Professional Documents
Culture Documents
الفصل الثاني
الفصل الثاني
الفصل الثاني
آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري
ال يمكن للجان التحقيق أن تقوم بدورها على أكمل وجه إذا لم تكن تتمتع بسلطات هامة
تسمح لها بالقيام بمهامها الرقابية ،ألن نجاح التحقيق مرتبط بالوسائل التي تمتلكها اللجنة ،لذا
ففي األنظمة التي تكون فيها سلطة التحقيق متطورة تتمتع لجان التحقيق بوسائل فعالة تسمح
لها بإجراء التحقيقات على أكمل وجه.إن هذه السلطات و الصالحيات التي تتمتع بها لجان
التحقيق عموما عادة ما تنص عليها اللوائح الداخلية المنظمة للمجالس النيابية.1
و أهم ما يميز لجان التحقيق البرلمانية أنها ذات طابع مؤقت تنتهي بمجرد إعدادها
لتقريرها النهائي الذي يحتوي على النتائج المتوصل إليها في عملية التحقيق .
و مرحلة إعداد التقري>ر تتم>يز بع>دة خص>ائص س>نتطرق إليه>ا بالتفص>يل في ه>ذا الفص>ل
من خالل تطرقن>>ا لدراس>>ة آلي>>ة عم>>ل اللجن>>ة بع>>د تش>>كيلها وص>>وال إلى تق>>ديم تقريره>>ا ( مبحث
أول ) ،ثم نع > >>رج على واق > >>ع تط > >>بيق النص > >>وص القانوني > >>ة في الممارس > >>ة العملي > >>ة للبرلم > >>ان
الجزائري آللية التحقيق البرلماني ( مبحث ثاني ) .
المبحث األول
آلية عمل لجان التحقيق البرلمانية
لكي يتسنى للجان التحقيق القيام بالمهام المنوط بها ،البد من توف>ير وس>ائل تؤهله>ا ل>ذلك
،و ه >>ذا م >>ا يطل >>ق عليه >>ا س >>لطات لج >>ان التحقي >>ق ،أي م >>ا تملك >>ه ه >>ذه اللج >>ان من ص >>الحيات و
سلطات اتجاه كل ما يتعل>ق بموض>وع التحقي>ق س>واء مس>تندات أو أش>خاص ،لتتمكن من تت>ويج
أعماه >>ا بتقري >>ر يعت >>بر عن >>وان مهمته >>ا يتض >>من ك >>ل م >>ا ق >>امت ب >>ه اللجن >>ة من تقص >>ي حق >>ائق و
استخالص نتائج. 2
70
الفصل الثاني /آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري
إن السلطات الممنوحة للجان التحقيق قد تمارس إما على الوثائق و المستندات ،أو حتى
على األشخاص أو األمكنة المرتبطة بموضوع التحقيق ،و بالتالي للجان التحقيق كامل
الصالحيات و االجراءات الالزمة للحصول على البيانات و المعلومات و األوراق المتعلقة
بالموضوعات المحالة إليها و أن تقوم بعمل زيارات ميدانية و مواجهات و استطالعات. 1
الفرع األول:سلطة اإلطالع على الوثائق و معاينة األمكنة
أوال /سلطة اللجنة في اإلطالع على الوثائق :
و يقصد بهذا تمتع لجان التحقيق بحقها في اإلطالع على الوثائق و الحصول على
الصور لالزمة من مستنداتها و الكشف عن بياناتها الضرورية ألداء عملها،و لعل أهمية هذه
السلطات في تفعيل أداء التحقيق البرلماني، 2أدت بالمشرع إلى النص عليها في القانون
العضوي 02-99في المادة 84منه حيث و إن بدأت المادة بإطالق سلطة اللجنة في
االطالع على أي وثيقة و أخذ نسخة منها ،إال أنها تصطدم باستثناء يحضر على لجان
التحقيق االطالع على الوثائق التي تكتسي طابع السرية ،و ذكرها على سبيل الحصر في
الوثائق التي تخص الدفاع الوطني ،المصالح الحيوية لالقتصاد الوطني ،و امن الدولة
الداخلي و الخارجي. 3أما في القانون 04-80الذي أطلق سلطات لجنة التحقيق أو المراقبة
في اإلطالع على جميع الوثائق و السندات المتعلقة بموضوع التحقيق إال ما تعلق بأسرار
الدفاع الوطني.4
في حين جعلت المادة / 84ف 2من القانون لعضوي 02-99سلطة تكييف مدى
سرية الوثائق و المستندات من صالحيات الجهات المعنية بتسليمها للجنة ، ،و هذا الشيء من
شانه أن يدفع بهذه الجهات في التعسف في تسليم بعض الوثائق الهامة للجنة بحجة سريتها ،و
ارتباطها باألمن الوطني الداخلي أو الدفاع الوطني .
إن اتساع مفهوم هذين االستثناءين إضافة إلى الشؤون الخارجية أو المصالح الحيوية
لالقتصاد الوطني، 5يجعل من سلطة اللجنة في اإلطالع على الوثائق و المستندات التي ترى
ضرورتها في عملية التحقيق،تتحول إلى طلب يرفع إلى الجهات المعنية ،التي تبت في مدى
سرية و خطورة هذه الوثائق ،أي أن ممارسة اللجنة لسلطتها يبقى رهن التكييف لطلبها من
محمد قدري حسن :المرجع السابق ص ، 362أنظر عباس عمار ،المرجع السابق ص 124-123 1
71
الفصل الثاني /آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري
قبل الجهات المعنية و إن فرض عليها المشرع تقديم تبرير وتعليل ،إذا فصلت في سرية
الوثائق المطلوبة في عملية التحقيق.1إال أن اللجنة ال تملك أي وسيلة من شأنها تغيير موقف
الجهات المعنية بتسليم الوثائق من تغيير قرارها إذا كيفت هذه الوثائق أنها تندرج تحت
االستثناءات السابقة .
و قد أثار أحد أعضاء مجلس األمة بمناسبة مناقشة القانون العضوي ، 02-99أن
أعضاء لجنة التحقيق عقالء مثل أعضاء الحكومة و يمكنهم تقدير المسائل االستيراتيجية و
الوثائق التي يمكن االطالع عليها و تصويرها دون المساس بالمصالح الحيوية للدولة ،و
يمكن أن توكل لهم السلطة التقديرية في تكييف مدى خطورة الوثيقة مع منع تسريبها أو
نشرها حفاظا على مصلحة الدولة.2
ثانيا /سلطة اللجنة على األمكنة
و يقصد بسلطة لجنة التحقيق على األمكنة ،هو تحديد المكان الذي يمكن للجنة مباشرة
أعمالها فيه ،أو مدى عالقته بموضوع التحقيق .أما عن اجتماعات اللجنة أثناء ممارستها
لعملها ،فال نجد لها في القوانين الوطنية الناظمة لهذه اآللية أي نص يحدد مكان اجتماعات
اللجنة .
فهذا اإلشكال ال يثور إال إذا كان التحقيق يعهد إلى لجنة خاصة ،فلو كان التحقيق يعهد
إلى لجنة دائمة لغرفة برلمانية ،نستطيع أن نقول آنذاك أن مقر اجتماعاتها هو مقر مكتب
اللجنة دون حاجة إلى نص قانوني صريح. 3
لذا كان من المفروض أن قرار إنشاء لجنة تحقيق خاصة يتضمن تعيين مقر
اجتماعاتها ،هذا تفاديا لصعوبات قد تواجهها اللجنة ،و أيضا إلنجاز مهمتها في أسرع وقت .
و تتمثل في حق اللجنة في االنتقال إلى أي مكان سواء قطاعات وزارية أو مؤسسات
عمومية أو خاصة ،أو أي مكان ترى اللجنة ضرورة في معاينته إفادة لعملية للتحقيق ،و قد
أشار المشرع في المادة 83من القانون العضوي 02-99إلى سلطة الجنة في معاينة أي
مكان ترى ضرورة ذلك في عملية التحقيق البرلمانية ،أما في القانون 04-80فنجد في المادة
19قد أعطى المشرع فيها سلطة اللجنة على األمكنة في مكان تواجد المستندات المطلوبة في
عملية التحقيق ،و يفهم من هذا عدم إطالق المشرع لسلطة اللجنة في التنقل و المعاينة.1
الفرع الثاني :سلطة اللجنة اتجاه األشخاص
للجان التحقيق سلطة استدعاء كل شخص ترى بأن هناك أهمية يقدمها للتحقيق عند
االستماع إليه و تقديم شهادته ،لذا خول القانون العضوي 02-99للجان التحقيق االستماع
إلى أي شخص ترى بإمكانه أن يفيد سير التحقيق، 2نفس السلطة أقرها المشرع في القانون
04-80في مادته 21حيث أقر للجنة التحقيق أو المراقبة االستماع إلى أي شخص ترى
االستماع إليه ضروريا لمعالجة القضية أو تنفيذ المراقبة التي استوجبت إنشاءها.3
و يفيد هاذين النصين أنه ال يقع أي استثناء فيما يخص سلطة اللجنة في االستماع ألي
شخص سواء كان عضو حكومة أو خالف ذلك ،و هاذين النصين ال يفيدان سلطة اللجنة في
اتهام أعضاء الحكومة ،غير انه ال يسلبها الحق في االستماع إليهم إذا كان التحقيق يطال
القطاع المشرفين عليه و الذي أثبتت التحريات انه به تجاوزات و مخالفات تمس المصلحة
العامة ،حدثت أثناء إشرافهم على القطاع المعني.أيضا عدم النص على سلطة اللجنة في اتهام
أعضاء الحكومة من شأنه تعزيز موقف الحكومة اتجاه اللجنة،فاتهام عضو حكومي معناه
التشكيك في نزاهة الطاقم الحكومي كله. 4
لكن قيد هذا حق االستماع ألعضاء الحكومة بإجراءات معينة نص عليها في المادة
83من القانون العضوي ، 02-99و تتمثل في إرسال رئيس الغرفة المنشئة للجنة التحقيق
طلبات استماع ألعضاء الحكومة إلى رئيس الحكومة ،على أن يرفق االستدعاء ببرنامج
المعاينات و الزيارات إلى إطارات المؤسسات و اإلدارات العمومية و أعوانها قصد المعاينة
الميدانية لالستماع إليهم عن طريق السلطة السلمية التي يتبعونها ،و ذلك بهدف إطالعهم
مسبقا على مضمون البرنامج ،الذي تنوي اللجنة إتباعه في تحرياتها. 5
و قد أثارت هذه النقطة بعض المالحظات أثناء مناقشة القانون العضوي 02-99في
الغرفة األولى ،مفادها ما جدوى إرسال طلبات االستماع إلى رئيس الغرفة المعنية بإنشاء
اللجنة التحقيق و الذي بدوره يقوم بإرسال الطلب إلى رئاسة الحكومة ،حيث من األفضل أن
تكون طلبات االستماع مباشرة من مكتب اللجنة على الحكومة و هذا ما يضمن الصبغة
اإللزامية لتوصيل المراسالت بين األصل و هي اللجنة و المرسل إليها و هي الحكومة أو
الوزارة المعنية. 1
و تفيد هذه المادة أن يودع كل مسؤول في القطاع قيد التحقيق البرلماني – بعد القيام
باإلجراءات الواردة في المادة /83ف - 2لدى اللجنة كل القرارات و اللوائح لوزارته أو
القطاع المسؤول عليه و األجهزة التابعة له ،و كذا البيانات و اإلحصائيات و التقارير التي
تخص نشاط الوزارة أو القطاع المعني. 2
و قد جاء في المادة 19من القانون "" 04-80عالوة على هذا قد يطال التحقيق
األشخاص الطبيعيين أو االعتباريين التابعين للقطاع العام أو الخاص أو القطاع المختلط ،أو
عندما توجد عالقة معاملة بين هؤالء األشخاص و المؤسسات العامة محل التحقيق"".3و تفيد
هذه المادة سلطة لجنة التحقيق و المراقبة على األشخاص ،سواء الطبيعية أو المعنوية على
اختالف هذه األخيرة من حيث العمومية أو الخصوصية ،هذا ما يزيد من نطاق التحقيق
ليمارس حتى المؤسسات الخاصة.
في حين القانون العضوي 02-99اكتفى في المادة 76منه ،و استنادا ألحكام المادة
161من التعديل الدستوري 1996بمصطلح المصلحة العامة و الذي يعتبر مصطلح
فضفاض يحتمل العديد من التفسيرات .
أما عن األشخاص العاديين الذين ليس لهم انتماء ال للحكومة أو القطاع المعني
بالتحقيق ،ما هي االجراءات التي يستوجب على اللجنة إتباعها عندما ترى اللجنة ضرورة
في استماعهم ؟،لم يرد في القانون العضوي ،02-99وال في القانون 04-80أي تفسير
حول هذا التساؤل .
أما عن سير اإلدارات و المصالح المعنية بعملية التحقيق ،فقد تولى المشرع في القانون
04-80إثبات وضعيتها أثناء عملية التحقيق في المادة 22حيث ألزم اللجنة أثناء تحرياتها
أن تراعي كل المراعاة قواعد تسيير و سير الهيئات التي تقع عليها عملية التحقيق أو المراقبة
و كذا صالحيات المسيرين و السلطات الوصية على هذه الهيئات،4و ربما هذا التوضيح
مداخلة النائب عبد الكريم دحمان ،جريدة مداوالت المجلس الشعبي الوطني رقم 108ص 04 1
74
الفصل الثاني /آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري
لوضعية المصالح محل التحقيق من شأنه أن يخلق ذريعة لمسيري هذه المصالح في عدم
تقديم العون للجنة بحجة مراعاة السير الحسن للمصلحة .
و يثور تساؤل حول ما إذا كان للجنة التحقيق سلطات قاضي التحقيق في حالة عدم
امتثال المعنيين باالستماع إليهم،أو تخلفهم عن الحضور أو االمتناع عن أداء مهامه كاملة أو
اإلدالء بشهادة منافية للحقيقة أو عدم التعاون مع اللجنة ،و هل للجنة سلطة إلزام المعني
بإدالء اليمين أثناء االستماع إليه 1؟
لقد أجاب الفقه عن هذا من خالل توجهين يختلفان كلية عن بعضهما ،حيث يرى
الموقف األول امتالك لجان التحقيق البرلمانية لسلطة قضاة التحقيق ،و الموقف الثاني يرى
العكس في عدم امتالك هذه اللجان لسلطة قاضي التحقيق اتجاه الشهود و نوضح ذلك فيما
يلي :
الرأي األول : 2يذهب هذا الرأي إلى أن للجنة التحقيق البرلمانية سلطة قاضي
التحقيق في استدعاء الشهود و الخبراء و توقيع عقوبات جزائية إذا بدر منهم أفعال او امتناع
قد يعرقل عمل اللجنة،و لعل هذا من أهم الفوارق بين عمل لجان التحقيق البرلمانية و عمل
اللجان البرلمانية األخرى ،حيث مهمة األولى تتمثل في تقصي الحقائق و للوصول الحقيقة
كان من الضروري حسب توجه هذا الرأي من وضع نصوص قانونية تعطي صالحيات
استثنائية للجان التحقيق البرلمانية مستنبطة من صالحيات قضاة التحقيق،هكذا كي ال يبقى
عمل البرلمان منحصر بين جدرانه.
الرأي الثاني :بينما يذهب أنصار هذا الرأي إلى أن لجان التحقيق ال تتمتع بسلطة
قضاة التحقيق و إنها إذا كانت تملك حق استدعاء الشهود و الخبراء ،فهي ال تملك سلطة
إجبارهم على االمتثال أو توقيع العقوبات على تخلفهم أو عدم امتثالهم لها .بل ال تملك حتى
حق إحالتهم للمحكمة المختصة ،حيث و إن كان للبرلمان تحريك مسؤولية الحكومة و حتى
سحب الثقة منها إال انه ال يستطيع أن يحل محلها و ممارسة صالحياتها هي و السلطة
القضائية ،فال يجوز للبرلمان أن يأمر بالقبض ،أو أن يأمر بالتفتيش.
