You are on page 1of 59

‫تاب‬‫من كِ ِ‬‫ُم ْختارات ْ‬

‫الغزالي‬
‫َ‬ ‫َأ ُّيها َ‬
‫الولد لإلمامِ‬

‫إعداد‬
‫أبو اسد الرحن زين ابراهيم‬

‫يوم الجمعة ‪ ١٦‬رمضان ‪١٤٤٤‬هـ‬


www.pustakaqolbunsalim.com
‫لا تنسونا من صالح دعائكم‬

Telegram: @pustakaqolbunsalim
Telegram chat: @pqsalim
Facebook: pustakaqolbunsalim
Email: zenibrahim@icloud.com
‫الفهرس‬
‫الكتاب‪i .............................................................‬‬ ‫بين يدي‬

‫علامة إعراض الله عن العبد‪1...............................................‬‬

‫العلم عمل و ليس مجرد و سيلة‪2..............................................‬‬

‫الإخلاص هو النافع و غيره ينفى‪3...........................................‬‬

‫العلم لا ينفع بلا عمل‪4.......................................................‬‬

‫العلم الكثير بلا عمل ليس أهلا لرحمة الله‪5...................................‬‬

‫حاسبوا انفسكم‪6..............................................................‬‬

‫ضرورة تحرير النية في طلب العلم‪8............................................‬‬

‫العلم و العمل لا ينفكان ‪10..................................................‬‬

‫لزوم تكبير الهمم‪11..........................................................‬‬

‫كثرة النوم بالليل دليل الإفلاس‪12..........................................‬‬

‫الحث على إحياء وقت السحر‪13.............................................‬‬

‫ثلاثة أصوات يحبها الله‪14....................................................‬‬

‫لله ريح عند السحر تحمل الذكر له ‪15..........................................‬‬

‫مراتب الناس فى الليل‪16....................................................‬‬

‫خلاصة العلم‪17..............................................................‬‬
‫من تصوف قبل أن يتفقه فقد تزندق‪18.....................................‬‬

‫واجبات السالك‪19..........................................................‬‬

‫علم الأولين و الأخرين ‪20....................................................‬‬

‫ثماني فوائد من حاتم‪21......................................................‬‬

‫مايجب على سالك سبيل الحق‪25.............................................‬‬

‫شروط المربي‪26.............................................................‬‬

‫علامة المربي‪27..............................................................‬‬

‫المربي الحاق نور‪28..........................................................‬‬

‫أدب السالك مع المربي‪29...................................................‬‬

‫خصلتا التصوف‪30..........................................................‬‬

‫معني العبودية‪31.............................................................‬‬

‫معني التوكل‪32..............................................................‬‬

‫معني الإخلاص‪33..........................................................‬‬

‫مما يتولد الر ياء‪34............................................................‬‬

‫الز يادة في العلم ميراث العمل‪35.............................................‬‬

‫لا تستعجل‪36...............................................................‬‬

‫أربعة مما تدع‪37.............................................................‬‬

‫المأمورات أربعة‪39..........................................................‬‬
‫شرط المناظرة لإظهار الحق‪40...............................................‬‬

‫فائدة في السؤال عن المشكلات‪41...........................................‬‬

‫انواع الجهل ‪42..............................................................‬‬

‫عظ نفسك و الا فلا تعظ الناس ‪45.........................................‬‬

‫طر يق وعظ والنصيحة‪46....................................................‬‬

‫طر يق التذكير‪49.............................................................‬‬

‫الدعاء‪50....................................................................‬‬
‫بين يدي الكتاب‬

‫الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله‪,‬‬

‫والصلا والسلام على أفضل خلق الله سيدنا محمد وعلى اله وأصحابه‬

‫ومن تبع هداه إلي يوم لا ينفع مال ولا بنون الامن أتي الله بقلب‬

‫سليم‪ .‬كتاب أيها الولد هو كتاب جيد ورائع كتبه حجة الاسلام‬

‫الغزالي رحمه الله تعالى حول أدب الطالب مع الله وعلمه ومعلمه و‬

‫نفسه‪ .‬لقد قمت بجمع هذه المختارات عن طر يق اختيار الجمل الهامة‬

‫وإعطائها عنوان ًا قاصدا وجه الله تعالى الكريم‪ .‬لقد قمت بتغيير بعض‬

‫هياكل وفقرات لجعلها أسهل في الفهم‪ .‬المرجع في جمع الكتاب هو‬

‫الطبعة دار المنهاج بيروت التي تضمنت عناوين وتعليقات‪ .‬والله‬

‫نسأل ان يؤدبنا برحمته أحسن تأديب و يوفقنا لخدمة الإسلام‪.‬‬

‫أفقر العباد إلى الله تعالى‬


‫أبو اسد الرحن زين ابراهيم‬
‫كرن أنيار ـ جاوي الوسط‬
‫يوم الجمعة ‪ ١٦‬رمضان ‪١٤٤٤‬هـ‬

‫‪i‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫عالمة إعراض هللا عن العبد‬

‫ض الله ِ‬
‫ل الله ِ صلَ ّى الله ُ عليه ِ وسب َل ّم َ ‪ :‬عل َا َم َة ُ ِإ عْرَا ِ‬
‫سو ْ ُ‬
‫ل رَ ُ‬
‫ق َا َ‬

‫ع َنْ العبدِ إشْ ت ِغ َال ُه ُ ب ِم َا لا َ ي َعْن ِي ْه ِ‪.1‬‬

‫ن امْرًَأ ذ َه َب َْت سَاع َة ً م ِنْ ع ُم ْرِه ِ ف ِي غ َي ْرِ م َا خ ُل ِ َ‬


‫ق ل َه ُ لَج َدِي ْر ٌ َأ ْن‬ ‫ِإ َ ّ‬

‫حس ْر َت ُه ُ‪.2‬‬
‫ل ع َل َي ْه ِ َ‬
‫ت َط ُو َ‬

‫ج َهّز ْ ِإل َى‬


‫م َنْ ج َاوَز َ الا َرْب َع ِينَ و َ ل َ ْم ي َغْل ِْب خ َي ْر ُه ُ ع َل َى ش َ َر ّه ُ ف َل ْي َت َ َ‬
‫َ‬
‫الن ّارِ‪.3‬‬

‫رواه الدارقطني في المؤلف والمختلف ‪.١٦٩١\٣‬‬ ‫‪1‬‬

‫رواه الدينوري في المجالسة وجواهر العلم ‪ , ١٨٤٠‬وابن عسـاكر في تـارخ دمشـق ‪\١٢‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ١٤٣‬من قول الحجاج بن يون ‪.‬‬

‫أورده الديلمي في الفـردوس ‪ ٥٥٤٤‬عن علي رضـي اهلل عنـه ‪ ,‬ورواه ابن بشـكوال في‬ ‫‪3‬‬
‫الصلة ‪ ٥٥٢\٢‬عن ابن عباس رضي اهلل عنه‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫العلم عمل و ليس مجرد و سيلة‬

‫ق م َُت ّبِع ِي الهو َى‬


‫ل ق َبول ُها لأ َ ّنها في م َذا ِ‬
‫ل والم ُشكِ ُ‬
‫النصيحة ُ سه ٌ‬

‫ص م َنْ كانَ طالب العلم ِ‬


‫مر ٌ‪ ,‬إ ْذ الم َناهي محبوبة ٌ في قلو بِه ِ ْم على الخصو ِ‬
‫ّ‬
‫فإن ّه ُ يحسَبُ أ َ ّ‬
‫ن العلم َ‬ ‫ومناقب الدنيا‪َ ,‬‬
‫ِ‬ ‫س‬
‫ل النف ِ‬
‫ل فض ِ‬
‫الرسم ِّي مشتغ َ‬

‫ل‪,‬‬
‫ن عنْ العم ِ‬ ‫الم َجر ّد َ له ُ وسيلة ٌ سيكونُ نجات ُه ُ وخلاصُه ُ فيه ِ َ‬
‫وأن ّه ُ مستغ ٍ‬
‫وهذا اعتقاد ُ الفلاسفة ِ‪.‬‬

‫ل العلم َ إذا ل َ ْم يعملْ به ِ تكونُ ال َحجُ ّة ُ عليه ِ اكد َ ‪,‬‬ ‫ِإ َن ّه ُ حينَ َ‬
‫حصّ َ‬

‫س ع َذ َابا ً ي َو ْم َ‬ ‫ل الله صلَ ّي الله عليه ِ و س َل ّم َ ِإ َ ّ‬


‫ن َأ شد َ النا ِ‬ ‫ل رسو ُ‬
‫كمَا قا َ‬

‫الق ِي َام َة ِ ع َال ِم ٌ ل َ ْم ي َن ْف َعْه ُ الله ُ ب ِع ِل ْم ِه ِ‪.4‬‬

‫رواه الــدينوري في المجالســة وجــواهر العلم ‪ ٩٠‬و الــبيهقي في شــعب اإليمــان ‪١٦٤٢‬‬ ‫‪4‬‬
‫وابن عساكر في تارخ دمشق ‪ ٣٠٧\٥٦‬عن ابي هريرة رضي اهلل عنه ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫اإلخالص هو النافع و غيره ينفى‬

