You are on page 1of 50

‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫الفصل الثاني‬
‫آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬
‫ال يمكن للجان التحقيق أن تقوم بدورها على أكمل وجه إذا لم تكن تتمتع بسلطات هامة‬
‫تسمح لها بالقيام بمهامها الرقابية ‪،‬ألن نجاح التحقيق مرتبط بالوسائل التي تمتلكها اللجنة ‪،‬لذا‬
‫ففي األنظمة التي تكون فيها سلطة التحقيق متطورة تتمتع لجان التحقيق بوسائل فعالة تسمح‬
‫لها بإجراء التحقيقات على أكمل وجه‪.‬إن هذه السلطات و الصالحيات التي تتمتع بها لجان‬
‫التحقيق عموما عادة ما تنص عليها اللوائح الداخلية المنظمة للمجالس النيابية‪.1‬‬
‫و أهم ما يميز لجان التحقيق البرلمانية أنها ذات طابع مؤقت تنتهي بمجرد إعدادها‬
‫لتقريرها النهائي الذي يحتوي على النتائج المتوصل إليها في عملية التحقيق ‪.‬‬
‫و مرحلة إعداد التقري>ر تتم>يز بع>دة خص>ائص س>نتطرق إليه>ا بالتفص>يل في ه>ذا الفص>ل‬
‫من خالل تطرقن>>ا لدراس>>ة آلي>>ة عم>>ل اللجن>>ة بع>>د تش>>كيلها وص>>وال إلى تق>>ديم تقريره>>ا ( مبحث‬
‫أول ) ‪،‬ثم نع > >>رج على واق > >>ع تط > >>بيق النص > >>وص القانوني > >>ة في الممارس > >>ة العملي > >>ة للبرلم > >>ان‬
‫الجزائري آللية التحقيق البرلماني ( مبحث ثاني ) ‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫آلية عمل لجان التحقيق البرلمانية‬
‫لكي يتسنى للجان التحقيق القيام بالمهام المنوط بها ‪،‬البد من توف>ير وس>ائل تؤهله>ا ل>ذلك‬
‫‪،‬و ه >>ذا م >>ا يطل >>ق عليه >>ا س >>لطات لج >>ان التحقي >>ق ‪،‬أي م >>ا تملك >>ه ه >>ذه اللج >>ان من ص >>الحيات و‬
‫سلطات اتجاه كل ما يتعل>ق بموض>وع التحقي>ق س>واء مس>تندات أو أش>خاص ‪،‬لتتمكن من تت>ويج‬
‫أعماه >>ا بتقري >>ر يعت >>بر عن >>وان مهمته >>ا يتض >>من ك >>ل م >>ا ق >>امت ب >>ه اللجن >>ة من تقص >>ي حق >>ائق و‬
‫استخالص نتائج‪. 2‬‬

‫المطلب األول ‪:‬‬


‫سلطات لجان التحقيق في تقصي الحقائق‬
‫‪Hironori Yamanato : p 441‬‬
‫فارس محمد عمران ‪:‬المرجع السابق ص ‪214‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪70‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫إن السلطات الممنوحة للجان التحقيق قد تمارس إما على الوثائق و المستندات ‪،‬أو حتى‬
‫على األشخاص أو األمكنة المرتبطة بموضوع التحقيق ‪،‬و بالتالي للجان التحقيق كامل‬
‫الصالحيات و االجراءات الالزمة للحصول على البيانات و المعلومات و األوراق المتعلقة‬
‫بالموضوعات المحالة إليها و أن تقوم بعمل زيارات ميدانية و مواجهات و استطالعات‪. 1‬‬
‫الفرع األول‪:‬سلطة اإلطالع على الوثائق و معاينة األمكنة‬
‫أوال ‪ /‬سلطة اللجنة في اإلطالع على الوثائق ‪:‬‬
‫و يقصد بهذا تمتع لجان التحقيق بحقها في اإلطالع على الوثائق و الحصول على‬
‫الصور لالزمة من مستنداتها و الكشف عن بياناتها الضرورية ألداء عملها‪،‬و لعل أهمية هذه‬
‫السلطات في تفعيل أداء التحقيق البرلماني‪، 2‬أدت بالمشرع إلى النص عليها في القانون‬
‫العضوي ‪ 02-99‬في المادة ‪ 84‬منه حيث و إن بدأت المادة بإطالق سلطة اللجنة في‬
‫االطالع على أي وثيقة و أخذ نسخة منها ‪،‬إال أنها تصطدم باستثناء يحضر على لجان‬
‫التحقيق االطالع على الوثائق التي تكتسي طابع السرية ‪،‬و ذكرها على سبيل الحصر في‬
‫الوثائق التي تخص الدفاع الوطني ‪،‬المصالح الحيوية لالقتصاد الوطني ‪،‬و امن الدولة‬
‫الداخلي و الخارجي‪. 3‬أما في القانون ‪ 04-80‬الذي أطلق سلطات لجنة التحقيق أو المراقبة‬
‫في اإلطالع على جميع الوثائق و السندات المتعلقة بموضوع التحقيق إال ما تعلق بأسرار‬
‫الدفاع الوطني‪.4‬‬
‫في حين جعلت المادة ‪/ 84‬ف ‪ 2‬من القانون لعضوي ‪ 02-99‬سلطة تكييف مدى‬
‫سرية الوثائق و المستندات من صالحيات الجهات المعنية بتسليمها للجنة ‪، ،‬و هذا الشيء من‬
‫شانه أن يدفع بهذه الجهات في التعسف في تسليم بعض الوثائق الهامة للجنة بحجة سريتها ‪،‬و‬
‫ارتباطها باألمن الوطني الداخلي أو الدفاع الوطني ‪.‬‬
‫إن اتساع مفهوم هذين االستثناءين إضافة إلى الشؤون الخارجية أو المصالح الحيوية‬
‫لالقتصاد الوطني‪، 5‬يجعل من سلطة اللجنة في اإلطالع على الوثائق و المستندات التي ترى‬
‫ضرورتها في عملية التحقيق‪،‬تتحول إلى طلب يرفع إلى الجهات المعنية ‪،‬التي تبت في مدى‬
‫سرية و خطورة هذه الوثائق ‪،‬أي أن ممارسة اللجنة لسلطتها يبقى رهن التكييف لطلبها من‬

‫محمد قدري حسن ‪:‬المرجع السابق ص ‪، 362‬أنظر عباس عمار ‪،‬المرجع السابق ص ‪124-123‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد باهي أبو يونس ‪:‬المرجع السابق ص ‪116‬‬ ‫‪2‬‬

‫المادة ‪ 84‬من القانون العضوي ‪02-99‬‬ ‫‪3‬‬

‫المادة ‪ 119‬من القانون ‪04-80‬‬ ‫‪4‬‬

‫عمار عباس ‪:‬المرجع السابق ص ‪125‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪71‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫قبل الجهات المعنية و إن فرض عليها المشرع تقديم تبرير وتعليل‪ ،‬إذا فصلت في سرية‬
‫الوثائق المطلوبة في عملية التحقيق‪.1‬إال أن اللجنة ال تملك أي وسيلة من شأنها تغيير موقف‬
‫الجهات المعنية بتسليم الوثائق من تغيير قرارها إذا كيفت هذه الوثائق أنها تندرج تحت‬
‫االستثناءات السابقة ‪.‬‬
‫و قد أثار أحد أعضاء مجلس األمة بمناسبة مناقشة القانون العضوي ‪، 02-99‬أن‬
‫أعضاء لجنة التحقيق عقالء مثل أعضاء الحكومة و يمكنهم تقدير المسائل االستيراتيجية و‬
‫الوثائق التي يمكن االطالع عليها و تصويرها دون المساس بالمصالح الحيوية للدولة ‪،‬و‬
‫يمكن أن توكل لهم السلطة التقديرية في تكييف مدى خطورة الوثيقة مع منع تسريبها أو‬
‫نشرها حفاظا على مصلحة الدولة‪.2‬‬
‫ثانيا ‪ /‬سلطة اللجنة على األمكنة‬
‫و يقصد بسلطة لجنة التحقيق على األمكنة ‪،‬هو تحديد المكان الذي يمكن للجنة مباشرة‬
‫أعمالها فيه ‪،‬أو مدى عالقته بموضوع التحقيق ‪ .‬أما عن اجتماعات اللجنة أثناء ممارستها‬
‫لعملها ‪،‬فال نجد لها في القوانين الوطنية الناظمة لهذه اآللية أي نص يحدد مكان اجتماعات‬
‫اللجنة ‪.‬‬
‫فهذا اإلشكال ال يثور إال إذا كان التحقيق يعهد إلى لجنة خاصة ‪،‬فلو كان التحقيق يعهد‬
‫إلى لجنة دائمة لغرفة برلمانية ‪،‬نستطيع أن نقول آنذاك أن مقر اجتماعاتها هو مقر مكتب‬
‫اللجنة دون حاجة إلى نص قانوني صريح‪. 3‬‬
‫لذا كان من المفروض أن قرار إنشاء لجنة تحقيق خاصة يتضمن تعيين مقر‬
‫اجتماعاتها ‪،‬هذا تفاديا لصعوبات قد تواجهها اللجنة ‪،‬و أيضا إلنجاز مهمتها في أسرع وقت ‪.‬‬
‫و تتمثل في حق اللجنة في االنتقال إلى أي مكان سواء قطاعات وزارية أو مؤسسات‬
‫عمومية أو خاصة ‪،‬أو أي مكان ترى اللجنة ضرورة في معاينته إفادة لعملية للتحقيق ‪،‬و قد‬
‫أشار المشرع في المادة ‪ 83‬من القانون العضوي ‪ 02-99‬إلى سلطة الجنة في معاينة أي‬
‫مكان ترى ضرورة ذلك في عملية التحقيق البرلمانية ‪،‬أما في القانون ‪04-80‬فنجد في المادة‬

‫‪ 1‬أنظر الفقرة الثانية من المادة ‪ 84‬من القانون العضوي ‪02-99‬‬


‫‪ 2‬مداخلة مقران آيت العربي ‪،‬جريدة مداوالت مجلس األمة العدد ‪، 07‬السنة األولى ‪ 1999-03-01،‬ص ‪، 15‬أنظر أيضا‬
‫عقيلة خرباشي ‪،‬المرجع السابق ص ‪155‬‬
‫‪ 3‬تجتمع لجان التحقيق في بريطانيا في مقر البرلمان بقصر وستمنتر ‪،‬فإذا أردت االجتماع خراجه و لو لضرورة التحقيق ال‬
‫بد لها من الحصول على ترخيص من البرلمان البريطاني‬
‫‪72‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫‪ 19‬قد أعطى المشرع فيها سلطة اللجنة على األمكنة في مكان تواجد المستندات المطلوبة في‬
‫عملية التحقيق ‪،‬و يفهم من هذا عدم إطالق المشرع لسلطة اللجنة في التنقل و المعاينة‪.1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬سلطة اللجنة اتجاه األشخاص‬
‫للجان التحقيق سلطة استدعاء كل شخص ترى بأن هناك أهمية يقدمها للتحقيق عند‬
‫االستماع إليه و تقديم شهادته ‪،‬لذا خول القانون العضوي ‪ 02-99‬للجان التحقيق االستماع‬
‫إلى أي شخص ترى بإمكانه أن يفيد سير التحقيق‪، 2‬نفس السلطة أقرها المشرع في القانون‬
‫‪ 04-80‬في مادته ‪ 21‬حيث أقر للجنة التحقيق أو المراقبة االستماع إلى أي شخص ترى‬
‫االستماع إليه ضروريا لمعالجة القضية أو تنفيذ المراقبة التي استوجبت إنشاءها‪.3‬‬
‫و يفيد هاذين النصين أنه ال يقع أي استثناء فيما يخص سلطة اللجنة في االستماع ألي‬
‫شخص سواء كان عضو حكومة أو خالف ذلك ‪،‬و هاذين النصين ال يفيدان سلطة اللجنة في‬
‫اتهام أعضاء الحكومة ‪،‬غير انه ال يسلبها الحق في االستماع إليهم إذا كان التحقيق يطال‬
‫القطاع المشرفين عليه و الذي أثبتت التحريات انه به تجاوزات و مخالفات تمس المصلحة‬
‫العامة‪ ،‬حدثت أثناء إشرافهم على القطاع المعني‪.‬أيضا عدم النص على سلطة اللجنة في اتهام‬
‫أعضاء الحكومة من شأنه تعزيز موقف الحكومة اتجاه اللجنة‪،‬فاتهام عضو حكومي معناه‬
‫التشكيك في نزاهة الطاقم الحكومي كله‪. 4‬‬
‫لكن قيد هذا حق االستماع ألعضاء الحكومة بإجراءات معينة نص عليها في المادة‬
‫‪ 83‬من القانون العضوي ‪، 02-99‬و تتمثل في إرسال رئيس الغرفة المنشئة للجنة التحقيق‬
‫طلبات استماع ألعضاء الحكومة إلى رئيس الحكومة ‪،‬على أن يرفق االستدعاء ببرنامج‬
‫المعاينات و الزيارات إلى إطارات المؤسسات و اإلدارات العمومية و أعوانها قصد المعاينة‬
‫الميدانية لالستماع إليهم عن طريق السلطة السلمية التي يتبعونها ‪،‬و ذلك بهدف إطالعهم‬
‫مسبقا على مضمون البرنامج ‪،‬الذي تنوي اللجنة إتباعه في تحرياتها‪. 5‬‬
‫و قد أثارت هذه النقطة بعض المالحظات أثناء مناقشة القانون العضوي ‪ 02-99‬في‬
‫الغرفة األولى ‪،‬مفادها ما جدوى إرسال طلبات االستماع إلى رئيس الغرفة المعنية بإنشاء‬

‫‪ 1‬أنظر المادة ‪ 19‬من القانون ‪ 04-80‬الفقرة الثانية‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 83‬من لقانون العضوي ‪"": 02-99‬يمكن للجنة التحقيق أن تستمع إلى أي شخص و أن تعاين أي مكان و أن تطلع‬
‫على أي معلومة أو وثيقة ترى أن لها عالقة بموضوع التحقيق ‪،‬مع مراعاة أحكام المادة ‪ 84‬أدناه ‪،‬‬
‫‪ 3‬عمار عباس ‪:‬المرجع السابق ص ‪127-126‬‬
‫‪ 4‬بن بغيلة ليلى ‪:‬آليات الرقابة التشريعية في النظام السياسي الجزائري ‪،‬مذكرة ماجستير ‪،‬جامعة باتنة‪، 2004‬ص ‪43‬‬
‫‪ 5‬أنظر المادة ‪ 83‬من القانون العضوي ‪02-99‬‬
‫‪73‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫اللجنة التحقيق و الذي بدوره يقوم بإرسال الطلب إلى رئاسة الحكومة ‪،‬حيث من األفضل أن‬
‫تكون طلبات االستماع مباشرة من مكتب اللجنة على الحكومة و هذا ما يضمن الصبغة‬
‫اإللزامية لتوصيل المراسالت بين األصل و هي اللجنة و المرسل إليها و هي الحكومة أو‬
‫الوزارة المعنية‪. 1‬‬
‫و تفيد هذه المادة أن يودع كل مسؤول في القطاع قيد التحقيق البرلماني – بعد القيام‬
‫باإلجراءات الواردة في المادة ‪/83‬ف ‪ - 2‬لدى اللجنة كل القرارات و اللوائح لوزارته أو‬
‫القطاع المسؤول عليه و األجهزة التابعة له ‪،‬و كذا البيانات و اإلحصائيات و التقارير التي‬
‫تخص نشاط الوزارة أو القطاع المعني‪. 2‬‬
‫و قد جاء في المادة ‪ 19‬من القانون ‪"" 04-80‬عالوة على هذا قد يطال التحقيق‬
‫األشخاص الطبيعيين أو االعتباريين التابعين للقطاع العام أو الخاص أو القطاع المختلط ‪،‬أو‬
‫عندما توجد عالقة معاملة بين هؤالء األشخاص و المؤسسات العامة محل التحقيق""‪.3‬و تفيد‬
‫هذه المادة سلطة لجنة التحقيق و المراقبة على األشخاص ‪،‬سواء الطبيعية أو المعنوية على‬
‫اختالف هذه األخيرة من حيث العمومية أو الخصوصية ‪،‬هذا ما يزيد من نطاق التحقيق‬
‫ليمارس حتى المؤسسات الخاصة‪.‬‬
‫في حين القانون العضوي ‪ 02-99‬اكتفى في المادة ‪ 76‬منه ‪،‬و استنادا ألحكام المادة‬
‫‪ 161‬من التعديل الدستوري ‪ 1996‬بمصطلح المصلحة العامة و الذي يعتبر مصطلح‬
‫فضفاض يحتمل العديد من التفسيرات ‪.‬‬
‫أما عن األشخاص العاديين الذين ليس لهم انتماء ال للحكومة أو القطاع المعني‬
‫بالتحقيق ‪،‬ما هي االجراءات التي يستوجب على اللجنة إتباعها عندما ترى اللجنة ضرورة‬
‫في استماعهم ؟‪،‬لم يرد في القانون العضوي ‪،02-99‬وال في القانون ‪ 04-80‬أي تفسير‬
‫حول هذا التساؤل ‪.‬‬
‫أما عن سير اإلدارات و المصالح المعنية بعملية التحقيق ‪،‬فقد تولى المشرع في القانون‬
‫‪ 04-80‬إثبات وضعيتها أثناء عملية التحقيق في المادة ‪ 22‬حيث ألزم اللجنة أثناء تحرياتها‬
‫أن تراعي كل المراعاة قواعد تسيير و سير الهيئات التي تقع عليها عملية التحقيق أو المراقبة‬
‫و كذا صالحيات المسيرين و السلطات الوصية على هذه الهيئات‪،4‬و ربما هذا التوضيح‬
‫مداخلة النائب عبد الكريم دحمان ‪،‬جريدة مداوالت المجلس الشعبي الوطني رقم ‪ 108‬ص ‪04‬‬ ‫‪1‬‬

‫إيهاب زكي سالم ‪:‬المرجع السابق ص ‪135‬‬ ‫‪2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 19‬من القانون ‪04-80‬‬ ‫‪3‬‬

‫المادة ‪ 22‬من القانون ‪04-80‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪74‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫لوضعية المصالح محل التحقيق من شأنه أن يخلق ذريعة لمسيري هذه المصالح في عدم‬
‫تقديم العون للجنة بحجة مراعاة السير الحسن للمصلحة ‪.‬‬
‫و يثور تساؤل حول ما إذا كان للجنة التحقيق سلطات قاضي التحقيق في حالة عدم‬
‫امتثال المعنيين باالستماع إليهم‪،‬أو تخلفهم عن الحضور أو االمتناع عن أداء مهامه كاملة أو‬
‫اإلدالء بشهادة منافية للحقيقة أو عدم التعاون مع اللجنة ‪،‬و هل للجنة سلطة إلزام المعني‬
‫بإدالء اليمين أثناء االستماع إليه‪ 1‬؟‬
‫لقد أجاب الفقه عن هذا من خالل توجهين يختلفان كلية عن بعضهما ‪،‬حيث يرى‬
‫الموقف األول امتالك لجان التحقيق البرلمانية لسلطة قضاة التحقيق ‪،‬و الموقف الثاني يرى‬
‫العكس في عدم امتالك هذه اللجان لسلطة قاضي التحقيق اتجاه الشهود و نوضح ذلك فيما‬
‫يلي ‪:‬‬
‫الرأي األول‪ : 2‬يذهب هذا الرأي إلى أن للجنة التحقيق البرلمانية سلطة قاضي‬
‫التحقيق في استدعاء الشهود و الخبراء و توقيع عقوبات جزائية إذا بدر منهم أفعال او امتناع‬
‫قد يعرقل عمل اللجنة‪،‬و لعل هذا من أهم الفوارق بين عمل لجان التحقيق البرلمانية و عمل‬
‫اللجان البرلمانية األخرى ‪،‬حيث مهمة األولى تتمثل في تقصي الحقائق و للوصول الحقيقة‬
‫كان من الضروري حسب توجه هذا الرأي من وضع نصوص قانونية تعطي صالحيات‬
‫استثنائية للجان التحقيق البرلمانية مستنبطة من صالحيات قضاة التحقيق‪،‬هكذا كي ال يبقى‬
‫عمل البرلمان منحصر بين جدرانه‪.‬‬
‫الرأي الثاني ‪ :‬بينما يذهب أنصار هذا الرأي إلى أن لجان التحقيق ال تتمتع بسلطة‬
‫قضاة التحقيق و إنها إذا كانت تملك حق استدعاء الشهود و الخبراء ‪،‬فهي ال تملك سلطة‬
‫إجبارهم على االمتثال أو توقيع العقوبات على تخلفهم أو عدم امتثالهم لها ‪.‬بل ال تملك حتى‬
‫حق إحالتهم للمحكمة المختصة ‪،‬حيث و إن كان للبرلمان تحريك مسؤولية الحكومة و حتى‬
‫سحب الثقة منها إال انه ال يستطيع أن يحل محلها و ممارسة صالحياتها هي و السلطة‬
‫القضائية ‪،‬فال يجوز للبرلمان أن يأمر بالقبض ‪،‬أو أن يأمر بالتفتيش‪.‬‬
‫و يستند هذا الرأي و الذي يعتبر األرجح ‪،‬إلى طبيعة اللجنة كونها برلمانية ‪،‬حيث ال‬
‫يجوز تفويضها صالحيات السلطة القضائية هذا الذي يعتبر اعتداء صارخ مبدأ الفصل بين‬
‫السلطات ‪،‬طالما ال يوجد نص صريح يقر لها بهذا التفويض ‪،‬باإلضافة إلى أن معظم أعضاء‬
‫وسيم حسام الدين األحمد ‪:‬المرجع السابق ص ‪355‬‬ ‫‪1‬‬

‫فارس محمد عمران ‪:‬المرجع السابق ص ‪236‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪75‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫اللجنة هم سياسيون يفتقدون الحيدة التي تمكنهم من استعمال هذه السلطات في موضعها‬
‫الصحيح‪.1‬‬
‫أما عن موقف المشرع الجزائري ‪،‬و على الرغم من تجاهله في القانون العضوي‬
‫‪ 02-99‬لآلثار القانونية لعدم االمتثال األشخاص لسلطة اللجنة و اكتفائه باعتباره تقصير‬
‫جسيم‪ ،‬دون أن يثير مسؤولية جزائية للمخالفين ‪،‬و تحمل السلطة السلمية الوصية كامل‬
‫مسؤوليتها ‪،‬الشيء الذي يفسر إغفال المشرع عدم ترتيب أي أثر جزائي لعدم امتثال‬
‫المخاطبين بالتحقيق لسلطات اللجنة ‪،‬كذلك تحمل السلطة السلمية مسؤوليتها قد ال يثير أي‬
‫مسؤولية على المخالفين ألنه ترك ترتيب المسؤولية لتقدير السلطة السلمية الوصية‪.2‬‬
‫هذا على عكس ما ورد في القانون ‪ 04-80‬في المادة ‪، 27‬الذي أكد على امتثال‬
‫الشخص المستدعى لالستماع أمام لجنة التحقيق أو المراقبة ‪،‬و أعطى للجنة حق إحالته إلى‬
‫القضاء إذا واجهت اللجنة من قبله احد الحاالت التالية ‪:‬‬
‫الذي ال يمتثل دون مبرر مشروع أمام اللجنة‬ ‫‪-‬‬
‫الذي رفض اإلدالء بشهادته ( باستثناء ما يرد على أسرار الدفاع الوطني )‬ ‫‪-‬‬
‫الذي شهد شهادة الزور وقام بترهيب الشهود‬ ‫‪-‬‬
‫إال أن حق اللجنة في متابعة المخالفين قضائيا مقيد في مباشرة الدعوى من قبل رئيس‬
‫المجلس ‪،‬بناءا على طلب مكتوب من رئيس لجنة التحقيق أو المراقبة‪ .‬و يتعرض المخالفين‬
‫لعقوبة جزائية طبقا ألحكام المواد ‪ 235،236‬من قانون العقوبات‪. 3‬‬
‫على الرغم من ترتيب المشرع عقوبات جزائية للمخالفين أو الذين تسببوا في عرقلة‬
‫عمل لجنة التحقيق أو المراقبة إال انه لم يعطها صراحة صورة من سلطات النيابة في‬
‫التحقيق القضائي‪ ،‬و إنما اكتفى بتحريك الدعوى الجزائية بناءا على مباشرتها من قبل رئيس‬
‫المجلس بعد طلب مكتوب من رئيس اللجنة ‪.‬و يبقى طلب رئيس اللجنة بتحريك الدعوى‬
‫الجزائية رهن مبادرة رئيس المجلس ‪،‬هذا الشيء الذي يضعف من صالحيات اللجنة‪.‬‬
‫أما عن مدى سلطة اللجنة في تحليف الشهود أو إرغام من استدعتهم لالستماع أو‬
‫التحقيق على أداء اليمين ‪،‬فال نجد أي نص يثير هذه الصالحية في سلطات اللجنة ‪،‬سواء في‬
‫القانون العضوي ‪ 02-99‬أو القانون ‪.04-80‬ألن وجوب اليمين على الشهود يكون أمام‬

