Professional Documents
Culture Documents
إنفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساق الميسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسور
في تأريخ بلد التكرور
.1الفصل الول :في تحقيق اسم "التكرور" .49ذكر المقام بجرو
.2الفصل الثاني :في تحديد بل د "التكرور" .50ذكر غزوة دباو
.3الفصممل الثممالث :فممي تراجممم بعممض علممماء .51ذكر انتقالنا إلى نزفر
"باغرم" .52ذكر غزوة كب
.4الفصل الرابع :في وصف "برنو" وسكانها .53غزوة فاقت
.5الفصل الخامس :في ترجمة الشيخ البكري .54غزوة كنوما
.6الفصممل السمما دس :فممي بل د أهيممر وسممكانها، .55غزوة بنغ
وبعض علمائها .56غزوة صيلم
.7الفصممل السممابع :فممي بل د حمموس ،وإقليمهمما .57غزوة جاتو الولى
وساكنيها .58غزوة بين
.8الفصل الثامن :في القاليم السبعة التي تقممرب .59تلخيممص ممما وقممع فممي كاشممنة مممع جماعممة
من كاشنة وغوبر ،وسكانيها المسلمين هناك
.9الفصممل التاسممع :فممي تراجممم بعممض علممماء .60تلخيص ماوقع في كنوا
القاليم السبعة .61انتقال الشيخ من سابنغرة إلى غواند
.10الفصل العاشر :في ترجمة والد المؤلف .62ذكر غزو كروفي
.11كلمه في لواقح النوار .63ذكر غزوة جات الثانية
.12شمائله الكريمة وآ دابه العلية وأخلقممه السممنية .64ذكر غزوة زورار
التي يتأ دب بها في المجالس .65ذكر غزوة أوغ
.13الشارة إلى مممدار ممما يحممدث النمماس بممه فممي .66ذكر وقعة ألوس
مجالسه .67فتح س ّو
.14ذكر ما يستفتح به كلمه في مجلسممه ذكممر ممما .68عزوة جاندوت
يحدث الناس به في فن أصول الدين .69غزوة ياور
.15أ دلة العقائد .70غزوة بنا الولى
.16في ذكرى ما يحدث الناس به في الفقه .71غزوة باس
.17الوضوء وصفته .72غزوة فافر
.18الغسل .73غزوة برغ
.19التيمم .74غزوة دفو
.20الصلة .75غزوة القضاو الثانية
.21قضاء الفوائت .76ذكر بناء غواند
.22السهو .77ذكر غزوة كنو
.23الزكاة .78ذكر غزوات ارغنغ
.24زكاة الفطر .79غزوة فتح القاضوا الثلثة
.25الصوم .80غزوة بنا الثانية وما يتصل بها من غزو تند
.26الحج .81ذكر ما كان من أخبار آ در
.27الذكاة .82ذكر غزوة كنب
.28اليمين .83ذكرى غزوة غوار
.29النذر .84غزوة نف
.30النكاح .85تلخيص ممما وقممع بممأرض برنمموا مممع جماعممة
.31البيع المسلمين هناك على ما بلغنا
.32حفظ العضاء الظاهرة من المعاصي .86ذكر قدوم امير المؤمنين محمد كما
.33ذكر ما يحدث الناس به في فن التصوف .87ذكممر ورو د وثممائق السمملطان مولنمما سممليمان
.34ذكر ما يممذكر بممه مممن آيممات الممترهيب وذكممر سلطان المغربة
النار .88تذنيب
.35آيات الترغيب وصفات الجنة .89تتتمة
.36خاتمممة :تممذكر فيهمما أقسممام المموعظ والتممذكير .90فصممل فممي الشممارة إلممى مصممنفاته الشممريفة
وشروط النتساب لرشا د الناس إستطرا د ًا ومؤلفاته المنيفة
.37علو شأنه وابتداء حسد الملوك له .91فصل في كرامات الشيخ رض ال عنه
.38ذكر وقعة كن ][Konni .92فصل في الشارة إلى أول د الشيخ رضي المم
.39ذكر وقعة كتو عنه
.40تمام الخبر عن واقعة كتو .93فصل في الشارة إلى وزرائه
.41ذكر الطلب بعد الهزيمة والفل .94فصل في الشارة إلى خدامه
.42ذكر غزوة مني .95فصل في الشارة إلى عماله
.43تمام الخبر في مقامنا بغد .96فصل
.44تمام الخبر من اتنقالنا من غد .97فصل
.45رجوع الشيخ إلى أرض العدو من أهل غوبر .98ور د الطريقة القا درية وفوائده
.46ذكر غزوة " دن غد" افثانية .99ور د الشيخ
.47ذكر غزوة بور فصل .100
ويلي هذا البلد من جهة الشمال بلدة أهير ،وهي بل واسعة ،وقيعان ممتدة يعمرها التوارك ،وبقايا صنهاجة ،وبقايا
السو دان.
وكان هذا القليم قبل في يد السو دانيين ،من أهل غوبر-بضم الغين وكسممر البمماء-فاسممتولى عليهمما التمموارك :قبائممل
خمسة وافوا من الوجل ،يقال لهم :أمكيتا ،وتمكك ،وسندار ،وأكدال وأجدارنين .فتغلبوا على البلد ومكثوا فيها ،ثم
ل مممن أهممل أسممتفي ،ثممم
اتفق رأيهم في تأمير المير عليهم ،ليقيم لهم أمرهم ،وير د قويهم عن ضعيفهم ،فأمروا رج ً
تنازعوا بعد ذلك وعزلوه ،ثم طلبوا آخر ،ولم يزالوا هكذا :كلما لم يوافقوهم أميرهم عزلوه.
وكان هؤلء التوارك من بقايا البربر الذين انتشروا أيام فتح إفريقية.
وقيل :من يأجوج ومأجوج الذين سدهم ذو القرنيممن ،وقممد خرجممت منهممم طائفممة يغيممرون فسممد مممن دونهممم ،فبغمموا
وتناكحوا مع الترك والتتار.
وقيل :هم من ولد الجان .ذهبت رفقة إلى بيت المقدس ،فباتوا في قاع ،فأصبحوا وقد حملت نساؤهم من جممان تلممك
البقعة ،فولدتهم ،وهم أمة جبلوا على سفك الدماء ونهب الموال والحرابة.
وقيل :إنهم الذين قتلوا النممبيين :زكريمما ويحيممى عليهممما الصمملة والسمملم .وهممم الممذين بغمموا علممى بنممي إسممرائيل،
فأخرجوهم من ديارهم ،حتى قاتلهم طالوت ،فقتل داو د أميرهم جالوت ،حتى كمان مممن أمرهمم مما كمان .وكمانوا إذ
ذاك بفلسطين ،فخرجوا منها متوجهين إلى المغرب ،حتى انتهوا إلى ألوبية ومراقبة ،وهما كورتان من كور مصر
الغربية ،مما تشرب من ماء السماء ،ول ينالوها ماء النيل ،فتفرقوا هنالممك ،فتقممدمت زناتممة ومغيلممة إلمى المغممرب،
وسكنوا الجبال ،وتقدمت لواته ،فسكنت أرش أنطايلس وهي برقة وتفرقت في هذا المغرب ،وانتشروا حممتى بلغمموا
السوس.
ونزلت هوارة مدينة البدوة ،ونزلت نفوسة مدينة صبرة ،وجل من كان بها من الروم من أجل ذلك.
وأقام الفارق-وكانوا خدماء الروم-على صلح يؤ دونه إلى من غلب على بل دهم ،وهم بنو فارق بن ينصر بن حام.
ولنرجع إلى تقرير هذا القليم.
وزعما أنه لما افتتحت إفريقية انتشر من فيها من البربر ،وساروا إلى المغممرب ،واسممتوطنوا تممونس ،وانتشممر مممن
تونس قبائلهم إلى المغرب ،وسار بعضهم إلى الغرب الجنوبي ،الضممارب فممي بل د السممو دان ،فاسممتوطنوا الوجممل
وفزان وغدامس وغات.
هذه القبائل الخمس المذكورة ،وافوا من الوجل ،واستوطنوا هذا القليم ونفوا من بها من السو دانيين.
وكان السلم انتشر في هذا القليم كثير ًا ،وظهر في أهله البركة والخير كثير ًا ،وكان منهم العلماء والولياء ممممن
ل يحصيهم إل ال ،وضاعوا لعدم تسجيل التأريخ في هذه البل د ،كما قدمنا ،ولكن نذكر طرف في الشارة إليهم:
فمنهم الستاذ الفقيه العاقب بن عبد ال النصمني المسوفي ،قال أحمد بن بابا في "كفاية المحتمماج فممي معرفممة مممن
ليس في الديباج" :العاقب بن عبد ال النصمني المسوفي من أهل تكممدة قريممة عمرهمما صممنهاجة ،قممرب السممو دان،
فقيه نبيه ،ذكي الفهم ،وقا د الذهن ،مشتغل بالعلم ،في لسانه ذرابة ،له تعاليق ،من أحسنها كلممه علمى قمول خليمل:
"وخصصت نية الحالف" ،وهو حسن مفيد ،لخصته مع كلم غيره في جزء سممميته "تنممبيه الواقممف علممى تحريممر:
وخصصت نية الخالف".
وله جزء في جواب الجمعة في قرية أنصمن .خالفه فيممه غيممره ،والصممواب معممه ،والجممواب المحممدو د عممن أسممئلة
القاضي محمد بن محمو د ،وأجوبة الفقير ،عن أجوبة المير ،أجاب فيها أسكيا الحاج محمد .وله غيرها.
ومنهم الستاذ النجيب بن محمد شمس الدين التكداوي النصمني .قال أحمد بابا في الكتاب المذكور :هو من شيوخ
العصر ،معه فقه وصلح ،شرح مختصر خليل بشرحين :كبير في أربعة أسفار ،وآخر في سفرين.
وله تعليق على تخميس عشرينيات الفازازي لبن مهيب في مدحه صلى ال عليه وسلم.
ومنهم الشيخ المام العالم الرباني سيدي محمو د البغدا دي ،ذو المنمماقب الكممثيرة ،والكرامممة الثيممرة ،فريممد الممدهر،
ووحيد العصر ،القطب ،محيي السنة ،وقامع البدعة ،والداعي إلى الحق ،المتكلم بكلم الولياء ،سمملطان الطريقممة،
وبرهان الشريعة ،مستغرق الوقت في العبا دة والذكار.
دخل بل د آهير ،مسرج ًا بالنور والهداية ،وهرع إليه للقتباس من نوره وهدايته من يرى اضطراره وافتقمماره إلممى
من ينقذه من الضللة إلى الهدى ،ومن الظلم إلى النمور ،ومممن الجهممل إلمى العلمم ،ومممن الغفلممة إلممى اليقظمة ،وممن
التشاغل لغير ال إلى التشاغل بال ،ومن الهوا إلى التقوى ،رحمهم ال وغفر لهم.
وأخذ عنه أصحابه ،وتمشيخ ]تمشى؟[ على يده خلئق ،واقتبس من نوره شيوخ جلة ]جيله؟[ ،وبقممي آثممار بركمماته
وبركاتهم.
وكان أصحابه يجلونه ،ويعظمونه تعظيم ًا ،ويدعون له أن ]أنممه[ المهممدي المنتظممر ،ويممروون فيممه أحمما ديث ،كلهمما
قريب من الوضع ،وال أعلم.
بيد أنه عالم رباني ،وغوث صمداني ،بشر به أولياء ال قبل ظهوره.
فكان من أخلق أهل هذا البلد التجمد على العوائد الر دية ،وتقديمها على الكتاب والسنة ،وأقبح ما يكممون منهمما أنممه
إذا ظهر فيهم عالم أو ولي ،ثم توفي ،أقاموا من ذريته أحد ًا مقامه ،واقتدوا به كما كانوا يقتدون بذلك العالم والممولي
ل ل يعرف شيئ ًا ،وربما كان كافر ًا .ول يستطيع أحد أن يبطل هذه العا دة فيهم ،لشدة رسموخها وأشد ،وإن كان جاه ً
فيهم ،فصدق ما قال صلى ال عليه وسلم" :إن ال ل يقبض العلم انتزاع ًا ينممتزعه مممن العبمما د ،ولكممن يقبممض العلممم
ل ،فسألوا فأفتوا بغير علم ،فضلوا وأضلوا". بقبض العلماء ،حتى إذا لم يبق عالم ًا اتخذ الناس رؤساء جها ً
ومن أقبحها أن طائفة منهم ل يتوارثون على مقتضى الكتاب والسنة ،وإنما يرث عندهم ابن الخت.
ومن عوائدهم القبيحة المخالفة للشريعة عدم القصاص على مقتضى الكتاب والسنة ،فإذا قتل منهم قتيممل قتلمموا مممن
قبيلة القاتل نفس ًا ،كما كان الولون يفعلون.
ومن عوائدهم الذميمة عزل السلطان بغير موجب شرعي ،حتى أ دى إلى ضعف سمملطنتهم ،وانتشممار الحرابممة فممي
بلدتهم ،حتى ل يكا د تنضبط أمورهم البتة .ومنها غير ذلك مما ل يعد ول يحصى.
الفصسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسل السسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسابع
في بلد حوس ،وإقليمها وساكنيها
ويلي هذا البلد من جهة اليمين ،وغربي برنو بلد حوس ،وهممو سممبعة أقمماليم،
لسانهم واحد ،وعلى كل إقليم أمير نظير للخر قبممل هممذا الجهمما د .وأوسممطها
كاشنة ،وأوسعها زكزك ،وأجدبها غوبر ،وأبركها كنوا.
وهممي بل د ذات أنهممار وأشممجار ورمممال وجبممال وأو ديممة وغيمماض ،يعمرهمما
السو دانيون من مماليك البربر ،من أهل برنوا ،والفلتيون ،والتواركيون.
نزعموا أن عبد ًا لسلطان برنوا يقال له باو ،هو الذي ولد السو دانيين من أهل
هذا البلد ،ولذلك قلنا :إنهم من مماليك البربر ،من أهل برنوا.
وحدثني الخ أمير المؤمنين محمد البمماقري بممن السمملطان محمممد العمما دل ،أن
كاشنه وكنوا وزكزك و دورونه وبربم ،كلهم من ولممد بمماو الممذي هممو مملمموك
سلطان برنوا .وأما أهل غوبر فهم أحرار من أصمملهم ،خرجمموا مممن مصممر،
وهم من بقايا القبط ،وتوجهوا إلى المغرب ،هكذا وجدت في التأريخ عندهم.
وهذه القاليم السبعة قد كان فيها من العجائب والغرائب أمممور كممثيرة .وأول
من استقرت له الدولة فيها-على ما زعموا-آمنة بنت أمير زكزك .غزت هذه
البل د واسممتولت عليهمما قهممر ًا ،حممتى أ دى إليهمما الخممراج مممن كاشممنة وكنمموا،
وغممزت فممي بل د بمماوش حممتى وصمملت البحممر المحيممط ،مممن جممانب اليمممن
والغرب ،وتوفيت بألتاغر-بفتح الهمزة والتاء مع التشديد وفتح الغين.
ولهذا كانت زكزك أوسع بل د حوس ،إذ فيها أقاليم باوش كممثير ،وهممو أقمماليم
يعمرها أجلف السو دان ،فمممن تلممك القمماليم إقليممم غمموار-بضممم الغيممن وفتممح
الواو .وهي سبعة أقاليم ،لسانهم واحد ،وهم من أجلف السو دان ولممم ينتشممر
فيهم السلم.
ومن تلك القاليم إقليم أتاغر ،وهممو إقليممم واسممع ،وبجنبهممم مرسممى ويممروى-
بكسر الياء وضم الواو ،و دوم-بضم الدال ،ويسكوا-بفتح الياء وإسكان السين
وضم الكاف ،وكتوا-بضممم الكمماف والتمماء علممى لشمممام ،وأ دام-بفتممح الهمممزة
والدال ،وكتوا آخرو بها معدن الصفر والشبه ،وكرنرف-بضم الكاف والراء
وإسكان النون مع ضم الراء.
وههذا القاليم يشتمل على نحو عشرين إقليم ًا ،سلطانهم واحد ،وهو سمملطان
كرنرف ،وهبت له الدولة فيما مضى ،حتى ملك هذه القاليم الممتي هممي نحممو
عشرين.
وغزا كتوا وبرنوا ،فخرب كثير ًا.
وفممي هممذا البلممد معممدن الكحممل والممذهب والملممح ،وفممي جنبهممم مرسممى سممفن
النصارى من ملكان الذين يتجرون في السو دان.
ومن تلك القاليم إقليم أتاغر ،وهو إقليم واسع ،وبجنبهممم مرسممى السممفن مممن
همؤلء النصممارى الممذكورين ،وهمذا البلممد والممذي قبلممه علمى شماطئ البحممر
المحيمط ،وهمذه القماليم المممذكورة كلهمما فممي إقليمم زكمزك ،ولمم ينتشممر فيهما
السلم قبل هذا الجها د.
الفصسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسل الثسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسامن
في القاليم السبعة التي تقرب من كاشنة وغوبر ،وسكانيها
وبقرب كاشنة وغوبر سبعة أقاليم كلها مندرجة في القاليم السبعة المممذكورة
آنف ًا التي هي حوس ،وهي بلد زنفر ،وكب ،ويمماور ،ونفممي ،ويممرب ،وبممرغ،
وغرم .وعلى كل بلد أمير نظير للخر.
فأما بلد زنفر-بفتح الزاي وإسكان النون وفتممح الفمماء-فأصممل أهلهمما-علممى ممما
زعموا-أن أباهم كشناوي وأمهم غوبوية ،هبت له الدولة بعممد ضممعف شمموكة
أهل كب ،فقام منهم سلطان يقال له يعقوب بن بب-بفتح البمماء ،فخممرب ديممار
كممب ،واسممتولى علممى أكممثر بل د كممب ،وقممام علممى كاشممنة ،واسممتولى علممى
بعضها ،ثم ضممعفت شمموكتهم ،وقممام عليهممم سمملطان غمموبر بابمماري ،فخممرب
ديارهم ،وعقبها لبنيه خمسين سنة ،فقام عليهم هذا الجها د.
وأما بلد كب-بفتح الكاف-فأصل أهلها ،على ممما زعممموا ،أن أمهممم كشممناوية،
وأبوهم من أهل سنفي ،وهي بل د واسعة ذال أنهار وأشممجار ورمممال ،هبممت
لهم دولة أيام كنب-بفتح الكاف وسممكون النممون وفتممح التمماء ،ويقممال إنممه عبممد
للفلتيين ،قام وقهر البل د وملممك القاصممي منهمما والممدواني .ويقممال إنممه ملممك
كاشنة ،وكنو ،وغوبر ،وزكزك ،وبل د آهير ،وبعض سنفي ،وغزا برنوا.
وسبب غزوه لرض برنوا ،على ما قيل ،أن أمير برنوا ميعلمي اسممتغاث بمه
أمير آهير على سلطان كب ،لجل ما شد د عليهم ،فخممرج ميعلممي مممن برنمموا
غازيا ،فسلك طريق سو سوبا د حتى سلك شمال دور وكاشنة ،ويمين غوبر،
و دخل بل د كب ،حتى وصل إلى حصن سورام-بضم السممين .فتلقمماه سمملطان
كب صباح العيد ،فاقتتل سماعة ،فهمزم سملطان كمب للغمرب ،وبقمي سملطان
برنوا هناك ليقاتل الحصن ،فاستصممعب عليممه الحصممن ،فكممر راجعم ًا .فسمملك
اليمين حتى وصل غند-بفتح الغين وإسكان النون ،ومر راجع ًا إلممى بلممده .ثممم
أنشأ كنت جيش ًا واقتفى آثاره حتى وصل أنغر-بضممم الهمممزة وسممكون النممون
وضم الغين .فتلقاه البراون ،وهزم من جنو دهم نحو سبعة ،وغنم فيهم كثير ًا،
ثم كر راجعم ًا حمتى وصممل إلممى موضمع يقمال لمه دغمل-بضممم المدال والغيمن
وإسكان اللم-من ناحية كاشنة ،وبها طائفة باغيممة عليممه ،فقمماتلهم أشممد قتممال،
حتى رموه بسهم .فكر راجع ًا حتى وصل إلى موضممع يقممال لممه جممرو-بكسممر
الجيم وإسكان الراء-فتوفي بها ،وحمله قومه و دفنوه بدار سورام.
وكانت له ثلثة أمصممار ،أقممدمها بلممد غنممغ-بضممم الغيممن وإسممكان النممون ،ثممم
سورام ،ثم بيك-بكسر اللم .وتمكنت دولتهممم فيهمما ،بممل ل يوجممد بهممذه البل د
دولة أعظم منها فيما مضى .وهذه آثارهم ما رؤي مثلها في هذه البل د ،وقممد
مضى من خرابها نحو من مائة عام.
وقد بقيت دولتهم بعد كنت نحو ًا من مائة عام ،ولم تضعف شوكتهم حتى قممام
عليهم سلطان غوبر محمد بن شروم ،وأغب-بفتح الهمزة والغين-ابن محمممد
بن المبارك ،سلطان آهير ،وأميممر زنفممر .واسممتولى علممى معظممم البلممد أميممر
زنفر ،والستولى كممل علممى ممما يلممي بلممده ،وهممو الممذي خممرب هممذه المصممار
الثلثة ،كما ذكرنا قبل.
وأما ياور فبلدة ذات جبال وأو دية على شمماطئ البحممر الممذي يقممال لممه النيممل،
ويعمرهمما أجلف السممو دان الممذين هممم ضممعاف العقممول .وقممد تممولى عليهممم
السلطان العا دل المعروف بسوت ،ور دهم عن الكفر إلى دين اللسلم وعممن
العبنما د إلمى الرشما د ،فانتشممر بسممببه السملم فيهمما .هكمذا وجممدت فممي كتماب
الستاذ محمد الوالي "النصائح" الذي ألفه لجله.
وأما بلد نوف ،فبلد ذو أنهممار وأشممجار ،ورمممال وجبممال ،مممن جممانبه اليمممن
واليسر ،يعمرها أجلف السو دان ،ويقال أنهم من كاشنة أصلهم ،والصحيح
أنهم أخلط من كاشنة وزكزك وكنوا وغيرهم ،ولهم لسممان غيممر لسمان أهممل
حوس.
وكان أهل البلد محترفين جد ًا وفيهم الصنائع العجيبممة ،وفممي بل دهممم المممور
البديعة ،ويجلب من بلدهم الطرائف الغريبة ،وكأن بلممدهم إنممما اقتطعممت مممن
بل د الريممف ،وتممولى عليهممم فيممما مضممى السمملطان العمما دل جبريممل ،وانتشممر
السلم بسببه ،فأبغضوه لشدة رسوخه في أمر الدين ،وعزلوه وولمموا عليهمم
من يناسبهم في جنونهم ومجونهم.
وأممما بلممد يممرب فبلممدة واسممعة ذات أنهممار وأشممجار ،ورمممال وجبممال ،فمنهمما
الخبممار العجيبممة ،والمممور الغريبممة .بجنبهممم مرسممى السممفن للنصممارى
المذكورين.
وأهل هذا البلد ،على ما يقال ،إنهمم ممن بقايما بنمي كنعمان المذين همم عشميرة
نمرو د.
وسبب مقامهم بالمغرب' على ما قيل ،أن يعرب بن قحطان هو الذي طر دهم
من العراق إلى المغممرب .فسمملكوا بيممن مصممر والحبشممة ،حممتى وصمملوا إلممى
يرب ،وكانوا يخلفون فممي كممل بلممد طائفممة منهممم ،ويقممال أن أجلف السممو دان
الذين يعمرون جوف الجبال ،كلهم منهم ،وكذا أهل باوور .وهذا البلد يقممرب
وصف أهله بأهل نفي.
ومن بل دهم يجلب هذا الطير الخضر الذي هو ببغاء ناظق ،وفي هممذا البلممد
أخبار عجيبة ذكرها محمد مسنة ،صاحب النفحة العنبرية في "أزهار الربا،
في أخبار يريي".
وكان أهل هذا البلد يجلب لهم العبيممد مممن بل دنمما هممذه ،ويممبيعونهم للنصممارى
المذكورين .وإنما ذكرت لك هذه القضية ،لئل تمبيع عبمد ًا مسملم ًا لممن يجلبمه
إليها ،وقد عمت البلوى بذلك.
وأما بلد برغ ،فبلدة ذات أشممجار ورمممال ،يعمرهمما أجلف السممو دان ،ويقممال
أنهممم مممن عبيممد الفلتييممن الممذين خلفمموا وراء النهممر ،حيممن جمماوزوا البحممر
وانتشروا في هذه البل د ،وهؤلء السو دانيون عتاة مر دة فيهم السحر الكثير.
ويقال أن المير العا دل الحاج محمممد أسممكيا حيممن اسممتولى علممى هممذه البل د،
غزاهم ولم ينجع فيهم شيئ ًا ،واستصعبوا عليه.
وأما بلد غرم ،فهي بلدة واسعة ذات أنهممار وأشممجار ورمممال وجبممال ،يقممرب
وصفهم من وصف أهل برغ ،بيد أنهم سراق فجممار ،وبلممدهم أوسممع مممن بلممد
برغ.
وبجنبهم بلد يقمال لمه مموش-بضمم الميمم ،بلمدة واسمعة ذات أنهمار وأشمجار،
يعمرها أجلف السو دان ،وفيها معدن الذهب.
الفصسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسل التاسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسع
في تراجم بعض علماء القاليم السبعة
من علماء هذه القاليم السبعة المذكورة آنف ًا التي هي :دور ،وكاشنة ،وكنممو،
وغوبر ،وزكزك-الشيخ المام العالم العلمة ،التحرير الفهامة ،فريد دهممره،
ووحيد عصره ،عبد ال سك ،الفلتمي البغماوي ،رحمل فمي طلمب العمل إلمى
أقدر ،وإلى فزان ،وأخذ عن ابن غانم ،ثم أخذ عن الشيخ البكممري ،ثممم رجممع
لبل ده ،وتصدى للقراء .وأخذ عنه محمد البغمماوي ،والقاضممي موسممى غممبر
السو داني.
وله مع شيخه البكري جزء يسير في مجاوبته ،حيممث كفممر الشميخ الفلتييممن،
من أجل العا دة الممتي يفعلونهمما فممي الصممحارى قبممل ظهممور الشمميخ ،وهممي أن
يجتمعوا ويخرجوا مع أول دهم الصغار ،حتى ينتهموا إلمى موضمع بعيمد ممن
العمارة ،ثم يعقدوا على رؤوس أول دهم ما يعقدون ،ثم يوقدوا نار ًا عظيمممة،
ويذبحوا البقر ما اسممتطاعوا ،ويغممرزوا اللحممم حممول النممار .فممإذا حممان وقممت
السممحر جمماء أول دهممم الكبممار ،وهممم واقفممون ،وبأيممديهم عصممى فيجعلممون
يضربونهم ،حتى ينتهى أولئك الول د إلى النار واللحممم ،ثممم يطوفممون بالنممار
هم وأول دهم ،وهم يقولون :نحن و داعة المم ،ثممم و داعتمك أيهما النمار ،وأنممت
أبونا وأمنا ،وبعضممهم يرقمص عليهما ،وبعضمهم يقعمد عليهمما فل تضممره .ثمم
يأكلون لحومهم ،هم وأول دهم الكبار والصغار ،ثم إذا أصبحوا قام خطباؤهم
وتكلموا بكلم يرونه بليغ ًا عندهم ،وأ دبوا أول دهم بما يرونه أ دب ًا.
وكان الشيخ البكري يرى تكفيرهمم .وكمان همذا الشميخ يمرى عمدم تكفيرهمم،
ويرى أن ذلك من المعاصي ،لنهم يقرون بالتوحيد ،ول يعتقممدون الشممراك
مع ال في شيء ،ويصلون ويصومون.
ولكن الصواب مع الشيخ البكري ،إذ التكفير في ظاهر الشممرع يكممون بممأ دنى
من ذلك ،وال أعلم.
