You are on page 1of 14

‫عنترة بن شداد‬

‫اعداد الطالبة‬
‫عذراء كريم حسين‬

‫بأشراف‬
‫اوفيليا جمال فواز‬
‫االهداء‬

‫اهدي هذا البحث الى الست اوفيليا‬


‫المقدمه‬
‫هو عنتره بن عمرو بن شداد بن عمرو بن ُقَر اد بن مخزوم بن عوف بن مالك بن غالب بن‬
‫قطيعه بن عبس بن بغيض ‪.‬‬
‫وقد اَّدعاه أبوه بعد الكبر ‪ ،‬وقد ولدته َأَم ُه سوداء تدعى ‪َ “ :‬ز بيبة “ ‪،‬‬
‫وكان َأهل الجاهليه إذا للرجل منهم ولد وكانت أمه َأمًة فإن أباه‬
‫يستعبده ‪.‬‬
‫وكان لعنتره إخوه من أمه َع ِبيُد ‪ ،‬وكان سبب ادعاء أبيه له ‪ ،‬أن بعض‬
‫أحياء العرب أغاروا على قوم من بني عبس ‪ ،‬فأصابوا منهم ‪ ،‬فتبعهم‬
‫بنو عبس ‪ ،‬فلحقوهم فقاتلوا عما معهم ‪ ،‬وكان فيهم “ عنترة “‪ ،‬فقال له ابوه ‪ُ :‬ك َّر يا عنترة !‬
‫اي‪ :‬أقدى ‪ ،‬وقاتل معنا ودافع عن حمانا ‪ ،‬فرَّد‬
‫" عنتره " على قول أبيه بقوله‪ :‬العبد ال ُيْح ِس ُن الَك َّر ‪ ،‬إنما يحسن الِح اَل َب والَّص ّّر ‪ ،‬أي ‪:‬‬
‫يحسن الخدمه ال القتال‪.‬‬
‫فقال له أبوه ‪ُ :‬ك َّر وأنت ُح ٌّر ‪ ،‬فَك َّر وهو ينشد ‪:‬‬

‫أسوده وأْح َم َر ه‬ ‫كل امرئ يحمي ِحَر ه‪.‬‬


‫والوارداِت ِم ْش َفَر ه‬
‫وأبلى “عنترة” يومئذ أحسن البالء ‪ ،‬واستبسل َأَّيَم اء استبسال ‪ ،‬وقاتل‬
‫أشَّد ما يكون القتال ‪ ،‬واستنفذ الغنائم التي غنمها العدو في بدء الغزاة ‪ ،‬وعاد بها إلى ديار‬
‫قومه ‪ ،‬فكان جزاؤه أن ضَّم ه أبوه إليه ‪ ،‬وأقَّر بنسبه ‪ ،‬فظهر شأنه ‪ ،‬وقوي أمره ‪.‬‬
‫ولئن أتبت “ عنترة” رسوخ قدمه في َح ْو َم ه الوغى ‪ ،‬فقد نبغ كذللك في‬
‫ميدان السخاء والكرم ‪،‬في حدود ما ملكت يداه ‪ ،‬وكان ال يقول من الشعر أكثر من عدد أصابع‬
‫اليد الواحدة‪.‬‬
‫عنترة بن شّداد‬

‫عنترة بن شّد اد هو ابن عمرو بن معاوية بن قراد العبسي‪ ،‬وه و من أش هر الفرس ان والش عراء‬
‫العرب في العصر الجاهلي‪ ،‬وقد نشأ في منطق ة نج د وورث س واد لون ه من أّم ه الحبش ّية ال تي‬
‫كانت تدعى زبيبة‪ ،‬وكان عنترة معروفًا بين العرب بأخالقه العالية‪ ،‬كما كان يتصف بالحلم على‬
‫الرغم من شدة بطشه في الحروب‪ ،‬ومن الجدير بالذكر أّن أشعاره امتازت بالّر ّقة والعذوب ة؛ فال‬
‫تكاد تخلو من ذكر لمحبوبته وابنة عمه عبلة التي تن اقلت األخب ار قص ة حّب ه له ا‪ ،‬ومن الج دير‬
‫بالذكر أيًضا أّن عنترة عاش عمرًا طويًال شهد خالله حرب داحس والغبراء‪ ،‬وك ان ق د التقى في‬
‫فترة شبابه بالشاعر امرؤ القيس‪،‬كما كان ُيلقب ب"الفلحاء" نظرًا لوجود تشقق في شفتّيه‪.‬‬

