ff‬ألة ال ‪ff‬بيع واالتج ‪ff‬ار واختط ‪ff‬اف البش ‪ff‬ر واألطف ‪ff‬ال خاص ‪ff‬ة إذ يجب على ال ‪ff‬دول‬

‫مكافح‪ff‬ة مث‪ff‬ل ه‪ff‬ذه األفع‪ff‬ال الماس‪ff‬ة بكرام‪ff‬ة اإلنس‪ff‬ان وحماي‪ff‬ة األطف‪ff‬ال من أي غ‪ff‬رض ك‪ff‬ان من قب‪ff‬ل‬

‫أي ش‪ff‬خص بم‪ff‬ا في ذل‪ff‬ك اآلب‪ff‬اء أو األولي‪ff‬اء الق‪ff‬انونيين للطف‪ff‬ل وك‪ff‬ذلك من‪ff‬ع اس‪ff‬تخدام األطف‪ff‬ال في‬

‫كاف‪ff‬ة أش‪ff‬كال التس‪ff‬ول‪ 2‬كم‪ff‬ا ج‪ff‬اء في الم‪ff‬ادة ‪ 29‬من الميث‪ff‬اق الم‪ff‬ذكور‪" :‬تتخ‪ff‬ذ ال‪ff‬دول أط‪ff‬راف ه‪ff‬ذا‬

‫الميثاق اإلجراءات المناسبة لمنع‪:‬‬

‫اختط‪f‬اف أو بي‪f‬ع أو اإلتج‪f‬ار في األطف‪f‬ال ألي غ‪f‬رض‪ ،‬أو أي ش‪f‬كل من قب‪f‬ل أي ش‪f‬خص‬ ‫ا‪.‬‬

‫بما في ذلك اآلباء أو األوصياء القانونيين للطفل‪.‬‬

‫استخدام األطفال في كافة أشكال التسول"‪.‬‬ ‫ب‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬المواثيق العربية والمواثيق األخرى‬

‫الميثاق العربي لحقوق اإلنسان‬ ‫‪.1‬‬

‫إن الميث‪ff‬اق الع‪ff‬ربي لحق‪ff‬وق اإلنس‪ff‬ان ج‪ff‬اء مكمال للمواثي‪ff‬ق الدولي‪ff‬ة واإلقليمي‪ff‬ة بحيث أن الع‪ff‬رب ق‪ff‬د‬

‫واكب ‪ff‬وا ه ‪ff‬ذه المواثي ‪ff‬ق الرادع ‪ff‬ة لمش ‪ff‬كلة عالمي ‪ff‬ة مث ‪ff‬ل جريم ‪ff‬ة االتج ‪ff‬ار بالبش ‪ff‬ر فلق ‪ff‬د ج ‪ff‬اء في ه ‪ff‬ذا‬

‫الميث‪ff‬اق ق‪ff‬وانين رادع‪ff‬ة لمث‪ff‬ل ه‪ff‬ذه األفع‪ff‬ال بم‪ff‬وجب ه‪ff‬ذا الميث‪ff‬اق ج‪ff‬اء في الم‪ff‬ادة ‪" 10‬يحظ‪ff‬ر ال‪ff‬رق‬

‫واالتج‪f‬ار ب‪f‬األفراد في جمي‪f‬ع ص‪f‬ورهما‪ ،‬وال يج‪f‬وز ب‪f‬أي ح‪f‬ال من األح‪f‬وال االس‪f‬ترقاق واالس‪f‬تعباد‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 27‬من الميثاق اإلفريقي لحقوق ورفاهية الطفل لسنة ‪.1990‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 29‬من نفس الميثاق‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬
‫وتحظر الس‪f‬خرة واالتج‪f‬ار ب‪f‬األفراد من أج‪f‬ل ال‪f‬دعارة أو االس‪f‬تغالل الجنس‪f‬ي أو اس‪f‬تغالل ال‪f‬دعارة‬
‫‪1‬‬
‫الغير أو أي شكل آخر واستغالل األطفال في النزاعات المسلحة"‪.‬‬

‫حيث يالح ‪ff‬ظ أن ميث ‪ff‬اق الميث ‪ff‬اق الع ‪ff‬ربي لحق ‪ff‬وق اإلنس ‪ff‬ان لم يح ‪ff‬دد اآللي ‪ff‬ات الض ‪ff‬رورية للتص ‪ff‬دي‬

‫لجريمة اإلتجار بالبشر ومنها على سبيل المثال‪ ،‬آليات التعاون ال‪ff‬دولي وض‪ff‬بط الح‪ff‬دود الش‪ff‬رعية‬

‫وص ‪ff‬الحية وث ‪ff‬ائق الس ‪ff‬فر وإ قام ‪ff‬ة دورات تدريبي ‪ff‬ة لمنتس ‪ff‬بي الجه ‪ff‬ات المختص ‪ff‬ة لمكافح ‪ff‬ة االتج ‪ff‬ار‬

‫بالبشر‪.‬‬

‫إن الميث‪ff‬اق الع‪ff‬ربي لحق‪ff‬وق اإلنس‪ff‬ان ش‪ff‬بيه ب‪ff‬إعالن لحق‪ff‬وق اإلنس‪ff‬ان لل‪ff‬دول العربي‪ff‬ة لبص‪ff‬ورة عام‪ff‬ة‬

‫فهو ال يبرر كاتفاقية خاصة وال برتوكول خاص بحقوق اإلنسان‪ ،‬حيث أن اإلعالنات ليس له‪ff‬ا‬

‫ق ‪ff‬وة وطني ‪ff‬ة مقرون ‪ff‬ة ب ‪ff‬الجزاء على من يخ ‪ff‬الف أحكامه ‪ff‬ا‪ ،‬ال يكفي ه ‪ff‬ذا الميث ‪ff‬اق لمكافح ‪ff‬ة جريم ‪ff‬ة‬

‫االتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر حيث س‪ff‬عى مجلس وزراء الداخلي‪ff‬ة والع‪ff‬دل الع‪ff‬ربي إلى ص‪ff‬ناعة ق‪ff‬انون نم‪ff‬وذجي‬

‫ع‪ff‬ربي لمكافح‪ff‬ة االتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر كق‪ff‬انون استرش‪ff‬ادي يمكن لل‪ff‬دول العربي‪ff‬ة االس‪ff‬تفادة من‪ff‬ه إلى حين‬

‫تش‪ff‬ريع ق‪ff‬انون خ‪ff‬اص لمكافح‪ff‬ة ه‪ff‬ذه الجريم‪ff‬ة ومن المق‪ff‬رر االنته‪ff‬اء من تش‪ff‬ريع ه‪ff‬ذا الق‪ff‬انون ح‪ff‬تى‬
‫‪2‬‬
‫مطلع سنة (‪ )2007‬لكن هذا القانون لم يرى النور لحد هذه الساعة‪.‬‬

‫وثيقة أبو ظبي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي‬ ‫‪.2‬‬

‫لقد جاء هذا النظام من اجل ردع ومنع استغالل وإ ساءة البشر بأي شكل من األشكال االس‪ff‬تغالل‬

‫كالدعارة والبغي والسخرة واالعتداءات الجنسية والعمل أو الخدمة قسرا كما جاء في المادة ‪17‬‬

‫من وثيقة أبو ظبي مايلي‪" :‬تنش‪f‬أ لجن‪f‬ة وطني‪f‬ة لمكافح‪f‬ة االتج‪f‬ار بالبش‪f‬ر تض‪f‬م ممثلين عن الجه‪f‬ات‬

‫‪ - 1‬اعتمد من قبل القمة العربة السادسة عشر التي استضافتها تونس في ‪ 23‬ماي ‪.2004‬‬
‫‪ -2‬محمد شنة‪ ،‬قواعد التج‪f‬ريم والعق‪f‬اب في جريم‪f‬ة االتج‪f‬ار باألش‪f‬خاص‪ ،‬مجل‪f‬ة االجته‪f‬اد القض‪f‬ائي‪ ،‬الع‪f‬دد‪ ،5‬جامع‪f‬ة عب‪f‬اس‬
‫لغرور‪ ،‬خنشلة‪ ،‬الجزائر‪ ،2021 ،‬ص‪.710‬‬

‫‪33‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬
‫المعني ‪ff‬ة يح ‪ff‬دد ق ‪ff‬رار تش ‪ff‬كيلها مس ‪ff‬توى تمثي ‪ff‬ل وإ ج ‪ff‬راءات عمله ‪ff‬ا واختصاص ‪ff‬ها لوض ‪ff‬ع سياس ‪ff‬ات‬

‫وبرامج محددة من وضمنها‪:‬‬

‫منع ومكافحة االتجار باألشخاص‪.‬‬ ‫ا‪.‬‬

‫حماية ضحايا االتجار باألشخاص من المعاودة إيذائهم ومتابعة أوضاعهم‪.‬‬ ‫ب‪.‬‬

‫إعداد البحوث والمعلومات والحمالت اإلعالمي‪f‬ة والمب‪f‬ادالت االجتماعي‪f‬ة واالقتص‪ff‬ادية لمن‪f‬ع‬ ‫ج‪.‬‬

‫مكافحة االتجار باألشخاص‪.‬‬

‫التنس ‪ff f‬يق م ‪ff f‬ع أجه ‪ff f‬زة الدول ‪ff f‬ة فيم ‪ff f‬ا يتعل ‪ff f‬ق بالمعلوم ‪ff f‬ات واإلحص ‪ff f‬ائيات المتعلق ‪ff f‬ة باالتج ‪ff f‬ار‬ ‫د‪.‬‬

‫باألشخاص‪.‬‬

‫إعداد تقارير دورية عن االتجار باألشخاص من واقع اإلحصائيات القضائية‪.‬‬ ‫ه‪.‬‬

‫مؤتمر المنامة الدولي‪:‬‬ ‫‪.3‬‬

‫لق‪ff f‬د دعى ه‪ff f‬ذا الم‪ff f‬ؤتمر إلى اتخ‪ff f‬اذ إج‪ff f‬راءات األزم‪ff f‬ة من أج‪ff f‬ل حماي‪ff f‬ة ض‪ff f‬حايا االتج‪ff f‬ار بالبش‪ff f‬ر‬

‫وتحقيق سالمة الضحايا وخاصة الفئات الضعيفة التي تغلب عليها قوة التج‪f‬ار وه‪f‬ذا ال‪f‬بروتوكول‬

‫المكم‪ff‬ل التفاقي‪ff‬ة األمم المتح‪ff‬دة لمكافح‪ff‬ة الجريم‪ff‬ة المنظم‪ff‬ة ع‪ff‬بر ال‪ff‬وطن‪ ،‬ولق‪ff‬د دعى ه‪ff‬ذا الم‪ff‬ؤتمر‬

‫إلى إعالن‪ff‬ه عن تبني‪ff‬ه وتنفي‪ff‬ذ أط‪ff‬ر نظ‪ff‬ام وطني‪ff‬ة لمعاقب‪ff‬ة التج‪ff‬ار وض‪ff‬مان حماي‪ff‬ة ض‪ff‬حايا االتج‪ff‬ار‪،‬‬

‫ولقد وضعت البلدان اإلقليمية أطر تعاون مش‪ff‬ترك بين البل‪ff‬دان إلنه‪ff‬اء االتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر داخ‪ff‬ل البل‪ff‬د‬

‫أو عبر حدودها اإلقليمية ولق‪f‬د دعى ه‪ff‬ذى الم‪ff‬ؤتمر القط‪ff‬اع الخ‪ff‬اص بالمؤسس‪ff‬ات لض‪ff‬مان مكافح‪ff‬ة‬

‫االتج ‪ff‬ار بالبش ‪ff‬ر في القط ‪ff‬اعين الع ‪ff‬ام والخ ‪ff‬اص وط ‪ff‬الب الجمعي ‪ff‬ات العام ‪ff‬ة الص ‪ff‬ناعية والمجتم ‪ff‬ع‬

‫الم ‪ff‬دني على دعم ه ‪ff‬ذا النش ‪ff‬اط اله ‪ff‬ادف إلى التخلص من ه ‪ff‬ذه الجريم ‪ff‬ة ومكافحته ‪ff‬ا بش ‪ff‬تى الس ‪ff‬بل‬

‫‪34‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬
‫والطرق وتش‪f‬جيع اإلعالم وتب‪f‬ادل المعلوم‪f‬ات ح‪f‬ول م‪f‬ا تح‪f‬رزه ال‪f‬دول المش‪f‬تركة من تق‪f‬دم في ه‪f‬ذا‬

‫الموضوع وتحقيقها لخطوات وتقييمها‪.‬‬

‫مذكرة التفاهم في منطقة نهر الميكونغ دون اإلقليمية‬ ‫‪.4‬‬

‫في تش ‪ff‬رين األول لس ‪ff‬نة ‪ 2004‬تم المص ‪ff‬ادفة على م ‪ff‬ذكرة التف ‪ff‬اهم في منطق ‪ff‬ة نه ‪ff‬ر الميكون ‪ff‬غ في‬

‫إط‪ff‬ار مب‪ff‬ادرة وزاري‪ff‬ة خاص‪ff‬ة بالمنطق‪ff‬ة لمكافح‪ff‬ة االتج‪ff‬ار باألش‪ff‬خاص فلق‪ff‬د ك‪ff‬ان في‪ff‬ه ممثل‪ff‬ون من‬

‫العدي ‪ff‬د من ال ‪ff‬دول اآلس ‪ff‬يوية مث ‪ff‬ل‪ :‬الص ‪ff‬ين‪ ،‬ت ‪ff‬ايلن‪ ،‬الفيتن ‪ff‬ام‪ ،‬كمبودي ‪ff‬ا‪ ،‬مينم ‪ff‬ار وجمهوري ‪ff‬ة الوس‬

‫الديمقراطي ‪ff‬ة الش ‪ff‬عبية إلى توقي ‪ff‬ه الوثيق ‪ff‬ة وإ ج ‪ff‬راءات العم ‪ff‬ل المش ‪ff‬تركة بين ه ‪ff‬ذه ال ‪ff‬دول لمكافح ‪ff‬ة‬

‫جريمة االتجار بالبشر وهي أول مب‪ff‬ادرة من نوعه‪ff‬ا في المنطق‪f‬ة اآلس‪ff‬يوية ع‪f‬ام ‪ 2004‬والسياس‪ff‬ة‬

‫العامة والتع‪ff‬اون ال‪ff‬دولي بين ال‪ff‬دول على المس‪ff‬تويين الوط‪ff‬ني وال‪ff‬دولي فيم‪ff‬ا يخص العم‪ff‬ل الق‪f‬انوني‬

‫والعدالة الجنائية وقانون حماية الضحايا وإ عادة إدماجهم وتنفيذ تدابير وقائية عليهم‪.‬‬

‫لق‪ff‬د ال‪ff‬تزمت ال‪ff‬دول به‪ff‬ذه الم‪ff‬ذكرة باتج‪ff‬اه إج‪ff‬راءات عملي‪ff‬ة من خالل اإلس‪ff‬راع في اعتم‪ff‬اد وإ نف‪ff‬اذ‬

‫تش‪ff‬ريعات مناس‪ff‬بة بش‪ff‬أن مكافح‪ff‬ة االتج‪ff‬ار باألش‪ff‬خاص‪ ،‬مم‪ff‬ا ي‪ff‬تيح اإلمكاني‪ff‬ة للم‪ff‬وظفين وت‪ff‬دريبهم‬

‫وخاص‪f‬ة المس‪f‬ؤولين من اج‪f‬ل تحدي‪f‬د هوي‪f‬ة األش‪f‬خاص المت‪f‬اجر بهم وحم‪f‬ايتهم من أي أض‪ff‬رار في‬

‫إط‪ff f‬ار نظ‪ff f‬ام العادل‪ff f‬ة الجن‪ff f‬ائي وتعزي‪ff f‬ز التع‪ff f‬اون الق‪ff f‬انوني بين ال‪ff f‬دول وتوف‪ff f‬ير الميزاني‪ff f‬ة الالزم‪ff f‬ة‬

‫للتصدي لالتجار بالبشر وذلك ضمن السلطات الوطنية المكلفة بإنفاذ القانون إلى جانب الحرص‬
‫‪1‬‬
‫والتشجيع على إبرام اتفاقيات ثنائية أو متعددة فيما بين الدول المشاركة في المذكرة‪.‬‬

‫عمليات مباحثات بالي في مكافحة االتجار بالبشر‬ ‫‪.5‬‬

‫‪ - 1‬محمد مذكرة التفاهم في منطقة نهر الميكونغ دون اإلقليمية في الموقع اإللكتروني‬
‫‪http://www.humamtrafficiking.orglocollaboration/ergional/eap‬‬

‫‪35‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬
‫إن عملي‪ff f‬ات ب‪ff f‬الي عم‪ff f‬دت على تط‪ff f‬وير فعالي‪ff f‬ة في المش‪ff f‬اركة في المعلوم‪ff f‬ات االس‪ff f‬تخباراتية بين‬

‫الدول المشاركة وتحيين التعاون فيها‪ ،‬إن أجهزة إنفاذ القانون لمكافحة وتصدي لشبكات االتج‪ff‬ار‬

‫باألشخاص‪ ،‬كما تهدف ك‪f‬ذلك ه‪f‬ذه ال‪f‬دول إلى التع‪f‬اون المش‪f‬ترك بش‪f‬أن نظ‪f‬ام المراقب‪f‬ة واستص‪ff‬دار‬

‫تأش‪ff‬يرات لمن‪ff‬ع حرك‪ff‬ات التنق‪ff‬ل الغ‪ff‬ير الق‪ff‬انوني‪ ،‬كم‪ff‬ا أن ه‪ff‬ذه المباحث‪ff‬ات ته‪ff‬دف إلى تعزي‪ff‬ز فعالي‪ff‬ة‬

‫اإلع‪f‬ادة ك‪f‬أداة ال‪f‬ردع ته‪f‬ريب األش‪ff‬خاص واالتج‪f‬ار بهم‪ ،‬فض‪ff‬ال عن زي‪f‬ادة التع‪f‬اون في التحق‪f‬ق من‬

‫جنس‪f‬ية المه‪f‬اجرين والمزي‪f‬ة الغ‪f‬ير قانوني‪f‬ة وض‪f‬حايا االتج‪f‬ار بالبش‪f‬ر م‪f‬ع ال‪f‬ترويج لس‪f‬ن التش‪f‬ريعات‬

‫الوطني ‪ff‬ة بش ‪ff‬أن تج ‪ff‬ريم ته ‪ff‬ريب االتج ‪ff‬ار بالبش ‪ff‬ر لتوف ‪ff‬ير الحماي ‪ff‬ة القانوني ‪ff‬ة للض ‪ff‬حايا وحم ‪ff‬ايتهم من‬

‫تحار األشخاص وخاص‪f‬ة الفئ‪f‬ة الض‪f‬عيفة لألطف‪f‬ال والنس‪f‬اء‪ ،‬حيث يجب على ال‪f‬دول المش‪f‬اركة في‬

‫التص‪ff‬دي له‪ff‬ذه الجريم‪ff‬ة والتص‪ff‬دي له‪ff‬ا ومحاول‪ff‬ة معرف‪ff‬ة أس‪ff‬باب الهج‪ff‬رة الغ‪ff‬ير ش‪ff‬رعية وانتزاعه‪ff‬ا‬
‫‪1‬‬
‫باعتماد عدة وسائل زيادة الفرص المتاحة للهجرة القانونية بين الدول‪.‬‬

‫لق ‪ff‬د أص ‪ff‬رت المب ‪ff‬احث على الترك ‪ff‬يز في وض ‪ff‬ع برن ‪ff‬امج عم ‪ff‬ل محكم من اج ‪ff‬ل الرقاب ‪ff‬ة والتع ‪ff‬اون‬

‫اإلقليمي على إنف‪ff‬اذ الق‪ff‬انون‪ ،‬بم‪ff‬ا في ذل‪ff‬ك الرقاب‪ff‬ة على الح‪ff‬دود‪ ،‬والرقاب‪ff‬ة على المس‪ff‬توى اإلقليمي‬

‫لضباط إنفاذ الق‪f‬انون م‪f‬ع ض‪ff‬حايا االتج‪f‬ار باألش‪ff‬خاص م‪f‬ع نش‪f‬ر ال‪f‬وعي الع‪f‬ام بش‪f‬أن ته‪f‬ريب البش‪f‬ر‬
‫‪2‬‬
‫واالتجار بهم‪.‬‬

‫‪ -1‬مباحثات بالي هي مبادرة إقليمية لدفع مسار التع‪f‬اون العملي في منطق‪f‬ة آس‪f‬يا والمحي‪f‬ط اله‪f‬ادي‪ ،‬وك‪f‬انت عملي‪f‬ة التب‪f‬احث‬
‫قد بوشرت بها في سنة ‪ 2003‬بعق‪f‬د م‪f‬ؤتمر أول ال‪f‬ذي حض‪f‬ره ممثل‪f‬ون من ‪ 38‬دول‪f‬ة ض‪f‬من المحي‪f‬ط اله‪f‬ادي وش‪f‬اركت في‬
‫المؤتمر أيضا ‪ 15‬دولة بصفة مراقب من خارج المنطقة‪.‬‬
‫‪ - 2‬عملية مباحثات بالي بشأن االتجار باألشخاص وتهريبهم‪ ،‬متاح على الموقع اإللكتروني اآلتي‪:‬‬
‫‪Http://www.w.baliprocess.net‬‬

‫‪36‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬
‫وكم ‪ff‬ا ب ‪ff‬رمجت العم ‪ff‬ل أيض ‪ff‬ا على مكافح ‪ff‬ة الس ‪ff‬ياحة الجنس ‪ff‬ية الخاص ‪ff‬ة باألطف ‪ff‬ال ب ‪ff‬دافع ممارس ‪ff‬ة‬

‫الجنس إلى ج‪ff‬انب تب‪ff‬ادل المس‪ff‬اعدة وتس‪ff‬ليم المج‪ff‬رمين‪ ،‬م‪ff‬ع الترك‪ff‬يز على تط‪ff‬وير السياس‪ff‬ة العام‪ff‬ة‬
‫‪1‬‬
‫والتشريعات بخصوص جواز السفر المفقود أو المسروق‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬آليات مكافحة االتجار بالبشر على المستوى الوطني‬

‫تعت‪ff‬بر جريم‪ff‬ة االتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر من اخط‪ff‬ر الج‪ff‬رائم لص‪ff‬لتها الوثيق‪ff‬ة بالجريم‪ff‬ة المنظم‪ff‬ة وأنه‪ff‬ا ش‪ff‬كل‬

‫وص ‪ff‬ورة جدي ‪ff‬دة ومعاص ‪ff‬رة لل ‪ff‬رق ل ‪ff‬ذلك ك ‪ff‬رس المجتم ‪ff‬ع ال ‪ff‬دولي واإلقليمي ك ‪ff‬ل مجهودات ‪ff‬ه للتص ‪ff‬دي له ‪ff‬ذه‬

‫الجريم‪f‬ة الش‪f‬نعاء وك‪f‬ان موق‪ff‬ف المش‪f‬رع الجزائ‪f‬ري في إط‪f‬ار مكافحت‪f‬ه لالتج‪f‬ار بالبش‪f‬ر اتس‪f‬م باهتمام‪f‬ه من‬

‫خالل إب‪ff‬راز للج‪ff‬انب الق‪ff‬انوني له‪ff‬ا في ق‪ff‬انون العقوب‪ff‬ات الجزائري‪ff‬ة لس‪ff‬نة ‪ 2009‬وفي ظ‪ff‬ل الق‪ff‬انون الجدي‪ff‬د‬

‫للوقاي‪ff‬ة من االتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر ومكافحت‪ff‬ه ال‪ff‬ذي نس‪ff‬ق في ‪ 16/05/2023‬وأص‪ff‬در الق‪ff‬انون ‪ 04-23‬في ‪07‬‬

‫م‪ff‬اي ‪ 2023‬وال‪ff‬ذي ج‪ff‬اء بص‪ff‬دد محارب‪ff‬ة جريم‪ff‬ة االتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر وإ ب‪ff‬راز أهمي‪ff‬ة المجتم‪ff‬ع الم‪ff‬دني لمحارب‪ff‬ة‬

‫ه‪ff‬ذه الجريم‪ff‬ة بحيث تط‪ff‬رق ه‪ff‬ذا الق‪ff‬انون إلى مجموع‪ff‬ة من الم‪ff‬واد ال‪ff‬تي ص‪ff‬ادق علي‪ff‬ه رئيس الجمهوري‪ff‬ة‪،‬‬

‫وهذا لحماية الض‪f‬حايا من األطف‪f‬ال والنس‪f‬اء ورج‪f‬ع التج‪f‬ار والوقاي‪f‬ة منهم من خالل ت‪f‬دابير وقائي‪f‬ة وقواع‪f‬د‬