وفي هذا الشيخ يقول الشاعر:
وفي التعد د خذ من بعده عسرا مدينة العلم عبد ال ذاك سكا
***
من علماء هذه البل د المام العالم العلمممة محمسسد الكشسسناوي الفلتسسي ،رحممل
للشرق ،وحج وجاور الحرمين ،ورجع لمصر ،وتوفي بها.
ويقال أنه أقر له بالعلم والفضل علماء الحرمين ومصر.
ومنهم القاضي محمد بن أحمد بن أبي محمد التاذختي .قال أحمممد بمماب ،فممي
كفاية المحتاج :عرف بأيد أحمد-بهمزة مفتوحة ويمماء سمماكنة فممدال مفتوحممة،
مضماف ًا لسمم أحممد ،ومعنماه :ابمن .كمان فقيهم ًا عالمم ًا ،فهامم ًا محمدث ًا ،متفننم ًا
ل ،جيد الحفظ ،حسن الفهم ،كثير المنازعة. محص ً
وقرأ ببلده على جده الفقيه الحاج أحمد بن عمر ،وعلى خمماله الفقيممه الصممالح
علي ،ولقي بتكدة المام المغيلي وحضر دروسممه ،ثممم رحممل للشممرق صممحبة
سمميدنا الفقيممه محمممو د ،فلقممي أجلء ،كشمميخ السمملم زكريمماء ،والبرهممانين:
القلقشندي ،وابن أبي شريف ،وعبممد الحممق السممنباطي وجماعممة .فأخممذ عنهممم
علم الحديث ،وسمع وروى ،وحضر دروس الخمموين اللقممانيين ،وتصمماحب
مع أحمد بن عبد الحق السنباطي .وأجازه مممن مكممة أبممو البركممات التممويري،
وابن عمه عبد القا در ،وعلممي بممن ناصممر الحجممازي ،وأبممو الطيممب البسممتي،
وغيرهم.
ثم رجع لبل د السو دان ،وتوطن كاشنة ،فأكرمه صاحبها ،ووله قضاءها.
وتوفي في حدو د ست وثلثين وتسعمائة ،عن نيف وستين سنة.
له تقاييد وطرر على مختصر الشيخ خليل.
***
ومنهم الشيخ السممتاذ المكاشممف المعممروف بسسابن الصسسباغ ،دهليممز العلممم ،لممه
تآليف :منها شرحه على عشرينيات الفازاري ،ولكن لم يشتهر.
ومنهم الشيخ العام العلمة التحرير محمد مسنة ،له تواليف تدل علممى وفممور
علمه ،منها النفح العنبرية في شرح العشممرينية ،وبممزوغ الشمسممة فممي شممرح
العشماوية ،وأزهار البر في أخبار يربي .أخذ عن ابن الصباغ.
ومنهم هاشم وابن تاكم ،من جلة زمانهما ،وفيهما يقول السممتاذ الطمماهر بممن
إبراهيم ،من قصيدة له:
أيممدري زممماني هاشممما وابممن
أتاكم بريق هاشما ما أتاكما
تاكما
ومنهم الشمميخ هسسارون الزكزكسسي ،شمميخ الشمميوخ الفلتممي ،وعنممه أخممذ الشمميخ
رمضان .ومنهم الشيخ العلمة رمضان بن أحمسسد ،وكان أصممله مممن فزانممن،
استوطن زنفر ،وله قصائد وتواليف ،منهمما :نظمممه علممى رواة البخمماري ،أي
رواية الفروع عن الصول .ومنها الجوهرة في ذم علم النجوم.
ومنهم الشيخ العالم العلمة ،والتحرير الفهامة ،البليغ عمر بن محمد ابن أبي
ل ،عالم م ًا
بكر الترودي .وكان أصله من ركب ،وله بها آثار .كممان فقيه ما ً جلي ً
ل،من بيت علم و دين. ل أصي ً
صدر ًا شهير ًا ،ماجد ًا فاض ً
له تقاييد وأشعار :تخميس علممى الكممواكب الدريممة للبوصمميري ،ولممه نخميممس
على "بانت سعا د" وله تقاييد وأشعار.
ومن كلمه رحمه ال ما كتبه لبعض الخوان نصح ًا له ،وبيانا ً لممما ل يعتمممد
عليه من الكتب فقال:
بسم ال الرحمن الرحيم ،الحمد ل وحده ،والصلة والسلم على مممن ل نممبي
بعده.
أما بعد ،فالكتب التي ل ينبغي مطالعتها ،والشتغال بها ،لكون أكثر ممما فيهمما
ل ،ولكون الحا ديث والثار المتي فيهما موضموعات كمثيرة فمي ضعيف ًا وباط ً
أيدي الناس ،منها:
.1كتاب وصية علي وكتاب بريد مممن .28
.2وكتاب وصية فاطمة شرح الرسالة
.3وكتمممماب وصممممية أبممممي وكتاب الوحشي .29
هريرة وكتمماب غريممب، .30
.4وكتاب وصية معاذ كلهما شرح الشهاب
.5وكتاب مرضاة الرب وكتممماب الريمممح .31
.6وكتاب دقائق الخبار الحمر
.7وكتاب تارك الصلة وكتممماب شممممس .32
.8وكتاب غزوة خيبر المعارف
.9وكتاب انشقاق القمر وكتمممماب قصممممة .33
وكتاب وفاة بلل .10 الدعاء المبارك
وكتمممماب شممممفاعة .11 وكتمممماب ذكممممر .34
المحمو د الخميس
وكتمممماب أهمممموال .12 وكتاب الياقوتة .35
القيامة وكتمممماب النفممممخ .36
وكتممممماب صمممممفة .13 والتسوية
الجنة وكتمماب البمماجي .37
وكتمممممممممماب كلم .14 الذي أكثر ما فيها :فممإن
البهائم قيل لك كذا وكممذا فقممل:
وكتاب الجمعة .15 كذا وكذا
وكتمماب المعممراج .16 وكتممممماب فتمممممح .38
الكبير مكمة ،وهمو سمفر كمبير
والصغير مع ًا .17 مجلد
وكتممماب المرشمممد .18 وكتممماب غمممزوة .39
الذي أوله أربعة جممواهر سيسيان
فممممي نممممبي آ دم يزيلهمممما وكتاب فقه الدين .40
أربعة ..إلخ وكتممماب إفحمممام .41
الخصممممم فممممي إباحممممة
الدخان
وكتممماب التمممبيين .42
في المواعظ
وكتاب سممؤالت .43
وكتممماب أربعيمممن .19
الراهب
حممديث ًا الممذي أولممه :لكممل
وكتاب من شرح .44
شيء مهر ،ومهر الجنممة
البسملة
ترك الدنيا
وكتمماب الطيممر، .45
وكتممممماب قصمممممة .20
وما أبطله
الغلم
والكتممممممممممممماب .46
وكتممممماب قصمممممة .21
المعمممممروف بجمممممامع
القاضي مع السارق
الكبير
وكتممممماب قصمممممة .22
وكتاب المنتقممي، .47
الجارية مع أبي حازم
ول أعنممممممي شممممممرح
وكتممممماب قصمممممة .23
الشمممهاب ،بمممل مجلمممد ًا
العصفور
كثير السانيد
وكتممممماب العلمممممم .24
وكتمماب فضممائل .48
النمممممافع المممممذي أكمممممثر
رمضان
تراجمه :أيش كذا
وكتمماب فضممائل .49
وكمممممممممماب آ داب .25
ليلة القدر
العلماء
وكتاب الفصول .50
وكتمماب السممبعيات .26
وكتمماب نصمميحة .51
في قصص النبياء
إبليس
وكتمممماب مناجمممماة .27 وكتاب صمملوات .52
موسى الليالي الفاضلة
وكتمماب فضممائل .53
سممور القممرآن ،سممورة
سورة
وكتاب الثعالبي .54
هذا ما به الفتوى عند العلماء.
رحل من بلده للشرق طلب ًا للحج ،وحبسته العذار ،وسممكن برايممازاكي-بفتممح
الباء وفتح الممراء وبعممدها ألمف ،وفتمح اليمماء وبعممدها ألمف وزاء ،والمف بعمد
الزاي وكسر الكاف.
وبها قبره ظاهر ًا يزار ،وقد زرته مرار ًا.
ومنهم الشيخ علي جب ،العلمة المشهور المكاشف ،له شرح علمى الكمبرى،
ل حسممن الخلممق والخلممق ،سمماعي ًا فممي
وشرح على لمية الفعممال .كممان فاضم ً
الدعوة إلى ال ،مجتهد ًا فيها ،معظم ًا عنممد الخاصممة والعامممة ،شمميخ الشمميوخ.
أخذ عنه العلمة النظار المحقق الصولي المتفنن أحمد بن غار.
وأخذ عنه الستاذ جبريل بن عمر ،وأخذ عنه جلة من العلماء ،وحصلت في
حضرته بركة عظيمة .وتعزى إليه الكرامات.
توفي بمارنونا-بفحت اميم وألف بعده وراء مفتوحة ونممون مضمممومة ،وبهمما
قبره ظاهر يزار.
ومنهم الستاذ جبريل بن عمر ،شيخ السلم العلمة المحقق ،القمدوة النظمار
الصالح البركة الحاج ،قال الوالد في شفاه الغليل في حل ممما أشممكل مممن كلم
شيخنا جبريل-وهو يعممد فضممائله-فقممال" :ليعلممم أهممل بل دنمما السممو دانية هممذه،
بعض ما أنعم ال عليهممم ،ليجتهممدوا فممي شممكر الم تعممالى ،علممى وجممو د هممذا
الشيخ في هذا البلد ،فيستوجبوا المزيد" .فأقول وبال التوفيق.
ومن فضائله رضي ال عنه أنه كان ممن حمل لواء العلم في زمانه ،فشرف
بزيارة بيت ال الحرام وزيارة قبر نبيه محمد صلى ال عليه وسلم مرتين.
ومن فضائله رضي ال عنه أنمه بلمغ الغايمة فمي الشمتغال بالكتماب والسمنة،
وحض الناس عليهما.
ومن فضائله رضي ال عنه ،أنه كان أول من قام بهممدم العوائممد الذميمممة فممي
بل دنا السو دانية هذه ،وكان كمال ذلك ببركته على أيدينا.
ومن فضمائله رضمي الم عنمه أنمه بلمغ الغايمة فمي العبما دة والخلمق الحسمن،
والغيرة على السلم .كان حليم ًا هين ًا لين ًا ،حسن الكلم مع من لقيه ،مبتسممم ًا
معه ،ول يحقد على أحد ،ول يعبس في وجهه ،ويطيب كلمه لجميممع النمماس
على طريق البسطة ،حتى تظن أن كل واحد صديقه.
ومن فضائله رضي ال عنممه أنممه ذو بسممط و دعابممة ،مشممرف بلبمماس الهيبممة،
وهو من أعجب العجائب في شأنه.
ومن فضائله رضي ال عنه أنه بلغ الغاية فممي تعظيممم المصممطفى صمملى الم
عليه وسلم ،حتى أنه قل أن يذكره إل باسمه :أفضال الخلق.
وفضائله رضي ال عنه كثيرة ل تحصى .وفيما ذكرناه كفاؤة لمن تأمل.
ونحن بالنسبة إلى مقامه نسبة الظالع مع الصممليع ،ونسممبة دوي الزنبممور مممع
نغمة الزبور ،فوال ل نممدري هممل نهتممدي إلممى سممبيل السممنة ،وتممرك العوائممد
الذميمة ،لو ل تنبيه هذا الشيخ المبارك .وكل مممن أحيمما السممنة وهممدم العوائممد
الذميمة في بل دنا السو دانية هذه ،فهو موجممة مممن أمممواجه ،ولممذلك قلممت فيممه
شعر ًا:
فموجة أنا من أمواج جبريل إن قيل في بحسن الظن ما قيل
وهو رضي ال عنه كما قال في مدح شيخه مرتضى:
فريد الدهر فائق كل قرن عجيب شأنه في كل فن
ولو ل ل تزال لقلت ل ل وجو د لمثله في كل قرن
وأنا أقول أيض ًا:
شيخ الشيوخ بأرضنا جبريل بركاته ما نالها تفصيل
كشفت به ظلم الضلل كأنه في كشفها ببل دنا قنديل
ولستاذنا العم عبد ال بن محمد:
جبريل من جبر الله به لنا دينا حنيفا مستقيم المنهج
للشمممممرق تشمممممرق للقريمممممش شمس الضحى بزغممت بغممرب
فانتهت وخزرج
وأخذ عن هذا الشيخ الستاذ المذكور
وأخذ عنه أيض ًا العلمة المشارك ،التقي النقي المتفنن الصولي ،المصطفى
بن الحاج عثمان.
وأخذ عنه أيض ًا العلمة المشارك الراوية محمد الفربري بممن محممد ،وانتفممع
به خلئق كثيرون .وآثار بركاته في هذه الديار باقية.
وبالجلمة فهو شيخ الشيوخ ،وصاحب التمكين والرسوخ ،علم صدر متقن.
وأخممذ عممن الشمميخين النممبيلين ،الخمموين المتفننيممن ،الصمموليين ،العلمممتين،
النظارين ،الفاضلين :أبي بكر وأخيه علي ابني الحاج عثمان ،توفي أحممدهما
بفزان ،وقد حج أبو بكر مرتين.
وأخذ أيض ًا عن محمد بن الحاج المتفنن حسن الخط ،ورحل معه إلى الحممج،
وتوفي هناك.
وقد لقيا :هو وشيخنا يوسممف الحفنمماوي ،وأخممذا عنممه ،وقممد أشممار إلممى ممموت
أحدهما .ومات محمد بن الحاج ،ورجع هو لبلده ،ثم رجع للحج ثاني م ًا ،ولقممي
الشيخ مرتضى وأخذ عنه ،ورجع لبلده ،وتوفي بها.
ومنهم شيخ الشميوخ الفقيمه المهيمب محمسسد المنقسسوري .نقمل مختصمر خليمل،
ومهر جممد ًا ،وتصممدر للتممدريس ،فأخممذ عنممه جماعممة ،منهممم :قاضممي القضمماة
شممعيب ،وقاضممي القضمماة محمممد سممنب ،وقاضممي القضمماة البركممة إبراهيممم
البرتاوي ،والعلمة عياض إسحاق ،وقاضي القضاة أبو بكر.
وظهر في طلبته البركة الكثيرة ،انتفع بها المسلمون وبهم.
توفي بمرنون-بفتح الميم ،وإسكان الراء ونممون بعممده واو ونممون ،وبهمما قممبره
يزار ،وقد زرته مرتين :مرة مع الوالد.
الفصسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسل العاشسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسر
فسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي ترجمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسة والسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد المؤلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسف
رضي ال عنهما
ومنهم شمميخ السمملم ،وعلممم العلم ،العممالم الربمماني ،والغمموي الصمممداني،
علمة الدنيا ،وطالع المرتبة العليا ،أبو محمد عثمان بن محمممد ابممن عثمممان،
المعروف بابن فو دي والدي .أطال ال حياته ،وجعل العاقبة خير ًا له.
بشر به أولياء ال قبل ظهوره .من ذلك ممما تقممدم عمن الشمميخ ولديممد ،والشمميخ
الطاهر.
ومن ذلك ما روى الثقاة عن أم هممانئ الصممالحة الوليممة الفلتيممة ،أنهمما قممالت:
يظهر في هذا القطممر السممو داني ولممي مممن أوليمماء المم ،يجممد د الممدين ،ويحيممي
السنة ،ويقيم الملة ،ويتبعه الموفقون ،ويشتهر في الفاق ذكره ،ويقتدي العام
والخاص بأمره ،ويشتهر المنتسبون إليممه بالجماعممة .ومممن علمتهممم أنهممم ل
يعتنون برعي البقر كعا دة الفلتيين ،ومن أ درك ذلك الزمان فليتبعه.
والحاصل أنه قد تفرس فيممه أوليمماء الم كممثير ًا ،وأخممبروا بشممأنه وأمممره قبممل
ظهوره وحين ظهوره.
واعلم أن هذا الشيخ نشأ من صغره في الدعوة إلى ال ،وقد أمممده ال م تعممالى
بممأنوار الفيممض ،وجممذبه إلممى حضممرته ،وكشممف لممه عممن حضممرة الفعممال
والسماء والصفات ،وأشهده غرائب الذات .فصار بحمد ال بين أولياء المم،
يكرع من كأسات القرب ،ويكتسي مممن حلممل العرفممان والحممب .وقلممده الحممق
تعالى تاج العناية والهداية ،وأهله للدعوة إليه ،وإرشا د العامة والخاصة.
وأخبرني أنه حين حصل له الجذب اللهي ،ببركة الصلة على النبي صمملى
ال عليه وسلم ،إذ كان يواظب عليها من غير ملل ول كلل ول فممترة ،أمممده
ال بفيض النوار ،بواسطة الشيخ عبد القا در الجيلي رضي ال عنممه ،وجممده
الرسول صلى ال عليه وسلم ،فشمماهد مممن عجممائب الملكمموت وحصممل علممى
غرائب الجبروت ،وشاهد أفعممال السممماء والصممفات والممذات ،ووقممف علممى
اللوح المحفوظ ،وفك رمزه الملحوظ .وكساه الحق تعالى حلممة الممدعوة إليممه،
وتوجه تاج الهداية والرشمما د إليممه ،فنمما دى منمما دي الحضممرة :يمما أيهمما النمماس
أجيبوا داعي ال ،مرات ،ثم قال" :يؤفك عنه من أفك".
ثم ر ده الحق تعالى إلى محممل الفاقممة ،ليتممأتى لممه الرشمما د والممدعوة ،وربممما
تعاهدته أنوار الجلل فقبضته ،أو تفقدته أنوار الجمال فبسطته ،مممع أنممه مممن
أهل التمكين والمقامات ،ل من أهل الحوال والوار دات .فقام بما قلممده الحممق
به ،وأهله من الدعوة إليه ،والدللة عليه ،فجعل يدعو إلممى ال م ويممدل عليممه،
ويكابد ما هو المعهو د من أخلق النمماس مممن الجفمماء والنكممار والسممتهزاء،
ولم يزل يجتهد ويحدثهم بقدر عقولهم ويلطفهم .وقد لقي مممن جفممائهم ممما ل
يسممتطيع أن يصممفه الواصممف ،حممتى أتمماح الم لممه أن صمممد إليممه الموفقممون،
واستمع إليه نفر من المؤمنين .فجعل يقرر للناس الحق ،ويبين لهم الطريق.
وقد وجد في هذه البلا د من أنواع اكفر والقسوق والعصمميان أمممور ًا فظيعممة،
ل شنيعة ،طبقت هذه البل د وملتها ،حتى ل يكا د يوجد في هممذه البل د وأحوا ً
من صح إيممانه وتعبمد إل النما در القليمل ،ول يوجمد فمي غمالبهم ممن يعمرف
التوحيد ،ويحسن الوضوء والصلة والزكاة والصيام وسائر العبا دات:
فمنهم كفار يعبدون الحجار والجن ،ويصممرحون علممى أنفسممهم بممالكفر ،ول
يصلون ول يصومون ول يزكون ،ويسبون ال ويقولون في حقه ما ل يليممق
في جنابه العلى ،وهؤلء غالب عامة السممو دانيين الممذين لهممم "ماغنممداوا" ]
[Maguzawaوبعض عتاة الفلتيين والتوارك.
ومنهم قوم يقرون بالتوحيد ،ويصلون ويصومون ويزكون من غير استكمال
شروط ،بل يأتون في ذلممك كلممه بالرسممم والعالمممة ،مممع أنهممم يخلطممون هممذه
العمال بأعمال الكفر الذي ورثوه من آبائهم وأجممدا دهم ،وبعضممهم مممن قبممل
نفسه ،وعلى هؤلء يحمل قول الشيخ جبريل بن عمر في قصيدته:
للناس في السو دان بل تذكرة وبعد فاعلم أن ذا تبصرة
فل ترى منهم سوى من يدعي إسلمه بفمه الموسع
مستترا بالصوم والصلة عن قدحه بأقبح اللعنات
فهو حقا كافر صريح لنه محرم مبيح
عقيدة خالفها الجمع والوفي في الخوض دائم ومستمر في
ع ٍم عن الحديث والكتاب وما له قال ذوو اللباب
راض بحكم الجاهلية التي أزالها ال بوضع الشرعة
حير أفكار صغار العلم فحكموا إسلمهم بالوهم
ممما بينهممم وبيممن أهممل الشممرق
تفرقة لحت لهل الحق
]شرك؟[
وذاك يستبين بالظواهر يدركه فيهم ذوو البصائر
يدرك بالخبرة والتجربة بأفعال تظهر للبصرة
ما لم يكن بفعله إل الذي كفر أنه بالجماع يحتذي
فمن أتاه كافر مرتد كذاك كفرانا بواحا عد
وغالب ملوك هذه البل د وجنو دهم وأطباؤهم وعملؤهم من هذا القبيل.
ومنهم قوم يقرون بالتوحيد ،ويصلون ويصومون ويزكون من غير استكمال
شروط كما مر مع أنهم مقيمون على عوائد ر دية ،وبدع شيطانية.
ومنهم منهمكون في المعاصممي الجاهليممة متأنسمين بهمما ،داريمن فيهمما مجممرى
المباحات ،حتى كأنها لم ير د فيها نهي ،وهممي خصممال كممثيرة أقمماموا عليهمما،
وهؤلء أكثر عامة الفلتيين ،وبعض مسلمي السو دانيين ،إذ قد مر أن غممالبه
كفار بالصالة ،وبعضهم بالتخليط
ومنهم قوم مؤمنون عارفون بالتوحيد كما ينبغي ،محسنون للوضوء والغسل
والصلة والزكاة والصيام ،عاملين بذلك كما ينبغممي ،وهممؤلء النمما در القليممل
كما مر.
ولما قام هذا الشيخ يدعو إلى ال ،وينصح لعبا ده في دين ال ،ويهممدم العوائممد
الر ديممة ،ويخمممد البممدع الشمميطانية ،ويحيممي السممنة المحمديممة ،ويعلممم النمماس
فروض العيان ويدلهم على ال ،ويرشدهم إلمى طماعته ،ويكشمف لهممم ظلمم
الجهالت ،ويزيل لهم الشكالت ،وقد وجممد هممذه الطوائممف المممذكورة علممى
هذه الحالت ،فسارع إليه الموفقون ،وصمد إليه السممعداء المهتممدون ،فجعممل
الناس يدخلون في دين ال أفواج ًا ،وترا دفت إليه الوفو د أمواج ًا ،ويقممرر لهممم
الطريق ،ويبين لهم الحق ،وفي ذلك يقول الستاذ أخوه عبد ال:
فأزاح عنا كل أسو د دجدج عثمان من قد جاءنا في ظلمة
في ذاك لومة لئم أو فجفج و دعا إلى دين الله ولم يخف
فأنصممات خلممق حيممن صممات
وعل له صيت فويق البرج
لصوته
بشمممرى لممممة أحممممد ببل دنممما
و دان في هذا الزمان المبهج
السمممم
كم سنة أحييتها وضللة أخمدتها جمرا ذكا بتأجج
وظللمممت فمممي أرض عوائمممدها
وتخالفت سنن النبي البهج
عدت
وصدت دوين الدين باب الولج استعظمتها أهلها فاستأسدت
جرذانها ترمي بنصل سلمج فاستنسرت بغثانها وتنمرت
من أرا د دين ال يمحو عزه فقمعته قمع القوى الولج
ولكممل فرعممون طغممى موسممى
وقضية عاصت على تنفج
سطا
وأسو د وجه الكفر بعد تبلج فأبيض وجه الدين بعد محاقه
والكفر في ذل ونهج منهج والدين في عز ونهج منهج
والبعدعة السو داء ليل يدجي والسنة الغراء صبح ينجلي
والدين في درع يميس مدبج طمست معالمها وأخلق ثوبها
عين الحياة تذل ماء الحشرج وتفجرت للدين من بركاته
ممماء يقممول صممفاؤه :هممل مممن فجممممرى مممممذانبب للمشممممارب
أفهقت يجي
بليال صحو أو صباح مبلج حتى تبرج مثل بدر طالع
ثم إنه لما برز علممى أهممل زمممانه فممي هممذا السمملوب ،أنقسممم النمماس فيممه إلممى
قسمين :قسم معتقد ،وقسم منكر منتقد ،فأما المنكرون عليه فأشاعوا عليه ممما
هو المعهو د من أبناء الجنس ،ونسبوه إلى الهواء والرياء وغير ذلك.
كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسدا وبغضا أنه لدميم
وهو في ذلك يصبر على جفمماهم ،ويتحمممل أذاهممم ،ويعممرض عممن جهممالتهم،
ويتصامم عن سوء مقالتهم ،قائم ًا بما هو في صممد ده مممن النصممح والرشمما د،
و دعوة الخلق إلى ال.
قال عبد الوهاب الشعراني في لواقح النوار :قال سيدي أبو الحسن الشمماذلي
رضي ال عنه :قد جرت سنة ال تعالى في أنبيائه وأصفيائه أن يسلط عليهم
الخلق في مبتدأ أمرهم ،وفي حال نهايتهم كلما مالت قلوبهم لغير الم تعممالى،
ثم تكمون الدولمة والنصمرة لهمم آخمر الممر ،إذا أقبلموا علمى الم تعمالى كمل
القبال .إخر
ثم قال :وذلك لن المريد السالك يتعذر عليه الخلوص والمسير إلممى حضممرة
ال تعالى مع ميله إلممى الخلممق وركممونه إلممى اعتقمما دهم فيممه ،فممإذا آذاه النمماس
وذموه ونقصوه ورموه بالبهتان والزور نفرت نفسه عنهم ،ولممم يصممر عنممده
ركون إليهم البتة ،وهنا يصفو له الموقت ممع ربمه ويصمح لمه القبمال عليمه،
لعدم التفاته إلى وراء .فافهم.
ثم إذا رجعوا بعد انتهاء سيرهم إلى إرشا د الخلممق ،يرجعممون-وعليهممم خلعممة
الحلم والعفو-فتحملمموا أذى الخلممق ،ورضمموا علممى الم تعممالى فممي جميممع ممما
يصدر عن عبمما ده فممي حقهممم ،فرفممع بممذلك قممدرهم بيممن عبمما ده ،وكمممل بممذلك
أنوارهم ،وحقممق بممذلك ميراثهممم للرسممل فممي تحمممل ممما يممر د عليهممم مممن أذى
الخلق ،وظهر بذلك تقاوت مراتبهم ،فإن الرجل يبتلي على حسب دينه.
وقال ال تعالى" :ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا علممى ممما كممذبوا وأوذوا
حتى أتاهم نصرنا" ]النعام .[34وذلك لن الكمل ل يخلو أحدهم عن هذين
الشهو دين :إما أن يشهد الحق تعالى بقلبه ،فهممو مممع الحممق ل التفممات لممه إلممى
عبا ده ،وإما أن يشهد الخلق ،فيجدهم عبا د المم ،فيكرمهممم لسمميدهم .وإن كممان
مصطلم ًا فل كلم لنا معه ،لزوال تكليفه حال اصطلمه ،فعلم أنه ل بد لمممن
اقتفى آثار النبياء ،من الولياء والعلماء ،أن يممؤذوا كممما أوذوا ،ويقممال فيهممم
الزور والبهتان ،كما قيل فيهم ،ليصبروا على الخلق كما صممبروا ،ويتخلقمموا
بالرحمة على الخلق ،رضي ال عنهم أجمعين.
وكان سيدي علي الخواص رضي ال عنه يقول :لو كان كمممال الممدعوة إلممى
ال موقوف ًا على إطباق الخلق على تصديقهم لكممان الولممى بممذلك رسممول الم
صلى ال عليه وسلم ،والنبياء قبله ،وقممد صممدقنهم قمموم هممداهم الم بفضممله،
وحرم آخرون فأشقاهم ال بعدله.
