Professional Documents
Culture Documents
أخلاقيات المهنة
أخلاقيات المهنة
ﺳﻨﺪ ﺑﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻲ
أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌ ﻨﺔ
ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻟﻄﻼب اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﺎﺳ
ﻟﻐﺔ و أدب ﻋﺮ ﻲ :ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺸﻌﺐ
اﻟﻌﺎم ا ﺎﻣ 2021-2020
مـــادة :أخالقيات المهنة
خاص بطلبة مستوى السنة ثانية ماستر ،لغة و أدب عربي -جميع الشعب
تمهيد:
لكل مهنة في المجتمع اإلنساني قواعد أخالقيات البد من مراعاتها وااللتزام بها من قبل
االفراد المنتسبين لتلك المهنة ،الن ذلك يساعدهم على السير قدما نحو تحقيق النتاجات
المنشودة بكفاية وفاعلية .إن المجتمعات – بغض النظر عن تقدمها أو تأخرها -تحتضن
كثي ار من المهن كالطب والمحاماة والقضاء و الصحافة والتعليم ،وغيرها في سلم المهن.
والمتتبع لموقف المجتمعات من هذه المهن يالحظ أن كل مهنة تلتزم بأخالقيات يؤمن بها
أصحابها الذين يعتزون بها ويسلكون بمقتضاها ويعملون على ترسيخها وتعميقها لدى
المنتمين إليها منطلقين من إيمانهم بأهداف المهنة وأدوارها التي تحقق طموحات المجتمع في
التحديث و الرقي([.)]3
1
أول :مفهوم األخالق:
ً
الخلُ ُق :حال للنفس راسخة تصدر عنها األفعال من خير أو شر من
وفي المعجم الوسيطُ (( :
غير حاجة إلى فكر وروية))( ).
اصطالحا :تعددت تعريفات علماء التربية لمعنى األخالق ،ولعل المختار منها أن
ً األخالق
الخُل َق :
ُ
((هيئة للنفس راسخة ،عنها تصدر األفعال بسهولة ويسر ،من غير حاجة إلى فكر ِ
وروية ())
).
حسنا،
فإن كانت الهيئة بحيث تصدر عنها األفعال الجميلة عقالا وشراعا سميت الهيئةُ :خلُاقا ا
ْ
سيئا( ).
وإن كان الصادر منها األفعال القبيحة سميت الهيئةُ :خلُاقا ا
الحالة الثانية :أن بعض األخالق تُستفاد بالعادة والتدريب؛ وإال َل َما كان فائدة من التهذيب
والتأديب.
2
عادة متمثلة
فالخلُ ُق إنما هو حصيلة التفاعل بين الصفات الفطرية والمكتسبة؛ بحيث تصبح ا
ُ
في السلوك خاضعة للمبادئ والقيم اإلسالمية التي جاء بها الوحي لتنظيم حياة الفرد
والمجـتـمع.
غرَو أن تكون
اإلسالم رسالة أخالقية بكل ما تحمله هذه الكلمة من عمق وشمول ،وال ْ
وحا تسري في جميع جوانبه ،ولذا قصر
ور ا
"األخالقي ُة" خصيص اة من خصائصه العامةُ ،
قال :قال رسول هللا(( :إنَّ َما الهدف من بعثته على ذلك ،فعن أبي هريرة رسول هللا
َخ ِ
الق ))( ). صالِ َح األ ْ
ثت ألتَ َّم َم َ
ُب َع ُ
وقال ابن القيم رحمه هللا(( :الدين كله هو الخلق ،فمن زاد عليك في الخلق ،فقد زاد عليك
في الدين ))( ).
أن النبي أواال :أنه أعظم روابط اإليمان وأعلى درجاته؛ يدل على ذلك ما رواه أبو هريرة
َح َسُن ُه ْم ُخلُاقا))( ).
يم اانا أ ْ قال(( :أَ ْكم ُل اْلم ْؤ ِمِن َ ِ
ين إ َ َ ُ
ثالثاا :يجعل المسلم من خيار الناس مطلاقا ،فعن عبد هللا بن عمرو رضي هللا عنهما أن
َخ َالاقا))( ).
َح َسَن ُك ْم أ ْ قالِ(( :إ َّن ِم ْن ِخ َي ِ
ارُك ْم أ ْ النبي
الشاعر قوال:
ُ وقد أحسن
هي المبادئ التي تعد اساسا للسلوك المطلوب ألفراد المهنة والمعايير التي تعتمد عليها
ماهية المهنة:
مدخل :
قبل أن نتعرف على موقف المجتمع من أي مهنة ،كان البد حينئذ من تعريف المهنة
والوقوف على مفهومها وخصائصها ومعاييرها ،فالمهنة كلمة ذات مدلول وصفي تشير إلى
مجموعة من السمات األساسية التي تتصف بها كثير من المهن مثل الطب والمحاماة
وتتطلب درجة عالية من المهارة القائمة على المعرفة المتخصصة .ويعرفها" Blackington
":)]"([4بأنها عمل منظم يقتنع به اإلنسان ويحاول أن ينهض من خالله بمطالب وظيفية
محددة" أوهي ":عمل مهني راقي يتطلب نوعا من القدرات الفنية التي يمكن تحقيقها عن
طريق إعداد مهني خاص يشمل علي إعداد أكاديمي و تدريب عملي".
وهي تختلف عن مفهوم الحرفة التي هي":عمل يدوي يمارسه العامل إما في ورشة يمتلكها
أو في ورشة يملكها شخص آخر أو في مؤسسة أو شركة وال يحتاج إلي إعداد مسبق بل من
خالل تدريب قصير".
مفهوم الحرفة:
مفهوم الوظيفة:
لغة :ما يقدر من عمل أو طعام أو رزق وغير ذلك في زمن معين ،وتأتي بمعنى الخدمة
المعينة.
واصطالحا :وحدة من وحدات العمل تتكون من عدة أنشطة مجتمعة مع بعضها في
المضمون والشكل ،ويمكن أن يقوم بها موظف واحد أو أكثر.
مفهوم العمل:
5
مـــادة :أخالقيات المهنة
خاص بطلبة مستوى السنة ثانية ماستر أدب عربي -جميع الشعب
أـ اإلطالق العام(( :بذل النفس في صنعة أو عمل ،ولو بدون مقابل)).
ب ـ اإلطالق الخاص :وهو المراد عند إطالق مصطلح المهنة( )؛ فتطلق على(( :النشاط الحياتي الذي
يتخذه المرء وسيلة لكسب معاشه وإعالة أهله )).
أما التعريف المختار للمهنة فإنها(( :مجموعة من األعمال تتطلب مهارات معينة يؤديها الفرد من خالل
ممارسات تدريبية))( ).
2ـ العمل :لغ اة :المهنة والفعل( ) .ويقال :أعمل فالن ذهنه في كذا وكذا ،إذا تدبره بفهمه( ).
1ـ المفهوم العام :يقصد به كل فعل يقوم به اإلنسان عن قصد ،ويدخل فيه العمل المهني بمفهومه
الواسع ،وكذلك أعمال الخير والشر وغيرها ،بهدف مادي أو معنوي ،دنيوي أو أخروي.
2ـ المفهوم الخاص :وهو ما نقصده في هذا المقرر؛ إذ يتعلق بالناحية اإلنتاجية لكل ما يزاوله اإلنسان من
أنشطة مادية أو فكرية بقصد المنفعة.
6
اصطالحا(( :كل نشاط جسمي أو عقلي يقوم به اإلنسان بهدف اإلنتاج في مؤسسة
ا وعليه ،فالعمل
حكومية أو خاصة ،أو في حرفة أو مهنة))( ).
أركــــان العمل:
أ) الركن األول :النشاط و هو لب العمل ،سواء كان نشاط ا جسدي ا أو ذهني ا.
ب) الركن الثاني :اإلنتاج و هو سواء كان إنتاجا مادي ا كصناعة شئ ما ،أو استخراجه من كنوز باطن
األرض ،أو معنويا كالوظائف الكتابية ،أو الحراسة التي يكون مردودها على إنتاج الدولة أو المؤسسة أو
الشركة.
العمل والكسب واجب على كل إنسان قادر على العمل مهما ارتفع شأنه؛ وذلك الكتساب المال بطريق
مشروع ومباح ،لإلنفاق منه على نفسه ،ومن تلزمه نفقته.
يقول ابن خلدون(( :فال بد من األعمال اإلنسانية في كل مكسوب ومتمول ،ألنه إن كان عمال بنفسه مثل
الصنائع فظاهر ،وإن كان مقتنى من الحيوان أو النبات أو المعدن فال بد فيه من العمل اإلنساني ...وإال
ا
لم يحصل ولم يقع به انتفاع))( ).
فدولة كاليابان ـ مثال ـ دولة بوذية في عقيدتها إال أنها وضعت نفسها في مرتبة متقدمة بين األممِ ،ونظر
لها الغير نظرة إكبار وتقدير بحكم ما تملكه من تقدم وتطور تقني ومهني ( ).
7
النموذج الكوري الجنوبي يؤكد ـ بجالء ـ قيمة بناء اإلنسان الواعي والمبدع والملتزم بأخالقيات العمل
ولعل ُ
والتعاون والتكيف االجتماعي في سلوكه وحياته من خالل النظام التربوي من جانب .ومن جانب آخر من
خالل دعم التعليم وتطويره وتحسين مدخالته واالهتمام بتأهيل وتدريب العمالة؛ فاستطاعت تحقيق قفزة
موقعا مرمواقا في االقتصاد الدولي؛ إذ تعد القوة االقتصادية
شاملة في مختلف مرافق حياتها ،وباتت تحتل ا
عاما ( ).
العاشرة في العالم في فترة زمنية ال تتجاوز خمسين ا
عندما تنتشر البطالة بمجتمع أو أمة إال لحق بها الفساد الكبير بجميع أنواعه ،حيث تنشأ عنها مساوئ
ومفاسد كثيرة ،منها انتشار الجرائم بأنواعها كالسرقة و النصب و االحتيال والتزوير و غيرها من األمراض
االجتماعية التي تغلغلت في المجتمعات البشرية المعاصرة .
لما كانت حياة األمة وقوتها وتميزها تطرد بمدى تنظيم اقتصادها ،ومن أهم أسس االقتصاد القوي
ومقوماته العمل ،فقد أولى اإلسالم اهتماما بالغا بالعمل والعمال وكرمهم أحسن تكريم.يدل على ذلك:
فقد تكررت كلمة العمل وتصاريفها في القرآن الكريم ( )359مرة ،ووردت كلمة السعي ( )30مرة ،وكلمة
الكسب ( )67مرة ،وكلتاهما وطيدة الصلة بالعمل( ).
النُّ ُش ُ
ور} [الملك]. 10:
أي(( :هو الذي سخر لكم األرض وذللها ،لتدركوا منها كل ما تعلقت به حاجتكم ،من غرس وبناء وحرث،
وطرق يتوصل بها إلى األقطار النائية والبلدان الشاسعةَ{ ،فام ُشوا ِفي مَن ِ
اكِب َها} أي :لطلب الرزق َ ْ ُ
والمكاسب))( ).