و يستند هذا الرأي و الذي يعتبر األرجح ،إلى طبيعة اللجنة كونها برلمانية ،حيث ال
يجوز تفويضها صالحيات السلطة القضائية هذا الذي يعتبر اعتداء صارخ مبدأ الفصل بين
السلطات ،طالما ال يوجد نص صريح يقر لها بهذا التفويض ،باإلضافة إلى أن معظم أعضاء
وسيم حسام الدين األحمد :المرجع السابق ص 355 1
75
الفصل الثاني /آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري
اللجنة هم سياسيون يفتقدون الحيدة التي تمكنهم من استعمال هذه السلطات في موضعها
الصحيح.1
أما عن موقف المشرع الجزائري ،و على الرغم من تجاهله في القانون العضوي
02-99لآلثار القانونية لعدم االمتثال األشخاص لسلطة اللجنة و اكتفائه باعتباره تقصير
جسيم ،دون أن يثير مسؤولية جزائية للمخالفين ،و تحمل السلطة السلمية الوصية كامل
مسؤوليتها ،الشيء الذي يفسر إغفال المشرع عدم ترتيب أي أثر جزائي لعدم امتثال
المخاطبين بالتحقيق لسلطات اللجنة ،كذلك تحمل السلطة السلمية مسؤوليتها قد ال يثير أي
مسؤولية على المخالفين ألنه ترك ترتيب المسؤولية لتقدير السلطة السلمية الوصية.2
هذا على عكس ما ورد في القانون 04-80في المادة ، 27الذي أكد على امتثال
الشخص المستدعى لالستماع أمام لجنة التحقيق أو المراقبة ،و أعطى للجنة حق إحالته إلى
القضاء إذا واجهت اللجنة من قبله احد الحاالت التالية :
الذي ال يمتثل دون مبرر مشروع أمام اللجنة -
الذي رفض اإلدالء بشهادته ( باستثناء ما يرد على أسرار الدفاع الوطني ) -
الذي شهد شهادة الزور وقام بترهيب الشهود -
إال أن حق اللجنة في متابعة المخالفين قضائيا مقيد في مباشرة الدعوى من قبل رئيس
المجلس ،بناءا على طلب مكتوب من رئيس لجنة التحقيق أو المراقبة .و يتعرض المخالفين
لعقوبة جزائية طبقا ألحكام المواد 235،236من قانون العقوبات. 3
على الرغم من ترتيب المشرع عقوبات جزائية للمخالفين أو الذين تسببوا في عرقلة
عمل لجنة التحقيق أو المراقبة إال انه لم يعطها صراحة صورة من سلطات النيابة في
التحقيق القضائي ،و إنما اكتفى بتحريك الدعوى الجزائية بناءا على مباشرتها من قبل رئيس
المجلس بعد طلب مكتوب من رئيس اللجنة .و يبقى طلب رئيس اللجنة بتحريك الدعوى
الجزائية رهن مبادرة رئيس المجلس ،هذا الشيء الذي يضعف من صالحيات اللجنة.
أما عن مدى سلطة اللجنة في تحليف الشهود أو إرغام من استدعتهم لالستماع أو
التحقيق على أداء اليمين ،فال نجد أي نص يثير هذه الصالحية في سلطات اللجنة ،سواء في
القانون العضوي 02-99أو القانون .04-80ألن وجوب اليمين على الشهود يكون أمام
76
الفصل الثاني /آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري
الجهة القضائية ،و ألن لجنة التحقيق البرلمانية ليست جهة قضائية و ليس لها تفويض
صالحيات السلطة القضائية ،فإنها ال تستطيع إرغام الشاهد على القسم عند االستماع ألقواله
.1
أما عن حماية أعضاء لجنة التحقيق فلم يتطرق القانون العضوي 02-99لهذه النقطة
،حيث اكتفى بتحديد سلطات اللجنة ،أيضا لم يتطرق إلى حماية األشخاص الذين استمعت
اللجنة إلفادتهم في موضوع التحقيق ،على عكس ما ورد في القانون 04-80فأعضاء
اللجنة محميين من كل شخص يقوم بترهيب نائب عضو في اللجنة ،أو يمارس الضغط عليه
ليتراجع عن إجراء تحقيق ما ،أو يحمله على تغيير مضمون معاينة قام بها ،و يتابع وفق ما
تقتضيه المادة 144من قانون العقوبات.2
أما بخصوص حماية األشخاص الذين تم استماعهم من قبل اللجنة فقد جاءت المادة30
من القانون "" 04-80انه ال يجوز أن يتعرض األشخاص الذين تم االستماع إليهم من قبل
لجنة التحقيق أو المراقبة و كذلك أعوان الدولة الذين قدموا مساعداتهم الفنية للضغط أو
إلجراءات تأديبية بسبب مساهمتهم في أعمال اللجنة المذكورة"".
أما عن استعانة لجنة التحقيق بالمختصين أو الخبراء ،لم يتطرق إليها القانون العضوي
02-99واكتفى باإلشارة إلى سلطة اللجنة في االستماع إلى كل من ترى بضرورة استماعه
،على الرغم من أن هذا يفيد ممارستها التحقيق معهم ال االستعانة بهم في أعمالها ،خالفا
لموقف المشرع في القانون 04-80حيث أورد إذا اقتضى التحقيق أو المراقبة تخصصا في
المجال التقني أو المالي أو الحسابي أن تستعين بالمصالح المختصة التابعة للقطاع العام.3
المطلب الثاني :
التقرير النهائي لعمل اللجنة
في إطار دراستنا إلعداد التقرير النهائي لعمل اللجنة الذي يعتبر تتويج لمجمل تحقيقاته
،نبين ما للجنة من حرية الحركة و ما للحكومة من تأثير عليها بنحو أو بآخر ،و ما يناط
بلجنة التحقيق من قيود أثناء ممارستها لتحقيقاتها و بعد االنتهاء من إعداد تقريرها.
الفرع األول :خصائص عمل اللجنة
1عيدان سعد الطعان :مرجع سابق ص ،26أنظر أيضا مقال المستشار شفيق اإلمام في جريدة الجريدة الكويتية ""،األساس
الدستوري لعدم حلف اليمين في للتحقيق البرلماني ""العدد 45الصادر بتاريخ 2007-07-23
2المادة 28من القانون 04-80
3أنظر المادة 25من القانون 04-80
77
الفصل الثاني /آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري
تنهض لجنة التحقيق بما لها من دور رقابي وفق ما ورد في ذلك من ضوابط ،و بالتالي
فهي مجبرة من جهة على االلتزام بعامل المدة ،و من جهة أخرى يلزمها المشرع بشرط
يفرض عليها شرط وجوب السرية ،و مفاد ذلك كي تصل إلى تحقيق الغاية التي بادر
البرلمانيون من اجلها بإيداع الالئحة ،و ما يستتبع ذلك من حماية لمن استمعت إليهم.1
أوال /الطابع المؤقت لعمل اللجنة :
عادة ما تحدد النظم الداخلية للمجالس النيابية المدة الزمنية التي على لجان التحقيق أن
تقدم خاللها تقرير حول أعمالها ،و ذلك لتفادي اآلثار السلبية التي قد تنجم عن طول التحقيق
،حيث تفقد كل من الجنة و التقرير أهميته ألن اإلطالة بين مدة تكليف اللجنة بتقصي الحقائق
و مناقشة التقرير من شأنه جعل الرأي العام ينسى طبيعة و أهمية المشكلة التي من أجلها
أنشئ التحقيق ،أو ممكن أن ينساها البرلمان نفسه.
و لذلك يكون من األهمية إلزام لجان التحقيق بإعداد تقاريرها و االنتهاء من التحقيقات
في مدة معينة و إما إعفاؤها من هذه المهمة و تكليف لجنة أخرى ،أو منحها مهلة أخرى. 2
و على هذا المنوال فصل المشرع الجزائري في المادة 80من القانون العضوي -99
02و سابقا في القانون 04-80في المادة ، 33في هذا األمر عندما اعتبر أن لجان
التحقيق تكتسي طابع مؤقت، 3و تنتهي مهمتها بإيداع تقريرها أو على األكثر انقضاء مدة ستة
أشهر قابلة للتمديد من تاريخ المصادقة على الئحة اإلنشاء.4
أما إذا لم تستطيع اللجنة أن تتم عملها في هذه الممدة القانونية ،فتستطيع طلب تمديد
اآلجال من طرف المجلس الذي أنشأها ،و هذا استنادا إلى المواد 80من القانون العضوي
02-99و المادة 33من القانون . 04-80
لم يثر القانون العضوي 02-99اآلجل اإلضافي الذي يمكن أن يمنح للجان التحقيق
في حالة عدم انتهاء من أعمالها ،و هذا من شأنه أن يترك الباب مفتوح لهذه اللجان األمر
الذي قد يفقدها األهمية.لكن المشرع تدارك ذلك في النظام الداخلي للمجلس الشعبي الوطني
،حيث ضبط مدة التمديد في عمل اللجنة آلجال ال تتعدى 06أشهر،و يسمح بهذا التمديد مرة
واحدة. 5
عباس عمار :المرجع السابق ص ،121أنظر المادة 80من ا'لقانون العضوي ،انظر المادة 33من القانون 04-80 4
78
الفصل الثاني /آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري
و في تفسير قدمته لجنة الشؤون القانونية بالغرفة البرلمانية األولى أن غاية التمديد هو
إعطاء فرصة ثانية الستكمال اللجنة عملها بعيدا عن عوامل الضغط و العراقيل ،ال سيما أن
عامل الوقت ال بد من أن يكون كافي ألداء مهامها. 1
في حين ضبط القانون رقم 04-80في مادته ، 33اآلجال اإلضافية التي يمكن أن
تمنح للجنة التحقيق أو المراقبة ،حيث يمكن لرئيس المجلس أن يمدد آجال عمل اللجنة بعد
انقضاء آجالها القانونية و بناءا على طلب من رئيسها بمدة ال تتجاوز شهرين.2
لكن إذا انتهت اآلجال القانونية لعمل اللجنة بما فيها آجال التمديد ،ما مصير النتائج التي
حصلتها اللجنة أثناء هذه الفترة على الرغم من عدم اكتمالها ؟
تضيف المادة 34من القانون 04-80أنه"" عند انقضاء مدة التمديد المنصوص عليها
في المادة ، 33و إذا لم تودع اللجنة التحقيق أو المراقبة تقريرها ،يسلم رئيس اللجنة الوثائق
الموجودة في حوزته إلى رئيس المجلس الشعبي الوطني و ال تنشر هذه الوثائق و ال
تناقش"".
و أبقت نفس المادة على إمكانية إعادة اللجنة إلى ممارسة عملها بعد تسليمها للوثائق
لرئيس الغرفة ،و ذلك بتجديدها أثناء جلسة مغلقة. 3
إن تمديد مدة عمل اللجنة إذا تعذر إنهاؤها في اآلجال المنصوص عليها قانونيا ،يعد أمر
ضروري حتى تتمكن اللجنة من التوصل إلى الحقائق التي تبحث عنها ،ألنها مخولة
بزيارات ميدانية إلى مختلف األمكنة التي لها عالقة بموضوع التحقيق ،بهدف االستكشاف
األمور على طبيعتها و في مواقعها.4
و من خالل دراستنا لخاصية اآلجال القانونية لعمل اللجنة ،يثور تساؤل آخر يتمثل في
كيفية تستطيع اللجنة إكمال أعمالها إذا تشكلت في نهاية عهدة تشريعية أو لم تكمل أعمالها و
انتهت العهدة التشريعية ،و أعيد تنصيب مجلس جديد بتشكيلة مغايرة ؟بالرجوع للقانون
العضوي 02-99ال نجد أي إشارة تعطينا إفادة حول هذا التساؤل و كان بالمشرع لم يحسب
إن تمارس هذه اآللية في نهاية عهدة تشريعية ،على عكس ما ورد في القانون -80
، 04الذي أجاب على هذا التساؤل حيث نص في المادة 35منه أن تقدم اللجنة التي أنشئت
للتحقيق أو المراقبة ما حوزتها من وثائق و أن تقدم نتائجها لرئيس المجلس إذا لم تكمل
أعمالها و كانت بصدد نهاية عهدة تشريعية .و يضيف إمكانية تسجيل إعادة تشكيل هذه
اللجان لنفس األغراض و الحالة التي أدت إلى إنشائها في جدول أعمال الدورة األولى من
الفترة التشريعية الالحقة.1
كذلك ال يستطيع البرلمان أن ينشئ لجنة تحقيق في موضوع قد أنشئت فيه لجنة تحقيق
إال بعد مرور 12شهر من تاريخ انتهاء مهمة اللجنة السابقة ،و هذا لتجنب التكرار و حفاظا
على سير المصالح العمومية.2أما القانون 04-80و كما رأينا سابقا أعطى الحق إلنشاء
لجنة تحقيق أو مراقبة في نفس الوقائع بعد انتهاء اللجنة السابقة من أعمالها وحتى بعد صدور
حكم قضائي فيما يخص نفس الوقائع ،إال انه اشترط أن تقدم المبادرة في إنشاء اللجنة وقائع
جديدة.3
ثانيا /مكان انعقاد اللجنة
يختلف مكان االنعقاد بحسب مكان تقصي الحقائق ،فقد يكون المكان إحدى حجرات
الغرفة التي أنشأت اللجنة ،حيث يتم استمتع األشخاص الذين استدعتهم اللجنة ،أو تفحص
المستندات و الوثائق التي تم نقلها إليها ،أو تستمع ألعضاء الحكومة بعيدا عن زحمة العمل
،أو قد يكون مكان انعقاد اللجنة في موقع العمل نفسه إذا تعذر نقل الوثائق ،أو يحتاج األمر
إلى معاينة على الطبيعة، 4و هذا قصد القيام بتحقيقاتها على أكمل وجه و على هذا المنوال
خولت المادة 83من القانون العضوي 02-99حق اللجنة في زيارة أي مكان من شأن
معاينته أن تساهم في تقدم التحقيق.5
نفس الشيء نص عليه المشرع في القانون 04-80في المادة ، 19على أن للجنة
التحقيق أو المراقبة أن تجري تحرياتها من خالل المستندات أو في عين المكان،و يفهم من
النصين أن المشرع أعطى حرية للجنة في تحديد مقر انعقادها على حسب ما تراه مفيد لعملية
التحقيق.
80
الفصل الثاني /آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري
محمد باهي أبو يونس :المرجع السابق ص ،119انظر أيضا بن بغيلة ليلى مرجع سابق ص 51-50 2
81
الفصل الثاني /آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري
بسبب إفشاء أسرار ،من االنضمام إلى عضوية اللجنة طوال مدة عمله ،و ليس فقط أثناء نفس
الفصل التشريعي كما هو معمول به في الجمعية الوطنية.1
أما عن موقف المشرع الجزائري ،فقد تبنى مبدأ السرية في القوانين الناظمة لممارسة
رقابة التحقيق البرلماني ،ففي القانون 01-77أكد في المادة 141منه على أن يحتفظ
أعضاء لجنة التحقيق أو المراقبة بسرية تحرياتهم و معاينتهم،كذلك في القانون 04-80في
المادة 23و 25على سرية أعمال اللجنة ،من خالل تأكيده على تكتم أعضائها على أعمالها
،باإلضافة إلى كل الموظفين و األجهزة التي قدمت مساعدات للجنة أن تكتم على هذه
األعمال. 2
أما في النظام الداخلي للغرفتين و القانون العضوي 02-99فقد أكدوا جميعهم على
3
مبدأ سرية األعمال و أن يقوم أعضاء اللجنة باالحتفاظ بتحرياتهم و معاينتهم و مناقشاتهم
.و لم يرد أي تناقض في هذا الشأن فيما يخص النص عليه في األنظمة الداخلية للغرفة
األولى و الثانية ،حيث جاءت على صورة مطابقة ""يلتزم أعضاء اللجنة التحقيق باالحتفاظ
بسر تحرياتهم و معاينتهم"".4
إن خاصية السرية المفروضة على أعضاء اللجنة أن يلتزموا بها ،ال تمس البتة بسير
عمل اللجنة بقدر ما هي حفاظ على أسرار المهنة و حفاظ على المصلحة العامة و هذا أمر
مرغوب فيه إذا ترتب عن هذا الخاصية أو الشرط نتائج إيجابية لكل األطراف. 5
أما عن مخالفة هذا الشرط أو الخاصية ،أي ما مسؤولية اللجنة إذا قامت بتسريب
المعلومات حول أعمالها و نتائجها أو معايناتها ،سواء بطريقة مباشرة أو بطريقة غير
مباشرة؟.
