You are on page 1of 29

‫سورة الزّمر‬

‫*تناسب خواتيم ص مع فواتح الزمر*‬


‫ن (‪ ))88‬وقال في الزمر‬ ‫ن (‪َ )87‬ولَتَ ْعلَمُنّ نَ َبأَهُ بَعْ َد حِي ٍ‬
‫ن هُ َو ِإلّا ذِكْ ٌر ِللْعَالَمِي َ‬
‫قال في أواخر ص (إِ ْ‬
‫ن اللّ ِه الْعَزِي ِز الْحَكِي ِم (‪.))1‬‬ ‫ل الْكِتَابِ مِ َ‬
‫(تَنْزِي ُ‬
‫سؤال‪ :‬هل نهايات السور أيضا توقيفية؟ أي أن السورة انتهت عند هذا الحد أمر توقيفي؟‬
‫ل شك‪ ،‬يعرفون ما بين السورتين بالبسملة تبدأ السورة بالبسملة إل سورة براءة وجبريل أطلع‬
‫الرسول على السور وأسماء السور توقيفية أيضا كما ورد في الحديث " افتتح بآل عمران" وقد‬
‫تكون السورة لها أكثر من إسم "من قرأ سورة الخلص" كل ما وصل إلينا من المصحف هو‬
‫توقيفي لم يتدخل المصطفى ول الصحابة في شيء وإنما هكذا لقنه إياه جبريل وحتى‬
‫القراءات لما أراد الرسول أن يخفف على عباده أُنزل القرآن على سبعة أحرف كما في الحديث‬
‫"سألت التخفيف" طلب الستزادة فقال "نظرت إلى ميكائيل فقال انتهت العدة" ليس للرسول دخل‬
‫فيها وليس لنا أن نشكك في القراءات‪ .‬في بعض القراءات يخفف فيقرأها بلغاتهم أحيانا وكلها بإذن‬
‫ال تعالى وما وردنا من صحيح القراءات المتواترة من صحيح الروايات هذه أقرها الرسول‬
‫بإذن من ربه وقرأها جبريل عليه‪ ،‬هذه القراءات المتواترة عن الرسول ‪.‬‬

‫**هدف السورة‪ :‬الخلص لله تعالى**‬


‫هذه السورة مكّية وتدور حول محور الخلص ل تعالى في كل المور وتبدأ بدعوة الرسول‬
‫الكريم باخلص الدين له وتنزيهه عن مشابهة المخلوقين‪ .‬كما ذكرت اليات البراهين على‬
‫وحدانية ال في ابداعه في الخلق‪ .‬وشددت على أهمية الخلص ل حتى يوصلنا هذا الخلص‬
‫للجنة مع زمرة المؤمنين‪ .‬وهي سورة رقيقة تذكرنا بأهمية الخلص ل تعالى وترك الرياء‪.‬‬
‫والخلص يكون في عدة أمور‪ :‬إخلص العبادة ل وإخلص النيّة والخلص في كل أمور الدنيا‬
‫والحرص على أن يكون كل ما نعمله في هذا الدنيا خالصا ل رب العالمين حتى ننال خير الجزاء‬
‫ونسعد بالجنة ونعيمها‪ .‬وقد وردت كلمة الخلص ومشتقاتها في هذه السورة ‪ 4‬مرّات للدللة‬
‫على أهميته‪.‬‬
‫ن ا ْلخَالِصُ‬
‫خِلصًا لّ ُه الدّينَ * َألَا ِللّ ِه الدّي ُ‬ ‫ق فَاعْبُ ِد اللّهَ ُم ْ‬ ‫ك الْكِتَابَ بِا ْلحَ ّ‬ ‫تبدأ السورة (إِنّا أَن َزلْنَا ِإلَ ْي َ‬
‫ن اللّهَ َيحْكُمُ بَيْنَهُ ْم فِي مَا هُمْ‬
‫وَالّذِينَ ا ّتخَذُوا مِن دُونِ ِه أَ ْولِيَاء مَا نَعْبُدُ ُهمْ ِإلّا لِ ُيقَرّبُونَا ِإلَى اللّهِ ُز ْلفَى إِ ّ‬
‫ن هُوَ كَا ِذبٌ َكفّارٌ) آية ‪ 2‬و ‪ 3‬بالدعوة لخلص العبادة ل وأن الدين‬ ‫ن اللّ َه لَا يَهْدِي َم ْ‬ ‫ن إِ ّ‬‫فِيهِ َيخْ َتلِفُو َ‬
‫ل وحده‪ .‬وكما جاء سابقا في القرآن (وإن لكم في النعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين‬
‫فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين) سورة النحل‪ ،‬آية ‪ ،66‬من بين الفرث والدم يخرج لنا اللبن‬
‫الخالص من الشوائب النقي‪ ،‬كذلك العبادة ل يجب أن تكون خالصة ل مهما أحاطها من زيف‬
‫ل إِنّي‬‫سلِمِينَ * ُق ْ‬‫ل الْمُ ْ‬ ‫ن أَ ّو َ‬
‫ن أَكُو َ‬
‫خِلصًا لّ ُه الدّينَ * َوأُمِ ْرتُ ِلأَ ْ‬ ‫ن أَعْ ُبدَ اللّهَ ُم ْ‬‫الدنيا‪ .‬و( ُقلْ إِنّي أُمِ ْرتُ أَ ْ‬
‫خِلصًا لّهُ دِينِي ) اليات من ‪ 11‬إلى ‪14‬‬ ‫عصَ ْيتُ رَبّي عَذَابَ َيوْمٍ عَظِيمٍ * ُقلِ اللّ َه أَعْبُدُ ُم ْ‬ ‫َأخَافُ إِنْ َ‬
‫كلها تدعو لخلص الدين ل ‪.‬‬
‫جلًا فِي ِه‬‫ثم تنتقل اليات لبيان من أولى بالخلص له‪ :‬ال تعالى ام غيره؟ (ضَ َربَ اللّ ُه مَ َثلًا ّر ُ‬
‫جلٍ َهلْ َيسْتَوِيَانِ مَ َثلًا ا ْلحَمْ ُد ِللّهِ َبلْ أَكْثَرُهُ ْم لَا يَ ْعلَمُونَ) آية ‪29‬‬ ‫سلَمًا لّ َر ُ‬
‫جلًا َ‬ ‫شُرَكَاء مُ َتشَاكِسُونَ وَ َر ُ‬
‫فالحمد ل أنه إله واحد ل شريك له إياه نعبد مخلصين له الدين‪.‬‬
‫ل َهلْ‬ ‫ن هُ َو قَا ِنتٌ آنَاء اللّ ْيلِ سَاجِدًا َوقَائِمًا َيحْذَ ُر الْآخِرَةَ وَيَ ْرجُو َرحْمَةَ رَبّ ِه ُق ْ‬ ‫إخلص العبادة‪( :‬أَمّ ْ‬
‫ن لَا يَ ْعلَمُونَ إِنّمَا يَتَذَكّ ُر أُ ْولُوا الَْألْبَابِ) آية ‪.9‬‬ ‫َيسْتَوِي الّذِينَ يَ ْعلَمُونَ وَالّذِي َ‬
‫ن اللّهَ يَ ْغفِرُ‬ ‫علَى أَنفُسِهِ ْم لَا َتقْنَطُوا مِن ّرحْ َمةِ اللّ ِه إِ ّ‬ ‫ن أَسْ َرفُوا َ‬ ‫ي الّذِي َ‬
‫إخلص التوبة‪( :‬قُلْ يَا عِبَادِ َ‬
‫ل أَن َيأْتِيَكُ ُم الْعَذَابُ ثُ ّم لَا‬ ‫سلِمُوا لَهُ مِن قَ ْب ِ‬ ‫ب جَمِيعًا إِنّ ُه ُهوَ الْ َغفُو ُر الرّحِيمُ * َوأَنِيبُوا ِإلَى َربّكُمْ َوأَ ْ‬ ‫الذّنُو َ‬
‫تُنصَرُونَ) آية ‪ 53‬و ‪ ،54‬استخدام كلمة (أنيبوا) للدللة على سرعة العودة ل‪ .‬وذكر الصحابة‬
‫رضوان ال عليهم أن هذه الية هي من أرجى آيات القرآن الكريم لما فيها من سعة رحمة ال‬
‫ن به وبعفوه عنهم مهما تعاظمت ذنوبهم فهي ل شيء‬ ‫ومغفرته لذنوب عباده ودعوتهم لحسن الظ ّ‬
‫أمام سعة رحمة ال تعالى فله الحمد وله الشكر‪.‬‬
‫ل َأفَغَيْرَ اللّهِ َتأْمُرُونّي أَعْبُ ُد أَيّهَا الْجَا ِهلُونَ * َوَلقَ ْد أُوحِيَ ِإلَ ْيكَ َوِإلَى‬ ‫تحذير من الشراك بال‪( :‬قُ ْ‬
‫ل اللّهَ فَاعْ ُبدْ وَكُن مّنْ‬ ‫ت لَ َيحْبَطَنّ عَ َمُلكَ َولَتَكُونَنّ ِمنَ ا ْلخَاسِرِينَ * َب ِ‬ ‫ن أَشْرَ ْك َ‬ ‫ك لَئِ ْ‬
‫الّذِينَ ِمنْ قَ ْبِل َ‬
‫الشّاكِرِينَ) ‪ 64‬إلى ‪.66‬‬
‫ض جَمِيعًا قَ ْبضَتُهُ يَوْمَ‬ ‫عظمة ال في الخلق تدفعنا للخلص له (وَمَا قَدَرُوا اللّ َه حَقّ َقدْرِهِ وَالْأَرْ ُ‬
‫طوِيّاتٌ بِيَمِي ِنهِ سُ ْبحَانَهُ وَتَعَالَى عَمّا يُشْرِكُونَ) آية ‪ .67‬وهذه أساس عدم‬ ‫ا ْلقِيَامَةِ وَالسّماوَاتُ مَ ْ‬
‫الخلص لنه لو علم العبد قدر ال تعالى لما أشرك معه أحدا من مخلوقاته‪.‬‬
‫وصف المخلصين في يوم القيامة ومقارنتهم بالكفار‪ .‬الكلّ يساق زمرا الكفار يساقون الى النّار‪:‬‬
‫سلٌ‬ ‫ق الّذِينَ َكفَرُوا ِإلَى جَهَنّمَ زُمَرًا حَتّى إِذَا جَاؤُوهَا فُ ِتحَتْ أَبْوَابُهَا َوقَالَ لَهُ ْم خَزَنَتُهَا َألَمْ َيأْتِكُمْ ُر ُ‬ ‫( َوسِي َ‬
‫علَى‬ ‫ح ّقتْ َكلِ َمةُ الْعَذَابِ َ‬ ‫علَيْكُ ْم آيَاتِ رَبّكُمْ وَيُنذِرُونَكُ ْم ِلقَاء يَوْمِ ُكمْ َهذَا قَالُوا َبلَى َولَ ِكنْ َ‬ ‫مّن ُكمْ يَ ْتلُونَ َ‬
‫ن ا ّتقَوْا رَبّ ُهمْ ِإلَى الْجَنّةِ زُمَرًا‬ ‫ق الّذِي َ‬ ‫الْكَافِرِينَ) آية ‪ ،71‬والمخلصون يساقون إلى الجنة زمرا ( َوسِي َ‬
‫خلُوهَا خَالِدِينَ) آية ‪ 73‬لن‬ ‫علَيْ ُكمْ طِبْتُ ْم فَا ْد ُ‬
‫سلَامٌ َ‬‫حتْ أَبْوَابُهَا َوقَالَ لَهُ ْم خَزَنَتُهَا َ‬ ‫حَتّى إِذَا جَاؤُوهَا َوفُ ِت َ‬
‫ال تعالى يأبى أن يدخل المؤمن وحيدا إلى الجنة وإنما يدخل قي صحبته الصالحة في الدنيا وكأن‬
‫هذا الجمع والدخول الجماعي هو ثمرة الخلص في الدنيا فالصحبة الصالحة أساسية في الدنيا‬
‫لنها تعين على إخلص العبادة ل وفي الخرة تدخل أفرادها زمرا لجنة الخلد‪ .‬فكلّ زمرة تحابوا‬
‫في ال في الدنيا يدخلون الجنّة سويا إن شاء ال‪.‬‬
‫وسميّت السورة بـ (الزمر) لن ال تعالى ذكر فيها زمرة السعداء من أهل الجنة وزمرة الشقياء‬
‫من أهل النار وفي هذا دللة على أهمية الصحبة في الدنيا فلنحسن صحبتنا في الدنيا عسى ال أن‬
‫يحشرنا معهم زمرا إلى الجنة اللهم آمين‪.‬‬

‫***من اللمسات البيانية في سورة الزمر***‬


‫آية (‪:)2‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫*(إِن ََّا أَنَزلْن ََا إِلَي َْ َ‬
‫ه الدِّي نََ ( ‪ )2‬الزمَر) و (إِن ََّا‬ ‫صا ل َّ ُ‬ ‫خل َِ ً‬ ‫م ْ‬‫ه ُ‬‫قَّ فَاعْبُد ِ الل َّ َ‬ ‫ح ِ‬‫ب بِال ْ َ‬ ‫ك الْكِتَا ََ‬
‫ض ُّ‬
‫ل‬ ‫ما ي َ ِ‬ ‫ل فَإِن ََّ َ‬
‫ض َّ‬‫من َ‬ ‫سَهِ وََ َ‬ ‫ن اهْتَدَى فَلِنَْف ِ‬ ‫م َِ‬ ‫قَّ فَ َ‬‫ح ِ‬‫ب لِلنَّا سَِ بِال ْ َ‬ ‫ك الْكِتَا ََ‬ ‫أَنَزلْن ََا عَلَي َْ َ‬
‫َ‬
‫ل (‪ )41‬الزمر) ما الفرق بين إليك وعليك؟(د‪.‬فاضل‬ ‫ت عَلَيْه ِم بِوَكِي ٍ‬ ‫ما أن َ‬ ‫عَلَيْه َا و َ َ‬
‫السامرائى)‬
‫أولً ينبغي أن نعلم ما الفرق بين إلى وعلى في اللغة؟‪( .‬إلى) تفيد النتهاء و(على) للستعلء لذلك‬
‫علَيْكُ ُم ا ْلقِتَالُ وَهُوَ كُرْ ٌه لّكُمْ‬ ‫يقول أهل اللغة (على) تأتي للمور المستثقلة الشاقة والمستكرهة (كُتِبَ َ‬
‫ن الصّلَةَ كَا َنتْ‬ ‫علَيْكُ ُم الصّيَامُ (‪ )183‬البقرة) لنه شاق‪( ،‬إِ ّ‬ ‫ن آمَنُواْ ُك ِتبَ َ‬ ‫(‪ )216‬البقرة) (يَا أَيّهَا الّذِي َ‬
‫علَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مّ ْوقُوتًا (‪ )103‬النساء) والنحاة يقولون سرنا عشرة وبقيت علينا ليلتان‪ ،‬وقد‬ ‫َ‬
‫حفظت القرآن وبقيت عليّ منه سورتان‪ ،‬هذا لك وهذا عليك‪ ،‬بخلف كتب لكم (وَابْتَغُواْ مَا كَ َتبَ‬
‫ب اللّ ُه لَكُ ْم (‪ )21‬المائدة)‪ .‬عرفنا أنه‬ ‫سةَ الّتِي كَ َت َ‬ ‫ض ال ُمقَدّ َ‬‫خلُوا الَرْ َ‬ ‫اللّ ُه لَكُ ْم (‪ )187‬البقرة) (يَا قَوْمِ ا ْد ُ‬
‫(على) لما هو أشق في اللغة‪ .‬نقرأ اليتين ونرى في الية الولى (إِنّا أَن َزلْنَا ِإلَ ْيكَ الْكِتَابَ بِالْحَقّ‬
‫ن اهْتَدَى َفلِ َنفْسِهِ‬ ‫علَ ْيكَ الْكِتَابَ لِلنّاسِ بِا ْلحَقّ فَ َم ِ‬ ‫ن (‪ ))2‬والثانية (إِنّا أَن َزلْنَا َ‬ ‫خلِصًا لّ ُه الدّي َ‬ ‫فَاعْبُ ِد اللّهَ ُم ْ‬
‫ل (‪ ))41‬نسأل‪ :‬أيها الشق وأثقل أن تعبد ال‬ ‫علَيْهِم بِوَكِي ٍ‬‫علَيْهَا وَمَا أَنتَ َ‬ ‫ضلّ َ‬ ‫ضلّ َفإِنّمَا َي ِ‬ ‫َومَن َ‬
‫وحدك أو تبلّغ الناس؟ أن تبلغ الناس أشدّ‪ .‬الية الولى ليس فيها تبليغ وإنما خطاب للنبي‬
‫علَيْهَا وَمَا‬ ‫ضلّ َ‬ ‫ل َفإِنّمَا َي ِ‬‫ضّ‬ ‫ن اهْتَدَى َفلِ َنفْسِهِ وَمَن َ‬ ‫علَ ْيكَ الْكِتَابَ لِلنّاسِ بِا ْلحَقّ فَ َم ِ‬ ‫والثانية (إِنّا أَن َزلْنَا َ‬
‫ل (‪ ))41‬قال للناس وهذا تبليغ‪ ،‬الولى ليس فيها تبليغ والثانية فيها تبليغ وهي‬ ‫علَيْهِم بِوَكِي ٍ‬ ‫أَنتَ َ‬
‫علَ ْيكَ‬‫الشق والشد فيضع (على) مع التبليغ‪ ،‬الولى فيها نبوة والثانية فيها رسالة (إِنّا أَن َزلْنَا َ‬
‫خِلصًا لّ ُه الدّينَ)‬ ‫الْكِتَابَ لِلنّاسِ) هذه رسالة‪ .‬الولى ليس فيها تبليغ للناس ولذلك قال (فَاعْبُ ِد اللّهَ ُم ْ‬
‫علَيْهَا) هذه رسالة‪ ،‬إذن المشقة فيما أمر به‬ ‫ضلّ َ‬ ‫ضلّ َفإِنّمَا َي ِ‬ ‫ن اهْتَدَى َفلِ َنفْسِهِ َومَن َ‬ ‫الثانية فيها (فَمَ ِ‬
‫في الدعوة إلى سبيل ال تعالى‪.‬‬
‫*مََا الفرق بيََن أُنزل بالبناء للمجهول و أَنزل بالبناء للمعلوم؟(د‪.‬فاضََل‬
‫السامرائى)‬
‫إذا أراد الحديث عن نائب الفاعل بنى الفعل للمجهول وإذا أراد الحديث عن الفاعل ذكره‪ .‬عموم‬
‫الكلم ماذا يريد المتكلم؟ هل الكلم عن الفاعل أو عن نائب الفاعل؟‪ .‬فإذا كان الكلم على الفاعل‬
‫ق فَاعْبُ ِد اللّهَ‬ ‫ذكر الفاعل وإذا كان الكلم عن نائب الفاعل ذكره‪ .‬مثال (إِنّا أَن َزلْنَا ِإلَ ْيكَ الْكِتَابَ بِالْحَ ّ‬
‫ن (‪ )2‬الزمر) (إِنّا أَن َزلْنَا) الكلم عن ال وليس عن الكتاب‪ .‬فإذن هناك إذا كان‬ ‫خِلصًا لّ ُه الدّي َ‬ ‫ُم ْ‬
‫الكلم عن نائب الفاعل يبنيه للمجهول‪.‬‬
‫آية (‪:)3‬‬
‫* ما الفرق بين الحكم والفصل في القرآن الكريم؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫الفرق بين الحكم والفصل‪ ،‬الحكم القضاء والفصل أشد لنه يكون َبوْن أحدهما‪ ،‬أن يكون بينهما‬
‫فاصل حاجز إذن الفصل أشد فإذن لما يقول في القرآن يفصل بينهم تكون المسافة أبعد كأن يذهب‬
‫أحدهم إلى الجنة والخر إلى النار أما الحكم فل وقد يكون في ملة واحدة‪ ،‬نضرب أمثلة‪َ ( :‬وقَالَتِ‬
‫يءٍ وَهُمْ يَ ْتلُونَ الْكِتَابَ‬ ‫علَى شَ ْ‬ ‫ت الْيَهُودُ َ‬ ‫س ِ‬
‫يءٍ َوقَاَلتِ ال ّنصَارَى لَيْ َ‬ ‫علَىَ شَ ْ‬ ‫ستِ ال ّنصَارَى َ‬ ‫الْيَهُو ُد لَ ْي َ‬
‫ن (‪)113‬‬ ‫َك َذِلكَ قَالَ الّذِينَ لَ يَ ْعلَمُونَ مِ ْثلَ قَ ْولِهِ ْم فَاللّهُ َيحْكُمُ َبيْنَهُمْ يَوْ َم ا ْلقِيَامَةِ فِيمَا كَانُو ْا فِيهِ َيخْ َتِلفُو َ‬
‫البقرة) هؤلء يذهبون معا إلى جهة واحدة اليهود والنصارى كلهما ليس أحدهما إلى الجنة‬
‫ك لَ َيحْكُمُ بَيْنَهُمْ‬ ‫ن اخْ َتلَفُو ْا فِيهِ َوإِنّ رَ ّب َ‬
‫علَى الّذِي َ‬ ‫والخر إلى النار فليس فيه فصل‪( .‬إِنّمَا جُ ِعلَ السّ ْبتُ َ‬
‫ن (‪ )124‬النحل) اختلف في ملة واحدة وهم اليهود‪ ،‬وكلهم‬ ‫َيوْ َم الْقِيَامَ ِة فِيمَا كَانُواْ فِيهِ َيخْ َتِلفُو َ‬
‫ن ا ّتخَذُوا مِن دُونِ ِه أَ ْولِيَاء مَا نَعْبُدُ ُهمْ ِإلّا لِ ُيقَرّبُونَا ِإلَى‬ ‫يذهبون معا إلى جهة واحدة مع بعض‪( .‬وَالّذِي َ‬
‫ن (‪ )3‬الزمر) كلهم يذهبون إلى جهة واحدة‪( .‬إِنّ‬ ‫ن اللّهَ َيحْكُمُ بَيْنَهُ ْم فِي مَا هُ ْم فِيهِ َيخْ َتلِفُو َ‬ ‫اللّهِ ُز ْلفَى إِ ّ‬
‫صلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ‬ ‫ن اللّهَ َي ْف ِ‬ ‫ن أَشْرَكُوا إِ ّ‬ ‫ن هَادُوا وَالصّابِئِينَ وَالنّصَارَى وَالْ َمجُوسَ وَالّذِي َ‬ ‫ن آمَنُوا وَالّذِي َ‬ ‫الّذِي َ‬
‫ي ٍء شَهِي ٌد (‪ )17‬الحج) هؤلء ل يذهبون إلى جهة واحدة فهم فئات مختلفة‬ ‫علَى ُكلّ شَ ْ‬ ‫ن اللّهَ َ‬ ‫ا ْلقِيَامَ ِة إِ ّ‬
‫إذن يفصل‪ .‬الفصل يتضمن الحكم حكم وفصل فيكون أشد‪ .‬ولذلك قال المفسرون في قوله تعالى‬
‫صلُ بَيْنَهُمْ‬ ‫ن (‪ )24‬إِنّ رَ ّبكَ ُهوَ َي ْف ِ‬ ‫( َوجَ َعلْنَا مِنْ ُهمْ أَئِمّةً يَهْدُونَ ِبأَمْرِنَا لَمّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُو َ‬
‫ن (‪ )25‬السجدة) قالوا الفصل بين النبياء وأممهم وبين المؤمنين‬ ‫َيوْ َم الْقِيَامَ ِة فِيمَا كَانُوا فِيهِ َيخْ َتِلفُو َ‬
‫والمشركين‪ .‬فإذن الفصل حكم لكن فيه بَوْن كل جهة تذهب إلى مكان لذا قال في سورة ص‬
‫ط (‪ ))22‬هذا حكم قضاء‪.‬‬ ‫شطِ ْ‬ ‫ض فَاحْكُم بَيْنَنَا بِا ْلحَقّ َولَا تُ ْ‬ ‫علَى بَعْ ٍ‬ ‫خصْمَانِ بَغَى بَ ْعضُنَا َ‬ ‫(َ‬
‫َ َ‬
‫حك ُ ُ‬
‫م‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫*ما الفرق بين قوله تعالى فى آيات كثيرة فى القرآن الكريم (إ ِ ّ‬
‫ما كَانُواْ‬ ‫مةِ فِي َ‬ ‫م ال ْ ِ‬
‫قيَا َ‬ ‫م يَو ْ َ‬‫م بَيْنَه ُ ْ‬ ‫حك ُ ُ‬ ‫ن (‪ )3‬الزمر) ي َ ْ‬ ‫ختَلُِفو َ‬ ‫م فِي هِ ي َ ْ‬ ‫ما ه ُ ْ‬ ‫م ف ِي َ‬ ‫بَيْنَه ُ ْ‬
‫ن (‪ )113‬البقرة)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ختَلُِفو َ‬ ‫فِيهِ ي َ ْ‬
‫الية توضح الكثر لما يقول (كانوا) الكلم عن يوم القيامة والختلف كان في الدنيا (فَاللّهُ َيحْكُمُ‬
‫بَيْ َنهُمْ يَوْ َم ا ْلقِيَامَ ِة فِيمَا كَانُواْ فِيهِ َيخْ َتِلفُونَ (‪ )113‬البقرة) الختلف في الدنيا مثل(إِنّ رَ ّبكَ َي ْقضِي‬
‫بَيْ َنهُمْ يَوْ َم ا ْلقِيَامَ ِة فِيمَا كَانُوا فِيهِ َيخْ َتِلفُونَ (‪ )17‬الجاثية)‪( .‬فِيمَا فِيهِ َيخْ َتلِفُونَ) هذه الن وليس في يوم‬