8
عديدة ووسائل متنوعة لالكتساب. ا كما امتن هللا تعالى على عباده بأن جعل في األرض معايش o
ِ اها وأَْلَق ْيَنا ِفيها رو ِاسي وأ َْنب ْتَنا ِف ِ ِ
يها م ْن ُكل َش ْيء َم ْوُزونَ .و َج َعْلَنا َل ُك ْم ف َ
يها َ َ ََ َ َ َ ض َم َد ْدَن َ َ
قال تعالىَ { :و ْاأل َْر َ
الح ْجر19:ـ].20 معايِ َش وم ْن َلستُم َله ِبرِازِقين}[ ِ
ََ ْ ْ ُ َ َ ََ
اصطالحاِ :
تعرفها منظمة العمل الدولية أنها (( :لفظ يشمل كل األشخاص العاطلين عن العمل ا البطالة
رغم استعدادهم له ،وقيامهم بالبحث عنه ،بأجر أو عمل للحساب الخاص ،وقد بلغوا من السن ما يؤهلهم
للكسب واإلنتاج))( ).
1ـ تأهيل الشباب لسوق العمل :من خالل المواءمة بين مخرجات التعليم خصوصا الجامعي واحتياجات
سوق العمل؛ باعتبار ذلك عنص ار أساسيا لمتطلبات التنمية ولزيادة فعالية التعليم في تحقيق األهداف
التنموية.
.2االهتمام بالبرامج التدريبية التي تنفذها بعض المؤسسات وتوسيع نطاقها؛ بهدف تنمية وتطوير مهارات
العاملين ،السيما المهن التقنية والحرفية؛ إلعداد الموارد البشرية الوطنية ،وتوظيفها في الوظائف ذات
القيمة المضافة العالية ،ومن ثم العمل على زيادة المعروض من العمالة الوطنية ،وهناك تجارب عديدة
في هذا المجال يجب اإلفادة منها( ).
9
3ـ االستخدام األمثل للموارد المتاحة :حيث ترتبط عملية التنمية االقتصادية في أي مجتمع بما يملكه من
طاقات بشرية ،وموارد طبيعية وجغرافية ومناخية ،فاالستخدام األمثل لهذه الموارد يساعد في انتعاش
االقتصاد ،وبنائه على أسس قوية( ).
4ـ تدعيم جميع المشاريع بواسطة القروض السهلة و بدون تعقيدات بيروقراطية ،وهذه الطريقة جد مجدية
و وسيلة ناجعة من الوسائل المهمة لعالج مشكلة البطالة و مساعدة العاطلين لتنفيذ مشروعات صغيرة،
تعطي لهم فرصة بناء مستقبلهم.
10
مـــادة :أخالقيات المهنة
خاص بطلبة مستوى السنة ثانية ماستر أدب عربي -جميع الشعب
(( هي :مجموعة القيم والنظم المحققة للمعايير اإليجابية العليا المطلوبة في أداء األعمال الوظيفية
والتخصصية ،وفي أساليب التعامل داخل بيئة العمل ،ومع المستفيدين ،وفي المحافظة على صحة
اإلنسان ،وسالمة البيئة))( ).
و النظم :تعني الضوابط والشروط الفنية التي تحكم األداء الوظيفي والمهني في صورة لوائح وقوانين.
أما المعايير :فتعني المواصفات المحددة لألساليب العملية والسلوكية في أداء العمل.
والمحافظة على صحة اإلنسان وسالمة البيئة :بعد أن صار ذلك من األمور الملحة مع كثرة الملوثات
البيئية والمناخية ( ).
11
أهمية دراسة أخالقيات المهنة واللتزام بها:
تجلت الحاجة إلى دراسة أخالقيات المهنة وتدريسها على المستوى األكاديمي بعد أن سيطر العلم على
مقاليد األنشطة الحياتية ،وفجر منها سياسات وآليات ومنتجات لم تخطر على البال قبل ،ثم بعد أن انفتح
العالم عبر الفضائيات وشبكات االتصاالت؛ فصارت الحاجة داعية لدراسة أخالقيات المهنة بعناصرها
األربعة :العامل ،وصاحب العمل ،والمستفيد ،والمجتمع.
أما العامل :فقد ازدادت حاجته إلى خلق الرحمة ،واإلحسان ،والرعاية ،بعد أن استغني عن األيدي o
البشرية في بعض المهن والوظائف؛ باتباع نظام الميكنة واآللة ،ومع دخول اآلليات الخطرة والمعقدة،
فضال عن تضحية العامل باالبتعاد أهله ووطنه؛ فانتشرت الهجرة للعمل.
وصاحب العمل :ازدادت حاجته إلى خلق الصدق ،واألمانة ،والمبادرة ،مالحق اة للتطور السريع، o
فال مكان لمتكاسل.
والمستفيد :ازدادت حاجته إلى خلق اإلتقان ،والنصح ،واللياقة ،بعد أن تعددت المنتوجات o
وتشابهت أشكالها وتفاوتت قيمها وقيمتها ،وازدادت اإلجراءات المتبعة.
والمجتمع :ازدادت حاجته إلى خلق التعاون ،والعلم ،وحسن السمعة ،نظ ار الرتباط نسبة الصادرات o
بحسن السمعة اإلنتاجية ،واإلتقان؛ التي ال تكون إال باتباع القواعد العلمية مع تعاون العاملين والمؤسسات
للصالح العام ( ).
هذا(( ،وقد كشفت نتائج إحدى الدراسات وجود عالقة دالة بين نسق (القيم) أو ـ األخالقيات ـ o
والقدرات اإلبداعية ،كما كانت هذه العالقة من الوضوح بحيث تشير إلى انتظام األخالقيات كعناصر هامة
وأساسية في البناء الشخصي للفرد المبدع ،أو كمناخ نفسي تنتظم في ظله ممارسة األداء اإلبداعي ،فقد
تبين أن المرتفعين في األداء اإلبداعي يحصلون على درجات مرتفعة على عدد من األخالقيات ،مثل:
اإلنجاز ،واالستقالل ،والصدق ،واالعتراف...مقارنة بالمنخفضين في األداء اإلبداعي))( ).
12
مـــادة :أخالقيات المهنة
خاص بطلبة مستوى السنة ثانية ماستر أدب عربي -جميع الشعب
كيف تتحقق األهداف الكبرى والطموحات العظيمة للفرد والمجتمع والوطن دون غطاء من o
الفضائل الرفيعة؟
كيف يمكن الحصول على المعلومات التي تبنى عليها الخطط فيطمأن إلى مصدرها وصحتها إذا o
لم تتوفر أخالق الصدق واألمانة والثقة؟
كيف يمكن أن تنشأ روح الفريق الواحد والعمل الجماعي في غيبة المحبة والتعاون واإليجابية؟ o
كيف يمكن تحقيق التواصل اإلنساني بين أفراد المؤسسة إذا انعدم العدل واإلحسان والرحمة؟ o
كيف يبني القطاع الحكومي والخاص سمعته ويضاعف إنتاجه وأرباحه إذا فقد اإلتقان واإلخالص o
والتفاعل البناء مع المستفيدين من؟( ).
( )4خلق العدل ( )3خلق األمانة ( )2خلق الصدق ) (1خلق اإلخالص
( )8خلق المبادرة ( )7خلق اإلتقان ( )6خلق الكفاءة )(5خلق التعفف
13
ولكي تترسخ هذه األخالقيات للمقبلين على سوق العملقصد ترقية المارسات الوظيفية والمهنية من خالل
إحداث عملية عصف ذهني عند كل شخص من أفراد المجتمع و داخل منظمة العملة مهما كانت
تسميتها و مكان تواجدها ،عند الرجل و المرأة على حد سواء :
إن ترسيخ أخالقيات المهنة في عقل و وجدان كل موظف ومهني في القطاع العمومي أو الخاص
الستئصال كافة أشكال الفساد وصوره.
اإلخالص لغة :يدور جذره اللغوي حول معاني :الصفاء ،والنقاء ،والسالمة من الشوائب ،والبعد عن
الرياء.
مجاالت اإلخالص:
فالتاجر يخلص في تجارته بالنصح لعمالئه واجتناب الغش والتدليس عليهم، o
والطبيب تقع عليه مسؤولية كبيرة في مجاله؛ فهو يطلع على أسرار المرضى ،وطبيعة مرض كل o
منهم؛ ولذا يجب أن يراقب تصرفاته ،فال يخرج عن إطار مهامه إلى تصرفات ال تليق بعمل األطباء،
فتُفقد ثقةُ المريض فيه.
14
والفالح والصانع والمهندس إذا أخلصوا في عملهم كثر اإلنتاج وتحسنت نوعية اإلنجاز وارتفعت o
معها الجودة التي يحتاجها المستهلك.
الصدق لغة :قال ابن فارس( :الصاد والدال والقاف) أصل يدل على قوة الشيء قوال وغيره( ) ،وهو ضد
الكذب( ).
واصطالحا(( :القول بما يطابق الحقيقة والواقع من غير تعديل وال زيادة وال نقصان))( ).
وليس اإلخبار مقصو ار على القول ،بل قد يكون بالفعل أو باإلشارة باليد وهزة الرأس ونحو ذلك ،وقد يكون
بالسكون( ).
أنواع الصدق:
1ـ الصدق في الوعد ،أي :الوفاء بالوعد والعهد ،وأال يقول المرء غير ما يعمل ،وال يعمل خالف ما يقول،
وعليه أن ينفذ ما تعهد بتنفيذه من عمل ونحوه في موعده.
2ـ الصدق في القول ،فيما يخبر به المرء عن نفسه وغيره ،فال يختلق المعاذير ،أو يذكر أسبابا غير
حقيقية من شأنها أن تفوت على الناس أعمالهم وخدماتهم؛ فالصدق في القول هو أصل هذا الخلق كما
مضى في تعريفه ،وكل اآليات المتحدثة عنه إنما تتناول الصدق في القول حديثا أوليا.
3ـ الصدق في نقل األفكار واآلراء العلمية ،وعدم التحريف أو التغيير فيها .
4ـ الصدق في أداء الشهادة وعدم الجنوح إلى قول الزور ،فشهادة الزور من أعظم الموبقات ،فقد قرنها هللا
اجتَِن ُبوا َق ْو َل ُّ
الز ِ
ور} [الحج].30: ان َو ْ اجتَِن ُبوا ِ
الر ْج َس ِم َن ْاأل َْوثَ ِ تعالى بالشرك به سبحانه ،فقال عز وجلَ{ :ف ْ
5ـ الصدق في المعاملة ،ولها صور عديدة :منها صدق البيع والشراء
15
.6الصدق في أداء الوظيفة على الوجه األتم ،وامتثال التعليمات واألنظمة ،والصدق مع العمالء،
والمديرين ،والمرؤوسين في كل حال.
األمانة لغ ًة :قال ابن فارس( :الهمزة والميم والنون) :أصالن متقاربان :أحدهما :األمانة التي هي ضد
الخيانة ومعناها :سكون القلب...( ).
واصطالحا(( :خلق ثابت في النفس يعف به اإلنسان عما ليس له به حق ،ويؤدي به ما عليه
أول :ما يخص حقيقة المهنة :بالحفاظ على خصوصية العالقة بين أطراف المهنة بحسب طبيعتها؛ مما
يعرف عند الناس بأنه نقض للعهد ،وإفشاء للسر.
ثانيا :ما يخص التصرف في المهنة :بالحفاظ على مصالح المهنة الحقيقية ،ال مصلحته الشخصية على
حساب المهنة ،فال يسرف في اإلنفاق ،وال يستغل مهنته أو منصبه ليقدم مصالحه الشخصية على
مقتضيات مهنته ،وأن يحافظ على المال العام للشركة أو المؤسسة وممتلكاتها ( ).
