You are on page 1of 19

‫كلمات‬ ‫‪ 24‬صفحة‬

‫‪ 50000‬ليرة‬
‫السبت ‪ 13‬كانون الثاني ‪2024‬‬
‫العدد ‪ 5106‬السنة الثامنة عشرة‬
‫‪Samedi 13 Janvier 2024 no 5106 18ème année‬‬

‫نتالي حنظل‬
‫ثمة بالد‬
‫على لساني‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بري‪ :‬فرنجية مرشح وحيد معلن‪...‬‬
‫[‪]12‬‬ ‫هل يذهبون إلى الجلسة؟‬
‫[‪]7‬‬ ‫مئة يوم حرب‪ :‬اليأس يضرب إسرائيل‬
‫ّ‬
‫اليمن يتحدى‬
‫«اإلمبراطورية»‬
‫(أ ف ب)‬
‫‪3‬‬ ‫العالم‬
‫السبت ‪ 13‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪5106‬‬ ‫السبت ‪ 13‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪5106‬‬

‫العالم‬ ‫‪2‬‬
‫طوفان األقصى‬

‫مقالة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اليمن يتحدى العدوان‪ :‬ال ممر إلسرائيل في «بحرنا»‬
‫واشنطن‪ ...‬حارسة «االزدهار» المجبول بالدماء‬ ‫أي أهــداف‪ ،‬وهو أول عملية عسكرية‬ ‫صنعاء ‪ -‬رشيد الحداد‬
‫معلنة لدول كبرى ضد اليمن‪ ،‬تنتهي‬
‫استطاعت إعــادة تشكيل معسكر غربي في مقابل روسيا‪،‬‬ ‫بــالـفـشــل وتـفـتــح ال ـب ــاب واس ـع ــا أم ــام‬ ‫فشل العدوان األميركي ‪ -‬البريطاني‬
‫وليد شرارة‬ ‫القوات املسلحة اليمنية للرد القاسي‬ ‫ع ـلــى عـ ــدد م ــن امل ـح ــاف ـظ ــات الـيـمـنـيــة‬
‫عـلــى خلفية ال ـحــرب فــي أوكــران ـيــا‪ .‬أوض ـ ُـح مـحــاولــة للتوريط‪،‬‬ ‫ً‬ ‫املقبلة‪،‬‬
‫جرت مع إسبانيا‪ ،‬إذ زعم وزير الدفاع األميركي‪ ،‬لويد أوسنت‪،‬‬ ‫ل ـيــس ص ــدف ــة أن ت ـخ ـتــار ال ــوالي ــات امل ـت ـحــدة تـسـمـيــة «ح ــارس‬ ‫واملؤلم في األيــام واألسابيع ّ‬ ‫ال ـ ــواقـ ـ ـع ـ ــة تـ ـح ــت سـ ـيـ ـط ــرة ح ـك ــوم ــة‬
‫ّ‬ ‫علمًا أن قوات صنعاء البحرية نفذت‬ ‫ص ـ ـن ـ ـعـ ــاء‪ ،‬ف ـ ــي ت ـح ـق ـي ــق أي أه ـ ـ ــداف‬
‫لدى اإلعالن عن تشكيل ائتالف «حارس االزدهــار»‪ ،‬في الـ‪18‬‬ ‫االزدهـ ـ ـ ــار» لــائ ـتــاف الـ ــذي شــكـلـتــه م ــع أت ـب ــاع وأذن ـ ـ ــاب‪ ،‬وفــي‬ ‫ردًا أولـيــا بعد سبع دقــائــق فقط من‬ ‫ّ‬ ‫ليتحول إلى مجرد اعتداء‬ ‫ّ‬ ‫عسكرية‪،‬‬
‫مقدمتهم بريطانيا‪ ،‬الستهداف أحــرار اليمن عقابًا لهم على‬ ‫ّ‬
‫من كانون األول املاضي‪ ،‬بأن مدريد هي عضو فيه من دون‬ ‫الضربات‪ ،‬بشن هجوم بصليات من‬ ‫سافر على السيادة اليمنية‪ ،‬سيكون‬
‫التشاور مــع حكومتها‪ ،‬مــا أثــار غضبًا شــديـدًا لــدى األخـيــرة‪.‬‬ ‫تـضــامـنـهــم الـعـمـلــي م ــع فـلـسـطــن وغـ ــزة‪ .‬تـعـيــد ه ــذه التسمية‬ ‫الـصــواريــخ على ب ــوارج أميركية في‬ ‫ل ــه م ــا ب ـعــده م ــن ت ــداع ـي ــات عـسـكــريــة‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫ويـشـيــر خـبـيــر ش ــؤون الـسـيــاســة ال ــدوري ــة‪ ،‬ألـ ــدار مــام ـيــدوف‪،‬‬ ‫تذكير من خانتهم الذاكرة‪ ،‬أو أعمتهم األيديولوجيا الليبرالية‬ ‫البحر األحمر‪ .‬وكانت مصادر مطلعة‬ ‫سـ ـتـ ـط ــاول الـ ـق ــواع ــد األمـ ـي ــركـ ـي ــة فــي‬
‫ّ‬ ‫ـرت أن‬ ‫ّ‬
‫فــي مقال على موقع «ريسبونسيبل ستايتكرافت» بعنوان‬ ‫الجوفاء‪ ،‬بصلة الرحم بني ازدهــار الغرب تاريخيًا واستمراره‬ ‫على ت ـطــورات األح ــداث قــد ذك ـ ّ‬ ‫املنطقة‪ ،‬وسيدفع صنعاء إلى االنتقال‬
‫راهنًا‪ ،‬وسفك دماء «اآلخرين» من شعوب العالم غير الغربي‪.‬‬ ‫انطالق بعض الطائرات التي نفذت‬ ‫إلى املرحلة الثالثة من التصعيد في‬
‫«الضغط األميركي لتوسيع االئتالف املعادي للحوثيني يثير‬ ‫االعـ ـت ــداء ك ــان م ــن ق ــاع ــدة «ال ـعــديــد»‬ ‫البحر األح ـمــر‪ ،‬وهــي مرحلة حـ ّـددت‬
‫ّ‬ ‫َمن اختار هذه التسمية‪ ،‬يمتلك فضيلة واحــدة‪ ،‬هي الصراحة‬
‫حنق الحلفاء»‪ ،‬إلى أن «الرئيس بايدن اتصل برئيس الــوزراء‬ ‫األمـ ـي ــركـ ـي ــة فـ ــي قـ ـط ــر‪ ،‬ف ـي ـم ــا أخـ ــرى‬ ‫الـ ـق ــوات املـسـلـحــة الـيـمـنـيــة أهــداف ـهــا‬
‫ّ‬ ‫الفجة‪ ،‬التي ّميزت قادة االستعمار الغربي ورموزه‪ ،‬عندما كان‬ ‫ّ‬
‫اإلسـبــانــي‪ ،‬بـيــدرو سانشيز‪ ،‬لتجاوز آثــار األزم ــة‪ ،‬ورك ــز على‬ ‫ان ـط ـل ـقــت م ــن ق ــاع ــدة بــري ـطــان ـيــة فــي‬ ‫ب ـ ــإغ ـ ــاق هـ ـ ــذا الـ ـبـ ـح ــر أمـ ـ ـ ــام ال ـس ـفــن‬
‫التهديد الناجم عن ممارسات الحوثيني‪ْ .‬إن كانت ّنيته تقريب‬ ‫في ْأوج عتوته‪ .‬سيسيل رودس (‪ ،)1902-1853‬رجل السياسة‬ ‫ّ‬
‫شنت أميركا وبريطانيا نحو ‪ 100‬غارة جوية وصاروخية على اليمن (سنتكوم)‬ ‫قبرص‪ ،‬ومـ ّـرت فــوق السعودية التي‬ ‫التجارية التابعة للدول املعتدية على‬
‫مدريد من املوقف األميركي فقد فشل تمامًا‪ :‬إسبانيا رفضت‬ ‫واألع ـمــال البريطاني‪ ،‬وأح ــد أب ــرز املــدافـعــن عــن اإلمـبــراطــوريــة‬ ‫لسيادتها‪ ،‬رغم‬ ‫ُ‬ ‫لم تعتبر ذلك انتهاكًا‬ ‫أراض ــي الـبــاد وسـيــادتـهــا الوطنية‪.‬‬
‫وامل ّ‬
‫االنـضـمــام إل ــى ال ــوالي ــات املـتـحــدة وع ــدد مــن حلفائها عندما‬ ‫الـبــريـطــانـيــة‪ ،‬ال ــذي ُع ـ ّـن رئـيـســا لـ ــوزراء مستعمرة «ك ــاب» في‬ ‫وأدى ال ـ ـ ـ ـعـ ـ ـ ــدوان إلـ ـ ـ ــى اسـ ـتـ ـشـ ـه ــاد‬ ‫ُيـفــاجــأ بـهــا الـشـعــب اليمني فــي ظل‬ ‫سيرات‬ ‫أنها تعترض الصواريخ‬ ‫والعدوان الذي علمت صنعاء ّبه يوم‬
‫ّ‬ ‫ـؤســس شركة‬ ‫جـنــوب أفــريـقـيــا‪ ،‬بــن عـ َـامــي ‪ 1890‬و‪ ،1896‬ومـ ّ‬ ‫ال ـي ـم ـن ـيــة ال ـت ــي ّ ت ـس ـت ـهــدف إســرائ ـيــل‬ ‫الجمعة قبل املاضي‪ ،‬كان متوقعًا أن‬
‫أصدروا في الـ‪ 3‬من هذا الشهر إعالنًا مشتركًا يحذر الحوثيني‬ ‫خمسة مــن عناصر الـقــوات املسلحة‬ ‫االسـتـمــاتــة األمـيــركـيــة والبريطانية‬
‫ّ‬ ‫بحجة أنها تمثل انتهاكًا ألجوائها‪.‬‬ ‫يحدث قبل نحو أسبوع‪ ،‬بحسب ما‬
‫م ــن الـنـتــائــج امل ـتــرتـبــة عـلــى هـجـمــاتـهــم امل ـس ـت ـمـ ّـرة عـلــى حــريــة‬ ‫األملاس الشهيرة «دو بيرز»‪ ،‬والتي حملت ناميبيا اسمه عندما‬ ‫اليمنية وإصابة ستة آخرين‪ .‬ووفقًا‬ ‫لـ ـل ــدف ــاع عـ ــن إسـ ــرائ ـ ـيـ ــل فـ ــي ال ـب ـحــر‬
‫ودان «املجلس السياسي األعلى» في‬
‫ّ‬
‫ذك ــرت م ـصــادر مــطـلـعــة ل ــ»األخ ـب ــار»‪،‬‬
‫املالحة»‪ .‬يلفت مامدوف أيضًا‪ ،‬إلى أن حلفاء آخرين لواشنطن‬ ‫يتورع عن اإلقرار‬ ‫كانت مستعمرة بريطانية‪ ،‬أي روديسيا‪ ،‬لم ّ‬ ‫ل ـل ـم ـت ـحــدث ب ــاس ــم ق ـ ـ ــوات ص ـن ـع ــاء ‪،‬‬ ‫األحـ ـم ــر‪ ،‬اس ـت ـهــدفــت ب ــأرب ــع غ ـ ــارات‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ال ـع ـم ـيــد ي ـح ـيــى س ــري ــع‪ ،‬فـ ــإن مجمل‬ ‫ق ـ ــاع ـ ــدة ال ــديـ ـلـ ـم ــي ال ـ ـجـ ــويـ ــة ش ـم ــال‬ ‫بالفجة‬ ‫صنعاء العملية‪ ،‬ووصفها‬ ‫لـكــن واشـنـطــن ول ـنــدن انـتـظــرتــا قــرار‬
‫لم يشاركوا في اإلعالن املذكور كفرنسا وأملانيا أو وقعوا عليه‪،‬‬ ‫بــأن «الـفـضــة هــي دم ــاء اآلخــريــن»‪ .‬إخـضــاع اآلخــريــن مــن غير‬ ‫ّ‬ ‫والـســافــرة‪ ،‬موجهًا ال ـقــوات املسلحة‬ ‫م ـج ـلــس األمـ ـ ــن الـ ـ ــذي ق ــال ــت وس ــائ ــل‬
‫عـ ــدد ال ـ ـغـ ــارات ب ـلــغ ‪ ،73‬كـ ــان هــدفـهــا‬ ‫الـ ـع ــاصـ ـم ــة‪ .‬ك ـ ــذل ـ ــك‪ ،‬ش ـ ـ ــن الـ ـطـ ـي ــران‬ ‫ً‬
‫كما هو حال إيطاليا‪ ،‬دون االلتزام بالقتال تحت إمرة القيادة‬ ‫الغربيني‪ ،‬عبر القتل الجماعي وحتى اإلب ــادة عند الـضــرورة‪،‬‬ ‫األس ـ ـ ــاس ـ ـ ــي تـ ــدم ـ ـيـ ــر ق ـ ـ ـ ـ ــدرات ح ــرك ــة‬ ‫الـ ـب ــريـ ـط ــان ــي واألمـ ـ ـي ـ ــرك ـ ــي سـلـسـلــة‬ ‫ال ـت ــاب ـع ــة ل ــه ب ــاع ـت ـب ــار ك ــل امل ـصــالــح‬ ‫إعالم أميركية نقال عن دبلوماسيني‬
‫األميركية‪ ،‬أو وافقوا فقط على إرسال أعداد رمزية من الجنود‪،‬‬ ‫ومختلف أشـكــال التنكيل والـتــرويــع والتهجير‪ ،‬كــان ومــا زال‬ ‫«أنـ ـص ــار الـ ـل ــه» ال ـع ـس ـكــريــة‪ .‬ول ــذل ــك‪،‬‬ ‫هجمات على محيط مطار الحديدة‬ ‫األمـ ـي ــركـ ـي ــة والـ ـب ــريـ ـط ــانـ ـي ــة أه ــداف ــا‬ ‫إن الــواليــات املـتـحــدة قــامــت بتعديل‬
‫كهولندا والدنمارك والنروج‪ .‬وفي الواقع‪ ،‬فإن البلدان التي ّأيدت‬ ‫الشرط املركزي لتثبيت منظومة السيطرة الغربية على ثرواتهم‬ ‫ق ــال ــت الـ ـقـ ـي ــادة امل ــرك ــزي ــة األم ـيــرك ـيــة‬ ‫وم ـن ــاط ــق أخ ـ ــرى ف ــي م ــدي ــري ــة زبـيــد‬ ‫مـ ـش ــروع ــة‪ ،‬ردًا ع ـل ــى ه ـ ــذا الـ ـع ــدوان‬ ‫صياغته لتجاوز اعتراضات صينية‪،‬‬
‫ومصائرهم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الذي قال‪ ،‬في بيان‪ ،‬إنه يضع املالحة‬ ‫ثــم فوجئت مـ ّـع بريطانيا‪ ،‬بالهجوم‬
‫ال ـعــدوان األمـيــركــي ‪ -‬البريطاني على اليمن عند وقــوعــه‪ ،‬هي‬ ‫إن ال ـع ـم ـل ـيــة تـ ــركـ ــزت ع ـل ــى م ـخ ــازن‬ ‫جنوب املدينة‪ .‬كما جــرى استهداف‬ ‫ّ ً‬
‫محمال الــواليــات‬ ‫الــدولـيــة فــي خـطــر‪،‬‬ ‫الكبير الذي شنته القوات اليمنية ليل‬
‫أستراليا وكندا واليابان والبحرين‪.‬‬ ‫ال تـخــرج ح ــرب اإلبـ ــادة ض ـ ّـد غ ــزة‪ ،‬مــن مـنـظــور ق ــادة الـغــرب‪،‬‬ ‫أسـ ـلـ ـح ــة وم ـ ـس ـ ـتـ ــودعـ ــات ل ـل ــذخ ـي ــرة‬ ‫م ـ ـع ـ ـس ـ ـكـ ــر كـ ـ ـ ـه ـ ـ ــان ش ـ ـ ـ ـ ــرق مـ ــدي ـ ـنـ ــة‬
‫املـ ـتـ ـح ــدة وب ــريـ ـط ــانـ ـي ــا امل ـس ــؤول ـي ــة‬ ‫الثالثاء املاضي‪ ،‬واعتبرته الدولتان‬
‫جدًا بالنسبة إلى إدارة بايدن‪ .‬هي‬ ‫الفشل املشار إليه‪ ،‬إشكالي ّ‬ ‫وليس من منظور القادة الصهاينة وحدهم‪ ،‬عن هذه القاعدة‬ ‫ال ـحـ ّـيــة وأن ـ ُظ ـمــة إلطـ ــاق ال ـصــواريــخ‬ ‫ص ـع ــدة ش ـم ــال غـ ــرب ال ـي ـم ــن‪ .‬وب ـعــد‬
‫َ‬ ‫الجوهرية‪ ،‬وال الحروب التي سبقتها ّ‬ ‫سيرة‪ ،‬ومنشآت اإلنتاج‬ ‫والطائرات امل ّ‬ ‫تحريض «هيئة العمليات التجارية‬ ‫الكاملة عــن تــداعـيــات االع ـتــداء على‬ ‫إه ــان ــة غـيــر مـسـبــوقــة لـهـمــا‪ ،‬فلجأتا‬
‫عسكريًا بحريًاّ‬
‫ّ‬ ‫تعلم أن املواجهة مع الحوثيني تقتضي حشدًا‬ ‫ضد العراق وأفغانستان‬ ‫السيادة اليمنية‪ .‬وفي أعقاب خروج‬ ‫إلــى ّ رد اعتبارهما بعملية عسكرية‬
‫ولبنان وسوريا وليبيا‪ .‬عندما ّ‬ ‫وأنظمة رادار للدفاع الـجــوي‪ .‬إال أن‬ ‫البريطانية» على منطقة الحوبان‬
‫كبيرًا‪ ،‬كما ينقل ديفيد سانغر‪ ،‬فــي «نـيــويــورك تــايـمــز»‪ ،‬عن‬ ‫تجرأت املقاومة الفلسطينية‬ ‫«األخبار» علمت‪ ،‬من أكثر من مصدر‬ ‫فــي تعز‪ ،‬استهدف الطيران املعادي‬ ‫مـسـيــرات شعبية ش ــارك فيها مئات‬ ‫ُس ــخ ــرت لـهــا ك ــل وس ــائ ــل إعــامـهـمــا‪،‬‬
‫األميرال املتقاعد جايمس ستافريديس‪ ،‬الذي يرى أن «تجربتنا‬ ‫بقيادة «حماس» على زعزعة أركان هذه املنظومة انطالقًا من‬ ‫ف ــي ص ـن ـع ــاء‪ ،‬أن ال ـه ـج ــوم ل ــم يحقق‬ ‫م ـطــار تـعــز بسلسلة غ ـ ــارات‪ .‬أيـضــا‪،‬‬ ‫اآلالف من اليمنيني ردًا على العدوان‪،‬‬ ‫إلطـ ــاق دع ــاي ــة غـيــر حقيقية ع ــن أن‬
‫ُ‬ ‫غــزة في السابع من تشرين األول املــاضــي‪ ،‬كــان الـ ّ‬ ‫ّ‬
‫مع القراصنة الصوماليني تظهر أن اعتماد مقاربة دفاعية ال‬ ‫ـرد بحرب‬ ‫أي ه ــدف‪ ،‬ول ــم يـنــل مــن ق ــدرات قــوات‬ ‫أفاد اإلعالم البريطاني بأن الحكومة‬ ‫أك ــد الـقــائــد األعـلــى لـلـقــوات املسلحة‬ ‫الـيـمــن يـسـتـهــدف امل ــاح ــة وال ـت ـجــارة‬
‫يكفي بتاتًا‪ .‬املطلوب هو نقل املعركة الى ّ‬ ‫ضد اليمن وشعبه اليوم‪،‬‬ ‫تشن عمليات عدوانية ّ‬ ‫اإلبادة‪ .‬وهي ّ‬ ‫دت ثــاث محافظات‬ ‫ّ‬ ‫فــي حكومة صنعاء‪ ،‬مهدي املشاط‪،‬‬ ‫الدوليتني في البحر األحمر‪ ،‬وليس‬
‫البر كذلك‪ ،‬ألنها الطريقة‬
‫ّ‬ ‫ألن قــواه ّ‬
‫صنعاء‪.‬‬ ‫البريطانية حــد ّ‬ ‫الذي يشغل منصب رئيس «املجلس‬ ‫مـجـ ّـرد السفن املتجهة إلــى فلسطني‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫الوحيدة إلفهام إيــران مضمون رسالتنا‪ .‬فكرة أننا سنسير‬ ‫الحية قـ ّـررت الضغط على الكيان الصهيوني لوقف‬ ‫وف ــي ت ـطــور يــؤكــد ب ـص ــورة مـبــاشــرة‬ ‫ل ــاسـ ـتـ ـه ــداف ت ـم ــث ـل ــت فـ ــي ص ـن ـعــاء‬
‫ّ‬ ‫فشل العدوان‪ ،‬أعلنت شركة «هافنيا»‬ ‫وحجة والحديدة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ال ـس ـي ــاس ــي األع ـ ـل ـ ــى»‪ ،‬فـ ــي ت ـصــريــح‬ ‫املـ ـحـ ـتـ ـل ــة‪ .‬وقـ ـ ـب ـ ــل ت ـن ـف ـي ــذ ال ـع ـم ـل ـي ــة‬
‫دوري ــات فــي البحر األح ـمــر‪ ،‬وهــو بحجم كاليفورنيا‪ ،‬مؤلفة‬ ‫هــذه الحرب‪ ،‬عبر منع السفن القادمة منه أو الذاهبة إليه من‬ ‫نقلته وســائــل اإلع ــام الــرسـمـيــة‪ ،‬أن‬ ‫وج ـه ــت واش ـن ـطــن ولـنــدن‬ ‫ب ـســاعــات‪ّ ،‬‬
‫السنغافورية للشحن البحري أنها‬
‫من بضع سيارات شرطة‪ ،‬أي سفننا هناك‪ ،‬غير واقعية أبدًا»‪.‬‬ ‫العبور من باب املندب‪ ،‬وإن اضطرت لضربها أو احتجازها‪.‬‬ ‫ّ‬
‫أوقفت كل السفن املتجهة إلى البحر‬ ‫«ال ـع ــدوان األمـيــركــي ‪ -‬الصهيوني ‪-‬‬ ‫خطابهما إلى الــرأي العام األميركي‬
‫واشنطن تعي بأن املجابهة في باب املندب والبحر األحمر قد ال‬ ‫سفك دماء اآلخرين ضرورة حيوية لبقاء منظومة السيطرة‬ ‫ُاألحمر‪ ،‬ما يعني أن الهدف األساسي‬ ‫الـبــريـطــانــي غـيــر امل ـب ـ ّـرر عـلــى اليمن‬ ‫وال ـ ـبـ ــري ـ ـطـ ــانـ ــي‪ ،‬ق ـ ـبـ ــل أن ت ـخ ــاط ـب ــا‬
‫تقتصر على عمليات قصف محدودة‪ ،‬وأن احتمال تدحرجها‬ ‫لكن نخب املستعمرة االستيطانية الكبرى والحديثة‬ ‫والنهب‪ّ .‬‬ ‫انتهاك لكل القوانني‪ ،‬وستدفع الدول‬ ‫اليمنيني الذين لم تحثاهم على أخذ‬
‫امل ـع ـل ــن لــأم ـيــرك ـيــن والـبــريـطــانـيــن‬ ‫َ‬
‫امل ـش ــارك ــة ف ـيــه ال ـث ـمــن ب ــاه ـظ ــا»‪ .‬كما‬ ‫الحيطة والحذر‪ ،‬متجاهلتني أن هذا‬
‫الــى معركة حامية ومــديــدة‪ ،‬كبير‪ ،‬وأن هــذا األمــر يتناقض مع‬ ‫النشأة‪ ،‬أي الواليات املتحدة‪ ،‬فاقدة للوعي التاريخي‪ ،‬وال تدرك‬ ‫بـ ـحـ ـم ـّـاي ــة امل ـ ــاح ـ ــة ف ـ ــي املـ ـنـ ـطـ ـق ــة لــم‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ـويـتـهــا تعاظم نفوذ الصني بـرًا‪،‬‬ ‫أجندتها االستراتيجية‪ ،‬وأولـ ّ‬ ‫ضد أبناء العربية السعيدة‪.‬‬ ‫مغبة املبادئة بالحرابة ّ‬ ‫على األرجح ّ‬ ‫ي ـت ـحــقــق‪ .‬ف ـض ــا ع ــن ذل ـ ــك‪ ،‬سـيـتـعـ ّـن‬ ‫العدوان مثل محاولة‬ ‫أك ــد أن «ال ــدم اليمني غــال وثــأرنــا ال‬ ‫ال ـش ـع ــب ف ـش ـلــت ‪ 270‬ألـ ــف غ ـ ــارة فــي‬
‫ربما أن مثل هذا اإلدراك‪ ،‬هو الذي ّ‬ ‫ّ‬ ‫على واشنطن ولندن اآلن انتظار رد‬ ‫يبيت‪ ،‬ولن يثني العدوان اليمن عن‬ ‫ثنيه عن مواجهة العدوان السعودي‬
‫وبشكل خاص بحرًا‪ .‬وبعدما أفضى «غرق» الواليات املتحدة‬ ‫يفسر إحجام بعض الدول‬
‫ً‬ ‫صـنـعــاء‪ ،‬وال ــذي سـيـكــون بــا شــك ذا‬ ‫لرد االعتبار بعد هجوم‬ ‫موقفه املساند والــداعــم لفلسطني»‪،‬‬ ‫‪ -‬اإلم ـ ـ ــارات ـ ـ ــي ال ـ ـ ــذي كـ ـ ــان ب ــال ــوك ــال ــة‬
‫في بر الفضاء العربي ‪ -‬اإلسالمي‪ ،‬وفقًا للتعبير املستخدم من‬ ‫األوروبية كإسبانيا‪ ،‬أو بما فيها تلك السائرة في ركابها عادة‪،‬‬
‫تأثير على سطوتهما التي تسعيان‬ ‫قوات صنعاء ليل‬ ‫م ـشـ ّـددًا عـلــى «اس ـت ـمــرار مـنــع السفن‬ ‫عـ ّـن أم ـيــركــا وبــريـطــانـيــا‪ .‬وخــافــا ملا‬
‫ّ‬
‫بعض خبرائها‪ ،‬إلى بداية انحدارها‪ ،‬فإن غرقها في بحار هذا‬ ‫كأملانيا وفرنسا وإيطاليا‪ ،‬عن املشاركة في عــدوان ستكون‬ ‫اإلسرائيلية أو املتجهة إلى فلسطني‬ ‫توقعته األخيرتان بعد العملية التي‬
‫ّ‬
‫الفضاء‪ ،‬وتحديدًا في البحر األحمر‪ ،‬سيمثل تسارعًا كبيرًا في‬ ‫أثمانه باهظة بال ريب‪.‬‬
‫إل ــى مـمــارسـتـهــا ف ــي الـبـحــر األح ـمــر‪،‬‬
‫وال س ـي ـم ــا أن ال ـ ـ ــوالي ـ ـ ــات امل ـت ـح ــدة‬
‫الثالثاء‪ ،‬والذي اعتبرته‬ ‫املحتلة من املــرور في البحر األحمر‬ ‫قالت القيادة املركزية األميركية إنها‬ ‫ُّ‬
‫مثل هذا االنـحــدار‪ ،‬في مقابل قوم قال عنهم الرسول األكــرم‪:‬‬ ‫فـشــل واشـنـطــن فــي «ت ــوري ــط» بـعــض حلفائها الـغــربـيــن في‬ ‫تتهيب هذا الــرد وما يمكن أن ينجم‬ ‫ّ‬ ‫أميركا وبريطانيا إهانة‬ ‫وب ـ ـ ـ ــاب املـ ـ ـ ـن ـ ـ ــدب»‪ .‬م ـ ــن جـ ـهـ ـت ــه‪ ،‬ق ــال‬ ‫نفذت بواسطة أسلحة متطورة عبر‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عمليات عدوانية ّ‬ ‫الخبير العسكري‪ ،‬مجيب شمسان‪،‬‬ ‫نـحــو ‪ 100‬غ ــارة جــويــة وصــاروخـيــة‬
‫«يأتيكم أهل اليمن أرق قلوبًا وألني أفئدة يريد قوم أن يضعوهم‬ ‫ضد اليمن مؤشر جديد إلى استمرار تراجع‬
‫ّ‬
‫ع ـن ــه م ــن ت ــوس ـي ــع ل ـل ـم ــواج ـه ــة ال ـتــي‬ ‫غير مسبوقة لهما‬ ‫لـ»ألخبار»‪ ،‬إن «الرد سيكون بعملية‬ ‫عـلــى ع ــدد م ــن امل ـحــاف ـظــات الـيـمـنـيــة‪،‬‬
‫فيأبى الله إال أن يرفعهم»‪.‬‬ ‫هـيـمـنـتـهــا‪ ،‬بـعــدمــا ظ ــن ك ـث ـيــرون أن ـهــا نـجـحــت بــوق ـفــه‪ ،‬عندما‬ ‫تعلن باستمرار أنـهــا تــريــد إبقاءها‬ ‫ُ‬
‫محصورة قدر اإلمكان‪ ،‬وأن العدوان‬ ‫ع ـس ـكــريــة واسـ ـع ــة وم ــرع ـب ــة لـلـعــدو‬ ‫استخدمت في بعضها صواريخ من‬
‫بذاته كان لهذه الغاية‪.‬‬ ‫خالل الفترة القادمة»‪.‬‬ ‫نوع «توماهوك» أطلقتها غواصات‪،‬‬
‫وكــانــت العملية العسكرية الـتــي لم‬ ‫فــإن الـعــدوان انتهى من دون تحقيق‬

