‫حكم الوضوء‪:‬‬

‫‪ /1‬قال تعالى‪َ":‬يا َأُّيَها اَّلِذ يَن آَم ُنوا ِإَذ ا ُقْم ُتْم ِإَلى الَّص اَل ِة َفاْغ ِس ُلوا ُو ُج وَهُك ْم َو َأْيِدَيُك ْم ِإَلى اْلَم َر اِفِق َو اْم َسُح وا‬
‫ِبُرُء وِس ُك ْم َو َأْر ُج َلُك ْم ِإَلى اْلَك ْعَبْيِن َو ِإْن ُك ْنُتْم ُج ُنًبا َفاَّطَّهُر وا َو ِإْن ُك ْنُتْم َم ْر َض ى َأْو َع َلى َس َفٍر َأْو َج اَء َأَح ٌد ِم ْنُك ْم ِم َن‬
‫اْلَغاِئِط َأْو اَل َم ْس ُتُم الِّنَس اَء َفَلْم َتِج ُدوا َم اًء َفَتَيَّمُم وا َص ِع يًدا َطِّيًبا َفاْم َسُح وا ِبُو ُج وِه ُك ْم َو َأْيِد يُك ْم ِم ْنُه َم ا ُيِريُد ُهَّللا‬
‫ِلَيْج َعَل َع َلْي ُك ْم ِم ْن َح َر ٍج َو َلِك ْن ُيِر يُد ِلُيَطِّهَر ُك ْم َو ِلُيِتَّم ِنْع َم َتُه َع َلْي ُك ْم َلَعَّلُك ْم َتْش ُك ُر وَن " (المائدة ‪)6‬‬

‫‪ /2‬ومن حديث أبو هريرة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬اَل ُتْق َب ُل َص اَل ُة َم ن أْح َد َث حَّت ى‬
‫َي َت َو َّض َأ" (صحيح البخاري ‪)135‬‬

‫‪ /3‬وَع ْن ُحْم َر اَن َمْو َلى ُع ْث َم اَن بِن َع َّف اَن أَّن ه َر َأى ُع ْث َم اَن بَن َع َّف اَن "َدَعا بَو ُض وٍء ‪ ،‬فأْفَر َغ عَلى َيَد ْيِه ِم ن إَناِئِه‪َ ،‬فَغَس َلُهما‬
‫َثاَل َث َم َّر اٍت‪ُ ،‬ثَّم أْد َخ َل َيِم يَنُه في الَو ُض وِء ‪ُ ،‬ثَّم َتَم ْض َم َض واْس َتْنَشَق واْس َتْنَثَر ‪ُ ،‬ثَّم َغ َس َل وْج َهُه َثاَل ًثا وَيَد ْيِه إلى الِمْر َفَقْيِن‬
‫َثاَل ًثا‪ُ ،‬ثَّم َم َسَح بَر ْأِسِه‪ُ ،‬ثَّم َغ َس َل ُك َّل ِرْج ٍل َثاَل ًثا‪ُ ،‬ثَّم قاَل ‪َ :‬ر َأْيُت النبَّي َص َّلى ُهللا عليه وسَّلَم َيَتَو َّض ُأ َنْح َو ُو ُض وِئي هذا‪ ،‬وقاَل ‪:‬‬
‫َم ن َتَو َّض َأ َنْح َو ُو ُض وِئي هذا‪ُ ،‬ثَّم َص َّلى َر ْك َعَتْيِن ال ُيَح ِّد ُث ِفيِهما َنْفَسُه‪َ ،‬غَفَر ُهَّللا له ما َتَقَّد َم ِم ن َذ ْنِبِه‪( ".‬صحيح البخاري ‪)159‬‬

‫وعن عبد هللا بن زيد‪ -‬رضي هللا عنه – قال‪َ" :‬أَتى َر سوُل ِهَّللا َص َّلى ُهللا عليه وسَّلَم ‪ ،‬فأْخ َرْج َنا له َم اًء في َتْو ٍر ِم ن ُص ْفٍر ‪4/‬‬
‫َفَتَو َّض َأ‪َ ،‬فَغَس َل وْج َهُه َثاَل ًثا‪ ،‬وَيَد ْيِه َم َّر َتْيِن َم َّر َتْيِن ‪ ،‬وَم َسَح بَر ْأِسِه ‪ ،‬فأْقَبَل به وَأْد َبَر ‪ ،‬وَغ َس َل ِرْج َلْيِه " (صحيح البخاري ‪)197‬‬