ولما كان الولياء اوالعلماء على أقدام الرسل ،عليهممم الصمملة والسمملم ،فممي
مقام التأسي بهم ،أنقسم النمماس فيهممم فريقيممن :فريممق معتقممد مصممدق ،وفريممق
منتقممد مكممذب ،كممما وقممع للرسممل عليهممم الصمملة والسمملم ،فحقممق الم بممذلك
ميراثهم.
ول يصدقهم ويعتقد صحة علومهم إلممى المم ،إل مممن أرا د الم عممز وجممل أن
يلحقه بهم ،ولو بعد حين.
وأما المكذب لهم والمنكر عليهم ،فهو مطرو د عممن حضممرتهم ،ل يزيممده ال م
بذلك إل بعد ًا .وإنما كان المعترف للولياء والعلماء ،بتخصمميص ال م تعممالى
ل فممي النمماس ،لغلبممة الجهممل بطريقهممم،
لهم ،وعنايته بهم ،واصطفائه لهممم قلي ً
واستيلء الغفلة وكراهة غالب الناس أن يكون لحد عليهم شممرف بمنزلممة أو
اختصاص ،حسد ًا من عند أنفسهم.
وقد نطق الكتاب العزيز بذلك فممي حممق نمموح عليممه الصمملة والسمملم ،فقممال:
"وما آمن معه إل قليل".
وقال تعالى" :ولكن أكثر الناس ل يؤمنون"" .ولكن أكثرا الناس ل يعلمون"
]غافر .[59-57وقال تعالى" :أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلممون إن
ل" ]الفرقان .[44وغيممر ذلممك مممن اليممات.
هم إل كالنعام بل هم أضل سبي ً
إخر.
كلمه في لواقح النوار
وهذا الذي ذكره هؤلء النئمة ،هو المعهو د من أبناء الجنس من علممماء كممل
عصر ،ولذلك أفتى بعض الفقهاء أنه ل تقبل شها دة بعضهم على بعض لهممذا
المعنى.
ول شك أنه ليس على العموم ،ولكنه شائع معلوم.
ولقي هممذا الشمميخ مممن علممماء عصممره مممن الجفمماء والذيممة ،ممما الم يحصمميه
ويدريه ،فنصره ال وأيده بطائفة من العلماء المهتممدين ،فصممدقوه ونصممروه.
وفي ذلك يقول أخوه الستاذ يحرض الخوان في نصرته ويذكرهم منممة ال م
التي أمتن بها عليهم في ظهوره منهم:
طربممممت فأشممممجاني الطيممممور
وفرحني منها الغيوث الروائح
الكوابح
وأمنني منها الظباء السوانح وخوفني منها ذئاب بوارح
علمممى الحمممق منممما أو يجيمممء
لقول النبي :ل تزال جماعة
المقارح
تعيها رجال أو نساء صوالح أل بلغن عني لحي رسالة
لظهار دين ال فيه يناصح لعالمهم أو طالب العلم رائم
تجبهمممما عمممموام أو خممممواص
أقول له :قم وا دع للدين دعوة
جحاجح
ول تخمممش فمممي إظهمممار ديمممن
بقولة قال تأسيه كناتح
محمد
وهممزء جهممول ضممل والحممق
ول تخش تكذيبا وإنكار جاحد
صابح
وغيبة هماز وضغن مشاحن يساعده من للعوائد راكح
وليس لمر ال أن جاء ضارح وليس لما تبني يد ال ها دم
وبين لهم أن العوائد بهرجت وسنتنا لحت عليها لوائح
وقممامت علممى سمموق الصمملح ولهممو الشممباب اليمموم قممد بممار
سوقه المدائح
وأهل الدنا اليوم قد بار سوقه وسنتنا قد ظللتها الدوائح
ومظهره ميزانه اليوم راجح ومنكر هذا الدين قد خف وزنه
وناصره قممد صممار فممي النمماس
ومنكره للخاص والعام دانح
عاليا
علينا ومن يشكر فذلك رابح وإن إله العشر قد من منة
ومن كفر النعام واتبع الهوى ففي بدئه بله القيامة طائح
وذاك بممأن قممد بيممن الممدين فممي
لنا نسبا نعلو به ونطامح
امرئ
نفز ونحز نعماه والكل فالح فإن نحن آويناه ننصر قوله
مصائب قوم عند قوم مصالح وإن قد أضعناه أفا د بغيرنا
ولممو نفعممت قربممي فقممط فيممه
أبو طالب عم النبي ،وتارح
مار دي
ومممما ضمممر حوضممم ًا أن أبتمممه وما ضر شمس ًا إن نفممى العيممن
ضوءها القوامح
أطمممايب أرض تخمممرج النبمممت
بإذن ذويها إن أفاضت دوائح
رائعا
بسممابس نبممت فممي الراضممي
ولو همعت ديما لما أنبتت ولو
البوالح
فل يمنع الرشا د عدم قبولهم فمدخلهم مولهم أنت فاتح
فساقيهم المولى فإنك جا دح فإنك إن بلغتهم ضاع عذرهم
به بلغوا عني أتته صحائح مطيع لما قد قاله سيد الورى
علمممى شمممرطه للنممماس بمممالحق
وأمر بمعروف ونهى لمنكر
قارح
من الدين مما سهلته القرائح وفهمهمو ما يلزم المرء عقده
وغسمممل وضممموءا أو صممملة
وصوما وبيعا ثم كيف يناكح
زكاتهم
ومنهيهممما فالكمممل فمممي الكتمممب
وواجبها مسنونها مستحبها
واضح
علمممى غيمممر وجمممه والكمممف
وعلم نساء سترهم بأن ترى
القواسح
ن مولهمممممممممو ذو جممممممممدهم
وعلمهم الحسان كيف يراقبو
والصما دح
ليرعاه ذو فهم يطيعك لئح وكيف تراعي نية في جميعها
وكيف التحلي بالحميدة ناصح وكيممف التخلممي عممن صممفات
ذميمة
بنفسك فابممدأ حائممدا عممن همموى
لدي سومها ترعى وإنك كابح
الهوى
مطيع لشيطان وللدين قابح أضر عدو من بدارك ساكن
يكمممممممون خلل المنكمممممممرات سمملمة عيممب النفممس عممزت
لمالها المسارح
فل تسمممممتطيع المممممترك عمممممن
ولم تحتمل ذل كذاك السبا دح
شهواتها
دواء ل داء النفوس مطحطح لجاؤك بالمولى وتقليل مطعم
جواسمميس صممن دوم م ًا تطعممك وبالصممممممممغرين احفممممممممظ،
وبالجوفين والممم الجوارح
وتابعهم ترياق من هو صالح تباع لقرآن النبي وصحبه
كذاك سلم بالرياحين فائح عليه صلة ال ثم عليهم
ومستخرجات منه فيها نصائح وكتب تراعي سنة مثل مدخل
لباب طريق الصالحين مصالح كنياتها وكذلك إحياء سنة
عطائيها تشفي بهذا القبائح غزاليها وكذاك زروقيها
يعاملها معشوق دنياه طالح بجائيها أو ما حذا حذوها ول
يوفقنا المولى بجاه نبيه لسنته حتى تجيء الفوا دح
وأصحابه مارن تال ورائح عليه صلة ال ثم سلمه
شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسمائله الكريمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسة
وآدابه العلية وأخلقه السنية التي يتأدب بها في المجالس
واعلممم أنممه نشممأ عفيفم ًا متممدين ًا ،ذا خلل مرضممية ،نسمميج وحممده .انتهممت إليممه
المامة ،وضربت عليه آباط البل شرق ًا وغرب ًا ،وهممو علممم العلممماء ،ورافممع
لواء الدين ،أحيا السنة وأمات البدعة ،ونشممر العلمموم ،وكشممف الغممموم ،بهممر
علمه العقول ،جمع بين الحقيقة والشريعة ،فسر القرآن سنين بحضرة أكممابر
العلماء والصلحاء ،عالم ًا بقراءته وفنونه من بيان وأحكام ،وناسخ ومنسوخ،
مع إمامته في الحديث وفقهه في غريبه ،ورجاله وقنونه وفي أصول الممدين،
والذب عن السنة و دفع الشكال ،قائم ًا بالحق صحيح النظر ،متدرب ًا في تعليم
الغوامض ،إمام ًا في النقممول العقليممة ،متعبممد ًا ناسممك ًا ،تصممدر للتممدريس وبممث
العلم ،فمل القطر المغربي معارف وتلميذ ،يقف أهل زمممانه عنممدما يقممول،
وكان حامل لممواء التحصمميل ،وعليمه ممدار الشممورى والفتمموى ،معظمم ًا عنمد
الخاصة والعامة ،مجد د ًا على رأس هذا القرن ،خطيبا ً بليغ ًا ،شاعر ًا فصمميحا ً
ل حسن الخلق ،جميل العشرة ،كريم الصحبة ،محققا ً شممديد ًا العارضممة، فاض ً
مقطوع ًا بوليته وقطبمانيته ،كممثير الحيماء والشممفقة علمى الخلمق ،متواضممع ًا،
يرى نفسه كأقل الحشرات ،وقاف ًا على حدو د الشريعة ،آلف م ًا بألوف م ًا ،لقممي مممن
المحبة والتعظيم من الخلق ما لم يعهد حممتى كممان أحممب النمماس إلممى أنفسممهم،
يتزاحمون عليه مع طلقة وجه ،وحسن خلق وبشاشمة .وكممان حليمما ً رحيمم ًا
بممالمؤمنين ،وضممع لممه القبممول ،واتفممق علممى جللممة قممدره الثقلن .وبالجملممة
فالوصف يقصر عن مزاياه ،وهو شمميخ علممماء وقتممه ،بممل قطممب الئمممة فممي
جميع العصار.
وهذه أوصافه ل يحتاج لنقلها من معين ،ومتى احتاج نور شمس لدليل؟
قطب الوقت في الحال والمقال ]والمقام؟[ ،ناصر الدين بمقاله وبيانه ،محيي
السنة بفعاله ،دائم الرشا د والهداية ،حجة ال علممى العممالم ،متمسممك بالكتمماب
والسممنة ،سمميد وقتممه وإمممام عصممره ،وأعجوبممة زمممانه ،ذو النممورين :العلممم
والعمل ،وكان صاحب كرامات ظاهرة ومقامممات فمماخرة ،وأسممرار زاهممرة،
وبصائر باهرة ،وأحوال خارقة ،وأنفاس صا دقة وهمم عالية ،ورتممب سممنية،
ومنمماظر دينينمة ،وإشممارات نورانيمة ،ونفحمات روحانيممة وأسممرار ملكوتيمة،
ومحاضرات قدسية.
له معراج العلمى فممي المعممارف ،والمنهماج السممنى فمي الحقممائق ،والطمور
الرفع في المعالي ،والقدم الراسخة في أحوال النهايات ،واليممد البيضمماء فممي
علوم الموار د ،والباع الطويممل فمي التصممريف النافممذ والكشممف الخمارق عمن
حقائق اليات ،والفتح المضاعف في معنى المشاهات ،وهو أحد من أظهممره
ال إلى الوجو د ،وأبرزه رحمة للخلق ،ووضع له القبممول التممام عنممد الخمماص
والعام ،وصرفه في العالم ،ومكنه فممي أحكممام الوليممة ،وخممرق لممه العمما دات،
وأنطقه بالمغيبات وأظهر على يديه العجائب والكرامات.
ثم اعلم أني رأيته إذا أرا د الخروج إلى الناس ،يقف فممي زاويممة الممدار هنيممة،
ويتكلم بكلم ،ثم ينصرف إلمى النمس ،فسمألته عمن ذلمك ،فقمال :أجمد د النيمة،
وأعاهد ال على الخلص فيما أخرج إليه ،وأسممأله أن يفهممم الحاضممرين ممما
أحدث به ،ومع ذلك كنت أجد د النية في المجلس ،وأتذكر في العهد .وكان إذا
وصل إلى المجلس سلم بسلم عام يسمعه جميع الحاضرين ،وإذا صعد على
الكرسي حيمماهم بتحيممة عاممة ثلث مممرات ،ببشاشمة وطلقمة وجممه ،وحسممن
خلممق .ثممم ينصممت النمماس ،فل يضممجر ول يحقممد ول يسممأم مممع كممونه مبتلممى
بجماعة من العوام ذوي سمموء أ دب ،إذا استنصممتهم ل يسممكتون ،وإذا منعهممم
من السؤال ل ينتهون ،ثم يحدثهم بصوت عمال ل يممواجه بخطمابه أحمد ًا دون
آخر ،ول يستحييي أحد ًا من الحاضممرين ،وإن كممانوا شممويخا ً جلممة أو علممماء
حسدة ،بل يتكلم على الجميع ،ول يبالي بهم ،بما يعم النتفاع به ،وربما ألقى
سؤال وهو في أثناء كلم ،فيسكت له فيجيبه.
وكان صلب ًا في الدين ،ل تأخذه في ال لومة لئم ،يحكم بالقسط والعممدل ولممو
في القربى ،ل تأخذه حمية الجاهلية ،بل ل يزيغ عن الحق.
وهذا طرف من شمائله الكريمة وأخلقه السنية ،أشرت إليها تعليما ً للجاهل،
وتذكير ًا للعالم الغافل ،وتوفية لما شرطنا .ولو أخذنا في ذكر شمائله الكريمة
الممتي خصممه ال م بهمما استقصمماء لحتجنمما إلممى السممفار وخرجنمما عممن حممد
القتصار ،مع أن القتصار واجممب فممي هممذه العصممار ،ول سمميما فممي هممذا
الزمان الذي تقاصرت همم أهله وتشاغلت بأمر معاشها وأغراضها وأقبلممت
إلى الدنيا وزخارفهمما ،ونبممذوا كتمماب الم وراء ظهممورهم كممأنهم ل يعلمممون.
شعر:
كأن لم يكن بيممن الحجممون إلممى
أنيس ولم يسمر بمكة سامر
الصفا
ستكون يقظتهم لخطب أعظم ناموا عن المقصو د لم يتيقظوا
وإلى ال المشتكى.
الشارة إلى مدار ما يحدث الناس به في مجالسه
وأعلم أن مدار ذلك على خمسة أقسام:
القسم الول في ذكر ما فرضته الشريعة ،وهي الصممول والفممروع الظماهرة
والباطنة ،وسيأتي ذكرها إن شاء ال.
القسم الثاني في الحث على إتباع سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم.
القسم الثممالث فممي ر د الوهممام الممتي توهمهمما الطلبممة ،إذ وجممد فممي هممذه البل د
طائفة مثل الطائفة التي ذكرها الحسن اليوسي ،وهم طائفممة نظممروا فممي كلم
من حض من الئمة على النظر في علم التوحيد ،وحذر من الجهل فيه ومممن
التقليد ،فجعلوا يسألون الناس عما يعتقدون ويكلفونهم الجممواب والبانممة عممن
الصواب .فربما عثروا على قاصر العبارة عما فممي قلبممه ،أو ملجلممج اللسممان
لدهش ناله ،أو جاهل بشيء مما يقدح في العقيدة ،أو يظنممونه قا دحم ًا .وإن لممم
يقدح فيشيعون عليه الجهل والكفر ،ثم أشاعوا أن الفسا د قد ظهممر فممي عقائممد
النممماس ،وجعلممموا يقمممررون العقائمممد للعممموام بعبمممارات مقمممررة عنمممدهم،
واصطلحات محررة ،وحدو د معبرة حسب ما فممي كتممب المتكلميممن ،فشمماع
عند الناس أن من لم يشتغل بالتوحيد على النمط الذي يقررون فهو كافر.
وأشاعوا أن عوام المسلمين ل يؤكل ذبائحهم ول يناكحون ،مخافة أن يكونوا
لم يعرفوا التوحيد.
ثم لم يقفوا في هذا ،بل لما انتهكوا حرمة عوام المسلمين ،ابتلهم ال بانتهاك
حرمة خاصتهم أيض ًا ،فتناولوا فقهاء وقتهم ،ووقعوا في أهممل العلممم والممدين،
ومن هم على سبيل المهتدين وضللوهم إذ لممم يضممللوا العامممة ،وقممد اشممتعلت
فتنتهم ،وتراكمت ظلماتهم ،حتى كا دت تطبق على هذا القطر كله .فطلع هممذا
الشيخ عليهم ،فأطفأ ال به نار فتنتهم ،وكشف بنوره ظلماتهم فأبطل مذهبهم،
واجتث شجرتهم من فوق الرض ،ولم يبق لها فرار.
ولمه تمآليف فمي الممر د عليهمم ،تنيممف علمى خمسمين تأليفم ًا ،ولمه معهممم وقمائع
ومشاهد في المناظرة أجا د فيها وكشف عن ساسق الحممق والحقيقممة ،والحمممد
ل.
ومثل هذا الر د على طائفة من الطلبة ،وقفوا على بعمض الكتممب الفقهيممة ولممم
يهتدوا لواضح سبيلها ،فجعلوا يفتممون بالشممواذ والمراجيمح .وبعضممهم يطممالع
الكتممب الغريبممة أربابهمما ،فيفتممون بممما فيهمما ،وبعضممهم يأخممذ مممن كتممب
المسخوطين.
ومممن ذلممك الممر د علممى طائفممة ظهممرت فممي هممذه البل د بالممدعوى والتظمماهر
بالكشف ،مع أنهم لم يخرجوا عن دائرة الشيطان والهوى ،ولم يعرفوا بعض
ما يجب عليهممم مممن فممروض العيممان ،وقفمموا علممى بعممض كتممب التصمموف،
وانقبضوا في زي الوقار والتقشف إرصا د ًا للدينا وحطامها ،وغروا مممن هممو
على شاكلتهم من الحمقى.
وبعضممهم ل يعممرف شمميئ ًا ،وإنممما يتظمماهر بممذلك اقتناص م ًا للممدينا واختلس م ًا
لحطامها كما قال الحسن البوسي في المحاضرات ،حيث يقول:
وقع بسجلماسة أنه شاع في البلد ذات ليلممة ،أنممه قممد ظهممر رجممل فممي المدينممة
الخالية ،فأصبح الناس يهرولون إليه أفواج ًا ،فخرجنا مع الناس ،فقائل يقول:
أنه من أولياء ال ،وآخر يقول :أنه صاحب الوقت ،فلما بلغنا المدينممة وجممدنا
الخلئق اجتمعوا من كل ناحية على ذلك الرجممل ،حممتى أن أميممر البلممد-وهممو
محمد بن اشريف-خرج فممي مموكبه .فلمما كمثر النمماس ،واشمتد الزحممام عليمه
وتعذرت رؤيته ،دخل في قبة هناك في المقمابر ،فمأخرج كفمه ممن طماق فمي
القبة ،فجلع الناس يقبلون الكف وينصرفون ،وكان كل من قبل الكممف اكتفممى
ورأى أنه قضى الحاجة ،وقبلنمماه وانصممرفنا .ثممم بعممد أيممام سمممعنا أنممه ذهممب
إلىناحية القرية ،وأنه سقط في بئر هناك ومات ،فظهممر أنممه رجممل مصمماب،
وكان يشتغل باستخدام الجان ونحو ذلك فهلك.
وإنما ذكرت هذا ليعلم ويتنبه لمن هذا الحاله ،فكم تظاهر بالخير من ل خيممر
فيممه ،ومممن مجنممون أو معتمموه ،أو موسمموس أن ملبممس ،فيقممع فيممه الغممترار
للجهلة الغمار:
ورائد أعجبته خضرة الدمن ما أنت أول سار غره قمر
وقد يشايعه من هممو علممى شمماكلته مممن الحمقممى ومممن الفجممار ،وشممبه الشمميء
منجذب إليه-إن الطيور على أجناسها تقع-فيغتر الغبياء إل ممن عصمم الم.
وقد صعدت في أعوام الستين وألف إلى جبل من جبال هسكورة ،فإذا برجل
نزل عليهم من ناحية الغرب ،واشتهر بالفقر ،وبني خبمماء لممه ،وأقبممل النمماس
عليه بالهدايا والضيافات ،وكان من أهل البلد فتى يختلممف إليممه ويممبيت عنممده
واستراب من أمره بعض الطلبة ،فتلطف مساء ليلة حتى ولج الخباء ،فكمممن
في زاويممة منممه .فلممما عسممعس الليممل قممام المرابممط إلممى الفممتى ،فاشممتغل معممه
بالفاحشة-نسأل ال العافية-ثم علم أنهم قد علموا بممه فهممرب ،وبلممغ الخممبرإلى
إخوة الفتى فتبعوه ،ولم أ در ما كان من أمره ،ومثله كثير.
ومن أغرب ما وقع من هذا أيض ًا ما وقع بسجلماسة ،حدث به أخونا فممي الم
الولي الصالح أبو عبد ال محمد بممن عبممد الم بممن علممي بممن طمماهر الشممريف
المعممروف بممابن علممي رضممي ال م عنممه :ممما لعممب بإخواننمما-يعنممي أشممراف
سجلمانة-إلى رجل جاءهم بالبلد ،واتسم بسم الصمملح ،ووقممع القبممال عليممه،
وكان يأتيه الرجل فيعده بأن يبلغه إلى مكة ويحممج بممه طرفممة عيممن ،واسممتمر
على ذلك مدة ،ثم قام نفر من الشراف واتفقوا علممى اختبمماره ،فكمنموا فريبم ًا
ل فقمال لممه :يما سميدي إن همذه منه ،وتقدم إليمه أحممدهم-وعنممده خمسمون مثقما ً
الصلة تثقل على نفسه ،عسممى أن ترفعهمما عنممي ،وأفممرغ تلممك الممدراهم بيممن
يديه ،وكأنه هش لذلك ،فبا دره الخرون ،قبممل أن يسممتوفي كلمممه وأوجعمموه
ضرب ًا وطرو ده ]وطر دوه[ ،ثم بعد مدة سافر بعضممهم إلممى ناحيممة المغممرب،
فمر بعين ماء هناك ،فإذا الرجل عندها يستقي قربة له منها ،وإذا هو يهو دي
من يهو د معروفين هناك-نسأل ال العافية.
فالحذر مطلوب ،ول سيما فيما نحن فيه من آخر الزمممان الممذي اسممتولى فيممه
الفسا د على الصلح ،والهوى على الحق ،والبدعة على السنة ،إل من خصه
ال ،وقليل ما هم.
في قول كعب ،وفممي قممول ابممن
هذا الزمان الذي كنا نحاذره
مسعو د
لم يبك ميت ،ولم يفرح بمولو د إن دام هذا ولم يحدث له غير
بل نقول :ليته يدوم ،فإنه "ل يأتي زمان إل والذي بعده شممر منممه" ،كممما فممي
الحديث الكريم.
نعم ل بد للناس من تنفيس ،فنسأل ال تعالى أن يرزقنا تنفيس ًا نقضي فيممه ممما
بقي من أعمارنا من خير ،ونستعتب مما مضى ،إنه الكريم المنان.
هذا-ول بد مع الحذر-من حسن الظممن بعبمما د المم ،ول سمميما مممن ظهممر عليممه
الخير ،والتغفل عن عيوب الناس.
وفي الخممبر" :خصمملتان ليممس فوقهممما شمميء مممن الخيممر :حسممن الظممن بممال،
وحسن الظن بالناس ،وخصلتان ليس فوقهممما شمميء مممن الشممر :سمموء الظممن
بال ،وسيء الظن بالناس".
ومممن تتبممع عيمموب النمماس ،تتبممع الم عيمموبه ،حممتى يفضممحه فممي قعممر بيتممه،
فالعتراض بل موجب جناية ،واتباع كل ناعق غواية.
وفي كلم مولنا علي كرم ال وجهممه :النمماس ثلثممة :عممالم ربنمماني ،ومتعلممم
على سبيل النجاة ،وهمج رعاع أتباع كل ناعق.
فمن ثبتت استقامته ،وصح علمه وورعه وجممب اتبمماعه ،ومممن اتسممم بممالخير
وجب احترامه على قدره والتسليم له في حاله ،ومن ألقى جلباب الحياء عممن
وجهه وجب لومه .وإذا ظهرت البدعة وسكت العالم فعليه لعنممة المم ،ول بممد
من مراعاة السلمة.
وهممذا بمماب واسممع ل يكفيممه إل ديمموان وحممده ،وإنممما ذكرنمما هممذه الشممارة
استطرا د ًا.
"ل المر من قبل ومن بعد".
القسم الرابع-في إخما د البدع الشيطانية ،ور د العوائد الر دية.
القسم الخامس-في بث العلمموم الشممرعية ،وتحريممر المشممكلت فيهمما ،ولفمما دة
بالغرائب النوا در في العلوم.
هذه القسام هممي حاصممل ممما يحممدث بممه ،وغممالب تممواليفه نافعممة ،ومصممنفاته
الشممافية ،وفممي مجالسممه بغيممة الطممالبين ،وغبطممة الراغممبين ،مممن تحريممر
المشكلت وتهذيبها والتقاط الغرائب والزوائد من مهمات الوقت.
قال البسني :كان شيخنا أبو عبد ال يقول في مجالس التممدريس ،إذا لممم يكمن
في مجلس الدرس التقاط زائدة من الشيخ فل فائدة من حضور مجلسه.
ومن شعره:
إذا لم يكممن فممي مجلممس المممرء
بتقرير إيضاح لمشكل صورة
نكتة
فمممدع سمممعيه وانظمممر لنفسمممك
فل تتركن والترك أقبح خصلة
واجتهد
ومؤلفمماته مشممتملة علممى فوائممد وغرائممب عجممائب ،مممن إيضمماح المشممكلت
وتقريب المعضلت ،وتسهيل العويصات ،وغير ذلك من منافعها الظمماهرة،
وفوائدها الباهرة.
وكان أبو عبد ال يقول :وإنما تدخل التأليف في ذلك-يعني التنفمماع بهمما بعممد
الممات-إذا اشتملت على فوائد زائدة ،وإل فذلك تخير للكاغد ،ونعني بالفائدة
الزيا دة على الكتب المتقدمة .وال أعلم.
ذكر ما يستفتح به كلمه في مجلسه
كان رضي ال عنه يستفتح كله في جلس الوعظ بخطبممة إمممامه الشمميخ عبممد
القا در الديلي رضي ال عنه ،وهؤ:
الحمد ل رب العالمين-ويسكت-ثم يقول :الحمد ل عد د خلقه ،ورضمما نفسممه،
وزنة عرشه ،ومدا د كلماته ،ومنتهى علمه وجميع ماشاء وخلق وذرأ وبممرأ،
عالم الغيب والشها دة الرحمن الرحيم الملك القدوس العزيز الحكيم ،أشهد أن
ل إله إل ال وحده لشريك له ،له الملك وله الحمد يحيي ويميت ،بيده الخير
وهو على كل شيء قدير ،وأن محمد ًا عبدخ ورسوله ،أرسممله بالهممدي و ديممن
الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ،اللهم أصلح اإمام والمممة،
والراعي والرعية ،وألف بيممن قلمموبهم لخيممرات ،وةا دفممع شممر بعضممهم عممن
بعض ،اللهم أنت العالم بسممرائرنا بأسممرها وأنممت العممالم بحوائجنمما فاقضممها،
وأنت العالم بذنوبنا فاغفرهما ،وأنمت العمالم بعيوبنما فاسمترها ،ل ترنما حيمث
نهيتنا ،ول تنقممدنا ممن حيممث أمرتنمما ،أعزنمما بالطاعممة ،ول تمذلنا بالمعصممية،
واشغلنا بك عمن سواك ،واقطع عنا كل قاطع يقطعنا عنممك ،وألهمنمما ذكممرك
وشكرك وحسن عبا دتك ولزوم طاعتك.
