Professional Documents
Culture Documents
صالة التعافي
هذه الصالة مبنية على جزء في الكتاب الكبير وهو كتاب ’’مدمنو الخمر المجهولون‘‘ تقول الصالة:
شكرا ألنك ساعدتني أن أكون مستقيما باألمس .ساعدني أن أكون مستقيما اليوم.
ً
لألربع والعشرين ساعة القادمة ،أصلي فقط من أجل معرفة مشيئتك من نحوي ،ومن أجل القوة
لتنفيذها.
من فضلك حررني من أفكار المشيئة الذاتية ،واألنانية ،وعدم األمانة ،والداوفع الخاطئة.
ارسل لي األفكار السليمة ،والكلمات المناسبة ،واألفعال الصحيحة .اكشف لي ماذا يجب أن تكون
خطوتي القادمة.
في أوقات الشك والحيرة ،أرسل لي إلهامك وإرشادك .أطلب أن تساعدني أن أعمل على حل كل
مشكالتي .سبحانك لك المجد والكرامة .آمين.
هذه الصالة هي صالة تعافي .يمكنها أن تساعدنا في أي موقف .في األيام التالية سوف نكتشف المزيد من
األفكار التي في هذه الصالة .إذا صلينا هذه الصالة نثق أنها سوف تستجاب.
اليوم ،سوف اثق أن مشيئة الله سوف تصنع لي ما ال أستطيع أن أصنعه بنفسي .سوف أقوم بدوري وأنتظر الله
أن يفعل الباقي.
2مايو
قوتنا العُظمى
قدرا ً
هائال من اإليمان والثقة بالله .نرفض النظر للخلف في التعافي ،نعيش الحياة يو ًما بيوم .هذه الفكرة تتطلب ً
ـــ إال إذا كان الشفاء من آثار الماضي جز ًءا من عمل التعافي الحالي .ننظر لألمام فقط لكي نضع خط ً
طا له .نركز
على أنشطة اليوم ونعيشها بأقصى طاقة لدينا .إذا فعلنا ذلك لفترة كافية ،فسوف تكون لدينا أيام متواصلة كافية من
الحياة الصحية ونجعل من حياتنا حياة ذات قيمة.
إننا نستسلم لمشيئة الله .نتوقف عن محاوالت السيطرة .نثق بالقوة العظمى ومشيئته من نحونا ـــ أنها صالحة
وسخية وفي االتجاه السليم .إننا نتعلم ،من خالل التجربة والخطأ ،أن نفرق بين مشيئة الله ومشيئتنا الذاتية .في بعض
األحيان يكون هناك اختالف بين مايريده الناس لنا وما يريده لنا الله .ال يريد الله لنا أن نكون اعتماديين وأن نقتل
أنفلسنا من أجل اآلخرين ،وال أن نسيطر على اآلخرين أو نتحمل مسؤوليتهم ً
بدال عنهم .إننا نتعلم أن نثق بأنفسنا.
....والقوة لتنفيذها...
اليوم ،سوف أطلب القوة العظمى ،مصدر العون بالنسبة لي .هذه القوة هي الله .سوف أطلب منه ما أحتاج.
3مايو
الحرية من األنانية
من فضلك ساعدني أن أتخلص من اإلرادة الذاتية واألنانية ،وعدم األمانة ،والدوافع الخاطئة.
هناك فرق بين امتالك قوتنا ،ورعاية أنفسنا ،كجزء من مشيئة الله بالنسبة لنا ،وما يسمى بالمشيئة الذاتية.
هناك فرق بين العناية بالنفس من ناحية ،واألنانية من ناحية أخرى.
مع الوقت سوف نتعلم التمييز ،لكننا لن نعرف الفرق دائما .في مرات سوف يختلط علينا األمر ونخلط بين
االثنين .في بعض المرات سوف نشعر بالقلق والذنب عندما نرعى أنفسنا.
الله يريدنا أن نرعى أنفسنا ونكون لطفاء مع أنفسنا ،مثلما يريدنا أن نكون لطفاء مع اآلخرين.
نريد أن نتحرر من األنانية والتنافسية والكبرياء ،لكننا في نفس الوقت سوف نمتلك الرغبة والحرية لكي نرعي
أنفسنا ونعتني بها ونتحمل مسؤوليتها بأمانة ومحبة.
صالة التعافي
شكرا ألنك ساعدتني أن أكون مستقيما باألمس .ساعدني أن أكون مستقيما اليوم.
ً
ي من االعتمادية ،كنت غاضبة الضطراري أن أكون في برنامج تعافي آخر ،فقبل ذلك بسبع
عندما بدأت تعاف َّ
سنوات كنت قد دخلت في برنامج للتعافي من اإلدمان الكيميائي .بدا لي ظلما أن يضطر المرء أن يتعافى من مرضين
كبيرين كهذين في حياته.
تغلبت على غضبي ،وأدركت أن التعافي من اإلدمان الكيميائي والتعافي من االعتمادية وجهان لعملة واحدة.
ضا من إدمانات أخرى ،سواء أكانت
أغلبنا ممن يتعافون من االعتمادية ومن تربوا في أسر مضطربة ،يتعافون أي ً
كيميائية أم سلوكية .إدمان المخدرات أو األكل أو المقامرة ،أو الجنس أو الشراء .آخرون يعملون على التحرر من
سلوكيات قهرية أخرى ،مثل تحمل مسؤوليات اآلخرين ،أو الشعور القهري بالذنب والخزي.
يمكننا أن نعترف بعجزنا أمام إدماناتنا المختلفة ،ونطلب من الله (القوة العظمى) أن يحررنا من سلوكياتنا
القهرية .نعرف ذلك اآلن .بمجرد أن نبدأ في القيام بعمل التعافي ،سوف يبدأ الله في مساعدتنا للخروج من إدماناتنا.
نطلب من الله كل صباح أن يساعدنا أن نظل متحررين من سلوكياتنا في ذلك اليوم ،ونشكر الله على اليوم السابق.
لدي .ساعدني لكي أعرف أنني قبل أن أعمل على األمور اليوم ،ساعدني يارب أن أنتبه لكل قضايا التعافي التي ّ
ي ً
أوال أن أتخلص من اإلدمانات الكيميائية والسلوكيات اإلدمانية األخرى. النفسية والعالقاتية ،عل ّ
5مايو
السيطرة
ماذا يحدث إذا تخلينا عن السيطرة وتركنا الحياة تحدث؟ سوف تظل الحياة تحدث كما كانت تحدث ،هذا ألننا
في واقع األمر غير قادرين على السيطرة عليها .محاوالت السيطرة على الكون والعالم والناس ،وهم كبير حبسنا
أنفسنا فيه.
عندما نتخلى عن السيطرة سوف نحرر أنفسنا من هذه المحاوالت الفاشلة التي تصيبنا باإلحباط طوال الوقت.
سوف نتحرر ونسترخي ونستمتع بالحياة.
محاوالت السيطرة تجعلنا نحن أنفسنا واقعين تحت السيطرة .تحت سيطرة اآلخرين وتحت سيطرة اإلدمانات
المختلفة.
لقد منحت كثير من األشياء واألشخاص السيطرة على حياتي ،وذلك عندما حاولت السيطرة عليهم.
الحقيقة إنني لم أحصل أبدًا على النتائج التي كنت أرجوها .كل ما حصلت عليه ،هو أن صارت حياتي أنا
فوضوية وأصبحت غير قادرة على إدارتها .سواء أكان ذلك من خالل مشاعر داخلية مضطربة أوأحداث حياة خارجية
مضطربة.
