You are on page 1of 33

‫بحث بعنــوان‪:‬‬

‫االندماج النووي‬
‫‪Nuclear fusion‬‬

‫إعـداد‪:‬‬
‫بشرى محمد ميالد حسن‬

‫إشراف‪:‬‬
‫د‪ .‬سليمة أبو عزوم‬

‫العام الدراسي ‪ /‬ربيع ‪ 2023‬م‬


‫الفهرس‬

‫رقم‬ ‫العنوان‬ ‫رقم‬


‫الصفحة‬
‫‪1‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪2‬‬ ‫النواة‬ ‫‪1-1‬‬
‫‪2‬‬ ‫تعريفات‬ ‫‪1-2‬‬
‫‪3‬‬ ‫استقرار النوى‬ ‫‪1-3‬‬
‫‪3‬‬ ‫طاقة الترابط النووي‬ ‫‪1-4‬‬
‫‪4‬‬ ‫طاقة الترابط لكل نيوكلون‬ ‫‪1-5‬‬
‫‪7‬‬ ‫التفاعالت النووية‬ ‫‪1-6‬‬
‫‪9‬‬ ‫أنواع التفاعالت النووية‬ ‫‪1-7‬‬
‫‪12‬‬ ‫االندماج‬ ‫‪2‬‬
‫‪13‬‬ ‫االندماج النووي في النجوم‬ ‫‪2-1‬‬
‫‪17‬‬ ‫مبادئ االندماج‬ ‫‪2-2‬‬
‫‪18‬‬ ‫البالزما وخواصها‬ ‫‪2-3‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪ 2-3-1‬طرق حصر البالزما‬
‫‪22‬‬ ‫تطبيقات االندماج النووي‬ ‫‪3‬‬
‫‪22‬‬ ‫مقدمة‬ ‫‪3-1‬‬
‫‪22‬‬ ‫األسلحة النووية‬ ‫‪3-2‬‬
‫‪22‬‬ ‫‪ 3-2-1‬أنواع القنابل النووية‬
‫‪25‬‬ ‫مفاعالت االندماج‬ ‫‪3-3‬‬
‫‪25‬‬ ‫‪ 3-2-1‬مقارنة تفاعالت االندماج‬
‫‪27‬‬ ‫‪ 3-3-2‬مزايا مفعالت االندماج‬
‫‪29‬‬ ‫‪ 3-3-3‬مختبرات االندماج الرئيسية‬
‫‪30‬‬ ‫المراجع‬
‫مقدمة‬

‫تعتمد جميع نشاطات الكائنات الحية على الطاقة‪ ،‬حيث يمكننا التحقق من ذلك عندما‬
‫نأخذ بنظر االعتبار مشكلة الطاقة العالمية‪ .‬فاإلنتاج الكفوء للغذاء يتطلب معدات‬
‫وأسمدة وماء‪ ،‬وكل منها يستخدم الطاقة بطرق مختلفة‪ .‬فالطاقة حيوية بالنسبة للنقل‬
‫وللوقاية من التقلبات المناخية وفي تصنيع جميع البضائع‪.‬‬

‫ولهذا السبب فان مصدرا مناسبا لتوفير الطاقة على المدى البعيد يكون ضروريا‬

‫وأساسيا لبقاء االنسان‪ .‬ان لمشكلة الطاقة أو ألزمة الطاقة أبعادا عديدة هي ـ التكاليف‬
‫المتزايدة للحصول على أنواع من الوقود حيث أصبحت أكثر ندرة‪ ،‬والتأثيرات على‬
‫السالمة وعلى الصحة الناتجة من النواتج الثانوية الستهالك الطاقة والتوزيع غير‬
‫المنصف لموارد الطاقة بين المناطق وبين األمم‪ ،‬والتناقض بين االستخدام الحالي‬
‫للطاقة وبين الزيادة المتوقعة في سكان العالم إن مستقبل الجنس البشري ال ينفصم عن‬
‫الطاقة النووية‪ ،‬وبسبب الزيادة في عدد سكان العالم ولضمان استقراره في آخر األمر‪،‬‬
‫فإن الطلبات على الطاقة لتأمين ظروف معاشية مالئمة سوف تستنزف بشكل خطير‬
‫الموارد المتوفرة حاليا‪ ،‬خاصة األنواع المختلفة من وقود المحروقات‪ ،‬لهذا سيكون‬
‫من الواجب الكشف عن مصادر جديدة ومتنوعة للطاقة وكذلك اتباع طرق جديدة‬
‫ومختلفة لتحويل الطاقة من شكل آلخر وجعل استعمالها عمليا‪.‬‬

‫إن مصادر الطاقة الحديثة‪ ،‬أو المتجددة‪ ،‬ال يمكن ان توفر اال نسبة ضئيلة من الحاجة‬
‫وفي مناطق محددة‪ ،‬فالطاقة الشمسية وطاقة الرياح والمـد واالمواج ال تتوفر اال في‬
‫مناطق ذات ميزات طبيعية وجغرافية معينة أو ذات مناخ خـاص‪.‬‬

‫إن االستخدام المعقول للطاقة النووية‪ ،‬المبني على أساس فهم كل من المخاطر‬
‫]‪[5][7‬‬ ‫والفوائد‪ ،‬سيكون مطلوبا لمواجهة هذا التنافس من أجل البقاء على قيد الحياة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ 1-1‬النواة )‪(Nucleus‬‬

‫تحتوي نواة اي ذره من الجسيمات على بروتونات ونيترونات ويطلق على كل منهما‬
‫بصورة منفردة بـ نكليون)‪.(Nucleon‬‬

‫‪Α‬‬
‫‪Ζ‬‬ ‫‪XΝ‬‬ ‫يرمز للنواة ‪:‬‬

‫حيث أن ‪Z‬العدد الذري ‪( Atomic number‬عدد البروتونات داخل النواة ويساوي‬


‫عدد اإللكترونات بالذرة( و‪ N‬عدد النيوترونات ‪ Neutron number‬و‪ A‬العدد الكتلي‬
‫‪( Mass number‬مجموع عدد البروتونات والنيترونات ‪ N‬في النواة‪[1].‬‬

‫‪ 1-2‬تعاريف ‪Definitions‬‬

‫النظائر ‪ isotopes‬هي تلك العناصر التي لها نفس العدد الذرى لكن عددها الكتلي‬
‫‪16‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪18‬‬
‫‪8Ο‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪8Ο‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪8Ο‬‬ ‫مختلف مثل ‪-:‬‬

‫االزوبارات ‪ Isobars‬هي تلك العناصر التي لها نفس العدد الكتلي لكنها تختلف في‬
‫‪16‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪8Ο‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪7Ν‬‬ ‫عددها الذرى مثل ‪-:‬‬

‫االيزوتونات ‪ isotones‬هي تلك العناصر التي لها نفس عدد النيوترونات مثل ‪-:‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪8Ο8‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪7 Ν8‬‬

‫االيزومرات ‪ isomers‬هي تلك النوى التي لها نفس العدد الكتلي ونفس العدد الذرى‬
‫لكنها تمتلك طاقات مختلفة‪ ،‬أي انها النوى التي تكون في حاالت متهيجة‪[2] .‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ 1-3‬استقرار النوى‬

‫ان استقرار النوى يتغير مع تغير قيم ‪ N,Z‬كما يظهر بالشكل ‪ .1-1‬يظهر من الشكل‬
‫ان عدد البروتونات يكون مساويا لعدد النيترونات في النوى المستقرة‪ .‬ففي النوى‬
‫الخفيفة تتجمع النوى حول الخط النظري للنوى المستقرة والذي يمثل ‪ N=Z‬اما في‬
‫حالة النوى الثقيلة فيكون تجمع النوى فوق الخط النظري‪ .‬نالحظ ان الوفرة للنوى‬
‫المستقرة تكون عندما تكون زوجيه_ زوجيه اي البروتونات عدد زوجي وكذلك‬
‫النيترونات أكثر من النوى الفردية – زوجيه او الفردية_ فرديه‪.‬‬

‫شكل ‪ :1-1‬منحني االستقرار‬

‫‪ 1-4‬طاقة الربط النووي ‪(Energy Binding Nuclear):‬‬


‫‪ ΜΑ,Ζ‬ومجموع كتل مكونات النواة‬ ‫ان الطاقة المكافئة لي الفرق بين الكتلة النووية‬
‫بصورة منفرده يطلق عليها بطاقة الربط الكلية للنواة ويرمز لها بالرمز ‪ ΒΑ,Ζ‬وتعرف‬
‫بانها ‪ -:‬الشغل الالزم بذله لتفكيك النواة الى مكوناتها او هي الطاقة المتحررة عند‬
‫تجميع نويات منفرده مع بعضها وتحسب طاقة الربط النووية من المعادلة التالي ‪-:‬‬

