Professional Documents
Culture Documents
االندماج النووي
Nuclear fusion
إعـداد:
بشرى محمد ميالد حسن
إشراف:
د .سليمة أبو عزوم
تعتمد جميع نشاطات الكائنات الحية على الطاقة ،حيث يمكننا التحقق من ذلك عندما
نأخذ بنظر االعتبار مشكلة الطاقة العالمية .فاإلنتاج الكفوء للغذاء يتطلب معدات
وأسمدة وماء ،وكل منها يستخدم الطاقة بطرق مختلفة .فالطاقة حيوية بالنسبة للنقل
وللوقاية من التقلبات المناخية وفي تصنيع جميع البضائع.
ولهذا السبب فان مصدرا مناسبا لتوفير الطاقة على المدى البعيد يكون ضروريا
وأساسيا لبقاء االنسان .ان لمشكلة الطاقة أو ألزمة الطاقة أبعادا عديدة هي ـ التكاليف
المتزايدة للحصول على أنواع من الوقود حيث أصبحت أكثر ندرة ،والتأثيرات على
السالمة وعلى الصحة الناتجة من النواتج الثانوية الستهالك الطاقة والتوزيع غير
المنصف لموارد الطاقة بين المناطق وبين األمم ،والتناقض بين االستخدام الحالي
للطاقة وبين الزيادة المتوقعة في سكان العالم إن مستقبل الجنس البشري ال ينفصم عن
الطاقة النووية ،وبسبب الزيادة في عدد سكان العالم ولضمان استقراره في آخر األمر،
فإن الطلبات على الطاقة لتأمين ظروف معاشية مالئمة سوف تستنزف بشكل خطير
الموارد المتوفرة حاليا ،خاصة األنواع المختلفة من وقود المحروقات ،لهذا سيكون
من الواجب الكشف عن مصادر جديدة ومتنوعة للطاقة وكذلك اتباع طرق جديدة
ومختلفة لتحويل الطاقة من شكل آلخر وجعل استعمالها عمليا.
إن مصادر الطاقة الحديثة ،أو المتجددة ،ال يمكن ان توفر اال نسبة ضئيلة من الحاجة
وفي مناطق محددة ،فالطاقة الشمسية وطاقة الرياح والمـد واالمواج ال تتوفر اال في
مناطق ذات ميزات طبيعية وجغرافية معينة أو ذات مناخ خـاص.
إن االستخدام المعقول للطاقة النووية ،المبني على أساس فهم كل من المخاطر
][5][7 والفوائد ،سيكون مطلوبا لمواجهة هذا التنافس من أجل البقاء على قيد الحياة.
1
1-1النواة )(Nucleus
تحتوي نواة اي ذره من الجسيمات على بروتونات ونيترونات ويطلق على كل منهما
بصورة منفردة بـ نكليون).(Nucleon
Α
Ζ XΝ يرمز للنواة :
1-2تعاريف Definitions
النظائر isotopesهي تلك العناصر التي لها نفس العدد الذرى لكن عددها الكتلي
16 17 18
8Ο ، 8Ο ، 8Ο مختلف مثل -:
االزوبارات Isobarsهي تلك العناصر التي لها نفس العدد الكتلي لكنها تختلف في
16 16
8Ο ، 7Ν عددها الذرى مثل -:
االيزوتونات isotonesهي تلك العناصر التي لها نفس عدد النيوترونات مثل -:
16 15
8Ο8 ، 7 Ν8
االيزومرات isomersهي تلك النوى التي لها نفس العدد الكتلي ونفس العدد الذرى
لكنها تمتلك طاقات مختلفة ،أي انها النوى التي تكون في حاالت متهيجة[2] .
2
1-3استقرار النوى
ان استقرار النوى يتغير مع تغير قيم N,Zكما يظهر بالشكل .1-1يظهر من الشكل
ان عدد البروتونات يكون مساويا لعدد النيترونات في النوى المستقرة .ففي النوى
الخفيفة تتجمع النوى حول الخط النظري للنوى المستقرة والذي يمثل N=Zاما في
حالة النوى الثقيلة فيكون تجمع النوى فوق الخط النظري .نالحظ ان الوفرة للنوى
المستقرة تكون عندما تكون زوجيه_ زوجيه اي البروتونات عدد زوجي وكذلك
النيترونات أكثر من النوى الفردية – زوجيه او الفردية_ فرديه.