‫ن جُنيدا ً ق َ ّد َ‬
‫س الله ُ روح َه ُ العزيز َ رُِئي َ في المنا ِم بعدَ‬ ‫ور ُويَ أ َ ّ‬

‫َت العباراتُ‬
‫ل ‪ :‬طاح ْ‬
‫ل له ُ ‪ :‬ما الخبر ُ يا أبا القاسمِ؟ قا َ‬
‫موت ِه ِ فق ِي َ‬

‫ل‪.5‬‬
‫َوف الي ِ‬
‫َعات ركَعناها في ج ِ‬
‫وفني َْت الإشاراتُ وما نفع َت ْنا إلا ر َك ٌ‬

‫رواه الــبيهقي في شــعب اإليمــان ‪ , ٣٢٥٦‬والخــاطيب في تــارخ بغــداد ‪ , ٢٥٦\٧‬وأبــو‬ ‫‪5‬‬


‫نعيم في حلية األولياء ‪ , ٢٥٧\١٠‬و الرائي هو جعفر بن محمد الخلدي ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫العلم ال ينفع بال عمل‬

‫ل خاليا ً وتي َ ّقنْ أ َ ّ‬


‫ن‬ ‫ل مفلسا ً ومنْ الأحوا ِ‬
‫لا تكنْ م ِنْ الأعما ِ‬

‫العلم َ الم َجر ّد َ لا يأخذ ُ اليد َ‪.‬‬

‫َ‬
‫وتعل ّم َها ولم ْ يعملْ‬ ‫ألف مسألة ٍ علمية ٍ و َ‬
‫عل ّم َها‬ ‫ل مئة َ ِ‬
‫لو ْ قرَأ رج ٌ‬

‫ل‪.‬‬ ‫بها لا تفيد ُه ُ َ‬


‫إلا ّ بالعم ِ‬

‫‪4‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫العلم الكثير بال عمل ليس أهال لرحمة هللا‬

‫كتاب لا تكونُ مستعدا ً‬


‫ٍ‬ ‫ألف‬
‫َ‬ ‫لو ْ قرأتَ العلم َ مئة َ سنة ٍ وجمعتَ‬

‫ن‬ ‫ل الله ُ ت َعال َى ﴿و ََأ ن َل ّي َ‬


‫ْس لِلِْإ نس َا ِ‬ ‫لرحمة ِ الله ِ تعالى َ إلا بالعم ِ‬
‫ل كما قا َ‬

‫ِإ َلّا م َا َ‬
‫سع َى﴾‪.‬‬
‫ٰ‬

‫ما لم ْتعملْ لم ْتج ْد الأجر َ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫حاسبوا انفسكم‬

‫ل الله صلَ ّى الله علي ْه وس َل ّم ‪ :‬ح َاسِبوا َأ نف ُسك ُ ْم ق َب َ‬


‫ل َأ ْن‬ ‫ل رسو ُ‬
‫قا َ‬

‫ل َأ ْن ت ُوز َن ُوا‪.‬‬
‫تُحاسَب ُوا ‪ ,‬وزِن ُوا َأ عم َالكم ْ ق َب َ‬

‫ل فهو َ‬ ‫ل عليّ ٌ رض ِي الله ُ عنه ُ م َنْ ظ ََنّ َأن ّه ُ ب ِد ُ ْو ِ‬


‫ن الجهدِ يص ُ‬ ‫قا َ‬

‫ل فهو َ م ُتع ّ ٍَن‪.6‬‬


‫ل الج َهدِ يص ُ‬ ‫م ُتم ّ ٍَن ومنْ َ‬
‫ظنّ أنه ُ ببذ ِ‬

‫ل‪.‬‬
‫ل‪ ,‬لا َ ترك ُ العم ِ‬
‫ل عالم ٌ ‪ :‬الحقيقة ُ ‪ :‬ت َرْك ُ م ُلاحظة ِ العم ِ‬
‫وقا َ‬

‫أورده في قوت القلوب ‪. ١٠٠\١‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪6‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫ل الله صلَ ّى الله علي ْه وس َل ّم ‪ :‬الكَي ّ ُِس م َنْ د َانَ‬


‫وقال رسو ُ‬
‫ق منْ َأ ت ْب َ َع نفسَه ُ ه َو َاه َا ‪َ ,‬‬
‫وتمن ّى‬ ‫الموت‪ ,‬والاحْم َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ل ل ِما َ بعد َ‬
‫ن َ ْفسَه ُ‪ ,‬وع َم ِ َ‬
‫‪7‬‬
‫على الله ِ‬

‫رواه الترمذي ‪ , ٢٤٥٩‬وابن ماجة ‪ ٤٢٦٠‬عن شداد بن أوس رضي اهلل عنه‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪7‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫ضرورة تحرير النية في طلب العلم‬

‫ِمت‬
‫ل أحييت َها بتكرارِ العلم ِ ومطالعة ِ الكت ُِب و حرّ ْ‬
‫كم ْ م ِن ليا ٍ‬

‫على نفسِك النوم َ لا أعلم ُ م َاكان الباعِثُ ف ِيه؟!‬

‫ل‬
‫َذب حُطام ِها وتحصي َ‬
‫ض الدنيا وج َ‬
‫ل ع َرَ ِ‬
‫ك نَي ْ َ‬ ‫إ ْن كانَ ُ‬
‫نيت ّ َ‬

‫ل ث َُم ّ و ي ٌ‬
‫ل ل َكَ‪.‬‬ ‫ن والأمثالِ‪ ,‬فو ي ٌ‬
‫م َناصب ِها والم ُباهاة َ على الأقرا ِ‬

‫وإ ْن كا َنَ قصدُك َ ف ِيه إحياء َ شر يعة ِ النب ِيّ صلَ ّى الله عليه و َسلم‬
‫ك َ‬
‫ثم ّ طُوبى‬ ‫س الأمارة ِ بالسوء ِ فط ُوبى َ ل َ‬ ‫ك وكسر َ النف ِ‬ ‫وتهذيبَ أخلاق ِ َ‬

‫لكَ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ك ضَاِئ ٌع و َب ُك َاُؤه َُنّ ل ِغ َي ْرِ ف َ ْقدِك َ ب َاطِ ُ‬
‫ل‬ ‫ن ل ِغ َي ْرِ و َجْ ه ِ َ‬
‫س َهْر ُ الع ُي ُو ْ ِ‬

‫أورد البيت في الضوء الالمع ‪ ٣٢\٨‬و الكشكول ‪ ١٨٥\٢‬وعزاه بعضهم لخالـد بن يزيــد‬ ‫‪8‬‬
‫البغدادي الكاتب ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫ِت ‪ ,‬و َأحب ِْب م َنْ شئتَ فإنك م ُف َارِق ُه ُ‪,‬‬


‫ك م َي ّ ٌ‬
‫ِش ما شئتَ فَإن َ‬
‫ع ْ‬
‫م ٌّ‬
‫جزي به ِ‪.‬‬ ‫ك َ‬
‫واعملْ ما شئتَ فإن َ‬

‫‪9‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫العلم و العمل ال ينفكان‬

‫ل ب ِلا ع ِلم ٍ لا يكو ْنُ‪.‬‬


‫ن و العم ُ‬
‫ل جنو ٌ‬
‫العلم ُ بلا َ ع َم ٍ‬

‫واعلم ْ أ َ ّ‬
‫ن علما ً لا َ يب ُعِْد ُك اليوم َ عنْ المع َاصي ولا ي َحمل ُك على‬

‫الطاعة ِ لنْ ي ُبعدك غدا ً عنْ نارِ جهنم َ‪.‬‬

‫ل غدا ً يوم َ‬
‫وإذا لم ْتعملْ اليوم َ ولم ْت َد َارَك َ الأيام َ الماضية َ تقو ُ‬

‫ق أنت م ِنْ هناك َ‬


‫ل ‪ :‬يا َ أحم َ ُ‬
‫جعْن َا ن َعْم َلْ صَالِ حاً﴾ فيقا ُ‬
‫القيام َة ِ ﴿ف َا ْر ِ‬

‫تجيء ُ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫لزوم تكبير الهمم‬

‫ن‬ ‫الر ّ ِ‬
‫وح والهزيمة َ في النفس والموتَ ف ِي البد ِ‬ ‫اجعلْ الهمة َ في ُ‬

‫ل‬
‫ك في كل لحَظة متَى َ تص ُ‬
‫ل المق َاب ِر ِ يَنتظر ُون َ َ‬ ‫لأ َ ّ‬
‫ن م َنزِلك القبر ُ‪ ,‬وأه ُ‬

‫إليهمْ‪.‬‬

‫إياك َ ث َُم ّ إياك َ َأ ْن تص َ‬


‫ل إليه ْم ب ِلا زادٍ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫كثرة النوم بالليل دليل اإلفالس‬