‫‪𝐵 (𝐴, 𝑍) = [( 𝑍𝑀𝐻 + 𝑁𝑀𝑛 ) – 𝑀(𝐴, 𝑍)] 𝐶 2‬‬

‫‪3‬‬
‫وجد من العالقة ان طاقة الربط الكلية تعتمد بصوره مباشره على العدد الكتلي والذري‬
‫وهذا يدل ان قيمتها تتغير من نواة الى اخر‪[1] .‬‬

‫‪ 1-5‬طاقة الترابط لكل نيوكلون‬

‫هي الشغل الالزم بذله لفصل نيترون او بروتون واحد من النواة يمكن حساب معدل‬
‫‪ Βaverage‬من خالل المعادلة التالية‪- :‬‬ ‫طاقة الربط النووية‬

‫‪Β‬‬
‫= ‪Βaverage‬‬
‫‪Α‬‬

‫لقد وجد من خالل الشكل ‪ 1-2‬بان معدل طاقة الربط النووية هي اقل تغيرا من طاقة‬
‫الربط الكلية‪ ،‬اما العالقة بين معدل طاقة الربط والعدد الكتلي للنوى فقد درست عمليا‬
‫كما في الشكل ادناه ووجد ان اهم ما يتصف به المنحني كما يأتي ‪:‬‬

‫‪-1‬معدل طاقة الربط النووية ال يعتمد اعتمادا كبيرا على العدد الكتلي‪ .‬فيما عدا النوى‬
‫الخفيفة‪ ،‬حيث ان معدل طاقة الربط النووية تكون واطئة ثم تزداد بصوره سريعة مع‬
‫العدد الكتلي‪.‬‬

‫‪ -2‬النوى ذات العدد الكتلي المتوسط والتي تقع في وسط الجدول الدوري هي االكثر‬
‫استقرار من تلك التي تقع على جانبيها وتمتلك هذه اعلى معدل طاقة ربط للنويات‬
‫بحدود )𝐯𝐞𝐌 𝟓 ‪. (𝟖.‬‬

‫‪ -3‬التغير الحاصل في المنحني يتميز بنتوءات واضحه عندما تكون قيمة ‪ A‬اقل من‬
‫‪ 20‬وهذا يعني النوى ‪ 42He , 126C , 168Ο‬وتملك طاقة ربط لنويه اعلى من تلك التي‬
‫تجاوره ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -4‬ان الثبوت التقريبي لمعدل طاقة الربط النووية‪ ،‬يدل على ان النوية في النواة غير‬
‫مرتبطة بالتساوي بالنويات األخرى‪ .‬وهذا يدل على القوة النووية هي قوة قصيرة‬
‫المدى ومشبعة‪[1] .‬‬

‫حيث نجد أنه يمكن تقسيم الشكل الى جزئيين رئيسيين‪:‬‬

‫أ)ـ القيم الصغيرة لعدد الكتلة ‪ Α‬أو ما سوف نطلق عليه اقليم الديوتيريوم )‪. 21Η ) D‬‬
‫‪238‬‬
‫‪.‬‬ ‫𝑈 ‪92‬‬ ‫ب)‪ -‬القيم الكبيرة لعدد الكتلة ‪ A‬أو ما سوف نطلق عليه اقليم اليورانيوم‬

‫‪ ‬اقليم الديوتيريوم‪:‬‬

‫من الشكل نجد أن ‪ Βaverage‬للديوتيريوم تساوي حوالي 𝑉𝑒𝑀‪ 1‬بينما نجد أن طاقة‬
‫ترابط الهيليوم 𝑒𝐻 تساوي 𝑉𝑒𝑀‪ 2.2‬تقريبا ‪ .‬فإذا أمكن احداث اندماج نووي بين‬
‫نواتي ديـوتـيـريـوم لتكوين الهيليوم فإن طاقة الترابط النووي لكل نيوكليون للعنصر‬
‫الجديد الناتج (الهيليوم) تكون أكبر من طاقة ترابط الديوتيريوم وبالتالي يتحرر فرق‬
‫الطاقة وبالتالي يعتبر هذا االقليم اقليم االندماج النووي‪ .‬حيث نحصل على مصدر‬
‫نظيف للطاقة النووية‪.‬‬

‫الحظ هنا أنه يحدث اندماج نووي بين نوى خفيفة لتكوين أخرى أثقل منها ذات طاقة‬
‫ترابط نووي أكبر من طاقة هذه االنوية الخفيفة‪.‬‬

‫‪ ‬اقليم اليورانيوم‪:‬‬
‫‪238‬‬
‫فإن ‪ Βaverage‬اقل‬ ‫𝑈 ‪92‬‬ ‫اذا حدث انشطار نووي لذرة يورانيوم ثقيلة مثل‬

‫من 𝑉𝑒𝑀‪ 8‬بحيث تتكون نواتين خفيفتين تقعان عند عدد الكتلة) ‪ ( 𝐴~100‬حيث‬
‫نجد ان طاقة الترابط النووى هنا اكبر من 𝑉𝑒𝑀‪ 8‬فإنه يتحرر فرق الطاقة ‪ ،‬ومن‬
‫ثم نحصل على الطاقة النووية االنشطارية ‪ .‬وهذه هي فكرة المفاعالت النووية‬
‫االنشطارية التي تعمل حاليا لتزويد الكثير من الدول بالطاقة الالزمة للحياة‪ .‬ومن ثم‬
‫يعرف هذا االقليم بمنطقة االنشطار النووي ·‬

‫‪5‬‬
‫الحظ أنه في هذا االقليم تكون نواة اليورانيوم غير مستقرة ألن طاقة الترابط النووي‬
‫لكل نيوكليون صغيرة وعند حدوث االنشطار النووي تتحول هذه النواة الى نواتين‬
‫تقعان عند المنطقة األكثر استقرارا انظر الشكل ‪ 1-2‬بطاقة ترابط أكبر من طاقة‬
‫ترابط النواة المنشطرة‪[3] .‬‬

‫شكل ‪ 1-2‬العالقة بين طاقة الترابط النووي لكل نيوكلون والعدد الكتلي‬

‫‪6‬‬
‫‪ 1-6‬التفاعالت النووية ‪Nuclear Reactions‬‬
‫التفاعل النووي هو عملية يتم فيها قذف نواة عنصر مـا بجســـم نــووي معجل‪.‬‬
‫وينتج عن هذا التفاعل خروج جسيم وتتبقى نواة أخرى‪ .‬ولقد أمكن عـن طريق‬
‫قياس عدد الجسيمات الساقطة وعدد الجسيمات الخارجـة مـن التفـاعل‬
‫وتوزيعها النووي أن نعرف شيئا عن قابلية أو احتمال حدوث التفاعل ‪Cross‬‬
‫‪ Section‬والتي تعتبر أحد خصائص النواة‪.‬‬
‫ولقد اكتشف رذرفورد ‪ Rutherford‬أول تفاعل نووي عام ‪ 1999‬وذلك‬
‫بقذف نواة غاز النتروجين بجسيم ألفا من مصدر مشع‪ ،‬فقـد الحـظ رذرفـورد‬
‫حدوث ومضات على حائل من كبريتيد الزنك موضوع على مسافة من‬
‫المصـدر المشع أكبر من مدى جسيمات ألفا ويمثل التفـاعل الـذي اكتشـفـه‬
‫رذرفـورد بالمعادلة‪:‬‬
‫‪17‬‬
‫𝑁‪7‬‬ ‫⟶ 𝑒𝐻‪+ 42‬‬ ‫‪17‬‬
‫𝑂‪8‬‬ ‫𝑉𝑒𝑀‪+ 11𝐻 − 1.17‬‬