‫فارس محمد عمران ‪:‬المرجع السابق ص ‪243‬‬ ‫‪1‬‬

‫المادة ‪ 83‬من القانون العضوي ‪، 02-99‬الفقرة األخيرة‬ ‫‪2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 27‬من القانون ‪04-80‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪76‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫الجهة القضائية ‪،‬و ألن لجنة التحقيق البرلمانية ليست جهة قضائية و ليس لها تفويض‬
‫صالحيات السلطة القضائية ‪،‬فإنها ال تستطيع إرغام الشاهد على القسم عند االستماع ألقواله‬
‫‪.1‬‬
‫أما عن حماية أعضاء لجنة التحقيق فلم يتطرق القانون العضوي ‪ 02-99‬لهذه النقطة‬
‫‪،‬حيث اكتفى بتحديد سلطات اللجنة ‪،‬أيضا لم يتطرق إلى حماية األشخاص الذين استمعت‬
‫اللجنة إلفادتهم في موضوع التحقيق ‪،‬على عكس ما ورد في القانون ‪ 04-80‬فأعضاء‬
‫اللجنة محميين من كل شخص يقوم بترهيب نائب عضو في اللجنة ‪،‬أو يمارس الضغط عليه‬
‫ليتراجع عن إجراء تحقيق ما ‪،‬أو يحمله على تغيير مضمون معاينة قام بها‪ ،‬و يتابع وفق ما‬
‫تقتضيه المادة ‪ 144‬من قانون العقوبات‪.2‬‬
‫أما بخصوص حماية األشخاص الذين تم استماعهم من قبل اللجنة فقد جاءت المادة‪30‬‬
‫من القانون ‪ "" 04-80‬انه ال يجوز أن يتعرض األشخاص الذين تم االستماع إليهم من قبل‬
‫لجنة التحقيق أو المراقبة و كذلك أعوان الدولة الذين قدموا مساعداتهم الفنية للضغط أو‬
‫إلجراءات تأديبية بسبب مساهمتهم في أعمال اللجنة المذكورة""‪.‬‬
‫أما عن استعانة لجنة التحقيق بالمختصين أو الخبراء ‪،‬لم يتطرق إليها القانون العضوي‬
‫‪ 02-99‬واكتفى باإلشارة إلى سلطة اللجنة في االستماع إلى كل من ترى بضرورة استماعه‬
‫‪،‬على الرغم من أن هذا يفيد ممارستها التحقيق معهم ال االستعانة بهم في أعمالها ‪،‬خالفا‬
‫لموقف المشرع في القانون ‪ 04-80‬حيث أورد إذا اقتضى التحقيق أو المراقبة تخصصا في‬
‫المجال التقني أو المالي أو الحسابي أن تستعين بالمصالح المختصة التابعة للقطاع العام‪.3‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬‬
‫التقرير النهائي لعمل اللجنة‬
‫في إطار دراستنا إلعداد التقرير النهائي لعمل اللجنة الذي يعتبر تتويج لمجمل تحقيقاته‬
‫‪،‬نبين ما للجنة من حرية الحركة و ما للحكومة من تأثير عليها بنحو أو بآخر ‪،‬و ما يناط‬
‫بلجنة التحقيق من قيود أثناء ممارستها لتحقيقاتها و بعد االنتهاء من إعداد تقريرها‪.‬‬
‫الفرع األول ‪:‬خصائص عمل اللجنة‬

‫‪ 1‬عيدان سعد الطعان ‪:‬مرجع سابق ص ‪،26‬أنظر أيضا مقال المستشار شفيق اإلمام في جريدة الجريدة الكويتية ‪ ""،‬األساس‬
‫الدستوري لعدم حلف اليمين في للتحقيق البرلماني ""العدد ‪ 45‬الصادر بتاريخ ‪2007-07-23‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 28‬من القانون ‪04-80‬‬
‫‪ 3‬أنظر المادة ‪ 25‬من القانون ‪04-80‬‬
‫‪77‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫تنهض لجنة التحقيق بما لها من دور رقابي وفق ما ورد في ذلك من ضوابط ‪،‬و بالتالي‬
‫فهي مجبرة من جهة على االلتزام بعامل المدة ‪،‬و من جهة أخرى يلزمها المشرع بشرط‬
‫يفرض عليها شرط وجوب السرية ‪،‬و مفاد ذلك كي تصل إلى تحقيق الغاية التي بادر‬
‫البرلمانيون من اجلها بإيداع الالئحة ‪،‬و ما يستتبع ذلك من حماية لمن استمعت إليهم‪.1‬‬
‫أوال‪ /‬الطابع المؤقت لعمل اللجنة ‪:‬‬
‫عادة ما تحدد النظم الداخلية للمجالس النيابية المدة الزمنية التي على لجان التحقيق أن‬
‫تقدم خاللها تقرير حول أعمالها‪ ،‬و ذلك لتفادي اآلثار السلبية التي قد تنجم عن طول التحقيق‬
‫‪،‬حيث تفقد كل من الجنة و التقرير أهميته ألن اإلطالة بين مدة تكليف اللجنة بتقصي الحقائق‬
‫و مناقشة التقرير من شأنه جعل الرأي العام ينسى طبيعة و أهمية المشكلة التي من أجلها‬
‫أنشئ التحقيق ‪،‬أو ممكن أن ينساها البرلمان نفسه‪.‬‬
‫و لذلك يكون من األهمية إلزام لجان التحقيق بإعداد تقاريرها و االنتهاء من التحقيقات‬
‫في مدة معينة و إما إعفاؤها من هذه المهمة و تكليف لجنة أخرى ‪،‬أو منحها مهلة أخرى‪. 2‬‬
‫و على هذا المنوال فصل المشرع الجزائري في المادة ‪ 80‬من القانون العضوي ‪-99‬‬
‫‪ 02‬و سابقا في القانون ‪ 04-80‬في المادة ‪ ، 33‬في هذا األمر عندما اعتبر أن لجان‬
‫التحقيق تكتسي طابع مؤقت‪، 3‬و تنتهي مهمتها بإيداع تقريرها أو على األكثر انقضاء مدة ستة‬
‫أشهر قابلة للتمديد من تاريخ المصادقة على الئحة اإلنشاء‪.4‬‬
‫أما إذا لم تستطيع اللجنة أن تتم عملها في هذه الممدة القانونية ‪،‬فتستطيع طلب تمديد‬
‫اآلجال من طرف المجلس الذي أنشأها ‪،‬و هذا استنادا إلى المواد ‪ 80‬من القانون العضوي‬
‫‪ 02-99‬و المادة ‪ 33‬من القانون ‪. 04-80‬‬
‫لم يثر القانون العضوي ‪ 02-99‬اآلجل اإلضافي الذي يمكن أن يمنح للجان التحقيق‬
‫في حالة عدم انتهاء من أعمالها ‪،‬و هذا من شأنه أن يترك الباب مفتوح لهذه اللجان األمر‬
‫الذي قد يفقدها األهمية‪.‬لكن المشرع تدارك ذلك في النظام الداخلي للمجلس الشعبي الوطني‬
‫‪،‬حيث ضبط مدة التمديد في عمل اللجنة آلجال ال تتعدى ‪ 06‬أشهر‪،‬و يسمح بهذا التمديد مرة‬
‫واحدة‪. 5‬‬

‫عبد اهلل بوقفة ‪:‬المرجع السابق ص ‪561‬‬ ‫‪1‬‬

‫وسيم حسام الدين األحمد ‪:‬المرجع السابق ص ‪350‬‬ ‫‪2‬‬

‫أنظر محمد باهي أبو يونس ‪،‬المرجع السابق ص ‪123‬‬ ‫‪3‬‬

‫عباس عمار ‪:‬المرجع السابق ص ‪،121‬أنظر المادة ‪ 80‬من ا'لقانون العضوي ‪،‬انظر المادة ‪ 33‬من القانون ‪04-80‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪78‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫و في تفسير قدمته لجنة الشؤون القانونية بالغرفة البرلمانية األولى أن غاية التمديد هو‬
‫إعطاء فرصة ثانية الستكمال اللجنة عملها بعيدا عن عوامل الضغط و العراقيل ‪،‬ال سيما أن‬
‫عامل الوقت ال بد من أن يكون كافي ألداء مهامها‪. 1‬‬
‫في حين ضبط القانون رقم ‪ 04-80‬في مادته ‪ ، 33‬اآلجال اإلضافية التي يمكن أن‬
‫تمنح للجنة التحقيق أو المراقبة ‪،‬حيث يمكن لرئيس المجلس أن يمدد آجال عمل اللجنة بعد‬
‫انقضاء آجالها القانونية و بناءا على طلب من رئيسها بمدة ال تتجاوز شهرين‪.2‬‬
‫لكن إذا انتهت اآلجال القانونية لعمل اللجنة بما فيها آجال التمديد‪ ،‬ما مصير النتائج التي‬
‫حصلتها اللجنة أثناء هذه الفترة على الرغم من عدم اكتمالها ؟‬
‫تضيف المادة ‪ 34‬من القانون ‪ 04-80‬أنه"" عند انقضاء مدة التمديد المنصوص عليها‬
‫في المادة ‪، 33‬و إذا لم تودع اللجنة التحقيق أو المراقبة تقريرها ‪،‬يسلم رئيس اللجنة الوثائق‬
‫الموجودة في حوزته إلى رئيس المجلس الشعبي الوطني و ال تنشر هذه الوثائق و ال‬
‫تناقش‪"".‬‬
‫و أبقت نفس المادة على إمكانية إعادة اللجنة إلى ممارسة عملها بعد تسليمها للوثائق‬
‫لرئيس الغرفة ‪،‬و ذلك بتجديدها أثناء جلسة مغلقة‪. 3‬‬
‫إن تمديد مدة عمل اللجنة إذا تعذر إنهاؤها في اآلجال المنصوص عليها قانونيا ‪،‬يعد أمر‬
‫ضروري حتى تتمكن اللجنة من التوصل إلى الحقائق التي تبحث عنها ‪،‬ألنها مخولة‬
‫بزيارات ميدانية إلى مختلف األمكنة التي لها عالقة بموضوع التحقيق ‪،‬بهدف االستكشاف‬
‫األمور على طبيعتها و في مواقعها‪.4‬‬
‫و من خالل دراستنا لخاصية اآلجال القانونية لعمل اللجنة ‪،‬يثور تساؤل آخر يتمثل في‬
‫كيفية تستطيع اللجنة إكمال أعمالها إذا تشكلت في نهاية عهدة تشريعية أو لم تكمل أعمالها و‬
‫انتهت العهدة التشريعية ‪،‬و أعيد تنصيب مجلس جديد بتشكيلة مغايرة ؟بالرجوع للقانون‬
‫العضوي ‪ 02-99‬ال نجد أي إشارة تعطينا إفادة حول هذا التساؤل و كان بالمشرع لم يحسب‬
‫إن تمارس هذه اآللية في نهاية عهدة تشريعية ‪،‬على عكس ما ورد في القانون ‪-80‬‬

‫‪P‬اريخ ‪-06-30‬‬‫‪P‬ادرة بت‪P‬‬


‫‪P‬مية رقم ‪، 46‬الص‪P‬‬
‫‪ 5‬أنظر المادة ‪ 69‬من النظام الداخلي للمجلس الشعبي الوطني ‪،‬جريدة رس‪P‬‬
‫‪، 2000‬ص ‪10‬‬
‫‪ 1‬الجريدة الرسمية لمداوالت المجلس الشعبي الوطني ‪،‬رقم ‪، 107‬ص ‪، 24‬أنظر أيضا عباس عمار ‪،‬المرجع السابق ص‬
‫‪122‬‬
‫‪ 2‬أنظر المادة ‪ / 33‬الفقرة الثانية من القانون ‪04-80‬‬
‫‪ 3‬أنظر المادة ‪ 34‬من القانون ‪ 04-80‬الفقرة األخير‬
‫‪ 4‬عمار عباس‪ :‬المرجع السابق ص ‪122‬‬
‫‪79‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫‪، 04‬الذي أجاب على هذا التساؤل حيث نص في المادة ‪ 35‬منه أن تقدم اللجنة التي أنشئت‬
‫للتحقيق أو المراقبة ما حوزتها من وثائق و أن تقدم نتائجها لرئيس المجلس إذا لم تكمل‬
‫أعمالها و كانت بصدد نهاية عهدة تشريعية ‪.‬و يضيف إمكانية تسجيل إعادة تشكيل هذه‬
‫اللجان لنفس األغراض و الحالة التي أدت إلى إنشائها في جدول أعمال الدورة األولى من‬
‫الفترة التشريعية الالحقة‪.1‬‬
‫كذلك ال يستطيع البرلمان أن ينشئ لجنة تحقيق في موضوع قد أنشئت فيه لجنة تحقيق‬
‫إال بعد مرور ‪ 12‬شهر من تاريخ انتهاء مهمة اللجنة السابقة ‪،‬و هذا لتجنب التكرار و حفاظا‬
‫على سير المصالح العمومية‪.2‬أما القانون ‪ 04-80‬و كما رأينا سابقا أعطى الحق إلنشاء‬
‫لجنة تحقيق أو مراقبة في نفس الوقائع بعد انتهاء اللجنة السابقة من أعمالها وحتى بعد صدور‬
‫حكم قضائي فيما يخص نفس الوقائع ‪،‬إال انه اشترط أن تقدم المبادرة في إنشاء اللجنة وقائع‬
‫جديدة‪.3‬‬
‫ثانيا ‪ /‬مكان انعقاد اللجنة‬
‫يختلف مكان االنعقاد بحسب مكان تقصي الحقائق ‪،‬فقد يكون المكان إحدى حجرات‬
‫الغرفة التي أنشأت اللجنة ‪،‬حيث يتم استمتع األشخاص الذين استدعتهم اللجنة ‪،‬أو تفحص‬
‫المستندات و الوثائق التي تم نقلها إليها ‪،‬أو تستمع ألعضاء الحكومة بعيدا عن زحمة العمل‬
‫‪،‬أو قد يكون مكان انعقاد اللجنة في موقع العمل نفسه إذا تعذر نقل الوثائق ‪،‬أو يحتاج األمر‬
‫إلى معاينة على الطبيعة‪، 4‬و هذا قصد القيام بتحقيقاتها على أكمل وجه و على هذا المنوال‬
‫خولت المادة ‪ 83‬من القانون العضوي ‪ 02-99‬حق اللجنة في زيارة أي مكان من شأن‬
‫معاينته أن تساهم في تقدم التحقيق‪.5‬‬
‫نفس الشيء نص عليه المشرع في القانون ‪ 04-80‬في المادة ‪، 19‬على أن للجنة‬
‫التحقيق أو المراقبة أن تجري تحرياتها من خالل المستندات أو في عين المكان‪،‬و يفهم من‬
‫النصين أن المشرع أعطى حرية للجنة في تحديد مقر انعقادها على حسب ما تراه مفيد لعملية‬
‫التحقيق‪.‬‬

‫أنظر المادة ‪ 35‬من القانون ‪04-80‬‬ ‫‪1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 80‬من القانون العضوي ‪02-99‬‬ ‫‪2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 14‬من القانون ‪04-80‬‬ ‫‪3‬‬

‫إيهاب زكي سالم ‪:‬المرجع السابق ص ‪137‬‬ ‫‪4‬‬

‫عمار عباس ‪:‬المرجع السابق ص ‪129‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪80‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫ثالثا ‪ /‬سرية أعمال اللجنة‬


‫المقصود بسرية أعمال اللجنة عدم إذاعة وقائعها أو ما انتهت إليه من توصيات أو‬
‫تعليمات عن طريق الصحافة و أجهزة األعالم و النشر المختلفة ‪،‬و الواقع أن لجان التحقيق‬
‫تحرص على السرية سياجا ألعمالها و حفاظا على حيدة أعضائها ‪. 1‬‬
‫و األصل أن التحقيق البرلماني يلتقي مع التحقيق القضائي في خضوعهما لمبدأ عام‬
‫هو السرية باعتبارها من األمور التي يستلزمها حسن سيره من جهة ‪،‬و الحفاظ على ما‬
‫انطوى عليه من معلومات تمس مصالح الغير من جهة ثانية ‪،‬و لكن السرية ليست في جميع‬
‫األحوال محمودة ‪،‬كما أن العالنية ليست في جميع األحوال مذمومة ‪.‬ففي بعض األحيان‬
‫تقتضي طبيعة التحقيق التخفيف من إطالق سريته ‪،‬ليكون هناك جانب من العلنية يطمئن‬
‫الرأي العام من خالله على أن التحقيق يجري العتبارات المصلحة العامة ‪،‬و ال تسيطر عليها‬
‫نزاعات فردية أو يسير وفق مصالح خاصة‪. 2‬‬
‫و أيضا واجهت السرية عدة تحفظات – باعتبارها قاعدة مطلقة في عمل هذه اللجان –‬
‫مفادها ‪ ،‬أن تقدر السرية على ضوء حساسية الموضوع ‪،‬بحيث إذا اتصل الموضوع بقضايا‬
‫الرأي العام كسالمة السياسة الحكومية ‪،‬و حماية نظام الحكم ‪،‬فإن السرية تغدو غير مبررة‬
‫‪،‬بل تهدر رقابة الرأي العام في مثل هذه المسائل ‪،‬و يفقد التحقيق فاعليته من الناحية الواقعية‬
‫‪،‬بينما إذا كان موضوع التحقيق يمس بالمصلحة العامة كالوحدة الوطنية فإننا نعود إلى‬
‫القاعدة األصلية المتمثلة في السرية‪.3‬‬
‫و قد تبنى المشرع الفرنسي مبدأ السرية ‪،‬فأوجب على كل أعضاء لجنة التحقيق‬
‫البرلمانية أن يحتفظوا بسرية أعمالهم ‪،‬و إال تعرضوا لعقوبات جزائية ‪،‬حيث نصت المادة‬
‫‪ 140/4‬من الالئحة الداخلية للجمعية الوطنية – و المعدلة في ماي ‪ "" – 1997‬أن ال يعين‬
‫في لجنة التحقيق ‪......‬أي عضو وقعت عليه عقوبات جنائية أو تأديبية بسبب إفشاء األسرار‬
‫بأعمال اللجنة التي شكلت خالل نفس الفصل التشريعي ""‪.‬‬
‫و جاءت المادة ‪ 100/2‬من الالئحة الداخلية لمجلس الشيوخ الفرنسي – المعدلة في‬
‫‪ -1991-12-18‬أكثر تشددا عندما حرمت أي عضو سبق استبعاده من لجنة التحقيق‬
‫وسيم حسام الدين األحمد ‪:‬المرجع السابق ص ‪259‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد باهي أبو يونس ‪:‬المرجع السابق ص ‪،119‬انظر أيضا بن بغيلة ليلى مرجع سابق ص ‪51-50‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد هشام البدري ‪:‬المرجع السابق ص ‪100‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪81‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫بسبب إفشاء أسرار ‪،‬من االنضمام إلى عضوية اللجنة طوال مدة عمله ‪،‬و ليس فقط أثناء نفس‬
‫الفصل التشريعي كما هو معمول به في الجمعية الوطنية‪.1‬‬
‫أما عن موقف المشرع الجزائري ‪،‬فقد تبنى مبدأ السرية في القوانين الناظمة لممارسة‬
‫رقابة التحقيق البرلماني ‪،‬ففي القانون ‪ 01-77‬أكد في المادة ‪ 141‬منه على أن يحتفظ‬
‫أعضاء لجنة التحقيق أو المراقبة بسرية تحرياتهم و معاينتهم‪،‬كذلك في القانون ‪ 04-80‬في‬
‫المادة ‪ 23‬و ‪ 25‬على سرية أعمال اللجنة ‪،‬من خالل تأكيده على تكتم أعضائها على أعمالها‬
‫‪،‬باإلضافة إلى كل الموظفين و األجهزة التي قدمت مساعدات للجنة أن تكتم على هذه‬
‫األعمال‪. 2‬‬
‫أما في النظام الداخلي للغرفتين و القانون العضوي ‪ 02-99‬فقد أكدوا جميعهم على‬
‫‪3‬‬
‫مبدأ سرية األعمال و أن يقوم أعضاء اللجنة باالحتفاظ بتحرياتهم و معاينتهم و مناقشاتهم‬
‫‪.‬و لم يرد أي تناقض في هذا الشأن فيما يخص النص عليه في األنظمة الداخلية للغرفة‬
‫األولى و الثانية ‪،‬حيث جاءت على صورة مطابقة ""يلتزم أعضاء اللجنة التحقيق باالحتفاظ‬
‫بسر تحرياتهم و معاينتهم""‪.4‬‬
‫إن خاصية السرية المفروضة على أعضاء اللجنة أن يلتزموا بها ‪،‬ال تمس البتة بسير‬
‫عمل اللجنة بقدر ما هي حفاظ على أسرار المهنة و حفاظ على المصلحة العامة و هذا أمر‬
‫مرغوب فيه إذا ترتب عن هذا الخاصية أو الشرط نتائج إيجابية لكل األطراف‪. 5‬‬
‫أما عن مخالفة هذا الشرط أو الخاصية ‪،‬أي ما مسؤولية اللجنة إذا قامت بتسريب‬
‫المعلومات حول أعمالها و نتائجها أو معايناتها ‪،‬سواء بطريقة مباشرة أو بطريقة غير‬
‫مباشرة؟‪.‬‬
‫إن المشرع الجزائري لم ينص في أي قانون منظم آلليات الرقابة البرلمانية أو األنظمة‬
‫الداخلية لغرفتي البرلمان أي عقوبات من شأنها أن تطال كل من لم يلتزم بالسرية و الكتمان‬
‫حول أعمال و نتائج و معاينات اللجنة ‪،‬سواء من جهة األعضاء أو األشخاص الذين تم‬
‫االستماع إليهم أو االستعانة بهم ‪،‬و هذا الشيء الذي لم يمنع تسرب المعلومات إلى وسائل‬

‫‪Jaques Desandre : Les commissions parlementaires d enquete , Etudes juridique,edition-31‬‬


