You are on page 1of 4

‫نظم يف أصول‬

‫اإلمام مالك‬
‫ا‬
‫للعّلمة‬
‫ُ َّ‬ ‫ا‬
‫أب كفه‬‫ي‬ ‫أحمد‬ ‫بن‬ ‫د‬‫محم‬ ‫أحمد بن‬
‫ا‬
‫المحجوب الوّل يب‬
‫ي‬
‫ترجمة النّاظم‬
‫صاحب النظم هو العالم الفقيه أحمد بن محمد بن أحمد المكنى بأبي ُكفه(‪ )1‬بـن‬
‫محمد بن محمد الماحي تكن بن سيد أحمد المحجوبي‪.‬‬
‫كان رحمه هللا ‪ -‬تعالى ‪ -‬من العلماء النجباء‪ ،‬األذكياء‪ ،‬األدباء‪ ،‬األتقياء‪ ،‬جامعًا‬
‫ألنواع العلوم من تفسير‪ ،‬وحديث‪ ،‬وفقه‪ ،‬وأصول‪ ،‬ونحو‪ ،‬ولغة‪ .‬وكان عارفا بعلم‬
‫عا‪،‬‬‫أصول الدين‪ ،‬متفننا‪ ،‬حصل العلوم كلها‪ ،‬كالما‪ ،‬وحديثا‪ ،‬وأصولً‪ ،‬وفرو ً‬
‫ونحوا‪ ،‬وأدبًا‪ .‬وكان جيد النظر‪ ،‬حسن الفهم‪ ،‬ثاقب الذهن‪ ،‬ذا جد واجتهاد في‬ ‫ً‬
‫العلم‪ ،‬أفنى عمره فيه‪ ،‬كثير المطالعة مع ما بعينه من الوجع الدائم‪ .‬وما ترك‬
‫مطالعة الكتب حتى توفي رحمه هللا تعالى‪.‬‬
‫وكان معتنيًا بالعلم محصال له‪ ،‬ذا بحث ومطالعة‪ ،‬ل تراه إل بيده ورقات يطالعها‪،‬‬
‫كثير النقول للمسائل‪ ،‬مجته ًدا في تحصيلها‪ ،‬خطه من أحسن الخط‪ ،‬كثير النظم‬
‫ورتب كان‬‫للمسائل وللنظائر‪ ،‬جمع من المسائل بين أجوبته وأنظامه ما لو ُجمع ُ‬
‫تأليفا ضخ ًما‪ .‬فال ترى كتابًا من كتبه التي بيده إل وجدت نقله وطرره بهوامشه‬
‫طلبًا للفائدة‪ ،‬معمرا األوقات بالمطالعة‪ ،‬مقبالً على العبادة‪ ،‬منعزلً عن الجموع‪،‬‬
‫ل يجلس في األماكن المعهودة لجتماع الناس‪ ،‬مقبالً على العبادة؛ عن ما ل يعنيه‬
‫حتى كادت رئاسة اإلفتاء بولته تنتهي إليه(‪ .)2‬وتوفي رحمه هللا سنة ‪ 1275‬هـ‪.‬‬
‫مؤلفاته‪:‬‬
‫ـ المهيع الجلية في القواعد الفقهية‪.‬‬
‫ـ نظم في أصول اإلمام مالك‪.‬‬
‫نظم فيه شرح المنجور للمنهج المنتخب‪.‬‬
‫ـ نظم قرة العين في القواعد الفقهية‪َ ،‬‬
‫ـ شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني‪.‬‬
‫ـ نظم تبصرة الحكام لبن فرحون‪.‬‬
‫ـ نظم مغني اللبيب‪.‬‬
‫ـ منظومة في أسماء هللا الحسنى‪ ،‬وله منظومة في التوحيد‪.‬‬
‫وغيرها من المصنفات النافعة‪ ،‬نفع هللا بها طلبة العلم‪.‬‬

‫‪ )1‬أبو ُكفه لقب جده‪ ،‬وقد اختلف في ضبطه‪ ،‬وينطق بقاف معقودة‪ ،‬وليس بكاف فصيحة‪.‬‬
‫‪ )2‬انظر "منح الرب الغفور في ذكر ما أهمله صاحب فتح الشكور" ألبي بكر مصطفى الولتي‪.‬‬
‫نظم أصول اإلمام مالك‬

