‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة تكريت‬
‫كلية العلوم‬
‫قسم الفيزياء‬

‫مقالة بعنوان‬

‫(اشعة الليزر)‬

‫تقدم به طالب الماجستير‬

‫(يوسف حسين شيبان)‬

‫‪1‬‬
 ‫‪ -‬ما هي أشعة الليزر‬
‫يعبّر مفهوم أشعّة الليزر عن مصدر غير طبيعي للضوء؛ حيث ُتنتج هذه األشعّة خطوطا ً ضي ً‬
‫ّقة جداً من الضوء‪،‬‬

‫وتختلف عن أنواع الضوء االخرى كضوء المصباح وغيرها‪ ،‬وتعتبر األشعّة الليزريّة مفيد ًة جداً في العديد من مجاالت‬

‫التكنولوجيا واألدوات‪ ،‬وتعبّر حروف اسم الليزر‬

‫(باإلنجليزيّة )‪: LASER‬عن‪، (Light Amplification by Stimulated Emission of Radiation‬‬

‫وأشعّة الليزر هي األشعّة التي تنتج عن جهاز إلكتروني بصري؛ حيث يُولّد هذا الجهاز إشعاعا ً ضيّقا ً جداً ذا لون واحد‪ ،‬من‬

‫خالل تضخيم الفوتونات بإمدادها بالمزيد من الطاقة الناتجة عن اصطدامها مع الفوتونات األخرى‪ .‬يُمكن أن تحمل‬

‫ت شاسعة دون‬
‫حوالي ‪ 100‬مليون واط لكل سنتيمتر مربع‪ ،‬كما يُمكنها أن تنتقل لمسافا ٍ‬ ‫ت هائلة من الطاقة‬
‫حزم الليزر كميّا ٍ‬

‫أن تتش ّتت‪.‬‬

‫‪ -‬كيف تعمل أش ّعة الليزر‬

‫الطاقة من قِبل اإللكترونات داخل الذرّ ة في العدسات الخاصّة‪ ،‬والبلورات‪ ،‬والغازات عن‬ ‫تتكوّ ن أشعّة الليزر عندما ُتم َتص ّ‬
‫طريق التيّار الكهربائي‪ ،‬أو ليزراً أخراً؛ مما يؤ ّدي إلى اهتياجها‪ ،‬ث ّم تنتقل اإللكترونات المُهتاجة من المدار الذي يمتلك‬
‫الطاقة حول نواة الذرّ ة‪ ،‬وعند عودة هذه اإللكترونات إلى‬‫الطاقة إلى المدار الذي يمتلك مستوى أعلى من ّ‬ ‫مستوى أقل من ّ‬

‫حالتها الطبيعيّة فإ ّنها تبعث فوتونات؛ وهي جسيمات ضوئيّة‪ ،‬حيث تتميّز هذه الفوتونات بأ ّنها متماسكة ومتساوية بأطوالها‬

‫الموجيّة؛ مما يعني أنّ القمّة والقاع للموجات الضوئيّة ثابتة‪ ،‬وبعكس الضوء المرئيّ الذي يحتوي على ع ّدة أطوال موجيّة‪،‬‬

‫ويتميّز بأ ّنه غير متماسك ‪0‬‬

‫‪-‬خصائص أشعّة الليزر‬

‫ما يلي خصائص أشعّة الليزر‬

‫لون موحّ دٍ؛ حيث إ ّنه ذو طول موجيّ واحد أو لون واحد‪ ،‬بعكس‬
‫‪-1‬موحّ دة اللون‪:‬يتميّز الضوء المنبعث من الليزر بأ ّنه ذو ٍ‬
‫الضوء المرئيّ الذي يتم ّيز باحتوائه على ع ّدة أطوال موجيّة أو ألوان‪.‬‬
‫‪ -2‬ا ّتجاهي‪:‬يعتبر الضوء المنبعث عن طريق الليزر اتجاهيا ً للغا ّية‪ ،‬حيث إ ّنه ينبعث على شكل خطوطا ً ضي ً‬
‫ّقة با ّتجا ٍه محددٍ‪،‬‬

‫على عكس أنواع الضوء العاديّة التي تنبعث من المصدر بع ّدة ا ّتجاهات كضوء ال ّشمس‪ ،‬أو ضوء المصباح‪.‬‬