‫‪35,France,02-1996,P 32‬‬
‫‪ 2‬أنظر المادة ‪ 141‬من القانون ‪، 01-77‬المادة ‪ 23،25‬من القانون ‪04-80‬‬
‫‪ 3‬أنظر المادة ‪ 82‬من القانون العضوي ‪02-99‬‬
‫‪P‬نة‬
‫‪P‬ني لس‪P‬‬
‫‪P‬عبي الوط‪P‬‬
‫‪P‬داخلي للمجس الش‪P‬‬
‫‪4‬عبد اهلل بوقفة ‪:‬المرجع السابق ص ‪ ، 565‬أنظر المواد ‪ 106‬من النظام ال‪P‬‬
‫‪، 1997‬المادة ‪ 88‬من النظام الداخلي لمجلس األمة لسنة ‪1998‬‬
‫‪ 5‬السعيد بوشعير ‪:‬المرجع السابق ص ‪548‬‬
‫‪82‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫اإلعالم ‪،‬خالل لجنتي التحقيق المشكلتين في ‪، 1990‬حيث كانت يقوم األعضاء بتسريب‬
‫معلومات مفادها إطالع الرأي العام عن مدى تقدم التحقيق‪.1‬‬
‫غير أن تكييف خاصية السرية يكون أفضل أن يترك لصالحية اللجنة في تقديره بكل‬
‫سيادة ‪،‬أو أن يعهد إلى المجلس ليقرر مدى مالئمة السرية بموضوع التحقيق بع إبداء اللجنة‬
‫لرأيها ‪،‬و هذا يتطلب إلغاء القوانين التي تلزم اللجنة بالسرية و تحيلها إلى سلطة المجلس‪. 2‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬صدور التقرير‬
‫ال يستطيع المجلس المنشئ للجنة التحقيق االطالع بالتفصيل على العمل الشاق و‬
‫المضني الذي تقوم به لجان التحقيق ‪،‬نظرا لكثرة الشهادات التي يدلي بها األشخاص الذين تم‬
‫االستماع إليهم ‪،‬زيادة على الزيارات الميدانية و المعاينات التي قامت بها ‪،‬و كذا المستندات و‬
‫الوثائق التي تحصلت عليها‪.‬‬
‫لذلك كلفت النظم الداخلية للبرلمانات لجان التحقيق بإعداد تقارير مفصلة عن عملها‬
‫مادام المحققين قبل كل شيء هم أعضاء في هذه المجالس ‪،‬يأخذون على عواتقهم تلخيص‬
‫هذه الوثائق و تلك األوراق و ترجمة مشاهداتهم و ما تكشف لهم من مناظر أثناء جوالتهم‬
‫الميدانية و استخالصاتهم من كل ما اطلعوا عليه أو سمعوه أو شاهدوه‪،‬و يظهر كل هذا في‬
‫شكل تقرير مفصل‪.‬‬
‫فتقرير لجنة التحقيق هو عنوان إنجازها لمهمتها ‪،‬و بتقديمه للمجلس تنهي عملها ‪،‬بل و‬
‫تنقضي إذا كانت مشكلة لهذا الغرض فقط ‪،‬و يقدم رئيس اللجنة التقرير إلى رئيس المجلس‬
‫ليدرجه في جدول األعمال ‪،‬و ألن دراسة التقرير تكون الحقة على عملية إعداده فغننا نطرح‬
‫هنا تساؤالت‪،‬األول يدور حول طبيعة التقرير ‪،‬و الثاني عن محتواه ‪،‬و الثالث عن مصير‬
‫التقرير بعد أن تعده اللجنة ؟‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫أوال ‪ /‬طبيعة التقرير‬
‫يعرف التقرير على انه "" العمل الرسمي الذي بموجبه تحيل لجنة التحقيق إلى المجلس‬
‫نتيجة أعمالها و استنتاجاتها النهائية ""و يعرف أيضا انه "" مستند رسمي تعرض فيه اللجنة‬
‫نتيجة فحصها و دراستها للموضوع الذي أحيل إليها""‪.‬‬

‫لجنة التحقيق حول اختالس ‪ 26‬مليار دوالر ‪،‬و لجنة التحقيق حول الغرفة الوطنية للتجارة ‪،‬سنة ‪1990‬‬ ‫‪1‬‬

‫عمار عباس ‪ :‬المرجع السابق ص ‪131‬‬ ‫‪2‬‬

‫سامي عبد الصادق ‪:‬أصول الممارسة البرلمانية ‪،‬دار النهضة العربية ‪،‬المجلد األول ‪،‬القاهرة ‪،1992،‬ص ‪155‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪83‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫و انطالقا من هذين التعريفين يمكنا أن نميز بين تقرير للجنة و محاضر اجتماعات‬
‫اللجنة ‪،‬حيث يحرر لكل جلسة محضر يدون فيه أسماء الحاضرين و الغائبين و المناقشات و‬
‫االستماع و يدون ذلك مقرر الجنة و تمضى من طرف رئيسها ‪،‬و تضل في عهدة مكتب‬
‫اللجنة ‪.‬و تتعدد محاضر اللجنة بتعدد اجتماعاتها و زيارتها الميدانية ‪.‬‬
‫في حين أن التقرير لا يقدم و ال يدون إال مرة واحدة و هو ملخص كل ما قامت به‬
‫اللجنة ‪،‬و هو الذي يحتوي على نقاط العجز التي وقفت عليها اللجنة و الحلول المقترحة‬
‫ناهيك على أنه هو موضوع المناقشة على مستوى المجلس و ليس المحاضر‬
‫ثانيا ‪ /‬محتوى التقرير‪:‬‬
‫من الطبيعي أن يحتوي التقرير على خطة العمل التي اعتمدتها اللجنة للقيام بتحقيقاتها و‬
‫كذا األمكنة التي زارتها و الوثائق و المستندات التي اطلعت عليها و كذا شهادات الذين‬
‫استمعت إليهم و من ثم فغالبا ما يتضمن التقرير االجراءات التي اتخذتها اللجنة قصد تقصي‬
‫الحقائق عن الموضوع المحال إليها ‪،‬و تبرز في هذا التقرير بوضوح حقيقة األوضاع‬
‫االقتصادية و المالية و اإلدارية و االجتماعية أو غيرها من أوضاع الجهة التي كلفت بتقصي‬
‫حقائقها‪،‬و مدى احترامها للقانون ‪.‬و ال يكتفي تقرير اللجنة بهذا ‪،‬بل إن أهم ما يحتويه هو‬
‫التوصيات و االقتراحات التي تراها اللجنة ضرورية إلصالح الفساد أو التقصير الذي‬
‫اكتشفته من خالل تحرياتها على أن ال يتناول سوى القضية التي استوجبت إنشاء اللجنة‪،‬و‬
‫يتضمن التقرير على الخصوص النقاط التالية‪: 1‬‬
‫جميع المعينات و المالحظات التي تتعلق بالغرض من المراقبة أو التحقيق‬ ‫‪-‬‬
‫بيان الوقائع التي استدعت إجراءات خاصة‬ ‫‪-‬‬
‫االقتراحات الكفيلة بتفادي تكرار النقائص و مظاهر اإلهمال و االنحرافات التي تم‬ ‫‪-‬‬
‫رصدها‬
‫يجوز للجنة أن تعطي تقييم عام حول فعالية اإلطار القانوني أو التنظيمي و حول‬ ‫‪-‬‬
‫ضرورة أو إعادة النظر فيه‪. 2‬‬
‫و يبقى تقرير الجنة رغم ذلك مجرد عمل تحضيري أولي ‪،‬يتوقف على موافقة المجلس‬
‫المنشئ لها ‪،‬حيث أن دورها يقتصر على عرض التقرير الذي يتضمن ما تراه من توصيات‬

‫عمار عباس ‪:‬المرجع السابق ص ‪، 131‬أنظر بالتفصيل فارس محمد عمران ‪،‬المرجع السابق ص ‪462-458‬‬ ‫‪1‬‬

‫أنظر المادة ‪ 37‬من القانون ‪04-80‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪84‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫‪.‬بمعنى أن لجان التحقيق ال تتوب عن الحكومة و ال اإلدارة ‪،‬و من ثم ال يمكنها أن تلزمهما‬


‫‪،‬فالتوصيات و االقتراحات ال يمكن أن تكون قرارات ‪.‬‬
‫و على الرغم من ذلك ‪،‬فإن التوصيات و االقتراحات تعتبر بالنسبة للجان التحقيق‬
‫جوهر تقريرها و عنوان نجاحها و فهمها المتعمق لألمر ‪،‬و إن كان ينبغي أن يأخذ بعين‬
‫االعتبار أن توصيات هذه اللجنة ال تأخذ دائما على أنها مسلمات غير قابلة للنقد أو المناقشة‬
‫‪،‬إنما العكس فكثير ما يجري نقاش بشأن التوصيات ثم بعد ذلك قد يلفت المجلس نظر‬
‫الحكومة إلى أهمية هذه التوصيات بوضعها الذي وردت به من اللجنة و قد يجري عليها‬
‫تعديالت‪.‬‬
‫و تتم الموافقة على تقرير اللجنة من قبل أغلبية أعضاء اللجنة و تلك األغلبية طبعا من‬
‫المساندة للحكومة‪ ،‬و على الرغم من عدم النص على التصويت اللجنة على التقرير في‬
‫القانون العضوي ‪، 02-99‬إال انه جاء في القانون‪ "" 04-80‬تتم المصادقة على تقرير‬
‫اللجنة بأغلبية أعضائها و في حالة عدم تساوي األصوات يرجح صوت الرئيس ""‪،1‬أما في‬
‫القانون العضوي ‪ 02-99‬و بمقتضى المادة ‪ 78‬منه تتم إنشاء لجنة تحقيق على نفس‬
‫المنوال الذي تتشكل به اللجنة الدائمة في المجلس المعني ‪،‬و منه تستطيع الحكومة أن تتحكم‬
‫في تكوين اللجنة ‪،‬و ذلك بانتماء أغلبيتها من النواب مؤيدي الحكومة ‪،‬و من هنا يمكن لها أن‬
‫تسيطر على تقرير اللجنة من خالل أغلبية أعضاء اللجنة المواليين لها‪.‬‬
‫و هذا األمر من شأنه أن يعتم أي رأي مخالف ألغلبية أعضاء اللجنة من قبل المعارضة‬
‫‪،‬و عل الرغم من سكوت المشرع اتجاه هذا الوضع ‪،‬إال أنه يجب على التقرير أن يتضمن‬
‫الرأي اآلخر المبدي من طرف أعضاء اللجنة ‪،‬حيث أن طبيعة التقرير تفرض تدوين فيه كل‬
‫ما توصلت إليه اللجنة ‪،‬حيث ال ينبغي تجاهل رأي المعارضة في تقرير اللجنة ‪،‬ألنه في‬
‫األخير سيقدم التقرير إلى المجلس و يناقش في جلسة ‪،‬و تكون اللجنة هناك عبارة عن أقلية‬
‫تعرض نتائج عملها ‪،‬قد تلقى قبول من قبل أغلبية المجلس أو تلقى رفض ‪،‬كما يمكن إذا‬
‫قدمت المعارضة رأيها في التقرير و تم تقديمه في جلسة المناقشة أن يلقى قبول من طرف‬
‫المجلس فيعتمده كقرار نهائي ‪،‬ألن المجلس حين يتخذ موقف اتجاه التقرير فإنه يتخذه بناءا‬
‫على ما ورد في التقرير سواء كان يمثل رأي أغلبية أو رأي أقلية كانت في اللجنة‪.2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 32‬من القانون ‪04-80‬‬ ‫‪1‬‬

‫سامي عبد الصادق ‪:‬المرجع السابق ص ‪158‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪85‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫و على الرغم من عدم النص على التصويت اللجنة على التقرير في القانون العضوي‬
‫‪، 02-99‬إال انه جاء في القانون ‪ 04-80‬في المادة ‪ "" 32‬تتم المصادقة على تقرير اللجنة‬
‫بأغلبية أعضائها و في حالة عدم تساوي األصوات يرجح صوت الرئيس ""‪.‬‬
‫ثالثا‪ /‬مناقشة التقرير ونشره‪:‬‬
‫عندما تنتهي اللجنة من إعداد تقريرها ‪،‬تقدمه لرئيس الغرفة المنشئة لها ‪،‬حيث يجب‬
‫إدراج التقرير في جدول أعمال الغرفة المعنية ‪،‬كما يجب طبع التقرير و توزيعه على النواب‬
‫حتى يتمكنوا من اإلطالع عليه لمناقشة ما جاء فيه من معلومات ‪،‬دون االكتفاء بعرضه في‬
‫جلسة المناقشة‪. 1‬باإلضافة إلى ذلك يتم تبليغ كل من رئيس الجمهورية و رئيس الحكومة‬
‫بالتقرير‪.‬‬
‫و من الناحية النظرية فإن مناقشة التقرير يسمح بوضع الحكومة أمام مسؤوليتها اتجاه‬
‫البرلمان ‪،‬ألن من المفروض أن هذه المناقشة تعطي الفرصة ألعضاء المجلس تقييم‬
‫التحقيقات التي أجرتها اللجنة ‪،‬و أن تمنح المناقشة أصحاب اآلراء و وجهات النظر المغايرة‬
‫فرصة التعبير عنها ‪،‬فضال عن سماحها بإجراء تبادل آلراء و وجهات النظر بين األغلبية و‬
‫المعارضة بشأن أعمال و إجراءات اللجنة و نتائج التحقيقات ‪،‬و من ثم يتم إجراء حوار أيضا‬
‫‪2‬‬
‫بين النواب و الحكومة بشان التقرير‪.‬‬
‫أما موقف المشرع الجزائري في مناقشة التقرير على مستوى الغرفة البرلمانية‬
‫المنشئة للجنة ‪،‬فلم ينص القانون العضوي ‪ 02-99‬على فتح باب المناقشة لما ورد في‬
‫التقرير ‪،‬على عكس ما تضمنه لقانون ‪، 04-80‬حيث نص على مناقشة نواب المجلس‬
‫الشعبي الوطني للنتائج التي توج بها التقرير الذي سلمته لجنة التحقيق أو المراقبة ‪،‬و لكن‬
‫اشترط طابع الجلسة السرية‪.3‬‬
‫أما عن نشر التقرير ‪،‬فإنه ال يتم تلقائيا بعد المصادقة عليه من قبل أعضاء اللجنة و إنما‬
‫يخضع لموافقة الغرفة المعنية ‪،‬و التي يمكن أن تفصل في هذا األمر وفق إجراءات معينة‬
‫تضمنها كل من القانون العضوي ‪ 02-99‬وسبقه في ذلك القانون ‪ 04-80‬و القانون ‪-77‬‬
‫‪.01‬‬

‫عباس عمار ‪:‬المرجع السابق ص ‪137‬‬ ‫‪1‬‬

‫فارس محمد عمران ‪:‬المرجع السابق ص ‪485‬‬ ‫‪2‬‬

‫أنظر المادة ‪ 38‬من القانون ‪04-80‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪86‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫فاالعتراف للمجلس الشعبي الوطني بالبت في نتائج أعمال اللجنة على إثر مناقشة نشر‬
‫التقرير في جلسة مغلقة ‪،‬ال يعني تمتعه بحرية نشر التقرير لكونه سريا وفقا لما جاء في‬
‫القوانين السابقة الذكر ‪،‬و إن كان لمكتب المجلس‪،‬أو رؤساء المجموعات البرلمانية أن‬
‫يقترح نشر التقرير كليا أو جزئيا ‪،‬دون أن يكون األعضاء المجلس مناقشة مدى مالئمة‬
‫العرض الموجز المقدم من المقرر حيث يبين فيه الحجج المؤيدة إليجابية أو سلبية نشر‬
‫التقرير كليا أو جزئيا و ذلك بعد االستشارة المسبقة للحكومة و االعتماد عليها في تبرير‬
‫النشر من عدمه‪،‬و بالرغم من أن رأي الحكومة ال يعدو أن يكون استشاري إال ان هذا يعد‬
‫تدخل في قرارا المجلس ‪،‬حيث ال يعقل أن تبدي الحكومة موافقتها بنشر التقرير إذا كان‬
‫يتضمن تحميلها المسؤولية أو إدانتها في الوقائع محل التحقيق‪. 1‬‬
‫و لعل هذا من شأنه أن يقلل دور نواب الشعب في تقيم النتائج المتوصل إليها في‬
‫التقرير ‪،‬باإلضافة إلى أنهم مطالبين بالموافقة أو الرفض القتراح نشر التقرير بعد عرض‬
‫موجز للتقرير ‪،‬أي أنهم سيفصلون في نشر محتوى التقرير بدون مناقشة على الرغم من عدم‬
‫إطالعهم على ما احتواه بشكل دقيق‪،‬باإلضافة إلى انتظار النواب إلى ما تعتمده السلطة‬
‫التنفيذية اتجاه نشر التقرير من عدمه‪.2‬‬
‫إن هذا التقييد الوارد على النشر ‪،‬و كذا ضرورة مناقشة مالئمته من عدمها في جلسات‬
‫مغلقة ‪،‬يعود أساسا لآلثار التي يمكن أن تنجم عن ذلك ‪،‬حيث أن هذه المناقشات تؤدي إلى‬
‫وضع الحكومة أمام مسؤوليتها أمام الرأي العام ‪،‬ألن من المفترض في هذه المناقشات أن‬
‫تعطي الفرصة للنواب لتقييم التحقيقات التي أجرتها اللجنة ‪،‬و أن تمنح المناقشة أصحاب‬

‫‪ 1‬مداخلة النائب الصادق دبايلي ‪:‬جريدة مداوالت المجلس الشعبي الوطني رقم ‪، 108‬السنة الثانية ‪،‬الصادرة بتاريخ ‪-14‬‬
‫‪،1998-12‬جلسة ‪1998-12-17‬‬
‫‪ 2‬السعيد بوشعير ‪:‬المرجع السابق ص ‪347-346‬أنظر أيضا المواد التالية ‪:‬‬
‫‪ 143 -‬من القانون ‪ "" 01-77‬يجوز للمجلس الشعبي الوطني ‪،‬بناءا على اقتراح من مكتبه ‪،‬أن يقر نشر التقري‪PP‬ر‬
‫‪،‬المشار ‘ليه في المادة ‪ 142‬من النظام الداخلي ‪،‬كليا أو جزئيا ‪ .‬و يبت المجلس الشعبي الوطني في الموض‪P‬وع‬
‫‪P‬ر‬‫‪P‬لب نش‪P‬‬ ‫‪P‬اب أو س‪P‬‬ ‫بدون مناقشة على إثر العرض الموجز الذي يقدمه المقرر ‪،‬مبينا فيها الحجج التي تؤيد إيج‪P‬‬
‫التقرير كليا أو جزئيا‪ .‬ال يمكن للمجلس أن يفتح مناقشة حول نشر التقرير إال في جلسة سرية""‬
‫‪ -‬المادة ‪ 144‬من القانون ‪ "" 01-77‬تستشار الحكومة مسبقا ‪،‬حول مالئمة هذا النشر ""‬
‫‪ -‬المادة‪ 39‬من القانون ‪ "" 04-80‬يبت المجلس الشعبي الوطني في النشر الكلي أو الجزئي لتقري‪PP‬ر التحقي‪PP‬ق أو‬
‫المراقبة و تستشار الحكومة مسبقا حول مالئمة هذا النشر ""‬
‫‪ -‬المادة ‪ 86‬من القانون العضوي ‪"" 02-99‬يمكن أن يقرر المجلس الشعبي الوطني أو مجلس األمة نشر التقري‪PP‬ر‬
‫‪P‬ة ‪ .‬يبت المجلس‬ ‫‪P‬د رأي الحكوم‪P‬‬ ‫‪P‬ة ‪،‬بع‪P‬‬ ‫كليا أو جزئيا بناءا على اقتراح مكتبه أو رؤساء المجموعات البرلماني‪P‬‬
‫الشعبي الوطني أو مجلس األمة ‪،‬حسب الحالة ‪،‬في ذلك دون مناقشة بأغلبية الحاضرين ‪،‬إثر عرض موجز يقدمه‬
‫مقرر الجنة يبين فيه الحجج المؤيدة أو المعارضة لنشر التقرير كليا أو جزئيا ‪ .‬يمكن للمجلس الشعبي الوطني و‬
‫مجلس األمة ‪،‬عند االقتضاء ‪،‬أن يفتح مناقشة في جلسة مغلقة بخصوص نشر التقرير ""‬
‫‪87‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫اآلراء و وجهات النظر المغايرة لما ورد بالتقرير فرصة التعبير عنها‪.‬و أيضا نشر التقرير‬
‫يعتبر بمثابة فضح علني لبعض التقصير و النقص الذي رصده تقرير اللجنة ‪،‬و يزداد تأثير‬
‫النشر إذا ما تناولته وسائل اإلعالم ‪،‬مما قد يشكل نوع من الجزاء ذو الطابع المعنوي ‪،‬كما أن‬
‫النشر من شانه أن يدفع الحكومة إلى اتخاذ إجراءات عملية لسد النقائص المسجلة و متابعة‬
‫المتسببين في التقصير و اإلهمال المرصود من طرف اللجنة‪.1‬‬
‫المطــلب الثالــث ‪:‬‬
‫النتائج المترتبة على تقرير لجـان التحقيق البرلمانية‬
‫ال شك أن لجوء البرلمان إلى تشكيل لجان التحقيق تكون الغاية منه ممارسة الرقابة‬
‫على عمل الحكومة ‪،‬لذلك قد يفضي التحقيق إلى نتائج قد تدين الحكومة أو تقرر عدم‬
‫تقصيرها ‪،‬و في هذا السياق نتساءل عن ما هي النتائج التي قد تترتب عن التحقيق البرلماني‬
‫‪.‬‬
‫الفرع األول ‪:‬النتائج المتعلقة بالعالقة الوظيفية بين البرلمان و الحكومة‬
‫فيما هو معروف في الفقه الدستوري أن العالقة الوظيفية بين السلطة التشريعية و‬
‫السلطة التنفيذية تتمثل في مظاهر التعاون بينهما و مظاهر التوازن بينهما ‪،‬و في إطار‬
‫دراستنا ألثار التحقيق البرلماني و المتعلق بهذه العالقة ‪،‬نتطرق إلى نقطتين أساسيتين ‪:‬‬
‫أوال ‪ /‬التوصية بسد نقص تشريعي‬
‫تجري لجان التحقيق البرلمانية تحقيقاتها و هي خالية الذهن من أثره ‪،‬فقد أحيطت مسبقا‬
‫بوجود مخالفة أو تجاوزات قد وقعت في قطاع ما ‪،‬أما عن سبب وقوع هذه المخالفات أو‬
‫التجاوزات فهي تجهله ‪،‬و ينتج عن عملها كشف هذه النقائص و تدرجها في تقريرها ‪،‬و عادة‬
‫مت توضح هذه التقارير وجود نقص في القوانين القائمة أو ثغرات تعتري هذه القوانين أو‬
‫افتقاد كامل للقوانين في موضوعه ‪،‬و في هذه الحالة قد يسفر التحقيق عن اقتراح قانون أو‬
‫تعديل النصوص القائمة لتالءم األوضاع القائمة و لتالفي ما يوجد من عيوب أو نقائص‪.2‬‬
‫و في عبارة أخرى تستطيع لجان التحقيق أن توصي بسد ذلك النقص التشريعي أو‬
‫المطالبة بتشريع جديد أو تعديل ‪،‬إذا كان النص التشريعي موجود ‪،‬لكن ليس لها أن تشرع أو‬

‫‪ 1‬عمار عباس ‪:‬المرجع السابق ص ‪، 138‬أنظر أيضا عبد بوقفة المرجع السابق ص ‪569-568‬‬
‫‪ 2‬وسيم حسام الدين األحمد ‪:‬المرجع السابق ص ‪ ،90-89‬عمل اللجنة في هذه الحالة ال يعدو أن يكون عمل تحضيري‬
‫يسمح للغرفة التي أنشأتها اتخاذ القرار المناسب الذي تراه ‪،‬انظر بالتفصيل عمار عباس ‪،‬المرجع السابق ص ‪140-139‬‬
‫‪88‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫تعدل من تلقاء نفسها فذلك األمر يخرج من صالحياتها‪،‬و معنى هذا أن هذه التوصيات ال‬
‫تنتج آثارها إال بعد الموافقة عليها من قبل الغرفة المنشئة لها‪.‬‬
‫ثانيا ‪ /‬تحريك المسؤولية الحكومية‬
‫منم الناحية النظرية ‪،‬التقارير التي تتوصل إليها لجان التحقيق البرلمانية تصلح أساس‬
‫إلثارة المسؤولية الحكومية المدنية عن طريق إلزام عضو الحكومة باإلصالح الضرر الذي‬
‫نجم عن فعله الضار سواء بإعادة الحال على ما كان عليه أو دفع التعويض‪.‬‬
‫و تصلح أيضا أن ترتب التقارير مسؤولية سياسية للحكومة أمام البرلمان ‪،‬و يقصد بها‬
‫حق البرلمان في سحب الثقة من الحكومة ‪،‬أو الوزير المختص لعدم موافقتها على سياسة أي‬
‫منهما في موضوع التحقيق ‪.‬‬
‫و قد ال تتوصل لجنة التحقيق من خالل تحرياتها إلى أي شيء من شأنه أن يدين‬
‫الحكومة ‪،‬و قد ينتهي األمر إلى تجديد الثقة فيها ‪ ،‬أو يفضي التحقيق إلى مجرد تنبيه‬
‫بضرورة االلتزام باتخاذ إجراءات مناسبة إلزالة األضرار الناجمة عن بعض التقصير في‬
‫بعض المجاالت التي تشرف عليها الحكومة‪.1‬‬
‫أما عن أثر التحقيق البرلماني في الجزائر بتحريك مسؤولية الحكومة و الذي لم يدرج‬
‫في نصوصه القانونية أي ترتيب لمسؤوليتها إذا ثبت تقصيرها ‪،‬وهذا من شأنه أن يضعف من‬
‫فعالية هذه اآللية الرقابية ‪،‬علة عكس ما جاءت به بعض األنظمة الدستورية المقارنة حيث‬
‫تدرج المسؤولية السياسية للحكومة سواء كانت فردية أو جماعية كأثر للتحقيق‪. 2‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬اإلحالة إلى الجهات القضائية‬