ثم يشير إلى تلقاء وجهه بأصبعه ،ويقول :ل إله إل ال ،ما شمماء المم ،ل قمموة
إل باال العلي العظيم ،اللهم ل تحينا في غفلة ،ول تأخذنا على غرة "ربنا ل
تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ،ربوا ول تحمل علينا إص ًا كما حملته على الذين
من قبلنا ،ربنا ول تحملنا ما ل طاقة لنا به ،واعف عنا واغفممر لنمما وأرحمنمما
أنت مولنا فانصرنا على القوم الكافرين" ]البقرة .[286
وربما استفتح بخطبته المشهورة في رؤوس تأليفه ورسائله ،وهي :الحمد ل
رب العالمين ،وأفضل الصلة وأتممم التسممليم علممى سمميدنا محمممد ،وعلممى آلممه
وصحبه أجمعين ،ورضي ال تعالى عن السا دة التابعين والعلممماء العمماملين،
والئمة الربعة المجتهدين ومقلديهم إلى يوم الدين.
وربما استفتح بسند حديث الرحمممة ،المسلسممل بالوليممة ،إذا رآى الضممياف،
يسر د أسانيده التي أو دعها في كتابه-أسانيد الضعيف-وربما ذكر بعد الخطبة
حديث" :إنما العمال بالنيات" ،ويقول :وبسندنا المتصل إلى المممام الحممافظ
الحجة أبي عبد ال محمد بن إسماعيل بن إبراهيممم ابممن المغيممرة بممن بر دزيممة
البخاري الجعفي قال :حدثنا الحميدي قال :حدثنا سفيان قال :حدثنا يحيى بممن
سعيد النصاره قال :أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي ،أنمه سمممع علقممة بممن
وقاص الليثي يقممول :سمممعت عمممر بممن الخطمماب علممى المنممبر قممال :سمممعت
رسول ال صلى الم عليممه وسمملم يقممول :إنممما العمممال بالنيممات ،وإنممما لكممل
امممرئ ممما نمموى ،فمممن كممانت هجرتممه إلممى الم ورسمموله ،فهجرتممه إلممى الم
ورسوله ،ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها ،أو إلى امرأة ينكحها فهجرتممه
إلى ما هاجر إليه.
ثم يقول :أصلحوا نياتكم في أموركم كلها :في العبمما دات وغيرهمما ،فمممن كممان
يصلي فليصل ل ،ومن كان يصوم فليصم ل ،وهكذا في سائر العبا دات.
ذكسسسسسسر مسسسسسسا يحسسسسسسدث النسسسسسساس بسسسسسسه فسسسسسسي فسسسسسسن أصسسسسسسول السسسسسسدين
]ملتقط من "أصول الدين" له[
واعلم أنه يرتممب ذكممر تلممك الصممول ،ويفسممرها بلغممة الحاضممرين ،وهممو أن
يقول:
العالم حا دث وصمانعه الم تعمالى واجمب الوجمو د ،قمديم ل أول لمه ،مخمالف
للحوا دث ،ما هو بجرم ول صفة للجرم ،ول جهة له ول مكان ،بمل همو كمما
كان في الزل قبل العالم ،غني عن المحل والمخصص ،واحد في ذاته وفممي
صفاته وفي أفعاله ،قا در بقدرة ،مريد بإرا دة ،عالم بعلممم ،حممي بحيمماة ،سممميع
بسمع ،بصير ببصر ،متكلم بكلم ،مختار في فعله وتركممه ،والكمممال اللهممي
كله واجب له ،والنص الذي هو ضد هذا الكمال اللهي مستحيل عليه.
ورسله كلهم من آ دم إلى محمد صلى ال عليه وسلم صا دقون أمناء ،مبلغممون
ما أمروا بإبلغه للخلق والكمال البشر كله واجب لهم ،والنقص البشري كله
مستحيل عليهم.
ويجوز في حقهم الكل والشرب والنكاح والبيع والشراء والمممرض الممذي ل
يؤ دي إلى نقص.
والملئكة كلهم معصومون ،ل يعصون ال ما أمرهم ،ويفعلون ما يؤمرون،
نورانيون ،ليسوا بذكور ول بأناث ،ول يأكلون ول يشربون.
والكتب المنزلة كلها حق وصدق ،والموت بالجل حق ،وسؤال منكر ونكير
للمقبممور وغيممره حممق ،وعممذاب القممبر حممق ،وجمممع النمماس فممي ذلممك حممق،
والحساب حق ،والصراط حق ،والكوثر حق ،والنار و دوام النار مع أهلمهمما
حق ،والجنة حق ،و دوام الجنة مع أهلها حق ،ورؤية المؤمنين له تعممالى فممي
الخرة حق) ،وأن الصلة والزكمماة والصمميام والحممج كممل منهمما واجممب ،وأن
النكاح والبيع مباح( ،وكل ما جاءت به الرسل حق وصدق] .ما بين القوسين
ناقص في "أصول الدين" ،ويتبع هذا النص زيا دة في التقليد[
أدلة العقائد
و دليل حدوث العالم في العقل ملزمته للصفات الحا دثة من حركة أو سممكون
وغيرهما ،وملزم الحا دث حا دث.
و دليل وجو ده فمي العقمل :إخراجمه المخلوقمات ممن العمدم إلمى الوجمو د ،لن
المعدوم ل يفعل.
و دليل قدمه في العقل :قدرته على إيجا د المخلوقممات ،لن الحمما دث عمماجز ل
يخلق.
و دليل بقائه في العقل :ثبوت قدمه ،لن كل ما ثبت قدمه استحال عدمه.
و دليل مخالفته للمخلوقات في العقل :قدرته على إيجا دهمما ،لن مممن ماثلهمما ل
يقدر أن يوجدها.
و دليل غناه تعالى بالذات في العقل :وجوب اتصممافه بالقممدرة والرا دة والعلممم
والحياة ،لن الصفة ل تتصف بها.
و دليل وحدانيته في العقل :إيجمما د المخلوقممات ،لنممه لممو كممان معممه ثممان لوقممع
التمانع بينهما.
و دليل قدرته في العقل :إيجا د المخلوقات ،لن العاجز ل يوجد.
و دليل إرا دته في العقل :اختلف أنواع المخلوقات.
و دليل علمه في العقل :التقان
و دليل حياته في العقل :وجوب اتصافه بالقممدرة والرا دة والعلممم ،لن الميممت
ل يتصف بها.
و دليل سمعه وبصره وكلمه في العقل :وجوب اتصافه بالكمال ،ولنه لو لم
يتصف بها اتصف بأضدا دها ،وهي نقائص ،والنقص عليه تعالى محال.
و دليل جواز فعله أو تركه في العقل :لزوم قلب الحقائق في فممرض وجو دهمما
ل ،أو اسممتحال
أو استحالتهما ،لنه لممو وجممب عليممه شمميء مممن الممكنممات عق ً
ل في حقه وذلك ل يعقل. ل ،لنقلب الممكن واجب ًا أو مستحي ً
عق ً
و دليممل أمانممة الرسممل فممي العقممل :أمممر الم تعممالى بالقتممداء بهمم فممي أقمموالهم
وأفعالهم.
و دليل تبليغهم ما أمر ال بتبليغه للخلق :أمانتهم.
و دليل جواز العراض عليهم في العقل :وقوعها بهم.
]هنا يستمر "أصول الدين"[ وإذا عرفت هذا كله فاعلم أن جميممع ممما جمماءوا
به صدق :من عذاب القبر وأهواله والقيامة وأهوالها ،مممن الصممراط وجميممع
المغيبات عنا ،وأن الجنة والنار مخلوقتممان ،وأن ال م تعممالى يممراه المؤمنممون
ويكلمهم وغير ذلك ،مما هو مفصل في الكتمماب والسممنة] .حممتى هنمما أصممول
الدين[
و دليل ذلك كله في العقل :إمكانه ،وقد أثبت ال تعالى ذلك في القرآن العظيم.
واعلممم أنممه تعممالى أثبممت اليمممان علممى الجمممال بقمموله تعممالى" :آمنمموا بممال
ورسوله" ]الحديد [7وبقوله" :إنما المؤمنون الذين آمنوا بال ورسوله ثم لم
يرتممابوا وجاهممدوا بممأموالهم وأنفسممهم فممي سمبيل الم أولئممك هممم الصمما دقون"
]الحجر [15وبقوله" :قولوا آمنا بال وما أنزل إلينا وما أنممزل إلممى إبراهيممم
وإسماعيل وإسحاق ويقعوب والسباط وما أوتي موسى وعيسممى وممما أوتممي
النبيون من ربهم ل نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون" ]البقرة .[126
وفصل أركانه بقمموله" :ولكممن الممبر مممن آمممن بممال واليمموم الخممر والملئكممة
والكتاب والنبيين] "...البقرة .[177
وأثبت أن كل من أسلم ل يكفر ،ول يساء الظن به ،ما لم يظهر كفره بممالقول
وبالفعل ،بقوله" :ول تقولوا لمممن ألقممى إليكممم السمملم لسممت مؤمنم ًا" ]النسمماء
.[94
وأثبت حدوث العالم بقوله" :وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده" ]الروم .[27
وأثبت كونه قديم ًا بقوله" :هو الول".
وأثبت كونه باقي ًا بقوله" :وتوكل على الحي الذي ل يموت".
وأثبت كونه مخالف ًا لخلقه بقوله" :ليس كمثله شيء".
وأثبت كونه غني ًا بقوله" :وال الغني".
وأثبت كونه واحد ًا بقوله" :قل هو ال أحد".
وأثبت كونه قا در ًا بقوله" :إن ال على كل شيء قدير".
وأثبت كونه مريد ًا بقوله" :فعال لما يريد".
وأثبت كونه عالم ًا بقوله" :إن ال بكل شيء عليم".
وأثبت كونه حي ًا بقوله" :هو الحي".
وأثبت كونه سميع ًا بصير ًا بقوله" :أسمع وأرى".
وأثبت كونه متكلم ًا بقوله" :وكلم ال موسى تكليم ًا".
وأثبت كونه مختار ًا بالفعل والترك بقوله" :وربك يخلق ما يشاء ويختار".
وأثبت صدق الرسل بقوله" :وصدق المرسلون".
وأثبت أمانتهم يقوله في حكاية قولهم" :إني لكم رسول أمين".
وأثبت تبليغهم الرسالة بقوله" :الذين يبلغون رسالت ال".
وأثبت كونهم يتزوجون يقوله" :وجعلنا لهم أزواج ًا وذرية".
وأثبت كممونهم يممأكلون الطعممام ويممبيعون ويشممربون بقمموله" :يممأكلون الطعممام
ويمشون في السواق".
وأثبت الملئكة بقوله" :الحمد ل فماطر السمموات والرض جاعمل الملئكمة
ل أولى أجنحة".
رس ً
وأثبت كون الموت بالجل بقوله" :إذا جاء أجلهم فل يسممتأخرون سمماعة ول
يستقدمون".
وأثبت تثبيت المؤمنين عند سؤال القبر بقوله" :يثبت ال الذين آمنمموا بممالقول
الثابت".
وأثبممت عممذاب القممبر بقمموله" :ولممو تممرى إذا الظممالمون فممي غمممرات الممموت
والملئكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون".
وأثبت نعيمه بقوله" :فأما إن كان من المقربين فممروح وريحممان وجنممة نعيممم.
وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلم لك من أصحاب اليمين".
وأثبت البعث بقوله" :وإن الساعة آتية ل ريب فيهمما وإن ال م يبعممث مممن فممي
القبور".
وأثبت الحشر بقوله" :وحشرناهم فلم نغدر منهم أحد ًا".
وأثبممت إيتمماء الكتممب بقمموله" :فأممما مممن أوتممي كتممابه بيمينممه" فممي حممق
المؤمنين"-وأما من أوتي كتابه بشماله" في حق الكافرين.
وأثبت وزن العمال بقوله" :والوزن يومئذ الحق".
وأثبت الصراط بقوله" :فأهدوهم إلى صراط الجحيم".
وأثبت النار بقوله" :إنا أعتدنا للظالمين نار ًا".
وأثبت الكوثر بقوله" :إنا أعطيناك الكوثر".
وأثبت الجنة بقوله" :وجزاهم بما صبروا جنة وحرير ًا".
وأثبممت الشممفاعة بقمموله" :عسممى أن يبعثممك ربممك مقام م ًا محمممو د ًا" وبقمموله:
"ولسوف يعطيك ربك فترضى" وبقوله" :ول يشفعون إل لمن ارتضى".
وأثبت رؤية المؤمنين له تعالى في الخرة بقوله" :وجوه يومئذ ناضممرة إلممى
ربها ناظرة".
فهذه أصول الدين إلهياتهما ،ونبواتهما ،وسممعياتها ،قمد أثبتهما الم تعمالى فمي
القرآن العظيم ،فكل ما لم نذكر منها فهو مندرج فيها.
ويجب على كل مكلف أن يعتقدها ،كما جاءت ،وبال التوفيق.
فسسسسسسسي ذكسسسسسسسرى مسسسسسسسا يحسسسسسسسدث النسسسسسسساس بسسسسسسسه فسسسسسسسي الفقسسسسسسسه
]من رسالة القيرواني[
واعلم أنه يرتممب تلممك الفممروع بلغممة الحاضممرين ،وهممو أن يقممول :السممتبراء
واجب ،وهو الستنجاء ،وصفته أن يبدأ بغسل يده ،فيغسل مخرج البول ،ثممم
يمسح ما في المخرج من الذى بمدر أو غيره أو بيممده ،ثممم يحكهمما بممالرض
ل ،ويجيممد عممركويغسلها ،ثم يستنجئ بالماء ،ويواصل صبه ،ويسترخي قلي ً
ذلك بيده حتى يتنظف من الذى ،وليس عليه غسل ما بطن مممن المخرجيممن،
ول يستنجي من ريح.
الوضوء وصفته
وهو أن يغسل يديه ،ثم يمدخل يمده فمي النمماء إن كممان مفتوحم ًا ،فيأخممذ الممماء
فيمضمض فاه ثلث ًا من غرفة واحدة إن شاء ،إو ثلث غرفممات ،وإن اسممتاك
بأصبعه فحسن ،ثم يستنشق بأنفه الماء ،ثم يستنثره ثلث ًا :يجعل يده على أنفه
كامتخاطه ،ويجزئ أقل مممن ثلث فممي المضمضمممة والستنشمماق ولممه جمممع
ذلك في غرفة واحدة ،والنهاية أحسن ،ثم يأخذ الماء إن شمماء بيممديه جميع م ًا ،
وإن شاء بيده اليمنى ،فيجعله في يديه جميعم ًا ،ثممم ينقلممه إلممى وجهممه فيفرغممه
ل له بيده من أعلى جبهته ،وحده :منابت شعر رأسمه إلمى طممرف ذقنمه، غاس ً
و دور وجهه كله من حد عظمي لحييه إلى صدغيه ،ويمر يديه على ما غممار
من ظهر جفانه وأسارير جبهته ،وممما تحممت مممارنه مممن ظمماهر أنفممه ،يغسممل
وجهه هكذا ثلث ًا ،ينقممل الممماء إليممه ،ويعممرك لحيتممه فممي غلسممه وجهممه بكفيممه
ليداخلها الماء ،وليس عليه تخليلها في الوضوء في قول مالك ويجري عليهمما
يديه إلى آخرها ،ثم يغسممل يممده اليمنممى ثلثم ًا ،أو اثنممتين يفيممض عليهمما الممماء
ويعركهما بيده اليسرى ،ويخلل أصابع يمديه بعضمها ببعمض ،ثمم يغسمل يمده
اليسرى كذلك ،ويبلغ فيهما بالغسل إلى المرفقين يدخلهما في غسله-وقد قيل:
إليهما حد الغسل ،فليس بواجب إ دخممال فيممه ،وإ دخالهممما فيممه أحمموط ،لممزوال
تكلف التحديد ،ثم يأخذ الماء بيده اليمنى ،فيفرغه على يده اليسرى ،ثم يمسح
بهما رأسه ،يبدأ من مقدمه مممن أول منممابت شممعر رأسممه-وقممد فممرق أطممراف
أصابع يديه ،بعضها ببعض علمى رأسمه ،ويجعممل إبهمماميه فممي صمدغيه ،ثمم
يذهب بيديه ماسح ًا إلى آخر شعر رأسه مما يلي قفاه ،ثممم ير دهممما إلممى حيممث
بدأ ،ويأخذ بإبهاميه خلف أذنيه إلى صدغيه ،وكيفما مسح أجممزاه ،إذا أوعممب
رأسه ،والول أحسن.
ولو أ دخل يديه في الناء ،ثم رفعهما مبلولتين ،ومسح بهما رأسه أجممزأه ،ثممم
يفرغ الماء على سبابتيه وإبهاميه ،وإن شاء غمس ذلك في الممماء ،ثممم يمسممح
بهما أذنيه ظاهرهما وباطنهما ،وتمسح المرأة كممما ذكرنمما ،وتمسممح دلليهمما،
ول تمسح على الوقاية ،وتدخل يديها من تحممت عقمماص شممعرها فممي رجمموع
يديها في المسح ،ثم يغسل رجليه يصب الماء بيده ،ويعركهممما بيممده اليسممرى
ل ،يوعبهما بذلك ثلثبنُا ،وإن شاء خلل أصممابعه فممي ذلممك ،فممإن تممرك
ل قلي ً
قلي ً
فل حممرج ،والتخليممل أطيممب للنفممس ،وأحممب إلممى العلممماء ويعممرك عقممبيه
وعرقوبيه وما ل يكا د يداخله الماء بسرعة من جساوة أو شقوق.
الغسل
وصفته :أن يبدأ بغسممل ممما يفرجممه أو جسممده مممن الذى ،ثممم يتوضممأ وضمموء
الصلة ،فإن شاء غسل رجليه ،وإن شاء أخرهما إلى آخر غسله .ثممم يغمممس
يديه في الناء ،ويرفعهما غير قابض بهما شيئ ًا ،فيخلل بهما أص 3ول شعر
ل له بهن ،وتفعممل ذلممك
رأسه ،ثم يغرف بهما على رأسه ثلث غرفات ،غاس ً
المرأة وتغعث رأسها وليس عليها حل عقاصها ،ثم يفيممض الممماء علممى شممقه
اليمن ،ثم شقه اليسر ويتدلك بيديه بأثر صب الماء ،حتى يعمم جسممده ،وممما
شك أن يكون الماء أخذه من جسده عاو ده به ،و دلكه بيده حتى يمموعب جميممع
جسده ،ويتتبع عمق سرته وتحت حلقه ،ويخلل شعر لحيته ،وتحت جنمماحيه،
وبين اليتيه ،ورفغيه ،وتحت ركبتيه وأسافل رجليه ،ويخلممل أصممابع رجليممه،
ويغسل رجليه آخر ذلك ،يجمع ذلممك فيهممما لتمممام غسممله وتمممام وضمموئه ،إن
كان أخر غسلهما.
ويحذرأن يمس ذكره في تدليك باطن كفيه ،فإن فعل ذلك وقممد أوعممب ظهممره
أعا د الوضوء وإن مسه في ابتداء غسله ،وبعممد أن غسممل مواضممع الوضمموء
منه فليمر بعد ذلك بيديه على مواضع الوضمموء بالممماء-علممى ممما ينبغممي مممن
ذلك وينويه.
التيمم
وتيمم المريض والمسافر والصحيح الحاضر الممذي عممدم الممماء ،أو لممم يقممدر
على مسه ،أو خاف حديث مرض أو زيا دته.
وصمفته :أن يضمرب بيمديه الرض ،وإن تعلممق بهمما شميء نفضمهما نفضما ً
خفيف ًا ،ثم يمسح بهما وجهممه كلممه مسممح ًا ،ثممم يضممرب بيممديه الرض فيمسممح
يمناه بيسراه ،ويجعل أصابع يده اليسرى على أطراف أصابع يده اليمنى .ثم
يمر أصابهع علمى ظماهر يمده وذراعمه .وقمد حنما عليمه أصمابعه حمتى يبلمغ
المرفق ،ثم يجعل كفه على باطن ذراعه من طي مرفقه قابض ما ً عليممه ،حممتى
يبلغ الكوع من يده اليمنممى ،ثممم يجممره ببمماطن إبهممامه علممى ظمماهر إبهممام يممده
اليمنى ،ثم يمسح اليسرى باليمنى هكذا.
ولن مسح اليمنى بكفه اليسرى ،واليسممرى بكفممه اليمنممى ،كيممف شمماء وتيسممر
عليه وقد أوعب المسح لجزأه .والول أحسن.
الصلة
وصفتها أن تنوي أ داء الصلة الحاضممرة وتعاونهمما بلفظممة التكممبير ،وهممو أن
تقول :ال أكبر ،مع حصممول النيممة فممي القلممب ،واحممذر أن تفعممل ممما يتعاطمماه
بعض الجهلة ،وهو أن يقول :ال ،ثم يسكت للنيممة ،ويقممول :أكممبر ،أو يقممول:
ال أك ،ثم يسكت لذلك ،ثمم يقممول :بمر .وترفممع يمديك حمذو منكبيمك ،أو دون
ذلك ،ثم تقرأ الفاتحمة ممع سمورة سمر ًأ ،إن كمان نهاريمة ،أو جهمر ًا إن كمانت
ليلية ،فإذا تمت السورة تكبر فممي انحطاطممك إلممى الركمموع فتمكممن يممديك مممن
ركبتيك ،وتسوي ظهرك ،مستوي ًا ،ول ترفممع رأسممك ،ول تطممأطئ ،وتجممافي
بضبعيك عن جنبيك ،وقل إن شئت" :سبحان ربي العظيم وبحمده" ،ثم ترفع
رأسك وأنت قائل" :سمع ال لمن حمده" ،ثم تقول" :اللهم ربنمما لممك الحمممد"،
ل ،ثمم تهموي إن كنت وحمدك أو خلمف إممام ،وتسمتوي قائمما ً مطمئنما ً مترسم ً
ساجد ًا ل تجلس ،ثم تسممجد ،وتكممبر فممي انحطاطممك للسممجو د ،فتمكممن جبهتممك
وأنفممك مممن الرض ،وتباشممر بكفيممك الرض باسممطا ً يممديك ،مسممتويتين إلممى
القبلة ،تجعلهما حذو أذنيك أو دون ذلممك ،وذلممك واسممع ،غيممر أنممك ل تفممرش
ذراعيممك فممي الرض ،ول تضممم عضممديك إلممى جنبيممك ،ولكممن تجنممح بهممما
تجنيح ًا وسط ًا ،وتكون رجلك في سممجو دك قممائمتين وبطممون إبهاميهممما إلممى
الرض ،وليس لطول ذلك وقت.
وأقله أن تطمئن مفاصلك متمكنم ًا ،ثمم ترفمع رأسممك بممالتكبير ،فتجلممس فتثنمي
رجلك اليسرى في جلوسك بين السجدتين ،وتنصب اليمنممى ،وتجعممل بطممون
أصابعها إلمى الرض ،وترفمع يمديك عمن الرض علمى ركبتيمك .ثمم تسمجد
الثانية كما فعلت أول ،ثم تقوم من الرض كما أنت ،معتمممد ًا علممى يممديك ،ل
ترجع جالسم ًا لتقمموم ممن جلوسمك ،ولكمن كمما ذكممرت لممك ،وتكمبر فممي حممال
قيامك ،ثم تقرأ كما قرأت في الولى ،أو دون ذلك.
قضاء الفوائت
ومن نشي صلة فليصلها إذا ذكرها.
السهو
ومن سها عن سنة مؤكدة كسممورة ،أو جهممر ،أو تكممبيرتين غيممر الحممرام أو
تحميدتين ،أو أحد التشهدين ،أو جلوس له-سجد قبل السلم ،وكذا مممن نقممض
وزا د.
وفي الزيا دة فقط ،كجهر بمحل سر ،يسجد بعد السلم.
الزكاة
فمن وجب عليه الزكاة فليخرجها من طيب ماله ،مع طيب نفس.
زكاة الفطر
تجب زكاة الفطر على كممل كممبير وصممغير ،ذكممر أو أنممثى ،حممر أو عبممد مممن
المسلمين ،وهي صاع على كل نفس بصاع النبي صلى ال عليه وسلم ،وهو
أربعة أمدا د بمده عليه الصلة والسلم .وتؤ دي من جل عيش أهل ذلك البلد.
الصوم
وصوم شهر رمضان فريضة ،يصام لرؤية الهلل ،ويفطر لرؤيته ،والسممنة
فيه تعجيل الفطر ،وتاخير السحور.
الحج
ل من المسلمين.
وحج البيت فريضة على كل من استطاع إليه سبي ً
الذكاة
يذبح الرجل والمرأة ،والصغير والكبير ،والحر والعبمد ،وهمو قطمع الحلقمموم
والو داج ،ل يجزئ أقل من ذلك.
اليمين
ومن حلف بال ثمم حنممث ،فعليمه الكفمارة .وهمي إطعممام عشممرة مسماكين ممن
المسلمين الحرار مد ًا لكل مسممكين ،بممد النممبي صمملى الم عليممه وسمملم .وإن
كسمماهم ،كسمماهم للرجممل قميممص ،وللمممرأة قميممص وخمممار ،أو عتممق رقبممة
مؤمنة ،فإن لم يجد ذلك ول إطعام ًا ،فيصم ثلثممة أيممام يتممابعهم ،فممإن فرقهممن
أجزأه.
النذر
ومن نذر ل نذر ًا فليوفه.
النكاح
ومن تزوج فليتزوج مثنى مثنى ،وثلث ثلث ،ورباع ربمماع ،فل يممز د علممى
ذلك ،فإن لم يستطع فواحدة.
وليعدل بين نسائه ،وعليه النفقة والسكنى بقممدر وجممده ،ول قسممم فممي المممبيت
لمته ،ول لم ولده.
البيع
ومن باع فليتجنب الخلبة والخديعة ،وليذكر عيب سلعته.
حفظ العضاء الظاهرة من المعاصي
ويجب على كل مسلم أن يحفظ أذنه من استماع كل لغو وباطممل ،وأن يحفممظ
عينيه من النظر إلى الحرام والهمز والغمممز ،وأن يحفممظ اللسممان مممن الغيبممة
وكل ما ل يجوز ،والتحدث بالباطل والغممش والنميمممة ،وأن يحفممظ يممديه مممن
السرقة بهما وغيرها ،وأن يحفظ البطن من أكل الحممرام ،وأن يحفممظ العممورة
من الزنى واللواط ،وأن يحفظ رجليه من مشممية المختممال ،ومممن المشممي إلممى
المعصية.
ذكر ما يحدث الناس به في فن التصوف
واعلم أنه يقول :اعلموا أن صفات القلب على ضربين :مهلكممات ومنجيممات،
فالمهلكان :هي الكبر والعجب ،والحسمد ،والحقمد ،والبخممل ،والريماء ،وحمب
الجمماه ،وحممب المممال ،والفتخممار ،والمممل ،وإسمماءة الظممن بالمسمملمين ،فهممذه
العشر من المهلكات من أصول مذمومات الخلق.
ويجب على كب مسلم أن يتخلي عنهمما ،ويتحلممي بالمنجيممات ،وهممي :التوبممة،
والخلص ،والصممبر ،الزهممد ،والتوكممل ،وتفممويض المممر إلممى الم تعممالى،
وإرضا بقضائه ،والتقوى ،والخوف ،والرجاء .وهذه أيضا ً من المنجيات من
أصول محمو دات الخلق ،فمن أثبتها أثبممت فروعهمما فيممه بممإذن الم تعممالى.
]وانظر "أصول الولية" ،فيها خمس عشر صفات[
ذكر ما يذكر به من آيات الترهيب وذكر النار
واعلم أنه يرتب اليات ،وهو أن يقول:
فمن امتثل أوامر ال واجتنب نواهيه ،فقد سلك طريق الجنة ،ومن لممم يمتثممل
أوامر ال ولم يجتنب نواهيه ،فقد هوى في النار ،والتحممق بأهلهمما" .لهممم مممن
جهنم مها د ومن فوقهم غواش".
وقال تعالى" :لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلممل" ،وقممال تعممالى:
"وخاب كل جبار عنيد ،من ورائه جهنم ويسقي من ماء صديد ،يتجرعه ول
يكا د يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان ،ومما همو بميمت ومممن ورائمه عمذاب
غليظ" ،وقال تعالى" :والذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق
رؤوسهم الحميم ،وصهر به ما في بطونهم والجلو د ،ولهم مقامع مممن حديممد،
كلما أرا دوا أن يخرجوا منها من غم أعيممدوا فيهمما وذوقمموا عممذاب الحريممق".
