Professional Documents
Culture Documents
اﳌﺆﻟﻒ :اﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ،ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑـﻦ ﻋﺒـﺪ اﻟـﺮﲪﻦ اﻟﻌﻘﻴﻠـﻲ اﳍﻤـﺪاﱐ اﳌﺼـﺮي )اﳌﺘـﻮﰱ
٧٦٩ :ﻫـ(
اﶈﻘﻖ :ﳏﻤﺪ ﳏﻴﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﻋﺒﺪ اﳊﻤﻴﺪ
اﻟﻨﺎﺷ ــﺮ :دار اﻟ ـ ـﱰاث -اﻟﻘ ــﺎﻫﺮة ،دار ﻣﺼ ــﺮ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋ ــﺔ ،ﺳ ــﻌﻴﺪ ﺟ ــﻮدة اﻟﺴ ــﺤﺎر
وﺷﺮﻛﺎﻩ
اﻟﻄﺒﻌﺔ :اﻟﻌﺸﺮون ١٤٠٠ﻫـ ١٩٨٠ -م
ﻣﻘدﻣﺔ اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﻳﺔ
ﺑﺳم اﷲ اﻟرﺣﻣن اﻟرﺣﻳم
اﻟﺣﻣ ــد ﷲ اﻟﻣﻧﻌ ــوت ﺑﺟﻣﻳ ــﻝ اﻟﺻ ــﻔﺎت ،وﺻ ــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠ ــﻰ ﺳ ــﻳدﻧﺎ ﻣﺣﻣ ــد أﺷ ــرف اﻟﻛﺎﺋﻧ ــﺎت،
اﻟﻣﺑﻌــوث ﺑﺎﻟﻬــدى ودﻳــن اﻟﺣــق ﻟﻳظﻬـرﻩ ﻋﻠــﻰ اﻟــدﻳن ﻛﻠــﻪ ،وﻋﻠــﻰ آﻟــﻪ وﺻــﺣﺑﻪ اﻟــذﻳن ﻧﺻــﺑوا
أﻧﻔﺳــﻬم ﻟﻠــدﻓﺎع ﻋــن ﺑﻳﺿــﺔ اﻟــدﻳن ﺣﺗــﻰ رﻓــﻊ اﷲ ﺑﻬــم ﻣﻧــﺎرﻩ ،وأﻋﻠــﻰ ﻛﻠﻣﺗــﻪ ،وﺟﻌﻠــﻪ دﻳﻧــﻪ
اﻟﻣرﺿﻲ ،وطرﻳﻘﻪ اﻟﻣﺳﺗﻘﻳم.
وﺑﻌــد ،ﻓﻘــد ﻛــﺎن ﻣﻣــﺎ ﺟــرى ﺑــﻪ اﻟﻘﺿــﺎء أﻧــﻲ ﻛﺗﺑــت ﻣﻧــذ أرﺑــﻊ ﺳــﻧوات ﻛﺗــﺎب ﺗﻌﻠﻳﻘــﺎت ﻋﻠــﻰ
ﻛﺗـﺎب اﻟﺧﻼﺻــﺔ )اﻷﻟﻔﻳــﺔ( اﻟــذي ﺻـﻧﻔﻪ إﻣــﺎم اﻟﻧﺣــﺎة ،أﺑــو ﻋﺑـد اﷲ ﺟﻣــﺎﻝ اﻟــدﻳن ﻣﺣﻣــد اﺑــن
ﻣﺎﻟــك اﻟﻣوﻟــود ﺑﺟﻳــﺎن ﺳــﻧﺔ ﺳــﺗﻣﺎﺋﺔ ﻣــن اﻟﻬﺟـرة ،واﻟﻣﺗــوﻓﻰ ﻓــﻲ دﻣﺷـق ﺳــﻧﺔ اﺛﻧﺗــﻳن وﺳــﺑﻌﻳن
وﺳ ــﺗﻣﺎﺋﺔ ،وﻋﻠ ــﻰ ﺷ ــرﺣﻪ اﻟ ــذي ﺻ ــﻧﻔﻪ ﻗﺎﺿ ــﻲ اﻟﻘﺿ ــﺎة ﺑﻬ ــﺎء اﻟ ــدﻳن ﻋﺑ ــد اﷲ ﺑ ــن ﻋﻘﻳ ــﻝ،
اﻟﻣﺻــري ،اﻟﻬﺎﺷــﻣﻲ ،اﻟﻣوﻟــود ﻓــﻲ ﺳــﻧﺔ ﺛﻣــﺎن وﺗﺳــﻌﻳن وﺳــﺗﻣﺎﺋﺔ ،واﻟﻣﺗــوﻓﻰ ﻓــﻲ ﺳــﻧﺔ ﺗﺳــﻊ
وﺳ ــﺗﻳن وﺳ ــﺑﻌﻣﺎﺋﺔ ﻣ ــن اﻟﻬﺟـ ـرة ،وﻟ ــم ﻳﻛ ــن ﻳ ــدور ﺑﺧﻠ ــدي -ﻋﻠ ــم اﷲ -أن ﺗﻌﻠﻳﻘ ــﺎﺗﻲ ﻫ ــذﻩ
ﺳﺗﺣوز ﻗﺑوﻝ اﻟﻧﺎس ورﺿﺎﻫم ،وأﻧﻬﺎ ﺳﺗﺣﻝ ﻣن أﻧﻔﺳﻬم اﻟﻣﺣﻝ اﻟذي ﺣﻠﺗﻪ ،ﺑـﻝ ﻛﻧـت أﻗـوﻝ
ﻓــﻲ ﻧﻔﺳــﻲ " :إﻧــﻪ أﺛــر ﻳــذﻛرﻧﻲ ﺑــﻪ اﻹﺧ ـوان واﻷﺑﻧــﺎء ،وﻟﻌﻠــﻪ ﻳﺟﻠــب ﻟــﻲ دﻋــوة رﺟــﻝ ﺻــﺎﻟﺢ
ﻓﺄﻛون ﺑذﻟك ﻣن اﻟﻔﺎﺋزﻳن ".
ﺛم ﺟرت اﻷﻳﺎم ﺑﻐﻳر ﻣﺎ ﻛﻧت أرﺗﻘب ،ﻓﺈذا اﻟﻛﺗﺎب ﻳروق ﻗـراءﻩ ،وﻳﻧـﺎﻝ ﻣـﻧﻬم اﻹﻋﺟـﺎب ﻛـﻝ
اﻹﻋﺟــﺎبٕ ،واذا ﻫــم ﻳطﻠﺑــون إﻟــﻲ ﻓــﻲ إﻟﺣــﺎح أن أﻋﻳــد طﺑﻌــﻪ ،وﻟــم ﻳﻛــن ﻗــد ﻣﺿــﻰ ﻋﻠــﻰ
ظﻬــورﻩ ﺳــﻧﺗﺎن ،وﻟــم أﺷــﺄ أن أﺟﻳــب ﻫــذﻩ اﻟرﻏﺑــﺔ إﻻ ﺑﻌــد أن أﻋﻳــد اﻟﻧظــر ﻓﻳــﻪ ،ﻓﺄﺻــﻠﺢ ﻣــﺎ
ﻋﺳﻰ أن ﻳﻛون ﻗد ﻓرط ﻣﻧﻲ ،أو أﺗﻣم ﺑﺣﺛﺎ ،أو أﺑـدﻝ ﻋﺑـﺎرة ﺑﻌﺑـﺎرة أﺳـﻬﻝ ﻣﻧﻬـﺎ وأدﻧـﻰ إﻟـﻰ
اﻟﻘﺻد ،أو أﺿﺑط ﻣﺛﺎﻻ أو ﻛﻠﻣﺔ ﻏﻔﻠت ﻋن ﺿﺑطﻬﺎ ،أو ﻣﺎ أﺷﺑﻪ ذﻟك ﻣن وﺟوﻩ اﻟﺗﺣﺳـﻳن
اﻟﺗﻲ أﺳﺗطﻳﻊ أن أﻛﺎﻓﺊ ﺑﻬﺎ ﻫـؤﻻء اﻟـذﻳن أروا ﻓـﻲ ﻋﻣﻠـﻲ ﻫـذا ﻣـﺎ ﻳﺳـﺗﺣق اﻟﺗﺷـﺟﻳﻊ واﻟﺗﻧوﻳـﻪ
ﺑــﻪ واﻹﺷــﺎدة ﺑــذﻛرﻩ ،وﻣــﺎ ازﻟــت اﻟﻌواﺋــق ﺗــدﻓﻌﻧﻲ ﻋــن اﻟﻘﻳــﺎم ﺑﻬــذﻩ اﻷﻣﻧﻳــﺔ اﻟﺷـرﻳﻔﺔ وﺗــذودﻧﻲ
ﻋن اﻟﻌﻣﻝ ﻟﺗﺣﻘﻳﻘﻬﺎ ،ﺣﺗﻰ أذن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،ﻓﺳﻧﺣت ﻟﻲ اﻟﻔرﺻﺔ ،ﻓﻠـم أﺗـﺄﺧر ﻋـن اﻫﺗﺑﺎﻟﻬـﺎ،
٢
وﻋﻣدت إﻟﻰ اﻟﻛﺗـﺎب ،ﻓﺄﻋﻣﻠـت ﻓـﻲ ﺗﻌﻠﻳﻘـﺎﺗﻲ ﻳـد اﻹﺻـﻼح واﻟزﻳـﺎدة واﻟﺗﻬـذﻳب ،ﻛﻣـﺎ أﻋﻣﻠـت
ﻓﻲ أﺻـﻠﻪ ﻳـد اﻟﺗﺻـﺣﻳﺢ واﻟﺿـﺑط واﻟﺗﺣرﻳـر ،وﺳـﻳﺟد ﻛـﻝ ﻗـﺎرئ أﺛـر ذﻟـك واﺿـﺣﺎ ،إن ﺷـﺎء
اﷲ.
واﷲ ﺳ ــﺑﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌ ــﺎﻟﻰ ! اﻟﻣﺳ ــﺋوﻝ أن ﻳ ــوﻓﻘﻧﻲ إﻟ ــﻰ ﻣرﺿ ــﺎﺗﻪ ،وأن ﻳﺟﻌ ــﻝ ﻋﻣﻠ ــﻲ ﺧﺎﻟﺻ ــﺎ
ﻟوﺟﻬﻪ ،وأن ﻳﻛﺗﺑﻧﻲ وﻳﻛﺗﺑﻪ ﻋﻧدﻩ ﻣن اﻟﻣﻘﺑوﻟﻳن ،آﻣﻳن.
٣
ﻣﻘدﻣﺔ اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ
ﺑﺳم اﷲ اﻟرﺣﻣن اﻟرﺣﻳم
اﻟﺣﻣد ﷲ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻣﺎﺋﻪ ،وﺻﻼﺗﻪ وﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺧـﺎﺗم أﻧﺑﻳﺎﺋـﻪ ،وﻋﻠـﻰ آﻟـﻪ وأﺻـﺣﺎﺑﻪ وأوﻟﻳﺎﺋـﻪ
اﻟﻠﻬم إﻧﻲ أﺣﻣدك أرﺿﻰ اﻟﺣﻣـد ﻟـك ،وأﺣـب اﻟﺣﻣـد إﻟﻳـك ،وأﻓﺿـﻝ اﻟﺣﻣـد ﻋﻧـدك ،ﺣﻣـدا ﻻ
ﻳﻧﻘطﻊ ﻋددﻩ ،وﻻ ﻳﻔﻧﻰ ﻣددﻩ.
وأﺳﺄﻟك اﻟﻣزﻳد ﻣن ﺻﻠواﺗك وﺳﻼﻣك ﻋﻠﻰ ﻣﺻدر اﻟﻔﺿـﺎﺋﻝ ،اﻟـذي ظـﻝ ﻣﺎﺿـﻳﺎ ﻋﻠـﻰ ﻧﻔـﺎذ
أﻣرك ،ﺣﺗﻰ أﺿـﺎء اﻟطرﻳـق ﻟﻠﺧـﺎﺑط ،وﻫـدى اﷲ ﺑـﻪ اﻟﻘﻠـوب ،وأﻗـﺎم ﺑـﻪ ﻣوﺿـﺣﺎت اﻷﻋـﻼم:
ﺳﻳدﻧﺎ ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﺑد اﷲ أﻓﺿﻝ ﺧﻠق اﷲ ،وأﻛرﻣﻬم ﻋﻠﻳﻪ ،وأﻋﻼﻫم ﻣﻧزﻟﺔ ﻋﻧدﻩ ،ﺻـﻠﻰ اﷲ
ﻋﻠﻳﻪ وﻋﻠﻰ ﺻﺣﺎﺑﺗﻪ اﻷﺧﻳﺎر ،وآﻟﻪ اﻷﺑرار.
ﺛم أﻣﺎ ﺑﻌد ،ﻓﻠﻌﻠك ﻻ ﺗﺟد ﻣؤﻟﻔﺎ -ﻣﻣـن ﺻـﻧﻔوا ﻓـﻲ ﻗواﻋـد اﻟﻌرﺑﻳـﺔ -ﻗـد ﻧـﺎﻝ ﻣـن اﻟﺣظـوة
ﻋﻧــد اﻟﻧــﺎس ،واﻹﻗﺑــﺎﻝ ﻋﻠــﻰ ﺗﺻــﺎﻧﻳﻔﻪ :ﻗ ـراءةٕ ،واﻗ ـراء ،وﺷــرﺣﺎ ،وﺗﻌﻠﻳﻘــﺎ ،ﻣﺛــﻝ أﺑــﻲ ﻋﺑــد اﷲ
ﻣﺣﻣد ﺟﻣﺎﻝ اﻟدﻳن ﺑن ﻋﺑد اﷲ ﺑن ﻣﺎﻟك ،ﺻﺎﺣب اﻟﺗـﺂﻟﻳف اﻟﻣﻔﻳـدة ،واﻟﺗﺻـﻧﻳﻔﺎت اﻟﻣﻣﺗﻌـﺔ،
وأﻓﺿﻝ ﻣن ﻛﺗب ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻟﻌرﺑﻳﺔ ﻣن أﻫﻝ طﺑﻘﺗﻪ ﻋﻠﻣﺎ ،وأوﺳﻌﻬم اطﻼﻋـﺎ ،وأﻗـدرﻫم ﻋﻠـﻰ
اﻻﺳﺗﺷﻬﺎد ﻟﻣﺎ ﻳرى ﻣن اﻵراء ﺑﻛﻼم اﻟﻌرب ،ﻣﻊ ﺗﺻون ،وﻋﻔﺔ ،ودﻳن ،وﻛﻣﺎﻝ ﺧﻠق.
ﻓﻼﺑــن ﻣﺎﻟــك ﻣؤﻟﻔــﺎت ﻓــﻲ اﻟﻌرﺑﻳــﺔ ﻛﺛﻳـرة ﻣﺗﻌــددة اﻟﻣﺷــﺎرب ،ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ اﻟﻣﻧــﺎﺣﻲ ،وﻗــﻝ أن ﺗﺟــد
ﻣن ﺑﻳﻧﻬﺎ ﻛﺗﺎﺑـﺎ ﻟـم ﻳﺗﻧﺎوﻟـﻪ اﻟﻌﻠﻣـﺎء ﻣﻧـذ زﻣﻧـﻪ إﻟـﻰ اﻟﻳـوم :ﺑـﺎﻟﻘراءة ،واﻟﺑﺣـث ،وﺑﻳـﺎن ﻣﻌﺎﻧﻳـﻪ:
ﺑوﺿﻊ اﻟﺷروح اﻟواﻓﻳﺔ واﻟﺗﻌﻠﻳﻘﺎت ﻋﻠﻳﻪ.
وﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣؤﻟﻔﺎت ﻛﺗﺎﺑﻪ " اﻟﺧﻼﺻﺔ " اﻟذي اﺷﺗﻬر ﺑﻳن اﻟﻧﺎس ﺑﺎﺳم " اﻷﻟﻔﻳﺔ " )(١
__________
) (١ﺗﺳــﻣﻳﺔ " اﻷﻟﻔﻳــﺔ " ﻣــﺄﺧوذة ﻣــن ﻗوﻟــﻪ ﻓــﻲ أوﻟﻬــﺎ" :وأﺳــﺗﻌﻳن اﷲ ﻓــﻲ أﻟﻔﻳــﻪ ...ﻣﻘﺎﺻــد
اﻟﻧﺣو ﺑﻬﺎ ﻣﺣوﻳﻪ"
٤
وﺗﺳـﻣﻳﺔ " اﻟﺧﻼﺻــﺔ " ﻣــﺄﺧوذة ﻣــن ﻗوﻟـﻪ ﻓــﻲ آﺧرﻫــﺎ :ﺣــوى ﻣـن اﻟﻛﺎﻓﻳــﺔ اﻟﺧﻼﺻــﻪ ...ﻛﻣــﺎ
اﻗﺗﺿﻰ رﺿﺎ ﺑﻼ ﺧﺻﺎﺻﻪ
واﻟــذي ﺟﻣــﻊ ﻓﻳــﻪ ﺧﻼﺻــﺔ ﻋﻠﻣــﻲ اﻟﻧﺣــو واﻟﺗﺻـرﻳف ،ﻓــﻲ أرﺟــوزة ظرﻳﻔــﺔ ،ﻣــﻊ اﻹﺷــﺎرة إﻟــﻰ
ﻣذاﻫب اﻟﻌﻠﻣﺎء ،وﺑﻳﺎن ﻣﺎ ﻳﺧﺗﺎرﻩ ﻣن اﻵراء ،أﺣﻳﺎﻧﺎ.
وﻗد ﻛﺛر إﻗﺑﺎﻝ اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب ﻣن ﺑﻳن ﻛﺗﺑﻪ ﺑﻧوع ﺧﺎص ،ﺣﺗﻰ طوﻳت ﻣﺻﻧﻔﺎت
أﺋﻣــﺔ اﻟﻧﺣــو ﻣــن ﻗﺑﻠــﻪ ،وﻟــم ﻳﻧﺗﻔــﻊ ﻣــن ﺟــﺎء ﺑﻌــدﻩ ﺑــﺄن ﻳﺣــﺎﻛوﻩ أو ﻳــدﻋوا أﻧﻬــم ﻳزﻳــدون ﻋﻠﻳــﻪ
وﻳﻧﺗﺻــﻔون ﻣﻧــﻪ ،وﻟــو ﻟــم ﻳﺷــر ﻓــﻲ ﺧطﺑﺗــﻪ إﻟــﻰ أﻟﻔﻳــﺔ اﻹﻣــﺎم اﻟﻌﻼﻣــﺔ ﻳﺣﻳــﻰ زﻳــن اﻟــدﻳن ﺑــن
ﻋﺑد اﻟﻧور اﻟزواوي اﻟﺟ ازﺋـري ،اﻟﻣﺗـوﻓﻰ ﺑﻣﺻـر ﻓـﻲ ﻳـوم اﻻﺛﻧـﻳن آﺧـر ﺷـﻬر ذي اﻟﻘﻌـدة ﻣـن
ﺳﻧﺔ ٦٢٧ﻫـ واﻟﻣﻌروف ﺑﺎﺑن ﻣﻌط -ﻟﻣﺎ ذﻛرﻩ اﻟﻧﺎس ،وﻻ ﻋرﻓوﻩ .
وﺷروح ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب أﻛﺛر ﻣن أن ﺗﺗﺳﻊ ﻫـذﻩ اﻟﻛﻠﻣـﺔ اﻟﻣـوﺟزة ﻟﺗﻌـدادﻫﺎ ،وﺑﻳـﺎن ﻣزاﻳﺎﻫـﺎ ،وﻣـﺎ
اﻧﻔرد ﺑﻪ ﻛﻝ ﺷـرح ،وأﻛﺛرﻫـﺎ ﻷﻛـﺎﺑر اﻟﻌﻠﻣـﺎء وﻣﺑـرزﻳﻬم :ﻛﺎﻹﻣـﺎم أﺑـﻲ ﻣﺣﻣـد ﻋﺑـد اﷲ ﺟﻣـﺎﻝ
اﻟــدﻳن ﺑــن ﻳوﺳــف ﺑــن أﺣﻣــد ﺑــن ﻋﺑــد اﷲ ﺑــن ﻫﺷــﺎم اﻷﻧﺻــﺎري اﻟﺷــﺎﻓﻌﻲ اﻟﺣﻧﺑﻠــﻲ ،اﻟﻣﺗــوﻓﻰ
ﻟﻳﻠــﺔ اﻟﺟﻣﻌــﺔ ،اﻟﺧــﺎﻣس ﻣــن ﺷــﻬر ذي اﻟﻘﻌــدة ﻣــن ﺳــﻧﺔ ٧٦١ﻫ ــ ،واﻟــذي ﻳﻘــوﻝ ﻋﻧ ـﻪ اﺑــن
ﺧﻠــدون " :ﻣﺎزﻟﻧــﺎ وﻧﺣــن ﺑــﺎﻟﻣﻐرب ﻧﺳــﻣﻊ أﻧــﻪ ظﻬــر ﺑﻣﺻــر ﻋــﺎﻟم ﺑﺎﻟﻌرﺑﻳــﺔ -ﻳﻘــﺎﻝ ﻟــﻪ اﺑــن
ﻫﺷﺎم -أﻧﺣﻰ ﻣن ﺳﻳﺑوﻳﻪ " اﻫـ.
وﻗد ﺷرح اﺑن ﻫﺷﺎم اﻟﺧﻼﺻﺔ ﻣرﺗﻳن :إﺣداﻫﻣﺎ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ " أوﺿﺢ اﻟﻣﺳﺎﻟك ،إﻟﻰ أﻟﻔﻳﺔ اﺑن
ﻣﺎﻟك ) ،" (١) (١واﻟﺛﺎﻧﻳﺔ ﻓﻲ ﻛﺗﺎب ﺳﻣﺎﻩ " دﻓﻊ اﻟﺧﺻﺎﺻﺔ ،ﻋن ﻗراء اﻟﺧﻼﺻﺔ " وﻳﻘﺎﻝ:
إﻧــﻪ أرﺑــﻊ ﻣﺟﻠــدات ،وﻳﻘــوﻝ اﻟﺳــﻳوطﻲ ﺑﻌــد ذﻛــر ﻫــذﻳن اﻟﻛﺗــﺎﺑﻳن " وﻟــﻪ ﻋــدة ﺣ ـواش ﻋﻠــﻰ
اﻷﻟﻔﻳﺔ واﻟﺗﺳﻬﻳﻝ " اﻫـ.
وﻣﻣن ﺷرح اﻟﺧﻼﺻﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣﺣﻣد ﺑدر اﻟدﻳن ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﺑـد اﷲ ﺑـن ﻣﺎﻟـك ،اﻟﻣﺗـوﻓﻰ
ﺑدﻣﺷق ﻓﻲ ﻳوم اﻷﺣد ،اﻟﺛﺎﻣن ﻣن ﺷﻬر اﻟﻣﺣرم ،ﺳﻧﺔ ٦٨٦ﻫـ ،وﻫو اﺑن اﻟﻧﺎظم..
٥
__________
) (١ﻗــد أﺧرﺟﻧــﺎ ﻫــذا اﻟﻛﺗــﺎب إﺧ ارﺟــﺎ ﺟﻳــدا ،وﺷــرﺣﻧﺎﻩ ﺛﻼﺛــﺔ ﺷــروح أﺧرﺟﻧــﺎ ﻣﻧﻬــﺎ اﻟــوﺟﻳز
واﻟوﺳﻳط ،وﻧﺳﺄﻝ اﷲ أن ﻳوﻓق ﻹﺧراج اﻟﺑﺳﻳط ،ﻓﻘد أودﻋﻧﺎﻩ ﻣﺎﻻ ﻳﺣﺗﺎج طﺎﻟب ﻋﻠم اﻟﻌرﺑﻳﺔ
إﻟﻰ ﻣﺎ وراءﻩ.
وﻣــﻧﻬم اﻟﻌﻼﻣــﺔ اﻟﺣﺳــن ﺑــدر اﻟــدﻳن ﺑــن ﻗﺎﺳــم ﺑــن ﻋﺑــد اﷲ ﺑــن ﻋﻣــر ،اﻟﻣ ـرادي ،اﻟﻣﺻــري
اﻟﻣﺗوﻓﻰ ﻓﻲ ﻳوم ﻋﻳد اﻟﻔطر ﺳﻧﺔ ٨٤٩ﻫـ.
وﻣﻧﻬم اﻟﺷﻳﺦ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن زﻳن اﻟدﻳن أﺑو ﺑﻛر اﻟﻣﻌروف ﺑﺎﺑن اﻟﻌﻳﻧﻲ اﻟﺣﻧﻔﻲ اﻟﻣﺗوﻓﻰ ﺳـﻧﺔ
٨٤٩ﻫ ـ وﻣــﻧﻬم اﻟﺷـﻳﺦ ﻋﺑــد اﻟــرﺣﻣن ﺑـن ﻋﻠــﻲ ﺑـن ﺻــﺎﻟﺢ اﻟﻣﻛــودي ،اﻟﻣﺗـوﻓﻰ ﺑﻣدﻳﻧــﺔ ﻓــﺎس
ﺳﻧﺔ ٨٠١ﻫـ
وﻣﻧﻬم أﺑو ﻋﺑد اﷲ ﻣﺣﻣد ﺷﻣس اﻟدﻳن ﺑن أﺣﻣـد ﺑـن ﻋﻠـﻲ ﺑـن ﺟـﺎﺑر ،اﻟﻬـواري ،اﻷﻧدﻟﺳـﻲ،
اﻟﻣرﺳﻳﻧﻲ ،اﻟﺿرﻳر.
وﻣﻧﻬم أﺑو اﻟﺣﺳن ﻋﻠﻲ ﻧور اﻟدﻳن ﺑن ﻣﺣﻣد اﻟﻣﺻري ،اﻷﺷﻣوﻧﻲ ،اﻟﻣﺗوﻓﻰ ﻓﻲ ﺣدود ﺳﻧﺔ
٩٠٠ﻫـ ).(١
وﻣﻧﻬم اﻟﺷﻳﺦ إﺑراﻫﻳم ﺑرﻫﺎن اﻟدﻳن ﺑن ﻣوﺳﻰ ﺑـن أﻳـوب ،اﻻﺑﻧﺎﺳـﻲ ،اﻟﺷـﺎﻓﻌﻲ ،اﻟﻣﺗـوﻓﻰ ﻓـﻲ
ﺷﻬر اﻟﻣﺣرم ﻣن ﺳﻧﺔ ٨٠٢ﻫـ .
وﻣــﻧﻬم اﻟﺣــﺎﻓظ ﻋﺑــد اﻟــرﺣﻣن ﺟــﻼﻝ اﻟــدﻳن ﺑــن أﺑــﻲ ﺑﻛــر اﻟﺳــﻳوطﻲ ،اﻟﻣﺗــوﻓﻰ ﺳــﻧﺔ ٩١١ﻫ ـ
وﻣﻧﻬم اﻟﺷﻳﺦ ﻣﺣﻣد ﺑن ﻗﺎﺳم اﻟﻐزي ،أﺣد ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ اﻟﻬﺟري.
وﻣــﻧﻬم أﺑــو اﻟﺧﻳــر ﻣﺣﻣــد ﺷــﻣس اﻟــدﻳن ﺑــن ﻣﺣﻣــد ،اﻟﺧطﻳ ــب ،اﻟﻣﻌــروف ﺑ ــﺎﺑن اﻟﺟ ــزري،
اﻟﻣﺗوﻓﻰ ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ٨٣٣ﻫـ .
وﻣﻧﻬم ﻗﺎﺿـﻲ اﻟﻘﺿـﺎة ﻋﺑـد اﷲ ﺑﻬـﺎء اﻟـدﻳن ﺑـن ﻋﺑـد اﷲ ﺑـن ﻋﺑـد اﻟـرﺣﻣن ﺑـن ﻋﺑـد اﷲ اﺑـن
ﻋﻘﻳﻝ ،اﻟﻘرﺷﻲ ،اﻟﻬﺎﺷﻣﻲ ،اﻟﻌﻘﻳﻠﻲ -ﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ ﻋﻘﻳﻝ ﺑن أﺑﻲ طﺎﻟب -اﻟﻬﻣداﻧﻲ اﻷﺻﻝ،
ﺛم اﻟﺑﺎﻟﺳﻲ ،اﻟﻣﺻري ،اﻟﻣوﻟود ﻓﻲ ﻳوم اﻟﺟﻣﻌﺔ ،اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻣن ﺷـﻬر اﻟﻣﺣـرم ﻣـن ﺳـﻧﺔ ،٦٩٨
٦
واﻟﻣﺗ ــوﻓﻰ ﺑﺎﻟﻘ ــﺎﻫرة ﻓ ــﻲ ﻟﻳﻠ ــﺔ اﻷرﺑﻌ ــﺎء اﻟﺛﺎﻟ ــث واﻟﻌﺷــرﻳن ﻣ ــن ﺷ ــﻬر رﺑﻳ ــﻊ اﻷوﻝ ٧٦٩ﻫـ ــ،
وﺷرﺣﻪ ﻫو اﻟذي ﻧﻌﺎﻧﻲ إﺧراﺟﻪ ﻟﻠﻧﺎس اﻟﻳوم..
__________
) (١ﻗد أﺧرﺟﻧﺎ ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب إﺧراﺟﺎ دﻗﻳﻘﺎ ،وﺷرﺣﻧﺎﻩ ﺷرﺣﺎ ﺷﺎﻣﻼ ﺟﺎﻣﻌﺎ ﻟﺷـﺗﺎت اﻟﻔـن وأدﻟـﺔ
ﻣﺳــﺎﺋﻠﻪ ،وظﻬــر ﻣﻧــﻪ -ﻣﻧــذ ﻋﻬــد ﺑﻌﻳــد -أرﺑــﻊ ﻣﺟﻠــدات ﺿــﺧﺎم ،واﷲ اﻟﻣﺳــﺋوﻝ أن ﻳوﻓــق
ﻹﻛﻣﺎﻝ إظﻬﺎرﻩ ﺑﻣﻧﻪ وﻓﺿﻠﻪ.
وﻗد ﺷرح اﻟﻛﺗﺎب -ﻏﻳر ﻫؤﻻء -اﻟﻛﺛﻳر ﻣن اﻟﻌﻠﻣﺎء ،وﻟﺳت ﺗﺟد ﺷرﺣﺎ ﻣـن ﻫـذﻩ اﻟﺷـروح
ﻟم ﻳﺗﻧﺎوﻟﻪ اﻟﻌﻠﻣﺎء :ﺑﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻳﻪ ،وﺑﻳﺎن ﻣﺎ ﻓﻳﻪ ﻣن إﺷﺎراتٕ ،واﻛﻣـﺎﻝ ﻣـﺎ ﻋﺳـﻰ أن ﻳﺷـﺗﻣﻝ
ﻋﻠﻳــﻪ ﻣــن ﻧﻘــص ،وﻛــﻝ ذﻟــك ﺑﺑرﻛــﺔ ﺻــﺎﺣب اﻷﺻــﻝ اﻟﻣﺷــروح ،وﺑﻣــﺎ ذاع ﻟــﻪ ﺑــﻳن أﺳــﺎطﻳن
اﻟﻌﻠم ﻣن ﺷﻬرة ﺑﺎﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﻌرﺑﻳﺔ وﺳﻌﺔ اﻟﺑﺎع .
وﻫــذﻩ اﻟﺷــروح ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ،ﻓﻔﻳﻬــﺎ اﻟﻣﺧﺗﺻــر ،وﻓﻳﻬــﺎ اﻟﻣطــوﻝ ،ﻓﻳﻬــﺎ اﻟﻣﺗﻌﻘــب ﺻــﺎﺣﺑﻪ ﻟﻠﻧــﺎظم
ﻳﺗﺣﺎﻣﻝ ﻋﻠﻳﻪ ،وﻳﺗﻠﻣس ﻟﻪ اﻟﻣزاﻟق ،وﻓﻳﻬﺎ اﻟﻣﺗﺣﻳز ﻟﻪ ،واﻟﻣﺻـﺣﺢ ﻟﻛـﻝ ﻣـﺎ ﻳﺟـﺊ ﺑـﻪ ،وﻓﻳﻬـﺎ
اﻟذي اﺗﺧذ ﺻﺎﺣﺑﻪ طرﻳﻘﺎ وﺳطﺎ ﺑﻳن اﻹﻳﺟﺎز واﻹطﻧﺎب ،واﻟﺗﺣﺎﻣﻝ واﻟﺗﺣﻳز.
وﻣــن ﻫــؤﻻء اﻟــذﻳن ﺳــﻠﻛوا طرﻳﻘــﺎ ﺑــﻳن اﻟط ـرﻳﻘﻳن ﺑﻬــﺎء اﻟــدﻳن ﺑــن ﻋﻘﻳــﻝ ،ﻓﺈﻧــﻪ ﻟــم ﻳﻌﻣــد إﻟــﻰ
اﻹﻳﺟﺎز ﺣﺗﻰ ﻳﺗرك ﺑﻌض اﻟﻘواﻋد اﻟﻬﺎﻣﺔ ،وﻟم ﻳﻘﺻد إﻟﻰ اﻹطﻧـﺎب ،ﻓﻳﺟﻣـﻊ ﻣـن ﻫﻧـﺎ وﻣـن
ﻫﻧـﺎ ،وﻳﺑــﻳن ﺟﻣﻳــﻊ ﻣــذاﻫب اﻟﻌﻠﻣــﺎء ووﺟــوﻩ اﺳــﺗدﻻﻟﻬم ،وﻟــم ﻳﺗﻌﺳــف ﻓــﻲ ﻧﻘــد اﻟﻧــﺎظم :ﺑﺣــق،
وﺑﻐﻳر ﺣق ،ﻛﻣﺎ ﻟم ﻳﻧﺣز ﻟﻪ ﺑﺣﻳث ﻳﺗﻘﺑﻝ ﻛﻝ ﻣﺎ ﻳﺟﺊ ﺑﻪ :واﻓق اﻟﺻواب ،أو ﻟم ﻳواﻓﻘﻪ.
وﻟﺻﺎﺣب ﻫذا اﻟﺷرح ﻣن اﻟﺷـﻬرة ﻓـﻲ اﻟﻔـن واﻟﺑ ارﻋـﺔ ﻓﻳـﻪ ،وﻣـن اﻟﺑرﻛـﺔ واﻹﺧـﻼص ﻣـﺎ دﻓـﻊ
ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻌرﺑﻳﺔ إﻟﻰ ﻗراءة ﻛﺗﺎﺑﻪ واﻻﻛﺗﻔﺎء ﺑﻪ ﻋن أﻛﺛر ﺷروح اﻟﺧﻼﺻﺔ .
وﻗد أردت أن أﻗوم ﻟﻬذا اﻟﻛﺗﺎب ﺑﻌﻣﻝ أﺗﻘرب ﺑﻪ إﻟﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،ﻓرأﻳت -ﻓﻲ أوﻝ اﻷﻣر -
أن أﺗﻣــم ﻣــﺎ ﻗﺻـر ﻓﻳــﻪ ﻣــن اﻟﺑﺣــث :ﻓــﺄﺑﻳن اﺧــﺗﻼف اﻟﻧﺣــوﻳﻳن واﺳــﺗدﻻﻻﺗﻬم ﺛــم ﻧظــرت ﻓــﺈذا
ذﻟك ﻳﺧرج ﺑﺎﻟﻛﺗﺎب ﻋن أﺻﻝ اﻟﻐرض ﻣﻧﻪ ،وﻗد ﻳﻛون اﻹطﻧﺎب ﺑﺎﻋﺛﺎ ﻋﻠﻰ اﻻزورار ﻋﻧﻪ،
٧
وﻧﺣــن ﻓــﻲ زﻣــن أﻗــﻝ ﻣــﺎ ﻓﻳــﻪ ﻣــن ﻋــﺎب أﻧــك ﻻ ﺗﺟــد راﻏﺑــﺎ ﻓــﻲ ﻋﻠــوم اﻟﻌــرب إﻻ ﻓــﻲ اﻟﻘﻠﻳــﻝ
اﻟﻧﺎدر ،ﻷﻧﻬم ﻗوم ذﻫﺑت ﻣدﻧﻳﺗﻬم ،وداﻟت دوﻟﺗﻬم ،وأﺻﺑﺣت اﻟﻐﻠﺑﺔ ﻟﻐﻳرﻫم.
ﻓﺎﻛﺗﻔﻳــت ﺑﻣــﺎ ﻻ ﺑــد ﻣﻧــﻪ ،ﻣــن إﻋــراب أﺑﻳــﺎت اﻷﻟﻔﻳــﺔ ،وﺷــرح اﻟﺷ ـواﻫد ﺷــرﺣﺎ وﺳــطﺎ ﺑــﻳن
اﻻﻗﺗﺻــﺎر واﻹﺳــﻬﺎب ،وﺑﻳــﺎن ﺑﻌــض اﻟﻣﺑﺎﺣــث اﻟﺗــﻲ أﺷــﺎر إﻟﻳﻬــﺎ اﻟﺷــﺎرح أو أﻏﻔﻠﻬــﺎ ﺑﺗــﺔ ﻓــﻲ
ﻋﺑﺎرة واﺿﺣﺔ وﻓـﻲ إﻳﺟـﺎز دﻗﻳـق ،واﻟﺗـذﻳﻳﻝ ﺑﺧﻼﺻـﺔ ﻣﺧﺗﺻـرة ﻓـﻲ ﺗﺻـرﻳف اﻷﻓﻌـﺎﻝ ،ﻓـﺈن
اﺑن ﻣﺎﻟك ﻗد أﻏﻔﻝ ذﻟك ﻓﻲ " أﻟﻔﻳﺗﻪ " ،ووﺿﻊ ﻟﻪ ﻻﻣﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،ﺳﻣﺎﻫﺎ " ﻻﻣﻳﺔ اﻷﻓﻌﺎﻝ ".
وأرﻳــد أن أﻧﺑﻬــك إﻟــﻰ أﻧﻧــﻲ وﻓﻘــت ﻓــﻲ ﺗﺻــﺣﻳﺢ ﻫــذﻩ اﻟﻣطﺑوﻋــﺔ ﺗﺻــﺣﻳﺣﺎ دﻗﻳﻘــﺎ ،ﻓــﺈن ﻧﺳــﺦ
اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺗﻲ ﻓﻲ أﻳدي اﻟﻧﺎس -رﻏم ﻛﺛرﺗﻬﺎ ،وﺗﻌدد طﺑﻌﻬـﺎ -ﻟـﻳس ﻓﻳﻬـﺎ ﻧﺳـﺧﺔ ﺑﻠﻐـت ﻣـن
اﻹﺗﻘﺎن ﺣدا ﻳﻧﻔﻲ ﻋﻧك اﻟرﻳب واﻟﺗوﻗف ،ﻓﺈﻧك ﻟﺗﺟـد ﻓـﻲ ﺑﻌﺿـﻬﺎ زﻳـﺎدة ﻟﻳﺳـت ﻓـﻲ ﺑﻌﺿـﻬﻣﺎ
اﻵﺧــر ،وﺗﺟــد ﺑﻳﻧﻬــﺎ ﺗﻔﺎوﺗــﺎ ﻓــﻲ اﻟﺗﻌﺑﻳــر ،وﻗــد ﺟﻣــﻊ اﷲ ﺗﻌــﺎﻟﻰ ﻟــﻲ ﺑــﻳن اﺛﻧﺗــﻲ ﻋﺷـرة ﻧﺳــﺧﺔ
ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ،ﻓــﻲ زﻣــﺎن اﻟطﺑــﻊ ،وﻣﻛﺎﻧــﻪ ،وﻳﺳــر ﻟــﻲ -ﺳــﺑﺣﺎﻧﻪ ! -ﻣﻌﺎرﺿــﺔ ﺑﻌﺿــﻬﺎ ﺑــﺑﻌض،
ﻓﺎﺳﺗﺧﻠﺻت ﻟك ﻣن ﺑﻳﻧﻬﺎ أﻛﻣﻠﻬﺎ ﺑﻳﺎﻧﺎ ،وأﺻﺣﻬﺎ ﺗﻌﺑﻳرا ،وأدﻧﺎﻫﺎ إﻟﻰ ﻣﺎ أﺣب ﻟك ،ﻓﺟﺎءت
ﻓﻳﻣﺎ أﻋﺗﻘد ﺧﻳر ﻣﺎ أﺧرج ﻟﻠﻧﺎس ﻣن ﻣطﺑوﻋﺎت ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب.
واﷲ ﺳﺑﺣﺎﻧﻪ ! اﻟﻣﺳﺋوﻝ أن ﻳﻧﻔـﻊ ﺑﻬـذا اﻟﻌﻣـﻝ ﻋﻠـﻰ ﻗـدر اﻟﻌﻧـﺎء ﻓﻳـﻪ ،وأن ﻳﺟﻌﻠـﻪ ﻓـﻲ ﺳـﺑﻳﻝ
اﻹﺧﻼص ﻓﻳﻪ ﻟوﺟﻬﻪ ،إﻧﻪ اﻟرب اﻟﻣﻌﻳن ،وﻋﻠﻳﻪ اﻟﺗﻛﻼن
٨
بسم ﷲ الرحمن الرحيم
قال محمد ھو ابن مالك ...أحمد ربي ﷲ خير مالك )(١
مصليا على النبي المصطفى ...وآله المستكملين الشرفا )(٢
__________
بس م ﷲ ال رحمن ال رحيم الحم د وح ده ،وص الته وس المه عل ى م ن ال نب ي
بعده.
) " (١قال " فعل ماض " محمد " فاعل " ھو " مبتدأ " ابن " خب ره " مال ك "
مض اف إلي ه ،وك ان ح ق " اب ن " أن يك ون نعت ا لمحم د ،ولكن ه قطع ه عن ه،
وجعله خبرا لض ميره ،واالص ل أن ذل ك إنم ا يج وز إذا ك ان المنع وت معلوم ا
بدون النعت حقيقة أو ادعاء،
كما أن األصل أنه إذا قطع النعت ع ن إتباع ه لمنعوت ه ف ي إعراب ه ينظ ر ،ف إن
كان النع ت لم دح أو ذم وج ب ح ذف العام ل ،وإن ك ان لغي ر ذل ك ج از ح ذف
العامل وذكره ،والجملة ھنا وھي قوله ھو ابن مالك ليست للمدح وال لل ذم ،ب ل
ھي للبيان ،فيجوز ذكر العامل وھو المبتدأ ،وإذا فال غب ار عل ى عب ارة الن اظم
حي ث ذك ر العام ل وھ و المبت دأ ،والجمل ة م ن المبت دأ والخب ر ال مح ل لھ ا م ن
االعراب معترضة بين الق ول وقول ه " أحم د " فع ل مض ارع ،وفاعل ه ض مير
مس تتر في ه وجوب ا تق ديره أن ا " رب ي " رب منص وب عل ى التعظ يم ،وعالم ة
نص به فتح ة مق درة عل ى م ا قب ل ي اء الم تكلم من ع م ن ظھورھ ا اش تغال آخ ر
الكلم ة بحرك ة المناس بة ،ورب مض اف وي اء الم تكلم مض اف إلي ه مبن ي عل ى
السكون في محل جر " ﷲ " عطف بيان لرب ،أو بدل منه ،منص وب بالفتح ة
الظاھرة " خير " منص وب بعام ل مح ذوف وجوب ا تق ديره أم دح ،وقي ل :ح ال
الزمة ،وخير مضاف و" مالك " مضاف إليه ،والجملة م ن أحم د وفاعل ه وم ا
تعل ق ب ه م ن المعم والت ف ي مح ل نص ب مفع ول ب ه لق ال ويق ال لھ ا :مق ول
القول.
) " (٢مصليا " حال مقدرة ،ومعنى كونھا مق درة أنھ ا تح دث فيم ا بع د ،وذل ك
ألنه ال يصلى على النبي صلوات ﷲ علي ه ف ي وق ت حم ده ،وإنم ا تق ع من ه
الصالة بعد االنتھاء من الحمد ،وصاحبھا الضمير المستتر وجوب ا ف ي أحم د "
عل ى النب ي " ج ار ومج رور متعل ق بالح ال " المص طفى " نع ت للنب ي ،وھ و
٩
مج رور بكس رة مق درة عل ى االل ف من ع م ن ظھورھ ا التع ذر " وآل ه " ال واو
عاطفة ،آل :معطوف على النبي ،وآل مضاف ،والھاء مضاف =
وأستعين ﷲ في ألفيه ...مقاصد النحو بھا محويه )(١
تقرب األقصى بلفظ موجز ...وتبسط البذل بوعد منجز )(٢
وتقتضي رضا بغير سخط ...فائقة ألفية ابن معط )(٣
__________
= إلي ه ،مبن ي عل ى الكس ر ف ي مح ل ج ر " المس تكملين " نع ت آلل ،مج رور
بالياء المكسور ما قبلھا المفتوح ما بعدھا ،النه جمع م ذكر س الم ،وفي ه ض مير
مستتر ھو فاعله " الشرفا "
بف تح الش ين :مفع ول ب ه للمس تكملين ،منص وب بالفتح ة الظ اھرة ،واالل ف
لالطالق ،أو بضم الشين نعت ثان لآلل ،مجرور بكسرة مقدرة على االلف ،إذ
ھو مقصور من الممدود -وأصله " الشرفاء " جم ع ش ريف ككرم اء وظرف اء
وعلماء في جمع كريم وظريف وعليم -وعل ى ھ ذا الوج ه يك ون مفع ول قول ه
المستكملين محذوفا ،وكأنه قد قال :مصليا على الرس ول المص طفى وعل ى آل ه
المستكملين أنواع الفضائل الشرفاء.
) " (١وأستعين " الواو حرف عطف ،أستعين :فع ل مض ارع ،وفاعل ه ض مير
مستتر فيه وجوبا تقديره أنا " ﷲ " منصوب على التعظيم ،والجملة م ن الفع ل
وفاعل ه وم ا تعل ق ب ه م ن المعم والت ف ي مح ل نص ب معطوف ة عل ى الجمل ة
السابقة الواقعة مفعوال به لق ال " ف ي ألفي ه " ج ار ومج رور متعل ق بأس تعين "
مقاص د " مبت دأ ،ومقاص د مض اف و" النح و " مض اف إلي ه " بھ ا " ج ار
ومج رور متعل ق بمحوي ة " محوي ه " خب ر المبت دأ ،وجمل ة المبت دأ وخب ره ف ي
محل جر نعت أول اللفية.
) " (٢تق رب " فع ل مض ارع ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه ج وازا تق ديره ھ ي
يعود إلى ألفية " االقصى " مفعول ب ه لتق رب " بلف ظ " ج ار ومج رور متعل ق
بتق رب " م وجز " نع ت للف ظ " وتبس ط " ال واو ح رف عط ف ،تبس ط :فع ل
مضارع ،وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره ھ ي يع ود إل ى ألفي ة أيض ا "
الب ذل " مفع ول ب ه لتبس ط " بوع د " ج ار ومج رور متعل ق بتبس ط " منج ز "
نعت لوعد ،وجملتا الفعل ين المض ارعين الل ذين ھم ا " تق رب " و" تب ذل " م ع
١٠
فاعليھما الضميرين المستترين وما يتعلق بكل منھما في محل جر عطف عل ى
الجملة الواقعة نعتا اللفية ،والجملتان نعتان ثان وثالث اللفية.
) " (٣وتقتضي " الواو حرف عطف ،تقتضي :فعل مض ارع ،وفاعل ه ض مير
مستتر فيه جوازا تق ديره ھ ي يع ود إل ى ألفي ة " رض ا " مفع ول ب ه لتقتض ي "
بغير " جار ومجرور متعلق بمحذوف نعت لرضا ،وغير مضاف و" س خط "
مضاف إليه " فائقة " =
١١
تنبيه :ابن معط ھو الشيخ زين الدين ،أبو الحسين ،يحي ى ب ن عب د المعط ي ب ن
عبد النور -الزواوي نسبة إلى زواوة ،وھي قبيل ة كبي رة كان ت تس كن بظ اھر
بجاية من أعمال إفريقيا الشمالية -الفقيه الحنفي.
ولد في سنة ،٥٦٤وأقرأ العربية م دة بمص ر ودمش ق ،وروى ع ن القاس م ب ن
عساكر وغيره ،وھو أجل تالمذة الجزولي ،وكان من المتفردين بعل م العربي ة،
وھو صاحب االلفية المشھورة وغيرھا من الكت ب الممتع ة ،وق د طبع ت ألفيت ه
في أوربا،
وللعلماء عليھا عدة شروح.
وتوفى في شھر ذي القعدة من سنة ٦٢٨بمصر ،وقبره قريب من تربة االم ام
الشافعي رضي ﷲ عنھم جميعا )انظر ترجمته في شذرات الذھب البن العم اد
،١٢٩ / ٥وفي بغية الوعاة للسيوطي ص ،٤١٦وانظ ر النج وم الزاھ رة / ٦
.٢٧٨
الكالم وما يتألف منه )(١
كالمنا لفظ مفيد كاستقم ...واسم وفعل ثم حرف الكلم )(٢
واحده كلمة والقول عم ...وكلمة بھا كالم قد يؤم )(٣
__________
) " (١الكالم " خبر لمبتدأ محذوف على تقدير مضافين ،وأصل نظ م الك الم "
ھذا باب شرح الكالم وشرح ما يتألف الكالم من ه " فح ذف المبت دأ -وھ و اس م
االشارة -ثم حذف الخبر وھو الباب ،فأقيم " شرح " مقام ه ،ف ارتفع ارتفاع ه،
ثم حذف " شرح " أيضا وأقيم " الكالم " مقامه ،فارتفع كم ا ك ان ال ذي قبل ه "
وما " الواو عاطفة و" ما " اسم موصول معطوف على الكالم بتقدير مضاف:
أي ش رح م ا يت ألف ،و" يت ألف " فع ل مض ارع ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه
جوازا تق ديره ھ و يع ود إل ى الك الم ،و" من ه " ج ار ومج رور متعل ق بيت ألف،
والجمل ة م ن الفع ل ال ذي ھ و يت ألف والفاع ل ال مح ل لھ ا م ن االع راب ص لة
الموصول.
) " (٢كالمنا " كالم :مبتدأ ،وھو مضاف ونا مضاف إليه ،مبني على السكون
ف ي مح ل ج ر " لف ظ " خب ر المبت دأ " مفي د " نع ت للف ظ ،ول يس خب را ثاني ا "
كاس تقم " إن ك ان مث اال فھ و ج ار ومج رور متعل ق بمح ذوف خب ر لمبت دأ
١٢
محذوف ،والتقدير :وذل ك كاس تقم وإن ك ان م ن تم ام تعري ف الك الم فھ و ج ار
ومجرور أيضا متعلق بمح ذوف نع ت لمفي د " واس م " خب ر مق دم " وفع ل ،ث م
حرف " معطوفان عليه االول بالواو والثاني بثم " الكلم " مبتدأ م ؤخر ،وكأن ه
قال :كالم النحاة ھو اللفظ الموصوف بوصفين أحدھما
االفادة والثاني التركيب المماثل لتركيب استقم ،والكلم ثالثة أنواع أحدھا االسم
وثانيھ ا الفع ل وثالثھ ا الح رف ،وإنم ا عط ف الفع ل عل ى االس م ب الواو لق رب
منزلته منه حيث يدل كل منھما على معنى في نفسه ،وعطف الحرف بثم لبع د
رتبته.
) " (٣واحده كلمة " مبتدأ وخبر ،والجملة مستأنفة ال محل لھا من االع راب "
والقول " مبتدأ " ع م " يج وز أن يك ون فع ال ماض يا ،وعل ى ھ ذا يك ون فاعل ه
ض ميرا مس تترا في ه ج وازا تق ديره ھ و يع ود إل ى الق ول ،والجمل ة م ن الفع ل
والفاعل ف ي مح ل رف ع خب ر المبت دأ ،ويج وز أن يك ون " ع م " اس م تفض يل -
وأصله أعم -حذفت ھمزته كما =
الكالم المصطلح عليه عند النحاة :عبارة عن اللفظ المفيد فائدة يحسن الس كوت
عليھ ا ف اللفظ ج نس يش مل الك الم والكلم ة والكل م ويش مل المھم ل ك دي ز
والمستعمل ك عمرو ومفيد أخرج المھمل وفائدة يحسن الس كوت عليھ ا أخ رج
الكلمة وبعض الكلم وھو ما تركب من ثالث كلمات فأكثر ولم يحس ن الس كوت
عليه نحو إن ق ام زي د وال يترك ب الك الم إال م ن اس مين نح و زي د ق ائم أو م ن
فعل واسم كـ" قام زي د" وكق ول المص نف "اس تقم" فإن ه ك الم مرك ب م ن فع ل
أمر وفاعل مستتر والتق دير اس تقم أن ت فاس تغنى بالمث ال ع ن أن يق ول" :فائ دة
يحسن السكوت عليھا فكأنه قال الكالم :ھو اللفظ المفيد فائدة كفائدة استقم".
وإنم ا ق ال المص نف كالمن ا ل يعلم أن التعري ف إنم ا ھ و للك الم ف ي اص طالح
النحويين ال في اصطالح اللغويين وھ و ف ي اللغ ة اس م لك ل م ا ي تكلم ب ه مفي دا
كان أو غير مفيد.
__________
= ح ذفت م ن خي ر وش ر لكث رة اس تعمالھما وأص لھما أخي ر وأش ر ،ب دليل
مجيئھما على االصل أحيانا ،كما في قول الراجز:
ب الل خي ر الن اس واب ن االخي ر وق د ق رئ )س يعلمون غ دا م ن الك ذاب االش ر(
بفتح الشين وتشديد الراء ،وعلى ھذا يك ون أص ل " ع م " أع م كم ا قلن ا ،وھ و
١٣
على ھذا الوجه خبر للمبتدأ " وكلمة " مبتدأ أول " بھا " جار ومجرور متعل ق
بيؤم اآلتي " كالم " مبتدأ ثان " قد " حرف تقليل " ي ؤم " فع ل مض ارع مبن ي
للمجھول ،ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره ھو يع ود عل ى ك الم،
والجمل ة م ن الفع ل ونائ ب الفاع ل ف ي مح ل رف ع خب ر المبت دأ الث اني ،وجمل ة
المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ االول ،ومعن ى " ي ؤم " يقص د،
وتقدير البيت :ولفظ كلمة معن ى الك الم ق د يقص د بھ ا ،يعن ي أن لف ظ الكلم ة ق د
يطل ق ويقص د بھ ا المعن ى ال ذي ي دل علي ه لف ظ الك الم ،ومث ال ذل ك م ا ذك ر
الشارح من =
والكلم :اسم جنس ) (١واحده كلمة وھي إما اسم وإما فعل وإما حرف ألنھا إن
دلت على معنى في نفسھا غير مقترنة بزم ان فھ ي االس م وإن اقترن ت بزم ان
فھي الفعل وإن لم تدل على معنى في نفسھا بل في غيرھا فھي الحرف.
والكلم :ما تركب من ثالث كلمات فأكثر كقولك إن قام زيد.
والكلم ة :ھ ي اللف ظ الموض وع لمعن ى مف رد فقولن ا الموض وع لمعن ى أخ رج
المھمل كديز وقولنا مفرد أخرج الكالم فإنه موضوع لمعنى غير مفرد
__________
= أنھم قالوا " كلمة االخالص " وقالوا " كلمة التوحيد " وأرادوا بذينك قولن ا:
" ال إله إال ﷲ " وكذلك قال عليه الصالة والسالم " :أفض ل كلم ة قالھ ا ش اعر
كلمة لبيد " وھو يريد قصيدة لبيد بن ربيع ة الع امري الت ي أولھ ا :أال ك ل ش ئ
ما خال ﷲ باطل وكل نعيم ال محالة زائل
) (١اسم الجنس على نوعين :أحدھما يقال له اسم ج نس جمع ي ،والث اني يق ال
له اسم جنس إفرادي ،فأما اسم الج نس الجمع ي فھ و " م ا ي دل عل ى أكث ر م ن
اثنين،
ويفرق بين ه وب ين واح ده بالت اء " ،والت اء غالب ا تك ون ف ي المف رد كبق رة وبق ر
وش جرة وش جر ،ومن ه كل م وكلم ة ،وربم ا كان ت زي ادة الت اء ف ي ال دال عل ى
الجمع مثل كم ء للواحد وكمأة للكثير ،وھو نادر.
وقد يك ون الف رق ب ين الواح د والكثي ر بالي اء ،ك زنج وزنج ي ،وروم وروم ي،
فأما اسم الجنس االفرادي فھو " ما يصدق على الكثير والقلي ل واللف ظ واح د "
كماء وذھب وخل وزيت.
١٤
فإن قلت :فإني أجد كثيرا من جم وع التكس ير يف رق بينھ ا وب ين مفردھ ا بالت اء
كما يفرق بين اسم الج نس الجمع ي وواح ده ،نح و ق رى وواح دة قري ة ،وم دى
وواحدة مدية ،فبماذا أفرق بين اسم الجنس الجمع ي وم ا ك ان عل ى ھ ذا الوج ه
من الجموع ؟.
فالجواب على ذلك أن تعلم أن بين النوعين اختالفا م ن وجھ ين ،الوج ه االول:
أن الجم ع الب د أن يك ون عل ى زن ة معين ة م ن زن ات الجم وع المحفوظ ة
المعروف ة ،فأم ا اس م الج نس الجمع ي ف ال يل زم في ه ذل ك ،أف ال ت رى أن بق را
وشجرا وثمرا ال يوافق زنة من زن ات الجم ع ! والوج ه الث اني :أن االس تعمال
العرب ي ج رى عل ى أن الض مير وم ا أش بھه يرج ع إل ى اس م الج نس الجمع ي
مذكرا كقول ﷲ تعالى) :إن البقر تشابه علينا( وقوله جل شأنه) :إليه =
ثم ذكر المصنف رحمه ﷲ تعالى أن الق ول يع م الجمي ع والم راد أن ه يق ع عل ى
الك الم أن ه ق ول ويق ع أيض ا عل ى الكل م والكلم ة أن ه ق ول وزع م بعض ھم أن
األصل استعماله ف ي المف رد ث م ذك ر المص نف أن الكلم ة ق د يقص د بھ ا الك الم
كقولھم في ال إله إال ﷲ كلمة اإلخالص وق د يجتم ع الك الم والكل م ف ي الص دق
وقد ينفرد أحدھما فمثال اجتماعھما قد قام زيد فإن ه ك الم إلفادت ه معن ى يحس ن
السكوت عليه وكلم ألنه مركب من ثالث كلمات ومثال انفراد الكلم إن قام زيد
) (١ومثال انفراد الكالم زيد قائم ). (٢
بالجر والتنوين والندا وأل ...ومسند لالسم تمييز حصل )(٣
ذكر المصنف رحمه ﷲ تعالى في ھذا البيت عالمات االسم.
__________
= يصعد الكلم الطيب( فأما الجمع فإن االستعمال العربي ج رى عل ى أن يع ود
الض مير إلي ه مؤنث ا ،كم ا تج د ف ي قول ه تع الى) :لھ م غ رف م ن فوقھ ا غ رف
مبني ة( وقول ه س بحانه) :وال ذين آمن وا وعمل وا الص الحات لنب وئنھم م ن الجن ة
غرفا تجري من تحتھا االنھار( ،وكقول الش اعر :ف ي غ رف الجن ة العلي ا الت ي
وجبت لھم ھناك بسعي كان مشكور ) (١لم يكن ھذا المثال ونح وه كالم ا الن ه
ال يفيد معنى يحسن السكوت عليه.
) (٢لم يكن ھذا المثال ونحوه كلما النه ليس مؤلفا من ثالث كلمات.
١٥
) " (٣ب الجر " ج ار ومج رور متعل ق بقول ه " حص ل " اآلت ي آخ ر البي ت،
ويجوز أن يكون متعلقا بمحذوف خبر مقدم مبتدؤه المؤخر ھو قوله " تميي ز "
اآلت ي " والتن وين ،والن دا ،وأل ،ومس ند " كلھ ن معطوف ات عل ى قول ه الج ر "
لالسم " جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم إن جعلت قوله بالجر متعلق ا
بحصل ،فإن جعلت بالجر خبرا مق دما -وھ و الوج ه الث اني -ك ان ھ ذا متعلق ا
بحصل " تمييز " مبتدأ مؤخر ،وقد عرفت أن خبره واحد =
فمنھا الجر :وھو يشمل الج ر ب الحرف واإلض افة والتبعي ة نح و م ررت بغ الم
زي د الفاض ل ف الغالم مج رور ب الحرف وزي د مج رور باإلض افة والفاض ل
مجرور بالتبعية وھو أشمل من قول غيره بحرف الجر ألن ھذا اليتناول الجر
باإلضافة وال الجر بالتبعية.
ومنھما التنوين :وھو )(١على أربعة أقسام(١):
تنوين التمك ين :وھ و الالح ق لألس ماء المعرب ة كزي د ورج ل إال جم ع المؤن ث
السالم نحو مسلمات وإال نحو جوار وغواش وسيأتي حكمھما)(٢
وتنوين التنكير :وھو الالحق لألسماء المبني ة فرق ا ب ين معرفتھ ا ونكرتھ ا نح و
مررت بسيبويه وبسيبويه آخر) (٣وتنوين المقابلة وھو الالح ق لجم ع المؤن ث
السالم نحو مسلمات فإنه في مقابلة النون في جمع المذكر السالم كمسلمين(٤).
وتنوين العوض وھو على ثالثة أقسام :
عوض عن جملة :وھ و ال ذي يلح ق إذ عوض ا ع ن جمل ة تك ون بع دھا كقول ه
ُون{ أي ح ين إذ بلغ ت ال روح الحلق وم فح ذف بلغ ت ظر َ تعالى} :وأ ْن ُت ْم حِي َنئ ٍذ َت ْن ُ
الروح الحلقوم وأتى بالتنوين عوضا عنه
وقسم يكون عوضا عن اسم وھو الالحق لكل عوضا عما تضاف إليه نحو كل
قائم أي كل إنسان قائم فحذف إنسان وأتى بالتنوين عوضا عنه(١).
__________
= من اثنين " حصل " فع ل م اض ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه ج وازا تق ديره
ھو يعود إلى تمييز ،والجملة في محل رفع نعت لتمييز ،وتقدير البيت :التميي ز
الحاصل بالجر والتنوين والندا وأل واالسناد ك ائن لالس م ،أو التميي ز الحاص ل
لالسم عن أخويه الفعل والح رف ك ائن ب الجر والتن وين والن داء وأل واالس ناد:
أي كائن بكل واحد من ھذه الخمسة.
١٦
) (١في نسخة " وھو أقسام " ب دون ذك ر الع دد ،والم راد -عل ى ذك ر الع دد -
أن المختص باالسم أربعة أقسام.
) (٢ومنه قول ﷲ تعالى) :قل كل يعمل على شاكلته( وقوله جل شأنه) :كل ل ه
ق انتون( وقول ه تبارك ت كلمات ه) :ك ال نم د ھ ؤالء وھ ؤالء م ن عط اء رب ك(،
ومثل = ) - ٢شرح ابن عقيل (١
وقسم يكون عوضا ع ن ح رف :وھ و الالح ق لج وار وغ واش ونحوھم ا رفع ا
وجرا نحو ھ ؤالء ج وار وم ررت بج وار فح ذفت الي اء وأت ي ب التنوين عوض ا
عنھا.
وتنوين الترنم ) : (١وھو الذي يلحق القوافي المطلقة بحرف علة كقوله:
- ١أقلى اللوم عاذل والعتابن ...وقولي إن أصبت لقد أصابن
فجيء
__________
= كل في ھذا الموضوع كلمة " بعض " ومن ش واھد خ ذف المف رد ال ذي م ن
ح ق " بع ض " أن يض اف إلي ه واالتي ان ب التنوين عوض ا عن ه ق ول رؤي ة ب ن
العج اج ف ي مطل ع أرج وزة طويل ة يم دح فيھ ا تميم ا :داين ت أروى وال ديون
تقض ى فمطل ت بعض ا وأدت بعض ا يري د فمطل ت بع ض ال دين وأدت بعض ه
اآلخر.
) (١ھذا النوع خامس وقد ذكره وما بعده استطرادا.
- ١ھ ذا بي ت م ن الطوي ل ،لجري ر ب ن عطي ة ب ن الخطف ى ،أح د الش عراء
المجيدين ،وثالث ثالثة ألقيت إليھم مقادة الشعراء في عصر بني أمي ة ،وأولھ م
الفرزدق ،وثانيھم االخطل.
اللغة " :أقلي " أراد منه في ھذا البيت معنى اتركي ،والعرب تستعمل القلة في
معن ى النف ي بت ة ،يقول ون :ق ل أن يفع ل ف الن ك ذا ،وھ م يري دون أن ه ال يفعل ه
أصال " الل وم " الع ذل والتعني ف " ع اذل " اس م فاع ل مؤن ث بالت اء المحذوف ة
للترخيم ،وأصله عاذلة ،من العذل وھو اللوم في تس خط ،و" العت اب " التقري ع
على فعل شئ أو تركه.
المعنى :اتركي أيتھا العاذلة ھذا الل وم والتعني ف ،ف إني ل ن أس تمع لم ا تطلب ين:
من الك ف عم ا آت ى م ن االم ور ،والفع ل لم ا أذر منھ ا ،وخي ر ل ك أن تعترف ي
١٧
بصواب ما أفعل االعراب " :أقلي " فعل أمر -من االقالل -مس ند للي اء الت ي
لمخاطبة الواحدة مبني على حذف النون ،وياء المؤنث ة المخاطب ة فاع ل ،مبن ي
على السكون في محل رفع " اللوم " مفعول به القلي " ع اذل " من ادى م رخم
حذفت منه ياء النداء ،مبني على ضم
الحرف المحذوف في محل نصب ،وأصله يا عاذلة " والعتابا " الواو عاطف ة،
العتابا :معطوف على الل وم " وق ولي " فع ل أم ر ،والي اء فاعل ه " إن " ح رف
شرط " أصبت "
بالتنوين بدال من األلف ألجل الترنم وكقوله:
- ٢أزف الترحل غير أن ركابنا ...لما تزل برحالنا وكأن قدن
__________
= فعل ماض فعل الشرط ،وتاء المتكلم أو المخاطبة فاعله.
وھذا اللفظ يروى بضم الياء على أنھا للمتكلم ،وبكسرھا على أنھا للمخاطب ة "
لقد أصابا " جملة في محل نصب مقول الق ول ،وج واب الش رط مح ذوف ي دل
عليه ما قبله ،والتقدير :إن أصبت فقولي لقد أصابا ،وجمل ة الش رط وجواب ه ال
محل لھا معترضة بين القول ومقوله.
الش اھد في ه :قول ه " :والعت ابن ،وأص ابن " حي ث دخلھم ا ،ف ي االنش اد ،تن وين
الترنم ،وآخرھم ا ح رف العل ة ،وھ و ھن ا أل ف االط الق ،والقافي ة الت ي آخرھ ا
حرف علة تسمى مطلقة.
