You are on page 1of 85

‫جامعـ ـ ــة الجزائ ـ ـ ـ ــر ‪- 3 -‬‬

‫ّ‬
‫كلية العلوم السياسي ـ ــة و العالقات الدوليـ ـ ـ ـ ــة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫قسم الدراسات الدولية‬

‫من إع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـداد‪:‬‬
‫د‪ .‬دباغـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي سـ ـ ـارة‬

‫‪2021/2020‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫مقدمـــــة‬

‫ساهمت مختلف التطورات العلمية واالختراعات التكنولوجية في تحقيق الرفاهية‬


‫لألفراد‪ ،‬و من بين أهم الميادين التي مستها هذه التطورات نجد مجال اإلعالم واالتصال‬
‫هذا ما تجسد من خالل تكنولوجيا االعالم و االتصال الحديثة (‪ )TIC‬و سمح بوفير‬
‫خدمات االتصال بمختلف أنواعها‪ ،‬و خدمات التعليم والتثقيف‪ ،‬إضافة إلى توفير‬
‫المعلومات الالزمة لألشخاص والمنظمات‪ ،‬كما مكنت هذه التطورات من تقريب مناطق‬
‫العالم و جعله قرية صغيرة‪ ،‬حيث يمكن لألفراد و الدول االتصال وتبادل المعلومات‬
‫فيما بينهم بسهولة وفي أي زمان و مكان‪ ،‬و هذا ما أحدث تغييرا كبيرا في حياة الشعوب‬
‫و على جميع األصعدة‪.‬‬
‫و قد انعكس تطور االتصال على التاريخ اإلنساني‪ ،‬حيث تم تصنيف مراحل الحضارة‬
‫اإلنسانية على أساس الوسائل التكنولوجيا السائدة و هذا ما نجده عند "ماكلوهان"‪ ،‬من‬
‫المرحلة الشفوية إلى الكتابة و عصر الطباعة ثم مرحلة وسائل االعالم االلكترونية‪ ،‬كما‬
‫مرت البشرية بخمس ثورات اتصالية تركت كل منها بصماتها و آثارها على مسار‬
‫التطور‪ ،‬و كان آخرها ثورة المعلومات و اإلتصاالت‪ ،‬و نتيجة لهذه التطورات و الخدمات‬
‫ّ‬
‫التي توفّرها تزايد الطلب على هذه تكنولوجيا‪ ،‬و أصبحت المورد األكرر أهمية بالمقارنة‬
‫بالموارد التقليدية‪ ،‬حيث أصبح االهتمام بتكنولوجيا المعلومات و اإلتصال الشغل الشاغل‬
‫ألي دولة بإعتبارها نقطة القوة و التميز في عصر سمته الجوهرية هي المعلوماتية‪.‬‬
‫كما عرف قطاع اإلتصاالت في فترة قصيرة تحوال مهما‪ ،‬حيث أصبح يشكل البنية‬
‫التحتية لما يعرف اليوم باإلقتصاد الجديد أو إقتصاد المعرفة ‪ ،‬حيث انتقل المجتمع بفضل‬
‫هذه التكنولوجيا من المجتمع الزراعي إلى الصناعي و من ثم الى مجتمع ما بعد الصناعي‬
‫و هو مجتمع المعلومات (مجتمع المعرفة)‪ ،‬الذي يعتمد بشكل أساسي على المعلومات و‬
‫طرق إيصالها في أقصر وقت و بأقل تكلفة‪ ،‬و نتيجة للتطور الهائل الذي شهده هذا القطاع‬
‫و انعكاسه على بقية القطاعات‪ ،‬و خاصة في ظل إستخدام األقمار الصناعية‪ ،‬الحواسيب‪،‬‬
‫الهاتف النقال و االنترنيت‪ ،‬كل هذا وضع الدول أمام تحدي جديد أال و هو إمتالك‬
‫المعلومات و تكنولوجيا المعلومات و اإلتصال‪.‬‬
‫و لإللمام أكرر بالموضوع سوف نتطرق في المحاور التالية إلى مختلف العناصر‬
‫المرتبط بالموضوع‪ ،‬اذ سوف نتناول في المحور األول ماهية كل من االعالم و االتصال‬
‫و تكنول وجيا االعالم و االتصال من خالل مدخل مفاهيمي‪ ،‬و من ثم خصائصها و‬
‫أهميتها‪ ،‬و بعدها في المحور الراني مختلف النظريات التي جاءت لتفسير تاثير تكنولوجيا‬
‫االعالم و االتصال‪ :‬من غرس ثقافي و حتمية تكنولوجيا شبكة فاعلة‪ ،‬و المبتكرات و‬

‫‪2‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫الفجوة المعرفية‪ ،‬ثم محور ثالث نتناول فيه ظاهرة انفجار المعلومات و مظاهرها و كيفية‬
‫مواجهة هذه الظاهرة أي ثورة المعلومات‪ ،‬و الرابع حول االتصال عن بعد من اتصال‬
‫سلكي على االتصال الالسلكي‪ ،‬و من بعدها محور خامس حول نماذج عن تكنولوجيا‬
‫االتصال من اتصاالت رقمية و الحاسبات‪ ،‬و األقمار الصناعية‪ ،‬و محور سادس حول‬
‫الشبكات العامة و الخاصة‪ ،‬ثم المحور األخير سابع حول تكنولوجيا االعالم و العالقات‬
‫الدولية و نماذجها مرل الحروب السيبريانية و هذا كلّه لتناول المكانة التي أصبحت تحتلها‬
‫هذه التكنولوجيا في الساحة الدولية فهي تمرّل قوة ناعمة قامت بإحالل االقناع بدل االكراه‪،‬‬
‫سيادة الوطنية و المجتمع الدولي‪ ،‬في اطار ما اصبح يعرف‬ ‫ومدى تأثيرها على مفهوم ال ّ‬
‫بدبلوماسية األقمار الصناعية فالمعلومات أضحت موردا استراتيجي ال ينضب‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫أهداف التعليم‬

‫نهدف من خالل هذا المقياس إلى تعريف الطالب حول تكنولوجيا االعالم و االتصال‬
‫و استخداماتها من خالل مدخل مفاهيمي عام حول هذه التكنولوجيا ‪ ،‬و خصائص‬
‫المعلومات و اهم مميزات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ ،‬النظريات التي حاولت تفسير‬
‫تاثيرها الدراك سبب التغيّرات التي عرفتها المجتمعات من مجتمع زراعي ثم صناعي‬
‫و أخيرا مجتمع المعلومات ( مجتمع المعرفة)‪ ،‬إضافة الى تعريفهم بالظاهرة الحديرة التي‬
‫احدثتها هذه التكنولوجيا و هي انفجار المعلومات او ما يعرف برورة المعلومات و كيفية‬
‫التحكم فيها مع إمكانية تطبيق هذه الكيفيات في مرحلة اعداد المذكرة للوصول الى الهدف‬
‫في الوقت المحدّد و عدم التشتت نتيجة لكررة المعلومات‪ ،‬و من ثم التعرف على الطرق‬
‫التي تصلنا من خاللها هذه المعلومات او تستخدمها هذه التكنولوجيا من اتصاالت رقمية‬
‫سلكية و السلكية‪.‬‬
‫كما نسعى من خالل هذا المقياس إلى محاولة بناء معرفة علمية وأكاديمية حول‬
‫مختلف تطبيقات هذه التكنولوجيا من اتصاالت رقمية و جهاز الحاسب و األقمار‬
‫الصناعية‪ ،‬كيفية ربطها من خالل الشبكات العامة و الخاصة من انترانات و اكسترانت‬
‫و انترنيت‪ ،‬و من هنا نحاول توضيح للطلبه ما مدى أهمية هذه التكنولوجيا و المعلومات‬
‫التي أصبحت موردا استراتيجيا ال ينضب و قلبت واقع الدول و اصبحت تهدّد حتى‬
‫سيادتها بعدم القدرة على التحكم في ما يدخل و يخرج من معلومات كما أضحت تاثّر‬
‫على العالقات بين الدّول في اطار ما يعرف بدبلوماسية األقمار الصناعية‪ ،‬كما نحاول‬
‫تجسيد هذا التغيّر و التاثير و اسقاطه على ارض واقع من خال مرال الحروب السيبريانية‬
‫األقل تكلفة من الحروب التقليدية و األكرر فاعلية‪ ،‬لتقريب المعلومات من الطالب و‬
‫صص الطلبة في اطار‬ ‫صص‪ ،‬و هذا تماشيا مع تخ ّ‬ ‫الدراك كيفية توظيفها ضمن التخ ّ‬
‫العالقات الدّولية و الدّراسات األمنية و االستراتيجية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫محتـــــوى المادة ‪:‬‬

‫المحور األول‪ :‬ماهية تكنولوجيا االعالم و االتصال و أهميتها‬


‫‪ -‬مدخل مفاهيمي (االعالم‪ ،‬االتصال‪ ،‬المعلومات‪ ،‬تكنولوجيا االعالم و‬
‫االتصال)‬
‫‪ -‬خصائص تكنولوجيا االعالم و االتصال و أهميتها‪.‬‬

‫سرة لتأثير تكنولوجيا االعالم و االتصال‬


‫المحور الراني‪ :‬النظريات المف ّ‬
‫نظرية الحتمية التكنولوجية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫نظرية الشبكة الفاعلة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫نظرية الغرس الرقافي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫نظرية انتشار المبتكرات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫نظرية الفجوة المعرفية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المحور الرالث‪ :‬ظاهرة انفجار المعلومات (ثورة المعلومات)‬


‫مظاهر ثورة المعلومات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مجتمع المعلومات‬ ‫‪-‬‬
‫انعكاسات ثورة المعلومات‬ ‫‪-‬‬
‫كيفية مواجهة الظاهرة‬ ‫‪-‬‬

‫المحور الرابع‪ :‬تكنولوجيا االتصال عن بعد‬


‫‪ -‬االتصال السلكي‬
‫‪ -‬االتصال الالسلكي‬

‫المحور الخامس‪ :‬التطبيقات الحديرة لتكنولوجيا االعالم و االتصال‬

‫‪ -‬الخدمات الجديدة لتكنولوجيا االعالم و االتصال الحديرة‬


‫‪ -‬الحاسبات االلكترونية‬
‫‪ -‬األقمار الصناعية‬

‫‪5‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫المحور السادس‪ :‬الشبكات العامة و الخاصة‬


‫‪ -‬االنترانت‬
‫‪ -‬االكسترانت‬
‫‪ -‬االنترنيت‬

‫المحور السابع‪ :‬تكنولوجيا االعالم و االتصال و العالقات الدولية‬

‫‪ -‬تأثيرات تكنولوجيا االعالم على العالقات الدولية‪.‬‬


‫‪ -‬الحروب االلكترونية – السيبريانية ‪-‬‬
‫‪ -‬االعالم الدولي‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫المحور األول‪ :‬ماهية تكنولوجيا االعالم و االتصال و أهميتها‬

‫‪ -‬مدخل مفاهيمي حول تكنولوجيا االعالم و االتصال (االعالم‪،‬‬


‫االتصال‪ ،‬المعلومات‪ ،‬تكنولوجيا االعالم و االتصال)‬
‫‪ -‬خصائص تكنولوجيا االعالم و االتصال و أهميتها‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫‪ ‬مدخل مفاهيمي حول تكنولوجيا االعالم و االتصال‬


‫(االعالم‪ ،‬االتصال‪ ،‬المعلومات‪ ،‬تكنولوجيا االعالم و االتصال)‬

‫يعدّ االعالم قديم قدم المجتمع البشري‪ ،‬فمنذ أن وجد االنسان استخدم الحركات لالعالم‬
‫و االخبار‪ ،‬و هي تمرّل الشكل البدائي قبل اللغة‪ ،‬كما استخدم اإلشارات و مختلف الطرق‬
‫للتعبير عن احتياجاته و التواصل‪ ،‬و من هنا نجد ّ‬
‫أن استخدام االتصال قد يفوق أكرر من‬
‫‪ %70‬في حياتنا اليومية‪ ،‬حيث ال يمكن أن نعيش دون تواصل‪ ،‬و قد زادت الحاجة‬
‫لتطور وسائل‬
‫ّ‬ ‫تطوره نتيجة‬
‫ّ‬ ‫التطورات التي عرفتها المجتمعات و زاد‬ ‫ّ‬ ‫لالعالم مع‬
‫تطور المجتمعات‪.‬‬
‫االتصال و هذا ما انعكس على ّ‬
‫و هذا ما نشهده في عصرنا الحال من تطورات سريعة و غير مسبوقة في كافة نواحي‬
‫الحياة و أبرز هذه التطورات هي الحركية التي عرفها المجال التكنولوجي‪ ،‬و خاصة تلك‬
‫المتعلقة بمعالجة و نقل المعلومات و بر ّها‪ ،‬أو ما أصبح يعرف بتكنولوجيا االعالم و‬
‫االتصال‪ ،‬و التي نقلت المجتمع من المجتمع الصناعي إلى مجتمع المعلومات و المعرفة‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫أوال‪ -‬مفهوم اإلعالم‪:‬‬

‫يمرل االعالم اآللية التي يتم بها إعالم الناس (اخبار أو اطالع) بأمور تهمهم في حياتهم‬
‫اليومية عبر وسائل اإلعالم المتعددة‪ ،‬وذلك من اجل اطالع وترقيف أبناء المجتمع بهذه‬
‫المعلومات‪ ،‬التي تبرها من أجل بناء أو تشكيل رأي عام في ما يخص العديد من القضايا‬
‫التي تهم العامة‪.‬‬
‫ويعرفه اوتوجروت بانه‪ " :‬التعبير الموضوعي لعقلية الجماهير ولروحهم وميولهم‬
‫يعرف أيضا أنّه النقل الحر والموضوعي لألخبار‬ ‫واتجاهاتهم في نفس الوقت"‪ ،1‬كما ّ‬
‫والمعلومات بإحدى وسائل اإلعالم‪ ،‬و هو حسب إبراهيم إمام‪" :‬نشر للحقائق و األخبار‬
‫و الفكار و اآلراء بوسائل االعالم المختلفة"‪ ،2‬كما يعرفه المعجم اإلعالمي أنه‪" :‬العملية‬
‫التي يترتب عليها نشر األخبار و المعلومات الدقيقة التي ترتكز على الصدق و الصراحة‬
‫و مخاطبة عقول الجماهير و عواطفهم و االرتقاء بمستوى الرأي‪ ،‬و يقوم االعالم على‬
‫‪3‬‬
‫التنوير و التثقيف‪ ،‬مستخدما أسلوب الشرح و التفسير و الجدل المنطقي"‬
‫كما يجسد االعالم التعبير الحقيقي و الصادق (الواقعي) عن األحداث‪ ،‬و لذلك يجب‬
‫أن تتسم الرسالة اإلعالمية و التي تعد المعلومة من عوامل نجاحها‪ :‬بالدقة‪ ،‬الحذر‪،‬‬
‫الموضوعية‪ ،‬المصداقية‪ ،‬األرقام الحقيقية‪ ،‬أي نقل األخبار بكل أمانة للجماهير و االبتعاد‬
‫عن األهراء الشخصية‪.‬‬
‫و يمثل نوعا من اإلتصال يتم بين مرسل و مستقبل بهدف توصيل أخبار أو معلومات‬
‫أو حقائق‪ ،‬و تكمن هنا أهميته في توفير المعلومات و الربط بين الشعوب و ينير العقول‬
‫باألفكار بنقل الحقائق أو يوجهها حسب طبيعة النظام السياسي‪ ،‬بمعنى احداث التاثير في‬
‫سلوك اآلخرين‪ ،‬أما هدفه الجوهري فهو التنوير والتثقيف‪ ،‬اإلحاطة بالمعلومات الصادقة‬
‫ونشر الوعي و هذا بمخاطبة عقول األفراد لرفع مستواهم و دفعهم إلى العمل من أجل‬
‫المصلحة العامة‪ ،‬و هذا ما يخلق مناخا صحيا يمكن من التوافق و االنسجام‪.‬‬
‫كما من المهم أن يعمل اإلعالم وفق خطوات علمية و منهجية‪ ،‬بداية بدراسة األوضاع‬
‫السائدة لفهم الواقع و إدراكه و بالتالي معرفة ما يدور فيه‪ ،‬و هذا لمعالجة المشكالت‬
‫التي تعتريه و وضع الحلول و البدائل المختلفة للمساهمة في إصالحها‪ ،‬و من ثم اإلعالم‬
‫بما تم التوصل إ ليه و إنجازه‪ ،‬و هذا بهدف تغيير و تطوير المجتمع عن طريق نشر‬
‫القيم و المبادئ المالئمة للهدف المنشود‪ ،‬من مشاركة و احترام القانون‪ ،‬و تقبل اآلخر‬

‫‪ - )1‬محمود محمد سفر‪ :‬االعالم موقف‪ ،‬ط ‪ ،1‬جدة‪ ،‬مطبعة تهامة‪ ،1982 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ – )2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫ّ‬ ‫‪3‬‬
‫ول و العولمة الجديدة‪ ،‬عمان‪ ،‬دار أسامة‪ ،2011 ،‬ص ‪.9‬‬
‫) – خالد فاروق‪ :‬االعالم الد ي‬

‫‪9‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫و اإلختالف معه‪ ،‬و الحوار و تحمل المسؤولية و مكافحة الفساد‪ ،‬و بالتالي تتغير بيئة‬
‫النظام السياسي و مطالب المجتمع و يتطور دور الفواعل فيه‪.‬‬
‫و من الوظائف التي تقع على عاتق اإلعالم نجد ما هو عام‪ ،‬و منها ما يتعلق بتكريس‬
‫مبادئ الديمقراطية‪ ،‬في ما يخص الوظائف بصفة عامة فنجد " ليزلي مويلز" يرى أنها‬
‫تتمثل في ما يلي‪:1‬‬
‫وظيفة اإلخبار و التزويد بالمعلومات ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الربط و التفسير و الهدف منه تحسين نوعية و فائدة المعلومات‪ ،‬و توجيه أفراد‬ ‫‪-‬‬
‫المجتمع لما يفكرون به و يعملونه‪.‬‬
‫التعليم و التثقيف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التنشئة اإلجتماعية و هدفها المساعدة في توحيد المجتمع من خالل توفير قاعدة‬ ‫‪-‬‬
‫مشتركة للمعايير و القيم و الخبرة الجماعية‪.‬‬
‫المبادرة في التغيير اإلجتماعي في المجتمع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫خلق النمط اإلجتماعي و هدفه وضع نمط للمجتمع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الرقابة ( الحارس العمومي) ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التسويق و الدعاية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الترفيه و هدفه تحرير الناس من التوتر و الضغط و المصاعب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أما في ما يخص الوظائف الديمقراطية لإلعالم فقد حددها هابرماس "‪Jurgen‬‬
‫‪ "Habermas‬في أربع وظائف أساسية وتتمثل كالتالي‪:2‬‬

‫القدرة على تمثيل اإلتجاهات المختلفة داخل المجتمع‪ :‬إذ توجد في كل مجتمع‬ ‫‪‬‬
‫جماعات ذات أهداف و احتياجات و أيديولوجيا مختلفة‪ ،‬و حتى تستطيع وسائل‬
‫اإلعالم أن تمثل المجتمع في تنوعه فمن الضروري أن تتيح لكل هذه اإلتجاهات‬
‫فرصة الوصول إلى الجماهير دون تمييز و أن تعرض أفكارها دون قيود من‬
‫السلطة الحاكمة مما يحقق ديمقراطية اإلتصال‪.‬‬
‫حماية مصالح المجتمع‪ :‬و هذا باعتبارها السلطة الرابعة من خالل مراقبتها‬ ‫‪‬‬
‫لتركيبة السلطة و تمثيلها للمجتمع و ايصالها لمطالبه و مصالح للسلطة‪ ،‬إضافة‬
‫إلى إعالم الجمهور بأية انحرافات و كشف الفساد و إساءة استخدام السلطة‬
‫لتحقيق المنافع الشخصية للمسؤولين و هذا خدمة للصالح العام‪.‬‬

‫‪ – )1‬مجد الهاشم‪ :‬اإلعالم الدبلوماس و السياس‪ ،‬عمان‪ ،‬دار أسامة ر‬


‫للنش و التوزي ع‪ ،2011 ،‬ص ‪.77-76‬‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ي‬
‫اط يق الدول العربية إشكالية الدور‪....‬و آليات التعزيز‪ ،‬دورية قضايا‬
‫الباق‪ :‬وسائل اإلعالم و التحول الديمقر ي‬
‫) ‪ -‬عيىس عبد ي‬
‫‪2‬‬

‫وب‪ ،‬أكتوبر ‪ ،2012‬ص ‪ ،6‬تم اإلطالع عليه‪ .2016/04/06 :‬عىل الساعة‬ ‫العرب ألبحاث الفضاء اإلليكت ي‬
‫ي‬ ‫إستاتيجية‪ ،‬المركز‬
‫‪.18:00‬‬

‫‪10‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫توفير المعلومات للجمهور‪ :‬و هذا بتوفير المعرفة لألفراد فيتكامل دورها مع‬ ‫‪‬‬
‫دور المؤسسات التعليمية‪ ،‬فليزدهر المجتمع الديمقراطي من المهم انتشار‬
‫المعرفة و الوعي التي تمكن من اتخاذ القرارات الصائبة و المناسبة للمجتمع‪ ،‬و‬
‫هذا ال يتحقق إال إذا حصل كل مواطن على المعلومات عما يحيط به من أحداث‪،‬‬
‫حتى يصبح هناك فهم مشترك بين المواطنين حولها‪.‬‬
‫المساهمة في تحقيق الوحدة اإلجتماعية‪ :‬من خالل تقاسم المعرفة تساهم في‬ ‫‪‬‬
‫تحقيق الوحدة اإلجتماعية‪ ،‬و تساعد المجتمع على أن يكون موحدا من خالل‬
‫نشر ثقافة عامة مشتركة لكل أعضاء المجتمع‪ ،‬فكلما شعر أعضاء المجتمع بهذا‬
‫التقارب زاد توحدهم و زادت قدرتهم على اتخاذ القرارات التي تصب في تحقيق‬
‫المصلحة العامة‪ ،‬وقد أكد على هذه الوظيفة هارولد السويل "‪ ،"Lasswell‬حيث‬
‫يرى أن وظيفة اإلعالم تكمن في تحقيق الترابط في المجتمع تجاه البيئة األساسية‬
‫‪‬‬
‫و قضاياها‪ ،‬من خالل توجيه السلوك و تشكيل الرأي العام‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬مفهوم االتصـــال‪:‬‬


‫و الذي يعني انتقال المعلومات و الحقائق و األفكار و اآلراء و المشاعر‪ ،‬و هو نشاط‬
‫إنساني حيوي تزداد الحاجة إليه باستمرار‪ ،‬فاإلنسان كائن اجتماعي وهو ال يعيش بمفرده‬
‫بل بالتعاون مع اآلخرين والتواصل معهم‪ ،‬فقد كان ظهور التجمعات البشرية نتيجة‬
‫لبداية عملية التفاهم اإلنساني باستخدام اإلشارات و اللغة‪ ،‬فاالتصال هو محور الخبرة‬
‫اإلنسانية و هو ما يكسب المعلومات قيمتها من خالل ايصالها للباحثين عنها في الوقت‬
‫المناسب و بالطريقة المناسبة‪.‬‬
‫و يعني انتقال المعلومات والحقائق واألفكار واآلراء بين مختلف األطراف‪ ،‬ويعرفه‬
‫"شارلز كولي"‪ " :‬بالميكانيزم الذي مكن من قيام العالقات البشرية و تطورها‪ ،‬كما مكن‬
‫لرموز العقل اإلنساني أن تترابط و تنتقل عبر الزمان و المكان بواسطة وسيلة‬
‫لإلرسال"‪ ،1‬و يعرف أيضا أنه نشاط يستهدف تحقيق العمومية و االنتشار أو شيوع‬
‫قضية أو فكرة‪ ،‬عن طريق انتقال المعلومات أو األفكار أو اآلراء أو االتجاهات من‬

‫للمزيد من المعلومات يمكن مراجعة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪Jurgen Habermas : Structural Transformation of The Public Sphere, Cambridge, MA:‬‬
‫‪Mit Press , 1989, pp. 171 – 179.‬‬

‫الدول‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دار األمة‪ ،2013 ،‬ص ‪.97‬‬


‫ي‬ ‫‪ – )1‬عياد محمد ر‬
‫سمت ‪ :‬التكامل‬

‫‪11‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫شخص أو جماعة إلى أشخاص أو جماعات باستخدام رموز ذات معنى موحد و مفهوم‬
‫لدى كل من الطرفين‪.1‬‬
‫كما يعرف الباحث "جورج لندبرج" كلمة اتصال على أنّها "تستخدم لإلشارة إلى‬
‫التفاعل بواسطة العالمات والرموز‪ ،‬وهذه الرموز قد تكون حركات أو صور أو لغة أو‬
‫أي شيء آخر تعمل كمنبه للسلوك‪ ،‬وأن السلوك الناتج عن هذا التفاعل قد ال يحدث لمجرد‬
‫تعرض الفرد للرمز‪ ،‬بل البد من تهيئة الفرد الذي يقوم باالستجابة ليتقبل المنبه بشكل‬
‫معين‪ ،"2‬أما قاموس اوكسفورد يعرفه على انه "نقل وتوصيل أو تبادل األفكار‬
‫والمعلومات بالكالم وبالكتابة أو اإلشارات"‪.‬‬
‫و قد مر االتصال في تطوره بعدة مراحل عرفت بالثورات االتصالية الخمس من‬
‫الكالم إلى الكتابة عند السومريين منذ حوالي ‪ 3600‬سنة قبل الميالد و لكن ألن الكتابة‬
‫البدائية كانت مكلفة كانت حكرا على رجال الدين و أبناء الطبقة الغنية فقط و دامت هذه‬
‫الثورة الثانية طيلة العصر الحديث‪ ،‬لنصل إلى الثالثة و التي ارتبطت باختراع الطباعة‬
‫مع "غوتنبيرغ يوحنا" سنة ‪ ،1436‬وصوال إلى القرن التاسع عشر الذي عرف بوادر‬
‫الثورة الرابعة‪ ،‬و اتسم بظهور عدد كبير من وسائل االتصال مواكبة للثورة الصناعية‬
‫من تلغراف‪ ،‬الهاتف‪ ،‬جهاز الفونوغراف‪ ،‬السينما‪ ،‬الراديو‪ ،‬التلفزيون‪ .‬وصوال إلى‬
‫الثورة الخامسة و التي تميزت بظهور الحواسيب و األقمار الصناعية و االنترنيت مما‬
‫أدى إلى ظهو ثورة المعلومات أو ما يعرف بانفجار المعلومات‪.‬‬
‫وتكمن أهمية االتصال في كونه وسيلة رئيسية لتوجيه سلوك األفراد اتجاه األهداف‬
‫المرغوبة أو المنشودة‪ ،3‬وهو يوفر البيانات والمعلومات وينقلها لمختلف األطراف‪،‬‬
‫ويربط بين مراكز اتخاذ القرار والقاعدة "أفراد المجتمع" مما يحقق المشاركة واالنسجام‬
‫ألنه يقرب بين الرؤى ووجهات النظر‪.‬‬

‫‪ - )1‬مكاوي حسن عماد‪ ،‬علم الدين محمود‪ :‬تكنولوجيا المعلومات و االتصال‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪ ،‬الدار العربية‪،‬‬
‫‪ ،2009‬ص ‪.11‬‬
‫الشخص يق المجتمع الجزائري‪ ،‬العدد ‪،9‬‬
‫ي‬ ‫االتصال‬ ‫عىل‬ ‫الحديثة‬ ‫االتصال‬ ‫تكنولوجيات‬ ‫أثر‬ ‫‪:‬‬ ‫بومال‬
‫ي‬ ‫‪ - )2‬أمينة‬
‫المجلة العلمية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،3‬ديسمت ‪ ،2017‬ص ‪.7‬‬
‫السياس‪ :‬قضايا و تطبيقات‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪ ،‬الدار المرصية اللبنانية‪،‬‬
‫ي‬ ‫‪ – )3‬شيماء ذو الفقار زغيب‪ :‬االتصال‬
‫‪ ،2015‬ص ‪.64‬‬

‫‪12‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫ثالثا‪ -‬مفهوم المعلومات‪:‬‬