‫ل سِواه ُ ل َكان‬ ‫ل َو ْ كانَ العلم ُ الم َجر ّد ُ كافيا ً لك ولا تحتا ُ‬


‫ج إلى عم ٍ‬

‫ن ِداء ُ الله ِ تعا َلى ‪ :‬ه َلْ م ِنْ ساِئ ٍ‬


‫ل ؟ هلْ م ِن م ُستغفرٍ ؟ ه َل م ِنْ‬

‫َائب ؟‪ 9‬ضائعا ً ب ِلا فائدة ٍ‪.‬‬


‫ت ٍ‬

‫رواه البخاري ‪ ١١٤٥‬ومسلم ‪ ٧٥٨‬عن أبي هريرة رضي اهلل عنه ‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪12‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫الحث على إحياء وقت السحر‬

‫أمر‪.‬‬
‫ل فَت َه َجَّ ْد ب ِه ِ﴾ ‪ٌ :‬‬
‫ن ٱلَّي ْ ِ‬
‫﴿و َم ِ َ‬

‫﴿و َب ِالَْأ ْسح َارِ ه ُ ْم ي َسْت َغْف ِر ُونَ﴾ ‪ :‬شُك ٌر‪.‬‬

‫ن ب ِالَأ ْسح َارِ﴾ ‪ :‬ذكر ٌ‪.‬‬


‫﴿والم ُسْتغْفرِي َ‬

‫‪13‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫ثالثة أصوات يحبها هللا‬

‫ات يُح ُبّه َا الله ُ تع َالى‬ ‫ق َال َ‬


‫الن ّبي علي ْه الصلاة ُ والسلام ُ ‪ :‬ث َلاثَ َة ُ أصو َ ٍ‬

‫صو ْتُ الد ِّيكِ ‪ ,‬و َصو ْتُ ال َ ّذ ِي ي َقرُأ القرانَ‪ ,‬وصوتُ الم ُسْتغفرِي َ‬
‫ن‬ ‫‪َ :‬‬

‫بالأسحارِ‪.10‬‬

‫أورده الديلمي في الفردوس ‪ ٢٥٣٨‬و الثعلبي في تفسيره ‪ ٣٠\٣‬عن أم سعد بنت زيــد‬ ‫‪10‬‬
‫بن ثابت رضي اهلل عنه ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫لله ريح عند السحر تحمل الذكر له‬

‫ق ر يحا ً ته ُبُ‬
‫ن الله َ تعالى َ خل َ‬ ‫ُ‬
‫الثوريّ رحمه ُ الله ‪ِ :‬إ َ ّ‬ ‫ل سُفيانُ‬
‫قا َ‬

‫ل الأذكار َ والاستغفار َ إلى الملكِ ال َجب ّارِ‪.11‬‬


‫وقتَ الأسحارِ تحم ُ‬

‫ذكره الثعلبي في تفسيره ‪ ٣١\٣‬ورواه أبو عبد الرحمن السلمي في طبقـات الصـوفية‬ ‫‪11‬‬
‫‪ , ٣٧٣‬و ابن عساكر في التارخ دمشق ‪ ٢٥٢\٥٤‬من قول أبي بكر بن علي الكتاني ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫مراتب الناس فى الليل‬

‫ل ي ُنادِي م ِنْ‬
‫ل اللي ِ‬
‫قال سفيانُ الثورِي رحمه ُ الله ‪ِ :‬إ ذا كا َنَ أو ُ‬

‫ش ‪ :‬أل َا َ ل ِي َق ُ ْم العابد ُونَ‪ ,‬فيقمونَ و ي ُصَلونَ ما شاء َ الله ُ‪.‬‬


‫حت العر ِ‬
‫ت ِ‬

‫ل ‪َ :‬أ لا َ ل ِي َق ُ ْم القانتونَ‪ ,‬فيقومونَ‬ ‫َ‬


‫ثم ّ ين ُادِي م ُنادٍ في شَطرِ اللي ِ‬
‫حرِ‪.‬‬
‫س َ‬ ‫و ُ‬
‫يصل ّو ْن إلى ال َ ّ‬

‫فإذا كان السحر ُ ينادي م ُنادٍ ‪َ :‬أ لا َ ليق ْم المستغفرون فيقمونَ‬

‫ويستغفروْن‪.‬‬

‫فإذا َ طل َع الفجرِ نادى منادٍ ‪ :‬ألا َ ليق ْم الغ َاف ِلون‪ ,‬فيقومون م ِنْ‬

‫ف ُر ُش ِه ِ ْم كالموتى َ نُش ِر ُوا منْ قبو ْره ْم‪.12‬‬

‫‪ 12‬رواه ابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليـل ‪ , ٣١٠‬والـدينوري في المجالسـة وجـواهر‬
‫العلم ‪ ٤٠٣‬عن سفيان بن عيينة رحمه اهلل ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫خالصة العلم‬

‫هي َ‪.‬‬
‫خل ُاصة ُ العلم ِ أ ْن تعلم ْ أن الطاعة َ والعبادة َ ما ِ‬

‫والنواهي‬ ‫ِ‬
‫الشارع في الأو َام ِر ِ‬ ‫اعلم ْ أ َ ّ‬
‫ن الطا َعة َ والعبادة َ م ُتابعة ُ‬
‫ِ‬
‫ل‪.‬‬
‫ل والف ِعْ ِ‬
‫بالقو ْ ِ‬

‫ِ‬
‫للشرع إ ْذ العلم ُ‬ ‫ك أ ْن يكونَ قول ُك وفعل ُك موافقا ً‬ ‫وينبغي ل َ َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫الشرع ضَلالة ٌ‪.‬‬ ‫ل ب ِلا َ اقتداء ِ‬
‫والعم ُ‬

‫‪17‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫من تصوف قبل أن يتفقه فقد تزندق‬

‫الصوفي ّة ِ ل ِأ َ ّ‬
‫ن سُلوك َ ه َذا‬ ‫َ‬ ‫ات‬ ‫ِ‬
‫ِشطح وطا َمّ ِ‬ ‫ك َأ لا َ تغت َر ّ ب‬
‫وينبغي ل َ‬

‫بسيف‬
‫ِ‬ ‫ل هواها‬
‫س وقت ِ‬ ‫ِ‬
‫وقطع ش َهْوة ِ النف ِ‬ ‫ق يكُونَ ب ِالمج َاهدة ِ‬
‫الطر ي ِ‬

‫ات و ال ُت ّر ِ‬
‫َهات‪.‬‬ ‫الر ياضة ِ لا بالطا َمّ ِ‬

‫ق المملوء َ بالغفلة َ و َالشهوة‬


‫ق والقلبَ المطب َ َ‬ ‫واعلم أ َ ّ‬
‫ن اللسانَ المطل َ َ‬

‫ك‬
‫ق المجاهدة ِ ل َنْ تحيي َ قلب َ َ‬
‫ك ب ِصد ِ‬ ‫علامة ُ الشقاوة ِ‪ ,‬حَت َيّ لا َ تقت َ‬
‫ل نفسَ َ‬

‫بأنوارِ المعرفة ِ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫واجبات السالك‬

‫ك أرب َعة ُ أمو ٍر ‪:‬‬


‫ق َ ْد وجبَ على السال ِ‬

‫ح لا يكُونُ فيه بدعة ٌ‪.‬‬ ‫أ َوّ ُ‬


‫ل الأمر ِ ‪ :‬إعتقاد ٌ صَ حي ْ ٌ‬

‫الز ّل َ ّة ِ‪.‬‬
‫ح لا َ ترج ُع بعد َه ُ إلى َ‬
‫الثاني ‪ :‬توبة ٌ نصو ٌ‬

‫ك حقٌ‪.‬‬ ‫و الثاني ‪ :‬استرضاء الخصو ِم َ‬


‫حت ّى لا يبقَى لأحدٍ علي َ‬ ‫ُ‬

‫ل علم ِ الشر يع َة ِ قدر َما تؤدِّي به أوامر الله ِ‬ ‫و الراب ُع ‪ :‬تحصي ُ‬


‫َ‬
‫بواجب ث َُم ّ م ِنْ علو ِم الاخرة ِ ما‬
‫ٍ‬ ‫ْس‬
‫تعالى‪ ,‬فالز يادة ُ على ه َذا القدرِ ل َي َ‬

‫يكونُ فيه النجاة ُ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫علم األولين و األخرين‬

‫لي رحمه الله خدم َ أرب َع م ِئة ٍ استاذِ و َقال ‪ :‬قرأتُ‬


‫شب ْ ِ‬ ‫حُكِي َ أ َ ّ‬
‫ن ال ِّ‬
‫حديث َ‬
‫ثم ّ أخترتُ منها َ حديثا ً واحِدا عم ِلتُ به‬ ‫ٍ‬ ‫الالف‬
‫ِ‬ ‫أرب َع ِينَ‬

‫وخل ّيتُ ما سواه ُ‪ ,‬لأني تأ َمّلتُ فوجدتُ خ َلاصي ونجاتي في ِه ِ وكان‬


‫َ‬
‫ن ُ‬
‫كل ّه ُ مندرجا ً فيه ِ فأكتفيتُ ب ِه ِ‪.‬‬ ‫علم ُ الأ َوّلينَ والأخري َ‬

