You are on page 1of 56

‫ﺟﺎﻣﻌﺔ أ ﻲ ﺑﻜﺮﺑﻠﻘﺎﻳﺪ ‪ -‬ﺗﻠﻤﺴﺎن‬

‫ﻠﻴﺔ اﻵداب واﻟﻠﻐﺎت‬


‫ﻗﺴﻢ اﻟﻠﻐﺔ واﻷدب اﻟﻌﺮ ﻲ‬

‫ﺳﻨﺪ ﺑﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻲ‬
‫أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌ ﻨﺔ‬
‫ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻟﻄﻼب اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﺎﺳ‬
‫ﻟﻐﺔ و أدب ﻋﺮ ﻲ ‪:‬ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺸﻌﺐ‬

‫ﺎﯾﻠﻲ‬ ‫رﻋ‬ ‫إﻋ اد اﻟ‬

‫اﻟﻌﺎم ا ﺎﻣ ‪2021-2020‬‬
‫مـــادة‪ :‬أخالقيات المهنة‬

‫خاص بطلبة مستوى السنة ثانية ماستر‪ ،‬لغة و أدب عربي‪ -‬جميع الشعب‬

‫المحاضرة األولى (‪)01‬‬

‫ماهية أخالقيات المهنة‪:‬‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫لكل مهنة في المجتمع اإلنساني قواعد أخالقيات البد من مراعاتها وااللتزام بها من قبل‬
‫االفراد المنتسبين لتلك المهنة ‪،‬الن ذلك يساعدهم على السير قدما نحو تحقيق النتاجات‬
‫المنشودة بكفاية وفاعلية‪ .‬إن المجتمعات – بغض النظر عن تقدمها أو تأخرها ‪ -‬تحتضن‬
‫كثي ار من المهن كالطب والمحاماة والقضاء و الصحافة والتعليم‪ ،‬وغيرها في سلم المهن‪.‬‬
‫والمتتبع لموقف المجتمعات من هذه المهن يالحظ أن كل مهنة تلتزم بأخالقيات يؤمن بها‬
‫أصحابها الذين يعتزون بها ويسلكون بمقتضاها ويعملون على ترسيخها وتعميقها لدى‬
‫المنتمين إليها منطلقين من إيمانهم بأهداف المهنة وأدوارها التي تحقق طموحات المجتمع في‬
‫التحديث و الرقي([‪.)]3‬‬

‫كما اختلفت المجتمعات في موقعها من المهن السائدة في المجتمع في ضوء فلسفتها‬


‫االجتماعية وأهدافها التي تجسد مبادئ المهن‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أول‪ :‬مفهوم األخالق‪:‬‬
‫ً‬

‫األخالق لغ ًة‪ :‬جمع ُخُلق‪ ،‬وهو السجية والطبع ‪.‬‬

‫وحقيقته‪ :‬أنه صورة ِ‬


‫اإلنسان الباطنة‪ ،‬وهي نفسه وأوصافها ومعانيها المختصة بها‪ ،‬وهي‬
‫الخْل ِق لصورِته الظاهرة وأوصافها ومعانيها‪ ،‬ولهما أوصاف حسنة وقبيحة‪ ،‬والثواب‬
‫بمنزلة َ‬
‫والعقاب يتعلقان بأوصاف الصورة الباطنة أكثر مما يتعلقان بأوصاف الصورة الظاهرة‪( ).‬‬

‫الخلُ ُق‪ :‬حال للنفس راسخة تصدر عنها األفعال من خير أو شر من‬
‫وفي المعجم الوسيط‪ُ (( :‬‬
‫غير حاجة إلى فكر وروية‪))( ).‬‬

‫اصطالحا‪ :‬تعددت تعريفات علماء التربية لمعنى األخالق‪ ،‬ولعل المختار منها أن‬
‫ً‬ ‫األخالق‬
‫الخُل َق ‪:‬‬
‫ُ‬

‫((هيئة للنفس راسخة‪ ،‬عنها تصدر األفعال بسهولة ويسر‪ ،‬من غير حاجة إلى فكر ِ‬
‫وروية ())‬
‫‪).‬‬

‫حسنا‪،‬‬
‫فإن كانت الهيئة بحيث تصدر عنها األفعال الجميلة عقالا وشراعا سميت الهيئة‪ُ :‬خلُاقا ا‬
‫ْ‬
‫سيئا‪( ).‬‬
‫وإن كان الصادر منها األفعال القبيحة سميت الهيئة‪ُ :‬خلُاقا ا‬

‫فقد أوضـح هذا التعريف حالتين لألخالق‪:‬‬

‫الحـالة األولى‪ :‬أن بعض األخالق تصدر عن طبيعة مزاجية‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬أن بعض األخالق تُستفاد بالعادة والتدريب؛ وإال َل َما كان فائدة من التهذيب‬
‫والتأديب‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫عادة متمثلة‬
‫فالخلُ ُق إنما هو حصيلة التفاعل بين الصفات الفطرية والمكتسبة؛ بحيث تصبح ا‬
‫ُ‬
‫في السلوك خاضعة للمبادئ والقيم اإلسالمية التي جاء بها الوحي لتنظيم حياة الفرد‬
‫والمجـتـمع‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أهمية األخالق ومكـانتها‪:‬‬


‫ً‬

‫غرَو أن تكون‬
‫اإلسالم رسالة أخالقية بكل ما تحمله هذه الكلمة من عمق وشمول‪ ،‬وال ْ‬
‫وحا تسري في جميع جوانبه‪ ،‬ولذا قصر‬
‫ور ا‬
‫"األخالقي ُة" خصيص اة من خصائصه العامة‪ُ ،‬‬
‫قال‪ :‬قال رسول هللا(( ‪ :‬إنَّ َما‬ ‫الهدف من بعثته على ذلك‪ ،‬فعن أبي هريرة‬ ‫رسول هللا‬
‫َخ ِ‬
‫الق ‪))( ).‬‬ ‫صالِ َح األ ْ‬
‫ثت ألتَ َّم َم َ‬
‫ُب َع ُ‬

‫وقال ابن القيم رحمه هللا‪(( :‬الدين كله هو الخلق‪ ،‬فمن زاد عليك في الخلق‪ ،‬فقد زاد عليك‬
‫في الدين ‪))( ).‬‬

‫ومما يدل على أهمية الخلق الحسن‪( ):‬‬

‫أن النبي‬ ‫أواال‪ :‬أنه أعظم روابط اإليمان وأعلى درجاته؛ يدل على ذلك ما رواه أبو هريرة‬
‫َح َسُن ُه ْم ُخلُاقا‪))( ).‬‬
‫يم اانا أ ْ‬ ‫قال‪(( :‬أَ ْكم ُل اْلم ْؤ ِمِن َ ِ‬
‫ين إ َ‬ ‫َ ُ‬

‫مجلسا يوم القيامة‪ ،‬فعن‬


‫ا‬ ‫ثانيا‪ :‬من تخلَّق به كان من أحب الناس إلى النبي وأقربهم منه‬ ‫ا‬
‫القيام ِة أَح ِ‬
‫اسَن ُك ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫جابر أن رسول هللا قال‪ِ(( :‬إ َّن ِمن أَح ِب ُكم ِإَل َّي وأَْقرب ُ ِ ِ‬
‫ِك ْم مني َم ْجل اسا َي ْوَم َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ ْ‬
‫َخالَاقا‪))( ).‬‬
‫أْ‬

‫ثالثاا‪ :‬يجعل المسلم من خيار الناس مطلاقا‪ ،‬فعن عبد هللا بن عمرو رضي هللا عنهما أن‬
‫َخ َالاقا‪))( ).‬‬
‫َح َسَن ُك ْم أ ْ‬ ‫قال‪ِ(( :‬إ َّن ِم ْن ِخ َي ِ‬
‫ارُك ْم أ ْ‬ ‫النبي‬

‫الشاعر قوال‪:‬‬
‫ُ‬ ‫وقد أحسن‬

‫َخالُق ُهم َذ َه ُبوا‬


‫فإن ُه ُم َذ َه َب ْت أ ْ‬
‫ْ‬ ‫الق ما َب ِق َي ْت‬
‫َخ ُ‬‫ِإنما األ َُم ُم األ ْ‬
‫‪3‬‬
‫قال‪ :‬قال النبي(( ‪َ :‬ما‬ ‫ابعا‪ :‬من أعظم القربات وأجل العطايا والهبات؛ فعن أبي الدرداء‬ ‫را‬
‫احش ِ‬
‫ّللا َليب ِغض َ ِ‬ ‫القي ِ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َشيء أَ ْثَق ُل ِفي ِم َيز ِ‬
‫يء ())‬
‫البذ َ‬
‫الف َ َ‬ ‫ان اْل ُم ْؤم ِن َي ْوَم َ َ‬
‫امة م ْن ُخلُق َح َسن‪َ ،‬وإِ َّن َّ َ ُ ْ ُ‬ ‫ْ‬
‫أخالق العمل‪:‬‬

‫هي المبادئ التي تعد اساسا للسلوك المطلوب ألفراد المهنة والمعايير التي تعتمد عليها‬

‫المنظمة في تقييم أدائهم إيجاب ا و سلب ا‬

‫ماهية المهنة‪:‬‬

‫مدخل ‪:‬‬

‫قبل أن نتعرف على موقف المجتمع من أي مهنة ‪ ،‬كان البد حينئذ من تعريف المهنة‬
‫والوقوف على مفهومها وخصائصها ومعاييرها‪ ،‬فالمهنة كلمة ذات مدلول وصفي تشير إلى‬
‫مجموعة من السمات األساسية التي تتصف بها كثير من المهن مثل الطب والمحاماة‬
‫وتتطلب درجة عالية من المهارة القائمة على المعرفة المتخصصة‪ .‬ويعرفها" ‪Blackington‬‬
‫‪":)]"([4‬بأنها عمل منظم يقتنع به اإلنسان ويحاول أن ينهض من خالله بمطالب وظيفية‬
‫محددة" أوهي ‪":‬عمل مهني راقي يتطلب نوعا من القدرات الفنية التي يمكن تحقيقها عن‬
‫طريق إعداد مهني خاص يشمل علي إعداد أكاديمي و تدريب عملي"‪.‬‬

‫وهي تختلف عن مفهوم الحرفة التي هي‪":‬عمل يدوي يمارسه العامل إما في ورشة يمتلكها‬
‫أو في ورشة يملكها شخص آخر أو في مؤسسة أو شركة وال يحتاج إلي إعداد مسبق بل من‬
‫خالل تدريب قصير"‪.‬‬

‫مفهوم الحرفة‪:‬‬

‫لغة‪ :‬من االحتراف وهو الكسب‬


‫‪4‬‬
‫واصطالحا‪ :‬عمل يمارسه اإلنسان يحتاج إلى تدريب قصير‬

‫مفهوم الوظيفة‪:‬‬

‫لغة‪ :‬ما يقدر من عمل أو طعام أو رزق وغير ذلك في زمن معين‪ ،‬وتأتي بمعنى الخدمة‬
‫المعينة‪.‬‬

‫واصطالحا‪ :‬وحدة من وحدات العمل تتكون من عدة أنشطة مجتمعة مع بعضها في‬
‫المضمون والشكل‪ ،‬ويمكن أن يقوم بها موظف واحد أو أكثر‪.‬‬

‫مفهوم العمل‪:‬‬

‫لغة‪ :‬المهنة‪ ،‬والفعل عن قصد‬

‫واصطالحا‪ :‬هو ما يقوم به اإلنسان من نشاط إنتاجي في وظيفة أو مهنة أو حرفة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫مـــادة‪ :‬أخالقيات المهنة‬

‫خاص بطلبة مستوى السنة ثانية ماستر أدب عربي‪ -‬جميع الشعب‬

‫المحاضرة الثانية (‪)02‬‬

‫مـاهية المهنة والعمل ومكانـتهما‬

‫أول‪ :‬مفهوم المهنة والعمل‪:‬‬


‫ً‬

‫‪1‬ـ المهنة‪ :‬لغ اة‪ِ :‬‬


‫الح ْذق بالخدمة والعمل ونحوه ‪( ).‬‬

‫اصطالحا‪ :‬يرى بعض الباحثين أن للمهنة إطالقين( )‪ :‬عام‪ ،‬وخاص‪:‬‬


‫ا‬ ‫و‬

‫أـ اإلطالق العام‪(( :‬بذل النفس في صنعة أو عمل‪ ،‬ولو بدون مقابل‪)).‬‬

‫ب ـ اإلطالق الخاص‪ :‬وهو المراد عند إطالق مصطلح المهنة( )؛ فتطلق على‪(( :‬النشاط الحياتي الذي‬
‫يتخذه المرء وسيلة لكسب معاشه وإعالة أهله ‪)).‬‬

‫أما التعريف المختار للمهنة فإنها‪(( :‬مجموعة من األعمال تتطلب مهارات معينة يؤديها الفرد من خالل‬
‫ممارسات تدريبية‪))( ).‬‬

‫‪2‬ـ العمل‪ :‬لغ اة‪ :‬المهنة والفعل( )‪ .‬ويقال‪ :‬أعمل فالن ذهنه في كذا وكذا‪ ،‬إذا تدبره بفهمه‪( ).‬‬

‫اصطالحا‪ :‬ينقسم مفهوم العمل إلى مفهوم عام ومفهوم خاص‪:‬‬


‫ا‬ ‫و‬

‫‪1‬ـ المفهوم العام‪ :‬يقصد به كل فعل يقوم به اإلنسان عن قصد‪ ،‬ويدخل فيه العمل المهني بمفهومه‬
‫الواسع‪ ،‬وكذلك أعمال الخير والشر وغيرها‪ ،‬بهدف مادي أو معنوي‪ ،‬دنيوي أو أخروي‪.‬‬

‫‪2‬ـ المفهوم الخاص‪ :‬وهو ما نقصده في هذا المقرر؛ إذ يتعلق بالناحية اإلنتاجية لكل ما يزاوله اإلنسان من‬
‫أنشطة مادية أو فكرية بقصد المنفعة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫اصطالحا‪(( :‬كل نشاط جسمي أو عقلي يقوم به اإلنسان بهدف اإلنتاج في مؤسسة‬
‫ا‬ ‫وعليه‪ ،‬فالعمل‬
‫حكومية أو خاصة‪ ،‬أو في حرفة أو مهنة‪))( ).‬‬

‫أركــــان العمل‪:‬‬

‫يرتكز العمل على ركنين أساسين و هما‪ :‬النشاط واإلنتاج‪.‬‬

‫أ) الركن األول‪ :‬النشاط و هو لب العمل‪ ،‬سواء كان نشاط ا جسدي ا أو ذهني ا‪.‬‬

‫ب) الركن الثاني‪ :‬اإلنتاج و هو سواء كان إنتاجا مادي ا كصناعة شئ ما‪ ،‬أو استخراجه من كنوز باطن‬
‫األرض‪ ،‬أو معنويا كالوظائف الكتابية‪ ،‬أو الحراسة التي يكون مردودها على إنتاج الدولة أو المؤسسة أو‬
‫الشركة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مكانة المهنة والعمل‬


‫ً‬

‫العمل أداة التطور ووسيلة البناء والتقدم الحضاري لألمم والشعوب ا‬


‫قديما وحديثاا‪ .‬وسنستعرض ذلك من‬
‫جانبين ‪:‬‬

‫الجانب األول‪ :‬مكانة المهنة والعمل في بناء األمة‪:‬‬

‫العمل والكسب واجب على كل إنسان قادر على العمل مهما ارتفع شأنه؛ وذلك الكتساب المال بطريق‬
‫مشروع ومباح‪ ،‬لإلنفاق منه على نفسه‪ ،‬ومن تلزمه نفقته‪.‬‬

‫يقول ابن خلدون‪(( :‬فال بد من األعمال اإلنسانية في كل مكسوب ومتمول‪ ،‬ألنه إن كان عمال بنفسه مثل‬
‫الصنائع فظاهر‪ ،‬وإن كان مقتنى من الحيوان أو النبات أو المعدن فال بد فيه من العمل اإلنساني‪ ...‬وإال‬
‫ا‬
‫لم يحصل ولم يقع به انتفاع‪))( ).‬‬

‫غالبا مع األفكار والنظم الجانب المهني والتقني‪ ،‬وبقدر تقدم أي‬


‫وتنافس الحضارات اليوم يسيطر عليه ا‬
‫بالرقي والتحضر‪ ،‬وهذا المفهوم وإن لم نتفق عليه في جملته إال أنه واقع ال بد‬
‫ِ‬ ‫أمة في هذا المجال تُوصف‬
‫من االعتراف به‪ ،‬والتعامل معه‪.‬‬

‫فدولة كاليابان ـ مثال ـ دولة بوذية في عقيدتها إال أنها وضعت نفسها في مرتبة متقدمة بين األممِ‪ ،‬ونظر‬
‫لها الغير نظرة إكبار وتقدير بحكم ما تملكه من تقدم وتطور تقني ومهني ‪( ).‬‬