3
وجد من العالقة ان طاقة الربط الكلية تعتمد بصوره مباشره على العدد الكتلي والذري
وهذا يدل ان قيمتها تتغير من نواة الى اخر[1] .
هي الشغل الالزم بذله لفصل نيترون او بروتون واحد من النواة يمكن حساب معدل
Βaverageمن خالل المعادلة التالية- : طاقة الربط النووية
Β
= Βaverage
Α
لقد وجد من خالل الشكل 1-2بان معدل طاقة الربط النووية هي اقل تغيرا من طاقة
الربط الكلية ،اما العالقة بين معدل طاقة الربط والعدد الكتلي للنوى فقد درست عمليا
كما في الشكل ادناه ووجد ان اهم ما يتصف به المنحني كما يأتي :
-1معدل طاقة الربط النووية ال يعتمد اعتمادا كبيرا على العدد الكتلي .فيما عدا النوى
الخفيفة ،حيث ان معدل طاقة الربط النووية تكون واطئة ثم تزداد بصوره سريعة مع
العدد الكتلي.
-2النوى ذات العدد الكتلي المتوسط والتي تقع في وسط الجدول الدوري هي االكثر
استقرار من تلك التي تقع على جانبيها وتمتلك هذه اعلى معدل طاقة ربط للنويات
بحدود )𝐯𝐞𝐌 𝟓 . (𝟖.
-3التغير الحاصل في المنحني يتميز بنتوءات واضحه عندما تكون قيمة Aاقل من
20وهذا يعني النوى 42He , 126C , 168Οوتملك طاقة ربط لنويه اعلى من تلك التي
تجاوره .
4
-4ان الثبوت التقريبي لمعدل طاقة الربط النووية ،يدل على ان النوية في النواة غير
مرتبطة بالتساوي بالنويات األخرى .وهذا يدل على القوة النووية هي قوة قصيرة
المدى ومشبعة[1] .
أ)ـ القيم الصغيرة لعدد الكتلة Αأو ما سوف نطلق عليه اقليم الديوتيريوم ). 21Η ) D
238
. 𝑈 92 ب) -القيم الكبيرة لعدد الكتلة Aأو ما سوف نطلق عليه اقليم اليورانيوم
اقليم الديوتيريوم:
من الشكل نجد أن Βaverageللديوتيريوم تساوي حوالي 𝑉𝑒𝑀 1بينما نجد أن طاقة
ترابط الهيليوم 𝑒𝐻 تساوي 𝑉𝑒𝑀 2.2تقريبا .فإذا أمكن احداث اندماج نووي بين
نواتي ديـوتـيـريـوم لتكوين الهيليوم فإن طاقة الترابط النووي لكل نيوكليون للعنصر
الجديد الناتج (الهيليوم) تكون أكبر من طاقة ترابط الديوتيريوم وبالتالي يتحرر فرق
الطاقة وبالتالي يعتبر هذا االقليم اقليم االندماج النووي .حيث نحصل على مصدر
نظيف للطاقة النووية.
الحظ هنا أنه يحدث اندماج نووي بين نوى خفيفة لتكوين أخرى أثقل منها ذات طاقة
ترابط نووي أكبر من طاقة هذه االنوية الخفيفة.
اقليم اليورانيوم:
238
فإن Βaverageاقل 𝑈 92 اذا حدث انشطار نووي لذرة يورانيوم ثقيلة مثل
من 𝑉𝑒𝑀 8بحيث تتكون نواتين خفيفتين تقعان عند عدد الكتلة) ( 𝐴~100حيث
نجد ان طاقة الترابط النووى هنا اكبر من 𝑉𝑒𝑀 8فإنه يتحرر فرق الطاقة ،ومن
ثم نحصل على الطاقة النووية االنشطارية .وهذه هي فكرة المفاعالت النووية
االنشطارية التي تعمل حاليا لتزويد الكثير من الدول بالطاقة الالزمة للحياة .ومن ثم
يعرف هذا االقليم بمنطقة االنشطار النووي ·
5
الحظ أنه في هذا االقليم تكون نواة اليورانيوم غير مستقرة ألن طاقة الترابط النووي
لكل نيوكليون صغيرة وعند حدوث االنشطار النووي تتحول هذه النواة الى نواتين
تقعان عند المنطقة األكثر استقرارا انظر الشكل 1-2بطاقة ترابط أكبر من طاقة
ترابط النواة المنشطرة[3] .
