اٱلستاذ إسماعيل الشعيبي! الطالب! باسم منصري سنة ثانية تربية و تعليم الفوج الثامن! إن اٱلمة و إن تناست همومها و تفتت حضارتها أو تعايشت مع الطغيان و االنحالل االجتماعي أو األخالقي أو تردي االوضاع أو ربما حتى سايرت حقبة زمنية متهرئة تحيل إلى رؤية ضبابية للمستقبل فإن القضية التي ضلت راسخة بجذورها في األرض و متشبثة بالسماء علها تحيلها إلى عدل اإلاله األعظم الحيني الذي يفصل قرنا من القتل و الذبح و انعدام Jاإلنسانية الذي قابلته من الجهة المقابلة عناد التراب و اإلشتياق إلى الحرية المطلقة و ليست الزائفة التي أسسها اإلعالم الغربي في أن اليهود هم المضطهدون فكما يحدث سميح قاسم و يدعو أبناء شعبه إلى التعمق في التمرد و المقاومة بغية تشجيعهم Jو لو أدبيا و التشهير بقضية أصحابها كما أطلق عليهم هو جحافل تمشي من تحتها جهنم و من فوقها ركام الثكالى و من تشردوا و منه تتنزل هذه القصيدة التي موضوعها دعوة أبناء شعبنا إلى مقاومة العدو Jالصهيوني و التي تنقسم إلى ثالث مقاطع كل مقطع يرمي إلى رسالة واضحة و صريحة تتجمع كل هذه الثالث مقاطع لتشكل فسيفساء الصرخة العربية في أبهى تجلياتها األدبية
فاالنتفاضة دعوة الحياة ،بكل ما تعنيه تلك الدعوة من معاني،
فهي لم تأت من فراغ ،ولم تكن تجيء مفاجئة للواقع ،وانما جاءت نتيجة كمعطيات وتراكمات طويلة أدت إلى بزوغ ما يجري ،بعد اكتمال نموها ،فمثل هذا االمر يجعل الناس يوقنون بدور الذين يعايشون الحدث ،فالمبدع الحقيقي هو الذي يعيش الحياة يكل أنماطها ،حيثما يكون مع اتصال مباشر مع واقعه دون زيف أو رياء
فالفكرة الرئيسية في المقطع األول هي وليدة تحدي العدو
المجرم إذ أن تردد فعل تقدم في األمر صيغة الجمع هو دليل على انعدام الخوف من العدو Jالمحتل إذ يوجه الشاعر خطابه للعدو Jالصهيوني فيتحداهم بالتقدم إلى المواجهة ذلك أن أبناء اإلنتفاضة يشعلون األرض من تحته و من فوقه بنار الثورة و الصمود مستخدما لفظ جهنم للداللة على الثورة الحارقة
أما المقطع الثاني فقد كان محتواه صمود كل أطياف الشعب
الفلسطيني أمام آلة القتل الصهيوني و قد استعمل الشاعر عديد المفردات في صيغة الجمع ناقلة-ناقالت راجمات-راجمة
إذ يؤكد الشاعر على عدم استسالم اٱلم و اإلبن و غيرهم و
جميع أطياف الشعب الفلسطيني أمام جبروت المحتل الذي يستعمل مختلف األسلحة من تذبيح و سفك و تيتيم لإلطفال مستعمال لفظ أعماقنا و هو إن دل على شيء فهو على إعتزاز بالهوية في وجدان الفلسطينيين أما في المقطع الثالث و الذي عنوانه الشعب الفلسطيني صف واحد في مواجهة المحتل كرر الكاتب جريح و جمعها جرحى و قتيل و جمعها قتلى ثم ثكل و جمعها ثكالى الخ فقد أشار سميح قاسم إلى جميع الناس القتيل و الميتم و الرضيع إلى مشاركة في هذه الحرب و قد دل على عدم يأس الشعب الفلسطيني و عدم عزوفهم عن المقاومة مهما ضرد و قتل المحتل منهم مكررا األبيات سيروا كل السماء فوقكم جهنم و كل األرض من تحتكم جهنم في تأكيد على غضب الشعب و تحديه للعدو Jالمجرم
أما عن األساليب اللغوية فقد عمد الشاعر النفي لن تكسروا
لن تهزموا ال يستسلم مضيفا إلى ذلك ٱسلوب األمر تقدموا الخ و ٱسلوب النهي ال تسمعوا ال تفهموا الخ أضف إلى ذلك استعمل الكاتب الصور الجمالية و قد تمثل ذلك في راجمات حقدكم إذ شبه الشاعر الحقد بالصواريخ الحربية لن تكسروا أعماقنا فقد مثل سميح قاسم األعماق بصخرة آبية أن تكسر لن تهزموا أشاقنا إذ شبه الشق بجندي ال يهز أتت نوافذ القدس حتى النوافذ مثلت على أنها إنسان ذاهب للقتال هذا النداء لم يصدر بعفوية الوجدان ،وانما النداء الصادر عن يقين وعقل فاعلين ،فصاحب النداء هو اآلخر يعيش حياة مؤلمة ،فهو واحد من الجماهير التي تريد الصالح والحرية ،اال انها تصدم بواقع شارعها السياسي ،فتعي ما هي عليه من مراهنات وابتعاد Jعن الحقيقة وذلك بنسج الموازنة التركيبية في معجم الطبيعة االبيات 33 32 34فهي باالضافه لكونها على مستوى التركيب فهي على مستوى نس ٌج يعكس ُمبتغى القوة ايضا كيف ذلك؟ فاللموازنة التركيبية ْ الشاعر العدو ّ المتكررة بقوة العدو المنعدمة ،بالتالي وهَن ّ في موازنة قوته الجلي و ربما مبدأ الشاعر في ذلك ال ِرهاب من الجثث طالما ان ِّ الغزا َة في موضع اقدام وصرامة وشكيمة انتقلنا من معجم الطبيعة الى معجم الحرب من جديد وبما اننا الزلنا في اطار القوة للغزاة اي اصحاب االرض فما يلفت انتباهنا الشموخ والشدة التي وظفها الشاعر في بنائه لهذا المعجم من خالل تكرار" حرف القاف" ما يعرف بالترديد الصوتي( تقدموا ،القتل ،نقتلكم ، بدقة ،تقدموا ،اقتلوا ،قاتلكم ،قتيلنا )...،باالضافه الى التكرار الملفت لالنتباه لنفس الحرف فان الشاعر يخلق منه اختالفا ،كيف ذلك؟؟ يتمظهر هذا االختالف على مستوى الشكل ،شكل حرف القاف المتنوع ( النصب حركة الكسر ،السكون الى غير ذلك ...ااّل أنّ السكون ُو ِّظف مرة واحدة في فعل" اقتلوا" فكاننا بسميح قاسم يصرح حتى ولو لم تكن قوتنا وشدتنا بما فيه الكفايه نظرا لوجود ِّ سكون واحد فاننا لن نستسلم ومن نحن ؟ نحن المرأة الفلسطينية صرحت بانها لن تستسلم والرجل الفلسطيني الذي صرح بكونه التي ّ ال .يستسلم امتزج اسلوب الترديد الصوتي بالطباق (قتيلنا وقاتلكم ) والذي بدوره يحمل حرف الجهر "القاف"ما يجعل من شاعرنا ياخذ بيد القارئ نحو اعلى مراتب االقناع نظرا لكونه يرسم للغزاة طريقا باالضافه لكونه الى االمام فهو المنحى الذي يشهد بصالبة الغزاة .المستمدة من ْأزر أرضهم و اشتدادها يحوم الدارس المتمعن في المعاجم ْإذ يجعله سميح قاسم في دوامة فكرية تفتح نوافذ اعمال العقل تجسيدا منه لمحاولة ربط االساليب اللغويه الموظفه المتنوعة الس ّيما اسلوب التشخيص وربطه باالقرار "الموت ال الركوع " "موت ال ركوع" ...نلحظ أنه في الحالتين متساو وعدم الركوع ،الموت معرف بااللف والالم يقابله ٍ الموت ركوع معرف بااللف والالم وكذا اسم نكره يليه اسم نكرة ،هذا االقرار ارتبط تمام االرتباط باالبيات التي سبقته الحاملة لتشخيص ، ربما حاول الشاعر شرح ان الحجر والساحة والعصب ال يمكن ان تصل الى الموت فتحاول ان تصرخ تضج وتصيح ...واسلوب التشخيص هنا مرتبط بالتحريض والتحفيز للدفاع عن االرض ليس .فقط انسان هذا االرض انما حتى جمادها يحاذي سلوك انسانها ولالقرار على هذا المبتغى ا ّكد سميح قاسم في معجم الحرب على فعل (تقدّم) الموظف تسع مرات متتالية (األبيات 88 87 86 84 82 ) 96 93 92 89باالضافه لكونه ينادي وعي الغزاة ويسخر من عجز العدو الذي حتى في تقدمه ارتباك ،وظف سميح قاسم التنويع في البنى وذلك لتبيين مدى ضروره فعل المقاومة فكاننا بتكرار الفعل و ال ُبنية انعكاس لتجديدها على ارضية الواقع الفلسطيني وذلك بفعل التحريض كذلك استخدم سميح قاسم في المعجم الحربي" ثنائية االمر والنهي" هذه الثنائيه إن دلت على شيء انما تدل على القوه االنجازيه اإلستلزامية لل ُغزا ِة ،فربما المراوح بين االمر والنهي في الحالتين تعكس مقصد شاعرنا تجاه العدو انت عاجز عن التقدم حتى وان كنت مامورا به او من هي عنه من خالل هذه المراوح يجسد سميح قاسم حجم العدو الحقيقي فيصغره يامره ويعجزه وهذا التميز المتكرر يعكس خطه حجاجيه مدروسه Rلرسم صوره العدو في الحرب فقصيدة الشاعر هنا ال تحمل جوانب فلسفية أو فكرية غائمة، وانما تحمل الشفافية على مستوياتها كافة ،كي تعبر عن تجربة صادقة ،اذ مثل هذه التجربة تؤثر على مستويات عدة من ابناء المجتمع ،لذا نرى عشقه للوطن يتفاعل تفاعال واسعا ،حيث تسير المشاعر واالفكار مع من يبنون اسس قوية للشخص ومن بعدها الشعوب ،كي تنقشع الغيوم ،ويصير الموت حياة فاعلة من اجل الوطن .الن ارض الشعوب الثائرة تبني المعابد، وتديم االريج المنبعث من الجراح ،فالشهداء حروف شاهدة من أبجديات الوطن للزمن وهو يلتحف صورة الخنادق من اجل ان يبني اآلخرون ابراج الحياة
1التشكيل المجازى فى لغة الرواية والروائى السعودى:محمد علوان ،كتاب للدكتور محمد فتحى محمد فوزى The allegorical formation in the language of the novel and The Saudi novelist Muhammad Alwan, a book by Dr. Mohamed Fathy Mohamed Fawzy