‫قد تفضي تحريات لجنة التحقيق إلى نتيجة مفادها أن اإلطار القانوني المنظم لموضوع‬
‫التحقيق متكامل و ال تشوبه نقائض أو ثغرات ‪ ،‬لكن قد تكشف في نفس الوقت بان الجهات‬
‫التي تخضع للتحقيق قد اخترقت القواعد القانونية السارية ‪ ،‬فهل يكون هنا بمقدور لجنة‬
‫التحقيق أن تحيل المخالفين لهذه القواعد على الجهات المختصة بالتحقيق ؟‬
‫كمبدأ عام ‪ ،‬ما دامت رقابة البرلمان تكتسي طابعا سياسيا ‪ ،‬فليس له سوى إحالة التقرير‬
‫و التوصيات التي يتضمنها على الحكومة ‪ ،‬حتى تتمكن من اتخاذ جزاءات تأديبية في‬
‫‪ 1‬محمد قدري حسن ‪:‬المرجع السابق ص ‪،363-362‬أنظر بالتفصيل سيد رجب السيد ‪،‬المرجع السابق ص ‪250‬‬
‫‪ 2‬ينتهي التحقيق الذي يباشره لجان التحقيق في مجلس العموم البريطاني إلى إحدى النتيجتين ‪:‬إما التوص‪PP‬ية بس‪PP‬د نقص‬
‫‪P‬يد رجب‬
‫تشريعي أو تحريك المسؤولية الحكومية ‪،‬تضامنيا او فرديا إذا ثبت قطعيا مسؤوليتها أو خطئها ‪،‬أنظر بالتفصيل س‪P‬‬
‫السيد ‪:‬المرجع السابق ص ‪79-76‬‬
‫‪89‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫مواجهة المخالفين و المقصرين إذا رأت بان األمر يستدعي ذلك ‪ .‬و ألجل هذا الغرض يمكن‬
‫للمجلس أن يدعم تقرير اللجنة بالتصويت على الئحة تدعو الحكومة من خاللها برفع الدعوى‬
‫قضائية حول الجوانب الغير قانونية التي الحظها المحققون البرلمانيون‪ ،‬و هو ما جرت عليه‬
‫التقاليد البرلمانية ‪.‬‬
‫من ثم يكون المجلس قد أحال المخالفين على العدالة و لو بطريقة غير مباشرة ‪ ،‬على‬
‫الرغم من أن هناك من يرى بان حرمان المجلس من إحالة المخالفين للقواعد القانونية على‬
‫العدالة فيه إضعاف كبير لسلطته الرقابية عموما و خاصة ما تعلق منها بالتحقيق البرلماني ‪.‬‬
‫و قد كان أولى لو خول المجلس التماس العدالة من خالل رئيسه ‪،‬أو على األقل من خالل‬
‫وزير العدل ألنه من غير المعقول أن يمكن القانون رئيس المجلس التماس العدالة في مرحلة‬
‫التحقيق ‪،‬لمتابعة األشخاص الرافضين لالمتثال أمام اللجنة ‪،‬و يسحب منه الحق في ما بعد‬
‫التحقيق‪.‬‬
‫إن السماح للبرلمان بإحالة األشخاص على العدالة ‪،‬و لو من خالل رؤساء الغرف‬
‫البرلمانية ‪،‬فيه مساس بمبدأ الفصل بين السلطات ‪،‬لذلك فإن البرلمان حين يحيل األمر على‬
‫جهات التحقيق ال يلزم هذا األخيرة ليست ملزمة برأي البرلمان ‪،‬حيث تبقى لها مطلق الحرية‬
‫من حيث مباشرة التحقيق أو من حيث األثر الذي ينتهي إليه تحقيقها ‪،‬فاألمر هنا ال يتعدى‬
‫مجرد اإلخطار من البرلمان إلى القضاء‪.1‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬‬


‫الممارسة العملية للبرلمان الجزائري آللية التحقيق‬
‫إن ممارس >>ة البرلم >>ان الجزائ >>ري آللي >>ة التحقي >>ق البرلم >>اني كوس >>يلة رقاب >>ة على أعم >>ال‬
‫الحكومة ‪،‬لم تظهر ميدانيا إال بع>د ص>دور دس>تور ‪، 1976‬و ك>ان ع>دد لج>ان التحقي>ق المش>كلة‬
‫من قب>>ل البرلم>>ان الجزائ>>ري ‪ 10‬لج>>ان على م>>دار ‪ 06‬عه>>دات تش>>ريعية ‪،‬حيث تم تش>>كيل ‪04‬‬
‫لج >>ان تحقي >>ق في ظ >>ل وج >>ود غرف >>ة برلماني >>ة واح >>دة في الف >>ترة الممت >>دة بين ‪ 1979‬و ‪1990‬‬
‫( مطلب أول )‪،‬ثم شكل البرلمان الجزائري ‪ 06‬لجان تحقيق في ظ>ل ثنائي>ة برلماني>ة تعددي>ة (‬
‫مطلب ثاني ) ‪.‬‬
‫‪ 1‬عمار عباس‪ :‬المرجع السابق ص ‪،141‬إن المشرع لم يبرز و لم يقم في تشريعاته المتعاقبة أي نص قد يثير المسؤولية‬
‫‪P‬ات‬‫الحكومية سواء السياسية منها أو المسؤولية الجزائية ‪،‬هذا ما يجعل نتائج التحقيق أو التوصيات ال تعدو إال تقديم معلوم‪P‬‬
‫حول موضوع التحقيق للنواب ال أكثر من ذلك ‪.‬‬
‫‪90‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫و سنتطرق لك>ل منه>ا على ح>دا و ذل>ك ب>ذكر تفاص>يل القض>ايا موض>وع التحقي>ق ‪،‬و ذك>ر‬
‫ما ج>اء في نت>>ائج أعم>>ال البعض منه>>ا ‪،‬ألن معظم تق>ارير ه>>ذه اللج>ان بقي ح>بيس أدراج مكتب‬
‫المجلس ‪،‬أو لم يسلم للمجلس من األساس ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪:‬‬
‫لجان التحقيق في ظل وجود غرفة برلمانية واحدة‬
‫تعت >>بر وظيف >>ة المراقب >>ة كوظيف >>ة منظم >>ة و مس >>تقلة من حيث الهيكل >>ة ‪،‬طريق >>ة ج >>اء به >>ا‬
‫الدس>>تور الجزائ>>ري ‪،‬حيث أس>>ندها إلى المؤسس>>ات الدس>>تورية المعروف>>ة تقلي>>ديا و ال>>تي ت>>راقب‬
‫بعض >>ها بواس>>طة وس>>ائل ت >>درج ض >>من اختصاص >>ات ك >>ل مؤسس>>ة ‪،‬و ه >>ذا اقت >>داء بال >>دول ال >>تي‬
‫أق>>رت ه>>ذه الوظيف>>ة و أس>>ندتنها إلى مج>>الس منتخب>>ة ‪،‬إال أنه>>ا اتس>>مت بالض>>عف و انع>>دام األث>>ر‬
‫‪1‬‬
‫القانوني و السياسي لها‬
‫الفرع األول ‪:‬قضية العقد المبرم بين شركة سونطراك و الشركة األمريكية ألبازو‪.‬‬
‫لم يمارس المجلس الشعبي الوط>ني اختصاص>ه في مج>ال المراقب>ة على أعم>ال الحكوم>ة‬
‫بواسطة لجان التحقيق إال بشأن العقد المبرم بين الشركة األمريكية ألبازو و ش>ركة س>ونطراك‬
‫الجزائرية ‪.‬‬
‫و نق>>دم فيم>>ا ي>>أتي تفاص>>يل القض>>ية‪،‬و ال>>تي ابت>>دأت باس>>تجواب مق>>دم للحكوم>>ة ح>>ول ه>>ذا‬
‫العق>>د ‪،‬و رد الحكوم>>ة ح>>ول اس>>تجواب الن>>واب له>>ا ‪،‬ثم تش>>كيل لجن>>ة تحقي>>ق ح>>ول الموض>>وع و‬
‫ننتهي إلى عرض جزء من التقرير الذي توصلت إليه اللجنة و قدم للمجلس كنتيجة عمل لها ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أوال ‪:‬الوقائع التي تناولها االستجواب المقدم في ‪1979-12-22‬‬
‫ق> >>دم االس> >>تجواب بع> >>د التص> >>ريحات ال> >>تي أدلى به> >>ا وزي> >>ر الطاق> >>ة الجزائ> >>ري للص> >>حافة‬
‫الوطنية في ‪ 1979-05-20‬حول الصفقة المبرمة بين الطرفين الجزائري و األمريكي‪.‬‬
‫و بعد أن أحيلت الكلمة لمندوب أصحاب االستجواب و هو النائب "" عب>>د الك>>ريم حس>>اني‬
‫""و الذي أكد على مشروعية تقديم االستجواب ألنه كان طبقا للدستور و أحكام المواد ‪- 147‬‬
‫‪ 150‬من القانون ‪ 01-77‬المتضمن النظام الداخلي للمجلس الشعبي الوطني‪.‬‬
‫و يض>>يف على أن الغاي>>ة من ه>>ذا االس>>تجواب ه>>و تزوي>>د لمجلس بالمعلوم>>ات ح>>ول ه>>ذه‬
‫الص> >>فقة المبرم> >>ة بين الط> >>رفين األم> >>ريكي المتمث> >>ل في ش> >>ركة ألب> >>ازو و الط> >>رف الجزائ> >>ري‬

‫‪ 1‬السعيد بوشعير ‪:‬المرجع السابق ص ‪341‬‬


‫‪ 2‬أنظر بالتفصيل ‪:‬جريدة مداوالت المجلس الشعبي الوطني ‪،‬رقم ‪، 49‬السنة الرابعة ‪،‬المؤرخة في ‪ ،1980-02-14‬من‬
‫الصفحة ‪ 02‬إلى الصفحة ‪31‬‬
‫‪91‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫المتمث>>ل في ش>>ركة س>>ونطراك ‪،‬و ح>>ول الظ>>روف ال>>تي على إثره>>ا تم تص>>دير الغ>>از الط>>بيعي‬
‫الوطني نحو الو م أ ‪.‬‬
‫و كان وزير المالية ق>د أدلى بتص>ريحات للص>حف الوطني>ة بت>اريخ ‪ 1979-05-20‬أن‬
‫الجزائر تكبدت خسارة قدرها ‪ 290‬مليون دوالر جراء تص>ديرها للغ>از نح>و ال>و م أ بس>عر ال‬
‫يتفق و أسعار الطاقة المعتمدة في المعامالت التجارية العالمية‪.‬‬
‫و بن>>اءا على م>>ا ج>>اء في الص>>حف و تص>>ريحات الحكوم>>ة ‪،‬يتض>>ح أن إب>>رام الص>>فقة ك>>ان‬
‫كالتالي‪: 1‬‬
‫في ت >>اريخ ‪ 1969-10-09‬تعه >>دت س >>ونطراك ب >>بيع الغ >>از الممي >>ع لش >>ركة ألب >>ازو‬ ‫‪-‬‬
‫بحجم ق> >>دره ‪ 10‬ملي> >>ار م> >>تر مكعب يومي> >>ا ‪،‬على م> >>دة تتمث> >>ل ‪ 25‬س> >>نة ‪،‬على أن يتم‬
‫دخول هذا االتفاق حيز التنفيذ ابتداء من سنة ‪، 1973‬غير ان الظروف العالمي>ة في‬
‫تلك الفترة ‪،‬و أزمة ناقالت الغاز حال دون تنفي>>ذ االتف>>اق ‪.‬حيث تأج>>ل تنفي>>ذ االتفاقي>>ة‬
‫إلى غاية سنة ‪1978‬‬
‫الس>>عر المتف>>ق علي>>ه وقت إب>>رام العق>>د س>>نة ‪ 1969‬ه>>و ‪ 0.305‬دوالر مقاب>>ل الم>>تر‬ ‫‪-‬‬
‫المكعب من الغاز‬
‫إن تنفيذ االتفاقية باعتماد ه>ذا الس>عر م>ع ارتف>اع أس>عار الطاق>ة في األس>واق العالمي>ة‬ ‫‪-‬‬
‫كب >>د الجزائ >>ر خس >>ارة فادح >>ة تق >>در بـ ‪ 290‬ملي >>ون دوالر و على ال >>رغم من دخ >>ول‬
‫االتفاقي >>ة ح>>يز التنفي >>ذ س>>نة ‪، 1978‬فم >>اذا ل >>و تم تنفي >>ذه في الف >>ترة المح>>ددة في العق >>د‬
‫المبرم سنة ‪. 1969‬‬
‫و بن>>اءا على م>>ا س>>بق ق>>د بعض التس>>اؤالت للحكوم>>ة ليتض>>ح للمجلس ص>>حة المعلوم>>ات‬
‫التي بين يديه و كانت األسئلة تتمثل في ‪:‬‬
‫‪ .1‬كي>>ف ك>>ان س>>عر الغ>>از وقت إب>>رام العق>>د ‪،‬و ذل>>ك بين ال>>دول المنتج>>ة ك>>إيران و االتح>>اد‬
‫السوفيتي و الدول المستهلكة مثل دول أوربا ؟‬
‫‪ .2‬تقديم الحكوم>>ة للمجلس الش>عبي الوط>>ني النص األص>>لي لالتفاقي>>ة المبرم>>ة بيم الط>>رفين‬
‫األمريكي و الجزائري لالطالع عليها ؟‬
‫‪ .3‬إعالن الحكومة لمراجعة السعر المعتمد في التفاقي>>ة ه>>ل يتناس>ب م>>ع أس>عار الطاق>ة في‬
‫السواق العالمية ؟‬

‫نفس المرجع السابق‬ ‫‪1‬‬

‫‪92‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫‪ .4‬إن دراسة هذه القضية دراسة موضوعية خالية من االعتب>>ارات الذاتي>>ة مره>>ون بإنش>>اء‬
‫لجن >>ة تحقي >>ق تتن >>اول بص >>ورة ش>>املة ك >>ل ج>>وانب القض >>ية ‪،‬ال س>>يما بع >>د تق >>ديم أعض >>اء‬
‫الحكومة توضيحاتهم حول الموضوع‪. 1‬‬
‫ثانيا ‪ /‬رد الحكومة حول االستجواب في قضية ألبازو‬
‫مثل الحكومة في جلسة مناقشة االستجواب عدد من الوزراء ‪،‬باإلضافة إلى األمين الع>>ام‬
‫للحكوم>>ة الس>>يد إسماعيل حمداني و وزي>>ر الطاق>>ة و الص>>ناعات الب>>تر وكيميائي >ة الس>>يد بلقاسم‬
‫نابي‪.‬‬
‫و ك >>ان رد األمين الع >>ام للحكوم >>ة ‪،‬أن الس >>تجواب يش >>وبه لبس ق >>انوني ‪،‬و تفس >>ير خ >>اطئ‬
‫ألحك>>ام الدس>>تور ألن االس>>تجواب ي>>دخل في نط>>اق ممارس>>ة الوظيف>>ة التش>>ريعية و ليس وظيف>>ة‬
‫المراقبة ألن الفصل السادس من القانون ‪ 01-77‬يتضمن ممارسة المراقب>>ة عن طري>>ق لج>>ان‬
‫التحقي> >>ق ‪،‬و االس> >>تجواب ي> >>أتي في الفص> >>ل الس> >>ابع المتعل> >>ق ب> >>اإلجراءات الخاص> >>ة بالوظيف> >>ة‬
‫التشريعية‪. 2‬‬
‫باإلض>>افة إلى أن الحكوم>>ة جماعي>>ا أو فردي>>ا هي مس>>ؤولة مس>>ؤولية سياس>>ية أم>>ام رئيس‬
‫الجمهورية فقط ‪،‬طبقا لمقتضى أحكام الدستور‬
‫إال أن األمين الع>>ام لحكوم>>ة أش>>اد ب>>دور المجلس و حرص>>ه الت>>ام على أم>>وال الدول>>ة من‬
‫خالل تجسيد ذلك في استعماله آللياته الدستورية في جمع المعلومات و أش>>ار أن ه>>ذا ال يح>>ول‬
‫دون لجوء المجلس لتشكيل لجنة التحقيق ‪،‬ألن األمر يتعلق بالمصلحة العامة ‪.‬‬
‫و كان رد وزير الطاقة ح>ول موض>وع االس>تجواب رد طوي>ل و مفص>ل و ملم ب>الجوانب‬
‫االقتصادية و التقنية و القانونية و السياسية لهذا العقد ‪،‬و نوجز ذلك في النقاط التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬الس>>عر المح>>دد في العق>>د الم>>برم بين الط>>رفين غ>>ير قاب>>ل للمراجع>>ة إال فيم>>ا يخص‬
‫‪ 1/5‬منه و يتغير وفق متغيرات أسعار الصلب في الو م أ‪.‬‬
‫‪ ‬إن تمس> >>ك الط> >>رف األم> >>ريكي بالعق> >>د األص> >>لي ح> >>ال دون رض> >>وخه القتراح> >>ات‬
‫ش>>ركة س>>ونطراك فيم>>ا يخص أس>>عار الغ>>از الجدي>>دة ال>>تي تض>>اعفت ‪ 20‬م>>رة من‬
‫السعر األصلي المحدد في العقد سنة ‪. 1969‬‬

‫‪ 1‬و كانت أول مرة يقوم المجلس الشعبي الوطني بالقيام بطلب إنشاء لجنة تحقيق في إطار ممارسة الرقابة حول أعم‪PP‬ال‬
‫الحكومة منذ االستقالل ‪.‬‬
‫‪ 2‬أنظر تقسيمات القانون ‪01-77‬‬
‫‪93‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫‪ ‬تق> >>ديم الط> >>رف األم> >>ريكي اق> >>تراح يتض> >>من التعام> >>ل بالس> >>عر الحقي> >>ق للغ> >>از لكن‬
‫بالتدريج و على فترات ليصل إلى سعره الحقيق بعد مضي ‪ 20‬سنة ‪.‬‬
‫‪ ‬إذع> >>ان الط> >>رف الجزائ> >>ري القتراح> >>ات الش> >>ركة األمريكي > >ة من ش> >>أنه أن يجع> >>ل‬
‫االقتصاد الوطني ممول لالقتصاد األمريكي على حساب ثروات البالد ‪.‬‬
‫‪ ‬إن ملح >>ق العق >>د المتوص >>ل إلي >>ه بين الط >>رفين في ‪ 1979-05-19‬و المتض >>من‬
‫مراجع> >>ة العق> >>د األص> >>لي بين اط> >>رين من ش> >>أنه أن يجع> >>ل االتفاقي> >>ة المبرم> >>ة بين‬
‫الط>>رفين أن تص>>ب في مص>>لحة ك>>ل منهم>>ا ‪،‬على ش>>رط دخوله>>ا ح>>يز التنفي>>ذ على‬
‫مراحل زمنية محددة في هذا الملحق للوصول إلى السعر الحقيق للغاز الطبيعي‪.‬‬
‫ثالثا‪ /‬تشكيل لجنة التحقيق حول وقائع قضية ألبازو‬
‫بعد تق>ديم االس>تجواب ح>ول قض>ية ألب>ازو و اس>تماع المجلس ل>ردود الحكوم>ة ‪،‬ق>ام ن>واب‬
‫المجلس بإي>>داع الئح>>ة إنش>>اء لجن>>ة التحقي>>ق في مكتب المجلس ‪،‬و في جلس>>ة ‪1979-12-24‬‬
‫تم التصويت على تشكيل لجن>ة التحقي>ق ‪،‬و تم ع>رض أس>ماء أعض>اء اللجن>ة بن>اءا على اق>تراح‬
‫من مكتب المجلس للتصويت طبقا لحكام المادة ‪ 139‬من القانون ‪. 101-77‬‬
‫و ق> >>د تش> >>كلت اللجن> >>ة من ‪ 10‬أعض> >>اء‪، 2‬و دامت أش> >>غالها م> >>دة ‪ 08‬أش> >>هر حيث انتهت‬
‫اآلجال القانونية و المحددة بـ‪ 06‬أشهر و طلب رئيسها التمدي>>د ف>>أجيب بتمدي>>د ق>>انوني و المق>>در‬
‫بشهرين ‪،‬و انتهت أعمال اللجنة بصياغة التقري>ر النه>ائي له>ا و عرض>ه على المجلس الش>عبي‬
‫الوطني الذي قام بمناقشته بتاريخ ‪ 1980-12-24‬في جلسة سرية ‪.‬‬
‫و جاء في أحد صفحات التقرير الذي أعدته لجنة التحقيق ما يلي ‪:‬‬
‫"" لق>>د ت>>بين أن الق>>درة الش>>رائية المتأتي>>ة من العائ>>دات المنتظ>>رة من ذل>>ك العق>>د ال تتمت>>ع‬
‫بالحماي>>ة الالزم>>ة نظ>>را لمع>>دل التض>>خم المرتف>>ع ال>>ذي ش>>هده االقتص>>اد الع>>المي ‪ ،‬إض>>افة إلى‬
‫ذل> >>ك ان المع> >>دالت المعتم> >>دة في ص> >>يغة المس> >>اعرة أص> >>بحت عديم> >>ة الج> >>دوى في الظ> >>روف‬
‫التض >>خمية ال >>تي تس >>ود الع >>الم حالي >>ا ‪ ،‬و ت >>بين ان >>ه ال س >>بيل للقي >>اس بينهم >>ا و بين الزي >>ادة ال >>تي‬
‫ط >>رأت على س >>عر الطاق >>ة من >>ذ س >>نة ‪ 1973‬كم >>ا اث >>ر ط >>ول آج >>ال تنفي >>ذ العق >>د و الت >>اخرات‬
‫المتراكمة في انجاز معمل التمييع ‪ ،‬و انخف>>اض قيم>>ة ال>>دوالر ‪ ،‬و ت>>دهور قدرت>>ه الش>>رائية ‪ ،‬و‬
‫أزمة الطاقة ‪ ،‬تأثيرا مباشرا و بصورة سلبية على المردود و المأمول من ذلك العقد ‪.‬‬

‫‪ 1‬جريدة مداوالت المجلس الشعبي الوطني رقم ‪، 60‬المؤرخة في ‪، 1979-12-24‬ص ‪04‬‬