‫ض َأ صح َابه ‪:‬‬ ‫ل الله ِ صلى الله ع َليه وسلم َ قا َ‬


‫ل ل ِبع ِ‬ ‫ك أ َّ‬
‫ن رسو َ‬ ‫وذال َ‬

‫ك فيه َا و َاعملْ ل ِاخرت ِك بقدرِ بقاِئك ف ِيها‬


‫ِإ عملْ لدني َاك بقدْر مقام َ‬

‫واعملْ لله ِ بقدر حاجَت ِك إليه ِ واعملْ للنارِ بقدر صَبرك ع َليها‪.13‬‬

‫حديث لا حاجة لك ِإ لى العلم الكثيرِ‪.‬‬


‫إذا عملتَ بهذا ال ِ‬

‫‪ 13‬ذكر القصة المفسر إسماعيل حقي في روح البيان ‪. ٣٦\٨‬‬

‫‪20‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫ثماني فوائد من حاتم‬

‫كِل م ِنه ْم محبو ْبا ً‬


‫ق ف َرأيت ل ّ‬
‫الفائدة الأولى ‪ :‬أن ِ ّي نظرتُ إلى الخل ِ‬

‫ض‬
‫حبوب يصاحب ُه ُ إلى مر ِ‬
‫وبعض ذلك الم ِ‬
‫ُ‬ ‫ومعشوقا يحبه ُ و يعشَق َه ُ‬
‫ثم ّ يرج ُع ُ‬
‫كل ّه ُ فريد ًا وحيدا ً‬ ‫الموت وبعضُه ُ ي ُصاحِب ُه ُ إلى شَفيرِ القبرِ‪َ .‬‬
‫ِ‬

‫ل مع َه ُ في قبرِه ِ منهم أحدٌ‪.‬‬


‫ولا يدخ ُ‬

‫حبوب المرء ِ ما يدخ ُ‬


‫ل مع َه ُ في قَبره ِ‬ ‫لم ِ‬ ‫فتفكرت وقلت ‪ :‬أفض ُ‬

‫لي‬
‫ل الصالحة َ فأخذتُها محبوبا ً ِ‬ ‫و يؤنس ُه ُ فيه ف َما وجدت ُه ُ ِإ َ‬
‫لا ّ الأعما َ‬

‫لتكونَ س ِراجا ف ِي قبرِي وتؤنس َني ف ِيه و َلا تتركن ِي فريداً‪.‬‬

‫ق يقتدونَ أهواء َه ُم ويبادرونَ‬


‫الفائدة الثانية ‪ :‬أن ِي راي ْت الخل َ‬

‫ُرادات أنفس ِه ِمْ‪ .‬فتأملتُ في قول ِه ِ ت َعالى َ ‪﴿ :‬و ََأ َمّا م َنْ خ َ‬
‫َاف‬ ‫ِ‬ ‫إلى م‬

‫ن الْج َنَ ّة َ ِ‬
‫هي َ ال ْمْأَ و َى ﴾‬ ‫ن ال ْه َو َى ۝ فِإ َ َ ّ‬
‫ْس ع َ ِ‬ ‫م َق َام َ ر َب ِّه ِ وَنَ َهى َ‬
‫الن ّف َ‬
‫ٰ‬ ‫ٰ‬
‫ق صادقٌ ‪.‬‬ ‫وتي َ ّقن ْتُ أن القرانَ ح ٌ‬

‫‪21‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫س ي َسعى َ في‬ ‫الفائدة الثالثة ‪ :‬أن ِ ّي راي ْت ك َ ّ‬


‫ل واحدٍ م ِن النا ِ‬

‫جم ِْع حُطا ِم الدنيا ث ُم ي ُم ْسِك ُه ُ قابضا ً يد َه ُ ‪ .‬فتأملتُ في ق َوله ت َعالى ‪﴿:‬م َا‬

‫عِن ْد َك ُ ْم ي َن ْف َد ُ و َم َا عِن ْد َ الل ّٰه ِ ب َا ٍ ۗ‬


‫ق﴾‪.‬‬

‫حصولي منْ الدنيا ل ِوجه ِ الله تعالى َ ففرقت ُه ُ ب َينَ‬


‫ِ‬ ‫فبذلتُ م‬
‫المسا َكينِ ليكون ذ ُخرا لي عِند الله ِ ت َعالى‪.‬‬

‫وعزه ُ‬
‫ن شرف َه ُ َ ّ‬ ‫ق ُ‬
‫يظنّ أ َ ّ‬ ‫بعض الخل ِ‬
‫َ‬ ‫الفائدة الرابعة ‪ :‬أني ر َأيت‬

‫في كثرة ِ الأقوام والعشائر ِ فاعت َز ّ به ِ ِم‪ ْ.‬وزعم َ اخروْن أنه ُ في ثروة ِ‬
‫َ‬
‫العز ّ‬ ‫حسِبَ بعض ُه ُم أن‬
‫ل وكثرة ِ الأولاد فافتخروا بها‪ .‬و َ‬
‫الأموا ِ‬

‫س وظلم ِه ِ ْم وسفكِ دماِئهم‪.‬‬


‫ل النا ِ‬
‫غصب أموا ِ‬
‫ِ‬ ‫والشرف في‬
‫َ‬

‫الناس يذ ُم ُ بعض ُه ُ ْم بعضا ً و يغتابُ‬


‫َ‬ ‫الفائدة ُ الخامسة ُ ‪ :‬أني رأيتُ‬

‫ل والجاه ِ والع ِلم ِ‪.‬‬


‫بعض ُه ُم بعضا ً فوجتُ ذلك من الحسادِ في الما ِ‬

‫‪22‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫ن ق َسَمْن َا ب َي ْن َه ُ ْم م َع ِيشَت َه ُ ْم ف ِي الْحيَ َاة ِ‬


‫نح ْ ُ‬
‫ف َتَأ م َلتُ في ق َول ِه تع َالى ‪َ ﴿ :‬‬

‫الدُّن ْي َا﴾‪.‬‬

‫ن الله ت َعالى في الأز َال فم َا حسدْتُ‬


‫كانت م َ‬
‫ْ‬ ‫فعلمت أن القسمة َ‬

‫ضي ْت بقسمة ِ الله ِ تعالى‪.‬‬


‫أحدا ً ور ِ‬

‫الناس ي ُعادي بعض ُهم ب َعضا‬


‫َ‬ ‫الفائدة السادسة ُ ‪ :‬أن ِ ّي رايت‬
‫الشي ْطَانَ ل َك ُ ْم ع َد ُوٌّ‬
‫ن َّ‬‫لغ َر َضٍ وسَب ٍَب ‪ .‬ف َتأ َمّلتُ في ق َوله ِ ت َعالى ‪ِ﴿ :‬إ َّ‬

‫اتخ ِذ ُوه ُ ع َد ُوًّا﴾‪.‬‬


‫ف َ َّ‬

‫ن فاتخذت ُه ُ عدوّا ً وتركت‬


‫فعلمت أنه لا َ يَج ُوز ُ عداوة ُ غي َر الشيطا ِ‬

‫غير َه ُ‪.‬‬

‫الفائدة السابعة ُ ‪َ :‬أ ن ِ ّي ر َأي ْتُ ك َ ّ‬


‫ل أحدٍ ي َ ْسع َى بج ِ ٍّد و يجتهد ُ بمبالغة ٍ‬

‫ش بحيثُ يق ُع به في شُبهة ٍ وحرا ٍم ويُذِ ُ ّ‬


‫ل نفسَه ُ‬ ‫لطلب الق ُوت والم َع َا ِ‬
‫ِ‬

‫‪23‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫ض‬
‫ِص قدر َه ُ‪ .‬فتأملتُ في قول ِه ِ تعالى ‪﴿:‬و َم َا م ِن د َآبَّةۢ ٍ ف ِى ٱلَْأ ْر ِ‬
‫وي ُنق ُ‬

‫ِإ لَّا ع َل َى ٱللَّه ِ رِزْق ُه َا﴾‪.‬‬

‫ن رِزْقي على الله ِ تعالى َ وق ْد ضَم ِن َه ُ فاشتغلتُ بعبادت ِه ِ‬


‫فعلمتُ أ َ ّ‬
‫طعمي َ‬
‫عم ّنْ سِواه ُ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وقطعتُ‬

‫حدٍ معتمدا ً على شيء ٍ‬ ‫الفائدة الثمانية ُ ‪ :‬أن ِيّ رأيت ك َ ّ‬


‫ل و َا ِ‬

‫ل والمُلكِ ‪,‬‬
‫مخلو ْقٍ‪ .‬ب َعْض ُه ُ ْم إلى الدين ِار والدرهمِ‪ ,‬وبعض ُه ُ ْم إلى الما ِ‬

