Professional Documents
Culture Documents
د/مسعد الشايب
===========================================
أوال :العناصر:
.1نظرة في نداءات النبي (صلى الله عليه وسلم) في القرآن الكريم.
.2نموذج من نداءات النبي (صلى الله عليه وسلم) في القرآن الكريم.
.3الخطبة الثانية( :نداء الجهاد لسيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
ثانيا :الموضوع:
الحمد لله رب العالمين ،الحمد لله الذي جعلنا من أمة خاتم األنبياء والمرسلين ،الحمد لله الذي
هدانا لنعمة اإلسالم ،وحفظ وتالوة آيات القرآن{ ،الْحَمْدُ لِلَهِ َالذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُ َنا لِنَهْتَدِيَ لَوَْلَ
أَنْ هَدَانَا اللَهُ} [األعراف ،]43:وأشهد أن َل إله إَل الله وحده َل شريك له ،له الملك وله الحمد،
يحيي ويميت وهو على كل شئ قدير ،وأشهد أن سيدنا ونبينا وشفيعنا محمداً عبده ورسوله
وصفيه من خلقه وحبيبه ،صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه األخيار ومن سار على نهجهم إلى
يوم القرار .أما بعد:
===========================================
((( )1نظرةٌ في نداءات النبي (صلى الله عليه وسلم) في القرآن الكريم))
===========================================
أيها األحبة الكرام :يقول الحق تبارك وتعالى مخاطبًا نبينا (صلى الله عليه وسلم) مبي ًنا له إحدي
ات ِه وَ ِليَتَذَكَرَ
{كتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ ِليَدَبَرُوا آيَ ِ
الغايات التي من أجلها أُنزل القرآن الكريم ،يقولِ :
اب}[ص ،]29:ويقول سبحانه وتعالى حاثًا لنا على تدبر القرآن ،وتعقله{ :أَفَالَ يَتَدَبَرُونَ أُولُو األَْلْبَ ِ
ب أَقْفَالُهَا} [محمد ،]24:ولو تأملنا القرآن الكريم ،وتدبرنا في آياته؛ لوجدنا أن الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُو ٍ
النبي (صلى الله عليه وسلم) نودي فيه خمسة عشر مرة :ثالث عشرة مرة بلفظ (يا أيها النبي)،
ومرتين بلفظ (يا أيها الرسول).
=====
خمس مرات في سورة األحزاب ،وثالث مرات في سورة األنفال ،ومرتين في سورة المائدة بلفظ (يا
أيها الرسول) ،ومرتين في سورة التحريم ،ومرة واحدة في كل من سورة التوبة ،وسورة الممتحنة،
وسورة الطالق.
=====
أما نداؤه بلفظ (يا أيها النبي) :فخمسة نداءات من هذه النداءات الثالثة عشر في األمر بالجهاد في
ِ
ال} [األنفال،]65: ِ ِ َ تق ْ ل ا ى َ لَ ع َ ن ين
ِِ ْم ؤ ُ مْ لا الن ِبيُ حَر ِ
ض سبيل الله ،وبعض األمور المتعلقة به{ :يَا ُأَيهَا َ
صيرُ} [التوبة،73: اف ِقينَ وَاغْلُظْ عَلَيْ ِهمْ وَمَأْوَاهُمْ جَه َنمُ وَ ِبئْسَ الْمَ ِ اه ِد الْكُفَارَ وَالْمُنَ ِ
الن ِبيُ جَ ِ
{يَا ُأَيهَا َ
ن اتَبَعَكَ ِمنَ الْمُؤ ِْم ِنينَ} [األنفال{ ،]64:يَا ُأَيهَا َ
الن ِبيُ قُلْ الن ِبيُ حَسْبُكَ اللَهُ وَمَ ِ التحريم{ ،]9:يَا ُأَيهَا َ
ُخذَ ِمنْكُمْ وَيَغْ ِفرْ لَكُمْ وَاللَهُ وبكُمْ خَيْرًا يُؤ ِْتكُمْ خَيْرًا ِم َما أ ِِلمَنْ ِفي أَيْ ِديكُمْ ِمنَ األَْسْرَي إِنْ يَعْلَ ِم اللَهُ ِفي قُلُ ِ
حيمٌ} [األنفال.]70: غَفُورٌ رَ ِ
=====