إن المشرع الجزائري لم ينص في أي قانون منظم آلليات الرقابة البرلمانية أو األنظمة
الداخلية لغرفتي البرلمان أي عقوبات من شأنها أن تطال كل من لم يلتزم بالسرية و الكتمان
حول أعمال و نتائج و معاينات اللجنة ،سواء من جهة األعضاء أو األشخاص الذين تم
االستماع إليهم أو االستعانة بهم ،و هذا الشيء الذي لم يمنع تسرب المعلومات إلى وسائل
اإلعالم ،خالل لجنتي التحقيق المشكلتين في ، 1990حيث كانت يقوم األعضاء بتسريب
معلومات مفادها إطالع الرأي العام عن مدى تقدم التحقيق.1
غير أن تكييف خاصية السرية يكون أفضل أن يترك لصالحية اللجنة في تقديره بكل
سيادة ،أو أن يعهد إلى المجلس ليقرر مدى مالئمة السرية بموضوع التحقيق بع إبداء اللجنة
لرأيها ،و هذا يتطلب إلغاء القوانين التي تلزم اللجنة بالسرية و تحيلها إلى سلطة المجلس. 2
الفرع الثاني :صدور التقرير
ال يستطيع المجلس المنشئ للجنة التحقيق االطالع بالتفصيل على العمل الشاق و
المضني الذي تقوم به لجان التحقيق ،نظرا لكثرة الشهادات التي يدلي بها األشخاص الذين تم
االستماع إليهم ،زيادة على الزيارات الميدانية و المعاينات التي قامت بها ،و كذا المستندات و
الوثائق التي تحصلت عليها.
لذلك كلفت النظم الداخلية للبرلمانات لجان التحقيق بإعداد تقارير مفصلة عن عملها
مادام المحققين قبل كل شيء هم أعضاء في هذه المجالس ،يأخذون على عواتقهم تلخيص
هذه الوثائق و تلك األوراق و ترجمة مشاهداتهم و ما تكشف لهم من مناظر أثناء جوالتهم
الميدانية و استخالصاتهم من كل ما اطلعوا عليه أو سمعوه أو شاهدوه،و يظهر كل هذا في
شكل تقرير مفصل.
فتقرير لجنة التحقيق هو عنوان إنجازها لمهمتها ،و بتقديمه للمجلس تنهي عملها ،بل و
تنقضي إذا كانت مشكلة لهذا الغرض فقط ،و يقدم رئيس اللجنة التقرير إلى رئيس المجلس
ليدرجه في جدول األعمال ،و ألن دراسة التقرير تكون الحقة على عملية إعداده فغننا نطرح
هنا تساؤالت،األول يدور حول طبيعة التقرير ،و الثاني عن محتواه ،و الثالث عن مصير
التقرير بعد أن تعده اللجنة ؟.
3
أوال /طبيعة التقرير
يعرف التقرير على انه "" العمل الرسمي الذي بموجبه تحيل لجنة التحقيق إلى المجلس
نتيجة أعمالها و استنتاجاتها النهائية ""و يعرف أيضا انه "" مستند رسمي تعرض فيه اللجنة
نتيجة فحصها و دراستها للموضوع الذي أحيل إليها"".
لجنة التحقيق حول اختالس 26مليار دوالر ،و لجنة التحقيق حول الغرفة الوطنية للتجارة ،سنة 1990 1
سامي عبد الصادق :أصول الممارسة البرلمانية ،دار النهضة العربية ،المجلد األول ،القاهرة ،1992،ص 155 3
83
الفصل الثاني /آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري
و انطالقا من هذين التعريفين يمكنا أن نميز بين تقرير للجنة و محاضر اجتماعات
اللجنة ،حيث يحرر لكل جلسة محضر يدون فيه أسماء الحاضرين و الغائبين و المناقشات و
االستماع و يدون ذلك مقرر الجنة و تمضى من طرف رئيسها ،و تضل في عهدة مكتب
اللجنة .و تتعدد محاضر اللجنة بتعدد اجتماعاتها و زيارتها الميدانية .
في حين أن التقرير لا يقدم و ال يدون إال مرة واحدة و هو ملخص كل ما قامت به
اللجنة ،و هو الذي يحتوي على نقاط العجز التي وقفت عليها اللجنة و الحلول المقترحة
ناهيك على أنه هو موضوع المناقشة على مستوى المجلس و ليس المحاضر
ثانيا /محتوى التقرير:
من الطبيعي أن يحتوي التقرير على خطة العمل التي اعتمدتها اللجنة للقيام بتحقيقاتها و
كذا األمكنة التي زارتها و الوثائق و المستندات التي اطلعت عليها و كذا شهادات الذين
استمعت إليهم و من ثم فغالبا ما يتضمن التقرير االجراءات التي اتخذتها اللجنة قصد تقصي
الحقائق عن الموضوع المحال إليها ،و تبرز في هذا التقرير بوضوح حقيقة األوضاع
االقتصادية و المالية و اإلدارية و االجتماعية أو غيرها من أوضاع الجهة التي كلفت بتقصي
حقائقها،و مدى احترامها للقانون .و ال يكتفي تقرير اللجنة بهذا ،بل إن أهم ما يحتويه هو
التوصيات و االقتراحات التي تراها اللجنة ضرورية إلصالح الفساد أو التقصير الذي
اكتشفته من خالل تحرياتها على أن ال يتناول سوى القضية التي استوجبت إنشاء اللجنة،و
يتضمن التقرير على الخصوص النقاط التالية: 1
جميع المعينات و المالحظات التي تتعلق بالغرض من المراقبة أو التحقيق -
بيان الوقائع التي استدعت إجراءات خاصة -
االقتراحات الكفيلة بتفادي تكرار النقائص و مظاهر اإلهمال و االنحرافات التي تم -
رصدها
يجوز للجنة أن تعطي تقييم عام حول فعالية اإلطار القانوني أو التنظيمي و حول -
ضرورة أو إعادة النظر فيه. 2
و يبقى تقرير الجنة رغم ذلك مجرد عمل تحضيري أولي ،يتوقف على موافقة المجلس
المنشئ لها ،حيث أن دورها يقتصر على عرض التقرير الذي يتضمن ما تراه من توصيات
عمار عباس :المرجع السابق ص ، 131أنظر بالتفصيل فارس محمد عمران ،المرجع السابق ص 462-458 1
84
الفصل الثاني /آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري
85
الفصل الثاني /آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري
و على الرغم من عدم النص على التصويت اللجنة على التقرير في القانون العضوي
، 02-99إال انه جاء في القانون 04-80في المادة "" 32تتم المصادقة على تقرير اللجنة
بأغلبية أعضائها و في حالة عدم تساوي األصوات يرجح صوت الرئيس "".
ثالثا /مناقشة التقرير ونشره:
عندما تنتهي اللجنة من إعداد تقريرها ،تقدمه لرئيس الغرفة المنشئة لها ،حيث يجب
إدراج التقرير في جدول أعمال الغرفة المعنية ،كما يجب طبع التقرير و توزيعه على النواب
حتى يتمكنوا من اإلطالع عليه لمناقشة ما جاء فيه من معلومات ،دون االكتفاء بعرضه في
جلسة المناقشة. 1باإلضافة إلى ذلك يتم تبليغ كل من رئيس الجمهورية و رئيس الحكومة
بالتقرير.
و من الناحية النظرية فإن مناقشة التقرير يسمح بوضع الحكومة أمام مسؤوليتها اتجاه
البرلمان ،ألن من المفروض أن هذه المناقشة تعطي الفرصة ألعضاء المجلس تقييم
التحقيقات التي أجرتها اللجنة ،و أن تمنح المناقشة أصحاب اآلراء و وجهات النظر المغايرة
فرصة التعبير عنها ،فضال عن سماحها بإجراء تبادل آلراء و وجهات النظر بين األغلبية و
المعارضة بشأن أعمال و إجراءات اللجنة و نتائج التحقيقات ،و من ثم يتم إجراء حوار أيضا
2
بين النواب و الحكومة بشان التقرير.
أما موقف المشرع الجزائري في مناقشة التقرير على مستوى الغرفة البرلمانية
المنشئة للجنة ،فلم ينص القانون العضوي 02-99على فتح باب المناقشة لما ورد في
التقرير ،على عكس ما تضمنه لقانون ، 04-80حيث نص على مناقشة نواب المجلس
الشعبي الوطني للنتائج التي توج بها التقرير الذي سلمته لجنة التحقيق أو المراقبة ،و لكن
اشترط طابع الجلسة السرية.3
أما عن نشر التقرير ،فإنه ال يتم تلقائيا بعد المصادقة عليه من قبل أعضاء اللجنة و إنما
يخضع لموافقة الغرفة المعنية ،و التي يمكن أن تفصل في هذا األمر وفق إجراءات معينة
تضمنها كل من القانون العضوي 02-99وسبقه في ذلك القانون 04-80و القانون -77
.01
86
الفصل الثاني /آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري
فاالعتراف للمجلس الشعبي الوطني بالبت في نتائج أعمال اللجنة على إثر مناقشة نشر
التقرير في جلسة مغلقة ،ال يعني تمتعه بحرية نشر التقرير لكونه سريا وفقا لما جاء في
القوانين السابقة الذكر ،و إن كان لمكتب المجلس،أو رؤساء المجموعات البرلمانية أن
يقترح نشر التقرير كليا أو جزئيا ،دون أن يكون األعضاء المجلس مناقشة مدى مالئمة
العرض الموجز المقدم من المقرر حيث يبين فيه الحجج المؤيدة إليجابية أو سلبية نشر
التقرير كليا أو جزئيا و ذلك بعد االستشارة المسبقة للحكومة و االعتماد عليها في تبرير
النشر من عدمه،و بالرغم من أن رأي الحكومة ال يعدو أن يكون استشاري إال ان هذا يعد
تدخل في قرارا المجلس ،حيث ال يعقل أن تبدي الحكومة موافقتها بنشر التقرير إذا كان
يتضمن تحميلها المسؤولية أو إدانتها في الوقائع محل التحقيق. 1
و لعل هذا من شأنه أن يقلل دور نواب الشعب في تقيم النتائج المتوصل إليها في
التقرير ،باإلضافة إلى أنهم مطالبين بالموافقة أو الرفض القتراح نشر التقرير بعد عرض
موجز للتقرير ،أي أنهم سيفصلون في نشر محتوى التقرير بدون مناقشة على الرغم من عدم
إطالعهم على ما احتواه بشكل دقيق،باإلضافة إلى انتظار النواب إلى ما تعتمده السلطة
التنفيذية اتجاه نشر التقرير من عدمه.2
إن هذا التقييد الوارد على النشر ،و كذا ضرورة مناقشة مالئمته من عدمها في جلسات
مغلقة ،يعود أساسا لآلثار التي يمكن أن تنجم عن ذلك ،حيث أن هذه المناقشات تؤدي إلى
وضع الحكومة أمام مسؤوليتها أمام الرأي العام ،ألن من المفترض في هذه المناقشات أن
تعطي الفرصة للنواب لتقييم التحقيقات التي أجرتها اللجنة ،و أن تمنح المناقشة أصحاب
1مداخلة النائب الصادق دبايلي :جريدة مداوالت المجلس الشعبي الوطني رقم ، 108السنة الثانية ،الصادرة بتاريخ -14
،1998-12جلسة 1998-12-17
2السعيد بوشعير :المرجع السابق ص 347-346أنظر أيضا المواد التالية :
143 -من القانون "" 01-77يجوز للمجلس الشعبي الوطني ،بناءا على اقتراح من مكتبه ،أن يقر نشر التقريPPر
،المشار ‘ليه في المادة 142من النظام الداخلي ،كليا أو جزئيا .و يبت المجلس الشعبي الوطني في الموضPوع
PرPلب نشP Pاب أو سP بدون مناقشة على إثر العرض الموجز الذي يقدمه المقرر ،مبينا فيها الحجج التي تؤيد إيجP
التقرير كليا أو جزئيا .ال يمكن للمجلس أن يفتح مناقشة حول نشر التقرير إال في جلسة سرية""
-المادة 144من القانون "" 01-77تستشار الحكومة مسبقا ،حول مالئمة هذا النشر ""
-المادة 39من القانون "" 04-80يبت المجلس الشعبي الوطني في النشر الكلي أو الجزئي لتقريPPر التحقيPPق أو
المراقبة و تستشار الحكومة مسبقا حول مالئمة هذا النشر ""
-المادة 86من القانون العضوي "" 02-99يمكن أن يقرر المجلس الشعبي الوطني أو مجلس األمة نشر التقريPPر
Pة .يبت المجلس Pد رأي الحكومP Pة ،بعP كليا أو جزئيا بناءا على اقتراح مكتبه أو رؤساء المجموعات البرلمانيP
الشعبي الوطني أو مجلس األمة ،حسب الحالة ،في ذلك دون مناقشة بأغلبية الحاضرين ،إثر عرض موجز يقدمه
مقرر الجنة يبين فيه الحجج المؤيدة أو المعارضة لنشر التقرير كليا أو جزئيا .يمكن للمجلس الشعبي الوطني و
مجلس األمة ،عند االقتضاء ،أن يفتح مناقشة في جلسة مغلقة بخصوص نشر التقرير ""
87
الفصل الثاني /آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري
اآلراء و وجهات النظر المغايرة لما ورد بالتقرير فرصة التعبير عنها.و أيضا نشر التقرير
يعتبر بمثابة فضح علني لبعض التقصير و النقص الذي رصده تقرير اللجنة ،و يزداد تأثير
النشر إذا ما تناولته وسائل اإلعالم ،مما قد يشكل نوع من الجزاء ذو الطابع المعنوي ،كما أن
النشر من شانه أن يدفع الحكومة إلى اتخاذ إجراءات عملية لسد النقائص المسجلة و متابعة
المتسببين في التقصير و اإلهمال المرصود من طرف اللجنة.1
المطــلب الثالــث :
النتائج المترتبة على تقرير لجـان التحقيق البرلمانية
ال شك أن لجوء البرلمان إلى تشكيل لجان التحقيق تكون الغاية منه ممارسة الرقابة
على عمل الحكومة ،لذلك قد يفضي التحقيق إلى نتائج قد تدين الحكومة أو تقرر عدم
تقصيرها ،و في هذا السياق نتساءل عن ما هي النتائج التي قد تترتب عن التحقيق البرلماني
.
الفرع األول :النتائج المتعلقة بالعالقة الوظيفية بين البرلمان و الحكومة
فيما هو معروف في الفقه الدستوري أن العالقة الوظيفية بين السلطة التشريعية و
السلطة التنفيذية تتمثل في مظاهر التعاون بينهما و مظاهر التوازن بينهما ،و في إطار
دراستنا ألثار التحقيق البرلماني و المتعلق بهذه العالقة ،نتطرق إلى نقطتين أساسيتين :
أوال /التوصية بسد نقص تشريعي
تجري لجان التحقيق البرلمانية تحقيقاتها و هي خالية الذهن من أثره ،فقد أحيطت مسبقا
بوجود مخالفة أو تجاوزات قد وقعت في قطاع ما ،أما عن سبب وقوع هذه المخالفات أو
التجاوزات فهي تجهله ،و ينتج عن عملها كشف هذه النقائص و تدرجها في تقريرها ،و عادة
مت توضح هذه التقارير وجود نقص في القوانين القائمة أو ثغرات تعتري هذه القوانين أو
افتقاد كامل للقوانين في موضوعه ،و في هذه الحالة قد يسفر التحقيق عن اقتراح قانون أو
تعديل النصوص القائمة لتالءم األوضاع القائمة و لتالفي ما يوجد من عيوب أو نقائص.2
و في عبارة أخرى تستطيع لجان التحقيق أن توصي بسد ذلك النقص التشريعي أو
المطالبة بتشريع جديد أو تعديل ،إذا كان النص التشريعي موجود ،لكن ليس لها أن تشرع أو
1عمار عباس :المرجع السابق ص ، 138أنظر أيضا عبد بوقفة المرجع السابق ص 569-568
2وسيم حسام الدين األحمد :المرجع السابق ص ،90-89عمل اللجنة في هذه الحالة ال يعدو أن يكون عمل تحضيري
يسمح للغرفة التي أنشأتها اتخاذ القرار المناسب الذي تراه ،انظر بالتفصيل عمار عباس ،المرجع السابق ص 140-139
88
الفصل الثاني /آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري
تعدل من تلقاء نفسها فذلك األمر يخرج من صالحياتها،و معنى هذا أن هذه التوصيات ال
تنتج آثارها إال بعد الموافقة عليها من قبل الغرفة المنشئة لها.