‫وحدث أول تفاعل نووي باستخدام جسيمات معجلة عام ‪ 1930‬بفضـل العالمان‬
‫"كوكردفت ووالتون" وكان هذا التفاعل هو‪:‬‬
‫‪7‬‬
‫‪3Li‬‬ ‫‪+ p → 42𝐻𝑒 + α‬‬
‫ويمثل التفاعل النووي عامة بالمعادلة‪:‬‬
‫𝑄‪𝑋+𝑎 ⟶𝑌+𝑏+‬‬
‫حيث ‪ -:‬نواة الهدف 𝑎 الجسيم الضارب ‪ 𝑄 ،‬الطاقة المنطلقة من التفاعل ‪𝑌 ،‬‬
‫‪-‬النواة المتبقية بعد التفاعل ‪ 𝑏 ،‬الجسيم الخارج من التفاعل وللتيسير يرمز‬
‫للتفاعل كاآلتي ]‪[4‬‬
‫‪X(a, b)Y‬‬
‫تكون كل من 𝑏 و 𝑎 نيوكلونات أو نوى خفيفة أو فوتونات‪ .‬إذا كان 𝑏 هـو‬
‫نفسه 𝑎 فإن التفاعل هو تفاعل تصادم(تشتت) ‪ ،scattering reaction‬وهذا‬
‫يعني أن ‪ Y‬و ‪X‬هما نفسهما قبل وبعد التفاعل‪ .‬هذا التصادم يكون مرنا ‪elastic‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ scattering‬إذا كـان مجموع الطاقة الحركية لكل من ‪ Y‬و ‪ b‬يساوي الطاقة‬
‫الحركية للجسيم المقـذوف 𝑎‪.‬‬
‫أما إذا كانت الطاقة الحركية الكلية بعد التفاعل أقل من الطاقة الحركية قبل‬
‫التفاعل فيسمى تصادما غير مرن ‪ inelastic scattering‬وإن ‪ Y‬تترك في‬
‫حالة تهيج‪ .‬وفي حالـة كون ‪ b‬عبارة عن فوتون فيقال عن التفاعل بأنه تفاعل‬
‫أسـر إشعاعي ‪ radiative capture reaction‬وإذا كان ‪ a‬فوتون فيقال‬
‫عن التفاعل أنـه تفـاعل فوتوني ‪ nuclear photo reaction‬كما موضح‬
‫بالشكل ‪[2].1-3‬‬

‫شكل ‪ 1-3‬تفاعل نووي‬

‫إن قذف النوى بجسيمات مشحونة أو بالنيترونات ينتج عنه نوى جديدة وجسيمات‬
‫جديدة الطاقات النهائية يمكن ايجادها باإلخذ باالعتبار فرق الكتل‪ ،‬والسرعة النهائية‬
‫يمكن الحصول عليها بتطبيق قانون حفظ الزخم‪[5].‬‬

‫‪8‬‬
‫بهذا يوجد العديد من التفاعالت الممكنة ويعتمد هذا علي طبيعة الجسيمات التي تسبب‬
‫التفاعل وعلى كيفية انحالل النوى المركبة ( نوى ذات طاقة عالية ال تبقى اال لفترة‬
‫قصيرة جدا مقدارها 𝑐𝑒𝑠 ‪ )10−12‬ويمكن تصنيفها الي أربع مجموعات ‪[6][2].‬‬

‫‪1-7‬أنواع التفاعالت النووية‬

‫‪ ‬المجموعة األولى ‪:‬تشمل التفاعالت النووية التي ال تسبب تغييرا في العدد‬


‫ثابتا‬ ‫يبقى‬ ‫أن‬ ‫فيمكن‬ ‫الكتلة‬ ‫عدد‬ ‫اما‬ ‫الذري‬
‫‪ , (𝑛, 𝑛)( 𝛾, 𝛾 ).‬او يقل )𝑛‪ (γ, n), (𝑛, 2‬او يزداد )𝛾 ‪(𝑑, 𝑝) , (𝑛,‬‬
‫نورد بعض األمثلة على هذه التفاعالت‪:‬‬
‫‪23‬‬ ‫‪22‬‬
‫‪11Na‬‬ ‫⟶ ‪+γ‬‬ ‫‪11Na‬‬ ‫‪+ n‬‬
‫‪23‬‬ ‫‪24‬‬
‫‪11Na‬‬ ‫⟶ 𝑛‪+‬‬ ‫‪11Na‬‬ ‫𝛾 ‪+‬‬

‫في التفاعل األول قل عدد الكتلة ولكنه زاد في التفاعل الثاني اما العدد الذري فلم‬
‫يتغير‪.‬‬

‫‪ ‬المجموعة الثانية‪ :‬تشمل التفاعالت النووية التي يصاحبها تغيير بسيط في‬
‫الشحنة (زيادة أو قلة عدد البروتونات) مثل‪:‬‬

‫)‪(p, n), (n, p), (d, n), (γ, p‬‬

‫نورد بعض األمثلة على هذه التفاعالت‪:‬‬


‫‪7‬‬ ‫‪24‬‬
‫‪3Li‬‬ ‫⟶ 𝑝‪+‬‬ ‫‪11Na‬‬ ‫𝑛 ‪+‬‬
‫‪58‬‬ ‫‪58‬‬
‫‪28Ni‬‬ ‫⟶ 𝑛‪+‬‬ ‫‪27CO‬‬ ‫𝑝 ‪+‬‬

‫لقد زادت الشحنة في المعادلة األولى وقـلـت في الثانية‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ ‬المجموعة الثالثة‪ :‬تشمل التفاعالت النووية التي تحدث تغييرا عميقا في‬
‫النواة وتقع النويدات المشعة والمستقرة الناتجة بعيدة عن النواة الهدف في‬
‫الجدول الدوري يوجـد ثالثة أنواع من هذه التفاعالت‪:‬‬

‫أ‪ -‬ازاحة مجاميع من نيوكليونات النواة –( ‪(Spallation‬‬

‫إن عدد النيوكليونات المقذوفة من النواة يتناسب مع طاقة القذائف وتقع معظم‬
‫النويدات المشعة الناتجة على الجهة اليسرى من خط االستقرارية القصوى‬
‫شكل ‪.1-1‬‬

‫ب ـ تكوين نويدات خفيفة من عناصر ثقيلة )‪(Fragmentation‬‬

‫لقد أمكن تحضير بعض نظائر العناصر الخفيفة كـالبريليـوم مثال من تفاعل‬
‫اليورانيوم مع دقائق ذات طاقة عالية‪ .‬هذا التفاعل يسلط ضوءا على التركيب‬
‫النووي‪[6].‬‬

‫ج‪ -‬االنشطار النووي )‪(Nuclear fission‬‬

‫عند تفاعل نوترون حراري (طاقته جد قليلة) مع نواة اليورانيوم‪ 235-‬يـؤدي الى‬
‫إنتـاج نـواة اليورانيوم‪ .236-‬وهذه األخيرة هي غير مستقرة «تنشطر» الى‬
‫جزأين‪ ،‬يسميان شظايا االنشطار‪ ،‬وعدد من النيوترونات يتراوح بين اثنين الى‬
‫ثالثة نيوترونات‪[7].‬‬

‫من التفاعالت االنشطارية النموذجية نورد التالي‪:‬‬


‫‪1‬‬
‫𝑛‪0‬‬ ‫‪+ 235‬‬
‫→ ‪92U‬‬
‫‪141‬‬
‫‪56Ba‬‬
‫‪92‬‬
‫‪+ 36‬‬‫𝑛‪Kr + 3 10‬‬
‫‪1‬‬
‫𝑛‪0‬‬ ‫‪+ 235‬‬
‫→ ‪92U‬‬
‫‪141‬‬
‫‪56Ba‬‬
‫‪92‬‬
‫‪+ 36‬‬‫𝑛‪Kr + 3 10‬‬
‫‪1‬‬
‫𝑛‪0‬‬ ‫‪+ 235‬‬
‫→ ‪92U‬‬
‫‪141‬‬
‫‪56Ba‬‬
‫‪92‬‬
‫‪+ 36‬‬‫𝑛‪Kr + 3 10‬‬

‫‪10‬‬
‫االنشطار ال يقتصر على القصف بالنيوترونات فحسب بل يمكن أن يحدث‬
‫باستخدام جسيمات أخرى مثل جسيمات ألفا‪ ،‬البروتونات‪ ،‬أشعة جامـا‪ ...‬الخ‬
‫خاصـة عنـد انشطار النوى الخفيفة كما في المثال التالي‪[2]:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪𝐻 + 63‬‬
‫→ ‪29Cu‬‬
‫‪24‬‬
‫‪11Na‬‬ ‫‪+ 39‬‬ ‫‪1‬‬
‫𝑛‪19 K + 0‬‬