- ٢ھ ذا البي ت للنابغ ة ال ذبياني ،أح د فح ول ش عراء الجاھلي ة ،وثال ث ش عراء
الطبق ة االول ى م نھم ،والحك م ف ي س وق عك اظ ،م ن قص يدة ل ه يص ف فيھ ا
المنج ردة زوج النعم ان اب ن المن ذر ،ومطلعھ ا :م ن آل مي ة رائ ح أو مغت دي
عج الن ذا زاد وغي ر م زود ؟ اللغ ة " :رائ ح " اس م فاع ل م ن راح ي روح
رواح ا ،إذا س ار ف ي وق ت العش ى " مغت دى " اس م فاع ل م ن اغت دى الرج ل
يغتدى ،إذا سار في وقت الغ داة ،وھ ي م ن الص بح إل ى طل وع الش مس ،وأراد
بالزاد في قوله " عجالن ذا زاد " ما كان من تسليم مية علي ه أوردھ ا تحيت ه "
أزف " دنا وقرب ،وبابه طرب ،ويروى " أفد " وھو بوزنه ومعناه " الترح ل
" االرتح ال " ت زل " -مض موم ال زاي -مض ارع زال ،وأص له -ت زول،
فحذفت الواو -عند الجزم للتخلص من التقاء الساكنين.
١٨
المعنى :يقول في البيت الذي ھو المطلع :أتمض ي أيھ ا العاش ق مفارق ا أحباب ك
اليوم
مع العشى أو غ دا م ع الغ داة ؟ وھ ل يك ون ذل ك من ك وأن ت عج الن ،ت زودت
منھم أو لم تنزود ،ثم يقول في البي ت الش اھد :لق د ق رب موع د الرحي ل ،إال أن
الركاب لم تغادر مكان أحبابنا بم ا عليھ ا م ن الرح ال ،وكأنھ ا ق د زال ت لق رب
موعد الفراق.
االع راب " :أزف " فع ل م اض " الترح ل " فاع ل " غي ر " نص ب عل ى
االستثناء " أن " ح رف توكي د ونص ب " ركابن ا " رك اب :اس م أن ،والض مير
المتصل مضاف إليه " لما " حرف نفي وجزم " تزل " فعل مض ارع مج زوم
بلما " برحالنا " برحال :جار =
والتنوين الغالي :وأثبته األخفش وھو الذي يلحق القوافي المقيدة كقوله :
- ٣وقاتم األعماق خاوي المخترقن
__________
= ومج رور متعل ق بت زول ،ورح ال مض اف و" ن ا " مض اف إلي ه " ك أن "
حرف تشبيه ونصب ،واسمھا ضمير الشأن ،وخبرھا جملة محذوفة تق ديرھا "
وكأن قد زالت " فحذف الفعل وفاعله المستتر فيه ،وأبقى الحرف الذي ھو قد.
الشاھد فيه :في ھ ذا البي ت ش اھدان للنح اة ،أولھم ا دخ ول التن وين ال ذي للت رنم
على الحرف ،وھو قد ،فذلك يدل على أن تنوين الترنم ال يخ تص باالس م ،الن
الش ئ إذا اخ تص بش ئ ل م يج ئ م ع غي ره ،والث اني ف ي تخفي ف " ك أن " الت ي
للتش بيه ،ومج ئ اس مھا ض مير الش أن ،والفص ل بينھ ا وب ين خبرھ ا بق د ،الن
الكالم إثبات.
ولو كان نفيا لكان الفصل بلم ،كما في قوله تعالى) :ك أن ل م يغن وا فيھ ا( ومث ل
ھ ذا البي ت ف ي االستش ھاد عل ى ذل ك ق ول الش اعر :ال يھولن ك اص طالء لظ ى
الحرب ،فمحذورھا كأن قد ألما وسيأتي شرح ذلك في باب إن وأخواتھا.
- ٣ھذا البيت لرؤبة بن العجاج ،أحد الرجاز المشھورين ،وأمضغھم للشيح
والقيصوم ،والذي أخذ عن ه العلم اء أكث ر غري ب اللغ ة ،وك ان ف ي عص ر بن ي
أمية ،وبعده :مشتبه االعالم لماع الخفقن اللغ ة " :الق اتم " ك االقتم :ال ذي تعل وه
١٩
القتم ة ،وھ ي ل ون في ه غب رة وحم رة ،و" أعم اق " جم ع عم ق -بف تح الع ين،
وتضم -وھو :ما بعد من أطراف الصحراء.
و" الخاوى " الخالى ،و" المخترق " مھب الرياح ،وھو اسم مك ان م ن ق ولھم:
خ رق المف ازة واخترقھ ا ،إذا قطعھ ا وم ر فيھ ا ،و" االع الم " عالم ات ك انوا
يضعونھا في الطريق لالھتداء بھا ،واحدھا علم بف تح الع ين وال الم جميع ا ،و"
الخفق " اضطراب السراب ،وھو الذي ت راه نص ف النھ ار كأن ه م اء ،وأص له
بسكون الفاء ،فحركھا بالفتح ضرورة.
المعن ى :كثي ر م ن االمكن ة الت ي ال يھت دى أح د إل ى الس ير فيھ ا لش دة التباس ھا
وخفأئھا قد أعملت فيھا ناقتي وسرت فيھا ،يريد أنه شجاع ش ديد االحتم ال ،أو
أنه عظيم الخبرة بمسالك الصحراء.
=
وظاھر كالم المصنف أن التنوين كله من خواص االسم وليس ك ذلك ب ل ال ذي
يخ تص ب ه االس م إنم ا ھ و تن وين التمك ين والتنكي ر والمقابل ة والع وض وأم ا
تنوين الترنم والغالي فيكونان في االسم والفعل والحرف ). (١
ومن خواص االسم :النداء نحو يا زيد واأللف والالم نحو الرجل واإلسناد إليه
نحو زيد قائم.
فمعنى البيت حصل لالسم تميي ز ع ن الفع ل والح رف ب الجر والتن وين والن داء
واأللف والالم واإلسناد إليه أي اإلخبار عنه.
واس تعمل المص نف أل مك ان األل ف وال الم وق د وق ع ذل ك ف ي عب ارة بع ض
المتقدمين وھو الخليل واستعمل المصنف مسند مكان اإلسناد له.
__________
= االعراب " :وقاتم " الواو واو رب ،قاتم :مبت دأ مرف وع بض مة مق درة عل ى
آخ ره من ع م ن ظھورھ ا اش تغال المح ل بحرك ة ح رف الج ر الزائ د ،وق اتم
مضاف و" االعماق " مضاف إليه " خاوى " صفة لقاتم ،وخ اوى مض اف و"
المخت رق " مض اف إلي ه ،مج رور بالكس رة الظ اھرة ،وس كنه الج ل الوق ف،
وخبر المبتدأ جملة من فعل ماض وفاع ل ف ي مح ل رف ع ،وذل ك ف ي قول ه بع د
أبيات :تنشطته كل مغالة الوھق الش اھد في ه :قول ه " المخت رقن " و" الخفق ن "
حي ث أدخ ل عليھم ا التن وين م ع اقت ران ك ل واح د منھم ا ب أل ،ول و ك ان ھ ذا
٢٠
التنوين مما يختص باالسم لم يلحق االس م المقت رن ب أل ،وإذا ك ان آخ ر الكلم ة
التي في آخر البيت حرفا ص حيحا س اكنا كم ا ھن ا تس مى القافي ة حينئ ذ " قافي ة
مقيدة ".
) (١ھذا االعتراض ال ي رد عل ى الن اظم ،الن تس مية ن ون الت رنم والن ون الت ي
تلحق القوافي المطلقة تنوينا إنما ھي تسمية مجازية ،وليست م ن الحقيق ة الت ي
وضع لھا لفظ التنوين ،فأنت لو أطلقت لفظ التنوين على المعنى الحقيق ي ال ذي
وضع له لم يشملھما ،واالصل أن يحمل اللفظ على معناه الحقيقي ،ولذلك نرى
أنه ال غبار على كالم الناظم.
بتا فعلت وأتت ويا أفعلي ...ونون أقبلن فعل ينجلي )(١
ثم ذكر المصنف أن الفعل يمت از ع ن االس م والح رف بت اء فعل ت والم راد بھ ا
ت اء الفاع ل وھ ي المض مومة للم تكلم نح و فعل ت والمفتوح ة للمخاط ب نح و
تباركت والمكسورة للمخاطبة نحو فعل ت ويمت از أيض ا بت اء أت ت والم راد بھ ا
تاء التأنيث الساكنة نحو نعمت وبئست فاحترزنا بالساكنة عن الالحقة لألس ماء
فإنھا تكون متحركة بحركة اإلعراب نحو ھذه مسلمة ورأي ت مس لمة وم ررت
بمس لمة وم ن الالحق ة للح رف نح و الت ورب ت وثم ت ) (٢وأم ا تس كينھا م ع
رب وثم فقليل نحو :ربت وثمت.
__________
) " (١بتا " جار ومجرور متعلق بينجل ى الواق ع ھ و وفاعل ه الض مير المس تتر
فيه في محل رفع خبرا عن المبتدأ ،فإن قلت :يلزم تقديم معم ول الخب ر الفعل ي
على المبتدأ وھو ال يجوز ،قلت :إن ضرورة الشعر ھي التي ألجأته إلى ذل ك،
وإن المعمول لكونه جارا ومجرورا يحتمل في ه ذل ك التق دم ال ذي ال يس وغ ف ي
غيره ،وتا مضاف و" فعلت " قصد لفظه :مضاف إليه " وأتت " ال واو ح رف
عطف ،أت ت :قص د لفظ ه أيض ا :معط وف عل ى فعل ت " وي ا " معط وف عل ى
تاء ،ويا مضاف و" افعلي " مضاف إليه ،وھو مقصود لفظ ه أيض ا " ون ون "
الواو حرف عطف ،نون :معط وف عل ى ت اء ،وھ و مض اف و" أق بلن " قص د
لفظ ه :مض اف إلي ه " فع ل " مبت دأ " ينجل ى " فع ل مض ارع ،وفاعل ه ض مير
مس تتر في ه ج وازا تق ديره ھ و يع ود إل ى فع ل ،والجمل ة ف ي مح ل رف ع خب ر
المبتدأ.
٢١
) (٢أما دخول التاء على " ال " فأشھر من أن يستدل عليه ،بل ق د اس تعملت "
الت " ح رف نف ي بكث رة ،وورد اس تعماله ف ي فص يح الك الم ،وم ن ذل ك قول ه
تع الى) :والت ح ين من اص( وأم ا دخولھ ا عل ى رب فف ي نح و ق ول الش اعر:
وربت سائل عني حفي أعارت عينه أم ل م تع ارا ونح و ق ول اآلخ ر :م اوي ي ا
ربتما غارة شعواء كاللذعة بالميسم =
ويمت از أيض ا بي اء أفعل ي والم راد بھ ا ي اء الفاعل ة وتلح ق فع ل األم ر نح و
اضربي والفعل المضارع نحو تضربين وال تلحق الماضي.
وإنم ا ق ال المص نف ي ا أفعل ي ول م يق ل ي اء الض مير ألن ھ ذه ت دخل فيھ ا ي اء
الم تكلم وھ ي ال تخ تص بالفع ل ب ل تك ون في ه نح و أكرمن ي وف ى االس م نح و
غالمي وفى الح رف نح و إن ي بخ الف ي اء افعل ي ف إن الم راد بھ ا ي اء الفاعل ة
على ما تقدم وھي ال تكون إال في الفعل ومم ا يمي ز الفع ل ن ون أق بلن والم راد
بھ ا ن ون التوكي د خفيف ة كان ت أو ثقيل ة فالخفيف ة نح و قول ه تع الىَ } :ل َنسْ َفعا ً
ِبال َّناصِ َي ِة { والثقيلة نحو قوله تعالىَ } :ل ُن ْخ ِر َج َّن َ
ك َيا ُ
ش َعيْبُ {
فمعنى البيت ينجلي الفعل بتاء الفاعل وتاء التأنيث الساكنة وي اء الفاعل ة ون ون
التوكيد .
سواھما الحرف كھل وفي ولم ...فعل مضارع يلي لم كيشم)(٢
__________
= وأما دخولھ ا عل ى ث م فف ي نح و ق ول الش اعر :ولق د أم ر عل ى اللئ يم يس بني
فمضيت ثمت قلت ال يعنيني ) " (١سواھما " سوى :خبر مقدم مرف وع بض مة
مقدرة على االلف منع من ظھورھا التعذر ،وسوى مضاف والضمير مض اف
إليه " الحرف " مبتدأ مؤخر ،ويجوز العكس ،لكن االول ى م ا ق دمناه " كھ ل "
جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف ،والتقدير " وذلك كھل " "
وفي ول م " معطوف ان عل ى ھ ل " فع ل " مبت دأ " مض ارع " نع ت ل ه " يل ي "
فع ل مض ارع ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه ج وازا تق ديره ھ و يع ود عل ى فع ل
مضارع ،والجملة خبر المبتدأ " لم " مفعول به ليلى ،وق د قص د لفظ ه " كيش م
" جار ومج رور متعل ق بمح ذوف يق ع خب را لمبت دأ مح ذوف ،والتق دير :وذل ك
كيشم ،وتقدير البيت كله :الحرف س وى االس م والفع ل ،وذل ك كھ ل وف ي ول م،
والفعل المضارع يلي لم ،وذلك كائن =
وماضي األفعال بالتا مز وسم ...بالنون فعل األمر إن أمر فھم )(١
٢٢
يش ير إل ى أن الح رف يمت از ع ن االس م والفع ل بخل وه ع ن عالم ات األس ماء
وعالم ات األفع ال ث م مث ل بھ ل وف ي ول م منبھ ا عل ى أن الح رف ينقس م إل ى
قسمين مختص وغير مختص فأشار بھل إلى غير المخ تص وھ و ال ذي ي دخل
على األسماء واألفع ال نح و ھ ل زي د ق ائم وھ ل ق ام زي د وأش ار بف ي ول م إل ى
المخ تص وھ و قس مان مخ تص باألس ماء كف ي نح و زي د ف ي ال دار ومخ تص
باألفع ال كل م نح و ل م يق م زي د ث م ش رع ف ي تبي ين أن الفع ل ينقس م إل ى م اض
ومضارع وأمر فجعل عالمة
__________
= كيشم ،ويشم فعل مضارع ماضيه قول ك :ش ممت الطي ب ونح وه -م ن ب اب
فرح -إذا نشقته ،وفيه لغة أخرى من باب نصر ينصر حكاھا الفراء.
) " (١وماضي " الواو لالستئناف ،ماضي :مفع ول ب ه مق دم لقول ه م ز اآلت ي،
وماضي مضاف و" االفعال " مضاف إليه " بالتا " جار ومجرور متعلق بم ز
" مز " فعل أمر ،وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أن ت " وس م " ال واو
عاطفة أو لالستئناف سم :فعل أم ر ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه وجوب ا تق ديره
أن ت " ب النون " ج ار ومج رور متعل ق بس م " فع ل " مفع ول ب ه لس م ،وفع ل
مضاف و" االمر " مضاف إليه " إن " حرف شرط " أمر " نائب فاعل لفع ل
محذوف يفسره المذكور بعده ،وتقديره :إن فھم أمر " فھ م " فع ل م اض مبن ي
للمجھول ،ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تق ديره ھ و يع ود عل ى أم ر،
والجملة من الفع ل ونائ ب فاعل ه ال مح ل لھ ا م ن االع راب تفس يرية ،وج واب
الشرط محذوف يدل عليه المذكور.
وتقديره " إن فھم أمر فسم بالنون إلخ ".
وتق دير البي ت :مي ز الماض ي م ن االفع ال بقب ول الت اء الت ي ذكرن ا أنھ ا م ن
عالمات كون الكلمة فعال ،وعلم فعل االمر بقبول النون إن فھم منه الطلب.
ومز :أمر من ماز الشئ يميزه ميزا مثل باع يبيع بيعا إذا ميزه ،وسم :أمر من
وسم الشئ يسمه وسما مثل وصفه يصفه وصفا إذا جعل له عالمة يعرفه بھ ا،
واالمر قول ه " إن أم ر فھ م " ھ و االم ر اللغ وي ،ومعن اه الطل ب الج ازم عل ى
وجه االستعالء.
المضارع صحة دخول لم عليه كقولك في يشم لم يشم وفي يضرب لم يضرب
وإليه أشار بقوله فعل مضارع يلي لم كيشم
٢٣
ثم أشار إلى ما يمي ز الفع ل الماض ي بقول ه وماض ي األفع ال بالت ا م ز أي مي ز
ماضي األفعال بالتاء والمراد بھا تاء الفاعل وت اء التأني ث الس اكنة وك ل منھم ا
ال ي دخل إال عل ى ماض ي اللف ظ نح و تبارك ت ي ا ذا الج الل واإلك رام ونعم ت
المرأة ھند وبئست المرأة دعد.
ثم ذكر في بقية البي ت أن عالم ة فع ل األم ر قب ول ن ون التوكي د والدالل ة عل ى
األمر بص يغته نح و اض ربن واخ رجن ف إن دل ت الكلم ة عل ى األم ر ول م تقب ل
نون التوكيد فھي اسم فعل ) (١وإلى ذلك أشار بقوله:
واألمر إن لم يك للنون محل ...فيه ھو اسم نحو صه وحيھل)(٢
__________
) (١وكذا إذا دلت الكلمة على معنى الفعل المضارع ولم تقبل عالمته وھي ل م
فإنھا تك ون اس م فع ل مض ارع ،نح و أوه وأف ،بمعن ى أتوج ع وأتض جر ،وإن
دلت الكلمة على معنى الفعل الماضي وامتنع قبولھا عالمته امتناعا راجعا إلى
ذات الكلم ة فإنھ ا تك ون اس م فع ل م اض ،نح و ھيھ ات وش تان ،بمعن ى بع د
وافترق ،فإن كان امتناع قب ول الكلم ة الدال ة عل ى الماض ي ال يرج ع إل ى ذات
الكلم ة ،كم ا ف ي فع ل التعج ب نح و " :م ا أحس ن الس ماء " وكم ا ف ي " حب ذا
االجتھاد " فإن ذلك ال يمنع من كون الكلمة فعال.
) " (٢واالمر " الواو عاطفة أو لالستئناف ،االمر :مبت دأ " إن " ح رف ش رط
" ل م " ح رف نف ي وج زم " ي ك " فع ل مض ارع ن اقص مج زوم بل م ،وعالم ة
جزمه سكون النون المحذوفة للتخفيف ،وأصله يك ن " للن ون " ج ار ومج رور
متعل ق بمح ذوف خب ر ي ك مق دما " مح ل " اس مھا مرف وع بالض مة الظ اھرة،
وسكن الجل الوقف " فيه " جار
ومجرور متعلق بمحذوف نعت لمحل " ھو اسم " مبتدأ وخبر ،والجملة منھم ا
في محل جزم جواب الشرط ،وإنما لم يجئ بالفاء للضرورة.
والجملة من الشرط وجوابه في مح ل رف ع خب ر المبت دأ ،أو تجع ل جمل ة " ھ و
اسم " في محل رفع خبر المبتدأ الذي ھو قوله =
فصه وحيھل اس مان وإن دال عل ى األم ر لع دم قبولھم ا ن ون التوكي د ف ال تق ول
صھن وال ح يھلن وإن كان ت ص ه بمعن ى اس كت وحيھ ل بمعن ى أقب ل فالف ارق
٢٤
) (١بينھما قب ول ن ون التوكي د وعدم ه نح و اس كتن وأق بلن وال يج وز ذل ك ف ي
صه وحيھل.
__________
= االمر في أول البيت ،وتكون جملد جواب الشرط محذوفة دل ت عليھ ا جمل ة
المبتدأ وخبره ،والتقدير على ھذا :وال دال عل ى االم ر ھ و اس م إن ل م يك ن في ه
محل للنون فھو اسم ،وحذف جواب الشرط عندما ال يكون فعل الشرط ماض يا
ضرورة أيضا ،فالبيت ال يخل و م ن الض رورة " نح و " خب ر لمبت دأ مح ذوف،
والتقدير :وذلك نحو ،ونحو مضاف و" صه " مضاف إليه ،وق د قص د لفظ ه "
وحيھل " معطوف على صه.
) (١ثالثة فوائد -االول ى :أس ماء االفع ال عل ى ثالث ة أن واع ،الن وع االول :م ا
ھ و واج ب التنكي ر ،وذل ك نح و ويھ ا وواھ ا ،والن وع الث اني :م ا ھ و واج ب
التعري ف ،وذل ك نح و ن زال وت راك وبابھم ا ،والثال ث :م ا ھ و ج ائز التنكي ر
والتعريف ،وذلك نحو صه ومه ،فما نون وجوبا أو ج وازا فھ و نك رة ،وم ا ل م
ينون فھو معرفة.
والفائ دة الثاني ة :تواف ق أس ماء االفع ال االفع ال ف ي ثالث ة أم ور ،أولھ ا :الدالل ة
على المعنى ،وثانيھا :أن كل واحد من أسماء االفعال يوافق الفع ل ال ذي يك ون
بمعن اه ف ي التع دي والل زوم غالب ا ،وثالثھ ا :أن ه يواف ق الفع ل ال ذي بمعن اه ف ي
إظھار الفاعل وإضماره ،ومن غير الغال ب ف ي التع دي نح و " آم ين " فإن ه ل م
يحفظ في كالم العرب تعديه لمفعول ،مع أنه
بمعن ى اس تجب وھ و فع ل متع د ،وك ذا " إي ه " فإن ه الزم م ع أن الفع ل ال ذي
بمعناه وھو زدن ي متع د ،وتخالفھ ا ف ي س بعة أم ور ،االول :أن ه ال يب رز معھ ا
ضمير ،بل تقول " صه " بلفظ واحد للمفرد والمثنى والجمع المذكر والمؤنث،
بخ الف " اس كت " فإن ك تق ول :اس كتي ،واس كتا ،واس كتوا ،واس كتن ،والث اني
أنھا ال يتقدم معمولھا عليھا ،فال تقول " :زيدا عليك " كما تقول " :محمدا الزم
" والثالث أنه يجوز توكيد الفعل توكيدا لفظي ا باس م الفع ل ،تق ول :ان زل ن زال،
وتقول :اسكت صه ،كما تقول :انزل ان زل ،واس كت اس كت ،وال يج وز توكي د
اسم الفعل بالفعل ،والرابع :أن الفعل إذا دل على الطلب جاز نصب =
__________
٢٥
= المضارع في جوابه ،فتقول :انزل فأحدثك ،وال يجوز نصب المض ارع ف ي
جواب اسم الفعل ولو كان داال على الطلب كصه ونزال ،والخامس :أن أس ماء
االفع ال ال تعم ل مض مرة ،بحي ث تح ذف ويبق ى معمولھ ا ،وال مت أخرة ع ن
معمولھا ،بل متى وج دت معم وال تق دم عل ى اس م فع ل تع ين علي ك تق دير فع ل
عام ل في ه ،فنح و ق ول الش اعر :يأيھ ا الم ائح دل وي دونك ا إن ي رأي ت الن اس
يحمدونكا يقدر :خذ دلوى ،وال يجعل قوله " :دلوي " معموال لدونكا الموجود،
وال آلخر مثله مقدر ،على االصح.
والس ادس :أن أس ماء االفع ال غي ر متص رفة ،ف ال تختل ف أبنيتھ ا الخ تالف
الزمان ،بخالف االفعال.
والسابع :أنھا ال تقبل عالمات االفعال كالنواصب والجوازم ونون التوكيد وياء
المخاطبة وتاء الفاع ل ،وھ و م ا ذك ره الش ارح ف ي ھ ذا الموض ع ،ف احفظ ھ ذا
كله ،وكن منه على ثبت ،وﷲ يتوالك.
الفائدة الثالثة ،اختلف النحاة في أس ماء االفع ال ،فق ال جمھ ور البص ريين :ھ ي
أس ما قام ت مق ام االفع ال ف ي العم ل ،وال تتص رف تص رف االفع ال بحي ث
تختلف أبنيتھا الختالف الزمان ،وال تصرف االسماء بحي ث يس ند إليھ ا إس نادا
معنويا فتقع مبتدأ وفاعال ،وبھذا فارقت الصفات كأسماء الف اعلين والمفع ولين،
وقال جمھور الكوفيين :إنھا أفعال ،النھا
ت دل عل ى الح دث والزم ان ،ك ل م ا ف ي الب اب أنھ ا جام دة ال تتص رف ،فھ ي
كليس وعسى ونحوھما ،وقال أبو جعفر بن صابر :ھي نوع خاص م ن أن واع
الكلم ة ،فليس ت أفع اال وليس ت أس ماء ،النھ ا ال تتص رف تص رف االفع ال وال
تصرف االسماء ،والنھا ال تقبل عالمة االسماء وال عالمة االفع ال ،وأعطاھ ا
أبو جعفر اسما خاصا بھا حيث سماھا " خالفة ".
٢٦
والثاني :المبني وھو ما أشبه الحروف وھو المعني بقول ه لش به م ن الح روف
مدني أي لشبه مقرب من الحروف فعلة البناء منحص رة عن د المص نف رحم ه
ﷲ تعالى في شبه الحرف.
ثم نوع المصنف وجوه الشبه في البيتين الذين بعد ھ ذا البي ت وھ ذا قري ب م ن
مذھب أبي علي الفارس ي حي ث جع ل البن اء منحص را ف ي ش به الح رف أو م ا
تضمن معناه وقد ن ص س يبويه رحم ه ﷲ عل ى أن عل ة البن اء كلھ ا ترج ع إل ى
شبه الحرف
__________
) (١أي :ھذا باب المعرب والمبني ،وإعرابه ظاھر.
) " (٢واالس م " ال واو لالس تئناف ،االس م :مبت دأ أول " من ه " ج ار ومج رور
متعلق بمحذوف خبر مقدم " مع رب " مبت دأ م ؤخر ،والجمل ة من ه وم ن خب ره
خبر المبتدأ االول " ،ومبني " مبتدأ ،وخبره محذوف ،والتقدير " ومنه مبني "
وال يجوز أن تعطف قوله مبني على معرب ،النه يستلزم أن يك ون المعن ى أن
بعض االس م مع رب ومبن ي ف ي آن واح د ،أو يس تلزم أن بع ض االس م مع رب
ومبني وبعضه اآلخر ليس بمعرب وال مبني ،وھ و ق ول ض عيف أب اه جمھ ور
المحققين من النحاة " لشبه " جار ومجرور متعلق
بمبني ،أو متعلق بخبر محذوف م ع مبتدئ ه والتق دير " :وبن اؤه ثاب ت لش به " "
م ن الح روف " ج ار ومج رور متعل ق بش به أو بم دني " م دني " نع ت لش به،
وتقدير البيت :واالسم بعضه مع رب وبعض ه اآلخ ر مبن ي ،وبن اء ذل ك المبن ي
ثابت لش به م دن ل ه م ن الح رف وم دني :اس م فاع ل فعل ه أدن ى ،تق ول :أدني ت
الشئ من الشئ ،إذا قربته منه ،والياء فيه ھن ا ي اء زائ دة لالش باع ،وليس ت الم
الكلمة ،الن ياء المنقوص المنكر غير المنصوب تحذف وجوبا.
٢٧
من االسباب مشابھة االسم في المعنى للفعل المبني ،ومثاله -عند ھؤالء -م ن
االس م " :ن زال وھيھ ات " فإنھم ا لم ا أش بھا " ان زل وبع د " ف ي المعن ى بني ا،
وھذا السبب غير صحيح ،النه لو صح للزم بن اء نح و " س قيا ل ك " و" ض ربا
زيدا " فإنھما بمعنى فعل االمر وھو مبني.
وأيضا يلزم ه إع راب نح و " أف " و" أوه " ونحوھم ا م ن االس ماء الت ي ت دل
على معنى الفعل المضارع المعرب ،ولم يقل بذلك أح د ،وإنم ا العل ة الت ي م ن
أجلھ ا بن ي " ن زال " و" ش تان " و" أوه " وغيرھ ا م ن أس ماء االفع ال ھ ي
مشابھتھا الحرف في كونھا عاملة في غيرھا غير معمولة لش ئ ،أال ت رى أن ك
إذا قلت نزال كان اسم فعل مبنيا على الكس ر ال مح ل ل ه م ن االع راب ،وك ان
له فاعل ھو ضمير مستتر فيه وجوب ا تق ديره أن ت ،وھ ذا الفاع ل ھ و المعم ول
السم الفعل ،وال يكون اسم الفعل أبدا متأثرا بعامل يعمل في ه ،ال ف ي لفظ ه وال
في محله.
وقال قوم منھم ابن الحاجب :إن من أسباب البن اء ع دم التركي ب ،وعلي ه تك ون
االس ماء قب ل تركيبھ ا ف ي الجم ل مبني ة ،وھ و ظ اھر الفس اد ،والص واب أن
االسماء قبل تركيبھا في الجمل ليست معرب ة وال مبني ة ،الن االع راب والبن اء
حكمان من أحكام التراكيب ،أال ترى أنھ م يعرف ون االع راب بأن ه :أث ر ظ اھر
أو مق در يجلب ه العام ل ،أو يعرفون ه بأن ه :تغي ر أواخ ر الكلم ات الخ تالف
العوام ل الداخل ة عليھ ا ،والبن اء ض ده ،فم ا ل م يك ن تركي ب ال يج وز الحك م
بإعراب الكلمة وال ببنائھا.
وقال آخرون :إن من أسباب البناء أن يجتمع في االسم ثالثة أسباب م ن موان ع
الص رف ،وعلل وه ب أن الس ببين يمنع ان م ن ص رف االس م ،ول يس بع د من ع
الص رف إال ت رك االع راب ب المرة ،ومثل وا ل ذلك ب " ح ذام ،وقط ام "
ونحوھما ،وادعوا أن سبب بناء ھذا الب اب اجتم اع العلمي ة ،والتأني ث ،والع دل
عن حاذمة وقاطمة ،وھو فاسد ،فإنا وج دنا م ن االس ماء م ا اجتم ع في ه خمس ة
أسباب من موانع الصرف ،وھو مع ذلك معرب ،ومثاله " آذربيجان " فإن فيه
العلمية والتأنيث والعجمة والتركيب وزيادة االلف والنون= ،
كالشبه الوضعي في اسمي جئتنا ...والمعنوي في متى وفي ھنا )(١
وكنيابة عن الفعل بال ...تأثر وكافتقار أصال )(٢
ذكر في ھذين البيتين وجوه شبه االسم بالحرف في أربعة مواضع:
٢٨
فاألول :شبھه له في الوضع كأن يكون االسم موضوعا على حرف.
__________
= وليس بناء حذام ونحوه لما ذكروه ،ب ل لمض ارعته ف ي الھيئ ة ن زال ونح وه
مما بنى لشبھه بالحرف في نيابته عن الفعل وعدم تأثره بالعامل.
وقال ق وم م نھم ال ذين ذك رھم الش ارح :إن ه ال عل ة للبن اء إال مش ابھة الح رف،
وھو رأي الحذاق من النحويين ،كل ما في االمر أن شبه الحرف على أنواع.
) " (١كالشبه " جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف ،والتقدير:
وذلك
ك ائن كالش به " الوض عي " نع ت للش به " ف ي اس مى " ج ار ومج رور متعل ق
بمحذوف صفة للوضعي ،واسمى مضاف و" جئتنا " قصد لفظه :مضاف إلي ه
" والمعن وي " معط وف عل ى الوض عي " ف ي مت ى ،وف ي ھن ا " ج اران
ومجروران متعلقان بمحذوف نعت للمعنوي ،وتقدير البيت :والشبه المدني من
الحروف مثل الشبه الوضعي الكائن في االسمين الموجودين في قول ك " جئتن ا
" وھم ا ت اء المخاط ب و" ن ا " ومث ل الش به المعن وي الك ائن ف ي " مت ى "
االستفھامية والشرطية وفي " ھنا " االشارية.
) " (٢وكنيابة " الواو عاطفة ،والجار والمجرور معطوف على كالشبه " ع ن
الفعل " جار ومج رور متعل ق بنياب ة " ب ال ت أثر " الب اء ح رف ج ر ،وال :اس م
بمعن ى غي ر مج رور بالب اء ،وظھ ر إعراب ه عل ى م ا بع ده بطري ق العاري ة،
والجار والمجرور متعلق بمحذوف نع ت لنياب ة ،وال مض اف ،وت أثر :مض اف
إليه ،مجرور بكسرة مقدرة على آخره منع من ظھورھا اشتغال المحل بحرك ة
العاري ة الت ي يقتض يھا م ا قبل ه " وكافتق ار " ال واو ح رف عط ف والج ار
والمجرور معطوف على كنيابة " أصال " فعل ماض مبني للمجھول ،واالل ف
لالطالق ،ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره ھو يعود على افتق ار،
والجملة من الفع ل ونائ ب الفاع ل ف ي مح ل ج ر نع ت الفتق ار ،وتق دير البي ت:
ومث ل النياب ة ع ن الفع ل ف ي العم ل م ع أن ه ال يت أثر بالعام ل ،ومث ل االفتق ار
المتأصل ،واالفتقار المتأصل :ھ و االفتق ار ال الزم ل ه ال ذي ال يفرق ه ف ي حال ة
من حاالته.
واحد كالتاء في ضربت أو على حرفين كنا ف ي أكرمن ا وإل ى ذل ك أش ار بقول ه
في اسمي جئتنا فالتاء في جئتنا اس م ألن ه فاع ل وھ و مبن ي ألن ه أش به الح رف
٢٩
في الوضع في كونه على حرف واحد وكذلك نا اس م ألنھ ا مفع ول وھ و مبن ي
لشبھه بالحرف في الوضع في كونه على حرفين ). (١
والثاني :شبه االسم له في المعنى وھو قسمان أح دھما م ا أش به حرف ا موج ودا
والثاني ما أشبه حرفا غير موجود فمثال األول متى فإنھا مبنية
لشبھھا
__________
) (١االصل ف ي وض ع الح رف أن يك ون عل ى ح رف ھج اء واح د كب اء الج ر
والم ه وكاف ه وف اء العط ف وواوه وأل ف االس تفھام وم ا ش اكل ذل ك ،أو عل ى
حرفي ھجاء ثانيھما لين كال وما النافيتين ،واالصل في وضع االس م أن يك ون
على ثالثة أحرف فص اعدا كم ا ال يحص ى م ن االس ماء ،فم ا زاد م ن ح روف
المعاني على حرفين م ن ح روف الھج اء مث ل إن ولي ت وإال وث م ولع ل ولك ن
فھو خارج عن االصل في نوعه ،وما نق ص م ن االس ماء ع ن ثالث ة االح رف
كتاء الفاعل ونا وأكثر الضمائر فھو خارج عن االص ل ف ي نوع ه ،وم ا خ رج
من الحروف عن االصل في نوع ه ق د أش به االس ماء ،وم ا خ رج م ن االس ماء
عن االصل في نوعه أشبه الحروف ،وكال الشبھين راج ع إل ى الوض ع ،وك ان
ذلك يقتضى أن يأخ ذ المش به حك م المش به ب ه ف ي الموض عين ،إال أنھ م أعط وا
االسم الذي يشبه الح رف حك م الح رف وھ و البن اء ،ول م يعط وا الح رف ال ذي
أشبه االس م حك م االس م وھ و االع راب لس ببين ،أولھم ا أن الح رف ح ين أش به
االسم قد أشبھه في شئ ال يخصه وحده ،فإن االصل في وضع الفعل أيض ا أن
يكون على ثالثة أحرف ،بخالف االسم الذي ق د أش به الح رف ،فإن ه ق د أش بھه
في شئ يخصه وال يتجاوزه إلى نوع آخ ر م ن أن واع الكلم ة ،والس بب الث اني:
أن الحرف ال يحتاج في حالة ما إلى االعراب ،الن االع راب إنم ا يحت اج إلي ه
من أنواع الكلمة ما يقع في مواقع متعددة من التراكيب بحيث ال يتمي ز بعض ھا
عن بعض بغير االعراب ،والحرف ال يقع في ھذه المواق ع المتع ددة ،فل م يك ن
ثمة ما يدعو إلى أن يأخ ذ حك م االس م ح ين يش بھه ،ومعن ى ھ ذا الك الم أن ف ي
مشابھة الحرف لالسم قد وجد المقتضى ولكن لم ينت ف الم انع ،فالمقتض ى ھ و
ش به االس م ،والم انع ھ و ع دم ت وارد المع اني المختلف ة علي ه ،وش رط ت أثير
المقتضى أن ينتفى المانع.
٣٠
الحرف في المعنى فإنھا تستعمل لالستفھام نح و مت ى تق وم وللش رط نح و مت ى
تقم أقم وفي الحالتين ھ ي مش بھة لح رف موج ود ألنھ ا ف ي االس تفھام ك الھمزة
وف ي الش رط ك إن ومث ال الث اني ھن ا فإنھ ا مبني ة لش بھھا حرف ا ك ان ينبغ ي أن
يوضع فلم يوضع وذلك ألن اإلش ارة معن ى م ن المع اني فحقھ ا أن يوض ع لھ ا
حرف يدل عليھا كما وضعوا للنفي م ا وللنھ ي ال وللتمن ي لي ت وللترج ي لع ل
ونحو ذلك فبنيت أسماء اإلشارة لشبھھا في المعنى حرفا مقدرا ). (١
والثال ث :ش بھه ل ه ف ي النياب ة ع ن الفع ل وع دم الت أثر بالعام ل وذل ك كأس ماء
األفعال نحو دراك زيدا فدراك مبنى لشبھه بالحرف في كون ه يعم ل وال يعم ل
فيه غيره ) (٢كما أن الحرف كذلك.
__________
) (١نقل ابن فالح ع ن أب ي عل ي الفارس ي أن أس ماء االش ارة مبني ة النھ ا م ن
حيث المعنى أشبھت حرفا موجودا ،وھ و أل العھدي ة ،فإنھ ا تش ير إل ى معھ ود
ب ين الم تكلم والمخاط ب ،ولم ا كان ت االش ارة ف ي ھن ا ونحوھ ا حس ية وف ي أل
العھدية ذھنية لم يرتض المحققون ذلك ،وذھب وا إل ى م ا ذك ره الش ارح م ن أن
أسماء االشارة بنيت لشبھھا في المعنى حرفا مقدرا.
ونظير " ھنا " فبما ذكرناه " لدى " فإنھ ا دال ة عل ى المالص قة والق رب زي ادة
على الظرفية ،والمالصقة والقرب من المعاني التي لم تضع العرب لھا حرفا،
وأيضا " م ا " التعجبي ة ،فإنھ ا دال ة عل ى التعج ب ،ول م تض ع الع رب للتعج ب
حرفا ،فيكون بناء كل واحد من ھذين االسمين لشبھه في المعنى حرف ا مق درا،
فافھم ذلك.
) (٢اسم الفعل ما دام مقصودا معناه ال يدخل عليه عامل أصال ،فضال عن أن
يعمل فيه ،وعبارة الش ارح كغي ره ت وھم أن العوام ل ق د ت دخل علي ه ولكنھ ا ال
تؤثر فيه ،فكان االولى ب ه أن يق ول " وال ي دخل علي ه عام ل أص ال " ب دال م ن
قول ه " وال يعم ل في ه غي ره " وقولن ا " م ا دام مقص ودا من ه معن اه " نري د ب ه
االشارة إلى أن اسم الفعل إذا لم يقصد به
معناه -بأن يقصد لفظه مثال -فإن العامل قد يدخل علي ه ،وذل ك كم ا ف ي ق ول
زھير ابن أبي سلمى المزني= :
٣١
واحترز بقوله بال تأثر عما ناب عن الفعل وھو متأثر بالعامل نحو ضربا زيدا
فإن ه نائ ب من اب اض رب ول يس بمبن ي لت أثره بالعام ل فإن ه منص وب بالفع ل
المحذوف بخالف دراك فإنه وإن كان نائبا عن أدرك فليس متأثرا بالعامل.
وحاص ل م ا ذك ره المص نف أن المص در الموض وع موض ع الفع ل وأس ماء
األفعال اشتركا في النيابة مناب الفعل لكن المصدر متأثر بالعامل فأعرب لعدم
مشابھته الحرف وأسماء األفعال غير متأثرة بالعامل فبني ت لمش ابھتھا الح رف
في أنھا نائبة عن الفعل وغير متأثرة به
وھ ذا ال ذي ذك ره المص نف مبن ي عل ى أن أس ماء األفع ال ال مح ل لھ ا م ن
اإلعراب والمسألة خالفية ) (١وسنذكر ذلك في باب أسماء األفعال.
__________
ولنعم حشو الدرع أن ت إذا دعي ت ن زال ول ج ف ي ال ذعر فن زال ف ي ھ ذا البي ت
مقصود بھا اللفظ ،ولذلك وقعت نائب فاعل ،فھي مرفوعة بض مة مق درة عل ى
آخرھا منع من ظھوھا اشتغال المحل بحرك ة البن اء االص لي ،ومثل ه ق ول زي د
الخي ل :وق د علم ت س المة أن س يفي كري ه كلم ا دعي ت ن زال ونظيرھم ا ق ول
جريبة الفقعسي :عرضنا نزال فلم ينزلوا وكانت نزال عليھم أطم ) (١إذا قل ت
" ھيھ ات زي د " م ثال فللعلم اء ف ي إعراب ه ثالث ة آراء :االول وھ و م ذھب
االخفش ،وھو الصحيح الذي رجحه جمھور علماء النحو أن ھيھ ات اس م فع ل
ماض مبني على الفتح ال محل له من االعراب ،وزيد :فاعل مرفوع بالضمة،
وھذا الرأي ھو الذي يجري عليه قول الناظم إن سبب البناء في أسماء االفع ال
كونھ ا نائب ة ع ن الفع ل غي ر مت أثرة بعام ل ال ملف وظ ب ه وال مق در ،والث اني -
وھو رأي سيبويه -أن ھيھات مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع ،فھو مت أثر
بعامل معنوي وھو االبتداء ،وزيد :فاعل سد مسد الخبر ،والثال ث -وھ و رأي
المازني -أن ھيھات مفعول مطلق = ) - ٣ابن عقيل (١
والراب ع :ش به الح رف ف ي االفتق ار ال الزم وإلي ه أش ار بقول ه وكافتق ار أص ال
وذلك كاألسماء الموصولة نحو الذي فإنھا مفتقرة في سائر أحوالھا إلى الص لة
فأش بھت الح رف ف ي مالزم ة االفتق ار فبني ت ) (١وحاص ل البيت ين أن البن اء
يك ون ف ي س تة أب واب المض مرات وأس ماء الش رط وأس ماء االس تفھام وأس ماء
اإلشارة وأسماء األفعال واألسماء الموصولة.
__________
٣٢
= لفعل محذوف من معناه ،وزيد :فاعل ب ه ،وكأن ك قل ت :بع د بع دا زي د ،فھ و
متأثر بعامل لفظي محذوف من الكالم ،وال يجري كالم الناظم عل ى واح د م ن
ھذين القولين ،الثاني والثالث ،وعلة بناء اسم الفعل على ھ ذين الق ولين تض من
أغلب ألفاظه -وھي االلفاظ الدالة على االمر من ه -معن ى الم االم ر ،وس ائره
محمول عليه ،يعني أن اسم الفعل أشبه الحرف شبھا معنويا ،ال نيابيا.
) (١زاد ابن مالك في شرح الكافية الكبرى نوعا خامسا سماه الشبه االھم الي،
وفسره بأن يشبه االسم الحرف في كونه ال عامال وال معموال.
ومثل له بأوائل السور نحو " ألم ،ق ،ص " وھذا ج ار عل ى الق ول ب أن ف واتح
الس ور ال مح ل لھ ا م ن االع راب ،النھ ا م ن المتش ابه ال ذي ال ي درك معن اه،
وقي ل :إنھ ا ف ي مح ل رف ع عل ى أنھ ا مبت دأ خب ره مح ذوف ،أو خب ر مبت دؤه
محذوف ،أو في محل نصب بفعل مقدر ك اقرأ ونح وه ،أو ف ي مح ل ج ر ب واو
القسم المحذوفة ،وجعل بعضھم من ھذا النوع االسماء قبل التركيب ،وأسماء
الھجاء المسرودة ،وأسماء العدد المسرودة ،وزاد ابن مالك أيض ا نوع ا سادس ا
س ماه الش به اللفظ ي ،وھ و :أن يك ون لف ظ االس م كلف ظ ح رف م ن ح روف
المع اني ،وذل ك مث ل " حاش ا " االس مية ،فإنھ ا أش بھت " حاش ا " الحرفي ة ف ي
اللفظ.
واعلم أنه قد يجتمع في اسم واحد مبني شبھان ف أكثر ،وم ن ذل ك المض مرات،
فإن فيھا الشبه المعن وي ،إذ ال تكلم والخط اب والغيب ة م ن المع اني الت ي تت أدى
بالحروف ،وفيھا الشبه االفتقاري ،الن كل ضمير يفتقر افتقارا متأصال إلى ما
يفس ره ،وفيھ ا الش به الوض عي ،ف إن أغل ب الض مائر وض ع عل ى ح رف أو
حرفين ،وما زاد في وضعه على ذلك فمحمول عليه ،طردا للب اب عل ى وتي رة
واحدة.
٣٣
وفيه ست لغ ات اس م بض م الھم زة وكس رھا وس م بض م الس ين وكس رھا وس ما
بضم السين وكسرھا أيضا
وينقسم المعرب أيضا إل ى م تمكن أمك ن وھ و المنص رف كزي د وعم رو وإل ى
متمكن غير أمكن وھو غير المنصرف نحو أحمد ومساجد
ومصابيح،
__________
) " (١ومع رب " مبت دأ ،ومع رب مض اف و" االس ماء " مض اف إلي ه " م ا "
اسم موصول في محل رفع خبر المبتدأ " قد سلما " قد :ح رف تحقي ق ،وس لم:
فعل ماض ،وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره ھو يعود إلى م ا ،والجمل ة
ال محل لھ ا م ن االع راب ص لة الموص ول ،واالل ف ف ي " س لما " لالط الق "
م ن ش به " ج ار ومج رور متعل ق بقول ه س لم ،وش به مض اف و" الح رف "
مضاف إليه " كأرض " جار ومجرور متعلق بمحذوف
خب ر لمبت دأ مح ذوف ،والتق دير :وذل ك ك ائن ك أرض " وس ما " ال واو ح رف
عطف ،سما :معطوف على أرض ،مجرور بكسرة مقدرة على آخ ره من ع م ن
ظھورھ ا التع ذر ،وھ و -بض م الس ين مقص ورا -إح دى اللغ ات ف ي اس م كم ا
سيذكره الشارح ،ونظيره في الوزن ھدى وعال وتقى وضحا.
وھھن ا س ؤال ،وھ و -أن الن اظم ف ي ترجم ة ھ ذا الب اب ب دأ ب المعرب وثن ى
بالمبني فقال " المعرب والمبني " وحين أراد التقسيم ب دأ ب المعرب أيض ا فق ال
" واالسم منه معرب ومبني " ولكنه حين بدأ في التفص يل وتعري ف ك ل واح د
منھما بدأ بالمبني وأخر المعرب ،فم ا وجھ ه ؟ والج واب ع ن ذل ك أن ه ب دأ ف ي
الترجمة والتقسيم بالمعرب لكونه أش رف م ن المبن ي بس بب كون ه ھ و االص ل
في االسماء.
وبدأ في التعريف بالمبني لكونه منحص را ،والمع رب غي ر منحص ر ،أال ت رى
أن خالص ة الك الم ف ي أس باب البن اء ق د أنتج ت أن المبن ي م ن االس ماء س تة
أبواب ليس غير ؟ !
فغي ر الم تمكن ھ و المبن ي والم تمكن ھ و المع رب وھ و قس مان م تمكن أمك ن
ومتمكن غير أمكن ). (١
وفعل أمر ومضي بنيا ...وأعربوا مضارعا إن عريا )(٢
٣٤
من نون توكيد مباشر ومن ...نون إناث كيرعن من فتن)(٣
__________
) (١والمتمكن االمكن ھو الذي يدخله التنوين ،إذا خ ال م ن أل وم ن االض افة،
ويجر بالكسرة ،ويسمى المنصرف ،والمتمكن غير االمكن ھ و ال ذي ال ين ون،
وال يج ر بالكس رة إال إذا اقت رن ب أل أو أض يف ،ويس مى االس م ال ذي ال
ينصرف.
) " (٢وفعل " مبتدأ ،وفعل مضاف و" أمر " مضاف إليه " ومضى " يقرأ
بالجر على أنه معطوف على أمر ،ويقرأ بالرفع على أنه معطوف على فعل "
بنيا " فعل ماض مبني للمجھول ،وااللف الت ي في ه للتثني ة ،وھ ي نائ ب فاع ل،
وذلك إذا عطف ت " مض ى " عل ى " فع ل " ف إن عطفت ه عل ى " أم ر " ف االلف
لالطالق ،ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره ھو يعود عل ى فع ل "
أعربوا " فعل وفاعل " مض ارعا " مفع ول ب ه " إن " ح رف ش رط " عري ا "
فع ل م اض مبن ي عل ى الف تح ف ي مح ل ج زم فع ل الش رط ،وألف ه لالط الق،
وفاعل ه ض مير مس تتر في ه ،وج واب الش رط مح ذوف ي دل علي ه الس ابق م ن
الك الم ،أي :إن ع رى الفع ل المض ارع م ن الن ون أع رب ،وع رى م ن ب اب
رضى بمعنى خال ،وبأتى من باب قعد بمعنى آخر ،تقول :ع راه يع روه ع روا
-مث ل س ما يس مو س موا -إذا ن زل ب ه ،ومن ه ق ول أب ي ص خر الھ ذلي :وإن ي
لتعروني لذكراك ھزة كما انتفض العصفور بلله القطر ) " (٣من ن ون " ج ار
ومجرور متعل ق بع رى ،ون ون مض اف و" توكي د " مض اف إلي ه " ،مباش ر "
ص فة لن ون " وم ن ن ون " ج ار ومج رور معط وف ب الواو عل ى الج ار
والمج رور الس ابق ،ون ون مض اف و" إن اث " مض اف إلي ه " كي رعن " ج ار
ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف ،وتقديره :وذلك كائن كيرعن "
من " اسم موصول مفعول ب ه لي رعن ،باعتب اره فع ال قب ل أن يقص د لفظ ه م ع
س ائر التركي ب ،مبن ي عل ى الس كون ف ي مح ل نص ب ،فأم ا بع د أن قص د لف ظ
الجملة فكل كلمة منھا كحرف من =
لما فرغ من بيان المعرب والمبني من األسماء شرع في بيان المعرب والمبني
من األفعال ومذھب البصريين أن اإلعراب أصل في األسماء فرع في األفعال
) (١فاألصل في الفعل البناء عن دھم وذھ ب الكوفي ون إل ى أن اإلع راب أص ل
في األسماء وفي األفعال واألول ھو الصحيح ونقل ض ياء ال دين ب ن العل ج ف ي
٣٥
البسيط أن بعض النحويين ذھب إل ى أن اإلع راب أص ل ف ي األفع ال ف رع ف ي
األسماء.
والمبني من األفعال ضربان:
__________
= حروف زيد مثال " فتن " فعل ماض مبني للمجھول ،ونائ ب الفاع ل ض مير
مستتر فيه جوازا تقديره ھو يعود إلى من ،والجملة ال مح ل لھ ا م ن االع راب
صلة الموصول.
) (١لما كان االص ل عن د البص ريين ف ي االس ماء االع راب ف إن م ا ك ان منھ ا
معربا ال يسأل عن عل ة إعراب ه ،الن م ا ج اء عل ى أص له ال يس أل ع ن علت ه،
وما جاء منھا مبنيا يسأل ع ن عل ة بنائ ه ،وق د تق دم للن اظم والش ارح بي ان عل ة
بناء االسم ،وأنھا مشابھته للحرف ،ولما كان االصل في االفع ال عن دھم أيض ا
البن اء ف إن م ا ج اء منھ ا مبني ا ال يس أل ع ن عل ة بنائ ه ،وإنم ا يس أل ع ن عل ة
إع راب م ا أع رب من ه وھ و المض ارع ،وعل ة إع راب الفع ل المض ارع عن د
البصريين أنه أشبه االسم في أن كل واحد منھما يتوارد عليه مع ان تركيبي ة ال
يتضح التمييز بينھا إال باالعراب ،فأما المعاني الت ي تن وارد عل ى االس م فمث ل
الفاعلية والمفعولية واالضافة في نح و قول ك :م ا أحس ن زي د ،فإن ك ل و رفع ت
زيدا لكان فاعال وصار المراد نفى إحسانه ،ولو نصبته لكان مفعوال به وصار
الم راد التعج ب م ن حس نه ،ول و جررت ه لك ان مض افا إلي ه ،وص ار الم راد
االستفھام عن أحسن أجزائه ،وأما المعاني التي تتوارد على الفعل فمث ل النھ ي
ع ن الفعل ين جميع ا أو ع ن االول منھم ا وح ده أو ع ن فعلھم ا متص احبين ف ي
نح و قول ك :ال تع ن بالجف اء وتم دح عم را ،فإن ك ل و جزم ت " تم دح " لكن ت
منھي ا عن ه اس تقالال ،وص ار الم راد أن ه ال يج وز ل ك أن تع ن بالجف اء وال أن
تمدح عمرا ،ول و رفع ت " تم دح " لك ان مس تأنفا غي ر داخ ل ف ي حك م النھ ي،
وصار المراد أنك منھى ع ن الجف اء م أذون ل ك ف ي م دح عم رو ،ول و نص بته
لكان معموال الن المصدرية وص ار الم راد أن ك منھ ى ع ن الجم ع ب ين الجف اء
ومدح عمرو ،وأنك لو فعلت أيھما منفردا جاز.
أح دھما :م ا اتف ق عل ى بنائ ه وھ و الماض ي وھ و مبن ي عل ى الف تح ) (١نح و
ضرب وانطلق ما لم يتصل به واو جمع فيضم أو ضمير رفع متحرك فيسكن.
٣٦
والثاني :ما اختلف في بنائه والراجح أن ه مبن ي وھ و فع ل األم ر نح و اض رب
وھو مبني عند البصريين ومعرب عند الكوفيين ). (٢
والمعرب من األفعال ھو المضارع وال يعرب إال إذا لم تتصل به نون التوكيد
أو ن ون اإلن اث فمث ال ن ون التوكي د المباش رة ھ ل تض ربن والفع ل معھ ا مبن ي
على الفتح وال فرق في ذلك بين الخفيفة والثقيلة ) (٣فإن لم تتصل
به لم يبن وذلك كما إذا
__________
) (١بنى الفعل الماضي الن البناء ھو االصل ،وإنما ك ان بن اؤه عل ى حرك ة -
م ع أن االص ل ف ي البن اء الس كون -الن ه أش به الفع ل المض ارع المع رب ف ي
وقوعه خبرا وصفة وصلة وحاال ،واالصل في االعراب أن يكون بالحركات،
وإنما كانت الحركة في الفعل الماضي خصوص الفتحة النھا أخ ف الحرك ات،
فقصدوا أن تتعادل خفتھا مع ثقل الفع ل بس بب ك ون معن اه مركب ا ،ل ئال يجتم ع
ثقيالن في شئ واحد ،وتركيب معناه ھو داللته على الحدث والزمان.
) (٢عندھم أن نحو " اضرب " مجزوم ب الم االم ر مق درة ،وأص له لتض رب،
فح ذفت ال الم تخفيف ا ،فص ار " تض رب " ث م ح ذف ح رف المض ارعة قص دا
للفرق بين ھ ذا وب ين المض ارع غي ر المج زوم عن د الوق ف علي ه ،ف احتيج بع د
ح ذف ح رف المض ارعة إل ى ھم زة الوص ل توص ال للنط ق بالس اكن -وھ و
الضاد -فصار " اضرب " وفي ھذا من التكلف ما ليس تخفى.
) (٣ال فرق ف ي اتص ال ن ون التوكي د بالفع ل المض ارع ومباش رتھا ل ه ب ين أن
تكون ملفوظا بھ ا كم ا مث ل الش ارح ،وأن تك ون مق درة كم ا ف ي ق ول الش اعر،
وھو االضبط بن قريع ال تھين الفقير علك أن تركع يوما والدھر قد رفع ه ف إن
أص ل قول ه ال تھ ين ال تھي نن بن ونين أوالھم ا الم الكلم ة والثاني ة ن ون التوكي د
الخفيفة ،فحذفت نون التوكيد الخفيفة ،وبقى الفع ل بع د ح ذفھا مبني ا عل ى الف تح
في محل جزم بالم
النھي ،ولو لم تكن نون التوكيد مق درة ف ي ھ ذا الفع ل لوج ب علي ه أن يق ول ال
تھن،
٣٧
فصل بينه وبينھا ألف اثنين نحو ھل تضربان وأصله ھ ل تض ربانن فاجتمع ت
ثالث نونات فحذفت األولى وھى نون الرفع كراھة ت والي األمث ال فص ار ھ ل
تضربان ). (١
وكذلك يعرب الفع ل المض ارع إذا فص ل بين ه وب ين ن ون التوكي د واو جم ع أو
ياء مخاطبة نحو ھل تضربن يا زيدون وھ ل تض ربن ي ا ھن د وأص ل تض ربن
تض ربونن فح ذفت الن ون األول ى لت والي األمث ال كم ا س بق فص ار تض ربون
فحذفت الواو اللتقاء الساكنين فصار تضربن وكذلك تض ربن أص له تض ربينن
ففعل به ما فعل بتضربونن.
وھ ذا ھ و الم راد بقول ه وأعرب وا مض ارعا إن عري ا م ن ن ون توكي د مباش ر
فشرط في إعرابه أن يعرى من ذلك ومفھومه أن ه إذا ل م يع ر من ه يك ون مبني ا
فعلم أن مذھبه أن الفعل المضارع ال يبنى إال إذا باشرته نون التوكيد نحو ھ ل
تضربن يا زيد فإن لم تباشره أعرب وھذا ھو مذھب الجمھور.
وذھب األخفش إلى أنه مبني مع نون التوكيد سواء اتصلت به ن ون التوكي د أو
لم تتصل ونقل عن بعضھم أنه معرب وإن اتص لت ب ه ن ون التوكي د ومث ال م ا
اتصلت به نون اإلناث الھندات يضربن والفعل معھا مبني على الس كون ونق ل
المصنف رحمه ﷲ تعالى في بعض كتبه أنه ال خالف في
__________
= بحذف الياء التي ھ ي ع ين الفع ل تخلص ا م ن التق اء الس اكنين -وھم ا الي اء
وآخر الفعل -ثم يكسر آخر الفعل تخلصا م ن التق اء س اكنين آخ رين ھم ا آخ ر
الفعل والم التعريف التي ف ي أول " الفقي ر " الن أل ف الوص ل ال يعت د بھ ا ،إذ
ھ ي غي ر منط وق بھ ا ،فلم ا وج دناه ل م يح ذف الي اء علمن ا أن ه ق د ح ذف ن ون
التوكيد وھو ينوبھا.
) (١أي :بعد أن حرك نون التوكي د بالكس ر بع د أن كان ت مفتوح ة ،فرق ا بينھ ا
وبين نون التوكيد التي تتصل بالفعل المسند لواحد ،في اللفظ ،فإن ألف االثن ين
تظھر في النطق كحركة مشبعة ،فلو لم تكسر الن ون ف ي المثن ى الت بس المس ند
لالثنين في اللفظ بالمسند إلى المفرد.
بناء الفعل المضارع م ع ن ون اإلن اث ول يس ك ذلك ب ل الخ الف موج ود ومم ن
نقله األستاذ أبو الحسن بن عصفور في شرح اإليضاح ). (١
٣٨
وكل حرف مستحق للبنا ...واألصل في المبني أن يسكنا )(٢
ومنه ذو فتح وذو كسر وضم ...كأين أمس حيث والساكن كم )(٣
الحروف كلھا مبنية إذ ال يعتورھا ما تفتقر ف ي داللتھ ا علي ه إل ى إع راب نح و
أخذت من الدراھم فالتبعيض مستفاد من لفظ من ب دون اإلع راب واألص ل ف ي
البن اء أن يك ون عل ى الس كون ألن ه أخ ف م ن الحرك ة وال يح رك المبن ي إال
لسبب كالتخلص م ن التق اء الس اكنين وق د تك ون الحرك ة فتح ة ك أين وق ام وإنّ
وقد تك ون كس رة ك أمس وجي ر وق د تك ون ض مة كحي ث وھ و اس م ومن ذ وھ و
حرف إذا جررت به وأما السكون فنحو
"كم واضرب وأجل".
__________
) (١ممن قال بإعرابه السھيلي وابن درستويه وابن طلحة ،ورأيھم أن ه مع رب
بإعراب مقدر منع من ظھوره شبھه بالماضي في صيرورة النون ج زءا من ه،
فتقول ف ي نح و )والوال دات يرض عن( :يرض عن فع ل مض ارع مرف وع بض مة
مق درة عل ى آخ ره من ع ظھورھ ا ش به يرض عن بأرض عن ف ي أن الن ون ق د
صارت فيه جزء ا منه.
) " (٢ك ل " مبت دأ ،وك ل مض اف و" ح رف " مض اف إلي ه " مس تحق " خب ر
المبتدأ " للبنا " جار ومجرور متعلق بمستحق " واالصل " مبتدأ " ف ي المبن ي
" ج ار ومج رور متعل ق باالص ل " أن " مص درية " يس كنا " فع ل مض ارع
مبني للمجھول منصوب بأن ،وااللف
لالطالق ،ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره ھو يعود إل ى المبن ي،
وأن وم ا دخل ت علي ه ف ي تأوي ل مص در خب ر المبت دأ ،والتق دير :واالص ل ف ي
المبنى تسكينه ،والمراد كونه ساكنا.
) " (٣ومنه " جار ومجرور متعلق بمحذوف خب ر مق دم " ذو " مبت دأ م ؤخر،
مرفوع بالواو نيابة عن الضمة النه من االسماء الستة ،وذو مضاف و" ف تح "
مضاف إليه " وذو " معطوف على ذو السابق " كس ر " مض اف إلي ه " وض م
" معطوف على كسر بتقدير مضاف :أي وذو ضم " ك أين " متعل ق بمح ذوف
خب ر لمبت دأ مح ذوف " أم س ،حي ث " معطوف ان عل ى أي ن بح رف عط ف
٣٩
محذوف " والساكن الواو عاطفة أو لالس تئناف ،الس اكن :مبت دأ " ك م " خب ره،
ويجوز العكس.
وعلم مما مثلنا به أن البناء على الكسر والضم ال يكون في الفعل بل في االس م
والحرف وأن البن اء عل ى الف تح أو الس كون يك ون ف ي االس م والفع ل والح رف
)(١
والرفع والنصب اجعلن إعرابا ...السم وفعل نحو لن أھابا )(٢
واالسم قد خصص بالجر ...كما قد خصص الفعل بأن ينجزما)(٣
__________
) (١ذكر الناظم والشارح أن من المبنيات ما يكون بن اؤه عل ى الس كون ،ومن ه
ما يكون بناؤه على حركة من الحركات الثالث.
واعلم أنه ينوب ع ن الس كون ف ي البن اء الح ذف ،والح ذف يق ع ف ي موض عين:
االول االمر المعتل اآلخر ،نحو :اغز وارم واسع ،والثاني :االم ر المس ند إل ى
أل ف اثن ين أو واو جماع ة أو ي اء مخاطب ة ،نح و اكتب ا واكتب وا واكتب ي ،وأن ه
ينوب عن الفتح في البناء شيآن :أولھما الكسر ،وذلك ف ي جم ع المؤن ث الس الم
إذا وقع اسما لال النافية للجنس ،نحو ال مسلمات ،وثانيھما الياء وذلك في جم ع
المذكر السالم والمثنى إذا وقع أحدھما اسما ل ال النافي ة للج نس أيض ا ،نح و :ال
مسلمين ،وأنه ينوب عن الضم في البناء
شيآن :أحدھما االلف وذلك في المثنى إذا وقع منادى نحو :ي ا زي دان ،وثانيھم ا
الواو ،وذلك في جمع المذكر السالم إذا وقع منادى أيضا ،نحو :يا زيدون.
) " (٢والرفع " مفعول به أول الجعلن مقدم عليه " والنصب " معطوف علي ه
" اجعلن " فعل أم ر مبن ي عل ى الف تح التص اله بن ون التوكي د الخفيف ة ،وفاعل ه
ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت " إعرابا " مفع ول ث ان الجعل ن " الس م "
ج ار ومج رور متعل ق بإعراب ا " وفع ل " معط وف عل ى اس م " نح و " خب ر
لمبتدأ مح ذوف ،والتق دير :وذل ك نح و " ل ن " ح رف نف ي ونص ب واس تقبال "
أھابا " فعل مضارع منص وب بل ن ،واالل ف لالط الق ،وفاعل ه ض مير مس تتر
في ه وجوب ا تق ديره أن ا ،ونح و مض اف وجمل ة الفع ل والفاع ل ف ي ق وة مف رد
مضاف إليه.
٤٠
) " (٣واالس م " مبت دأ " ق د " ح رف تحقي ق " خص ص " فع ل م اض ،مبن ي
للمجھول ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تق ديره ھ و يع ود إل ى االس م،
والجملة في محل رفع =
فارفع بضم وانصبن فتحا وجر ...كسرا كذكر ﷲ عبده يسر )(١
واجزم بتسكين وغير ما ذكر ...ينوب نحو جا أخو بني نمر)(٢
__________
= خبر المبتدأ " بالجر " جار ومجرور متعلق بخصص " كما " الكاف حرف
ج ر ،وم ا :مص درية " ق د " ح رف تحقي ق " خص ص " فع ل م اض مبن ي
للمجھول " الفعل " نائب فاعل ه ،وم ا م ع م دخولھا ف ي تأوي ل مص در مج رور
بالك اف :أي كك ون الفع ل مخصص ا " ب أن " الب اء ح رف ج ر ،وأن ح رف
مصدري ونصب " ينجز ما " فعل مضارع منصوب ب أن ،واالل ف لالط الق،
والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تق ديره ھ و يع ود إل ى الفع ل ،وأن وم دخولھا
ف ي تأوي ل مص در مج رور بالب اء :أي ب االنجزام ،والج ار والمج رور متعل ق
بخصص.
) " (١فارفع " فعل أمر ،وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تق ديره أن ت " بض م
" جار ومج رور متعل ق ب ارفع " وانص بن " ال واو عاطف ة ،انص ب :فع ل أم ر
مبني على الفتح
التص اله بن ون التوكي د الخفيف ة ،وھ و معط وف عل ى ارف ع " فتح ا " منص وب
على نزع الخافض أي بف تح " وج ر " ال واو عاطف ة ،ج ر :فع ل أم ر معط وف
على ارفع ،وفاعله ضمير مستتر في ه وجوب ا تق ديره أن ت " كس را " مث ل قول ه
فتحا منصوب على نزع الخ افض " ك ذكر ﷲ عب ده يس ر " الك اف ح رف ج ر
ومجروره محذوف ،والج ار والمج رور خب ر لمبت دأ مح ذوف والتق دير :وذل ك
كائن كقولك ،وذكر :مبتدأ ،وذكر مضاف ولفظ الجاللة مضاف إليه من إضافة
المص در لفاعل ه ،وعب د :مفع ول ب ه ل ذكر منص وب بالفتح ة الظ اھرة ،وعب د
مضاف والضمير مضاف إليه ،ويسر :فعل مض ارع ،والفاع ل ض مير مس تتر
فيه جوازا تقديره ھو يعود إلى ذكر ،والجملة في محل رفع خبر المبتدأ.