في التعافي ،نقوم باالستبدال .نتخلى عن محاوالت السيطرة ،ونحصل على حياة منضبطة نستطيع إدارتها.
اليوم ،سوف أتخلى عن محاوالتي المحمومة للسيطرة ،والتي ثبت فشلها ،وآخذ ً
بدال منها حياة حرة
أستطيع إدارتها.
6مايو
فلتستمتع..
وظيفتنا ً
أوال أن نجعل أنفسنا نشعر بمشاعر أفضل ،ثم بعد ذلك نجعل أنفسنا نشعر بمشاعر طيبة.
التعافي ليس يهدف فقط إلى توقيف المشاعر المؤلمة ،أنه يهدف إلى خلق حياة سعيدة لكل إنسان.
ال يجب أن ننكر على أنفسنا األنشطة التي تساعدنا أن نشعر بمشاعر طيبة .الذهاب إلى االجتماعات
والمجموعات ،الذهاب للبحر أو حمام السباحة ،التمشية بين الحدائق ،لعب الرياضة ،أو قضاء وقت لطيف مع األصدقاء.
كل هذه أنشطة تجعلنا نشعر بمشاعر طيبة.
لكل منا قائمة من األشياء التي تجعله يشعر بمشاعر طيبة .إذا لم تكن لديك مثل تلك القائمة ،اكتب لنفسك قائمة
باألشياء التي تحب أن تفعلها.
لنتوقف عن حرمان أنفسنا من السعادة ،ونبدأ في فعل األشياء التي نستمتع بها.
اليوم ،سوف أفعل النشاط الذي أعلم أنه سيخلق في مشاعر طيبة .لست متأكدة مما أحب ،لكنني سوف أجرب على
األقل بسلوك واحد اليوم ،ثم أرى.
7مايو
إطالق المخاوف
يقع الخوف في قلب وجوهر االعتمادية .الخوف يجعلنا نحاول السيطرة على المواقف وعلى األشخاص،
وننسى أنفسنا.
كثيرون منا ظلوا خائفين لوقت طويل ،لكنهم لم يستطيعوا أن يسموا هذا الشعور باسمه ــــ الخوف .لقد اعتدنا
على الشعور بالقلق والتوتر ،لدرجة أننا اعتبرنا أنه العادي والطبيعي.
ً
طويالعلى الخوف لحماية أنفسنا ،كالجنود في بعض األحيان ،يكون الخوف مناسبًا ونافعًا .ربما نكون اعتمدنا
في ساحة المعركة ،يعتمدون على الخوف لكي يكونوا حذرين وبالتالي يحافظون على حياتهم .لكننا اآلن في التعافي،
نعيش الحياة بصورة مختلفة.
حان األوان أن نقدم الشكر لمشاعر الخوف القديمة ألنها ساعدتنا للبقاء على قيد الحياة ،ثم نودعها إلى غير
رجعة .ونستقبل السالم ،والقبول ،واألمان .إننا ال نحتاج بعد لكل هذا القدر من الخوف لنبقى على قيد الحياة.
يمكننا أن نستمع إلى المخاوف الصحية ،أما الباقي فنطلقه ونتخلى عنه.
يمكننا أن نخلق مشاعر من األمان ألنفسنا .نحن اآلن في أمان .لقد التزمنا برعاية وحماية أنفسنا بأنفسنا .يمكننا
أن نثق بأنفسنا ونحب أنفسنا.
يارب ،ساعدني أن أتخلى عن شعوري باالحتياج ألن أكون خائفة .استبدل هذا االحتياج باحتياج للسالم .ساعدني أن
أستمع إلى مخاوفي الصحية الواقعية ،وأتخلى عما هو أكثر من ذلك.
8مايو
لقد كنت أعمل في وظيفة جيدة ،وأتقاضى مرتبًا جيدًا ،وقد صارت لي سنوات في التعافي .في كل
ضا
صباح ،كنت أستقل سيارتي وأشكر الله من أجلها .التكييف في السيارة ال يعمل .كانت السيارة أي ً
ال تدور في الصباح في مرات كثيرة .ظللت أعاني مع سيارتي لوقت طويل ،وظللت أشكر الله على
السيارة .ذات يوم خطر ببالي أنه ال يوجد سبب يجعلني ال أشتري سيارة جديدة في الحال ،إذا أردت.
لقد كنت استخدم مبدأ االمتنان بطريقة جعلتني أحرم نفسي من شراء شيء أحتاجه وأستطيع شراؤه.
شخص مجهول وفي ذلك اليوم ،اشتريت سيارة جديدة.
عادة ً ما يكون رد فعلنا التلقائي لشيء نريده هو’’ ،ال أنا ال استطيع شراء هذا الشيء‘‘.
كثيرون منا اعتادوا على حرمان أنفسهم من أي شيء يريدونه ،وأحيانا ما تكون أشياء نحتاج إليها بالفعل.
في بعض األحيان يمكن أن نسيء استخدام مفهوم االمتنان ،لكي نجعل أنفسنا محرومين من أشياء نحتاج إليها.
ال شيء خاطئ في أن نشتري ألنفسنا ما نريد عندما نستطيع أن نشتريه .تعلم أن تثق بنفسك وتستمع إلى نفسك
بشأن ما تشعر أنك تريده .ال شيء خاطئ في أن ترفه عن نفسك ً
قليال .ال شيء خاطئ في أن تشتري شيئًا جديدًا.
في بعض األوقات يكون من الجيد أن ننتظر .هناك أوقات ال نستطيع فيها أن نشتري بعض الرفاهيات .لكن
في أوقات أخرى كثيرة نستطيع.
ي .ويكون
ضا .بل في بعض األحيان يكون من الضرور ّ
في بعض األحيان ،نتراجع بعض الخطوات .هذا ال بأس به أي ً
جز ًءا من التقدُّم لألمام.
الحياة مع ِّلّم لطيف .إنها تريد أن تسا ِّعدنا لنتعلَّم .والدروس التي تريد أن تعلمها لنا هي الدروس التي نحتاجها
بالفعل .يقول البعض أنَّها الدروس التي اخترنا أن نتعلَّمها من قبل حتى أن نولد .ويقول آخرون أنها الدروس التي ت َّم
اختيارها لنا .أحيانا ً يكون من الصعب والمحبِّط أن نكون في حالة تعلُّم مستمر ،فهذا مجهد وأحيانًا يكون الفهم صعبًا
وكذا التطبيق ويتضمن القيام والوقوع ،الصواب والخطأ والمحاولة من جديد .في بعض األحيان نشعر أن الحياة مثل
شخص يعذِّّبنا برسائل لن نفهمها أبدًا ،ونحاول ونحاول ونضغط على أنفسنا .أحيانًا نشعر بالغضب والحيرة .وفي
النهاية ربَّما باليأس ،ونترك األمر كله ونقول ألنفسنا أننا لن نتعلم أبدًا وأن هذا األمر ربَّما ليس لنا.
ثم بعد ذلك ،ونحن في تمشية هادئة في مكان هادئ ،نجد أنفسنا قد أدركنا ما كنا غير قادرين إدراكه من قبل.
صل عطية الفهم إلى أعمق مكان فينا .ونفهم .ونتعلم بل وربما نتعجب ،كيف لم نفهم كل ذلك الوقت .فجأة يبدو
بهدوء ت ِّ
األمر س ً
هال جدًا.
كرر الدرس حتى نتعلَّم .ال بأس أن نحبط ،ونحتار ونغضب .بل وفي
الحياة مع ِّلّم طيب ولطيف .سوف تظل ت ِّ ّ
بعض األحيان ال بأس بأن نحبط تما ًما ،ونترك األمر كله ،لنسمح باإلدراك المخترق أن يأتي في الوقت الذي يريد
وبالطريقة التي يريد.
