You are on page 1of 20

‫(سورة السراء(سورة بنى إسرائيل‬

‫*تناسب خاتمة النحل مع بداية السراء*‬


‫سرَى ِب َعبْدِهِ َليْلًا (‬
‫ن اّلذِي أَ ْ‬ ‫سبْحَا َ‬‫سنُونَ (‪ ))128‬أعلى المعية أن يقرّبهم منه وفي بداية السراء ( ُ‬ ‫ن هُ ْم مُحْ ِ‬ ‫خاتمة النحل (إِنّ اللّ َه مَعَ اّلذِينَ اتّقَوْا وَاّلذِي َ‬
‫‪ ))1‬هذه أعلى المع ية إذن هذا يدل على أ نه صلى ال عل يه و سلم أعلى الذ ين اتقوا وأعلى الذ ين هم مح سنون‪ .‬هذه أعلى مع ية أ نه تعالى جاء به‬
‫ح ُك ُم َب ْينَهُ ْم يَوْ َم الْ ِقيَامَ ِة فِيمَا كَانُوا فِي هِ‬
‫ختَلَفُوا فِي هِ َوإِنّ َربّ كَ َليَ ْ‬
‫ت عَلَى اّلذِي نَ ا ْ‬
‫سبْ ُ‬ ‫جعِلَ ال ّ‬‫وقرّ به إل يه‪ .‬في ختام الن حل تكلم على ب ني إ سرائيل (ِإنّمَا ُ‬
‫ن دُونِي َوكِيلًا (‪ ))2‬هناك ذكر جانب وهنا‬ ‫خذُوا مِ ْ‬ ‫ن (‪ ))124‬وفي بداية السراء قال (وََآ َت ْينَا مُو سَى ا ْل ِكتَا بَ وَ َ‬
‫جعَ ْلنَا ُه ُهدًى ِلبَنِي ِإسْرَائِيلَ أَلّا تَتّ ِ‬ ‫ختَِلفُو َ‬
‫يَ ْ‬
‫ذكر جانبا آخر وكأنها استكمال لما حصل لهم‪.‬‬
‫**هدف السورة‪ :‬قيمة القرآن**‬
‫سورة السراء من السور المكية التي تعنى بشؤون الدين والعقيدة والوحدانية لكن تميزت هذه السورة بأنها تتكلم عن القرآن بشكل تفصيلي لم يرد‬
‫في باقي سورة القرآن‪ .‬وقد تعرّضت السورة لمعجزة السراء التي كانت مظهرا من مظاهر التكريم اللهي لنبيه الكريم بعد ما لقاه من أذى‬
‫المشركين‪ .‬وهي قصة إسراء النبي الكريم من مكة إلى المسجد القصى حيث التقى بجميع النبياء من آدم إلى عيسى عليهم جميعا وعلى‬
‫رسولنا أفضل الصلة والسلم‪ ،‬وتقدم الرسول فقال له جبريل‪" :‬تقدم يامحمد فصلّ بالنبياء إماما"‪ .‬وهذه معجزة ليس لها مثيل في تاريخ‬
‫البشرية ولم تأتي مصادفة أو عبثا وإنما هدفها كان تسليم الرسالة التي تناقلها النبياء من قبل إلى رسولنا وأمته الذين سيحملون هذه الرسالة‬
‫الخاتمة إلى يوم القيامة‪ .‬فكأن تسمية السورة تفيد انتقال الكتاب من بني إسرائيل إلى أمة محمد وكذلك أن كل أنبياء بني إسرائيل صلّوا خلف‬
‫الرسول ‪ .‬وهذه السورة هي أكثر سورة ورد فيها ذكر القرآن (‪ 11‬مرة)‪ .‬وكما سبق فإن هذه السورة ركّزت على قيمة القرآن وعظمته كما لم‬
‫يرد في أي من سور القرآن الكريم‪ .‬إذن قيمة القرآن هو محور السورة وقد جاء الحديث الشريف ليؤكد هذا المحور ‪":‬قال الرسول ‪ :‬أل إنها‬
‫ستكون فتنة فقال المام علي فما المخرج منها؟ قال كتاب ال فيه نبأ من قبلكم وخبر من بعدكم وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل من تركه‬
‫من جبّار قصمه ال ومن ابتغى الهدى من غيره أضلّه ال وهو حبل ال المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي ل تزيغ به‬
‫الهواء ول تلتبس به اللسنة ول يشبع منه العلماء ول يبلى من كثرة الر ّد ول تنقضي عجائبه وهو الذي لم ينته الجنّ إذ سمعوه إل أن قالوا‪ :‬إنا‬
‫سمعنا قرآنا عجبا هو الذي من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن عمل به أجر ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم‪".‬‬
‫واليات في السورة تعرض المحاور التالية‪:‬‬
‫لقْصَى اّلذِي بَا َر ْكنَا حَوْلَهُ ِلنُ ِريَ ُه مِنْ‬ ‫جدِ ا َ‬ ‫سِ‬ ‫حرَامِ ِإلَى ا ْلمَ ْ‬ ‫جدِ الْ َ‬ ‫ل مّنَ ا ْلمَسْ ِ‬ ‫ن اّلذِي أَسْرَى بِ َع ْبدِهِ َليْ ً‬ ‫سبْحَا َ‬ ‫انتقال الكتاب إلى المة الجديدة‪ُ ( :‬‬ ‫·‬
‫سمِيعُ ال َبصِيرُ) آية ‪1‬‬ ‫آيَاتِنَا ِإنّ ُه هُوَ ال ّ‬
‫ح ِإنّهُ‬‫حمَ ْلنَا مَعَ نُو ٍ‬ ‫خذُو ْا مِن دُونِي َوكِيلً * ذُ ّريّ َة مَنْ َ‬ ‫ل َتتّ ِ‬‫سرَائِيلَ َأ ّ‬ ‫جعَ ْلنَا ُه ُهدًى ّل َبنِي إِ ْ‬ ‫ب وَ َ‬ ‫إنتقال الكتاب عبر المم (وَآ َتيْنَا مُوسَى ا ْل ِكتَا َ‬ ‫·‬
‫شكُورًا) آية ‪ 2‬و ‪.3‬‬ ‫ع ْبدًا َ‬ ‫ن َ‬ ‫كَا َ‬
‫ض مَ ّر َتيْنِ َوَل َتعْلُنّ عُلُوّا َكبِيرًا ‪ ) ...‬آية ‪4‬‬ ‫سدُنّ فِي الَرْ ِ‬ ‫ب َلتُفْ ِ‬
‫ل فِي ا ْل ِكتَا ِ‬ ‫ض ْينَا إِلَى َبنِي ِإسْرَائِي َ‬ ‫تفريط بني إسرائيل بالكتاب ( َوقَ َ‬ ‫·‬
‫ن َيعْمَلُونَ الصّاِلحَاتِ أَنّ َلهُمْ َأجْرًا َكبِيرًا)‬ ‫ن ِيهْدِي لِّلتِي ِهيَ َأقْوَمُ َو ُيبَشّ ُر ا ْلمُ ْؤمِنِينَ اّلذِي َ‬ ‫وصول القرآن إلى أمة محمد (إِنّ هَـذَا الْ ُقرْآ َ‬ ‫·‬
‫آية ‪9‬‬
‫ل تَقُل ّل ُهمَآ ُأفّ‬ ‫حدُ ُهمَا أَ ْو كِلَ ُهمَا فَ َ‬‫ن عِن َدكَ ا ْل ِكبَرَ أَ َ‬ ‫ل َتعْ ُبدُواْ ِإلّ ِإيّاهُ َوبِا ْلوَاِل َديْنِ ِإحْسَانًا ِإمّا َيبُْلغَ ّ‬ ‫قيمة الكتاب وأوامره‪َ ( :‬وقَضَى َرّبكَ َأ ّ‬ ‫·‬
‫ع ْندَ َرّبكَ َمكْرُوهًا) اليات من ‪ 23‬إلى ‪.38‬ربع كامل تقريبا يتحدث عن هذه‬ ‫سّيئُهُ ِ‬ ‫ك كَانَ َ‬ ‫ل ذَِل َ‬‫ل كَرِيمًا*‪ *....‬كُ ّ‬ ‫ل َت ْنهَرْ ُهمَا َوقُل ّل ُهمَا قَ ْو ً‬ ‫َو َ‬
‫الوامر التي هي أوامر الفطرة البشرية مثل‪ :‬بر الوالدين‪ ،‬إيتاء ذوي القربى واليتامى‪ ،‬عدم التبذير وعدم البخل‪ ،‬عدم قتل الولد‪،‬‬
‫البتعاد عن الزنى‪ ،‬عدم قتل النفس‪ ،‬عدم أكل أموال اليتامى‪ ،‬الوفاء بالعهود‪ ،‬القسط في الكيل والميزان‪ ،‬التواضع وعدم الخيلء‪.‬‬
‫ج َهنّمَ مَلُومًا مّدْحُورًا) آية ‪39‬‬ ‫ل مَعَ اللّهِ إَِلهًا آخَ َر َفتُ ْلقَى فِي َ‬ ‫جعَ ْ‬ ‫ل تَ ْ‬
‫ح ْكمَةِ َو َ‬ ‫ك ِممّا أَ ْوحَى إَِل ْيكَ َرّبكَ مِنَ ا ْل ِ‬ ‫التعقيب‪ :‬قيمة هذا الكتاب‪( :‬ذَِل َ‬ ‫·‬
‫ل نُفُورًا ) آية ‪41‬‬ ‫و (وََل َقدْ صَ ّر ْفنَا فِي هَـذَا الْقُرْآنِ ِليَ ّذكّرُواْ َومَا يَزِيدُهُمْ ِإ ّ‬
‫ن ُمهِْلكُوهَا‬ ‫ستُورًا) آية ‪( ،45‬وَإِن مّن قَ ْريَةٍ ِإلّ نَحْ ُ‬ ‫ن بِالخِرَ ِة حِجَابًا مّ ْ‬ ‫ن لَ يُ ْؤ ِمنُو َ‬ ‫جعَ ْلنَا َب ْي َنكَ َو َبيْنَ اّلذِي َ‬
‫قيمة القرآن‪( :‬وَِإذَا قَرَ ْأتَ الْقُرآنَ َ‬ ‫·‬
‫جعَ ْلنَا الرّؤيَا اّلتِي‬ ‫ط بِالنّاسِ َومَا َ‬ ‫سطُورًا) آية ‪( ،58‬وَِإ ْذ قُ ْلنَا َلكَ إِنّ َرّبكَ أَحَا َ‬ ‫ب مَ ْ‬ ‫ن ذَلِك فِي ا ْل ِكتَا ِ‬ ‫شدِيدًا كَا َ‬‫عذَابًا َ‬ ‫ل يَوْمِ ا ْل ِقيَامَةِ أَ ْو ُم َعذّبُوهَا َ‬‫َقبْ َ‬
‫عمَى َفهُ َو فِي‬ ‫ن فِي هَـذِهِ أَ ْ‬ ‫ط ْغيَانًا َكبِيرًا) آية ‪ ،60‬و( َومَن كَا َ‬ ‫جرَةَ ا ْلمَ ْلعُونَ َة فِي القُرْآنِ َونُخَ ّو ُفهُ ْم َفمَا يَزِيدُهُمْ ِإلّ ُ‬ ‫ل ِف ْتنَةً لّلنّاسِ وَالشّ َ‬ ‫َأ َر ْينَاكَ ِإ ّ‬
‫سبِيلً) آية ‪73‬‬ ‫عمَى وََأضَلّ َ‬ ‫الخِرَةِ أَ ْ‬
‫شهُودًا * َومِنَ‬ ‫ن مَ ْ‬‫ج ِر كَا َ‬‫ن الْفَ ْ‬‫ن قُرْآ َ‬ ‫غسَقِ الّليْلِ َوقُرْآنَ الْ َفجْرِ إِ ّ‬ ‫شمْسِ إِلَى َ‬ ‫حلوة القرآن‪ :‬هو الشفاء والرحمة (َأقِ ِم الصّلَةَ ِلدُلُوكِ ال ّ‬ ‫·‬
‫حمَةٌ لّ ْلمُ ْؤمِنِينَ َولَ يَزِيدُ‬ ‫شفَاء وَ َر ْ‬ ‫ن مَا هُوَ ِ‬ ‫ل مِنَ الْ ُقرْآ ِ‬ ‫حمُودًا ) آية ‪ 78‬و ‪َ ( 79‬وُننَزّ ُ‬ ‫عسَى أَن َي ْبعَ َثكَ َرّبكَ مَقَامًا مّ ْ‬ ‫ج ْد بِهِ نَا ِفلَةً ّلكَ َ‬‫ل َفتَهَ ّ‬‫الّليْ ِ‬
‫الظّاِلمِينَ َإلّ خَسَارًا) آية ‪82‬‬
‫ظهِيرًا *‬ ‫ضهُمْ ِل َبعْضٍ َ‬ ‫ن َبعْ ُ‬ ‫ل يَ ْأتُونَ ِب ِمثْلِهِ وَلَ ْو كَا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ل هَـذَا ا ْلقُرْآ ِ‬ ‫ن عَلَى أَن َي ْأتُواْ ِب ِمثْ ِ‬ ‫ت الِنسُ وَالْجِ ّ‬ ‫ج َتمَعَ ِ‬‫عظمة القرآن‪( :‬قُل ّلئِنِ ا ْ‬ ‫·‬
‫ل فََأبَى َأ ْكثَرُ النّاسِ ِإلّ ُكفُورًا) آية ‪ 88‬و ‪.89‬‬ ‫ل َمثَ ٍ‬ ‫س فِي هَـذَا الْقُرْآنِ مِن كُ ّ‬ ‫َولَ َقدْ صَ ّر ْفنَا لِلنّا ِ‬
‫س عَلَى ُمكْثٍ َونَزّ ْلنَاهُ‬ ‫ل َومَا أَ ْرسَ ْلنَاكَ ِإلّ ُمبَشّرًا َونَذِيرًا * َوقُرْآنا فَ َر ْقنَاهُ ِلتَ ْقرَأَ ُه عَلَى النّا ِ‬ ‫ق نَزَ َ‬ ‫حقّ أَنزَ ْلنَاهُ َوبِالْحَ ّ‬ ‫دور القرآن‪َ ( :‬وبِالْ َ‬ ‫·‬
‫تَنزِيلً ) آية ‪ 105‬و ‪106‬‬
‫جدًا *‬ ‫ل ْذقَانِ سُ ّ‬‫خرّونَ لِ َ‬ ‫ل تُ ْؤ ِمنُواْ إِنّ اّلذِينَ أُوتُواْ ا ْلعِ ْل َم مِن َقبْلِهِ ِإذَا يُتْلَى عََل ْيهِ ْم يَ ِ‬ ‫ل آ ِمنُواْ بِهِ أَ ْو َ‬ ‫ختام السورة‪ :‬أحباء القرآن‪( :‬قُ ْ‬ ‫·‬
‫ن يَ ْبكُونَ َويَزِيدُهُمْ خُشُوعًا) اليات من ‪ 107‬إلى ‪109‬‬ ‫ل ْذقَا ِ‬‫خرّونَ لِ َ‬ ‫عدُ َربّنَا َلمَ ْفعُولً * َويَ ِ‬ ‫سبْحَانَ َرّبنَا إِن كَانَ وَ ْ‬ ‫َو َيقُولُونَ ُ‬
‫وكأن السورة كلها تدعو لعدم التخلي عن القرآن كما فعلت المم السابقة‪ ،‬لمّا تخلوا عن الكتاب استبدلهم ال بأمم أخرى تحافظ على الكتاب‪ .‬وهذا‬
‫القرآن هو الذي يخرج من الظلمات إلى النور وعلينا أن نتمسك به كما وصّانا ‪" :‬تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا كتاب ال‬
‫وسنتي" والحرف فيه بحسنة ل أقول ألم حرف وإنما أقول ألف حرف‪ ،‬لم حرف وميم حرف‪.‬‬
‫وهذه السورة تقع في وسط القرآن وكأنما هي تذكير أن القرآن هو كتاب هذه المة التي جعلها تعالى أمة وسطا‪ .‬وآخر السورة فيها سجدة حتى‬
‫نسجد ونستشعر قيمة هذا القرآن العظيم الذي كان الذين أوتوه من قبلنا إذا سمعوه يخرّون للذقان يبكون ويزيدهم خشوعا وفي هذا توجيه‬
‫للمسلمين أن يحافظوا على هذا القرآن ويستشعروا عظمته ويحرصوا على تطبيق تعاليمه حتى ل ينزع من هذه المة كما نزع ممن سبقها‪.‬‬
‫سورة السراء تحدثت عن القرآن وتبدأ سوة الكهف مباشرة بعدها بقوله تعالى (الحمد ل الذي أنزل على عبده الكتاب) فسبحان ال العلي القدير‪.‬‬
‫***من اللمسات البيانية فى سورة السراء***‬
‫*لماذا جاء الخطاب في سورة السراء لـ (بني إسرائيل) وليس لليهود؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫لن بني إسرائيل هم أبناء يعقوب(وهوإسرائيل)وهم المعنيّون بالمر وليس اليهود عموما هم المقصودون في الية‪.‬‬
‫* ذكر أن النبياء ل يتكلمون اللغة العربية وفي رحلة السراء والمعراج قال النبياء للرسول صلى‬
‫الله عليه وسلم أهل ً بالخ الصالح والنبي الصالح؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫هذا خارج حياة الرض في العالم الخرعالم الغيب لن ال سبحانه وتعالى طوى لحبيبه محمد الزمان بحيث عرض عليه ما بعد قيام الساعة‪،‬‬
‫عرض عليه أناسا يعذبون وهو رآهم حقيقة وليس مجازا‪ .‬رأى الجنة وما فيها ورأى النار وما فيها وهذا شيء غيب خارج قوانين الرض‪ .‬ونحن‬
‫عندنا إشارات أن كلم أهل الجنة وكلم الخرة سيكون بالعربية‪ .‬أسماء الملئكة عربية‪ :‬لما يتحدث القرآن عن النار خازنها مالك ومالك إسم‬
‫عربي وخازن الجنة رضوان ورضوان إسم عربي‪ .‬أول ما يموت النسان اللذان يوقظانه ويحاسبانه منكر ونكير أسماء عربية‪ .‬هذه مؤشرات‬
‫وعندنا حديث ل أدري إن كان ضعيفا ‪ " :‬أُحبّ العرب لثلث لني عربي‪ ،‬كلم أهل الجنة عربي‪ ،‬والمسلمون يحبون العرب" الحديث الضعيف‬
‫غير الموضوع يؤخذ منه لنه لما يكون الحديث ضعيفا أي هناك إحتمال خمسين في المئة أن يكون الرسول قاله أما الموضوع فهو كذب‪.‬‬
‫الضعيف عليه إشكال معناه صحيح لن الرسول عربي والمسلمون يحبون العرب فكان العربي إذا ذهب إلى باكستان وتركيا يتمسحون به‬
‫ويتبركون به ‪.‬‬
‫*فى قضية السراء أكان بالروح ام بالجسد؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫أبو حيان الندلسي لما جاء ليبحث في مسألة السراء أكان بالروح والجسد أو كان بالروح؟ ذكر إثنين من الصحابة قال السراء كان بالروح‪ ،‬قال‬
‫ح فل يعت ّد به لن فلن‬ ‫إن صح الكلم‪ ،‬النقل عنهما لنهما لو يقول حدثنا رسول ال ولكنه كان إجتهاد منهما قال السراء بالروح قال إن ص ّ‬
‫في أيام السراء كان كافرا لو قال حدثني فلن من الصحابة عن رسول ال يُقبل كلمه لكن هذا رأيه‪ ،‬وفلن كان صغيرا‪ .‬لما يأتينا رأي إذا‬
‫كان صحابي ينسبه للرسول فل مجال للمشاحة فيه‪.‬‬
‫*لمسات بيانية في السراء والمعراج‬
‫للستاذ الدكتور فاضل صالح السامرائي استاذ الدب في كلية اللغة العربية في جامعة الشارقة*‬
‫جاء ذكر حادثة السراء صريحا في الية الولى من سوة السراء أما المعراج فجاء ذكر أحداثه في سورة النجم في آيات متتالية من الية ‪ 1‬إلى‬
‫الية ‪.18‬‬
‫السراء‪:‬‬
‫سورة‬ ‫سمِيعُ البَصِيرُ‬
‫ن آيَا ِتنَا ِإنّ ُه هُوَ ال ّ‬
‫حوْلَهُ ِلنُ ِريَهُ مِ ْ‬
‫لقْصَى اّلذِي بَا َر ْكنَا َ‬
‫جدِ ا َ‬
‫سِ‬‫حرَامِ إِلَى ا ْلمَ ْ‬
‫جدِ الْ َ‬
‫ل مّنَ ا ْلمَسْ ِ‬
‫سبْحَانَ اّلذِي َأسْرَى ِب َعبْدِهِ َليْ ً‬
‫ُ‬
‫السراء آية ‪1‬‬
‫ل في هذا إشارة إلى أنه سينُقل إلى مكان وعالَم كله تسبيح‪ :‬سورتي النحل (َأتَى َأمْ ُر اللّهِ‬ ‫حُفّت السورة كلها بالتسبيح والتحميد قبلها وبعدها ولع ّ‬
‫جعَل لّ ُه عِوَجَا )‪ ،‬وآياتها حُفّت بالتسبيح‬ ‫ع ْبدِهِ ا ْل ِكتَابَ وََل ْم يَ ْ‬
‫ل عَلَى َ‬ ‫ح ْمدُ لِلّ ِه اّلذِي أَنزَ َ‬‫ش ِركُونَ) وسورة الكهف (ا ْل َ‬ ‫عمّا يُ ْ‬
‫سبْحَانَهُ َو َتعَالَى َ‬
‫س َتعْجِلُو ُه ُ‬
‫ل تَ ْ‬
‫فَ َ‬
‫ي مّنَ الذّلّ َو َكبّرْ ُه َت ْكبِيرًا )‬
‫ك فِي ا ْلمُ ْلكِ وََل ْم َيكُن لّهُ وَِل ّ‬ ‫خذْ وََلدًا وَلَم َيكُن لّهُ شَرِي ٌ‬ ‫والتحميد في بدايتها بالية ‪ 1‬وفي آخرها ( َوقُلِ الْ َ‬
‫ح ْمدُ لِلّهِ اّلذِي َل ْم يَتّ ِ‬
‫ن ) آية ‪ 128‬ومن أعلى أنواع المعيّة أن‬ ‫سنُو َ‬ ‫ن هُم مّحْ ِ‬ ‫آية ‪ .111‬وقد سُبقت السورة بالمعيّة في أواخر سورة النحل (إِنّ اللّهَ مَعَ اّلذِينَ اتّقَواْ وّاّلذِي َ‬
‫يُعرج به إلى حيث من يُحبه بعدما لقى من الذى ما لقاه من قومه وهذه أعلى معيّة للرسول وكأنه هو أعلى من الذين اتقوا والذين هم‬
‫محسنون‪.‬‬
‫بداية السورة‪ :‬سبحان‪ :‬كما هو معروف لغويا سبحان هي إما إسم مصدر أو عََلمٌ على التسبيح‪ .‬ولقد ورد التسبيح في القرآن الكريم في سور‬
‫شتّى فورد بصيغة الفعل الماضي (سبّح ل ) وفعل مضارع (يُسبح ل) أو فعل أمر (فسبّح باسم ربك) وورد بتعدية الفعل نفسه (سبّح اسم ربك‬
‫العلى) (وتسبّحوه بكرة وأصيل) وبالباء (فسبّح باسم ربك) وورد بلفظ تسبيح وتسبيح اسمه (سبّح اسم ربك) فنحن نسبّحه ونسبّح له ونسبّح‬
‫باسمه ونسبّح بحمده (فسبّح بحمد ربك ولستغفره) وباللم‪.‬‬
‫سبحان الذي أسرى‪ :‬المجيء بالمصدر يفيد الطلق بدون تقيّد بزمن أو بفعل أو بفاعل تسبيح مطلق قبل تسبيح أحد ل بفاعل معين ول بزمن‬
‫معين قبل خَلق المسبّحين أصلّ‪ .‬والفتتاح بسبحان طبع السورة بجو التسبيح وشاع فيه ذكر التسبيح (سبحانه وتعالى عمّا يقولون علوا كبيرا)‬
‫(تسبح له السموات السبع والرض) (وإن من شيء إل يسبح بحمده) وهي أوسع وأشمل توسيع على الطلق‪.‬‬
‫الفعل عادة مقيّد بزمن ومقيّد بفاعل فعندما قال تعالى (سبحان الذي أسرى) كان مطلقا قبل وبعد تسبيح المسبّحين ل بفاعل معين وزمن معيّن إنما‬
‫له التسبيح المطلق قبل أن يخلق المسبحين أصلً‪ .‬فالطلق في التسبيح في السورة متناسب جدا مع ما جاء في أول السورة (سبحان الذي) وهو‬
‫التسبيح المطلق‪ .‬وليس هناك في القرآن كله سورة شاع فيها التسبيح كما شاع في سورة السراء ول توجد سورة تضاهيها في التسبيح ولعلها‬
‫إشارة إلى أن الرسول سينتقل إلى عالم وجو مليء بالتسبيح (الذين يسبحون الليل والنهار ل يفترون) فالسورة إذن مشحونة بالتسبيح‪ .‬وأسرى‬
‫تفيد المشي ليلً وقد يكون من معانيها التسرية عن الرسول بعدما لقاه في عام الحزن وما حصل له في الطائف فأراد ال تعالى أن يُسرّي عن‬
‫رسوله ويريه كيف تكون حفاوته في السماء بعد أن هان على الكفّار في قريش والطائف فآذوه ولم ينصروه هذا وال أعلم‪.‬‬
‫بعبده‪ :‬لم يقل برسوله ول بمحمد وإنما قال بعبده‪ .‬الختيار لكلمة (بعبده) له جملة معاني أولها‪ :‬أن النسان مهما عظُم ل يعدو أن يكون عبدا ل‬
‫تعالى ل ينبغي لحد أن يدّعي مقاما ليس للخرين وحتى ل يًعظّم أكثر مما ينبغي (كما فعل النصارى بعيسى ) فاختيار كلمة عبد حتى ل يُدعى‬
‫له مقام غير مقام العبودية‪ .‬فمقام العبودية ل هو أعلى مقام للخلق وأعلى وسام يُنعم ال تعالى به على عباده الصالحين تماما كما وصفت اليات‬
‫نوح (إنه كان عبدا شكورا) وأيوب (نعم العبد إنه أوّاب) والرسول (وإنه لمّا قام عبد ال يدعوه)‪ .‬والعبودية نوعان‪ :‬قسرية واختيارية‪،‬‬
‫فالعبودية القسرية تتحقق شاء أم أبى (إن كل من في السموات والرض إل آتي الرحمن عبدا) سورة مريم أما العبودية الختيارية فهي أعلى مقام‬
‫العبودية ولمّا ذُكر موسى ذكره ال تعالى باسمه وأعلى مقام لموسى كان في المناجاة (ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه) إلى قوله (خرّموسى‬
‫صعقا) لم يكن ليقل خ ّر عبدنا موسى أو جاء عبدنا موسى فل يجوز أن ينسب العبودية له ثم يخرّ صعقا هذا ل يحدث ول يجوز أصلً‪ ،‬أما‬
‫الرسول عندما ذكر بصورة العبودية أعقبها أنه عُرِج به إلى السماء وإلى سدرة المنتهى وخاطبه ربه بمقام لم يصل إليه أحد إلّ هو فلذا كان‬
‫استعمال كلمة (بعبده) دللة على زيادة التشريف له والباء أيضا إضافة تشريف وهي تدلّ على الرعاية والحفظ مثل قوله تعالى (فأوحى إلى‬
‫عبده)‪.‬‬
‫ل لن السراء ل يكون إل ليلً (ظرف مركّب) حتى نفهم أن الرحلة الطويلة من البيت الحرام إلى المسجد القصى‬ ‫ليلً‪ :‬كلمة أسرى معناها لي ً‬
‫والعروج إلى السماء كانت كلها في جزء من الليل وقد جاءت كلمة (ليلً) بدل الليل لن الليل تدل على الليل كله أما السراء فقد تم في جزء من‬
‫الليل فقط وليس الليل كله‪.‬‬
‫من المسجد الحرام‪ :‬أي من عين المكان ويكفي تسمية المسجد الحرام يعني أن ل يحدث فيه سوء‪ .‬أكثر العلماء يقولون أن السراء لم يتم من‬
‫المسجد الحرام وإنما من بيت أم هانئ وفي هذا التفاتة إلى أن مكة كلها حرم‪.‬‬
‫المسجد القصى‪ :‬لم يكن آنذاك مسجدا لكن هذا إشارة إلى أنه سيكون مسجدا‪.‬‬
‫باركنا حوله‪ :‬أسند تعالى المباركة لنفسه للدللة على التعظيم ولم يقل بورك حوله والنون للعظمة لم يقل باركناه بل قال باركنا حوله لنه لو قال‬
‫باركناه لنحصرت المباركة بالمسجد فقط أما باركنا حوله فهو يشمل كل ما حوله وهو تعظيم للمسجد نفسه ولكنه إشارة أن المباركة حول‬
‫المسجد أيضا‪ .‬ولم يقل باركنا ما حوله لنها عندئذ تعني الشياء فإذا زادت الشياء زادت المباركة وإذا ذهبت ذهبت المباركة لكن المباركة كانت‬
‫مطلقة تشمل أشياء معنوية وماديّة وروحانية بما أودع ال تعالى من رزق وخير وإرسال الرسل ول تختص المباركة بشيء معين واحد وإنما‬
‫تشمل كل هذه الشياء‪.‬‬
‫لنريه‪ :‬إلتفات لسلوب المتكلم بعد أن ابتدأ بالغائب (سبحان الذي أسرى) إلتفت سبحانه للمتكلم ليدلّ على أن المتكلّم هو ال تعالى وليس شخصا‬
‫يُخبر عنه إنما كان من ال تعالى مباشرة‪ .‬وكلمة (لنُريه) تدلّ على أن أفعاله سبحانه معلّلة ولغرض معيّن ولحكمة قد يذكرها وقد يخفيها عنّا‬
‫سبحانه وكأن هذه الرحلة معدّ لها‪.‬‬
‫من آياتنا‪ :‬أي مقرر ومُعدّ أن يرى بعض اليات وليس كلها ولنريه‪ :‬إسناد الفعل ل تعالى وشدة احتفائه برسوله ولم يقل ليرى أو ليُرى إنما‬
‫جاءت (لنُريه) وهذا إكرام وتشريف آخر من ال تعالى لرسوله في هذا الرحلة‪ .‬وإضافة اليات إلى نفسه تعالى تأتي من باب الحتفاء بالرسول‬