‫ّ‬
‫المكونات المحلية المناوئة لها (أ ف ب)‬ ‫ّرد صنعاء سيلقي بظالله على‬

‫واشنطن «تقصف» مسار السالم‪ :‬صنعاء نحو المواجهة األوسع‬


‫ّ‬
‫ال ـنــاطــق ال ـع ـس ـكــري‪ ،‬يـحـيــى ســريــع‪،‬‬ ‫مفتوحًا‪ ،‬خصوصًا منها «املجلس‬ ‫م ــن امل ــواج ـه ــة م ــع واش ـن ـط ــن‪ ،‬يـبــدو‬ ‫ومكشوفة‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن كل حديث‬ ‫منذ أول هجوم شنته على املالحة‬ ‫أحمد الحسني‬
‫ـوسـ ــع م ـ ــن رق ـع ــة‬‫األم ـ ـ ـ ــر ال ـ ـ ـ ــذي س ـ ـيـ ـ ّ‬ ‫االن ـت ـقــالــي ال ـج ـنــوبــي» و«امل ـق ــاوم ــة‬ ‫أن ت ــرتـ ـيـ ـب ــات ال ـ ـسـ ــام ب ــات ــت عـلــى‬ ‫ع ــن اس ـت ـه ــداف م ـصــانــع الـتـصـنـيــع‬ ‫اإلس ــرائ ـي ـل ـي ــة ف ــي ال ـب ـح ــر األحـ ـم ــر‪،‬‬
‫امل ــواج ـه ــة لـتـشـمــل أه ــداف ــا لـلــوجــود‬ ‫الوطنية»‪.‬‬ ‫املـحــك‪ .‬ليس هــذا فقط‪ ،‬بــل إن بنود‬ ‫ال ـ ـع ـ ـس ـ ـكـ ــري‪ ،‬ي ـ ـن ـ ــدرج ف ـ ـقـ ــط ض ـمــن‬ ‫ً‬
‫خ ـص ــوص ــا أن ال ـط ــري ـق ــة ال ــوح ـي ــدة‬ ‫ب ـع ــد دخ ـ ــول ال ـي ـم ــن فـ ـص ــا ج ــدي ــدًا‬
‫األم ـي ــرك ــي وال ـبــري ـطــانــي ف ــي شـبــوة‬
‫وحضرموت وسقطرى واملهرة‪.‬‬
‫ل ـك ــن الـ ـتـ ـط ــورات األخ ـ ـيـ ــرة سـتـفـســد‬
‫عـ ـل ــى واشـ ـنـ ـط ــن تـ ـل ــك ال ـت ــرت ـي ـب ــات‪،‬‬
‫الـهــدنــة‪ ،‬املـعـلــن منها وغـيــر املعلن‪،‬‬
‫بــاتــت هــي األخــرى فــي مهب الــريــح‪،‬‬
‫ال ــدع ــاي ــة واالسـ ـتـ ـه ــاك ال ـس ـيــاســي‬
‫واإلع ــام ــي‪ .‬وع ـلــى أي ح ــال‪ ،‬يـبــدو‬
‫العدوان كان في جانب‬ ‫التي يمكن الرهان عليها أميركيًا‪،‬‬
‫لتغيير املـعــادلــة املـيــدانـيــة القائمة‬
‫من املواجهة مع الواليات املتحدة‪،‬‬
‫ي ـب ــدو أن تـ ـح ـ ّـوالت ك ـب ــرى سـتـلـقــي‬
‫وفـ ـ ـ ــي رأي مـ ـحـ ـلـ ـل ــن‪ ،‬لـ ـ ــن ت ـق ـت ـصــر‬ ‫خ ـص ــوص ــا أن رد ص ـن ـع ــاء سـيـلـقــي‬ ‫خصوصًا أن الواليات املتحدة‪ ،‬في‬ ‫أن الــواليــات املتحدة ال تسعى إلى‬ ‫منه اعتراضًا على‬ ‫ف ــي ال ـي ـم ــن‪ ،‬ه ــي خـ ــوض ال ــوالي ــات‬ ‫بظاللها على املشهدين العسكري‬
‫املــواج ـهــة م ــع واش ـن ـطــن وحـلـفــائـهــا‪،‬‬ ‫بـ ـظ ــال ــه عـ ـل ــى املـ ـ ـك ـ ـ ّـون ـ ــات امل ـح ـل ـي ــة‬ ‫األشـهــر املــاضـيــة‪ ،‬قــد أمــاطــت اللثام‬ ‫ح ــرب شــام ـلــة ب ـقــدر م ــا ت ـهــدف إلــى‬ ‫التسوية المرتقبة‪،‬‬ ‫املتحدة ومعها حلفاؤها الدوليون‬ ‫وال ـس ـي ــاس ــي ف ــي الـ ـب ــاد‪ .‬وال ـظــاهــر‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫على جانبها العسكري‪ ،‬بل ستفتح‬ ‫املـ ـن ــاوئ ــة ل ـ ــأول ـ ــى‪ ،‬ل ـي ــس ف ـق ــط فــي‬ ‫ع ـ ــن دورهـ ـ ـ ـ ــا امل ـ ـبـ ــاشـ ــر ال ـس ـي ــاس ــي‬ ‫إشعال النار في ملف إنهاء الحرب‪،‬‬
‫صـنـعــاء أبــوابـهــا لتحالفات جــديــدة‬
‫ً‬
‫الوقت الراهن‪ ،‬ولكن حتى مستقبال‪،‬‬ ‫وال ـع ـس ـك ــري واألم ـ ـنـ ــي ف ــي ال ـي ـم ــن‪،‬‬ ‫وال ـ ــدف ـ ــع إل ـ ـ ــى تـ ـسـ ـعـ ـي ــر األوض ـ ـ ـ ــاع‬
‫والتي ترى فيها‬ ‫واإلقـلـيـمـيــون‪ ،‬فـضــا عــن املحليني‪،‬‬
‫ح ــرب ــا شــام ـلــة ج ــوي ــة وب ــري ــة‪ ،‬عـلــى‬
‫أن ملف عملية الـســام‪ ،‬وال ــذي ظل‬
‫يراوح مكانه ملا يقارب العامني‪ ،‬بات‬
‫ف ــي م ــواج ـه ــة الـ ــواقـ ــع الـ ـج ــدي ــد‪ ،‬وال‬ ‫إذ لــن يستقيم أي حــديــث عــن دمــج‬
‫ّ‬
‫وب ـ ــات ـ ــت تـ ـتـ ـح ــك ــم ف ـ ــي املـ ـشـ ـه ــد فــي‬ ‫مجددًا في اليمن‪ ،‬بما يخدم املوقف‬ ‫واشنطن وأبو ظبي‬ ‫غ ــرار الـسـنــوات األول ــى مــن الـحــرب‪،‬‬ ‫فــي طــريـقــه إل ــى االنـهـيــار عـلــى وقــع‬
‫س ـي ـم ــا أن ـ ـهـ ــا بـ ـح ــربـ ـه ــا ف ـ ــي ال ـب ـح ــر‬
‫األحـ ـم ــر‪ ،‬ردمـ ــت ال ـه ــوة بـيـنـهــا وبــن‬
‫تلك األط ــراف في شراكة وطنية في‬
‫ظــل ال ـعــدوان األمـيــركــي على الـبــاد‪.‬‬
‫املـحــافـظــات الــواقـعــة تـحــت سيطرة‬
‫ال ـ ـس ـ ـعـ ــوديـ ــة واإلم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارات‪ .‬إذ ع ـبــر‬
‫األمـيــركــي الــرافــض لعملية السالم‪،‬‬
‫ولـخــروج الـسـعــوديــة مــن هــذا البلد‬
‫هزيمة كاملة‬ ‫أو على األقــل بطريقة الـحــرب التي‬ ‫الـضــربــات األمـيــركـيــة ضــد صنعاء‪.‬‬
‫أشـ ـعـ ـل ــوه ــا م ـط ـل ــع عـ ـ ــام ‪ 2018‬فــي‬ ‫عـلــى أنــه لــم يـكــن مـفــاجـئــا بالنسبة‬
‫عــدد مــن الفصائل وال ـقــوى املحلية‪،‬‬ ‫املتقدم‪ ،‬أن معركة‬ ‫ّ‬ ‫وما يعزز التقدير‬ ‫طوعت‬ ‫مجلس «القيادة الرئاسي»‪ّ ،‬‬ ‫ض ـم ــن ال ـت ـس ــوي ــة امل ــرت ـق ـب ــة‪ ،‬وال ـت ــي‬ ‫الحديدة‪.‬‬ ‫إل ــى األخ ـي ــرة‪ ،‬ال ـع ــدوان األمـيــركــي ‪-‬‬
‫فــي ظــل تعاظم ردود الفعل‪ ،‬شعبيًا‬ ‫صنعاء لم تعد فقط لكسر الحصار‬ ‫األجـ ـ ـ ـه ـ ـ ــزة الـ ـعـ ـسـ ـك ــري ــة واألم ـ ـن ـ ـيـ ــة‬ ‫تـ ــرى واش ـن ـط ــن وم ـع ـه ــا أبـ ــو ظـبــي‬ ‫غ ـي ــر أن ص ـن ـع ــاء‪ ،‬ووفـ ـق ــا ل ـخ ـبــرات‬ ‫ال ـبــري ـطــانــي‪ ،‬ع ـبــر سـلـســة عـمـلـيــات‬
‫وسياسيًا وإعالميًا‪ ،‬املؤيدة إلغالقها‬ ‫عــن غ ــزة‪ ،‬ولكنها أيـضــا‪ ،‬فــي م ــوازاة‬ ‫تـ ـ ـح ـ ــت قـ ـ ـ ـي ـ ـ ــادة رئ ـ ـ ـيـ ـ ــس امل ـ ـج ـ ـلـ ــس‪،‬‬ ‫أن ـه ــا أق ـ ــرب إلـ ــى ال ـه ــزي ـم ــة‪ ،‬وت ــأت ــي‬ ‫متراكمة في التعاطي مع تهديدات‬ ‫اسـ ـتـ ـه ــدف ــت م ـ ــواق ـ ــع ومـ ـعـ ـسـ ـك ــرات‬
‫املالحة في وجه إسرائيل‪ ،‬والرافضة‬ ‫ذلك‪ ،‬معركة لرد العدوان األميركي‪،‬‬ ‫رش ــاد الـعـلـيـمــي‪ ،‬مــان ـحــة امل ـكــونــات‬ ‫على حساب األطراف املوالية لهما‪.‬‬ ‫م ــن ه ــذا الـ ـن ــوع‪ ،‬ل ــم ت ـت ــرك عــديــدهــا‬ ‫غـيــر مــأهــولــة؛ إذ إن صـنـعــاء كــانــت‬
‫ً‬
‫للعدوان األميركي على اليمن‪.‬‬ ‫في البحر والبر‪ ،‬بحسب تصريحات‬ ‫السياسية املوالية ألبو ظبي دعمًا‬ ‫وب ـ ــدخ ـ ــول ص ـن ـع ــاء فـ ـص ــا ج ــدي ــدًا‬ ‫وع ـت ــاده ــا ف ــي م ـع ـس ـكــرات مـعــروفــة‬ ‫تتوقع الحرب الشاملة على اليمن‬
‫‪5‬‬ ‫العالم‬
‫السبت ‪ 13‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪5106‬‬ ‫السبت ‪ 13‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪5106‬‬