‫‪ ‬المجموعة الرابعة‪ :‬تشمل تفاعالت االندماج النووي وهي عبارة عن اتحاد‬


‫نوى ذرية خفيفة وتكوين نواة أثقل‪ .‬يقدر عمر األرض بحوالي ‪ 4.5‬بليون‬
‫سنة وكان مصدر الطاقة خالل وجود األرض الطاقة المتكونة في الشمس‬
‫من خالل هذه التفاعالت‪[6].‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -2‬االندماج النووي ‪Nuclear fusion‬‬

‫عند اتحاد جسيمتين نوويتين خفيفتين‪ ،‬أو عند اندماج إحداهما باألخرى تتحرر طاقة‬
‫ألن كتل النوى الناتجة أقل من كتل الجسيمات األصلية‪ .‬ومثل هذه التفاعالت‬
‫االندماجية يمكن أن تحدث بقذف أهداف بجسيمات مشحونة‪ ،‬أو باستعمال معجل ذري‬
‫(جهاز لتسريع الجسيمات)‪ ،‬أو برفع درجة حرارة غاز الى مستوى عال كاف لحدوث‬
‫التفاعالت النووية‪[5] .‬‬

‫أحد ابسط تفاعالت االندماج النووي يشمل إنتــاج الديترون ‪ 21H‬النووي من نيوترون‬
‫وبروتون كما يلي‪- :‬‬
‫‪1‬‬
‫‪1H‬‬ ‫‪+ 10𝑛 + 21H + γ‬‬

‫الطاقة المتحررة من هذا التفاعل هي‪- :‬‬

‫𝑢 ‪1.007825 + 1.008665 = 2.016490‬‬

‫𝐻‪𝑚𝑎𝑠𝑠 𝑜𝑓 21‬‬ ‫𝑢 ‪= 2.014102‬‬

‫𝑢 ‪∆𝑀 = 2.388 ∗ 10−3‬‬

‫𝑉𝑒𝑀‪∆𝑀𝑐 2 = 2.22‬‬

‫هذه الطاقة تحمل بواسطة 𝐻‪ 21‬وأشعة جاما ‪.‬‬

‫إذن فيمكننا القول إن طاقة الربط لكل نيوكلون بعد التفاعل تكون أكبر مما هي قبل‬
‫التفاعل‪ ،‬لذلك وبالعودة إلى الشكل (‪ )1-2‬مرة أخرى نالحظ أن طاقـة الربـط‬
‫للنيوكلون الواحد تزداد بزيادة عدد الكتلة لغاية ‪ ،A=60‬وعليه فإن االندماج النــوي‬
‫ألي نواتين إلنتاج نواة ثالثة عددها الكتلي أقل مـن ‪ 60‬يمكـن أن يكـون تـفـاعل‬
‫‪exoergic‬‬

‫‪12‬‬
‫عملية االندماج تسير عكس عملية االنشطار أي أننا نسير إلى قمة المنحـني المبين‬
‫بالشكل (‪ )1-2‬بينما تسير عملية االنشطار نحو نهايته‪[2] .‬‬

‫‪ 2-1‬االندماج النووي في النجوم‬

‫ان مصدر الطاقة في الكون هو في االساس ناتج عن التفاعل النووي ذو الفيض الطاقي‬

‫داخل النجوم وهو عملية التحام نوى الهيدروجين لتشكيل نوى الهيليوم‪ .‬وهذه العمليـة‬

‫ممكن ان تحدث تحت الظروف الخاصة بالنجوم بطريقتين متسلسلتين مختلفتيـن احدى‬
‫هاتين الطريقتين تسمى دورة البروتون ‪ -‬بروتون وهي عملية اصطدام بروتونـي‬
‫مباشر ينتج عنها تكوين نوى أثقل ثم تصطدم مرة اخرى مع البروتونات لتنتج منها‬
‫نوى الهيليوم والطريقة الثانية هي دورة الكربون وهي سلسلة من الخطوات يتم فيها‬
‫امتصاص البروتونات من قبل نوى الكربون بعمليات متعاقبة حتى بلوغ لفظ جسيمات‬
‫الفا تاركـة ورائها نوى الكربون مرة أخرى ففي الحالة األولى وهي دورة البروتون‬
‫‪ -‬البروتون يحدث التفاعل كما يلي‪:‬‬
‫𝟏‬
‫𝑯𝟏‬ ‫𝒗 ‪+ 𝟏𝟏𝑯 → 𝟐𝟏𝑯 + 𝒆+ +‬‬

‫ان عملية تكوين الديوترونات من التركيب المباشر للبروتونات تكون مصحوبة‬


‫‪3‬‬
‫𝑒𝐻‪2‬‬ ‫بانطالق البوزيترونات ‪ .‬وعندها يمكن للديترون ان يتحد مع بروتون ليكون نوة‬
‫‪:‬‬
‫𝟏‬
‫𝑯𝟏‬ ‫𝜸 ‪+ 𝟐𝟏𝑯 → 𝟑𝟐𝑯𝒆 +‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬
‫زائد بروتونين كما يلي ‪:‬‬ ‫𝑒𝐻‪2‬‬ ‫ينتج منها نواة‬ ‫𝑒𝐻‪2‬‬ ‫واخيرا تتفاعل نواتي‬
‫‪3‬‬
‫𝑒𝐻‪2‬‬ ‫𝑯𝟏𝟏 ‪+ 32𝐻𝑒 → 42𝐻𝑒 + 𝟏𝟏𝑯 +‬‬

‫الطاقة الكلية المتحررة هي ) 𝑣𝑒𝑀 ‪ ( 24.7‬الشكل ‪ 2-1‬يبين العملية الكاملة لدورة‬


‫البروتون – بروتون ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫شكل ‪ :2-1‬دورة بروتون‪ -‬بروتون‬

‫اما دورة الكربون فتمر في المراحل التالية‪- :‬‬


‫𝟏‬ ‫𝟐𝟏‬ ‫𝟑𝟏‬
‫𝑯𝟏‬ ‫‪+‬‬ ‫𝑪𝟔‬ ‫→‬ ‫𝑵𝟕‬ ‫𝜸 ‪+‬‬
‫𝟑𝟏‬ ‫𝟑𝟏‬
‫𝑵𝟕‬ ‫→‬ ‫‪𝟔𝑪 +‬‬ ‫𝒗 ‪𝜷+ +‬‬
‫𝟏‬ ‫𝟑𝟏‬ ‫𝟒𝟏‬
‫𝑯𝟏‬ ‫‪+‬‬ ‫𝑪𝟔‬ ‫→‬ ‫𝑵𝟕‬ ‫𝜸 ‪+‬‬
‫𝟏‬ ‫𝟒𝟏‬ ‫𝟓𝟏‬
‫𝑯𝟏‬ ‫‪+‬‬ ‫𝑵𝟕‬ ‫→‬ ‫𝑶𝟖‬ ‫𝜸 ‪+‬‬
‫𝟓𝟏‬ ‫𝟑𝟏‬
‫𝑶𝟖‬ ‫→‬ ‫‪𝟔𝑪 +‬‬ ‫𝒗 ‪𝜷+ +‬‬
‫𝟓𝟏‬
‫𝑵𝟕‬ ‫→ 𝑯𝟏𝟏 ‪+‬‬ ‫𝟐𝟏‬
‫𝑪𝟔‬ ‫𝒆𝑯𝟐𝟒 ‪+‬‬

‫‪14‬‬
‫وتكون النتيجة النهائية ايضا تكوين جسيمة الفا وبوزترونين من اربع بروتونات مع‬
‫تحرير طاقة مقدارها 𝑉𝑒𝑀‪ 24.7‬اما عمل الكربون في بداية التفاعل فيعتبر عامل‬
‫مساعد ألنه يظهر مرة اخرى في التفاعل كما في الشكل (‪)2-2‬‬

‫التفاعالت االندماجية ذات االستمرارية الذاتية يمكن ان تحدث بشرط توفر اقصى‬

‫درجات الحرارة والضغط للتأكد من ان النوى المشتركة في هذه العملية تمتلك طاقة‬

‫شكل ‪ :2-2‬دورة كربون ‪ -‬كربون‬

‫كافية لديمومة التفاعل بالرغم من وجود التنافر الكهروستاتيكي فيما بينها وبالرغم من‬
‫الفقدان الطاقى المتأتي من المحيط‪ .‬الظروف الداخلية للنجوم تتوفر فيها هذه الشروط‬
‫في الشمس مثال قدرت درجة حرارتها الداخلية حوالي 𝐾 ‪ 2 × 106‬ودورة البروتون‬
‫بروتون هي ذات االحتمالية الكبيرة فيها ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫بصورة عامة فان دورة الكربون هي ذات كفاءة أكبر في درجا الحرارة العالية‪،‬‬
‫ودورة البروتون ‪ -‬بروتون ذات كفاءة أكبر في درجات الحرارة الواطئة‪ ،‬وهكذا‬
‫فالنجوم ذات الحرارة األعلى من الشمس تحصل على طاقتها من الدورة األولى‬