‫‪.‬‬
‫إنه هو السميع البصير‪ :‬عودة إلى الفراد والوحدانية‪ .‬ضمير التعظيم يأتي بعد أو قبل ضمير الوحدة في القرآن الكريم وهذا حتى ل يلتبس على‬
‫السامع ويُشرك مع ال أحدا والمثلة على ذاك كثيرة في القرآن الكريم تماما كما في سورة الكوثر (إنا أعطيناك الكوثر* فصلّ لربك وانحر) إنا‬
‫تفيد التعظيم والكاف تفيد الوحدانية لن الربّ واحد ل شريك له‪ .‬وهي تدل على أنه سبحانه في الحقيقة هو المتفرّد بهذه الصفات ولقصر الصفات‬
‫له سبحانه جاء بالضمير (هو) ‪.‬‬
‫لماذا خُتمت الية بـ (السميع البصير)؟ ما دللة السمع والبصر هنا؟ سياق اليات تقتضي ذكر قدرة ال تعالى الحقيقة أنه لو قال إنه هو القدير‬
‫أو إنه على كل شيء قدير ل يزيد شيئا على معنى الية لن ما في اليات اثبات لقدرة ال تعالى والرسول أُسري به ليسمع ويرى أشياء لم‬
‫يسمعها ولم يرها من قبل لذلك ناسب سياق اليات أنه ما يراه الرسول يراه ربّه وما يسمعه يسمعه ربّه لذلك إنه هو السميع البصير‪.‬‬
‫فلماذا لم تأتي اليات (السميع العليم) مثلً كما وردت في آيات أخرى في القرآن؟ الذي يسمع ويرى هو عليم ولكن إذا قيل عليم قد يكون غائب‬
‫عنك فالعليم ليس فيه حضور أما السميع البصير ففيه حضور‪ .‬ولقد وردت (السميع العليم) في آيات أخرى لن المقام في تلك اليات اقتضى ذلك‬
‫سمِيعٌ عَلِيمٌ) سورة العراف آية ‪ 200‬عندما ذكر نزغات الشيطان‪ ،‬والشيطان ل يُرى ووساوسه‬ ‫س َت ِعذْ بِاللّهِ ِإنّهُ َ‬
‫غ فَا ْ‬
‫ن نَ ْز ٌ‬
‫شيْطَا ِ‬
‫غّنكَ مِنَ ال ّ‬
‫(وَِإمّا يَنزَ َ‬
‫ن فِي آيَاتِ‬ ‫ل تُرى كذلك لذلك جاءت الية (سميع عليم)‪ .‬أما عند ذكر البشر في آية أخرى تأتي ختام الية بـ (السميع البصير) (إِنّ اّلذِينَ يُجَادِلُو َ‬
‫سمِيعُ ا ْلبَصِيرُ) سورة غافر آية ‪.56‬‬
‫س َتعِ ْذ بِاللّهِ ِإنّ ُه هُوَ ال ّ‬
‫صدُورِ ِهمْ إِلّا ِكبْ ٌر مّا هُم بِبَاِلغِيهِ فَا ْ‬ ‫اللّ ِه ِبغَيْرِ سُ ْلطَانٍ َأتَا ُهمْ إِن فِي ُ‬
‫لماذا قدم السمع على البصر؟‬
‫لن من يسمعك أقرب ممن يراك فالشخص الذي تسمعه أنت أقرب إليك من الذي تراه وهذا يُشعر بالطمأنينة والمن والقرب‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫السمع هو أه ّم من البصر في مجال الدعوة فاقد البصر يمكن أن يبلّغ في مجال الدعوة أما فاقد السمع فيصعب تبليغه‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫السراء في الليل والليل آيته السمع‪ .‬وفي القرآن عندما يأتي ذكر الليل تأتي اليات بـ (أفل يسمعون) وعند ذكر النهار تأتي (أفل‬ ‫‪.3‬‬
‫ل آية تناسب وقتها فالليل للسمع والنهار للبصار‪.‬‬ ‫تبصرون) فك ّ‬
‫ُقدّم السمع على البصر في القرآن إل في مواطن قليلة منها في سورة الكهف (أبصر به وأسمع) لن السياق يقتضي ذلك‪ ،‬فقد خرج‬ ‫‪.4‬‬
‫أهل الكهف فارّين حتى ل يراهم أحد لكن ال تعالى يراهم في ظلمة الكهف وفي تقلبهم ذات اليمين وذات الشمال‪ .‬وفي سورة السجدة‬
‫(ربنا أبصرنا وسمعنا) قدّم البصر هنا لنهم كانوا يسمعون في الدنيا ويكذبون في الخرة وأبصروا العذاب والحقيقة وقولهم يعني انهم‬
‫موقنون واليقين ل يتأتى إل بالبصار وليس بالسمع (عين اليقين) لنهم رأوا العذاب عين اليقين‪.‬‬
‫لفتة‪ :‬وردت كلمة سميع والسميع في القرآن الكريم ‪ 46‬مرة ووردت كذلك كلمة بصير والبصير ‪ 46‬مرة‪.‬‬
‫خلصة‪:‬‬
‫أن الحياة والقدرة والسمع والبصر والحكمة وصفة الخلق كلها صفات وردت في هذه الية ثم ذكر الكمال في هذه الصفات بكلمة‬ ‫‪.1‬‬
‫واحدة هي (سبحانك) فالفرد قد يكون سميعا وبصيرا وذا قدرة ولكن قد يكون أحمقا أما كلمة سبحانك فجاءت نفيا وتنزيها ل تعالى عمّا‬
‫يصفه أهل الجاهلية‪.‬‬
‫ارتباط أوّل السورة بآخرها فقد بدأت بالتسبيح وختمت بالتحميد‪ .‬نعمة السراء نعمة عظيمة جليلة فجاء في ختام السورة قوله تعالى‬ ‫‪.2‬‬
‫(وقل الحمد ل) حمدا ل على نعمة السراء‪.‬‬
‫خذْ َوَلدًا وَلَم َيكُن لّهُ‬
‫ح ْمدُ لِلّ ِه اّلذِي لَ ْم َيتّ ِ‬
‫ل الْ َ‬
‫ختمت السورة بالباقيات الصالحات (سبحان ال والحمد ل ول إله إل ال وال أكبر) ( َوقُ ِ‬ ‫‪.3‬‬
‫ن الذّلّ َو َكبّرْ ُه َتكْبِيرًا ) وبعد هذه الية تبدأ سورة الكهف استجابة لهذا القول (قل الحمد ل فافتتحت‬ ‫ي مّ َ‬
‫شَرِيكٌ فِي ا ْلمُ ْلكِ وَلَ ْم َيكُن لّهُ وَلِ ّ‬
‫جعَل لّ ُه عِ َوجَا) وفي قوله في سورة الكهف في آية ‪َ ( 4‬ويُنذِرَ اّلذِينَ‬ ‫عبْدِهِ ا ْل ِكتَابَ َولَ ْم يَ ْ‬
‫ل عَلَى َ‬
‫ح ْمدُ لِلّهِ اّلذِي أَنزَ َ‬
‫سورة الكهف بالية (الْ َ‬
‫خذَ اللّهُ وََلدًا) رد على آخر سورة السراء أنه سبحانه ليس له شريك في الملك‪.‬‬ ‫قَالُوا اتّ َ‬
‫‪(:‬آية (‪1‬‬
‫*ما معنى كلمة التسبيح؟ وهل له أنواع؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫التسبيح هو التنزيه عما ل يليق‪ ،‬أصل التسبيح هو التنزيه (سبّح ل) أي نزّهه هؤلء كلهم بما نفقه وبما ل نفقه من تسبيحهم (وَإِن مّن شَيْ ٍء ِإلّ‬
‫ن حَلِيمًا غَفُورًا (‪ )44‬السراء) الطير تسبّح والشجار تسبّح وكل شيء يسبح ( َوظِلُلهُم بِا ْل ُغدُوّ‬ ‫حهُ ْم ِإنّهُ كَا َ‬
‫سبِي َ‬
‫ن تَ ْ‬
‫ل تَ ْف َقهُو َ‬
‫ح ْمدَهِ وَلَـكِن ّ‬
‫ح بِ َ‬
‫سبّ ُ‬
‫يُ َ‬
‫ل (‪ )15‬الرعد) ل نفقه تسبيحها‪ .‬التسبيح هو التنزيه عن كل ما ل يليق‪ ،‬عن كل نقص‪ ،‬أن تقول ل ولد أو تشبهه بخلقه أو أي شيء ل‬ ‫وَالصَا ِ‬
‫يليق بذاته‪ .‬التسبيح ورد في صور شتّى‪ :‬ورد التسبيح بالفعل الماضي (سبّح) وورد بالفعل المضارع (يسبح) وورد بفعل المر (فسبّح) (سبّح اسم‬
‫ربك) وورد بإسم المصدر (سبحان الذي أسرى بعبده) كل هذا ورد فيه‪ ،‬لماذا؟ سبّح للزمن الماضي‪ ،‬يسبح مضارع للحال والستقبال (المضارع‬
‫للستقبال كما في قوله تعالى (إن ال يفصل بينهم) هذا في يوم القيامة) حتى أن بعض النحاة قالوا هو للستقبال أولً ثم للحال‪( .‬سبّح) المر وهو‬
‫يدل على أن تبدأ به وتستمر‪ ،‬سبحان إسم مصدر‪ .‬إسم المصدر قريب من المصدر‪ ،‬سبحان معناه عل ٌم على التنزيه‪.‬نلحظ أن الفعل مرتبط بزمن‬
‫وبفاعل حتى يكون فعلً‪ ،‬المصدر هو الحدث المجرّد الذي ليس له زمن ول فاعل‪ .‬إذن صار التنزيه إستغراق الزمن الماضي (سبح) والحال‬
‫والمستقبل (يسبح) والمر بالتسبيح ومداومته (سبّح) وسبحان التسبيح وإن لم يكن هناك من لم يسبح في السموات والرض قبل الزمان وبعد‬
‫الزمان إن كان أحد أو لم يكن فهو يستحق التنزيه سبحانه سواء كان هناك من يسبح بفاعل أو بدون فاعل فاستغرق جميع الزمنة وقبل الزمنة‬
‫وبعد الزمنة واستغرق الخلق وما قبل الخلق وما بعد الخلق‪.‬‬
‫ليس هذا فقط إنما لحظ كيف ورد التسبيح؟ ورد التسبيح (سبّح اسم ربك العلى) ذكر السم‪ ،‬و(سبّحوه بكرة وأصيل) لم يذكر السم وذكر‬
‫المفعول به مباشرة‪( ،‬سبّحه) (سبّح اسم ربك العلى) متعدي وسبّح بإسمه متعدي بالباء‪ ،‬متعدي بنفسه والتعدية بالسم وبالحمد (فسبح بحمد ربك)‪،‬‬
‫(سبّح) هو في الصل فعل متعدي‪ .‬الفعل اللزم هو الذي يكتفي بفاعله ول يأخذ مفعول به مثل ذهب ومشى ونام‪ ،‬الفعل المتعدي يتعدى إلى‬
‫ل واحدا مثلً (وََلسَوْفَ‬ ‫مفعول به مثل أعطى‪ ،‬وأحيانا يستعمل المتعدي كاللزم بحسب الحاجة مثلً أحيانا يكون متعديا إلى مفعوليم أو يذكر مفعو ً‬
‫حتّى‬ ‫ُيعْطِيكَ َرّبكَ َفتَرْضَى (‪ )5‬الضحى) ماذا يعطيك؟ أطلق العطاء ولم يقيّده بأمر معيّن‪ .‬وقالوا يستعمل إستعمال اللزم كما في قوله تعالى ( َ‬
‫س َمعُونَ (‪ )67‬يونس) (يفقهون) فعل‬ ‫ن فِي ذَِلكَ ليَاتٍ لّقَ ْو ٍم يَ ْ‬ ‫ن (‪ )29‬التوبة) وأحيانا ل يذكر المفعول به أص ً‬
‫ل (إِ ّ‬ ‫ُيعْطُواْ ا ْلجِ ْزيَ َة عَن يَدٍ وَهُ ْم صَاغِرُو َ‬
‫ن فِي ذَِلكَ لَآيَةً لّقَوْ ٍم َيعَْلمُونَ (‪ )52‬النمل) علم تأخذ مفعولين ما ذكرها لنه أراد الفعل بالذات ولم يُرِد المتعلق‪ .‬قد نستعمل المتعدي‬ ‫سمع متعدي (إِ ّ‬
‫سمَعُ َوأَرَى‬ ‫ل لَا تَخَافَا ِإّننِي َمعَ ُكمَا َأ ْ‬‫كاللزم نريد الفعل وليس مرتبطا بالمفعول به كما تقول مثلً‪ :‬فلن يعطي ويمنع‪ ،‬ماذا يعطي؟ وماذا يمنع؟ (قَا َ‬
‫(‪ )46‬طه) هو يسمع ويرى ول يقيّد بشيء معين‪.‬‬
‫*مــا دلله وصــف الرســول صــلى الله عليــه وســلم بالعبــد فــى قوله تعالى(بعبده)؟(د‪.‬فاضــل‬
‫السامرائى)‬
‫اختار كلمة عبد وأضافه إلى ضميره النسان لما يقول عن نفسه أنا عبد ال هذا تواضع وال تعالى لما يقولها عن عبد يكون تكريما وهذا فيه‬
‫تكريمان‪ :‬الول إختيار كلمة (عبد) لن ال تعالى في القرآن الكريم لما يذكر (عبد) يذكره في مقام التكريم لن العبودية نوعان في القرآن الكريم‪:‬‬
‫العبودية الختيارية والعبودية القسرية‪ .‬العبودية الختيارية هي أن النسان يختار أن يكون عبدا ل مطيعا له وبهذا يتفاضل المؤمنون‪ .‬ففي مقام‬
‫ن اّلذِي‬ ‫شكُورًا (‪ )3‬السراء) أثنى على نوح وصفه بالعبودية‪ .‬وقال تعالى ( ُ‬
‫سبْحَا َ‬ ‫عبْدًا َ‬ ‫ن َ‬‫حمَ ْلنَا مَ َع نُوحٍ ِإنّهُ كَا َ‬
‫مدح نوح قال تعالى (ذُ ّريّ َة مَنْ َ‬
‫ع ْبدُ اللّ ِه يَدْعُو ُه كَادُوا َيكُونُونَ عََليْهِ ِل َبدًا (‪ )19‬الجن)‪ .‬أما العبودية القسرية فليس فيها‬ ‫ل (‪ )1‬السراء) وصفه بالعبودية (وََأنّهُ َلمّا قَا َم َ‬ ‫َأسْرَى ِب َعبْدِهِ َليْ ً‬
‫عبْدًا (‪ )93‬مريم) عبادة قسرية‬ ‫ن َ‬ ‫حمَ ِ‬ ‫سمَاوَاتِ وَالَْأرْضِ إِلّا آتِي الرّ ْ‬ ‫ل مَن فِي ال ّ‬ ‫فضل لنه رغم عن النسان نحن كلنا عباد ال شئنا أم أبينا (إِن كُ ّ‬
‫رغما عنا‪ ،‬ال تعالى يرزقنا ويختار لنا المكان الذي نولد فيه ويختار البوين ويعطينا إمكانيات ونعيش في السنن التي وضعها ل نتجاوزها هذه‬
‫ل (‪ )17‬الفرقان) هذه عبودية قسرية ليس‬ ‫سبِي َ‬
‫عبَادِي َهؤُلَاء أَ ْم ُهمْ ضَلّوا ال ّ‬
‫عبادة قسرية شئنا أم أبينا ليس فيها فضل وكل الناس هكذا (أَأَنتُمْ أَضَْل ْلتُ ْم ِ‬
‫ب (‪ )30‬ص)‪ .‬فكلمة‬ ‫فيها فضل وقمة العبودية هي العبودية الختيارية وحتى النبياء يتفاضلون في عبوديتهم ل سبحانه وتعالى ( ِنعْمَ ا ْل َعبْدُ ِإنّهُ أَوّا ٌ‬
‫عبد وسام للشخص من ال تعالى فإذا أضافها إلى ضميره (عبده) نسبه إليه إذن فيها تكريمان لنه لما ينتسب العبد إلى ال تعالى يكون في‬
‫سرَى ِب َعبْدِهِ َليْلً) لما ذكر كلمة عبد عرج به إلى السموات العلى وإلى سدرة المنتهى ولما ذكر‬ ‫سبْحَانَ اّلذِي أَ ْ‬‫حمايته‪ .‬ولذلك لحظ يقولون لما قال ( ُ‬
‫صعِقًا (‪ )143‬العراف) إذن وكأن مقام العبودية عند ال سبحانه وتعالى مقام عظيم‪.‬‬ ‫موسى بإسمه قال (وَخَرّ موسَى َ‬
‫َـ‬ ‫َ‬
‫سَرى بِعَبْدِـهِ لَيْل ً (‬
‫ن ال ّذِي أ ْ‬
‫حا َ‬ ‫سرى هـو السـفر ليل ً فمـا دللة ذكـر (ليلً) فـي آيـة السـراء ( ُـ‬
‫سب ْ َ‬ ‫*ال ُـ‬
‫‪))1‬؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫في الحلقة الماضية تعرضنا إلى أن هناك ظرف مؤكد وظرف مؤسس‪ .‬الظرف المؤسس يعطيك معلومة جديدة لم تستفدها من الجملة السابقة‬
‫ل (سبحان الذي أسرى بعبده ليلً) ليلً‪ :‬ظرف مؤكد‬ ‫للظرف كأن تقول سافرت يوم الجمعة‪ ،‬يوم الجمعة لم تستفدها إل بعد أن ذكرت الظرف‪ .‬أو ً‬
‫خ فِي الصّو ِر نَفْخَةٌ‬
‫لن السراء ل يكون إل بالليل‪ .‬والتوكيد في الظروف وغير الظروف أسلوب عربي وجائز‪ .‬في الصفات كقوله تعالى ( َفِإذَا نُفِ َ‬
‫خذُواْ إِلـ َهيْنِ ا ْث َنيْنِ (‪ )51‬النحل) اللهين يعني اثنين‪ .‬إذن عندنا تأسيس وتأكيد في‬ ‫حدَ ٌة (‪ )13‬الحاقة) هي نفخة واحدة وقال تعالى ( َوقَالَ اللّ ُه َ‬
‫ل تَتّ ِ‬ ‫وَا ِ‬
‫الحال والصفات والظروف‪ .‬إذن ليلً هو ظرف مؤكد‪ ،‬هذا أمر‪ .‬والمر الخر أن كلمة ليلً أفادت معنى آخر غير كونها ظرف مؤكد وهو أن‬
‫السراء تم في جزء من الليل‪ .‬لما تقول سافرت ليلً أي سافرت في هذا الوقت ل يعني أنك قضيت الليل كله لكن لما تقول سافرت الليل أي‬
‫قضيت كل الليل سفرا‪ .‬عندما تأتي باللف واللم سافرت الليل أو الليل والنهار أو مشيت الليل والنهار أي كله لن هذا جواب (كم؟)‪ .‬لما تقول‬
‫سافرت ليلً فهو توقيت وجواب عن متى؟ قد تكون سافرت في جزء منه‪ ،‬أما لما تقول سافرت الليل تكون قد استغرقته كله كما في قوله تعالى‬
‫ن (‪ )20‬النبياء) هذا يستغرق استغراقا ل يفترون‪( .‬ليلً) أفاد أن هذه الحادثة كلها‪ ،‬السراء تم في جزء من الليل‬ ‫سبّحُونَ الّليْلَ وَال ّنهَارَ لَا يَ ْفتُرُو َ‬
‫(يُ َ‬
‫وهذا دليل على قدرة ال سبحانه وتعالى أن تستغرق الرحلة من المسجد الحرام إلى المسجد القصى التي تستغرق شهورا والمعراج وما فيه كل‬
‫هذا في جزء من الليل‪ .‬إذن كلمة ليلً أفادت معنيين الول أنها ظرف مؤكد للسراء والمر الخر أن هذه الحادثة استغرقت جزءا من الليل‪.‬‬
‫(أسرى بعبده) كم استغرق؟ ل نعلم‪ .‬كلمة أسرى وحدها ل تدل على جزء محدد من الليل‪ ،‬السراء هو المشي بالليل فقط ولو لم يقل ليلً لما دل‬
‫على أن هذا تم في جزء من الليل‪ .‬فكلمة ليلً إذن أفادت أمرين الظرف المؤكد وأن هذه الحادثة لم تستغرق إل جزءا من الليل‪.‬‬
‫ل توجد كلمة زائدة في القرآن أو حشو وإنما كل كلمة لها دللة‪ .‬في القرآن يقولون حرف جر زائد وهذا مصطلح ل يعنون به الزيادة التي ليس‬
‫لها فائدة وإنما وقوعها بين العامل والمعمول لغرض وهو الزيادة للتوكيد كما في قوله (وما ربك بظلم للعبيد)‪ ،‬هو من حيث وقوعها بين العامل‬
‫والمعمول تسمى زيادة فهذا مصطلح والمعنى العام هو باقٍ لكن وقعت بين العامل والمعمول وأكّدت والتأكيد أمر موجود في اللغة وقد يستدعي‬
‫السياق التأكيد فكلمة زائدة عند النُحاة ل تعني أنه ليس لها فائدة‪ ،‬هذا قطعا ليس هو المقصود وإنما في الغالب تفيد التوكيد وأقول في الغالب لنه‬
‫قد تفيد الزيادة شيئا آخر غير التوكيد‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬السراء من ذ إلى‪ ،‬أل يقتضي المنطق أن الظرف يأتي بعد (من ذ إلى) يعني أسرى بعبده من المسجد الحرام إلى المسجد القصى ليلً؟‬
‫ل متعلقة بهذا العامل وهي معمولت لهذا العامل‪ .‬يبقى الترتيب لما هو أهمّ‪ :‬بدأ بالزمان (ليلً) ثم‬ ‫العامل هو أصلً متقدم (أسرى) وبعبده ولي ً‬
‫المكان (من المسجد الحرام) كلها حصلت في جزء من الليل وهذا أمر مستغرب أنه من هذا المكان إلى ذلك المكان أن يكون في جزء من الليل‪،‬‬
‫ليس مستغربا أن تذهب من هذا المكان إلى ذلك المكان لكن المستغرب والمستبعد أن يتم ذلك في جزء من الليل لذلك هم قالوا نضرب إليها أكباد‬
‫البل ستة أشهر ذهابا ومجيئا‪ .‬هم لم يستغربوا من الذهاب والياب لنهم يذهبون ويأوبون ولكن استغربوا من الستغراق للوقت فقط‪ .‬لو لم يقل‬
‫ل لما فهمنا أنه تم في جزء من الليل‪.‬‬ ‫لي ً‬
‫سؤال‪ :‬هل نقول المعراج أو العروج؟ المعراج هو اللة والعروج هو المصدر‪ ،‬هو الحدث‪ .‬نقول السراء والمعراج‪.‬‬
‫* ما دللة كلمة (ليل )؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫قال تعالى(سبحان الذي أسرى بعبده ليل ًمن المسجد الحلام الى المسجد القصى )والتوكيد باب كبير في اللغة وليس هناك باب ل يدخل فيه‬
‫التوكيد مثلً التوكيد بالجار والمجرور كما في قوله تعالى (ول طائر يطير بجناحيه) المعلوم أن الطائر يطير بجناحيه ومع هذا جاءت كلمة‬
‫ل‪.‬‬‫بجناحيه للتوكيد‪ ,‬والظرف المؤكّد كما في قوله تعالى (سبحان الذي أسرى بعبده ليلً) السراء يكون لي ً‬
‫*ما دللة كلمة (لنريه) في سورة السراء؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫قد يحتمل المعنى أن الرسول أُعطي الرؤية اللهية وتعطلت الرؤية البشرية وربما يكون سبحانه وتعالى قد أعطاه رؤية قوية أكثر من قدرة‬
‫البشر بدليل أنه رأى القافلة ورأى موسى وهو يصلي في قبره ورأى جبريل عليه السلم‪ .‬وال أعلم‪.‬‬
‫حرّا‪ .‬فلما يقول في القرآن (سبحان الذي أسرى بعبده ليلً) ما قال بشرا أو إنسانا لنه يريد‬
‫كلمة عبد في اللغة تعني إنسانا سواء كان مملوكا أو ُ‬
‫أن يربطه بالعبودية ل تعالى وهي أسمى المراتب للبشر ففى أروع المواطن سمّاه عبدا‪ .‬كلمة عبد لها أكثر من عشرين جمعا ونظمها أكثر من‬
‫واحد‪.‬‬
‫‪(:‬آية (‪3‬‬
‫*هل يقترن الصبار مع الشكور دائماً؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫شكُورًا (‪ )3‬السراء) (إِنّ َرّبنَا‬
‫ع ْبدًا َ‬
‫ن َ‬
‫حمَ ْلنَا مَ َع نُوحٍ ِإنّ ُه كَا َ‬
‫الصبار لم يرد في القرآن كله إل مع الشكور بينما الشكور قد تأتي منفردة (ذُ ّريّةَ مَنْ َ‬
‫شكُو ٌر (‪ )34‬فاطر) الشكور تأتي منفردة وغير منفردة أما الصبار فلم تأتي في جميع القرآن وحدها وإنما مقترنة بالشكور‪ .‬إذا لم يذكر‬ ‫َل َغفُورٌ َ‬
‫تهديدا ذكر الشكر وحده وإذا ذكر التهديد قرن صبّار مع شكور في جميع القرآن وقدّم صبار على شكور‪.‬‬
‫‪(:‬آية (‪7-4‬‬
‫*د‪.‬حسام النعيمى‪:‬‬
‫القرآن الكريم لم يُشِر فيما يتعلق بالنصارى أنهم يوقدون نار الحرب ويسعون في الرض فسادا وإنما أشار إلى خلف فيما بينهم يؤدي إلى أذى‬
‫شديد يؤذي بعضهم بعضا وهذا الذي وقع في التاريخ‪.‬ولو فتشت عمن وراء جيوش دول ليست يهودية تعتدي على دول إسلمية وتحدث حروبا‬
‫فستجد هؤلء أحفاد القردة والخنازير وراءهم على وجه اليقين‪ .‬وكلما حدثت مشكلت لما تبحث فيها البحث العلمي الدقيق تجد هؤلء وراءها‪.‬‬
‫ن عُلُوّا َكبِيرًا (‪ ))4‬لكن نحن نأمل بإذن ال تعالى أنه يأتيهم من جاءهم في الماضي ويتبّر ما علوا تتبيرا‬ ‫وهذا مصداق لقوله تعالى (وََل َتعْلُ ّ‬
‫ل مَرّةٍ وَِل ُيتَبّرُوا مَا عَلَوْا َتتْبِيرًا (‪.))7‬‬
‫خلُوهُ أَوّ َ‬ ‫ج َد َكمَا دَ َ‬
‫(وَِل َيدْخُلُوا ا ْلمَسْ ِ‬
‫‪(:‬آية (‪7(-)5‬‬
‫َ‬
‫عبَادًا ل ّن َـا أُوْلِي‬
‫م ِ‬‫ما بَعَثْن َـا عَلَيْك ُـ ْ‬
‫ُ‬
‫جاء وَعْد ُ أوله ُ َ‬‫*في سـورة السـراء عبّر عـن الوعديـن بفعـل جاء (فَإِذ َا َ‬
‫ْ‬ ‫بأ ْـ‬
‫ُـ‬
‫جوهَك ْ‬
‫م‬ ‫سوؤُوا وُ ُ‬ ‫خَرةِ لِي َـ ُ‬‫جاء َوعْد ُ ال ِ‬ ‫مفْعُول ً ( ‪ ))5‬و (فَإِذ َا َ‬‫نـ َوعْدًا َّ‬ ‫ل الدِّيَارِ وَكَا َ‬‫خل َ َ‬‫سوا ْ ِ‬
‫جا ُـ‬‫شدِيدٍ فَ َ‬‫س َ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َـ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ما عَلوْا تَتْبِيًرا (‪ ))7‬مـع أن وعـد أولهمـا جاء ووعـد‬ ‫مَّرةٍ َولِيُتَب ُِّروا َـ‬‫ل َ‬‫خلوه ُـ أوَّ َ‬‫ما د َ َ‬‫جد َ ك َ‬‫س ِ‬
‫م ْـ‬‫خلوا ال َ‬ ‫وَلِيَد ْ ُ‬
‫الخرة لم يأت بعد؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫هل الخرة في الية يقصد بها يوم القيامة؟ لم لم يقل أخراهما كما قال أولهما؟ كل ل تحتمل لن الخرة لها معاني كثيرة‪.‬‬
‫من يقول أن الول جاء بالماضي والخر بالمستقبل؟ نبدأ الية من أولها‪ :‬قال تعالى (وقضينا) ربنا تعالى هكذا قدّر وهكذا قضى وقرّر‪ .‬إذن هذه‬
‫المور كلها بعد القضاء والتقدير‪ .‬قيضنا أي قدّرنا‪ .‬وقضينا إلى بني إسرائيل لتفسدن في الرض مرتين هذا كله مستقبل‪ ،‬يتكلم عن أمر سيقع في‬
‫المستقبل (لتفسدنّ) نون التوكيد تحوّل المضارع إلى استقبال‪ ،‬تخصصه للستقبال‪ .‬القضاء هو ماضي قدر ال تعالى في الزل في علمه أن‬