‫العالم‬ ‫‪4‬‬
‫طوفان األقصى‬

‫ّ‬
‫ّ‬
‫مقالة‬
‫نصائح غربية لواشنطن بـ«التعقل»‪ :‬صنعاء لـن ترتدع‬
‫أميركا «تضيع» هيمنتها على البحار‬ ‫ّ‬
‫ائتالفًا دوليًا للتخطيط لها‪ ،‬إل أنــه لم‬
‫يأت إلى الكونغرس للحصول على إذن‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ّ‬
‫ّ ّ‬
‫سيما أنها مرتبطة‬ ‫تكون األخيرة»‪ ،‬وال‬
‫مباشرة بالخطوات الـتــي ستتخذها‬
‫ً‬
‫ق ــوب ــل ال ـ ـعـ ــدوان ال ـث ـنــائــي األم ـي ــرك ــي ‪-‬‬
‫البريطاني على اليمن‪ ،‬بمواقف ّ‬
‫منددة‬
‫ُ ّ‬ ‫وف ـقــا ملــا ت ـنـ ّـص عليه املـ ــادة األولـ ــى من‬ ‫قوات صنعاء مستقبال‪.‬‬ ‫داخل الواليات املتحدة وخارجها‪ ،‬فيما‬
‫لدى صناع القرار األميركي‪ ،‬وذلك تأسيسًا على‬ ‫التي شنت عليه منذ عام ‪ ،2015‬بل من أجل دعم‬ ‫الدستور»‪ .‬كما ّ‬ ‫بدا الفتًا إجماع عدد كبير من املراقبني‬
‫حسن شعبان‬ ‫شدد خانا على ضرورة‬
‫ّ‬ ‫الحرب «الكارثية» القادمة‬ ‫ّ‬
‫العبر املستفادة من حرب األعوام التسعة‪ ،‬وإلدراك‬ ‫قضية تعمل أميركا بجهد كبير لتصفيتها منذ‬ ‫«اإلصـ ـغ ــاء إل ــى الـحـلـفــاء ّالخليجيني»‪،‬‬ ‫ع ـل ــى أن خـ ـط ــوة واش ـن ـط ــن ل ــن ت ـكــون‬
‫ّ‬ ‫«املعدل والحذر»‬ ‫ّ‬ ‫الرد األميركي‬ ‫رغم ّأن ّ‬
‫الواليات املتحدة أن هذا الخيار سيؤدي إلى اتساع‬ ‫عقود‪.‬‬ ‫إلــى قبل الـعــدوان الثنائي على اليمن‪ ،‬أظهر األداء‬ ‫«وخ ـفــض التصعيد‪ ،‬وتـجــنــب الــدخــول‬ ‫ُي ّ‬
‫كافية ل ــ«ردع» حركة «أنصار الله» عن‬
‫ّ‬ ‫مبررًا‪ ،‬في رأي صحيفة «واشنطن‬ ‫عد َ‬ ‫استكمال هجماتها‪ ،‬ردًا على استمرار‬
‫دائ ـ ــرة الـ ـن ــار‪ ،‬وبــال ـتــالــي ت ـعــريــض امل ـم ـ ّـر املــاحــي‬ ‫على أن مشكلة الواليات املتحدة مع اليمن‪ ،‬تخطت‬ ‫األمـيــركــي حيال العمليات اليمنية املستمرة في‬ ‫ـرى فــي ال ـشــرق األوسـ ــط»‪.‬‬ ‫فــي ح ــرب أخ ـ ّ‬ ‫ّ‬
‫الـبـ ّحــر األح ـمــر‪ ،‬أن ال ــوالي ــات املـتـحــدة تـحـتــاج إلــى‬ ‫بوكان‬ ‫ـارك‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـب‬
‫ـ‬ ‫ئ‬‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ـ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ر‬ ‫ـذ‬‫وم ــن جهته‪ ،‬ح ـ‬ ‫بوست»‪ ،‬فــإن ضبط النفس الــذي كانت‬ ‫العدوان اإلسرائيلي على قطاع غزة‪ .‬إذ‬
‫اإلستراتيجي ملزيد من املخاطر‪ ،‬بما سينعكس‬ ‫ال ـح ــرب ف ــي غـ ــزة‪ ،‬وات ـخ ــذت ب ـع ـدًا دول ـي ــا مرتبطًا‬ ‫ّ‬ ‫تمارسه واشنطن‪ ،‬طوال املدة املاضية‪،‬‬ ‫يرى هؤالء أن الحركة اليمنية أصبحت‪،‬‬
‫ّ‬
‫ب ـ ـ ــدوره س ـل ـبــا ع ـل ــى االقـ ـتـ ـص ــاد ال ـع ــامل ــي وهـيـبــة‬ ‫باملنظور األمني األميركي اإلستراتيجي‪ .‬إذ ّإن‬ ‫عدائية‬
‫ّ‬ ‫مـظــلــة سياسية ت ـبـ ّـرر عـبــرهــا ّأي خـطــوة‬ ‫(دي ـمــوقــراطــي‪ /‬ويـسـكــونـســن)‪ ،‬مــن أنــه‬
‫«قوة ال ضعف»‪ .‬ومن هنا‪،‬‬ ‫شكل عالمة ّ‬ ‫ّ‬
‫مع مرور السنوات‪ ،‬أكثر قابلية للصمود‬
‫«ال يمكن لـلــواليــات املتحدة أن تخاطر‬
‫الواليات املتحدة‪ ،‬من دون أن تكون ّثمة ضمانات‬ ‫واشنطن تحتاج إلى االستقرار في البحر األحمر‪،‬‬ ‫فــي ه ــذا الـبـلــد‪ ،‬وأن ـهــا فــاقــدة لـلـمـبــادرة املستقلة؛‬ ‫لعقود‪،‬‬ ‫ّ‬
‫يستمر‬ ‫بالتورط في صراع جديد‬ ‫ّ‬ ‫دعـ ــت الـصـحـيـفــة ال ــرئ ـي ــس األم ـي ــرك ــي‪،‬‬
‫ّ‬
‫أي عدوان ّعليها‪ ،‬وأن عدم‬ ‫في مواجهة ّ‬
‫حقيقية بـنـجــاحــه‪ ،‬ول ــو ضـمــن ال ـحـ ّـد األدنـ ّــى‪ .‬مع‬ ‫ال ـ ــذي ت ـع ـنــي ال ـس ـي ـطــرة ع ـل ـيــه اإلمـ ـس ــاك بـخـنــاق‬ ‫بالنظر إلــى أن الضربات اليمنية إنما تستهدف‬
‫إسرائيل حصرًا‪ ،‬ولديها سقف سياسي ّ‬
‫ّ‬
‫من دون موافقة الكونغرس»‪ ،‬مؤكدًا أنه‬
‫ّ‬
‫جــو ب ــاي ــدن‪ ،‬إل ــى ال ـتــأكــد مــن أن هجوم‬ ‫تــوسـيــع رقـعــة ال ـحــرب إن ـمــا يـصـ ّـب في‬
‫تقدم أن واشنطن ستتخلى عن‬ ‫ذلــك‪ ،‬لم يعن ما ّ‬ ‫االق ـت ـصــاد ال ـعــاملــي‪ ،‬والـتـحـكــم فــي ط ــرق الـتـجــارة‬ ‫محدد‬ ‫أي ض ــرب ــات مستقبلية‬ ‫ال ي ـجــب شـ ـ ّـن ّ‬ ‫ب ــاده على اليمن لــن يخرج عــن نطاق‬ ‫مصلحة األميركيني‪ ،‬وغير ذلك لن يكون‬
‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫هــو فــك الحصار عــن قطاع غــزة‪ ،‬مــا يعني أن أيّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ال ـخ ـيــار ال ـع ـس ـكــري املـ ـح ــدود‪ ،‬وال ـ ــذي يـسـتـهــدف‬ ‫العاملية‪ ،‬وضـمــان مـصــادر الـطــاقــة‪ ،‬وهــو يتحكم‪،‬‬ ‫قبل استشارة األخير‪ .‬وبــدورهــا‪ ،‬علقت‬ ‫السيطرة‪ ،‬نظرًا إلــى أن الحرب األوســع‬ ‫إل «في مصلحة إيران وحلفائها»‪.‬‬
‫ّ‬
‫توجيه رسالة ردع‪ ،‬وتدمير أهــداف حيوية تؤثر‬ ‫وفقًا لبيان صــادر عن البيت األبـيــض‪ ،‬في ‪15%‬‬ ‫معركة أميركية منفردة ضـ ّـد صنعاء‪ ،‬فــي وقت‬ ‫والية‬
‫ً‬ ‫املتشددة عن‬ ‫ّ‬ ‫النائبة الجمهورية‬ ‫«ستكون كارثية»‪ .‬وفيما يشجع «بعض‬
‫ال ردع إستراتيجيًا‬
‫تغرق فيه واشنطن حتى أذنيها في دعم الحرب‬ ‫جورجيا‪ ،‬مارجوري تايلور غرين‪ ،‬قائلة‬ ‫الـ ـصـ ـق ــور» فـ ــي واشـ ـنـ ـط ــن الـتـصـعـيــد‬
‫في معادالت االشتباك‪ ،‬وهو ما حاولت الواليات‬ ‫مــن الـتـجــارة الـعــاملـيــة‪ ،‬و‪ 8%‬مــن الـتـجــارة العاملية‬ ‫ّ‬
‫عسكريًا ضـ ّـد قــوات صنعاء‪ ،‬فــإن إدارة‬ ‫وفقًا لبعض التحليالت التي أوردهــا‬
‫اإلسرائيلية على القطاع‪ ،‬ستكون لغير مصلحة‬ ‫إن «إدارة بايدن تريد تمويل الحرب في‬ ‫ُ‬
‫املـتـحــدة‪ ،‬بالفعل‪ ،‬الـقـيــام بــه‪ ،‬عبر الـضــربــات التي‬ ‫للحبوب‪ ،‬و‪ 12%‬مــن النفط املنقول عبر البحار‪،‬‬ ‫بايدن تدرك أن القيام بذلك سيساعد في‬ ‫موقع «املجلس األطلسي»‪ ،‬في أعقاب‬
‫أوكــرانـيــا‪ ،‬وضبط الحرب في إسرائيل‪،‬‬
‫قادتها ضـ ّـد اليمن‪ ،‬بالشراكة مع بريطانيا‪ .‬غير‬ ‫و‪ 8%‬من الغاز الطبيعي املسال في العالم‪ .‬كذلك‪ ،‬ال‬ ‫الواليات املتحدة‪ .‬ولذا‪ ،‬عملت األخيرة على تظهير‬
‫وتسليح ت ــاي ــوان واالس ـت ـع ــداد للحرب‬ ‫«ترسيخ القيادة اإليرانية الضعيفة»‪،‬‬
‫ّ‬
‫الهجوم الثنائي على اليمن‪ ،‬أمــس‪ ،‬إن‬
‫الرد اليمني‪ ،‬سيكون‬ ‫أن جهل األميركيني بطبيعة ّ‬ ‫تغفل ّ الواليات املتحدة مصلحتها اإلستراتيجية‬ ‫الحركة العسكرية في منطقة باب املندب وكأنها‬ ‫ّ‬
‫مــع ال ـصــن‪ ،‬وه ــا هــي اآلن متجهة إلــى‬ ‫وفقًا لـ «واشنطن بوست» التي تقول إن‬ ‫واش ـن ـطــن ضــربــت مــن ق ـبــل‪ ،‬وتـحــديـدًا‬
‫تـهــديــد لـلـمــاحــة الــدول ـيــة ع ـمــومــا‪ .‬لـكـنـهــا عندما‬ ‫ّ‬ ‫«واشنطن بوست»‪ :‬ال نية إلدارة بايدن في إشراك أميركا بـ«حرب أوسع» (أ ف ب)‬ ‫ّ‬
‫العائق األكبر أمام تثمير هذه املقامرة الخطرة‪.‬‬ ‫امل ـت ـمــث ـلــة ف ــي ض ـم ــان أمـ ــن ال ـك ـي ــان واسـ ـتـ ـق ــراره‪،‬‬ ‫حرب في الشرق األوسط‪ ،‬وهذا كله فيما‬ ‫إيــران قد «ال تكون قــادرة على التغلب‪،‬‬ ‫ع ــام ‪« ،2016‬م ــواق ــع لـلـحــوثـيــن»‪ ،‬وإن‬
‫قبل ذلــك‪ ،‬واسـتـنــادًا إلــى اعتقادها بــأن العمليات‬ ‫بـخــاصــة أن اإلح ـصــائ ـيــات الـ ـص ــادرة م ــن وزارة‬ ‫عجزت عن حشد التأييد املطلوب‪ ،‬وجدت نفسها‬ ‫الحدود مفتوحة على مصراعيها (‪.»)...‬‬ ‫بسهولة‪ ،‬على هجوم شامل من الواليات‬
‫ّ ّ‬
‫هذه الضربات كشفت عن أن الجماعة‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫الرد‪ ،‬والذي يستلزم‬ ‫خيارين‪ّ :‬إما االمتناع عن ّ‬ ‫بني َ‬ ‫املتحدة وحلفائها»‪ ،‬إل أن لديها فرصة‬ ‫امل ـســل ـحــة «ع ـل ــى اس ـت ـع ــداد‪ ،‬م ـنــذ م ـ ّـدة‬
‫ممتد من‬ ‫اليمنية ترتكز إلــى عمق إستراتيجي‬ ‫املالية اإلسرائيلية تؤكد أن ما يزيد عن ‪ 80%‬من‬ ‫ٍّ‬
‫ـرورًا بـبـغــداد وب ـي ــروت‪ ،‬قــامــت بتوجيه‬ ‫احتياجات إسرائيل األساسية ّ‬ ‫تــراجــع هيبتها على املستوى الــدولــي‪ ،‬بما يعني‬ ‫تخط للقرارات الدولية‬ ‫ج ـ ّـي ــدة ل ـخ ــوض حـ ــرب أوس ـ ــع «تـشـمــل‬
‫ط ـهــران مـ ـ ّ‬ ‫تمر عبر البحر‬ ‫ّ‬ ‫ولـ ــم تـقـتـصــر االنـ ـتـ ـق ــادات ب ــ«ال ـت ـف ـ ّـرد»‬ ‫ّ‬
‫ضربات مؤثرة في العواصم الثالث الشريكة‪ ،‬في‬
‫محاولة منها للضغط بالدم على حلفاء اليمن‪ ،‬لكي‬
‫تحفز املنافسني األساسيني‪ ،‬وعلى رأسهم روسيا‬
‫وتضرر هيمنتها على‬ ‫ّ‬ ‫لتحدي إرادتها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫والصني‪،‬‬ ‫ب ـقــرار الـهـجــوم عـلــى الــداخــل األمـيــركــي‬ ‫ال تأييد عربيًا للعدوان‬ ‫حتى»‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وك ــاء ه ــا»‪« ،‬واالس ـت ـفــادة منها‬
‫في املقابل‪ ،‬وطبقًا للمصدر نفسه‪ ،‬فإنه‬
‫ّ‬
‫عزز التحرك العسكري األخير‬
‫ّ‬ ‫بضربات‬ ‫وحده‪ ،‬إذ ّندد الكرملني‪ ،‬أمس‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ستتكبد أميركا‬ ‫للفوز في هذه الحرب‪،‬‬
‫االنقسام الذي كان مستعرًا‬
‫يمارسوا ضغوطًا على صنعاء لتخفيف قبضتها‬ ‫البحار واملحيطات؛ وإمــا اإلق ــدام عليه‪ ،‬بما يفتح‬ ‫ّ‬
‫الــواليــات املـتـحــدة وبــريـطــانـيــا‪ ،‬مـحــذرًا‬ ‫تتالت ردود الفعل العربية واإلقليمية على العدوان الذي شنته الواليات املتحدة وبريطانيا على عدد من املحافظات اليمنية‬ ‫ت ـكــال ـيــف دي ـب ـلــومــاس ـيــة واق ـت ـص ــادي ــة‬
‫عـلــى ب ــاب امل ـن ــدب‪ .‬غـيــر أن ه ــذا الـخـيــار سـبــق أن‬
‫ُ‬ ‫يبدو ّأن الواليات المتحدة ّ‬ ‫بــاب مواجهة مــع قــوة لــم تستطع واشنطن حتى‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫م ــن أنـ ـه ــا ّأدت إل ـ ــى ت ـص ـع ـيــد ال ـت ــوت ــر‬ ‫الواقعة تحت سيطرة حكومة صنعاء‪ .‬ودانــت إيــران العدوان الثنائي‪ ،‬مشيرة إلى أنه «انتهاك واضح للسيادة» و«انتهاك‬ ‫هائلة‪ ،‬في وقــت «ال ّنية فيه لــدى إدارة‬ ‫بالفعل في الداخل األميركي‬
‫جد محاوالت‬ ‫ُج ّرب في الحرب على اليمن‪ ،‬إذ لم ت ِ‬ ‫قررت‬ ‫تتمكن‬ ‫اللحظة فهم دوافعها وآليات عملها‪ ،‬كما لم ّ‬ ‫ف ــي أن ـح ــاء ال ـش ــرق األوسـ ـ ــط‪ ،‬وعكست‬
‫ً‬
‫تجاهال ّ‬
‫للقانون الدولي»‪ ،‬وفق بيان صادر عن املتحدث باسم وزارة الخارجية‪ ،‬ناصر كنعاني‪ ،‬الذي اعتبر أن الهجمات تهدف إلى‬ ‫بايدن إلشراك البالد في حرب أوسع»‪.‬‬
‫ّ‬
‫تـجــاوز «أن ـصــار ال ـلــه»‪ ،‬واض ـطــرت الـسـعــوديــة في‬ ‫اعتماد مزيج من األفعال‬ ‫من حصر قوتها العسكرية واألمنية بشكل كلي‬ ‫تامًا للقانون الــدولــي‪ .‬وطلبت‬ ‫توسع تلك الحرب‪ .‬ومن جهتها‪ ،‬استنكرت‬ ‫صرف االنتباه عن الحرب على قطاع غزة‪ ،‬داعيًا إلى «خطوات مسؤولة» ملنع ّ‬ ‫لتحمل الـخـســائــر العسكرية‬ ‫طــويـلــة‪،‬‬
‫ـا عــن أنـهــا عــاجــزة عــن ضبط ّ‬ ‫ً‬ ‫انقسام في الكونغرس‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫نـهــايــة امل ـطــاف لـلـقـبــول ب ــأن ق ــرار الـيـمــن مــوجــود‬ ‫المتكاملة إلرغام اليمن على‬ ‫ردة‬
‫ّ‬
‫ودق ـيــق‪ ،‬فـضـ‬ ‫روسـيــا‪ ،‬في هــذا اإلط ــار‪« ،‬عقد اجتماع‬ ‫سلطنة ُعمان «اللجوء إلى هذا العمل العسكري من قبل دول صديقة‪ ،‬بينما تتمادى إسرائيل في قصفها وحربها الغاشمة‬ ‫ّ‬
‫وف ــي م ــا يـتـعــلــق ب ــاألص ــداء الــداخـلـيــة‪،‬‬
‫وامل ــدن ـي ــة جـ ـ ــراء أي ه ـج ــوم ج ـ ــوي قد‬
‫تبي أن «ردعهم‬
‫ّ ّ‬
‫تتعرض له»‪ .‬وبعدما‬ ‫ّ‬
‫حصرًا بيد الحوثي‪ّ .‬أما االفتراض األميركي بأن‬ ‫فعلها؛ وهذه العناوين كلها باتت تتصدر املشهد‬ ‫عــاجــل لـ(مجلس األمـ ــن)»‪ ،‬لبحث هذه‬
‫وحصارها لقطاع غزة من دون حساب أو عقاب»‪ ،‬في ما بدا إشارة إلى البحرين التي قالت الواليات املتحدة إنها دعمتها‬ ‫ّ‬
‫ف ـقــد ع ـ ــزز ال ـت ـح ـ ّـرك ال ـع ـس ـكــري األخ ـيــر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تحريك «داع ــش» في الــداخــل اإليــرانــي سيضعف‬ ‫تعديل سلوكه‬ ‫في أعقاب عدوان ليل الخميس ‪ -‬الجمعة‪.‬‬ ‫الضربات‪ .‬وقالت الناطقة باسم وزارة‬
‫ّ‬ ‫في عدوانها في إطار تحالف «حارس االزدهار»‪ .‬وأعربت الخارجية ُالعمانية عن «قلق بالغ» إزاء ما حدث‪ ،‬مناشدة ّ«جميع‬
‫مستبعد ج ــدًا»‪ ،‬فقد «طــور الحوثيون‬
‫الخارجية الروسية‪ ،‬ماريا زاخاروفا‪ ،‬إن‬ ‫االنقسام الذي كان مستعرًا بالفعل في‬ ‫ما يملكونه من م ــوارد‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫إي ـ ــران ويــردع ـهــا ع ــن ت ــزوي ــد الـيـمــن بــاملـعـلــومــات‬ ‫األطراف وقف التصعيد والعمليات العسكرية والتركيز على معالجة األسباب الجذرية والحقيقية لألزمة»‪ ،‬واملتمثلة في‬ ‫رحب بعض‬ ‫الداخل األميركي؛ ففي حني ّ‬ ‫تـلــك ال ـتــي كــانــت ت ـ ّ‬
‫البحر األحمر كبحيرة أميركية وتحديات اليمن‬ ‫«الضربات الجوية األميركية في اليمن‬ ‫ـزوده ــم بـهــا إيـ ــران‪،‬‬
‫االستخباراتية ‪ -‬التي تزعم الــواليــات املتحدة أن‬ ‫م ـث ــال آخـ ــر ع ـلــى م ـخــال ـفــة األم ـيــرك ـيــن‬ ‫الحرب على غزة‪ .‬وباملثل‪ ،‬رأى األردن أن «تقاعس املجتمع الدولي في كبح إسرائيل سمح لها بتعريض أمن املنطقة للخطر»‪.‬‬ ‫أعـضــاء «الـكــونـغــرس» بخطوة اإلدارة‬ ‫إلــى أنظمة أسلحة ذات قــدراتّ أعلى»‪.‬‬
‫بناء عليها ‪ -‬ويمنعها‬ ‫تتم ً‬ ‫االستهدافات اليمنية ّ‬ ‫بنت الواليات املتحدة نظريتها للهيمنة على العالم‪،‬‬ ‫األمـيــركـيــة الـتــي كــانــت تـتـعـ ّـرض لكثير‬ ‫ويـتــابــع أصـحــاب هــذا ال ــرأي أن ــه نظرًا‬
‫والـبــريـطــانـيــن ل ـق ــرارات مجلس األمــن‬ ‫وقال وزير الخارجية ّاألردني‪ ،‬أيمن الصفدي‪ ،‬وفق وكالة «بترا»‪ ،‬إن األردن يتابع بـ«قلق» التطورات «وانعكاسات ذلك على‬ ‫ّ‬
‫من إمداد صنعاء بتكنولوجيا صناعة الصواريخ‪،‬‬ ‫بعد الحرب العاملية الثانية‪ ،‬على القبض املباشر‬ ‫ال ــدول ــي»‪ .‬وم ــن جـهـتـهــا‪ ،‬دع ــت الـصــن‪،‬‬ ‫الوضع اإلقليمي»‪ ،‬محذرًا من أن «إسرائيل تدفع املنطقة ّ‬ ‫من االنـتـقــادات‪ ،‬على خلفية «تلكؤها»‬ ‫إلــى الخبرة الطويلة التي تتمتع بها‬
‫برمتها نحو مزيد من الصراع»‪.‬‬
‫فهو اف ـتــراض إعــامــي قــائــم على ســرديــات غير‬ ‫على البحار واملحيطات واملمرات املائية الحيوية‪،‬‬ ‫ّ‬
‫جميع األطــراف إلــى «منع اتساع رقعة‬ ‫ّ‬
‫أما السعودية‪ ،‬فأعربت‪ ،‬في بيان لخارجيتها‪ ،‬عن «قلق بالغ»‪ ،‬مشددة على «أهمية املحافظة على أمن واستقرار منطقة‬ ‫فــي الـتـصـ ّـدي بفعالية لهجمات قــوات‬ ‫«أنـ ـص ــار ال ـل ــه» ف ــي ت ـحـ ُّـمــل ال ـضــربـ ّـات‬
‫ال ـجــويــة‪ ،‬فـمــن غـيــر امل ـ ّ‬
‫مثبتة‪ ،‬وال يمكن التعويل عليه فــي مجال الــردع‬ ‫ك ـش ــرط إس ـتــرات ـي ـجــي ل ـض ـمــان ال ـت ـف ــوق الـكـمــي‬ ‫النزاع في الشرق األوســط»‪ ،‬فيما قالت‬ ‫ُّ‬
‫النفس وتجنب التصعيد»‪ .‬كذلك‪ ،‬أعربت‬ ‫ُ ّ‬ ‫صنعاء‪ ،‬فقد هاجم آخ ــرون‪ ،‬وال سيما‬ ‫ـرج ــح أن يحقق‬
‫ًّ‬
‫اإلستراتيجي‪ ،‬وال سيما بعدما ثبت أن كــا من‬ ‫والنوعي على املنافسني املحتملني‪ ،‬كما لضمان‬ ‫الناطقة باسم الخارجية الصينية‪ ،‬ماو‬ ‫البحر األحمر التي تعد حرية املالحة فيها مطلبًا دولـيــا»‪ ،‬وداعية إلــى «ضبط ّ‬ ‫املـنـتـمــون إل ــى ال ـح ــزب الــديـمــوقــراطــي‪،‬‬ ‫أي ردع إستراتيجي‪،‬‬ ‫الهجوم األخـيــر ّ‬
‫نـيـنــغ‪ ،‬إن ب ــاده ــا «تـشـعــر بــالـقـلــق من‬
‫للتجارة العاملية‬
‫ً‬ ‫اإلمارات عن «قلقها البالغ من تداعيات االعتداءات على املالحة البحرية»‪ ،‬والتي «تمثل تهديدًا غير مقبول‬ ‫الـقــرار األخـيــر‪ ،‬واضـعــن ّإي ــاه فــي خانة‬ ‫ّ‬
‫م ـ ــا ي ـع ـن ــي «اس ـ ـت ـ ـم ـ ــرار الـ ـح ــوث ــي ــن»‬
‫إيران واليمن ال يمكن ردعهما بالقوة الصلبة‪.‬‬ ‫تحكمها فــي حـجــم نـمــو ال ـقــدرة عـنــد خصومها‬ ‫ّ‬ ‫وألمن املنطقة واملصالح الدولية»‪ .‬كما أشارت دولة الكويت إلى أنها تتابع التطورات «بقلق واهتمام ْ‬
‫التصعيد في التوتر في البحر األحمر»‪،‬‬ ‫بالغي»‪ ،‬مطالبة‪ ،‬في بيان‬ ‫«ت ـ ـج ـ ــاوز ص ــاحـ ـي ــات الـ ـك ــونـ ـغ ــرس»‪.‬‬ ‫باستهداف الشحن في البحر األحمر‪.‬‬
‫إزاء ذلـ ـ ــك‪ ،‬ت ــدع ــو ب ـع ــض ال ـ ـ ـقـ ـ ــراءات ال ـس ـيــاس ـيـّـة‬ ‫وهامش الحركة لدى حلفائها‪ .‬ولكن جرأة الدولة‬ ‫ّ‬
‫وتحض األطراف املعنية «على التهدئة‬ ‫صادر عن خارجيتها‪ ،‬بالحفاظ على «األمن واالستقرار في منطقة البحر األحمر وتأمني حرية املالحة»‪.‬‬ ‫ووصف النائب رو خانا (ديموقراطي‪/‬‬ ‫وت ـب ـ ّـرر وجـهــة الـنـظــر ه ــذه آراء بعض‬
‫األميركية إلى التسليم بأن املعضلة اليمنية ال حل‬ ‫اليمنية على تـحــدي هــذا الـنـظــام‪ ،‬فتح الـبــاب أمــام‬ ‫اليمن‬
‫الـعــالــم للتفكير فــي إمـكــانـيــة الـتـصــادم مـعــه عند‬
‫وممارسة ضبط نفس ملنع اتساع رقعة‬ ‫كــال ـي ـفــورن ـيــا)‪ ،‬ال ـض ــرب ــات ع ـلــى ّ‬ ‫املراقبني واملسؤولني األميركيني‪ ،‬الذين‬
‫ّ‬
‫عسكريًا لها‪ ،‬وأن إيجاد حلول جذرية ملواضيع‬ ‫النزاع»‪.‬‬ ‫بــ«غـيــر الــدس ـتــوريــة»‪ ،‬مـشـيـرًا إل ــى أنــه‬ ‫تحدثوا إلــى وســائــل إعــام فــي أعقاب‬
‫على درجة عالية من األهمية بالنسبة إلى صنعاء‪،‬‬ ‫ال ـضــرورة‪ .‬وبــذلــك‪ ،‬أنـجــزت صنعاء ثــاثــة أهــداف‬ ‫(األخبار)‬ ‫ألكثر مــن شهر‪« ،‬ك ــان بــايــدن يستشير‬ ‫الهجوم‪ ،‬عن أن ضربة فجر الجمعة «لن‬
‫كــاالعـتــراف الــدولــي وف ـ ّـك الحصار بشكل كامل‪،‬‬
‫ّ‬
‫واضحة ومباشرة‪:‬‬
‫من شأنه أن يخلق واقعًا سياسيًا جديدًا معيقًا‬ ‫‪ 1-‬كسر الـقــرار األميركي باستفراد غــزة‪ ،‬ومنع‬
‫تدخل ّأي طرف من خارجها في الحرب‪.‬‬
‫بريطانيا تؤدي قسطها‪ :‬نحن أهل العدوان‬
‫ّ‬
‫لحرية الحركة الـتــي يتمتع بها اليمن الـيــوم‪ ،‬في‬
‫الذهاب إلى مواجهات مفتوحة مع العالم‪ ،‬وبسقف‬ ‫‪ 2-‬تـحـ ّـدي اإلرادة األميركية فــي ضمان الهيمنة‬
‫مرتفع ّ‬
‫جدًا‪.‬‬ ‫على البحر األحمر ملصلحة إسرائيل‪.‬‬
‫‪ 3-‬ض ــرب الهيبة األمـيــركـيــة‪ ،‬خـصــوصــا بـعــد أن‬
‫خالصة‬ ‫أعلن قائد «أنصار الله»‪ ،‬السيد عبد امللك الحوثي‪،‬‬ ‫كانت "قانونية ومتناسبة"‪.‬‬ ‫فــي امل ـقــابــل‪ ،‬طــالــب ن ــواب مــن أح ــزاب‬ ‫عـ ـل ــى الـ ـيـ ـم ــن‪ ،‬فـ ـ ــإن الـ ـقـ ـط ــع ال ـب ـح ــري ــة‬ ‫البريطانية إن تأثير الهجمات التي‬ ‫وتزودت بالوقود فوق البحر األحمر‪،‬‬ ‫ّ‬
‫اسـتـعــداد الـيـمــن ل ـلـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لندن ــ سعيد محمد‬
‫قررت اعتماد مزيج من‬ ‫يبدو ّأن الواليات املتحدة ّ‬ ‫ـرد عـلــى ّأي «ح ـمــاقــة»‪ ،‬بجعل‬ ‫ل ـكــن هـ ــذه ال ـخ ـط ــوة ت ـب ــدو أق ـ ــرب إلــى‬ ‫امل ـ ـعـ ــارضـ ــة ب ــانـ ـعـ ـق ــاد ال ـ ـبـ ــرملـ ــان مــن‬ ‫البريطانية مخصصة للدفاع الجوي‬ ‫شنتها الـطــائــرات امللكية لــم يتضح‬ ‫ق ـبــل أن تـ ـش ــارك الـ ـق ــوات األم ـيــرك ـيــة‬
‫األفعال املتكاملة إلرغام اليمن على تعديل سلوكه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ال ـب ــوارج واملـصــالــح والـحــركــة املــاحـيــة األميركية‬ ‫م ـ ـقـ ــامـ ــرة‪ ،‬إذ عـ ـل ــى رغ ـ ـ ــم م ـ ـحـ ــاوالت‬ ‫ـورط‬ ‫أج ــل مـنــاقـشــة ق ــرار ســونــاك ال ـتـ ّ‬ ‫واملعارك البحرية‪ ،‬وال تحمل صواريخ‬ ‫ب ـع ــد‪ ،‬ل ـكــن "املـ ــؤشـ ــرات امل ـب ـكــرة تـبـ ّـن‬ ‫عدوانها على اليمن‪ .‬وبحسب وزارة‬ ‫ف ـي ـمــا ي ـ ــرزح االق ـت ـص ــاد ال ـبــري ـطــانــي‬
‫ً‬ ‫األحـمــر‪ ،‬فيما تشكل الـتـجــارة عبره ‪ 34.6%‬من‬ ‫هدفًا لصواريخه وطائراته ّ‬ ‫ف ــي ع ـم ـل ـيــات ع ـس ـكــريــة ضـ ـ ّـد ال ـي ـمــن‪.‬‬ ‫ـن عـلــى تـهــديــد الشحن‬
‫يشمل تفعيل الخيار السياسي تعويال على أن‬ ‫قيمة االقتصاد اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫املسيرة‪.‬‬ ‫اإلع ــام البريطاني تصوير الـعــدوان‬ ‫"كروز" لقصف مواقع على البر‪.‬‬ ‫أن ق ــدرة الـيـمـ ّ‬ ‫الـ ــدفـ ــاع ال ـب ــري ـط ــان ـي ــة‪ ،‬فـ ــإن ط ــائ ــرات‬
‫ســاح الجو امللكي التي قطعت ّ‬
‫تـ ـح ــت ّواحـ ـ ـ ـ ــدة م ـ ــن أس ـ ـ ـ ــوأ م ــوج ــات‬
‫على اليمن كدفاع عن حرية التجارة‬ ‫وق ـ ـ ــال ن ـ ـ ــواب مـ ــن "الـ ـ ـح ـ ــزب ال ـق ــوم ــي‬ ‫وفــي معرض تبريره مشاركة بــاده‬ ‫التجاري قد تلقت ضربة"‪ ،‬بحسبها‪.‬‬ ‫عدة‬ ‫الـتـضــخــم ف ــي تــاري ـخــه‪ ،‬وف ــي الــوقــت‬
‫صـنـعــاء سـتـكــون مـضـطـ ّـرة عقبه ملعالجة نتائج‬ ‫يحضر الصراع على املستقبل بني الواليات‬ ‫الخاصة‬ ‫وتكتسب هذه اإلنجازات اليمنية أهميتها‬ ‫العاملية وتـصـ ٍّـد للتأثير اإليــرانــي في‬ ‫فــي العمليات الـعــدوانـيــة ض ـ ّـد البلد‬
‫الـحــرب كــافــة‪ ،‬مــا يعني انـفـجــار املـلـفــات الداخلية‬ ‫ّ‬ ‫أيضًا‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫م ــن واق ــع أن الـبـحــر األح ـم ــر ك ــان خــاضـعــا كليًا‬
‫االسـ ـكـ ـتـ ـلـ ـن ــدي"‪ ،‬و"ال ــديـ ـمـ ـق ــراطـ ـي ــون‬ ‫وك ـ ــان ـ ــت ل ـ ـنـ ــدن ق ـ ــد أرسـ ـ ـل ـ ــت املـ ــدمـ ــرة‬ ‫آالف من األميال ذهابًا وإيابًا‪ ،‬قصفت‬
‫َ‬
‫الذي يكافح فيه ماليني البريطانيني‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التحدي‬ ‫املتحدة وكل من الصني وروسيا‪ ،‬في قلب‬ ‫امل ـن ـط ـقــة‪ ،‬فـ ــإن ق ـط ــاع ــات عــري ـضــة من‬ ‫األح ـ ـ ـ ـ ـ ــرار"‪ ،‬و"ب ـ ــاي ـ ــد سـ ـيـ ـم ــرو" (م ــن‬ ‫ال ـع ــرب ــي‪ ،‬قـ ــال س ــون ــاك إن "ه ـج ـمــات‬ ‫"ديـ ــامـ ــونـ ــد" إل ـ ــى ال ـب ـح ــر األحـ ـم ــر فــي‬ ‫موقعني تستخدمهما القوات اليمنية‬ ‫تستمر‬ ‫اليومي‪،‬‬ ‫لتأمني لقمة عيشهم‬
‫في وجهها‪ ،‬وفــي الوقت نفسه ممارسة ضغوط‬ ‫اليمني في تلك املنطقة‪ ،‬حيث على ضفاف البحر‬ ‫لإلرادة األميركية‪ ،‬حيث ال توجد ّأي دولة مشاطئة‬ ‫البريطانيني تدرك أن بريطانيا تسهم‬ ‫إقليم وي ـلــز)‪ ،‬كما رم ــوز يـســاريــة من‬
‫ّ‬
‫ال ـحــوث ـيــن ت ـعــطــل ال ـت ـج ــارة وتــرفــع‬ ‫محاولة لتقديم الحماية من الضربات‬ ‫إلطـ ـ ـ ــاق الـ ـ ـص ـ ــواري ـ ــخ ال ـبــال ـي ـس ـت ـيــة‬
‫َ‬
‫حـكــومــة نـخـبــة األث ــري ــاء ال ـتــي تحكم‬
‫سواء عن طريق تقييد‬ ‫ً‬ ‫بالنار وبالحصار عليها‪،‬‬ ‫األحمر لجهة غرب آسيا‪ ،‬ثروات النفط والغاز وأحد‬ ‫له خارجة عن الطوع األميركي؛ فكل من األردن‬ ‫فــي تأجيج ص ــراع إقليمي دفــاعــا عن‬ ‫"حــزب العمل"‪ ،‬إن "اإلج ــراء العسكري‬ ‫أس ـ ـ ـعـ ـ ــار الـ ـ ـسـ ـ ـل ـ ــع‪ ،‬وتـ ـ ـف ـ ــاق ـ ــم األزمـ ـ ـ ــة‬ ‫ال ـجــويــة لـلـسـفــن اإلســرائـيـلـيــة أو تلك‬ ‫وامل ـس ـ ّـي ــرات‪ ،‬قـبــل أن ت ـعــود أدراج ـهــا‬ ‫اململكة‪ ،‬فــي تــوريــط الـبــاد فــي مزيد‬
‫امل ـ ّصــالــح اإلســرائ ـي ـل ـيــة‪ ،‬وأن ـه ــا بــذلــك‬ ‫األم ـي ــرك ــي ‪ -‬ال ـبــري ـطــانــي ق ــد يشعل‬ ‫اإلنـســانـيــة فــي ال ـي ـمــن"‪ ،‬مـضـيـفــا‪ ،‬في‬ ‫أي‬‫إلــى "أكــروتـيــري"‪ ،‬فيما لم تشارك ّ‬ ‫من الصراعات العسكرية األميركية‪،‬‬
‫حركة السفن إلى ميناء الحديدة‪ ،‬أو االنخراط في‬ ‫أكبر احتياطيات الطاقة في العالم‪ ،‬وعلى الضفة‬ ‫والسعودية ومصر والكيان اإلسرائيلي يستقبل‬ ‫م ـن ـط ـقــة ال ـ ـشـ ــرق األوسـ ـ ـ ــط ب ـ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مــواجـهــات مــع البحرية اليمنية‪ ،‬أو تنفيذ غــارات‬ ‫ع ـلــى أراضـ ـي ــه ق ــواع ــد أم ـيــرك ـيــة‪ ،‬فـيـمــا ال ـس ــودان‬ ‫توفر غطاء استراتيجيًا لحرب اإلبادة‬ ‫ـرم ـت ـه ــا‪،‬‬ ‫اج ـت ـم ــاع ع ـبــر ال ـف ـيــديــو م ــع مجلس‬ ‫من السفينتني الحربيتني التابعتني‬ ‫عبر مشاركة رمزية في العدوان على‬
‫األخ ــرى فــي ش ــرق أفــريـقـيــا‪ ،‬الــذهــب والـيــورانـيــوم‬ ‫ّ‬
‫واغتياالت وعمليات أمنية‪ ،‬وهو ما بدأت واشنطن‬ ‫واملـعــادن الثمينة والـثــروات غير املستثمرة‪ .‬ومن‬ ‫والـ ـص ــوم ــال وإرتـ ـي ــري ــا وج ـي ـبــوتــي دول فــاشـلــة‬
‫التي ينفذها الجيش اإلسرائيلي ّ‬
‫ضد‬ ‫ـوســع مــن نـطــاق ال ـحــرب الحالية‪،‬‬ ‫ويـ ّ‬ ‫الـ ـ ـ ـ ـ ــوزراء ب ـي ـن ـم ــا كـ ـ ــان م ــت ـج ـه ــا إل ــى‬ ‫طالب نواب من أحزاب المعارضة‬ ‫للبحرية امللكية‪ ،‬املــوجــودتــن حاليًا‬ ‫الـيـمــن‪ ،‬لتضيف جبهة أخ ــرى ثالثة‬
‫ّ‬ ‫الفلسطينيني‪ ،‬وأن مصالح بريطانيا‬ ‫وقد ال يكون كافيًا لردع اليمنيني عن‬ ‫أوك ــران ـي ــا‪ ،‬أن "ال ـت ـحــذيــرات امل ـت ـكـ ّـررة‬ ‫بانعقاد البرلمان ّ من أجل مناقشة‬ ‫ف ــي ال ـب ـح ــر األح ـ ـمـ ــر‪ ،‬ب ـش ـكــل مـبــاشــر‬ ‫إلــى أوكــرانـيــا ‪ -‬الـتــي وصلها رئيس‬
‫العمل عليه بالفعل‪ .‬لكن هذه اإلستراتجية تغفل‬ ‫هـنــا‪ ،‬تـبــرز املـخــاطــر اإلسـتــراتـيـجـيــة الــدائـمــة التي‬ ‫تقدم خدماتها وأراضيها لإليجار‪ .‬وعليه‪ ،‬يمكن‬ ‫قد تغدو أهدافًا ألعمال انتقامية‪.‬‬ ‫موقفهم املرتبط بالحرب على غــزة"‪.‬‬
‫ُ‬
‫مــن املجتمع الــدولــي لليمن لــم تـجـ ِـد‬ ‫فـ ــي ال ـ ـضـ ــربـ ــات‪ .‬وفـ ـ ــي هـ ـ ــذا اإلط ـ ـ ــار‪،‬‬ ‫ال ــوزراء‪ ،‬ريشي سوناك‪ ،‬مساء أمس‪،‬‬
‫عناصر على درجة عالية من األهمية‪ ،‬في ّ‬
‫مقدمها‬ ‫بات يمثلها الحضور اليمني الفاعل على شواطئ‬ ‫تصنيف البحر األحمر كبحيرة داخلية خاضعة‬ ‫وع ـل ــى ال ـجــانــب اآلخـ ــر م ــن ال ـكــوكــب‪،‬‬ ‫لكن "حزب املحافظني" (يمني الوسط)‬ ‫نفعًا‪ ،‬إذ واص ــل (الـحــوثـيــون) تنفيذ‬ ‫قرار سوناك ّالتورط بعمليات‬ ‫ّ‬
‫ن ـق ـلــت وس ــائ ــل اإلعـ ـ ــام امل ـحــل ـيــة عن‬
‫ّ‬
‫مـحـ ّـمــا ب ــأم ــوال إضــافـيــة وتــرتـيـبــات‬
‫ً‬
‫كـلـيــا إلرادة واش ـن ـط ــن‪ ،‬وال سـيـمــا م ــع حـضــور‬ ‫ال ـ ــذي يـحـتـفــظ بــأغـلـبـيــة ع ـ ّ‬
‫الطبيعة العقائدية ملشروع الدولة اليمنية‪ ،‬وقيمة‬ ‫البحر األحمر‪ ،‬والتي تجعل الواليات املتحدة تنظر‬
‫ّ‬
‫أكـ ــد ن ــائ ــب رئ ـي ــس وزراء أس ـتــرال ـيــا‬ ‫ـددي ــة في‬ ‫هـ ـجـ ـم ــات فـ ــي الـ ـبـ ـح ــر األحـ ـ ـم ـ ــر‪ ،‬بـمــا‬ ‫عسكرية ضد اليمن‬ ‫وزي ــر ال ـقــوات املـســلـحــة البريطانية‪،‬‬ ‫عـ ـسـ ـك ــري ــة وأم ـ ـن ـ ـيـ ــة واسـ ـتـ ـخـ ـب ــاري ــة‬
‫ّ‬
‫القبيلة اليمنية في تحصني املجتمع وتأمني املناعة‬ ‫إل ـيــه ك ـن ـمــوذج يـمـكــن أن يـحــفــز تـحــالـفــات دولـيــة‬ ‫األسطول الخامس في قلب تلك املنطقة‪ .‬وبالتالي‪،‬‬ ‫ووزيـ ــر ال ــدف ــاع‪ ،‬ري ـت ـشــارد مــارلـيــس‪،‬‬ ‫مجلس العموم ّ يدعم موقف حكومة‬ ‫فــي ذل ــك اس ـت ـهــداف الـسـفــن الحربية‬ ‫جيمس هيبي‪ ،‬قوله إن العملية كانت‬ ‫‪ ،-‬وغـ ـ ـ ـ ـ ــزة‪ ،‬حـ ـي ــث ت ـ ـش ـ ــارك ال ـ ـقـ ــوات‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫السياسية للدولة‪ ،‬فضال عن القدرات والعسكرية‬ ‫إلعادة صوغ األمن العاملي في البحار واملمرات من‬ ‫مجرد حضور اليمن برؤيته السياسية ومشروعه‬ ‫مشاركة بالده في العدوان األميركي‬ ‫سوناك بال تحفظ‪ ،‬ويشاركه املوقف‬ ‫البريطانية واألميركية‪ ،‬وهــذا أمر ال‬
‫ّ‬
‫"م ـ ـحـ ــدودة وم ـت ـنــاس ـبــة وضـ ــروريـ ــة"‬ ‫البريطانية من قاعدتيها في قبرص‪،‬‬
‫واألمـنـيــة الكبيرة لــدى «أن ـصــار ال ـلــه»‪ ،‬والـتــي بات‬ ‫العقائدي على شواطئ البحرين العربي واألحمر‪،‬‬ ‫‪ -‬البريطاني على اليمن‪ ،‬إلــى جانب‬ ‫ن ـف ـس ــه زع ـ ـيـ ــم "حـ ـ ـ ــزب ال ـ ـع ـ ـمـ ــل"‪ ،‬كـيــر‬ ‫يمكن أن يستمر"‪ .‬وفــي وقــت الحــق‪،‬‬ ‫املــتـجـهــة إل ــى مــوانــئ الـكـيــان الـعـبــري‪،‬‬ ‫للدفاع عــن السفن الحربية الغربية‬ ‫في دعم عمليات الجيش اإلسرائيلي‬
‫ّ‬ ‫اليمن‪ ،‬مع ّ‬ ‫منظور جديد‪.‬‬ ‫ك ــل م ــن ال ـب ـحــريــن وه ــول ـن ــدا وك ـن ــدا‪.‬‬ ‫ستارمز‪ ،‬وتياره اليميني داخل أكبر‬ ‫أصدر سوناك بيانًا أعلن فيه تنفيذ‬ ‫والتي يستهدفها اليمنيون في سياق‬ ‫وس ـف ــن ال ـش ـحــن ف ــي ال ـب ـحــر األح ـم ــر‪.‬‬ ‫َ‬
‫املحاصر‪.‬‬ ‫ضد القطاع‬ ‫ّ‬
‫تطورها‪ ،‬يشكل الثقل الكمي والنوعي‬ ‫بطول ‪ 2500‬كلم تقريبًا‪ ،‬يستلزم كسر الطوق‬
‫الخيارات العسكرية‬ ‫ً‬ ‫وق ــال‪ ،‬فــي حــديــث إل ــى وســائــل إعــام‬ ‫أحزاب املعارضة‪ ،‬ما يجعل اعتراض‬ ‫ضــربــات ضـ ّـد أه ــداف يمنية مــن ِق َبل‬ ‫دعمهم للفلسطينيني الذين يواجهون‬ ‫ودع ــا هـيـبــي مــواطـنـيــه إل ــى الـشـعــور‬ ‫وك ـ ــان ـ ــت أرب ـ ـ ـ ــع طـ ـ ــائـ ـ ــرات م ـ ــن ط ـ ــراز‬
‫مل ـحــور امل ـقــاومــة‪ ،‬مـسـ ِـهـمــا فــي جـعــل ه ــذا األخـيــر‬ ‫األمـيــركــي‪ ،‬فكيف وهــو قــام فعال باالشتباك مع‬ ‫ّ‬
‫من النواب اآلخرين بال طائل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫العبًا دوليًا‪ ،‬تسعى الــواليــات املتحدة جاهدة إلى‬ ‫منذ بدء العمليات اليمنية‪ ،‬بدا التفكير في الخيار‬ ‫النفوذ األمني األميركي؟ كما أنه لم يستخدم ورقة‬
‫مـ ـح ــلـ ـي ــة‪ ،‬إن ضـ ـب ــاط ــا مـ ــن ال ـج ـيــش‬ ‫أي عدد ّ‬ ‫طــائــرات س ــاح الـجــو املـلـكــي‪ ،‬مشيرًا‬ ‫حرب إبــادة إسرائيلية‪ .‬والتحقت بها‬ ‫بالفخر بما أنجزته قواتهم املسلحة‪،‬‬ ‫"تــايـفــون" تابعة لسالح الجو امللكي‬
‫ّ‬ ‫األسترالي كانوا في غرفة العمليات‬ ‫ومن املتوقع أن يدلي رئيس الــوزراء‬ ‫إلى أن البحرية البريطانية ستواصل‬ ‫تاليًا الفرقاطة "النكستر" التي تتمركز‬ ‫ع ـ ـلـ ــى رغ ـ ـ ـ ــم ك ـ ـ ــل امل ـ ـ ـخـ ـ ــاطـ ـ ــر‪ ،‬م ـب ـل ـغ ــا‬ ‫الـ ـب ــريـ ـط ــان ــي مـ ـتـ ـم ــرك ــزة فـ ــي ق ــاع ــدة‬
‫منع تعاظم دوره‪.‬‬ ‫العسكري بمعناه الواسع والشامل غير حاضر‬ ‫خضم الحرب املتعددة الجنسيات‬ ‫باب املندب في‬ ‫ال ـتــي أدارت ال ـه ـجـمــات‪ ،‬واص ـفــا تلك‬ ‫ببيان أم ــام مجلس الـعـمــوم‪ ،‬االثنني‬ ‫الـقـيــام ب ــدوري ــات فــي الـبـحــر األحـمــر‬ ‫ع ـ ــادة ف ــي ال ـخ ـل ـيــج ال ـع ــرب ــي لـحـمــايــة‬ ‫ال ـص ـح ــاف ـي ــن أن ـ ــه "ال ت ــوج ــد خـطــط‬ ‫"أك ــروت ـي ــري" فــي جــزيــرة ق ـبــرص‪ ،‬قد‬
‫ّ‬ ‫أنظمته الـحــاكـمــة‪ .‬وبـخــاف املـ ّ‬ ‫ّ‬
‫املـشــاركــة بــاألمــر األســاســي ملصلحة‬ ‫املـقـبــل‪ ،‬للتأكيد أن مـشــاركــة الـقــوات‬ ‫متعددة الجنسيات‬ ‫كجزء من عملية‬ ‫ـدمــرات‬ ‫ح ــال ـي ــا ل ـش ــن م ــزي ــد م ــن الـ ـض ــرب ــات"‪.‬‬ ‫ع ـ ـبـ ــرت‪ ،‬ل ـي ــل ال ـخ ـم ـي ــس ‪ -‬ال ـج ـم ـعــة‪،‬‬
‫بالده العليا‪.‬‬ ‫البريطانية (في العدوان على اليمن)‬ ‫تقودها الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫األمـيــركـيــة الـتــي شــاركــت فــي الـعــدوان‬ ‫مـ ــن ج ـه ـت ـه ــا‪ ،‬ق ــال ــت وزارة ال ــدف ــاع‬ ‫األج ـ ــواء امل ـصــريــة فــي ات ـجــاه الـيـمــن‪،‬‬
‫‪7‬‬ ‫العالم‬
‫السبت ‪ 13‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪5106‬‬ ‫السبت ‪ 13‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪5106‬‬