‫نسب وحياة عنترة بن شّداد‬

‫ُو لد عنترة في منطقة نجد في العام ‪ 525‬للميالد َألَم ة من الحبشة ُيقال لها زبيبة كما س بق ذك ره‪،‬‬
‫وكان أبوه سّيدًا من سادات عبس‪ ،‬وقد تعّلم عنترة الفروسية مبكرًا حتى أصبح من أشهر فرس ان‬
‫العرب في ذلك الوقت‪ ،‬فظهرت فروسيته بجالء في حرب داحس والغ براء ال تي أبلى فيه ا بالًء‬
‫حسنًا‪ ،‬أما بالنسبة لنسبه فقد وردت أقواٌل متعددة فيه‪ ،‬وهي‪ :‬قيل إّنه عنترة بن عمرو بن شّد اد‪.‬‬

‫قيل إنه عنترة بن شّد اد بن عمرو بن معاوية بن قراد بن مخزم بن ربيعة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫قيل إنه عنترة بن شّد اد بن عمرو بن معاوية بن ق راد بن مخ زوم بن ع وف بن مال ك بن‬ ‫‪‬‬
‫غالب بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن الّر يث بن غطفان بن س عد بن قيس بن عيالن بن‬
‫مضر‪.‬‬
‫قول البغدادي والكلبي إّنه عنترة العبسي بن شّد اد بن عمر بن قراد‪ ،‬وأّن ش ّد اد ه و ج ّد ه‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫فغلب على اسم أبيه عمر وُنسب إليه‪ ،‬واألص ل أّن ه عن ترة بن عم ر بن ش ّد اد‪ ،‬وقيل إّن‬
‫شّد اد هو عّم ه تكّفل برعايته بعد وفاة والده‪.‬‬
‫أسرة عنترة بن شّداد‬

‫كان والد عنترة من أشراف قومه‪ ،‬وكانت أّم ه َأَم ة حبشّية أخذ منها سواد لونه وتشقق في شفتّيه؛‬
‫ولهذا كان يلقب بالفلحاء ‪-‬كما سبق ذك ره‪ -‬ول ذلك ك ان يعت بر من أغرب ة الع رب‪ ،‬وك ان عن ترة‬
‫عبدًا؛ ألّن العرب في ذلك الوقت كانت ال تعترف بأبن اء اإلم اء في النس ب إال إذا أظه ر ه ؤالء‬
‫األبناء تمّيزًا في الشجاعة والبطولة والشاعرّية‪ ،‬وهذا كان ح ال عن ترة م ع أبيه ال ذي لم يلحق ه‬
‫بنسبه إال بعد مشاركته في حروب قومه وما أظهره في تلك الحروب من شجاعة وبطولة‪ ،‬وكان‬
‫لهذا األمر بالغ األثر في نفسه ويذكره دومًا في أشعاره‪.‬‬

‫صفات وأخالق عنترة بن شّداد‬

‫ذكر المؤرخون الكثير عن أخالق عنترة التي كانت تتجّلى فيها رقة قلب ه وق وة عاطفت ه‪ ،‬ورغم‬
‫الحياة القاسية التي كان يعيشها إال أّنه كان على قدٍر ع اٍل من نق اء النفس‪ ،‬وق د جم ع عن ترة إلى‬
‫جانب هذه األخالق شهرة واس عة في الفروس ية والش جاعة ال تي ك انت ال مثيل له ا بين أقران ه‬
‫بحيث ظهرت هذه الشجاعة بقوة في حرب داحس والغبراء‪ ،‬وقد اس تطاع عن ترة من خالل ه ذه‬
‫الخصال التعويض عّم ا أصابه من دنيوية وعبودية بسبب لونه‪.‬‬