‫‪7‬‬
‫النموذج الكوري الجنوبي يؤكد ـ بجالء ـ قيمة بناء اإلنسان الواعي والمبدع والملتزم بأخالقيات العمل‬
‫ولعل ُ‬
‫والتعاون والتكيف االجتماعي في سلوكه وحياته من خالل النظام التربوي من جانب‪ .‬ومن جانب آخر من‬
‫خالل دعم التعليم وتطويره وتحسين مدخالته واالهتمام بتأهيل وتدريب العمالة؛ فاستطاعت تحقيق قفزة‬
‫موقعا مرمواقا في االقتصاد الدولي؛ إذ تعد القوة االقتصادية‬
‫شاملة في مختلف مرافق حياتها‪ ،‬وباتت تحتل ا‬
‫عاما ‪( ).‬‬
‫العاشرة في العالم في فترة زمنية ال تتجاوز خمسين ا‬

‫‪3‬ـ مخاطر البطالة على المجتمعات‪:‬‬

‫عندما تنتشر البطالة بمجتمع أو أمة إال لحق بها الفساد الكبير بجميع أنواعه ‪ ،‬حيث تنشأ عنها مساوئ‬
‫ومفاسد كثيرة‪ ،‬منها انتشار الجرائم بأنواعها كالسرقة و النصب و االحتيال والتزوير و غيرها من األمراض‬
‫االجتماعية التي تغلغلت في المجتمعات البشرية المعاصرة ‪.‬‬

‫الجانب الثاني‪ :‬أهمية العمل والتكسب المشروع‬

‫لما كانت حياة األمة وقوتها وتميزها تطرد بمدى تنظيم اقتصادها‪ ،‬ومن أهم أسس االقتصاد القوي‬
‫ومقوماته العمل‪ ،‬فقد أولى اإلسالم اهتماما بالغا بالعمل والعمال وكرمهم أحسن تكريم‪.‬يدل على ذلك‪:‬‬

‫‪1‬ـ كثرة النصوص التي تحث على العمل‪:‬‬

‫فقد تكررت كلمة العمل وتصاريفها في القرآن الكريم (‪ )359‬مرة‪ ،‬ووردت كلمة السعي (‪ )30‬مرة‪ ،‬وكلمة‬
‫الكسب (‪ )67‬مرة‪ ،‬وكلتاهما وطيدة الصلة بالعمل‪( ).‬‬

‫اكِب َها َو ُكُلوا ِم ْن ِرْزِق ِه َوِإَل ْي ِه‬


‫فمن ذلك قوُله تعالى‪{ :‬هو َّالِذي جعل َل ُكم ْاألَرض َذُلواال َفام ُشوا ِفي مَن ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ َ ُ ْ َ‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫‪o‬‬

‫النُّ ُش ُ‬
‫ور} [الملك‪]. 10:‬‬

‫أي‪(( :‬هو الذي سخر لكم األرض وذللها‪ ،‬لتدركوا منها كل ما تعلقت به حاجتكم‪ ،‬من غرس وبناء وحرث‪،‬‬
‫وطرق يتوصل بها إلى األقطار النائية والبلدان الشاسعة‪َ{ ،‬فام ُشوا ِفي مَن ِ‬
‫اكِب َها} أي‪ :‬لطلب الرزق‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫والمكاسب‪))( ).‬‬

‫‪8‬‬
‫عديدة ووسائل متنوعة لالكتساب‪.‬‬ ‫ا‬ ‫كما امتن هللا تعالى على عباده بأن جعل في األرض معايش‬ ‫‪o‬‬
‫ِ‬ ‫اها وأَْلَق ْيَنا ِفيها رو ِاسي وأ َْنب ْتَنا ِف ِ ِ‬
‫يها م ْن ُكل َش ْيء َم ْوُزون‪َ .‬و َج َعْلَنا َل ُك ْم ف َ‬
‫يها‬ ‫َ‬ ‫َ ََ َ َ َ‬ ‫ض َم َد ْدَن َ َ‬
‫قال تعالى‪َ { :‬و ْاأل َْر َ‬
‫الح ْجر‪19:‬ـ‪].20‬‬ ‫معايِ َش وم ْن َلستُم َله ِبرِازِقين}[ ِ‬
‫ََ ْ ْ ُ َ َ‬ ‫ََ‬

‫ير‬ ‫ّللاِ َوا ْذ ُك ُروا َّ‬


‫ّللاَ َكِث اا‬ ‫ض ِل َّ‬ ‫ِ‬
‫ض َو ْابتَ ُغوا م ْن َف ْ‬ ‫ضَي ِت َّ‬
‫الص َالةُ َف ْانتَ ِش ُروا ِفي ْاأل َْر ِ‬ ‫وقال تعالى‪َ{ :‬فِإ َذا ُق ِ‬ ‫‪o‬‬
‫َل َعَّل ُك ْم تُْفِل ُحو َن} [الجمعة‪ ،]10:‬قال السعدي رحمه هللا‪(( :‬لطلب المكاسب والتجارات‪))( ).‬‬

‫ثال ًثا‪ :‬ماهية البطالة و ضرورة القضاء عليها‬

‫ط َل َد ُم القتيل‪ :‬إذا ُقِت َل ولم ُيؤخذ له ثَأر وال ِدَية‪،‬‬


‫اعا‪ ،‬يقال‪َ :‬ب َ‬
‫ضَي ا‬‫الشيء‪ :‬أي ذهب َ‬
‫ُ‬ ‫ط َل‬
‫البطالة لغ اة‪َ :‬ب َ‬
‫بطال‪( ).‬‬‫تعطل‪ ،‬فهو َّ‬
‫طال اة‪ :‬أي َّ‬‫العامل َب َ‬ ‫ط َل‬
‫وب َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬

‫اصطالحا‪ِ :‬‬
‫تعرفها منظمة العمل الدولية أنها‪ (( :‬لفظ يشمل كل األشخاص العاطلين عن العمل‬ ‫ا‬ ‫البطالة‬
‫رغم استعدادهم له‪ ،‬وقيامهم بالبحث عنه‪ ،‬بأجر أو عمل للحساب الخاص‪ ،‬وقد بلغوا من السن ما يؤهلهم‬
‫للكسب واإلنتاج‪))( ).‬‬

‫بعض وسائل عالج مشكلة البطالة‪:‬‬

‫‪1‬ـ تأهيل الشباب لسوق العمل‪ :‬من خالل المواءمة بين مخرجات التعليم خصوصا الجامعي واحتياجات‬
‫سوق العمل؛ باعتبار ذلك عنص ار أساسيا لمتطلبات التنمية ولزيادة فعالية التعليم في تحقيق األهداف‬
‫التنموية‪.‬‬

‫‪ .2‬االهتمام بالبرامج التدريبية التي تنفذها بعض المؤسسات وتوسيع نطاقها؛ بهدف تنمية وتطوير مهارات‬
‫العاملين‪ ،‬السيما المهن التقنية والحرفية؛ إلعداد الموارد البشرية الوطنية‪ ،‬وتوظيفها في الوظائف ذات‬
‫القيمة المضافة العالية‪ ،‬ومن ثم العمل على زيادة المعروض من العمالة الوطنية‪ ،‬وهناك تجارب عديدة‬
‫في هذا المجال يجب اإلفادة منها‪( ).‬‬

‫‪9‬‬
‫‪3‬ـ االستخدام األمثل للموارد المتاحة‪ :‬حيث ترتبط عملية التنمية االقتصادية في أي مجتمع بما يملكه من‬
‫طاقات بشرية‪ ،‬وموارد طبيعية وجغرافية ومناخية‪ ،‬فاالستخدام األمثل لهذه الموارد يساعد في انتعاش‬
‫االقتصاد‪ ،‬وبنائه على أسس قوية‪( ).‬‬

‫‪4‬ـ تدعيم جميع المشاريع بواسطة القروض السهلة و بدون تعقيدات بيروقراطية ‪ ،‬وهذه الطريقة جد مجدية‬
‫و وسيلة ناجعة من الوسائل المهمة لعالج مشكلة البطالة و مساعدة العاطلين لتنفيذ مشروعات صغيرة‪،‬‬
‫تعطي لهم فرصة بناء مستقبلهم‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫مـــادة‪ :‬أخالقيات المهنة‬

‫خاص بطلبة مستوى السنة ثانية ماستر أدب عربي‪ -‬جميع الشعب‬

‫المحاضرة الثالثة (‪)03‬‬

‫تعريف أخالقيات المهنة ‪:‬‬

‫(( هي‪ :‬مجموعة القيم والنظم المحققة للمعايير اإليجابية العليا المطلوبة في أداء األعمال الوظيفية‬
‫والتخصصية‪ ،‬وفي أساليب التعامل داخل بيئة العمل‪ ،‬ومع المستفيدين‪ ،‬وفي المحافظة على صحة‬
‫اإلنسان‪ ،‬وسالمة البيئة‪))( ).‬‬

‫فمجموعة القيم‪ :‬تعني الصفات النفسية والسلوكية الحسنة للعامل والمهني‪.‬‬

‫و النظم‪ :‬تعني الضوابط والشروط الفنية التي تحكم األداء الوظيفي والمهني في صورة لوائح وقوانين‪.‬‬

‫أما المعايير‪ :‬فتعني المواصفات المحددة لألساليب العملية والسلوكية في أداء العمل‪.‬‬

‫فاإليجابية‪ :‬الستبعاد األخالق والممارسات السلبية والضارة‪.‬‬

‫و العليا‪ :‬للترقي إلى المثالية المنشودة والسمو األخالقي‪.‬‬

‫األعمال الوظيفية والتخصصية‪ :‬ليشمل جميع الوظائف والمهن دون استثناء‪.‬‬

‫داخل بيئة العمل‪ :‬ويقصد به‪ :‬التعامل مع المدراء والزمالء في العمل‪.‬‬

‫والمستفيدين‪ :‬أي كل من يفيد من هذه الوظيفة أو المهنة‪.‬‬

‫والمحافظة على صحة اإلنسان وسالمة البيئة‪ :‬بعد أن صار ذلك من األمور الملحة مع كثرة الملوثات‬
‫البيئية والمناخية ‪( ).‬‬

‫‪11‬‬
‫أهمية دراسة أخالقيات المهنة واللتزام بها‪:‬‬

‫تجلت الحاجة إلى دراسة أخالقيات المهنة وتدريسها على المستوى األكاديمي بعد أن سيطر العلم على‬
‫مقاليد األنشطة الحياتية‪ ،‬وفجر منها سياسات وآليات ومنتجات لم تخطر على البال قبل‪ ،‬ثم بعد أن انفتح‬
‫العالم عبر الفضائيات وشبكات االتصاالت؛ فصارت الحاجة داعية لدراسة أخالقيات المهنة بعناصرها‬
‫األربعة‪ :‬العامل‪ ،‬وصاحب العمل‪ ،‬والمستفيد‪ ،‬والمجتمع‪.‬‬

‫أما العامل‪ :‬فقد ازدادت حاجته إلى خلق الرحمة‪ ،‬واإلحسان‪ ،‬والرعاية‪ ،‬بعد أن استغني عن األيدي‬ ‫‪o‬‬
‫البشرية في بعض المهن والوظائف؛ باتباع نظام الميكنة واآللة‪ ،‬ومع دخول اآلليات الخطرة والمعقدة‪،‬‬
‫فضال عن تضحية العامل باالبتعاد أهله ووطنه؛ فانتشرت الهجرة للعمل‪.‬‬

‫وصاحب العمل‪ :‬ازدادت حاجته إلى خلق الصدق‪ ،‬واألمانة‪ ،‬والمبادرة‪ ،‬مالحق اة للتطور السريع‪،‬‬ ‫‪o‬‬
‫فال مكان لمتكاسل‪.‬‬

‫والمستفيد‪ :‬ازدادت حاجته إلى خلق اإلتقان‪ ،‬والنصح‪ ،‬واللياقة‪ ،‬بعد أن تعددت المنتوجات‬ ‫‪o‬‬
‫وتشابهت أشكالها وتفاوتت قيمها وقيمتها‪ ،‬وازدادت اإلجراءات المتبعة‪.‬‬

‫والمجتمع‪ :‬ازدادت حاجته إلى خلق التعاون‪ ،‬والعلم‪ ،‬وحسن السمعة‪ ،‬نظ ار الرتباط نسبة الصادرات‬ ‫‪o‬‬
‫بحسن السمعة اإلنتاجية‪ ،‬واإلتقان؛ التي ال تكون إال باتباع القواعد العلمية مع تعاون العاملين والمؤسسات‬
‫للصالح العام ‪( ).‬‬

‫هذا‪(( ،‬وقد كشفت نتائج إحدى الدراسات وجود عالقة دالة بين نسق (القيم) أو ـ األخالقيات ـ‬ ‫‪o‬‬
‫والقدرات اإلبداعية‪ ،‬كما كانت هذه العالقة من الوضوح بحيث تشير إلى انتظام األخالقيات كعناصر هامة‬
‫وأساسية في البناء الشخصي للفرد المبدع‪ ،‬أو كمناخ نفسي تنتظم في ظله ممارسة األداء اإلبداعي‪ ،‬فقد‬
‫تبين أن المرتفعين في األداء اإلبداعي يحصلون على درجات مرتفعة على عدد من األخالقيات‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫اإلنجاز‪ ،‬واالستقالل‪ ،‬والصدق‪ ،‬واالعتراف‪...‬مقارنة بالمنخفضين في األداء اإلبداعي‪))( ).‬‬

‫‪12‬‬
‫مـــادة‪ :‬أخالقيات المهنة‬

‫خاص بطلبة مستوى السنة ثانية ماستر أدب عربي‪ -‬جميع الشعب‬

‫المحـاضرة الرابعة (‪)04‬‬

‫ولتتضح لنا أهمية أخالقيات المهنة أكثر نطرح تلك التساؤالت‪:‬‬

‫كيف تتحقق األهداف الكبرى والطموحات العظيمة للفرد والمجتمع والوطن دون غطاء من‬ ‫‪o‬‬
‫الفضائل الرفيعة؟‬

‫كيف يمكن الحصول على المعلومات التي تبنى عليها الخطط فيطمأن إلى مصدرها وصحتها إذا‬ ‫‪o‬‬
‫لم تتوفر أخالق الصدق واألمانة والثقة؟‬

‫كيف يمكن أن تنشأ روح الفريق الواحد والعمل الجماعي في غيبة المحبة والتعاون واإليجابية؟‬ ‫‪o‬‬

‫كيف يمكن تحقيق التواصل اإلنساني بين أفراد المؤسسة إذا انعدم العدل واإلحسان والرحمة؟‬ ‫‪o‬‬

‫كيف يبني القطاع الحكومي والخاص سمعته ويضاعف إنتاجه وأرباحه إذا فقد اإلتقان واإلخالص‬ ‫‪o‬‬
‫والتفاعل البناء مع المستفيدين من؟‪( ).‬‬

‫االحاطة باألخالقيات المهنية العشرة األساسية‪:‬‬

‫(‪ )4‬خلق العدل‬ ‫(‪ )3‬خلق األمانة‬ ‫(‪ )2‬خلق الصدق‬ ‫)‪ (1‬خلق اإلخالص‬

‫(‪ )8‬خلق المبادرة‬ ‫(‪ )7‬خلق اإلتقان‬ ‫(‪ )6‬خلق الكفاءة‬ ‫)‪(5‬خلق التعفف‬

‫)‪(9‬خلق حسن التعامل (‪ )10‬خلق التعاون ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ولكي تترسخ هذه األخالقيات للمقبلين على سوق العملقصد ترقية المارسات الوظيفية والمهنية من خالل‬
‫إحداث عملية عصف ذهني عند كل شخص من أفراد المجتمع و داخل منظمة العملة مهما كانت‬
‫تسميتها و مكان تواجدها‪ ،‬عند الرجل و المرأة على حد سواء ‪:‬‬

‫إن ترسيخ أخالقيات المهنة في عقل و وجدان كل موظف ومهني في القطاع العمومي أو الخاص‬
‫الستئصال كافة أشكال الفساد وصوره‪.‬‬

‫الطار المعرفي القاعدي ألخالقيات المهنة‪:‬‬

‫‪1‬ـ خلق اإلخالص‬

‫اإلخالص لغة‪ :‬يدور جذره اللغوي حول معاني‪ :‬الصفاء‪ ،‬والنقاء‪ ،‬والسالمة من الشوائب‪ ،‬والبعد عن‬
‫الرياء‪.‬‬

‫واصطالحا‪ :‬النزاهة في ممارسة العمل و التقيد بالضمير المهني في جميع التعامالت‪.‬‬

‫مجاالت اإلخالص‪:‬‬

‫فالتاجر يخلص في تجارته بالنصح لعمالئه واجتناب الغش والتدليس عليهم‪،‬‬ ‫‪o‬‬

‫طالبا نجباء‪،‬‬ ‫ِ‬


‫سيخرج‬ ‫شك‬ ‫و ِ‬
‫المعلم إذا أخلص في أداء رسالته في تهذيب النشء وتعليمهم؛ ال َّ‬ ‫‪o‬‬
‫ا‬
‫ورجاال أكفاء يزدهي بهم المستقبل؛ ال سيما أنه يقوم بعمل حساس ومهم في حياة المجتمع‪ ،‬فينبغي أن‬
‫يكون أسوة حسنة لطلبته في مكارم األخالق‪.‬‬