‫العالم‬ ‫‪6‬‬

‫ّ‬
‫طوفان األقصى‬

‫الحرب في يومها المئة‪:‬‬ ‫ّ‬


‫غزة تتعرف إلى اليمن‬
‫نخبة إسرائيل يائسة من «النصر»‬
‫ن ــف ــذ «ح ـ ــزب ال ـل ــه» أم ـ ــس‪ 5 ،‬عـمـلـيــات‬
‫ض ـ ــد م ــواق ــع االح ـ ـتـ ــال اإلس ــرائ ـي ـل ــي‬
‫الحدودية مع لبنان‪ ،‬حيث استهدف‬
‫َ‬
‫موقعي‬ ‫ّ‬ ‫عات لجنوده في محيط‬
‫ّ‬

‫‏تجم ٍ‬
‫ّ‬
‫ّ‬

‫ح ـ ــدب الـ ـبـ ـسـ ـت ــان واملـ ـ ـ ـن ـ ـ ــارة‪ ،‬وح ــق ــق‬
‫تتم صفقة بـعــد»‪ .‬لكنه يوضح أن‬
‫الصفقة املقترحة تلك تتضمن «وقف‬
‫إط ــاق الـنــار لثالثة أشـهــر‪ ،‬والتنفيذ‬
‫ـدرج ـ ــا‪ ،‬ويـ ـشـ ـم ــل اإلفـ ـ ـ ــراج‬
‫لــم ّ‬