ثالثا :ما يخص وسيلة المهنة :سواء في الوصول إليها أو في أدائها ،فيجب أن تكون مشروعة؛ ألن
الغاية ال تبرر الوسيلة ،وللوسائل حكم المقاصد ،فال كذب وال غش وال محسوبية.
2ـ التزام العامل بالتقيد بتعليمات صاحب العمل؛ فيما ال يتعارض مع القوانين و اللوائح اإلدارية.
4ـ التزام العامل ووفاؤه بما نص عليه عقد العمل من شروط وبنود.
16
4ــ خلق العدل
العدل لغ ًة(( :ما قام في النفوس أنه مستقيم ،وهو ضد الجور))( ).
واصطالحا(( :وضع كل شيء في موضعه الالئق به ،من غير زيادة وال نقصان))( ).
والمقصود به :العدل في التقويم ،والتوظيف ،وتفويض السلطة ،وتوزيع الحوافز؛ وأال يكون هناك ظلم ،وأن
يعطي كل ذي حق حقه ،والعدل والمساواة أمام القانون في الجزاء من أهم بواعث األمن ،والشعور بالرضا
والراحة النفسية ،والكرامة اإلنسانية.
ويقتضي ذلك :أال يبالغ الموظفون في وصف سلبيات رؤسائهم ،وغيبتهم ،أو تحميل أفعالهم وأقوالهم فوق
ما تحتمل ،وتفسيرها وفق أهوائهم ،وعليهم أن يكونوا منصفين في الموازنة بين الجوانب اإليجابية والسلبية .
بأن يحسن بعضهم ببعض الظن ،وال َيحمل كالمهم إال على المحمل الحسن ،وال ينحاز ألحد العاملين
ضد اآلخر ،وعلى الجميع أن يلتزم بالوقت المحدد للعمل؛ فالوقت ملك لصاحب العمل ،يتقاضى عليه
العامل أجرا ،وعليهم أن يلتزموا بما تمليه عليهم األنظمة واللوائح( ).
((يجب أن يتسم الموظف بالعدل بين جميع عمالئه على حد سواء ،بحيث يعطي لكل ذي حق حقه ،فال
يميز أحد المراجعين على اآلخر ،لتجنب المحسوبية ،وال يجوز للموظف أن يقدم أقرباءه أو أصدقاءه على
المراجعين اآلخرين ل في العطاء ول في الدور ،ول في أي مظهر من مظاهر التمييز))( ).
17
مـــادة :أخالقيات المهنة
خاص بطلبة مستوى السنة ثانية ماستر أدب عربي -جميع الشعب
التعفف لغ ًة :الكف عما ال يحل ويجمل ...وقيل :االستعفاف :الصبر ،والنزاهة عن الشيء( ).
واصطالحا(( :ضبط النفس عن المالذ الحيوانية ،وهي حالة متوسطة بين إفراط :هو الشره ،وتفريط :هو
جمود الشهوة))( ).
يجب على كل موظف وعامل ومهني أن يكون عفيفا ،عزيز النفس ،غني القلب ،بعيدا عن أكل أموال
الناس بالباطل مما يقدم له من رشوة ،تحت غطاء الهدية واإلكرامية وغير ذلك من المسميات السلبية و
المذمومة أخالقيا.
1ـ سن القوانين واللوائح واإلجراءات التي تضمن انسياب األموال من الخزينة العامة وإليها بطرق نظامية
تقوم عليها مجموعة من اإلدارات أو الوحدات ،ووضع عقوبات رادعة لمن يخالفها.
2ـ التقارير الدورية عن المصروفات المالية واألداء المالي عموما في كل فترة زمنية محددة.
3ـ الرقابة على أداء العمال من وقت آلخر عبر أجهزة تختص بهذا الشأن.
18
َّ
الكفاءة لغة :التساوي والمماثلة والندية( ) ،ومنه قوله تعالىَ{ :وَل ْم َي ُك ْن ل ُه ُكُفوا أ َ
َحد} [اإلخالص]. 4 :
واصطالحا(( :تركيبة من المعارف والمهارات والخبرة والسلوكيات التي تمارس في إطار محدد ،وتتم
تحديدها
ُ مالحظتها من خالل العمل الميداني ،والذي يعطي لها صفة القبول ،ومن ثم فإنه يرجع للمؤسسة
وتطويرها))( ).
ُ وتقويمها وقبوُلها
ُ
ج ـ التكامل في الشخصية.
بلوغ الكفاءة في العمل تستدعي من العامل والموظف والمهني جميعا ،الوعي التام بحاجتهم o
الكتشاف قدراتهم ومواطن القوة والموهبة فيهم.
ثم تنميتها عمليا ،إذ ال يكفي الشعور بها أو تنميتها نظريا ،بل يرافق ذلك االلتحاق بالمراكز o
العملية ،وبرامج التدريب المهنية ،فيلتزم بحضور نشاطاتها ،ويجتهد في االكتساب والتحصيل ،والتمرين
والتدريب ،ويدفع بعقله وفكره في هذا االتجاه.
الكفاءة تتأتى من خالل المعرفة المتخصصة بالعمل ،وخطواته ،وإجراءاته الفنية في كل مستوياته، o
وإدراك العالقات المختلفة بين مراحله.
المرونة في التعامل مع اآلخرين ،وفهم ميولهم حتى يتمكن من التواصل الفعال معهم والعمل بروح o
الفريق.
ضرورة تحديد أسباب ودواعي الوظيفة في ضوء الهدف من العمل ،وتحديد المواصفات المطلوبة o
فيمن يشغلها ،حرصا على تحقيق العدالة والنزاهة في االختيار.
19
المطالبة بخلق الكفاءة ال يقتصر فقط عند بداية االلتحاق بالوظيفة ،بل إن الموظف مطالب به o
مدة خدمته الوظيفية أو المهنية( ).
ال يكفي أن يؤدي المرء العمل فحسب ،بل ال بد أن يكون صحيحا ،وال يمكن أن يكون صحيحا إال إذا
كان متقنا .وال تقوم حضارة وال تزدهر صناعة إال باإلتقان والجودة ،وتولي المؤسسات الصناعية والعلمية
هذا األمر عناية بالغة؛ ولذا وضعت المواصفات العالمية المتعارف عليها لكل منتج ،سواء كان منتجا
فكريا كالمناهج التعليمية ،أو كان منتجا ماديا كسائر المصنوعات ))( ).
ِ
الشيء وامتالؤه ،واآلخر: كمال أحدهما:
ُ الباء والدال والراء ،أصالنُ :
ابن فارسُ (( :
المبادرة لغ ًة :قال ُ
اإلسراعُ إلى الشيء))( ).
ْ
اصطالحا(( :عملية اقتراح أشياء ،والقيام بها قبل اآلخرين ،وهي صفة الشخص الذي يملك القدرة على
ً و
اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب))( ).
فهي نتيجة استعداد ذهني وبدني يتجسد من خالل السلوك الحيوي َّ
الفعال؛ إذ يقوم الفرد المبادر بمحاولة
حل مشكلة تواجهه ،أو تواجه زمالئه ،دون أن ِ
يكلفه أحد ،وقد يتصرف نيابة عنهم مسخ ار كل جهوده
وإمكانياته الفكرية والبدنية والمادية إلنجاح مهمته.
1ـ التحلي بالتعامل الراقي ،وبناء عالقات إنسانية جيدة ،وامتالك قدر من الذكاء العاطفي الذي ِ
يمكن
المرء من استشعار لمشاعر اآلخرين ،وتقدير لمواقفهم ،ومعرفة لمواطن القوة والضعف فيهم ( ).
20
2ـ البحث عن الحلول المبتكرة ،والتفكير خارج الصندوق ،واستثمار الفرص ،وسرعة اإلنجاز مع اإلتقان،
واالستم اررية في النشاط والفاعلية ،وتقديم اإلسهامات والمقترحات ،مع جودة التعبير عن األفكار بلياقة
وأدب.
3ـ المشاركة في صنع القرار :فالموظف أو العامل عندما يكون عنص ار فاعال في عملية صنع القرار أو
حل المشكالت ال سيما ما يتعلق منها بإدارته أو قسمه أو وحدته؛ يشعر بأهميته وثقة مديره ،وكذلك ثقة
مؤسسته.
تعريف حسن التعامل(( :هو الموقف الحسن الثابت الصادق الذي يتخذه المؤمن أثناء تعامله مع اآلخرين
في سائر المعامالت على ما يكفل الرفق بالمتعاملين)).
عدم إحراجهم أو إهانتهم ،وليس هذا مقصو ار الكبير في المراتب االجتماعية على اختالف o
مسمياتها أو الكثير في األموال و الثراء.
oحسن معاملة الموظف مع رؤسائه ،وزمالئه ،ومرءوسيه ،والمراجعين من الناس الذين يترددون على
المنظمة.
فالرؤساء والمدراء أكثر خبرة في العمل غالبا ،وحسن التعامل معهم يظهر في تنفيذ توجيهاتهم؛ o
وفي العالقة الجيدة معهم.
21
والزمالء شركاء في المصلحة ،ونصحاء في العمل ،فيرشد الواحد منهم زميله ،ويسهل له مهمته، o
ويكون مرآة له ،فيعود عليهم ذلك بالراحة النفسية ،وعلى العمل باألداء الجيد ،كما يظهر في التحية
واالبتسامة والمالطفة ،والتعاون واإليجابية ،والنصح والدعم ،والتغاضي عن العيوب واألخطاء غير
المقصودة.
والمرءوسون لوالهم ما استطاع الرئيس أن ينجز مهامه ،إضافة إلى أن المنطقي أن يكون الرئيس o
والمدير قدوة لهم ،فإذا كان يتعامل معهم بلياقة واحترام ،فسيكونون كذلك مع بعضهم ،بل وسيظهر مردود
ذلك في عملهم وإنتاجهم ،أما لو كان متعاليا عليهم ،فإن عطاءهم سيضعف ،وستتوتر نفسياتهم معه ومع
اآلخرين.
والمراجعون هم معيار نجاح المؤسسة ،فانطباعهم عن المؤسسة يعكس رأيهم في تعامل موظفيها، o
وألنهم أصحاب حاجة ،فمن حسن تعامل الموظف معهم أن يتقن فن االحتواء ويتدرب عليه.
فمن الناس من تحتويه بابتسامة صادقة ،أو كلمة طيبة ،أو إنصات له باهتمام ،وتسامح ،وليبتعد عن
تصيد األخطاء والعثرات ،خصوصا في أي سلوك يسيئ إليه ،فيغلب جانب إحسان الظن في ذلك.
التعاون لغة :العون هو الظهير ،ورجل معوان :كثير المعونة للناس( ).
واصطالحا(( :اإلتيان بكل خصلة من خصال الخير المأمور بفعلها ،واالمتناع عن كل خصلة من خصال
الشر المأمور بتركها،بكل قول يبعث عليها ،وبكل فعل كذلك ))( ).
فالتعاون يقتضي األلفة ،ووحدة الهدف ،واجتماع القلوب على بلوغه .
. )1.خفض المنافسة والصراع غير المنتج :ذلك أن دعم مناخ التعاون والعمل الجماعي يقلل من زيادة
التنافس الضار بين الموظفين ،وهذا بال شك يؤدي إلى سد قنوات االتصال بينهم والتفاهم والتعاون؛
وبالضرورة سيقلل من فعالية األفراد ،واإلنتاج.