‫(دورة الكربون)‪ ،‬أما النجوم االقل حرارة من الشمس تحصل معظم طاقتها من الدورة‬
‫الثانية‪.‬‬

‫جسيمات النيوترينو تحمل معها خارجا حوالي عشرة بالمائة من الطاقة الناتجة من‬
‫نجمة نموذجية‪.‬‬

‫الطاقة المتحررة في عملية اندماج النوى الخفيفة الى نوى أثقل غالبا ما تسمى بالطاقة‬

‫النووية الحرارية وخاصة في عملية االندماج االصطناعي‪ ،‬على األرض ال يمكن‬


‫لدورة البروتون – بروتون وال دورة الكربون ان تكون ذات تطبيق عملي ألن‬
‫الدورتين متعددة المراحل وتحتاج إلى زمن طويل‪[8].‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ 2-2‬مبادئ االندماج‬

‫النتاج كميات كبيرة من الطاقة بواسطة االندماج النووي يجب توفر ثالثـة شروط‬
‫رئيسية‪- :‬‬

‫‪ .1‬يجب تسخين وقود االندماج الى درجات حرارة عالية جدا‪ .‬حيث ان درجة‬

‫الحرارة الدنيا المطلوبة الندماج الديوتيريم والتريتيوم هي ‪ 100‬مليون درجة مئوية "‬
‫وفي درجات الحرارة هذه تمتلك الجسيمات طاقة كافية للتغلب على التنافر فيما بينها‬
‫الناتج عن كون االيونات ذات شحنة موجبة وعندئذ يصبح التفاعــل النووي ممكنا‪.‬‬

‫‪ .2‬يجب ان يكون عدد الجسيمات كافيا للحصول على طاقة عالية تكفـي الستمرار‬
‫التفاعل ويسمى عدد الجسيمات في وحدة الحجم بالكثافة‪.‬‬
‫‪ .3‬يجب ان يحتفظ الوقود بطاقته لفترة معينة من الزمن تسمى زمن االحتواء او‬
‫الحصر‪.‬‬
‫وللحصول على طاقة االندماج يجب حصر الجسيمات بدرجات حرارة عالية‬
‫ولفترة كافية إلنتاج طاقة أكثر من التي استخدمت لتسخين الجسيمات‬
‫ولحصرها إذا كان وقت االحتواء قليال يجب ان تكون الكثافة عالية وان لم‬
‫تكن الكثافة عالية يجب احتواء الوقود لفترة اطول من الزمن‪.‬‬
‫ولعل المعيار الحقيقي هو حاصل ضرب الكثافة في زمن االحتواء وهو‬
‫المعيار المالئم لمعرفة مدى اقترابنا من الحصول على مفاعل اندماجي‪.‬‬
‫وتسمى القاعدة للحصول على مفاعل اندماجي مستمر في العمل قاعدة الوسن‬
‫والتي استحدثت من قبل الفيزيائي البريطاني ج‪ .‬د‪ .‬الوسن وحسب هذه القاعدة‬
‫يكون حاصل ضرب الكثافة في زمن االحتواء مساويا الي ‪( 1014‬جسيم ‪/‬‬
‫سم‪ )3‬في الثانية ‪.‬‬
‫فعند زيادة درجة الحرارة تتغير حالة المادة من الصلبة الى السائلة ثم الـى‬
‫الغازية وفي درجات حرارة عالية جدا يصبح التصادم بين الذرات من القوة‬
‫بحيث تزاح االلكترونات عنها ونحصل على غاز مكون من الكترونات ونوى‬
‫‪17‬‬
‫ذات شحنة موجبة‪ .‬هذه المادة (الحالة الرابعة للمادة) تسمى البالزما‪ .‬ومن‬
‫امثلتها اللهـب واقواس التفريغ الكهربائي ومصابيح النيون والنجوم‪ .‬وتحتوي‬
‫البالزما على جسيمات مشحونة تتفاعل بقوة مع المجاالت الكهربائية‬
‫والمغناطيسية وينتج عن تفاعالتها حركة جماعية واطوارا لهذه الحركة تسبب‬
‫مشاكل عديدة في احتواء البالزمـا السيطرة على حركتها‪[9].‬‬

‫‪2 -3‬البالزما وخواصها‪- :‬‬


‫تنتج البالزما عـادة في المختبر باستخدام غاز معين تحت ضغط واطي ويتم‬
‫تسخينه حتى يصبح معدل الطاقة الحركية لجسيمات الغاز كافية لتأين الغاز ‪،‬‬
‫عندها تكون تصادمات جزيئات الغاز كافية للتأين السريع ‪ ،‬وألن الجهد‬
‫المطلوب للتأين هو عدة وحدات من فرق الجهـد تصبح عملية التأين ممكنة‬
‫عندما تصبح الطاقة الحركية عدة وحدات من اإللكترون فولت ودرجة‬
‫الحرارة الدنيا لمعظم تجارب البالزما تبدأ بخمسين ألف درجة مئوية وتصل‬
‫إلى عدة مئات من الماليين تتأين الغازات عـادة في عملية التفريغ الكهربائي‬
‫للغازات كما يحدث في مصابيح النيون‪ ،‬ولكن في هذه الحالة تبرد األيونات‬
‫واإللكترونات المكونة للبالزما بسرعة بسبب مالمستها لجـدار ‪ ،‬ولذلك تبقى‬
‫درجة الحرارة منخفضة والتأين جزئيا وال يمكن االستمرار عليه إال بضخ‬
‫كميات كبيرة من الطاقة وبشكل مستمر ‪ ،‬وألن البالزما تكون في درجات‬
‫حرارة مرتفعة ال يمكن حصرها في مادة والسبب يعود النصهار هذه المادة‬
‫نتيجة االرتفاع الهائل في درجات الحرارة الناتجة عن التأين‪ ،‬ولكن يوجد‬
‫بديل لحصر البالزما داخل مجاالت كهرومغناطيسية ‪electromagnetic‬‬
‫‪ field‬بحيث ال تلمس جسيمات البالزما أي جدار مادي‪ ،‬ويعتبر عملية حصر‬
‫البالزما هو الهدف الرئيسي لبحوث البالزما الساخنة أو بالزما أو‬
‫من درجات الحرارة العالية‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫حيث أن البالزما هي مفتاح التفاعالت النووية داخل مفاعالت االندماج‪ ،‬ودون‬
‫هذه الوسائل ال يمكن االحتفاظ بالبالزما الساخنة إال لفترات قصيرة جدا ال‬
‫تتعدى المايكرو ثانية وأكثر الطرق شيوعا وانتشارا لحصر البالزما هي‬
‫استخدام المجاالت المغناطيسية ‪ ،magnetic field‬وباستخدام هذه الطريقة‬
‫وبنجاح يجب حل مشاكل عدم استقرار البالزما التي تسبب خروجها عن‬
‫المجال وضياعها‪[10].‬‬

‫‪ 2-3-1‬طرق حصر البالزما‬

‫الحجز المغناطيسي ‪magnetic confinement‬‬

‫الحجز القصوري ‪Inertial confinement‬‬


‫تشكيلة المجال المعكوس ‪reversed field configuration‬‬

‫‪ ‬الحجز المغناطيسي‪ :‬تستخدم فيه المجاالت المغناطيسية الحتواء البالزما‬


‫الساخنة الـتي يتـم تسخينها بواسطة التفريغ الكهربائي‪ .‬يوضح لنا الشكل‬
‫‪3-2‬التقنية المسماة القنينـة المغناطيسية ‪ magnetic bottle‬إن مسارات‬
‫الجسيمات المشحونة تنحـني بتأثير المجاالت المغناطيسية بحيث تنعكس‬
‫دائما إلى داخل الحيز الموجودة فيه وكأنها فوتونـات تنعكس من على سطح‬
‫مرآة‪.‬‬