‫ي ـ ـكـ ــون مـ ـ ـت ـ ـ ّ‬
‫ع ــن ك ــل األس ـ ــرى‪ ،‬األح ـي ــاء واألم ـ ــوات‪،‬‬
‫يواصل المعلق‬
‫مع انقضاء نحو مئة يوم على الحرب‬
‫اإلســرائـيـلـيــة عـلــى قـطــاع غ ــزة‪ ،‬والـتــي‬
‫س ـ ّـم ــاه ــا الـ ـ ـع ـ ـ ّ‬
‫ـدو ع ـم ـل ـي ــة «الـ ـسـ ـي ــوف‬
‫الحديدية»‪ ،‬أجرى الخبراء واملراقبون‬
‫والصحافيون اإلسرائيليون مراجعة‬ ‫ّ‬
‫«الحوثيون أهلنا»‬
‫إصــابــات مباشرة‪ .‬كما هاجم مواقع‪:‬‬ ‫وع ـل ــى دف ـ ـعـ ــات»‪ ،‬ب ـي ـن ـمــا ف ــي امل ـقــابــل‬ ‫السياسي البارز‪ ،‬ناحوم‬ ‫عــامــة ملـســار ال ـحــرب‪ ،‬ومــراحـلـهــا‪ ،‬وما‬ ‫منهم أكـثــر فــي ال ـس ـنــوات الـتــي شــن‬ ‫«االن ـق ــاب ـي ــن ال ــذي ــن س ــرق ــوا ث ــورة‬
‫ً‬ ‫غزة ــ يوسف فارس‬
‫املالكية و‏حانيتا و‏العاصي‪ .‬إلى ذلك‪،‬‬ ‫«ي ـج ــري إطـ ــاق سـ ــراح آالف األس ــرى‬
‫الفلسطينيني‪ ،‬ومــن املــرجــح أن ّ‬
‫بارنياع‪ ،‬التأكيد على‬ ‫حققته إل ــى اآلن‪ ،‬والـنـتــائــج ال ـتــي قد‬
‫ُ‬
‫فيها األعراب الحرب عليهم‪ ،‬في هذه‬
‫املحنة‪ ،‬كانوا أول من ناصر وساند‪،‬‬
‫اليمن»‪ .‬وفيما كان الجميع منشغال‬
‫بالهموم اليومية‪ ،‬لــم تكن الغالبية‬ ‫رغ ــم أن امل ــوق ــف الـشـعـبــي ف ــي قـطــاع‬
‫أق ـ ـ ّـرت صـحـيـفــة «م ـع ــاري ــف» الـعـبــريــة‬ ‫تلبي‬ ‫تـفـضــي إلـيـهــا‪ .‬وم ــع أن ــه ال ات ـفــاق بني‬
‫بنجاح «حزب الله» في «تدمير وحدة‬ ‫الصفقة املقترحة طلبات أخــرى‪ ،‬مثل‬
‫استحالة تحقيق انتصار‬ ‫هـ ـ ــؤالء‪ ،‬وال ب ــن ع ـم ــوم املـسـتــوطـنــن‬ ‫استعد للذهاب إلى النهاية‬ ‫ّ‬ ‫وأول من‬ ‫ال ـع ـظ ـم ــى مـ ـسـ ـتـ ـع ـ ّـدة ل ـل ـب ـح ــث عـمــا‬ ‫غــزة‪ ،‬منقسم في النظرة إلــى عملية‬
‫ّ‬
‫امل ــراق ـب ــة ال ـجــويــة ف ــي ج ـبــل م ـي ــرون»‪،‬‬ ‫زيــادة كبيرة في املعونات اإلنسانية‪،‬‬
‫ّ‬
‫في الحرب على غزة‬ ‫اإلسرائيليني‪ ،‬حول هذه األمور‪ ،‬إال أن‬ ‫في سبيل وقف الحرب»‪.‬‬
‫أم ــا ال ـح ـ ّ‬
‫يصوب تلك النظرة‪ .‬حتى التضامن‬ ‫«طـ ــوفـ ــان األقـ ـ ـص ـ ــى»‪ ،‬ف ـ ــإن الـ ـش ــارع‪،‬‬
‫ب ـعــدمــا قـصـفـهــا ب ـ ـ ‪ 62‬ص ــاروخ ــا من‬ ‫وع ـ ـ ـ ــودة ال ـ ـغـ ــزيـ ــن الـ ـ ــى دي ـ ــاره ـ ــم فــي‬ ‫أكثر املتفائلني من بينهم‪ ،‬صار على‬ ‫ـاج رم ـضــان م ـن ـصــور‪ ،‬الــذي‬ ‫ال ـ ـصـ ــادق ال ـ ـ ــذي ت ـح ـم ـلــه امل ـس ـي ــرات‬ ‫بكل أطيافه وتوجهاته‪ ،‬ســواء أكان‬
‫أنـ ــواع مختلفة‪ ،‬فــي ٍّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫«رد ّأولـ ــي» على‬ ‫ٍ‬ ‫ش ـم ــال ال ـق ـط ــاع‪ ،‬وان ـس ـح ــاب الـجـيــش‬ ‫األق ــل‪ ،‬ينظر الــى التطورات والنتائج‬ ‫ي ـس ـك ــن حـ ــي تـ ــل الـ ــزع ـ ـتـ ــر‪ ،‬وأضـ ـ ــاف‬
‫إل ــى قــائـمــة رمـ ــوزه الــوطـنـيــة أس ـمـ ً‬
‫ال ـ ـج ـ ـمـ ــاه ـ ـيـ ــريـ ــة ال ـ ـ ـتـ ـ ــي ت ـ ـن ـ ـظـ ــم ف ــي‬ ‫مـ ــع املـ ـق ــاوم ــة أو ضـ ــدهـ ــا‪ ،‬وج ـ ــد أن‬
‫اغتيال نائب رئيس املكتب السياسي‬ ‫اإلســرائـيـلــي‪ ،‬وإقــامــة مديرية لترميم‬ ‫بــواق ـع ـيــة‪ ،‬وب ـش ــيء م ــن «ال ـت ــواض ــع»‪،‬‬ ‫ـاء‬ ‫العاصمة اليمنية في كل مناسبة‪ ،‬لم‬
‫جــديــدة‪ ،‬فـيـقــول ل ــ«األخ ـبــار»‪« :‬والـلــه‬ ‫يقدمها‬ ‫تحظ باإلعالم املحلي الــذي ّ‬
‫لحركة «ح ـمــاس»‪ ،‬صــالــح ال ـعــاروري‪،‬‬
‫في الضاحية الجنوبية لبيروت‪.‬‬
‫الـقـطــاع بتمويل دول ــي‪ ،‬واألف ـظــع هو‬
‫شــراكــة حـمــاس فــي السلطة الحاكمة‬
‫وهــو مــا كــان غائبًا تـمــامــا‪ ،‬فــي األيــام‬
‫األولـ ـ ـ ــى لـ ـلـ ـح ــرب‪ ،‬ورب ـ ـمـ ــا ح ـت ــى إل ــى‬ ‫يـ ـط ــربـ ـن ــي صـ ـ ـ ــوت يـ ـحـ ـي ــى سـ ــريـ ــع‪،‬‬
‫ّ‬
‫بالحجم الذي تستحق‪.‬‬ ‫ألد الخصوم ما يمكنهم‬‫لم يجد ّ‬
‫ً‬ ‫يـعـجـبـنــي مـحـمــد الـبـخـيـتــي حينما‬ ‫تعرف‬ ‫تغير اآلن؛ إذ ّ‬ ‫غير أن كل ذلك ّ‬
‫في غزة مستقبال»‪.‬‬ ‫شهرها الثالث‪.‬‬
‫(األخبار)‬ ‫عـ ـل ــى ال ـج ـب ـه ــة الـ ـشـ ـم ــالـ ـي ــة ل ـل ـك ـي ــان‪،‬‬
‫يـ ــوسـ ــي فـ ـ ــرطـ ـ ــر‪ ،‬ال ـ ـ ـ ــذي يـ ـ ــدعـ ـ ــو‪ ،‬إل ــى‬
‫استعادة األسرى «كهدف ّأول‪ ،‬ال بأس‬
‫ّ‬ ‫وفـ ـ ــي هـ ـ ــذا ال ـ ـس ـ ـيـ ــاق‪ ،‬يـ ـ ّ‬
‫ـرجـ ــح م ـحــلــل‬ ‫يقصف جبهات الضيوف ويستهزئ‬ ‫ال ـ ـ ـشـ ـ ــارع ال ـ ـ ـغـ ـ ــزي‪ ،‬ألول مـ ـ ـ ــرة‪ ،‬إل ــى‬ ‫قوله أمام شعب خرج من الحرب‬
‫مــن وق ــف الـقـتــال لتحقيقه»‪ .‬ويحمل‬ ‫ال ـ ـش ـ ــؤون ال ـع ـس ـك ــري ــة فـ ــي صـحـيـفــة‬ ‫بهم‪ ،‬أحب املشاط‪ ،‬هؤالء هم الجنود‬ ‫ش ـخ ـص ـيــة ال ـي ـم ـنــي ال ـف ـق ـيــر امل ـع ــدم‪،‬‬ ‫والمجاعة‪ ،‬وعاد إليها نصرة‬
‫الــذيــن أم ـ ّـد الـلــه بـهــم املـقــاومــن هنا‪،‬‬ ‫الغني باملقاومة واالستعداد املطلق‬
‫(أ ف ب)‬ ‫فرطر على نتنياهو‪ ،‬الذي يصفه بأنه‬ ‫«ه ـ ـ ــآرت ـ ـ ــس»‪ ،‬عـ ــامـ ــوس ه ــريـ ـئـ ـي ــل‪ ،‬أن‬
‫«تستمر الحرب أيامًا كثيرة‪ ،‬رغم أنها‬ ‫ّ‬ ‫فـ ــاجـ ــؤونـ ــا ب ــإخ ــاصـ ـه ــم وص ــدق ـه ــم‬ ‫للتضحية‪ ،‬في سبيل قضية لم يكن‬ ‫للمقاومة في غزة‬
‫«ال ي ـف ـقــه ال ب ــاألم ــن وال بــاالق ـت ـصــاد‬
‫بـعـيــدة عــن تحقيق أهــدافـهــا املعلنة‪،‬‬ ‫وب ـس ــاط ـت ـه ــم‪ ...‬ال ـل ــه ي ـح ـم ـي ـهــم»‪ .‬في‬ ‫يـ ـع ــرف ال ـف ـل ـس ـط ـي ـن ـيــون ع ـم ــوم ــا أن‬
‫وال بالدبلوماسية‪ ،‬بـخــاف مزاعمه‬ ‫ّ‬ ‫الـيـمـنـيــن ل ــم يـ ـت ـ ّ‬
‫يتحدث األهالي عن «أناس‬ ‫الشارع‪،‬‬ ‫لـهــا كــل ه ــذه امل ـكــانــة الـعـقــائــديــة في‬ ‫ـرددوا ف ــي تسجيل‬
‫التقليدية»‪ ،‬مــؤكـدًا أنــه «سـ ّـيــد الفشل‬ ‫وربما بسبب ذلك»‪ .‬ويقول هريئيل إن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي ـش ـب ـهــون ـنــا» ف ــي ال ـع ـن ــاد وال ـص ـبــر‬ ‫وجدان اليمنيني‪ .‬وعلى وقع القصف‬ ‫م ــوق ــف م ـســانــد ل ـل ـق ـطــاع‪ ،‬وخ ــاض ــوا‬
‫م ـ ـت ـ ـعـ ـ ّـدد امل ـ ـ ـ ـجـ ـ ـ ــاالت»‪ ،‬م ـ ـش ـ ــددًا ع ـلــى‬ ‫وتسببت بمعاناة‬ ‫«إسرائيل احتلت‬ ‫األميركي ‪ -‬البريطاني الذي ّ‬
‫كبيرة للمدنيني الفلسطينيني‪ ،‬لكنها‬ ‫والجلد‪ ،‬وحتى «الجنون» الذي يجد‬ ‫تعرضت‬ ‫م ـغــامــرة ل ــم يـحـسـبــوا فـيـهــا حسابًا‬
‫«ض ــرورة جعل استعادة األســرى في‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ال تقترب من انتصار حاسم»‪ .‬كما أن‬ ‫اليمني الصادق في كل مناسبة‬ ‫لــه مــؤيــديــن دائ ـمــا‪ .‬يـقــول الـحــاج أبو‬ ‫ل ــه امل ـ ــدن ال ـي ـم ـن ـيــة ل ـيــل ال ـخ ـم ـيــس ‪-‬‬ ‫حتى للواليات املتحدة‪ ،‬على طريق‬
‫غ ــزة أولــويــة أول ــى‪ ،‬حـتــى بثمن وقــف‬ ‫لم يحظ التضامن ّ‬ ‫رائ ــد ل ــ«األخ ـب ــار»‪« :‬وال ـلــه يــا ع ــم‪ ،‬ما‬ ‫ال ـج ـم ـعــة‪ ،‬ت ـضــاع ـفــت ح ــال ــة اإلي ـم ــان‬ ‫الضغط لوقف إطالق النار‪.‬‬
‫ال ـ ـنـ ــار»‪ ،‬وع ـل ــى أن «ص ـ ـ ــورة ال ـق ـي ــادة‬ ‫«من الصعب إخفاء ذلــك‪ ،‬ألن الجيش‬ ‫بالحجم الذي يستحق في اإلعالم المحلي (أ ف ب)‬
‫اإلســرائـيـلـيــة بـعـيــون الـعــالــم مختلفة‬ ‫يـقــف ف ــي ذروة عـمـلـيــة تـقـلـيــل قـ ّـواتــه‬ ‫حدا بيشبهنا إال أنصار الله‪ ،‬ما حدا‬ ‫والـ ـتـ ـع ــاط ــف مـ ــع ال ـش ـع ــب ال ـي ـم ـنــي‪.‬‬ ‫ح ـتــى م ــا ق ـبــل ال ـســابــع م ــن أك ـتــوبــر‪،‬‬
‫ّ‬ ‫داخــل القطاع‪ ،‬وهــذا يعكس االنتقال‬ ‫غبار التشويه الــذي علق بها طــوال‬ ‫امل ـس ـل ـح ــة ال ـي ـم ـن ـي ــة ع ـل ــى ال ـس ـف ـي ـنــة‬ ‫التضامن مع اليمن‪ ،‬عابرًا للتباينات‬ ‫بتغيب عنده حسابات املنطق وردة‬ ‫حـســن أح ـم ــد‪ ،‬وه ــو مـعـلــم حكومي‬ ‫كان الشارع الغزي بالعموم‪ ،‬منساقًا‬
‫عما هي بعيون اإلسرائيليني»‪.‬‬ ‫الفعل عند الشعور بأن هناك ّ‬
‫إلــى مرحلة جديدة من الـحــرب‪ ،‬وهذا‬ ‫ألد الخصوم‬ ‫سنوات‪ ،‬بينما لم يجد ّ‬ ‫اإلس ــرائ ـي ـل ـي ــة‪ ،‬وتـ ـح ـ ّـدث ــوا ع ــن بــأس‬ ‫األيديولوجية والسياسية‪« .‬عزيز يا‬ ‫مقدسًا‬ ‫التقته «األخبار» في مخيم جباليا‪،‬‬ ‫فــي الـنـظــرة إلــى «أن ـصــار الـلــه» وراء‬
‫مــن جهته‪ ،‬يــواصــل املعلق السياسي‬ ‫ّ‬ ‫يقول ّ‬
‫م ــا ح ــاول ــت الـحـكــومــة الـتـســتــر عليه‪،‬‬ ‫ما يمكنهم قوله أمام شعب خرج من‬ ‫الـيـمــانـيــن وع ــزم ـه ــم‪ .‬ه ـك ــذا‪ ،‬أع ــادت‬ ‫يمن»‪ ،‬جملة جابت آالف الحسابات‬ ‫يجب الــدفــاع عـنــه‪ ،‬إال إحـنــا فــي غزة‬ ‫معبرًا عن موقفه‪« :‬الحوثيون‬ ‫مـ ـ ــا ع ـ ـلـ ــق فـ ـ ــي أذه ـ ـ ــان ـ ـ ــه مـ ـ ــن ق ـش ــور‬
‫الـ ـ ـب ـ ــارز‪ ،‬ن ــاح ــوم ب ــارنـ ـي ــاع‪ ،‬ال ـتــأك ـيــد‬ ‫َ‬
‫وجـعــل ص ــورة االنـتـقــال هــذه غامضة‬ ‫الحرب واملجاعة‪ ،‬وعاد إليها نصرة‬ ‫ال ـض ــرب ــة األم ـي ــرك ـي ــة ‪ -‬الـبــريـطــانـيــة‬ ‫في «فيسبوك»‪ ،‬فيما تداول النشطاء‬ ‫وأهلنا في اليمن»‪.‬‬ ‫أه ـل ـنــا‪ ،‬سـنــدنــا األق ـ ــرب‪ ،‬لــديـهــم ديــن‬ ‫عمليات التشويه املمنهج‪ ،‬من ِمثل‪:‬‬
‫عـلــى اسـتـحــالــة تـحـقـيــق ان ـت ـصــار في‬
‫بعيون اإلســرائـيـلـيــن»‪ .‬ولفت إلــى أن‬ ‫للمقاومة في غزة‪.‬‬ ‫غـ ـس ــل ح ـق ـي ـق ــة «أن ـ ـص ـ ــار الـ ـ ـل ـ ــه» مــن‬ ‫أي ـ ـضـ ــا مـ ـق ــاط ــع لـ ـسـ ـيـ ـط ــرة ال ـ ـقـ ــوات‬ ‫في مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬كان‬ ‫في رقابنا‪ .‬إننا لم نحاول االقتراب‬ ‫«الشيعة الــذيــن قصفوا الكعبة» أو‬
‫ال ـحــرب عـلــى غ ــزة‪ .‬وف ــي مـقــال نشرته‬
‫«ي ـ ــديـ ـ ـع ـ ــوت أح ـ ـ ـ ــرون ـ ـ ـ ــوت»‪ ،‬بـ ـعـ ـن ــوان‬ ‫«حـ ـم ــاس ب ـنــت قـ ــوة ع ـس ـكــريــة تشبه‬
‫ّ‬ ‫بهياكلها الجيش النظامي‪ .‬وعندما‬
‫«الـ ـ ـعـ ـ ـي ـ ــش مـ ـ ــع الـ ـ ـ ـخـ ـ ـ ـس ـ ـ ــارة»‪ ،‬ي ـع ــل ــل‬ ‫ّ‬

‫كوارث مرتقبة في غزة‬


‫بـ ــارن ـ ـيـ ــاع رؤي ـ ـتـ ــه بـ ــال ـ ـقـ ــول‪« :‬ك ـي ـف ـمــا‬ ‫تـفــكــك مـعـظـمـهــا‪ ،‬انـتـقـلــت إل ــى طريقة‬
‫قتال أخرى على شكل حرب عصابات‪:‬‬ ‫ج ـم ـل ــة مـ ــن امل ـع ـي ـق ــات الـ ـت ــي ق ـ ّـوض ــت‬ ‫فيما يغزو الــذبــاب والبعوض منازل‬ ‫ت ـع ـط ـل ــت املـ ـضـ ـخ ــات الـ ـكـ ـبـ ـي ــرة ال ـت ــي‬
‫نـقــرأ التقارير الصحافية عــن صفقة‬ ‫ُ‬ ‫تـتـ ّ‬ ‫تمامًا عمل بلديات القطاع‪ ،‬أولها هو‬ ‫األهالي وخيامهم من جرائها‪ .‬ووفقًا‬ ‫ت ـس ـح ــب مـ ـي ــاه الـ ـب ــرك ــة إلـ ـ ــى ال ـب ـح ــر‪،‬‬
‫السـ ـ ـتـ ـ ـع ـ ــادة املـ ـخـ ـط ــوف ــن ب ــوس ــاط ــة‬ ‫ـذيــل ال ـجـيــش‪ ،‬وت ـخ ــرج عناصرها‬
‫من األنفاق وتضربه وتصيبه يوميًا‪.‬‬ ‫تــدم ـيــر االحـ ـت ــال لـ ـ ــ‪ %90‬م ــن اآلل ـيــات‬ ‫لصابر محمد‪ ،‬وهو من سكان الحي‪،‬‬ ‫وبـ ـسـ ـب ــب نـ ـق ــص ال ـ ــوق ـ ــود وانـ ـقـ ـط ــاع‬
‫ق ـطــريــة‪ ،‬مـصــريــة أو أم ـيــرك ـيــة‪ ،‬فإنها‬ ‫َ‬
‫ّ‬ ‫نعم؛ قوة كتائب القسام ببساطتها»‪.‬‬ ‫واملـ ـع ــدات ال ــازم ــة الن ـت ـشــال الـقـمــامــة‬ ‫ف ــإن مـنـطـقــتــي ال ـبــركــة وأبـ ــو إسـكـنــدر‬ ‫الكهرباء الطويل‪ ،‬غرقت منازلنا بعد‬
‫ت ــدل ــل ع ـلــى أن ال ـج ــان ــب اإلســرائ ـي ـلــي‬ ‫وكـ ـس ــح م ـص ــاف ــي ال ـ ـصـ ــرف ال ـص ـحــي‬ ‫كــانـتــا األك ـثــر ازدح ــام ــا بــالـسـكــان في‬ ‫موجة مطر غــزيــرة‪ ...‬اليوم‪ ،‬البركة لم‬ ‫في ّ‬
‫وي ــواف ــق عـلــى رؤيـ ــة هــريـئـيــل‪ ،‬محلل‬ ‫ُ‬ ‫الس ـت ـقــدام ق ـ ــوارب الـصـيــد م ــن مـيـنــاء‬ ‫ف ــاض ــت م ـي ــاه ب ــرك ــة ال ـش ـيــخ رضـ ــوان‪،‬‬ ‫حي الشيخ رضوان الشرقي‪ ،‬حيث‬
‫ب ـ ــدأ ال ـت ـس ـل ـيــم ب ــال ـن ـت ــائ ــج امل ـ ـحـ ــدودة‬ ‫وتسليكها‪ ،‬والـثــانــي هــو ع ــدم تــوافــر‬ ‫شـ ـم ــال الـ ـقـ ـط ــاع‪ ،‬ح ـي ــث ن ـ ــزح إلـيـهـمــا‬ ‫تضخ منها املياه منذ بداية الحرب‪،‬‬
‫ال ـش ــؤون الـسـيــاسـيــة ف ــي «ه ــآرت ــس»‪،‬‬ ‫غزة‪ ،‬إلخالء العائالت التي حوصرت‬ ‫ب ـعــد مــوجــة أم ـط ــار غ ــزي ــرة‪ ،‬وأغــرقــت‬ ‫ان ـس ـح ـبــت قـ ـ ــوات الـ ـع ــدو ق ـب ــل ع ـشــرة‬
‫للحرب»‪ .‬ويضيف‪« :‬وفق معلوماتي‪،‬‬ ‫وق ـ ــود ال ـ ـسـ ــوالر ل ـع ـمــل م ــا ت ـب ـقــى مــن‬ ‫ع ـ ـشـ ــرات اآلالف مـ ــن املـ ــواط ـ ـنـ ــن مــن‬ ‫وقارب منسوبها الوصول إلى سطح‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫في منازلها طوال أيام‪.‬‬ ‫وحي النفق‬ ‫الحي‪،‬‬ ‫مناطق واسعة من‬ ‫أي ـ ـ ــام‪ ،‬وف ـي ـم ــا وج ـ ــد آالف امل ــواط ـن ــن‬
‫اآللـيــات‪ّ .‬أمــا املعضلة األكـبــر‪ ،‬فهي أن‬ ‫مخيم جباليا وأحياء النصر والدرج‬ ‫الشارع‪ ،‬وكل مناشداتنا عبث»‪.‬‬ ‫ّ‬
‫مـ ــا ال ـ ـ ــذي ي ـم ـك ــن أن يـ ـح ــدث الـ ـي ــوم؟‬ ‫املحاذي‪ .‬ورغــم أن منظومة البلديات‬ ‫ف ــي ال ـه ــدوء الـنـسـبــي فــرصــة لـلـعــودة‬
‫مكبات النفايات الكبرى موجودة في‬ ‫وال ـت ـف ــاح وال ـش ـيــخ رض ـ ــوان ال ـغــربــي‪.‬‬ ‫على أن مياه الصرف الصحي ليست‬ ‫يـتـســاءل ال ـحــاج أب ــو مـحـمــود‪ ،‬بينما‬ ‫والـكـهــربــاء وال ـصــرف الـصـحــي كانت‬ ‫إل ــى مـنــازلـهــم شـبــه امل ــدم ــرة‪ ،‬وب ــدؤوا‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أمــاكــن بعيدة عــن املناطق السكانية‪،‬‬ ‫وبينما كانت أكوام القمامة تتزايد‪ ،‬لم‬ ‫مـشـكـلــة األه ــال ــي األكـ ـب ــر؛ إذ تـتـجـ ّـمــع‬ ‫أي من‬ ‫ال ت ـع ـمــل ف ــي ال ـق ـط ــاع حــال ـيــا ّ‬ ‫تعمل بـكــل طاقتها وق ـتــذاك‪ ،‬إل أنها‬ ‫استصالح لو غرفة واحدة منها‪ ،‬على‬
‫وهي نقاط اشتباك ساخنة‪ ،‬وال يمكن‬ ‫تحضر طواقم البلدية ملواكبة ضغط‬ ‫أيـ ـض ــا أطـ ـن ــان ك ـب ـي ــرة م ــن ال ـن ـفــايــات‬ ‫املـنـظــومــات الـخــدمـيــة‪ :‬ال إس ـعــاف وال‬ ‫لم تفلح في احتواء الحدث؛ إذ توفي‪،‬‬ ‫أمل الخروج من مراكز اإليــواء‪ ،‬تحوم‬
‫النازحني الكبير‪.‬‬ ‫البركة‪،‬‬ ‫ّ‬
‫الــوصــول إليها لنقل أك ــوام النفايات‬ ‫والحيوانات النافقة في محيط ّ ً‬ ‫ب ـل ــدي ــات وال دف ـ ــاع م ــدن ــي وال شــركــة‬ ‫بسبب فيضان املجاري الكبير‪ ،‬نحو‬ ‫تتربع وســط أكبر‬ ‫فــوق املنطقة التي‬
‫مصر تبدأ اتصاالت الحتواء التصعيد اإلقليمي‬ ‫يوسف‪..‬‬
‫من وسط األحياء املأهولة»‪.‬‬ ‫هـنــا‪ ،‬يــوضــح مـصــدر مــن بـلــديــة غــزة‪،‬‬
‫ّ‬
‫ت ـحــدثــت م ـعــه «األخ ـ ـبـ ــار»‪ ،‬أن «ه ـنــاك‬
‫ومتسببة‬
‫ّ‬
‫قاطعة الشوارع الرئيسية‪،‬‬
‫فــي انبعاث روائ ــح كريهة جــدًا منها‪،‬‬
‫ً‬
‫كـهــربــاء‪ .‬يستذكر الــرجــل الخمسيني‬
‫ال ـك ــارث ــة ال ـســاب ـقــة ب ــال ـق ــول‪« :‬يــوم ـهــا‪،‬‬
‫‪ 13‬م ــواط ـن ــا غ ــرق ــا‪ ،‬وأصـ ـي ــب امل ـئ ــات‪،‬‬
‫واض ـ ـ ـطـ ـ ـ ّـرت طـ ــواقـ ــم ال ـ ــدف ـ ــاع امل ــدن ــي‬
‫مسطح مائي ملياه الصرف الصحي‪،‬‬
‫أشـ ـب ــاح ك ــارث ــة عـ ــام ‪ .2014‬ي ــوم ــذاك‪،‬‬
‫من أجــل التشديد على االلـتــزام بضبط النفس‬ ‫وترافقت التحذيرات املصرية مع إعــان رئيس‬ ‫القاهرة ‪ -‬األخبار‬