‫سيكون ذلك‪ .‬ماذا قدّر؟ قدّر أن بني إسرائيل سيفسدون في الرض مرتين (فإذا جاء وعد أولهما) إذن هذا المجيء مستقبل بالنسبة للقضاء‬
‫والتقدير الذي كتبه ربنا سبحانه وتعالى وهو ماضي وهذه المور ستقع تحقيقا لما قضى ربنا‪ .‬فإذن قضينا أي الذي قدّره ربنا تعالى وحكمه‬
‫وقرّره ثم تأتي المور مستقبلية تصدق ما قضى به ربنا فلما قال (فإذا جاء وعد أولهما) (فإذا جاء وعد الخرة) كلها مستقبل بالنسبة للقضاء‬
‫والتقدير فإذن ليس هنالك إشكال‪ ،‬هذا أمر‪ .‬والمر الخر أنه يأتي بعد (إذا) ماضي ومستقبل صحيح أن (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان وقد‬
‫جدَهَا تَطْلُ ُع عَلَى قَوْ ٍم (‪)90‬‬
‫شمْسِ وَ َ‬ ‫ق (‪ )90‬يونس) هذا ماضي‪َ ( ،‬‬
‫حتّى ِإذَا بَلَ َغ مَطْلِعَ ال ّ‬ ‫حتّى ِإذَا َأدْ َركَهُ ا ْلغَرَ ُ‬
‫تكون للماضي كما في قوله تعالى ( َ‬
‫الكهف) هذا ماضي‪( ،‬وَِإذَا َرأَوْا تِجَارَةً أَوْ َلهْوًا انفَضّوا ِإَليْهَا َوتَ َركُوكَ قَا ِئمًا (‪ )11‬الجمعة) نزلت هذه الية بعد الحادثة‪.‬‬
‫إذن (فإذا جاء وعد أولهما) من الناحية اللغوية أن هذا مستقبل لما قدّر ربنا قد يكون حصل أو لم يحصل بعد‪ ،‬هذا أمر آخر لكن كلهما مستقبل‬
‫لما قدّره ربنا سبحانه وتعالى‪ .‬النُحاة يقولون ذ وإن كان لدي جزئية أخالفهم فيها ذ أن الشرط هو مستقبل ل ينصرف إلى الماضي‪ ،‬تأتي بالفعل‬
‫ن فِي دِينِ اللّهِ‬
‫س َيدْخُلُو َ‬‫ت النّا َ‬‫ح (‪ )1‬وَرََأيْ َ‬ ‫ن عُدتّ ْم عُ ْدنَا (‪ )8‬السراء) هذا للمستقبل‪ِ( ،‬إذَا جَاء نَصْرُ اللّهِ وَالْ َفتْ ُ‬ ‫المضاي لكن يُراد به الستقبال (وَإِ ْ‬
‫س َتغْ ِفرْهُ ِإنّهُ كَانَ تَوّابًا (‪ ))3‬جواب الشرط عند النحاة أن الشرط استقبال والماضي في الشروط هو مستقبل‪ .‬وأنا‬ ‫حمْدِ َرّبكَ وَا ْ‬
‫ح بِ َ‬ ‫َأفْوَاجًا (‪ )2‬فَ َ‬
‫سبّ ْ‬
‫أرى أنه في الغالب هذا صحيح ولكنه ليس قاعدة عامة بدليل قوله تعالى (قل إن افتريته فعليّ إجرامي) وهو ما افتراه‪ ،‬فليس بالضرورة أن يكون‬
‫الشرط للمستقبل‪ .‬موجود في القرآن وفي الشعر العربي ما يخالف ما قاله النُحاة كما في قول الشاعر وهو يرثي أبناءه‪ ،‬هو على قبرهم يرثيهم‬
‫على حال من الدنيا يدوم‬ ‫يقول‪:‬فإن يهلك بنيّ فليس شيء‬
‫ل (‪ )26‬يوسف)‪ .‬شرط متعلق بماضي لكن الكثر كما يقول النحاة‬ ‫ن َقمِيصُ ُه ُق ّد مِن ُقبُ ٍ‬
‫ف عهده‪ ،‬ويقول تعالى (إِن كَا َ‬ ‫ونقول‪ :‬إن كنت عاهدته فأو ِ‬
‫وهذا فيما أرى هم لهم اجتهادهم ويبدو لي ‪ -‬وأنا طالب علم أمام هؤلء العلماء ذأن بعض المور تحتاج للتعديل والتدقيق‪.‬‬
‫*انظر آية (‪(.)15‬الفرق بين البعث والرسال)‬
‫م فَلَهَـا (‪ )7‬السـراء) مـا دللة اسـتخدام لهـا مـع أنـه فـي‬ ‫*(إ ن أ َح سنتم أ َح سنتم لَنفُـسك ُم وإ ن أ َـ ْ‬
‫سأت ُ ْ‬‫َ‬ ‫ِ ْ َ ِـ ْ‬ ‫ِـ ْ ْ َـ ُ ْ ْ َـ ُ ْ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ساء فعَليْهَ ـا (‪ )46‬فصــلت)؟(د‪.‬فاضــل‬ ‫ـ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫نأ َ‬ ‫سهِ وَ َ‬
‫م ْـ‬ ‫حا فلِنَفْ ـ ِ‬ ‫صال ِ ً‬
‫مل َ ـ‬ ‫ن عَ ِ‬
‫م ْـ‬
‫القرآن يســتعمل عليهــا ( َ‬
‫السامرائى)‬
‫هذه ليست في سياق الثم وما يقع عليه هو وإنما إساءتكم راجعة إلينا‪ .‬واحد يقول لقد أسأت لبيك في هذا‪ ،‬أنت لم تحسن إليه‪ ،‬لم يقل أسأت عليه‬
‫ليس المقصود لثم يقع عليه يعني لقد أسأت إلى فلن يعني رجعت الساءة له‪ ،‬تقول لقد أسأت إلى نفسك قبل أن تسيء إلى نفسك‪ .‬تلك في مقام‬
‫العقوبة والثم وقوع الثم عليه نأتي بـ(على) أما أحيانا نحن ل نستعمل هذا الشيء دائما نقول لقد أسأت إلى نفسك لكن هذا ليس في سياق‬
‫عدُ الخِ َر ِة (‪ )7‬السراء)‪.‬‬
‫سكُمْ وَإِنْ َأسَ ْأتُ ْم فََلهَا (‪ )7‬السراء) وقال (فَِإذَا جَاء وَ ْ‬ ‫العقوبة‪ .‬في سياق الثم مثل سياق العقوبة (إِنْ أَحْسَنتُمْ َأحْسَنتُمْ لِأَن ُف ِ‬
‫ظلّا ٍم لّ ْل َعبِيدِ (‪ )46‬فصلت) معناه أنه سيوقع عليه عقوبة‬ ‫ل صَاِلحًا فَِلنَ ْفسِهِ َومَنْ َأسَاء َفعََليْهَا َومَا َرّبكَ بِ َ‬ ‫عمِ َ‬
‫نلحظ آيات أخرى على سبيل المثال (مَنْ َ‬
‫الساءة لكن ليس بالذُلّ يعني رجعت الساءة عليه وتحمل إثمها فربنا يعاقبه عليه وليس ظالما له ( َومَا َرّبكَ بِظَلّامٍ لّ ْل َعبِيدِ) الثم عاد عليه‪ ،‬هذا في‬
‫جعُونَ (‪ )15‬الجاثية) يعني سيحاسبكم على ما قدمتم من‬ ‫ل صَاِلحًا فَِلنَ ْفسِهِ َومَنْ أَسَاء َفعََل ْيهَا ُثمّ إِلَى َرّبكُ ْم تُ ْر َ‬ ‫عمِ َ‬
‫مقام حساب‪ .‬وفي آية أخرى (مَنْ َ‬
‫إساءة وإحسان‪ .‬نحن نستعملها فنقول لقد أسأت إلى نفسك قبل أن تسيء إلى الخرين‪ ،‬لقد أسأت إلى أبيك ما كان عليك أن تفعل هذا‪.‬‬
‫آية (‪:)9‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م (‪ )9‬السراء) و(ذَل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ن يِهْدِي لِل ّتِي هِ َ‬
‫ي أقْوَ ُ‬ ‫ن هَـذ َا الْقُْرآ َ‬
‫*ما دللة استخدام إسم الشارة في الية(إ ِ َّ‬
‫ن (‪ )2‬البقرة)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫متَّقِي َ‬
‫ب فِيهِ هُدًى ل ِّل ْ ُ‬ ‫الْكِتَا ُ‬
‫ب ل َ َري ْ َ‬
‫إسم الشارة نفس السم أحيانا يستعمل في التعظيم وأحيانا يستعمل في الذم والذي يبين الفرق بينهما هو السياق‪ .‬كلمة (هذا) تستعمل في المدح‬
‫والثناء "هذا الذي للمتقين إمام" ويستعمل في الذم (أَ َهذَا اّلذِي َبعَثَ اللّهُ رَسُولًا (‪ )41‬الفرقان) (ذلك) تستعمل في المدح (قَاَل ْ‬
‫ت َفذَلِكُنّ اّلذِي ُل ْمُتنّنِي فِيهِ‬
‫(‪ )32‬يوسف) تعظيم‪ ،‬وأحيانا يكون في الذم تقول هذا البعيد ل تريد أن تذكره فهنا الذي يميز بين ذلك الستعمال والسياق‪( .‬ذلك الكتاب ل ريب‬
‫فيه) هنا إشارة إلى علوه وبعد رتبته وبعده عن الريب وأنه بعيد المنال ل يستطيع أن يؤتى بمثله (ذلك الكتاب ل ريب فيه) دللة على البعيد وال‬
‫ن ُكنْتُ ْم صَا ِدقِينَ (‪)23‬‬ ‫ش َهدَاءكُم مّن دُونِ اللّهِ إِ ْ‬
‫عبْ ِدنَا فَ ْأتُو ْا بِسُورَ ٍة مّن ّمثْلِهِ وَادْعُواْ ُ‬
‫ب ّممّا نَزّ ْلنَا عَلَى َ‬
‫تعالى قال في نفس السورة (وَإِن كُنتُ ْم فِي َريْ ٍ‬
‫َفإِن لّ ْم تَ ْفعَلُواْ َولَن َت ْفعَلُو ْا (‪ ))24‬هذا المر بعيد عن المنال أن يؤتى بمثله‪ .‬إذن ذلك الكتاب إشارة إلى بعده وعلو مرتبته‪ .‬والقرآن يستعمل (هذا)‬
‫ن ِي ْهدِي لِّلتِي هِيَ َأقْ َو ُم (‪ )9‬السراء) عندما قال يهدي للتي هي أقوم يجب أن يكون قريبا حتى نهتدي به لكن لما‬ ‫ن هَـذَا ا ْلقُرْآ َ‬
‫لكن في مواطن (إِ ّ‬
‫قال ذلك الكتاب هو عالي بعيد ل يستطاع أن يؤتى بمثله‪ .‬ثم إنه لم يذكر القرآن إل بـ (هذا) ولم يقل (ذلك) كلما يشير إلى القرآن يشير بـ (هذا)‬
‫ظهِيرًا (‪ )88‬السراء) لن القرآن من‬ ‫ض ُهمْ ِل َبعْضٍ َ‬
‫ن بَعْ ُ‬ ‫ن ِبمِثْلِهِ وََلوْ كَا َ‬
‫ل يَ ْأتُو َ‬
‫علَى أَن يَ ْأتُو ْا ِب ِمثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ َ‬
‫ت الِنسُ وَا ْلجِنّ َ‬ ‫ج َت َمعَ ِ‬
‫(قُل ّلئِنِ ا ْ‬
‫القراءة وهو مصدر فعل قرأ وكلمة قرآن أصلً مصدر‪ ،‬قرأ له مصدرين قراءة وقرآنا (فَِإذَا قَرَ ْأنَا ُه فَا ّتبِعْ قُرْآنَهُ (‪ )18‬القيامة)‪ .‬لما تقرأ تقرأ‬
‫القريب إذن هذا هو القرآن‪ .‬الكتاب بعيد ليس قراءة وإنما قد يكون في مكان آخر وهو في اللوح المحفوظ يسمى كتابا‪ .‬هناك فرق بين الكتاب‬
‫صدّقٌ لّسَانًا‬
‫ب مّ َ‬
‫والقرآن فالكتاب فيه بعد متصور أما القرآن فيكون قريبا حتى يُقرأ‪ .‬حتى في كلمة الكتاب لما يقول أنزلنا يقول كتابا (وَ َهذَا ِكتَا ٌ‬
‫ن يَ َديْهِ (‪ )92‬النعام)‪.‬‬ ‫عَ َر ِبيّا (‪ )12‬الحقاف) (وَهَـذَا ِكتَابٌ أَنزَ ْلنَاهُ ُمبَا َركٌ مّ َ‬
‫صدّقُ اّلذِي َبيْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م َّـ‬
‫ما‬ ‫سولِهِ وَأنفِقُوا ِ‬ ‫منُوا بِالل ّـهِ وََر ُـ‬‫* مـا الفرق بيـن ختام اليتيـن فـى قوله تعالى فـى سـورة الحديـد(آ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫جٌر كَبِيٌر) وفـي سـورة السـراء قال تعالى‬ ‫مأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُـ‬ ‫م َوأَنفَقُوا لَه‬ ‫ْ‬ ‫منك ُـ‬ ‫منُوا ِ‬ ‫َ‬ ‫ن فِيه ِـ فَال ّذِي نَـ آ‬
‫خلَفِي َ‬
‫ست َ ْ‬
‫م ْـ‬‫جعَلَك ُـم ُّ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت أ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫(إ ِ َّ‬
‫جًرا كَبِيًرا‬
‫مأ ْ‬ ‫ن له ُ ْ‬ ‫حا ِ‬ ‫ن ال َّ‬
‫صال ِ َ‬ ‫ملو َ‬ ‫ن يَعْ َ‬
‫ن الذِي َ‬ ‫منِي َ‬ ‫مؤْ ِ‬
‫شُر ال ُ‬‫م وَيُب َ ّ ِ‬‫ي أقْو َ ُ‬ ‫ن يِهْدِي لِلت ِي ه ِ َ‬ ‫ن ه َـذ َا القُْرآ َ‬
‫(‪ ))9‬بالتأكيد فما دللة هذا التأكيد؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫أولً فواصل اليات هي أنسب مع كل واحدة لن السراء فيها مدّ (أليما‪ ،‬عجول) لكن ليس هذا هو السبب الول أو الوحيد أي ليست مناسبة‬
‫خواتيم اليات هو السبب الول وقد يكون سببا مكملً يأتي بعد السبب الول‪ .‬المعنى هو السيد وليست الفاصلة‪ .‬وقد يأتي بسورة كاملة ثم يأتي‬
‫لقْصَى اّلذِي بَا َر ْكنَا‬ ‫ج ِد ا َ‬‫جدِ الْحَرَامِ إِلَى ا ْلمَسْ ِ‬ ‫سِ‬ ‫سرَى ِب َعبْدِهِ َليْلً مّنَ ا ْلمَ ْ‬ ‫سبْحَانَ اّلذِي أَ ْ‬ ‫بآية ل توافقها أي آية ففي بداية سورة السراء قال تعالى ( ُ‬
‫سمِيعُ البَصِيرُ (‪ ))1‬ول تجد مثل هذه الفاصلة في جميع السورة وإنما كلها مدّ‪ .‬فالمعنى هو الول لكن قد يأتي مع‬ ‫حَوْلَهُ ِلنُ ِريَ ُه مِنْ آيَاتِنَا ِإنّ ُه هُوَ ال ّ‬
‫تمام المعنى ما يناسب الفاصلة‪ .‬نذكر لماذا أكدّ ولماذا لم يؤكد والنتيجة أنه كل آية مناسبة لفواصل اليات‪ .‬في آية الحديد قال تعالى (فالذين آمنوا)‬
‫بصيغة الفعل أما في السراء فقال تعالى (ويبشر المؤمنين) بالسم‪ .‬معلوم كما هو مقرر في البلغة وفي اللغة أن السم يدل على الثبوت والفعل‬
‫يدل على الحدوث والتجدد والسم أقوى من الفعل‪ ،‬هناك فرق بين أن تقول هو متعلم أو هو يتعلم وهو يتثقف وهو مثقف‪ ،‬هو يتفقه وهو فقيه‪ ،‬هو‬
‫حافظ أو هو يحفظ من الثوابت في اللغة أن السم يدل على الثبوت في اللغة حتى لو لم يقع‪ .‬في البلغة عموما يذكر أن هذا أمر ثابت تذكره‬
‫بالصيغة السمية قبل أن يقع‪ ،‬تسأل مثلً هل سينجح فلن؟ فتقول‪ :‬هو ناجح قبل أن يمتحن لنك واثق أنه ناجح كما قال تعالى (وَِإذْ قَالَ َرّبكَ‬
‫ن (‪ )37‬هود) لم يقل سأغرقهم‪ .‬هذا في التعبير‬ ‫ط ْبنِي فِي اّلذِينَ ظََلمُواْ ِإّنهُم ّمغْ َرقُو َ‬ ‫ل تُخَا ِ‬ ‫ض خَلِيفَ ًة (‪ )30‬البقرة) ( َو َ‬
‫ل فِي الَرْ ِ‬ ‫ِل ْلمَلَ ِئكَةِ ِإنّي جَاعِ ٌ‬
‫أقوى دللة من الفعل‪ .‬السم يدل على الثبوت والفعل يدل على الحدوث والتجدد‪ .‬فإذن في سورة الحديد قال (فالذين آمنوا) صيغة فعل وفي‬
‫السراء (ويبشر المؤمنين) فالصيغة السمية أقوى‪.‬‬
‫ثانيا اليمان في سورة الحديد خصصه ال تعالى بال ورسوله (آمنوا بال ورسوله) إذن اليمان مخصص‪ ،‬أما في السراء أطلقها (ويبشر‬
‫المؤمنين) لم يخصص اليمان بشيء‪ ،‬جعله عاما في كل متطلبات اليمان ليست مختصة بال ورسوله فاليمان أن تؤمن بال وملئكته وكتبه‬
‫ورسله واليوم الخر والقدر خيره وشره‪ ،‬كل أركان اليمان أطلقها ولم يقيدها فجعلها أعمّ أما في الحديد فاليمان مخصص بشيئين‪ :‬اليمان بال‬
‫ورسوله‪ .‬في السراء مطلق لم يخصصه (ويبشر المؤمنين) هذه في السراء أع ّم من آية سورة الحديد‪.‬‬
‫في سورة الحديد ذكر النفاق (وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه) ولم يذكر غيره من العمل الصالح أما في آية السراء فقال (الذين يعملون‬
‫الصالحات) الذين يعملون الصالحات أعم‪ ،‬النفاق هو شيء من العمل الصالح فالذين يعملون الصالحات أع ّم من الذين أنفقوا‪ .‬إذن أولً كونهم‬
‫مؤمنين أثبت من الذين آمنوا ثم أطلق اليمان بكل مقتضيات اليمان (مؤمنين) ولم يقيده والعمل أطلقه ولم يقيده بشيء لم يقيده بإنفاق (يعملون‬
‫الصالحات) فل شك أن آية السراء أعمّ فلما كان أع ّم إذن المغفرة والجر الكبير تُؤكّد للعمّ الثابت ل للجزئية‪ .‬مؤمنين أع ّم وأثبت‪ ،‬مؤمنين عامة‬
‫على الطلق وليس فقط بال والرسول‪ ،‬العمل بإطلق‪ ،‬عموم العمل وليس فقط النفاق إذن توكيد الجر الكبير أنسب مع الذين ذكرهم في آية‬
‫السراء مع من هو أعمّ في العمل واليمان وأثبت في اليمان‪ .‬إضافة إلى الفاصلة التي في كل آية لكن لو سألنا شخصا ل يعلم بالبلغة نقول له‬
‫أنت عندك آيتان كالتي معنا فأين تؤكد الجر؟ يقول في السراء‪ .‬بلغة القرآن كالقوانين الرياضية الثابتة‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬ما الذي يحدث لو لم يؤكد في السراء؟‬
‫لو كان كلما عاديا ل يؤكد لكن لما تأتي في البلغة ويأتيك موطنين كل واحد في مكان‪ .‬البلغة هي مطابقة الكلم لمقتضى الحال بمعنى ماذا‬
‫يحتاج الحال؟ هل يحتاج توكيد؟ أنت رأيت إنسانا مُنكِرا تؤكد له‪ ،‬غير منكر ل تؤكد له‪ ،‬إنسان منكر إنكار كبير تقسم له هذا ما يقتضيه الحال‪.‬‬
‫أي الحالين يقتضي توكيد الجر الكبير؟ لو كان كلم متكلم عادي يتكلم بما يشاء لكن هل هو على حد البلغة أن يكون كلم في مكانين وواحد‬
‫سلُونَ) وقال (ِإنّا إَِل ْيكُمْ َلمُ ْرسَلُونَ)‬ ‫ل قال تعالى (ِإنّا إَِل ْيكُم مّرْ َ‬ ‫منهم فيه أمور أرسخ من الخر وأوسع وأعم تجعلهما بشكل واحد؟!‪ .‬في سورة يس مث ً‬
‫ن (‪ ))14‬ثم صدر إنكار‬ ‫سلُو َ‬‫ث َفقَالُوا ِإنّا إَِل ْيكُم مّرْ َ‬‫أكّد أول مرة بـ (إن) وهذا التأكيد جاء بعد تكذيب (ِإذْ َأرْسَ ْلنَا ِإَل ْيهِمُ ا ْث َنيْنِ َف َك ّذبُو ُهمَا َفعَزّ ْزنَا ِبثَالِ ٍ‬
‫ن (‪ ))15‬فاحتاج لتوكيد بالقسم (قَالُوا َرّبنَا َيعْلَمُ ِإنّا إَِل ْيكُمْ‬ ‫ل َت ْكذِبُو َ‬‫يءٍ إِنْ أَنتُمْ ِإ ّ‬ ‫ش ٌر ّمثْلُنَا َومَا أَنزَلَ الرّحْمن مِن شَ ْ‬ ‫آخر بعده (قَالُوا مَا أَنتُمْ ِإلّ بَ َ‬
‫ل بَشَ ٌر ّمثُْلنَا َومَا أَنزَلَ‬ ‫ن (‪( ))16‬ربنا يعلم) هذا قس ٌم عند العرب‪ ،‬القَسَم و (إنّ) واللم في (لمرسلون) هذا بعد النكار الخر (قَالُوا مَا أَنتُمْ ِإ ّ‬ ‫َلمُ ْرسَلُو َ‬
‫ن (‪ .))16‬ل يستوي أن يقول إنا إليكم مرسلون لنه زاد النكار فزاد‬ ‫ن (‪ )15‬قَالُوا َربّنَا َيعْلَمُ ِإنّا إَِل ْيكُمْ َلمُرْسَلُو َ‬‫يءٍ إِنْ أَنتُمْ ِإلّ َت ْكذِبُو َ‬ ‫الرّحْمن مِن شَ ْ‬
‫التوكيد‪ .‬القرآن الكريم يبين ذلك تماما كالمعادلة الرياضية‪.‬‬
‫آية (‪:)11‬‬
‫جول ً (‪ )11‬السراء) ما دللة (كان) ؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ن عَ ُ‬
‫سا ُ‬ ‫(وكَا َ‬
‫ن الِن َ‬ ‫*مسألة الزمن َ‬
‫ذكرنا في وقت سابق أن (كان) يفرد لها النُحاة بكلم في زمنها‪ :‬أولً الزمان الماضي المنقطع كأن تقول كان نائما واستيقظ‪ ،‬كان مسافرا ثم آب‪.‬‬
‫ن َقتُورًا (‪ )100‬السراء) (إِنّ‬
‫ل (‪ )11‬السراء) ( َوكَانَ النسَا ُ‬ ‫عجُو ً‬
‫ن الِنسَانُ َ‬
‫وفي الماضي المستمر (كان الستمرارية) بمعنى كان ول يزال ( َوكَا َ‬
‫سمِيعًا بَصِيرًا (‪ )58‬النساء) يسمونها كان الستمرارية أي هذا كونه منذ أن وُجِد‪.‬‬ ‫عدُوّا ّمبِينًا (‪ )53‬السراء) (إِنّ اللّ َه كَانَ َ‬ ‫ن َ‬
‫لنْسَا ِ‬
‫ن كَانَ لِ ِ‬
‫شيْطَا َ‬
‫ال ّ‬
‫عدُوّا ّمبِينًا (‪ )53‬السراء) ل تعني كان عدوا والن أصبح صديقا وإنما كان ل يزال عدوا‪.‬‬ ‫لنْسَانِ َ‬
‫ن كَانَ لِ ِ‬
‫شيْطَا َ‬
‫ليس في الماضي المنقطع (إِنّ ال ّ‬
‫سمَاء َفكَانَتْ َأبْوَابًا (‪ )19‬النبأ) أي صارت في المستقبل‪َ ( .‬وكُنتُمْ َأزْوَاجًا ثَلَاثَ ًة (‪ )7‬الواقعة) أي صرتم‪ ،‬أصبحتم‪.‬‬ ‫و (كان) تفيد الستقبال ( َو ُفتِحَتِ ال ّ‬
‫(كان) في كلم كثير عند النُحاة غير كان التامة والناقصة من حيث الزمن ليس مثل ما يظن بعض من عندهم معرفة قليلة باللغة وهؤلء عليهم أن‬
‫يراجعوا قواعد اللغة‪.‬‬
‫آية (‪:)12‬‬
‫َ‬ ‫ض َّ‬
‫خذَهَـا هُُزوًا (‬ ‫عل ْـم ٍ وَيَت َّ ِ‬ ‫ل الل ّـهِ بِغَيْرِ ِ‬
‫سبِي ِ‬
‫ل عَـن َـ‬ ‫ث لِي ُ ِ‬ ‫حدِي ِـ‬ ‫شتَرِي لَهْوَ ال ْ َ‬ ‫من ي َ ْ‬ ‫م نَـ النَّا سِـ َـ‬ ‫(و ِ‬
‫*قال تعالى َ‬
‫ْ‬
‫جعَلن َا‬
‫(و َ‬‫‪ ))َ 6‬عطف بدون اللم مع أنه في َ موضع آخر في القرآن عطف باللم مثل في قوله تعالى َ‬
‫ْ‬
‫موا عَدَدَ‬ ‫م وَلِتَعْل َ ُ‬ ‫من َّرب ِّك ُـ ْ‬ ‫صَرةً لِتَبْتَغُوا ْ فَ ْ‬
‫ضل ً ّ ِـ‬ ‫ة الن َّ َهارِ ُ‬
‫مب ْـ ِ‬ ‫جعَلْن َـا آي َ َ‬
‫ل َو َ‬ ‫ة الل ّي ْ ِ‬ ‫حوْن َـا آي َ َ‬ ‫م َ‬‫ن فَ َ‬ ‫َ‬ ‫الل ّي ْ َ‬
‫ل وَالن ّهَاَر آيَتَي ْـ ِ‬
‫صيل ً (‪ )12‬الســراء) فمــا اللمســة البيانيــة فــي هذه‬ ‫صلْنَاهُ تَفْــ ِ‬ ‫ي ٍء فَــ َّ‬ ‫ل َ‬ ‫ب وك ُ َّ‬ ‫ن وَال ْ ِ‬
‫ش ْ‬ ‫سا َ َ‬ ‫ح َــ‬ ‫سنِي َ‬
‫ال ّــِ‬
‫الية؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ل عندما تقول مررت بمحمد وبخالد أقوى‬ ‫لماذا لم يكرر اللم في (يتخذها)؟ المعلوم المقرر في قواعد النحو أن التكرار آكد من عدم التكرار مث ً‬
‫من مررت بمحمد وخالد الذكر أقوى هذه قاعدة وآكد‪ .‬إذن عندنا هنا أمران‪ :‬هو لماذا يشتري لهو الحديث؟ ذكر أمران‪ :‬ليضل عن سبيل ال‬
‫ويتخذها هزوا هل هما بمرتبة واحدة؟ الغرض الول هو ليضل عن سبيل ال أما إتخذت الهزو فليس بالضرورة أن يذهب فيشتري فالهزو يهزأ‬
‫في مكانه السخرية ل يحتاج أن يذهب ويتاجر ويشتري ل يحتاج إذن هما ليسا بمرتبة واحدة‪ ،‬إذن ليضل عن سبيل ال وهو الشراء في الصل‬
‫ليضل عن سبيل ال ويتخذها هزوا تأتي بعدها وليسا بنفس القوة وهذا الترتيب له غرض‪ .‬إذن عندنا أمران بعضهما أقوى من بعض وآكد من‬
‫خذَهَا ُهزُوًا) فحذف اللم‪.‬‬
‫سبِيلِ اللّ ِه ِب َغيْرِ عِ ْلمٍ) والثاني دونه في التوكيد ( َويَتّ ِ‬ ‫ل عَن َ‬‫بعض‪ ،‬الول (ِليُضِ ّ‬
‫ل مّن ّرّبكُمْ وَِل َتعَْلمُواْ‬
‫حسَابَ) ذكر أمران كلهما له مكانة في الهمية (ِلتَ ْب َتغُو ْا فَضْ ً‬ ‫سنِينَ وَالْ ِ‬
‫عدَدَ ال ّ‬
‫ل مّن ّرّبكُمْ وَِل َتعَْلمُو ْا َ‬
‫أما في الية (ِل َت ْبتَغُو ْا فَضْ ً‬
‫سنِينَ وَا ْلحِسَابَ) هل يمكن أن نعيش بدون معرفة السنين والحساب؟ والبتغاء؟ كلهما مهمان في الحياة علم السنين والحساب ضروري في‬ ‫ع َددَ ال ّ‬
‫َ‬
‫ل من ربكم وتعلموا عدد السنين والحساب تصبح دونها في التوكيد والهمية وهذه قاعدة‪.‬‬ ‫الحياة وفي خارج القرآن لو قال في الية لتبتغوا فض ً‬
‫مررت بمحمد وبخالد آكد من مررت بمحمد وخالد وآكد منهما مررت بمحمد ومررت بخالد‪ .‬هذا يدرس في علم البلغة في غرض التوكيد الذكر‬
‫والحذف‪ ،‬يذكر لعِلّة ويحذف لعِلّة‪ .‬عطف بدون تكرار للحرف الول وعندنا قاعدة الذكر آكد من الحذف‪.‬‬
‫آية (‪:)15‬‬
‫سلْنَا‬ ‫ث ر سول ً ( ‪ )15‬السـراء) (ث ُـ َ َ‬
‫م أْر َـ‬‫ّ‬ ‫حت َّـى نَبْعَـ َ َ ُـ‬
‫ن َ‬ ‫ما كُن َّـا ُ‬
‫معَذِّبِي َـ‬ ‫* مـا الفرق بيـن البعـث والرسـال (وَـ َ‬