‫والطبيب تقع عليه مسؤولية كبيرة في مجاله؛ فهو يطلع على أسرار المرضى‪ ،‬وطبيعة مرض كل‬ ‫‪o‬‬
‫منهم؛ ولذا يجب أن يراقب تصرفاته‪ ،‬فال يخرج عن إطار مهامه إلى تصرفات ال تليق بعمل األطباء‪،‬‬
‫فتُفقد ثقةُ المريض فيه‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫والفالح والصانع والمهندس إذا أخلصوا في عملهم كثر اإلنتاج وتحسنت نوعية اإلنجاز وارتفعت‬ ‫‪o‬‬
‫معها الجودة التي يحتاجها المستهلك‪.‬‬

‫‪2‬ـ خلق الصدق‬

‫الصدق لغة‪ :‬قال ابن فارس‪( :‬الصاد والدال والقاف) أصل يدل على قوة الشيء قوال وغيره( )‪ ،‬وهو ضد‬
‫الكذب‪( ).‬‬

‫واصطالحا‪(( :‬القول بما يطابق الحقيقة والواقع من غير تعديل وال زيادة وال نقصان‪))( ).‬‬

‫وليس اإلخبار مقصو ار على القول‪ ،‬بل قد يكون بالفعل أو باإلشارة باليد وهزة الرأس ونحو ذلك‪ ،‬وقد يكون‬
‫بالسكون‪( ).‬‬

‫أنواع الصدق‪:‬‬

‫يتخذ الصدق صو ار عديدة وأنواعا مختلفة‪ ،‬أهمها‪:‬‬

‫‪1‬ـ الصدق في الوعد‪ ،‬أي‪ :‬الوفاء بالوعد والعهد‪ ،‬وأال يقول المرء غير ما يعمل‪ ،‬وال يعمل خالف ما يقول‪،‬‬
‫وعليه أن ينفذ ما تعهد بتنفيذه من عمل ونحوه في موعده‪.‬‬

‫‪2‬ـ الصدق في القول‪ ،‬فيما يخبر به المرء عن نفسه وغيره‪ ،‬فال يختلق المعاذير‪ ،‬أو يذكر أسبابا غير‬
‫حقيقية من شأنها أن تفوت على الناس أعمالهم وخدماتهم؛ فالصدق في القول هو أصل هذا الخلق كما‬
‫مضى في تعريفه‪ ،‬وكل اآليات المتحدثة عنه إنما تتناول الصدق في القول حديثا أوليا‪.‬‬

‫‪3‬ـ الصدق في نقل األفكار واآلراء العلمية‪ ،‬وعدم التحريف أو التغيير فيها ‪.‬‬

‫‪4‬ـ الصدق في أداء الشهادة وعدم الجنوح إلى قول الزور‪ ،‬فشهادة الزور من أعظم الموبقات‪ ،‬فقد قرنها هللا‬
‫اجتَِن ُبوا َق ْو َل ُّ‬
‫الز ِ‬
‫ور} [الحج‪].30:‬‬ ‫ان َو ْ‬ ‫اجتَِن ُبوا ِ‬
‫الر ْج َس ِم َن ْاأل َْوثَ ِ‬ ‫تعالى بالشرك به سبحانه‪ ،‬فقال عز وجل‪َ{ :‬ف ْ‬

‫‪5‬ـ الصدق في المعاملة‪ ،‬ولها صور عديدة‪ :‬منها صدق البيع والشراء‬

‫‪15‬‬
‫‪ .6‬الصدق في أداء الوظيفة على الوجه األتم‪ ،‬وامتثال التعليمات واألنظمة‪ ،‬والصدق مع العمالء‪،‬‬
‫والمديرين‪ ،‬والمرؤوسين في كل حال‪.‬‬

‫‪3‬ـ خلق األمانة‬

‫األمانة لغ ًة‪ :‬قال ابن فارس‪( :‬الهمزة والميم والنون)‪ :‬أصالن متقاربان‪ :‬أحدهما‪ :‬األمانة التي هي ضد‬
‫الخيانة ومعناها‪ :‬سكون القلب‪...( ).‬‬

‫واصطالحا‪(( :‬خلق ثابت في النفس يعف به اإلنسان عما ليس له به حق‪ ،‬ويؤدي به ما عليه‬

‫وتتضمن األمانة في أداء المهنة أمو ار ثالثة‪:‬‬

‫أول‪ :‬ما يخص حقيقة المهنة‪ :‬بالحفاظ على خصوصية العالقة بين أطراف المهنة بحسب طبيعتها؛ مما‬
‫يعرف عند الناس بأنه نقض للعهد‪ ،‬وإفشاء للسر‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ما يخص التصرف في المهنة‪ :‬بالحفاظ على مصالح المهنة الحقيقية‪ ،‬ال مصلحته الشخصية على‬
‫حساب المهنة‪ ،‬فال يسرف في اإلنفاق‪ ،‬وال يستغل مهنته أو منصبه ليقدم مصالحه الشخصية على‬
‫مقتضيات مهنته‪ ،‬وأن يحافظ على المال العام للشركة أو المؤسسة وممتلكاتها ‪( ).‬‬

‫ثالثا‪ :‬ما يخص وسيلة المهنة‪ :‬سواء في الوصول إليها أو في أدائها‪ ،‬فيجب أن تكون مشروعة؛ ألن‬
‫الغاية ال تبرر الوسيلة‪ ،‬وللوسائل حكم المقاصد‪ ،‬فال كذب وال غش وال محسوبية‪.‬‬

‫آثار االلتزام باألمانة في المهنة‪:‬‬

‫‪1‬ـ ـ االلتزام بأوقات الدوام وحسن استثمارها‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ التزام العامل بالتقيد بتعليمات صاحب العمل؛ فيما ال يتعارض مع القوانين و اللوائح اإلدارية‪.‬‬

‫‪3‬ـ االلتزام بعد إفشاء األسرار المهنية‪.‬‬

‫‪4‬ـ التزام العامل ووفاؤه بما نص عليه عقد العمل من شروط وبنود‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪4‬ــ خلق العدل‬

‫العدل لغ ًة‪(( :‬ما قام في النفوس أنه مستقيم‪ ،‬وهو ضد الجور‪))( ).‬‬

‫واصطالحا‪(( :‬وضع كل شيء في موضعه الالئق به‪ ،‬من غير زيادة وال نقصان‪))( ).‬‬

‫مفهوم العدل في الوظيفة ‪:‬‬

‫للعدل في أداء الوظيفة أربعة جوانب‪ ،‬هي‪:‬‬

‫الجانب األول‪ :‬العدل في تعامل الرئيس مع مرؤسيه ‪:‬‬

‫والمقصود به‪ :‬العدل في التقويم‪ ،‬والتوظيف‪ ،‬وتفويض السلطة‪ ،‬وتوزيع الحوافز؛ وأال يكون هناك ظلم‪ ،‬وأن‬
‫يعطي كل ذي حق حقه‪ ،‬والعدل والمساواة أمام القانون في الجزاء من أهم بواعث األمن‪ ،‬والشعور بالرضا‬
‫والراحة النفسية‪ ،‬والكرامة اإلنسانية‪.‬‬

‫الجانب الثاني‪ :‬العدل في تعامل الموظفين مع رئيسهم ‪:‬‬

‫ويقتضي ذلك‪ :‬أال يبالغ الموظفون في وصف سلبيات رؤسائهم‪ ،‬وغيبتهم‪ ،‬أو تحميل أفعالهم وأقوالهم فوق‬
‫ما تحتمل‪ ،‬وتفسيرها وفق أهوائهم‪ ،‬وعليهم أن يكونوا منصفين في الموازنة بين الجوانب اإليجابية والسلبية ‪.‬‬

‫الجانب الثالث‪ :‬العدل بين الموظفين بعضهم مع بعض ‪:‬‬

‫بأن يحسن بعضهم ببعض الظن‪ ،‬وال َيحمل كالمهم إال على المحمل الحسن‪ ،‬وال ينحاز ألحد العاملين‬
‫ضد اآلخر‪ ،‬وعلى الجميع أن يلتزم بالوقت المحدد للعمل؛ فالوقت ملك لصاحب العمل‪ ،‬يتقاضى عليه‬
‫العامل أجرا‪ ،‬وعليهم أن يلتزموا بما تمليه عليهم األنظمة واللوائح‪( ).‬‬

‫الجانب الرابع‪ :‬عدل الموظف مع المستفيدين ‪:‬‬

‫((يجب أن يتسم الموظف بالعدل بين جميع عمالئه على حد سواء‪ ،‬بحيث يعطي لكل ذي حق حقه‪ ،‬فال‬
‫يميز أحد المراجعين على اآلخر‪ ،‬لتجنب المحسوبية‪ ،‬وال يجوز للموظف أن يقدم أقرباءه أو أصدقاءه على‬
‫المراجعين اآلخرين ل في العطاء ول في الدور‪ ،‬ول في أي مظهر من مظاهر التمييز‪))( ).‬‬

‫‪17‬‬
‫مـــادة‪ :‬أخالقيات المهنة‬

‫خاص بطلبة مستوى السنة ثانية ماستر أدب عربي‪ -‬جميع الشعب‬

‫المحاضرة الخامسة (‪)05‬‬

‫‪.5‬ـ خلق التعـفــف‬

‫التعفف لغ ًة‪ :‬الكف عما ال يحل ويجمل‪ ...‬وقيل‪ :‬االستعفاف‪ :‬الصبر‪ ،‬والنزاهة عن الشيء‪( ).‬‬

‫واصطالحا‪(( :‬ضبط النفس عن المالذ الحيوانية‪ ،‬وهي حالة متوسطة بين إفراط‪ :‬هو الشره‪ ،‬وتفريط‪ :‬هو‬
‫جمود الشهوة‪))( ).‬‬

‫التعفف وأثره على أداء الوظيفة والمهنة‪:‬‬

‫يجب على كل موظف وعامل ومهني أن يكون عفيفا‪ ،‬عزيز النفس‪ ،‬غني القلب‪ ،‬بعيدا عن أكل أموال‬
‫الناس بالباطل مما يقدم له من رشوة‪ ،‬تحت غطاء الهدية واإلكرامية وغير ذلك من المسميات السلبية و‬
‫المذمومة أخالقيا‪.‬‬

‫وسائل إلزام الموظفين بالتعفف‪:‬‬

‫‪1‬ـ سن القوانين واللوائح واإلجراءات التي تضمن انسياب األموال من الخزينة العامة وإليها بطرق نظامية‬
‫تقوم عليها مجموعة من اإلدارات أو الوحدات‪ ،‬ووضع عقوبات رادعة لمن يخالفها‪.‬‬

‫‪2‬ـ التقارير الدورية عن المصروفات المالية واألداء المالي عموما في كل فترة زمنية محددة‪.‬‬

‫‪3‬ـ الرقابة على أداء العمال من وقت آلخر عبر أجهزة تختص بهذا الشأن‪.‬‬

‫‪6‬ـ خلق الكفاءة‬

‫‪18‬‬
‫َّ‬
‫الكفاءة لغة‪ :‬التساوي والمماثلة والندية( )‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪َ{ :‬وَل ْم َي ُك ْن ل ُه ُكُفوا أ َ‬
‫َحد} [اإلخالص‪]. 4 :‬‬

‫واصطالحا‪(( :‬تركيبة من المعارف والمهارات والخبرة والسلوكيات التي تمارس في إطار محدد‪ ،‬وتتم‬
‫تحديدها‬
‫ُ‬ ‫مالحظتها من خالل العمل الميداني‪ ،‬والذي يعطي لها صفة القبول‪ ،‬ومن ثم فإنه يرجع للمؤسسة‬
‫وتطويرها‪))( ).‬‬
‫ُ‬ ‫وتقويمها وقبوُلها‬
‫ُ‬

‫وعليه‪ :‬فإن العناصر األساسية للكفاءة‪ ،‬هي‪:‬‬

‫أـ المهارات والمعارف والخبرات‪.‬‬

‫ب ـ النشاط العملي الميداني‪.‬‬

‫ج ـ التكامل في الشخصية‪.‬‬

‫آليات البلوغ إلى الكفاءة‪:‬‬

‫بلوغ الكفاءة في العمل تستدعي من العامل والموظف والمهني جميعا‪ ،‬الوعي التام بحاجتهم‬ ‫‪o‬‬
‫الكتشاف قدراتهم ومواطن القوة والموهبة فيهم‪.‬‬

‫ثم تنميتها عمليا‪ ،‬إذ ال يكفي الشعور بها أو تنميتها نظريا‪ ،‬بل يرافق ذلك االلتحاق بالمراكز‬ ‫‪o‬‬
‫العملية‪ ،‬وبرامج التدريب المهنية‪ ،‬فيلتزم بحضور نشاطاتها‪ ،‬ويجتهد في االكتساب والتحصيل‪ ،‬والتمرين‬
‫والتدريب‪ ،‬ويدفع بعقله وفكره في هذا االتجاه‪.‬‬

‫الكفاءة تتأتى من خالل المعرفة المتخصصة بالعمل‪ ،‬وخطواته‪ ،‬وإجراءاته الفنية في كل مستوياته‪،‬‬ ‫‪o‬‬
‫وإدراك العالقات المختلفة بين مراحله‪.‬‬

‫المرونة في التعامل مع اآلخرين‪ ،‬وفهم ميولهم حتى يتمكن من التواصل الفعال معهم والعمل بروح‬ ‫‪o‬‬
‫الفريق‪.‬‬

‫ضرورة تحديد أسباب ودواعي الوظيفة في ضوء الهدف من العمل‪ ،‬وتحديد المواصفات المطلوبة‬ ‫‪o‬‬
‫فيمن يشغلها‪ ،‬حرصا على تحقيق العدالة والنزاهة في االختيار‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫المطالبة بخلق الكفاءة ال يقتصر فقط عند بداية االلتحاق بالوظيفة‪ ،‬بل إن الموظف مطالب به‬ ‫‪o‬‬
‫مدة خدمته الوظيفية أو المهنية‪( ).‬‬

‫‪7‬ـ خلق اإلتقان‬

‫اإلتقان لغ ًة‪(( :‬اإلحكام ‪))( ).‬‬

‫واصطالحا‪(( :‬األداء المتكامل لشخص محترف في أي مجال عملي‪))( ).‬‬

‫أدلة خلق اإلتقان وأهميته‪:‬‬

‫ال يكفي أن يؤدي المرء العمل فحسب‪ ،‬بل ال بد أن يكون صحيحا‪ ،‬وال يمكن أن يكون صحيحا إال إذا‬
‫كان متقنا ‪.‬وال تقوم حضارة وال تزدهر صناعة إال باإلتقان والجودة ‪ ،‬وتولي المؤسسات الصناعية والعلمية‬
‫هذا األمر عناية بالغة؛ ولذا وضعت المواصفات العالمية المتعارف عليها لكل منتج‪ ،‬سواء كان منتجا‬
‫فكريا كالمناهج التعليمية‪ ،‬أو كان منتجا ماديا كسائر المصنوعات ‪))( ).‬‬

‫‪8‬ـ خلق المبادرة‬

‫ِ‬
‫الشيء وامتالؤه‪ ،‬واآلخر‪:‬‬ ‫كمال‬ ‫أحدهما‪:‬‬
‫ُ‬ ‫الباء والدال والراء‪ ،‬أصالن‪ُ :‬‬
‫ابن فارس‪ُ (( :‬‬
‫المبادرة لغ ًة‪ :‬قال ُ‬
‫اإلسراعُ إلى الشيء‪))( ).‬‬
‫ْ‬

‫اصطالحا‪(( :‬عملية اقتراح أشياء‪ ،‬والقيام بها قبل اآلخرين‪ ،‬وهي صفة الشخص الذي يملك القدرة على‬
‫ً‬ ‫و‬
‫اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب‪))( ).‬‬

‫فهي نتيجة استعداد ذهني وبدني يتجسد من خالل السلوك الحيوي َّ‬
‫الفعال؛ إذ يقوم الفرد المبادر بمحاولة‬
‫حل مشكلة تواجهه‪ ،‬أو تواجه زمالئه‪ ،‬دون أن ِ‬
‫يكلفه أحد‪ ،‬وقد يتصرف نيابة عنهم مسخ ار كل جهوده‬
‫وإمكانياته الفكرية والبدنية والمادية إلنجاح مهمته‪.‬‬

‫مالمح المبادرة عند الموظف‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ التحلي بالتعامل الراقي‪ ،‬وبناء عالقات إنسانية جيدة‪ ،‬وامتالك قدر من الذكاء العاطفي الذي ِ‬
‫يمكن‬
‫المرء من استشعار لمشاعر اآلخرين‪ ،‬وتقدير لمواقفهم‪ ،‬ومعرفة لمواطن القوة والضعف فيهم ‪( ).‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ 2‬ـ البحث عن الحلول المبتكرة‪ ،‬والتفكير خارج الصندوق‪ ،‬واستثمار الفرص‪ ،‬وسرعة اإلنجاز مع اإلتقان‪،‬‬
‫واالستم اررية في النشاط والفاعلية‪ ،‬وتقديم اإلسهامات والمقترحات‪ ،‬مع جودة التعبير عن األفكار بلياقة‬
‫وأدب‪.‬‬