‫شكل ‪ :2-3‬القنينة المغناطيسية‬


‫‪19‬‬
‫‪ ‬الحجز القصوري‪ :‬فيستخدم كرة صغيرة مـن الديـتريوم والتريتيوم عدة‬
‫اتجاهات بحزم ليزر مركزة جدا في جهاز اندماج الليزر‬
‫‪ fusion device Laser‬مما يؤدي إلى تسخين وبالتالي تأين الكـرة إلى‬
‫بالزما‪ .‬الطبقات الخارجية ستتبخر لكن التصادمات التي تصنعها مع‬
‫األيونـات في القلب تسوق األخيرة إلى الداخل وهذا يرفع الكثافة إلى قيمة‬
‫عاليـة تحقـق عالقـة ‪ Lawson‬التي تأخذ الشكل التالي‪:‬‬
‫‪𝒏𝝉 ≥ 𝟑𝐱𝟏𝟎 𝟐𝟎 𝐬𝐞𝐜/𝒎³‬‬
‫حيث 𝑛 تمثل كثافة األيونات و𝜏 زمن الحجز‪ ،‬إن وقت الحجز يكون قصيرا‬
‫برتبـة ‪ 10−11‬إلى ‪ 10−9‬ثانية بعدها تنفجر الكرة‪ .‬هذا النوع من التفاعالت‬
‫يوفر طاقة قدرهـا ‪ 105‬جول في الكرة بنبضة زمنها ‪ sec 10−9‬بعض‬
‫التفاعالت التي درست هي اآلتي‪- :‬‬
‫𝟐‬
‫𝑯𝟏‬ ‫𝑽𝒆𝑴 𝟒 ‪+ 𝟐𝟏𝑯 → 𝟑𝟏𝑯 + 𝟏𝟏𝑯 +‬‬
‫𝟑‬
‫𝑯𝟏‬ ‫𝑽𝒆𝑴 𝟔 ‪+ 𝟐𝟏𝑯 → 𝟒𝟐𝑯𝒆 + 𝟏𝟎𝒏 + 𝟏𝟕.‬‬
‫𝟐‬
‫𝑯𝟏‬ ‫𝑽𝒆𝑴 𝟑 ‪+ 𝟐𝟏𝑯 → 𝟑𝟐𝑯𝒆 + 𝟏𝟎𝒏 + 𝟑.‬‬
‫𝟑‬
‫𝒆𝑯𝟐‬ ‫𝑽𝒆𝑴 𝟑 ‪+ 𝟐𝟏𝑯 → 𝟒𝟐𝑯𝒆 + 𝟏𝟏𝑯 + 𝟏𝟖.‬‬

‫إن نتيجة التفاعلين األوليين هي تحويل نوى الديترون الثالثة إلى جسيمة ألفا‬
‫واحـدة بروتون‪ ،‬ونيوترون مع تحرير طاقة قدرها 𝑉𝑒𝑀‪ 21.6‬أمـا‬
‫التفـاعالن األخـيـران فوظيفتهما إنتاج نفس التحويل السابق‪.‬‬
‫‪ ‬تشكيلة المجال المعكوس‪ :‬تتضمن هذه الطريقة الجديدة حجز حزم من‬
‫البروتونات وبورون‪ 11-‬حيث يعتمد علـى انـدمـاج نـوى الهيدروجين‬
‫والبورون التي هي أكثر وفرة من الديتريوم والتريتيوم حيث تتبع الجسيمات‬
‫المشحونة مدارات بيتاترون‪ ،‬التي فيها تتذبذب حول مسار دائري‪ .‬مثل هذه‬

‫‪20‬‬
‫المدارات تكون مألوفة في فيزياء المعجالت لكنها غير مألوفة في فيزياء‬
‫البالزما‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫𝐻‪1‬‬ ‫𝑉𝑒𝑀 ‪+ 115𝐵 → 3 42𝐻𝑒 + 8.7‬‬
‫إن اندماج البروتون والبورون ينتج ثالثة جسيمات ألفا‪ ،‬التي يمكن أن تحول‬
‫إلى قدرة كهربائية بكفاءة تصل إلى ‪.%90‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ -3‬تطبيقات االندماج النووي‬
‫‪ 3-1‬مقدمة‬
‫من المؤسف ان االنسان قد استخدم الطاقة النووية لألغراض التدميرية‬
‫(قصف هيروشيما وناكازاكي في اليابان بالقنابل الذرية في نهاية الحرب‬
‫العالميـة الثانية) ولكنه بعد ذلك سار شوطا بعيدا في االستخدامات السلمية‬
‫كبناء المحطات الكهرونووية إلنتاج الطاقة الكهربائية واستخدام مختلف أنواع‬
‫المعجـالت لدراسة تركيب المادة وكذلك انتاج النظائر المشعة واستعمالها في‬
‫الطب ألغراض التشخيص والعالج وفي الزراعة والصناعة وفي مختلف‬
‫البحوث المتعلقة بتقدم العلوم والتكنولوجيا‪.‬‬
‫‪ 3-2‬األسلحة النووية‬
‫تختلف األسلحة النووية عن غيرها من األسلحة في قوتها التفجيرية الهائلة‬
‫التي قد تكون أكبر بكثير من القوة التفجيرية ألقوى أنواع القنابل التقليدية‬
‫الموجودة حاليا باإلضافة الى انبعاث أنواع خطيرة من اإلشعاعات التي تشكل‬
‫خطرا يستمر بعد لحظة التفجير‪.‬‬
‫‪3-2-1‬أنواع القنابل النووية‪- :‬‬
‫‪- 1‬القنبلة النووية االنشطارية‪:‬‬
‫‪235‬‬
‫𝑈‪92‬‬ ‫إن هذه القنبلة تعتمد قوتها التفجيرية على انشطار نواة ذرة اليورانيوم‬
‫‪ 239‬وتعرف هذه القنبلة بالقنبلة الذرية وتنشطر أو تنفلق‬
‫أو البلوتونيوم ـ 𝑢𝑃‪94‬‬

‫النواة الى جزئيين وتتحرر النيوترونات‪.‬‬


‫وتستمر عملية االنشطار النووي بحيث يستمر التفاعل النووي المتسلسل الى‬
‫ان يؤدي الى انفجار مصحوب بتحرير طاقة هائلة‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪2‬ـ القنبلة االنشطارية ـ االندماجية‪:‬‬

‫في هذا النوع من القنابل تكون قوة التفجير الرئيسية ناتجة عن التفاعل النووي‬
‫الحراري )‪(Thermonuclear Reaction‬أو االندماج (حوالي ‪ 80‬الى‬
‫‪ )%90‬وتدعى هذه القنابل بالقنابل الهيدروجينية‪.‬‬
‫ان أساس القنبلة الهيدروجينية هي تفاعالت االندماج االتية‪:‬‬
‫𝟐‬
‫𝑯𝟏‬ ‫𝑽𝒆𝑴 𝟔 ‪+ 𝟑𝟏𝑯 → 𝟒𝟐𝑯𝒆 + 𝟏𝟎𝒏 + 𝟏𝟕.‬‬
‫𝟐‬
‫𝑯𝟏‬ ‫𝑽𝒆𝑴 𝟒 ‪+ 𝟐𝟏𝑯 → 𝟑𝟐𝑯𝒆 + 𝟏𝟎𝒏 +‬‬
‫𝟐‬
‫𝑯𝟏‬ ‫𝑽𝒆𝑴 𝟒 ‪+ 𝟐𝟏𝑯 → 𝟑𝟏𝑯 + 𝟏𝟏𝑯 +‬‬
‫𝟑‬
‫𝑯𝟏‬ ‫𝑽𝒆𝑴 𝟒 ‪+ 𝟑𝟏𝑯 → 𝟒𝟐𝑯𝒆 + 𝟐 𝟏𝟎𝒏 + 𝟏𝟏.‬‬
‫ولكن هذا التفاعل ال يحدث إال إذا كانت درجة الحرارة تقارب عشرات‬
‫الماليين من الدرجـات المئوية لغرض الوصول لهذه الدرجات العالية تستخدم‬
‫قنبلة ذرية (انشطارية) بمثابة الزناد أو الفتيل الذي يفجر القنبلة الهيدروجينية‪.‬‬
‫ان قوة انفجار القنبلة الهيدروجينية أعلى بكثير من القنبلة الذرية وان طاقة‬
‫االندماج تعادل ثالثة أضعاف طاقة االنشطار باستخدام الوزن نفسه‪ .‬تتراوح‬
‫قوة هذه األسلحة بين عدة آالف وعشرات الماليين من األطنان من مادة الـ‬
‫تي ان تي الشديدة االنفجار‪ ،‬ان الغرام الواحـد من مادة التفجير الحراري‬
‫النووي (ديوتيروم ـ ليثيوم) يولد من الطاقة ما يعادل ‪ 66‬طن من مادة الـ تي‬
‫ان تي‪.‬‬