‫سلَنَا تَتَْرا (‪ )44‬المؤمنون)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ُر ُ‬
‫بعث فيه معنى الرسال تقول بعثت شخصا فيه معنى الرسال لكن في بعث أيضا معاني غير الرسال‪ .‬الرسال أن ترسل رسولً تحمّله رسالة‬
‫لطرف آخر‪ .‬البعث قد يكون فيه إرسال وفيه معاني أخرى غير الرسال أي فيه إرسال وزيادة‪ .‬تبعث بارِك أي الجمل‪ ،‬تبعث الموتى ليس بمعنى‬
‫ت مَِلكًا (‪ )247‬البقرة)‬ ‫إرسال ولكن يقيمهم‪ ،‬فيه إثارة وإقامتهم (إن للفتنة بعثات) أي إثارات‪ ،‬فيها تهييج‪َ ( .‬وقَالَ َلهُ ْم َن ِبّيهُمْ إِنّ اللّ َه َقدْ َبعَثَ َلكُمْ طَالُو َ‬
‫ث فِي ا ْلُأ ّميّينَ َرسُولًا ّم ْنهُ ْم َيتْلُو عََل ْيهِمْ‬
‫أي أقامه منكم‪ .‬ولذلك عموما أن البعث يستعمل فيما هو أشد‪ .‬حتى لما يتكلم عن الرسول (هُوَ اّلذِي َبعَ َ‬
‫علَى‬ ‫ظهِ َرهُ َ‬ ‫ل رَسُولَ ُه بِا ْلهُدَى َودِينِ الْحَقّ ِليُ ْ‬ ‫ل ّمبِينٍ (‪ )2‬الجمعة) (هُوَ اّلذِي َأرْسَ َ‬ ‫ضلَا ٍ‬
‫ح ْكمَةَ َوإِن كَانُوا مِن َقبْلُ َلفِي َ‬
‫آيَاتِهِ َويُ َزكّيهِمْ َو ُيعَّل ُمهُمُ ا ْل ِكتَابَ وَا ْل ِ‬
‫ظهِرَهُ‬‫ش ِركُونَ (‪ )33‬التوبة) لم يذكر شيئا آخر ال تعالى يظهر على الدين كله‪( ،‬هُوَ اّلذِي أَ ْرسَلَ رَسُولَ ُه بِا ْل ُهدَى َودِينِ ا ْلحَقّ ِليُ ْ‬ ‫ن كُلّهِ وَلَ ْو كَرِهَ ا ْلمُ ْ‬ ‫الدّي ِ‬
‫ن (‪)9‬‬ ‫علَى الدّينِ كُلّهِ وََلوْ َكرِهَ ا ْلمُشْ ِركُو َ‬ ‫ظهِ َرهُ َ‬‫ل رَسُولَ ُه بِا ْلهُدَى َودِينِ الْحَقّ ِليُ ْ‬ ‫شهِيدًا (‪ )28‬الفتح) انتهت‪( ،‬هُوَ اّلذِي َأرْسَ َ‬ ‫عَلَى الدّينِ كُلّهِ َوكَفَى بِاللّهِ َ‬
‫عذَابٍ أَلِي ٍم (‪ )10‬الصف) أما آية(‪()2‬الجمعة) فيها عمل للرسول ‪ .‬فالبعث هو أشد وفيه‬ ‫ن َ‬
‫يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآ َمنُوا َهلْ َأدُّلكُ ْم عَلَى تِجَارَ ٍة تُنجِيكُم مّ ْ‬
‫شدِيدٍ َفجَاسُواْ خِلَلَ‬ ‫س َ‬ ‫عبَادًا ّلنَا أُوْلِي بَأْ ٍ‬
‫عدُ أُول ُهمَا َب َعثْنَا عََل ْيكُ ْم ِ‬
‫حركة أما الرسال فل‪ ،‬فالبعث هو الرسال وزيادة ولهذا قال تعالى (فَِإذَا جَاء وَ ْ‬
‫عدًا مّ ْفعُولً (‪ )5‬السراء)) فيه قوة وقسوة وعمل‪.‬‬ ‫الدّيَارِ َوكَانَ وَ ْ‬
‫آية (‪:)16‬‬
‫حق َّـ عَلَيْهَـا الْقَوْ ُ‬ ‫ك قَري ً َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ميًرا (‪)16‬‬ ‫ل فَد َ َّ‬
‫مْرنَاهَـا تَد ْ ِ‬ ‫سقُوا ْ فِيهَـا فَ َ‬
‫متَْرفِيهَـا فَفَـ َ‬
‫مْرن َـا ُ‬
‫ةأ َ‬ ‫*(وَإِذ َا أَردْن َـا أن نُّهْل ِـ َ ْ َ‬
‫مرنا فما الفرق بينهما؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫السراء) فيها قراءتان أمرنا وأ ّ‬
‫حشَاء (‪ )28‬العراف) ففسقوا كما تقول أمرتك فعصيت ل تعني أمرتك بالمعصية‪ .‬أمرتك فعصيت أي‬ ‫ل يَ ْأمُ ُر بِا ْلفَ ْ‬
‫أمرناهم بالطاعة (قُلْ إِنّ اللّ َه َ‬
‫ك قَ ْريَةً َأمَ ْرنَا ُمتْ َرفِيهَا) (مترفيها يعني علية القوم) أمرنا مترفيها بالطاعة ففسقوا فيها مثل أمرتك‬ ‫أمرتك بالطاعة فعصيت‪( .‬وَِإذَا أَ َر ْدنَا أَن ّنهِْل َ‬
‫ك قَ ْريَةً َأمَ ْرنَا ُمتْ َرفِيهَا) (أمر) في اللغة فيها معنى آخر وهو كثّر‪ ،‬أمر القوم كثُروا وأمرت القوم كثّرتهم‪ .‬وعلى هذا‬ ‫فعصيت‪( .‬وَِإذَا أَ َر ْدنَا أَن ّنهِْل َ‬
‫المعنى تسير الية أيضا كثر المترفين ففسقوا فيها وفي قراءة ليست متواترة (أمّرنا) ليست من القراءات المتواترة‪ .‬ال تعالى أمرهم بطاعته‬
‫فعصوا كما يقال في اللغة أمرتك بالطاعة فعصيت ليس فيها إشكال وتحتمل في اللغة كثّرنا فيها المترفين ففسقوا فيها‪.‬‬
‫ك قَ ْريَةً َأمَ ْرنَا ُمتْ َرفِيهَا) هنالك إرادة من ال بإهلك قرية ما فأمر المترفين‪ ،‬يعني‬
‫*ربما كانت هذه الية مشكلة في فهمها بدليل (وَِإذَا َأ َردْنَا أَن ّنهْلِ َ‬
‫كثير يفهم كيف يأمر ال الغنياء والمترفين فيفسقوا فيها؟‬
‫هو لم يأمرهم بالفسق‪( .‬وَِإذَا أَ َر ْدنَا أَن ّنهِْلكَ َق ْريَةً َأمَ ْرنَا ُمتْ َرفِيهَا) فيها ناس مفسدين مترفين فهؤلء كيف يهلكهم ال؟ أن ينزل عليهم أوامر يخالفوه‬
‫فمخالفته استحقت لنه إذا كان جاهلً أو غير عالم بالمر ليس عليه حجة لكن حتى يقيم عليه الحجة في الهلك يأمر هؤلء‪ ،‬هؤلء هم فاسقين‬
‫فيها ينهاهم عن ذلك‪ ،‬يأمرهم بالطاعة فيزدادوا فسقا فيهلكهم‪.‬‬
‫آية (‪:)18‬‬
‫*ما اللمسـة البيانية في ا ستعمال صـيغة المضارع مرة و صيغة الماضي مرة أخرى في قوله تعالى‬
‫(من كان يريد الخرة) و (من أراد الخرة)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫استعمال فعل المضارع مع الشرط يكون إذا كان مضمون أن يتكرر‪ .‬أما استعمال فعل الماضي فالمضمون أن ل يتكرر أو ل ينبغي أن يتكرر‪.‬‬
‫كما نلحظ أيضا في قوله تعالى (ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ال غني حميد) ينبغي تكرار الشكر لذا جاء بصيغة الفعل المضارع‬
‫(يشكر) أما الكفر فيكون مرة واحدة وهو ل ينبغي أن يتكرر فجاء بصيغة الماضي في قوله (كفر)‪ .‬كذلك في قوله تعالى (من قتل مؤمنا خطأ)‬
‫المفروض أن القتل وقع خطا وللمفروض أن ل يتكرر أما في قوله تعالى (من يقتل مؤمنا متعمدا) هنا تكرار للفعل لنه قتل عمد‪.‬‬
‫من نُّرِيد ُ (‪ )18‬السـراء) هـو يريـد العاجلة ف ما دللة‬ ‫ما ن َ َ‬
‫شاء ل ِ َ‬ ‫جلْن َا ل َـ ُ‬
‫ه فِيه َا َ‬ ‫جل َ َ‬
‫ة عَ َّ‬ ‫نـ يُرِيد ُ الْعَا ِ‬
‫من كَا َ‬
‫*( َّ‬
‫ما نشاء في ختام الية؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ما يشاء ربنا ل ما يشاء هو‪.‬‬
‫ما نشاء يعني ما يشاء ال تعالى لمن يريد بالقدر الذي يريده للشخاص الذين يريدهم‪ ،‬ما نشاء يعني القدر الذي نريده ومن نريده من الناس ل من‬
‫يريده هو‪ ،‬ما يشاء ال تعالى لمن يريد من الشخاص بالقدر الذي يريد‪.‬‬
‫‪(:‬آية (‪23‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما وَقُل ل ّهُ َ‬
‫ما قَوْل ً كَرِي ً‬
‫ما (‪ )23‬السراء) ما دللة كلمة أف هل هي كلمة‬ ‫مآ أ ُ ٍ ّ‬
‫ف وَل َ تَنْهَْرهُ َ‬ ‫*(فَل َ تَقُل ل ّهُ َ‬
‫أو حرف؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫كلمة (أف) إسم فعل مضارع بمعنى أتضجر والدليل على ذلك تنوينها (أفٍ) فالتنوين من علمات السم‪.‬‬
‫سانًا)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ح َ‬
‫سنًا)و (إ ِ ْ‬
‫ح ْ‬
‫*ما الفرق بين ( ُ‬
‫لحظ قبل كل شيء ال ما قال وصينا المؤمنين بل وصينا النسان عموما‪ .‬يريد ال عز وجل أن يقول أن هذا علقة البناء بالباء وعلقة الباء‬
‫بالبناء هي من خصائص هذا النسان ل تجد هذه العلقة بين كل الحياء الخرى‪ ،‬الحيوانات نعم هناك أمٌ تعرف أطفالها ولكن الب ل يهتم من‬
‫هو ابنه والبن ل يهتم من هو أبوه بل أن البن ل يهتم من هي أمه وحينئذٍ الم فقط في المخلوقات الحية هي التي تهتم بأطفالها إلى حين‪ .‬من‬
‫أجل هذا هذا من خصائص النسان إحترام البوين وتقديرهما وتقديسهما وحسن التعامل معهما هذا من خصائص النسان لن ال تعالى وصاه‬
‫بذلك‪ ،‬رب العالمين هو الذي غرس في هذا النسان من جملة عناصر أنسنته عندما خرج من المملكة الحيوانية فوهبه ال سبحانه وتعالى العلم‬
‫حنَا ﴿‪ ﴾12‬التحريم) وحينئذٍ تأنسن الحيوان وحينئ ٍذ من عناصر أنسنة هذا المخلوق هو أن‬ ‫خنَا فِيهِ مِنْ رُو ِ‬‫سمَا َء كُّلهَا﴿‪ ﴾31‬البقرة) ( َفنَ َف ْ‬ ‫(وَعَلّمَ َآدَمَ الَْأ ْ‬
‫خرَ ﴿‪ ﴾14‬المؤمنون)‪.‬‬ ‫ش ْأنَا ُه خَلْقًا آَ َ‬
‫يكون بارا بوالديه (ثُمّ َأنْ َ‬
‫حسَانًا ﴿‪﴾23‬‬
‫هذا القتران المخيف يعني جعلهم ال عز وجل كتوحيده الشرك وعقوق الوالدين ( َوقَضَى َرّبكَ أَلّا َتعْ ُبدُوا إِلّا ِإيّاهُ َوبِالْوَاِلدَيْنِ إِ ْ‬
‫السراء) ما قضى إل هذا رب العالمين ( َوبِا ْلوَاِل َديْنِ ِإحْسَانًا) ومن كرمه رب العالمين لم يقل حسنا قال إحسانا وهذا تقوم به بسهولة‪ .‬أما الحُسن‬
‫هذا درجة عالية لمن يسّره ال له ولهذا في الفقه السلمي ل يجوز أن تعطي أبوك زكاة لما رب العالمين قال الزكاة لمن؟ قال الصدقات (ِإّنمَا‬
‫سبِيلِ ﴿‪ ﴾60‬التوبة) لم يقل والبوين‪،‬‬ ‫سبِيلِ اللّهِ وَِابْنِ ال ّ‬ ‫ص َدقَاتُ ِللْ ُفقَرَاءِ وَا ْلمَسَاكِينِ وَا ْلعَامِلِينَ عََل ْيهَا وَا ْلمُؤَلّفَ ِة قُلُو ُبهُمْ َوفِي ال ّرقَابِ وَا ْلغَا ِرمِينَ َوفِي َ‬ ‫ال ّ‬
‫ك لبيك فأنت ل تصل إلى مرتبة الحُسن ونحن نتكلم الن عن‬ ‫البوان (أنت ومالك لبيك) ما لم تقتنع بأنك عبدٌ عند أبيك وكل ما تملكه إنما هو مل ٌ‬
‫مرحلة الحسن‪ .‬ولهذا النبي صلى ال عليه وسلم قيل له يا رسول ال أي العمل أفضل؟ قال "الصلة على وقتها قالوا‪ :‬ثم أيّ؟ قال‪ :‬بر الوالدين"‬
‫البر مجرد بر الوالدين يعني العمل الثاني بعد الصلة لن الصلة ليس لها بديل وإذا كان البر هكذا فما بالك بالحُسن؟! والحسن ل يعمله إل القليل‬
‫لن هذا يحتاج إلى ثقافة‪ ،‬إلى معرفة بال عز وجل‪ ،‬إلى أن يُعلّم هذا النسان هذا الب المسلم ما معنى أن تكون مع أبيك حسنا؟ وهكذا أما البر‬
‫صيْنَا الِْإنْسَانَ) لمجرد كونك إنسانا من عناصر أنسنتك بعد أن‬ ‫ما دمت إنسانا أنت بك غريزة وميل طبيعي إلى أن تبر بأبويك ولهذا ال قال (وَ َو ّ‬
‫أخرجك ال من المملكة الحيوانية وأطلق يديك من الرض فسوّاك فخلقك فعدلك أطلق يديك حينئذٍ جعل من عناصر هذه النسنة أن تكون بارا‬
‫ل شرحها الذي يطول‪.‬‬ ‫بوالديك تميل إليهما‪ ،‬تنتسب إليهما‪ ،‬لهما حظوة واحترا ٌم عليك وإلى كل المنظومة التي هي حسنٌ أو إحسانٌ أو برٌ ولك ٍ‬
‫حسَانًا) أي العطاء أن تطعمه وأن تسقيه وأن تقدم حاجاته أن تقدم له حاجاته ما يحتاجه من مأكلٍ ومطع ٍم وملبس هذا‬ ‫ن بِوَاِلدَيْهِ إِ ْ‬‫صيْنَا الِْإنْسَا َ‬
‫(وَ َو ّ‬
‫سنًا) هذا ل يكون بالعطاء وإنما بحسن التعامل‪ ،‬كيف تحترمه؟ أنت قد تعطي أباك لكنك تشتمه ول‬ ‫ن بِوَاِل َديْهِ حُ ْ‬ ‫ص ْينَا ا ْلِإنْسَا َ‬
‫الحسان‪ .‬وفي الية (وَوَ ّ‬
‫تحترمه أو تتكلم معه بدون احترام هذا أنت أعطيته أنت بريّت به وهذا الفرق بين الحسن والبر‪ .‬البِرّ أن تعطيها ما تحتاجه وأن تعطي أباك ما‬
‫يحتاجه‪ ،‬الحسان أن تعطيه بشكلٍ جيد هذا الفرق بين البر والحسان‪ .‬البِرّ أن توفر له حاجاته لكن قد تقدمها بشكل غير لئق فيها شيء من‬
‫الغلظة أو الخشونة وقد تشتم أباك وقد تزدريه من ِكبَره أو تزدري أمك لكن الحسان أن تعطي هذين البوين هذا البر بشكل في غاية الدقة‬
‫والناقة والجمال من حيث أنك تكون خادما لهما وتقريبا وبل مبالغة ول مباهاة ‪ %99‬من هذه المة يتعاملون مع آبائهم وأمهاتهم عند العطاء بهذا‬
‫ح الذّلّ ﴿‪ ﴾24‬السراء) هذا الذل هو من أعظم أنواع العز في الرض‪ .‬ولهذا‬ ‫جنَا َ‬
‫ض َل ُهمَا َ‬
‫الخضوع والذل‪ .‬وهذا الذل من أعظم أنواع العز (وَاخْفِ ْ‬
‫ملوك الرض والذين فتحوا البلدان والذين قاموا بأنواع من الحضارات والتحضّر أمام والديه كالعبد هذا الذل العبقري الذي هو أعلى قيمة النسان‬
‫العظيم العزيز‪ .‬هذا الحسان‪ ،‬فحينئ ٍذ كلمة الحسان ما يتعلق بالعطاء توفر له حاجاته لكن ليس فقط مجرد بِرّ وإنما تقدم هذا العطاء لهما بشكل‬
‫ن عليهما كأن تقول أنا أعطيتك وجئت لك الخ ل إطلقا وحينئذٍ وصاك ال بهما حسنا أي‬ ‫لئق يدل على احترامك لهما وعلى عدم المِنّة أن ل تم ّ‬
‫كيف تتكلم معهما؟ إذا جاء أبوك أو جاءت أمك تقوم بوجههما وإذا تكلمت معهما تكون في غاية الخضوع يعني إنتبه إلى الحديث المتفق على‬
‫صحته عن الثلثة الذين أغلق عليهم الغار مسافرون ثلثة ودخلوا غارا عندما جاءت عاصفة فالعاصفة جاءت بحجر ثقيل فأغلقت باب الغار ولم‬
‫يستطع أحدٌ منهم أن يزحزح هذا الحجر ونفذ ما معهم من ما ٍء وطعام وأوشكوا على الهلك فتح ل على أحدهم وقال يا جماعة تعالوا نتوسل إلى‬
‫ال عز وجل بأحسن عملٍ عملناه في حياتنا وكل واحد جاء بعمل الثالث قال يا ربي أنت تعرف أن لي أم وأب وصارا كبيرين وأنا عندما أعود‬
‫ل وغنم كنت آتي لهما باللبن لكي يتعشيا لكي يناما وكنت ل أعشي أطفالي إل‬ ‫من العمل والعمل كان بين البل وبين الغنم يعني كان صاحب إب ٍ‬
‫بعد أن أعشي والدي‪-‬وطبعا نحن نتكلم بالمعنى وليس بلغة الحديث‪ -‬ل يعشي أولده إل بعد أن تشرب الم والب هذا اللبن ثم يناما ثم يذهب‬
‫ويوقظ أطفاله حتى يعشيهم‪ ،‬يوم من اليام جاء وقد وجد أبويه نائمين وهو يحمل لهم غبوقهما يعني كأسين من اللبن فلما وجد البوين نائمين بقي‬
‫يحمل هذين القدحين إلى أن استيقظا عند الفجر وهو يحمل هذين القدحين وهو واقف أمام رأسيهما وأولده جائعون ولم يعشهم إل بعد أن استيقظ‬
‫البوان فقدم لهما هذا العشاء البسيط وهذا هو عشاؤهما كل يوم ل يشربان غيره وبكل أدب بكل خدمة سقاهما كما تسقي الم المرضعة طفلها ثم‬
‫ف ﴿‪ ﴾23‬السراء)‬ ‫سنًا) كيف تتعامل (فَلَا َتقُلْ َل ُهمَا أُ ّ‬ ‫ص ْينَا الِْإنْسَانَ بِوَاِلدَيْهِ حُ ْ‬
‫عاد بعد أن صليا وعادا وذهب وأيقظ أطفاله لكي يعشيهم‪ ،‬هذا (وَوَ ّ‬
‫ك بِي مَا‬‫ن تُشْ ِر َ‬ ‫ن جَا َهدَاكَ عَلى أَ ْ‬‫ول أفّ هذا من الحسن وليس من الحسان‪ .‬فالحسان هو العطاء عشاء وغداء ولباس الخ هذا من الحسن (وَإِ ْ‬
‫ح ْب ُهمَا فِي ال ّدنْيَا َمعْرُوفًا ﴿‪ ﴾15‬لقمان) حينئذٍ كل تصرفاتك أبدا أنت عب ٌد عندهما وكلما ازدادت عبوديتك لهما‬ ‫ط ْعهُمَا وَصَا ِ‬ ‫س َلكَ بِ ِه عِلْ ٌم فَلَا تُ ِ‬
‫َليْ َ‬
‫ازدادت عبوديتك ل عز وجل وكنت عبدا صالحا عند ال سبحانه وتعالى‪ .‬لن رضى ال عز وجل من رضاهما ل يرضى ال عنك إل إذا‬
‫رضي عنك أبواك‪ .‬فكلما أمعنت في الخدمة والذل لهما وخفضت لهما جناح الذل إذا هذا هو الفرق بين الحسان العطاء سواء كان إذا كان مجرد‬
‫عطاء يسمى بِرّا إذا كان عطاء مع هذا الحترام والجلل والتقديس والتكريم يسمى إحسانا إذا كان بكل يومك يعني عندما تتحدث معه بأدب‬
‫تجلس بين يديه بأدب عندما يقوم تقوم عندما تستقبله تنهض للقائه إذا ناداك تقول له لبيك‪ ،‬بهذه العبودية التي جعلها ال جائزة للبوين أنت قدمت‬
‫سنًا) وهو تعامل رقيق وأنيق في‬ ‫ن بِوَاِل َديْهِ حُ ْ‬
‫ص ْينَا ا ْلِإنْسَا َ‬
‫حسَانًا) وهو طعام وشراب وبين (وَوَ ّ‬
‫ن بِوَاِلدَيْهِ إِ ْ‬
‫ص ْينَا الِْإنْسَا َ‬
‫لهما حُسنا هذا الفرق بين (وَ َو ّ‬
‫ن بِوَاِل َديْهِ) وسكتت هذا يعني الثنين‪ ،‬رب العالمين أجمل هذه الحالة وهذه الحالة أجملها بآية‬ ‫ص ْينَا الِْإنْسَا َ‬
‫غاية الذل لهما‪ .‬الية التي تقول (وَ َو ّ‬
‫حمََلتْهُ ُأمّهُ وَ ْهنًا عَلَى وَهْنٍ َوفِصَالُ ُه فِي عَا َميْنِ ﴿‪ ﴾14‬لقمان) لم يذكر فضائل الب لن فضائل‬ ‫ن بِوَاِل َديْهِ) لماذا؟ قال ( َ‬ ‫ص ْينَا الِْإنْسَا َ‬
‫واحدة وقال (وَ َو ّ‬
‫الب أنت تدركها وأنت كبير أبوك يبدأ دوره معك عندما تميّز قبل هذا أنت عند أمك شقاؤها وسهرها وتعبها وحملها أنت ل تدركه لم تره ولهذا‬
‫ربما تذهل عن أفضال أمك عليك وأنت ل تذهل عن أفضال أبيك ولهذا رب العالمين يقتصر على فضائل الم على أولدها‪ .‬إذا هكذا هو الحسن‬
‫والفرق بين الحُسن والجمال أن الجمال شيءٌ متميز عن غيره من حيث قيمته الجمالية‪ ،‬الحُسن هو الجمال إذا كثر واشتد وتعمق حتى صار‬
‫ل مبهج أحيانا جمال عادي هذا كأس جميل هذا بيت جميل لكن هناك جمال عندما تراه تقف وتقول سبحان الخلق‬ ‫مبهجا‪ .‬إذا الحسان جما ٌ‬
‫العظيم! ما هذا الجمال! إذا انبهرت بذلك وابتهجت نفسك به يسمى حسنا‪ .‬من أجل هذا التاريخ ينقل لنا عن بعض الذين عاملوا أبويهم بحسنٍ‬
‫ل عََل ْيكُ ْم فِي الدّينِ‬
‫جعَ َ‬
‫مبهج عجائب‪ .‬ولهذا اقصر طريقٍ إلى الجنة هو التعامل مع الوالدين بحُسن هو البِرّ ومن رحمة ال رب العالمين قال ( َومَا َ‬
‫حرَجٍ ﴿‪ ﴾78‬الحج ) رب العالمين تكلم عن بر الوالدين حتى ل ييأس أحد أنت ما دمت تكفي والديك أنت بخير لكن هذا الخير يتفاوت الجنة‬ ‫مِنْ َ‬
‫يا جماعة مائة درجة كل درجة بينها وبين الخرى كما بين السموات والرض وكل درجة عن درجة في النعيم كما بين الكوخ والقصر من أجل‬
‫هذا قال ( َفأُوَل ِئكَ َل ُه ُم الدّرَجَاتُ ا ْلعُلَا ﴿‪ ﴾75‬طه) (وَلَلَْآخِرَةُ َأ ْكبَ ُر دَرَجَاتٍ َوَأكْبَ ُر تَ ْفضِيلًا ﴿‪ ﴾21‬السراء) إذا أردت أن تدخل الجنة فبالبِرّ‪ ،‬وإذا‬
‫أحببت أن تترقى في الدرجات العلى التي هي منازل النبياء والصديقين والشهداء فعليك بالحسان أولً ثم تنتقل إلى الحُسن‪ ،‬تكون في غاية الذل‬
‫وأن تقدم لهم ثم في غاية الجمال والحسن المبهج لنفس البوين‪ .‬فالبوان عندما يرونك كيف تقبل يده كيف تقوم كيف تحترمهم يشعرون ببهجة‪.‬‬
‫من أجل هذا أنت أعظم أنواع النسان يوم القيامة إذا جئت وأبواك راضيان عنك من حيث أنك بلغت القمة في التعامل معهما لنك قدمت لهما ما‬
‫قدمت بحسنٍ وليس بمجرد إحسان بل ترقيت من البِرّ إلى الحسان إلى الحُسن أصبحت أنت مبهجا لهما إلى أن ماتا بين يديك وهما في غاية‬
‫البهجة حينئذٍ ل عليك ما فعلت‪" .‬ثلث ًة ل ينفع معهنّ عمل عقوق الوالدين وثلثة ل يض ّر معهن ذنب ومنها بر الوالدين" فكيف الحسن إلى‬
‫الوالدين؟! هذا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين‪ .‬هذه القمم يوم القيامة معدودات‪ ،‬عندك أصحاب الذكر‪ ،‬أصحاب العلم‪ ،‬طبعا دعك من‬
‫النبياء والصديقين والشهداء هؤلء قضية أخرى أيضا‪ ،‬السخاء‪ ،‬الحاكم العادل‪ ،‬قمم يوم القيامة من ضمنهم إذا لم تكن أنت بمالٍ تنفق ول بحاكم‬
‫تحكم بالعدل ول ول الخ فلتكن مع أبويك مبهجا لهما بأن تتعامل معهما بحسن‪.‬‬
‫*ما الفرق بين البوين و الوالدين؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ال تعالى في جميع القرآن إذا أمر بالبر والدعاء يستعمل الوالدين وليس البوين في القرآن كله‪ .‬مع العلم أن الوالدين مثنى والد ووالدة وغلّب‬
‫غفِرْ‬
‫المذكر الوالد والبوين مثنى وغلّب المذكر الب والبوان أب وأم‪( .‬وبالوالدين إحسانا) هذه عامة لم يحدد ذكر صفة من كفر أو غيره‪( .‬رَبّ ا ْ‬
‫ي مُ ْؤ ِمنًا وَلِ ْلمُ ْؤ ِمنِينَ وَا ْلمُ ْؤ ِمنَاتِ وَلَا تَ ِزدِ الظّاِلمِينَ إِلّا َتبَارًا (‪ )28‬نوح) ( َرّبنَا ا ْ‬
‫غفِرْ لِي وَلِوَاِلدَيّ وَِل ْلمُ ْؤمِنِينَ يَ ْو َم يَقُومُ‬ ‫ل َب ْيتِ َ‬
‫لِي وَلِوَاِلدَيّ وَِلمَن دَخَ َ‬
‫ب (‪ )41‬إبراهيم) ( َوقَضَى َرّبكَ َألّ َت ْعبُدُواْ ِإلّ ِإيّاهُ َوبِالْوَاِل َديْنِ إِحْسَانًا (‪ )23‬السراء) لم يذكر في القرآن موقف بر أو دعاء إل بلفظ الوالدين‪.‬‬ ‫الْحِسَا ُ‬
‫ك (‪ )11‬النساء)‪( .‬وََأمّا ا ْلغُلَا ُم َفكَانَ َأبَوَا ُه مُ ْؤ ِم َنيْنِ (‪ )80‬الكهف) ليس فيها مقام ذكر البر‬ ‫س ِممّا تَ َر َ‬ ‫سدُ ُ‬ ‫حدٍ ّم ْن ُهمَا ال ّ‬ ‫لبَ َويْهِ ِلكُلّ وَا ِ‬ ‫في آية المواريث ( َو َ‬
‫لذا قال أبواه أما في الدعاء فقال ( َربّ اغْفِ ْر لِي وَلِوَاِلدَيّ) ل يستعمل البوين‪ .‬البوين يستعملها في مكان آخر‪.‬‬
‫ما الفرق بين الوالد والب؟ التي تلد هي الم والوالد من الولدة والولدة تقوم بها الم وهذه إشارة أن الم أولى بالصحبة وأولى بالبر قبل الوالد‪.‬‬
‫س ِممّا تَ َركَ)‪ .‬في الموال يستعمل البوين‬ ‫سدُ ُ‬‫حدٍ ّم ْنهُمَا ال ّ‬