‫إجرائية وأحكام جزائية نذكرهم كالتالي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التدابير الوقائية‬

‫‪ - 1‬عملية مباحثات بالي بشأن االتجار باألشخاص وتهريبهم‪ ،‬المصدر السابق‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬
‫‪1‬‬
‫أوال‪ :‬تدخل الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية‪.‬‬

‫لق‪ff‬د ق‪ff‬امت الدول‪ff‬ة الجزائري‪ff‬ة بوض‪ff‬ع إس‪ff‬تراتيجية وطني‪ff‬ة خاص‪ff‬ة لمكافح‪ff‬ة مث‪ff‬ل ه‪ff‬ذه الج‪ff‬رائم‪ ،‬ولق‪ff‬د‬

‫أدمجت الدول‪ff‬ة الجزائري‪ff‬ة مص‪ff‬الحها من خالل الجماع‪ff‬ات المحلي‪ff‬ة وذل‪ff‬ك بالتنس‪ff‬يق م‪ff‬ع األجه‪ff‬زة الوقائي‪ff‬ة‪،‬‬

‫وج‪ff f‬اء ذل‪ff f‬ك في نص الم‪ff f‬ادة ‪ 5‬من ق‪ff f‬انون ‪ 04-23‬ال‪ff f‬ذي نص على‪" :‬تت‪ff f‬ولى الدول‪ff f‬ة وض‪ff f‬ع إس‪ff f‬تراتيجية‬

‫وطني‪ff‬ة للوقاي‪ff‬ة من االتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر وتس‪ff‬هر على تنفي‪ff‬ذها وتس‪ff‬خير اإلمكاني‪ff‬ات البش‪ff‬رية والمادي‪ff‬ة الالزم‪ff‬ة‬

‫لذلك‪.‬‬

‫تت‪ff‬ولى الجماع‪ff‬ات المحلي‪ff‬ة بالتنس‪ff‬يق م‪ff‬ع مختل‪ff‬ف األجه‪ff‬زة المكلف‪ff‬ة بالوقاي‪ff‬ة من الجريم‪ff‬ة ومكافحته‪ff‬ا‬

‫وض‪ff f‬ع مخطط‪fff‬ات عم‪fff‬ل محلي‪fff‬ة لتنفي‪fff‬ذ اإلس‪fff‬تراتيجية الوطني‪fff‬ة للوقاي ‪ff‬ة من االتج ‪ff‬ار بالبش ‪ff‬ر وتس‪fff‬هر على‬

‫تنفيذها"‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تدخل المجتمع المدني‬

‫لقد شجعت الدولة المجتم‪f‬ع الم‪f‬دني للمش‪f‬اركة مع‪f‬ه في إع‪f‬داد وتنفي‪f‬ذ اإلس‪f‬تراتيجية الوطني‪f‬ة لمكافح‪f‬ة‬

‫جريمة االتجار بالبشر وذلك من خالل نص المادة ‪ 29‬والذي نص على "تشجع الدول‪ff‬ة من خالل مختل‪ff‬ف‬

‫مؤسس‪ff‬اتها مش‪ff‬اركة المجتم‪ff‬ع الم‪ff‬دني على مس‪ff‬تويين الوط‪ff‬ني والمحلي في الوقاي‪ff‬ة من االتج‪ff‬ار الس‪ff‬يما عن‬

‫طريق‪:‬‬

‫التحسيس بأهمية إعالم السلطات المختصة بالوقائع التي يحتمل أن تشكل االتجار بالبشر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 5‬من القانون ‪ 04-23‬قانون الوقاية من االتجار بالبشر ومكافحته‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 9‬من قانون ‪ 04-23‬قانون الوقاية من االتجار بالبشر ومكافحته‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪38‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬
‫المش‪ff‬اركة في إع‪ff‬داد ب‪ff‬رامج تعليمي‪ff‬ة وتربوي‪ff‬ة وتحسيس‪ff‬ية ح‪ff‬ول مخ‪ff‬اطر االتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر بالتع‪ff‬اون‬ ‫‪‬‬

‫مع المؤسسات واألكاديمية وفي إجراء البحوث والدراسات في مجال االتجار بالبشر‪.‬‬

‫تمكين وسائل اإلعالم والجمهور من الحصول على المعلومات حول االتجار بالبشر م‪ff‬ع مراع‪ff‬اة‬ ‫‪‬‬

‫س‪ff‬رية التحقيق‪ff‬ات وحماي‪ff‬ة المعطي‪ff‬ات ذات الط‪ff‬ابع الش‪ff‬خص والحي‪ff‬اة الخاص‪ff‬ة وكرام‪ff‬ة األش‪ff‬خاص‬

‫ومقتضيات النظام العام‪.‬‬

‫اقتراح كل التدابير التي من شأنها دعم نشاط المجتمع المدني في مجال مساعدة ض‪ff‬حايا االتج‪ff‬ار‬ ‫‪‬‬

‫بالبشر‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬اللجنة الوطنية للوقاية من االتجار بالبشر ومكافحته‬

‫أخذت اللجنة الوطني على عاتقها إعداد مخطط مشروع اإلعداد وإ س‪ff‬تراتيجية وطني‪ff‬ة وخط‪ff‬ة عم‪ff‬ل‬

‫بالتنسيق مع أجهزة الدولة وذلك لمكافحة جريمة االتجار بالبشر عبر التراب الوطني وذلك حسب الم‪ff‬ادة‬

‫‪ 111‬من قانون الوقاية من جريمة االتجار بالبشر ومكافحته ‪ 23/04‬حيث نصت المادة على‪:‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 11‬من القانون ‪ 04-23‬قانون الوقاية من االتجار بالبشر ومكافحته‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪39‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬
‫"إعداد مشروع إستراتيجية وطنية وخطة العم‪ff‬ل في مج‪ff‬ال الوقاي‪ff‬ة من االتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر وعرض‪ff‬ها‬ ‫‪‬‬

‫على الحكومة والسهر على تنفيذها بالتنسيق مع جميع الفاعلين في هذا المجال‪.‬‬

‫التشاور والتعاون وتبادل المعلومات وتنسيق العمل بين مختلف األجهزة والمص‪f‬الح المتدخل‪f‬ة في‬ ‫‪‬‬

‫مجال الوقاية من هذه الجريمة‪.‬‬

‫اعتماد آليات اليقظة واإلنذار والكشف المبكر عن جريمة االتجار بالبشر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫متابع ‪ff‬ة تق ‪ff‬ييم مختل ‪ff‬ف آلي ‪ff‬ات الوقاي ‪ff‬ة من االتج ‪ff‬ار بالبش ‪ff‬ر واق ‪ff‬تراح اإلج ‪ff‬راءات الالزم ‪ff‬ة لتحس ‪ff‬ين‬ ‫‪‬‬

‫فعاليتها‪.‬‬

‫مس ‪ff‬اهمة في إع ‪ff‬داد تق ‪ff‬ارير وطني ‪ff‬ة ودولي ‪ff‬ة عن الت ‪ff‬دابير ال ‪ff‬تي اتخ ‪ff‬ذتها الدول ‪ff‬ة لمكافح ‪ff‬ة االتج ‪ff‬ار‬ ‫‪‬‬

‫بالبشر بالتنسيق مع الجهات المعنية‪.‬‬

‫دراس‪ff f‬ة التق‪ff f‬ارير الدولي‪ff f‬ة واإلقليمي‪ff f‬ة والمحلي‪ff f‬ة المتعلق‪ff f‬ة باالتج‪ff f‬ار بالبش‪ff f‬ر‪ ،‬واتخ‪ff f‬اذ اإلج‪ff f‬راءات‬ ‫‪‬‬

‫والتدابير الالزمة بشأنها‪.‬‬

‫التنسيق مع السلطات المختصة والهيئات المعنية لتأمين الحماية والدعم لضحايا االتج‪f‬ار بالبش‪f‬ر‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫بم‪ff‬ا في ذل‪ff‬ك إع‪ff‬داد ب‪ff‬رامج الرعاي‪ff‬ة والتأهي‪ff‬ل لمس‪ff‬اعدة الض‪ff‬حايا على إع‪ff‬ادة اإلدم‪ff‬اج االجتم‪ff‬اعي‬

‫لها‪.‬‬

‫إعداد برامج ونش‪f‬اطات تحسيس‪f‬ية بمخ‪f‬اطر االتج‪f‬ار بالبش‪f‬ر على المجتم‪f‬ع ودعم التك‪f‬وين وترقيت‪f‬ه‬ ‫‪‬‬

‫في هذا المجال‪.‬‬

‫اق‪ff‬تراح مراجع‪ff‬ة التش‪ff‬ريع ذي الص‪ff‬لة قص‪ff‬د مطابقت‪ff‬ه م‪ff‬ع اآللي‪ff‬ات الدولي‪ff‬ة المص‪ff‬ادف عليه‪ff‬ا وإ ب‪ff‬داء‬ ‫‪‬‬

‫الرأي في مشاريع القوانين والتنظيمات ذات الصلة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬القواعد اإلجرائية الخاصة بجريمة االتجار بالبشر‬

‫‪40‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬
‫لق‪f‬د حث التش‪ff‬ريع الجزائ‪ff‬ري على أهمي‪ff‬ة اتخ‪ff‬اذ اإلج‪ff‬راءات الجزائي‪ff‬ة المنص‪ff‬وص عليه‪ff‬ا في الق‪f‬انون‬

‫وذل‪ff‬ك خ‪ff‬ارج اإلقليم الوط‪ff‬ني حس‪ff‬ب الم‪ff‬ادة ‪ 26‬من ق‪ff‬انون ‪ 04-23‬الم‪ff‬ؤرخ في ‪ 9‬م‪ff‬اي لس‪ff‬نة ‪ 2023‬فق‪ff‬د‬

‫أقر هذا القانون على‪" :‬إضافة إلى قواعد االختصاص المنصوص عليها في قانون اإلجراءات الجزائية"‪.‬‬

‫تختص الجه ‪ff f‬ات القض ‪ff f‬ائية الجزائري ‪ff f‬ة ب ‪ff f‬النظر إلى الج ‪ff f‬رائم المنص ‪ff f‬وص عليه ‪ff f‬ا في ه ‪ff f‬ذا الق ‪ff f‬انون‬

‫والمرتكب‪ff‬ة خ‪ff‬ارج اإلقليم الوط‪ff‬ني إذا ك‪ff‬انت الض‪ff‬حية جزائري‪ff‬ا أو أجنبي‪ff‬ا مقيم‪ff‬ا ب‪ff‬الجزائر أو ك‪ff‬ان م‪ff‬رتكب‬

‫الجريمة جزائريا‪.‬‬

‫إن الجهة القضائية المختصة هل تلك التي تقع بدائرة اختصاص‪ff‬ها مك‪f‬ان إقام‪f‬ة الش‪f‬خص المتض‪f‬رر‬
‫‪1‬‬
‫أو موطنه المختار بالجزائر"‪.‬‬

‫تقوم النيابة العامة بمباشرة دعوة عمومية تلقائية فتقوم بتحريكها حسب الج‪ff‬رائم المنص‪ff‬وص عليه‪ff‬ا‬
‫‪2‬‬
‫في هذا القانون حسب المادة ‪.27‬‬

‫إن اتخ ‪ff‬اذ جمي ‪ff‬ع المراح ‪ff‬ل لجم ‪ff‬ع األدل ‪ff‬ة والتحقي ‪ff‬ق أو المحاكم ‪ff‬ة يك ‪ff‬ون م ‪ff‬ع توف ‪ff‬ير حماي ‪ff‬ة للض ‪ff‬حايا‬

‫والشهود والمبلغين وذل‪f‬ك حس‪f‬ب الم‪f‬ادة ‪ 29‬ال‪f‬تي تحمي فيه‪f‬ا الض‪ff‬حايا من أي اعت‪f‬داءات خارجي‪f‬ة وبص‪ff‬فة‬

‫خاصة حماية األطفال والنساء‪ ،‬وجاء في نص هذه المادة في الفقرة الثاني‪ff‬ة‪" :‬يجب ن تض‪ff‬من اإلج‪ff‬راءات‬
‫‪3‬‬
‫القضائية حماية الضحايا خاصة النساء واألطفال والفئات المستضعفة من التعرض لإليذاء مرة أخرى"‬

‫الفرع الثالث‪ :‬األحكام الجزائية لمرتكبي جريمة االتجار بالبشر‬

‫‪ -‬المادة ‪ 26‬من القانون ‪ 04-23‬قانون الوقاية من االتجار بالبشر ومكافحته‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 27‬من نفس القانون‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 29‬من القانون ‪ 04-23‬قانون الوقاية من االتجار بالبشر ومكافحته‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪41‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬
‫أوال‪ :‬الظروف المرتبطة بالجاني‬

‫يعاقب على االتجار بالبشر في نص المادة ‪ 41‬بالسحب المؤقت من (‪ )10‬سنوات إلى (‪ )20‬س‪ff‬نة‬

‫وبغرامة مالية من ‪ 1.000.000‬دج إلى ‪ 2.000.000‬دج‪ ،‬وإ ذا ارتبت الجريمة مع توافر ظ‪ff‬رف على‬

‫األقل من الظروف اآلتية‪:‬‬

‫إذا كان الفاعل زوجا للضحية أو احد األصول أو فروعها أو وليها أو من حواشيها أو ك‪ff‬انت ل‪ff‬ه‬ ‫‪‬‬

‫سلطة عليها‪.‬‬

‫إذا ك ‪ff‬انت الض ‪ff‬حية طف ‪ff‬ل أو من ع ‪ff‬ديمي األهلي ‪ff‬ة أو من ذوي االحتياج ‪ff‬ات الخاص ‪ff‬ة أو حال ‪ff‬ة في‬ ‫‪‬‬

‫استضعاف‪.‬‬

‫إذا كان الفاعل موظفا عموميا سهلت له وظيفته ارتكاب الجريمة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إذا ارتكبت الجريمة من طرف أكثر من شخص‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إذا ارتكبت الجريم ‪ff‬ة ض ‪ff‬د أي ش ‪ff‬خص أو مجموع ‪ff‬ة من األش ‪ff‬خاص بس ‪ff‬بب انتم ‪ff‬ائهم العرض ‪ff‬ي أو‬ ‫‪‬‬

‫األثني‪.‬‬

‫إذا ارتكبت الجريمة مع حمل السالح أو التهديد باستعماله‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إذا ارتكبت الجريمة خالل أزمة ضحية أو كارثة طبيعية أو بيولوجية أو تكنولوجية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إذا قام الفاعل بحجز السفر أو وثيقة هوية الضحية أو قام بإتالفها أو تزويرها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إذ ارتكبت الجريمة باستعمال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪42‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬
‫وتكون عقوبة السجن المؤقت من ‪ 20‬إلى ‪ 30‬سنة وبغرام‪ff‬ة ‪ 10.000.000‬إلى ‪20.000.000‬‬

‫إذا ارتكبت الجريم‪ff‬ة من ط‪ff‬رف جماع‪ff‬ة إجرامي‪ff‬ة منظم‪ff‬ة او ك‪ff‬انت ذات ط‪ff‬ابع ع‪ff‬ابر للح‪ff‬دود الوطني‪ff‬ة أو‬
‫‪1‬‬
‫بمناسبة نزاع السالح‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬العقوبة لجريمة االتجار بالبشر مع التعذيب والعنف الجنسي‬

‫وذل‪ff‬ك حس‪ff‬ب الم‪ff‬ادة ‪" :42‬يع‪ff‬اقب على االتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر بالس‪ff‬جن المؤب‪ff‬د إذا تعرض‪ff‬ت الض‪ff‬حية إلى‬
‫‪2‬‬
‫تعذيب أو عنف جنسي أو نتج عن الجريمة عاهة مستدامة أو إذا أدى الفعل إلى وفاة الضحية"‬

‫ثالثا‪ :‬ارتكاب جريمة االتجار بالبشر عن طريق برامج معلوماتية‬

‫حسب المادة ‪" :43‬يعاقب بالحبس من (‪ )05‬سنوات إلى (‪ )10‬سنوات وبغرامة مالي‪ff‬ة ‪500.000‬‬

‫دج إلى ‪ 1.000.000‬دج‪.‬‬

‫ك‪f‬ل من ينش‪f‬ئ أو ي‪f‬دير أو يش‪f‬رف على موق‪ff‬ع إلك‪f‬تروني أو حس‪f‬اب إلك‪f‬تروني أو برن‪f‬امج معلوم‪f‬اتي‬
‫‪3‬‬
‫بقصد ارتكاب جريمة االتجار بالبشر أو الترويج لها أو القيام بأعمال دعائية من اجل ذلك‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫رابعا‪ :‬االستفادة من ضحايا االتجار بالبشر حسب المادة ‪45‬‬

‫يع‪ff f‬اقب ب‪ff f‬الحبس من س‪ff f‬نة (‪ )1‬إلى (‪ )5‬س‪ff f‬نوات وغرام‪ff f‬ة من ‪ 100.000‬دج إلى ‪ 500.000‬دج‬

‫كل من يستفيد من خدمة أو منفع‪f‬ة أو عم‪f‬ل تقدم‪f‬ه الض‪f‬حية من ض‪f‬حايا جريم‪f‬ة االتج‪f‬ار بالبش‪f‬ر وه‪f‬و يعلم‬

‫ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 41‬من القانون ‪ 04-23‬قانون الوقاية من االتجار بالبشر ومكافحته‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 42‬من نفس القانون‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 43‬من نفس القانون‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 45‬من نفس القانون‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪43‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬
‫وتك ‪ff f f f f‬ون عقوب ‪ff f f f f‬ة الحبس من (‪ )5‬س ‪ff f f f f‬نوات إلى (‪ )12‬س ‪ff f f f f‬نة وغرام ‪ff f f f f‬ة من ‪ 500.000‬دج إلى‬

‫‪ 1.200.000‬دج إذا كانت الضحية في حالة استضعاف‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬اإلفشاء أو الكشف عن الضحية أو الشهود أو المبلغين عنها‬

‫حسب المادة ‪" :461‬دون اإلخالل بالعقوبات األشد في التشريع الساري المنصوص عليها"‪.‬‬

‫يع‪ff f‬اقب ب‪ff f‬الحبس من ‪ 100.000‬دج إلى ‪ 500.000‬دج ك‪ff f‬ل ش‪ff f‬خص يفش‪ff f‬ي أي معلوم‪ff f‬ة حص‪ff f‬ل‬

‫عليها أثناء أداء وظائفه من شأنها الكشف عن هوي‪f‬ة ض‪f‬حية اإلتج‪f‬ار بالبش‪f‬ر أو أح‪f‬د الش‪f‬هود او الض‪f‬حية‬

‫أو أحد المبلغين عنها‪.‬‬

‫وتك ‪ff‬ون العقوب ‪ff‬ة الحبس من س ‪ff‬نتين إلى (‪ )7‬س ‪ff‬نوات وغرام ‪ff‬ة من ‪ 200.000‬دج إلى ‪700.000‬‬

‫دج إذا أدت الجريم‪ff‬ة إلى الكش‪ff‬ف عن هوي‪ff‬ة ض‪ff‬حية االتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر أو الش‪ff‬هود أو المبلغين دون اإلخالل‬

‫بالعقوبات األشد المنصوص عليها في التشريع الساري المفعول‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬االنخراط في المنظمات الخاصة باالتجار بالبشر‬

‫حسب المادة ‪ 49‬من ق‪ff‬انون ‪ 04-23‬نص‪ff‬ت على‪" :‬دون اإلخالل بالعقوب‪ff‬ات األش‪ff‬د يع‪ff‬اقب ب‪ff‬الحبس‬

‫من ‪ 3‬س ‪ff‬نوات إلى ‪ 10‬س ‪ff‬نوات وبغرام ‪ff‬ة من ‪ 300.000‬دج إلى ‪ 1.000.000‬دج ك ‪ff‬ل من انخ ‪ff‬رط أو‬

‫ش‪ff‬ارك ب‪ff‬أي ص‪ff‬فة ك‪ff‬انت داخ‪ff‬ل إقليم الجمهوري‪ff‬ة أو خارج‪ff‬ة في جماع‪ff‬ة إجرامي‪ff‬ة منظم‪ff‬ة أو اتف‪ff‬اق به‪ff‬دف‬

‫إعداد أو تحضير أو الرتكاب إحدى الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون‪.‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 46‬من نفس القانون‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪44‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬
‫يع‪ff‬اقب ب‪ff‬الحبس من ‪ 10‬س‪ff‬نوات إلى ‪ 15‬س‪ff‬نة وبغرام‪ff‬ة ‪ 1.000.000‬دج إلى ‪ 1.500.000‬ك‪ff‬ل‬
‫‪1‬‬
‫من إنشاء أو ترئس كيانات المنصوص عليها في الفقرة األولى من هذه المادة‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬األحكام المشتركة‬

‫أوال‪ :‬تخفيض العقوبة واالستفادة من األعذار‬

‫حس‪ff‬ب الم‪ff‬ادة ‪ 58‬من ق‪ff‬انون ‪ 04-23‬يس‪ff‬تفيد من األع‪f‬ذار المعفي‪ff‬ة من العقوب‪ff‬ات المنص‪ff‬وص عليه‪ff‬ا‬

‫في قانون العقوبات كل من ارتكب أو شارك في الجريمة أو أكثر من الجرائم المنصوص عليها في ه‪ff‬ذا‬

‫القانون وقام قبل وصلها إلى علم السلطات العمومية بإبالغ السلطات اإلدارية أو القضائية عنه‪ff‬ا ويس‪ff‬اعد‬
‫‪2‬‬
‫على إنقاذ الضحية أو كشف هوية مرتكبيها أو القبض عليهم‪.‬‬

‫ولق‪ff‬د نص الم‪ff‬ادة ‪ 59‬من نفس الق‪ff‬انون على التخفيض من عقوب‪ff‬ة مرتك‪ff‬بي ج‪ff‬رائم االتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر‬

‫"تخص‪ff f‬ص العقوب‪ff f‬ات المق‪ff f‬ررة إلى النص‪ff f‬ف بالنس‪ff f‬بة لك‪ff f‬ل ش‪ff f‬خص ارتكب وش‪ff f‬ارك في إح‪ff f‬دى الج‪ff f‬رائم‬

‫المنص ‪ff‬وص عليه ‪ff‬ا في ه ‪ff‬ذا الق ‪ff‬انون‪ ،‬وس ‪ff‬اعد بع ‪ff‬د مباش ‪ff‬رة اإلج ‪ff‬راءات المتابع ‪ff‬ة في القبض على ش ‪ff‬خص‬
‫‪3‬‬
‫وأكثر من األشخاص الضالعين في ارتكابها أو كشف هوية من ساهم في ارتكابها"‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المصادرة‬

‫تعت‪ff‬بر المص‪ff‬ادرة إح‪ff‬دى العقوب‪ff‬ات التكميلي‪ff‬ة ال‪ff‬تي تق‪ff‬ع على الش‪ff‬خص ولق‪ff‬د ح‪ff‬دد المش‪ff‬رع الجزائ‪ff‬ري‬

‫موض‪ff‬وعها في الم‪ff‬ادة ‪ 57‬من الق‪ff‬انون الجدي‪ff‬د ‪ 4-23‬ص‪ff‬ادر في ‪ 9‬م‪ff‬اي ‪ 2023‬حيث نص‪ff‬ت على "ت‪ff‬أمر‬

‫‪ -‬المادة ‪ 49‬من القانون ‪ 04-23‬قانون الوقاية من االتجار بالبشر ومكافحته‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 58‬من نفس القانون‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 59‬من نفس القانون‬ ‫‪3‬‬

‫‪45‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬
‫الجه ‪ff‬ة القض ‪ff‬ائية المختص ‪ff‬ة في حال ‪ff‬ة اإلدان ‪ff‬ة بإح ‪ff‬دى للجنح المنص ‪ff‬وص عليه ‪ff‬ا‪ ،‬في ه ‪ff‬ذا الق ‪ff‬انون وجوب ‪ff‬ا‬

‫بمصادرة الوسائل المستعملة في ارتكابها واألم‪f‬وال المتحص‪ff‬ل عليه‪f‬ا ب‪f‬أي ص‪ff‬فة م‪f‬ع مراع‪f‬اة حق‪f‬وق الغ‪f‬ير‬
‫‪1‬‬
‫بحسن النية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬العقوبة المقررة للشخص الطبيعي والمعنوي‬

‫العقوبة للشخص الطبيعي‪ :‬يطبق حسب المادة ‪ 255‬من ق‪ff‬انون ‪ 04-23‬على الش‪ff‬خص الط‪ff‬بيعي‬ ‫ا‪.‬‬