‫القيامة لنها تقصد الدنيا‪.‬‬
‫آية (‪:)6‬‬
‫َ‬
‫جهََا‬ ‫منْهََا َزوْ َ‬ ‫خل ََقَ ِ‬ ‫حدَةٍ وَ َ‬ ‫من نَّْف سٍَ وَا ِ‬ ‫قك َُم ّ ِ‬
‫َ‬ ‫خل َ َ‬‫م ال ّذِي َ‬ ‫ُ‬ ‫سَ اتَُّقوا ْ َربَّك َُ‬ ‫ُ‬ ‫*(ي ََا أَيُّهََا النَّا‬
‫َ‬ ‫وَب َ َّ‬
‫قكُم‬ ‫خل َ َ‬ ‫ساء (‪ )1‬النساء) وفي العراف قال (هُوَ ال ّذِي َ‬ ‫جال ً كَثِيًرا وَن ِ َ‬ ‫ما رِ َ‬ ‫منْهُ َ‬ ‫ث ِ‬
‫قك َُم‬ ‫خل َ َ‬‫ن إِلَيْهََا (‪ ))189‬وفَي الزمَر ( َ‬ ‫سك ُ َ‬‫جهََا لِي ََ ْ‬ ‫منْهََا َزوْ َ‬ ‫ل ِ‬ ‫جعَ َ‬ ‫حدَةٍ وَ َ‬ ‫من نَّْف سٍَ وَا ِ‬ ‫ّ َِ‬
‫جهََا (‪ ))6‬فمَا اللمسَة البيانيَة فَي الختلف‬ ‫منْهََا َزوْ َ‬ ‫ل ِ‬ ‫جعَ َ‬ ‫م َ‬ ‫حدَةٍ ث َُ َّ‬ ‫من نَّْف سٍَ وَا ِ‬ ‫ّ َِ‬
‫بين اليات؟ وما الفرق بين الخلق والجعل؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫الجعل في الغالب حالة بعد الخلق فالخلق أقدم وأسبق‪ .‬جعل الزرع حطاما ليست مثل خلق الزرع‬
‫حطاما‪ .‬جعل بمعنى صيّر‪ ،‬هو خلقه ثم جعله ( َوجَ َعلَ مِنْهُ ُم ا ْلقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ (‪ )60‬المائدة) ل يعني‬
‫ك لِلنّاسِ إِمَامًا (‪)124‬‬ ‫علُ َ‬‫خلقهم وإنما يعني صيّرهم‪ .‬إذن في الغالب الجعل بعد الخلق (قَالَ إِنّي جَا ِ‬
‫البقرة) صيّره إماما وليس خلقه إماما‪ .‬إذن هذا المر العام ولذلك كل (جعل زوجها) بعد الخلق‪،‬‬
‫خلَقَ مِ ْنهَا‬ ‫خَلقَكُم مّن ّنفْسٍ وَاحِدَةٍ َو َ‬ ‫س ا ّتقُواْ رَبّ ُكمُ الّذِي َ‬ ‫نلحظ في سورة النساء قال (يَا أَيّهَا النّا ُ‬
‫خَلقَكُم مّن‬ ‫زَ ْوجَهَا وَ َبثّ مِنْهُمَا ِرجَالً كَثِيرًا وَنِسَاء (‪ ))1‬هذا في آدم وحواء‪ ،‬هذا خلق‪( .‬هُ َو الّذِي َ‬
‫خفِيفًا فَمَ ّرتْ ِب ِه َفلَمّا أَ ْث َقلَت‬ ‫ت حَمْلً َ‬ ‫ّنفْسٍ وَاحِدَةٍ َوجَ َعلَ مِنْهَا َز ْوجَهَا لِيَسْ ُكنَ ِإلَيْهَا َفلَمّا تَغَشّاهَا حَ َملَ ْ‬
‫ل لَهُ شُرَكَاء‬ ‫ن آتَيْتَنَا صَالِحا لّنَكُونَنّ ِمنَ الشّاكِرِينَ (‪َ )189‬فلَمّا آتَاهُمَا صَالِحا جَعَ َ‬ ‫دّعَوَا اللّهَ رَبّهُمَا لَئِ ْ‬
‫ن (‪ )190‬العراف) هذه ليس آدم وحواء وإنما بعد‪ ،‬ذاك خلق‬ ‫فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللّهُ عَمّا يُشْرِكُو َ‬
‫خَلقَكُم مّن ّنفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُ ّم جَ َعلَ مِنْهَا زَ ْوجَهَا‬ ‫وهذا جعل‪ ،‬جعل هذه زوج هذه‪ .‬في سورة الزمر قال ( َ‬
‫ظلُمَاتٍ َثلَاثٍ‬ ‫ق فِي ُ‬ ‫خلْ ٍ‬‫خ ْلقًا مِن بَ ْعدِ َ‬ ‫ن أُمّهَاتِكُمْ َ‬ ‫خلُقُكُ ْم فِي بُطُو ِ‬ ‫ن ا ْلأَنْعَامِ ثَمَانِ َيةَ أَزْوَاجٍ َي ْ‬
‫ل لَكُم مّ ْ‬ ‫َوأَن َز َ‬
‫ن (‪ ))6‬خلقكم من نفس واحدة آدم وهذا الصل‬ ‫َذلِكُ ُم اللّهُ رَبّكُ ْم لَ ُه الْ ُم ْلكُ لَا ِإلَ َه ِإلّا هُ َو َفأَنّى ُتصْ َرفُو َ‬
‫خلَقَ مِنْهَا َز ْوجَهَا) يقصد حواء و (جعل منها زوجها)‬ ‫لكن جعل زوجة جعل فلن زوج فلن‪َ ( ،‬‬
‫خلَقَ مِ ْنهَا زَ ْوجَهَا) ولما ذكر الذرية قال (جعل منها‬ ‫الكلم عن الذرية فلما ذكر حواء قال ( َ‬
‫زوجها)‪.‬‬
‫ة‬
‫حد َ ٍ‬ ‫س وَا ِ‬ ‫قك ُم ِّ َ‬ ‫خل َ َ‬
‫من ن ّْف ٍ‬ ‫*ما دللة إدخال النعام في خلق النسان في الية ( َ‬
‫ة أَ‬ ‫م ن اْل َ‬ ‫ل منه ا زوجه ا وأ َ‬
‫ن‬‫م فَِي بُطُو َِ‬ ‫قك َُ ْ‬ ‫خل ُ ُ‬‫ج يَ ْ‬ ‫َ ٍَ‬‫ا‬ ‫َ‬ ‫زو‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬‫ِ‬ ‫مان‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ث‬ ‫ِ‬ ‫امَ‬ ‫َ‬ ‫ع‬‫ْ‬ ‫ن‬ ‫َْ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫م‬ ‫َُ‬ ‫ك‬‫ل لَ‬ ‫َ‬ ‫ز‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫جعَ َ ِ ْ ََ َ ْ َ ََ َ‬ ‫م َ‬ ‫ث َُ َّ‬
‫ك َل إِل َ َ‬
‫ه‬ ‫مل ْ ُ‬‫ه ال ْ ُ‬‫م لَ ُ‬ ‫ه َربُّك ُ ْ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ث ذَلِك ُ ُ‬ ‫ت ثََل ٍ‬ ‫ما ٍ‬ ‫ق ف ِي ظُل ُ َ‬ ‫من بَعْد ِ َ ْ‬
‫خل ٍ‬ ‫خل ًْقا ِ‬ ‫م َ‬ ‫مهَاتِك ُ ْ‬ ‫أ ُ َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن (‪ )6‬الزمر)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫صَرفُو َ‬ ‫إ ِ ّل هُوَ فَأنَّى ت ُ ْ‬
‫من المقصود بالنفس الواحدة؟ آدم ‪ ،‬ومن المقصود بـ (ثُمّ جَ َعلَ مِنْهَا زَ ْوجَهَا)؟ حواء‪ .‬هذان آدم‬
‫ن الْأَنْعَامِ‬
‫ل لَكُم مّ ْ‬ ‫وحواء أنزلهما إلى الرض وأنزل معهما طعامهما مستلزمات الحياة فذكر ( َوأَن َز َ‬
‫خلِقنا بعدها‬ ‫ثَمَانِ َي َة أَزْوَاجٍ)‪ .‬هذه الزواج هي مستلزمات وجود النسان على الرض‪ .‬أما نحن فقد ُ‬
‫خلْقٍ) هذا ليس آدم وحواء وإنما نحن وذكر خلق‬ ‫خلْقًا مِن بَعْ ِد َ‬ ‫ن أُمّهَاتِكُ ْم َ‬ ‫خُلقُكُمْ فِي ُبطُو ِ‬ ‫(أَزْوَاجٍ َي ْ‬
‫آدم وحواء في بداية السورة‪ .‬خلقهما وأنزلهما وكان الغذاء معدا لهما فل ينزلهم بدون غذاء‪ .‬أما‬
‫خلْقٍ) فهذا نحن لذا ذكرها بعد الولى (خلق آدم‬ ‫خلْقًا مِن بَعْ ِد َ‬ ‫ن أُمّهَاتِكُ ْم َ‬ ‫خُلقُكُمْ فِي ُبطُو ِ‬ ‫(أَزْوَاجٍ َي ْ‬
‫وحواء)‪ .‬إذن خلق آدم وحواء سابقة علينا وذكر ما يتعلق بهما ثم ذكر خلقنا نحن وليس الكلم على‬
‫خلَقَ السّمَاوَاتِ‬ ‫آدم هنا‪ .‬لذلك لحظ في سورة النحل لما ذكر تعالى خلقنا ذكر بعدها النعام ( َ‬
‫خَلقَهَا‬ ‫طفَ ٍة َفإِذَا ُه َو خَصِيمٌ مّبِينٌ (‪ )4‬وَالَنْعَا َم َ‬ ‫ن (‪ )3‬الِنسَانَ مِن نّ ْ‬ ‫وَالَ ْرضَ بِا ْلحَقّ تَعَالَى عَمّا ُيشْرِكُو َ‬
‫ن (‪ ))5‬هذا خلقنا نحن وليس آدم ثم ذكر بعدها (والنعام خلقها)‬ ‫فءٌ وَمَنَافِعُ َومِنْهَا َتأْ ُكلُو َ‬ ‫لَكُ ْم فِيهَا دِ ْ‬
‫خلقها لنا هنا وليس لدم‪ .‬أما في سورة الزمر ذكر آدم ثم ذريته من بعد‪.‬‬
‫*ما دللة كلمة أنزل فى الية(‪)6‬الزمر؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫أنزل في هذه الية بمعنى خلق‪.‬‬
‫آية (‪:)8‬‬
‫ة من عندنا؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ة منا ونعم ً‬ ‫*ما الفرق بين آتاني نعم ً‬
‫في القرآن يستعمل رحمة من عندنا أخص من رحمة منا‪ ،‬ل يستعمل رحمة من عندنا إل مع‬
‫المؤمنين فقط أما رحمة منا فعامة يستعملها مع المؤمن والكافر‪( .‬من عندنا) يستعملها خاصة و‬
‫(منا) عامة‪ .‬حتى (نعمة منا) و (نعمة من عندنا)‪ ،‬يستعمل (منا) عامة و (نعمة من عندنا) خاصة‬
‫علْ ٍم (‪ )49‬الزمر)‬ ‫علَى ِ‬ ‫ل إِنّمَا أُوتِي ُتهُ َ‬ ‫ن ضُرّ دَعَانَا ثُ ّم إِذَا خَ ّولْنَاهُ نِعْ َمةً مّنّا قَا َ‬ ‫س ا ْلإِنسَا َ‬‫مثل ( َفإِذَا مَ ّ‬
‫ن ضُرّ دَعَا رَبّهُ مُنِيبًا ِإلَيْهِ ثُ ّم إِذَا خَ ّولَهُ نِعْمَةً مّ ْنهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو ِإلَيْهِ مِن قَ ْبلُ (‬ ‫س الْإِنسَا َ‬ ‫( َوإِذَا مَ ّ‬
‫سحَرٍ (‪ )34‬نِعْ َمةً مّنْ عِندِنَا َك َذِلكَ َنجْزِي‬ ‫علَيْهِمْ حَاصِبًا ِإلّا آلَ لُوطٍ ّنجّيْنَاهُم ِب َ‬ ‫‪ )8‬الزمر) (إِنّا أَرْ َ‬
‫سلْنَا َ‬
‫مَن شَكَ َر (‪ )35‬القمر) ‪.‬‬
‫آية (‪:)10‬‬
‫*ما الفرق بين (عباد) و(عبادى)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫في القرآن الكلمتان موجودتان عبادي مرسومة بالياء وعبادِ بالكسرة وكلتاهما مضافة إلى ياء‬
‫المتكلم‪ .‬في القرآن عندما يقول (عبادي) بالياء مجموعة العباد أكثر فكأنه يحذف معناه أن العباد‬
‫أقل‪ .‬عبادي أحرفها أكثر من عباد فهم أكثر هذا في القرآن كله إذا قال عبادي بالياء فالمجموعة‬
‫ن اللّهَ يَ ْغفِ ُر الذّنُوبَ‬ ‫علَى أَنفُسِهِ ْم لَا َتقْ َنطُوا مِن ّرحْمَ ِة اللّهِ إِ ّ‬ ‫ن أَسْ َرفُوا َ‬ ‫أكثر مثال ( ُقلْ يَا عِبَادِيَ الّذِي َ‬
‫جَمِيعًا (‪ )53‬الزمر) هؤلء كثرة لنه (وَمَا أَكْثَرُ النّاسِ َولَ ْو حَ َرصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (‪ )103‬يوسف)‪،‬‬
‫ب (‪ )186‬البقرة) كلهم بدون استثناء لم يستثني فجاء عبادي‬ ‫سَأَلكَ عِبَادِي عَنّي َفإِنّي قَرِي ٌ‬ ‫( َوإِذَا َ‬
‫سنُ (‪ )53‬السراء)‪( .‬فَبَشّ ْر عِبَادِ (‪ )17‬الّذِينَ‬ ‫ي َأحْ َ‬
‫بالياء‪ ،‬يجبهم كلهم‪َ ( ،‬وقُل لّعِبَادِي َيقُولُو ْا الّتِي هِ َ‬
‫ن آمَنُوا ا ّتقُوا رَبّ ُكمْ ِللّذِينَ َأحْسَنُوا‬ ‫ن َأحْسَ َن ُه (‪ )18‬الزمر) قلة‪ُ ( ،‬قلْ يَا عِبَادِ الّذِي َ‬ ‫ل فَيَتّبِعُو َ‬‫َيسْتَمِعُونَ ا ْلقَ ْو َ‬
‫ن َأجْرَهُم بِغَيْ ِر حِسَابٍ (‪ )10‬الزمر)‪،‬‬ ‫سعَ ٌة إِنّمَا ُي َوفّى الصّابِرُو َ‬ ‫فِي هَذِ ِه الدّنْيَا حَسَنَةٌ َوأَ ْرضُ اللّهِ وَا ِ‬
‫ي فَاعْبُدُونِ (‪ )56‬العنكبوت) هناك قال اتقوا ربكم‬ ‫ن آمَنُوا ِإنّ أَ ْرضِي وَاسِ َع ٌة َفإِيّا َ‬ ‫ي الّذِي َ‬ ‫(يَا عِبَادِ َ‬
‫صارت التقوى إضافة إلى اليمان وهنا لم يقل اتقوا ربكم‪ ،‬ثم هو قال (إِنّمَا يُ َوفّى الصّابِرُونَ‬
‫سعَ ٌة َفإِيّايَ‬
‫ن أَ ْرضِي وَا ِ‬ ‫ن آمَنُوا إِ ّ‬ ‫َأجْرَهُم بِغَيْ ِر حِسَابٍ (‪ )10‬الزمر) هؤلء قلة‪( ،‬يَا عِبَادِ َ‬
‫ي الّذِي َ‬
‫ن (‪ )57‬العنكبوت) كثرة فجاء بـ(عبادي) مع‬ ‫ن (‪ُ )56‬كلّ َنفْسٍ ذَا ِئ َقةُ الْمَ ْوتِ ثُ ّم ِإلَيْنَا تُ ْرجَعُو َ‬ ‫فَاعْبُدُو ِ‬
‫الكثرة و(عبادِ) مع القلة‪ .‬من حيث العراب (عبادي وعبادِ) واحد‪( ،‬عبادي) عباد مضاف وياء‬
‫المتكلم مضاف إليه وفي (عبادِ) هذه تقديرا‪ ،‬مضاف ومضاف إليه مركب‪ .‬هذه من خصوصيات‬
‫الستعمال القرآني‪.‬‬
‫*مَا الفرق بيَن كلمَة (عبادي) فَي سَورة العنكبوت وكلمَة (عباد) فَي سَورة‬
‫الزمر؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫جلِهِمْ وَ َيقُولُ ذُوقُوا مَا‬ ‫حتِ أَ ْر ُ‬ ‫قال تعالى في سورة العنكبوت (يَوْمَ يَغْشَاهُ ُم الْعَذَابُ مِن فَ ْوقِ ِهمْ وَمِن َت ْ‬
‫ن {‪ُ }56‬كلّ َنفْسٍ ذَا ِئقَةُ‬ ‫ن أَ ْرضِي وَاسِعَ ٌة َفإِيّايَ فَاعْبُدُو ِ‬ ‫ن آمَنُوا إِ ّ‬ ‫ن {‪ }55‬يَا عِبَادِيَ الّذِي َ‬ ‫كُن ُتمْ تَعْ َملُو َ‬
‫ت آنَاء اللّ ْيلِ سَاجِدا َوقَائِما َيحْذَرُ‬ ‫ن هُ َو قَانِ ٌ‬ ‫ن {‪ )}57‬وقال في سورة الزمر (أَمّ ْ‬ ‫الْمَ ْوتِ ثُ ّم ِإلَيْنَا تُ ْرجَعُو َ‬
‫ن إِنّمَا يَتَذَكّ ُر أُ ْولُوا ا ْلَألْبَابِ {‬
‫الْآخِرَةَ وَيَ ْرجُو َرحْمَةَ رَبّ ِه ُقلْ َهلْ يَسْ َتوِي الّذِينَ يَ ْعلَمُونَ وَالّذِينَ لَا يَ ْعلَمُو َ‬
‫سعَ ٌة إِنّمَا‬
‫ن آمَنُوا ا ّتقُوا رَبّ ُكمْ ِللّذِينَ َأحْسَنُوا فِي هَذِ ِه الدّنْيَا حَسَنَةٌ َوأَ ْرضُ اللّهِ وَا ِ‬ ‫‪ُ }9‬قلْ يَا عِبَادِ الّذِي َ‬
‫ن َأجْرَهُم بِغَيْ ِر حِسَابٍ {‪ )}10‬وإذا لحظنا اليات في كلتا السورتين نجد أن بينهما‬ ‫ُي َوفّى الصّابِرُو َ‬
‫فروقات كثيرة ليس فقط في ذكر وحذف الياء من كلمة عبادي‪ .‬والتعبير القرآني مقصود وكل‬
‫حذف وإضافة مقصود أن يوضع في مكانه‪.‬‬
‫في سورة العنكبوت ذكر ياء المتكلم في قوله تعالى (يا عبادي الذين آمنوا) أما في آية‬ ‫‪.1‬‬
‫سورة الزمر أُشير إلى ياء المتكلم بالكسرة فجاءت عباد (قل ياعباد الذين آمنوا) وفي‬
‫الحالتين إضيفت ياء المتكلم ففي الولي هي موجودة وفي الثانية محذوفة ومشار إليها‬
‫بالكسرة‪ .‬وكلمة عبادي تدل على أن مجموعة العباد الذين يناديهم ال تعالى ويخاطبهم أوسع‬
‫والقتطاع من الكلمة (عباد) يقتطع جزء من العباد المخاطبين‪ .‬وأحيانا يُقتطع من الفعل أو‬
‫ل ولهما حالة إعرابية واحدة والقتطاع جائز في اللغو ولكن له سبب يتعلق بطول‬ ‫يكون مكت ً‬
‫الحدث أو اتساعه‪ .‬وكلمة عباد هي تدل على عدد أقل من عبادي ‪ .‬ومن أشهر أحوال‬
‫إقتطاع ياء المتكلم هي حذف للياء واستبدالها بالكسرة مثل قوله تعالى (قل يا عباد) وقوله‬
‫ن اللّهَ َي ْغفِرُ الذّنُوبَ‬
‫علَى أَن ُفسِهِ ْم لَا َتقْنَطُوا مِن ّرحْمَ ِة اللّ ِه إِ ّ‬ ‫ن أَسْ َرفُوا َ‬‫تعالى (قُلْ يَا عِبَادِيَ الّذِي َ‬
‫جَمِيعا إِنّ ُه هُ َو الْ َغفُورُ ال ّرحِي ُم {‪ }53‬الزمر) بذكر الياء لن المسرفون هم كثر لذا جاءت‬
‫عبادي بياء المتكلم‪ .‬وقوله تعالى (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا‬
‫دعان) جاءت عبادي بذكر ياء المتكلم لنها تشمل كل العباد‪ .‬أما قوله تعالى (فبشّر عباد)‬
‫حذفت الياء لنهم طائفة أقل فالذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه هم قليل حتى أنه لم يقل‬
‫فيتبعون الحسن وإنما قال الحسن فكان المخاطبين قلة‪ .‬وفي قوله تعالى في آية سورة‬
‫ن {‪ }56‬العنكبوت) تدل على‬ ‫ن أَ ْرضِي وَاسِعَ ٌة َفإِيّايَ فَاعْبُدُو ِ‬ ‫ن آمَنُوا إِ ّ‬
‫العنكبوت (يَا عِبَادِيَ الّذِي َ‬
‫أن العبادة أوسع من التقوى فالكثير من الناس يقوم بالعبادة لكن القليل منهم هم المتقون‪.‬‬
‫ن أَ ْرضِي وَاسِعَ ٌة َفإِيّايَ فَاعْبُدُونِ) العباد عباده‬ ‫قال تعالى في سورة العنكبوت (إِ ّ‬ ‫‪.2‬‬
‫والرض أرضه ولضافة الياء إلة كلمة عبادي والرض ناسب سعة العباد سعة الرض‬
‫ض اللّهِ وَاسِ َعةٌ) لم يقتضي التأكيد للرض‬ ‫فأكدها بـ (إن) أما في آية سورة الزمر ( َوأَرْ ُ‬
‫بأنها واسعة وإنما جاءت فقط (وأرض ال واسعة)‪.‬‬
‫ن {‪ )}57‬وهي تشمل‬ ‫وجاء في سورة العنكبوت ( ُكلّ َنفْسٍ ذَا ِئقَ ُة الْمَ ْوتِ ُثمّ ِإلَيْنَا تُ ْرجَعُو َ‬ ‫‪.3‬‬
‫جميع العباد ثم قوله تعالى (ثم إلينا ترجعون) جعلها مع الطبقة الواسعة عبادي)‪ .‬أما في‬
‫ن َأجْرَهُم بِغَيْ ِر حِسَابٍ {‪ )}10‬الصابرون هم قلة فناسب‬ ‫سورة الزمر (إِنّمَا ُي َوفّى الصّابِرُو َ‬
‫سياق الية كلها الطبقة القليلة مع عباد‪.‬‬
‫وإذا استعرضنا اليات في السورتين لوجدنا أن ضمير المتكلم تكرر ‪ 5‬مرات في‬ ‫‪.4‬‬
‫سورة العنكبوت (عبادي‪ ،‬إياي‪ ،‬اعبدون‪ ،‬إلينا‪ ،‬أرضي) بينما جاء في سورة الزمر ضمير‬
‫محذوف (قل يا عباد)‪.‬‬
‫آية سورة العنكبوت مبنية على التكلّم بينما آية سورة الزمر مبنية على الغيبة أي‬ ‫‪.5‬‬
‫خطاب غير مباشر وتبليغ في استخدام (قل)‪ .‬وسياق اليات في سورة العنكبوت مبني على‬
‫ضمير ذكر النفس (ولقد فتنا الذين من قبلكم) (لنكفّرنّ عنهم) فال تعالى يُظهر ذاته العليّة‬
‫(وإن جاهداك لتشرك بي) (إلي مرجعكم فأنبئكم) (ووهبنا له اسحق) (يا عبادي الذين آمنوا)‬
‫(لنبؤنهم في الجنة غرفا) (لنهدينهم سبلنا)‪ .‬أما سورة الزمر فمبنية عل ضمير الغيبة كلها‬
‫(قل يا عباد) (فاعبد ال مخلصا له الدين) (والذين اتخذوا من دونه أولياء) (ثم إلى ربكم‬
‫مرجعكم) (دعا ربه منيبا إليه) (ل تقنطوا من رحمة ال) إلى آخر السورة (وسيق الذين‬
‫كفروا) (وسيق الذين اتقوا ربهم)‪.‬‬
‫وهنا يأتي سؤال آخر وهو لماذا جاءت (قل) في آية سورة الزمر ولم ترد في آية‬ ‫‪.6‬‬
‫سورة العنكبوت؟ نقول أن سياق اليات مبني على التبليغ في سورة الزمر بينما في‬
‫العنكبوت السياق مبني على ذكر النفس وليس التبيغ‪ .‬وفي سورة الزمر أمر بالتليغ تكرر ‪14‬‬