‫لبَوَيْهِ ِلكُلّ وَا ِ‬
‫لكن في المواريث لن نصيب الب أكبر من نصيب الم استعمل الب ( َو َ‬
‫وفي الدعاء الوالدين‪.‬‬
‫لكن لماذا اختار الوالدين؟ الولدة تقوم بها المرأة وليس الرجل أما تسمية الوالد يقول أهل اللغة على النسب والوالدة على الفعل هي التي تلد‪ .‬إذن‬
‫اختار لفظ الوالدين التي هي من الولدة التي تقوم بها الم لكنه لم يختر البوين واختار لفظ الولدة ولم يختر لفظ البوة‪.‬‬
‫‪(:‬آية (‪25‬‬
‫*ما الفرق بين استخدام كلمتى(نفوس)و( أنفس)؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫ن فَِإنّ ُه كَانَ لِ ْلأَوّابِينَ‬
‫س ُكمْ إِنْ َتكُونُوا صَالِحِي َ‬
‫ننظر في اليتين التي وردت فيهما كلمة نفوس وردت مرة في سورة السراء ( َرّبكُمْ أَعَْل ُم ِبمَا فِي نُفُو ِ‬
‫غفُورًا (‪ ))25‬وفي سورة التكوير(‪ )7‬ولم ترد كلمة نفوس في غير هذين الموضعين‪ .‬في الولى نجد أن الية استعملت صيغة أفعل التفضيل للعلم‬ ‫َ‬
‫(أعلم) لم يذكر أعلم من أي شيء وأعلم من ماذا؟ قانون القواعد حقيقة خارج لغة العرب لن هذا القانون في جمهور لغة العرب أنه يجب عندما‬
‫تستعمل أفعل التفضيل أن تقول أفعل من ماذا‪.‬‬
‫يمكن ان نستخدم أفعل التفضيل عندما نريد أن نجعل هذا الشيء أفضل من كل ما عداه مهما كان الذي عنده في ذهنك وعندما نقول (ال أكبر)‬
‫فهو تعالى أكبر من كل ما يخطر في ذهنك‪ .‬و(أعلم) في الية تعني أعلم من كل ما سواه وحينما نقول‪( :‬أعلم‪ ،‬عالم ‪ ،‬عليم‪ ،‬يعلم) كل الصيغ‬
‫تعني أنه تعالى علِم دقائق أموره وعظائمها بل شك لكن من حيث نظم اللفاظ لو خرجنا خارج القرآن يمكن أن نفرّق بين علم وعالم وأعلم‬
‫(العالم يمكن أن يفوته شيء) أعلم ل يفوته شيء‪ .‬فلما استعمل في هذا النظم كلمة أعلم معناه كل هذه الدخائل ستكون منكشفة أمام ال تعالى وفقا‬
‫لنظم الكلم وهذا يثقل على المؤمن والكافر أن يستخرج ال تعالى كل دخائله فلما كان في المعنى شيء من الثقل على المخاطب استعمل اللفظ‬
‫الثقيل (النفوس)‪.‬‬
‫وهناك شيء آخر خارج مسألة المعنى وإنما يتعلق بالصوت‪ :‬النكشاف واضح في كلمة نفوس ليس فيها ادغام ول اخفاء وكل حروفها ظاهرة‬
‫مظهرة (نفوسكم) لكن لو في غير القرآن (أعلم بما في أنفسكم) أنفسكم هنا إخفاء فيها خفاء والخفاء ل ينسجم بأنه أعلم بالدقائق حتى من حيث‬
‫الصوت‪.‬‬
‫‪(:‬آية (‪27‬‬
‫*ما دللة وصف الشيطان بالكفور وليس الرجيم؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫فى آية الستعاذة اختيار كلمة الرجيم لتقليل شأن الشيطان وإذلله لن المراد فيها الذّلة حتى ل تكون للشيطان منزلة مخيفة فأنت لجأت الى ال‬
‫شيَاطِينِ َوكَانَ‬
‫ن كَانُوا إِخْوَانَ ال ّ‬
‫وعُذت به فتذكر أنه ذليل مرجوم‪ .‬وإذا نظرنا لوصاف الشيطان في سورة السراء نجد صفة الكفور (إِنّ ا ْل ُمبَذّرِي َ‬
‫شيْطَانُ ِل َربّهِ كَفُورًا (‪ ))27‬لن الكفور قد يكون متجبرا وكافرا لكن ليس فيه اذلل‪.‬‬
‫ال ّ‬
‫‪(:‬آية (‪31‬‬
‫*مـا الفرق مـن الناحيـة البيانيـة بيـن قوله تعالى‪( :‬ل تقتلوا أولدكـم خشيـة إملق) وقوله (ول تقتلوا‬
‫أولدكم من إملق)؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫في الية الولى في سورة السراء الهل ليسوا فقراء أصلً وعندهم ما يكفيهم ول يخشون الفقر ولكنهم يخشون الفقر في المستقبل إذا أنجبوا بأن‬
‫يأخذ المولود جزءا من رزقهم ويصبح الرزق ل يكفيهم هم وأولدهم ويصبحوا فقراء فخاطبهم ال تعالى بقوله(نحن نرزقهم وإياكم) ليطمئنهم‬
‫على رزقهم أولً ثم رزق أولدهم ولهذا قدّم ال تعالى رزقهم على اياكم لنه تعالى يرزق المولود غير رزق الهل ول يأخذ أحد من رزق الخر‬
‫وأن الولد لن يشاركونهم في رزقهم وإنما رزقهم معهم‪ ..‬أما في الية الثانية فهم فقراء في الصل وهمّهم أن يبحثوا عن طعامهم أولً ثم طعام‬
‫من سيأتيهم من أولد فال تعالى يطمئن الهل أنه سيرزقهم هم أولً ثم يرزق أولدهم أن الهل لهم رزقهم والولد لهم رزفهم أيضا ‪.‬‬
‫‪(:‬آية (‪32‬‬
‫سبِيل ً (‪)32‬‬
‫ساء َ‬
‫ة وَ َ‬ ‫ن فَا ِ‬
‫ح َ‬
‫ش ً‬ ‫*ما الفرق بين السفاح والبغاء والزنى (وَل َ تَقَْربُوا ْ الّزِنَى إِن َّ ُ‬
‫ه كَا َ‬
‫السراء)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ن مِن قَوْ ِم مُوسَى َف َبغَى عََل ْيهِمْ (‪ )76‬القصص) تجاوز‬ ‫ن كَا َ‬
‫البغاء هو الفجور‪ ،‬بغى في الرض أي فجر فيها أي تجاوز إلى ما ليس له‪( .‬إِنّ قَارُو َ‬
‫ك امْرَأَ سَ ْو ٍء َومَا كَانَتْ‬
‫ن مَا كَانَ َأبُو ِ‬
‫ت هَارُو َ‬
‫خ َ‬
‫ي (يَا أُ ْ‬‫ي ول يقال للرجل بغ ّ‬ ‫الحدّ‪ .‬فهي تجاوزت حدها عندما فعلت هذه الفعلة‪ .‬لذا يقال للمرأة بغ ّ‬
‫ك َبغِيّا (‪ )28‬مريم) عند العرب ل يوصف الرجل بالبغيّ في الزنا البغاء للمرأة‪ .‬إشتقاقه اللفظي بغت المرأة إذا فجرت لنها تجاوزت ما ليس‬ ‫ُأ ّم ِ‬
‫ن (‪)24‬‬ ‫غيْ َر مُسَافِحِي َ‬
‫صنِينَ َ‬ ‫لها‪ .‬الزنا هو الوطء من غير عقد شرعي‪ .‬البغاء استمراء الزنا فيصير فجورا‪ .‬المسافحة أن تقيم معه على الفجور(مّحْ ِ‬
‫النساء)‪ ،‬تعيش معه في الحرام من غير تزويج صحيح‪ .‬المسافحة والسفاح هي القامة مع الرجل من غير تزويج شرعي وهذا أشد لنه تقيم امرأة‬
‫مع رجل على فجور‪ .‬كله فيه زنا والزنا أقلهم‪ ،‬إذا استمرأت الزنا صار فجورا بغاء وإذا أقامت معه بغير عقد شرعي يقال سفاح‪ .‬الرجل يوصف‬
‫بالسِفاح أيضا (غير مسافحين)‪ .‬الزنا يوصف به الرجل والمرأة (والزانية والزاني) أما البغاء والبغي فللمرأة تحديدا والسفاح للرجل والمرأة‪ .‬وكل‬
‫كلمة لها دللتها في القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪(:‬آية (‪35‬‬
‫*ما وجه الختلف بين القسط والعدل والقسطاس والميزان؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ح َكمْتَ‬ ‫حصّة والنصيب ولذلك كلمة القسط تستعمل في القرآن في الوزن وفي غيره (وَإِنْ َ‬ ‫القسط يكون أولً في الوزن وغيره وله معنيان العدل وال ِ‬
‫ش َهدَاء ِللّ ِه (‪ )135‬النساء) لكن هنا استعمال القسط أنسب في هذا‬ ‫ن بِا ْلقِسْطِ ُ‬ ‫ن آ َمنُواْ كُونُو ْا قَوّامِي َ‬ ‫ط (‪ )42‬المائدة) (يَا َأّيهَا اّلذِي َ‬ ‫سِ‬ ‫حكُم َب ْينَهُ ْم بِالْقِ ْ‬‫فَا ْ‬
‫ل لم يستعمل العدل مع الميزان مطلقا في القرآن كله لم يستعمل إل القسط لن القسط هو الحصة والنصيب والغرض من الميزان أن‬ ‫الموضع‪ .‬أو ً‬
‫سطِ (‪ )152‬النعام) (ونضع الموازين القسط)‬ ‫ن بِا ْلقِ ْ‬
‫يأخذ النسان نصيبه ولذلك لم ترد في القرآن كلمة العدل مع الوزن (وَأَ ْوفُواْ ا ْل َكيْلَ وَا ْلمِيزَا َ‬
‫ستَقِي ِم (‪)35‬‬ ‫س ا ْلمُ ْ‬
‫سطَا ِ‬ ‫ن (‪ )9‬الرحمن) ومن أسماء الميزان القسطاس (وَأَ ْوفُوا ا ْل َكيْلَ إِذا كِ ْلتُمْ وَ ِزنُو ْا بِالقِ ْ‬ ‫ن بِالْ ِقسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا ا ْلمِيزَا َ‬
‫(وََأقِيمُوا الْ َوزْ َ‬
‫السراء) باعتبار يأخذ حقه‪ .‬القسط عامة لكن مع الميزان لم تستعمل إل كلمة القسط لن من معاني القسط الحصة والنصيب والغرض من‬
‫ط (‪ )25‬الحديد) ( َوأَن َتقُومُواْ‬ ‫س بِا ْلقِسْ ِ‬ ‫الميزان الحصة والنصيب‪ .‬وللعلم كلمة يقوم لم ترد في القرآن مع العدل (قوامين بالقسط) فقط (ِليَقُو َم النّا ُ‬
‫ط (‪ )18‬آل عمران ) (يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُو ْا كُونُواْ‬ ‫سِ‬ ‫ل هُوَ وَا ْلمَلَ ِئكَةُ وَأُوْلُواْ ا ْلعِلْ ِم قَآ ِئمَا بِالْقِ ْ‬ ‫ط (‪ )127‬النساء) ( َ‬
‫ش ِهدَ اللّهُ َأنّ ُه لَ إِلَـهَ ِإ ّ‬ ‫ِل ْليَتَامَى بِالْ ِقسْ ِ‬
‫ط (‪)85‬‬ ‫ن بِالْ ِقسْ ِ‬ ‫خسِرُوا ا ْلمِيزَانَ (‪ )9‬الرحمن) ( َويَا قَ ْومِ أَ ْوفُو ْا ا ْل ِمكْيَا َ‬
‫ل وَا ْلمِيزَا َ‬ ‫سطِ وَلَا تُ ْ‬ ‫ش َهدَاء ِللّهِ (‪ )135‬النساء) (وََأقِيمُوا الْوَزْ َ‬
‫ن بِالْقِ ْ‬ ‫ن بِا ْلقِسْطِ ُ‬ ‫قَوّامِي َ‬
‫هود)‪ .‬إذن هنالك أمران‪ :‬الول أنه ذكر الوزن ولم يستعمل القرآن مع الوزن إل القسط وقال ليقوم ولم يستعمل مع يقوم في الوزن وغير الوزن‬
‫ن (‪ )33‬المعارج) القيام بالعمل ( َو َ‬
‫طهّرْ‬ ‫شهَادَاتِهِ ْم قَائِمُو َ‬ ‫إل القسط‪ .‬إذن هناك أمران اقتضيا ذكر القسط دون العدل‪ .‬يقوم أي ينهض به (وَاّلذِينَ هُم بِ َ‬
‫َب ْيتِيَ لِلطّائِفِينَ وَالْقَا ِئمِينَ وَال ّركّعِ السّجُو ِد (‪ )26‬الحج) ينهض بالمر يقوم به‪ .‬لم يستعمل القيام مع العدل وإنما استعمله مع القسط وليقوم لم يستعمل‬
‫القيام مع العدل وإنما استعمله مع القسط‪.‬‬
‫‪(:‬آية (‪36‬‬
‫سئُوًل (‬
‫م ْ‬
‫ه َ‬ ‫ل أُولَئ ِ َ‬
‫ك كَا َ‬
‫ن عَن ْ ُ‬
‫سمعَ والْب َصر والْفُؤَاد َ ك ُ ُّ‬
‫َ َ َ‬ ‫ن ال َّ ْ َ‬ ‫عل ْ ٌ‬
‫م إ ِ َّ‬ ‫س لَ َ‬
‫ك ب ِهِ ِ‬ ‫ما لَي ْ َ‬ ‫*قال تعالى‪( :‬وََل تَق ْ ُ‬
‫ف َ‬
‫‪ )36‬فما هو الفؤاد؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫الفؤاد بعضهم قال هو القلب نفسه‪ .‬وبعضهم قال ل‪ ،‬الفؤاد هو غشاء القلب‪ .‬وقيل وسطه‪ .‬فالذي يترجح لدينا من وجود حديث للرسول يترجح‬
‫أن الفؤاد هو غشاء القلب لكن لما يتحدث عن الفؤاد يعني الغشاء وما في داخله لن هو أصل الفؤاد من التفؤد ويعني التوقّد والشتعال والحرقة‬
‫فكأن القلب هو موضع هذه الشياء فلذلك إستعمل هكذا في هذا المكان‪ .‬الحديث يقول ‪ " :‬أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوبا"‪ .‬في اللسان‪:‬‬
‫فأد الخبز في الملّة يفأدها فأدا شواها‪ .‬القلب يشتوي أحيانا بما يسمع وما يقال له وليس على سبيل الشواء الحقيقي والفؤاد القلب لتفؤده وتوقده‪.‬وفي‬
‫الحديث ذكر الفؤاد والقلب وذكر الفؤاد بالرقّة وهي الشفافية الشيء الرقيق واللين للشيء السميك الذي له بُعد فالقلب ليّن والفؤاد رقيق‪ .‬وال أعلم‪.‬‬
‫ن (‪)10‬‬
‫ن مِنَ ا ْلمُ ْؤ ِمنِي َ‬
‫طنَا عَلَى قَ ْل ِبهَا ِل َتكُو َ‬
‫ن كَادَتْ َلُتبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ َربَ ْ‬
‫صبَحَ فُؤَا ُد أُ ّم مُوسَى فَارِغًا إِ ْ‬
‫واستعمل القرآن فؤاد وقلب مع أم موسى (وََأ ْ‬
‫القصص) الفؤاد المغلّف يقصد ما بداخله والعرب عندما تستعمل الفؤاد‪ ،‬تستعمل القلب‪ ،‬تستعمل اللب تعني الموضع الذي يكون فيه الفكر‬
‫والعاطفة‪.‬‬
‫* لماذا السمع مقدم على البصر في القرآن؟ (د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫الذي يوقظ النائم بشكل طبيعي هو الصوت لن الذن مفتوحة أما العين فمغلقة عند النوم ‪ ،‬إذا أوقدت ضوءا ل يستيقظ‪ .‬قد يكون هذا من السباب‬
‫سمْعَ وَا ْلبَصَرَ وَالْفُؤَا َد كُلّ أُولـ ِئكَ‬
‫وقد يكون أن النسان يستقبل اليات ويستقبل المواعظ اليات من الرسل بالذن أكثر من إستقبالها بالبصر (إِنّ ال ّ‬
‫ل (‪ )36‬السراء) يسمع ما يلقيه عليه الرسل ثم ينظر في ملكوت ال ثم يعمل ما سمعه وما نظره في فؤاده‪.‬‬ ‫عنْ ُه مَسْؤُو ً‬
‫ن َ‬
‫كَا َ‬
‫آية (‪:)41‬‬
‫*ما الفرق بين يذ ّكرون ويتذكرون؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫شيْئًا (‪ )67‬مريم)‬ ‫يذّكرون أصلها يتذكرون في اللغة صار فيها إبدال‪ .‬وأصل الفعل الثلثي ذَكَر يذكر (أَ َولَا َيذْكُرُ ا ْلإِنسَانُ َأنّا خََل ْقنَا ُه مِن َقبْلُ َولَ ْم َيكُ َ‬
‫الفعل الثلثي المجرد هو (ذكر)‪ .‬تذكّر هذا مزيد بالتاء والتضعيف‪ .‬إ ّذكّر حصل فيه إبدال التاء صارت ذالً وهذا إبدال جائز‪ ،‬التاء صار فيها‬
‫إبدال يصير إدغام (ذال وذال) الول ساكن والعرب ل تبدأ بالساكن فجاءوا بالهمزة فقالوا إ ّذكّر مثل إطّهر‪ ،‬إفّعل‪ ،‬إدّبر هذا كله من البدال‬
‫الجائز‪ .‬إذن يتذكرون وي ّذكّرون هما في الصل فعل واحد لكن أحدهما فيه إبدال والخر ليس فيه إبدال‪ :‬يتطهرون ويطّهرون‪ ،‬يدّبر ويتدبر‬
‫أصلهما فعل واحد لكن أحدهما حصل فيه إبدال والخر ليس فيه إبدال‪ ،‬هذا من الناحية اللغوية الصرفية‪ .‬لكن كيف يستعمل القرآن يتذكرون‬
‫وي ّذكّرون؟ يتذكرون ويذّكرون من حيث اللغة واحد حصل إبدال كما في اصتبر واصطبر (التاء صارت طاء)‪ ،‬إزتحم وازدحم هذا إبدال واجب‪،‬‬
‫وهناك إبدال جائز (يتذكرون ويذّكرون)‪.‬‬
‫إستخدام القرآن الكريم في هذا ونظائره‪ :‬يتذكر وي ّذكّر أيها الطول في المقاطع؟ (يتذكر‪ :‬ي‪/‬ت‪/‬ذ‪/‬ك‪/‬ر‪ )/‬خمسة مقاطع‪( ،‬ي ّذكّر‪ :‬ي‪/‬ذ‪/‬ك‪/‬ر‪ )/‬أربعة‬
‫مقاطع‪ .‬يتذكر أطول ومقاطعه أكثر هذا أمر‪ .‬والمر الخر يتذكّر فيها تضعيف واحد ويذّكّر فيها تضعيفان‪ .‬إذن عندنا أمران‪ :‬أحدهما مقاطعه‬
‫أكثر (يتذكر) والخر فيه تضعيف أكثر (يذّكّر) والتضعيف يدل على المبالغة والتكثير‪ .‬القرآن الكريم يستعمل يتذكر الذي هو أطول لما يحتاج إلى‬
‫سعَى (‪)35‬‬ ‫ن مَا َ‬ ‫طول وقت ويستعمل ي ّذكّر لما فيه مبالغة في الفعل وهزة للقلب وإيقاظه‪ .‬مثال ( َفِإذَا جَاءتِ الطّامّةُ ا ْل ُكبْرَى (‪ )34‬يَ ْو َم يَ َت َذكّرُ الْإِنسَا ُ‬
‫ج َهنّ َم يَ ْو َمئِ ٍذ يَ َت َذكّرُ الْإِنسَانُ وََأنّى لَ ُه ال ّذكْرَى (‪ )23‬الفجر) يتذكر حياته الطويلة‪.‬‬ ‫النازعات) يتذكر أعماله وحياته كلها فيها طول‪َ ( ،‬وجِيءَ يَ ْو َم ِئذٍ بِ َ‬
‫غيْرَ اّلذِي ُكنّا َن ْعمَلُ َأوَلَ ْم ُن َعمّ ْركُم مّا َيتَ َذكّ ُر فِيهِ مَن تَ َذكّ َر (‪ )37‬فاطر) العمر فيه طول‪( .‬إِنّ شَرّ‬ ‫ل صَاِلحًا َ‬‫جنَا َنعْمَ ْ‬ ‫ن فِيهَا َربّنَا أَخْ ِر ْ‬
‫(وَ ُهمْ َيصْطَ ِرخُو َ‬
‫ن (‪ )56‬فَِإمّا َتثْ َق َفّنهُ ْم فِي ا ْلحَرْبِ‬ ‫ل َيتّقُو َ‬
‫ل مَرّةٍ وَهُ ْم َ‬ ‫عهْدَهُ ْم فِي كُ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ت ِم ْنهُمْ ُثمّ يَن ُقضُو َ‬ ‫ن عَاهَد ّ‬ ‫ل يُ ْؤ ِمنُونَ (‪ )55‬اّلذِي َ‬ ‫ب عِندَ اللّهِ اّلذِينَ َكفَرُو ْا َفهُ ْم َ‬
‫الدّوَا ّ‬
‫ش ّردْ ِبهِم مّنْ خَ ْل َفهُمْ َلعَّلهُ ْم يَ ّذكّرُونَ (‪ )57‬النفال) هؤلء يحتاجون إلى هزة‪ ،‬ما عندهم قلب ويحتاجون إلى تشديد لتذكر الموقف‪ ،‬هنا موقف واحد‬ ‫فَ َ‬
‫وهناك عمر كامل‪ .‬يحتاجون إلى من يوقظهم ويحتاجون إلى مبالغة في التذكر تخيفهم وترهبهم وليس تذكرا عقليا فقط وإنما هذا تذكر فيه شدة‬
‫سهِمْ َومَاتُواْ‬
‫جسًا ِإلَى ِرجْ ِ‬ ‫ض فَزَا َد ْتهُمْ رِ ْ‬
‫ن فِي قُلُو ِبهِم مّرَ ٌ‬ ‫وتكثير للتذكر ومبالغة فيه بحيث تجعله يستيقظ‪ ،‬هذا يسمى مبالغة في التذكر‪( .‬وََأمّا اّلذِي َ‬
‫ل هُ ْم َي ّذكّرُونَ (‪ )126‬التوبة) هؤلء في قلوبهم رجس‬ ‫ل َيتُوبُونَ َو َ‬ ‫ل عَا ٍم مّرّةً أَ ْو مَ ّر َتيْنِ ثُ ّم َ‬ ‫ن فِي كُ ّ‬‫ن (‪ )125‬أَ َولَ يَ َروْنَ َأنّهُ ْم يُ ْف َتنُو َ‬ ‫وَ ُه ْم كَافِرُو َ‬
‫ل نُفُورًا (‪ )41‬السراء) ليعتبر‪ .‬إذن يتذكر‬ ‫ن ِل َيذّكّرُواْ َومَا يَزِيدُهُمْ ِإ ّ‬
‫يحتاجون إلى هزة توقظ قلوبهم ليس مسألة تعداد‪( .‬وَلَ َقدْ صَ ّر ْفنَا فِي هَـذَا ا ْلقُرْآ ِ‬
‫وي ّذكّر الصيغتان في القرآن عموما‪ .‬يتذكر لما هو أطول وهو تذكر عقلي وي ّذكّر فيه مبالغة وفيه إيقاظ للقلب‪ ،‬تهز القلب‪ .‬ي ّذكّر فيه إيقاظ للقلب‬
‫وهزة ومبالغة مع أن الجَذر واحد‪.‬‬
‫‪(:‬آية (‪44‬‬
‫*انظر آية (‪.)1‬‬
‫* مادللة استعمال (من ) فى الية وليس (ما)؟ (د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫حلِيمًا‬
‫حهُمْ ِإنّ ُه كَانَ َ‬
‫سبِي َ‬
‫ح ْمدِهِ وََلكِنْ لَا تَ ْف َقهُونَ تَ ْ‬
‫ح بِ َ‬
‫سبّ ُ‬
‫يءٍ إِلّا يُ َ‬
‫ن مِنْ شَ ْ‬
‫سبْعُ وَالَْأرْضُ وَمَنْ فِيهِنّ وَإِ ْ‬
‫سمَوَاتُ ال ّ‬
‫سبّحُ لَهُ ال ّ‬
‫قال تعالى في سورة السراء (تُ َ‬
‫غفُورًا (‪ ))44‬لماذا استعمل صيغة العقلء لهم وهي أشياء؟‪ .‬قال تسبيحهم ولم يقل تسبيحها هو يريد الجمع‪ .‬الميم للعقلء يقول العلماء هنا هذه‬ ‫َ‬
‫الشياء ل تحسن إل للعاقل‪ :‬التسبيح ل يليق إل بالعاقل فلما يتكلم على التسبيح هذه المسبّحات يعاملها معاملة العقلء وبصيغة المذكر‪.‬‬
‫ما غَفُوًرا (‬
‫حلِي ً‬
‫ن َ‬ ‫م إِن َّ ُ‬
‫ه كَا َ‬ ‫حهُ ْ‬
‫سبِي َ‬
‫ن تَ ْ‬ ‫مدَهِ َولَـكِن ل َّ تَفْ َ‬
‫قهُو َ‬ ‫ح ْ‬
‫ح بِ َ‬
‫سب ِّ ُ‬
‫َ‬
‫ي ٍء إِل ّ ي ُ َ‬ ‫من َ‬
‫ش ْ‬ ‫(وإِن ِّ‬
‫*في قوله تعالى َ‬
‫‪ )44‬السراء) ما دللة استخدام يفقهون بدل يسمعون؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ح ْمدِهِ (‪ )13‬الرعد) نحن نسمع‬
‫عدُ بِ َ‬
‫سبّحُ الرّ ْ‬
‫نحن نسمع التسبيح لكن ل نفقهه‪ .‬الطيور طبعا تسبّح وأنت تسمعها ولكن ل تفقهها وال تعالى قال ( َويُ َ‬
‫الرعد لكن ل نفقهه‪ ،‬الضفدع تنقّ ونحن نسمع نقيق الضفدع لكن ل نفقه إذا كانت تسبح‪ .‬الفقه أن تعلم ماذا يقول وماذا يريد‪ .‬أنت تسمع متكلما‬
‫يتكلم بلغة أجنبية أنت تسمعه لكن ل تفهم ما يقول ول تفقهه‪ .‬فالسمع ليس شرطا في الفقه فالمهم أن نفقه ما يقال وليس مجرد السماع‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن َل‬
‫مدِهِ وَلَك ِ ْ‬
‫ح ْ‬
‫ح بِ َ‬ ‫يءٍ إ ِ ّل ي ُ َ‬
‫سب ِّ ُ‬ ‫ن َ‬
‫ش ْ‬ ‫م ْ‬
‫ن ِ‬ ‫ن فِيهِ َّ‬
‫ن وَإ ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫سبْعُ وَاْلْر ُ‬
‫ض وَ َ‬ ‫ت ال َّ‬
‫موَا ُ‬‫س َ‬‫ه ال َّ‬‫ح لَ ُ‬ ‫سب ِّ ُ‬‫* قال تعالى (ت ُ َ‬
‫ما غَفُوًرا (‪ ))44‬لماذا جاءت تفقهون وليس تسمعون؟ وهل لننا حتى‬ ‫حلِي ً‬‫ن َ‬ ‫َ‬
‫ه كا َ‬ ‫َ‬
‫م إِن ّ ُ‬ ‫حهُ ْ‬‫سبِي َ‬
‫ن تَ ْ‬
‫فقَهُو َ‬
‫تَ ْ‬
‫لو سمعناهم لن نفهم ؟وما دللة (تسبيحهم) بصيغة الجمع؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫حهُمْ) الكل يسبح والتسبيح هو تعظيم وتمجيد وتنزيه ل‬
‫سبِي َ‬
‫ن تَ ْ‬
‫حمْدِهِ وََلكِنْ لَا تَفْ َقهُو َ‬
‫ح بِ َ‬
‫سبّ ُ‬
‫ن مِنْ شَيْ ٍء إِلّا يُ َ‬
‫الفقه هو زيادة المعرفة ‪.‬لما قال تعالى (وَإِ ْ‬
‫سبحانه وتعالى عن كل ما ل يليق به وذكر حمده سبحانه وتعالى دائما النسان في حمد (وإن من شيء إل يسبح بحمده) القلم شيء والكرسي‬
‫شيء والنجم شيء والشمس شيء وكل ما يصدق عليه كلمة شيء هو يسبح ل سبحانه وتعالى ‪ .‬قال ل تفقهون ولم يقل ل تسمعون السبب لن‬
‫المسموعات ألصوات الصادرة قد نسمعها وقد ل نسمعها لن الذن البشرية مهيئة لسماع ذبذبات معينة منحصرة بين ‪ 20‬و ‪ 200‬ألف ذبذبة في‬
‫الثانية‪ .‬تبارك ال أحسن الخالقين ‪ .‬هذه الذن مهيئة لنقل الرسالة لكن كيف تنقلها ل أحد يعلم‪ :‬فإذا كانت الذبذبات أكثر من ‪ 200‬ألف ذبذبة في‬
‫الثانية أو أقل من ‪ 20‬ل تسمعه الذن فالصوت موجود السمع غير حاصل يعني هذه فيها يسبح بصوت وهو غير مسموع والتسبيح ليس‬
‫بالصوت فقط أحيانا بالحركة فالنحل له لغته الخاصة التي هي بالحركة على طريقة رقم ‪ 8‬بالنجليزية بحيث توصل الرسالة إلى المملكة بأن‬
‫هناك طعام على بعد كذا باتجاه كذا فيذهب النحل بدون أن تذهب معه فهذه ممكن أن تسبح بالحركة‪( .‬وإن من شيء إل يسبح بحمده) حتى ذرات‬
‫جسم النسان تسبح‪ ،‬هذا الكافر ذرات جسمه تسبح‪ .‬كل شيء يسبح‪.‬‬
‫السؤال الثاني ‪ :‬كثير في القرآن الكريم هذا الذي يسمى باللتفات للمناسبة‪ .‬لو نظرت في قوله تعالى (وإن من شيء إل يسبح بحمده) كان ممكن‬