) " (٢واجزم " ال واو عاطف ة ،اج زم :فع ل أم ر معط وف عل ى ارف ع ،وفاعل ه
ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت " بتسكين " جار ومج رور متعل ق ب اجزم
" وغير " الواو لالستئناف ،غير :مبتدأ ،وغير مضاف و" م ا " اس م موص ول
٤١
مض اف إلي ه مبن ي عل ى الس كون ف ي مح ل ج ر " ذك ر " فع ل م اض مبن ي
للمجھ ول ،ونائ ب الفاع ل ض مير مس تتر في ه ج وازا تق ديره ھ و يع ود إل ى م ا
الموصولة ،والجملة ال محل لھا من االع راب ص لة " ين وب " فع ل مض ارع،
والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره ھو يعود إلى غير ،والجملة ف ي مح ل
رفع خب ر المبت دأ " نح و " خب ر لمبت دأ مح ذوف ،أي :وذل ك نح و " ج ا " فع ل
ماض قصر للضرورة " أخو " فاعل مرف وع ب الواو الن ه م ن االس ماء الس تة،
وأخو مضاف و" بني " مضاف إليه =
أنواع اإلعراب أربعة :الرفع والنصب والجر والجزم.
فأما الرفع والنصب فيشترك فيھما األس ماء واألفع ال نح و زي د يق وم وإن زي دا
لن يقوم وأما الجر فيختص باألس ماء نح و بزي د وأم ا الج زم فيخ تص باألفع ال
نح و ل م يض رب والرف ع يك ون بالض مة والنص ب يك ون بالفتح ة والج ر يك ون
بالكسرة والجزم يكون بالسكون وما عدا ذلك يك ون نائب ا عن ه كم ا ناب ت ال واو
عن الضمة في أخو والي اء ع ن الكس رة ف ي بن ي م ن قول ه ج اء أخ و بن ي نم ر
وسيذكر بعد ھذا مواضع النيابة .
وارفع بواو وانصبن باأللف ...واجرر بياء ما من األسما أصف )(١
شرع في بيان ما يعرب بالنيابة عما سبق ذكره والمراد باألسماء التي
سيصفھا
__________
= مجرور بالياء النه جمع مذكر سالم ،وبني مضاف و" نم ر " مض اف إلي ه،
مجرور بالكسرة الظاھرة ،وسكن الجل الوقف ،والجملة من الفعل وفاعل ه ف ي
قوة مفرد مجرور بإضافة نحو إليه.
) " (١وارفع " ال واو لالس تئناف ،ارف ع فع ل أم ر ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه
وجوبا تقديره أنت " بواو " متعلق ب ارفع " وانص بن " ال واو عاطف ة ،انص ب:
فعل أمر مبني على الفتح التصاله بنون التوكيد الثقيل ة ،وفاعل ه ض مير مس تتر
فيه وجوبا تق ديره أن ت ،وھ و معط وف عل ى ارف ع " ب االلف " ج ار ومج رور
متعلق بانصب " واجرر " الواو عاطفة ،اجرر :فعل أمر مبني عل ى الس كون،
وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ،وھو معط وف عل ى ارف ع " بي اء
" جار ومجرور متعلق باجرر " ما " اس م موص ول تنازع ه االفع ال الثالث ة "
٤٢
م ن االس ما " ج ار ومج رور متعل ق بأص ف اآلت ي ،أو بمح ذوف ح ال م ن م ا
الموصولة " أصف " فعل مضارع ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه وجوب ا تق ديره
أن ا ،والجمل ة ص لة الموص ول ال مح ل لھ ا م ن االع راب ،والعائ د ض مير
محذوف منصوب المحل بأصف ،أي :الذي أصفه.
األسماء الستة وھي أب وأخ وحم وھن وف وه وذو م ال فھ ذه ترف ع ب الواو نح و
جاء أبو زيد وتنص ب ب األلف نح و رأي ت أب اه وتج ر بالي اء نح و م ررت بأبي ه
والمش ھور أنھ ا معرب ة ب الحروف ف الواو نائب ة ع ن الض مة واألل ف نائب ة ع ن
الفتحة والياء نائبة عن الكسرة وھذا ھو الذي أشار إليه المصنف بقول ه وارف ع
بواو إلى آخر البيت والصحيح أنھا معربة بحركات مقدرة عل ى ال واو واألل ف
والي اء ف الرفع بض مة مق درة عل ى ال واو والنص ب بفتح ة مق درة عل ى األل ف
والجر بكسرة مقدرة على الياء فعلى ھذا الم ذھب الص حيح ل م ين ب ش يء ع ن
شيء مما سبق ذكره(١):
__________
) (١ف ي ھ ذه المس ألة أق وال كثي رة ،وأش ھر ھ ذه االق وال ثالث ة ،االول :أنھ ا
معرب ة م ن مك ان واح د ،وال واو واالل ف والي اء ھ ي ح روف االع راب ،وھ ذا
رأي جمھور البصريين وإليه ذھ ب أب و الحس ن االخف ش ف ي أح د قولي ه ،وھ و
الذي ذكره الناظم ھنا ومال إليه.
والث اني :أنھ ا معرب ة م ن مك ان واح د أيض ا ،وإعرابھ ا بحرك ات مق درة عل ى
ال واو واالل ف والي اء ،ف إذا قل ت " ج اء أب وك " ف أبوك :فاع ل مرف وع بض مة
مق درة عل ى ال واو من ع م ن ظھورھ ا الثق ل ،وھ ذا م ذھب س يبويه ،وھ و ال ذي
ذكره الشارح وزعم أن ه الص حيح ،ورجح ه الن اظم ف ي كتاب ه التس ھيل ،ونس به
جماعة من المتأخرين إلى جمھور البصريين ،والصحيح أن مذھب ھ ؤالء ھ و
ال ذي ق دمنا ذك ره ،ق ال أتب اع س يبويه :إن االص ل ف ي االع راب أن يك ون
بحركات ظ اھرة أو مق درة فمت ى أمك ن ھ ذا االص ل ل م يج ز الع دول عن ه إل ى
الفروع ،وقد أمكن أن نجع ل االع راب بحرك ات مق درة ،فيج ب المص ير إلي ه،
والقول الثالث :قول جمھور الكوفيين ،وحاصله أنھا معربة من مك انين ،ق الوا:
إن الحرك ات تك ون إعراب ا لھ ذه االس ماء ف ي ح ال إفرادھ ا :أي قطعھ ا ع ن
االضافة ،فتقول :ھذا أب لك وقد رأي ت أخ ا ل ك ،وم ررت بح م ،ف إذا قل ت ف ي
ح ال االض افة " ،ھ ذا أب وك " فالض مة باقي ة عل ى م ا كان ت علي ه ف ي ح ال
االف راد ،فوج ب أن تك ون عالم ة إع راب ،الن الحرك ة الت ي تك ون عالم ة
٤٣
إعراب للمفرد في حالة إفراده ھي بعينھا التي تكون عالم ة العراب ه ف ي ح ال
إضافته ،أال ترى أنك تقول " ھذا غالم " فإذا قلت " ھذا غالمك " لم يتغير
الحال ؟ فكذا ھنا.
وكذا ال واو واالل ف والي اء بع د ھ ذه الحرك ات ف ي ح ال إض افة االس ماء الس تة
تجري مجرى الحركات في كونھا إعرابا ،بدليل أنھا تتغير في حال الرفع =
من ذاك ذو إن صحبة أبانا ...والفم حيث الميم منه بانا )(١
أي من األسماء التي ترف ع ب الواو وتنص ب ب األلف وتج ر بالي اء ذو وف م ولك ن
يشترط في ذو أن تكون بمعنى ص احب نح و ج اءني ذو م ال أي ص احب م ال
وھ و الم راد بقول ه إن ص حبة أبان ا أي إن أفھ م ص حبة واحت رز ب ذلك ع ن ذو
الطائي ة فإنھ ا ال تفھ م ص حبة ب ل ھ ي بمعن ى ال ذي ف ال تك ون مث ل ذي بمعن ى
صاحب بل تكون مبنية وآخرھا الواو رفع ا ونص با وج را نح و ج اءني ذو ق ام
ورأيت ذو قام ومررت بذو قام ومنه قوله:
- ٤فإما كرام موسرون لقيتھم ...فحسبي من ذو عندھم ما كفانيا
__________
= والنص ب والج ر ،ف دل ذل ك عل ى أن الض مة وال واو جميع ا عالم ة للرف ع،
والفتحة وااللف جميع ا عالم ة للنص ب ،والكس رة والي اء جميع ا عالم ة للج ر،
وإنم ا ألج أ الع رب إل ى ذل ك قل ة ح روف ھ ذه االس ماء ،فرف دوھا ف ي ح ال
االضافة التي ھي من خصائص االسم -بحروف زائدة ،تكثيرا لحروفھا.
) " (١من ذاك " من ذا :ج ار ومج رور متعل ق بمح ذوف خب ر مق دم ،والك اف
حرف خطاب " ذو " مبتدأ م ؤخر " إن " ح رف ش رط " ص حبة " مفع ول ب ه
مقدم البان " أبانا " أبان :فعل ماض ،وفاعله ضمير مستتر في ه ج وازا تق ديره
ھو يعود إلى ذو ،وألف ه لالط الق وھ و فع ل ش رط مبن ي عل ى الف تح ف ي مح ل
جزم ،والجواب محذوف ،والتقدير :إن أبان ذو صحبة فارفعه بالواو " والفم "
معطوف على ذو " حيث " ظرف مكان " الميم "
مبتدأ " منه " جار ومج رور متعل ق بب ان " بان ا " فع ل م اض بمعن ى انفص ل،
مبني على الف تح ال مح ل ل ه م ن االع راب ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه ج وازا
تقديره ھو يعود إلى الميم ،وألفه لالط الق وجملت ه ف ي مح ل رف ع خب ر المبت دأ
٤٤
ال ذي ھ و قول ه الم يم ،وجمل ة المبت دأ وخب ره ف ي مح ل ج ر بإض افة " حي ث "
إليھا.
- ٤ھ ذا بي ت م ن الطوي ل ،وھ و م ن ك الم منظ ور ب ن س حيم الفقعس ي ،وق د
استشھد به ابن ھشام في أوضح المسالك )ش (٧في مبح ث االس ماء الخمس ة،
وفي باب الموصول ،كما فعل الشارح ھنا ،واستشھد به االش موني )ش (١٥٥
مرتين أيضا.
وقبل البيت المستشھد به قوله :ولست بھاج في الق رى أھ ل من زل عل ى زادھ م
أبكي وأبكي البواكيا فإما كرام موسرون لقيتھم فحسبي من ذو عندھم.
البيت وإما كرام معسرون عذرتھم وإما لئام فادخرت حيائيا وعرضي أبقى م ا
ادخ رت ذخي رة وبطن ي أطوي ه كط ي ردائي ا اللغ ة " :ھ اج " اس م فاع ل م ن
الھجاء ،وھو الذم والقدح ،تقول :ھجاه يھجوه ھجوا وھجاء " القرى " -بكسر
الق اف مقص ورا -إك رام الض يف ،و" ف ي " ھن ا دال ة عل ى الس ببية والتعلي ل،
صلَّى َّ
ﷲُ َع َل ْي ِه َو َسلَّ َم " :دخلت امرأة الن ار ف ي ھ رة " أي بس بب مثلھا في قوله َ
ھرة ومن أجل ما صنعته معھا ،يريد أنه لن يھج و أح دا ول ن يذم ه ويق دح في ه
بسبب القرى على أي ة ح ال ،وذل ك الن الن اس عل ى ثالث ة أن واع :الن وع االول
ك رام موس رون ،والن وع الث اني ك رام معس رون غي ر واج دين م ا يقدمون ه
لضيفانھم ،والنوع الثالث لئام بھم شح وبخل وضنانة ،وقد ذكر ھ ؤالء االن واع
الثالثة ،وذكر مع كل واحد حاله بالنسبة له " كرام " جمع كريم ،وأراد الطيب
العنص ر الش ريف اآلب اء ،وق ابلھم باللئ ام " موس رون " ذوو ميس رة وغن ى،
وعندھم ما يقدمونه للضيفان " معسرون "
ذوو عسرة وضيق ال يجدون ما يقدمونه مع كرم نفوسھم وطيب عنصرھم.
االعراب " :إما " حرف ش رط وتفص يل ،مبن ي عل ى الس كون ال مح ل ل ه م ن
االع راب " ك رام " فاع ل بفع ل مح ذوف يفس ره الس ياق ،وتق دير الك الم :إم ا
لقيني كرام ،ونحو ذلك ،مرفوع بذلك الفعل المح ذوف ،وعالم ة رفع ه الض مة
الظ اھرة " موس رون " نع ت لك رام ،ونع ت المرف وع مرف وع ،وعالم ة رفع ه
الواو نيابة عن الضمة النه جمع مذكر س الم ،والن ون ع وض ع ن التن وين ف ي
االسم المفرد " لقيتھم " لقى :فعل ماض مبن ي عل ى ف تح مق در ال مح ل ل ه م ن
االعراب ،والتاء ضمير المتكلم فاع ل لق ى ،مبن ي عل ى الض م ف ي مح ل رف ع،
وض مير الغ ائبين العائ د إل ى ك رام ،مفع ول ب ه مبن ي عل ى الس كون ف ي مح ل
٤٥
نص ب ،وجمل ة الفع ل الماض ي وفاعل ه ومفعول ه ال مح ل لھ ا م ن االع راب
تفسيرية " فحسبي " الفاء واقعة في جواب الشرط ،حرف مبن ي عل ى الف تح ال
محل له من االعراب ،حسب :اسم بمعنى كاف خبر مق دم ،وھ و مض اف وي اء
المتكلم مضاف إليه ،مبني على الف تح ف ي مح ل ج ر " م ن " ح رف ج ر مبن ي
على السكون ال محل له " ذو " اسم موصول بمعنى الذي مبن ي عل ى الس كون
في محل جر بمن ،وإن رويت " ذي " فھو مج رور بم ن ،وعالم ة ج ره الي اء
نيابة ع ن الكس رة ،والج ار والمج رور متعل ق بحس ب " عن دھم " عن د :ظ رف
متعلق بمحذوف يقع صلة للموصول الذي ھو ذو بمعن ى ال ذي ،وعن د مض اف
وضمير الغائبين مض اف إلي ه ،مبن ي عل ى الس كون ف ي مح ل ج ر " م ا " اس م
موصول بمعنى الذي مبتدأ مؤخر مبني على السكون في محل رف ع " كفاني ا "
كفى :فعل م اض مبن ي عل ى ف تح مق در عل ى االل ف من ع م ن ظھ وره التع ذر،
وفاعله ضمير مستتر فيه ج وازا تق ديره ھ و يع ود إل ى االس م الموص ول ال ذي
ھ و م ا ،والن ون للوقاي ة ،وي اء الم تكلم مفع ول ب ه مبن ي عل ى الف تح ف ي مح ل
نصب ،وااللف لالطالق ،وجملة كفى وفاعله ومفعوله ال محل صلة ما.
الشاھد فيه :قوله " فحس بي م ن ذو عن دھم " ف إن " ذو " ف ي ھ ذه العب ارة اس م
موصول
بمعنى الذي ،وقد رويت ھذه الكلمة بروايتين ،فمن العلماء من روى " فحس بي
من ذي عندھم " بالياء ،واستدل بھذه الرواية على أن " ذا " الموصولة تعام ل
معام ل " ذي " الت ي بمعن ى ص احب والت ي ھ ي م ن االس ماء الخمس ة ،فترف ع
بالواو ،وتنصب بااللف ،وتجر بالياء كم ا ف ي ھ ذه العب ارة عل ى ھ ذه الرواي ة،
ومعنى ذلك أنھا معربة ويتغير آخرھا بتغير التراكيب.
ومن العلماء من روى " فحسبي من ذو عندھم " ب الواو ،واس تدل بھ ا عل ى أن
" ذو " التي ھي اسم موصول مبني ة ،وأنھ ا تج ئ ب الواو ف ي حال ة الرف ع وف ي
حال ة النص ب وف ي حال ة الج ر جميع ا وھ ذا الوج ه ھ و ال راجح عن د النح اة،
وس يذكر الش ارح ھ ذا البي ت م رة أخ رى ف ي ب اب الموص ول ،وينب ه عل ى
الروايتين جميعا ،وعلى أن رواية الواو تدل على البناء ورواية الياء تدل عل ى
االع راب ،لك ن عل ى رواي ة الي اء يك ون االع راب فيھ ا ب الحروف نياب ة ع ن
الحرك ات عل ى ال راجح ،وعل ى رواي ة ال واو تك ون الكلم ة فيھ ا مبني ة عل ى
السكون ،فاعرف ذلك وال تنسه.
٤٦
ق ال اب ن منظ ور ف ي لس ان الع رب " :وأم ا ق ول الش اعر :ف إن بي ت تم يم ذو
سمعت به =
وك ذلك يش ترط ف ي إع راب الف م بھ ذه األح رف زوال الم يم من ه نح و ھ ذا ف وه
ورأيت ف اه ونظ رت إل ى في ه وإلي ه أش ار بقول ه والف م حي ث الم يم من ه بان ا أي
انفصلت منه الميم أي زالت منه فإن لم تزل منه أعرب بالحركات نحو ھذا ف م
ورأيت فما ونظرت إلى فم .
أب أخ حم كذاك وھن ...والنقص في ھذا األخير أحسن )(١
وفي أب وتالييه يندر ...وقصرھا من نقصھن أشھر )(٢
يعني أن أبا وأخا وحما تجري مجرى ذو وفم اللذين سبق
ذكرھا
__________
= فإن " ذو " ھنا بمعنى الذي ،وال يكون في الرف ع والنص ب والج ر إال عل ى
لف ظ واح د ،وليس ت بالص فة الت ي تع رب نح و قول ك :م ررت برج ل ذي م ال،
وھ و ذو م ال ،ورأي ت رج ال ذا م ال ،وتق ول :رأي ت ذو ج اءك ،وذو ج اءاك،
وذو ج اءوك ،وذو جاءت ك ،وذو جئن ك ،بلف ظ واح د للم ذكر والمؤن ث ،وم ن
أمث ال الع رب :أت ى علي ه ذو أت ى عل ى الن اس ،أي ال ذي أت ى عل يھم ،ق ال أب و
منصور :وھي لغة طيئ ،وذو بمعنى الذي " اھـ.
وفي البيت الذي أنشده في صدر كالمه شاھد كالذي معن ا عل ى أن " ذو والت ي
بمعنى الذي تكون بالواو ولو كان موضعھا جرا أو نصبا ،فإن ق ول الش اعر "
ذو سمعت به " نعت لبيت تميم المنصوب على أنه اسم إن ،ول و كان ت " ذو "
معربة لقال :فإن بيت تميم ذا سمعت به ،فلما جاء بھا ب الواو ف ي ح ال النص ب
علمنا أنه يراھا مبني ة ،وبناؤھ ا كم ا علم ت عل ى الس كون ) " (١أب " مبت دأ "
أخ حم " معطوفان على أب مع حذف حرف العطف " كذاك " ج ار ومج رور
متعل ق بمح ذوف خب ر تنازع ه ك ل م ن أب وم ا عط ف علي ه " وھ ن " ال واو
عاطفة ،ھن :مبتدأ ،وخبره محذوف ،أي :وھن كذا ك " والنقص " مبتدأ " ف ي
ھذا " جار ومجرور متعلق بالنقص ،أو بأحسن " االخير " بدل أو عطف بيان
من اسم االشارة أو ھو نعت له " أحسن " خبر المبتدأ.
٤٧
) " (٢وفي أب " جار ومجرور متعلق بيندر اآلتي " وتاليي ه " معط وف عل ى
أب " يندر " فعل مضارع ،وفاعله ضمير مستتر في ه ج وازا تق ديره ھ و يع ود
إل ى ال نقص " وقص رھا " ال واو عاطف ة ،قص ر :مبت دأ ،وقص ر مض اف
والض مير مض اف إلي ه " م ن نقص ھن " م ن نق ص :ج ار ومج رور متعل ق
بأشھر ،ونقص مضاف والضمير مضاف إليه " أشھر " خبر المبتدأ.
فترف ع ب الواو وتنص ب ب األلف وتج ر بالي اء نح و ھ ذا أب وه وأخ وه وحموھ ا
ورأي ت أب اه وأخ اه وحماھ ا وم ررت بأبي ه وأخي ه وحميھ ا وھ ذه ھ ي اللغ ة
المشھورة في ھذه الثالثة وسيذكر المصنف في ھذه الثالثة لغتين أخريين.
وأما ھن فالفصيح فيه أن يعرب بالحركات الظاھرة عل ى الن ون وال يك ون ف ي
آخره ح رف عل ة نح و ھ ذا ھ ن زي د ورأي ت ھ ن زي د وم ررت بھ ن زي د )(١
وإليه أشار بقوله والنقص في ھذا األخير أحسن أي النقص في ھ ن أحس ن م ن
اإلتمام واإلتمام جائز لكنه قليل جدا ھذا ھن وه ورأي ت ھن اه ونظ رت إل ى ھني ه
وأنكر الف راء ج واز إتمام ه وھ و محج وج بحكاي ة س يبويه اإلتم ام ع ن الع رب
ومن حفظ حجة على من لم يحفظ وأشار المصنف بقوله وفي أب وتالييه ين در
إل ى آخ ر البي ت إل ى اللغت ين الب اقيتين ف ي أب وتاليي ه وھم ا أخ وح م فإح دى
اللغتين النقص وھو حذف الواو واأللف والياء واإلع راب بالحرك ات الظ اھرة
على الباء والخاء والميم نح و ھ ذا أب ه وأخ ه وحمھ ا ورأي ت أب ه وأخ ه وحمھ ا
ومررت بأبه وأخه وحمھا وعليه قوله:
__________
) (١وم ن ذل ك قول ه علي ه الص الة والس الم " :م ن تع زى بع زاء الجاھلي ة
فأعض وه بھ ن أبي ه ،وال تكن وا " وتع زى بع زاء الجاھلي ة معن اه دع ا ب دعائھا
فقال :يا لفالن ،ويا لفالن ،والغرض أن ه ي دعو إل ى العص بية القبلي ة الت ي جھ د
صلَّى َّ
ﷲُ َع َل ْي ِه َو َسلَّ َم جھده في محوھا. النبي َ
ومعنى " أعضوه بھن أبيه " قولوا له :ع ض أي ر أبي ك ،ومعن ى " وال تكن وا "
قولوا له ذل ك بلف ظ ص ريح ،مبالغ ة ف ي التش نيع علي ه ،ومح ل االستش ھاد قول ه
صلوات ﷲ عليه " :بھ ن أبي ه " حي ث ج ر لف ظ الھ ن بالكس رة الظ اھرة ،وم ن
ذلك قولھم في المثل " :من يطل ھن أبيه ينتطق ب ه " يري دون م ن كث ر إخوت ه
اشتد بھم ظھره وقوى بھم عزه )وانظره في مجمع االمث ال رق م ٤٠١٥ف ي ٢
٣٠٠ /بتحقيقنا( ) - ٤شرح ابن عقيل (١
٤٨
بأبه اقتدى عدي في الكرم ...ومن يشابه أبه فما ظلم
وھ ذه اللغ ة ن ادرة ف ي أب وتاليي ه ولھ ذا ق ال وف ي أب وتاليي ه ين در أي :ين در
النقص.
واللغة األخرى في أب وتاليي ه أن يك ون ب األلف رفع ا ونص با وج را نح و ھ ذا
أب اه وأخ اه وحماھ ا ورأي ت أب اه وأخ اه وحماھ ا وم ررت بأب اه وأخ اه وحماھ ا
وعليه قول الشاعر:
__________
- ٥ينسب ھذا البيت لرؤبة بن العجاج ،من كلمة يزعمون أنه مدح فيھ ا ع دي
بن حاتم الطائي ،وقبله قوله :أنت الحليم واالمي ر المن تقم تص دع ب الحق وتنف ي
م ن ظل م اللغ ة " :ع دي " أراد ب ه ع دي ب ن ح اتم الط ائي الج واد المش ھور "
اقتدى " يريد أنه جعله لنفسه قدوة فسار على نھج سيرته " فما ظلم " يريد أن ه
لم يظل م أم ه ،الن ه ج اء عل ى مث ال أبي ه ال ذي ينس ب إلي ه ،وذل ك الن ه ل و ج اء
مخالفا لما عليه أبوه من السمت أو الشبه أو من الخل ق والص فات لنس به الن اس
إلى غيره ،فكان في ذلك ظلم المه واتھام لھا )انظر مجمع االمثال رقم ٤٠٢٠
في ٣٠٠ / ٢بتحقيقنا(.
االع راب " :بأب ه " الج ار والمج رور متعل ق باقت دى ،وأب مض اف والض مير
مضاف إليه " اقتدى عدي " فعل م اض وفاعل ه " ف ي الك رم " ج ار ومج رور
بالكسرة الظاھرة متعلق باقتدى أيض ا ،وس كن المج رور للوق ف " وم ن " اس م
ش رط مبت دأ " يش ابه " فع ل مض ارع فع ل الش رط مج زوم بالس كون ،وفاعل ه
ضمير مستتر فيه جوازا تقديره ھ و يع ود إل ى م ن " أب ه " مفع ول ب ه ليش ابه،
ومضاف إليه " فما " الفاء واقعة في جواب الش رط ،وم ا :نافي ة " ظل م " فع ل
ماض ،وفاعله ضمير مس تتر في ه ج وازا تق ديره ھ و ،والجمل ة ف ي مح ل ج زم
جواب الشرط ،وجملة الشرط وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ الذي ھ و اس م
الشرط ،وھذا أحد ثالثة أقوال ،وھو ال ذي نرجح ه م ن بينھ ا ،وإن رج ح كثي ر
من النحاة غيره.
الشاھد فيه :قوله " بأبه يشابه أبه " حيث جر االول بالكسرة الظاھرة ،ونص ب
الثاني بالفتحة الظاھرة.
وھذا يدل على أن قوما من العرب يعربون ھذا
٤٩
االسم بالحركات الظاھرة على أواخره ،وال يجتلب ون لھ ا ح روف العل ة لتك ون
عالمة إعراب.
إنّ أباھا وأبا أباھا ...قد بلغا في المجد غايتاھا
__________
- ٦نسب العيني والسيد المرتضى ف ي ش رح الق اموس ھ ذا البي ت الب ي ال نجم
العجلي ،ونسبه الجوھري لرؤبة بن العجاج ،وذكر العيني أن أبا زيد نسبه ف ي
نوادره لبعض أھل اليمن.
وقد بحثت النوادر فلم أجد فيھا ھذا البيت ،ولكني وجدت أبا زيد أنشد فيھا ع ن
أب ي الغ ول ل بعض أھ ل ال يمن :أي قل وص راك ب تراھ ا ط اروا عل يھن فش ل
عالھا واشدد بمثنى حقب حقواھا ناجي ة وناجي ا أباھ ا وف ي ھ ذه االبي ات ش اھد
للمسألة التي معنا ،وقافيتھا ھي قافية بيت الشاھد ،ومن ھنا وقع السھو للعيني،
فأما الشاھد ف ي ھ ذه االبي ات فف ي قول ه " :وناجي ا أباھ ا " ف إن " أباھ ا " فاع ل
بقول ه " :ناجي ا " وھ ذا الفاع ل مرف وع بض مة مق درة عل ى االل ف من ع م ن
ظھورھا التعذر ،وھذه لغة القصر ،ولو جاء به على لغة التمام لق ال " :وناجي ا
أبوھا ".
االعراب " :إن " حرف توكي د ونص ب " أباھ ا " أب ا :اس م إن منص وب بفتح ة
مقدرة على االلف ،ويحتمل أن يكون منصوبا بااللف نيابة عن الفتحة كم ا ھ و
المشھور ،وأبا مضاف والضمير مضاف إليه " وأبا " معطوف عل ى اس م إن،
وأبا مضاف وأبا من " أباھ ا " مض اف إلي ه ،وھ و مض اف والض مير مض اف
إليه " قد " حرف تحقيق " بلغا " فعل ماض ،وألف االثنين فاعله ،والجملة في
محل رفع خبر إن " في المجد " جار ومجرور متعلق بالفع ل قبل ه وھ و بل غ "
غايتاھا " مفعول به لبلغ على لغة من يلزم المثن ى االل ف ،أي منص وب بفتح ة
مقدرة على االلف منع من ظھورھا التعذر ،وغايتا مضاف وضمير الغائبة
مضاف إليه ،وھذا الضمير عائ د عل ى المج د ،وإنم ا ج اء ب ه مؤنث ا وم ن حق ه
التذكير النه اعتبر المجد صفة أو رتب ة ،والم راد بالغ ايتين المب دأ والنھاي ة ،أو
نھاية مجد النسب ونھاية مجد الحسب ،وھذا االخير أحسن.
الشاھد فيه :الذي يتعين االستشھاد به في ھذا البيت لما ذكر الش ارح ھ و قول ه:
" أباھ ا " الثالث ة الن االول ى والثاني ة يح تمالن االج راء عل ى اللغ ة المش ھورة
٥٠
الصحيحة كما رأيت في االعراب ،فيكون نصبھما بااللف ،أما الثالثة فھ ي ف ي
موضع الجر بإضافة =
فعالمة الرفع والنصب والجر حركة مقدرة على األلف كما تقدر في المقصور
وھذه اللغة أشھر من النقص.
وحاصل م ا ذك ره أن ف ي أب وأخ وح م ث الث لغ ات أش ھرھا أن تك ون ب الواو
واألل ف والي اء والثاني ة أن تك ون ب األلف مطلق ا ) (١والثالث ة أن تح ذف منھ ا
األحرف الثالث ة وھ ذا ن ادر وأن ف ي ھ ن لغت ين إح داھما ال نقص وھ و األش ھر
والثانية اإلتمام وھو قليل .
وشرط ذا اإلعراب أن يضفن ال ...لليا كجا أخو أبيك ذا اعتال)(٢
__________
= ما قبلھا إليھا ،ومع ذلك جاء بھا بااللف ،واالرجح إجراء االولي ين كالثالث ة،
الن ه يبع د ج دا أن يج ئ الش اعر بكلم ة واح دة ف ي بي ت واح د عل ى لغت ين
مختلفتين.
) (١ھ ذه لغ ة ق وم بأعي انھم م ن الع رب ،واش تھرت نس بتھا إل ى بن ي الح ارث
وخثعم وزبيد ،وكلھم ممن يلزمون المثنى االلف في أحواله كلھا ،وقد تكلم بھ ا
صلَّى َّ
ﷲُ َع َل ْي ِه َو َسلَّ َم ،وذلك في قوله " :ما صنع أب ا جھ ل في الموضعين النبي َ
؟ " ،وقوله " :ال وتران في ليلة " وعلى ھذه اللغة قال االمام أبو حنيفة رضي
ﷲ عنه " :ال قود في مثقل ولو ضربه بأبا قبيس " وأبو قبيس :جبل معروف.
) " (٢وش رط " ال واو لالس تئناف ،ش رط :مبت دأ ،وش رط مض اف و" ذا "
مض اف إلي ه " االع راب " ب دل أو عط ف بي ان أو نع ت ل ذا " أن " ح رف
مص دري ونص ب " يض فن " فع ل مض ارع مبن ي للمجھ ول وھ و مبن ي عل ى
السكون التصاله بن ون النس وة ف ي مح ل نص ب ب أن ،وأن م دخولھا ف ي تأوي ل
مصدر خبر المبتدأ ،أي :شرط إع رابھن ب الحروف ك ونھن مض افات ،و" ال "
ح رف عط ف " للي ا " معط وف عل ى مح ذوف ،والتق دير :لك ل اس م ال للي اء "
كج ا " الك اف ح رف ج ر ،ومج روره مح ذوف والج ار والمج رور متعل ق
بمحذوف ،خبر لمبتدأ محذوف ،أي :وذلك كائن كقولك ،وجا :أصله جاء :فع ل
م اض " أخ و " فاع ل ج اء ،وأخ و مض اف وأب ي م ن " أبي ك " مض اف إلي ه
مج رور بالي اء ،وأب ي مض اف وض مير المخاط ب مض اف إلي ه " ذا " ح ال
منصوب =
٥١
ذكر النحويون إلعراب ھذه األسماء بالحروف شروطا أربعة:
أح دھا :أن تك ون مض افة واحت رز ب ذلك م ن أال تض اف فإنھ ا حينئ ذ تع رب
بالحركات الظاھرة نحو ھذا أب ورأيت أبا ومررت بأب.
الثاني :أن تضاف إلى غي ر ي اء الم تكلم نح و ھ ذا أب و زي د وأخ وه وحم وه ف إن
أض يفت إل ى ي اء الم تكلم أعرب ت بحرك ات مق درة نح و ھ ذا أب ي ورأي ت أب ي
ومررت بأبي ولم تعرب بھذه الحروف وسيأتي ذكر ما تعرب به حينئذ.
الثالث :أن تكون مكبرة واحترز بذلك من أن تكون مصغرة فإنھا حينئذ تع رب
بالحركات الظاھرة نحو ھذا أبي زيد وذوي م ال ورأي ت أب ي زي د وذوي م ال
ومررت بأبي زيد وذوي مال.
الراب ع :أن تك ون مف ردة واحت رز ب ذلك م ن أن تك ون مجموع ة أو مثن اة ف إن
كانت مجموعة أعربت بالحركات الظاھرة ) (١نحو ھؤالء آباء
__________
= بااللف نيابة عن الفتحة ،وھو مضاف ،و" اعتال " مضاف إليه.
وأصله اعتالء فقصره لالضطرار ،وتقدير البيت :وشرط ھذا االعراب )ال ذي
ھ و كونھ ا ب الواو رفع ا وب االلف نص با وبالي اء ج را( ف ي ك ل كلم ة م ن ھ ذه
الكلم ات كونھ ا مض افة إل ى أي اس م م ن االس ماء ال لي اء الم تكلم ،ومث ال ذل ك
قولك :جاء أخو أبيك ذا اعتالء ،فأخو :مثال للمرفوع ب الواو وھ و مض اف لم ا
بعده ،وأبيك :مثال للمجرور بالياء ،وھو مضاف لضمير المخاطب ،وذا :مثال
للمنصوب بااللف ،وھو مضاف إلى " اعتال " ،وكل واحد من المضاف إليھن
اسم غير ياء المتكلم كما ترى.
) (١المراد جمع التكسير كما مثل ،فأما جمع المذكر السالم فإنھا ال تجمع عليه
إال شذوذا ،وھي -حينئ ذ -تع رب إع راب جم ع الم ذكر الس الم ش ذوذا :ب الواو
رفعا ،وبالياء المكسور ما قبلھا نصبا وجرا ،ولم يجمعوا منھا جمع الم ذكر إال
االب وذو.
فأما االب فقد ورد جمعه في قول زياد بن واص ل الس لمي :فلم ا تب ين أص واتنا
بكين وفديننا باالبينا =
الزيدين
٥٢
ورأيت آباءھم ومررت بآبائھم وإن كانت مثناة أعربت إع راب المثن ى ب األلف
رفعا وبالياء جرا ونصبا نحو ھذان أبوا زيد ورأيت أبويه ومررت بأبويه.
ولم يذكر المصنف رحمه ﷲ تعالى م ن ھ ذه األربع ة س وى الش رطين األول ين
ثم أشار إليھم ا بقول ه وش رط ذا اإلع راب أن يض فن ال لي اء أي ش رط إع راب
ھذه األسماء بالحروف أن تضاف إلى غير ياء الم تكلم فعل م م ن ھ ذا أن ه ال ب د
من إضافتھا وأنه ال بد أن تكون إضافتھا إلى غير ي اء الم تكلم ويمك ن أن يفھ م
الش رطان اآلخ ران م ن كالم ه وذل ك أن الض مير ف ي قول ه يض فن راج ع إل ى
األسماء التي سبق ذكرھا وھو لم يذكرھا إال مفردة مكبرة فكأنه قال وش رط ذا
اإلعراب أن يضاف أب وإخوته المذكورة إلى غير ياء المتكلم.
واعلم أن ذو ال تستعمل إال مضافة وال تضاف إلى مضمر ب ل إل ى اس م ج نس
ظاھر غير صفة نحو جاءني ذو مال فال يجوز جاءني ذو قائم(١).
__________
= وأم ا " ذو " فق د ورد جمع ه مض افا م رتين :إح داھما إل ى اس م الج نس،
واالخرى إلى الضمير شذوذا ،وذل ك ف ي ق ول كع ب ب ن زھي ر ب ن أب ي س لمى
المزني :صبحنا الخزرجية مرھفات أبار ذوي أرومتھا ذووھا فف ي " ذووھ ا "
شذوذ من ناحيتين :إضافته إلى الضمير ،وجمعه جمع المذكر السالم ) (١اعل م
أن االصل في وضع " ذو " التي بمعنى صاحب أن يتوص ل بھ ا إل ى نع ت م ا
قبلھ ا بم ا بع دھا ،وذل ك يس تدعي ش يئين ،أح دھما :أن يك ون م ا بع دھا مم ا ال
يمتنع أن يوصف به ،والثاني :أن يك ون م ا بع دھا مم ا ال يص لح أن يق ع ص فة
م ن غي ر حاج ة إل ى توس ط ش ئ وم ن أج ل ذل ك الزم ت االض افة إل ى أس ماء
االجناس المعنوية كالعلم والمال والفضل والجاه =
باأللف ارفع المثنى وكال ...إذا بمضمر مضافا وصال)(١
__________
= فتقول :محمد ذو علم ،وخالد ذو مال ،وبكر ذو فض ل ،وعل ى ذو ج اه ،وم ا
أش به ذل ك الن ھ ذه االش ياء ال يوص ف بھ ا إال بواس طة ش ئ ،أال ت رى أن ك ال
تقول " محمد فضل " إال بواسطة تأوي ل المص در بالمش تق ،أو بواس طة تق دير
مضاف ،أو بواسطة قص د المبالغ ة ،فأم ا االس ماء الت ي يمتن ع أن تك ون نعت ا -
وذلك الضمير والعلم -فال يضاف " ذو " وال مثناه وال جمع ه إل ى ش ئ منھ ا،
٥٣
وشذ ق ول كع ب ب ن زھي ر ب ن أب ي س لمى المزن ي ال ذي س بق إنش اده :ص بحنا
الخزرجية مرھفات أبار ذوي أرومتھا ذووھا
كما شذ قول اآلخر :إنما يعرف ذا الفضل من الناس ذووه وشذ كذلك ما أنش ده
االصمعي قال :أنشدني أعرابي م ن بن ي تم يم ث م م ن بن ي حنظل ة لنفس ه :أھن أ
المعروف ما لم تبتذل فيه الوجوه إنما يصطنع المع روف ف ي الن اس ذووه وإن
ك ان اس م أو م ا يق وم مقام ه مم ا يص ح أن يك ون نعت ا بغي ر حاج ة إل ى ش ئ -
وذلك االسم المشتق والجملة -لم يصح إضافة " ذو " إلي ه ،ون در نح و ق ولھم:
اذھب ب ذي تس لم ،والمعن ى :اذھ ب بطري ق ذي س المة ،ف تلخص أن " ذو " ال
تضاف إلى واحد من أربعة أشياء :العلم ،والضمير ،والمشتق ،والجملة ،وأنھ ا
تضاف إلى اسم الجنس الجامد ،سواء أكان مصدرا أم لم يكن.
) " (١بااللف " جار ومجرور متعلق بارفع التالي " ارفع " فعل أم ر ،وفاعل ه
ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أن ت " المثن ى " مفع ول ب ه ال رف ع ،منص وب
بفتح ة مق درة عل ى االل ف " وك ال " معط وف عل ى المثن ى " إذا " ظ رف لم ا
يستقبل من الزمان " بمضمر " جار ومجرور متعلق بوصل اآلتي " مض افا "
حال من الض مير المس تتر ف ي وص ل " وص ال " فع ل م اض مبن ي للمجھ ول،
ونائب فاعله ضمير مستتر في ه ج وازا ،والجمل ة م ن الفع ل ونائ ب الفاع ل ف ي
مح ل ج ر بإض افة إذا إليھ ا ،وج واب إذا مح ذوف ،والتق دير :إذا وص ل ك ال
بالضمير حال كون كال مضافا إلى ذلك الضمير فارفعه بااللف.
كلتا كذاك اثنان واثنتان ...كابنين وابنتين يجريان)(١
وتخلف الياء في جميعھا األلف ...جرا ونصبا بعد فتح قد ألف )(٢
ذك ر المص نف رحم ه ﷲ تع الى أن مم ا تن وب في ه الح روف ع ن الحرك ات
األسماء الستة وقد تقدم الكالم عليھا ثم ذكر المثنى وھو مم ا يع رب ب الحروف
وحده لفظ دال على اثنين بزي ادة ف ي آخ ره ص الح للتجري د وعط ف مثل ه علي ه
فيدخل في قولنا لفظ دال على اثنين المثن ى نح و الزي دان واأللف اظ الموض وعة
الثنين نحو شفع وخرج بقولنا ) (٣بزيادة نحو
__________
) " (١كلنا " مبتدأ " كذاك " الجار والمجرور متعلق بمح ذوف خب ر ،والك اف
ح رف خط اب " اثن ان " مبت دأ " واثنت ان " معط وف علي ه " ك ابنين " ج ار
ومجرور متعل ق بمح ذوف ح ال م ن الض مير ال ذي ھ و أل ف االثن ين ف ي قول ه
٥٤
يجري ان اآلت ي " وابنت ين " معط وف عل ى ابن ين " يجري ان " فع ل مض ارع
مرفوع بثبوت النون ،وألف االثنين فاعل ،والجملة في مح ل رف ع خب ر المبت دأ
وما عطف عليه.
) " (٢وتخلف " فعل مضارع " اليا " فاعله " في جميعھا " الج ار والمج رور
متعل ق بتخل ف ،وجمي ع مض اف والض مير مض اف إلي ه " االل ف " مفع ول ب ه
لتخلف " جرا " مفعول الجله " ونصبا " معطوف عليه " بعد " ظ رف متعل ق
بتخلف ،وبعد مضاف و" فتح " مضاف إليه " قد " حرف تحقيق " ألف " فعل
ماض مبني للمجھول ،ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره ھو يع ود
على فتح ،والجملة من الفعل ونائب الفاعل في محل جر نعت لفتح.
) (٣وخرج بقوله " دال على اثنين " االسم الذي تكون في آخ ره زي ادة المثن ى
وھو مع ذلك ال يدل على اثنين ،وإنما يدل على واحد أو عل ى ثالث ة فص اعدا،
فأما ما يدل على الواحد مع ھذه الزيادة فمثاله من الصفات :رجالن ،وش بعان،
وجوع ان ،وس كران ون دمان ،ومثال ه م ن االع الم ،عثم ان ،وعف ان ،وحس ان،
وما أشبه ذل ك ،وأم ا م ا ي دل عل ى الثالث ة فص اعدا فمثال ه :ص نوان ،وغلم ان،
وصردان ،ورغفان ،وجرذان وإع راب ھ ذين الن وعين بحرك ات ظ اھرة عل ى
النون ،واالل ف مالزم ة لھ ا ف ي ك ل ح ال ،النھ ا ن ون الص يغة ،وليس ت الن ون
القائمة مقام التنوين.
شفع وخرج بقولنا صالح للتجريد نحو اثنان فإنه ال يصلح إلسقاط
الزيادة منه فال تق ول اث ن وخ رج بقولن ا وعط ف مثل ه علي ه م ا ص لح للتجري د
وعطف غيره عليه كالقمرين) (١فإنه صالح للتجريد فتقول قم ر ولك ن يعط ف
علي ه مغ ايره ألمثل ه نح و قم ر وش مس وھ و المقص ود بق ولھم القم رين وأش ار
المصنف بقوله باأللف ارفع المثن ى وك ال إل ى أن المثن ى يرف ع ب األلف وك ذلك
شبه المثنى وھو كل ما ال يصدق عليه حد المثن ى وأش ار إلي ه المص نف بقول ه
وكال فما ال يصدق علي ه ح د المثن ى مم ا دل عل ى اثن ين بزي ادة أو ش بھھا فھ و
ملحق بالمثنى فكال وكلتا واثنان واثنت ان ملحق ة ب المثنى ألنھ ا ال يص دق عليھ ا
ح د المثن ى ولك ن ال يلح ق ك ال وكلت ا ب المثنى إال إذا أض يفا إل ى مض مر نح و
ج اءني كالھم ا ورأي ت كليھم ا وم ررت بكليھم ا وج اءتني كلتاھم ا ورأي ت
كلتيھما ومررت بكلتيھما فإن أضيفا إلى ظاھر كانا باأللف رفعا ونص با وج را
نحو جاءني كال ال رجلين وكلت ا الم رأتين ورأي ت ك ال ال رجلين وكلت ا الم رأتين
٥٥
وم ررت بك ال ال رجلين وكلت ا الم رأتين فلھ ذا ق ال المص نف وك ال إذا بمض مر
مضافا وصال(٢).
__________
) (١ھ ذا ال ذي ذك ره الش ارح تبع ا للن اظم -م ن أن لك ال وكلن ا ح التين :حال ة
يع امالن فيھ ا معامل ة المثن ى ،وحال ة يع امالن فيھ ا معامل ة المف رد المقص ور،
فيكونان بااللف في االحوال الثالثة كالفتى والعصا -ھو مش ھور لغ ة الع رب،
والسر فيه -على ما ذھب إليه نحاة البصرة -أن كال وكلتا لفظھما لفظ المف رد
ومعناھما معنى المثنى ،فكان لھما ش بھان ش به ب المفرد م ن جھ ة اللف ظ ،وش به
بالمثنى من جھة المعن ى ،فأخ ذا حك م المف رد ت ارة وحك م المثن ى ت ارة أخ رى،
حتى يكون لكل شبه حظ ،في االعراب.
وفي إعادة الضمير عليھما أيضا.
ومن العرب من يعاملھما معاملة المقصور في ك ل ح ال ،فيغل ب جان ب اللف ظ،
وعليه جاء قول الشاعر= :
ثم بين أن اثنين واثنت ين يجري ان مج رى ابن ين وابنت ين فاثن ان واثنت ان ملحق ان
بالمثنى كما تقدم وابنان وابنتان مثنى حقيقة ثم ذكر المص نف رحم ه ﷲ تع الى
أن الياء تخلف األلف في المثنى والملحق به في حالتي الج ر والنص ب وأن م ا
قبلھا ال يكون إال مفتوحا نحو رأيت الزي دين كليھم ا وم ررت بالزي دين كليھم ا
واحترز بذلك ع ن ي اء الجم ع ف إن م ا قبلھ ا ال يك ون إال مكس ورا نح و م ررت
بالزيدين وسيأتي ذلك وحاصل ما ذكره أن المثن ى وم ا ألح ق ب ه يرف ع ب األلف
وينص ب ويج ر بالي اء وھ ذا ھ و المش ھور والص حيح أن اإلع راب ف ي المثن ى
والملحق به بحركة مقدرة على األلف رفعا والياء نصبا وجرا.
وم ا ذك ره المص نف م ن أن المثن ى والملح ق ب ه يكون ان ب األلف رفع ا والي اء
نصبا وجرا ھو المشھور في لغة العرب ومن العرب ) (١من يجعل المثنى
والملحق به
__________
= نعم الفتى عمدت إليه مطيتي في حين جد بنا المسير كالنا ومحل الشاھد في
قوله " كالنا " فإنه توكيد للضمير المجرور محال بالباء في قول ه " بن ا " وھ و
مع ذلك مضاف إلى الضمير ،وقد جاء به بااللف في حالة الجر.
٥٦
وقد جمع في عود الضمير عليھما بين مراعاة اللفظ والمعنى االس ود ب ن يعف ر
في قوله :إن المنية والحتوف كالھما يوفي المخارم يرقبان سوادي
فت راه ق ال " ي وفي المخ ارم " ب االفراد ،ث م ق ال " يرقب ان " بالتثني ة ،فأم ا
االعراب ف إن جعل ت " كالھم ا " توكي دا ك ان ك إعراب المقص ور ،ولك ن ذل ك
ليس بمتعين ،بل يجوز أن يكون " كالھما " مبتدأ خبره جملة المضارع بع ده،
وجملة المبتدأ وخبره في محل رفع خبر إن ،وعل ى ھ ذا يك ون اللف ظ ك إعراب
المثنى جاريا على اللغة الفصحى.
) (١ھذه لغة كنانة وبني الحارث بن كعب وبني العنبر وبني ھجيم وبطون من
ربيعة =
باأللف مطلقا رفعا ونص با وج را فيق ول ج اء الزي دان كالھم ا ورأي ت الزي دان
كالھما ومررت بالزيدان كالھما
وارفع بواو وبيا اجرر وانصب ...سالم جمع عامر ومذنب)(١
__________
= بكر بن وائل وزبيد وخثعم وھمدان وعذرة.
ص لَّى َّ
ﷲُ َع َل ْي ِه َو َس لَّ َم" : وخرج عليه قوله تعالى) :إن ھ ذان لس احران( وقول ه َ
الوتران في ليلة " وجاء عليھا ق ول الش اعر :ت زود من ا ب ين أذن اه طعن ة دعت ه
إلى ھابي التراب عقيم فإن من حق " ھذان ،ووتران ،وأذناه " ل و ج رين عل ى
اللغ ة المش ھورة أن تك ون بالي اء :ف إن االول ى اس م إن ،والثاني ة اس م ال ،وھم ا
منص وبان ،والثالث ة ف ي موض ع المج رور بإض افة الظ رف قبلھ ا ،وف ي اآلي ة
الكريمة تخريجات أخرى تجريھا على المس تعمل ف ي لغ ة عام ة الع رب :منھ ا
أن " إن " حرف بمعنى " نعم " مثلھا في قول عبد ﷲ بن ق يس الرقي ات :بك ر
الع واذل ف ي الص بوح يلمنن ي وألومھن ه ويقل ن :ش يب ق د ع الك وق د كب رت،
فقلت :إنه يريد فقلت نعم ،والھ اء عل ى ذل ك ھ ي ھ اء الس كت ،و" ھ ذان " ف ي
اآلية الكريمة
حينئذ مبتدأ ،والالم بعده زائدة ،و" ساحران " خبر المبتدأ.
ومنھ ا أن " إن " مؤك دة ناص بة لالس م رافع ة للخب ر ،واس مھا ض مير ش أن
محذوف ،و" ھذان ساحران " مبتدأ وخبر كما في الوجه الس ابق ،والجمل ة ف ي
محل رفع خبر إن ،والتقدير :إنه )أي الحال والشأن( ھذان لساحران.
٥٧
) " (١وارفع " فعل أمر ،وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تق ديره أن ت " ب واو
" جار ومج رور متعل ق ب ارفع " وبي ا " ج ار ومج رور متعل ق ب اجرر اآلت ي،
ولقوله انص ب معم ول مثل ه ح ذف لدالل ة ھ ذا علي ه ،أي :اج رر بي اء وانص ب
بي اء " اج رر " فع ل أم ر ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه وجوب ا تق ديره أن ت "
وانصب " فعل أمر ،وفاعله ض مير مس تتر في ه وجوب ا ،وھ و معط وف ب الواو
على اجرر " سالم " مفعول به تنازعه كل من ارفع واجرر وانصب =
ذكر المصنف قسمين يعربان بالحروف أحدھما األس ماء الس تة والث اني المثن ى
وقد تقدم الكالم عليھما ثم ذكر ف ي ھ ذا البي ت القس م الثال ث وھ و جم ع الم ذكر
السالم وما حمل علي ه وإعراب ه ب الواو رفع ا وبالي اء نص با وج را وأش ار بقول ه
عامر ومذنب إلى ما يجمع ھذا الجمع وھو قس مان جام د وص فة .فيش ترط ف ي
الجامد أن يكون علما لمذكر عاقل خاليا من تاء التأني ث وم ن التركي ب ف إن ل م
يكن علما لم يجمع بالواو والنون فال يقال في رجل رجلون نعم إذا صغر ج از
ذلك نحو رجيل ورجيلون ألنه وصف ) (١وإن كان علما لغير مذكر لم يجم ع
بھما فال يقال في زينب زينبون وكذا إن كان علما لم ذكر غي ر عاق ل ف ال يق ال
في الحق اسم فرس الحقون وإن كان فيه تاء التأنيث فكذلك ال يجم ع بھم ا ف ال
يقال في طلح ة طلح ون وأج از ذل ك الكوفي ون ) (٢وك ذلك إذا ك ان مركب ا ف ال
يقال في سيبويه سيبويھون وأجازه بعضھم.
__________
= وس الم مض اف و" جم ع " مض اف إلي ه ،وجم ع مض اف إلي ه و" ع امر "
مضاف إليه ،و" مذنب " معطوف على عامر.
) (١وجاء من ذلك قول الشاعر :زعمت تماض ر أنن ي إم ا أم ت يس دد أبينوھ ا
االصاغر خلتي محل الش اھد ف ي قول ه " أبينوھ ا " فإن ه جم ع مص غر " اب ن "
جمع مذكر سالما ورفعه بالواو نيابة عن الضمة ،ول وال التص غير لم ا ج از أن
يجمعه ھذا الجمع ،الن ابنا اس م جام د ول يس بعل م ،وإنم ا س وغ التص غير ذل ك
الن االسم المصغر في قوة الوصف ،أال ترى أن رج يال ف ي ق وة قول ك :رج ل
صغير ،أو حقير ،وأن أبينا في قوة قولك :ابن صغير ؟
) (٢ذھ ب الكوفي ون إل ى أن ه يج وز جم ع العل م الم ذكر المخت وم بت اء التأني ث
كطلحة وحمزة جمع مذكر سالما بالواو والنون أو الياء والن ون بع د ح ذف ت اء
التأنيث التي في =
٥٨
ويشترط في الصفة أن تكون ص فة لم ذكر عاق ل خالي ة م ن ت اء التأني ث ليس ت
م ن ب اب أفع ل فع الء وال م ن ب ان فع الن فعل ى وال مم ا يس توي في ه الم ذكر
والمؤنث فخرج بقولنا صفة لمذكر ما ك ان ص فة لمؤن ث ف ال يق ال ف ي ح ائض
حائض ون وخ رج بقولن ا عاق ل م ا ك ان ص فة لم ذكر غي ر عاق ل ف ال يق ال ف ي
سابق صفة ف رس س ابقون وخ رج بقولن ا خالي ة م ن ت اء التأني ث م ا ك ان ص فة
لمذكر عاقل ولكن في ه ت اء التأني ث نح و عالم ة ف ال يق ال في ه عالم ون وخ رج
بقولنا ليست من باب أفعل فعالء م ا ك ان ك ذلك نح و أحم ر ف إن مؤنث ه حم راء
ف ال يق ال في ه أحم رون وك ذلك م ا ك ان م ن ب اب فع الن فعل ى نح و س كران
وسكرى فال يق ال س كرانون وك ذلك إذا اس توى ف ي الوص ف الم ذكر والمؤن ث
نح و ص بور وج ريح فإن ه يق ال رج ل ص بور وام رأة ص بور ورج ل ج ريح
وامرأة جريح فال يقال في جمع المذكر السالم ص بورون وال جريح ون وأش ار
المصنف رحمه ﷲ إلى الجامد الجامع للشروط الت ي س بق ذكرھ ا بقول ه ع امر
فإنه علم لمذكر عاقل خال من تاء التأنيث ومن التركيب فيقال فيه عامرون.
__________
= المفرد ،ووافقھم على ذلك أبو الحسن بن كيس ان ،وعل ى ذل ك يقول ون :ج اء
الطلحون والحمزون ،ورأيت الطلحين والحمزين ،ولھم عل ى ذل ك ثالث ة أدل ة،
االول :أن ھ ذا عل م عل ى م ذكر وإن ك ان لفظ ه مؤنث ا ،والعب رة ب المعنى ال
ب اللفظ ،والث اني :أن ھ ذه الت اء ف ي تق دير االنفص ال ب دليل س قوطھا ف ي جم ع
المؤنث السالم في قولھم :طلحات ،وحمزات ،والثالث :أن االجماع منعقد عل ى
جواز جمع العلم الم ذكر المخت وم ب ألف التأني ث جم ع م ذكر س الما ،فل و س مينا
رجال بحمراء أو حبلى جاز جمع ه عل ى حم راوين وحبل ين وال ش ك أن االس م
المخت وم ب ألف التأني ث أش د تمكن ا ف ي التأني ث م ن المخت وم بت اء التأني ث ،وإذا
جاز جمع االسم االشد تمكنا في التأنيث جم ع م ذكر س الما فج واز جم ع االس م
االخف تمكنا في التأنيث ھذا الجمع جائز من باب أولى.
وأشار إلى الصفة الم ذكورة أوال بقول ه وم ذنب فإن ه ص فة لم ذكر عاق ل خالي ة
من تاء التأنيث وليست من باب أفعل فعالء وال م ن ب اب فع الن فعل ى وال مم ا
يستوي فيه المذكر والمؤنث فيقال فيه مذنبون .
وشبه ذين وبه عشرونا ...وبابه ألحق واألھلونا )(١
أولو وعالمون عليونا ...وأرضون شذ والسنونا )(٢
٥٩
وبابه ومثل حين قد يرد ...ذا الباب وھو عند قوم يطرد)(٣
__________
) " (١وشبه " الواو حرف عطف ،شبه :معط وف عل ى ع امر وم ذنب ،وش به
مض اف و" ذي ن " مض اف إلي ه مبن ي عل ى الي اء ف ي مح ل ج ر " وب ه " ج ار
ومجرور متعلق بقوله ألحق اآلتي " عشرونا " مبت دأ " وباب ه " ال واو عاطف ة،
باب :معطوف على قوله عشرون ،وباب مضاف والھاء ض مير الغائ ب العائ د
إلى قوله عش رونا مض اف إلي ه " ألح ق " فع ل م اض مبن ي للمجھ ول ،ونائ ب
الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره ھ و يع ود إل ى قول ه عش رونا ،والجمل ة
في محل رفع خبر المتبدأ " واالھلون " معطوف على قوله عشرون.
) " (٢أولو " و" عالمون " و" علي ون " و" أرض ون " :كلھ ن معط وف عل ى
قوله عشرون " شذ " فعل ماض ،وفاعله ضمير مستتر فيه ج وازا تق ديره ھ و
يع ود عل ى المتعاطف ات كلھ ا ،والجمل ة م ن الفع ل والفاع ل ال مح ل لھ ا ،النھ ا
استئنافية ،وقيل :بل الجملة في محل رفع خبر ع ن المتعاطف ات ،والمتعاطف ات
مبتدأ ،وعلى ھذا يكون قد أخبر عن االخي ر منھ ا فق ط " والس نون " و" باب ه "
معطوفان على قوله عشرون.
) " (٣ومثل " الواو عاطفة أو لالستئناف ،مثل :نصب على الحال م ن الفاع ل
المس تتر ف ي قول ه ي رد اآلت ي ،ومث ل مض اف ،و" ح ين " مض اف إلي ه " ق د "
حرف تقليل " يرد " فعل مضارع " ذا " اسم إشارة فاعل ي رد " الب اب " ب دل
أو عط ف بي ان أو نع ت الس م االش ارة " وھ و " مبت دأ " عن د " ظ رف متعل ق
بيطرد ،وعند مضاف و" قوم " مضاف إليه " يطرد " فع ل مض ارع ،وفاعل ه
ضمير مستتر فيه جوازا تقديره ھو يعود إلى الض مير المنفص ل الواق ع مبت دأ،
والجملة في محل رفع خبر المبتدأ ،وتقدير =
أش ار المص نف رحم ه ﷲ بقول ه وش به ذي ن إل ى ش به ع امر وھ و ك ل عل م
مستجمع للشروط السابق ذكرھا كمحمد وإبراھيم فتقول محم دون وإبراھيم ون
وإل ى ش به م ذنب وھ و ك ل ص فة اجتم ع فيھ ا الش روط كاألفض ل والض راب
ونحوھما فتقول األفضلون والضرابون وأشار بقوله وبه عشرون إلى ما ألحق
بجمع المذكر السالم في إعرابه بالواو رفعا وبالياء جرا ونصبا.
وجمع المذكر السالم ھو ما سلم فيه بناء الواحد ووج د في ه الش روط الت ي س بق
ذكرھا فماال واحد له من لفظه أوله واح د غي ر مس تكمل للش روط فل يس بجم ع
٦٠
مذكر س الم ب ل ھ و ملح ق ب ه فعش رون وباب ه وھ و ثالث ون إل ى تس عين ملح ق
بجمع المذكر السالم ألنه ال واحد ل ه م ن لفظ ه إذ ال يق ال عش ر وك ذلك أھل ون
ملحق به ألن مفرده وھو أھل ليس فيه الشروط المذكورة ) (١ألنه اس م ج نس
جامد كرجل وكذلك أولو ألنه ال واحد له من لفظه وعالمون جم ع ع الم وع الم
كرجل اسم جنس جامد وعليون اسم ألعلى الجنة وليس فيه الشروط الم ذكورة
لكونه لم ا ال يعق ل وأرض ون جم ع أرض وأرض) (٢اس م ج نس جام د مؤن ث
والسنون جمع سنة والسنة اس م ج نس مؤن ث فھ ذه كلھ ا ملحق ة ب الجمع الم ذكر
لما سبق من أنھا غير مستكملة للشروط.
__________
= البيت :وقد يرد ھذا الب اب )وھ و ب اب س نين( معرب ا بحرك ات ظ اھرة عل ى
الن ون م ع ل زوم الي اء ،مث ل إع راب " ح ين " بالض مة رفع ا والفتح ة نص با
والكسرة جرا ،واالعراب بحركات ظاھرة على النون مع لزوم الياء يطرد في
كل جمع المذكر وما ألحق به عند قوم من النحاة أو من العرب.
) (١وقد جمع لفظ " أھ ل " جم ع م ذكر س الما ش ذوذا ،وذل ك كق ول الش نفري:
ولي دونكم أھلون :سيد عملس ،وأرقط ذھلول ،وعرفاء حبأل
وأشار بقوله وبابه إلى باب سنة وھو كل اسم ثالثي حذفت المه وعوض عنھا
ھاء التأنيث ولم يكسر كمائة ومئتين وثبة وثبين وھذا االستعمال شائع ف ي ھ ذا
ونحوه فإن كسر كشفة وشفاه لم يستعمل كذلك إال شذوذوا كظب ة ف إنھم كس روه
على ظباة وجمعوه أيضا بالواو رفعا وبالياء نصبا وجرا فقالوا ظبون وظبين.
وأشار بقوله :ومثل حين قد يرد ذا الباب إلى أن سنين ) (١ونحوه قد
__________
) (١اعل م أن إع راب س نين وباب ه إع راب الجم ع ب الواو رفع ا وبالي اء نص با
وجرا ھي لغة الحجاز وعلياء قيس.
وأما بعض بني تميم وبني عامر فيجعل االعراب بحركات عل ى الن ون ويلت زم
الياء في جميع االحوال ،وھذا ھو الذي أشار إليه المصنف بقوله " ومثل ح ين
صلَّى َّ
ﷲُ َع َل ْي ِه َو َس لَّ َم بھ ذه اللغ ة ،وذل ك ف ي قول ه ي دعو عل ى " وقد تكلم النبي َ
المشركين من أھل مكة " :اللھم اجعلھا عليھم سنينا كسنين يوسف " وق د روى
ھذا الحديث برواية أخرى على لغة عامة العرب " :اللھ م اجعلھ ا عل يھم س نين
٦١
كس ني يوس ف " فإم ا أن يك ون علي ه الص الة والس الم ق د تكل م ب اللغتين جميع ا
مرة بھذه ومرة بتل ك ،الن ال دعاء مق ام تك رار للم دعو ب ه ،وھ ذا ھ و الظ اھر،
وإما أن يكون قد تكلم بإحدى اللغتين ،ورواه الرواة بھما جميعا ك ل م نھم رواه
بلغة قبيلته ،الن الرواية ب المعنى ج ائزة عن د المح دثين ،وعل ى ھ ذه اللغ ة ج اء
الشاھد رقم ٧الذي رواه الشارح ،كما جاء قول جرير :أرى مر الس نين أخ ذن
مني كما أخذ الس رار م ن الھ الل وق ول الش اعر :أل م نس ق الحج يج س لي مع دا
س نينا م ا تع د لن ا حس ابا وق ول اآلخ ر :س نيني كلھ ا القي ت حرب ا أع د م ع
الصالدمة الذكور ومن العرب من يلزم ھذا الباب الواو ،ويف تح الن ون ف ي ك ل
أحواله ،فيكون
إعرابه بحركات مقدرة على الواو من ع م ن ظھورھ ا الثق ل ،وم نھم م ن يلزم ه
الواو ويجع ل االع راب بحرك ات عل ى الن ون ك إعراب زيت ون ونح وه ،وم نھم
من يجري االعراب الذي =
تلزم ه الي اء ويجع ل اإلع راب عل ى الن ون فتق ول ھ ذه س نين ورأي ت س نينا
وم ررت بس نين وإن ش ئت ح ذفت التن وين وھ و أق ل م ن إثبات ه واختل ف ف ي
ص لَّى
اطراد ھذا والصحيح أنه ال يطرد وأنه مقصور على السماع ومنه قول ه َ
َّ
ﷲُ َع َل ْي ِه َو َس لَّ َم اللھ م اجعلھ ا عل يھم س نينا كس نين يوس ف ف ي إح دى ال روايتين
ومثله قول الشاعر:
دعاني من نجد فإن سنينه ...لعبن بنا شيبا وشيبننا مردا
__________
= ذكرناه أوال في جميع أن واع جم ع الم ذكر وم ا ألح ق ب ه ،إج راء ل ه مج رى
المفرد ،ويتخرج على ھذه اللغ ة ق ول ذي االص بع الع دواني :إن ي أب ي أب ي ذو
محافظ ة واب ن أب ي أب ي م ن أبي ين ويج وز ف ي ھ ذا البي ت أن تخرج ه عل ى م ا
خرج عليه بيت سحيم )ش (٩اآلت ي قريب ا ف تلخص ل ك م ن ھ ذا أن ف ي س نين
وبابه أربع لغات ،وأن في الجمع عامة لغتين.
- ٧البيت للصمة بن عبد ﷲ ،أحد شعراء عصر الدولة االموية ،وكان الصمة
قد ھوى ابنة عم له اسمھا ريا ،فخطبھا ،فرض ي عم ه أن يزوجھ ا ل ه عل ى أن
يمھرھا خمسين من االبل ،فذكر ذل ك البي ه ،فس اق عن ه تس عة وأربع ين ،ف أبى
عمه إال أن يكملھا له خمسين وأبى أبوه أن يكملھا ،ول ج العن اد بينھم ا ،فل م ي ر
٦٢
الصمة بدا من فراقھما جميعا ،فرح ل إل ى الش ام ،فك ان وھ و بالش ام يح ن إل ى
نجد أحيانا ويذمه أحيانا أخرى ،وھذا البيت من قصيدة له في ذلك.
اللغة " :دعاني " أي اتركاني ،ويروى في مكانه " ذراتي " وھما بمعنى واحد
" نجد " بالد بعينھا ،أعالھا تھامة وال يمن وأس فلھا الع راق والش ام ،و" الش يب
"-
بكسر الشين -جمع أشيب ،وھو الذي وخط الشيب ش عر رأس ه ،و" الم رد " -
بضم فسكون -جمع أمرد ،وھو من لم ينبت بوجھه شعر.