‫‪2‬‬
 ‫‪ -3‬متماسك‪:‬يُقال بأنّ ضوء الليزر متماسكاً؛ ويعني ذلك أنّ األطوال الموجيّة لضوء الليزر تقع في طور ّ‬
‫الزمان والمكان‪.‬‬

‫‪-‬انواع اشعة الليزر‬

‫‪ -1‬شعة الليزر فوق البنفسجية‪ ،‬والتي تستخدم الغازات التفاعلية‪ ،‬مثل الكلور‪ ،‬أو الفلور المُختلطة مع الغازات الخاملة‬
‫مثل األرجون‪ ،‬أو الزينون‪ ،‬أو الكريبتون؛ فعندما يت ّم تحفيز هذه الغازات كهربائيا ً يتم إنتاج جزيء بدائي‪ ،‬وهو مر ّكب‬
‫ذو جزيئات مكوّ نة من مونومر متشابهة‪ ،‬ويقوم هذا الجزيء عند اطالقة بانتاج الضوء في حدود االشعة فوق البنفسجية‬
‫‪ -2‬شعة ليزر الحالة الصلبة‪ ،‬تمتلك مواد ليزر ّ‬
‫موزعة في قالب صلب؛ بحيث يبعث ليزر نيوديميوم ضوء األشعّة تحت‬
‫الحمراء بطول ‪ 1064‬نانومتر‪.‬‬

‫حجم صغير جداً‪ ،‬وتستخدم طاقة مُنخفضة‪ ،‬وهو ال يُع ّد‬

‫ٍ‬ ‫‪ -3‬أشعة أشباه الموصالت‪ ،‬عاد ًة ما تكون هذه األجهزة ذات‬
‫ظم أكبر‪ ،‬مثل‪ :‬مصدر الكتابة في بعض طابعات الليزر أو مشغالت‬ ‫نفس ليزر الحالة الصلبة‪ ،‬ويُمكن أن يتواجد في ُن ُ‬
‫األقراص المُدمجة‪.‬‬
‫ْ‬
‫والهليوم‪ِ -‬نيُون من األنواع األكثر شيوعاً‪ ،‬وينتج عنها الضوء األحمر‬
‫‪ -4‬شعة الليزر الغازية‪ :‬يعتبرغازا الهيليوم‪ِ ،‬‬
‫المرئي بشكل أساسي‪ ،‬أمّا ليزر ثاني أكسيد الكربون فيزوّ د األشعّة تحت الحمراء البعيدة بالطاقة ويستخدم لقطع المواد‬
‫الصلبة‪.‬‬

‫واله ْليوم‪-‬نِيُون من األنواع األكثر شيوعاً‪ ،‬وينتج عنها الضوء األحمر‬

‫‪ -5‬أشعة الليزر الغازية‪ :‬يعتبرغازا الهيليوم‪ِ ،‬‬
‫المرئي بشكل أساسي‪ ،‬أمّا ليزر ثاني أكسيد الكربون فيزوّ د األشعّة تحت الحمراء البعيدة بالطاقة ويستخدم لقطع المواد‬
‫الصلبة‪.‬‬

‫‪ -6‬صبغ الليزر التي تستخدم األصباغ العضوية المع ّقدة‪ ،‬مثل رودامين ‪G 6‬في محلول سائل كوسيلة إلطالقه‪ ،‬وتكون‬
‫األطوال الموجيّة الخاصة بها قابلة للضبط على نطاق واسع‪.‬‬

‫‪-‬استخدامات اشعة الليزر‬

‫‪-1‬الماسحات الضوئية‬
‫ّ‬
‫الموظف بتمرير‬ ‫يحتوي الماسح الضوئي المُستخدم في المحال التجارية على مرآة دوّ راة تفحص شعاعا ً أحمر عندما يقوم‬
‫ّ‬
‫مخططة موجودة‬ ‫السلع عبر هذا الشعاع؛ بحيث تضبط أجهزة االستشعار البصريّة الضوء المُنعكس من رموز شريطية‬

‫على المنتجات‪ ،‬ثم تفك هذه الرموز‪ ،‬وتنقل المعلومات التي حصلت عليها إلى جهاز كمبيوتر‪ ،‬بحيث يُمكن إضافة سعر‬