تكررة في حياتي.
يمكن للمشاعر الطيبة أن تكون مشاعر معتادة وم ِّ ّ
بالتأكيد ال توجد ميزة في المعاناة غير الضرورية التي شعر بها كثيرون وكثيرات ِّمنَّا في أغلب فترات حياتنا.
ضا ،أن نجعل أنفسنا بؤساء .إذا م َّر
ال يجب أن نسمح لآلخرين أن يجعلوننا بؤساء في هذه الحياة ،كما ال يجب ،نحن أي ً
علينا يو ٌم هادئ ،ال داعي أن نفترض أنَّه ’’الهدوء الذي يسبِّق العاصفة‘‘ هذه طريقة قديمة في التفكير ،تعلَّمناها في
األسر واألنظمة المضطربة التي نشأنا وتربينا فيها.
في التعافي ،اليوم الجيد ،أو الشعور الجيَّد ال يعني أننا في حال ِّة إنكار .ال داعي أن نفسد أوقاتنا الحلوة بأن
تعودنا وجودها دائ ًما.
نبحث عن مشكلة أو نخلق مشكلة وكأننا مهووسون بإيجاد المشكالت من ال شيء ألننا َّ
ضا استمتاعنا بيوم جميل ال يعني أننا نخون من ن ِّحبُّهم ألنَّهم يم ّرون بظروف صعبة .ال يجب أن نشعر
أي ً
بالذنب ألننا نم ُّر بيوم جميل وآخرون ال يم ُّرون بيوم جميل .ال نحتاج أن نجعل أنفسنا بؤساء لكي نكون مثلهم .يمكن
يمر به.
أن يكون لهم يومهم ولنا يومنا .لهم مشا ِّعرهم ولنا مشا ِّعرنا .الشعور الطيب يجب أن يستمتع به اإلنسان الذي ُّ
ربّما ال نتخيَّل ذلكّ ،
لكن الحقيقة أن األيام الجيدة موجودة لمن يطلبها.
اليوم سوف أدع نفسي أستَم ِّتع بما هو جيد وجميل .ال حاجة بي أن أُف ِّ
سد يومي الجميل أو مشاعري الطيبة؛
ع آخرين يُفسدو ُها.
وال يجب أن أ َد َ
11مايو
الكَمال
تذ ّكري ذلك ،الخزي يجعلنا نتوقف عن التعافي ،وعن كل شيء ،أ ّما محبة النفس وقبول النفس ،فيساعداننا أن
نتغير وننمو .إذا كنّا بالفعل قد قمنا بخطأ ما ،فإننا نشعر بالذنب تجاه هذا الخطأ بالذات ،وهذا هدفه أن ننتبه ونقوم
بالتصحيح والتعويض ،دون أن نفقد قبولنا ومحبتنا ألنفسنا.
حتى إذا وقعنا مرة أخرى في طرقنا القديمة االعتمادية في التفكير والشعور والسلوك ،ال يجب أن نشعر
بالخزي .فمن الطبيعي لمن يتقدم لألمام أن يتقهقر في بعض المرات للخلف .هذه هي الطريقة الطبيعية التي بها نتعلم
وننمو .االنتكا ،والرجوع إلى نفس الدائرة مرة أخرى ،خطوة مهمة وضرورية للتعافي ،والطريقة للقيام من السقوط
واالنتكاس ال تكون بلوم أنفسنا واستسالمنا للخزي ،فهذا يقودنا مرة أخرى إلى االعتمادية.
محاولة أن نكون كاملين بال خطأ تجلب علينا األلم .الكمال مستحيل إال إذا نظرنا إليه نظرة جديدة :الكمال هو
أن نكون أنفسنا اليوم ،ونحب أنفسنا كما نحن .ك ُّل واح ٍد فينا موجو ٌد حيثما ينبغي أن يكون في تعافيه.
اليوم سوف أُحب وأقبل نفسي كما أنا ،وحيثما أنا ،في رحلة التعافي الخا ّ
صة بي .أنا موجودة حيُما ينبغي
أن أكون موجودة اليوم ،وذلك حتى أصل إلى ما ينبغي أن أصل إليه غدًا .التعافي رحلة؛ وما علي أن أفعله اليوم أن
أخطو ُخطوة لألمام من أي مكان أنا فيه دون أن أسأل نفسي لماذا أنا ُهنا ولستُ هناك.
12مايو
الحميمية
صا آخر ،أو على العكس نخنِّقه باحتياجاتنا الكثيرة .وفي بعض
ربما نقول ألنف ِّسنا إننا ال نريد وال نحتاج شخ ً
عرض أنفسنا للخسارة بمحاولة االقتراب من أشخاص ليسوا متاحين وليسوا قادرين على صنع عالقات حقيقية.
األحيان ن ِّ ّ
أشخاص يعانون من إدمان ن ِّشط ،أو أشخاص ال يريدون االقتراب ِّمنّا .في بعض األحيان نختار أنا ً
سا بهم أخطاء
معينة ،لكي نستطيع استغاللها لالبتعاد عنهم عندما تبدأ العالقة في ان تكون قريبة وحميمة .إننا خائفون ،ونخشى من
فقدان أنفسنا .نخاف أن يجعلنا االقتراب عاجزين وغير قادرين أن نهتم بأنفسنا ،ربما ألن هذا ما حدث معنا من قبل.
في التعافي نتعلَّم أنَّه ال بأس من أن ندع أنفسنا نقترب من الناس ،ألننا أصبحنا نختار أن نقترب من اشخاص
آمنين ،أصحاء ،وبالتالي فإن االقتراب يصبح ممكنًا .ال يجب أن يعني االقتراب أن علينا أن نفقد أنفسنا ،أو حياتنا .كما
قوتنا ونحن مع اآلخرين حتى وإن كنا في عالقة قريبة ،وحتى وإن كنا نشعر باالحتياج.
قال أحدهم ،إننا نتعلم أن نمتلك َّ
االقتراب واالحتياج ال يجعالنا بالضرورة عاجزين وفاقدين السيطرة.
سوف
َ اليوم سوف أكونُ ُمتا ًحا للقُرب والحميمية مع الناس ،كُلما كان ذلك ُمنا ِّ
سبًا .وكُلما كان ذلك ُمم ِّكنًا،
أدع نفسي تكون على طبيعتها ،وأدع اآلخرين يكونون على طبيعتهم ،واستمتع بالقُرب والمشاعر الطيبة بيننا.
13مايو
الملكية
حدود ِّ
من األدوات الم ِّهمة في تعافينا ،باألخص في السلوك الذي نس ِّ ّميه االنفصال ،هو أن نتعلم أن نح ّدِّد بوضوح
إدمان ما ،أو مشكلة في المشاعر ،أو
ٍ الملكية .وندع كل شخص يمتلك ما هو من حقه .إذا كان أحدهم يعاني من
حدود ِّ
سلوك ضار ،فهذا ملكه ،وليس ملكنا .إذا كان هناك من يلعب دور الشهيد ،وقد أغرق نفسه في السلبية ،أوالسيطرة أو
شخص ما ،تصرف بطريق ٍة ما ،وكانت لها نتائجها السلبية ،فكل
ٌ المناورة ،فهذه أموره وليست أمورنا .إذا كان هناك
صان ذلك اإلنسان.
من السلوك ونتائجه السلبية يخ ّ
صنا.