‫ق م ِث ْل ِه ِ‪ .‬فتأ َمّلتُ في‬


‫وبعضهم إلى الح ِرفة ِ والصناعة ِ‪ ,‬وبعضهم إلى مخلو ٍ‬

‫الل ّه َ ب َالِ ُغ َأ مْر ِه ِ ۚ‬


‫ن َ‬ ‫الل ّه ِ ف َه ُو َ َ‬
‫حسْب ُه ُ ۚ ِإ َ ّ‬ ‫ق َو ْله تعالى َ ‪﴿:‬و َم َنْ ي َت َو َ َكّلْ ع َل َى َ‬
‫ل شَيْء ٍ ق َ ْدر ًا﴾‪.‬‬
‫الل ّه ُ ل ِك ُ ّ ِ‬
‫ل َ‬ ‫ق َ ْد جَع َ َ‬

‫ف َتوكل ْتُ على الله ِ فهو ُ حسبي ونعم َ الوكيلُ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫مايجب على سالك سبيل الحق‬

‫ج‬
‫مرب لي ُخْ رِ َ‬
‫ٌ‬ ‫خ مرشدٌ‬
‫ك شي ٌ‬ ‫الاولي ‪ :‬فاع ْل َ ْم َأن ّه ُ يَن ْب ِ‬
‫َغي للسَال ِ‬
‫ل مكانَها َ خ ُل ُقا ً حسنا‪.‬‬
‫الأخلاقَ السوء َ م ِن ْه ُ بتربيت ِه ِ و يجع ُ‬

‫الثاني ‪ :‬و َم َنْ ساعدت ْه ُ السعادة ُ فوجد َ شيخا ً كما ذكر ْن َا وق َب ِل َه ُ‬

‫يحْترم َه ُ ظاهرا ً وباطناً‪.‬‬


‫ينبغي أ ْن َ‬
‫خ فَ ِ‬‫الشي ُ‬

‫حب السوء ِ ليقص ُر َ ولاية َ‬


‫مجالسة ِ صا َ ِ‬
‫يحْترز َ عنْ َ‬
‫الثالث ‪ :‬وأ ْن َ‬

‫ْث ال َ ّ‬
‫شيطَنة ِ‪.‬‬ ‫ن قلب ِه ِ في ُصفَى عنْ ل َو ِ‬
‫والإنس منْ صح ِ‬
‫ِ‬ ‫جن‬
‫شياطينِ ال ّ ِ‬

‫ل أ ْن يختار َ الفقر َ على الغنى َ‪.‬‬


‫ل حا ٍ‬
‫الرابع ‪ :‬وعلى ك ّ ِ‬

‫‪25‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫شروط المربي‬

‫ح أ ْن يكونَ نائبًا ل ِرسو ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫ل الله صلَ ّى الله ُ‬ ‫الشيخ الذي يصل ُ ُ‬ ‫ْط‬
‫وش َر ُ‬

‫ل عال ِ ِم يصل ُ ُ‬
‫ح له ُ‪.‬‬ ‫ن ك َّ‬
‫عليه وسلم َ ‪ :‬أ ْن يكونَ عا َلما‪ ً,‬ل َا أ َ ّ‬

‫‪26‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫عالمة المربي‬

‫حب الدنيا و َحب الجاه ِ‪ ,‬وكانَ‬


‫ِّ‬ ‫ِض ع َنْ‬
‫الاولي ‪ :‬ه ُو َ م َنْ ي ُعْر ُ‬

‫ل متابعت ُه ُ إلى سي ِّدِ المرسلينَ صلَ ّى الله ُ‬


‫ص بصي ٍر يتسلس ُ‬
‫ق َ ْد ت َاب َع ل ِشَخ ٍ‬

‫عليه وس َل ّم َ‪.‬‬

‫والشرب‬
‫ِ‬ ‫سه ِ م ِنْ ق ِلَ ّة ِ الأك ِ‬
‫ل‬ ‫مح ْسِنا ً ر ياضة َ نف ِ‬
‫الثاني ‪ :‬وكانَ ُ‬
‫ل والنو ِم وكثرة ِ َ‬
‫الصّ لا َة ِ والصدقة ِ والصو ِم‪.‬‬ ‫والقو ِ‬

‫ق‬
‫ن الأخلا ِ‬ ‫ِ‬
‫الشيخ الب َصي ْرِ جا َع ِلا ً محاس َ‬ ‫الثالث ‪ :‬وكانَ ب ِمتاب َع َة ِ‬

‫له ُ سيرة ًكالصبرِ والشكر ِ والتو ُكّ ِ‬


‫ل واليقينِ وال َ ّ‬
‫سخاوة ِ والق َناع َة ِ وطُمأنينة ِ‬

‫ق والحياء ِ و َالوفاء ِ والو َق َار‬


‫س والحلم ِ والت َواض ُِع والعلم والصد ِ‬
‫النف ِ‬
‫ن والتأن ِ ّي وأمثل ِها‪.‬‬ ‫وال ُ ّ‬
‫سكو ِ‬

‫‪27‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫المربي الحاق نور‬

‫فهو َ إذا ً نو ُ ْر ٌمنْ أنو َار َ‬


‫ح الاقتداء ُ‬
‫الن ّبي صَليّ الله ُ عليه و َسلم يصل ُ ُ‬

‫الكبريت الأحمرِ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أعز منْ‬ ‫َ‬
‫لكنّ وجود َ مثل ِه ِ نادرة ٌ ُ ّ‬ ‫به ِ‪,‬‬

‫‪28‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫أدب السالك مع المربي‬

‫ومنْ ساعدته السعادة فوجد شيخا كما ذكرنا وقبله الشيخ‬

‫فينبغي أن يحترمه ظاهرا وباطنا‪.‬‬

‫بالاحتحجاج‬
‫ِ‬ ‫اما َ ا ِحترام ُ الظاهرِ ‪ ..‬فهو َ ألا َ يجادل َه ُ ولا يشتغ َ‬
‫ل‬

‫ل مسألة ِ وإن علم َ خطأه ُ ولا َ ي ُلق َي ب َي ْنَ ي َد َي ْه سجادت َه ُ إلا‬


‫مع َه ُ في ك ّ ِ‬
‫ل َ‬
‫الصّ لاة ِ‬ ‫وق ْتَ أداء ِ َ‬
‫الصّ لاة ِ‪ ,‬فإذا َ ف َرَغَ ‪ ..‬يرفع ُها ولا ي ُكثر َ نواف َ‬

‫ل بق ْدرِ و ُسْ ع ِه ِ وطاقت ِه ِ‪.‬‬


‫خ من العم ِ‬
‫ل مايأم ُرُه الشي ُ‬
‫بخضرت ِه ِ و يعم َ‬

‫ل‬ ‫ن ك َّ‬
‫ل م َايسم ُع منْ الشيخ و يقب ُ‬ ‫ن ‪ ..‬فهو أ َ ّ‬ ‫و َ‬
‫َأما ّ احترام ُ الباط ِ‬
‫لئلا ّ َيت ّسم َ‬
‫ن لا َ فعلا ً ولا قولا ً َ‬
‫منه ُ في الظاهرِ ‪ ..‬لا ين ُك ْر ِه ُ ُفي الباط ِ‬
‫ق باطن ُه ُ ظاهر َه ُ‪.‬‬
‫ك صُ حبت َه ُ إلى أن يواف َ‬
‫ق وإ ْن لم يستطعْ ‪ ..‬يتر ْ‬
‫بالنفا ِ‬

‫‪29‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫خصلتا التصوف‬

‫ن الاستقامة ُ و ال ُ ّ‬
‫سكونُ عن‬ ‫ن التص ُو ّ َ‬
‫ف له ُ خصلتا ِ‬ ‫إعلم ْ أ َ ّ‬

‫س وعامل َه ُ ْم بالح ِلم ِ فهو صوفي ٌ‪.‬‬


‫ن خ ُلق َه ُ بالنا ِ‬
‫الخلقِ‪ .‬فمن استقام َ أحس َ‬

‫سه ِ‪.‬‬
‫سه ِ لنف ِ‬ ‫و الاستقامة ُ هي أ ْن يفديَ َ ّ‬
‫حظ نف ِ‬

‫ك‬
‫س َ‬
‫الناس على مرادِ نف ِ‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫س هو َ‬
‫ألا ّ تحم َ‬ ‫ق بالنا ِ‬
‫ن الخ ُل ِ‬
‫وحس ُ‬

‫ك على مرادِه ِ ْم م َال َ ْم يُخالفو ْا الشر ِْع‪.‬‬


‫ل نفسَ َ‬
‫بل تحم ُ‬

‫‪30‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫معني العبودية‬

‫العبودية ُ وهي ثلاثة ُ أشيَأ ‪:‬‬

‫ِ‬
‫الشرع‪.‬‬ ‫أحد ُها ‪ :‬محافظة ُ أمر ِ‬

‫وثانها ‪ :‬الر ِّضاء ُ بالقضاء ِ و القدرِ وقسمة ِ الله ِ تعالى‪.‬‬

‫ب رضاء ِ الله ِ تعالى‪.‬‬


‫ك في طل َ ِ‬ ‫و ثالث ُها ‪ :‬ترك ُ رِضاء ِ نف ِ‬
‫س َ‬

‫‪31‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫معني التوكل‬

‫ل وهو أ ْن تستحكم َ اعتقاد َك بالله ِ تعالى ف ِيما َ و َع َد َ‪ .‬يعني‬


‫التو ُكّ ُ‬

‫ك لا محالة َ وإ ْن اجتهدَ م َنْ في‬


‫ل إلي َ‬ ‫أ ْن تعتقد َ أ َ ّ‬
‫ن ما قدر َ لك ي َص ُ‬

‫ك وإن ساعدَك َ‬
‫ل إلي َ‬
‫ك لنْ يص َ‬
‫ك ومالم ي ُكْت َْب ل َ‬
‫العالم َ على ص َرْف ِه ِ عن ْ َ‬
‫ِ‬