‫و هي تعني التعبير الحقيقي أو الملموس للعمليات المعرفية التي تحدث في العقل‬
‫اإلنساني‪ ،‬و من هنا فالمعلومات هي منتجات أو مخرجات العملية المعرفية‪ ،‬و هي ذات‬
‫صلة بالعديد من المعاني المتصلة بوظائف العقل مثل‪ :‬العلم‪ ،‬الوعي‪ ،‬االدراك‪ ،‬االرشاد‪،‬‬
‫االعالم‪ ،‬المعرفة‪ ،‬التعليم‪......،‬إلخ‪ ،‬و بهذا فإن المعلومات تمثل حالة ذهنية و مورد ال‬
‫يمكن لإلنسان بدونه من استثمار أي مورد آخر‪ ،1‬كما للمعلومات ستة أبعاد تؤطرها و‬
‫تتمثل في‪:‬‬
‫الكمية و تقاس بعدد الوثائق‪ ،‬الصفحات‪ ،‬الكلمات‪ ،‬الرسوم‪ ،‬الصور‪....‬إلخ‬ ‫‪-‬‬
‫المحتويات و تمثل معنى المعلومات‬ ‫‪-‬‬
‫البنية و هي المعلومات و العالقة المنطقية بين نصوصها و عناصرها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اللغة و تمثل الرموز و الحروف و األرقام التي يعبر بواسطتها عن األفكار‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫النوعية و التي تتحقق كلما كانت المعلومات كاملة و صحيحة و ذات قيمة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪2‬‬
‫العمر و هو المدة التي تكون فيها المعلومات ذات قيمة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وقد ظهر مصطلح "علم المعلومات" في بريطانيا من طرف جيسون فردان عام‬
‫‪ ،1958‬كما تأسس معهد تحت نفس المسمى و في نفس السنة في لندن‪ ،‬و سنة ‪1962‬‬
‫حل علم المعلومات مكان علم التوثيق في اإلنتاج الفكري‪ ،‬و هذا خاصة في الدول‬
‫الناطقة باالنجليزية‪ ،‬و يعتبر هذا العلم من العلوم ذاتية التنظيم و االنضباط‪ 3‬إذ يهتم‬
‫بضبط خواص و سلوك المعلومات و القوى التي تتحكم في عمليات تدفق المعلومات ‪.‬‬
‫كما تعرف المعلومات حسب المعجم الموسوعي لمصطلحات المكتبات و المعلومات‬
‫على أنها‪:‬‬
‫البيانات التي تمت معالجتها لتحقيق هدف معين أو الستعمال محدد ألغراض‬ ‫●‬
‫اتخاذ القرارات‪.‬‬
‫المقومات الجوهرية في أي نظام للتحكم‪.‬‬ ‫●‬

‫المفهوم المتصل بالبيانات نتيجة تجميعها وتناولها‪.‬‬ ‫●‬

‫تمثل بيانات مجهزة ومقيمة خاصة إذا تم تحصيلها من مجموعة وثائق (مصادر‬ ‫●‬
‫‪4‬‬
‫رسمية)‪.‬‬

‫كاق‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم و اإلتصال‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫‪1‬‬


‫) ‪ -‬ماهر عودة الشمايلة‪ ،‬محمود عزت اللحام‪ ،‬مصطف يوسف ي‬
‫العلم‪ ،2015 ،‬ص ‪.11‬‬
‫ي‬ ‫عمان‪ ،‬دار اإلعصار‬
‫‪ – )2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ - )3‬مكاوي حسن عماد‪ ،‬علم الدين محمود‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ - )4‬منال هالل المزاهرة‪ :‬تكنولوجيا االتصال و المعلومات‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪ ،‬دار الميشة‪ ،2014 ،‬ص ‪.29‬‬

‫‪13‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫و من خصائص البيانات‪:‬‬
‫أن تكون على درجة كبيرة من الدقة وخالية من األخطاء‪.‬‬ ‫●‬

‫ممثلة لواقع األشياء حتى تعبر عن حقيقة األمور‪.‬‬ ‫●‬

‫شاملة دون تفصيل زائد أو ايجاز يضيع معناها‪.‬‬ ‫●‬

‫أن تكون متسقة ومنسجمة فيما بينها دون تعارض أو تناقض‪.‬‬ ‫●‬
‫‪1‬‬
‫أن تكون مناسبة لالستخدام زمنيًا‪.‬‬ ‫●‬

‫و بتوفر هذه الخصائص نصل إلى معلومات توصلنا إلى المعرفة‪ ،‬و تكمن أهمية‬
‫هذه المعلومات فيما يلي‪:2‬‬
‫تقوم بدور المصدر الرئيسي في جميع أوجه النشاطات الفكرية والعلمية‪ ،‬و‬ ‫●‬
‫االجتماعية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬التكنولوجية وغيرها (يعني أن النتيجة النهائية‬
‫تتوقف على توافر المعلومات)‪.‬‬
‫أن الحصول عليها كما يرى الباحثين (جينشا و مينو) يمكن من تحليل المواقف‬ ‫●‬
‫وإيجاد الحلول المناسبة ألي مشكل إداري أو سياسي‪.‬‬
‫كما تمثل مور ًدا رئيسيًا واستراتيجيًا في العالقات الدولية‪ ،‬وهي بذلك تنافس‬ ‫●‬
‫الموارد األولية التي ترتكز عليها اقتصاديات العديد من الدول التي تعتمد عليها‬
‫خاصة في الدول النامية‪.‬‬
‫و تكسب هذه األهمية المعلومات مجموعة من الخصائص منها ‪:3‬‬
‫‪ .1‬قدرة المعلومات على التشكل و السيولة و الظهور في صور مختلفة بمعنى‬
‫إعادة صياغتها (قوائم‪ ،‬أشكال بيانية‪ ،‬رسوم‪ ،‬أصوات)‪.‬‬
‫‪ .2‬قابلية نقلها عبر مسارات محددة (االنتقال الموجه) مثال‪ :‬الكابل‪ ،‬أو بثها على‬
‫المشاع من خالل األقمار الصناعية لمن يرغب في استقبالها‪.‬‬
‫‪ .3‬درجة الدقة في المعلومات‪ ،‬و تتحدد بما تمثله المعلومات للموقف أو الحدث‬
‫الذي تصفه‪ ،‬و طبيعة المشكلة و العوامل التي تؤثر فيها‪ ،‬و قدرتها على توفير‬
‫‪4‬‬
‫اتجاه معين لدى متخذ القرار‪.‬‬

‫‪ - )1‬مكاوي حسن عماد‪ ،‬علم الدين محمود ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫التصورات الفكرية‪ ،‬و الت ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫تتكون لدى‬ ‫ي‬ ‫المعاب و المعتقدات و األحكام و المفاهيم و‬
‫ي‬ ‫الت تمثل مجموعة‬
‫و ي‬
‫ّ‬
‫المتكررة لفهم الظواهر و محيطه ‪.‬‬ ‫االنسان نتيجة الختة من تجاربه (حصيلة)‬
‫‪ – )2‬منال هالل المزاهرة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫كاق‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.13- 12‬‬ ‫‪3‬‬
‫) – ماهر عودة الشمايلة‪ ،‬محمود عزت اللحام‪ ،‬مصطف يوسف ي‬
‫‪ - )4‬أحمد رأشف السعيد‪ :‬تكنولوجيا المعلومات و حروب الجيل السادس‪ ،‬ط‪ ،2019 ،1‬ص ‪77‬‬

‫‪14‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫‪ .4‬إضافة إلى تميزها بالوفرة مقارنة مع العناصر المادية‪ ،‬مما دفع بالباحثين إلى‬
‫الدعوة للسيطرة عليها و التحكم فيها (مثال‪ :‬قواعد‪ ،‬طرق‪ ،‬نظام)‪.‬‬
‫‪ .5‬قابليتها العالية لالندماج مثال ضم عدة قوائم في قائمة أو تكوين نص جديد من‬
‫فقرات من نص سابق‪.‬‬
‫‪ .6‬مورد ال ينضب عكس الموارد المادية التي تنتهي باستهالكها فهي تزداد مع‬
‫تنامي استهالكها‪ ،‬وهذا ما يولد معارف جديدة‪.‬‬
‫‪ .7‬إمكانية نسخها بكل سهولة و هذا ما يعد عقبة أمام تشريعات الملكية الخاصة‬
‫للمعلومات‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫رابعا‪ -‬مفهوم تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪:‬‬

‫‪ ‬تعريف التكنولوجيا‪:‬‬
‫يعد هذا المصطلح من أكثر المصطلحات استخداما في العصر المعاصر من مختلف‬
‫فئات المجتمع باختالف مستوياتهم التعليمية متخصصين أو عاديين‪ ،‬و أصل هذه الكلمة‬
‫‪ Technology‬هي يونانية و تتكون من شقين األول‪ Techno :‬و يعني فن الصناعة‬
‫أو التشغيل‪ ،‬و الثاني ‪ Logo‬و يعني علما أو منهجا‪ ،‬و هذا يدل أنه لغويا يعني العلم التطبيقي‬
‫للنواحي الصناعية‪ ،1‬فهو علم الصناعة أو الفن التطبيقي أو العلم التطبيقي‪ ،‬ارتبطت‬
‫بتطورات حاجات اإلنسان المجتمعية وأموره وممارساته اليومية وهذا ما جعلها متعددة‪،‬‬
‫ونجد اتجاهين في تعريفها‪:2‬‬
‫االتجاه األول‪ :‬خاص بالعالم المصنع والمنتجات المادية معناه التكنولوجيات المرافقة‬
‫للثورة الصناعية والمستعملة في تحسين اإلنتاج واإلنتاجية‪ .‬وحسب تعريف "ب‪.‬‬
‫مادوف" فهي تحصرها في أنها مجموعة ممارسات اجتماعية والتي تخص المعارف‬
‫العلمية من أجل معرفة االستعمال في اإلنتاج‪ .‬وهذا ما يدل على ربط التكنولوجيا مباشرة‬
‫بالعمل الصناعي المادي واإلنتاج السلعي‪.‬‬
‫االتجاه الثاني‪ :‬هو اتجاه عام يشمل أي تطبيق معرفي في أي مجال وفي أي مكان‪،‬‬
‫وبالتالي من هذا التعريف العام نتوصل إلى تعريفها بأنها‪ :‬مجموعة من المعدات (اآلالت‬
‫والتقنيات) والمعارف العلمية (األ فكار واألساليب المعرفية) التي يعتمد عليها اإلنسان‬
‫لتحقيق حاجاته في بيئة اجتماعية تاريخية معينة‪.‬‬

‫وهنا نتوصل إلى أن التكنولوجيا لها ثالثة أبعاد أساسية‪ ،‬هي‪:‬‬


‫المعدات واآلالت التي يستعملها اإلنسان‪ ،‬وهذا ما أصبح يعرف في المعلوماتية باسم‬ ‫●‬
‫"‪."Hardware‬‬
‫المعارف واألفكار واألساليب المعرفية التي تمكن من استخدام هذه المعدات‪ ،‬و هذا ما‬ ‫●‬
‫أصبح يعرف بـ "‪."Software‬‬
‫‪3‬‬
‫نتاج اجتماعي ال توجد بمعزل عن محيطها بمحدداته الظرفية‪.‬‬ ‫●‬

‫‪– )1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.65‬‬


‫‪ - )2‬فضيل دليو‪ :‬تكنولوجيا االعالم و االتصال الجديدة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دار هومه‪ ،2014 ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ – )3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.14‬‬

‫‪16‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫كتعريف عام للتكنولوجيا نجد أنها تمثل طريقة التفكير في استخدام المعارف والمعلومات‬
‫و المهارات بهدف الوصول إلى نتائج إلشباع حاجة اإلنسان وزيادة قدراته‪.‬‬

‫‪ ‬تعريف تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪:‬‬


‫ظهر ألول مرة في الواليات المتحدة األمريكية في سنة ‪ ،1984‬عرفت بتكنولوجيا‬
‫اإلعالم‪ ،‬وقد عرفها "برنيت وروبين" أنها‪ :‬أداة أو جهاز أو وسيلة تساعد على إنتاج أو‬
‫توزيع أو تخرين أو استقبال أو عرض البيانات‪ ،‬وعرفت األمم المتحدة ومنظمة التعاون‬
‫والتنمية االقتصادية عام ‪ 2002‬تكنولوجيا اإلعالم بأنها‪ :‬وسائل إلكترونية تنقل وتخرن‬
‫وتعالج وتنشر المعلومات‪ ،1‬كما تعني حسب ‪" :Y.Jeanneret‬مجموعة من اإلجراءات‬
‫و التجهيزات التقنية التي تعمد إلى معالجة المعلومات و نقلها و نشرها بين مختلف‬
‫الفواعل في المجتمع‪ ،‬مما يم ّكن من تبادل المعلومات و الرؤى المختلفة و المعارف و‬
‫اإلنتاج العلمي في المجتمع "‪ ،2‬كما تشير إلى مختلف األدوات و الوسائل التكنولوجية‬
‫ال مستعملة في تشغيل و نقل و تخزين المعلومات و البيانات على شكل ملفات إلكترونية‬
‫و هي بهذا تشمل كل من الحواسيب اآللية و وسائط االتصال و شبكات االنترنيت‪.3‬‬
‫و كتعريف شامل هو‪ :‬أنها التجهيزات والوسائل التي اكتشفتها واخترعتها البشرية‬
‫لجمع وإنتاج وبث ونقل واستقبال وعرض المعلومات االتصالية بين المجتمعات‬
‫واألفراد‪.‬‬
‫أما تكنولوجيا اإلعالم واالتصال الجديدة أو الحديثة فتعرف باإلشارة إلى استخدام‬
‫األقمار الصناعية والتكنولوجيا التفاعلية بالحاسب االلكتروني‪ ،‬مثال ذلك الهاتف والتلفاز‬
‫المعتمد على األقمار الصناعية‪ ،‬مسجالت الفيديو‪ ،‬البريد االلكتروني‪.‬‬

‫‪ – )1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.16‬‬


‫‪2‬‬
‫‪)- Performances Management Consulting : E-Gouvernance (Les Relations Etat-Citoyens A‬‬
‫‪L’Heure Du Numérique), Publication PMC, Avril 2009, p. 04‬‬
‫العلم‪ ،‬المجلة‬ ‫اب‪ ،‬السعيد الزاهري‪ :‬توظيف تكنولوجيا المعلومات و االتصال يق خدمة البحث‬ ‫‪3‬‬
‫ي‬ ‫ّ‬ ‫) – محمد زمر ي‬
‫العربية للمعلومات‪ ،‬العدد ‪ ،30‬المنظمة العربية للتبية و الثقافة و العلوم‪ ،‬جامعة الدول العربية‪ ،2020 ،‬ص ‪22‬‬

‫‪17‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫‪ ‬خصائص تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪:‬‬


‫تتمثل خصائصها في ما يلي ‪:1‬‬
‫التفاعلية ‪ :‬و هذا من خالل التأثير في أدوار المشاركين في عملية اإلتصال و‬ ‫●‬
‫أن المرسل يستقبل و يرسل في نفس الوقت‪ ،‬أي تكون‬ ‫باستطاعتهم التفاعل معها‪ ،‬حيث ّ‬
‫العملية ثنائية اإلتجاه و تبادلية‪.‬‬
‫الالتزامنية ‪ :‬و التي تعني إمكانية إرسال الرسائل و استقبالها في الوقت المناسب‬ ‫●‬
‫لكل من المرسل و المستقبل و ال يشترط أن يكون كل المشاركين في العملية في نفس‬
‫الوقت‪ ،‬فيمكن للمرسل أن يرسل رسائل و المستقبل يطلع عليها في الوقت المناسب‪ ،‬فهذا‬
‫التطور التكنولوجي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يحرر المستقبل من قيود الزمان و المكان خاصة مع‬ ‫ّ‬
‫المشتركة و اإلنتشار‪ :‬حيث تم ّكن وسائل اإلعالم الحديرة لكل شخص يمتلك وسائل‬ ‫●‬
‫إتصالية أن يكون ناشرا يرسل رسالته إلى اآلخرين‪.‬‬
‫أن هذه الوسائل الحديرة تزيد من تحرير المرسل‬ ‫الحركية و المرونة‪ :‬و هذا يعني ّ‬ ‫●‬
‫و المستقبل من قيود الزمان و المكان إذ يمكن نقلها مرل ‪ :‬الحواسيب و الهاتف الجوال و‬
‫مفاتيح األنترنيت و الشبكات الالسلكية‪.‬‬
‫الكونية‪ :‬حيث أصبحت بيئة اإلتصال بيئة عالمية تتجاوز كل الحواجز‪ ،‬فقد‬ ‫●‬
‫أصبحت المعلومات عابرة للحدود الدّولية‪ ،‬حيث أصبح العالم يمرّل بالقرية الكونية إذ‬
‫يمكن متابعة ما يحدث في أي مكان في العالم‪ ،‬كما لها من اآلثار السلبية بأن تفصل‬
‫المواطن عن سياقه الرقافي و اإلجتماعي (العولمة)‪.‬‬
‫لتنوع الوسائل المستخدمة مرل النصوص‪ ،‬الصوت‪،‬‬ ‫ادماج الوسائط‪ :‬و هذا نتيجة ّ‬ ‫●‬
‫الصورة الرابتة الصورة المتحركة‪ ،‬الرسوم البيانية الرنائية و الرالثية األبعاد‪.‬‬
‫االنتباه و التركيز‪ :‬يعدّ المتلقي في وسائل اإلعالم الحديرة فاعل في اختيار‬ ‫●‬
‫المحتوى و التفاعل معه‪ ،‬فإنّه يتميّز بدرجة عالية من االنتباه و التركيز‪ ،‬على عكس عند‬
‫تعرضه للوسائل التقليدية و الذي يكون عادة سلبيا و سطحيا‬ ‫ّ‬
‫التخزين و الحفظ‪ :‬حيث يسهل على المتلقي تخزين و حفظ الرسائل اإلتصالية و‬ ‫●‬
‫استرجاعها و هذا كجزء من قدرات و خصائص الوسيلة بذاتها‪.‬‬

‫‪ – )1‬انظر ‪:‬‬
‫الدول‪ ،‬كلية التبية النوعية‪ ،‬جامعة المنوفية‪ ،2017-2016 ،‬ص ص‪.20-17‬‬ ‫ي‬ ‫‪ -‬محمد فؤاد زيد‪ :‬اإلعالم‬
‫قرناب‪ ،‬مسعود بوسعدية‪ :‬تكنولوجيا االتصال و االعالم الحديثة (االستخدام‬
‫ي‬ ‫ياسي‬
‫‪ -‬محمد الفاتح حمدي‪ ،‬ر‬
‫التاثت)‪ ،‬ط‪ ،1‬الجزائر‪ ،‬مؤسسة كنوز الحكمة‪. 2011 ،‬‬‫و ر‬
‫‪ -‬منال هالل المزاهرة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫ابوظت‪ ،‬مركز اإلمارات للدراسات و البحوث‬‫ي‬ ‫المدب و التنمية السياسية‪،‬‬
‫ي‬ ‫‪ -‬ثامر كامل محمد‪ :‬المجتمع‬
‫اإلستاتيجية‪ ،2012 ،‬ص ‪.105-104‬‬

‫‪18‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫‪ ‬أهمية تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪ :‬تتمثل أهميتها في اآلتي‪:‬‬


‫تسعى إلى تحقيق نتائج إيجابية من خالل تحقيق التنمية وتحسين حياة الفرد من خالل‬ ‫●‬
‫زيادة قدرة األشخاص على االتصال وتبادل المعلومات والمعارف والتفاعالت‪.‬‬
‫تمكن األشخاص المهمشين والمعزولين‪ ،‬حتى لو كانوا في أمكان مختلفة‪ ،‬من االتصال‬ ‫●‬
‫والتفاعل عبر فكرة المجتمع العالمي (فك العزلة)‪ ،‬ومحاولة تقليص الفجوة المعرفية بين‬
‫الدول‪ ،‬وذلك باالستفادة من تجارب الدول االخرى لتحسين المستوى و حل المشاكل‬
‫التي تواجههم بفضل المعلومات و المعارف المتاحة‪.‬‬
‫تساهم في تحقيق التنمية النها تزيد من قدرة األمة على الخلق واالستعمال أي تطوير‬ ‫●‬
‫قدراتها حيث تعتبر هذه التكنولوجيا من المصادر التي تستخدم في زيادة اإلنتاج من‬
‫خالل التعريف بالموارد الطبيعية واالستخدامات الجديدة لهذه الموارد الطبيعية‪ ،‬إضافة‬
‫إلى اكتشاف طرق وأساليب جديدة لعلمية اإلنتاج‪ ،‬وأيضا تقديم صورة جيدة عن البلد‬
‫والمؤسسات مما يشجع االستثمار و بالتالي المساهمة في التنمية الشاملة وبالتالي تطوير‬
‫‪1‬‬
‫المجتمع حضاريا‪.‬‬

‫كاق‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.99-98‬‬


‫) ‪ -‬ماهر عودة الشمايلة‪ ،‬محمود عزت اللحام‪ ،‬مصطف يوسف ي‬
‫‪1‬‬

‫‪19‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫سرة لتأثير تكنولوجيا االعالم‬


‫المحور الثاني‪ :‬النظريات المف ّ‬
‫و االتصال‬

‫‪ -‬نظرية الحتمية التكنولوجية‬


‫‪ -‬نظرية الشبكة الفاعلة‬
‫‪ -‬نظرية الغرس الثقافي‬
‫‪ -‬نظرية انتشار المبتكرات‬
‫‪ -‬نظرية الفجوة المعرفية‬

‫‪20‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫عرف القرن ‪ 20‬العديد من النظريات التي تناولت و اهتمت بتكنولوجيا االعالم و‬


‫االتصال و اآلثار التي أحدثتها هذه التكنولوجيا على المجتمع أو الدور الذي لعبته هذه‬
‫التكنولوجيا في تطور المجتمعات من المجتمع الصناعي إلى مجتمع المعلومات أو‬
‫المعرفة و نجد من هذه النظريات‪:‬‬

‫‪ ‬أوال‪ -‬نظرية الحتمية التكنولوجية‪:‬‬

‫و التي تبحث في تأثير تكنولوجيا اإلعالم واالتصال على تطور المجتمع‪ ،‬ظهرت في‬
‫ستينات القرن الماضي انتشارا والزال لغاية اليوم من أكثر النظريات‪ ،‬ورائدها هو‬
‫مارشال ماكلوهان ‪ ،Mcluhan‬ظهرت في الستينيات من القرن الماضي و ال تزال‬
‫حتى اليوم‪ ،‬و هي من أكثر النظريات انتشارا و وضوحا في الربط بين الرسالة و‬
‫الوسيلة اإلعالمية‪ ،‬و هذا مع التركيز على أهمية الوسيلة في تحديد نوعية االتصال‬
‫وتأثيره‪ ،‬فهو يرى أن الوسيلة هي الرسالة‪ ،‬وأنه ال يمكن التعامل مع مضمون وسائل‬
‫االعالم بشكل مستقل عن هذه التكنولوجيا و التقنيات التي تنقلها‪.‬‬
‫‪ -‬ويفترض أن تكنولوجيا اإلعالم واالتصال تكبل حرية اإلنسان الذي يصبح‬
‫تابعا لها‪.‬‬
‫‪ -‬و طرح ألول مرة مصطلح القرية العالمية سنة ‪.1964‬‬
‫‪ -‬كما يرى أن هناك أسلوبين للنظر إلى تكنولوجيا اإلعالم واالتصال وهما‪:‬‬
‫‪ )1‬أنها وسائل لنشر المعلومات والترفيه والتعليم ‪ :‬وفق هذه النظرة سكون‬
‫االهتمام أكثر بمضمونها وطريقة استخدامها‪.‬‬
‫‪ )2‬على أنها جزء من سلسة التطور التكنولوجي‪ :‬بمعنى أنها جزء من‬
‫العملية التكنولوجية التي بدأت تغير مالمح المجتمع كلها‪ ،‬وهنا يكون‬
‫االهتمام بتأثيرها بصرف النظر عن مضمونها‪.‬‬
‫‪ -‬كما اهتم بتطور االتصال وقسمه ألربعة مراحل و هي تعكس في رأيه التاريخ‬
‫االنساني هي‪:‬‬
‫‪ -‬المرحلة الشفوية‪ :‬و هي التي كانت تعتمد على االتصال الشفهي‪ ،‬و قد استغرقت‬
‫معظم التاريخ البشري‪.‬‬
‫‪ -‬مرحلة الكتابة‪ :‬و التي ظهرت في اليونان القديمة واستمرت ‪. 2000‬‬

‫‪21‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫‪ -‬مرحلة أو عصر الطباعة‪ :‬التي بدأت من ‪1500‬م حتى ‪1900‬م‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫‪ -‬مرحلة وسائل اإلعالم االلكترونية التي بدأت عام ‪ 1900‬حتى يومنا هذا‪.‬‬
‫كما طرح ماكلوهان ألول مرة عام ‪1964‬مصطلح القرينة العالمية‪ ،‬كما يرفض‬
‫ماكلو هان الحكم على تطور وسائل االعالم إن كانت جيدة او سيئة ويقول ان طريقة‬
‫استخدامها هي التي ستحد او تزيد من فائدتها ويركز كل أهمية الوسيلة في حد ذاتها‬
‫وانها هي الرسالة‪.‬‬
‫االنتقادات الموجهة لهذه النظرية‪:‬‬
‫‪ -‬أن ما طرحه مهم لكن ال يمكن أن نرجع كل التطورات التي حدثت إلى تطور‬
‫التكنولوجيا وسائل االتصال المطبوعة وااللكترونية‪ ،‬وهذا باعتبار أن‬
‫االختراعات التكنولوجية األخرى مثل‪ :‬وسائل المواصالت السريعة‪ ،‬مصادر‬
‫الطاقة الجديدة (الكهرباء‪ ،‬الموجات الكهرومغناطسية) و المعدات اآللية‪ ،‬كلها‬
‫كان لها أيضا دور في التأثير على تطور المجتمعات بمختلف عناصرها‪.‬‬
‫‪ -‬كما انتقدها الباحث "‪ "Toynbee‬من أنها لم تأخذ بعين االعتبار االختالف‬
‫الثقافي من مجتمع إلى آخر‪ ،‬فهو يرى أن أثر التقنية الصناعية يختلف من بلد‬
‫ألخر‪ ،‬باعتبار أنها لن تحدث نفس التغيير في ثقافة بالد الشرق مثل التغير الذي‬
‫حصل في الغرب باعتبار أنها لن تحدث نفس التغيير في ثقافة بالد الشرق مثل‬
‫التغير الذي حصل في الغرب‪ ،‬و ارجع ذلك للتحفظات الروحية والثقافية ( دين‪،‬‬
‫عادات و تقاليد) التي تقلل من األثر المتوقع‪.‬‬
‫‪ -‬و انتقد أيضا لعدم اعترافه بتبادل التأثير بين التطور التكنولوجي والتغير الثقافي‬
‫(االتجاه االجتماعي ونظرية البناء االجتماعي)‪.2‬‬

‫‪ – )1‬منال هالل المزاهر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.77‬‬


‫‪2‬‬
‫‪) – A. Pacey : The culture of technology, Cambridge Mass, American Life project, 1994.‬‬

‫‪22‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫‪ ‬ثانيا‪ -‬نظرية الشبكة الفاعلة (الشبكة االجتماعية)‪:‬‬

‫ينظر هذا االتجاه للتكنولوجيا والمجتمع على أنهما يشكالن معا وحدة واحدة أو شبكة‬
‫تكنولوجية اجتماعية متجانسة‪.‬‬
‫‪ -‬تضم هذه الشبكة العناصر البشرية واالجتماعية والتكنولوجية معا‪ ،‬ويمثل‬
‫التفاعل بين التكنولوجيا والمجتمع نقطة االرتكاز لهذه النظرية‪.‬‬
‫‪ -‬و تتكون هذه الشبكة تحديدا من‪ :‬هيئات حكومية‪ ،‬المؤسسات المختلفة‪،‬‬
‫الجماعات االجتماعية‪ ،‬األفراد‪ ،‬التشريعات‪ ،‬االنترنت وبرامج الحاسب اآللي‬
‫وغيرها من المكونات التكنولوجية التي تتفاعل مع العناصر االجتماعية‪ ،‬ويتحقق‬
‫التفاعل نتيجة التجاوب المشترك بينهما‪.‬‬
‫‪ -‬ويمثل هنا التفاعل نقطة االرتكاز والقوة لهذه النظرية‪ ،‬و ضرورة التفاعل بين‬
‫الطرفين (التكنولوجيا و المجتمع)‪ ،‬لكنها لم تفسر الطريقة التي يتم بها هذا‬
‫التأثير و في كال الجهتين‪.‬‬
‫االنتقادات الموجهة‪:‬‬
‫‪ -‬في هذه الفترة برز اتجاه آخر و هو اتجاه مجتمع ما بعد الصناعة بريادة ‪Daniel‬‬
‫‪ Bell‬الذي تناول دور التكنولوجيا في صناعة المجتمع ونشوء نظام اجتماعي‬
‫واقتصادي مختلف عن الذي كان سائدا في مرحلة الصناعات الثقيلة‪ ،‬أين كان هناك‬
‫المجتمع الصناعي ليتم االنتقال في ما بعد إلى مجتمع المعلومات من خالل انتاج و‬
‫يعرف مجتمع‬‫تشغيل و توزيع و استهالك المعلومات (صناعة المعلومات)‪ ،‬و ّ‬
‫المعلومات على أنه المجتمع الذي يعتمد أساسا على المعلومات الوفيرة كمورد‬
‫استثماري و كسلعة إستراتيجية‪ ،‬وهو مجتمع يعتمد في تطوره أساسا على المعلومات‬
‫و الحاسبات اآللية وشبكات االتصال‪ ،1‬وهو مجتمع تعتبر فيه المعلومات العنصر‬
‫الجوهري و األساسي الذي تقوم عليه مختل األنشطة االجتماعية و االقتصادية‪ ،‬و‬
‫هذا ما ولد فيما بعد مجتمع المعرفة‪.‬‬
‫‪ -‬كما اهتم ‪ Daniel Bell‬في دراساته بالتحوالت االجتماعية و السياسية الناتجة عن‬
‫تكنولوجيا االتصال‪.‬‬
‫أما من مؤيدي هذه النظرية ( الشبكة الفاعلة) و جاء ردا على "دانيال بال" كمحاولة‬
‫إرجاع الكفة للنظرية نجد هاربرت شيلر" "‪ "Herbert Schiller‬الذي يرى ان المنهج‬
‫األدق لدراسة مجتمع المعلومات ال يكمن في دراسة المعلومات كسلعة‪ ،‬ولكن في‬
‫المالك‪ :‬المعلومات و المجتمع‪ ،‬عمان‪ ،‬دار الوراق‪ ،2002 ،‬ص ‪.282‬‬ ‫زك الوردي‪ ،‬مجبل‬ ‫‪1‬‬
‫ي‬ ‫)‪ -‬ي‬