‫‪ – 3‬القنبلة االنشطارية ـ االندماجية ـ االنشطارية‪:‬‬


‫ذات الثالث مراحل )‪(Three phase‬‬
‫هي عبارة عن قنابـل هيدروجينية محاطة بغالف من اليورانيوم الطبيعي أو‬
‫اليورانيوم ‪ 238‬تتحرر طاقة االنفجار في ثالث مراحل متتالية‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ ‬المـرحـلة األولى ‪ :‬ـ انشطار الـنـوى الثـقـيـلة في الشـحـنـة النـوويـة مثل ‪-:‬‬
‫‪239‬‬ ‫‪233‬‬ ‫‪235‬‬
‫ـ 𝑢𝑃‪94‬‬ ‫أو البلوتونيوم‬ ‫𝑈‪ 92‬أو𝑈‪92‬‬

‫‪ ‬المرحلة الثانية‪ :‬ـ اندمـاج الـنوى الخفيفة في الشحنة النووية الحرارية‬


‫كالديوتيريوم ـ والتريتيوم (القنبلة الهيدروجينية)‪.‬‬
‫‪ ‬المرحلة الثالثة‪ :‬ـ انشطار الـنوى الثقيلة لليورانيوم ـ ‪( 238‬الغطاء الخارجي‬
‫للقنبلة)‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ القنبلة النيوترونية )‪)Neutron Bomb‬‬
‫وهي عبارة عن قنبلة هيدروجينية صغيرة الحجم ويؤدي فيها التفجير الذرى‬
‫الى تفجير النووي ـ هيدروجيني بحيث تحمل النيوترونات الناتجـة الجزء‬
‫األعـظم من الطاقة المتولدة‪ ،‬تستخدم في هذه القنبلة كمية قليلة من المادة القابلة‬
‫لالنشطار‪.‬‬
‫إن هذا النوع من القنابل يؤدي الى الموت البطيء بسبب التعرض للنيوترونات‬
‫ولكن ال تترك إال القليل من الغبار الذري وال تدمر المنشآت بشكل كبير‪[6].‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ 3-3‬مفاعالت االندماج‬
‫الجهاز الذي يسمح بالسيطرة على الطاقة المتحررة من االندماج يسمى بمفاعل‬
‫االندماج‪ ،‬على العكس من الجهاز الذي يقوم بإنتاج الطاقة باالنشطار‪ ،‬أي‬
‫مفاعل االنشطار‪ ،‬فإن الطاقة التي من المحتمل الحصول عليها من عملية‬
‫االندماج ستكون هائلة‪.‬‬

‫‪3-3-1‬مقارنة تفاعالت االندماج‪:‬‬

‫التفاعالت النووية الرئيسة التي تجمع نظائر خفيفة لتحرير طاقة من االندماج‬
‫هي 𝐷 ‪ 𝐷 −‬و𝑇 ‪ 𝐷 −‬و 𝑒𝐻‪ . 𝐷 − 32‬ولكل تفاعل من هذه التفاعالت‬
‫أفضليات وعيوب‪ .‬فالتفاعل الذي يستخدم الديتريوم فقط يـسـتـعـمـل وقودا‬
‫متوفرا بـكـثرة في الطبيعة‪ ،‬ويمكن الحصول عليه من الماء بطريقة فصل‬
‫النظائر‪.‬‬
‫غير أن حصيلة الطاقة من التفاعلين اللذين يستخدمان الديتريوم فقط‬
‫المتساويين في احتمالية حدوثهما هي قليلة وتساوي‬
‫‪ 4.03MeV‬و 𝑉𝑒𝑀 ‪ 3.27‬وكذلك فإن معدل التفاعل كدالة لطاقة‬
‫الجسيمة يكون أقل بالنسبة لتفاعل 𝐷 ‪ 𝐷 −‬مما هو عليه في تفاعل‬
‫𝑇 ‪ 𝐷 −‬وكما مبين في الشكل ‪3-1‬إن الكمية 𝑣‪ ، σ‬تعتمد على المقطع‬
‫العرضي وعلى سرعة الجسيمة ‪ ،‬وهي كمية متغيرة ذات مدلول أكبر من‬
‫مدلول المقطع العرضي لوحده ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫الشكل‪ .3-1 :‬معدالت تفاعالت االندماج‪ .‬الكمية 𝒗𝛔 ‪ ،‬هي المعدل على طول توزيع‬
‫ماكسويل للمقطع العرضي مضروبا ً بالسرعة ‪ ،‬وعند ضربه بكثافة الجسيمات يعطي‬
‫معدل االندماج لوحدة الحجم ‪.‬‬

‫أما التفاعل𝑇 ‪ 𝐷 −‬فينتج عنه أيون الهيليوم ونيترون وبالطاقات المبينة أدناه‬
‫𝟐‬
‫𝑯𝟏‬ ‫𝑽𝒆𝑴 𝟔 ‪+ 𝟑𝟏𝑯 → 𝟒𝟐𝑯𝒆 + 𝟏𝟎𝒏 + 𝟏𝟕.‬‬
‫𝟒‬
‫وطاقة النيترون‬ ‫𝑉𝑒𝑀‪3.5‬‬ ‫هي‬ ‫𝒆𝑯𝟐‬ ‫فطاقة أيون الهيليوم‬
‫هي 𝑉𝑒𝑀‪ ، 14.1‬ولهذا التفاعل حصيلة طاقة مالئمة جدا وكذلك له مقطع‬
‫عرضي كبير ‪ ،‬بذروة عند حوالي 𝑉𝑒𝑘‪ 100‬غير انه يتطلب استعمال وقود‬
‫اصطناعي هو التريتيوم ‪ .‬ويمكن توليد التريتيوم بامتصاص النيترون من قبل‬
‫الليثيوم‪ ،‬وحسب التفاعلين التاليين‪:‬‬
‫𝟔‬
‫𝒊𝑳𝟑‬ ‫𝑽𝒆𝑴 𝟖 ‪+ 𝟏𝟎𝒏 → 𝟑𝟏𝑯 + 𝟒𝟐𝑯𝒆 + 𝟒.‬‬
‫𝟕‬
‫𝒊𝑳𝟑‬ ‫𝑽𝒆𝑴 𝟓 ‪+ 𝟏𝟎𝒏 → 𝟑𝟏𝑯 + 𝟒𝟐𝑯𝒆 + 𝟏𝟎𝒏 − 𝟐.‬‬
‫ومن المالحظ أن النيترون يمكن أن يخرج من تفاعل 𝑇 ‪ ، 𝐷 −‬مما يوحي‬
‫‪26‬‬
‫بنوع من عملية التوليد‪ .‬وعلى المدى البعيد‪ ،‬سيكون استعمال تفاعل‬
‫𝑇 ‪ 𝐷 −‬محدودا وذلك تبعا لتوفير موارد الليثيوم‪ ،‬التي هي ليست كموارد‬
‫الديتريوم غير القابلة للنضوب تقريبا‪ .‬وعند األخذ بنظر االعتبار جميع‬
‫العوامل ‪ ،‬فإن مفاعل االندماج الذي يستخدم تفاعل 𝑇 ‪ 𝐷 −‬سيكون االكثر‬
‫احتماال لكي يبدأ العمل به اوال ‪ ،‬وإن نجاحه يمكن أن يؤدي الى تطوير مفاعل‬
‫𝐷 ‪ . 𝐷 −‬ومفاعل من هذا النوع سيكون مفضال ألنه يتطلب استعمال نظير‬
‫طبيعي فقط هو الديتريوم الموجود بوفرة في الطبيعة‪ .‬هناك اهتمام قليل‬
‫بالتفاعل 𝑒𝐻 ‪𝐷 −‬وذلك بسبب حاجته الى استخدام نظير نادر كهدف كما‬
‫أن مقطعه العرضي صغيرا ‪ ،‬بالرغم من أن حصيلة الطاقة كبيرة‬
‫‪[5].18.3MeV‬‬

‫‪ 3-3-2‬مزايا مفعالت االندماج‪:‬‬

‫‪ -1‬توجد مادة الديوترون بالطبيعة بكميات هائلة وبكلفة قليلة لذلك يمكن اعتبار‬
‫هذه الصيغة من الوقود متوفرة بصورة دائميه‪.‬‬
‫‪ -2‬المصدر الرئيسي اآلخر للوقود هو التريتيوم وهو يبعث جسيمات بيتا وان لم‬
‫يتوفر طبيعيا بكميات كافية إلسناد مفاعالت القدرة اال انه باإلمكان توليده مـن‬
‫تفاعالت بسيطة كتفاعل النيوترون مع الليثيوم داخل مفاعل االندماج والليثيوم‬
‫مادة متوفرة بكثرة بالطبيعة‪.‬‬