ل أم شجرة الزقوم ،إنا جعلناهمما فتنممة للظممالمين،
وقال تعالى" :أذالك خير نز ً
إنها شجرة تخرج في أصممل الجحيممم ،طلعهمما كممأنه رؤوس الشممياطين ،فممإنهم
لكلون منها فمالئون منها البطون ،ثم إن لهم عليها لشموبا ً ممن حميمم ،ثمم إن
مرجعهم للى الجحيم ،إنهم ألفوا آباءهم ضالين ،فهم على آثارهم يهرعون".
وقال تعالى" :إن شجرة الزقوم طعام الثيم ،كالمهل يغلي في البطون كغلممي
الحميم".
ويقال للملئكة" :خذوه"-يعني كل واحد من أهل النممار"-فمماعتلوه إلممى سممواء
الجحيم ،ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم"" .خممذوه فغلمموه ،ثممم الجحيممم
صلوه ،ثم فممي سلسمملة ذرعهمما سممبعون ذراعم ًا فاسمملكوه" .وقممال تعممالى :هممذا
فليذوقوه حميم وغساق .وآخر من شممكله أزواج" .وقممال تعممالى" :إذ الغلل
في أعناقهم والسلسل يسحبون .في الحميم ،ثم فممي النممار يسممجرون" .وقممال
ل وجحيم ًا ،وطعام ًا ذا غصة وعذاب ًا أليم ًا".
تعالى" :إن لدنيا أنكا ً
ثم بعد ذلك يذكر محاورة أهل النار ،كما في حديث السهقي" :أنه كان لهممل
النار خمس دعوات :فيجيبهم ال تعالى في أربعة ،فإذا كان فممي الخامسممة لممم
يتكلموا بعدها أبد ًا :يقولون ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بممذنوبنا،
فهل إلى خروج من سبيل؟" فيجيبهم ال تعالى" :ذلكم بأنه إذا دعي ال وحده
كفرتم به ،وإن يشرك به تؤمنوا .فالحكم ل العلي الكبير".
ثمم يقولمون" :ربنما أبصمرنا وسممعنا فرجعنما نعممل صمالح ًا ،إنما موقنمون".
فيجيبهم ال تعالى" :فذوقوا بما نسيتم لقماء يمومكم همذا إنما نسميناكم ،وذوقموا
عذاب الخلد بما كنتم تعملون".
ثم يقولممون" :ربنمما أخرنمما إلممى أجممل قريممب ،نجممب دعوتممك ونتبممع الرسممل".
فيجيبهم ال تعالى" :أو لم تكونوا أفسمتم من قبل ما لكم فذوقوا فممما للظممالميم
من نصير".
ويقولون" :ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوم ًا ضالين" .فيجيبهممم الم تعممالى:
"اخسئوا فيها ول تكلمون" .فل يتكلمون بعدها أبد ًا.
وكثير ًا ما ذكر محاورتهم التي في حديث ابن المبارك ،قممال :بلغنممي أن أهممل
النار استغاثوا بالخزنة ،وقال ال تعالى" :وقال الذين في النممار لخزنممة جهنممم
ا دعوا ربكم يخفف عنا يوم ًا مممن العممذاب" .فممر د عليهممم الخزنممة" :أو لممم تممك
تأتيكم رسلكم بالبينات؟ قالوا :فا دعوا .وما دعمماء الكممافرين إل فممي ضمملل".
فلما يئسوا ممن الخزنمة نما دوا مالكم ًا-وهمو عليهمم غضمبان ،ولمه مجلمس فمي
وسطها ،وجسور يمر عليها ملئكمة العممذاب ،فهممو يمرى أقصماها كمما يممرى
أ دناها-فقالوا" :يمما مالممك ليقممض علينمما ربممك" .فسممألوا الممموت ،قممال :فسممكت
عنهم ،ثم ل يجيبهم ثمانين سنة ،قال :والسنة الثلثمائة وسممتون يومم ًا والشممهر
ثلثون يوما ،واليوم كألف سنة مما تعدون .ثم لحظ إليهم بعد الثمانين ،فقال:
"إنكم ماكثون".
فلما سمعوا منه ما سمعوا ،ويئسوا من قبله ،قال بعضهم لبعض :يمما هممؤلء،
إنه قد نزل من العذاب والبلء بنا ما قد ترون ،فهلممم فلنصممبر ،فلعممل الصممبر
ينفعنا ،كما صبر أهمل الطاعمة علمى طاعمة الم فنفعهمم الصممبر إذ صممبروا،
وأجمعوا رأيهم على الصبر ،فصبروا فطممال صممبرهم ،ثممم جزعمموا ،فنمما دوا:
"سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ،ما لنا من محيص" .أي من منجى.
قال إبليس عند ذلك" :إن ال وعدكم وعد الحق ووعدتكم فمأخلفتكم وممما كمان
لممي عليكممم مممن سمملطان إل أن دعمموتكم فاسممتجبتم لممي فل تلوممموني ولوممموا
أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بممما أشممركتمون مممن
قبل" .فلما سمعوا مقالته مقتوا أنفسمهم ،قممال ،فتمو دوا" :لمقممت الم أكمبر ممن
مقتكم أنفسكم" ،إلى قوله" :فهل إلممى خممروج مممن سممبيل؟" قممال :فممر د عليهممم
"ذلكم بأنه إذا دعي ال وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنمموا فممالحكم لم العلممي
الكبير".
فهذه واحدة .فنا دوا الثانية" :ربنا أخرجنا نعمممل صممالح ًا إنمما موقنممون" .قممال:
فر د ال تعالى عليهم" :ولو شئنا لتينا كل نفس هداها ولكن حق القممول منممي
لملن جهنم من الجنة والناس أجمعين ،فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنمما
نسيناكم وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون".
فنا دوا الثالثة" :ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل" .فممر د
ال تعالى عليهم" :أو لم تكونوا أقسمتم من قبل ما لك من زوال ،وسكنتم فممي
مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضممربنا لكممم المثممال،
وقد مكروا مكرهم وعند ال مكرهم وإن كمان مكرهمم لمتزول منمه الجبمال".
هذه هي الثالثة.
ثم نا دوا الرابعة" :ربنا أخرجنا نعمل صالح ًا غير الذي كنا نعمممل" .قممال الم
لهم ر د ًا عليهم" :أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير ،فذوقوا
فما للظالمين من نصير" .ثم مكث عنهم ما شاء المم ،ثممم نمما داهم" :أفلممم تكممن
آياتي تتلى عليهم فكنتم بهمما تكممذبون؟" قممال :فلممما سمممعوا كلمممه قممالوا :الن
يرحمنا ربنا ،فقالوا عند ذلك" :ربنا غلبت علينا شممقوتنا وكنمما قومم ًا ضممالين.
ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون" .فقال عند ذلك" :اخسممئوا فيهمما ول
تكلمون".
فانقطع عند ذلك الرجاء والدعاء ،وأقبل بعضهم على بعممض ،ينفممخ بعضممهم
في وجه بعض ،وأطبقت عليهم ،فذلك قوله تعالى" :هذا يمموم ل ينطقممون ول
يؤذن لهم فيعتذرون".
آيات الترغيب وصفات الجنة
واعلم أنه يرتممب اليمات ،ويفسممرها بلغمة الحاضممرين ،وهمو أن يقمول :فممن
ضيبنُع
ل بنُن عيِ
امتثل أوامر ال واجتنب نواهيه ،فذلك يدخل الجنة ،قال تعالى" :عيِإاَّنا رَ
لَسْنرَهمماربنُ
حعيِتعيِه مبنُم ا رََسْ
ن رَت َسْ
جعيِري عيِم َسْ ن رَت َسْ
عَسْد ٍ
ت رَ جاَّنا بنُك رَلبنُهَسْم رَ ل ) (٣٠بنُأورَلعيِئ رَ عرَم ً ن رَ س رَح رَ
ن رَأ َسْ
جرَر رَم َسْ رَأ َسْ
س رَوعيِإسَسْ مرَتَسْبرَر ٍ
ق س مَسْنبنُد ٍ ن بنُ ض ًرا عيِم َسْ خ َسْ ن عيِثرَيا ًبا بنُسو رَ ب رَورَيَسْلرَب بنُن رَذرَه ٍ ساعيِورَر عيِم َسْ ن رَأ رَ
ن عيِفيرَها عيِم َسْ حاَّلَسْو رَ
بنُي رَ
ت بنُمَسْررَترَف ًقا )] "(٣١الكهف[. سرَن َسْح بنُب رَو رَ ك عيِنَسْعرَم الاَّثرَوا بنُ لرَراعيِئ عيِ عرَلى ا رََسْ ن عيِفيرَها رَ بنُماَّتعيِكعيِئي رَ
ن ) (٤٢عيِفممي ق رَمَسْعبنُلو ٌم ) (٤١رَفرَواعيِكبنُه رَوبنُه مَسْم بنُمَسْكرَربنُمممو رَ ك رَلبنُهَسْم عيِرَسْز ٌ وقال تعالى" :بنُأورَلعيِئ رَ
ن)ن رَمعيِعي ٍ
س عيِم َسْعرَلَسْيعيِهَسْم عيِبرَكأَسْ ٍ
ف رَطا بنُ ن ) (٤٤بنُي رَ سبنُر ٍر بنُمرَترَقاعيِبعيِلي رَ عرَلى بنُ ت الاَّنعيِعيعيِم ) (٤٣رَ جاَّنا عيِ رَ
عَسْنرَهمما بنُيَسْنرَزبنُفممونرَ )(٤٧ ل بنُهمَسْم رَ غمَسْول ٌ رَو رَ ل عيِفيرَهمما رَن ) (٤٦رَ شمماعيِرعيِبي رَ ضارَء رَلاَّذ ٍة عيِلل اَّ
(٤٥رَبَسْي رَ
ن )"(٤٩ ض رَمَسْكبنُنمممو ٌ ن رَبَسْيممم ٌ ن ) (٤٨كرَمممرَأاَّنبنُه اَّ عيممم ٌ ف عيِ طمممَسْر عيِ ت ال اَّ صمممرَرا بنُ عَسْنمممرَدبنُهَسْم رَقا عيِ
رَو عيِ
]الصفات[.
جاَّنمرَة رَأَسْنبنُتممَسْ
خبنُلموا اَسْل رَ ن ) (٦٩اَسْ د بنُ سمعيِلعيِمي رَن رَآرَمبنُنموا عيِبرَآرَياعيِترَنما رَورَكمابنُنوا بنُم َسْ وقال تعمالى" :اَّلمعيِذي رَ
ب رَوعيِفيرَها رَما ب رَورَأَسْكرَوا ٍ ن رَذرَه ٍ ف عيِم َسْ حا ٍ ص رَ عرَلَسْيعيِهَسْم عيِب عيِ
ف رَطا بنُ ن ) (٧٠بنُي رَ حرَببنُرو رَ جبنُكَسْم بنُت َسْ
رَورَأَسْزرَوا بنُ
جاَّنمبنُة ااَّلعيِتممي ك اَسْل رَ
ن ) (٧١رَوعيِتَسْلم رَ خاعيِلمبنُدو رَ ن رَورَأَسْنبنُتمَسْم عيِفيرَهمما رَ
عبنُيم بنُل َسْ
س رَورَترَلم ُّذ ا رََسْ لَسْنبنُفم بنُ
شمرَتعيِهيعيِه ا رََسْ
رَت َسْ
ن )"(٧٣ ن ) (٧٢رَلبنُكَسْم عيِفيرَها رَفاكعيِرَه ٌة رَكعيِثيرَر ٌة عيِمَسْنرَها رَتممَسْأبنُكبنُلو رَ بنُأوعيِرَسْثبنُتبنُمورَها عيِبرَما بنُكَسْنبنُتَسْم رَتَسْعرَمبنُلو رَ
]الزخرف[.
عبنُيممون ٍ )(٥٢ ت رَو بنُ جاَّنمما ٍ ن ) (٥١عيِفممي رَ ن عيِفممي رَمرَقمما ٍم رَأعيِميم ٍ ن اَسْلبنُماَّتعيِقيم رَ وقممال تعممالى" :عيِإ اَّ
ن) عي م ٍ حممو ٍر عيِ جرَنممابنُهَسْم عيِب بنُ
ك رَورَزاَّو َسْ ن ) (٥٣رَكذرَعيِل رَ ق بنُمرَترَقاعيِبعيِلي رَ
سرَتَسْبرَر ٍ
س رَوعيِإ َسْ سَسْنبنُد ٍ
ن بنُ ن عيِم َسْ سو رَ رَيَسْلرَب بنُ
ل اَسْلرَمَسْورَتمرَة
ت عيِإ اَّ
ن عيِفيرَهمما اَسْلرَممَسْو رَ ل رَيمبنُذوبنُقو رَ ن ) (٥٥رَ ل رَفاعيِكرَه ٍة رَآعيِمعيِني رَ ن عيِفيرَها عيِببنُك ِّ عو رَ (٥٤رَيَسْد بنُ
ظي مبنُم ) ك بنُهرَو اَسْلرَف مَسْوبنُز اَسْلرَع عيِ ك رَذعيِل رَن رَر ِّب رَ ل عيِم َسْ ض ً
حيعيِم ) (٥٦رَف َسْ ج عيِ
ب اَسْل رَ عرَذا رَ لورَلى رَورَورَقابنُهَسْم رَ ا بنَُسْ
] "(٥٧الدخان[.
سمن ٍ غَسْيمعيِر رَآ عيِ
ن رَممما ٍء رَ ن عيِفيرَهمما رَأَسْنرَهمما ٌر عيِمم َسْ عرَد اَسْلبنُماَّتبنُقممو رَ
جاَّنعيِة ااَّلعيِتي بنُو عيِل اَسْل رَ وقال تعالى" :رَمرَث بنُ
ن رَورَأَسْنرَهمما ٌر عيِمم َسْ
ن شمماعيِرعيِبي رَ خمَسْم ٍر رَلماَّذ ٍة عيِلل اَّن رَ طَسْعبنُمبنُه رَورَأَسْنرَهمما ٌر عيِمم َسْ ن رَلَسْم رَيرَترَغاَّيَسْر رَن رَلرَب ٍ
رَورَأَسْنرَها ٌر عيِم َسْ
ن رَر ِّبعيِهَسْم" ]محمد .[15 ت رَورَمَسْغعيِفرَر ٌة عيِم َسْ ل الاَّثرَمرَرا عيِ ن بنُك ِّ
صىًّفى رَورَلبنُهَسْم عيِفيرَها عيِم َسْ ل بنُم رَ س ٍ
ع رَ رَ
ن عيِبرَممما رَآرَتممابنُهَسْم رَر ُّببنُهممَسْ ت رَورَنعيِعيم ٍم ) (١٧رَفمماعيِكعيِهي رَ جاَّنمما ٍ ن عيِفممي رَ ن اَسْلبنُماَّتعيِقيم رَ وقال تعممالى" :عيِإ اَّ
ن) شمرَربنُبوا رَهعيِني ًئمما عيِبرَممما بنُكَسْنبنُتمَسْم رَتَسْعرَمبنُلممو رَ حيعيِم ) (١٨بنُكبنُلمموا رَوا َسْ ج عيِب اَسْل رَ عرَذا رَ رَورَورَقابنُهَسْم رَر ُّببنُهَسْم رَ
ن رَآرَمبنُنمموا ن ) (٢٠رَوااَّلمعيِذي رَ عي ٍ حو ٍر عيِ جرَنابنُهَسْم عيِب بنُ
صبنُفورَف ٍة رَورَزاَّو َسْ سبنُر ٍر رَم َسْ عرَلى بنُ ن رَ (١٩بنُماَّتعيِكعيِئي رَ
ي ٍء ش م َسْ ن رَ عرَمعيِلعيِه مَسْم عيِم م َسْن رَ حَسْقرَنا عيِبعيِهَسْم بنُذ ِّراَّيرَتبنُهَسْم رَورَما رَأرَلَسْترَنابنُهَسْم عيِم م َسْن رَأَسْل رَرَوااَّترَبرَعَسْتبنُهَسْم بنُذ ِّراَّيبنُتبنُهَسْم عيِبعيِإيرَما ٍ
ش مرَتبنُهونرَ )(٢٢ ح ٍم عيِماَّما رَي َسْ ن ) (٢١رَورَأَسْمرَدَسْ درَنابنُهَسْم عيِبرَفاعيِكرَه ٍة رَورَل َسْ ب رَرعيِهي ٌ س رَ ئ عيِبرَما رَك رَ ل اَسْمعيِر ٍ بنُك ُّ
ن رَلبنُهمَسْم غَسْلرَممما ٌعرَلَسْيعيِهمَسْم عيِ
ف رَ طممو بنُ ل رَتَسْأعيِثي ٌم ) (٢٣رَورَي بنُ ل رَلَسْغ ٌو عيِفيرَها رَو رَ سا رَ ن عيِفيرَها رَكَسْأ ً عو رَ رَيرَترَنارَز بنُ
ن ) (٢٥رَقابنُلوا عيِإاَّنمما سارَءبنُلو رَ ض رَيرَت رَ عرَلى رَبعَسْ ٍ ضبنُهَسْم رَ ل رَبَسْع بنُ ن ) (٢٤رَورَأَسْقرَب رَ رَكرَأاَّنبنُهَسْم بنُلَسْؤبنُل ٌؤ رَمَسْكبنُنو ٌ
سبنُموعيِم ) (٢٧عيِإاَّنمما ب ال اَّ عرَذا رَ عرَلَسْيرَنا ورَرَورَقارَنا رَ ل رَ ن ا بنُاَّ ن ) (٢٦رَفرَم اَّ شعيِفعيِقي رَل عيِفي رَأَسْهعيِلرَنا بنُم َسْ بنُكاَّنا رَقَسْب بنُ
حيبنُم )] "(٢٨الطور[. عوبنُه عيِإاَّنبنُه بنُهرَو اَسْلرَب ُّر الاَّر عيِ ل رَنَسْد بنُن رَقَسْب بنُ بنُكاَّنا عيِم َسْ
ن) لعيِء رَر ِّببنُكرَممما بنُترَك م ِّذرَبا عيِ ي رَآ رَ ن ) (٤٦رَفعيِبأرَ ِّ جاَّنرَتا عيِف رَمرَقارَم رَر ِّبعيِه رَ خا رَ ن رَ وعال تعالى" :رَوعيِلرَم َسْ
ن) ن رَتجَسْعيِررَيا عيِ عَسْيرَنا عيِ ن ) (٤٩عيِفيعيِهرَما رَ لعيِء رَر ِّببنُكرَما بنُترَك ِّذرَبا عيِ ي رَآ رَ ن ) (٤٨رَفعيِبرَأ ِّ (٤٧رَذرَوارَتا رَأَسْفرَنا ٍ
ن ) (٥٢رَفعيِبممرَأ ِّ
ي جا عيِ ل رَفاعيِكرَه ٍة رَزَسْو رَ ن كبنُ ِّ ن ) (٥١عيِفيعيِهرَما عيِم َسْ لعيِء رَر ِّببنُكرَما بنُترَك ِّذرَبا عيِ ي رَآ رَ (٥٠رَفعيِبرَأ ِّ
جرَنممى ق رَو رَ سمرَتَسْبرَر ٍ ن عيِإ َسْ طاعيِئبنُنرَهمما عيِمم َسْ ش رَب رَ عرَلممى بنُفمبنُر ٍ ن رَ ن ) (٥٣بنُماَّتعيِكعيِئيم رَ لعيِء رَر ِّببنُكرَما بنُترَكم ِّذرَبا عيِ رَآ رَ
ف رَلممَسْم طَسْر عيِ ت ال اَّ صرَرا بنُ ن رَقا عيِ ن ) (٥٥عيِفيعيِه اَّ لعيِء رَر ِّببنُكرَما بنُترَك ِّذرَبا عيِ ي رَآ رَ ن ) (٥٤رَفعيِبرَأ ِّ ن رَ دا ٍ جاَّنرَتَسْي عيِ
اَسْل رَ
ن ) (٥٧رَكمرَأاَّنبنُه اَّ
ن لعيِء رَر ِّببنُكرَممما بنُترَكم ِّذرَبا عيِ ي رَآ رَ ن ) (٥٦رَفعيِبمرَأ ِّ جما ٌّ ل رَ س رَقَسْبرَلبنُهمَسْم رَو رَ ن عيِإَسْنم ٌ طعيِمَسْثبنُه اَّ رَي َسْ
سمما عيِ
ن لحَسْ رَ جرَزابنُء ا عيَِسْ ل رَ ن ) (٥٩رَه َسْ لعيِء رَر ِّببنُكرَما بنُترَك ِّذرَبا عيِ ي رَآ رَ ن ) (٥٨رَفعيِبرَأ ِّ جا بنُت رَواَسْلرَمَسْر رَ اَسْلرَيابنُقو بنُ
جاَّنرَتممانعيِ )(٦٢ ن بنُ دوعيِنعيِهرَممما رَ ن ) (٦١رَوعيِم َسْ لعيِء رَر ِّببنُكرَما بنُترَك ِّذرَبا عيِ ي رَآ رَ ن ) (٦٠رَفعيِبرَأ ِّ سا بنُ ح رَ ل َسْ ل ا عيَِسْ عيِإ اَّ
ن) لعيِء رَر ِّببنُكرَممما بنُترَك م ِّذرَبا عيِ ي رَآ رَ ن ) (٦٤رَفعيِب مأرَ ِّ ن ) (٦٣بنُم مَسْدرَهااَّمرَتا عيِ لعيِء رَر ِّببنُكرَما بنُترَك م ِّذرَبا عيِ ي رَآ رَ رَفعيِبرَأ ِّ
ن ) (٦٧عيِفيعيِهرَممما لعيِء رَر ِّببنُكرَممما بنُترَك م ِّذرَبا عيِ ي رَآ رَ ن ) (٦٦رَفعيِب مرَأ ِّ خرَتا عيِ ضمما رَ ن رَن اَّ عَسْيرَنمما عيِ (٦٥عيِفيعيِهرَممما رَ
خَسْيمرَرا ٌ
ت ن رَ ن ) (٦٩عيِفيعيِهم اَّ لعيِء رَر ِّببنُكرَممما بنُترَكم ِّذرَبا عيِ ي رَآ رَ ن ) (٦٨رَفعيِبمرَأ ِّ ل رَوبنُراَّممما ٌ خم ٌ رَفاعيِكرَهم ٌة رَورَن َسْ
خرَيمماعيِم ) ت عيِفممي اَسْل عيِ صممورَرا ٌ حممو ٌر رَمَسْق بنُ ن ) (٧١بنُ لعيِء رَر ِّببنُكرَما بنُترَكم ِّذرَبا عيِ ي رَآ رَ ن ) (٧٠رَفعيِبرَأ ِّ سا ٌ ح رَ عيِ
جممانٌّ )(٧٤ ل رَ س رَقَسْبرَلبنُهمَسْم رَو رَ ن عيِإَسْنم ٌ طعيِمَسْثبنُهم اَّ ن ) (٧٣رَلمَسْم رَي َسْ لعيِء رَر ِّببنُكرَما بنُترَك ِّذرَبا عيِ ي رَآ رَ (٧٢رَفعيِبرَأ ِّ
ن) سمما ٍ ح رَ ي عيِ عَسْبرَقعيِر ٍّ ض ٍر رَو رَ خ َسْ ف بنُ عرَلى رَرَسْفرَر ٍ ن رَ ن ) (٧٥بنُماَّتعيِكعيِئي رَ لعيِء رَر ِّببنُكرَما بنُترَك ِّذرَبا عيِ ي رَآ رَ رَفعيِبرَأ ِّ
لَسْك مرَراعيِم ) ل رَوا عيَِسْ ل عيِ ج رَ ك عيِذي اَسْل رَ سمبنُ رَر ِّب م رَ ك ا َسْ ن ) (٧٧رَترَبارَر رَ لعيِء رَر ِّببنُكرَما بنُترَك ِّذرَبا عيِ ي رَآ رَ (٧٦رَفعيِبرَأ ِّ
] "(٧٨الرحمن[.
جاَّنمماتعيِن ) (١١عيِفممي رَ ن ) (١٠بنُأورَلعيِئمكرَ اَسْلبنُمرَقاَّربنُبممو رَ ساعيِببنُقو رَ ن ال اَّ ساعيِببنُقو رَ وقال تعالى" :رَوال اَّ
سمبنُر ٍر عرَلمى بنُ ن ) (١٤رَ خعيِريم رَ ل عيِ
ن ا رََسْ ل عيِمم رَ ن ) (١٣رَورَقعيِليم ٌ لاَّوعيِليم رَ ن ا رََسْ الاَّنعيِعيعيِم ) (١٢بنُثاَّلم ٌة عيِمم رَ
ن) ن بنُمخرَاَّلبنُدو رَ عرَلَسْيعيِهَسْم عيِوَسْلرَدا ٌ ف رَ طو بنُ ن ) (١٦رَي بنُ عرَلَسْيرَها بنُمرَترَقاعيِبعيِلي رَ
ن رَ ضورَن ٍة ) (١٥بنُماَّتعيِكعيِئي رَ رَمَسْو بنُ
ل بنُيَسْنعيِزبنُفو رَ
ن عَسْنرَها رَو رَ ن رَ عو رَ صاَّد بنُل بنُي رَ ن ) (١٨رَ ن رَمعيِعي ٍ س عيِم َسْ ق رَورَكَسْأ ٍ ب رَورَأرَباعيِري رَ (١٧عيِبرَأَسْكرَوا ٍ
حممو ٌر ن ) (٢١رَو بنُ شمرَتبنُهو رَ طَسْيم ٍر عيِماَّممما رَي َسْ حمعيِم رَ ن ) (٢٠رَورَل َسْ خاَّيمبنُرو رَ ) (١٩رَورَفاعيِكرَه ٍة عيِماَّممما رَيرَت رَ
ن ) (٢٤رَ
ل جمرَزا ًء عيِبرَمما رَكمابنُنوا رَيَسْعرَمبنُلمو رَ ن ) (٢٣رَ ل ال ُّلَسْؤبنُلعيِؤ اَسْلرَمَسْكبنُنمو عيِ ن ) (٢٢رَكرَأَسْمرَثا عيِ عي ٌ عيِ
حا بنُ
ب صم رَ ل ًما ) (٢٦رَورَأ َسْ سم رَ ل ًما رَ سم رَ ل رَ ل عيِقي ً ل رَتَسْأعيِثي ًممما ) (٢٥عيِإ اَّ ن عيِفيرَها رَلَسْغم ًوا رَو رَ سرَمبنُعو رَ رَي َسْ
ضممو ٍ د ) ح رَمَسْن بنُ طَسْل م ٍ
خضبنُممو ٍ د ) (٢٨رَو رَ س مَسْد ٍر رَم َسْ ن ) (٢٧عيِفي عيِ ب اَسْلرَيعيِمي عيِ حا بنُ ص رَ ن رَما رَأ َسْ اَسْلرَيعيِمي عيِ
ب ) (٣١رَورَفاعيِكرَهمم ٍة رَكعيِثيممرَر ٍة ) (٣٢رَ
ل سممبنُكو ٍ ل رَمَسْمممبنُدو ٍ د ) (٣٠رَورَممما ٍء رَم َسْ ظمم ٍّ (٢٩رَو عيِ
شا ًء )(٣٥ ن عيِإَسْن رَ
شَسْأرَنابنُه اَّع ٍة ) (٣٤عيِإاَّنا رَأَسْن رَ ش رَمَسْربنُفو رَ ع ٍة ) (٣٣رَوبنُفبنُر ٍ ل رَمَسْمبنُنو رَ ع ٍة رَو رَ طو رَ رَمَسْق بنُ
ن )"(٣٨ ب اَسْلرَيعيِميممم عيِ حا عيِ صممم رَ ل َسْ عبنُر ًبممما رَأَسْترَرا ًبممما ) (٣٧رَعيِ ن رَأَسْبرَكممما ًرا ) (٣٦بنُ جرَعَسْلرَنمممابنُه اَّرَف رَ
]الواقعة[.