‫‪23‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫اكتشاف التغيرات االجتماعية والتاريخية التي جعلت للمعلومات قيمة ) اثر( في السياق‬
‫االجتماعي‪.1‬‬
‫و بهذا فهو يرى أن المعلومات ال تكتسب قيمتها في ذاتها ومنفصلة عن المجتمع‬
‫ولكن قيمة المعلومة أو انعدامها تتوقف على تقدير المجتمع وحاجته إليها‪ ،‬فمثال‪ :‬إذا‬
‫كانت المعلومات التي تقدمها تكنولوجيا االتصال لنظم التعليم المختلفة ترفع من مستوى‬
‫األداء عامة فهي ذات قيمة‪.‬‬

‫‪ – )1‬منال هالل المزاهرة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.84‬‬

‫‪24‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫‪ ‬ثالثا‪ -‬نظرية الغرس الثقافي‪:‬‬


‫تعد هذه النظرية إحدى النظريات التي ارتبطت بتكنولوجيا اإلعالم واالتصال والتي‬
‫جاءت في سبعينات القرن الماضي‪ ،‬وهذا لدراسة تأثيرات وسائل اإلعالم التراكمية‬
‫الطويلة المدى الجمهور‪ ،‬ويشير هنا الغرس إلى تقارب إدراك جمهور التلفزيون للواقع‬
‫االجتماعي والتشكيل الطويل المدى لتلك اإلدراكات والمعتقدات عن العالم نتيجة‬
‫للتعرض لوسائل اإلعالم‪ ،‬وقد جاءت هذه النظرية للتأكيد واالعتراف بقوة وسائل‬
‫اإلعالم وأثارها االجتماعية على المتلقين‪.‬‬
‫وتنطلق هذه النظرية من فرضية تشكيل وسائل اإلعالم للتراكم لدى المتلقين‪ ،‬فتسعى‬
‫لقياس اآلثار الطويلة المدى التي تتركها وسائل اإلعالم خاصة التلفزيون على المتلقين‬
‫عند تعرضهم لمضمون معين و لمدة تعرض طويلة‪ .‬وقد وضع جورج جيربنر‬
‫""‪ "George Gerbner‬هذه النظرية‪ ،1‬حيث قام عام ‪ 1968‬بإجراء عملية استطالع‬
‫إلثباتها‪ ،‬فقسم مشاهدي التلفزيون إلى ثالث فئات حسب مدة المشاهدة‪ ،‬فتوصل إلى أن‬
‫المشاهدين بمعدل كبير (أكثر من ‪ 4‬ساعات يوميا) تكون معتقداتهم وآراءهم مماثلة لتلك‬
‫التي صورت على التلفزيون بدال من العالم الحقيقي‪ ،‬وهذا ما يدل على التأثير القوي‬
‫لهذه الوسائل وخاصة التلفاز‪ ،‬فتوصل إلى أن التلفاز يصنع لمشاهديه على المدى الطويل‬
‫واقعا خاصا مختلفا عن الواقع الحقيقي‪ ،‬فيكون المتلقي حبيس الواقع المصور‬
‫(المصطنع) ‪.‬‬
‫وتصنف هذه النظرية ضمن نظريات اآلثار المعتدلة لوسائل اإلعالم " ‪Moderate‬‬
‫‪ "Effects Theories‬والتي تتميز بالتوازن واالعتدال‪ ،‬حيث ال تضخم وال تقلل من‬
‫قوة وسائل اإلعالم‪ ،‬وإنما تركز على العالقات الطويلة األمد بين اتجاهات وأراء‬
‫األفكار من ناحية وعادات مشاهدتهم من ناحية أخرى(المدة)‪.‬‬
‫وهو يركز هنا على التلفزيون ويعتبره وسيلة للتنشئة االجتماعية لمعظم الناس في‬
‫أدوار موحدة وسلوكيات‪ ،‬وتتمثل مهمته األساسية في التثقيف‪ ،‬حيث يعتبره المصدر‬
‫الرئيسي للمعلومات في المجتمع في تلك الحقبة‪ ،‬فهو يصور للمشاهدين واقع اجتماعي‬
‫و من ثم ثقافتهم ككل‪ ،‬كما تعد نظرية الغرس امتدادا لدور وسائل اإلعالم في عملية‬
‫التنشئة االجتماعية للفرد‪ ،‬حيث تقوم على التفاعل االج بين الفرد و الوسائل التعليمية و‬
‫التثقيفية المختلفة‪ ،‬و تهدف إلى اكساب الفرد اتجاهات و سلوكيات تتناسب مع دوره‬
‫االجتماعي‪ ،‬و تسهل له عملية التفاعل و االندماج في حياته االجتماعية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪) – G. Gerbner, L. Gross : Living with television, The violence profile, Journal of‬‬
‫‪Communication, 1976, pp 172-199.‬‬

‫‪25‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫كما تعتبر هذه النظرية العالم الرمزي الذي يقدمه التلفزيون من خالل الرسائل‬
‫المتكررة و الصور النمطية مصدر مهما في تحقيق التنشئة االجتماعية و تطوير‬
‫المفاهيم و السلوكيات في المجتمع‪ ،‬و بالتالي إيجاد حالة من التوافق و التجانس بين‬
‫المشاهدين‪.‬‬
‫وما يربط هذه النظرية بتكنولوجيا اإلعالم واالتصال أن المستحدثات التكنولوجية‬
‫تساهم في زيادة قدرة تأثير الرسائل التلفزيونية‪ ،‬حيث أن تقدم نظم الكابل والمحطات‬
‫الجديدة المستقلة والفيديو سيطرت أكثر على تلقي البرامج‪ ،‬فهي تزيد من هذه التكنولوجيا‬
‫ومن قد رة الرسائل التلفزيونية كما تزيد من دعم السوق والثروة والقوة واالختيارات‬
‫التي تدعم في مجموعها عملية الغرس وأهدافه‪.‬‬
‫و قد شبه بالك و آخرون هذه النظرية بنظريات "الصواعد الكهفية" المعروفة ببطء‬
‫تكوينها لكن بصالبتها في الوقت نفسه‪ ،‬و هذا باعتبار أن تأثيرات التلفزيون تكون على‬
‫المدى الطويل‪ ،‬صغيرة و تدريجية و غير مباشرة و لكنها تراكمية و معتبرة‪.‬‬
‫نتيجة لهذه النظرية و مختلف الدراسات التي جاءت خصوصا حول التلفزيون و‬
‫دوره في التنشئة و النماذج المتكررة و نمطية السلوك و األدوار االجتماعية المختلفة‬
‫توصل جربنر وزمالئه إلى وضع مشروعه الخاص بالمؤشرات الثقافية التي اهتمت‬
‫بثالث قضايا متداخلة و هي ‪:1‬‬
‫‪ -‬تحليل العملية المؤسساتية‪ :‬أي دراسة سياسات االتصال في عالقتها بمضمون‬
‫واختيار وتوزيع الرسائل اإلعالمية‪.‬‬
‫‪ -‬تحليل محتوى الرسائل اإلعالمية‪ :‬وهي دراسة لألنظمة السائدة للصور الذهنية‬
‫والسلوك األكثر تكرارا التي تعكسها الرسالة اإلعالمية مثال تصوير العنف‪،‬‬
‫األقليات والمهنة‪ ،‬و غيرها من القضايا‪.‬‬
‫‪ -‬تحليل الغرس الثقافي‪ :‬ويكون بدراسة العالقة بين التعرض للرسائل التلفزيونية‬
‫وإدراك الجمهور للواقع االجتماعي‪.‬‬

‫االنتقادات الموجهة لهذه النظرية نجد ما يلي‪:‬‬


‫‪ -‬بعض الباحثين أرجعوا تأثيرات الغرس و أنها تكون أقوى عندما يتم قياس‬
‫مضمون نوع معين من البرامج التلفزيونية بدال من المشاهدة الكلية للتلفزيون‬
‫مثلما يرى جربنر‪.‬‬

‫‪ - )1‬منال هالل المزاهرة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.88‬‬

‫‪26‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫‪ -‬ترى هذه النظرية أن المستحدثات التكنولوجية االتصالية تزيد من تأثير‬


‫التلفزيون‪ ،‬وهذا ما أكده فريق من الباحثين في هذا المجال اذ يرون أن الوسائل‬
‫الحديثة تزيد التنوع في الخدمات و المضامين و في مختلف األوقات‪ ،‬في حين‬
‫أن فريق ثاني يرى عكس ذلك باعتبار أن تعدد وسائل االتصال يؤدي إلى تعدد‬
‫المضامين أمام األفراد و التي ال تتسم بالضرورة باالنسجام و التوافق‪ ،‬وهذا‬
‫ما من شأنه أن يقلل تأثير التلفزيون و بالتالي يقلل حدوث الغرس‪.‬‬

‫فتحت هذه النظرية المجال لظهور نظريات أخرى جاءت في هذا السياق‪ ،‬ففي ‪2005‬‬
‫جاءت دراسة حول اختبارات الغرس من خالل الصحف‪ ،‬و في ‪ 2006‬جاءت دراسة‬
‫تم التركيز فيها على العالقة بين مشاهدة التلفاز و بين كل تصورات عالم التلفاز و‬
‫تصورات العالم الواقعي‪ ،‬كما عرفت سنة ‪ 2007‬أيضا دراسات اهتمت بقياس آثار‬
‫الغرس فيما يتعلق بتقديرات األفراد وإدراكهم للعالم والواقع االجتماعي‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫‪ ‬رابعا‪ -‬نظرية انتشار المبتكرات‪:‬‬


‫جاءت هذه النظرية على يد الباحث "‪" Everett Rogers‬وركز من خاللها على‬
‫كيفية تبني الجمهور للمستحدثات أي كل االبتكارات الجديدة سواء في مجال اإلنتاج أو‬
‫االستهالك‪ ،‬وهذا نتيجة لالهتمام في تلك المرحلة بتحديث المجتمع األمريكي وجعله‬
‫مواكبا للتغيرات االقتصادية واالجتماعية التي جعلت من الواليات المتحدة األمريكية‬
‫قوة كبرى بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬خصوصا وانه مختص في علم االجتماع الريفي‬
‫والعمل االجتماعي‪.‬‬
‫وتفترض هذه النظرية أن تدفق االتصال يتم على مراحل تأثرا بنظرية تدفق‬
‫المعلومات على مرحلتين لـ "الزر سفيلد" وهذا ما سيزيد من احتماالت تعقيد تدفق‬
‫االتصال‪ ،‬فهي ترى أن تدفق المعلومات ينساب عبر أفراد عديدين‪ ،‬وأن قنوات االتصال‬
‫تكون األكثر فعالية في زيادة المعرفة حول المبتكرات‪.‬‬
‫ولقد حاولت هذه النظرية تقديم تفسير سوسيولوجي لكيفية انتشار األفكار والمنتجات‬
‫الجديدة‪ ،‬و كيفية تبنيها من طرف األفراد والمجتمعات‪ ،‬ويرى هنا صاحبها أن عمليتي‬
‫االنتشار االجتماعي والتبني الفردي مرتبطتان بارتباط الفرد بالجماعة‪ ،1‬ويربط بين‬
‫عملية االنتشار واالتصال و الذي يعتبره مهما و أحد مكونات العملية التي تتكون من‪:‬‬
‫‪ -‬االبتكار أو الفكرة الجديدة‪.‬‬
‫‪ -‬قنوات االتصال (الجماهيرية و الشخصية أي األقارب‪ ،‬الجيران و قادة الرأي)‪.‬‬
‫‪ -‬الوقت الالزم لالنتشار‪.‬‬
‫‪ -‬النسق االجتماعي ( التركيبة االجتماعية)‬
‫‪ ‬أما فيما يخص التبني فهو يقسمه إلى ‪:‬‬
‫‪ -‬الشعور بالفكرة‬
‫‪ -‬االهتمام بالفكرة‬
‫‪ -‬تقييمها‬
‫‪ -‬تجريبها‬

‫‪ ‬للمزيد يمكن مراجعة‪:‬‬


‫‪-‬‬ ‫‪E. Rogers, M. Diffussion of innovations, New York, Free Press, 1962, p 44.‬‬
‫‪ - )1‬منال هالل المزاهرة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪28‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫‪ -‬ثم تبنيها ‪ ،‬أما الرفض فقد يكون في أي مرحلة من المراحل الثالث األخيرة‬
‫‪1‬‬
‫(التقييم‪ ،‬التجريب والتبني)‪.‬‬
‫وهنا يأتي الربط بين هذه النظرية وتكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪ ،‬فانه على الرغم من‬
‫أن هذه النظرية كانت تعتبر قديمة إال أنها استعادت مكانتها مع تنامي أهمية التكنولوجيا‬
‫واألفكار والممارسات الجديدة والمتعلقة بشكل خاص باإلنترنيت وبتكنولوجيا اإلعالم‬
‫واالتصال‪.‬‬
‫كما فتحت هذه النظرية المجال إلجراء العديد من البحوث في تخصصات مختلفة‬
‫(بحوث األنظمة اإلعالمية‪ ،‬نظرية اإلدراك االجتماعي) التي اهتمت بعملية تبني‬
‫تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪ ،‬وهذا من أجل اقتراح تفسيرات وأفكار تبين محددات‬
‫التبني‪ :‬فردية‪ ،‬مجتمعية‪ ،‬ظرفية‪.‬‬
‫االنتقادات الموجهة لهذه النظرية‪:‬‬
‫‪ -‬أنها لم تفرق بين األفكار الضارة وغير الضارة‪.‬‬
‫‪ -‬أن ترتيب مراحل التبني ليس حتما‪ ،‬بحيث قد تتداخل مع بعضها البعض أو قد‬
‫يستغنى عن بعضها كالتجريب مثال‪ ،‬وأن التقييم ال يمكن اعتباره مرحلة مستقلة‬
‫ألنه يتم في الغالب خالل كل مراحل التبني‪.‬‬
‫‪ -‬إغفالها للعوائد النفسية أو األخرى مثل دوافع التبني أو الرفض‪.‬‬
‫وقد ولد هذا االستخدام الجماهيري للمبتكرات والتقنيات الحديثة االهتمام من تبني هذه‬
‫المبتكرات إلى التركيز على ما تحدثه استخداماتها من تحوالت اجتماعية على مستوى‬
‫األفراد والجماعات‪ ،‬بمعنى ما يطورونه من ممارسات اجتماعية وثقافية مختلفة‬
‫ومستجدة‪.‬‬
‫و من هنا التوجه نحو التركيز على دراسة تطور عالقة الفرد بذاته وبالمجموعة‬
‫االجتماعية عبر وساطة تكنولوجيا اإلعالم واالتصال أو هذه التقنيات االتصالية الحديثة‪.‬‬
‫وهذا م أدى لتطوير أساليب استخدام هذه التقنيات من أجل تحقيق غايات المشاركة‬
‫والتواصل والترفيه بأشكال فردية وجماعية بالربط بين اإلنسان واآللة والمجتمع‪.‬‬

‫‪ – )1‬كمال الحاج‪ :‬نظريات االعالم و االتصال‪ ،‬سوريا‪ ،‬الجامعة االفتاضية السورية‪ ،2020 ،‬ص ‪.108‬‬

‫‪29‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫‪ ‬خامسا‪ -‬نظرية الفجوة المعرفية‪:‬‬


‫جاءت األعمال واألبحاث في إطار هذه النظرية تحت عنوان تدفق المعلومات من‬
‫خالل وسائل اإلعالم واالختالفات المعرفية على يد ثالث باحثين هم‪CN. Olien et :‬‬
‫‪ .G.A. Donohue et P.J. Tichenor‬وقد افترضت هذه النظرية أن المعلومات‬
‫المتدفقة من خالل وسائل اإلعالم في المجتمع لها دور يجعل فئات الجمهور ذوي‬
‫المستوى االجتماعي واالقتصادي المرتفع يكونون أكثر قدرة على اكتساب المعلومات‬
‫بشكل أفضل من الفئات ذات المستوى المنخفض‪ ،1‬ومن هنا فإن زيادة المعلومات ينتج‬
‫عنها توسيع فجوة المعرفة بين فئات المجتمع بدال من محوها كما هو متوقع من وسائل‬
‫اإلعالم كنظام فرعي في المجتمع‪.‬‬
‫وتقوم هذه النظرية على أساس وجود فجوة معرفية بين فئات الجمهور المختلفة حول‬
‫القضايا باختالف العديد من المتغيرات‪ ،‬ومن بين هذه المتغيرات التي تهتم بالمستوى‬
‫التعليمي من خالل الفجوة المعرفية المتزايدة بين المتعلمين وغير المتعلمين‪ ،‬وذلك‬
‫بدراسة وسائل اإلعالم وإجراء االختبارات المعرفية على جمهورها‪ .‬ويفترض أصحاب‬
‫هذه النظرية أن األفراد ال يتساوون في اكتساب المعلومات‪ ،‬ويقسمونهم نتيجة لهذا إلى‬
‫مجموعتين هما‪:‬‬
‫‪ ‬المجموعة األولى‪ :‬تشمل األفراد ذوي المستوى التعليمي األفضل‪ ،‬وهي‬
‫مجموعة تعرف أكثر حول معظم األشياء‪ ،‬وهم األفراد ذوي المراكز‬
‫االجتماعية واالقتصادية العليا كما يتميزون بقدرات أفضل من غيرهم‬
‫على الحصول على المعلومات‪.‬‬
‫‪ ‬المجموعة الثانية‪ :‬يوصف أفرادها بأنهم قليلو المعارف بسبب تدني‬
‫مستواهم التعليمي‪ ،‬فاألفراد ذوي المراكز االجتماعية واالقتصادية‬
‫المتدنية والمحدودة نسبيا بمستوى تعليمي‪ ،‬حيث يكونون منعدمي أو‬
‫قليلي المعرفة حول الشؤون العامة ومنقطعون عن أحداث الساعة وعن‬
‫أهم االكتشافات الجديدة‪ ،‬وعادة ما يكونون غير مهتمين بضعفهم‬
‫المعرفي هذا‪.‬‬
‫ويرجع الباحثون في إطار هذه النظرية الفجوة المعرفية لخمسة أسباب‪ ،‬هي‪:2‬‬
‫‪ -‬تميز ذوي المراكز االجتماعية واالقتصادية العليا بإمكانيات أحسن من غيرهم‬
‫في مجال االتصال‪ ،‬التعليم‪ ،‬القراءة‪ ،‬الفهم وتذكر المعلومات‪.‬‬

‫‪ – )1‬كمال الحاج‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.155 -154‬‬


‫‪ - )2‬منال هالل المزاهرة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪. 94‬‬

‫‪30‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫‪ -‬تميزهم بسهولة أكبر في تخزين المعلومات أو في تذكر شكل وموضوع‬


‫المعارف األساسية‪.‬‬
‫‪ -‬كما قد يكون محيطهم االجتماعي مالئما أكثر‪.‬‬
‫‪ -‬كما أنهم أحسن في عملية انتقاء تعرضهم للمعلومات قبولها واالحتفاظ‪.‬‬
‫‪ -‬إضافة إلى أن طبيعة وسائل اإلعالم نفسها توحي بأنها أعدت خصيصا لذوي‬
‫المراكز االجتماعية واالقتصادية العليا‪.‬‬
‫ويمكن إسقاط هذه االفتراضات في تفسير الفجوة المعرفية المتزايدة بين دول الشمال‬
‫والجنوب‪ ،‬كما أن فرضية الفجوة المعرفية ارتبطت بمفهوم الفجوة الرقمية‪ ‬على الرغم‬
‫من أن تطورها كان مستقال‪ ،‬إذ يعود ظهور مصطلح الفجوة الرقمية بداية على المستوى‬
‫المحلي في الواليات المتحدة عام ‪ 1995‬بعد صدور تقرير وزارة التجارة األمريكية‬
‫بعنوان "السقوط من فتحات الشبكة"‪ 1‬و الذي اهتم بالفروقات الكبيرة بين فئات المجتمع‬
‫األمريكي في استخدام التكنولوجيا الحديثة (خاصة الحواسيب و االنترنيت)‪ ،‬و لكن‬
‫سرعان ما انتشر عالميا ليعبر عن مجموعة الفوارق بين العالم المتقدم و النامي‪.‬‬

‫‪ ‬و يرتبط هذا المفهوم بدورة اكتساب المعرفة بمهامها األرب ع ‪ :‬النفاذ إل مصادر المعرفة‪ ،‬استيعاب المعرفة‪ ،‬توظيف‬
‫العلم‪،‬‬ ‫التكنولوج (االنفاق عىل البحث‬ ‫مؤشات قياسها نجد اإلنجاز‬ ‫المعرفة القائمة و توليد المعرفة الجديدة‪ ،‬و من ر‬
‫ي‬ ‫يّ‬ ‫ّ‬
‫التكنولوج‪ ،‬و الكثافة‬
‫ي‬ ‫التقنيي)‪ ،‬التقدم‬
‫ر‬ ‫عدد البحوث و الدراسات المنشورة‪ ،‬عدد براءات االختاع‪ ،‬نسبة العلماء و‬
‫االتصالية‪.‬‬
‫اللبناب‪ ،2009 ،‬ص ‪.8‬‬
‫ي‬ ‫‪:‬‬
‫‪ – )1‬سوزان موزي الثورة المعلوماتية و التكنولوجية و سياسات التنمية‪ ،‬ط‪ ،1‬ربتوت‪ ،‬دار المنهل‬

‫‪31‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫المحور الثالث‪ :‬ظاهرة انفجار المعلومات (ثورة المعلومات)‬

‫مظاهر ثورة المعلومات‬ ‫‪-‬‬


‫مجتمع المعلومات‬ ‫‪-‬‬
‫كيفية مواجهة الظاهرة‬ ‫‪-‬‬
‫انعكاسات ثورة المعلومات‬ ‫‪-‬‬

‫‪32‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫‪ ‬ثورة المعلومات –انفجار المعلومات‪: -‬‬

‫نتيجة للتغيرات االقتصادية واالجتماعية الكبيرة التي دامت لفترة طويلة من الزمن‬
‫عرفنا عصرا جديدا عرف باسم‪ :‬المجتمع الصناعي (الثورة الصناعية) ‪ ،‬أين تم استبدال‬
‫األعمال الزراعية بالصناعية‪ ،‬و مع هذا الوضع ازدادت الحاجة إلى تسجيل المعلومات‬
‫وتعلم كيفية استخدامها‪ ،‬فسعى الناس يسعون إلى تعلم القراءة والكتابة ألنها أصبحت‬
‫أكثر من ضرورة‪ ،‬وما دعم هذه التطورات التي عرفتها هو تطور وسائل النقل‬
‫والموصالت واالتصاالت‪ ،‬التي مكنت من زيادة سرعة االتصال والتواصل‪.‬‬
‫إضافة إلى أن المعلومات بدأت تعرف في وقتنا الحاضر تدفقا سريعا عبر مختلف‬
‫الوسائل واالختراعات من الهاتف‪ ،‬التلفاز‪ ،‬الراديو واالنترنت وغيرها‪ ،‬إذ أن كمية‬
‫المعلومات المتاحة تتضاعف كل سبع إلى ثماني سنوات‪ ،‬حيث أنتج في ثالثين السنة‬
‫األخيرة معلومات أكثر مما أنتج في القرون السابقة‪ ،‬وهذا ما أدى إلى تدفق هائل و شكل‬
‫انفجارا معلوماتيا‪ ،1‬أو ثورة للمعلومات التي يرى فيها أحد المؤرخين األمركيين "وولتر‬
‫بريستون" أنها غيرت العالم إذ أصبح العلم و التكنولوجيا هما محركا التاريخ و العالقات‬
‫الدولية‪ ،‬كما غيرت من مفهوم سلطة و سيادة الدولة‪.‬‬
‫و يعني انفجار المعلومات حسب موسوعة أكسفورد اإللكترونية "‪ :"Oxford‬الزيادة‬
‫السريعة في كمية المعلومات المنشورة واآلثار المترتبة على وفرتها‪ ،‬من تحميل زائد‬
‫وتشبع وسوء إدارتها‪ ،‬مما يجعل الفرد غير قادر على تحصيل المعلومات الكافية التي‬
‫يريدها إال إذا كان يقرأ يوميا ‪ 5‬ساعات على األقل"‪ ،2‬و هذا يعني أن هناك زيادة هائلة‬
‫و متواترة في المعلومات‪ ،‬مما يؤدي إلى توزيع واسع االنتشار للمعرفة و المعلومات‬
‫التي أصبحت تعد جوهر المنظومة اإلنتاجية و االجتماعية و ذات أبعاد عديدة أمنية‪،‬‬
‫ثقافية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬اجتماعية و أخالقية‪.‬‬
‫كما يشير مصطلح انفجار المعلومات إلى اتساع المجال الذي تعمل فيه المعلومات و‬
‫الذي يشمل اآلن كافة مجاالت النشاط اإلنساني‪ ،‬حيث تحول إنتاج المعلومات إلى‬
‫"صناعة" أصبح لها سوق كبير ال يختلف كثيرا عن أسواق الذهب و البترول‪ ،‬و قد‬
‫يكون ما ينفق في انتاج المعلومات أكثر ما ينفق على السلع االستراتيجية المعروفة في‬
‫‪3‬‬
‫العالم‪.‬‬

‫‪ – )1‬فضيل دليو‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.25‬‬


‫‪ - )2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ - )3‬مكاوي حسن عماد‪ ،‬علم الدين محمود‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.45‬‬

‫‪33‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫هذه المعلومات التي أصبحت تلعب دورا حيويا في حياة األفراد و المجتمعات‪ ،‬فهي‬
‫تمثل المادة الخام للبحوث العلمية و أساس القرارات الفعالة‪ ،‬و بالتالي من يملكها فهو‬
‫يملك عناصر القوة و السيطرة في عالم متغير‪ ،‬تمثل فيه المعلومات مورد استراتيجي و‬
‫مقوم أساسي لإلنتاج و االقتصاد القومي‪ ،‬و ضرورية في الشؤون السياسية و العسكرية‬
‫لوضع الخطط االستراتيجية‪.‬‬

‫‪ ‬ظهور وانتشار مفهوم ثورة المعلومات‪:‬‬


‫يرى قاموس أكسفورد أن استخدام عبارة انفجار المعلومات يعود إلى سنة ‪1964‬‬
‫(صحيفة نيويورك تايمز في ‪ 7‬جوان ‪ )1964‬وبعدها انتشر استخدامه في وسائل‬
‫اإلعالم‪ ،‬أما من طرف األكاديميين فكان منذ سبعينات القرن الماضي‪.‬‬
‫وقد أدى هذا االنفجار الذي يعرفه العصر الحالي إلى زيادة هائلة في حجم المعلومات‬
‫المتدفقة من مصادر عديدة‪ ،‬ما دفع إلى البحث في سبل تنظيمها و تخزينها‪ ،‬حيث كرس‬
‫عدد من الباحثين جهودهم إلدارة وتحليل وتفسير هذه المعلومات‪ ،‬و بالتالي أصبح يعرف‬
‫هذا العصر بعصر المعلومات (مجتمع المعرفة)‪ ،‬و الذي يتسم بالسرعة و االنتشار و‬
‫التأثيرات الممتدة من الرسالة إلى الوسيلة إلى الجماهير داخل المجتمع الواحد أو بين‬
‫المجتمعات‪.1‬‬
‫وترجع جذور ثورة المعلومات التي تعد مجاال من مجاالت ثورة تكنولوجيا‬
‫االتصاالت‪ ‬إلى تكون مجتمعات الحاسب‪ ،‬وهذا خصوصا مع ظهور أجهزة الحواسب‬
‫الشخصية والتي يرجع الفضل في ظهورها إلى أول برنامج لألقمار الصناعية‪ ،‬حيث‬
‫بذلت الشركات الخاصة مجهودات كبيرة لتصغير حجم هذه األجهزة لكي يسهل وضعها‬
‫في األقمار الصناعية‪ ،‬ففي الثمانينات بانتشار الحواسب الشخصية بين الناس‪ ،‬أصبح‬
‫األمر أكثر يسرا لكن الحاسب لم يكن سريعا كما هو اآلن‪ ،‬كما أصبحت الحواسيب في‬
‫الوقت الحالي متشابكة ضمن شبكة عامة تتسم بالتواصل الفوري وهي شبكة اإلنترنيت‪.‬‬

