Professional Documents
Culture Documents
علَيْكُ ُم الصّيَامُ ﴿ ن آَمَنُوا كُ ِتبَ َ هذا خطاب لشخص مصدق روح صلي روح صوم (يَا أَيّهَا الّذِي َ
علَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا َم ْوقُوتًا ﴿ ﴾103النساء) (يَا أَيّهَا الّذِي َ
ن آَمَنُوا صلَاةَ كَا َنتْ َ
ن ال ّ ﴾183البقرة) (إِ ّ
أَ ْن ِفقُوا ِممّا رَ َزقْنَاكُمْ ﴿ ﴾254البقرة) كل العبادات التي تترتب على السلم بدأ هذا الذي أسلم بلسانه
يعتقد بأن ما يفعله صحيحا وأن عليه واجبات فهذا فدخل في حظيرة اليمان العام صار من ضمن
ن آَمَنُوا كُونُوا قَوّامِينَ ن آَمَنُوا اصْبِرُوا َوصَابِرُوا ﴿ ﴾200آل عمران) (يَا أَيّهَا الّذِي َ (يَا أَيّهَا الّذِي َ
بِا ْلقِسْطِ ﴿ ﴾135النساء) يعني الحلل والحرام يعني هذا الرجل آمن بقلبه وبدأ يعمل الحلل
والحرام هذا مؤمن عام .إذا المرحلة الولى السلم القولي والمرحلة الثانية انتقال إلى اليمان
بالتصديق والعمل هذا المؤمن العام يترقى حتى يصير مؤمنا خاصا إتباعه للنبي إتباعا واضحا ( ُقلْ
ن اللّ َه فَاتّبِعُونِي ُيحْبِبْكُ ُم اللّهُ﴿ ﴾31آل عمران) كيف نعرف هذا؟ إذا امتدحه ال في إِنْ كُنْ ُتمْ ُتحِبّو َ
الكتاب العزيز .رب العالمين امتدح شرائح من المؤمنين مدحا عظيما وأعطاك مواصفاتهم ،أعطى
مواصفاتهم حينئذٍ هذا المؤمن الخاص الذي يبدأ تعامله مع النبي تطبيقا من الن رجلً يتبع (إِنْ
ن اللّ َه فَاتّبِعُونِي ُيحْبِبْكُ ُم اللّهُ) إتباع مع ورع وحينئ ٍذ هذا صار من الوجهاء من المقدّمين كُنْ ُتمْ ُتحِبّو َ
في الطريق إلى ال في النهاية إذا استمر سيصل إلى أعلى الدرجات.
آية (:)16
*ما دللة (من) في الية؟(د.فاضل السامرائى)
ل الْعَرْشِ ( )75الزمر) ليس هنالك فراغ بين ن حَ ْو ِ
إذن (من) لبتداء الغاية (وَتَرَى الْ َملَائِكَ َة حَافّينَ مِ ْ
ل ( )16الزمر) مباشرة عليهم لو ظَل ٌ
ظَللٌ مّنَ النّارِ وَمِن َتحْتِهِمْ ُ العرش والملئكة( .لَهُم مّن فَ ْوقِ ِهمْ ُ
قال فوقهم تحتمل بُعد المسافة.
آية (:)17
*مََا معنََى كلمََة الطاغوت؟ وهََل هََي موجودة فََي لغََة العرب؟(د.فاضََل
السامرائى)
الطاغوت :الطاغوت يذكرون له معاني ،هو من الطغيان ،اشتقاقه العربي من الطغيان ،فِعلها طغى
(وعندنا فعلوت ،أصلها طغووت ثم صار بها إبدال ،هذه مسائل صرفية ل نريد أن ندخل فيها)،
يءٍ َوِإلَيْهِن الّذِي بِيَدِهِ َملَكُوتُ ُكلّ شَ ْ عندنا مصادر على فعلوت مثل الملكوت والجبروت (فَسُ ْبحَا َ
تُ ْرجَعُونَ ( )83يس) ورهبوت وهي عندنا في العربية وهي مصادر تدل على المبالغة كما في
الحديث " جللت الرض والسماء بالعزّة والملكوت" .طاغوت من هذه الوزان لكن صار فيها
تداخل صرفي وإبدال كلمة (أصلها طغووت على وزن فعلوت) .هي من الطغيان ،من الفعل طغى.
كل رأس في الضلل يسمى طاعوت (ما عُبِد من دون ال) حتى الساحر يسمى طاغوت والكاهن
والصنم وفي العربية المارد من الجن يسمى طاغوت وهي عامة وكلمة طاغوت تستعمل للمذكر
والمؤنث والمفرد والجمع .للمفرد طاغوت وللجمع طاغوت وللمذكر طاغوت وللمؤنث طاغوت.
عندنا جمع (طواغيت) وعندنا طاغوت مثل الطفل يُجمع على طفل وأطفال وضيف يجمع على
ضيف وضيوف وخصم قد يكون مفرد وقد يكون جمعا عندنا كلمات قد تكون جمع وقد تكون مفرد
حتى كلمة عدو وأعداء ،عدو مفرد وجمع عندنا كلمات تكون الكلمة تعبر عن المفرد والجمع
بحسب السياق الذي وردت فيه ومنها طاغوت..
الطاغوت تستعمل للمفرد والجمع والمذكر والمؤنث فنقول هذا طاغوت وهذه طاغوت .حتى في
القرآن الكريم استعملها عدة استعمالت ،إستعملها مفرد واستعملها جمع:
سكَ بِالْعُرْوَ ِة الْوُ ْثقَىَ ( )256البقرة) هذا جنس (oفَمَنْ يَ ْكفُ ْر بِالطّاغُوتِ وَ ُيؤْمِن بِاللّهِ َفقَدِ اسْ َتمْ َ
ظلُمَاتِ ِإلَى النّوُرِ وَالّذِينَ َكفَرُواْ أَ ْولِيَآؤُهُمُ ن آمَنُواْ ُيخْ ِرجُهُم مّنَ ال ّ ي الّذِي َ
عام( ،اللّهُ َولِ ّ
ظلُمَاتِ ( )257البقرة) هنا الطاغوت جمع لن ن النّورِ ِإلَى ال ّ الطّاغُوتُ ُيخْرِجُونَهُم مّ َ
ن آمَنُواْ) أما الكافرون أولياؤهم للمؤمنين وليّ واحد وهو ال سبحانه وتعالى (اللّهُ َولِيّ الّذِي َ
متعددون الشياطين وغيرهم لذا قال تعالى (وَالّذِينَ َكفَرُواْ أَ ْولِيَآؤُهُ ُم الطّاغُوتُ) للمؤمنين
ولي واحد وهو ال تعالى صحيح المؤمنين بعضهم أولياء بعض لكن الولي الواحد هو ال
تعالى والكفرة أولياؤهم متعددون لذا لم يقل وليهم الطاغوت.
oمثال آخر (يُرِيدُونَ أَن يَ َتحَاكَمُو ْا ِإلَى الطّاغُوتِ َوقَ ْد أُمِرُواْ أَن يَ ْكفُرُواْ ِبهِ ( )60النساء)
مفرد ،لماذا مفرد؟ لو نرجع إلى سر النزول سنفهم ،أصل النزول :إختصم أحد المنافقين
مع يهودي فاليهودي قال نحتكم إلى رسول ال وقال المنافق نحتكم إلى كعب بن
الشرف (يهودي) فالمنافق الذي يزعم أنه آمن بال والرسول يريد أن يحتكم إلى
يهودي واليهودي يريد أن يحتكم إلى رسول ال كأنه متأكد أن الحكم له ،ففي الية هنا
طاغوت واحد (كعب بن الشرف) فلذلك قال تعالى ( َوقَ ْد أُمِرُو ْا أَن يَ ْكفُرُواْ ِبهِ).
ن اجْتَنَبُوا الطّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا ( )17الزمر) هنا oمثال آخر للجمع والمؤنث( :وَالّذِي َ
الطاغوت ليس مفرد وإنما مؤنث جمع أي الصنام ،كيف عرفنا أنها جمع؟ بدليل قوله
تعالى في الية (فَاعْبُدُوا مَا شِ ْئتُم مّن دُو ِن ِه ( )15الزمر) صار تعددية .فإذن الطاغوت
مفرد ،جمع ،مذكر ،مؤنث واستعملت كلها في القرآن الكريم.
*انظر آية (.)10
آية (:)14
ن ( )6 ي دِي َِ م وَل َِ َ م دِينُك َُ ْ قوله تعالى (لَك َُ ْ ََََّ
*مادللة اختلف الفاصَلة القرآنيَة بيَن
ه دِين َََِي ( )14الزمَََر)؟ (د.فاضَََل ل صا َََِ ل خ
ْ م د ْب عالكافرون) و (قُل الل ََََّه أ َ
ُ ً ُ ُ ُ َ ِ
السامرائى)
ن ( ))6حذف ياء المتكلم ،خارج القرآن يمكن أن في سورة الكافرون قال تعالى (لَكُمْ دِينُكُمْ َولِيَ دِي ِ
خِلصًا لّهُ دِينِي ( ))14ذكر الياء ولم يحذفها نقول (ولي ديني) ،وفي سورة الزمر ( ُقلِ اللّ َه أَعْبُدُ ُم ْ
مع أن فواصل سورة الزمر شبيهة بآيات الكافرون ،هذه الية تختلف عما قبلها وما بعدها ( ُقلْ إِنّي
ف إِنْ ن (ُ )12قلْ إِنّي َأخَا ُ سلِمِي َ ل الْمُ ْ ن أَ ّو َن أَكُو َ ن (َ )11وأُمِ ْرتُ ِلأَ ْ خِلصًا لّ ُه الدّي َ عبُ َد اللّهَ ُم ْأُمِ ْرتُ َأنْ أَ ْ
خِلصًا لّهُ دِينِي ( ))14وبعدها قال (فَاعْبُدُوا مَا عصَيْتُ رَبّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِي ٍم (ُ )13قلِ اللّ َه أَعْبُدُ ُم ْ َ
ك هُ َو الْخُسْرَانُ ن خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ َوأَ ْهلِيهِمْ يَ ْومَ ا ْلقِيَامَ ِة َألَا َذِل َ ن الّذِي َ ل إِنّ ا ْلخَاسِرِي َ شِئْتُم مّن دُونِ ِه ُق ْ
ن ( ))15الذي قبلها وبعدها يختلف ول فرق بينها وبين سورة الكافرون إنما على نسق واحد الْمُبِي ُ
ومع أن الكلمة نفسها ديني ودين وكلتاهما فيه ياء المتكلم أحدهما محذوف والخرى غير محذوفة
وفواصل اليات متشابهة ما قبلها وما بعدها مثل آية الكافرون .أولً ننظر في سياقها وهنالك عدة
أمور سببت في ذكر وحذف ياء المتكلم هنا وهناك :نلحظ أن الكلم على الدين في آية الزمر
أطول أما في الكافرون فهي آية واحدة (لَكُمْ دِينُكُمْ َولِيَ دِينِ) هذه الية الوحيدة في ختام السورة،
خلِصًا لّ ُه الدّينَ) ُ ( ،مخِْلصًا لّهُ دِينِي) الكلم في الزمر أطول وأكثر فيما يتعلق بالدين قال تعالى ( ُم ْ
خلِصًا لّهُ ق فَاعْبُ ِد اللّهَ ُم ْحتى سورة الزمر من البداية تتكلم عن الدين (إِنّا أَن َزلْنَا ِإلَ ْيكَ الْكِتَابَ بِالْحَ ّ
ص ( ))3إذن الكلم على الدين وجو السورة وسياق اليات أكثر في ن ا ْلخَالِ ُ ن (َ )2ألَا ِللّ ِه الدّي ُ الدّي َ
الكلم على الدين ،هذه آية واحدة وهذه آيات متعددة قبلها وبعدها حتى في أول السورة ذكر هذا
المر ،هذا أولً فإذن الكلم أطول على الدين في سورة الزمر و(ديني) أطول من (دين) لذا ناسب
أن يذكر (ديني) في سورة الزمر من حيث الطول هذا أولً .ثم نأتي للسمة التعبيرية وقلنا في أكثر
من مناسبة أن هنالك سمة تعبيرية للسياق أو للسورة ولو نظرنا إلى ضمير المتكلم في سياق آية
الزمر وضمير المتكلم في سياق سورة الكافرون سورة الكافرون كلها فيها سبعة ضمائر للمتكلم
(ل أعبد مرتين ،ول أنا ،عابد (فيها ضمير مستتر) )،فيها سبع ضمائر ،الثلث آيات في سورة
ن ()12 سلِمِي َ ل الْمُ ْ
ن أَ ّو َ
ن أَكُو َ ن (َ )11وأُمِ ْرتُ ِلأَ ْ خلِصًا لّ ُه الدّي َ ن أَعْبُ َد اللّهَ ُم ْ ت أَ ْ ل إِنّي أُمِرْ ُ الزمر (قُ ْ
خِلصًا لّهُ دِينِي ( ))14فيها عظِي ٍم (ُ )13قلِ اللّ َه أَعْبُدُ ُم ْ عصَ ْيتُ رَبّي عَذَابَ يَوْمٍ َ ل إِنّي َأخَافُ ِإنْ َ ُق ْ
ثلثة عشر ضميرا أما الكافرون ففي السورة كلها سبع ضمائر ،هذه اليات الثلث فيها ثلثة عشر
ضميرا (إني ،أُمرت ،أعبد ،مخلصا ،وأُمرت ،أكون ،إني ،أخاف ،عصيت ،ربي ،أعبد ،مخلصا،
ديني) هذه سمة تعبيرية ،تقريبا ضعف الضمائر في سورة الكافرون فذكر الياء مع السمة التعبيرية
ن ()2 للسياق ،هذا أمر آخر .من ناحية أخرى سورة الكافرون هي ترك للعبادة (لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُو َ
عبُ ُد ( ))5إذن هي َولَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُ ُد (َ )3ولَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْ ُتمْ (َ )4ولَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَ ْ
ل إِنّي أُمِرْتُ متاركة وترك العبادة أما الزمر فهي في العبادة والمر بالعبادة وليس لترك العبادة (قُ ْ
ن ( .))12في الكافرون ترك سلِمِي َ ل الْمُ ْت ِلأَنْ أَكُونَ أَ ّو َ ن (َ )11وأُمِ ْر ُ خِلصًا لّ ُه الدّي َ ن أَعْ ُبدَ اللّهَ ُم ْأَ ْ
العبادة وهنا إثبات العبادة والمر بها ،أيها اليسر الترك أو العمل؟ ترك الصلة أو الصلة؟ اليسر
ترك الصلة لن العبادة أشق (فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِ ْر لِعِبَادَتِ ِه ( )65مريم) ،ترك الصيام أيسر من الصيام
والحذف أخف من الذكر فمع المتاركة الخفيف حذف ومع الثقيل والمشقة ذكر .هذه الظاهرة إسمها
مناسبة الشيء للحدث .هذا مقتضى الحال والبلغة مطابقة الكلم لمقتضى الحال .النفي هو عدم
حصول الشيء (ل أعبد) إذن سورة الكافرون هي نفي أما الزمر فهي إثبات أو أمرٌ بالثبات
(فاعبد ال) إذن الكافرون هو نفي للحدث أما الزمر فهي إثبات أو أمر في الثبات فأثبت الياء لما
صار إثبات وحذفها لما صار عدم ذكر ونفي.