‫‪3‬ـ المشاركة في صنع القرار‪ :‬فالموظف أو العامل عندما يكون عنص ار فاعال في عملية صنع القرار أو‬
‫حل المشكالت ال سيما ما يتعلق منها بإدارته أو قسمه أو وحدته؛ يشعر بأهميته وثقة مديره‪ ،‬وكذلك ثقة‬
‫مؤسسته‪.‬‬

‫والتجربة اليابانية خير مثال على ذلك؛ حيث َّ‬


‫أكد البروفسور (وليم أوشي ‪ (ouchi‬أنه عندما يراد اتخاذ‬
‫قرار مهم في منظمة يابانية يتم إشراك كل الذين سيتأثرون بهذا القرار في اتخاذه‪ ،‬وهذا يعني أن ما بين‬
‫‪ 60‬إلى ‪ % 80‬من األفراد سيشاركون في اتخاذ القرار‪ ،‬وبمجرد اتخاذه يلحظ أن كل شخص يتأثر به‬
‫سيقوم بمناصرته وتأييده بالكامل‪ ،‬فالمبادرة والتفاهم والمساندة يكونان أكثر أهمية من المستوى الفعلي‬
‫للقرار نفسه‪( ).‬‬

‫‪9‬ـ خلق حسن التعامل‬

‫تعريف حسن التعامل‪(( :‬هو الموقف الحسن الثابت الصادق الذي يتخذه المؤمن أثناء تعامله مع اآلخرين‬
‫في سائر المعامالت على ما يكفل الرفق بالمتعاملين‪)).‬‬

‫تتعدد صور حسن المعاملة‪ ،‬فمنها‪:‬‬

‫االهتمام بأمور اآلخرين‪ ،‬وتقديم الخدمة لهم؛‬ ‫‪o‬‬

‫عدم إحراجهم أو إهانتهم‪ ،‬وليس هذا مقصو ار الكبير في المراتب االجتماعية على اختالف‬ ‫‪o‬‬
‫مسمياتها أو الكثير في األموال و الثراء‪.‬‬

‫‪o‬حسن معاملة الموظف مع رؤسائه‪ ،‬وزمالئه‪ ،‬ومرءوسيه‪ ،‬والمراجعين من الناس الذين يترددون على‬
‫المنظمة‪.‬‬

‫فالرؤساء والمدراء أكثر خبرة في العمل غالبا‪ ،‬وحسن التعامل معهم يظهر في تنفيذ توجيهاتهم؛‬ ‫‪o‬‬
‫وفي العالقة الجيدة معهم‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫والزمالء شركاء في المصلحة‪ ،‬ونصحاء في العمل‪ ،‬فيرشد الواحد منهم زميله‪ ،‬ويسهل له مهمته‪،‬‬ ‫‪o‬‬
‫ويكون مرآة له‪ ،‬فيعود عليهم ذلك بالراحة النفسية‪ ،‬وعلى العمل باألداء الجيد‪ ،‬كما يظهر في التحية‬
‫واالبتسامة والمالطفة‪ ،‬والتعاون واإليجابية‪ ،‬والنصح والدعم‪ ،‬والتغاضي عن العيوب واألخطاء غير‬
‫المقصودة‪.‬‬

‫والمرءوسون لوالهم ما استطاع الرئيس أن ينجز مهامه‪ ،‬إضافة إلى أن المنطقي أن يكون الرئيس‬ ‫‪o‬‬
‫والمدير قدوة لهم‪ ،‬فإذا كان يتعامل معهم بلياقة واحترام‪ ،‬فسيكونون كذلك مع بعضهم‪ ،‬بل وسيظهر مردود‬
‫ذلك في عملهم وإنتاجهم‪ ،‬أما لو كان متعاليا عليهم‪ ،‬فإن عطاءهم سيضعف‪ ،‬وستتوتر نفسياتهم معه ومع‬
‫اآلخرين‪.‬‬

‫والمراجعون هم معيار نجاح المؤسسة‪ ،‬فانطباعهم عن المؤسسة يعكس رأيهم في تعامل موظفيها‪،‬‬ ‫‪o‬‬
‫وألنهم أصحاب حاجة‪ ،‬فمن حسن تعامل الموظف معهم أن يتقن فن االحتواء ويتدرب عليه‪.‬‬

‫فمن الناس من تحتويه بابتسامة صادقة‪ ،‬أو كلمة طيبة‪ ،‬أو إنصات له باهتمام‪ ،‬وتسامح‪ ،‬وليبتعد عن‬
‫تصيد األخطاء والعثرات‪ ،‬خصوصا في أي سلوك يسيئ إليه‪ ،‬فيغلب جانب إحسان الظن في ذلك‪.‬‬

‫‪10‬ـ خلق التعاون‬

‫التعاون لغة‪ :‬العون هو الظهير‪ ،‬ورجل معوان‪ :‬كثير المعونة للناس‪( ).‬‬

‫واصطالحا‪(( :‬اإلتيان بكل خصلة من خصال الخير المأمور بفعلها‪ ،‬واالمتناع عن كل خصلة من خصال‬
‫الشر المأمور بتركها‪،‬بكل قول يبعث عليها‪ ،‬وبكل فعل كذلك ‪))( ).‬‬

‫فالتعاون يقتضي األلفة‪ ،‬ووحدة الهدف‪ ،‬واجتماع القلوب على بلوغه ‪.‬‬

‫أهمية التعاون في البيئة المهنية‪:‬‬

‫‪. )1.‬خفض المنافسة والصراع غير المنتج‪ :‬ذلك أن دعم مناخ التعاون والعمل الجماعي يقلل من زيادة‬
‫التنافس الضار بين الموظفين‪ ،‬وهذا بال شك يؤدي إلى سد قنوات االتصال بينهم والتفاهم والتعاون؛‬
‫وبالضرورة سيقلل من فعالية األفراد‪ ،‬واإلنتاج‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪. )2‬تبادل المعلومات‪ :‬فالمعرفة قوة‪ ،‬وفي مناخ التعاون في العمل يعمل الموظفون كفريق واحد؛ يتبادلون‬
‫ما لديهم من خبرات ومعارف‪ ،‬فيحصل التكامل بينهم‪.‬‬

‫‪ )3‬تحقيق السعادة لألفراد‪ :‬فعندما تشترك مع غيرك في الوصول إلى هدف مشترك‪ ،‬فإن هذا التكاتف‬
‫والتعاون يثمر سعادة وراحة نفسية‪ ،‬ورضا‪( ).‬‬

‫وقد استفادت بعض الشركات العالمية مثل شركة موتورال "‪ "Motorola‬من قيمة (التعاون) الراسخة في‬
‫بعض البلدان اإلسالمية في فاعلية مفهوم العمل كفريق واحد‪ ،‬وتدل إحصائيات الشركة على أن وضع‬
‫مصنع الشركة في ماليزيا يعتبر من أفضل مصانعها من حيث‪ :‬اإلبداع‪ ،‬والجودة‪ ،‬واإلنتاجية‪ ،‬حتى إنه‬
‫يفوق أمثاله في الواليات المتحدة األمريكية‪( ).‬‬

‫‪23‬‬
‫مـــادة‪ :‬أخالقيات المهنة‬

‫خاص بطلبة مستوى السنة ثانية ماستر أدب عربي‪ -‬جميع الشعب‬

‫المحاضرة السادسة (‪)06‬‬

‫ظـــاهرة الفســاد‬

‫ماهيتها ومظاهرها وأشكــالها‬

‫‪ -1-‬ماهية الفساد‪ :‬الفساد هو آفة خطيرة استشرى لهيبها‪ ،‬؛ َفقد َش َّل َّ‬
‫وخرب أركان النهوض والتنمية‪،‬‬
‫وساهم في تراجعها وتقهقرها في سلم مؤشر التنمية البشرية‪ ،‬و الفساد )‪ (Corruption‬ضد الصالح‪ ،‬فإذا‬
‫كان المعنى اللغوي للفساد أنه ضد الصالح‪ ،‬فإن صالح المال ‪ -‬مثالا ‪ -‬كما يقول عمر بن الخطاب‬
‫رضي هللا عنه هو‪" :‬وإني ال أجد هذا المال يصلحه إال خالل ثالث‪ :‬أن يؤخذ بالحق‪ ،‬ويعطى في الحق‪،‬‬
‫ويمنع من الباطل"(‪).1‬‬

‫و قــد عرفته "منظمة الشفافية العالمية" التي تأسست سنة ‪ 1993‬بأنه‪" :‬سوء استغالل السلطة من أجل‬
‫تحقيق المكاسب والمنافع الخاصة"‪ ،‬أما "اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد" لسنة ‪ ،2003‬فإنها لم‬
‫تتطرق لتعريف الفساد‪ ،‬لكنها جرمت حاالت الفساد التي حددتها في‪:‬‬

‫•رشوة الموظفين العموميين الوطنيين‪.‬‬

‫•رشوة الموظفين العموميين األجانب وموظفي المؤسسات الدولية العمومية‪.‬‬

‫•اختالس الممتلكات أو تبديدها أو تسريبها بشكل آخر من طرف موظف عمومي‪.‬‬

‫•المتاجرة بالنفوذ‪.‬‬

‫•إساءة استغالل الوظائف‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫•الثراء غير المشروع‪.‬‬

‫•تعاطي الرشوة في القطاعين الخاص و العمومي‪.‬‬

‫•اختالس الممتلكات في القطاعين الخاص و العمومي‪.‬‬

‫•غسيل العائدات اإلجرامية و التحايل على القوانين‪.‬‬

‫•عرقلة سير العدالة‪.‬‬

‫عموما ظاهرة مركبة ومعقدة‪ ،‬تشمل االختالالت التي تمس الجانب السياسي واالقتصادي‬
‫ا‬ ‫والفساد‬
‫واالجتماعي والقيمي (األخالقي‪).‬‬

‫‪ - 2-‬أنواع الفساد‪ :‬يتخذ الفساد أشكاالا مختلفة ومتعددة‪ ،‬ولعل من أبرزها‪:‬‬

‫أ‪ -‬الفساد العقدي‪ :‬وهو فساد االعتقاد الذي هو أساس كل فساد‪ ،‬فسعي اإلنسان تبع لمعتقده؛ فإذا كان‬
‫يل‬ ‫ِ‬
‫صالحا صلح سعيه‪ ،‬قال تعالى‪َ ﴿ :‬وِإ َذا ق َ‬ ‫ا‬ ‫صحيحا‬
‫ا‬ ‫فاسدا‪ ،‬وإذا كان المعتقد‬ ‫كان السعي ا‬ ‫فاسدا‬
‫المعتقد ا‬
‫صِل ُحو َن * أ ََال ِإنَّ ُه ْم ُه ُم اْل ُمْف ِس ُدو َن َوَل ِك ْن َال َي ْش ُع ُرو َن ﴾ (البقرة‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِفي ْاأل َْر ِ‬
‫ض َقاُلوا إنَّ َما َن ْح ُن ُم ْ‬ ‫َل ُه ْم َال تُْف ِس ُدوا‬
‫‪)12 ،11‬‬

‫ب‪ -‬الفساد األمني والجتماعي‪ :‬األمن أساس النعم‪ ،‬ومن فَق َد األمن ال يشعر بسائر النعم‪ ...‬يقول‬
‫آمنا في سربه‪ ،‬معافى في بدنه‪ ،‬عنده قوت يومه‪ ،‬فكأنما‬
‫الرسول صلى هللا عليه وسلم‪(( :‬من أصبح منكم ا‬
‫ِحيزت له الدنيا)) (‪).2‬‬

‫ت‪ -‬الفساد السياسي‪ :‬والذي يعبر عنه بأنه "إساءة استعمال السلطة العامة لتحقيق مكسب خاص"(‪،)3‬‬
‫والظاهرة البارزة استخدام المال في العمليات االنتخابية‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫ث‪ -‬الفساد اإلداري‪ :‬والذي يعبر عنه بأنه "سلوك بيروقراطي يستهدف تحقيق منافع ذاتية بطرق غير‬
‫شرعية"(‪)4‬‬

‫ج‪ -‬الفساد األخالقي‪ :‬يعبر عنه بسوء استغالل الموارد البشرية و المالية و المادية عن طريق التبذير‬
‫العمدي أو االهمال المقصود أو التحويل لفائدة الغير بعنوان المحاباة او المصاهرة أو اقتسام المداخيل أو‬
‫الحاق الضرر العيني و الممنهج بالغير او بالممتلكات عن طريق التراخي او البطالة المقنعة او تضييع‬
‫األمانة الموكلة تحت التصرف و عدم االكتراث بجميع القيم المجتمعية التي تدعو لالجتهاد و التفاني في‬
‫ممارسة الوظيفة و االتقان و غيرها من التصرفات الطبيعية المطلوبة عند كل انسان أثناء مزاولته عمله و‬
‫أيا كان مقامه و جنسه و عرقه و عقيدته‪.‬‬

‫ح‪ -‬الفساد القتصادي‪ :‬يتمثل في جرائم الشركات‪ ،‬سواء الوطنية أو األجنبية التي تستغل تفشي البطالة‬
‫في العالم و االستغالل البشع لليد العاملة‪ ،‬و كل الجرائم االقتصادية التي ترتكبها مافيا الشركات الوطنية‬
‫للقطاعين العمومي و الخاص و أيضا األجنبية ‪.‬‬

‫خ‪ -‬الفساد المالي‪ :‬ويقصد به كافة المعامالت المالية واالقتصادية المخالفة ألحكام ومبادئ الشريعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وتؤدي إلى أكل أموال الناس بالباطل‪ ،‬وإلى عدم استقرار المجتمع‪ ،‬وإلى الحياة الضنك لطبقة‬
‫الفقراء والمعوزين في حكمهم(‪)5‬‬

‫د‪ -‬الفساد المؤسساتي‪ :‬حينما تكون مؤسسات الدولة هشة وضعيفة بما يصبح معه جهاز الدولة نفسه‬
‫مؤسسة للفساد‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫مـــادة‪ :‬أخالقيات المهنة‬

‫خاص بطلبة مستوى السنة ثانية ماستر أدب عربي‪ -‬جميع الشعب‬

‫المحاضرة السابعـة (‪)07‬‬

‫درس حول الفساد ( الجزء الثاني)‬

‫أمـا أنواع الفساد من حيث الحجم‪ ،‬فيمكن التمييز بين‪:‬‬

‫مارس من فرد واحد دون تنسيق‬


‫•الفساد الصغير (فساد الدرجات الوظيفية الدنيا)‪ :‬وهو الفساد الذي ُي َ‬
‫مع اآلخرين؛ لذا نراه ينتشر بين صغار الموظفين عن طريق استالم رشاوى من اآلخرين‪.‬‬

‫•الفساد الكبير(فساد الدرجات الوظيفية العليا من الموظفين)‪ :‬والذي يقوم به كبار المسؤولين‬
‫والموظفين لتحقيق مصالح مادية أو اجتماعية كبيرة‪ ،‬وهو أهم وأشمل وأخطر؛ لتكليفه الدولة مبالغ‬
‫ضخمة‪.‬‬

‫‪ -3-‬مؤشرات الفساد‪ :‬إن مؤشرات الفساد تظل واضحة المعالم‪ ،‬تنتشر وتتفشى داخل المجتمع‪ ،‬يتجسد‬
‫ظهورها بصيغ وهيئات مختلفة‪ ،‬تتمثل في‪:‬‬

‫•شيوع ظاهرة الغنى الفاحش والمفاجئ في المجتمع‪.‬‬

‫•شيوع ظاهرة الرشوة لدرجة تصل فيها من جملة المستمسكات المطلوبة في أية معاملة‪.‬‬

‫•المحسوبية والوالء لذوي القربى في َش ِ‬


‫غل الوظائف والمناصب‪ ،‬بدالا من الجدارة والكفاءة والمهارة‬
‫والمهنية والنزاهة‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫•غياب مبدأ تكافؤ الفرص في شغل الوظائف‪.‬‬

‫ودور" أو ظهورها بشكل شكلي مع إهمال نتائجها‪.‬‬


‫أداء اا‬
‫•ضعف الرقابة "أجهزة و ا‬

‫•االستغالل السيئ للوظيفة لتحقيق مصالح ذاتية على حساب المصالح الموضوعية‪.‬‬

‫•الخروج المقصود عن القواعد والنظم العامة لتحقيق منافع خاصة‪.‬‬

‫•بيع الممتلكات العامة لتحقيق منافع ومكاسب خاصة‪.‬‬

‫•انتشار ظاهرة االبتزاز‪ ،‬متمثلة في التعقيدات اإلجرائية والروتين‪ ،‬الذي يؤدي إلى هروب رؤوس األموال‬
‫من البلد‪.‬‬

‫ويعد ارتفاع مؤشر الفساد في أي مجتمع دالة على تدني الرقابة الحكومية‪ ،‬وضعف القانون‪ ،‬وغياب‬
‫التشريعات‪ ،‬وقد ينشط الفساد نتيجة لغياب المعايير واألسس التنظيمية والقانونية وتطبيقها‪ ،‬وسيادة مبدأ‬
‫الفردية بما يؤدي إلى استغالل الوظيفة العامة وموارد الدولة من أجل تحقيق مصالح فردية أو مجموعاتية‬
‫على حساب الدور األساسي للجهاز الحكومي بما يلغي مبدأ العدالة‪ ،‬وتكافؤ الفرص‪ ،‬والجدارة‪ ،‬والكفاءة‪،‬‬
‫والنزاهة‪ ،‬في شغل الوظائف العامة(‪)6‬‬