صه وال يخ ُّ
أمر ما ،فإن هذا التفكير المش َّوش يخ ُّ
إذا كان أحدهم في حالة إنكار ،وال يفكر بطريقة سليمة في ٍ
شخص ما غير قادر على تقديم
ٌ إذا كان ألح ٍد ما قدرة محدودة للحب أو الرعاية ،فهذا أي ً
ضا له وليس لنا .إذا كان هناك
صنا.
صه وال يخ ُّ
الدعم أو التشجيع ،فهذا أمر يخ ُّ
ضا آمال
صنا نحن .أي ً
صهم وال تخ ُّ
أكاذيب الناس وخديعتهم وأالعي ِّبهم ،ومناوراتِّ ِّهم ،وسلوكياتهم المسيئة تخ ُّ
وأحالم األخرين ،هي ملكهم .وكذا مشاعر الذنب التي لديهم .سعادتهم وبؤسهم ،أفكارهم ومعتقداتهم ،والرسائل التي
خاص بهم وليس بنا.
ٌّ يرسلونها لآلخرين .كلها ملكهم .ما يختار الناس أن يقولوه أو يفعلوه ،هو
صنا نحن؟ إنها سلوكياتنا ،ومشكالتنا ،ومشاعرنا ،وسعادتنا ،وبؤسنا ،واختياراتنا ،ورسائلنا ،وقدرتنا
فماذا يخ ُّ
نحن على الحب والرعاية؛ أفكارنا ،وإنكارنا ،وآمالنا وأحالمنا ألنف ِّسنا .سواء كنّا نسمح ألنفسنا بالخضوع لسيطرة
صنا وتقع في نطاق مسؤوليتنا.
اآلخرين ،أو مناوراتهم ،أو خداعهم ،أو سوء معاملتهم .هذه هي األمور التي تخ ُّ
للملكية ،فنمتلك ما لنا ،وندع اآلخرين يمتلكون ما لهم .وإذا كنا قد أخذنا ما
ص ّحيّا ِّ
في التعافي ،نتعلم مفهو ًما ِّ
ليس لنا ،فإننا نتعلم أن نعيده ألصحابه .ليمتلك األخرون ما لهم ،ونهتم نحن بما لنا.
األمانة
الخطوة الخامسة ،جزء هام من عملية التعافي .بالنسبة لمن تعلموا منّا االحتفاظ بأسرار وإخفاء األمورعن
الص ّحة.
أنفسهم وعن اآلخرين ،فهي ليست مجرد خطوة ــ إنها قفزة نحو ِّ
أتجاو َزها.
َ اليوم سوف أُذكر نفسي أنه ال بأس أن أتكلم عن األمور التي تُضايقني .ب ُمشاركة ُمشكالتي ،سوف
كما سوف أُذكر نفسي أيضًا أنه ال بأس أن أختار من أثق بهم وأ ُ ِّ
شارك ُهم بهذه األسرار .يُمكنني أن أثق بإحساسي
وأختار الشخص الذي أشعُر أنه لن يستخدم ما أقوله له ضدي ،وسوف يُقدم لي رد فعل أمين لما أقول.
15مايو
القيام ب ُمخاطرات
بالطبع ال يجب أن ندخل أنفسنا في مخاطرات متهورة غير محسوبة ،لكن يمكن أن ندع أنفسنا نأخذ مخاطرات
إيجابية في التعافي .ال يمكن أن ندع أنفسنا مشلولين.
ال يجب أن نترك أنفسنا محبوسين في مخاوفنا من ارتكاب األخطاء أو الفشل .من الطبيعي أن نرتكب أخطاء
ي من الحياة الحقيقية .ال يوجد مسار للتصرف مضمون العواقب مائة بالمائة،
ونفشل من حين آلخر .هذا جزء أساس ّ
كبيرأ من حياتنا ننتظر.
ً وإذا انتظرنا ذلك ،فسنقضي جز ًءا
لسنا مضطرين أن نش ِّعر أنفسنا بالخزي أو نقبل الخزي من اآلخرين ،حتى من هم في التعافي ،عندما نرتكب
أخطاء .ليس الهدف من التعافي أن نكون كاملين بال خطأ .الهدف من التعافي أن نعيش ،ونتعلم دروسنا ،وتكون
المحصلة النهائية تقد ًما لألمام .نتقدم خطوات ونتأخر خطوة أو اثنتين ،فتكون المحصلة النهائية تقدّم لألمام.
خاطر ،وال تنت ِّظر دائ ًما ضمان .ال يجب أن نستمع لمن يؤنِّّبونا ويقولون ’’ألم أقل لك؟‘‘ بعد السقوط ،قم ون ِّفّض
ِّ
مالبسك ،وتحرك لألمام نحو النجاح.
َمحبَّة النَفس
’’استيقظت هذا الصباح ،بمشاعر سيئة لبعض الوقت‘‘ قال هذا أحد الرجال الذي يسيرون في مسيرة التعافي.
كثيرا ما يقولوا’’إنني فقط ال أحب نفسي
ً كثيرا ‘‘.من هم في التعافي
ً ’’ثم أدركت أن السبب هو أنني ال أ ِّحبُّ نفسي
كثيرا ،متى سأبدأ في محب نفسي؟‘‘
ً
اإلجابة هي :ابدأ اآلن! نستطيع أن نتعلم أن نكون لطفاء ،وم ِّحبّين ،وراعين ألنفسنا .من بين كل سلوكيات
التعافي التي نسعى للحصول عليها ،ربما تكون محبّة النفس األصعب ،لكنها األهم .إذا كنا معتادين على القسوة مع
ً
وتركيزا. أنفسنا والميل النتقاد أنفسنا بعنف ،فإننا لكي نتعلم اللطف مع أنفسنا فهذا ربما يتطلب مجهودًا
بعدم محبَّتنا ألنفسنا ،فنحن ربما نكرر نفس اإلساءة واإلهمال والتجاهل الذي حدث لنا في الطفولة من األشخاص
المهمين في حياتنا .ربما لم نكن مسرورين بما حدث في الطفولة ،ل ِّكنّنا نجد أنفسنا نك ِّ ّرر نفس ما فعلوه هؤالء الذين
عامل نحن أنفسنا بنفس الطريقة السيئة.
أساءوا معاملتنا بأن ن ِّ
يمكننا أن نوقف هذا النمط المتكرر ،يمكننا أن نبدأ في أن نعطي ألنفسنا المحبة واالحترام الذي نستحقهً .
بدال
من انتقاد أنفسنا ،يمكن أن نقول ألنفسنا أننا فعلنا ما يكفي .يمكننا أن نستيقظ في الصباح ونقول ألنفسنا أننا نستحق يو ًما
جيدًأ .نستطيع أن نتلزم بأن نرعى أنفسنا على مدار اليوم .نستطيع أن ندرك أننا مستحقين للمحبة .نستطيع أن نعمل
ألنفسنا أعمال محبة .نستطيع أن نحب اآلخرين وندعهم يحبوننا.
الحدود
في بعض األحيان ،تبدو الحياة ،ويبدو الناس وكأنَّهم يضغطون ويضغطون .وألننا معتادون على األلم ،فإننا
قد نقول ألنفسنا أن األمر ال يؤلم حقيقةً .ألنَّنا معتادون جدًا على السيطرة والمناورات من اآلخرين ،ربما نقول ألنفسنا
أمر ما ،خطأ فينا نحن.
أن هناك ٌ
ال يوجد خطأ فينا .الحياة والناس يضغطون لكي يجذبوا انتباهنا .في بعض األحيان يشير األلم والضغط إلى
درس معيَّن .يمكن أن يكون الدرس الذي نحتاج أن نتعلمه في ذلك الوقت ،أننا أصبحنا مسيطرين أكثر من الالزم.