يجوز في اللغة أن يقول في سورة الكافرون (ولي ديني) لكن نحن نتحدث عن البلغة وعن
المناسبة ،لماذا حذف ولماذا اثبت هذه مراعاة لمقتضى الحال هي ليست فقط مسألة تناسب صوتي
مع أنه موجود لكن أحيانا يغاير التناسب الصوتي ما قبلها وما بعدها .المشركون كانوا يفهمون
أكثر مما نفهم قطعا ويعلمون أكثر مما نعلم ولذلك هم نأوا عن التيان بمثل سورة الكافرون أو
الكوثر أو غيرها مع أن ال تعالى تحداهم بسورة وهم نأوا عن ذلك.
آية (:)17
*ما معنى حق القول؟(د.فاضل السامرائى)
ق الْقَ ْولُ مِنّي َلأَمَْلأَنّ ن حَ ّ حق القول في القرآن معناه ثبت لهم العذاب .القول هو قوله تعالى ( َولَكِ ْ
ن ا ْلجِنّةِ وَالنّاسِ َأجْمَعِينَ ( )13السجدة) .كلمة حق القول إشارة إلى حق القول مني .الذي جَهَنّمَ مِ َ
ق ا ْلقَ ْولُ ن حَ ّ ورد في القرآن الكريم طبعا عموم النحاة كلهم يذكرون أن حق القول المقصود به ( َولَكِ ْ
ق َأقُولُ (َ )84لأَ ْمَلأَنّ س أَجْمَعِينَ ( )13السجدة) أو (قَالَ فَا ْلحَقّ وَالْحَ ّ مِنّي َلأَ ْمَلأَنّ جَهَنّمَ ِمنَ ا ْلجِنّةِ وَالنّا ِ
جَهَنّمَ مِنكَ وَمِمّن تَبِ َعكَ ِمنْهُ ْم َأجْمَعِينَ ( )85ص) حق القول في القرآن الكريم وكذلك حقت الكلمة لم
ترد إل في ثبوت العذاب هذا يمتد في جميع القرآن استقصاء بإل بمعنى وجب لهم العذاب أو ثبت
علَيْنَا قَ ْولُ رَبّنَا إِنّان ( )7يس) ( َفحَقّ َ علَى أَكْثَرِهِ ْم فَهُ ْم لَا يُؤْمِنُو َ ق الْقَ ْولُ َ لهم العذاب مثال (َلقَ ْد حَ ّ
ب َأفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النّا ِر ( )19الزمر) ( َولَكِنْ علَ ْيهِ َكلِمَ ُة الْعَذَا ِ
ن حَقّ َ ن ( )31الصافات) (أَفَمَ ْ لَذَا ِئقُو َ
ن ( )71الزمر) كلها لم ترد في القرآن لم ترد إل بهذا المعنى وهذه علَى الْكَافِرِي َ ح ّقتْ َكلِمَ ُة الْعَذَابِ َ َ
الدللة ،حق القول أو حقت الكلمة لم ترد إل بهذه الدللة.
آية (:)20
َّ *مَا الفرق بيَن ذكَر الياء وعدم ذكرهَا فَي سَورة الزمَر (قُ ْ
عبَادَِيَ الذِي نََ ل ي ََا ِ
َ َّ َ أ َسرفُوا عَلَى أ َ
ميع ًا إِن َّ ُ
ه ج ِب َ ه يَغِْفُر الذُّنُو َ َ مةِ الل ّهِ إ ِ ّ
ن الل َ ح من َّر ْ قنَطُوا ِ م َل ت َ ْ ْ ِ سه ِ ف
ُ ن ْ َ
َ َّ َ
سنُوا فِي ح َ نأ ْ م لِلذِي َ منُوا اتَُّقوا َربَّك ُ ْ نآ َعبَاد ِ ال ّذِي َ ل يَا ِ م (( ))53قُ ْ
َ ُ هُوَ الْغَُفوُر الَّر ِ
حي
صابرو َ هَذ ه الدُني ا ح سن ٌ َ
ب سا ٍ ح َ جَره ُم بِغَيْرِ ِ نأ ْ ما يُوَف َّى ال َّ ِ ُ َ ة إِن َّ َسعَ ٌض الل ّهِ وَا ِ ة وَأْر ُ ِ ِ َّْ َ َ َ
())20؟(د.فاضل السامرائى)
هذه ظاهرة في القرآن .عبادي وعبا ِد أيها الكثر حروفا؟ عبادي .كلما يقول عبادي يكون أكثر من
علَى أَن ُفسِهِ ْم لَا ن أَسْ َرفُوا َ عبادِ مناسبة لسعة الكلمة وطولها وسعة المجموعة( .قُلْ يَا عِبَادِيَ الّذِي َ
ن اللّهَ يَ ْغفِرُ الذّنُوبَ جَمِيعًا إِنّ ُه هُ َو الْغَفُو ُر ال ّرحِيمُ) الذين اسرفوا كثير (وَمَا َتقْنَطُوا مِن ّرحْمَ ِة اللّ ِه إِ ّ
ن ( )103يوسف) ( َو َقلِيلٌ مّنْ عِبَادِيَ الشّكُو ُر ( )13سبأ) ( َوإِن تُطِعْ صتَ بِمُ ْؤمِنِي َ أَكْثَ ُر النّاسِ َولَ ْو حَ َر ْ
ضلّوكَ عَن سَبِيلِ اللّ ِه ( )116النعام) فقال يا عبادي. أَكْثَرَ مَن فِي الَرْضِ ُي ِ
(فبشر عبادِ الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) أي الكثر في العدد؟ الذين أسرفوا أكثر من
الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه فجاء بما هو أكثر (عبادي) .ما قال يستمعون الحسن وإنما
أحسنه وهؤلء أقل.
ب ( )186البقرة) كل العباد تسأل ،هذا ل يخص عبدا دون عبد سَأَلكَ عِبَادِي عَنّي َفإِنّي قَرِي ٌ ( َوإِذَا َ
سنُ ( )53السراء) كل العباد مكلفين أن يقولوا إذن هي كثيرةَ ( .وقُل لّعِبَادِي َيقُولُو ْا الّتِي ِهيَ َأحْ َ
ي فَاعْبُدُونِ) كثير( ،قُلْ يَا عِبَا ِد الّذِينَ ن آمَنُوا إِنّ أَ ْرضِي وَاسِ َع ٌة َفإِيّا َ ي الّذِي َ التي هي أحسن( .يَا عِبَادِ َ
ن َأجْرَهُم ض اللّهِ وَاسِعَ ٌة إِنّمَا يُ َوفّى الصّابِرُو َ سنُوا فِي هَ ِذهِ الدّنْيَا حَسَ َنةٌ َوأَرْ ُ ن أَحْ َآمَنُوا ا ّتقُوا رَبّكُ ْم ِللّذِي َ
ب ( )10الزمر) المؤمنون أكثر من المتقين لن المتقين جزء من المؤمنين .مع المؤمنين بِغَيْ ِر حِسَا ٍ
جاء بـ (عبادي) بالياء ومع المتقين جاء بـ (عبادِ) بدون ياء .حتى نلحظ نهاية الية غريبة
ن (ُ )56كلّ َنفْسٍ ذَا ِئقَ ُة الْمَ ْوتِ ثُ ّم ِإلَيْنَا ن أَ ْرضِي وَاسِعَ ٌة َفإِيّايَ فَاعْ ُبدُو ِ ن آمَنُوا إِ ّ ي الّذِي َ عجيبة (يَا عِبَادِ َ
ن آمَنُوا ا ّتقُوا رَبّ ُكمْ ِللّذِينَ َأحْسَنُوا فِي هَذِهِ تُ ْرجَعُونَ ( )57العنكبوت) وفي الثانية ( ُقلْ يَا عِبَا ِد الّذِي َ
ن َأجْرَهُم بِغَيْ ِر حِسَابٍ) في الولى قال كل نفس سعَ ٌة إِنّمَا ُي َوفّى الصّابِرُو َ الدّنْيَا حَسَنَةٌ َوأَ ْرضُ اللّهِ وَا ِ
ذائقة الموت ،أما في الثانية فهنا الصابرون وهؤلء أقل فجعلهم مع عبادِ الذين هم ِقلّة ،وكل نفس
جعلها مع عبادي الذين هم كثرة .إذن في القرآن الكريم حيث قال عبادي بالياء هم أكثر من عبادِ
بدون ياء .ولم تحذف هنا الياء للضرورة مع أن العرب تحذف الياء من السم والفعل كما في قوله
(قَالَ َذِلكَ مَا كُنّا نَبْ ِغ ( )64الكهف) (قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَـذِهِ ِبضَاعَتُنَا ( )65يوسف) مرة تذكر
ومرة تحذف عموما تجري على لسانهم وليس لها ضابط (وَمَن يَهْ ِد اللّهُ فَ ُهوَ الْمُهْتَ ِد ( )97السراء)
سلَ ْمتُ َوجْهِيَ ِللّهِ ل أَ ْ ك َفقُ ْ ن حَآجّو َ (مَن يَهْ ِد اللّ ُه فَهُ َو الْمُهْتَدِي ( )178العراف) في الفعل والسم (فَإ ْ
ن اتّبَعَنِي ()108 علَى َبصِيرَ ٍة أَ َناْ وَمَ ِ ن ( )20آل عمران) ( ُقلْ هَـ ِذهِ سَبِيلِي أَدْعُو ِإلَى اللّ ِه َ ن اتّبَعَ ِ
َومَ ِ
يوسف) لكن كيف يستعمل القرآن هذا المر الجاري على لسان العرب وكيف يستخدمها هذه هي
البلغة.