‫قصة حّب عنترة بن شّداد وعبلة‬

‫أحّب عنترة ابنة عمه عبلة بنت مال ك ال تي ك انت أك ثر نس اء قومه ا جم اًال وأش هرهن نضجًا‬
‫ونسبًا‪ ،‬وقد عانى الكثير في سبيل هذا الحّب وواجهته عوائق كثيرة؛ فقد امتنع عّم ه من تزويج ه‬
‫إياها بسبب سواد لونه‪ ،‬ورغم النسب الذي كان يجمع بينهما إال أّن أباها وأخاها كانا ينظران إليه‬
‫نظرة األسياد إلى العبد ويتعامالن معه بكل تكّبر وازدراء‪ ،‬وكان ا في كث ير من األحيان يخفيان‬
‫عبلة عنه عند إحدى القبائل المجاورة ح تى ال يتمكن من رؤيته ا‪ ،‬فك ان عن ترة يبعث في أثره ا‬
‫إحدى الجواري لتأتيه بأخبارها‪ ،‬وكان لموقف عّم ه هذا األلم البالغ في نفس ه ال ذي ك ان يبّث ه في‬
‫قصائده الغزلّية‪.‬‬
‫لم تذكر أغلب الروايات الكثير عن أخبار عبلة إال ما كان من حّب عنترة وهيامه بها‪ ،‬وقص ائده‬
‫الغزلّية الجميلة التي قاله ا في ذك ر محاس نها‪ ،‬وخّلت ه ذه الرواي ات من ذك ر فيم ا ك انت عبل ة‬
‫تزوجت به أم بغ يره‪ ،‬غ ير أّن هن اك بعض المص ادر ال تي أك دت زواج عن ترة به ا‪ ،‬ومن ه ذه‬
‫المصادر القصة الشعبّية لعن ترة ال تي أوردت زواج ه به ا‪ ،‬إال أّن ه ذه القص ة لم تكن تس تند في‬
‫سيرته إلى دليٍل قوي‪ ،‬وقد كان فريٌق من الباحثين يميل إلى ه ذا الق ول مس تندين في ق ولهم إلى‬
‫عّد ة أسباب‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫أّن والد عنترة قد لحقه بنسبه وبذلك قد زال عنه ِخ ّسة النسب وقبحه بع د أن أص بحت عبل ة أم ام‬
‫المأل ابنة عّم ه‪ ،‬كما كان عنترة من الفرسان العرب المشهورين بشجاعته‪ ،‬وهذا ما ال يستطع َم ْن‬
‫يتقدم لخطبة عبلة اإلغفال عنه خوفًا من قيام عنترة باالنتقام منه ألجل حّبه وكرامته‪ ،‬وق د يك ون‬
‫هذا السبب دافعًا لوالد عبلة وأخيها للموافقة على مصاهرته بعد أن عال شأنه واحتل المكانة ال تي‬
‫يستحقها في قبيلته‪.‬‬

‫نجد من األسباب األخرى التي اس تند إليه ا ه ذا الفري ق ه و ش عره‪ ،‬فال تك اد تخل و قص ائده من‬
‫وصف لحّبه لها وذكر لمحاسنها حتى في حروبه وغزواته‪ ،‬وق د يك ون ذك ر ه ذا الغ زل ص عبًا‬
‫عليه وتأبى نفسه العزيزة على قوله لو ك انت عبل ة ت زوجت من غ يره‪ ،‬فك ان من ال واجب على‬
‫عنترة بما ُع رف عنه من أخالق حميدة تناسي هذا الحب والتوقف عن أشعاره الغزلّية فيه بعد أن‬
‫أصبحت عبلة ابنة عّم ه أمام قومه؛ حرصًا على كرامتها وكرام ة زوجه ا وأبيه ا وبم ا يليق ب ه‬
‫وبأخالقه‪ ،‬غير أّن فريقًا آخر من الباحثين ذكر أّن عنترة لم يتزوج من عبل ة ب ل بقي حّب ه معّلق ًا‬
‫بها‪ ،‬وأّن والدها امتنع عن مصاهرته وزّو جها لرج ٍل من أش راف قوم ه‪ ،‬وس واًء ت زّو ج عن ترة‬
‫بابنة عّم ه عبلة أم لم يتزوج يبقى شعره الغزلّي الذي نظمه بها أجمل غزل قاله ألّنه كان يمثل ألم‬
‫الحرمان واللوعة والظلم الذي كان يعيشه‪ ،‬حيث كان ُيظهر فيه الص راع الع نيف بين ه ذا الحّب‬
‫ولونه األسود ومكانته الوضيعة بين قومه‪.‬‬