‫مرة (قل هل يستوي) (قل إني أمرت) (قل ال أعبد) (قل إن الخاسرين) (قل أفرأيتم) (قل ل‬
‫الشفاعة) (قل اللهم فاطر السموات) (قل أفغير ال)‪ .‬أما في سورة العنكبوت فقد وردت ثلث‬
‫مرات فقط‪ .‬لذا اقتضى السياق ذكرها في آية الزمر وعدم ذكرها في آية العنكبوت‪.‬‬
‫صابرو َ‬
‫ب‬ ‫سا ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫م بِغَيْرِ ِ‬ ‫جَره ُ ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ما يُوَف َّى ال َّ ِ ُ َ‬ ‫* ما اللمسة البيانية في قوله تعالى (ِن َّ َ‬
‫(‪ ))10‬سورة الزمر؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ن َأحْسَنُوا فِي َهذِ ِه الدّنْيَا حَسَ َنةٌ‬ ‫ن آَمَنُوا ا ّتقُوا رَبّكُ ْم ِللّذِي َ‬ ‫قال تعالى في سورة الزمر (قُلْ يَا عِبَا ِد الّذِي َ‬
‫ن َأجْرَهُمْ بِغَيْ ِر حِسَابٍ (‪ ))10‬والمفسرون يفسرونها أحد‬ ‫سعَ ٌة إِنّمَا ُي َوفّى الصّابِرُو َ‬ ‫َوأَ ْرضُ اللّهِ وَا ِ‬
‫تفسيرين‪ :‬إما أن الجر يُصبّ عليهم صبا بغير حساب للدللة على المبالغة في الجر‪ ،‬أو أن‬
‫الصابرين يُصب عليهم الجر ول يحاسبون لن الصابر يؤجر بدون أن يُحاسب ويُسقط عنه الجر‬
‫بقدر ما صبر ويُتجاوز عنه ويُدخله ال تعالى الجنة بغير حساب‪ .‬فكلمة (بغير حساب) قد تكون‬
‫للجر وقد تكون للصابرين وهي تحتمل المعنيين‪ .‬وفي الحديث الشريف عن سول ال ‪":‬سبعون‬
‫ألفا من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب"‪.‬‬
‫آية (‪:)12‬‬
‫*ما معنى قوله تعالى (وأُمرت أن أكون أول المسلمين) عن سيدنا محمد مع‬
‫العلم أن النبياء قبله كانوا مسلمين؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫السلم هو دين ال وهو الدين من أول النبياء إلى يوم الدين وقد سبق في القرآن الكريم ذكر نوح‬
‫وابراهيم ولوط ومن اتبعهم بأنهم من المسلمين لكن دين السلم كإسلم أُطلق على ديننا وسيدنا‬
‫محمد هو أول من أسلم‪.‬‬
‫*مَا الفرق بيَن قوله تعالى (وأ ُمر ت أ ََ َ‬
‫ن ﴿ ‪ ﴾72‬يونَس)‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م َْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م ََ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن أكُو ََ‬ ‫ْ‬ ‫َ ِ ْ َُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ن أَوَّ َ‬ ‫(وأ ُمرت ِل َ َ‬
‫ن‬‫منِي َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن أكُو َ‬ ‫تأ ْ‬ ‫مْر ُ‬ ‫ن ﴿‪ ﴾12‬الزمر) (وَأ ِ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫ن أكُو َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ِ ْ ُ‬
‫﴿‪ ﴾104‬يونس)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫سلِمِينَ ﴿‪ ﴾12‬الزمر)‬ ‫ل الْمُ ْ‬
‫ن أَ ّو َ‬
‫ن أَكُو َ‬ ‫سلِمِينَ ﴿‪ ﴾72‬يونس) ( َوأُمِ ْرتُ ِلأَ ْ‬ ‫ن الْمُ ْ‬ ‫ن أَكُونَ مِ َ‬ ‫( َوأُمِ ْرتُ أَ ْ‬
‫ن الْمُؤْمِنِينَ ﴿‪ ﴾104‬يونس) وهكذا وما بينها من فروق بحروف‪ .‬أبيّن الفرق‬ ‫ن أَكُونَ مِ َ‬ ‫( َوأُمِ ْرتُ أَ ْ‬
‫سلِمِينَ) حروف‬ ‫ن أَ ّولَ الْمُ ْ‬ ‫ن أَكُونَ ِمنَ الْمُؤْمِنِينَ) و (ِلأَنْ أَكُو َ‬ ‫سلِمِينَ) و (أَ ْ‬ ‫ن الْمُ ْ‬ ‫ن أَكُونَ ِم َ‬ ‫بين (أَ ْ‬
‫مختلفة ولكنها تختلف في المعنى تماما‪.‬‬
‫إذا نتكلم عن هذه المتشابهات في هذه الية التي يخاطب ال بها رسوله‪ :‬مرة يقول لرسوله الكريم‬
‫خلِصًا لَهُ‬ ‫ن أَعْبُ َد اللّهَ ُم ْ‬ ‫ت أَ ْ‬ ‫ل إِنّي أُمِرْ ُ‬ ‫سلِمِينَ) وراءها يقول له في الزمر (قُ ْ‬ ‫ن الْمُ ْ‬ ‫ن أَكُونَ مِ َ‬ ‫( َوأُمِ ْرتُ أَ ْ‬
‫سلِمِينَ ﴿‪ )﴾12‬أدخل (لن) هذه جديدة غير اليات الخرى‬ ‫ل الْمُ ْ‬ ‫ن أَ ّو َ‬‫ن أَكُو َ‬‫الدّينَ ﴿‪َ ﴾11‬وأُمِ ْرتُ ِلأَ ْ‬
‫سلِمِينَ) وهذه هي أقوى الدللت التي تترأس جميع اليات الخرى‪ .‬في‬ ‫ل الْمُ ْ‬‫ن أَ ّو َ‬
‫ن أَكُو َ‬ ‫( َوأُمِ ْرتُ ِلأَ ْ‬
‫ك لَهُ وَبِ َذِلكَ‬ ‫ب الْعَالَمِينَ ﴿‪ ﴾162‬لَا شَرِي َ‬ ‫صلَاتِي وَ ُنسُكِي وَ َمحْيَايَ وَمَمَاتِي ِللّهِ َر ّ‬ ‫ن َ‬ ‫النعام ( ُقلْ إِ ّ‬
‫س إِنْ كُنْتُ ْم فِي‬ ‫سلِمِينَ ﴿‪ )﴾163‬هنا أول المسلمين‪ ،‬وفي يونس ( ُقلْ يَا أَيّهَا النّا ُ‬ ‫ل الْمُ ْ‬ ‫أُمِ ْرتُ َوأَنَا أَ ّو ُ‬
‫ن أَكُونَ ِمنَ‬ ‫ن أَعْبُ ُد اللّ َه الّذِي يَتَ َوفّاكُمْ َوأُمِ ْرتُ أَ ْ‬ ‫ن اللّهِ َولَكِ ْ‬ ‫شكّ ِمنْ دِينِي َفلَا أَعْبُ ُد الّذِينَ تَ ْعبُدُونَ ِمنْ دُو ِ‬ ‫َ‬
‫الْمُؤْمِنِينَ ﴿‪ )﴾104‬هذه المرة (من المؤمنين) ‪.‬‬
‫سلِمِينَ) (ِلأَنْ‬ ‫سلِمِينَ) (أَ ّولَ الْ ُم ْ‬ ‫ن أَكُونَ ِمنَ الْ ُم ْ‬ ‫لكي نعرف ما الفرق بين هذه اليات لماذا ( َوأُمِ ْرتُ أَ ْ‬
‫ن الْمُؤْمِنِينَ) ل بد أن نعرف العلقة‪ ،‬الطريق إلى ال ما هي مراحل‬ ‫سلِمِينَ) (مِ َ‬ ‫ل الْمُ ْ‬ ‫أَكُونَ أَ ّو َ‬
‫الوصول إلى ال؟ كلنا في الطريق إلى ال ولكن الطريق إلى ال يختلف المسافرون فيه من حيث‬
‫قوتهم وشجاعتهم ووسائل سفرهم في ناس تركب حمار في ناس تركب جمل في ناس تركب سيارة‬
‫ناس تركب طيارة تصل في يومين وفي ناس يذهبون مشيا الكل سيصل لكن متفاوتون في‬
‫الوصول ما هي المراحل التي ينبغي على المسلم أن يسير فيها لكي يصل في النهاية إلى ال عز‬
‫وجل؟ هذه المراحل هي السلم القولي أولً‪ ،‬اليمان العام ثانيا‪ ،‬اليمان الخاص ثالثا‪ ،‬التقوى‬
‫رابعا‪ ،‬السلم المطلق خامسا والسلم المطلق وأنت لحظ أن الطريق إلى ال يبدأ بالسلم‬
‫وينتهي بالسلم بدايته إسلم ونهايته إسلم‪ .‬البداية إسلم بالقول قل ل إله إل ال (قَاَلتِ ا ْلأَعْرَابُ‬
‫سلَمْنَا ﴿‪ ﴾14‬الحجرات) يعني قلت ل إله إل ال (من قال ل إله إل‬ ‫آَمَنّا ُقلْ لَمْ تُؤْمِنُوا َولَ ِكنْ قُولُوا أَ ْ‬
‫ال دخل الجنة) (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا ل إله إل ال) حينئذٍ السلم الطريق الول‬
‫البتدائي الذي يبدأ المسلم طريقه فيه إلى ال بشكلٍ صحيح هو السلم سواء كنت مسيحيا أو‬
‫يهوديا أو نصرانيا أو صابئيا‪ .‬السلم أولً يعني أن تقول ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬هذا‬
‫عنوان الدخول إلى الطريق إلى ال‪ ،‬إلى الطريق الصحيح إلى ال إذا قلت هناك إله آخر‪ ،‬هناك‬
‫بديل يقرب إلى ال زلفى أنت لست مسلما وأنت خاطئ ولن تصل وليس هذا طريقك‪ .‬من أجل هذا‬
‫الطريق الول أن تسلم بلفظك بقولك أنا أؤمن بأن ال واحد ل شريك له وهذا ل يحاسب على ما‬
‫في قلبه وعلى فعله بل يحاسب على لسانه (إذا قالوها عصموا مني) قال له (أشققت عن قلبه؟) إذا‬
‫قال النسان ل إله إل ال حينئ ٍذ هذا الرجل أعلن أنه موحدٌ ل عز وجل ول يعبد إلها غير ال وهذه‬
‫ي إل أنزل ال قل لقومك أن يعبدوا ال وحده ل‬ ‫هي القضية المركزية لهذا الكون كله‪ .‬ما من نب ٍ‬
‫شريك له هكذا هذه البداية ول يوجد بداية غيرها‪ .‬ل إله إل ال مصدقا بها قلبك نحن ل يعنينا أن‬
‫يكون قلبك مصدقا فيها هذه (مصدقا بها قلبك) يوم القيامة نحن فقط إذا قلتها بلسانك أيّ واحد يقول‬
‫ل إله إل ال قد عصم دمه ونفسه وماله وأخذ كل الحقوق وأصبح واحدا من المة ول يمكن لحد‬
‫أن يقول له ثلث الثلثة كم؟ بأن يقول قول (إذا قالوها) من أجل هذا هذه الخطوة الولى رجلك‬
‫على أول الطريق أن تقول أنا ل أعبد أصنام ول أعبد كذا ول أشرك بال أحدا إلهي وربي واحدٌ ل‬
‫شريك له (قل ل إله إل ال) هذا هو المفتاح للطريق كله هذا هو السلم الول السلم اللفظي‬
‫السلم القولي‪ .‬وفي النهاية سوف ترى أن كل ما وراء ذلك يترتب على هذه المقولة ويأتي عليها‬
‫تباعا بمراحل كما البتدائية والمتوسطة وثانوي وكلية وجامعة ودكتوراه والخ‪ .‬البداية البتدائي من‬
‫دون البتدائي ل يمكن أن تصل ل يمكن أن تقفز رأسا للثانوي أو الكلية ل بد من البتدائي‪.‬‬
‫البتدائية في السلم (ل إله إل ال) إذا قلتها بلسانك تكتسب جميع الحقوق وما من حق أحد أن‬
‫يقول أنت كاذب أبدا والنبي صلى ال عليه وسلم رأى واحدا قتل واحدا بالقتال وكان ذلك المشرك‬
‫يقاتل قتال المستبسلين فلما صرعه المسلم وأوشك أن يهوي عليه بالسيف قال ل إله إل ال لكن هذا‬
‫السيف سبق وقتله فغضب عليه النبي غضبا شديدا قال له( أقتلته وقد قالها؟!) وكررها حتى خاف‬
‫المسلم فقال (يا رسول ال إنما قالها فرقا من السيف) خوفا من السيف قال (أشققت عن قلبه؟) يا‬
‫ال! دستور ما يقبل خطأ هذا ما فيه احتمال ول شبهة ول اشتباه ول اجتهاد إذا قال ل إله إل ال‬
‫ستَ مُؤْمِنًا ﴿‪ ﴾94‬النساء) هذا الخطوة الولى السلم‬ ‫سلَا َم لَ ْ‬
‫ن َألْقَى ِإلَيْكُمُ ال ّ‬
‫ف عنه ( َولَا َتقُولُوا لِمَ ْ‬ ‫كُ ّ‬
‫سلِمُونَ وَمِنّا ا ْلقَاسِطُونَ‬
‫القولي‪ .‬بعدها تأتي الخطوة الثانية وهي اليمان وهو إيمان عام ( َوأَنّا ِمنّا الْمُ ْ‬
‫سلَمْنَا) ماذا قال فرعون‬ ‫ن قُولُوا أَ ْ‬ ‫﴿‪ ﴾14‬الجن) إسلم قولي (قَاَلتِ ا ْلأَعْرَابُ آَمَنّا ُق ْ‬
‫ل لَمْ تُؤْمِنُوا َولَكِ ْ‬
‫سلِمِينَ ﴿‪ ﴾90‬يونس)‬ ‫ت أَنّ ُه لَا ِإلَ َه ِإلّا الّذِي آَمَ َنتْ ِبهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ َوأَنَا ِمنَ الْ ُم ْ‬
‫وهو يغرق؟ (قَالَ آَمَ ْن ُ‬
‫سلِمِينَ ﴿‪ ﴾2‬الحجر) هذا السلم القولي مقابل الكفر‪ ،‬كفر وإسلم‬ ‫(رُبَمَا يَوَ ّد الّذِينَ َكفَرُوا لَوْ كَانُوا ُم ْ‬
‫كفر وإسلم‪ ،‬كفر يعني يقول لك أنا ل أعبد ال وإسلم يقول ‪ -‬وليس يعتقد ‪ -‬يقول فنحن ل يعنينا‬
‫ماذا في قلبه يقول أنا أعبد ال وحده ل شريك له إذا صار هذا القول تصديقا صار إيمانا‪ .‬الفرق‬
‫بين السلم واليمان هو هذا‪ ،‬السلم يتطور حتى يصبح مصدّق مصدق أن يكون دخل بلسانه ثم‬
‫قرأ وقال وال أبدا ل إله إل ال فعلً وال هو الخالق الرازق وما في غيره ول أشرك به شيئا وكل‬
‫ن آَمَنُوا‬
‫ما عداه باطل‪ ،‬اقتنع صار مؤمنا عاما هذا الذي صار مؤمنا عاما ال قال (وَبَشّ ِر الّذِي َ‬
‫َوعَ ِملُوا الصّالِحَاتِ ﴿‪ ﴾25‬البقرة) كلما تقرأ (آمنوا وعملوا الصالحات) هذا الذي كان مسلما بلسانه‬
‫صدق قلبه واعتقد ثم صدق بقلبه وصار عملي يؤدي الصلوات ويؤدي الزكاوات صار مؤمنا عاما‬
‫دخل في دائرة اليمان لكن بدون رتبة‪ ،‬يعني أنت في الجيش لكن بدون رتبة لكنك في الجيش‬
‫ن ﴿‪﴾82‬‬ ‫ب الْجَنّ ِة هُ ْم فِيهَا خَالِدُو َ‬
‫صحَا ُ‬
‫ك أَ ْ‬
‫ن آَمَنُوا وَعَ ِملُوا الصّالِحَاتِ أُولَ ِئ َ‬ ‫ل (وَالّذِي َ‬
‫أصبحت مقبو ً‬
‫علَى ا ْلخَاشِعِينَ ﴿‪ ﴾45‬البقرة) يعني‬ ‫صلَاةِ َوإِنّهَا لَكَبِيرَ ٌة ِإلّا َ‬
‫البقرة) (وَاسْتَعِينُوا بِالصّبْرِ وَال ّ‬

‫علَيْكُ ُم الصّيَامُ ﴿‬ ‫ن آَمَنُوا كُ ِتبَ َ‬ ‫هذا خطاب لشخص مصدق روح صلي روح صوم (يَا أَيّهَا الّذِي َ‬
‫علَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا َم ْوقُوتًا ﴿‪ ﴾103‬النساء) (يَا أَيّهَا الّذِي َ‬
‫ن آَمَنُوا‬ ‫صلَاةَ كَا َنتْ َ‬
‫ن ال ّ‬‫‪ ﴾183‬البقرة) (إِ ّ‬
‫أَ ْن ِفقُوا ِممّا رَ َزقْنَاكُمْ ﴿‪ ﴾254‬البقرة) كل العبادات التي تترتب على السلم بدأ هذا الذي أسلم بلسانه‬
‫يعتقد بأن ما يفعله صحيحا وأن عليه واجبات فهذا فدخل في حظيرة اليمان العام صار من ضمن‬
‫ن آَمَنُوا كُونُوا قَوّامِينَ‬ ‫ن آَمَنُوا اصْبِرُوا َوصَابِرُوا ﴿‪ ﴾200‬آل عمران) (يَا أَيّهَا الّذِي َ‬ ‫(يَا أَيّهَا الّذِي َ‬
‫بِا ْلقِسْطِ ﴿‪ ﴾135‬النساء) يعني الحلل والحرام يعني هذا الرجل آمن بقلبه وبدأ يعمل الحلل‬
‫والحرام هذا مؤمن عام‪ .‬إذا المرحلة الولى السلم القولي والمرحلة الثانية انتقال إلى اليمان‬
‫بالتصديق والعمل هذا المؤمن العام يترقى حتى يصير مؤمنا خاصا إتباعه للنبي إتباعا واضحا ( ُقلْ‬
‫ن اللّ َه فَاتّبِعُونِي ُيحْبِبْكُ ُم اللّهُ﴿‪ ﴾31‬آل عمران) كيف نعرف هذا؟ إذا امتدحه ال في‬ ‫إِنْ كُنْ ُتمْ ُتحِبّو َ‬
‫الكتاب العزيز‪ .‬رب العالمين امتدح شرائح من المؤمنين مدحا عظيما وأعطاك مواصفاتهم‪ ،‬أعطى‬
‫مواصفاتهم حينئذٍ هذا المؤمن الخاص الذي يبدأ تعامله مع النبي تطبيقا من الن رجلً يتبع (إِنْ‬
‫ن اللّ َه فَاتّبِعُونِي ُيحْبِبْكُ ُم اللّهُ) إتباع مع ورع وحينئ ٍذ هذا صار من الوجهاء من المقدّمين‬ ‫كُنْ ُتمْ ُتحِبّو َ‬
‫في الطريق إلى ال في النهاية إذا استمر سيصل إلى أعلى الدرجات‪.‬‬
‫آية (‪:)16‬‬
‫*ما دللة (من) في الية؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ل الْعَرْشِ (‪ )75‬الزمر) ليس هنالك فراغ بين‬ ‫ن حَ ْو ِ‬
‫إذن (من) لبتداء الغاية (وَتَرَى الْ َملَائِكَ َة حَافّينَ مِ ْ‬
‫ل (‪ )16‬الزمر) مباشرة عليهم لو‬ ‫ظَل ٌ‬
‫ظَللٌ مّنَ النّارِ وَمِن َتحْتِهِمْ ُ‬ ‫العرش والملئكة‪( .‬لَهُم مّن فَ ْوقِ ِهمْ ُ‬
‫قال فوقهم تحتمل بُعد المسافة‪.‬‬
‫آية (‪:)17‬‬
‫*مََا معنََى كلمََة الطاغوت؟ وهََل هََي موجودة فََي لغََة العرب؟(د‪.‬فاضََل‬
‫السامرائى)‬
‫الطاغوت‪ :‬الطاغوت يذكرون له معاني‪ ،‬هو من الطغيان‪ ،‬اشتقاقه العربي من الطغيان‪ ،‬فِعلها طغى‬
‫(وعندنا فعلوت‪ ،‬أصلها طغووت ثم صار بها إبدال‪ ،‬هذه مسائل صرفية ل نريد أن ندخل فيها)‪،‬‬
‫يءٍ َوِإلَيْهِ‬‫ن الّذِي بِيَدِهِ َملَكُوتُ ُكلّ شَ ْ‬ ‫عندنا مصادر على فعلوت مثل الملكوت والجبروت (فَسُ ْبحَا َ‬
‫تُ ْرجَعُونَ (‪ )83‬يس) ورهبوت وهي عندنا في العربية وهي مصادر تدل على المبالغة كما في‬
‫الحديث " جللت الرض والسماء بالعزّة والملكوت"‪ .‬طاغوت من هذه الوزان لكن صار فيها‬
‫تداخل صرفي وإبدال كلمة (أصلها طغووت على وزن فعلوت)‪ .‬هي من الطغيان‪ ،‬من الفعل طغى‪.‬‬
‫كل رأس في الضلل يسمى طاعوت (ما عُبِد من دون ال) حتى الساحر يسمى طاغوت والكاهن‬
‫والصنم وفي العربية المارد من الجن يسمى طاغوت وهي عامة وكلمة طاغوت تستعمل للمذكر‬
‫والمؤنث والمفرد والجمع‪ .‬للمفرد طاغوت وللجمع طاغوت وللمذكر طاغوت وللمؤنث طاغوت‪.‬‬
‫عندنا جمع (طواغيت) وعندنا طاغوت مثل الطفل يُجمع على طفل وأطفال وضيف يجمع على‬
‫ضيف وضيوف وخصم قد يكون مفرد وقد يكون جمعا عندنا كلمات قد تكون جمع وقد تكون مفرد‬
‫حتى كلمة عدو وأعداء‪ ،‬عدو مفرد وجمع عندنا كلمات تكون الكلمة تعبر عن المفرد والجمع‬
‫بحسب السياق الذي وردت فيه ومنها طاغوت‪..‬‬
‫الطاغوت تستعمل للمفرد والجمع والمذكر والمؤنث فنقول هذا طاغوت وهذه طاغوت‪ .‬حتى في‬
‫القرآن الكريم استعملها عدة استعمالت‪ ،‬إستعملها مفرد واستعملها جمع‪:‬‬
‫سكَ بِالْعُرْوَ ِة الْوُ ْثقَىَ (‪ )256‬البقرة) هذا جنس‬ ‫‪(o‬فَمَنْ يَ ْكفُ ْر بِالطّاغُوتِ وَ ُيؤْمِن بِاللّهِ َفقَدِ اسْ َتمْ َ‬
‫ظلُمَاتِ ِإلَى النّوُرِ وَالّذِينَ َكفَرُواْ أَ ْولِيَآؤُهُمُ‬ ‫ن آمَنُواْ ُيخْ ِرجُهُم مّنَ ال ّ‬ ‫ي الّذِي َ‬
‫عام‪( ،‬اللّهُ َولِ ّ‬