آية (:)21
*ما الفرق بين السلوك و الدخول؟(د.فاضل السامرائى)
ن اللّ َه أَن َزلَ ِمنَ ل ( )69النحل)أيسرَ( ،ألَمْ تَ َر أَ ّ سُبلَ رَ ّبكِ ُذلُ ً
سلُكِي ُ السلوك أيسر من الدخول (فَا ْ
سلَ َكهُ َينَابِيعَ فِي ا ْلأَرْضِ ( )21الزمر) أيسر. السّمَاء مَاء فَ َ
آية (:)23
َ َ
م( ت قُلُوبُه ُ ْ جل َ ْ ه وَ ِ ن إِذ َا ذ ُكَِر الل ّ ُ والخوف والوجل؟ (ال ّذِي َ َ
*ما الفرق بين الخشية
ن َربَّه ُم خافُو َ م ( )23الزمر) (ي َ َ ن َربَّه ُ ْ شو ْ َ خ َ ن يَ ْجلُود ُ ال ّذِي َ ه ُ من ْ ُشعُِّر ِ )35الحج) (تَْق َ
م ( )50النحل)؟(د.فاضل السامرائى) من فَوْقِهِ ْ ِّ
الخوف توقع أمر مكروه يخاف من شيء أي يتوقع أمر مكروه لمارة معلومة فيخاف شيئا.
الخشية خوف يشوبه تعظيم ولذلك أكثر ما يكون ذلك إذا كان الخاشي يعلم ماذا يخشى ولذلك قال
تعالى (إنّمَا َيخْشَى اللّهَ مِنْ عِبَادِ ِه الْ ُعلَمَاء ( )28فاطر) أكثر من يكون الخشية عن علم مما يخشى
منه ،لماذا يخشى؟ هنالك مسألة يعلمها تجعله يخشى فلذلك قال تعالى (إنّمَا َيخْشَى اللّهَ مِنْ عِبَادِهِ
الْ ُعلَمَاء) لن العلماء أعلم بربهم من غيرهم فهم أكثر الناس تعظيما ل عز وجل .وقسم قال الخشية
أش ّد الخوف .نلحظ أمرين :هم يقولون الخوف توقع أمر مكروه وعندنا آيتان توضحان المسألة:
شوْهُ ْم فَزَادَهُمْ إِيمَانا َوقَالُواْ حَسْبُنَا اللّ ُه وَنِعْ َم الْوَكِيلُ ن النّاسَ قَ ْد جَمَعُو ْا لَكُ ْم فَاخْ َ ن قَالَ لَهُ ُم النّاسُ إِ ّ (الّذِي َ
ضلٍ عَظِي ٍم ( ن اللّهِ وَاللّهُ ذُو َف ْ سسْهُ ْم سُوءٌ وَاتّبَعُواْ ِرضْوَا َ ضلٍ لّمْ يَمْ َ ن اللّهِ َو َف ْ ( )173فَان َقلَبُواْ بِنِعْ َمةٍ مّ َ
ف أَ ْولِيَاء ُه فَلَ َتخَافُوهُمْ َوخَافُونِ إِن كُنتُم مّؤْمِنِينَ ( )175آل عمران) )174إِنّمَا َذلِكُمُ الشّ ْيطَانُ ُيخَوّ ُ
شوْنِ ( )3المائدة) ننظر كيف استعملت س الّذِينَ َكفَرُواْ مِن دِينِكُ ْم فَلَ َتخْشَوْهُ ْم وَاخْ َ و (الْيَوْمَ يَئِ َ
اليتان في القرآن الكريم :آية آل عمران في سياق توقع مكروه ،في سياق القتال ،توقع مكروه في
شوْهُ ْم فَزَادَهُمْ إِيمَانا َوقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ ن النّاسَ قَ ْد جَمَعُو ْا لَكُ ْم فَاخْ َ ن قَالَ لَهُ ُم النّاسُ إِ ّ سياق القتال (الّذِي َ
ن اللّهِ وَاللّهُ ذُو سسْهُ ْم سُوءٌ وَاتّبَعُواْ ِرضْوَا َ ضلٍ لّمْ يَمْ َن اللّهِ َو َف ْ َونِعْ َم الْوَكِيلُ ( )173فَان َقلَبُواْ بِنِعْ َمةٍ مّ َ
ن ()175 ف أَ ْولِيَاءهُ فَلَ َتخَافُوهُمْ َوخَافُونِ إِن كُنتُم مّؤْمِنِي َ ضلٍ عَظِي ٍم ( )174إِنّمَا َذلِكُمُ الشّيْطَانُ ُيخَوّ ُ َف ْ
آل عمران) .الخشية أشد الخوف ،في مقام أشد الخوف ،ثم هي في مقام توقع سياق مكروه فقال
خشَوْهُمْ وَاخْشَ ْونِ) (فل تخافوهم وخافون) .والية الخرى (الْيَوْمَ يَ ِئسَ الّذِينَ َكفَرُواْ مِن دِينِكُ ْم فَلَ َت ْ
ليس هناك توقع مكروه فقال (فاخشوهم) .في توقع مكروه قال فل تخافوهم ولما لم يكن توقع
مكروه قال فاخشوهم( .قد جمعوا لكم فاخشوهم) أشد الخوف .هذه اللغة ،الخشية أشد الخوف وفي
بعض السياقات تحتمل الخوف الذي يشوبه تعظيم والسياق هو الذي يحدد.
الوجل يقولون هو الفزع ويربطونه باضطراب القلب تحديدا كضربة السعفة (سعفة النخل) كما
قالت عائشة رضي ال عنها "الوجل في قلب المؤمن كضربة السعفة" ويقولون علمته حصول
جلُو ُد الّذِينَ َيخْشَ ْونَ َربّهُ ْم ( )23الزمر) .وقالوا الوجل هو اضطراب قشعريرة في الجلد( َتقْشَعِرّ مِنْ ُه ُ
ن( جلُو َ
النفس ولذلك في القرآن لم نجد اسناد الوجل إل للقلب .إما للشخص عامة (قَالَ إِنّا مِن ُكمْ َو ِ
جلَتْ ُقلُوبُ ُهمْ ( )35الحج) فقط أسند للقلب في ن إِذَا ذُكِ َر اللّهُ َو ِ )52الحجر) أو للقلب خاصة (الّذِي َ
حين أن الخوف والخشية لم يسندا للقلب في القرآن كله .الوجل في اضطراب القلب تحديدا (وَالّذِينَ
جلَ ٌة ( )60المؤمنون) .وترتيب هذه الكلمات هو :الخوف ،الخشية ،الوجل. ُيؤْتُونَ مَا آتَوا ّو ُقلُوبُهُمْ َو ِ
آية (:)30
*لماذا في سورة المؤمنون آية 15و 16جاء توكيدان في الموت وتوكيد واحد
ن { )}30؟(د.فاضل السامرائى) ت وَإِنَّهُم َّ
مي ِّتُو َ مي ِّ ٌ
ك َ فى سورة الزمر(إِن َّ َ
مسألة التوكيد أولً تعود للسياق ومع أنه أكد الموت توكيدين في آية سورة المؤمنون (ثُمّ إِنّكُمْ بَعْدَ
ن { )}16ومرة واحدة في آية سورة الزمر (إِ ّنكَ َمّيتٌ ك لَمَيّتُونَ {ُ }15ثمّ إِنّ ُكمْ َيوْ َم الْقِيَامَةِ تُبْعَثُو َ َذِل َ
ن { )}30ولم يذكر اللم هنا والسبب أنه ذكر الموت في سورة المؤمنون 10مرات َوإِنّهُم مّيّتُو َ
بينما ذكر في سورة الزمر مرتين فقط وتكررت صور الموت في سورة المؤمنون أكثر منها في
خَلقْنَا
سورة الزمر ففي سورة المؤمنون الكلم أصلً عن خلق النسان وتطويره وأحكامه ( َوَلقَدْ َ
خَلقْنَاعَلقَةً َف َ
طفَ َة َ ن {ُ }13ثمّ َ
خَلقْنَا النّ ْ طفَ ًة فِي قَرَارٍ مّكِي ٍ ن {ُ }12ثمّ جَ َعلْنَاهُ نُ ْ سلَالَةٍ مّن طِي ٍ ا ْلإِنسَانَ مِن ُ
سنُخلْقا آخَ َر فَتَبَا َركَ اللّهُ َأحْ َ شأْنَا ُه َ
سوْنَا الْعِظَا َم َلحْما ثُ ّم أَن َ عظَاما فَكَ َ خلَقْنَا الْ ُمضْغَةَ ِ الْ َعَلقَةَ ُمضْغَ ًة َف َ
ن {.)}14 ا ْلخَاِلقِي َ
*ما الفرق بين كلمة (ميت) و(ميّت) في القرآن الكريم؟(د.فاضل السامرائى)
ل مثال ما جاء في سورة الحجرات (يَا أَيّهَا الّذِي َ
ن كلمة (ميْت) بتسمين الياء تقال لمن مات فع ً
حبّ َأحَدُكُمْ ن إِثْمٌ َولَا َتجَسّسُوا َولَا يَغْتَب بّ ْعضُكُم بَعْضا أَ ُي ِ ض الظّ ّ ن إِنّ بَعْ َ ن الظّ ّ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرا مّ َ
ن اللّهَ تَوّابٌ ّرحِي ٌم { )}12ولذا جاء في القرآن الكريم ل َلحْمَ َأخِي ِه مَيْتا فَكَرِهْتُمُوهُ وَا ّتقُوا اللّ َه إِ ّ أَن َيأْ ُك َ
تحريم أكل لحم الميتة بتسكين الياء وقد تكون حقيقة أو مجازا .أما الميّت فقد يكون لمن مات أو
من سيموت بمعنى من مآله إلى الموت حتما كما في قوله تعالى في سورة الزمر (إِ ّنكَ مَ ّيتٌ َوإِنّهُم
مّيّتُونَ {.)}30
آية (:)39
*مَا وجَه الختلف مَن الناحيَة البيانيَة بيَن قوله (فسَوف تعلمون) فَي سَورة
النعام والزمرو(سوف تعلمون) في سورة هود؟(د.فاضل السامرائى)
ن لَهُ علَى مَكَانَتِكُ ْم إِنّي عَا ِملٌ َفسَوْفَ تَ ْعلَمُونَ مَن تَكُو ُ قال تعالى في سورة النعام ( ُقلْ يَا قَوْمِ اعْ َملُواْ َ
علَى مَكَانَتِكُ ْم إِنّي عَا ِملٌ ح الظّالِمُونَ { )}135وسورة الزمر (قُلْ يَا قَ ْومِ اعْ َملُوا َ عَاقِبَةُ الدّا ِر إِنّهُ لَ ُي ْفلِ ُ
علَى مَكَانَتِكُ ْم إِنّي عَا ِملٌ سَوْفَ تَ ْعلَمُونَ َفسَوْفَ تَ ْعلَمُونَ { )}39وقال في سورة هود (وَيَا قَوْمِ اعْ َملُواْ َ
ب { )}93وعلينا أن نلحظ القائل في ن هُوَ كَا ِذبٌ وَارْ َتقِبُواْ إِنّي مَعَ ُكمْ َرقِي ٌ مَن َيأْتِيهِ عَذَابٌ ُيخْزِيهِ وَمَ ْ
كل اليتين ففي آية سورة النعام ال تعالى هو الذي أمر رسوله بالتبليغ أمره أن يبلغ الناس كلم
ربه وهذا تهديد لهم فأصل التأديب من ال تعالى أما في آية سورة هود فهي جاءت في شعيب
وليس فيها أمر تبليغ من ال تعالى فالتهديد إذن أقل في آية سورة هود ولهذا فقد جاء بالفاء في
(فسوف تعلمون) في الية التي فيها التهديد من ال للتوكيد ولما كان التهديد من شعيب حذف الفاء
(سوف تعلمون) لن التهديد أقل.