‫شعر عنترة بن شّداد وأبرز ِس ماته‬


‫ت رك عن ترة ديوان ًا من الش عر زخ ر بفن ون ع ّد ة ك ان معظّم ه ا في الفخ ر والغ زل الع ذري‬
‫والحماسة‪ ،‬وكان أبرز ما فيه معلقته التي اشتهر بها‪ ،‬وامتازت أشعاره باألسلوب العذب واأللفاظ‬
‫السهلة والمعاني الرقيقة‪.‬‬

‫موضوعات شعر عنترة بن شّداد‬

‫اشتهر عنترة بشجاعته وببطوالته التي كان يظهرها في الحروب‪ ،‬وقد ّصور هذه البط والت في‬
‫شعره ورسم في قصائده المتنوعة صورة الفارس البطل الشجاع بكّل ما فيه من ص فات وأخالق‬
‫حسنة‪ ،‬وأظهر م ا تحّلى ب ه من ش جاعة وإقب ال على القت ال ب دون خ وٍف أو وج ل‪ ،‬وبّين أيضًا‬
‫اهتمام هذا الفارس بأدواته القتالّية من خيٍل وسيٍف ودروع ورماح‪ ،‬وحاول عن ترة رب ط ص ورة‬
‫هذا الفارس بنفسه‪ ،‬وكان يهدف من ذلك إبراز نفسه وشخصيته‪ ،‬وتأكيد فك رة حريت ه وجدارت ه‬
‫بها‪ ،‬وكان حّبه لعبلة الدافع القوي الذي يحاول من خالله إثبات وجوده وشخصّيته‪.‬‬

‫الوصف الفّني واألفكار في شعر عنترة بن شّداد‬

‫استحوذت قصائد عنترة على أفك ار ع ّد ة ك ان أبرزه ا فك رة التعف ف ال تي ك انت واض حة في‬
‫شعره‪ ،‬ففي الوقت الذي يعتقد المحارب أّن الحروب هي لكسب الغن ائم ن رى عن ترة يتع الى عن‬
‫هذه االغايات؛ ألّنه كان يشارك بها من أجل الحروب نفسها‪ ،‬وليس ألجل الغنائم والمكاسب تاركًا‬
‫هذه األمور لغيره من المحاربين‪.‬‬

‫نج د في ش عر عن ترة كغ يره من الش عراء الج اهليين ظ اهرة الوق وف على األطالل؛ ألّن ه ذه‬
‫الظاهرة كانت أصدق تعبير عن عواطف الشاعر تجاه محبوبت ه وحنين ه له ا‪ ،‬فه ذه األطالل هي‬
‫األماكن التي عاش فيها الشاعر أو مّر منه ا‪ ،‬أو ارتبطت ب ذكرى ح دثت مع ه وه ّز ت وجدان ه‪،‬‬
‫فكان يقف وسط هذه الديار التي سكنتها محبوبته ثّم تركتها ورحلت عن ه إلى مك اٍن بعيد‪ ،‬س ائًال‬
‫إياها الحديث وإخباره بأخبارها‪ ،‬وكان يبقى واقفًا وسط هذه الديار مناجّيًا إياها تأسر قلبه اللوع ة‬
‫والحنين لرؤيتها‪ ،‬والمالح ظ في وص ف عن ترة لل ديار واألطالل في معلقت ه الميل إلى اإلطال ة‬
‫والتكرار شأنه في ذلك شأن الشعراء الجاهليين اآلخرين‪.‬‬
‫أبرز األغراض الشعرّية عند عنترة بن شّد اد‬