‫‪ 2‬أنظر ملحق رقم ‪ 01‬المتضمن القائمة االسمية الخاصة بلجنة التحقيق حول العقد المبرم بين الشركة األمريكية و شركة‬
‫سونطراك الجزائرية ‪.‬‬
‫‪94‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫و بم>>ا أن عناص>>ر التب>>ادل ت>>دهورت و أن الظ>>روف تغ>>يرت تغي>>يرا عميق>>ا بحيث أن العق>>د‬
‫المبرم سنة ‪ 1969‬تجاوزت>ه األح>داث بع>د س>نة ‪ ، 1973‬ف>اجمع ك>ل المس>يرين المس>تمع إليهم‬
‫على مس >>توى المؤسس >>ة و الحكوم >>ة على التأكي >>د على أن ه >>ذا األم >>ر و ك >>ذلك الش >>أن بالنس >>بة‬
‫للطرف األمريكي الذي لم يكن له بداال أن يأخذ بهذا األمر الب>>ديهي أم>>ام ارتف>>اع س>>عر الب>>ترول‬
‫‪ 4‬مرات سنة ‪.1973‬‬
‫و الجدير بالمالحظة أن ظروفا خاصة أج>برت س>ونطراك على قب>ول س>عر قاع>دي ق>دره‬
‫‪ 30.5‬سانتس ‪.‬‬
‫و أن التق>>دير األولي للمنش>>آت ب>>الجزائر ك>>ان بقيم>>ة ‪ 545‬ملي>>ون دوالر تقريب>>ا ‪ .‬و حيث‬
‫أن الكلف>>ة اإلجمالي>>ة لالس>>تثمارات تض>>اعفت ‪ 4‬م>>رات و ه>>و األم>>ر ال>>ذي أدى بس>>ونطراك من‬
‫جراء هذا العق>د إلى مواجه>ة حال>ة نقدي>ة س>لبية ح>الت دون اس>ترجاع رؤوس األم>وال و القيم>ة‬
‫الذاتية للغاز في آن واحد ‪.‬‬
‫و بالت>>الي يس>>جل المجلس أن ممثلي ش>>ركة ألب>>ازو لم تح>>دهم ال>>روح ال>>تي يجب أن تس>>ود‬
‫هذا النوع من العالقات التعاقدية التي تفرض طبيعتها التع>>اون بين األط>>راف المتعاق>>دة للحف>>اظ‬
‫على مصالحهما المشتركة ‪.‬‬
‫و اعتم>>ادا على الوث>>ائق ال>>تي اطلعت عليه>>ا و التوض>>يحات ال>>تي لفته>>ا ‪ ،‬و اقتص>>ارا على‬
‫العق>>د األولي و الملح>>ق ‪ ،‬نالح>>ظ اللجن>>ة أن الجزائ>>ر لحقت به>>ا خس>>ارة و ك>>انت ه>>ذه الخس>>ارة‬
‫ستس>>تمر ح>>تى به >>ذا الس>>عر الجدي >>د ل >>و لم تف >>رض الحكوم >>ة الملح>>ق حيث ك >>ان من المحق >>ق أن‬
‫يتفاقم الفارق من جراء صبغة المساعرة المعتمدة من ناحية و ارتف>>اع أس>عار الطاق>ة من ناحي>>ة‬
‫أخرى ‪.‬‬
‫فان جميع عناصر التقرير التي توفرت لدى اللجنة تثبت حصول خسارة فعلي>>ة مرتبط>>ة‬
‫بانجاز عمليات استغالل الغاز الطبيعي المميع الذي اشترى من قب>ل الش>ركة األمريكي>ة الباس>و‬
‫هذه الشركة التي ضخت بالتعاون نتيجة جشعها المفرط في ابتزاز خيرا بالدنا‪. 1‬‬
‫و منه فإن اللجنة بعد انتهاء أشغالها ‪،‬و ضمن هذا التقرير ترى ‪:‬‬
‫طبق>>ا للم>>ادة ‪ 37‬من الق>>انون رقم ‪ 04-80‬الم>>ؤرخ في أول م>>ارس ‪ 1980‬و المتعل>>ق‬
‫بممارسة وظيفة المراقبة من قبل المجلس الشعبي الوطني ‪ ،‬يوصي المجلس بما يلي ‪:‬‬

‫‪P‬ه‬
‫‪ 1‬جزء من تقرير لجنة التحقيق حول العقد المبرم بين شركة سونطراك الجزائرية و الشركة المريكية ألبازو ‪،‬الذي قدمت‪P‬‬
‫اللجنة للمجلس الشعبي الوطني بتاريخ ‪1980-12-24‬‬

‫‪95‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫‪ -1‬إنشاء جهاز متخصص يتولى ما يلي ‪:‬‬


‫أ‪ :‬اق >>تراح التس >>ويات الالزم >>ة للمحافظ >>ة على مص >>الحنا و ذل >>ك على أس >>اس تط >>ور الس >>وق‬
‫العالمية للطاقة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬إعداد كل الدراسات االستقصائية في مجال األسعار و الصفقات و الطاقة البديلة ‪.‬‬
‫ج‪ -‬إبداء الرأي حول االتفاقيات التجارية المبرمة لبيع المحروقات السائلة و الغازية ‪.‬‬
‫‪ -2‬تحديد و توضيح الصالحيات و االختصاصات قصد الفصل بين كل من سلطة القرار و‬
‫السلطة الوصية و الهياكل المكلفة بتسويق المحروقات ‪.‬‬
‫‪ -3‬اعتماد تقنين خاص في مجال تصدير المحروقات ‪.‬‬
‫‪ -4‬مباشرة كل عمل من شانه صيانة المصالح المشروعة لشعبنا على أساس المبدأ القاضي‬
‫بأن>>ه ينبغي لك>>ل تع>>اون أن يأخ>ذ المص>>الح المتبادل>>ة بعين االعتب>>ار لكي تك>>ون تعاون>>ا مس>تمرا و‬
‫مفيد للطرفين ‪.‬‬
‫‪ -5‬ينبغي انتهاج سياسة طاقوية كفيلة بالتوفيق بين االحتياج>ات العاجل>>ة و اآلجل>>ة لالقتص>>اد‬
‫الوطني و احتياجات القادمة ‪.‬‬
‫‪ -6‬إن المجلس ي>>رى ان>>ه من الض>>روري و المس>>تعجل أن نتخ>>ذ في إط>>ار هيكل>>ة مؤسس>>ات‬
‫قط >>اع الطاق >>ة الت >>دابير المالئم >>ة ال >>تي من ش >>انها أن تض >>عف فعالي >>ة ه >>ذا القط >>اع و أن تحق >>ق‬
‫مردودية تسييره ‪.‬‬
‫‪ -7‬وفق >>ا إلس >>تراتيجية ثورتن >>ا ‪ ،‬ي >>رى المجلس ان >>ه من الض >>روري أن يقيم عملن >>ا في ه >>ذا‬
‫الميدان تقييما دوريا ‪.‬‬
‫‪ -8‬كم>>ا يؤك>>د أعض>>اء المجلس الش>>عبي الوط>>ني على ض>>رورة اإلع>>داد الج>>دي و الدراس>>ة‬
‫المعمقة و االستغالل الواعي لكل المعطيات بغية توفير الشروط الموضوعية قبل الشروع في‬
‫أية مفاوضات ضمانا لمصلحة البالد العليا‪. 1‬‬
‫يب >>ارك الن >>واب ممارس >>ة وظيف >>ة المراقب >>ة و يؤك >>دون ض >>رورتها حفاظ >>ا على ال >>ثروة‬
‫الوطنية و تحقيقا للتطور االقتصادي و االجتماعي لبالدنا ‪.‬‬
‫إن المجلس الش>>عبي الوط>>ني يس>>جل بارتي>>اح العناي>>ة الخاص>>ة و الدائم>>ة ال>>تي توليه>>ا القي>>ادة‬
‫السياس>ية له>ذا القط>اع االس>تراتيجي لالقتص>اد الوط>ني و الجه>ود ال>تي نب>ذلها لمض>اعفة نجاع>ة‬
‫لخدمة بالدنا ‪.‬‬

‫‪ 1‬نفس المصدر السابق‬


‫‪96‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫و باعتب >>ار أن مواردن >>ا في مج >>ال المحروق >>ات مح >>دودة و غ >>ير متج >>ددة يتعين انته >>اج‬
‫سياسة الستعمال الطاقات البديلة و سياسة توفير الطاقة على حد سواء ‪.‬‬
‫إن المجلس الشعبي الوطني يعتبر أن التضحيات التي قدمتها امتنا السترجاع الثروة الوطنية‬
‫و التحكم فيه>>ا تف>>رض علين>>ا أن نح>>ارب بال ه>>وادة و علين>>ا العم>>ل ألج>>ل تطلع>>ات ش>>عبنا نح>>و‬
‫التقدم و التطور و االزدهار ‪.‬‬
‫و إن المجلس الش >>عبي الوط >>ني المجن >>د ج >>انب ك >>ل الق >>وى الحي >>ة لألم >>ة بقي >>ادة حزبن >>ا‬
‫الطالئعي جبه>>ة التحري>>ر الوط>>ني للتص>>دي لك>>ل من>>اورات الش>ركات األجنبي>>ة المتع>>ددة الرامي>>ة‬
‫إلى المساس بالمصالح المشروعة لشعبنا ‪.‬‬
‫أن المجلس الشعبي الوطني تحفظ ما تقوم به القيادة السياسية من عمل العطاءه القيم>>ة‬
‫الحقيقية ألسعار المصروفات و السيما منها سعر الغاز ‪.‬‬
‫و إن المجلس الش >>عبي الوط >>ني يؤك >>د التزام >>ه المطل >>ق للقي >>ادة السياس >>ية و على رأس >>ها األخ‬
‫الشاذلي بن جديد رئيس الجمهورية و األمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني""‪. 1‬‬
‫يتضح من خالل هذا التقرير الجزئي لما توص>>لت إلي>>ه لجن>>ة التحقي>>ق ح>>ول قض>>ية ألب>>ازو‬
‫‪،‬أن المجلس و من خالل ممارس> >>ته لحق> >>ه في التحقي> >>ق البرلم> >>اني كآلي> >>ة رقاب> >>ة برلماني> >>ة على‬
‫عم>>ل الحكوم>>ة ‪،‬أن>>ه ع>>زز و إش>>ادة ب>>دور الحكوم>>ة ع>>وض البحث عن مس>>ؤوليتها فيم>>ا يخص‬
‫الخس>>ارة ال>>تي ط>>الت االقتص>>اد الوط>>ني ج>>راء ه>>ذا العق>>د‪ ،‬باإلض>>افة إلى تلمي>>ع ص>>ورة النظ>>ام‬
‫السياس>>ي الق>>ائم أك>>ثر من>>ه تن>>وير ال>>رأي الع>>ام ب>>الواقع االقتص>>ادي و السياس>>ي ‪،‬و عن ممارس>>ة‬
‫الحكومة للسلطة في البالد ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬تشكيل لجان تحقيق أخرى‬
‫بع>>د أن ش>>كل المجلس الش>>عبي الوط>>ني لجن>>ة التحقي>>ق ح>>ول قض>>ية ألب>>ازو ‪ ،‬ال>>تي عب>>دت‬
‫الطريق للبرلمان نحو ممارسة رقابة على أعمال الحكومة بم>>ا خول>>ه الدس>>تور و الق>>انون ‪-80‬‬
‫‪، 04‬فق>>د ش>>كل البرلم>>ان لج>>ان تحقي>>ق أخ>>رى تن>>اولت قض>>ايا اقتص>>ادية بالدرج>>ة األولى تمثلت‬
‫فيما يلي ‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫أوال ‪ /‬لجنة مراقبة بخصوص الشركة الوطنية لألشغال البحرية ‪1981-01-19‬‬

‫‪ 1‬نفس المصدر السابق‬


‫‪ 2‬أنظر جريدة مداوالت المجلس الشعبي الوطني ‪،‬رقم ‪، 95‬السنة الرابعة ‪،‬المؤرخة في ‪، 1981-03-19‬الجلسة المنعقدة‬
‫بتاريخ ‪، 1981-01-19‬ص ‪13-12- 11‬‬
‫‪97‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫تعت>>بر لجن>>ة المراقب>>ة المنش>>ئة بخص>>وص تس>>يير الش>>ركة الوطني>>ة لألش>>غال البحري>>ة ‪،‬أول‬
‫ممارس>>ة للمجلس الش>>عبي الوط>>ني لرقابت>>ه على قطاع>>ات االقتص>>ادية بواس>>طة لج>>ان المراقب>>ة‬
‫التي نص عليها القانون ‪. 04-80‬‬
‫أما عن مضمون هذه القضية ‪،‬و اعتمادا على م>>ا ج>>اء في نص تقري>>ر اللجن>>ة االقتص>>ادية‬
‫المختصة بدراسة الئحة إنشاء لجنة مراقبة حول تس>يير ه>>ذه الش>ركة فإنن>>ا نلخص الوق>ائع فيم>>ا‬
‫يلي ‪:1‬‬
‫إي>>داع الئح>>ة ل>>دى مكتب المجلس الش>>عبي الوط>>ني و بت>>اريخ ‪/9‬ج>>وان ‪ 1980/‬تتض>>من‬
‫إنشاء لجنة رقابة للنظر في شؤون تسيير الش>ركة الوطني>>ة لألش>غال البحري>>ة و ذل>>ك بن>>اءا على‬
‫مقال نشر في جريدة " الثورة و العمل " لالتحاد الع>ام للعم>ال الجزائ>ريين ‪ ،‬الص>ادر بت>اريخ ‪1‬‬
‫يونيو ‪ 1980‬عدد ‪ 703‬تحت عنوان " بيع شركة وطنية بثمن بخس " و على اثر ه>>ذا و بن>>اءا‬
‫على المادة ‪ 14‬من القانون المتعلق بممارسة الرقابة من قبل المجلس الشعبي الوط>>ني ‪،‬أخط>>ر‬
‫رئيس المجلس الش >>عبي الوط >>ني بت >>اريخ ‪ 14‬ج >>وان ‪ 1980‬رئيس الجمهوري >>ة و األمين الع >>ام‬
‫للحزب بمضمون الالئحة ‪،‬كما اطلع وزير العدل بتاريخ‪ 15‬جوان ‪ 1980‬بالالئحة بناءا على‬
‫نفس المادة قصد التأكد على عدم اتخاذ أي قرار قضائي له بالموضوع‬
‫و بت> >>اريخ ‪ 16‬أوت ‪ 1980‬أحيلت الالئح> >>ة على اللجن> >>ة االقتص> >>ادية ال> >>تي عق> >>دت ع> >>دة‬
‫اجتماعات ابتدءا من ‪ 30‬أوت خصص البعض منها لمناقشة الالئحة و البعض اآلخ>>ر لدراس>>ة‬
‫الوثائق التي سلمت للجنة ‪.‬‬
‫واس>>تمعت اللجن>>ة ي>>وم ‪ 13‬س>>بتمبر إلى رئيس مجلس العم>>ال في المؤسس>>ة واألمين الع>>ام‬
‫لالتحادي>>ة الوطني>>ة لعم>>ال البن>>اء والخش>>ب كم>>ا اس>>تمعت ي>>وم ‪ 14‬س>>بتمبر ‪ 1980‬للس>>يد محمد‬
‫قرطبي وزير األشغال العمومية ومساعده‪.‬‬
‫وعلى أس >>اس المناقش >>ات ال >>تي دارت في اللجن >>ة واالس >>تماع لألط >>راف ودراس >>ة الوث >>ائق‬
‫ح >>اولت اللجن >>ة أن تق >>دم بعض اإليض >>احات ح >>ول ع >>دد من الج >>وانب الموض >>وع قص >>د إن >>ارة‬
‫ال >>زمالء ‪ ،‬أعض >>اء المجلس‪،‬ومس >>اعدتهم على اتخ >>اذ ق >>رارهم في تك >>وين أو ع >>دم تك >>وين لجن >>ة‬
‫مراقبة‪.‬‬
‫و الج>>دير بالت>>ذكير أن أش>>غال اللجن>>ة االقتص>>ادية تمت على وج>>ه الس>>رعة نظ>>را المت>>داد‬
‫عطل >>ة المجلس إلى غاي >>ة ‪ 24‬أوت ‪ 1980‬إذا اعت >>بر ت >>اريخ اإلحال >>ة ‪ 16‬أوت ‪ 1980‬ت >>اريخ‬

‫نفس المرجع السابق‬ ‫‪1‬‬

‫‪98‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫االبت>>داء الرس>>مي ألش>>غال اللجن>>ة بينم>>ا لم يق>>ع اس>>تدعاء أعض>>اء اللجن>>ة االقتص>>ادية طبق>>ا للم>>ادة‬
‫‪ 81‬من النظام الداخلي ليوم ‪ 25‬أوت ‪.1980‬‬
‫و ق >>د تمت دراس >>ة الئح >>ة إنش >>اء لجن >>ة مراقب >>ة من قب >>ل اللجن >>ة االقتص >>ادية المختص >>ة في‬
‫المجلس في الجوانب التالية‪: 1‬‬
‫من حيث الشكل ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫اعتم>>د ‪ 12‬نائب>>ا من أعض>>اء المجلس الش>>عبي الوط>>ني تق>>ديم الئح>>ة اق>>تراح تك>>وين لجن>>ة‬
‫رقابة طبقا ‪:‬‬
‫لمبادئ الميثاق الوطني المتعلقة بالرقابة ( الفصل ‪. )11‬‬ ‫‪-‬‬
‫ألحكام الدستور المتعلقة بوظيفة الرقابة و خاصة المادة ‪189‬منه ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫للق> >>انون رقم‪ 04- 80‬الم> >>ؤرخ في ‪ 1‬م> >>ارس ‪ 1980‬المتعل> >>ق بممارس> >>ة وظيف> >>ة‬ ‫‪-‬‬
‫الرقاب> >>ة من ط> >>رف المجلس الش> >>عبي الوط> >>ني ‪ ،‬و تمت إحال> >>ة الالئح> >>ة على اللجن> >>ة‬
‫االقتص> >>ادية طبق> >>ا للم> >>ادة ‪ 14‬من ق> >>انون رقاب> >>ة المجلس الش> >>عبي الوط> >>ني بع> >>دما تم‬
‫قبوله > >>ا من ط > >>رف مجلس المكتب‪ ،‬و بن > >>اءا على ه > >>ذه االعتب > >>ارات تعت > >>بر الالئح> >>ة‬
‫المودعة بتاريخ ‪ 09‬جوان ‪ 1980‬مقبول من حيث الشكل ‪.‬‬
‫من حيث الموضوع‪: 2‬‬ ‫‪-2‬‬
‫وفقا للمادة ‪ 14‬من القانون رقم ‪ 04- 80‬بت>اريخ أول م>ارس ‪ 1980‬المتعل>ق بممارس>ة‬
‫وظيفة الرقابة من قبل المجلس الش>عبي الوط>ني ‪،‬أحي>ل موض>وع الالئح>ة الم>ذكورة عن طري>ق‬
‫رسالة صادرة عن رئيس المجلس يطلب فيها من اللجنة االقتصادية إب>>داء رأيه>>ا في الموض>>وع‬
‫‪ ،‬و عملت آثره> >>ا اللجن> >>ة االقتص> >>ادية مرك> >>زة أش> >>غالها في الجلس> >>ات المخصص> >>ة للتح> >>ري في‬
‫القضية على محورين ‪..‬‬
‫‪ .1‬دراسة الوثائق المتعلقة بالقضية المطروحة عليها ‪.‬‬
‫‪ .2‬االستماع إلى األطراف المعنية ‪ :‬مودعي الالئحة‪ ،‬ممثلي العمال‪ ،‬وصاية الشركة ‪.‬‬
‫وحس >>ب م >>ا ج >>اءت ب >>ه الالئح >>ة تنص الرقاب >>ة المقترح >>ة على تس >>يير الش >>ركة الوطني >>ة‬
‫لألشغال البحرية و حول ما جاء في المق>>ال المنش>>ور في جري>>دة الث>>ورة و العم>>ل بت>>اريخ‬
‫‪ 1‬ج > >>وان ‪ 1980‬ال > >>ذي يط > >>رح مواض > >>يع حساس > >>ة و ج > >>ديرة باالهتم > >>ام‪ ،‬ال س > >>يما أن‬

‫نفس المرجع السابق‬ ‫‪1‬‬

‫نفس المرجع السابق‬ ‫‪2‬‬

‫‪99‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫موض>>وع اق>>تراح الرقاب>>ة متعل>>ق بالش>>ركة الوطني>>ة ال>>تي أسس>>ت في ‪ 12‬ج>>وان ‪1970‬‬
‫تضم ‪ 4000‬عامل و تختص باألشغال البحرية على كامل التراب الوطني ‪.‬‬
‫و بعد الترتيبات ال>تي ق>امت به>ا اللجن>ة االقتص>ادية في موض>وع الالئح>ة المقترح>ة ت>بين‬
‫لها وجود جانبين ‪.‬‬
‫يتعلق الجانب األول بقضايا يطرحها للعمال ‪.‬‬
‫اختالسات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عدم تسجيل منظم للمبيعات‬ ‫‪-‬‬
‫سوء تخزين‬ ‫‪-‬‬
‫تحويل العملة الصعبة للخارج بطرق غير شرعية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫انعدام سياسة التكوين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫سوء استعمال اإلطارات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعاقد فني غير ضروري مع األجانب ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫محاول > >>ة اإلدارة من > >>ع مجلس العم > >>ال من القي > >>ام ب > >>دوره طبق > >>ا للنص > >>وص المتعلق > >>ة‬ ‫‪-‬‬
‫بالتسيير االشتراكي للمؤسسات‪. 1‬‬
‫و يتعلق الجانب الثاني بردود الوصاية على عدة مواضيع أعطت فيه>ا تفس>يرات ج>ديرة‬
‫باالهتمام بحيث ترى الوصاية أن الشركة الوطنية لألشغال البحرية حديث>>ة النش>>أة مم>>ا أدى إلى‬
‫صراعات مرحلية بين العمال و اإلدارة ‪.‬‬
‫و أوض>>حت ال>>وزارة المعني>>ة أن الش>>ركة تحتك>>ر األش>>غال البحري>>ة على كام>>ل ال>>تراب‬
‫الوط>>ني بمه>>ام معق>>دة وواس>>عة جعلت أش>>غالها تتف>>رع مم>>ا أدى إلى ص>>عوبة التحكم في تس>>ييرها‬
‫فنتج عن هذه الوضعية تجزئة الشركة الوطنية لألش>غال البحري>ة في بداي>ة الس>نة الحالي>ة إلى ‪3‬‬
‫شركات جهوية ‪:‬في الشرق و الوسط والغرب ‪.‬‬
‫كم>>ا أن له>>ذه الش>>ركة اختصاص>>ات في األش>>غال البحري>>ة تتطلب تقني>>ات عالي>>ة ومعق>>دة‬
‫وعتاد يستلزم تقنيات عالية الستعماله و ب>النظر لحداث>ة نش>أة الش>ركة و حداث>ة اإلط>ارات الفني>ة‬
‫كان من الصعوبة التحكم في تكنولوجي>ة األش>غال البحري>ة بس>هولة مم>ا دف>ع مس>ؤولي المؤسس>ة‬
‫إلى االس>تعانة بفن>يين أج>انب و التعاق>د م>ع الش>ركات األجنبي>ة ( دون أن تتج>اوز ه>ذه المس>اهمة‬

‫نفس المرجع السابق‬ ‫‪1‬‬

‫‪100‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫‪ %20‬من رقم أعم >>ال المؤسس >>ة ) كم >>ا ك >>ان الح >>ال بالنس >>بة للمجموع >>ة الجزائري >>ة األلماني >>ة‬
‫الهولندية التي قامت بانجاز ميناء بيطيو مابين ‪ 1974‬و ‪.1978‬‬
‫أم >>ا فيم >>ا يتعل >>ق بالوض >>عية المالي >>ة لش >>ركة " س >>ونطرام " فتش >>ير الوص >>اية إلى أن ه >>ذه‬
‫المسالة مرتبط>ة ب>النزاع الق>ائم بين اإلدارة الوص>ية و المجموع>ة الجزائري>ة األلماني>ة الهولندي>ة‬
‫لتتشكل موضوع تحريات المفتشية العامة المالية التي توشك أعمالها على االنتهاء مما سيسمح‬
‫بتسليط األضواء على الموضوع ‪.‬‬
‫وبخصوص مسألة التكوين ترى الوص>>اية أنه>>ا ح>>اولت الحف>>اظ على اإلط>>ارات ال>>تي في‬
‫الميدان ‪.‬‬