شكل 1-2العالقة بين طاقة الترابط النووي لكل نيوكلون والعدد الكتلي
6
1-6التفاعالت النووية Nuclear Reactions
التفاعل النووي هو عملية يتم فيها قذف نواة عنصر مـا بجســـم نــووي معجل.
وينتج عن هذا التفاعل خروج جسيم وتتبقى نواة أخرى .ولقد أمكن عـن طريق
قياس عدد الجسيمات الساقطة وعدد الجسيمات الخارجـة مـن التفـاعل
وتوزيعها النووي أن نعرف شيئا عن قابلية أو احتمال حدوث التفاعل Cross
Sectionوالتي تعتبر أحد خصائص النواة.
ولقد اكتشف رذرفورد Rutherfordأول تفاعل نووي عام 1999وذلك
بقذف نواة غاز النتروجين بجسيم ألفا من مصدر مشع ،فقـد الحـظ رذرفـورد
حدوث ومضات على حائل من كبريتيد الزنك موضوع على مسافة من
المصـدر المشع أكبر من مدى جسيمات ألفا ويمثل التفـاعل الـذي اكتشـفـه
رذرفـورد بالمعادلة:
17
𝑁7 ⟶ 𝑒𝐻+ 42 17
𝑂8 𝑉𝑒𝑀+ 11𝐻 − 1.17
وحدث أول تفاعل نووي باستخدام جسيمات معجلة عام 1930بفضـل العالمان
"كوكردفت ووالتون" وكان هذا التفاعل هو:
7
3Li + p → 42𝐻𝑒 + α
ويمثل التفاعل النووي عامة بالمعادلة:
𝑄𝑋+𝑎 ⟶𝑌+𝑏+
حيث -:نواة الهدف 𝑎 الجسيم الضارب 𝑄 ،الطاقة المنطلقة من التفاعل 𝑌 ،
-النواة المتبقية بعد التفاعل 𝑏 ،الجسيم الخارج من التفاعل وللتيسير يرمز
للتفاعل كاآلتي ][4
X(a, b)Y
تكون كل من 𝑏 و 𝑎 نيوكلونات أو نوى خفيفة أو فوتونات .إذا كان 𝑏 هـو
نفسه 𝑎 فإن التفاعل هو تفاعل تصادم(تشتت) ،scattering reactionوهذا
يعني أن Yو Xهما نفسهما قبل وبعد التفاعل .هذا التصادم يكون مرنا elastic
7
scatteringإذا كـان مجموع الطاقة الحركية لكل من Yو bيساوي الطاقة
الحركية للجسيم المقـذوف 𝑎.
أما إذا كانت الطاقة الحركية الكلية بعد التفاعل أقل من الطاقة الحركية قبل
التفاعل فيسمى تصادما غير مرن inelastic scatteringوإن Yتترك في
حالة تهيج .وفي حالـة كون bعبارة عن فوتون فيقال عن التفاعل بأنه تفاعل
أسـر إشعاعي radiative capture reactionوإذا كان aفوتون فيقال
عن التفاعل أنـه تفـاعل فوتوني nuclear photo reactionكما موضح
بالشكل [2].1-3
إن قذف النوى بجسيمات مشحونة أو بالنيترونات ينتج عنه نوى جديدة وجسيمات
جديدة الطاقات النهائية يمكن ايجادها باإلخذ باالعتبار فرق الكتل ،والسرعة النهائية
يمكن الحصول عليها بتطبيق قانون حفظ الزخم[5].
8
بهذا يوجد العديد من التفاعالت الممكنة ويعتمد هذا علي طبيعة الجسيمات التي تسبب
التفاعل وعلى كيفية انحالل النوى المركبة ( نوى ذات طاقة عالية ال تبقى اال لفترة
قصيرة جدا مقدارها 𝑐𝑒𝑠 )10−12ويمكن تصنيفها الي أربع مجموعات [6][2].
في التفاعل األول قل عدد الكتلة ولكنه زاد في التفاعل الثاني اما العدد الذري فلم
يتغير.
المجموعة الثانية :تشمل التفاعالت النووية التي يصاحبها تغيير بسيط في
الشحنة (زيادة أو قلة عدد البروتونات) مثل:
9
المجموعة الثالثة :تشمل التفاعالت النووية التي تحدث تغييرا عميقا في
النواة وتقع النويدات المشعة والمستقرة الناتجة بعيدة عن النواة الهدف في
الجدول الدوري يوجـد ثالثة أنواع من هذه التفاعالت:
إن عدد النيوكليونات المقذوفة من النواة يتناسب مع طاقة القذائف وتقع معظم
النويدات المشعة الناتجة على الجهة اليسرى من خط االستقرارية القصوى
شكل .1-1
لقد أمكن تحضير بعض نظائر العناصر الخفيفة كـالبريليـوم مثال من تفاعل
اليورانيوم مع دقائق ذات طاقة عالية .هذا التفاعل يسلط ضوءا على التركيب
النووي[6].