ثانيا /تحريك المسؤولية الحكومية
منم الناحية النظرية ،التقارير التي تتوصل إليها لجان التحقيق البرلمانية تصلح أساس
إلثارة المسؤولية الحكومية المدنية عن طريق إلزام عضو الحكومة باإلصالح الضرر الذي
نجم عن فعله الضار سواء بإعادة الحال على ما كان عليه أو دفع التعويض.
و تصلح أيضا أن ترتب التقارير مسؤولية سياسية للحكومة أمام البرلمان ،و يقصد بها
حق البرلمان في سحب الثقة من الحكومة ،أو الوزير المختص لعدم موافقتها على سياسة أي
منهما في موضوع التحقيق .
و قد ال تتوصل لجنة التحقيق من خالل تحرياتها إلى أي شيء من شأنه أن يدين
الحكومة ،و قد ينتهي األمر إلى تجديد الثقة فيها ،أو يفضي التحقيق إلى مجرد تنبيه
بضرورة االلتزام باتخاذ إجراءات مناسبة إلزالة األضرار الناجمة عن بعض التقصير في
بعض المجاالت التي تشرف عليها الحكومة.1
أما عن أثر التحقيق البرلماني في الجزائر بتحريك مسؤولية الحكومة و الذي لم يدرج
في نصوصه القانونية أي ترتيب لمسؤوليتها إذا ثبت تقصيرها ،وهذا من شأنه أن يضعف من
فعالية هذه اآللية الرقابية ،علة عكس ما جاءت به بعض األنظمة الدستورية المقارنة حيث
تدرج المسؤولية السياسية للحكومة سواء كانت فردية أو جماعية كأثر للتحقيق. 2
مواجهة المخالفين و المقصرين إذا رأت بان األمر يستدعي ذلك .و ألجل هذا الغرض يمكن
للمجلس أن يدعم تقرير اللجنة بالتصويت على الئحة تدعو الحكومة من خاللها برفع الدعوى
قضائية حول الجوانب الغير قانونية التي الحظها المحققون البرلمانيون ،و هو ما جرت عليه
التقاليد البرلمانية .
من ثم يكون المجلس قد أحال المخالفين على العدالة و لو بطريقة غير مباشرة ،على
الرغم من أن هناك من يرى بان حرمان المجلس من إحالة المخالفين للقواعد القانونية على
العدالة فيه إضعاف كبير لسلطته الرقابية عموما و خاصة ما تعلق منها بالتحقيق البرلماني .
و قد كان أولى لو خول المجلس التماس العدالة من خالل رئيسه ،أو على األقل من خالل
وزير العدل ألنه من غير المعقول أن يمكن القانون رئيس المجلس التماس العدالة في مرحلة
التحقيق ،لمتابعة األشخاص الرافضين لالمتثال أمام اللجنة ،و يسحب منه الحق في ما بعد
التحقيق.
إن السماح للبرلمان بإحالة األشخاص على العدالة ،و لو من خالل رؤساء الغرف
البرلمانية ،فيه مساس بمبدأ الفصل بين السلطات ،لذلك فإن البرلمان حين يحيل األمر على
جهات التحقيق ال يلزم هذا األخيرة ليست ملزمة برأي البرلمان ،حيث تبقى لها مطلق الحرية
من حيث مباشرة التحقيق أو من حيث األثر الذي ينتهي إليه تحقيقها ،فاألمر هنا ال يتعدى
مجرد اإلخطار من البرلمان إلى القضاء.1
و سنتطرق لك>ل منه>ا على ح>دا و ذل>ك ب>ذكر تفاص>يل القض>ايا موض>وع التحقي>ق ،و ذك>ر
ما ج>اء في نت>>ائج أعم>>ال البعض منه>>ا ،ألن معظم تق>ارير ه>>ذه اللج>ان بقي ح>بيس أدراج مكتب
المجلس ،أو لم يسلم للمجلس من األساس .
المطلب األول :
لجان التحقيق في ظل وجود غرفة برلمانية واحدة
تعت >>بر وظيف >>ة المراقب >>ة كوظيف >>ة منظم >>ة و مس >>تقلة من حيث الهيكل >>ة ،طريق >>ة ج >>اء به >>ا
الدس>>تور الجزائ>>ري ،حيث أس>>ندها إلى المؤسس>>ات الدس>>تورية المعروف>>ة تقلي>>ديا و ال>>تي ت>>راقب
بعض >>ها بواس>>طة وس>>ائل ت >>درج ض >>من اختصاص >>ات ك >>ل مؤسس>>ة ،و ه >>ذا اقت >>داء بال >>دول ال >>تي
أق>>رت ه>>ذه الوظيف>>ة و أس>>ندتنها إلى مج>>الس منتخب>>ة ،إال أنه>>ا اتس>>مت بالض>>عف و انع>>دام األث>>ر
1
القانوني و السياسي لها
الفرع األول :قضية العقد المبرم بين شركة سونطراك و الشركة األمريكية ألبازو.
لم يمارس المجلس الشعبي الوط>ني اختصاص>ه في مج>ال المراقب>ة على أعم>ال الحكوم>ة
بواسطة لجان التحقيق إال بشأن العقد المبرم بين الشركة األمريكية ألبازو و ش>ركة س>ونطراك
الجزائرية .
و نق>>دم فيم>>ا ي>>أتي تفاص>>يل القض>>ية،و ال>>تي ابت>>دأت باس>>تجواب مق>>دم للحكوم>>ة ح>>ول ه>>ذا
العق>>د ،و رد الحكوم>>ة ح>>ول اس>>تجواب الن>>واب له>>ا ،ثم تش>>كيل لجن>>ة تحقي>>ق ح>>ول الموض>>وع و
ننتهي إلى عرض جزء من التقرير الذي توصلت إليه اللجنة و قدم للمجلس كنتيجة عمل لها .
2
أوال :الوقائع التي تناولها االستجواب المقدم في 1979-12-22
ق> >>دم االس> >>تجواب بع> >>د التص> >>ريحات ال> >>تي أدلى به> >>ا وزي> >>ر الطاق> >>ة الجزائ> >>ري للص> >>حافة
الوطنية في 1979-05-20حول الصفقة المبرمة بين الطرفين الجزائري و األمريكي.
و بعد أن أحيلت الكلمة لمندوب أصحاب االستجواب و هو النائب "" عب>>د الك>>ريم حس>>اني
""و الذي أكد على مشروعية تقديم االستجواب ألنه كان طبقا للدستور و أحكام المواد - 147
150من القانون 01-77المتضمن النظام الداخلي للمجلس الشعبي الوطني.
و يض>>يف على أن الغاي>>ة من ه>>ذا االس>>تجواب ه>>و تزوي>>د لمجلس بالمعلوم>>ات ح>>ول ه>>ذه
الص> >>فقة المبرم> >>ة بين الط> >>رفين األم> >>ريكي المتمث> >>ل في ش> >>ركة ألب> >>ازو و الط> >>رف الجزائ> >>ري
المتمث>>ل في ش>>ركة س>>ونطراك ،و ح>>ول الظ>>روف ال>>تي على إثره>>ا تم تص>>دير الغ>>از الط>>بيعي
الوطني نحو الو م أ .
و كان وزير المالية ق>د أدلى بتص>ريحات للص>حف الوطني>ة بت>اريخ 1979-05-20أن
الجزائر تكبدت خسارة قدرها 290مليون دوالر جراء تص>ديرها للغ>از نح>و ال>و م أ بس>عر ال
يتفق و أسعار الطاقة المعتمدة في المعامالت التجارية العالمية.
و بن>>اءا على م>>ا ج>>اء في الص>>حف و تص>>ريحات الحكوم>>ة ،يتض>>ح أن إب>>رام الص>>فقة ك>>ان
كالتالي: 1
في ت >>اريخ 1969-10-09تعه >>دت س >>ونطراك ب >>بيع الغ >>از الممي >>ع لش >>ركة ألب >>ازو -
بحجم ق> >>دره 10ملي> >>ار م> >>تر مكعب يومي> >>ا ،على م> >>دة تتمث> >>ل 25س> >>نة ،على أن يتم
دخول هذا االتفاق حيز التنفيذ ابتداء من سنة ، 1973غير ان الظروف العالمي>ة في
تلك الفترة ،و أزمة ناقالت الغاز حال دون تنفي>>ذ االتف>>اق .حيث تأج>>ل تنفي>>ذ االتفاقي>>ة
إلى غاية سنة 1978
الس>>عر المتف>>ق علي>>ه وقت إب>>رام العق>>د س>>نة 1969ه>>و 0.305دوالر مقاب>>ل الم>>تر -
المكعب من الغاز
إن تنفيذ االتفاقية باعتماد ه>ذا الس>عر م>ع ارتف>اع أس>عار الطاق>ة في األس>واق العالمي>ة -
كب >>د الجزائ >>ر خس >>ارة فادح >>ة تق >>در بـ 290ملي >>ون دوالر و على ال >>رغم من دخ >>ول
االتفاقي >>ة ح>>يز التنفي >>ذ س>>نة ، 1978فم >>اذا ل >>و تم تنفي >>ذه في الف >>ترة المح>>ددة في العق >>د
المبرم سنة . 1969
و بن>>اءا على م>>ا س>>بق ق>>د بعض التس>>اؤالت للحكوم>>ة ليتض>>ح للمجلس ص>>حة المعلوم>>ات
التي بين يديه و كانت األسئلة تتمثل في :
.1كي>>ف ك>>ان س>>عر الغ>>از وقت إب>>رام العق>>د ،و ذل>>ك بين ال>>دول المنتج>>ة ك>>إيران و االتح>>اد
السوفيتي و الدول المستهلكة مثل دول أوربا ؟
.2تقديم الحكوم>>ة للمجلس الش>عبي الوط>>ني النص األص>>لي لالتفاقي>>ة المبرم>>ة بيم الط>>رفين
األمريكي و الجزائري لالطالع عليها ؟
.3إعالن الحكومة لمراجعة السعر المعتمد في التفاقي>>ة ه>>ل يتناس>ب م>>ع أس>عار الطاق>ة في
السواق العالمية ؟
92
الفصل الثاني /آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري
.4إن دراسة هذه القضية دراسة موضوعية خالية من االعتب>>ارات الذاتي>>ة مره>>ون بإنش>>اء
لجن >>ة تحقي >>ق تتن >>اول بص >>ورة ش>>املة ك >>ل ج>>وانب القض >>ية ،ال س>>يما بع >>د تق >>ديم أعض >>اء
الحكومة توضيحاتهم حول الموضوع. 1
ثانيا /رد الحكومة حول االستجواب في قضية ألبازو
مثل الحكومة في جلسة مناقشة االستجواب عدد من الوزراء ،باإلضافة إلى األمين الع>>ام
للحكوم>>ة الس>>يد إسماعيل حمداني و وزي>>ر الطاق>>ة و الص>>ناعات الب>>تر وكيميائي >ة الس>>يد بلقاسم
نابي.
و ك >>ان رد األمين الع >>ام للحكوم >>ة ،أن الس >>تجواب يش >>وبه لبس ق >>انوني ،و تفس >>ير خ >>اطئ
ألحك>>ام الدس>>تور ألن االس>>تجواب ي>>دخل في نط>>اق ممارس>>ة الوظيف>>ة التش>>ريعية و ليس وظيف>>ة
المراقبة ألن الفصل السادس من القانون 01-77يتضمن ممارسة المراقب>>ة عن طري>>ق لج>>ان
التحقي> >>ق ،و االس> >>تجواب ي> >>أتي في الفص> >>ل الس> >>ابع المتعل> >>ق ب> >>اإلجراءات الخاص> >>ة بالوظيف> >>ة
التشريعية. 2
باإلض>>افة إلى أن الحكوم>>ة جماعي>>ا أو فردي>>ا هي مس>>ؤولة مس>>ؤولية سياس>>ية أم>>ام رئيس
الجمهورية فقط ،طبقا لمقتضى أحكام الدستور
إال أن األمين الع>>ام لحكوم>>ة أش>>اد ب>>دور المجلس و حرص>>ه الت>>ام على أم>>وال الدول>>ة من
خالل تجسيد ذلك في استعماله آللياته الدستورية في جمع المعلومات و أش>>ار أن ه>>ذا ال يح>>ول
دون لجوء المجلس لتشكيل لجنة التحقيق ،ألن األمر يتعلق بالمصلحة العامة .
و كان رد وزير الطاقة ح>ول موض>وع االس>تجواب رد طوي>ل و مفص>ل و ملم ب>الجوانب
االقتصادية و التقنية و القانونية و السياسية لهذا العقد ،و نوجز ذلك في النقاط التالية :
الس>>عر المح>>دد في العق>>د الم>>برم بين الط>>رفين غ>>ير قاب>>ل للمراجع>>ة إال فيم>>ا يخص
1/5منه و يتغير وفق متغيرات أسعار الصلب في الو م أ.
إن تمس> >>ك الط> >>رف األم> >>ريكي بالعق> >>د األص> >>لي ح> >>ال دون رض> >>وخه القتراح> >>ات
ش>>ركة س>>ونطراك فيم>>ا يخص أس>>عار الغ>>از الجدي>>دة ال>>تي تض>>اعفت 20م>>رة من
السعر األصلي المحدد في العقد سنة . 1969
1و كانت أول مرة يقوم المجلس الشعبي الوطني بالقيام بطلب إنشاء لجنة تحقيق في إطار ممارسة الرقابة حول أعمPPال
الحكومة منذ االستقالل .
2أنظر تقسيمات القانون 01-77
93
الفصل الثاني /آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري
تق> >>ديم الط> >>رف األم> >>ريكي اق> >>تراح يتض> >>من التعام> >>ل بالس> >>عر الحقي> >>ق للغ> >>از لكن
بالتدريج و على فترات ليصل إلى سعره الحقيق بعد مضي 20سنة .
إذع> >>ان الط> >>رف الجزائ> >>ري القتراح> >>ات الش> >>ركة األمريكي > >ة من ش> >>أنه أن يجع> >>ل
االقتصاد الوطني ممول لالقتصاد األمريكي على حساب ثروات البالد .
إن ملح >>ق العق >>د المتوص >>ل إلي >>ه بين الط >>رفين في 1979-05-19و المتض >>من
مراجع> >>ة العق> >>د األص> >>لي بين اط> >>رين من ش> >>أنه أن يجع> >>ل االتفاقي> >>ة المبرم> >>ة بين
الط>>رفين أن تص>>ب في مص>>لحة ك>>ل منهم>>ا ،على ش>>رط دخوله>>ا ح>>يز التنفي>>ذ على
مراحل زمنية محددة في هذا الملحق للوصول إلى السعر الحقيق للغاز الطبيعي.
ثالثا /تشكيل لجنة التحقيق حول وقائع قضية ألبازو
بعد تق>ديم االس>تجواب ح>ول قض>ية ألب>ازو و اس>تماع المجلس ل>ردود الحكوم>ة ،ق>ام ن>واب
المجلس بإي>>داع الئح>>ة إنش>>اء لجن>>ة التحقي>>ق في مكتب المجلس ،و في جلس>>ة 1979-12-24
تم التصويت على تشكيل لجن>ة التحقي>ق ،و تم ع>رض أس>ماء أعض>اء اللجن>ة بن>اءا على اق>تراح
من مكتب المجلس للتصويت طبقا لحكام المادة 139من القانون . 101-77
و ق> >>د تش> >>كلت اللجن> >>ة من 10أعض> >>اء، 2و دامت أش> >>غالها م> >>دة 08أش> >>هر حيث انتهت
اآلجال القانونية و المحددة بـ 06أشهر و طلب رئيسها التمدي>>د ف>>أجيب بتمدي>>د ق>>انوني و المق>>در
بشهرين ،و انتهت أعمال اللجنة بصياغة التقري>ر النه>ائي له>ا و عرض>ه على المجلس الش>عبي
الوطني الذي قام بمناقشته بتاريخ 1980-12-24في جلسة سرية .