‫المحك ‪ff f‬وم علي ‪ff f‬ه بارتك ‪ff f‬اب إح ‪ff f‬دى الج ‪ff f‬رائم المنص ‪ff f‬وص عليه ‪ff f‬ا في الق ‪ff f‬انون عقوب ‪ff f‬ة أو أك ‪ff f‬ثر من‬

‫العقوبات التكميلية المنصوص عليها في قانون العقوبات‪.‬‬

‫عالوة على العقوب‪ff f f‬ات التكميلي‪ff f f‬ة المنص‪ff f f‬وص عليه‪ff f f‬ا في الفق ‪ff f‬رة األولى من ه‪ff f f‬ذه الم‪ff f f‬ادة يمكن‬

‫الجه ‪ff‬ات القض ‪ff‬ائية المختص ‪ff‬ة وض ‪ff‬ع مرتك ‪ff‬بي الج ‪ff‬رائم المنص ‪ff‬وص عليه ‪ff‬ا في ه ‪ff‬ذا الق ‪ff‬انون بع ‪ff‬د‬

‫اإلفراج عليهم‪ ،‬تحت المراقبة الطبية أو النفسية أو المراقبة اإللكترونية لهذا ال تتجاوز سنة وفقا‬

‫لألحكام المنصوص عليها في التشريع الساري المفعول‪.‬‬

‫العقوبــة بالنســبة للشــخص المعنــوي‪ :‬حس ‪ff‬ب الم ‪ff‬ادة ‪ 633‬من ق ‪ff‬انون ‪ ،03-24‬يك ‪ff‬ون الش ‪ff‬خص‬ ‫ب‪.‬‬

‫المعن ‪ff‬وي حس ‪ff‬ب الش ‪ff‬روط المنص ‪ff‬وص عليه ‪ff‬ا في ق ‪ff‬انون العقوب ‪ff‬ات مس ‪ff‬ؤوال جزئي ‪ff‬ا عن الج ‪ff‬رائم‬

‫المنصوص عليها في القانون‪.‬‬

‫تطبق على الش‪f‬خص المعن‪f‬وي للعقوب‪f‬ة المنص‪ff‬وص عليه‪f‬ا في الق‪f‬انون العقوب‪f‬ات حس‪f‬ب الم‪f‬ادة ‪18‬‬

‫مك‪ff‬رر من ق‪ff‬انون العقوب‪ff‬ات من خالل ف‪ff‬رص عقوب‪ff‬ات ماس‪ff‬ة بوج‪ff‬ود الش‪ff‬خص المعن‪ff‬وي لح‪ff‬ل أو‬

‫‪ -‬المادة ‪ 57‬من القانون ‪ 04-23‬قانون الوقاية من االتجار بالبشر ومكافحته‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 55‬من نفس القانون‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 63‬من نفس القانون‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪46‬‬
‫مفهوم االتجار بالبشر وآليات مكافحته على المستوى الوطني‬ ‫الفصل األول‬
‫واإلقليمي‬
‫استئص‪f‬ال الش‪f‬خص المعن‪f‬وي وتعت‪f‬بر ه‪f‬ذه الق‪f‬وانين تكميلي‪f‬ة حس‪f‬ب الم‪f‬ادة ‪ 18‬من ق‪f‬انون العقوب‪f‬ات‬

‫فقد دمج القاضي سلطة المفاضلة بينها وبين قوانين التكميلية بالنسبة للشخص المعنوي‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫اآلليات الدولية لمكافحة‬
‫جريمة االتجار بالبشر‬
‫اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفصل الثاني‪ :‬اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر‬

‫تعتبر جريمة االتجار بالبشر من أخطر الجرائم الماسة بالكرام‪ff‬ة اإلنس‪ff‬انية وهي من أبش‪ff‬ع الج‪ff‬رائم‬

‫ضد اإلنسانية‪ ،‬وإ يمان‪ff‬ا بخطورته‪ff‬ا وإ دراكه‪ff‬ا آلثاره‪ff‬ا الم‪ff‬دمرة للمجتمع‪ff‬ات واألمم‪ ،‬س‪ff‬عت ال‪ff‬دول لمكافحته‪ff‬ا‬

‫والح‪ff‬د من خطورته‪ff‬ا وذل‪ff‬ك من خالل تط‪ff‬وير أس‪ff‬اليبها وتعزي‪ff‬ز التع‪ff‬اون ال‪ff‬دولي وإ رس‪ff‬اء آلي‪ff‬ات معياري‪ff‬ة‬

‫ومؤسسية للقضاء على االتجار بالبشر خاص‪ff‬ة م‪f‬ع وج‪f‬ود الط‪f‬ابع ال‪f‬دولي ال‪f‬ذي يجع‪f‬ل ارتكابه‪f‬ا يتحق‪f‬ق في‬

‫أكثر من دولة‪.‬‬

‫وترج‪f‬ع خط‪f‬ورة ه‪f‬ذه الظ‪f‬اهرة في تب‪f‬ني جماع‪f‬ات اإلج‪f‬رام المنظم له‪f‬ذه الج‪f‬رائم بغي‪f‬ة تحقي‪f‬ق ال‪f‬ثراء‬

‫الف‪ff f‬احش‪ ،‬ح‪ff f‬تى ل‪ff f‬و ت‪ff f‬رتب على ذل‪ff f‬ك اإلض‪ff f‬رار باألش‪ff f‬خاص وإ زه‪ff f‬اق أرواحهم‪ ،‬وتهدي‪ff f‬د س‪ff f‬يادة الق‪ff f‬انون‬

‫واستقرار المجتمعات‪.‬‬

‫وبالنسبة لهذا الفصل فق‪f‬د ارتأين‪f‬ا أن يك‪f‬ون دراس‪f‬ة ح‪f‬ول مكافح‪f‬ة ج‪f‬رائم االتج‪f‬ار بالبش‪f‬ر‪ ،‬وذل‪f‬ك من‬

‫خالل تقسيمه إلى مبحثين‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تجريم االتجار بالبشر في االتفاقيات الدولية‬

‫إن التزاي‪ff‬د الس‪ff‬ريع ال‪ff‬ذي عرفت‪ff‬ه جريم‪ff‬ة االتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر وتجاوزه‪ff‬ا الح‪ff‬دود اإلقليمي‪ff‬ة لدول‪ff‬ة‪ ،‬جع‪ff‬ل‬

‫من تظ‪ff‬افر الجه‪ff‬ود من أج‪ff‬ل مواجهته‪ff‬ا أم‪ff‬را محتم‪ff‬ا تتطلب‪ff‬ه الجريم‪ff‬ة في ذاته‪ff‬ا مم‪ff‬ا جع‪ff‬ل االهتم‪ff‬ام ال‪ff‬دولي‬

‫بالبحث في اإلجراءات والطرق التي تمكن من حظ‪f‬ر مث‪f‬ل ه‪f‬ذه الجريم‪f‬ة والممارس‪f‬ات اإلنس‪f‬انية ال‪f‬تي له‪f‬ا‬

‫عالقة باإلنسان وجسمه فكان ذلك بإنشاء المعاه‪f‬دات واالتفاقي‪ff‬ات العالمي‪ff‬ة ال‪ff‬تي تنص على خط‪ff‬ر االتج‪ff‬ار‬

‫بالبش‪ff‬ر في الق‪ff‬رارات والتوجيه‪ff‬ات ال‪ff‬تي تتوص‪ff‬ل إليه‪ff‬ا ه‪ff‬ذه االتفاقي‪ff‬ات‪ ،‬وتجريم‪ff‬ه في النص‪ff‬وص القانوني‪ff‬ة‬

‫‪49‬‬
‫اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الداخلي‪f‬ة للعم‪f‬ل‪ ،‬ونظ‪f‬را لم‪f‬ا تتطلب‪f‬ه مكافح‪f‬ة ه‪f‬ذه الج‪f‬رائم من جه‪f‬ود س‪f‬عت االتفاقي‪f‬ات والمعاه‪f‬دات الدولي‪f‬ة‬

‫إلى حماية حق‪f‬وق اإلنس‪f‬ان والحف‪f‬اظ عليه‪f‬ا وتج‪f‬ريم االتج‪f‬ار بالبش‪f‬ر بالتع‪f‬اون المش‪f‬ترك لتحقي‪f‬ق ذل‪f‬ك‪ ،‬وه‪f‬و‬
‫‪1‬‬
‫التعبير العام الذي ورد في المبادئ العامة التي تنادي بها االتفاقيات والمنظمات الدولية‪.‬‬

‫وعلى هذا سنتطرق إلى أبرز االتفاقيات التي سعت لمواجهة هذه الجرائم‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬االتفاقيات الدولية العامة‬

‫من المسلم به أنه إن لم يكن هناك تعاون دولي ال يمكن وضع اتفاقي‪ff‬ات وبروتوك‪ff‬والت ألن‪ff‬ه ش‪ff‬رط‬

‫أساس‪ff‬ي في مكافح‪ff‬ة جريم‪ff‬ة االتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر س‪ff‬واء اتخ‪ff‬ذت ش‪ff‬كل جريم‪ff‬ة ع‪ff‬ابرة للح‪ff‬دود الوطني‪ff‬ة‪ ،‬أو ك‪ff‬ان‬

‫يخص دولة واحدة‪ ،‬لذلك بادر المجتمع الدولي إلى اتخذا اإلجراءات الكفيلة التي ته‪ff‬دف إلى مكافح‪ff‬ة ه‪ff‬ذه‬

‫الجريم‪ff‬ة من خالل حتمي‪ff‬ة التع‪ff‬اون ال‪ff‬دولي في مواجهته‪ff‬ا من خالل اتفاقي‪ff‬ات دولي‪ff‬ة ل‪ff‬درء الخط‪ff‬ر المتزاي‪ff‬د‬

‫له‪ff‬ذه الجريم‪ff‬ة على الص‪ff‬عيد ال‪ff‬دولي‪ ،‬ومن أهم االتفاقي‪ff‬ات نج‪ff‬د اتفاقي‪ff‬ة عام‪ff‬ة تل‪ff‬ك المهتم‪ff‬ة بحق‪ff‬وق اإلنس‪ff‬ان‬

‫بصفة عامة والتي سنحاول في هذا المطلب التطرق إلى أهمها‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‬

‫ه ‪ff‬و وثيق ‪ff‬ة حق ‪ff‬وق دولي ‪ff‬ة تمث ‪ff‬ل اإلعالن ال ‪ff‬ذي تبنت ‪ff‬ه األمم المتح ‪ff‬دة ‪ 10‬ديس ‪ff‬مبر ‪1948‬م في قص ‪ff‬ر‬

‫ش‪ff‬ايو في ب‪ff‬اريس‪ ،‬اإلعالن يتح‪ff‬دث عن رأي األمم المتح‪ff‬دة عن حق‪ff‬وق اإلنس‪ff‬ان المحمي‪ff‬ة ل‪ff‬دى ك‪ff‬ل الن‪ff‬اس‪،‬‬

‫وهذا اإلعالن يتألف من ‪ 30‬مادة ويخطط رأي الجمعية العامة لدى كل الناس‪ ،‬وق‪ff‬د أك‪ff‬دت على الجمعي‪ff‬ة‬

‫‪ -1‬س‪ff‬مية عب‪ff‬د المعي‪ff‬د عب‪ff‬د الك‪ff‬ريم عب‪ff‬د اهلل‪ ،‬م‪ff‬ذكرة لني‪ff‬ل درج‪ff‬ة ال‪ff‬دكتوراه في الق‪ff‬انون الع‪ff‬ام‪ ،‬كلي‪ff‬ة الدراس‪ff‬ات العلي‪ff‬ا والبحث‬
‫العلمي‪ ،‬جامعة سدي‪ ،2018 ،‬ص‪.115‬‬

‫‪50‬‬
‫اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫العام‪ff‬ة بش‪ff‬أن حق‪ff‬وق اإلنس‪ff‬ان المكفول‪ff‬ة لجمي‪ff‬ع الن‪ff‬اس‪ ،‬وق‪ff‬د أك‪ff‬دت على حق‪ff‬وق اإلنس‪ff‬ان األساس‪ff‬ية وبكرام‪ff‬ة‬
‫‪1‬‬
‫الفرد‪.‬‬

‫وه‪ff‬ذا يتض‪ff‬ح جلي‪ff‬ا من خالل ديباجته‪ff‬ا "بم‪ff‬ا ك‪ff‬ان االع‪ff‬تراف بالكرام‪ff‬ة المتأص‪ff‬لة في جمي‪ff‬ع أعض‪ff‬اء‬

‫األسر البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسالم في العالم"‪.‬‬

‫كم‪ff‬ا حرص‪ff‬ت الم‪ff‬ادة ‪ 04‬من اإلعالن على تج‪ff‬ريم االس‪ff‬ترقاق بك‪ff‬ل ص‪ff‬وره وك‪ff‬ذلك اإليج‪ff‬ار‪ 2‬وع‪ff‬دم‬
‫‪3‬‬
‫تعريض أي إنسان لعقوبات أو معامالت قاسية تمس بكرامة اإلنسان‪.‬‬

‫وما نراه من هذا أن اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان حرص التي تصون كرامته وتس‪ff‬عى لحمايت‪ff‬ه‬

‫والتي تعتبر ضمان دولية يمكن اللجوء إليها‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‬

‫العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياس‪f‬ية اعتم‪f‬د وع‪f‬رض لتوقي‪f‬ع والمص‪ff‬ادقة علي‪f‬ه بم‪f‬وجب‬

‫الجمعي‪ff‬ة العام‪ff‬ة لألمم المتح‪ff‬دة الم‪ff‬ؤرخ في ‪ 16‬ديس‪ff‬مبر ‪ 41966‬وت‪ff‬اريخ ب‪ff‬دأ النف‪ff‬اذ ك‪ff‬ان في ‪ 32‬م‪ff‬ارس‬

‫‪ 1976‬وفقا ألحكام المادة ‪.94‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 01‬من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪ :‬يولد جميع الناس أحرارا ومتساويين في الكرامة والحقوق‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 04‬من اإلعالن‪ :‬ال يجوز استرقاق أحد أو استعباده‪ ،‬ويخطر الرق واالتجار بالرق بجميع صورها‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 05‬من اإلعالن‪.‬‬
‫‪ -4‬وثيق‪f‬ة أهمي‪f‬ة المعه‪f‬د ال‪f‬دولي الخ‪f‬اص ب‪f‬الحقوق المدني‪f‬ة والسياس‪f‬ية على الموق‪f‬ع ‪hibrary.um.edu/arab/book.html‬‬
‫)‪AIRES/2200A(XXI‬‬

‫‪51‬‬
‫اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وقد تضمنت المادة السادسة الفقرة األولى من العهد انه "لكل إنسان حق طبيعي في الحي‪ff‬اة ويحمي‬

‫القانون هذا الحق وال يجوز حرمان أي شخص من حياته بشكل تعسفي"‪ ،‬كما نصت الم‪ff‬ادة الس‪ff‬ابعة أن‪ff‬ه‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫"ال يجوز إخضاع أي شخص دون رضاه الحر لتجارب طبية وعلمية"‪.‬‬

‫ك‪ff f‬ذلك نص الم‪ff f‬ادة الثامن‪ff f‬ة من العه‪ff f‬د ال‪ff f‬دولي الخ‪ff f‬اص ب‪ff f‬الحقوق المدني‪ff f‬ة والسياس‪ff f‬ية على تج‪ff f‬ريم‬

‫االسترقاق‪ ،‬ونرى من خالل هذا أن العهد الدولي الخاص ب‪f‬الحقوق المدني‪f‬ة والسياس‪f‬ية أك‪f‬د على ض‪ff‬رورة‬

‫تج‪ff‬ريم ص‪ff‬ور االس‪ff‬ترقاق واالس‪ff‬تغالل وغيره‪ff‬ا من الص‪ff‬ور ال‪ff‬تي تع‪ff‬د الص‪ff‬ور األساس‪ff‬ية لجريم‪ff‬ة االتج‪ff‬ار‬
‫‪2‬‬
‫بالبشر‪.‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 09‬من اإلعالن على‪:‬‬

‫لكل فرد الحق في الحرية وفي األمان وال يجوز توقيف أحد اعتقاله تعسف‪.‬‬ ‫ا‪.‬‬

‫يتوجب إبالغ أي شخص يتم توقيفه بأسباب عن التوقيف لدى وقوعه‪.‬‬ ‫ب‪.‬‬

‫يقدم الموقوفون بتهمة جزائية إلى أحد القضاة أو يحاكم في فترة معقولة‪.‬‬ ‫ج‪.‬‬

‫لك ‪ff‬ل ش ‪ff‬خص ح ‪ff‬رم من حديث ‪ff‬ه ب ‪ff‬التوقيف واالعتق ‪ff‬ال (ح ‪ff‬ق الرج ‪ff‬وع إلى المحكم ‪ff‬ة لكي تفص ‪ff‬ل في‬ ‫د‪.‬‬

‫قانونية اعتقاله إذا كان االعتقال غير قانوني يتم اإلفراج عنه)‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫لكل شخص اعتقل بطريقة غير قانونية لديه الحق في التعويض‪.‬‬ ‫ه‪.‬‬

‫ومن بين الحق‪ff‬وق ال‪ff‬تي نص‪ff‬ت عليه‪ff‬ا العه‪ff‬د ال‪ff‬دولي الخ‪ff‬اص للحق‪ff‬وق المدني‪ff‬ة والسياس‪ff‬ية‪ ،‬أالح‪ff‬ظ أن‬

‫هناك حق أغفل اإلعالن العالمي عليه وفق تقري‪f‬ر المص‪f‬ير ال‪f‬ذي تعت‪f‬بر ح‪f‬ق ع‪f‬المي يجب على ال‪f‬دول أن‬

‫‪ -1‬الم‪ff‬ادة ‪ :7‬ال يج‪ff‬وز إخض‪ff‬اع أح‪ff‬د للتع‪ff‬ذيب وال المعامل‪ff‬ة أو العقوب‪ff‬ة القاس‪ff‬ية أو الالإنس‪ff‬انية أو اإلحاط‪ff‬ة ب‪ff‬ذلك‪ ،‬ال يج‪ff‬وز‬
‫إجراء أي تجربة طبية او علمية على أحد دون رضاه‪.‬‬
‫‪ -2‬ب ‪ff‬الهواري س ‪ff‬مية‪ ،‬تج ‪ff‬ريم االتج ‪ff‬ار باألش ‪ff‬خاص في الم ‪ff‬ؤتمرات الدولي ‪ff‬ة‪ ،‬االتفاقي ‪ff‬ات الدولي ‪ff‬ة والمنظم ‪ff‬ات الدولي ‪ff‬ة‪ ،‬مق ‪ff‬ال‬
‫منشور في مجلة الفكر القانوني والسياسي‪ ،‬آفلو‪ ،‬العدد ‪ ،04‬ص‪.206‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 9‬من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تل‪ff f‬تزم ب‪ff f‬ه‪ ،‬ألن‪ff f‬ه يعطي الح‪ff f‬ق لبعض ال‪ff f‬دول في تحقي‪ff f‬ق االس‪ff f‬تقالل السياس‪ff f‬ي والس‪ff f‬عي لتحقي‪ff f‬ق التنمي‪ff f‬ة‬

‫االجتماعية واالقتصادية والسياسية‪.‬‬

‫فق‪ff‬د تض‪ff‬من ه‪ff‬ذا العه‪ff‬د من خالل ديباجت‪ff‬ه ض‪ff‬رورة اح‪ff‬ترام كرام‪ff‬ة اإلنس‪ff‬ان كم‪ff‬ا أك‪ff‬د على ض‪ff‬رورة‬
‫‪1‬‬
‫تجريم االسترقاق واالستغالل وغير من الصور التي تعد صورا لجريمة االتجار بالبشر‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬العهد الدولي الخاص بالحقوق السياسية االقتصادية واالجتماعية والثقافية‬

‫من خالل العه‪ff‬د ال‪ff‬دولي للحق‪ff‬وق االقتص‪ff‬ادية واالجتماعي‪ff‬ة والثقافي‪ff‬ة نج‪ff‬د ان المجتم‪ff‬ع ال‪ff‬دولي تعه‪ff‬د‬

‫على حماية الحقوق وتكفل بها وجعلها ض‪ff‬مانة دس‪ff‬تورية‪ ،‬وص‪ff‬در العه‪ff‬د في ‪16/12/1966‬م‪ ،‬وق‪ff‬د ع‪f‬الج‬

‫العدي‪ff‬د من الحق‪ff‬وق االقتص‪ff‬ادية والثقافي‪ff‬ة من أهم نصوص‪ff‬ه نج‪ff‬د الم‪ff‬ادة العاش‪ff‬رة ال‪ff‬تي تق‪ff‬رر اتخ‪ff‬اذ الت‪ff‬دابير‬

‫لحماي ‪ff‬ة ومس ‪ff‬اعدة األطف ‪ff‬ال والم ‪ff‬راهقين دون تمي ‪ff‬يز وحم ‪ff‬ايتهم من االس ‪ff‬تغالل االقتص ‪ff‬ادي واالجتم ‪ff‬اعي‪،‬‬

‫وتج‪ff‬ريم اس‪ff‬تخدامهم في أي عم‪ff‬ل من ش‪ff‬أنه إفس‪ff‬اد أخالقهم أو اإلض‪ff‬رار بص‪ff‬حتهم‪ ،‬وق‪ff‬د ف‪ff‬رض ح‪ff‬دود دني‪ff‬ا‬

‫للسن‪ ،‬كما يحظر القانون استخدام الصغار قبل بل‪f‬وغهم في عم‪f‬ل م‪f‬أجور‪ ،‬كم‪f‬ا ح‪f‬اولت أن تتض‪f‬من بعض‬

‫الضمانات في بنود االتفاقية منه‪f‬ا الم‪f‬ادة الس‪f‬ابعة والثامن‪f‬ة وص‪f‬وال إلى الم‪f‬ادة العاش‪f‬رة العناص‪f‬ر ال‪f‬تي الب‪f‬د‬

‫من مراعاتها وأهم ما جاء في هذا العهد‪:‬‬

‫وج‪ff‬وب توف‪ff‬ير حماي‪ff‬ة األمه‪ff‬ات خالل ف‪ff‬ترة معقول‪ff‬ة قب‪ff‬ل الوض‪ff‬ع وبعدهـ كم‪ff‬ا ينبغي منح األمه‪ff‬ات‬ ‫‪‬‬

‫العامالت إجازة مأجورة باستحقاقات ضمان اجتماعي كافي‪.‬‬

‫‪ -1‬بالهواري سمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪206‬‬

‫‪53‬‬
‫اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وج‪ff‬وب اتخ‪ff‬اذ ت‪ff‬دابير حماي‪ff‬ة ومس‪ff‬اعدة خاص‪ff‬ة لص‪ff‬الح جمي‪ff‬ع األطف‪ff‬ال والم‪ff‬راهقين دون أي تمي‪ff‬يز‬ ‫‪‬‬

‫بين النسب أو غيره‪ ،‬وكذلك حماية األطفال والمراهقين من االستغالل االقتص‪ff‬ادي واالجتم‪ff‬اعي‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬االتفاقيات الدولية الخاصة‬

‫تعددت االتفاقيات الدولية والبروتوكوالت بخص‪ff‬وص جريم‪ff‬ة االتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر فجميعه‪ff‬ا ك‪ff‬انت كفيل‪ff‬ة‬

‫لحماية حقوق اإلنسان ويرجع الفضل في ذلك لمنظمة األمم المتحدة باعتباره‪ff‬ا المنظم‪ff‬ة الناش‪ff‬طة في ه‪ff‬ذا‬

‫المجال والتي تسعى لحماية حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫وق‪ff‬د رأين‪ff‬ا االتفاقي‪ff‬ات ال‪ff‬تي تهتم بحق‪ff‬وق اإلنس‪ff‬ان بص‪ff‬فة عام‪ff‬ة إال أن هن‪ff‬اك اتفاقي‪ff‬ات معين‪ff‬ة بمكافح‪ff‬ة‬

‫جريمة االتجار بالبشر بصفة خاصة نفسها كما يلي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطن‬

‫تع ‪ff‬د اتفاقي ‪ff‬ة األمم المتح ‪ff‬دة لمكافح ‪ff‬ة الجريم ‪ff‬ة المنظم ‪ff‬ة ع ‪ff‬بر ال ‪ff‬وطن ال ‪ff‬تي اعتم ‪ff‬دت بم ‪ff‬وجب ق ‪ff‬رار‬

‫الجمعي ‪ff‬ة العام ‪ff‬ة لألمم المتح ‪ff‬دة ‪ 25/55‬الم ‪ff‬ؤرخ في ‪ 15‬تش ‪ff‬رين الث ‪ff‬اني نوفم ‪ff‬بر ‪ ،2000‬الص ‪ff‬ك ال ‪ff‬دولي‬