ك شَ ِ
اهدًا الن ِب ُ
ي إ َِنا أَرْسَلْ َنا َ ونداءٌ بتكليفه (صلى الله عليه وسلم) بالرسالة ،وبيان وظيفته{ :يَا ُأَيهَا َ
ِ ِ
سرَاجًا مُ ِنيرًا*وَبَش ِر الْمُؤ ِْم ِنينَ ِبأَنَ لَهُمْ ِمنَ اللَ ِه فَضْالً
اعيًا إِلَى اللَ ِه ِب ِإذْ ِن ِه وَ ِ
وَمُبَشرًا وَنَ ِذيرًا*وَدَ ِ
كَبِيرًا*وََلَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَلْ عَلَى اللَهِ وَكَفَى بِاللَهِ وَكِيالً}
[األحزاب45:ـ]48
=====
ونداءٌ في أمره (صلى الله عليه وسلم) بتخيير أزواجه ،بين الله ورسوله ،والدار األخر أو الحياة
ِ
اجكَ إِنْ كُنْتُنَ تُ ِردْنَ الْحَيَاةَ الدُنْيَا وَ ِزينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتعْكُنَ الن ِبيُ قُلْ ألَِزْوَ ِ الدنيا وزينتها{ :يَا ُأَيهَا َ
ِ
ات ِمنْكُنَ
ِ ِ َ نس ْ ح ُ مْ ل ل
ِ َ د َ عأ
َ َ هَ الل َ ن إ
ِ َ ف َ ة َ ر ْخ
ِ ْل ا َ ر ا َ الد َ و ُ هَ لو ُ س َ ر َ و َ هَ الل َ ن ْ د ر
ِ ُ ت َ ن ُ تْ نُ ك ْ ن إ
ِ َ و * ً ل يم
ِ َ ج اً ح ا َ ر َ س َ ن ُ ك ْ ح وَأُسَر
ظيمًا} [األحزاب.]29،28: أَجْرًا عَ ِ
=====
ونداءٌ في عتابه (صلى الله عليه وسلم) أن حرم على نفسه بعض ما أحل الله له ابتغاءً لمرضات
ِ
حيمٌ}
ِ َ ر ٌ ر و ُ فَ غ ُ هَ الل َ و َ ك اج
ِ َ و ْ ز أ
َ َ تاَ ض ْ ر َ م ي غ
ِ َ تْ بَ ت َ ك َ ل ُ هَ الل َ ل َ ح أ
َ اَ م ُ م الن ِبيُ ِلمَ تُحَر
بعض أزواجه{ :يَا ُأَيهَا َ
[التحريم.]1:
=====
وبقية هذه النداءات في أمور تشريعية :فنداءٌ في األمر بالتقوي ،وعدم إطاعة الكفرة والمنافقين،
النبِيُ اتَقِ اللَهَ وََلَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ
واتباع الوحي والقرآن الكريم ،واألمر بالتوكل على الله{ :يَا ُأَيهَا َ
ِ
ن رَبكَ إِنَ اللَهَ كَانَ ِبمَا تَعْمَلُونَ
اف ِقينَ إِنَ اللَهَ كَانَ عَ ِليمًا حَ ِكيمًا*وَاتَ ِبعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ ِم ْ
وَالْمُنَ ِ
خَ ِبيرًا*وَتَوَكَلْ عَلَى اللَ ِه وَكَفَى ِباللَ ِه وَ ِكيالً} [األحزاب1:ـ.]3
=====
النبِيُ إ َِنا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ الالَتِي
ونداءٌ في بيان ما أحله الحق تبارك وتعالى له من أزواج{ :يَا ُأَيهَا َ
ِ
آتَيْتَ أُجُورَهُنَ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِ َما أَفَاءَ اللَهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَم ِكَ وَبَنَاتِ عَ َماتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ
الن ِبيُ أَنْ يَسْتَنْ ِكحَهَا خَ ِالصَةً خَاَلَ ِتكَ الالَ ِتي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤ ِْمنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا ِل َلن ِبي إِنْ أَرَادَ َ
اج ِهمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ ِلكَيْالَ يَكُونَ عَلَيْكَون الْمُؤ ِْم ِنينَ قَدْ عَ ِلمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْ ِهمْ ِفي أَزْوَ ِ
لَكَ ِمنْ دُ ِ
حيمًا} [األحزاب.]50: حَرَجٌ وَكَانَ اللَهُ غَفُورًا رَ ِ
=====
