You are on page 1of 13

‫من كلمات الدكتور ‪ /‬واين دبليو داير‬

‫يتحدث "‪ ‬وين دير" في كتابه عن أهم النصائح التي‪ ‬يعتبرها‬


‫أسرارا للنجاح وينصح باتباعها إذا ما أردنا تحقيق أمنياتنا‪.‬‬
‫والنجاح كما نفهمه من الكتاب ينطبق على كل مستويات‬
‫حياتنا‪ ‬المعنوية والمادية‪ ،‬فهناك‪ ‬قانون كوني متكامل يحكم كل‬
‫شيء في الوجود‪ ،‬و"النجاح" أو "السالم" هي تعبيرات متنوعة‬
‫تعبر عن "تناغم" مع أنفسنا ومع اآلخرين ومع األهداف التي‬
‫نسعى لتحقيقها انطالقا من الوعي العميق بأنفسنا ككائنات لها‬
‫إمكانات رائعة لكننا نهدرها إذا لم نعرف قيمتها‪ ،‬وإذا استنزفناها‬
‫في صراعات ال جدوى منها‪ .‬كيف نخرج من دائرة الصراع‬
‫واإلهدار وننطلق إلى تحقيق كل ما نريد من خير وجمال‬
‫وعطاء فنحقق السالم والنجاح؟ هذا ما يقدمه لنا الكاتب من‬
‫خالل عشرة مبادئ أساسية‪.‬‬
‫المبدأ األول‪ :‬أن يكون عقلك متفتحا لكل شئ وأن ال يرتبط‬
‫بجمود بأي شئ‪ ‬‬

‫يلفت الكاتب انتباهنا إلى أن العقل المتفتح هو وراء كل جديد في‬


‫حياة البشرية‪ .‬فبالنظر حولنا نكتشف كم االختراعات واألجهزة‬
‫واألشياء التي ننعم بها في عالمنا المعاصر التي لوال العقول‬
‫المتفتحة الغير جامدة لمن سبقونا لما وصلت إلينا واستطعنا‬
‫اليوم االستمتاع بها ولما حققت اإلنسانية أي خطوة نحو التقدم‬
‫والمدنية ‪.‬‬
‫ثم يُفسر لنا " وين دير " ما المقصود بالشق الثاني من هذه‬
‫الفقرة وهو الذي ينص علي "‪ ‬أن يكون عقلك غير مرتبط بجمود‬
‫بأي شئ‪ " ‬فيقول أن معظم المشاكل التي تظهر في حياة األفراد‬
‫فيما يخص عالقاتهم ببعض تنجم عن التشدد واالرتباط برؤية‬
‫معينة ُمتحجرة لشكل العالقة مما يخلق المشاكل العديدة التي ال‬
‫حصر لها والتي تقضي بالطبع علي السالم الداخلي وينشغل بها‬
‫الفرد صباحا ً ومسا ًء وبذلك يبتعد عن النجاح وينسى أن له‬
‫رسالة في الحياة وأنه يجب أن يسعى إليها بكل طاقته ‪ .‬ويضيف‬
‫" واين دير " إذا نجحت في االبتعاد عن " االرتباط المتجمد "‬
‫في عالقاتك مع اآلخرين فتقول لآلخر ‪" :‬أنا لست‪ ‬مرتبطا بك‬
‫بتجمد بل إنني سوف أساندك لكي تتحرر من أي قيود تمنعك من‬
‫االنطالق‪ ‬نحو تحقيق ذاتك" تكون بذلك قد تحررت من مصدر‬
‫هائل للمشاكل اليومية التي تتسبب في تشتيت أفكارنا وتمنعنا من‬
‫النجاح وتحقيق أحالمنا ‪.‬‬