‫‪ – )1‬سامية محمد جابر‪ ،‬نعمات أحمد عتمان‪ :‬االتصال و االعالم‪ :‬تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬دار المعرفة‬
‫الجامعية‪ ،2003 ،‬ص ‪108‬‬
‫‪‬‬
‫المعرق الضخم الناتج عن الكم الهائل و‬
‫فه تشمل ثورة المعلومات أو االنفجار ّ ي‬ ‫و تشمل هذه الثورة ثالثة مجاالت ي‬
‫لت بدأت‬ ‫ّ‬
‫المستمر من المعرفة يق أشكال تخصصات و لغات عديدة‪ ،‬و ثورة االتصال و تمثل تكنولوجيا االتصال الحديثة و ا ي‬
‫باالتصاالت السلكية و الالسلكية و صوال إل األقمار الصناعية و األلياف البرصية‪ ،‬و يتمثل المجال الثالث يق ثورة الحاسبات‬
‫يتجسد من خالل‬‫ّ‬ ‫نواج الحياة و تكاملت و اندمجت مع كل وسائل االتصال و هذا ما‬ ‫الت شملت مختلف‬
‫ي‬ ‫االلكتونية ي‬
‫االنتنيت‪ (.‬سامية محمد جابر‪ ،‬نعمات أحمد عتمان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪).108‬‬

‫‪34‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫كما تتسم هذه الثورة بمجموعة من المميزات‪:1‬‬


‫‪ -‬ساعدت هذه الثورة في اختصار المدى الزمني الذي كان يفصل بين كل ثورة‬
‫صناعية و أخرى‪ ،‬حيث أصبح يضيق باستمرار إذ انتظر العالم ‪ 1800‬سنة‬
‫حتى بداية الثورة الصناعية األولى‪ ،‬لكن تطلب الدخول في الثانية ‪ 100‬سنة في‬
‫حين احتاج الدخول في الثورة الصناعية الثالثة إلى حوالي ‪ 25‬سنة‪ ،‬و نحن‬
‫اليوم في الثورة الصناعية الرابعة‪.‬‬
‫‪ -‬ترتكز هذه الثورة على نتاج العقل البشري و على حصيلة الخبرة و المعرفة‬
‫و التقنية‪.‬‬
‫‪ -‬تستلزم هذه الثورة االستثمار في مجاالت التعليم و تطوير المهارات البشرية‬
‫إليجاد كوادر لها قدرات على التعامل مع مجريات هذه الثورة و التكيف مع‬
‫نتائجها‪.‬‬

‫الهاشم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.195-194‬‬


‫ي‬ ‫‪ - )1‬مجد‬

‫‪35‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫‪ ‬مظاهر ثورة المعلومات‪:‬‬


‫أ‪ -‬النمو الهائل في حجم اإلنتاج الفكري‪:1‬‬
‫تطور هذا اإلنتاج المنشور في الدوريات من ‪ 100‬دورية في ‪ 1800‬إلى ‪ 70‬ألف‬
‫دورية في سنوات الثمانينات‪ ،‬وبصفة عامة فكمية المعلومات تتضاعف كل ‪ 12‬سنة‪ ،‬و‬
‫هناك من يرى أن معدل النمو السنوي لإلنتاج الفكري يتراوح بين ‪ 4‬و ‪ ،8‬كما تشير‬
‫اإلحصائيات أن حصيلة ما يصدر سنويا من الوثائق من مختلف المجالت سوف يصل‬
‫إلى ما بين ‪ 12‬و ‪ 14‬مليون وثيقة‪ ،‬وأن هناك زيادة في حجم المطبوعات تصل ‪1.5‬‬
‫مليون مطبوعة‪ ،‬وأن الحاجة للمعلومات تبقى دائما متواصلة وتنمو بنفس معدل نمو‬
‫المطبوعات‪.‬‬
‫من بين األسباب المفسرة لهذا النمو الهائل في المعلومات الرقمية نجد ‪:‬‬
‫‪ -‬طفرة مبيعات الكاميرات الرقمية والهواتف المحمولة حيث هناك حوالي مليار جهاز‬
‫في التداول‪.‬‬
‫‪ -‬تبعية شبكات االجتماعية التي تستخدم بكثافة االنترنت‪.‬‬
‫‪ -‬إضافة إلى عدد مستخدمي اإلنترنت في الدول الناشئة مثل الهند والصين‪.‬‬
‫كل هذا الكم الهائل من المعلومات حول إنتاجها إلى صناعة إستراتيجية‪ ،‬وأصبح لها‬
‫سوق تنافسية كبيرة‪ ،‬وتعد سوق المعلومات المخزنة والمتداولة الورقية وااللكترونية‬
‫ضخمة جدا‪ ،‬وهذا بما تحتويه من معلومات كثيرة ومتخصصة قديمة وجديدة‪ ،‬وتقوم هنا‬
‫هذه السوق بنقل البيانات واألصوات والنصوص و الصور عبر أجهزة الهاتف واألقمار‬
‫الصناعية والمعدات الالسلكية وأجهزة الحاسب‪ ،‬إضافة إلى الوسائل التقليدي من فاكس‬
‫ومواد مطبوعة‪.‬‬
‫ب‪ -‬تشتت اإلنتاج الفكري‪:‬‬
‫و هو ناتج عن الحجم الهائل للمعلومات ونموها السريع‪ ،‬إضافة إلى التخصص المتزايد‬
‫في الموضوعات العلمية واألدبية المختلفة‪ ،‬والتداخل في الكثير منها‪ ،‬مما أدى إلى ظهور‬
‫فروع علمية جديدة فائقة التخصص‪ ،‬مثل الهندسة الطبية والوراثية والكيمياء الحيوية‬
‫والنانو‪-‬تكنولوجي وعلم االجتماع الطبي والتسويق السياسي‪.‬‬
‫إضافة إلى ارتفاع عدد األكاديميين والباحثين المختصين وطلبة الجامعات ومراكز‬
‫البحث في جميع أنحاء العالم خاصة في آسيا وارتفاع عدد اللغات المتواصل بها‪ .‬ويدعم‬

‫‪ – )1‬انظر‪:‬‬
‫‪ -‬مكاوي حسن عماد‪ ،‬علم الدين محمود‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‬
‫‪ -‬د‪.‬م ‪ :‬ثورة المعلومات‪ ،‬عىل موقع ‪ www.moqatel.com‬تم االطالع‪ :‬مارس ‪2019‬‬

‫‪36‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫هذه الفكرة اإلحصائيات التي تشير إلى أن اإلنتاج السنوي من الوثائق العلمية المنشورة‬
‫يسهم في إنتاجه أكثر من ‪ 30‬مليون شخص‪.‬‬
‫كلما زاد الباحثون والعلماء تخصصا وتضخم حجم إنتاجهم الفكري وتشتت‪ ،‬قلت فعالية‬ ‫●‬

‫أوعية النشر الورقية و االلكترونية‪ ،‬ومن ثم يكون من الصعب متابعة كل اإلنتاج الفكري‬
‫و اإلحاطة به من قبل الباحثين و الطلبة‪.‬‬
‫ج‪ -‬تنوع مصادر المعلومات وتعدد أشكالها‪:‬‬
‫نجد في هذا االطار مصادر عديدة تختلف باختالف التخصص ( علمي أو أدبي)‬
‫والوسائط (شفوية‪ ،‬رقية‪ ،‬الكترونية) واللغات‪ ،‬كما نجد منها الرسمية وغير الرسمية‪،‬‬
‫األولية والثانوية (الكتب‪ ،‬الدوريات‪ ،‬تقارير البحوث‪ ،‬منشورات الندوات والمؤتمرات‪،‬‬
‫الرسائل الجامعية‪ ،‬الفهارس‪ ،‬الموسوعات‪ ،‬المعاجم‪ ،‬براءات االختراع‪ ،‬األفالم‪،‬‬
‫األشرطة‪ ،‬األقراص المضغوطة والوسائط المتعددة ‪ ....‬إلخ)‪.‬‬
‫وتتوز ع هذه المصادر عالميا على آالف المكتبات الوطنية العامة والمتخصصة‪،‬‬
‫باإلضافة إلى المكتبة االلكترونية التي تتضاعف بشكل سريع‪ ،‬كما يوجد أكثر من ‪120‬‬
‫وكالة أنباء دولية ووطنية تعمل في مجال المعلومات واألخبار وتبث يوميا ماليين‬
‫األخبار والمعلومات‪.1‬‬

‫‪ – )1‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫‪ ‬مجتمع المعلومات كنتيجة لثورة المعلومات‪:‬‬


‫يعود ظهوره نتيجة للتسهيالت الجديدة و الشبكات المتخصصة التي جلبتها ثورة‬
‫المعلومات‪ ،‬و هذا بداية من الخمسينيات من القرن ‪ 20‬عند دخول الحاسب االلكتروني‬
‫مراكز األبحاث و الجامعات‪ ،‬و من ثم واصل انتشاره إلى مجاالت أخرى من مثل‬
‫التجارة و الصناعة‪ ،‬ثم توالت السنوات و ما واكبها من اختراعات مثل البريد االلكتروني‬
‫و الخدمات التلفزيونية المختلفة من التليتكست و الفيوداتا‪ ،‬و الشبكات السلكية‪ ،‬فقد كانت‬
‫وليد المزاوجة بين تكنولوجيا المعلومات من جهة و تكنولوجيا االتصال من جهة أخرى‬
‫أي بين معدات و برامج معالجة المعلومات و وسائل االتصال‪.‬‬
‫و قد عرف هذا المفهوم مسميات عديدة مثل المجتمع ما بعد الصناعي‪ ،‬مجتمع ما بعد‬
‫الحداثة‪ ،‬المجتمع الرقمي أو الشبكي‪ ،‬المجتمع الكوني‪ ،‬لكن كلها تصب في معنى واحد‬
‫و هو "مجتمع يستطيع كل فرد فيه استحداث المعلومات و المعارف و النفاذ إليها و‬
‫استخدامها و تقاسمها بحيث يمكن األفراد‪ ،‬المجتمعات‪ ،‬و الشعوب من تسخير كامل‬
‫إمكانياتهم في النهوض بالتنمية المستدامة و تحسين نوعية حياتهم"‪ ،1‬و هذا حسب‬
‫تعريف مؤتمر القمة العالمي لمجتمع المعلومات بجنيف سنة ‪ ،2003‬كما يتسم هذا‬
‫المجتمع بمجموعة من المعايير و هي كالتالي‪:2‬‬
‫‪ .1‬المعيار التكنولوجي‪ :‬تكون فيه تكنولوجيا المعلومات هي مصدر القوة األساسية‬
‫و يعرف انتشارا واسعا لتطبيقات المعلومات في المكاتب و المصانع و التعليم و‬
‫المنازل‪.‬‬
‫‪ .2‬المعيار االجتماعي‪ :‬و هذا من خالل التأكيد على دور المعلومات كوسيلة لالرتقاء‬
‫بمستوى المعيشة‪ ،‬و نشر الوعي بالحاسب و المعلومات التي تتاح لكل فئات‬
‫المجتمع و على مستوى عال من الجودة‪.‬‬
‫‪ .3‬المعيار االقتصادي‪ :‬و تبرز هذه األهمية االقتصادية كون هذه المعلومات تمثل‬
‫موردا اقتصاديا أو خدمة أو سلعة‪ ،‬أو كمصدر للقيمة المضافة و مصدر لخلق‬
‫فرص جديدة للعمالة‪.‬‬
‫‪ .4‬المعيار السياسي‪ :‬و يتجسد من خالل توسيع المشاركة بين أفراد المجتمع الناتجة‬
‫عن حرية نقل المعلومات و تداولها مما ينعكس على تطوير و بلورة العملية‬
‫السياسية‪.‬‬

‫كاق‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.44‬‬ ‫‪1‬‬


‫) ‪ -‬ماهر عودة الشمايلة‪ ،‬محمود عزت اللحام‪ ،‬مصطف يوسف ي‬
‫‪ – )2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.45‬‬

‫‪38‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫‪ .5‬المعيار الثقافي‪ :‬و يكون باالعتراف بالقيم الثقافية للمعلومات (كاحترام الملكية‬
‫الفكرية‪ ،‬و حرمة البيانات الشخصية‪ ،‬و األمانة العلمية)‪ ،‬و كذلك بترويج هذه‬
‫القيم من أجل الصالح العام‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫‪ ‬كيفية التعامل مع انفجار المعلومات ‪:‬‬


‫مما سبق تناوله من حجم المعلومات الذي ينمو بسرعة وينتشر وفق أشكال متعددة‪ ،‬وهذا‬
‫ما جعل التحكم فيها واالستفادة منها أمرا صعبان ومن هنا وجب التفكير في كيفية التعامل‬
‫معها والبحث عن طرق ممنهجة للوصول إلى ما نحتاجه منها‪ ،‬وهذا في الوقت المناسب‪،‬‬
‫ومن بين هذه المحددات العامة التي يمكن اعتمادها في ذلك‪ ،‬نجد‪:1‬‬
‫تحديد أهداف ابحث المعلوماتي‪ ،‬ويجب التقيد بهذه األهداف باستمرار ومرحليا‪.‬‬ ‫●‬

‫المسح البيليوغرافي وفقها‪.‬‬ ‫●‬

‫تصنيف المصادر حسب أهميتها وجداولها اآلنية وأولوياتها وموثوقيتها وقيمتها‬ ‫●‬

‫المعرفية‪.‬‬
‫حسن اختيار التوقيت المناسب للتوقف عن البحث‪ ،‬وهذا مع بلوغ ما قد يسمى بالتشبع‬ ‫●‬

‫المعلوماتي‪ ،‬وهذا ما سيوفر الجهد والوقت والمال وعدم التشويش على ما تم انجازه‪.‬‬
‫استشارة المختصين في كل مرحلة من مراحل العمل‪.‬‬ ‫●‬

‫التحوالت الناشئة عنها‪:‬‬


‫ّ‬ ‫‪ ‬انعكاسات ثورة المعلومات أو‬
‫فقد أحدثت هذه الثورة تحوالت و تغيرات على جميع األصعدة و هذا ما تجسد كما‬
‫يلي‪:2‬‬
‫الناحية التكنولوجيا‪ :‬تمثل تكنولوجيا المعلومات مرحلة متقدمة من سلسلة‬ ‫‪‬‬
‫تطور االتصاالت‪ ،‬و قد واكبها إنشاء شبكات ضخمة بإمكانها الجمع بين‬
‫الصورة و الصوت و النص المكتوب و المعلومات البيانية‪ ،‬كما يمكن لهذه‬
‫الشبكات أن تصل إلى كل مستهلك حتى في داخل بيته‪ ،‬و هذا ما يحتاج إلى بنية‬
‫تحتية أساسية قوامها التعاون الصناعي و التقني و المالي الكبير‪.‬‬
‫‪ ‬الناحية االقتصادية‪ :‬تحتاج مختلف القطاعات الصناعية و الخدماتية الحديثة‬
‫إلى الوسائط السمعية البصرية و أجهزة و شبكات الكمبيوتر لكن بدرجات‬
‫متفاوتة‪ ،‬و قد أصبحت هذه الوسائل تمثل نسبة كبيرة من حجم التجارة الدولية‬
‫و اجمالي الناتج الصناعي في كثير من الدول المتقدمة‪ ،‬حيث أصبحت صناعة‬
‫المعلومات قطاع استراتيجي مهم ينافس بقية القطاعات التقليدية‪.‬‬

‫‪ – )1‬فضيل دليو‪ ،‬تكنولوجيا االعالم و االتصال الجديدة ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.44-42‬‬
‫ّ‬
‫العرب‪ ،‬يق ثورة المعلومات و االتصاالت و ر‬
‫تأثتها يق‬ ‫ي‬ ‫‪ – )2‬مصطف المصمودي‪ :‬ثورة المعلومات و تحدياتها يق العالم‬
‫ّ‬
‫أبوظت‪ ،‬مركز اإلمارات للدراسات و البحوث‬
‫ي‬ ‫العرب‪ ،‬ط‪ ،1‬أبحاث المؤتمر السنوي الثالث‪،‬‬‫ي‬ ‫المجتمع و الدولة يق العالم‬
‫االستاتيجية‪ ،‬يناير ‪ ،1997‬ص ص ‪.19-18‬‬

‫‪40‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫‪ ‬الناحية السياسية‪ :‬و يبرر هذه النقطة حدثين بارزين‪ :‬أولهما إنشاء الشبكة القومية‬
‫للمعلومات في أمريكا‪ ،‬و التي تعمل على تبادل المعلومات و توفيرها‪ ،‬ضمانا‬
‫الستمرارية التفوق األمريكي في العالم‪ ،‬و هذا ما يتطلب إعادة النظر في أدوار‬
‫كل الجهات المشاركة في عملية تبادل المعلومات و التقنيات الحديثة في المجتمع‬
‫كما من الضروري توفير الضمانات الالزمة لحماية المعلومات باعتبارها‬
‫مصدرا للثروة‪ ،‬و ثانيهما دعوة مؤتمر الدول الصناعية السبع الكبرى لاللتزام‬
‫ب دور رائد و أساسي في تطوير مجتمع المعلومات العالمي‪ ،‬و في هذا االطار‬
‫قام المؤتمر بإصدار مجموعة من االرشادات و حدد عددا من المشاريع للبدء‬
‫في تنفيذها مثل‪ :‬دراسة تأثير مجتمع المعلومات على العالم‪ ،‬و إمكانية إنشاء‬
‫مكتبات و متاحف و معارض إلكترونية‪ ،‬إضافة إلى ادخال المعلومات الحكومية‬
‫على شبكات الكمبيوتر‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫المحور الرابع‪ :‬تكنولوجيا االتصال عن بعد‬

‫‪ -‬االتصال السلكي‬
‫‪ -‬االتصال الالسلكي‬

‫‪42‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫في اطار حاجة البشر المتزايدة للتواصل بينهم و خصوصا عن بعد‪ ،‬كانوا يبحثون‬
‫بشكل كثيف عن الطرق التي تمكنهم من ذلك‪ ،‬فكان في الماضي قرع الطبول و استعمال‬
‫الدخان و الحيوانات و الرسل و أدوات الكتابة و الرسم و الطباعة (ما قبل الميالد حتى‬
‫‪ 1500‬ق م)‪ ،‬حيث كان االتصال عن بعد غير مباشر من خالل وسائط ماديىة متحركة‬
‫أو السلكيا و محدودا جغرافيا‪.‬‬
‫استمر الوضع على هذا األمر حتى القرن ‪ ،19‬أين عرف هذا القرن عصر الثورة‬
‫السلكية و المرتبطة أساسا بالتليغراف السلكي ‪ 1837‬من طرف "صمويل مورس"‪ ،‬ثم عقبت‬
‫هذه الثورة تطورات نوعية في مجال الالسلكي نتيجة إلختراعات مهمة في مجال‬
‫االلكترونيات‪ ،‬و يعود الفضل في ذلك للعالم اإليطالي "جوجليلمو ماركوني" الذي اخترع‬
‫الالسلكي عام ‪ ،18961‬و كانت هذه أول مرت ينقل فيها الصوت إلى مسافات بعيدة‬
‫نسبيا و هذا ما مكن من ظهور اإلتصال اإلذاعي‪ ،‬فالتلفزيوني و صوال إلى الوسائط‬
‫المعددة المحمولة (الهواتف‪ ،‬الحواسيب‪ ،‬األلواح‪ )....،‬و المتواصلة مباشرة بالصوت و‬
‫الصورة عبر شبكة اإلنترنيت‪.‬‬
‫و من هنا يمثل اإلتصال عن بعد‪" :‬هي تلك العملية التي يتم بموجبها تراسل (نقل و‬
‫تبادل) المعلومات بشكل الكتروني عن طريق الشبكات بأنواعها المختلفة‪ ،‬عبر مسافات‬
‫بعيدة المدى و باإلعتماد على تكنولوجيا االتصاالت السلكية و الالسلكية"‪ ،‬و هي أيضا‬
‫" تشمل على مجموعة من المكونات المادية و المكونات البرمجية المنسقة و المهيأة‬
‫لغرض التواصل بالمعلومات التي تشمل على نصوص و رسومات و صور و معلومات‬
‫صوتية و مقاطع فيديو من موقع إلى آخر"‪.2‬‬
‫و من أجل هذا فهي تتكون من أجهزة حواسيب‪ ،‬أجهزة ادخال و اخراج و برمجيات‬
‫االتصال‪ ،‬التي تؤمن السيطرة على فعاليات االدخال و اإلخراج‪ ،‬قنوات أو وسائل اتصال‬
‫سلكية و السلكية‪ ،‬كما تتكون من معالجات االتصال و المتمثلة في أجهزة المودم و‬
‫الموزعات و المسيطرات و غيرها‪.‬‬

‫‪ - )1‬مكاوي حسن عماد‪ ،‬علم الدين محمود‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.67‬‬
‫‪ – )2‬نجيبة هبهوب‪ :‬تكنولوجيا االتصاالت عن بعد السلكية و الالسلكية‪ ،‬مجلة مقاربات‪ ،‬العدد ‪ ،3‬المجلد ‪ ،4‬جامعة الجلفة‪ ،‬ص‬
‫‪.147‬‬

‫‪43‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫تنتقل المعلومات من خالل هذه االتصاالت عن بعد وفق شكلين‪:‬‬


‫‪ .1‬إشارات تناظرية (تماثلية)‪ :Analogue Signal‬و يتم تمثيلها بموجة‬
‫مستمرة في عالقتها مع الزمن‪ ،‬و تمر هذه اإلشارات عند تنتقل المعلومات‬
‫خالل الشبكة‪ ،‬حيث يتم تحويل البيانات المراد ارسالها إلى إشارات كهربائية‬
‫يتم التحكم فيها حسب حالة المعلومات‬
‫‪ .2‬إشارات رقمية ‪ :Digital Signal‬و تكون هذه اإلشارات على شكل هيئة‬
‫متقطعة و يرمز لها (صفر‪ ،‬واحد) و الجهاز الذي يستخدم في عملية تحويل‬
‫البيانات هو المودم‪.‬‬
‫و اذا قارنا هذين النوعين من االتصاالت نجد أن االتصاالت الرقمية تتصف بالقوة‬
‫و الجودة العالية مقارنة بالتناظرية‪ ،‬التي تتأثر أكثر بما يعرف بالضوضاء‬
‫الكهرومغناطيسية المتواجدة في الطبيعة‪ ،‬و هذا ما يتسبب في التشويش على اإلشارات‬
‫التناظرية التي تعتمد على شدة التيار و تردده‪ ،‬لكن بالنسبة للنظام الرقمي فإن اإلشارات‬
‫تحسب بمرور نبضة أو عدم مرورها‪ ،‬فال تتأثر بالتشويش الذي تسببه الضوضاء‬
‫الكهرومغناطيسية‪.‬‬
‫كما تعرف االتصاالت الرقمية بمزايا عدة مكنت من استخدامها في البث األرضي و‬
‫في معظم األجهزة اإلكترونية من حاسوب‪ ،‬تلفزيون‪ ،‬اتصاالت الساتل‪ ،‬الهاتف النقال‪،‬‬
‫آالت التصوير‪ ،...‬و من هذه الميزات نجد‪:‬‬
‫‪ -‬مقاومة التشويش و التداخل بين الموجات‪.‬‬
‫‪ -‬الحفاظ على قوة اإلشارة طوال مسافة االتصال (مما يزيد من دقة الصوت و وضوح‬
‫الصورة)‬
‫‪ -‬إضافة إلى مرونة االتصال و سريته‪ ،‬مع زيادة إمكانيات حجم البث و التخزين و‬
‫المعالجة‬
‫‪ -‬كما يسمح بنقل البيانات بمختلف أشكالها‪ :‬رموز‪ ،‬أرقام‪ ،‬نصوص‪ ،‬أصوات‪ ،‬صور‬
‫و رسوم‪ ...‬منفردة أو مركبة‪ ،‬و يكون هذا بقدرة عالية من الدقة و األمانة و السرعة‪.1‬‬
‫أما في ما يخص وسائل نقل هذه المعلومات من خالل اإلتصال عن بعد فيمكن تقسيمها‬
‫إلى نوعين و هما‪:‬‬

‫‪ – )1‬فضيل دليو‪ :‬تكنولوجيا االعالم و االتصال الجديدة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.102‬‬

‫‪44‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫اإلتصال الالسلكــــــــــــــي‬ ‫‪/‬‬ ‫اإلتصال السلكــــــــــي‬

‫‪ ‬اإلتصال السلكــــــــــــي‪:‬‬
‫و هو يشير على عملية نقل المعلومات و البيانات عبر وسائط ملموسة و التي تعد‬
‫من أهم وسائط نقل البيانات و المعلومات في اإلدارة بمختلف أنواع هذه المعلومات‪،‬‬
‫نصية أو مسموعة أو مرئية‪ ،‬و هي بهذا عبارة عن‪ " :‬أسالك و كابالت معدنية تصل‬
‫بين الحواسيب على الشبكة‪ ،‬حيث تنقل المعلومات عبر هذه األسالك على شكل نبضات‬
‫كهربائية"‪ ،1‬و قد كانت البداية من خالل استخدام األسالك النحاسية الثنائية (األسالك‬
‫المجدولة) و هي من أقدم األنواع فهي ذات قدرة محدودة على التحميل و المقاومة و‬
‫التحويل‪ ،‬كما قد تكون عرضة للتداخالت و التشويش ‪ ،‬و من ثم تطورت إلى شكل كابل‬
‫و هو حزمة من األسالك المفصولة و المعزولة عن بعضها ضمن غالف واحد‪ ،‬ثم‬
‫تطورت إلى كوابل محورية و التي تعد أفضل من النوعين السابقين نتيجة الستيعابها‬
‫لكمية أكبر من المعلومات و تنقلها بشكل أسرع‪ ،‬و هذا الحتوائها على سلك منفرد في‬
‫محور الكابل‪ ،‬و تحيط به شبكة رقيقة من األسالك المتصلة‪ ،‬يستخدم في نقل اإلشارات‬
‫التلفزيونية و في ربط شبكات الحاسوب‪.‬‬
‫و كتطور آخر في مجال هذه الكابالت نجد كابالت اآللياف الضوئية (األلياف‬
‫البصرية) و التي تتصف بالكفاءة و الفعالية العالية و السرعة في نقل المعلومات‬
‫الضخمة‪ ،‬و بذلك ال تتأخر األعمال و تنجز بوتيرة متسارعة لمواكبة المستجدات‪ ،‬و‬
‫هي عبارة عن حزمة من الخيوط الزجاجية تنقل النبضات الضوئية (التي تم تحصيلها‬
‫من تحويل النبضات الكهربائية) التي تتسم بعدم التداخل الن الضوء ال يتأثر بأي موجات‬
‫ممغنطة أو كهربائية‪.‬‬

‫‪ ‬استخدامات تكنولوجيا االتصال الكابلي‪:‬‬


‫‪ )1‬تتيح هذه التكنولوجيا توفير إرسال واضح لجميع قنوات التلفزيون التي‬
‫تستخدم الموجات الكهرومغناطيسية‪.‬‬
‫‪ )2‬توفير للمشتركين تنوع شاسع من الخدمات البرامجية من خالل عديد‬
‫القنوات خاصة التلفزيونية الواضحة اإلرسال و التي تعمل ‪ 24‬سا يوميا‪.‬‬
‫‪ )3‬كما يمكن توظيف هذه التكنولوجيا لرصد ردود أفعال الجماهير تجاه‬
‫البرامج‪ ،‬و إجراء استطالعات الرأي العام‪ ،‬إضافة إلى الحصول على ألعاب‬

‫‪ – )1‬نجيبة هبهوب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.147‬‬

‫‪45‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫الفيديو و برامج الحاسب االلكتروني‪ ،‬من خالل االتصال بنظم استرجاع‬


‫المعلومات‪.‬‬
‫‪ )4‬كما يتيح هذا النظام الكابلي ذو اتجاهين تزويد الحاسب االلكتروني‬
‫المركزي بالبيانات األساسية التي تمد المشتركين بالمعلومات التي يحتاجونها‬
‫في أي وقت و يمكن من تلقي رد الفعل‪ ،‬و هو بهذا يقضي على المتلقي‬
‫‪1‬‬
‫السلبي‪.‬‬
‫‪ )5‬التحفيز على تحقيق التعلم الذاتي خاصة فيما تعلق بتقديم البرامج التعليمية‬
‫و إحداث االتصال التفاعلي بين الطالب و المعلم التلفزيوني‪.‬‬
‫‪ )6‬إتاحة عدد كبير من الخدمات من داخل المنزل مثل التعامل مع البنوك و‬
‫الشراء عن بعد و الخدمات الطبية و األمنية و غيرها من الخدمات‪.‬‬