‫‪28‬‬
‫مـــادة‪ :‬أخالقيات المهنة‬

‫خاص بطلبة مستوى السنة ثانية ماستر‪ ،‬لغة و أدب عربي‪ -‬جميع الشعب‬

‫المحاضرة الثامنة (‪)08‬‬

‫‪ -4-‬مظاهر الفساد‪ :‬من أبرز مظاهر الفساد المنتشرة في العالم العربي ‪ -‬وهي متشابهة ومتداخلة(‪)7‬‬

‫•الرشوة‪ :‬أي الحصول على أموال أو أية منافع أخرى من أجل تنفيذ عمل مخالف ألصول المهنة‪ ،‬وهي‬
‫منتشرة في كثير من الدول الغربية والدول النامية إن لم نقل في جميع البلدان بدرجات متفاوتة ‪.‬‬

‫•المحسوبية‪ :‬أي تنفيذ أعمال لصالح فرد أو جهة ينتمي لها الشخص؛ مثل‪ :‬حزب أو عائلة أو منطقة‪،‬‬
‫دون أن يكونوا مستحقين لها‪ ،‬وهي منتشرة في الدول العربية بشكل عام‪.‬‬

‫•المحاباة‪ :‬أي تفضيل جهة على أخرى في الخدمة‪ ،‬بغير حق للحصول على مصالح معيَّنة‪.‬‬

‫•الواسطة‪ :‬أي التدخل لصالح فرد ما أو جماعة دون االلتزام بأصول العمل والكفاءة الالزمة؛ مثل‪ :‬تعيين‬
‫كثير في‬
‫شخص في منصب معين ألسباب تتعلق بالقرابة أو االنتماء رغم كونه غير كفء‪ ،‬وهي منتشرة اا‬
‫العالم العربي‪.‬‬

‫•نهب المال العام‪ :‬أي الحصول على أموال الدولة والتصرف بها من غير وجه حق بشكل سري تحت‬
‫مسميات مختلفة‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫•االبتزاز‪ :‬أي الحصول على أموال من طرف معين في المجتمع مقابل تنفيذ مصالح مرتبطة بوظيفة‬
‫الشخص المتصف بالفساد‪.‬‬

‫•غسيل األموال‪ :‬هي عملية إخفاء المصدر غير القانوني لهذه األموال وتحويلها أو دمجها في االقتصاد‬
‫المشروع‪.‬‬

‫مقر‬
‫وقد أظهر التقرير األخير الذي نشرته منظمة الشفافية العالمية التي تتخذ من العاصمة األلمانية برلين ًّا‬
‫لها ‪ -‬أن جميع الدول األعضاء في جامعة الدول العربية والبالغ عددها ‪ 21‬دولة‪ ،‬ال تزال تحافظ على‬
‫ترتيبها في سلم الفساد العالمي‪.‬‬

‫وجاءت نتائج معظم الدول العربية في المؤشر ِ‬


‫مخيبة لآلمال‪ ،‬حيث حصلت على تقدير متوسط ‪ 35‬درجة‬
‫تحذير من إساءة استخدام السلطة‬
‫اا‬ ‫من درجات المؤشر البالغة ‪ 100‬درجة‪ ،‬حيث تمثل هذه النتائج‬
‫والتعامالت السرية والرشوة‪.‬‬

‫يظل الفساد بشتى أطيافه أحد معاول الهدم التي تواجه عمليات التنمية االقتصادية والسياسية واالجتماعية؛‬
‫ولهذا فأحسن وسيلة لمحاربة الفساد هو أن تكون هنالك خطة إستراتيجية شاملة إلعادة العدل بمختلف‬
‫صوره في المجتمع من القمة إلى القاعدة‪ ،‬ومن القاعدة إلى القمة‪ ،‬وإنهاء الظلم وأشكال االستغالل في كل‬
‫المجتمعات من خالل ربط المسؤولية بالمحاسبة‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫مـــادة‪ :‬أخالقيات المهنة‬

‫خاص بطلبة مستوى السنة ثانية ماستر أدب عربي‪ -‬جميع الشعب‬

‫المحاضرة التاسعـة (‪)09‬‬

‫أخالقيات مهنة التعليم‬

‫تمهيد هناك أخالقيات لمهنة التدريس أو التعليم وقسم والء والتزام لمن يريد أن يمارسها وهي ال تقل‬
‫أهمية عن مهنة الطب والمحاماة وغيرها من المهن األخرى‪.‬‬

‫فالمعلم يعتبر أحد أهم مدخالت العملية التعليمية وأخطـرها أث ار في تربية النشء‪ ،‬فهو بالتالي يحدد نوعية‬
‫مستقبل األجيال و المجتمعات ‪ ...‬ألن أي إصالح مستهدف ألي أمة ينطلق من البصمات التي يتركها‬
‫المعلم على سلوكيات طالبه وأخالقهم وعقولهم وشخصياتهم‪ ،‬فمهما تطورت مناهج التعليم وشيدت‬
‫المدارس وجهزت بأحدث األدوات والتجهيزات التكنولوجية‪ ،‬فإن ذلك لن يجدي نفع ا في بناء المجتمع‪ ،‬ما‬
‫لم يكن هناك معلم قدير يعد قدوة للتالميذ والمجتمع‪.‬‬

‫من المعلوم أن للعملية التعليمية محاور أساسية ترتكز عليها وتكتمل بها ويبقى المحور األهم بينها المعلم‬
‫الذي تدور حوله األسس ويتوقف نجاحها عليه‪ ،‬وألن للمعلم هذا الدور العظيم والمؤثر فإن االهتمام‬
‫بتطويره والحرص على نجاح الدور الذي يقوم به من األولويات التي تحرص و ازرة التربية والتعليم على‬
‫إعطائها االهتمام األكبر ذلك أن متطلبات إستراتيجية إعداد المعلم تتحدد من خالل مفهوم حديث ينظر‬
‫إلى التعليم كمهنة نامية‪ ،‬تمسك في يدها بزمام تقدمها‪ ،‬وتدخل في منافسة متكافئة مع المهن األخرى‬
‫المعترف بها في المجتمع([‪ ..)]2‬وال يخفى على أحد بأن التربية تعد ضرورة اجتماعية وفردية فال يستطيع‬
‫الفرد أن يستغني عنها وال المجتمع‪ ،‬وكلما ارتقى اإلنسان في سلم الحضارة كلما زادت حاجته إلى التربية‬

‫‪31‬‬
‫باعتبارها حقا من حقوقه؛ ولذلك يعد المعلم المنطلق والقدوة باعتباره موضع تقدير المجتمع‪ ،‬واحترامه‬
‫وثقته‪ .‬وبهذا حري عليه أن يكون في مستوى هذه الثقة‪ ,‬وذلك التقدير واالحترام‪ ,‬ويحرص على إال يؤثر‬
‫عنه إال ما يؤكد ثقة المجتمع به واحترامه له‪ .‬والمعلم قدوة لطالبه خاصة وللمجتمع عامة‪ ,‬وحريص على‬
‫أن يكون أثره في الناس حميدا باقيا؛ لذلك فهو يتمسك بالقيم األخالقية‪ ,‬والمثل العليا ويدعو إليها وينشرها‬
‫بين طالبه والناس كافة‪ ,‬ويعمل على شيوعها واحترامها ما استطاع إلى ذلك سبيال‪.‬كما يجب على المعلم‬
‫أن يدرك أن احترام قواعد السلوك الوظيفي وااللتزام باألنظمة والتعليمات وتنفيذها والمشاركة االيجابية في‬
‫نشاطات المدرسة وفعالياتها المختلفة‪ ,‬أركان أساسية في تحقيق أهداف المؤسسة التعليمية‪.‬‬

‫إن المجتمعات – بغض النظر عن تقدمها أو تأخرها ‪ -‬تحتضن كثي ار من المهن كالطب والمحاماة‬
‫والقضاء و الصحافة والتعليم‪ ،‬وغيرها في سلم المهن‪ .‬والمتتبع لموقف المجتمعات من هذه المهن يالحظ‬
‫أن كل مهنة تلتزم بأخالقيات يؤمن بها أصحابها الذين يعتزون بها ويسلكون بمقتضاها ويعملون على‬
‫ترسيخها وتعميقها لدى المنتمين إليها منطلقين من إيمانهم بأهداف المهنة وأدوارها التي تحقق طموحات‬
‫المجتمع في التحديث و الرقي([‪]). 3‬‬

‫وقد اختلفت المجتمعات في موقعها من المهن السائدة في المجتمع في ضوء فلسفتها االجتماعية وأهدافها‬
‫التي تجسد مبادئ المهن‪ ،‬ومنها تحديد الموقف من مهنة التعليم وأخالقياتها وقيمها‪ .‬وبحدود أخالقيات‬
‫مهنة التعليم فقد تبنى كل مجتمع قواعد ومعايير تعبر عن هذه األخالقيات وتوصيفها‪ ،‬وفي الوقت نفسه‬
‫تعد معايير سلوك أفراد المهنة‪.‬‬

‫يرى بعض المربين ضرورة توافر في مهنة التعليم منظومة معايير و هي كاآلتي‪:‬‬

‫‪-‬ثقافة عامة ومتخصصة ومهنية تشكل أساسا معرفيا وقاعدة علمية تشتمل على معلومات نظرية‬
‫وتطبيقية‪.‬‬

‫‪-‬تكوين مهني يؤمن التفاعل المستمر قبل الخدمة وأثناءها مع المستحدثات و التقنيات الجديدة ذات‬
‫العالقة‪.‬‬

‫‪-‬احتراف مهني منظم تصبح فيه المهنة حياة دائمة للعمل و النمو ‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫‪-‬أخالقية مهنية تتضح فيها الواجبات والحقوق واألنماط السلوكية ألخالقيات المهنة التي يلتزم بها جميع‬
‫الممارسين للمهنة‪.‬‬

‫‪-‬التمتع لمن ينتمي للمهنة بقدر من االستقاللية‪.‬‬

‫‪-‬توجه نحو خدمة المجتمع والترفع عن االستغالل و الكسب‬

‫مفهوم أخالق مهنة التعليم‪:‬‬

‫هي مجموعة من معايير السلوك الرسمية وغير الرسمية التي يستخدمها المعلمون كمرجع‬
‫يرشد سلوكهم أثناء أدائهم لوظائفهم‪ ،‬وتستخدمها اإلدارة والمجتمع للحكم على التزام المعلمين‪.‬‬

‫ويقتضي ذلك وجود دستور أو ميثاق أخالقي مهني يلتزم به أعضاؤه بتطبيقه في سلوكهم اليومي ‪،‬‬
‫فاألخالق المهنية إذن هي معايير تعد أساسا لسلوك أفراد المهنة المستحب ‪ ،‬والذي يتعهد أعضاء المهنة‬
‫التزامها‪.‬‬

‫وإذا كانت األخالق المهنية ضرورة لكل فرد يعمل في مهنة ‪ ،‬فأنها أكثر أهمية وضرورة لمن يعمل في‬
‫مهنة التعليم وذلك بسبب خطورة هذه المهنة التي تهدف إلى بناء شخصية اإلنسان بأبعادها كافة‪ ،‬فضال‬
‫عن أهمية الدور الذي يلعبه المعلم في المؤسسة التربوية حيث تمتد آثار تربيته وتعليمه للطلبة إلى أجيال‬
‫عديدة ‪.‬‬

‫ويمكن القول أن أخالقيات مهنة التعليم بشكل عام ( كمبادئ وقواعد ) يمكن أن تنطبق على جميع‬
‫المعلمين في العالم إال أن جوهر هذه األخالقيات ومضامينها تحكمها فلسفة المجتمع وارثه الحضاري‬
‫وظروفه ‪.‬‬

‫يعد التعليم ضرورة من ضرورات الحياة المعاصرة؛ إذ أن العلم طريق التقدم والنهضة والتفوق‪ ،‬ولقد‬
‫استطاعت المجتمعات التي قامت على أساس من العلم أن تحصل على التفوق العلمي الذي مكنها من‬
‫تلبية احتياجات شعوبها‪ ،‬ألنها اهتمت بالعلم ورفعت من شأنه وعملت على تطويره‪.‬‬

‫واجبات المعلم المهنية‬

‫أ) واجبات مهنية عامة ‪:‬‬

‫‪33‬‬
‫‪-‬على المعلم أن يكون مطلعا على سياسة التعليم وأهدافه ساعيا إلى تحقيق هذه األهداف المرجوة وأن‬
‫يؤدي رسالته وفق األنظمة المعمول بها‪.‬‬

‫‪-‬االنتماء إلى مهنة التعليم وتقديرها واإللمام بالطرق العلمية التي تعينه على أدائها وأال يعتبر التدريس‬
‫يتكسب منها‪.‬‬
‫مجرد مهنة َّ‬

‫‪-‬االستزادة من المعرفة ومتابعة كل جديد ومفيد وتطوير إمكاناته المعرفية والتربوية‪0‬‬

‫‪-‬األمانة في العلم وعدم كتمانه ونقل ما تعلمه إلى المتعلمين‪.‬‬

‫‪-‬معرفة متطلبات التدريس‪ :‬على المعلم أن يحلل محتوى المنهج من بداية العام الدراسي ليحدد على‬
‫أساسه طرائق تدريسه حتى تتناسب مع أنماط تعلم طالبه‪.‬‬

‫‪-‬المشاركة في الدورات التدريبية وإجراء الدراسات التربوية والبحوث اإلجرائية‪.‬‬

‫واجبات المعلم نحو مدرسته‪:‬‬

‫‪-‬االلتزام بواجبه الوظيفي واحترام القوانين واألنظمة‪.‬‬

‫‪-‬تنفيذ المناهج واالختبارات حسب األنظمة والتعليمات المعمول بها‪.‬‬

‫‪-‬التعاون مع المجتمع المدرسي‪.‬‬

‫‪-‬المساهمة في األنشطة المدرسية المختلفة‪.‬‬

‫‪-‬المساهمة في حل المشكالت المدرسية‪.‬‬

‫‪-‬توظيف الخبرات الجديدة‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫مـــادة‪ :‬أخالقيات المهنة‬

‫خاص بطلبة مستوى السنة ثانية ماستر أدب عربي‪ -‬جميع الشعب‬

‫المحاضرة العاشرة (‪)10‬‬

‫أخالقيات التعليم ( الجزء الثاني)‬

‫واجبات المعلم نحو الطالب‪:‬‬

‫‪-‬غرس القيم واالتجاهات السليمة من خالل التعليم‪.‬‬

‫‪-‬القدوة الحسنة لطالبه في تصرفاته وسلوكه وانتمائه وإخالصه‪.‬‬

‫‪-‬توجيه الطالب وإرشادهم وتقديم النصح لهم باستمرار‪.‬‬

‫‪-‬تشجيع الطالب ومكافأتهم‪.‬‬

‫‪-‬مراعاة الفروق الفردية والوعي بطبيعة المتعلمين وخصائصهم النمائية المختلفة‪.‬‬

‫‪-‬المساواة في التعامل مع الطالب‪.‬‬

‫‪-‬تعريف الطالب بأهمية وفائدة ما يدرس لهم وأهمية ذلك في حياتهم‪.‬‬

‫‪-‬اإلخالص في القول والعمل؛ وهذا ما يجعل الطلبة يقدرون المعلم ويهتمون بالدروس‬
‫التي يلقيها ‪ ،‬ويثقون في ما يقوله ويكونون آذانا صاغية وقلوبا متفتحة ‪ ،‬وينقادون له طائعين مختارين‬
‫لشعورهم بأنه أب مرب لهم فال يظهر منهم ما يخل بآداب السلوك‪.‬‬

‫‪-‬إشاعة روح المحبة والمودة واأللفة والوئام بينه وبين الطلبة ‪ ،‬وهذا من شأنه إزالة التوتر‬
‫والخوف العصبي واالنقباض العقلي ‪ ،‬ويشيع في الصف الشعور الفياض بالسعادة الغامرة ؛ ألن حب‬
‫المعلم يستدعي بالضرورة حب المادة التي يعلمها ‪ ،‬والمحبة أساس النجاح والتوفيق في أي عمل‪.‬‬

‫واجبات المعلم نحو المجتمع ‪:‬‬

‫‪35‬‬
‫‪-‬القيام بدور القائد الواعي الذي يعرف القيم والمثل واألفكار التي تحكم سلوك المجتمع‪.‬‬

‫‪-‬معرفة قضايا المجتمع والمتغيرات والتحديات التي يمر بها ‪،‬والتفاعل مع المجتمع والتواصل اإليجابي‬
‫معه‪.‬‬

‫‪-‬أن تتكامل رسالة المعلم مع رسالة األسرة في التربية الحسنة ألبنائها‪.‬‬

‫‪-‬كما توجد لكل مهنة أخالقياتها الخاصة بها و التي تحكم سلوك أعضائها وتقاليدهم ومعايير انتقائهم‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫مـــادة‪ :‬أخالقيات المهنة‬