‫ع العَـ ِز ِيز العُـلَــ َمـا‬


‫شــر ِ‬
‫دَالئِــ َل ال َّ‬ ‫هلل الّـذي قَـــد فَـ َّهـ َمـا‬
‫ال َحمـــ ُد ِ‬
‫ي ِ أَح َمــدَا‬
‫ـمـ ّ‬
‫ش ِ‬ ‫علَــى النَّـ ِبـ ّ‬
‫ي ِ ال َها ِ‬ ‫َ‬ ‫ســال ُم أَبَـــدَا‬ ‫ث ُـ َّم ال ّ‬
‫صـــالةُ َوال َّ‬
‫علَــى الـد ََّوام‬
‫َوالت َّـا ِبـ ِعــيـــ َن لَ ُهـــ ُم َ‬ ‫صح ِبـ ِه ال ِكـــ َرام‬ ‫َوآ ِلـــ ِه الغُ ِ ّ‬
‫ـر َو َ‬
‫ع العَ ِزيز‬
‫شر ِ‬
‫ذِك ُر َمبَانِي ال ِفق ِه في ال َّ‬ ‫َوبَع ُد فَالقَص ُد ِبذَا النَّظ ِم َ‬
‫الو ِجيز‬
‫َوأَسـت َ ِمــ ُّد ِمــنــهُ فَـتـ َحــهُ ال ُمـ ِبـيـن‬ ‫فَـقُلـتُ َو َ‬
‫للا ال ُم ِعـيـ َن أست َ ِعيـن‬
‫ســت َّـــةَ عَــ َ‬
‫شـــر‬ ‫َمــا ِلــــ ٍك اإل َمــ ِام ِ‬ ‫ب ال َ َ‬
‫غـ ّر‬ ‫أ َ ِدلَّـةُ الـ َمـذ َه ِ‬
‫ب َمذ َهـ ِ‬
‫سـنَّــــ ِة َمـــــن لَــــهُ أَتَــ َّم ال ِمـنَّــه‬
‫ُ‬ ‫سـنَّـه‬ ‫ب ث ُ َّم نَ ُّ‬
‫ص ال ُّ‬ ‫نَ ُّ‬
‫ص ال ِكتَا ِ‬
‫سـنَّـ ِة َمـن ِبالفَـضـ ِل ُكــ ِلّــ ِه قَــ ِمـن‬
‫ُ‬ ‫ب َوال َّ‬
‫ظا ِه ُر ِمن‬ ‫َو َ‬
‫ظا ِه ُر ال ِكـتَا ِ‬
‫ســنَّــــــ ِة ال َ َّوا ِه‬
‫ثُـــــ َّم َد ِلــيـــــــ ُل ُ‬ ‫للا‬
‫ب ِ‬ ‫ث ُـ َّم الـ َّد ِلـيــ ُل ِمـن ِكـت َـا ِ‬
‫سول‬ ‫سـنَّــ ِة َّ‬
‫الر ُ‬ ‫تَنـبِـــيـــهُ قُـر ٍ‬
‫آن َو ُ‬ ‫َو ِمن أ ُ ُ‬
‫صولـِ ِه الّتِي بِ َها يَـقُول‬
‫ص َواب‬ ‫سـنَّ ِة ال َهادِي إلى نَه ِ‬
‫ج ال َّ‬ ‫ِمن ُ‬ ‫َو ُح َّجـة لَدَيـ ِه َمف ُهــو ُم ال ِكت َـاب‬
‫عـ ُ‬
‫ظـم‬ ‫سـنَّــ ِة الّـذِي َجـاهـا َ‬
‫تَنـبِـيــهُ ُ‬ ‫للا ث ُــم‬
‫ب ِ‬ ‫ث ُ َّمــتَ تَنـبِـيــهُ ِكت َـا ِ‬
‫سـو ِل أَس َخى َمـن بَـذَل‬ ‫َمـدِيـنَــ ِة َّ‬
‫الر ُ‬ ‫ث ُ َّمـتَ إِجـ َمـاع َوقَيـس َو َ‬
‫ع َمـل‬
‫َوهــ َو اقـتِـفَــا ُء َمــا لَــهُ ُرج َحـــانُ‬ ‫سـانُ‬ ‫َوقَـو ُل َ‬
‫صحـ ِبـ ِه َواالستِح َ‬
‫فـي نَف ِس َمـن ِب ِاالجتِ َها ِد ُمـت َّ ِ‬
‫ـصف‬ ‫َوقِيـ َل بَـل ُهـ َو َد ِلـيـل يَنـقَـذِف‬
‫عَـنــهُ فَــال يَـعــلَــ ُم َكـيــ َ‬
‫ف يُخــ ِبـ ُر‬ ‫ـر‬ ‫َولَكـ ِن التَّعــ ِبـيـ ُر ِمنــهُ يَق ُ‬
‫صـ ُ‬
‫فَـ َمــا ِلــك لَــــهُ َ‬
‫عـلَى ِذ ِه اعـتِـ َمـاد‬ ‫ب ذَ َرائِـ ِع الفَ َ‬
‫ســاد‬ ‫ســ ُّد أَبـ َ‬
‫ـوا ِ‬ ‫َو َ‬
‫َو َرأيُـــــهُ فـــي ذَاكَ َال يُــ َعــــــ ُ‬
‫اب‬ ‫َو ُحـجـَّــة لَـدَيــ ِه االس ِتص َحــ ُ‬
‫اب‬
‫علَيه‬ ‫ض فُ ُر ِ‬
‫وع ال ِفق ِه تَـنـبَـنِي َ‬ ‫بَع ُ‬ ‫احــ ِد ُح َّجــة لَـدَيــه‬
‫َو َخـبَــ ُر ال َو ِ‬
‫لَـهُ احتِ َجـاج َح ِف َ‬
‫ظـتــهُ النَّـقَلَــــه‬ ‫سلَـه‬
‫ح عَـنَـيــتُ ال ُمر َ‬
‫صـا ِل ِ‬
‫َوبِال َم َ‬
‫ان َ‬
‫طـورا يَــعــ ِد ُل‬ ‫عـنـهُ َكـ َ‬
‫ِبـ ِه َو َ‬ ‫ان َ‬
‫طـورا يَع َمـ ُل‬ ‫ي ُخل ٍ‬
‫ف َكـ َ‬ ‫َو َرع ُ‬
‫ب أَم ال قَد َج َرى فِي ِه اختِ َالف‬
‫يَ ِج ُ‬ ‫علَى ُمجت َ ِه ٍد َرع ُ‬
‫ي ال ِخ َالف‬ ‫َو َهل َ‬
‫ع ال ِفقـ ِه فِي َها تَـن َح ِصر‬ ‫أ َ َّن فُ ُ‬
‫ـرو َ‬ ‫س قَــ َوا ِعـــ َد ذُ ِكــر‬
‫َو َهـ ِذ ِه َخـمــ ُ‬
‫شـ ِّك بَل ُحكـ ُم اليَ ِقيـ ِن يُـتبَـ ُع‬
‫ِبال َّ‬ ‫ي اليَ ِقـيـنُ ُحـكـ ُمـهُ َال يُـرفَ ُع‬
‫َوه َ‬
‫ُور َحـيـثُــ َما ت َـقَــع‬
‫شقَّــ ٍة يَــد ُ‬
‫َم َ‬ ‫ـر َمــع‬ ‫ضـ َرر يُـ َزا ُل َوالت َّـي ِ‬
‫سيـ ُ‬ ‫َو َ‬