‫في غير القرآن أن يقول (تسبيحها) يعني هذه الشياء أو (تسبيحه) للشيء ممكن والقرآن ليس شعرا بحيث تقول أجبرته القافية والوزن أن يقول‬
‫تسبيحهم ل‪ .‬لكن لحظ لما قال (وإن من شيء) معناه الجزئيات في الشياء فصار مجموعة‪ .‬و(من) للتبعيض‪.‬‬
‫‪(:‬آية (‪47‬‬
‫ن إِلَي ْ َ‬
‫ك)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫معُو َ‬
‫ست َ ِ‬ ‫معُ إِلَي ْ َ‬
‫ك)و(ي َ ْ‬ ‫ست َ ِ‬
‫*متى يستخدم القرآن الفراد والجمع(ي َ ْ‬
‫ليس المقصود شخص الرسول لكن المقصود هو القرآن‪ .‬هنالك أمر في القرآن الكريم‪ :‬حيث عدّى الستماع حيث يقول (إليك) ل بد أن يجري‬
‫جعَ ْلنَا عَلَى قُلُو ِبهِمْ َأ ِكنّةً أَن يَفْ َقهُوهُ‬
‫س َتمِعُ ِإَل ْيكَ َو َ‬
‫ذكر الرسول في سياق الية‪ .‬إذا قال إليك فل بد أن يذكر شيئا يتعلق بالرسول ‪ .‬مثال ( َو ِم ْنهُم مّن يَ ْ‬
‫ن (‪ )25‬النعام) المخاطب‬ ‫ن كَفَرُواْ إِنْ َهذَآ ِإلّ أَسَاطِي ُر الَوّلِي َ‬ ‫ل اّلذِي َ‬‫ك يَقُو ُ‬
‫ك يُجَادِلُونَ َ‬ ‫حتّى ِإذَا جَآؤُو َ‬ ‫ل آيَ ٍة لّ يُ ْؤ ِمنُو ْا ِبهَا َ‬ ‫َوفِي آذَانِهِمْ َو ْقرًا وَإِن يَرَوْ ْا كُ ّ‬
‫حتّى ِإذَا خَ َرجُوا‬ ‫س َتمِعُ إَِل ْيكَ َ‬
‫ن كَفَرُو ْا إِنْ َهذَآ ِإلّ أَسَاطِي ُر الَوّلِينَ)‪َ ( ،‬و ِم ْنهُم مّن يَ ْ‬ ‫ل اّلذِي َ‬
‫ك يَقُو ُ‬
‫ك يُجَادِلُو َن َ‬
‫حتّى ِإذَا جَآؤُو َ‬ ‫هو الرسول ‪ .‬لما ذكر إليك ( َ‬
‫طبَعَ اللّ ُه عَلَى قُلُو ِبهِمْ وَا ّت َبعُوا أَهْوَاء ُه ْم (‪ )16‬محمد) متعلق بالرسول (قَالُوا ِلّلذِينَ أُوتُوا‬ ‫ل آنِفًا أُوَْل ِئكَ اّلذِينَ َ‬ ‫ك قَالُوا لِّلذِينَ أُوتُوا ا ْلعِ ْل َم مَاذَا قَا َ‬‫ن عِن ِد َ‬ ‫مِ ْ‬
‫ن (‪ )42‬يونس) المخاطب هو الرسول ‪( .‬نّحْنُ أَعَْلمُ ِبمَا‬ ‫ل َيعْقِلُو َ‬
‫سمِعُ الصّمّ وَلَ ْو كَانُو ْا َ‬‫ت تُ ْ‬‫س َت ِمعُونَ إَِل ْيكَ َأفَأَن َ‬
‫ل آ ِنفًا)‪َ ( .‬و ِم ْنهُم مّن يَ ْ‬ ‫ا ْلعِلْ َم مَاذَا قَا َ‬
‫سحُورًا (‪ )47‬السراء) حيث يقول (يستمعون إليك) أو‬ ‫ل الظّاِلمُونَ إِن َتّتبِعُونَ ِإلّ َرجُلً مّ ْ‬ ‫ستَ ِمعُونَ إَِل ْيكَ وَِإذْ ُه ْم نَجْوَى ِإ ْذ يَقُو ُ‬ ‫س َت ِمعُونَ بِهِ ِإ ْذ يَ ْ‬‫يَ ْ‬
‫(يستمع إليك) يجري ذكر الرسول في السياق وهنا في آية الجن لم يرد ذكر الرسول مطلقا‪ .‬هو القصد ذكر القرآن وليس ذكر القارئ القرآن‬
‫هو القصد وليس الرسول ‪ .‬فلم يعدّي الستماع إليه‪.‬‬
‫‪(:‬آية (‪49‬‬
‫*فــي كــل القرآن الكريــم ترد (ترابا ً وعظامــا) إل فــي ســورة الســراء وردت مرتيــن بقوله تعالى‬
‫(عظاما ً ورفاتا) فما الدللة البيانية لكلمة رفاتا ً ولماذا تقديم كلمة عظاما ً ؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫(ترابا وعظاما) حيث وردت في القرآن في أكثر من موضع وهذا هو الصل‪ .‬عندما تنبش قبرا تجد أولً التراب وتحته تكون العظام ل تجد لحما‬
‫ول جِلدا فهم عندما كانوا يرون هذه الجثث الميتة للحيوانات يجدون حولها تراب وهي عظام فكانوا يقولون ترابا وعظاما‪.‬‬
‫جدِيدًا (‪ )49‬السراء) يبدو أنها كانت في مناقشة مع رسول ال ويبدو أن الذين‬ ‫في حالة واحدة ( َوقَالُوا َأئِذَا ُكنّا عِظَامًا وَ ُرفَاتًا َأ ِئنّا َل َمبْعُوثُونَ خَ ْلقًا َ‬
‫ناقشوه أو أحدهم كان يحمل بيده عظما وأمسكه بيده وطحنه بيده فتكسّر العظم‪ .‬لما يتكسّر العظم يكون رفاتا والرفات هو الشياء المكسّرة ليست‬
‫المطحونة كالتراب فقال‪ :‬بعد أن كنا عظاما وكسّره قال‪ :‬ورفاتا‪ .‬ولذلك ر ّد الية يُظهر هذا لنه يقول هذا شيء ضعيف وقد جعلته رفاتا كسّرته‪،‬‬
‫س ُي ْنغِضُونَ إَِل ْيكَ‬ ‫ل مَرّ ٍة فَ َ‬
‫ن ُيعِي ُدنَا قُلِ اّلذِي فَطَ َر ُكمْ أَوّ َ‬ ‫سيَقُولُونَ مَ ْ‬ ‫صدُو ِركُ ْم فَ َ‬ ‫حدِيدًا (‪ )50‬أَ ْو خَلْقًا ِممّا يَ ْكبُ ُر فِي ُ‬ ‫فقالت له الية‪( :‬قُلْ كُونُوا حِجَارَةً َأوْ َ‬
‫ن َيكُونَ قَرِيبًا (‪ ))51‬لنه كسر العظم قال الحديد ل يتكسر والحجارة ل تتكسر فجاء الرد في الية لو كنتم‬ ‫ل عَسَى أَ ْ‬ ‫ن َمتَى هُ َو قُ ْ‬ ‫سهُمْ َويَقُولُو َ‬ ‫رُءُو َ‬
‫حجارة أو حديدا التي ليس فيها حياة لعادكم ال عز وجل‬
‫سبِيلًا (‪َ )48‬وقَالُوا َأئِذَا ُكنّا‬ ‫ستَطِيعُونَ َ‬ ‫ل فَضَلّوا فَلَا يَ ْ‬ ‫ومن باب أولى عندما تكونوا عظاما أورفاتا يعيدكم ال عز وجل‪( .‬انْظُ ْر َكيْفَ ضَ َربُوا َلكَ ا ْلَأ ْمثَا َ‬
‫جدِيدًا (‪ ))49‬كسر العظم أمامه‪.‬‬ ‫عِظَامًا َو ُرفَاتًا َأ ِئنّا َل َم ْبعُوثُونَ خَلْقًا َ‬
‫شرُهُ ْم يَوْ َم الْ ِقيَامَةِ‬
‫ن دُونِهِ َونَحْ ُ‬ ‫جدَ َلهُمْ أَوِْليَا َء مِ ْ‬
‫ن تَ ِ‬
‫ل فَلَ ْ‬ ‫ن يُضْلِ ْ‬‫ولذلك لما تكررت بعد ذلك كانت إعادة للعبارة الولى ( َومَنْ َي ْهدِ اللّهُ َفهُ َو ا ْل ُمهْ َتدِ َومَ ْ‬
‫جزَاؤُهُ ْم بَِأّنهُ ْم كَ َفرُوا بَِآيَا ِتنَا َوقَالُوا َأ ِئذَا ُكنّا عِظَامًا َو ُرفَاتًا َأ ِئنّا‬‫سعِيرًا (‪ )97‬ذَِلكَ َ‬ ‫ت ِزدْنَا ُهمْ َ‬ ‫خبَ ْ‬
‫ج َهنّ ُم كُّلمَا َ‬‫صمّا مَأْوَا ُهمْ َ‬‫ع ْميًا َو ُب ْكمًا َو ُ‬
‫عَلَى وُجُو ِه ِهمْ ُ‬
‫جدِيدًا (‪ )98‬إعادة القول مرة أخرى بأسلوبه فأُعيد الكلم‪( .‬وأنا أشدد هنا أن ما ورد في القرآن هي ليست عبارات من ُنقِل عنهم‬ ‫َل َم ْبعُوثُونَ خَلْقًا َ‬
‫وإنما هي بألفاظ القرآن بما قالوه بواقع حالهم)‪.‬‬
‫فائدة التكرار ‪ :‬هؤلء أُدخلوا النار لنهم قالوا هذا الكلم وليس كل تكرار معيبا‪.‬‬
‫آية (‪:)53‬‬
‫*انظر آية (‪.)11‬‬
‫عبَادِ)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫عبَادِي )و( ِ‬
‫*ما الفرق بين ذكر الياء وعدم ذكرها في ( ِ‬
‫هذه ظاهرة في القرآن‪ .‬عبادي وعبا ِد أيها الكثر حروفا؟ عبادي‪ .‬كلما يقول عبادي يكون أكثر من عبادِ مناسبة لسعة الكلمة وطولها وسعة‬
‫جمِيعًا ِإنّهُ هُ َو ا ْلغَفُو ُر الرّحِيمُ) الذين اسرفوا كثير‬ ‫حمَةِ اللّهِ إِنّ اللّ َه َيغْ ِف ُر ال ّذنُوبَ َ‬‫سهِمْ لَا تَ ْقنَطُوا مِن رّ ْ‬ ‫علَى أَن ُف ِ‬ ‫عبَادِيَ اّلذِينَ أَسْ َرفُوا َ‬ ‫ل يَا ِ‬‫المجموعة‪( .‬قُ ْ‬
‫سبِيلِ‬
‫ك عَن َ‬ ‫ضلّو َ‬‫ض يُ ِ‬‫شكُو ُر (‪ )13‬سبأ) (وَإِن تُطِعْ َأ ْكثَ َر مَن فِي الَرْ ِ‬ ‫عبَادِيَ ال ّ‬ ‫ل مّنْ ِ‬ ‫ت ِبمُ ْؤمِنِينَ (‪ )103‬يوسف) ( َوقَلِي ٌ‬ ‫( َومَا َأ ْكثَرُ النّاسِ وَلَ ْو حَ َرصْ َ‬
‫اللّ ِه (‪ )116‬النعام) فقال يا عبادي‪.‬‬
‫(فبشر عبا ِد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) أي الكثر في العدد؟ الذين أسرفوا أكثر من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه فجاء بما هو‬
‫أكثر (عبادي)‪ .‬ما قال يستمعون الحسن وإنما أحسنه وهؤلء أقل‪.‬‬
‫ب (‪ )186‬البقرة) كل العباد تسأل‪ ،‬هذا ل يخص عبدا دون عبد إذن هي كثيرة‪َ ( .‬وقُل ّل ِعبَادِي يَقُولُواْ اّلتِي ِهيَ‬ ‫عنّي َفِإنّي قَرِي ٌ‬ ‫عبَادِي َ‬ ‫ك ِ‬ ‫سأََل َ‬
‫(وَِإذَا َ‬
‫عبَادِ‬
‫ل يَا ِ‬
‫عُبدُونِ) كثير‪( ،‬قُ ْ‬ ‫ي فَا ْ‬‫سعَ ٌة فَِإيّا َ‬ ‫عبَادِيَ اّلذِينَ آ َمنُوا إِنّ َأرْضِي وَا ِ‬ ‫ن (‪ )53‬السراء) كل العباد مكلفين أن يقولوا التي هي أحسن‪( .‬يَا ِ‬ ‫َأحْسَ ُ‬
‫ب (‪ )10‬الزمر) المؤمنون‬ ‫جرَهُم ِب َغيْرِ حِسَا ٍ‬ ‫سعَةٌ ِإّنمَا يُ َوفّى الصّابِرُونَ أَ ْ‬ ‫سنَةٌ وََأرْضُ اللّهِ وَا ِ‬ ‫سنُوا فِي َهذِ ِه ال ّد ْنيَا حَ َ‬ ‫ن آ َمنُوا اتّقُوا َرّبكُمْ لِّلذِينَ أَحْ َ‬
‫اّلذِي َ‬
‫أكثر من المتقين لن المتقين جزء من المؤمنين‪ .‬مع المؤمنين جاء بـ (عبادي) بالياء ومع المتقين جاء بـ (عبادِ) بدون ياء‪ .‬حتى نلحظ نهاية‬
‫ن (‪ )57‬العنكبوت) وفي‬ ‫جعُو َ‬‫ت ثُمّ إَِل ْينَا تُرْ َ‬
‫س ذَائِقَةُ ا ْلمَ ْو ِ‬‫ل نَفْ ٍ‬ ‫ن (‪ )56‬كُ ّ‬ ‫عبُدُو ِ‬‫ي فَا ْ‬‫سعَةٌ َفِإيّا َ‬ ‫ن آ َمنُوا إِنّ أَ ْرضِي وَا ِ‬ ‫عبَادِيَ اّلذِي َ‬
‫الية غريبة عجيبة (يَا ِ‬
‫سعَةٌ ِإّنمَا يُ َوفّى الصّابِرُونَ َأجْرَهُم ِب َغيْرِ حِسَابٍ) في‬ ‫سنَةٌ وََأرْضُ اللّ ِه وَا ِ‬
‫حَ‬ ‫سنُوا فِي َهذِهِ الدّ ْنيَا َ‬ ‫ن آ َمنُوا اتّقُوا َرّبكُمْ ِلّلذِينَ أَحْ َ‬ ‫عبَادِ اّلذِي َ‬
‫ل يَا ِ‬ ‫الثانية (قُ ْ‬
‫الولى قال كل نفس ذائقة الموت‪ ،‬أما في الثانية فهنا الصابرون وهؤلء أقل فجعلهم مع عبادِ الذين هم قِلّة‪ ،‬وكل نفس جعلها مع عبادي الذين هم‬
‫كثرة‪ .‬إذن في القرآن الكريم حيث قال عبادي بالياء هم أكثر من عبادِ بدون ياء‪ .‬ولم تحذف هنا الياء للضرورة مع أن العرب تحذف الياء من‬
‫عُتنَا (‪ )65‬يوسف) مرة تذكر ومرة تحذف عموما‬ ‫ك مَا ُكنّا َنبْغِ (‪ )64‬الكهف) (قَالُو ْا يَا َأبَانَا مَا َن ْبغِي هَـذِ ِه بِضَا َ‬ ‫ل ذَِل َ‬‫السم والفعل كما في قوله (قَا َ‬
‫تجري على لسانهم وليس لها ضابط ( َومَن َي ْهدِ اللّهُ َفهُ َو ا ْل ُمهْ َتدِ (‪ )97‬السراء) (مَن يَ ْهدِ اللّ ُه َفهُوَ ا ْل ُم ْهتَدِي (‪ )178‬العراف) في الفعل والسم (فَإنْ‬
‫سبِيلِي َأدْعُو إِلَى اللّ ِه عَلَى بَصِيرَةٍ َأ َناْ َومَنِ ا ّت َب َعنِي (‪ )108‬يوسف) لكن‬ ‫ل هَـذِهِ َ‬ ‫ن (‪ )20‬آل عمران) (قُ ْ‬ ‫ج ِهيَ لِلّهِ َومَنِ ا ّت َبعَ ِ‬
‫حَآجّوكَ َفقُلْ َأسَْلمْتُ وَ ْ‬
‫كيف يستعمل القرآن هذا المر الجاري على لسان العرب وكيف يستخدمها هذه هي البلغة‪.‬‬
‫*ما نوع العداوة بين ابليس والبشر؟ عندما تذكر العداوة بالنسبة للكفار فتنسب عداوة لله‬
‫م (‪ )60‬النفال) بينما لما يذكر عداوة الشيطان تكون فقط للمؤمنين‬
‫َ‬ ‫والمؤمنين (عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّك ُ ْ‬
‫ن (‪ )60‬يس)؟(د‪.‬فاضل‬ ‫ه لَك ُ ْ‬
‫م عَدُوٌّ ُّ‬ ‫ن إِن َّ ُ‬ ‫م أَن ّل تَعْبُدُوا ال َّ‬
‫شيْطَا َ‬
‫(أَل َ َ‬
‫م أعْهَد ْ إِلَيْك ُ ْ‬
‫مبِي ٌ‬ ‫م يَا بَنِي آد َ َ‬ ‫ْ‬
‫السامرائى)‬
‫ك َفيَكِيدُواْ َلكَ َك ْيدًا إِ ّ‬
‫ن‬ ‫ك عَلَى إِخْ َو ِت َ‬‫صصْ رُ ْؤيَا َ‬ ‫ل تَقْ ُ‬ ‫ي َ‬ ‫هي عامة ل تنحصر بشيء من التحريش بين المؤمنين وإثارة الحن فيما بينهم (قَالَ يَا بُنَ ّ‬
‫ن عَدُوّا ّمبِينًا (‪)53‬‬ ‫لنْسَا ِ‬‫ن كَانَ لِ ِ‬ ‫شيْطَا َ‬
‫ن يَن َزغُ َب ْينَهُمْ إِنّ ال ّ‬ ‫شيْطَا َ‬ ‫ن عَدُ ّو ّمبِينٌ (‪ )5‬يوسف) ( َوقُل ّل ِعبَادِي يَقُولُو ْا اّلتِي هِيَ َأحْسَنُ إِنّ ال ّ‬ ‫شيْطَانَ لِلِنسَا ِ‬ ‫ال ّ‬
‫سنِينَ) الشيطان أنساه وهذا من عداوة الشيطان‪( ،‬يَا‬ ‫ن بِضْعَ ِ‬ ‫ث فِي السّجْ ِ‬ ‫ن ِذكْرَ َربّهِ (‪ )42‬يوسف) عداوة عامة حتى (فََلبِ َ‬ ‫شيْطَا ُ‬‫السراء) (فَأَنسَاهُ ال ّ‬
‫ن (‪ )90‬المائدة) (وَاذْكُ ْر َ‬
‫ع ْبدَنَا َأيّوبَ ِإذْ‬ ‫ج َت ِنبُوهُ َلعَّلكُ ْم تُفِْلحُو َ‬
‫ن فَا ْ‬
‫شيْطَا ِ‬‫عمَلِ ال ّ‬ ‫ن َ‬
‫س مّ ْ‬
‫خمْرُ وَا ْل َميْسِرُ وَالَنصَابُ وَالَ ْزلَمُ ِرجْ ٌ‬ ‫ن آ َمنُواْ ِإنّمَا الْ َ‬
‫َأّيهَا اّلذِي َ‬
‫ب وَعَذَابٍ (‪ )41‬ص) إذا عداوة الشيطان عامة حتى يورده مورد الهلكة وحتى يدخله النار في الخرة‪ .‬في‬ ‫ن ِبنُصْ ٍ‬ ‫شيْطَا ُ‬
‫ي ال ّ‬‫سنِ َ‬‫نَادَى َربّهُ َأنّي مَ ّ‬
‫اللغة كلمة عدو عام‪ .‬الفعل عادى عداءً العداء ليس بالضرورة مصدر عادى (فاعل فِعال)‪ .‬إذن هذه عداوة على مختلف الصعدة حتى يورده‬
‫سعِي ِر (‪ )4‬الحج) فالعداوة عامة ل تنحصر في شيء‪.‬‬ ‫ب ال ّ‬‫عذَا ِ‬‫ب عََليْهِ َأنّ ُه مَن تَوَلّا ُه فََأنّ ُه يُضِلّهُ َو َي ْهدِيهِ إِلَى َ‬‫مورد الهلكة في النار (كُتِ َ‬
‫‪(:‬آية (‪55‬‬
‫؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫*ما سبب إفراد آتينا لداوود‬
‫ص الزبور؟ لن الزبور نزل منجّما أي بالتقسيط كما أُنزل القرآن على‬ ‫(وآتينا داوود زبورا) بمعنى آتينا داوود زبورا كما آتيناك كتابا فلماذا خ ّ‬
‫الرسول ‪ .‬ويخاطب تعالى الكافرين أنهم يؤمنون بداوود وقد نزل عليه الزبور منجما وقد أتيناك كتابا كما آتينا داوود‪.‬وال أعلم‪.‬‬
‫‪(:‬آية (‪59‬‬
‫*ما الفرق بين اليتاء والهبة؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ح ْكمًا وَعِ ْلمًا (‪)22‬‬
‫اليتاء يشمل الهبة وزيادة في اللغة‪ ،‬اليتاء يشمل الهبة وقد يكون في الموال وهو يشمل الهبة وغيرها فهو أعم‪( ،‬آتَ ْينَا ُه ُ‬
‫يوسف) (وَآ َت ْينَا َثمُودَ النّاقَ َة ُمبْصِرَ ًة (‪ )59‬السراء) ل يمكن أن نقول وهبنا (آتيناه الكتاب) آتينا أعم من وهبنا‪.‬‬
‫‪(:‬آية (‪60‬‬
‫ن (‪ )60‬السـراء)؟ (د‪.‬فاضـل‬ ‫ملْعُون َ َ‬
‫جَرةَ ال ْ َ‬ ‫*مـا دللة الشجرة الملعونـة فـي اليـة (وال َّ‬
‫ة فِـي القُْرآ ِـ‬ ‫ش َ‬ ‫َ‬
‫السامرائى)‬
‫ط ْغيَانًا َكبِيرًا (‪ )60‬السراء) وما جعلنا‬ ‫خ ّو ُفهُ ْم َفمَا يَزِيدُهُمْ ِإلّ ُ‬
‫س وَالشّجَرَةَ ا ْلمَ ْلعُونَ َة فِي القُرْآنِ َونُ َ‬
‫جعَ ْلنَا الرّؤيَا اّلتِي أَ َر ْينَاكَ ِإلّ ِف ْتنَةً لّلنّا ِ‬
‫الية ( َومَا َ‬
‫شجَرَةٌ‬‫الرؤيا التي أريناك يعني ما أراه ربه في السراء والمعراج‪ .‬تبقى الشجرة الملعونة في القرآن هذه شجرة الزقوم كما في الصحيح (ِإّنهَا َ‬
‫ن (‪ )65‬الصافات) شبّه مجهولً‬ ‫ج فِي َأصْلِ ا ْلجَحِي ِم (‪ )64‬الصافات) إذن ملعونة وهي أبعد شيء عن الرحمة (طَ ْل ُعهَا َكَأنّهُ ُرؤُوسُ ال ّ‬
‫شيَاطِي ِ‬ ‫خرُ ُ‬
‫تَ ْ‬
‫بمجهول ما علمنا كيف تكون رؤوس الشياطين وغالبا التشبيه يكون معلوما بمعلوم وقد يكون بغير معلوم‪ ،‬نحن نعلم أن الشياطين قبيحة ومخيفة‪.‬‬
‫الشيطان ملعون يعني هي ملعونة وهو قبيح وهي قبيحة وهي تخرج في أصل الجحيم اجتمعت عليها اللعنة من كل جانب فهي شجرة ملعونة‪.‬‬
‫ن شَجَرَ َة ال ّزقّومِ (‪ )43‬الدخان) قال أبو جهل‬ ‫ل ِف ْتنَةً لّلنّاسِ وَالشّجَ َرةَ ا ْلمَ ْلعُونَةَ فِي ال ُقرْآنِ) عندما نزلت هذه الية (إِ ّ‬ ‫جعَ ْلنَا الرّؤيَا اّلتِي أَ َر ْينَاكَ ِإ ّ‬
‫( َومَا َ‬
‫إن محمدا يعدكم بالزقوم ول نعرف الزقوم إل بالتمر والزبدة لنتزقمها تزقما فقال تعالى ( َونُخَ ّو ُفهُمْ) ذكر شجرة الزقوم فوصفها (ِإنّهَا شَجَ َرةٌ َتخْرُجُ‬
‫ل الْجَحِيمِ) وليس كما ذكر أبو جهل‪ .‬الرؤيا التي أريناك هي التي رآها في السراء والمعراج ورأى الشجرة أيضا وما جعلنا الشجرة إل‬
‫فِي أَصْ ِ‬
‫فتنة (والشجرةَ) معطوفة على الرؤيا‪.‬‬
‫آية (‪:)62‬‬
‫ن)؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫خرتني‪ ،‬أخرت ِ‬
‫*متى تثبت الياء ومتى تحذف كما في قوله (أ ّ‬
‫ت عََليّ‬ ‫صدّقَ َوَأكُن مّنَ الصّاِلحِينَ (‪ )10‬المنافقون) وإبليس قال (قَالَ َأرََأ ْيتَ َ‬
‫ك هَـذَا اّلذِي كَ ّرمْ َ‬ ‫ب فََأ ّ‬
‫ل قَرِي ٍ‬
‫جٍ‬ ‫ل رَبّ لَوْلَا أَخّ ْرتَنِي إِلَى أَ َ‬ ‫قال تعالى‪َ (:‬فيَقُو َ‬
‫ل قَلِيلً (‪ )62‬السراء) بدون ياء‪ .‬مَنْ من هذين الذين يطلبون التأخير هو في مصلحة نفسه؟ الول‬ ‫ن ذُ ّريّتَهُ َإ ّ‬
‫ح َتنِكَ ّ‬
‫ن أَخّ ْرتَنِ إِلَى يَوْمِ ا ْل ِقيَامَ ِة لَ ْ‬
‫َلئِ ْ‬
‫ن ذُ ّريّتَهُ) فلما كان المر لنفسه أظهر نفسه‬ ‫ح َتنِكَ ّ‬
‫صدّقَ وََأكُن مّنَ الصّاِلحِينَ) أما الثاني أي إبليس فليس في مصلحة نفسه وإنما (لَ ْ‬ ‫لنه قال (فََأ ّ‬
‫(أخرتني)‪ .‬إضافة إلى أن (لول) من أدوات الطلب والتحضيض‪ ،‬طلب صريح‪( ،‬لول وأل) من أدوات الطلب والتحضيض‪( .‬لئن) طلب ضمني‪،‬‬
‫هذا شرط مسبوق بقسم‪ ،‬هذا طلب ضمني وليس طلبا صريحا‪ .‬أما لول فهو طلب صريح (لول أخرتني)‪ .‬فلما كان الطلب صريحا أظهر الياء‬
‫صراحة ولما كان في الثانية إشارة إلى الطلب هو أشار إلى ضمير المتكلم (أخرتنِ)‪ .‬إذن عند التصريح صرّح وعند الشارة أشار‪ .‬إذن إظهار‬
‫الياء في المواطن الجلل‪.‬‬
‫* فعـل أرى المضارع يتعدى بمفعول أو مفعوليـن وأرى بصـيغة الماضـي يتعدى بمفعوليـن أو ثلث‪،‬‬
‫ل أََرأَيْت َ َ‬
‫ك هَذ َا‬ ‫وفي صيغة الستفهام أأرأيت‪ ،‬كيف تم تركيبة الصيغة (أرأيتك) في سورة السراء (قَا َ‬
‫ت عَل َ َّ‬ ‫َ‬
‫ي (‪ ))62‬؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫ال ّذِي كََّر ْ‬
‫م َ‬
‫الفعل(رأى) ممكن أن تكون للرؤية البصرية كأن تقول‪ :‬أرأيت زيدا؟ أشاهدته؟ وممكن أن تكون للرؤية القلبية تكون بمعنى علِم (أرأيت زيدا‬
‫نجح؟) يعني أعلمت زيدا نجح؟ فلما يدخل على (رأيت) الكاف (أرأي َتكَ) الكاف للخطاب والتاء للخطاب كأنه يقول له‪ :‬أرأيت نفسك؟ لو قال‬
‫أرأيتُك بمعنى أنا أراك لكن لما فتح التاء وجاءت الكاف كأنه يقول له أرأيت نفسك؟ ولكن العرب أخرجتها عن صورتها الظاهرة واستعملتها‬
‫بمعنى أعلمني أو أخبرني‪ .‬يقول له أرأيتك إذا جاء زيد هل ستكرمه كما أكرمت أخاه؟ أخبرني مع شيء من التأكيد‪ ،‬مع شيء من التعجب من‬
‫إكرامه الول وأحيانا يكون فيه نوع من التبكيت يعني (أرأيتك) ستفعل هذا مع فلن مع فعلته مع فلن؟ كأنه لم يُكرم فلنا فهل ستتصرف بعين‬
‫هذا التصرف؟‪ .‬واقع الحال هو الذي يبين المعنى الدقيق لهذا هل فيه نوع من التبكيت أو هو للتعجيب أو هو لمجرد الستخبار بمعنى أخبرني‪.‬‬
‫أرأيتك وردت في القرآن الكريم لكن على ورد على غير معنى أخبرني‪ .‬العرب تصرفت في الكلمة تصرفا عجيبا والقرآن نزل بلغتهم‪.‬‬
‫ن ذُ ّريّتَهُ َإلّ َقلِيلً (‪))62‬‬
‫حتَ ِنكَ ّ‬
‫لْ‬‫علَيّ َلئِنْ أَخّ ْرتَنِ إِلَى يَوْمِ ا ْل ِقيَامَةِ َ‬
‫ل َأرََأ ْي َتكَ هَـذَا اّلذِي كَ ّر ْمتَ َ‬
‫لما يأتي في سورة السراء على لسان إبليس قال (قَا َ‬
‫نسأل ال تعالى أن يجعلنا جميعا من هؤلء القليل‪ .‬لما يخاطب رب العزة (أرأيتك) هو ل يريد أن يقول له أرأيت نفسك؟ ول يريد أن يقول له‬
‫أخبرني وإنما كأنما يريد أن يقول ل سبحانه وتعالى‪ :‬أترى هذا الذي جعلته مكرّما عليّ أني سأخبرك‪ ،‬سأقول لك كلما يقينيا بشأنه لحتنكن‬
‫ذريته‪ .‬فإذن هو في هذه الحالة كأنما نوع من التنبيه أو التأكيد أو لفت النظر إلى هذا النسان وهذا نستعمله نحن في العامية أحيانا لما تقول‬
‫للشخص‪ :‬شايف إبنك هذا إذا بقي هكذا لن يتقدم‪ .‬يعني إني سأخبرك شيئا يقينيا بشأن ولدك هذا‪.‬إذا بقي هكذا فلن يتقدم‪ .‬وهذا ليس سؤالً‪.‬‬
‫(أرأيتك) الهمزة همزة سؤال لكنه ل يريد استفهاما إنما يريد تقرير شيء‪ .‬هذا الفعل استعمل بهذه الطريقة وقد خرج عن ظاهره يعني هو ليس‬
‫بمعنى الرؤية المنسوبة لمخاطب في الحالين (أرأيتكَ وأرأيتكم) والعرب تصرفت فيه فقالت أرأيتَك وأرأيتِك وأرأيتكما وأرأيتكم وأريتكن‪ .‬إعرابها‪:‬‬
‫التاء يقولون فاعل والكاف للخطاب ل محل له من العراب ول يكون مفعولً به‪ .‬هنا بمعنى أخبرني يذصب مفعولً واحدا أخبرني المر‪.‬‬
‫(أرأيتك) هي صيغة خاصة تكوينها الصلي‪ :‬تاء المخاطب (الفاعل) وجاءت الضمائر بعد ذلك لبيان العداد‪ :‬أرأيتكَ للمخاطب الواحد‪ ،‬أرأيتكِ‬
‫للمخاطبة‪ ،‬أرأيتكما للمثنى‪ ،‬أرأيتكم للجمع المذكر‪ ،‬أرأيتكن للجمع المؤنث‪ ،‬وفيها كلها جاءت التاء مفتوحة‪( .‬أرأيتُكم) هذه بضم التاء صارت‬
‫للمتكلم‪ ،‬أي هل شاهدتكم ؟ ما استعلمت بهذه الصورة وكلها جاءت مفتوحة بالتاء‪.‬‬