قوتنا ونعتني بأنفسنا .القضية هنا هي قضية
واأللم بسبب ميلنا نحن للسيطرة .وربما يكون الهدف من الضغط أن نمت ِّلك َّ
الحدود.
اليوم ،سوف أسمح لنفسي أن أضع الحدود التي أريدها وأحتا َجها في حياتي.
18مايو
كثيرا ،عندما تحدث المشكالت ،داخلنا أو حولنا ،نظ ّن أننا إذا أوقفنا حياتنا ،يمكن أن نساهم في ح ّل هذه
ً إننا
قرارا صعبًا ،أو إذا كنا نعاني االكتئاب ،ربما نريد أن نتوقف عنً المشكالت .إذا إضطربت عالقةٌ ما ،أوإذا كنّا نواجه
الحياة ،ونعذب أنفسنا بأفكار وسواسية متكررة.
عندما نهجر حياتنا وروتينها اليومي ،فإن ذلك يساهم في زيادة حجم المشكلة ،ويؤجل وصولنا للح ّل .عادة ً ما يأتي
ي ،ونعود إلى روتين حياتنا ،ونتوقف عن التفكير المبالغ فيه
الحل عندما نستسلم بما فيه الكفاية ،لكي نحيا حياتنا كما ه ّ
في المشكلة.
في بعض األحيان حتى وإن كنا ال نشعُر أننا قادرين على القبول واالستسالم ،فلنتص َّرف ’’كما لو كنّا‘‘ فعلنا
ذلك ،وهذا سوف يساعد على تحقُّق االستسالم الذي نريده
قوتك وأعطاء القوة للمشكلة لتتح َّكم في حياتك .يمكنك أن ترفع بؤرة تركيزك من
لست مضط ًّرا للتخلي عن َّ
المشكلة ،وتوجهها نحو حياتك كك ّل ،واثقًا أن هذا سوف يق ِّ ّربك من الح ّل.
أستم ُّر في الحياة وأهتم بروتيني اليومي .سوف أُقرر ،بقدر ما أحتاج ،أن أتوقف عن الهوس
ِّ سوف
َ اليوم،
بما يُضايقني .وإذا لم أكُن أستطيع أن أُطلق األمر ،سوف أتصرف ’’وكأنني أطلقته‘‘ حتى تتوافق مشاعري مع
سلوكي.
19مايو
َح ّل ال ُمشكالت
أحبُّه،
شخص ِّ
ٌ قالت السيدة التي في مسيرة التعافي’’ ،الخزي هو أول شيء أشعر به كلما واجهت ،أو واجه
مشكلةً ما‘‘.،
كثيرون منّا تربّوا على االعتقاد أن وجود مشكلة في حياة اإلنسانٌ ،
أمر يدعو للخزي .مثل هذا االعتقاد يمكن
أن يسبب لنا الكثير من الضرر .فهو ربما يمنعنا من إدراك مشكالتنا؛ كما يمكن أن يجعلنا نشعر باالغتراب والدونية
عندما تكون لدينا ،أو لدى من ن ِّحبُّهم ،مشكلة ما .يمكن للخزي أن يمنعنا من ح ِّّل مشكالتنا ،وإدراك الدرس أو ال ِّهبة
التي تمنحها لنا المشكلة.
المشكالت جزء طبيعي من الحياة .وكذا حلولها .والناس دائ ًما ما تكون لديهم مشكالت ،لكن قيمتنا الشخصية
ص ٌل عن مشكالتِّنا.
أمر منف ِّ
ٌ
إنسان لم تكن لديه أي مشكلة عليه حلُّها ،لكنني قابلت كثيرين يشعرون بالخزي أن يتكلموا عن
ٌ لم أصادِّف بعد
مشكالتِّ ِّهم التي قاموا بالفعل بح ِّلّها!
نحن أكبر من مشكالتِّنا .حتى وإن كانت مشكالتنا هي سلوكياتنا ،فالمشكلة ليست في هويتنا كبشر ،وإنما فيما
نفعله أو ال نفعله.
ال بأس بأن تكون لدينا مشكالت .وال بأس بأن نتكلم عن مشكالتنا ــ في الوقت المناسب ومع اآلشخاص
ضا بأن نقوم بح ّل مشكالتنا.
اآلمنين .وال بأس أي ً
نحن بخير ،حتى وإن كانت لدينا مشكالت ،أو لدى من ن ِّحبُّهم مشكالت .ال يجب ،عندما تكون لدينا مشكالت،
أن نتخلى عن قوتنا الشخصية أو تقديرنا ألنفسنا.
اليوم ،سوف أتخلى عن خزيي بشأن ُمشكالتي
21مايو
ال ُحزن
في نهاية األمر ،فإننا عندما ننوح على ما فقدناه ،فهذا يعني أننا نعترف بمشاعرنا ونشعر بها .كثيرون منّا
فقدوا الكثير وودَّعوا أشياء كثيرة ،وأشخاص كثيرين في حياتِّهم ،واجتازوا تغيُّرات كثيرة .ربما نريد أن نوقف تيار
التغيير في هذا العالم ،ليس ألن التغيير سيء ،ولكن ألننا اختبرنا الكثير من التغيُّرات ،وفقدنا الكثير على مدار األيام.
في بعض األحيان ،عندما نكون وسط األلم والنوح ،نكون قصيري النظر .كثيرون منّا لديهم مشاعر فقد شديدة
عليهم أن يجتازوا فيها ،لدرجة أننا أحيانًا نعتقد أن هذه المشاعر لن تنتهي.
جرد أن نشعر به ونع ِّبّر عنه ونطل ِّقه ،سوف نكون في وضعِّ أفضل ِّم ّما كان في بدايةسوف يتوقَّف األلم .بم َّ
ونتحرك لألمام نحو
َّ األمر .إننا عندما نشعر بمشا ِّع ِّرنا بدالً من أن نن ِّكرها ،فإننا نشفى من تأثيرات ماضينا علينا،
مستقب ٍل ِّأفضل .إننا عندما نشعر بمشا ِّع ِّرنا فإننا نتوقف عن السيطرة .هذا ربما يؤلم لبعض الوقت ،لكنه يأتي بالقبول
والسالم مع الوقت .والبداية الجديدة.
يارب ،ساعدني أن أقبل النهايات التي في حياتي ،حتى أكونُ ُمست ِّعدّة لبدايات جديدة.
21مايو
تسديد االحتياجات
أريد أن أغير عملي ...أحتاج إلى صديق ...أنا مستعد لعالقة عاطفية جديدة...
كثيرا ما نكون واعين بما نحتاجه .ربما نحتاج أن نغ ِّيّر سلوكياتنا مع أطفالنا ،ربما نحتاج أريكةً جديدة ،ربما
ً
نحتاج للحب والرعاية ،أو نحتاج لبعض الجنيهات اإلضافية ،أو نحتاج لمساعدةٍ من نوعٍ ما.
ال تخش االعتراف باحتياجاتك .ربما تكون بداية الحصول على ما نريد ،أن نعترف باحتياجنا له ،أو نشعر
بالضيق من هذا االحتياج قبل أن يسدَّد ،ثم نسلم هذا االحتياج وهذا اإلحباط والضيق ،ثم نحصل على ما نريد .تحديد
احتياجاتنا واالعتراف بها هي الخطوة األولى التي تعد األشياء الجيدة لكي تحدث.
االعتراف باحتياجاتنا يعني االستعداد لتسديدها واالقتراب من ذلك .نحتاج لإليمان لكي نقف في تلك المنطقة
المتوسطة بين الشعور باالحتياج وتسديده.