‫الفخر‪ :‬كان الفخر من أهم األغراض الشعرّية عند عنترة‪ ،‬وكانت أشعاره في الفخ ر تتص ف‬ ‫‪-‬‬
‫بالقوة والحماسة؛ إْذ كانت من أسلحته في معركته العنيفة من أجل انتزاع حريته وإثبات نسبه‬
‫والرّد على أعدائه‪ ،‬ومن أجل أيضًا الفوز بابنة عم ه عبل ة ال تي رفض أهله ا تزويج ه إياه ا‬
‫ألنهم ال يرونه كفؤًا لها بسبب سواد لونه‪ ،‬فكان عن ترة يس تعين بش عر الفخ ر للتع ويض عن‬
‫عقدة السواد التي الزمته من أجل تأكيد حقه في الحرية‪ ،‬فقّد م نماذج شعرّية ع ّد ة أظه ر فيه ا‬
‫صورة الفارس الشجاع المنتصر الذي ينتمي لقبيلت ه ويتمس ك بقضاياها‪ ،‬وح اول رب ط ه ذه‬
‫الصورة بنفسه من أجل تأكيد مكانت ه بين قوم ه‪ ،‬واع تراف المجتم ع ال ذي يعيش فيه به ذه‬
‫المكانة وبما كان يتصف به من قيم وأخالق‪.‬‬
‫الهجاء‪ :‬كان الهجاء في العصر الجاهلي مرتبطًا بموقف الش اعر من مجتمع ه وم ا فيه من‬ ‫‪-‬‬
‫قيم راس خة؛ فه و من أك ثر األغ راض الش عرية ت أثيرًا في المجتم ع‪ ،‬حيث ك ان الش اعر‬
‫يستخدمه كسالح قوي ومؤثر في ذكر عيوب األعداء‪ ،‬ووص فهم بأبش ع الص فات واألفع ال‪،‬‬
‫وكان غزو القبائل لبعضها البعض ش ائعًا في ذل ك ال وقت‪ ،‬فك ان عن ترة يج د نفس ه في ه ذه‬
‫الحروب إلبراز شجاعته في الدفاع عن قومه الذي كان يسعى جاه دًا إلثب ات نفس ه بينهم في‬
‫الوقت الذي ال يعترفون له بنسب أو مكانة‪ ،‬فكان عنترة في تل ك الح روب يتع رض للمهج و‬
‫بالهجاء الصريح المباشر دون تلميح مقرنًا إياه بالفخر بنفس ه وبش جاعته بحيث يتناس ب ه ذا‬
‫الهجاء مع مكانته كفارس وبطل لقومه طمعًا في نيل المكانة التي يستحقها بينهم‪.‬‬
‫الغزل‪ :‬اشتهر عنترة بالغزل العفيف قوًال وفعًال‪ ،‬فقد أحب ابن ة عّم ه عبل ة حّب ًا ش ديدًا وق ال‬ ‫‪-‬‬
‫فيها أشعاره الغزلّية الجميلة التي كانت تنب ع من قلب ه الم تّيم به ا‪ ،‬وك ان غ زل عن ترة لعبل ة‬
‫نموذجًا للغزل العفيف الذي يصدر عن ش اعٍر يتمت ع ب أخالق رفيع ة حيث ك انت ت ذوب في‬
‫أشعاره العاطفة القوية الصادقة‪ ،‬وتبرز فيها أشواقه العميقة ولوعته للقائها‪ ،‬فهو ال ينساها في‬
‫كل حاالته سواء في الحرب أم السلم‪ ،‬فكان يقتحم ساحات القتال بكل شجاعة وبطولة مستقبًال‬
‫الموت من أجل أن يحظى برضاها وبقلبها‪.‬‬
‫الحماسة‪ :‬ك ان ش عر الحماس ة عن د عن ترة ُيمّث ل الص ورة الحّي ة للتعب ير عن ش جاعته في‬ ‫‪-‬‬
‫ساحات القتال‪ ،‬فكان في شعره يصف أدق التفاص يل في منازلت ه الع دو‪ ،‬حيث ك ان يس تخدم‬
‫شجاعته في الحروب كوسيلة للتخلص من عقدت ه النفس ّية في كون ه عب دًا أس ود‪ ،‬واص فًا في‬
‫هذه األشعار كيف ينال من العدو بعد أن يتمكن من إصابته بطعنة قاتلة مخاطبًا العدو والدهر‬
‫باالعتراف بذاتيته إلى حّد المبالغة في إظهار جبروته بحيث يبدو كأن ه مس تمتع به ذا األم ر‪،‬‬
‫كما كان يصف األسلحة وصوت السيوف وطعنات الرمح‪ ،‬وكان يعتمد في هذا الوصف على‬
‫وقائع تاريخية تاركًا الحرية لخياله في تضخيم الح وادث القتالّي ة‪ ،‬ك أن ه ذه المع ارك ك انت‬
‫ملحمة من المالحم الحربّية‪.‬‬