ونداءٌ في مشروعية الحجاب ،ووجوبه على جميع نساء المسلمين ،وحكمة مشروعيته{ :يَا ُأَي َها
يب ِهنَ ذَ ِلكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَالَ
اتكَ وَ ِنسَاءِ الْمُؤ ِْم ِنينَ يُدْ ِنينَ عَلَيْ ِهنَ ِمنْ جَال َِب ِ الن ِبيُ قُلْ ألَِزْوَ ِ
اجكَ وَبَنَ ِ َ
حيمًا} [األحزاب.]59: يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَهُ غَفُورًا رَ ِ
=====
ايعْنَكَ عَلَى أَنْ َلَ ك الْمُؤ ِْم َناتُ يُبَ ِ جاءَ َ الن ِب ُ
ي إِ َذا َ ونداءٌ في النهي بيعة المؤمنات وبنودهاَ { :يا ُأَي َها َ
يهنَ
ن يَفْتَ ِرينَهُ بَيْنَ أَيْ ِد ِيُشْ ِركْنَ ِباللَ ِه شَيْئًا وََلَ يَسْ ِرقْنَ وََلَ يَزْ ِنينَ وََلَ يَقْتُلْنَ أَوَْلَدَهُنَ وََلَ يَأْ ِتينَ ِببُهْتَا ٍ
حيمٌ} [الممتحنة.]12: ايعْهُنَ وَاسْتَغْ ِفرْ لَهُنَ اللَهَ إِنَ اللَهَ غَفُورٌ رَ ِ ف فَبَ ِصينَكَ ِفي مَعْرُو ٍ وَأَرْجُ ِل ِهنَ وََلَ يَعْ ِ
=====
ِ ِ
النسَاءَ فَطَلقُوهُنَ لِعِدَتِهِنَ النبِيُ إِذَا طَلَقْتُمُ
ونداءٌ في بيان أمور تشريعية تتعلق بالطالق{ :يَا ُأَيهَا َ
احشَةٍ مُ ِبَينَةٍ
وت ِهنَ وََلَ يَخْرُجْنَ إَِلَ أَنْ يَأْ ِتينَ ِبفَ ِ
وَأَحْصُوا الْ ِعدَةَ وَاتَقُوا اللَهَ رَبَكُمْ َلَ تُخْ ِرجُوهُنَ ِمنْ بُيُ ِ
وَ ِتلْكَ حُدُودُ اللَ ِه وَمَنْ يَتَعَدَ حُدُودَ اللَ ِه فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ َلَ تَدْ ِري لَعَلَ اللَهَ يُحْ ِدثُ بَعْدَ ذَ ِلكَ أَمْرًا}
[الطالق.]1:
=====
أما نداؤه (صلى الله عليه وسلم) بلفظ (يا أيها الرسول) :فأحدهما في تسليته (صلى الله عليه
وسلم) ،ونهيه عن الحزن لعدم إيمان الكفرة والمنافقين ،فقال تعالى{ :يَا ُأَيهَا الرَسُولُ َلَ يَحْزُنْكَ
اه ِهمْ وَلَمْ تُؤ ِْمنْ قُلُوبُهُمْ وَ ِمنَ َال ِذينَ هَادُوا سَ َماعُونَ ارعُونَ ِفي الْكُفْ ِر ِمنَ َال ِذينَ قَالُوا آ ِم َنا ِبأَفْوَ ِ َال ِذينَ يُسَ ِ
ُوتيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ اض ِع ِه يَقُولُونَ إِنْ أ ِ ب سَ َماعُونَ ِلقَوْ ٍم آخَ ِرينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرفُونَ الْكَ ِلمَ ِمنْ بَعْ ِد مَوَ ِ ِللْكَ ِذ ِ
وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُ ِر ِد اللَهُ ِفتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْ ِلكَ لَهُ ِمنَ اللَ ِه شَيْئًا أُولَ ِئكَ َال ِذينَ لَمْ يُ ِر ِد اللَهُ أَنْ
ِ
ظيمٌ} [المائدة.]41 ْخرَ ِة عَذَابٌ عَ ِ خزْيٌ وَلَهُمْ ِفي اْل ِ يُطَهرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ ِفي الدُنْيَا ِ
=====
والنداء الثاني :كان في أمره بتبليغ ما أنزل إليه من ربه من أمور الوحي ،والرسالة ،وبيان أنه
ِ
معصومٌ ،ومحفوظٌ بأمر الله من القتل ،وإزهاق النفس ،فقال تعالى{ :يَا ُأَيهَا الرَسُولُ بَلغْ مَا أُنْزِلَ
ِ
اف ِرينَ}
ِ َ ك ْ لا َ م ْ و َ قْ لا ي د
ِ ْ ه َ ي َ َل َ هَ الل َ ِن إ اس
ِ َ
الن َ ن م
ِ َ ك ُ مص
ِ ْ ع َ ي ُ ه َ الل َ و ُ هَ ت َ لاَ س ر
ِ َ تْ غ َ لَ ب اَ مَ ف ْ ل َ ع ْ ف َ ت ْ م َ ل ْ ن إ