ال تطلبي الحب إال إذا كنت مستعدة للحصول على الشفاء الكافي لكي تقدمي الحب وتستقبليه .ال تطلبي الفرح،
ت مستعدة أن تشعري بألمك وتدعيه يمضي ،فتستطيعين عندئذ أن تشعري بالفرح .ال تطلبي النجاح إال إذا
إال إذا كن ِّ
كنت مستعدة للتغلب على السلوكيات التي يمكن أن تخرب النجاح.
يمكننا أن نحصل على كل األشياء الجيدة ،لكن يجب أن نعمل على االستعداد الستقبالها .ال يستطيع الزارع أن
يبذر البذور قبل أن يعد األرض جيدًا حتى تستطيع األرض أن ترعى البذور وتغذيها وتجعلها تنبت .ويكون جهدًا
هدرا أن نحصل على ما نريده ،قبل أن نكون مستعدين الستقباله.
م ً
ً
سهال! كثيرون منا قد اعتادوا إسكات ً
أوال ،نحتاج أن نكون واعين باحتياجاتنا أو رغباتنا .ربما ال يكون هذا
الصوت الداخلي الذي يعبر عن الرغبات واالحتياجات .في بعض األحيان يكون على الحياة أن تبذل مجهودًا لكي
تحصل على انتباهنا.
ثانيًا ،نحتاج أن نتخلى عن ’’البرمجة‘‘ القديمة ـــ وهي السلوكيات والمعتقدات التي تتعارض مع رعاية وتغذية
كل األشياء اإليجابية فينا .كثيرون منا لديهم برامج تخريب قوية ،من شأنها إفساد أي شيء جيد .وهذا البرامج تعلمناها
منذ الطفولة ،ونحتاج أن نتخلى عنها .ربما نحتاج أن نتصرف بطريقة ’’كما لو كنت‘‘ لبعض الوقت .حتى يأتي االعتقاد
واإليمان أننا نستحق الخير.
نحتاج إلى الكثير من التخلي واإلطالق ونحن نتغير من الداخل .هذه العملية طبيعية ،لكنها يمكن أن تكون
شديدة ومؤلمة .األمور تحتاج للوقت لكي تحدث.
كل األشياء الجيدة متاحة لنا لكي نطلبها ونحصل عليها ،إذا كنا مستعدين للمشاركة في حرث التربة الستقبال
هذه البذور .لنعمل وننتظر.
اليوم يارب اعطني الشجاعة لكي أعرف ما هي األشياء الجيدة التي أريدها في حياتي وأطلبه .اعطني أيضًا
اإليمان والثقة والصبر والقوة لكي أقوم بما يجب أن أقوم به ً
أوال.
23مايو
االستمتاع
الحياة ليست موجودة لكي نحتملها .الحياة موجودة لنستمتع بها ونستقبلها بحب.
االعتقاد بأننا يجب أن نحتمل الحياة الفقيرة الصعبة لكي نحصل على ’’المكافآت في الحياة األخرى‘‘ اعتقاد
اعتمادي .نعم ،ستمر بنا أوقات صعبة في الحياة .أوقات تتحدى مهاراتنا وقدرتنا على االحتمال .لكننا في التعافي،
نتعلم أن نعيش ونستمتع بحياتنا ،ونتعامل مع المواقف التي تواجهنا.
لقد استطاعت مهارات التعايش التي تعلمناها أن تساعدنا بشكل جيد .لقد ساعدتنا أن نجتاز األوقات العصيبة
كأطفال وكراشدين .قدرتنا على تجميد المشاعر وإنكار المشكالت وحرمان أنفسنا والتعامل مع الضغوط ،كلها ساعدتنا
لكي نصل إلى ما وصلنا إليه اليوم .لكننا في أمان اآلن .إننا نتعلم أن نفعل ما هو أكثر من مجرد التعايش .يمكننا أن
نتخلى عن سلوكيات التعايش غير الصحية .إننا نتعلم اآلن طرقًا جديدة أفضل لحماية ورعاية أنفسنا .إننا اآلن أحرار
لكي نتعامل مع مشاعرنا ،ونتعرف على المشكالت ونحلها ،ونعطي أنفسنا األفضل .إننا أحرار لكي ننفتح على الحياة
ونعيش.
اليوم ،سوف أتخلى عن مهارات التعايش والتح ُّمل .سوف أختار طريقة جديدة للحياة .طريقة تسمح لي أن
أعيش وأستمتع بالرحلة والمغامرة.
24مايو
الحياة دائرية .وعالقاتنا تستفيد عندما ندعها تدور في مسارها الطبيعي .مثل الم ّد والجزر ،هكذا دائرة العالقةّ .
نمر
بأوقات من االقتراب ،وأخرى من االبتعاد .أوقات من االجتماع ،وأوقات من االفتراق ليعمل ك ُّل واحد على أموره
الشخصية .أوقات من الحب والسعادة ،وأوقات من الغضب والحزن.
في بعض األحيان ،تتغير أبعاد العالقة عندما نمر بتغيُّرات في حياتنا .في بعض األحيان تأتي لنا الحياة بأصدقاء
جدد ،أو أحباء جدد لكي يعلموننا الدرس الجديد.
هذا ال يعني أن األصدقاء القدامى سوف يختفون إلى األبد .لكنه يعني أننا دخلنا دائرة جديدة .ال ينبغي علينا
أن نسيطر على مسار عالقاتنا ،سواء أكانت عالقات صداقة أو حب .ال يجب علينا أن نشبع احتياجنا للسيطرة من
خالل فرض شكل ثابت من العالقة.
لندع الدائرة تدور والمسار يسير .لنكن منفتحين أمام الدوائر .سوف لن يختفي الحب .الروابط بين األصدقاء
صة إذا كنا ننمو ونتغيَّر بهذا اإليقاع السريع.
سوف لن تنقطع ،لكن ال تظل األمور دائ ًما على حالها ،خا ًّ
ثِّق بتيار الحياة .ارع نفسك ،ودع األشخاص يتحركون وفقما يشاءون .اإلمساك بالناس أكثر من الالزم ،سوف
صا
يجعلهم يختفون .ال تزال المقولة القديمة عن الحب سارية وفاعلة’’ ،إذا كان األمر لك ،فسيكون لك .وإذا أحببت شخ ً
دعه يمضي ،إذا عاد لك ،فهو لك‘‘.
اليوم ،سوف أقبل الطبيعة الدائرية للحياة والعالقات .سوف أعمل على الدوران في الدائرة والسير مع
المسار .سوف أعمل على تحقيق االنسجام بين احتياجاتي واحتياجات الطرف اآلخر.
25مايو
يمكننا أن نتوقف عن معاملة أنفسنا مثلما كان يعاملنا اآلخرون ،إذا كانوا تصرفوا معنا بطريقة غير صحية
وغير محبَّبة .إذا كنا تع َّودنا أن ننظر إلى أنف ِّسنا نظرة ً ناقدة ،مشروطة ،معاقبة أو مقللة من شأننا ،فقد آن األوان أن
نتوقف عن ذلك .ربما تبدو محبة النفس غريبة ،أو ربما ضربًا من الحماقة في بعض األحيان .ربما يت َّ ِّهمنا اآلخرون
ضطرين أن نص ّدِّقهم .إن من ي ِّحبُّون أنفسهم هم القادرون بالفعل أن يحبوا اآلخرين ويستقبلون
ِّ ّ أننا أنانيون ،لكن لسنا م
الحب من اآلخرين .إن من يحبون أنفسهم ويق ّدِّرون أنفسهم هم أكثر الناس محبة وعطا ًءا لآلخرين.