آية (:)41
*انظر آية (.)2
آية(:)42
َ َ َ
نحي ََ سَ ِ ه يَتَوَفَّى اْلنُْف َ الزمَر (الل َّ ُ َ
*مَا الفرق بيَن الموت والوفاة فَي سَورة
َ
لس ُ ت وَيُْر َِ موَْ َ ضى عَلَيْهََا ال ْ َ ك ال ّت َِي قََ َ س ُ م َِ مهََا فَي ُ ْ منَا ِ
ت فَِي َ م َْ م تَ ُ موْتِهََا وَال ّت َِي ل ََ ْ َ
َ َ َ ُ
ن ())42؟(د.حسَام فك ُّرو ََ ت لَِقوَْم ٍ يَت َ َ ك َليَا ٍَ ن فَِي ذَل َِ َ مى إ َِ َّ س ًّم ََ ل ُ ج ٍ خَرى إِلَى أ َ اْل ْ
النعيمى)
الوفاة :يقولون وفّى ماله من الرجل أي استوفاه كاملً غير منقوص أي قبضه وأخذه فلما يقال
توفي فلن كأنه قُبِضت روحه كاملة غير منقوصة.
والموت هو مفارقة الحياة وليس فيها معنى القبض ولذلك يستعمل لفظ الموت أحيانا استعمالت
مجازيا يقال ماتت الريح أي سكنت وهمدت والذي ينام مستغرقا يقال له مات فلن اذا نام نوما
عميقا مستغرقا .هذا السكون للموت فكأن هذا الشيء الذي يفارق جسد النسان بالمفارقة موت
والذي توفّي تقبضه ملئكة الموت.
عندما نقول مفارقة الحياة او مفارقة الروح يمكن ان ننظر الى نوع من التفريق بين الحياة
والروح( .يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي) ل نعلم ماهية الروح لكن هي يقينا غير
الحياة لن الحيمن (الذي يتولد منه الكائن الحيّ عند الذكر) حيّ وفيه حياة وبويضة النثى فيها
حياة وعندما يتم الخصاب فهذا الشيء المخصّب فيه حياة وأول ما يحصل لهذا الشيء المخصب
هو نبض قلبه ونبض القلب حياة لكن بعد شهرين أو أكثر تُنفخ فيه الروح لكن قبل ذلك كان فيه
حياة فالحياة غير الروح.
النفس فيها معنى الشيء المحسوس لن لها علقة بال َنفَس والحركة .هل النفس هي الروح؟ ل
ندري .قوله تعالى (ال يتوفى النفس حين موتها ) يمكن ان تكون الروح والتي لم تمت في
منامها .يتوفّى :أي يقبضها كاملة غير منقوصة عندما تفارق جسدها أما الموت فهو مجرد مفارقة
الروح للجسد والوفاة اشارة الى قبضها وأخذها .وكلم العرب لما يقولون توفى فلن دينه من فلن
أي قبضه كاملً أما مجرد الموت فليس فيه اشارة للقبض .يبقى سؤالن :
الول لماذا استعمل النفس ولم يقل النفوس؟
قال النفس وهي جمع ِقلّة على وزن (أفعُل) لكن جمع القلة إذا اضيف أو دخلت عليه أل
الستغراق ينتقل الى الكثرة بمعنى لكل النفس .والفرق بين أل الستغراق وأل التعريف أن أل
ل هذا كتاب جيّد ثم تقول قرأت الكتاب أي هذا التعريف تكون عادة للشيء المعهود فتقول مث ً
الكتاب المعهود الذي تعرفه .أما أل الستغراق فليس المقصود منه تعريف شيء معين وإنما للدللة
على شيء عام ( والعصر إن النسان لفي خسر إل الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق
وتواصوا بالصبر) النسان تدل على أنه ليس انسانا معينا بذاته وانما استغراق النسان كجنس
فيحسب كل انسان أنه خاسر فيتطلع الى النقاذ فيأتيه النقاذ في قوله تعالى(إل الذين آمنوا) .إذا
أريد ذاتا معينة تكون أل للتعريف كأن تكون لعهد ذهني أو عهد ذكري (يقال سأل عنك رجل ثم
تقول رأيت الرجل تقصد به الرجل الذي سأل عنك) عُرِف من العهد المذكور سابقا هذا العهد
الذكري أما العهد الذهني فهو في الذهن حاضر كقوله تعالى (ذلك الكتاب ل ريب فيه) الكتاب اي
الكتاب المعهود في الذهن أنه الكتاب المقروء أي القرآن فهو حاضر في الذهن فيسمون العهد
الذهني مُخصص( .واستعمال اسم الشارة ذلك بدلً من هذا تدل على التمييز ورفع شأنه وهي
للشارة للبعيد أما قوله تعالى (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) استعمال اسم الشارة هذا
للقريب يدل على موطن الحدث الني).
لما دخلت أل الستغراق على أنفس نقلتها من جمع القلة الى الكثرة أما كلمة نفوس فهي ابتداء
للكثرة فلماذا لم تستعمل إذن؟ لما رجعنا الى المواضع التي وردت فيها كلمة أنفس وكلمة نفوس في
القرآن الكريم وفق ما جاء في المعجم المفهرس للفاظ القرآن الكريم وجدنا أن كلمة أنفس وردت
في 153موضعا على النحو التالي :معرّفة بأل الستغراق في ستة مواضع ومضافة في المواضع
الخرى 147موضعا وجميعها للكثرة ( 49أضيفت الى (كم) و 91أضيفت الى (هم) و 4مواضع
اضيفت الى (هنّ) و 3مواضع اضيفت الى (نا)) .صيغة الكثرة في نفوس وردت مرتين فقط
ونسأل لماذا؟
نحن نقول دائما أن كتاب ال عز وجل ليس من عند بشر والذي يقول أنه من عند محمد فهو لم
يقرأ القرآن ال تعالى عالم أن هذه اللفظة واردة في كتابه 150مرة وسيقرأها العرب فاختار لهم
اللفظ الخفيف (أنفس) للمواطن الكثيرة لنه أخف من لفظ (نفوس) .قد يقول قائل كيف؟ نقول أن
الفتحة هي أخف الحركات والضمة أثقلها .وإذا نظرنا في كلمة أنفس ونفوس نجد أن كلمة أنفس
فيها مقطعين الول خفيف وحركته خفيفة (أَن) والثاني ثقيل وحركته ثقيلة ضمة (فُس) أما كلمة
نفوس ففيها مقطعين كلها فيه ضمة ثقيلة الول (نُ) والثاني مبالغ في ثقلة (فُُوس) فإذن أنفس
أخف من نفوس فاستعمل الخفيف للكثرة ونفوس للمرتين .
لماذا جاء لفظ النفس في موضعين فقط؟ هل هناك فارق دللي؟
قلنا هذان الموضعان هما موطن الثقل أما المواطن الخرى فليس فيها ثقل .كلمة أنفس جمع قلة
(عادة من 3الى )10وجمع الكثرة فيه قولن (من 3فما فوق يتجاوز العشرة) وهذا ما نختاره
ومنهم من يقول من أحد عشر فما فوق لكن من خلل استقراء كلم العرب وجد العلماء أن جمع
القلة إذا أضيف أو دخله أل انتقل من القلة الى الكثرة .لم تستعمل كلمة أنفس مجردة من الضافة
أو بدون أل في القرآن (قد جاءكم رسول من أنفسكم) كثرة .وهنا يرد سؤال أجبنا عنه سابقا لماذا
حوّل جمع القلة بادخال أل أو الضافة ولم يستعمل جمع الكثرة ابتداءً؟ لن وزن أنفس أخف من
نفوس ولكمة أنفس استعملت بكثرة في القرآن فاختير اللفظ الخفيف في جميع القرآن ولم يختر اللفظ
الثقيل والخفة والثقل معتبران عند العرب فيرتاح اليه.
آية (:)49
*انظر آية (.)8
آية (:)53
*انظر آية (.)10
*انظر آية (.)20
آية (:)66
*تقديم اللفظ على عامله( :د.فاضل السامرائى)
ومن هذا الباب تقديم المفعول به على فعله وتقديم الحال على فعله وتقديم الظرف والجار
والمجرور على فعلهما وتقديم الخبر على المبتدأ ونحو ذلك .وهذا التقديم في الغالب يفيد
الختصاص فقولك (أنجدت خالدا) يفيد أنك أنجدت خالدا ول يفيد أنك خصصت خالدا بالنجاة بل
يجوز أنك أنجدت غيره أو لم تنجد أحدا معه .فإذا قلت :خالدا أنجدت أفاد ذلك أنك خصصت خالدا
بالنجدة وأنك لم تنجد أحدا آخر.
ومثل هذا التقديم في القرآن كثير :فمن ذلك قوله تعالى (إياك نعبد وإياك نستعين) في سورة
الفاتحة ،فقد قدّم المفعول به إياك على فعل العبادة وعلى فعل الستعانة دون فعل الهداية قلم يقل
إيانا اهد كما قال في الوليين ،وسبب ذلك أن العبادة والستعانة مختصتان بال تعالى فل يعبد أحد
غيره ول يستعان به .وهذ نظير قوله تعالى ( َبلِ اللّ َه فَاعْبُدْ وَكُنْ ِمنَ الشّاكِرِينَ ( )66الزمر )
ن ( )172البقرة) فقدم المفعول به على فعل العبادة في وقوله (وَاشْكُرُوا ِللّهِ ِإنْ ُكنْتُ ْم إِيّاهُ تَعْ ُبدُو َ
الموضعين وذلك لن العبادة مختصة بال تعالى.
آية (:)67
َ
حق ََّ قَدْرَِهِ ه َ ما قَدَُروا الل َّ َ *مَا دللة جميعا ً فَي قوله تعالى فَي سَورة الزمَر (وََ َ
ه وَتَعَالَى َ
حان َ ُسب ْ َمين ِهِ ُ مطْوِيَّا ٌ
ت بِي َ ِ ت َسماوَا ُ مةِ وَال َّ م ال ْ ِ
قيَا َ ه يَو ْ َ ضت ُ ُ ميع ًا قَب ْ َ ج ِ
ض َ َواْلْر ُ
ن ())67؟ (د.حسام النعيمى) شرِكُو َ ما ي ُ ْعَ َّ
هذا الكلم على يوم القيامة والصورة التي ترسم صورة هيمنة ل سبحانه وتعالى ل يشركه فيها
أحد ولو على سبيل المجاز والتسامح أو الكفر به سبحانه .في حياتنا الن يمكن أن يقول لك كما
قال النمرود لبراهيم (أنا أحيي وأميت) يدّعي لنفسه شيئا هو ل سبحانه وتعالى (قال ربي الذي
يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت) يقول أنت محكوم بالعدام فأبرّئه وأنت بريء فأقتله فانتقل
إبراهيم إلى مسألة أخرى ل مجال فيها .في الدنيا يمكن أن يكون هناك نوع من الدّعاء لكن في
الخرة لما يقول الباري عز وجل (وَا ْلأَرْضُ جَمِيعًا قَ ْبضَتُهُ يَ ْومَ ا ْلقِيَامَة) جميعا هنا حال الواو هنا
واو الحال (والرض قبضته) مبتدأ وخبر ،أي حال كونها مجتمعة بكل جزئياتها بمن فيها ومن
عليها ومن فوقها ومن تحتها الرض جميعا هذه الكرة.
قال (والرض جميعا قبضته) هذا كما قلنا وكرّرناه سابقا :ما يتعلق بال سبحانه وتعالى ،بصفاته
وبما يُنسب إليه من مدلولت المسلمون فيه على قولين :منهم من يقول نُمِرّها هكذا وهم الجمهور
يعني (والرض جميعا قبصته يوم القيامة) معناها :والرض جميعا قبضته يوم القيامة وكفى وافهم
منها ما تفهم.
وقلت أن الفريقان من أهل العلم والصلح والتقوى والورع ويسع المسلم أن يأخذ بالقولين ونحن
الن بأمس الحاجة للرأي الخر (قول التأويل) بسبب ترجمة هذه المعاني :العرب عندما تقول في
قبضته أو تحت قبضته يعني هو تحت سيطرته .الن نحن نستعملها يقال :صار في قبضة العدو
ول تعني القبضة أي جعله في راحته وأغلق يده عليه كل وإنما تحت سيطرته ،تحت قوته ،تحت
قدرته بهذا المعنى نفهم (والرض جميعا قبضته يوم القيامة) من غير منازع ولو على سبيل
المجاز ولن نجد من يقول كما قال النمرود وأنا شعبي في قبضتي عندي حرس وشعبي في
قبضتي .إذا كان من يقولها في الدنيا ففي الخرة لن تجد من يقولها.