‫ظلُمَاتِ (‪ )257‬البقرة) هنا الطاغوت جمع لن‬ ‫ن النّورِ ِإلَى ال ّ‬ ‫الطّاغُوتُ ُيخْرِجُونَهُم مّ َ‬
‫ن آمَنُواْ) أما الكافرون أولياؤهم‬ ‫للمؤمنين وليّ واحد وهو ال سبحانه وتعالى (اللّهُ َولِيّ الّذِي َ‬
‫متعددون الشياطين وغيرهم لذا قال تعالى (وَالّذِينَ َكفَرُواْ أَ ْولِيَآؤُهُ ُم الطّاغُوتُ) للمؤمنين‬
‫ولي واحد وهو ال تعالى صحيح المؤمنين بعضهم أولياء بعض لكن الولي الواحد هو ال‬
‫تعالى والكفرة أولياؤهم متعددون لذا لم يقل وليهم الطاغوت‪.‬‬
‫‪o‬مثال آخر (يُرِيدُونَ أَن يَ َتحَاكَمُو ْا ِإلَى الطّاغُوتِ َوقَ ْد أُمِرُواْ أَن يَ ْكفُرُواْ ِبهِ (‪ )60‬النساء)‬
‫مفرد‪ ،‬لماذا مفرد؟ لو نرجع إلى سر النزول سنفهم‪ ،‬أصل النزول‪ :‬إختصم أحد المنافقين‬
‫مع يهودي فاليهودي قال نحتكم إلى رسول ال وقال المنافق نحتكم إلى كعب بن‬
‫الشرف (يهودي) فالمنافق الذي يزعم أنه آمن بال والرسول يريد أن يحتكم إلى‬
‫يهودي واليهودي يريد أن يحتكم إلى رسول ال كأنه متأكد أن الحكم له‪ ،‬ففي الية هنا‬
‫طاغوت واحد (كعب بن الشرف) فلذلك قال تعالى ( َوقَ ْد أُمِرُو ْا أَن يَ ْكفُرُواْ ِبهِ)‪.‬‬
‫ن اجْتَنَبُوا الطّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا (‪ )17‬الزمر) هنا‬ ‫‪o‬مثال آخر للجمع والمؤنث‪( :‬وَالّذِي َ‬
‫الطاغوت ليس مفرد وإنما مؤنث جمع أي الصنام‪ ،‬كيف عرفنا أنها جمع؟ بدليل قوله‬
‫تعالى في الية (فَاعْبُدُوا مَا شِ ْئتُم مّن دُو ِن ِه (‪ )15‬الزمر) صار تعددية‪ .‬فإذن الطاغوت‬
‫مفرد‪ ،‬جمع‪ ،‬مذكر‪ ،‬مؤنث واستعملت كلها في القرآن الكريم‪.‬‬
‫*انظر آية (‪.)10‬‬
‫آية (‪:)14‬‬
‫ن ( ‪)6‬‬ ‫ي دِي َِ‬ ‫م وَل َِ َ‬ ‫م دِينُك َُ ْ‬ ‫قوله تعالى (لَك َُ ْ‬ ‫ََََّ‬
‫*مادللة اختلف الفاصَلة القرآنيَة بيَن‬
‫ه دِين َََِي (‪ )14‬الزمَََر)؟ (د‪.‬فاضَََل‬ ‫ل‬ ‫صا‬ ‫َََِ‬ ‫ل‬ ‫خ‬
‫ْ‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫ْب‬ ‫ع‬‫الكافرون) و (قُل الل ََََّه أ َ‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫السامرائى)‬
‫ن (‪ ))6‬حذف ياء المتكلم‪ ،‬خارج القرآن يمكن أن‬ ‫في سورة الكافرون قال تعالى (لَكُمْ دِينُكُمْ َولِيَ دِي ِ‬
‫خِلصًا لّهُ دِينِي (‪ ))14‬ذكر الياء ولم يحذفها‬ ‫نقول (ولي ديني)‪ ،‬وفي سورة الزمر ( ُقلِ اللّ َه أَعْبُدُ ُم ْ‬
‫مع أن فواصل سورة الزمر شبيهة بآيات الكافرون‪ ،‬هذه الية تختلف عما قبلها وما بعدها ( ُقلْ إِنّي‬
‫ف إِنْ‬ ‫ن (‪ُ )12‬قلْ إِنّي َأخَا ُ‬ ‫سلِمِي َ‬ ‫ل الْمُ ْ‬ ‫ن أَ ّو َ‬‫ن أَكُو َ‬ ‫ن (‪َ )11‬وأُمِ ْرتُ ِلأَ ْ‬ ‫خِلصًا لّ ُه الدّي َ‬ ‫عبُ َد اللّهَ ُم ْ‬‫أُمِ ْرتُ َأنْ أَ ْ‬
‫خِلصًا لّهُ دِينِي (‪ ))14‬وبعدها قال (فَاعْبُدُوا مَا‬ ‫عصَيْتُ رَبّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِي ٍم (‪ُ )13‬قلِ اللّ َه أَعْبُدُ ُم ْ‬ ‫َ‬
‫ك هُ َو الْخُسْرَانُ‬ ‫ن خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ َوأَ ْهلِيهِمْ يَ ْومَ ا ْلقِيَامَ ِة َألَا َذِل َ‬ ‫ن الّذِي َ‬ ‫ل إِنّ ا ْلخَاسِرِي َ‬ ‫شِئْتُم مّن دُونِ ِه ُق ْ‬
‫ن (‪ ))15‬الذي قبلها وبعدها يختلف ول فرق بينها وبين سورة الكافرون إنما على نسق واحد‬ ‫الْمُبِي ُ‬
‫ومع أن الكلمة نفسها ديني ودين وكلتاهما فيه ياء المتكلم أحدهما محذوف والخرى غير محذوفة‬
‫وفواصل اليات متشابهة ما قبلها وما بعدها مثل آية الكافرون‪ .‬أولً ننظر في سياقها وهنالك عدة‬
‫أمور سببت في ذكر وحذف ياء المتكلم هنا وهناك‪ :‬نلحظ أن الكلم على الدين في آية الزمر‬
‫أطول أما في الكافرون فهي آية واحدة (لَكُمْ دِينُكُمْ َولِيَ دِينِ) هذه الية الوحيدة في ختام السورة‪،‬‬
‫خلِصًا لّ ُه الدّينَ) ‪ُ ( ،‬مخِْلصًا لّهُ دِينِي)‬ ‫الكلم في الزمر أطول وأكثر فيما يتعلق بالدين قال تعالى ( ُم ْ‬
‫خلِصًا لّهُ‬ ‫ق فَاعْبُ ِد اللّهَ ُم ْ‬‫حتى سورة الزمر من البداية تتكلم عن الدين (إِنّا أَن َزلْنَا ِإلَ ْيكَ الْكِتَابَ بِالْحَ ّ‬
‫ص (‪ ))3‬إذن الكلم على الدين وجو السورة وسياق اليات أكثر في‬ ‫ن ا ْلخَالِ ُ‬ ‫ن (‪َ )2‬ألَا ِللّ ِه الدّي ُ‬ ‫الدّي َ‬
‫الكلم على الدين‪ ،‬هذه آية واحدة وهذه آيات متعددة قبلها وبعدها حتى في أول السورة ذكر هذا‬
‫المر‪ ،‬هذا أولً فإذن الكلم أطول على الدين في سورة الزمر و(ديني) أطول من (دين) لذا ناسب‬
‫أن يذكر (ديني) في سورة الزمر من حيث الطول هذا أولً‪ .‬ثم نأتي للسمة التعبيرية وقلنا في أكثر‬
‫من مناسبة أن هنالك سمة تعبيرية للسياق أو للسورة ولو نظرنا إلى ضمير المتكلم في سياق آية‬
‫الزمر وضمير المتكلم في سياق سورة الكافرون سورة الكافرون كلها فيها سبعة ضمائر للمتكلم‬
‫(ل أعبد مرتين‪ ،‬ول أنا‪ ،‬عابد (فيها ضمير مستتر)‪ )،‬فيها سبع ضمائر‪ ،‬الثلث آيات في سورة‬
‫ن (‪)12‬‬ ‫سلِمِي َ‬ ‫ل الْمُ ْ‬
‫ن أَ ّو َ‬
‫ن أَكُو َ‬ ‫ن (‪َ )11‬وأُمِ ْرتُ ِلأَ ْ‬ ‫خلِصًا لّ ُه الدّي َ‬ ‫ن أَعْبُ َد اللّهَ ُم ْ‬ ‫ت أَ ْ‬ ‫ل إِنّي أُمِرْ ُ‬ ‫الزمر (قُ ْ‬
‫خِلصًا لّهُ دِينِي (‪ ))14‬فيها‬ ‫عظِي ٍم (‪ُ )13‬قلِ اللّ َه أَعْبُدُ ُم ْ‬ ‫عصَ ْيتُ رَبّي عَذَابَ يَوْمٍ َ‬ ‫ل إِنّي َأخَافُ ِإنْ َ‬ ‫ُق ْ‬
‫ثلثة عشر ضميرا أما الكافرون ففي السورة كلها سبع ضمائر‪ ،‬هذه اليات الثلث فيها ثلثة عشر‬
‫ضميرا (إني‪ ،‬أُمرت‪ ،‬أعبد‪ ،‬مخلصا‪ ،‬وأُمرت‪ ،‬أكون‪ ،‬إني‪ ،‬أخاف‪ ،‬عصيت‪ ،‬ربي‪ ،‬أعبد‪ ،‬مخلصا‪،‬‬
‫ديني) هذه سمة تعبيرية‪ ،‬تقريبا ضعف الضمائر في سورة الكافرون فذكر الياء مع السمة التعبيرية‬
‫ن (‪)2‬‬ ‫للسياق‪ ،‬هذا أمر آخر‪ .‬من ناحية أخرى سورة الكافرون هي ترك للعبادة (لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُو َ‬
‫عبُ ُد (‪ ))5‬إذن هي‬ ‫َولَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُ ُد (‪َ )3‬ولَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْ ُتمْ (‪َ )4‬ولَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَ ْ‬
‫ل إِنّي أُمِرْتُ‬ ‫متاركة وترك العبادة أما الزمر فهي في العبادة والمر بالعبادة وليس لترك العبادة (قُ ْ‬
‫ن (‪ .))12‬في الكافرون ترك‬ ‫سلِمِي َ‬ ‫ل الْمُ ْ‬‫ت ِلأَنْ أَكُونَ أَ ّو َ‬ ‫ن (‪َ )11‬وأُمِ ْر ُ‬ ‫خِلصًا لّ ُه الدّي َ‬ ‫ن أَعْ ُبدَ اللّهَ ُم ْ‬‫أَ ْ‬
‫العبادة وهنا إثبات العبادة والمر بها‪ ،‬أيها اليسر الترك أو العمل؟ ترك الصلة أو الصلة؟ اليسر‬
‫ترك الصلة لن العبادة أشق (فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِ ْر لِعِبَادَتِ ِه (‪ )65‬مريم)‪ ،‬ترك الصيام أيسر من الصيام‬
‫والحذف أخف من الذكر فمع المتاركة الخفيف حذف ومع الثقيل والمشقة ذكر‪ .‬هذه الظاهرة إسمها‬
‫مناسبة الشيء للحدث‪ .‬هذا مقتضى الحال والبلغة مطابقة الكلم لمقتضى الحال‪ .‬النفي هو عدم‬
‫حصول الشيء (ل أعبد) إذن سورة الكافرون هي نفي أما الزمر فهي إثبات أو أمرٌ بالثبات‬
‫(فاعبد ال) إذن الكافرون هو نفي للحدث أما الزمر فهي إثبات أو أمر في الثبات فأثبت الياء لما‬
‫صار إثبات وحذفها لما صار عدم ذكر ونفي‪.‬‬
‫يجوز في اللغة أن يقول في سورة الكافرون (ولي ديني) لكن نحن نتحدث عن البلغة وعن‬
‫المناسبة‪ ،‬لماذا حذف ولماذا اثبت هذه مراعاة لمقتضى الحال هي ليست فقط مسألة تناسب صوتي‬
‫مع أنه موجود لكن أحيانا يغاير التناسب الصوتي ما قبلها وما بعدها‪ .‬المشركون كانوا يفهمون‬
‫أكثر مما نفهم قطعا ويعلمون أكثر مما نعلم ولذلك هم نأوا عن التيان بمثل سورة الكافرون أو‬
‫الكوثر أو غيرها مع أن ال تعالى تحداهم بسورة وهم نأوا عن ذلك‪.‬‬
‫آية (‪:)17‬‬
‫*ما معنى حق القول؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ق الْقَ ْولُ مِنّي َلأَمَْلأَنّ‬ ‫ن حَ ّ‬ ‫حق القول في القرآن معناه ثبت لهم العذاب‪ .‬القول هو قوله تعالى ( َولَكِ ْ‬
‫ن ا ْلجِنّةِ وَالنّاسِ َأجْمَعِينَ (‪ )13‬السجدة)‪ .‬كلمة حق القول إشارة إلى حق القول مني‪ .‬الذي‬ ‫جَهَنّمَ مِ َ‬
‫ق ا ْلقَ ْولُ‬ ‫ن حَ ّ‬ ‫ورد في القرآن الكريم طبعا عموم النحاة كلهم يذكرون أن حق القول المقصود به ( َولَكِ ْ‬
‫ق َأقُولُ (‪َ )84‬لأَ ْمَلأَنّ‬ ‫س أَجْمَعِينَ (‪ )13‬السجدة) أو (قَالَ فَا ْلحَقّ وَالْحَ ّ‬ ‫مِنّي َلأَ ْمَلأَنّ جَهَنّمَ ِمنَ ا ْلجِنّةِ وَالنّا ِ‬
‫جَهَنّمَ مِنكَ وَمِمّن تَبِ َعكَ ِمنْهُ ْم َأجْمَعِينَ (‪ )85‬ص) حق القول في القرآن الكريم وكذلك حقت الكلمة لم‬
‫ترد إل في ثبوت العذاب هذا يمتد في جميع القرآن استقصاء بإل بمعنى وجب لهم العذاب أو ثبت‬
‫علَيْنَا قَ ْولُ رَبّنَا إِنّا‬‫ن (‪ )7‬يس) ( َفحَقّ َ‬ ‫علَى أَكْثَرِهِ ْم فَهُ ْم لَا يُؤْمِنُو َ‬ ‫ق الْقَ ْولُ َ‬ ‫لهم العذاب مثال (َلقَ ْد حَ ّ‬
‫ب َأفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النّا ِر (‪ )19‬الزمر) ( َولَكِنْ‬ ‫علَ ْيهِ َكلِمَ ُة الْعَذَا ِ‬
‫ن حَقّ َ‬ ‫ن (‪ )31‬الصافات) (أَفَمَ ْ‬ ‫لَذَا ِئقُو َ‬
‫ن (‪ )71‬الزمر) كلها لم ترد في القرآن لم ترد إل بهذا المعنى وهذه‬ ‫علَى الْكَافِرِي َ‬ ‫ح ّقتْ َكلِمَ ُة الْعَذَابِ َ‬ ‫َ‬
‫الدللة‪ ،‬حق القول أو حقت الكلمة لم ترد إل بهذه الدللة‪.‬‬
‫آية (‪:)20‬‬
‫َّ‬ ‫*مَا الفرق بيَن ذكَر الياء وعدم ذكرهَا فَي سَورة الزمَر (قُ ْ‬
‫عبَادَِيَ الذِي نََ‬ ‫ل ي ََا ِ‬
‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫أ َسرفُوا عَلَى أ َ‬
‫ميع ًا إِن َّ ُ‬
‫ه‬ ‫ج ِ‬‫ب َ‬ ‫ه يَغِْفُر الذُّنُو َ‬ ‫َ‬ ‫مةِ الل ّهِ إ ِ ّ‬
‫ن الل‬ ‫َ‬ ‫ح‬ ‫من َّر ْ‬ ‫قنَطُوا ِ‬ ‫م َل ت َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫سه‬ ‫ِ‬ ‫ف‬
‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ْ َ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫سنُوا فِي‬ ‫ح َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م لِلذِي َ‬ ‫منُوا اتَُّقوا َربَّك ُ ْ‬ ‫نآ َ‬‫عبَاد ِ ال ّذِي َ‬ ‫ل يَا ِ‬ ‫م (‪( ))53‬قُ ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫هُوَ الْغَُفوُر الَّر ِ‬
‫حي‬
‫صابرو َ‬ ‫هَذ ه الدُني ا ح سن ٌ َ‬
‫ب‬ ‫سا ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫جَره ُم بِغَيْرِ ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ما يُوَف َّى ال َّ ِ ُ َ‬ ‫ة إِن َّ َ‬‫سعَ ٌ‬‫ض الل ّهِ وَا ِ‬ ‫ة وَأْر ُ‬ ‫ِ ِ َّْ َ َ َ‬
‫(‪))20‬؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫هذه ظاهرة في القرآن‪ .‬عبادي وعبا ِد أيها الكثر حروفا؟ عبادي‪ .‬كلما يقول عبادي يكون أكثر من‬
‫علَى أَن ُفسِهِ ْم لَا‬ ‫ن أَسْ َرفُوا َ‬ ‫عبادِ مناسبة لسعة الكلمة وطولها وسعة المجموعة‪( .‬قُلْ يَا عِبَادِيَ الّذِي َ‬
‫ن اللّهَ يَ ْغفِرُ الذّنُوبَ جَمِيعًا إِنّ ُه هُ َو الْغَفُو ُر ال ّرحِيمُ) الذين اسرفوا كثير (وَمَا‬ ‫َتقْنَطُوا مِن ّرحْمَ ِة اللّ ِه إِ ّ‬
‫ن (‪ )103‬يوسف) ( َو َقلِيلٌ مّنْ عِبَادِيَ الشّكُو ُر (‪ )13‬سبأ) ( َوإِن تُطِعْ‬ ‫صتَ بِمُ ْؤمِنِي َ‬ ‫أَكْثَ ُر النّاسِ َولَ ْو حَ َر ْ‬
‫ضلّوكَ عَن سَبِيلِ اللّ ِه (‪ )116‬النعام) فقال يا عبادي‪.‬‬ ‫أَكْثَرَ مَن فِي الَرْضِ ُي ِ‬
‫(فبشر عبادِ الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) أي الكثر في العدد؟ الذين أسرفوا أكثر من‬
‫الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه فجاء بما هو أكثر (عبادي)‪ .‬ما قال يستمعون الحسن وإنما‬
‫أحسنه وهؤلء أقل‪.‬‬
‫ب (‪ )186‬البقرة) كل العباد تسأل‪ ،‬هذا ل يخص عبدا دون عبد‬ ‫سَأَلكَ عِبَادِي عَنّي َفإِنّي قَرِي ٌ‬ ‫( َوإِذَا َ‬
‫سنُ (‪ )53‬السراء) كل العباد مكلفين أن يقولوا‬ ‫إذن هي كثيرة‪َ ( .‬وقُل لّعِبَادِي َيقُولُو ْا الّتِي ِهيَ َأحْ َ‬
‫ي فَاعْبُدُونِ) كثير‪( ،‬قُلْ يَا عِبَا ِد الّذِينَ‬ ‫ن آمَنُوا إِنّ أَ ْرضِي وَاسِ َع ٌة َفإِيّا َ‬ ‫ي الّذِي َ‬ ‫التي هي أحسن‪( .‬يَا عِبَادِ َ‬
‫ن َأجْرَهُم‬ ‫ض اللّهِ وَاسِعَ ٌة إِنّمَا يُ َوفّى الصّابِرُو َ‬ ‫سنُوا فِي هَ ِذهِ الدّنْيَا حَسَ َنةٌ َوأَرْ ُ‬ ‫ن أَحْ َ‬‫آمَنُوا ا ّتقُوا رَبّكُ ْم ِللّذِي َ‬
‫ب (‪ )10‬الزمر) المؤمنون أكثر من المتقين لن المتقين جزء من المؤمنين‪ .‬مع المؤمنين‬ ‫بِغَيْ ِر حِسَا ٍ‬
‫جاء بـ (عبادي) بالياء ومع المتقين جاء بـ (عبادِ) بدون ياء‪ .‬حتى نلحظ نهاية الية غريبة‬
‫ن (‪ُ )56‬كلّ َنفْسٍ ذَا ِئقَ ُة الْمَ ْوتِ ثُ ّم ِإلَيْنَا‬ ‫ن أَ ْرضِي وَاسِعَ ٌة َفإِيّايَ فَاعْ ُبدُو ِ‬ ‫ن آمَنُوا إِ ّ‬ ‫ي الّذِي َ‬ ‫عجيبة (يَا عِبَادِ َ‬
‫ن آمَنُوا ا ّتقُوا رَبّ ُكمْ ِللّذِينَ َأحْسَنُوا فِي هَذِهِ‬ ‫تُ ْرجَعُونَ (‪ )57‬العنكبوت) وفي الثانية ( ُقلْ يَا عِبَا ِد الّذِي َ‬
‫ن َأجْرَهُم بِغَيْ ِر حِسَابٍ) في الولى قال كل نفس‬ ‫سعَ ٌة إِنّمَا ُي َوفّى الصّابِرُو َ‬ ‫الدّنْيَا حَسَنَةٌ َوأَ ْرضُ اللّهِ وَا ِ‬
‫ذائقة الموت‪ ،‬أما في الثانية فهنا الصابرون وهؤلء أقل فجعلهم مع عبادِ الذين هم ِقلّة‪ ،‬وكل نفس‬
‫جعلها مع عبادي الذين هم كثرة‪ .‬إذن في القرآن الكريم حيث قال عبادي بالياء هم أكثر من عبادِ‬
‫بدون ياء‪ .‬ولم تحذف هنا الياء للضرورة مع أن العرب تحذف الياء من السم والفعل كما في قوله‬
‫(قَالَ َذِلكَ مَا كُنّا نَبْ ِغ (‪ )64‬الكهف) (قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَـذِهِ ِبضَاعَتُنَا (‪ )65‬يوسف) مرة تذكر‬
‫ومرة تحذف عموما تجري على لسانهم وليس لها ضابط (وَمَن يَهْ ِد اللّهُ فَ ُهوَ الْمُهْتَ ِد (‪ )97‬السراء)‬
‫سلَ ْمتُ َوجْهِيَ ِللّهِ‬ ‫ل أَ ْ‬ ‫ك َفقُ ْ‬ ‫ن حَآجّو َ‬ ‫(مَن يَهْ ِد اللّ ُه فَهُ َو الْمُهْتَدِي (‪ )178‬العراف) في الفعل والسم (فَإ ْ‬
‫ن اتّبَعَنِي (‪)108‬‬ ‫علَى َبصِيرَ ٍة أَ َناْ وَمَ ِ‬ ‫ن (‪ )20‬آل عمران) ( ُقلْ هَـ ِذهِ سَبِيلِي أَدْعُو ِإلَى اللّ ِه َ‬ ‫ن اتّبَعَ ِ‬
‫َومَ ِ‬
‫يوسف) لكن كيف يستعمل القرآن هذا المر الجاري على لسان العرب وكيف يستخدمها هذه هي‬
‫البلغة‪.‬‬
‫آية (‪:)21‬‬
‫*ما الفرق بين السلوك و الدخول؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ن اللّ َه أَن َزلَ ِمنَ‬ ‫ل (‪ )69‬النحل)أيسر‪َ( ،‬ألَمْ تَ َر أَ ّ‬ ‫سُبلَ رَ ّبكِ ُذلُ ً‬
‫سلُكِي ُ‬ ‫السلوك أيسر من الدخول (فَا ْ‬
‫سلَ َكهُ َينَابِيعَ فِي ا ْلأَرْضِ (‪ )21‬الزمر) أيسر‪.‬‬ ‫السّمَاء مَاء فَ َ‬
‫آية (‪:)23‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م(‬ ‫ت قُلُوبُه ُ ْ‬ ‫جل َ ْ‬ ‫ه وَ ِ‬ ‫ن إِذ َا ذ ُكَِر الل ّ ُ‬ ‫والخوف والوجل؟ (ال ّذِي َ‬ ‫َ‬
‫*ما الفرق بين الخشية‬