‫ور فَهـ َ‬
‫ي ِفـي ِه تَـعـ َمـ ُل‬ ‫ِمـ َن ال ُ ُمـ ِ‬ ‫َو ُكـ ُّل َمـا ال َعـا َدةُ ِفـيــ ِه ت َــد ُخـــ ُل‬
‫َو ِقي َل ذِي إلى ال َيـ ِقـيــ ِن تَر ِجـ ُع‬ ‫اصــ ِد ال ُ ُمــ ُ‬
‫ور تَـتـ َبـــ ُع‬ ‫َو ِللـ َمــقَـ ِ‬
‫َخـم َ‬
‫سـتُـ َها َال ُخلـ َ‬
‫ف ِفي َهـا َو ِار ُد‬ ‫ف َوذِي القَ َوا ِعــ ُد‬
‫َو ِقـيـ َل ِللعُـــر ِ‬
‫ي َحمــد دَائِـم لَـيـ َ‬
‫س يَـبِـيـد‬ ‫ِم ِنّـ َ‬ ‫قَـد ت َـ َّم َمـا ُرمـتُ َو ِ‬
‫هلل ال َحـ ِمـيــد‬
‫عــلَـى ُمـ َحـ َّمــ ٍد َوآ ِلــ ِه ال ِكــ َرام‬
‫َ‬ ‫ص َال ِة َمع أَسنَى ال َّ‬
‫س َالم‬ ‫َوأَطيَ ُ‬
‫ب ال َّ‬

You might also like