(وَالسّماوَاتُ َمطْوِيّاتٌ بِيَمِي ِنهِ سُ ْبحَانَهُ وَتَعَالَى عَمّا يُشْرِكُونَ) اليمين معناها القوة والقدرة عند العرب
ولذلك قالوا( :مِلك اليمين) العرب لما تقول هو ملك يمينه ل يقصدون هذه اليد اليمنى وإنما في
ملكه أي في قدرته وتصرفه ل يعنون يده .نهى علماؤنا إذا تكلمنا عن صفات ال سبحانه وتعالى
أن نشير بأيدينا مثلً عندما تقول قلب الرجل بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء ل
يجوز أن تشير بأصابعك حتى ل يكون هناك تجسيد وإنما تقول بلسانك شفاها فقط.
الطيّ معلوم .تطوي الورقة أي تقلب جزءا على جزء وتجمعها في يدك .أيضا فيها إشارة إلى
معنى المِلك والقدرة والهيمنة الكاملة والسلطة الكاملة .لما يكون الشيء مطوي بيمينك أي تحت
السيطرة .فإذن الرض جميعا والسموات جميعا تحت قبضته وقلنا حتى نتبين عظم الصورة كل
هذا الكون المنظور تحت السماء والولى (ولقد زينا السماء الدنيا) حيثما كانت النجوم هي في
السماء الدنيا كيف هي السماء الدنيا؟ ل ندري .الدكتور عبد المحسن صالح وهو أستاذ في جامعة
السكندرية قال في كتباه "هل لك في الكون نقيض؟"وهو في علم الفلك هذا الكتاب ،يقول تخيّل لو
جمعت الرض والكواكب والشمس وجُعلت كتلة واحدة أمكن أن تدفن في قشرة واحد من النجوم
فتخيل عظمة ذلك النجم وتخيل من نحن حتى نفكر بذات ال سبحانه وتعالى وعظمته .وأذكر الذي
كان يدرس على شيخه فأخذ ورقة وبدأ يقلب فيها وشيخه كان فيه كِبر قال الشيخ للتلميذ :ما
تصنع؟ قال أريد أن أرى الرض لملك ال ،قال كهذه النقطة .فصار يقلّب فقال :ماذا تفعل؟ قال
أفتش عنك يا سيدي .فكانت له بها عبرة .الية ل توحي بأي إشارة للتجسيد ولذلك قال تعالى
(سُ ْبحَانَهُ وَتَعَالَى عَمّا يُشْرِكُونَ) ينزّه الباري عز وجل عما يشركون.
آية (:)68
ن فِ َي م َْ صعِقَ َ صورِ فَ َ َ خ فِ َي ال ّ َُ *مََا دللة (إل مََن شاء الله) فََي اليََة (وَنُِف َ َ
َ َ
م قِيَا ٌمَ خَرى فَإِذ َا هَُ ْ م نُِف َخَ فِيه َِ أ ُ ْ شاءَ الل َّ ُ
ه ث َُ َّ م نَْ َ َ
م نَْ فَِي اْلْر ضَِ إ ِ ّل َ ت وَ َ
ماوَا ِ ال َ
سَّ َ
ن ( )68الزمر) ؟(د.حسام النعيمى) يَنْظُُرو َ
الكلم على مشهد من مشاهد يوم القيامة (ونفخ في الصور) ،نلحظ كلمة ُنفِخ مبنية للمجهول لن
هناك من ينفخ بالصور والصور قالوا هو القرن المجوف مثل البوق ينفخ فيه ،وعندنا في الحاديث
أنه ملك مخصص للنفخة الولى (إسرافيل)( .ونفخ في الصور) نلحظ هنا أنه استعمل الماضي
( ُنفِخ) إشارة إلى التحقق (دللة الماضي في الستعمال القرآني إذا أراد التحقق يستعمل الماضي)
ل وصار النفخ. وقع فع ً
(فصعق من في السموات ومن في الرض) ماضي أيضا ،يقول العلماء هنا إستعمل (من) التي هي
للعاقل للشمول تشمل العاقل وغير العاقل( .ما لغير العاقل لكن أحيانا تستعمل للشمول أيضا للعقلء
وغيرهم) وتأتي (من) للعاقل وغير العاقل ،وقُدّمت (من) لن أصل القيامة لجل محاسبة العقلء.
أما بقية المخلوقات وغير العقلء سيصعق أيضَا وفي الحديث أن الشاة الجمّاء تأخذ حقها من الشاة
القرناء ،يفصل بين الخلئق ثم يكونون جميعا ترابا عدا هذا الخليفة وذريته يكون لهم حساب.
(فصعق) الصعقة بمعنى غُشي عليه أو مات ،يقال صعق فلن أي غشي عليه ،أغمي عليه وصعق
فلن بمعنى مات وهنا بمعنى الموت أو غشي عليهم فماتوا حتى نجمع المعنيين( .فصعق من في
السموات ومن في الرض) يكون الهدوء عاما عند ذلك.
(إل من شاء ال) هذه المشيئة المطلقة ل سبحانه وتعالى يختار من يشاء لعدم موته بتلك النفخة
ل لم يمت ،ل يصعق هو ،لكن قال العلماء بناء على الثار أنه لن هذا الذي ينفخ في الصور عق ً
بعد أن يصعق كل من في السموات والرض يموت( .إل من شاء ال) هناك من سيجعلهم ال عز
وجل ((من) تستعمل للواحد أو للجمع) لكن يمكن أن يكون الذي ينفخ في الصور حتى ينفخ النفخة
الخرى وقد يكون معه آخرون من الملئكة وليست حجة قوله تعالى (كل من عليها فان) لن كل
من عليها أي على هذه للرض ول يحتج بهذا كما يقول العلماء ونحن دائما نحتج بقول العلماء
حتى ل نأتي بشيء من عند أنفسنا .قد يأمر ال سبحانه وتعالى أن يموت بعد النفخة حتى ل يبقى
سوى ال سبحانه وتعالى حيّا ثم بعد ذلك يحييه ويأمره بالنفخة الثانية أو أنه ل يموت ،ما عندنا
دليل على أن الكل يموت ،كل الملئكة الساجد والراكع في أنحاء المساء والرض لكن يقينا أهل
الرض جميعا يموتون (كل من عليها فان) في السماء تبقى الملئكة ساجدة عابدة مصلّية مسبّحة
وهذا الذي قلنا فيه أكثر من مرة أن هذا الذي يدخل في مساحة الغيب ،ل يمنع أن هذا الملك النافخ
سيموت بعد ذلك ول يمنع أنه سيبقى فيتولى النفخة الخرى فلما ينفخ النفخة الثانية فإذا هم قيام
ينظرون ،يقفون وأهم شيء عندهم التلفّت والنظر (قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا) لما يتلفت
وينظر وإذا هذا الخلق كله يخرج من الرض بهذه الصورة عند ذلك يتيقن الجميع أنه سيكون
هناك حساب :المؤمن هو مطمئن والكافر يقول :من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق
المرسلون ،عند ذلك يؤمنون لكن ل فائدة من إيمانهم.
آية (:)70
َ ُ
نَ ( ))70 ما يَْفعَلُو َم ب َِ َ ت وَهُوَ أعْل ََ ُ مل ََ ْما عَ ِ ل نَْف سٍَ ََّ ت كُ ّ *فَي سَورة الزمَر (وَوُفِّي ََ ْ
العمل جاء بصيغة الفعل الماضي وجاء فعل يفعلون بصيغة المضارع وهو يفيد
الستمرار والمستقبل فما الفرق بين العمل والفعل؟ ولماذا جاء العمل بصيغة
الماضي بينما الفعل بصيغة المضارع؟(د.فاضل السامرائى)
الفعل والعمل سبق أن جاءت مناسبات وتعرضنا وقلنا العمل الصل فيه أن يكون بقصد والفعل
عام يصدر بقصد أو بغير قصد يصدر عن العاقل وغير العاقل عن الجماد والحيوان والنسان،
الفعل عام فعل الرياح ،فعل النهار .العمل الصل فيه أن يكون عن قصد فأكثر ما يكون للنسان
وقلما ينسب إلى حيوان ،عموم العمل .إذن الفعل أعم والعمل أخص( .وَ ُوفّ َيتْ ُكلّ َنفْسٍ مّا عَ ِمَلتْ
ن ( ))70هذا حساب ،هو ختم الية بالفعل ليدل على أنه سبحانه يعلم الفعل علَمُ ِبمَا َيفْ َعلُو َ
وَ ُه َو أَ ْ
والعمل يعني يعلم ما فُعِل بقصد وما فُعل بغير قصد وعلمه ليس مختصا بالعمل وإنما علمه يشمل
العمل ويشمل الفعل ما فُعِل بقصد وما فُعِل بغير قصد يعلمهما جيمعا .الفعل بقصد و بغير قصد
والعمل بقصد والتوفية الحساب يكون عليه فلو قال (أعلم بما يعملون) سيكون العلم فقط يشمل الذي
علَمُ بِمَا َيفْ َعلُونَ) يعني ما فُعل بقصد أو بغير قصد يعلمهما معا يعلم بقصد لكن لما قال (وَهُ َو أَ ْ
علَمُ بِمَا َيفْ َعلُونَ) فجمع العلم دواعي النفس هل هذا فُعِل بقصد أو فُعِل بغير قصد ولهذا قال (وَهُ َو أَ ْ
ما ُوفّي بعمله وما عُمل بغير قصد هذا صار أشمل يشمل العمل وغير العمل.
يبقى السؤال الخر (عملت ويفعلون ،الماضي والمضارع) جرت الية في ذكر أحوال الخرة قال
ت الْأَرْضُ بِنُورِ رَبّهَا وَ ُوضِ َع الْكِتَابُ َوجِيءَ بِالنّبِيّينَ وَالشّ َهدَاءِ َو ُقضِيَ بَيْنَهُمْ بِا ْلحَقّ وَهُ ْم لَا ( َوأَشْ َر َق ِ
ن ( ))69هذه في الخرة إذن (وَ ُوفّ َيتْ ُكلّ َنفْسٍ مّا عَ ِمَلتْ ( ))70في الدنيا ما سبق لها أن ظلَمُو َ ُي ْ
عملت في الدنيا .لما كان الكلم في أحوال الخرة قال (مّا عَ ِمَلتْ) سابقا في الدنيا وإل كيف تعمل
علَمُ بِمَا َيفْ َعلُونَ) هذا الكلم عن الخرة سبقه الكلم عن الدنيا في الخبار عن بالخرة؟! (وَهُ َو أَ ْ
ض جَمِيعًا قَ ْبضَتُهُ يَ ْومَ ا ْلقِيَامَةِ وَالسّماوَاتُ َمطْوِيّاتٌ ق قَدْرِهِ وَا ْلأَرْ ُالخرة قبلها قال (وَمَا قَدَرُوا اللّ َه حَ ّ
ن ( ))67الكلم في الدنيا ،في الدنيا أخبر عما يجري في الخرة س ْبحَانَ ُه وَتَعَالَى عَمّا ُيشْرِكُو َ بِيَمِينِهِ ُ
ض جَمِيعًا قَ ْبضَتُهُ َيوْ َم الْقِيَامَةِ) في الدنيا ،إذن هو يخبر ق قَدْرِهِ) في الدنيا (وَالْأَرْ ُ (وَمَا قَدَرُوا اللّ َه حَ ّ
عما سيجري في الخرة إذن لما كان الكلم عن الخرة (وَ ُوفّ َيتْ) قال (مّا عَ ِمَلتْ) الن إلتفت إلى
علَمُ بِمَا َيفْ َعلُونَ) لنه صار الن كلم في الدنيا التي بدأ بها إذن هذه فيها التفات إلى الدنيا (وَهُ َو أَ ْ
علَمُ
الدنيا إخبار عن الخرة فما جاء في الخرة قال (مّا عَ ِمَلتْ) ولما التفت إلى الدنيا قال (وَهُ َو أَ ْ
بِمَا َيفْ َعلُونَ) حتى الن ينتبهون هذا اسمه إلتفات إلى السياق الول لن السياق في أمرين في الدنيا
ض جَمِيعًا قَ ْبضَتُهُ يَ ْومَ ا ْلقِيَامَةِ) ثم فيق قَدْرِهِ وَا ْلأَرْ ُ في الخبار عن الخرة (وَمَا قَدَرُوا اللّ َه حَ ّ
الخرة فلما ذكر سياق الخرة قال (مّا عَ ِمَلتْ) ثم التفت إلى الدنيا إلى هؤلء حتى ينصحهم حتى
يتعظوا .إذن الفعل هنا يناسب الزمن الذي يعبر عنه أو يصوّره.