و جاء في أحد صفحات التقرير الذي أعدته لجنة التحقيق ما يلي :
"" لق>>د ت>>بين أن الق>>درة الش>>رائية المتأتي>>ة من العائ>>دات المنتظ>>رة من ذل>>ك العق>>د ال تتمت>>ع
بالحماي>>ة الالزم>>ة نظ>>را لمع>>دل التض>>خم المرتف>>ع ال>>ذي ش>>هده االقتص>>اد الع>>المي ،إض>>افة إلى
ذل> >>ك ان المع> >>دالت المعتم> >>دة في ص> >>يغة المس> >>اعرة أص> >>بحت عديم> >>ة الج> >>دوى في الظ> >>روف
التض >>خمية ال >>تي تس >>ود الع >>الم حالي >>ا ،و ت >>بين ان >>ه ال س >>بيل للقي >>اس بينهم >>ا و بين الزي >>ادة ال >>تي
ط >>رأت على س >>عر الطاق >>ة من >>ذ س >>نة 1973كم >>ا اث >>ر ط >>ول آج >>ال تنفي >>ذ العق >>د و الت >>اخرات
المتراكمة في انجاز معمل التمييع ،و انخف>>اض قيم>>ة ال>>دوالر ،و ت>>دهور قدرت>>ه الش>>رائية ،و
أزمة الطاقة ،تأثيرا مباشرا و بصورة سلبية على المردود و المأمول من ذلك العقد .
و بم>>ا أن عناص>>ر التب>>ادل ت>>دهورت و أن الظ>>روف تغ>>يرت تغي>>يرا عميق>>ا بحيث أن العق>>د
المبرم سنة 1969تجاوزت>ه األح>داث بع>د س>نة ، 1973ف>اجمع ك>ل المس>يرين المس>تمع إليهم
على مس >>توى المؤسس >>ة و الحكوم >>ة على التأكي >>د على أن ه >>ذا األم >>ر و ك >>ذلك الش >>أن بالنس >>بة
للطرف األمريكي الذي لم يكن له بداال أن يأخذ بهذا األمر الب>>ديهي أم>>ام ارتف>>اع س>>عر الب>>ترول
4مرات سنة .1973
و الجدير بالمالحظة أن ظروفا خاصة أج>برت س>ونطراك على قب>ول س>عر قاع>دي ق>دره
30.5سانتس .
و أن التق>>دير األولي للمنش>>آت ب>>الجزائر ك>>ان بقيم>>ة 545ملي>>ون دوالر تقريب>>ا .و حيث
أن الكلف>>ة اإلجمالي>>ة لالس>>تثمارات تض>>اعفت 4م>>رات و ه>>و األم>>ر ال>>ذي أدى بس>>ونطراك من
جراء هذا العق>د إلى مواجه>ة حال>ة نقدي>ة س>لبية ح>الت دون اس>ترجاع رؤوس األم>وال و القيم>ة
الذاتية للغاز في آن واحد .
و بالت>>الي يس>>جل المجلس أن ممثلي ش>>ركة ألب>>ازو لم تح>>دهم ال>>روح ال>>تي يجب أن تس>>ود
هذا النوع من العالقات التعاقدية التي تفرض طبيعتها التع>>اون بين األط>>راف المتعاق>>دة للحف>>اظ
على مصالحهما المشتركة .
و اعتم>>ادا على الوث>>ائق ال>>تي اطلعت عليه>>ا و التوض>>يحات ال>>تي لفته>>ا ،و اقتص>>ارا على
العق>>د األولي و الملح>>ق ،نالح>>ظ اللجن>>ة أن الجزائ>>ر لحقت به>>ا خس>>ارة و ك>>انت ه>>ذه الخس>>ارة
ستس>>تمر ح>>تى به >>ذا الس>>عر الجدي >>د ل >>و لم تف >>رض الحكوم >>ة الملح>>ق حيث ك >>ان من المحق >>ق أن
يتفاقم الفارق من جراء صبغة المساعرة المعتمدة من ناحية و ارتف>>اع أس>عار الطاق>ة من ناحي>>ة
أخرى .
فان جميع عناصر التقرير التي توفرت لدى اللجنة تثبت حصول خسارة فعلي>>ة مرتبط>>ة
بانجاز عمليات استغالل الغاز الطبيعي المميع الذي اشترى من قب>ل الش>ركة األمريكي>ة الباس>و
هذه الشركة التي ضخت بالتعاون نتيجة جشعها المفرط في ابتزاز خيرا بالدنا. 1
و منه فإن اللجنة بعد انتهاء أشغالها ،و ضمن هذا التقرير ترى :
طبق>>ا للم>>ادة 37من الق>>انون رقم 04-80الم>>ؤرخ في أول م>>ارس 1980و المتعل>>ق
بممارسة وظيفة المراقبة من قبل المجلس الشعبي الوطني ،يوصي المجلس بما يلي :
Pه
1جزء من تقرير لجنة التحقيق حول العقد المبرم بين شركة سونطراك الجزائرية و الشركة المريكية ألبازو ،الذي قدمتP
اللجنة للمجلس الشعبي الوطني بتاريخ 1980-12-24
95
الفصل الثاني /آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري
و باعتب >>ار أن مواردن >>ا في مج >>ال المحروق >>ات مح >>دودة و غ >>ير متج >>ددة يتعين انته >>اج
سياسة الستعمال الطاقات البديلة و سياسة توفير الطاقة على حد سواء .
إن المجلس الشعبي الوطني يعتبر أن التضحيات التي قدمتها امتنا السترجاع الثروة الوطنية
و التحكم فيه>>ا تف>>رض علين>>ا أن نح>>ارب بال ه>>وادة و علين>>ا العم>>ل ألج>>ل تطلع>>ات ش>>عبنا نح>>و
التقدم و التطور و االزدهار .
و إن المجلس الش >>عبي الوط >>ني المجن >>د ج >>انب ك >>ل الق >>وى الحي >>ة لألم >>ة بقي >>ادة حزبن >>ا
الطالئعي جبه>>ة التحري>>ر الوط>>ني للتص>>دي لك>>ل من>>اورات الش>ركات األجنبي>>ة المتع>>ددة الرامي>>ة
إلى المساس بالمصالح المشروعة لشعبنا .
أن المجلس الشعبي الوطني تحفظ ما تقوم به القيادة السياسية من عمل العطاءه القيم>>ة
الحقيقية ألسعار المصروفات و السيما منها سعر الغاز .
و إن المجلس الش >>عبي الوط >>ني يؤك >>د التزام >>ه المطل >>ق للقي >>ادة السياس >>ية و على رأس >>ها األخ
الشاذلي بن جديد رئيس الجمهورية و األمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني"". 1
يتضح من خالل هذا التقرير الجزئي لما توص>>لت إلي>>ه لجن>>ة التحقي>>ق ح>>ول قض>>ية ألب>>ازو
،أن المجلس و من خالل ممارس> >>ته لحق> >>ه في التحقي> >>ق البرلم> >>اني كآلي> >>ة رقاب> >>ة برلماني> >>ة على
عم>>ل الحكوم>>ة ،أن>>ه ع>>زز و إش>>ادة ب>>دور الحكوم>>ة ع>>وض البحث عن مس>>ؤوليتها فيم>>ا يخص
الخس>>ارة ال>>تي ط>>الت االقتص>>اد الوط>>ني ج>>راء ه>>ذا العق>>د ،باإلض>>افة إلى تلمي>>ع ص>>ورة النظ>>ام
السياس>>ي الق>>ائم أك>>ثر من>>ه تن>>وير ال>>رأي الع>>ام ب>>الواقع االقتص>>ادي و السياس>>ي ،و عن ممارس>>ة
الحكومة للسلطة في البالد .
الفرع الثاني :تشكيل لجان تحقيق أخرى
بع>>د أن ش>>كل المجلس الش>>عبي الوط>>ني لجن>>ة التحقي>>ق ح>>ول قض>>ية ألب>>ازو ،ال>>تي عب>>دت
الطريق للبرلمان نحو ممارسة رقابة على أعمال الحكومة بم>>ا خول>>ه الدس>>تور و الق>>انون -80
، 04فق>>د ش>>كل البرلم>>ان لج>>ان تحقي>>ق أخ>>رى تن>>اولت قض>>ايا اقتص>>ادية بالدرج>>ة األولى تمثلت
فيما يلي :
2
أوال /لجنة مراقبة بخصوص الشركة الوطنية لألشغال البحرية 1981-01-19
تعت>>بر لجن>>ة المراقب>>ة المنش>>ئة بخص>>وص تس>>يير الش>>ركة الوطني>>ة لألش>>غال البحري>>ة ،أول
ممارس>>ة للمجلس الش>>عبي الوط>>ني لرقابت>>ه على قطاع>>ات االقتص>>ادية بواس>>طة لج>>ان المراقب>>ة
التي نص عليها القانون . 04-80
أما عن مضمون هذه القضية ،و اعتمادا على م>>ا ج>>اء في نص تقري>>ر اللجن>>ة االقتص>>ادية
المختصة بدراسة الئحة إنشاء لجنة مراقبة حول تس>يير ه>>ذه الش>ركة فإنن>>ا نلخص الوق>ائع فيم>>ا
يلي :1
إي>>داع الئح>>ة ل>>دى مكتب المجلس الش>>عبي الوط>>ني و بت>>اريخ /9ج>>وان 1980/تتض>>من
إنشاء لجنة رقابة للنظر في شؤون تسيير الش>ركة الوطني>>ة لألش>غال البحري>>ة و ذل>>ك بن>>اءا على
مقال نشر في جريدة " الثورة و العمل " لالتحاد الع>ام للعم>ال الجزائ>ريين ،الص>ادر بت>اريخ 1
يونيو 1980عدد 703تحت عنوان " بيع شركة وطنية بثمن بخس " و على اثر ه>>ذا و بن>>اءا
على المادة 14من القانون المتعلق بممارسة الرقابة من قبل المجلس الشعبي الوط>>ني ،أخط>>ر
رئيس المجلس الش >>عبي الوط >>ني بت >>اريخ 14ج >>وان 1980رئيس الجمهوري >>ة و األمين الع >>ام
للحزب بمضمون الالئحة ،كما اطلع وزير العدل بتاريخ 15جوان 1980بالالئحة بناءا على
نفس المادة قصد التأكد على عدم اتخاذ أي قرار قضائي له بالموضوع
و بت> >>اريخ 16أوت 1980أحيلت الالئح> >>ة على اللجن> >>ة االقتص> >>ادية ال> >>تي عق> >>دت ع> >>دة
اجتماعات ابتدءا من 30أوت خصص البعض منها لمناقشة الالئحة و البعض اآلخ>>ر لدراس>>ة
الوثائق التي سلمت للجنة .
واس>>تمعت اللجن>>ة ي>>وم 13س>>بتمبر إلى رئيس مجلس العم>>ال في المؤسس>>ة واألمين الع>>ام
لالتحادي>>ة الوطني>>ة لعم>>ال البن>>اء والخش>>ب كم>>ا اس>>تمعت ي>>وم 14س>>بتمبر 1980للس>>يد محمد
قرطبي وزير األشغال العمومية ومساعده.
وعلى أس >>اس المناقش >>ات ال >>تي دارت في اللجن >>ة واالس >>تماع لألط >>راف ودراس >>ة الوث >>ائق
ح >>اولت اللجن >>ة أن تق >>دم بعض اإليض >>احات ح >>ول ع >>دد من الج >>وانب الموض >>وع قص >>د إن >>ارة
ال >>زمالء ،أعض >>اء المجلس،ومس >>اعدتهم على اتخ >>اذ ق >>رارهم في تك >>وين أو ع >>دم تك >>وين لجن >>ة
مراقبة.
و الج>>دير بالت>>ذكير أن أش>>غال اللجن>>ة االقتص>>ادية تمت على وج>>ه الس>>رعة نظ>>را المت>>داد
عطل >>ة المجلس إلى غاي >>ة 24أوت 1980إذا اعت >>بر ت >>اريخ اإلحال >>ة 16أوت 1980ت >>اريخ
98
الفصل الثاني /آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري
االبت>>داء الرس>>مي ألش>>غال اللجن>>ة بينم>>ا لم يق>>ع اس>>تدعاء أعض>>اء اللجن>>ة االقتص>>ادية طبق>>ا للم>>ادة
81من النظام الداخلي ليوم 25أوت .1980
و ق >>د تمت دراس >>ة الئح >>ة إنش >>اء لجن >>ة مراقب >>ة من قب >>ل اللجن >>ة االقتص >>ادية المختص >>ة في
المجلس في الجوانب التالية: 1
من حيث الشكل : -1
اعتم>>د 12نائب>>ا من أعض>>اء المجلس الش>>عبي الوط>>ني تق>>ديم الئح>>ة اق>>تراح تك>>وين لجن>>ة
رقابة طبقا :
لمبادئ الميثاق الوطني المتعلقة بالرقابة ( الفصل . )11 -
ألحكام الدستور المتعلقة بوظيفة الرقابة و خاصة المادة 189منه . -
للق> >>انون رقم 04- 80الم> >>ؤرخ في 1م> >>ارس 1980المتعل> >>ق بممارس> >>ة وظيف> >>ة -
الرقاب> >>ة من ط> >>رف المجلس الش> >>عبي الوط> >>ني ،و تمت إحال> >>ة الالئح> >>ة على اللجن> >>ة
االقتص> >>ادية طبق> >>ا للم> >>ادة 14من ق> >>انون رقاب> >>ة المجلس الش> >>عبي الوط> >>ني بع> >>دما تم
قبوله > >>ا من ط > >>رف مجلس المكتب ،و بن > >>اءا على ه > >>ذه االعتب > >>ارات تعت > >>بر الالئح> >>ة
المودعة بتاريخ 09جوان 1980مقبول من حيث الشكل .
من حيث الموضوع: 2 -2
وفقا للمادة 14من القانون رقم 04- 80بت>اريخ أول م>ارس 1980المتعل>ق بممارس>ة
وظيفة الرقابة من قبل المجلس الش>عبي الوط>ني ،أحي>ل موض>وع الالئح>ة الم>ذكورة عن طري>ق
رسالة صادرة عن رئيس المجلس يطلب فيها من اللجنة االقتصادية إب>>داء رأيه>>ا في الموض>>وع
،و عملت آثره> >>ا اللجن> >>ة االقتص> >>ادية مرك> >>زة أش> >>غالها في الجلس> >>ات المخصص> >>ة للتح> >>ري في
القضية على محورين ..
.1دراسة الوثائق المتعلقة بالقضية المطروحة عليها .
.2االستماع إلى األطراف المعنية :مودعي الالئحة ،ممثلي العمال ،وصاية الشركة .
وحس >>ب م >>ا ج >>اءت ب >>ه الالئح >>ة تنص الرقاب >>ة المقترح >>ة على تس >>يير الش >>ركة الوطني >>ة
لألشغال البحرية و حول ما جاء في المق>>ال المنش>>ور في جري>>دة الث>>ورة و العم>>ل بت>>اريخ
1ج > >>وان 1980ال > >>ذي يط > >>رح مواض > >>يع حساس > >>ة و ج > >>ديرة باالهتم > >>ام ،ال س > >>يما أن
99
الفصل الثاني /آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري
موض>>وع اق>>تراح الرقاب>>ة متعل>>ق بالش>>ركة الوطني>>ة ال>>تي أسس>>ت في 12ج>>وان 1970
تضم 4000عامل و تختص باألشغال البحرية على كامل التراب الوطني .
و بعد الترتيبات ال>تي ق>امت به>ا اللجن>ة االقتص>ادية في موض>وع الالئح>ة المقترح>ة ت>بين
لها وجود جانبين .
يتعلق الجانب األول بقضايا يطرحها للعمال .
اختالسات. -
عدم تسجيل منظم للمبيعات -
سوء تخزين -
تحويل العملة الصعبة للخارج بطرق غير شرعية. -
انعدام سياسة التكوين. -
سوء استعمال اإلطارات. -
تعاقد فني غير ضروري مع األجانب . -
محاول > >>ة اإلدارة من > >>ع مجلس العم > >>ال من القي > >>ام ب > >>دوره طبق > >>ا للنص > >>وص المتعلق > >>ة -
بالتسيير االشتراكي للمؤسسات. 1
و يتعلق الجانب الثاني بردود الوصاية على عدة مواضيع أعطت فيه>ا تفس>يرات ج>ديرة
باالهتمام بحيث ترى الوصاية أن الشركة الوطنية لألشغال البحرية حديث>>ة النش>>أة مم>>ا أدى إلى
صراعات مرحلية بين العمال و اإلدارة .
و أوض>>حت ال>>وزارة المعني>>ة أن الش>>ركة تحتك>>ر األش>>غال البحري>>ة على كام>>ل ال>>تراب
الوط>>ني بمه>>ام معق>>دة وواس>>عة جعلت أش>>غالها تتف>>رع مم>>ا أدى إلى ص>>عوبة التحكم في تس>>ييرها
فنتج عن هذه الوضعية تجزئة الشركة الوطنية لألش>غال البحري>ة في بداي>ة الس>نة الحالي>ة إلى 3
شركات جهوية :في الشرق و الوسط والغرب .