االع راب " :دع اني " دع ا :فع ل أم ر مبن ي عل ى ح ذف الن ون ،وأل ف االثن ين
فاعل والنون للوقاية ،والياء مفعول به ،مبني على الفتح في محل نص ب " م ن
نجد " جار ومج رور متعل ق ب دعاني " ف إن " الف اء للتعلي ل ،إن :ح رف توكي د
ونص ب " س نينه " س نين :اس م إن منص وب بالفتح ة الظ اھرة -وھ و مح ل
الشاھد -وسنين مضاف والضمير =
الشاھد فيه :إجراء السنين مجرى الحين في اإلعراب بالحرك ات وإل زام الن ون
مع اإلضافة .
ونون مجموع وما به التحق ...فافتح وقل من بكسره نطق)(١
__________
العائد إلى نجد مضاف إليه ،وجملة " لعبن " من الفع ل وفاعل ه ف ي مح ل رف ع
خب ر إن " بن ا " ج ار ومج رور متعل ق بلع بن " ش يبا " ح ال م ن الض مير
المجرور المحل بالب اء ف ي بن ا ،وجمل ة " ش يبننا " م ن الفع ل وفاعل ه ومفعول ه
معطوفة بالواو على جملة لعبن " مردا " حال من المفعول به في قوله شيبننا.
الشاھد فيه :قوله " فإن سنينه " حيث نصبه بالفتحة الظاھرة ،بدليل بق اء الن ون
مع االضافة إل ى الض مير ،فجع ل ھ ذه الن ون الزائ دة عل ى بني ة الكلم ة ك النون
الت ي م ن أص ل الكلم ة ف ي نح و مس كين وغس لين ،أال ت رى أن ك تق ول :ھ ذا
مسكين ،ولقد رأيت رجال مسكينا ،ووقعت عين ي عل ى رج ل مس كين ،وتق ول:
ھ ذا الرج ل مس كينكم ،فتك ون حرك ات االع راب عل ى الن ون س واء أض يفت
الكلمة أم لم تض ف ،الن مثلھ ا مث ل الم يم ف ي غ الم والب اء ف ي كت اب ،ول و أن
الشاعر اعتبر ھذه النون زائدة مع الياء للداللة على أن الكلمة جمع مذكر سالم
لوجب عليه ھنا أن ينصبه بالياء ويحذف النون فيقول
٦٣
ص لَّى َّ
ﷲُ َع َل ْي ِه َو َس لَّ َم " اللھ م " ف إن س نيه " ومث ل ھ ذا البي ت ق ول رس ول ﷲ َ
اجعلھ ا عل يھم س نينا كس نين يوس ف " واالبي ات الت ي أنش دناھا )ف ي ص (٥٨
وتقدم لنا ذكر ذلك.
) " (١ونون " مفعول مقدم ال فتح ،ونون مضاف و" مجموع " مضاف إليه "
وم ا " ال واو عاطف ة ،م ا :اس م موص ول معط وف عل ى مجم وع ،مبن ي عل ى
السكون في مح ل ج ر " ب ه " ج ار ومج رور متعل ق ب التحق اآلت ي " التح ق "
فعل ماض ،وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره ھو يعود على ما ،والجملة
ال محل لھا من االعراب صلة الموصول " ف افتح " الف اء زائ دة لت زيين اللف ظ،
وافتح :فعل أمر ،وفاعله ض مير مس تتر في ه وجوب ا تق ديره أن ت " وق ل " فع ل
م اض " م ن " اس م موص ول ف ي مح ل رف ع فاع ل بق ل " بكس ره " الج ار
والمجرور متعلق بنطق ،وكسر مض اف والض مير العائ د عل ى الن ون مض اف
إليه " نطق " فعل م اض ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه ج وازا تق ديره ھ و يع ود
ألى من ،والجملة =
ونون ما ثني والملحق به ...بعكس ذاك استعملوه فانتبه )(١
حق نون الجمع وما ألحق به الفتح وقد تكسر شذوذا ومنه قوله:
عرفنا جعفرا وبني أبيه ...وأنكرنا زعانف آخرين
__________
= ال محل لھا من االعراب ص لة الموص ول ،وتق دير البي ت :اف تح ن ون االس م
المجموع والذي التحق به ،وقل من العرب من نطق بھ ذه الن ون مس كورة :أي
في حالتي النصب والجر أما في حالة الرفع فلم يسمع كسر ھذه النون من أح د
منھم.
) " (١ونون " الواو عاطفة ،نون :مبتدأ ،ون و مض اف و" م ا " اس م موص ول
مضاف إليه " ثنى " فعل ماض مبني للمجھول ،ونائ ب الفاع ل ض مير مس تتر
فيه جوازا تقديره ھو يعود إلى ما ،والجملة ال محل لھا من االع راب ص لة م ا
" والملحق " معطوف على ما " به " جار ومج رور متعل ق ب الملحق " بعك س
" جار ومجرور متعلق باس تعملوه ،وعك س مض اف وذا م ن " ذاك " مض اف
إليه ،والكاف حرف خطاب " استعملوه "
٦٤
فع ل م اض ،وال واو فاع ل ،والھ اء مفع ول ب ه ،والجمل ة ف ي مح ل رف ع خب ر
المبتدأ ال ذي ھ و " ن ون " ف ي أول البي ت " فانتب ه " فع ل أم ر ،وفاعل ه ض مير
مس تتر في ه وجوب ا تق ديره أن ت ،يري د أن لغ ة جمھ ور الع رب جاري ة عل ى أن
ينطقوا بنون المثنى مكسورة ،وقليل منھم من ينطق بھا مفتوحة.
- ٨ھ ذا البي ت لجري ر ب ن عطي ة ب ن الخطف ي ،م ن أبي ات خاط ب بھ ا فض الة
العرني ،وقبله قوله :عرين من عرينة ،ليس من ا برئ ت إل ى عرين ة م ن ع رين
المفردات " :جعفر " اسم رجل من ولد ثعلبة بن يربوع " وبني أبي ه " إخوت ه،
وھ م ع رين وكلي ب وعبي د " زع انف " جم ع زعنف ة -بكس ر ال زاي والن ون
بينھم ا ع ين مھمل ة س اكنة -وھ م االتب اع ،وف ي الق اموس " الزعنف ة -بالكس ر
والف تح -القص ير والقص يرة ،وجمع ه زع انف ،وھ ي أجنح ة الس مك ،وك ل
جماعة ليس أصلھم واحدا " ھـ .
والزعانف أيضا :أھداب الثوب التي تنوس منه ،أي تتحرك ،ويقال للئام الناس
ورذالھم :الزعانف.
االعراب " :عرفنا " فعل وفاعل " جعف را " مفعول ه " وبن ي " معط وف عل ى
جعفر وبن ي مض اف وأب ي م ن " أبي ه " مض اف إلي ه ،وأب ي مض اف وض مير
الغائب العائد إلى جعفر مضاف إليه " وأنكرنا " ال واو ح رف عط ف ،أنكرن ا:
فعل وفاعل " زعانف " =
وقوله:
- ٩أكل الدھر حل وارتحال ...أما يبقي علي وال يقيني؟!
وماذا تبتغي الشعراء مني ...وقد جاوزت حد األربعين؟
وليس كسرھا لغة خالفا لمن زعم ذلك.
__________
= مفعول به " آخرين " ص فة ل ه منص وب بالي اء نياب ة ع ن الفتح ة الن ه جم ع
مذكر سالم،
وجملة أنكرنا ومعموالته معطوفة على جملة عرفنا ومعموالته.
الشاھد فيه :كسر نون الجمع ف ي قول ه " آخ رين " ب دليل أن القص يدة مكس ورة
حرف القافية ،وقد روينا البيت السابق على بيت الشاھد ليتضح لك ذلك ،وأول
الكلمة قوله :أتوعدني وراء بني رياح ؟ كذبت ،لتقصرن يداك دوني - ٩ھذان
٦٥
البيتان لسحيم بن وثيل الرياحي ،من قصيدة ل ه يم دح بھ ا نفس ه ويع رض فيھ ا
باالبيرد الرياحي ابن عمه ،وقبلھما :عذرت البزل إن ھ ي خ اطرتني فم ا ب الي
وب ال ابن ي لب ون ؟ وبع دھما قول ه :أخ و خمس ين )مجتم ع( ؟ أش دي ونج ذني
مداورة الشؤون المفردات " :يبتغي " معناه يطلب ،ويروى في مكان ه " ي درى
" بتشديد الدال المھملة ،وھو مضارع ادراه ،إذا ختله وخدعه.
المعنى :يقول :كي ف يطل ب الش عراء خ ديعتي ويطمع ون ف ي ختل ي وق د بلغ ت
سن التجرب ة واالختب ار الت ي تمكنن ي م ن تق دير االم ور ورد كي د االع داء إل ى
نحورھم ؟ يريد أنه ال تجوز عليه الحيلة ،وال يمكن لعدوه أن يخدعه.
االعراب " :أكل " الھمزة لالستفھام ،وكل :ظرف زمان متعلق بمحذوف خب ر
مقدم ،وكل مضاف و" الدھر " مضاف إليه " حل " مبتدأ مؤخر " وارتحال "
معط وف علي ه " أم ا " أص ل الھم زة لالس تفھام ،وم ا نافي ة ،وأم ا ھن ا ح رف
استفتاح " يبقى " فعل مضارع ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه ج وازا تق ديره ھ و
يعود إلى ال دھر " عل ى " ج ار ومج رور متعل ق بيبق ى " وال " ال واو عاطف ة،
وال :زائ دة لتأكي د النف ي " يقين ي " فع ل مض ارع ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه
جوازا تقديره ھو ،والنون للوقاية ،والياء مفعول به " وماذا " ما :اس م اس تفھام
مبتدأ.
وذا :اسم موصول بمعنى الذي في محل رفع خبر =
وحق نون المثنى والملحق به الكسر وفتحھا لغة ومنه قوله:
١٠على أحوذيين استقلت عشية ...فما ھي إال لمحة وتغيب
__________
= " تبتغي " فعل مضارع " الشعراء " فاعله " من ي " ج ار ومج رور متعل ق
بتبتغي ،والجملة من الفعل وفاعله ال محل لھا م ن االع راب ص لة الموص ول،
والعائ د ض مير منص وب بتبتغ ي ،وھ و مح ذوف :أي تبتغي ه " وق د " ال واو
حالية ،قد :حرف تحقي ق " ج اوزت " فع ل وفاع ل " ح د " مفع ول ب ه لج اوز،
وح د مض اف و" االربع ين " مض اف إلي ه ،مج رور بالي اء المكس ور م ا قبلھ ا
تحقيقا المفتوح ما بعدھا تقديرا ،وقيل :مجرور بالكس رة الظ اھرة ،الن ه عوم ل
معاملة حين في جعل االعراب على النون ،وسنوضح ذلك في بيان االستش ھاد
بالبيت.
٦٦
الشاھد فيه :قوله " االربعين " حيث وردت الرواية فيه بكسر النون كما رأي ت
في أبيات القصيدة ،فمن العلماء من خرجه على أنه معرب بالحركات الظاھرة
عل ى الن ون عل ى أن ه عوم ل معامل ة المف رد م ن نح و ح ين ومس كين وغس لين
ويقطين ،ومنھم من خرجه على أن ه جم ع م ذكر س الم مع رب بالي اء نياب ة ع ن
الكسرة ،ولكنه كسر النون ،وعليه الشارح ھنا.
ونظيره بيت ذي االصبع العدواني الذي رويناه لك )ص (٦٥وقول الف رزدق:
ما سد حي وال ميت مس دھما إال الخالئ ف م ن بع د النبي ين - ١٠البي ت لحمي د
بن ثور الھاللي الصحابي ،أحد الشعراء المجيدين ،وكان ال يقارب ه ش اعر ف ي
وص ف القط اة ،وھ و م ن أبي ات قص يدة ل ه يص ف فيھ ا القط اة ،وأول االبي ات
التي يصف فيھا القطاة قوله :كما انقبضت ك دراء تس قي فراخھ ا بش مظة رفھ ا
والمياه شعوب غدت ل م تص عد ف ي الس ماء ،وتحتھ ا إذا نظ رت أھوي ة ولھ وب
فجاءت وما جاء القطا ،ثم قلصت بمفحصھا ،والواردات تنوب
اللغة " :االحوذيان " مثنى أحوذي ،وھو الخفيف الس ريع ،وأراد ب ه ھن ا جن اح
القطاة ،يصفھا بالسرعة والخفة ،و" استقلت " ارتفعت وطارت في الھواء ،و"
العشية " ما بين الزوال إلى المغرب ،و" ھي " ضمير غائبة تع ود إل ى القط اة
على تقدير مضافين ،وأصل الكالم :فما زمان رؤيتھا إال لمحة وتغيب.
=
وظاھر كالم المص نف رحم ه ﷲ تع الى أن ف تح الن ون ف ي التثني ة ككس ر ن ون
الجمع في القلة وليس كذلك بل كسرھا ف ي الجم ع ش اذ وفتحھ ا ف ي التثني ة لغ ة
كما قدمناه وھل يختص الفتح بالياء أو يكون فيھ ا وف ي األل ف؟ ق والن وظ اھر
كالم المصنف الثاني(١).
__________
= المعنى :يريد أن ھذه القطاة قد طارت بجناحين س ريعين ،فل يس يق ع نظ رك
عليھ ا ح ين تھ م ب الطيران إال لحظ ة يس يرة ث م تغي ب ع ن ناظري ك ف ال تع ود
تراھا ،يقصد أنھا شديدة السرعة.
االع راب " :عل ى أح وذيين " ج ار ومج رور متعل ق باس تقلت " اس تقلت "
استقل :فعل ماض ،والتاء للتأني ث ،والفاع ل ض مير مس تتر في ه ج وازا تق ديره
ھي يعود على القطاة التي تقدم وصفھا " عشية " ظرف زم ان منص وب عل ى
الظرفية متعلق باستقلت " فم ا " الف اء عاطف ة ،م ا :نافي ة " ھ ي " مبت دأ بتق دير
٦٧
مض افين ،واالص ل :فم ا زم ان مش اھدتھا إال لمح ة وتغي ب بع دھا " إال " أداة
اس تثناء ملغ اة ال عم ل لھ ا " لمح ة " خب ر المبت دأ " وتغي ب " ال واو عاطف ة،
وتغيب فع ل مض ارع فاعل ه ض مير مس تتر في ه ج وازا تق ديره ھ ي يع ود عل ى
القطاة ،والجملة من الفعل والفاعل معطوفة عآلى جملة المبتدأ والخبر.
الش اھد في ه :ف تح ن ون المثن ى م ن قول ه " أح وذيين " وھ ي لغ ة ،وليس ت
بضرورة ،الن كسرھا يأتي معه الوزن وال يفوت به غرض.
) (١اعلم أنھم اتفقوا عل ى زي ادة ن ون بع د أل ف المثن ى ويائ ه وبع د واو الجم ع
ويائه،
واختل ف النح اة ف ي تعلي ل ھ ذه الزي ادة عل ى س بعة أوج ه ،االول -وعلي ه اب ن
مالك -أنھا زيدت دفعا لتوھم االضافة في " رأيت بنين كرم اء " إذ ل و قل ت "
رأيت بن ي كرم اء " ل م ي در الس امع الك رام ھ م البن ون أم اآلب اء ؟ فلم ا ج اءت
النون علمنا أنك إن قلت " بن ي كرم اء " فق د أردت وص ف اآلب اء ب الكرم وأن
بني مضاف وكرماء مضاف إليه ،وإن قلت " بنين كرماء " فقد أردت وص ف
االبناء أنفس ھم ب الكرم وأن كرم اء نع ت لبن ين ،وبع دا ع ن ت وھم االف راد ف ي "
ھ ذان " ونح و " الخ وزالن " و" المھت دين " ،إذ ل وال الن ون اللتبس ت الص فة
بالمضاف إليه على ما علمت أوال واللت بس المف رد ب المثنى أو ب الجمع ،الث اني
أنھا زيدت عوضا عن الحركة في االسم المف رد ،وعلي ه الزج اج ،والثال ث :أن
زيادتھا عوض عن التن وين ف ي االس م المف رد ،وعلي ه اب ن كيس ان ،وھ و ال ذي
يجري على ألسنة المعربين ،والرابع :أنھا ع وض ع ن الحرك ة والتن وين مع ا،
وعليه ابن والد والجزولي= ،
ومن الفتح مع األلف قول الشاعر:
- ١١أعرف منھا الجيد والعينانا ...ومنخرين أشبھا ظبيانا
__________
= والخامس :أنھا عوض عن الحركة والتنوين فيما كان التن وين والحرك ة ف ي
مف رده كمحم د وعل ي ،وع ن الحرك ة فق ط فيم ا ال تن وين ف ي مف رده كزين ب
وفاطمة ،وعن التنوين فقط فيما ال حركة في مفرده كالقاض ي والفت ى ،وليس ت
عوضا عن شئ منھما فيما ال حركة وال تنوين في مفرده كالحبلى ،وعلي ه اب ن
جنى ،والسادس :أنھا زيدت فرقا بين نصب المفرد ورفع المثنى ،إذ لو ح ذفت
النون من قولك " عليان " الشكل عليك أمره ،فل م ت در أھ و مف رد منص وب أم
٦٨
مثنى مرفوع ،وعلى ھذا الفراء ،والسابع :أنھا نفس التنوين حرك للتخلص من
التقاء الساكنين.
ثم المشھور الكثير أن ھذه النون مكسورة في المثن ى مفتوح ة ف ي الجم ع ،فأم ا
مجرد حركتھا فيھما فالجل التخلص من التقاء الساكنين ،وأم ا المخالف ة بينھم ا
فلتميز كل
واحد من اآلخ ر ،وأم ا فتحھ ا ف ي الجم ع ف الن الجم ع ثقي ل لداللت ه عل ى الع دد
الكثير والمثنى خفيف ،فقصدت المعادلة بينھم ا ،ل ئال يجتم ع ثق يالن ف ي كلم ة،
وورد العك س ف ي الموض عين وھ و فتحھ ا م ع المثن ى وكس رھا م ع الجم ع،
ضرورة ال لغة ،وقيل :ذلك خاص بحال ة الي اء فيھم ا ،وقي ل ال ،ب ل م ع االل ف
والواو أيضا.
وذكر الشيباني وابن جنى أن من العرب من يضم النون في المثنى ،وعلى ھذا
ينشدون قول الشاعر :يا أبتا أرقن ي الق ذان ف النوم ال تطعم ه العين ان وھ ذا إنم ا
يجئ مع االلف ،ال مع الياء.
وسمع تش ديد ن ون المثن ى ف ي تثني ة اس م االش ارة والموص ول فق ط ،وق د ق رئ
بالتش ديد ف ي قول ه تع الى) :ف ذانك برھان ان( وقول ه) :والل ذان يأتيانھ ا( وقول ه:
)إحدى ابننى ھاتين( وقوله سبحانه) :ربنا أرنا اللذين(.
- ١١البي ت لرج ل م ن ض بة كم ا ق ال المفض ل ،وزع م العين ي أن ه ال يع رف
قائل ه ،وقي ل :ھ و لرؤب ة ،والص حيح االول ،وھ و م ن رج ز أول ه :إن لس لمى
عندنا ديوانا يخ زي فالن ا وابن ه فالن ا كان ت عج وزا عم رت زمان ا وھ ي ت رى
سيئھا إحسانا =
وقد قيل إنه مصنوع ) (١فال يحتج به.
__________
= اللغة " :الجيد " العنق " منخرين " مثنى منخر ،بزنة مسجد ،وأص له مك ان
النخي ر وھ و الص وت المنبع ث م ن االن ف ،ويس تعمل ف ي االن ف نفس ه الن ه
مكانه ،من باب تسمية الحال باسم محله ،كإطالق لف ظ القري ة وإرادة س كانھا "
ظبيان " اسم رجل ،وقيل :مثنى ظبي ،قال أبو زيد " ظبي ان :اس م رج ل ،أراد
أشبھا منخرى ظبيان " ،فحذف،
٦٩
كما قال ﷲ عز وجل) :واسأل القرية( يريد أھل القري ة " اه ،وتأوي ل أب ي زي د
في القرية على أنه مجاز بالحذف ،وھو غير التأويل الذي ذكرناه آنفا.
االعراب " :أعرف " فعل مضارع ،وفاعله ض مير مس تتر في ه وجوب ا تق ديره
أن ا " منھ ا " ج ار ومج رور متعل ق ب أعرف " الجي د " مفع ول ب ه الع رف "
والعينان ا " معط وف عل ى الجي د منص وب بفتح ة مق درة عل ى االل ف من ع م ن
ظھورھا التعذر " ومنخرين " معطوف على الجيد أيضا ،منصوب بالياء نيابة
عن الفتحة النه مثنى " أشبھا " أشبه :فعل ماض ،وألف االثنين فاعل " ظبيان ا
" مفعول به ،منصوب بالفتحة الظاھرة على أنه مف رد كم ا ھ و الص حيح ،فأم ا
على أنه مثنى فھو منصوب بفتحة مقدرة على االلف كم ا ف ي قول ه " والعينان ا
" السابق ،وذلك على لغة م ن يل زم المثن ى االل ف ،والجمل ة م ن الفع ل وفاعل ه
في محل نصب صفة لمنخرين.
الش اھد في ه :قول ه " والعينان ا " حي ث ف تح ن ون المثن ى ،وق ال جماع ة م نھم
الھروي :الشاھد فيه في موضعين :أح دھما م ا ذكرن ا ،وثانيھم ا قول ه " ظبيان ا
" ،ويتأتى ذلك على أنه تثنية ظبي ،وھو فاسد من جھة المعنى ،والصواب أن ه
مفرد ،وھو اسم رجل كما قدمنا لك عن أبي زي د ،وعلي ه ال ش اھد في ه ،وزع م
بعضھم أن نون " منخرين " مفتوحة ،وأن فيھ ا ش اھدا أيض ا ،فھ و نظي ر ق ول
حميد بن ثور " على أحوذيين " الذي تقدم )ش رقم .(١٠
) (١حك ى ذل ك اب ن ھش ام رحم ه ﷲ ،وش بھة ھ ذا القي ل أن الراج ز ق د ج اء
ب المثنى ب االلف ف ي حال ه النص ب ،وذل ك ف ي قول ه " والعينان ا " وف ي قول ه "
ظبيانا " عند الھروي وجماعة ،ثم جاء ب ه بالي اء ف ي قول ه " منخ رين " فجم ع
بين لغتين من لغات العرب في بيت واحد ،وذلك قلم ا يتف ق لعرب ي ،وي رد ھ ذا
الك الم ش يئان ،أولھم ا :أن أب ا زي د رحم ه ﷲ ق د روى ھ ذه االبي ات ،ونس بھا
لرجل من ضبة ،وأبو زيد ثقة ثبت حتى إن =
وما بتا وألف قد جمعا ...يكسر في الجر وفي النصب معا )(١
لما فرغ من الكالم على الذي تنوب فيه الحروف عن الحركات شرع في ذك ر
ما نابت فيه حركة عن حركة وھو قسمان:
أحدھما :جمع المؤنث السالم نحو مسلمات وقيدنا ب الس الم احت رازا ع ن جم ع
التكسير وھو ما لم يسلم فيه بناء واحده نحو ھنود وأشار إلي ه المص نف رحم ه
٧٠
ﷲ تعالى! بقول ه" :وم ا بت ا وأل ف ق د جمع ا أي جم ع ب األلف والت اء المزي دتين
فخرج نحو قضاة ) (٢فإن ألفه غير زائدة بل ھي منقلبة عن أصل
وھو الياء ألن أصله
__________
= س يبويه رحم ه ﷲ ك ان يعب ر عن ه ف ي كتاب ه بقول ه " ح دثني الثق ة " أو "
أخبرن ي الثق ة " ونح و ذل ك ،وثانيھم ا :أن الرواي ة عن د أب ي زي د ف ي ن وادره:
ومنخران أشبھا ظبيانا ب االلف ف ي " منخ رين " أيض ا ،ف ال ي تم م ا ذك روه م ن
الشبھة الدعاء أن الشاھد مصنوع ،فافھم ذلك وتدبره.
) " (١وما " الواو لالستئناف ،ما :اس م موص ول مبت دأ " بت ا " ج ار ومج رور
متعلق بجمع اآلتي " وألف " الواو حرف عطف ،ألف :معطوف عل ى ت ا " ق د
" حرف تحقيق " جمعا " جمع :فعل ماض مبني للمجھول ،واالل ف لالط الق،
ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره ھ و يع ود إل ى م ا ،والجمل ة م ن
الفعل ونائب الفاعل ال محل لھا من االعراب ص لة الموص ول " يكس ر " فع ل
مض ارع مبن ي للمجھ ول ،ونائ ب فاعل ه ض مير مس تتر في ه ج وازا تق ديره ھ و
يعود إلى االسم الموص ول الواق ع مبت دأ ،والجمل ة م ن الفع ل المض ارع ونائ ب
فاعله في محل رفع خبر المبتدأ " ف ي الج ر " ج ار ومج رور متعل ق بيكس ر "
وف ي النص ب " ال واو ح رف عط ف ،ف ي النص ب :ج ار ومج رور معط وف
بالواو على الجار والمجرور االول " معا " ظرف متعلق بمحذوف حال.
) (٢مثل قضاة في ذلك :بناة ،وھداة ،ورماة ،ونظيرھا :غزاة ،ودعاة،
وكساة ،فإن االلف فيھا منقلبة عن أصل ،لكن االص ل ف ي غ زاة ودع اة وكس اة
واو ال ياء.
قضية ونح و أبي ات ) (١ف إن ت اءه أص لية والم راد من ه م ا كان ت األل ف والت اء
سببا في داللته على الجمع نحو ھن دات ف احترز ب ذلك ع ن نح و قض اة وأبي ات
فإن كل واحد منھما جمع ملتبس باأللف والت اء ول يس مم ا نح ن في ه ألن دالل ة
كل واحد منھما على الجمع ليس باأللف والتاء وإنما ھ و بالص يغة فان دفع بھ ذا
التقرير االعتراض على المصنف بمثل قض اة وأبي ات وعل م أن ه ال حاج ة إل ى
أن يقول بألف وتاء مزيدتين فالباء في قوله بتا متعلقة بقوله جمع.
٧١
وحكم ھذا الجمع أن يرفع بالضمة وينصب ويجر بالكسرة نحو ج اءني ھن دات
ورأيت ھندات ومررت بھندات فناب ت في ه الكس رة ع ن الفتح ة وزع م بعض ھم
أنه مبني في حالة النصب وھو فاسد إذ ال موجب لبنائه(٢).
__________
) (١ومثل أبيات في ذلك :أم وات ،وأص وات ،وأثب ات ،وأح وات جم ع ح وت،
وأسحات جمع سحت بمعنى حرام.
) (٢اختل ف النحوي ون ف ي جم ع المؤن ث الس الم إذا دخ ل علي ه عام ل يقتض ي
نص به ،فقي ل :ھ و مبن ي عل ى الكس ر ف ي مح ل نص ب مث ل ھ ؤالء وح ذام
ونحوھما ،وقيل :ھو معرب ،ثم قيل :ينصب بالفتحة الظاھرة مطلقا :أي س واء
كان مفرده صحيح اآلخ ر نح و زينب ات وطلح ات ف ي جم ع زين ب وطلح ة ،أم
كان معتال نحو لغات وثبات في جمع لغ ة وثب ة ،وقي ل :ب ل ينص ب بالفتح ة إذا
كان مفرده معتال ،وبالكسرة إذا
ك ان مف رده ص حيحا ،وقي ل :ينص ب بالكس رة نياب ة ع ن الفتح ة مطلق ا ،حم ال
لنصبه على جره ،كما حمل نصب جمع المذكر السالم -ال ذي ھ و أص ل جم ع
المؤنث -على جره فجع ال بالي اء ،وھ ذا االخي ر ھ و أش ھر االق وال ،وأص حھا
عندھم ،وھو الذي جرى عليه الناظم ھنا.
كذا أوالت والذي اسما قد جعل ...كأذرعات فيه ذا أيضا قبل )(١
أشار بقوله ك ذا أوالت إل ى أن أوالت تج رى مج رى جم ع المؤن ث الس الم ف ي
أنھا تنصب بالكسرة وليست بجمع مؤنث سالم بل ھي ملحقة به وذل ك ألنھ ا ال
مفرد لھا من لفظھا.
ثم أشار بقوله والذي اسما قد جعل إلى أن ما سمي به من ھذا الجم ع والملح ق
ب ه نح و أذرع ات ينص ب بالكس رة كم ا ك ان قب ل التس مية ب ه وال يح ذف من ه
التنوين نحو ھذه أذرعات ورأيت أذرعات ومررت بأذرعات ھذا ھ و الم ذھب
الص حيح وفي ه م ذھبان آخ ران أح دھما أن ه يرف ع بالض مة وينص ب ويج ر
بالكس رة وي زال من ه التن وين نح و ھ ذه أذرع ات ورأي ت أذرع ات وم ررت
بأذرعات
والثاني أنه يرفع بالضمة
٧٢
__________
) " (١كذا " جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم " أوالت " مبتدأ م ؤخر
" والذي " الواو لالس تئناف ،ال ذي :اس م موص ول مبت دأ أول " اس ما " مفع ول
ث ان لجع ل اآلت ي " ق د " ح رف تحقي ق " جع ل " فع ل م اض مبن ي للمجھ ول،
ونائ ب الفاع ل -وھ و المفع ول االول -ض مير مس تتر في ه ج وازا تق ديره ھ و
يع ود إل ى ال ذي ،والجمل ة ال مح ل لھ ا ص لة الموص ول " كأذرع ات " ج ار
ومج رور متعل ق بمح ذوف خب ر لمبت دأ مح ذوف ،والتق دير :وذل ك ك ائن
كأذرعات " فيه " جار ومجرور متعلق بقبل اآلتي " ذا " مبت دأ ث ان " أيض ا "
مفعول مطلق حذف عامله " قبل " فعل ماض ،مبني للمجھول ،ونائب
الفاع ل ض مير مس تتر في ه ج وازا تق ديره ھ و ،والجمل ة خب ر المبت دأ الث اني،
وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبت دأ االول ،وھ و ال ذي ،أي:
وق د قب ل ھ ذا االع راب ف ي الجم ع ال ذي جع ل اس ما -كأذرع ات ،والتق دير
االعرابي للبيت :وأوالت كذلك ،أي كالجمع بااللف والتاء ،والجمع الذي جع ل
اسما أي سمي به بحيث ص ار علم ا ،ومثال ه أذرع ات -ھ ذا االع راب ق د قب ل
فيه أيضا ،وأذرعات في االصل :جمع أذرعة الذي ھو جمع ذراع ،كم ا ق الوا:
رجاالت وبيوتات وجماالت ،وقد سمي بأذرعات بلد في الشام كما ستسمع ف ي
الشاھد رقم .١٢
وينص ب ويج ر بالفتح ة ويح ذف من ه التن وين نح و" :ھ ذه أذرع ات ورأي ت
أذرعات ومررت بأذرعات" ،ويروى قوله:
- ١٢تنورتھا من أذرعات وأھلھا ...بيثرب أدنى دارھا نظر عالي
__________
- ١٢البي ت الم رئ الق يس ب ن حج ر الكن دي ،م ن قص يدة مطلعھ ا :أال ع م
ص باحا أيھ ا الطل ل الب الي وھ ل يعم ن م ن ك ان ف ي العص ر الخ الي اللغ ة" :
تنورتھا " نظرت إليھا من بعد ،وأصل التنور :النظر إلى النار من بعد ،س واء
أراد قصدھا أم لم يرد ،و" أذرعات " بلد ف ي أط راف الش ام ،و" يث رب " اس م
ص لَّى َّ
ﷲُ َع َل ْي ِه َو َس لَّ َم " أدن ى " أق رب " ع ال " عظ يم ق ديم لمدين ة الرس ول َ
االرتفاع واالمتداد.
االعراب " :تنورتھا " فعل وفاعل ومفعول به " من " حرف جر " أذرعات "
مج رور بم ن ،وعالم ة ج ره الكس رة الظ اھرة ،إذا قرأت ه ب الجر منون ا أو م ن
٧٣
غير تنوين ،فإن قرأته بالفتح قلت :وعالمة جره الفتحة نياب ة ع ن الكس رة الن ه
اسم ال ينصرف ،والمانع له من الصرف العلمية والتأنيث ،والج ار والمج رور
متعلق بتنور " وأھلھ ا " ال واو للح ال ،وأھ ل :مبت دأ ،وأھ ل مض اف والض مير
مضاف إليه " بيثرب " جار ومجرور
متعلق بمحذوف خبر المبتدأ ،والجملة من المبتدأ والخبر في مح ل نص ب ح ال
" أدنى " مبتدأ ،وأدنى مضاف ودار من " دارھا " مضاف إليه ،ودار مضاف
وضمير الغائبة مضاف إليه " نظر " خبر المبتدأ " عال " نعت لنظر.
الشاھد فيه :قوله " أذرعات " فإن أصله جمع ،كما بينا في تق دير بي ت الن اظم،
ثم نقل فصار اسم بلد ،فھو في اللفظ جمع ،وفي المعنى مفرد ،ويروى في ھ ذا
البيت باالوجه الثالثة التي ذكرھا الشارح :فأما من رواه ب الجر والتن وين فإنم ا
الح ظ حال ه قب ل التس مية ب ه ،م ن أن ه جم ع ب االلف والت اء المزي دتين ،وال ذين
يالحظون ذلك يستندون إلى أن التنوين في جمع المؤنث السالم تنوين المقابل ة،
إذ ھ و ف ي مقابل ة الن ون الت ي ف ي جم ع الم ذكر الس الم ،وعل ى ھ ذا ال يح ذف
التنوين ولو وجد في الكلمة ما يقتضي من ع ص رفھا ،الن التن وين ال ذي يح ذف
عند منع الصرف ھو تنوين التمكين ،وھذا عندھم كما قلنا تنوين المقابلة ،وأم ا
من رواه بالكس ر م ن غي ر تن وين -وھ م جماع ة م نھم المب رد والزج اج -فق د
الحظ وا في ه أم رين :أولھم ا أن ه جم ع بحس ب أص له ،وثانيھم ا :أن ه عل م عل ى
مؤنث= ،
بكسر التاء منونة كالمذھب األول وبكسرھا بال تنوين كالمذھب الثاني وبفتحھا
بال تنوين كالمذھب الثالث .
وجر بالفتحة ما ال ينصرف ...ما لم يضف أو يك بعد أل ردف )(١
أشار بھذا البيت إلى القسم الث اني مم ا ن اب في ه حرك ة ع ن حرك ة وھ و االس م
الذي ال ينص رف وحكم ه أن ه يرف ع بالض مة نح و ج اء أحم د وينص ب بالفتح ة
نح و رأي ت أحم د ويج ر بالفتح ة أيض ا نح و م ررت بأحم د فناب ت الفتح ة ع ن
الكسرة ھذا إذا لم يضف أو يقع بعد األلف والالم فإن أضيف جر بالكسرة نحو
مررت بأحمدكم وكذا إذا دخله األلف والالم
__________
= فأعطوه من كل جھة شبھا ،فمن جھة كونه جمعا نصبوه بالكسرة نياب ة ع ن
الفتحة ،ومن جھة كونه علم مؤنث حذفوا تنوين ه ،وأم ا ال ذين رووه ب الفتح م ن
٧٤
غي ر تن وين -وھ م جماع ة م نھم س يبويه واب ن جن ى -فق د الحظ وا حالت ه
الحاضرة فقط ،وھي أنه علم مؤنث.
) " (١وج ر " ال واو لالس تئناف ،ج ر :فع ل أم ر ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه
وجوبا تقديره أنت " بالفتحة " جار ومجرور متعلق بجر " ما " اس م موص ول
مفعول به لجر ،مبني على السكون في مح ل نص ب " ال " نافي ة " ينص رف "
فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاھرة ،وسكن للوق ف ،وفاعل ه ض مير مس تتر
في ه ج وازا تق ديره ھ و يع ود إل ى م ا الموص ولة ،والجمل ة ال مح ل لھ ا ص لة
الموصول " ما " مصدرية ظرفية " لم " ح رف نف ي وج زم وقل ب " يض ف "
فع ل مض ارع مبن ي للمجھ ول مج زوم بل م ،وعالم ة جزم ه الس كون ،ونائ ب
فاعله ضمير مس تتر في ه ،والجمل ة ص لة م ا المص درية " أو " عاطف ة " ي ك "
معط وف عل ى يض ف ،مج زوم بس كون الن ون المحذوف ة للتخفي ف ،وھ و
متصرف من كان الناقصة ،واسمه ضمير مستتر في ه ج وازا تق ديره ھ و يع ود
إلى ما الموصولة " بعد " ظرف متعلق بمح ذوف خب ر ي ك ،وبع د مض اف و"
أل " مضاف إليه مقصود لفظه " ردف " فعل =
نحو مررت باألحمد ) (١فإنه يجر بالكسرة ). (٢
واجعل لنحو يفعالن النونا ...رفعا وتدعين وتسألونا)(٣
__________
= ماض مبني عل ى الف تح ال مح ل ل ه م ن االع راب ،وس كن للوق ف ،والفاع ل
ضمير مستتر فيه ،والجملة في محل نصب حال من االسم الموصول وھو ما:
أي اجرر بالفتحة االسم الذي ال ينص رف م دة ع دم إض افته وكون ه غي ر واق ع
بعد أل.
) (١قد دخلت أل عل ى العل م إم ا للم ح االص ل وإم ا لكث رة ش ياعه بس بب تع دد
المسمى
باالس م الواح د وإن تع دد الوض ع ،وق د أض يف العل م ل ذلك الس بب أيض ا ،فم ن
أمثلة دخ ول أل عل ى العل م ق ول الراج ز :باع د أم العم رو م ن أس يرھا ح راس
أبواب على قصورھا ومن أمثلة إضافة العلم قول الشاعر :عال زيدنا ي وم النق ا
رأس زيدكم ب أبيض ماض ي الش فرتين يم ان ) (٢س واء أكان ت " أل " معرف ة،
نحو " الصالة ف ي المس اجد أفض ل منھ ا ف ي المن ازل " أو موص ولة ك االعمى
واالص م ،واليقظ ان ،أو زائ دة كق ول اب ن مي ادة يم دح الولي د ب ن يزي د :رأي ت
٧٥
الوليد بن اليزيد مبارك ا ش ديدا بأعب اء الخالف ة كاھل ه ف أن االس م م ع ك ل واح د
منھا يجر بالكسرة.
) " (٣واجعل " الواو لالستئناف ،اجعل :فعل أمر ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه
وجوبا تقديره أنت " لنحو " جار ومجرور متعل ق باجع ل ،ونح و مض اف ،و"
يفعالن " قصد لفظه :مضاف إليه " النونا " مفعول به الجعل " رفعا " مفعول
الجل ه ،أو منص وب عل ى ن زع الخ افض " وت دعين " ال واو عاطف ة ،وت دعين:
معط وف عل ى يفع الن ،وق د قص د لفظ ه أيض ا " وتس ألونا " ال واو عاطف ة،
تسألون :معطوف على يفعالن ،وقد قصد لفظه أيضا ،وأراد من " نحو يفعالن
" كل فعل مض ارع اتص لت ب ه أل ف االثن ين ،وأراد م ن نح و ت دعين ك ل فع ل
مضارع اتصلت به ياء المؤنثة المخاطبة ،ومن نحو تسألون كل فعل مض ارع
اتصلت به واو الجماعة.
وحذفھا للجزم والنصب سمه ...كلم تكوني لترومي مظلمه )(١
لما فرغ من الكالم على ما يعرب من األسماء بالنيابة شرع في ذكر ما يع رب
م ن األفع ال بالنياب ة وذل ك األمثل ة الخمس ة فأش ار بقول ه يفع الن إل ى ك ل فع ل
اشتمل على أل ف اثن ين س واء ك ان ف ي أول ه الي اء نح و يض ربان أو الت اء نح و
تضربان وأشار بقوله وت دعين إل ى ك ل فع ل اتص ل ب ه ي اء مخاطب ة نح و أن ت
تضربين وأش ار بقول ه وتس ألون إل ى ك ل فع ل اتص ل ب ه واو الجم ع نح و أن تم
تضربون سواء كان في أوله التاء كما مثل أو الياء نحو الزيدون يضربون.
فھ ذه األمثل ة الخمس ة وھ ي يفع الن وتفع الن ويفعل ون وتفعل ون وتفعل ين ترف ع
بثبوت النون وتنصب وتج زم بح ذفھا فناب ت الن ون في ه ع ن الحرك ة الت ي ھ ي
الضمة نحو الزيدان يفعالن فيفعالن فعل مضارع مرفوع وعالمة رفعه ثب وت
النون وتنصب وتجزم بحذفھا نحو :الزيدان
لن
__________
) " (١وح ذفھا " ال واو لالس تئناف ،ح ذف :مبت دأ ،وح ذف مض اف ،وھ ا:
مض اف إلي ه " للج زم " ج ار ومج رور متعل ق بس مة اآلت ي " والنص ب "
معطوف على الجزم " س مة " خب ر المبت دأ ،والس مة -بكس ر الس ين المھمل ة -
العالمة ،وفعلھا وسم يسم سمة على مثال وعد يعد ع دة ووص ف يص ف ص فة
وومق يمق مقة " كلم " الكاف حرف جر ،والمجرور بھ ا مح ذوف ،والتق دير:
٧٦
وذل ك ك ائن كقول ك ،ول م :ح رف نف ي وج زم وقل ب " تك وني " فع ل مض ارع
متص رف م ن ك ان الناقص ة مج زوم بل م ،وعالم ة جزم ه ح ذف الن ون ،وي اء
المؤنثة المخاطبة اس م تك ون ،مبن ي عل ى الس كون ف ي مح ل رف ع " لتروم ي "
الالم الم الجحود ،وترومي فعل مض ارع منص وب ب أن المض مرة وجوب ا بع د
الم الجحود ،وعالمة نص به ح ذف الن ون ،والي اء فاع ل " مظلم ة " مفع ول ب ه
لتروم ي ،والمظلم ة -بف تح ال الم -الظل م ،وأن المص درية المض مرة م ع
مدخولھا في تأويل مص در مج رور ب الم الجح ود ،وال الم ومجرورھ ا يتعلق ان
بمحذوف خبر تك وني ،وجمل ة تك ون واس مھا وخبرھ ا ف ي مح ل نص ب مق ول
القول الذي قدرناه.
يقوما ولم يخرجا فعالمة النصب والجزم سقوط النون من يقوما ويخرجا ومنه
قوله تعالى } َفإِنْ َل ْم َت ْف َعلُوا َو َلنْ َت ْف َعلُوا َفا َّتقُوا ال َّن َ
ار { .
وسم معتال من األسماء ما ...كالمصطفى والمرتقي مكارما )(١
فاألول اإلعراب فيه قدرا ...جميعه وھو الذي قد قصرا)(٢
__________
) " (١وس م " ال واو لالس تئناف ،س م :فع ل أم ر ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه
وجوبا تقديره أنت " معتال " مفعول ث ان لس م مق دم عل ى المفع ول االول " م ن
االسماء " ج ار ومج رور متعل ق بمح ذوف ح ال م ن م ا " م ا " اس م موص ول
مفع ول أول لس م ،مبن ي عل ى الس كون ف ي مح ل نص ب " كالمص طفى " ج ار
ومج رور متعل ق بمح ذوف ص لة الموص ول " والمرتق ي " معط وف عل ى
المص طفى " مكارم ا " مفع ول ب ه للمرتق ي ،والمعن ى :اس م م ا ك ان آخ ره ألف ا
كالمص طفى ،أو م ا ك ان آخ ره ي اء ك المرتقي ،ح ال كون ه م ن االس ما ،ال م ن
االفعال معتال.
) " (٢ف االول " مبت دأ أول " االع راب " مبت دأ ث ان " في ه " ج ار ومج رور
متعلق بقدر اآلتي " قدرا " فعل م اض مبن ي للمجھ ول ،ونائ ب الفاع ل ض مير
مستتر فيه جوازا تقديره ھو يعود على االعراب ،وااللف لالطالق " جميع ه "
جمي ع :توكي د لنائ ب الفاع ل المس تتر ،وجمي ع مض اف والھ اء مض اف إلي ه،
والجمل ة م ن الفع ل ونائ ب الفاع ل خب ر المبت دأ الث اني ،وجمل ة المبت دأ الث اني
وخبره في محل رفع خبر المبتدأ االول ،ويجوز أن يكون " جميعه " ھو نائب
الفاعل لقدر ،وعل ى ذل ك ال يك ون ف ي " ق در " ض مير مس تتر ،كم ا يج وز أن
٧٧
يكون " جميعه " توكيدا لالعراب ويكون في " قدر " ضمير مستتر عائ د إل ى
االعراب أيضا " ھو الذي " مبتدأ وخبر " قد " ح رف تحقي ق " قص را " فع ل
ماض مبني للمجھول ،ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره ھو يع ود
عل ى ال ذي ،واالل ف لالط الق ،والجمل ة ال مح ل لھ ا ص لة ال ذي ،والمعن ى:
فاالول -وھو ما آخره ألف
من االسماء كالمصطفى -االع راب جميع ه :أي الرف ع والنص ب والج ر ،ق در
عل ى آخ ره ال ذي ھ و االل ف ،وھ ذا الن وع ھ و ال ذي ق د قص را :أي س مي
مقصورا ،من القصر بمعنى الحبس ،وإنما سمي بذلك النه قد حبس ومن ع م ن
جنس الحركة.
والثان منقوص ونصبه ظھر ...ورفعه ينوى كذا أيضا يجر )(١
ش رع ف ي ذك ر إع راب المعت ل م ن األس ماء واألفع ال ف ذكر أن م ا ك ان مث ل
المص طفى والمرتق ي يس مى مع تال وأش ار بالمص طفى إل ى م ا ف ي آخ ره أل ف
الزم ة قبلھ ا فتح ة مث ل عص ا ورح ى وأش ار ب المرتقي إل ى م ا ف ي آخ ره ي اء
مكس ور م ا قبلھ ا نح و القاض ي وال داعي ث م أش ار إل ى أن م ا ف ي آخ ره أل ف
مفتوح ما قبلھا يقدر فيه جميع حرك ات اإلع راب الرف ع والنص ب والج ر وأن ه
يسمى المقصور
فالمقصور ھو :االسم المعرب الذي في آخ ره أل ف الزم ة ف احترز باالس م م ن
الفعل نحو يرضى وبالمعرب من المبني نح و إذا وب األلف م ن المنق وص نح و
القاضي كما سيأتي وبالزمة من المثنى في حال ة الرف ع نح و الزي دان ف إن ألف ه
ال تلزمه إذ تقلب ياء في الجر والنصب نحو رأيت الزيدين.
وأشار بقوله والثاني منقوص إلى المرتقي
فالمنقوص ھو :االسم المعرب الذي آخره ياء الزمة قبلھا كس رة نح و المرتق ي
فاحترز باالسم عن الفعل نحو يرمي وبالمعرب عن المبن ي نح و ال ذي وبقولن ا
"قبلھا كسرة" عن
__________
) " (١والثان منقوص " مبتدأ وخبر " ونصبه " ال واو عاطف ة ،نص ب :مبت دأ،
ونصب مضاف والھاء ضمير الغائب العائد على الثاني مضاف إليه " ظھ ر "
فعل م اض ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه ج وازا تق ديره ھ و يع ود عل ى نص ب،
٧٨
والجملة في محل رفع خبر المبت دأ ال ذي ھ و نص ب " ورفع ه " ال واو عاطف ة،
ورفع :مبتدأ ،ورفع مضاف والھاء مضاف
إليه " ينوى " فعل مضارع مبني للمجھول ،ونائ ب الفاع ل ض مير مس تتر في ه
جوازا تقديره ھو يعود على رفع ،والجملة في محل رفع خبر المبتدأ ال ذي ھ و
رفع " كذا " جار ومجرور متعلق بيجر " أيضا " مفعول مطلق لفعل محذوف
" يجر " فعل مضارع مبني للمجھول ،ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه ج وازا
تقديره ھو يعود إلى المنقوص.
التي قبلھا سكون نحو ظبي ورمي فھذا معتل ج ار مج رى الص حيح ف ي رفع ه
بالض مة ونص به بالفتح ة وج ره بالكس رة وحك م ھ ذا المنق وص أن ه يظھ ر في ه
ﷲ{النصب ) (١نحو رأيت القاضي وق ال ﷲ تع الىَ } :ي ا َق ْو َم َن ا أَ ِجي ُب وا دَاعِ َي ِ
ويقدر فيه الرفع والجر لثقلھما على الياء)(٢
__________
) (١من العرب من يعامل المنقوص في حالة النص ب معاملت ه إي اه ف ي ح التي
الرفع والجر ،فيقدر فيه الفتحة على الياء أيض ا ،إج راء للنص ب مج رى الرف ع
والجر ،وقد جاء من ذلك قول مجنون ليلى :ولو أن واش باليمامة داره وداري
بأعلى حضر موت اھتدى ليا وقول بشر ب ن أب ي خ ازم ،وھ و عرب ي ج اھلي:
كفى بالنأي من أسماء كافي وليس لنأيھا إذ طال شافي فأنت ترى المجنون قال
" أن واش " فس كن الي اء ث م ح ذفھا م ع أن ه منص وب ،لكون ه اس م أن ،وت رى
بشرا قال " كافي " مع أنه حال من النأي أو مفعول مطلق.
وق د اختل ف النح اة ف ي ذل ك ،فق ال المب رد :ھ و ض رورة ،ولكنھ ا م ن أحس ن
ضرورات الشعر ،واالصح جوازه ف ي س عة الك الم ،فق د ق رئ )م ن أوس ط م ا
تطعمون أھاليكم( بسكون الياء.
) (٢من العرب من يعام ل المنق وص ف ي ح التي الرف ع والج ر كم ا يعامل ه ف ي
حالة النصب ،فيظھر الضمة والكسرة على الياء كما يظھر الفتح ة عليھ ا ،وق د
ورد من ذلك قول جرير
اب ن عطي ة :فيوم ا ي وافين الھ وى غي ر ماض ي ويوم ا ت رى م نھن غ وال تغ ول
وقول اآلخر :لعمرك ما تدري متى أنت جائي ولكن أقص ى م دة ال دھر عاج ل
وقول الشماخ بن ضرار الغطفاني :كأنھا وقد بدا عوارض وف اض م ن أي ديھن
٧٩
فائض وق ول جري ر أيض ا :وع رق الف رزدق ش ر الع روق خبي ث الث رى ك ابي
االزند =
نحو جاء القاضي ومررت بالقاضي فعالمة
الرفع ضمة مقدرة على الياء وعالمة الجر كسرة مقدرة على الياء.
وعلم مما ذكر أن االسم ال يكون ف ي آخ ره واو قبلھ ا ض مة نع م إن ك ان مبني ا
وجد ذلك فيه نح و ھ و ول م يوج د ذل ك ف ي المع رب إال ف ي األس ماء الس تة ف ي
حالة الرفع نحو جاء أبوه وأجاز ذلك الكوفيون ف ي موض عين آخ رين أح دھما:
ما سمي به من الفعل نحو يدعو ويغ زو والث اني :م ا ك ان أعجمي ا نح و س مندو
وقمندو .
وأي فعل آخر منه ألف ...أو واو أو ياء فمعتال عرف)(١
__________
= وال خالف بين أحد من النحاة في أن ھذا ضرورة ال تجوز في حالة السعة،
والفرق بين ھذا والذي قبله أن فيما مضى حمل حالة واحدة على ح التين ،ففي ه
حم ل النص ب عل ى ح التي الرف ع والج ر ،فأعطين ا االق ل حك م االكث ر ،ولھ ذا
جوزه بعض العلماء في س عة الك الم ،وورد ف ي ق راءة جعف ر الص ادق رض ي
ﷲ عنه) :من أوسط ما تطعمون
أھاليكم( أم ا ھ ذا ففي ه حم ل ح التين وھم ا حال ة الرف ع وحال ة الج ر عل ى حال ة
واحدة وھي حالة النصب ،وليس من ش أن االكث ر أن يحم ل عل ى االق ل ،وم ن
أج ل ھ ذا اتفق ت كلم ة النح اة عل ى أن ه ض رورة يغتف ر منھ ا م ا وق ع فع ال ف ي
الشعر ،وال ينقاس عليھا.
) " (١أي " اس م ش رط مبت دأ ،وأي مض اف و" فع ل " مض اف إلي ه " آخ ر "
مبتدأ " من ه " ج ار ومج رور متعل ق بمح ذوف ص فة آلخ ر ،وھ و ال ذي س وغ
االبتداء به " ألف " خبر المبتدأ الذي ھو آخر ،والجملة مفسرة لض مير مس تتر
في كان محذوفا بعد أي الشرطية :أي فھ ذه الجمل ة ف ي مح ل نص ب خب ر ك ان
المحذوفة مع اسمھا ،وكان ھي فعل الشرط ،وقي ل :آخ ر اس م لك ان المحذوف ة،
وألف خبرھا ،وإنما وقف عليه بالسكون مع أن المنصوب المن ون بوق ف علي ه
بااللف على لغة ربيعة التي تقف على المنصوب المنون بالس كون ،ويبع د ھ ذا
الوجه كون قوله " أو واو أو ياء " مرف وعين ،وإن أمك ن جعلھم ا خب را لمبت دأ
٨٠
مح ذوف وتك ون " أو " ق د عطف ت جمل ة عل ى جمل ة " أو واو أو ي اء "
معطوفان على ألف " فمعتال " الفاء واقعة في جواب الشرط ،و" معتال " =
أش ار إل ى أن المعت ل م ن األفع ال ھ و م ا ك ان ف ي آخ ره واو قبلھ ا ض مة نح و
يغزو أو ياء قبلھا كسرة نحو يرمى أو ألف قبلھا فتحة نحو يخشى .
فاأللف انو فيه غير الجزم ...وأبد نصب ما كيدعو يرمي )(١
والرفع فيھما انو واحذف جازما ...ثالثھن تقض حكما الزما)(٢
__________
= حال من الضمير المستتر في عرف مقدم عليه " عرف " فع ل م اض مبن ي
للمجھول ،ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره ھ و يع ود عل ى فع ل،
وخبر " أي " ھو مجموع جملة الشرط والجواب على الذي نخت اره ف ي أخب ار
أسماء الشرط الواقعة مبتدأ،
والتقدير :أي فعل مضارع كان ھو -أي الحال والشأن -آخره أل ف أو واو أو
ياء فقد عرف ھذا الفعل بأنه معتل ،يريد أن المعتل من االفعال المعربة ھو م ا
آخره حرف علة ألف أو واو أو ياء.
) " (١فااللف " مفعول لفعل محذوف يفسره ما بعده ،وھو على حذف " ف ي "
توسعا ،والتقدير :ففي االلف انو " انو " فع ل أم ر ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه
وجوبا تقديره أنت " فيه " جار ومجرور متعلق بانو " غير " مفعول به الن و،
وغير مضاف و" الجزم " مضاف إليه " وأبد " الواو حرف عطف ،أب د :فع ل
أمر ،وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أن ت " نص ب " مفع ول ب ه الب د،
ونصب مضاف و" م ا " اس م موص ول مض اف إلي ه ،مبن ي عل ى الس كون ف ي
مح ل ج ر " كي دعو " ج ار ومج رور متعل ق بمح ذوف ص لة لم ا " يرم ي "
معطوف على ي دعو م ع إس قاط ح رف العط ف ،يري د أن م ا ك ان م ن االفع ال
المعربة آخره ألف يقدر فيه الرفع والنصب الل ذان ھم ا غي ر الج زم ،وم ا ك ان
من االفعال المعربة آخره واو كيدعو أو ياء كيرمي يظھر فيه النصب.
) " (٢والرفع " الواو حرف عطف ،الرفع :مفعول ب ه مق دم عل ى عامل ه وھ و
ان و اآلت ي " فيھم ا " ج ار ومج رور متعل ق ب انو " ان و " فع ل أم ر ،وفاعل ه
ضمير مستتر فيه وجوب ا تق ديره أن ت " واح ذف " فع ل أم ر ،والفاع ل ض مير
مستتر فيه وجوبا تقديره أنت " جزم ا " ح ال م ن فاع ل اح ذف المس تتر في ه "
٨١
ثالثھ ن " مفع ول ب ه ال ح ذف بتق دير مض اف ،ومعم ول جازم ا مح ذوف،
والتقدير :واحذف أواخر ثالثھن حال كونك جازما =
ذكر في ھذين البيت ين كيفي ة اإلع راب ف ي الفع ل المعت ل ف ذكر أن األل ف يق در
فيھا غير الجزم وھو الرفع والنصب نحو زيد يخشى فيخشى
مرفوع وعالمة رفعه ضمة مق درة عل ى األل ف ول ن يخش ى فيخش ى منص وب
وعالمة النص ب فتح ة مق درة عل ى األل ف وأم ا الج زم فيظھ ر ألن ه يح ذف ل ه
الحرف اآلخر نحو لم يخش.
وأشار بقوله وأبد نصب ما كيدعو يرمي إلى أن النصب يظھر فيم ا آخ ره واو
أو ياء نحو لن يدعو ولن يرمي .وأشار بقوله والرف ع فيھم ا ان و إل ى أن الرف ع
يقدر في الواو والياء نحو يدعو ويرمي فعالمة الرفع ض مة مق درة عل ى ال واو
والياء.
وأشار بقوله واحذف جازما ثالثھن إل ى أن ال ثالث وھ ي األل ف وال واو والي اء
تحذف في الجزم نحو لم يخ ش ول م يغ ز ول م ي رم فعالم ة الج زم ح ذف األل ف
والواو والياء.
وحاصل ما ذكره أن الرفع يقدر في األلف والواو والياء وأن الجزم يظھ ر ف ي
الثالثة بحذفھا وأن النصب يظھر في الياء والواو ويقدر في األلف(١).
__________
االفعال ،أو يكون " ثالثھن " مفعوال لجازما ،ومعم ول اح ذف ھ و المح ذوف،
والتق دير :واح ذف أح رف العل ة ح ال كون ك جازم ا ثالثھ ن " تق ض " فع ل
مضارع مجزوم في جواب االمر الذي ھو احذف ،وعالمة جزمه ح ذف الي اء
والكس رة قبلھ ا دلي ل عليھ ا ،والفاع ل ض مير مس تتر في ه وجوب ا تق ديره أن ت "
حكما " مفعول به لتقض على تضمينه معنى تؤدى " الزما " نعت لحكما.
٨٢
النكرة والمعرفة)(١
نكرة قابل أل مؤثرا ...أو واقع موقع ما قد ذكرا)(٢
النكرة :ما يقبل أل وتؤثر فيه التعريف أو يقع موق ع م ا يقب ل أل ) (٣فمث ال م ا
يقب ل أل وت ؤثر في ه التعري ف رج ل فتق ول الرج ل واحت رز بقول ه وت ؤثر في ه
التعري ف مم ا يقب ل أل وال ت ؤثر في ه التعري ف كعب اس علم ا فإن ك تق ول في ه
العباس فت دخل علي ه أل لكنھ ا ل م ت ؤثر في ه التعري ف ألن ه معرف ة قب ل دخلوھ ا
عليه ومثال ما وقع موقع ما يقب ل أل ذو الت ي بمعن ى ص احب نح و ج اءني ذو
م ال أي ص احب م ال ف ذو نك رة وھ ي ال تقب ل أل لكنھ ا واقع ة موق ع ص احب
وصاحب يقبل "أل" نحو :الصاحب.
__________
) " (١نكرة " مبتدأ ،وج از االبت داء بھ ا النھ ا ف ي مع رض التقس يم ،أو لكونھ ا
جارية على موصوف محذوف ،أي :اسم نكرة ،ويؤيد ذلك االخير كون الخب ر
مذكرا " قابل " خب ر المبت دأ ،ويج وز العك س ،لك ن االول أول ى ،لك ون النك رة
ھ ي المح دث عنھ ا ،وقاب ل مض اف ،و" أل " مض اف إلي ه ،مقص ود لفظ ه "
مؤثرا " حال من أل " أو " عاطفة " واق ع " معط وف عل ى قاب ل ،و" موق ع "
مفع ول في ه ظ رف مك ان ،وموق ع مض اف و" م ا " اس م موص ول مبن ي عل ى
السكون في محل جر مضاف إلي ه " ق د " ح رف تحقي ق " ذك را " فع ل م اض
مبني للمجھول ،ونائب الفاعل ضمير مس تتر في ه ج وازا تق ديره ھ و يع ود إل ى
قابل أل ،وااللف لالطالق ،والجملة ال محل لھا من االعراب صلة الموصول.
) (٢اعت رض ق وم عل ى ھ ذا التعري ف بأن ه غي ر ج امع ،وذل ك الن لن ا أس ماء
نكرات ال تقبل أل وال تقع موقع ما يقبل أل ،وذلك الح ال ف ي نح و " ج اء زي د
راكبا " والتمييز =
وغيره معرفة كھم وذي ...وھند وابني والغالم والذي )(١
أي غير النكرة المعرفة وھي ستة أقسام:
المضمر كھم واسم اإلشارة كذي والعلم كھن د والمحل ى ب األلف وال الم ك الغالم
والموص ول كال ذي وم ا أض يف إل ى واح د منھ ا ك ابني وس نتكلم عل ى ھ ذه
األقسام.
__________
٨٣
= في نحو " اشتريت رطال عسال " واسم ال النافية للجنس في نحو " ال رجل
عندنا " ومجرور رب في نحو " رب رجل كريم لقيته ".
والج واب أن ھ ذه كلھ ا تقب ل أل م ن حي ث ذاتھ ا ،ال م ن حي ث كونھ ا ح اال أو
تمييزا أو اسم ال.
واعترض عليه أيضا بأنه غير مانع ،وذلك الن بع ض المع ارف يقب ل أل نح و
يھود ومجوس ،فإنك تقول :اليھود ،والمجوس ،وبعض المعارف يقع موق ع م ا
يقبل أل ،مثل ضمير الغائب العائد إلى نكرة ،نحو قولك :لقيت رجال فأكرمت ه،
فإن ھذا الضمير واقع موقع رجل السابق وھو يقبل أل.
والجواب أن يھود ومجوس اللذين يقبالن أل ھما جمع يھودي ومجوسي ،فھم ا
نكرتان ،فإن كانا علمين على القبيل ين المع روفين ل م يص ح دخ ول أل عليھم ا،
وأما ضمير الغائب العائد إلى نكرة فھو عند الك وفيين نك رة ،ف ال يض ر ص دق
ھ ذا التعري ف علي ه ،والبص ريون يجعلون ه واقع ا موق ع " الرج ل " ال موق ع
رجل ،وكأنك قلت :لقيت رجال فأكرمت الرجل ،كم ا ق ال تع الى) :كم ا أرس لنا
إلى فرعون رسوال فعصى فرعون الرس ول( وإذا ك ان ك ذلك فھ و واق ع موق ع
ما ال يقبل أل ،فال يصدق التعريف عليه.
) " (١وغيره " غير :مبتدأ ،وغير مضاف والھ اء العائ د عل ى النك رة مض اف
إليه " معرفة " خبر المبتدأ " كھم " جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ
مح ذوف ،أي :وذل ك كھ م " وذي ،وھن د ،وابن ى ،والغ الم ،وال ذي " كلھ ن
معطوفات على ھم ،وفي عبارة المصنف قلب ،وكان حقه أن يق ول :والمعرف ة
غير ذلك ،الن المعرفة ھي المحدث عنھا.
وھذه العبارة تنبئ عن انحصار االسم في النكرة والمعرفة ،وذل ك ھ و ال راجح
عند =
فما لذي غيبة أو حضور ...كأنت وھو سم بالضمير )(١
يشير إلى أن الضمير ما دل على غيبة كھ و أو حض ور وھ و قس مان أح دھما:
ضمير المخاطب نحو أنت والثاني :ضمير المتكلم نحو أنا .
وذو اتصال منه ما ال يبتدا ...وال يلي إال اختيارا أبدا)(٢
__________
٨٤
= علماء النحو ،ومنھم قوم جعلوا االسم على ثالثة أقسام :االول النك رة ،وھ و
ما يقبل أل كرجل وكريم ،والثاني :المعرفة ،وھو م ا وض ع ليس تعمل ف ي ش ئ
بعينه كالضمير والعلم ،والثالث :اس م ال ھ و نك رة وال ھ و معرف ة ،وھ و م ا ال
تنوين فيه وال يقبل أل كمن وما ،وھذا ليس بسديد.
) " (١فما " اسم موصول مفع ول ب ه أول اس م ،مبن ي عل ى الس كون ف ي مح ل
نص ب " ل ذي " ج ار ومج رور متعل ق بمح ذوف ص لة م ا ،وذي مض اف و"
غيبة " مضاف إليه " أو " عاطفة " حضور " معط وف عل ى غيب ة " كأن ت "
جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف ،أو متعل ق بمح ذوف ح ال
من ما " وھو " معطوف عل ى أن ت " س م " فع ل أم ر ،وفاعل ه ض مير مس تتر
فيه وجوبا تقديره أنت " بالضمير " جار ومجرور متعل ق بس م ،وھ و المفع ول
الثاني لسم.
) " (٢وذو " مبت دأ ،وذو مض اف و" اتص ال " مض اف إلي ه " من ه " ج ار
ومجرور متعلق بمحذوف نعت لذي اتصال " ما " اسم موصول خب ر المبت دأ،
مبن ي عل ى الس كون ف ي مح ل رف ع " ال " نافي ة " يبت دا " فع ل مض ارع مبن ي
للمجھول ،ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره ھو ،والجملة ال مح ل
صلة الموصول ،والعائد محذوف ،أي :ال يبتدأ به ،كذا ق ال الش يخ خال د ،وھ و
عجيب غاية العجب ،الن نائب الفاعل إذا
كان راجعا إلى ما كان ھو العائد ،وإن كان راجعا إل ى ش ئ آخ ر غي ر م ذكور
فسد الك الم ،ول زم ح ذف العائ د المج رور بح رف ج ر م ع أن الموص ول غي ر
مجرور بمثله ،وذلك غير جائز ،والصواب أن ف ي قول ه يبت دأ ض ميرا مس تترا
تق ديره ھ و يع ود إل ى م ا ھ و العائ د ،وأن أص ل الك الم م ا ال يبت دأ ب ه ،فالج ار
والمجرور نائب فاعل ،فحذف الجار وأوصل الفعل إل ى الض مير فاس تتر في ه،
فتدبر ذلك وتفھمه " وال " الواو عاطفة ،ال :نافية =
كالياء والكاف من ابني أكرمك ...والياء والھا من سليه ما ملك )(١
الض مير الب ارز ينقس م :إل ى متص ل ومنفص ل فالمتص ل ھ و :ال ذي ال يبت دأ ب ه
كالك اف م ن أكرم ك ونح وه وال يق ع بع د إال ف ي االختي ار ) (٢ف ال يق ال م ا
أكرمت إالك وقد جاء شذوذا في الشعر كقوله:
علي فما لي عوض إاله ناصر ّ - ١٣أعوذ برب العرش من فئة بغت ...