‫مما سبق نقول ان حكم الوضوء او الطهارة شرط من شروط صحة الصالة وال تقبل الصالة من دونها اال لعذر‪.‬‬
‫‪-----------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫********‬ ‫كيفية الوضوء وفق النهج النبوّي‬ ‫******‬

‫‪ -*-‬ما يحصل به الوضوء‪:‬‬
‫وهو الماء الطهور المطهر لغيره وهي‪:‬‬
‫مياه البحار واألنهار واآلبار والعيون والثلوج والَبَر د واألمطار‪.‬‬
‫او ماء طهور اختلط بطاهر بحيث ال يغير خصائصه‪.‬‬

‫‪ /1‬النّية‪:‬‬
‫فال يصّح الوضوء إاّل بنية رفع الحدث الذي منع من العبادة التطهر عامة لحديث عمر بن الخطاب‪ -‬رضي هللا عنه – عن‬
‫النبي – صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬قال‪" :‬انما االعمال بالنيات وانما لكل أمرئ ما نوى‪( ".....‬صحيح البخاري ‪)1‬‬

‫فهي ركن من اركان الوضوء‬

‫‪ /2‬التسمية باهلل‪:‬‬
‫وهو أن يقول‪ :‬بسم هللا وهي سنة مستحبة عند االبتداء بجميع األعمال‪.‬‬

‫‪ /3‬الِّس واك‪:‬‬
‫وهو ما ُيستعَم ل لتطهير األسنان وُيَس ّن قبل غسل الكَّفين أو قبل المضمضة وذلك من حديث أبو هريرة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪-‬‬
‫عن النبي – صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬قال‪" :‬لوال أن أشق على المؤمنين (وفي حديث أمتي) ألمرتهم بالسواك عند كل صالة‬
‫" (صحيح مسلم ‪)252‬‬

‫‪ /4‬غسل الكفين‪:‬‬
‫هي من السنن والدليل هو حديث عثمان بن عفان رضي هللا عنه السابق (‪.)3‬‬
‫وقد ورد عن النبي صلي هللا عليه وسلم انه توضأ مره (أي غسل كل عضو مرة واحدة) وكذلك مرتين (صحيح البخاري‬
‫‪ )22/23‬والثابت واألكمل ان تكون ثالثا كما في الحديث‪.‬‬

‫‪ /5‬التخليل بين األصابع‪:‬‬

‫من السنن لحديث لقيط بن صبرة عن ابيه " قلُت ‪ :‬يا رسوَل هللا‪ ،‬أخِبرني عن الُو ضوِء ‪ ،‬قال‪ :‬أسِبِغ الُو ضوَء ‪ ،‬وخِّلْل بيَن‬
‫األصاِبِع ‪ ،‬وباِلْغ في االستنشاِق إاَّل أْن تكوَن صائًم ا" (سنن الترمذي ‪)788‬‬

‫‪ /6‬المضمضة‪:‬‬
‫هي سنة وتعّر ف المضمضة بأّنها إدارة الماء في الفم‪ ،‬وُيستحّب تكرار المضمضة ثالث مّراٍت حديث (‪)3‬‬

‫‪ /7‬االستنشاق واالستنثار‪:‬‬
‫هي سنة وهو اجتذاب الماء بالنفس وإخراجه وُيستحّب تكراره ثالث مّراٍت الحديث (‪ )3‬المبالغة فيهما للحديث (‪)788‬‬