كم>>ا أن له>>ذه الش>>ركة اختصاص>>ات في األش>>غال البحري>>ة تتطلب تقني>>ات عالي>>ة ومعق>>دة
وعتاد يستلزم تقنيات عالية الستعماله و ب>النظر لحداث>ة نش>أة الش>ركة و حداث>ة اإلط>ارات الفني>ة
كان من الصعوبة التحكم في تكنولوجي>ة األش>غال البحري>ة بس>هولة مم>ا دف>ع مس>ؤولي المؤسس>ة
إلى االس>تعانة بفن>يين أج>انب و التعاق>د م>ع الش>ركات األجنبي>ة ( دون أن تتج>اوز ه>ذه المس>اهمة
100
الفصل الثاني /آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري
%20من رقم أعم >>ال المؤسس >>ة ) كم >>ا ك >>ان الح >>ال بالنس >>بة للمجموع >>ة الجزائري >>ة األلماني >>ة
الهولندية التي قامت بانجاز ميناء بيطيو مابين 1974و .1978
أم >>ا فيم >>ا يتعل >>ق بالوض >>عية المالي >>ة لش >>ركة " س >>ونطرام " فتش >>ير الوص >>اية إلى أن ه >>ذه
المسالة مرتبط>ة ب>النزاع الق>ائم بين اإلدارة الوص>ية و المجموع>ة الجزائري>ة األلماني>ة الهولندي>ة
لتتشكل موضوع تحريات المفتشية العامة المالية التي توشك أعمالها على االنتهاء مما سيسمح
بتسليط األضواء على الموضوع .
وبخصوص مسألة التكوين ترى الوص>>اية أنه>>ا ح>>اولت الحف>>اظ على اإلط>>ارات ال>>تي في
الميدان .
الخالصة: 1
-بناءا على المادة 189من الدس>تور المتعلق>>ة بمراقب>>ة المؤسس>ات االش>>تراكية من قب>>ل
المجلس الشعبي الوطني
-وبن>>اءا على الق>>انون رقم 04-80الص>>ادر في أول م>>ارس 1980المتعل>>ق بممارس>>ة
الرقاب>>ة من قب>>ل المجلس الش>>عبي الوط>>ني وخاص>>ة الم>>ادة 7المتعلق>>ة برقاب>>ة المؤسس>>ات
االشتراكية .
فان اللجنة االقتص>ادية بع>د دراس>تها لموض>وع الالئح>ة المودع>ة من قب>ل 12نائب>ا وك>ذا
الوث >>ائق ال >>تي تمكنت من الحص >>ول عليه >>ا بع >>د اس >>تماعها لتوض >>يحات ممثلي عم >>ال الش >>ركة "
س>>ونطرام " واألمين الع>>ام لالتحادي>>ة الوطني>>ة لعم>>ال البن>>اء و الخش>>ب ي>>وم الس>>بت 13س>>بتمبر
1980واخ> >>يرا توض> >>يحات الس> >>يد وزي> >>ر األش> >>غال العمومي> >>ة ي> >>وم 14س> >>بتمبر 1980و بع> >>د
تخصيص الوقت الضروري للمناقشة و االقتراحات التي اجتهد أعض>اء اللجن>ة االقتص>ادية في
تق>>ديمها بن>>اء على م>>ا ت>>وفر ل>>ديهم من مس>>تندات و معلوم>>ات ،و حيث أن ه>>ذه اللجن>>ة ال تمل>>ك
أكثر من حق إبداء الرأي كما تنص عليه المادة 14من الفقرة األخيرة .
فإنها تستخلص مايلي :
" /1اتض>>ح للجن>>ة االقتص>>ادية إن المش>>اكل المطروح>>ة من قب>>ل عم>>ال المؤسس>>ة
سونطرام " تنقسم إلى جزأين:
101
الفصل الثاني /آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري
أ-جزء يتعلق بتسيير مؤسسة سونطرام ذاتها و ال>>ذي لم يع>>رف إلى يومن>>ا ه>>ذا أي>>ة
نتيج>>ة على اث>>ر عملي>>ات الرقاب>>ة ال>>تي ق>>امت به>>ا المص>>الح المختص>>ة كالوص>>اية مثال .ه>>ذا من
جه>>ة و من جه>>ة أخ>>رى لم تتأك>>د اللجن>>ة من وج>>ود محاف>>ظ الحس>>ابات به>>ذه المؤسس>>ة كم>>ا تنص
القوانين الساري بها العمل .
ب -و ج>>زء آخ>>ر أك>>ثر أهمي>>ة يتعل>>ق بتس>>يير العق>>د الم>>برم بين اإلدارة من جه>>ة و
المجموع>>ة الجزائري>>ة األلماني>>ة الهولندي>>ة من جه>>ة أخ>>رى و ال>>ذي ه>>و حالي>>ا تحت رقاب>>ة لجن>>ة
وزارية و المفتشية بها العامة للمالية .
/2توص>لت اللجن>ة إلى التأك>د من وج>ود ع>دة مش>اكل ،في تس>يير مؤسس>ة س>ونطرام و
تس >>يير المش >>روع المتمخض عن العق >>د الم >>برم بين اإلدارة و المجموع >>ة الجزائري >>ة الهولندي >>ة
األلمانية كما انه تبين وجود أخطاء في التسيير معترف بها من الجانبي>>ة و ه>>ذا رغم الت>>بريرات
التي أتت بها سلطة الوصاية حسب ماج>>اء في الرس>>الة الص>>ادرة عن وزارة االش>>غال العمومي>>ة
بتاريخ 10أوت .1980
و بالنس>>بة للتهم الموجه>>ة لإلط>>ارات الجزائري>>ة العامل>>ة بالمؤسس>>ة أو المنتدب>>ة ل>>دى المجموع>>ة
الجزائرية الهولندية األلمانية فان اللجنة االقتصادية لم تتوصل إلى معرف>>ة م>>دى أهمي>>ة وص>>حة
التهم .
وعليه فان اللجنة االقتصادية ترى على ضوء االعتب>>ارات ال>>تي س>بق عرض>>ها في ه>>ذا التقري>>ر
أن المش>>اكل المطروح>>ة في ك>>ل من مؤسس>>ة س>>ونطرام و مش>>روع انج>>از مين>>اء بطي>>وة تتطلب
عناية خاصة يعود لمجلسنا الموقر حق اخذ القرار فيها. 1
و بعد االستماع إلى رأي اللجنة االقتصادية الذي قدم>>ه مق>رر اللجن>>ة،ص>>وت المجلس على
اقتراح إنشاء لجنة مراقبة حول تس>يير الش>ركة الوطني>>ة لألش>غال البحري>>ة باألغلبي>>ة ،ثم ص>>وت
المجلس على قائم>>ة اس>>مية ألعض>>اء اللجن>>ة المكلف>>ة بمهم>>ة الرقاب>>ة و ض>>مت 09ن>>واب تق>>دموا
بالترشح لعضوية اللجنة و تمت المصادقة عليها.2
و ب> >>دأت مه> >>ام اللجن> >>ة بت> >>اريخ 1980-01-20و انتهت بوض> >>ع التقري> >>ر النه> >>ائي على
مس>>توى المجلس الش>>عبي الوط>>ني ،وتمت مناقش>>ة التقري>>ر في جلس>>ة مغلق>>ة بت>>اريخ -06-02
1981دون أن ي>>ترتب على مناقش>>ة تقري>>ر اللجن>>ة أي نتيج>>ة أو إدان>>ة لش>>خص أو إدارة ،حيث
أنظر الملحق 02المتضمن القائمة االسمية ألعضاء اللجنة المراقبة الخاصة بالشركة الوطنية لألشغال البحرية 2
102
الفصل الثاني /آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري
رفض التقرير من قبل المجلس الشعبي الوطني ،و لم يحدث أي تسرب للمعلومات عن ما جاء
فيه ،و لم يقم المجلس بنشره ال جزئيا و ال كليا،حيث بقي مدفون في أحداث تلك الجلسة فقط.
ثانيا /لجنة التحقيق حول اختالس 26مليار دوالر 1990-05-13
م >>ا يم >>يز ه >>ذه القض >>ية ه >>و أن المجلس الش >>عبي الوط >>ني م >>ارس أول م >>رة حق >>ه الرق >>ابي
بواسطة آلي>ة التحقي>ق البرلم>اني في ظ>ل أول دس>تور تع>ددي تعرف>ه الجزائ>ر من>ذ االس>تقالل و
هو دستور . 1989-02-23
و ق >>د تق >>دم من >>دوب الم >>وقعين على الالئح >>ة بس >>رد دواعي تق >>ديم الالئح> >ة ،و المتمثل >>ة في
الرشاوى و العموالت الغير الشرعية التي اتضحت بعد تصريحات الوزير األول الس >>ابق عبد
الحمي::د اإلب::راهيمي،و ال >>ذي أوردت >>ه ص >>حيفة المس >>اء بت >>اريخ 1990-03-22وتص >>ريحات
الس>>يد عب>>د الس>>الم بلعي>>د في جري>>دة اآلف>>اق الص>>ادرة بت>>اريخ 1990-04-26ح>>ول الفض>>ائح
المالية التي أصبحت شائعة في القطاع العام الوطني .1
و ج >>اء في رأي اللجن >>ة االقتص >>ادية المختص >>ة عن طري >>ق مقرره >>ا بع >>د ع >>رض الالئح >>ة
للدراسة على مستوى اللجنة ما يلي :
اجتمعت اللجن> >>ة بت> >>اريخ 1990-04-29بن> >>اءا على إحال> >>ة من رئيس المجلس بت> >>اريخ
1990-04-03لدراس >>ة الئح >>ة إنش >>اء لجن >>ة تحقي >>ق ح >>ول تص >>ريحات الس >>ادة ،عب >>د الحمي >>د
اإلبراهيمي و السيد عبد السالم بلعيد ،و ذلك بإبداء رأيها حسب ما يلي :
من حيث الشكل :
إن مشروع الالئحة يتط>>ابق و أحك>>ام الدس>تور ال س>يما الم>>ادة 151من>>ه و أحك>>ام الق>>انون
04-80المتض > > >>من وظيف > > >>ة المراقب > > >>ة من المجلس الش > > >>عبي الوط > > >>ني ،و الق > > >>انون 16-89
المتضمن النظام الداخلي للمجلس الشعبي الوطني ال سيما المواد 105إلى 113منه
من حيث الموضوع:
بعد دراسة مشروع الالئحة الذي اعتمد أصحابها في طلبهم على المعطيات التالية :
التص >>ريح ال >>ذي أدلى ب >>ه الس >>يد عب >>د الحمي >>د اإلب >>راهيمي ال >>وزير األول الس >>ابق ليومي >>ة
المساء الصادرة بتاريخ 1990-03-22المتعلق بوج>>ود رش>>اوى نس>>بتها %20من ك>>ل عق>>د
يبرمه األعوان االقتصاديون و إن مبلغ هذه الرشاوى يقارب 26مليار دوالر .
1جريدة مداوالت المجلس الشعبي الوطني رقم ، 138السنة الرابعة ،المؤرخة في 1990-06-14المدونة لجلسة -13
1990-05ص 09
103
الفصل الثاني /آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري
و بع >>د دراس >>ة التص >>ريحات الص >>حفية للس >>يد عب >>د الس >>الم بلعي >>د – وزي >>ر س >>ابق – ال >>ذي
نشرته جريدة اآلفاق يوم . 1990-04-25
ف >>إن اللجن >>ة االقتص >>ادية ت >>رى ض >>رورة تش >>كيل لجن >>ة برلماني >>ة لغ >>رض فتح تحقي >>ق في
الموضوع .1
و تش>>كلت لجن>>ة التحقي>>ق بع>>د التص>>ويت على الالئح>>ة ،ثم ص>>وت المجلس على القائم>>ة االس>>مية
ألعضاء اللجنة و قد ض>>مت 15عض>>و ،و دامت أش>غال اللجن>>ة 06أش>هر كم>>ا ه>>و منص>>وص
علي >>ه قانون >>ا ،و س >>لمت تقريره >>ا لمكتب المجلس و لم يظه >>ر للتقري >>ر أي اث >>ر بع >>د ذل >>ك ،و لفم
يحدث تسرب معلومات حول ما جاء فيه .
ثالثا /لجنة التحقيق حول تسيير الغرفة الوطنية للتجارة 1990-05-15
إن تزامن تشكيل لجنة التحقيق ح>ول الغرف>ة الوطني>ة للتج>ارة و قض>ية اختالس 26ملي>ار
دوالر ،كان تعبيرا من البرلمان الجزائ>ري ،على ان>ه دخ>ل عه>دة الديمقراطي>ة س>واء في ط>رح
اآلراء المختلفة أو الممارسة التشريعية أو الرقابية للمجلس ،و تش>>كيل لجن>>تي تحقي>>ق في خالل
يومين ما هو إال داللة على ما سبق .
و ق>>د تق>>دم من>>دوب الم>>وقعين على الئح>>ة إنش>>اء لجن>>ة تحقي>>ق ح>>ول تس>>يير الغرف>>ة الوطني>>ة
للتج>>ارة -ال>>تي وقعه>>ا 19نائب>>ا-بت>>اريخ ، 1990-05-15بع>>رض م>>ا ورد في الالئح>>ة على
المجلس ،و تتمحور القضية حول آليات تسيير المؤسسة و استغالل إدارته>ا لنفوذه>ا و توزي>ع
غير شرعي لرخص االستيراد .
و بدأت القضية عندما نش>رت جري>دة ""الجزائ>ر األح>داث ""الع>دد 1272الص>ادرة بت>اريخ
، 1990-03-01و جري>>دة ""أح>>داث االقتص>>اد "" في نفس الت>>اريخ ،اللت>>ان اوردت>>ا أن البعض
ين >>دد باس >>تعمال الغرف >>ة الوطني >>ة للتج >>ارة أله >>داف خاص >>ة ،و أتهم في نفس الص >>حف الس >>ابقة
متعام >>ل خ >>اص الغرف >>ة الوطني >>ة للتج >>ارة بإبع >>اد ملف >>ه ورفض >>ه و تحوي >>ل نفس المش >>روع إلى
منافس آخر تفوق التكلفة التي عرضها بـ 11مرة .
و كان رأي اللجنة االقتص>ادية المختص>ة ال>ذي بع>د دراس>ة الالئح>ة ابت>داء من ت>اريخ -29
، 1990-04و عرض رأيها في الجلسة بتاريخ ، 1990-05-15أنه:2
1رأي اللجنة االقتصادية حول الئحة انشاء لجنة التحقيق في قضية اختالس 26مليار دوالر ،جريدة مPPداوالت المجلس
الشعبي الوطني رقم ، 138السنة الرابعة ،المؤرخة في 1990-06-14المدونة لجلسة 1990-05-13ص 10
2جريدة مداوالت المجلس الشعبي الوطني ،جلسة ، 1990-05-15رقم ، 138السنة الرابعة ،المؤرخة في -06-14
،1990ص 18-17
104
الفصل الثاني /آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري
أم >>ا في العه >>دة التش >>ريعية الخامس >>ة فق >>د ش >>كل البرلم >>ان ثالث لج >>ان تحقي >>ق برلماني >>ة في
دورة برلماني>>ة واح>>دة ،و ه>>ذا دالل>>ة على تط>>ور الممارس>>ة البرلماني>>ة للن>>واب ،و ق>>درتهم على
ممارسة الصالحيات المخولة لهم دستوريا.
الفرع األول :قضية التزوير في االنتخابات المحلية سنة 1997
ابتدأت هذه القضية باس>تجواب مق>دم للحكوم>>ة ح>ول التج>اوزات ال>>تي عرفته>>ا االنتخاب>>ات
المحلي >>ة ال >>تي ج >>رت في ، 1997-10-23و انحي >>از اإلدارة لص >>الح ح >>زب التجم >>ع الوط >>ني
الديمقراطي ،ثم تطور ه>ذا االس>تجواب بع>د رد الحكوم>ة إلى إي>داع الئح>ة إنش>اء لجن>ة التحقي>ق
حول هذه الوقائع .
أوال /الوقائع التي تضمنها االستجواب المقدم للحكومة حول التزوير في االنتخابات.