‫‪ - )1‬مكاوي حسن عماد‪ ،‬علم الدين محمود‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.153‬‬

‫‪46‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫‪ ‬االتصال الالسلكــــــي‪:‬‬
‫و نعني به نقل المعلومات عن بعد دون استخدام موصالت فيزيقية كهربائية أو ضوئية‬
‫(ال أسالك أو كوابل أو ألياف) بل بموجات كهرومغناطسية ترسل عبر األثير بواسطة‬
‫هوائيات خاصة و تستقبل من الجهة المقابلة عن طريق هوائيات‪ ،‬و هذا ما يعرف‬
‫بالطيف الكهرومغناطيسي بتردداته المعدلة و الموجودة في الجو‪ ،‬باإلضافة إلى أنواع‬
‫أخرى الميكروويف (الموجات الدقيقة) ضوء األشعة تحت الحمراء‪ ،‬ضوء الليزر‪،‬‬
‫الضوء المرئي (العادي)‪ ،‬الطاقة الضوئية‪.‬‬
‫و تكون المسافة المغطاة من االتصال قريبة مثل جهاز التحكم التلفزيوني (أمتار) أو‬
‫طويلة آالف ماليين الكيلومترات مثل اتصاالت إذاعية و التلفزيونية‪ ،‬و تشمل هذه‬
‫االتصاالت العديد من األجهزة مثل ‪ :‬الراديو التفاعلي‪ ،‬الهواتف الخلوية و الالسلكية‪،‬‬
‫وحدات المواقع (‪ ،)GPS‬مفاتيح أبواب المرائب‪ ،‬ملحقات الكمبيوتر الالسلكية‪ :‬الفارة‪،‬‬
‫لوحة المفاتيح‪ ،‬السماعات‪ ،‬الطابعات‪ ،‬قنوات التلفزيون الفضائية‪ ،‬األلعاب‬
‫الالسلكية‪.....،‬إلخ‪.‬‬
‫و بصفة عامة فنظام االتصاالت الالسلكية يتكون من جهاز ارسال و آخر لالستقبال‬
‫و عناصر االشعاع الكهرومغناطيسي و الهوائيات‪ ،‬إضافة إلى معدات نقطة الوصول‪،‬‬
‫و معدات استشعار‪.‬‬
‫‪ ‬بعض التطبيقات الحديثة لتكنولوجيا الالسلكي‪:‬‬
‫و هي تستخدم لتلبية احتياجات كثيرة و منها‪:‬‬
‫‪ .1‬أنظمة أمن المنازل و المباني‪ :‬و هنا تستخدم هذه التكنولوجيا الالسلكية كنظام‬
‫مكمل للتطبيقات السلكية الثابتة أو كبديل عنها‪.‬‬
‫‪ .2‬أجهزة التحكم عن بعد في التلفزيون‪ ،‬حيث تستخدم التلفزيونات الحديثة وحدات‬
‫التحكم عن بعد الالسلكية (األشعة تحت الحمراء عامة)‪.‬‬
‫‪ .3‬الهاتف الخلوي و أجهزة المودام من خالل استخدام هذه األجهزة لموجات‬
‫الراديو‪.‬‬
‫‪ .4‬شبكة "الواي فاي" ‪ wi-fi‬و هي شبكة محلية ‪ LAN‬السلكية (االنترنيت)‬
‫‪ .5‬أجهزة الحاسوب الوسطية‪ :‬و نقصد بها هنا صناعة طرفيات أجهزة الكمبيوتر‬
‫(لوحة مفاتيح‪ ،‬فأرة‪ )...،‬إرضاء للزبائن و التقليل من فوضى األسالك‪ :‬و هذا‬
‫من خالل استخدام موصالت و معدات (ارسال و استقبال)‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫و يعود التطور الذي يعرفه ميدان االتصاالت السلكية و الالسلكية ألسباب عديدة‬
‫تحقيقا لتطلعات الجماهير‪ ،‬و من هذه األسباب نجد‪:‬‬
‫‪ .1‬سعيا للحصول على حجم كبير من المعلومات بشكل فوري نتيجة عوامل المنافسة‬
‫في السوق الرأسمالي‪.‬‬
‫‪ .2‬ضرورة توفير قنوات لالتصال الفوري مع الوحدات التابعة لمركز العمل في‬
‫األماكن البعيدة‪.‬‬
‫‪ .3‬الرغبة في الحصول على خدمة سريعة مثل شراء البضائع و التعامل مع البنوك‬
‫أو المكتبات‪ ،‬إضافة إلى دفع الفواتير‪.‬‬
‫‪ .4‬السعي للتعرف على النظم البيئية و مراقبة تغيراتها‪.‬‬
‫‪ .5‬االنتشار الواسع للخدمات التلفزيونية و تعدد أشكالها‪.‬‬
‫‪ .6‬الرغبة في نقل الرسائل بسرعة تواكب تطور المجتمع باستخدام وسائل حديثة‬
‫‪1‬‬
‫مثل‪ :‬البريد االلكتروني و تخزين الصور‪.‬‬

‫‪ - )1‬منال هالل المزاهرة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.68-67‬‬

‫‪48‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫‪ ‬تقييــم االتصاالت السلكية و الالسلكية‪:‬‬


‫إن التوجه نحو جعل األجهزة و الشبكات السلكية فرضته ضروريات و متطلبات‬
‫الحياة‪ ،‬فمثال‪:‬‬
‫‪ -‬كثرة األسالك تكون مزعجة للحركة و المنظر خاصة المعلقة و في أنظمة االتصال‬
‫قصيرة المدى‬
‫‪ -‬إضافة إلى أنها مقيدة نسبيا لحركة مستخدميها‪ ،‬و هذا مقابل سهولة تركيب و تنفيذ‬
‫الوصالت الالسلكية و سهولة تنقل مستخدمي هذه الشبكات‬
‫‪ -‬كما أن الشبكة السلكية قد تكون مكلفة للغاية من الناحية االقتصادية‪ ،‬و خاصة في‬
‫حالة الشبكات المعلوماتية المشتركة ذات المديين المتوسط و الطويل‪ ،‬حيث يكون‬
‫تركيبها مكلفا و عرضة لبعض الصعوبات التنفيذية‪ ،‬في حين يمكن هنا ألجهزة اإلرسال‬
‫و االستقبال الالسلكية تغطية مساحة واسعة بسعر أقل مع توفير الجهد و الوقت‪.1‬‬
‫‪ -‬و في المقابل يبرر أصحاب االختصاص أن الثمن اإلضافي المدفوع على الشبكات‬
‫السلكية (الكابلية) يكون نتيجة لجودة الخدمة و التي تعد أفضل من الشبكات الالسلكية و‬
‫هذا مع الزيادة في حجم االتصاالت‪ ،‬كما يمكن من خالل هذه الشبكات تجاوز المخاوف‬
‫المتعلقة بالتلوث الكهرومغناطيسي المحتمل‪ ،‬و من التشويش و التداخل بين اإلشارات‬
‫رغم اعتماد تقنيات لتفادي ذلك‪ ،‬إضافة إلى إمكانية وجود حواجز تمنع مرور اإلشارات‬
‫وفق االتصاالت الالسلكية‪.‬‬

‫‪ - )1‬فضيل دليو‪ :‬تكنولوجيا االعالم و االتصال الجديدة ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.75-74‬‬

‫‪49‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫المحور الخامس‪ :‬التطبيقات الحديثة لتكنولوجيا االعالم و‬


‫االتصال‬
‫‪ -‬خدمات تكنولوجيا اإلعالم و اإلتصال الحديثة‬
‫‪ -‬الحاسبات االلكترونية‬
‫‪ -‬األقمار الصناعية‬

‫‪50‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫‪ ‬خدمات تكنولوجيا االعالم و االتصال الحديثة‪:‬‬

‫ساهمت مختلف هذه االختراعات و التطورات في مجال االعالم و االتصال في‬


‫تسهيل حياة البشرية‪ ،‬و هذا من خالل ما توفره من خدمات جديدة و متنوعة بغرض‬
‫تلبية ح اجات و رغبات الجماهير بأسرع وقت و أقل تكلفه و تتمثل مختلف هذه‬
‫الخدمات في ما يلي‪:1‬‬
‫مكن ظهور و تطوير الحاسب الشخصي من التعامل مع كمية كبيرة من‬ ‫‪-‬‬
‫المعلومات‪ ،‬سواءا كان هذا لالستخدام الشخصي أو لالستفادة من المعلومات‬
‫التي تقدمها قواعد و بنوك المعلومات و هذا من خالل الربط بخط هاتفي‪ ،‬و‬
‫هذا ما يعرف بخدمة الخط المباشر (‪ ،)Online‬مع إمكانية استرجاع‬
‫المعلومات التي يتم تخزينها في أي وقت و بسرعة و هذا ما يوفر الوقت و‬
‫الجهد‪ ،‬كما يستخدم الحاسب كوسيلة ترفيهية أو ربطه مع أجهزة أخرى للبث‬
‫أو التلفزيون و الراديو‪.‬‬
‫اختراع النشر االلكتروني الحديث و الذي جاء نتيجة لالمتزاج بين وسائل‬ ‫‪-‬‬
‫االتصال السلكية و الالسلكية مع تكنولوجيا الحاسب االلكتروني‪ ،‬و الذي مكن‬
‫من طباعة الكلمات على شاشة التلفزيون أو أي وسيلة عرض متصلة‬
‫بالحاسب‪ ،‬كما سمح هذا بتطور نظم االتصال المباشر بقواعد البيانات‪ ،‬و‬
‫التي توجد حاليا في أماكن عديدة من العالم و قد بلغت ‪ 2800‬قاعدة بيانات‬
‫عامة و عدد كبير من قواعد البيانات الخاصة‪.‬‬
‫بروز تكنولوجيا جديدة في مجال الخدمة التلفزيونية مثل التلفزيون التفاعلي‬ ‫‪-‬‬
‫من خالل الكابل الذي يتيح االتصال باتجاهين‪ ،‬و هذا ما يوفر خدمات عديدة‬
‫مثل التعامل مع البنوك‪ ،‬شراء السلع و تلقي الخدمات خاصة الخدمات األمنية‬
‫و الرعاية الطبية‪ ،‬كما يتيح للجماعات الصغيرة أن تناقش الموضوعات‬
‫المشتركة على مستوى الحي أو المنطقة الصغيرة مثل قضايا المدارس و‬
‫الصحة و الحي‪ ،‬كما وفرت خدمات اإلذاعة المباشرة عبر األقمار الصناعية‬
‫كمية هائلة من المعلومات و الترفيه‪ ،‬كما أحدثت تطورات كبيرة في جودة‬
‫الصورة التلفزيونية و هذا من خالل التلفزيون العالي الدقة الذي زادت فيه‬
‫جودة الصورة و حجم الشاشة‪.‬‬
‫ابتكار خدمات اتصالية جديدة مثل‪ :‬الفيديوتكس و الذي يعد وسيلة تفاعلية‬ ‫‪-‬‬
‫لتسهيل استرجاع المعلومات تساهم في إدارة األعمال و خدمات البنوك و‬

‫‪ )1‬انظر ‪:‬‬
‫‪ -‬منال هالل المزاهرة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪. 70- 68‬‬
‫‪ -‬مكاوي حسن عماد‪ ،‬علم الدين محمود‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.223-202‬‬

‫‪51‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫صناعة النشر‪ ،‬و التليتكست و الذي يعد أكثر شيوعا من سابقه و هو نظام‬
‫معلوماتي و اتصالي يستهدف نقل المعلومات و البيانات في اتجاه واحد ‪،‬‬
‫البريد االلكتروني و الذي إضافة إلى استخدامه على مستوى األفراد يستخدم‬
‫أساسا على مستوى المنظمات و الشركات نتيجة للسرعة االتصالية التي‬
‫يوفرها و بالتالي سهولة اتخاذ القرارات و توفير النفقات‪ ،‬إضافة إلى‬
‫األقراص المدمجة الصغيرة التي يمكن أن تبلغ سعة تخزينها محتويات مكتبة‬
‫ضخمة‪ ،‬كما نجد ظهور المصغرات الفيلمية و تطوير وصالت الميكروويف‬
‫و نظام الليزر‪ ،‬و تطوير إشارات النقل باأللياف الضوئية و التي أصبحت‬
‫أقل تكلفة و أكثر سرعة خصوصا في عمل الحاسبات االلكترونية‪.‬‬
‫‪ -‬الوصول إلى مرحلة االتصاالت المتعددة الوسائط أو تكنولوجيا االتصاالت‬
‫التفاعلية سمح بتوصيل الرسائل إلى الجمهور بأكثر من وسيلة‪ ،‬و هذا ما زاد‬
‫من قوة العرض و زيادة خبرة المتلقي و مدركاته في أقل وقت ممكن و بأقل‬
‫تكلفة ‪ ،‬و خصوصا الحاسبات اإللكترونية في جيلها الخامس و المتضمن‬
‫أنظمة الذكاء االصطناعي و األلياف الضوئية و أشعة الليزر و األقمار‬
‫االصطناعية‪ ،‬و من األمثلة على أنظمة الوسائط المتعددة نجد قنوات‬
‫المعلومات و التعليم الطبي الحديث و تعليم القيادة و الطيران ( ‪Flight‬‬
‫‪. )Simulation‬‬

‫‪52‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫‪ ‬الحواسب االلكترونية‪:‬‬

‫ما مكن من ظهور وتطور الحاسوب هما قاعدتين أساسيتين‪ :‬مهدتا لظهور ثورة‬
‫الحسابات في القرن ‪ 19‬و هما‪:1‬‬
‫‪ -1‬تطور األنشطة الحسابية خاصة في الهندسة‪.‬‬
‫‪ - 2‬والتطور الذي طرأ على الكتابة اآللية كتقنية‪.‬‬
‫و هذا ما سمح بظهور أول الحاسبات اآللية في منتصف القرن ‪)1946-1945( 20‬‬
‫و قد كان ذلك في جامعة بنسلفانيا و أطلق عيه لفظ "‪ ،"ENIAC‬و يعد هذا من أهم‬
‫انجازات ذلك القرن‪ ،‬حيث أصبح تستخدم في جميع المجاالت وال يمكن االستغناء عنها‬
‫للوصول للنتائج المرجوة‪ ،‬حيث أن للحاسب االلكتروني دورا هاما وفعاال في تصميم‬
‫وبناء نظلم المعلومات الحديثة فهو يوفر لتكنولوجيا المعلومات مميزات عديدة منها‬
‫السرعة‪ ،‬الدقة‪ ،‬الثقة‪ ،‬والصالحية‪ ،‬وهذا ما يحقق الكفاءة العالية في األداء‪ ،‬و قد أدى‬
‫هذا اإلنجاز إلى ثورة الحاسبات و التي كانت أسرع كثيرا من الثورة الصناعية‪ ،‬و التي‬
‫نقلت المجتمع من المجتمع الصناعي إلى المجتمع المعلوماتي ( عصر المعلومات) ‪.‬‬
‫و يعد "جون فينسون أتانازوف" المخترع الحقيقي للكمبيوتر‪ ،‬و هذا عندما كان يفكر‬
‫في الحاسبة التماثلية التي صممها مع زمالئه قبل التاريخ المتعارف عليه‪ ،‬و حتى سنة‬
‫‪ 1973‬أين تم االعتراف باختراعه بينما الشهرة و الفضل رجع إلى "إيكار" و "موشلي"‬
‫اللذين اخترعا كمبيوتر ‪ Eniac‬عام ‪ ،21946‬و منذ هذه السنة بدأ يعرف تطورات كبيرة‬
‫زادت من سعته و طاقته و قدرته على أداء مهام عديدة بسرعة و وقت قصير‪ ،‬كما تم‬
‫تصغير حجمه بعدما كان بحجم غرفة كاملة و يزن أطنانا‪.‬‬
‫و يعرف الحاسب اآللي على أنه‪:‬‬
‫جهاز الكتروني له مكونات تتعلق بإدخال و استخراج البيانات و المعلومات‪ ،‬يعمل‬
‫وفق أوامر و تعليمات محددة الستقبال و تخزين البيانات‪ ،‬و إجراء المعالجات الممكنة‬
‫للحصول على المعلومات و النتائج المطلوبة بسرعة و دقة‪ ،‬أي أنه يمثل مجموعة من‬
‫األجهزة تشكل معا نظاما تقنيا وظيفته حل المسائل المختلفة التي يمكن صياغتها رياضيا‬
‫أو باستخدام قواعد المنطق الشكلي الصوري‪ ،3‬و من هذه األجهزة وحدة المعالجة‬
‫المركزية الذاكرة و األجهزة المحيطة من أجهزة االدخال و اإلخراج‪.‬‬

‫‪ – )1‬منال هالل المزاهرة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.59-58‬‬


‫قرناب‪ ،‬مسعود بوسعدية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫ي‬ ‫‪ - )2‬محمد الفاتح حمدي‪ ،‬ر‬
‫ياسي‬
‫‪ – )3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪53‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫‪ ‬لمحة تاريخية عن تطور الحاسبات اإللكترونية ‪:‬‬

‫كانت أول المحاوالت لمكننة العمليات الحسابية باستخدام آلة العداد "‪ " Abacus‬من‬
‫خالل استخدام خرزات و أسالك و اطار خشبي و كان هذا في الصين حوالي ‪ 1300‬قبل‬
‫الميالد‪ ،‬و من ثم توالت االختراعات و التطورات إلى مطلع القرن ‪ ،)1642( 17‬أين‬
‫كانت بداية تصميم اآللة الميكانيكية من طرف العالم الفرنسي "باسكال ‪ ،"Pascal‬كانت‬
‫تقوم بعمليات الجمع‪ ،‬وبعد حوالي ‪ 30‬عاما طورها "ليبنيز ‪ " Leibniz‬حيث أدخل‬
‫عليها عمليات الضرب‪ ،1‬وفي سنة ‪ 1937‬تم تصميم أول حاسبة أوتوماتيكية من طرف‬
‫العالم األمريكي "هوارد آكن" و ذلك بدعم من شركة ‪ ،IBM‬وسنة ‪ 1946‬تم اختراع أول‬
‫حاسب إلكتروني بجامعة بنسلفانيا‪ ،‬وفي سنة ‪ 1959‬تم تطوير أول حاسب علمي وتجاري‪،‬‬
‫و من هنا كانت بداية انتاج و تطور الحاسبات االلكترونية التي مرت بخمسة أجيال الى‬
‫وقتنا الحالي‪.‬‬
‫تطور الحاسب اإللكتروني كجهاز بالغ الدقة إلجراء العمليات الحسابية‪ ،‬كان على‬
‫ّ‬
‫مدى عدة أجيال متعاقبة‪ ،‬حيث ارتبط كل جيل بمستحدثات تكنولوجيا جديدة أضافت إلى‬
‫الحاسب مزيدا من الكفاءة ‪ ،‬ويتم تصنيف هذه األجيال إلى خمسة أجيال كاآلتي‪: 2‬‬

‫الجيل األول ‪ :‬ظهر الجيل األول من الحاسبات عام ‪ ، 1946‬مع العلماء "جون موشلي"‬
‫"إيكارت" و "جولد شياني" و هو الحاسب ‪ ،Eniac‬و بعدها تكونت أول شركة إلنتاج‬
‫الحاسبات على المستوى التجاري باسم ‪ .Univac‬وفي هذه الفترة انتقلت الحاسبات من‬
‫استخدام التجهيزات الميكانيكية إلى المكونات الكهربية‪ ،‬فظهرت فصائل متتالية من‬
‫الحاسبات أطلق عليها أسماء مختلفة كالحاسبات الكهروميكانيكية والحاسبات التناظرية‬
‫والحاسبات الكهربية ‪ ،‬حتى تم الوصول إلى الحاسبات الرقمية ‪ ،‬ولقد اتسمت حاسبات‬
‫هذا الجيل بضخامة الحجم وكثرة األعطال والبطء النوعي في المعالج‪.‬‬
‫الجيل الثاني ‪ :‬ظهر هذا الجيل في أوائل الستينيات بعد استخدام العناصر اإللكترونية‬
‫الحرارية "شبه الموصلة " للترانزستور في بناء دوائر األجهزة الحاسبة كبديل الستخدام‬
‫الصمامات المفرغة مما أدى إلى ظهور حاسبات أقل حجما وأكثر كفاءة وأقل عطال‪.‬‬
‫الجيل الثالث ‪ :‬أما الجيل الثالث من الحاسبات فقد ظهر عام ‪ ،1969‬واستخدمت فيه‬
‫شريحة سليكون واحدة‪ ،‬حلت محل العديد من وحدات الترانزستور والعناصر اإللكترونية‬

‫‪ – )1‬فضيل دليو‪ :‬تكنولوجيا االعالم و االتصال الجديدة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.122 -121‬‬
‫‪ -) 2‬انظر ‪:‬‬
‫‪ -‬مكاوي حسن عماد‪ ،‬علم الدين محمود‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪. 96-95‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬ليىل زروال‪ :‬أثر تكنولوجيا االنتنيت عىل القيم‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه يق علم االجتماع‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االجتماعية و العلوم اإلسالمية‪ ،‬جامعة العقيد الحاج لخرص باتنة‪ ،2010/2009 ،‬ص ‪.52‬‬
‫ّ‬
‫الجماهتي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،2007 ،‬ص ‪137‬‬ ‫ر‬ ‫‪ -‬فضيل دليو‪ :‬مقدمة يق وسائل االتصال‬
‫‪54‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫الدقيقة ‪ ،‬وفيه انخفض معدل استخدام الطاقة الكهربائية مع اتساع القدرة على التخزين‬
‫واتساع الطاقة الحسابية‪ ،‬كما استخدم في هذه المرحلة الدوائر االلكترونية المتكاملة و هذا‬
‫ما مكن من تفعيل أداء الحاسبات‪.‬‬
‫الجيل الرابع ‪ :‬حيث يمثل الحاسب الشخصي الجيل الرابع والذي ظهر في بداية‬
‫الثمانينات‪ ،‬وهو يتمتع بصغر الحجم وسهولة التشغيل وقابلية الربط مع حاسبات أخرى‬
‫أو وسائل اتصال أخرى مثل الهاتف والتلفزيون و الفاكس‪.‬‬
‫الجيل الخامس ‪ :‬ويعتمد هنا على عدة تقنيات ومستحدثات جديدة أضافت لعالم الحاسبات‬
‫أبعادا جديدة تتمثل في نظم الذكاء االصطناعي والنظم الخبيرة‪ ،‬والنظم المساعدة في‬
‫اتخاذ القرار وتحويل الرسالة المنطوقة إلى رسالة مطبوعة أو الرسالة الخطية إلى رسالة‬
‫مطبوعة والترجمة اآللية للغات‪.‬‬

‫‪ ‬أهم مميزات الحاسبات‪:‬‬


‫نتيجة للتطورات التي مرت بها هذه الحاسبات وصوال إلى ما هي عليه اليوم‪،‬‬
‫أكسبها هذا العديد من الخصائص و هي كالتالي‪:1‬‬
‫السرعة الفائقة‪ :‬في معالجة البيانات والحصول على النتائج‪.‬‬
‫الدقة‪ :‬دقة األداء في تنفيذ العمليات المتكررة و المعقدة‬
‫الطاقة التخزينية‪ :‬أي القدرة على تخزين البيانات و نتائج العمليات و‬
‫استرجاعها‪.‬‬
‫المرونة‪ :‬حيث يمكن أن يؤدي الحاسب العديد من األعمال في آن واحد وال‬
‫يقتصر على عمل معين (متعدد األغراض)‬
‫مكنت هذه الخصائص التي تميز الحاسبات من اكساب قيمة مضافة للمعلومات‪،‬‬
‫وهذا ما سمح بتوظيفها في جميع المجاالت‪ ،‬مما أكسبها بعدا عسكريا وسياسيا‪ ،‬الن‬
‫الدول الكبرى كانت دائما السباقة لالختراع‪ ،‬سمح لها هذا من أن يكون لها االستفادة‬
‫من هذا العامل أو اإلمتياز الجديد‪ ،‬فهي تدرك أهمية المعلومات وخطورتها و من ثم‬
‫توظيفها واالستفادة منها‪.‬‬
‫كما أصبح الحاسب اآللي نفسه أداة هامة خاصة بعد أن تغلغل في كل المجاالت‬
‫بسالحيه الهامين‪ :‬القدرة الكبيرة على التخزين و السرعة الهائلة في التعامل مع هذه‬
‫المعلومات (المعالجة)‪.‬‬

‫‪ )1‬منال هالل المزاهرة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪102‬‬


‫‪55‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫‪ ‬أهمية الحاسب اآللي‪:‬‬


‫إن ما يتميز به الحاسب اآللي عن سائر النظم األخرى من سرعة و دقة متناهية‬
‫إضافة إلى القدرة على معالجة كميات كبيرة من المعلومات‪ ،‬أكسبه أهمية كبيرة تتمثل‬
‫في ما يلي‪:1‬‬
‫‪ .1‬يعد من بين وسائل االتصال الجماهيري في وقتنا الحالي‪.‬‬
‫‪ .2‬يمثل مظهرا من مظاهر العصر الذي نعيش فيه (عصر تكنولوجيا المعلومات)‬
‫‪ .3‬أصبح ضرورة و تعتمد عليه مختلف المجاالت و في جميع الفروع و األعمال‪.‬‬
‫‪ .4‬يخضع لعمليات التعديل و التدخل المستمر من طرف الفرد من أجل الحصول‬
‫على معلومات جديدة و السعي لتخزينها لفترة طويلة و استرجاعها وقت‬
‫الحاجة إليها‪.‬‬
‫‪ .5‬دوره الكبير في احداث الثورة االتصالية نتيجة الستخداماته المتعددة سواءا‬
‫في الحياة اليومية أو حياة األفراد و المجتمعات‪.‬‬

‫قرناب‪ ،‬مسعود بوسعدية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.44‬‬


‫ي‬ ‫‪ - )1‬محمد الفاتح حمدي‪ ،‬ر‬
‫ياسي‬
‫‪56‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫‪ ‬األقمار الصناعية‪:‬‬

‫ساهمت التطورات التي عرفتها العديد من التقنيات خاصة بعد الحرب العالمية‬
‫الثانية (صواريخ وردارات إضافة إلى تطور الحاسب األلي وأنظمة االتصاالت) من‬
‫اختراع تكنولوجيا جديدة تمكنت من اختراق الفضاء وهي األقمار الصناعية‪ ،‬والتي‬
‫تعد إنجازا حديث العهد في تاريخ البشرية‪ ،‬فقد بدأ عصر الفضاء تحديدا في عام‬
‫‪ 1957‬بعد اطالق اإلتحاد السوفييتي ألول مركبة فضائية (‪ )Sputnik‬والتي دامت‬
‫رحلتها ‪ 90‬يوما وقامت بـ ‪ 16‬دورة‪ 24/‬سا‪ ،‬وتبعته أمريكا بإطالق أول مركبة لها‬
‫عام ‪ ،1)Score( 1958‬وهذا ما أدى في ستينيات من القرن الماضي إلى التسابق‬
‫في غزو الفضاء (الحرب الباردة)‪ .‬وقد مكنت هذه األقمار الصناعية من مشاهدة ما‬
‫يحدث في أي موقع على الكرة األرضية‪ ،‬نتيجة لتجميعها للمعلومات وارسالها لمواقع‬
‫االستقبال‪.‬‬
‫‪ ‬تعريف القمر الصناعي‪:‬‬
‫وهو “عبارة عن جسم مادي يدور حول األرض في مدارات محددة‪ ،‬و يقوم بوظائف‬
‫معينة‪ ،‬منها ما هو خاص باالتصاالت‪ ،‬المسح الجيولوجي‪ ،‬البحث العلمي‪ ،‬أو‬
‫األرصاد الجوية أو غيرها‪ .‬فالقمر الصناعي هو جسم أطلقه اإلنسان ليدور حول‬
‫األرض بسرعة هائلة‪ ،‬وذلك باالعتماد على صاروخ حامل للقمر‪ ،‬ويستطيع االنطالق‬
‫في اتجاه وسرعة دوران األرض حول محورها و تبلغ سرعته ‪ 8‬كم‪/‬ثا وخالل هذا‬
‫الدوران يقوم بتجميع المعلومات وارسالها إلى األرض‪.2‬‬
‫‪ ‬استخداماتها‪:‬‬
‫تستخدم لعدة أهداف فمنها للتجسس‪ ،‬الرصد الجوي‪ ،‬اكتشاف الثروات الطبيعية‬
‫تحت األرض‪ ،‬أقمار االتصاالت التي تمكن من خدمات الهاتف والفاكس والبث‬
‫اإلذاعي والتلفزيوني‪ ،‬إضافة إلى األبحاث العلمية ( النباتات‪ ،‬الحيوانات‪ ،‬الكوارث‪،‬‬
‫التلوث‪...،‬إلخ)‪.‬‬
‫ونتيجة لهذه االستخدامات نجد العديد من أنواع األقمار الصناعية منها‪ :‬أقمار البحث‬
‫العلمي‪ ،‬واألقمار العسكرية والتي تسمى أيضا بأقمار التجسس وتتمثل في أقمار‬
‫االتصاالت والمالحة ومراقبة األرض وأقمار الطقس وهي تهتم بسير السفن‬
‫وتحركات المعدات العسكرية على األرض‪ ،‬واطالق القذائف‪.‬‬