ِ َ و َ ك إِلَيْكَ ِمنْ رَب
[المائدة.]67:
=====
وبعض هذه النداءات تنبيهٌ باألعلى على األدنى ،تنبيهٌ على األمة المحمدية برسولها ،كالنداء الواقع
النبِيُ اتَقِ اللَهَ وََلَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَ اللَهَ كَانَ عَلِيمًا
في أول سورة األحزاب{ :يَا ُأَيهَا َ
ِ
حَ ِكيمًا*وَاتَ ِبعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ ِمنْ رَبكَ إِنَ اللَهَ كَانَ ِبمَا تَعْمَلُونَ خَ ِبيرًا*وَتَوَكَلْ عَلَى اللَ ِه وَكَفَى ِباللَ ِه
وَ ِكيالً}[األحزاب1:ـ ،]3وأخر النداء الواقع في تكليفه (صلى الله عليه وسلم) بالرسالة ،وبيان
اف ِقينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَلْ عَلَى اللَ ِه وَكَفَى ِباللَ ِه وَ ِكيالً} اف ِرينَ وَالْمُنَ ِ
ط ِع الْكَ ِ
وظيفته{ ،وََلَ تُ ِ
[األحزاب.]48:
فالنبي (صلى الله عليه وسلم) يستحيل أن يكون غير متقٍ لله ،ويستحي ُل أن يكون مطيعًا للكافرين
والمنافقين ،ويستحيلُ أن يكون غير متب ٍع للوحي الرباني حتى يأمره الحق تبارك وتعالى بهذه
الثالثة ،وإنما ذلك كما قال المفسرون :من قبيل التنبيه باألعلى على األدنى ،فخاطب الحق تبارك
وتعالى األمة المحمدية في شخص رسولها (صلى الله عليه وسلم).
وبعضهم قال :يقصد يهذه األوامر الثالثة المداومة عليها ،أي :داوم على تقواك لله ،ودوام على
عدم طاعتك للكافرين والمنافقين في ما يطلبونه منك ،وداوم على اتباعك لوحي ربك.
=====
وبعض هذه النداءات خاصٌ بالنبي (صلى الله عليه وسلم) ،كالنداء الذي يأمره (صلى الله عليه
وسلم) بتخيير زوجاته ،والنداء الذي يبين ما أحله الله له من النساء ،وأول النداء في تكليفه (صلى
ِ
اعيًا
ِ َ د َ و ا* ً ر يذ
ِ َ نَ و ا ً ر الن ِبيُ إ َِنا أَرْسَلْنَاكَ شَ ِ
اهدًا وَمُبَش الله عليه وسلم) بالرسالة ،وبيان وظيفته{ ،يَا ُأَيهَا َ
ِ
سرَاجًا مُ ِنيرًا*وَبَش ِر الْمُؤ ِْم ِنينَ ِبأَنَ لَهُمْ ِمنَ اللَ ِه فَضْالً كَ ِبيرًا][األحزاب45:ـ،]47 إِلَى اللَ ِه ِب ِإذْ ِن ِه وَ ِ
أما بقية هذه النداءات فتشترك األمة فيها مع النبي (صلى الله عليه وسلم) من الناحية العملية
التشريعية.
===========================================
((( )2نموذج من نداءات النبي (صلى الله عليه وسلم) في القرآن الكريم))
===========================================
أحبتي في الله :من هذه النداءات العظيمة التي نُودي بها النبي (صلى الله عليه وسلم) ،نداءُ تخييره
اجكَ إِنْ كُنْتُنَ
الن ِبيُ قُلْ ألَِزْوَ ِ
(صلى الله عليه وسلم) لنسائه ،فالحق تبارك وتعالى يقول{ :يَا ُأَيهَا َ
ِ ِ
تُ ِردْنَ الْحَيَاةَ الدُنْيَا وَ ِزينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتعْكُنَ وَأُسَرحْكُنَ سَرَاحًا جَ ِميالً*وَإِنْ كُنْتُنَ تُ ِردْنَ اللَهَ وَرَسُولَهُ
ظيمًا} [األحزاب ،]29،28:فهاتان اْليتان يعرفا ات ِمنْكُنَ أَجْرًا عَ ِ ْخرَةَ فَ ِإنَ اللَهَ أَعَدَ ِللْمُحْ ِ
سنَ ِ وَالدَارَ اْل ِ
عند علماء التفسير وعلوم القرآن بآيتي تخيير النبي (صلى الله عليه وسلم) ألزواجه.