‫الرئيس‪ff‬ي في مكافح‪ff‬ة الجريم‪ff‬ة المنظم‪ff‬ة ع‪f‬بر ال‪ff‬وطن‪ 2 .‬تض‪ff‬منت االتفاقي‪ff‬ة أحك‪ff‬ام مختلف‪f‬ة به‪ff‬دف المكافح‪ff‬ة‪،‬‬

‫‪ - 1‬مصطفى البطيخي‪ ،‬محمد حسون‪ ،‬جريمة اإلتجار بالبشر وآليات مكافحتها في ضوء التشريع الوطني والدولي‪ ،‬شهادة‬
‫إجازة في القانون الخاص‪ ،‬الكلية المتعددة التخصصات‪ ،‬جامعة عبد المالك الس‪f‬عدي‪ ،‬المملك‪ff‬ة المغربي‪ff‬ة‪ ،‬س‪f‬نة ‪ ،2018‬ص‬
‫‪.29‬‬
‫‪ -2‬عم‪ff‬ر فراحتي‪ff‬ة‪ ،‬مص‪ff‬طفى بن جل‪ff‬ول‪ ،‬ج‪ff‬ور هيئ‪ff‬ة األمم المتح‪ff‬دة في مكافح‪ff‬ة الجريم‪ff‬ة المنظم‪ff‬ة الع‪ff‬ابرة لألوط‪ff‬ان‪ ،‬مق‪ff‬ال‬
‫منشور في مجلة البحوث القانونية واإلقتصادية‪ ،‬األغواط‪ ،‬المجلد ‪ ،2‬ماي ‪ ،2022‬ص‪.19‬‬

‫‪54‬‬
‫اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فقد حاولت أن تسد الفراغ القانوني الذي أصبح واضحا خاصة في ظل انتشار الجريم‪ff‬ة المنظم‪ff‬ة الع‪ff‬ابرة‬

‫للحدود الوطنية‪.‬‬

‫ومن أهم الج‪ff‬وانب القانوني‪ff‬ة في االتفاقي‪ff‬ة وال‪ff‬تي له‪ff‬ا ص‪ff‬لة بمن‪ff‬ع االتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر أوال جريم‪ff‬ة غس‪ff‬يل‬

‫عائ‪ff‬دات البش‪ff‬ر فعلى س‪ff‬بيل المث‪ff‬ال نص‪ff‬ت االتفاقي‪ff‬ة على ال‪ff‬تزام ال‪ff‬دول األط‪ff‬راف باتخ‪ff‬اذ الت‪ff‬دابير الش‪ff‬رعية‬

‫وت‪f‬دابير أخ‪f‬رى لتج‪f‬ريم األفع‪f‬ال ال‪f‬تي تعت‪f‬بر من ض‪ff‬من غس‪f‬يل عائ‪f‬دات االتج‪f‬ار بالبش‪f‬ر‪ ،‬كتحوي‪f‬ل العائ‪f‬دات‬
‫‪1‬‬
‫ونقلها بغرض إحقاقها لتمويه على المصدر الرسمي لها‪.‬‬

‫كم‪f‬ا نص‪f‬ت على تع‪f‬اون دول األط‪f‬راف فيم‪f‬ا بينه‪f‬ا تعاون‪f‬ا وثيق‪f‬ا لمكافح‪f‬ة الج‪f‬رائم المنص‪f‬وص عليه‪f‬ا‬

‫في هذه االتفاقية وأيضا تبادل الخبرات والمعلومات ح‪f‬ول الوس‪f‬ائل واألس‪f‬اليب ال‪f‬تي يس‪f‬تخدمها الجماع‪f‬ات‬
‫‪2‬‬
‫اإلجرامية كتزوير الوثائق والهويات‪.‬‬

‫وق ‪ff‬د ع ‪ff‬رفت الجريم ‪ff‬ة المنظم ‪ff‬ة بدالل ‪ff‬ة المنظم ‪ff‬ة اإلجرامي ‪ff‬ة حيث ح ‪ff‬اء فيه ‪ff‬ا في الم ‪ff‬دة ‪ 2‬فق ‪ff‬رة ‪-‬أ‪-‬‬

‫مايلي‪:‬‬

‫يقص‪ff‬د بتعب‪ff‬ير "جماع‪ff‬ة إجرامي‪ff‬ة منظم‪ff‬ة" جماع‪ff‬ة ذات هيك‪ff‬ل تنظيمي مؤلف‪ff‬ة من ثالث‪ff‬ة أش‪ff‬خاص أو‬

‫أك ‪ff‬ثر‪ ،‬موج ‪ff‬ودة لف ‪ff‬ترة زمني ‪ff‬ة وتعم ‪ff‬ل بص ‪ff‬ورة منظم ‪ff‬ة به ‪ff‬دف ارتك ‪ff‬اب أح ‪ff‬د الج ‪ff‬رائم المجرم ‪ff‬ة وفق ‪ff‬ا له ‪ff‬ذه‬

‫االتفاقية للحصول على منفعة مالية أو منفعة مادية‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 06‬من اإلتفاقية‪.‬‬


‫‪ -2‬الماج‪ff‬ة ‪ 2‬من اتفاقي‪ff‬ة األمم المتح‪ff‬دة لمكافح‪ff‬ة الجريم‪ff‬ة المنظم‪ff‬ة ع‪ff‬بر الوطني‪ff‬ة‪ ،‬اعتم‪ff‬دت وعرض‪ff‬ت للتوقي‪ff‬ع واالنض‪ff‬مام‬
‫بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة المؤرخ في ‪.15/11/2000‬‬

‫‪55‬‬
‫اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أم‪ff‬ا الفق‪ff‬رة ‪-‬ب‪ -‬فق‪ff‬د ج‪ff‬اء فيه‪ff‬ا‪ :‬يقص‪ff‬د بتعب‪ff‬ير "جريم‪ff‬ة خط‪ff‬يرة" س‪ff‬لوك يمث‪ff‬ل جرم‪ff‬ا يع‪ff‬اقب علي‪ff‬ه‬
‫‪1‬‬
‫بالحرمان التام من الحرية لمدة ال تقل عن أربع سنوات أو بعقوبة أشد‪.‬‬

‫م‪ff‬ا يالح‪ff‬ظ على التعري‪ff‬ف أن‪ff‬ه رك‪ff‬ز على المنظم‪ff‬ة اإلجرامي‪ff‬ة ال‪ff‬تي تم‪ff‬ارس النش‪ff‬اطات اإلجرامي‪ff‬ة‪،‬‬

‫بحيث أش‪ff f‬ار إلى عناص‪ff f‬ر التنظيم المتمثل‪ff f‬ة في االس‪ff f‬تمرارية وتحقي‪ff f‬ق ال‪ff f‬ربح الم‪ff f‬الي بارتك‪ff f‬اب الج‪ff f‬رائم‬
‫‪2‬‬
‫الخطيرة‪.‬‬

‫والتي أكدت على ضرورة تنسيق السياسات الجنائي‪ff‬ة الوطني‪ff‬ة لمراجع‪ff‬ة آث‪ff‬ار الجريم‪ff‬ة المنظم‪ff‬ة من‬
‫‪3‬‬
‫قبل الدول في المادة ‪.05‬‬

‫إن الغرض من ه‪f‬ذه االتفاقي‪f‬ة تعزي‪f‬ز التع‪f‬اون على من‪f‬ع الجريم‪f‬ة المنظم‪f‬ة ع‪f‬بر الوطني‪f‬ة ومكافحته‪f‬ا‬
‫‪4‬‬
‫بمزيد من الفعالية واإلجرامات القضائية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬بروتوكول لمنع ومعاقبة اإلتجار باألشخاص ‪2000‬‬

‫‪ -1‬أسامة غربي‪ ،‬المنظمة الدولية للش‪f‬رطة الجنائي‪f‬ة األن‪f‬تربول ودوره‪f‬ا في مكافح‪f‬ة الجريم‪f‬ة المنظم‪f‬ة‪ ،‬جامع‪f‬ة يحي ف‪f‬ارس‬
‫بالمدية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪.156‬‬
‫‪ -2‬رابح نم ‪ff‬ائي‪ ،‬ق ‪ff‬برة س ‪ff‬عاد‪ ،‬دور المنظم ‪ff‬ات الدولي ‪ff‬ة في مكافح ‪ff‬ة الجريم ‪ff‬ة المنظم ‪ff‬ة‪ ،‬مق ‪ff‬ال منش ‪ff‬ور في مجل ‪ff‬ة البح ‪ff‬وث‬
‫القانونية واالقتصادية‪ ،‬غرداية‪ ،‬المجلد ‪ ،04‬العدد ‪ ،2021 ،02‬ص‪.132‬‬
‫‪ -3‬ص‪ff‬افة خ‪ff‬يرة‪ ،‬يقس‪ff‬م اتفاقي‪ff‬ة األمم المتح‪ff‬دة لمكافح‪ff‬ة الجريم‪ff‬ة المنظم‪ff‬ة ع‪ff‬بر الوطني‪ff‬ة وبروتوكوالته‪ff‬ا‪ ،‬مق‪ff‬ال منش‪ff‬ور في‬
‫مجلة البحوث القانونية واالقتصادية‪ ،‬تيارت‪ ،‬المجلد ‪ ،02‬العدد ‪ ،02‬ماي ‪ ،2020‬ص‪.295‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 27‬من اإلتفاقية‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وض‪ff‬ع من ال‪ff‬بروتوكول اإلط‪ff‬ار الع‪ff‬ام لمكافح‪ff‬ة ه‪ff‬ذه الجريم‪ff‬ة وكيفي‪ff‬ة المواجه‪ff‬ة وس‪ff‬بل التع‪ff‬اون بين‬

‫المؤسس‪ff‬ات الوطني‪ff‬ة والدولي‪ff‬ة حيث تم تض‪ff‬مينه نهج‪ff‬ا دولي‪ff‬ا لمكافح‪ff‬ة الجريم‪ff‬ة في بل‪ff‬دان المنش‪ff‬أ والعب‪ff‬ور‬

‫والمقصد يشمل ت‪f‬دابير حماي‪f‬ة الض‪f‬حايا ومعاقب‪f‬ة المت‪f‬اجرين‪ ،‬دخ‪f‬ل ح‪f‬ير النف‪f‬اذ في ديس‪f‬مبر ‪ 2003‬يحت‪f‬وي‬

‫على ‪ 20‬م‪ff f‬ادة وحس‪ff f‬ب ديباجت‪ff f‬ه فق‪ff f‬د ج‪ff f‬اء إلى الوج‪ff f‬ود على ال‪ff f‬رغم من وج‪ff f‬ود مجموع‪ff f‬ة متنوع‪ff f‬ة من‬

‫الص ‪ff‬كوك الدولي ‪ff‬ة المش ‪ff‬تملة على قواع ‪ff‬د وت ‪ff‬دابير عملي ‪ff‬ة لمكافح ‪ff‬ة اس ‪ff‬تغالل األش ‪ff‬خاص وبخاص ‪ff‬ة النس ‪ff‬اء‬

‫واألطفال‪ ،‬ولكن ال يوجد ‪ ....‬عالمي يتناول جمي‪ff‬ع ج‪ff‬وانب االتج‪ff‬ار ب‪ff‬البتر‪ ،‬ويعت‪ff‬بر ال‪ff‬بروتوكول الخ‪ff‬اص‬

‫بمن‪ff‬ع االتج‪ff‬ار باألش‪ff‬خاص وخاص‪ff‬ة النس‪ff‬اء واألطف‪ff‬ال ه‪ff‬و األك‪ff‬ثر أهمي‪ff‬ة في ه‪ff‬ذا المج‪ff‬ال ألن‪ff‬ه أح‪ff‬اط بك‪ff‬ل‬

‫الج ‪ff‬وانب ال ‪ff‬تي يمكن أن تمن ‪ff‬ع وتع ‪ff‬اقب مق ‪ff‬ترفي الجريم ‪ff‬ة وتحمي من اق ‪ff‬ترفت في حقهم‪ ،‬فق ‪ff‬د ج ‪ff‬اء لمن ‪ff‬ع‬

‫ومكافح‪ff‬ة االتج‪ff‬اه باألش‪ff‬خاص ومس‪ff‬اعدتهم م‪ff‬ع اح‪ff‬ترام كام‪ff‬ل لحق‪ff‬وقهم اإلنس‪ff‬انية‪ ،‬كم‪ff‬ا ع‪ff‬ني ال‪ff‬بروتوكول‬

‫التجدي ‪ff‬د والمقص ‪ff‬ود باالتج ‪ff‬ار بالش ‪ff‬ر واس ‪ff‬تغالل دع ‪ff‬ارة الغ ‪ff‬ير وتجريم ‪ff‬ه واتخ ‪ff‬اذ الت ‪ff‬دابير الكفيل ‪ff‬ة بحماي ‪ff‬ة‬
‫‪1‬‬
‫الضحايا ومساعدتهم‪.‬‬

‫ويعتبر هذا البروتوكول مكمال التفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة ع‪ff‬بر الوطني‪ff‬ة ال‪ff‬تي‬

‫تن ‪ff‬اولت مض ‪ff‬مون مواده ‪ff‬ا جمل ‪ff‬ة من األحك ‪ff‬ام ته ‪ff‬دف من خالله ‪ff‬ا تعزي ‪ff‬ز التع ‪ff‬اون ال ‪ff‬دولي من اج ‪ff‬ل من ‪ff‬ع‬

‫ومكافح‪ff‬ة الجريم‪ff‬ة المنظم‪ff‬ة ع‪ff‬بر ال‪ff‬وطن وحثت ال‪ff‬دول المص‪ff‬ادقة عليه‪ff‬ا‪ 2‬على اعتم‪ff‬اد م‪ff‬ا يل‪ff‬زم من ت‪ff‬دابير‬

‫تش‪ff f‬ريعية وت‪ff f‬دابير أخ‪ff f‬رى لتج‪ff f‬ريم بعض األفع‪ff f‬ال وفي المش‪ff f‬اركة في جماع‪ff f‬ة إجرامي‪ff f‬ة منظم‪ff f‬ة غس‪ff f‬يل‬

‫األموال‪ ،‬الفساد‪ ،‬وعرقلة سير العدالة‪.‬‬

‫‪ - 1‬جعفر خديجة‪ ،‬جرائم اإلتجار بالبشر في القانون الدولي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.95‬‬
‫‪ -2‬ص‪ff f‬ادقت عليه‪ff f‬ا الجزائ‪ff f‬ر بتحف‪ff f‬ظ بم‪ff f‬وجب المرس‪ff f‬وم الرئاس‪ff f‬ي رقم ‪ 55-02‬م‪ff f‬ؤرخ في ‪ 22‬ف‪ff f‬براير ‪ 2002‬يتض‪ff f‬من‬
‫المص‪f‬ادقة بتحف‪f‬ظ على المرس‪f‬وم الرئاس‪f‬ي رقم ‪ 20‬التفاقي‪f‬ة األمم المتح‪f‬دة لمكافح‪f‬ة الجريم‪f‬ة المنظم‪f‬ة ع‪f‬بر ال‪f‬وطن المعتم‪f‬دة‬
‫من ط ‪ff‬رف الجمعي ‪ff‬ة العام ‪ff‬ة لألمم المتح ‪ff‬دة في ‪ 05‬نوفم ‪ff‬بر ‪ ،2002‬جري ‪ff‬دة رس ‪ff‬مية ع ‪ff‬دد ‪ 22‬الص ‪ff‬ادرة بت ‪ff‬اريخ ‪ 2‬فيف ‪ff‬ري‬
‫‪.2002‬‬

‫‪57‬‬
‫اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫باإلضافة إلى تدابير أخرى بعضها وقائي وأغلبها قمعي تتمثل في دعوة ال‪f‬دول إلى اتخ‪f‬اذ م‪f‬ا يل‪f‬زم‬

‫إلرس‪ff‬اء مس‪ff‬ؤولية الهيئ‪ff‬ات االعتباري‪ff‬ة عن تل‪ff‬ك الج‪ff‬رائم م‪ff‬ع العم‪ff‬ل على تقري‪ff‬ر عقوب‪ff‬ات فعال‪ff‬ة ومتناس‪ff‬بة‬

‫ورادع‪ff f‬ة‪ ،‬كم‪ff f‬ا أق‪ff f‬رت اتخ‪ff f‬اذ ال‪ff f‬دول لألط‪ff f‬راف الت‪ff f‬دابير الالزم‪ff f‬ة والمالئم‪ff f‬ة من اج‪ff f‬ل مالحق‪ff f‬ة مرتكبيه‪ff f‬ا‬

‫ومقاضاتهم وإ خضاعهم لجزاءات تراعي فيها خطورة ذلك الجرم‪.‬‬

‫كم‪ff‬ا تض‪ff‬منت االتفاقي‪ff‬ة على األحك‪ff‬ام المتعلق‪ff‬ة ببس‪ff‬ط والي‪ff‬ة ال‪ff‬دول القض‪ff‬ائية على األفع‪ff‬ال المجرم‪ff‬ة‬

‫بموجبها وتسليم المجرمين وذلك من خالل إبرام اتفاقيات ثنائية أو متعددة األطراف‪ ،‬تعزيز التع‪ff‬اون م‪ff‬ع‬

‫أجهزة إنفاذ القانون عن طريق اتخاذ الدول التدابير المالئمة لتش‪ff‬جيع األش‪ff‬خاص المش‪ff‬اركين في الجريم‪ff‬ة‬

‫على اإلدالء بمعلوم ‪ff f‬ات مفي ‪ff f‬دة عن الج ‪ff f‬رائم والمس ‪ff f‬اعدة في تجدي ‪ff f‬د الجماع ‪ff f‬ات اإلجرامي ‪ff f‬ة من عائ ‪ff f‬دات‬

‫الجريم ‪ff‬ة‪ ،‬وت ‪ff‬دابير تع ‪ff‬اون ال ‪ff‬دول في مج ‪ff‬ال إنف ‪ff‬اذ الق ‪ff‬انون‪ ،‬وله ‪ff‬ذا ت ‪ff‬دابير تع ‪ff‬اون ال ‪ff‬دول في مج ‪ff‬ال إنف ‪ff‬اذ‬

‫القانون‪ ،‬ولهذا تدابير جمع وتبادل وتحليل المعلومات عن طبيع‪f‬ة الجريم‪f‬ة المنظم‪f‬ة والت‪f‬دريب والمس‪f‬اعدة‬
‫‪1‬‬
‫التقنية للعاملين في األجهزة المعينة بإنفاذ القانون‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬اتفاقية حظر االتجار باألشخاص واستغالل دعارة الغير‬

‫تع‪ff‬د ال‪ff‬دعارة أح‪ff‬د مظ‪ff‬اهر االتج‪ff‬ار باألش‪ff‬خاص‪ ،‬وه‪ff‬دفا أساس‪ff‬يا له‪ff‬ا‪ ،‬وه‪ff‬ذا م‪ff‬ا جع‪ff‬ل المش‪ff‬رع ال‪ff‬دولي‬

‫يت‪ff‬دخل وي‪ff‬برم اتفاقي‪ff‬ة في ه‪ff‬ذا الس‪ff‬ياق‪ ،‬وفي اتفاقي‪ff‬ة حظ‪ff‬ر االتج‪ff‬ار باألش‪ff‬خاص واس‪ff‬تغالل دع‪ff‬ارة الغ‪ff‬ير‪،‬‬

‫والتي تم المصادقة عليها بموجب قرار الجمعية العام‪f‬ة لألمم المتح‪f‬دة ‪ 317‬لي‪f‬وم ‪ 2‬ديس‪f‬مبر ‪ 1949‬وب‪f‬دأ‬

‫ت‪ff‬اريخ نفاذه‪ff‬ا في ‪ ،1951‬حيث نظمت ‪ 28‬م‪ff‬ادة إلى ج‪ff‬انب ديباج‪ff‬ة ال‪ff‬تي أك‪ff‬دت على أن ال‪ff‬دعارة تتن‪ff‬افي‬

‫مع كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫‪ -1‬جبري نجمة‪ ،‬اإلتجار باألعض‪f‬اء البش‪f‬رية‪ ،‬دراس‪f‬ة مقارن‪f‬ة‪ ،‬أطروح‪f‬ة دكت‪f‬وراه في الق‪f‬انون الع‪f‬ام‪ ،‬كلي‪f‬ة الحق‪f‬وق والعل‪f‬ون‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2019 ،‬ص‪.267-265‬‬

‫‪58‬‬
‫اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وق‪ff‬د ق‪ff‬امت ال‪ff‬دول في ه‪ff‬ذه االتفاقي‪ff‬ة الخاص‪ff‬ة بحظ‪ff‬ر االتج‪ff‬ار باألش‪ff‬خاص واس‪ff‬تغالل ل‪ff‬دعارة الغ‪ff‬ير‬

‫وإ ل ‪ff‬زام ال ‪ff‬دول األط ‪ff‬راف فيه ‪ff‬ا‪ ،‬باتخ ‪ff‬اذ الت ‪ff‬دابير الالزم ‪ff‬ة لمكافح ‪ff‬ة االتج ‪ff‬ار باألش ‪ff‬خاص بص ‪ff‬فة عام ‪ff‬ة من‬

‫الجه‪ff f‬تين ألغ‪fff‬راض ال‪ff f‬دعارة‪ ،‬واتخ‪ff f‬اذ الت‪ff f‬دابير الالزم‪ff f‬ة لرقاب‪ff f‬ة مك‪ff f‬اتب االس‪ff f‬تخدام بغي‪ff f‬ة تف ‪ff‬ادي تع‪ff f‬رض‬

‫األشخاص الباحثين عن عمل السيما األطفال والنساء لحظر الدعارة‪.‬‬

‫وأك‪ff‬دت االتفاقي‪ff‬ة التكميلي‪ff‬ة إلبط‪ff‬ال ال‪ff‬رق وتج‪ff‬ارة الرقي‪ff‬ق واألع‪ff‬راض والممارس‪ff‬ات الش‪ff‬بيهة ب‪ff‬الرق‬

‫‪ ،1956‬على ض ‪ff‬رورة تكث ‪ff‬ف الجه ‪ff‬ود الوطني ‪ff‬ة والدولي ‪ff‬ة بغي ‪ff‬ة إبط ‪ff‬ال ال ‪ff‬رق وتج ‪ff‬ارة الرقي ‪ff‬ق واألع ‪ff‬راف‬

‫والممارسات الشبيهة بها ونصت موادها ‪ 04-03-02-01‬على العقاب المقرر لحاالت االتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر‬

‫واتفق أطرافها على إنزال العقاب بأي شخص يقوم إرضاء ألهواء شخص آخر بغوايته ش‪f‬خص آخ‪f‬ر أو‬

‫تض ‪ff‬ليله قص ‪ff‬د ال‪ff‬دعارة أو باس‪ff‬تغالل دع‪ff‬ارة ش‪ff‬خص آخ‪ff‬ر ح‪ff‬تى برض ‪ff‬اء ه‪ff‬ذا الش‪ff‬خص أو يمل‪ff‬ك أو ي‪ff‬دير‬

‫ماخورا للدعارة أو يقوم علم بتمويل‪f‬ه أو المش‪f‬اركة في تمويل‪f‬ه أو ي‪f‬ؤجر يس‪f‬تأجر كلي‪f‬ا أو جزئي‪f‬ا وعن علم‬

‫مني أو مكانا آخر الستغالل دعارة الغير‪ ،‬وتعاقب أيضا في الحدود التي يس‪f‬مح به‪f‬ا الق‪f‬انون المحلي‪ ،‬أي‬
‫‪1‬‬
‫محاولة الرتكاب الجرائم المذكورة في المواد السابقة‪.‬‬

‫كما جاءت اتفاقية القض‪ff‬اء على جمي‪ff‬ع أش‪ff‬كال التمي‪ff‬يز ض‪ff‬د الم‪ff‬رأة لس‪ff‬نة ‪ 1979‬لتؤك‪ff‬د هي األخ‪ff‬رى‬

‫أن تتخ‪ff‬ذ ال‪ff‬دول األط‪ff‬راف الت‪ff‬دابير المناس‪ff‬بة بم‪ff‬ا في ذل‪ff‬ك التش‪ff‬ريعية منه‪ff‬ا لمكافح‪ff‬ة جمي‪ff‬ع أش‪ff‬كال االتج‪ff‬ار‬

‫ب ‪ff‬المرأة واس ‪ff‬تغاللها‪ ،‬وك ‪ff‬ل ه ‪ff‬ذه الجه ‪ff‬ود في إط ‪ff‬ار مكانت ‪ff‬ه جريم ‪ff‬ة االتج ‪ff‬ار بالبش ‪ff‬ر خاص ‪ff‬ة الموجه ‪ff‬ة ض ‪ff‬د‬