‫‪ – )1‬فضيل دليو‪ :‬تكنولوجيا االعالم و االتصال الجديدة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.135-133‬‬
‫‪ – )2‬منال هالل المزاهرة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪179‬‬
‫‪57‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫‪ ‬مزايا األقمار الصناعية‪:‬‬


‫اجتياز العوائق الطبيعية لالرسال مثل‪ :‬الجبال‪ ،‬المحيطات‪ ،‬الصحاري‪.‬‬ ‫●‬

‫تتيح الوصلة الفضائية اتصاال مباشرا من نقطة إلى عدة نقاط في نفس الوقت‪.‬‬ ‫●‬

‫ال تواجه الترددات الفضائية العقبات الجوية التي تصادف انتشارها في‬ ‫●‬
‫المحيط األرضي مثل‪ :‬التشويش‪ ،‬وتكثيف الغالف الجوي إال في حاالت‬
‫معينة ومحددة‪.‬‬
‫ينتشر االشعاع الراديوي من خالل األقمار الصناعية في خطوط مستقيمة‬ ‫●‬
‫تصل إلى سطح األرض فتغطي مساحة كبيرة تعادل تقريبا ثلث مساحة الكرة‬
‫األرضية‪ ،‬وهذا ما يسمح بتحقيق انتشار أكبر لإلذاعة الموجهة من الفضاء‪.‬‬
‫يمكن استخدام هذه االتصاالت بشكل مكثف على أسس اقتصادية‪.‬‬ ‫●‬

‫تحقيق السرعة والوضوح الكافيين في نقل األحداث والمعلومات من مكان‬ ‫●‬


‫آلخر‪.‬‬
‫توفير استقبال عالي الجودة لخدمات الراديو والتلفزيون والهاتف ونقل‬ ‫●‬
‫البيانات‪.1‬‬

‫‪ – )1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.207‬‬


‫‪58‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫المحور السادس‪ :‬الشبكات العامة و الخاصة‬

‫‪ -‬االنترانت‬
‫‪ -‬االكسترانت‬
‫‪ -‬االنترنيت‬

‫‪59‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫‪ ‬اإلنترانت‪:‬‬
‫و تعريف ‪ J.N.yolin‬أن اإلنترانت‪" :‬عبارة عن شبكة داخلية‪ ،‬تستعمل‬
‫تكنولوجيا تكون فيها المعلومات في متناول العاملين بالمؤسسة فقط"‪ ،1‬كما تمثل‪:‬‬
‫"شبكة خاصة لمؤسسة تمكن المستخدمين الموجودين فيها فقط من اإلستفادة من‬
‫خدمات الشبكة وال تسمح ألي مستخدم من خارج المؤسسة أو الشركة من اإلستفادة‬
‫من خدمات هذه الشبكة‪ .‬واإلنترانت هي في الواقع نسخة مصغرة من شبكة اإلنترنيت‬
‫تعمل داخل مؤسسة أين يستطيع العاملون بها وحدهم الوصول إلى المعلومات‬
‫الموجودة فيها‪.‬‬
‫تستخدم شبكة اإلنترانت بصورة واسعة من قبل المؤسسات المتوسطة والكبيرة‬
‫وذلك لألسباب التالية ‪:‬‬
‫‪ )1‬التكاليف المنخفضة‪ :‬يعمل جهاز الخادم في شبكة اإلنترانت على‬
‫تقليل الحاجة من وجود نسخ متعددة من البرامج وقواعد البيانات‬
‫وهذه لوجود تشابه بنيوي بين اإلنترنيت واإلنترانت‪ ،‬حيث تسمح‬
‫هذه البنية بخدمة تنزيل الملفات والتطبيقات بسهولة ويسر‪ ،‬وكذلك‬
‫وصول للبيانات المشتركة إلى المستخدمين كل حسب صالحيته‪،‬‬
‫وهذا ما يمكن المؤسسة من االستغناء من الكثير من المطبوعات‬
‫والنماذج الورقية التي تقدم اإلنترانت حلوال إلكترونية لها مثل ‪ :‬دليل‬
‫الهاتف وطلبات الصيانة والخدمات اإلدارية المتعددة‪.‬‬
‫‪ )2‬توفير الوقت‪ :‬تساهم في تقليل الكثير من الوقت الضائع في اإلتصال‬
‫بي ن أقسام وإدارات المؤسسة الواحدة‪ .‬كما يعد وسيلة ضمان لدقة‬
‫سير اإلتصاالت وعدم تكرارها ألنه يتم حفظها ومن ثم تظهر لدى‬
‫الطرف الثاني بعد وقت قصير‪.‬‬
‫‪ )3‬اإلستقاللية والمرونة ‪:‬توفر اإلنترانت إمكانية النفاذ إلى موارد‬
‫المعلومات عن طريق تطبيق واحد هو المستعرض ومن منصات‬
‫عمل مختلفة‪ ،‬تمكن هذه الميزة المستفيدين من الولوج إلى محتويات‬
‫الجهاز الخادم بغض النظر عن منصة العمل التي يعملون عليها‪،‬‬
‫إضافة إلى أن نشر المعلومات عن طريق الموقع الداخلي يتم في‬
‫الزمن الحقيقي و ال يحتاج إلى أي عمليات إعداد مسبقة‪.‬‬

‫‪ - )1‬نوفل حديد‪ :‬تكنولوجيا اإلنترنت و تأهيل المؤسسة لإلندماج في اإلقتصاد العالمي‪ ،‬أطروحة دكتوراه دولة‪( ،‬غير‬
‫منشورة)‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية و العلوم التسير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2007/2006،‬ص ‪.121‬‬
‫‪60‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫‪ )4‬تسخير الخدمات‪ :‬تسمح اإلنترانت للمستخدم بإستعمال الخدمات التي‬


‫توفرها اإلنترانت مع الفرق في كون هذه الخدمات تتم على مستوى‬
‫المؤسسة وهي تسير من خالل ما يسمى بخادم اإلنترانت و من أهم‬
‫هذه الخدمات ‪:‬خدمة البريد اإللكتروني‪ ،‬خدمة الدراسة عبر الويب‪،‬‬
‫خدمة البريد الفوري‪ ،‬خدمة البحث عن المعلومات‪ ،‬خدمة منتديات‬
‫الحوار على الويب‪،‬البحث عن المعلومات‪ ،‬خدمة الهاتفية عبر‬
‫اإلنترنت على مستوى المؤسسة‪ ،‬خدمة قوائم النشر ‪.1‬‬
‫لكن هناك عدة فروقات بين اإلنترنيت واإلنترانت يمكن توضيح ذلك في‬
‫الجدول التالي‪:‬‬
‫الجدول رقم ‪ :1‬أهم الفروقات بين االنترنيت و االنترانت‬
‫االنترانت‬ ‫اإلنترنت‬ ‫المعيار‬
‫هو ملك للمؤسسة التي تستضيفه‬ ‫غير مملوك ألحد‬ ‫الملكية‬
‫ال يمكن ألي شخص الوصول إليه إال‬ ‫أي شخص يمكنه الوصول إليه‬ ‫إمكانية النفود‬
‫الذين سمح لهم بذلك‬
‫يحتوي على المواضيع و المعلومات‬ ‫يحتوي على العديد من المواقع أو‬ ‫حجم‬
‫التي توافق عليها المؤسسة‬ ‫الصفحات و التي يمكن أن تكون مفيدة‬ ‫المواضيع‬
‫للمؤسسة‬

‫المصدر‪ :‬نوفيل حديد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.121‬‬

‫كما أن هناك أوجها للشبه بين اإلنترنت و اإلنترانت يمكن تخليصها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬كل من الشبكتين تستخدمان صفحات كتبت بلغة ‪.HTML‬‬
‫‪ -‬يستعمل كل منها متصفح الويب لمشاهدة الصفحات‪.‬‬
‫‪ -‬يستعمالن نفس البرتوكوالت في استقبال و إرسال المعلومات‪.‬‬

‫‪ - ) 1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.123‬‬


‫‪61‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫‪ ‬االكسترانت ‪:‬‬
‫تعرف شبكة اإلكسترانت‪ :‬على أنها ‪« :‬نتائج'' الدمج بين كل من اإلنترنيت‬
‫واإلنترانت فهي شبكة إنترانت مفتوحة على المحيط الخارجي بالنسبة للمؤسسة‬
‫المتعاونة معها والتي لها عالقة بطبيعة نشاطها بحيث تسمح لشركاء أعمال المؤسسة‬
‫المرور عبر جدران نارية التي تمنع ولوج الدخالء والوصول لبيانات المؤسسة‪،‬‬
‫وقد يكون هؤالء الشركاء موردين‪ ،‬موزعين‪ ،‬شركاء‪ ،‬عمالء‪ ،‬أو مراكز بحث تجمع‬
‫بينهما شراكة عمل في مشروع و احد »‪.1‬‬
‫كما تعرف على أنها‪" :‬المشاركة بين اإلنترانت الخاص بالشركة و شركائها‬
‫التجارين"‪ ،‬تساهم شبكة اإلكسترانت في زيادة فعالية األعمال من خالل تحسين جودة‬
‫األنشطة و مرونة عالية لإلتصال الفوري مع الالعبين الرئيسين و مع مختلف فئات‬
‫المستفيدين‪ ،‬كما تعمل على تحقيق الميزة التنافسية من خالل دورها المباشر في إنجاز‬
‫أنشطة القيمة المنظمة بمستوى تكلفة منخفض بالمقارنة مع المنافسين أو بطريقة تقدم‬
‫للمستفيد قيمة مضافة‪.‬‬
‫و لهذه الشبكة أنواع عديدة حسب مختلف المجاالت لكن باالعتماد على قطاع‬
‫االعمال و منها شبكة التزويد أو التكميل‪ ،‬شبكة التوزيع‪ ،‬الشبكة التنافسية‪ .‬و من‬
‫خدمات االكسترانت نجد‪ :‬تسهيل عمليات الشراء في المؤسسات‪ ،‬متابعة الفواتير‪،‬‬
‫خدمة التوظيف‪ ،‬الربط و التواصل بين شبكات توزيع السلع‪.‬‬
‫و من هنا يمكن توضيح العالقة بين اإلنترنيت واإلنترانت واإلكسترانت من خالل‬
‫الجدول التالي‪:‬‬
‫الجدول رقم ‪ :2‬الفرق بين اإلنترنيت واإلنترانت واإلكسترانت‬
‫نوع المعلومات‬ ‫الوصول‬ ‫المستخدمين‬ ‫نوع الشبكة‬
‫عامة‪ ،‬شعبية‪ ،‬تسويقية‬ ‫عدد غير محدود من العامة‪،‬‬ ‫أي شخص عن طريق‬ ‫اإلنترنت‬
‫بدون قيود‬
‫الهاتف أو شبكة العمل‬
‫خاصة بالمؤسسة و بما‬ ‫خاص و مقيد و محظور على‬ ‫العاملون المرخص لهم‬ ‫اإلنترانت‬
‫يرتبط بالعمل‬ ‫العاملين‬ ‫فقط‬
‫مشتركة بين مجموعات‬ ‫خاص و محضور على شركاء‬ ‫مجموعات خاصة من‬ ‫اإلكسترانت‬
‫الشركاء‬ ‫العمل الرخص لهم‬ ‫شركاء العمل‬

‫لمصدر ‪ :‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ 2010 ،‬ص‪.96‬‬
‫ا‬

‫‪ - )1‬مراد رايس‪ ،‬أثر تكنولوجية المعلومات على الموارد البشرية في المؤسسة دراسة حالة مديرية الصيانة لسوناطراك‬
‫باألغواط "‪ ،" DML‬مذكرة ماجستير‪( ،‬غير منشورة)‪ ،‬الجزائر‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير‪ ،‬تخصص إدارة‬
‫األعمال‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2006/2005 ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪62‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫‪ ‬تكنولوجيا الشبكات العامة ( اإلنترنيت)‪:‬‬

‫تدعمت فعالية االتصال خصوصا بفعل العامل التكنولوجي‪ ،‬و هذا شهدناه خالل‬
‫الحرب الباردة و بالضبط سنة ‪ ،1957‬أين أحرز االتحاد السوفييتي نجاحا باهرا في‬
‫مجال غزو الفضاء وذلك بإرسال أول قمر صناعي يدور حول األرض تحت إسم‬
‫‪ Sputnik‬حينها أحس األمريكيون بالخطر‪ ،‬تبلورت بسرعة الفكرة القائمة أن مراكز‬
‫البحث المختلفة يمكن أن توصل ببعضها للمشاركة في تبادل المعلومات المتوفرة لديها‬
‫وذلك من خالل إنشاء شبكة قوية‪ .‬وخالل الستينيات تم تكليف وكالة مشروعات البحوث‬
‫المتقدمة‪ ARPA‬التابعة لوزارة الدفاع األمريكية‪ ،‬بتحديد الطريقة المثلى للربط بين هذه‬
‫المواقع المختلفة و بالتعاون مع جامعة‪ Los Angeles‬بكاليفورنيا‪ ،‬تم إنشاء شبكة تحت‬
‫إسم ‪ ARPANET‬و التي تعني شبكة إدارة البحوث المتقدمة‪ ،‬و قد كانت في هذه الفترة‬
‫من الزمن رابطة اتصال حيوية فيما بين المعاونين من أماكن نائية في تنفيذ المشروعات‪،‬‬
‫و لكنها ظلت من الناحية العملية غير معروفة خارج نطاق نشاط وكالة المشروعات‬
‫لألبحاث المتقدمة‪ ،1‬و تسمح بالربط بين حاسبين يبعد الواحد عن اآلخر بمئات‬
‫الكيلومترات‪ ،‬وذلك باستخدام مجموعة من القواعد أو البروتوكوالت تسمح بتبادل‬
‫المعلومات‪.‬‬
‫وبحلول عام ‪ 1972‬تم توسيعها لتشمل أربعون موقعا مختلفا تم ربطها بالشبكة‪،‬‬
‫تضمنت حركة تبادل بين هذه المواقع ملفات نصية صغيرة ترسل من مستخدم إلى آخر‬
‫و تسمى هذا النوع من التبادل بالبريد اإللكتروني‪ ،‬أما ملفات النصوص الكبيرة و ملفات‬
‫فكانت تنقل بإستخدام ما يسمى ببروتكوالت نقل الملفات أو‪ .FTP‬ومع اإلستخدام المكثف‬
‫‪ ARPANET‬من طرف الجامعات األمريكية قامت مؤسسة العلوم األمريكية وبالتحديد‬
‫عام ‪ 1989‬بإنجاز شبكة أسرع أسمتها ‪ ،NSFNET‬ثم تم فصل ‪ ARPANET‬عن‬
‫الخدمة‪.2‬‬
‫وفي سنة ‪ 1995‬عرفت ‪ NSFNET‬تطورا كبيرا حيث بدأت تشكل العمود الفقري‬
‫لشبكة ضخمة مكونة من عدد كبير من الشبكات المحلية األمريكية و الدولية‪ .‬بعد أن‬
‫كانت تربط بين مختلف الجامعات األمريكية‪ ،‬وأصبحت قادرة على الربط بين مزودي‬
‫خدمات الشبكات غير الحكوميين‪ ،‬األمريكيين وغير األمريكيين ومن ثم إنتقلت إلى‬
‫مرحلة جديدة من مراحل تطورها أال وهي توفير الخدمات التجارية إضافة إلى الخدمات‬
‫البحث ية األكاديمية‪ ،‬ذلك بعد أن كانت في مرحلتها األولى تهتم فقط بربط المواقع‬

‫الصحف‪ ،‬مذكرة ماجستير‪( ،‬غير‬


‫ي‬ ‫‪ – )1‬صليحة شلواش‪ :‬واقع استخدام تكنولوجيا االتصال الحديثة و أثرها عىل العمل‬
‫تخصص علوم إنسانية‪ ،‬جامعة محمد خيرص‪ ،2012-2011 ،‬ص‬ ‫ّ‬ ‫منشورة)‪ ،‬بسكرة‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية‪،‬‬
‫‪.78-77‬‬
‫‪ – )2‬منال هالل المزاهرة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪283-282‬‬
‫‪63‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫العسكرية األمريكية طبعا وتدعى هذه الشبكة جد المتطورة بالشبكة العالمية أو شبكة‬
‫الشبكات ''اإلنترنت‪.‬‬
‫وتعرف كلمة إنترنت ‪ Internet‬أنها إختصار الكلمة اإلنجليزية ‪"International‬‬
‫‪ "Network‬ومعناها شبكة المعلومات العالمية‪ ،‬التي يتم فيها ربط مجموعة شبكات مع‬
‫بعضها البعض في العديد من الدول عن طريق الهاتف أو األقمار الصناعية‪ ،‬حيث يكون‬
‫لها القدرة على تبادل المعلومات بينها من خالل أجهزة كمبيوتر مركزية تسمى بإسم‬
‫أجهزة الخادم‪ ، server‬التي تستطيع تخزين المعلومات األساسية فيها والتحكم بالشبكة‬
‫بصورة عامة‪ ،‬كما تسمى أجهزة الكمبيوتر التي يستخدمها الفرد بإسم أجهزة المستفدين‬
‫‪ ،users‬وعرفها كل من "بوب نورتون" و كاتي سميث "اإلنترنت عبارة عن مجموعة‬
‫الشبكات الحاسوبية العالمية المتصلة يبعضها البعض بواسطة وصالت إتصالية متباعدة‬
‫"‪ .‬وتعرف كذلك بأنها "شبكة عالمية مكونة من عدد من الشبكات المتصلة مع بعضها‬
‫البعض‪.‬‬
‫و يمكن تعريفها أيضا على أنها " مجموعة هائلة من شبكات الكمبيوتر متصلة ببعضها‬
‫البعض عن طريق خطوط تلفونية من خالل عقد مركزية و بالتالي يمكنها هذا من‬
‫االتصال ببعضها البعض"‪.1‬‬
‫مهما اختلف تعريفاتها إال أنها تتفق حول أن شبكة االنترنيت مكونة من مجموعة من‬
‫الحاسبات و التي ترتبط عبر شبكة أو شبكات‪ ،‬و يحكم عملية االتصال بينها بروتوكول‬
‫معين ( و الذي يعني مجموعة من القواعد المسؤولة عن كل حزمة من المعلومات‪،‬‬
‫ترسل من جهاز كمبيوتر إلى آخر عبر الشبكة)‪ ،‬و ليس هناك هيئة مسؤولة عن هذه‬
‫الشبكة‪.‬‬
‫‪ ‬خدمات االنترنيت‪:‬‬
‫كما لشبكة اإلنترنيت خدمات عديدة توفرها منها ‪:2‬‬
‫‪ ‬خدمة البريد اإللكتروني‪ :‬يعد البريد اإللكتروني من أول الخدمات التى تم‬
‫تطويرها على اإلنترنت وبالرغم أن الهدف األصلي لوجود شبكة تربط المواقع‬

‫للنش‪ ،2005 ،‬ص ‪.55‬‬ ‫‪ – )1‬رشا عبد هللا‪ :‬شبكة االنتنيت ق مرص و العالم العرب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬آفاق ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫‪ )2‬أنظر ‪:‬‬
‫‪ -‬حسن عماد مكاوي‪ :‬تكنولوجيا االتصال الحديثة يق عرص المعلومات‪ ،‬ط‪ ،3‬القاهرة‪ ،‬الدار المرصية اللبنانية‪،‬‬
‫‪ ،2003‬ص ‪.225‬‬
‫‪ -‬ليىل زروال‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.84-69‬‬
‫‪ -‬رشا عبد هللا‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫‪ -‬ماجد سلمان تريان‪ :‬االنتنيت و الصحافة االلكتونية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الدار المرصية اللبنانية‪ ،2008 ،‬ص ص ‪-60‬‬
‫‪.61‬‬
‫‪64‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫البعيدة عن بعضها البعض‪ ،‬والبريد اإللكتروني" يعد من اإلستخدمات الشائعة‬


‫والتى توفر إمكانية اإلتصال بالمالين من البشر حول العالم‪.‬‬
‫خدمة الشبكة العنكبوتية العالمية للمعلومات ( ‪:)WWW(Word Wide Web‬‬ ‫‪‬‬
‫وتسمى أيضا بالنسيج العالمي الواسع‪ ،‬ويطلق عليها خدمة الويب‪ ،‬فهي من‬
‫أكثر الخدمات إستخداما في اإلنترنت ويمكن من خاللها اإلبحار في مختلف‬
‫المواقع على شبكة اإلنترنت وتصفح ما بها من صفحات عن طريق وسائط‬
‫متعددة قد تكون مكتوبة أو مرسومة أو بالصوت أو بالصورة‪.‬‬
‫خدمة بروتوكول نقل الملفات ‪ FTP:‬هو بروتوكول يستعمل لنقل الملفات‬ ‫‪‬‬
‫عبر شبكة اإلنترنت كتحميل بعض الملفات من جهاز خادم بعيد‪ ،‬ويستعمل‬
‫مسيرو المواقع اإللكترونية المعروفة بالواب ماستر ‪ webmasters‬هذا‬
‫البروتوكول إلرسال التحديثات الالزمة إلى األجهزة الخادمة التي يشرفون‬
‫على تسييرها‪.‬‬
‫خدمة منتديات النقاش ‪ :forums de discussion‬تسمح هذه الخدمة‬ ‫‪‬‬
‫للمشتركين فيها بالتعبير عن آرائهم حول موضوع معين يطرح للنقاش‪،‬‬
‫ويستخدم البريد اإللكتروني لإلدالء باآلراء‪ ،‬وغالبا ما تخضع هذه المجموعات‬
‫إلى إدارة شخص واحد‪ ،‬يعمل على إدارة المناقشات وتوجيهها وإستبعاد ما ال‬
‫يناسب منها‪ ،‬و تستعمل بعض المؤسسات هذه النوادي لطرح نقاشات خاصة‬
‫بمنتجاتها لمعرفة ردود فعل المستهلكين وآرائهم الشخصية‪.‬‬
‫خدمة الدردشة ( االتصال المباشر) ‪ :‬وتسمح لنا هذه الخدمة إمكانية إجراء‬ ‫‪‬‬
‫الحوار المباشر بين أي عدد من األشخاص حول العالم‪ ،‬و يمكن إجراء هذا‬
‫الحوار إما بالكتابة أو الصوت أو بالصورة و الصوت معا‪.‬‬
‫خدمة المجموعات اإلخبارية‪ News groups :‬و تعرف المجموعات‬ ‫‪‬‬
‫اإلخبارية بأنها وسيلة للنقاش مع األشخاص ذوي االهتمامات المشتركة‪ ،‬ويتم‬
‫ذلك من خالل وضع موضوع محدد للنقاش من قبل مدير المجموعة ليقوم‬
‫األشخاص المهتمين بهذا الموضوع بتدعيمه بآراء ووجهات نظر مختلفة‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫المحور السابع‪ :‬تكنولوجيا االعالم و االتصال و العالقات الدولية‬

‫‪ -‬تأثيرات تكنولوجيا االعالم و االتصال على العالقات الدولية‪.‬‬


‫‪ -‬الحروب السيبريانية ‪.‬‬
‫‪ -‬االعالم الدولي ‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫‪ ‬تـأثير التكنولوجيا اإلعالم واالتصال على العالقات الدولية‪:‬‬

‫تمكنت ثورة تكنولوجيا االعالم و االتصال او الثورات االتصالية بما تحمله من تحويل‬
‫المجتمعات الى مجتمعات المعلومات‪ ،‬و المعلومة كمورد استراتيجي ‪ ،‬من التاثير في‬
‫إدارة العالقات بين الدول و الديبلوماسية و ممارستها‪ ،‬و هذا نظرا للتداخل بين عمليات‬
‫االتصال الدولي و فنون إدارة العالقات الدولية حيث أن المؤسسات المختصة في العمل‬
‫الديبلوماسي وظف ت ابتكاراتها التكنولوجيا االتصالية الحديثة في خدمة نشاطها‬
‫الديبلوماسي‪ ،‬حيث ساعدت في تطوير االتصال الدولي و ظهور نوع جديد من‬
‫الديبلوماسية و التي عرفت بالدبلوماسية الحديثة أو ديبلوماسية األقمار الصناعية أو‬
‫الشخصية و التي أصبحت "تعرف بأنها فن إدارة االتصال و العالقات بين الدول"‪ ،1‬و‬
‫تتجسد من خالل المؤتمرات المرئية و الخطوط الساخنة بين زعماء الدول‪ ،‬و التي أثرت‬
‫حتى على البناء السياسي الداخلي للدول‪ ،‬و هذا ما أدى إلى ترابط وتشابك العالم وقلص‬
‫إلى حد كبير اعتبارات الجغرافية السياسية للدول‪ ،‬وتتمثل أهم هذه التأثيرات فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬إن العالقات الدولية في عصر المعلومات تتسم بسيادة المعرفة والتقدم‬
‫التكنولوجي‪ ،‬واللتان ال تعترفان بحدود سياسية سيادية للدول‪ ،‬حيث أثر الكم‬
‫الهائل من المعلومات على مفهوم السيادة بجميع محتوياتها من حدود سياسية‬
‫معترف بها و شعب و حكومة‪ ،2‬حتى أصبح التحكم في التدفق اإلعالمي شبه‬
‫مستحيل‪ ،‬و يرجع هذا خصوصا لطبيعة المعلومات التي تعد عناصر غير‬
‫ملموسة و غير مرئية و من السهل نقلها و اختراقها ألي حدود جغرافيا رغم‬
‫الحماية المعتمدة‪.‬‬
‫‪ .2‬كان بإمكان الدول الحديث عن السيادة اإلعالمية والتحكم في عملية تدفق‬
‫المعلومات إلى داخلها والعمل على تشكيل عقول أبناء شعبها وضمان والئهم‬
‫التام لصالحها‪ ،‬لكن اآلن ومع تعاظم فرص االتصال عن طريق شبكات‬
‫المعلومات واالتصاالت ضعف هذا التحكم‪.‬‬
‫‪ .3‬تضاءل قدرة الدولة على إخفاء المعلومات عن مواطنيها أو عن العالم‬
‫الخارجي‪ ،‬حيث أصبح المواطن العادي بإمكانه ارسال الخبر و توزيعه من‬

‫‪ – )1‬حيدر بدوي صادق‪ :‬الدبلوماسية يق عرص المعلومات‪ ،‬دراسات استاتيجية‪ ،‬العدد ‪ ،5‬المجلد ‪ ،16‬مركز االمارات‬
‫للدراسات و البحوث االستاتيجية‪ ،1996 ،‬ص ‪.22‬‬
‫ّ‬
‫ول‪ ،‬ط‪ ،1‬ربتوت‪ ،‬دار النهضة‪ ،2013 ،‬ص ‪.11‬‬ ‫الدليم‪ :‬نظام االتصال و االعالم الد ي‬
‫ي‬ ‫‪ – )2‬إياد هالل‬

‫‪67‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫خالل مختلف الوسائل من الهاتف إلى االنترنيت إلى خارج البالد‪ ،‬و هذا وفق‬
‫ما أصبح يعرف بعصر السموات المفتوحة "‪. 1"Open Skies‬‬
‫‪ .4‬انتشار ثقافة التغريب والميل نحو اإلعجاب بثقافات الغرب في (العنف والشهرة‬
‫والثروة والقوة وقيم االستهالك والوفرة الفردية واألنانية)‪ ،2‬وهذا ما أدى إلى‬
‫انحسار روح الجماعة وقيم أخالقية وقيم اإلنتاج‪ ،‬مما اثر على دور الدول في‬
‫تنمية عقول أبنائها وأضعف أيديولوجيتها الوطنية أو الدينية‪ ،‬نتيجة لضعف‬
‫مؤسساتها الثقافية مما جعلها عرضة لالختراق لخصوصيتها الثقافية‪.‬‬
‫‪ .5‬ساهمت الثورة التكنولوجية في أحداث التوحد على النطاق العالمي وفق مصلحة‬
‫الدول الصناعية (المركز) فهي تتسبب في مزيد من التفكك والالمركزية على‬
‫النطاق المحلي والداخلي للدول‪.‬‬
‫‪ .6‬بروز دبلوماسية األقمار الصناعية واإلعالم الكوني في نشر اإلخبار والصور‬
‫مما أثر على ما تنقله القنوات الرسمية المعتمدة من قبل الدول في إدارة شؤونها‬
‫الداخلية‪ ،‬إذ لم تعد قادرة على التحكم اإلعالمي والخبري الداخلي‪.‬‬
‫‪ .7‬اختراق القنوات الدولية لحدود السيادة الدولية وتراجع مفهوم (السيادة‬
‫الوطنية)‪ 3‬وبعد انتشار الثقافة التلفزيونية المعتمدة على األقمار الصناعية فان‬
‫الدول فقدت وسوف تفقد سيطرتها على تدفق المعلومات واالتصاالت ذات‬
‫الطابع الدولي الذي له اثر سلبي مباشر على تماسك الشعب ووالئه لدولته التي‬
‫يقطنها وينتمي إليها (ثقافة و قيم عالمية) ‪.‬‬
‫‪ .8‬كما تتميز هذه التكنولوجيا بكونها قوة ناعمة ذات قدرة مركبة تختلف عن القوة‬
‫الصلبة حيث يحل الجذب محل الضغط واإلقناع بدل اإلكراه‪.4‬‬
‫كما نجد ان لها تأثيرات مباشرة و أخرى غير مباشرة‪:‬‬
‫التأثيرات غير المباشرة‪ :‬ارتباط شبكة االنترنت بمنفذ وحيد للتوزيع‪ ،‬حيث بعض‬
‫شبكات االنترنت تدار خارج اإلطار القانوني الدولي‪ ،‬عن طريق شركة ‪ I.CAN‬التي‬
‫لها دور في إدارة أسماء النطاقات واألرقام‪ ،‬فبنيتها التحتية تخضع لرقابة فاعل واحد‬