‫الغزيون يقابلون محاوالت االختراق‪ ...‬بالسخرية‬


‫وعدم االنجرار إلى مواجهات عسكرية مفتوحة‬ ‫هيئة «قناة السويس»‪ ،‬الفريق أسامة ربيع‪ ،‬عن‬ ‫ّ‬
‫ســواء تجاه السفن العابرة في البحر أو تجاه‬ ‫تــراجــع عــوائــد القناة بــالــدوالر بنحو ‪ %40‬منذ‬ ‫حذرت مصر‪ ،‬أمس‪ ،‬الواليات املتحدة وبريطانيا‬
‫امل ـصــالــح األم ـيــرك ـيــة‪ ،‬ف ــي ح ــن أب ـل ـغــت امل ـنــامــة‪،‬‬ ‫بــدايــة ع ــام ‪ ،2024‬مـقــارنــة بــالـفـتــرة نفسها من‬ ‫م ــن اتـ ـس ــاع دائـ ـ ــرة الـ ـح ــرب ب ـعــد ال ـ ـعـ ــدوان على‬
‫القاهرة‪ ،‬أنها ّ‬ ‫ّ‬
‫عززت من إجراءاتها األمنية حول‬ ‫عام ‪ ،2023‬وسط توقعات بتأثيرات سلبية أكبر‬ ‫اليمن‪ ،‬مؤكدة أن مثل هــذه الضربات ‪ -‬حتى لو‬
‫مصالح أميركية قد يجري استهدافها من ِقبل‬ ‫خــال األســابـيــع املـقـبـلــة‪ ،‬مــع ق ــرار عــدة شــركــات‬ ‫جــرى التعهد بعدم تكرارها ‪ ،-‬فإنها لــن تــؤدي‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫كـبـيــر لـجـيــش الـ ـع ــدو‪ ،‬ب ـعــد أك ـثــر من‬ ‫بـيــوم نـصــرنــا وهــزيـمـتـكــم»‪« ،‬كريمة‬ ‫ضــابــط يــدعــى الـكــابــن حـســام‪ ،‬الــذي‬ ‫تجاوز العجز املخابراتي اإلسرائيلي‬
‫«أنصار الله»‪.‬‬ ‫كبرى استخدام طريق رأس الرجاء الصالح بدال‬ ‫ستعرض‬ ‫فقط إلــى اتساع دائــرة الـحــرب‪ ،‬وإنما‬ ‫‪ 95‬ي ــوم ــا مـ ــن الـ ـ ـح ـ ــرب‪ .‬هـ ـن ــا‪ ،‬يــؤكــد‬ ‫طـبــخ وخـلـطــة بشاميل حـتــى نغذي‬ ‫ك ـتــب ف ــي أول م ـن ـشــور ل ــه‪« :‬مــرح ـبــا‪،‬‬ ‫عن العثور على طرف خيط للوصول‬
‫تحدث إلى «األخبار»‪ ،‬فإن‬ ‫ووفق مصدر مصري ّ‬ ‫مــن «ال ـســويــس»‪ .‬وق ــال ربـيــع إن حــركــة املــاحــة‬ ‫املصالح االقتصادية لدول املنطقة للخطر‪ .‬وأتى‬ ‫مصدر أمني مطلع أن «فــرص نجاح‬ ‫أنـ ــا ال ـك ــاب ــن حـ ـس ــام‪ ،‬ج ــاه ــز لتلبية‬ ‫أي م ــن ال ـج ـن ــود واملـسـتــوطـنــن‬
‫مصر ّ‬
‫أسراكم إلي عنا‪ ،‬طلعت شجرة عدس‬ ‫ّ‬ ‫إلـ ــى ٍ‬
‫عبرت عن مخاوفها على عدة مستويات‪،‬‬ ‫فــي «ق ـنــاة الـســويــس» «منتظمة مــن االتـجــاهــن‪،‬‬ ‫هــذا التحذير في خــال اتصاالت بني مسؤولني‬ ‫األسـ ــال ـ ـيـ ــب الـ ـن ــاعـ ـم ــة فـ ــي تـحـصـيــل‬ ‫وفول في معدتهم حرام»‪.‬‬ ‫ك ــل م ــا ت ـح ـتــاجــونــه‪ ،‬ت ــواص ـل ــوا عبر‬ ‫األس ــرى‪ ،‬أو ق ـيــادات املـقــاومــة‪ ،‬حــدود‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اسـتـخـبــاراتـيــن مــن ال ـقــاهــرة وواش ـن ـطــن ولـنــدن‬ ‫املعلومات الحساسة‪ ،‬محدودة جدًا‪،‬‬ ‫وت ـ ـ ــأت ـ ـ ــي ه ـ ـ ـ ــذه ال ـ ـ ـخ ـ ـ ـطـ ـ ــوات بـ ـع ــدم ــا‬ ‫الـ ـ ـخ ـ ــاص»‪ .‬ع ـل ــى أن امل ـن ـش ــور ال ــذي‬ ‫امل ــداراة والـســريــة‪ ،‬وانـتـقــل أخـيـرًا إلى‬
‫الصراع في غزة‬ ‫وحــذرت من مغبة اتساع دائرة‬ ‫وال ص ـح ــة مل ــا يـ ـت ــردد ف ــي األوسـ ـ ـ ــاط املــاح ـيــة‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫لتشمل دول املنطقة‪ ،‬األمر الذي سيعقد األمور‪،‬‬ ‫بخصوص أي توقيف للمالحة جــراء التطورات‬ ‫واملنامة‪ ،‬باإلضافة إلى مسؤولني ُ آخرين من عدة‬ ‫وذلك ألنه حتى لو كان هناك ضعاف‬ ‫استنفدت العملية البرية نفسها في‬ ‫ُع ـ ـ ـ ــزز بـ ــإعـ ــان مـ ـ ـم ـ ـ ّـول‪ ،‬ت ـ ـحـ ـ ّـول إل ــى‬ ‫مرحلة اإلقرار العلني‪ ،‬ولكن من دون‬
‫عــواصــم أوروب ـي ــة‪ ،‬وذل ــك بعدما أبـلـغــت الـقــاهــرة‪،‬‬ ‫ن ـف ــوس ف ــي مـجـتـمــع امل ـق ــاوم ــة‪ ،‬وهــو‬ ‫كــل مـنــاطــق ش ـمــال وادي غ ــزة‪ ،‬وبــدأ‬ ‫منصة كبرى للسخرية‪ ،‬إذ انهمرت‬ ‫الـتـخـلــي ع ــن «ان ـت ـفــاخــة ال ـق ــوة» الـتــي‬
‫في وقت طلب فيه الرئيس املصري‪ ،‬عبد الفتاح‬ ‫املندب»‪.‬‬
‫ُ‬ ‫في باب‬ ‫ُ‬ ‫أم ــر وارد‪ ،‬ف ــإن ف ــرص ال ـتــواصــل عبر‬ ‫االنـ ـسـ ـح ــاب م ــن م ـن ــاط ــق الـعـمـلـيــات‬ ‫آالف التعليقات الهازئة عليه‪ ،‬ومن‬ ‫يظهرها املتحدث باسم جيش العدو‪،‬‬
‫السيسي‪ ،‬من وزير الخارجية األميركي‪ ،‬أنتوني‬ ‫وكــانــت مصر أبـلـغــت رسميًا بــأن هـنــاك سفنًا‬ ‫مساء الخميس‪ ،‬بالضربات الجوية التي ستنفذ‬ ‫اإلنـتــرنــت ضعيفة ج ـ ّـدًا‪ ،‬بعد أن دمر‬ ‫بينها‪« :‬بدنا نشوفك بغزة يا كابنت‪،‬‬ ‫دانيال هاغاري‪ ،‬ووزير الحرب‪ ،‬يوآف‬
‫بلينكن‪ ،‬خــال زيــارة األخير للقاهرة‪ ،‬ممارسة‬ ‫أوروب ـي ــة ستصل إل ــى املـنـطـقــة قـبــل مطلع آذار‬ ‫ضد اليمن‪ ،‬والتي القت اعتراضها‪ .‬وفي السياق‬ ‫العدو نحو ‪ %70‬من شبكات االتصال‬ ‫الشباب بيستنوك على أحر من لهب‬ ‫غ ــاالن ــت‪ ،‬بـشـكــل ي ــوم ــي‪ .‬أظ ـه ــرت ذلــك‬
‫مزيد من الضغوط على إسرائيل لوقف عدوانها‬ ‫املقبل‪ ،‬للمشاركة في عملية تمشيط للمنطقة‬ ‫نـفـســه‪ ،‬دع ــت الـخــارجـيــة املـصــريــة إل ــى «تكاتف‬ ‫الــاس ـل ـك ـيــة‪ ،‬وت ـح ــدي ـدًا ف ــي امل ـنــاطــق‬ ‫فرص نجاح األساليب‬ ‫ال ـقــذائــف امل ـض ــادة لـ ـل ــدروع»‪« ،‬بــدنــا‬
‫ً‬
‫الخطوات األخيرة التي شرع «جهاز‬
‫على القطاع‪ .‬وبحسب املصدر‪ ،‬فــإن االتصاالت‬ ‫الـبـحــريــة وم ـســاعــدة الـسـفــن ال ـعــابــرة ف ــي حــال‬ ‫الجهود الدولية واإلقليمية لخفض حــدة التوتر‬ ‫املستهدفة بـهــذه الـخـطــوات‪ ،‬أي تلك‬
‫الناعمة في تحصيل المعلومات‬ ‫نابلسية مـثــا ألن ــو علعلت قلوبنا‬ ‫األم ــن ال ـعــام» اإلســرائـيـلــي (الـشــابــاك)‬
‫الـتــي ج ــرت بحثت األضـ ــرار الـتــي تـعـ ّـرضــت لها‬ ‫اح ـت ـيــاج ـهــا إل ــى م ـس ــاع ــدات ع ـس ـكــريــة ف ــي أي‬ ‫وعـ ــدم االس ـت ـق ــرار ف ــي امل ـن ـط ـقــة»‪ .‬وأشـ ـ ــارت إلــى‬ ‫ال ـت ــي ان ـت ـهــت فـيـهــا الـعـمـلـيــة الـبــريــة‬ ‫مــن السمسمية وال ـع ـجــوة»‪« ،‬كــابــن‬ ‫فيها في مختلف مناطق قطاع غزة؛ إذ‬
‫سلسلة اإلمـ ـ ــدادات الـعــاملـيــة مــع إرج ــاء عمليات‬ ‫وق ــت‪ ،‬مــن دون االن ـخ ــراط فــي عـمـلـيــة «ح ــارس‬ ‫أن ه ــذه «ال ـت ـطــورات الـخـطـيــرة واملـتـســارعــة» هي‬ ‫الكبرى في شمال وادي غزة»‪ .‬ويتابع‬ ‫الحساسة‪ ،‬محدودة جدًا‬ ‫أنا جاهز لخدمتكم‪ ،‬بدكم السنوار؟‬ ‫بعد إلقاء ماليني املنشورات الورقية‪،‬‬
‫االزدهار»‪ .‬لكن‪ ،‬في هذا الوقت‪ّ ،‬‬ ‫املصدر في حديثه إلى «األخبار»‪ ،‬أن‬ ‫موجود مكانه عندي‪ ،‬ممكن تالقوه‬ ‫ال ـتــي تـطــالــب األه ــال ــي بــالـتـعــاون مع‬
‫شحن بحرية إلى حني اتضاح الرؤية‪ ،‬واالرتفاع‬ ‫يعول مسؤولون‬ ‫«نتيجة اسـتـمــرار االع ـت ــداءات اإلسرائيلية على‬
‫ّ‬ ‫قطاع غزة»‪ّ ،‬‬ ‫«ال ــوص ــول إل ــى اس ـت ـجــداء املــواطـنــن‬ ‫بجحر الــديــك‪ ...‬وفــي كــل مـكــان بغزة‬ ‫ال ـج ـيــش‪ ،‬وت ـقــديــم م ـع ـلــومــات مـقــابــل‬
‫املطرد في تكلفة الشحن‪ ،‬سواء بسبب عمليات‬ ‫مـ ـص ــري ــون عـ ـل ــى ج ـ ـهـ ــود الـ ــوسـ ــاطـ ــة ل ـت ـج ـنــب‬ ‫مشددة على «حتمية الوقف الشامل‬ ‫وإغرائهم بتلك الطريقة املفضوحة‪،‬‬ ‫فـ ــي وسـ ـ ــط ال ـ ـق ـ ـطـ ــاع‪ ،‬وت ـ ـحـ ــدي ـ ـدًا فــي‬ ‫دع ـس ـنــا ف ـيــه ع ـلــى رق ــاب ـك ــم مــوجــود‬ ‫م ـ ـكـ ــافـ ــآت مـ ـ ــاديـ ـ ــة ك ـ ـب ـ ـيـ ــرة‪ ،‬وإخـ ـ ـ ــاء‬
‫الـتــأمــن أو سـلــوك طــريــق أط ــول بــديــل مــن «قناة‬ ‫التصعيد العسكري بــن «أنـصــار الـلــه» والــدول‬ ‫إلطالق النار وإنهاء الحرب القائمة ضد املدنيني‬ ‫السلوك العنيف في تحقيق‬ ‫يؤكد أن‬ ‫النصيرات وديــر البلح‪ ،‬إذ لم تحقق‬ ‫الـ ـسـ ـن ــوار»‪ .‬ع ـلــى هـ ــذا ال ـن ـح ــو‪ ،‬علق‬ ‫امل ـت ـع ــاون ــن إلـ ــى ّأي دول ـ ــة أوروبـ ـي ــة‬
‫ُ‬ ‫الـ ـق ــوات ال ـبــريــة ّ‬
‫السويس»‪ ،‬وسط مخاوف من تأثر إمدادات الغاز‬ ‫املشاركة في التحالف املذكور‪ .‬وفي هذا اإلطار‪،‬‬ ‫الفلسطينيني‪ ،‬لتجنيب املنطقة املزيد من عوامل‬ ‫األه ــداف لــم يــقــد إلــى أي نـجــاح‪ ،‬كما‬ ‫أي صـ ــورة انـتـصــار‬ ‫اآلالف م ــن الـ ـشـ ـب ــاب‪ ،‬ف ـي ـمــا ال ـن ـســاء‬ ‫يــرغـبــون فـيـهــا‪ ،‬دش ــن ال ـع ــدو‪ ،‬أخ ـي ـرًا‪،‬‬
‫األميركية على خلفية االضطرابات الحالية‪.‬‬ ‫فتحت مصر قـنــوات اتـصــاالت مــع أطــراف عدة‬ ‫عدم االستقرار»‪.‬‬ ‫يـعـكــس مـسـتــوى ال ـت ــأزم املـخــابــراتــي‬ ‫ملموسة‪ ،‬من مثل تحرير أسير حي‪،‬‬ ‫دخ ـل ــن ف ــي ج ــو آخـ ــر م ــن ال ـس ـخــريــة‪،‬‬ ‫عددًا كبيرًا من الصفحات على موقع‬
‫ّ‬
‫الذي يعانيه جهاز الشاباك»‪.‬‬ ‫أو اعـتـقــال أو اغـتـيــال قــائــد كبير من‬ ‫جلته ع ـبــارات مــن مـثــل‪« :‬شــو بدنا؟‬ ‫«فـ ـيـ ـسـ ـب ــوك»‪ ،‬وال ـ ـتـ ــي ي ـط ــال ــب فـيـهــا‬
‫ثــاث ـيــة «ال ـس ـن ــوار‪ ،‬ال ـض ـيــف‪ ،‬م ــروان‬ ‫شو بدنا يا كابنت؟ آي الينر وبودرة‬ ‫األهالي بـ«التعاون»‪.‬‬ ‫ّ‬
‫البرية ّ‬
‫تحقق القوات ّ‬
‫يوسف‪..‬‬ ‫عيسى»‪ ،‬وهو ما يشكل عامل إحراج‬ ‫أساس‪ ،‬لحتى نجهز حالنا لالحتفال‬ ‫واحـ ــدة مــن تـلــك الـصـفـحــات يديرها‬ ‫أي صورة انتصار ملموسة (أ ف ب)‬ ‫لم‬
‫‪9‬‬ ‫لبنان‬
‫السبت ‪ 13‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪5106‬‬ ‫السبت ‪ 13‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪5106‬‬

‫لبنان‬ ‫‪8‬‬
‫تقرير‬ ‫طوفان األقصى‬

‫تايوان تنتخب رئيسها اليوم‬


‫ّ‬
‫االنفصاليون نحو فوز باهت‬
‫ّ‬
‫يشكل‪ ،‬من وجهة نظر قانونية‪ ،‬أدلة‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫المرافعة اإلسرائيلية أمام «العدل الدولية»‬