‫المنتج إلى الفاتورة‪.‬‬

‫‪ -2‬التطبيقات الصناعية‬

‫‪3‬‬
 ‫يُمكن أن تكون طاقة أشعّة الليزر التي يت ّم تركيزها على بقع صغيرة أو خالل فترات زمنية قصيرة هائلة‪ ،‬وذلك مع أنَّ‬

‫ا الطاقة الكليّة لشعاع الليزر قد تكون صغيرة‪ ،‬كما أنّ خصائص أشعة الليزر المختلفة ُتمك ّنها من القيام بمهام صعبة على‬

‫الرغم من أنّ أشعة الليزر تكلّف أكثر بكثير من المثاقب أو الشفرات الميكانيكية‪ ،‬فال يقوم شعاع الليزر بتشويه المواد المرنة‬

‫كالمثاقب الميكانيكية‪ ،‬لذلك يُمكنها حفر ثقوب في المواد المختلفة مثل الحلمات المطاطية اللينة لزجاجات الطفل‪ ،‬كما يُمكن‬

‫لحزم الليزر حفر أو تقطيع مواد صلبة جداً‪ ،‬مثل حفر ثقوب في الماسة المُستخدمة لتصميم األسالك‪0‬‬

‫‪.‬‬

‫‪ -3‬التطبيقات الطبية‬

‫يعتبر االستئصال الجراحي لألنسجة من أه ّم التطبيقات الطبية لليزر؛ حيث تقوم أشعة ليزر ثاني أكسيد الكربون بحرق‬

‫األنسجة‪ ،‬وذلك ألنّ الماء الذي يُش ّكل الجزء األكبر من الخاليا الحية يمتص األشعة تحت حمراء‪ ،‬ويُمكن استخدام شعاع الليز‬

‫لوقف النزيف في األنسجة الغنيّة بالدم‪ ،‬مثل الجهاز التناسلي األنثوي‪ ،‬أو اللثة‪ ،‬ويستخدم أيضا ً لكيّ الجروح‪ ،‬و ُتستخدم‬

‫نبضات الليزر األقل كثافة في تدمير األوعية الدموية غير الطبيعيّة التي تنتشر عبر شبكية العين لدى األشخاص المُصابين‬

‫المرض‪.‬‬ ‫بمرض السكري‪ ،‬ممّا ّ‬

‫يؤخر احتماليّة اإلصابة بالعمى المُرتبط بهذا‬

‫يُمكن ألشعّة الليزر التي يكون طول موجتها حوالي ميكرومتر واحد أن تخترق العين‪ ،‬وتلحم الشبكيّة المنفصلةل َتعود إلى‬

‫مكانها‪ ،‬أو ُتزيل األغشية الداخلية التي غالبا ً ما ُتصبح ضبابي ًّة بعد جراحة الساد‪ ،‬وهناك تطبيق طبي آخر للليزر في مجال‬

‫عالج األمراض الجلدية؛ حيث يُمكن استخدام ليزر نابض في تبييض عالمات الوالدة الحمراء الداكنة‪ ،‬وأنواع مُعيّنة‬

‫من الوشم‪ ،‬وتشمل عالجات الليزر التجميلية إزالة شعر الجسم غير المرغوب فيه والتجاعيد‪.‬‬

‫‪ -‬اضرار اشعة الليزر‬ ‫إ‬

‫على الرّ غم مما تقدمه أشعة الليزر من فوائد ومزايا في استخدامات واسعة المدى في مختلف مجاالت الحياة إال أن األمر ال‬

‫يخلو من المخاطر على متداولي هذه االجهزة في حال عدم االلتزام بمعايير تاداولها واستخدامها بشكل آمن؛ حيث أشارت‬

‫التجارب العلميّة إلى أنّ أشعة الليزر ذات ضرر كبير وشديد الخطورة على الجلد والعين البشرية في حال تجاوز الجرعات‬

‫المحددة والتي يمكن امتصاصها لك ٍّل منهما؛ إذ يؤدي إلى إتالف العين والجلد فترتفع درجة حرارة الخاليا التي تعمل على‬

‫امتصاص الطاقة أو الحزمة من هذه األشعة فتموت بالنهاية وبالتالي يتلف العضو‪ ،‬باإلضافة إلى أنها تؤدي إلى حدوث‬

‫تفاعالت كيميائية نتيجة امتصاص الضوء في بعض مكونات الخاليا‪.‬‬

‫‪4‬‬
5