٨٥
__________
= " يلي " فعل مض ارع ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه ج وازا تق ديره ھ و يع ود
إلى ما ،والجملة معطوفة على جملة الصلة " إال " قصد لفظه :مفعول به ليل ى
" اختي ارا " منص وب عل ى ن زع الخ افض ،أي :ف ي االختي ار " أب دا " ظ رف
زمان متعلق بيلي.
) " (١كالياء " جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف ،أي :وذلك
ك ائن كالي اء " والك اف " معط وف عل ى الي اء " م ن " ح رف ج ر " ابن ي "
مجرور بمن ،والج ار والمج رور متعل ق بمح ذوف ح ال م ن الي اء " أكرم ك "
أكرم :فعل ماض ،وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره ھو يعود إل ى ابن ي،
والكاف مفعول به ،والجملة في محل نصب ح ال م ن قول ه " الك اف " بإس قاط
العاطف الذي يعطفھا على الحال االولى " والياء والھاء " معطوفان على الياء
السابقة " من " حرف جار لقول محذوف،
والجار والمجرور متعل ق بمح ذوف ح ال ،أي والي اء والھ اء ح ال كونھم ا م ن
قولك إلخ " سليه " سل :فعل أمر ،وياء المخاطبة فاع ل ،والھ اء مفع ول أول "
م ا " اس م موص ول مفع ول ث ان لس لي " مل ك " فع ل م اض ،وفاعل ه ض مير
مستتر فيه جوازا تقديره ھو ،والجملة ال محل لھا من االعراب صلة ما.
) (٢أجاز جماعة -م نھم اب ن االنب اري -وقوع ه بع د إال اختي ارا ،وعل ى ھ ذا
فال شذوذ في البيتين ونحوھما.
- ١٣ھذا البيت من الشواھد التي ال يعرف لھا قائل.
اللغ ة " :أع وذ " ألتج ئ وأتحص ن ،و" الفئ ة " الجماع ة ،و" البغ ي " الع دوان
والظل م ،و" ع وض " ظ رف يس تغرق الزم ان المس تقبل مث ل " أب دا " إال أن ه
مختص بالنفي ،وھو مبني على الضم كقبل وبعد.
وقوله:
- ١٤وما علينا إذا ما كنت جارتنا ...أن ال يجاورنا إالك ديار
__________
= المعن ى :إن ي ألتج ئ إل ى رب الع رش وأتح ص بحم اه م ن جماع ة ظلم وني
وتجاوزوا معي حدود النصفة ،فليس لي معين وال وزر سواه.
٨٦
االعراب " :أعوذ " فعل مضارع ،وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تق ديره أن ا
" ب رب " ج ار ومج رور متعل ق ب أعوذ ،ورب مض اف و" الع رش " مض اف
إلي ه " م ن فئ ة " ج ار ومج رور متعل ق ب أعوذ " بغ ت " بغ ي :فع ل م اض،
وفاعل ه ض مير مس تتر في ه ج وازا تق ديره ھ ي يع ود إل ى فئ ة ،والت اء للتأني ث،
والجملة في محل جر صفة لفئة " على " ج ار ومج رور متعل ق ببغ ي " فم ا "
نافية " لي " جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم
" عوض " ظرف زمان مبني على الضم في محل نصب متعلق بناصر اآلت ي
" إاله " اال :حرف استثناء ،والھاء ض مير وض ع للغائ ب ،وھ و ھن ا عائ د إل ى
رب الع رش ،مس تثنى مبن ي عل ى الض م ف ي مح ل نص ب " ناص ر " مبت دأ
مؤخر.
الش اھد في ه :قول ه " إاله " حي ث وق ع الض مير المتص ل بع د إال ،وھ و ش اذ ال
يجوز إال في ضرورة الش عر ،إال عن د اب ن االنب اري وم ن ذھ ب نح و مذھب ه،
فإن ذلك عندھم سائغ جائز في سعة الكالم ،ولك عندھم أن تحذو على مثاله.
- ١٤وھذا البيت أيضا من الشواھد التي ال يعرف قائلھا.
اللغ ة " :وم ا علين ا " ي روى ف ي مكان ه " وم ا نب الي " م ن المب االة بمعن ى
االكتراث باالمر واالھتمام له والعناي ة ب ه ،وأكث ر م ا تس تعمل ھ ذه الكلم ة بع د
النف ي كم ا رأي ت ف ي بي ت الش اھد ،وق د تس تعمل ف ي االثب ات إذا ج اءت معھ ا
أخرى منفية ،وذلك كما في قول زھير بن أبي سلمى المزني :لقد باليت مظعن
أم أوفى ولكن أم أوفى ال تبالي و" ديار " معناه أحد ،وال يستعمل إال في النفي
العام ،تقول :ما في الدار من ديار ،وما في الدار ديور ،تريد ما فيھا م ن أح د،
قال ﷲ تعالى) :وقال نوح رب ال تذر على االرض من الكافرين ديارا( يري د
ال تذر منھم أحدا ،بل استأصلھم وأفنھم جميعا.
المعنى :إذا كنت جارتنا فال نكترث بع دم مج اورة أح د غي رك ،يري د أنھ ا ھ ي
وحدھا التي يرغب في جوارھا ويسر له.
االع راب " :وم ا " نافي ة " نب الي " فع ل مض ارع ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه
وجوبا تقديره نحن " إذا " ظرف متضمن معنى الشرط " ما " زائدة " كن ت "
كان الناقصة واسمھا " جارتنا " جارة :خبر كان ،وجارة مضاف ونا :مضاف
إليه ،والجملة من كان
٨٧
واسمھا وخبرھا في محل جر بإضافة إذا إليھا " أن " مص درية " ال " نافي ة "
يجاورنا " يجاور :فعل مضارع منصوب بأن ،ونا :مفع ول ب ه ليج اور " إالك
" إال :أداة اس تثناء ،والك اف مس تثنى مبن ي عل ى الكس ر ف ي مح ل نص ب،
والمس تثنى من ه دي ار اآلت ي " دي ار " فاع ل يج اور ،وأن وم ا دخل ت علي ه ف ي
تأويل مصدر مفعول به لنبالي ،ومن رواه " وما علينا " تكون ما نافي ة أيض ا،
وعلينا :جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم ،وأن المص درية وم ا دخل ت
علي ه ف ي تأوي ل مص در مرف وع يق ع مبت دأ م ؤخرا ،ويج وز أن تك ون م ا
استفھامية بمعن ى النف ي مبت دأ ،وعلين ا :ج ار ومج رور متعل ق بمح ذوف خب ر،
والمصدر المؤول من أن وما دخلت عليه منصوب على نزع الخافض ،وكأن ه
قد قال :أي شئ كائن علينا في عدم مجاورة أح د لن ا إذا كن ت جارتن ا ،ويج وز
أن تك ون م ا نافي ة ،وعلين ا :متعل ق بمح ذوف خب ر مبت دأ مح ذوف ،والمص در
منصوب عل ى ن زع الخ افض أيض ا والتق دير عل ى ھ ذا :وم ا علين ا ض رر ف ي
عدم مجاورة أحد لنا إذا كنت أنت جارتنا.
الشاھد فيه :قوله " إالك " حيث وقع الضمير المتصل بعد إال شذوذا.
وقال المبرد :ليست الرواية كما أنش دھا النح اة " إالك " وإنم ا ص حة الرواي ة:
أال يجاورن ا س واك دي ار وق ال ص احب الل ب :رواي ة البص ريين :أال يجاورن ا
حاشاك ديار فال شاھد فيه على ھاتين الروايتين ،فتفطن لذلك.
وكل مضمر له البنا يجب ...ولفظ ما جر كلفظ ما نصب )(١
المضمرات كلھا مبنية لشبھھا بالحروف في الجمود ) (٢ولذلك ال تصغر
__________
) " (١وكل " مبتدأ أول ،وكل مضاف و" مض مر " مض اف إلي ه " ل ه " ج ار
ومج رور متعل ق بيج ب اآلت ي " البن ا " مبت دأ ث ان " يج ب " فع ل مض ارع،
وفاعله ضمير
مس تتر في ه ج وازا تق ديره ھ و يع ود إل ى البن ا ،والجمل ة م ن الفع ل وفاعل ه ف ي
محل رفع خبر المبتدأ الثاني ،وجملة المبتدأ الثاني وخب ره ف ي مح ل رف ع خب ر
المبتدأ االول " ولفظ " مبتدأ ولفظ مضاف و" ما " اسم موص ول مض اف إلي ه
مبني على الس كون ف ي مح ل ج ر " ج ر " فع ل م اض مبن ي للمجھ ول ونائ ب
الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره ھو يعود إلى ما الموصولة ،والجملة ال
محل لھ ا م ن االع راب ص لة " كلف ظ " ج ار ومج رور متعل ق بمح ذوف خب ر
٨٨
المبتدأ ،ولفظ مضاف و" ما " اسم موصول مضاف إليه " نصب " فعل ماض
مبني للمجھول ،ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره ھو يعود إلى ما
المجرورة مح ال باالض افة ،والجمل ة م ن الفع ل ونائ ب فاعل ه ال مح ل لھ ا م ن
االعراب صلة الموصول.
) (٢قد عرف ت -فيم ا مض ى أول ب اب المع رب والمبن ي -أن الض مائر مبني ة
لشبھھا بالحروف شبھا وضعيا ،بسبب كون أكثرھا قد وضع على حرف واحد
أو حرفين ،وحمل ما وضع على أكثر من ذلك عليه ،حمال لالقل على االكث ر،
وق د ذك ر الش ارح ف ي ھ ذا الموض ع وجھ ا ثاني ا م ن وج وه ش به الض مائر
ب الحروف ،وھ و م ا س ماه بالش به الجم ودي ،وھ و :ك ون الض مائر بحي ث ال
تتصرف تصرف االسماء ،ف ال تثن ى وال تص غر ،وأم ا نح و " ھم ا وھ م وھ ن
وأنتم ا وأن تم وأن تن " ،فھ ذه ص يغ وض عت م ن أول االم ر عل ى ھ ذا الوج ه،
وليست عالمة المثنى والجمع طارئة عليھا.
ونق ول :ق د أش بھت الض مائر الح روف ف ي وج ه ثال ث ،وھ ي أنھ ا مفتق رة ف ي
داللتھا على معناھا البت ة إل ى ش ئ ،وھ و المرج ع ف ي ض مير الغائ ب ،وقرين ة
ال تكلم أو الخط اب ف ي ض مير الحاض ر ،وأش بھته ف ي وج ه راب ع ،وھ و أنھ ا
اس تغنت بس بب اخ تالف ص يغھا ع ن أن تع رب فأن ت ت رى انھ م ق د وض عوا
للرفع صيغة ال تستعمل في غيره ،وللنص ب ص يغة أخ رى ول م يجي زوا إال أن
تس تعمل في ه ،فك ان مج رد الص يغة كافي ا لبي ان موق ع الض مير ،فل م يح تج
لالعراب ليب ين موقع ه ،فأش به الح روف ف ي ع دم الحاج ة إل ى االع راب ،وإن
كان سبب عدم الحاجة مختلفا فيھما )وانظر ص .(٣٢ ،٢٨
وال نثني وال تجم ع وإذا ثب ت أنھ ا مبني ة فمنھ ا م ا يش ترك في ه الج ر والنص ب
وھ و ك ل ض مير نص ب أو ج ر متص ل نح و أكرمت ك وم ررت ب ك وإن ه ول ه
فالكاف في أكرمتك في موضع نصب وفى بك في موضع ج ر والھ اء ف ي إن ه
في موضع نصب وفي له في موضع جر.
ومنھا ما يشترك فيه الرفع والنصب والجر وھو "نا" وأشار إليه بقوله:
للرفع والنصب وجر نا صلح ...كأعرف بنا فإننا نلنا المنح )(١
أي صلح لفظ نا للرفع نحو نلنا وللنصب نحو فإننا وللجر نحو بنا.
٨٩
ومما يستعمل للرفع والنص ب والج ر الي اء فمث ال الرف ع نح و :اض ربي ومث ال
النصب نحو أكرمني ومثال الجر نحو مر بي.
ويستعمل في الثالثة أيضا ھم فمثال الرفع ھم ق ائمون ومث ال النص ب أك رمتھم
ومثال الجر لھم.
وإنما لم يذكر المصنف الياء وھم ألنھما ال يشبھان "نا" من كل وج ه ألن "ن ا"
تكون للرفع والنصب والجر والمعنى واحد وھي ضمير متصل
__________
) " (١للرف ع " ج ار ومج رور متعل ق بص لح اآلت ي " والنص ب وج ر "
معطوف ان عل ى الرف ع و" ن ا " مبت دأ ،وق د قص د لفظ ه " ص لح " فع ل م اض،
وفاعله ضمير مستتر فيه ج وازا تق ديره ھ و يع ود إل ى ن ا ،والجمل ة م ن ص لح
وفاعله في محل رفع خبر المبتدأ " ك اعرف " الك اف ح رف ج ر ،والمج رور
مح ذوف ،والتق دير :كقول ك ،والج ار والمج رور متعل ق بمح ذوف خب ر لمبت دأ
محذوف ،واعرف :فعل أمر ،وفاعله ض مير مس تتر في ه وجوب ا تق ديره أن ت "
بنا " جار ومج رور متعل ق ب اعرف " فإنن ا " الف اء تعليلي ة ،وإن ح رف توكي د
ونصب ،ونا :اسمھا " نلنا " فعل وفاعل ،والجملة من نال وفاعله في
مح ل رف ع خب ر إن " الم نح " مفع ول ب ه لن ال ،منص وب بالفتح ة الظ اھرة،
وسكن الجل الوقف.
في
األحوال الثالثة بخالف الياء فإنھا وإن استعملت للرفع والنصب والجر وكانت
ضميرا متصال ف ي األح وال الثالث ة ل م تك ن بمعن ى واح د ف ي األح وال الثالث ة
ألنھا في حال الرفع للمخاطب) (١وف ي ح التي النص ب والج ر للم تكلم وك ذلك
ھم ألنھا وإن كانت بمعنى واحد في األحوال الثالثة فليست مثل "نا" ألنھ ا ف ي
حالة الرفع ضمير منفصل وفي حالتي النصب والجر ضمير متصل .
وألف والواو والنون لما ...غاب وغيره كقاما واعلما )(٢
األلف وال واو والن ون م ن ض مائر الرف ع المتص لة وتك ون للغائ ب وللمخاط ب
فمث ال الغائ ب الزي دان قام ا والزي دون ق اموا والھن دات قم ن ومث ال المخاط ب
اعلما واعلموا واعلمن ويدخل تحت قول المص نف وغي ره المخاط ب والم تكلم
٩٠
وليس ھذا بجيد ألن ھذه الثالثة ال تكون للمتكلم أصال بل إنما تكون للغائ ب أو
المخاطب كما مثلنا.
__________
) " (١أل ف " مبت دأ -وھ و نك رة ،وس وغ االبت داء ب ه عط ف المعرف ة عليھ ا "
والواو ،والنون " معطوفان على أل ف " م ا " ج ار ومج رور متعل ق بمح ذوف
خبر المبتدأ " غاب " فعل ماض ،وفاعله ضمير مستتر فيه ج وازا تق ديره ھ و
يعود على ما ،والجملة ال مح ل لھ ا ص لة م ا " وغي ره " ال واو ح رف عط ف،
غير :معطوف على ما ،وغير مضاف والضمير مضاف إليه " كقاما " الك اف
جارة لقول محذوف ،والجار والمجرور
يتعلق ان بمح ذوف خب ر لمبت دأ مح ذوف ،أي وذل ك ك ائن كقول ك ،وقام ا :فع ل
ماض وفاعل " واعلما " الواو عاطفة ،واعلما :فعل أمر ،وألف االثنين فاعله،
والجملة معطوفة بالواو على جملة قاما.
ومن ضمير الرفع ما يستتر ...كافعل أوافق نغتبط إذ تشكر )(١
ينقسم الضمير إلى مستتر وبارز ) (٢والمستتر إلى واجب االستتار وجائزه.
__________
) " (١م ن ض مير ،ج ار ومج رور متعل ق بمح ذوف خب ر مق دم ،وض مير
مضاف ،و" الرفع " مضاف إليه " ما " اسم موصول مبتدأ مؤخر ،مبني على
الس كون ف ي مح ل رف ع " يس تتر " فع ل مض ارع ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه
جوازا تقديره ھو يعود إلى ما ،والجملة ال محل لھا صلة ما " كافع ل " الك اف
جارة لقول محذوف ،والجار والمجرور يتعلق بمحذوف خبر لمبت دأ مح ذوف،
والتق دير :وذل ك كقول ك ،وافع ل :فع ل أم ر ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه وجوب ا
تقديره أنت " أوافق " فعل مضارع مجزوم ف ي ج واب االم ر ،وفاعل ه ض مير
مس تتر في ه وجوب ا تق ديره أن ا " نغت بط " ب دل م ن أواف ق " إذ " ظ رف وض ع
للزمن الماضي ،ويستعمل مج ازا ف ي المس تقبل ،وھ و متعل ق بقول ه " نغت بط "
مبن ي عل ى الس كون ف ي مح ل نص ب " تش كر " فع ل مض ارع وفاعل ه ض مير
مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ،والجملة في محل جر بإضافة إذ إليھا.
) (٢المنقسم ھو الضمير المتصل ال مطلق الضمير ،والمراد بالض مير الب ارز
ماله صورة في اللفظ حقيقة نحو التاء والھاء ف ي أكرمت ه ،والي اء ف ي ابن ي ،أو
٩١
حكما كالضمير المتصل المحذوف من اللفظ جوازا ف ي نح و قول ك :ج اء ال ذي
ضربت ،فإن التقدير جاء الذي ضربته ،فحذفت الت اء م ن اللف ظ ،وھ ي منوب ة،
الن الصلة البد لھا من عائد يربطھا بالموصول.
ومن ھنا تعلم أن البارز ينقسم إلى قسمين :االول المذكور ،والثاني المح ذوف،
والفرق بين المحذوف والمستتر من وجھين ،االول :أن المحذوف يمكن
النط ق ب ه ،وأم ا المس تتر ف ال يمك ن النط ق ب ه أص ال ،وإنم ا يس تعيرون ل ه
الضمير المنفصل حين يقولون :مستتر ج وازا تق ديره ھ و ،أو يقول ون :مس تتر
وجوبا تقديره أنا أو أنت وذلك لقصد التقري ب عل ى المتعلم ين ،ول يس ھ ذا ھ و
نف س الض مير المس تتر عل ى التحقي ق ،والوج ه الث اني :أن االس تتار يخ تص
بالفاعل الذي ھو عمدة في الكالم ،وأم ا الح ذف فكثي را م ا يق ع ف ي الفض الت،
كما في المفعول به في المثال السابق ،وقد يقع ف ي العم د ف ي غي ر الفاع ل كم ا
في المبتدأ ،وذلك كثير في العربية ،ومنه قول س ويد ب ن أب ي كاھ ل اليش كري،
في وص ف ام رئ يض مر بغض ه :مستس ر الش ن ء ،ل و يفق دني لب دا من ه ذب اب
فنبع =
والمراد بواجب االستتار ما ال يحل محل ه الظ اھر والم راد بج ائز االس تتار م ا
يحل محله الظاھر
وذكر المصنف في ھذا البيت من المواضع التي يجب فيھا االستتار أربعة :
األول :فعل األمر للواحد المخاطب كافعل التقدير أنت وھ ذا الض مير ال يج وز
إبرازه ألنه ال يحل محله الظاھر فال تقول افعل زيد فأما افعل أنت فأنت تأكي د
للضمير المستتر ف ي افع ل ول يس بفاع ل ال فع ل لص حة االس تغناء عن ه فتق ول
افعل فإن كان األمر لواح دة أو الثن ين أو لجماع ة ب رز الض مير نح و اض ربي
واضربا واضربوا واضربن.
الثاني :الفعل المضارع الذي في أوله الھمزة نحو أوافق والتقدير أنا فإن قل ت
أوافق أنا كان أنا تأكيدا للضمير المستتر.
الثالث :الفعل المضارع الذي في أوله النون نحو نغتبط أي نحن.
الرابع :الفعل المضارع الذي في أوله التاء لخاطب الواحد نحو تش كر أي أن ت
فإن كان الخطاب لواحدة أو الثنين أو لجماعة برز الض مير نح و :أن ت تفعل ين
وأنتما تفعالن وأنتم تفعلون وأنتن تفعلن.
٩٢
ھذا ) (١ما ذكره المصنف من المواضع التي يجب فيھا استتار الضمير.
__________
= يريد ھو مستسر البغض ،فحذف الضمير ،النه معروف ينساق إل ى ال ذھن،
ومثل ذلك أكثر من أن يحصى في كالم العرب.
) (١وبقيت مواضع أخرى يجب فيھا استتار الضمير ،االول :اسم فعل االم ر،
نحو صه ،ونزال ،ذكره في التس ھيل ،والث اني :اس م فع ل المض ارع ،نح و أف
وأوه ،ذكره أبو حيان ،والثالث :فعل التعجب ،نحو ما أحس ن محم دا ،والراب ع:
أفعل التفضيل ،نحو محمد أفض ل م ن عل ي ،والخ امس :أفع ال االس تثناء ،نح و
قاموا ماخال عليا ،أو ما عدا بكرا ،أو ال يكون محمدا.
زادھا ابن ھشام في التوضيح تبعا البن مالك ف ي ب اب االس تثناء م ن التس ھيل،
وھو حق ،السادس :المصدر النائب عن فعل االمر= ،
ومثال جائز االستتار زيد يقوم أي ھو وھذا الضمير ج ائز االس تتار ألن ه يح ل
محله الظاھر فتقول زيد يق وم أب وه وك ذلك ك ل فع ل أس ند إل ى غائ ب أو غائب ة
نحو ھند تقوم وما كان بمعناه نحو زيد قائم أي ھو .
وذو ارتفاع وانفصال أنا ...ھو وأنت والفروع ال تشتبه )(١
تق دم أن الض مير ينقس م إل ى مس تتر وإل ى ب ارز وس بق الك الم ف ي المس تتر
والب ارز ينقس م إل ى متص ل ومنفص ل فالمتص ل :يك ون مرفوع ا ومنص وبا
ومجرورا وسبق الكالم في ذلك والمنفصل :يكون مرفوعا ومنصوبا وال يكون
مجرورا.
وذكر المصنف في ھ ذا البي ت المرف وع المنفص ل وھ و :اثن ا عش ر أن ا للم تكلم
وحده ونحن للمتكلم المشارك أو المعظم نفسه وأنت للمخاطب وأن ت للمخاطب ة
وأنتم ا للمخ اطبين أو المخ اطبتين وأن تم للمخ اطبين وأن تن للمخاطب ات و"ھ و"
للغائب
__________
= نحو قول ﷲ تعالى )فضرب الرقاب( وأما مرفوع الصفة الجارية عل ى م ن
ھي له فجائز االستتار قطعا.
وذلك نحو " زيد قائم " أال ترى أنك تقول ف ي تركي ب آخ ر " زي د ق ائم أب وه "
وقد ذكره الشارح في جائز االستتار ،وھو صحيح ،وكذلك مرفوع نعم وبئس،
٩٣
نحو " نعم رجال أبو بكر ،وبئست امرأة ھن د " ،وذل ك الن ك تق ول ف ي تركي ب
آخر " نعم الرجل زيد ،وبئست المرأة ھند ".
) " (١وذو " مبت دأ ،وذو مض اف و" ارتف اع " مض اف إلي ه " وانفص ال "
معطوف على ارتفاع " أنا " خبر المبتدأ " ھ و ،وأن ت " معطوف ان عل ى أن ا "
والفروع " مبتدأ " ال " نافي ة " تش تبه " فع ل مض ارع ،وفاعل ه ض مير مس تتر
فيه جوازا تقديره ھي يعود إلى الفروع ،والجمل ة م ن الفع ل المض ارع المنف ي
وفاعله في محل رفع خبر المبتدأ ،الذي ھو الفروع.
) - ٧شرح ابن عقيل (١
و"ھي"
للغائبة و"ھما" للغائبين أو الغائبتين و"ھم" للغائبين و"ھن" للغائبات .
وذو انتصاب في انفصال جعال ...إياي والتفريع ليس مشكال )(١
أشار في ھذا البي ت إل ى المنص وب المنفص ل وھ و :اثن ا عش ر "أي اي" للم تكلم
وحده و"إيان ا" للم تكلم المش ارك أو المعظ م نفس ه و"إي اك" للمخاط ب و"إي اك"
للمخاطبة و"إياكم ا" للمخ اطبين أو المخ اطبتين و"إي اكم" للمخ اطبين و"إي اكن"
للمخاطب ات و"إي اه" للغائ ب و"إياھ ا" للغائب ة و"إياھم ا" للغ ائبين أو الغ ائبتين
و"إياھم" للغائبين و"إياھن" للغائبات(٢).
__________
) " (١وذو " مبتدأ ،وذو مضاف و" انتص اب " مض اف إلي ه " ف ي انفص ال "
جار ومج رور متعل ق بمح ذوف ح ال م ن الض مير المس تتر ف ي جع ل اآلت ي "
جعال " فعل ماض ،مبني للمجھ ول ،واالل ف لالط الق ،ونائ ب الفاع ل ض مير
مستتر فيه جوازا تقديره ھو يعود إلى ذو " إياي " مفعول ثان لجعل ،والجمل ة
من جعل ومعموليه في محل رفع خبر المبتدأ " والتفريع " مبتدأ " ليس " فع ل
م اض ن اقص يرف ع االس م وينص ب الخب ر واس مھا ض مير مس تتر في ه ج وازا
تقديره ھو يعود على التفريع " مشكال " خبر ليس ،والجمل ة م ن ل يس واس مھا
وخبرھا في محل رفع خبر المبتدأ.
) (٢اختلف في ھذه اللواح ق الت ي بع د " إي ا " فقي ل :ھ ي ح روف تب ين الح ال
وتوض ح الم راد م ن " إي ا " متكلم ا أو مخاطب ا أو غائب ا ،مف ردا أو مثن ى أو
مجموعا ،ومثلھا مثل الحروف التي في أنت وأنتما وأن تن ،ومث ل اللواح ق ف ي
٩٤
أس ماء االش ارة نح و تل ك وذل ك وأولئ ك ،وھ ذا م ذھب س يبويه والفارس ي
واالخفش ،قال أبو حيان :وھو الذي صححه أصحابنا وشيوخنا.
= وفي اختيار ال يجيء المنفصل ...إذا تأتى أن يجيء المتصل )(١
ك ل موض ع أمك ن أن ي ؤتى في ه بالض مير المتص ل ال يج وز الع دول عن ه إل ى
المنفصل إال فيم ا س يذكره المص نف ف ال تق ول ف ي أكرمت ك أكرم ت إي اك ألن ه
يمكن اإلتيان بالمتصل فتقول أكرمتك.
__________
= وذھب الخليل والمازني ،واخت اره اب ن مال ك ،إل ى أن ھ ذه اللواح ق أس ماء،
وأنھا ضمائر أضيفت إليھ ا " إي ا " زاعم ين أن " إي ا " أض يفت إل ى غي ر ھ ذه
اللواحق في نحو " إذا بلغ الرجل الس تين فإي اه وإي ا الش واب " فيك ون ف ي ذل ك
دليل على أن اللواحق أسماء.
وذلك باطل لوجھين ،االول :أن ھذا الذي استشھدوا به ش اذ ،ول م تعھ د إض افة
الضمائر.
والثاني أنه لو صح م ا يقول ون لكان ت " إي ا " ونحوھ ا مالزم ة لالض افة ،وق د
علمن ا أن االض افة م ن خص ائص االس ماء المعرب ة ،فك ان يل زم أن تك ون إي ا
ونحوھ ا معرب ة ،ألس ت ت رى أنھ م أعرب وا " أي " الموص ولة والش رطية
واالستفھامية لما الزمھا من االضافة ؟ وقال الفراء :إن " إيا " ليست ضميرا،
وإنما ھي حرف عماد جئ به توصال للضمير ،والضمير ھو اللواح ق ،ليك ون
دعامة يعتمد عليھا ،لتمييز ھذه اللواحق عن الضمائر المتصلة.
وزعم الزجاج أن الضمائر ھي اللواحق موافقا في ذلك للفراء ،ثم خالف ه ف ي "
إيا " فادعى أنھا اسم ظاھر مضاف إلى الكاف والياء والھاء.
وقال ابن درستويه :إن ھذا اسم ليس ظاھرا وال مضمرا ،وإنما ھو بين بين.
وقال الكوفيون :المجموع من " إيا " ولواحقھا ضمير واحد.
) " (٢وفي اختيار " جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من فاعل يجئ اآلتي
" ال " نافية " يجئ " فعل مضارع " المنفصل " فاعل يجئ " إذا " ظرف لم ا
يستقبل من الزمان " تأتى " فعل ماض " أن " حرف مصدري ونصب " يجئ
" فعل مضارع منص وب ب أن " المتص ل " فاع ل يج ئ ،وأن وم ا دخل ت علي ه
في تأويل مصدر فاعل تأتى ،والتقدير :تأتى مجئ المتصل ،والجمل ة م ن ت أتى
٩٥
وفاعل ه ف ي مح ل ج ر بإض افة إذا إليھ ا ،وج واب إذا مح ذوف لدالل ة م ا قبل ه
عليه ،والتقدير :إذا تأتى مجئ المتصل فال يجئ المنفصل.
فإن لم يمكن اإلتيان بالمتصل تعين المنفصل نحو إياك أكرمت ) (١وقد
__________
) (١اعلم أنه يتعين انفصال الضمير ،وال يمكن المجئ ب ه متص ال ،ف ي عش رة
مواضع:
االول :أن يكون الضمير محصورا ،كقوله تعالى) :وقضى رب ك أال تعب دوا إال
إياه( وكقول الفرزدق :أنا الذائد الحامي الذمار ،وإنما يدافع عن أحسابھم أنا أو
مثل ي إذ التق دير :ال ي دافع ع ن أحس ابھم إال أن ا أو مثل ي وم ن ھ ذا الن وع ق ول
عمرو بن معد يكرب الزبيدي :قد علمت سلمى وجاراتھ ا م ا قط ر الف ارس إال
أنا الثاني :أن يكون الضمير مرفوعا بمصدر مضاف إلى المنص وب ب ه ،نح و
" عجبت من ضربك ھ و " وكق ول الش اعر :بنص ركم نح ن كن تم ف ائزين ،وق د
أغرى العدى بكم استسالمكم فش ال الثال ث :أن يك ون عام ل الض مير مض مرا،
نحو قول السموأل :وإن ھو لم يحمل على النفس ضيمھا فليس إلى حسن الثناء
سبيل وكق ول لبي د ب ن ربيع ة :ف إن أن ت ل م ينفع ك علم ك فانتس ب لعل ك تھ ديك
الق رون االوائ ل الراب ع :أن يك ون عام ل الض مير مت أخرا عن ه ،كقول ه تع الى:
)إياك نعبد وإياك نستعين( وھذا ھو الموضع الذي أشار إليه الشارح.
الخامس :أن يكون عامل الضمير معنويا ،وذلك إذا وقع الضمير مبتدأ ،نح و "
اللھم أنا عبد أث يم ،وأن ت م ولى ك ريم " ومن ه " أن ا الذائ د " ف ي بي ت الف رزدق
السابق.
الس ادس :أن يك ون الض مير معم وال لح رف نف ي ،كقول ه تع الى) :وم ا أن تم
بمعجزين( )ما ھن أمھاتھم( )وما أنا بطارد الم ؤمنين( )إن أن ا إال ن ذير مب ين(
وكقول الشاعر :إن ھو مستوليا على أحد إال على أضعف المجانين السابع :أن
يفصل بين الضمير وعامله بمعمول آخر ،كقوله تعالى) :يخرجون
الرسول وإياكم( وكقول الشاعر= :
جاء الضمير في الشعر منفصال مع إمكان اإلتيان به متصال كقوله:
- ١٥بالباعث الوارث األموات قد ضمنت ...إياھم األرض في دھر الدھارير
٩٦
__________
= مب رأ م ن عي وب الن اس كلھ م ف ا يرع ى أب ا حف ص وإيان ا الث امن :أن يق ع
الضمير بعد واو المعية ،كقول أبي ذؤيب الھذلي :فآلي ت ال أنف ك أح ذو قص يدة
تكون وإياھا بھا مثال بعدي التاسع :أن يقع بعد " أم ا " نح و " أم ا أن ا فش اعر،
وأما أنت فكاتب ،وأما ھو فنحوي ".
العاشر :أن يقع بعد الالم الفارقة ،نح و ق ول الش اعر :إن وج دت الص ديق حق ا
الي اك ،فمرن ي فل ن أزال مطيع ا وس يأتي موض ع ذك ر تفص يله المص نف
والشارح.
- ١٥البيت من قصيدة للفرزدق ،يفتخر فيھا ،ويم دح يزي د ب ن عب د المل ك ب ن
مروان ،وقبله :يا خير حي وقت نعل له ق دما ومي ت بع د رس ل ﷲ مقب ور إن ي
حلفت ،ولم أحلف على فند ،فناء بي ت م ن الس اعين معم ور اللغ ة " :الباع ث "
ال ذي يبع ث االم وات ويحي يھم بع د م وتھم " ال وارث " ھ و ال ذي ترج ع إلي ه
االمالك بعد فناء المالك " ض منت " -بكس ر الم يم مخفف ة -بمعن ى تض منت،
أي اش تملت أو بمعن ى تكفل ت يھ م " ال دھارير " ال زمن الماض ي ،أو الش دائد،
وھو جمع ال واحد له من لفظه.
االعراب " :يا لباعث " جار ومجرور متعلق بقوله " حلفت " ف ي البي ت ال ذي
أنشدناه قبل ھذا البيت ،واالم وات :يج وز في ه وجھ ان ،أح دھما :ج ره بالكس رة
الظ اھرة عل ى أن ه مض اف إلي ه ،والمض اف ھ و الباع ث وال وارث عل ى مث ال
قوله :يا من رأى عارضا أسر له بين ذراعي وجبھة االسد =
وصل أو افصل ھاء سلنيه وما ...أشبھه في كنته الخلف انتمى)(١
__________
= وق ولھم " قط ع ﷲ ي د ورج ل م ن قالھ ا " والوج ه الث اني :نص ب االم وات
بالفتحة الظ اھرة عل ى أن ه مفع ول ب ه )تنازع ه( ؟ الوص فان فأعم ل في ه الث اني
وحذف ضميره من االول لكونه فضلة " ضمنت " فعل م اض ،والت اء للتأني ث
" إياھم " مفعول ب ه تق دم عل ى الفاع ل " االرض " فاع ل ض من " ف ي دھ ر "
ج ار ومج رور متعل ق بض منت ،ودھ ر مض اف و" ال دھارير " مض اف إلي ه،
مجرور بالكسرة الظاھرة.
٩٧
الشاھد فيه :قوله " ضمنت إياھم " حيث عدل عن وصل الض مير إل ى فص له،
وذلك خاص بالشعر ،وال يجوز في سعة الكالم ،ولو ج اء ب ه عل ى م ا يس تحقه
الكالم لقال " قد ضمنتھم االرض ".
ومثل ھذا البيت قول زياد بن منق ذ الع دوي التميم ي م ن قص يدة ل ه يقولھ ا ف ي
تذكر أھله والحن ين إل ى وطن ه ،وك ان ق د ن زل ص نعاء فاس توبأھا ،وك ان أھل ه
بنجد في وادي أشى -بزنة المصغر )وانظر ٦٥ / ١من كتابن ا ھداي ة الس الك
إلى أوضح المسالك( :وما أصاحب م ن ق وم ف أذكرھم إال يزي دھم حب ا إل ي ھ م
فقد جاء بالضمير منفصال -وھو قوله " ھم " في آخر البيت -وك ان م ن حق ه
أن يج ئ ب ه متص ال بالعام ل -وھ و قول ه " يزي د " -ول و ج اء ب ه عل ى م ا
يقتضيه االستعمال لقال " إال يزيدونھم حبا إلى ".
ومثل ذلك قول طرفة بن العبد البكري:
أصرمت حبل الوصل ،بل صرموا يا ص اح ،ب ل قط ع الوص ال ھ م وك ان م ن
حقه أن يقول " :بل قطعوا الوصال " لكنه اضطر ففصل.
) " (١وصل " الواو لالس تئناف ،ص ل :فع ل أم ر ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه
وجوبا تقديره أنت " أو " حرف عطف دال على التخيير " افصل " فعل أم ر،
وفاعل ه ض مير مس تتر في ه وجوب ا تق ديره أن ت ،وجمل ة افص ل معطوف ة عل ى
جملة صل " ھاء " مفعول تنازعه الفع الن ،فأعم ل في ه الث اني ،وھ اء مض اف
و" س لنيه " قص د لفظ ه :مض اف إلي ه " وم ا " ال واو ح رف عط ف ،م ا :اس م
موص ول معط وف عل ى س لنيه " أش بھه " أش به :فع ل م اض ،وفاعل ه ض مير
مستتر فيه جوازا تقديره ھو يعود إلى ما ،والھاء مفع ول ب ه ،والجمل ة ال مح ل
=
كذاك خلتنيه ،واتصاال ...أختار غيري اختار االنفصاال )(١
أش ار ف ي ھ ذين البيت ين إل ى المواض ع الت ي يج وز أن ي ؤتى فيھ ا بالض مير
منفصال مع إمكان أن يؤتى ب ه متص ال فأش ار بقول ه س لنيه إل ى م ا يتع دى إل ى
مفعولين الثاني منھما ليس خبرا في األصل وھما ضميران نحو ال درھم س لنيه
فيج وز ل ك ف ي ھ اء س لنيه االتص ال نح و س لنيه واالنفص ال نح و س لني إي اه
وكذلك كل فعل أشبھه نحو الدرھم أعطيتكه وأعطيتك إياه.
٩٨
وظاھر كالم المص نف أن ه يج وز ف ي ھ ذه المس ألة االنفص ال واالتص ال عل ى
السواء وھو ظاھر كالم أكثر النحويين وظاھر ك الم س يبويه أن االتص ال فيھ ا
واجب وأن االنفصال مخصوص بالشعر وأشار بقوله:
في كنته الخلف انتمى إلى أنه إذا كان خب ر ك ان وأخواتھ ا ض ميرا فإن ه يج وز
اتصاله وانفصاله واختلف في المختار
منھما فاختار المصنف
__________
= لھا صلة ما " ف ي كنت ه " ج ار ومج رور متعل ق ب انتمى " الخل ف " مبت دأ "
انتم ى " فع ل م اض ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه ج وازا تق ديره ھ و يع ود إل ى
الخلف ،والجملة من انتمى وفاعل ه ف ي مح ل رف ع خب ر المبت دأ ،وانتم ى معن اه
انتس ب ،والم راد أن ب ين العلم اء خالف ا ف ي ھ ذه المس ألة وأن ھ ذا الخ الف
معروف ،وكل قول فيه معروف النسبة إلى قائله.
) " (١كذاك " الج ار والمج رور متعل ق بمح ذوف خب ر مق دم ،والك اف ح رف
خطاب " خلتنيه " قصد لفظه :مبتدأ مؤخر " واتصاال " الواو عاطفة ،اتصاال:
مفعول مقدم الختار " أختار " فعل مضارع ،وفاعله ضمير مستتر فيه وجوب ا
تقديره أنا " غيري ،غير :مبتدأ ،وغير مضاف والياء التي للمتكلم مضاف إليه
" اخت ار " فع ل م اض ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه ج وازا تق ديره ھ و يع ود
لغيري ،والجملة م ن اخت ار وفاعل ه ف ي مح ل رف ع خب ر المبت دأ " االنفص اال "
مفعول به الختار ،وااللف لالطالق.
االتصال نحو كنته واختار سيبويه االنفصال نحو كنت إياه ) (١تق ول الص ديق
كنته وكنت إياه.
وك ذلك المخت ار عن د المص نف االتص ال ف ي نح و خلتني ه ) (٢وھ و ك ل فع ل
تع دى إل ى مفع ولين الث اني منھم ا خب ر ف ي األص ل وھم ا ض ميران وم ذھب
سيبويه أن المختار ف ي ھ ذا أيض ا االنفص ال نح و خلتن ي إي اه وم ذھب س يبويه
أرج ح ألن ه ھ و الكثي ر ف ي لس ان الع رب عل ى م ا حك اه س يبويه ع نھم وھ و
المشافه لھم قال الشاعر:
__________
٩٩
) (١قد ورد االمران كثيرا في كالم العرب ،فمن االنفصال قول عم ر ب ن أب ي
ربيعة المخزومي :لئن كان إياه لقد ح ال بع دنا ع ن العھ د ،واالنس ان ق د يتغي ر
وقول اآلخر:
ل يس إي اي وإي اك ،وال نخش ى رقيب ا وم ن االتص ال ق ول أب ي االس ود ال دؤلي
يخاطب غالما له كان يشرب النبيذ فيضطرب شأنه وتسوء حاله :فإن ال يكنھ ا
أو تكنه فإنه أخوھا غذته أمه بلبانھ ا وق ول رس ول ﷲ ص لى علي ه وس لم لعم ر
بن الخطاب في شأن ابن الص ياد " :إن يس كنه فل ن تس لط علي ه ،وإال يكن ه ف ال
خير لك في قتله " ومنه الشاھد رقم ١٧اآلتي في ص .١٠٩
) (٢قد ورد االمران ف ي فص يح الك الم أيض ا ،فم ن االتص ال قول ه تع الى) :إذ
ي ريكھم ﷲ ف ي منام ك قل يال ،ول و أراكھ م كثي را( وق ول الش اعر :بلغ ت ص نع
ام رئ ب ر إخالك ه إذ ل م ت زل ال كتس اب الحم د معت ذرا وم ن االنفص ال ق ول
الشاعر :أخي حسبتك إياه ،وقد ملئت أرجاء صدرك باالضغان واالحن
- ١٦إذا قالت حذام فصدقوھا ...فإن القول ما قالت حذام
__________
- ١٦ھ ذا البي ت قي ل إن ه لديس م ب ن ط ارق أح د ش عراء الجاھلي ة ،وق د ج رى
مجرى المثل ،وصار يضرب لكل من يعتد بكالمه ،ويتمسك بمقاله ،وال يلتفت
إلى ما يقول غيره ،وفي ھذا جاء به الشارح ،وھو يريد أن سيبويه ھ و الرج ل
الذي يعتد بقوله ،ويعتبر نقله ،النه ھ و ال ذي ش افه الع رب ،وع نھم أخ ذ ،وم ن
ألسنتھم استمد.
المف ردات " :ح ذام " اس م ام رأة ،زع م بع ض أرب اب الحواش ي أنھ ا الزب اء،
وقال :وقيل غيرھا ،ونقول :الذي عليه االدباء أنھا زرقاء اليمامة ،وھ ي ام رأة
من بنات لقمان بن ع اد ،وكان ت ملك ة اليمام ة ،واليمام ة اس مھا ،فس ميت البل د
باسمھا ،زعموا أنھا
كانت تبصر من مسيرة ثالثة أي ام ،وھ ي الت ي يش ير إليھ ا النابغ ة ال ذبياني ف ي
قوله :واحكم كحكم فتاة الحي إذ نظرت إلى حم ام س راع وارد الثم د قال ت :أال
ليتما ھذا الحمام لنا إلى حمامتنا أو نصفه فقد االع راب " :إذا " ظ رف تض من
معنى الشرط " قالت " ق ال :فع ل م اض ،والت اء للتأني ث " ح ذام " فاع ل ق ال،
مبن ي عل ى الكس ر ف ي مح ل رف ع " فص دقوھا " الف اء واقع ة ف ي ج واب إذا،
وصدق :فعل أمر مبني على حذف النون ،والواو فاعل ،وھا :مفعول به " فإن
١٠٠
" الفاء للعطف ،وفيھا معنى التعليل ،وإن :حرف توكيد ونصب " القول " اس م
إن منصوب بالفتحة الظاھرة " ما " اسم موصول خبر إن ،مبني على السكون
في محل رفع " قالت " قال :فعل ماض ،والتاء للتأني ث " ح ذام " فاع ل قال ت،
والجملة من الفعل والفاعل ال محل لھا من االعراب ص لة الموص ول ،والعائ د
محذوف ،أي ما قالته حذام.
التمثيل به :قد جاء الشارح بھذا البيت وھو يزعم أن مذھب سيبويه أرج ح مم ا
ذھب إليه الناظم ،وكأنه أراد أن يعرف الحق بأن يكون منسوبا إلى عالم جلي ل
كس يبويه ،وھ ي فك رة ال يج وز للعلم اء أن يتمس كوا بھ ا ،ث م إن االرج ح ف ي
المسألة ليس ھو ما ذھب إليه سيبويه والجمھور ،بل االرجح ما ذھب إلي ه اب ن
مال ك ،والرم اني ،واب ن الط راوة م ن أن االتص ال أرج ح ف ي خب ر ك ان وف ي
المفعول الثاني من معمولي ظن وأخواتھا ،وذلك =
وقدم األخص في اتصال ...وقدمن ما شئت في انفصال )(١
ض مير الم تكلم أخ ص م ن ض مير المخاط ب وض مير المخاط ب أخ ص م ن
ضمير الغائب فإن اجتم ع ض ميران منص وبان أح دھما أخ ص م ن اآلخ ر ف إن
كان ا متص لين وج ب تق ديم األخ ص منھم ا فتق ول ال درھم أعطيتك ه وأعطيتني ه
بتقديم الكاف والي اء عل ى الھ اء ألنھم ا أخ ص م ن الھ اء ألن الك اف للمخاط ب
والي اء للم تكلم والھ اء للغائ ب وال يج وز تق ديم الغائ ب م ع االتص ال ف ال تق ول
أعطيتھوك وال أعطيتھمونى وأجازه قوم ومنه م ا رواه اب ن األثي ر ف ي غري ب
الح ديث م ن ق ول عثم ان رض ي ﷲ عن ه أراھمن ي الباط ل ش يطانا ف إن فص ل
أح دھما كن ت بالخي ار ف إن ش ئت ق دمت األخ ص فقل ت ال درھم أعطيت ك إي اه
وأعطيتني إياه وإن شئت قدمت غير األخص فقلت أعطيته إياك
__________
= من قبل أن االتصال في البابين أكثر ورودا عن العرب ،وق د ورد االتص ال
في خب ر " ك ان " ف ي الح ديث ال ذي روين اه ل ك ،وورد االتص ال ف ي المفع ول
الثاني من باب ظن في الق رآن الك ريم فيم ا ق د تلون ا م ن اآلي ات ،ول م ي رد ف ي
الق رآن االنفص ال ف ي أح د الب ابين أص ال ،وبحس بك أن يك ون االتص ال ھ و
الطريق الذي استعمله القرآن الكريم باطراد.
) " (١وقدم " الواو عاطفة ،قدم :فعل أمر مبني عل ى الس كون ال مح ل ل ه م ن
االعراب ،وحرك بالكسر للتخلص من التقاء الس اكنين ،وفاعل ه ض مير مس تتر
١٠١
في ه وجوب ا تق ديره أن ت " االخ ص " مفع ول ب ه لق دم " ف ي اتص ال " ج ار
ومجرور متعلق بقدم " وقدمن " الواو عاطفة ،قدم :فعل أمر ،مبني على الف تح
التصاله بنون التوكيد الخفيفة ،وفاعله ضمير مستتر في ه وجوب ا تق ديره أن ت "
ما " اسم موصول مفعول به لقدم المؤكد ،مبني على السكون ف ي مح ل نص ب
" ش ئت " فع ل وفاع ل ،وجملتھم ا ال مح ل لھ ا ص لة م ا الموص ولة ،والعائ د
محذوف ،والتقدير :وقدمن ال ذي ش ئنه " ف ي انفص ال " ج ار ومج رور متعل ق
بقدمن.
وأعطيته إياي وإليه أشار بقوله وقدمن ما شئت ف ي انفص ال وھ ذا ال ذي ذك ره
ليس عل ى إطالق ه ب ل إنم ا يج وز تق ديم غي ر األخ ص ف ي االنفص ال عن د أم ن
اللبس ف إن خي ف ل بس ل م يج ز ف إن قل ت زي د أعطيت ك إي اه ) (١ل م يج ز تق ديم
الغائب فال تقول زيد أعطيته إياك ألنه ال يعلم ھل زيد مأخوذ أو آخذ .
وفي اتحاد الرتبة الزم فصال ...وقد يبيح الغيب فيه وصال )(٢
إذا اجتمع ضميران وكانا منصوبين واتحدا ف ي الرتب ة ك أن يكون ا لمتكلم ين أو
مخ اطبين أو غ ائبين فإن ه يل زم الفص ل ف ي أح دھما فتق ول أعطيتن ي إي اي
وأعطيتك إياك وأعطيته إياه وال يجوز اتص ال الض ميرين ف ال تق ول أعطيتن ي
وال أعطيتكك وال أعطيتھوه نعم إن كانا غ ائبين واختل ف لفظھم ا فق د يتص الن
نحو الزيدان الدرھم أعطيتھماه وإليه أشار بقوله في الكافية:
__________
) (١إنما يقع اللبس فيما إذا كان كل من المفع ولين يص لح أن يك ون ف اعال كم ا
ترى في مثال الش ارح ،ألس ت ت رى أن المخاط ب وزي دا يص لح ك ل منھم ا أن
يكون آخذا ويصلح أن يك ون م أخوذا ،أم ا نح و " ال درھم أعطيت ه إي اك " أو "
ال درھم أعطيت ك إي اه " ف ال ل بس ل ن المخاط ب آخ ذ تق دم أو ت أخر ،وال درھم
مأخوذ تقدم أو تأخر.
) " (٢وف ي اتح اد " ال واو ح رف عط ف ،والج ار والمج رور متعل ق ب الزم
اآلتي ،واتحاد مضاف و" الرتبة " مضاف إلي ه " ال زم " فع ل أم ر مبن ي عل ى
السكون ال محل له من االعراب ،وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أن ت
" فصال " مفعول به ال لزم " وقد " الواو عاطفة ،قد :ح رف دال عل ى التقلي ل
" يبيح " فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاھرة " الغيب " فاع ل يب يح " في ه "
جار ومجرور متعلق بيبيح " وصال " مفعول به ليبيح.
١٠٢
مع اختالف ما ونحو ضمنت ...إياھم األرض الضرورة اقتضت
وربما أثبت ھذا البيت في بع ض نس خ األلفي ة ول يس منھ ا وأش ار بقول ه ونح و
ضمنت إلى آخر البيت إلى أن اإلتيان بالضمير منفصال ف ي موض ع يج ب في ه
اتصاله ضرورة كقوله:
بالباعث الوارث األموات قد ضمنت ...إياھم األرض في دھر الدھارير )(١
وقد تقدم ذكر ذلك .
وقبل يا النفس مع الفعل التزم ...نون وقاية وليسي قد نظم )(٢
إذا اتصل بالفعل ياء المتكلم لحقته لزوما نون تسمى نون الوقاية وسميت ب ذلك
ألنھا تقي الفع ل م ن الكس ر وذل ك نح و أكرمن ي ويكرمن ي وأكرمن ي وق د ج اء
حذفھا مع "ليس" شذوذا كما قال الشاعر:
__________
) (١مضى شرح ھذا البيت قريبا )ص (١٠١فارجع إلي ه ھن اك ،وھ و الش اھد
رق م " (٢) ١٥وقب ل " ال واو ح رف عط ف ،قب ل ظ رف زم ان متعل ق ب التزم
اآلتي ،وقب ل مض اف و" ي ا " مض اف إلي ه ،وي ا مض اف و" ال نفس " مض اف
إليه " مع " ظرف متعلق بمحذوف حال من يا النفس ،وم ع مض اف و" الفع ل
" مضاف إليه " التزم " فعل ماض مبني للمجھول مبني على الفتح ال محل ل ه
م ن االع راب ،وس كن الج ل الوق ف " ن ون " نائ ب فاع ل اللت زم مرف وع
بالض مة ،ون ون مض اف و" قاي ة " مض اف إلي ه " وليس ي " ال واو عاطف ة،
ليس ي :قص د لفظ ه مبت دأ " ق د " ح رف تحقي ق " نظ م " فع ل م اض مبن ي
للمجھول مبني على الفتح ال محل له من االعراب.
وسكنه الجل الوقف ،ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه ج وازا تق ديره ھ و يع ود
على ليسي ،والجملة من الفعل ونائب الفاعل في محل رفع خبر المبتدأ.
- ١٧عددت قومي كعديد الطيس ...إذ ذھب القوم الكرام ليسي
__________
- ١٧ھذا البيت نسبه جماعة من العلماء ومنھم ابن منظور ف ي الع رب )ط ى
س( -لرؤبة بن العجاج ،وليس موجودا ف ي دي وان رج زه ،ولكن ه موج ود ف ي
زيادات الديوان.
١٠٣
اللغة " :كعديد " العديد كالعدد ،يقال :ھم عدي د الث رى ،أي ع ددھم مث ل ع دده،
و" الطيس " -بفتح الطاء المھملة ،وسكون الياء المثناة م ن تح ت ،وف ي آخ ره
سين مھملة -الرمل الكثير ،وقال ابن منظ ور " :واختلف وا ف ي تفس ير الط يس،
فق ال بعض ھم :ك ل م ن عل ى ظھ ر االرض م ن االن ام فھ و م ن الط يس ،وق ال
بعضھم :بل ھو كل خلق كثير النسل نحو النمل والذباب والھ وام ،وقي ل :يعن ي
الكثي ر م ن الرم ل " اه " ليس ي " أراد غي ري ،اس تثنى نفس ه م ن الق وم الك رام
ال ذين ذھب وا ،ھ ذا وي روى ص در الش اھد :عھ دي بق ومي كعدي د الط يس وھ ي
الرواية الصحيحة المعنى.
المعن ى :يفخ ر بقوم ه ،ويتحس ر عل ى ذھ ابھم ،فيق ول :عھ دي بق ومي الك رام
الكثي رين كث رة تش به كث رة الرم ل حاص ل ،وق د ذھب وا إال إي اي ،ف إنني بقي ت
بعدھم خلفا عنھم.
االع راب " :ع ددت " فع ل وفاع ل " ق ومي " ق وم :مفع ول ب ه ،وق وم مض اف
وي اء الم تكلم مض اف إلي ه " كعدي د " ج ار ومج رور متعل ق بمح ذوف ص فة
لموص وف مح ذوف ،والتق دير :ع ددتھم ع دا مث ل عدي د ،وعدي د مض اف و"
الطيس " مضاف إليه " إذ " ظرف دال على الزمان الماض ي ،متعل ق بع ددت
" ذھب " فعل ماض " الق وم " فاعل ه " الك رام " ص فة ل ه ،والجمل ة ف ي مح ل
ج ر بإض افة الظ رف إليھ ا " ليس ي " ل يس :فع ل م اض ن اقص دال عل ى
االس تثناء ،واس مه ض مير مس تتر في ه وجوب ا تق ديره ھ و يع ود عل ى ال بعض
المفھوم من القوم ،والياء خبره مبني على السكون في محل نصب.
الشاھد فيه :في ھذا البيت شاھدان ،وكالھما في لف ظ " ليس ي " أم ا االول فإن ه
أتى بخبره ضميرا متصال وال يجوز عند جمھرة النحاة أن يك ون إال منفص ال،
فكان يجب عليه -على مذھبھم ھذا -أن يقول :ذھب القوم الكرام ليس إياي.
والثاني -وھو =
واختلف في أفعل في التعجب ھل تلزمه نون الوقاية أم ال فتقول ما أفقرني إلى
عف و ﷲ وم ا أفق ري إل ى عف و ﷲ عن د م ن ال يلتزمھ ا في ه والص حيح أنھ ا
تلزم(١).
وليتني فشاوليتي ندرا ...ومع لعل اعكس وكن مخبرا)(٢
في البقايات واضطرارا خففا ...مني وعني بعض من قد سلفا)(٣
١٠٤
__________
= الذي جاء الشارح بالبيت من أجله ھنا -حي ث ح ذف ن ون الوقاي ة م ن ل يس
مع اتصالھا بياء المتكلم ،وذلك شاذ عند الجمھور الذين ذھبوا إلى أن " ليس "
فعل ،وانظر ما ذكرناه في ص .١٠٤
) (١الخ الف ب ين البص ريين والك وفيين ف ي اقت ران ن ون الوقاي ة بأفع ل ف ي
التعجب مبني على اختالفھم في أنه ھو اسم أو فعل ،فقال الكوفي ون :ھ و اس م،
وعلى ھذا ال تتصل به نون الوقاية ،النھا إنما تدخل على االفعال لتقيھا الكس ر
الذي ليس منھا في شئ ،وقال البصريون :ھ و فع ل ،وعل ى ھ ذا يج ب اتص اله
بنون الوقاية لتقيه الكسر.
) " (٢وليتن ي " ال واو عاطف ة ،ليتن ي قص د لفظ ه :مبت دأ " فش ا " فع ل م اض،
وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره ھو يعود إل ى ليتن ي ،والجمل ة م ن فش ا
وفاعله في محل رفع خبر المبتدأ " وليتي " قص د لفظ ه أيض ا :مبت دأ " ن درا "
فع ل م اض ،واالل ف لالط الق ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه ج وازا تق ديره ھ و
يعود إلى ليتي ،والجملة من ندر وفاعله في محل رفع
خب ر المبت دأ " وم ع " ال واو عاطف ة ،م ع :ظ رف متعل ق ب اعكس اآلت ي ،وم ع
مض اف و" لع ل " قص د لفظ ه :مض اف إلي ه " اعك س " فع ل أم ر ،وفاعل ه
ضمير مس تتر في ه وجوب ا تق ديره أن ت ،ومفعول ه مح ذوف ،والتق دير :واعك س
الحكم م ع لع ل " وك ن " ال واو عاطف ة ،ك ن :فع ل أم ر ن اقص ،واس مه ض مير
مستتر فيه وجوبا تقديره أنت " مخيرا " خبره.
) " (٣ف ي الباقي ات " ج ار ومج رور متعل ق بمخي ر ف ي البي ت الس ابق "
واض طرارا " ال واو عاطف ة ،اض طرارا :مفع ول الجل ه " خفف ا " فع ل م اض،
وااللف لالطالق " مني " قصد لفظه :مفعول به لخفف " وعن ي " قص د لفظ ه
أيضا :معطوف على مني =
ذك ر ف ي ھ ذين البيت ين حك م ن ون الوقاي ة م ع الح روف ف ذكر لي ت وأن ن ون
الوقاية ال تحذف منھا إال نذورا كقوله:
- ١٨كمنية جابر إذ قال ليتي ...أصادفه وأتلف جل مالي
١٠٥
__________
= " بعض " فاعل خف ف ،وبع ض مض اف ،و" م ن " اس م موص ول :مض اف
إلي ه ،مبن ي عل ى الس كون ف ي مح ل ج ر " ق د " ح رف تحقي ق " س لفا " فع ل
ماض ،واالل ف لالط الق ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه ج وازا تق ديره ھ و يع ود
على من الموصولة ،والجملة من سلف وفاعله ال محل لھا من االع راب ص لة
الموصول الذي ھو من.
ﷲُ َع َل ْي ِهص لَّى َّ - ١٨ھ ذا البي ت لزي د الخي ر الط ائي ،وھ و ال ذي س ماه النب ي َ
َو َسلَّ َم بھذا االسم ،وكان اسمه ف ي الجاھلي ة قب ل ھ ذه التس مية زي د الخي ل ،الن ه
كان فارسا.
اللغة " :المنية " بضم فسكون اسم للشئ الذي تتمناه ،وھ ي أيض ا اس م للتمن ي،
والمنية المشبھة بمنية جابر تق دم ذكرھ ا ف ي بي ت قب ل بي ت الش اھد ،وذل ك ف ي
قوله :تمنى مزيد زيدا فالقى أخا ثق ة إذا اختل ف الع والي كمني ة ج ابر ،إذ ق ال:
ليتي أصادفه وأفقد جل مالي
تالقينا ،فما كنا سواء ولكن خر عن حال لح ال ول وال قول ه :ي ا زي د ق دني ،لق د
قامت نويرة بالمآلي شككت ثيابه لم ا التقين ا بمط رد المھ زة ك الخالل " مزي د "
بفتح الميم وسكون الزاي :رجل من بني أسد ،وكان يتمنى لقاء زيد ويزعم أن ه
إل ى لقي ه ن ال من ه ،فلم ا تالقي ا طعن ه زي د طعن ة ف ولى ھارب ا " أخ ا ثق ة " أي
صاحب وثوق في نفسه واصطبار على منازلة االق ران ف ي الح رب " الع والي
" جمع عالية ،وھي ما يلي موضع الس نان م ن ال رمح ،واختالفھ ا :ذھابھ ا ف ي
جھة العدو ومجيئھا عند الطعن " ج ابر " رج ل م ن غطف ان ،ك ان يتمن ى لق اء
زيد ،فلما تالقيا قھره زيد وغلبه " وأتلف " يروى " وأفقد ".
االع راب " :كمني ة " ج ار ومج رور متعل ق بمح ذوف ص فة لموص وف
مح ذوف ،والتق دير :تمن ى مزي د تمني ا مش ابھا لمني ة ج ابر ،ومني ة مض اف و"
جابر " مض اف إلي ه " إذ " ظ رف للماض ي م ن الزم ان " ق ال " فع ل م اض،
وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا =
ت والكثير في لسان العرب ثبوتھا وبه ورد القرآن قال ﷲ تعالىَ } :ي ا َل ْي َت ِن ي ُك ْن ُ
َم َع ُھ ْم{
وأم ا لع ل ف ذكر أنھ ا بعك س لي ت فالفص يح تجري دھا م ن الن ون كقول ه تع الى
اب{ ويقل ثبوت النون كقول الشاعر: حكاية عن فرعونَ } :ل َعلِّي أَ ْبلُ ُغ األَسْ َب َ
١٠٦
__________
= تقديره ھو يعود إلى جابر ،والجملة في محل ج ر بإض افة إذ إليھ ا " ليت ي "
ليت :حرف تمن ونصب ،والياء اسمه ،مبني على الس كون ف ي مح ل نص ب "
أصادف " فعل مضارع ،وفاعله ضمير مس تتر في ه وجوب ا تق ديره أن ا ،والھ اء
مفعول به ،والجملة في محل رفع خبر ليت " وأفقد " الواو حالية ،وأفق د :فع ل
مضارع ،وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا
تقديره أن ا ،والجمل ة ف ي مح ل رف ع خب ر لمبت دأ مح ذوف ،وتق ديره :وأن ا أفق د،
وجملة المبت دأ وخب ره ف ي مح ل نص ب ح ال " ج ل " مفع ول ب ه ال فق د ،وج ل
مضاف ومال من " مالي " مضاف إلي ه ،وم ال مض اف وي اء الم تكلم مض اف
إليه.
الش اھد في ه :قول ه " ليت ي " حي ث ح ذف ن ون الوقاي ة م ن لي ت الناص بة لي اء
المتكلم ،وظاھر كالم المصنف والشارح أن ھذا الح ذف ل يس بش اذ ،وإنم ا ھ و
نادر قليل ،وھذا الكالم عل ى ھ ذا الوج ه ھ و م ذھب الف راء م ن النح اة ،فإن ه ال
يلزم عنده أن تجئ بنون الوقاية مع ليت ،بل يج وز ل ك ف ي الس عة أن تتركھ ا،
وإن كان االتيان بھا أولى ،وعبارة سيبويه تفي د أن ت رك الن ون ض رورة حي ث
ق ال " :وق د قال ت الش عراء " ليت ي " إذا اض طروا ك أنھم ش بھوه باالس م حي ث
قالوا " :الضاربي " اه ،وانظر شرح الشاھد ) (٢١اآلتي.
ومث ل ھ ذا الش اھد -ف ي ح ذف ن ون الوقاي ة م ع لي ت -ق ول ورق ة ب ن نوف ل
االسدي :فيا ليتي إذا ما كان ذاكم ولجت وكنت أولھم ولوجا وقد جمع بين ذكر
الن ون وتركھ ا حارث ة ب ن عبي د البك ري أح د المعم رين ف ي قول ه :أال ي ا ليتت ي
أنضيت عمري وھل يجدي علي اليوم ليتي ؟
- ١٩فقلت أعيراني القدوم لعلني ...أخط بھا قبرا ألبيض ماجد
__________
- ١٩ھذا البيت من الشواھد التي ال يعرف قائلھا.
اللغة " :أعيراني " ويروى " أعيروني " وكالھم ا أم ر م ن العاري ة ،وھ ي أن
تعطى غيرك ما ينتف ع ب ه م ع بق اء عين ه ث م ي رده إلي ك " الق دوم " بف تح الق اف
وضم الدال المخففة اآللة الت ي ينج ر بھ ا الخش ب " أخ ط بھ ا " أي أنح ت بھ ا،
١٠٧
وأصل الخط من قولھم :خط بأصبعه في الرمل " قبرا " الم راد ب ه الجف ن ،أي
القراب ،وھو الجراب الذي يغمد فيه السيف " البيض ماجد " لسيف صقيل.
االع راب " :فقل ت " فع ل وفاع ل " أعيران ي " أعي را :فع ل أم ر مبن ي عل ى
حذف النون ،وااللف ضمير االثنين فاعل ،والنون للوقاي ة ،والي اء مفع ول أول
العيرا " الق دوم " مفع ول ث ان العي را " لعلن ي " لع ل :ح رف تعلي ل ونص ب،
والنون للوقاية ،والياء اسمھا " أخط " فعل مضارع ،وفاعله ضمير مستتر فيه
وجوبا تقديره أن ا ،وجمل ة المض ارع وفاعل ه ف ي مح ل رف ع خب ر لع ل " بھ ا "
جار ومجرور متعلق بأخط " قبرا " مفعول به الخط " الب يض " ال الم ح رف
جر ،وأبيض مجرور بھا ،وعالمة جره الفتح ة نياب ة ع ن الكس رة الن ه اس م ال
ينصرف ،والمانع له من الص رف الوص فية ووزن الفع ل ،والج ار والمج رور
متعلق بمحذوف صفة لقبر " ماجد " صفة البيض ،مجرور بالكسرة الظاھرة.
الشاھد فيه :قوله " لعلني " حيث جاء بنون الوقاية مع لعل ،وھو قليل.
ونظيره قول حاتم الطائي يخاطب امرأته ،وكانت قد المته على البذل والجود:
أرين ي ج وادا م ات ھ زال لعلن ي أرى م ا ت رين ،أو بخ يال مخل دا والكثي ر ف ي
االس تعمال ح ذف الن ون م ع " لع ل " وھ و ال ذي اس تعمله الق رآن الك ريم ،مث ل
قوله تعالى) :لعلي أبلغ االسباب( وقوله س بحانه) :لعل ي أعم ل ص الحا( ،ومن ه
ق ول الف رزدق :وإن ي ل راج نظ رة قب ل الت ي لعل ي وإن ش طت نواھ ا أزورھ ا
وقول اآلخر :ولي نفس تنازعني إذا ما أقول لھا :لعل ي أو عس اني ) - ٨ش رح
ابن عقيل (١ -
ثم ذكر أنك بالخيار في الباقيات أي في ب اقي أخ وات لي ت ولع ل وھ ي إن وأن
وكأن ولكن فتقول إني وإنني وأني وأنني وكأني وكأنني ولكني ولكنني ثم ذكر
أن من وعن تلزمھما نون الوقاية فتقول مني وعني بالتشديد ومنھم م ن يح ذف
النون فيقول مني وعني بالتخفيف وھو شاذ قال الشاعر:
- ٢٠أيھا السائل عنھم وعني ...لست من قيس وال قيس مني
__________
- ٢٠وھذا البيت أيضا من الشواھد المجھ ول قائلھ ا ،ب ل ق ال اب ن الن اظم :إن ه
من وضع النحويين ،وقال ابن ھش ام عن ه " وف ي ال نفس م ن ھ ذا البي ت ش ئ "
ووجه تشكك ھذين العالمين المحققين ف ي ھ ذا البي ت أن ه ق د اجتم ع الحرف ان "
١٠٨
من " و" عن " وأتى بھما على لغة غير مشھورة من لغات العرب ،وھذا ي دل
على قصد ذلك وتكلفه.