22
. )2تبادل المعلومات :فالمعرفة قوة ،وفي مناخ التعاون في العمل يعمل الموظفون كفريق واحد؛ يتبادلون
ما لديهم من خبرات ومعارف ،فيحصل التكامل بينهم.
)3تحقيق السعادة لألفراد :فعندما تشترك مع غيرك في الوصول إلى هدف مشترك ،فإن هذا التكاتف
والتعاون يثمر سعادة وراحة نفسية ،ورضا( ).
وقد استفادت بعض الشركات العالمية مثل شركة موتورال " "Motorolaمن قيمة (التعاون) الراسخة في
بعض البلدان اإلسالمية في فاعلية مفهوم العمل كفريق واحد ،وتدل إحصائيات الشركة على أن وضع
مصنع الشركة في ماليزيا يعتبر من أفضل مصانعها من حيث :اإلبداع ،والجودة ،واإلنتاجية ،حتى إنه
يفوق أمثاله في الواليات المتحدة األمريكية( ).
23
مـــادة :أخالقيات المهنة
خاص بطلبة مستوى السنة ثانية ماستر أدب عربي -جميع الشعب
ظـــاهرة الفســاد
-1-ماهية الفساد :الفساد هو آفة خطيرة استشرى لهيبها ،؛ َفقد َش َّل َّ
وخرب أركان النهوض والتنمية،
وساهم في تراجعها وتقهقرها في سلم مؤشر التنمية البشرية ،و الفساد ) (Corruptionضد الصالح ،فإذا
كان المعنى اللغوي للفساد أنه ضد الصالح ،فإن صالح المال -مثالا -كما يقول عمر بن الخطاب
رضي هللا عنه هو" :وإني ال أجد هذا المال يصلحه إال خالل ثالث :أن يؤخذ بالحق ،ويعطى في الحق،
ويمنع من الباطل"().1
و قــد عرفته "منظمة الشفافية العالمية" التي تأسست سنة 1993بأنه" :سوء استغالل السلطة من أجل
تحقيق المكاسب والمنافع الخاصة" ،أما "اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد" لسنة ،2003فإنها لم
تتطرق لتعريف الفساد ،لكنها جرمت حاالت الفساد التي حددتها في:
•المتاجرة بالنفوذ.
24
•الثراء غير المشروع.
عموما ظاهرة مركبة ومعقدة ،تشمل االختالالت التي تمس الجانب السياسي واالقتصادي
ا والفساد
واالجتماعي والقيمي (األخالقي).
أ -الفساد العقدي :وهو فساد االعتقاد الذي هو أساس كل فساد ،فسعي اإلنسان تبع لمعتقده؛ فإذا كان
يل ِ
صالحا صلح سعيه ،قال تعالىَ ﴿ :وِإ َذا ق َ ا صحيحا
ا فاسدا ،وإذا كان المعتقد كان السعي ا فاسدا
المعتقد ا
صِل ُحو َن * أ ََال ِإنَّ ُه ْم ُه ُم اْل ُمْف ِس ُدو َن َوَل ِك ْن َال َي ْش ُع ُرو َن ﴾ (البقرة: ِ ِفي ْاأل َْر ِ
ض َقاُلوا إنَّ َما َن ْح ُن ُم ْ َل ُه ْم َال تُْف ِس ُدوا
)12 ،11
ب -الفساد األمني والجتماعي :األمن أساس النعم ،ومن فَق َد األمن ال يشعر بسائر النعم ...يقول
آمنا في سربه ،معافى في بدنه ،عنده قوت يومه ،فكأنما
الرسول صلى هللا عليه وسلم(( :من أصبح منكم ا
ِحيزت له الدنيا)) ().2
ت -الفساد السياسي :والذي يعبر عنه بأنه "إساءة استعمال السلطة العامة لتحقيق مكسب خاص"(،)3
والظاهرة البارزة استخدام المال في العمليات االنتخابية.
25
ث -الفساد اإلداري :والذي يعبر عنه بأنه "سلوك بيروقراطي يستهدف تحقيق منافع ذاتية بطرق غير
شرعية"()4
ج -الفساد األخالقي :يعبر عنه بسوء استغالل الموارد البشرية و المالية و المادية عن طريق التبذير
العمدي أو االهمال المقصود أو التحويل لفائدة الغير بعنوان المحاباة او المصاهرة أو اقتسام المداخيل أو
الحاق الضرر العيني و الممنهج بالغير او بالممتلكات عن طريق التراخي او البطالة المقنعة او تضييع
األمانة الموكلة تحت التصرف و عدم االكتراث بجميع القيم المجتمعية التي تدعو لالجتهاد و التفاني في
ممارسة الوظيفة و االتقان و غيرها من التصرفات الطبيعية المطلوبة عند كل انسان أثناء مزاولته عمله و
أيا كان مقامه و جنسه و عرقه و عقيدته.
ح -الفساد القتصادي :يتمثل في جرائم الشركات ،سواء الوطنية أو األجنبية التي تستغل تفشي البطالة
في العالم و االستغالل البشع لليد العاملة ،و كل الجرائم االقتصادية التي ترتكبها مافيا الشركات الوطنية
للقطاعين العمومي و الخاص و أيضا األجنبية .
خ -الفساد المالي :ويقصد به كافة المعامالت المالية واالقتصادية المخالفة ألحكام ومبادئ الشريعة
اإلسالمية ،وتؤدي إلى أكل أموال الناس بالباطل ،وإلى عدم استقرار المجتمع ،وإلى الحياة الضنك لطبقة
الفقراء والمعوزين في حكمهم()5
د -الفساد المؤسساتي :حينما تكون مؤسسات الدولة هشة وضعيفة بما يصبح معه جهاز الدولة نفسه
مؤسسة للفساد.
26
مـــادة :أخالقيات المهنة
خاص بطلبة مستوى السنة ثانية ماستر أدب عربي -جميع الشعب
•الفساد الكبير(فساد الدرجات الوظيفية العليا من الموظفين) :والذي يقوم به كبار المسؤولين
والموظفين لتحقيق مصالح مادية أو اجتماعية كبيرة ،وهو أهم وأشمل وأخطر؛ لتكليفه الدولة مبالغ
ضخمة.
-3-مؤشرات الفساد :إن مؤشرات الفساد تظل واضحة المعالم ،تنتشر وتتفشى داخل المجتمع ،يتجسد
ظهورها بصيغ وهيئات مختلفة ،تتمثل في:
•شيوع ظاهرة الرشوة لدرجة تصل فيها من جملة المستمسكات المطلوبة في أية معاملة.
27
•غياب مبدأ تكافؤ الفرص في شغل الوظائف.
•االستغالل السيئ للوظيفة لتحقيق مصالح ذاتية على حساب المصالح الموضوعية.
•انتشار ظاهرة االبتزاز ،متمثلة في التعقيدات اإلجرائية والروتين ،الذي يؤدي إلى هروب رؤوس األموال
من البلد.
ويعد ارتفاع مؤشر الفساد في أي مجتمع دالة على تدني الرقابة الحكومية ،وضعف القانون ،وغياب
التشريعات ،وقد ينشط الفساد نتيجة لغياب المعايير واألسس التنظيمية والقانونية وتطبيقها ،وسيادة مبدأ
الفردية بما يؤدي إلى استغالل الوظيفة العامة وموارد الدولة من أجل تحقيق مصالح فردية أو مجموعاتية
على حساب الدور األساسي للجهاز الحكومي بما يلغي مبدأ العدالة ،وتكافؤ الفرص ،والجدارة ،والكفاءة،
والنزاهة ،في شغل الوظائف العامة()6
28
مـــادة :أخالقيات المهنة
خاص بطلبة مستوى السنة ثانية ماستر ،لغة و أدب عربي -جميع الشعب
-4-مظاهر الفساد :من أبرز مظاهر الفساد المنتشرة في العالم العربي -وهي متشابهة ومتداخلة()7
•الرشوة :أي الحصول على أموال أو أية منافع أخرى من أجل تنفيذ عمل مخالف ألصول المهنة ،وهي
منتشرة في كثير من الدول الغربية والدول النامية إن لم نقل في جميع البلدان بدرجات متفاوتة .
•المحسوبية :أي تنفيذ أعمال لصالح فرد أو جهة ينتمي لها الشخص؛ مثل :حزب أو عائلة أو منطقة،
دون أن يكونوا مستحقين لها ،وهي منتشرة في الدول العربية بشكل عام.
•المحاباة :أي تفضيل جهة على أخرى في الخدمة ،بغير حق للحصول على مصالح معيَّنة.
•الواسطة :أي التدخل لصالح فرد ما أو جماعة دون االلتزام بأصول العمل والكفاءة الالزمة؛ مثل :تعيين
كثير في
شخص في منصب معين ألسباب تتعلق بالقرابة أو االنتماء رغم كونه غير كفء ،وهي منتشرة اا
العالم العربي.
•نهب المال العام :أي الحصول على أموال الدولة والتصرف بها من غير وجه حق بشكل سري تحت
مسميات مختلفة.
29
•االبتزاز :أي الحصول على أموال من طرف معين في المجتمع مقابل تنفيذ مصالح مرتبطة بوظيفة
الشخص المتصف بالفساد.
•غسيل األموال :هي عملية إخفاء المصدر غير القانوني لهذه األموال وتحويلها أو دمجها في االقتصاد
المشروع.
مقر
وقد أظهر التقرير األخير الذي نشرته منظمة الشفافية العالمية التي تتخذ من العاصمة األلمانية برلين ًّا
لها -أن جميع الدول األعضاء في جامعة الدول العربية والبالغ عددها 21دولة ،ال تزال تحافظ على
ترتيبها في سلم الفساد العالمي.
يظل الفساد بشتى أطيافه أحد معاول الهدم التي تواجه عمليات التنمية االقتصادية والسياسية واالجتماعية؛
ولهذا فأحسن وسيلة لمحاربة الفساد هو أن تكون هنالك خطة إستراتيجية شاملة إلعادة العدل بمختلف
صوره في المجتمع من القمة إلى القاعدة ،ومن القاعدة إلى القمة ،وإنهاء الظلم وأشكال االستغالل في كل
المجتمعات من خالل ربط المسؤولية بالمحاسبة.
30
مـــادة :أخالقيات المهنة
خاص بطلبة مستوى السنة ثانية ماستر أدب عربي -جميع الشعب
تمهيد هناك أخالقيات لمهنة التدريس أو التعليم وقسم والء والتزام لمن يريد أن يمارسها وهي ال تقل
أهمية عن مهنة الطب والمحاماة وغيرها من المهن األخرى.
فالمعلم يعتبر أحد أهم مدخالت العملية التعليمية وأخطـرها أث ار في تربية النشء ،فهو بالتالي يحدد نوعية
مستقبل األجيال و المجتمعات ...ألن أي إصالح مستهدف ألي أمة ينطلق من البصمات التي يتركها
المعلم على سلوكيات طالبه وأخالقهم وعقولهم وشخصياتهم ،فمهما تطورت مناهج التعليم وشيدت
المدارس وجهزت بأحدث األدوات والتجهيزات التكنولوجية ،فإن ذلك لن يجدي نفع ا في بناء المجتمع ،ما
لم يكن هناك معلم قدير يعد قدوة للتالميذ والمجتمع.