‫‪(:‬آية (‪69‬‬
‫*لماجاءت كلمة( ريح) وليس رياح ؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ل عََل ْيكُ ْم قَاصِفا ّمنَ‬
‫كلمة ريح في القرآن الكريم تستعمل للشّر كما في قوله تعالى في سورة السراء (أَمْ َأمِنتُمْ أَن يُعِيدَكُ ْم فِي ِه تَارَةً ُأخْرَى َفيُرْسِ َ‬
‫جدُواْ َلكُ ْم عََل ْينَا بِهِ َتبِيعا {‪.)}69‬‬
‫ل تَ ِ‬
‫الرّيحِ َف ُيغْ ِر َقكُم ِبمَا كَفَ ْرتُ ْم ثُ ّم َ‬
‫أما كلمة الرياح فهي تستعمل في القرآن الكريم للخير كالرياح المبشّرات‪.‬‬
‫‪(:‬آية (‪70‬‬
‫م فِـي الْب َ ّ ِ‬
‫ر‬ ‫ملْنَاهُـ ْ‬
‫ح َ‬ ‫من َـا بَن ِـي آَد َـ َ‬
‫م َو َ‬ ‫*مـا اللمسـة البيانيـة فـي عدم ذكـر الجـو فـي قوله تعالى (وَلَقَد ْ كََّر ْ‬
‫حرِ) في سورة السراء؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫وَالْب َ ْ‬
‫طّيبَاتِ َو َفضّ ْلنَاهُ ْم عَلَى َكثِي ٍر ِممّنْ خََل ْقنَا تَفْضِيلًا (‪))70‬‬ ‫حرِ وَرَ َز ْقنَاهُ ْم مِنَ ال ّ‬‫حمَ ْلنَاهُ ْم فِي ا ْلبَرّ وَا ْلبَ ْ‬ ‫قال تعالى في سورة السراء (وَلَ َق ْد كَ ّر ْمنَا بَنِي َآدَمَ َو َ‬
‫ونلحظ أنه تعالى استعمل صيغة الماضي في الية (كرّمنا‪ ،‬حملناهم) وفي وقتها لم يكن هناك حملٌ في الج ّو هذا أولً ساعة النزول‪ .‬والمر‬
‫الخر أنه لمّا ذكر الية شملت كل بني آدم من آدم إلى قيام الساعة لكن لو قال (في الجو) لشمل التكريم من حُملوا في الجو وبذلك تكون الية‬
‫أغفلت كثيرا من بني آدم ولما شمل التكريم كل بين آدم في عهد آدم إلى قيام الساعة‪ .‬ثم إن السياق يتعلّق بالبر والبحر فقال تعالى في السورة‬
‫ن تَدْعُونَ إِلّا ِإيّا ُه فََلمّا‬
‫ل مَ ْ‬
‫سكُمُ الضّ ّر فِي ا ْلبَحْرِ ضَ ّ‬ ‫ن ِبكُمْ َرحِيمًا (‪ )66‬وَِإذَا مَ ّ‬ ‫ن فَضْلِهِ ِإنّ ُه كَا َ‬ ‫نفسها ( َرّبكُمُ اّلذِي يُزْجِي َلكُمُ ا ْلفُ ْلكَ فِي ا ْلبَحْرِ ِل َت ْب َتغُوا مِ ْ‬
‫جدُوا َلكُمْ َوكِيلًا (‪.))68‬‬ ‫صبًا ثُمّ لَا تَ ِ‬
‫ل عََل ْيكُمْ حَا ِ‬ ‫ب ا ْلبَرّ أَ ْو يُ ْرسِ َ‬
‫ف ِبكُمْ جَانِ َ‬ ‫خسِ َ‬ ‫ن الِْإنْسَانُ َكفُورًا (‪َ )67‬أفََأ ِم ْنتُمْ أَنْ يَ ْ‬ ‫ضتُمْ َوكَا َ‬
‫عرَ ْ‬
‫نَجّاكُمْ إِلَى ا ْلبَرّ أَ ْ‬
‫‪(:‬آية (‪80‬‬
‫جأ ً أ َ ْو‬
‫مل ْ َ‬
‫ن َ‬ ‫ق (‪ )80‬السراء) و (لَوْ ي َ ِ‬
‫جدُو َ‬ ‫صد ْ ٍ‬ ‫خ َ‬
‫ل ِ‬ ‫مد ْ َ‬ ‫ب أَد ْ ِ‬
‫خلْنِي ُ‬ ‫مدخل ومدّخل (وَقُل َّر ِّ‬ ‫*ما الفرق بين‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ً َّ َّ‬ ‫َ‬
‫ن (‪ )57‬التوبة)؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫حو َ‬ ‫م ُ‬ ‫ج َ‬ ‫خل لوَلوْا إِليْهِ وَهُ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫مد ّ َ‬
‫ت أوْ ُ‬
‫مغَاَرا ٍ‬
‫َ‬
‫عندنا مَدخل ومُدخل و ُمدّخل‪ .‬مَدخل من دخل يدخل هو دخل‪ ،‬إسم مكان مثل خرج يخرج مخرجا‪ .‬مُدخَل من أدخَل (الرباعي) وهو إسم مكان‬
‫ومصدر ميمي وإسم زمان لكن مدخل من الفعل الثلثي ومُدخل من الرباعي‪ُ ( .‬مدّخل) من ادّخل أي المبالغة ل يستطيع الدخول إل إذا اجتهد في‬
‫جمَحُونَ) دخلوا فيه بقوة‪ ،‬هم يريدون أن يهربوا‬
‫جأً أَ ْو َمغَارَاتٍ أَ ْو ُمدّخَلً لّوَلّوْ ْا إَِليْهِ وَ ُه ْم يَ ْ‬
‫جدُونَ مَلْ َ‬
‫الدخول ولذلك قال تعالى عن المنافقين (َلوْ َي ِ‬
‫فقط‪ .‬وأحيانا يقولون هو كنفق اليربوع يدخل فيه‪ ،‬هذا ال ُمدّخل‪ .‬الثلثة إسم مكان ومصدر ميمي وإسم زمان لكن الفرق في الشتقاق واحدة من‬
‫الثلثي (مَدخل) والثانية من الرباعي (مُدخل) والثالثة من الخماسي ( ُمدّخل)‪ .‬مَدخل ومُدخل ليستا دللة واحدة‪ .‬دخل الشخص هو يدخل‪ ،‬أدخل أي‬
‫ق (‪ )80‬السراء) هو ل يدخل من تلقاء نفسه‪ .‬دخلت مدخلً صعبا أنت‬ ‫صدْ ٍ‬‫خرَجَ ِ‬ ‫جنِي مُ ْ‬ ‫خرِ ْ‬ ‫صدْقٍ وَأَ ْ‬
‫خلَ ِ‬ ‫ب َأدْخِ ْلنِي مُدْ َ‬
‫يُدخله شخص آخر ( َوقُل رّ ّ‬
‫دخلت أنا أُدخلت مدخلً صعبا‪ .‬أدخلني وأخرجني هو يُدخلني وهو يُخرجني‪ ،‬لقد ركبت مركبا صعبا‪ ,‬أما مُدخل شيء آخرأدخله ُمدّخل في قوة‬
‫وشدة‪.‬‬
‫‪(:‬آية (‪83‬‬
‫* مـا اللمسـة البيانيـة فـي اسـتعمال(أنعمنـا) بضميـر المتكلم واسـتعمال (مسـه )بضميـر الغائب ؟‬
‫(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫هناك خط عام في القرآن الكريم وهو أن ال تعالى ل ينسب الشرّ لنفسه مطلقا (وَِإذَا َأ ْن َعمْنَا عَلَى ا ْلِإنْسَانِ أَعْ َرضَ َونَأَى بِجَا ِنبِهِ وَِإذَا مَسّهُ الشّ ّر كَانَ‬
‫َيئُوسًا (‪ )83‬السراء) ولم يقل مسسناه بالش ّر وإنما ينسب الخير إلى نفسه‪ ،‬والخير يُقصد به الخير العام وليس شرطا أن يكون الخير الفردي كما‬
‫ب (‪ )32‬الرعد) وأخذ الكافرين وإهلكهم هو من الخير العام وهو نعمة على الناس‬ ‫ن عِقَا ِ‬
‫ف كَا َ‬
‫خ ْذتُهُ ْم َف َكيْ َ‬
‫في قوله تعالى (فََأمَْليْتُ لِّلذِينَ َكفَرُوا ثُمّ َأ َ‬
‫ل وهذا أيضا ليعلّمنا ال تعالى أن الخير والشر مُقدّر من ال تعالى وهذا هو يقين العقيدة حتى ل يتبادر إلى ذهن النسان أن هناك إله للخير‬ ‫أص ً‬
‫ي (‪ )85‬طه) نسب الفتنة إليه‬ ‫ن بَ ْع ِدكَ َوأَضَّلهُ ُم السّامِ ِر ّ‬
‫ك مِ ْ‬
‫ل فَِإنّا َق ْد َفتَنّا قَ ْو َم َ‬
‫وإله آخر للش ّر كما كانوا يعتقدون قبل السلم‪ .‬وفي قوله تعالى (قَا َ‬
‫عمَلًا وَهُوَ‬
‫حسَنُ َ‬‫حيَاةَ ِل َيبْلُ َوكُمْ َأّيكُمْ أَ ْ‬
‫سبحانه وتعالى وهى ليست شرا وإنما هي ابتلء فال تعالى خلق الموت والحياة للبتلء (اّلذِي خَلَقَ ا ْلمَ ْوتَ وَا ْل َ‬
‫ا ْلعَزِيزُ ا ْلغَفُو ُر (‪ )2‬الملك)‪ .‬وفي القرآن يذكر (زيّنا لهم أعمالهم) ولم يرد في القرآن مرة (زينا لهم سوء أعمالهم) وإنما جاءت (‪.‬زيّن لهم سوء‬
‫أعمالهم)‪.‬‬
‫‪(:‬آية (‪85‬‬
‫*انظر آية(‪.)25‬‬
‫*وردت في القرآن ( يسألونك) و (ويسألونك) فما دللة إضافة الواو وحذفها؟ (د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫الواو تكون عاطفة فلما يبدأ موضوعا جديدا ل يبدأ بالواو وإنما يبدأ بـ (يسألونك) أما اذا أراد أن يستكمل كلما سابقا يأتى بالواو‪.‬ووردت‬
‫(ويسألونك) في ستة مواضع كلها فيها عطف منها (ويسألونك عن الروح (‪. ))85‬‬
‫‪(:‬آية (‪88‬‬
‫ْ‬
‫مثْلِهِ (‪ )23‬البقرة) و(مثله)فى كل القرآن؟ (د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫ن ِ‬
‫م ْ‬ ‫*ما الفرق بين (فَأتُوا ب ِ ُ‬
‫سوَرةٍ ِ‬
‫التحدي كان بأكثر من صورة‪ ،‬كان هناك تحدي في مكة وتحدي في المدينة‪ .‬السور المكية جميعا جاءت من غير (من) مثل قوله تعالى‪(:‬قُلْ َل ِئنِ‬
‫ظهِيرًا (‪ )88‬السراء) هذه السور المكية بعضها قال‬ ‫ضهُمْ ِل َبعْضٍ َ‬
‫ن َبعْ ُ‬
‫ن ِبمِثْلِهِ وَلَ ْو كَا َ‬
‫ل َهذَا الْقُ ْرآَنِ لَا يَ ْأتُو َ‬
‫ن يَ ْأتُوا ِب ِمثْ ِ‬
‫ن عَلَى أَ ْ‬
‫ت الِْإنْسُ وَالْجِ ّ‬‫ج َتمَعَ ِ‬
‫اْ‬
‫ع ْبدِنَا َف ْأتُوا بِسُورَ ٍة ِمنْ‬
‫ب ِممّا نَزّ ْلنَا عَلَى َ‬
‫بحديث‪ ،‬آية ‪ ،‬سورة ‪،‬عشر سور‪ ,‬في المدينة (في سورة البقرة) المكان الوحيد الذي قال ( َوإِنْ ُك ْنتُ ْم فِي َريْ ٍ‬
‫ن (‪ )23‬البقرة)‪ .‬هنا القرآن إنتشر وأسلوبه صار معروفا‪ ،‬الن يقول لهم (بسورة من مثله) لو‬ ‫ن كُ ْنتُمْ صَا ِدقِي َ‬ ‫ن دُونِ اللّهِ إِ ْ‬ ‫ش َهدَا َءكُ ْم مِ ْ‬
‫ِمثْلِهِ وَادْعُوا ُ‬
‫قال ‪ :‬بسورة مثله كما قال سابقا يعني سورة مثل سور القرآن الكريم‪( .‬من) هذه للتبعيض‪ ،‬هو هل له مثل حتى يطالَبون ببعض مماثله؟ هو لم‬
‫يقل ‪ :‬فاتوا بمثله وإنما ببعض ما يماثله ول يوجد ما يماثله لنه سبق وقال تعالى (ل يأتون بمثله) فإتوا‪.‬فما معناه؟ هذا معناه زيادة التوكيد‪ .‬بجزء‬
‫من ذلك المثال الذي تخيلتموه فهذا أبعد في التيئيس وإمعان في التحدي من قوله (مثله) مباشرة‪.‬‬
‫آية (‪:)91-90‬‬
‫جر؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫جر و تُف ِّ‬
‫*ما الفرق من الناحية البيانية بين الفعلين تَف ُ‬
‫تفجُر على صيغة أفعل وتفجّر على صيغة فعّل وهي تفيد التكثير كقوله تعالى (تفجُر لنا من الرض ينبوعا) وقوله (فتفجّر النهار) استعمل صيغة‬
‫تفجر للينبوع والصيغة التي تفيد التكثير تفجّر للنهار لنها أكثر‪.‬‬
‫‪(:‬آية (‪93‬‬
‫* د‪.‬حسام النعيمى‪:‬‬
‫ل بَشَرًا‬
‫ل كُنتُ َإ ّ‬
‫سبْحَانَ َربّي هَ ْ‬
‫نقول نحن من أتباع محمد فإذن دعوة الناس لطاعة ال سبحانه وتعالى واجب من واجباتنا‪ .‬والرسول بشر (قُلْ ُ‬
‫ل (‪ )93‬تصبّره على قومه هو من جهده البشري‪.‬‬‫رّسُو ً‬
‫آية (‪:)96‬‬
‫*مـا دللة تقديـم وتأخيـر كلمـة (شهيداً) فـي آيـة سـورة العنكبوت وآيـة سـورة السـراء؟ (د‪.‬فاضـل‬
‫السامرائى)‬
‫ك هُمُ‬
‫ن آ َمنُوا بِا ْلبَاطِلِ َو َكفَرُوا بِاللّهِ أُوَْل ِئ َ‬
‫سمَاوَاتِ وَا ْلأَرْضِ وَاّلذِي َ‬
‫شهِيدا َيعْلَ ُم مَا فِي ال ّ‬
‫ل كَفَى بِاللّ ِه َبيْنِي َو َب ْي َنكُمْ َ‬
‫قال تعالى في سورة العنكبوت (قُ ْ‬
‫خبِيرا بَصِيرا {‪.)}96‬ختم الية بذكر صفاته‬
‫ن ِب ِعبَادِهِ َ‬
‫شهِيدا بَ ْينِي َو َب ْينَكُمْ ِإنّ ُه كَا َ‬ ‫ن {‪ )}52‬وقال تعالى في سورة السراء (قُ ْ‬
‫ل كَفَى بِاللّ ِه َ‬ ‫الْخَاسِرُو َ‬
‫(خبيرا بصيرا) لذا اقتضى أن يُقدّم صفته (شهيدا) على (بيني وبينكم)‪ ،‬أما في آية سورة العنكبوت فقد ختمت الية بصفات البشر (أولئك هم‬
‫الخاسرون) لذا اقتضى تقديم ما يتعلّق بالبشر (بيني وبينكم) على (شهيدا)‪.‬وتأخر الظرف لن الكلم على الرسالة‪.‬‬
‫*جاء في القرآن كله تقديم كلمة شهيد على بيني وبينكم كما جاء في سورة السراء آية ‪ 96‬أما‬
‫في سورة العنكبوت فقد جاءت كلمة شهيد متأخرة فما سبب الختلف؟ (د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫شهِيدًا َيعْلَمُ‬ ‫حمَةً َو ِذكْرَى ِلقَوْ ٍم يُ ْؤ ِمنُونَ (‪ )51‬قُ ْ‬
‫ل كَفَى بِاللّ ِه َبيْنِي َو َب ْي َنكُمْ َ‬ ‫ن فِي ذَِلكَ لَرَ ْ‬ ‫ب ُيتْلَى عََل ْيهِمْ إِ ّ‬
‫نأتي إلى الية (أَوَلَ ْم َيكْ ِفهِمْ َأنّا َأنْزَ ْلنَا عََل ْيكَ ا ْل ِكتَا َ‬
‫ن (‪ )52‬العنكبوت) في غير القرآن يمكن القول‪ :‬كفى بال شهيدا‬ ‫سرُو َ‬ ‫سمَاوَاتِ وَالَْأرْضِ وَاّلذِينَ َآ َمنُوا بِا ْلبَاطِلِ َوكَ َفرُوا بِاللّ ِه أُوَل ِئكَ ُهمُ الْخَا ِ‬ ‫مَا فِي ال ّ‬
‫بيني وبينكم‪ .‬بل حتى في القرآن في آيات أخرى في خمس آيات وردت بهذه الصيغة (كفى بال شهيدا بيني وبينكم) تأتي شهيدا بعد إسم الجللة‪.‬‬
‫أما في الية موضع السؤال في سورة العنكبوت‪( :‬كفى بال بيني وبينكم) جاءت متقدمة على (شهيدا)‪ .‬إذن هناك سر جعل هذه الكلمة مقدمة‪.‬‬
‫والذي قدّمها في خمسة مواضع يستطيع أن يقدمها في الموضع السادس فلماذا جاءت (كفي بال بيني وبينكم شهيدا) شهيدا متأخرة؟‬
‫ن (‪ ))51‬الخطاب للرسول (أنزلنا عليك) و‬ ‫حمَةً َوذِكْرَى لِقَ ْو ٍم يُ ْؤمِنُو َ‬‫ن فِي ذَِلكَ لَ َر ْ‬ ‫ب ُيتْلَى عََل ْيهِمْ إِ ّ‬
‫جاء في الية (أَوََل ْم َيكْ ِفهِمْ َأنّا َأنْزَ ْلنَا عََل ْيكَ ا ْل ِكتَا َ‬
‫(عليهم) إذن (عليك‪ ،‬عليهم) فناسب أن يقدّم (بيني وبينكم) لن الخطاب للرسول ‪ :‬قل كفى بال بيني وبينكم شهيدا) وإل كان يمكن أن يقول (كفى‬
‫بال بينك وبينهم شهيدا) هذا شيء‪.‬‬
‫الهم من هذا أنه عندنا كلمة (يعلم) هذه جملة فعلية هي وصف لكلمة (شهيدا) (شهيدا يعلم) يعني شهيدا عالما فلما كان يعلم وصفا لشهيدا فلو قدم‬
‫ل بين الصفة والموصوف يطول الكلم ويضعف‪ .‬حينما تفصل الصفة‬ ‫شهيدا وجعله (وكفى بال شهيدا بيني وبينكم يعلم) يكون هناك فاص ً‬
‫وموصوفها يضعف الكلم من حيث التركيب سيتبعد الوصف عن صفته ويكون (بيني وبينكم) فاصلً‪ .‬فتفاديا لهذا الضعف ‪ -‬ولغة القرآن اللغة‬
‫العلى والسمى والرقى‪ -‬فتفاديا لهذا الضعف وإتّكاء على ذكر المخاطب والغائبين (عليك‪ ،‬عليهم) نوع من التنسيق‪ ،‬والصل أن يتفادى الفصل‬
‫بين الصفة والموصوف بكلم (بيني وبينكم) تطيل الفاصل والصل في اللغة العليا أن ل يُفصل بين النعت ومنعوته‪ .‬وهو قد يجوز أن تفصل‬
‫لكن ليس هو الفضل في اللغة العليا‪ .‬لذلك جاء (كفى بال بيني وبينكم شهيدا يعلم) لن (يعلم) نعت لـ(شهيدا) فل بد أن تتصل بها‪.‬‬
‫اليات الخرى جاءت على الصل يعني أن العامل تقدم على المعمول لن (بيني وبينكم) معمولن لـ (شهيدا) تقدم على العامل‪ .‬لكن لما يتقدم‬
‫(شهيد) يأتي المعمول بعدها‪ .‬الطبيعي أن يأتي العامل ثم يأتي المعمول (كفى بال شهيدا بيني وبينكم) فما جاء على الصل ل يُسأل عنه‪ .‬كما‬
‫تقول‪ :‬كتب زيد رسالة‪ ،‬ل نقول لماذا تقدم الفاعل ؟ هذه رتبته هكذا يأتي قبله‪ .‬إذا جاء الشيء على الصل ل يُسأل عنه عندما يكون العامل مقدّما‬
‫على معموله فهذا هو الصل‪ .‬بيني وبينكم معمولن متعلقان بـ (شهيدا) لما يأتي (بيني وبينكم) بعد (شهيدا) ل يُسأل عنه لن هذا الصل‪ .‬مع‬
‫ذلك لو نظرنا في اليات التي قد تأخر فيها الظرف نجد أن هناك أسبابا دعت إلى تأخيره ول يمكن أن يتقدم‪:‬‬
‫شهِيدًا َب ْينِي‬
‫ل كَفَى بِاللّهِ َ‬ ‫ث اللّ ُه بَشَرًا َرسُولًا (‪ )94‬قُ ْ‬ ‫ن يُ ْؤ ِمنُوا ِإذْ جَاءَ ُهمُ ا ْل ُهدَى إِلّا أَنْ قَالُوا َأ َبعَ َ‬
‫أما فى سورة السراء قال تعالى‪َ (:‬ومَا َمنَعَ النّاسَ أَ ْ‬
‫خبِيرًا بَصِيرًا (‪ )96‬الكلم على الرسالة‪.‬‬ ‫ن ِب ِعبَادِهِ َ‬ ‫َو َب ْي َنكُمْ ِإنّهُ كَا َ‬
‫‪(:‬آية (‪97‬‬
‫*لماذا وردت كلمـة المهتـد بدون ياء فـى سـورة السـراء والمهتدى فـى سـورة العراف؟ (د‪.‬فاضـل‬
‫السامرائى)‬
‫أولً نقول أن خط المصحف ل يُقاس عليه لكن مع هذا فهناك أمور أُخرى هنا فلو لحظنا لفظ الهداية في سورة العراف (مَن َيهْدِ اللّ ُه َفهُوَ‬
‫جدَ َلهُمْ أَوِْليَاء مِن‬ ‫ل فَلَن تَ ِ‬‫ن {‪ )}178‬بالياء وقوله في سورة السراء ( َومَن َي ْهدِ اللّهُ َفهُ َو ا ْل ُمهْ َتدِ َومَن يُضْلِ ْ‬ ‫سرُو َ‬ ‫ل فَأُ ْولَـ ِئكَ ُهمُ الْخَا ِ‬ ‫ضلِ ْ‬
‫ا ْل ُمهْ َتدِي َومَن يُ ْ‬
‫شمْسَ ِإذَا‬ ‫سعِيرا {‪ )}97‬وفي سورة الكهف ( َوتَرَى ال ّ‬ ‫خبَتْ ِز ْدنَاهُمْ َ‬ ‫ج َهنّ ُم كُّلمَا َ‬
‫صمّا مّأْوَاهُمْ َ‬
‫عمْيا َو ُبكْما َو ُ‬‫دُونِهِ َونَحْشُرُ ُه ْم يَوْمَ ا ْل ِقيَامَ ِة عَلَى ُوجُو ِههِ ْم ُ‬
‫ضلِلْ‬
‫ك مِنْ آيَاتِ اللّ ِه مَن َيهْدِ اللّ ُه َفهُ َو ا ْل ُم ْهتَدِ َومَن يُ ْ‬ ‫شمَالِ وَهُ ْم فِي َفجْوَ ٍة ّمنْهُ ذَِل َ‬ ‫ض ُه ْم ذَاتَ ال ّ‬
‫غ َربَت تّقْرِ ُ‬‫طَلعَت تّزَاوَ ُر عَن َكهْ ِفهِ ْم ذَاتَ ا ْل َيمِينِ وَِإذَا َ‬ ‫َ‬
‫جدَ لَهُ وَِليّا مّ ْرشِدا {‪ )}17‬بجدون ذكر الياء ولو لحظنا آيات السور لوجدنا أن لفظ الهداية تكرر في سورة العراف ‪ 17‬مرة وفي سورة‬ ‫فَلَن تَ ِ‬
‫السراء ‪ 8‬مرات وفي سورة الكهف ‪ 6‬مرات‪.‬‬
‫من يَهْدِ‬ ‫ه فَهُوَ ال ْ ُ‬
‫مهْتَدِ (‪ )97‬السـراء) و( َـ‬ ‫من يَهْدِ الل ّـ ُ‬
‫*مـا دللة ذكـر وعدم ذكـر الياء فـي قوله تعالى (وَـ َ‬
‫مهْتَدِي (‪ )178‬العراف)؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ه فَهُوَ ال ْ ُ‬
‫الل ّ ُ‬
‫المهتدي أطول من المهتدِ‪ .‬لما يكون أطول يكون فيه هداية أكثر إضافة إلى أمر آخر‪ .‬نضرب مثالً‪( :‬مَن َيهْدِ اللّ ُه َفهُ َو ا ْل ُم ْهتَدِي (‪ )178‬العراف)‬
‫ن مِنَ ا ْلغَاوِينَ (‪ )175‬العراف) هذا الذي آتاه ال آياته فانسلخ منها هل‬ ‫ن َفكَا َ‬‫شيْطَا ُ‬
‫خ ِمنْهَا َفَأتْ َبعَهُ ال ّ‬
‫ل عََل ْيهِمْ َنبََأ اّلذِيَ آ َت ْينَا ُه آيَا ِتنَا فَانسَلَ َ‬
‫قبلها قال (وَاتْ ُ‬
‫كان مهتديا أول مرة أم ل؟ كان مهتديا لكن كان يحتاج إلى قدر من الهداية أكبر حتى ل ينسلخ لذلك عقّب عليها بـ (المهتدي) لن الهداية التي‬
‫كانت عنده ما عصمته من النسلخ فكان يريد هداية أكثر وأطول حتى يرسخ ول يزل ول يضل لذلك عقب (فهو المهتدي) مثل قوله تعالى (ذلك‬
‫شرُهُمْ‬
‫جدَ َلهُمْ أَوِْليَاء مِن دُونِهِ َونَحْ ُ‬
‫ل فَلَن تَ ِ‬
‫ما كنا نبغي)‪ .‬أما في سورة السراء (فهو المهتدِ) في قوله تعالى ( َومَن َي ْهدِ اللّهُ َفهُ َو ا ْل ُمهْ َتدِ َومَن يُضْلِ ْ‬
‫سعِيرًا (‪ )97‬السراء) هؤلء من أصحاب النار‪ .‬ما الذي ينجي من‬ ‫خبَتْ ِز ْدنَا ُهمْ َ‬‫ج َهنّ ُم كُّلمَا َ‬ ‫صمّا مّأْوَا ُهمْ َ‬‫ع ْميًا َو ُب ْكمًا وَ ُ‬ ‫يَوْ َم الْ ِقيَامَ ِة عَلَى وُجُو ِههِ ْم ُ‬
‫الخلود في النار؟ أن يكون عنده هداية بسيطة (شهادة أن ل إله إل ال محمد رسول ال) وقسم من الفروض‪ .‬كانت تكفيهم قدر بسيط من الهداية‬
‫يخرجهم من هذا‪ .‬أما ذاك فكان يحتاج إلى هداية كبيرة حتى ل ينسلخ‪ ،‬أما هؤلء فتكفيهم هداية قليلة‪.‬‬
‫من الناحية النحوية العرابية (المهتدِ) تقدّر الحركة على الياء المحذوفة (فهو المهتد‪ :‬المهتد خبر مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة)‪.‬‬
‫ثم هناك إضافة إلى ما ذكرنا ما نسميه السمة التعبيرية للسورة مثلً سورة مريم فيها الرحمة من أولها إلى آخرها‪ .‬لو أخذنا سورة العراف‬
‫وسورة السراء والكهف نلحظ لفظ الهداية تردد في العراف أكثر من ما تردد في السراء وفي الكهف‪ .‬في العراف ‪ 17‬مرة وفي السراء ‪8‬‬
‫مرات وفي الكهف ‪ 6‬مرات أي مجموع ما تردد في السورتين السراء والكهف ‪ 14‬مرة فلما تردد لفظ الهداية أكثر في العراف زاد الياء‪.‬‬
‫*مداخلة من إحدى المشاهدات حول ما ذكره الدكتور فاضل في مسألة المهتدي والمهت ِد أن المهتدي هو الذي يهتدي ويسير على هدى ال وهي‬
‫تكون بمقام إسم الفاعل وفيه الستمرارية أما في قوله (فهو المهتدِ) من تم له الهتداء إلى ال تعالى فصار مهتديا وهنا ينطبق عليه الحديث‬
‫القدسي (كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها) وذلك بدليل ما لحق بالية (من يهد ال فهو المهتد ومن يضلل‬
‫فلن تجد له وليا مرشدا)‪.‬‬
‫ما َ ْ‬
‫مأوَاه ُ ْ‬
‫م‬ ‫ص ًّ ّ‬ ‫مي ًا وَبُك ْ ً‬
‫ما و َ ُ‬ ‫م عُ ْ‬ ‫ة عَلَى ُو ُ‬
‫جوهِه ِ ْ‬ ‫م الْقِيَا َ‬
‫م ِ‬ ‫ح ُ‬
‫شُره ُ ْ‬
‫م يَو ْ َ‬ ‫*ما دللة حرف العطف فى الية (وَن َ ْ‬
‫َ‬
‫سعِيًرا (‪ )97‬؟ (د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫ت زِدْنَاهُ ْ‬
‫م َ‬ ‫خب َ ْ‬ ‫م كُل ّ َ‬
‫ما َ‬ ‫جهَن َّ ُ‬
‫َ‬
‫صمّا) الواو‪ ،‬واو العطف لما تأتي نقول تأتي على نية تكرار العامل‪ .‬لو ذكرنا مثالً‬‫عمْيًا َو ُب ْكمًا َو ُ‬
‫حشُرُ ُهمْ يَ ْومَ الْ ِقيَامَةِ عَلَى وُجُو ِه ِه ْم ُ‬
‫في الية ( َونَ ْ‬
‫يتضح المر‪ :‬لما نقول "خرج الطلب فاهمين فرحين شاكرين" هذه حالهم‪ ،‬بهذه الحوال خرجوا‪ .‬زِنها بقولك "خرج الطلب فاهمين وشاكرين‬
‫ل جديدة فيها نوع من الهتمام‪ .‬نية تكرار العامل يعني نحشرهم عميا ونحشرهم صما ونحشرهم‬ ‫ومسرورين"‪ .‬لما يكون بالعطف كأنه تتكون جم ً‬
‫بكما فيكون فيها نوع من التمييز لتنبيه أو لتركيز هذا المعنى‪.‬‬
‫فكرة الحشر على الوجوه‪ ،‬الحديث رواه الترمذي والنسائي وأحمد " أن رجلً قال‪ :‬يا نبي ال كيف يُحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟ قال ‪:‬‬