‫‪ /8‬غسل الوجه‪:‬‬
‫من اركان الوضوء كما في اآلية (‪ )1‬والحديث (‪ )4‬وحدوده من أعلى الجبهة حدود منابت الشعر إلى أسفل اللحية طوًال‪،‬‬
‫ومن األذن إلى األذن عرضًا‪ ،‬اما اللحية فان كانت خفيفة فتغسل حتى البشرة وان كانت كثيفه فهي على قولين‪:‬‬
‫األول‪ :‬وجوب غسل ظاهر اللحية عند المالكية والحنابلة وكذلك قول عند الشافعية‬
‫الثاني‪ :‬وهو عدم وجوب غسل ما استرسل من اللحية وهو قول األحناف وقول في الشافعية‬
‫يشرع زيادة غسل ما زاد عن ذلك (الغّر ة والتحجيل) لقول النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ِ"-‬إَّن ُأَّم ِتي ُيْد َعْو َن َيْو َم الِقَي اَم ِة‬
‫ُغًّر ا ُمَح َّج ِليَن ِمْن آَث اِر الُو ُضوِء ‪َ ،‬ف َم ِن اْس َت َط اَع ِم ْنُك ْم َأْن ُيِط يَل ُغ َّر َت ُه َف ْل َي ْف َع ْل" (صحيح البخاري ‪)136‬‬

‫الغرة تكون في الوجه والتحجيل لليدين والرجلين‪.‬‬

‫‪ /9‬التيامن‪:‬‬
‫وهو االبتداء بالعضو اليمين كما في الحديث البي هريرة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬عن النبي ‪ -‬صلى هللا علية وسلم ‪ -‬قال‪" :‬إذا‬
‫َلِبستم وإذا توَّض أتم‪ ،‬فابدؤوا بأيامِنكم" (رياض الصالحين ‪)297‬‬

‫‪ /10‬غسل اليدين إلى المرفقين‪:‬‬

‫من اركان الوضوء لما في اآلية (‪ )1‬والحديث (‪ )4‬وهو غسل المسلم يديه إلى المرفقين‪ ،‬ويكون الغسل من األصابع إلى‬
‫المرفق‪ ،‬وغسل الكفين داخل في ذلك وهنا على الوجوب‪ ،‬وكان الرسول يدخل جزاء من المرفق حتى يشمل كل الساعد‪.‬‬
‫والساعد هو الجزء األطول في الزراع‪ ،‬والمرفق بين الساعد والكتف‪.‬‬

‫‪ /11‬مسح الرأس واألذنين‪:‬‬

‫مسح الرأس من اركان الوضوء كما في اآلية (‪ )1‬والحديث (‪ )4‬ويشمل ذلك الرأس كله من منابت الشعر حتى القفا وال‬
‫بأس أال يصل الماء الى فروة الرأس لقوله تعالي "وأمسحو" ومسحة واحدة من القبل للدبر او العكس تكفي للواجب‬
‫والسنة في ذلك االقبال واالدبار كما في الحديث (‪ )4‬أي من بداية الرأس الى آخرة ثم يرد إلى بدايته‪.‬‬
‫أما مسح األذنين انها ركن وواجب باعتبار انهما من الرأس لفعل النبي صلى هللا عليه وسلم وصحابته رضي هللا عنهم‬
‫وكذلك قول عبد هللا بن عمر ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ " -‬األذنان من الرأس" (نخب األفكار ‪ )301‬وذلك عند الحنابلة وعند‬
‫المالكية وهو قول ابن باز وابن عثيمين‪.‬‬
 ‫والقول الثاني انهما من السنن لعدم ذكرهما في اآلية (‪ )1‬وذهب لذلك الشافعية والحنفية وكذلك المشهور عند المالكية‪.‬‬
‫والمسح يكون لظاهر األذن وباطنة بإدخال األصبع وال يشترط ان يكون بماء جديد وانما يكون مع الرأس‪.‬‬
‫**المسح على الخمار والعمامة والخفين‪:‬‬
‫يجوز ذلك لحديث المغيرة بن شعبة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ .... " -‬وَغ َس َل ِذراَع ْي ِه‪ ،‬وَمَسَح بناِص َي ِتِه وعَلى الِعماَم ِة وعَلى‬
‫ُخ َّفْي ِه ‪( ".....‬صحيح مسلم ‪ )274‬وقوله " ‪...‬ثم أهويت ألنزع خفيه فقال‪ :‬دعهما فإني قد أدخلتهما طاهرتين"‪.‬‬
‫وذلك بشروط‪:‬‬
‫‪-‬ان تلبس على طهارة‪.‬‬
‫‪-‬ان تمسح عليها يومًا وليلة للمقيم وثالثًا للمسافر‪.‬‬
‫‪-‬اشترط البعض على العمامة والخمار ان تكونا ممن يصعب او يشق نزعه وأن تكون ساتره ألغلب الرأس‪.‬‬