‫جمي ُع العالمِ‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫معني اإلخالص‬

‫كل ّه َا لله ِ تعالى ‪ ,‬لا يرتا ُ‬


‫ح‬ ‫ك ُ‬‫الإخلاص هو أ ْن تكونَ أعمال ُ َ‬
‫ُ‬

‫س ولا تأسى َ بمذامّ ِه ِمْ‪.‬‬


‫قلب ُك ب ِم ُحا َمدِ النا ِ‬

‫‪33‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫مما يتولد الرياء‬

‫تعظيم الخ َلقِ‪.‬‬


‫ِ‬ ‫ن الر ياء َ يتول َ ّد ُ م ِنْ‬
‫واعلم ْ أ َ ّ‬

‫‪34‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫الزيادة في العلم ميراث العمل‬

‫ل ر َسو ْل الله ِ‬
‫ك مالم ْ تعلم ْ‪ .‬قا َ‬
‫ِف ل َ‬
‫اعْم َلْ أنتَ ب ِم َا ت َعْلم ُ لينكَش َ‬

‫ل بما َ ع َلم َ و َرّثه ُ الله ُ ع ِلْم َ ما لم ي َعْلم ْ‪.14‬‬


‫صلَ ّى الله عليه وسلم َ ‪ :‬منْ عم َ‬

‫‪ 14‬رواه ابن عسـاكر في تـارخ دمشـق ‪ ١٢٧\٤٩‬من قـول األوزاعي رحمـه اهلل ‪ ,‬وفي ‪\٤٨‬‬
‫‪ ٣١٣‬من قول الفضيل بن عياض رحمه اهلل ‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫ال تستعجل‬

‫ولا تستعجلْ حت َىّ تبل َغ أوان َه ُ ‪ ..‬ي ُكش َْف لك وُأ ريتَ ‪:‬‬

‫سُأ رِ يك ُ ْم آي َات ِي ف َل َا ت َسْت َعْجِلُو ِ‬


‫ن﴾‪.‬‬ ‫﴿ َ‬

‫ل إلا بال َ ّ‬
‫سيرِ ‪﴿ :‬ا َو َل َ ْم ي َ ِسي ْر ُوْا ف ِى الْا َ ْر ِ‬
‫ض‬ ‫وتي َ ّقنْ َأن ّك لا تص ُ‬

‫ف َي َنْظ ُر ُوْا﴾‪.‬‬

‫ل منزلٍ‪.‬‬
‫بالله إ ْن تَس ِرْ ت َر َ العجاِئبَ في ك ّ ِ‬

‫ِ‬
‫الروح‪.‬‬ ‫ل‬
‫رأس هذا الأمر ِ بذ ُ‬
‫ن َ‬ ‫ك فإ َ ّ‬
‫وابذ ُلْ روح َ َ‬

‫‪36‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫أربعة مما تدع‬

‫أحدها ‪ :‬ألا تناظر َ أحدا ً في مسألة ٍ م َا است َطعتَ ‪ ,‬لأ َ ّ‬


‫ن ف ِيه َا‬
‫ق ذميم كالر ياء ِ‬
‫ل خ ُل ُ ٍ‬
‫افة ًكثيرة ً واث ْم ُها أكبر ُ منْ نفع ِها إ ْذ هي منب ُع ك ّ ِ‬
‫ٍ‬
‫كب ْرِ والحقدِ والعداو َة والمباه َاة ِ وغيرِها‪.‬‬
‫والحسدِ وال ِ‬

‫الثاني ‪ :‬أ ْن تحذر َ وتحترز َ منْ أن تكونَ واعظا ً أو مذك ِّرا ً ‪,‬‬

‫الناس‪.‬‬
‫َ‬ ‫تعظ به‬ ‫ل أ َوّلا ً َ‬
‫ثم ّ َ‬ ‫ل بما تقو ُ‬ ‫ن افته ُكثيرة ٌ ‪َ ,‬‬
‫إلا ّ أ ْن تعم َ‬ ‫لأ َ ّ‬

‫ُخالط الأمراء َ والسلاطينَ ولا تراه ُ ْم ‪ ,‬لأ َ ّ‬


‫ن‬ ‫َ‬
‫ألا ّ ت َ‬ ‫الثالث ‪:‬‬

‫رؤيت َه ُ ْم ومجالست َه ُ ْم ومخالطت َه ُ ْم افة ٌ عظيمة ٌ‪ .‬و َل َو ْ اب ْت ُل ِي ْتَ بِه َا د َ ْع ع َن ْك‬

‫ق والظالم ُ‪,‬‬
‫ح الفاس ُ‬
‫حه ُ ْم وثناء َه ُ ْم لأن الله َ تعالى يغضبُ إذا مد َ‬
‫مد َ‬

‫ضه ِ‪.‬‬ ‫َّ‬


‫أحب أن ي ُعصى الله ُ أر ِ‬ ‫ل بقاِئه ِ ْم فق ْد‬
‫و َم َنْ دعا لطو ِ‬

‫‪37‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫ل شيئا ً م ِنْ عطاء ِ الأمراء ِ وهداياه ُ ْم وإ ْن‬ ‫َ‬


‫ألا ّ تقب َ‬ ‫الرابع ‪:‬‬

‫لأن ّه ُ يتول َ ّد ُ م ِن ْه ُ‬
‫ن َ‬ ‫سد ُ الد ِّي ْ َ‬ ‫علمتَ َأ َ ّنها من الحلالِ‪ ,‬لأ َ ّ‬
‫ن الطم َع م ِنْه ُ ْم ي ُ ْف ِ‬
‫المداهنة ُ ومراع َاة ُ جانب ِه ِ ْم والموافقة ُ في ظلم ِه ِ ْم وهذا ُ‬
‫كل ّه ُ فساد ٌ الد ِّينِ‪.‬‬

‫وانتفعت من دنياه ُ ْم‬


‫َ‬ ‫قبلت عطاياه ُ ْم‬
‫َ‬ ‫ك ِإ ذا‬ ‫وأق ُ ّ‬
‫ل مض َرّت ِه ِ ‪ :‬أن َ‬

‫ل ع ُمرِه ِ وبقاء َه ُ بالضرورة ِ وفي‬ ‫أحب أحدا ً ي ُ ّ‬


‫حب طُو َ‬ ‫َّ‬ ‫احببت َه ُمْ‪ ,‬ومن‬

‫م َحب ّة ِ بقاء ِ الظال ِم إرادة ُ الظلم ِ على عبادِ الله ِ تعا َلى وإرادة ُ خراب العالمِ‪.‬‬

‫فأيّ شيء ٍ يكونُ أض َرّ من هذا للد ِّي ِن والعاقبة ِ ؟‬


‫ُ‬

‫‪38‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫المأمورات أربعة‬

‫ك مع الله ِ تعالى يحيثُ لو عاملكَ بها‬


‫الاول ‪ :‬أ ْن تجعلْ معاملت َ َ‬

‫ق خاطر ُك عليه ِ ولا تغضبُ ‪.‬‬


‫عبدُك َ ترضى بها م ِن ْه ُ ولا ي َضِ ي ْ ُ‬

‫ك منْه ُ ْم‬
‫س َ‬
‫س اجع َلْ كما ترضىَ لنف ِ‬ ‫الثاني ‪ :‬ك ُ ّ‬
‫ل ما عاملتَ بالنا ِ‬

‫س ما ي ُ ّ‬
‫حب لنفسه ِ‪.‬‬ ‫حت ّى ي َ ّ‬
‫حب لسائر ِ النا ِ‬ ‫لأنه لا َ يكمل إيمانُ عبدٍ َ‬

‫ح‬
‫ْبغي أ ْن يكونَ علما ً ي ُصل ُ‬
‫الثالث ‪ :‬إذا قرأتَ العلم َ أو طالعت َه ُ يَن ِ‬
‫ك ويزك ِّي نفسَكَ‪.‬‬
‫قلب َ َ‬

‫الرابع ‪َ :‬‬
‫ألا ّ تجم َع من الدنيا أكثر َ م ِنْ كفاية ٍ سنة ٍ‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫شرط المناظرة إلظهار الحق‬