عَسْي ًنمما
جرَهمما رَكممابنُفو ًرا ) (٥رَ
ن عيِمرَزا بنُ
س رَكمما رَ
ن رَكَسْأ ٍ
ن عيِم َسْ
شرَربنُبو رَ لَسْبرَرارَر رَي َسْ ن ا رََسْ وقال تعالى" :عيِإ اَّ
جي ًرا )] "(٦النسان[. جبنُرورَنرَها رَتَسْف عيِ ل بنُيرَف ِّ عرَبابنُ د ا عيِاَّ
ب عيِبرَها عيِ
شرَر بنُ
رَي َسْ
عرَلممى ن عيِفيرَهمما رَ حعيِريم ًرا ) (١٢بنُماَّتعيِكعيِئيم رَ جاَّنم ًة رَو رَ صمرَببنُروا رَ جرَزابنُهَسْم عيِبرَممما رَ وقال تعالى" :رَو رَ
لبنُلرَها رَوبنُذ ِّلرَل َسْ
ت ظ رَ عرَلَسْيعيِهَسْم عيِ
ل رَزَسْمرَهعيِري ًرا ) (١٣رَورَ داعيِنرَي ًة رَ سا رَو رَ شَسْم ً
ن عيِفيرَها رَ ل رَيرَرَسْو رَ ك رَ لرَراعيِئ عيِ ا رََسْ
ت رَقمرَواعيِريرَر ) ب رَكممارَن َسْ ض ٍة رَورَأَسْكمرَوا ٍ ن عيِف اَّ عرَلَسْيعيِهَسْم عيِبرَآعيِنرَي ٍة عيِم َسْ
ف رَ طا بنُ ل ) (١٤رَوبنُي رَ طوبنُفرَها رَتَسْذعيِلي ً بنُق بنُ
جرَهمما ن عيِمرَزا بنُ سا رَكا رَ ن عيِفيرَها رَكَسْأ ً سرَقَسْو رَض ٍة رَقاَّدبنُرورَها رَتَسْقعيِدي ًرا ) (١٦رَوبنُي َسْ ن عيِف اَّ (١٥رَقرَواعيِريرَر عيِم َسْ
عرَلَسْيعيِهممَسْم عيِوَسْلممرَدا ٌ
ن ف رَ طممو بنُ ل ) (١٨رَورَي بنُ سممعيِبي ً سَسْل رَ سمماَّمى رَ عَسْي ًنمما عيِفيرَهمما بنُت رَ ل ) (١٧رَ جعيِبي ًرَزَسْن رَ
ت رَثماَّم رَررَأَسْيمترَ رَنعيِعي ًممما سَسْبرَتبنُهَسْم بنُلَسْؤبنُل ًؤا رَمَسْنبنُثممو ًرا ) (١٩رَوعيِإرَذا رَررَأَسْيم رَ ح عيِ ن عيِإرَذا رَررَأَسْيرَتبنُهَسْم رَ خاَّلبنُدو رَ بنُم رَ
سمماعيِورَر عيِمم َسْ
ن ح ُّلمموا رَأ رَ ق رَو بنُ سمرَتَسْبرَر ٌ ضم ٌر رَوعيِإ َسْ خ َسْ س بنُ سَسْنبنُد ٍ ب بنُ عاعيِلرَيبنُهَسْم عيِثرَيا بنُ رَوبنُمَسْل ًكا رَكعيِبي ًرا ) (٢٠رَ
طبنُهو ًرا )] "(٢١النسان[. شرَرا ًبا رَ سرَقابنُهَسْم رَر ُّببنُهَسْم رَ ض ٍة رَو رَ عيِف اَّ
ظ مبنُرونرَ )(٢٣ ك رَيَسْن بنُ
لرَراعيِئ م عيِ عرَلممى ا رََسْ لَسْب مرَرارَر رَلعيِفممي رَنعيِعي م ٍم ) (٢٢رَ ن ا رََسْ وقممال تعممالى" :عيِإ اَّ
خبنُتممو ٍم )(٢٥ ق رَم َسْ حيم ٍ ن رَر عيِ ن عيِمم َسْسمقرََسْو رَ
ضمرَررَة الاَّنعيِعيمعيِم ) (٢٤بنُي َسْ جمموعيِهعيِهَسْم رَن َسْ ف عيِفي بنُو بنُ رَتَسْععيِر بنُ
سمعيِني ٍم )(٢٧
ن رَت َسْ جمبنُه عيِمم َسْ ن ) (٢٦رَوعيِمرَزا بنُ سو رَ
س اَسْلبنُمرَترَناعيِف بنُ
ك رَفَسْلرَيرَترَنارَف عيِك رَوعيِفي رَذعيِل رَ س ٌ خرَتابنُمبنُه عيِم َسْ عيِ
ن )] "(٢٨المتففين[. ب عيِبرَها اَسْلبنُمرَقاَّربنُبو رَ شرَر بنُ عَسْي ًنا رَي َسْ
رَ
عاعيِلرَي م ٍة )
جاَّن م ٍة رَ
ضرَي ٌة ) (٩عيِفممي رَ سَسْععيِيرَها رَرا عيِ
عرَم ٌة ) (٨عيِل رَ جو ٌه رَيَسْورَمعيِئ ٍذ رَنا عيِوقال تعالى" :بنُو بنُ
ع م ٌة )
سبنُر ٌر رَمَسْربنُفو رَ جاعيِررَي ٌة ) (١٢عيِفيرَها بنُ ن رَ عَسْي ٌ
غرَي ًة ) (١١عيِفيرَها رَ ل عيِ
سرَمبنُع عيِفيرَها رَ
ل رَت َسْ
(١٠رَ
ي رَمَسْببنُثورَثم ٌة )
صمبنُفورَف ٌة ) (١٥رَورَزرَراعيِبم ُّ ق رَم َسْ ع ٌة ) (١٤رَورَنرَممماعيِر بنُ ضو رَ ب رَمَسْو بنُ (١٣رَورَأَسْكرَوا ٌ
] "(١٦الغاشية[.
ثم يدعو الشيخ ،وينصرف.
خاتمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسة
تسسسسسسسسسسسسسذكر فيهسسسسسسسسسسسسسا أقسسسسسسسسسسسسسسام السسسسسسسسسسسسسوعظ والتسسسسسسسسسسسسسذكير
وشروط النتساب لرشاد الناس إستطراد ًا
واعلم أن الوعظ من حيث هو تذكير الناس أمور الخرة ،بذكر أهوالها ،وما
يكون في تلك العرصات وغيممر ذلممك ،مممن ذكممر أمممور الحنممة علممى قسمممين:
محمو د ومذموم.
والمحمو د :أن يذكرهم بآيات ال ،والحكايات الصحيحة ،قال تعممالى" :رَف مرَذ ِّكَسْر
ن) ن الم ِّذَسْكرَرى رَتَسْنرَفمبنُع اَسْلبنُممَسْؤعيِمعيِني رَ
عيعيِد )] "(٤٥ق[" ،رَورَذ ِّكَسْر رَفعيِإ اَّ
ف رَو عيِخا بنُ
ن رَي رَ
ن رَم َسْ
عيِباَسْلبنُقَسْررَآ عيِ
] "(٥٥الذاريات[.
ومثل اليات الحا ديث والثار المتممواترة ،والحمما ديث الصممحيحة ،كممما نبممه
عليه غير واحد من العلماء.
والمممذموم :أن يممذكرهم بممما ابتممدعه جهلممة القصمماص ،مممن ذكممر الكمماذيب
والحا ديث الموضوعة.
وأما الوعظ المتعارف في بل دنا السو دانية هذه ،وهمو إرشما د النماس إلمى مما
ينبغي أن يتعين عليهم تعلمه ،وحملهم على المعروف .ففرض على كل فقيممه
فرغ من فرض .عينه ،وتفرغ لفرض الكفاية ،ويجب عليممه القيممام بممذلك فممي
كل قرية ومحلة ،إن قام بهذا المر واحد سقط الحممرج عمن البماقين فمي ذلممك
القطر ،وعا د ذلك المر عندهم من أفضل القربات ،وأجل المقاما .نبممه علممى
هذا الغزالي في الحياء ،وأحمد بن حجر الهيثمي في الزواجر.
فإن قلت :قد ور د عن النبي صلى الم عليممه وسمملم أنممه قممال :إذا رأيممت شممح ًا
مطاع ًا وهوى متبع ًا ،وإعجاب كل ذي رأي برأيه ،فعليك بخويصة نفسك.
هذا الحممديث وممما ضمماهاه يممدل علممى تجنممب أمممور العامممة ،وطلممب السمملمة
لخويصة النفس لفسا د الزمان ،ول شك ول خلف أن هذا الزمان الذي أشار
إليممه النممبي صمملى المم عليممه وسمملم كممما نبممه عليممه الحسممن اليوسممي فممي
المحاضرات.
قلت :إن ذلك محمول على أنه علم أن إرشا ده أو أمره ونهيه بالفعممل والقممول
ل يؤثر فيهم شيئ ًا ،أو علم ضرورة أن ذلك مما يهج الهرج ،أو يجلب منكممر ًا
أكبر ،فقد سقط الوجوب عنه في حقهم ،ورجع في حق نفسه .وأما في حقهممم
فمستحب في الصورة الولى إذا لم يتعذر بالقول ،وهو الغممالب ،فليتكلممم فممي
ذلك فيذكر حكمه ،وإن سمع الناس منه .ورجعوا حصل المرا د ،فإن أبوا فقد
ن عيِمَسْنبنُكمَسْم بنُأاَّمم ٌة
أقام عذره عند ال ،وقممام بممما وجممب عليممه ،قممال تعممالى " :رَوَسْلرَتبنُكم َسْ
ك بنُهمبنُم ن اَسْلبنُمَسْنرَكمعيِر رَوبنُأورَلعيِئم رَ
عم عيِ
ن رَ
ف رَورَيَسْنهرَمَسْو رَ
ن عيِبماَسْلرَمَسْعبنُرو عيِ
خَسْيمعيِر رَورَيمَسْأبنُمبنُرو رَ
ن عيِإرَلممى اَسْل رَ
عو رَ رَيَسْد بنُ
ن )] "(١٠٤آل عمممران[ .وقممال عليممه الصمملة والسمملم كممما رواه حممو رَ اَسْلبنُمَسْفعيِل بنُ
الترمذي وغيره "لتأمرن بالمعروف ،ولتنهون عن الممكر ،أو ليوشممكن ال م
أن يبعث عليكم عقاب ًا منه ،ثم تدعونه فل يستجاب لكم" .وقال عليممه الصمملة
والسلم" :إذا ظهرت الفتن وسكت العالم فعليه لعنة ال".
ثم أعلم أن للنتصاب والتصدر لما ذكر شروط ًا:
منها ممارلسة الكتاب والسنة ،والتضلع بالعلوم الشممرعية ،بحيممث ل تزلزلممه
المسممائل ،ول تدهشممه النمموازل ،بممل يجمممع بيممن مفترقهمما ،ويتصممرف فيهمما
تصرف الحيتان في لجج البحار .ويتغلب فيها تغلممب الطيمر فممي جمو القفممار،
ببصيرة نافذة ،وهمة عالية.
وأما ما يفعلممه بعممض أهممل بل دنمما السممو دانية هممذه .وهممو أن يتصممدر الطممالب
والعامي للوعظ والصولة إلممى نشممر العلمموم ،وإرشمما د النمماس ،فهممو المصمميبة
ل مسممرفا ً علممى نفسممه ،لمممالعظمى ،والفتنة الكبرى ،فما شئت إن تلقممي جمماه ً
ل أن يصل إلى ما ذكرنا ،إذا نزعتممه نزعممة يعرف بعض ما يجب عليه ،فض ً
شيطانية ،وهيجته شممهوة نفسممانية فممي طلممب العلممم والدرجممة والوجاهممة عنممد
الملوك ،واقتناص أممموال النمماس وغيممر ذلممك ،وخيلممت لممه نفسممه أنممه ذو نيممة
حسنة ،وهمة صا دقة في إرشا د الناس وتعليمهم ،وأنه أهل لذلك ،بل إن ذلممك
متعيممن عليممه ول بممدله مممن ذلممك-أل رأيتممه يصممول ويقممول ،وينابممذ المنقممول
والمعقول ،حتى إذا استخف قلوب العمموام ،وأطمماعوه ،وأحممدقوا بممه مممن كممل
جانب ،فعند ذلك يهدم الدين ويفسده ،ويعتنممي بممما سممؤلت لممه نفسممه الخبيثممة،
وهو ما أشار إليه صلى ال عليه وسلم في حممديث رفممع العلممم واتخمماذ النمماس
ل ،فيسألون ،فيفتون بغير علم ،إلى أن قال :فضلوا وأضلوا فكممل رؤساء جها ً
واحد من هؤلء أضمر فمي المدين علمى المسملمين ممن ألمف شميطان ،وليمس
الخبر كالعيان ،فافهم.
ومن ذلك النتصماب للتمدريس ممن غيمر أهليمة ،قمال الشمريف جممال المدين
ل فممه ،ول تممذكرالسمهو دي :يجب عليك أل تنتصب للتدريس إذا لممم تكممن أه ً
في الدرس من علم ل تفرفه ،سواء شرطه الواقف أم لممم يشممرطه ،فممإن ذلممك
لعممب فممي الممدين ،واز دراء بيممن النمماس ،قممال النممبي صمملى ال م عليممه وسمملم:
"المتشبع بما لم يعط كلبس ثوبي زور".
وعن الشبلي :من تصدر قبل أوانه فقد تصدى لهوانه ،وعن أبي حنيفة" :من
طلب الرئاسة في غير حينها لم يزل في ذل ما بقممي ،ولبعضممهم فممي تممدريس
من ل يصلح للتدريس:
جهول ليسمى بالفقيه المدرس تصدر للتدرس كل مهوس
ببيت قديم شاع في كل مجلس فحق لهل العلم أن يتمثلوا
كلها وحتى سامها كل مفلس لقد هزلت حتى بدا من هزالها
والواجب في حق العامة ومن في معنامم الرشا د والنكار ،فيما استوى فممي
إ دراكه العام والخاص ،من غير تصدر ول انتصاب اتفاق ًا.
ومنها المكان ،كما نبه عليه غير واحد من العلماء.
ضمموا عيِمم َسْ
ن لَسْنرَف ُّ
ب رَ
ظ اَسْلرَقَسْلم عيِ
غعيِليم رَ
ظمما رَ
ت رَف ىًّ
ومنها حسن السير ،قال تعالى " :رَورَلَسْو بنُكَسْنم رَ
ك" ]آل عمران .[159وهذه الشروط الثلثة ل بد منها. حَسْوعيِل رَ
رَ
وأما الشروط الباقية فغير لزمة في حق الرشا د ،وإنما هي راجعة في حممق
المرشد ،كحسن النية ،وموافقة القول العمممل ،فهممي شممروط كمممال ل شممروط
فعل ،وغير ذلك.
علو شأنه وابتداء حسد الملوك له
ثم إنه لم يزل هذا الشيخ يقرر فروض العيان هكذا للعامة ،يبث فنون العلممم
للخاصة ،ويربي المريدين والسالكين ،ويرشممدهم إلممى آ داب الحضممرة ،حممتى
صدر عوام أوانه عممارفين بفممروض أعيممانهم عمماملين ،وصممار طلبممة زمممانه
علماء مهتدين ،وكان أولئك المريدون والسالكون واصلين.
وكان يخرج في كل ليلة جمعة يعظ الناس بما تقممدم ،ويحضممر مجلسممه خلممق
كثير ،ل يحصى عد دهم إل ال ،ويخرج في سممائر الليممالي بعممد العشمماء لبممث
العلوم والجا دة بالغرائب .وكان يخرج بعد صمملة العصممر للتممدريس ،يفسممر
القرآن ،ويدرس الحديث والفقه والتصمموف .ولممه تممآليف يدرسممها فممي بعممض
الحيان .وكان يخرج إلى الفاق والبلدان للفا دة والوعظ ،ثممم يرجممع لمحلممه
" دغل" ].[Degel
وفدت عليه وفو د السلم شرق ًا وغرب ًا ،وقممدم عليممه سممائر العلممماء فممي وقتممه
متممبركين بممه ،مسممتنيرين بنمموره ،فأفمما د الكممل ،فعممم النعممم فممي هممذه البلممدان،
وانتشرت بركاته فيها ،فاستبان الدين ،وعمل بالحق.
ثم إنه لما برز هذكا ،وكثر أتباعه من العلماء والعمموام ،وتراسممل الخلممق إلممى
القتداء به ،وكفاه ال من ناوأه من علماء وقته ،وشيده بالطائفة الصا دقة مممن
علماء كل قطر ،حتى نشر أعلم الممدين ،وأحيمما السممنة الغممراء ،فتمكنممت فممي
البلد أي تمكين ،نصب أهل الدنيا له العممداوة مممن ملمموك هممذه البل د ،بعممد ممما
كانوا له مجلين معظمين ،وبدعواته متمبركين ،ممع أنمه يممداريهم ويلطفهمن،
ول يحول بينهم وبين ما يشتهون ،بل ل يعممترض عليهممم ،وإنممما غمماظهم ممما
يرون من ظهور الدين وقيام ما درس من معالم اليقين ،وذهاب بهمماء ممما هممم
فيه من الضلل والباطل والتخميممن ،مممع أن سمملطنتهم مؤسسممة علممى قواعممد
مخالفة للشريعة ،وغالب سياساتهم خارجة عن الطريقة .فلما أوضممح الشمميخ
الطريق ،واهتدى إليه أهل التوفيق ،وسلك السمالكون ،وبقمي أهمل المدنيا ممن
علماء السوء والملوك في طغيانهم يعمهون ،فخممف ميزانهممم ،وبممار سمموقهم،
وسقطوا عن أعين المهتدين ،فجعل أولئك الملوك والعلماء يؤذون الجماعممة،
وينهبون أموالهم ،ويغرون بهم سممفهاؤهم ،ويقطعممون طرقهممم ،ويعترضممون
لكل من ينتسب إلى الشمميخ ،وهممو وجممماعته ل يعترضممون لهممم ،ول يجممري
علممى خمماطرهم أنهممم يطيقممون ذلممك البتممة ،إذ غممالب أولئممك التبمماع ضممعاف
الناس ،ل يعرفون الغزو قط.
ولم يزل كل من تولى من ملوك بل دنا مجتهد ًا في إطفاء ذلممك النممور ،ويكيممد
بالشيخ وبجماعته ويمكر بهم ويحتال في استئصالهم ،وفي ذلك قلت:
ولة يممممروح الجممممور منهممممم
أل بلغن عني وإن كنت نائيا
ويرجع
فإن تنتهوا عن غيكم قد رشدتم وإل فحرب بيننا متوقع
وإن نحن أوذينا نفر بديننا إلى ال إن المر ل راجع
وأيض ًا:
أراقبهم في وقت كل شروق أراقبهم في كل وقت علمته
وإن فجأونمممما بممممالعقيرة فممممي
نجالدهم حتى تقوم بسوق
الضحى
ولكن يتيح ال لهم الصوت فيموتون عن قريب
ثم إنه لما رأوا الشيخ ل ينتهي عما هممو فيممه ،ول يممز دا د إل حسممن ًا وابتهاجم ًا،
ول يزال عوام الناس يدخلون في دين ال أفواجم ًا ،خممافوه علممى أمرهممم ،لن
أمرهم مخالف لما همو بصممد ده ،بمل مضمما د لغممالبه .فل جممرم أن سملطنتهم ل
يوافقها الشريعة ،لنهم أخذوا من العبا دات قدر ما يتنظفممون بممه ويسممتترون،
فيأتون بصورة الصلة والصيام والزكاة ،ويتلفظون بكلمتي الشها دة من غير
مراعاة لشروط ما ذكر.
وأما الحكام فهم متجمدون على ما وجدوا آباءهم السملف المذين لمم يقمروا
بالسملم ،ولمم يمدعوه لتنفسمهم ،وغمالب أحكمامهم مصما دم للكتماب والسمنة
وإجماع المة ،كما هو معلوم مشممهور مممع أنهممم مغممترون بممأقوال وأفعممال ل
تصدر إل من كافر.
فل جرم أن ظهور الدين ،وقيام الشرع ل يوافقهم ،فلذلك أجمعوا كيدهم على
نصب القتال بينهم وبيممن الشمميخ وجممماعته ،ول يشممكون أن الدولممة لهممم ،لممما
يرون من ضعف أتباعه عن المقاتلة .فمماجتمع مشممورتهم علممى زجممر الممدعاة
إلى ال ،ومنعهم من الوعظ ،وأمر كل أحد أن يرجع إلى ما وجد عليممه آبمماءه
وأجدا ده ،فلم يرعنا إل إنذار أمير غوبر نافانا ،بثلثة أمور:
.1أنه لم يرض لحد أن يعظ الناس إل الشيخ وحده،
.2ولم يرض لحد بالسلم إل وارثه من آبائه ،ومممن لممم يممرث السمملم
فليعد إلى ما وجد عليه آباءه وأجدا ده،
.3وأل يتعمم أحد بعد اليوم ،ول تضرب امرأة بخمارها على جيبها.
وهذا إنذاره في السواق ،كل ذلمك سمعى منمه فمي مكيمدتنا ،فكفانما الم كيمده
ومكره ،فأتاح ال له الموت بعد لك عن قريب.
ولما ولي ابنه-ثينف-شمر عن سماق الجمد والجتهما د علمى ذلمك ،حمتى غمزا
قرية عظيمة من قرى السلم ،على حين غفلة من أهلها ،فقتلوا ما شمماء ال م
من فقهائهمما وقرائهمما فممي نهممار رمضممان ،وهممم صممائمون ،ونهبمموا أممموالهم،
وأسروا ذراريهم ،وجعلوا يفترشون الكتب والمصاحف ،ويحتطبون اللواح
فيوقدون بها ،ويستهزئون بأهل السلم ،ويقولون لهممم" :إيتونمما بممما تعممدوننا
إن كنتم صا دقين".
ثم جلموا يعرضون لقرية الشيخ ،حتى أرسمل أميرهمم إلمى الشميخ أن ينحماز
بأهله وإخوانه وأبنائه فإنه يريد أن يهجم على القرية .فأبى عليه الشيخ إل أن
يهاجر بجماعته-،ثم إنه أظهممر الندامممة فيممما قممال ،وطلممب مممن الشمميخ المقممام
وترك التنقال ،مممع أن قرائممن الحمموال مؤذنمة بعممدم المانمة منممه ،وشمواهد
ال دلة ناطقة بذلك .فاعتذر إليه الشيخ فهاجر من وسط بل دهم عام شريج في
شهر ذي القدعة ،لعشر مضت منممه 15 = 1213] .إبريممل 1799م ،ولكممن
اقرأ "ح" عوض "ج" فتجد 21 = 1218فربرائر 1804م[
وقممام الفقيممه النممبيه ،الزكممي الرضمما المعممروف بأغممال التمماركي ]،[Agali
صاحب الشيخ ،وندم التوارك إلى معاونة الشيخ فممي الهجممرة ،وحمممايته مممما
يتوقع من أعدائه .فأعان الشيخ هو وكل مممن اسممتمع لممه وأطمماع منهممم ،حممتى
وصل الشيخ إلى غد ] ،[Guduثم رجع واجتهممد فممي إخممراج المسمملمين مممن
وسط الكفار ،وأعان كثير ًا منهم.
وكنت عنده بعد غزو الكفار قرية المسلمين ،مممن أهممل غينمما المممذكورة آنف م ًا،
ورأيته حزن لذلك جد ًا ،ولحقه الحمية السمملمية ،ولممما خرجممت مممن عنممده،
وهو يريد القدوم على الشيخ وقد سمعت أن أمير غوبر أرسل إلى الشمميخ أن
ينحاز بأهله وإخوانه ،فإنه يريد أن يهجم على القرية ،كتبت مع صمماحب لممي
كتاب ًا ،أنقذته مع الفقيه أغال ،فمن جملة ما فيه:
هل غرضمممت إلمممى شممميوخي
مني رسول فزت بالمال
حسبة
ويبا دروا التحويل في استعجال أن يهجروا البلد القبيح فعاله
إنا سنوقع فيه غارات لها نقع يثير قتامها كالل
والبيت والعرفات ذي الجبال فالحزم شأني والمقام وركنه
إن الدناءة حمل ذي الثقال كل ولست من الدناءة حامل
وإذا أذيت ببلدة و دعتها أنا ل أقيم بغير دار حلل
عجز ولوم غير فعل كمال إن القامة في مقام مذلة
فيفوز بالفوز الوفى أمثالي ولقد هممت وقد ينجز وعده
إن أوقع الحرب العوان لغوبر أو ير د منها أعجل الجال
فكتب إلى الوالد أن أقدم إلينا بما قدرت به من العممون علممى الهجممرة ،فإنمما إن
شمماء الم علممى جنمماح الهجممرة ،فسممرت إلممى كممب .فبثثممت الوثممائق ،ونمما ديت
بالجموع ،فسرت حتى دخلت دغل ،ووجدتهم في الهجرة ،فهاجرنا من وسع
بل دهم سالمين ،وأعاننا الفقيه أغال ،والشيخ محمو د غر دم ،وعلي جيممد قائممد
الجيمموش ،وغيرهممم ،فنزلنمما بغممد ،فجعممل المنتسممبون إلممى الشمميخ مممن أهممل
ل للشهرين ،ثم حجروا الناس عن الهجرة في الطراف ،يهاجرون إليه إرسا ً
المحرم بأمر المير ،فجعلوا يقطعممون علممى المهمماجرين الطممرق ،ويأخممذون
أموالهم ،وأعانهم على ذلك موالوهم التوارك.
فلم نزل هكذا ،يلتحق بنا طائفة مممع عيممالهم وأممموالهم ،وطائفممة بعيممالهم دون
أموالهم ،وطائفة بأنفسهم دون عيال وأموال.
ثم إن الميمر لمما رأى أن النماس ل ينتهمون عمن الهجمرة ،كتمب إلمى الشميخ
يأمره بالرجوع إلى موضعه دغل ،يلتمس ذلك منه .فكتب إليه الشمميخ أنممه ل
يرجممع هنمماك حممتى يتمموب الميممر ،ويخلممص دينممه كممما ينبغممي ويتفممق هممو
والمسلمون على دين واحد ،ويبسط القسط والعلد ،وير د جميع ما سمملبوا مممن
الجماعة وما أسروا منهم ،ليأمن الناس منه ،فحينئذ يرجع إلممى محلتممه دغممل.
فسار بهذه الوثيقممة بريممده ،ور د مممع وزيممر الميممر القمما دم علينمما بكتممابه .فلممما
وصل إليه وقرأ عليه الكتاب وقد استحضممر جميممع وزرائممه وعلمممائه ،جعممل
يسب الشيخ والجماعة ،ويوغد عليهم .واستفتى مممن حضممر مممن علمممائه فممي
أمر الشيخ وجماعته ،فقممالوا لممه :أنممت علممى الحممق ،والشمميخ وجممماعته علممى
الضلل .فكان كما قالت علماء اليهو د ،حيممن سممألهم المشممركون :مممن أهممدى
ل ،يا معشر أهل الكتاب ،نحممن أم محمممد؟ فقممال ابممن صمموريا :أعرضمموا سبي ً
علينا دينكممم .،فقممالوا :نحممن ننحممر الكوممماء ،ونسممقي الحجيممج ،ونفممك العنمماة،
ونحفظ بيت ربنا ،ونعبد ممما يعبممد آباؤنمما ،ونصممل الرحممام .فقممال :وممما ديممن
محمد؟ قالوا :صنبور ،قطع أرحامنمما ،واتبعممه السممراق الحجيممج ،بنممو غفممار.