‫المبدأ الثاني ‪ :‬‬


‫‪ ‬‬ ‫فاقد الشيء ال يعطيه‬

‫أي أنت ال تستطيع إعطاء شيء ال تملكه كيف أستطيع إعطاءك‬


‫برتقاال إذا كنت ال أملك برتقاال ‪ .‬إذا كان قلبك يخلو من الحب‬
‫فأنت بالتالي ال تستطيع التعبير عن الحب لآلخرين‪ . ‬وقانون‬
‫الجاذبية يشير إلي أننا نعيد إعطاء العالم ما نجتذبه من العالم ‪.‬‬
‫وقد قابَلَت سيدة " واين داير " وقالت له ‪ :‬إنني أجتذب النقص‬
‫في الرزق وعدم الوفرة ‪ .‬وهي نفس الشكوى الصادرة عن‬
‫معظم ما يقابلونه ‪ .‬فقال لها ‪ :‬ألم تكن رسالتك اليومية بأفكارك‬
‫للكون كله هي ‪ :‬إن حياتي كلها هي معاناة من نقص في الرزق‬
‫وعدم الوفرة واالحتياج الدائم "‪ ،‬أي أنت مؤمنة بذلك أنت فقط‬
‫تجتذبين إلي حياتك ما تؤمنين بأنك ستحصلين عليه‪ .‬ما تؤمنين‬
‫به يظهر في حياتك‪ .‬يجب أن تتأكدي أنه إذا كانت رسالتك‬
‫اليومية للكون كله "أنا في احتياج … أنا في احتياج ‪ ..‬أنا في‬
‫احتياج" … فان االستجابة ستكون ‪" :‬االحتياج الدائم لك ‪..‬‬
‫االحتياج الدائم لكي" ‪ ..‬ألن هذا هو ما تؤمنين به‪ .‬أما إذا عملت‬
‫علي تغيير رؤيتك بالكامل وتساءلت‪" :‬كيف أستطيع العطاء ‪..‬‬
‫كيف أستطيع العطاء ‪ ..‬أو كيف أستطيع خدمة اآلخرين أو ما‬
‫الذي أستطيع تقديمه لآلخرين" … تكون االستجابة اإللهية‬
‫الفورية لعطائك لآلخرين كاآلتي ‪" :‬كل العطاء لك ‪ ..‬كل العطاء‬
‫والخير لك‪." ‬‬
‫المبدأ الثالث ‪ :‬ال نستطيع تبرير أي أحقاد‪ ( ‬أو كراهية )‬
‫‪ ‬‬

‫ويقول " واين داير " مهما ظهرت مشاعر الحقد والكراهية من‬
‫اآلخرين تجاهك ومهما تعددت ومهما تنوعت أشكالها ‪ .‬إذا‬
‫ظللت تفكر في كل المواقف الصعبة والظلم الموجه من اآلخرين‬
‫تجاهك‪ ‬فأنها لن تضر أحدا في النهاية سواك‪.‬ال أحد يموت‪ ‬من‬
‫لدغه الثعبان‪ – ‬اللدغة هي لدغة فقط‪ ‬ولكنه السم الذي يجري في‬
‫عروقك‪ ‬هو الذي يقتلك في النهاية واألفكار التي تنم عن‪ ‬الكراهية‬
‫هي السم الذي تسمح بانتشاره في جسدك‪ ‬وهو الذي سيقضي‬
‫عليك في النهاية ‪ .‬ولكي تتلخص من انتشار هذا السم في جسدك‬
‫يجب أن تبدأ بالخطوة األولى كما ذكرها عمر الخيام في‬
‫الرباعيات وهي االمتناع عن لوم اآلخرين ‪ .‬فلنفترض أنك تري‬
‫أن عالقاتك سيئة مع من حولك وأن حياتك كلها مثيره للشفقة ‪.‬‬
‫يجب أن تأخذ تلك الخطوة األولي وأن تعترف قائال ‪ :‬كل هذا‬
‫ي وحدي " ‪ .‬أنا المسئول عما يحدث‬ ‫حدث لي ألن " اللوم يقع عل َّ‬
‫لي ‪ .‬أنا ال ألوم أو أكره أحدا ‪ .‬أنا المسئول األول واألخير عما‬
‫يحدث في حياتي ‪ .‬‬

‫وينقل " واين داير " ما ذكره باتانجلي منذ أكثر من ألفي عام‬
‫في كتابه "باتانجلي سوتراز" عندما قال ‪ " :‬إذا امتنعت تماما‬
‫عن أي أفكار سلبية تجاه اآلخرين كالغضب واللوم أو تمني‬
‫األذى لهم فإن كل مخلوقات هللا تتمنع عن إيذائك ويُصبح كيانك‬
‫أهال لتقبل النفحات اإللهية ويقول واين داير‪" :‬أعرف تماما أن‬
‫العالم ملئ بهؤالء األشرار الذين يسعون دائما إلي األذى‬
‫والضرر لمن حولهم ولكن إذا ظللنا نلومهم فان تغير األحوال‬
‫سيتوقف علي مدي اعترافهم بما فعلوا ونضطر إلي انتظارهم‬
‫إلي أن يفعلوا ذلك ‪ ،‬أما إذا امتنعنا تماما عن لوم اآلخرين نكون‬
‫نحن قد أصبحنا المسئولين عن حياتنا ونستطيع تحويل مجراها‬
‫نحو النجاح فوراً ألن في تلك الحالة لسان حالنا يقول ‪ :‬مهما‬
‫حدث في حياتي فأنا ملتزم باالمتناع عن األفكار التي تنم عن‬
‫األذى تجاه اآلخرين ‪.‬وسوف أجاهد مع نفسي لكي امأل قلبي‬
‫بالحب تجاه كل من حولي"‪.‬‬