‫ن َربَّه ُم‬ ‫خافُو َ‬ ‫م ( ‪ )23‬الزمر) (ي َ َ‬ ‫ن َربَّه ُ ْ‬ ‫شو ْ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ن يَ ْ‬‫جلُود ُ ال ّذِي َ‬ ‫ه ُ‬ ‫من ْ ُ‬‫شعُِّر ِ‬ ‫‪ )35‬الحج) (تَْق َ‬
‫م (‪ )50‬النحل)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫من فَوْقِهِ ْ‬ ‫ِّ‬
‫الخوف توقع أمر مكروه يخاف من شيء أي يتوقع أمر مكروه لمارة معلومة فيخاف شيئا‪.‬‬
‫الخشية خوف يشوبه تعظيم ولذلك أكثر ما يكون ذلك إذا كان الخاشي يعلم ماذا يخشى ولذلك قال‬
‫تعالى (إنّمَا َيخْشَى اللّهَ مِنْ عِبَادِ ِه الْ ُعلَمَاء (‪ )28‬فاطر) أكثر من يكون الخشية عن علم مما يخشى‬
‫منه‪ ،‬لماذا يخشى؟ هنالك مسألة يعلمها تجعله يخشى فلذلك قال تعالى (إنّمَا َيخْشَى اللّهَ مِنْ عِبَادِهِ‬
‫الْ ُعلَمَاء) لن العلماء أعلم بربهم من غيرهم فهم أكثر الناس تعظيما ل عز وجل‪ .‬وقسم قال الخشية‬
‫أش ّد الخوف‪ .‬نلحظ أمرين‪ :‬هم يقولون الخوف توقع أمر مكروه وعندنا آيتان توضحان المسألة‪:‬‬
‫شوْهُ ْم فَزَادَهُمْ إِيمَانا َوقَالُواْ حَسْبُنَا اللّ ُه وَنِعْ َم الْوَكِيلُ‬ ‫ن النّاسَ قَ ْد جَمَعُو ْا لَكُ ْم فَاخْ َ‬ ‫ن قَالَ لَهُ ُم النّاسُ إِ ّ‬ ‫(الّذِي َ‬
‫ضلٍ عَظِي ٍم (‬ ‫ن اللّهِ وَاللّهُ ذُو َف ْ‬ ‫سسْهُ ْم سُوءٌ وَاتّبَعُواْ ِرضْوَا َ‬ ‫ضلٍ لّمْ يَمْ َ‬ ‫ن اللّهِ َو َف ْ‬ ‫(‪ )173‬فَان َقلَبُواْ بِنِعْ َمةٍ مّ َ‬
‫ف أَ ْولِيَاء ُه فَلَ َتخَافُوهُمْ َوخَافُونِ إِن كُنتُم مّؤْمِنِينَ (‪ )175‬آل عمران)‬ ‫‪ )174‬إِنّمَا َذلِكُمُ الشّ ْيطَانُ ُيخَوّ ُ‬
‫شوْنِ (‪ )3‬المائدة) ننظر كيف استعملت‬ ‫س الّذِينَ َكفَرُواْ مِن دِينِكُ ْم فَلَ َتخْشَوْهُ ْم وَاخْ َ‬ ‫و (الْيَوْمَ يَئِ َ‬
‫اليتان في القرآن الكريم‪ :‬آية آل عمران في سياق توقع مكروه‪ ،‬في سياق القتال‪ ،‬توقع مكروه في‬
‫شوْهُ ْم فَزَادَهُمْ إِيمَانا َوقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ‬ ‫ن النّاسَ قَ ْد جَمَعُو ْا لَكُ ْم فَاخْ َ‬ ‫ن قَالَ لَهُ ُم النّاسُ إِ ّ‬ ‫سياق القتال (الّذِي َ‬
‫ن اللّهِ وَاللّهُ ذُو‬ ‫سسْهُ ْم سُوءٌ وَاتّبَعُواْ ِرضْوَا َ‬ ‫ضلٍ لّمْ يَمْ َ‬‫ن اللّهِ َو َف ْ‬ ‫َونِعْ َم الْوَكِيلُ (‪ )173‬فَان َقلَبُواْ بِنِعْ َمةٍ مّ َ‬
‫ن (‪)175‬‬ ‫ف أَ ْولِيَاءهُ فَلَ َتخَافُوهُمْ َوخَافُونِ إِن كُنتُم مّؤْمِنِي َ‬ ‫ضلٍ عَظِي ٍم (‪ )174‬إِنّمَا َذلِكُمُ الشّيْطَانُ ُيخَوّ ُ‬ ‫َف ْ‬
‫آل عمران)‪ .‬الخشية أشد الخوف‪ ،‬في مقام أشد الخوف‪ ،‬ثم هي في مقام توقع سياق مكروه فقال‬
‫خشَوْهُمْ وَاخْشَ ْونِ)‬ ‫(فل تخافوهم وخافون)‪ .‬والية الخرى (الْيَوْمَ يَ ِئسَ الّذِينَ َكفَرُواْ مِن دِينِكُ ْم فَلَ َت ْ‬
‫ليس هناك توقع مكروه فقال (فاخشوهم)‪ .‬في توقع مكروه قال فل تخافوهم ولما لم يكن توقع‬
‫مكروه قال فاخشوهم‪( .‬قد جمعوا لكم فاخشوهم) أشد الخوف‪ .‬هذه اللغة‪ ،‬الخشية أشد الخوف وفي‬
‫بعض السياقات تحتمل الخوف الذي يشوبه تعظيم والسياق هو الذي يحدد‪.‬‬
‫الوجل يقولون هو الفزع ويربطونه باضطراب القلب تحديدا كضربة السعفة (سعفة النخل) كما‬
‫قالت عائشة رضي ال عنها "الوجل في قلب المؤمن كضربة السعفة" ويقولون علمته حصول‬
‫جلُو ُد الّذِينَ َيخْشَ ْونَ َربّهُ ْم (‪ )23‬الزمر)‪ .‬وقالوا الوجل هو اضطراب‬ ‫قشعريرة في الجلد( َتقْشَعِرّ مِنْ ُه ُ‬
‫ن(‬ ‫جلُو َ‬
‫النفس ولذلك في القرآن لم نجد اسناد الوجل إل للقلب‪ .‬إما للشخص عامة (قَالَ إِنّا مِن ُكمْ َو ِ‬
‫جلَتْ ُقلُوبُ ُهمْ (‪ )35‬الحج) فقط أسند للقلب في‬ ‫ن إِذَا ذُكِ َر اللّهُ َو ِ‬ ‫‪ )52‬الحجر) أو للقلب خاصة (الّذِي َ‬
‫حين أن الخوف والخشية لم يسندا للقلب في القرآن كله‪ .‬الوجل في اضطراب القلب تحديدا (وَالّذِينَ‬
‫جلَ ٌة (‪ )60‬المؤمنون)‪ .‬وترتيب هذه الكلمات هو‪ :‬الخوف‪ ،‬الخشية‪ ،‬الوجل‪.‬‬ ‫ُيؤْتُونَ مَا آتَوا ّو ُقلُوبُهُمْ َو ِ‬
‫آية (‪:)30‬‬
‫*لماذا في سورة المؤمنون آية ‪ 15‬و ‪ 16‬جاء توكيدان في الموت وتوكيد واحد‬
‫ن {‪ )}30‬؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ت وَإِنَّهُم َّ‬
‫مي ِّتُو َ‬ ‫مي ِّ ٌ‬
‫ك َ‬ ‫فى سورة الزمر(إِن َّ َ‬
‫مسألة التوكيد أولً تعود للسياق ومع أنه أكد الموت توكيدين في آية سورة المؤمنون (ثُمّ إِنّكُمْ بَعْدَ‬
‫ن {‪ )}16‬ومرة واحدة في آية سورة الزمر (إِ ّنكَ َمّيتٌ‬ ‫ك لَمَيّتُونَ {‪ُ }15‬ثمّ إِنّ ُكمْ َيوْ َم الْقِيَامَةِ تُبْعَثُو َ‬ ‫َذِل َ‬
‫ن {‪ )}30‬ولم يذكر اللم هنا والسبب أنه ذكر الموت في سورة المؤمنون ‪ 10‬مرات‬ ‫َوإِنّهُم مّيّتُو َ‬
‫بينما ذكر في سورة الزمر مرتين فقط وتكررت صور الموت في سورة المؤمنون أكثر منها في‬
‫خَلقْنَا‬
‫سورة الزمر ففي سورة المؤمنون الكلم أصلً عن خلق النسان وتطويره وأحكامه ( َوَلقَدْ َ‬
‫خَلقْنَا‬‫عَلقَةً َف َ‬
‫طفَ َة َ‬ ‫ن {‪ُ }13‬ثمّ َ‬
‫خَلقْنَا النّ ْ‬ ‫طفَ ًة فِي قَرَارٍ مّكِي ٍ‬ ‫ن {‪ُ }12‬ثمّ جَ َعلْنَاهُ نُ ْ‬ ‫سلَالَةٍ مّن طِي ٍ‬ ‫ا ْلإِنسَانَ مِن ُ‬
‫سنُ‬‫خلْقا آخَ َر فَتَبَا َركَ اللّهُ َأحْ َ‬ ‫شأْنَا ُه َ‬
‫سوْنَا الْعِظَا َم َلحْما ثُ ّم أَن َ‬ ‫عظَاما فَكَ َ‬ ‫خلَقْنَا الْ ُمضْغَةَ ِ‬ ‫الْ َعَلقَةَ ُمضْغَ ًة َف َ‬
‫ن {‪.)}14‬‬ ‫ا ْلخَاِلقِي َ‬
‫*ما الفرق بين كلمة (ميت) و(ميّت) في القرآن الكريم؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ل مثال ما جاء في سورة الحجرات (يَا أَيّهَا الّذِي َ‬
‫ن‬ ‫كلمة (ميْت) بتسمين الياء تقال لمن مات فع ً‬
‫حبّ َأحَدُكُمْ‬ ‫ن إِثْمٌ َولَا َتجَسّسُوا َولَا يَغْتَب بّ ْعضُكُم بَعْضا أَ ُي ِ‬ ‫ض الظّ ّ‬ ‫ن إِنّ بَعْ َ‬ ‫ن الظّ ّ‬ ‫آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرا مّ َ‬
‫ن اللّهَ تَوّابٌ ّرحِي ٌم {‪ )}12‬ولذا جاء في القرآن الكريم‬ ‫ل َلحْمَ َأخِي ِه مَيْتا فَكَرِهْتُمُوهُ وَا ّتقُوا اللّ َه إِ ّ‬ ‫أَن َيأْ ُك َ‬
‫تحريم أكل لحم الميتة بتسكين الياء وقد تكون حقيقة أو مجازا‪ .‬أما الميّت فقد يكون لمن مات أو‬
‫من سيموت بمعنى من مآله إلى الموت حتما كما في قوله تعالى في سورة الزمر (إِ ّنكَ مَ ّيتٌ َوإِنّهُم‬
‫مّيّتُونَ {‪.)}30‬‬
‫آية (‪:)39‬‬
‫*مَا وجَه الختلف مَن الناحيَة البيانيَة بيَن قوله (فسَوف تعلمون) فَي سَورة‬
‫النعام والزمرو(سوف تعلمون) في سورة هود؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ن لَهُ‬ ‫علَى مَكَانَتِكُ ْم إِنّي عَا ِملٌ َفسَوْفَ تَ ْعلَمُونَ مَن تَكُو ُ‬ ‫قال تعالى في سورة النعام ( ُقلْ يَا قَوْمِ اعْ َملُواْ َ‬
‫علَى مَكَانَتِكُ ْم إِنّي عَا ِملٌ‬ ‫ح الظّالِمُونَ {‪ )}135‬وسورة الزمر (قُلْ يَا قَ ْومِ اعْ َملُوا َ‬ ‫عَاقِبَةُ الدّا ِر إِنّهُ لَ ُي ْفلِ ُ‬
‫علَى مَكَانَتِكُ ْم إِنّي عَا ِملٌ سَوْفَ تَ ْعلَمُونَ‬ ‫َفسَوْفَ تَ ْعلَمُونَ {‪ )}39‬وقال في سورة هود (وَيَا قَوْمِ اعْ َملُواْ َ‬
‫ب {‪ )}93‬وعلينا أن نلحظ القائل في‬ ‫ن هُوَ كَا ِذبٌ وَارْ َتقِبُواْ إِنّي مَعَ ُكمْ َرقِي ٌ‬ ‫مَن َيأْتِيهِ عَذَابٌ ُيخْزِيهِ وَمَ ْ‬
‫كل اليتين ففي آية سورة النعام ال تعالى هو الذي أمر رسوله بالتبليغ أمره أن يبلغ الناس كلم‬
‫ربه وهذا تهديد لهم فأصل التأديب من ال تعالى أما في آية سورة هود فهي جاءت في شعيب‬
‫وليس فيها أمر تبليغ من ال تعالى فالتهديد إذن أقل في آية سورة هود ولهذا فقد جاء بالفاء في‬
‫(فسوف تعلمون) في الية التي فيها التهديد من ال للتوكيد ولما كان التهديد من شعيب حذف الفاء‬
‫(سوف تعلمون) لن التهديد أقل‪.‬‬
‫آية (‪:)41‬‬
‫*انظر آية (‪.)2‬‬
‫آية(‪:)42‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫حي ََ‬ ‫سَ ِ‬ ‫ه يَتَوَفَّى اْلنُْف َ‬ ‫الزمَر (الل َّ ُ‬ ‫َ‬
‫*مَا الفرق بيَن الموت والوفاة فَي سَورة‬
‫َ‬
‫ل‬‫س ُ‬ ‫ت وَيُْر َِ‬ ‫موَْ َ‬ ‫ضى عَلَيْهََا ال ْ َ‬ ‫ك ال ّت َِي قََ َ‬ ‫س ُ‬ ‫م َِ‬ ‫مهََا فَي ُ ْ‬ ‫منَا ِ‬
‫ت فَِي َ‬ ‫م َْ‬ ‫م تَ ُ‬ ‫موْتِهََا وَال ّت َِي ل ََ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن (‪))42‬؟(د‪.‬حسَام‬ ‫فك ُّرو ََ‬ ‫ت لَِقوَْم ٍ يَت َ َ‬ ‫ك َليَا ٍَ‬ ‫ن فَِي ذَل َِ َ‬ ‫مى إ َِ َّ‬ ‫س ًّ‬‫م ََ‬ ‫ل ُ‬ ‫ج ٍ‬ ‫خَرى إِلَى أ َ‬ ‫اْل ْ‬
‫النعيمى)‬
‫الوفاة‪ :‬يقولون وفّى ماله من الرجل أي استوفاه كاملً غير منقوص أي قبضه وأخذه فلما يقال‬
‫توفي فلن كأنه قُبِضت روحه كاملة غير منقوصة‪.‬‬
‫والموت هو مفارقة الحياة وليس فيها معنى القبض ولذلك يستعمل لفظ الموت أحيانا استعمالت‬
‫مجازيا يقال ماتت الريح أي سكنت وهمدت والذي ينام مستغرقا يقال له مات فلن اذا نام نوما‬
‫عميقا مستغرقا‪ .‬هذا السكون للموت فكأن هذا الشيء الذي يفارق جسد النسان بالمفارقة موت‬
‫والذي توفّي تقبضه ملئكة الموت‪.‬‬
‫عندما نقول مفارقة الحياة او مفارقة الروح يمكن ان ننظر الى نوع من التفريق بين الحياة‬
‫والروح‪( .‬يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي) ل نعلم ماهية الروح لكن هي يقينا غير‬
‫الحياة لن الحيمن (الذي يتولد منه الكائن الحيّ عند الذكر) حيّ وفيه حياة وبويضة النثى فيها‬
‫حياة وعندما يتم الخصاب فهذا الشيء المخصّب فيه حياة وأول ما يحصل لهذا الشيء المخصب‬
‫هو نبض قلبه ونبض القلب حياة لكن بعد شهرين أو أكثر تُنفخ فيه الروح لكن قبل ذلك كان فيه‬
‫حياة فالحياة غير الروح‪.‬‬
‫النفس فيها معنى الشيء المحسوس لن لها علقة بال َنفَس والحركة‪ .‬هل النفس هي الروح؟ ل‬
‫ندري‪ .‬قوله تعالى (ال يتوفى النفس حين موتها ) يمكن ان تكون الروح والتي لم تمت في‬
‫منامها‪ .‬يتوفّى‪ :‬أي يقبضها كاملة غير منقوصة عندما تفارق جسدها أما الموت فهو مجرد مفارقة‬
‫الروح للجسد والوفاة اشارة الى قبضها وأخذها‪ .‬وكلم العرب لما يقولون توفى فلن دينه من فلن‬
‫أي قبضه كاملً أما مجرد الموت فليس فيه اشارة للقبض‪ .‬يبقى سؤالن ‪:‬‬
‫الول لماذا استعمل النفس ولم يقل النفوس؟‬
‫قال النفس وهي جمع ِقلّة على وزن (أفعُل) لكن جمع القلة إذا اضيف أو دخلت عليه أل‬
‫الستغراق ينتقل الى الكثرة بمعنى لكل النفس‪ .‬والفرق بين أل الستغراق وأل التعريف أن أل‬
‫ل هذا كتاب جيّد ثم تقول قرأت الكتاب أي هذا‬ ‫التعريف تكون عادة للشيء المعهود فتقول مث ً‬
‫الكتاب المعهود الذي تعرفه‪ .‬أما أل الستغراق فليس المقصود منه تعريف شيء معين وإنما للدللة‬
‫على شيء عام ( والعصر إن النسان لفي خسر إل الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق‬
‫وتواصوا بالصبر) النسان تدل على أنه ليس انسانا معينا بذاته وانما استغراق النسان كجنس‬
‫فيحسب كل انسان أنه خاسر فيتطلع الى النقاذ فيأتيه النقاذ في قوله تعالى(إل الذين آمنوا)‪ .‬إذا‬
‫أريد ذاتا معينة تكون أل للتعريف كأن تكون لعهد ذهني أو عهد ذكري (يقال سأل عنك رجل ثم‬
‫تقول رأيت الرجل تقصد به الرجل الذي سأل عنك) عُرِف من العهد المذكور سابقا هذا العهد‬
‫الذكري أما العهد الذهني فهو في الذهن حاضر كقوله تعالى (ذلك الكتاب ل ريب فيه) الكتاب اي‬
‫الكتاب المعهود في الذهن أنه الكتاب المقروء أي القرآن فهو حاضر في الذهن فيسمون العهد‬
‫الذهني مُخصص‪( .‬واستعمال اسم الشارة ذلك بدلً من هذا تدل على التمييز ورفع شأنه وهي‬
‫للشارة للبعيد أما قوله تعالى (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) استعمال اسم الشارة هذا‬
‫للقريب يدل على موطن الحدث الني)‪.‬‬
‫لما دخلت أل الستغراق على أنفس نقلتها من جمع القلة الى الكثرة أما كلمة نفوس فهي ابتداء‬
‫للكثرة فلماذا لم تستعمل إذن؟ لما رجعنا الى المواضع التي وردت فيها كلمة أنفس وكلمة نفوس في‬
‫القرآن الكريم وفق ما جاء في المعجم المفهرس للفاظ القرآن الكريم وجدنا أن كلمة أنفس وردت‬
‫في ‪ 153‬موضعا على النحو التالي‪ :‬معرّفة بأل الستغراق في ستة مواضع ومضافة في المواضع‬
‫الخرى ‪ 147‬موضعا وجميعها للكثرة (‪ 49‬أضيفت الى (كم) و ‪ 91‬أضيفت الى (هم) و ‪ 4‬مواضع‬
‫اضيفت الى (هنّ) و ‪ 3‬مواضع اضيفت الى (نا))‪ .‬صيغة الكثرة في نفوس وردت مرتين فقط‬
‫ونسأل لماذا؟‬
‫نحن نقول دائما أن كتاب ال عز وجل ليس من عند بشر والذي يقول أنه من عند محمد فهو لم‬
‫يقرأ القرآن ال تعالى عالم أن هذه اللفظة واردة في كتابه ‪ 150‬مرة وسيقرأها العرب فاختار لهم‬
‫اللفظ الخفيف (أنفس) للمواطن الكثيرة لنه أخف من لفظ (نفوس)‪ .‬قد يقول قائل كيف؟ نقول أن‬
‫الفتحة هي أخف الحركات والضمة أثقلها‪ .‬وإذا نظرنا في كلمة أنفس ونفوس نجد أن كلمة أنفس‬
‫فيها مقطعين الول خفيف وحركته خفيفة (أَن) والثاني ثقيل وحركته ثقيلة ضمة (فُس) أما كلمة‬
‫نفوس ففيها مقطعين كلها فيه ضمة ثقيلة الول (نُ) والثاني مبالغ في ثقلة (فُُوس) فإذن أنفس‬
‫أخف من نفوس فاستعمل الخفيف للكثرة ونفوس للمرتين ‪.‬‬
‫لماذا جاء لفظ النفس في موضعين فقط؟ هل هناك فارق دللي؟‬
‫قلنا هذان الموضعان هما موطن الثقل أما المواطن الخرى فليس فيها ثقل‪ .‬كلمة أنفس جمع قلة‬
‫(عادة من ‪ 3‬الى ‪ )10‬وجمع الكثرة فيه قولن (من ‪ 3‬فما فوق يتجاوز العشرة) وهذا ما نختاره‬
‫ومنهم من يقول من أحد عشر فما فوق لكن من خلل استقراء كلم العرب وجد العلماء أن جمع‬
‫القلة إذا أضيف أو دخله أل انتقل من القلة الى الكثرة‪ .‬لم تستعمل كلمة أنفس مجردة من الضافة‬
‫أو بدون أل في القرآن (قد جاءكم رسول من أنفسكم) كثرة ‪ .‬وهنا يرد سؤال أجبنا عنه سابقا لماذا‬
‫حوّل جمع القلة بادخال أل أو الضافة ولم يستعمل جمع الكثرة ابتداءً؟ لن وزن أنفس أخف من‬
‫نفوس ولكمة أنفس استعملت بكثرة في القرآن فاختير اللفظ الخفيف في جميع القرآن ولم يختر اللفظ‬
‫الثقيل والخفة والثقل معتبران عند العرب فيرتاح اليه‪.‬‬
‫آية (‪:)49‬‬
‫*انظر آية (‪.)8‬‬
‫آية (‪:)53‬‬
‫*انظر آية (‪.)10‬‬
‫*انظر آية (‪.)20‬‬
‫آية (‪:)66‬‬
‫*تقديم اللفظ على عامله‪( :‬د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ومن هذا الباب تقديم المفعول به على فعله وتقديم الحال على فعله وتقديم الظرف والجار‬
‫والمجرور على فعلهما وتقديم الخبر على المبتدأ ونحو ذلك‪ .‬وهذا التقديم في الغالب يفيد‬
‫الختصاص فقولك (أنجدت خالدا) يفيد أنك أنجدت خالدا ول يفيد أنك خصصت خالدا بالنجاة بل‬
‫يجوز أنك أنجدت غيره أو لم تنجد أحدا معه‪ .‬فإذا قلت‪ :‬خالدا أنجدت أفاد ذلك أنك خصصت خالدا‬
‫بالنجدة وأنك لم تنجد أحدا آخر‪.‬‬
‫ومثل هذا التقديم في القرآن كثير‪ :‬فمن ذلك قوله تعالى (إياك نعبد وإياك نستعين) في سورة‬
‫الفاتحة‪ ،‬فقد قدّم المفعول به إياك على فعل العبادة وعلى فعل الستعانة دون فعل الهداية قلم يقل‬