صي ًبا ن بنُأوبنُتوا رَن عيِ ل .فأنزل ال " :رَأرَلَسْم رَترَر عيِإرَلى ااَّلعيِذي رَ قال :لنتم خير منه وأهدى سبي ً
لعيِء رَأَسْهمرَدى ن رَكرَفمبنُروا رَهمبنُؤ رَ ن عيِلاَّلمعيِذي رَ ت رَورَيبنُقوبنُلو رَ غو عيِ طا بنُ ت رَوال اَّ جَسْب عيِ ن عيِباَسْل عيِ
ب بنُيَسْؤعيِمبنُنو رَ
ن اَسْلعيِكرَتا عيِ عيِم رَ
جمرَد رَلمبنُه ن رَت عيِل رَفرَل َسْ
ن ا بنُاَّن رَيَسْلرَع عيِ
ل رَورَم َسْ ن رَلرَعرَنبنُهبنُم ا بنُاَّ
ك ااَّلعيِذي رَ ل ) (٥١بنُأورَلعيِئ رَ سعيِبي ً
ن رَآرَمبنُنوا رَ ن ااَّلعيِذي رَ عيِم رَ
س رَنعيِقيم ًرا ) (٥٣رَأَسْم ن الاَّنمما رَ ل بنُيَسْؤبنُتممو رَ ك رَفمعيِإ ًذا رَ ن اَسْلبنُمَسْلم عيِ ب عيِم رَ
صي ٌ صي ًرا ) (٥٢رَأَسْم رَلبنُهَسْم رَن عيِ رَن عيِ
ل عيِإَسْبرَراعيِهيمرَم اَسْلعيِكرَتمما رَ
ب ضمعيِلهعيِ رَفرَقمَسْد رَآرَتَسْيرَنمما رَآ رَن رَف َسْ لم عيِمم َسْ عرَلى رَممما رَآرَتممابنُهبنُم ا بنُاَّ س رَ ن الاَّنا رَ سبنُدو رَ ح بنُ رَي َسْ
ظي ًممما )] "(٥٤النسمماء[- .أور د هممذه الروايممة هكممذا ع عيِ حَسْكرَمرَة رَورَآرَتَسْيرَنابنُهَسْم بنُمَسْل ًكمما رَ رَواَسْل عيِ
أحمد بن حنبل وابن جرير والن المنذر وغيرهم.
حدثني الخ المشارك التقي العابد المتفنن ،أبو الحسن بن أحمممد ،أنممه حضممر
الواقعة .فكان ما حدثني أن الذي تولى القراءة-أعني قراءة كتاب الشيخ على
المير-زور وحرف كما شاء ،وذكر أمور ًا ل تطابق الحال ،كل ذلك إغممراء
للمير على غزو الشيخ وجاعته .ووافقممه علممى ممما زخممرف واخممترع وزور
من حضر من علمائهم السوء.
والخ التقي الصالح المعروف ،بهداه حاضر-وكان قبل ممن ينصممح الميممر
ويوازره-وهو ساكت ل يقول شيئ ًا .ثم إن قال المير لبريممد الشمميخ :انفممذ ول
ل ،وإذا بلغك ال إلى الشيخ ،فأخبره بأني على التهئ والجهاز في أجد لك دلي ً
المسير ،فليتأهب للقائي.
فخممرج البريممد هائمم ًا ،ل يممدري أيممن يتمموجه ،ولممم يجممد مممن يشمميعه ،مممع أن
السو دانيين يقتلون كل من رأوه فلتيم ًا .ولممما خممرج مممن عنممده سمملك الشمممال
ل إلممى بلممدة آزر .فلممما وصمملها
حتى وصل إلى الطبممل اغنبممل ،فجعممل لممه دلي ً
تلطممف حممتى وصممل إلممى الشمميخ ،فممأخبره بجميممع ممما كممان ،وسممائر وزرائممه
حاضرون.
ثم إنه لما علمنا بالضرورة انقطاع حبممال المانممة بيننمما وبينهممم ،وقممد أعممانهم
على عداوتنا جميع من هو على شاكلتهم من السو دانيين والتوارك ،ولممم يبممق
لنا ملذ أو ملجأ في ملوك هذه البل د لتظافرهم على عداوتنا ،وتعاقدهم علممى
ذلك ،روم ًا منهم لستئصالنا ،اجتمعنا وشاورنا في أمرنا ،وقلنا إنممه ل يتممأتي
ل من غير وال .فبايعنا الشيخ على السمع والطاعممة فممي للناس أن يكونوا هم ً
المنشط والمكره ،فبايع هو على إتباع الكتاب والسنة ليلة الخميس.
وأول ما بممايعه أخمموه المموزير عبممد المم ،ثممم بممايعته ،ثممم بممايعه المموزير عمممر
الكموني ،ثم بايعه الكافة .ثم إنه لما أصبحنا عقدت الرايات ،ونفذنا إلى حفممر
الخندق ،ونحن نتمثل بقوله:
وال لو ل ال ما اهتدينا ول تصدقنا ول صلينا
وأنزلن سكينة علينا وثبت القدام أن لقينا
إن الولى لقد بغوا علينا وإن أرا دوا فتنة أبينا
حتى حفرنا قدر استطاعنا .ثم إنه كان قبممل مسممير البريممد إلممى القاضمماو ،مممع
وزير المير ،حين أكثر السو دانيون قطع الطرق للمهاجرين ،هاج الجماعممة
يوم الخميمس علمى السمو دانيين المذين فمي تلمك الجهمة ،فممالوا عليهمم بالقتمل
والسر والنهممب .فلممما أصممبح يمموم الجمعممة قممام الشمميخ فخطممب النمماس فممأمر
بإطلق السارى ور د المنهوب ،فأطلقوا ور د المنهوب إليهم.
ثم إنه كان قبل مسير البريد ،كان يغزونا من عمممال الميممر ،يسممتلبون النفممر
ويأسرون والشيخ يعرض عن ذلك .فغزا خيل مرا داوس ،وغزاخيممل-منتكممر
بزاغ ورمز-فقتلوا ونهبوا الموال .والبريج إذ ذاك عند أميرهمم .ثممم إنمه لمما
رجع البريد وأخبرنا بما جمرى هنماك أمرنما أميرنما وحفرنما الخنمدق ،أنفمذنا
جيشنا إلى أطراف بلدهم ،إلى موضع يقال له غنغ-بكسر الغين والنون-فلقي
الجيش كيد ًا ونصر ًا ،فقتلوا ،وأسروا ما شاء ال .ثم إنه أنشأنا جيش ًا آخر فممي
اثنين من شهر الربيع الول ،وفخرجت بالرايات إلى المعسمكر .فلممم يفجممأني
إل صائح :السلح السلح ،واصباحاه .فغرزت الرايات حممتى يأخممذها أميممر
الجيش قائممد الجيمموش ،فخرجممت صممامد ًا إلممى الصممارخ ،حممتى وصمملنا إليممه،
فوجدنا الخيل التي أغممارت قممد ولممت راجعممة ،فاقتفينمما آثارهمما ممن الضممحى،
فلحقنا بهم بعد صلة العصر بثرم-بفتح المثلثة وإسكان الراء-ونحممن خمسممة.
فلم نلق كيد ًا ،فرجعنا من ورائهم بعد صلة المغممرب .وقممد عطشممنا وعطممش
خيلنمما .فممذبحنا مممن البقممر الممتي يخلفممون ،فمصصممنا الفممرش-الكممرش وذهبنمما
راجعين ،ولقينا بالجيش ناهض ًا ،فسار الجيش حتى غزاهممم فممي صممباح تلممك
الليلة.
وحدثني من حضر الواقعة أن الكفار لما سمممعوا بحسممهم تممأهبوا واسممتلموا.
ولقوهم فهزمهم المسمملمون حممتى وصمملوا إلممى ديممارهم ،فأسممروا ونهبموا .ثمم
مالوا إلى الماء فنزلوا فسقوا واستقوا حتى رووا .ثم راحوا واستشهد في هذا
الغزو مؤذن الشيخ أحمد السو داني ،والرجل الصالح بركند .والحاصل أنه لم
يمزل يجمري بيننما وبينهمم وقمائع منمذ قمدم البريمد وقبمل قمدومه ،ولمم يزالموا
يرسلون إلينا بالسرايا مثل كرفيا-بضممم الكمماف وإسممكان اراء-ونرسممل إليهممم
بالسرايا ،حتى كانت هذه الوقعة المتقدم ذكرها.
ذكسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسر وقعسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسة كسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسن ][Konni
-بضم الكاف وتشديد النون-
وهي قرية جيل من السو دانيين .ويقال أن أباهم غوبري ،وأمهم مممن مماليممك
التور د .قبيلتنا هذه .ويقال أن قبيلتنا هذه ساكنوهم أول دخولهم في هممذه البل د
مدة طويلة ،ثم تسلط عليهم أمير كن ،محمد دمك-بفتح المدال وإسمكان الميمم-
فأغممار عليهممم غممدر ًا ،وذبممح مممن القممراء والعلممماء نحممو أربعيممن نفس م ًا فممي
مساجدهم ،وأسر الذراري ،ونهب الممموال ،فجل مممن ذلممك الرجممل الصممالح
محمد بن سعد ،مع من التحق به ،ونممزل بممرت-بفتمح الميمم والمراء وتشمديد
التاء-في بلد غلم-بفتح الغين وإسكان اللم-ووال أمير غوبر ،ونزل بنوعال،
بقلب-بضم القاف واللم-والتحق بنو تحند-بفتممح التمماء وإسممكان الحمماء وضممم
النون-مع ممن معهمم بمأرض زنفمر ،واسمتوطنوا تواغمام-بفتمح التماء والمواو
والغين.
ومنهم الستاذ ال ديب ،العلمة التحرير ،الفهامة المعروف بشمميخ ،أخممذ عممن
قاضي العسكر يكنو ،الفقيه المحدث موسى غيممر ،وهممو عممن المممام اعلمممة
محمد البعاوي ،وهو عن عند ال اثقة .ثم رحل لكدز ،وأخذ عن العلمممتين:
الشيخ والدرفان ،وسعيد باش .وأخذ أيض ًا عن الشريفة آمنة ،وعنه أخذ أخوه
ال ديب المتفنن المحدث المعروف ببممل سممميح ،والممد ال ديممب النممبيه الجهيممذ،
العلمة المحدث إبراهيم بل .ثممم إنممه تخلممف آخممرون فممي غربممي آذر ،وخلممو
أرض كن.
ولنرجع إلى ما نحن بصد ده من ذكر وقعممة كممن .وكممان مممن حممديثها أنممه لممما
رجع غزو متنكمر-بفتمح الميمم والتماء وإسمكان النمون وفتمح الكماف-اجتمعنما
للتخميس وقسم الربعة الخماس على الغنمين عسمر علينمما وتعممذر ،لنشممار
المور وعدم ضبطها ،وكثرة الخلئق ،حتى ل يمكن كتبهم فممي ديمموان ،مممع
انتشارهم حين رجوعهم ،أخذ كل فريق إلى ناحيتهم وجمعنا ما قدرنا عليممه،
ووضعناه عند الخازن ،عمر الكمون ،وفكرنمما فممي قسمممه ،فلممم يتفممق لنمما .ثممم
خمسناه ،ور د دنا إلى الغنمين الذين قدرنا عليهم ما بقي ،فصالحوا فيما بينهم،
ولما انفصلنا مممن هممذا المممر أنشممأنا جيشمرَا ،فخممرج يمموم الثنيممن فممي الربيممع
الول ،وقد سمعنا بخبر مسير أمير غوقبر إلينمما ،وأنممه بالمعسممكر ،فشمماورنا
فممي أمممر الغممزو فمماتفق رأينمما بمسمميره وتعجيلممه ،فخممرج الجيممش وعليممه مممن
أصممحال الشمميخ ،محمممد غيممر-بفتممح الغيممن-فسممار بممه عشممية الربعمماء وليلممة
الخميس ،فصبح الحصن صمبح الخميممس ،فقمماتلوه أشمد قتممال .واستشممهد ممن
المسلمين خلق كثير .ثم فتح ال عليهم الحصن في العصر مممن اليمموم ،فقتلمموا
رجمماله وسممبوا نسمماءهم وذراريهممم ،واحممترق أكممثر عيممالهم فممي النممار الممتي
رموها ،وقتلوا أمير البلد .ثم إنهم لما فرغوا من الخصن أتاهم تمماركي ،فقممال
لهم :أ دركوا عيالكم ،فقد خلفكم فيهم أمير غوبر ،فإنه خرج من معسكره يمموم
الثلثاء ،وبات ببور-بضم الباء-ثممم رحممل وحممل بغنممب-بفتممح الغيممن وإسممكان
النون-فنهض بالجيش محمد غير بغنب-فتح الغيممن-ورجعمموا يممومهم .ثممم إنممه
قمنا غاية جهدنا ذلك اليوم وطلبنا القسم نكما ينبغي ،فتعسر لجممل ممما ذكرنمما
قبل ،مع ضيق الوقت.
ذكسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسر وقعسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسة كتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسو
-بضم الكاف والتاء-
وهي أعظم وقعة بيننا وبينهم ،وهي بمثابة يوم الفرقان ،يوم التقى الجمعان.
وكان من حديثها أنه لما خرح بريدنا من عند أميممر غمموبر ،أخممذ الميممر فممي
التأهب والجهاز وأرسممل إلممى أطممراف بل ده ،وكممانت إخمموانه أميممر كاشممنة،
وأمير كنو ،وأمير زكزك ،وأمير دور وأمير أزبن ،فأجابوه كلهم بما التمممس
منهم من مساعدته ومعاونته على كل من انتسب إلممى الشمميخ .وأذنموا لمه فممي
الغزو ،وأخذ كل واحد منهم يتأهب لغزو من انتسب إلى الشيخ في بلده.
ثم إنه لما أجابوه وأذنوا له في المسير ،وعاهدوه على المعاونة ،خممرج يمموم
الحد إلى معسكر له من داخل الحصن ،وبات ليلتين أو تسع ليال ،ثممم خممرج
وسلك اليمين ،وبات بنور ،ثم رحل ونزل بغنب ،كمما تقمدم ،ثمم رحمل وحمل
بمكد-بفتح الميم والكال-ثم رحل ونزل بشار ،ثمم رحممل ونمزل بجمان سمرك-
بفتح الجيم وإسكان النون وفتممح السممين وإسممكان الممراء-وبممات ليلممتين ينتظممر
بعض جنو ده .وأقبل بجنو د ل يحصممى دععهممم إل المم ،وانضمماف إليممه أكممثر
التوارك مشمرين .ثم إنممه لممما بلغنمما مسمميرهم إلينمما بممالتواتر ،خرجنمما صممباح
السبت ،فعسكرنا قريب ًا من ديارنا ،وعلينا المموزير الكممبر ،أخممو الشمميخ عبممد
ال ،فنزل بنا قريب ًا .وظللنا يومنا ولممم نسمممع عممن خممبرهم شمميئ ًا ،فرحنمما إلممى
ديارنا فبتنا فيها .ثم إنه غدونا صباح الحد إلى حيث ظللنا أمممس ،فممإذا خيممل
من إخواننا الفلنيين خرجوا من عسكر الجيش مهاجرين ،وقد خلفوا عيممالهم
في ديار الكفار ،وهم أبو بكممر قائممد الخيممل الن ،و دمممي-بضممم الممدال وكسممر
الميم-ويدمام-بكسر الياء والدال-وابن يمي-بكسر اليمماء الولممى وتشممديد ايمماء
الثانية.
وأخبرونمما أن الجيممش لممما نهممض ممن جممان سممرك ،نمزل ميممداج-بفتمح الميممم
وإسكان الياء-وأنه نهض من ميداج إلى أغ-بفتح الهمزة والغين مع التشممديد-
أو إلى أيامي ،يلدتان .فرجعنمما إلممى الممديار فوجممدنا الشمميخ خارجم ًا .فممدعا لنمما
ل لممماوبشرنا بالنصر على الكفار ،وشجع قلوبنا .ثممم إنممه أمرنمما بممالخروج لي ً
سمعنا بنزولهم أيامي .وكانت أيامي فريب ًا منمما مسمميرة نصممف يمموم .فخرجنمما
ل وبتنا قريب ًا من ديارنا ،وانتظرناهم يومنا متممأهبين ،بيممن جبليممن بموضممع لي ً
يقال له ملب-بفتح الميم وكسممر اللم .فظللنمما كلممما طممار أعصممار طرنمما إلممى
مراكزنا ،وكلما رأينا دخان ًا حتى أمسينا ،فرجعنا إلى رحالنا .وفي هذا اليمموم
التحق بنا جموع المسلمين الذين في آ در مع الفقيه ،آغال ،ومحمد بن الستاذ
جبريل ،وجو د بن محمد وغيرهم ،وفرحنا بقدومهم.
ثم إنه لما نزلوا أيامي ليلتهم ،باتوا متعممبئين .ثممم لممما أصممبحوا نهضمموا إلينمما،
فتلقاهم جموع العراب بجنبهم ،فاقتتلوا ساعة .ثمم هماجت سمحابة فمأمطرت
فرجعوا إلى معسكرهم واستكنوا ،ولما انكشف السحاب نهضمموا إلممى جممموع
العراب فاقتتلوا هم وإياهم أشد قتال .فهزموا العراب .ولكن لم يكن يومئممذ
بأس ،وهؤلء العراب رغبوا عن الدخول فينا وأخممذوا جممانبهم ،فسمماق ال م
الجيش حتى نزل بساحتهم ،وهم فممي عيمال ،فجمرى مما جمرى .ثمم إنهممم لمما
أصبحوا ،وقد انحاز العراب وهربوا بعيالهم وبقرهم وسلكوا الغممرب ،ولممم
يتوجهوا إلى الشمال حيث كنا نهض الجيممش .واتبممع آثممارهم فجعلمموا يقتلممون
ويأسرون يومهم ،حتى نزلوا بعد الغروب بكتوا وهوما ،ليلة الخميس.
ثم إنه لما خرجنا يوم الربعاء ،وانتظرناهم إلى الزوال ،فلم نسمممع بحسممهم،
فخرجت في خيل فضربت حتى وصلت معسكرهم ،فوجدت بعض العراب
الذين اختفوا في الغيال ،فخبروني بأن الجيممش نهممض وتبممع آثممار العممراب،
وهو الن بقرب عيالكم .فكررت راجع ًا ،فلقيت بالوزير وقد نهض بالجيش،
ونزل ببراغم-بفتح الباء والراء ممع الغيمما المعجمممة-فخمبرته بمما جمرى فكممر
راجع ًا ومعه ما ل يحصيه إل ال ،فرجعنا إلى ديارنا فعسكرنا يقرب الديار،
ل ،حممتى تلحممق وبات أكثر الجند في ديارهم .ثممم إنممه لممما أصممبح انتظممر قلي ً
الناس ،فنهض بالجيش إلى كنو ،ونحن بديارنا نشماهد المدخان ،فسمرنا إليهمم
صباح الخميس ،وعبأنا في السير حتى وصمملنا غممر دم-بضممم الغيممن وإسممكان
الراء وفتح الدال .ثم ضربنا حممتى نزلنمما بقريممب مممن مممائهم الممذي هممو كتممو،
والجيش عليه فاسمتقينا ممن حيماض ،ثمم نهضمنا إليهمم ،وقمد سممعوا بحسمنا،
ورأى خيلهممم جمعنمما ،وسممبق الفقيممه أغممال فممي خيممل ،فممذا د جممموعهم عممن
ل .ثم إنه لما قربنا منهم أخذنا في التعبئة ،وجعلنا الحوض ،واستلب منهم خي ً
نسير زحف ًا زحف ًا ،وهم متعبئون واقفممون علممى مراكزهممم ،قممد اسممتلموا فممي
جلئهم نحممو مائممة ،وصممفوا الممدرق والمجممن وتهيئمموا ،فبارزنمماهم فتراءينمما،
واكتحلت الحداق باالحممداق ،فكبرنمما ثلثم ًا ،ثممم نهضممنا إليهممم ،وقممد أنطقمموا
طبولهم ،ونهضوا إلينا فالتقينمما سمماعة فحملممت ميمنتهممم علممى ميسممرتنا حممتى
خالطوهم وألجأوهم إلى القلب .وحملت ميسرتهم علمى ميمنتنما كمذلك ،فثبمت
القلممب منمما ،فرممموا ورمينمما ،وكممان قتالنمما إذ ذاك بممالرمي ،فالخيممل ل تعممدو
عشرين ومعهم من الجيا د ما ل يحصمميه إل المم .فلممما ثبممت قلبنمما تلحممق بممه
الميمنة والميسر ،وقامت الحرب علممى سمماق ،وتخممالط الصممفان ،وهممزم ال م
الكفار ،فولوا هاربين ،وتفرقوا أبابيد وحممل المسمملمون علممى أكتممافهم يقتلممون
وينهبممون فقتممل منهممم ممما ل يحصمميه إل ال م تعممالى ،فهممرب أميرهممم ،وقتممل
صديقه ،بيد ومتاج وغيرهم.
ثم إنه لما منح ال المسمملمين أكتممافهم تبعمموهم ليلهممم ويممومهم ،ورجممع أميرنمما
الوزير على الماء فنزل فاستقينا ،ثم رجعنا إلى معسكرهم فنزلنا حتى صلينا
العصر ،ثم رحلنا إلى ديارنا فبتنا" ،فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد ل م
رب العالمين" .وفي ذلك يقول الوزير عبد ال:
على قمع كفار علينا تجمعوا بدأت ببسم ال والشكر يتبع
ليستأصلوا السلم والمسمملمين
بل دهم وال في الفضل أوسع
من
تممموارك ممممع غممموبر ونيمممف
محزبهم وال يرأى ويسمع
سفيههم
بحرق وتخريب وأشياء تقطع فلما أتوا غنغنغ ما فيه أفسدوا
جموعمما مممن اعممراب والمممال وجاسمموا غياضمما فممي نجمموى
فقتلوا يجمع
عليهم جلل والقوانس ترفع فزا دهم كفرا وزا دوا تكبرا
ولبس شفوف يز دهيهم وخيلهم لها خيلء والزوابل شرع
لدي سينفي نيف بالذل يرجع فقلت وفألي مثل أمر محقق
وكنا انتظرناهم موضع بيننا ثلث ليل ثم أخرى نربع
ولما رأينا جبنهم عن جموعنا رحلنا إليهم واللواء مرفع
لكمممي يرجعممموكم نحمممو شمممرق فقيممل لنمما :سمماروا إلممى كممت
غربكم فتجمع
فقلت :النجا ل يسبقونا لجمعنا بعشر ربيع بدرها يتطلع
بغير دخول فيه والناس هجع وصلنا لهلينا فجاوزت منزلي
على السير بعد الين والجمموع
وليس معي إل قليل أطاعني
يلذع
نزلنا فصلينا إلى أن تجمعوا ولما رأينا الفجر ضاء عمو ده
قبيممممل زوال اليمممموم والجمممممع
فسرنا إلى غر دم وقد تم جمعنا
يوزع
رأوا جمعهمممم مثلمممي جماعتنممما فذ دنا جموع الكفر عن حوضه
وقد فعوا
فظنممموا محمممل الغيمممل ينصمممر
وأن الربا من ناصريهم ستنفع
جمعنا
طبولهم والجمع يدنو ويتبع ففروا إليها ثم صفوا وأنطقوا
رموا فرميناهم فولوا وأقشعوا إلى أن تراءينا وزا د اقترابنا
قد انكشفت عن شمس السمملم
فلم يك إل أن رأيت جهامهم
تلمع
بنصر الذي نصممر النممبي علممى
ببدر بجمع بلملئك يجامع
العدا
وأسيافنا وأراه طير وأضبع وكم من كمي جدلته أسهامنا
فج ّزت فئوس رأسه يتقطع وكم ذي جلل صرعته أكفنا
لهم غير غيممل فممي دجممى الليممل
طر دناهم وسط النهار فلم يكن
مفزع
بريممم علممى اليممماء والشمممس
فجمع ظهري مع عشائيه ينفهم
تطلع
لكل الجهات قد تفرق جمعه بدا د ًا ليوم الجمع ل يتجمع
علمممى رغمهمممم والممم يعطمممي
فخلوا لنا أموالهم ونساءهم
ويمنع
ونحممممن علىالسمممملم جمممممع
ولسنا بشيء غيره نترفع
تناصروا
قبائل إسلم فتورب قبيلنا فلتينا حوسينا الكل مجمع
علمممى نصمممر ديمممن الممم كمممان
وفينا سواهم من قبائل جمعت
التجمع
لعممرب فمممن روح ابممن عيممص
بنو تور أخوال الفلتين إخوة
تفرعوا
ومممن تممورب كممانت أمهممم هممي
وعقبة جد للفلتين من عرب
يجمع
وكن وريم نص الخبار يسمع فسل عنهم من حاربوا بمتنكر
ول تنهممموا فالصمممبر للنصمممر
فيا أمة السلم جدوا وجاهدوا
مرجع
وراجعكم بالعز والمال يرجع فقتلكم في جنة الخلد دائما
وليس لمر ال إنجاء مدفع فليس لما تبنى يد ال ها دم
وله أيض ًا قصيدة أخرى:
أل من مبلغ عني لدا دي وزيد وكل ثاو في بل دي
ولة الكفر خوف فوات مال وطمع سلمة من ذي فسا د
بأن لم يبق بين المسلمين وبينكم علمات الو دا د
خذلتم جمع إسلم جهارا رضا منكم موالة العا دي
نسيتم ما قرأتم في الكتاب لذا أخطأتم سبل الرشا د
ألما يكفكم أن يثفقوكم ول يألونكم في ذا المرا د
إلمممى بنُبمممرَررَآبنُء عيِمَسْنبنُكمممَسْم يممما عبممما د
خبنُذوا ل..
ل رَتاَّت عيِ
كذلك ل تجد رَ
]الممتحنة [3-1
رَبمرَرارَء ٌة فممافهموا صمموب السممدا د لواسعة رَورَلَسْو رَكابنُنوا وبدأ ]المائدة
[81 ]التوبة [1
وليس لنا كلم في خليط لهم و د كبد وذاك با دي
ول تسأل عن أصحاب الجحيم كصاحب ناقة أهل الفسا د
تولى كبره يغضا ً لدين فكان قدارهم وهم كعا د
وإنا في بل د ليس فيها سوى حكم الله على العبا د
أمير المؤمنين لنا أمير وصرنا كلنا أهل الجها د
نجاهد في سبيل ال دوما فنقتل أهل الكفر والعنا د
سلوا عنا مصا دمنا بغنغ متنكركن أيام الجل د
سلوا شيطان غوبر وهو ينف وهل لم ينف من بين البوا دي
وقد جمع الجموع لقطع دين ونا دى في المدائن كل نا دي
وفوقهم السوابغ من دروع وتحتهم العتاق من الجيا د
فساروا يقتلون ويأسرون ذوي السلم روم ًا للفسا د
فلقيناهم يوم الخميس يغر دم قبل ظهر في النجا د
وقد ركزوا لحوما ً حول نار وحازوا في الخيام عل العتا د
ثاب ًا من شفوف في صوان وأنواع البساط مع الوسا د
ول تسأل عن الكعك الخليط بسمن مع عسول في المزا د
نياما في النعيم فلم يرعهم سوى همس الرجالة والجيا د
وقاموا واستعدوا كل شيء لحرب ثم صفوا في عدا د
فسار لواؤنا يدنو إليهم وعا د لهم كغول في البجا د
فراميناهم ورموا نفوطا فصارت نارها مثل الرما د
كأن سهامهم ل نصل فيها وأسيفهم بأيد للجما د
كأن رماحهم بيدي عمي فولوا هاربين بغير زا د
تشتت جمعهم وهم عطاش حياري مثل غوغاء الجرا د
قتلناهم وحزنا كل مال لهم تركوه منثور ًا بوا د
قتلنا قابغي وكذا تمدغي كذا ورو القياه في المبا دي
كذا أمثالهم تترى وكل شياطين وأشقاهم مغا د
ففر بل التفات ينف يعدو أمام خيوله تعدو بدا د
فأنفه من الموت المتاح تعلقه على عرف الجوا د
سوا د الليل صار له حصونا فبات ولم يذق طعم الرقا د
فوارسه عوابس في مروط عضضن على خيول كالقرا د
غياض بجو ظنوها قصورا فما بالوا بشوك أو قتا د
فلم يرجع لهم ثوب صحيح وكل قد تمزق في الوها د
فليسوا راجعين إلى قتال لنا فيها إلى يوم المعا د
أل أبلغ أنا الحسن بن أحمد مغلغة تبين بالمرا د
بأنا سوف نجمع للجها د جموعا من كوار إلى وطا د
تحل ببركها غار وتخشى جناحاها ر ديف إلى غل د
تفرح كل ذي قلب سليم وتحزن كل كفار الفؤا د
فإن ال ينصر ناصريه بوعد جاء من رب العبا د
وليس لنا سوى شكر اليا دي فوعد ال تم بنصر دين
تمام الخبر عن واقعة كتو
ولما هزم ال المشركين بكتو ،وهرب أميرهم ينف ،وخلى من الموال ما ل
يحصيه إل ال وغنمها المسلمون ،فنزل بموضع يقال له رَتنرَبرَغرك-بفتممح التمماء
وإسكان النون وفتح الباء والغين المعجمممة وإسممكان المراء-ولقممي ممن تخلمف
عن الوقعة من بعض أقياله أمير غم-بضم الغين المعجمة-وهو الذي سبب له
غزو عبد السلم وجماعته بغنبنمما-بكسممر الغيممن وفتممح البمماء-حممتى همماج هممذا
المر وكانوا يجلون هذا القيل ،فأمره على من التحمق بمه ممن الفمل ،فعسمكر
هذا القيمل بشممول-بكسمر الشمين وضمم الميمم ممع التشمديد ،والتحمق بمه ممن
جموعهم خلممق كممثير ،وقممد انحمماز قممومهم مممن أهممل ذمتهممم مممن السممو دانيين،
ومممواليهم مممن الفلتييممن والتمموارك ،وهربموا إلممى أقاصممي البلممد ،وعسممكروا
هناك ،أطمس قومهم بذلك ،ورجعوا إلى ما حولهم.