‫ويضيف واين داير‪" :‬عندما تفعل ذلك وتتحول كل أفكارك إلى‬


‫أفكار إيحابية مشبعة بالحب تجاه من حولك‪ ‬تكون استجابة الكون‬
‫كله تجاهك بنفس الطريقة بأسرع مما تتصور ‪ .‬وتبدأ في‬
‫ُدخل السعادة إلي قلبك ‪ ،‬وتتحقق أمنياتك واحدة‬
‫اجتذاب كل ما ي ِ‬
‫تلو األخرى ‪.‬‬
‫‪ ‬‬ ‫المبدأ الرابع ‪ :‬ال تموت وموسيقاك ال تزال بداخلك‬
‫يقول وين داير يجب أن تنصت إلي موسيقاك الداخلية ثم تبدأ في‬
‫التحرك في اتجاهها‪ .‬كل فرد منا لديه موسيقي داخلية‪ ،‬أي آمال‬
‫يريد تحقيقها ولكننا نحاف أن نبدأ في عزفها وتحقيقها ‪ .‬‬

‫ويضيف واين داير أن موسيقاه هو الداخلية‪ ‬هي تلك الكتب التي‬


‫يكتبها واللقاءات‪ ‬والكلمات التي يلقيها علي جمهوره ‪ .‬وهذه‬
‫نصيحة يوجهها إلي كل فرد ‪ :‬ال تصل إلى‪ ‬آخر يوم في حياتك‬
‫دون أن تعزف موسيقاك‪ ‬الداخلية ‪.‬‬

‫المبدأ الخامس ‪:‬‬


‫اكتشف أهميه الصمت‬

‫يقول واين داير عن أهميه الصمت أن كل شئ في الحياة المادية‬


‫علي األرض له‪ ‬وجهان‪ ‬الذكر واألنثى ‪ ،‬الشمال والجنوب ‪،‬‬
‫االرتفاع واالنخفاض ‪ ،‬ولكن يوجد شئ واحد فقط يخترق كل‬
‫شئ بلطف وهو الطاقة اإللهية التي تصلنا بخالقنا والسارية في‬
‫الكون كله ‪.‬‬

‫وأقوي سالح لدي اإلنسان علي كوكب األرض هو أن يسعى‬


‫إلي توسيع حالة الصلة مع هذه الطاقة التي تخترق كل شئ في‬
‫الوجود ‪ .‬وهذا السالح هو قدرة اإلنسان علي " الصمت " ‪.‬‬
‫وقد قيل أن صوت الصمت بين األلحان الموسيقية هو الصانع‬
‫الخفي للموسيقي وقد قيل أيضا أن الفراغ بين القضبان هو الذي‬
‫يُمسك السبع ‪.‬‬

‫والصالة هي محاولة لبلوغ حالة السكينة التي تسمح بالدخول في‬


‫الصمتوالوصول إلي حالة " الصلة " مع الخالق ‪.‬‬

‫المبدأ السادس ‪:‬‬

‫التخلي عن تاريخنا الشخصي‬


‫يقول واين داير أنه تعلم أهمية هذا المبدأ من المفكر العظيم‬
‫كارلوس كاستندا وهو ضرورة التخلي عن تاريخنا الشخصي‪.‬‬

‫ويضيف أن كل واحد منا يتحرك في الحياة وهو يحمل حقيبة‬


‫ثقيلة من الكراكيب والسماد والتي نطلق عليها اسم "‪ ‬ماضينا‪" ‬‬
‫وبداخلها وقائع كل إنسان أساء لنا وكل واقعة جارحة لمشاعرنا‬
‫وكل جرح أصبنا به و ارتبطنا به وال يزال يؤثر علينا بصورة‬
‫سلبية ‪ .‬ومن حين آلخر يطيب لنا أن نمد يدنا بداخل حقيبتنا‬
‫ونخرج السماد ذا الرائحة الكريهة ونلطخ أنفسنا به ثم نتعجب‬
‫متسائلين‪ " ‬يا ربي لماذا أصبحت رائحة حياتنا بهذا السوء أننا ال‬
‫نفهم ماذا يحدث ونحزن علي حياتنا"‪.‬‬