‫إيانا اهد كما قال في الوليين‪ ،‬وسبب ذلك أن العبادة والستعانة مختصتان بال تعالى فل يعبد أحد‬
‫غيره ول يستعان به‪ .‬وهذ نظير قوله تعالى ( َبلِ اللّ َه فَاعْبُدْ وَكُنْ ِمنَ الشّاكِرِينَ (‪ )66‬الزمر )‬
‫ن (‪ )172‬البقرة) فقدم المفعول به على فعل العبادة في‬ ‫وقوله (وَاشْكُرُوا ِللّهِ ِإنْ ُكنْتُ ْم إِيّاهُ تَعْ ُبدُو َ‬
‫الموضعين وذلك لن العبادة مختصة بال تعالى‪.‬‬
‫آية (‪:)67‬‬
‫َ‬
‫حق ََّ قَدْرَِهِ‬ ‫ه َ‬ ‫ما قَدَُروا الل َّ َ‬ ‫*مَا دللة جميعا ً فَي قوله تعالى فَي سَورة الزمَر (وََ َ‬
‫ه وَتَعَالَى‬ ‫َ‬
‫حان َ ُ‬‫سب ْ َ‬‫مين ِهِ ُ‬ ‫مطْوِيَّا ٌ‬
‫ت بِي َ ِ‬ ‫ت َ‬‫سماوَا ُ‬ ‫مةِ وَال َّ‬ ‫م ال ْ ِ‬
‫قيَا َ‬ ‫ه يَو ْ َ‬ ‫ضت ُ ُ‬ ‫ميع ًا قَب ْ َ‬ ‫ج ِ‬
‫ض َ‬ ‫َواْلْر ُ‬
‫ن (‪))67‬؟ (د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫شرِكُو َ‬ ‫ما ي ُ ْ‬‫عَ َّ‬
‫هذا الكلم على يوم القيامة والصورة التي ترسم صورة هيمنة ل سبحانه وتعالى ل يشركه فيها‬
‫أحد ولو على سبيل المجاز والتسامح أو الكفر به سبحانه‪ .‬في حياتنا الن يمكن أن يقول لك كما‬
‫قال النمرود لبراهيم (أنا أحيي وأميت) يدّعي لنفسه شيئا هو ل سبحانه وتعالى (قال ربي الذي‬
‫يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت) يقول أنت محكوم بالعدام فأبرّئه وأنت بريء فأقتله فانتقل‬
‫إبراهيم إلى مسألة أخرى ل مجال فيها‪ .‬في الدنيا يمكن أن يكون هناك نوع من الدّعاء لكن في‬
‫الخرة لما يقول الباري عز وجل (وَا ْلأَرْضُ جَمِيعًا قَ ْبضَتُهُ يَ ْومَ ا ْلقِيَامَة) جميعا هنا حال الواو هنا‬
‫واو الحال (والرض قبضته) مبتدأ وخبر‪ ،‬أي حال كونها مجتمعة بكل جزئياتها بمن فيها ومن‬
‫عليها ومن فوقها ومن تحتها الرض جميعا هذه الكرة‪.‬‬
‫قال (والرض جميعا قبضته) هذا كما قلنا وكرّرناه سابقا ‪ :‬ما يتعلق بال سبحانه وتعالى‪ ،‬بصفاته‬
‫وبما يُنسب إليه من مدلولت المسلمون فيه على قولين‪ :‬منهم من يقول نُمِرّها هكذا وهم الجمهور‬
‫يعني (والرض جميعا قبصته يوم القيامة) معناها‪ :‬والرض جميعا قبضته يوم القيامة وكفى وافهم‬
‫منها ما تفهم‪.‬‬
‫وقلت أن الفريقان من أهل العلم والصلح والتقوى والورع ويسع المسلم أن يأخذ بالقولين ونحن‬
‫الن بأمس الحاجة للرأي الخر (قول التأويل) بسبب ترجمة هذه المعاني‪ :‬العرب عندما تقول في‬
‫قبضته أو تحت قبضته يعني هو تحت سيطرته‪ .‬الن نحن نستعملها يقال‪ :‬صار في قبضة العدو‬
‫ول تعني القبضة أي جعله في راحته وأغلق يده عليه كل وإنما تحت سيطرته ‪ ،‬تحت قوته‪ ،‬تحت‬
‫قدرته بهذا المعنى نفهم (والرض جميعا قبضته يوم القيامة) من غير منازع ولو على سبيل‬
‫المجاز ولن نجد من يقول كما قال النمرود وأنا شعبي في قبضتي عندي حرس وشعبي في‬
‫قبضتي‪ .‬إذا كان من يقولها في الدنيا ففي الخرة لن تجد من يقولها‪.‬‬
‫(وَالسّماوَاتُ َمطْوِيّاتٌ بِيَمِي ِنهِ سُ ْبحَانَهُ وَتَعَالَى عَمّا يُشْرِكُونَ) اليمين معناها القوة والقدرة عند العرب‬
‫ولذلك قالوا‪( :‬مِلك اليمين) العرب لما تقول هو ملك يمينه ل يقصدون هذه اليد اليمنى وإنما في‬
‫ملكه أي في قدرته وتصرفه ل يعنون يده‪ .‬نهى علماؤنا إذا تكلمنا عن صفات ال سبحانه وتعالى‬
‫أن نشير بأيدينا مثلً عندما تقول قلب الرجل بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء ل‬
‫يجوز أن تشير بأصابعك حتى ل يكون هناك تجسيد وإنما تقول بلسانك شفاها فقط‪.‬‬
‫الطيّ معلوم‪ .‬تطوي الورقة أي تقلب جزءا على جزء وتجمعها في يدك‪ .‬أيضا فيها إشارة إلى‬
‫معنى المِلك والقدرة والهيمنة الكاملة والسلطة الكاملة‪ .‬لما يكون الشيء مطوي بيمينك أي تحت‬
‫السيطرة‪ .‬فإذن الرض جميعا والسموات جميعا تحت قبضته وقلنا حتى نتبين عظم الصورة كل‬
‫هذا الكون المنظور تحت السماء والولى (ولقد زينا السماء الدنيا) حيثما كانت النجوم هي في‬
‫السماء الدنيا كيف هي السماء الدنيا؟ ل ندري‪ .‬الدكتور عبد المحسن صالح وهو أستاذ في جامعة‬
‫السكندرية قال في كتباه "هل لك في الكون نقيض؟"وهو في علم الفلك هذا الكتاب‪ ،‬يقول تخيّل لو‬
‫جمعت الرض والكواكب والشمس وجُعلت كتلة واحدة أمكن أن تدفن في قشرة واحد من النجوم‬
‫فتخيل عظمة ذلك النجم وتخيل من نحن حتى نفكر بذات ال سبحانه وتعالى وعظمته‪ .‬وأذكر الذي‬
‫كان يدرس على شيخه فأخذ ورقة وبدأ يقلب فيها وشيخه كان فيه كِبر قال الشيخ للتلميذ‪ :‬ما‬
‫تصنع؟ قال أريد أن أرى الرض لملك ال‪ ،‬قال كهذه النقطة‪ .‬فصار يقلّب فقال‪ :‬ماذا تفعل؟ قال‬
‫أفتش عنك يا سيدي‪ .‬فكانت له بها عبرة‪ .‬الية ل توحي بأي إشارة للتجسيد ولذلك قال تعالى‬
‫(سُ ْبحَانَهُ وَتَعَالَى عَمّا يُشْرِكُونَ) ينزّه الباري عز وجل عما يشركون‪.‬‬
‫آية (‪:)68‬‬
‫ن فِ َي‬ ‫م َْ‬ ‫صعِقَ َ‬ ‫صورِ فَ َ َ‬ ‫خ فِ َي ال ّ َُ‬ ‫*مََا دللة (إل مََن شاء الله) فََي اليََة (وَنُِف َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م قِيَا ٌمَ‬ ‫خَرى فَإِذ َا هَُ ْ‬ ‫م نُِف َخَ فِيه َِ أ ُ ْ‬ ‫شاءَ الل َّ ُ‬
‫ه ث َُ َّ‬ ‫م نَْ َ‬ ‫َ‬
‫م نَْ فَِي اْلْر ضَِ إ ِ ّل َ‬ ‫ت وَ َ‬
‫ماوَا ِ‬ ‫ال َ‬
‫سَّ َ‬
‫ن (‪ )68‬الزمر) ؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫يَنْظُُرو َ‬
‫الكلم على مشهد من مشاهد يوم القيامة (ونفخ في الصور)‪ ،‬نلحظ كلمة ُنفِخ مبنية للمجهول لن‬
‫هناك من ينفخ بالصور والصور قالوا هو القرن المجوف مثل البوق ينفخ فيه‪ ،‬وعندنا في الحاديث‬
‫أنه ملك مخصص للنفخة الولى (إسرافيل)‪( .‬ونفخ في الصور) نلحظ هنا أنه استعمل الماضي‬
‫( ُنفِخ) إشارة إلى التحقق (دللة الماضي في الستعمال القرآني إذا أراد التحقق يستعمل الماضي)‬
‫ل وصار النفخ‪.‬‬ ‫وقع فع ً‬
‫(فصعق من في السموات ومن في الرض) ماضي أيضا‪ ،‬يقول العلماء هنا إستعمل (من) التي هي‬
‫للعاقل للشمول تشمل العاقل وغير العاقل‪( .‬ما لغير العاقل لكن أحيانا تستعمل للشمول أيضا للعقلء‬
‫وغيرهم) وتأتي (من) للعاقل وغير العاقل‪ ،‬وقُدّمت (من) لن أصل القيامة لجل محاسبة العقلء‪.‬‬
‫أما بقية المخلوقات وغير العقلء سيصعق أيضَا وفي الحديث أن الشاة الجمّاء تأخذ حقها من الشاة‬
‫القرناء‪ ،‬يفصل بين الخلئق ثم يكونون جميعا ترابا عدا هذا الخليفة وذريته يكون لهم حساب‪.‬‬
‫(فصعق) الصعقة بمعنى غُشي عليه أو مات‪ ،‬يقال صعق فلن أي غشي عليه‪ ،‬أغمي عليه وصعق‬
‫فلن بمعنى مات وهنا بمعنى الموت أو غشي عليهم فماتوا حتى نجمع المعنيين‪( .‬فصعق من في‬
‫السموات ومن في الرض) يكون الهدوء عاما عند ذلك‪.‬‬
‫(إل من شاء ال) هذه المشيئة المطلقة ل سبحانه وتعالى يختار من يشاء لعدم موته بتلك النفخة‬
‫ل لم يمت‪ ،‬ل يصعق هو‪ ،‬لكن قال العلماء بناء على الثار أنه‬ ‫لن هذا الذي ينفخ في الصور عق ً‬
‫بعد أن يصعق كل من في السموات والرض يموت‪( .‬إل من شاء ال) هناك من سيجعلهم ال عز‬
‫وجل ((من) تستعمل للواحد أو للجمع) لكن يمكن أن يكون الذي ينفخ في الصور حتى ينفخ النفخة‬
‫الخرى وقد يكون معه آخرون من الملئكة وليست حجة قوله تعالى (كل من عليها فان) لن كل‬
‫من عليها أي على هذه للرض ول يحتج بهذا كما يقول العلماء ونحن دائما نحتج بقول العلماء‬
‫حتى ل نأتي بشيء من عند أنفسنا‪ .‬قد يأمر ال سبحانه وتعالى أن يموت بعد النفخة حتى ل يبقى‬
‫سوى ال سبحانه وتعالى حيّا ثم بعد ذلك يحييه ويأمره بالنفخة الثانية أو أنه ل يموت‪ ،‬ما عندنا‬
‫دليل على أن الكل يموت‪ ،‬كل الملئكة الساجد والراكع في أنحاء المساء والرض لكن يقينا أهل‬
‫الرض جميعا يموتون (كل من عليها فان) في السماء تبقى الملئكة ساجدة عابدة مصلّية مسبّحة‬
‫وهذا الذي قلنا فيه أكثر من مرة أن هذا الذي يدخل في مساحة الغيب‪ ،‬ل يمنع أن هذا الملك النافخ‬
‫سيموت بعد ذلك ول يمنع أنه سيبقى فيتولى النفخة الخرى فلما ينفخ النفخة الثانية فإذا هم قيام‬
‫ينظرون‪ ،‬يقفون وأهم شيء عندهم التلفّت والنظر (قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا) لما يتلفت‬
‫وينظر وإذا هذا الخلق كله يخرج من الرض بهذه الصورة عند ذلك يتيقن الجميع أنه سيكون‬
‫هناك حساب‪ :‬المؤمن هو مطمئن والكافر يقول‪ :‬من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق‬
‫المرسلون‪ ،‬عند ذلك يؤمنون لكن ل فائدة من إيمانهم‪.‬‬
‫آية (‪:)70‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫نَ ( ‪))70‬‬ ‫ما يَْفعَلُو َ‬‫م ب َِ َ‬ ‫ت وَهُوَ أعْل ََ ُ‬ ‫مل ََ ْ‬‫ما عَ ِ‬ ‫ل نَْف سٍَ ََّ‬ ‫ت كُ ّ‬ ‫*فَي سَورة الزمَر (وَوُفِّي ََ ْ‬
‫العمل جاء بصيغة الفعل الماضي وجاء فعل يفعلون بصيغة المضارع وهو يفيد‬
‫الستمرار والمستقبل فما الفرق بين العمل والفعل؟ ولماذا جاء العمل بصيغة‬
‫الماضي بينما الفعل بصيغة المضارع؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫الفعل والعمل سبق أن جاءت مناسبات وتعرضنا وقلنا العمل الصل فيه أن يكون بقصد والفعل‬
‫عام يصدر بقصد أو بغير قصد يصدر عن العاقل وغير العاقل عن الجماد والحيوان والنسان‪،‬‬
‫الفعل عام فعل الرياح‪ ،‬فعل النهار‪ .‬العمل الصل فيه أن يكون عن قصد فأكثر ما يكون للنسان‬
‫وقلما ينسب إلى حيوان‪ ،‬عموم العمل‪ .‬إذن الفعل أعم والعمل أخص‪( .‬وَ ُوفّ َيتْ ُكلّ َنفْسٍ مّا عَ ِمَلتْ‬
‫ن (‪ ))70‬هذا حساب‪ ،‬هو ختم الية بالفعل ليدل على أنه سبحانه يعلم الفعل‬ ‫علَمُ ِبمَا َيفْ َعلُو َ‬
‫وَ ُه َو أَ ْ‬
‫والعمل يعني يعلم ما فُعِل بقصد وما فُعل بغير قصد وعلمه ليس مختصا بالعمل وإنما علمه يشمل‬
‫العمل ويشمل الفعل ما فُعِل بقصد وما فُعِل بغير قصد يعلمهما جيمعا‪ .‬الفعل بقصد و بغير قصد‬
‫والعمل بقصد والتوفية الحساب يكون عليه فلو قال (أعلم بما يعملون) سيكون العلم فقط يشمل الذي‬
‫علَمُ بِمَا َيفْ َعلُونَ) يعني ما فُعل بقصد أو بغير قصد يعلمهما معا يعلم‬ ‫بقصد لكن لما قال (وَهُ َو أَ ْ‬
‫علَمُ بِمَا َيفْ َعلُونَ) فجمع العلم‬ ‫دواعي النفس هل هذا فُعِل بقصد أو فُعِل بغير قصد ولهذا قال (وَهُ َو أَ ْ‬
‫ما ُوفّي بعمله وما عُمل بغير قصد هذا صار أشمل يشمل العمل وغير العمل‪.‬‬
‫يبقى السؤال الخر (عملت ويفعلون‪ ،‬الماضي والمضارع) جرت الية في ذكر أحوال الخرة قال‬
‫ت الْأَرْضُ بِنُورِ رَبّهَا وَ ُوضِ َع الْكِتَابُ َوجِيءَ بِالنّبِيّينَ وَالشّ َهدَاءِ َو ُقضِيَ بَيْنَهُمْ بِا ْلحَقّ وَهُ ْم لَا‬ ‫( َوأَشْ َر َق ِ‬
‫ن (‪ ))69‬هذه في الخرة إذن (وَ ُوفّ َيتْ ُكلّ َنفْسٍ مّا عَ ِمَلتْ (‪ ))70‬في الدنيا ما سبق لها أن‬ ‫ظلَمُو َ‬ ‫ُي ْ‬
‫عملت في الدنيا‪ .‬لما كان الكلم في أحوال الخرة قال (مّا عَ ِمَلتْ) سابقا في الدنيا وإل كيف تعمل‬
‫علَمُ بِمَا َيفْ َعلُونَ) هذا الكلم عن الخرة سبقه الكلم عن الدنيا في الخبار عن‬ ‫بالخرة؟! (وَهُ َو أَ ْ‬
‫ض جَمِيعًا قَ ْبضَتُهُ يَ ْومَ ا ْلقِيَامَةِ وَالسّماوَاتُ َمطْوِيّاتٌ‬ ‫ق قَدْرِهِ وَا ْلأَرْ ُ‬‫الخرة قبلها قال (وَمَا قَدَرُوا اللّ َه حَ ّ‬
‫ن (‪ ))67‬الكلم في الدنيا‪ ،‬في الدنيا أخبر عما يجري في الخرة‬ ‫س ْبحَانَ ُه وَتَعَالَى عَمّا ُيشْرِكُو َ‬ ‫بِيَمِينِهِ ُ‬
‫ض جَمِيعًا قَ ْبضَتُهُ َيوْ َم الْقِيَامَةِ) في الدنيا‪ ،‬إذن هو يخبر‬ ‫ق قَدْرِهِ) في الدنيا (وَالْأَرْ ُ‬ ‫(وَمَا قَدَرُوا اللّ َه حَ ّ‬
‫عما سيجري في الخرة إذن لما كان الكلم عن الخرة (وَ ُوفّ َيتْ) قال (مّا عَ ِمَلتْ) الن إلتفت إلى‬
‫علَمُ بِمَا َيفْ َعلُونَ) لنه صار الن كلم في‬ ‫الدنيا التي بدأ بها إذن هذه فيها التفات إلى الدنيا (وَهُ َو أَ ْ‬
‫علَمُ‬
‫الدنيا إخبار عن الخرة فما جاء في الخرة قال (مّا عَ ِمَلتْ) ولما التفت إلى الدنيا قال (وَهُ َو أَ ْ‬
‫بِمَا َيفْ َعلُونَ) حتى الن ينتبهون هذا اسمه إلتفات إلى السياق الول لن السياق في أمرين في الدنيا‬
‫ض جَمِيعًا قَ ْبضَتُهُ يَ ْومَ ا ْلقِيَامَةِ) ثم في‬‫ق قَدْرِهِ وَا ْلأَرْ ُ‬ ‫في الخبار عن الخرة (وَمَا قَدَرُوا اللّ َه حَ ّ‬
‫الخرة فلما ذكر سياق الخرة قال (مّا عَ ِمَلتْ) ثم التفت إلى الدنيا إلى هؤلء حتى ينصحهم حتى‬
‫يتعظوا‪ .‬إذن الفعل هنا يناسب الزمن الذي يعبر عنه أو يصوّره‪.‬‬
‫آية (‪:)73(-)71‬‬
‫*لماذا اسَََتعمل القرآن كلمَََة سَََيق للكافريَََن وللمؤمنيَََن فَََي سَََورة‬
‫الزمر؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫حتْ أَبْوَابُهَا‬
‫قال تعالى في سورة الزمر ( َوسِيقَ الّذِينَ َكفَرُوا ِإلَى جَهَنّمَ زُمَرا حَتّى إِذَا جَاؤُوهَا فُ ِت َ‬
‫علَيْكُ ْم آيَاتِ رَبّ ُكمْ وَيُنذِرُونَ ُكمْ ِلقَاء َيوْمِكُ ْم هَذَا قَالُوا َبلَى‬
‫سلٌ مّنكُمْ يَ ْتلُونَ َ‬ ‫ل لَهُمْ خَزَنَتُهَا َألَمْ َيأْتِكُمْ ُر ُ‬ ‫َوقَا َ‬
‫ن ا ّتقَوْا رَبّهُ ْم ِإلَى الْجَنّةِ زُمَرا حَتّى إِذَا‬ ‫ن {‪ )}71‬و (وَسِيقَ الّذِي َ‬ ‫علَى الْكَافِرِي َ‬ ‫ح ّقتْ َكلِ َم ُة الْعَذَابِ َ‬ ‫َولَ ِكنْ َ‬
‫ن {‪ )}73‬ليس غريبا أن‬ ‫طبْتُ ْم فَا ْدخُلُوهَا خَالِدِي َ‬
‫علَيْكُمْ ِ‬
‫سلَامٌ َ‬
‫ل لَهُ ْم خَزَنَتُهَا َ‬‫ت أَبْوَابُهَا َوقَا َ‬ ‫جَاؤُوهَا َوفُ ِتحَ ْ‬
‫يُؤتى بفعل يشمل الجميع فكل النفوس تُساق بدون استثناء كما في قوله تعالى ( َوجَاءتْ ُكلّ َنفْ ٍ‬
‫س‬
‫مّعَهَا سَا ِئقٌ وَشَهِيدٌ {‪ }21‬سورة ق) لكن المهم أين يُستق كل مجموعة والجهة التي تساق إليها‪.‬‬
‫إذن كلهم يساقون لكن المهم جهة السوق فهؤلء يُساق بهم إلى الجنة وهؤلء يُساق بهم إلى النار‬
‫تماما كما يستعمل القرآن كلمة ادخلوا فهي تقال للجميع لكن المهم أين سيدخلوا الجنة أو النار‪،‬‬
‫وكلمة خلق أيضا عامة للجميع وكذلك كلمة الحشر‪ .‬فليس المهم لفعل وإنما متعلّق الفعل‪.‬‬
‫م‬ ‫جهَن ََّ َ‬ ‫ن إِلَى َ‬ ‫مي ََ‬ ‫جرِ ِ‬
‫م ْ‬ ‫سوقُ ال ْ ُ‬ ‫ن وَفْدًا (‪ )85‬وَن ََ ُ‬ ‫م َِ‬ ‫ن إِلَى الَّر ْ‬
‫ح َ‬ ‫قي ََ‬‫مت َّ ِ‬
‫شُر ال ْ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫م نَ ْ‬ ‫*(يَوَْ َ‬
‫وِْردًا (‪ )86‬مريَم) وفَي سَورة الزمَر وردت كلمَة سَيق للكافريَن والمؤمنيَن‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫جنَّةِ‬ ‫م إِلَى ال ْ َ‬ ‫ن اتََّقوْا َربَّهَُ ْ‬ ‫سيقَ ال ّذِي ََ‬ ‫مًرا (‪ )71‬وََ ِ‬ ‫م ُز َ‬‫جهَن ََّ َ‬
‫ن كََفُروا إِلَى َ‬ ‫سيقَ ال ّذِي ََ‬ ‫(وََ ِ‬
‫مًرا (‪ ))73‬فمَََا دللة تغيَََر الفعَََل فَََي آيَََة مريَََم واسَََتخدام نحشَََر‬ ‫ُز َ‬
‫ونسوق؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫سلَيْمَانَ‬
‫ل ما الفرق بين الحشر وسيق؟ نحشر معناه نجمع‪ ،‬الحشر من معانيه الجمع ( َوحُشِ َر لِ ُ‬ ‫أو ً‬