‫‪ -3‬تسبب النيوترونات الناتجة عن التفاعل نشاطا اشعاعيا في المواد المحطة‬


‫بالمفاعل ولكن هنالك برامج بحوث متطورة إليجاد مواد اقل تأثرا بالتفاعل مع‬
‫النيوترونات وتنتج عنها مواد أقل اشعاعية من تلك المستخدمـة فـي مفاعالت‬
‫االنشطار‪.‬‬

‫‪ -4‬يمكن ان تستخدم مفاعالت االندماج المتطورة الديوتيريوم او مواد أخرى غير‬


‫مشعة كوقود النتاج عدد أقل من النيوترونات ولكن تصبح الظروف التشغيلية في‬
‫‪27‬‬
‫هذه الحالة أكثر صعوبة كان تصبح درجة الحرارة المطلوبة بحدود ‪ 500‬مليون‬
‫درجة مئوية مثال وهي أكبر كثيرا من درجة الحرارة المطلوبة لوقـود الديوتيريوم‪-‬‬
‫تريتيوم‪.‬‬

‫‪ -5‬في حالة استمرار التفاعل يكون الناتج النهائي نظائر هليوم وهيدروجين وهو‬
‫مادة غير مشعة‪.‬‬
‫‪ -6‬الطاقة الناتجة من متر مكعب واحد من البحر تعادل الطاقة المستخرجة من‬
‫‪ 2000‬برميل بترول‪.‬‬
‫‪ -7‬المفعالت االندماجية تنهي نفسها بنفسها‪[5][2].‬‬
‫‪ -8‬وقد قدرت الخطورة البيولوجية النسبية الكلية لمفاعل االندماج على أنها أقل‬
‫مائة مرة أو أكثر عن تلك لمفاعالت االنشطار كما موضح بالجدول واألرقام‬
‫المعطاة هي لمفاعل االندماج الذي يستخدم أساسا مركبات من الصلب الغير‬
‫قابل للصدأ‪ ،‬والمواد األخرى مثل سبائك الفناديوم تعطي مستويات أقل‬
‫انخفاضا بشكل رئيسي‪[11].‬‬

‫( مستويات االخطار البيولوجية النسبية للنشاط االشعاعيللمواد في مفاعالت التوليد السريع واالندماج *)‬

‫مفاعل االندماج‬ ‫مفاعل المولد االنشطاري‬

‫‪390‬‬ ‫‪16500‬‬ ‫عند التوقف‬


‫‪200‬‬ ‫‪14350‬‬ ‫بعد ثالثين يوما‬
‫‪3‬‬ ‫‪350‬‬ ‫بعد مائة سنة‬

‫‪28‬‬
‫‪3-3-3‬مختبرات االندماج الرئيسية‬

‫وكان الروس ايضا سائرين في طريق بحـوث االندماج‪ ،‬وكانوا يستخدمون مصطلح‬

‫التوكاماك (وهو الحروف االولى من اسم الجهاز الروسي‪ :‬الغرفة المغناطيسية‬


‫لوصف‬ ‫الحلقية)‪Toroidalnya Kamera ee magnetnaya Katushka‬‬
‫جهازهم الذي صممه اندريه زاخاروف‪ ،‬وهو اول انموذج له وانتشر في العالم بعد‬
‫ذلك‪.‬‬

‫وبسبب الكلفة العالية لبحـوث االندماج‪ ،‬فـان اربعة مختبرات رئيسة فقط في العالم‬
‫تعنى ببحوثه‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ .1‬توكاماك جامعة برنستون في نيوجيرسي في امريكا‪.‬‬

‫)‪Tokamak Fusion Test Reactor (TFTR‬‬

‫‪ .2‬توكاماك مختبر معهد كورتشاتوف في موسكو‪.‬‬

‫‪ .3‬مختبر معهد بحوث الطاقة الذرية اليابانية في شمال طوكيو‪.‬‬

‫‪ .4‬توكاماك المختبر االوربي المشترك (‪ Joint European Torus (JET‬فـي كلـهـام‬


‫‪ Culham‬قرب اوکسفور في بريطانيا‪[7].‬‬

‫نجح العلماء األمريكيون‪ ،‬في مرفق اإلشعال الوطني بمختبر لورانس ليفرمور في‬
‫كاليفورنيا‪ ،‬في إنتاج تفاعل اندماج نووي أدى إلى زيادة صافي الطاقة‪.‬‬

‫ينتج مشروع مرفق اإلشعال الوطني‪ ،‬الطاقة من االندماج النووي عن طريق ما‬
‫يعرف باسم "االندماج بالقصور الحراري النووي"‪ ،‬ومن الناحية العملية‪ ،‬يطلق‬
‫العلماء األمريكيون‪ ،‬كريات تحتوي على وقود الهيدروجين في مجموعة من ‪200‬‬
‫ليزر‪ ،‬مما يؤدي بشكل أساسي‪ ،‬إلى سلسلة انفجارات سريعة جدا‪ ،‬ومتكررة بمعدل‬
‫‪ 50‬مرة في الثانية‪ .‬ويتم استخراج الطاقة المجمعة من النيوترونات وجسيمات ألفا‬
‫كحرارة‪ ،‬وهذه الحرارة هي أساس إنتاج الطاقة‪[12].‬‬
‫‪29‬‬
‫المراجع‬

‫‪ -1‬اساسيات الفيزياء النووية‪ ،‬م‪.‬د‪.‬مرتضى شاكر أسود النافعي ‪.‬‬


‫‪ -2‬أسس الفيزياء النووية‪ ،‬د‪ .‬محمد حبيب بركات و د‪ .‬مصطفى عبد السالم نصر‬
‫‪ -3‬الفيزياء النووية ‪/‬الجزء األول‪ ،‬د‪ .‬محمد شحادة الدغمة و د‪ .‬علي محمد جمعة‪،‬‬
‫مكتبة الفالح للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -4‬الفيزياء النووية‪ ،‬د‪ .‬أحمد الغاني ود‪ .‬محمد نبيل يس البكرى‪ ،‬سلسلة الفكر‬
‫العربي لمراجع العلوم األساسية‪ ،‬الطبعة الثانية‪.2005 ،‬‬
‫‪ -5‬الطاقة النووية‪ ،‬ر‪.‬ل مهدى –ترجمة منيب عادل خليل‪ ،‬وزارة التربية والتعليم‬
‫العالي والبحث العلمي ‪/‬جامعة الموصل‪.‬‬
‫‪ -6‬مبادى العلوم النووية‪ ،‬د‪ .‬موسى الجنابي و د‪ .‬سعد حمادي القريشي و د‪.‬‬
‫رياض شريف كامل‪ ،‬دار الشؤون الثقافية العامة‪ ،‬الطبعة األولى ‪1990،‬‬
‫‪ -7‬الطريق النووي في نصف قرن‪ ،‬أ‪.‬د شذى سلمان الدركزلي‪ ،‬الدار العربية‬
‫للعلوم‪ ،‬الطبعة األولى‪1417 ،‬ه‪ 1997-‬م‪.‬‬
‫‪ -8‬الفيزياء الحديثة‪ ،‬د‪ .‬محمد أحمد عبد الجبوري – د‪ .‬كمال نصر عبد النور‪،‬‬
‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ‪/‬جامعة المستنصرية‪.‬‬
‫‪ -9‬الطاقة الذرية واستخداماتها‪ ،‬د‪ .‬غسان هاشم الخطيب‪ ،‬بغداد منظمة الطاقة‬
‫الذرية عراق‪.1984 ،‬‬
‫فيزياء البالزما‪ ،‬وسام أحمد عبد العزيز‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع –‬ ‫‪-10‬‬
‫عمان‪ ،‬الطبعة األولى‪ 2004 ،‬م‪.‬‬
‫االندماج النووي‪ ،‬ه‪.‬أ‪.‬ب‪ .‬بودين ترجمة د‪ .‬عصام عيسى و د‪ .‬طلعت‬ ‫‪-11‬‬
‫ريحان‪ ،‬معهد االنماء العربي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬بيروت ‪.1980‬‬
‫‪، https://arabic.cnn.com/-12‬اختراق علمي في االندماج النووي ‪.‬‬

‫‪30‬‬

You might also like