ثم إنه لما رحعنا نحن إلى ديارنا ،وقد ر د ال عنمما عممدونا ،أقمنمما أيامم ًا ننظممر
في شأننا وندبر في أمورنا ،ونجبر كسرنا ،ونحتال في طلب القوت إذا أنهممم
ضيقوا علينا وضن عندنا القوت ،لظافرة السو دانيين كلهم على عممداوتنا ،فل
نمتممار فممي أي بلممدة مممن بل دهممم ،ونحممن مهمماجرون ،ليممس عنممدنا إل عيالنمما
ومواشينا ،ول نقتات إل بما استلبنا من عدونا.
ذكر الطلب بعد الهزيمة والفل
ثم إنه اطمأنا أيام ًا .خرجت بالراية في طلممب القمموم ،فسمملكت الشمممال ،حممتى
نزلنا قريب ًا من مهاجرنا ،ثم إنممه أتممى إلينمما خيممل أغمماروا علممى أرض العممدو،
فخبرونمما أن العممدو كلهممم رجعمموا بعيممالهم ومراكبهممم ،يحملممون المعيشممة،
وأغتروا بالعسكر الذي بجنبهم ،وكان بيننا وبين العسكر حين خبرونا نصف
يوم.
ولما أصبحنا عبأنا الجيش ،وأرسلنا بالسممرايا والغممارات علممى أرض العممدو،
فقتلوا وغنموا ما شاء ال ،واحتملوا القوت ،فسرت بهم حتى وصلت محلتنمما
التي هاجرنا منها ،وعممبرت حممتى نزلممت قريبم ًا مممن عسممكرهم .ثممم إنهممم لممما
ل ،فلقيمت بالسمرايا فرجعمت ممذعورة إلمى أميمر غمم، سممعوا بنما أنفمذوا خي ً
وأخبروه بكثرة الجيش وجده فانتقل بهم من شمول هرب م ًا ،حممتى نممزل كوتمما-
بفتح الكاف والواو مع التشديد.
ولما سمعت بهروبهم رجعت بممالقوم ،وقممد غنممموا فلقينمما بغنممدو-بضممم الغيممن
المعجمة وإسكان النون وضم الدال-طائفمة ممن العمدو ،وخرجموا ممن كنمب،
وهم من فل كتوا ،فتوجهوا لبدهم ،فجالممدناهم واستأصمملناهم ،ثممم سممرنا حممتى
وصلنا ديارنا ،بحمد ال وحسن عونه.
ذكر غزوة مني
وكان من حديثها أنه لما رجعنا من الطلب ،اجتمعنا وشاورنا في أمرنا فاتفق
رأينا في إنفاذ الجيش إلى عسكرهم إن أمكن لنمما ،فخممرج الجيممش حممتى نممزل
بمتنكر ،بجنب مائها ،فإذا خيل من العدو غزت على أطممراف بل دنمما ،فقتلمموا
وأسممروا قريبم ًا مممن معسممكرنا ،ثممم إنممه نهممض الجيممش علممى آثممارهم واقتفممى
آثارهم ،حتى صبح عسكرهم كوتاو-بفتح الكاف وتشديد الواو .ولما أبصروا
بالجيش انحاز أكثرهم وسلك طريق مكممد ،وتبعهممم الجيممش يمموم ذلممك ،فنممزل
جيشنا بمكد ،ونزلوا بكممرار .وقمد جممرى بينممه وبينهممم محمماورات ،ثممم نهممض
الجيش صباح ذلك اليوم إليهم وسلك الطريق حممتى وصمل إلممى كممرار ،وبهمما
جمعهمم ،فحسمهم عنهما ،فنمزل الجيمش علمى مائهما يستسمقي ،فتبعهمم الخيمل
وبعض الرجال ،حتى وصلوا بهم إلى جنب الجبال .فثبت لهم العدو ،فاقتتلوا
ساعة ،فانحاز المنافق ثنب-بفتح المثلثة وإسكان النممون ،كممابش-بفتممح الكمماف
والباء-في خيل له.
ولممما رأى العممدو اكشممافه ثممابت خيممل المشممركين ،فمممالوا علممى بقيممة الخيممل
والرجالمة ،فكممانت الهزيممة فاستشممهد جماعممة ممن القمراء والصملحاء ،حممتى
انتهى الفل إلى الجيش ،فنهض قائد الجيش ،وثبت لهم وسممار الجيممش إليهممم،
فهزمهم حتى وصل بهم إلى المعركة ،فحسهم عنها ،فتفرقوا عبا ديد ،ثممم إنممه
عبأ بالجيش إلى مني ،ونزل بها سمماعة مممن نهممار ،وقممد أغممار الجيممش علممى
نواحيهمما ،وأصمماب غنممائم وحمممل قوتمم ًا ،فممراح وبممات قريبمم ًا منهمما ،وكممان
المشركون لما سمعوا بالجيش أرسلوا إلى أميرهم يطلبون منه المد د ،فأمدهم
بكل من تخلف منهم ،وكانوا في هذه اليام ينتظرون المد د.
ولما راح الجيش من مني ،لحق بهم مد د ،فجاءوا بجمممع ل يحصمميه إل المم،
وحملوا من عد دهم معهم كثير ًا.
ولما أصبحوا نهضوا إلى جيشنا وتبعوا آثاره ،وكان الجيش لما انتقل افممترق
ثلث فرق فأخذ المنافق طريقه مع جمع ،وسلك اليمين ،وتوجه لبل ده ،وأخذ
أهل آ در من جماعة الفقيه أغال طريقهم فسلكوا الشمال ،وأخممذ قائممد الجيممش
الطريق المتوسط ،ونحى بل دنا "غد" .فلما وصمملوا إلممى هممذا المحممل سمملكوا
طريق قائد الجيش ،فلحقوا بهممم بعممد الضممحى ،وسممار الجيممش وهممم يقمماتلونه
ل وخلف ًا إلى الظهيرة ،ولمم يكمن يمأس فمامتنع الجيمش عنهمم كلمما يمين ًا وشما ً
صممالوا عليممه ثبممت لهممم رجممال ،وثبتمموا حممتى أيسمموا منممه ،فرجعمموا خممائبين
خاسرين حتى وصلوا غد ،في عافية.
تمام الخبر في مقامنا بغد
ثم إنه لما سمار الجيممش إلممى "منممي" فممي ممدة قليلمة ،ور د علينمما بريمد "غمد"
و"لغ" وأمير " دنك" وأمير "برم" وأمير "مفر" كلهم بالتهنيئة ،وكممان أميممر
"برم" و"مفر" و" دنك" قبل هذا الجها د بغاة على أمير "غوبر" ،ولما وصل
إليهم الخبر بما صنع ال للمسلمين فرحوا بذلك جد ًا ،ورغبمموا فينمما لعممدواتهم
له ،ل رغبة فممي السمملم ،فممداريناهم علممى ذلممك لشممدة احتياجنمما إلممى الميممرة
فأطلقوا إلينا عيرهم وتجارهم ،وانتفعنا بذلك.
ولما رجع إلينا الجيش وقممد اشممتد بنمما الجمموع ،وبلممغ كممل مبلممغ حممتى ل تكمما د
تتجمع الميرة من بعيد ،أرسلني الواللممد إلممى الخ محمممد مويممج أميممر "كممب"
وهو ببلدة "ياب" ،أنه يريد اللحوق بجماعته بها ليتسعوا في الميممرة ،فأجمماب
إلى ذلك ،وشرع في جهاز الشيخ ،ووجدته أنه قد نصر على ما يليه مممن بلممد
العدو ،ووسع كثير ًا ،ثم ذهبت راجع ًا فلقيت بالشيخ والجماعممة ،فسممرنا حممتى
وصلنا بجنب البحر ،فتأخر هناك أيام ًا.
وكان العدو لما رجعوا مممن وراء الجيممش ،سمماروا إلممى حصممن لهممم يقممال لممه
" دان غيد"-بفتح الدال وإسكان النون وكسر الغين-وأنشأوا جيش ًا فغممدوا إلممى
أطراف جماعتنا في "ركن"-بكسر الراء والكاف وفتح النون فأصممابوا بقممر ًا
وسبوا ،فخرج إليهم الطلب فأنقذ بعض ما أصممابوا وغنممموا مممن خيممل العممدو
نحو ًا من سبعين ،وذهبوا بالبعض ،ثم إنهم لممما وصمملوا إلممى حصممنهم ،سمممع
أمير "غم" قائممدهم أن أميمر " دنممك" خلفمه فمي عيماله فقسممم الجيمش قسمممين،
وخلف بعضه في الحصممن ،وسممار بممالبعض حممتى هجممم علممى أميممر " دنممك"
وجنوجه فشتتهم ،وسكن بالجيش هناك.
ثم إنمه لممما تممأخر الشمميخ أنشممأ جيشم ًا إلممى حصممنهم وبقيممة عسمكرهم ،فخممرج
المنممافق "ثنممب كابشممي" فسممار بممالجيش حممتى وصمملنا الحصممن بعممد صمملة
العصممر ،فخممرج عسممكرهم وكمممن فممي ناحيممة .فسممار الجيممش وأخممذ يقاتممل
الحصن ،ونحن نظن أنهم فممي الحصممن .ثممم خرجمموا علممى الجماعممة ،فكممانت
الهزيمة حتى انتهت إلى قائد الجيش ،وتلحق الناس وغنمنمما منهممم ،فغربممت
الشمس فنهضت بالجيش ونزلت به قريب ًا من الحصن فبتنا.
ولما أصبحنا عبأنا للقتال ،فغرونا بالصلح والمانة ،وطلبوا منمما النصممراف
حتى يتأتي لهم الرسال إلينمما ،فانصمرفت بمالجيش راجعم ًا ،فلممم ينقمض ذلممك
ل ،فذهبنا إلى محلنا في اليوم حتى غدروا بنا وقتلوا من تأخر عن الجيش قلي ً
عافية.
ثم رحل الشيخ وجماعته حتى نممزل "بمغبممش"-بفتممح الميممم والغيممن وإسممكان
الباء-بقية فصل الربيع ،وبها كاتب ملوك بل دنا السو دانية .فمن جملة مما فمي
وثائقه أن بين لهم ما هممو فيمه مممن نصممر الحممق علممى الباطممل ،وإحيمماء لسممنة
وإخما د البدعة ،وطلب منهم أن يخلصوا لم دينهممم وأن يتممبرأوا مممن كممل ممما
يخالف الشرع ويصا دمه ،والتمس منهم أن يساعدوه على جهمما د عممدوه ،وأل
يغتروا بكلم عدوه فيه ،فيسمماعدوا العممدو عليممه فيعمهممم الم بممالهلك بسممبب
ذلك ،لن ال أقسم :لينصرن المممؤمنين وليخزيممن الكممافرين ،فسممار بالوثممائق
عبممد الرحمممن بممن العلمممة ،زمنمموا والمصممطفى .فلممما أوصمملوا وثيقممة أميممر
"كاشنة" ونظر إليها أخذته العزة فمزقها ،فمزق ال ملكه.
ولما أوصلوا وثيقة أمير "كنوا" كا د أن يقبل ،ثم أبى وسلك ما سلك إخوانه.
ولما أوصلوا وثيقة أمير "زكزك" قبل وتاب ،وأبى عليه قومه ،فقمماتلهم فقممام
على ذلك مدة عمره .ولما مممات بغمموا علممى المسمملمين ،وارتممدوا ،وكممان مممن
أمرهم ما كان.
وفي هذا العام أنشأ منها سممرايا إلممى أرض العممدو ،منهمما سممرية محمممو د إلممى
"كيمي"-بفح الكاف وإسكان الياء وكسر الميم.
تمام الخبر من اتنقالنا من غد
ثم إنه لما انتقلنا من "غد" وخلفنا الممذين بشمممالنا مممن جماعممة الشمميخ السممتاذ
أغال ،صاحب الشيخ ،والفقيه محمدان ،والمموالي الكاشممف محمممد تكممر-بضممم
التاء والكماف-و"جمو د" ،واجتمعموا ،وحلمموا ثنيمة بيمن "آ در وغموبر" وكمان
العدو علموا بمقامهم هناك ،فنصممب لهممم أميممر غمموبر عسممطر ًا آخممر بجنبهممم
وجعل يمدهم بالمدا د ،وكلما وصل اليهم مد د نهضوا إلممى الجماعممة فيممدرهم
ال عن الجماعة ،فينهزمون ،ولم يزالوا هكذا نحو سبع غزوات ،حمتى أفنممى
الجماعممة أكممثرهم ،فحينئممذ نهممض الجماعممة إلممى غزوهممم ،فغممزوا أرض
"غدو"--بفتح الغين المعجمة وضم الدال-و"غلم"-بفتح الغين وإسممكان اللم-
و"زنغلم"-بكسر الزاي وإسكان النون وكسر الغين المعجمة-و"تاكس"-بضم
الكاف ،فاستصعب عليهم "تاكس" وهزمهم بعض الهزيمممة ولممم يكممن بممأس،
وغزوا حتى وصلوا "كرفي"-بضخ الكاف وإسممكان الممراء-نصممف يمموم مممن
"الغاضا" ،ورجعوا لمحلهم ،وكان إذ ذاك ل يسمممعون بأخبارنمما ،ول نسمممع
بخبرهم لحاطة العداء بهم وكثرة المياه.
رجوع الشيخ إلى أرض العدو من أهل غوبر
ثم إنه لما حان وقت الخريف اجتمعنا وشمماورنا فمي أمرنمما ،فماتفق رأينمما فممي
الرجوع إلى أطراف بل د العدو بعيالنا ،ليمكن لنا غزوهم ،فانتقل الشيخ مممن
"مغبش" ونزل إلى "سيف"-بكسر السين وإسكان الياء وفتح افاء ،ثممم خممرج
فنزل "بركن" .فخرج سرية عليها عبد السمملم ،فمماحتملوا قوتم ًا ،ثممم خرجممت
سرية أخرى فالحتملت أيض ًا قوتم ًا ،ثممم انتقممل ونممزل "بسممكت"-بضممم السممين
والكاف مع التشديد ،وتأخر هناك أيام ًا.
ذكر غزوة "دن غد" افثانية
ثم إنه كان أمير "غم" أرسل إلى الشمميخ وطلممب أن يصمملح بينممه وبيممن أميممر
"غوبر" .فأجاباه الشيخ إلى ذلك ،فأرسل أمير "غم" إلممى أميممر "غمموبر" أن
وجه إلى الشيخ من وزرائك بريد ًا ،واصممطلح مممع الشمميخ ،وأعطممه ممما يريممد
منك ،فإنا ل نقدر على أمممره ،فمموجه وزيممره الكممبر "غل ديممم" ،وكممان بينممه
وبيممن الشمميخ موافقممة وهممو رجممل عاقممل يحممب الشمميخ ،فضمميعوه ]فضمميفوه؟
فضيقوه؟[.
ولممما ضمميقنا عليهممم راجعمموه ووازروه ،ولممذلك وجهمموه إلينمما .فلممما نممزل
"بسكتوا" عازم ًا علممى إنشمماء الجيممش إلممى " دار غممد" ور د علينمما يمموم ذلممك،
وأخبر الشيخ أن أمير "غوبر" ندم وعزم أن يقبل على الشيخ كل خلة طلبهمما
منه .فاجتمعنا وشاورنا في أمرهم ،فاتفق رأينا أن يجتهد المير ويسممير إلممى
الشيخ بنفسه ،ويأخذ من الشيخ كل ما يريد ،ولم نتكتممف بقممدوم المموزير علمم ًا
منا بأحوالهم ،ومكايدهم .فقبل منا ذلك الوزير ،فضرب له الشيخ مدة يسيرة،
وأمنهم ما خل " دان غد" ،فقبلوا ذلك منا .فخرج الجيش إلى " دان غممد" يمموم
الخميس ،فصحبهم بكرة الجمعة ،فلم يكن بممأس أن فتممح ال م علينمما الحصممن،
فقتلنا وأسرنا ونهبنا ،ولم تكن غنيمة مثلها ،ثم كففنا أيدينا عن أرضهم ،علممى
ما شرطناهم وعاقممدناهم .فممذهب ذلممك المموزير حممتى وافممى الميممر ،وأخممبره
بجميع المور ،فكا د أن يقبل منه ،فجمممع أهممل مشممورته ،فمماتفق رأيهممم علممى
عدم مسيره وإنفاذ البر داء ،فأنفذوا الشيخ الشريف "باب" ،وكممان محصممور ًا
عندهم مع قومه ،فوافى .وقد نزل الشيخ "بتبر"-بفقتح التمماء واإسممكان البمماء.
فأخبره بإباء المير عن المسير ،وطلبه المصلحة هكذا ،فلممم نقبممل علم م ًا منمما
عرَلممى سرَمرَوا ٍء"
خرَيارَنم ًة رَفاَسْنعيِبمَسْذ عيِإرَلَسْيعيِهمَسْم رَ
ن رَقمَسْو ٍم عيِ
ن عيِمم َسْ
خممارَف اَّ
بمكائدهم وخيممانتهم "رَوعيِإاَّممما رَت رَ
]النفال .[58فنبذنا إليهم عهممدهم .فرجممع الشمميخ الشممريف "بمماب" واحتممال.
فخرج منهم إلى الجماعممة ،ثممم إن الشمميخ أنشممأ غمزوة إلممى "كيمممي" لرجمموع
العداء إليها ،وأنشأ آخر إلى "غنغرم"-بضم الغينين المعجمتين مممع إسممكان
النون .فخرجت بهم إلى "غنغرم" ،وقممد اجتمممع فيهمما العممدو ،وتحصممنوا فممي
عيالها ،ففتحها ال علينا ،وغنمنا أكثر مممن غنيمممة " دان غممد" .ورجعنمما وقممد
رجع غمزو كيممي بالنصممر والغنيممة ،وعليهممم محممو د غمر دم .ولممما رجعنمما
ورجع غزو محمو د انتقل من "ثبر ]تبر[" إلى "كرار" .فنممزل بهمما .وانضممم
إلينا جماعة الفقيه أغال ،ومن معه ،وجماعة الكشناويين.
وكان من حديثهم أن سلطان كاشنة ،لما سمع بما وقممع لميممر غمموبر بعممد ممما
عاقممدوه وأذنمموا لممه ،أمممر عممماله بغممزو جميممع مممن انتسممب إلممى الشمميخ
واستئصالهم .فجعلوا يقتلون ويأسرون ،فنفر أولئك الجماعممة يممأوي بعضممهم
إلممى بعممض حممتى صمماروا جماعممة ،فجعلمموا يممدافعون عممن أنفسممهم ،ووصممل
بعضهم إلى "مستماطي" ،فتحصنوا بها .ووصل بعضهم إلى "مممدب"-بفتممح
الميم والدال .ثم توجهوا إلينا حتى دخلوا بلممد "زنفممر" .ثممم خرجمموا ووصمملوا
إلينا "بكرار" .وقد قطعوا الفيافي مسميرة شممهر ،ولقمموا مممن العممدو الزحمموف
الكثيرة ،ثم إنه اجتمعنا وشاورنا في أمرنا ،فاتفق رأينا على إنقاذ العزو إلممى
ضواحي "حصن القاضاو" ليتمكن الوصول إليه.
ذكر غزوة بور
وكان من حممديثها أنممه لممما اجتمعنمما وشمماورنا فممي غممزو ضممواحي القاضمماو،
واتفق رأينا على إنفاذه ،خرجنا ،وعلينا علي جيد ،قائد الجيوش ،حتى نزلنمما
"مني" .ثممم سممرنا وأغرنمما غربممي الحصممن ،ووجممدنا الكفممار متحصممنين فممي
"غيال" ،ففتحها ال علينا .ولم نرجع حممتى وصمملنا "بممور"-بضممم البمماء ون-
نصف يوم من "القاضاو" .وكان إخواننا من أقيال الفلتيين الذين مع الكفممار
بجنب الحصن من ناحية اليمين ،قد أرسلوا إلينا بإسمملمهم ،وقممد التحممق بهممم
من المسلمين المهاجرين والفرارين الذين تسلط عليهم العدو ،وممن له نسممبة
إلينا ،أو كان فلتي ًا .فأغاروا في ذلك اليوم حتى وصمملوا إلممى "جممرو" فريب م ًا
من الحصن جد ًا .فرجعنا ورجعوا.
ذكر غزوة القضاو الولى
وكان من حديثه أنه لما رجعنا من غزو ضممواحيها الغربيممة ،وغممزو إخواننمما
ضواحيها اليمانية-وقد التحق بنا الخ الصالح "نمو د" بجماعته ،وأغار على
شرقي الحصن وأبلى-اجتمعنا وشمموارنا فممي أمرنمما .فمماتفق رأينمما علممى قتمماله
والمسير إليه ،مع أنه اجتمع فيه من جنو دهم وقومهم ما ل يحصمميهم إل المم،
ونحن قد التحق بنا كل من تخلف عنا من إخواننا ،ممن كان محصور ًا فيهمما،
فخرجنا مستهل شعبان ،فنزلنا "بمني" ،ثم رحلنا وعلينا الوزير الكممبر عبممد
ال ،حتى نزلنا "بمور" ،وأخرنما حمتى تلحمق النماس .ثمم سمرنا حمتى نزلنما
"غاذك" ،فأعجل قائد الجيش حتى لحق بالمقدمة ،فوجممدناهم قممد أعممدوا لكممل
ناحية طائفة ،وخرج عسكرهم فحمممل علممى ميسمرتنا فثبتمت ،فماقتتلوا سماعة
وأهل الحصن يرمون بالسهام من ناحية والعسكر يقالت مممن ناحيممة ،فأعاننمما
ال عليهم فهزمنا عسكرهم ،وقد أصيب العم في رجلممه فمنحنمما الم أكتممافهم،
فاستحر القتل فيهم ،ثم إن ميمنة الجيش بقيت على مقاتلممة الحصممن يمموم ذلممك
واتبعنا نحن آثارهم ،ثم رحنمما إلممى المعسممكر الممذي أتينمما منممه ،وأرسمملنا إلممى
الميمنة فلحقونما فخمرح خيمل المشمتركين لمما رحلنما ،فكمنمت فمي خيمل ممن
ناحية ،حتى أ دركوا مؤخرة الجيش ،فحملنا عليهم فر دهممم المم ،وكممانت خي ً
ل
عظيمة فوافينا الجيش وقممد نممزل بالمعسممكر .ولممما أصممبحنا بعثمموا إلينمما خي ً
ل
عظيمممة وظننمما أن أميرهممم خممرج إلينمما .فثممار الجيممش إليهممم ،فتلقنمماهم خيلنمما
فانهزموا وتبعممت آثممارهم ،فسممار جيشممنا حممتى نممزل "زغممرب"-بضممم الممزاء
والغين-بجنب الحصن من ناحيممة اليميممن ،وبتنمما ثلث ليممال ،ثممم سممرنا لقتممال
الحصن ،فنزلنا وعبأنا للقتال يوم الحد ،وقاتلنمماهم أشممد قتممال ،حممتى كمما د أن
يفتح لنا ،واستشهد من جماعتنا خلق كثير ،وقتلنا منهم كذلك حتى الغممروب،
فرجعنا إلى المعسكر.
ثم إن التمموارك كممانوا ينممافقون يممأتون ويقولممون :آمنمما وإذا خلمموا إلممى الكفممار
السممو دانيين قممالوا :إنمما معكممم ،ولممما حضممروا الوقعممة الوولممى رجعمموا إلممى
رحالهم واجتمعوا وخلفوا في عيالنا يغيرون .فكتب إلينا الخ الصالح منهممم،
أحمد بن حيدرة ،وأنذرنا منهم وأخبرنا بما هم فيهم ،فنهض بالجيش المموزير
إلى عيالنا ،وتخلفت فممي الخمموان الممذين بجنممب اليميممن لئل ينتشممروا ،فبقينمما
نجاهد العدو ،يغيرون علينا ،ونغير عليهم حتى سار الجيش والتحق بالعيال.
وفي ذلك المقام أنشأت سرية إلى "أكي"-بفتح الهمزة وضممم الكمماف وتشممديد
اياء ،فأصابت غنائم كثيرة ورجعت سالمة .ثم انتقل الشيخ بالجماعة ،ونحممى
ناحية القاضاو ،حتى نزل "ببور" .ولما سمعنا بمسيره خرجممت حممتى لقيتممه.
ثم إنه كتب أولئك التوارك كتاب ًا غرونا به ،مع أنهم يجتمعون .فلما تم جمعهم
ساروا إليها ،وقد نزلنا "ثنثممو"-بضممحم المثلثممتين مممع إسممكان النممون-وانتشممر
الناس فممي طلممب القمموت ،وبقممي الشممراف فممي الممديار .فلممم يفجأنمما إل العممدو
وبجنبنا ،فخرج الشراف ومن معهم فعسكرنا بجنب رجالنا .ثم إنه أتى إلينمما
الخ الصالح أخو الشيخ سعد ،ومعه الرايممة ،وقممال :انهضمموا إلممى عسممكرهم
فتقدمت إليه ،وقلت :دعهم حتى يدنوا منا ،فممأبى وسممار بالنمماس ،وأنمما إذ ذاك
مريض ،فقعمدت عنهمم لمذلك حمتى وصملوا إلمى العمدو ،وقمد تهيئموا وتعبموا
فالتتتلوا ساعة ،فكانت الهزيمة واستشهد مممن خيممار الجماعممة طائفممة كممثيرة،
وانتهى الفرارون إلى حيث عسكرنا دون رحالنا .فخرج الخ المموزير إلينمما،
وخرج بأثره الشيخ ،وهو يدعو ال فهزم ال عدونا ،ووضعنا فيهممم السمملح،
وتفرقمموا عبا ديممد ،ثممم رجعنمما لممدفن الشممهداء ،وقممد استشممهد منمما نحممو ألفيممن
واستشهد من خيار القوم رجال ،ومنهم:
قاضي القضاة ،محمد ثنب •
وغيرهم. •