اللغة " :قيس " ھ و ق يس ع يالن أب و قبيل ة م ن مض ر ،واس مه الن اس -بھم زة
وصل ونون -ابن مضر بن نزار ،وھو أخو إلياس -بياء مثناة تحتية -وقيس
ھن ا غي ر منص رف للعلمي ة والتأني ث المعن وي ،الن ه بمعن ى القبيل ة ،وبعض ھم
يقول :قيس ابن عيالن.
االعراب " :أيھا " أي :منادى حذف منه ياء النداء ،مبني على الضم في مح ل
نص ب ،وھ ا للتنبي ه " الس ائل " ص فة الي " ع نھم " ج ار ومج رور متعل ق
بالس ائل " وعن ي " معط وف عل ى ع نھم " لس ت " ل يس :فع ل م اض ن اقص،
والتاء اسمھا " من قيس " ج ار ومج رور متعل ق بمح ذوف خب ر ل يس " وال "
الواو عاطفة ،وال نافية " قيس " مبتدأ " مني " جار ومجرور متعلق بمحذوف
خبر المبتدأ ،وھذه الجملة معطوفة على جملة ليس واسمھا وخبرھا.
الش اھد في ه :قول ه " عن ي " و" من ي " حي ث ح ذف ن ون الوقاي ة منھم ا ش ذوذا
للضرورة.
وفي لدني لدني قل وفي ...قدني وقطني الحذف أيضا قد يفي )(١
أشار بھذا إلى أن الفصيح ف ي ل دني إثب ات الن ون كقول ه تع الىَ } :ق ْد َب َل ْغ َ
ت ِم نْ
َل ُد ِّني ع ُْذراً{ ويقل حذفھا كقراءة من قرأ من لدني بالتخفيف.
والكثي ر ف ي ق د وق ط ثب وت الن ون نح و ق دني وقطن ي ويق ل الح ذف نح و ق دي
وقطي أي حسبي وقد اجتمع الحذف واإلثبات في قوله:
- ٢١قدني من نصر الخبيبين قدي ...ليس اإلمام بالشحيح الملحد
__________
) " (١في لدنى " جار ومجرور متعلق بقل " لدنى " قصد لفظه :مبتدأ " ق ل "
فع ل م اض ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه ج وازا تق ديره ھ و يع ود عل ى ل دنى
المخففة ،والجملة من قل وفاعله في محل رفع خبر المبتدأ " وفي قدني " ج ار
ومجرور متعلق بيفي اآلتي " وقطني " معطوف على ق دني " الح ذف " مبت دأ
" أيض ا " مفع ول مطل ق لفع ل مح ذوف " ق د " ح رف تقلي ل " يف ي " فع ل
مض ارع ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه ج وازا تق ديره ھ و يع ود عل ى الح ذف،
١٠٩
والجمل ة م ن يف ي وفاعل ه ف ي مح ل رف ع خب ر المبت دأ ال ذي ھ و " الح ذف "
والجملة معطوفة على جملة المبتدأ والخبر السابقة.
- ٢١ھذا البيت البي نخيل ة حمي د ب ن مال ك االرق ط ،أح د ش عراء عص ر بن ي
أمية ،من أرجوزة له يمدح بھ ا الحج اج ب ن يوس ف الثقف ي ،ويع رض بعب د ﷲ
بن الزبير.
اللغة :أراد بالخبيبين عبد ﷲ بن الزبير -وكنيته أب و خبي ب ) -ومص عبا أخ اه،
وغلب ه لش ھرته ،وي روى " الخبيب ين " -بص يغة الجم ع -يري د أب ا خبي ب
وشيعته ،ومعنى " قدني " حسبي وكفاني " ليس االمام إلخ " أراد بھ ذه الجمل ة
التعريض بعبد ﷲ بن الزبير ،النه كان قد نصب نفسه خليفة بعد موت معاوي ة
بن يزيد ،وكان -مع ذلك مبخال ال تبض يده بعطاء.
االعراب " :قدني " قد :اسم بمعنى حسب مبتدأ ،مبني عل ى الس كون ف ي مح ل
رفع ،والنون للوقاية ،وقد مضاف والياء التي للم تكلم مض اف إلي ه مبن ي عل ى
السكون في
محل جر " من نصر " ج ار ومج رور متعل ق بمح ذوف خب ر المبت دأ ،ونص ر
مضاف و" الخبيبين " مضاف إليه " قدى " يجوز أن يكون ق د ھن ا اس م فع ل،
وقد جعله ابن ھشام اسم فعل مض ارع بمعن ى يكفين ي ،وجعل ه غي ره اس م فع ل
ماض بمعنى كفاني ،وجعله آخ رون اس م فع ل أم ر بمعن ى ليكفن ي ،وھ ذا رأي
ض عيف ج دا ،وي اء الم تكلم عل ى ھ ذه اآلراء مفع ول ب ه ،ويج وز أن يك ون ق د
اسما بمعنى حسب مبتدأ ،وياء المتكلم مض اف إلي ه ،والخب ر مح ذوف ،وجمل ة
المبتدأ وخبره مؤكدة لجملة المبتدأ وخبره السابقة " ليس " فعل ماض ناقص "
االم ام " اس مھا " بالش حيح " الب اء ح رف ج ر زائ د ،الش حيح :خب ر ل يس
منص وب بفتح ة مق درة عل ى آخ ره من ع م ن ظھورھ ا اش تغال المح ل بحرك ة
حرف الجر الزائد " الملحد " صفة للشحيح.
الشاھد فيه :قوله " قدني " و" قدى " حيث أثبت النون في االول ى وح ذفھا م ن
الثانية وقد اضطربت عب ارات النح ويين ف ي ذل ك ،فق ال ق وم :إن الح ذف غي ر
شاذ ،ولكنه قليل ،وتبعھم المصنف والشارح ،وقال سيبويه " :وق د يقول ون ف ي
الشعر قطى وقدى فأما الكالم فال بد فيه م ن الن ون ،وق د اض طر الش اعر فق ال
قدى شبھه بحسبي الن المعنى واحد " اھـ.
١١٠
وقال االعلم " :وإثباتھا )الن ون( ف ي ق د وق ط ھ و المس تعمل ،النھم ا ف ي البن اء
ومضارعة الحروف بمنزل ة م ن وع ن ،فتلزمھم ا الن ون المكس ورة قب ل الي اء،
لئال يغير آخرھما عن السكون " اه وقال الجوھري " :وأما ق ولھم ق دك بمعن ى
حسب فھو اسم ،وتقول :قدى ،وقدني أيض ا ب النون عل ى غي ر قي اس ،الن ھ ذه
الن ون إنم ا ت زاد ف ي االفع ال وقاي ة لھ ا ،مث ل ض ربني وش تمني " وق ال اب ن
)بري( ؟ يرد على الجوھري " وھم الجوھري في قوله إن
النون ف ي ق دني زي دت عل ى غي ر قي اس " وجع ل الن ون مخصوص ا بالفع ل ال
غي ر ،ول يس ك ذلك ،وإنم ا ت زاد وقاي ة لحرك ة أو س كون ف ي فع ل أو ح رف،
كقولك في من وعن إذا أضفتھما لنفسك :مني وعني ،فزدت نون الوقاية لتبق ى
نون من وعن على سكونھا ،وكذلك في قد وقط ،وتق ول :ق دني وقطن ي ،فتزي د
نون الوقاية لتبقى الدال والطاء على سكونھا ،وكذلك زادوھا ف ي لي ت ،فق الوا:
ليتني ،لتبقى حركة التاء على حالھا ،وكذلك قالوا في ض رب :ض ربني ،لتبق ى
الباء على فتحھا ،وكذلك قالوا في اضرب :اضربني ،أدخلوا نون الوقاية لتبقى
الباء على سكونھا " اھـ.
والبن ھشام ھھنا كالم كثي ر وتفريع ات طويل ة ل م يس بقه إليھ ا أح د م ن ق دامى
العلم اء وھ ي ف ي مغن ى اللبي ب ،وق د عنين ا ب ذكرھا وال رد عليھ ا ف ي حواش ينا
المستفيضة على شرح االشموني فارجع إليھا ھن اك إن ش ئت )وانظ ر االبي ات
التي أنشدناھا في شرح الش اھد رق م ١٨ففيھ ا ش اھد لھ ذه المس ألة ،وھ و راب ع
تلك االبيات(.
ھ ذا ،ول م ي تكلم المص نف وال الش ارح ع ن االس م المع رب إذا أض يف لي اء
المتكلم.
واعلم أن االصل في االسم المع رب أال تتص ل ب ه ن ون الوقاي ة ،نح و ض اربي
ومكرمي وق د ألحق ت ن ون الوقاي ة باس م الفاع ل المض اف إل ى ي اء الم تكلم ف ي
ﷲُ َع َل ْي ِه َو َسلَّ َم " :فھ ل أن تم ص ادقوني " وف ي ق ول الش اعر :ول يس صلَّى َّ
قوله َ
الموافيني ليرفد خائبا فإن ل ه أض عاف م ا ك ان أم ال وف ي ق ول اآلخ ر :أال فت ى
من بني ذبي ان يحملن ي ول يس ح املني إال اب ن حم ال وف ي ق ول اآلخ ر :ول يس
بمعيين ي وف ي الن اس ممت ع ص ديق إذا أعي ا عل ي ص ديق كم ا لحق ت أفع ل
صلَّى َّ
ﷲُ َع َل ْي ِه َو َسلَّ َم " غير الدجال أخوفني عليكم " التفضيل في قوله َ
لمشابھة أفعل التفضيل لفعل التعجيب.
١١١
العلم )(١
اسم يعين المسمى مطلقا ...علمه كجعفر وخرنقا )(٢
وقرن وعدن والحق ...وشذقم وھيلة وواشق )(٣
العلم ھو :االسم الذي يعين مسماه مطلقا أي بال قيد التكلم أو الخطاب أو الغيب ة
فاالسم جنس يشمل النكرة والمعرفة ويعين مسماه فصل أخرج النكرة وبال قي د
أخرج بقية المعارف كالمض مر فإن ه يع ين مس ماه بقي د ال تكلم كأن ا أو الخط اب
كأن ت أو الغيب ة كھ و ث م مث ل الش يخ ب أعالم األناس ي وغي رھم تنبيھ ا عل ى أن
مسميات األعالم العقالء وغيرھم من المألوفات فجعفر اسم رجل وخرنق اس م
امرأة من شعراء العرب)(٤
__________
) (١ھو في اللغة مشترك لفظي ب ين مع ان ،منھ ا الجب ل ،ق ال ﷲ تع الى) :ول ه
الجوار المنشآت في البحر كاالعالم( أي كالجبال ،وقالت الخنساء ترثي أخاھ ا
صخرا :وإن صخرا لتأتم الھداة به كأنه علم ف ي رأس ه ن ار ومنھ ا الراي ة الت ي
تجع ل ش عارا للدول ة أو الجن د ،ومنھ ا العالم ة ،ولع ل المعن ى االص طالحي
مأخوذ من ھذا االخير ،وأصل الترجمة " ھ ذا ب اب العل م " فح ذف المبت دأ ،ث م
الخبر ،وأقام المضاف إليه مقامه ،وليس يخفى عليك إعرابه.
) " (٢اسم " مبتدأ " يعين " فع ل مض ارع ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه ج وازا
تق ديره ھ و يع ود إل ى اس م " المس مى " مفع ول ب ه ليع ين ،والجمل ة م ن يع ين
وفاعله ومفعوله في محل رفع صفة السم " مطلقا " حال من الضمير المس تتر
في يعين " علم ه " عل م :خب ر المبت دأ ،وعل م مض اف والض مير مض اف إلي ه،
ويجوز العكس ،فيك ون " اس م يع ين المس مى " خب را مق دما ،و" علم ه " مبت دأ
مؤخرا " كجعفر " جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر
لمبتدأ محذوف ،وتقدير الكالم :وذلك كائن كقولك جعفر إلخ.
) " (٣وخرنق ا ،وق رن ،وع دن ،والح ق ،وش ذقم ،وھيل ة ،وواش ق " كلھ ن
معطوفات على جعفر.
) (٤لعل االولى -بل االصوب -أن يقول " من شواعر العرب ".
١١٢
وھي أخت طرفة بن العبد ألمه وقرن اسم قبيلة وعدن اس م مك ان والح ق اس م
فرس وشذقم اسم جمل وھيلة اسم شاة وواشق اسم كلب .
واسما أتى وكنية ولقبا ...وأخرن ذا إن سواه صحبا )(١
ينقسم العلم إلى ثالثة أقسام :إلى اسم وكنية ولقب والم راد باالس م ھن ا م ا ل يس
بكنية وال لقب كزيد وعمرو وبالكنية ما ك ان ف ي أول ه أب أو أم ك أبي عب د ﷲ
وأم الخير وباللقب ما أشعر بمدح كزين العابدين أو ذم كأنف الناقة.
وأشار بقوله وأخرن ذا إلخ إلى أن اللقب إذا صحب االسم وجب ت أخيره كزي د
أنف الناقة وال يجوز تقديمه على االسم فال تقول أنف الناقة زيد إال قليال ومن ه
قوله:
__________
) " (١واسما " حال من الضمير المستتر في أتى " أتى " فعل م اض ،وفاعل ه
ضمير مستتر فيه جوازا تقديره ھو يعود إلى العلم " وكنية ،ولقب ا " معطوف ان
على قول ه اس ما " وأخ رن " ال واو ح رف عط ف ،أخ ر :فع ل أم ر مبن ي عل ى
الفتح التصاله بنون التوكيد الخفيفة ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه وجوب ا تق ديره
أن ت " ذا " مفع ول ب ه الخ ر ،وھ و اس م إش ارة مبن ي عل ى الس كون ف ي مح ل
نصب " إن " حرف شرط " سواه " سوى :مفعول به
مقدم لصحب ،وسوى مضاف ،وضمير الغائب العائد إلى اللقب مضاف إليه "
صحبا " ص حب :فع ل م اض فع ل الش رط ،مبن ي عل ى الف تح ف ي مح ل ج زم،
وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره ھ و يع ود إل ى اللق ب ،وج واب الش رط
محذوف ،والتقدير :إن صحب اللقب سواه فأخره.
- ٢٢بأن ذا الكلب عمرا خيرھم حسبا ...ببطن شريان يعوي حوله الذيب
__________
- ٢٢البيت لجنوب أخت عمرو ذي الكلب بن العج الن أح د بن ي كاھ ل ،وھ و
من قصيدة لھا ترثيه بھ ا ،وأولھ ا :ك ل ام رئ بمح ال ال دھر مك ذوب وك ل م ن
غالب االيام مغلوب اللغة " :محال الدھر " بكسر الميم ،بزن ة كت اب -كي ده أو
مك ره ،وقي ل :قوت ه وش دته " ش ريان " -بكس ر أول ه وس كون ثاني ه -موض ع
بعينه ،أو واد ،أو ھو شجر تعمل منه القسى " يعوى حوله ال ذيب " كناي ة ع ن
موته ،والباء من قولھ ا " ب أن " متعلق ة ب أبلغ ف ي بي ت قب ل بي ت الش اھد ،وھ و
١١٣
قوله :أبلغ ھذيال وأبلغ من يبلغھم عني حديثا ،وبعض الق ول تك ذيب االع راب:
" بأن " الباء حرف جر ،وأن :حرف توكيد ونصب " ذا " بمعنى صاحب اسم
أن ،منصوب بااللف نيابة عن الفتحة النه من االس ماء الس تة ،وذا مض اف و"
الكل ب " مض اف إلي ه " عم را " ب دل م ن ذا " خي رھم " خي ر :ص فة لعم را،
وخير مضاف والضمير مضاف إليه " حسبا " تمييز " ببطن " جار ومج رور
متعلق بمحذوف خبر أن ،وبطن مضاف و" ش ريان " مض اف إلي ه " يع وى "
فعل مض ارع مرف وع بض مة مق درة عل ى الي اء للثق ل " حول ه " ح ول :ظ رف
متعلق بيعوى ،وحول مضاف وضمير الغائب العائد إلى عمرو مضاف إلي ه "
ال ذيب " فاع ل يع وى ،والجمل ة ف ي مح ل نص ب ح ال م ن عم رو ،ويج وز أن
يك ون قولھ ا " ب بطن " ج ارا ومج رورا متعلق ا بمح ذوف ح ال م ن عم رو،
وتكون جملة " يعوى إلخ " في مح ل رف ع خب ر أن ،وأن وم ا دخل ت علي ه ف ي
تأويل مصدر مجرور بالباء ،والج ار والمج رور متعل ق ب أبلغ ف ي البي ت ال ذي
أنشدناه.
الش اھد في ه :قولھ ا " ذا الكل ب عم را " حي ث ق دمت اللق ب -وھ و قولھ ا " ذا
الكلب " -على االسم -وھو قولھا " عمرا " -والقياس أن يك ون االس م مق دما
على اللقب ،ولو جاءت بالكالم عل ى م ا يقتض يه القي اس لقال ت " ب أن عم را ذا
الكلب ".
وإنما وجب في القياس تق ديم االس م وت أخير اللق ب الن االس م ي دل عل ى ال ذات
وحدھا واللق ب ي دل عليھ ا وعل ى ص فة م دح أو ذم كم ا ھ و معل وم ،فل و جئ ت
باللقب أوال لما كان =
وظاھر ك الم المص نف أن ه يج ب ت أخير اللق ب إذا ص حب س واه وي دخل تح ت
قوله سواه االسم والكنية وھو إنما يجب تأخيره مع االسم فأما م ع الكني ة فأن ت
بالخيار ) (١بين أن تقدم الكنية على اللقب فتقول أبو عبد ﷲ
زين
__________
= لذكر االسم بعده فائدة ،بخالف ذكر االسم أوال ،فإن االتيان بعده باللقب يفيد
ھذه الزيادة.
ومثل ھذا البيت في تقديم اللقب على االسم قول أوس بن الصامت بن قيس ب ن
أصرم االنص اري الخزرج ي :أن ا اب ن مزيقي ا عم رو ،وج دي أب وه ع امر م اء
١١٤
السماء والشاھد في قوله " مزيقي ا عم رو " ف إن " مزيقي ا " لق ب ،و" عم رو "
اسم صاحب اللقب ،وقد قدم ھذا اللقب على االسم كما ترى ،أم ا قول ه " ع امر
ماء السماء " فقد جاء على االصل (١) ،ھذا الذي ذك ره الش ارح ھ و م ا ذك ره
كبار النحويين من جواز تقديم الكنية
عل ى اللق ب أو تأخيرھ ا عن ه ،وال ذي نري د أن ننب ه علي ه أن الش ارح وغي ره -
كصاحب التوضيح ابن ھشام االنصاري -ذكروا أن قول ابن مال ك وأخ رن ذا
إن سواه صحبا م وھم لخ الف الم راد ،معتم دين ف ي ذل ك عل ى م ذھب جمھ رة
النح اة ،لك ن ق ال الس يوطي ف ي ھمع ه :إن ك ان )أي اللق ب( م ع الكني ة فال ذي
ذك روه ج واز تقدم ه عليھ ا ،وتق دمھا علي ه ،ومقتض ى تعلي ل اب ن مال ك امتن اع
تقديمه عليھا ،وھو المختار ،وھذا يفيد أن الذي يوھمه ك الم المص نف مقص ود
له ،وأن مذھبه وجوب تأخير اللق ب عل ى م ا ع داه ،س واء أك ان اس ما أم كني ة،
وكن ت ق د كتب ت عل ى ھ امش نس ختي تص حيحا لبي ت المص نف ھ ذا نص ه" :
وأخرن ھذا إن اسما ص حبا " ث م ظھ ر ل ي أن ال يج وز تص حيح العب ارة بش ئ
مما ذكرن اه وذك ره الش ارح أو غي ره ،وعب ارة اب ن ھش ام ف ي أوض ح المس الك
تفيد أن ھذه العبارة الت ي اعترض ھا الش ارح ق د وردت عل ى وج ه ص حيح ف ي
نظر الجمھور ،قال ابن ھشام " :وفي نسخة من الخالصة ما يقتضي أن اللق ب
يجب تأخيره عن الكنية كأبي عبد ﷲ أنف الناقة ،وليس كذلك " اھـ.
ومعنى ذلك أنه قد وردت في النسخة المعتم دة عن ده عل ى الوج ه الص حيح ف ي
نظر الجمھور ،وقد ذكر الشارح ھنا نص ھذه النسخة.
العاب دين وب ين أن تق دم اللق ب عل ى الكني ة فتق ول زي ن العاب دين أب و عب د ﷲ
ويوجد في بعض النسخ بدل قوله
وأخرن ذا إن سواه صحبا :وذا اجع ل آخ را إذا اس ما ص حبا وھ و أحس ن من ه
لسالمته مما ورد على ھذا فإنه نص في أنه إنما يجب تأخير اللق ب إذا ص حب
االس م ومفھوم ه أن ه ال يج ب ذل ك م ع الكني ة وھ و ك ذلك كم ا تق دم ول و ق ال
وأخرن ذا إن سواھا صحبا لما ورد عليه ش يء إذ يص ير التق دير وأخ ر اللق ب
إذا صحب سوى الكنية وھو االسم فكأنه قال وأخر اللقب إذا صحب االسم .
وإن يكونا مفردين فأضف ...حتما وإال أتبع الذي ردف )(١
إذا اجتم ع االس م واللق ب فإم ا أن يكون ا مف ردين أو م ركبين أو االس م مركب ا
واللقب مفردا أو االسم مفردا واللقب مركبا.
١١٥
__________
) " (١إن " حرف شرط " يكون ا " فع ل مض ارع متص رف م ن ك ان الناقص ة
فع ل الش رط مج زوم ب إن ،وعالم ة جزم ه ح ذف الن ون ،واالل ف اس مھا مبن ي
على السكون في محل رفع " مفردين " خبر يكون منصوب بالياء المفت وح م ا
قبلھا المكسور ما بعدھا النه مثنى " فأضف " الفاء واقع ة ف ي ج واب الش رط،
وأضف :فعل أمر مبني على السكون ،وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تق ديره
أنت ،والجملة في مح ل ج زم ج واب الش رط " حتم ا " مفع ول مطل ق " وإال "
ال واو عاطف ة ،إال :ھ و عب ارة ع ن ح رفين أح دھما إن ،واآلخ ر ال ،فأدغم ت
النون في الالم ،وإن حرف شرط ،وال :نافية ،وفعل الشرط محذوف يدل علي ه
الكالم السابق :أي وإن لم يكونا مفردين " أتبع " فعل أمر مبني على الس كون،
وحرك بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين ،وفاعله ض مير مس تتر في ه وجوب ا
تق ديره أن ت ،والجمل ة ف ي مح ل ج زم ج واب الش رط ،وح ذف الف اء منھ ا
للضرورة ،الن جملة جواب الشرط إذا كانت طلبية وجب اقترانھا بالف اء فك ان
عليه أن يقول :وإال فأتبع " الذي " اسم موصول مفع ول ب ه التب ع ،مبن ي عل ى
الس كون ف ي مح ل نص ب " ردف " فع ل م اض ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه
جوازا تقديره ھو يعود إلى الذي ،وجملة ردف وفاعله المستتر فيه ال محل لھا
من االعراب صلة الموصول وھو " الذي ".
ف إن كان ا مف ردين وج ب عن د البص ريين اإلض افة ) (١نح و ھ ذا س عيد ك رز
ورأيت س عيد ك رز وم ررت بس عيد ك رز وأج از الكوفي ون اإلتب اع فتق ول ھ ذا
سعيد كرز ورأيت سعيدا ك رزا وم ررت بس عيد ك رز ووافقھ م المص نف عل ى
ذلك في غير ھذا الكتاب.
وإن ل م يكون ا مف ردين ب أن كان ا م ركبين نح و عب د ﷲ أن ف الناق ة أو مركب ا
ومفردا نحو عبد ﷲ كرز وسعيد أن ف الناق ة وج ب اإلتب اع فتتب ع الث اني األول
في إعرابه ويجوز القطع إل ى الرف ع أو النص ب نح و م ررت بزي د أن ف الناق ة
وأنف الناقة فالرفع على إضمار مبتدأ والتق دير ھ و أن ف الناق ة والنص ب عل ى
إضمار فعل والتقدير أعن ي أن ف الناق ة فيقط ع م ع المرف وع إل ى النص ب وم ع
المنصوب إلى الرفع ومع المجرور إل ى النص ب أو الرف ع نح و ھ ذا زي د أن ف
الناقة ورأيت زيدا أنف الناقة ومررت بزيد أنف الناقة وأنف الناقة
__________
١١٦
) (١وج وب االض افة عن دھم مش روط بم ا إذا ل م يمن ع منھ ا م انع :ك أن يك ون
االسم مقترنا بأل ،فإن ه ال تج وز في ه االض افة ،فتق ول :ج اءني الح ارث ك رز،
بإتباع الثاني لالول بدال أو عطف بي ان ،إذ ل و أض فت االول للث اني لل زم عل ى
ذلك أن يكون المضاف مقرون ا ب أل والمض اف إلي ه خالي ا منھ ا وم ن االض افة
إلى المقترن بھا ،وذلك ال يجوز عند جمھور النحاة.
ق ال أب و رج اء غف ر ﷲ تع الى ل ه ولوالدي ه :بق ي أن يق ال :كي ف أوج ب
البص ريون ھن ا إض افة االس م إل ى اللق ب إذا كان ا مف ردين وال م انع ،م ع أن
مذھبھم أنه ال يجوز أن يضاف اسم إلى ما اتحد به في المعن ى كم ا س يأتي ف ي
باب االضافة ؟ ويمكن أن يجاب عن ھذا بأن امتناع إضافة االسم إلى م ا اتح د
ب ه ف ي المعن ى إنم ا ھ و ف ي االض افة الحقيقي ة الت ي يع رف فيھ ا المض اف
بالمضاف إلي ه ،وإض افة االس م إل ى اللق ب م ن قبي ل االض افة اللفظي ة عل ى م ا
اختاره الزمخشري.
ومنه منقول كفضل وأسد ...وذو ارتجال كسعاد وأدد )(١
وجملة وما بمزج ركبا ...ذا إن بغير ويه تم أعراب )(٢
وشاع في األعالم ذو اإلضافة ...كعبد شمس وأبي قحافه)(٣
__________
) " (١ومن ه " ج ار ومج رور متعل ق بمح ذوف خب ر مق دم " منق ول " مبت دأ
مؤخر " كفضل " ج ار ومج رور متعل ق بمح ذوف خب ر لمبت دأ مح ذوف ،أي:
وذلك كائن كفضل " وأسد " معطوف على فضل " وذو " الواو عاطف ة ،وذو:
معطوف على قوله منقول وذو مض اف و" ارتج ال " مض اف إلي ه " كس عاد "
جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبت دأ مح ذوف :أي وذل ك ك ائن كس عاد "
وأدد " معطوف على سعاد.
) " (٢وجمل ة " مبت دأ خب ره مح ذوف ،وتق ديره :ومن ه جمل ة ،وجمل ة المبت دأ
والخبر معطوفة بالواو على جملة " ومنه منقول " " ،وما " الواو عاطفة ،وما
اسم موصول معطوف على جملة ،مبني على السكون ف ي مح ل رف ع " بم زج
" جار ومجرور متعل ق بقول ه رك ب اآلت ي " ركب ا " رك ب :فع ل م اض مبن ي
للمجھ ول ،ونائ ب الفاع ل ض مير مس تتر في ه ج وازا تق ديره ھ و يع ود إل ى م ا
الموصولة ،وااللف لالطالق ،والجملة من الفعل ونائب الفاعل ال محل لھا من
االعراب صلة الموصول " ذا " اسم إشارة مبتدأ ،مبني على السكون في محل
١١٧
رفع " إن " حرف شرط " بغير " جار ومجرور متعلق بقوله تم اآلتي ،وغي ر
مضاف و" ويه " قصد لفظه :مضاف إليه " تم " فعل م اض مبن ي عل ى الف تح
ف ي مح ل ج زم فع ل الش رط " أع رب " فع ل م اض مبن ي للمجھ ول ،ونائ ب
الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تق ديره ھ و يع ود عل ى ذا ،والجمل ة م ن الفع ل
ونائب الفاعل في محل رفع خب ر المبت دأ ،وج واب الش رط مح ذوف ي دل علي ه
خبر المبتدأ ،وتقدير الكالم :ھذا أعرب ،إن تم بغير لفظ ويه أعرب.
) " (٣وشاع " فعل ماض " في االعالم " جار ومجرور متعل ق بقول ه ش اع "
ذو " فاع ل ش اع ،وذو مض اف ،و" االض افة " مض اف إلي ه " كعب د " ج ار
ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبت دأ مح ذوف ،أي :وذل ك ك ائن كعب د ،وعب د
مضاف و" شمس " مضاف
إليه " وأبي " الواو عاطفة ،وأبي :معطوف على عبد ،مجرور بالياء نيابة عن
الكسرة النه من االسماء الخمسة ،وأبي مضاف " وقحافه " مضاف إليه.
ينقسم العلم إلى :مرتجل وإلى منق ول فالمرتج ل ھ و :م ا ل م يس بق ل ه اس تعمال
قب ل العلمي ة ف ي غيرھ ا كس عاد وأدد والمنق ول م ا س بق ل ه اس تعمال ف ي غي ر
العلمية والنقل إما من ص فة كح ارث أو م ن مص در كفض ل أو م ن اس م ج نس
كأسد وھذه تكون معربة أو من جملة ك ق ام زي د وزي د ق ائم ) (١وحكمھ ا أنھ ا
تحكى فتقول ج اءني زي د ق ائم ورأي ت زي د ق ائم وم ررت بزي د ق ائم وھ ذه م ن
األعالم المركبة.
ومنھ ا أيض ا م ا رك ب تركي ب م زج كبعلب ك ومع دي ك رب وس يبويه وذك ر
المصنف أن المركب تركيب مزج إن خ تم بغي ر وي ه أع رب ومفھوم ه أن ه إن
ختم بويه ال يعرب بل يبنى وھو كما ذكره فتقول ج اءني بعلب ك ورأي ت بعلب ك
ومررت ببعلبك فتعرب ه إع راب م ا ال ينص رف ويج وز في ه أيض ا البن اء عل ى
الف تح فتق ول ج اءني بعلب ك ورأي ت بعلب ك وم ررت ببعلب ك ويج وز أيض ا أن
يعرب أيضا إعراب المتضايفين فتقول جاءني حضرموت ورأي ت حض رموت
ومررت بحضرموت.
وتقول فيما ختم بوي ه ج اءني س يبويه ورأي ت س يبويه وم ررت بس يبويه فتبني ه
على الكسر وأجاز بعضھم إعرابه إعراب ما ال ينصرف نح و ج اءني س يبويه
ورأيت سيبويه ومررت بسيبويه.
__________
١١٨
) (١الذي سمع عن العرب ھو النقل من الجمل الفعلية ،فقد س موا " ت أبط ش را
" وسموا " شاب قرناھا " ومنه قول الشاعر وھو من شواھد سيبويه:
كذبتم وبيت ﷲ ال تنكحونھا بني شاب قرناھا تصر وتحلب وسموا " ذرى حب ا
" ويش كر ،ويزي د ،وتغل ب ،فأم ا الجمل ة االس مية فل م يس موا بھ ا ،وإنم ا قاس ھا
النحاة على الجملة الفعلية.
ومنھا :م ا رك ب تركي ب إض افة كعب د ش مس وأب ي قحاف ة وھ و مع رب فتق ول
ج اءني عب د ش مس وأب و قحاف ة ورأي ت عب د ش مس وأب ا قحاف ة وم ررت بعب د
شمس وأبي قحافة.
ونبه بالمثالين على أن الجزء األول يك ون معرب ا بالحرك ات كعب د وب الحروف
كأبي وأن الجزء الثاني يكون منصرفا كشمس وغير منصرف كقحافة .
ووضعوا لبعض األجناس علم ...كعلم األشخاص لفظا وھو عم )(١
من ذاك أم عريط للعقرب ...وھكذا ثعالة للثعلب)(٢
__________
) " (١ووضعوا " الواو عاطفة ،ووضع :فعل ماض ،وال واو ض مير الجماع ة
فاع ل مبن ي عل ى الس كون ف ي مح ل رف ع " ل بعض " ج ار ومج رور متعل ق
بوض عوا ،وبع ض مض اف ،و" االجن اس " مض اف إلي ه " عل م " مفع ول ب ه
لوضعوا ،وأصله منصوب منون فوقف عليه بالسكون على لغ ة ربيع ة " كعل م
" ج ار ومج رور متعل ق بمح ذوف ص فة لعل م ،ول يس ح اال من ه الن ه نك رة
وص احب الح ال إنم ا يك ون معرف ة ،وعل م مض اف ،و" االش خاص " مض اف
إليه " لفظا " تميي ز لمعن ى الك اف ،أي :مثل ه م ن جھ ة اللف ظ " وھ و " ض مير
منفصل مبتدأ " عم " يجوز أن يكون فع ال ماض يا ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه
جوازا تقديره ھو يعود إلى الضمير العائ د إل ى عل م الج نس ،وعل ى ھ ذا تك ون
الجمل ة م ن الفع ل والفاع ل ف ي مح ل رف ع خب ر المبت دأ ،ويج وز أن يك ون ع م
أفعل تفضيل وأصله أعم فسقطت ھمزته
لكثرة االستعمال كما سقطت من خير وشر ،ويك ون أفع ل التفض يل عل ى غي ر
بابه ،وھو خبر عن الضمير الواقع مبتدأ.
) " (٢من " حرف ج ر " ذاك " ذا :اس م إش ارة مبن ي عل ى الس كون ف ي مح ل
ج ر بم ن ،والك اف ح رف خط اب ،والج ار والمج رور متعل ق بمح ذوف خب ر
١١٩
مق دم " أم " مبت دأ م ؤخر ،وأم مض اف و" ع ريط " مض اف إلي ه " للعق رب "
جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الضمير المستكن في الخبر ،والتقدير:
أم عريط كائن من ذاك حال كونه علما للعقرب " وھكذا " الواو عاطفة ،وھ ا:
حرف تنبيه ،والكاف حرف جر ،وذا :اسم =
ومثله برة للمبره ...كذا فجار علم للفجرة )(١
العلم على قسمين :علم شخص وعل م ج نس فعل م الش خص ل ه حكم ان :معن وي
وھ و أن ي راد ب ه واح د بعين ه كزي د وأحم د ولفظ ي وھ و ص حة مج يء الح ال
متأخرة عنه نحو جاءني زيد ضاحكا ومنعه من الص رف م ع س بب آخ ر غي ر
العلمي ة نح و ھ ذا أحم د ومن ع دخ ول األل ف وال الم علي ه ف ال تق ول ج اء
العمرو(٢).
__________
= إشارة مبني على السكون في محل ج ر بالك اف ،والج ار والمج رور متعل ق
بمحذوف خبر مق دم " ثعال ة " مبت دأ م ؤخر " للثعل ب " ج ار ومج رور متعل ق
بمحذوف حال من ضمير الخبر كما تقدم فيما قبله.
) " (١ومثل ه " ال واو عاطف ة ،مث ل :خب ر مق دم ،ومث ل مض اف والھ اء ض مير
غائب عائد على المذكور قبله من االمثل ة مض اف إلي ه ،مبن ي عل ى الض م ف ي
محل جر " برة " مبتدأ مؤخر " للمبرة " جار ومجرور متعلق بمح ذوف ح ال
من الضمير المستكن في الخبر ،النه في تق دير مش تق " ك ذا " ج ار ومج رور
متعلق بمحذوف خبر مقدم " فجار " مبتدأ مؤخر ،مبني عل ى الكس ر ف ي مح ل
رفع " علم " مبتدأ خبره محذوف " للفجرة "
جار ومجرور متعلق بذلك الخبر المحذوف ،والتقدير :فجار كذا علم موض وع
للفجرة ،ويجوز أن يكون قوله " للفجرة " ج ارا ومج رورا ف ي مح ل الوص ف
لعلم ،ويجوز غير ھذين االعرابين لعلم أيضا ،فتأمل.
) (٢اعلم أن العلم بحس ب االص ل ال تدخل ه االل ف وال الم ،وال يض اف ،وذل ك
النه معرف ة بالعلمي ة ،وأل واالض افة وس يلتان للتعري ف ،وال يج وز أن يجتم ع
عل ى االس م الواح د معرف ان ،إال أن ه ق د يحص ل االش تراك االتف اقي ف ي االس م
العلم ،فيكون لك صديقان اسم كل واحد منھما زيد أو عمرو ،مثال.
١٢٠
وفي ھذه الحالة يشبه العلم اسم الجنس ،فتصل به أل ،وتضيفه ،كما تفع ل ذل ك
برجل وغالم ،وقد جاء ذلك عنھم ،فمن دخول " أل " على علم الش خص ق ول
أبي النجم العجلي :باعد أم العمرو من أسيرھا حراس أبواب على قصورھا =
وعلم الجنس كعلم الشخص ف ي حكم ه اللفظ ي فتق ول ھ ذا أس امه مق بال فتمنع ه
من الص رف وت أتى بالح ال بع ده وال ت دخل علي ه األل ف وال الم ف ال تق ول ھ ذا
األسامة(١).
__________
= وقول االخطل التغلب ي :وق د ك ان م نھم حاج ب واب ن أم ه أب و جن دل والزي د
زيد المعارك وفي ھذا البيت اقتران العلم بأل ،وإضافته.
ومن مجئ العلم مضافا قولھم :ربيعة الفرس ،وأنمار الشاة ،ومض ر الحم راء،
وقال رجل من طيئ :عال زيدنا يوم النقا رأس زيدكم بأبيض ماضي الشفرتين
يمان وقال ربيعة الرقي :لشتان ما بين اليزي دين ف ي الن دى يزي د س ليم واالغ ر
ابن حاتم
وقال الراجز يخاطب أمير المؤمنين عم ر ب ن الخط اب ي ا عم ر الخي ر جزي ت
الجن ه اك س بني اتي وأمھن ه أقس مت ب ا لتفعلن ه والش واھد عل ى ذل ك كثي رة،
وانظر ص ٨٧السابقة.
) (١ذكر الشارح م ن أحك ام العل م اللفظي ة ثالث ة أحك ام يش ترك فيھ ا النوع ان،
وترك ثالثة أخرى) :االول( أنه يبتدأ به بال احتي اج إل ى مس وغ ،تق ول :أس امة
مقبل :وثعالة ھارب ،كما تقول :علي حاضر ،وخالد مسافر.
)الثاني( أنه ال يضاف بحسب أصل وضعه ،فال يجوز أن تق ول :أس امتنا ،كم ا
يمتن ع أن تق ول :محم دنا ،ف إن حص ل في ه االش تراك االتف اقي ص حت إض افته
على ما علمت في علم الشخص.
)الثالث( أنه ال ينع ت ب النكرة ،الن ه معرف ة ،وم ن ش رط النع ت أن يك ون مث ل
المنعوت في تعريفه أو تنكيره كما ھو معلوم.
وحكم علم الجنس في المعنى كحكم النكرة من جھة أن ه ال يخ ص واح دا بعين ه
فكل أسد يصدق عليه أس امة وك ل عق رب يص دق عليھ ا أم ع ريط وك ل ثعل ب
يصدق عليه ثعالة(١).
١٢١
وعل م الج نس :يك ون للش خص كم ا تق دم ويك ون للمعن ى كم ا مث ل بقول ه ب رة
للمبرة وفجار للفجرة.
١٢٢
اسم اإلشارة
بذا لمفرد مذكر أشر ...بذي وذه تي تا على األنثى اقتصر )(١
يشار إلى المفرد المذكر ب ـ"ذا" وم ذھب البص ريين أن األل ف م ن نف س الكلم ة
وذھب الكوفيون إلى أنھا زائدة)(٢
__________
) " (١ب ذا " ج ار ومج رور متعل ق بقول ه " أش ر " اآلت ي " لمف رد " ج ار
ومجرور متعلق بأشر كذلك " مذكر " نعت لمفرد " أش ر " فع ل أم ر ،وفاعل ه
ض مير مس تتر في ه وجوب ا تق ديره أن ت " ب ذي " ج ار ومج رور متعل ق بقول ه
اقتص ر اآلت ي " وذه " ال واو عاطف ة ،وذه :معط وف عل ى ذي " ت ي ت ا "
معطوف ان عل ى ذي بإس قاط ح رف العط ف " عل ى االنث ى " ج ار ومج رور
متعلق بقوله اقتصر اآلتي أيض ا " اقتص ر " فع ل أم ر ،وفاعل ه ض مير مس تتر
فيه وجوبا تقديره أنت ،وجملة " اقتصر " معطوفة على جملة " أشر " بإسقاط
العاطف.
) (٢ھھنا ثالث ة أم ور ،أولھ ا :أن الش ارح ل م ي ذكر -تبع ا للمص نف -ف ي ھ ذا
الكت اب م ن ألف اظ االش ارة إل ى المف رد الم ذكر س وى " ذا " وق د ذك ر العلم اء
أربعة ألفاظ أخرى :االول " ذاء " بھمزة مكسورة بعد االلف ،والثاني " ذائه "
بھاء مكسورة بعد الھمزة المكسورة ،والثالث " ذاؤه " بھمزة مضمومة وبعدھا
ھاء مضمومة ،الرابع " آلك " بھمزة مم دودة بع دھا الم ث م ك اف ،ومم ن ذك ر
ذلك الناظم في كتابه التسھيل.
االمر الثاني :أن " ذا " إشارة للمفرد ،وھذا المف رد إم ا أن يك ون مف ردا حقيق ة
أو حكما ،فالمفرد الحقيقي نحو :ھ ذا زي د ،وھ ذا خال د ،وھ ذا الكت اب ،والمف رد
حكما نحو :ھذا الرھط ،وھذا الفريق ،ومنه ق ول ﷲ تع الى) :ع وان ب ين ذل ك(
أي بين المذكور من الف ارض والبك ر ،وربم ا اس تعمل " ذا " ف ي االش ارة إل ى
الجمع ،كما في قول لبيد بن ربيعة العامري:
ولقد سئمت من الحياة وطولھا وسؤال ھذا الناس :كيف لبيد ؟ االمر الثالث :أن
االص ل ف ي " ذا " أن يش ار ب ه إل ى الم ذكر حقيق ة ،كم ا ف ي االمثل ة الت ي
ذكرناھا ،وق د يش ار ب ه إل ى المؤن ث إذا ن زل منزل ة الم ذكر ،كم ا ف ي ق ول ﷲ
تعالى= :
١٢٣
ويشار إلى المؤنثة بذي وذه بسكون الھ اء وت ي وت ا وذه بكس ر الھ اء ب اختالس
وبإشباع وته بسكون الھاء وبكسرھا باختالس وإشباع وذات .
وذان تان للمثنى المرتفع ...وفى سواه ذين تين اذكر تطع )(١
يشار إلى المثنى المذكر في حال ة الرف ع ب ذان وف ى حال ة النص ب والج ر ب ذين
وإلى المؤنثتين بتان في حالة الرفع وتين في النصب والجر .
وبأولى أشر لجمع مطلقا ...والمد أولى ولدى البعد انطقا)(٢
__________
= )فلم ا رأى الش مس بازغ ة ق ال :ھ ذا رب ي( أش ار إل ى الش مس وھ ي مؤنث ة
بدليل قوله )بازغة( -بقوله) :ھذا ربي( النه نزلھ ا منزل ة الم ذكر ،ويق ال :ب ل
الن ه أخب ر عنھ ا بم ذكر ،ويق ال :ب ل الن لغ ة إب راھيم -علي ه الس الم ! -ال ذي
ذكر ھذا الكالم على لسانه ال تفرق بين المذكر والمؤنث.
) " (١وذان " الواو عاطفة ،ذان :مبتدأ " تان " معط وف علي ه بإس قاط ح رف
العط ف " للمثن ى " ج ار ومج رور متعل ق بمح ذوف خب ر المبت دأ " المرتف ع "
نعت للمثنى ،وجملة المبتدأ وخبره معطوفة على ما قبلھا " وفي سواه " الج ار
والمجرور متعلق بقوله " اذكر " اآلتي ،وسوى مضاف والھاء ضمير الغائ ب
العائد إلى المثنى المرتفع مضاف إليه ،وقد أعمل الح رف ف ي " س وى " النھ ا
عنده متصرفة " ذين " مفعول به مقدم
عل ى عامل ه وھ و قول ه " اذك ر " اآلت ي " ت ين " معط وف عل ى ذي ن بإس قاط
ح رف العط ف " اذك ر " فع ل أم ر ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه وجوب ا تق ديره
أنت ،وجملة " اذكر " معطوفة بالواو على ما قبلھا.
) " (٢وبأولى " الواو عاطف ة ،والب اء ح رف ج ر ،و" أول ى " مج رور المح ل
بالب اء ،والج ار والمج رور متعل ق بقول ه " أش ر " اآلت ي " أش ر " فع ل أم ر،
وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تق ديره أن ت " لجم ع " ج ار ومج رور متعل ق
بقول ه " أش ر " الس ابق " مطلق ا " ح ال م ن قول ه " جم ع " " والم د " مبت دأ "
أولى " خبره " ولدى " الواو =
بالكاف حرفا دون الم أو معه ...والالم إن قدمت ھا ممتنعه )(١
١٢٤
يشار إل ى الجم ع م ذكرا ك ان أو مؤنث ا ب أولي ولھ ذا ق ال المص نف أش ر لجم ع
مطلقا ومقتضى ھذا أنه يشار بھا إلى العقالء وغيرھم وھو كذلك ولكن األكث ر
استعمالھا في العاقل ومن ورودھا في غير العاقل قوله:
- ٢٣ذم المنازل بعد منزلة اللوى ...والعيش بعد أولئك األيام
__________
= عاطفة ،لدى :ظرف بمعن ى عن د متعل ق بقول ه انط ق اآلت ي ،ول دى مض اف
و" البعد " مضاف إليه " انطقا " فعل أم ر ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه وجوب ا
تقديره أنت ،وااللف لالطالق ،ويجوز أن تكون االلف مبدل ة م ن ن ون التوكي د
الخفيفة للوقف.
) " (١بالكاف " جار ومجرور متعلق بقوله انطق في البي ت الس ابق " حرف ا "
حال من " الكاف " " دون " ظرف متعلق بمح ذوف ح ال ث ان م ن " الك اف "
ودون مضاف و" الم " مضاف إليه " أو " حرف عطف " معه " م ع :ظ رف
معط وف عل ى الظ رف الواق ع متعلق ه ح اال وھ و دون ،وم ع مض اف والھ اء
ضمير الغائب مضاف
إليه " والالم " مبتدأ " إن " حرف شرط " قدمت " قدم :فعل ماض مبني عل ى
الفتح المقدر في محل جزم على أنه فعل الشرط ،وتاء المخاطب فاعله ،و" ھ ا
" مفعول به لق دم " ممتنع ه " خب ر المبت دأ ،وج واب الش رط مح ذوف دل علي ه
المبت دأ وخب ره ،والتق دير :وال الم ممتنع ة إن ق دمت ھ ا ف الالم ممتنع ة ،وجمل ة
الشرط وجوابه ال محل لھا ،النھا )معترضة( ؟ بين المبتدأ وخبره.
- ٢٣البيت لجرير بن عطية بن الخطف ي ،م ن كلم ة ل ه يھج و فيھ ا الف رزدق،
وقبله -وھو المطلع -قوله :سرت الھم وم فب تن غي ر ني ام وأخ و الھم وم ي روم
كل مرام اللغة " :ذم " فعل أمر من الذم ،ويجوز لك في الميم تحريكھا بإح دى
الحركات الثالث :الكسر ،النه االص ل ف ي ال تخلص م ن التق اء الس اكنين ،فھ و
مبن ي عل ى الس كون وح رك بالكس ر لل تخلص م ن التق اء الس اكنين ،والف تح
للتخفيف ،الن الفتحة =
١٢٥
وفيھا لغتان :
المد :وھي لغة أھل الحجاز وھي الواردة في القرآن العزيز
والقصر :وھي لغة بني تميم وأشار بقول ه ول دى البع د انطق ا بالك اف إل ى آخ ر
البيت إلى أن المشار إليه له رتبتان القرب والبعد فجميع ما تقدم يشار به إلى
القريب
__________
= أخ ف الحرك ات ،وھ ذه لغ ة بن ي أس د ،والض م ،التب اع حرك ة ال ذال ،وھ ذا
الوجه أضعف الوجوه الثالث ة " المن ازل " جم ع من زل ،أو منزل ة ،وھ و مح ل
النزول ،وكونه ھھنا جمع منزلة أولى ،النه يقول فيم ا بع د " منزل ة الل وى " -
واللوى -بكسر الالم مقصورا موضع بعينه " العيش " أراد به الحياة.
المعن ى :ذم ك ل موض ع تن زل في ه بع د ھ ذا الموض ع ال ذي لقي ت في ه أن واع
المسرة ،وذم أي ام الحي اة الت ي تقض يھا بع د ھ ذه االي ام الت ي قض يتھا ھن اك ف ي
ھناءة وغبطة.
االعراب " :ذم " فعل أمر ،مبني على السكون ال محل له من االع راب ،وھ و
مفتوح اآلخر للخفة أو مكسوره على االصل ف ي ال تخلص م ن التق اء الس اكنين
أو مضمومه لالتباع ،وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت " المن ازل "
مفعول به لذم " بعد " ظرف متعلق بمحذوف حال من المنازل ،وبع د مض اف
و" منزلة " مضاف إليه ،ومنزلة مضاف ،و" اللوى " مض اف إلي ه " والع يش
" الواو عاطفة ،العيش :معطوف على المنازل " بعد " ظرف متعلق بمحذوف
حال من الع يش ،وبع د مض اف وأوالء م ن " أوالئ ك " مض اف إلي ه ،والك اف
حرف خطاب " االيام " بدل من اسم االشارة أو عطف بيان عليه.
الشاھد فيه :قوله " أولئك " حي ث أش ار ب ه إل ى غي ر العق الء ،وھ ي " االي ام "
ومثله في ذلك قول ﷲ تعالى) :إن السمع والبصر والفؤاد ك ل أولئ ك ك ان عن ه
مس ئوال( وق د ذك ر اب ن ھش ام ع ن اب ن عطي ة أن الرواي ة الص حيحة ف ي بي ت
الش اھد والع يش بع د أولئ ك االق وام وھ ذه ھ ي رواي ة النق ائض ح ين جري ر
والفرزدق ،وعلى ذلك ال يكون في البيت شاھد ،الن االقوام عق الء ،والخط ب
في ذلك سھل ،الن اآلية الكريم ة الت ي تلوناھ ا كافي ة أعظ م الكفاي ة لالستش ھاد
بھا على جواز االشارة بأوالء إلى الجمع من غير العقالء.
١٢٦
فإذا أريد اإلش ارة إل ى البعي د أت ي بالك اف وح دھا فتق ول ذاك أو الك اف وال الم
نح و ذل ك وھ ذه الك اف ح رف خط اب ف ال موض ع لھ ا م ن اإلع راب وھ ذا ال
خالف فيه فإن تقدم حرف التنبيه الذي ھو ھا عل ى اس م اإلش ارة أتي ت بالك اف
وحدھا فتقول ھذاك) (١وعلي قوله:
- ٢٤رأيت بني غبراء ال ينكرونني ...وال أھل ھذاك الطراف الممدد
__________
) (١إذا كان اسم االشارة لمثنى أو لجم ع ف إن اب ن مال ك ي رى أن ه ال يج وز أن
يؤتى بالك اف م ع ح رف التنبي ه حينئ ذ ،وذھ ب أب و حي ان إل ى أن ذل ك قلي ل ال
ممتن ع ،ومم ا ورد من ه ق ول العرج ي ،وقي ل :قائل ه كام ل الثقف ي :يام ا أم يلح
غزالنا شدن لنا من ھؤليائكن الضال والسمر الشاھد فيه ھنا :قوله " ھؤلي ائكن
" فإنه تصغير " أوالء " الذي ھو اسم إشارة إلى الجمع ،وقد اتص لت ب ه " ھ ا
" التنبيه في أوله ،وكاف الخطاب في آخره.
- ٢٤ھذا البيت لطرفة بن العبد البكري ،م ن معلقت ه المش ھورة الت ي مطلعھ ا:
لخولة أطالل ببرقة ثھمد تلوح كباقي الوش م ف ي ظ اھر الي د وقب ل بي ت الش اھد
قوله :وما زال تشرابي الخمور ولذتي وبيعي وإنفاقي طريف ي ومتل دي إل ى أن
تحامتني العشيرة كلھا وأفردت إفراد البعير المعبد اللغ ة " :خول ة " اس م ام رأة
" أطالل " جمع طلل ،بزنة جبل وأجب ال ،والطل ل :م ا ش خص وظھ ر وارتف ع
من آثار الديار )كاالثافي( ؟ " برقة " بضم فسكون -ھي كل رابي ة فيھ ا رم ل
وطين أو حجارة ،وفي بالد العرب نيف ومائة برق ة ع دھا ص احب الق اموس،
=
وال يجوز اإلتيان بالك اف وال الم ف ال تق ول ھ ذالك وظ اھر ك الم المص نف أن ه
ليس للمشار إلي ه إال رتبت ان قرب ى وبع دى كم ا قررن اه والجمھ ور عل ى أن ل ه
ثالث مراتب قربى ووس طى وبع دى فيش ار إل ى م ن ف ي القرب ى بم ا ل يس في ه
كاف وال الم :كذا
وذى وإل ى م ن ف ي الوس طى بم ا في ه الك اف وح دھا نح و ذاك وإل ى م ن ف ي
البعدي بما فيه كاف والم نحو ذلك.
__________
١٢٧
= وألف فيھا غير واحد من علماء اللغة ،ومنھ ا برق ة ثھم د " تل وح " تظھ ر "
الوشم " أن يغرز باالبرة في الجلد ثم ي ذر علي ه الكح ل أو دخ ان الش حم فيبق ى
سواده ظاھرا " البعير المعبد " االجرب " بني غبراء " الغب راء ھ ي االرض،
سميت بھذا لغبرتھا ،وأراد ببن ي الغب راء الفق راء ال ذين لص قوا ب االرض لش دة
فقرھم ،أو االض ياف ،أو اللص وص " الط راف " بكس ر الط اء بزن ة الكت اب -
البيت من الجلد ،وأھل الطراف الممدد :االغنياء.
المعنى :يريد أن جميع الناس -من غير تفرقة بين فقيرھم وغنيھم -يعرفون ه،
وال ينكرون محله من الكرم والمواساة للفقراء وحسن العش رة وطي ب الص حبة
لالغنياء وكأنه يتألم من صنبع قومه معه.
االعراب " :رأيت " فعل وفاعل " بني " مفعول به ،وبني مضاف ،و" غب راء
" مض اف إلي ه ،ث م إذا كان ت رأى بص ربة فجمل ة " ال ينكرونن ي " م ن الفع ل
وفاعله ومفعوله في محل نصب حال م ن بن ي غب راء ،وإذا كان ت رأى علمي ة
وھو أول ى فالجمل ة ف ي مح ل نص ب مفع ول ث ان ل رأى " وال " ال واو عاطف ة،
وال :زائدة لتأكيد النفي " أھل " معطوف على الواو الذي ھ و ض مير الجماع ة
في قوله " ال ينكرونني " وأھل مضاف واس م االش ارة م ن " ھ ذاك " مض اف
إليه ،والكاف حرف خطاب " الطراف " بدل من اس م االش ارة أو عط ف بي ان
عليه " الممدد " نعت للطراف.
الشاھد فيه :قوله " ھذاك " حيث جاء بھا التنبي ه م ع الك اف وح دھا ،ول م يج ئ
بالالم ،ولم يقع لي -مع طويل البحث وكثرة الممارسة -نظير لھذا البي ت مم ا
اجتمعت فيه " ھا " التنبيه مع كاف الخط اب بينھم ا اس م إش ارة للمف رد ،ولع ل
العلماء الذين قرروا =
وبھنا أو ھھنا أشر إلى ...داني المكان وبه الكاف صال )(١
في البعد أو بثم فه أو ھنا ...أو بھنالك انطقن أو ھنا )(٢
يشار إلى المكان القريب بھنا ويتقدمھا ھاء التنبيه فيقال ھھنا ويشار إلى البعي د
على رأى المصنف بھناك وھنالك وھن ا بف تح الھ اء وكس رھا م ع تش ديد الن ون
وبثم وھنت وعلى مذھب غيره "ھناك" للمتوسط وما بعده للبعيد.
__________
١٢٨
= ھذه القواعد قد حفظوا من شواھد ھذه المسألة ما ل م يبلغن ا ،أو لع ل ق داماھم
ال ذين ش افھوا الع رب ق د س معوا مم ن يوث ق بعربيت ه اس تعمال مث ل ذل ك ف ي
أحاديثھم في غير شذوذ وال ضرورة تحوج إليه ،فلھذا جعلوه قاعدة.
) " (١وبھنا " الواو عاطفة ،بھنا :جار ومجرور متعلق بقوله " أش ر " اآلت ي،
" أو " حرف عطف " ھھن ا " معط وف عل ى ھن ا " أش ر " فع ل أم ر ،وفاعل ه
ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت " إلى " حرف جر يتعل ق بأش ر " دان ي "
مجرور بإلى ،وعالمة جره كسرة مقدرة عل ى الي اء للثق ل ،ودان ي مض اف و"
المكان " مضاف إليه " وبه " ال واو عاطف ة ،ب ه :ج ار ومج رور متعل ق بقول ه
صال اآلتي " الكاف " مفعول به مقدم عل ى عامل ه وھ و ص ال اآلت ي " ص ال "
فع ل أم ر ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه وجوب ا تق ديره أن ت ،واالل ف لالط الق،
ويجوز أن تكون ھذه االلف مبدلة من نون التوكيد الخفيفة للوقف.
) " (٢في البعد " جار ومجرور متعلق بقوله " صال " ف ي البي ت الس ابق " أو
" حرف عطف معناه ھنا التخيي ر " ب ثم " ج ار ومج رور متعل ق بقول ه " ف ه "
اآلتي " ف ه " فع ل أم ر ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه وجوب ا تق ديره أن ت " أو "
حرف عطف " ھنا "
معط وف عل ى قول ه " ث م " الس ابق " أو " ح رف عط ف " بھنال ك " ج ار
ومج رور متعل ق بقول ه انط ق اآلت ي " انطق ن " انط ق :فع ل أم ر ،مبن ي عل ى
الفتح التصاله بنون التوكيد الخفيفة ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه وجوب ا تق ديره
أن ت ،ون ون التوكي د الخفيف ة ح رف ال مح ل ل ه م ن االع راب " أو " ح رف
عطف " ھنا " معطوف على قوله " ھنالك ".
١٢٩
الموصول
موصول األسماء الذي األنثى التي ...واليا إذا ما ثنيا ال تثبت )(١
بل ما تليه أوله العالمة ...والنون إن تشدد فال مالمة)(٢
__________
) " (١موصول " مبتدأ أول ،وموصول مض اف و" االس ماء " مض اف إلي ه "
ال ذي " مبت دأ ث ان ،وخب ر المبت دأ الث اني مح ذوف تق ديره :من ه ،والجمل ة م ن
المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ االول " االنثى " مبتدأ " التي "
خب ره ،والجمل ة معطوف ة عل ى الجمل ة الص غرى الس ابقة -وھ ي جمل ة المبت دأ
الثاني وخبره -بحرف عطف مقدر ،والرابط للجمل ة المعطوف ة بالمبت دأ االول
مقدر وكان أصل الكالم :موصول االسماء أنثاه التي ،ويجوز أن يكون قول ه "
االنثى " مبتدأ وخبره محذوف ،والتق دير :كائن ة من ه ،فيك ون عل ى ھ ذا قول ه "
التي " بدال من االنث ى " والي ا " مفع ول مق دم لقول ه " ال تثب ت " اآلت ي " إذا "
ظ رف ض من معن ى الش رط " م ا " زائ دة " ثني ا " ثن ى :فع ل م اض مبن ي
للمجھ ول وأل ف االثن ين نائ ب فاع ل ،والجمل ة ف ي مح ل ج ر بإض افة " إذا "
إليھ ا ،وھ ي جمل ة الش رط " ال " ناھي ة " تثب ت " فع ل مض ارع مج زوم ب ال،
وعالمة جزمه السكون ،وحرك بالكسر الجل الروى والوزن ،وجواب الشرط
مح ذوف دل علي ه الك الم ،والتق دير :وال تثب ت الي اء ،إذا ثنيتھم ا -أي ال ذي
والتي -فال تثبتھا.
) " (٢بل " حرف عطف معناه االنتقال " ما " اس م موص ول مفع ول ب ه لفع ل
مح ذوف يفس ره الم ذكور بع ده ،والتق دير :ب ل أول -إل خ ،فھ و مبن ي عل ى
السكون في
محل نصب " تليه " تلي :فعل مض ارع مرف وع بض مة مق درة عل ى الي اء من ع
م ن ظھورھ ا الثق ل ،والفاع ل ض مير مس تتر في ه ج وازا تق دير ھ ي يع ود إل ى
الياء ،والھاء ضمير الغائب العائد إلى ما مفعول به مبني على الكسر في مح ل
نص ب ،والجمل ة م ن الفع ل وفاعل ه ومفعول ه ال مح ل لھ ا م ن االع راب ص لة
الموصول " أول ه " أول :فع ل أم ر ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه وجوب ا تق ديره
أنت والضمير الذي للغائب مفعول أول " العالمه " مفعول ثان الول " والن ون
" مبت دأ " إن " ش رطية " تش دد " فع ل مض ارع مبن ي للمجھ ول فع ل الش رط،
١٣٠
ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره ھي يعود على المبت دأ ال ذي ھ و
النون " فال " الفاء لربط الشرط =
والنون من ذين وتين شددا ...أيضا وتعويض بذاك قصدا )(١
ينقسم الموصول إلى اسمي وحرفي.
ولم يذكر المصنف الموصوالت الحرفية وھي خمسة أحرف :
أحدھا :أن المصدرية وتوصل بالفع ل المنص رف ماض يا مث ل عجب ت م ن أن
قام زيد ومضارعا نحو عجبت من أن يقوم زيد وأمرا نحو أشرت إليه ب أن ق م
إل ْن َس ِ
ان ) (٢فإن وقع بعدھا فعل غي ر متص رف نح و قول ه تع الىَ } :وأَنْ َل ي َ
ْس لِ ِ
ب أَ َجلُ ُھ ْم{ فھ ي مخفف ة إِالَّ َما َس َعى{ وقوله تعالىَ } :وأَنْ َع َسى أَنْ َي ُك َ
ون َق ِد ا ْق َت َر َ
من الثقيلة
ومنھا :أن وتوصل باس مھا وخبرھ ا نح و عجب ت م ن أن زي دا ق ائم ومن ه قول ه
تعالى} :أَ َو َل ْم َي ْكف ِِھ ْم أَ َّن ا أَ ْن َز ْل َن ا{ وأن المخفف ة كالمثقل ة وتوص ل باس مھا وخبرھ ا
لكن اسمھا يكون محذوفا واسم المثقلة مذكورا.
ومنھا" :كي" وتوصل بفعل مضارع فقط مثل :جئت لكي تكرم زيدا.
__________
= ب الجواب ،وال :نافي ة للج نس " مالم ه " اس م ال مبن ي عل ى الف تح ف ي مح ل
نص ب ،وس كونه للوق ف ،وخب ر " ال " مح ذوف ،وتق ديره :ف ال مالم ة علي ك،
مثال ،والجملة من ال واسمھا
وخبرھا في محل جزم جواب الشرط ،وجملة الشرط والج واب ف ي مح ل رف ع
خبر المبتدأ.
) " (١والن ون " مبت دأ " م ن ذي ن " ج ار ومج رور متعل ق بمح ذوف ح ال
صاحبه ضمير مستتر في " شددا " اآلت ي " وت ين " معط وف عل ى " ذي ن " "
ش ددا " ش دد :فع ل م اض مبن ي للمجھ ول ،ونائ ب الفاع ل ض مير مس تتر في ه
جوازا تقديره ھو يعود إل ى الن ون ،واالل ف لالط الق ،والجمل ة ف ي مح ل رف ع
خبر المبتدأ " أيضا " مفعول مطلق حذف فعله العامل فيه " وتع ويض " مبت دأ
" بذاك " جار ومجرور متعلق بقوله قصد اآلتي " قص دا " قص د :فع ل م اض
مبن ي للمجھ ول ،واالل ف لالط الق ،ونائ ب الفاع ل ض مير مس تتر في ه ج وازا
١٣١
تقديره ھو يعود إلى تعويض ،والجمل ة م ن قص د ونائ ب فاعل ه ف ي مح ل رف ع
خبر المبتدأ الذي ھو قوله تعويض.
ومنھا" :ما" وتكون مصدرية ظرفية نحو ال أص حبك م ا دم ت منطلق ا أي م دة
دوامك منطلقا وغير ظرفية نحو عجبت مم ا ض ربت زي دا وتوص ل بالماض ي
كما مثل وبالمضارع نحو ال أصحبك ما يقوم زي د وعجب ت مم ا تض رب زي دا
ومنه ) (١بما نسوا يوم الحس اب وبالجمل ة اإلس مية نح و عجب ت مم ا زي د ق ائم
وال أصحبك ما زيد قائم وھو قلي ل ) (٢وأكث ر م ا توص ل الظرفي ة المص درية
بالماضي أو بالمضارع المنفي بل م نح و ال أص حبك م ا ل م تض رب زي دا ويق ل
وصلھا أعني المصدرية بالفعل المضارع الذي ليس منفيا بل م نح و ال أص حبك
ما يقوم زيد ومنه قوله:
- ٢٥أطوف ما أطوف ثم آوي ...إلى بيت قعيدته لكاع
__________
) (١أي من وصلھا بالفعل ،بقطع النظر عن كونه ماضيا أو مضارعا.