‫معّلقة عنترة بن شّداد‬

‫المعّلقات هي عبارة عن قصائد ظهرت في العصر الجاهلي‪ ،‬وك ان ع ددها س بعًا‪ ،‬وق د تمّي زت‬
‫بالجودة‪ ،‬وعمق المعاني‪ ،‬وسعة الخيال والبراعة في األسلوب‪ ،‬وكانت تس مى أيضًا بالم ذهبّيات‬
‫ألّنها كانت تكتب بماء الذهب‪ ،‬وقد ورد عن الباحثين روايات متباينة بسبب تس ميتها به ذا االس م‬
‫إال أّن أغلب هذه الروايات اتفقت على أّن السبب يعود إلى تعليقه ا على أس تار الكعب ة المش رفة‪،‬‬
‫وكان لهذه المعلقات قيمة أدبّية تمّثلت في تناول مواضيع مختلفة عن الحياة الجاهلّية‪ ،‬ومن أش هر‬
‫شعرائها‪ :‬امرؤ القيس‪ ،‬وزهر بن أبي س لمى‪ ،‬والنابغ ة ال ذبياني‪ ،‬وعن ترة بن ش داد‪ ،‬وعلقم ة بن‬
‫عبده‪ ،‬وطرفة بن العبد‪ ،‬واألعشى‪.‬‬

‫ترك عنترة بن شّد اد ديوانًا من الشعر كان معظمه في الحماسة والفخر والحب العذري كما سبق‬
‫ذكره‪ ،‬وتضّم ن أيضًا الكثير من الشعر المنحول الذي تعددت األقوال في الثابت منه‪ ،‬وكان أشهر‬
‫ما في هذا الديوان معّلقته الشهيرة‪ ،‬وهي عبارة عن قصيدة طويلة تحتوي على م ا يق ارب تس عة‬
‫وسبعين بيتًا من الشعر على وزن البحر الكامل‪ ،‬وقد جاء شعر عنترة على نوعين هما‪:‬‬

‫النوع الغنائي الوجدانّي ‪ ،‬والنوع األخر قصصي ملحمّي ‪ ،‬ورغم االختالف بين ه ذه الن وعين إال‬
‫أّنهما كانا مترابطين؛ بحيث ال ُيقال أحدهما دون اآلخر‪ ،‬وال ُيفهمان إال مع بعضهما بعضًا‪ ،‬وق د‬
‫نظم عنترة هذه المعلقة خالل حرب السباق بعد أن ش تمه ش اعٌر من قبيلت ه وع ايره بس واد لون ه‬
‫ولون أمه وإخوته‪ ،‬فنظم عنترة معّلقته ردًا عليه تضمنها االفتخار بنفسه‪ ،‬وتعداد لمناقبه وصفاته‪.‬‬

‫كان عنترة يستهّل معلقته بمقّد مة تتضمن ذكريات وعبر‪ ،‬وبعد ذلك يصف محبوبته عبلة وناقت ه‬
‫مفتخرًا بنفسه وأخالقه الرفيعة وش جاعته وإقدام ه في الح روب‪ ،‬فه و ُيظه ر نفس ه كم ا وص فه‬
‫األديب ط ه حس ين بص ورة الش اعر الع ربي األص يل ال ذي يتص ف برّق ة القلب دون ض عف‪،‬‬
‫وبالّش دة دون عنف‪ ،‬والذي يشرب الخمرة دون التفريط بأخالقه ومروءته‪ ،‬وم تى ع اد إلى عقل ه‬
‫وصحوته عاد كريمًا مّعطاًء ‪ ،‬وهو فارٌس شجاٌع في الح رب عفيف النفس ال يطم ع لغن ائم ه ذه‬
‫الحرب وال إلى مكاسبها‪.‬‬