‫ك فيها َ أ ْن‬ ‫ك و َبينَ شخ ٍ‬


‫ص أو قو ٍم وكانَ إرادت ُ َ‬ ‫لو وقع مسألة ٌ بي َن َ‬

‫تُظهر َ ال َحقّ ولا ت ُضي ِّ ُع ‪ ..‬جاز َ البحثُ ‪.‬‬

‫ن‪:‬‬
‫لكنْ لتلك الإرادة ِ علامتا ِ‬

‫ينكشف ال ُحقّ على لسان ِ َ‬


‫ك أو على‬ ‫َ‬ ‫إحداه ُما ‪َ :‬‬
‫ألا ّ تفرِّقَ ب َي ْنَ أ ْن‬

‫ن غيرِك َ‪.‬‬
‫لسا ِ‬

‫ك منْ أن يكونَ‬ ‫َّ‬


‫أحب إلي َ‬ ‫الثانية ‪ :‬أن يكونَ البحثُ في الخلاء ٍ‬

‫في الملِأ‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫فائدة في السؤال عن المشكالت‬

‫القلب إلى‬
‫ِ‬ ‫ض‬
‫ض مر ِ‬
‫المشكلات ع َْر ُ‬
‫ِ‬ ‫ل عنْ‬ ‫اعلم ْ أ َ ّ‬
‫ن السؤا َ‬

‫ضه ِ‪.‬‬ ‫ِ‬


‫لإصلاح مر ِ‬ ‫الطبيب والجواب له سعي ٌ‬ ‫ِ‬

‫َ‬
‫الأطب ّاء ُ‪.‬‬ ‫واعلم أ َ ّ‬
‫ن الجاهلينَ ‪ :‬المرضى قلو بُه ُ ْم والعلماء ُ‬

‫ل لا يعالج ُ كل‬
‫ن المعالجة َ والعالم ُ الكام ُ‬
‫الناقص لا يُحس ُ‬
‫ُ‬ ‫والعالم ُ‬
‫ِ‬
‫والصلاح‪.‬‬ ‫ل المعالجة ِ‬
‫ض بلْ يعالج ُ م َنْ يرجو فيه ِ ق َبو َ‬
‫مري ٍ‬

‫ج ‪ ..‬فَح َذاقة ُ‬
‫ل العلا َ‬
‫وإذا كانت العلة ُ مزمنة ً أو عقيما ً لا تقب ُ‬

‫ل بمداوات ِه ِ لأ َ ّ‬
‫ن‬ ‫ج فلا يشتغ ُ‬
‫ل العلا َ‬
‫ل ‪ :‬هذا لا يقب ُ‬
‫الطبيب فيه أن يقو َ‬
‫ِ‬

‫فيه تضيع الع ُمرِ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫انواع الجهل‬

‫ل‬ ‫ٍ‬
‫أنواع ‪ :‬أحدها يقب ُ‬ ‫ل على أربعة ِ‬
‫مرض الجه ِ‬
‫َ‬ ‫ثم اعلم ْ أ َ ّ‬
‫ن‬

‫ج والباقي لا يقبلُ‪.‬‬
‫العلا َ‬

‫ل‪:‬‬
‫أما الذي لا يقب ُ‬

‫فأحدها ‪ :‬من كان سُؤال ُه ُ واعتراضُه ُ عن حسدٍ و َبغضٍ‪ ,‬فكلما‬

‫ك إلا غيظا ً‬
‫حه ِ وأوضح ِه ِ ‪ ..‬لايزيد ُ له ُ ذل َ‬
‫جواب وأفص ِ‬
‫ن ال ِ‬
‫تجيب ُه ُ بأحس ِ‬
‫وحسداً‪.‬‬

‫ل بجواب ِه ِ‪.‬‬ ‫ق‪َ :‬‬


‫ألا ّ تشتغ َ‬ ‫فالطر ي ُ‬

‫ضه ِ كما قال الله تعالى‬


‫مر ِ‬
‫ِض عنه ُ وتترك َه ُ م َع ْ‬
‫فينبغي أ ْن ت ُعر َ‬

‫ِض ع َن مَّن ت َو َلَّى ٰ ع َن ذِك ْر ِن َا و َل َ ْم ي ُر ِ ْد ِإ لَّا الْحيَ َاة َ الدُّن ْي َا﴾‪.‬‬


‫﴿فََأ ْعر ْ‬

‫‪42‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫ج‬
‫ل العلا َ‬ ‫والثاتي ‪ :‬أن تكونَ َ‬
‫عل ّت ُه ُ من الحماقة ِ‪ ,‬وهو أيضا ً لا َ يقب ُ‬

‫سلام ُ ‪ :‬إن ِ ّي ما عجزتُ عن إحياء ِ الموتى َ وقد‬


‫كما قال عيسى علي ْه ِ ال َ ّ‬

‫ق‪.15‬‬
‫عجزتُ عنْ معالجة ِ الأحم ِ‬

‫بطلب العلم ِ زمانا ً قليلا ً ويتعلم ُ شيئا ً منْ‬


‫ِ‬ ‫ل‬
‫ل يشتغ ُ‬
‫ك ر َج ٌ‬
‫وذال َ‬

‫يعرض من حماقت ِه ِ على العال ِم الكبيرِ‬


‫ُ‬ ‫لو‬
‫العلو ِم العقل ِيّ والشرع ِيّ فيسأ ُ‬

‫ق لا يعلم ُ‪.‬‬
‫الممضي ع ُمر َه ُ في العلو ِم العقل ِيّ والشرع ِيّ فهذا الأحم ِ‬

‫ق السكوتُ ‪.‬‬ ‫ل بجواب ِه ِ لأ َ ّ‬


‫ن جوابَ الأحم ِ‬ ‫ف َينبغ ِي ألا يشتغ َ‬

‫والثالث ‪ :‬أن يكونَ مسترشِدا ً وك ُ ّ‬


‫ل ما لا يفهم ُ م ِنْ كلا ِم‬

‫ل على قصورِ فهمِه ِ وكانَ سؤال ُه ُ للاستفادة ِ لكنْ يكونُ‬


‫الأكابر ِ يحم ُ‬

‫بليدا ً لا يدرك ُ الحقائقَ‪.‬‬

‫أورده ابن عبد البر في بهجة المجالسة ‪. ٥٤٤\١‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪43‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫الن ّبي صلَ ّى الله ُ عليه ِ‬


‫ل بجواب ِه ِ أيضا ً كما قال َ‬
‫فلا ينبغي الاشتغا ُ‬

‫الناس عل َى قدرِ‬
‫َ‬ ‫وس َل ّم َ ‪ :‬نح َنْ ُ‪ -‬م َع َاش ِر َ الأنبياء ِ ـ ُأ م ِْرنا َ أ ْن ن ُك َل ِ ّم َ‬

‫ع ُق ُو ْله ِ ْم‪.16‬‬

‫ج ‪ :‬ف َهو أ ْن يكونَ مسترشِدا ً‬


‫ل العلا َ‬
‫المرض الذي يقب ُ‬
‫َ‬ ‫وأم َا‬

‫وحب الشهوة ِ والجاه ِ‬


‫ِّ‬ ‫والغضب‬
‫ِ‬ ‫مغلوب الحسدِ‬
‫َ‬ ‫عاقلا ً ف َه ِما ً ‪ ,‬لا يكونُ‬

‫المستقيم ولم يكنْ سؤال ُه ُ واعتراضُه ُ عنْ‬


‫ِ‬ ‫ق‬
‫طالب الطر ي ِ‬
‫َ‬ ‫ل و يكونُ‬
‫والما ِ‬

‫ت وامتحانٍ‪.‬‬ ‫حسدٍ ُ‬
‫وتعن ّ ٍ‬

‫جواب سؤال ِه ِ بلْ يجبُ‬


‫لب ِ‬ ‫ج فيجوز ُ أ ْن تشتغ َ‬
‫ل العلا َ‬
‫وهذا يقب ُ‬

‫ك إجابت ُه ُ‪.‬‬
‫علي َ‬

‫‪ 16‬أورده الديلمي في الفردوس ‪ ١٦١١‬عن عبد اهلل بن عباس رضي اهلل عنهما ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫عظ نفسك و اال فال تعظ الناس‬

‫ك فإ ْن اتعظْتَ‬
‫ن مريم َ ع ِْظ نفسَ َ‬
‫ل لعيسىَ عليه ِ السلام ُ ‪ :‬ي َا ب َ‬
‫قي ْ َ‬

‫ك‪.17‬‬ ‫ِ‬
‫فاستح منْ رب ِّ َ‬ ‫َ‬
‫وإلا ّ‬ ‫الناس‬
‫َ‬ ‫فعظ‬
‫ْ‬

‫‪ 17‬رواه اإلمام أحمد في الزهد ‪ ٣٠٠‬وأبو نعيم في حلية األولياء ‪. ٣٨٢\٢‬‬

‫‪45‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫طريق وعظ والنصيحة‬

‫ل ‪ ..‬فاحترز عنْ خَصلتين ‪:‬‬


‫وإ ْن ابتليتَ بهذا َ العم ِ‬

‫والإشارات‬
‫ِ‬ ‫بالعبارت‬
‫ِ‬ ‫التكلف في الكلا ِم‬
‫ِ‬ ‫الأولى ‪ :‬عن‬

‫ْغض المتكلفينَ‪.‬‬ ‫والأبيات والأشعارِ لأ َ ّ‬


‫ن الله َ تعالى ي ُب ُ‬ ‫ِ‬ ‫والطامات‬
‫ِ‬

‫ن وغفلة ِ‬
‫خراب الباط ِ‬
‫ِ‬ ‫ف المجُ َاوِز ُ عنْ الح ّدِ يد ُ ّ‬
‫ل على‬ ‫ُ‬
‫والتكل ّ ُ‬