عند تفاعل نوترون حراري (طاقته جد قليلة) مع نواة اليورانيوم 235-يـؤدي الى
إنتـاج نـواة اليورانيوم .236-وهذه األخيرة هي غير مستقرة «تنشطر» الى
جزأين ،يسميان شظايا االنشطار ،وعدد من النيوترونات يتراوح بين اثنين الى
ثالثة نيوترونات[7].
10
االنشطار ال يقتصر على القصف بالنيوترونات فحسب بل يمكن أن يحدث
باستخدام جسيمات أخرى مثل جسيمات ألفا ،البروتونات ،أشعة جامـا ...الخ
خاصـة عنـد انشطار النوى الخفيفة كما في المثال التالي[2]:
1
1 𝐻 + 63
→ 29Cu
24
11Na + 39 1
𝑛19 K + 0
11
-2االندماج النووي Nuclear fusion
عند اتحاد جسيمتين نوويتين خفيفتين ،أو عند اندماج إحداهما باألخرى تتحرر طاقة
ألن كتل النوى الناتجة أقل من كتل الجسيمات األصلية .ومثل هذه التفاعالت
االندماجية يمكن أن تحدث بقذف أهداف بجسيمات مشحونة ،أو باستعمال معجل ذري
(جهاز لتسريع الجسيمات) ،أو برفع درجة حرارة غاز الى مستوى عال كاف لحدوث
التفاعالت النووية[5] .
أحد ابسط تفاعالت االندماج النووي يشمل إنتــاج الديترون 21Hالنووي من نيوترون
وبروتون كما يلي- :
1
1H + 10𝑛 + 21H + γ
𝑉𝑒𝑀∆𝑀𝑐 2 = 2.22
إذن فيمكننا القول إن طاقة الربط لكل نيوكلون بعد التفاعل تكون أكبر مما هي قبل
التفاعل ،لذلك وبالعودة إلى الشكل ( )1-2مرة أخرى نالحظ أن طاقـة الربـط
للنيوكلون الواحد تزداد بزيادة عدد الكتلة لغاية ،A=60وعليه فإن االندماج النــوي
ألي نواتين إلنتاج نواة ثالثة عددها الكتلي أقل مـن 60يمكـن أن يكـون تـفـاعل
exoergic
12
عملية االندماج تسير عكس عملية االنشطار أي أننا نسير إلى قمة المنحـني المبين
بالشكل ( )1-2بينما تسير عملية االنشطار نحو نهايته[2] .
ان مصدر الطاقة في الكون هو في االساس ناتج عن التفاعل النووي ذو الفيض الطاقي
داخل النجوم وهو عملية التحام نوى الهيدروجين لتشكيل نوى الهيليوم .وهذه العمليـة
ممكن ان تحدث تحت الظروف الخاصة بالنجوم بطريقتين متسلسلتين مختلفتيـن احدى
هاتين الطريقتين تسمى دورة البروتون -بروتون وهي عملية اصطدام بروتونـي
مباشر ينتج عنها تكوين نوى أثقل ثم تصطدم مرة اخرى مع البروتونات لتنتج منها
نوى الهيليوم والطريقة الثانية هي دورة الكربون وهي سلسلة من الخطوات يتم فيها
امتصاص البروتونات من قبل نوى الكربون بعمليات متعاقبة حتى بلوغ لفظ جسيمات
الفا تاركـة ورائها نوى الكربون مرة أخرى ففي الحالة األولى وهي دورة البروتون
-البروتون يحدث التفاعل كما يلي:
𝟏
𝑯𝟏 𝒗 + 𝟏𝟏𝑯 → 𝟐𝟏𝑯 + 𝒆+ +
13
شكل :2-1دورة بروتون -بروتون
14
وتكون النتيجة النهائية ايضا تكوين جسيمة الفا وبوزترونين من اربع بروتونات مع
تحرير طاقة مقدارها 𝑉𝑒𝑀 24.7اما عمل الكربون في بداية التفاعل فيعتبر عامل
مساعد ألنه يظهر مرة اخرى في التفاعل كما في الشكل ()2-2
التفاعالت االندماجية ذات االستمرارية الذاتية يمكن ان تحدث بشرط توفر اقصى
درجات الحرارة والضغط للتأكد من ان النوى المشتركة في هذه العملية تمتلك طاقة
كافية لديمومة التفاعل بالرغم من وجود التنافر الكهروستاتيكي فيما بينها وبالرغم من
الفقدان الطاقى المتأتي من المحيط .الظروف الداخلية للنجوم تتوفر فيها هذه الشروط
في الشمس مثال قدرت درجة حرارتها الداخلية حوالي 𝐾 2 × 106ودورة البروتون
بروتون هي ذات االحتمالية الكبيرة فيها .