آية (:)73(-)71
*لماذا اسَََتعمل القرآن كلمَََة سَََيق للكافريَََن وللمؤمنيَََن فَََي سَََورة
الزمر؟(د.فاضل السامرائى)
حتْ أَبْوَابُهَا
قال تعالى في سورة الزمر ( َوسِيقَ الّذِينَ َكفَرُوا ِإلَى جَهَنّمَ زُمَرا حَتّى إِذَا جَاؤُوهَا فُ ِت َ
علَيْكُ ْم آيَاتِ رَبّ ُكمْ وَيُنذِرُونَ ُكمْ ِلقَاء َيوْمِكُ ْم هَذَا قَالُوا َبلَى
سلٌ مّنكُمْ يَ ْتلُونَ َ ل لَهُمْ خَزَنَتُهَا َألَمْ َيأْتِكُمْ ُر ُ َوقَا َ
ن ا ّتقَوْا رَبّهُ ْم ِإلَى الْجَنّةِ زُمَرا حَتّى إِذَا ن { )}71و (وَسِيقَ الّذِي َ علَى الْكَافِرِي َ ح ّقتْ َكلِ َم ُة الْعَذَابِ َ َولَ ِكنْ َ
ن { )}73ليس غريبا أن طبْتُ ْم فَا ْدخُلُوهَا خَالِدِي َ
علَيْكُمْ ِ
سلَامٌ َ
ل لَهُ ْم خَزَنَتُهَا َت أَبْوَابُهَا َوقَا َ جَاؤُوهَا َوفُ ِتحَ ْ
يُؤتى بفعل يشمل الجميع فكل النفوس تُساق بدون استثناء كما في قوله تعالى ( َوجَاءتْ ُكلّ َنفْ ٍ
س
مّعَهَا سَا ِئقٌ وَشَهِيدٌ { }21سورة ق) لكن المهم أين يُستق كل مجموعة والجهة التي تساق إليها.
إذن كلهم يساقون لكن المهم جهة السوق فهؤلء يُساق بهم إلى الجنة وهؤلء يُساق بهم إلى النار
تماما كما يستعمل القرآن كلمة ادخلوا فهي تقال للجميع لكن المهم أين سيدخلوا الجنة أو النار،
وكلمة خلق أيضا عامة للجميع وكذلك كلمة الحشر .فليس المهم لفعل وإنما متعلّق الفعل.
م جهَن ََّ َ ن إِلَى َ مي ََ جرِ ِ
م ْ سوقُ ال ْ ُ ن وَفْدًا ( )85وَن ََ ُ م َِ ن إِلَى الَّر ْ
ح َ قي ََمت َّ ِ
شُر ال ْ ُ ح ُ م نَ ْ *(يَوَْ َ
وِْردًا ( )86مريَم) وفَي سَورة الزمَر وردت كلمَة سَيق للكافريَن والمؤمنيَن
َ َ
جنَّةِ م إِلَى ال ْ َ ن اتََّقوْا َربَّهَُ ْ سيقَ ال ّذِي ََ مًرا ( )71وََ ِ م ُز َجهَن ََّ َ
ن كََفُروا إِلَى َ سيقَ ال ّذِي ََ (وََ ِ
مًرا ( ))73فمَََا دللة تغيَََر الفعَََل فَََي آيَََة مريَََم واسَََتخدام نحشَََر ُز َ
ونسوق؟(د.فاضل السامرائى)
سلَيْمَانَ
ل ما الفرق بين الحشر وسيق؟ نحشر معناه نجمع ،الحشر من معانيه الجمع ( َوحُشِ َر لِ ُ أو ً
سلْ ن ( )17النمل) ( َفحَشَ َر فَنَادَى ( )23النازعات) ( َوأَرْ ِ ن الْجِنّ وَا ْلإِنسِ وَالطّيْ ِر فَهُمْ يُوزَعُو َ جُنُو ُدهُ مِ َ
ن ( )111العراف) الحشر له معاني .إذن معنى حشر جمع ربنا قال يوم الجمع ن حَاشِرِي َ فِي الْمَدَآئِ ِ
سوْق ليس بالضرورة جمع فقد يوم الحشر ويأتي بمعاني أخرى لكن المعنى المشهور جمع .ال َ
ن َو ْفدًا ( ))85الوفد ل بد تسوق واحد أو اثنين أو أكثر .هناك قال (يَوْمَ َنحْشُ ُر الْمُ ّتقِينَ ِإلَى الرّحْمَ ِ
أن يكتمل أفراده ،إذن هو بعد الكتمال يصير الحشر ،الوفد يجب أن يكتمل .أما في الزمر قال
ن ا ّتقَوْا رَبّ ُهمْ ِإلَى الْجَنّةِ زُمَرًا ( ))73إذن ليسوا مجموعين ،الزمر يعني جماعات ق الّذِي َ( َوسِي َ
جماعات ،الزمرة الجماعة ،زمرا يعني جماعات جماعات ليسوا وفدا مجموعين إلى أن يكتملوا
فيصيروا وفدا فيحشرهم .يعني الذين اتقوا سيصبحوا زمرا لنهم ليسوا بدرجة واحدة فيُساقون
زمرا حتى إذا اكتملوا حُشِروا وفدا يصيروا وفدا الزمر ليس وفدا ل بد أن يكتمل .في مريم قال
ن ا ّتقَوْا رَبّهُ ْم ِإلَى ا ْلجَنّةِق الّذِي َ
(إلى الرحمن) وليس إلى الجنة أما في الزمر فقال إلى الجنة (وَسِي َ
زُمَرًا ( ))73الوفد للكرام هذا بعد الحساب بعد أن يساقوا زمرا إلى الجنة يذهبون وفدا إلى
الرحمن تكريما لهم .مرحلة بعد مرحلة ل يصح أن نضع واحدة مكان أخرى ،ل يجوز ،الوفد ل
بد أن يُجمَع فقال يحشر والسَوْق للزمر اكتمل هؤلء المتقون يجمعهم فيحشرهم فيُذهَب بهم إلى
الرحمن وفدا .هم بداية زمر جماعات سيقوا إلى الجنة اجتمعوا هناك فكوّنوا وفدا فحشروا إلى
الرحمن .كل كلمة لها دللتها.
سؤال :إذن كل كلمة فيها ملمح دللي خاص بالمقام السياقي الذي يود ال تبارك وتعالى التعبير
عنه؟.
طبعا .الختيار ل يمكن أن يكون غير ذلك ،من له معرفة بالبيان ل يمكن أن يختار غير ذلك .ل
يجوز أن يقال وسيق الذين اتقوا إلى الرحمن وفدا
سؤال :هل العرب كانت تفهم وتميز بين كلمة وأخرى في تحديد دللة معينة داخل السياق أم خذخ
خصيصة من خصائص القرآن الكريم؟
فرق بين الدراك والفهم وبين القدرة والمُكنة على الفعل بمثله ،أنت ترى صنعة تعجبك لكن ليس
باستطاعتك أن تعمل مثلها.
سؤال :هم يفهمون لكن ل يستطيعون أن يقولوا مثل هذا الكلم وهم أصحاب بيان وبلغة لكن كل
واحد على قدر ما أُوتي حتى تصل إلى المنتهى.
سؤال :من خلل اطلعكم على التراث البياني والبلغي في اللغة العربية ألم يثبت أن أحدا من
الكفار وقت الرسول اعترض على كلمة من القرآن الكريم؟
أبدا والذين يعترضون اليوم لنهم بين أمرين الجهل والحرب المقصودة قصدا.
َ
مًرا م ُز َ جهَن َّ َ ن كََفُروا إِلَى َ سيقَ ال ّذِي َْ *لماذ حذف كلمة ربهم في قوله تعالى (و َ ِ
َ ت أَبْوَابُهََا وَقَا َ
نَ م يَتْلُو َ منْك َُ ْ ل ِ سَ ٌ م ُر ُم يَأتِك َُ ْخَزنَتُهََا أل ََ ْ م َ ل لَهَُ ْ ح َْ جاءُوهََا فُت ِ َ حت ََّى إِذ َا َ َ
َ َ َ ُ َ َ
ةم ُ ت كَل ِ َ ح ّق ْ َ ن َ م هَذ َا قَالوا بَلى وَلك ِ َ ْ مك ُ َ ْم لَِقاءَ يَوْ ِ م وَيُنْذُِرونَك ُ َ ْ ت َربِّك ُ َ ْم آيَا ِ َ عَليْك ُ َ ْ
ن ( ))71فََي سََورة الزمََر وذكرهََا مََع الذيََن اتقوا؟ ب عَلَى الْكَافِرِي َ َ الْعَذ َا ِ َ
(د.حسام النعيمى)
ذكر ربهم مع الذين اتقوا ولم يذكرها مع الذين كفروا يتعلق بالحذف والذكر .في هذه الية من
سورة الزمر ذكر تعالى الذين كفروا عندما يساقون الى النار فهؤلء ل يستحقون أن يرد معهم اسم
ال سبحانه وتعالى فضلً عن أن يذكر اسم الرب (ربهم) الذي يعني المربي والرحيم العطوف
الذي يرعى عباده فل تنسجم كلمة ربهم هنا مع سوق الكافرين الى جهنم وعدم ذكر كلمة ربهم مع
الذين كفروا هو لسببين الول أنهم يساقون الى النار وثانيا أنهم ل يستحقون ان تذكر كلمة ربهم
معهم فل نقول وسيق الذين كفروا ربهم الى جهنم لن كلمة الرب هنا :ان فيها نوع من التكريم
والواقع أنه كما قال تعالى (فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا) لكن مع المؤمنين نقول (وسيق
الذين اتقوا ربهم الى الجنة) ذكر كلمة ربهم هنا تنسجم مع الذين اتقوا .وفعل كفر يتعدّى بنفسه أو
بحرف الجر وهنا لم يتعدى الفعل وهذا يدل على اطلق الذين كفروا بدون تحديد ما الذي كفروا به
لتدل على أن الكفر مطلق فهم كفروا بال وباليمان وبالرسل وبكل ما يستتبع اليمان( ..وسيق
الذين كفروا الى جهنم زمرا) لم تذكر كلمة (ربهم) لن الربوبية رعاية ورحمة ول تنسجم مع
السوق للعذاب ول يراد لهم أن يكونا قريبين من ربهم لكنها منسجمة مع سوق الذين اتقوا ربهم الى
الجنة فهي في هذه الحالة مطلوبة ومنسجمة .كلمة الرب فيها نوع من التكريم فل تذكر مع
الكافرين لكن مع المؤمنين تكون مطمئنة ومحببة اليهم (وسيق الذين اتقوا ربهم الى الجنة زمرا) .
وقد وردت كفروا ربهم في مواطن أخرى في القرآن لكن في هذا الموقع لم ترد لنه ل تنسجم مع
سوق الكافرين الى النار ول بد أن ننظر في سياق اليات فقد قال تعالى (ورتل القرآن ترتيل)
والترتيل في القرآن ليس هو النغم وإنما النظر في اليات رتلً أي آية تلو آية متتابعة لنها مرتبطة
ببعضها فإذا اقتطعت آية من مكانها قد تؤول وتفسّر على غير وجهها المقصود لكن إذا أُخذت في
داخل سياقها فستعطي المعنى المطلوب الذي ل يحتمل وجها آخر .والبعض يتداول آيات خارج
سياقها فتعطي معنى وفهما غير دقيق للية ولو أُخذت اليات في سياقها لفهمناها الفهم الصحيح
ولذا يجب أخذ اليات في سياقها.