‫ّ‬ ‫‪1‬‬
‫ول‪ ،‬كلية التبية‪ ،‬جامعة المنوفية‪ ،2017/2016 ،‬ص ‪.03‬‬
‫) ‪ -‬محمد فؤاد زيد‪ :‬اإلعالم الد ي‬
‫‪ – )2‬سوزان موزي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ ‬و الت ّ‬
‫السياس داخل الدولة و خارجها‪ ،‬و القدرة الفعلية‬
‫ي‬ ‫عرفها "جان بودان" عىل أنها القدرة الفعلية عىل االنفراد بإصدار القرار‬ ‫ي‬
‫ع ألدوات القمع يق الداخل‪ ،‬و عىل رفض االمتثال ألية سلطة تأتيها من الخارج‪( .‬سوزان موزي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬‬ ‫عىل االحتكار ر‬
‫الش‬
‫ي‬
‫التغيتات و أبرزها عام ‪ ،1957‬و هذا مع الحرب الباردة و السباق نحو غزو الفضاء من‬‫ر‬ ‫ص ‪ ،)44‬فقد عرف هذا المفهوم العديد من‬
‫الت كان لها العديد من االستخدامات كأقمار التجسس‪.‬‬ ‫خالل صناعة و اطالق األقمار االصطناعية و ي‬
‫ّ‬
‫‪ – )4‬د‪ .‬م‪ :‬تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت يق العالقات الدولية‪ ،‬عىل موقع‪:‬‬
‫‪http://kenanaonline.com/users/TMAWAHEB/posts/100487‬‬

‫‪68‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫هو أمريكا الموزع العام‪ .‬حاجة الدول الماسة لمسمى النطاق األعلى‪ ،‬وتعتبر هذه المهمة‬
‫من أبرز وأخطر المهام الموكلة لشركة ‪.I.CAN‬‬
‫أما المباشرة‪ :‬هو تأثيرها على مجال الحياة التأثير التقني بسبب طبيعة االنترنت‬
‫غير المركزية والمفتوحة وأصبحت هناك إمكانية للتدخل في الشؤون الداخلية للدول ما‬
‫أحدث خلل في حدود الدولة‪ ،‬أين أصبحت االنترنت تشكل تهديدا كبير للحكومات‬
‫للسيطرة على مختلف المجاالت‪.‬‬

‫و في هذا الصدد نجد تنبأ "فوكوياما" بأن ثورة المعلومات سيكون لها أربع تاثيرات‬
‫على المجتمع الدولي و هي‪:1‬‬
‫إضعاف النظم الحاكمة المتسلطة‪ ،‬و اإلسراع في عملية الديمقراطية على مستوى‬ ‫‪‬‬
‫العالم‪ ،‬و هذا من خالل البث اإلعالمي الذي يفتح اآلفاق أمام المجتمعات المغلقة‪.‬‬
‫تآكل السيادة القومية و تشتت السلطة المركزية و يرجع هذا الختراق تكنولوجيا‬ ‫‪‬‬
‫االعالم و االتصال و محتواها للحدود القومية و اتجاهها نحو العولمة‪.‬‬
‫تغير طبيعة القوة و مفهومها و هذا بسبب تغير طبيعة الصراع بين الدول اين‬ ‫‪‬‬
‫أصبحت أهمية المورد البشري تفوق الموارد التقليدية و ظهور المعلومات‬
‫كمورد استراتيجي ال ينضب‪.‬‬
‫تحول المنظمات الكبرى هرمية البنية إلى شبكات أصغر متخصصة و أكثر‬ ‫‪‬‬
‫مرونة بفضل تكنولوجيا االعالم و االتصال الجديدة‪.‬‬

‫كما نجد التأثير اإلنساني‪ ،‬حيث هناك تهديدين إذ على الدول‪ :‬أن توافق وتتبنى نظم‬
‫قانونية عالمية لكي تحقق رغبتها في المشاركة في اقتصاد عالمي جديد عبر االنترنيت‬
‫ومعظم الدول وافقت مرغمة على التنازل عن درجة معنية من السيادة لالستفادة من هذه‬
‫الخدمات‪ ،‬كما نجد أيضا فقدان السيادة المعلوماتية حيث كلما زادت تقنية الربط العالمية‬
‫نجاعة كلما أصبحت القدرة على المراقبة والسيطرة صعبة جدا‪ ،‬كما أن حرية المواطن‬
‫أصبحت مقيدة بما يتلقاه‪ ،‬و هذا ما يتجلى من خالل التأثيرات المجتمعية و التي تبرز‬
‫على مستويين رئيسيين و هما‪:2‬‬

‫ّ‬
‫‪ – )1‬فرانسيس فوكوياما‪ :‬حوار عت األقمار الصناعية‪ ،‬يق يق ثورة المعلومات و االتصاالت و ر‬
‫تأثتها يق المجتمع و الدولة‬
‫أبوظت‪ ،‬مركز اإلمارات للدراسات و البحوث االستاتيجية‪ ،‬يناير‬
‫ي‬ ‫العرب‪ ،‬ط‪ ،1‬أبحاث المؤتمر السنوي الثالث‪،‬‬
‫ي‬ ‫يق العالم‬
‫‪ ،1997‬ص ص ‪.69-68‬‬
‫ّ‬
‫التسويف يق ظل تكنولوجيا المعلومات و االتصال‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة‬
‫ي‬ ‫‪ – )2‬الصديق بن بوزة‪ :‬االتصال‬
‫التسيت‪ ،‬جامعة‬ ‫تخصص االستاتيجية و التسويق‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم‬‫ّ‬ ‫التسيت‪،‬‬ ‫الدكتوراه يق علوم‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫باتنة ‪ ،2018/2017 ،1‬ص ‪.7‬‬
‫‪69‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫‪ .1‬التخطي المعلوماتي للحدود القومية‪:‬‬


‫و تتمثل في ظهور ثقافة عالمية شبه موحدة‪ ،‬و ظهور ما يعرف بالمنتج العالمي القابل‬
‫للتوزيع‪ ،‬إضافة إلى تغير العادات و المفاهيم االجتماعية المحلية‪ ،‬و هذا مع إمكانية خلق‬
‫طلب على سلعة غير موجودة‪.‬‬

‫‪ .2‬التخطي التجاري للحدود القومية‪:‬‬


‫و تجسد مع ظهور الشركات المتعددة الجنسيات‪ ،‬و اتساع األسواق مع زيادة عدد‬
‫المستهلكين و تنوع و تباين رغباتهم‪ ،‬و ظهور ما يسمى بالمستهلك العالمي‪ ،‬إضافة إلى‬
‫االبتكار في السلع و الخدمات و االبتعاد عن التقليد‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫‪ ‬الحروب اإللكترونية كنموذج لتداعيات تأثير تكنولوجيا اإلعالم واإلتصال على‬


‫العالقات الدّولية‪:‬‬
‫ال يوجد هناك إجماع واسع على تعريف محدد ودقيق لمفهوم الحرب اإللكترونية أو‬
‫الحرب المعلوماتية‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك فقد اجتهد عدد من الخبراء من ضمن‬
‫اختصاصاتهم في تقديم تعريف يحيط بهذا المفهوم‪ ،‬فعرف كل من "ريتشارك كالرك"‬
‫و"روبرت كناكي" الحرب إلكترونية على أنها "أعمال تقوم بها دولة تحاول من خاللها‬
‫اختراق أجهزة الكمبيوتر والشبكات التابعة لدولة أخرى بهدف تحقيق أضرار بالغة أو‬
‫تعطيلها‪ ،‬إن الحرب االلكترونية تحمل طابعا مركبا حيث يشارك في خوضها قوى‬
‫ووسائط‪.1‬‬
‫كما تعرف على أنها‪ :‬العمليات التي تستخدم فيها أساليب و معدات الكترونية لالستفادة‬
‫من موجات العدو الكهرومغناطيسية الفعالة المنبعثة من معداته المختلفة‪ ،‬والتأثير على‬
‫معداته لمنع أو تقليل استفادته منها و حماية الموجات الخاصة بهذا الطرف لعدم استفادة‬
‫العدو منها أو التأثير عليها‪.‬‬
‫مع تهديد األعمال العدائية اإللكترونية على البنية التحتية المعلوماتية للدول لتحقيق‬
‫أغراض متداخلة ( سياسية‪ ،‬واقتصادية‪ ،‬وإجرامية‪ ،‬وغيرها)‪ ،‬حمل مفهوم الحرب‬
‫اإللكترونية أبعادا جديدة‪ ،‬وصار البعض يفضل مصطلح "الحرب السيبرانية" كتعبير‬
‫عن ذلك التوجه الجديد‪ ،‬خاصة أن هناك مسميات عديدة تطلق على تلك األنشطة العدائية‬
‫اإللكترونية منها‪ :‬الهجمات اإللكترونية‪ ،‬واإلرهاب اإللكتروني وغيرهما‪.2‬‬
‫فوفقا للمفهوم التقليدي للحرب فإنها تنطوي على استخدام الجيوش النظامية‪ ،‬ويسبقها‬
‫إعالن واضح لحالة الحرب وميدان قتال محدد‪ ،‬بينما تبدو هجمات الفضاء اإللكتروني‬
‫غير محددة المجال وغامضة األهداف‪ ،‬كونها تتحرك عبر شبكات المعلومات‬
‫واالتصاالت متعدية الحدود الدولية‪ ،‬إضافة إلى اعتمادها على أسلحة إلكترونية جديدة‬
‫تالئم طبيعة السياق التكنولوجي لعصر المعلومات‪ ،‬حيث يتم توجيهها ضد المنشآت‬
‫الحيوية‪ ،‬أو دسها عن طريق عمالء ألجهزة االستخبارات‪.‬‬

‫الباكت‪ :‬المجال الخامس‪......‬الحروب اإللكتونية يق القرن ال ‪ ،21‬عىل موقع‪:‬‬ ‫عىل حسن‬ ‫‪1‬‬
‫ر‬ ‫)– ي‬
‫‪ ،https://studies.aljazeera.net/ar/issues/2010/20117212274346868.html‬تم االطالع يوم ‪:‬‬
‫‪.2019/02‬‬
‫‪ – )2‬عادل عبد الصادق‪ :‬أنماط "الحرب السيبرانية" و تداعياتها على االمن العالمي‪ ،‬على موقع‪:‬‬
‫‪ ،http://www.siyassa.org.eg/Print/12072.aspx‬تم االطالع‪.2020/3/3 :‬‬

‫‪71‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫و رغم كل هذا و مدى ارتباطها بالتطورات الحديثة لتكنولوجيا االعالم و االتصال إال‬
‫أن هذه الحروب المعلوماتية ليست حديثة‪ ،‬إذ مارستها البشرية منذ نشاتها باستخدام نظم‬
‫المعلومات المختلفة و المتوفرة‪ ،‬حيث قام أحد القياصرة بتشفير بعض المعلومات‬
‫الحساسة إلرسالها إلى قادته خوفا من كشف سريتها من قبل أعدائه‪ ،1‬كما تم استخدام‬
‫البرقية في الحروب و كان ذلك ألول مرة أثناء الحرب األهلية في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية عام ‪ ،18612‬و بهذا أصبحت برقية التلغراف جزء من منظومة الحرب‪ ،‬كما‬
‫استخدم المذياع أيضا كوسيلة في الحرب لبث االشاعات و الدعاية (االخبار المغرضة)‬
‫في القرن ‪ 20‬للتأثير على معنويات العدو و زعزعة ثقته‪ ،‬و لكن مع تكنولوجيا‬
‫المعلومات من حواسيب و انترنيت و تضخم صناعة المعلومات و زيادة أهميتها و‬
‫اعتبارها كمورد استراتيجي ال ينضب زادت هذه الحروب شدة و تأثيرا‪.‬‬
‫‪ ‬سياقات و أسباب بروز الحروب االلكترونية (السيبريانية)‪:‬‬
‫مكن ربط البنى التحتية للدول بالفضاء االلكتروني ضمن بيئة عمل متشابكة و التي‬
‫تعرف بالبنية التحتية القومية للمعلومات‪ ،‬من أن تصبح تحت تهديدات كبيرة و من ابرز‬
‫هذه السياقات نجد‪:3‬‬
‫‪ .1‬تزايد ارتباط العالم بالفضاء اإللكتروني‪ ،‬األمر الذي اتسع معه خطر تعرض‬
‫البنية التحتية الكونية للمعلومات لهجمات إلكترونية‪.‬‬
‫‪ .2‬تراجع دور الدولة في ظل العولمة وانسحابها من بعض القطاعات اإلستراتيجية‬
‫لمصلحة القطاع الخاص‪ .‬وهذا مع تصاعد أدوار الشركات متعدية الجنسيات‪،‬‬
‫خاصة العاملة في مجال التكنولوجيا كفاعل مؤثر في الفضاء اإللكتروني‪.‬‬
‫‪ .3‬نشوء نمط جديد من الضرر على خلفية الهجمات اإللكترونية يمكن أن تسببه‬
‫دولة ألخرى‪ ،‬دون الحاجة للدخول المادي إلى أراضيها‪ ،‬خصوصا مع تزايد‬
‫اعتماد الدول على األنظمة اإللكترونية في جميع منشآتها الحيوية‪ ،‬وهذا ما‬
‫جعلها عرضة لهذه الهجمات‪.‬‬

‫‪ – )1‬إياس الهاجري‪ :‬الحرب المعلوماتية‪ ،‬عىل الموقع‪http://www.khayma.com/education-:‬‬


‫‪ ،2002 ،technology/Study37.htm‬تم االطالع‪.2019/02/08 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪)- Rex HUGHES : Towards a Global Rrgime for Cyber Warfare, Cyber Security Project, London,‬‬
‫‪Chatham House, 2009, p 2.‬‬
‫‪ - )3‬انظر‪:‬‬
‫‪ -‬عادل عبد الصادق‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫الزرق‪ :‬انتقال التهديدات من الواقع إل العالم االفت ي‬
‫اض‪ ،‬مجلة جامعة‬ ‫ي‬ ‫خضت‬
‫ر‬ ‫‪ -‬بهاء عدنان السعتي‪ ،‬عماد عبد‬
‫بابل للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد ‪ ،27‬العدد ‪ ،2019 ،4‬ص ‪.477‬‬
‫‪72‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫‪ .4‬قلة تكلفة الحروب السيبرانية‪ ،‬مقارنة بنظيراتها التقليدية‪ ،‬فقد يتم شن هجوم‬
‫إلكتروني بما يعادل تكلفة دبابة‪ ،‬من خالل أسلحة إلكترونية جديدة‪ ،‬ومهارات‬
‫بشرية‪ ،‬إضافة إلى أن الهجوم قد يتم في أي وقت ( سلم‪ ،‬حرب‪ ،‬أزمة)‪.‬‬
‫‪ .5‬تحول الحروب السيبرانية إلى إحدى أدوات التأثير في المعلومات المستخدمة‬
‫في مستويات ومراحل الصراع المختلفة‪ ،‬سواء على الصعيد االستراتيجي‪ ،‬أو‬
‫التكتيكي العملياتي بهدف التأثير بشكل سلبي في هذه المعلومات‪.‬‬
‫‪ .6‬توظيف الفضاء اإللكتروني في تعظيم قوة الدول‪ ،‬من خالل إيجاد ميزة أو‬
‫تفوق أو تأثير في البيئات المختلفة‪ ،‬وبالتالي ظهر ما يسمي "اإلستراتيجية‬
‫السيبرانية" للدول‪ ،‬والتي تشير إلى القدرة على التنمية‪ ،‬وتوظيف القدرات‬
‫للتشغيل في الفضاء اإللكتروني‪ ،‬وذلك باالندماج والتنسيق مع المجاالت‬
‫العملياتية األخرى لتحقيق أو دعم إنجاز األهداف‪ ،‬عبر عناصر القوة القومية‪.‬‬
‫و من أمثلة هذه الهجمات االلكترونية نجد "الهاكرز" الهولندي الجنسية الذي قام‬
‫باختراق عدد كبير من أجهزة الحاسب اآللي التابعة للدفاع األمريكي مرتبطة بشبكة‬
‫االنترنيت‪ ،‬و قد كانت تحتوي على معلومات هامة حول الجيش األمريكي من مثل‬
‫مواقعه و تفاصيل األسلحة المختلفة الموجودة في مواقعه‪ ،‬إضافة إلى الحرب الهاكرية‬
‫بين مجموعات عربية و إسرائيلية في بدابة االلفين و التي اعتبرت حرب غير معلنة‬
‫عنيفة أسفرت عن تخريب ‪ 40‬موقع إسرائيلي مقابل ‪ 15‬موقع عربي‪ ،1‬و مؤخرا في‬
‫أفريل ‪ 2021‬استهداف اسرائيل لمفعل نطنز النووي اإليراني و الذي يعتقد أنه سوف‬
‫يسبب تأخرا في البرنامج النووي اإليراني لـ ‪ 9‬أشهر على األقل‪.‬‬

‫‪ - )1‬إياس الهاجري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.2‬‬


‫‪73‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫‪ ‬االعالم الدولــــــي‬

‫‪ ‬مفهوم االعالم الدولي ‪:‬‬


‫عرف االعالم الدولي أو هناك من يسميه باالتصال الدولي كتسمية أشمل‪ ،‬ارتباطا‬
‫وثيقا بوسائل و تكنولوجيا االتصال منذ قيام الثورة الصناعية و تطور الطباعة و صناعة‬
‫الورق‪ ،‬حيث كانت تطبع الصحف و تنقل عبر السفن بين الدول‪ ،‬ثم ظهرت اإلذاعة‬
‫كوسيلة جديدة أفضل لإلعالم الدولي‪ ،‬إذ كان يستخدم الراديو و الالسلكي أثناء الحروب‬
‫و خاصة كحرب نفسية بنشر االشاعات و االخبار المغرضة‪ ،‬ثم مع ظهور التلفزيون‬
‫انتقل االعالم الدولي لهذه الوسيلة باعتبارها األفضل خاصة مع اختراع االنترنيت و‬
‫األقمار الصناعية و الهواتف النقالة‪ ،‬لكن بمفهومه الجديد نشأ أثناء الحرب الباردة و‬
‫الصراع نحو الريادة بين المعسكر الشرقي و الغربي‪ ،‬لتصبح تسيطر عليه كل من‬
‫أمريكا و أوروبا بعد انهيار االتحاد السوفياتي‪ ،‬و من ثم ظهرت وكاالت أنباء عالمية و‬
‫فضائيات هامة تسيطر على األخبار‪.‬‬
‫و نجد هنا أن "ماك كليالند ‪ "Mc Clelland 1987‬يعرفه أنه‪" :‬مجموعة الرسائل‬
‫العابرة للزمان و الحدود الوطنية‪ ،‬بفضل وسائل االتصال التي تعتبر الفاعل أو القوة‬
‫الدولية المحركة له "‪ ،1‬كما يعرفه محمد علي العويني بقوله ‪ " :‬إنه وسيلة من وسائل‬
‫السياسة الخارجية فإنه مع غيره من الوسائل يعمل على تحقيق أهداف هذه السياسة ‪،‬‬
‫وتتمثل هذه األهداف في تحقيق المصلحة الوطنية للدولة في المقام األول وتختلف هذه‬
‫األهداف باختالف وزن الدولة ودورها في النظام الدولي "‪ ،‬و نجد أن أحمد بدر يعرفه‬
‫بأنه " تزويد الجماهير في الدول األخرى بالمعلومات الصحيحة واألخبار الصادقة بقصد‬
‫التاثير على تلك الجماهير واقناعها بعدالة قضايا الدولة ‪ ،‬وبالتالي تتبنى جماهير تلك‬
‫الدول األخرى لمواقف تلك الدولة"‪.2‬‬
‫و يعرف أيضا على أنه‪" :‬التحليل الثقافي و االقتصادي و السياسي و التقني للنماذج‬
‫‪3‬‬
‫االتصالية و آثارها بين الدول‪ ،‬و يرتكز بشكل كبير على الجوانب المحلية أو الوطنية"‬
‫هذا النظام الدولي الذي يتكون من فاعلين اتصاليين كهيئات قادرة على اإلنتاج و المعالجة‬
‫و التوجيه و التأثير‪ ،‬و من هؤوالء الفاعلين نجد‪ :‬وكاالت األنباء‪ ،‬مؤسسات دولية و‬
‫مجموعات إقليمية و المؤتمرات الدولية‪ ،‬و يرى العديد من المختصين أن السيطرة في‬

‫‪ – )1‬فضيل دليو‪ :‬تكنولوجيا االعالم و االتصال الجديدة (قضايا معارصة)‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دار هومه‪ ،2015 ،‬ص ‪.114‬‬
‫‪ – )2‬محمد فؤاد زيد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.07‬‬
‫الدول و العولمة الجديدة‪ ،‬عمان‪ ،‬دار أسامة‪ ،2011 ،‬ص ‪.12‬‬‫ي‬ ‫‪ -)3‬خالد فاروق‪ :‬االعالم‬
‫‪74‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫هذا النظام تكون بيد دول محدودة‪ ،‬و هي التي تتسم بالتطور االقتصادي و المالي و‬
‫التكنولوجي‪ ،‬و هي بهذا تمثل مراكز قرار االعالم الدولي‪ ،‬حيث يرى "س‪ .‬هاملينك"‬
‫حسب دراسة أجراها أن ‪ 81‬مؤسسة غربية كبيرة تسيطر على حوالي ‪ 75‬من اإلنتاج‬
‫و التوزيع العالمي لممتلكات االعالم و خدماته‪ ،‬و نالحظ هنا الهيمنة االمريكية على‬
‫أغلب هذه المؤسسات مثل‪ ،CBS,IBM :‬و هذا المتالكها لعوامل تطوره من تقدم‬
‫تكنولوجي في أجهزة االتصاالت و األقمار الصناعية و شبكة االنترنيت‪ ،‬إضافة إلى‬
‫الوفرة المالية و الخبرة اإلعالمية‪ ،‬و بالتالي جعل هذا الوضع النظام االعالمي أو‬
‫االتصالي الدولي يتسم بمجموعة من الخصائص من أهمها حسب "سارة ن‪ ،‬و ماريا‬
‫أنطونيا م"‪:1‬‬
‫يسوده نمط تدفق المعلومات في اتجاه واحد أي من الدول المقدمة للدول األخرى‬ ‫‪-‬‬
‫شمال‪-‬جنوب‪.‬‬
‫سيطرة الدول المتفوقة اقتصاديا على التكنولوجيا الجديدة و بالتالي الريادة‬ ‫‪-‬‬
‫االتصالية‪.‬‬
‫نتيجة لقوة تكنولوجيا االعالم و االتصال و تفاعليتها سادت و تفاقمت ظاهرة‬ ‫‪-‬‬
‫العولمة الثقافية أو األمركة‪.‬‬
‫تواجد المشاعر و التخيالت بقوة على حساب الوقائع و هذا ما زاد من التغطية‬ ‫‪-‬‬
‫على خطورة تباعد المسافات الموضوعية القائمة على المستوى االجتماعي و‬
‫االقتصادي بين دول الشمال و الجنوب‪.‬‬
‫يتسم بهيمنة أيديولوجيا "الليبرالية الجديدة" و التي ال تقبل سوى تعديالت و‬ ‫‪-‬‬
‫تطورات داخل نفس النظام‪ ،‬و رغم هذا اال ان هناك انشغاالت أخالقية و‬
‫اجتماعية و تحسيس دولي باالنعكاسات السلبية للنظام االتصالي المهيمن‪.‬‬
‫و يقوم هذا النظام اإلعالمي الدولي على مجموعة من األبعاد التي يمكن أن تحل أو‬
‫تواجه بعض المشاكل التي يمكن أن تعتري المجتمع العالمي مثل العولمة اإلعالمية و‬
‫التي تعد من سمات هذا النظام و نجد منها‪:‬‬
‫البعد السياسي‪ :‬و يتمثل في الربط بين المسؤول و المواطن‪ ،‬و توفير فرص الحوار‬
‫المباشر عبر وسائل االعالم و هذا ما يتطلب الحرية و تحمل المسؤولية‪.‬‬
‫البعد االقتصادي‪ :‬إذ تعد المعلومات أمرا حيويا لالقتصاد‪ ،‬كما تعد وسائل االعالم قوة‬
‫اقتصادية لها تأثيرها على اإلنتاج و النمو االقتصادي و بالتالي على التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫‪ - )1‬فضيل دليو‪ :‬تكنولوجيا االعالم و االتصال الجديدة (قضايا معارصة)‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.123‬‬
‫‪75‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫البعد االجتماعي‪ :‬و هذا من خالل ما توصلت إليه دراسات و التي اعتبرت أن األفراد‬
‫األكثر تتبعا لوسائل االعالم هم األكثر مشاركة في الحياة االجتماعية و المجتمع‪.‬‬
‫البعد الثقافي‪ :‬و يرتكز على ضرورة الحوار بين الثقافات‪ ،‬و تعريف األمة للعالم بقيمها‬
‫الثقافية و االجتماعية‪ ،‬و هذا ما من شأنه مقاومة الغزو الفكري و الثقافي األجنبي الذي‬
‫يضر بثقافة األمة الوطنية‪ ،‬و هذا من خالل دفاع وسائل االعالم عن ثقافة المجتمعات‬
‫المحلية‪.1‬‬
‫في اطار هذه األبعاد نجد أنه يجب أن يكون هناك تعاون دولي في مجال االعالم‬
‫الدولي بين الشمال المتقدم و الجنوب النامي و توازن في ما يخص التدفق المعلوماتي‬
‫و ان ال تكون هناك سيطرة و توجيه من طرف الغرب و ثقافة الغالب‪ ،‬بل من الضروري‬
‫أن يتسم هذا االعالم الدولي بقواعد و سلوكيات و أخالقيات المهنة‪.‬‬
‫و من هنا يقصد باإلعالم الدولي نقل المعلومات الصحيحة أكثر مما يقصد به أي شكل‬
‫آخر من أشكال االتصال‪ ،‬و رغم هذا التعدد في تحديد مفهوم اإلعالم الدولي و الذي‬
‫يعكس حيرة و اضطراب بعض الباحثين إال أنه لم يتم االتفاق على معنى واحد‪ ،‬ويرجع‬
‫ذلك إلى عدة صعوبات أهمها‪:‬‬
‫‪ .1‬ارتباط وتداخل اإلعالم بالدعاية الدولية ‪.‬‬
‫‪ .2‬االندماج والترابط الشديدين بين وسائل اإلعالم الجماهيرية ‪ ،‬صحف ‪ ،‬وإذاعة‬
‫وتلفزيون ووسائل االتصال الحديثة ‪ ..‬وغيرها ‪ ،‬وهذا الترابط الشديد جعل من‬
‫الصعوبة الفصل بين اإلعالم واالتصال أو حتى التمييز بينهما ‪ ،‬فالقائم باالتصال‬
‫في اإلعالم واالتصال الدولي يمكنه استخدام كل وسائل اإلعالم ‪.‬‬
‫‪ .3‬إن تكنلوجيا االتصال الحديثة والترابط بين اإلعالم ووسائل االتصال‬
‫والمعلوماتية قلصت الفروق بين اإلعالم القومي والوطني والمحلي والدولي ‪،‬‬
‫حيث يمكن ألي نوع من هذا اإلعالم أن يتجاوز الحدود السياسية لهذه الدولة‪. 2‬‬
‫اإلعالم الدولي هو مجال اهتمام باحثين في تخصصات مختلفة األمر الذي يؤدي إلى‬
‫تقديم كل منهم مفاهيم مختلفة حول اإلعالم الدولي ‪.‬‬

‫‪ - )1‬خالد فاروق‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.128-127‬‬


‫ّ‬
‫ول‪ ،‬عىل موقع‪ ،www.iugaza.edu.ps :‬تم االطالع ‪،2020/05/14‬‬
‫واق‪ :‬محارصات االعالم و االتصال الد ي‬ ‫‪ - )2‬ر‬
‫أمي ي‬
‫عىل الساعة ‪18‬سا‪.‬‬
‫‪76‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫‪ ‬أهداف اإلعالم الدولي ووظائفه‬