‫خاص بطلبة مستوى السنة ثانية ماستر أدب عربي‪ -‬جميع الشعب‬

‫المحاضرة الحادية عشرة (‪)11‬‬

‫أخالقيات التعليم ( الجزء الثالث)‬

‫المدرسة مؤسسة أخالقية بامتياز‪:‬‬

‫إن وظيفة المدرسة مزدوجة‪ :‬تربية وتعليم‪ ،‬وكما نالحظ فإن التربية تسبق التعليم‪ ،‬وال يختلف اثنان على أن‬
‫التربية الصحيحة هي المدخل السليم إلى التعليم الجيد؛ ألنك إذا أحسنت تنشئة الطالب خلقيا‪ ،‬فاألرجح انه‬
‫سيكون أكثر إقباال على التعلم وأكثر قدرة عليه‪ .‬فالتربية الخلقية مطلوبة لذاتها‪ ،‬ومطلوبة كوسيلة لتحقيق‬
‫التعلم األفضل‪.‬‬

‫فالمدرسة مؤسسة تعنى ببناء الطالب خلقيا وتلك مسئوليتها األساسية‪ ،‬وبالتالي تكون المدرسة مؤسسة‬
‫أخالقية بالطبيعة‪ ،‬وعليها خلق بيئة أخالقية مناسبة لتحقيق النمو الخلقي للطالب‪ ،‬وإال عجزت بالضرورة‬
‫عن النهوض برسالتها "ففاقد الشئ ال يعطيه" ومن هنا تظهر أهمية البيئة المدرسية من الناحية األخالقية‬
‫وذلك وفق ([‪)]7‬ما يلى‪:-‬‬

‫‪-‬غرس الوعي باألثر الخلقي‪:‬‬

‫يجب أن يدرك جميع المعلمين اآلثار األخالقية لكل سياساتهم وتصرفاتهم وأقوالهم‪ .‬فالمدير إذا كان‬
‫عادالا بين المعلمين فإنه ينشر ثقافة العدل‪ ،‬والمعلم إذا يميز بين التالميذ يحارب ثقافة العدل‪ .‬ولو حدث‬
‫أن طالب ا حرم من المكافأة يحارب ثقافة العدل‪ .‬ولو حدث أن طالبا حرم من المكافأة لصالح طالب آخر‬
‫بغير حق فإن األثر األخالقي المترتب يتجاوز الطالب المظلوم إلى الطالب المميز‪ ،‬إلى المعلم المسئول‪،‬‬

‫‪37‬‬
‫إلى باقي المعلمين والطالب‪ ،‬إلى إدارة المدرسة‪ ،‬بل والى المجتمع كله في نهاية األمر‪ .‬ولو أن تصحيح‬
‫كراسات اإلجابة لم يكن دقيقا‪ ،‬أو أن المعلمين لم يعطوا العناية الواجبة في التصحيح‪ ،‬فان األثر األخالقي‬
‫يتجاوز المستفيدين أو المتضررين إلى باقي الطالب الذين ستهتز ثقتهم بالنظام‪ ،‬وسيفقد النظام‬
‫مصداقيته‪ ،‬وتتراجع قيم االلتزام واإلتقان وأداء الواجب والعدل لصالح قيم االستسهال والتسرع وعدم احترام‬
‫الواجب وعدم االكتراث لتكافؤ الفرص وعدم ربط الجهد بالعائد‪ .‬ونؤكد أن األثر ليس فقط على أطراف‬
‫الموقف‪ ،‬وإنما األثر في النهاية على المجتمع كله‪.‬‬

‫‪-‬اللتزام الخلقي‪:‬‬

‫المقصود هنا أن الوعي بحجم ونوع اآلثار الخلقية للتصرفات ال يكفى لخلق البيئة األخالقية بالمدرسة‪،‬‬
‫وإنما أن يتطور الوعي إلى االلتزام‪ .‬أي أن يصاحب االلتزام الخلقي ما نحققه من وعى خلقي‪ .‬والمطلوب‬
‫هنا هو التزام خلقى على مستوى الفرد وعلى مستوى المجموع‪ ،‬فيقبل المعلم ويتحمل مسئوليته بشأن‬
‫أخالقياته هو كفرد ‪ ،‬وبشأن أخالقيات المدرسة ككل‪.‬‬

‫لماذا ينبغي أن نهتم بأخالق المهنة ؟‬

‫إن االلتزام بأخالق العمل يسهم في تحسين المجتمع بصفة عامة‪ ،‬حيث تقل الممارسات غير العادلة‪،‬‬
‫ويتمتع الناس بتكافؤ الفرص‪ ،‬ويجنى كل امرئ ثمرة جهده‪ ،‬أو يلقى جزاء تقصيره‪ ،‬وتسند األعمال لألكثر‬
‫كفاءة وعلم ا‪ ،‬وتوجه الموارد لما هو أنفع‪ ،‬ونضيق الخناق على المحتالين واالنتهازيين‪ ،‬وتوسع الفرص أمام‬
‫المجتهدين‪ .‬كل هذا وغيره يتحقق إذا التزم الجميع باألخالق([‪ )]8‬كما إنها تؤدي إلى‪: -‬‬

‫‪-‬دعم الرضا واالستقرار االجتماعيين بين غالبية الناس‪ ،‬حيث يحصل كل ذي حق على حقه ويسود‬
‫العدل في التعامالت والعقود واإلسناد وتوزيع الثروة‪ ....‬الخ وكل ذلك يجعل غالبية الناس في حالة رضا‬
‫واستقرار‪.‬‬

‫‪-‬توفر بيئة مواتية لروح الفريق وزيادة اإلنتاجية‪ ،‬وهو ما يعود بالفائدة على الجميع‪.‬‬

‫‪-‬زيادة ثقة الفرد بنفسه وثقته بالمنظمة والمجتمع‪ ،‬ويقلل القلق والتوتر بين األفراد‪.‬‬

‫‪-‬تقلل تعريض المؤسسات للخطر ألن المخالفات والجرائم والمنازعات تقل؛ حيث يتمسك الجميع بالقانون‬
‫الذي هو أوالا وأخي ار قيمة أخالقية‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪-‬يشجع االلتزام بمواثيق أخالقية صارمة على اللجوء في التعامل إلى الجهات الملتزمة أخالقيا‪ ،‬وبالتالي‬
‫تنجح الممارسات الجيدة في طرد الممارسات السيئة‪.‬‬

‫‪-‬إن وجود مواثيق أخالقية معلنة يوفر المرجع الذي يحتكم إليه الناس ليقرروا السلوك الواجب أو ليحكموا‬
‫على السلوك الذي وقع فعال‪.‬‬

‫التقويم والرقابة المهنية وانعكاساتها على أخالقيات مهنة التعليم‪:‬‬

‫التقويم جزء اليتج أز من عملية اإلنتاج في مهنة ما‪ ،‬ومقوم أساسي من مقوماتها‪،‬ويواكبها في جميع مراحلها‬
‫كما يستخدم التقويم كمعزز ألداء األفراد وفي إيجاد الدوافع عندهم للمزيد من العمل واإلنتاج من خالل‬
‫التوظيف الجيد للتغذية الراجعة‪.‬‬

‫ولقد ظهرت فكرة تقويم العمل في الوظائف والمهن منذ الوقت الذي نشأت فيه العالقات بين رب العمل‬
‫والعامل وتطورت مع قيم الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر وظهور حركة اإلدارة العلمية الحديثة‪،‬‬
‫ويعد فريدريك تيلر من أوائل الذين نادوا بوجوب تقويم الوظائف عام ‪1880‬م‬

‫أهداف تقويم الوظائف ([‪]) :9‬‬

‫‪-‬وضع سياسة عامة لدفع األجور وفق نظام عادل حسب نوع ومقدار المسؤوليات والواجبات‪.‬‬

‫‪-‬يساعد على األمن المهني بين اإلدارة واألفراد‪.‬‬

‫‪-‬يضع أسس النقل والترقية في المؤسسة‪.‬‬

‫‪-‬يساعد في توضيح نوع ومقدار كل وظيفة وسلطاتها ومسؤولياتها وواجباتها‪.‬‬

‫وتعتمد كل مؤسسة على وضع برنامج خاص لتقويم الوظائف من خالل‪:‬‬

‫‪-‬تقويم أداء األفراد ( بمعنى ترتيبهم تصاعديا وتنازليا حسب مقدرتهم وخبرتهم وعاداتهم الشخصية أي انه‬
‫وسيلة لقياس مقدرة األفراد‪).‬‬

‫‪-‬وتقويم الوظائف ( الذي هو وسيلة لدراسة درجة الصعوبة في ممارسة الوظائف أو القيام بها‪).‬‬

‫ومن الكفايات التي ينبغي توافرها في العامل ما يلي‪:‬‬

‫‪39‬‬
‫‪-‬الصفات الشخصية العامة‪.‬‬

‫‪-‬الصفات الشخصية ذات العالقة بطبيعة العمل‪.‬‬

‫‪-‬الصفات المرتبطة بقدرة العامل في المهنة على تحقيق األهداف المبتغاة‪.‬‬

‫‪-‬الصفات المرتبطة بقدرة العامل في المهنة على إدراكه لمحتوى العمل‪.‬‬

‫‪-‬الصفات المرتبطة بالقدرة على القيام باألنشطة واألساليب‪.‬‬

‫‪-‬الصفات المرتبطة بالقدرة بأساليب المتابعة والتقويم‪.‬‬

‫‪-‬الصفات المرتبطة بالعالقات مع المرؤوسين والرؤساء والزمالء والمجتمع‪.‬‬

‫دور المربي في مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين‪:‬‬

‫إدراك أهمية المهنة التي يمارسها وقدسية رسالتها‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫أن يدرك أن مهنة التعليم لها قواعد وأصول ‪ ،‬وتتطلب امتالك كفايات معينة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫أن يدرك أهمية التغيير الجذري الذي ط أر على طبيعة دوره ومسؤولياته‪ .‬فلم يعد مثالا دوره مقتص ار‬ ‫‪-3‬‬
‫على التلقين‪.‬‬

‫أن يستند في عمله على قاعدة فكرية وعقيدة إيمانية متينة‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫أن يدرك أهمية الفئة التي يتعامل معها‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫أن يدرك من خالل نظرة منهجية علمية متطورة موقعه وأهمية دوره في عصر العولمة واالنفتاح‪.‬‬ ‫‪-6‬‬

‫سلوكيات المعلم التي تتفق مع وأخالقيات المهنة‪:‬‬

‫القدوة الحسنة ‪،‬مصدر ثقة‪.‬‬

‫احترام وجهات النظر‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫مراعاة الفروق الفردية‪.‬‬

‫توسع طرائق التدريس‪.‬‬

‫عدم التقيد بحرفية الكتاب المدرسي‪.‬‬

‫ربط المنهاج بواقع الحياة‪.‬‬

‫توظيف التكنولوجيا الحديثة‪.‬‬

‫أن يثق بقدرات الطلبة في إحداث التغيير المرغوب فيه‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫مـــادة‪ :‬أخالقيات المهنة‬

‫خاص بطلبة مستوى السنة ثانية ماستر أدب عربي‪ -‬جميع الشعب‬

‫المحاضرة الثالثة عشرة (‪) 13‬‬

‫أخالقيات المحاماة‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫مما ال شك فيه أن مهنة المحاماة لها جذور راسخة في التاريخ ومرت عليها عبر قرون طويلة ما ال‬
‫يحصى من المحن والمعارك والكفاح المرير إلى أن أصبحت واضحة المعالم ومتميزة المكاسب ومعترف‬
‫لها بالدور العظيم الذي تؤديه في خدمة العدالة‪ ،‬وقد كان اإلنسان قبل التنظيمات االجتماعية األولى يدافع‬
‫عن نفسه بوسائل وطرق عديدة تبعا للظروف واألوضاع التي كان يوجد فيها واالعتداءات التي يتعرض‬
‫لها ‪.‬ولقد ظل دفاعه عن نفسه ومكاسبه مبنيا على القوة في غالب األحيان إلى أن تهذب في ظل‬
‫األعراف والتقاليد فاتخذ صو ار أخرى أهمها الدفاع بواسطة الكالم واالحتكام للغير‪. . .‬‬

‫ولما تفرعت الحقوق وظهرت لها تفصيالت وتجزئات عديدة ومتشابكة نتيجة تطور الحياة وتعقيدها‬
‫المستمر‪ ،‬صار من الصعب على األفراد الدفاع بأنفسهم عن حقوقهم وإظهار مشروعيتها وفرضها فكانت‬
‫الحاجة إلى الغير لبيان تلك الحقوق وإظهارها وتأكيدها عن طريق إثباتها ‪ .‬وهكذا ظهرت فئة من الناس‬
‫لها إلمام واسع بالمبادئ الفكرية والحقوقية وذات قدرة على الدفاع عن الحقوق والمصالح‪،‬و متى تولى‬
‫الغير الدفاع عن الحقوق كان المحامي وبالتالي مهنة المحاماة فاعترفت مختلف الحضارات البشرية‬
‫بأهمية وحيوية هذه المهنة وبمبدأ حريتها واستقاللها واعتبارها وسيلة أساسية للتوازن االجتماعي واالستقرار‬
‫السياسي ودعامة جذرية لكل مجتمع يتوق إلى التحرر واالستقرار‪ ،‬و بالتالي كانت مهنة المحاماة أكثر‬
‫المهن فرضا للتقاليد ونيال الحترام الحكام والمحكومين على السواء منذ أن ظهرت وقد دخلت تقاليدها‬
‫العريقة سجل التاريخ وتولت الدفاع عن المواطن وضمان حقوقه ‪،‬وقد اكتسبت هذا االحترام في ظل‬
‫مختلف الحضارات وفي ظل مختلف األنظمة السياسية لنبل رسالتها وخطورة مسؤوليته‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫يمكن القول بان أوج تطور المهنة في الحضارات القديمة كان بصفة خاصة باالعتراف للفرد بكيان‬ ‫ا‬
‫مالي مستقل خصوصا بعد أن أصبح من حقه تملك المال بصورة فردية‪ ،‬مع ما نتج عنه من حقوق‬
‫والتزامات فردية أتت بدورها إلى إيجاد نوع من المساواة بين األفراد ولو بصورة نسبية وتدريجية ‪ ،‬وقد نتج‬
‫عن ذلك ظهور التقاليد االجتماعية واألعراف التي كانت تسود الجماعات البشرية‪،‬وظهرت في شكل‬
‫قوانين جماعية بدائية وكان من ضمن ما تقره للخصوم في المنازعات القضائية االعتراف لكل منهم بحرية‬
‫حق إنابة غيره للمطالبة بحقوقه أو للدفاع عن ماله أو حريته أو حياته ‪ ،‬وعلى ضوء هذه األعراف بدأت‬
‫تظهر أهمية المحاماة في الحياة الجماعية البدائية ودورها في مساعدة العدالة خصوصا بعد أن انتزعت‬
‫السلطة القضائية من يد الكهنة ورجال الدين بصفة عامة والذين كانوا يحتكرون معرفة القوانين البدائية‬
‫‪،‬وبفضل بعض الحكماء وأهل العلم والمعرفة عرف اإلنسان الحق والعدالة والحرية المستمدة من األحكام‬
‫العرقية ومبادئ األخالق‪ .‬ومع مرور الزمن وتعقد الروابط االجتماعية بين األفراد والجماعات و صارت‬
‫تلك المبادئ واألحكام العرفية جيال بعد جيل ال تقوى على احتواء كل المشاكل االجتماعية وإدماجها فكان‬
‫البد من تدخل السلطات الحاكمة لتنظيم ما استجد من األوضاع وخلق مجموعة من القواعد والتمسك بها‬
‫في إطار االلتزام بالحق وتحقيقه الدفاع عنه وإضفاء صبغة الشرعية الخاصة عليه األمر الذي أدى إلى‬
‫تطور ممارسة حق الدفاع‪ ،‬فتخصص أولئك الحكماء للدفاع عن األفراد وشد أزرهم أمام القضاء‪ ،‬فما كان‬
‫على السلطة القانونية إال التدخل لتنظيم مهنة المحاماة ووضع ضوابط امتهانها األمر الذي كان له األثر‬
‫االيجابي في تطورها في عدد من الدول ‪.‬‬

‫التطور التاريخي لمهنة المحاماة‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬فكرة المحاماة لدى المجتمعات القديمة‬

‫المطلب األول ‪ :‬عند اليونان القديمة‬

‫لقد تم وضع أحكام قانونية خاصة بكل دويلة في ظل الحضارة اليونانية القديمة على يد مشرعين‬
‫عظام‪ ،‬وقد عرفت هذه الحضارة نظام المحاماة بفضل التنظيم القضائي اليوناني الذي يقدم لنا صورة‬
‫واضحة عن نشوء المحاماة ‪ ،‬فالمحاكم عندهم كانت جماعية ويتألف القصر العدلي من ستة آالف‬
‫محلف‪ ،‬ولكي يتجنبوا الرشوة والفساد في القضاء إلى الحد األدنى فقد عمدوا إلى اختيار أعضاء المحكمة‬