‫الخالصة‪: 1‬‬
‫‪ -‬بناءا على المادة ‪ 189‬من الدس>تور المتعلق>>ة بمراقب>>ة المؤسس>ات االش>>تراكية من قب>>ل‬
‫المجلس الشعبي الوطني‬
‫‪ -‬وبن>>اءا على الق>>انون رقم ‪ 04-80‬الص>>ادر في أول م>>ارس ‪1980‬المتعل>>ق بممارس>>ة‬
‫الرقاب>>ة من قب>>ل المجلس الش>>عبي الوط>>ني وخاص>>ة الم>>ادة ‪ 7‬المتعلق>>ة برقاب>>ة المؤسس>>ات‬
‫االشتراكية ‪.‬‬
‫فان اللجنة االقتص>ادية بع>د دراس>تها لموض>وع الالئح>ة المودع>ة من قب>ل ‪ 12‬نائب>ا وك>ذا‬
‫الوث >>ائق ال >>تي تمكنت من الحص >>ول عليه >>ا بع >>د اس >>تماعها لتوض >>يحات ممثلي عم >>ال الش >>ركة "‬
‫س>>ونطرام " واألمين الع>>ام لالتحادي>>ة الوطني>>ة لعم>>ال البن>>اء و الخش>>ب ي>>وم الس>>بت ‪ 13‬س>>بتمبر‬
‫‪1980‬واخ> >>يرا توض> >>يحات الس> >>يد وزي> >>ر األش> >>غال العمومي> >>ة ي> >>وم ‪ 14‬س> >>بتمبر ‪ 1980‬و بع> >>د‬
‫تخصيص الوقت الضروري للمناقشة و االقتراحات التي اجتهد أعض>اء اللجن>ة االقتص>ادية في‬
‫تق>>ديمها بن>>اء على م>>ا ت>>وفر ل>>ديهم من مس>>تندات و معلوم>>ات ‪ ،‬و حيث أن ه>>ذه اللجن>>ة ال تمل>>ك‬
‫أكثر من حق إبداء الرأي كما تنص عليه المادة ‪ 14‬من الفقرة األخيرة ‪.‬‬
‫فإنها تستخلص مايلي ‪:‬‬
‫"‬ ‫‪ /1‬اتض>>ح للجن>>ة االقتص>>ادية إن المش>>اكل المطروح>>ة من قب>>ل عم>>ال المؤسس>>ة‬
‫سونطرام " تنقسم إلى جزأين‪:‬‬

‫نفس المرجع السابق‬ ‫‪1‬‬

‫‪101‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫أ‪-‬جزء يتعلق بتسيير مؤسسة سونطرام ذاتها و ال>>ذي لم يع>>رف إلى يومن>>ا ه>>ذا أي>>ة‬
‫نتيج>>ة على اث>>ر عملي>>ات الرقاب>>ة ال>>تي ق>>امت به>>ا المص>>الح المختص>>ة كالوص>>اية مثال‪ .‬ه>>ذا من‬
‫جه>>ة و من جه>>ة أخ>>رى لم تتأك>>د اللجن>>ة من وج>>ود محاف>>ظ الحس>>ابات به>>ذه المؤسس>>ة كم>>ا تنص‬
‫القوانين الساري بها العمل ‪.‬‬
‫ب‪ -‬و ج>>زء آخ>>ر أك>>ثر أهمي>>ة يتعل>>ق بتس>>يير العق>>د الم>>برم بين اإلدارة من جه>>ة و‬
‫المجموع>>ة الجزائري>>ة األلماني>>ة الهولندي>>ة من جه>>ة أخ>>رى و ال>>ذي ه>>و حالي>>ا تحت رقاب>>ة لجن>>ة‬
‫وزارية و المفتشية بها العامة للمالية ‪.‬‬
‫‪ /2‬توص>لت اللجن>ة إلى التأك>د من وج>ود ع>دة مش>اكل ‪ ،‬في تس>يير مؤسس>ة س>ونطرام و‬
‫تس >>يير المش >>روع المتمخض عن العق >>د الم >>برم بين اإلدارة و المجموع >>ة الجزائري >>ة الهولندي >>ة‬
‫األلمانية كما انه تبين وجود أخطاء في التسيير معترف بها من الجانبي>>ة و ه>>ذا رغم الت>>بريرات‬
‫التي أتت بها سلطة الوصاية حسب ماج>>اء في الرس>>الة الص>>ادرة عن وزارة االش>>غال العمومي>>ة‬
‫بتاريخ ‪ 10‬أوت ‪.1980‬‬
‫و بالنس>>بة للتهم الموجه>>ة لإلط>>ارات الجزائري>>ة العامل>>ة بالمؤسس>>ة أو المنتدب>>ة ل>>دى المجموع>>ة‬
‫الجزائرية الهولندية األلمانية فان اللجنة االقتصادية لم تتوصل إلى معرف>>ة م>>دى أهمي>>ة وص>>حة‬
‫التهم ‪.‬‬
‫وعليه فان اللجنة االقتصادية ترى على ضوء االعتب>>ارات ال>>تي س>بق عرض>>ها في ه>>ذا التقري>>ر‬
‫أن المش>>اكل المطروح>>ة في ك>>ل من مؤسس>>ة س>>ونطرام و مش>>روع انج>>از مين>>اء بطي>>وة تتطلب‬
‫عناية خاصة يعود لمجلسنا الموقر حق اخذ القرار فيها‪. 1‬‬
‫و بعد االستماع إلى رأي اللجنة االقتصادية الذي قدم>>ه مق>رر اللجن>>ة‪،‬ص>>وت المجلس على‬
‫اقتراح إنشاء لجنة مراقبة حول تس>يير الش>ركة الوطني>>ة لألش>غال البحري>>ة باألغلبي>>ة ‪،‬ثم ص>>وت‬
‫المجلس على قائم>>ة اس>>مية ألعض>>اء اللجن>>ة المكلف>>ة بمهم>>ة الرقاب>>ة و ض>>مت ‪ 09‬ن>>واب تق>>دموا‬
‫بالترشح لعضوية اللجنة و تمت المصادقة عليها‪.2‬‬
‫و ب> >>دأت مه> >>ام اللجن> >>ة بت> >>اريخ ‪ 1980-01-20‬و انتهت بوض> >>ع التقري> >>ر النه> >>ائي على‬
‫مس>>توى المجلس الش>>عبي الوط>>ني‪ ،‬وتمت مناقش>>ة التقري>>ر في جلس>>ة مغلق>>ة بت>>اريخ ‪-06-02‬‬
‫‪ 1981‬دون أن ي>>ترتب على مناقش>>ة تقري>>ر اللجن>>ة أي نتيج>>ة أو إدان>>ة لش>>خص أو إدارة ‪،‬حيث‬

‫نفس المرجع السابق‬ ‫‪1‬‬

‫أنظر الملحق ‪ 02‬المتضمن القائمة االسمية ألعضاء اللجنة المراقبة الخاصة بالشركة الوطنية لألشغال البحرية‬ ‫‪2‬‬

‫‪102‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫رفض التقرير من قبل المجلس الشعبي الوطني ‪،‬و لم يحدث أي تسرب للمعلومات عن ما جاء‬
‫فيه ‪،‬و لم يقم المجلس بنشره ال جزئيا و ال كليا‪،‬حيث بقي مدفون في أحداث تلك الجلسة فقط‪.‬‬
‫ثانيا ‪ /‬لجنة التحقيق حول اختالس ‪ 26‬مليار دوالر ‪1990-05-13‬‬
‫م >>ا يم >>يز ه >>ذه القض >>ية ه >>و أن المجلس الش >>عبي الوط >>ني م >>ارس أول م >>رة حق >>ه الرق >>ابي‬
‫بواسطة آلي>ة التحقي>ق البرلم>اني في ظ>ل أول دس>تور تع>ددي تعرف>ه الجزائ>ر من>ذ االس>تقالل و‬
‫هو دستور ‪. 1989-02-23‬‬
‫و ق >>د تق >>دم من >>دوب الم >>وقعين على الالئح >>ة بس >>رد دواعي تق >>ديم الالئح> >ة ‪،‬و المتمثل >>ة في‬
‫الرشاوى و العموالت الغير الشرعية التي اتضحت بعد تصريحات الوزير األول الس >>ابق عبد‬
‫الحمي‪::‬د اإلب‪::‬راهيمي‪،‬و ال >>ذي أوردت >>ه ص >>حيفة المس >>اء بت >>اريخ ‪ 1990-03-22‬وتص >>ريحات‬
‫الس>>يد عب>>د الس>>الم بلعي>>د في جري>>دة اآلف>>اق الص>>ادرة بت>>اريخ ‪ 1990-04-26‬ح>>ول الفض>>ائح‬
‫المالية التي أصبحت شائعة في القطاع العام الوطني ‪.1‬‬
‫و ج >>اء في رأي اللجن >>ة االقتص >>ادية المختص >>ة عن طري >>ق مقرره >>ا بع >>د ع >>رض الالئح >>ة‬
‫للدراسة على مستوى اللجنة ما يلي ‪:‬‬
‫اجتمعت اللجن> >>ة بت> >>اريخ ‪ 1990-04-29‬بن> >>اءا على إحال> >>ة من رئيس المجلس بت> >>اريخ‬
‫‪ 1990-04-03‬لدراس >>ة الئح >>ة إنش >>اء لجن >>ة تحقي >>ق ح >>ول تص >>ريحات الس >>ادة ‪،‬عب >>د الحمي >>د‬
‫اإلبراهيمي و السيد عبد السالم بلعيد ‪،‬و ذلك بإبداء رأيها حسب ما يلي ‪:‬‬
‫من حيث الشكل ‪:‬‬
‫إن مشروع الالئحة يتط>>ابق و أحك>>ام الدس>تور ال س>يما الم>>ادة ‪ 151‬من>>ه و أحك>>ام الق>>انون‬
‫‪ 04-80‬المتض > > >>من وظيف > > >>ة المراقب > > >>ة من المجلس الش > > >>عبي الوط > > >>ني‪ ،‬و الق > > >>انون ‪16-89‬‬
‫المتضمن النظام الداخلي للمجلس الشعبي الوطني ال سيما المواد ‪ 105‬إلى ‪ 113‬منه‬
‫من حيث الموضوع‪:‬‬
‫بعد دراسة مشروع الالئحة الذي اعتمد أصحابها في طلبهم على المعطيات التالية ‪:‬‬
‫التص >>ريح ال >>ذي أدلى ب >>ه الس >>يد عب >>د الحمي >>د اإلب >>راهيمي ال >>وزير األول الس >>ابق ليومي >>ة‬
‫المساء الصادرة بتاريخ ‪ 1990-03-22‬المتعلق بوج>>ود رش>>اوى نس>>بتها ‪ %20‬من ك>>ل عق>>د‬
‫يبرمه األعوان االقتصاديون و إن مبلغ هذه الرشاوى يقارب ‪ 26‬مليار دوالر ‪.‬‬

‫‪ 1‬جريدة مداوالت المجلس الشعبي الوطني رقم ‪، 138‬السنة الرابعة ‪،‬المؤرخة في ‪ 1990-06-14‬المدونة لجلسة ‪-13‬‬
‫‪1990-05‬ص ‪09‬‬
‫‪103‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫و بع >>د دراس >>ة التص >>ريحات الص >>حفية للس >>يد عب >>د الس >>الم بلعي >>د – وزي >>ر س >>ابق – ال >>ذي‬
‫نشرته جريدة اآلفاق يوم ‪. 1990-04-25‬‬
‫ف >>إن اللجن >>ة االقتص >>ادية ت >>رى ض >>رورة تش >>كيل لجن >>ة برلماني >>ة لغ >>رض فتح تحقي >>ق في‬
‫الموضوع ‪.1‬‬
‫و تش>>كلت لجن>>ة التحقي>>ق بع>>د التص>>ويت على الالئح>>ة ‪،‬ثم ص>>وت المجلس على القائم>>ة االس>>مية‬
‫ألعضاء اللجنة و قد ض>>مت ‪ 15‬عض>>و ‪،‬و دامت أش>غال اللجن>>ة ‪ 06‬أش>هر كم>>ا ه>>و منص>>وص‬
‫علي >>ه قانون >>ا ‪،‬و س >>لمت تقريره >>ا لمكتب المجلس و لم يظه >>ر للتقري >>ر أي اث >>ر بع >>د ذل >>ك ‪،‬و لفم‬
‫يحدث تسرب معلومات حول ما جاء فيه ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ /‬لجنة التحقيق حول تسيير الغرفة الوطنية للتجارة ‪1990-05-15‬‬
‫إن تزامن تشكيل لجنة التحقيق ح>ول الغرف>ة الوطني>ة للتج>ارة و قض>ية اختالس ‪ 26‬ملي>ار‬
‫دوالر ‪،‬كان تعبيرا من البرلمان الجزائ>ري ‪،‬على ان>ه دخ>ل عه>دة الديمقراطي>ة س>واء في ط>رح‬
‫اآلراء المختلفة أو الممارسة التشريعية أو الرقابية للمجلس ‪،‬و تش>>كيل لجن>>تي تحقي>>ق في خالل‬
‫يومين ما هو إال داللة على ما سبق ‪.‬‬
‫و ق>>د تق>>دم من>>دوب الم>>وقعين على الئح>>ة إنش>>اء لجن>>ة تحقي>>ق ح>>ول تس>>يير الغرف>>ة الوطني>>ة‬
‫للتج>>ارة ‪-‬ال>>تي وقعه>>ا ‪ 19‬نائب>>ا‪-‬بت>>اريخ ‪، 1990-05-15‬بع>>رض م>>ا ورد في الالئح>>ة على‬
‫المجلس ‪،‬و تتمحور القضية حول آليات تسيير المؤسسة و استغالل إدارته>ا لنفوذه>ا و توزي>ع‬
‫غير شرعي لرخص االستيراد ‪.‬‬
‫و بدأت القضية عندما نش>رت جري>دة ""الجزائ>ر األح>داث ""الع>دد ‪ 1272‬الص>ادرة بت>اريخ‬
‫‪، 1990-03-01‬و جري>>دة ""أح>>داث االقتص>>اد "" في نفس الت>>اريخ ‪،‬اللت>>ان اوردت>>ا أن البعض‬
‫ين >>دد باس >>تعمال الغرف >>ة الوطني >>ة للتج >>ارة أله >>داف خاص >>ة ‪،‬و أتهم في نفس الص >>حف الس >>ابقة‬
‫متعام >>ل خ >>اص الغرف >>ة الوطني >>ة للتج >>ارة بإبع >>اد ملف >>ه ورفض >>ه و تحوي >>ل نفس المش >>روع إلى‬
‫منافس آخر تفوق التكلفة التي عرضها بـ ‪ 11‬مرة ‪.‬‬
‫و كان رأي اللجنة االقتص>ادية المختص>ة ال>ذي بع>د دراس>ة الالئح>ة ابت>داء من ت>اريخ ‪-29‬‬
‫‪، 1990-04‬و عرض رأيها في الجلسة بتاريخ ‪، 1990-05-15‬أنه‪:2‬‬

‫‪ 1‬رأي اللجنة االقتصادية حول الئحة انشاء لجنة التحقيق في قضية اختالس ‪ 26‬مليار دوالر ‪،‬جريدة م‪PP‬داوالت المجلس‬
‫الشعبي الوطني رقم ‪، 138‬السنة الرابعة ‪،‬المؤرخة في ‪ 1990-06-14‬المدونة لجلسة ‪1990-05-13‬ص ‪10‬‬
‫‪ 2‬جريدة مداوالت المجلس الشعبي الوطني ‪ ،‬جلسة ‪ ، 1990-05-15‬رقم ‪، 138‬السنة الرابعة ‪،‬المؤرخة في ‪-06-14‬‬
‫‪ ،1990‬ص ‪18-17‬‬
‫‪104‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫من حيث الشكل ‪:‬‬


‫إن تق>>ديم الئح>>ة إنش>>اء لجن>>ة تحقي>>ق ح>>ول تس>>يير الغرف>>ة الوطني>>ة للتج>>ارة ي>>أتي تطبيق>>ا لم>>ا‬
‫ورد في الدس> >>تور ‪-‬الم> >>ادة ‪،-151‬و أحك> >>ام الق> >>انون ‪ 04-80‬الن> >>اظم لممارس> >>ة المراقب> >>ة من‬
‫طرف المجلس الشعبي الوطني ‪،‬و أحكام النظام لداخلي للمجلس الشعبي الوطني ‪.16-89‬‬
‫من حيث الموضوع ‪:‬‬
‫إن النواب الموقعين على الالئحة ‪،‬اعتمدوا في طلبهم على صحة المعطيات التالية ‪:‬‬
‫قاعدة توزيع رخص االستيراد من الغرفة الوطنية للتجارة غير عادلة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحوي >>ل مش >>اريع المس >>تثمرين ال >>ذين ق >>اموا بدراس >>ات ‪،‬لص >>الح اعتم >>ادات أخ >>رى و‬ ‫‪-‬‬
‫تفضيل البعض على البعض اآلخر ‪.‬‬
‫تق >>ديم ف >>اتورات باهظ >>ة الثمن ‪،‬و اقتن >>اء عت >>اد ق >>ديم و حس >>اب تكاليف >>ه حس >>ب أس >>عار‬ ‫‪-‬‬
‫العتاد الجديد ‪.‬‬
‫التصريحات المكتوبة لبعض المستثمرين المتضررين من جراء سوء تسيير الغرفة‬ ‫‪-‬‬
‫الوطنية للتجارة ‪.‬‬
‫ف>>إن اللجن>>ة االقتص>>ادية ت>>رى من الض>>روري تش>>كيل لجن>>ة تحقي>>ق برلماني>>ة ح>>ول تس>>يير‬
‫الغرفة الوطنية للتجارة ‪.‬‬
‫و ص>>ادق المجلس الش>عبي الوط>>ني على اق>تراح الالئح>ة‪ ،‬و تم تش>كيل لجن>>ة تحقي>>ق ح>ول‬
‫الموض >>وع ‪،‬و انطلقت أش >>غال اللجن >>ة و دامت ‪ 06‬أش >>هر كم >>ا ه >>و منص >>وص علي >>ه قانون >>ا ‪،‬ثم‬
‫قدمت تقريرها للمجلس الشعبي الوطني ‪،‬الذي صادق على نتائجها و حول ما جاء في التقري>>ر‬
‫إلى الحكومة إلحالته على القضاء ‪.1‬‬
‫المطلـب الثـاني ‪:‬‬
‫لجان التحقيق في ظـل الثـنائية البـرلمانـية‬
‫ش>>هد أول برلم>>ان تع>>ددي في الجزائ>>ر‪ ،‬ثن>>ائي الغرف>>ة ‪،‬اللج>>وء إلى ممارس>>ة آلي>>ة التحقي>>ق‬
‫البرلم>>اني ألول م>>رة في دورة الخري>>ف لعه>>دة التش>>ريعية الرابع>>ة ‪،‬إث>>ر إج>>راء انتخاب>>ات محلي>>ة‬
‫في ‪ 1997-10-23‬و م>>ا ص>>احبها من تج>>اوزات و خروق>>ات قانوني>>ة ‪،‬و أيض>>ا اإلهان>>ة ال>>تي‬
‫تعرض لها نواب الشعب‪. 2‬‬

‫‪ 1‬عبد اهلل بوقفة ‪:‬المرجع السابق ص ‪568‬‬


‫‪ 2‬بن سعدي عبد الحق ‪ :‬التجربة البرلمانية الجزائرية – دراسة الداء البرلماني من جوان ‪ 1997‬إلى غاية ‪– 2001‬‬
‫رسالة ماجستير في العلوم السياسية ‪،‬جامعة الجزائر ‪، 2001،‬ص ‪134‬‬
‫‪105‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫أم >>ا في العه >>دة التش >>ريعية الخامس >>ة فق >>د ش >>كل البرلم >>ان ثالث لج >>ان تحقي >>ق برلماني >>ة في‬
‫دورة برلماني>>ة واح>>دة ‪،‬و ه>>ذا دالل>>ة على تط>>ور الممارس>>ة البرلماني>>ة للن>>واب ‪،‬و ق>>درتهم على‬
‫ممارسة الصالحيات المخولة لهم دستوريا‪.‬‬
‫الفرع األول ‪:‬قضية التزوير في االنتخابات المحلية سنة ‪1997‬‬
‫ابتدأت هذه القضية باس>تجواب مق>دم للحكوم>>ة ح>ول التج>اوزات ال>>تي عرفته>>ا االنتخاب>>ات‬
‫المحلي >>ة ال >>تي ج >>رت في ‪، 1997-10-23‬و انحي >>از اإلدارة لص >>الح ح >>زب التجم >>ع الوط >>ني‬
‫الديمقراطي ‪،‬ثم تطور ه>ذا االس>تجواب بع>د رد الحكوم>ة إلى إي>داع الئح>ة إنش>اء لجن>ة التحقي>ق‬
‫حول هذه الوقائع ‪.‬‬

‫أوال ‪ /‬الوقائع التي تضمنها االستجواب المقدم للحكومة حول التزوير في االنتخابات‪.‬‬
‫لق >>د ق >>ام ن >>واب المجلس الش >>عبي الوط >>ني باس >>تجواب للحكوم >>ة بت >>اريخ ‪1997-11-15‬‬
‫يتضمن الخروقات التي حدثت في االنتخابات المحلية التي ج>>رت في ‪، 1997-10-23‬و ق>>د‬
‫تضمن نص االستجواب جملة من التجاوزات التي عرضت على الحكومة للرد عليها و ك>>انت‬
‫كالتالي‪: 1‬‬
‫تعيين اعوان االدارة ( المؤطرين ) من المنتمين إلى حزب التجمع ال>>ديمقراطي ‪ ،‬و‬ ‫‪-‬‬
‫إقصاء المنتمين إلى أحزاب أخرى أو المتعاطفين معها و كذا الرافضين للتزوير ‪.‬‬
‫تاطير المكاتب من طرف أقارب المترشحين في قوائم التجمع الديمقراطي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ت >>أخر اإلدارة في تس >>ليم بطاق >>ات التأهي >>ل ح >>تى الس >>اعات األخ >>يرة قب >>ل بداي >>ة عملي >>ة‬ ‫‪-‬‬
‫التصويت ‪.‬‬
‫إمض> >>اء المحاض> >>ر على بي> >>اض أك> >>ثر من ‪ 24‬س> >>اعة قب> >>ل موع> >>د االق> >>تراع ‪ ،‬وك> >>ذا‬ ‫‪-‬‬
‫استبدال محاضر الفرز الحقيقية بمحاضر مزورة ‪.‬‬
‫ت > > >>أخر اإلدارة في اإلعالن عن الق > > >>وائم الم > > >>ؤطرين إلى غاي > > >>ة ليل > > >>ة االنتخ > > >>اب و‬ ‫‪-‬‬
‫االستمرار في تعديل القوائم االسمية إلى غاية يوم االنتخاب ‪.‬‬
‫تكليف بعض األعوان اإلدارة ( المؤطرين ) بتوجيه المنتخبين عند مدخل مراكز و‬ ‫‪-‬‬
‫مكاتب التصويت للتصويت لصالح التجمع الوطني الديمقراطي ‪.‬‬

‫‪ 1‬جريدة مداوالت المجلس الشعبي الوطني ‪،‬رقم ‪، 21‬السنة األولى ‪،‬جلست ‪، 1997-11-23،24‬الصادرة بتاريخ ‪-15‬‬
‫‪ 1997-12‬المتضمنة االستجواب حول التجاوزات التي حدثت في االنتخابات المحلية ‪،1997‬ص ‪5، 4‬‬
‫‪106‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫تس >>ليم اظرف >>ة و ق >>وائم ح >>زب التجم >>ع الوط >>ني ال >>ديمقراطي الوالئي >>ة و البلدي >>ة عن >>د‬ ‫‪-‬‬
‫مدخل المراكز ‪.‬‬
‫االمتناع في بعض المراكز عند فتح الصناديق قبل بداية االقتراع ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تغيب ق>>وائم األح>>زاب م>>ا ع>>دا ق>>وائم التجم>>ع الوط>>ني ال>>ديمقراطي من بعض مك>>اتب‬ ‫‪-‬‬
‫التصويت ‪.‬‬
‫وض >>ع ق >>وائم بعض األح >>زاب مربوط >>ة بمط >>اط بحيث تتم >>زق بمج >>رد س >>حبها لتلغى‬ ‫‪-‬‬
‫عند الفرز ‪.‬‬
‫تواط>>ؤ اع>>وان اإلدارة المش>>رفين على المك>>اتب بتحض>>يرهم اظرف>>ة به>>ا ق>>وائم ح>>زب‬ ‫‪-‬‬
‫التجمع الوطني الديمقراطي ‪.‬‬
‫تولي مؤطري المكاتب ‪ ،‬التصويت لصالح حزب التجمع الوطني ال>>ديمقراطي وقت‬ ‫‪-‬‬
‫انقطاع حركة الناخبين ‪.‬‬
‫تكفل أشخاص بالتصويت بدال عن الغير دون وكالة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫تفاجئ المواطنين بان قوائم الناخبين ممضاة مسبقا عند التحاقهم بمكاتب التص>>ويت‬ ‫‪-‬‬
‫‪.‬‬
‫اس>>تبدال االظرف>>ة لص>>الح ح>>زب التجم>>ع الوط>>ني ال>>ديمقراطي عن>>د الف>>رز في غي>>اب‬ ‫‪-‬‬
‫المترش >>حين و ممثليهم و أعض >>اء اللج >>ان المس >>تقلة ال >>ذين تم ط >>ردهم بتس >>خير الق >>وة‬
‫العمومية ‪.‬‬
‫الطرد الغير القانوني و التعسفي لمراقبي األحزاب ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حج>>ز و اعتق>>ال المرش>>حين و ممثليهم ‪ ،‬وك>>ذا أعض>>اء اللج>>ان المس>>تقلة و منعهم من‬ ‫‪-‬‬
‫متابعة مراحل عملية التصويت ‪.‬‬
‫تصويت النساء دون إثبات الهوية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إشهار السالح في وجه المترشحين و ممثليهم و تهديدهم به أثناء التصويت و س>>اعة‬ ‫‪-‬‬
‫الفرز ‪.‬‬
‫إقرار بعض رؤساء الدوائر و رؤساء المراكز ‪ ،‬و كذا بعض اع>>وان األمن ب>>أنهم ال‬ ‫‪-‬‬
‫يعترفون ال بالقانون و ال بالتعليمة الرئاسية رقم ‪. 16‬‬