‫اكذب‪ ،‬اكذب‪...‬‬
‫دامغة وقطعية على وجود نية إبادة‬
‫جماعية‪.‬‬
‫كذلك‪ ،‬جهد أعضاء الفريق اإلسرائيلي‬
‫الـ‪ 50‬في املئة‪ ،‬يعزوه مراقبون إلى فشل‬ ‫ل ـح ـش ــد األصـ ـ ـ ـ ــوات االنـ ـتـ ـخ ــابـ ـي ــة‪ .‬كـمــا‬ ‫ريم هاني‬ ‫فــي الــدفــع بـعــدم اخـتـصــاص املحكمة‪،‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫منافسيه فــي الـتــوحــد حــول جملة من‬ ‫اتـضــح‪ ،‬عبر حديث هــؤالء مع الشبكة‪،‬‬ ‫ت ـ ــارة م ــن ب ــواب ــة ال ـح ــدي ــث ع ــن آل ـيــات‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الـقـضــايــا‪ ،‬علمًا أن ــه ســجـلــت مـحــاوالت‬ ‫أن ال ـق ـضــايــا املـتـعــلـقــة ب ــرك ــود األج ــور‬ ‫أظـهــرت اسـتـطــاعــات ال ــرأي النهائية‪،‬‬ ‫قـضــائـيــة دول ـيــة أخـ ــرى‪ ،‬وتـ ــارة ثانية‬
‫ت ــوح ــد ب ــال ـف ـع ــل‪ ،‬ان ـ ـهـ ــارت آخ ــره ــا فــي‬ ‫وتأمني السكن‪ ،‬والرفاهية االقتصادية‬ ‫والـ ـ ـت ـ ــي س ـب ـق ــت ب ـ ــدء مـ ـ ـ ـ ّـدة «ال ـص ـم ــت‬ ‫عبر مـحــاولــة الـتــرويــج لــوجــود آليات‬
‫تـشــريــن الـثــانــي امل ــاض ــي‪ّ ،‬وأف ـق ــدت كــو‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫االن ـ ـت ـ ـخـ ــابـ ــي»‪ ،‬قـ ـب ــل ع ـ ـشـ ــرة أيـ ـ ـ ــام مــن‬ ‫قانونية مــزعــومــة داخ ــل الـكـيــان‪ُ ،‬ت ّ‬
‫ب ـش ـك ــل عـ ـ ــام‪ ،‬تـ ـش ــك ــل مـ ـح ــور اه ـت ـم ــام‬ ‫عد‬
‫الــذي يصور نفسه على أنــه «مناهض‬ ‫الناخبني الشباب (من ‪ 20‬إلى ‪ 30‬سنة)‪،‬‬ ‫االنتخابات املـقـ ّـرر إجــراؤهــا اليوم في‬ ‫بديال للقضاء الدولي‪ ،‬تتيح محاكمة‬
‫ً‬
‫ّ‬ ‫وال ّ‬ ‫ّ‬
‫لـلـمـنـظــومــة ال ـق ــائ ـم ــة»‪ ،‬ب ـعــض ال ــدع ــم‪،‬‬ ‫سيما أن االقتصاد التايواني شهد‪،‬‬ ‫تـ ــايـ ــوان‪ ،‬أن «الـ ـح ــزب الــدي ـمــوقــراطــي‬ ‫الـعـسـكــريــن عـلــى خلفية ارتـكــابــاتـهــم‬
‫باعتبار أنــه أب ــدى اسـتـعــدادًا للتعاون‬ ‫الـعــام املــاضــي‪ ،‬أبطأ وتـيــرة نمو لــه في‬ ‫ال ـت ـق ـ ّـدم ــي» ال ـح ــاك ــم ف ــي ط ــري ـق ــه‪ ،‬على‬ ‫فـ ــي ح ـ ـ ــاالت الـ ـ ـح ـ ــرب‪ .‬وكـ ـم ــؤش ــر إل ــى‬
‫ّ‬
‫أعـضــاء الـفــريــق‪ ،‬أن الــدعــوى الجنوب‬ ‫الجانب اإلسرائيلي إدخال املساعدات‬
‫مــع ح ــزب «الـكــومـيـنـتــانــغ»‪ ،‬ال ــذي ُيـعـ ّـد‬
‫ً‬ ‫خضر خروبي‬
‫ثماني سنوات‪ ،‬بسبب «ضعف الطلب‬ ‫األرج ـ ــح‪ ،‬لـلـفــوز ب ــوالي ــة ثــال ـثــة‪ ،‬ممثال‬ ‫وج ــود خـشـيــة إســرائـيـلـيــة فـعـلـيــة من‬
‫ّ‬ ‫أفــري ـق ـيــة ق ـ َّـدم ــت م ــا اع ـت ـب ــره «صـ ــورة‬ ‫اإلن ـ ـسـ ــان ـ ـيـ ــة واإلغـ ـ ــاث ـ ـ ـيـ ـ ــة إلـ ـ ـ ــى غـ ـ ــزة‪،‬‬
‫جزءًا من هذه املنظومة‪.‬‬ ‫العاملي على منتجاته التكنولوجية»‪،‬‬ ‫بمرشحه الي تشينج‪-‬تي‪ ،‬ال ــذي ترى‬
‫فيه بكني انفصاليًا ّ‬ ‫إمـكــانـيــة ات ـخ ــاذ املـحـكـمــة قـ ــرارًا يدين‬ ‫م ـ ـش ـ ـ ّـوه ـ ــة» لـ ـ ـ ــأحـ ـ ـ ــداث‪ .‬ومـ ـ ـ ــن خـ ــال‬ ‫أي شكل‬ ‫كــالــوقــود وامل ــاء وال ـغ ــذاء‪ ،‬أو ّ‬ ‫ف ــي س ــاب ـق ــة ه ــي األول ـ ـ ــى م ــن نــوع ـهــا‪،‬‬
‫وفـقــا لـتـقــديــرات ص ــادرة عــن الحكومة‬ ‫مقربًا من واشنطن‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫إس ـ ــرائـ ـ ـي ـ ــل‪ ،‬وه ـ ـ ــي خ ـش ـي ــة ع ـك ـس ـت ـهــا‬ ‫اس ـت ـح ـض ــار «ش ـ ــواه ـ ــد» مـ ــن ال ـح ــرب‬ ‫مــن أشـكــال حــرمــان الفلسطينيني من‬ ‫م ـث ـل ــت إسـ ــرائ ـ ـيـ ــل أمـ ـ ـ ــام أعـ ـل ــى هـيـئــة‬
‫استفزاز أميركي‬ ‫ّ‬
‫في تايبيه‪.‬‬ ‫وت ـح ــذر‪ ،‬بـشـكــل م ـتــزايــد‪ ،‬مــن أن فــوزه‬ ‫مواقف الحكومة واملعارضة على حد‬ ‫الـعــاملـيــة الـثــانـيــة‪ ،‬ح ــاول بيكر الطعن‬ ‫الـ ـخ ــدم ــات األس ــاسـ ـي ــة‪ ،‬ك ــاالت ـص ــاالت‬ ‫قـضــائـيــة دول ـي ــة‪ .‬وم ــع انـقـضـ ُـاء الـيــوم‬
‫ّ‬
‫بـعــدمــا دأب ــت واش ـن ـطــن عـلــى اسـتـفــزاز‬ ‫وإذ تـتـمــتــع ت ــاي ــوان ب ــدور رائ ــد عامليًا‬ ‫سيعقد الـجـهــود الــرام ـيــة إل ــى «إع ــادة‬ ‫س ــواء‪ ،‬كحديث نتنياهو عــن أنــه «تـ ّـم‬ ‫ف ــي م ــا ورد ف ــي ال ــدع ــوى‪ ،‬م ــن تــدابـيــر‬ ‫وغـيــرهــا‪ .‬واسـتـعــان الفريق القانوني‬ ‫األول ل ـل ـم ــراف ـع ــات‪ ،‬وال ـ ـ ــذي خ ـ ّـص ـ َّـص‬
‫بكني والتدخل في شؤونها الداخلية‪،‬‬ ‫ف ــي تــوف ـيــر رق ــائ ــق أشـ ـب ــاه امل ــوص ــات‬ ‫ا ّل ـت ــوح ـي ــد ال ـس ـل ـم ــي» ل ـل ـج ــزي ــرة‪ .‬عـلــى‬ ‫وقــائ ـيــة عــاج ـلــة‪ ،‬ب ـخـ ّ‬ ‫ً‬ ‫لــاسـتـمــاع إل ــى فــريــق ّ‬
‫تقديم أكاذيب» إلى «العدل الدولية»‪،‬‬ ‫ـاصــة مطالبتها‬ ‫اإلســرائ ـي ـلــي ب ـصــور عــن «املـســرحـيــة»‬ ‫االدع ـ ــاء مـمــثــا‬
‫ُ ّ‬
‫وال سيما عبر إرسال وفود رسمية إلى‬ ‫امل ـت ـط ــورة‪ ،‬فـقــد ظـلــت مـسـتــويــات دخــل‬ ‫أنــه طبقًا لهذه االستطالعات نفسها‪،‬‬
‫ّ‬ ‫واعتبار زعيم املعارضة‪ ،‬يائير البيد‪،‬‬ ‫بالوقف الفوري للعمليات العسكرية‬ ‫الـ ـت ــي ّأداه ـ ـ ـ ـ ــا جـ ـن ــود االح ـ ـت ـ ــال بـعــد‬ ‫ب ـج ـن ــوب أف ــري ـق ـي ــا‪ ،‬اس ــت ـه ــل ــت‪ ،‬أم ــس‪،‬‬
‫تــايـبـيــه‪ ،‬ب ــدا الف ـتــا‪ ،‬ه ــذه املـ ــرة‪ ،‬انـتـشــار‬ ‫الـعـمــال‪ ،‬فــي م ـجــاالت أخ ــرى‪ ،‬فــي حالة‬ ‫إن الي يـتـقـ ّـدم بنسبة «ضئيلة» ‪ -‬وال‬ ‫أن املحكمة تقوم «بمحاكمة الضحايا‪،‬‬ ‫همًا بــريـتــوريــا بـ»السعي‬
‫ّ‬
‫جلسة االسـتـمــاع إلــى فــر ْيــق «الــدفــاع»‬
‫فــي غ ــزة‪ ،‬مت ّ‬ ‫ال ـه ـج ــوم ع ـلــى مـسـتـشـفــى «ال ـش ـف ــاء»‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫م ـع ـل ــوم ــات ت ـف ـيــد بـ ــأن إدارة الــرئ ـيــس‬ ‫ركـ ــود ك ـب ـيــرة ف ــي ال ـع ـقــديــن املــاض ـيــن‪،‬‬ ‫سيما مــع األخــذ فــي الحسبان هامش‬
‫ّ‬ ‫وال تحاكم الجناة»‪ ،‬استند الفريق إلى‬ ‫إلى تقويض حق إسرائيل األصيل في‬ ‫حـيــث حـمـلــوا بـعــض امل ـع ـ ّـدات الطبية‬ ‫املمثل إلسرائيل‪ .‬وعلى وقع تظاهرات‬
‫األمـ ـي ــرك ــي‪ ،‬ج ــو بـ ــايـ ــدن‪ ،‬وفـ ــي خ ـطــوة‬ ‫الـخـطــأ لـكــل اسـتـطــاع ‪ ،-‬وغـيــر كافية‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫أح ـكــام تــدعــو إل ــى وق ــف إط ــاق الـنــار‪،‬‬ ‫الــدفــاع عــن نـفـسـهــا»‪ ،‬مــردفــا أن حركة‬ ‫التي زعموا ُ أنهم أحضروها خصيصًا‬ ‫م ـ ـن ـ ـ ّـددة بـ ــال ـ ـعـ ــدوان عـ ـل ــى غـ ـ ــزة أمـ ــام‬
‫َ‬
‫تصعيدية غير اعتيادية‪ ،‬تعتزم إرسال‬ ‫املنتميني‬ ‫منافسيه‬ ‫لضمان فوزه على‬ ‫حالتي‬ ‫سبق أن أصدرتها املحكمة‪ ،‬في ُ ّ‬ ‫«حماس»‪ ،‬التي وصفها بـ اإلرهابية»‪،‬‬ ‫لألطفال الخ ّدج في املستشفى‪ ،‬بقصد‬ ‫قــاعــة املحكمة فــي اله ــاي الهولندية‪،‬‬
‫ّ‬
‫وفد «رفيع املستوى» من الحزبني إلى‬ ‫إلــى صـفــوف املـعــارضــة‪ ،‬وهـمــا املرشح‬ ‫أوكرانيا وميانمار‪ ،‬من دون أن تنفذ‪،‬‬ ‫ه ــي ال ـج ـهــة ال ـتــي «ت ـس ـعــى إل ــى إب ــادة‬ ‫«تصدير إنسانية» إسرائيل‪.‬‬ ‫وتــرح ـيــب م ـنــظ ـمــات ح ـقــوق ـيــة دول ـيــة‬
‫الـ ـج ــزي ــرة‪« ،‬ف ـ ــور ان ـت ـه ــاء االن ـت ـخــابــات‬ ‫عن حزب «الكومنتانغ»‪ ،‬وعمدة تايبيه‬ ‫ّ‬
‫لتبرير رفــض تــل أبـيــب بشكل مسبق‬ ‫ج ـمــاع ـيــة إلس ــرائـ ـي ــل»‪ ،‬وهـ ــي ال ـطــرف‬ ‫وفــي مستهل الجلسة‪ ،‬رأى املستشار‬ ‫ب ــال ــدع ــوى‪ ،‬أبـ ــرزهـ ــا «م ـن ـظ ـمــة الـعـفــو‬
‫ال ــرئ ــاسـ ـي ــة»‪ ،‬ع ـلــى أن يـ ـق ــوده جـيـمــس‬ ‫ال ـجــديــد‪ ،‬ه ــو ي ــو إي ــه‪ ،‬ورئ ـي ــس «ح ــزب‬ ‫أي قرار مشابه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الذي يقوم بـ»ازدراء القانون (الدولي)‪،‬‬ ‫ال ـ ـ ـقـ ـ ــانـ ـ ــونـ ـ ــي ل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوزارة الـ ـ ـخ ـ ــارجـ ـ ـي ـ ــة‬ ‫الــدول ـيــة»‪ ،‬حــن وصفتها بــ»الـخـطــوة‬
‫ش ـت ــاي ـن ـب ــرغ‪ ،‬ن ــائ ــب وزيـ ـ ــر ال ـخــارج ـيــة‬
‫الديموقراطي السابق‪ ،‬وستيفن هادلي‪،‬‬
‫الرأي العام السائد في‬ ‫ال ـش ـع ــب الـ ـت ــاي ــوان ــي»‪ ،‬ك ــو وي ـ ــن ج ــي‪،‬‬
‫م ــا جـعــل عـ ــددًا م ــن املــراق ـبــن يصفون‬
‫وفـ ــي تـعـلـيـقـهــا ع ـلــى ذل ـ ــك‪ ،‬رأت قـنــاة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫هدم‬ ‫وليس إسرائيل»‪ .‬كما حاول بيكر ْ‬ ‫اإلس ــرائ ـي ـل ـي ــة‪ ،‬تـ ــال ب ـي ـكــر‪ ،‬وهـ ــو أحــد‬ ‫ال ـ ـضـ ــروريـ ــة ل ـل ـم ـس ــاع ــدة فـ ــي ح ـمــايــة‬
‫املدنيني الفلسطينيني‪ ،‬وإنهاء الكارثة‬
‫م ـس ـت ـشــار األمـ ــن ال ـق ــوم ــي ال ـج ـم ـهــوري‬ ‫تايوان ال يدعم استفزاز‬
‫أيّ‬ ‫االن ـت ـخ ــاب ــات األخـ ـي ــرة ب ــ«امل ـح ـتــدمــة»‪،‬‬
‫«ك ــان» الـعـبــريــة أن هـنــاك أمـ ـرًا يتعزز‬
‫ّ‬
‫مع اختتام جلسة املرافعة التي قدمها‬
‫األســس القانونية للدعوى‪ ،‬من خالل‬
‫ّ‬
‫«النية لتدمير شعب كليًا أو‬ ‫ّ‬ ‫ّادعائه أن‬
‫ّ‬
‫اإلن ـس ــان ـي ــة ف ــي ق ـط ــاع غـ ــزة ِّامل ـح ـت ــل»‪،‬‬
‫ّ‬
‫الـ ـس ــاب ــق‪ ،‬وفـ ـق ــا ملـ ــا أوردت ـ ـ ـ ــه صـحـيـفــة‬
‫ً‬ ‫الصين أو االنجرار إلى‬ ‫ويؤكدون أن حظوظ جميع املرشحني‪،‬‬ ‫الـفــريــق الـقــانــونــي اإلســرائ ـي ـلــي‪ ،‬وهــو‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫جزئيًا‪ ،‬غير مــوجــودة على اإلط ــاق»‪،‬‬ ‫ق ــام ال ـفــريــق ال ـقــانــونــي امل ـمــثــل لــدولــة‬
‫االحتالل بـ»إلقاء ّ‬
‫بمن فيهم الي‪ ،‬ستبقى «عـلــى املحك»‬ ‫ّ‬
‫«فاينانشال تايمز» البريطانية‪ ،‬نقال‬
‫ع ــن مـ ـص ــادر م ـط ـل ـعــة‪ .‬ووفـ ـق ــا مل ـســؤول‬
‫مواجهة معها‬ ‫إلى حني اإلعالن عن النتائج النهائية‪.‬‬
‫ست ًصدره‬ ‫التقدير بأن ّ هناك «قرارًا ما ّ‬
‫ّ‬
‫مشوهة» لألحداث (أ ف ب)‬ ‫رأى بيكر ّأن الدعوى الجنوب أفريقية َّ‬
‫قدمت ما اعتبره «صورة‬ ‫ملمحًا إلــى انحياز الجانب األفريقي‬ ‫حجته» على مسامع‬
‫هيئة املحكمة‪ ،‬والعالم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫املحكمة ضــد إسرائيل»‪ ،‬متوقفة عند‬ ‫إلى الشعب الفلسطيني‪ ،‬عبر الحديث‬
‫أميركي ســابــق تـحـ ّـدث إلــى الصحيفة‪،‬‬ ‫ووف ـقــا ل ــأرق ــام الـتـقــديــريــة ال ـتــي ظلت‬
‫يعد «خـطــوة محفوفة‬ ‫فــإن قــرار بــايــدن ّ‬ ‫«ش ـ ـبـ ــه ثـ ــاب ـ ـتـ ــة» مـ ـن ــذ ب ـ ـ ــدء ال ـح ـم ــات‬
‫«ن ـج ــاح دول ــة ج ـنــوب أفــريـقـيــا ف ــي أن‬
‫ّ‬ ‫م ــوف ــق‪ ،‬م ــن وج ـه ــة ن ـظــر قــانــون ـيــن‪،‬‬
‫ّ‬
‫الفريق فوق حقيقة مقتل أكثر من ‪20‬‬ ‫«فريق إسرائيل»‪« :‬ال أساس‬
‫ع ــن «ع ــاق ــات وث ـي ـقــة» ب ــن بــريـتــوريــا‬ ‫الفريق‬
‫أنكر أعضاء ِّ‬ ‫ّ‬
‫الفريق القانوني يتبنى الرواية‬
‫تجر إلى النقاش‪ ،‬الصراع اإلسرائيلي‬ ‫و»حماس»‪ّ .‬‬
‫باملخاطر»‪ ،‬قد تأتي بـ«نتائج عكسية»‬ ‫االنـتـخــابـيــة‪ ،‬والـتــي نشرتها مؤسسة‬ ‫‪ -‬الفلسطيني كله‪ ،‬وليس فقط الحرب‬
‫ّ‬ ‫ت ـجــاهــل ال ـفــريــق ت ـصــري ـحــات علنية‬ ‫ألف فلسطيني‪ ،‬معظمهم من النساء‬ ‫قانونيًا لوقوع إبادة» وال‬ ‫هــذا املوقف تبناه أيضًا رئيس فريق‬ ‫الممثل‬
‫القانوني ّ‬ ‫«الوردية»!‬
‫ّ‬
‫ع ـل ــى واشـ ـنـ ـط ــن‪ .‬وف ـ ــي تـعـلـيـقـهــا عـلــى‬
‫ّ‬
‫ذل ـ ـ ــك‪ ،‬أكـ ـ ـ ــدت الـ ـسـ ـف ــارة ال ـص ـي ـن ـي ــة فــي‬
‫«ب ــروك ـي ـن ـغ ــز» األم ـي ــرك ـي ــة‪ ،‬ف ـقــد كــانــت‬
‫الـنـســب مــوزعــة ك ــاآلت ــي‪ :‬الي‪،%35.2 :‬‬
‫ف ــي غ ـ ــزة»‪ .‬بـ ــدورهـ ــا‪ ،‬ل ـف ـتــت صـحـيـفــة‬ ‫لــرئـيــس حـكــومــة االح ـت ــال‪ ،‬ولـ ــوزراء‬
‫ف ـ ـ ـ ــي ح ـ ـ ـكـ ـ ــوم ـ ـ ـتـ ـ ــه‪ ،‬ومـ ـ ـ ـ ـ ــن جـ ـمـ ـلـ ـتـ ـه ــا‬
‫واألط ـ ـ ـفـ ـ ــال‪ ،‬ل ـت ـس ـل ـيــط ال ـ ـضـ ــوء عـلــى‬
‫مقتل زهــاء ألـفــن مــن اإلسرائيليني‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫صالحية للمحكمة‬ ‫ال ــدف ــاع ع ــن إس ــرائـ ـي ــل‪ ،‬ال ـبــروف ـي ـســور‬ ‫إلسرائيل‪ ،‬كل الحقائق‬
‫ّ‬ ‫مـتـســلـحــة ب ــرواي ــة واهـ ـي ــة‪ ،‬غالبيتها‬
‫وس ــط ازديـ ـ ــاد ال ـص ـعــوبــات املـعـيـشـيــة‪.‬‬
‫واشـ ـنـ ـط ــن أن «بـ ـك ــن ت ـ ـعـ ــارض ب ـشــدة‬ ‫تقدم‪ ،‬وفيما كان الشباب‬ ‫وعلى ضوء ما ّ‬ ‫ه ــو‪ ،%32.1 :‬ك ــو‪ ،%19.7 :‬مــع هــامــش‬
‫«لــومــونــد» الفرنسية إلــى أن الشكوى‬
‫ُ‬
‫الـجـنــوب أفريقية تـعـ ّـد «أمـ ـرًا محزنًا»‬ ‫استحضار نتنياهو «أدبيات دينية»‬
‫ً‬
‫م ـت ـجــاهــا ب ــذل ــك «مـ ـب ــدأ ال ـت ـنــاســب»‬
‫املمثل‬ ‫الفريق القانوني ّ‬ ‫ّ‬
‫أنكر أعضاء‬
‫إلسـ ــرائ ـ ـيـ ــل‪ ،‬ك ـ ــل ال ـح ـق ــائ ــق امل ــوث ـق ــة‬
‫البريطاني مالكولم نــاثــان شــو‪ ،‬حني‬
‫اسـتـنـكــر إصـ ــرار ال ـطــرف امل ـ ّـدع ــي على‬
‫الموثقة بالصور‬ ‫مستقاة مــن بـيــانــات رسمية للجيش‬
‫اإلســرائ ـي ـلــي‪ ،‬وتـصــريـحــات صحافية‬
‫خطأ ُي ّ‬
‫ات ـصــاالت ال ــوالي ــات املـتـ ًحــدة الرسمية‬ ‫يدلون بأصواتهم‪ ،‬تقليديًا‪ ،‬لـ«الحزب‬ ‫ّ‬
‫قدر بـ‪.%2.8‬‬
‫ّ‬ ‫بالنسبة إلى غالبية اإلسرائيليني‪ ،‬ألن‬ ‫ل ـت ـبــريــر امل ـق ـت ـلــة‪ ،‬ع ـلــى غ ـ ــرار تشبيه‬ ‫املتعارف عليه في القوانني الدولية‪،‬‬ ‫بالصور ومقاطع الفيديو‪ ،‬وتقارير‬ ‫وضــع مـجــريــات الـحــرب عـلــى غــزة في‬ ‫ومقاطع الفيديو‪،‬‬ ‫ألركـ ـ ــان ح ـكــومــة ب ـن ـيــامــن نـتـنـيــاهــو‪،‬‬
‫بمنطقة ت ــاي ــوان»‪ ،‬داع ـيــة إدارة بــايــدن‬ ‫الــديـمــوقــراطــي الـتـقــدمــي»‪ ،‬فقد أظهرت‬
‫ّ‬
‫على أن تلك األرقام‪ ،‬إن دلت على شيء‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الكيان الذي قام في أعقاب «املحرقة»‪،‬‬
‫ّ‬
‫ال ـف ـل ـس ـط ـي ـن ـيــن بـ ــ»الـ ـعـ ـم ــالـ ـي ــق»‪ ،‬فــي‬ ‫وم ـط ــال ـب ــا امل ـح ـك ـمــة بـ ـم ــراع ــاة امل ـب ــدأ‬ ‫ح ـق ــوق ـي ــة وأم ـ ـم ـ ـيـ ــة‪ ،‬م ــدافـ ـع ــن ب ــأن‬
‫ّ‬
‫سـيــاق مــا يـتـعـ ّـرض لــه الفلسطينيون‬ ‫وتقارير حقوقية‬ ‫ج ـ ـ ــاءت امل ــرافـ ـع ــة اإلس ــرائـ ـيـ ـلـ ـي ــة ذات‬
‫إلــى «الـتــوقــف عــن إرس ــال رســائــل خطأ‬ ‫استطالعات الرأي أخيرًا أن عددًا كبيرًا‬ ‫فإنه رغم الجهود الدؤوبة التي تبذلها‬ ‫ي ـجــد ن ـف ـســه الـ ـي ــوم مــت ـه ـمــا بــارت ـكــاب‬ ‫إش ـ ــارة إل ــى «األع ـ ـ ــداء» وف ــق ال ــرواي ــة‬ ‫نفسه لدى النظر في القضية‪ ،‬بزعم‬ ‫مضامينها تشكل «أحــداثــا فــرديــة»‪،‬‬ ‫م ـن ــذ ‪ 75‬ع ــام ــا ع ـل ــى أي ـ ـ ــدي س ـل ـطــات‬ ‫طــابــع ت ـب ــري ــري‪ ،‬وتـضـلـيـلــي‪ ،‬مـعـ ّـرجــة‬
‫إلــى الـقــوى االنـفـصــالـيــة»‪« ،‬واالمـتـنــاع‪،‬‬ ‫منهم أصبحوا يدعمون «طرفًا ثالثًا»‪،‬‬ ‫واشنطن لتغذية النزعات االنفصالية‬ ‫جــري ـ ًمــة اإلب ـ ــادة ال ـج ـمــاع ـيــة ف ــي غ ــزة‪،‬‬
‫ً‬
‫«ال ـ ـ ـي ـ ـ ـهـ ـ ــوديـ ـ ــة»‪ ،‬فـ ـ ـض ـ ــا عـ ـ ــن دعـ ـ ــوة‬ ‫معنية باألخذ بمصالح‬ ‫ّ‬ ‫أن األخيرة‬ ‫و»ال ت ـس ـتــدعــي تـطـبـيــق اإلج ـ ـ ــراءات‬ ‫االحتالل‪ ،‬معتبرًا أن السياق الحقيقي‬ ‫وأممية‬ ‫عـ ـل ــى م ـ ــا دأب م ـ ـسـ ــؤولـ ــو االح ـ ـتـ ــال‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫بأي شكل من األشكال‪ ،‬عن التدخل في‬ ‫وهو في هذه الحالة‪ ،‬كو وين جي‪ ،‬أي‬ ‫ل ـب ـكــن ف ــي الـ ـج ــزي ــرة‪ ،‬ورج ـ ـحـ ــان ف ــوز‬ ‫مبينة أن مــا جــرى يمكن ع ـ ّـده فرصة‬ ‫ّ‬ ‫وزي ـ ـ ــر ال ـ ـت ـ ــراث‪ ،‬ع ـم ـي ـح ــاي إل ـي ــاه ــو‪،‬‬ ‫طرفي النزاع‪ ،‬وموازنة مصالحهما‪،‬‬ ‫ـاصــة تلك املتعلقة‬ ‫االح ـتــرازيــة»‪ ،‬بـخـ ّ‬ ‫ـوى‪ ،‬هـ ــو مـ ــا سـ ـ ّـمـ ــاه «ال ـه ـج ــوم‬ ‫لـ ـل ــدع ـ ّ‬
‫ع ـلــى ت ــردي ــده م ــن م ــزاع ــم ح ــول إقــامــة‬
‫االنتخابات هناك»‪.‬‬ ‫رئيس «حزب الشعب التايواني»‪ ،‬الذي‬ ‫املـ ـق ـ ّـرب مـنـهــا ف ــي ن ـهــايــة املـ ـط ــاف‪ ،‬فــإن‬ ‫لـتـسـلـيــط الـ ـض ــوء ع ـل ــى امل ـح ـن ــة ال ـتــي‬ ‫إل ــى اس ـت ـخ ــدام أس ـل ـحــة ن ــووي ــة ضـ ّـد‬ ‫وضمنًا اإلسرائيلية‪.‬‬ ‫بالوقف الفوري إلطــاق النار‪ ،‬الذي‬ ‫الــذي شنته حماس على إسرائيل في‬ ‫«مـ ـم ـ ّـرات إن ـســان ـيــة آم ـن ــة لـلـمــدنـيــن»‪،‬‬
‫أما التغير املشار إليه سابقًا في لهجة‬ ‫يمض على تأسيسه أكثر من خمس‬ ‫لم‬ ‫ش ــري ـح ــة واسـ ـع ــة م ــن س ـك ــان ت ــاي ــوان‪،‬‬ ‫فضال عــن تـكــرار ّ‬ ‫ً‬
‫ِ‬ ‫يعيشها الفلسطينيون‪.‬‬ ‫ال ـف ـل ـس ـط ـي ـن ـيــن فـ ــي غـ ـ ـ ــزة‪ ،‬وهـ ـ ــو مــا‬ ‫وف ـ ــي م ــوق ــف دف ــاع ــي ب ــاه ــت‪ ،‬وغ ـيــر‬ ‫تطالب به جنوب أفريقيا‪ .‬كذلك‪ ،‬قفز‬ ‫السابع من أكتوبر»‪.‬‬ ‫االدع ــاء بعدم عرقلة‬
‫الي‪ ،‬فال ينعكس بأي شكل من األشكال‬ ‫سـنــوات‪ ،‬إنما نجح في حمل لــواء مثل‬ ‫وال س ـ ّـي ـم ــا ال ـش ـب ــاب م ـن ـه ــم‪ ،‬تـشـغـلـهــم‬
‫ً‬ ‫ـويــة» أخـ ــرى‪ ،‬مــا يجعل‬ ‫«ت ـحــديــات ح ـيـ ّ‬
‫تــراجـعــا فــي مــوقــف ال ـصــن‪ ،‬إذ ال يــزال‬ ‫ه ــذه الـقـضــايــا‪ ،‬ب ــدال مــن الـتــركـيــز على‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ال ـعــداء املــزعــوم للصني فــي أسـفــل سلم‬
‫امل ــراق ـب ــون ي ـشــك ـكــون‪ ،‬ع ـل ـنــا‪ ،‬ف ــي نــوايــا‬ ‫ما وصفه الناخبون أخيرًا بـ«االنقسام‬
‫الي «ال ـخ ـف ـيــة»‪ .‬وف ــي ال ـس ـيــاق‪ ،‬أوردت‬ ‫األيديولوجي» حول البر الرئيسي‪ ،‬بني‬ ‫أولــويــاتـهــم‪ .‬صحيح أن الـشـبــاب هناك‬
‫َ‬

‫قانونيو إسرائيل يستفيقون‬


‫صحيفة «الصني يوميًا» (‪)China Daily‬‬ ‫الحزبني اآلخرين‪.‬‬ ‫ال ي ـج ــاه ــرون ب ــ«هــوي ـت ـهــم الـصـيـنـيــة»‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ع ـلــى غ ـ ــرار امل ـقــات ـلــن ال ـق ــدام ــى وك ـبــار‬ ‫مشكوك فيها»‪ .‬واعتبر أن جزءًا كبيرًا‬ ‫الفـتــا إل ــى أن دع ــوى جـنــوب أفريقيا‬ ‫العنصري في جنوب أفريقيا‪ ،‬والذي‬ ‫األدن ــى ال ــذي ك ــان بــاإلمـكــان تــوقـعــه‪،‬‬
‫أنه في إحدى املناظرات االنتخابية‪ ،‬بدا‬ ‫ومن جملة املؤشرات أيضًا إلى أن الرأي‬
‫ّ‬
‫الي كمن «حفظ دروسه جيدًا»‪ ،‬وحاول‪،‬‬ ‫العام السائد في تايوان ال يدعم‪ ،‬على‬ ‫السن الذين انتقلوا إلــى الجزيرة إبان‬ ‫م ــن اإلجـ ـ ــراءات ع ـب ــارة ع ــن «مـحــاكـمــة‬ ‫«غ ـ ّـي ـب ــت حـ ـم ــاس»‪ ،‬ع ـل ـمــا أن ال ـطــاقــم‬ ‫انتهى بطرد األخير من املدينة»‪ ،‬في‬ ‫هو أن يضرب رئيس الحكومة على‬
‫لدى ّ‬ ‫ّ‬ ‫صــويــة سـيــاسـيــة؛ فـقــد ع ــادت جـنــوب‬ ‫إش ـ ــارة إل ــى «املـجـتـمــع ال ــدول ــي»‪ .‬مع‬ ‫الطاولة‪ ،‬ويوقف أصوات النشاز التي‬

‫ليتنا ارتكبنا‬
‫رده على سؤال عن استقالل تايون‪،‬‬ ‫املـ ــدى امل ـن ـظــور أق ــل ــه‪ ،‬اس ـت ـفــزاز الـصــن‬ ‫الحرب األهلية الصينية عام ‪ ،1949‬وال‬ ‫الـ ـق ــان ــون ــي الـ ـجـ ـن ــوب أف ــريـ ـق ــي أدان‬
‫ّ‬ ‫ذلك‪ّ ،‬‬
‫التقليل من أهمية «نزعته االنفصالية»‪،‬‬ ‫أو االن ـجــرار إلــى أي نــوع مــن املواجهة‬ ‫متمسكني بـ«إرثهم الصيني»‪،‬‬ ‫يزالون‬ ‫أفــريـقـيــا إل ــى تـصــرفــات إســرائـيــل منذ‬
‫عام ‪ ،1948‬والتي ال صلة لها بفحوى‬
‫الداعون إلى اإلبادة‬ ‫هجوم «طوفان األقصى»‪.‬‬ ‫نبه الخبير القانوني إلى أنه إذا‬
‫أص ــدرت املحكمة الــدولـيــة ق ــرارًا ضدّ‬
‫تدعو إلى إبــادة جماعية»‪ ،‬مع العلم‬
‫أن الداعني إلى اإلبادة ليسوا أصواتًا‬
‫ّ‬
‫بأسلوب يتماشى ال مــع موقف حزبه‬ ‫م ـع ـه ــا‪« ،‬خ ـ ـفـ ــف» الي‪ ،‬أخ ـ ـي ـ ـرًا‪ ،‬بـشـكــل‬ ‫وفـقــا ملــا ي ــرد فــي تـقــريــر ل ــ«ســي أن أن»‬ ‫مـ ــن جـ ـهـ ـت ــه‪ ،‬رأى الـ ـن ــائ ــب ال ـس ــاب ــق‬
‫فقط‪ ،‬إنما أيضًا مــع سياسة الــواليــات‬ ‫م ـل ـح ــوظ مـ ــن حـ ـ ــدة ل ـه ـج ـتــه امل ـع ــادي ــة‬
‫ّ ّ‬
‫األمـيــركـيــة‪ ،‬إل أن ع ــددًا منهم يــرى أنه‬ ‫املـ ـن ــاقـ ـش ــات ال ـ ــدائ ـ ــرة فـ ــي ال ـج ـل ـس ــة»‪،‬‬ ‫ليسوا أصواتًا «نشازًا»‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ل ـل ـم ـس ـت ـش ــار الـ ـق ــان ــون ــي ل ـل ـح ـكــومــة‬ ‫إســرائ ـيــل‪ ،‬ف ــإن ذل ــك «سـيـكـ ّـبــل أي ــدي»‬ ‫«ن ـشــازًا»‪ ،‬بــل إن نتنياهو يقف على‬
‫املتحدة فــي هــذا املـلــف‪ .‬على أن مرشح‬ ‫لـ ــ«الـ ـجـ ـمـ ـه ــوري ــة ال ـش ـع ـب ـي ــة»‪ ،‬م ــؤكـ ـدًا‪،‬‬ ‫«ال فــرق فعليًا بني تــايــوان وجمهورية‬ ‫مـشـكـكــا ف ــي أن تـنـجــح امل ـح ـك ـمــة‪ ،‬بعد‬ ‫بل إن نتنياهو يقف‬ ‫اإلس ــرائ ـي ـل ـي ــة فـ ــي ش ـ ــؤون ال ـق ــان ــون‬ ‫األخـ ـ ـي ـ ــرة‪« ،‬م ـب ـق ـي ــا ل ـح ـم ــاس ن ـطــاقــا‬ ‫رأسـ ـه ــم‪ ،‬وهـ ــو كـ ــان ّأول م ــن ح ـ ّـرض‬