من المعلوم أن للعملية التعليمية محاور أساسية ترتكز عليها وتكتمل بها ويبقى المحور األهم بينها المعلم
الذي تدور حوله األسس ويتوقف نجاحها عليه ،وألن للمعلم هذا الدور العظيم والمؤثر فإن االهتمام
بتطويره والحرص على نجاح الدور الذي يقوم به من األولويات التي تحرص و ازرة التربية والتعليم على
إعطائها االهتمام األكبر ذلك أن متطلبات إستراتيجية إعداد المعلم تتحدد من خالل مفهوم حديث ينظر
إلى التعليم كمهنة نامية ،تمسك في يدها بزمام تقدمها ،وتدخل في منافسة متكافئة مع المهن األخرى
المعترف بها في المجتمع([ ..)]2وال يخفى على أحد بأن التربية تعد ضرورة اجتماعية وفردية فال يستطيع
الفرد أن يستغني عنها وال المجتمع ،وكلما ارتقى اإلنسان في سلم الحضارة كلما زادت حاجته إلى التربية
31
باعتبارها حقا من حقوقه؛ ولذلك يعد المعلم المنطلق والقدوة باعتباره موضع تقدير المجتمع ،واحترامه
وثقته .وبهذا حري عليه أن يكون في مستوى هذه الثقة ,وذلك التقدير واالحترام ,ويحرص على إال يؤثر
عنه إال ما يؤكد ثقة المجتمع به واحترامه له .والمعلم قدوة لطالبه خاصة وللمجتمع عامة ,وحريص على
أن يكون أثره في الناس حميدا باقيا؛ لذلك فهو يتمسك بالقيم األخالقية ,والمثل العليا ويدعو إليها وينشرها
بين طالبه والناس كافة ,ويعمل على شيوعها واحترامها ما استطاع إلى ذلك سبيال.كما يجب على المعلم
أن يدرك أن احترام قواعد السلوك الوظيفي وااللتزام باألنظمة والتعليمات وتنفيذها والمشاركة االيجابية في
نشاطات المدرسة وفعالياتها المختلفة ,أركان أساسية في تحقيق أهداف المؤسسة التعليمية.
إن المجتمعات – بغض النظر عن تقدمها أو تأخرها -تحتضن كثي ار من المهن كالطب والمحاماة
والقضاء و الصحافة والتعليم ،وغيرها في سلم المهن .والمتتبع لموقف المجتمعات من هذه المهن يالحظ
أن كل مهنة تلتزم بأخالقيات يؤمن بها أصحابها الذين يعتزون بها ويسلكون بمقتضاها ويعملون على
ترسيخها وتعميقها لدى المنتمين إليها منطلقين من إيمانهم بأهداف المهنة وأدوارها التي تحقق طموحات
المجتمع في التحديث و الرقي([]). 3
وقد اختلفت المجتمعات في موقعها من المهن السائدة في المجتمع في ضوء فلسفتها االجتماعية وأهدافها
التي تجسد مبادئ المهن ،ومنها تحديد الموقف من مهنة التعليم وأخالقياتها وقيمها .وبحدود أخالقيات
مهنة التعليم فقد تبنى كل مجتمع قواعد ومعايير تعبر عن هذه األخالقيات وتوصيفها ،وفي الوقت نفسه
تعد معايير سلوك أفراد المهنة.
يرى بعض المربين ضرورة توافر في مهنة التعليم منظومة معايير و هي كاآلتي:
-ثقافة عامة ومتخصصة ومهنية تشكل أساسا معرفيا وقاعدة علمية تشتمل على معلومات نظرية
وتطبيقية.
-تكوين مهني يؤمن التفاعل المستمر قبل الخدمة وأثناءها مع المستحدثات و التقنيات الجديدة ذات
العالقة.
-احتراف مهني منظم تصبح فيه المهنة حياة دائمة للعمل و النمو .
32
-أخالقية مهنية تتضح فيها الواجبات والحقوق واألنماط السلوكية ألخالقيات المهنة التي يلتزم بها جميع
الممارسين للمهنة.
هي مجموعة من معايير السلوك الرسمية وغير الرسمية التي يستخدمها المعلمون كمرجع
يرشد سلوكهم أثناء أدائهم لوظائفهم ،وتستخدمها اإلدارة والمجتمع للحكم على التزام المعلمين.
ويقتضي ذلك وجود دستور أو ميثاق أخالقي مهني يلتزم به أعضاؤه بتطبيقه في سلوكهم اليومي ،
فاألخالق المهنية إذن هي معايير تعد أساسا لسلوك أفراد المهنة المستحب ،والذي يتعهد أعضاء المهنة
التزامها.
وإذا كانت األخالق المهنية ضرورة لكل فرد يعمل في مهنة ،فأنها أكثر أهمية وضرورة لمن يعمل في
مهنة التعليم وذلك بسبب خطورة هذه المهنة التي تهدف إلى بناء شخصية اإلنسان بأبعادها كافة ،فضال
عن أهمية الدور الذي يلعبه المعلم في المؤسسة التربوية حيث تمتد آثار تربيته وتعليمه للطلبة إلى أجيال
عديدة .
ويمكن القول أن أخالقيات مهنة التعليم بشكل عام ( كمبادئ وقواعد ) يمكن أن تنطبق على جميع
المعلمين في العالم إال أن جوهر هذه األخالقيات ومضامينها تحكمها فلسفة المجتمع وارثه الحضاري
وظروفه .
يعد التعليم ضرورة من ضرورات الحياة المعاصرة؛ إذ أن العلم طريق التقدم والنهضة والتفوق ،ولقد
استطاعت المجتمعات التي قامت على أساس من العلم أن تحصل على التفوق العلمي الذي مكنها من
تلبية احتياجات شعوبها ،ألنها اهتمت بالعلم ورفعت من شأنه وعملت على تطويره.
33
-على المعلم أن يكون مطلعا على سياسة التعليم وأهدافه ساعيا إلى تحقيق هذه األهداف المرجوة وأن
يؤدي رسالته وفق األنظمة المعمول بها.
-االنتماء إلى مهنة التعليم وتقديرها واإللمام بالطرق العلمية التي تعينه على أدائها وأال يعتبر التدريس
يتكسب منها.
مجرد مهنة َّ
-معرفة متطلبات التدريس :على المعلم أن يحلل محتوى المنهج من بداية العام الدراسي ليحدد على
أساسه طرائق تدريسه حتى تتناسب مع أنماط تعلم طالبه.
34
مـــادة :أخالقيات المهنة
خاص بطلبة مستوى السنة ثانية ماستر أدب عربي -جميع الشعب
-اإلخالص في القول والعمل؛ وهذا ما يجعل الطلبة يقدرون المعلم ويهتمون بالدروس
التي يلقيها ،ويثقون في ما يقوله ويكونون آذانا صاغية وقلوبا متفتحة ،وينقادون له طائعين مختارين
لشعورهم بأنه أب مرب لهم فال يظهر منهم ما يخل بآداب السلوك.
-إشاعة روح المحبة والمودة واأللفة والوئام بينه وبين الطلبة ،وهذا من شأنه إزالة التوتر
والخوف العصبي واالنقباض العقلي ،ويشيع في الصف الشعور الفياض بالسعادة الغامرة ؛ ألن حب
المعلم يستدعي بالضرورة حب المادة التي يعلمها ،والمحبة أساس النجاح والتوفيق في أي عمل.
35
-القيام بدور القائد الواعي الذي يعرف القيم والمثل واألفكار التي تحكم سلوك المجتمع.
-معرفة قضايا المجتمع والمتغيرات والتحديات التي يمر بها ،والتفاعل مع المجتمع والتواصل اإليجابي
معه.
-كما توجد لكل مهنة أخالقياتها الخاصة بها و التي تحكم سلوك أعضائها وتقاليدهم ومعايير انتقائهم.
36
مـــادة :أخالقيات المهنة
خاص بطلبة مستوى السنة ثانية ماستر أدب عربي -جميع الشعب
إن وظيفة المدرسة مزدوجة :تربية وتعليم ،وكما نالحظ فإن التربية تسبق التعليم ،وال يختلف اثنان على أن
التربية الصحيحة هي المدخل السليم إلى التعليم الجيد؛ ألنك إذا أحسنت تنشئة الطالب خلقيا ،فاألرجح انه
سيكون أكثر إقباال على التعلم وأكثر قدرة عليه .فالتربية الخلقية مطلوبة لذاتها ،ومطلوبة كوسيلة لتحقيق
التعلم األفضل.
فالمدرسة مؤسسة تعنى ببناء الطالب خلقيا وتلك مسئوليتها األساسية ،وبالتالي تكون المدرسة مؤسسة
أخالقية بالطبيعة ،وعليها خلق بيئة أخالقية مناسبة لتحقيق النمو الخلقي للطالب ،وإال عجزت بالضرورة
عن النهوض برسالتها "ففاقد الشئ ال يعطيه" ومن هنا تظهر أهمية البيئة المدرسية من الناحية األخالقية
وذلك وفق ([)]7ما يلى:-
يجب أن يدرك جميع المعلمين اآلثار األخالقية لكل سياساتهم وتصرفاتهم وأقوالهم .فالمدير إذا كان
عادالا بين المعلمين فإنه ينشر ثقافة العدل ،والمعلم إذا يميز بين التالميذ يحارب ثقافة العدل .ولو حدث
أن طالب ا حرم من المكافأة يحارب ثقافة العدل .ولو حدث أن طالبا حرم من المكافأة لصالح طالب آخر
بغير حق فإن األثر األخالقي المترتب يتجاوز الطالب المظلوم إلى الطالب المميز ،إلى المعلم المسئول،
37
إلى باقي المعلمين والطالب ،إلى إدارة المدرسة ،بل والى المجتمع كله في نهاية األمر .ولو أن تصحيح
كراسات اإلجابة لم يكن دقيقا ،أو أن المعلمين لم يعطوا العناية الواجبة في التصحيح ،فان األثر األخالقي
يتجاوز المستفيدين أو المتضررين إلى باقي الطالب الذين ستهتز ثقتهم بالنظام ،وسيفقد النظام
مصداقيته ،وتتراجع قيم االلتزام واإلتقان وأداء الواجب والعدل لصالح قيم االستسهال والتسرع وعدم احترام
الواجب وعدم االكتراث لتكافؤ الفرص وعدم ربط الجهد بالعائد .ونؤكد أن األثر ليس فقط على أطراف
الموقف ،وإنما األثر في النهاية على المجتمع كله.
-اللتزام الخلقي:
المقصود هنا أن الوعي بحجم ونوع اآلثار الخلقية للتصرفات ال يكفى لخلق البيئة األخالقية بالمدرسة،
وإنما أن يتطور الوعي إلى االلتزام .أي أن يصاحب االلتزام الخلقي ما نحققه من وعى خلقي .والمطلوب
هنا هو التزام خلقى على مستوى الفرد وعلى مستوى المجموع ،فيقبل المعلم ويتحمل مسئوليته بشأن
أخالقياته هو كفرد ،وبشأن أخالقيات المدرسة ككل.
إن االلتزام بأخالق العمل يسهم في تحسين المجتمع بصفة عامة ،حيث تقل الممارسات غير العادلة،
ويتمتع الناس بتكافؤ الفرص ،ويجنى كل امرئ ثمرة جهده ،أو يلقى جزاء تقصيره ،وتسند األعمال لألكثر
كفاءة وعلم ا ،وتوجه الموارد لما هو أنفع ،ونضيق الخناق على المحتالين واالنتهازيين ،وتوسع الفرص أمام
المجتهدين .كل هذا وغيره يتحقق إذا التزم الجميع باألخالق([ )]8كما إنها تؤدي إلى: -
-دعم الرضا واالستقرار االجتماعيين بين غالبية الناس ،حيث يحصل كل ذي حق على حقه ويسود
العدل في التعامالت والعقود واإلسناد وتوزيع الثروة ....الخ وكل ذلك يجعل غالبية الناس في حالة رضا
واستقرار.