‫نفس المرجع السابق‬ ‫‪1‬‬

‫‪107‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫إبع>>اد جمي>>ع من لهم عالق>>ة برقاب>>ة الف>>رز من مق>>رات البل>>ديات حيث تجم>>ع محاض>>ر‬ ‫‪-‬‬
‫المكاتب و يحرر المحضر البلدي ‪.‬‬
‫ن> >>زع بطاق >>ات التأهي> >>ل من مراق >>بي األح >>زاب ‪ ،‬باس >>تثناء مراق >>بي التجم> >>ع الوط> >>ني‬ ‫‪-‬‬
‫الديمقراطي من طرف رؤساء الدوائر ‪.‬‬
‫ع>>دم امتث>>ال رؤس>>اء المك>>اتب بتعلي>>ق نت>>ائج الف>>رز في مك>>اتب التص>>ويت ف>>ور انته>>اء‬ ‫‪-‬‬
‫الفرز وفقا للقانون ‪ ،‬و كذلك عدم تسليم محاضر الفرز ‪.‬‬
‫تف > >>اجئ المترش > >>حين و ممثليهم و أعض > >>اء اللج > >>ان المس > >>تقلة بواب > >>ل من التعليم > >>ات‬ ‫‪-‬‬
‫الشفوية التي تخالف النصوص القانونية ‪.‬‬
‫من>>ع مراق>>بي األح>>زاب و أعض>>اء اللج>>ان المس>>تقلة من مراقب>>ة الص>>ناديق المنتقل>>ة و‬ ‫‪-‬‬
‫المبيت حيث توجد‪. 1‬‬
‫من >>ع ممثلي األح >>زاب من تس >>جيل المالحظ >>ات و التحفظ >>ات على محاض >>ر الف >>رز ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ناهيك عن اخذ المحاضر ‪.‬‬
‫إك > >>راه المواط > >>نين على التص > >>ويت لص > >>الح ح > >>زب التجم > >>ع الوط > >>ني ال > >>ديمقراطي‬ ‫‪-‬‬
‫بمطالبتهم باحضار القوائم األخرى بعد التصويت ‪.‬‬
‫القي> >>ام بس> >>يناريوهات مفبرك> >>ة إلخالء المراك> >>ز ‪ ،‬كاإلن> >>ذار الك> >>اذب بوج> >>ود قنبل> >>ة و‬ ‫‪-‬‬
‫إطالق النار و ادعاء هجوم إرهابي ‪.‬‬
‫االمتناع عن تعليق محاضر فرز اللجان البلدية و االكتفاء بإعالن النتائج شفويا ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫منع النواب من متابعة مختلف مراحل العملية االنتخابية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تضخيم نسبة المشاركة لغرض التزوير ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ك >>ل ه >>ذا و وف>>ق م >>ا ح>>اء في نص االس >>تجواب يع >>د تراج>>ع عن المس>>ار ال >>ديمقراطي ‪،‬و‬
‫طعن مباش>>ر في مص>>داقية الدول>>ة ‪،‬و تخ>>ييب آم>>ال الش>>عب في ت>>دعيم حكومت>>ه للديمقراطي >ة و‬
‫احترامها لحرية اختياره‪.2‬‬
‫ثانيا ‪ /‬رد الحكومة على االستجواب‬
‫و ق >>د ج >>اء رد الحكوم >>ة ح >>ول االس >>تجواب على لس >>ان وزي >>ر الع >>دل محم‪::‬د آدمي‪،‬ال >>ذي ذك >>ر‬
‫المجلس بأن دراسة الطعون و المنازعات المتعلقة باالنتخابات المحلية ‪،‬توكل بموجب القانون‬

‫نفس المرجع السابق‬ ‫‪1‬‬

‫نفس المرجع السابق‬ ‫‪2‬‬

‫‪108‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫إلى اللجان الوالئية المشكلة من القضاة ‪،‬و التي هي المختصة أصال في الفص>ل في الطع>ون و‬
‫ال تعقيب للحكومة على قراراتها ‪.‬‬
‫و بن>اء علي>ه ‪،‬و حرص>ا على اح>ترام اس>تقاللية الس>لطة القض>ائية‪،‬ه>ذه االس>تقاللية المكرس>ة في‬
‫المادة ‪ 138‬من الدستور ‪،‬حيث ترى الحكومة من هذا الجانب أنه ال يجوز لها إب>>داء ال>>رأي أو‬
‫موق>>ف في موض>>وع يفوض>>ه الق>>انون للعدال>>ة ‪،‬و ه>>ذا من ب>>اب اح>>ترام دول>>ة الق>>انون و تك>>ريس‬
‫لمبدأ الديمقراطية‪.1‬‬

‫ثالثا ‪ /‬تشكيل لجنة التحقيق حول سير االنتخابات المحلية ‪1997‬‬


‫بعد تقديم الن>واب لالس>تجواب للحكوم>ة ‪،‬و مناقش>ته و س>ماع رد الحكوم>ة علي>ه ‪،‬تق>دم ‪31‬‬
‫ن >>ائب ب >>التوقيع على الئح >>ة إنش >>اء لجن >>ة تحقي >>ق برلماني >>ة ح >>ول س >>ير االنتخاب >>ات المحلي >>ة ال >>تي‬
‫جرت في ‪، 1997-10-23‬حيث جاء في نص الالئحة ‪:‬‬
‫"" نظ>>را لل>>تزوير ال>>ذي ص>>احب عملي>>ة االنتخاب>>ات المحلي>>ة ‪،‬و نظ>>را لتج>>اوزات المتع>>ددة‬
‫لإلدارة في مص >>ادرة أص >>وات الن >>اخبين و االنحي >>از الكام >>ل لتش >>كيلة سياس >>ية معين >>ة ك >>انت هي‬
‫المس>>تفيدة من ه>>ذه الخ>>رق الق>>انوني ‪،‬و نظ>>را لعملي>>ة االس>>تجواب للحكوم>>ة و رد ه>>ذه األخ>>يرة‬
‫الغير مقنع‪.2"" ....‬‬
‫تق>>دم الن>>واب الم>>وقعين على الالئح>>ة إنش>>اء لجن>>ة تحقي>>ق بت>>اريخ ‪، 1997-11-23‬و ق>>د‬
‫واف >>ق المجلس على الالئح >>ة بت >>اريخ ‪ 1997-11-27‬تش >>كلت لجن >>ة التحقي >>ق و ض >>مت ‪41‬‬
‫عضو ‪،‬و أوكلت رئاسة اللجنة لنائب ينتمي إلى حزب جبهة التحرير الوط>>ني ‪،‬كم>>ا ن>>ال ح>>زب‬
‫التجمع الوطني ال>>ديمقراطي المطع>>ون في ص>>حة ف>وزه باالنتخاب>>ات المحلي>>ة على حص>>ة األس>>د‬
‫في عضوية اللجنة حيث مثل حزبه بـ‪ 18‬عضو في اللجنة‪. 3‬‬
‫قامت اللجنة أثناء التحقيق بـ ‪ 32‬اجتماع ‪،‬و ‪ 14‬استماع لشخص>>يات متنوع>>ة ‪،‬و ذل>>ك في‬
‫الم>>دة القانوني>>ة المح>>ددة بـ ‪ 06‬أش>>هر ‪،‬ثم طلب رئيس>>ها التمدي>>د ف>>أجيب بتمدي>>د ق>>دره ‪ 06‬أش>>هر‬
‫أخرى ‪.4‬‬

‫نفس المرجع السابق ‪ ،‬رد الحكومة على نص االستجواب ‪،‬ص ‪11-10‬‬ ‫‪1‬‬

‫أنظر الملحق رقم ‪04‬‬ ‫‪2‬‬

‫أنظر الملحق رقم ‪02‬‬ ‫‪3‬‬

‫عمار عباس ‪:‬المرجع السابق ص ‪151‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪109‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫و قد مارست اللجن>>ة في ه>>ذه الم>>دة جمي>>ع ص>>الحياتها في تقص>>ي الحق>>ائق ح>ول موض>>وع‬
‫التحقيق ‪،‬فقد استدعت رئيس الحكومة آنذاك السيد أحمد أويحي ‪،‬و ذل>>ك الس>>تماعه فيم>>ا يخص‬
‫الوقائع محل التحقيق بصفته مسؤول عن اللجنة الوطني>>ة التحض>>يرية لالنتخاب>>ات المحلي>>ة ال>>تي‬
‫ج>>رت في ‪،1997-10-23‬و ق>>د وجهت ل>>ه ال>>دعوة في ‪ 1997-03-19‬و ت>>رك ل>>ه الخي>>ار‬
‫في تاريخ المث>ول أم>ام اللجن>ة نظ>را الرتباطات>ه الوظيفي>ة على أن يك>ون مثول>ه أم>ام اللجن>ة بين‬
‫‪.1998 -04-01،-03-28‬‬
‫و قد مثل رئيس الحكومة أمام اللجن>ة البرلماني>ة بت>اريخ ‪ 1998-04-03‬و أدلى بإفادت>ه‬
‫ح>>ول موض>>وع التحقي>>ق ‪،‬و ق>>د ص>>رح أن االنتخاب>>ات ج>>رت في ظ>>روف طبيعي>>ة و قانوني>>ة ‪،‬و‬
‫ك >>ل من ك >>انت ل >>ه طع >>ون في ص >>حة النت >>ائج ق >>د تق >>دم للقض >>اء و فص >>ل فيه >>ا ه >>ذا األخ >>ير بك >>ل‬
‫اس>>تقاللية ‪،‬و ق>>د أع>>رب أيض>>ا على تقبل>>ه نت>>ائج التحقي>>ق البرلم>>اني و االحتك>>ام إلى الق>>انون إذا‬
‫اثبت التقرير حقائق أخرى ‪،‬أو إذا توصلت اللجن>>ة إلى أدل>>ة تثبت وج>ود تج>اوزات و خروق>ات‬
‫قانوني>>ة من قب>>ل اإلدارة ‪،‬ف>>إن الحكوم>>ة مس>>تعدة لتق>>ديم المخ>>الفين إلى العدال>>ة و تس>>ليط العقوي>>ة‬
‫عليهم‪.‬‬
‫و ق>>د اس>>تمعت اللجن>>ة أيض>>ا لممثلي األح>>زاب الوطني>>ة المش>>اركة في االنتخاب>>ات المحلي>>ة‬
‫حيث تقدم األمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الس>>يد بوعالم بن حمودة ‪ ،‬بإفادت>>ه ح>>ول‬
‫موض>>وع التحقي>>ق ‪،‬مب>>ديا ‪ 16‬نقط>>ة تخص أش>>كال و ح>>االت ال>>تزوير ‪،‬و اقتراحات>>ه فيم>>ا يخص‬
‫إعادة النظر في قانون االنتخابات و الرقابة الدستورية و آليات الطعون االنتخابية إضافة إلى‬
‫تشخيص ميداني لحاالت التزوير التي عرفتها بعض الواليات ‪.1‬‬
‫و بعد جولة ماراطوني>ة من األش>غال ال>تي ق>امت به>ا اللجن>ة‪،‬أع>دت ه>ذه األخ>يرة تقريره>ا‬
‫النهائي و صادقت عليه بتاريخ ‪، 1998-11-26‬و قد ج>>اء التقري>>ر في ‪ 100‬ص>>فحة مقس>>مة‬
‫إلى ‪ 04‬مح > >>اور ‪،‬خص > >>ص األول لمقدم > >>ة التقري > >>ر ‪،‬و الث > >>اني للس > >>ندات القانوني > >>ة لتأس > >>يس و‬
‫ممارسة التحقيق و الثالث لجلسات االستماع و الزيارات الميدانية ‪،‬و الرابع لخالصة األعم>>ال‬
‫المتضمن التوصيات و االقتراحات‪.‬‬
‫و قد جاء في تقرير اللجنة حسب المعلومات المتسربة للصحافة الوطنية ما يلي‪: 2‬‬
‫‪ -‬كش > >>ف التقري > >>ر عن تس > >>خير اإلدارة لجمي > >>ع إمكانيته > >>ا البش > >>رية و المادي > >>ة و الق > >>وة‬
‫العمومية لتغيير نتائج االنتخابات‪.‬‬
‫أنظر بالتفصيل جريدة الخبر الصادرة بتاريخ ‪، 1998-03-21‬ص ‪03‬‬ ‫‪1‬‬

‫أنظر بالتفصيل جريدة الخبر الصادرة بتاريخ ‪، 1998-11-28‬ص ‪03‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪110‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫‪ -‬إن اللجنة الوطنية المستقلة لمراقبة االنتخابات كانت ع>>اجزة عن أداء مهامه>>ا و ح>>ل‬
‫المشاكل و الخروقات و التجاوزات التي رفعتها مكاتبها الوالئية ‪.‬‬
‫‪ -‬وجود خرق ألكثر من ‪ 20‬مادة من قانون االنتخابات و ك>>ذا المراس>>يم التنظيمي>>ة في‬
‫‪ 39‬شكل من أشكال التزوير التي حدثت في هذه االنتخابات‪.‬‬
‫‪ -‬إن التزوير كان شامال وموجها ‪،‬و هو ليس حالة معزول>>ة ب>>ل منظم>>ة ‪،‬و ك>>ان يه>>دف‬
‫إلى تغير النتائج لصالح حزب التجمع الوطني الديمقراطي ‪.‬‬
‫‪ -‬تس >>جيل اس >>تخفاف باللج >>ان المتنقل >>ة على مس >>توى الوالي >>ات و البل >>ديات ‪،‬خاص >>ة من‬
‫حيث اإلمكانات و ما تعلق بدفع المستحقات ‪.‬‬
‫‪ -‬منع اللجان المستقلة المحلي>>ة من المش>>اركة في إع>>داد تقاريره>>ا ‪،‬حيث تكفلت اإلدارة‬
‫بذلك ‪.‬‬
‫و قد تناول التقرير النهائي لعمل اللجنة توصيات و اقتراحات تمثلت في‪: 1‬‬
‫وج> >>وب إع> >>ادة النظ> >>ر في اللج> >>ان االنتخابي> >>ة البلدي> >>ة من حيث طبيعته> >>ا‬ ‫‪-‬‬
‫بإدماج قضاة في عضويتها ‪.‬‬
‫ضرورة تمكين المالحظين من المش>>اركة في ت>>دوين محاض>>ر الف>>رز في‬ ‫‪-‬‬
‫المكاتب و من محاضر اإلحصاء العام في البلديات ‪،‬و تقليص عدد الص>>ناديق المتنقل>>ة‬
‫و تمكين مراقبي األحزاب من متابعتها ‪.‬‬
‫يجب أن تقتص > > >>ر المش > > >>اركة في اللجن > > >>ة الوطني > > >>ة المس > > >>تقلة لمراقب > > >>ة‬ ‫‪-‬‬
‫االنتخاب >>ات على المش >>اركين الفعل >>يين فق >>ط و ك >>ذا تحدي >>د ص >>الحياتها بم >>وجب ق >>انون‬
‫عضوي ‪.‬‬
‫وج > >>وب تع > >>ديل ق > >>انون االنتخاب > >>ات بم > >>ا يض > >>من تعزي > >>ز دور القض > >>اء‬ ‫‪-‬‬
‫كمؤسسة رقابة على سير االنتخابات ‪.‬‬
‫معاقبة المتسببين في عملي>>ة ال>>تزوير على مختل>>ف المس>>تويات المحلي>>ة و‬ ‫‪-‬‬
‫اإلدارية و الحكومية ‪.‬‬
‫رغم أن التقري>>ر لم يحم>>ل أي إدان>>ة ألي ط>>رف سياس>>ي إال أن>>ه ج>>اء من>>اقض لم>>ا ورد من‬
‫تص>>ريحات ل>>رئيس الحكوم>>ة ‪،‬حيث حم>>ل التقري>>ر اإلدارة بص>>فة عام>>ة مس>>ؤولية م>>ا ح>>دث في‬
‫االنتخابات المحلية ‪.‬‬

‫جريدة الخبر ‪، 1998-11-28،‬ص ‪03‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪111‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫لكن التقرير األصلي و النهائي لعمل اللجنة بقي محتكر عليه من قب>ل رئيس اللجن>ة ال>ذي‬
‫اختفى عن األنظار مدة طويلة بعد المصادقة على التقرير من قبل اللجن>>ة ‪،‬الش>>يء ال>>ذي أح>>دث‬
‫ضجة سياسية كبرى ‪.‬‬
‫و يبدو أن األمر مرتبط بسيناريو إلجهاض محاولة جادة لتفعيل دور البرلمان الرقابي و‬
‫إعطاؤه حجمه الحقيق ‪،‬إذ شبت حرب كالمية حول مصير التقرير الذي اعد بعد انتهاء أشغال‬
‫اللجن> >>ة ‪،‬و لم يتس> >>لم الن> >>واب نس> >>خا من> >>ه كم> >>ا لم يس> >>توفي الش> >>روط القانوني> >>ة لتس> >>ليمه ل> >>رئيس‬
‫الجمهوري>>ة ‪،‬حيث س>>لم بطريق>>ة غ>>ير دس>>تورية و غ>>ير رس>>مية إلى رئيس الجمهوري>>ة من دون‬
‫أن يتحص>>ل علي>>ه الن>>واب‪ ،‬و ه>>ذا العتب>>ارات سياس>>ية و مص>>لحيه وحزبي>>ة فرض>>ت ‪ -‬تج>>اوز‬
‫البرلم > >>ان وف > >>ق المنط > >>ق الق > >>ائم على فك > >>رة الهيمن > >>ة من قب > >>ل الس > >>لطة التنفيذي > >>ة على الس > >>لطة‬
‫التشريعية ‪. 1‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬تشكيل لجان تحقيق أخرى‬
‫بع > >>د تش > >>كيل لجن > >>ة التحقي > >>ق في قض > >>ية تزوي > >>ر االنتخاب > >>ات المحلي > >>ة ‪،‬ع > >>رف البرلم > >>ان‬
‫الجزائري بالتزامن مع القضية السابقة قضية أخرى تتمثل في اإلهانة التي تعرض لها النواب‬
‫‪،‬و في الع>>دة التش>>ريعية الخامس>>ة م>>ارس البرلم>>ان الجزائ>>ري رقاب>>ة التحقي>>ق في ‪ 03‬مناس>>بات‬
‫لكن جاءت متزامنة هي أيضا و نذكرها كما يلي ‪:‬‬
‫أوال ‪ /‬لجنة التحقيق حول اإلهانة و التجاوزات التي لحقت بالنواب ‪1997-11-24‬‬
‫ابت>>دأت ه>>ذه القض>>ية باس>>تجواب قدم>>ه ن>>واب المجلس الش>>عبي الوط>>ني للحكوم>>ة في نفس‬
‫ت>>اريخ اس>>تجواب ح>>ول االنتخاب>>ات المحلي>>ة ‪،‬في ‪، 1997-11-15‬و تمت مناقش>>ته في جلس>>ة‬
‫‪، 1997-11-24‬حيث ب >>ادر من >>دوب الم >>وقعين على االس >>تجواب بتق >>ديم م >>وجز عن دواعي‬
‫االستجواب الذي تضمن ‪:‬‬
‫"" نظرا لتأسفنا العميق لما حصل يوم ‪ 23‬أكتوبر سنة ‪ 197‬من اهانات و تجاوزات في ح>>ق‬
‫النواب الشعب ‪ ،‬فإننا نتقدم إلى الحكومة بهذا االستجواب طالبين استفسارات الكاملة عما يأتي‬
‫‪:‬‬
‫‪ -1‬التعدي الجسدي و المعنوي على النائب ‪.‬‬
‫‪ -2‬إشهار السالح في وجه النائب ‪.‬‬

‫بن سعدي عبد الحق ‪:‬المرجع السابق ص ‪136‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪112‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫‪ -3‬امتن>>اع الس>>لطات المحلي>>ة عن اس>>تقبال الن>>واب و اإليح>>اء لهم ب>>أنهم غ>>ير معن>>يين بالعملي>>ة‬
‫االنتخابية‪.‬‬
‫‪ -4‬منع النواب من الدخول إلى مراكز التصويت و متابعة عمليات التصويت و الفرز ‪.‬‬
‫‪ -5‬منع النائب بالقيام بوظيفته النيابية المكفولة دستوريا و قانونيا ""‪.1‬‬
‫ثم جاء رد الحكومة على االستجواب على لس>ان وزي>>ر الع>>دل محم>>د آدمي ال>>ذي مث>>ل الحكوم>>ة‬
‫في ه>>ذه الجلس>>ة ‪،‬حيث ذك>>ر الس>>ادة الن>>واب بوج>>ود ض>>مانات قانوني>>ة ‪،‬مب>>ادئ دس>>تورية تض>>من‬
‫الحماية الجسدية و كرامة المواطن بغض النظر عن المه>ام المنوط>ة ب>ه ناهي>ك عن الض>مانات‬
‫التي أقرها الدستور للممارسة المهام النيابية حيث ذكر ‪:‬‬
‫‪ /1‬تنص المادة ‪ 34‬من الدستور ما يلي ‪ ":‬تضمن الدولة عدم انتهاك حرمة اإلنسان‪.‬‬
‫و يحظر أي عنف بدني أو معنوي أو أي مساس بالكرامة "‪.‬‬
‫‪ /2‬يجع >>ل الدس >>تور من العدال >>ة الجزائري >>ة ‪ ،‬الهيئ >>ة الوحي >>دة المؤهل >>ة ‪ ،‬دون س >>واها ‪ ،‬لتوقي >>ع‬
‫العقاب على مرتكبي المساس بحق>وق األش>خاص ‪ ،‬و ذل>ك بع>د إثب>ات مس>ؤولياتهم في ذل>ك عن‬
‫طري >>ق المس >>الك و االج >>راءات القانوني >>ة ال >>تي تض >>منها ‪ ،‬بص >>فة خاص >>ة ‪ ،‬ق >>انون االج >>راءات‬
‫الجزائية ‪ .‬و هكذا فان المادة ‪ 35‬تنص على ما يلي ‪:‬‬
‫" يع >>اقب الق >>انون على المخالف >>ات المرتكب >>ة ض >>د الحق >>وق و الحري >>ات ‪ ،‬و على ك >>ل م >>ا يمس‬
‫سالمة اإلنسان البدنية و المعنوية ""‪.‬‬
‫‪ /3‬و من ثمة يجوز ألي نائب كان موضوع االعتداء أو تهديد و بمجرد صفته كم>>واطن‬
‫رف>>ع الش>>كوى أم>>ام القض>>اء قص>>د إن>>زال العق>>اب المناس>>ب على الفاع>>ل لق>>اء ك>>ل خ>>رق للق>>انون‪،‬‬
‫مس حريته و حقوقه الشخصية‪. 2‬‬
‫و نظ>>را ل>>رد الحكوم>>ة الغ>>ير المقن>>ع ‪،‬فق>>د تق>>دم ‪ 27‬نائب>>ا بإي>>داع الئح>>ة إنش>>اء لجن>>ة تحقي>>ق‬
‫بتاريخ ‪، 1997-11-24‬و تم المصادقة على إنش>اء ه>ذه اللجن>ة بت>اريخ ‪،1997-11-27‬و‬
‫تش>>كلت من ‪ 40‬عض>>و يمثل>>ون الكت>>ل السياس>>ية الموج>>ودة في المجلس و موزع>>ة بالتناس>>ب م>>ع‬
‫التمثي >>ل الح >>زبي في المجلس ‪،‬و ق >>امت اللجن >>ة بـ‪ 23‬اجتم >>اع ‪،‬على م >>دار ‪ 06‬أش >>هر و انتهت‬
‫‪3‬‬
‫أعمالها بانتهاء المدة القانونية المحددة لها ‪،‬و لم يطلب رئيس اللجنة أي تمديد في هذه اآلج>>ال‬
‫‪.‬‬