‫‪ /12‬غسل القدمين‪:‬‬
‫من أركان الوضوء وذلك لما في اآلية (‪ ،)1‬ويستحّب ثالث مرات‪ ،‬والغسل يكون للقدم كله حتى الكعبين وهما العظمتان‬
‫البارزتان عند نهاية الساق وبداية القدم‪ .‬وقعد توعد رسول هللا من يترك جزاء منها لما رواه أبو هريرة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪-‬‬
‫أن النبي‪ -‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬رأى رجًال لم يغسل عقبة فقال "ويل لألعقاب من النار" (صحيح مسلم ‪)242‬‬

‫وحديث عمر بن الخطاب ‪ -‬رضي هللا عنها ‪( -‬ان رجًال توضأ فترك موضع ظفر فأبصره النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪-‬‬
‫فقال‪ " :‬ارجع فأحسن وضوءك "فرجع ثم صلى) (صحيح مسلم ‪)243‬‬

‫‪ /13‬الترتيب‪:‬‬
‫ركن وواجب في الوضوء لما في اآلية الكريمة (‪ )1‬األحاديث الشريفة وهو طهارة كل عضو في محلة او عضو بعد عضو‬
‫والترتيب واجب في األركان وأما السنن فالترتيب فيها سنة‪.‬‬

‫‪ /14‬المواالة‪:‬‬
‫وهي غسل األعضاء متعاقبة حتى ال يجف ما قبلها ويعتبر شرطًا لصحة الوضوء عند المالكية‬
‫وتعتبر سنة عند الشافعية واألحناف والحنبلية لحديث عن عبد هللا ابن عمر‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬انه "توّض أ في السوق‬
‫فغسل وجهه ويديه ومسح رأسه‪ ،‬فدعي إلى جنازة‪ ،‬فأتى المسجد فمسح على خفيه وصلى عليها" (شرح مسند الشافعي‬
‫‪)204‬‬

‫‪ /15‬الدعاء بعد الوضوء‪:‬‬

‫والوارد في ذلك حديث عقبة بن عامر‪-‬رضي هللا عن‪ -‬عن النبي ‪ -‬صلى هللا علية وسلم ‪ -‬قال‪" :‬ما منكم من أحٍد َي توَّض ُأ‬
‫فَي بُلغ‪ -‬أو فُيسِبغ‪ -‬الوضوَء ‪ ،‬ثَّم يقوُل‪ :‬أشهُد أْن ال إلَه إاَّل ُهللا‪ ،‬وأَّن ُم حَّم ًد ا عبُد هللا ورسوُله‪ ،‬إاَّل ُفِتَح ت له أبواُب الجَّن ِة‬
‫الَّث مانيُة ‪َ ،‬ي دُخ ل من أِّي ها شاَء " (صحيح مسلم ‪)234‬‬
‫وفيه زيادة "اللهم اجعلني من التوابين‪ ،‬واجعلني من المتطِّهرين" وصححه البعض‪.‬‬

‫‪ /16‬صالة ركعتين عقب الوضوء‪:‬‬

‫حديث عثمان بن عفان‪ -‬رضي هللا عنه ‪" -‬رأيُت رسول هللا صَّلى ُهللا عليه وسَّلم توَّض أ نحو ُو ضوئي هذا‪ ،‬ثَّم قال رسوُل‬
‫هللا صَّلى ُهللا عليه وسَّلم‪َ :‬م ن توَّض أ نحَو ُو ضوئي هذا‪ ،‬ثَّم قام فَر َك ع ركعتين‪ ،‬ال ُيحِّد ث فيهما نْف َس ه‪ُ ،‬غ ِفَر له ما تقَّدم من‬
‫َذ نِبه" (صحيح مسلم ‪)226‬‬