=====
وقد نزل هاتان اْليتان في السنة التاسعة من الهجرة تحدي ًدا ،وسبب نزولهما :اجتماع أمهات
المؤمنين حول سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ،وسؤالهن إياه التوسعة في النفقة،
والعيش كزوجات الملوك واألمراء في بحبوحة من العيش ،ورغد من الرزق ،وكان تحته (صلى
الله عليه وسلم) يومئذ تسعُ نسوةٍ :عائشة بنت أبي بكر ،وحفصة بنت عمر ،وأم حبيبة (رملة بنت
أبي سفيان) ،وسودة بنت زمعة ،وأم سلمة (هند بنت أمية المخزومية) ،وصفية بنت حيي النضرية
اليهودية ،وميمونة بنت الحارث الهاللية ،وزينب بنت جحش األسدية ،وجويرية بنت الحارث
المصطلقية ،رضي الله عنهن وأرضاهن.
فعن جابر بن عبد الله (رضي الله عنهما) ،قال :دخل أبو بكر (رضي الله عنه) يستأذن على رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) ،فوجد الناس جلوسًا ببابه ،لم يؤذن ألحد منهم ،قال :فأذن ألبي بكر،
فدخل ،ثم أقبل عمر ،فاستأذن فأذن له ،فوجد النبي (صلى الله عليه وسلم) جالسًا حوله نساؤه،
واجمًا ساكتا (من شدة حزنه) ،فقال :ألقولن شيئا أضحك النبي (صلى الله عليه وسلم) ،فقال :يا
رسول الله ،لو رأيت بنت خارجة (أي :زوجه) ،سألتني النفقة ،فقمت إليها ،فوجأت عنقها (طعنته
وضربته) ،فضحك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ،وقال( :هُنَ حَوْ ِلي كَمَا تَرَي ،يَسْأَلْنَ ِني َ
النفَقَةَ).
فقام أبو بكر (رضي الله عنه) إلى عائشة يجأ عنقها ،وقام عمر (رضي الله عنه) إلى حفصة يجأ
عنقها ،كالهما يقول :تسألن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما ليس عنده ،فقلن :والله َل نسأل
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شيئا أبدًا ليس عنده ،ثم اعتزلهن (النبي) شهرًا ـ أو تسعًا
النبِيُ قُلْ ألَِزْوَاجِكَ} حتى بلغ {لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَ أَجْرًا
وعشرين ـ ثم نزلت عليه هذه اْلية{ :يَا ُأَيهَا َ
عَظِيمًا} (رواه مسلم).
=====
أمر النبي (صلى الله عليه وسلم) بتخيير نسائه بين أن يفارقهن (يطلقهن) ،فيذهبن إلى غيره ممن
يحصل لهن عنده الحياةُ الدنيا وزينُتها ،التي سألن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إياها ،وبين
الصبر على ما عنده من ضيق الحال ،ولهن على ذلك الثواب الجزيل ،واألجر العظيم ،فاخترن،
(رضي الله عنهن وأرضاهن) ،الله ورسوله والدار اْلخرة ،فجمع الحق تبارك وتعالى لهن بعد
ذلك بين خير الدنيا ،وسعادة اْلخرة.
=====
وقد بدأ النبي (صلى الله عليه وسلم) تخييره لنسائه بالسيدة عائشة (رضي الله عنها) ،ولعل ذلك
لصغر سنها ،خشية أن تتسرع ،وَل تحسن اَلختيار ،أو لشدة حبه (صلى الله عليه وسلم) لها،
فعن السيدة عائشة (رضي الله عنها) قالت :لما أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بتخيير
ِ
ك) .وقد علم ك أَنْ َلَ تَعْجَ ِلي حَتَى تَسْتَأْ ِم ِري أَبَوَيْ ِ
ك أَمْرًا ،فَالَ عَلَيْ ِاكرٌ لَ ِ
أزواجه ،بدأ بي ،فقال( :إِني ذَ ِ
أن أبواي لم يكونا ليأمراني بفراقه ،ثم قال( :إِنَ اللهَ (عَزَ وَجَلَ) قَالَ{ :يَا ُأَيهَا َ
النبِيُ قُلْ ألَِزْوَاجِكَ إِنْ
ِ ِ
كُنْتُنَ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتعْكُنَ وَأُسَرحْكُنَ سَرَاحًا جَمِيالً وَإِنْ كُنْتُنَ تُرِدْنَ اللهَ
ظيمًا}) .فقلت :في أي هذا أستأمر ات ِمنْكُنَ أَجْرًا عَ ِ سنَ ِْخرَةَ فَ ِإنَ اللهَ أَعَدَ ِللْمُحْ ِ
وَرَسُولَهُ وَالدَارَ اْل ِ
أبوي.؟ .فإني أريد الله ورسوله والدار اْلخرة ،قالت :ثم فعل أزواج رسول الله (صلى الله عليه
وسلم) مثل ما فعلت( .متفق عليه).