لق >>د ق >>ام ن >>واب المجلس الش >>عبي الوط >>ني باس >>تجواب للحكوم >>ة بت >>اريخ 1997-11-15
يتضمن الخروقات التي حدثت في االنتخابات المحلية التي ج>>رت في ، 1997-10-23و ق>>د
تضمن نص االستجواب جملة من التجاوزات التي عرضت على الحكومة للرد عليها و ك>>انت
كالتالي: 1
تعيين اعوان االدارة ( المؤطرين ) من المنتمين إلى حزب التجمع ال>>ديمقراطي ،و -
إقصاء المنتمين إلى أحزاب أخرى أو المتعاطفين معها و كذا الرافضين للتزوير .
تاطير المكاتب من طرف أقارب المترشحين في قوائم التجمع الديمقراطي . -
ت >>أخر اإلدارة في تس >>ليم بطاق >>ات التأهي >>ل ح >>تى الس >>اعات األخ >>يرة قب >>ل بداي >>ة عملي >>ة -
التصويت .
إمض> >>اء المحاض> >>ر على بي> >>اض أك> >>ثر من 24س> >>اعة قب> >>ل موع> >>د االق> >>تراع ،وك> >>ذا -
استبدال محاضر الفرز الحقيقية بمحاضر مزورة .
ت > > >>أخر اإلدارة في اإلعالن عن الق > > >>وائم الم > > >>ؤطرين إلى غاي > > >>ة ليل > > >>ة االنتخ > > >>اب و -
االستمرار في تعديل القوائم االسمية إلى غاية يوم االنتخاب .
تكليف بعض األعوان اإلدارة ( المؤطرين ) بتوجيه المنتخبين عند مدخل مراكز و -
مكاتب التصويت للتصويت لصالح التجمع الوطني الديمقراطي .
1جريدة مداوالت المجلس الشعبي الوطني ،رقم ، 21السنة األولى ،جلست ، 1997-11-23،24الصادرة بتاريخ -15
1997-12المتضمنة االستجواب حول التجاوزات التي حدثت في االنتخابات المحلية ،1997ص 5، 4
106
الفصل الثاني /آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري
تس >>ليم اظرف >>ة و ق >>وائم ح >>زب التجم >>ع الوط >>ني ال >>ديمقراطي الوالئي >>ة و البلدي >>ة عن >>د -
مدخل المراكز .
االمتناع في بعض المراكز عند فتح الصناديق قبل بداية االقتراع . -
تغيب ق>>وائم األح>>زاب م>>ا ع>>دا ق>>وائم التجم>>ع الوط>>ني ال>>ديمقراطي من بعض مك>>اتب -
التصويت .
وض >>ع ق >>وائم بعض األح >>زاب مربوط >>ة بمط >>اط بحيث تتم >>زق بمج >>رد س >>حبها لتلغى -
عند الفرز .
تواط>>ؤ اع>>وان اإلدارة المش>>رفين على المك>>اتب بتحض>>يرهم اظرف>>ة به>>ا ق>>وائم ح>>زب -
التجمع الوطني الديمقراطي .
تولي مؤطري المكاتب ،التصويت لصالح حزب التجمع الوطني ال>>ديمقراطي وقت -
انقطاع حركة الناخبين .
تكفل أشخاص بالتصويت بدال عن الغير دون وكالة . -
1
تفاجئ المواطنين بان قوائم الناخبين ممضاة مسبقا عند التحاقهم بمكاتب التص>>ويت -
.
اس>>تبدال االظرف>>ة لص>>الح ح>>زب التجم>>ع الوط>>ني ال>>ديمقراطي عن>>د الف>>رز في غي>>اب -
المترش >>حين و ممثليهم و أعض >>اء اللج >>ان المس >>تقلة ال >>ذين تم ط >>ردهم بتس >>خير الق >>وة
العمومية .
الطرد الغير القانوني و التعسفي لمراقبي األحزاب . -
حج>>ز و اعتق>>ال المرش>>حين و ممثليهم ،وك>>ذا أعض>>اء اللج>>ان المس>>تقلة و منعهم من -
متابعة مراحل عملية التصويت .
تصويت النساء دون إثبات الهوية . -
إشهار السالح في وجه المترشحين و ممثليهم و تهديدهم به أثناء التصويت و س>>اعة -
الفرز .
إقرار بعض رؤساء الدوائر و رؤساء المراكز ،و كذا بعض اع>>وان األمن ب>>أنهم ال -
يعترفون ال بالقانون و ال بالتعليمة الرئاسية رقم . 16
107
الفصل الثاني /آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري
إبع>>اد جمي>>ع من لهم عالق>>ة برقاب>>ة الف>>رز من مق>>رات البل>>ديات حيث تجم>>ع محاض>>ر -
المكاتب و يحرر المحضر البلدي .
ن> >>زع بطاق >>ات التأهي> >>ل من مراق >>بي األح >>زاب ،باس >>تثناء مراق >>بي التجم> >>ع الوط> >>ني -
الديمقراطي من طرف رؤساء الدوائر .
ع>>دم امتث>>ال رؤس>>اء المك>>اتب بتعلي>>ق نت>>ائج الف>>رز في مك>>اتب التص>>ويت ف>>ور انته>>اء -
الفرز وفقا للقانون ،و كذلك عدم تسليم محاضر الفرز .
تف > >>اجئ المترش > >>حين و ممثليهم و أعض > >>اء اللج > >>ان المس > >>تقلة بواب > >>ل من التعليم > >>ات -
الشفوية التي تخالف النصوص القانونية .
من>>ع مراق>>بي األح>>زاب و أعض>>اء اللج>>ان المس>>تقلة من مراقب>>ة الص>>ناديق المنتقل>>ة و -
المبيت حيث توجد. 1
من >>ع ممثلي األح >>زاب من تس >>جيل المالحظ >>ات و التحفظ >>ات على محاض >>ر الف >>رز ، -
ناهيك عن اخذ المحاضر .
إك > >>راه المواط > >>نين على التص > >>ويت لص > >>الح ح > >>زب التجم > >>ع الوط > >>ني ال > >>ديمقراطي -
بمطالبتهم باحضار القوائم األخرى بعد التصويت .
القي> >>ام بس> >>يناريوهات مفبرك> >>ة إلخالء المراك> >>ز ،كاإلن> >>ذار الك> >>اذب بوج> >>ود قنبل> >>ة و -
إطالق النار و ادعاء هجوم إرهابي .
االمتناع عن تعليق محاضر فرز اللجان البلدية و االكتفاء بإعالن النتائج شفويا . -
منع النواب من متابعة مختلف مراحل العملية االنتخابية . -
تضخيم نسبة المشاركة لغرض التزوير . -
ك >>ل ه >>ذا و وف>>ق م >>ا ح>>اء في نص االس >>تجواب يع >>د تراج>>ع عن المس>>ار ال >>ديمقراطي ،و
طعن مباش>>ر في مص>>داقية الدول>>ة ،و تخ>>ييب آم>>ال الش>>عب في ت>>دعيم حكومت>>ه للديمقراطي >ة و
احترامها لحرية اختياره.2
ثانيا /رد الحكومة على االستجواب
و ق >>د ج >>اء رد الحكوم >>ة ح >>ول االس >>تجواب على لس >>ان وزي >>ر الع >>دل محم::د آدمي،ال >>ذي ذك >>ر
المجلس بأن دراسة الطعون و المنازعات المتعلقة باالنتخابات المحلية ،توكل بموجب القانون
108
الفصل الثاني /آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري
إلى اللجان الوالئية المشكلة من القضاة ،و التي هي المختصة أصال في الفص>ل في الطع>ون و
ال تعقيب للحكومة على قراراتها .
و بن>اء علي>ه ،و حرص>ا على اح>ترام اس>تقاللية الس>لطة القض>ائية،ه>ذه االس>تقاللية المكرس>ة في
المادة 138من الدستور ،حيث ترى الحكومة من هذا الجانب أنه ال يجوز لها إب>>داء ال>>رأي أو
موق>>ف في موض>>وع يفوض>>ه الق>>انون للعدال>>ة ،و ه>>ذا من ب>>اب اح>>ترام دول>>ة الق>>انون و تك>>ريس
لمبدأ الديمقراطية.1
نفس المرجع السابق ،رد الحكومة على نص االستجواب ،ص 11-10 1
109
الفصل الثاني /آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري
و قد مارست اللجن>>ة في ه>>ذه الم>>دة جمي>>ع ص>>الحياتها في تقص>>ي الحق>>ائق ح>ول موض>>وع
التحقيق ،فقد استدعت رئيس الحكومة آنذاك السيد أحمد أويحي ،و ذل>>ك الس>>تماعه فيم>>ا يخص
الوقائع محل التحقيق بصفته مسؤول عن اللجنة الوطني>>ة التحض>>يرية لالنتخاب>>ات المحلي>>ة ال>>تي
ج>>رت في ،1997-10-23و ق>>د وجهت ل>>ه ال>>دعوة في 1997-03-19و ت>>رك ل>>ه الخي>>ار
في تاريخ المث>ول أم>ام اللجن>ة نظ>را الرتباطات>ه الوظيفي>ة على أن يك>ون مثول>ه أم>ام اللجن>ة بين
.1998 -04-01،-03-28
و قد مثل رئيس الحكومة أمام اللجن>ة البرلماني>ة بت>اريخ 1998-04-03و أدلى بإفادت>ه
ح>>ول موض>>وع التحقي>>ق ،و ق>>د ص>>رح أن االنتخاب>>ات ج>>رت في ظ>>روف طبيعي>>ة و قانوني>>ة ،و
ك >>ل من ك >>انت ل >>ه طع >>ون في ص >>حة النت >>ائج ق >>د تق >>دم للقض >>اء و فص >>ل فيه >>ا ه >>ذا األخ >>ير بك >>ل
اس>>تقاللية ،و ق>>د أع>>رب أيض>>ا على تقبل>>ه نت>>ائج التحقي>>ق البرلم>>اني و االحتك>>ام إلى الق>>انون إذا
اثبت التقرير حقائق أخرى ،أو إذا توصلت اللجن>>ة إلى أدل>>ة تثبت وج>ود تج>اوزات و خروق>ات
قانوني>>ة من قب>>ل اإلدارة ،ف>>إن الحكوم>>ة مس>>تعدة لتق>>ديم المخ>>الفين إلى العدال>>ة و تس>>ليط العقوي>>ة
عليهم.
و ق>>د اس>>تمعت اللجن>>ة أيض>>ا لممثلي األح>>زاب الوطني>>ة المش>>اركة في االنتخاب>>ات المحلي>>ة
حيث تقدم األمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الس>>يد بوعالم بن حمودة ،بإفادت>>ه ح>>ول
موض>>وع التحقي>>ق ،مب>>ديا 16نقط>>ة تخص أش>>كال و ح>>االت ال>>تزوير ،و اقتراحات>>ه فيم>>ا يخص
إعادة النظر في قانون االنتخابات و الرقابة الدستورية و آليات الطعون االنتخابية إضافة إلى
تشخيص ميداني لحاالت التزوير التي عرفتها بعض الواليات .1
و بعد جولة ماراطوني>ة من األش>غال ال>تي ق>امت به>ا اللجن>ة،أع>دت ه>ذه األخ>يرة تقريره>ا
النهائي و صادقت عليه بتاريخ ، 1998-11-26و قد ج>>اء التقري>>ر في 100ص>>فحة مقس>>مة
إلى 04مح > >>اور ،خص > >>ص األول لمقدم > >>ة التقري > >>ر ،و الث > >>اني للس > >>ندات القانوني > >>ة لتأس > >>يس و
ممارسة التحقيق و الثالث لجلسات االستماع و الزيارات الميدانية ،و الرابع لخالصة األعم>>ال
المتضمن التوصيات و االقتراحات.
و قد جاء في تقرير اللجنة حسب المعلومات المتسربة للصحافة الوطنية ما يلي: 2
-كش > >>ف التقري > >>ر عن تس > >>خير اإلدارة لجمي > >>ع إمكانيته > >>ا البش > >>رية و المادي > >>ة و الق > >>وة
العمومية لتغيير نتائج االنتخابات.
أنظر بالتفصيل جريدة الخبر الصادرة بتاريخ ، 1998-03-21ص 03 1
110
الفصل الثاني /آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري
-إن اللجنة الوطنية المستقلة لمراقبة االنتخابات كانت ع>>اجزة عن أداء مهامه>>ا و ح>>ل
المشاكل و الخروقات و التجاوزات التي رفعتها مكاتبها الوالئية .
-وجود خرق ألكثر من 20مادة من قانون االنتخابات و ك>>ذا المراس>>يم التنظيمي>>ة في
39شكل من أشكال التزوير التي حدثت في هذه االنتخابات.
-إن التزوير كان شامال وموجها ،و هو ليس حالة معزول>>ة ب>>ل منظم>>ة ،و ك>>ان يه>>دف
إلى تغير النتائج لصالح حزب التجمع الوطني الديمقراطي .
-تس >>جيل اس >>تخفاف باللج >>ان المتنقل >>ة على مس >>توى الوالي >>ات و البل >>ديات ،خاص >>ة من
حيث اإلمكانات و ما تعلق بدفع المستحقات .
-منع اللجان المستقلة المحلي>>ة من المش>>اركة في إع>>داد تقاريره>>ا ،حيث تكفلت اإلدارة
بذلك .
و قد تناول التقرير النهائي لعمل اللجنة توصيات و اقتراحات تمثلت في: 1
وج> >>وب إع> >>ادة النظ> >>ر في اللج> >>ان االنتخابي> >>ة البلدي> >>ة من حيث طبيعته> >>ا -
بإدماج قضاة في عضويتها .
ضرورة تمكين المالحظين من المش>>اركة في ت>>دوين محاض>>ر الف>>رز في -
المكاتب و من محاضر اإلحصاء العام في البلديات ،و تقليص عدد الص>>ناديق المتنقل>>ة
و تمكين مراقبي األحزاب من متابعتها .
يجب أن تقتص > > >>ر المش > > >>اركة في اللجن > > >>ة الوطني > > >>ة المس > > >>تقلة لمراقب > > >>ة -
االنتخاب >>ات على المش >>اركين الفعل >>يين فق >>ط و ك >>ذا تحدي >>د ص >>الحياتها بم >>وجب ق >>انون
عضوي .
وج > >>وب تع > >>ديل ق > >>انون االنتخاب > >>ات بم > >>ا يض > >>من تعزي > >>ز دور القض > >>اء -
كمؤسسة رقابة على سير االنتخابات .
معاقبة المتسببين في عملي>>ة ال>>تزوير على مختل>>ف المس>>تويات المحلي>>ة و -
اإلدارية و الحكومية .
رغم أن التقري>>ر لم يحم>>ل أي إدان>>ة ألي ط>>رف سياس>>ي إال أن>>ه ج>>اء من>>اقض لم>>ا ورد من
تص>>ريحات ل>>رئيس الحكوم>>ة ،حيث حم>>ل التقري>>ر اإلدارة بص>>فة عام>>ة مس>>ؤولية م>>ا ح>>دث في
االنتخابات المحلية .
111
الفصل الثاني /آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري
لكن التقرير األصلي و النهائي لعمل اللجنة بقي محتكر عليه من قب>ل رئيس اللجن>ة ال>ذي
اختفى عن األنظار مدة طويلة بعد المصادقة على التقرير من قبل اللجن>>ة ،الش>>يء ال>>ذي أح>>دث
ضجة سياسية كبرى .