‫األطفال والنساء‪.‬‬

‫وأقر البروتوكول اإلضافي األول الملحق باتفاقية جنيف لسنة ‪ 1949‬والمتعلق بحماية المنازع‪ff‬ات‬

‫الدولي‪ff f‬ة إض‪ff f‬افة إلى ال‪ff f‬بروتوكول الث‪ff f‬اني المالح‪ff f‬ق باتفاقي‪ff f‬ة ج‪ff f‬نيف المتعل‪ff f‬ق بحماي‪ff f‬ة ض‪ff f‬حايا المنازع‪ff f‬ات‬

‫‪ - 1‬جعفر خديجة‪ ،‬جرائم االتجار بالبشر في القانون الدولي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.96‬‬

‫‪59‬‬
‫اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المس ‪ff‬لحة غ ‪ff‬ير الدولي ‪ff‬ة لس ‪ff‬نة ‪ 1978‬وبص ‪ff‬دور معاه ‪ff‬دة األمم المتح ‪ff‬دة لس ‪ff‬نة ‪ 1979‬والمتعلق ‪ff‬ة بإلغ ‪ff‬اء ك ‪ff‬ل‬

‫أشكال التمييز ضد النس‪f‬اء وأل‪f‬زمت ال‪f‬دول األط‪ff‬راف على ض‪ff‬رورة اتخ‪f‬اذ الت‪f‬دابير الالزم‪f‬ة لض‪ff‬مان حظ‪f‬ر‬

‫االتج‪ff‬ار بالنس‪ff‬اء في ال‪ff‬دعارة وأك‪ff‬دت أن التمي‪ff‬يز ض‪ff‬د الم‪ff‬رأة يمث‪ff‬ل انته‪ff‬اك لمب‪ff‬دأ أي المس‪ff‬اواة في الحق‪ff‬وق‬
‫‪1‬‬
‫واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫كم‪ff‬ا تق‪ff‬وم ال‪ff‬دول األط‪ff‬راف في االتفاقي‪ff‬ة بتش‪ff‬جيع األجه‪ff‬زة التربوي‪ff‬ة والص‪ff‬حية واالجتماعي‪ff‬ة وغ‪ff‬يره‬

‫من أج ‪ff‬ل تف ‪ff‬ادي األفع ‪ff‬ال ال ‪ff‬تي تمث ‪ff‬ل دع ‪ff‬ارة وإ ع ‪ff‬ادة تأهي ‪ff‬ل الض ‪ff‬حايا إلدم ‪ff‬اجهم في المجتم ‪ff‬ع باتخ ‪ff‬اذ كاف ‪ff‬ة‬
‫‪2‬‬
‫التدابير الالزمة لمكافحة جريمة االتجار بالبشر‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬اتفاقية حقوق الطفل لعام ‪1989‬‬

‫نص ‪ff‬ت اتفاقي‪ff‬ة حق‪ff‬وق الطف‪ff‬ل لس‪ff‬نة ‪ 1989‬على ح‪ff‬ق الطف‪ff‬ل في الحماي‪ff‬ة من االس‪ff‬تغالل‪ ،‬وتع‪ff‬ترف‬

‫االتفاقي‪ff‬ة أن لك‪ff‬ل طف‪ff‬ل حق‪ff‬وق أساس‪ff‬ية تتض‪ff‬من الح‪ff‬ق في الحي‪ff‬اة الح‪ff‬ق في الحص‪ff‬ول على إس‪ff‬م وجنس‪ff‬ية‪،‬‬

‫والحق في تلقي الرعاي‪f‬ة من والدي‪f‬ه والحف‪f‬اظ على ص‪ff‬لته معهم‪f‬ا ح‪f‬تى ل‪f‬و كان‪f‬ا منفص‪ff‬لين‪ ،‬وتلخص حقوق‪ff‬ه‬

‫المدنية والسياسية والثقافية واالقتصادية‪ ،‬ويعرف الطفل بأنه كل شخص تحت عمر الثامنة عش‪ff‬ر لم يكن‬

‫بلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب قانون الدولة‪.‬‬

‫ويتعين حمايت ‪ff‬ه من كاف ‪ff‬ة أش ‪ff‬كال العن ‪ff‬ف‪ ،‬الض ‪ff‬رر أو اإلس ‪ff‬اءة البدني ‪ff‬ة والعقلي ‪ff‬ة‪ ،‬أل ‪ff‬زمت االتفاقي ‪ff‬ة‪،‬‬

‫ال ‪ff‬دول المص ‪ff‬ادقة عليه ‪ff‬ا بض ‪ff‬رورة اتخ ‪ff‬اذ الت ‪ff‬دابير الالزم ‪ff‬ة ال ‪ff‬تي تكف ‪ff‬ل حماي ‪ff‬ة األطف ‪ff‬ال‪ ،‬وتعه ‪ff‬دت ال ‪ff‬دول‬

‫‪ -1‬ه ‪ff‬اني الس ‪ff‬بكي‪ ،‬عملي ‪ff‬ات االتج ‪ff‬ار بالبش ‪ff‬ر‪ ،‬دراس ‪ff‬ة في ض ‪ff‬وء الش ‪ff‬ريعة اإلس ‪ff‬المية والق ‪ff‬انون ال ‪ff‬دولي وبعض التش ‪ff‬ريعات‬
‫العربية واألجنبية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬طلعة ‪ ،1‬اإلسكندرية‪ ،201 ،‬ص‪.205‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 116‬من اإلتفاقية‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫األط‪ff‬راف ب‪ff‬أن تتخ‪ff‬ذ جمي‪ff‬ع الت‪ff‬دابير المالئم‪ff‬ة لمن‪ff‬ع االس‪ff‬تخدام االس‪ff‬تغاللي لألطف‪ff‬ال في ال‪ff‬دعارة أو غيره‪ff‬ا‬
‫‪1‬‬
‫من الممارسات الغير المشروعة‪.‬‬

‫كحم‪ff f‬ل أو إك‪ff f‬راه الطف‪ff f‬ل على تع‪ff f‬اطي أي نش‪ff f‬اط جنس‪ff f‬ي غ‪ff f‬ير مش‪ff f‬روع‪ ،‬واالس‪ff f‬تخدام االس‪ff f‬تغاللي‬
‫‪2‬‬
‫لألطفال في العروض اإلباحية‪.‬‬

‫ل‪ff‬ذلك وجب على ال‪ff‬دول في ه‪ff‬ذه االتفاقي‪ff‬ة أن تتخ‪ff‬ذ كاف‪ff‬ة الت‪ff‬دابير الالزم‪ff‬ة لمن‪ff‬ع االس‪ff‬تغالل الجنس‪ff‬ي‬

‫لألطفال بكافة أنواعها‪ ،‬وبعدها تم النص على معاهدة الهاي لسنة ‪ 1993‬ال‪f‬تي ك‪f‬ان له‪f‬ا األث‪f‬ر الكب‪f‬ير في‬

‫تنظيم الس‪ff‬وق ال‪ff‬دولي لتب‪ff‬ني األطف‪ff‬ال‪ ،‬وتبع‪ff‬ه االتفاقي‪ff‬ة األمريكي‪ff‬ة لس‪ff‬نة ‪ 1994‬المتعلق‪ff‬ة بمن‪ff‬ع العن‪ff‬ف ض‪ff‬د‬

‫النساء والعقاب عليها‪.‬‬

‫وأكدت االتفاقية أن العنف ضد النساء يتضمن العنف البدني او الجسدي والجنسي والعنف النفس‪ff‬ي‬
‫‪3‬‬
‫مثل االغتصاب واإلكراه واالختطاف والتحرش الجنسي في مكان العمل‪.‬‬

‫ويعتبر البروتوكول االختياري الملحق باتفاقية حقوق الطفل بشأن بي‪f‬ع األطف‪f‬ال واس‪f‬تغالل األطف‪f‬ال‬

‫في البغاء وفي المواد اإلباحية لس‪ff‬نة ‪ 2000‬من أهم اآللي‪ff‬ات والص‪ff‬كوك التش‪ff‬ريعية والدولي‪ff‬ة الص‪ff‬ادرة في‬

‫مجال مكافحة االتجار باألشخاص خاصة األطف‪f‬ال‪ ،‬حيث ت‪f‬رى ال‪f‬دول األط‪f‬راف في ه‪f‬ذا ال‪f‬بروتوكول أن‪f‬ه‬

‫لكي تحق‪f‬ق أغ‪f‬راض االتفاقي‪f‬ة‪ ،‬الب‪f‬د من القي‪f‬ام ب‪f‬اإلجراءات والت‪f‬دابير الالزم‪f‬ة لكفال‪f‬ة حماي‪f‬ة الطف‪f‬ل من بي‪f‬ع‬
‫‪4‬‬
‫األطفال واستغالل األطفال في البغاء وفي المواد اإلباحية‪.‬‬

‫والسياسة الجنسية واستغالل شبكة االنترنت في ممارسة هذه األفعال‪.‬‬

‫‪ -1‬هاني السبكي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.198‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 38‬من اتفاقية حقوق الطفل ‪.1989‬‬
‫‪ -3‬هاني السبكي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.190‬‬
‫‪ - 4‬جعفر خديجة‪ ،‬جرائم االتجار بالبشر في القانون الدولي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.99‬‬

‫‪61‬‬
‫اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ك‪ff f‬ذلك أك‪ff f‬د ال‪ff f‬بروتوكول االختب‪ff f‬اري التفاقي‪ff f‬ة الطف‪ff f‬ل على ض‪ff f‬رورة تب‪ff f‬ني منهج يتص‪ff f‬دى للعوام‪ff f‬ل‬

‫المساهمة في انتشار جريمة االتجار بالبشر‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬االتجار بالبشر في المنظمات الدولية‬

‫نظ‪f‬را لخط‪f‬ورة جريم‪f‬ة االتج‪f‬ار بالبش‪f‬ر وتفاقمه‪f‬ا باإلض‪f‬افة إلى االتفاقي‪f‬ات الدولي‪f‬ة المهتم‪f‬ة بمكافح‪f‬ة‬

‫جريمة االتجار بالبشر ظهرت منظمات تنادي بذلك من خالل حتمية التعاون ال‪ff‬دولي في مواجهته‪ff‬ا ل‪ff‬درء‬

‫الخطر المتزايد الذي أصبح يهدد المجتمعات‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تجريم االتجار بالبشر في المنظمات الدولية‬

‫لم تقتصر مكافح‪f‬ة جريم‪f‬ة االتج‪f‬ار بالبش‪f‬ر على االتفاقي‪f‬ات فق‪f‬ط‪ ،‬ك‪f‬ذلك تلعب المنظم‪f‬ات دورا هام‪f‬ا‬

‫في ه‪ff‬ذا من خالل مراقبته‪ff‬ا لل‪ff‬دول وم‪ff‬دى احترامه‪ff‬ا لالتفاقي‪ff‬ات الدولي‪ff‬ة الخاص‪ff‬ة بحق‪ff‬وق اإلنس‪ff‬ان بواس‪ff‬طة‬

‫المك‪f‬اتب والف‪f‬روع المهتم‪f‬ة بالتص‪ff‬دي ألي ش‪f‬كل من أش‪f‬كال ه‪f‬ذه الجريم‪f‬ة الخط‪f‬يرة ال‪f‬تي تنط‪f‬وي علي‪f‬ه من‬

‫مس‪ff‬اس بحرم‪ff‬ة اإلنس‪ff‬ان والقيم والتقالي‪ff‬د االجتماعي‪ff‬ة‪ ،‬وله‪ff‬ذا ارتأين‪ff‬ا في ه‪ff‬ذا المطلب أن نتط‪ff‬رق إلى دور‬

‫المنظمات الدولية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التعاون الشرطي من خالل منظمة الشرطة الدولية‬

‫أنش‪ff‬ئت منظم‪ff‬ة الش‪ff‬رطة الدولي‪ff‬ة األن‪ff‬تربول ع‪ff‬ام ‪ 1923‬في فين‪ff‬ا تحت اس‪ff‬م اللجن‪ff‬ة الدولي‪ff‬ة للش‪ff‬رطة‬

‫الجنائي‪ff‬ة‪ ،‬ثم اتخ‪ff‬ذت إس‪ff‬مها الح‪ff‬الي في ع‪ff‬ام ‪ 1965‬ومقره‪ff‬ا مدين‪ff‬ة لي‪ff‬ون بفرنس‪ff‬ا‪ ،‬وله‪ff‬ذه المنظم‪ff‬ة مك‪ff‬اتب‬

‫‪62‬‬
‫اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وف‪ff‬روع في ك‪ff‬ل دول‪ff‬ة من ال‪ff‬دول األعض‪ff‬اء وتت‪ff‬ألف من ‪ 177‬دول‪ff‬ة عض‪ff‬و‪ ،‬وس‪ff‬اهم األن‪ff‬تربول في مكافح‪ff‬ة‬

‫اإلجرام المنظم وتزويد الدول األعضاء بمعلومات مهمة عن المج‪ff‬رمين المطل‪ff‬وبين للعدال‪ff‬ة‪ ،‬وفي اجتم‪ff‬اع‬

‫األنتربول لس‪f‬نة ‪ 1959‬تم اتف‪f‬اق ال‪f‬دول األعض‪f‬اء على اتخ‪f‬اذ ق‪f‬رار بمكافح‪f‬ة الج‪f‬رائم ع‪f‬بر ال‪f‬دول وتعزي‪f‬ز‬
‫‪1‬‬
‫التعاون‪.‬‬

‫وتشكل أكبر منظمة شرطية في الع‪ff‬الم‪ ،‬ويتمث‪ff‬ل دوره‪ff‬ا في تمكين أجه‪ff‬زة الش‪ff‬رطة في الع‪ff‬الم أجم‪ff‬ع‬

‫من العمل معا إلحالل األمن والسالم في العالم لهذا هي تع‪f‬د من أهم المنظم‪f‬ات الدولي‪f‬ة الفعال‪f‬ة والناجح‪f‬ة‬

‫في أداء مهامه ‪ff‬ا على المس ‪ff‬توى ال ‪ff‬دولي وال ‪ff‬تي تس ‪ff‬اهم في تحقي ‪ff‬ق التع ‪ff‬اون بن كاف ‪ff‬ة أجه ‪ff‬زة الش ‪ff‬رطة في‬
‫‪2‬‬
‫مختلف دول البلدان األعضاء‪.‬‬

‫كما نصت المادة الثانية من ميثاقها‪ ،‬على أنه تتمثل المهمة العامة لهذه المنظم‪ff‬ة في تأكي‪ff‬د وتط‪ff‬وير‬

‫المس‪fff‬اعدة المتبادل‪fff‬ة بين ال‪fff‬دول على النط‪fff‬اق الواس‪fff‬ع‪ ،‬كم‪fff‬ا يحظ ‪ff‬ر عليه ‪ff‬ا الت ‪ff‬دخل في الش ‪ff‬ؤون السياس‪fff‬ية‬

‫واالقتصادية والعسكرية‪.‬‬

‫وفي سنة ‪ 1988‬تم عق‪f‬د الن‪f‬دوة الدولي‪f‬ة ح‪f‬ول الجريم‪f‬ة المنظم‪f‬ة وآلي‪f‬ات مكافحته‪f‬ا‪ ،‬وفي ‪ 1990‬تم‬

‫إنشاء مجموعة أطلق عليه‪f‬ا مجموع‪f‬ة اإلج‪f‬رام المنظم‪f‬ة تتلخص مهمته‪f‬ا في تزوي‪f‬د األعض‪f‬اء بالمعلوم‪f‬ات‬
‫‪3‬‬
‫الضرورية بخصوص التنظيمات اإلجرامية‪.‬‬

‫فضال عن اضطالع منظمة األن‪f‬تربول في مواجه‪f‬ة ج‪f‬رائم االتج‪f‬ار بالبش‪f‬ر من خالل قاع‪f‬دة بيان‪f‬ات‬

‫األن‪ff‬تربول الخاص‪ff‬ة بج‪ff‬وازات الس‪ff‬فر المفق‪ff‬ودة أو المس‪ff‬روقة‪ ،‬وال‪ff‬تي بيان‪ff‬ات أك‪ff‬ثر من (‪ )21‬ملي‪ff‬ون وثيق‪ff‬ة‬

‫‪ -1‬ك‪f‬وركيس يوس‪f‬ف داود‪ ،‬الجريم‪f‬ة المنظم‪f‬ة‪ ،‬الطبع‪f‬ة األولى‪ ،‬ال‪f‬دار العلمي‪f‬ة الدولي‪f‬ة ودار الثقاف‪f‬ة للنش‪f‬ر والتوزي‪f‬ع‪ ،‬عم‪f‬ان‪،‬‬
‫‪ ،2001‬ص‪.111-110‬‬
‫‪ -2‬حنا عيسى‪ ،‬كتاب حول األنتربول‪.‬‬
‫‪ - 3‬دحية عبد اللطيف‪ ،‬التعاون الدولي لمكافحة جرائم االتجار بالبشر‪ ،‬ط‪ ،1‬دار المع‪ff‬تز للنش‪f‬ر والتوزي‪ff‬ع‪ ،‬عم‪ff‬ان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪ ،2018‬ص‪.24‬‬

‫‪63‬‬
‫اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫سفر مبل‪f‬غ س‪f‬رقتها وال‪f‬تي يمكن من خالله‪f‬ا الح‪f‬د من عملي‪f‬ات االتج‪f‬ار بالبش‪f‬ر ال‪f‬تي تتم من خالل اس‪f‬تخدام‬

‫مثل هذه الوثائق وكذا فإن منظمة األنتربول تعمل باإلشتراك مع األمم المتحدة واإلتح‪ff‬اد األوروبي للقي‪ff‬ام‬

‫بخط‪ff‬ة عم‪ff‬ل عالمي‪ff‬ة لمكافحته‪ff‬ا ظ‪ff‬اهرة اإلتح‪ff‬اد بالبش‪ff‬ر‪ ،‬ومن ض‪ff‬من جه‪ff‬ود األن‪ff‬تربول في مواجه‪ff‬ة ج‪ff‬رائم‬

‫االتج ‪ff‬ار باألطف ‪ff‬ال بالبش ‪ff‬ر قيام ‪ff‬ه بالتنس ‪ff‬يق في عملي ‪ff‬ة توق ‪ff‬ف ‪ 28‬منه ‪ff‬ا في قض ‪ff‬ية االتج ‪ff‬ار باألطف ‪ff‬ال عن‬

‫طريق استغاللهم في العمل القسري في مجال الصيد في غانا‪.‬‬

‫حيث س‪ff‬اعد االن‪ff‬تربول الش‪ff‬رطة الغاني‪ff‬ة في إنق‪ff‬اذ (‪ )117‬طفال ك‪ff‬انوا يعمل‪ff‬ون في مج‪ff‬ال الص‪ff‬يد في‬

‫بح ‪ff‬يرة فولت ‪ff‬ا خالل عملي ‪ff‬ة (بي ‪ff‬ا الثاني ‪ff‬ة) وال ‪ff‬تي تمت في الف ‪ff‬ترة من (‪ )13/05/2011-7‬وه ‪ff‬و م ‪ff‬ا س ‪ff‬بق‬

‫اإلشارة إليه عند الحديث عن جه‪f‬ود منظم‪f‬ة الهج‪f‬رة الدولي‪f‬ة حيث تم نق‪f‬ل األطف‪f‬ال إلى دور للرعاي‪f‬ة‪ ،‬وتم‬
‫‪1‬‬
‫الحكم على المتهمين بعقوبة السجن لمدة (‪ )17‬شهرا عد إقرارهم بارتكاب الجريمة‪.‬‬

‫هذا باإلضافة إلى عملية أخرى تم فيها التحقيق مع (‪ )120‬ض‪ff‬د المش‪f‬تغلين ب‪f‬الجنس‪ ،‬وت‪f‬بين وج‪f‬ود‬

‫(‪ )29‬قص ‪ff f‬را يتم اس ‪ff f‬تغاللهم جنس ‪ff f‬يا‪ ،‬وج ‪ff f‬رى نقلهم إلى دور للرعاي ‪ff f‬ة االجتماعي ‪ff f‬ة‪ ،‬وإ لى ج ‪ff f‬انب ه ‪ff f‬اتين‬

‫العمليتين في غانا فإن األن‪f‬تربول س‪f‬بق ل‪f‬ه المس‪f‬اهمة في العدي‪f‬د من ه‪f‬ذه العملي‪f‬ات في دول إفريقي‪f‬ة أخ‪f‬رى‬

‫كدولة كوت ديفوار ودولة بوركينافاسو ودولة الجابون‪ ،‬والتي أثمرت عن إنقاذ مئات األطفال من ب‪ff‬راثن‬

‫االتج ‪ff‬ار بالبش ‪ff‬ر والعم ‪ff‬ل القس ‪ff‬ري‪ ،‬فض ‪ff‬ال عن مب ‪ff‬ادرات لتعزي ‪ff‬ز الق ‪ff‬درات للع ‪ff‬امين في مط ‪ff‬ا أك ‪ff‬را ال ‪ff‬دولي‬

‫وم ‪ff‬وظفي الح ‪ff‬دود بغان ‪ff‬ا‪ ،‬وتنظيم العدي ‪ff‬د من الحلق ‪ff‬ات التدريبي ‪ff‬ة لرج ‪ff‬ال إنف ‪ff‬اذ الق ‪ff‬انون في مج ‪ff‬ال االتج ‪ff‬ار‬
‫‪2‬‬
‫بالبشر‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬منظمة األمم المتحدة (اليونسيف)‬

‫‪ -1‬أنظر‪ :‬النشرة اإلعالمية الصادرة عن منظمة األنتربول ‪.15/05/2011‬‬


‫‪ -2‬نفس المرجع‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تعد اليونسيف بتواجدها القوي في ‪ 155‬دولة منظمة رائدة في مجال الدعوى لقضايا األطفال‪.‬‬

‫تأسس‪ff f f‬ت في ‪ 11‬ديس‪ff f f‬مبر ‪ 1946‬بفض‪ff f f‬ل تص‪ff f f‬ويت باإلجم‪ff f f‬اع في ال‪ff f f‬دورة األولى لجمعي‪ff f f‬ة األمم‬

‫المتح‪ff‬دة‪ ،‬وتق‪f‬رر وقتئ‪ff‬ذ أن يق‪f‬وم ص‪ff‬ندوق األمم المتح‪ff‬دة ال‪ff‬دولي لألطف‪f‬ال في ف‪ff‬ترة م‪ff‬ا بع‪ff‬د الح‪ff‬رب العالمي‪ff‬ة‬

‫الثانية في أوروبا‪.‬‬

‫بعد عمل اليونيسف جزءا كامال من أنشطة األمم المتحدة في أي بلد وتدار المنظمة بصورة عام‪ff‬ة‬

‫مقره ‪ff‬ا في نيوي ‪ff‬ورك‪ ،‬حيث يش ‪ff‬كل السياس ‪ff‬ة العالمي ‪ff‬ة المتعلق ‪ff‬ة باألطف ‪ff‬ال‪ ،‬ومن بين المك ‪ff‬اتب المتخصص ‪ff‬ة‬

‫شعبة اإلم‪f‬دادات ومقره‪f‬ا كوبنه‪f‬اغن وق‪f‬د ح‪f‬اولت المص‪f‬ادفة بع‪f‬دة اتفاقي‪f‬ات منه‪f‬ا اتفاقي‪f‬ة حق‪f‬وق الطف‪f‬ل ال‪f‬تي‬
‫‪1‬‬
‫اعتمدت ‪ 1990‬من أكثر المعاهدات التي اعتمدت دوليا في التاريخ‪.‬‬

‫تس‪ff‬اهم اليونس‪ff‬يف إس‪ff‬هاما فع‪ff‬اال في مكافح‪ff‬ة االتج‪ff‬ار باألطف‪ff‬ال أن تق‪ff‬وم بمس‪ff‬اعدة الحكوم‪ff‬ة بتعزي‪ff‬ز‬

‫الق‪ff‬رائن والسياس‪ff‬ات والخ‪ff‬دمات بم‪ff‬ا في ذل‪ff‬ك مراجع‪ff‬ة التش‪ff‬ريعات وإ ص‪ff‬الحها‪ ،‬ويض‪ff‬ع ح‪ff‬د أدنى لمع‪ff‬ايير‬

‫العم ‪ff‬ل‪ ،‬ودعم الحص ‪ff‬ول على التعليم‪ ،‬وتعم ‪ff‬ل اليونس ‪ff‬يف أيض ‪ff‬ا م ‪ff‬ع المجتمع ‪ff‬ات المحلي ‪ff‬ة لتعب ‪ff‬ير القواع ‪ff‬د‬
‫‪2‬‬
‫والممارسات التي تؤدي إلى زيادة تعرض األطفال لالتجار‪.‬‬