‫‪43‬‬
‫بالقرعة وفي آخر لحظة من انعقاد الجلسة وبما أن القضية تفصل بسرعة وقد ال يتجاوز انعقادها يوما‬
‫واحدا‪ ،‬لذلك كان من الصعوبة بمكان رشوة القضاة في يوم واحد‪ .‬لقد نظمت القوانين اليونانية أصول و‬
‫آداب المحاماة وإجراءات التقاضي والتدابير التي يتعرض لها المحامي الذي يخل بالتزامه‪،‬ولم تقتصر‬
‫مهنة المحاماة عند اليونانيين على مجرد الدفاع عن حق المواطن وشرفه وحياته بل كانت تتعدى ذلك إلى‬
‫الدفاع عن مصالح الوطن في أحرج األوقات واخطر الظروف ‪.‬‬

‫ونجد في مثل هذه الحضارات أنها كانت تقسم الناس بين أحرار وعبيد فنجد انه قد حرم قانون‬
‫المحاماة على األرقاء للمحافظة على كرامة المحامي ( )‪ ،‬وكان المحامون من أسمى فئات المواطنين‬
‫وكانت تسند إليهم الوظائف الحكومية العليا‪ ،‬إال انه لم يكن لهم اجر لكن الخطيب "انتيفون" أول من قبل‬
‫‪.‬‬ ‫أتعابا عن مرافعاته ثم تبعه بقية الخطباء فأصبحت المحاماة مورد كسب مادي‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬عند الرومان‬

‫قد استعان الحكام الرومانيون بالقوانين اليونانية ونظموا القضاء وانتشرت دراسة القانون وظهرت فئة من‬
‫القانونيين المعروفين بعملهم وحكمتهم يلتجئ إليهم األفراد من مختلف الطبقات والوظائف االجتماعية قصد‬
‫اتخاذهم أعوانا ومساعدين لهم في التقاضي‪.‬وكانت مهنة المحاماة تخول أصحابها الوصول إلى ارفع‬
‫المناصب خصوصا إذا تم انتخابهم من طرف مجلس األعيان ( )‪،‬والمحاماة في الحضارة الرومانية‬
‫مورست كمهنة تشريفية إلى أن تحولت إلى مهنة يتقاضى عنها المحامون األتعاب وذلك أن الرومان‬
‫األوائل على غرار المدنيات القديمة عرفوا فن الخطابة والمرافعة أمام المحاكم ومارسها خطبائهم أنفسهم‬
‫نيابة عن األطراف لكن بدون عوض‪،‬فقد كانوا يتعالون عن كل تأجير وال يبتغون من ممارسة المحاماة‬
‫سوى نيل لقب المحامي وهو لقب تعظيم وتشريف في المجتمع ‪ ،‬ومع تطور الظروف االقتصادية وتزايد‬
‫عدد المحامين سمح لهؤالء بأخذ مقابل اصطلح الفقهاء الرومان على تسميته باألتعاب تنزيها لهم عن كل‬
‫عمل مأجور‪.‬ويورد الدكتور عبد الرزاق السنهوري( ) في هذا الصدد أن حتى المطالبة القضائية باألتعاب‬
‫‪.‬‬ ‫لم تكن تتم بدعوى الوكالة بل بدعوى أخرى غير عادية‬

‫‪44‬‬
‫وكان يفترض في المحامي أن يكون حسن األخالق واسع الدراية بالعلوم القانونية وان يتمرن على مهنة‬
‫المحاماة ويدرس آدابها‪ ،‬وقد مارسها كبار الفقهاء الرومان الذين ساهموا في وضع النظريات القانونية التي‬
‫يقوم عليها النظام القانوني في الوقت الحاضر‪،‬حيث كانوا يمارسون المحاماة إلى جانب تدريسهم لمختلف‬
‫ويذكر المؤرخون أن " سيسيرون " ابرز الخطباء الرومان كان رجال سياسيا ومحاميا‬ ‫المواد القانونية‬
‫طيلة سبع وثالثين سنة ( ‪80‬الى ‪ 43‬قبل الميالد )‪،‬وكان فصيحا إلى درجة أن فن الخطابة عنده صار‬
‫‪.‬‬ ‫نموذجا لعلم البالغة الالتينية‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬في مصر القديمة‬

‫كان الحاكم السياسي في مصر الفرعونية هو في نفس الوقت القاضي األعلى في مملكته ثم عهد بمهمة‬
‫القضاء إلى احد الوزراء أو إلى احد حكام المقاطعات ‪،‬وقد شرع الملك " اخناتون " قوانين تضمن حقوق‬
‫األفراد والشعب وأقام نظاما توارثه الفراعنة الذين أعقبوه في حكم البالد‪ .‬وحكماء مصر القديمة الذين كانوا‬
‫يحسنون مخاطبة الجماهير وهم يعلنون مجانا على المأل حكمهم ومبادئهم‪ ،‬وكانت المرافعات في بداية‬
‫األمر شفوية وبعد اختراع المصريين للكتابة تم حظر المرافعات الشفوية وأصبحت تتم عن طريق نظام‬
‫اللوائح الخطية‪،‬وربما هذا المنع يرجع إلى الخوف من أن المتكلم يختلب عقول القضاة بحسن منطقه وهيبة‬
‫إلقائه أو يحرك عواطف المخاطبين( ) وكان العمل الذي يقوم به المحامي تفرضه اإلجراءات الشكلية‬
‫المنبثقة من التعاليم الدينية بصورة أساسية‪.‬‬

‫ولقد حصل هؤالء الحكماء في أخر المطاف بفضل االستم اررية في أعمال الدفاع والشهرة التي‬
‫عرفوا بها في األوساط القضائية على احتكار الممارسة القانونية وأعمال التمثيل أمام القضاء( )‪ ،‬ويذكر‬
‫المؤرخون في هذا المجال أن المحاماة عرفت ألول مرة في تاريخ البشرية في مصر الفرعونية عام ‪2778‬‬
‫‪.‬‬ ‫قبل الميالد إبان حكم األسرة الثالثة‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬عند اإلغريق‬

‫عرف المتقاضون عند اإلغريق فن المرافعة أمام المحاكم ومارسوه بأنفسهم‪ ،‬أما خطبائهم الذين تفننوا في‬
‫كتابة المذكرات لألطراف فلم يكن يسمح لهم حتى بإمضائها وباألحرى مؤازرة الخصوم والنيابة عنهم‪،‬وهكذا‬
‫يبقى الخصوم هم المسئولون عما قد تتضمنه تلك المذكرات من إخالل باالحترام الواجب للقضاة‬

‫‪45‬‬
‫‪.‬‬ ‫ولألطراف على السواء فاإلغريق عرفوا فن المرافعة دون االهتداء إلى حد امتهان الدفاع‬

‫‪46‬‬
‫مـــادة‪ :‬أخالقيات المهنة‬

‫خاص بطلبة مستوى السنة ثانية ماستر أدب عربي‪ -‬جميع الشعب‬

‫المحاضرة الرابعة عشرة (‪)14‬‬

‫أخالقيات المحاماة ( الجزء الثاني)‬

‫المطلب الخامس ‪ :‬الحضارة اليهودية‬

‫في الحضارة اليهودية حيث أتت الشريعة الموسوية بنظام قانوني وأحكام عملية قضائية تتناسب مع‬
‫الظرف الزماني والمكاني الذي كان بنو إسرائيل عليه‪ ،‬حيث ظهر مبدأ الدفاع عن النفس والحق ووضعت‬
‫قواعد ذات صبغة دينية تلزم القاضي والرعية التمسك بالحق والدفاع عنه ولو انه مقرر لمصلحة الغير(‬
‫)‪ ،‬وظهر كذلك شيوخ لهم دراية وإلمام واسع بعلوم الدين والدنيا يلجا إليهم أقربائهم على الخصوص‬
‫لالجتماع بهم والدفاع عن حقوقهم أمام مجالس القضاء‪ ،‬ولكن بالرغم من وجود المحاكم وانتصاب هؤالء‬
‫الشيوخ لمساعدة األطراف ومؤازرتهم والدفاع عنهم فلم تكن هناك محاماة وال محامون بالمعنى المتعارف‬
‫‪.‬‬ ‫عليه لكون الدفاع كان بالمجان وكان مجحودا ومنكو ار على غير اليهود‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬المحاماة في النظم الحديثة‬

‫المطلب األول ‪ :‬في فرنسا ‪:‬بالرغم من كون القانون الروماني هو المصدر التاريخي للقوانين الفرنسية‬
‫القديمة فان أول ذكر للمحاماة فيها لم يأت إال حوالي ثماني قرون بعد الميالد‪ ،‬ومنذ ذلك العهد صارت‬
‫مهنة المحاماة تتطور بسرعة خاصة لما اعترفت بها الكنيسة وصارت تمارس وفقا لنظام معترف به من‬
‫‪.‬‬ ‫قبلها‬

‫‪47‬‬
‫وبعد نجاح الثورة الفرنسية عام ‪ 1789‬وإعالن مبدأ الحرية عادت المحاماة لتعرف نوعا من الفوضى‬
‫وعدم االستقرار قبل أن تلغى نهائيا باعتبارها طائفة مهنية احتكارية تتناقض وحرية العمل ‪ .‬و يبدو من‬
‫خالل ما سبق أن المحاماة في فرنسا قبل الثورة تختلف عن ما بعدها‪ ،‬فلما انتصرت الثورة الفرنسية على‬
‫النظام القائم آنذاك‪ ،‬المتميز في آخر عهده( ) باألزمات السياسية واالجتماعية والمالية‪ ،‬تم إعالن الحرية‬
‫بصورها القانونية واالقتصادية والسياسية وإطالق الحريات العامة بما فيها حرية العمل‪ ،‬األمر الذي‬
‫استوجب إلغاء نظام الطوائف المهنية ومن ضمنها مهنة المحاماة باعتبارها احتكا ار يتناقض مع الحرية‬
‫والمساواة المعلنة بين األفراد ‪،‬وهكذا قد تم فتح باب المرافعة أمام المحاكم على مصراعيه دون أدنى قيد أو‬
‫شرط بالنسبة للمترافعين‪ ،‬وظل نظام المحاماة على هذه الحال متمي از بالفوضى وعدم االستقرار‬
‫وعلى اثر سقوط اإلمبراطورية الفرنسية ‪ 1814‬واعتالء " لويس الثامن عشر " عرش أسالفه ‪ ،‬صدر‬
‫مرسوم ملكي بتاريخ ‪ 27‬فبراير ‪ 1822‬يمنع وكالء الدعوى من الترافع أمام المحاكم ما عدا في حالة‬
‫وجود نقص في عدد المحامين( )‪،‬ولعل هذا اإلجراء التنظيمي لمهنة المحاماة ردا للجميل ألسرة الدفاع‬
‫التي عبرت دائما عن والئها الدائم للنظام الملكي ومحاربتها لإلمبراطورية طيلة عهدها‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬في الدول النجلوسكسونية‬

‫أما نظام المحاماة في الدول االنجلوسكسونية وال سيما النظام القانوني في بريطانيا فانه مرتبط ارتباطا‬
‫وثيقا بتاريخها عبر القرون‪ ،‬واألسس والركائز الرئيسية فيه ترجعا إلى تقاليد الشعوب التي يتألف منها ما‬
‫نسميه اآلن بالشعب البريطاني وهم سكان انكلت ار وويلز و ايرلندا الشمالية واسكتلندا‪ ،‬وقد انصهرت تقاليد‬
‫سكان هذه المناطق في بوتقة االتحاد خالل القرنين الماضيين‪ ،‬ولكن الشعب االسكتلندي ظل محتفظا إلى‬
‫)‪ ،‬هذا‬ ‫حد كبير بنظامه القانوني المستقل وسلك المحاماة في اسكتلندا اليزال له طابعه الخاص(‬
‫باإلضافة إلى تأثر بعض الدول التي احتلتها انجلت ار بتقاليدها مثل الواليات المتحدة األمريكية حيث ظهرت‬
‫بعض النظم الشبيهة بتلك التي ظهرت في إنكلت ار كما هي الحال بالنسبة لصديق المتهم الذي يعمل من‬
‫تلقاء نفسه ليقدم اقتراحاُ للمحكمة في مسائل الوقائع و القانون التي في علمه‪ .‬و الشك في أن السماح‬
‫لصديق المتهم بالدفاع عن صديقه كان نتيجة حتمية لعدم وجود المحاماة في الواليات المتحدة األمريكية‬
‫يومئذ‪ :‬ينص في دستور والية إنديانا لعام ‪ 1851‬ميالدي على أن ‪ ( :‬كل فرد يتصف بصفات خلقية‬
‫طيبة وحائز للحقوق االنتخابية يجوز قبوله أمام القضاء واألجهزة القضائية في أي درجة للدفاع عن‬
‫المتهم‪. .‬‬

‫‪48‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬في بعض الدول العربية‬

‫الفقرة األولى‪ :‬في مصر‬

‫بعد إتمام فتح الشام استعد المسلمون لفتح مصر ‪ ،‬وكلف أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب" رضي هللا‬
‫عنه "عمرو بن العاص" ‪ -‬رحمه هللا ‪ -‬لفتحها فبدأ الزحف عليها في أواخر عام ‪ 18‬هجرية ‪639‬م‬
‫بجيش قوامه (‪ )4000‬مجاهد استولوا على رف ــح والعريش ‪ ،‬ثم وصلتـهم اإلمــدادات بقيادة "الزبير بن‬
‫عوام" فاستطاعوا بفضل هللا تعالى فتح حصن بابليون ‪ ،‬ثم اتجهوا نحو اإلسكندرية عاصمة مصر في‬
‫ذلك الحين‪ .‬وبسقوط العاصمة تحت سيطرة المسلمين على مصر أقام المسلمون العدل والسالم ‪ ،‬فعرف‬
‫المصريون الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬وعرفوا بالطبع نظام الوكالة بالخصومة ‪ ،‬وهي األم الخصب للمحاماة‬
‫الشرعية‪ .‬وبقيت الوكالة بالخصومة من دون أي تنظيم إلى عهد محمد علي باشا والي مصر في العهد‬
‫العثماني الذي فكر في ترتيب مجالس العدالة ‪،‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬في لبنان‬

‫قضاء مذهبي ا خاص ا به‪،‬‬


‫ا‬ ‫تتميز البنية القضائية للبنان بأنها طائفية أي أن لكل طائفة من الطوائف اللبنانية‬
‫وهذا التفكك والتشرذم لم يكن على مر العصور بل تكون بنتيجة عوامل خارجية وداخلية سعت إلى‬
‫القضاء على اإلسالم والخالفة اإلسالمية ‪ ،‬فزرعت عدة طوائف فيه ثم عملت على تفريق أبناء الطائفة‬
‫الواحدة فأصبح أهل السنة والجماعة قلة ال يشكلون في لبنان إال الثلث تقريب ا مع العلم بأن الطائفة السنية‬
‫تتعرض إلى هجمة عنيفة من عناصر خارجية وداخلية للقضاء عليها عن طريق جعلها فرق ا وأحزاب ا‪( ).‬‬

‫كان قضاء أهل السنة هو الشريعة العامة المسيطرة على كل الطوائف اللبنانية في القضايا المدنية‬
‫والجزائية والتجارية عبر المذهب الحنفي مذهب الخالفة اإلسالمية لبني عثمان ‪ .‬أما قضايا األحوال‬
‫الشخصية فلم تفرض الخالفة أحكام الشريعة على الفرق غير اإلسالمية ‪ .‬فالطائفة المارونية تركت لها‬
‫والقانون‬ ‫حرية االختيار لتنظيم شريعتها وفق فرقتهم ‪ ،‬فجاء قانون الموارنة متأث ار بالفقه اإلسالمي‬
‫الروماني والكتاب المقدس بعهديه القديم والحديث والمجامع المسكونية وغيرها من كتبهم الفقهية ككتاب‬
‫مختصر الشريعة للمطران عبد هللا قزاعلي وكتاب الفتاوى الشرعية المطران قزاعلي أيضا ‪ ،‬وكتاب الهدى‬
‫وهو دستور الطائفة المارونية عربه عن السريانية المطران داود الماروني‪( ).‬‬

‫‪49‬‬
‫خــاتمة ‪:‬انه من طبيعة المجتمع الحي ان تكون فيه خصومات ومنازعات واختالفات في وجهات النظر‪،‬‬
‫وحين توجد هذه األخيرة يوجد حق الدفاع عن هذه الوجهات المتباينة ‪ .‬فحق الدفاع من لوازم الخصومة‬
‫وهذه األخيرة من لوازم المجتمع‪ ،‬ولما كان الناس على درجات مختلفة في القدرة على الدفاع كان البد ان‬
‫يستعين األضعف باألقوى لتبرير وجهة نظره والمحامي هو ذلك الرجل األقوى على التعبير عن وجهات‬
‫نظر موكليه ودعمها بالحجج واألدلة الشيء الذي يساعد القاضي في إصدار الحكم العادل ‪.‬وقد تعرضت‬
‫مداخالت وأراء وكتابات عدة إلى دور مهنة المحاماة الحضاري والضارب في عمق التاريخ‪،‬‬

‫وعلى العموم يمكن القول ان مهنة المحاماة مهنة حرة ومستقلة تشارك السلطة القضائية في تحقيق العدالة‬
‫‪.‬‬ ‫وتأكيد سيادة القانون وضمان حق الدفاع وهي جزء من أسرة القضاء‬