15
بصورة عامة فان دورة الكربون هي ذات كفاءة أكبر في درجا الحرارة العالية،
ودورة البروتون -بروتون ذات كفاءة أكبر في درجات الحرارة الواطئة ،وهكذا
فالنجوم ذات الحرارة األعلى من الشمس تحصل على طاقتها من الدورة األولى
(دورة الكربون) ،أما النجوم االقل حرارة من الشمس تحصل معظم طاقتها من الدورة
الثانية.
جسيمات النيوترينو تحمل معها خارجا حوالي عشرة بالمائة من الطاقة الناتجة من
نجمة نموذجية.
الطاقة المتحررة في عملية اندماج النوى الخفيفة الى نوى أثقل غالبا ما تسمى بالطاقة
16
2-2مبادئ االندماج
النتاج كميات كبيرة من الطاقة بواسطة االندماج النووي يجب توفر ثالثـة شروط
رئيسية- :
.1يجب تسخين وقود االندماج الى درجات حرارة عالية جدا .حيث ان درجة
الحرارة الدنيا المطلوبة الندماج الديوتيريم والتريتيوم هي 100مليون درجة مئوية "
وفي درجات الحرارة هذه تمتلك الجسيمات طاقة كافية للتغلب على التنافر فيما بينها
الناتج عن كون االيونات ذات شحنة موجبة وعندئذ يصبح التفاعــل النووي ممكنا.
.2يجب ان يكون عدد الجسيمات كافيا للحصول على طاقة عالية تكفـي الستمرار
التفاعل ويسمى عدد الجسيمات في وحدة الحجم بالكثافة.
.3يجب ان يحتفظ الوقود بطاقته لفترة معينة من الزمن تسمى زمن االحتواء او
الحصر.
وللحصول على طاقة االندماج يجب حصر الجسيمات بدرجات حرارة عالية
ولفترة كافية إلنتاج طاقة أكثر من التي استخدمت لتسخين الجسيمات
ولحصرها إذا كان وقت االحتواء قليال يجب ان تكون الكثافة عالية وان لم
تكن الكثافة عالية يجب احتواء الوقود لفترة اطول من الزمن.
ولعل المعيار الحقيقي هو حاصل ضرب الكثافة في زمن االحتواء وهو
المعيار المالئم لمعرفة مدى اقترابنا من الحصول على مفاعل اندماجي.
وتسمى القاعدة للحصول على مفاعل اندماجي مستمر في العمل قاعدة الوسن
والتي استحدثت من قبل الفيزيائي البريطاني ج .د .الوسن وحسب هذه القاعدة
يكون حاصل ضرب الكثافة في زمن االحتواء مساويا الي ( 1014جسيم /
سم )3في الثانية .
فعند زيادة درجة الحرارة تتغير حالة المادة من الصلبة الى السائلة ثم الـى
الغازية وفي درجات حرارة عالية جدا يصبح التصادم بين الذرات من القوة
بحيث تزاح االلكترونات عنها ونحصل على غاز مكون من الكترونات ونوى
17
ذات شحنة موجبة .هذه المادة (الحالة الرابعة للمادة) تسمى البالزما .ومن
امثلتها اللهـب واقواس التفريغ الكهربائي ومصابيح النيون والنجوم .وتحتوي
البالزما على جسيمات مشحونة تتفاعل بقوة مع المجاالت الكهربائية
والمغناطيسية وينتج عن تفاعالتها حركة جماعية واطوارا لهذه الحركة تسبب
مشاكل عديدة في احتواء البالزمـا السيطرة على حركتها[9].