‫وفي مجال تنظيم المبادرات والمؤتمرات المتعلقة باالتجار قامت اليونسيف بتنظيم أول ندوة ح‪ff‬ول‬

‫مكافحة االتجار بالبشر قامت اليونسيف بتنظيم أول ندوة حول مكافحة التجارة بالبش‪ff‬ر في ال‪ff‬دول العربي‪ff‬ة‬

‫ش ‪ff‬اركت فيه ‪ff‬ا ع ‪ff‬دد من ال ‪ff‬دول العربي ‪ff‬ة‪ ،‬كم ‪ff‬ا عق ‪ff‬دت في س ‪ff‬نة ‪ 2008‬الم ‪ff‬ؤتمر الع ‪ff‬المي الث ‪ff‬الث لمكافح ‪ff‬ة‬

‫االستغالل الجنسي األطفال‪.‬‬

‫‪ -1‬دحي‪ff‬ة عب‪ff‬د اللطي‪ff‬ف‪ ،‬التع‪ff‬اون ال‪ff‬دولي لمكافح‪ff‬ة ج‪ff‬رائم اإلتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر‪ ،‬التواص‪ff‬ل في كلي‪ff‬ة اإلقتص‪ff‬اد واإلدارة والق‪ff‬انون‪،‬‬
‫العدد ‪ ،2014 ،34‬ص‪.146‬‬
‫‪ - 2‬اإلتجار باألطفال‪ ،‬منشور على شبكة األنترنت ‪.https//www.unicef.org‬‬

‫‪65‬‬
‫اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وتعم‪ff‬ل اليونس‪ff‬يف م‪ff‬ع ش‪ff‬ركاء التنمي‪ff‬ة والحكوم‪ff‬ات والمنظم‪ff‬ات غ‪ff‬ير الحكومي‪ff‬ة م‪ff‬ع جمي‪ff‬ع الج‪ff‬وانب‬

‫االستجابة لمكافحة جريمة اإلتجار بالبشر‪.‬‬

‫الوقاية والمالحظة القض‪ff‬ائية وت‪f‬دعم البح‪f‬وث القائم‪f‬ة على األدل‪f‬ة لتعزي‪f‬ز الت‪f‬دخالت وللح‪f‬د من نق‪f‬اط‬

‫الض‪ff‬عف ال‪ff‬تي تجع‪ff‬ل األطف‪ff‬ال عرض‪ff‬ة لالتج‪ff‬ار‪ ،‬تق‪ff‬وم اليونس‪ff‬يف بمس‪ff‬اعدة الحكوم‪ff‬ات في تعزي‪ff‬ز الق‪ff‬وانين‬

‫والسياسات والخدمات بما في ذلك مراجع التشريعات‪ ،‬وإ صالحها ووضع حد أدنى لمع‪ff‬ايير العم‪ff‬ل ودعم‬

‫الحصول على التعليم‪ ،‬وتعمل اليونسيف أيض‪f‬ا م‪f‬ع المجتمع‪f‬ات المحلي‪f‬ة لتغي‪f‬ير القواع‪f‬د والممارس‪f‬ات ال‪f‬تي‬

‫ت‪ff‬ؤدي إلى زي‪ff‬ادة تع‪ff‬رض األطف‪ff‬ال لالتج‪ff‬ار‪ ،‬وتتطلب حماي‪ff‬ة األطف‪ff‬ال من االتج‪ff‬ار تحدي‪ff‬د هوي‪ff‬ة الض‪ff‬حايا‬

‫بشكل س‪f‬ريع ووض‪f‬عهم في بيئ‪f‬ة آمن‪f‬ة‪ ،‬وتس‪f‬اعد اليونس‪f‬يف ك‪f‬ذلك من خالل ت‪f‬دريب المتخصص‪f‬ين الع‪f‬املين‬

‫م‪ff‬ع األطف‪ff‬ال األخص‪ff‬ائيين االجتم‪ff‬اعيين والع‪ff‬املين الص‪ff‬حيين وأف‪ff‬راد الش‪ff‬رطة‪ ،‬بم في ذل‪ff‬ك دعم الحكوم‪ff‬ات‬

‫في وضع معايير للتعامل م‪f‬ع االتج‪f‬ار باألطف‪f‬ال مث‪f‬ل تط‪f‬وير الم‪f‬وظفين المس‪f‬ؤولين وت‪f‬دريبهم على تقني‪f‬ات‬
‫‪1‬‬
‫التحقيق المالئمة لألطفال‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬دور منظمة العمل الدولية‬

‫تعد منظمة العمل الدولية إحدى المنظمات الدولية التابعة لمنظمة األمم المتحدة والتي تأسست ع‪f‬ام‬

‫‪ 1919‬ومقرها جنيف وتهدف المنظمة بصيغة أساس‪f‬ية إلى تش‪f‬كيل السياس‪f‬ات وال‪f‬برامج للنه‪f‬وض بحق‪f‬وق‬

‫اإلنسان األساسية‪ ،‬وتحسين العمل والمعيشة‪.‬‬

‫‪ -1‬دحية عبد اللطيف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.147‬‬

‫‪66‬‬
‫اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أنش ‪ff‬ئت ه ‪ff‬ذه المنظم ‪ff‬ة بم ‪ff‬وجب معاه ‪ff‬دات الس ‪ff‬الم ثم أص ‪ff‬بحت وكال ‪ff‬ة تابع ‪ff‬ة لألمم المتح ‪ff‬دة بم ‪ff‬وجب‬

‫معاهدة السالم ثم أصبحت وكالة تابعة لألمم المتحدة بموجب اتفاقية الوص‪ff‬ل ال‪ff‬تي تم إبرامه‪ff‬ا بين منظم‪ff‬ة‬
‫‪1‬‬
‫العمل الدولية والمجلس االقتصادي واالجتماعي وذلك سنة ‪.1984‬‬

‫وقد دأبت منظم‪f‬ة العم‪f‬ل الدولي‪f‬ة على س‪f‬ن ووض‪f‬ع مجموع‪f‬ة من االتفاقي‪f‬ات والص‪f‬كوك واإلعالن‪f‬ات‬

‫ال ‪ff‬تي تح ‪ff‬د من ظ ‪ff‬اهرة االتج ‪ff‬ار بالبش ‪ff‬ر وأب ‪ff‬رز ه ‪ff‬ذه االتفاقي ‪ff‬ات التعاوني ‪ff‬ة منظم ‪ff‬ة العم ‪ff‬ل الدولي ‪ff‬ة رقم ‪29‬‬

‫والمتعلق‪ff‬ة بالعم‪ff‬ل الج‪ff‬بري لس‪ff‬نة ‪( 1930‬اتفاقي‪ff‬ة الس‪ff‬خرة) وتعه‪ff‬دت به‪ff‬ا ال‪ff‬دول األعض‪ff‬اء بتج‪ff‬ريم اس‪ff‬تخدام‬

‫عمل السخرة أو العمل القسري بكافة صوره وفي أقصر فترة ممكنة‪.‬‬

‫اتفاقي‪ff‬ة منظم‪ff‬ة العم‪ff‬ل الدولي‪ff‬ة رقم ‪ 105‬المتعلق‪f‬ة القض‪ff‬اء على العم‪ff‬ل الج‪ff‬بري لس‪ff‬نة ‪ ،1957‬وال‪ff‬تي‬

‫ألزمت الدول األعضاء في منظمة العمل الدولية بموجب الم‪ff‬ادة األولى من االتفاقي‪ff‬ة بحظ‪ff‬ر أي ش‪ff‬كل من‬

‫أشكال عمل السخرة أو العمل القسري‪.‬‬

‫و عقدت مؤتمر في دورته ‪ 86‬في جنيف سنة ‪ 1998‬والذي أصدرت فيه إعالن‪ff‬ا ينص على مب‪ff‬دأ‬

‫القضاء على جمي‪f‬ع أش‪f‬كال العم‪f‬ل الج‪f‬بري أو اإلل‪f‬زامي وعم‪f‬ل األطف‪f‬ال كم‪f‬ا تق‪f‬وم المنظم‪f‬ة بمس‪f‬اعدتها في‬

‫تنمي‪ff f f‬ة اقتص‪ff f f‬ادها‪ ،‬وإ عان‪ff f f‬ة إص‪ff f f‬الح المنظوم‪ff f f‬ة التربوي‪ff f f‬ة س‪ff f f‬واء من خالل مجاني‪ff f f‬ة التعليم على جمي‪ff f f‬ع‬
‫‪2‬‬
‫المستويات أو من خالل مكافحة مشاكل التسرب الدراسي‪.‬‬

‫كما تعمل المنظمة على مشروع معاهدات دولية خاصة بظروف العم‪f‬ل المالئم‪f‬ة للعمال‪f‬ة الميزاني‪f‬ة‬
‫‪3‬‬
‫وذلك لحماية ماليين األفراد‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.116‬‬


‫‪ - 2‬منظمة العمل الدولية‪ ،‬تسريع عملية مكافحة األطفال‪ ،‬عالم العمل مجلة منظمة العم‪ff‬ل الدولي‪ff‬ة‪ ،‬الع‪ff‬دد ‪ 69‬ك‪ff‬انون الث‪ff‬اني‬
‫(يناير ‪ ،)2011‬لبنان‪ ،‬ص‪.4-3‬‬
‫‪ -3‬محمد الشاوي‪ ،‬استراتيجية مكافحة جرائم اإلتج‪f‬ار بالبش‪f‬ر‪ ،‬مرك‪f‬ز الق‪f‬ومي اإلص‪f‬دارات القانوني‪f‬ة‪ ،‬اإلس‪f‬كندرية‪،2014 ،‬‬
‫ص‪.226‬‬

‫‪67‬‬
‫اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الرابع‪ :‬منظمة الهجرة الدولية (‪)IOM‬‬

‫تعد منظمة الهجرة الدولية الهيئة الرئيسية العاملة فيما بين الحكومات في مجال الهجرة‪ ،‬وتم‪ff‬ارس‬

‫نشاطها بالتنسيق المباش‪f‬ر م‪f‬ع األط‪f‬راف ذات العالق‪ff‬ة من الحكوم‪f‬ات وغيره‪f‬ا‪ ،‬وق‪ff‬د تأسس‪f‬ت المنظم‪f‬ة ع‪f‬ام‬
‫‪1‬‬
‫‪ 1951‬تضم ‪ 162‬دولة عضوا ويوجد لها مكاتب في أكثر من ‪.100‬‬

‫تهدف المنظمة بصيغة أساسية إلى النه‪f‬وض ب‪f‬الهجرة اإلنس‪f‬انية والمنظم‪f‬ة لمص‪f‬لحة الجمي‪f‬ع وتعم‪f‬ل‬

‫على تعزي ‪ff‬ز التع ‪ff‬اون ال ‪ff‬دولي في قض ‪ff‬ايا الهج ‪ff‬رة واهتمت المنظم ‪ff‬ة بموض ‪ff‬وع االتج ‪ff‬ار بالبش ‪ff‬ر باعتب ‪ff‬اره‬

‫إحدى صور الجريمة المنظمة والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بتهريب المهاجرين الذي ينتهي باس‪ff‬تغاللهم في‬
‫‪2‬‬
‫الحماية القسرية واألعمال الجنسية وصور أخرى لالستغالل‪.‬‬

‫فض‪ff f f‬ال عن اتج‪ff f f‬اه المنظم‪ff f f‬ة إلى إنش‪ff f f‬اء قاع‪ff f f‬دة معلوماتي‪ff f f‬ة عالمي‪ff f f‬ة عن تج‪ff f f‬ارة البش‪ff f f‬ر وته‪ff f f‬ريب‬

‫المهاجرين‪ ،‬أضف إلى ما قامت به المنظمة من تبني برنامج لمكافحة االتجار بالبشر‪ ،‬وإ صدار الكتيبات‬

‫والنماذج اإلرشادية التي تشرح فيما أبعاد تل‪f‬ك الجريم‪f‬ة اإلنس‪f‬انية والقض‪ff‬اء على أس‪f‬بابها وكيفي‪f‬ة التص‪ff‬دي‬

‫آلثاره‪ff f‬ا الس‪ff f‬لبية‪ ،‬وتض‪ff f‬م اإلرش‪ff f‬ادية الن‪ff f‬واحي المتعلق‪ff f‬ة ب‪ff f‬برامج المس‪ff f‬اعدات ابت‪ff f‬داء من تحدي‪ff f‬د الض‪ff f‬حايا‬

‫وس‪ff f‬ؤالهم عن كيفي‪ff f‬ة تلبي‪ff f‬ة احتياج‪ff f‬اتهم الص‪ff f‬حية ون‪ff f‬ذكر الض‪ff f‬حايا وس‪ff f‬ؤالهم عن كيفي‪ff f‬ة تلبي‪ff f‬ة احتياج‪ff f‬اتهم‬

‫الص ‪ff‬حية ون ‪ff‬ذكر منه ‪ff‬ا بص ‪ff‬فة خاص ‪ff‬ة ال ‪ff‬دليل اإلرش ‪ff‬ادي للتحقي ‪ff‬ق والمالحق ‪ff‬ة في ج ‪ff‬رائم االتج ‪ff‬ار بالبش ‪ff‬ر‬

‫وحماية الضحايا في سياق إنفاذ القانون الذي صدر عام ‪ 2005‬وقامت المنظم‪f‬ة أيض‪ff‬ا بعدي‪f‬د من الجه‪f‬ود‬

‫‪ - 1‬أنظر اإلتجار بالبشر الوجه القبيح للهجرة العالمية‪ ،‬تحقي‪f‬ق س‪f‬ونس حس‪f‬ين‪ ،‬منش‪f‬ور بمجل‪f‬ة السياس‪f‬ة الدولي‪f‬ة على الموق‪f‬ع‬
‫اإللكتروني ‪Http://digital-ahram-oer.eg/articles.aspx?Serial=221722&eid:1909‬‬
‫‪ -2‬محمد الشناوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.227‬‬

‫‪68‬‬
‫اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫في مج‪ff f‬ال حماي‪ff f‬ة األطف‪ff f‬ال من االتج‪ff f‬ار ح‪ff f‬والي ‪ 530‬طف‪ff f‬ل في غان‪ff f‬ا وح‪ff f‬والي ‪ 300‬طف‪ff f‬ل مجن‪ff f‬دين في‬
‫‪1‬‬
‫النزاعات المسلحة وكذلك توفير التدريب الالزم ومنح القروض الصغيرة والتنمية والتعليم‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التعاون القضائي في مكافحة جريمة االتجار بالبشر‬

‫بم ‪ff‬ا أن جريم ‪ff‬ة االتج ‪ff‬ار بالبش ‪ff‬ر تعت ‪ff‬بر من األنش ‪ff‬طة الرئيس ‪ff‬ية للجريم ‪ff‬ة المنظم ‪ff‬ة وال ‪ff‬تي أص ‪ff‬بحت‬

‫تن‪ff‬افس األنش‪ff‬طة األخ‪ff‬رى كالمخ‪ff‬درات والمت‪ff‬اجرة باألس‪ff‬لحة كم‪ff‬ا أنه‪ff‬ا تحق‪ff‬ق مص‪ff‬در ربح ع‪ff‬الي‪ ،‬وفي ظ‪ff‬ل‬

‫قصور القوانين الجنائية الوطنية مشاكل فرضت التعاون الدولي للتصدي للظاهرة الخطيرة وذلك بتدويل‬

‫الجريمة وإ جراءات مالحقتها‪ ،‬والتعاون القضائي هو التعاون بين الس‪ff‬لطات القض‪ff‬ائية في ال‪ff‬دول المختلف‪f‬ة‬

‫لمكافحة اإلجرام المنظم‪.‬‬

‫ويه‪ff f‬دف إلى التق‪ff f‬ريب من اإلج‪ff f‬راءات الجنائي‪ff f‬ة من حيث إج‪ff f‬راءات التحقي‪ff f‬ق والمكافح‪ff f‬ة إلى حين‬

‫ص ‪ff‬دور الحكم على المحك ‪ff‬وم علي ‪ff‬ه وع ‪ff‬دم إفالت ‪ff‬ه من العق ‪ff‬اب نتيج ‪ff‬ة الرتك ‪ff‬اب جريم ‪ff‬ة في ع ‪ff‬دة دول ويتم‬

‫التنسيق بين السلطات القضائية التفاق على معايير في ه‪f‬ذا الش‪f‬أن‪ ،2‬أيض‪ff‬ا ال تع‪f‬ني فك‪f‬رة التع‪f‬اون ال‪f‬دولي‬

‫إق‪ff‬رار س‪ff‬يادة ال‪ff‬دول ب‪ff‬ل إيج‪ff‬اد تع‪ff‬اون بينه‪ff‬ا بغي‪ff‬ة خل‪ff‬ق تكام‪ff‬ل مع‪ff‬ايير االختص‪ff‬اص الجن‪ff‬ائي ال‪ff‬دولي‪ ،‬ح‪ff‬ل‬

‫الصعوبات الناتجة عن تنازع الق‪f‬وانين ال‪f‬تي ق‪ff‬د تث‪f‬ار وله‪f‬ذا س‪f‬نحاول تن‪f‬اول أهم اآللي‪f‬ات القض‪ff‬ائية للتع‪f‬اون‬

‫ال‪ff‬دولي والمتمثل‪ff‬ة في تس‪ff‬ليم المج‪ff‬رمين (الف‪ff‬رع األول) والمس‪ff‬اعدة القض‪ff‬ائية (الف‪ff‬رع الث‪ff‬اني) وك‪ff‬ذا الوس‪ff‬ائل‬

‫المستحدثة لتعزيز التعاون القضائي (الفرع الثالث)‬

‫الفرع األول‪ :‬تسليم المجرمين‬

‫‪ - 1‬أنظر على الموقع الرسمي لالتجار بالبشر الوجه القبيح للهجرة العالمية‪ ،‬نفس الموقع‪.‬‬
‫‪ -2‬فشوش هدى حامد‪ ،‬الجريمة المنظمة‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬ط‪ ،2‬اإلسكندرية‪ ،2006 ،‬ص‪.85‬‬

‫‪69‬‬
‫اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إن اص‪ff‬طالح تس‪ff‬ليم المج‪ff‬رمين يع‪ff‬ني عم‪ff‬ل بمقتض‪ff‬اه الدول‪ff‬ة ال‪ff‬تي لج‪ff‬أ إلي‪ff‬ه ش‪ff‬خص منهم أو محك‪ff‬وم‬
‫‪1‬‬
‫عليه في الجريمة تسلمه إلى الدولة المختصة في محاكمة أو تنفيذ العقوبة عليه‪.‬‬

‫وهناك تعري‪f‬ف آخ‪f‬ر ي‪f‬رى بطلب من ه‪f‬ذه األخ‪f‬يرة مج‪f‬رم يوج‪f‬د على إقليمه‪f‬ا‪ ،‬ح‪f‬تى يح‪f‬اكم أة لتنفي‪f‬ذ‬
‫‪2‬‬
‫عقوبة سبق وأن صدرت ضده‪ ،‬ويستمد هذا اإلجراء أصوله أساسا من اإلتفاقيات الدولية‪.‬‬

‫وق ‪ff f‬د ع ‪ff f‬رف النظ ‪ff f‬ام األساس ‪ff f‬ي للمحكم ‪ff f‬ة الجنائي ‪ff f‬ة الدولي ‪ff f‬ة التس ‪ff f‬ليم في الم ‪ff f‬ادة ‪ 102‬تحت عن ‪ff f‬وان‬

‫مص‪ff‬طلحات‪ ،‬وج‪ff‬اء في نص ه‪ff‬ذه الم‪ff‬ادة (أ) يع‪ff‬ني "التق‪ff‬ديم" نق‪ff‬ل دول‪ff‬ة م‪ff‬ا شخص‪ff‬ا إلى المحكم‪ff‬ة عمال به‪ff‬ذا‬

‫النظام األساسي (ب) يعني "التسليم" نقل دولة ما شخص‪ff‬ا إلى دول‪ff‬ة أخ‪ff‬رى بم‪ff‬وجب معاه‪ff‬دة أو اتفاقي‪ff‬ة أو‬
‫‪3‬‬
‫تشريع وطني‪.‬‬

‫وبما أن تسليم المجرمين هو نظام في عالقات الدول وجريمة االتجار كما ذكرنا س‪ff‬ابقا ق‪ff‬د ت‪ff‬رتكب‬

‫ع‪ff‬ادة في أك‪ff‬ثر من إقليم دول‪ff‬ة‪ ،‬فمثال ل‪ff‬و أن ش‪ff‬خص ق‪ff‬ام بنق‪ff‬ل أش‪ff‬خاص تحت التهدي‪ff‬د واإلك‪ff‬راه الس‪ff‬تغاللهم‬

‫في أي ص‪ff‬ورة من ص‪ff‬ور االس‪ff‬تغالل المنص‪ff‬وص عليه‪ff‬ا في جريم‪ff‬ة االتج‪ff‬ار البش‪ff‬ر ك‪ff‬أن ق‪ff‬ام بنق‪ff‬ل ه‪ff‬ؤالء‬

‫األش ‪ff‬خاص من مدين ‪ff‬ة ت ‪ff‬ونس بواس ‪ff‬طة س ‪ff‬يارة الس ‪ff‬تغاللهم في التس ‪ff‬ول في مدين ‪ff‬ة الجزائ ‪ff‬ر العاص ‪ff‬مة هن ‪ff‬ا‬

‫الجريمة وقعت في دولتين في الجزائر وتونس‪ ،‬فغالبا جرائم اإلتجار بالبشر تكون في إقليم دول‪ff‬تين ل‪ff‬ذلك‬

‫ارتأين ‪ff‬ا التط ‪ff‬رق إلى موض ‪ff‬وع تس ‪ff‬ليم المج ‪ff‬رمين لم ‪ff‬ا ل ‪ff‬ه من أهمي ‪ff‬ة في مكافح ‪ff‬ة االتج ‪ff‬ار بالبش ‪ff‬ر ونفعي ‪ff‬ل‬

‫الق‪f‬وانين ال‪f‬تي تج‪f‬رم االتج‪f‬ار بالبش‪f‬ر‪ ،‬فاالتج‪f‬ار بالبش‪f‬ر يع‪f‬د جريم‪f‬ة منظم‪f‬ة ال‪f‬تي تب‪f‬دأ جريم‪f‬ة داخلي‪f‬ة يح‪f‬دد‬

‫‪ - 1‬فريدة بشرى‪ ،‬تحديد نظام تسليم المجرمين‪ ،‬مذكرة لنيل درجة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬ب‪ff‬ودواو‪ ،‬جامع‪ff‬ة أمحم‪ff‬د ب‪ff‬وقرة‪،‬‬
‫بومرداس‪ ،2007 ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ -2‬الق‪ff‬رام ابتس‪ff‬ام‪ ،‬المص‪ff‬طلحات القانوني‪ff‬ة في التش‪ff‬ريع الجزائ‪ff‬ري ‪،‬المؤسس‪ff‬ة الوطني‪ff‬ة للفن‪ff‬ون المطبعي‪ff‬ة‪ ،‬الجزائ‪ff‬ر‪،1992 ،‬‬
‫ص‪.29‬‬
‫‪ -3‬علتم ش‪ff‬ريف ‪ ،‬المحكم‪ff‬ة الجنائي‪ff‬ة الدولي‪ff‬ة‪ ،‬الموائم‪ff‬ات الدس‪ff‬تورية والتش‪ff‬ريعية‪ ،‬مش‪ff‬روع ق‪ff‬انون نم‪ff‬وذجي‪ ،‬اللجن‪ff‬ة الدولي‪ff‬ة‬
‫للصليب األحمر‪ ،‬الطبعة ‪ ،4‬سنة ‪ ،2006‬ص‪.274‬‬

‫‪70‬‬
‫اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أركانها وينظمها القانون ال‪f‬داخلي وتتع‪f‬اون ال‪f‬دول لمكافحته‪f‬ا عن طري‪f‬ق االتفاقي‪f‬ات الدولي‪f‬ة ويوق‪ff‬ع العق‪f‬اب‬

‫باسم المجتمع الداخلي واالختصاص فيما يتعلق بالجريمة المنظمة ينظمه القانون الجن‪ff‬ائي ال‪ff‬داخلي للدول‪ff‬ة‬
‫‪1‬‬
‫التي تقع الجريمة على أراضيها‪.‬‬

‫يع‪ff‬د التع‪ff‬اون ال‪ff‬دولي في مج‪ff‬ال تس‪ff‬ليم المج‪ff‬رمين آلي‪ff‬ة مهم‪ff‬ة في القبض على مرتك‪ff‬بي الج‪ff‬رائم على‬

‫المس‪ff‬توى ال‪ff‬دولي واإلقليمي وتع‪ff‬د االتفاقي‪ff‬ات الدولي‪ff‬ة األس‪ff‬اس الق‪ff‬انوني لمعرف‪ff‬ة اإلج‪ff‬راءات المتبع‪ff‬ة وال‪ff‬تي‬