) (٢اختلف النحويون فيما إذا وقع بعد " ما " ھذه جملة اسمية مصدرة بحرف
مص دري نح و ق ولھم :ال أفع ل ذل ك م ا أن ف ي الس ماء نجم ا ،وال أكلم ه م ا أن
حراء مكان ه فق ال جمھ ور البص ريين :أن وم ا دخل ت علي ه ف ي تأوي ل مص در
مرفوع على أنه فاعل لفعل محذوف ،والتقدير على ھذا :ال أكلمه ما ثبت كون
نجم في السماء ،وما ثبت كون حراء مكانه ،فھو حينئذ من ب اب وص ل " م ا "
المص درية بالجمل ة الفعلي ة الماض وية ،ووج ه ذل ك عن دھم أن االكث ر وص لھا
باالفع ال ،والحم ل عل ى االكث ر أول ى ،وذھ ب الكوفي ون إل ى أن " أن " وم ا
دخلت عليه في تأويل مصدر مرفوع أيضا ،إال أن ھذا المصدر المرفوع مبتدأ
خبره محذوف ،والتقدير على ھذا الوجه :ال أفعل كذا ما كون حراء ف ي مكان ه
ثابت ،وما كون نجم في الس ماء موج ود ،فھ و م ن ب اب وص ل " م ا " بالجمل ة
االسمية ،الن ذلك أقل تقديرا.
- ٢٥اشتھر أن ھذا البيت للحطيئة -واسمه جرول -بھجو امرأته ،وھو بي ت
مفرد ليس له س ابق أو الح ق ،وق د نس به اب ن الس كيت ف ي كت اب االلف اظ )ص
٧٣ط بي روت( -وتبع ه الخطي ب التبري زي ف ي تھذيب ه -إل ى أب ي غري ب
النصري.
١٣٢
اللغة " :أطوف " أي أكثر التجوال والتطواف والدوران ،ويروى " أطود " =
ومنھا :لو وتوصل بالماضي نحو وددت لو قام زيد والمضارع نح و وددت ل و
يقوم زيد.
فقول المصنف موصول األسماء احتراز من الموصول الحرفي -وھو "
__________
= بالدال المھملة مكان الفاء والمعنى واح د " آوى " مض ارع أوى -م ن ب اب
ض رب -إل ى منزل ه ،إذا رج ع إلي ه وأق ام ب ه " قعيدت ه " قعي دة البي ت :ھ ي
المرأة.
وقيل لھا ذلك النھا تطيل القعود فيه " لكاع " يريد أنھا متناھية في الخبث.
المعن ى :أن ا أكث ر دوران ي وارتي ادي االم اكن عام ة النھ ار ف ي طل ب ال رزق
وتحصيل القوت ،ثم أعود إلى بيتي القيم فيه ،فال تقع عيني فيه إال على ام رأة
شديدة الخبث
متناھية في الدناءة واللؤم.
االعراب " :أطوف " فعل مضارع ،وفاعله ض مير مس تتر في ه وجوب ا تق ديره
أن ا ،و" م ا " مص درية " أط وف " فع ل مض ارع ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه
وجوبا تقديره أنا و" ما " مع ما دخل ت علي ه ف ي تأوي ل مص در مفع ول مطل ق
عامل ه قول ه " أط وف " االول " ث م " ح رف عط ف " آوى " فع ل مض ارع،
وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا " إلى بيت " ج ار ومج رور متعل ق
بقوله " آوى " " قعيدته " قعيدة :مبتدأ ،وقعيدة مضاف والض مير مض اف إلي ه
" لكاع " خبر المبتدأ ،والجملة م ن المبت دأ وخب ره ف ي مح ل ج ر نع ت لقول ه "
بي ت " ،وھ ذا ھ و الظ اھر ،وأحس ن م ن ذل ك أن يك ون خب ر المبت دأ مح ذوفا،
ويك ون قول ه " لك اع " من ادى بح رف ن داء مح ذوف ،وجمل ة الن داء ف ي مح ل
نص ب مفع ول ب ه للخب ر ،وتق دير الك الم عل ى ذل ك الوج ه :قعيدت ه مق ول لھ ا:
يالكاع.
الشاھد فيه :في ھذا البيت شاھدان للنحاة ،أولھما في قوله " م ا أط وف " حي ث
أدخل " ما " المصدرية الظرفية على فعل مضارع غير منفي بل م ،وھ و ال ذي
عناه الشارح من إتيانه بھذا البيت ھھنا ،والش اھد الث اني ي ذكر ف ي أواخ ر ب اب
النداء في ذكر أسماء مالزمة النداء ،وھو في قوله " لكاع " حيث ي دل ظ اھره
١٣٣
على أنه استعمله خبرا للمبتدأ فجاء به في غير النداء ضرورة ،والشائع الكثي ر
في كالم العرب أن ما كان على زنة فعال -بفتح الفاء والع ين -مم ا ك ان س با
لالناث ال يس تعمل إال من ادى ،ف ال ي ؤثر في ه عام ل غي ر ح رف الن داء ،تق ول:
يالكاع ويادفار ،وال يجوز أن تقول :رأيت دفار ،وال أن تق ول :م ررت ب دفار،
ومن أجل ھذا يخرج قوله " لكاع " ھنا على حذف خبر المبت دأ وجع ل " لك اع
" منادى بحرف نداء محذوف كما قلنا في إعراب البيت.
أن وأن وكي وما ولو" -وعالمته صحة وقوع المصدر موقعه نحو وددت ل و
تقوم أي قيامك وعجبت مما تصنع وجئت لك ي أق رأ ويعجبن ي أن ك ق ائم وأري د
أن تقوم وقد سبق ذكره.
وأما الموصول االسمي ف الذي للمفرد المذكر ) (١والتي للمف رد المؤنث ة ف إن
ثنيت أس قطت الي اء وأتي ت مكانھ ا ب األلف ف ي حال ة الرف ع نح و الل ذان واللت ان
والياء في حالتي الجر والنصب فتق ول الل ذين واللت ين وإن ش ئت ش ددت الن ون
عوضا عن الياء المحذوفة فقلت اللذان واللتان وقد ق رئ والل ذان يأتيانھ ا م نكم
ويجوز التشديد أيضا مع الياء وھو م ذھب الك وفيين فتق ول الل ذين واللت ين وق د
قرئ }ربنا أرنا اللذين{ بتشديد النون وھذا التشديد يجوز أيضا في تثنية ذا وت ا
اسمي اإلشارة فتقول ذان وتان وكذلك مع الي اء فتق ول ذي ن وت ين وھ و م ذھب
الكوفيين والمقصود بالتش ديد أن يك ون عوض ا ع ن األل ف المحذوف ة كم ا تق دم
في الذي والتي .
جمع الذي األلى الذين مطلقا ...وبعضھم بالواو رفعا نطقا)(٢
__________
) (١ال فرق بين أن يكون المف رد مف ردا حقيق ة ،كم ا تق ول :زي د ال ذي يزورن ا
رجل كريم ،وأن يكون مفردا حكم ا كم ا تق ول :الفري ق ال ذي أك ون ف يح فري ق
مخلص نافع ،كما أنه ال ف رق ب ين أن يك ون ع اقال كم ا مثلن ا ،وأن يك ون غي ر
عاقل كما تقول :اليوم آالذي سافرت فيه كان يوما ممطرا.
) " (٢جمع " مبتدأ ،وجم ع مض اف و" ال ذي " مض اف إلي ه " االول ى " خب ر
المبتدأ " الذين " معطوف على الخبر بتقدير حرف العطف " مطلقا " حال من
ال ذين " وبعض ھم " ال واو عاطف ة ،بع ض :مبت دأ ،وبع ض مض اف والض مير
العائد إلى العرب =
١٣٤
بالالت والالء التي قد جمعا ...والالء كالذين نزرا وقعا )(١
يقال في جمع المذكر األلى مطلقا عاقال كان أو غيره نحو ج اءني األل ى فعل وا
وقد يستعمل في جمع المؤنث وقد اجتمع األمران في قوله:
- ٢٦وتبلى األلى يستلئمون على األلى ...تراھن يوم الروع كالحدإ القبل
__________
= مض اف إلي ه " ب الواو " ج ار ومج رور متعل ق بقول ه نط ق اآلت ي " رفع ا "
يجوز أن يكون ح اال ،وأن يك ون منص وبا بن زغ الخ افض ،وأن يك ون مفع وال
الجله " نطقا " نطق :فعل ماض وفاعله ضمير مس تتر في ه ج وازا تق ديره ھ و
يعود على " بعضھم " وااللف لالط الق ،والجمل ة م ن نط ق وفاعل ه ف ي مح ل
رفع خبر المبتدأ الذي ھو بعضھم.
) " (١بالالت " ج ار ومج رور متعل ق بقول ه جم ع اآلت ي " وال الء " معط وف
على ال الت " الت ي " مبت دأ " ق د " ح رف تحقي ق " جمع ا " جم ع :فع ل م اض
مبني للمجھول ،ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تق ديره ھ و يع ود عل ى
التي ،وااللف لالطالق ،والجمل ة ف ي مح ل رف ع خب ر المبت دأ " وال الء " ال واو
ح رف عط ف ،ال الء :مبت دأ " كال ذين " ج ار ومج رور متعل ق بمح ذوف ح ال
صاحبه الضمير المستتر في " وقع " اآلت ي " ن زرا " ح ال ثاني ة م ن الض مير
المستتر في وقع " وقعا " وقع :فعل ماض ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه ج وازا
تقديره ھو يعود على " الالء " وااللف لالطالق ،والجملة من وق ع وفاعل ه ف ي
محل رفع خبر المبتدأ الذي ھو قوله الالء.
- ٢٦ھذا البيت م ن ك الم أب ي ذؤي ب -خويل د ب ن خال د الھ ذلي ،وقبل ه :وتل ك
خطوب قد تملت شبابنا قديما ،فتبلينا المنون ،وما نبلي اللغة " :خطوب " جمع
خط ب ،وھ و االم ر العظ يم " تمل ت ش بابنا " اس تمتعت بھ م " تبلين ا " تفنين ا "
المنون " المنية والموت " يستلئمون " يلبسون الالمة ،وھي الدرع،
و" ي وم ال روع " ي وم الخ وف والف زع ،وأراد ب ه ي وم الح رب " الح دأ " جم ع
حدأة ،وھو طائر معروف ،ووزنه عنبة وعنب ،وأراد بھا الخي ل عل ى التش بيه
" القبل " جمع قبالء ،وھي التي في عينھا القب ل -بف تح الق اف والب اء جميع ا -
وھو الحور.
١٣٥
المعن ى :إن ح وادث ال دھر والزم ان ق د تمتع ت بش بابنا ق ديما ،فتبلين ا المن ون
ونبليھ ا ،وتبل ي م ن بينن ا ال دارعين والمقاتل ة ف وق الخي ول الت ي تراھ ا ي وم
الحرب كالحدأ في سرعتھا وخفتھا.
االعراب " :وتبلي " فع ل مض ارع ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه ج وازا تق ديره
ھ ي يع ود عل ى المن ون ف ي البي ت ال ذي ذكرن اه ف ي أول الك الم عل ى البي ت "
االل ى " مفع ول ب ه لتبل ي " يس تلئمون " فع ل مض ارع مرف وع بثب وت الن ون،
وواو الجماعة فاعله ،والجمل ة ال مح ل لھ ا ص لة الموص ول " ،عل ى " ح رف
جر " االلى " اسم موص ول مبن ي عل ى الس كون ف ي مح ل ج ر بعل ى ،والج ار
والمجرور متعلق بمحذوف ح ال ص احبه " االل ى " الواق ع مفع وال ب ه لتبل ي "
تراھن " ترى :فعل مض ارع ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه وجوب ا تق ديره أن ت،
والضمير البارز مفع ول أول " ي وم " ظ رف زم ان متعل ق بقول ه ت رى ،وي وم
مضاف و" الروع " مضاف إليه " كالحدأ " جار ومجرور متعلق بترى ،وھو
المفعول الثاني " القب ل " ص فة للح دإ ،وجمل ة ت رى وفاعل ه ومفعولي ه ال مح ل
لھا صلة الموصول.
الشاھد فيه :قوله " االولى يستلئمون " ،وقوله " االلى ت راھن " حي ث اس تعمل
لفظ االولى ف ي الم رة االول ى ف ي جم ع الم ذكر العاق ل ،ث م اس تعمله ف ي الم رة
الثانية في جمع المؤنث غير العاقل ،الن المراد باالولى تراھن إل خ الخي ل كم ا
بينا في لغة البي ت ،وال دليل عل ى أن ه اس تعملھا ھ ذا االس تعمال ض مير جماع ة
الذكور في " يستلئمون " وھ و ال واو ،وض مير جماع ة االن اث ف ي " ت راھن "
وھو " ھن ".
ومن استعمال " االلى " في جمع االناث العاقالت قول مجنون بني عامر:
محا حبھا حب االلى كن قبلھا وحلت مكانا لم يك ن ح ل م ن قب ل وق ول اآلخ ر:
فأما االلى يسكن غور تھامة فكل فتاة تترك الحجل أقصما وھذا البي ت يق ع ف ي
بع ض نس خ الش رح ،وال يق ع ف ي أكثرھ ا ،ولھ ذا أثبتن اه ول م تش رحه ،وم ن
اس تعماله ف ي ال ذكور العق الء ق ول الش اعر :ف إن االل ى ب الطف م ن آل ھاش م
تآسوا فسنوا للكرام التآسيا ومن استعماله في الذكور غير العق الء وإن ك ان ق د
أعاد الضمير عليه كما يعيده على جمع المؤنثات قول االخر :تھيجن ي للوص ل
أيامنا االلى مررن علينا والزمان وريق
فقال يستلئمون ثم قال تراھن.
١٣٦
ويق ال للم ذكر العاق ل ف ي الجم ع ال ذين مطلق ا أي رفع ا ونص با وج را فتق ول
جاءني الذين أكرموا زيدا ورأيت الذين أكرموه ومررت بالذين أكرموه.
وبعض العرب يقول الذون في الرفع والذين في النصب والجر وھم بن و ھ ذيل
ومنه قوله:
- ٢٧نحن الذون صبحوا الصباحا ...يوم النخيل غارة ملحاحا
__________
- ٢٧اختل ف ف ي نس بة ھ ذا البي ت إل ى قائل ه اختالف ا كثي را ،فنس به أب و زي د
)النوادر (٤٧إلى رجل جاھلي من بن ي عقي ل س ماه أب ا ح رب االعل م ،ونس به
الصاغاني في العباب إلى ليلى االخيلية ،ونسبه جماعة إلى رؤب ة ب ن العج اج،
وھو غير موجود في ديوانه ،وبعد الشاھد في رواية أبي زيد :نحن قتلنا المل ك
الجحجاحا ولم ندع لسارح مراحا
إال ديارا أو دما مفاحا نحن بنو خويلد صراحا ال كذب الي وم وال مزاح ا اللغ ة:
" نحن الذون " ھكذا وقع في رواية النحويين لھذا البيت ،والذي رواه الثقة أبو
زي د ف ي ن وادره " نح ن ال ذين " عل ى الوج ه المش ھور ف ي لغ ة عام ة الع رب،
وقول ه " ص بحوا " معن اه ج اءوا بع ددھم وع ددھم ف ي وق ت الص باح مب اغتين
للع دو ،وعل ى ھ ذا يج ري ق ول ﷲ تع الى) :فأخ ذتھم الص يحة مص بحين( "
النخي ل " -بض م الن ون وف تح الخ اء -اس م مك ان بعين ه " غ ارة " اس م م ن
االغارة على العدو " ملحاح ا " ھ و م أخوذ م ن ق ولھم " أل ح المط ر " إذا دام،
وأراد أنھا غارة شديدة تدوم طويال " مفاحا " بضم الميم -مرافا حت ى يس يل "
صراحا " يريد أن نسبھم إلي ه )ص ريح( ؟ خ الص ال ش بھة في ه وال ظن ة وھ و
بزنة غراب ،وجعله العيني -وتبعه البغدادي -بكسر الصاد جمع صريح مث ل
كريم وكرام.
االعراب " :نحن " ضمير منفصل مبتدأ " الذون " اس م موص ول خب ر المبت دأ
" صبحوا " فعل وفاعل ،والجملة ال محل لھا م ن االع راب ص لة " الص باحا،
يوم " ظرفان =
ويقال في جمع المؤن ث ال الت وال الء بح ذف الي اء فتق ول ج اءني ال الت فعل ن
والالء فعلن ويج وز إثب ات الي اء فتق ول الالت ي والالئ ي وق د ورد ال الء بمعن ى
الذين قال الشاعر:
١٣٧
- ٢٨فما آباؤنا بأمن منه ...علينا الالء قد مھدوا الحجورا
كما قد تجيء األولى بمعنى الالء كقوله:
فأما األولى يسكن غور تھامه ...فكل فتاة تترك الحجل أقصما
__________
= يتعلقان بقوله " صبحوا " ويوم مضاف و" النخيل " مضاف إلي ه " غ ارة "
مفعول ال جله،
ويجوز أن يكون حاال بتأويل المشتق -أي مغي رين -وقول ه " ملحاح ا " نع ت
لغارة.
الشاھد فيه :قوله " الذون " حيث جاء ب ه ب الواو ف ي حال ة الرف ع ،كم ا ل و ك ان
جمع مذكر سالما ،وبع ض العلم اء ق د اغت ر بمج ئ " ال ذون " ف ي حال ة الرف ع
ومجئ " الذين " في حالتي النصب والجر ،فزعم أن ھذه الكلمة معربة ،وأنھ ا
جمع مذكر سالم حقيقة ،وذلك بمعزل عن الص واب ،والص حيح أن ه مبن ي ج ئ
به على صورة المعرب ،والظاھر أنه مبني على الواو والياء.
- ٢٨البيت لرجل من بني سليم ،ولم يعينه أحد مم ن اطلعن ا عل ى كالمھ م م ن
العلماء اللغذ " :أمن " أفعل تفضيل من قولھم :من عليه ،إذا أنعم عليه " مھدوا
" بفتح الھاء مخففة من قولك :مھدت الفراش مھدا ،إذا بسطته ووطأته وھيأته،
وم ن ھن ا س مي الف راش مھ ادا لوثارت ه ،وق ال ﷲ تع الى) :فالنفس ھم يمھ دون(
أي :يوطئ ون ،وم ن ذل ك تمھي د االم ور ،أي تس ويتھا وإص الحھا " الحج ور "
جمع حجر -بفتح الح اء أو كس رھا أو ض مھا -وھ و حض ن االنس ان ،ويق ال:
نشأ فالن في حجر فالن -بكسر الح اء أو فتحھ ا -يري دون ف ي حفظ ه وس تره
ورعايته.
المعن ى :ل يس آباؤن ا -وھ م ال ذين أص لحوا ش أننا ،ومھ دوا أمرن ا ،وجعل وا لن ا
حجورھم كالمھد -بأكبر نعمة علينا وفضال من ھذا الممدوح.
االع راب " :م ا " نافي ة بمعن ى ل يس " آباؤن ا " آب اء :اس م م ا ،وآب اء مض اف
والض مير مض اف إلي ه " ب أمن " الب اء زائ دة ،وأم ن :خب ر م ا " من ه ،علين ا "
كالھما جار ومجرور متعلق بقوله أم ن ،وقول ه " ال الء " اس م موص ول ص فة
آلباء " قد " حرف تحقيق =
١٣٨
ومن وما وأل تساوي ما ذكر ...وھكذا ذو عند طييء شھر )(١
وكالتي أيضا لديھم ذات ...وموضع الالتي أتى ذوات )(٢
__________
= " مھدوا " مھد :فع ل م اض ،وواو الجماع ة فاعل ه " الحج ورا " مفع ول ب ه
لمھد،
وااللف لالطالق ،وجملة الفعل الماضي -الذي ھو مھ د -وفاعل ه ومفعول ه ال
محل لھا صلة الموصول.
الشاھد فيه :قوله " الالء " حي ث أطلق ه عل ى جماع ة ال ذكور ،فج اء ب ه وص فا
آلباء.
وقد استعملوا " االالء " اسما موصوال وأصله اسم إشارة ،وأطلقوه عل ى جم ع
الذكور كما في قول خلف بن حازم :إلى النفر البيض االالء كأنھم صفائح ي وم
الروع أخلصھا الصقل وقول كثير بن عبد الرحمن المش ھور بكثي ر ع زة :أب ى
ﷲ للش م االالء ك أنھم س يوف اج اد الق ين يوم ا ص قالھا ) " (١وم ن " مبت دأ "
وم ا ،وأل " معطوف ان عل ى م ن " تس اوي " فع ل مض ارع ،وفاعل ه ض مير
مستتر فيه جوازا تقديره ھي يع ود إل ى االلف اظ الثالث ة م ن وم ا وأل ،والجمل ة
من تساوي وفاعله في محل رفع خبر المبت دأ " م ا " اس م موص ول مفع ول ب ه
لقول ه " تس اوي " وقول ه " ذك ر " فع ل م اض مبن ي للمجھ ول ،ونائ ب الفاع ل
ض مير مس تتر في ه ج وازا تق ديره ھ و يع ود عل ى " م ا " الواق ع مفع وال ب ه،
والجملة ال مح ل لھ ا ص لة الموص ول " وھك ذا " ھ ا :ح رف تنبي ه ،ك ذا :ج ار
ومجرور متعلق بمحذوف حال صاحبه الضمير في قوله " شھر " اآلت ي " ذو
" مبتدأ " عند " ظرف متعلق بقوله " شھر " اآلتي ،وعند مض اف و" طي ئ "
مضاف إليه " شھر " فعل ماض مبني للمجھول ،ونائب الفاعل ضمير مس تتر
فيه ج وازا تق ديره ھ و يع ود عل ى " ذو " والجمل ة ف ي مح ل رف ع خب ر المبت دأ
الذي ھو ذو.
) " (٢ك التي " ج ار ومج رور متعل ق بمح ذوف خب ر مق دم " أيض ا " مفع ول
مطل ق فعل ه مح ذوف " ل ديھم " ل دى :ظ رف متعل ق بم ا تعل ق ب ه الج ار
والمجرور السابق ،ولدى مضاف والضمير مضاف إليه " ذات " مبتدأ م ؤخر
" وموض ع " منص وب عل ى الظرفي ة المكاني ة ناص به قول ه " أت ى " اآلت ي،
وموضع مضاف و" الالتي " مضاف إليه
١٣٩
" أتى ذوات " فعل ماض وفاعله.
أشار بقوله تساوي ما ذك ر إل ى أن م ن وم ا واألل ف وال الم تك ون بلف ظ واح د:
للمذكر والمؤنث المفرد والمثنى والمجموع فتق ول ج اءني م ن ق ام وم ن قام ت
ومن قاما ومن قامتا ومن قاموا ومن قمن وأعجبن ي م ا رك ب وم ا ركب ت وم ا
ركب ا وم ا ركبت ا وم ا ركب وا وم ا رك بن وج اءني الق ائم والقائم ة والقائم ان
والقائمتان والقائمون والقائمات.
وأكثر ما تستعمل ما في غير العاق ل وق د تس تعمل ف ي العاق ل ) (١ومن ه قول ه:
اب َل ُك ْم م َِن ال ِّن َسا ِء َم ْث َنى{ وقولھم س بحان م ا س خركن لن ا
تعالىَ } :فا ْن ِكحُوا َما َط َ
وسبحان ما يسبح الرعد بحمده.
و"من" بالعكس فأكثر ما تستعمل في العاقل وقد تستعمل في غيره(٢)،
__________
) (١تستعمل " ما " في العاقل في ثالثة مواضع ،االول :أن يخ تلط العاق ل م ع
غير العاقل نحو قوله تعالى) :يسبح ما في الس موات وم ا ف ي االرض( ف إن
ما يتناول ما فيھما من إنس وملك وجن وحيوان وجماد ،بدليل قول ه) :وإن م ن
ش ئ إال يس بح بحم ده( والموض ع الث اني :أن يك ون أم ره مبھم ا عل ى الم تكلم،
كقول ك -وق د رأي ت ش بحا م ن بعي د :-انظ ر م ا ظھ ر ل ي ،ول يس من ه قول ه
تعالى) :إذ قالت امرأة عمران رب إن ي ن ذرت ل ك م ا ف ي بطن ي مح ررا( الن
إبھام ذكورته وأنوثته ال يخرجه عن العقل ،ب ل اس تعمال " م ا " ھن ا ف ي م ا ال
يعقل الن الحمل ملحق بالجماد ،والموضع الثالث :أن يكون المراد صفات م ن
يعق ل ،كقول ه تع الى )ف انكحوا م ا ط اب لك م( وھ ذا الموض ع ھ و ال ذي ذك ره
الشارح بالمثال االول من غير بيان.
) (٢تستعمل " من " في غير العاقل في ثالثة مواضع ،االول :أن يقترن
غير العاقل مع من يعقل في عموم فصل بمن الجارة ،نحو قوله تعالى) :فم نھم
من يمشي على بطنه ،ومنھم من يمش ي عل ى رجل ين ،وم نھم م ن يمش ي عل ى
أرب ع( وم ن المس تعملة فيم ا ال يعق ل مج از مرس ل عالقت ه المج اورة ف ي ھ ذا
الموض ع ،والموض ع الث اني :أن يش به غي ر العاق ل بالعاق ل فيس تعار ل ه لفظ ه،
نحو قوله تعالى) :م ن ال يس تجيب ل ه تع الى( وق ول الش اعر أس رب القط ا ھ ل
من يعير جناحه وھو الذي استشھد به المؤلف =
١٤٠
كقول ه تع الىَ } :و ِم ْن ُھ ْم َم نْ َي ْمشِ ي َع َل ى أَرْ َب ٍع َي ْخلُ ُق ﷲُ َم ا َي َش ا ُء{ ومن ه ق ول
الشاعر:
- ٢٩بكيت على سرب القطا إذ مررن بي ...فقلت ومثلي بالبكاء جدير
أسرب القطا ھل من يعير جناحه ...لعلي إلى من قد ھويت أطير؟
__________
= فيما يلي ،وسنذكر معه نظائره ،واستعمال من فيما ال يعق ل حينئ ذ اس تعارة،
الن العالقة المشابھة ،والموضع الثالث :أن يختلط م ن يعق ل بم ا ال يعق ل نح و
قول ﷲ تعالى) :و يسجد من في السموات ومن ف ي االرض( واس تعمال م ن
فيما ال يعقل -في ھذا الموض ع -م ن ب اب التغلي ب ،واعل م أن االص ل تغلي ب
من يعقل على ما ال يعقل ،وقد يغلب ما ال يعق ل عل ى م ن يعق ل ،لنكت ة ،وھ ذه
النكت تختلف باختالف االحوال والمقامات.
- ٢٩ھذان البيتان للعباس بن االحنف ،أحد الشعراء المولدين ،وق د ج اء بھم ا
الشارح تمثيال ال استشھادا ،كما يفعل المحقق الرضي ذلك كثي را ،يمث ل بش عر
المتنبي والبحتري وأبي تمام ،وقيل :قائلھم ا مجن ون ليل ى ،وھ و مم ن يستش ھد
بش عره ،وق د وج دت بي ت الش اھد ثابت ا ف ي ك ل دي وان م ن ال ديوانين :دي وان
المجنون ،وديوان العباس ،وذلك من خلط الرواة.
اللغ ة " :الس رب " جماع ة الظب اء والقط ا ونحوھم ا ،و" القط ا " ض رب م ن
الطير قريب الشبه من الحمام " جدير " الئق وحقيق " ھويت " بكسر ال واو -
أي أحببت.
االعراب " :بكيت " فعل وفاعل " على سرب " جار ومجرور متعلق ببكي ت،
وس رب مض اف و" القط ا " مض اف إلي ه " إذ " ظ رف زم ان متعل ق ببكي ت
مبني على السكون في محل نصب " مررن " فعل وفاع ل ،والجمل ة ف ي مح ل
ج ر بإض افة إذ إليھ ا ،أي بكي ت وق ت م رورھن ب ي " ب ي " ج ار ومج رور
متعلق بمر " فقلت " فع ل وفاع ل " ومثل ي " ال واو للح ال ،مث ل :مبت دأ ،ومث ل
مضاف وياء المتكلم مضاف إليه " بالبكاء " جار ومجرور متعلق بقوله ج دير
اآلتي " ج دير " خب ر المبت دأ " أس رب " الھم زة ح رف ن داء ،وس رب :من ادى
منصوب بالفتحة الظاھرة ،وس رب مض اف ،و" القط ا " مض اف إلي ه " ھ ل "
استفھامية " من " اسم موصول مبتدأ " يعي ر " فع ل مض ارع ،وفاعل ه ض مير
مستتر فيه جوازا تقديره ھو يعود إلى من ،والجملة من يعير وفاعل ه ف ي مح ل
١٤١
رفع خبر المبتدأ ،ھكذا قالوا ،وعندي أن جملة " يعير جناحه " ال محل لھا من
االعراب صلة الموصول ال ذي ھ و م ن ،وأم ا خب ر المبت دأ فمح ذوف ،وتق دير
الكالم :ھل الذي يعير جناحه =
وأما األلف والالم فتكون للعاقل ولغيره نحو جاءني القائم والمرك وب واختل ف
فيھا فذھب قوم إلى أنھا اسم موصول وھو الصحيح وقيل إنھا حرف موص ول
وقيل إنھا حرف تعريف وليست من الموص ولية ف ي ش يء وأم ا م ن وم ا غي ر
المص درية فاس مان اتفاق ا وأم ا م ا المص درية فالص حيح أنھ ا ح رف وذھ ب
األخفش إلى أنھا اسم ولغة طييء استعمال ذو موصولة وتكون للعاق ل ولغي ره
وأش ھر لغ اتھم فيھ ا أنھ ا تك ون بلف ظ واح د للم ذكر والمؤن ث مف ردا ومثن ى
ومجموعا)(٢
__________
= موج ود " جناح ه " جن اح :مفع ول ب ه ليعي ر ،وجن اح مض اف والض مير
مضاف إليه " لعلي " لعل :حرف ترج ونصب ،والياء ضمير المتكلم اس مھا "
إلى " حرف جر " من " اسم موصول
مبني على السكون في محل جر ب إلى ،والج ار والمج رور متعل ق بقول ه أطي ر
اآلتي " قد " حرف تحقيق " ھويت " فعل ماض وفاعله ،والجملة ال مح ل لھ ا
صلة الموصول ،والعائد محذوف ،والتقدير :إلى الذي قد ھويته " أطير " فع ل
مضارع ،وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أن ا ،والجمل ة ف ي مح ل رف ع
خبر " لعل ".
الشاھد في ه :قول ه " أس رب القط ا " وقول ه " م ن يعي ر جناح ه " والن داء معن اه
طلب إقبال من تناديه عليك ،وال يتصور أن تطلب االقبال إال من العاق ل ال ذي
يفھ م الطل ب ويفھ م االقب ال ،أو ال ذي تجعل ه بمنزل ة م ن يفھ م الطل ب ويفھ م
االقبال ،فلما تقدم بندائه استساغ أن يطل ق علي ه اللف ظ ال ذي ال يس تعمل إال ف ي
العقالء بحس ب وض عه ،وق د تم ادى ف ي معاملت ه معامل ة ذوي العق ل ،فاس تفھم
منه طالبا أن يعيره جناحه ،واالستفھام وطلب االع ارة إنم ا يتص ور توجيھھم ا
إلى العقالء.
ومثل ذلك قول امرئ القيس بن حجر الكندي :أال عم صباحا أيھا الطلل الب الي
وھل يعمن من كان في العصر الخ الي ) (١ال ف رق ب ين أن يك ون م ا اس تعمل
فيه " ذو " الموصولة عاقال أو غير عاقل= ،
١٤٢
فتقول جاءني ذو قام وذو قامت وذو قاما وذو قامتا وذو قاموا وذو قمن وم نھم
م ن يق ول ف ي المف رد المؤن ث ج اءني ذات قام ت وف ى جم ع المؤن ث ج اءني
ذوات قم ن وھ و المش ار إلي ه بقول ه :وك التي أيض ا البي ت وم نھم م ن يثنيھ ا
ويجمعھ ا فيق ول ذوا وذوو ف ي الرف ع وذوى وذوي ف ي النص ب والج ر وذوات ا
في الرفع وذواتى في الجر والنصب وذوات في الجمع وھي مبنية عل ى الض م
وحكى الشيخ بھاء الدين ابن النحاس أن إعرابھا كإعراب جمع المؤنث السالم.
واألشھر في ذو ھذه أعني الموصولة أن تكون مبنية ومنھم م ن يعربھ ا ب الواو
رفعا وباأللف نصبا وبالياء جرا فيقول ج اءني ذو ق ام ورأي ت ذا ق ام وم ررت
بذي قام فتكون مثل ذي بمعنى صاحب وقد روى قوله:
فإما كرام موسرون لقيتھم ...فحسبي من ذي عندھم ما كفانيا)(١
__________
= فم ن اس تعمالھا ف ي المف رد الم ذكر العاق ل ق ول منظ ور ب ن س حيم ال ذي
سيستشھد الشارح ب ه ،وق ول ق وال الط ائي :فق وال لھ ذا الم رء ذو ج اء س اعيا:
ھل م ف إن المش رفي الف رائض يري د فق وال لھ ذا الم رء ال ذي ج اء س اعيا وم ن
اس تعمالھا ف ي المف رد المؤن ث غي ر العاق ل ق ول س نان ب ن الفح ل الط ائي :ف إن
الماء ماء أبي وجدي وبئري ذو حفرت وذو طويت يريد :وبئري التي حفرتھ ا
والتي طويتھا ،الن البئر مؤنثة بدون عالمة تأنيث.
ومن استعمالھا في المفرد المذكر غير العاق ل ق ول ق وال الط ائي أيض ا :أظن ك
دون المال ذو جئت طالبا ستلقاك ب يض للنف وس ق وابض ) (١ق د مض ى ش رح
ھذا البيت في باب " المعرب والمبني " )ش رقم (٤شرحا =
بالياء على اإلعراب وبالواو على البناء.
وأم ا ذات فالفص يح فيھ ا أن تك ون مبني ة عل ى الض م رفع ا ونص با وج را مث ل
ذوات ومنھم من يعربھ ا إع راب مس لمات فيرفعھ ا بالض مة وينص بھا ويجرھ ا
بالكسرة ). (١
ومثل ما ذا بعد ما استفھام ...أو من إذا لم تلغ في الكالم)(٢
١٤٣
__________
= وافيا ال تحت اج مع ه إل ى إع ادة ش ئ من ه ھن ا ،وق د ذكرن ا ھن اك أن المؤل ف
سينشده مرة أخرى في باب الموصول ،وأنه سيذكر فيه روايتين ،وقد بينا ثم ة
تخريج كل واحدة منھما ،ووجه االستدالل بھما.
) (١قال ابن منظور " :قال شمر :ق ال الف راء :س معت أعرابي ا يق ول :بالفض ل
ذو فض لكم ﷲ ب ه ،والكرام ة ذات أك رمكم ﷲ بھ ا ،فيجعل ون مك ان ال ذي ذو،
ومك ان الت ي ذات ،ويرفع ون الت اء عل ى ك ل ح ال ،ويخلط ون ف ي االثن ين
والجمع ،وربما قالوا :ھذا ذو تع رف ،وف ي التثني ة :ھ ذان ذوا تع رف ،وھات ان
ذوا تع رف ،وأنش د الف راء :وبئ ري ذو حف رت وذو طوي ت وم نھم م ن يثن ي،
ويجمع ،ويؤنث ،فيقول :ھذان ذوا ق اال ،وھ ؤالء ذوو ق الوا ،وھ ذه ذات قال ت،
وأنش د :جمعتھ ا م ن أين ق م وارق ذوات ينھض ن بغي ر س ائق " اه ك الم اب ن
منظور ،وھو في االصل كالم الفراء.
) " (٢ومث ل " خب ر مق دم ،ومث ل مض اف و" م ا " مض اف إلي ه " ذا " مبت دأ
م ؤخر " بع د " ظ رف متعل ق بمح ذوف ح ال م ن ذا ،وبع د مض اف و" م ا "
قصد لفظه :مضاف إليه ،وما مضاف و" استفھام " مضاف إليه " أو " ح رف
عطف " م ن " معط وف عل ى م ا " إذا " ظ رف تض من معن ى الش رط " ل م "
حرف نفي وجزم وقلب " تلغ " فعل مضارع مبن ي للمجھ ول ،مج زوم بح ذف
االلف والفتحة قبلھا دليل عليھا ،ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره
ھي يعود إلى ذا ،والجملة في محل جر =
يعن ي أن ذا اختص ت م ن ب ين س ائر أس ماء اإلش ارة بأنھ ا تس تعمل موص ولة
وتك ون مث ل م ا ف ي أنھ ا تس تعمل بلف ظ واح د للم ذكر والمؤن ث مف ردا ك ان أو
مثنى أو مجموعا فتقول من ذا عن دك وم اذا عن دك س واء ك ان م ا عن ده مف ردا
مذكرا أو غيره.
وشرط استعمالھا موصولة أن تكون مس بوقة ب م ا أو م ن االس تفھاميتين نح و
م ن ذا ج اءك وم اذا فعل ت فم ن اس م اس تفھام وھ و مبت دأ وذا موص ولة بمعن ى
الذي وھو خبر من وجاءك صلة الموصول والتقدير من الذي جاءك وكذلك ما
مبتدأ وذا موصول بمعن ى ال ذي وھ و خب ر م ا وفعل ت ص لته والعائ د مح ذوف
وتقديره ماذا فعلته أي ما الذي فعلته.
١٤٤
واحترز بقوله إذا لم تلغ في الكالم م ن أن تجع ل م ا م ع ذا أو م ن م ع ذا كلم ة
واحدة لالستفھام نحو ماذا عندك أي شيء عندك؟ وك ذلك م ن ذا عن دك؟ فم اذا
مبتدأ وعندك خبره وكذلك من ذا مبتدأ وعندك خبره ف ذا ف ي ھ ذين الموض عين
ملغاة ألنھا جزء كلمة ألن المجموع استفھام (١).
وكلھا يلزم بعده صله ...على ضمير الئق مشتملة)(٢
__________
= بإض افة إذا إليھ ا ،وھ ي فع ل الش رط ،وج واب الش رط مح ذوف ي دل علي ه
الكالم ،وتقديره :ذا مثل ما حال كونھا بع دما أو م ن االس تفھاميتين ،إذا ل م تل غ
في الكالم فھي كذلك ،وقوله " في الكالم " جار ومجرور متعلق بقوله تلغ.
) " (٢وكلھا " الواو لالس تئناف ،ك ل :مبت دأ ،وك ل مض اف والض مير مض اف
إليه ومرجعه الموصوالت االس مية وح دھا ،خالف ا لتعم يم الش ارح ،الن ه نع ت
الصلة بكونھا مشتملة على عائد ،وھذا خاص بصلة الموصول االس مي ،والن
المصنف لم يتعرض للموصول الحرفي ھنا أصال ،بل خص كالم ه باالس مي،
أال ترى أنه بدأ الباب بقوله " موصول =
الموصوالت كلھا حرفية كانت أو اسمية يلزم أن يقع بعدھا صلة تبين معناھا.
ويشترط في صلة الموصول االسمي أن تشتمل عل ى ض مير الئ ق بالموص ول
إن كان مفردا فمفرد وإن ك ان م ذكرا فم ذكر وإن ك ان غيرھم ا فغيرھم ا نح و
جاءني ال ذي ض ربته وك ذلك المثن ى والمجم وع نح و ج اءني الل ذان ض ربتھما
والذين ضربتھم وكذلك المؤن ث تق ول ج اءت الت ي ض ربتھا واللت ان ض ربتھما
والالتي ضربتھن.
وقد يكون الموصول لفظه مف ردا م ذكرا ومعن اه مثن ى أو مجموع ا أو غيرھم ا
وذلك نحو من وما إذا قصدت بھما غي ر المف رد الم ذكر فيج وز حينئ ذ مراع اة
اللفظ ومراعاة المعنى فتقول أعجبني من قام ومن قام ت وم ن قام ا وم ن قامت ا
ومن قاموا ومن قمن على حسب ما يعنى بھما .
وجملة أو شبھھا الذي وصل ...به كمن عندي الذي ابنه كفل )(١
__________
= االس ماء " ؟ و" يل زم " فع ل مض ارع " بع ده " بع د :ظ رف متعل ق بقول ه
يلزم ،وبعد مضاف والضمير العائد على كل مضاف إليه " صلة " فاعل يل زم
١٤٥
" على ضمير " جار ومجرور متعلق بقوله " مش تملة " اآلت ي " الئ ق " نع ت
لضمير " مشتملة " نعت لصلة.
) " (١وجمل ة " خب ر مق دم " أو ش بھھا " أو :ح رف عط ف ،ش به :معط وف
على جملة ،وشبه مضاف والضمير مضاف إليه " الذي " اسم موص ول مبت دأ
مؤخر " وصل " فعل ماض مبني للمجھول ،ونائب الفاعل ض مير مس تتر في ه
ج وازا تق ديره ھ و يع ود عل ى قول ه " كلھ ا " ف ي البي ت الس ابق " ب ه " ج ار
ومجرور متعلق بقوله " وصل " وتقدير الكالم على ھذا الوجه :وال ذي وص ل
به كل واحد من الموصوالت السابق ذكرھا جملة أو شبه جملة ،وقي ل :قول ه "
جملة " مبتدأ ،وقوله " الذي " خبره ،ونائب فاعل وصل ليس ضميرا مستترا،
بل ھو الضمير المجرور بالباء في قوله " به " وليس ھذا =
صلة الموصول ال تك ون إال جمل ة أو ش به جمل ة ونعن ي بش به الجمل ة الظ رف
والجار والمجرور وھذا في غير صلة األلف والالم وسيأتي حكمھا.
ويشترط في الجملة الموصول بھا ثالثة شروط:
أحدھا :أن تكون خبرية )(١
الثاني :كونھا خالية من معنى التعجب )(٢
الثالث :كونھا غير مفتقرة إلى كالم
__________
االع راب بجي د " كم ن " الك اف ج ارة لمح ذوف تق ديره :كقول ك ،وم ن اس م
موصول مبتدأ " عندي " عند :ظرف متعلق بفع ل مح ذوف تق ع جملت ه ص لة،
وعند مضاف والضمير مضاف إليه " الذي " خبر المبتدأ " ابنه " ابن :مبت دأ،
واب ن مض اف والض مير مض اف إلي ه " كف ل " فع ل م اض مبن ي للمجھ ول،
ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره ھو يعود عل ى " اب ن " والجمل ة
من الفعل ونائب الفاعل في محل رفع خبر المبتدأ الذي ھو قوله ابنه ،والجمل ة
من المبتدأ وخبره ال محل لھا من االعراب صلة الذي.
) (١ذھ ب الكس ائي إل ى أن ه يج وز أن تك ون ص لة الموص ول جمل ة إنش ائية،
واستدل على ذلك بالسماع ،فمن ذلك قول الفرزدق :وإني لراج نظرة قبل التي
لعل ي وإن ش طت نواھ ا أزورھ ا وق ول جمي ل ب ن معم ر الع ذري المع روف
بجميل بثينة :وماذا عسى الواشون أن يتحدثوا سوى أن يقولوا إنني ل ك عاش ق
١٤٦
وزع م الكس ائي أن جمل ة " لعل ي أزورھ ا " م ن لع ل واس مھا وخبرھ ا ص لة
التي ،كما زعم أن " ما " في قول جميل " وماذا " اسم استفھام مبت دأ ،و" ذا "
اسم موصول خبره ،وجملة عسى واسمھا وخبرھا صلة.
والجواب أن صلة التي في البيت االول محذوفة ،والتقدير :قبل التي أقول فيھ ا
لعلي إلخ ،وماذا ) (..؟ ؟ البيت الثاني اسم استفھام مبتدأ ،وليس ثمة اسم
موصول أصال.
) (٢اختلف العلماء في جملة التعجب :أخبرية ھي أم إنشائية ؟ فذھب ق وم إل ى
أنھ ا جمل ة إنش ائية ،وھ ؤالء جميع ا ق الوا :ال يج وز أن يوص ل بھ ا االس م
الموصول ،وذھب فري ق إل ى أنھ ا خبري ة ،وق د اختل ف ھ ذا الفري ق ف ي ج واز
وصل الموصول بھا ،فقال ابن خروف :يجوز ،وقال الجمھور :ال يج وز ،الن
التعجب ،إنما يتكلم به عند =
قبلھا واحترز ب الخبرية من غيرھا وھي الطلبية واإلنشائية فال يجوز ج اءني
الذي اضربه خالفا للكسائي وال جاءني الذي ليته قائم خالفا لھشام واحت رز ب
خالية من معنى التعجب من جمل ة التعج ب ف ال يج وز ج اءني ال ذي م ا أحس نه
وإن قلنا إنھا خبرية واحترز بغير مفتقرة إلى كالم قبلھا من نح و ج اءني ال ذي
لكنه قائم فإن ھذه الجملة تستدعي سبق جملة أخرى نحو ما قعد زيد لكنه قائم.
ويش ترط ف ي الظ رف والج ار والمج رور أن يكون ا ت امين والمعن ى بالت ام أن
يكون في الوصل به فائدة نحو جاء الذي عندك والذي في الدار والعام ل فيھم ا
فعل محذوف وجوبا والتقدير جاء الذي استقر عن دك أو ال ذي اس تقر ف ي ال دار
فإن لم يكونا تامين لم يجز الوصل بھما فال تقول جاء ال ذي ب ك وال ج اء ال ذي
اليوم .
وصفة صريحة صلة أل ...وكونھا بمعرب األفعال قل )(١
__________
= خف اء س بب م ا يتعج ب من ه ،ف إن ظھ ر الس بب بط ل العج ب ،والش ك أن
المقصود بالصلة إيضاح الموصول وبيانه ،وكيف يمكن االيض اح والبي ان بم ا
ھو غير ظاھر في نفسه ؟ فلما تنافيا لم يصح ربط أحدھما باآلخر ،ويؤي د ھ ذا
التفصيل قول الشارح فيما بعد " :فال
١٤٧
يجوز جاءني الذي ما أحسنه وإن قلنا إنھا خبرية " ف إن معن ى ھ ذه العب ارة :ال
يجوز أن تكون جملة التعجب ص لة إن قلن ا إنھ ا إنش ائية وإن قلن ا إنھ ا خبري ة،
فال تلتفت لما قاله الكاتبون في ھذا المقام مما يخالف ھذا التحقيق.
) " (١وصفة " الواو لالستئناف ،صفة :خبر مقدم " ص ريحة " نع ت لص فة "
صلة " مبتدأ م ؤخر ،وص لة مض اف و" أل " مض اف إلي ه " وكونھ ا " ك ون:
مبتدأ ،وھو من جھة االبتداء يحت اج إل ى خب ر ،وم ن جھ ة كون ه مص درا لك ان
الناقصة يحتاج إلى اسم وخبر ،فالضمير المتصل به اسمه ،و" بمعرب " ج ار
ومجرور متعلق بمحذوف خبره من =
األل ف وال الم ال توص ل إال بالص فة الص ريحة ق ال المص نف ف ي بع ض كتب ه
وأعن ي بالص فة الص ريحة اس م الفاع ل نح و الض ارب واس م المفع ول نح و
المضروب والصفة المشبھة نحو الحسن الوجه فخرج نح و القرش ي واألفض ل
) (١وفي كون األلف وال الم ال داخلتين عل ى الص فة المش بھة موص ولة خ الف
وقد اضطرب اختيار الشيخ أبي الحسن بن عصفور في ھذه المسألة فم رة ق ال
إنھا موصولة ومرة منع ذلك ). (٢
وقد شذ وصل األلف والالم بالفعل المضارع وإليه أشار بقوله وكونھا بمع رب
األفعال قل ومنه قوله:
__________
= حي ث النقص ان ،ومع رب مض اف ،و" االفع ال " مض اف إلي ه " ق ل " فع ل
م اض ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه ج وازا تق ديره ھ و يع ود إل ى كون ه الواق ع
مبتدأ ،والجملة في محل رفع خبر المبتدأ.
) (١للعلم اء خ الف طوي ل ف ي ج واز وص ل أل بالص فة المش بھة ،فجمھ ورھم
على أن الصفة المشبھة ال تكون ص لة الل ،ف أل الداخل ة عل ى الص فة المش بھة
عن د ھ ؤالء معرف ة ال موص ولة ،والس ر ف ي ذل ك أن االص ل ف ي الص الت
لالفعال ،والصفة المشبھة بعيدة الشبه
بالفعل من حيث المعنى ،وذلك الن الفعل يدل على الحدوث ،والص فة المش بھة
ال تدل عليه ،وإنما تدل على اللزوم ،ويؤيد ھذا أنھم اش ترطوا ف ي اس م الفاع ل
واسم المفعول وأمثلة المبالغة التي تقع صلة الل أن يك ون ك ل واح د منھ ا داال
عل ى الح دوث ،ول و دل أح دھا عل ى الل زوم ل م يص ح أن يك ون ص لة الل ،ب ل
تك ون أل الداخل ة علي ه معرف ة ،وذل ك ك المؤمن والفاس ق والك افر والمن افق،
١٤٨
وذھب ق وم إل ى أن ه يج وز أن تك ون الص فة المش بھة ص لة الل ،النھ ا أش بھت
الفع ل م ن حي ث العم ل -وإن خالفت ه ف ي المعن ى ،-أفلس ت ت رى أنھ ا ترف ع
الضمير المستتر ،والضمير البارز ،واالسم الظاھر ،كم ا يرفعھ ا الفع ل جميع ا
؟ وأجمعوا على أن أفع ل التفض يل ال يك ون ص لة الل ،الن ه ل م يش به الفع ل ال
من حيث المعنى وال من حيث العمل ،أما عدم مشابھته الفعل من حيث المعنى
فالن ه ي دل عل ى االش تراك م ع الزي ادة والفع ل ي دل عل ى الح دوث ،وأم ا ع دم
ش بھه بالفع ل م ن حي ث العم ل ف الن الفع ل يرف ع الض مير المس تتر والب ارز،
ويرفع االسم الظاھر ،أما أفعل التفضيل فال يرفع باطراد إال الضمير المستتر،
ويرفع االسم الظاھر في مسألة واحدة ھي المعروفة بمسألة الكحل.
- ٣٠ما أنت بالحكم الترضى حكومته ...وال األصيل وال ذي الرأي والجدل
__________
- ٣٠ھذا البيت للفرزدق ،من أبيات له يھجو بھا رجال من بن ي ع ذرة ،وك ان
ھذا الرجل العذري قد دخل عل ى عب د المل ك ب ن م روان يمدح ه ،وك ان جري ر
والف رزدق واالخط ل عن ده ،والرج ل ال يع رفھم ،فعرف ه بھ م عب د المل ك،
)فعاعتم( ؟ العذري أن قال :فحيا االل ه أب ا ح زرة وأرغ م أنف ك ي ا أخط ل وج د
الف رزدق أتع س ب ه ودق خياش يمه الجن دل و" أب و ح زرة " :كني ة جري ر ،و"
أرغم أنفك " :يدعو عليه بالذل والمھانة حتى يلصق أنفه بالرغام وھ و الت راب
و" الجد " الحظ والبخت ،وفي قوله
" وج د الف رزدق أتع س ب ه " دلي ل عل ى أن ه يج وز أن يق ع خب ر المبت دأ جمل ة
إنشائية ،وھو م ذھب الجمھ ور ،وخ الف في ه اب ن االنب اري ،وس نذكر ف ي ذل ك
بحثا في باب المبتدأ والخبر فأجابه الفرزدق ببيتين ثانيھما بيت الشاھد ،وال ذي
قبله قوله :يا أرغم ﷲ أنفا أنت حامله يا ذا الخنى ومقال الزور والخطل اللغ ة:
" الخن ى " -بزن ة الفت ى -ھ و الفح ش ،و" الخط ل " -بف تح الخ اء المعجم ة
والط اء المھمل ة -ھ و المنط ق الفاس د المض طرب ،وال تفحش في ه " الحك م " -
بالتحريك -الذي يحكمه الخصمان كي يقضي بينھما ،ويفصل في خص ومتھما
" االصيل " ذو الحسب ،و" الجدل " شدة الخصومة.
المعنى :يقول :لست أيھا الرجل بالذي يرضاه الناس للفصل ف ي أقض يتھم ،وال
أنت بذي حسب رفيع ،وال أنت بصاحب عقل وتدبير سديد ،وال أن ت بص احب
جدل ،فكيف نرضاك حكما ؟ !.
١٤٩
االعراب " :ما " نافية ،تعمل عمل ليس " أنت " اسمھا " بالحكم " الباء زائ دة
الحكم :خبر ما النافية " الترضى " أل :موصول اسمي نعت للحكم ،مبني على
السكون في مح ل ج ر " ترض ى " فع ل مض ارع مبن ي للمجھ ول " حكومت ه "
حكوم ة :نائ ب فاع ل لترض ى ،وحكوم ة مض اف والض مير مض اف إلي ه،
والجمل ة ال مح ل لھ ا ص لة الموص ول " وال " ال واو ح رف عط ف ،ال :زائ دة
لتأكيد النفي " االصيل " معطوف على الحكم " وال " =
وھذا عند جمھور البصريين مخصوص بالشعر وزعم المصنف ف ي غي ر ھ ذا
الكت اب أن ه ال يخ تص ب ه ب ل يج وز ف ي االختي ار وق د ج اء وص لھا بالجمل ة
اإلسمية وبالظرف شذوذا فمن األول قوله:
- ٣١من القوم الرسول ﷲ منھم ...لھم دانت رقاب بني معد
__________
= مثل السابق " ذي " معطوف عل ى الحك م أيض ا ،وذي مض اف و" ال رأي "
مضاف
إليه " ،والجدل " معطوف على الرأي.
الش اھد في ه :قول ه " الترض ى حكومت ه " حي ث أن ى بص لة " أل " جمل ة فعلي ة
فعلھا مضارع ،ومثله قول ذي الخرق الطھ وي :يق ول الخن ى ،وأبغ ض العج م
ناطق ا إل ى ربن ا ص وت الحم ار اليج دع فيس تخرج اليرب وع م ن نافقائ ه وم ن
جحره بالش يخة اليتقص ع - ٣١ھ ذا البي ت م ن الش واھد الت ي ال يع رف قائلھ ا،
قال العيني " :أنشده ابن مالك لالحتج اج ب ه ،ول م يع زه إل ى قائل ه " اه ،وروى
البغدادي بيتا يشبه أن يك ون ھ ذا البي ت ،ول م يع زه أيض ا إل ى قائ ل ،وھ و :ب ل
الق وم الرس ول ﷲ ف يھم ھ م أھ ل الحكوم ة م ن قص ي اللغ ة " :دان ت " ذل ت،
وخض عت ،وانق ادت " مع د " ھ و اب ن ع دنان ،وبن و قص ي ھ م ق ريش ،وبن و
صلَّى َّ
ﷲُ َع َل ْي ِه َو َسلَّ َم منھم. ھاشم قوم النبي َ
االعراب " :من القوم الرسول ﷲ " :الجار والمجرور متعلق بمح ذوف يج وز
أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف ،ويكون تقدير الكالم :ھو من القوم إلخ ،وااللف
وال الم ف ي كلم ة " الرس ول " موص ول بمعن ى ال ذين ص فة للق وم مبن ي عل ى
السكون في محل جر ،ورسول مبتدأ ،ورس ول مض اف ولف ظ الجالل ة مض اف
إلي ه " م نھم " ج ار ومج رور متعل ق بمح ذوف خب ر المبت دأ ،وجمل ة المبت دأ
وخب ره ال مح ل لھ ا ص لة أل الموص ولة " لھ م " ج ار ومج رور متعل ق بقول ه
١٥٠
دان ت اآلت ي " دان ت " دان :فع ل م اض ،والت اء ت اء التأني ث " رق اب " فاع ل
دان ،ورقاب مضاف و" بني " مضاف إليه ،وبني مض اف و" مع د " مض اف
إليه.
الشاھد فيه :قوله " الرسول ﷲ منھم " حيث وصل أل بالجملة االسمية ،وھ ي
جملة المبتدأ والخبر ،وذلك شاذ.
ومن العلماء من يجيب عن ھذا الشاھد ونحوه ب أن " أل " إنم ا ھ ي ھن ا بع ض
كلمة ،وأصلھا " الذين " فحذف ما عدا االلف والالم ،ق ال ھ ؤالء :ل يس ح ذف
بعض الكلمة وإبقاء بعضھا بعجب في العربي ة ،وھ ذا لبي د ب ن ربيع ة الع امري
يقول :درس المنا بمتالع فأبان أراد " المنازل " فحذف حرفين لغير ترخيم.
وھذا رؤبة يقول :أو الفا مكة من ورق الحمى أراد " الحمام " فحذف الم يم ث م
قلب فتحة الميم كسرة وااللف ياء ،وق د ق ال الش اعر ،وھ و أق رب ش ئ إل ى م ا
نحن بصدده :وإن الذي حانت بفلج دماؤھم ھم القوم كل القوم يا أم خالد أراد "
وإن الذين " بدليل ضمير جماعة الذكور في قوله " دم اؤھم " وقول ه فيم ا بع د
" ھ م الق وم " وعلي ه خرج وا ق ول ﷲ تع الى) :وخض تم كال ذي خاض وا( أي
كال ذين خاض وا -وف ي اآلي ة تخريج ان آخ ران ،أح دھما :أن ال ذي موص ول
حرفي كما ،أي وخض تم كخوض ھم ،وثانيھم ا :أن ال ذي موص ول اس مي ص فة
لموصوف محذوف ،والعائد إلي ه م ن الص لة مح ذوف أي :وخض تم ك الخوض
الذي خاضوه قالوا :وربما حذف الش اعر الكلم ة كلھ ا ،فل م يب ق منھ ا إال حرف ا
واحدا ،ومن ذلك ق ول الش اعر :ن ادوھم :أن ألجم وا ،أالت ا ،ق الوا جميع ا كلھ م:
أالفا فإن ھذا الراجز أراد في الشطر االول " أال تركبون " فحذف ولم يبق إال
التاء ،وحذف من الثاني الذي ھو الجواب فلم يبق إال حرف العطف ،وأصله "
أال فاركبوا ".
وبعض العلماء يجعل الحروف التي تفتتح بھ ا بع ض س ور الق رآن -نح و أل م،
حم ،ص -من ھذا القبيل ،فيقولون :ألم أص له :أن ا ﷲ أعل م ،أو م ا أش به ذل ك،
وانظر مع ھذا ما ذكرناه في شرح الشاھد رقم ٦ ٣١اآلتي في باب الترخيم.
قلت :وھذا الذي ذھبوا إليه ليس إال قياما من ورطة للوق وع ف ي ورط ة أخ رى
أشد =
ومن الثاني قوله:
- ٣٢من ال يزال شاكرا على المعه ...فھو حر بعيشة ذات سعه
١٥١
__________
منھ ا وأنك ى ،فھ و تخل ص م ن ض رورة إل ى ض رورة أص عب منھ ا مخلص ا
وأعسر نجاء ،وال يش ك أح د أن ھ ذا الح ذف بجمي ع أنواع ه الت ي ذكروھ ا م ن
الض رورات الت ي ال يس وغ القي اس عليھ ا ،ول ذلك اس تبعد كثي ر تخ ريج اآلي ة
الكريمة التي تلوناھ ا أوال عل ى ھ ذا الوج ه كم ا )اس تبعد( ؟ كثي رون تخريجھ ا
على أن " الذي " موصول حرفي.
- ٣٢وھذا البيت -أيضا -من الشواھد التي لم ينسبوھا إلى قائل معين.
اللغة " :ألمعه " يري د ال ذي مع ه " ح ر " حقي ق ،وج دير ،والئ ق ،ومس تحق "
سعة " بفتح السين ،وقد تكسر -اتساع ورفاھية ورغد.
المعنى :من كان دائم الش كر تع الى عل ى م ا ھ و في ه م ن خي ر فإن ه يس تحق
الزيادة ورغد العيش ،وھو مأخوذ من قوله تعالى) :لئن شكرتم الزيدنكم(.
االع راب " :م ن " اس م موص ول مبت دأ " ال ي زال " فع ل مض ارع ن اقص،
واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره ھو يع ود عل ى المبت دأ " ش اكرا " خب ر
ال ي زال ،والجمل ة م ن ي زال واس مه وخب ره ال مح ل لھ ا م ن االع راب ص لة
الموص ول " عل ى " ح رف ج ر " المع ه " ھ و عب ارة ع ن " أل " الموص ولة
بمعنى الذي ،وھي مج رورة المح ل بعل ى ،والج ار والمج رور متعل ق بش اكر،
ومع :ظرف متعلق بمحذوف واقع صلة الل ،ومع مض اف والض مير مض اف
إليه " فھو حر " الفاء زائدة ،و" ھو " ضمير منفصل مبت دأ ،و" ح ر " خب ره،
والجملة منھما في محل رفع خبر المبتدأ ،وھو " من " في أول البيت ،ودخلت
الفاء على جملة الخب ر لش به المبت دأ بالش رط " بعيش ة " ج ار ومج رور متعل ق
بقوله " حر "
الواقع خبرا لھو " ذات " صفة لعيشة ،وذات مض اف و" س عة " مض اف إلي ه
مجرور بالكسرة الظاھرة ،ولكنه سكنه للوقف.
الش اھد في ه :قول ه " المع ه " حي ث ج اء بص لة " أل " ظرف ا ،وھ و ش اذ عل ى
خالف القياس.
ومثل ھذا البيت -في وصل أل بالظرف شذوذا قول اآلخر= :
أي كما وأعربت ما لم تضف ...وصدر وصلھا ضمير انحذف )(١
١٥٢
يعني أن أيا مثل ما في أنھا تك ون بلف ظ واح د للم ذكر والمؤن ث مف ردا ك ان أو
مثنى أو مجموعا نحو يعجبني أيھم ھو قائم.
ثم إن أيا لھا أربعة أحوال:
أحدھا :أن تضاف ويذكر صدر صلتھا نحو :يعجبني أيھم ھو قائم.
الثاني :أن ال تضاف وال يذكر صدر صلتھا نحو :يعجبني أي قائم
الثالث :أن ال تضاف ويذكر صدر صلتھا نحو :يعجبني أي ھو قائم وف ي ھ ذه
األح وال الثالث ة تك ون معرب ة بالحرك ات ال ثالث نح و :يعجبن ي أيھ م ھ و ق ائم
ورأيت أيھم وھو ق ائم وم ررت ب أيھم ھ و ق ائم وك ذلك :أي ق ائم وأي ا ق ائم وأي
قائم وكذا :أي
__________
= وغيرن ي م ا غ ال قيس ا ومالك ا وعم را وحج را بالمش قر ألمع ا يري د :ال ذين
معه ،فاستعمل أل موصولة بمعنى الذين ،وھو أمر ال ش ئ في ه ،وأن ى بص لتھا
ظرفا ،وھو شاذ ،ف إن أل بجمي ع ض روبھا وأنواعھ ا مختص ة باالس ماء ،وق ال
الكسائي في ھذا البيت :إن الشاعر يري د " مع ا " ف زاد أل ) " (١أي " مبت دأ "
كما " جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر " وأعربت " الواو عاطفة ،أع رب:
فعل ماض مبني للمجھول ،والتاء تاء التأنيث ،ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه
جوازا تقديره ھي يعود على " أي " " ما " مصدرية ظرفية " لم " حرف نفي
وج زم " تض ف " فع ل مض ارع مبن ي للمجھ ول مج زوم بل م ،ونائ ب الفاع ل
ضمير مستتر فيه جوازا تقديره ھ ي يع ود عل ى " أي " " وص در " ال واو واو
الح ال ،ص در :مبت دأ ،وص در مض اف ووص ل م ن " وص لھا " مض اف إلي ه،
ووص ل مض اف والض مير مض اف إلي ه " ض مير " خب ر المبت دأ والجمل ة م ن
المبتدأ والخبر في محل نصب حال صاحبه الضمير المستتر في تض ف العائ د
على أي " انحذف " فعل ماض ،وفاعله ض مير مس تتر في ه ج وازا تق ديره ھ و
يعود على " ضمير " والتقدير :أي مثل ما -ف ي كونھ ا موص وال ص الحا لك ل
واحد من المفرد والمثنى والجمع م ذكرا ك ان أو مؤنث ا -وأعرب ت ھ ذه الكلم ة
مدة عدم إضافتھا في حال كون صدر صلتھا ضميرا محذوفا.
) - ١١شرح ابن عقيل (١
١٥٣
ھو قائم وأيا ھو قائم وأي ھو قائم.
الرابع :أن تضاف ويحذف صدر الصلة نحو يعجبني أيھم قائم ففي ھذه الحال ة
تبنى على الضم فتقول يعجبني أيھم قائم ورأي ت أيھ م ق ائم وم ررت ب أيھم ق ائم
وعليه قوله تعالىُ } :ث َّم َل َن ْن ِز َعنَّ ِمنْ ُك ِّل شِ ي َع ٍة أَ ُّي ُھ ْم أَ َش ُّد َع َلى الرَّ حْ َم ِن عِ ِت ّيا ً{ .
وقول الشاعر:
- ٣٣إذا ما لقيت بني مالك ...فسلم على أيھم أفضل
__________
- ٣٣ھ ذا البي ت ينس ب لغس ان ب ن وعل ة أح د الش عراء المخض رمين م ن بن ي
مرة بن عباد ،وأنشده أبو عمرو الشيباني ف ي كت اب الح روف ،واب ن االنب اري
في كتاب االنصاف ،وقال قبل إنشاده " :حكى أبو عم رو الش يباني ع ن غس ان
وھو أحد من تؤخذ عنھم اللغة من العرب -أنه أنشد " وذكر البيت.
االع راب " :إذا " ظ رف تض من معن ى الش رط " م ا " زائ دة " لقي ت " فع ل
وفاعل ،والجملة في محل جر بإضافة " إذا " إليھا ،وھي جمل ة الش رط " بن ي
" مفعول به
للقى ،وبني مضاف و" مال ك " مض اف إلي ه " فس لم " الف اء داخل ة ف ي ج واب
الشرط ،وسلم :فعل أمر ،وفاعله ضمير مستتر فيه وجوب ا تق ديره أن ت " عل ى
" ح رف ج ر " أيھ م " ي روى بض م " أي " وبج ره ،وھ و اس م موص ول عل ى
الحالين ،فعلى الضم ھو مبني ،وھو االكث ر ف ي مث ل ھ ذه الحال ة ،وعل ى الج ر
ھو معرب بالكسرة الظاھرة ،وعلى الحالين ھو مضاف والضمير مضاف إليه
" أفض ل " خب ر لمبت دأ مح ذوف ،والتق دير :ھ و أفض ل ،والجمل ة م ن المبت دأ
وخبره ال محل لھا صلة الموصول الذي ھو أي.
الش اھد في ه :قول ه " أيھ م أفض ل " حي ث أت ى ب أي مبني ا عل ى الض م -عل ى
الرواي ة المش ھورة الكثي رة ال دوران عل ى ألس نة ال رواة -لكون ه مض افا ،وق د
حذف صدر صلته وھو المبتدأ الذي قدرناه في إعراب البيت ،وھذا ھو م ذھب
س يبويه وجماع ة م ن البص ريين ف ي ھ ذه الكلم ة ،ي ذھبون إل ى أنھ ا ت أتى
موصولة ،وتكون مبنية إذا اجتمع فيھا أمران ،أحدھما أن تكون مض افة لفظ ا،
والثاني :أن يكون صدر صلتھا محذوفا ،فإذا ل م تك ن مض افة أص ال ،أو كان ت
١٥٤
مضافة لكن ذك ر ص در ص لتھا ،فإنھ ا تك ون معرب ة ،وذھ ب الخلي ل ب ن أحم د
ويونس بن حبيب -وھما شيخان من شيوخ سيبويه -إلى أن =
وھذا مستفاد من قوله وأعربت م ا ل م تض ف إل ى آخ ر البي ت أي وأعرب ت أي
إذا ل م تض ف ف ي حال ة ح ذف ص در الص لة ف دخل ف ي ھ ذه األح وال الثالث ة
السابقة وھي ما إذا أضيفت وذكر صدر الص لة أو ل م تض ف ول م ي ذكر ص در
الص لة أو ل م تض ف وذك ر ص در الص لة وخ رج الحال ة الرابع ة وھ ي م ا إذا
أضيفت وحذف صدر الصلة فإنھا ال تعرب حينئذ .