كيف يمكن أن نحب أنفسنا؟ ربما نفرض ذلك على أنف ِّسنا في البداية ،ربما نتظاهر بذلك في البداية .بالتصرف
’’كما لو كنا‘‘ نحب أنفسنا في البداية .افعل لنفسك ما تحب أن يفعله اآلخرون لك .ابذل في محبة نفسك الجهد الذي بذلته
لنفسك ،واستبدلها برسائل إيجابية .أفعل أشياء لنفسك تعكس
ِّ في ’’عدم محبة‘‘ نفسك .توقف عن إرسال الرسائل السلبية
ماض ،وحاضر ومستقبل ،اغفر لنفسك
ٍ رعاية النفس ،ورحمة النفس ،ومسامحة النفس .اقبل وأح ِّبب كل ما هو أنت،
وكثيرا .ش ِّ ّجع نفسك عندما تفعل شيئًا جيدًا ،قل لنفسك أشياء جيدة عنها .إذا كنت قد صدَّقت أشياء سلبية عن
ً بسرعة،
نفسك ،اخرجها للنور بأمانة وبسرعة ،حتى يمكن أن تستبدلها بأشياء أفضل .اربت على ظهر نفسك عندما يكون ذلك
ضروريًا ،مارس االنضباط الم ِّحبّ مع نفسك إذا كنت تحتاج إلى ذلك .أطلب المساعدة من اآلخرين عندما تحتاجها،
اطلب قضاء وقت مع اآلخرين إذا احتجت ،أطلب أشياء من اآلخرين عندما تحتاج .اعزم نفسك على شيء لذيذ أو
ي ،حتى لو كان ذلك يتضمن قرارات
جميل .ال تدفع نفسك للعمل بقسوة دون راحة أو ترفيه .ال تحتمل أل ًما غير ضرور ّ
صعبة .توقف عن الشعور بالحاجة الدائمة ألن تشرح نفسك وتبرر نفسك أمام اآلخرين .إذا أخطأت ،فهذه ليست نهاية
العالم ،فنحن نتعلم ،وننمو وننضج ،وفي كل ذلك ،علينا أن نستمر في محبة أنفسنا.
اليوم سوف أعمل على محبة نفسي .سوف أعمل باجتهاد على محبة نفسي ،كما عملت في السابق باجتهاد
عل ى عدم محبتها .ساعدني يا إلهي أن أتخلى عن كراهية النفس والسلوكيات التي تعكس عدم محبة النفس،
وأستبدلها بسلوكيات محبة النفس ورعايتها .ساعدني يا إلهي أن أعلم إني قادر على محبة نفسي ،وتقديم الحب
لآلخرين واستقباله من ُهم.
26مايو
الحميمية والنميمة
الحميمية هي عطية أن نستدفئ بالشعور باالنتماء لآلخرين ونستمتع بعالقتنا بهم .وعندما ننمو في التعافي،
فإننا نجد هذه العطية في العديد من المواقف والتي في بعض األحيان تكون بصورة مفاجئة .ربما نكتشف أنه قد صارت
لنا عالقات حميمة بزمالئنا في العمل ،أو بأصدقائنا ،أو باألشخاص في مجموعة المساندة التي نحضرها .وكثيرون
منا يختبرون الحميمة في عالقات حب رومانسية خاصة..
توجد عقبات كثيرة في سبيل الوصول للحميمية في العالقات .اإلدمان واإلساءات تمنع تكوينها .االضطرابات
الناتجة من أسرة المنشأ والتي لم يتم التعافي منها ،تمنع تكوين الحميمية .السيطرة توقف الحميمية .العالقات غير
المتزنة التي بها فروق كبيرة في القوة والتح ُّكم تمنع تكوين الحميمية .الرعاية المبالغ فيها ،وكذ االنسحاب المبالغ فيه
يمنعان تكوين الحميمية.
ضا السلوكيات البسيطة مثل النميمة ،التي بها نقلل من شأن اآلخرين لكي نرفع من شأن أنفسنا ،أو
وتمنعها أي ً
شخص آخر ،أو تقصيراته ،أو فشله مع شخص آخر ،فهذا له تأثيراته السيئة
ٍ نحكم عليهم لنب ِّ ّرر أنفسنا .أن نناقش أمور
على العالقة .إننا نستحق أن نحصل على الحميمية في الكثير من عالقاتنا على قدر المستطاع .نستحق عالقات لم
أشخاص
ٍ تفسد .هذا ال يعني أن نعيش في إنكار ،وإنما يعني نجاهد لكي نحافظ على دوافعنا سليمة عندما نتكلم عن
آخرين .إذا كانت لدينا مشكالت خطيرة مع بعض األشخاص ،فإن أفضل طريقة هي مناقشتها معه/معها وج ًها لوجه.
الحوارات المباشرة الواضحة تنقي الهواء وتمهد الطريق للحميمية ،والمشاعر الطيبة تجاه أنفسنا وتجاه من نحن معهم
في عالقات.
اليوم ،يارب ،ساعدني لكي أتخلى عن الخوف من الحميمية .ساعدني أن أسعى لكي أحافظ على تواصلي مع
اآلخرين واض ًحا ونقيا من النميمة واالفتراء .ساعدني لكي أعمل من أجل الحصول على عالقات حميمة ،وأن أتعامل
مع مشاعري بأكثر صورة واضحة و ُمباشرة.
27مايو
إدراك الخيارات
ربما نشعر أننا محبوسون في عالقاتنا ،أو وظائفنا ،أو حياتنا .ربما نشعر أننا محبوسون في سلوكيا ٍ
ت
ما مفروضة علينا ،مثل الرعاية القهرية لآلخرين ،أو السيطرة عليهم.
ي .إننا لسنا خاضعين لسيطرة الظروف ،أو الماضي ،أو لتوقعات
إحساس وهم ّ
ٌ هذا اإلحساس أننا محبوسون،
اآلخرين ،أو التوقعات غير الواقعية وغير الصحية التي لدينا نحن .يمكننا أن نختار ما نشعر أنه صوابٌ بالنسبة لنا،
دونما ذنب .لدينا خيارات.
ليس التعافي أن نتصرف بشكل كامل وبال خطأ ،أو أن نتصرف وفقًا لقوانين يضعها آخرون .التعافي ،أكثر
من أي شيء آخر ،هو أن ندرك أن أمامنا خيارات وأن نعطي ألنفسنا الحرية أن نختار.
اليوم ،سوف أفتح تفكيري ،وكياني على الخيارات ال ُمتاحة لي .سوف أختار خيارات صالحة لي.
28مايو
ال بأس بأن نعتني بأنفسنا ،وليس ذلك فقط بل إننا نستطيع أن نعتني بأنفسنا جيدًا .كثيرون منا يثقون جدًا
بقدرتهم أن يعتنوا باآلخرين ،لكنهم يش ُّكون بقوتهم الداخلية وقدرتهم أن يعتنوا بأنف ِّس ِّهم .بسبب ظروفنا الماضية والحالية،
ربما نكون قد اعتقدنا أننا نحتاج أن نعتني باآلخرين ،ونحتاج أن يرعانا اآلخرون .هذا هو المعتقد االعتمادي األساسي.
ال يهم متى وأين ولد هذا المعتقد االنهزامي ،لكننا نستطيع أن نتخلى عنه ونستبدله بمعتقد أفضل ،وأكثر صحة،
ودقة .يمكننا أن نعتني نحن بأنفسنا ــــ سواء أكنا في عالقة أم ال .كل ما نحتاجه سوف نحصل عليه .سوف يكون لنا
أشخاص نحبهم ويحبوننا ،وأصدقاء يساعدوننا ،وفوق كل ذلك القوة العظمى.