=====
فلما اختار أزواج النبي (صلى الله عليه وسلم) الله ،ورسوله ،والدار األخرة؛ أعطاهن المولى
تبارك وتعالى ثالثًا من األجر والمنزلة:
{النبِيُ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ
1ـ جعلهن سبحانه أمهات للمؤمنين ،فقال تعالىَ :
أ َُمهَاتُهُمْ} [األحزاب.]6:
2ـ جعل سبحانه وتعالى أجر الواحدة منهن كأجر اثنتين ،فقال تعالى{ :وَمَنْ يَقْنُتْ ِمنْكُنَ ِللَ ِه وَرَسُ ِ
ول ِه
وَتَعْمَلْ صَ ِالحًا نُؤ ِْتهَا أَجْرَهَا مَرَتَيْ ِ
ن وَأَعْتَدْنَا لَهَا ِرزْقًا كَ ِريمًا} [األحزاب.]31:
3ـ حرم سبحانه وتعالى على النبي (صلى الله عليه وسلم) الزواج بغيرهن ،أو تبديلهن ،فقال تعالى:
ِ
حلُ لَكَ النسَاءُ ِمنْ بَعْدُ وََلَ أَنْ تَبَدَلَ ِب ِهنَ ِمنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَ إَِلَ مَا مَلَكَتْ يَ ِمينُكَ
{َلَ يَ ِ
ِ
وَكَانَ اللَهُ عَلَى كُل شَيْءٍ رَ ِقيبًا} [األحزاب ،]52:ثم نسخ ذلك بقوله تعالى{ :يَا ُأَيهَا َ
الن ِبيُ إ َِنا
أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ الالَ ِتي آتَيْتَ أُجُورَهُنَ وَمَا مَلَكَتْ يَ ِمينُكَ ِم َما أَفَاءَ اللَهُ عَلَيْكَ} [األحزاب،]50:
إلى أخر هذا النداء.
عباد اهلل أقول قولي هذا ،وأستغفر اهلل العليّ العظيم لي ولكم ،فادعوا اهلل وأنتم
موقنون باإلجابة ،فالتائب من الذنب...........
===========================================
الخطبة الثانية
)) نداء الجهاد لسيدنا رسول اهلل (صلى اهلل عليه وسلم((
===========================================
ّ ل
رب العالمين ،والعافبة للمتقين ،وال عدوان اال على الظالمين ،واشهد ان ال الة اال اهلل الملك ا جمد هلل
ّ لل م
الحق المتين ،واشهد ان سبدنا جمدا عبده ورسولة الصادق الوعد االمين ،ا هم صل علبة ،وعلى الة
=====
أيها أخوة األحباب :ما زلنا نعيش مع نداءات النبي (صلى الله عليه وسلم) في القرآن الكريم ،ومن
أعظمها ،وأجلها ،ما كان من أمره (صلى الله عليه وسلم) ومن معه من المؤمنين بالجهاد في
ِ
ال}ض الْمُؤ ِْم ِنينَ عَلَى الْ ِقتَ ِ الن ِبيُ حَر ِ سبيل الله ،فالحق تيارك وتعالى يقول{ :يَا ُأَيهَا َ
النبِيُ جَاهِدِ الْكُفَارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَه َنمُ
[األنفال،]65:ويقول سبحانه{ :يَا ُأَيهَا َ
النبِيُ حَسْبُكَ اللَهُ وَمَنِ اتَبَعَكَ مِنَوَبِئْسَ الْمَصِيرُ}[التوبة ،73:التحريم ،]9:ويقول تعالى{ :يَا ُأَيهَا َ
ن} [األنفال ،]64:والجهاد والحرب لم يكونا يومًا غايةً ،وَل هدفًا في شريعتنا اإلسالميةالْمُؤ ِْم ِني َ
الغراء ،ولم يشرعا إَل لحكم عالية سامية ،وهذا بيانها:
=====
1ـ شرع الجهاد والقتال في اإلسالم ردا للظلم والعدوان ،وَل عيب وَل انتقاص لإلسالم في ذلك،
فهذا أمرٌ تعارفت عليه البشرية جمعاء ،بل والحيوانات العجماوات أيضًا ،حينما زودها الله باألعضاء
اتلُونَكُمْ وََلَ تَعْتَدُوا إِنَ
يل اللَ ِه َال ِذينَ يُقَ ِ
اتلُوا ِفي سَ ِب ِ
القتالية الدفاعية ،والحق تبارك وتعالى يقول{ :وَقَ ِ
ن اعْتَدَي عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا حبُ الْمُعْتَ ِدينَ} [البقرة ،]190:ويقول الحق سبحانه وتعالى{ :فَمَ ِ اللَهَ َلَ يُ ِ
عَلَيْ ِه ِب ِمثْ ِل مَا اعْتَدَي عَلَيْكُمْ وَاتَقُوا اللَهَ وَاعْلَمُوا أَنَ اللَهَ مَعَ الْمُتَ ِقينَ} [البقرة ،]194:فاَلعتداء فيه
ثالثة أقوال :أحدها :قتال من لم يقاتل .والثاني :قتل النساء والولدان .والثالث :أنه القتال على غير
ِ
الدين.