-توفر بيئة مواتية لروح الفريق وزيادة اإلنتاجية ،وهو ما يعود بالفائدة على الجميع.
-زيادة ثقة الفرد بنفسه وثقته بالمنظمة والمجتمع ،ويقلل القلق والتوتر بين األفراد.
-تقلل تعريض المؤسسات للخطر ألن المخالفات والجرائم والمنازعات تقل؛ حيث يتمسك الجميع بالقانون
الذي هو أوالا وأخي ار قيمة أخالقية.
38
-يشجع االلتزام بمواثيق أخالقية صارمة على اللجوء في التعامل إلى الجهات الملتزمة أخالقيا ،وبالتالي
تنجح الممارسات الجيدة في طرد الممارسات السيئة.
-إن وجود مواثيق أخالقية معلنة يوفر المرجع الذي يحتكم إليه الناس ليقرروا السلوك الواجب أو ليحكموا
على السلوك الذي وقع فعال.
التقويم جزء اليتج أز من عملية اإلنتاج في مهنة ما ،ومقوم أساسي من مقوماتها،ويواكبها في جميع مراحلها
كما يستخدم التقويم كمعزز ألداء األفراد وفي إيجاد الدوافع عندهم للمزيد من العمل واإلنتاج من خالل
التوظيف الجيد للتغذية الراجعة.
ولقد ظهرت فكرة تقويم العمل في الوظائف والمهن منذ الوقت الذي نشأت فيه العالقات بين رب العمل
والعامل وتطورت مع قيم الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر وظهور حركة اإلدارة العلمية الحديثة،
ويعد فريدريك تيلر من أوائل الذين نادوا بوجوب تقويم الوظائف عام 1880م
-وضع سياسة عامة لدفع األجور وفق نظام عادل حسب نوع ومقدار المسؤوليات والواجبات.
-تقويم أداء األفراد ( بمعنى ترتيبهم تصاعديا وتنازليا حسب مقدرتهم وخبرتهم وعاداتهم الشخصية أي انه
وسيلة لقياس مقدرة األفراد).
-وتقويم الوظائف ( الذي هو وسيلة لدراسة درجة الصعوبة في ممارسة الوظائف أو القيام بها).
39
-الصفات الشخصية العامة.
أن يدرك أن مهنة التعليم لها قواعد وأصول ،وتتطلب امتالك كفايات معينة. -2
أن يدرك أهمية التغيير الجذري الذي ط أر على طبيعة دوره ومسؤولياته .فلم يعد مثالا دوره مقتص ار -3
على التلقين.
أن يستند في عمله على قاعدة فكرية وعقيدة إيمانية متينة. -4
أن يدرك من خالل نظرة منهجية علمية متطورة موقعه وأهمية دوره في عصر العولمة واالنفتاح. -6
40
مراعاة الفروق الفردية.
41
مـــادة :أخالقيات المهنة
خاص بطلبة مستوى السنة ثانية ماستر أدب عربي -جميع الشعب
أخالقيات المحاماة
تمهيد:
مما ال شك فيه أن مهنة المحاماة لها جذور راسخة في التاريخ ومرت عليها عبر قرون طويلة ما ال
يحصى من المحن والمعارك والكفاح المرير إلى أن أصبحت واضحة المعالم ومتميزة المكاسب ومعترف
لها بالدور العظيم الذي تؤديه في خدمة العدالة ،وقد كان اإلنسان قبل التنظيمات االجتماعية األولى يدافع
عن نفسه بوسائل وطرق عديدة تبعا للظروف واألوضاع التي كان يوجد فيها واالعتداءات التي يتعرض
لها .ولقد ظل دفاعه عن نفسه ومكاسبه مبنيا على القوة في غالب األحيان إلى أن تهذب في ظل
األعراف والتقاليد فاتخذ صو ار أخرى أهمها الدفاع بواسطة الكالم واالحتكام للغير. . .
ولما تفرعت الحقوق وظهرت لها تفصيالت وتجزئات عديدة ومتشابكة نتيجة تطور الحياة وتعقيدها
المستمر ،صار من الصعب على األفراد الدفاع بأنفسهم عن حقوقهم وإظهار مشروعيتها وفرضها فكانت
الحاجة إلى الغير لبيان تلك الحقوق وإظهارها وتأكيدها عن طريق إثباتها .وهكذا ظهرت فئة من الناس
لها إلمام واسع بالمبادئ الفكرية والحقوقية وذات قدرة على الدفاع عن الحقوق والمصالح،و متى تولى
الغير الدفاع عن الحقوق كان المحامي وبالتالي مهنة المحاماة فاعترفت مختلف الحضارات البشرية
بأهمية وحيوية هذه المهنة وبمبدأ حريتها واستقاللها واعتبارها وسيلة أساسية للتوازن االجتماعي واالستقرار
السياسي ودعامة جذرية لكل مجتمع يتوق إلى التحرر واالستقرار ،و بالتالي كانت مهنة المحاماة أكثر
المهن فرضا للتقاليد ونيال الحترام الحكام والمحكومين على السواء منذ أن ظهرت وقد دخلت تقاليدها
العريقة سجل التاريخ وتولت الدفاع عن المواطن وضمان حقوقه ،وقد اكتسبت هذا االحترام في ظل
مختلف الحضارات وفي ظل مختلف األنظمة السياسية لنبل رسالتها وخطورة مسؤوليته.
42
يمكن القول بان أوج تطور المهنة في الحضارات القديمة كان بصفة خاصة باالعتراف للفرد بكيان ا
مالي مستقل خصوصا بعد أن أصبح من حقه تملك المال بصورة فردية ،مع ما نتج عنه من حقوق
والتزامات فردية أتت بدورها إلى إيجاد نوع من المساواة بين األفراد ولو بصورة نسبية وتدريجية ،وقد نتج
عن ذلك ظهور التقاليد االجتماعية واألعراف التي كانت تسود الجماعات البشرية،وظهرت في شكل
قوانين جماعية بدائية وكان من ضمن ما تقره للخصوم في المنازعات القضائية االعتراف لكل منهم بحرية
حق إنابة غيره للمطالبة بحقوقه أو للدفاع عن ماله أو حريته أو حياته ،وعلى ضوء هذه األعراف بدأت
تظهر أهمية المحاماة في الحياة الجماعية البدائية ودورها في مساعدة العدالة خصوصا بعد أن انتزعت
السلطة القضائية من يد الكهنة ورجال الدين بصفة عامة والذين كانوا يحتكرون معرفة القوانين البدائية
،وبفضل بعض الحكماء وأهل العلم والمعرفة عرف اإلنسان الحق والعدالة والحرية المستمدة من األحكام
العرقية ومبادئ األخالق .ومع مرور الزمن وتعقد الروابط االجتماعية بين األفراد والجماعات و صارت
تلك المبادئ واألحكام العرفية جيال بعد جيل ال تقوى على احتواء كل المشاكل االجتماعية وإدماجها فكان
البد من تدخل السلطات الحاكمة لتنظيم ما استجد من األوضاع وخلق مجموعة من القواعد والتمسك بها
في إطار االلتزام بالحق وتحقيقه الدفاع عنه وإضفاء صبغة الشرعية الخاصة عليه األمر الذي أدى إلى
تطور ممارسة حق الدفاع ،فتخصص أولئك الحكماء للدفاع عن األفراد وشد أزرهم أمام القضاء ،فما كان
على السلطة القانونية إال التدخل لتنظيم مهنة المحاماة ووضع ضوابط امتهانها األمر الذي كان له األثر
االيجابي في تطورها في عدد من الدول .
لقد تم وضع أحكام قانونية خاصة بكل دويلة في ظل الحضارة اليونانية القديمة على يد مشرعين
عظام ،وقد عرفت هذه الحضارة نظام المحاماة بفضل التنظيم القضائي اليوناني الذي يقدم لنا صورة
واضحة عن نشوء المحاماة ،فالمحاكم عندهم كانت جماعية ويتألف القصر العدلي من ستة آالف
محلف ،ولكي يتجنبوا الرشوة والفساد في القضاء إلى الحد األدنى فقد عمدوا إلى اختيار أعضاء المحكمة
43
بالقرعة وفي آخر لحظة من انعقاد الجلسة وبما أن القضية تفصل بسرعة وقد ال يتجاوز انعقادها يوما
واحدا ،لذلك كان من الصعوبة بمكان رشوة القضاة في يوم واحد .لقد نظمت القوانين اليونانية أصول و
آداب المحاماة وإجراءات التقاضي والتدابير التي يتعرض لها المحامي الذي يخل بالتزامه،ولم تقتصر
مهنة المحاماة عند اليونانيين على مجرد الدفاع عن حق المواطن وشرفه وحياته بل كانت تتعدى ذلك إلى
الدفاع عن مصالح الوطن في أحرج األوقات واخطر الظروف .
ونجد في مثل هذه الحضارات أنها كانت تقسم الناس بين أحرار وعبيد فنجد انه قد حرم قانون
المحاماة على األرقاء للمحافظة على كرامة المحامي ( ) ،وكان المحامون من أسمى فئات المواطنين
وكانت تسند إليهم الوظائف الحكومية العليا ،إال انه لم يكن لهم اجر لكن الخطيب "انتيفون" أول من قبل
. أتعابا عن مرافعاته ثم تبعه بقية الخطباء فأصبحت المحاماة مورد كسب مادي
قد استعان الحكام الرومانيون بالقوانين اليونانية ونظموا القضاء وانتشرت دراسة القانون وظهرت فئة من
القانونيين المعروفين بعملهم وحكمتهم يلتجئ إليهم األفراد من مختلف الطبقات والوظائف االجتماعية قصد
اتخاذهم أعوانا ومساعدين لهم في التقاضي.وكانت مهنة المحاماة تخول أصحابها الوصول إلى ارفع
المناصب خصوصا إذا تم انتخابهم من طرف مجلس األعيان ( )،والمحاماة في الحضارة الرومانية
مورست كمهنة تشريفية إلى أن تحولت إلى مهنة يتقاضى عنها المحامون األتعاب وذلك أن الرومان
األوائل على غرار المدنيات القديمة عرفوا فن الخطابة والمرافعة أمام المحاكم ومارسها خطبائهم أنفسهم
نيابة عن األطراف لكن بدون عوض،فقد كانوا يتعالون عن كل تأجير وال يبتغون من ممارسة المحاماة
سوى نيل لقب المحامي وهو لقب تعظيم وتشريف في المجتمع ،ومع تطور الظروف االقتصادية وتزايد
عدد المحامين سمح لهؤالء بأخذ مقابل اصطلح الفقهاء الرومان على تسميته باألتعاب تنزيها لهم عن كل
عمل مأجور.ويورد الدكتور عبد الرزاق السنهوري( ) في هذا الصدد أن حتى المطالبة القضائية باألتعاب
. لم تكن تتم بدعوى الوكالة بل بدعوى أخرى غير عادية
44
وكان يفترض في المحامي أن يكون حسن األخالق واسع الدراية بالعلوم القانونية وان يتمرن على مهنة
المحاماة ويدرس آدابها ،وقد مارسها كبار الفقهاء الرومان الذين ساهموا في وضع النظريات القانونية التي
يقوم عليها النظام القانوني في الوقت الحاضر،حيث كانوا يمارسون المحاماة إلى جانب تدريسهم لمختلف
ويذكر المؤرخون أن " سيسيرون " ابرز الخطباء الرومان كان رجال سياسيا ومحاميا المواد القانونية
طيلة سبع وثالثين سنة ( 80الى 43قبل الميالد )،وكان فصيحا إلى درجة أن فن الخطابة عنده صار
. نموذجا لعلم البالغة الالتينية
كان الحاكم السياسي في مصر الفرعونية هو في نفس الوقت القاضي األعلى في مملكته ثم عهد بمهمة
القضاء إلى احد الوزراء أو إلى احد حكام المقاطعات ،وقد شرع الملك " اخناتون " قوانين تضمن حقوق
األفراد والشعب وأقام نظاما توارثه الفراعنة الذين أعقبوه في حكم البالد .وحكماء مصر القديمة الذين كانوا
يحسنون مخاطبة الجماهير وهم يعلنون مجانا على المأل حكمهم ومبادئهم ،وكانت المرافعات في بداية
األمر شفوية وبعد اختراع المصريين للكتابة تم حظر المرافعات الشفوية وأصبحت تتم عن طريق نظام
اللوائح الخطية،وربما هذا المنع يرجع إلى الخوف من أن المتكلم يختلب عقول القضاة بحسن منطقه وهيبة
إلقائه أو يحرك عواطف المخاطبين( ) وكان العمل الذي يقوم به المحامي تفرضه اإلجراءات الشكلية
المنبثقة من التعاليم الدينية بصورة أساسية.