‫جريدة مداوالت المجلس الشعبي الوطني رقم ‪، 21‬جلسة ‪، 1997-11-24‬ص ‪12‬‬ ‫‪1‬‬

‫ملخص لرد الحكومة عن االستجواب ‪،‬جريدة المداوالت المجلس رقم ‪ 21‬ص ‪15-14‬‬ ‫‪2‬‬

‫عمار عباس ‪:‬المرجع السابق ص ‪،151‬انظر أيضا الملحق رقم ‪05‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪113‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫و رغم أن اللجنة مارست أعمالها بعيدا عن الضغط اإلعالمي و بعيدا عن اهتم>>ام ال>>رأي‬
‫الع>>ام ‪،‬كونه>>ا تش>>كلت ب>>التزامن م>>ع لجن>>ة التحقي>>ق ح>>ول االنتخاب>>ات و ال>>تي انف>>ردت بالض>>جة‬
‫اإلعالمي>>ة ‪،‬أيض>>ا يض>>اف إلى التف>>اهم والتناس>>ق في وجه>>ات النظ>>ر بين أعض>>اء اللجن>>ة الش>>يء‬
‫الذي لم يعطل اللجنة في إعداد تقريرها النهائي ‪،‬إال انه و كما عرفت العادة أن التقرير لم يقدم‬
‫إلى المجلس الشعبي الوطني و عتم إعالميا و سياسيا و قانونيا إلى يومنا هذا ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ /‬لجنة التحقيق حول خرق الحصانة البرلمانية ‪2004-01-13‬‬


‫جاء إنشاء لجنة التحقيق حول الخرق الذي مس الحصانة البرلمانية في العهدة التشريعية‬
‫الخامسة ‪،‬حيث تقدم ‪ 20‬نائبا بإيداع الئحة إنشاء لجنة التحقي>>ق مب>>دين فيه>>ا دواعي و م>>بررات‬
‫إنشاء هذه اللجنة حيث جاء في الالئحة‪: 1‬‬
‫"" إنه في يوم ‪ 2004-01-04‬قام نواب من المجلس الشعبي الوطني بوقفة س>>لمية أم>>ام‬
‫مق >>ر المجلس ‪،‬للتعب >>ير عن احتج >>اجهم على الس >>لوكات الماس >>ة باس >>تقرار األح >>زاب و رفض >>هم‬
‫التدخل في شؤونها الداخلية ‪.‬و هذا الحق في التعبير مكفول دستوريا ‪.‬‬
‫و فوجئ الن>واب على م>رأى و مس>مع الجمي>ع باس>تعمال العن>ف ض>دهم من قب>ل المص>الح‬
‫األمنية ‪،‬و نظرا للنتائج الخطيرة المترتبة على التعدي و المتمثلة في األضرار الجسمانية التي‬
‫أصابت النواب ‪،‬و الذي كثير منهم نقلوا على وجه السرعة للمصالح االستشفائية ‪،‬و األضرار‬
‫المعنوي>>ة ال>>تي لحقت ب>>النواب ج>>راء الخ>>رق الفاض>>ح للحص>>انة البرلماني>>ة و أش>>كال اإلهان>>ة و‬
‫الضرب و الشتم التي تعرضوا لها من قبل رجال األمن ‪.‬‬
‫و نظ >>را للتص >>رف الخط >>ير من األمن بانته >>اك حرم >>ة مق >>ر المجلس و مط >>اردة الن >>واب‬
‫داخل>>ه ‪،‬و االعتق>>االت التعس>>فية ال>>تي ط>>الت الن>>واب ‪،‬و ك>>ل ه>>ذه التج>>اوزات ال>>تي تش>>كل مساس>>ا‬
‫خط >>يرا بأحك >>ام الدس >>تور و الق >>وانين الخاص >>ة بالحص >>انة البرلماني >>ة و س >>لوك غ >>ير م >>ألوف و‬
‫مرفوض في كل األنظمة السياسية المقارنة ‪،‬كل هذا يدفعنا بإنش>اء لجن>ة تحقي>ق في المالبس>ات‬
‫الم> >>ذكورة قص> >>د تحدي> >>د المس> >>ؤولية واق> >>تراح االج> >>راءات الالزم> >>ة والمناس> >>بة لمواجه> >>ة ه> >>ذه‬
‫التجاوزات ""‪.‬‬
‫وق>د تش>كلت لجن>>ة التحقي>>ق في موض>>وع التع>>دي على الحص>>انة البرلماني>>ة بت>>اريخ ‪-25‬‬
‫‪، 2004-01‬و انطلقت أش>>غالها و انقض>>ت اآلج>>ال المح>>ددة بـ‪ 06‬أش>>هر ‪،‬و لم يع>>رف إلى ح>>د‬
‫أنظر نص الالئحة في الملحق رقم ‪06‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪114‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫الس >>اعة أي نتيج >>ة ملموس >>ة لم >>ا ورد في تقري >>ر اللجن >>ة ‪،‬س >>واء على مس >>توى المجلس الش >>عبي‬
‫الوطني ‪،‬أو ح>تى معلوم>ات متس>ربة إلى الص>حافة ‪،‬حيث عتمت أعم>ال اللجن>ة و عتم تقريره>ا‬
‫و أصبحت كان لم تكن ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ /‬لجنة التحقيق في أوجه صرف المال العام ‪2004-01-14‬‬


‫جاء إنشاء لجنة التحقيق ح>ول ص>رف الم>ال الع>ام بن>اء على إي>داع الئح>ة موقع>ة من قب>ل‬
‫‪ 25‬نائبا ‪،‬مستوفاة الشروط القانونية المنصوص غليها في الدس>>تور و الق>>انون العض>>وي ‪-99‬‬
‫‪، 02‬و كانت تتمحور حسب ما جاء في نص الالئحة على‪: 1‬‬
‫"" ان>>ه نظ>>را للغم>>وض ال>>ذي يحي>>ط بعملي>>ة ص>>رف الم>>ال الع>>ام ‪،‬المث>>ير لقل>>ق ال>>رأي الع>>ام‬
‫الوط >>ني ح >>ول الط >>رق ال >>تي ت >>وزع به >>ا األم >>وال من دون مراع >>اة إج >>راءات و قواع >>د معتم >>دة‬
‫قانونيا ‪،‬مما يفتح الباب للشكوك حول سالمة استخدامها بعيدا عن الرقابة المجدية ‪.‬‬
‫و نظ >>را للطريق >>ة ال >>تي تتص >>رف به >>ا بعض ال >>دوائر الوزاري >>ة و بعض ال >>والة حيث يتم‬
‫اإلنف>>اق على أنش>>طة مش>>بوهة ال تخ>>دم الص>>الح الع>>ام باس>>تخدام وس>>ائل و إمكاني>>ات الدول>>ة دون‬
‫مراعاة االجراءات و القواعد المعتمدة قانونا ‪.‬‬
‫و نظ>>را للج>>وء المؤسس>>ات العمومي>>ة إلى تموي>>ل جمعي>>ات وهمي>>ة بط>>رق غامض>>ة و دون‬
‫تحديد للشروط التي يتم على ضوئها هذا التمويل‪.‬‬
‫و نظ>>را لغي>>اب اإلرادة السياس>>ية لمراقب>>ة أوج>>ه الخل>>ل في ط>>رق ص>>رف الم>>ال الع>>ام من‬
‫قب>>ل الس>>لطة التنفيذي>>ة ‪،‬فإنن>>ا الم>>وقعين على ه>>ذه الالئح >ة يط>>البون بفتح تحقي>>ق برلم>>اني ل>>ذات‬
‫الموضوع‪."".‬‬
‫و على نفس المن>>وال للجن>>ة الس>>ابقة تم تش>>كيل لجن>>ة التحقي>>ق في موض>>وع ص>>رف الم>>ال‬
‫العام بتاريخ ‪، 2004-01-25‬و انطلقت أشغالها و انقض>>ت اآلج>>ال المح>>ددة بـ‪ 06‬أش>>هر ‪،‬و‬
‫لم يع>>رف إلى ح>>د الس>>اعة أي نتيج>>ة ملموس>>ة لم>>ا ورد في تقري>>ر اللجن>>ة ‪،‬س>>واء على مس>>توى‬
‫المجلس الشعبي الوطني ‪،‬أو حتى معلومات متسربة إلى الصحافة ‪،‬حيث عتمت أعم>>ال اللجن>>ة‬
‫و عتم تقريرها و أصبحت كان لم تكن ‪.‬‬
‫المطلب الثالث‬

‫أنظر نص الالئحة في الملحق رقم ‪07‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪115‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫تقويم التحقيق البرلماني في التجربة الجزائرية‬


‫على ال> >>رغم من أهمي> >>ة ال> >>دور ال> >>ذي يمكن أن تلعب> >>ه لج> >>ان التحقي> >>ق البرلماني> >>ة في م> >>د‬
‫البرلم>ان بالمعلوم>ات الكافي>ة ال>تي تمكن>ه من ممارس>ة رقاب>ة فعال>ة على عم>ل الحكوم>ة‪،‬إال أنن>ا‬
‫نص >>طدم ب >>الواقع العملي لممارس> >ة التحقي >>ق البرلم >>اني في الجزائ >>ر حيث كم >>ا أش >>رنا س >>ابقا لم‬
‫تشكل طيل>ة ت>اريخ المؤسس>ة التش>ريعية الجزائري>ة أك>ثر من ‪ 10‬لج>ان تحقي>ق ‪،‬أربع>ة منهم في‬
‫ظل األحادية الحزبية ‪،‬و الباقي تشكلت ‪ 03‬منهم في وقت واحد‪.1‬‬
‫و لم تسفر أي منها على نتائج من شأنها أن تدين الحكومة أو ترتب مسؤوليتها ‪،‬أو تعزز‬
‫الدور الرق>ابي للبرلم>ان ‪،‬و إنم>ا اتض>ح من ممارس>ة رقاب>ة التحقي>ق في الجزائ>ر هيمن>ة الس>لطة‬
‫التنفيذي>>ة على الس>>لطة التش>>ريعية ‪،‬ه>>ذا ال>>ذي ي>>دفعا للج>>زم بم>>دى قص>>ور ممارس>>ة آلي>>ة التحقي>>ق‬
‫البرلماني في الجزائر و هذا راجع ألساب عديدة ‪،‬يمكن أن نصنفها على النحو التالي ‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬أوجه القصور في النصوص القانونية المنظمة للتحقيق البرلماني‬
‫إذا ك>ان النص>وص الدس>تورية الجزائري>ة ق>د أق>رت ح>ق البرلم>ان في ممارس>ة التحقي>ق و‬
‫تولت القوانين الناظمة لرقابة البرلم>>ان على الحكوم>>ة تبي>>ان آلي>>ان و ط>>رق ممارس>ة ه>>ذه اآللي>>ة‬
‫‪،‬إال أنها أغفلت العديد من الجوانب نظهر منها ‪:‬‬
‫‪ -1-‬ع > >>دم النص للبرلم > >>ان على ح> >>ق تحري > >>ك المس> >>ؤولية السياس> >>ية للحكوم > >>ة إذا ثبت‬
‫تقص> >>يرها أو تورطه> >>ا في األم> >>ر ‪،‬حيث أن المس> >>ؤولية السياس> >>ية للحكوم> >>ة تع> >>د ض> >>مانا ض> >>د‬
‫الديكتاتورية و تحول دون قيام ثورات أو انقالب ‪،‬أو حركات التمرد‪.‬‬
‫‪ -2-‬عدم النص صراحة على حد أقصى يمكن أن تمدد فيه أعمال اللجن>ة – في الق>انون‬
‫العضوي ‪ -02-99‬و هذا من شأنه إتاحة الفرصة أمامها لإلهم>ال في أداء واجبه>ا الرق>ابي و‬
‫إفقاد الرأي العام االعتقاد بأهميتها ‪.‬‬
‫‪ -3-‬لقد أجاز المشرع بنطاق السؤال أو االستجواب الواسعين في ممارستهما اتج>>اه أي‬
‫عض>>و من الحكوم>>ة ‪،‬ح>>تى ل>>و تعل>>ق األم>>ر بال>>دفاع الوط>>ني أو الخارجي>>ة‪،‬و ال>>ذين يعت>>بران من‬
‫المص >>الح االس >>تيراتيجية إذا تعل >>ق األم >>ر بتش >>كيل لج >>ان التحقي >>ق‪،‬و ك >>أن ه >>ذين االس >>تثناءين ال‬
‫يتعلقان بالمصلحة العامة الواردة في المادة ‪ 161‬من الدستور ‪.‬‬

‫عمار عباس ‪ :‬المرجع السابق ص ‪، 150‬أنظر جدول يبين لجان التحقيق في البرلمان الجزائري‬ ‫‪1‬‬

‫‪116‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫‪ -4-‬لم تص> >>رح النص> >>وص الداخلي> >>ة للبرلم> >>ان بوج> >>وب متابع> >>ة البرلم> >>ان لم> >>دى تنفي> >>ذ‬
‫الحكوم>>ة للتوص>>يات المدرج>ة في التقري>>ر النه>>ائي المص>>ادق علي>>ه من قب>>ل المجلس ‪،‬و لم ت>>بين‬
‫أيضا موقف البرلمان من إهمال الحكومة لما ورد في التقرير ‪.‬‬
‫‪ -5-‬لم تمنح النص>>وص القانوني>>ة للبرلم>>ان بع>>د االنته>>اء من مناقش>>ة التقري>>ر ح>>ق إحال>>ة‬
‫المسؤولين للقضاء ‪،‬في حين يعتبر هذا اإلج>راء دفع>>ة قوي>>ة للبرلم>>ان في ممارس>ة الرقاب>>ة دون‬
‫اعتداء على مبدأ الفصل بين السلطات‪. 1‬‬
‫‪-6-‬أغفلت النصوص تحديد مكان عمل اللجنة و اجتماعاتها ‪،‬هذا الشيء ال>>ذي يمكن أن‬
‫يؤثر في حياد اللجنة إذا لم تستطع هذه األخيرة التحكم فيه ‪.‬‬
‫‪ -7-‬لم يشر القانون العضوي ‪ 02-99‬إلى الحد األدنى أو الح>د األقص>>ى لع>>دد أعض>>اء‬
‫اللجن>>ة ‪،‬الش>>يء ال>>ذي ق>>د ي>>ؤثر على عملي>>ة الس>>ير الحس>>ن في ج>>دول أعم>>ال اللجن>>ة ك>>ذلك ع>>دم‬
‫النص على استبعاد النواب الذين تقع التحقيقات في دوائرهم االنتخابية هذا الشيء ال>>ذي يس>>مح‬
‫بوجود تغطيات و تواطؤ من قبل النائب خدمة لسكان ال>دائرة االنتخابي>ة رغب>ة في كس>ب ودهم‬
‫استعدادا لعدة نيابية أخرى ‪.‬‬
‫‪-8-‬إن النص على تش >>كيل لج >>ان التحقي >>ق على نفس الطريق >>ة ال >>تي تتش >>كل به >>ا اللج >>ان‬
‫الدائمة هو توج>ه ظ>اهر بش>أن تغ>ييب دور المعارض>ة في تش>كيلة اللجن>ة و بالت>الي التع>تيم على‬
‫رأيها أمام المجلس ‪.‬‬
‫‪ -9-‬اس >>تبعاد اللج >>ان الدائم >>ة عن ممارس >>ة التحقي >>ق ‪،‬و ال >>تي ب >>دورها هي األق >>رب إلى‬
‫اس >>تيعاب موض >>وع التحقي >>ق من اللج >>ان الخاص >>ة ك >>ون موض >>وع أي تحقي >>ق ي >>دخل في نط >>اق‬
‫اختصاصات أحد هذه اللجان الدائمة ‪،‬و تنظيم سير أعمالها منصوص عليه في القانون ‪.‬‬
‫‪ -10-‬عدم وجود نص قانوني خاص ينظم عمل لجنة التحقيق بعد تشكيلها ‪،‬األمر الذي‬
‫يترتب عنه عجزها في إجبار ذوي الشأن في التحقيق مث>>ل الش>هود على االمتث>>ال أمه>>ا‪،‬أو ع>>دم‬
‫امتثال عضو حكومة لطلب اللجنة في االستماع إليه‪.‬‬
‫‪ -11-‬و لع> >>ل أهم قص> >>ور في النص> >>وص القانوني> >>ة الناظم> >>ة للتحقي> >>ق ه> >>و مس> >>ألة نش> >>ر‬
‫التحقيق الذي قيدت بمواد متشابكة ‪،‬حيث يتضح لنا أنها وضعت بصورة تحول دون نشر ه>>ذه‬
‫التقارير خاصة إذا تعلق األمر بالتقارير التي يمكن أن ت>دين الحكوم>ة القائم>ة ‪،‬كمال ه>و الش>أن‬
‫في تقري>>ر لجن>>ة التحقي>>ق ح>>ول ال>>تزوير في االنتخاب>>ات المحلي>>ة ‪، 1997‬الش>>يء ال>>ذي يمكن أن‬

‫هشام البنداري ‪:‬المرجع السابق ص ‪152‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪117‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫يحدثه نشر تقرير مثل ه>ذا ه>و الطعن في تش>كيلة أول مجلس ام>ة في الجزائ>ر ‪،‬و ال>ذي يتك>ون‬
‫‪ 2/3‬منه من األعضاء المنتخبين في المجالس المحلية‪.1‬‬
‫و أيضا نجد أن البرلمان ال يملك السيادة في نشر تقاريره حيث يتعين عليه أوال استشارة‬
‫الحكوم>ة ‪،‬على ال>رغم من أن رأيه>ا ال يع>دو أن يك>ون استش>اريا على اعتباره>ا أنه>ا ط>رف في‬
‫التحقي>>ق ‪،‬و ق>>د ك>>انت الم>>ادة األص>>لية في مس>>ألة استش>>ارة الحكوم>>ة تق>>ول أن>>ه ال يمكن أن نش>>ر‬
‫تقارير لجان التحقيق إال بعد األخذ برأي الحكومة ‪ ،‬األمر الذي أدى بأحد الن>>واب إلى التس>اؤل‬
‫عن مصداقية البرلمان ‪،‬إذا كان تحت وصاية الحكومة‪. 2‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬العائق البسيكولوجي و العملي‬
‫إن الرقابة البرلمانية عموما و التحقيق البرلماني خصوصا يش>>ترط أم>>رين‪ ،‬األول يتعل>>ق‬
‫بالمج >>الس النيابي >>ة نفس >>ها ‪ ،‬أي توف >>ير اإلط >>ار الق >>انوني و اإلمكان >>ات المادي >>ة و البش >>رية ال >>تي‬
‫توض >>ع تحت تص >>رف الن >>واب للحص >>ول على المعلوم >>ات ح >>ول أعم >>ال الس >>لطة التنفيذي >>ة ‪ ،‬و‬
‫رغبة الن>واب في القي>ام بالرقاب>ة ‪ ،‬و الش>رط الث>اني يتعل>ق ب>الظروف العام>ة ‪ ،‬أي ت>وافر الثقاف>ة‬
‫السياسية الديمقراطية المالئمة ‪ ،‬و الحياة السياسية الصحيحة ال>تي تق>وم فيه>ا أح>زاب نش>يطة و‬
‫إعالم حي و انتخاب> >>ات ح> >>رة و ت> >>داول للس> >>لطة و مجتم> >>ع م> >>دني فاع> >>ل يرتك> >>ز على أوض> >>اع‬
‫اجتماعية و اقتصادية مناسبة‪. 3‬‬
‫و ي>>برز من تركيب>>ة النظ>>ام السياس>>ي نفس>>ه ‪،‬س>>واء في ظ>>ل التعددي>>ة أو في عه>>د األحادي>>ة‬
‫الحزبي>>ة ‪،‬فخالل مرحل>>ة الح>>زب الواح>>د ك>>ان يتول>>د ل>>دى الن>>واب ش>>عور ب>>الخوف من إمكاني>>ة‬
‫مضايقة الحكومة في حالة اللجوء إلى تش>كيل لج>ان التحقي>ق ‪،‬ه>ذه الحكوم>ة ال>تي يف>ترض فيهم‬
‫مس>>اندتها ‪،‬على اعتب>>ار أن التحقي>>ق على عكس األس>>ئلة يعت>>بر إش>>ارة بع>>دم مس>>اندة الحكوم>>ة و‬
‫من هنا يمكن تفسير عزوف النواب على تشكيل لجان التحقيق ‪،‬و لعل اكبر دليل على ذلك هو‬
‫المبادرة بتشكيل لجان التحقيق كانت باقتراح من نواب المعارضة دون األغلبية ‪.‬‬
‫و على هذا األساس لم تشهد الممارسة البرلمانية في الجزائر تش>>كيل أي لجن>>ة تحقي>>ق في‬
‫عهد المجلس الوطني التأسيسي‪،‬أو في المجلس الوطني أثن>>اء العم>>ل بدس>>تور ‪، 1963‬في حين‬
‫تشكلت ‪ 04‬لجان تحقيق خالل الفترة الممتدة بين ‪ 1979‬و ‪. 1990‬‬

‫عمار عباس ‪:‬المرجع السابق ص ‪146‬‬ ‫‪1‬‬

‫عمار عباس ‪:‬المرجع السابق ‪147-146‬‬ ‫‪2‬‬

‫رغيد الصلح ‪ "":‬الدور الرقابي للمجالس النيابية العربية "" ‪،‬المركز اللبناني للدراسات ‪،‬بيروت ‪ 2004 ،‬ص ‪42‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪118‬‬
‫الفصل الثاني ‪ /‬آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري‬

‫في حين تبين لجوء النواب للممارسة التحقيق خاصة بعد صدور دستور ‪ 1989‬محاول>>ة‬
‫منهم لتلميع صورة النظام القائم أكثر منه تنوير الرأي العام و مد البرلمان بالمعلوم>>ات الكافي>>ة‬
‫لمراقبة الحكومة ‪،‬إذ كانت تنشأ لج>ان التحقي>>ق به>>دف ت>>دعيم السياس>ة العام>>ة للحكوم>>ة ‪،‬ع>>وض‬
‫البحث عن إثبات مسؤوليتها السياسية ‪.‬و في هذا اإلطار قد تشكلت لجنتي التحقيق في قض>>يتي‬
‫ألب>>ازو و الش>>ركة الوطني>>ة لألش>>غال البحري>>ة في إط>>ار سياس>>ة الحكوم>>ة في محارب>>ة الرش>>وة و‬
‫سوء تسيير في القطاع االشتراكي ‪.‬‬
‫و لم تكتفي الحكوم >>ة به >>ذا ب >>ل أنه >>ا أقحمت نفس >>ها م >>ع مكتب المجلس في تع >>يين أعض >>اء‬
‫لجنة التحقيق و لو بصفة غبر مباشرة ‪،‬و يتعل>>ق األم>>ر باألعض>>اء المحققين في قض>>يتي ألب>>ازو‬
‫و الشركة الوطنية لألشغال البحرية ‪،‬األمر الذي قلل من فاعلية نتائج التحقيق‪.‬‬
‫و من ثم فالس> >>لطة التنفيذي> >>ة ك> >>انت ت> >>دفع إلى إنش> >>اء لج> >>ان التحقي> >>ق و تس> >>اهم في اختي> >>ار‬
‫تركيبتها العددية ‪،‬و هذا التدخل المزدوج حال دون تش>كيل لج>ان تحقي>ق فعال>ة و محقق>ة له>دفها‬
‫الرقابي ‪،‬فتحولت إلى مساند و م>برر لسياس>ة الحكوم>ة ‪،‬على العكس م>ا ه>و متع>ارف علي>ه في‬
‫النظم البرلمانية العريقة ‪.1‬‬

‫عمار عباس‪ :‬المرجع السابق ص ‪،145-144‬أنظر أيضا بن بغيلة ليلى ‪:‬المرجع السابق ص ‪40-39‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪119‬‬

You might also like