=====
2ـ شرع الجهاد والقتال في اإلسالم حماي ًة للمقدسات والحرمات من الديار واألوطان واألعراض
ِ
امعُ وَ ِبيَعٌ
ِ َ و َ ص ْ تَ م ض لَهُد من أن تنتهك ،وتدنس ،قال تعالى{ :وَلَوَْلَ دَفْعُ اللَ ِه َ
الناسَ بَعْضَهُمْ ِببَعْ ٍ
اجدُ يُذْكَرُ ِفيهَا اسْمُ اللَ ِه كَ ِثيرًا وَلَيَنْصُرَنَ اللَهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَ اللَهَ لَقَ ِويٌ عَ ِزيزٌ} وَصَلَوَاتٌ وَمَسَ ِ
[الحج ،]40:وعن سعيد بن زيد (رضي الله عنه) قال :سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ين ِه فَهُوَ شَ ِهيدٌ ،وَمَنْ قُ ِتلَ دُونَ دَ ِم ِه فَهُوَ يقول( :مَنْ قُ ِتلَ دُونَ مَ ِال ِه فَهُوَ شَ ِهيدٌ ،وَمَنْ قُ ِتلَ دُونَ ِد ِ
شَهِيدٌ ،وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ) (رواه الترمذي) ،ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم):
النارُ :عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَهِ ،وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَهِ) (رواه (عَيْنَانِ َلَ تَمَسُهُمَا َ
الترمذي).
=====
3ـ شرع الجهاد ،والقتال في اإلسالم محافظ ًة على السلم العالمي ،يرشدنا إلى ذلك النظم القرآني
فالدعوة إلى المسالمة والموادعة في قوله تعالى{ :وَإِنْ جَنَحُوا ِللسَلْ ِم فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَلْ عَلَى اللَ ِه
إ َِنهُ هُوَ السَ ِميعُ الْعَ ِليمُ} [األنفال ،]61:ما جاءت إَل بعد األمر بإعداد العدة ،وأخذ القوة ،في قوله
اط الْخَيْ ِل تُرْ ِهبُونَ ِب ِه عَدُوَ اللَ ِه وَعَدُوَكُمْ وَآخَ ِرينَ َعدُوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ ِمنْ قُوَ ٍة وَ ِمنْ ِربَ ِ تعالى{ :وَأ ِ
يل اللَ ِه يُوَفَ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ َلَ تُظْلَمُونَ}
ون ِهمْ َلَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْ ِفقُوا ِمنْ شَيْءٍ ِفي سَ ِب ِ
ِمنْ دُ ِ
ت األَْرْضُ ض لَفَسَدَ ِ الناسَ بَعْضَهُمْ ِببَعْ ٍ [األنفال ،]60:ويقول الحق تبارك وتعالى{ :وَلَوَْلَ دَفْعُ اللَ ِه َ
وَلَ ِكنَ اللَهَ ذُو فَضْ ٍل عَلَى الْعَالَ ِمينَ} [البقرة.]251:
=====
4ـ شرع الجهاد ،والقتال في اإلسالم محافظةً على هيبة اإلسالم ،وإقامة لفرائضه وحدوده ،فقد قام
باألمر بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وزيره وصديقه وخليفته أبو بكر الصديق (رضي
الله عنه) ،وقد مال الدين ميلة كاد أن ينجفل (يزول وينخلع) ،فثبته الله تعالى به فوطد القواعد،
وثبت الدعائم ،ورد شارد الدين وهو راغم (ذليل) ،ورد أهل الردة إلى اإلسالم ،وأخذ الزكاة ممن
منعها من الطغام ،وبين الحق لمَنْ جهله ،وأدي عن الرسول ما حمله.