ولقد حصل هؤالء الحكماء في أخر المطاف بفضل االستم اررية في أعمال الدفاع والشهرة التي
عرفوا بها في األوساط القضائية على احتكار الممارسة القانونية وأعمال التمثيل أمام القضاء( ) ،ويذكر
المؤرخون في هذا المجال أن المحاماة عرفت ألول مرة في تاريخ البشرية في مصر الفرعونية عام 2778
. قبل الميالد إبان حكم األسرة الثالثة
عرف المتقاضون عند اإلغريق فن المرافعة أمام المحاكم ومارسوه بأنفسهم ،أما خطبائهم الذين تفننوا في
كتابة المذكرات لألطراف فلم يكن يسمح لهم حتى بإمضائها وباألحرى مؤازرة الخصوم والنيابة عنهم،وهكذا
يبقى الخصوم هم المسئولون عما قد تتضمنه تلك المذكرات من إخالل باالحترام الواجب للقضاة
45
. ولألطراف على السواء فاإلغريق عرفوا فن المرافعة دون االهتداء إلى حد امتهان الدفاع
46
مـــادة :أخالقيات المهنة
خاص بطلبة مستوى السنة ثانية ماستر أدب عربي -جميع الشعب
في الحضارة اليهودية حيث أتت الشريعة الموسوية بنظام قانوني وأحكام عملية قضائية تتناسب مع
الظرف الزماني والمكاني الذي كان بنو إسرائيل عليه ،حيث ظهر مبدأ الدفاع عن النفس والحق ووضعت
قواعد ذات صبغة دينية تلزم القاضي والرعية التمسك بالحق والدفاع عنه ولو انه مقرر لمصلحة الغير(
) ،وظهر كذلك شيوخ لهم دراية وإلمام واسع بعلوم الدين والدنيا يلجا إليهم أقربائهم على الخصوص
لالجتماع بهم والدفاع عن حقوقهم أمام مجالس القضاء ،ولكن بالرغم من وجود المحاكم وانتصاب هؤالء
الشيوخ لمساعدة األطراف ومؤازرتهم والدفاع عنهم فلم تكن هناك محاماة وال محامون بالمعنى المتعارف
. عليه لكون الدفاع كان بالمجان وكان مجحودا ومنكو ار على غير اليهود
المطلب األول :في فرنسا :بالرغم من كون القانون الروماني هو المصدر التاريخي للقوانين الفرنسية
القديمة فان أول ذكر للمحاماة فيها لم يأت إال حوالي ثماني قرون بعد الميالد ،ومنذ ذلك العهد صارت
مهنة المحاماة تتطور بسرعة خاصة لما اعترفت بها الكنيسة وصارت تمارس وفقا لنظام معترف به من
. قبلها
47
وبعد نجاح الثورة الفرنسية عام 1789وإعالن مبدأ الحرية عادت المحاماة لتعرف نوعا من الفوضى
وعدم االستقرار قبل أن تلغى نهائيا باعتبارها طائفة مهنية احتكارية تتناقض وحرية العمل .و يبدو من
خالل ما سبق أن المحاماة في فرنسا قبل الثورة تختلف عن ما بعدها ،فلما انتصرت الثورة الفرنسية على
النظام القائم آنذاك ،المتميز في آخر عهده( ) باألزمات السياسية واالجتماعية والمالية ،تم إعالن الحرية
بصورها القانونية واالقتصادية والسياسية وإطالق الحريات العامة بما فيها حرية العمل ،األمر الذي
استوجب إلغاء نظام الطوائف المهنية ومن ضمنها مهنة المحاماة باعتبارها احتكا ار يتناقض مع الحرية
والمساواة المعلنة بين األفراد ،وهكذا قد تم فتح باب المرافعة أمام المحاكم على مصراعيه دون أدنى قيد أو
شرط بالنسبة للمترافعين ،وظل نظام المحاماة على هذه الحال متمي از بالفوضى وعدم االستقرار
وعلى اثر سقوط اإلمبراطورية الفرنسية 1814واعتالء " لويس الثامن عشر " عرش أسالفه ،صدر
مرسوم ملكي بتاريخ 27فبراير 1822يمنع وكالء الدعوى من الترافع أمام المحاكم ما عدا في حالة
وجود نقص في عدد المحامين( )،ولعل هذا اإلجراء التنظيمي لمهنة المحاماة ردا للجميل ألسرة الدفاع
التي عبرت دائما عن والئها الدائم للنظام الملكي ومحاربتها لإلمبراطورية طيلة عهدها.
أما نظام المحاماة في الدول االنجلوسكسونية وال سيما النظام القانوني في بريطانيا فانه مرتبط ارتباطا
وثيقا بتاريخها عبر القرون ،واألسس والركائز الرئيسية فيه ترجعا إلى تقاليد الشعوب التي يتألف منها ما
نسميه اآلن بالشعب البريطاني وهم سكان انكلت ار وويلز و ايرلندا الشمالية واسكتلندا ،وقد انصهرت تقاليد
سكان هذه المناطق في بوتقة االتحاد خالل القرنين الماضيين ،ولكن الشعب االسكتلندي ظل محتفظا إلى
) ،هذا حد كبير بنظامه القانوني المستقل وسلك المحاماة في اسكتلندا اليزال له طابعه الخاص(
باإلضافة إلى تأثر بعض الدول التي احتلتها انجلت ار بتقاليدها مثل الواليات المتحدة األمريكية حيث ظهرت
بعض النظم الشبيهة بتلك التي ظهرت في إنكلت ار كما هي الحال بالنسبة لصديق المتهم الذي يعمل من
تلقاء نفسه ليقدم اقتراحاُ للمحكمة في مسائل الوقائع و القانون التي في علمه .و الشك في أن السماح
لصديق المتهم بالدفاع عن صديقه كان نتيجة حتمية لعدم وجود المحاماة في الواليات المتحدة األمريكية
يومئذ :ينص في دستور والية إنديانا لعام 1851ميالدي على أن ( :كل فرد يتصف بصفات خلقية
طيبة وحائز للحقوق االنتخابية يجوز قبوله أمام القضاء واألجهزة القضائية في أي درجة للدفاع عن
المتهم. .
48
المطلب الثالث :في بعض الدول العربية
بعد إتمام فتح الشام استعد المسلمون لفتح مصر ،وكلف أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب" رضي هللا
عنه "عمرو بن العاص" -رحمه هللا -لفتحها فبدأ الزحف عليها في أواخر عام 18هجرية 639م
بجيش قوامه ( )4000مجاهد استولوا على رف ــح والعريش ،ثم وصلتـهم اإلمــدادات بقيادة "الزبير بن
عوام" فاستطاعوا بفضل هللا تعالى فتح حصن بابليون ،ثم اتجهوا نحو اإلسكندرية عاصمة مصر في
ذلك الحين .وبسقوط العاصمة تحت سيطرة المسلمين على مصر أقام المسلمون العدل والسالم ،فعرف
المصريون الشريعة اإلسالمية ،وعرفوا بالطبع نظام الوكالة بالخصومة ،وهي األم الخصب للمحاماة
الشرعية .وبقيت الوكالة بالخصومة من دون أي تنظيم إلى عهد محمد علي باشا والي مصر في العهد
العثماني الذي فكر في ترتيب مجالس العدالة ،
كان قضاء أهل السنة هو الشريعة العامة المسيطرة على كل الطوائف اللبنانية في القضايا المدنية
والجزائية والتجارية عبر المذهب الحنفي مذهب الخالفة اإلسالمية لبني عثمان .أما قضايا األحوال
الشخصية فلم تفرض الخالفة أحكام الشريعة على الفرق غير اإلسالمية .فالطائفة المارونية تركت لها
والقانون حرية االختيار لتنظيم شريعتها وفق فرقتهم ،فجاء قانون الموارنة متأث ار بالفقه اإلسالمي
الروماني والكتاب المقدس بعهديه القديم والحديث والمجامع المسكونية وغيرها من كتبهم الفقهية ككتاب
مختصر الشريعة للمطران عبد هللا قزاعلي وكتاب الفتاوى الشرعية المطران قزاعلي أيضا ،وكتاب الهدى
وهو دستور الطائفة المارونية عربه عن السريانية المطران داود الماروني( ).
49
خــاتمة :انه من طبيعة المجتمع الحي ان تكون فيه خصومات ومنازعات واختالفات في وجهات النظر،
وحين توجد هذه األخيرة يوجد حق الدفاع عن هذه الوجهات المتباينة .فحق الدفاع من لوازم الخصومة
وهذه األخيرة من لوازم المجتمع ،ولما كان الناس على درجات مختلفة في القدرة على الدفاع كان البد ان
يستعين األضعف باألقوى لتبرير وجهة نظره والمحامي هو ذلك الرجل األقوى على التعبير عن وجهات
نظر موكليه ودعمها بالحجج واألدلة الشيء الذي يساعد القاضي في إصدار الحكم العادل .وقد تعرضت
مداخالت وأراء وكتابات عدة إلى دور مهنة المحاماة الحضاري والضارب في عمق التاريخ،
وعلى العموم يمكن القول ان مهنة المحاماة مهنة حرة ومستقلة تشارك السلطة القضائية في تحقيق العدالة
. وتأكيد سيادة القانون وضمان حق الدفاع وهي جزء من أسرة القضاء
والمحاماة في األخير تبقى رسالة ...رسالة اجتماعية قبل ان تكون مهنة ،تخدم المجتمع في أساسياته
التي تعتمد لكل بناء يأمل استمرارها حيث تكرس الحق وتدفع الباطل وتسهم في إزهاق التمرد والعقوق
وتفرز مجموعة قواعد مجتمعية يتعارف الناس عليها ويعملون على استمرارها وسيادتها من تلقاء أنفسهم
. إيمانا من ان الحق يستند الى مؤيده الدائم ،المحاماة
50
قائمة المصادر و المراجع:
باللغة العربية
سامح فوزي ،المواطنة ،القاهرة ،مركز القاهرة لدراسات حقوق اإلنسان2007 ، -1
عبد الودود مكرم ،القيم ومسئوليات المواطنة :رؤية نقدية ،القاهرة ،دار الفكر العربي2004 ، -2
يونس بردة ،اإلشكالية االنتخابية في المغرب :مقاربة أسس الحكم وتجاذبات المسار االنتخابي”، -3
مشروع دراسات الديمقراطية في البلدان العربية (الرباط :اللقاء السنوي الرابع عشر.2007 ،
عبد السالم يخلف ”،الرشادة في عصر العولمة :بديل ممكن أم يوتوبيا؟ ”،دراسات استراتيجية، -4
ع( 6.جانفي ،)2009ص ص101-81.