‫إذا كان اإلعالم وسيلة من وسائل السياسة الخارجية ‪ ،‬فإنه مع غيره من الوسائل‬ ‫‪-‬‬
‫يعمل على تحقيق أهداف هذه السياسة ‪ ،‬وتتمثل هذه األهداف في تحقيق المصلحة‬
‫الوطنية للدولة في المقام األول وتختلف قوة هذه األهداف باختالف وزن الدولة‬
‫ودورها في النظام الدولي ‪.‬‬
‫يستطيع اإلعالم الدولي الفعال بفضل العوامل العسكرية والسياسية واالقتصادية‬ ‫‪-‬‬
‫والدولية باإلضافة إلى الظروف المحلية ن أن يدعي أفكارا ومعتقدات غير حقيقية‬
‫‪ ،‬ومع تكرار مرتكزات المنطق الدعائي األمر الذي يؤدي إلى رسوخه في نفس‬
‫المتلقي ‪.‬‬
‫عندما تنشب األزمات تصل أهمية السياسة الخارجية إلى النقطة القصوى ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ويزداد اإلقبال على تعرف األشياء والمواقف وأهمية إعطاء الرموز والمعاني‬
‫لألوضاع القائمة ‪،‬وهنا يبرز دور البناء النفسي لألفراد والتأثير عليه ‪.‬‬
‫الدعاية في حد ذاتها بحاجة إلى االرتباط بوضع عسكري أفضل وإمكانية‬ ‫‪-‬‬
‫اقتصادية معقولة وعمل دبلوماسي فعال ‪ ،‬فالبد من مراعاة االرتباط الوثيق بين‬
‫فعالية الدعاية وغيرها من األوضاع العسكرية ‪،‬واالقتصادية والسياسية ‪.‬‬
‫اعتمد التفاهم الدولي على تصور كل دولة لألخرى ‪ ،‬ومن ثم جاء التحول الثقافي‬ ‫‪-‬‬
‫من النظام التقليدي المغلق إلى النظام الجماعي المفتوح ‪،‬ويرجع ذلك بصفة‬
‫أساسية إلى الكفاءة المتزايدة ألجهزة اإلعالم ومساهمتها في التغير الثقافي ‪.‬‬
‫كثيرا ما يعمل اإلعالم الدولي في حد ذاته على تعبئة الكراهية ضد العدو والحفاظ‬ ‫‪-‬‬
‫على صداقة الصديق والحصول على تعاون المحايدين وتحطيم الروح المعنوية‬
‫للعدو وهذا يتوقف على أبعاد التخطيط الدعائي ‪.‬‬
‫من الالزم أن تتكيف الدعاية مع مستقبل الرسالة الدعائية وهذا يوضح تعدد‬ ‫‪-‬‬
‫وسائل اإلعالم ومؤسساته ‪ ،‬فالدعاية تتحرك وفقا لخصائص مستقبل الرسالة‬
‫الدعائية مما يساهم في تحديد الفعالية الدعائية ‪.‬‬
‫يهدف اإلعالم الدولي للمنظمات الدولية إلى المساهمة في تحقيق أهدافها ‪ ،‬وغالبا‬ ‫‪-‬‬
‫ما ترتبط هذه األهداف بتحقيق السالم العالمي والتعاون الدولي من خالل نشر‬
‫رسالتها اإلعالمية على نطاق عالمي ‪.‬‬
‫يختلف اإلعالم الدولي من منظمة دولية إلى أخرى تبعا ألهداف هذه المنظمة‬ ‫‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫وإمكانياتها وطبيعة وسائلها ‪.‬‬

‫‪ – )1‬المرجع نفسه‬
‫‪77‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫‪ ‬وظائف اإلعالم الدولي‬


‫أصبح لتكنولوجيا االعالم و االتصال في وقتنا الحالي تأثيرا كبيرا على جماهير‬
‫مختلفة و في أماكن متعددة و متباعدة‪ ،‬و لها تأثر كبير على آراء الناس و تصرفاتهم و‬
‫أسلوب حياتهم‪ ،‬فمثال ما كان يقرأ في الماضي من طرف عدد محدود من األفراد أصبح‬
‫اآلن يقرؤه الماليين عبر العالم بفضل اكتشاف اإلنترنيت‪ ،‬و ما عزز و دعم مكانة هذه‬
‫التكنولوجيا ظهور االعالم الدولي‪ ،‬و الذي له دوافعه و وظائفه المحددة التي يؤديها‬
‫تنفيذا للدور الذي تفرضه السياسة الخارجية للدولة أو الهيئة التي يتبعها و من هذه‬
‫الوظائف نجد‪:1‬‬

‫‪ ‬االتصال باألفراد و الشرائح االجتماعية و الجماعات و الكتل السياسية و‬


‫المنظمات داخل الدولة‪ ،‬إضافة إلى السعي للتواصل مع الجماعات المؤثرة في‬
‫النظم السياسية المختلفة‪ ،‬كاألحزاب وجماعات الضغط و المصلحة وأعضاء‬
‫البرلمان و الشخصيات النافذة ومختلف المؤسسات المؤثرة في عملية اتخاذ‬
‫القرار السياسي‪ ،‬و سواءا كانت في السلطة أو المعارضة و هذا للوصول إلى‬
‫الحد األقصى من الفاعلية التي تخدم سياستها الخارجية‪ ،‬و من األمور التي ينبغي‬
‫أن تؤخذ بعين االعتبار هنا درجة الموقف السياسي للدولة من تأييد تام أو الحياد‬
‫وغيرها‪ ،‬فبتحديد الموقف السياسي يمكن العمل على تغييره نحو درجة التأييد‬
‫الممكنة لصالح القضايا المعروضة‪ ،‬ويكون موقف الدولة معيارا للطريقة التي‬
‫يمكن أن يتدخل فيها اإلعالم الدولي‪ ،‬ويفيد هنا االتصال بالجماعات المؤثرة‬
‫باإلضافة إلى سيطرتها على عمليات صناعة القرار كون أعضاؤها يعتبرون‬
‫النخبة التي تؤثر على الجماهير‪ ،‬وبالتالي يتحقق االتصال بالجماهير من خالل‬
‫هذه النخبة (قادة الرأي)‪ ،‬و التي تعد تمهيدا للوظيفة األخرى و هي االتصال‬
‫بالجماهير‪.‬‬

‫‪ ‬االتصال المباشر بالجماهير يتم بإعالمهم من خالل النشرات اإلعالمية و‬


‫المحاضرات والمؤتمرات الصحفية والمنشورات‪ ،‬الراديو‪ ،‬التلفزيون‪ ،‬المسرح‬
‫والعروض السينمائية‪ ،‬إضافة إلى إقامة المعارض اإلعالمية و تشجيع السياحة‬
‫و تبادل الزيارات‪ ،‬و الهدف من مختلف هذه الصالت المباشرة مع الجماهير‬
‫الوصول إلى تأثير إعالمي أفضل و أكثر فاعلية و هذا ما يؤثر في الرأي العام‬
‫بشكل عام‪.‬‬

‫‪ – )1‬انظر‪:‬‬
‫السياس‪ ،‬عمان‪ ،‬دار اليازوري‪ ،2009 ،‬ص ‪.103‬‬
‫ي‬ ‫الدبلوماس و‬
‫ي‬ ‫عىل عبد الفتاح‪ :‬االعالم‬‫ي‬ ‫‪-‬‬
‫واق‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬ ‫أمي ي‬‫ر‬ ‫‪-‬‬
‫‪78‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫يمثل اإلعالم الدولي الدولة أو الهيئة التي ينتمي إليها‪ ،‬سواءا كانت محلية أو‬ ‫‪‬‬
‫إقليمية‪ ،‬أو دولية‪ ،‬متخصصة أو تجارية من مثل مكاتب األمم المتحدة و‬
‫مؤسساتها المتخصصة في العديد من دول العالم‪ ،‬مكاتب جامعة الدول العربية‬
‫منظمة الوحدة االفريقية‪ ،‬اإلتحاد األوروبي‪ ،‬و غيرها من المنظمات الدولية و‬
‫اإلقليمية المنتشرة عبر العالم‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫خاتمــــــــــــــــــة‪:‬‬

‫يعد تطور تكنولوجيا االعالم و اإلتصال من أبرز مظاهر القرن العشرين‪ ،‬إذ يرى‬
‫العلماء المختصين في هذا المجال أن تطور صناعة تكنولوجيا االعالم و اإلتصال يعتبر‬
‫أهم إنجاز تكنولوجي تحقق‪ ،‬حيث إستطاع اإلنسان أن يلغي المسافات و يختصر الزمن و‬
‫تحول المجتمع إلى ما بعد الرورة الصناعية و‬‫يجعل من العالم أشبه بالقرية الصغيرة‪ ،‬و ّ‬
‫هو مجتمع المعلومات‪ ،‬و يتم هذا االنتقال الفعلي وفق عوامل مرتبطة بالبنية التحتية و‬
‫القدرة على الوصول و االتصال بمصادر المعلومات و المعارف‪ ،‬إضافة إلى التطبيقات‬
‫التحول أيضا إلى مجتمع أو اقتصاد المعرفة إذا تم توليد‬
‫ّ‬ ‫التكنولوجيا للمعلومات‪ ،‬كما يمكن‬
‫و استرمار المعلومات في اإلنتاج و الخدمات في كل القطاعات‪ ،‬مما يم ّكن من القدرة على‬
‫اإلدارة الذّكية للتدفّق المعلوماتي و بالتالي إنتاج المعارف و توظيفها في صنع القرارات‬
‫المناسبة‪.‬‬
‫كما شملت تكنولوجيا االعالم و االتصال و ما احدثته من ثورات اتصالية‪ ،‬كل مجاالت‬
‫الحياة اليومية لكرير من المجتمعات و خاصة الصناعية منها‪ ،‬إذ أصبح اإلقتصاد الرقمي‬
‫ميزة العصر فيها‪ ،‬كما تأث ّر رجال المال و األعمال بهذه الموجة الجديدة‪ ،‬حيث تعدّ األنشطة‬
‫التجارية و التسويقية أكبر المستفيدين من تكنولوجيا اإلنترنيت‪ ،‬حيث وفّرت هذه األخيرة‬
‫خدمات لتسهيل حركة المبادالت‪ ،‬و تحسين العالقات سواءا كان ذلك ما بين المؤسسات أو‬
‫بين المؤسسات و زبائنها‪ ،‬كما كان للتدفّق اإلعالمي الناتج عن هذه التكنولوجيا تأثيرا كبيرا‬
‫على مفاهيم و ممارسات و واقع العالقات الدّولية من سياسة خارجية و دولة قومية و مبدأ‬
‫سلطة التي ال تعلوها سلطة‪ ،‬لتح ّل محلّها مفاهيم الكونية و الحوكمة العالمية و‬ ‫السيادة و ال ّ‬
‫حولت الحروب و الصراعات إلى الفضاء السيبرياني‬ ‫ديبلوماسية األقمار الصناعية‪ ،‬كما ّ‬
‫فحولت بذلك الحروب تقليدية إلى حروب و جرائم إلكترونية‪.‬‬ ‫ّ‬

‫‪80‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫قائمة المراجــــــع‪:‬‬
‫المراجع باللغة العربية‪:‬‬
‫‪ .1‬إبراهيم خالد ممدوح‪ :‬اإلدارة االكترونية‪ ،‬ط‪ ،1‬اإلسكندرية‪ ،‬الدار الجامعية‪.2010 ،‬‬
‫‪ .2‬أحمد أشرف السعيد‪ :‬تكنولوجيا المعلومات و حروب الجيل السادس‪ ،‬ط‪.2019 ،1‬‬
‫عىل حسن‪ :‬المجال الخامس‪......‬الحروب اإللكتونية يق القرن ال ‪ ،21‬عىل موقع‪:‬‬
‫الباكت ي‬
‫ر‬ ‫‪.3‬‬
‫‪،https://studies.aljazeera.net/ar/issues/2010/20117212274346868.html‬‬
‫تم االطالع يوم ‪.2019/02 :‬‬
‫الشوق‪.2003 ،‬‬‫زمني‪ ،‬عمان‪ ،‬دار ر‬ ‫‪ .4‬البكري إياد شاكر‪ :‬تقنيات االتصال ربي ر‬
‫‪ .5‬الحاج كمال‪ :‬نظريات االعالم و االتصال‪ ،‬سوريا‪ ،‬الجامعة االفتاضية السورية‪.2020 ،‬‬
‫ّ‬
‫ول‪ ،‬ط‪ ،1‬ربتوت‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬ ‫الدليم إياد هالل‪ :‬نظام االتصال و االعالم الد ي‬
‫ي‬ ‫‪.6‬‬
‫‪.2013‬‬
‫خضت ‪ :‬انتقال التهديدات من الواقع إل العالم‬ ‫ر‬ ‫الزرق عماد عبد‬
‫ي‬ ‫‪ .7‬السعتي بهاء عدنان‪،‬‬
‫اض‪ ،‬مجلة جامعة بابل للعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد ‪ ،27‬العدد ‪.2019 ،4‬‬ ‫االفت ي‬
‫كاق مصطف يوسف‪ :‬تكنولوجيا اإلعالم و‬ ‫‪ .8‬الشمايلة ماهر عودة‪ ،‬اللحام محمود عزت‪ ،‬ي‬
‫العلم‪.2015 ،‬‬ ‫ي‬ ‫اإلتصال ط‪ ،1‬عمان‪ ،‬دار اإلعصار‬
‫عيساب رحيمة ‪ ،‬تكنولوجيا االتصال الحديثة ‪،‬محارصات جامعية‪،‬جامعة الحاج‬ ‫ي‬ ‫‪ .9‬الطيب‬
‫لخرص ‪ ،‬باتنة‪.2009 ،‬‬
‫المزاهرة منال هالل‪ :‬تكنولوجيا االتصال و المعلومات‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪ ،‬دار الميشة‪،‬‬ ‫‪.10‬‬
‫‪.2014‬‬
‫ّ‬
‫العرب‪ ،‬يق ثورة المعلومات و‬
‫ي‬ ‫‪ .11‬المصمودي مصطف‪ :‬ثورة المعلومات و تحدياتها يق العالم‬
‫ّ‬
‫العرب‪ ،‬ط‪ ،1‬أبحاث المؤتمر السنوي‬‫ي‬ ‫االتصاالت و ر‬
‫تأثتها يق المجتمع و الدولة يق العالم‬
‫أبوظت‪ ،‬مركز اإلمارات للدراسات و البحوث االستاتيجية‪ ،‬يناير ‪.1997‬‬ ‫ي‬ ‫الثالث‪،‬‬
‫‪ .12‬الهاجري إلياس‪ :‬الحرب المعلوماتية‪ ،‬عىل الموقع‪:‬‬
‫‪ ،2002 ،http://www.khayma.com/education-technology/Study37.htm‬تم‬
‫االطالع‪.2019/02/08 :‬‬
‫السياس‪ ،‬عمان‪ ،‬دار أسامة‪.2011 ،‬‬
‫ي‬ ‫الدبلوماس و‬
‫ي‬ ‫الهاشم مجد‪ :‬االعالم‬
‫ي‬ ‫‪.13‬‬
‫المالك مجبل‪ :‬المعلومات و المجتمع‪ ،‬عمان‪ ،‬دار الوراق‪.2002 ،‬‬
‫ي‬ ‫‪ .14‬الوردي ي‬
‫زك‪،‬‬
‫ّ‬
‫التسويف يق ظل تكنولوجيا المعلومات و االتصال‪ ،‬أطروحة مقدمة‬
‫ي‬ ‫‪ .15‬بن بوزة الصديق‪ :‬االتصال‬
‫ّ‬
‫التسيت‪ ،‬تخصص االستاتيجية و التسويق‪ ،‬كلية العلوم‬ ‫لنيل شهادة الدكتوراه يق علوم‬
‫ر‬
‫التسيت‪ ،‬جامعة باتنة ‪.2018/2017 ،1‬‬
‫ر‬ ‫االقتصادية و التجارية و علوم‬
‫الشخص يق المجتمع‬
‫ي‬ ‫بومال أمينة‪ :‬أثر تكنولوجيات االتصال الحديثة عىل االتصال‬
‫ي‬ ‫‪.16‬‬
‫الجزائري‪ ،‬العدد ‪ ،9‬المجلة العلمية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،3‬ديسمت ‪.2017‬‬

‫‪81‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫‪ .17‬تريان ماجد سلمان‪ :‬االنتنيت و الصحافة االلكتونية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الدار المرصية اللبنانية‪،‬‬
‫‪.2008‬‬
‫ابوظت‪ ،‬مركز اإلمارات‬
‫ي‬ ‫المدب و التنمية السياسية‪،‬‬ ‫ي‬ ‫‪ .18‬ثامر كامل محمد‪ :‬المجتمع‬
‫للدراسات و البحوث اإلستاتيجية‪.2012 ،‬‬
‫‪ .19‬حديد نوفل‪ :‬تكنولوجيا اإلنترنت و تأهيل المؤسسة لإلندماج في اإلقتصاد العالمي‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه دولة (غير منشورة)‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية و العلوم التسير‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪.2007/2006،‬‬
‫‪ .20‬حمدي محمد الفاتح‪ ،‬قرناني ياسين‪ ،‬بوسعدية مسعود‪ :‬تكنولوجيا االتصال و االعالم‬
‫الحديرة (االستخدام و التاثير)‪ ،‬ط‪ ،1‬الجزائر‪ ،‬مؤسسة كنوز الحكمة‪.2011 ،‬‬
‫‪ .21‬جابر سامية محمد‪ ،‬عتمان نعمات أحمد‪ :‬االتصال و االعالم‪ :‬تكنولوجيا المعلومات‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪2003 ،‬‬
‫الدول و العولمة الجديدة‪ ،‬عمان‪ ،‬دار أسامة‪.2011 ،‬‬ ‫ي‬ ‫‪ .22‬خالد فاروق‪ :‬االعالم‬
‫‪ .23‬دليو فضيل‪ :‬تكنولوجيا االعالم و االتصال الجديدة‪ ،‬ط‪ ،1‬الجزائر‪ ،‬دار هومه‪.2014 ،‬‬
‫‪ .24‬دليو فضيل‪ :‬تكنولوجيا االعالم و االتصال الجديدة (قضايا معارصة)‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دار‬
‫هومه‪.2015 ،‬‬
‫ّ‬
‫الجماهتي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ديوان المطبوعات‬ ‫ر‬ ‫‪ .25‬دليو فضيل‪ :‬مقدمة يق وسائل االتصال‬
‫الجامعية‪.2007 ،‬‬
‫السياس‪ :‬قضايا و تطبيقات‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪ ،‬الدار‬ ‫ي‬ ‫‪ .26‬ذو الفقار زغيب شيماء‪ :‬االتصال‬
‫المرصية اللبنانية‪.2015 ،‬‬
‫ر‬
‫‪ .27‬رايس مراد‪ :‬أثر تكنولوجية المعلومات عىل الموارد البشية يق المؤسسة دراسة‬
‫(غت منشورة)‬ ‫ماجستت ر‬
‫ر‬ ‫حالة مديرية الصيانة لسوناطراك باألغواط "‪ ،" DML‬مذكرة‬
‫التسيت‪ ،‬تخصص إدارة األعمال‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬ ‫ر‬ ‫كلية العلوم االقتصادية و علوم‬
‫‪.2006/2005‬‬
‫‪ .28‬زروال ليىل‪ :‬أثر تكنولوجيا االنتنيت عىل القيم‪ ،‬رسالة دكتوراه يق علم االجتماع‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االجتماعية و العلوم اإلسالمية‪ ،‬جامعة العقيد الحاج لخرص باتنة‪.2010/2009 ،‬‬
‫ّ‬
‫ول‪ ،‬كلية التبية النوعية‪ ،‬جامعة المنوفية‪.2017-2016 ،‬‬ ‫‪ .29‬زيد محمد فؤاد‪ :‬اإلعالم الد ي‬
‫‪ .30‬سفر محمود محمد‪ :‬االعالم موقف‪ ،‬ط ‪ ،1‬السعودية‪ ،‬مطبعة تهامة‪.1982 ،‬‬
‫‪ .31‬شلواش صليحة‪ :‬واقع استخدام تكنولوجيا االتصال الحديثة و أثرها عىل العمل‬
‫الصحف‪ ،‬مذكرة ماجستير (غير منشورة)‪ ،‬بسكرة‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية‪،‬‬ ‫ّ ي‬
‫تخصص علوم إنسانية‪ ،‬جامعة محمد خيرص‪.2012-2011 ،‬‬
‫‪ .32‬صادق حيدر بدوي‪ :‬الدبلوماسية يق عرص المعلومات‪ ،‬دراسات استاتيجية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،5‬المجلد ‪ ،16‬مركز االمارات للدراسات و البحوث االستاتيجية‪.1996 ،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اط يق الدول العربية إشكالية‬ ‫الباق عيىس‪ :‬وسائل اإلعالم و التحول الديمقر ي‬ ‫ي‬ ‫‪ .33‬عبد‬
‫العرب ألبحاث الفضاء‬ ‫ي‬ ‫الدور‪....‬و آليات التعزيز‪ ،‬دورية قضايا إستاتيجية‪ ،‬المركز‬
‫وب‪ ،‬أكتوبر ‪.2012‬‬‫اإللكت ي‬
‫السياس‪ ،‬عمان‪ ،‬دار اليازوري‪.2009 ،‬‬‫ي‬ ‫الدبلوماس و‬
‫ي‬ ‫عىل‪ :‬االعالم‬
‫‪ .34‬عبد الفتاح ي‬
‫العالم‪ ،‬عىل موقع‬
‫ي‬ ‫‪ .35‬عبد الصادق عادل‪ :‬أنماط "الحرب السيتانية" و تداعياتها عىل االمن‬
‫‪ ،http://www.siyassa.org.eg/Print/12072.aspx‬تم االطالع‪.2020/3/3 :‬‬
‫‪82‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫للنش‪.2005 ،‬‬‫‪ .36‬عبد هللا رشا‪ :‬شبكة االنتنيت ق مرص و العالم العرب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬آفاق ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫‪ .37‬فوكوياما فرانسيس‪ :‬حوار عت األقمار الصناعية‪ ،‬يق يق ثورة المعلومات و االتصاالت و‬
‫ّ‬
‫العرب‪ ،‬ط‪ ،1‬أبحاث المؤتمر السنوي الثالث‪،‬‬ ‫ي‬ ‫تأثتها يق المجتمع و الدولة يق العالم‬ ‫ر‬
‫أبوظت‪ ،‬مركز اإلمارات للدراسات و البحوث االستاتيجية‪ ،‬يناير ‪1997‬‬ ‫ي‬
‫‪ .38‬محفوظ محمد‪ :‬تكنولوجيا االتصال‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪.2005 ،‬‬
‫‪ .39‬مكاوي حسن عماد‪ :‬تكنولوجيا االتصال الحديثة يق عرص المعلومات‪ ،‬ط‪ ،3‬القاهرة‪،‬‬
‫الدار المرصية اللبنانية‪.2003 ،‬‬
‫‪ .40‬مكاوي حسن عماد‪ ،‬علم الدين محمود‪ :‬تكنولوجيا المعلومات و االتصال‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫القاهرة‪ ،‬الدار العربية‪.2009 ،‬‬
‫‪ .41‬موزي سوزان‪ :‬الثورة المعلوماتية و التكنولوجية و سياسات التنمية‪ ،‬ط‪ ،1‬ربتوت‪ ،‬دار‬
‫اللبناب‪.2009 ،‬‬
‫ي‬ ‫المنهل‬
‫‪ .42‬نرص هللا عمر عبد الرحيم‪ :‬مبادئ االتصال التربوي واإلنسان‪ ،‬ط ‪ ،1‬عمان‪ ،‬دار وائل‪،‬‬
‫‪.2001‬‬
‫‪ .43‬هبهوب نجيبة‪ :‬تكنولوجيا االتصاالت عن بعد السلكية و الالسلكية‪ ،‬مجلة مقاربات‪،‬‬
‫العدد ‪ ،3‬المجلد ‪ ،4‬جامعة الجلفة‪.‬‬
‫ّ‬
‫ول‪ ،‬عىل موقع‪www.iugaza.edu.ps :‬‬ ‫أمي‪ :‬محارصات االعالم و االتصال الد ي‬ ‫واق ر‬
‫ي‬ ‫‪.44‬‬
‫‪ .45‬د‪.‬م ‪ :‬ثورة المعلومات‪ ،‬عىل موقع ‪ www.moqatel.com‬تم االطالع‪ :‬مارس ‪.2019‬‬
‫ّ‬
‫‪ .46‬د‪ .‬م‪ :‬تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت يق العالقات الدولية‪ ،‬عىل موقع‪:‬‬
‫‪http://kenanaonline.com/users/TMAWAHEB/posts/100487‬‬

‫المراجع باللغة األجنبية‪:‬‬


‫‪47. Gerbner.G, Gross.L : Living with television, The violence profile,‬‬
‫‪Journal of Communication, 1976.‬‬
‫‪48.Habermas Jürgen : Structural Transformation of The Public Sphere,‬‬
‫‪Cambridge, MA: Mit Press , 1989.‬‬
‫‪49.Houfel Ali: L’influence des Technologies de L’information et de La‬‬
‫‪Communication sur les Acteurs des conflits, The Algerian Journal of‬‬
‫‪Political Sciences and International Relations , N 09, Alger, 2017.‬‬
‫‪50.Hughes Rex : Towards a Global Rrgime for Cyber Warfare, Cyber‬‬
‫‪Security Project, London, Chatham House, 2009.‬‬
‫‪51.Pacey.A : The culture of technology, Cambridge Mass, American Life‬‬
‫‪project, 1994.‬‬
‫‪52.Rogers.E , M. Diffussion of innovations, New York, Free Press, 1962.‬‬
‫‪53.Performances Management Consulting : E-Gouvernance (Les Relations‬‬
‫‪Etat-Citoyens A L’Heure Du Numérique), Publication PMC, Avril 2009.‬‬

‫‪83‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫قائمة المحتويات‪:‬‬
‫المقدّمة ‪02....................................................................................‬‬
‫األهداف التعليمية‪04..........................................................................‬‬
‫محتوى المادة‪05..............................................................................‬‬
‫المحور األول‪ :‬ماهية تكنولوجيا االعالم و االتصال و أهميتها‪07.............................‬‬
‫مدخل مفاهيمي (االعالم‪ ،‬االتصال‪ ،‬المعلومات‪ ،‬تكنولوجيا االعالم و االتصال)‪08......‬‬
‫خصائص تكنولوجيا االعالم و االتصال و أهميتها‪18..........................................‬‬
‫سرة لتأثير تكنولوجيا االعالم و االتصال‪20..................‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬النظريات المف ّ‬
‫نظرية الحتمية التكنولوجية‪21.....................................................................‬‬
‫نظرية الشبكة الفاعلة‪23............................................................................‬‬
‫نظرية الغرس الرقافي‪25...........................................................................‬‬
‫نظرية انتشار المبتكرات‪28........................................................................‬‬
‫نظرية الفجوة المعرفية‪30..........................................................................‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬ظاهرة انفجار المعلومات (ثورة المعلومات)‪32...............................‬‬
‫مظاهر ثورة المعلومات‪36........................................................................‬‬
‫مجتمع المعلومات‪38...............................................................................‬‬
‫كيفية مواجهة الظاهرة‪39..........................................................................‬‬
‫انعكاسات ثورة المعلومات‪40.....................................................................‬‬
‫المحور الرابع‪ :‬تكنولوجيا االتصال عن بعد‪42....................................................‬‬
‫االتصال السلكي‪45.................................................................................‬‬
‫االتصال الالسلكي‪47...............................................................................‬‬
‫المحور الخامس‪ :‬التطبيقات الحديثة لتكنولوجيا االعالم و االتصال‪50.......................‬‬
‫الخدمات الجديدة لتكنولوجيا االعالم و االتصال‪51............................................‬‬
‫الحاسبات االلكترونية‪53............................................................................‬‬
‫األقمار الصناعية‪57.................................................................................‬‬

‫‪84‬‬
‫محاضات تكنولوجيا االعالم و االتصال‪ /‬د‪ .‬ر‬
‫دباغ سارة‬ ‫ر‬
‫ي‬

‫المحور السادس‪ :‬الشبكات العامة و الخاصة‪59..................................................‬‬


‫االنترانت‪60..........................................................................................‬‬
‫االكسترانت‪62.......................................................................................‬‬
‫االنترنيت‪63..........................................................................................‬‬
‫المحور السابع‪ :‬تكنولوجيا االعالم و االتصال و العالقات الدولية‪66.........................‬‬
‫تاثيرات تكنولوجيا االعالم على العالقات الدولية‪67...........................................‬‬
‫الحروب اإللكترونية (السيبريانية) ‪71...........................................................‬‬
‫االعالم الدولي‪74....................................................................................‬‬
‫الخاتمـــــة‪80...........................................................................................‬‬
‫قائمة المراجع‪81.......................................................................................‬‬
‫قائمة المحتويات‪84....................................................................................‬‬

‫‪85‬‬

You might also like