18
حيث أن البالزما هي مفتاح التفاعالت النووية داخل مفاعالت االندماج ،ودون
هذه الوسائل ال يمكن االحتفاظ بالبالزما الساخنة إال لفترات قصيرة جدا ال
تتعدى المايكرو ثانية وأكثر الطرق شيوعا وانتشارا لحصر البالزما هي
استخدام المجاالت المغناطيسية ،magnetic fieldوباستخدام هذه الطريقة
وبنجاح يجب حل مشاكل عدم استقرار البالزما التي تسبب خروجها عن
المجال وضياعها[10].
إن نتيجة التفاعلين األوليين هي تحويل نوى الديترون الثالثة إلى جسيمة ألفا
واحـدة بروتون ،ونيوترون مع تحرير طاقة قدرها 𝑉𝑒𝑀 21.6أمـا
التفـاعالن األخـيـران فوظيفتهما إنتاج نفس التحويل السابق.
تشكيلة المجال المعكوس :تتضمن هذه الطريقة الجديدة حجز حزم من
البروتونات وبورون 11-حيث يعتمد علـى انـدمـاج نـوى الهيدروجين
والبورون التي هي أكثر وفرة من الديتريوم والتريتيوم حيث تتبع الجسيمات
المشحونة مدارات بيتاترون ،التي فيها تتذبذب حول مسار دائري .مثل هذه
20
المدارات تكون مألوفة في فيزياء المعجالت لكنها غير مألوفة في فيزياء
البالزما.
1
𝐻1 𝑉𝑒𝑀 + 115𝐵 → 3 42𝐻𝑒 + 8.7
إن اندماج البروتون والبورون ينتج ثالثة جسيمات ألفا ،التي يمكن أن تحول
إلى قدرة كهربائية بكفاءة تصل إلى .%90
21
-3تطبيقات االندماج النووي
3-1مقدمة
من المؤسف ان االنسان قد استخدم الطاقة النووية لألغراض التدميرية
(قصف هيروشيما وناكازاكي في اليابان بالقنابل الذرية في نهاية الحرب
العالميـة الثانية) ولكنه بعد ذلك سار شوطا بعيدا في االستخدامات السلمية
كبناء المحطات الكهرونووية إلنتاج الطاقة الكهربائية واستخدام مختلف أنواع
المعجـالت لدراسة تركيب المادة وكذلك انتاج النظائر المشعة واستعمالها في
الطب ألغراض التشخيص والعالج وفي الزراعة والصناعة وفي مختلف
البحوث المتعلقة بتقدم العلوم والتكنولوجيا.
3-2األسلحة النووية
تختلف األسلحة النووية عن غيرها من األسلحة في قوتها التفجيرية الهائلة
التي قد تكون أكبر بكثير من القوة التفجيرية ألقوى أنواع القنابل التقليدية
الموجودة حاليا باإلضافة الى انبعاث أنواع خطيرة من اإلشعاعات التي تشكل
خطرا يستمر بعد لحظة التفجير.
3-2-1أنواع القنابل النووية- :
- 1القنبلة النووية االنشطارية:
235
𝑈92 إن هذه القنبلة تعتمد قوتها التفجيرية على انشطار نواة ذرة اليورانيوم
239وتعرف هذه القنبلة بالقنبلة الذرية وتنشطر أو تنفلق
أو البلوتونيوم ـ 𝑢𝑃94
22
2ـ القنبلة االنشطارية ـ االندماجية:
في هذا النوع من القنابل تكون قوة التفجير الرئيسية ناتجة عن التفاعل النووي
الحراري )(Thermonuclear Reactionأو االندماج (حوالي 80الى
)%90وتدعى هذه القنابل بالقنابل الهيدروجينية.
ان أساس القنبلة الهيدروجينية هي تفاعالت االندماج االتية:
𝟐
𝑯𝟏 𝑽𝒆𝑴 𝟔 + 𝟑𝟏𝑯 → 𝟒𝟐𝑯𝒆 + 𝟏𝟎𝒏 + 𝟏𝟕.
𝟐
𝑯𝟏 𝑽𝒆𝑴 𝟒 + 𝟐𝟏𝑯 → 𝟑𝟐𝑯𝒆 + 𝟏𝟎𝒏 +
𝟐
𝑯𝟏 𝑽𝒆𝑴 𝟒 + 𝟐𝟏𝑯 → 𝟑𝟏𝑯 + 𝟏𝟏𝑯 +
𝟑
𝑯𝟏 𝑽𝒆𝑴 𝟒 + 𝟑𝟏𝑯 → 𝟒𝟐𝑯𝒆 + 𝟐 𝟏𝟎𝒏 + 𝟏𝟏.