هذا ال يعني أننا سوف ال نشعر بالخوف ،أو الضيق ،أو الشك ،أو الهشاشة في بعض األوقات .لكنه يعني أننا
يمكن أن نمارس ’’ألتع ُّرض الشجاع‘‘ كما تسميه (كوليت داولينج) في كتاب عقدة سندريال ربما نشعر بالرعب ونحن
نفعل ذلك ،لكننا سنفعله.
قوة اإلرادة ليست هي مفتاح الطريق الذي نريده ونسعى إليه .لكنها االستسالم .قالت إحدى النساء في التعافي:
’’لقد قضيت الوقت الطويل من حياتي أحاول أن أجعل اآلخرين يفعلون ما ال يريدون ،ويشعرون بما
ال يشعرون ويكونون ما ليس هم .وخالل ذلك أصبتهم وأصبت نفسي بالجنون .لقد قضيت طفولتي
صا طبيعيا ً وأجعله يحبني ،ثم
أحاول أن أجعل من أبي المدمن على الكحول والذي ال يحب نفسه ،شخ ً
تزوجت بمدمن كحول آخر وقضيت عشر سنوات أحاول أن أجعله يتوقف عن الشراب .ثم قضيت
صا متاحين وحاضرين وجدانيًا، سنوا ٍ
ت أحاول أن أجعل من األشخاص غير المتاحين وجدانيًا ،أشخا ً
وفشلت .بل وقضيت ربما سنوا ٍ
ت أكثر أحاول أن أجعل من أفراد أسرتي الراضين بكونِّ ِّهم بؤساء،
يصيرون سعداء .إن ما أريد أن أقوله هو هذا :لقد قضيت أغلب حياتي أحاول محاوالت يائسة وفاشلة
أستطع .مثلما يزرع المرء حبوب ذرة ،ويريدها أن تنبت
ِّ أن أفعل المستحيل ،وأشعر بالفشل إذا لم
ً
فوال أو بازالء .هذا لن يحدث! لكنني عندما استسلمت لعجزي ،حصلت على حضور الذهن الكافي
لكي أتوقف عن إضاعة قوتي وطاقتي وأنا أحاول أن أغير ما ال يمكن تغييره ،وأسيطر على ما ال
يمكن السيطرة عليه .هذا االستسالم يعطني الفرصة لكي أتوقف عن محاولة فعل المستحيل ،ويمنحني
القدرة على التركيز على ما هو ممكن :أن أكون ما أنا ،وأشعر بما أشعر به ،وأفعل ما أريد أن أفعله
في حياتي‘‘.
في التعافي نتعلم أن نتوقف عن محاربة األسود ،ألننا ببساطة لن ننتصر .كما نتعلم أننا كلما حاولنا السيطرة
على اآلخرين وتغييرهم ،كلما أصبحت حياتنا غير قابلة لإلدارة .وكلما ركزنا على أن نحيا حياتنا نحن ،ونتوقف عن
أن نحيا حياة اآلخرين بدالً منهم ،كلما أصبحت لنا حياة حقيقية ،وكلما أصبحت حياتنا قابلة لإلدارة.
اليوم سوف أقبل عجزي أمام األشياء التي ال أستطيع أن أغيرها ،وسأسمح لحياتي أن تُصبح قابلة لإلدارة
مرة أخرى.
31مايو
االلتزام
صا بسبب عدم استعدادنا لاللتزام .إننا نحتاج أن نلتزم بأن تنمو
ونحن نسير في الحياة ،ربما نفقد أشياء وأشخا ً
العالقات فيما وراء مرحلة المواعدة إلى مرحلة االلتزام ،إننا نحتاج أن نلتزم بالعمل من أجل أن نحصل على الشقة أو
البيت الذي نريده أو الوظيفة التي نحلم بها ،أو السيارة التي نريدها .يجب أن نلتزم ،على مستويات عميقة ،بحياتنا
المهنية وبأهدافنا التي وضعناها .يجب أن نلتزم باألسرة ،وباألصدقاء ،وبالتعافي .التجارب التي ال تكتمل ال تجعلنا
ننجح ،أما االلتزام فهو الذي يؤدي إلى النجاح.
ضا نحتاج أال نقوم بااللتزام إال بعد أن نكون مستعدين .في بعض األحيان ،يخبرنا خوفنا من االلتزام
لكننا أي ً
بشيء .ربما ال نريد االلتزام بعالقة ما ،أو بشراء شيء ما ،أو بمهنة ما ألنها غير مناسبة لنا .وفي أوقا ٍ
ت أخرى ،يكون
األمر مجرد مخاوف تعبر عن نفسها بعدم االلتزام .انتظر إذن .انتظر حتى يتضح األمر.
ثق بنفسك ،واطلب من القوة العظمى أن يزيل خوفك من االلتزام .اطلب من الله أن يزيل العقبة التي تقف أمام
االلتزام .اطلب منه المعونة واإلرشاد.
اسأل نفسك إذا كنت مستعدًا أن تفقد الشيء الذي ال تجعل نفسك تلتزم به .ثم استمع بهدوء .وانتظر حتى تشعر
أنك قد وصلت للقرار الذي تشعر بشك ٍل مستمر أنه سليم ومريح .إننا نحتاج أن نلتزم ،لكننا ال يجب أن نلتزم حتى
نكون مستعدين لذلك .ثق أنك سوف تلتزم عندما تريد ذلك.
يارب ،قُدني ألقوم بااللتزامات التي أحتا ُ
ج إليها .اعطني الشجاعة لكي أتخذ القرارات السليمة بالنسبة لي،
والحكمة أال ألتزم بما ال أشعُ ُر أنه سليم ،والصبر حتى أدرك ذلك.
31مايو
ماذا لو؟
يوم كنت أتكلَّم مع إحدى صديقاتي عن شيء أنوي أن أفعله .في واقع األمر كنت قلقة بشأن رد فعل
ذات ٍ
شخص ما تجاه ما كنت أنتويه ،وكنت أتساءل ’’ماذا لو لم يتعامل مع األمر بشكل جيد؟‘‘ فأجابت الصديقة’’ ،عندئذ
ٍ
عليك أنت أن تتعاملي مع الموقف بشكل جيد‘‘.
مثل هذه األفكار يمكن أن تقودنا للجنون ،فهي تضع مفاتيح حياتنا في أيدي أشخاص آخرين .مثل هذه األفكار
تعني أننا ننتظر ردود أفعال معينة من الناس ،لكي نستمر في طريقنا .وكأننا ننتظر الموافقة منهم على أفكارنا
وسلوكياتنا .كما أنها تعني أننا ال نثق جيدًا بأنفسنا وبالقوة العظمى لكي نعرف ما هو أفضل شي ءبالنسبة لنا ،وننتظر
الناس أن يقرروا لنا .هذه طرق اعتمادية في التفكير ،والشعور والسلوك ،وهي عالمات على الخوف.
ردود أفعال ومشاعر اآلخرين وما يحبونه وما يكرهونه ،هي أمور خاصة بهم وال ينبغي أن تقود حياتنا نحن.
كما أننا ال نحتاج أن نسيطر على ردود أفعال اآلخرين .يمكننا أن نثق بأنفسنا بمعونة الله (القوة العظمى) ،أننا نستطيع
أن نتعامل مع أي موقف ـــ حتى أكثر المواقف صعوبة ،ونتعامل معه جيدًا.
اليوم ،سوف لن أقلق بشأن ردود أفعال اآلخرين ،كما لن أقلق بشأن األحداث الخارجة عن سيطرتي .سوف
أتعامل مع حياتي اليوم بطريقة جيدة وأثق أنني سوف أستطيع أن أفعل ذلك غدًا أيضًا..