َ
جنَّةِ م إِلَى ال ْ َ ن اتََّقوْا َربَّهَُ ْ سيقَ ال ّذِي ََ *مَا دللة ذكَر الواو مَع الجنَة فَي اليَة (وََ ِ
م م طِبْت َُ ْ م عَل َ َيْك َُ ْ سَل ٌ خَزنَتُهََا ََ م َ ل لَهَُ ْ ت أَبْوَابُهََا وَقَا َ ح َْ جاؤُوهََا وَفُت ِ َ حت ََّى إِذ َا َ مًرا َ ُز َ
ن كََفُروا سيقَ ال ّذِي َ ن ( )73الزمر) وعدم ذكرها مع أهل النار (و َ ِ خالِدِي َ خلُوه َا َ فَاد ْ ُ
ت أَبْوَابُهَا ())71؟(د.فاضل السامرائى) ح ْ جاؤُوهَا فُت ِ َ حتَّى إِذ َا َ مًرا َ م ُز َجهَن َّ َ إِلَى َ
ل قال ربنا أن النار عليهم مؤصدة يعني أبوابها مغلقة سجن والسجن ل يُفتح بابه إلى لداخل فيه أو ً
علَيْهِم مّ ْؤصَدَ ٌة ( )8الهمزة) ل تفتح إل إذا جاؤوها أو خارج منه ،إذن جهنم مغلقة أبوابها (إِنّهَا َ
لذلك قال (حَتّى إِذَا جَاؤُوهَا فُ ِتحَتْ أَبْوَابُهَا ( ))71لنها كانت مغلقة .الجنة مفتحة أبوابها ليست
حتْ أَبْوَابُهَا) الواو هنا ب ( )50ص) (حَتّى إِذَا جَاؤُوهَا َوفُ ِت َ مغلقة (جَنّاتِ عَ ْدنٍ ّمفَ ّتحَ ًة لّهُ ُم ا ْلأَبْوَا ُ
حاليّة جاؤوها في هذه الحالة جاؤوها وقد فتحت أبوابها حال كون أبوابها مفتحة ( ّمفَ ّتحَةً لّهُمُ
ا ْلأَبْوَابُ) .بدون واو (حَتّى إِذَا جَاؤُوهَا فُ ِتحَتْ أَبْوَابُهَا ( ))71معناها أن البواب مغلقة وحتى ل
تتبدد الحرارة أما في الجنة فأبوابها مفتحة .حتى في الحديث الذي يخرج من النار ويرى أهل
الجنة منعمين إذن هي مفتوحة وإل كيف يراهم؟ وأهل العراف يرونهم .لذا قال (حَتّى إِذَا جَاؤُوهَا
حتْ أَبْوَابُهَا) .المر الخر ذكر جواب الشرط (حَتّى إِذَا جَاؤُوهَا فُ ِتحَتْ أَبْوَابُهَا) ،في أهل الجنة َوفُ ِت َ
حتْ أَبْوَابُهَا ن ا ّتقَوْا رَبّ ُهمْ ِإلَى الْجَنّةِ زُمَرًا حَتّى إِذَا جَاؤُوهَا َوفُ ِت َ ق الّذِي َ لم يذكر جواب الشرط ( َوسِي َ
ن ( ))73هنا جواب الشرط محذوف للتفخيم خلُوهَا خَالِدِي َ علَيْكُمْ طِ ْبتُ ْم فَادْ ُسلَامٌ َ ل لَهُمْ خَزَنَتُهَا َ َوقَا َ
ف إِذَا َت َوفّتْهُمْ وأحيانا يحذف فعل الشرط للتفخيم والتعظيم سواء كان في العذاب أو في الكرام (فَكَيْ َ
الْ َملَائِكَةُ َيضْرِبُونَ ُوجُوهَهُمْ َوأَ ْدبَارَهُمْ ( )27محمد) المشهد أكبر من الحديث وحتى في كلمنا
العادي نقول :وال لئن قمت إليك وتسكت ،أنت تريد أل تكمل حتى ل يعلم السامع ماذا ستفعل لنه
ن ا ّتقَوْا رَبّهُ ْم ِإلَى ق الّذِي َ
لو ذكرت أمرا معينا لتّقاه وتهيأ له فهذا من الهويل وهنا نفس الشيء (وَسِي َ
ن( خلُوهَا خَالِدِي َ علَيْكُمْ طِبْ ُتمْ فَا ْد ُ سلَامٌ َ
حتْ أَبْوَابُهَا َوقَالَ لَهُ ْم خَزَنَتُهَا َ ا ْلجَنّةِ زُمَرًا حَتّى إِذَا جَاؤُوهَا َوفُ ِت َ
))73هذه كلها عطف ول تجد جواب الشرط مطلقا فحذف جواب الشرط لتفخيم وتعظيم ما يلقونه
لن ما يلقونه يضيق عنه الكلم يعني اللغة الحالية الن ل تستطيع أن تعبر عما يجدون ،تضيق
عنه (فيها ما ل عين رأت ول أذن سمعت ول خطر على قلب بشر) إذن ما يجدونه أكبر من اللغة
ول تستطيع اللغة أن تعبر عنه .الجواب هناك ،الجواب ما تراه ل ما تسمعه.
*ربما يتبادر إلى الذهن أن الفعل في بداية اليتين واحد والمشهد ربما يكون واحد هنا سوق وهنا
سوق والملئكة تسوقهم جميعا فلماذا لم يستخدم صيغة مختلفة مع أهل الجنة غير فعل سيق؟
ن ( ))75كلها ب الْعَالَمِي َ ل ا ْلحَمْدُ ِللّهِ َر ّ نلحظ رب العالمين هنا حاكم وقال ( َو ُقضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقّ َوقِي َ
حتْ أَبْوَابُهَا). هكذا ( َوفُ ِت َ
*مَا دللة اسَتخدام (مَا) او حذفهَا فَي قوله تعالى (حتَى إذا مَا جاؤهَا شهَد
عليهم()20فصلت) وقوله (حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها( )71الزمر)؟(د.فاضل
السامرائى)
جلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا علَيْهِمْ سَمْعُ ُهمْ َوأَ ْبصَارُهُمْ َو ُ قال تعالى في سورة فصلت (حَتّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَ ِهدَ َ
ن { )}20وهذا من غرائب المور أن يشهد السمع والبصر والجلود على الناس ولذا اقتضى يَعْ َملُو َ
ق الّذِينَ َكفَرُوا ِإلَى جَهَنّمَ ُزمَرا استخدام (ما) للتوكيد) ،أما في سورة الزمر فقد جاءت الية (وَسِي َ
علَيْكُ ْم آيَاتِ رَبّكُمْ سلٌ مّنكُمْ يَ ْتلُونَ َ ت أَبْوَابُهَا َوقَالَ لَهُ ْم خَزَنَتُهَا َألَمْ َيأْتِكُمْ ُر ُ حَتّى إِذَا جَاؤُوهَا فُ ِتحَ ْ
ن { )}71وهنا المر علَى الْكَافِرِي َ ح ّقتْ َكلِ َم ُة الْعَذَابِ َ َويُنذِرُونَكُ ْم ِلقَاء يَوْ ِمكُ ْم هَذَا قَالُوا َبلَى َولَ ِكنْ َ
عادي إذا جاءوا فُتحت البواب.
ْ َ
م م يَأتِك ُ ْ *ما الفرق بين يتلون عليكم آيات ربكم ويقصون عليكم في اليات (أل َ ْ
َ
س أل َ ْ
م ن وَالِن ِ ج ِّ شَر ال ْ ِمعْ َ م ( )71الزمر) (ي َا َ ت َربِّك ُ ْ م آيَا ِ ن عَلَيْك ُ ْ م يَتْلُو َ منك ُ ْ ل ِّ س ٌ ُر ُ
ْ
م هَََذ َا ()130 مك َُ ْ م لَِقاء يَوْ ِ م آيَات َِي وَيُنذُِرونَك َُ ْ ن عَلَيْك َُ ْ صو َ م يَُق َُّ منك َُ ْ ل ِّ س ٌ م ُر َُ يَأتِك َُ ْ
النعام)؟(د.فاضل السامرائى)
علَيْكُ ْم آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُ ْم ِلقَاء يَوْمِكُمْ سلٌ مّنكُمْ َي ُقصّونَ َ س َألَمْ َيأْتِكُمْ رُ ُآية النعام (يَا مَ ْعشَ َر الْجِنّ وَالِن ِ
حتْ أَبْوَابُهَا َوقَالَ ق الّذِينَ َكفَرُوا ِإلَى جَهَنّمَ زُمَرًا حَتّى إِذَا جَاءُوهَا فُ ِت َ هَـذَا ( ))130في الزمر (وَسِي َ
علَيْكُ ْم آَيَاتِ رَبّكُمْ وَيُ ْنذِرُونَكُ ْم ِلقَاءَ يَوْمِكُ ْم َهذَا ( ))71تشابه سلٌ مِنْكُمْ يَ ْتلُونَ َ لَهُ ْم خَزَنَتُهَا َألَمْ َيأْتِكُمْ رُ ُ
كبير .القصة الخبر ،يقصّ يُخبر ،قصّ عليه الخبر أورده .تل يعني قرأ ،تلوت القرآن ،التلوة
تكون لنص يُقرأ سواء عن حفظ أو عن كتاب يجب أن يكون هناك نص لتكون هناك تلوة أما
القصة فقد تكون مكتوبة نصا أو يكون من غير نص مشافهة سواء من كتب أو من غير .أما
التلوة فل بد أن يكون هنالك نص حتى تكون تلوة في اللغة سواء النص عن حفظ أو من كتاب،
ص ( )25القصص) القصة قد تكون من علَ ْي ِه الْ َقصَ َ
أما القصة فقد تورد له الخبر ( َفلَمّا جَاءهُ َوقَصّ َ
صحف أو عامة .أيّ العمّ قصّ أو تل؟ قصّ أعمّ من تل ،تل مقيّد من كتاب أما قصّ فقد يكون
علَيْكُ ْم آيَاتِي) سواء الرسل كان عندهم كتب أو من كتاب أو من غير كتاب إذن قصّ أعمَّ ( .ي ُقصّونَ َ
ليس عندهم كتب كلهم أصحاب رسالة لكن ليس عندهم كلهم كتب وإنما بلغوا مشافهة إذن كلمة
(يقصون) تشمل الرسل الذي أرسل عليهم كتب والذين لم ينزل عليهم كتب ،قال تعالى صحف
إبراهيم وموسى والتوراة والزبور والقرآن والنجيل .إذن يقصون شملت من أنزل عليه كتاب ومن
لم ينزل عليه كتاب أما تل فشملت من أنزل عليهم الكتاب فقط .إذن قصّ أعم تشمل جميع الرسل
أما تل فتخص من أنزل عليهم الكتاب فقط ،لماذا وضع كل واحدة في مكانها؟ (يَا مَ ْعشَ َر الْجِنّ
علَيْ ُكمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُ ْم ِلقَاء يَوْمِكُ ْم هَـذَا ( ))130الخطاب سلٌ مّنكُمْ َي ُقصّونَ َ وَالِنسِ َألَمْ َيأْتِكُمْ رُ ُ
ن قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ موجه من ال تعالى لكل الجن والنس قبلها قال (وَ َيوْمَ َيحْشُرُهُ ْم جَمِيعًا يَا مَعْشَ َر ا ْلجِ ّ
ل النّارُ ج ْلتَ لَنَا قَا َجلَنَا الّذِي َأ ّن ا ْلإِنْسِ رَبّنَا اسْتَ ْمتَعَ َب ْعضُنَا بِبَعْضٍ َو َبلَغْنَا َأ َ ِمنَ ا ْلإِنْسِ َوقَالَ أَ ْولِيَاؤُهُمْ مِ َ
علِي ٌم ( ))128لم يستثني أحدا إذن شمل الكل ك حَكِيمٌ َ ن فِيهَا ِإلّا مَا شَاءَ اللّهُ ِإنّ رَ ّب َ مَ ْثوَاكُمْ خَالِدِي َ
ق الّذِينَ َكفَرُوا ِإلَى جَهَنّمَ زُمَرًا حَتّى إِذَا سواء مبلّغ له كتاب أو ليس له كتاب .أما في الزمر ( َوسِي َ
علَيْكُ ْم آَيَاتِ رَبّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُ ْم ِلقَاءَ سلٌ مِنْكُمْ يَ ْتلُونَ َ حتْ أَبْوَابُهَا َوقَالَ لَهُ ْم خَزَنَتُهَا َألَمْ َيأْتِكُمْ رُ ُ جَاءُوهَا فُ ِت َ
ن ( ))71هذه زمرة ،هؤلء قسم قليل من علَى الْكَافِرِي َ حقّتْ َكلِمَ ُة الْعَذَابِ َ ن َ َيوْمِكُ ْم هَذَا قَالُوا َبلَى َولَكِ ْ
علَيْكُ ْم آَيَاتِ رَبّكُمْ) هم أولئك ،أما آية النعام فشملت كل النس والجن .فلما كانت زمرة قال (يَ ْتلُونَ َ
زمرة أقل ،أما آية النعام فللجميع ،فلما خصص المجموعة خصص بالتلوة ولما عمم النس
والجن عمم الرسالة فقال (يقصون).