‫سلْ‬ ‫ن (‪ )17‬النمل) ( َفحَشَ َر فَنَادَى (‪ )23‬النازعات) ( َوأَرْ ِ‬ ‫ن الْجِنّ وَا ْلإِنسِ وَالطّيْ ِر فَهُمْ يُوزَعُو َ‬ ‫جُنُو ُدهُ مِ َ‬
‫ن (‪ )111‬العراف) الحشر له معاني‪ .‬إذن معنى حشر جمع ربنا قال يوم الجمع‬ ‫ن حَاشِرِي َ‬ ‫فِي الْمَدَآئِ ِ‬
‫سوْق ليس بالضرورة جمع فقد‬ ‫يوم الحشر ويأتي بمعاني أخرى لكن المعنى المشهور جمع‪ .‬ال َ‬
‫ن َو ْفدًا (‪ ))85‬الوفد ل بد‬ ‫تسوق واحد أو اثنين أو أكثر‪ .‬هناك قال (يَوْمَ َنحْشُ ُر الْمُ ّتقِينَ ِإلَى الرّحْمَ ِ‬
‫أن يكتمل أفراده‪ ،‬إذن هو بعد الكتمال يصير الحشر‪ ،‬الوفد يجب أن يكتمل‪ .‬أما في الزمر قال‬
‫ن ا ّتقَوْا رَبّ ُهمْ ِإلَى الْجَنّةِ زُمَرًا (‪ ))73‬إذن ليسوا مجموعين‪ ،‬الزمر يعني جماعات‬ ‫ق الّذِي َ‬‫( َوسِي َ‬
‫جماعات‪ ،‬الزمرة الجماعة‪ ،‬زمرا يعني جماعات جماعات ليسوا وفدا مجموعين إلى أن يكتملوا‬
‫فيصيروا وفدا فيحشرهم‪ .‬يعني الذين اتقوا سيصبحوا زمرا لنهم ليسوا بدرجة واحدة فيُساقون‬
‫زمرا حتى إذا اكتملوا حُشِروا وفدا يصيروا وفدا الزمر ليس وفدا ل بد أن يكتمل‪ .‬في مريم قال‬
‫ن ا ّتقَوْا رَبّهُ ْم ِإلَى ا ْلجَنّةِ‬‫ق الّذِي َ‬
‫(إلى الرحمن) وليس إلى الجنة أما في الزمر فقال إلى الجنة (وَسِي َ‬
‫زُمَرًا (‪ ))73‬الوفد للكرام هذا بعد الحساب بعد أن يساقوا زمرا إلى الجنة يذهبون وفدا إلى‬
‫الرحمن تكريما لهم‪ .‬مرحلة بعد مرحلة ل يصح أن نضع واحدة مكان أخرى‪ ،‬ل يجوز‪ ،‬الوفد ل‬
‫بد أن يُجمَع فقال يحشر والسَوْق للزمر اكتمل هؤلء المتقون يجمعهم فيحشرهم فيُذهَب بهم إلى‬
‫الرحمن وفدا‪ .‬هم بداية زمر جماعات سيقوا إلى الجنة اجتمعوا هناك فكوّنوا وفدا فحشروا إلى‬
‫الرحمن‪ .‬كل كلمة لها دللتها‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬إذن كل كلمة فيها ملمح دللي خاص بالمقام السياقي الذي يود ال تبارك وتعالى التعبير‬
‫عنه؟‪.‬‬
‫طبعا‪ .‬الختيار ل يمكن أن يكون غير ذلك‪ ،‬من له معرفة بالبيان ل يمكن أن يختار غير ذلك‪ .‬ل‬
‫يجوز أن يقال وسيق الذين اتقوا إلى الرحمن وفدا‬
‫سؤال‪ :‬هل العرب كانت تفهم وتميز بين كلمة وأخرى في تحديد دللة معينة داخل السياق أم خذخ‬
‫خصيصة من خصائص القرآن الكريم؟‬
‫فرق بين الدراك والفهم وبين القدرة والمُكنة على الفعل بمثله‪ ،‬أنت ترى صنعة تعجبك لكن ليس‬
‫باستطاعتك أن تعمل مثلها‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬هم يفهمون لكن ل يستطيعون أن يقولوا مثل هذا الكلم وهم أصحاب بيان وبلغة لكن كل‬
‫واحد على قدر ما أُوتي حتى تصل إلى المنتهى‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬من خلل اطلعكم على التراث البياني والبلغي في اللغة العربية ألم يثبت أن أحدا من‬
‫الكفار وقت الرسول اعترض على كلمة من القرآن الكريم؟‬
‫أبدا والذين يعترضون اليوم لنهم بين أمرين الجهل والحرب المقصودة قصدا‪.‬‬
‫َ‬
‫مًرا‬ ‫م ُز َ‬ ‫جهَن َّ َ‬ ‫ن كََفُروا إِلَى َ‬ ‫سيقَ ال ّذِي َْ‬ ‫*لماذ حذف كلمة ربهم في قوله تعالى (و َ ِ‬
‫َ‬ ‫ت أَبْوَابُهََا وَقَا َ‬
‫نَ‬ ‫م يَتْلُو َ‬ ‫منْك َُ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫سَ ٌ‬ ‫م ُر ُ‬‫م يَأتِك َُ ْ‬‫خَزنَتُهََا أل ََ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ل لَهَُ ْ‬ ‫ح َْ‬ ‫جاءُوهََا فُت ِ َ‬ ‫حت ََّى إِذ َا َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‬‫م ُ‬ ‫ت كَل ِ َ‬ ‫ح ّق ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م هَذ َا قَالوا بَلى وَلك ِ َ ْ‬ ‫مك ُ َ ْ‬‫م لَِقاءَ يَوْ ِ‬ ‫م وَيُنْذُِرونَك ُ َ ْ‬ ‫ت َربِّك ُ َ ْ‬‫م آيَا ِ َ‬ ‫عَليْك ُ َ ْ‬
‫ن (‪ ))71‬فََي سََورة الزمََر وذكرهََا مََع الذيََن اتقوا؟‬ ‫ب عَلَى الْكَافِرِي َ َ‬ ‫الْعَذ َا ِ َ‬
‫(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫ذكر ربهم مع الذين اتقوا ولم يذكرها مع الذين كفروا يتعلق بالحذف والذكر ‪ .‬في هذه الية من‬
‫سورة الزمر ذكر تعالى الذين كفروا عندما يساقون الى النار فهؤلء ل يستحقون أن يرد معهم اسم‬
‫ال سبحانه وتعالى فضلً عن أن يذكر اسم الرب (ربهم) الذي يعني المربي والرحيم العطوف‬
‫الذي يرعى عباده فل تنسجم كلمة ربهم هنا مع سوق الكافرين الى جهنم وعدم ذكر كلمة ربهم مع‬
‫الذين كفروا هو لسببين الول أنهم يساقون الى النار وثانيا أنهم ل يستحقون ان تذكر كلمة ربهم‬
‫معهم فل نقول وسيق الذين كفروا ربهم الى جهنم لن كلمة الرب هنا ‪:‬ان فيها نوع من التكريم‬
‫والواقع أنه كما قال تعالى (فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا) لكن مع المؤمنين نقول (وسيق‬
‫الذين اتقوا ربهم الى الجنة) ذكر كلمة ربهم هنا تنسجم مع الذين اتقوا‪ .‬وفعل كفر يتعدّى بنفسه أو‬
‫بحرف الجر وهنا لم يتعدى الفعل وهذا يدل على اطلق الذين كفروا بدون تحديد ما الذي كفروا به‬
‫لتدل على أن الكفر مطلق فهم كفروا بال وباليمان وبالرسل وبكل ما يستتبع اليمان‪( ..‬وسيق‬
‫الذين كفروا الى جهنم زمرا) لم تذكر كلمة (ربهم) لن الربوبية رعاية ورحمة ول تنسجم مع‬
‫السوق للعذاب ول يراد لهم أن يكونا قريبين من ربهم لكنها منسجمة مع سوق الذين اتقوا ربهم الى‬
‫الجنة فهي في هذه الحالة مطلوبة ومنسجمة‪ .‬كلمة الرب فيها نوع من التكريم فل تذكر مع‬
‫الكافرين لكن مع المؤمنين تكون مطمئنة ومحببة اليهم (وسيق الذين اتقوا ربهم الى الجنة زمرا) ‪.‬‬
‫وقد وردت كفروا ربهم في مواطن أخرى في القرآن لكن في هذا الموقع لم ترد لنه ل تنسجم مع‬
‫سوق الكافرين الى النار ول بد أن ننظر في سياق اليات فقد قال تعالى (ورتل القرآن ترتيل)‬
‫والترتيل في القرآن ليس هو النغم وإنما النظر في اليات رتلً أي آية تلو آية متتابعة لنها مرتبطة‬
‫ببعضها فإذا اقتطعت آية من مكانها قد تؤول وتفسّر على غير وجهها المقصود لكن إذا أُخذت في‬
‫داخل سياقها فستعطي المعنى المطلوب الذي ل يحتمل وجها آخر‪ .‬والبعض يتداول آيات خارج‬
‫سياقها فتعطي معنى وفهما غير دقيق للية ولو أُخذت اليات في سياقها لفهمناها الفهم الصحيح‬
‫ولذا يجب أخذ اليات في سياقها‪.‬‬
‫َ‬
‫جنَّةِ‬ ‫م إِلَى ال ْ َ‬ ‫ن اتََّقوْا َربَّهَُ ْ‬ ‫سيقَ ال ّذِي ََ‬ ‫*مَا دللة ذكَر الواو مَع الجنَة فَي اليَة (وََ ِ‬
‫م‬ ‫م طِبْت َُ ْ‬ ‫م عَل َ َيْك َُ ْ‬ ‫سَل ٌ‬ ‫خَزنَتُهََا ََ‬ ‫م َ‬ ‫ل لَهَُ ْ‬ ‫ت أَبْوَابُهََا وَقَا َ‬ ‫ح َْ‬ ‫جاؤُوهََا وَفُت ِ َ‬ ‫حت ََّى إِذ َا َ‬ ‫مًرا َ‬ ‫ُز َ‬
‫ن كََفُروا‬ ‫سيقَ ال ّذِي َ‬ ‫ن (‪ )73‬الزمر) وعدم ذكرها مع أهل النار (و َ ِ‬ ‫خالِدِي َ‬ ‫خلُوه َا َ‬ ‫فَاد ْ ُ‬
‫ت أَبْوَابُهَا (‪))71‬؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ح ْ‬ ‫جاؤُوهَا فُت ِ َ‬ ‫حتَّى إِذ َا َ‬ ‫مًرا َ‬ ‫م ُز َ‬‫جهَن َّ َ‬ ‫إِلَى َ‬
‫ل قال ربنا أن النار عليهم مؤصدة يعني أبوابها مغلقة سجن والسجن ل يُفتح بابه إلى لداخل فيه‬ ‫أو ً‬
‫علَيْهِم مّ ْؤصَدَ ٌة (‪ )8‬الهمزة) ل تفتح إل إذا جاؤوها‬ ‫أو خارج منه‪ ،‬إذن جهنم مغلقة أبوابها (إِنّهَا َ‬
‫لذلك قال (حَتّى إِذَا جَاؤُوهَا فُ ِتحَتْ أَبْوَابُهَا (‪ ))71‬لنها كانت مغلقة‪ .‬الجنة مفتحة أبوابها ليست‬
‫حتْ أَبْوَابُهَا) الواو هنا‬ ‫ب (‪ )50‬ص) (حَتّى إِذَا جَاؤُوهَا َوفُ ِت َ‬ ‫مغلقة (جَنّاتِ عَ ْدنٍ ّمفَ ّتحَ ًة لّهُ ُم ا ْلأَبْوَا ُ‬
‫حاليّة جاؤوها في هذه الحالة جاؤوها وقد فتحت أبوابها حال كون أبوابها مفتحة ( ّمفَ ّتحَةً لّهُمُ‬
‫ا ْلأَبْوَابُ)‪ .‬بدون واو (حَتّى إِذَا جَاؤُوهَا فُ ِتحَتْ أَبْوَابُهَا (‪ ))71‬معناها أن البواب مغلقة وحتى ل‬
‫تتبدد الحرارة أما في الجنة فأبوابها مفتحة‪ .‬حتى في الحديث الذي يخرج من النار ويرى أهل‬
‫الجنة منعمين إذن هي مفتوحة وإل كيف يراهم؟ وأهل العراف يرونهم‪ .‬لذا قال (حَتّى إِذَا جَاؤُوهَا‬
‫حتْ أَبْوَابُهَا)‪ .‬المر الخر ذكر جواب الشرط (حَتّى إِذَا جَاؤُوهَا فُ ِتحَتْ أَبْوَابُهَا)‪ ،‬في أهل الجنة‬ ‫َوفُ ِت َ‬
‫حتْ أَبْوَابُهَا‬ ‫ن ا ّتقَوْا رَبّ ُهمْ ِإلَى الْجَنّةِ زُمَرًا حَتّى إِذَا جَاؤُوهَا َوفُ ِت َ‬ ‫ق الّذِي َ‬ ‫لم يذكر جواب الشرط ( َوسِي َ‬
‫ن (‪ ))73‬هنا جواب الشرط محذوف للتفخيم‬ ‫خلُوهَا خَالِدِي َ‬ ‫علَيْكُمْ طِ ْبتُ ْم فَادْ ُ‬‫سلَامٌ َ‬ ‫ل لَهُمْ خَزَنَتُهَا َ‬ ‫َوقَا َ‬
‫ف إِذَا َت َوفّتْهُمْ‬ ‫وأحيانا يحذف فعل الشرط للتفخيم والتعظيم سواء كان في العذاب أو في الكرام (فَكَيْ َ‬
‫الْ َملَائِكَةُ َيضْرِبُونَ ُوجُوهَهُمْ َوأَ ْدبَارَهُمْ (‪ )27‬محمد) المشهد أكبر من الحديث وحتى في كلمنا‬
‫العادي نقول‪ :‬وال لئن قمت إليك وتسكت‪ ،‬أنت تريد أل تكمل حتى ل يعلم السامع ماذا ستفعل لنه‬
‫ن ا ّتقَوْا رَبّهُ ْم ِإلَى‬ ‫ق الّذِي َ‬
‫لو ذكرت أمرا معينا لتّقاه وتهيأ له فهذا من الهويل وهنا نفس الشيء (وَسِي َ‬
‫ن(‬ ‫خلُوهَا خَالِدِي َ‬ ‫علَيْكُمْ طِبْ ُتمْ فَا ْد ُ‬ ‫سلَامٌ َ‬
‫حتْ أَبْوَابُهَا َوقَالَ لَهُ ْم خَزَنَتُهَا َ‬ ‫ا ْلجَنّةِ زُمَرًا حَتّى إِذَا جَاؤُوهَا َوفُ ِت َ‬
‫‪ ))73‬هذه كلها عطف ول تجد جواب الشرط مطلقا فحذف جواب الشرط لتفخيم وتعظيم ما يلقونه‬
‫لن ما يلقونه يضيق عنه الكلم يعني اللغة الحالية الن ل تستطيع أن تعبر عما يجدون‪ ،‬تضيق‬
‫عنه (فيها ما ل عين رأت ول أذن سمعت ول خطر على قلب بشر) إذن ما يجدونه أكبر من اللغة‬
‫ول تستطيع اللغة أن تعبر عنه‪ .‬الجواب هناك‪ ،‬الجواب ما تراه ل ما تسمعه‪.‬‬
‫*ربما يتبادر إلى الذهن أن الفعل في بداية اليتين واحد والمشهد ربما يكون واحد هنا سوق وهنا‬
‫سوق والملئكة تسوقهم جميعا فلماذا لم يستخدم صيغة مختلفة مع أهل الجنة غير فعل سيق؟‬
‫ن (‪ ))75‬كلها‬ ‫ب الْعَالَمِي َ‬ ‫ل ا ْلحَمْدُ ِللّهِ َر ّ‬ ‫نلحظ رب العالمين هنا حاكم وقال ( َو ُقضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقّ َوقِي َ‬
‫حتْ أَبْوَابُهَا)‪.‬‬ ‫هكذا ( َوفُ ِت َ‬
‫*مَا دللة اسَتخدام (مَا) او حذفهَا فَي قوله تعالى (حتَى إذا مَا جاؤهَا شهَد‬
‫عليهم(‪)20‬فصلت) وقوله (حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها( ‪)71‬الزمر)؟(د‪.‬فاضل‬
‫السامرائى)‬
‫جلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا‬ ‫علَيْهِمْ سَمْعُ ُهمْ َوأَ ْبصَارُهُمْ َو ُ‬ ‫قال تعالى في سورة فصلت (حَتّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَ ِهدَ َ‬
‫ن {‪ )}20‬وهذا من غرائب المور أن يشهد السمع والبصر والجلود على الناس ولذا اقتضى‬ ‫يَعْ َملُو َ‬
‫ق الّذِينَ َكفَرُوا ِإلَى جَهَنّمَ ُزمَرا‬ ‫استخدام (ما) للتوكيد)‪ ،‬أما في سورة الزمر فقد جاءت الية (وَسِي َ‬
‫علَيْكُ ْم آيَاتِ رَبّكُمْ‬ ‫سلٌ مّنكُمْ يَ ْتلُونَ َ‬ ‫ت أَبْوَابُهَا َوقَالَ لَهُ ْم خَزَنَتُهَا َألَمْ َيأْتِكُمْ ُر ُ‬ ‫حَتّى إِذَا جَاؤُوهَا فُ ِتحَ ْ‬
‫ن {‪ )}71‬وهنا المر‬ ‫علَى الْكَافِرِي َ‬ ‫ح ّقتْ َكلِ َم ُة الْعَذَابِ َ‬ ‫َويُنذِرُونَكُ ْم ِلقَاء يَوْ ِمكُ ْم هَذَا قَالُوا َبلَى َولَ ِكنْ َ‬
‫عادي إذا جاءوا فُتحت البواب‪.‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫م يَأتِك ُ ْ‬ ‫*ما الفرق بين يتلون عليكم آيات ربكم ويقصون عليكم في اليات (أل َ ْ‬
‫َ‬
‫س أل َ ْ‬
‫م‬ ‫ن وَالِن ِ‬ ‫ج ِّ‬ ‫شَر ال ْ ِ‬‫معْ َ‬ ‫م (‪ )71‬الزمر) (ي َا َ‬ ‫ت َربِّك ُ ْ‬ ‫م آيَا ِ‬ ‫ن عَلَيْك ُ ْ‬ ‫م يَتْلُو َ‬ ‫منك ُ ْ‬ ‫ل ِّ‬ ‫س ٌ‬ ‫ُر ُ‬
‫ْ‬
‫م هَََذ َا (‪)130‬‬ ‫مك َُ ْ‬ ‫م لَِقاء يَوْ ِ‬ ‫م آيَات َِي وَيُنذُِرونَك َُ ْ‬ ‫ن عَلَيْك َُ ْ‬ ‫صو َ‬ ‫م يَُق َُّ‬ ‫منك َُ ْ‬ ‫ل ِّ‬ ‫س ٌ‬ ‫م ُر َُ‬ ‫يَأتِك َُ ْ‬
‫النعام)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫علَيْكُ ْم آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُ ْم ِلقَاء يَوْمِكُمْ‬ ‫سلٌ مّنكُمْ َي ُقصّونَ َ‬ ‫س َألَمْ َيأْتِكُمْ رُ ُ‬‫آية النعام (يَا مَ ْعشَ َر الْجِنّ وَالِن ِ‬
‫حتْ أَبْوَابُهَا َوقَالَ‬ ‫ق الّذِينَ َكفَرُوا ِإلَى جَهَنّمَ زُمَرًا حَتّى إِذَا جَاءُوهَا فُ ِت َ‬ ‫هَـذَا (‪ ))130‬في الزمر (وَسِي َ‬
‫علَيْكُ ْم آَيَاتِ رَبّكُمْ وَيُ ْنذِرُونَكُ ْم ِلقَاءَ يَوْمِكُ ْم َهذَا (‪ ))71‬تشابه‬ ‫سلٌ مِنْكُمْ يَ ْتلُونَ َ‬ ‫لَهُ ْم خَزَنَتُهَا َألَمْ َيأْتِكُمْ رُ ُ‬
‫كبير‪ .‬القصة الخبر‪ ،‬يقصّ يُخبر‪ ،‬قصّ عليه الخبر أورده‪ .‬تل يعني قرأ‪ ،‬تلوت القرآن‪ ،‬التلوة‬
‫تكون لنص يُقرأ سواء عن حفظ أو عن كتاب يجب أن يكون هناك نص لتكون هناك تلوة أما‬
‫القصة فقد تكون مكتوبة نصا أو يكون من غير نص مشافهة سواء من كتب أو من غير‪ .‬أما‬
‫التلوة فل بد أن يكون هنالك نص حتى تكون تلوة في اللغة سواء النص عن حفظ أو من كتاب‪،‬‬
‫ص (‪ )25‬القصص) القصة قد تكون من‬ ‫علَ ْي ِه الْ َقصَ َ‬
‫أما القصة فقد تورد له الخبر ( َفلَمّا جَاءهُ َوقَصّ َ‬
‫صحف أو عامة‪ .‬أيّ العمّ قصّ أو تل؟ قصّ أعمّ من تل‪ ،‬تل مقيّد من كتاب أما قصّ فقد يكون‬
‫علَيْكُ ْم آيَاتِي) سواء الرسل كان عندهم كتب أو‬ ‫من كتاب أو من غير كتاب إذن قصّ أعمّ‪َ ( .‬ي ُقصّونَ َ‬
‫ليس عندهم كتب كلهم أصحاب رسالة لكن ليس عندهم كلهم كتب وإنما بلغوا مشافهة إذن كلمة‬
‫(يقصون) تشمل الرسل الذي أرسل عليهم كتب والذين لم ينزل عليهم كتب‪ ،‬قال تعالى صحف‬
‫إبراهيم وموسى والتوراة والزبور والقرآن والنجيل‪ .‬إذن يقصون شملت من أنزل عليه كتاب ومن‬
‫لم ينزل عليه كتاب أما تل فشملت من أنزل عليهم الكتاب فقط‪ .‬إذن قصّ أعم تشمل جميع الرسل‬
‫أما تل فتخص من أنزل عليهم الكتاب فقط‪ ،‬لماذا وضع كل واحدة في مكانها؟ (يَا مَ ْعشَ َر الْجِنّ‬
‫علَيْ ُكمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُ ْم ِلقَاء يَوْمِكُ ْم هَـذَا (‪ ))130‬الخطاب‬ ‫سلٌ مّنكُمْ َي ُقصّونَ َ‬ ‫وَالِنسِ َألَمْ َيأْتِكُمْ رُ ُ‬
‫ن قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ‬ ‫موجه من ال تعالى لكل الجن والنس قبلها قال (وَ َيوْمَ َيحْشُرُهُ ْم جَمِيعًا يَا مَعْشَ َر ا ْلجِ ّ‬
‫ل النّارُ‬ ‫ج ْلتَ لَنَا قَا َ‬‫جلَنَا الّذِي َأ ّ‬‫ن ا ْلإِنْسِ رَبّنَا اسْتَ ْمتَعَ َب ْعضُنَا بِبَعْضٍ َو َبلَغْنَا َأ َ‬ ‫ِمنَ ا ْلإِنْسِ َوقَالَ أَ ْولِيَاؤُهُمْ مِ َ‬
‫علِي ٌم (‪ ))128‬لم يستثني أحدا إذن شمل الكل‬ ‫ك حَكِيمٌ َ‬ ‫ن فِيهَا ِإلّا مَا شَاءَ اللّهُ ِإنّ رَ ّب َ‬ ‫مَ ْثوَاكُمْ خَالِدِي َ‬
‫ق الّذِينَ َكفَرُوا ِإلَى جَهَنّمَ زُمَرًا حَتّى إِذَا‬ ‫سواء مبلّغ له كتاب أو ليس له كتاب‪ .‬أما في الزمر ( َوسِي َ‬