‫**شروط صحة الوضوء‪:‬‬

‫*اإلسالم‬
‫*التمييز‬
‫*العلم او العقل‬
‫*الطهارة من الَح يض والنفاس‬
‫*الماء الطهور‬
‫*عدم وجود مانٍع من وصول الماء إلى البشرة‬
‫*جريان الماء على الُعضو‬

‫**نواقض الوضوء‪:‬‬
‫‪/1‬الخارج من أحد السبيَلْين (الُقبل‪ ،‬والُّد ُبر)‪:‬‬
‫سواًء كان ِريحًا‪ ،‬أو غائطًا‪ ،‬أو بوًال‪ ،‬أو دمًا‪ ،‬أومزيًا ((ماء شفاف رقيق يخرج عند المداعبة او التذكر))‪ ،‬أو وديًا ((ماء‬
‫يخرج عقب البول او التعب)) وكل ما خرج من السبيلين من امر معتاد كما ذكر او غير معتاد كدود او حصى وغيره‪.‬‬
‫اما الَم نّي فهو يبطل الطهارة عامة ويوجب الغسل‪.‬‬
‫‪/2‬زوال العقل‪:‬‬
‫أي زوال التمييز؛ بنوٍم ‪ ،‬أو جنوٍن ‪ ،‬أو ُس ْك ٍر ‪ ،‬أو إغماٍء‬
‫إاّل النوم وفيه اقوال انه ال يبطل لحديث انس ‪ -‬رضي هللا عنه ‪" -‬كان أصحاب رسول هللا صلى هللا عليه سلم ينامون ثم‬
‫يصلون وال يتوضؤون" (صحيح مسلم ‪)376‬‬

‫اما القول الثاني ان النوم الثقيل الذي تتراخى فيه األعضاء وال يدري فيه ما خرج منه فهو ما يبطل الوضوء‬
‫‪/3‬التقاء بشرَتي رجٍل وامرأٍة‪:‬‬
‫وهنا قوالن انه ال ينقض الوضوء مطلقا لحديث عائشة ‪ -‬رضي هللا عنها ‪ " -‬فقدُت رسوَل هللا ‪-‬صَّلى ُهللا عليه‬
‫وسَّلم‪ -‬ليلًة ِمن الِفراِش ‪ ،‬فالتمسُته فوَقَع ْت يدي على َب طِن َقَد َم يه وهو في المسجِد‪ ،‬وهما منصوبتاِن ‪ ،‬وهو يقول‪ :‬الَّلهَّم‬
‫أعوُذ بِر ضاك ِمن َس خِط ك‪ ،‬وبمعافاِتك من ُع قوَب ِتك‪ ،‬وأعوُذ بك منك؛ ال ُأحصي ثناًء عليك‪ ،‬أنت كما أثنيَت على نفِس ك"‬
‫(صحيح مسلم ‪)486‬‬

‫وعند الشافعية ينقض الوضوء لما في اآلية "أو المستم النساء ‪ "...‬عمومًا‪.‬‬
 ‫وللتوفيق نقول ان المعنى للمراءة األجنبية لما في مالمستها من حرمة فعن عائشة ‪ -‬رضي هللا عنها ‪ -‬قالت "‪ ...‬وما‬
‫مست يد رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬يد امرأة إال امرأة يملكها" (صحيح البخاري ‪)7214‬‬

‫‪َ/4‬م ّس الُقبل‪:‬‬
‫أي َذ كر الرجل وفرج األنثى من الشخص نفسه أو من غيره‪ ،‬بباطن اليد‪ ،‬واألصابع‪ ،‬وُينَقض وضوء الماِّس دون‬
‫الَم مسوس ففي الحديث "‪ ...‬من مس فرجه فليتوضأ" (صحيح النسائي ‪ )444‬وهذا على وجه االستحباب وذلك لحديث "‪...‬‬
‫فقاَل‪ :‬يا رسوَل ِهَّللا ما ترى في رجٍل مَّس َذ كَر ه في الَّص الِة قاَل‪َ :‬و هل هَو إاَّل مضغٌة منَك أو بضعٌة منَك ؟" (النسائي ‪)165‬‬