‫القلب‪.‬‬
‫ِ‬

‫ك‬
‫س َ‬
‫ق في مجل ِ‬
‫ك أن ينع ِر َ الخل ُ‬
‫ك في وعظ ِ َ‬ ‫ألا ّ تكونَ َ‬
‫هم ّت ُ َ‬ ‫الثانية ‪َ :‬‬

‫ن َ‬
‫كل ّه ُ‬ ‫جلس هذا لأ َ ّ‬ ‫و يُظهروا الو َجْد َ ويَش ُ ُ ّقوا الثيابَ ليقا َ‬
‫ل ‪ :‬ن ِعْم َ الم ُ‬

‫ل إلى الدنيا َ وهو َ يتول َ ّد ُ م ِن الغفلة ِ‪.‬‬


‫مي ٌ‬

‫‪46‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫الناس‬
‫َ‬ ‫ك أ ْن تدعو َ‬ ‫ك َ‬
‫وهم ّت ُ َ‬ ‫الثالث ‪ :‬بلْ ينبغي أ ْن يكونَ عزم ُ َ‬

‫ص إلى‬
‫من الدنيا إلى الاخرة ِ ومن المعصية ِ إلى الطاع َة ِ ومن الحر ِ‬

‫الشك إلى اليقينِ ومن الغفلة ِ إلى‬


‫ِّ‬ ‫ل إلى السخاء ِ ومن‬
‫الزهدِ ومن البخ ِ‬
‫اليقظة ِ ومن الغ ُرورِ إلى التقو َى‪.‬‬

‫وتبغض عليهم ُ الدنيا و تعل ِّم َه ُ ْم علم َ‬


‫َ‬ ‫الرابع ‪ :‬وتُحب ِّبَ إليهم الاخرة َ‬
‫ِ‬
‫الشرع‬ ‫منهج‬ ‫العبادة ِ والزهدِ لأن الغالبَ في طباعِه ِم الز ِّي ُغ عنْ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫الردي ّة ِ‪.‬‬ ‫ق‬
‫ل بالأخلا ِ‬
‫والسعي ُ فيما لا يرضى الله ُ تعالى به ِ والاشتغا ُ‬

‫عب وروِّ ْعه ُ ْم وح ّذِرْهم َ‬


‫عم ّا‬ ‫ق في قلو بِه ْم ُ‬
‫الر ّ َ‬ ‫الخامس ‪ :‬فأل ِ‬

‫صفات باطن ِه ْم تتغ َي ّر ُ ومعاملة َ ظاهره ِ ْم‬


‫ِ‬ ‫خاوف لع َ ّ‬
‫ل‬ ‫يستقبلونَ من الم ِ‬

‫حرص والرغبة َ في الطاعة ِ والرجوع عن المعصية ِ‪.‬‬ ‫تتب َ ّد ُ‬


‫ل و يُظهرونَ ال َ‬

‫ل وسم َع بلْ‬
‫ل على منْ قا َ‬
‫كل وعظٍ لا يكونُ هكذا ‪ ..‬فهو وبا ٌ‬

‫ق و يُهلك ُهمْ‪.‬‬
‫ق عن الطر ي ِ‬
‫ن يذهبُ بالخل ِ‬
‫ل وشيطا ٌ‬
‫ل إنه غو ٌ‬
‫قي َ‬

‫‪47‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫ل منْ‬
‫ن ما ي ُفْسد ُه ُ هذا القائ ُ‬ ‫فيجبُ عليهم َأ ْن ُ‬
‫يفر ّوا من ْه لأ َ ّ‬

‫دين ِه ِ ْم ‪ ..‬لا يستطي ُع بمثل ِه ِ الشيطانُ‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫طريق التذكير‬

‫سه ِ في خدمة ِ‬
‫الاولي ‪ :‬أن يذكر َ العبد ُ نار َ الاخرة ِ وتقصير َ نف ِ‬

‫الخالقِ‪.‬‬

‫ن‬ ‫الثاني ‪ :‬ويتف َك ّر َ فيم َا ب َينَ يديه ِ من الع َق َبا َ ِ‬


‫ت من سلامة ِ الإيما ِ‬

‫الموت وهلْ يقدر ُ جوابَ‬


‫ِ‬ ‫ضة ِ م َل َكِ‬
‫في الخاتمة ِ وكيفية ِ حاله ِ في ق َب ْ َ‬

‫منك ٍر ونكيرٍ ؟‬

‫الثالث ‪ :‬وأن َ‬
‫يهتم ّ بحال ِه ِ في القيامة ِ ومواقفها وهل يعب ُر ُ على‬

‫الص ِّراطِ سالما ً أ ْم يق ُع في الهاو ية ِ ؟‬

‫‪49‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫الدعاء‬

‫َ‬
‫وأما ّ الدعاء ُ الذي سألتَ م ِن ِيّ فاطلب ْه ُ في دعوات الصحاح‪.‬‬

‫ك‪:‬‬
‫أعقاب صلوات ِ َ‬
‫ِ‬ ‫واقرأ هذا الدعاء َ في أوقات ِك خصوصا ً في‬

‫الله َ ّ‬
‫م ي َا و َاجبَ الوجودِ يا واهبَ الخيرِ والجودِ أف ِْض ع َل َي ْن َا‬

‫ك لا َ علم َ ل َن َا‬
‫ك سبحان َ َ‬
‫ل معرفت ِ َ‬
‫ل إلى كما ِ‬
‫ك ويَس ِ ّرْ ل َن َا الوصو َ‬
‫أنوار َ رحمت ِ َ‬

‫إلا ّ م َا َأ ل ْه َت ْن َا َ َإن ّ َ‬
‫ك أن ْتَ العليم ُ الحكيم ُ‪.‬‬ ‫لا ّ ما َ ع َل َم ْت َن َا و َل َا معرفة َ َ‬
‫ِإ َ‬

‫ك م ِن النعمة ِ تمام َها ومن العصمة ِ دوام َها ومن‬ ‫الله َ ّ‬


‫م إن ِ ّي أسأل َ‬

‫ش أرغد َه ُ ومن العمرِ‬


‫الرحمة ِ شثموله َا ومن العافية ِ حصو ْل َها ومن العي ِ‬
‫ل أعذب َه ُ‬ ‫أتم ّه ُ ومن الِإ نعا ِم َ‬
‫أعم ّه ُ ومن الفض ِ‬ ‫ن َ‬ ‫أسعد َه ُ ومن الإحسا ِ‬

‫ْف أنفع َه ُ ومن العفوِ أجمع َه ُ‪.‬‬ ‫ومن ُ‬


‫الل ّط ِ‬

‫الله َ ّ‬
‫م كُنْ ل َن َا و َلا َ تكنْ علي ْنا‪.‬‬

‫اللهم اخت ِم ْ بالسعادة ِ اجال َنا وح ّق ِقْ باز يادة ِ امالنا و َاقرِ ْن بالعافية ِ‬

‫غ ُد ُ َوّنا َ واصالنا َ واجعلْ إلى رحمت ِ َ‬


‫ك مصير َنا ومال َنا‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫ِ‬
‫بإصلاح‬ ‫ل عفوِك َ على ذ ُنوب ِنا وم ََنّ علينا‬ ‫الله َ ّ‬
‫م اصب ُْب سِ جا َ‬

‫ع ُيوب ِنا واجعلْ التقوى زاد َنا وفي دينك اجتهاد َنا وعليك تو ُكّل َنا َ‬

‫واعتماد َنا وإلى رضوان ِك م َعاد َنا‪.‬‬

‫نهج الاستقامة ِ واحلل ِ ْنا دار َ المقامة ِ وأع ِذْنا في‬ ‫الله َ ّ‬
‫م ث َب ِّت ْنا على ِ‬
‫خ ّف ِْف ع ََن ّا ث َق ِ َ‬
‫ل الأوزارِ‬ ‫موجبات الندامة ِ يوم َ القيامة ِ و َ‬
‫ِ‬ ‫الدنيا من‬

‫عن ّا ش َر ّ الأشرار وكيد َ الف ُ َج ّارِ‬


‫وارز ُق ْنا عيشة َ الأبرارِ واكف ِنا واصر ِْف َ‬

‫ِقاب اباِئنا وأ َمّهات ِنا وإخوان ِنا من النارِ برحمت ِكِ ياعزيز ُ‬
‫وأعت ِقْ رقاب َن َا ور ِ‬

‫ك ياأرحم َ‬ ‫ست ّار ُ يا حليم ُ يا َ‬


‫جب ّار ُ يا الله ُ يا الله ُ برحمت َ‬ ‫يا غ َ ّفار ُ يا كريم ُ يا َ‬

‫الراحمينَ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫ُم ْختارات ْمن كِتابِ َأ يُّها ا َلولد‬

‫‪52‬‬

You might also like