و يبدو أن األمر مرتبط بسيناريو إلجهاض محاولة جادة لتفعيل دور البرلمان الرقابي و
إعطاؤه حجمه الحقيق ،إذ شبت حرب كالمية حول مصير التقرير الذي اعد بعد انتهاء أشغال
اللجن> >>ة ،و لم يتس> >>لم الن> >>واب نس> >>خا من> >>ه كم> >>ا لم يس> >>توفي الش> >>روط القانوني> >>ة لتس> >>ليمه ل> >>رئيس
الجمهوري>>ة ،حيث س>>لم بطريق>>ة غ>>ير دس>>تورية و غ>>ير رس>>مية إلى رئيس الجمهوري>>ة من دون
أن يتحص>>ل علي>>ه الن>>واب ،و ه>>ذا العتب>>ارات سياس>>ية و مص>>لحيه وحزبي>>ة فرض>>ت -تج>>اوز
البرلم > >>ان وف > >>ق المنط > >>ق الق > >>ائم على فك > >>رة الهيمن > >>ة من قب > >>ل الس > >>لطة التنفيذي > >>ة على الس > >>لطة
التشريعية . 1
الفرع الثاني :تشكيل لجان تحقيق أخرى
بع > >>د تش > >>كيل لجن > >>ة التحقي > >>ق في قض > >>ية تزوي > >>ر االنتخاب > >>ات المحلي > >>ة ،ع > >>رف البرلم > >>ان
الجزائري بالتزامن مع القضية السابقة قضية أخرى تتمثل في اإلهانة التي تعرض لها النواب
،و في الع>>دة التش>>ريعية الخامس>>ة م>>ارس البرلم>>ان الجزائ>>ري رقاب>>ة التحقي>>ق في 03مناس>>بات
لكن جاءت متزامنة هي أيضا و نذكرها كما يلي :
أوال /لجنة التحقيق حول اإلهانة و التجاوزات التي لحقت بالنواب 1997-11-24
ابت>>دأت ه>>ذه القض>>ية باس>>تجواب قدم>>ه ن>>واب المجلس الش>>عبي الوط>>ني للحكوم>>ة في نفس
ت>>اريخ اس>>تجواب ح>>ول االنتخاب>>ات المحلي>>ة ،في ، 1997-11-15و تمت مناقش>>ته في جلس>>ة
، 1997-11-24حيث ب >>ادر من >>دوب الم >>وقعين على االس >>تجواب بتق >>ديم م >>وجز عن دواعي
االستجواب الذي تضمن :
"" نظرا لتأسفنا العميق لما حصل يوم 23أكتوبر سنة 197من اهانات و تجاوزات في ح>>ق
النواب الشعب ،فإننا نتقدم إلى الحكومة بهذا االستجواب طالبين استفسارات الكاملة عما يأتي
:
-1التعدي الجسدي و المعنوي على النائب .
-2إشهار السالح في وجه النائب .
112
الفصل الثاني /آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري
-3امتن>>اع الس>>لطات المحلي>>ة عن اس>>تقبال الن>>واب و اإليح>>اء لهم ب>>أنهم غ>>ير معن>>يين بالعملي>>ة
االنتخابية.
-4منع النواب من الدخول إلى مراكز التصويت و متابعة عمليات التصويت و الفرز .
-5منع النائب بالقيام بوظيفته النيابية المكفولة دستوريا و قانونيا "".1
ثم جاء رد الحكومة على االستجواب على لس>ان وزي>>ر الع>>دل محم>>د آدمي ال>>ذي مث>>ل الحكوم>>ة
في ه>>ذه الجلس>>ة ،حيث ذك>>ر الس>>ادة الن>>واب بوج>>ود ض>>مانات قانوني>>ة ،مب>>ادئ دس>>تورية تض>>من
الحماية الجسدية و كرامة المواطن بغض النظر عن المه>ام المنوط>ة ب>ه ناهي>ك عن الض>مانات
التي أقرها الدستور للممارسة المهام النيابية حيث ذكر :
/1تنص المادة 34من الدستور ما يلي ":تضمن الدولة عدم انتهاك حرمة اإلنسان.
و يحظر أي عنف بدني أو معنوي أو أي مساس بالكرامة ".
/2يجع >>ل الدس >>تور من العدال >>ة الجزائري >>ة ،الهيئ >>ة الوحي >>دة المؤهل >>ة ،دون س >>واها ،لتوقي >>ع
العقاب على مرتكبي المساس بحق>وق األش>خاص ،و ذل>ك بع>د إثب>ات مس>ؤولياتهم في ذل>ك عن
طري >>ق المس >>الك و االج >>راءات القانوني >>ة ال >>تي تض >>منها ،بص >>فة خاص >>ة ،ق >>انون االج >>راءات
الجزائية .و هكذا فان المادة 35تنص على ما يلي :
" يع >>اقب الق >>انون على المخالف >>ات المرتكب >>ة ض >>د الحق >>وق و الحري >>ات ،و على ك >>ل م >>ا يمس
سالمة اإلنسان البدنية و المعنوية "".
/3و من ثمة يجوز ألي نائب كان موضوع االعتداء أو تهديد و بمجرد صفته كم>>واطن
رف>>ع الش>>كوى أم>>ام القض>>اء قص>>د إن>>زال العق>>اب المناس>>ب على الفاع>>ل لق>>اء ك>>ل خ>>رق للق>>انون،
مس حريته و حقوقه الشخصية. 2
و نظ>>را ل>>رد الحكوم>>ة الغ>>ير المقن>>ع ،فق>>د تق>>دم 27نائب>>ا بإي>>داع الئح>>ة إنش>>اء لجن>>ة تحقي>>ق
بتاريخ ، 1997-11-24و تم المصادقة على إنش>اء ه>ذه اللجن>ة بت>اريخ ،1997-11-27و
تش>>كلت من 40عض>>و يمثل>>ون الكت>>ل السياس>>ية الموج>>ودة في المجلس و موزع>>ة بالتناس>>ب م>>ع
التمثي >>ل الح >>زبي في المجلس ،و ق >>امت اللجن >>ة بـ 23اجتم >>اع ،على م >>دار 06أش >>هر و انتهت
3
أعمالها بانتهاء المدة القانونية المحددة لها ،و لم يطلب رئيس اللجنة أي تمديد في هذه اآلج>>ال
.
جريدة مداوالت المجلس الشعبي الوطني رقم ، 21جلسة ، 1997-11-24ص 12 1
ملخص لرد الحكومة عن االستجواب ،جريدة المداوالت المجلس رقم 21ص 15-14 2
عمار عباس :المرجع السابق ص ،151انظر أيضا الملحق رقم 05 3
113
الفصل الثاني /آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري
و رغم أن اللجنة مارست أعمالها بعيدا عن الضغط اإلعالمي و بعيدا عن اهتم>>ام ال>>رأي
الع>>ام ،كونه>>ا تش>>كلت ب>>التزامن م>>ع لجن>>ة التحقي>>ق ح>>ول االنتخاب>>ات و ال>>تي انف>>ردت بالض>>جة
اإلعالمي>>ة ،أيض>>ا يض>>اف إلى التف>>اهم والتناس>>ق في وجه>>ات النظ>>ر بين أعض>>اء اللجن>>ة الش>>يء
الذي لم يعطل اللجنة في إعداد تقريرها النهائي ،إال انه و كما عرفت العادة أن التقرير لم يقدم
إلى المجلس الشعبي الوطني و عتم إعالميا و سياسيا و قانونيا إلى يومنا هذا .
114
الفصل الثاني /آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري
الس >>اعة أي نتيج >>ة ملموس >>ة لم >>ا ورد في تقري >>ر اللجن >>ة ،س >>واء على مس >>توى المجلس الش >>عبي
الوطني ،أو ح>تى معلوم>ات متس>ربة إلى الص>حافة ،حيث عتمت أعم>ال اللجن>ة و عتم تقريره>ا
و أصبحت كان لم تكن .
115
الفصل الثاني /آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري
عمار عباس :المرجع السابق ص ، 150أنظر جدول يبين لجان التحقيق في البرلمان الجزائري 1
116
الفصل الثاني /آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري
-4-لم تص> >>رح النص> >>وص الداخلي> >>ة للبرلم> >>ان بوج> >>وب متابع> >>ة البرلم> >>ان لم> >>دى تنفي> >>ذ
الحكوم>>ة للتوص>>يات المدرج>ة في التقري>>ر النه>>ائي المص>>ادق علي>>ه من قب>>ل المجلس ،و لم ت>>بين
أيضا موقف البرلمان من إهمال الحكومة لما ورد في التقرير .
-5-لم تمنح النص>>وص القانوني>>ة للبرلم>>ان بع>>د االنته>>اء من مناقش>>ة التقري>>ر ح>>ق إحال>>ة
المسؤولين للقضاء ،في حين يعتبر هذا اإلج>راء دفع>>ة قوي>>ة للبرلم>>ان في ممارس>ة الرقاب>>ة دون
اعتداء على مبدأ الفصل بين السلطات. 1
-6-أغفلت النصوص تحديد مكان عمل اللجنة و اجتماعاتها ،هذا الشيء ال>>ذي يمكن أن
يؤثر في حياد اللجنة إذا لم تستطع هذه األخيرة التحكم فيه .
-7-لم يشر القانون العضوي 02-99إلى الحد األدنى أو الح>د األقص>>ى لع>>دد أعض>>اء
اللجن>>ة ،الش>>يء ال>>ذي ق>>د ي>>ؤثر على عملي>>ة الس>>ير الحس>>ن في ج>>دول أعم>>ال اللجن>>ة ك>>ذلك ع>>دم
النص على استبعاد النواب الذين تقع التحقيقات في دوائرهم االنتخابية هذا الشيء ال>>ذي يس>>مح
بوجود تغطيات و تواطؤ من قبل النائب خدمة لسكان ال>دائرة االنتخابي>ة رغب>ة في كس>ب ودهم
استعدادا لعدة نيابية أخرى .
-8-إن النص على تش >>كيل لج >>ان التحقي >>ق على نفس الطريق >>ة ال >>تي تتش >>كل به >>ا اللج >>ان
الدائمة هو توج>ه ظ>اهر بش>أن تغ>ييب دور المعارض>ة في تش>كيلة اللجن>ة و بالت>الي التع>تيم على
رأيها أمام المجلس .
-9-اس >>تبعاد اللج >>ان الدائم >>ة عن ممارس >>ة التحقي >>ق ،و ال >>تي ب >>دورها هي األق >>رب إلى
اس >>تيعاب موض >>وع التحقي >>ق من اللج >>ان الخاص >>ة ك >>ون موض >>وع أي تحقي >>ق ي >>دخل في نط >>اق
اختصاصات أحد هذه اللجان الدائمة ،و تنظيم سير أعمالها منصوص عليه في القانون .
-10-عدم وجود نص قانوني خاص ينظم عمل لجنة التحقيق بعد تشكيلها ،األمر الذي
يترتب عنه عجزها في إجبار ذوي الشأن في التحقيق مث>>ل الش>هود على االمتث>>ال أمه>>ا،أو ع>>دم
امتثال عضو حكومة لطلب اللجنة في االستماع إليه.
-11-و لع> >>ل أهم قص> >>ور في النص> >>وص القانوني> >>ة الناظم> >>ة للتحقي> >>ق ه> >>و مس> >>ألة نش> >>ر
التحقيق الذي قيدت بمواد متشابكة ،حيث يتضح لنا أنها وضعت بصورة تحول دون نشر ه>>ذه
التقارير خاصة إذا تعلق األمر بالتقارير التي يمكن أن ت>دين الحكوم>ة القائم>ة ،كمال ه>و الش>أن
في تقري>>ر لجن>>ة التحقي>>ق ح>>ول ال>>تزوير في االنتخاب>>ات المحلي>>ة ، 1997الش>>يء ال>>ذي يمكن أن
117
الفصل الثاني /آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري
يحدثه نشر تقرير مثل ه>ذا ه>و الطعن في تش>كيلة أول مجلس ام>ة في الجزائ>ر ،و ال>ذي يتك>ون
2/3منه من األعضاء المنتخبين في المجالس المحلية.1
و أيضا نجد أن البرلمان ال يملك السيادة في نشر تقاريره حيث يتعين عليه أوال استشارة
الحكوم>ة ،على ال>رغم من أن رأيه>ا ال يع>دو أن يك>ون استش>اريا على اعتباره>ا أنه>ا ط>رف في
التحقي>>ق ،و ق>>د ك>>انت الم>>ادة األص>>لية في مس>>ألة استش>>ارة الحكوم>>ة تق>>ول أن>>ه ال يمكن أن نش>>ر
تقارير لجان التحقيق إال بعد األخذ برأي الحكومة ،األمر الذي أدى بأحد الن>>واب إلى التس>اؤل
عن مصداقية البرلمان ،إذا كان تحت وصاية الحكومة. 2
الفرع الثاني :العائق البسيكولوجي و العملي
إن الرقابة البرلمانية عموما و التحقيق البرلماني خصوصا يش>>ترط أم>>رين ،األول يتعل>>ق
بالمج >>الس النيابي >>ة نفس >>ها ،أي توف >>ير اإلط >>ار الق >>انوني و اإلمكان >>ات المادي >>ة و البش >>رية ال >>تي
توض >>ع تحت تص >>رف الن >>واب للحص >>ول على المعلوم >>ات ح >>ول أعم >>ال الس >>لطة التنفيذي >>ة ،و
رغبة الن>واب في القي>ام بالرقاب>ة ،و الش>رط الث>اني يتعل>ق ب>الظروف العام>ة ،أي ت>وافر الثقاف>ة
السياسية الديمقراطية المالئمة ،و الحياة السياسية الصحيحة ال>تي تق>وم فيه>ا أح>زاب نش>يطة و
إعالم حي و انتخاب> >>ات ح> >>رة و ت> >>داول للس> >>لطة و مجتم> >>ع م> >>دني فاع> >>ل يرتك> >>ز على أوض> >>اع
اجتماعية و اقتصادية مناسبة. 3
و ي>>برز من تركيب>>ة النظ>>ام السياس>>ي نفس>>ه ،س>>واء في ظ>>ل التعددي>>ة أو في عه>>د األحادي>>ة
الحزبي>>ة ،فخالل مرحل>>ة الح>>زب الواح>>د ك>>ان يتول>>د ل>>دى الن>>واب ش>>عور ب>>الخوف من إمكاني>>ة
مضايقة الحكومة في حالة اللجوء إلى تش>كيل لج>ان التحقي>ق ،ه>ذه الحكوم>ة ال>تي يف>ترض فيهم
مس>>اندتها ،على اعتب>>ار أن التحقي>>ق على عكس األس>>ئلة يعت>>بر إش>>ارة بع>>دم مس>>اندة الحكوم>>ة و
من هنا يمكن تفسير عزوف النواب على تشكيل لجان التحقيق ،و لعل اكبر دليل على ذلك هو
المبادرة بتشكيل لجان التحقيق كانت باقتراح من نواب المعارضة دون األغلبية .
و على هذا األساس لم تشهد الممارسة البرلمانية في الجزائر تش>>كيل أي لجن>>ة تحقي>>ق في
عهد المجلس الوطني التأسيسي،أو في المجلس الوطني أثن>>اء العم>>ل بدس>>تور ، 1963في حين
تشكلت 04لجان تحقيق خالل الفترة الممتدة بين 1979و . 1990
رغيد الصلح "":الدور الرقابي للمجالس النيابية العربية "" ،المركز اللبناني للدراسات ،بيروت 2004 ،ص 42 3
118
الفصل الثاني /آلية ممارسة رقابة التحقيق في البرلمان الجزائري
في حين تبين لجوء النواب للممارسة التحقيق خاصة بعد صدور دستور 1989محاول>>ة
منهم لتلميع صورة النظام القائم أكثر منه تنوير الرأي العام و مد البرلمان بالمعلوم>>ات الكافي>>ة
لمراقبة الحكومة ،إذ كانت تنشأ لج>ان التحقي>>ق به>>دف ت>>دعيم السياس>ة العام>>ة للحكوم>>ة ،ع>>وض
البحث عن إثبات مسؤوليتها السياسية .و في هذا اإلطار قد تشكلت لجنتي التحقيق في قض>>يتي
ألب>>ازو و الش>>ركة الوطني>>ة لألش>>غال البحري>>ة في إط>>ار سياس>>ة الحكوم>>ة في محارب>>ة الرش>>وة و
سوء تسيير في القطاع االشتراكي .
و لم تكتفي الحكوم >>ة به >>ذا ب >>ل أنه >>ا أقحمت نفس >>ها م >>ع مكتب المجلس في تع >>يين أعض >>اء
لجنة التحقيق و لو بصفة غبر مباشرة ،و يتعل>>ق األم>>ر باألعض>>اء المحققين في قض>>يتي ألب>>ازو
و الشركة الوطنية لألشغال البحرية ،األمر الذي قلل من فاعلية نتائج التحقيق.
و من ثم فالس> >>لطة التنفيذي> >>ة ك> >>انت ت> >>دفع إلى إنش> >>اء لج> >>ان التحقي> >>ق و تس> >>اهم في اختي> >>ار
تركيبتها العددية ،و هذا التدخل المزدوج حال دون تش>كيل لج>ان تحقي>ق فعال>ة و محقق>ة له>دفها
الرقابي ،فتحولت إلى مساند و م>برر لسياس>ة الحكوم>ة ،على العكس م>ا ه>و متع>ارف علي>ه في
النظم البرلمانية العريقة .1
عمار عباس :المرجع السابق ص ،145-144أنظر أيضا بن بغيلة ليلى :المرجع السابق ص 40-39 1
119