‫أليس الذي أمشاه على رجليه قادر أن يحشره على وجهه يوم القيامة؟ قال قتادة‪ :‬بلى وعزّة وربنا"‪.‬‬
‫‪(:‬آية (‪98‬‬
‫*انظرآية (‪.)49‬‬
‫‪(:‬آية (‪100‬‬
‫*انظر آية (‪.)11‬‬
‫‪(:‬آية (‪101‬‬
‫*ما الفرق بين فعل المر إسأل وسل؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ن آيَةٍ َبّينَةٍ (‪ )211‬البقرة) وإذا تقدمها أي شيء يؤتى بالهمزة (وَلَ َق ْد آ َتيْنَا‬
‫ل كَ ْم آ َت ْينَاهُم مّ ْ‬
‫ل َبنِي إِسْرَائِي َ‬
‫سل إذا بدأنا بالفعل فالعرب تخفف وتحذف (سَ ْ‬
‫ل (‪ )101‬السراء) هذه قاعدة عند أكثرية العرب‪.‬إذا سبقها شيء يبدأ بالهمزة وإذا بدأنا بها تحذف(سل)‪.‬‬ ‫ل بَنِي ِإسْرَائِي َ‬
‫ت فَاسَْأ ْ‬
‫ت َبّينَا ٍ‬
‫مُوسَى تِسْ َع آيَا ٍ‬
‫‪(:‬آية (‪102‬‬
‫*د‪.‬فاضل السامرائى ‪:‬‬
‫ظّنكَ يَا فِرْعَونُ َم ْثبُورًا (‪)102‬‬
‫ل هذا اليوم وبعده لم يُقتل‪ ،‬وكما قال تعالى (وَِإنّي لََأ ُ‬
‫صيغة (مفعول) تحتمل الحال والستقبال لما تقول أراك مقتو ً‬
‫السراء) لم يقع بعد هذا ولما قال عبد ال بن الزبير‪ :‬إعلمي يا أماه أني مقتول من يومي هذا‪ .‬صيغة مفعول تقال لما حصل أو لما لم يحصل في‬
‫المستقبل عندما تقول هو مقتول قد يكون هو فعلً مقتول وقد يكون ليس مقتولً لكن سيقتل لكن فعيل ل يمكن إل أن يكون قد قتل بالفعل‪ ،‬ل يمكن‬
‫‪.‬أن تقول لمن سيقتل قتيل ول تقال إل لمن وقع عليه الفعل حقا‪ .‬أما (مفعول) فليس بالضرورة وتقال لما وقع أو لما سيقع‬
‫‪(:‬آية (‪104‬‬
‫َ‬
‫جاءَ َوعْدُ‬ ‫سكُنُوا اْلْر َ‬
‫ض فَإِذ َا َ‬ ‫سَرائِي َ‬
‫لا ْ‬ ‫ن بَعْد ِهِ لِبَن ِي إ ِ ْ‬ ‫*هل المقصود في كلمة لفيفا ً في الية (وَقُلْن َا ِ‬
‫م ْ‬
‫م لَفِيفًا (‪ )104‬السراء) أن دولة إسرائيل تجمع كل اليهود؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫جئْنَا بِك ُ ْ‬ ‫اْل َ ِ‬
‫خَرةِ ِ‬
‫ل يبعد أنهم يجتمعون في الرض ثم يبطش بهم أناس أشداء ويتبروا ما علوا تتبيرا‪ .‬وقد ذكر فى الثر أنهم يؤتى بهم على ذوات أجنحة ‪.‬‬
‫‪(:‬آية (‪105‬‬
‫َ‬
‫ق ّ نََز َ‬
‫ل (‪ )105‬السراء) هل هذا مجرد توكيد‬ ‫ق ّ أنَزلْنَا هُ وَبِال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫*قوله تعالى في سورة السراء (وَبِال ْ َ‬
‫ح ِ‬
‫أم فيها أكثر من توكيد؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫الحق الول غير الحق الثاني وليس تكرارا لكلمة الحق‪( .‬وبالحق أنزلناه) أي أنزلناه بالحكمة اللهية في الوقت الذي اقتضى التنزيل‪ .‬ربنا سبحانه‬
‫وتعالى علِم الوقت الذي اقتضى التنزيل‪( .‬بالحق نزل) أي ما فيه من الحكام هو حق‪ .‬مثل‪ :‬مجتمع فيه فساد قامت فيه دعوات للصلح قيام هذه‬
‫الدعوات هذا حق من حيث المبدأ لن المجتمع يحتاجها لكن هل ما جاء في هذه الدعوات حق؟ هل هذا المنهج حق؟ هناك فرق بين الحق الول‬
‫حقّ أَنزَ ْلنَاهُ) الحكمة تقتضي الصلح‬
‫والحق الثاني لكن الوقت يقتضي الصلح‪ ،‬هل ما جئت به هو الحق الذي سيصلح فعلً؟‪ .‬الحق الول ( َوبِالْ َ‬
‫لن المجتمعات تقتضي الصلح (وبالحق نزل) ما فيه من الحكام هو حق‪ .‬إذن هو الوقت والحكم حق‪ .‬مثال آخر‪ :‬لو اعتدى شخص على‬
‫حكَمه القاضي بالعدام هذا ليس حقا‪ .‬إذن الحالة حق أما الحكم فليس حقا فالحق الول غير الحق‬ ‫شخص وأحيل إلى المحكمة هذه الحالة حق‪ ،‬ف َ‬
‫ق نَزَلَ) إذن الحق غير مكرر‪.‬‬
‫الثاني‪ .‬هنا الحق في النزال وما فيه من الحكام ( َوبِا ْلحَقّ أَنزَ ْلنَاهُ َوبِا ْلحَ ّ‬
‫الفرق بين أنزلناه ونزل‪ :‬أنزلناه نحن أنزلناه ونزل عندما أنزله نزل‪( .‬إنا أنزلناه في ليلة القدر) أُنزِل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا‪.‬‬
‫ك َوَرتَّلْنَاه ُـ تَْرتِيًل (‪)32‬‬
‫ت ب ِـهِ فُؤَاد َـ َ‬ ‫حدَةً كَذَل ِـ َ‬
‫ك لِنُثَب ّ ِـ َ‬ ‫مل َ ً‬
‫ة َوا ِ‬ ‫ج ْ‬
‫نـ ُ‬ ‫ل الَّذِي نَـ كَفَُروا لَوَْل نُّزِ َ‬
‫ل عَلَي ْـهِ الْقُْرآ ُ‬ ‫*(وَقَا َ‬
‫الفرقان) نُّزل تعني التفريق أوالتنجيم فكيف تتناسب مع (جملة واحدة)؟ (د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫ل ُمبَشّرًا َو َنذِيرًا (‪ )105‬أنزلته فنزل‪ ،‬نزل هنا صار للمطاوعة كما تقول أعلمته فعلِم‬
‫ق نَزَلَ َومَا أَ ْرسَ ْلنَاكَ ِإ ّ‬
‫ق أَن َز ْلنَاهُ َوبِا ْلحَ ّ‬
‫قال تعالى ( َوبِا ْلحَ ّ‬
‫أخرجه فخرج أي طاوع فِعلي‪ ..‬الفرق الدللي أن أنزلته أي أنا أفعل ونزل أي هو فعل القائم بالفعل إختلف‪.‬‬
‫الفرق بين أُنزِل ونزّل أن أنزل كأنه مرة واحدة ولذلك أنزل التوراة والنجيل ونزّل من معانيها التدرّج‪ .‬قوله تعالى (إنا أنزلناه في ليلة القدر) أي‬
‫جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ثم بعد ذلك نزل مفرّقا؟ نزّل (فعّّل) تأتي للتدرج كما تقول علّمه‪.‬‬
‫‪(:‬آية (‪106‬‬
‫*ما معنى كلمة قرآن؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫من حيث اللغة كلمة فُعلن تأتي مصدرا مثل كلمة غفران من غفر فالغفران مصدر فقرأ قراءة وقرأنا فهو مصدر أي حدث أو عمل القراءة‪.‬‬
‫المصدر هو الحدث المجرّد من الزمن وهو مصدر من فعل قرأ‪ .‬من حيث اللغة قرأ قراءة وقرأ قرأنا فهو مصدر قياسي أي فعل فعلن‪ .‬قراء‬
‫مكة القبائل التي استقرت في مكة كانت تقرأ هكذا القران من أين جاءتها وما كانت قريش تهمز فهم ل يقولون مؤمن بل مومن ول يقولون بئر بل‬
‫بير هكذا فهم ل يهمزون‪ .‬والرسول صلى ال عليه وسلم كان يُقرئهم بالهمز فهمزوا فقد قرأ قرآن وقران بالحالين أو قرئت بين يديه فأجازها بأمر‬
‫من ربه سبحانه وتعالى وأنا أميل إلى أنها مخففةإذن هو اسم لكتاب ال عز وجل الذي أنزله على نبيه صلى ال عليه وسلم وليس مشتقا من‬
‫القراءة فهو اسم خاص كما قال توراة‪ ،‬إنجيل قال قرآن أو قران بالهمز أو بغير الهمز‪ .‬فبعض العرب يهمز وبعضهم ل يهمز ‪ .‬وعندنا كلمة‬
‫للمام علي عليه السلم يقول‪" :‬نزل جبرائيل بالهمز وما كنا أهل همز ولول أن جبرائيل نزل بالهمز ما همزنا"‪ ،‬وهذا النص صحيح‬
‫‪ .‬إذنً لدينا قولن أنه هل هو مخفف كلمة قرآن‪-‬وأنا أميل أنه مخفف‪ -‬وأنه ليست الكلمة هكذا جاءت قران لنه عندنا ستة قراء قرأوها بالهمز‬
‫قرآن ال قراءة ابن كثير قارئ مكة لم يهمز كلمة قرآن معناه أهل مكة كانوا يقولون القران من غير همز‪ .‬فهو يمثل أهل مكة في قراءتهم؟ ‪.‬‬
‫ويفترض أن الكلمة بوصفها مصدرا كانت مستعملة قديما في لغة العرب قبل نزول القرآن‪ .‬ونفهم قوله تبارك وتعالى ( َوقُ ْرَآنًا فَ َر ْقنَاهُ ِلتَ ْقرَأَه (‪)106‬‬
‫السراء) بأنه مرتبط بالقراءة لن القرآن صار اسما‪ .‬أنت سمّيت بالمصدر صار اسما لهذا الكتاب فهو في الصل مصدر سمي به الكلم المنزل‬
‫على محمد صلى ال عليه وسلم مما هو بين الدفتين بيننا صار اسما له‪ ،‬صار علما عليه‪ ،‬وجعل المصدر علما معروفا مثل فضل يفضل فضلً‬
‫العرب سمت فضل وسمت الفضل‪ .‬ويقول في المعجم والصل في هذه اللفظة الجمع في لفظة قرأ ‪ -‬قرآن حتى قرأ فيها معنى الجمع لنه عندما‬
‫يقرأ يقرأ شيئا قد جُمعت حروفه ضم حرف إلى حرف مجتمع حتى يقرأه وسمي القرآن قرآنا لنه جمع القصص والمر والنهي والوعد والوعيد‬
‫واليات والسور بعضها إلى بعض‪.‬‬
‫آية (‪:)111‬‬
‫خذ ْ وَلَدًا) فـي سـورة السـراء ‪،‬مـا‬
‫م يَت َّ ِ‬
‫و(ول َـ ْ‬
‫َ‬ ‫ة وََل َولَدًا)‬
‫حب َ ً‬ ‫ما ات َّ َ‬
‫خذ َ َـ‬
‫صا ِ‬ ‫*قال تعالى فـى سـورة الجـن( َـ‬
‫الفرق بينهما؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫(ما) في الغالب تقال للرد على قول في الصل يقولون في الرد على دعوى‪ ،‬أنت قلت كذا؟ أقول ما قلت‪ .‬أما (لم أقل) قد تكون من باب الخبار‬
‫فليست بالضرورة أن تكون ردا على قائل لذلك هم قالوا لم يفعل هي نفي لـ(فعل) بينما ما فعل هي نفي لـ (لقد فعل)‪ .‬حضر لم يحضر‪ ،‬ما‬
‫ن بِاللّ ِه مَا قَالُواْ وَلَ َق ْد قَالُو ْا كَِلمَةَ ا ْلكُفْ ِر (‪ )74‬التوبة) (ما اتخذ) ضد قول اتخذ صاحبة ول ولدا‪ ،‬لم يتخذ قد تكون‬ ‫حضر نفي لـ قد حضر (يَحْلِفُو َ‬
‫ن الذّلّ َو َكبّرْ ُه َتكْبِيرًا (‪ ))111‬هذا من‬ ‫ي مّ َ‬‫شرِيكٌ فِي ا ْلمُ ْلكِ وَلَ ْم َيكُن لّهُ وَلِ ّ‬ ‫خذْ َوَلدًا وَلَم َيكُن لّهُ َ‬ ‫ح ْمدُ لِلّ ِه اّلذِي لَ ْم َيتّ ِ‬
‫ل الْ َ‬ ‫من باب الخبار والتعليم ( َوقُ ِ‬
‫خذْ وََلدًا وَلَ ْم َيكُن لّ ُه شَرِيكٌ فِي‬
‫باب التعليم وليس ردا على قائل وليس في السياق أن هناك من قال وردّ عليه وإنما تعليم يخبرنا إخبارا (وَلَ ْم َيتّ ِ‬
‫ن َمعَهُ‬
‫خذَ اللّ ُه مِن وََلدٍ َومَا كَا َ‬‫ا ْلمُ ْلكِ) في السراء بينما نلحظ لما قال في محاجته للمشركين (ما اتخذ ال من ولد) هم يقولون اتخذ ال ولد (مَا اتّ َ‬
‫ن (‪ )91‬المؤمنون)‪ .‬لما رد على المشركين وقولهم قال (ما‬ ‫صفُو َ‬ ‫عمّا يَ ِ‬‫س ْبحَانَ اللّ ِه َ‬‫ضهُ ْم عَلَى بَعْضٍ ُ‬ ‫ب كُلّ إِلَ ٍه ِبمَا خََلقَ وََلعَلَا َبعْ ُ‬ ‫مِنْ إِلَهٍ ِإذًا ّلذَهَ َ‬
‫ب (‪ )78‬آل عمران) يقولون هو من عند ال فيرد عليهم‬ ‫سبُو ُه مِنَ ا ْل ِكتَابِ َومَا ُه َو مِنَ ا ْل ِكتَا ِ‬
‫س َن َتهُم بِا ْل ِكتَابِ ِلتَحْ َ‬
‫ن ِمنْهُمْ َلفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْ ِ‬
‫اتخذ) و(وَإِ ّ‬
‫ل آ َمنّا بِاللّهِ َوبِا ْليَوْمِ الخِرِ َومَا هُم ِبمُ ْؤمِنِينَ (‪ )8‬البقرة)‬ ‫س مَن يَقُو ُ‬ ‫ن عِندِ اللّ ِه (‪ )78‬آل عمران)‪َ ( .‬ومِنَ النّا ِ‬ ‫ن هُ َو مِنْ عِندِ اللّهِ َومَا هُ َو مِ ْ‬ ‫( َويَقُولُو َ‬
‫معناه لما قال (ما اتخذ) يعني رد على أن هناك من يقول اتخذ فهو نفى قولهم ورد عليهم أما لم يتخذ فتأتي للخبار والتعليم‪.‬‬

‫****تناسب بداية السراء مع خاتمتها****‬


‫جعَ ْلنَا ُه ُهدًى ِل َبنِي‬ ‫جدِ ا ْلَأقْصَى) قال (وََآ َتيْنَا مُوسَى ا ْل ِكتَابَ وَ َ‬ ‫سِ‬ ‫حرَامِ إِلَى ا ْلمَ ْ‬ ‫جدِ الْ َ‬ ‫ن اّلذِي أَسْرَى بِ َع ْبدِهِ َليْلًا مِنَ ا ْلمَسْ ِ‬‫سبْحَا َ‬ ‫بعد أن ذكر الية الولى ( ُ‬
‫سدُنّ فِي الَْأرْضِ‬ ‫ض ْينَا إِلَى َبنِي إسْرائِيلَ فِي ا ْل ِكتَابِ َلُتفْ ِ‬ ‫شكُورًا (‪َ )3‬وقَ َ‬ ‫ع ْبدًا َ‬ ‫ن َ‬ ‫حمَ ْلنَا مَ َع نُوحٍ ِإنّ ُه كَا َ‬ ‫ن دُونِي َوكِيلًا (‪ )2‬ذُ ّريّةَ مَنْ َ‬ ‫خذُوا مِ ْ‬ ‫ِإسْرَائِيلَ أَلّا َتتّ ِ‬
‫عدًا َم ْفعُولًا (‪ )5‬ثُ ّم َردَ ْدنَا َلكُمُ‬ ‫ل الدّيَارِ َوكَانَ وَ ْ‬ ‫خلَا َ‬
‫شدِي ٍد فَجَاسُوا ِ‬ ‫عبَادًا َلنَا أُولِي بَ ْأسٍ َ‬ ‫مَ ّر َتيْنِ وََل َتعْلُنّ عُلُوّا كَبِيرًا (‪َ )4‬فِإذَا جَاءَ وَ ْ‬
‫عدُ أُولَا ُهمَا َب َع ْثنَا عََل ْيكُمْ ِ‬
‫خرَةِ ِليَسُوءُوا وُجُو َهكُمْ‬ ‫عدُ ا ْلآَ ِ‬
‫س ْأتُ ْم فََلهَا َفِإذَا جَاءَ وَ ْ‬
‫سكُمْ وَإِنْ أَ َ‬ ‫س ْنتُمْ لَِأنْ ُف ِ‬ ‫جعَ ْلنَاكُمْ َأ ْكثَ َر نَفِيرًا (‪ )6‬إِنْ أَحْ َ‬
‫س ْنتُمْ َأحْ َ‬ ‫ا ْلكَرّ َة عََل ْيهِمْ وََأ ْمدَ ْدنَاكُ ْم بَِأمْوَالٍ َو َبنِينَ َو َ‬
‫ن َي ْهدِي لِّلتِي هِيَ َأقْ َومُ َو ُيبَشّرُ‬ ‫ل مَرّةٍ وَِل ُي َتبّرُوا مَا عَلَوْا َت ْتبِيرًا (‪ ))7‬ثم ذكر بعدها مباشرة القرآن (إِنّ َهذَا ا ْلقُرْآَ َ‬ ‫ج َد َكمَا دَخَلُوهُ أَوّ َ‬ ‫َوِليَدْخُلُوا ا ْلمَسْ ِ‬
‫عذَابًا أَلِيمًا (‪ ))10‬وفي آخرها قال (وََل َقدْ َآ َت ْينَا‬ ‫ع َتدْنَا َل ُهمْ َ‬
‫خرَةِ أَ ْ‬‫ن َيعْمَلُونَ الصّاِلحَاتِ أَنّ َلهُمْ َأجْرًا َكبِيرًا (‪ )9‬وَأَنّ اّلذِينَ لَا يُ ْؤ ِمنُونَ بِالْآَ ِ‬ ‫ا ْلمُ ْؤمِنِينَ اّلذِي َ‬
‫ظّنكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا (‪ .))101‬ذكر الكتاب في أولها (وََآ َت ْينَا مُوسَى‬ ‫ل بَنِي ِإسْرَائِيلَ ِإذْ جَاءَهُ ْم َفقَالَ لَ ُه ِفرْعَوْنُ ِإنّي لََأ ُ‬ ‫ت فَاسَْأ ْ‬‫ت َبّينَا ٍ‬ ‫مُوسَى تِسْعَ َآيَا ٍ‬
‫ا ْلكِتَابَ) وذكر اليات الدالة على صدق هذا الكتاب وصدق موسى في آخرها العصى والطوفان وغيرها‪ ،‬فذكر الكتاب أولً ثم ذكر في الخر‬
‫ن َبعْدِهِ ِل َبنِي‬ ‫عدُ أُولَا ُهمَا) وفي الخر قال ( َوقُ ْلنَا مِ ْ‬ ‫اليات الدالة على صدق هذا الكتاب وهي تسع آيات وصدق موسى‪ .‬في الول قال (فَِإذَا جَاءَ وَ ْ‬
‫ج ْئنَا ِبكُمْ لَفِيفًا (‪ ))104‬لفيفا أي مجتمعين جماعات جماعات‪ .‬الغريب أنه كما ذكر لي أحد الساتذة‬ ‫خرَةِ ِ‬ ‫عدُ ا ْلآَ ِ‬‫ض َفِإذَا جَاءَ وَ ْ‬ ‫س ُكنُوا ا ْلأَرْ َ‬ ‫ِإسْرَائِيلَ ا ْ‬
‫المختصين قال أن هنالك أثر قرأه "أنه يؤتى بهم على ذوات أجنحة" (طائرات) هذا أثر قديم في الكتب القديمة تنسب إلى الرسول‪ .‬ثم ذكر القرآن‬
‫ن َي ْهدِي لِّلتِي هِيَ َأقْ َومُ َو ُيبَشّرُ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ اّلذِينَ َي ْعمَلُونَ الصّالِحَاتِ أَنّ َل ُهمْ أَجْرًا كَبِيرًا (‪ ))9‬وفي الخر بعد أن‬ ‫بعد ذكر بني إسرائيل (إِنّ َهذَا ا ْلقُرْآَ َ‬
‫ق نَزَلَ َومَا َأرْسَ ْلنَاكَ إِلّا ُمبَشّرًا َو َنذِيرًا (‪َ )105‬وقُرَْآنًا فَ َر ْقنَاهُ ِلتَ ْقرَأَ ُه عَلَى النّا ِ‬
‫س عَلَى ُمكْثٍ َونَزّ ْلنَا ُه َتنْزِيلًا‬ ‫ذكر قوم موسى قال ( َوبِا ْلحَقّ َأنْزَ ْلنَاهُ َوبِا ْلحَ ّ‬
‫(‪ ))106‬كما ذكر القرآن بعد بني إسرائيل في الول ذكره بعد موسى في الخر بنفس النمط وبنفس الترتيب‪ .‬كأن الية في الخر تكملة للية في‬
‫حقّ نَ َزلَ)‪ .‬هذا أمر مقصود لذاته وقد ذكرنا سبع عشرة سورة متصلة وهذا يدل‬ ‫ن َيهْدِي لِّلتِي ِهيَ َأقْوَمُ) ( َوبِا ْلحَقّ َأنْزَ ْلنَا ُه َوبِالْ َ‬ ‫ن َهذَا الْ ُقرْآَ َ‬
‫البداية (إِ ّ‬
‫أن هذا أمر مقصود لذاته‪.‬‬
‫استطراد‪ :‬إذا جاءت آية أو سورة بشيء غير هذا يقول البعض أنتم تتلمسون العذار وتبررون ما هو موجود ولو كانت الخاتمة غير هذه أيضا‬
‫ستقولون لنا كلما وتربطونها بهذه وتلك؟‬
‫كنت في السابق أرى هذا وكتبته في مقدمة كتاب التعبير القرآني وكنت أرى أن ما يقال من تعليل في بلغة القرآن وارتباط اليات بعضها ببعض‬
‫إنما هو لو كانت غير ذلك لقاموا بتعليلها لذا قررت أن أدرسها بنفسي فوجدت أن هذا أمر مقصود حقا وهناك ارتباط أراده ال تعالى بهذه‬
‫الطريقة لسبب‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬هل الوائل فهموا تناسب أوائل السور بخواتيمها؟ القرآن كان ينزل منجما وقد تنزل آيات وقد يتأخر أول السورة عن آخرها سنوات ولو‬
‫قرئت هكذا متصلة لفهموها أيضا‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬ما القيمة اليجابية التي نفهمها نحن من تناسب أوائل السور مع خواتيمها؟ هذا السؤال أثير في الحلقة الماضية وذكرت أن القرآن عبارة‬
‫عن آيات منفصلة ل ترابط بينها تؤتى من هنا وهناك‪ ،‬قسم في البيوع وقسم فيه قصة وقسم فيه معاملت ليس فيه ترابط فيما بينها من هنا وهناك‬
‫وهذا قاله أكثر من واحد وكتبها فهي متنافرة ليست هنالك رابط ول تجمعها وحدة موضوع وهذا يقولون أنه عيب في القرآن‪ ،‬السورة يجب أن‬
‫يكون لها هدف معين أو وحدة موضوع وقالوا هي وحدات متناثرة ليس بينها ترابط ولذلك القدامى نظروا في هذا المر ونظروا في ارتباط‬
‫السور بعضها ببعض وارتباط اليات بعضها ببعض وكتب البقاعي نظم الدرر في تناسب اليات والسور وفي البحر المحيط المناسبات وفي‬
‫تفسير الرازي وتفسير اللوسي يذكر الرتباط بين السور‪ .‬ول شك أنا الن أشد إيمانا أكثر من أي وقت مضى أن هنالك ارتباط لنه نلحظ‬
‫أحيانا أن الرتباط ظاهر ويكون الخر تكملة للول وأحيانا لو وضعت الية التي في آخر السورة بجانب التي في أولها لكان الكلم متناسبا‪.‬‬

‫*****تناسب خاتمةالسراء مع بداية الكهف*****‬


‫ي مِنَ الذّلّ َو َكبّرْ ُه َت ْكبِيرًا (‪ ))111‬وقال‬ ‫ك فِي ا ْلمُ ْلكِ وََل ْم َيكُنْ لَهُ وَِل ّ‬ ‫خذْ وََلدًا وَلَ ْم َيكُنْ لَهُ شَرِي ٌ‬‫ح ْمدُ لِلّهِ اّلذِي َل ْم يَتّ ِ‬
‫قال تعالى في خاتمة السراء ( َوقُلِ الْ َ‬
‫شدِيدًا مِنْ َلدُنْهُ َو ُيبَشّرَ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ اّلذِينَ َي ْعمَلُونَ‬ ‫جعَلْ لَ ُه عِوَجًا (‪َ )1‬قّيمًا ِل ُينْذِ َر بَأْسًا َ‬ ‫ع ْبدِهِ ا ْل ِكتَابَ وََل ْم يَ ْ‬
‫ل عَلَى َ‬ ‫ح ْمدُ لِلّ ِه اّلذِي َأنْزَ َ‬
‫في بداية الكهف (الْ َ‬
‫ح ْمدُ لِلّهِ) الخطاب موجه للرسول‬ ‫ل الْ َ‬
‫ح ْمدُ لِلّهِ) ( َوقُ ِ‬
‫ح ْمدُ لِلّهِ) وفي الكهف قال (الْ َ‬ ‫سنًا (‪ .))2‬في السراء قال ( َوقُلِ الْ َ‬ ‫الصّالِحَاتِ أَنّ َلهُمْ َأجْرًا حَ َ‬
‫حقّ‬ ‫فقال الحمد ل كأنه استجاب‪ ،‬يعني أمره بحمد ال في خواتيم السراء فاستجاب في أول الكهف الحمد ل‪ .‬وذكر الكتاب في ختام السراء ( َوبِالْ َ‬
‫جعَلْ لَ ُه عِوَجًا (‪َ )1‬قّيمًا) وبالحق‬ ‫ع ْبدِهِ ا ْل ِكتَابَ َولَ ْم يَ ْ‬
‫ل عَلَى َ‬ ‫ق نَزَلَ َومَا أَرْسَ ْلنَاكَ ِإلّا ُمبَشّرًا َو َنذِيرًا (‪ ))105‬وفي الكهف قال (اّلذِي َأنْزَ َ‬ ‫َأنْ َز ْلنَاهُ َوبِا ْلحَ ّ‬
‫أنزلناه وبالحق نزل لم يجعل له عودا قيّما‪ ،‬أكّد نزوله من ِقبَل ال سبحانه وتعالى قيما لم يجعل له عوجا‪ .‬في خواتيم السراء قال ( َومَا َأرْسَ ْلنَاكَ‬
‫شدِيدًا مِنْ َل ُدنْهُ َو ُيبَشّ َر ا ْلمُ ْؤمِنِينَ) من ينذر ومن يبشر؟ قسم قال في سورة السراء الرسول هو‬ ‫ِإلّا ُمبَشّرًا َو َنذِيرًا) وفي الكهف قال (ِل ُي ْنذِرَ بَ ْأسًا َ‬
‫خذَ اللّهُ وََلدًا (‪.))4‬‬ ‫خذْ وََلدًا) وفي الكهف قال ( َويُ ْنذِرَ اّلذِينَ قَالُوا اتّ َ‬ ‫العبد المبشّر وقسم قال القرآن وكلهما واحد‪ .‬في ختام السراء قال (اّلذِي َل ْم يَتّ ِ‬
‫نلمح أن بعض آيات القرآن توضح وتفسر وتضيف إلى آية أخرى وتجعلها في سياقها‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬هل توجد دراسة تفسر القرآن بالقرآن فقط؟ ممكن أن يستعين بعض المفسرين خاصة في الحكام بما يرد في موطن آخر أما تفسير عام‬
‫فل أعلم إن كان هناك دراسة‪.‬‬

‫‪‬‬
‫تم بحمد ال وفضله ترتيب هذه اللمسات البيانية في سورة السراء كما تفضل بها الدكتور فاضل صالح السامرائي والدكتور حسام النعيمى فى‬
‫برنامج لمسات بيانية وفى محاضرات وكتب الدكتور فاضل السامرائى زادهما ال علما ونفع بهما السلم والمسلمين وجزاهما عنا خير الجزاء‬
‫وإضافة بعض اللمسات للدكتور أحمد الكبيسى وقامت بنشرها الخت الفاضلة سمر الرناؤوط فى موقعها إسلميات جزاها ال خير الجزاء ‪ ..‬فما‬
‫كان من فضلٍ فمن ال وما كان من خطأٍ أوسه ٍو فمن نفسى ومن الشيطان‪.‬‬
‫أسأل ال تعالى ان يتقبل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن ينفعنا بهذا العلم فى الدنيا والخرة ويلهمنا تدبر آيات كتابه العزيز على النحو الذى‬
‫يرضيه وأن يغفر لنا وللمسلمين جميعا يوم تقوم الشهاد ول الحمد والمنة‪ .‬وأسألكم دعوة صالحة بظهر الغيب عسى ال أن يرزقنا حسن الخاتمة‬
‫ويرزقنا صحبة نبيه الكريم فى الفردوس العلى‪.‬‬
‫الرجاء توزيع هذه الصفحات لتعم الفائدة إن شاء ال وجزى ال كل من يساهم في نشر هذه اللمسات خير الجزاء في الدنيا والخرة‪.‬‬

You might also like