‫علَيْكُ ْم آَيَاتِ رَبّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُ ْم ِلقَاءَ‬ ‫سلٌ مِنْكُمْ يَ ْتلُونَ َ‬ ‫حتْ أَبْوَابُهَا َوقَالَ لَهُ ْم خَزَنَتُهَا َألَمْ َيأْتِكُمْ رُ ُ‬ ‫جَاءُوهَا فُ ِت َ‬
‫ن (‪ ))71‬هذه زمرة‪ ،‬هؤلء قسم قليل من‬ ‫علَى الْكَافِرِي َ‬ ‫حقّتْ َكلِمَ ُة الْعَذَابِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫َيوْمِكُ ْم هَذَا قَالُوا َبلَى َولَكِ ْ‬
‫علَيْكُ ْم آَيَاتِ رَبّكُمْ) هم‬ ‫أولئك‪ ،‬أما آية النعام فشملت كل النس والجن‪ .‬فلما كانت زمرة قال (يَ ْتلُونَ َ‬
‫زمرة أقل‪ ،‬أما آية النعام فللجميع‪ ،‬فلما خصص المجموعة خصص بالتلوة ولما عمم النس‬
‫والجن عمم الرسالة فقال (يقصون)‪.‬‬
‫ل نفهم أن هذه مجموعة محددة وصل إليها نبي بكتاب؟‬
‫قد يكون‪ ،‬زمر تأتي زمرة مثلً من اليهود أو النصارى أو من أصحاب الكتب هؤلء عندهم كتب‬
‫(يتلون عليكم)‪ ،‬جماعة من كفرة المسلمين‪ ،‬زمرة من هؤلء كانوا يستمعون القرآن كان يقرأ عليهم‬
‫كتاب‪ .‬هذا التعميم يحتاج إلى تعميم والتخصيص يحتاج إلى تخصيص‪.‬‬
‫*ما الفرق بين سلم والسلم ؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫السلم معرفة والمعرفة هو ما دلّ على أمر معين‪ ،‬وسلم لك والصل في النكرة العموم إذن كلمة‬
‫سلم عامة وكلمة السلم أمر معين‪ .‬لما نقول رجل يعني أيّ رجل ولما نقول الرجل أقصد رجلً‬
‫معينا أو تعريف الجنس‪ .‬الصل في النكرة العموم والشمول‪ .‬إذن (سلم) أعم لنها نكرة وربنا‬
‫علَى عِبَادِ ِه الّذِينَ‬ ‫سلَامٌ َ‬
‫ي إل بالتنكير في القرآن كله مثل ( ُقلِ ا ْلحَمْدُ ِللّ ِه وَ َ‬ ‫سبحانه وتعالى لم يحي ّ‬
‫علَى إِبْرَاهِي َم (‪)109‬‬ ‫سلَامٌ َ‬ ‫ن (‪ )79‬الصافات) ( َ‬ ‫ح فِي الْعَالَمِي َ‬ ‫علَى نُو ٍ‬ ‫سلَامٌ َ‬ ‫طفَى (‪ )59‬النمل) ( َ‬ ‫اصْ َ‬
‫سلَا ٌم قَ ْولًا مِن ّربّ ّرحِي ٍم (‬ ‫ن (‪ )120‬الصافات) حتى في الجنة ( َ‬ ‫علَى مُوسَى وَهَارُو َ‬ ‫سلَامٌ َ‬ ‫الصافات) ( َ‬
‫خلُوهَا خَالِدِينَ (‪ )73‬الزمر) ربنا تعالى لم يحييّ هو‬ ‫علَيْكُمْ طِبْتُ ْم فَا ْد ُ‬ ‫سلَامٌ َ‬ ‫‪ )58‬يس) حتى الملئكة ( َ‬
‫إل بالتنكير لنه أعم وأشمل كل السلم ل يترك منه شيئا‪( .‬سلم عليه) هذه تحية ربنا على يحيى‬
‫والية الخرى عيسى سلم على نفسه وليس من عند ال سبحانه وتعالى‪ ،‬سلم نكرة من قبل ال‬
‫تعالى والسلم من عيسى وليس من ال تعالى والتعريف هنا (السلم) أفاد التخصيص‪ .‬ويقوون‬
‫تعريض بالذين يدعون أن مريم كذا وكذا فقال (والسلم علي) رد على متهمي مريم عليها السلم‪.‬‬
‫*انظر آية (‪.)17‬‬
‫آية (‪:)74‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫صدَقَنَا‬ ‫مد ُ لِل َّهِ ال ّذِي ََ‬ ‫ح ْ‬ ‫*مََا المقصََود بكلمََة الرض فََي قوله تعالى (وَقَالُوا ال ْ َ‬
‫شاءُ فَنِع َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن (‪ ))74‬في‬ ‫ملِي َ‬ ‫جُر الْعَا ِ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ث نَ َ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫جنَّةِ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ض نَتَبَوَّأ ِ‬ ‫وَعْد َه ُ وَأوَْرثَن َا اْلْر َ‬
‫سورة الزمر؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫( َوأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَ َب ّوأُ ِمنَ ا ْلجَنّ ِة حَ ْيثُ َنشَاءُ) هناك تبديل فالرض الذي يورثها المؤمنون يتبوأون‬
‫من الجنة هي ليست هذه الرض وإنما هي أرض الخرة التي قال تعالى عنها (يَوْمَ تُ َب ّدلُ ا ْلأَرْضُ‬
‫غَيْرَ ا ْلأَرْضِ وَالسّمَوَاتُ وَبَرَزُوا ِللّ ِه الْوَاحِ ِد ا ْلقَهّا ِر (‪ )48‬إبراهيم)‪ .‬فإذن نحن لسنا والعياذ بال في‬
‫يد الرحمن كما تهيأ للسائلة ونحاسب كل‪ .‬نحن في قبضته أي في سيطرته وفي ملكه فنحاسب‪.‬‬
‫آية (‪:)75‬‬
‫*انظر آية (‪.)16‬‬
‫َ‬
‫حتِهََا‬ ‫من ت َ ْ‬ ‫جرِي َِ‬ ‫جنَّةِ غَُرفًَا ت َ ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬‫م ََ‬ ‫ت لَنُبَوِّئَنَّهَُم ِّ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬‫ملُوا ال ََّ‬ ‫منُوا وَعَ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫*(وَال ّذِي ََ‬
‫جَزآؤُهََُم‬ ‫ك َ‬ ‫ن (‪ )58‬العنكبوت) – (أُوْل ََََئ ِ َ‬ ‫ملِي َََ‬ ‫جُر الْعَا ِ‬
‫َ‬
‫مأ ْ‬ ‫ن فِيهَََا نِعََْ َ‬ ‫خالِدِي َََ‬ ‫اْلَنْهَاُر َ‬
‫جُر‬ ‫َ‬ ‫حتِهَََا الَنْهَاُر َ‬ ‫جنَّا‬ ‫من َّرب ِّه‬ ‫َّ‬
‫مأ ْ‬ ‫ن فِيهَََا وَنِعََْ َ‬ ‫خالِدِي َََ‬ ‫من ت َ ْ‬ ‫جرِي ََِ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫ٌََ‬ ‫م وَ َ‬ ‫ْ‬ ‫ََِ‬ ‫مغِْفَرة ٌ ََِّ‬
‫َ َ‬
‫صدَقَنَا وَعْد َ َهُ وَأَوَْرثَن َ َا‬ ‫مد ُ لِل ّ َهِ ال ّذِي َ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن (‪ )136‬آل عمران) – (وَقَالُوا ال ْ َ‬ ‫ملِي َ َ‬ ‫الْعَا ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن (‪ )74‬الزمَر)؟(د‪.‬أحمَد‬ ‫ملِي ََ‬ ‫جُر الْعَا ِ‬ ‫مأ ْ‬ ‫شاء فَنِعَْ َ‬ ‫ث نَ َ‬ ‫حي َْ ُ‬ ‫جنَّةِ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م ََ‬ ‫ض نَتَبَوَّأ ِ‬ ‫اْلْر ََ‬
‫الكبيسى)‬
‫لماذا مرة (نعم أجر العاملين) ومرة بالواو (ونعم أجر العاملين) ومرة بالفاء (فنعم أجر العاملين)؟‬
‫عندما تكرّم الول في الجامعة هناك أول مكرر هناك أكثر من أول فأعطيت كل واحد سيارة هذا‬
‫نعم أجر العاملين‪ ،‬لكن أول الوائل الذي هو أولهم أخذ سيارتين هذا ونعم أجر العاملين هذه أقوى‬
‫من الولى‪ ،‬أما فنعم أجر العاملين هذه عندما يستلمون الجائزة‪.‬‬
‫ن الْجَنّ ِة غُ َرفًا َتجْرِي مِن َتحْتِهَا ا ْلأَنْهَارُ‬ ‫ن آمَنُوا وَعَ ِملُوا الصّالِحَاتِ لَنُبَوّئَنّهُم مّ َ‬ ‫قال تعالى (وَالّذِي َ‬
‫ن (‪ )58‬العنكبوت) غُرَف غرفات هذه كأنها درر وياقوت أعجوبة‬ ‫ن فِيهَا نِ ْعمَ َأجْ ُر الْعَا ِملِي َ‬ ‫خَالِدِي َ‬
‫العجائب‪ ،‬نعم أجر العاملين على العمل الصالح يصوم ويصلي كما جميع المسلمين المؤمنين بال‬
‫إذا داوموا عليه لهم أجرهم العظيم التي هي الجنة التي فيها ما ل عين رأت ول أذن سمعت ول‬
‫خطر علة قلب بشر هذا نِعم أجر العاملين‪ .‬كل مؤمن بدينه ويطبقه بالشكل الذي أمر ال عز وجل‬
‫ن فِي‬ ‫عباده والرسل على أي وجه هذا نعم أجر العاملين‪ .‬لكن هناك أناس عندهم دقة (الّذِينَ يُن ِفقُو َ‬
‫ن إِذَا‬ ‫ن (‪ )134‬وَالّذِي َ‬ ‫ب الْمُحْسِنِي َ‬‫عنِ النّاسِ وَاللّهُ ُيحِ ّ‬ ‫ظ وَالْعَافِينَ َ‬ ‫السّرّاء وَالضّرّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْ َ‬
‫ل اللّهُ َولَمْ ُيصِرّواْ‬ ‫ستَ ْغفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَ ْغفِ ُر الذّنُوبَ إِ ّ‬ ‫ظلَمُو ْا أَ ْنفُسَهُمْ ذَكَرُو ْا اللّهَ فَا ْ‬ ‫ش ًة أَوْ َ‬‫فَ َعلُو ْا فَاحِ َ‬
‫ك جَزَآؤُهُم مّ ْغفِرَةٌ مّن رّبّهِمْ َوجَنّاتٌ َتجْرِي مِن َتحْتِهَا‬ ‫ن (‪ )135‬أُ ْولَـ ِئ َ‬ ‫علَى مَا فَ َعلُواْ وَهُمْ يَ ْعلَمُو َ‬ ‫َ‬
‫ن (‪ )136‬آل عمران) شهوات قوية صبروا عليها ويندمون‬ ‫ن فِيهَا وَنِعْ َم َأجْرُ الْعَا ِملِي َ‬ ‫الَنْهَا ُر خَالِدِي َ‬
‫ويعودون قال (ونعم أجر العاملين) هذه مرتبة أعلى‪ .‬عندما تأتي يوم القيامة تحاسَب أو ل تحساب‪،‬‬
‫حتْ أَبْوَابُهَا‬ ‫ن ا ّتقَوْا رَبّهُ ْم ِإلَى ا ْلجَنّةِ زُمَرًا حَتّى إِذَا جَاؤُوهَا َوفُ ِت َ‬ ‫ق الّذِي َ‬ ‫تدخل الجنة وترى النعيم (وَسِي َ‬
‫ن (‪َ )73‬وقَالُوا ا ْلحَمْ ُد ِللّ ِه الّذِي صَ َدقَنَا وَ ْ‬
‫عدَهُ‬ ‫خلُوهَا خَالِدِي َ‬ ‫علَيْكُمْ طِ ْبتُ ْم فَادْ ُ‬
‫سلَامٌ َ‬‫ل لَهُمْ خَزَنَتُهَا َ‬ ‫َوقَا َ‬
‫ن (‪ )74‬الزمر) بالفاء أي استلمنا‪.‬‬ ‫ن الْجَنّةِ حَ ْيثُ نَشَاء فَنِ ْعمَ َأجْ ُر الْعَا ِملِي َ‬ ‫َوأَوْ َرثَنَا ا ْلأَرْضَ نَتَبَ ّوأُ مِ َ‬
‫(فنعم) ل تقولها إل عندما تستلم جائزتك وأجرك‪ .‬فالجر إن وُعِدت به فهم (نعم أجر العاملين) إذا‬
‫كان شيئا متميزا لنك أنت متميز هذه (ونعم أجر العاملين) وإذا استلمته (فنعم أجر العاملين)‪ ،‬هذا‬
‫هو الفرق‪.‬‬
‫آية (‪:)75‬‬
‫*ما دللة (من) فى الية؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫سدّا) يعني متصل بهم ليس بينهم‬ ‫ن أَيْدِيهِمْ َ‬ ‫(من) تفيد ابتداء الغاية مثلما قال تعالى( َوجَ َعلْنَا مِنْ بَ ْي ِ‬
‫وبين السد مسافة وإنما السد ملتصق بهم لو قال (بين أيديهم) تحتمل هذا وتحتمل المسافة البعيدة‬
‫سيَ مِن فَ ْوقِهَا (‪ )10‬فصلت) لن الجبال هي ملتصقة بالرض ليس بينها وبين‬ ‫( َوجَ َعلَ فِيهَا رَوَا ِ‬
‫الرض فاصل لذلك لم يقل رواسي فوقها‪( ،‬فوقها) تحتمل الملصقة وعدمها أما (من فوقها) فتهني‬
‫ش (‪)75‬‬ ‫ن حَ ْولِ الْعَرْ ِ‬ ‫الملصقة‪ .‬وفي مناسبة ذكرنا العرش في يوم القيامة (وَتَرَى الْمَلَائِكَ َة حَافّينَ مِ ْ‬
‫الزمر) ليس بينهم وبين العرش فراغ ولو قال حول العرش تحتمل‪..‬‬

‫****تناسب فواتح سورة الزمر مع خواتيمها****‬


‫ن هُوَ كَا ِذبٌ َكفّا ٌر (‪))3‬‬ ‫ن اللّهَ َيحْكُمُ بَيْنَ ُهمْ فِي مَا هُ ْم فِيهِ َيخْ َتِلفُونَ إِنّ اللّ َه لَا يَ ْهدِي مَ ْ‬
‫قال في أولها (إِ ّ‬
‫ن (‪ ))75‬قُضي هنا بمعنى حكم‬ ‫ل ا ْلحَمْدُ ِللّهِ َربّ الْعَالَمِي َ‬‫وفي آخرها ( َو ُقضِيَ َبيْنَهُمْ بِالْحَقّ َوقِي َ‬
‫وقضاء‪ .‬الفرق بين الحكم والقضاء أن الحكم قد يكون من الحِكمة أو من القضاء فالحُكم أعم‬
‫سلِينَ (‪ )21‬الشعراء) بمعنى الحكمة (يَا َيحْيَى خُ ِذ الْكِتَابَ‬ ‫ن الْمُرْ َ‬‫(فَوَ َهبَ لِي رَبّي حُكْمًا َوجَ َعلَنِي مِ َ‬
‫ِبقُوّ ٍة وَآتَيْنَاهُ ا ْلحُكْمَ صَبِيّا (‪ )12‬مريم) أي الحكمة لن الصبي ليس حاكما فيأتي بمعنى القضاء (إن‬
‫ن اللّهَ َيحْكُمُ بَيْنَ ُهمْ) (وقضي بينهم بالحق)‪.‬‬ ‫ال يحكم بينهم)‪ .‬ذكر الحكم في الحالتين (إِ ّ‬

‫*****تناسب خواتيم الزمر مع فواتح غافر*****‬


‫حتْ أَ ْبوَابُهَا‬ ‫ق الّذِينَ َكفَرُوا ِإلَى جَهَنّمَ زُمَرًا حَتّى إِذَا جَاءُوهَا فُ ِت َ‬ ‫ذكر في خواتيم سورة الزمر ( َوسِي َ‬
‫علَيْكُ ْم آَيَاتِ رَبّ ُكمْ وَيُنْذِرُونَ ُكمْ ِلقَاءَ َيوْمِكُ ْم هَذَا قَالُوا َبلَى‬ ‫سلٌ مِنْكُمْ يَ ْتلُونَ َ‬ ‫ل لَهُمْ خَزَنَتُهَا َألَمْ َيأْتِكُمْ ُر ُ‬ ‫َوقَا َ‬
‫ن فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى‬ ‫ب جَهَنّ َم خَالِدِي َ‬‫خلُوا أَ ْبوَا َ‬‫ن (‪ )71‬قِيلَ ا ْد ُ‬ ‫علَى الْكَافِرِي َ‬ ‫ح ّقتْ َكلِ َم ُة الْعَذَابِ َ‬ ‫َولَ ِكنْ َ‬
‫ل لَهُمْ‬ ‫ت أَبْوَابُهَا َوقَا َ‬ ‫ن ا ّتقَوْا رَبّهُ ْم ِإلَى ا ْلجَنّةِ زُمَرًا حَتّى إِذَا جَاءُوهَا َوفُ ِتحَ ْ‬ ‫ق الّذِي َ‬ ‫ن (‪َ )72‬وسِي َ‬ ‫الْمُتَكَبّرِي َ‬
‫ن (‪َ )73‬وقَالُوا ا ْلحَمْدُ ِللّ ِه الّذِي صَ َدقَنَا َوعْدَهُ َوأَوْرَثَنَا‬ ‫خلُوهَا خَالِدِي َ‬ ‫علَيْكُمْ طِبْتُ ْم فَا ْد ُ‬
‫سلَامٌ َ‬ ‫خَزَنَتُهَا َ‬
‫ن (‪ ))74‬وفي أول سورة غافر (غَافِرِ الذّ ْنبِ‬ ‫ن ا ْلجَنّةِ حَ ْيثُ نَشَاءُ فَنِ ْعمَ َأجْ ُر الْعَا ِملِي َ‬ ‫ا ْلأَرْضَ نَتَبَ ّوأُ مِ َ‬
‫شدِي ِد الْ ِعقَابِ ذِي الطّ ْولِ لَا ِإلَهَ ِإلّا ُهوَ ِإلَ ْيهِ الْ َمصِي ُر (‪ ))3‬ذكر المصير‪ ،‬مصير الصالح‬ ‫ل التّ ْوبِ َ‬ ‫َوقَا ِب ِ‬
‫والطالح ثم قال غافر الذنب الن جعل المشهد أمامهم "سيق الذين كفروا وسيق الذين اتقوا" والن‬
‫موقفكم إليه المصير‪( ،‬غَافِرِ الذّ ْنبِ َوقَا ِبلِ التّ ْوبِ شَدِي ِد الْ ِعقَابِ ذِي الطّ ْولِ) والن أمامكم فرصة إذا‬
‫كنتم مذنبين فاستغفروه توبوا إلى ال وإل فهو شديد العقاب إليه المصير وإل ذكر المشهد أمامنا‪.‬‬
‫ق الّذِينَ َكفَرُوا ِإلَى جَهَنّمَ زُمَرًا) وذكر في غافر‬ ‫ذكر في الزمر عاقبة الذين كفروا في الخرة (وَسِي َ‬
‫عاقبة المكذبين في الدنيا (كَذّ َبتْ قَ ْبلَهُ ْم قَوْمُ نُوحٍ وَا ْلَأحْزَابُ ِمنْ بَعْدِهِمْ وَهَ ّمتْ ُكلّ أُمّةٍ بِرَسُولِهِمْ‬
‫عقَابِ (‪ ))5‬إذن ذكر العقوبة في‬ ‫ق َفأَخَذْتُهُ ْم فَكَيْفَ كَانَ ِ‬ ‫ل لِيُ ْدحِضُوا بِ ِه ا ْلحَ ّ‬ ‫طِ‬ ‫لِ َي ْأخُذُوهُ َوجَا َدلُوا بِالْبَا ِ‬
‫ب (‪ ))5‬وقبلها كان الكلم‬ ‫عقَا ِ‬
‫الخرة في الزمر وفي غافر ذكرها في الدنيا ( َفَأخَذْتُهُ ْم فَكَيْفَ كَانَ ِ‬
‫ق الّذِينَ َكفَرُوا ِإلَى جَهَنّمَ زُمَرًا) إذن استكملت المسألة يعاقبهم ربنا في الدنيا‬ ‫في الخرة ( َوسِي َ‬
‫ن حَ ْولِ الْعَرْشِ ُيسَ ّبحُونَ ِبحَمْدِ‬ ‫ويعاقبهم في الخرة‪ .‬قال في آخر الزمر (وَتَرَى الْمَلَائِكَ َة حَافّينَ مِ ْ‬
‫ل الْحَمْ ُد ِللّهِ َربّ الْعَالَمِينَ (‪ ))75‬وقال في أوائل غافر (الّذِينَ َيحْ ِملُونَ‬ ‫رَبّ ِهمْ َو ُقضِيَ بَيْنَ ُهمْ بِا ْلحَقّ َوقِي َ‬
‫يءٍ‬
‫ن آَمَنُوا رَبّنَا وَسِ ْعتَ ُكلّ شَ ْ‬ ‫ن ِللّذِي َ‬
‫ن حَ ْولَهُ ُيسَ ّبحُونَ ِبحَمْدِ رَبّهِمْ وَ ُيؤْمِنُونَ ِبهِ وَ َيسْتَ ْغفِرُو َ‬ ‫الْعَرْشَ وَمَ ْ‬
‫جحِيمِ (‪ ))7‬نلحظ مشهد تسبيح‬ ‫غفِ ْر ِللّذِينَ تَابُوا وَاتّبَعُوا سَبِيَلكَ َوقِهِمْ عَذَابَ ا ْل َ‬ ‫علْمًا فَا ْ‬‫َرحْمَ ًة وَ ِ‬
‫الملئكة في الدنيا والخرة ومشهد العذاب في الدنيا وفي الخرة (وإليه المصير) النهاية‪ .‬تسبيح‬
‫ن آَمَنُوا) وتسبيح الملئكة في‬ ‫ن ِللّذِي َ‬
‫الملئكة في الدنيا ( ُيسَ ّبحُونَ ِبحَمْدِ رَبّهِمْ وَيُؤْ ِمنُونَ ِبهِ وَيَسْتَ ْغفِرُو َ‬
‫الخرة (يُسَ ّبحُونَ ِبحَمْدِ رَبّهِمْ) وذكر عقوبة الكافرين والمكذبين في الدنيا وعقوبة الجميع وخاتمتهم‬
‫في الخرة‪ ،‬سورتان مترابطتان‪.‬‬

‫‪‬‬
‫تم بحمد ال وفضله تجميع وترتيب هذه الخواطر القرآنية للستاذ عمرو خالد واللمسات البيانية في‬
‫سورة الزمر كما تفضل بها الدكتور فاضل صالح السامرائي والدكتور حسام النعيمى زادهما ال‬
‫علما ونفع بهما السلم والمسلمين والدكتور أحمد الكبيسى وقامت بنشرها الخت الفاضلة سمر‬
‫الرناؤوط فى موقعها إسلميات جزاهم ال عنا خير الجزاء ‪ ..‬فما كان من فضلٍ فمن ال وما‬
‫كان من خطأٍ أوسهوٍ فمن نفسى ومن الشيطان‪.‬‬
‫أسأل ال تعالى ان يتقبل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن ينفعنا بهذا العلم فى الدنيا والخرة‬
‫ويلهمنا تدبر آيات كتابه العزيز على النحو الذى يرضيه وأن يغفر لنا وللمسلمين جميعا يوم تقوم‬
‫الشهاد ول الحمد والمنة‪ .‬وأسألكم دعوة صالحة بظهر الغيب عسى ال أن يرزقنا حسن الخاتمة‬
‫ويرزقنا صحبة نبيه الكريم فى الفردوس العلى‪.‬‬
‫الرجاء توزيع هذه الصفحات لتعم الفائدة إن شاء ال وجزى ال كل من يساهم في نشر هذه‬
‫اللمسات خير الجزاء في الدنيا والخرة‪.‬‬

You might also like