‫يتم تفعيله‪ff f‬ا من ط‪ff f‬رف آلي‪ff f‬ات دولي‪ff f‬ة وإ قليمي‪ff f‬ة للقبض على المج‪ff f‬رمين وتس‪ff f‬ليمهم للعدال‪ff f‬ة‪ ،‬وب‪ff f‬ذلك يمكن‬
‫‪2‬‬
‫التصدي للجريمة المنظمة العابرة لألوطان‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المساعدة القضائية المتبادلة‬

‫تعت‪ff f‬بر المس‪ff f‬اعدة القض‪ff f‬ائية المتبادل‪ff f‬ة في المس‪ff f‬ائل الجنائي‪ff f‬ة إح‪ff f‬دى الوس‪ff f‬ائل اإلجرامي‪ff f‬ة في مج‪ff f‬ال‬

‫التع ‪ff‬اون القض ‪ff‬ائي ال ‪ff‬دولي الجن ‪ff‬ائي‪ ،‬وتتمث ‪ff‬ل في المحاكم ‪ff‬ة ال ‪ff‬تي تج ‪ff‬ري في دول ‪ff‬ة ط ‪ff‬رف في معاه ‪ff‬دة أو‬

‫اتفاقية لتبادل المساعدة بشأن جريمة مرتكبة تدخل في اختصاص سلطتها القضائية‪.‬‬

‫وأحيان‪ff‬ا يس‪ff‬تند طلب المس‪ff‬اعدة القانوني‪ff‬ة من دول‪ff‬ة إلى أخ‪ff‬رى إلى نص‪ff‬وص قانوني‪ff‬ة داخلي‪ff‬ة كق‪ff‬انون‬

‫اإلج‪f‬راءات الجزائي‪f‬ة‪ ،‬فف‪f‬ق الق‪f‬انون الجزائ‪f‬ري مثال اإلج‪f‬راءات الجزائي‪f‬ة تنص الم‪f‬ادة ‪ 723‬أن إذا أرادت‬

‫حكومة أجنبية‪ ،‬في مجال دعوى جنائية يجري التحقي‪f‬ق فيه‪f‬ا في الخ‪f‬ارج أن‪f‬ه من الض‪ff‬روري ط‪f‬ل إرس‪f‬ال‬
‫‪3‬‬
‫أدلة إثبات أو مستندات‪.‬‬

‫‪ -1‬يوس‪ff‬ف باش‪ff‬ا ف‪ff‬ائزة‪ ،‬الجريم‪ff‬ة المنظم‪ff‬ة في ظ‪ff‬ل االتفاقي‪ff‬ات الدولي‪ff‬ة والق‪ff‬وانين الوطني‪ff‬ة‪ ،‬دار النهض‪ff‬ة العربي‪ff‬ة‪ ،‬الق‪ff‬اهرة‪،‬‬
‫‪ ،2002‬ص‪.59‬‬
‫‪ -2‬عواش‪f‬رية رقي‪f‬ة‪ ،‬نظ‪f‬ام تس‪f‬ليم المج‪f‬رمين ودوره في تحقي‪f‬ق التع‪f‬اون ال‪f‬دولي‪ ،‬مق‪f‬ال منش‪f‬ور في مجل‪f‬ة الفك‪f‬ر بباتن‪f‬ة‪ ،‬الع‪f‬دد‬
‫‪ ،04‬ص‪.20‬‬
‫‪ -3‬إدوار عي‪ff‬د‪ ،‬اإلناب‪ff‬ات اإلعالني‪ff‬ة القاض‪ff‬ئية وفق‪ff‬ا لقواع‪ff‬د الق‪ff‬انون ال‪ff‬دولي الخ‪ff‬اص واتفاقي‪ff‬ة ال‪ff‬دول العربي‪ff‬ة في ع‪ff‬ام ‪1959‬‬
‫معهد البحوث والدراسات العربية‪ ،‬جامعة الدول العربية‪ ،1969 ،‬بند ‪ ، 01‬ص‪.09‬‬

‫‪71‬‬
‫اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وتقتض‪ff‬ي الم‪ff‬ادة ‪ 18‬من اتفاقي‪ff‬ة األمم المتح‪ff‬دة لمكافح‪ff‬ة الجريم‪ff‬ة المنظم‪ff‬ة الع‪ff‬ابرة للح‪ff‬دود الوطني‪ff‬ة‬

‫الموقع‪ff‬ة في ب‪ff‬اليرمو في ديس‪ff‬مبر ‪ ،2000‬بأن‪ff‬ه على ال‪ff‬دول األط‪ff‬راف أن تق‪ff‬دم ك‪ff‬ل منه‪ff‬ا لألخ‪ff‬رى بالتب‪ff‬ادل‬

‫أكبر قدر ممكن من المساعدات القضائية في التحقيقات والمحاكمات المتعلقة ب‪ff‬الجرائم المنص‪ff‬وص عليه‪ff‬ا‬

‫في ه ‪ff‬ذه االتفاقي ‪ff‬ة‪ ،‬ويمكن أن تطلب المس ‪ff‬اعدة القض ‪ff‬ائية لألغ ‪ff‬راض الم ‪ff‬ذكورة في الفق ‪ff‬رة (أ) إلى الفق ‪ff‬رة‬
‫‪1‬‬
‫(ج)‪.‬‬

‫إض‪ff‬افة إلى ذل‪ff‬ك يمكن نق‪ff‬ل األش‪ff‬خاص المس‪ff‬جونين المحك‪ff‬وم عليهم بعقوب‪ff‬ة س‪ff‬البة للحري‪ff‬ة في إقليم‬

‫دولة طرف إلى دولة أخرى لتأدية الشهادة ولتقديم أي مساهمة أخ‪f‬رى في الحص‪ff‬ول على أدل‪f‬ة التحقيق‪f‬ات‬

‫أو إج‪fff‬راء المحاكم‪fff‬ة المتعلق ‪ff‬ة ب‪fff‬الجرائم المنص‪fff‬وص عليه‪fff‬ا في ه ‪ff‬ذه االتفاقي ‪ff‬ة وال ‪ff‬تي من ض‪fff‬منها ج‪fff‬رائم‬
‫‪2‬‬
‫االتجار بالبشر وهذا من خالل المادة ‪ 18‬الفقرة العاشرة‪.‬‬

‫إن المساعدة القانونية المتبادلة في المسائل الجنائي‪f‬ة من اآللي‪f‬ات الفعال‪f‬ة لمواجه‪f‬ة الجريم‪f‬ة المنظم‪f‬ة‬

‫خصوصا واإلجرام بوجه عام‪ ،‬تعبر إجراء قض‪ff‬ائي من ش‪ff‬انه تس‪ff‬هيل ممارس‪ff‬ة اإلختص‪ff‬اص القض‪ff‬ائي في‬

‫دولة أخ‪f‬رى بص‪f‬دد جريم‪f‬ة من الج‪f‬رائم‪ ،‬يتم اللج‪f‬وء إليه‪f‬ا لتحقي‪f‬ق الس‪f‬رعة والفعالي‪f‬ة في إج‪f‬راءات العق‪f‬اب‬

‫والمالحق‪ff‬ة على الج‪ff‬رائم‪ ،‬كم‪ff‬ا يقص‪ff‬د به‪ff‬ا تق‪ff‬ديم ال‪ff‬دول األط‪ff‬راف لبعض‪ff‬ها البعض أك‪ff‬بر ق‪ff‬در من المس‪ff‬اعدة‬

‫القانوني‪ff‬ة المتبادل‪ff‬ة في التحقيق‪ff‬ات والمالحق‪ff‬ات واإلج‪ff‬راءات القض‪ff‬ائية المتص‪ff‬لة بج‪ff‬رائم تح‪ff‬ددها االتفاقي‪ff‬ات‬
‫‪3‬‬
‫الدولية‪.‬‬

‫‪ -1‬سيد كامل شريف ‪ ،‬الجريمة المنظمة في الق‪f‬انون المق‪f‬ارن‪ ،‬الطبع‪ff‬ة األولى‪ ،‬دار النهض‪f‬ة العربي‪ff‬ة‪ ،‬مص‪f‬ر‪ ،2001 ،‬ص‬
‫‪.276‬‬
‫‪ -2‬مق ‪ff‬درة من ‪ff‬يرة‪ ،‬التع ‪ff‬اون ال ‪ff‬دولي لمكافح ‪ff‬ة الجريم ‪ff‬ة المنظم ‪ff‬ة‪ ،‬م ‪ff‬ذكرة لني ‪ff‬ل الماس ‪ff‬تر في الحق ‪ff‬وق‪ ،‬كلي ‪ff‬ة الحق ‪ff‬وق والعل ‪ff‬وم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،2015 ،‬ص ص‪.157 ،156‬‬
‫‪ -3‬سوالف سليم‪ ،‬المساعدة القانوني‪f‬ة المتبادل‪f‬ة كآلي‪f‬ة لمكافح‪f‬ة الج‪f‬ريم المنظم‪f‬ة‪ ،‬مق‪f‬ال منش‪f‬ور في مجل‪f‬ة االجته‪f‬اد القض‪f‬ائي‪،‬‬
‫البليدة ‪ ،2‬المجلد ‪ ،13‬عدد ‪ ،25‬جانفي ‪ ،2021‬ص‪.661‬‬

‫‪72‬‬
‫اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يمث‪ff‬ل تب‪ff‬ادل المس‪ff‬اعدة القانوني‪ff‬ة في المس‪ff‬ائل الجنائي‪ff‬ة األس‪ff‬لوب األمث‪ff‬ل لمواجه‪ff‬ة الص‪ff‬عوبات الناش‪ff‬ئة‬

‫عن الط ‪ff‬ابع ال ‪ff‬دولي للجريم ‪ff‬ة المنظم ‪ff‬ة فهي من اآللي ‪ff‬ات الفعال ‪ff‬ة لمواجه ‪ff‬ة اإلج ‪ff‬رام بوج ‪ff‬ه ع ‪ff‬ام والجريم ‪ff‬ة‬

‫المنظم‪ff f‬ة خاص‪ff f‬ة‪ ،‬وهن‪ff f‬اك مجموع‪ff f‬ة من ح‪ff f‬االت المس‪ff f‬اعدة القض‪ff f‬ائية وال‪ff f‬تي ن‪ff f‬ذكر منه‪ff f‬ا تحدي‪ff f‬د هوي‪ff f‬ة‬

‫األشخاص وأماكنهم س‪f‬واء ك‪f‬انوا متهمين‪ ،‬ش‪f‬هودا‪ ،‬ض‪f‬حايا‪ ،‬ض‪f‬بط األش‪f‬ياء‪ ،‬وتف‪f‬تيش األش‪f‬خاص واألم‪f‬اكن‬
‫‪1‬‬
‫وتوفير المعلومات ‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الوسائل المستحدثة لتعزيز التعاون الدولي‬

‫نظ‪ff f‬را لتط‪ff f‬ور أس‪ff f‬اليب ارتك‪ff f‬اب الجريم‪ff f‬ة المنظم‪ff f‬ة واس‪ff f‬تفادة المج‪ff f‬رمين من ه‪ff f‬ذه التط‪ff f‬ورات في مج‪ff f‬ال‬

‫االتص‪ff‬االت والتكنولوجي‪ff‬ا‪ ،‬فالب‪ff‬د من وج‪ff‬ود مكافح‪ff‬ة فعال‪ff‬ة تتطلب أس‪ff‬اليب جدي‪ff‬دة تتناس‪ff‬ب م‪ff‬ع طبيع‪ff‬ة ه‪ff‬ذه‬

‫الجرائم ومن أبرز هذه األساليب نجد‪:‬‬

‫أوال‪ :‬قضاة االتصال‬

‫يتحق ‪ff‬ق ه ‪ff‬ذا النظ ‪ff‬ام باالتص ‪ff‬ال المباش ‪ff‬ر بين القض ‪ff‬اة في ال ‪ff‬دول المختلف ‪ff‬ة وتف ‪ff‬رض ض ‪ff‬رورة وج ‪ff‬ود‬

‫اتفاقيات دولية بحيث تكفل سرعة البث في طلبات المساعدة القضائية المتبادلة وتس‪ff‬ليم المج‪ff‬رمين‪ ،‬وك‪ff‬ذل‬
‫‪2‬‬
‫يساهم في تبادل المعلومات الخاصة باألحكام القضائية والتشريعات التي تصدر بهذا الخصوص‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإلنابة القضائية‬

‫تع ‪ff‬رف بأنه ‪ff‬ا عم ‪ff‬ل بمقتض ‪ff‬اه تع ‪ff‬وض المحكم ‪ff‬ة أو القاض ‪ff‬ي محكم ‪ff‬ة أخ ‪ff‬رى أو قاض ‪ff‬ي آخ ‪ff‬ر للقي ‪ff‬ام‬

‫مكانه ‪ff‬ا وفي دائ ‪ff‬رة اختصاص ‪ff‬ها‪ ،‬وتتم اإلناب ‪ff‬ة القض ‪ff‬ائية عن طري ‪ff‬ق تكلي ‪ff‬ف الس ‪ff‬لطة القض ‪ff‬ائية في الدول ‪ff‬ة‬

‫‪ -1‬دني ‪ff‬اب آس ‪ff‬يا‪ ،‬التع ‪ff‬اون القض ‪ff‬ائي لمكافح ‪ff‬ة الجريم ‪ff‬ة المنظم ‪ff‬ة ع ‪ff‬بر الوطني ‪ff‬ة وإ ش ‪ff‬كالية‪ ،‬مق ‪ff‬ال منش ‪ff‬ور في مجل ‪ff‬ة العل ‪ff‬وم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬عدد ‪ ،49‬المجلد أ‪ ،‬جوان ‪ ،2018‬ص‪.176‬‬
‫‪ -2‬سيد كامل شريف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.288‬‬

‫‪73‬‬
‫اآلليات الدولية لمكافحة جريمة االتجار بالبشر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المنيب ‪ff‬ة للس ‪ff‬لطة القض ‪ff‬ائية في دول ‪ff‬ة أخ ‪ff‬رى للقي ‪ff‬ام ب ‪ff‬إجراء أو ع ‪ff‬دة إج ‪ff‬راءات من إج ‪ff‬راءات التحقي ‪ff‬ق م ‪ff‬ع‬

‫مراع ‪ff‬اة حق ‪ff‬وق وحري ‪ff‬ات اإلنس ‪ff‬ان المع ‪ff‬ترف به ‪ff‬ا مقاب ‪ff‬ل تعه ‪ff‬د الدول ‪ff‬ة المنيب ‪ff‬ة بالمعامل ‪ff‬ة بالمث ‪ff‬ل‪ ،‬واح ‪ff‬ترام‬

‫النتائج القانونية ال‪f‬تي توص‪f‬لت إليه‪f‬ا الس‪f‬لطة القض‪f‬ائية في الدول‪f‬ة المناب‪f‬ة كم‪f‬ا يج‪f‬وز تنفي‪f‬ذ اإلناب‪f‬ة القض‪f‬ائية‬

‫وفقا لألحك‪f‬ام اإلجرائي‪f‬ة المنص‪f‬وص عليه‪f‬ا في ق‪f‬وانين الدول‪f‬ة المنيب‪f‬ة لخالف القاع‪f‬دة العام‪f‬ة ب‪f‬أن تنف‪f‬ذ وفق‪f‬ا‬
‫‪1‬‬
‫لقوانين الدولة المنابة ونزوال على مبدأ اإلقليمية‪.‬‬

‫حيث يمكن أن يكون موضوع اإلناب‪f‬ة القض‪f‬ائية أي إج‪f‬راء من إج‪f‬راءات التحقي‪f‬ق أو تنفي‪f‬ذ عملي‪f‬ات‬

‫التف‪ff‬تيش أو تق‪ff‬ديم معلوم‪ff‬ات الخ‪ff‬برة أو المعاين‪ff‬ة وفحص األش‪ff‬ياء وغيره‪ff‬ا فموض‪ff‬وع اإلناب‪ff‬ة القض‪ff‬ائية ج‪ff‬اء‬

‫مطلق‪ff‬ا بحيث ش‪ff‬مل جمي‪ff‬ع إج‪ff‬راءات التحقي‪ff‬ق م‪ff‬ا لم ي‪ff‬رد نص يقي‪ff‬د موض‪ff‬وعها‪ ،‬أخ‪ff‬ذا بالمب‪ff‬دأ القائ‪ff‬ل ب‪ff‬أن‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫"المطلق يؤخذ على إطالقه ما لم يرد ما يقيده‪"...‬‬

‫ثالثا‪ :‬استخدام التكنولوجيا الحديثة‬

‫من أب‪ff‬رز الوس‪ff‬ائل اس‪ff‬تخداما ال‪ff‬دوائر التلفزيوني‪ff‬ة من قب‪ff‬ل القاض‪ff‬ي لس‪ff‬ماع الش‪ff‬هود وذل‪ff‬ك إم‪ff‬ا بتوف‪ff‬ير‬

‫ال‪ff‬وقت لض‪ff‬مان حماي‪ff‬ة الش‪ff‬اهد أو األش‪ff‬خاص ال‪ff‬ذين يس‪ff‬اهمون في اإلج‪ff‬راءات الجنائي‪ff‬ة المتعلق‪ff‬ة ب‪ff‬الجرائم‬
‫‪3‬‬
‫للقاعدة‪ ،‬وذلك خالفا للقاعدة العامة في حضور الشاهد وسماع أقواله أمام المحكمة‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبد الحميد نيبة نسرين ‪ ،‬الجريمة المنظمة عبر الوطنية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬مصر‪ ،2006 ،‬ص‪.111‬‬
‫‪ - 2‬بن عودة نبيل‪ ،‬جدوعي العربي‪ ،‬اإلنابات القضائية الدولية في المجال الجزائر‪ /‬مقال منشور في مجل‪f‬ة الق‪f‬انون ال‪f‬دولي‬
‫والتنمية‪ ،‬مستغانم‪ ،‬المجلد ‪ ،7‬العدد ‪ ،2019 ،2‬ص‪.150‬‬
‫‪ -3‬سيد كامل شريف ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.280‬‬

‫‪74‬‬
‫الخاتمـــــــــــة‬
‫الخاتمــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫تعتبر جريمة التجار بالبشر من أخطر أنواع الجرائم‪ ،‬كون مرتكبيها يستعملون وسائل مختلف‪ff‬ة في‬

‫استغالل الضحايا بأبشع الصور‪ ،‬بغية تحقيق أه‪f‬داف مادي‪ff‬ة غ‪f‬ير مش‪ff‬روعة وبس‪ff‬رعة كب‪ff‬يرة‪ ،‬فهي جريم‪ff‬ة‬

‫عابرة للحدود‪ ،‬مما جعلها تشغل المجتمع الدولي بالكامل لما تسبب من أضرار بأنظمة الدول من الناحية‬

‫السياسية واالجتماعية واالقتصادية‪ ،‬كذلك هي مشكلة تفتك بآالف الضحايا خاصة النساء واألطفال الذين‬

‫يتعرضون ألسوء أشكال االستغالل‪.‬‬

‫كما تتجه جرائم االتجار بالبشر نحو انتهاك حقوق اإلنسان بصفة عامة‪ ،‬كم‪ff‬ا أنه‪ff‬ا تتع‪ff‬رض لبعض‬

‫الحقوق بصفة خاصة كالحق في أمن الشخص وكرامته‪ ،‬والحق في العمل المالئم‪ ،‬والحق في الحياة‪.‬‬

‫وقد علت أص‪f‬وات الخ‪f‬بر واإلنس‪f‬انية تك‪f‬الب بمحارب‪f‬ة ه‪f‬ذه الجريم‪f‬ة بك‪f‬ل أش‪f‬كالها وأنواعه‪f‬ا ومعاقب‪f‬ة‬

‫الجن ‪ff‬اة بمختل ‪ff‬ف جنس ‪ff‬ياتهم وديان ‪ff‬اتهم‪ ،‬فق ‪ff‬د جمعت اإلنس ‪ff‬انية أص ‪ff‬وات الخ ‪ff‬بر ال ‪ff‬تي تس ‪ff‬تنكر ه ‪ff‬ذه الجريم ‪ff‬ة‬

‫البشعة التي ته‪f‬دد األمن والس‪f‬لم االجتم‪f‬اعي على مس‪f‬توى الع‪f‬الم لم‪f‬ا له‪f‬ا من آث‪f‬ار س‪f‬يئة وتط‪f‬الب بمالحظ‪f‬ة‬

‫مرتكبيه‪ff‬ا وض‪ff‬بطهم ووقاي‪ff‬ة المجتم‪ff‬ع من أفع‪ff‬الهم‪ ،‬وب‪ff‬دأ التح‪ff‬دي الحقي‪ff‬ق لتل‪ff‬ك الجماع‪ff‬ات في كاف‪ff‬ة أنح‪ff‬اء‬

‫العالم بمختلف فئاته من خالل وض‪ff‬ع اتفاقي‪f‬ات دولي‪f‬ة لخط‪f‬ر ومن‪f‬ع ووقاي‪f‬ة الع‪f‬الم من تل‪f‬ك الج‪f‬رائم ومس‪f‬ألة‬

‫الدول التي ال تمنع هذه الجرائم‪.‬‬

‫لذلك فإن العمل على وضع حد لتلك االنتهاكات هو واجب الجميع‪ ،‬جوال ومنظمات وأف‪ff‬رادا‪ ،‬وفي‬

‫هذا اإلطار فقد جاء هذا البحث مساهمة في مكافحة تل‪f‬ك الج‪f‬رائم‪ ،‬وذل‪f‬ك من خالل جمل‪f‬ة م‪f‬ا توص‪f‬لنا إلي‪f‬ه‬

‫من نتائج وتوصيات متمثلة في‪:‬‬

‫‪76‬‬
‫الخاتمــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫نتائج الدراسة‪:‬‬

‫باتت جرائم االتجار بالبشر تؤرق الض‪f‬مير الع‪f‬المي في اآلون‪f‬ة األخ‪f‬يرة فهي تعت‪f‬بر ش‪f‬كال من أش‪f‬كال‬ ‫‪‬‬

‫ال‪ff‬رق المعاص‪ff‬ر‪ ،‬كم‪ff‬ا تع‪ff‬د انتهاك‪ff‬ا ص‪ff‬ارخا لحق‪ff‬وق اإلنس‪ff‬ان‪ ،‬وهي ال تقتص‪ff‬ر على دول‪ff‬ة معين‪ff‬ة وإ نم‪ff‬ا‬

‫تمتد لتشمل العديد من الدول المختلفة‪.‬‬

‫على المس ‪ff‬توى الوط ‪ff‬ني واإلقليمي‪ ،‬تب ‪ff‬ادل الخ ‪ff‬برات بين ال ‪ff‬دول في مج ‪ff‬ال مكافح ‪ff‬ة االتج ‪ff‬ار بالبش ‪ff‬ر‬ ‫‪‬‬

‫وحماية الضحايا وتكثيف التعاون في دعم جهود بناء القدرات الوطنية‪.‬‬

‫ك‪ff‬ذلك إلزامي‪ff‬ة تض‪ff‬ييق مج‪ff‬ال الجريم‪ff‬ة وأم‪ff‬ام المج‪ff‬رمين وذل‪ff‬ك عن‪ff‬د س‪ff‬ن الق‪ff‬وانين كي ال يتمكن‪ff‬وا من‬ ‫‪‬‬

‫االستفادة من أي ثغ‪f‬رة موج‪f‬ودة في الق‪f‬انون‪ ،‬ك‪f‬ذلك تع‪f‬ديل ق‪ff‬انون العقوب‪f‬ات بص‪ff‬ورة تتماش‪f‬ى م‪f‬ع ه‪f‬ذه‬

‫الجريمة من خالل تشديد العقوبات‪.‬‬

‫على المس ‪ff‬توى ال ‪ff‬دولي تم إب ‪ff‬رام اتفاقي ‪ff‬ات بين ال ‪ff‬دول لتوحي ‪ff‬د جه ‪ff‬ود المكافح ‪ff‬ة والعم ‪ff‬ل على تك ‪ff‬ريس‬ ‫‪‬‬

‫اإلستراتيجية الدولية‪.‬‬

‫إلزامية تصديق الدول على االتفاقيات الدولية التي لها عالقة بحماية الفرد والمجتمع‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫من الصعوبة حصر األشكال والصور التي يمكن أن تتخ‪ff‬ذها جريم‪ff‬ة االتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر ولكن م‪ff‬ا يمكن‬ ‫‪‬‬