ولكن هذا التفاعل ال يحدث إال إذا كانت درجة الحرارة تقارب عشرات
الماليين من الدرجـات المئوية لغرض الوصول لهذه الدرجات العالية تستخدم
قنبلة ذرية (انشطارية) بمثابة الزناد أو الفتيل الذي يفجر القنبلة الهيدروجينية.
ان قوة انفجار القنبلة الهيدروجينية أعلى بكثير من القنبلة الذرية وان طاقة
االندماج تعادل ثالثة أضعاف طاقة االنشطار باستخدام الوزن نفسه .تتراوح
قوة هذه األسلحة بين عدة آالف وعشرات الماليين من األطنان من مادة الـ
تي ان تي الشديدة االنفجار ،ان الغرام الواحـد من مادة التفجير الحراري
النووي (ديوتيروم ـ ليثيوم) يولد من الطاقة ما يعادل 66طن من مادة الـ تي
ان تي.
23
المـرحـلة األولى :ـ انشطار الـنـوى الثـقـيـلة في الشـحـنـة النـوويـة مثل -:
239 233 235
ـ 𝑢𝑃94 أو البلوتونيوم 𝑈 92أو𝑈92
24
3-3مفاعالت االندماج
الجهاز الذي يسمح بالسيطرة على الطاقة المتحررة من االندماج يسمى بمفاعل
االندماج ،على العكس من الجهاز الذي يقوم بإنتاج الطاقة باالنشطار ،أي
مفاعل االنشطار ،فإن الطاقة التي من المحتمل الحصول عليها من عملية
االندماج ستكون هائلة.
التفاعالت النووية الرئيسة التي تجمع نظائر خفيفة لتحرير طاقة من االندماج
هي 𝐷 𝐷 −و𝑇 𝐷 −و 𝑒𝐻 . 𝐷 − 32ولكل تفاعل من هذه التفاعالت
أفضليات وعيوب .فالتفاعل الذي يستخدم الديتريوم فقط يـسـتـعـمـل وقودا
متوفرا بـكـثرة في الطبيعة ،ويمكن الحصول عليه من الماء بطريقة فصل
النظائر.
غير أن حصيلة الطاقة من التفاعلين اللذين يستخدمان الديتريوم فقط
المتساويين في احتمالية حدوثهما هي قليلة وتساوي
4.03MeVو 𝑉𝑒𝑀 3.27وكذلك فإن معدل التفاعل كدالة لطاقة
الجسيمة يكون أقل بالنسبة لتفاعل 𝐷 𝐷 −مما هو عليه في تفاعل
𝑇 𝐷 −وكما مبين في الشكل 3-1إن الكمية 𝑣 ، σتعتمد على المقطع
العرضي وعلى سرعة الجسيمة ،وهي كمية متغيرة ذات مدلول أكبر من
مدلول المقطع العرضي لوحده .
25
الشكل .3-1 :معدالت تفاعالت االندماج .الكمية 𝒗𝛔 ،هي المعدل على طول توزيع
ماكسويل للمقطع العرضي مضروبا ً بالسرعة ،وعند ضربه بكثافة الجسيمات يعطي
معدل االندماج لوحدة الحجم .
أما التفاعل𝑇 𝐷 −فينتج عنه أيون الهيليوم ونيترون وبالطاقات المبينة أدناه
𝟐
𝑯𝟏 𝑽𝒆𝑴 𝟔 + 𝟑𝟏𝑯 → 𝟒𝟐𝑯𝒆 + 𝟏𝟎𝒏 + 𝟏𝟕.
𝟒
وطاقة النيترون 𝑉𝑒𝑀3.5 هي 𝒆𝑯𝟐 فطاقة أيون الهيليوم
هي 𝑉𝑒𝑀 ، 14.1ولهذا التفاعل حصيلة طاقة مالئمة جدا وكذلك له مقطع
عرضي كبير ،بذروة عند حوالي 𝑉𝑒𝑘 100غير انه يتطلب استعمال وقود
اصطناعي هو التريتيوم .ويمكن توليد التريتيوم بامتصاص النيترون من قبل
الليثيوم ،وحسب التفاعلين التاليين:
𝟔
𝒊𝑳𝟑 𝑽𝒆𝑴 𝟖 + 𝟏𝟎𝒏 → 𝟑𝟏𝑯 + 𝟒𝟐𝑯𝒆 + 𝟒.