‫والمحاماة في األخير تبقى رسالة ‪...‬رسالة اجتماعية قبل ان تكون مهنة ‪ ،‬تخدم المجتمع في أساسياته‬
‫التي تعتمد لكل بناء يأمل استمرارها حيث تكرس الحق وتدفع الباطل وتسهم في إزهاق التمرد والعقوق‬
‫وتفرز مجموعة قواعد مجتمعية يتعارف الناس عليها ويعملون على استمرارها وسيادتها من تلقاء أنفسهم‬
‫‪.‬‬ ‫إيمانا من ان الحق يستند الى مؤيده الدائم ‪ ،‬المحاماة‬

‫‪50‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‪:‬‬

‫باللغة العربية‬

‫سامح فوزي‪ ،‬المواطنة ‪،‬القاهرة‪ ،‬مركز القاهرة لدراسات حقوق اإلنسان‪2007 ،‬‬ ‫‪-1‬‬

‫عبد الودود مكرم‪ ،‬القيم ومسئوليات المواطنة ‪:‬رؤية نقدية ‪،‬القاهرة ‪،‬دار الفكر العربي‪2004 ،‬‬ ‫‪-2‬‬

‫يونس بردة‪ ،‬اإلشكالية االنتخابية في المغرب ‪:‬مقاربة أسس الحكم وتجاذبات المسار االنتخابي‪”،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫مشروع دراسات الديمقراطية في البلدان العربية (الرباط‪ :‬اللقاء السنوي الرابع عشر‪.2007 ،‬‬

‫عبد السالم يخلف‪ ”،‬الرشادة في عصر العولمة‪ :‬بديل ممكن أم يوتوبيا؟‪ ”،‬دراسات استراتيجية‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫ع‪( 6.‬جانفي ‪ ،)2009‬ص ص‪101-81.‬‬

‫روبرت دال ‪،‬التحليل السياسي الحديث‪ ، ،‬القاهرة ‪،‬مركز األهرام للترجمة والنشر‪،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫‪،1993‬ص‪110-104‬‬

‫بوجمعة غشير ‪ ،‬تطور خطاب حقوق االنسان في الجزائر و الوضع الراهن‪ ،‬معهد األصفري‬ ‫‪-6‬‬
‫للمجتمع و المواطنة‪ ،‬بيروت‪ ،‬الجامعة األمريكية‪ ،‬مارس ‪ 2017‬ص‪12‬‬

‫خلفان كريم ‪،‬الثقافة الدستورية ‪:‬المواطنة و المشاركة السياسية للمرأة الجزائرية‪ ،‬مجلة القانون و‬ ‫‪-7‬‬
‫المجتمع و السلطة‪ ،‬جامعة وهران محمد بنأحمد‪ ،‬العدد‪ ،2016، 5‬ص‪51‬‬

‫لوافي سعيد‪ ،‬الحماية الدستورية للحقوق السياسية في الجزائر‪ ،‬مذكرة ماجستير في الحقوق‪ ،‬كلية‬ ‫‪-8‬‬
‫الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة بسكرو‪ ،2009،‬ص‪.34‬‬

‫عبد المومن بن صغير‪ ،‬إشكالية تطبيق الحكومة االلكترونية في الجزائر – اآلفاق و المعوقات‪،‬‬ ‫‪-9‬‬
‫المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية‪ 05 ،‬أكتوبر ‪2016‬‬

‫‪ -10‬بوحنة عبد القوي‪ ،‬الديمقراطية التشاركية في في ظل االصالحات السياسية و االدارية في الدول‬


‫المغاربية‪ ،‬األردن دار حامدللنشرو التوزيع‪ 2014،‬ص ‪233‬‬

‫‪51‬‬
‫ المؤتمر‬،‫ مركز جيل للبحث العلمي‬،‫ سياسات الهوية وأثرها على استقرار المواطنة‬،‫ لونيسي فارس‬-11
4-3 ‫ ص‬،2015 ‫ ماي‬23-21 ‫ طرابلس‬،‫الدولي الثامن للتنوع الثقافي‬

،2004:‫ دار الفكر العربي‬:‫القاهرة‬، ‫ رؤية نقدية‬:‫ القيم ومسئوليات المواطنة‬،‫ عبد الودود مكرم‬-12
.39.‫ص‬

:‫” انظر على الرابط التالي‬،‫” االنتخابات… المواطنة والديمقراطية‬،‫ امحند برقوق‬-13

(http://www.alhewar.org/debat/show.art.asp?aid=43037php/.(21/04/2011

:‫باللغات األجنبية‬

Pippa Noris,Electoral Engineering:Voting rules and political behavior) - -1


.)Cambridge:Cambridge University Press, 2002

Gérard François, Dictionnaire de La Pensée Stratégique – -2


.)(Paris:Larousse Bordas/2000

.)Oxford world power dictionary (china:oxford university press, 2006- -3

52
‫ﺍﻟﻣﺻﺎﺩﺭ ﻭ ﺍﻟﻣﺭﺍﺟﻊ‪:‬‬
‫‪ .1‬ﺳﻣﺎﻥ‪ ،‬ﺭﻭﻳﺩﺓ ﻋﺑﺩﺍﻟﺣﻣﻳﺩ ‪:‬ﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻣﻌﻠﻡ ﻓﻲ ﺿﻭء ﻣﻳﺛﺎﻕ ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﻣﻬﻧﺔ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﺍﻟﻣﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻌﺩﺩ‪167‬‬
‫‪www.almarefh.org‬‬

‫‪،1‬‬ ‫واﻟ زﻊ‪ ،‬ﻋ ﺎن‪،‬‬ ‫س ﺟﻠ ة‪ ،‬دار اﻷﻋﻼم ﻟﻠ‬ ‫‪ .2‬أﺧﻼ ﺎت اﻹدارة ﻓﻲ ﻋﺎﻟ اﻷﻋ ﺎل‪ ،‬ﺳﻠ‬
‫‪2010‬م‪.‬‬

‫واﻟ زﻊ‪ ،‬ﻋ ﺎن‪2009 ،1 ،‬م‪.‬‬ ‫ة ﻟﻠ‬ ‫‪3‬ـ أﺧﻼ ﺎت اﻟﻌ ﻞ‪ ،‬د‪ .‬ﺑﻼل اﻟ ﺎرﻧﺔ‪ ،‬دار اﻟ‬

‫‪ ،‬ﻋ ﺎن‪1423 ،2 ،‬ﻫـ‪.‬‬ ‫ﻠﻲ‪ ،‬دار ﻣ ﻻو ﻟﻠ‬ ‫ﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬د‪ .‬ﻋ اﻟﻘﺎدر اﻟ‬ ‫‪4‬ـ أﺧﻼ ﺎت اﻟ‬

‫‪ ،‬دار اﻟ ﻬ ﺔ اﻟﻌ ﺔ‪ ،‬ﺑ وت ـ‬ ‫ﻋ اﻟ‬ ‫اﻟ ﺎل‪ ،‬د‪ .‬ﻣ ﺣ‬ ‫اﻟﻌﻠ ﻲ‪ ،‬د‪ .‬ﻣﺎ ﺔ أﺣ‬ ‫‪5‬ـ أﺧﻼق اﻟ‬
‫ﻟ ﺎن‪1431 ،1 ،‬ﻫـ‪.‬‬

‫‪،1‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ﻋﻠﻲ اﻟ ﺎر‪ ،‬د‪ .‬ﺣ ﺎن ﺷ ﻲ ﺎﺷﺎ‪ ،‬دار اﻟﻘﻠ ‪ ،‬دﻣ‬ ‫ﺔ‪ ،‬د‪ .‬ﻣ‬ ‫ث اﻟ‬ ‫‪6‬ـ أﺧﻼ ﺎت اﻟ‬
‫‪1429‬ﻫـ‪.‬‬

‫واﻟ زﻊ‪1426 ،2 ،‬ﻫـ‪.‬‬ ‫‪7‬ـ أﺧﻼ ﺎت اﻹﻋﻼم‪ ،‬أ‪.‬د ﺳﻠ ﺎن ﺻﺎﻟﺢ‪ ،‬ﻣ ﺔ اﻟﻔﻼح ﻟﻠ‬

‫واﻟ زﻊ‪ ،‬ﻋ ﺎن‪2012 ،1 ،‬م‪.‬‬ ‫ﺎم اﻟ ﺎ ﺔ‪ ،‬دار أﺳﺎﻣﺔ ﻟﻠ‬ ‫‪8‬ـ أﺧﻼ ﺎت اﻟﻌ ﻞ اﻹﻋﻼﻣﻲ‪ ،‬أ‪.‬‬

‫‪،‬‬ ‫اﻟﻌﻠ ﻲ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟ‬ ‫اﻟ‬ ‫ﺎس‪ ،‬ﺻﻼح اﻟﻔ ﻠﻲ‪ ،‬ﻣ ﻠ‬ ‫ﻋ ﷲ‬ ‫ﺗ ‪ ،‬د‪ .‬ﺣ‬ ‫‪9‬ـ أﺧﻼ ﺎت اﻟ‬
‫‪2005‬م‪.‬‬

‫‪ ،‬ﻋ ﺎن‪2012 ،1 ،‬م‪.‬‬ ‫ﻋ اﻟﻔ ﺎح ﺎﻏﻲ‪ ،‬دار واﺋﻞ ﻟﻠ‬ ‫‪10‬ـ اﻷﺧﻼ ﺎت ﻓﻲ اﻹدارة‪ ،‬د‪ .‬ﻣ‬

‫‪،1 ،‬‬ ‫‪ ،‬دﻣ‬ ‫ﺳﺎﻟ ﻧ ر ‪ ،‬دار اﺑ‬ ‫ﺎرة اﻹﺳﻼﻣ ﺔ‪ ،‬د‪ .‬ﻣ ﻓ‬ ‫‪11‬ـ أﺧﻼ ﺎت اﻟ ﻬ ﺔ ﻓﻲ اﻟ‬
‫‪1430‬ﻫـ‪.‬‬

‫‪ ،‬ﻣ ﺔ اﻟ ﺎﻣﻌﺔ ﺎﻟ ﺎرﻗﺔ‪1424 ،1 ،‬ﻫـ‪.‬‬ ‫‪12‬ـ أﺧﻼ ﺎت اﻟ ﻬ ﺔ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم‪ ،‬د‪ .‬ﻋ اﻟ ﺎر اﻟ‬
‫‪،‬‬ ‫ﺔ‪ ،‬د‪ .‬ﺳ ﺟﺎد اﻟ ب‪ ،‬ﻣ‬ ‫ﺎت اﻻﻋ ﺎل اﻟﻌ‬ ‫وﻟ ﺔ اﻻﺟ ﺎ ﺔ ﻓﻲ ﻣ‬ ‫ﺔ واﻟ‬ ‫‪13‬ـ اﻷﺧﻼق اﻟ‬
‫‪2010‬م‪.‬‬

‫ﻋ ﻔﻰ‪ ،‬و ﺎﻟﺔ اﻷﻫ ام ﻟﻠ زﻊ ‪ 2003 ،‬م‪.‬‬ ‫أﺳ ﺎذ اﻟ ﺎﻣﻌﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫ ة‪ ،‬ﺻ ﯾ ﻣ‬ ‫‪14‬ـ أﺧﻼق اﻟ ﻬ ﺔ ﻟ‬

‫‪ ،‬اﻟ ﺎض‪،‬‬ ‫ﻘﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟ ﻠ ﺔ اﻟﻌ ﺔ اﻟ ﻌ د ﺔ‪ ،‬ﻓﻬ اﻟﻌ‬ ‫ﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺗ‬ ‫‪15‬ـ أﺧﻼ ﺎت اﻹدارة ﻓﻲ اﻟ‬
‫‪1428 ،4‬ﻫـ‪.‬‬

‫‪،1‬‬ ‫واﻟ زﻊ‪ ،‬ﻋ ﺎن‪،‬‬ ‫اﻟ ﻧ ﻲ‪ ،‬دار واﺋﻞ ﻟﻠ‬ ‫‪16‬ـ أﺧﻼ ﺎت اﻟ ﻬ ﺔ واﻟ ﻠ ك اﻻﺟ ﺎﻋﻲ‪ ،‬د‪ .‬ﻣ‬
‫‪2011‬م‪.‬‬

‫‪1979 ،1 ،‬م‪.‬‬ ‫ﺣ ﺔ‪ ،‬دار اﻟﻘﻠ ‪ ،‬دﻣ‬ ‫‪17‬ـ اﻷﺧﻼق اﻹﺳﻼﻣ ﺔ وأﺳ ﻬﺎ‪ ،‬ﻋ اﻟ ﺣ‬

‫واﻟ زﻊ‪،‬‬ ‫ﻋ د ﻧ ‪ ،‬اﻟ راق ﻟﻠ‬ ‫ﻟ ﺔ اﻷﻋ ﺎل ﻓﻲ ﺷ ﺎت اﻷﻋ ﺎل‪ ،‬د‪ .‬ﻧ‬ ‫‪18‬ـ أﺧﻼ ﺎت اﻹدارة وﻣ‬
‫اﻷردن‪2006 ،1 ،‬م‪.‬‬

‫‪ ،‬د‪ .‬ﻋﻠﻲ ﺎدﺣ ح‪ ،‬دار ﺣﺎﻓ ‪،3 ،‬‬ ‫ﺔ‪ ،‬د‪ .‬ﺳﻌ اﻟﻐﺎﻣ‬ ‫‪19‬ـ أﺧﻼق اﻟ ﻬ ﺔ أﺻﺎﻟﺔ إﺳﻼﻣ ﺔ ورؤ ﺔ ﻋ‬
‫‪1433‬ﻫـ‪.‬‬

‫‪ ،‬ﻣ ﺔ اﻟ ﺷ ‪1430 ،1 ،‬ﻫـ ‪.‬‬ ‫ﻋﻠﻲ اﻟ‬ ‫‪20‬ـ اﻷﺧﻼق اﻹﺳﻼﻣ ﺔ ﻓﻲ ﺿ ء اﻟ ﺎب واﻟ ﺔ‪ ،‬إﺑ ا‬

‫‪ ،‬اﻟ ار اﻟ ﺎﻣ ﺔ‪ ،‬اﻹﺳ رﺔ‪،‬‬ ‫ﻔﻰ أﺑ‬ ‫ﺎت اﻟ ﻌﺎﺻ ة‪ ،‬أ‪.‬د‪ .‬ﻣ‬ ‫اﻟﻌ ﻞ ﻓﻲ اﻟ‬ ‫‪21‬ـ أﺧﻼ ﺎت و‬
‫‪2010، 1‬م‪.‬‬

‫ﺑ‬ ‫ﻓﺔ ﺻ رﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣ‬ ‫اﻹﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬أ‪ .‬ﺑ‬ ‫ﺎد‬ ‫اﻻﻗ‬ ‫ر اﻟﻔ‬ ‫‪22‬ـ أﺧﻼ ﺎت اﻟﻌ ﻞ ﻣ ﻣ‬
‫ﻠﺔ‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬ ‫ﺿ ﺎف اﻟ‬

‫واﻟ زﻊ‪ ،‬ﻋ ﺎن‪1428 ،5 ،‬ﻫـ‪.‬‬ ‫‪23‬ـ اﻷﺧﻼق ﻓﻲ اﻹﺳﻼم‪ ،‬د‪ .‬ﺎﯾ ﻗ ﻋ ش وزﻣﻼؤﻩ‪ ،‬دار اﻟ ﺎﻫﺞ ﻟﻠ‬

‫‪ ،‬د‪ .‬إ ﺎن ﻋ اﻟ ﻣ ‪ ،‬ﻣ ﺔ اﻟ ﺷ ‪1427 ،3 ،‬ﻫـ‪.‬‬ ‫ﺔ واﻟ‬ ‫‪24‬ـ اﻷﺧﻼق ﻓﻲ اﻹﺳﻼم‪ ،‬اﻟ‬

‫‪1431 ،1 ،‬ﻫـ‪.‬‬ ‫ان‪ ،‬اﻟﻌ ﺎن ﻟﻠ‬ ‫‪25‬ـ أﺧﻼ ﺎت اﻟ ﻬ ﺔ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم‪ ،‬د‪ .‬ﻋ ﺎم اﻟ‬
‫اﻟﻌ ﺔ‪،‬‬ ‫ﺔ اﻹدارة‪ ،‬ﺟ ﻬ رﺔ ﻣ‬ ‫ﺔ اﻟﻌ ﺔ ﻟﻠ‬ ‫‪26‬ـ اﻹدارة واﻟ ﻠ ك اﻷﺧﻼﻗﻲ ﻓﻲ اﻟﻌ ﻞ‪ ،‬اﻟ‬
‫‪2011‬م‪.‬‬

‫ﺧﻠ ﻔﺔ‪ ،‬ﻋﺎﻟ اﻟ ﻌ ﻓﺔ‪ ،‬أﺑ ﻞ ‪1992‬م‪.‬‬ ‫ﻣ‬ ‫‪ :‬د‪ .‬ﻋ اﻟﻠ‬ ‫‪27‬ـ ارﺗﻘﺎء اﻟ ‪ ،‬دراﺳﺔ ﻧﻔ ﺔ‪ ،‬ﺗﺄﻟ‬

You might also like