روبرت دال ،التحليل السياسي الحديث ، ،القاهرة ،مركز األهرام للترجمة والنشر، -5
،1993ص110-104
بوجمعة غشير ،تطور خطاب حقوق االنسان في الجزائر و الوضع الراهن ،معهد األصفري -6
للمجتمع و المواطنة ،بيروت ،الجامعة األمريكية ،مارس 2017ص12
خلفان كريم ،الثقافة الدستورية :المواطنة و المشاركة السياسية للمرأة الجزائرية ،مجلة القانون و -7
المجتمع و السلطة ،جامعة وهران محمد بنأحمد ،العدد ،2016، 5ص51
لوافي سعيد ،الحماية الدستورية للحقوق السياسية في الجزائر ،مذكرة ماجستير في الحقوق ،كلية -8
الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة بسكرو ،2009،ص.34
عبد المومن بن صغير ،إشكالية تطبيق الحكومة االلكترونية في الجزائر – اآلفاق و المعوقات، -9
المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية 05 ،أكتوبر 2016
51
المؤتمر، مركز جيل للبحث العلمي، سياسات الهوية وأثرها على استقرار المواطنة، لونيسي فارس-11
4-3 ص،2015 ماي23-21 طرابلس،الدولي الثامن للتنوع الثقافي
،2004: دار الفكر العربي:القاهرة، رؤية نقدية: القيم ومسئوليات المواطنة، عبد الودود مكرم-12
.39.ص
:” انظر على الرابط التالي،” االنتخابات… المواطنة والديمقراطية، امحند برقوق-13
(http://www.alhewar.org/debat/show.art.asp?aid=43037php/.(21/04/2011
:باللغات األجنبية
52
ﺍﻟﻣﺻﺎﺩﺭ ﻭ ﺍﻟﻣﺭﺍﺟﻊ:
.1ﺳﻣﺎﻥ ،ﺭﻭﻳﺩﺓ ﻋﺑﺩﺍﻟﺣﻣﻳﺩ :ﺗﻘﻭﻳﻡ ﺍﻟﻣﻌﻠﻡ ﻓﻲ ﺿﻭء ﻣﻳﺛﺎﻕ ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﻣﻬﻧﺔ ،ﻣﺟﻠﺔ ﺍﻟﻣﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻌﺩﺩ167
www.almarefh.org
،1 واﻟ زﻊ ،ﻋ ﺎن، س ﺟﻠ ة ،دار اﻷﻋﻼم ﻟﻠ .2أﺧﻼ ﺎت اﻹدارة ﻓﻲ ﻋﺎﻟ اﻷﻋ ﺎل ،ﺳﻠ
2010م.
واﻟ زﻊ ،ﻋ ﺎن2009 ،1 ،م. ة ﻟﻠ 3ـ أﺧﻼ ﺎت اﻟﻌ ﻞ ،د .ﺑﻼل اﻟ ﺎرﻧﺔ ،دار اﻟ
،ﻋ ﺎن1423 ،2 ،ﻫـ. ﻠﻲ ،دار ﻣ ﻻو ﻟﻠ ﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،د .ﻋ اﻟﻘﺎدر اﻟ 4ـ أﺧﻼ ﺎت اﻟ
،دار اﻟ ﻬ ﺔ اﻟﻌ ﺔ ،ﺑ وت ـ ﻋ اﻟ اﻟ ﺎل ،د .ﻣ ﺣ اﻟﻌﻠ ﻲ ،د .ﻣﺎ ﺔ أﺣ 5ـ أﺧﻼق اﻟ
ﻟ ﺎن1431 ،1 ،ﻫـ.
،1 ، ﻋﻠﻲ اﻟ ﺎر ،د .ﺣ ﺎن ﺷ ﻲ ﺎﺷﺎ ،دار اﻟﻘﻠ ،دﻣ ﺔ ،د .ﻣ ث اﻟ 6ـ أﺧﻼ ﺎت اﻟ
1429ﻫـ.
واﻟ زﻊ1426 ،2 ،ﻫـ. 7ـ أﺧﻼ ﺎت اﻹﻋﻼم ،أ.د ﺳﻠ ﺎن ﺻﺎﻟﺢ ،ﻣ ﺔ اﻟﻔﻼح ﻟﻠ
واﻟ زﻊ ،ﻋ ﺎن2012 ،1 ،م. ﺎم اﻟ ﺎ ﺔ ،دار أﺳﺎﻣﺔ ﻟﻠ 8ـ أﺧﻼ ﺎت اﻟﻌ ﻞ اﻹﻋﻼﻣﻲ ،أ.
، اﻟﻌﻠ ﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟ اﻟ ﺎس ،ﺻﻼح اﻟﻔ ﻠﻲ ،ﻣ ﻠ ﻋ ﷲ ﺗ ،د .ﺣ 9ـ أﺧﻼ ﺎت اﻟ
2005م.
،ﻋ ﺎن2012 ،1 ،م. ﻋ اﻟﻔ ﺎح ﺎﻏﻲ ،دار واﺋﻞ ﻟﻠ 10ـ اﻷﺧﻼ ﺎت ﻓﻲ اﻹدارة ،د .ﻣ
،1 ، ،دﻣ ﺳﺎﻟ ﻧ ر ،دار اﺑ ﺎرة اﻹﺳﻼﻣ ﺔ ،د .ﻣ ﻓ 11ـ أﺧﻼ ﺎت اﻟ ﻬ ﺔ ﻓﻲ اﻟ
1430ﻫـ.
،ﻣ ﺔ اﻟ ﺎﻣﻌﺔ ﺎﻟ ﺎرﻗﺔ1424 ،1 ،ﻫـ. 12ـ أﺧﻼ ﺎت اﻟ ﻬ ﺔ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ،د .ﻋ اﻟ ﺎر اﻟ
، ﺔ ،د .ﺳ ﺟﺎد اﻟ ب ،ﻣ ﺎت اﻻﻋ ﺎل اﻟﻌ وﻟ ﺔ اﻻﺟ ﺎ ﺔ ﻓﻲ ﻣ ﺔ واﻟ 13ـ اﻷﺧﻼق اﻟ
2010م.
ﻋ ﻔﻰ ،و ﺎﻟﺔ اﻷﻫ ام ﻟﻠ زﻊ 2003 ،م. أﺳ ﺎذ اﻟ ﺎﻣﻌﺔ ،اﻟﻘﺎﻫ ة ،ﺻ ﯾ ﻣ 14ـ أﺧﻼق اﻟ ﻬ ﺔ ﻟ
،اﻟ ﺎض، ﻘﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟ ﻠ ﺔ اﻟﻌ ﺔ اﻟ ﻌ د ﺔ ،ﻓﻬ اﻟﻌ ﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺗ 15ـ أﺧﻼ ﺎت اﻹدارة ﻓﻲ اﻟ
1428 ،4ﻫـ.
،1 واﻟ زﻊ ،ﻋ ﺎن، اﻟ ﻧ ﻲ ،دار واﺋﻞ ﻟﻠ 16ـ أﺧﻼ ﺎت اﻟ ﻬ ﺔ واﻟ ﻠ ك اﻻﺟ ﺎﻋﻲ ،د .ﻣ
2011م.
1979 ،1 ،م. ﺣ ﺔ ،دار اﻟﻘﻠ ،دﻣ 17ـ اﻷﺧﻼق اﻹﺳﻼﻣ ﺔ وأﺳ ﻬﺎ ،ﻋ اﻟ ﺣ
واﻟ زﻊ، ﻋ د ﻧ ،اﻟ راق ﻟﻠ ﻟ ﺔ اﻷﻋ ﺎل ﻓﻲ ﺷ ﺎت اﻷﻋ ﺎل ،د .ﻧ 18ـ أﺧﻼ ﺎت اﻹدارة وﻣ
اﻷردن2006 ،1 ،م.
،د .ﻋﻠﻲ ﺎدﺣ ح ،دار ﺣﺎﻓ ،3 ، ﺔ ،د .ﺳﻌ اﻟﻐﺎﻣ 19ـ أﺧﻼق اﻟ ﻬ ﺔ أﺻﺎﻟﺔ إﺳﻼﻣ ﺔ ورؤ ﺔ ﻋ
1433ﻫـ.
،ﻣ ﺔ اﻟ ﺷ 1430 ،1 ،ﻫـ . ﻋﻠﻲ اﻟ 20ـ اﻷﺧﻼق اﻹﺳﻼﻣ ﺔ ﻓﻲ ﺿ ء اﻟ ﺎب واﻟ ﺔ ،إﺑ ا
،اﻟ ار اﻟ ﺎﻣ ﺔ ،اﻹﺳ رﺔ، ﻔﻰ أﺑ ﺎت اﻟ ﻌﺎﺻ ة ،أ.د .ﻣ اﻟﻌ ﻞ ﻓﻲ اﻟ 21ـ أﺧﻼ ﺎت و
2010، 1م.
ﺑ ﻓﺔ ﺻ رﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،أ .ﺑ ﺎد اﻻﻗ ر اﻟﻔ 22ـ أﺧﻼ ﺎت اﻟﻌ ﻞ ﻣ ﻣ
ﻠﺔ ،د.ت. ﺿ ﺎف اﻟ
واﻟ زﻊ ،ﻋ ﺎن1428 ،5 ،ﻫـ. 23ـ اﻷﺧﻼق ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ،د .ﺎﯾ ﻗ ﻋ ش وزﻣﻼؤﻩ ،دار اﻟ ﺎﻫﺞ ﻟﻠ
،د .إ ﺎن ﻋ اﻟ ﻣ ،ﻣ ﺔ اﻟ ﺷ 1427 ،3 ،ﻫـ. ﺔ واﻟ 24ـ اﻷﺧﻼق ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ،اﻟ
1431 ،1 ،ﻫـ. ان ،اﻟﻌ ﺎن ﻟﻠ 25ـ أﺧﻼ ﺎت اﻟ ﻬ ﺔ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ،د .ﻋ ﺎم اﻟ
اﻟﻌ ﺔ، ﺔ اﻹدارة ،ﺟ ﻬ رﺔ ﻣ ﺔ اﻟﻌ ﺔ ﻟﻠ 26ـ اﻹدارة واﻟ ﻠ ك اﻷﺧﻼﻗﻲ ﻓﻲ اﻟﻌ ﻞ ،اﻟ
2011م.
ﺧﻠ ﻔﺔ ،ﻋﺎﻟ اﻟ ﻌ ﻓﺔ ،أﺑ ﻞ 1992م. ﻣ :د .ﻋ اﻟﻠ 27ـ ارﺗﻘﺎء اﻟ ،دراﺳﺔ ﻧﻔ ﺔ ،ﺗﺄﻟ