‫وقد كان مطلع هذه المعلقة ما يلي‪:‬‬

‫َهْل َغ اَد َر اْلُّش َعَر اُء ِم ْن ُم َتـَر َّد ِم َأْم َهل َع َر ْفَت اْلَّداَر َبْعَد َتَو ُّهِم َيا َداَر َعْبلـَة ِبالَج واِء َتَك َّلِم ـي َو ِعِم ي‬
‫َص َباحًا داَر َعْبَلَة َو اْس َلِم ي‬

‫كتاب سيرة عنترة بن شّداد الملحمّية‬

‫قام العرب في نهاية العصر العباسي بكتابة سيرة عنترة بن شّد اد نظ رًا لش هرته في الش عر وفي‬
‫الفروسّية‪ ،‬إال أّن كاتب هذه السيرة بقي مجهوًال عند العامة‪ ،‬ووردت روايات متباين ة في معرف ة‬
‫هويته‪ ،‬فقيل إّن كاتبها هو األصمعي لتكرار اسمه في مواضع كثيرة من هذه السيرة غير أّن هذه‬
‫الحجة ال تصلح لتكون دليًال وخصوصًا أّن أسماًء أخرى ورد ذكرها فيها‪ ،‬ومنهم‪:‬‬
‫أبو عبيدة وجهينة ونجد بن هشام وآخرون‪ ،‬كم ا قيل إّن األديب يوس ف بن إس ماعيل المص ري‬
‫وهو كاتب لدى الحاكم بأمر هللا الفاطمي قد أّلفها بن اًء على طلب الخليف ة؛ ح تى يتغاض ى الن اس‬
‫عن حادث ة وقعت في قص ره‪ ،‬وتناقلته ا األلس ن‪ ،‬وه ذا الق ول غ ير مؤك د؛ ألّن ه لم ي رد عن‬
‫المؤرخين ذكر لكاتب في العصر الفاطمي بهذا االسم‪ ،‬كما لم يذكر وق وع أي أح داث مريب ة في‬
‫عه د أّي خليف ة ف اطمي‪ ،‬وورد عن بعض المستش رقين أّن ه ذه الس يرة لم تكتب إال في الق رن‬
‫السادس الهجري وأّن مؤلفها هو واحد من أطب اء وش عراء الع راق المع روفين ال ذي ك ان يلقب‬
‫بالعنتري مس تندًا في روايت ه على كت اب ابن أبي أص بيعة "عيون األنب اء في طبق ات األطب اء"‬
‫والتي ورد فيها أّن العنتري كان في البداية يكتب أقوال عنترة ثّم صار بعد ذل ك معروف ًا بنس بته‬
‫إليه‪.‬‬

‫شملت سيرة عنترة كافة األحداث التي مّر بها في حيات ه؛ حيث ج اءت متش ابكة ت ارًة ومتش ّعبة‬
‫تارًة أخرى‪ ،‬وكان موضوعها يتمحور حول حياة عنترة الشاعر والفارس الشجاع والعاشق‪ ،‬وما‬
‫واجهه من صعوبات ومخاطر في سبيل حبه البنة عمه عبلة نتيجة سواد لون ه‪ ،‬فتضمنت الف ترة‬
‫التي وقع فيها باألسر‪ ،‬ثّم حربه مع الغساسنة‪ ،‬ومقابلت ه كس رى مل ك الف رس‪ ،‬وانتقال ه إلى مّك ة‬
‫المكرمة وكتابة معّلقته بماء الذهب وتعليقها على أسوارها‪ ،‬ثّم ورد فيها أيضًا العالقة التي ك انت‬
‫تربطه بدريد بن الصّم ة والربيع بن زياد وعمرو بن مع ديكرب وح اتم الط ائي وس فره إلى بالد‬
‫الشام ومقابلته قيصر الروم‪ ،‬وتطّرقت السيرة أيضًا لوصف حياة الع رب في العص ر الج اهلّي ‪،‬‬
‫فذكرت عاداتهم ووصفت صفاتهم في الكرم والمروءة والش جاعة والوف اء والتضحية ومس اعدة‬
‫الضعيف وُح سن الجوار‪ ،‬كما استعرضت النظام السياسّي واالجتماعّي للعرب في تلك الفترة‪.‬‬