ل نفهم أن هذه مجموعة محددة وصل إليها نبي بكتاب؟
قد يكون ،زمر تأتي زمرة مثلً من اليهود أو النصارى أو من أصحاب الكتب هؤلء عندهم كتب
(يتلون عليكم) ،جماعة من كفرة المسلمين ،زمرة من هؤلء كانوا يستمعون القرآن كان يقرأ عليهم
كتاب .هذا التعميم يحتاج إلى تعميم والتخصيص يحتاج إلى تخصيص.
*ما الفرق بين سلم والسلم ؟(د.فاضل السامرائى)
السلم معرفة والمعرفة هو ما دلّ على أمر معين ،وسلم لك والصل في النكرة العموم إذن كلمة
سلم عامة وكلمة السلم أمر معين .لما نقول رجل يعني أيّ رجل ولما نقول الرجل أقصد رجلً
معينا أو تعريف الجنس .الصل في النكرة العموم والشمول .إذن (سلم) أعم لنها نكرة وربنا
علَى عِبَادِ ِه الّذِينَ سلَامٌ َ
ي إل بالتنكير في القرآن كله مثل ( ُقلِ ا ْلحَمْدُ ِللّ ِه وَ َ سبحانه وتعالى لم يحي ّ
علَى إِبْرَاهِي َم ()109 سلَامٌ َ ن ( )79الصافات) ( َ ح فِي الْعَالَمِي َ علَى نُو ٍ سلَامٌ َ طفَى ( )59النمل) ( َ اصْ َ
سلَا ٌم قَ ْولًا مِن ّربّ ّرحِي ٍم ( ن ( )120الصافات) حتى في الجنة ( َ علَى مُوسَى وَهَارُو َ سلَامٌ َ الصافات) ( َ
خلُوهَا خَالِدِينَ ( )73الزمر) ربنا تعالى لم يحييّ هو علَيْكُمْ طِبْتُ ْم فَا ْد ُ سلَامٌ َ )58يس) حتى الملئكة ( َ
إل بالتنكير لنه أعم وأشمل كل السلم ل يترك منه شيئا( .سلم عليه) هذه تحية ربنا على يحيى
والية الخرى عيسى سلم على نفسه وليس من عند ال سبحانه وتعالى ،سلم نكرة من قبل ال
تعالى والسلم من عيسى وليس من ال تعالى والتعريف هنا (السلم) أفاد التخصيص .ويقوون
تعريض بالذين يدعون أن مريم كذا وكذا فقال (والسلم علي) رد على متهمي مريم عليها السلم.
*انظر آية (.)17
آية (:)74
َ َ
صدَقَنَا مد ُ لِل َّهِ ال ّذِي ََ ح ْ *مََا المقصََود بكلمََة الرض فََي قوله تعالى (وَقَالُوا ال ْ َ
شاءُ فَنِع َ ُ َ َ
ن ( ))74في ملِي َ جُر الْعَا ِ مأ ْ ْ َ ث نَ َ حي ْ ُ جنَّةِ َ ن ال ْ َ م َ ض نَتَبَوَّأ ِ وَعْد َه ُ وَأوَْرثَن َا اْلْر َ
سورة الزمر؟(د.حسام النعيمى)
( َوأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَ َب ّوأُ ِمنَ ا ْلجَنّ ِة حَ ْيثُ َنشَاءُ) هناك تبديل فالرض الذي يورثها المؤمنون يتبوأون
من الجنة هي ليست هذه الرض وإنما هي أرض الخرة التي قال تعالى عنها (يَوْمَ تُ َب ّدلُ ا ْلأَرْضُ
غَيْرَ ا ْلأَرْضِ وَالسّمَوَاتُ وَبَرَزُوا ِللّ ِه الْوَاحِ ِد ا ْلقَهّا ِر ( )48إبراهيم) .فإذن نحن لسنا والعياذ بال في
يد الرحمن كما تهيأ للسائلة ونحاسب كل .نحن في قبضته أي في سيطرته وفي ملكه فنحاسب.
آية (:)75
*انظر آية (.)16
َ
حتِهََا من ت َ ْ جرِي َِ جنَّةِ غَُرفًَا ت َ ْ ن ال ْ َم ََ ت لَنُبَوِّئَنَّهَُم ِّ حا ِ صال ِ َملُوا ال ََّ منُوا وَعَ ِ نآ َ *(وَال ّذِي ََ
جَزآؤُهََُم ك َ ن ( )58العنكبوت) – (أُوْل ََََئ ِ َ ملِي َََ جُر الْعَا ِ
َ
مأ ْ ن فِيهَََا نِعََْ َ خالِدِي َََ اْلَنْهَاُر َ
جُر َ حتِهَََا الَنْهَاُر َ جنَّا من َّرب ِّه َّ
مأ ْ ن فِيهَََا وَنِعََْ َ خالِدِي َََ من ت َ ْ جرِي ََِ ت تَ ْ ٌََ م وَ َ ْ ََِ مغِْفَرة ٌ ََِّ
َ َ
صدَقَنَا وَعْد َ َهُ وَأَوَْرثَن َ َا مد ُ لِل ّ َهِ ال ّذِي َ َ ح ْ ن ( )136آل عمران) – (وَقَالُوا ال ْ َ ملِي َ َ الْعَا ِ
َ ُ َ
ن ( )74الزمَر)؟(د.أحمَد ملِي ََ جُر الْعَا ِ مأ ْ شاء فَنِعَْ َ ث نَ َ حي َْ ُ جنَّةِ َ ن ال ْ َ م ََ ض نَتَبَوَّأ ِ اْلْر ََ
الكبيسى)
لماذا مرة (نعم أجر العاملين) ومرة بالواو (ونعم أجر العاملين) ومرة بالفاء (فنعم أجر العاملين)؟
عندما تكرّم الول في الجامعة هناك أول مكرر هناك أكثر من أول فأعطيت كل واحد سيارة هذا
نعم أجر العاملين ،لكن أول الوائل الذي هو أولهم أخذ سيارتين هذا ونعم أجر العاملين هذه أقوى
من الولى ،أما فنعم أجر العاملين هذه عندما يستلمون الجائزة.
ن الْجَنّ ِة غُ َرفًا َتجْرِي مِن َتحْتِهَا ا ْلأَنْهَارُ ن آمَنُوا وَعَ ِملُوا الصّالِحَاتِ لَنُبَوّئَنّهُم مّ َ قال تعالى (وَالّذِي َ
ن ( )58العنكبوت) غُرَف غرفات هذه كأنها درر وياقوت أعجوبة ن فِيهَا نِ ْعمَ َأجْ ُر الْعَا ِملِي َ خَالِدِي َ
العجائب ،نعم أجر العاملين على العمل الصالح يصوم ويصلي كما جميع المسلمين المؤمنين بال
إذا داوموا عليه لهم أجرهم العظيم التي هي الجنة التي فيها ما ل عين رأت ول أذن سمعت ول
خطر علة قلب بشر هذا نِعم أجر العاملين .كل مؤمن بدينه ويطبقه بالشكل الذي أمر ال عز وجل
ن فِي عباده والرسل على أي وجه هذا نعم أجر العاملين .لكن هناك أناس عندهم دقة (الّذِينَ يُن ِفقُو َ
ن إِذَا ن ( )134وَالّذِي َ ب الْمُحْسِنِي َعنِ النّاسِ وَاللّهُ ُيحِ ّ ظ وَالْعَافِينَ َ السّرّاء وَالضّرّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْ َ
ل اللّهُ َولَمْ ُيصِرّواْ ستَ ْغفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَ ْغفِ ُر الذّنُوبَ إِ ّ ظلَمُو ْا أَ ْنفُسَهُمْ ذَكَرُو ْا اللّهَ فَا ْ ش ًة أَوْ َفَ َعلُو ْا فَاحِ َ
ك جَزَآؤُهُم مّ ْغفِرَةٌ مّن رّبّهِمْ َوجَنّاتٌ َتجْرِي مِن َتحْتِهَا ن ( )135أُ ْولَـ ِئ َ علَى مَا فَ َعلُواْ وَهُمْ يَ ْعلَمُو َ َ
ن ( )136آل عمران) شهوات قوية صبروا عليها ويندمون ن فِيهَا وَنِعْ َم َأجْرُ الْعَا ِملِي َ الَنْهَا ُر خَالِدِي َ
ويعودون قال (ونعم أجر العاملين) هذه مرتبة أعلى .عندما تأتي يوم القيامة تحاسَب أو ل تحساب،
حتْ أَبْوَابُهَا ن ا ّتقَوْا رَبّهُ ْم ِإلَى ا ْلجَنّةِ زُمَرًا حَتّى إِذَا جَاؤُوهَا َوفُ ِت َ ق الّذِي َ تدخل الجنة وترى النعيم (وَسِي َ
ن (َ )73وقَالُوا ا ْلحَمْ ُد ِللّ ِه الّذِي صَ َدقَنَا وَ ْ
عدَهُ خلُوهَا خَالِدِي َ علَيْكُمْ طِ ْبتُ ْم فَادْ ُ
سلَامٌ َل لَهُمْ خَزَنَتُهَا َ َوقَا َ
ن ( )74الزمر) بالفاء أي استلمنا. ن الْجَنّةِ حَ ْيثُ نَشَاء فَنِ ْعمَ َأجْ ُر الْعَا ِملِي َ َوأَوْ َرثَنَا ا ْلأَرْضَ نَتَبَ ّوأُ مِ َ
(فنعم) ل تقولها إل عندما تستلم جائزتك وأجرك .فالجر إن وُعِدت به فهم (نعم أجر العاملين) إذا
كان شيئا متميزا لنك أنت متميز هذه (ونعم أجر العاملين) وإذا استلمته (فنعم أجر العاملين) ،هذا
هو الفرق.
آية (:)75
*ما دللة (من) فى الية؟(د.فاضل السامرائى)
سدّا) يعني متصل بهم ليس بينهم ن أَيْدِيهِمْ َ (من) تفيد ابتداء الغاية مثلما قال تعالى( َوجَ َعلْنَا مِنْ بَ ْي ِ
وبين السد مسافة وإنما السد ملتصق بهم لو قال (بين أيديهم) تحتمل هذا وتحتمل المسافة البعيدة
سيَ مِن فَ ْوقِهَا ( )10فصلت) لن الجبال هي ملتصقة بالرض ليس بينها وبين ( َوجَ َعلَ فِيهَا رَوَا ِ
الرض فاصل لذلك لم يقل رواسي فوقها( ،فوقها) تحتمل الملصقة وعدمها أما (من فوقها) فتهني
ش ()75 ن حَ ْولِ الْعَرْ ِ الملصقة .وفي مناسبة ذكرنا العرش في يوم القيامة (وَتَرَى الْمَلَائِكَ َة حَافّينَ مِ ْ
الزمر) ليس بينهم وبين العرش فراغ ولو قال حول العرش تحتمل..
تم بحمد ال وفضله تجميع وترتيب هذه الخواطر القرآنية للستاذ عمرو خالد واللمسات البيانية في
سورة الزمر كما تفضل بها الدكتور فاضل صالح السامرائي والدكتور حسام النعيمى زادهما ال
علما ونفع بهما السلم والمسلمين والدكتور أحمد الكبيسى وقامت بنشرها الخت الفاضلة سمر
الرناؤوط فى موقعها إسلميات جزاهم ال عنا خير الجزاء ..فما كان من فضلٍ فمن ال وما
كان من خطأٍ أوسهوٍ فمن نفسى ومن الشيطان.
أسأل ال تعالى ان يتقبل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن ينفعنا بهذا العلم فى الدنيا والخرة
ويلهمنا تدبر آيات كتابه العزيز على النحو الذى يرضيه وأن يغفر لنا وللمسلمين جميعا يوم تقوم
الشهاد ول الحمد والمنة .وأسألكم دعوة صالحة بظهر الغيب عسى ال أن يرزقنا حسن الخاتمة
ويرزقنا صحبة نبيه الكريم فى الفردوس العلى.
الرجاء توزيع هذه الصفحات لتعم الفائدة إن شاء ال وجزى ال كل من يساهم في نشر هذه
اللمسات خير الجزاء في الدنيا والخرة.