‫ويؤكد واين داير قائال ‪ :‬تخلص تماما من هذه الحقيبة الكريهة‬


‫أي تخلص من تاريخك الشخصي الذي يحتوي على كل‬
‫األحداث المسيئة إليك ‪.‬‬
‫اقبل هذا التاريخ وسلِّم بأنه قد حدث بأمر هللا ثم ضعه خلفك أي‬
‫القيه بعيداً عنك " وأدمج " نفسك في " اآلن " أي في اللحظة‬
‫الحالية وال تنظر خلفك وسر إلي األمام ‪.‬‬

‫المبدأ السابع ‪:‬‬

‫‪ ‬‬ ‫أنت ال تستطيع حل مشكلة بنفس التفكير الذي خلقها أساسا‬

‫يقول واين داير إنه استوحي هذا المبدأ من البرت اينشتاين‪.‬‬


‫ويقول‪" :‬عندما تحدث مشكلة بينك وبين اآلخرين وترغب في‬
‫حلها يجب أن تغير طريقة تفكيرك عنها‪ .‬أوال أعترف لنفسك‬
‫أنك كنت ُمخطئا ً وهذا ليس شيئا صعبا أنه فقط يعني أنك تقول ‪:‬‬
‫لقد كنت ُمخطئا ً في بعض اختياراتي وتصرفاتي وأنا ال أنوي‬
‫االستمرار في عمل ذلك ‪ .‬ويجب إال تشعر بتأنيب الضمير وال‬
‫يحتاج األمر أن تُعلنه علي اآلخرين بل فقط أعترف به لنفسك ‪.‬‬
‫واعرف أن السر في وجود أي عالقة جيدة يكمن في أن تحب‬
‫وتقبل اآلخر علي ما هو عليه ال أن تحبه علي الصورة التي‬
‫ترغب أن يتحول إليها ‪ .‬وال تسعي إلي تغيير اآلخر فقط تعلم‬
‫كيف تُغير أفكارك عن اآلخر"‪.‬‬

‫المبدأ الثامن ‪ :‬تعامل مع نفسك في الحياة كما لو كانت بالفعل قد‬


‫حققت المكانة التي تسعي إليها‪ ‬‬

‫اعمل علي تذكرة نفسك بأنك قد حصلت بالفعل علي كل ما تحلم‬


‫به ‪ .‬استخدم قدرتك علي التخيل علي أوسع نطاق ممكن بحيث‬
‫تري نفسك وقد حصلت علي كل أحالمك دون لحظة واحدة من‬
‫" الشك " أي " بيقين " كامل بأنك قد حققت أحالمك وتبدأ كل‬
‫يوم في حياتك بحالة من االنشراح الكامل والتفاؤل واالستبشار‪.‬‬
‫ويوضح هنا أن هذا ليس ضربا من ضروب أحالم اليقظة ولكنه‬
‫يقين من جانب اإلنسان بأن وضع أساس سليم‪ ،‬والقيام بالعمل‬
‫الجاد والمخلص البد وأن ينتج عنه بناء حقيقي جاء ثمرة للتناغم‬
‫مع القوانين الكونية الفاعلة‪.‬‬
‫المبدأ التاسع ‪ :‬يجب أن تعمل على تفعيل الجانب المقدس في‬
‫وجودك واعلم أنك‪ ‬موصول بخالقك‪ ‬‬

‫يقول الكاتب‪ :‬لذلك ال ترفض تلك األفكار الصادرة من القلب‬


‫قائال‪" :‬إنها فقط أفكاري البسيطة التي ال تستحق االعتبار ‪ ..‬ال‬
‫تفعل ذلك ألنك لست كائنا وحيدا بل أنت في حالة صلة دائمة مع‬
‫خالقك بما فيك من روح هللا‪ ،‬وبقدر حرصك على إقامة هذه‬
‫الصلة كما في المبدأ الخامس‪.‬‬

‫المبدأ العاشر ‪ :‬الحكمة الحقيقة هي أن تتعلم كيف تتفادى كل‬


‫عفُك‪ ‬‬
‫األفكار التي تُض ِ‬
‫يقول وين داير إن األفكار التي يكون مصدرها الخوف والقلق‬
‫البد وأن تضعفك في النهاية‪ .‬وعندما تطرأ عليك مثل هذه‬
‫األفكار امتنع عنها فوراً و َذ ِّكر نفسك بأنك كائن في صلة دائمة‬
‫بخالقه ‪ .‬وتذ ّكر دائما أن ما يظهر في حياتك ويتسع هو ما تفكر‬
‫به كثيراً‬

You might also like