𝟕
𝒊𝑳𝟑 𝑽𝒆𝑴 𝟓 + 𝟏𝟎𝒏 → 𝟑𝟏𝑯 + 𝟒𝟐𝑯𝒆 + 𝟏𝟎𝒏 − 𝟐.
ومن المالحظ أن النيترون يمكن أن يخرج من تفاعل 𝑇 ، 𝐷 −مما يوحي
26
بنوع من عملية التوليد .وعلى المدى البعيد ،سيكون استعمال تفاعل
𝑇 𝐷 −محدودا وذلك تبعا لتوفير موارد الليثيوم ،التي هي ليست كموارد
الديتريوم غير القابلة للنضوب تقريبا .وعند األخذ بنظر االعتبار جميع
العوامل ،فإن مفاعل االندماج الذي يستخدم تفاعل 𝑇 𝐷 −سيكون االكثر
احتماال لكي يبدأ العمل به اوال ،وإن نجاحه يمكن أن يؤدي الى تطوير مفاعل
𝐷 . 𝐷 −ومفاعل من هذا النوع سيكون مفضال ألنه يتطلب استعمال نظير
طبيعي فقط هو الديتريوم الموجود بوفرة في الطبيعة .هناك اهتمام قليل
بالتفاعل 𝑒𝐻 𝐷 −وذلك بسبب حاجته الى استخدام نظير نادر كهدف كما
أن مقطعه العرضي صغيرا ،بالرغم من أن حصيلة الطاقة كبيرة
[5].18.3MeV
-1توجد مادة الديوترون بالطبيعة بكميات هائلة وبكلفة قليلة لذلك يمكن اعتبار
هذه الصيغة من الوقود متوفرة بصورة دائميه.
-2المصدر الرئيسي اآلخر للوقود هو التريتيوم وهو يبعث جسيمات بيتا وان لم
يتوفر طبيعيا بكميات كافية إلسناد مفاعالت القدرة اال انه باإلمكان توليده مـن
تفاعالت بسيطة كتفاعل النيوترون مع الليثيوم داخل مفاعل االندماج والليثيوم
مادة متوفرة بكثرة بالطبيعة.
-5في حالة استمرار التفاعل يكون الناتج النهائي نظائر هليوم وهيدروجين وهو
مادة غير مشعة.
-6الطاقة الناتجة من متر مكعب واحد من البحر تعادل الطاقة المستخرجة من
2000برميل بترول.
-7المفعالت االندماجية تنهي نفسها بنفسها[5][2].
-8وقد قدرت الخطورة البيولوجية النسبية الكلية لمفاعل االندماج على أنها أقل
مائة مرة أو أكثر عن تلك لمفاعالت االنشطار كما موضح بالجدول واألرقام
المعطاة هي لمفاعل االندماج الذي يستخدم أساسا مركبات من الصلب الغير
قابل للصدأ ،والمواد األخرى مثل سبائك الفناديوم تعطي مستويات أقل
انخفاضا بشكل رئيسي[11].
( مستويات االخطار البيولوجية النسبية للنشاط االشعاعيللمواد في مفاعالت التوليد السريع واالندماج *)
28
3-3-3مختبرات االندماج الرئيسية
وكان الروس ايضا سائرين في طريق بحـوث االندماج ،وكانوا يستخدمون مصطلح
وبسبب الكلفة العالية لبحـوث االندماج ،فـان اربعة مختبرات رئيسة فقط في العالم
تعنى ببحوثه ،وهي:
نجح العلماء األمريكيون ،في مرفق اإلشعال الوطني بمختبر لورانس ليفرمور في
كاليفورنيا ،في إنتاج تفاعل اندماج نووي أدى إلى زيادة صافي الطاقة.
ينتج مشروع مرفق اإلشعال الوطني ،الطاقة من االندماج النووي عن طريق ما
يعرف باسم "االندماج بالقصور الحراري النووي" ،ومن الناحية العملية ،يطلق
العلماء األمريكيون ،كريات تحتوي على وقود الهيدروجين في مجموعة من 200
ليزر ،مما يؤدي بشكل أساسي ،إلى سلسلة انفجارات سريعة جدا ،ومتكررة بمعدل
50مرة في الثانية .ويتم استخراج الطاقة المجمعة من النيوترونات وجسيمات ألفا
كحرارة ،وهذه الحرارة هي أساس إنتاج الطاقة[12].
29
المراجع
30