‫وقد جمع بين الحديثين ان اللمس إذا كان بشهوة يستحب الوضوء‪.‬‬

‫‪َ/5‬غ سل المّيت‪:‬‬
‫ال يبطل الوضوء لعدم وجود دليل صحيح على ذلك وانما يكون اعاده الوضوء على وجه االستحباب ‪.‬‬
‫‪/6‬اكل لحم اإلبل وما مسته النار‪:‬‬
‫لحوم اإلبل تبطل الوضوء لحديث جابر بن سمرة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪" -‬أَّن َر ُج اًل َس َأَل َر سوَل ِهللا ‪َ-‬ص َّلى ُهَّللا عليه وسَّلَم ‪-‬‬
‫أَأَت َو َّض ُأ ِمن ُلُح وِم الَغ َن ِم ؟ قاَل‪ :‬إْن ِش ْئ َت َفَت َو َّض ْأ‪ ،‬وإْن ِش ْئ َت فال َت َو َّض ْأ قاَل‪ :‬أَت َو َّض ُأ ِمن ُلُح وِم اإلِبِل ؟ قاَل‪َ :‬ن َع ْم َفَت َو َّض ْأ ِمن‬
‫ُلُح وِم اإلِبِل قاَل‪ُ :‬أَص ِّلي في َمَر اِبِض الَغ َن ِم ؟ قاَل‪َ :‬ن َع ْم قاَل‪ُ :‬أَص ِّلي في َمَب اِر ِك اإلِبِل ؟ قاَل‪ :‬اَل " (صحيح مسلم ‪)360‬‬

‫اما ما مسته النار فمختلف فيه‪:‬‬

‫األول انه يبطل الوضوء لحديث عائشة ‪ -‬رضي هللا عنها ‪ -‬عن الرسول ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬قال "توضأوا مما مست‬
‫النار"(صحيح مسلم ‪)353‬‬

‫الثاني انه ال يبطل لحديث عبد هللا بن انس ‪ -‬رضي هللا عنه ‪" -‬ان الرسول صلى هللا عليه وسلم اكل كتف شاة ثم صلى‬
‫ولم يتوضأ" (صحيح البخاري ‪)207‬‬

‫ويبدو ان الراجح فيه االستحباب الوضوء لما مسته النار ال بطالنها‪.‬‬

‫‪/7‬سيالن الدم والقيح‪:‬‬
‫قال به احمد وأبو حنيفة من حديث عائشة ‪ -‬رضي هللا عنها ‪َ" -‬م ْن َأَص اَب ُه َقْي ٌء َأْو ُرَع اٌف ‪َ ،‬أْو َق ْلٌس ‪َ ،‬أْو َم ْذ ٌي فْلَي ْن َص ِر ْف‬
‫َفْلَي َت َو َّض ْأ‪ُ ،‬ثَّم ِلَيْب ِن َع َلى َص َالِتِه‪َ ،‬و ُه َو ِفي َذ ِلَك َال َي َتَك َّلم" (والحديث ضعيف مرسل)‬

‫فضائل‬
‫**عن عثمان بن عفان ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه‪" -‬من توضأ فأحسن الوضوء‪ ،‬خرجت‬
‫خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره"(صحيح مسلم ‪)245‬‬

‫** وعن عثمان بن عفان‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال "رأيت رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬توضأ مثل وضوئي هذا‪ ،‬ثم‬
‫قال‪" :‬من توضأ هكذا‪ ،‬غفر له ما تقدم من ذنبه‪ ،‬وكانت صالته ومشيه إلى المسجد نافلة"(صحيح مسلم ‪)229‬‬

‫**عن أبي هريرة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬أن رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬قال‪« :‬أال أدلكم على ما يمحو هللا به‬
‫الخطايا‪ ،‬ويرفع به الدرجات؟» قالوا‪ :‬بلى يا رسول هللا‪ ،‬قال‪ " :‬إسباغ الوضوء على المكاره‪ ،‬وكثرة الخطا إلى المساجد‪،‬‬
‫وانتظار الصالة بعد الصالة؛ فذلكم الرباط؛ فذلكم الرباط"(صحيح مسلم ‪)251‬‬