‫الجزم به أنها تتطور بسرعة فائقة وفي اتجاه تصاعدي في ظل العولمة‪.‬‬

‫تعود أسباب االتجار بالبشر إلى أم‪ff‬ور عدي‪ff‬دة حيث ت‪ff‬وفر ه‪ff‬ذه التج‪ff‬ارة أرباح‪ff‬ا كب‪ff‬يرة في ف‪ff‬ترة زمني‪ff‬ة‬ ‫‪‬‬

‫قصيرة وبتكلفة بسيطة‪.‬‬

‫إن سالمة الجسم البشري تتمتع بالحماية الدينية والقانونية على حد سواء أكان اإلنسان حيا أو ميت‪ff‬ا‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫فال يجوز المساس به بأي سوء‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫الخاتمــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫التوصيات‪:‬‬

‫من خالل معطي‪ff‬ات بحثن‪ff‬ا ونتائجه‪ff‬ا ومن اج‪ff‬ل تعزي‪ff‬ز جه‪ff‬ود مكافح‪ff‬ة االتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر الع‪ff‬الم بوج‪ff‬ه ع‪ff‬ام‬

‫والوطن العربي بوجه خاص ارتأينا تقديم بعض االقتراحات‪.‬‬

‫‪ .1‬يجب أال تغفل االهتم‪f‬ام بض‪ff‬حايا االتج‪f‬ار بالبش‪f‬ر‪ ،‬وم‪f‬ا يجب توف‪ff‬يره له‪f‬ؤالء الض‪ff‬حايا من عدال‪f‬ة وإ نص‪ff‬اف‬

‫وحماية ورعاية عقب وقوع الجريمة‪.‬‬

‫‪ .2‬تعزيز أو مواصلة تعزيز التعاون بين الدول في مجال مكافحة الجرائم التي ق‪ff‬د تك‪ff‬ون له‪ff‬ا ص‪ff‬لة باإلتج‪ff‬ار‬

‫باألشخاص ومنها غسل األموال والفساد وتهريب المهاجرين وجميع أشكال الجريمة المنظمة‪.‬‬

‫‪ .3‬قيام المؤسسات الحقوقية والقانونية بدورها المسؤول في الكشف عن الجرائم الدولية‪.‬‬

‫‪ .4‬دعم دور مؤسسات العدالة الجنائية على إنفاذ القانون وحماية الضحايا‪.‬‬

‫‪ .5‬ال‪ff‬دعوة إلى وض‪ff‬ع إس‪ff‬تراتيجية ش‪ff‬املة لمكافح‪ff‬ة االتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر وإ ق‪ff‬رار اآللي‪ff‬ات الالزم‪ff‬ة لوض‪ff‬عها موض‪ff‬ع‬

‫التنفيذ من النواحي التشريعية والتنظيمية والتعاون الدولي‪.‬‬

‫‪ .6‬تش ‪ff‬جيع مكتب األمم المتح ‪ff‬دة المع ‪ff‬ني بالجريم ‪ff‬ة والمخ ‪ff‬درات ووكال ‪ff‬ة منظوم ‪ff‬ة األمم المتح ‪ff‬دة وص ‪ff‬ناديقها‬

‫وبرامجه ‪ff‬ا والمنظم ‪ff‬ات الدولي ‪ff‬ة واإلقليمي ‪ff‬ة األخ ‪ff‬رى على مواص ‪ff‬لة تق ‪ff‬ديم المس ‪ff‬اعدة لل ‪ff‬دول األعض‪fff‬اء‬

‫وتبادل أفضل الممارسات في مجال بناء القدرات واالستناد إليها في مساعدة ضحايا االتجار بالبشر‪.‬‬

‫‪ .7‬وض‪ff f‬ع التش‪ff f‬ريعات والق‪ff f‬وانين ال‪ff f‬تي تحف‪ff f‬ظ حق‪ff f‬وق اإلنس‪ff f‬ان بش‪ff f‬كل ع‪ff f‬ام والم‪ff f‬رأة والطف‪ff f‬ل بش‪ff f‬كل خ‪ff f‬اص‬

‫باعتبارها أكثر الفئات المتضررة في المجتمع‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‬
‫قائـــمة المصادر والمراجع‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬

‫‪ .I‬الكتب‪:‬‬

‫أحمد بوسقيعة‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي العام‪ ،‬الديوان الوطني لألشغال التربوية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬ ‫‪.1‬‬

‫ط‪.2003 ،1‬‬

‫دحي‪ff‬ة عب‪ff‬د اللطي‪ff‬ف‪ ،‬التع‪ff‬اون ال‪ff‬دولي لمكافح‪ff‬ة ج‪ff‬رائم االتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار المع‪ff‬تز للنش‪ff‬ر‬ ‫‪.2‬‬

‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2018 ،‬‬

‫دهام أكرم عمر‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬جريمة االتجار بالبشر‪ ،‬دار القانونية‪ ،‬القاهرة‪.2011 ،‬‬ ‫‪.3‬‬

‫رامي‪ff‬ا محم‪ff‬د ش‪ff‬اعر‪ ،‬االتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر‪ ،‬ق‪ff‬راءة قانوني‪ff‬ة اجتماعي‪ff‬ة‪ ،‬الطبع‪ff‬ة ‪ ،1‬منش‪ff‬ورات الحل‪ff‬بي‬ ‫‪.4‬‬

‫الحقوقي‪.2012 ،‬‬

‫الرش ‪ff‬يد محمـد أحم ‪ff‬د أس ‪ff‬ماء‪ ،‬اإلتج ‪ff‬ار بالبش ‪ff‬ر وتط ‪ff‬وره الت ‪ff‬اريخي‪ ،‬دار النهض ‪ff‬ة العربي ‪ff‬ة‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫‪.5‬‬

‫القاهرة‪.2009 ،‬‬

‫س ‪ff‬وزي ع‪ff‬دلي ناش ‪ff‬د‪ ،‬اإلتج ‪ff‬ار في البش ‪ff‬ر بين االقتص ‪ff‬اد الخفي واالقتص ‪ff‬اد الرس ‪ff‬مي‪ ،‬منش ‪ff‬ورات‬ ‫‪.6‬‬

‫الحلبي الحقوقية‪ ،‬طبعة ‪ ،1‬لبنان‪.2018 ،‬‬

‫سيد كامل شريف‪ ،‬الجريمة المنظمة في القانون المقارن‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬ ‫‪.7‬‬

‫مصر‪.2001 ،‬‬

‫الش ‪ff‬يخلي عب ‪ff‬د الق‪ff‬ادر‪ ،‬ج ‪ff‬رائم اإلتج ‪ff‬ار باألش ‪ff‬خاص واألعض ‪ff‬اء البش ‪ff‬رية وعقوبته ‪ff‬ا في الش ‪ff‬ريعة‬ ‫‪.8‬‬

‫والقوانين العربية والقانون الدولي‪ ،‬منشورات الحلبي‪ ،‬ط‪ ،1‬لبنان‪.2009 ،‬‬

‫عبد الحميد نيبة نسرين‪ ،‬الجريمة المنظمة عبر الوطنية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬مصر‪.2006 ،‬‬ ‫‪.9‬‬

‫عب‪ff‬د اللطي‪ff‬ف ش‪ff‬هير عب‪ff‬د المجي‪ff‬د‪ ،‬ال‪ff‬زواج الس‪ff‬ياحي‪ ،‬دراس‪ff‬ة حال‪ff‬ة ظ‪ff‬اهرة ال‪ff‬زواج الس‪ff‬ياحي في‬ ‫‪.10‬‬

‫مصر‪ ،‬حوليات آداب عين الشمس‪ ،‬جامعة عين الشمس كلية‪ ،‬مصر‪.2015 ،‬‬

‫‪80‬‬
‫قائـــمة المصادر والمراجع‬

‫عب‪ff‬د اهلل إب‪ff‬راهيم نص‪ff‬ار‪ ،‬ج‪ff‬رائم االتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر المفه‪ff‬وم‪ ،‬األس‪ff‬باب‪ ،‬المواجه‪ff‬ة‪ ،‬مرك‪ff‬ز البح‪ff‬وث‬ ‫‪.11‬‬

‫الشرقة الشارقة‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪.2006 ،‬‬

‫عروب‪ff‬ة جب‪ff‬ار الخ‪ff‬زرجي‪ ،‬حق‪ff‬وق الطف‪ff‬ل بين النظري‪ff‬ة والتط‪ff‬بيق‪ ،‬دار الثقاف‪ff‬ة للنش‪ff‬ر والتوزي‪ff‬ع‪،‬‬ ‫‪.12‬‬

‫عمان‪.2009 ،‬‬

‫علتم ش ‪ff‬ريف‪ ،‬المحكم ‪ff‬ة الجنائي ‪ff‬ة الدولي ‪ff‬ة‪ ،‬الموائم ‪ff‬ات الدس ‪ff‬تورية والتش ‪ff‬ريعية‪ ،‬مش ‪ff‬روع ق ‪ff‬انون‬ ‫‪.13‬‬

‫نموذجي‪ ،‬اللجنة الدولية للصليب األحمر‪ ،‬الطبعة ‪ ،4‬سنة ‪.2006‬‬

‫فشوش هدى حامد‪ ،‬الجريمة المنظمة‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬ط‪ ،2‬اإلسكندرية‪2006 ،‬م‪.‬‬ ‫‪.14‬‬

‫الق ‪ff f‬رام ابتس ‪ff f‬ام‪ ،‬المص ‪ff f‬طلحات القانوني ‪ff f‬ة في التش ‪ff f‬ريع الجزائ ‪ff f‬ري‪ ،‬المؤسس ‪ff f‬ة الوطني ‪ff f‬ة للفن ‪ff f‬ون‬ ‫‪.15‬‬

‫المطبعية‪ ،‬الجزائر‪.1992 ،‬‬

‫ك‪ff‬وركيس يوس‪ff‬ف داود‪ ،‬الجريم‪ff‬ة المنظم‪ff‬ة‪ ،‬الطبع‪ff‬ة األولى‪ ،‬ال‪ff‬دار العلمي‪ff‬ة الدولي‪ff‬ة ودار الثقاف‪ff‬ة‬ ‫‪.16‬‬

‫للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪2001 ،‬م‪.‬‬

‫محم ‪ff f‬د الش ‪ff f‬اوي‪ ،‬اس ‪ff f‬تراتيجية مكافح ‪ff f‬ة ج ‪ff f‬رائم اإلتج ‪ff f‬ار بالبش ‪ff f‬ر‪ ،‬مرك ‪ff f‬ز الق ‪ff f‬ومي اإلص ‪ff f‬دارات‬ ‫‪.17‬‬

‫القانونية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2014 ،‬‬

‫فشوش هدى حامد‪ ،‬الجريمة المنظمة‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬ط‪ ،2‬اإلسكندرية‪2006 ،‬م‪.‬‬ ‫‪.18‬‬

‫محمـد علي العري‪ff‬ان‪ ،‬عملي‪ff‬ات االتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر وآلي‪ff‬ات مكافحته‪ff‬ا‪ ،‬دراس‪ff‬ة مقارن‪ff‬ة‪ ،‬دار الجامع‪ff‬ة‬ ‫‪.19‬‬

‫الجديد للنشر والتوزيع‪ ،‬اإلسكندرية‪.2011 ،‬‬

‫يوسف باشا فائزة‪ ،‬الجريمة المنظمة في ظل االتفاقيات الدولية والقوانين الوطنية‪ ،‬دار النهض‪ff‬ة‬ ‫‪.20‬‬

‫العربية‪ ،‬القاهرة‪.2002 ،‬‬

‫هاني السبكي‪ ،‬عملي‪ff‬ات االتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر‪ ،‬دراس‪ff‬ة في ض‪ff‬وء الش‪ff‬ريعة اإلس‪ff‬المية والق‪f‬انون ال‪ff‬دولي‬ ‫‪.21‬‬

‫وبعض التشريعات العربية واألجنبية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬طبعة ‪ ،1‬اإلسكندرية‪.2001 ،‬‬

‫‪81‬‬
‫قائـــمة المصادر والمراجع‬

‫م ‪ff f‬رزوق ريم ‪ff f‬ة‪ ،‬الهج ‪ff f‬رة المغاربي ‪ff f‬ة إلى أوروب ‪ff f‬ا من الهج ‪ff f‬رة الش ‪ff f‬رعية المقنن ‪ff f‬ة إلى الهج ‪ff f‬رة‬ ‫‪.22‬‬

‫الشرعية‪.‬‬

‫إدوار عي‪ff‬د‪ ،‬اإلناب‪ff‬ات اإلعالني‪ff‬ة القض‪ff‬ائية وفق‪ff‬ا لقواع‪ff‬د الق‪ff‬انون ال‪ff‬دولي الخ‪ff‬اص واتفاقي‪ff‬ة ال‪ff‬دول‬ ‫‪.23‬‬

‫العربية في عام ‪ 1959‬معهد البحوث والدراسات العربية‪ ،‬جامع‪ff‬ة ال‪ff‬دول العربي‪ff‬ة‪ ،1969 ،‬بن‪ff‬د‬

‫‪.01‬‬

‫‪ .II‬المذكرات والرسائل الجامعية‪:‬‬

‫آمن ‪ff‬ة وزاني‪ ،‬جريم ‪ff‬ة اختط ‪ff‬اف األطف ‪ff‬ال في التش ‪ff‬ريع الجزائ ‪ff‬ري واالتفاقي ‪ff‬ات الدولي ‪ff‬ة‪ ،‬أطروح ‪ff‬ة‬ ‫‪.1‬‬

‫دكت ‪ff‬وراه في الق‪ff‬انون الجن ‪ff‬ائي‪ ،‬كلي ‪ff‬ة الحق‪ff‬وق والعل ‪ff‬وم السياس ‪ff‬ية‪ ،‬جامع ‪ff‬ة محم ‪ff‬د خيض ‪ff‬ر‪ ،‬بس ‪ff‬كرة‪،‬‬

‫‪.2019‬‬

‫س ‪ff‬مية عب ‪ff‬د المعي ‪ff‬د عب ‪ff‬د الك ‪ff‬ريم عب ‪ff‬د اهلل‪ ،‬م ‪ff‬ذكرة لني ‪ff‬ل درج ‪ff‬ة ال ‪ff‬دكتوراه في الق ‪ff‬انون الع ‪ff‬ام‪ ،‬كلي ‪ff‬ة‬ ‫‪.2‬‬

‫الدراسات العليا والبحث العلمي‪ ،‬جامعة سدي‪.2018 ،‬‬

‫طالب خيرة‪ ،‬جرائم االتج‪f‬ار باألش‪ff‬خاص واألعض‪ff‬اء البش‪f‬رية في التش‪f‬ريع الجزائ‪f‬ري واالتفاقي‪f‬ات‬ ‫‪.3‬‬

‫الدولي‪ff‬ة‪ ،‬أطروح‪ff‬ة دكت‪ff‬وراه في الق‪ff‬انون‪ ،‬كلي‪ff‬ة الحق‪ff‬وق والعل‪ff‬وم السياس‪ff‬ية‪ ،‬جامع‪ff‬ة أبي بك‪ff‬ر بلقاي‪ff‬د‪،‬‬

‫تلمسان‪.2018 ،‬‬

‫ش‪ff‬وكت أحم‪ff‬د جل‪ff‬ول‪ ،‬جرمي‪ff‬ة اإلتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر في الق‪ff‬انون اللبن‪ff‬اني‪ ،‬رس‪ff‬الة ماجس‪ff‬تير في الق‪ff‬انون‬ ‫‪.4‬‬

‫العام‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة بيروت‪ ،‬لبنان‪.2016 ،‬‬

‫فريدة بشرى‪ ،‬تحديد نظام تسليم المجرمين‪ ،‬مذكرة لنيل درجة ماجس‪f‬تير‪ ،‬كلي‪f‬ة الحق‪f‬وق‪ ،‬ب‪f‬ودواو‪،‬‬ ‫‪.5‬‬

‫جامعة أمحمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪.2007 ،‬‬

‫محم‪ff‬د ني‪ff‬ازي حتات‪ff‬ة‪ ،‬ج‪ff‬رائم البغ‪ff‬اء (دراس‪ff‬ة مقارن‪ff‬ة)‪ ،‬رس‪ff‬الة لني‪ff‬ل درج‪ff‬ة ال‪ff‬دكتوراه في الق‪ff‬انون‬ ‫‪.6‬‬

‫الجنائي‪ ،‬جامعة طنطا‪ ،‬كلية الحقوق قسم القانون الدولي‪ ،‬بدون سنة‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫قائـــمة المصادر والمراجع‬

‫مص‪ff‬طفى البطيخي‪ ،‬محم‪ff‬د حس‪ff‬ون‪ ،‬جريم‪ff‬ة اإلتج‪ff‬ار بالبش‪ff‬ر وآلي‪ff‬ات مكافحته‪ff‬ا في ض‪ff‬وء التش‪ff‬ريع‬ ‫‪.7‬‬

‫الوط‪ff‬ني وال‪ff‬دولي‪ ،‬ش‪ff‬هادة إج‪ff‬ازة في الق‪ff‬انون الخ‪ff‬اص‪ ،‬الكلي‪ff‬ة المتع‪ff‬ددة التخصص‪ff‬ات‪ ،‬جامع‪ff‬ة عب‪ff‬د‬

‫المالك السعدي‪ ،‬المملكة المغربية‪ ،‬سنة ‪.2018‬‬

‫مقدرة منيرة‪ ،‬التعاون الدولي لمكافحة الجريم‪f‬ة المنظم‪f‬ة‪ ،‬م‪f‬ذكرة لني‪f‬ل الماس‪f‬تر في الحق‪f‬وق‪ ،‬كلي‪f‬ة‬ ‫‪.8‬‬

‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪.2015 ،‬‬

‫المجالت والمقاالت‪:‬‬ ‫‪.III‬‬

‫عمر فراحتية‪ ،‬مصطفى بن جلول‪ ،‬جور هيئة األمم المتحدة في مكافحة الجريمة المنظمة‬ ‫‪.1‬‬

‫العابرة لألوطان‪ ،‬مقال منشور في مجلة البحوث القانونية واإلقتصادية‪ ،‬األغواط‪ ،‬المجلد ‪،2‬‬

‫ماي ‪.2022‬‬

‫محمد شنة‪ ،‬قواعد التجريم والعقاب في جريمة االتجار باألشخاص‪ ،‬مجلة االجتهاد القضائي‪،‬‬ ‫‪.2‬‬

‫العدد‪ ،5‬جامعة عباس لغرور‪ ،‬خنشلة‪ ،‬الجزائر‪.2021 ،‬‬

‫منظمة العمل الدولية‪ ،‬تسريع عملية مكافحة األطفال‪ ،‬عالم العمل‪ ،‬مجلة منظمة العمل الدولية‪،‬‬ ‫‪.3‬‬

‫العدد ‪ 69‬كانون الثاني (يناير ‪ ،)2011‬لبنان‪.‬‬

‫بالهواري سمية‪ ،‬تجريم االتجار باألشخاص في المؤتمرات الدولية‪ ،‬االتفاقيات الدولية‬ ‫‪.4‬‬

‫والمنظمات الدولية‪ ،‬مقال منشور في مجلة الفكر القانوني والسياسي‪ ،‬آفلو‪ ،‬العدد ‪.04‬‬

‫اإلتجار بالبشر الوجه القبيح للهجرة العالمية‪ ،‬تحقيق سونس حسين‪ ،‬منشور بمجلة السياسة‬ ‫‪.5‬‬

‫الدولية على الموقع اإللكتروني‪Http://digitalahramoer.eg/articles.aspx? :‬‬


‫‪Serial=221722&eid:1909‬‬

‫المواقع االلكترونية والمؤرشفات‪:‬‬ ‫‪.IV‬‬

‫اإلتجار باألطفال‪ ،‬منشور على شبكة األنترنت ‪.https//www.unicef.org‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪83‬‬
‫قائـــمة المصادر والمراجع‬

‫عملية مباحثات بالي بش‪f‬أن االتج‪f‬ار باألش‪f‬خاص وته‪f‬ريبهم‪ ،‬مت‪f‬اح على الموق‪ff‬ع اإللك‪f‬تروني اآلتي‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪Http://www.w.baliprocess.net‬‬
‫وثيق ‪ff f f f f‬ة أهمي ‪ff f f f f‬ة المعه ‪ff f f f f‬د ال ‪ff f f f f‬دولي الخ ‪ff f f f f‬اص ب ‪ff f f f f‬الحقوق المدني ‪ff f f f f‬ة والسياس ‪ff f f f f‬ية على الموق ‪ff f f f f‬ع‬ ‫‪.3‬‬

‫)‪hibrary.um.edu/arab/book.html AIRES/2200A(XXI‬‬

‫محم ‪ff f f‬د م ‪ff f f‬ذكرة التف ‪ff f f‬اهم في منطق ‪ff f f‬ة نه ‪ff f f‬ر الميكون ‪ff f f‬غ دون اإلقليمي ‪ff f f‬ة في الموق ‪ff f f‬ع اإللك ‪ff f f‬تروني‪:‬‬ ‫‪.4‬‬
‫‪http://www.humamtrafficiking.orglocollaboration/ergional/eap‬‬
‫بي بي سي نيوز ‪ 27‬مايو ‪ 2002‬مؤرشف من األصل ‪.23 ،2019‬‬ ‫‪.5‬‬

‫‪ .V‬المواد القانونية‪:‬‬

‫اتفاقية حقوق الطفل ‪.1989‬‬ ‫‪.1‬‬

‫اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫القانون ‪ 2304‬قانون الوقاية من االتجار بالبشر ومكافحته‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫الميثاق اإلفريقي لحقوق ورفاهية الطفل لسنة ‪.1990‬‬ ‫‪.4‬‬

‫المرس‪ff f‬وم الرئاس‪ff f‬ي رقم ‪ 0255‬م‪ff f‬ؤرخ في ‪ 22‬ف‪ff f‬براير ‪ 2002‬يتض‪ff f‬من المص‪ff f‬ادقة بتحف‪ff f‬ظ على‬ ‫‪.5‬‬

‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 20‬التفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطن المعتمدة‬

‫من ط ‪ff f‬رف الجمعي ‪ff f‬ة العام ‪ff f‬ة لألمم المتح ‪ff f‬دة في ‪ 05‬نوفم ‪ff f‬بر ‪ ،2002‬جري ‪ff f‬دة رس ‪ff f‬مية ع ‪ff f‬دد ‪22‬‬

‫الصادرة بتاريخ ‪2‬فيفري ‪.2002‬‬

‫النشرة اإلعالمية الصادرة عن منظمة األنتربول ‪15/05/2011‬م‪.‬‬ ‫‪.6‬‬

‫‪84‬‬
:‫الملخص‬

‫كال‬ff‫كل ش‬ff‫يرة فهي تش‬ff‫ة األخ‬ff‫المي في اآلون‬ff‫مير الع‬ff‫ؤرق الض‬ff‫ر ت‬ff‫ار بالبش‬ff‫ة االتج‬ff‫بحت جريم‬ff‫أص‬

‫ا‬ff‫ذلك آلثاره‬ff‫ ك‬،‫ية‬ff‫ه األساس‬ff‫ان وحريات‬ff‫من أشكال الرق المعاصر كما تعد انتهاكا صارخا لحقوق اإلنس‬

‫دى‬f‫ة ل‬f‫ا اوجب قناع‬f‫ مم‬،‫الخطيرة المترتبة عنها سواء على المستوى االجتماعي واالقتصادي واألمني‬

‫ات‬f‫دت المنظم‬f‫ فاعتم‬،‫ا‬f‫اء عليه‬f‫بل للقض‬f‫المجموعة الدولية بضرورة التصدي لها ومكافحتها واقترح س‬

‫ريعات‬ff‫يق التش‬ff‫ كما تم تعزيز التعاون الدولي من خالل تنس‬،‫الدولية واإلقليمية مجموعة من االتفاقيات‬

.‫بين الدول والقانون على المستوى األمني والقضائي‬

.‫ االتجار‬- ‫ االتفاقيات الدولية‬- ‫ التعاون الدولي‬- ‫ البشر‬:‫الكلمات المفتاحية‬

Résumé:

Le crime de traite des êtres humains est devenu une préoccupation pour
la conscience mondiale ces derniers temps, car il constitue une forme
d'esclavage contemporain et une violation flagrante des droits de l'homme et
des libertés fondamentales, ainsi que ses conséquences dangereuses, que ce
soit au niveau social, économique et les niveaux de sécurité, ce qui a
nécessité la conviction de la communauté internationale de la nécessité de
l'affronter et de le combattre et a suggéré des moyens de l'éliminer, les
organisations internationales et régionales ont adopté un ensemble d'accords,
et la coopération internationale a été renforcée par la coordination de la
législation entre les États et la loi aux niveaux sécuritaire et judiciaire.

Mots clés : êtres humains - coopération internationale - accords


internationaux - traite

85

You might also like