وبعضھم أعرب مطلقا وفي ...ذا الحذف أيا غير أي يقتفي )(١
إن يستطل وصل وإن لم يستطل ...فالحذف نزر وأبوا أن يختزل )(٢
__________
= أي ا ال تج ئ موص ولة ،ب ل ھ ي إم ا ش رطية وإم ا اس تفھامية ،ال تخ رج ع ن
ھذين الوجھين ،وذھب جماعة من الكوفيين إلى أنھا قد تأتى موصولة ،ولكنھ ا
معربة في جميع االحوال ،أضيفت أو لم تضف ،حذف صدر صلتھا أو ذكر.
) " (١وبعضھم " الواو لالس تئناف ،بع ض :مبت دأ ،وبع ض مض اف والض مير
مضاف إليه " أعرب " فعل م اض ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه ج وازا تق ديره
ھو يعود إل ى بع ض ،والجمل ة م ن أع رب وفاعل ه ف ي مح ل رف ع خب ر المبت دأ
الذي ھو بعض ھم " مطلق ا " ح ال م ن مفع ول ب ه الع رب مح ذوف ،والتق دير:
وبعضھم أعرب أيا مطلق ا " وف ي ذا " ج ار ومج رور متعل ق بقول ه " يقتف ي "
اآلتي " الحذف " بدل من اسم االشارة ،أو عطف بيان عليه ،أو نع ت ل ه " أي ا
" مفع ول ب ه لقول ه " يقتف ي " اآلت ي " غي ر " مبت دأ ،وغي ر مض اف و" أي "
مضاف إليه " يقتفي " فعل مضارع ،وفاعله ضمير مس تتر في ه ج وازا تق ديره
ھ و يع ود عل ى المبت دأ ،والجمل ة ف ي مح ل رف ع خب ر المبت دأ ،ومعن ى الك الم:
وبعض النحاة حكم بإعراب أي الموصولة في جميع االحوال ،وغير أي يقتفي
ويتبع أيا في جواز حذف صدر الصلة ،أذا كانت الصلة طويلة.
) " (٢إن " ش رطية " يس تطل " فع ل مض ارع مبن ي للمجھ ول فع ل الش رط "
وص ل " نائ ب فاع ل ليس تطل ،وج واب الش رط مح ذوف ي دل علي ه م ا قبل ه،
وتقديره :إن يستطل =
إن صلح الباقي لوصل مكمل ...والحذف عندھم كثير منجلي )(١
١٥٥
في عائد متصل إن انتصب ...بفعل أو وصف كمن نرجو يھب )(٢
يعني أن بعض العرب أعرب أيا مطلقا أي وإن أضيفت وحذف
__________
= وصل فغير أي يقتف ي أي ا " وإن " ال واو عاطف ة ،إن ش رطية " ل م " ح رف
نفي وجزم وقلب " يستطل " فعل مضارع مبني للمجھول مجزوم بلم ،وجملته
فعل الشرط ،ونائب
الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تق ديره ھ و يع ود إل ى " وص ل " " فالح ذف "
الفاء واقع ة ف ي ج واب الش رط ،والح ذف :مبت دأ " ن زر " خب ره ،والجمل ة ف ي
محل جزم ج واب الش رط " وأب وا " فع ل وفاع ل " أن " مص درية " يخت زل "
فع ل مض ارع مبن ي للمجھ ول منص وب ب أن ،وس كن للوق ف ،ونائ ب الفاع ل
ضمير مستتر فيه جوازا تقديره ھو يعود إلى " وص ل " والم راد أنھ م امتنع وا
عن تجويز الحذف ،وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول به البوا.
) " (١إن " ش رطية " ص لح " فع ل م اض فع ل الش رط مبن ي عل ى الف تح ف ي
مح ل ج زم ،وج واب الش رط مح ذوف ي دل علي ه م ا قبل ه ،والتق دير :إن ص لح
الباقي بعد الحذف للوصل فقد أب وا الح ذف " الب اقي " فاع ل ص لح " لوص ل "
ج ار ومج رور متعل ق بص لح " مكم ل " نع ت لوص ل " والح ذف " مبت دأ "
عن دھم " عن د :ظ رف متعل ق بالح ذف أو بكثي ر أو بمنجل ي ،وعن د مض اف
والض مير العائ د إل ى الع رب أو النح اة مض اف إلي ه " كثي ر " خب ر المبت دأ "
منجلي " خبر ثان ،أو نعت للخبر.
) " (٢في عائ د " ج ار ومج رور متعل ق بكثي ر أو بمنج ل ف ي البي ت الس ابق "
متصل " نعت لعائد " إن " شرطية " انتصب " فعل م اض فع ل الش رط مبن ي
على الف تح ف ي مح ل ج زم ،وس كن للوق ف ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه ج وازا
تق ديره ھ و يرج ع إل ى عائ د " بفع ل " ج ار ومج رور متعل ق بانتص ب " أو
وص ف " معط وف عل ى فع ل " كم ن " الك اف ج ارة ،ومجرورھ ا مح ذوف،
ومن :اسم موصول مبتدأ " نرجو " فعل مضارع ،مرفوع بض مة مق درة عل ى
الواو ،وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تق ديره نح ن ،ومفعول ه مح ذوف ،وھ و
العائد ،والتقدير كمن نرجوه ،والجملة ال محل لھا صلة " يھب " فعل مضارع
مرفوع لتجرده من الناصب والجازم ،وعالمة رفع ه الض مة الظ اھرة ،وس كن
١٥٦
للوقف ،وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره ھو يعود على " من " والجملة
في محل رفع خبر المبتدأ.
صدر
صلتھا فيقول يعجبني أيھم قائم ورأيت أيھم قائم وم ررت ب أيھم ق ائم وق د ق رئ
ثم لننزعن من كل شيعة أيھم أشد بالنصب وروى فسلم على أيھم أفضل بالجر
.
وأشار بقوله وفي ذا الح ذف إل ى آخ ره إل ى المواض ع الت ي يح ذف فيھ ا العائ د
على الموصول وھو إما أن يكون مرفوعا أو غيره فإن كان مرفوعا لم يحذف
إال إذا كان مبتدأ وخب ره مف رد نح و وھ و ال ذي ف ي الس ماء إل ه وأيھ م أش د ف ال
تقول جاءني اللذان قام وال اللذان ضرب لرفع األول بالفاعلي ة والث اني بالنياب ة
بل يقال قاما وضربا وأما المبتدأ فيحذف مع أي وإن ل م تط ل الص لة كم ا تق دم
من قولك يعجبني أيھم قائم ونحوه وال يحذف صدر الص لة م ع غي ر أي إال إذا
طالت الصلة نح و ج اء ال ذي ھ و ض ارب زي دا فيج وز ح ذف ھ و فتق ول ج اء
الذي ضارب زيدا ومنه قولھم م ا أن ا بال ذي قائ ل ل ك س وءا التق دير بال ذي ھ و
قائل لك سوءا فإن لم تط ل الص لة فالح ذف قلي ل وأج ازه الكوفي ون قياس ا نح و
جاء ال ذي ق ائم التق دير ج اء ال ذي ھ و ق ائم ومن ه قول ه تع الى تمام ا عل ى ال ذي
أحسن في قراءة الرفع والتقدير ھو أحسن(١) .
__________
) (١ذھب الكوفيون إلى أن ه يج وز ح ذف العائ د المرف وع باالبت داء مطلق ا ،أي
سواء أكان الموص ول أي ا أم غي ره ،وس واء أطال ت الص لة أم ل م تط ل ،وذھ ب
البصريون إلى جواز حذف ھذا العائد إذا ك ان الموص ول أي ا مطلق ا ،ف إن ك ان
الموصول غير أي ل م يجي زوا الح ذف إال بش رط ط ول الص لة ،ف الخالف ب ين
الف ريقين منحص ر فيم ا إذا ل م تط ل الص لة وك ان الموص ول غي ر أي ،فأم ا
الكوفيون فاستدلوا بالسماع ،فمن ذلك قراءة يحيى بن يعمر) :تمام ا عل ى ال ذي
أحسن( قالوا :التقدير على الذي ھو أحسن ،ومن ذلك قراءة مالك
ابن دين ار واب ن الس ماك) :إن ﷲ ال يس تحيي أن يض رب م ثال م ا بعوض ة فم ا
فوقھا( قالوا :التقدير :مثال الذي ھو بعوضة فما فوقھا ،ومن ذلك قول الشاعر:
=
١٥٧
وق د ج وزوا ف ي الس يما زي د إذا رف ع زي د أن تك ون م ا موص ولة وزي د خب را
لمبتدأ محذوف والتقدير السي الذي ھو زيد فحذف العائد الذي ھو المبتدأ وھ و
قولك ھو وجوبا فھذا موضع حذف في ه ص در الص لة م ع غي ر أي وجوب ا ول م
تطل الصلة وھو مقيس وليس بشاذ(١).
__________
= ال تنو إال الذي خير ،فما شقيت إال نف وس االل ى للش ر ناوون ا ق الوا :التق دير
ال تنو إال الذي ھو خير ،ومن ذلك قول اآلخ ر :م ن يع ن بالحم د ل م ينط ق بم ا
سفه وال يحد عن سبيل المجد والكرم قالوا :تقدير ھ ذا البي ت :م ن يع ن بالحم د
ل م ينط ق بال ذي ھ و س فه ،وم ن ذل ك ق ول ع دي ب ن زي د العب ادي :ل م أر مث ل
الفتيان في غبن االيام يدرون ما عواقبھا قالوا :ما موصولة ،والتق دير :ي درون
الذي ھو عواقبھا.
وبعض ھذه الشواھد يحتمل وجوھا من االعراب غير الذي ذك روه ،فم ن ذل ك
أن " م ا " ف ي اآلي ة الثاني ة يج وز أن تك ون زائ دة ،وبعوض ة خب ر مبت دأ
مح ذوف ،وم ن ذل ك أن " م ا " ف ي بي ت ع دي ب ن زي د يحتم ل أن تك ون
استفھامية مبتدأ ،وما بعدھا خبر ،والجملة في محل نصب مفع ول ب ه لي درون،
وقد علق عنھا النھا مصدرة باالستفھام ،والكالم يط ول إذا نح ن تعرض نا لك ل
واحد من ھذه الشواھد ،فلنجتزئ لك باالشارة.
) (١االسم الواقع بعد " ال س يما " إم ا معرف ة ،ك أن يق ال ل ك :أك رم العلم اء ال
سيما الصالح منھم ،وإما نكرة ،كما في قول امرئ القيس:
أال رب يوم صالح لك منھما وال سيما يوم بدارة جلجل ف إن ك ان االس م الواق ع
بعد " السيما " نكرة ج از في ه ثالث ة أوج ه :الج ر ،وھ و أعالھ ا ،والرف ع وھ و
أقل من الجر ،والنصب ،وھو أقل االوجه الثالثة.
فأم ا الج ر فتخريج ه عل ى وجھ ين ،أح دھما :أن تك ون " ال " نافي ة للج نس و"
سي " اسمھا منصوب بالفتحة الظاھرة ،و" ما " زائدة ،وسي مضاف ،و" يوم
" مض اف إلي ه ،وخب ر ال مح ذوف ،والتق دير :وال مث ل ي وم ب دارة جلج ل
موجود ،والوجه الث اني أن تك ون " ال " نافي ة للج نس أيض ا ،و" س ي " اس مھا
منصوب بالفتحة الظاھر ،وھو مضاف و" م ا " نك رة غي ر موص وفة مض اف
إليه مبني على السكون في محل جر ،و" يوم " بدل من ما.
١٥٨
وأما الرفع فتخريجه على وجھين أيضا ،أحدھما :أن تكون " ال " نافية للج نس
أيضا و" سي " اسمھا ،و" ما " نك رة موص وفة مبن ي عل ى الس كون ف ي مح ل
جر بإضافة " سي " إليھا ،و" ي وم " خب ر مبت دأ مح ذوف ،والتق دير :ھ و ي وم،
وخب ر ال مح ذوف ،وكأن ك قل ت :وال مث ل ش ئ عظ يم ھ و ي وم ب دارة جلج ل
موجود ،والوجه الثاني ،أن تكون " ال " نافية للجنس أيضا ،و" س ي " اس مھا،
و" ما " موصول اسمي بمعنى الذي مبني على السكون في مح ل ج ر بإض افة
" سي " إلي ه ،و" ي وم " خب ر مبت دأ مح ذوف ،والتق دير ھ و ي وم ،والجمل ة م ن
المبت دأ والخب ر ال مح ل لھ ا م ن االع راب ص لة الموص ول ،وخب ر " ال "
محذوف ،وكأنك قلت :وال مثل الذي ھو يوم بدارة جلجل موجود.
وھذا الوجه ھو الذي أشار إليه الشارح.
وأما النصب فتخريجه على وجھين أيضا ،أحدھما :أن تكون " ما " نكرة غي ر
موص وفة وھ و مبن ي عل ى الس كون ف ي مح ل ج ر بإض افة " س ي " إليھ ا ،و"
يوما " مفعول به لفعل محذوف ،وكأن ك قل ت :وال مث ل ش ئ أعن ي يوم ا ب دارة
جلجل ،وثانيھما :أن
تكون " ما " أيضا نكرة غير موصوفة وھو مبني على الس كون ف ي مح ل ج ر
باالضافة ،و" يوما " تمييز لھا.
وإن كان االسم الواقع بعدھا معرفة كالمثال الذي ذكرن اه فق د أجمع وا عل ى أن ه
يجوز فيه الجر والرفع ،واختلفوا في جواز النص ب ،فم ن جعل ه بإض مار فع ل
أجاز كما أجاز في النكرة ،ومن جعل النصب على التميي ز وق ال إن التميي ز ال
يكون إال نكرة منع النصب في المعرفة ،النه ال يج وز عن ده أن تك ون تميي زا،
ومن جعل نصبه على التمييز وجوز أن يك ون التميي ز معرف ة كم ا ھ و م ذھب
جماعة الكوفيين جوز نصب المعرفة بعد " سيما ".
والحاصل أن نصب المعرفة بعد " السيما " ال يمتنع إال بشرطين :التزام ك ون
المنصوب تمييزا ،والتزام كون التمييز نكرة.
وأش ار بقول ه وأب وا أن يخت زل إن ص لح الب اقي لوص ل مكم ل إل ى أن ش رط
حذف صدر الصلة أن ال يك ون م ا بع ده ص الحا ألن يك ون ص لة كم ا إذا وق ع
بع ده جمل ة نح و ج اء ال ذي ھ و أب وه منطل ق أو ھ و ينطل ق أو ظ رف أو ج ار
ومجرور تامان نحو ج اء ال ذي ھ و عن دك أو ھ و ف ي ال دار فإن ه ال يج وز ف ي
ھذه المواضع حذف صدر الصلة فال تقول ج اء ال ذي أب وه منطل ق تعن ي ال ذي
١٥٩
ھو أبوه منطلق ألن الك الم ي تم دون ه ف ال ي درى أح ذف من ه ش يء أم ال؟ وك ذا
بقية األمثلة المذكورة وال فرق في ذلك بين أي وغيرھا ف ال تق ول ف ي يعجبن ي
أيھ م ھ و يق وم يعجبن ي أيھ م يق وم ألن ه ال يعل م الح ذف وال يخ تص ھ ذا الحك م
بالضمير إذا كان مبتدأ ب ل الض ابط أن ه مت ى احتم ل الك الم الح ذف وعدم ه ل م
يج ز ح ذف العائ د وذل ك كم ا إذا ك ان ف ي الص لة ض مير غي ر ذل ك الض مير
المحذوف صالح لع وده عل ى الموص ول نح و ج اء ال ذي ض ربته ف ي داره ف ال
يجوز ح ذف الھ اء م ن ض ربته ف ال تق ول ج اء ال ذي ض ربت ف ي داره ألن ه ال
يعلم المحذوف.
وبھذا يظھر لك ما في كالم المصنف من اإلبھام فإنه لم يبين أنه متى صلح م ا
بعد الضمير ألن يكون صلة ال يحذف سواء أكان الضمير مرفوعا أو منصوبا
أو مجرورا وسواء أكان الموصول أيا أم غيرھا ب ل ربم ا يش عر ظ اھر كالم ه
ب أن الحك م مخص وص بالض مير المرف وع وبغي ر أي م ن الموص والت ألن
كالم ه ف ي ذل ك واألم ر ل يس ك ذلك ب ل ال يح ذف م ع أي وال م ع غيرھ ا مت ى
ص لح م ا بع دھا ألن يك ون ص لة كم ا تق دم نح و ج اء ال ذي ھ و أب وه منطل ق
ويعجبني أيھم ھو أبوه منطلق وكذلك المنصوب والمج رور نح و ج اءني ال ذي
ضربته في داره ومررت بالذي مررت به في داره ويعجبني أيھم ض ربته ف ي
داره ومررت بأيھم مررت به في داره.
وأشار بقوله :والحذف عندھم كثير منجلي إلى آخره إلى العائد المنصوب.
وشرط جواز حذفه أن يك ون متص ال منص وبا بفع ل ت ام أو بوص ف نح و ج اء
الذي ضربته والذي أنا معطيكه درھم.
فيج وز ح ذف الھ اء م ن ض ربته فتق ول ج اء ال ذي ض ربت ومن ه قول ه تع الى:
ت َوحِيداً{ وقوله تعالى} :أَ َھ َذا الَّ ذِي َب َع َ
ث ﷲُ َر ُس والً{ التق دير } َذرْ نِي َو َمنْ َخ َل ْق ُ
خلقته وبعثه ) (١وكذلك يجوز حذف الھاء من معطيكه فتقول الذي أنا معطيك
درھم ومنه قوله:
- ٣٤ما ﷲ موليك فضل فاحمدنه به ...فما لدى غيره نفع وال ضرر
تقديره :الذي ﷲ موليكه فضل فحذفت الھاء.
١٦٠
__________
) (١لم يذكر الشارح ش يئا م ن الش واھد م ن الش عر العرب ي عل ى ج واز ح ذف
العائ د المنص وب بالفع ل المتص رف ،ب ل اكتف ى ب ذكر اآليت ين الك ريمتين ،الن
مجيئه في القرآن دليل على كثرة استعماله في الفصيح ،وم ن ذل ك ق ول ع روة
بن حزام :وما ھو إال أن أراھا فجاءة فأبھت حتى ما أكاد أجيب وأص رف ع ن
)وجھي( ؟ الذي كنت أرتئ ي وأنس ى ال ذي أع ددت ح ين أجي ب أراد أن يق ول:
أص رف ع ن وجھ ي ال ذي كن ت أرتئي ه ،وأنس ى ال ذي أعددت ه ،فح ذف العائ د
المنصوب بأرتئي وبأعددت ،وكل منھما فع ل ت ام متص رف - ٣٤ :ھ ذا البي ت
من الشواھد التي ذكروھا ولم ينسبوھا إلى قائل معين.
اللغ ة " :مولي ك " اس م فاع ل م ن أواله النعم ة ،إذا أعط اه إياھ ا " فض ل "
إحسان.
المعنى :الذي يمنحك ﷲ من النعم فضل منه عليك ،ومنة جاءتك من عن ده م ن
غير أن تستوجب عليه سبحانه شيئا من ذلك ،فاحمد ربك عليه ،واعلم أنه ھو
الذي ينفعك ويضرك ،وأن غيره ال يملك لك شيئا من نفع أو ضر.
االعراب " :ما " أسم موصول مبتدأ " ﷲ " مبتدأ " موليك " م ولى :خب ر ع ن
لفظ الجالل ة ،ول ه فاع ل مس تتر في ه عائ د عل ى االس م الك ريم ،والك اف ض مير
المخاطب مبني على الفتح في محل ج ر باالض افة ،وھ و المفع ول االول ،ول ه
مفعول ثان محذوف وھ و العائ د عل ى الموص ول ،والتق دير :موليك ه ،والجمل ة
من المبتدأ والخبر ال محل لھا من االعراب صلة الموصول " خير " خبر عن
" ما " الموصولة " فاحمدنه " الفاء عاطفة ،احمد :فعل أمر.
وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أن ت ،والن ون ن ون التوكي د ،والض مير
الب ارز المتص ل مفع ول ب ه " ب ه " ج ار ومج رور متعل ق باحم د " فم ا " الف اء
للتعليل ،وما :نافية تعمل عمل ليس " لدى " ظرف متعلق بمحذوف خب ر " م ا
" مقدم على اسمھا ،وجاز تقديمه النه ظرف يتوسع فيه ،ولدى مض اف وغي ر
م ن " غي ره " مض اف إلي ه ،وغي ر مض اف وض مير الغائ ب العائ د عل ى ﷲ
مض اف إلي ه " نف ع " اس م " م ا " م ؤخر " وال " ال واو عاطف ة ،وال :نافي ة "
ضرر " معطوف على نف ع ،ويج وز أن تك ون " م ا " نافي ة مھمل ة ،و" ل دى "
متعلق بمحذوف خبر مقدم ،و" نفع " مبتدأ مؤخر.
١٦١
الش اھد في ه :قول ه " :م ا ﷲ مولي ك " حي ث ح ذف الض مير العائ د عل ى االس م
الموصول النه منصوب بوصف ،وھذا الوصف اسم فاعل ،وأصل الك الم :م ا
ﷲ موليكه ،أي :الشئ الذي ﷲ تعالى معطيكه ھو فضل وإحسان منه عليك.
واعلم أنه يشترط في حذف العائد المنصوب بالوص ف أال يك ون ھ ذا الوص ف
صلة الل فإن كان الوصف صلة الل كان الحذف شاذا ،كما ف ي ق ول الش اعر:
م ا المس تفز الھ وى محم ود عاقب ة ول و أت يح ل ه ص فو ب ال ك در ك ان ينبغ ي أن
يق ول :م ا المس تفزة الھ وى محم ود عاقب ة ،فح ذف الض مير المنص وب م ع أن
ناصبه ص لة الل ،ومثل ه ق ول اآلخ ر :ف ي المعق ب البغ ي أھ ل البغ ي م ا ينھ ى
امرأ حازما أن يسأما أراد أن يقول :في المعقبه البغي ،فلم يتسع له.
وإنما يمتنع حذف المنص وب بص لة أل إذا ك ان ھ ذا المنص وب عائ دا عل ى أل
نفسھا ،النه ھو الذي يدل على اسمية أل ،فإذا حذف زال الدليل على ذلك.
وك الم المص نف يقتض ي أن ه كثي ر ول يس ك ذلك ب ل الكثي ر حذف ه م ن الفع ل
المذكور وأما مع الوصف فالحذف منه قليل.
فإن كان الضمير منفصال ) (١لم يجز الحذف نحو جاء ال ذي إي اه ض ربت ف ال
يجوز حذف إي اه وك ذلك يمتن ع الح ذف إن ك ان متص ال منص وبا بغي ر فع ل أو
وصف وھو الحرف نحو :جاء الذي إنه منطلق
فال يجوز حذف
__________
) (١الذي ال يجوز حذفه ھو الضمير الواجب االنفصال ،فأم ا الض مير الج ائز
االنفصال فيجوز حذفه ،وإنما يك ون الض مير واج ب االنفص ال إذا ك ان مق دما
على عامله كما في المثال الذي ذكره الشارح ،أو ك ان مقص ورا علي ه كقول ك:
جاء الذي م ا ض ربت إال إي اه ،والس ر ف ي ع دم ج واز حذف ه حينئ ذ أن غ رض
المتكلم يف وت بس بب حذف ه ،أال ت رى أن ك إذا قل ت " ج اء ال ذي إي اه ض ربت "
ك ان المعن ى :ج اء ال ذي ض ربته ول م أض رب س واه ،ف إذا قل ت " ج اء ال ذي
ضربت " صار غير دال على أنك لم تضرب سواه ،وكذلك الحال في قول ك "
جاء الذي ما ضربت إال إياه " فإنه يدل على أن ك ق د ض ربت ھ ذا الج ائي ول م
تض رب غي ره ،ف إذا قل ت " :ج اء ال ذي م ا ض ربت " دل الك الم عل ى أن ك ل م
تضرب ھذا الجائي فحسب.
١٦٢
فأم ا المنفص ل ج وازا فيج وز حذف ه ،وال دليل عل ى ذل ك ق ول الش اعر :م ا ﷲ
موليك فضل فاحمدنه به فإن التقدير يجوز أن يكون " ما ﷲ موليك ه " ويج وز
أن يكون " م ا ﷲ مولي ك إي اه " وق د عرف ت فيم ا س بق )ف ي مباح ث الض مير(
السر في جواز الوجھين ،ومما ي دل عل ى ج واز ح ذف الج ائز االنفص ال ق ول
ﷲ تع الى) :ف اكھين بم ا آت اھم ربھ م( فإن ه يج وز أن ي دون التق دير " بال ذي
آت اھموه ربھ م " وأن يك ون التق دير " بال ذي آت اھم إي اه ربھ م " والث اني أول ى،
فيحم ل علي ه تق دير اآلي ة الكريم ة ،وك ذلك ق ول ﷲ تع الى) :ومم ا رزقن اھم
ينفقون( فإنه يجوز أن يكون التق دير " وم ن ال ذي رزقن اھموه " كم ا يج وز أن
يكون التقدير " ومن الذي رزقناھم إياه ".
الھاء ) (١وكذلك يمتنع الحذف إذا كان منصوبا متصال بفعل ن اقص نح و ج اء
الذي كأنه زيد .
كذاك حذف ما بوصف خفضا ...كأنت قاض بعد أمر من قضى )(٢
كذا الذي جر بما الموصول جر ...ك مر بالذي مررت فھو بر )(٣
__________
) (١إنم ا ق ال الش ارح " ف ال يج وز ح ذف الھ اء " إش ارة إل ى أن الممن وع ھ و
حذف الضمير المنصوب بالحرف م ع إبق اء الح رف ،فأم ا إذا ح ذفت الض مير
والحرف الناصب له جميعا فإنه ال يمتنع ،ومن ذل ك ق ول ﷲ س بحانه وتع الى:
)أين شركائي الذين كنتم تزعمون( ھ ذا إذا ق درت أص ل الك الم :أي ن ش ركائي
الذين كنتم تزعمون أنھم شركائي ،على حد قول كثير :وقد زعمت أني تغيرت
بع دھا وم ن ذا ال ذي ي ا ع ز ال يتغي ر ؟ ف إن ق درت االص ل " ال ذين كن تم
تزعمونھم شركائي " لم يكن من ھذا النوع.
) " (٢كذاك " الج ار والمج رور متعل ق بمح ذوف خب ر مق دم ،والك اف ح رف
خطاب " حذف " مبتدأ مؤخر ،وحذف مضف و" م ا " اس م موص ول مض اف
إليه مبني على السكون في محل جر " بوصف " ج ار ومج رور متعل ق بقول ه
" خفض " اآلتي " خفضا " خفض :فعل ماض مبني للمجھول ،ونائ ب الفاع ل
ضمير مستتر فيه جوازا تقديره ھو يعود على " ما " والجملة ال محل لھ ا م ن
االعراب صلة " كأنت " الكاف جارة لقول محذوف ،أي كقولك ،أنت :مبت دأ "
قاض " خبر المبتدأ " بع د " ظ رف متعل ق بمح ذوف نع ت للق ول ال ذي ق درناه
مج رورا بالك اف ،وبع د مض اف و" أم ر " مض اف إلي ه " م ن قض ى " ج ار
١٦٣
ومج رور متعل ق بمح ذوف نع ت الم ر ،أي :بع د فع ل أم ر مش تق م ن م ادة
قضى ،يشير إلى قوله تعالى) :فاقض ما أنت قاض( كما قال الشارح.
) " (٣كذا " جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم " الذي " اسم موصول
مبتدأ مؤخر " جر " فعل ماض مبني للمجھ ول ،ونائ ب الفاع ل ض مير مس تتر
فيه جوازا تقديره ھو يع ود عل ى " ال ذي " والجمل ة ال مح ل لھ ا ص لة " بم ا "
جار ومجرور متعلق =
لما فرغ من الكالم على الض مير المرف وع والمنص وب ش رع ف ي الك الم عل ى
المجرور وھو إما أن يكون مجرورا باإلضافة أو بالحرف.
فإن كان مجرورا باإلضافة لم يح ذف إال إذا ك ان مج رورا بإض افة اس م فاع ل
بمعنى الحال أو االستقبال نحو ج اء ال ذي أن ا ض اربه اآلن أو غ دا فتق ول ج اء
الذي أنا ضارب بحذف الھاء وإن كان مجرورا بغير ذلك لم يح ذف نح و ج اء
الذي أنا غالمه أو أنا مضروبه أو أنا ض اربه أم س وأش ار بقول ه كأن ت ق اض
اض{ التق دير م ا أن ت قاض يه فح ذفت الھ اء ض َم ا أَ ْن َ
ت َق ٍ إلى قوله تعالىَ } :فا ْق ِ
وكأن المصنف استغنى بالمثال ع ن أن يقي د الوص ف بكون ه اس م فاع ل بمعن ى
الحال أو االستقبال.
وإن كان مجرورا بحرف فال يحذف إال إن دخ ل عل ى الموص ول ح رف مثل ه
لفظا ومعنى واتفق العامل فيھما مادة نحو مررت بالذي مررت به أو أنت مار
به فيجوز ح ذف الھ اء فتق ول م ررت بال ذي م ررت ق ال ﷲ تع الىَ } :و َي ْش َربُ
ُون{ أي منه وتقول مررت بالذي أنت مار أي به ومنه قوله: ِممَّا َت ْش َرب َ
__________
= بالفعل الذي قبله " الموصول " مفعول مقدم لجر اآلتي " جر " فعل ماض،
وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره ھو يعود على " ما " والجمل ة ال مح ل
لھ ا ص لة " كم ر " الك اف ج ارة لق ول مح ذوف ،وھ ي ومجرورھ ا يتعلق ان
بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف ،أي :وذلك كائن كقولك ،مر :فع ل أم ر ،وفاعل ه
ض مير مس تتر في ه وجوب ا تق ديره أن ت " بال ذي " ج ار ومج رور متعل ق بم ر
السابق " مررت " فعل وفاعل ،والجملة ال محل
١٦٤
لھا صلة ،والعائد مح ذوف تق ديره " ب ه " وقول ه " :فھ و ب ر " الف اء واقع ة ف ي
جواب شرط محذوف ،وھو :ض مير منفص ل مبت دأ ،ب ر :خب ر المبت دأ ،وجمل ة
المبتدأ وخبره في محل جزم جواب ذلك الشرط المحذوف.
- ٣٥وقد كنت تخفي حب سمراء حقبة ...
فبح الن منھا بالذي أنت بائح أي أنت بائح به.
__________
- ٣٥ھذا البيت لعنترة بن شداد العبسي ،الشاعر المشھور والفارس الم ذكور،
م ن كلم ة مطلعھ ا :طرب ت وھاجت ك الظب اء الس وانح غ داة غ دت منھ ا س نيح
وبارح تغالت بي االشواق حتى كأنما بزندين في جوفي من الوجد ق ادح اللغ ة:
" طربت " الطرب :خفة تعتريك من سرور أو حزن " ھاجتك " أثارت ھمك،
وبعثت شوقك " الظباء " جمع ظبى " السوانح " جمع سانح ،وھو ما أتاك عن
يمينك فوالك مياسره من ظبى أو طير أو غيرھما ،ويقال ل ه :س نيح " ب ارح "
ھو ضد السانح ،وھو ما أتاك ع ن يس ارك ف والك ميامن ه " ق ادح " اس م فاع ل
من قدح الزند قدحا ،إذا ضربه لتخ رج من ه الن ار " حقب ة " -بكس ر فس كون -
في االصل تطلق على ثمانين عام ا ،وق د أراد بھ ا الم دة الطويل ة " ف بح " أم ر
من " باح باالمر يبوح به " :أي أعلنه وأظھره " الن " أي اآلن ،فحذف ھمزة
الوصل والھمزة التي بعدم الالم ،ث م ف تح ال الم لمناس بة االل ف ،وقي ل :ب ل ھ ي
لغة في اآلن ،ومثله قول جرير بن عطية :أالن وقد نزعت إلى نمير فھذا ح ين
صرت لھم عذابا وقول اآلخر :أال ي ا ھن د ھن د بن ي عمي ر أرث الن وص لك أم
جديد ؟
وقول أشجع السلمي :أالن استرحنا واستراحت ركابنا وأمسك من يج دي وم ن
ك ان يجت دي وروى االعل م بي ت الش اھد :تعزي ت ع ن ذك رى س مية حقب ة ف بح
عن ك منھ ا بال ذي أن ت ب ائح وأنش ده االخف ش كم ا ف ي الش رح ،وھ و ك ذلك ف ي
المشھور من شعر عنترة.
االعراب " :قد " حرف تحقيق " كنت " كان :فعل ماض ناقص ،وتاء =
فإن اختلف الحرفان لم يجز الحذف نحو مررت بالذي غضبت عليه فال يج وز
حذف عليه وكذلك مررت بالذي مررت به على زيد ف ال يج وز ح ذف ب ه من ه
الختالف معنى الحرفين ألن الباء الداخل ة عل ى الموص ول لإللص اق والداخل ة
١٦٥
على الضمير للسببية وإن اختلف العامالن ل م يج ز الح ذف أيض ا نح و م ررت
بالذي فرحت به فال يجوز حذف به.
وھ ذا كل ه ھ و المش ار إلي ه بقول ه ك ذا ال ذي ج ر بم ا الموص ول ج ر أي ك ذلك
يحذف الضمير الذي جر بمثل ما جر الموصول به ) (١نحو:
مررت
__________
= المخاطب اس مه مبن ي عل ى الف تح ف ي مح ل رف ع " تخف ي " فع ل مض ارع،
وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ،والجملة من تخفي وفاعله خبر "
كان " في محل نصب " حب " مفعول به لتخفي ،وح ب مض اف و" س مراء "
مضاف إليه " حقب ة " ظ رف زم ان متعل ق بتخف ي " ف بح " فع ل أم ر ،وفاعل ه
ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت " الن " ظرف زمان متعلق ب بح " بال ذي
" جار ومجرور متعلق ببح أيضا " أنت بائح " مبتدأ وخبر ،والجمل ة منھم ا ال
مح ل لھ ا ص لة الموص ول المج رور مح ال بالب اء ،والعائ د مح ذوف ،وتق دير
الكالم :فبح اآلن بالذي أنت بائح به.
الش اھد في ه :قول ه " بال ذي أن ت ب ائح " حي ث استس اغ الش اعر ح ذف العائ د
المجرور على الموصول من جملة الصلة ،لكونه مجرورا بمثل الح رف ال ذي
جر الموصول وھ و الب اء والعام ل ف ي الموص ول متح د م ع العام ل ف ي العائ د
مادة :االول " بح " والثاني " ب ائح " ومعن ى :النھم ا جميع ا م ن الب وح بمعن ى
االظھار واالعالن.
) (١ومثله أن يكون الموصول وصفا الس م ،وق د ج ر ھ ذا الموص وف بح رف
مثل الذي مع العائ د ،ومن ه ق ول كع ب ب ن زھي ر :إن تع ن نفس ك ب االمر ال ذي
عنيت نفوس قوم سموا تظفر بما ظفروا ال تركنن إلى االمر الذي ركنت أبن اء
يعصر حين اضطرھا القدر =
بال ذي م ررت فھ و ب ر أي ال ذي م ررت ب ه فاس تغنى بالمث ال ع ن ذك ر بقي ة
الشروط التي سبق ذكرھا(١) .
__________
= ففي كل بيت من ھذين البيتين شاھد لما ذكرناه.
١٦٦
أما البيت االول فإن الشاھد فيه قول ه " ب االمر ال ذي عني ت " ف إن التق دير في ه:
ب االمر ال ذي عني ت ب ه ،فح ذف المج رور ث م الج ار ،لك ون الموص وف
بالموصول مجرورا بمثل الذي جر ذلك العائد.
وأم ا البي ت الث اني فالش اھد في ه قول ه " إل ى االم ر ال ذي ركن ت " ف إن تق دير
الكالم :إلى االمر الذي ركنت إلي ه ،فح ذف المج رور ،ث م ح ذف الج ار ،لك ون
الموصوف -وھو االمر -مجرورا بح رف مماث ل للح رف ال ذي ج ر ب ه ذل ك
العائد.
١٦٧
المعرف بأداة التعريف
أل حرف تعريف أو الالم فقط ...فنمط عرفت قل فيه النمط )(١
اختلف النحويون في حرف التعريف ف ي الرج ل ونح وه فق ال الخلي ل المع رف
ھ و أل وق ال س يبويه ھ و ال الم وح دھا ف الھمزة عن د الخلي ل ھم زة قط ع وعن د
سيبويه ھمزة وصل اجتلبت للنطق بالساكن )(٢
__________
) " (١أل " مبت دأ " ح رف " خب ر المبت دأ ،وح رف مض اف و" تعري ف "
مضاف إليه " أو " عاطفة " الالم " مبتدأ ،وخبره محذوف يدل علي ه م ا قبل ه،
والتقدير :أو الالم حرف تعريف " فقط " الف اء ح رف زائ د )لت زيين( ؟ اللف ظ،
وقط :اسم بمعنى حسب -أي كاف -حال من " الالم " وتقدير الكالم :أو الالم
حال كونه كافيك ،أو الفاء داخلة في جواب شرط مح ذوف و" ق ط " عل ى ھ ذا
إما اسم فعل أمر بمعنى انته ،وتقدير الكالم " إذا عرفت ذلك فانته " وإم ا اس م
بمعنى كاف خبر لمبتدأ محذوف ،أي إذا عرفت ذلك فھو كافيك ،وقوله " نم ط
" مبتدأ " عرفت " فعل وفاعل ،والجملة في محل رفع نعت لنمط " ق ل " فع ل
أمر ،وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ،والجملة في محل رفع خب ر
المبت دأ " في ه " ج ار ومج رور متعل ق بق ل " ال نمط " مفع ول ب ه لق ل ،الن ه
مقصود لفظ ه ،وقي ل :إن " عرف ت " فع ل ش رط ح ذفت أدات ه ،وجمل ة " ق ل "
جواب الشرط حذفت منه الف اء ،والتق دير :نم ط إن عرفت ه فق ل في ه ال نمط ،أي
إن أردت تعريفه ،وجملة الشرط وجوابه على ھذا خبر المبت دأ ،وھ و تكل ف ال
داعي له.
) (٢ذھب الخليل إلى أن أداة التعري ف ھ ي " أل " برمتھ ا ،وأن الھم زة ھم زة
أص لية ،وأنھ ا ھم زة قط ع ،ب دليل أنھ ا مفتوح ة ،إذ ل و كان ت ھم زة وص ل
لكسرت ،الن االصل في ھمزة الوصل الكسر ،وال تفتح أو تضم إال لع ارض،
وليس ھنا عارض يقتضي ضمھا أو فتحھا ،وبقي عليه أن يجيب عما دعا إل ى
جعلھا في االستعمال ھمزة وصل - ١٢) = ،شرح ابن عقيل (١
واأللف والالم المعرفة تكون للعھد كقولك لقي ت رج ال فأكرم ت الرج ل وقول ه
ص ى ِفرْ َع ْونُ الرَّ ُس و َل{ والس تغراقتعالىَ } :ك َما أَرْ َس ْل َنا إِ َلى ِفرْ َع ْو َن َرسُوالً َف َع َ
الجنس نحو إن اإلنسان لفي خسر وعالمتھا أن يصلح موضعھا ك ل ولتعري ف
الحقيقة نحو الرجل خير من المرأة أي ھذه الحقيقة خير من ھذه الحقيقة.
١٦٨
وال نمط ض رب م ن البس ط والجم ع أنم اط مث ل س بب وأس باب وال نمط أيض ا
الجماعة من الناس الذين أمرھم واحد كذا قاله الجوھري .
وقد تزاد الزما :كالالت ...واآلن والذين ثم الالت )(١
والضطرار :كبنات األوبر ...كذا وطبت النفس يا قيس السري )(٢
__________
= والجواب عنده أنھا إنما صارت ھمزة وصل في االستعمال ،لقصد التخفيف
الذي اقتضاه كثرة استعمال ھذا اللفظ.
وذھب سيبويه رحم ه ﷲ إل ى أن أداة التعري ف ھ ي ال الم وح دھا ،وأن الھم زة
زائدة ،وأنھا ھمزة وصل أتى بھا توصال إلى النطق بالساكن ،ف إن قي ل :فلم اذا
أتى بالھمزة ليتوص ل بھ ا إل ى النط ق بالس اكن ول م تتح رك ال الم ؟ أجي ب ع ن
ذلك بأنھا لو حركت لكانت إما أن تحرك بالكسر فتلت بس ب الم الج ر ،أو ب الفتح
فتلتبس بالم االبتداء ،أو بالضم فتكون مما ال نظير له في العربية ،فالجل ذل ك
ع دل ع ن تحري ك ال الم ،وأبقي ت عل ى أص ل وض عھا ،وج ئ بھم زة الوص ل
قبلھا.
) " (١قد " حرف تقليل " تزاد " فعل مضارع مبني للمجھ ول ،ونائ ب الفاع ل
ض مير مس تتر في ه ج وازا تق ديره ھ ي يع ود إل ى " أل " " الزم ا " ح ال م ن
مصدر الفعل السابق ،وتقديره :تزاد حال كون الزيد الزما ،وقي ل :ھ و مفع ول
مطلق ،وھو
وصف لمصدر محذوف :أي زيدا الزما ،وأنكر ھذا ابن ھش ام عل ى المع ربين
" ك الالت " ج ار ومج رور متعل ق بمح ذوف خب ر لمبت دأ مح ذوف ،والتق دير:
وذلك كائن كالالت " واآلن ،والذين ،ثم الالت " معطوفات على الالت.
) " (٢الضطرار " جار ومجرور متعلق بت زاد " كبن ات " الك اف ج ارة لق ول
=
ذكر المصنف في ھذين البيتين أن األلف وال الم ت أتي زائ دة وھ ي ف ي زيادتھ ا
على قسمين الزمة وغير الزمة.
ثم مثل الزائدة الالزمة ب الالت ) (١وھو اسم صنم ك ان بمك ة وب اآلن وھ و
ظرف زمان مبني على الفتح ) (٢واختلف في األلف والالم الداخلة عليه
١٦٩
__________
= مح ذوف ،وھ ي ومجرورھ ا يتعلق ان بمح ذوف خب ر لمبت دأ مح ذوف ،أي:
وذلك كائن كقولك إلخ ،وبنات مضاف و" االوبر " مض اف إلي ه " ك ذا " ج ار
ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ من مادة القول مح ذوف أيض ا " طب ت "
فع ل وفاع ل " ال نفس " تميي ز " ي ا " ح رف ن داء " ق يس " من ادى مبن ي عل ى
الض م ف ي مح ل نص ب " الس ري " نع ت ل ه ،وتق دير الك الم :وقول ك " :طب ت
النفس يا قيس " كذلك.
) (١مث ل ال الت ك ل عل م قارن ت " أل " وض عه لمعن اه العلم ي ،س واء أك ان
م رتجال أم ك ان منق وال ،فمث ال المرتج ل م ن االع الم الت ي فيھ ا " أل " وق د
قارنت وضعه :السموأل ،وھو اسم شاعر جاھلي مشھور يضرب به المثل ف ي
الوفاء ،ومثال المنقول من االعالم التي فيھا " أل " وقد قارنت وض عه للعلمي ة
أيضا :العزى ،وھو في االص ل مؤن ث االع ز وص ف م ن الع زة ،ث م س مى ب ه
صنم أو شجرة كانت غطفان تعبدھا ،ومنه الالت ،وھو في االص ل اس م فاع ل
من لت الس ويق بلت ه ،ث م س مى ب ه ص نم ،وأص له بتش ديد الت اء ،فلم ا س مى ب ه
خففت تاؤه ،الن االعالم كثيرا ما يغي ر فيھ ا ،ومن ه " اليس ع " ف إن أص له فع ل
مضارع ماضيه وسع ثم سمى به.
) (٢أكثر النحاة على أن " اآلن " مبني على الفتح ،ثم اختلفوا في سبب بنائه ؟
فذھب قوم إلى أن علة بنائه تضمنه معنى " أل " الحضورية ،وھذا ال رأي ھ و
ال ذي نقل ه الش ارح ع ن المص نف وجماع ة ،وھ ؤالء يقول ون :إن " أل "
الموجودة فيه زائدة ،وبناؤه لتضمنه معنى " أل " أخرى غير موجودة ،ونظير
ذلك بناء " االمس " في قول نصيب بن رباح :وإني وقفت الي وم واالم س قبل ه
ببابك حتى كادت الشمس تغرب فإنھم جعلوا بناءه في ھذا وم ا أش بھه لتض منه
معنى " أل " غير الموجودة فيه ،وھذا =
فذھب قوم إلى أنھا لتعري ف الحض ور كم ا ف ي قول ك م ررت بھ ذا الرج ل ألن
قول ك اآلن بمعن ى ھ ذا الوق ت وعل ى ھ ذا ال تك ون زائ دة وذھ ب ق وم م نھم
المصنف إلى أنھا زائدة وھو مبني لتضمنه معنى الحرف وھو الم الحضور.
ومثل أيضا ب الذين والالت والمراد بھم ا م ا دخ ل علي ه أل م ن الموص والت
وھو مبني على أن تعريف الموصول بالصلة فتكون األل ف وال الم زائ دة وھ و
مذھب قوم واختاره المصنف وذھب ق وم إل ى أن تعري ف الموص ول ب أل إن
١٧٠
كانت فيه نحو الذي فإن لم تك ن في ه فبنيتھ ا نح و م ن وم ا إال أي ا فإنھ ا تتع رف
باإلضافة فعلى ھذا المذھب ال تكون األلف والالم زائدة وأما ح ذفھا ف ي ق راءة
من قرأ صراط لذين أنعمت عليھم فال يدل على أنھا زائ دة إذ يحتم ل أن تك ون
ح ذفت ش ذوذا وإن كان ت معرف ة كم ا ح ذفت م ن ق ولھم س الم عل يكم م ن غي ر
تنوين يريدون السالم عليكم.
وأما الزائدة غير الالزمة فھي الداخلة اض طرارا عل ى العل م كق ولھم ف ي بن ات
أوبر علم لضرب من الكمأة بنات األوبر ومنه قوله:
__________
= عجيب م نھم ،النھ م ألغ وا الموج ود ،واعتب روا المع دوم ،وق ال ق وم :بن ي "
اآلن " لض منه معن ى االش ارة ،فإن ه بمعن ى ھ ذا الوق ت ،وھ ذا ق ول الزج اج،
وقي ل :بن ي " اآلن " لش بھه ب الحرف ش بھا جمودي ا ،أال ت رى أن ه ال يثن ى وال
يجم ع وال يص غر ؟ بخ الف غي ره م ن أس ماء الزم ان كح ين ووق ت وزم ن
وساعة ،ومن الناس من يق ول :اآلن اس م إش ارة إل ى الزم ان ،كم ا أن ھن ا اس م
إشارة إلى المكان ،فبناؤه على ھذا لتضمنه معنى كان حقه أن يؤدى ب الحرف،
ومن النحاة من ذھب إلى أن ه مع رب ،وأن ه م الزم للنص ب عل ى الظرفي ة وق د
يخرج عنھا إلى الجر بمن ،فيقال :س أحالفك م ن اآلن ،ب الجر ،ويق ول ص احب
النكت " :وھذا قول ال يمكن القدح فيه ،وھ و ال راجح عن دي ،والق ول ببنائ ه ال
توجد له علة صحيحة " اھـ.
- ١٨١ولقد جنيتك أكمؤا وعساقال ...ولقد نھيتك عن بنات األوبر
__________
- ٣٦ھذا البيت من الشواھد التي ل م يعرف وا لھ ا ق ائال ،ومم ن استش ھد ب ه أب و
زيد في النوادر.
اللغة " :جنيتك " معناه جنيت لك ،ومثله -في حذف ال الم وإيص ال الفع ل إل ى
م ا ك ان مج رورا -قول ه تع الى) :وإذا ك الوھم أو وزن وھم( و)يبغونھ ا عوج ا(
و)والقمر ق درناه من ازل( " أكم ؤا " جم ع ك م ء -بزن ة فل س -ويجم ع الك م ء
على كمأة ،أيضا ،فيكون المفرد خالي ا م ن الت اء وھ ي ف ي جمع ه ،عل ى عك س
تمرة وتمر ،وھذا من نوادر اللغة " ،وعساقال " جمع عسقول -بزنة عص فور
-وھو نوع من الكمأة ،وكان أصله عساقيل ،فحذفت الياء كما حذفت ف ي قول ه
تعالى) :وعنده
١٧١
مف اتح الغي ب( فإن ه جم ع مفت اح ،وك ان قياس ه مف اتيح ،فح ذفت الي اء ،ويق ال:
المفاتح جمع مفتح ،ول يس جم ع مفت اح ،ف ال ح ذف ،وك ذا يق ال :العس اقل جم ع
عسقل بزنة منبر و" بنات االوب ر " كم أة ص غار مزغب ة كل ون الت راب ،وق ال
أب و حنيف ة ال دينوري :بن ات أوب ر كم أة كأمث ال الحص ي ص غار ،وھ ي رديئ ة
الطعم.
االعراب " :ولقد " الواو للقسم ،والالم للتأكيد ،وق د :ح رف تحقي ق " جنيت ك "
فع ل وفاع ل ومفع ول أول " أكم ؤا " مفع ول ث ان " وعس اقال " معط وف عل ى
قوله أكمؤا " ولقد " الواو عاطفة ،والالم موطئة للقسم ،و" قد " ح رف تحقي ق
" نھيت ك " فع ل وفاع ل ومفع ول " ع ن " ح رف ج ر " بن ات " مج رور بع ن،
وبنات مضاف و" االوبر " مضاف إليه.
الشاھد فيه :قوله " بنات االوب ر " حي ث زاد " أل " ف ي العل م مض طرا ،الن "
بنات أوبر " علم على نوع من الكمأة ردئ ،والعلم ال تدخله " أل " ،فرارا من
اجتم اع مع رفين ،وھم ا حينئ ذ العلمي ة وأل ،فزادھ ا ھن ا ض رورة ،ق ال
االصمعي " :وأما قول الشاعر :ولقد نھيت ك ع ن بن ات االوب ر فإن ه زاد االل ف
والالم للضرورة ،وكقول الراجز :باع د أم العم رو م ن أس يرھا ح راس أب واب
لدى قصورھا =
واألصل بنات أوبر فزيدت األلف والالم وزعم المبرد أن بنات أوبر ليس بعلم
فاأللف والالم عنده غير زائدة ومنه الداخلة اضطرارا على التمييز كقوله:
- ٣٧رأيتك لما أن عرفت وجوھنا ...
صددت وطبت النفس يا قيس عن عمرو
__________
)وقد سبق لنا ذكر ھذا البيت في باب العلم ،ونسبناه ھناك البي ال نجم العجل ي(
وقول آخر :ي ا لي ت أم العم رو كان ت ص احبي مك ان م ن أش تى عل ى الركائ ب
قال :وقد يجوز أن أوبر نك رة فعرف ه ب الالم ،كم ا حك ى س يبويه أن عرس ا م ن
ابن عرس قد نكره بعضھم فقال :ھذا ابن عرس مقبل " اه كالم االصمعي.
- ٣٧البيت لرشيد بن شھاب اليش كري ،وزع م الت وزي -نق ال ع ن بعض ھم -
أنه مصنوع ال يحتج به ،وليس كذلك ،الن العلماء عرفوا قائله ونسبوه إليه.
١٧٢
اللغة " :رأيتك " الخطاب لقيس بن مسعود ب ن ق يس ب ن خال د اليش كري ،وھ و
الم ذكور ف ي آخ ر البي ت " وجوھن ا " أراد ب الوجوه ذواتھ م ،وي روى " لم ا أن
عرفت جالدنا " أي :ثباتنا في الحرب وشدة وقع سيوفنا " صددت " أعرض ت
ونأيت " طبت النفس " يريد أنك رضيت " عمرو " كان صديقا حميم ا لق يس،
وكان قوم الشاعر قد قتلوه.
المعنى :يندد بقيس ،الن ه ف ر ع ن ص ديقه لم ا رأى وق ع أس يافھم ،ورض ي م ن
الغنيمة باالياب ،فلم يدافع عنه ،ولم يتقدم لالخذ بثأره بعد أن قتل.
االعراب " :رأيتك " فعل وفاع ل ومفع ول ،ول يس بحاج ة لمفع ول ث ان ،الن "
رأى " ھن ا بص رية " لم ا " ظرفي ة بمعن ى ح ين تتعل ق ب رأى " أن " زائ دة "
عرفت " فعل وفاع ل " وجوھن ا " وج وه :مفع ول ب ه لع رف ،ووج وه مض اف
والضمير مضاف إليه " صددت " فعل وفاعل ،وھ و ج واب " لم ا " و" طب ت
" فعل وفاعل ،والجملة معطوف ة عل ى جمل ة ص ددت " ال نفس " تميي ز نس بة "
ي ا ق يس " ي ا :ح رف ن داء ،و" ق يس " من ادى ،وجمل ة الن داء ال مح ل لھ ا
معترضة بين العامل ومعموله " عن عمرو " جار ومجرور متعل ق بص ددت،
أو بطبت على أنه ضمنه معنى تسليت.
=
واألصل وطبت نفسا فزاد األلف والالم وھذا بناء على أن التميي ز ال يك ون إال
نكرة وھو مذھب البصريين وذھ ب الكوفي ون إل ى ج واز كون ه معرف ة ف األلف
والالم عندھم غير زائ دة وإل ى ھ ذين البيت ين الل ذين أنش دناھما أش ار المص نف
بقوله كبنات األوبر وقوله وطبت النفس يا قيس السري .
وبعض األعالم عليه دخال ...للمح ما قد كان عنه نقال )(١
__________
= الش اھد في ه :قول ه " طب ت ال نفس " حي ث أدخ ل االل ف وال الم عل ى التميي ز
ال ذي يج ب ل ه التنكي ر -ض رورة ،وذل ك ف ي اعتب ار البص ريين ،وق د ذك ر
الش ارح أن الك وفيين ال يوجب ون تنكي ر التميي ز ،ب ل يج وز عن دھم أن يك ون
معرفة وأن يكون نكرة ،وعلى ذلك ال تكون " أل " زائدة ،بل تكون معرفة.
١٧٣
ومن العلماء من قال " :النفس " مفع ول ب ه لص ددت ،وتميي ز طب ت مح ذوف،
والتقدير على ھذا :صددت النفس وطبت نفسا يا ق يس ع ن عم رو ،وعل ى ھ ذا
ال يكون في البيت شاھد ،ولكن في ھذا التقدير من التكلف ماال يخفى.
) " (١وبع ض " مبت دأ ،وبع ض مض اف و" االع الم " مض اف إلي ه " علي ه "
جار ومجرور متعلق بدخل اآلتي " دخ ال " دخ ل فع ل م اض ،وفاعل ه ض مير
مس تتر في ه ج وازا تق ديره ھ و يع ود عل ى أل ،واالل ف لالط الق ،والجمل ة ف ي
محل رفع خبر المبتدأ " للمح " جار ومجرور متعلق بدخل ،ولمح مض اف و"
م ا " اس م موص ول مض اف إلي ه " ق د " ح رف تحقي ق " ك ان " فع ل م اض،
واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره ھو يعود عل ى بع ض االع الم " عن ه "
ج ار ومج رور متعل ق بقول ه نق ل اآلت ي " نق ال " نق ل :فع ل م اض مبن ي
للمجھول ،ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره ھو يعود عل ى بع ض
االعالم ،وااللف لالط الق ،والجمل ة ف ي مح ل نص ب خب ر ك ان ،والجمل ة م ن
كان ومعموليھا ال محل لھا صلة الموصول.
كالفضل والحارث والنعمان ...فذكر ذا وحذفه سيان )(١
ذكر المصنف فيما تقدم أن األلف والالم تك ون معرف ة وتك ون زائ دة وق د تق دم
الك الم عليھم ا ث م ذك ر ف ي ھ ذين البيت ين أنھ ا تك ون للم ح الص فة والم راد بھ ا
الداخلة على ما سمي به من األعالم المنقولة مما يصلح دخول أل عليه كقول ك
في حس ن الحس ن وأكث ر م ا ت دخل عل ى المنق ول م ن ص فة كقول ك ف ي ح ارث
الحارث وقد تدخل عل ى المنق ول م ن مص در كقول ك ف ي فض ل الفض ل وعل ى
المنقول من اسم جنس غير مصدر كقولك في نعمان النعمان وھ و ف ي األص ل
من أسماء الدم ) (٢فيجوز دخول أل في ھذه الثالثة نظرا إلى األص ل وح ذفھا
نظرا إلى الح ال وأش ار بقول ه للم ح م ا ق د ك ان عن ه نق ال إل ى أن فائ دة دخ ول
األلف والالم الداللة على االلتفات إلى ما نقلت عنه من صفة أو ما في معناھا.
__________
) " (١كالفض ل " ج ار ومج رور متعل ق بمح ذوف خب ر لمبت دأ مح ذوف ،أي:
وذلك كائن كالفضل " والحارث والنعم ان " معطوف ان عل ى الفض ل " ف ذكر "
مبتدأ ،وذكر مضاف و" ذا " اسم إشارة مض اف إلي ه " وحذف ه " ال واو ح رف
عطف ،حذف :معطوف على المبتدأ ،وحذف مضاف والضمير مضاف إلي ه "
سيان " خبر المبت دأ وم ا عط ف علي ه ،مرف وع ب االلف نياب ة ع ن الض مة الن ه
١٧٤
مثنى ،والنون عوض عن التنوين في االسم المفرد (٢) :ھن ا ش يئان :االول أن
الذي تلمحه حين تدخل " أل " على نعمان ھو وصف الحم رة الت ي ي دل عليھ ا
لفظه بحسب االصل االول التزاما ،الن الحمره الزمة للدم.
والث اني :أن الن اظم ف ي كت اب التس ھيل جع ل " نعم ان " م ن أمثل ة العل م ال ذي
قارن ت " أل " وض عه ك الالت والع زى والس موأل ،وھ ذه الزم ة ،ب دليل قول ه
ھناك " وقد تزاد الزما "
وھن ا مث ل ب ه لم ا زي دت علي ه " أل " بع د وض عه للم ح االص ل ،وھ ذه ليس ت
بالزمة عل ى م ا ق ال " ف ذكر ذا وحذف ه س يان " والخط ب ف ي ھ ذا س ھل ،الن ه
يحمل على أن العرب سمت " النعمان " أحيانا مقرون ا ب أل ،فيك ون م ن الن وع
االول ،وسمت أحيانا أخرى " نعمان " بدون أل ،فيكون من النوع الثاني.
وحاصله أنك إذا أردت بالمنقول من صفة ) (١ونحوه أنه إنما س مي ب ه تف اؤال
بمعناه أتيت باأللف والالم للداللة على ذلك كقولك الحارث نظ را إل ى أن ه إنم ا
سمي به للتفاؤل وھو أنه يعيش ويحرث وكذا كل ما دل عل ى معن ى وھ و مم ا
يوصف به في الجملة كفضل ونحوه وإن لم تنظر إلى ھ ذا ونظ رت إل ى كون ه
علم ا ل م ت دخل األل ف وال الم ب ل تق ول فض ل وح ارث ونعم ان ف دخول األل ف
والالم أفاد معنى ال يستفاد بدونھما فليستا بزائدتين خالفا لمن زعم ذلك وكذلك
أيض ا ل يس ح ذفھما وإثباتھم ا عل ى الس واء كم ا ھ و ظ اھر ك الم المص نف ب ل
الح ذف واإلثب ات ين زل عل ى الح التين اللت ين س بق ذكرھم ا وھ و أن ه إذا لم ح
األصل جيء باأللف والالم وإن لم يلمح لم يؤت بھما .
وقد يصير علما بالغلبه ...مضاف أو مصحوب أل كالعقه )(٢
وحذف أل ذي إن تناد أو تضف ...أوجب وفي غيرھما قد تنحذف )(٣
__________
) " (١وقد " الواو لالستئناف ،قد :حرف تقليل " يصير " فعل مضارع ناقص
" علما " خبر يصير مقدم على اسمه " بالغلبة " جار ومجرور متعل ق بيص ير
" مضاف " اسم يصير مؤخر عن خب ره " أو مص حوب " أو :ح رف عط ف،
مصحوب معطوف عل ى مض اف ،ومص حوب مض اف ،و" أل " قص د لفظ ه:
مضاف إليه " كالعقبة " جار
١٧٥
ومج رور متعل ق بمح ذوف خب ر لمبت دأ مح ذوف ،وتق دير الك الم :وذل ك ك ائن
كالعقبة.
) " (٢وحذف " الواو لالستئناف ،ح ذف :مفع ول ب ه مق دم عل ى عامل ه وھ و "
أوج ب " اآلت ي ،وح ذف مض اف ،و" أل " قص د لفظ ه :مض اف إلي ه " ذي "
اس م إش ارة نع ت الل " إن " ش رطية " تن اد " فع ل مض ارع فع ل الش رط،
مج زوم بح ذف الي اء ،وفاعل ه ض مير مس تتر في ه وجوب ا تق ديره أن ت " أو "
عاطفة " تضف " معطوف على " تناد " مجزوم =
م ن أقس ام األل ف وال الم أنھ ا تك ون للغلب ة نح و المدين ة والكت اب ف إن حقھم ا
صلَّى
الصدق على كل مدينة وكل كتاب لكن غلبت المدينة على مدينة الرسول َ
ﷲُ َع َل ْي ِه َو َسلَّ َم والكتاب على كتاب سيبويه رحمه ﷲ تعالى حتى إنھما إذا أطلقا َّ
لم يتبادر إلى الفھم غيرھما.
وحكم ھذه األلف والالم أنھا ال تحذف إال في النداء أو اإلضافة نح و ي ا ص عق
صلَّى َّ
ﷲُ َع َل ْي ِه َو َسلَّ َم. في الصعق ) (١وھذه مدينة رسول ﷲ َ
وقد تحذف في غيرھما شذوذا سمع من كالمھم ھذا عيوق طالعا ) (٢واألصل
العيوق ) (٣وھو اسم نجم وقد يكون العلم بالغلبة أيضا مضافا كابن عمر وابن
عباس وابن مسعود
__________
= بالسكون ،وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت " أوجب " فعل أمر،
وفاعله ضمير مستتر فيه وجوب ا تق دير أن ت ،وج واب الش رط مح ذوف لدالل ة
ھذا عليه ،أو جملة أوجب وفاعله في محل ج زم ج واب الش رط ،وح ذف الف اء
منھ ا -م ع أنھ ا جمل ة طلبي ة -ض رورة " وف ي " ال واو ح رف عط ف ،ف ي:
حرف جر " غيرھم ا " غي ر :مج رور بف ي ،وغي ر مض اف والض مير -ال ذي
يعود على النداء واالضافة -مضاف إليه ،والج ار والمج رور متعل ق بتنح ذف
اآلتي " قد " حرف تقليل " تنحذف " فعل مضارع ،وفاعله ضمير مس تتر في ه
جوازا تقديره ھي يعود عل ى " أل " وتق دير البي ت :إن تن اد أو تض ف فأوج ب
حذف أل ھذه ،وقد تنحذف أل في غير النداء واالضافة.
) (١الص عق -ف ي أص ل اللغ ة -اس م يطل ق عل ى ك ل م ن رم ى بص اعقة ،ث م
اختص بعد ذلك بخويلد بن نفيل ،وكان من شأنه أنه ك ان يطع م الن اس بتھام ة،
١٧٦
فعصفت الربح الت راب ف ي جفان ه ،فس بھا ،فرم ى بص اعقة ،فق ال الن اس عن ه:
الصعق.
) (٢العيوق -في أصل الوضع -كلمة على زنة فيعول من ق ولھم :ع اق ف الن
فالن ا يعوق ه ،إذا ح ال بين ه وب ين غرض ه ،ومعن اه ع ائق ،وھ و بھ ذا ص الح
لالطالق على كل معوق لغيره ،وخصوا ب ه نجم ا كبي را قريب ا م ن نج م الثري ا
ونج م ال دبران ،زعم وا أنھ م س موه ب ذلك الن ال دبران يطل ب الثري ا والعي وق
يحول بينه وبين إدراكھا.
فإنه غل ب عل ى العبادل ة ) (١دون غي رھم م ن أوالدھ م وإن ك ان حق ه الص دق
عليھم لكن غلب على ھؤالء حتى إنه إذا أطلق ابن عمر ال يفھم منه غي ر عب د
ﷲ وكذا اب ن عب اس واب ن مس عود رض ي ﷲ ع نھم أجمع ين وھ ذه اإلض افة ال
تفارقه ال في نداء وال في غيره نحو يا ابن عمر.
__________
) (١العبادلة :جمع عبدل ،بزنة جعفر ،وعبدل يحتمل أمرين :أولھم ا أن يك ون
أصله " عبد " فزيدت الم في آخره ،كما زيدت في " زيد " حتى صار زي دال،
والث اني أن يكون وا ق د نحت وه م ن " عب د ﷲ " ف الالم ھ ي الم لف ظ الجالل ة،
والنحت باب واسع ،فقد قالوا :عبشم ،من عبد شمس ،وعب در ،م ن عب د ال دار،
ومرقس ،من امرئ القيس ،وقالوا :حمدلة ،من الحمد ،وسبحلة ،من س بحان
ﷲ ،وجعفده ،من قولھم :جعلت فداءك ،وطلبقة ،من ق ولھم :أط ال ﷲ بق اءك -
وأشباه لھذا كثيرة.
وق ال الش اعر ،وينس ب لعم ر ب ن أب ي ربيع ة ،فج اء بالفع ل واس م فاعل ه عل ى
طريق النحت:
لقد بسملت ليلى غداة لقيتھا فيا حبذا ذاك الحبي ب المبس مل ولكث رة م ا ورد م ن
ھذا النحو نرى أنه يجوز لك أن تقيس علي ه ،فتق ول " مش أل مش ألة " إذا ق ال:
ما شاء ﷲ ،وتقول " سبحر سبحرة " إذا ق ال :س بحان رب ي ،وتق ول " نعم ص
نعمص ة " إذا ق ال :نع م ص باحك ،وتق ول " نعم س نعمس ة " إذا ق ال :نع م
مساؤك ،وھكذا ،وقدامي العلماء يرون باب النحت مقصورا على ما س مع من ه
عن العرب وھو من تحجير الواسع ،فتدبر ھذا ،وال تكن أس ير التقلي د ،وانظ ر
القسم االول من كتابنا دروس التصريف )ص ٢٢طبعة ثانية(.
١٧٧
١٧٨