انظروا إلى سيدنا أبي بكر (رضي الله عنه) ،وتمسكه ،وعزمه ،وإصراره على قتال مانعي الزكاة
مع أن فضالء الصحابة كسيدنا عمر (رضي الله عنه) لم يوافقوه أوَل على ما قرر ،وأرادوا صرفه
عنه إلى اتخاذ موقف المالينة معهم ،ولكنه (رضي الله عنه) لم يعبأ بخالفهم ،وصمم على رأيه
قائالً( :وَاللَهِ ألَُقَاتِلَنَ مَنْ فَرَقَ بَيْنَ الصَالَةِ وَالزَكَاةِ ،فَإِنَ الزَكَاةَ حَقُ المَالِ ،وَاللَهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا
كَانُوا يُؤَدُونَهَا إِلَى رَسُولِ اللَهِ (صلى الله عليه وسلم) لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهَا) .قال عمر (رضي الله
عنه)( :فَوَ اللَ ِه مَا هُوَ إَِلَ أَنْ قَدْ شَرَحَ اللَهُ صَدْرَ أ َِبي بَكْرٍ (رضي الله عنه) (أي :لقتالهم) ،فَعَرَفْتُ
أ ََنهُ الحَقُ (بما ظهر من الدليل الذي أقامه أبو بكر)(متفق عليه).
=====
5ـ شرع الجهاد ،والقتال في اإلسالم حماية للمستضعفين من فتنتهم في دينهم ،وردً لبغي البغاة
والمعتدين على إخوانهم من المسلمين ،فعن نافع ،أن ابن عمر (رضي الله عنهما) ،أتاه رجالن
في فتنة ابن الزبير فقاَل :إن الناس صنعوا ،وفي رواية :ضيعوا (أي :صنعوا ما نري من اَلختالف
فأضاعوا الدين والدنيا) ،وأنت ابن عمر ،وصاحب النبي (صلى الله عليه وسلم) ،فما يمنعك أن
اتلُوهُمْ حَتَى َلَ تَكُونَ ألم يقل الله{ :وَقَ ِ َخي) .فقاَل: تخرج؟ .فقال( :يَمْنَعُ ِني أَنَ اللَهَ حَرَمَ دَمَ أ ِ
ِ
اتلُوا حَتَى
فقال( :قَاتَلْنَا حَتَى لَمْ تَكُنْ ِفتْنَةٌ ،وَكَانَ الدينُ ِللَ ِه ،وَأَنْتُمْ تُ ِريدُونَ أَنْ تُقَ ِ ِفتْنَةٌ}[األنفال،]39:
ِ
تَكُونَ ِفتْنَةٌ ،وَيَكُونَ الدينُ ِلغَيْ ِر اللَ ِه) (رواه البخاري).
ضا :أن رجال أتى ابن عمر فقال :يا أبا عبد الرحمن ما حملك على أن وفي رواية عند البخاري أي ً
تحج عاما ،وتعتمر عاما وتترك الجهاد في سبيل الله (عز وجل) ،وقد علمت ما رغب الله فيه؟.
فقال له( :يَا ابْنَ أَخِي بُنِيَ ِاإلِسْالَمُ عَلَى خَمْسٍ ،إِيمَانٍ بِاللَهِ وَرَسُولِهِ ،وَالصَالَةِ الخَمْسِ ،وَصِيَامِ
ت) .فقال يا أبا عبد الرحمن :أَل تسمع ما ذكر الله في كتابه{ :وَإِنْ اة ،وَحَج البَيْ ِ رَمَضَانَ ،وَأَدَاءِ الزَكَ ِ
اتلُوا َال ِتي تَبْ ِغي
ان ِمنَ المُؤ ِْم ِنينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْ ِلحُوا بَيْنَهُمَا ،فَ ِإنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى األُخْرَي فَقَ ِ ائفَتَ ِ
طَ ِ
اتلُوهُمْ حَتَى َلَ تَكُونَ ِفتْنَةٌ} [البقرة[،]193:األنفال.]39: حَتَى تَ ِفيءَ إِلَى أَمْ ِر اللَ ِه} [الحجرات{ ،]9:وَقَ ِ
ول اللَ ِه (صَلَى اللهُ عَلَيْ ِه وَسَلَمَ) وَكَانَ اإلِسْالَمُ قَ ِليالً ،فَكَانَ الرَجُلُ يُفْتَنُ فقال( :فَعَلْنَا عَلَى عَهْ ِد رَسُ ِ ِ
ين ِه :إ َِما قَتَلُوهُ ،وَإ َِما يُعَذبُونَهُ ،حَتَى كَثُرَ اإلِسْالَمُ فَلَمْ تَكُنْ ِفتْنَةٌ).
ِفي ِد ِ
===========================================
#خطب_ابن_الشايب
الخطب المنبرية
01014558889