‫وفاة عنترة بن شّداد‬

‫توفي عنترة بن شداد عام ‪ 600‬ميالدي عن عمر ناهز ‪ 90‬عامًا بعد أن عاش حياًة حافل ة بنظم‬
‫الشعر‪ ،‬والمشاركة الواسعة في الحروب والغزوات‪ ،‬وقد اختلف الرواة في طريقة موت عن ترة‪،‬‬
‫ووردت عنهم روايات متباينة‪ ،‬ومن أبرز هذه الروايات نذكر ما يلي‪:‬‬
‫رواية ابن حبيب وابن الكلبي وصاحب األغاني‪ُ :‬ذ كر فيه ا أن عن ترة غ زا ب ني نبه ان من‬ ‫‪-‬‬
‫قبيلة طيء فقتل منهم شيخًا طاعنًا في السن‪ ،‬وكان منهم رج ٌل ق وٌي يق ال ل ه وزر بن ج ابر‬
‫النبهاني وكان يلقب باألسد الرهيص‪ ،‬فرمى عنترة ب رمح‪ ،‬وحينه ا لم يس تطع عن ترة تف ادي‬
‫رميته لكبر سنه وضعف بصره‪ ،‬فأصاب ظهره وقطعه مما أدى إلى مقتله‪ ،‬وهذه الرواية من‬
‫أكثر الروايات تداوًال وترجيحًا في سبب وفاته‪.‬‬
‫رواية أبي عمرو الشيباني‪ :‬تقول هذه الرواية إّن عن ترة غ زا قبيل ة طيء م ع قبيلت ه ولكن‬ ‫‪-‬‬
‫عبس انهزمت ووقع عنترة عن فرسه ولم يستطع ركوبها مرة ثانية بسبب كبر سنه فدخل في‬
‫مكان كله شجر كثيف فرأه طليعة الجيش ال ذي يت ولى مراقب ة الع دو من مك اٍن ع اٍل فم ا إن‬
‫رأى عنترة حتى نزل إليه وخاف أن يأسره فرماه برمح أدى إلى موته‪.‬‬
‫رواية أبي عبيدة‪ :‬ورد فيها أّن عنترة خرج في يوم من أيام الصيف ليتقاضى ثمن بعير ك ان‬ ‫‪-‬‬
‫له عند رجٍل من قبيلة غطفان‪ ،‬فهّبت عليه رياٌح قوية أّد ت إلى وفاته‪.‬‬
‫رواية القّص اص الشــعبي‪ :‬هي من الرواي ات ال تي ُنس جت بخياٍل ب ارع ومفاده ا أّن الس هم‬ ‫‪-‬‬
‫المسموم الذي رمى به األسد الرهيص عن ترة وأص اب ظه ره‪ ،‬أحس حينه ا ب اقتراب منيت ه‬
‫فظّل راكبًا فرسه متكئًا على رمحه‪ ،‬وطلب من الجيش أن ينسحب وينجو من بأس العدو‪ ،‬أّم ا‬
‫عنترة فبقي ثابتًا على حاله حاميًا ظهر جيشه حتى انسحب ونجا بنفسه دون أن يج رؤ الع دو‬
‫اللحاق به خوفًا من قائده عنترة‪ ،‬وفي هذه األثناء لفظ عن ترة أنفاس ه األخ يرة وعن دما ط الت‬
‫وقفته شّك العدو في أمره فأطلق جوادًا إلى فرس ه لتهييج ه‪ ،‬فعن دها ان دفع الف رس بص احبه‪،‬‬
‫فوقع عنترة على األرض مّيتًا بعد أن تمّك ن من حماية قومه من نصر محقق لألعداء‪.‬‬
‫الخاتمه‬
‫وفي نهاية البحث وجدنا أن عنترة بن شداد العبسي هو فارس وشاعر‬
‫قبيلة بني عبس‪ ،‬وأيضًا هو العاشق والمحب الملهم بأحلى مشاعر الحب‬
‫والشوق للقاء المحبوبة ‪،‬‬

‫في بيت الزوجية بعـد طـول صـبر ومعانـاة‪ ،‬كمـا تعرفنـا عليـه بأنـه صـاحب‬
‫المواقف النبيلة مع جميع من رافقه أو تعرف عليه‪.‬‬
‫المصادر‬
‫‪-‬موقع ويكيبيديا ‪1‬‬
‫‪َ -2‬د يوان عنترة بن َشَّداد‬

You might also like