‫اإلبادة بصمت!‬
‫وأن ّ‬ ‫ّ‬
‫«الحزب الديموقراطي التقدمي» كشف‬
‫ع ــن «أل ــوان ــه ال ـح ـق ـي ـقــة»‪ ،‬ع ـنــدمــا أش ــار‬
‫فــي غـيــر مـحـطــة‪ ،‬أن ــه «ال يـنــوي تغيير‬
‫ال ــوض ــع ال ـق ــائ ــم» ف ــي مـضـيــق ت ــاي ــوان‪،‬‬
‫أي نـقــاش في‬ ‫الـصــن الـشـعـبـيــة»‪،‬‬
‫هذه املسألة يهدف‪ ،‬عمليًا‪ ،‬إلى «تأجيج‬
‫سـنــوات مــن اسـتـمــرار هــذه الجلسات‪،‬‬
‫«فــي إثـبــات أن إسرائيل ترتكب إبــادة‬
‫على رأسهم‬ ‫الدولي‪ ،‬روعي شايندروف‪ ،‬أن «حجج‬
‫ال ـطــاقــم ال ـقــانــونــي ال ـج ـنــوب أفــريـقــي‬
‫ملمارسة العمل الـعــدوانــي»‪ ،‬وهــو ما‬
‫سـيـجـعــل م ــن املـحـكـمــة «جــان ـبــا يقف‬
‫عليها‪ ،‬بــإسـقــاطــه أســاطـيــر تــوراتـيــة‬
‫ع ـل ــى ال ـ ـحـ ــرب‪ ،‬وت ـش ـب ـي ـهــه ال ـغ ــزي ــن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وذلك ّ‬ ‫جـمــاعـيــة»‪ .‬مــع ذل ــك‪ ،‬رأى أن «الـنـجــاح‬ ‫ف ــي ص ــف املـ ـعـ ـت ــدي‪ ،‬وضـ ــد ضـحــايــا‬ ‫ب ــ«ال ـع ـم ــال ـي ــق»‪ .‬ك ـمــا أن امل ـحــرضــن‬
‫إل ـ ــى أن «ج ــانـ ـب ــي م ـض ـيــق تـ ــايـ ــوان ال‬ ‫ردًا على االتهامات املوجهة إليه‬ ‫االن ـق ـســام ال ـس ـيــاســي»‪ ،‬طـبـقــا ملـقــابــات‬ ‫ل ــم ت ـك ــن مـ ـف ــاج ــأة»‪ ،‬م ـع ـت ـب ـرًا أن ه ــذا‬
‫ينتميان إلى بعضهما البعض»‪ ،‬طبقًا‬ ‫من طرف مرشح حزب «الكومينتانغ»‪،‬‬ ‫أجرتها الشبكة معهم‪ .‬كما رأت شريحة‬ ‫بالنسبة إلى جنوب أفريقيا يكون في‬ ‫األخير «لم يرتكب أخطاء جسيمة»‪،‬‬ ‫هجوم حماس في املاضي والحاضر‬ ‫على التهجير والتجويع والتعطيش‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ب ـ ـحـ ــق م ـ ـ ــن س ـ ـ ّـم ـ ــوه ـ ــم «حـ ـ ـي ـ ــوان ـ ــات‬
‫للصحيفة نفسها‪ ،‬التي أردفــت أن مثل‬ ‫الذي يدعم زيادة االنخراط مع الصني‪،‬‬ ‫مــن الـشـبــاب الـتــايــوانـ ّـيــن أن «الـحـفــاظ‬ ‫أنها تستمر في إظهار أننا في املنطقة‬ ‫وب ــالـ ـت ــال ــي فـ ـ ـ ــإن دح ـ ـ ــض إس ــرائـ ـي ــل‬ ‫واملـ ـسـ ـتـ ـقـ ـب ــل»‪ .‬واألمـ ـ ـ ـ ــر «األخ ـ ـ ـطـ ـ ــر»‪،‬‬
‫ّ‬
‫هذه التصريحات تثبت أن الي يعتزم‬ ‫ال سـ ّـي ـمــا ع ـلــى الـصـعـيــد اال ّق ـت ـص ــادي‪،‬‬ ‫على الــوضــع الــراهــن» فــي الجزيرة هو‬ ‫الرمادية‪ ،‬ما سيعزز ميل املحكمة إلى‬ ‫ٍّ‬
‫ل ـح ـج ـج ــه «ت ـ ـحـ ــد ي ـن ـب ـغ ــي ال ـت ـع ــام ــل‬ ‫بـحـسـبــه‪ ،‬ه ــو أن املـحـكـمــة «سـتـضــع‬ ‫ب ـش ــري ــة»‪ ،‬ه ــم ن ـ ـ ّـواب ف ــي الـكـنـيـ ّســت‪،‬‬ ‫س ـقــوط الـحـكــومــة اإلســرائ ـي ـل ـيــة «فـلــن‬ ‫بيروت حمود‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يـكــون ّ‬
‫تأدية دور «املخرب» للعالقات مع البر‬ ‫ويصور االنتخابات على أنها اختيار‬ ‫«ال ـحــل املنطقي والـقــابــل للتطبيق في‬ ‫إصـ ـ ــدار أوامـ ـ ــر مــؤق ـتــة ل ـل ـح ــؤول دون‬ ‫«سيتعي على‬ ‫وتقنية»؛ وبالتالي‪،‬‬ ‫م ـعــه»‪ .‬وأع ــرب عــن اعـتـقــاده ب ــأن ثمة‬ ‫نفسها فــي جــانــب الـخــاطـفــن وضــد‬ ‫ووزراء في الحكومة‪ ،‬فيما املنفذون‬ ‫ردن ــا بالبكاء املــريــر»‪ .‬ورأى أن‬
‫الرئيسي‪ ،‬مــا يـضـ ّـر بمصلحة تــايــوان‪،‬‬ ‫ب ـ ــن «الـ ـ ـح ـ ــرب» م ـ ــن ج ـ ـهـ ــة‪« ،‬والـ ـسـ ـل ــم‬ ‫هذه املرحلة»‪ ،‬فيما اعتبر آخرون حتى‬ ‫مـقـتــل ع ــدد أك ـب ــر ب ـك ـث ـيــر»‪ .‬وم ــن هـنــا‪،‬‬ ‫إسـ ــرائ ـ ـيـ ــل تـ ـق ــدي ــم رواي ـ ـت ـ ـهـ ــا بـشـكــل‬ ‫«تـنــافـســا بــن ال ــرواي ــات»‪ ،‬وه ــو أكبر‬ ‫امل ـخ ـت ـط ـفــن‪ ،‬وس ـت ـس ـعــى ض ــد الـحــق‬ ‫ه ــم م ـئ ــات آالف ال ـج ـن ــود‪ ،‬ال ــذي ــن لم‬ ‫املعضلة الـتــي تـجــد إســرائـيــل نفسها‬ ‫عـ ـل ــى وق ـ ــع الـ ـ ــدعـ ـ ــوى ال ـ ـتـ ــي رف ـع ـت ـهــا‬
‫ويـخــاطــر حـتــى بــانــدالع ص ــراع مسلح‬ ‫واالزدهـ ـ ـ ــار» م ــن ج ـهــة أخ ـ ــرى‪ .‬ع ـلــى أن‬ ‫أن «مقاومة الصني» هي مجرد «شعار‬ ‫شدد أن على إسرائيل «إقناع املحكمة‬ ‫ّ‬ ‫جـ ّـيـ ُـد»‪ ،‬وهــي أنها «لــم تختر الحرب‪،‬‬ ‫مــن أن يكون «مـجـ ّـرد حجج قانونية‬ ‫الـطـبـيـعــي ف ــي ال ــدف ــاع ع ــن ال ـن ـفــس»‪،‬‬ ‫يــرت ـك ـبــوا امل ـج ــازر ف ـقــط‪ ،‬ب ــل رق ـصــوا‬ ‫ماثلة أمامها فــي الهــاي هــي «نفسية‬ ‫ج ـن ــوب أفــري ـق ـيــا ض ـ ّـد إس ــرائ ـي ــل أم ــام‬
‫ّ‬
‫عبر املضيق‪.‬‬ ‫ت ـق ـ ّـدم الي بـنـسـبــة تــأي ـيــد ل ــم تـتـجــاوز‬ ‫س ـي ــاس ــي» ي ـس ـت ـغــلــه الـ ـح ــزب ال ـحــاكــم‬ ‫بــأن لدينا آليات للتحقيق في جميع‬ ‫بل فرضت عليها بعد ارتكاب حماس‬
‫ً‬
‫عـلــى أن ـقــاض ب ـيــوت الفلسطينيني‪،‬‬ ‫ب ـ ـ ــاألس ـ ـ ــاس»؛ إذ «لـ ـي ــس مـ ــن ال ـس ـهــل‬ ‫«محكمة الـعــدل الــدولـيــة»‪« ،‬اسـتـفــاق»‬
‫القضايا في املنطقة الرمادية؛ فهناك‬ ‫أعـمــاال فظيعة‪ ،‬وبالتالي هــي تدافع‬ ‫تدعي إسرائيل أن األصوات التحريضية على القتل‬‫ّ‬ ‫على وقع أنغام «فنانني» إسرائيليني‬ ‫عـلــى مــؤسـســة قـضــائـيــة ه ــدم امل ـبــادئ‬ ‫أخـ ـيـ ـرًا ب ـع ــض الـ ـخـ ـب ــراء ال ـقــانــون ـيــن‬
‫واإلبادة «ال تعكس السياسة الرسمية» (أ ف ب)‬ ‫ّ‬
‫يبدو «العداء لبكين» في أسفل سلم أولويات الناخبين الشباب في تايوان (أ ف ب)‬ ‫ن ـظ ــام م ــن امل ـس ـت ـش ــاري ــن ال ـقــانــون ـيــن‬ ‫عــن نفسها»‪ .‬ووصــف عــرض الطاقم‬ ‫ألفوا أغاني خاصة تدعو إلى القتل‪.‬‬ ‫األســاسـيــة الـتــي تمنحها صالحيات‪.‬‬ ‫اإلسرائيليني‪ ،‬ال من أجــل إدانــة أفعال‬
‫العسكريني‪ ،‬وشرطة تحقيق عسكرية‬
‫ّ‬ ‫ال ـج ـن ــوب أف ــري ـق ــي أش ــرط ــة م ـص ـ ّـورة‬ ‫وتـعـلـيـقــا ع ـلــى اس ـت ـخ ــدام نـتـنـيــاهــو‬ ‫وللتبسيط‪ ،‬فــإنــه بالنسبة إلــى مــن ال‬ ‫اإلبــادة الجماعية الحاصلة في قطاع‬
‫ـدع عسكري مستقل‪ .‬وفــوق‬ ‫ومكتب مـ ٍ‬ ‫ت ـظ ـهــر ج ـن ــود ال ـج ـيــش اإلســرائ ـي ـلــي‬ ‫مصطلح «العماليق» الذين يسعون‬ ‫يـعـيــش ه ـن ــا‪ ،‬وه ــو ش ـخــص أخ ــا ّق ــي‪،‬‬ ‫غــزة‪ ،‬بل من أجل التحذير املتأخر من‬
‫كــل ذل ــك‪ ،‬هـنــاك املحكمة الـعـلـيــا‪ ،‬التي‬ ‫فـ ــي غ ـ ــزة وه ـ ــم يـ ـتـ ـف ــاخ ــرون بــال ـق ـتــل‬ ‫وف ـقــا ل ـل ـتــوراة إل ــى «إب ـ ــادة ال ـي ـهــود»‪،‬‬ ‫ُيـ ـع ــد الـ ـقـ ـت ــال وضـ ـع ــا ض ـ ـ ـ ـ ّـارًا ي ـفــضــل‬ ‫مغبة تصريحات قــادة الحرب‪ ،‬والتي‬ ‫ّ‬
‫يمكنها تلقي االلتماسات الفلسطينية‬ ‫بــأنــه «ت ــاع ــب»؛ إذ ت ـ ّـدع ــي إســرائ ـيــل‬ ‫رأى كرمنيتسر أن ه ــذا االسـتـخــدام‬ ‫االمـتـنــاع عـنــه‪ .‬ولـهــذا السبب بــالــذات‪،‬‬ ‫ج ــاه ــرت ب ـن ـيــة ن ـك ــب غـ ـ ــزة‪ ،‬وتـهـجـيــر‬
‫ومناقشتها»‪ ،‬وهو ما يجب‪ ،‬بحسبه‪،‬‬ ‫أن األص ـ ـ ـ ـ ـ ــوات الـ ـتـ ـح ــريـ ـضـ ـي ــة ع ـلــى‬ ‫«م ـس ــيء إل ــى ال ــدي ــان ــة ال ـي ـهــوديــة؛ إذ‬ ‫إســرائـيــل ملزمة بــأن تضع على رأس‬ ‫سـكــانـهــا‪ ،‬وإع ـ ــادة ب ـنــاء املـسـتــوطـنــات‬
‫ّ‬
‫أن «تمنحه املحكمة الدولية وزنًا‪ ،‬ألن‬ ‫القتل واإلب ــادة «ال تعكس السياسة‬ ‫يشرعن أخطر املحظورات باسمها»‪،‬‬ ‫اهـتـمــامـهــا ضـ ــرورة مـنــع ات ـخ ــاذ ق ــرار‬ ‫ف ـي ـهــا‪ ،‬ب ـمــا ش ــك ــل «األس ـ ــاس الـنـفـســي‬
‫هذه اآلليات (القانونية في إسرائيل)‬ ‫الرسمية»‪.‬‬ ‫ّ‬
‫التدين‬ ‫معتبرًا أنــه «ينبغي اجتثاث‬ ‫بوقف القتال»‪.‬‬ ‫والعقلي» للجرائم املرتكبة‪ .‬ومــن بني‬
‫ال توجد في أي دولة أخرى»‪.‬‬ ‫أم ــا ال ـنــائــب ال ـســابــق لـلـمــدعــي ال ـعــام‪،‬‬ ‫املـ ـتـ ـص ــاع ــد فـ ــي الـ ـجـ ـي ــش وخـ ــارجـ ــه‬ ‫وأق ـ ـ ـ ـ ّـر ب ــأن ــه «يـ ــوجـ ــد تـ ـح ــري ــض فــي‬ ‫هــؤالء‪ ،‬الخبير القانوني اإلسرائيلي‪،‬‬
‫إلى ذلك‪ ،‬اعتبرت الخبيرة في القانون‬ ‫امل ـ ـحـ ــامـ ــي ي ـ ـ ـهـ ـ ــودا ش ـ ـي ـ ـفـ ــر‪ ،‬ف ــوص ــف‬ ‫مــن ال ـجــذور‪ .‬وال ينبغي للجيش أن‬ ‫إسرائيل على تنفيذ إبــادة جماعية‬ ‫م ـ ــردخ ـ ــاي ك ــرم ـن ـي ـس ـت ــر‪ ،‬الـ ـ ـ ــذي كـتــب‬
‫الدولي‪ ،‬تمار مغيدو‪ ،‬أن «حجة النفاق‬ ‫االستراتيجية التي اعتمدها الطاقم‬ ‫ي ـس ـمــح ل ـن ـف ـســه ب ــاالس ـت ـس ــام لــذلــك‬ ‫ضد الفلسطينيني»‪ ،‬معتبرًا أن «من‬ ‫ف ــي ص ـح ـي ـفــة «ه ـ ــآرت ـ ــس»‪ ،‬أم ـ ــس‪ ،‬أن ــه‬
‫(فــي اتهام نتنياهو لجنوب أفريقيا)‬ ‫ال ـق ــان ــون ــي ل ـج ـن ــوب أف ــري ـق ـي ــا‪ ،‬بــأنـهــا‬ ‫عبر التجاهل»‪ ،‬فــي إش ــارة إلــى تيار‬ ‫جلب هذه املصيبة على رؤوسنا هم‬ ‫«ل ــن ي ـكــون م ــن ال ـص ــواب ال ـك ـفــاح ضد‬
‫ّ‬
‫ل ــن ت ـخــدم إســرائ ـيــل ف ــي املـحـكـمــة‪ ،‬بل‬ ‫«قذف للوحل كيفما كان‪ ،‬على أمل أن‬ ‫الصهيونية الــديـنـيــة املـتـنــامــي‪ .‬كما‬ ‫أش ـخ ــاص ي ـت ــول ــون أرفـ ــع امل ـنــاصــب‪،‬‬ ‫ق ـ ـ ـ ــرارات تـ ـه ــدف إل ـ ــى ضـ ـم ــان إي ـص ــال‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫املساعدات اإلنسانية إلى سكان غزة‪،‬‬
‫ستضرها فعليًا؛ إذ إن كثرًا في العالم‬ ‫يلتصق بـشــي م ــا»‪ ،‬وذل ــك «لعرضهم‬ ‫اعتبر أنه «باستمرار (اإلسرائيليني)‪،‬‬ ‫ب ـغ ـب ــائ ـه ــم وت ـع ـج ــرف ـه ــم وض ـع ـف ـهــم‬
‫ً‬
‫يــرون األمــور بالعني التي تنظر فيها‬ ‫مـقــاطــع فـيــديــو م ــن تـطـبـيــق تـيــك تــوك‬ ‫ومــن ضمنهم أح ــزاب املـعــارضــة‪ ،‬في‬ ‫اإلنـ ـ ـ ـس ـ ـ ــان ـ ـ ــي»‪ ،‬م ـ ـح ـ ـمـ ــا الـ ـحـ ـك ــوم ــة‬ ‫وتفرض على إسرائيل واجب مكافحة‬
‫ً‬ ‫الـتـحــريــض عـلــى اإلبـ ــادة الـجـمــاعـيــة»‪،‬‬
‫ج ـن ــوب أفــري ـق ـيــا (إلـ ــى ال ـج ــرائ ــم الـتــي‬ ‫نشرها جنود‪ ،‬فضال عن تصريحات‬ ‫رفـ ـ ــض الـ ـ ـس ـ ــام‪ ،‬س ـي ـك ــون م ـص ـيــرنــا‬ ‫اإلسرائيلية املسؤولية عــن «الفشل‬
‫ّ‬ ‫معتبرًا أنه إذا أفضت قرارات كهذه إلى‬
‫ترتكبها إسرائيل)»‪.‬‬ ‫غ ـيــر م ـس ــؤول ــة ل ـس ـيــاس ـيــن وت ـقــاريــر‬ ‫م ـ ـشـ ــاب ـ ـهـ ــا مل ـ ـص ـ ـيـ ــر ن ـ ـ ـظـ ـ ــام الـ ـفـ ـص ــل‬ ‫الـ ـ ــذريـ ـ ــع»؛ إذ ب ـح ـس ـبــه ف ـ ـ ــإن «ال ـح ــد‬
‫‪11‬‬ ‫رأي‬
‫السبت ‪ 13‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪5106‬‬ ‫السبت ‪ 13‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪5106‬‬

‫رأي‬ ‫‪10‬‬
‫طوفان األقصى‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فواز طرابلسي عن «زمن اليسار الجديد»‬


‫بلينكن‪ :‬خطة استفراد غزة وعزل إيران‬ ‫وال ننسى أن الحكم في لبنان رفــض ّ‬
‫[‪]1‬‬
‫ّ‬ ‫بشدة‬
‫ّ‬
‫بالقول إن املرحلة الحالية هي األس ــوأ‪ .‬هذا‬
‫ما أعنيه‪ُ .‬‬
‫ذلــك وأراد من حمدان أن يهجر اليسار قبل‬ ‫أسعد أبو خليل *‬
‫ومنذ زيارته السابقة‪ ،‬وعبر االتصاالت املتوترة بني‬ ‫مــوقــف إدارت ــه الـتــي غطت وب ـ ّـررت وحـمــت وقاتلت‬ ‫سعد الله مزرعاني *‬ ‫التوجيهية (التي كــان عدد‬ ‫معادلة شهادة‬ ‫كنت أريد أن أعيش بهجة التأميم‬ ‫سنوات طويلة‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ّ‬
‫من املسلمني الذين يدرسون في دول عربية‬ ‫أو فــرحــة الــوحــدة أو األم ــل بــانـطــاق العمل‬ ‫رجعية‬ ‫ّ‬ ‫العربية السائدة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫السياسية‬ ‫الثقافة‬ ‫أهم الكتب‬ ‫أقول إن هذا الكتاب من ّ‬ ‫ال أبالغ إذ‬
‫الرئيسني بايدن ونتنياهو‪ ،‬وعبر الوعيد والوعود‬ ‫مــن أجــل إط ــاق يــد حكومة إســرائـيــل فــي ارتـكــاب‬
‫فــي زيـ ــارات ال ـ ــوزراء واملــوفــديــن األوروب ـ ّـي ــن تحت‬ ‫امل ـجــازر ضــد املــدنـ ّـيــن وفــي حـمــايــة تـلــك الجريمة‪،‬‬ ‫ال ُي ـح ـســد وزيـ ــر ال ـخــارج ـيــة األم ـي ــرك ــي‪ ،‬أنـتــونــي‬ ‫الطائفية‬ ‫ّ‬ ‫ينالونها) ألن السلطة املــارونـ ّـيــة‬ ‫ال ـف ــدائ ــي‪ .‬أت ـي ـ ُـت إل ــى الـتـجــربــة (امل ـتــواضـعــة)‬ ‫بــال ـكــامــل وهـ ــي ت ـضــع ك ــل ك ــات ــب ف ــي مــوقــع‬ ‫التي صدرت عن لبنان منذ سنوات‪ .‬وال أبالغ‬
‫ال ـحــاك ـمــة ح ــارب ــت‪ ،‬ب ـكــل ج ـه ــر‪ ،‬ن ـشــر الـعـلــم‬ ‫فــي أواخ ــر السبعينيات عندما كــان اليسار‬ ‫يساري الهوى‪ .‬هذا‬ ‫ّ‬ ‫الدفاع والتبرير لو كان‬ ‫أبدًا إذ أقول إن هذا الكتاب من أهم الكتب عن‬
‫عنوان عــدم «توسيع الحرب» أو منعه‪ ،‬خصوصًا‬ ‫ف ــي ك ــل امل ـحــافــل وخ ـصــوصــا ف ــي مـجـلــس األم ــن‬ ‫بلينكن‪ ،‬على وضعه في هذه املرحلة‪ .‬هو أنجز‪ ،‬هذا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ّ‬
‫األسبوع‪ ،‬زيارته الخامسة إلى إسرائيل‪ ،‬وجولته‬ ‫وتوزيع الشهادات على املسلمني‪ .‬لبنان قبل‬ ‫الفلسطينية‬ ‫والـحــركــة الوطنية والفصائل‬ ‫يفسر ملــاذا تشكل طبقة املثقفني اللبنانيني‬ ‫ً‬ ‫اليسار اللبناني (والعربي)‪ ،‬وهو صادر عن‬
‫فــي جبهة الـجـنــوب اللبناني‪ .‬مــا هــي خطة الــوزيــر‬ ‫والجمعية الـعــامــة رغ ــم الـعــزلــة واإلدانـ ــة والـسـقــوط‬ ‫الحرب كان نظام أبرثايد رسمي (الحكم هنا‬ ‫في حالة ترهل وانتظار‪ .‬طرابلسي عاش كل‬
‫ّ‬
‫«أم ــة واح ــدة»‪ ،‬ولـكــن االقتصاد السياسي ال‬
‫ّ‬ ‫قــائــد عــايــش املــرح ـلــة م ــن ال ــداخ ــل وف ــي أهــم‬
‫ّ‬ ‫الرابعة في املنطقة (منذ عملية «طوفان األقصى»‬
‫بلينكن؟ من هي األطــراف التي تبنتها أو تلك التي‬ ‫األخ ــاق ــي‪ .‬لـقــد ذهـبــت واش ـن ـطــن‪ ،‬بـعـيـدًا‪ ،‬فــي دعــم‬ ‫لي‪ ،‬ال لطرابلسي)‪.‬‬ ‫تلك الـتـجــارب واآلم ــال والـخـيـبــات ولـكــن من‬ ‫يفسر الظاهرة‪ .‬أسماء كثيرة‬ ‫األيديولوجيا ّ‬ ‫املـفــاصــل التاريخية املـعــاصــرة‪ .‬هــذا الكتاب‬
‫ستشارك فيها؟ ما هي فرص النجاح والفشل؟‬ ‫الــدولــة الصهيونية‪ :‬سياسيًا وعـسـكــريــا‪ ،‬وأمنيًا‪،‬‬ ‫ف ــي ‪ 7‬ت‪ 1‬امل ــاض ــي)‪ ،‬وس ــط ظـ ــروف ص ـع ـبــة‪ ،‬بل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫دون أن ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫بالغة الصعوبة‪ .‬الرجل الــذي لم يـتـ ّ‬ ‫الشيوعية‬ ‫«األدبيات‬ ‫ويقول عن القراءات إن‬ ‫الخندق‬ ‫نحو الرجعية أو ّ‬ ‫يحوله ذلك‬ ‫من تاريخ اليسار اللبناني تمر في الكتاب‬ ‫األهلية وعن ُاليسار‬ ‫صار مرجعًا عن الحرب‬
‫ـردد في القول‪،‬‬ ‫ّ‬
‫تـبـلــورت ه ــذه الـخـطــة‪ ،‬فــي ض ــوء ت ـطــورات امل ـيــدان‪،‬‬ ‫واقتصاديًا وديبلوماسيًا‪ ،‬حتى وجدت نفسها‪ ،‬مع‬ ‫ً‬ ‫ك ــان ــت م ـم ـنــوعــة ف ــي ع ـهــد ك ـم ـيــل ش ـم ـعــون»‬ ‫الـخـلـيـجــي (ه ــو مــن قــلــة نـ ــادرة مــن املثقفني‬ ‫ويستشهد طرابلسي بكتابات بعضهم‪ ،‬قبل‬ ‫اللبناني وعن تاريخ لبنان املعاصر‪ .‬املنعش‬
‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وبـعــد‪ .‬تـكــاد ال تـصـ ّـدق مــا ت ــرى‪ ،‬مــن‬
‫وخـصــوصــا تــأكــد الفشل والـعـجــز اإلســرائـيـلـ ّـيــن‪،‬‬ ‫تعاظم الخسائر واإلخفاقات اإلسرائيلية‪ ،‬الخاسر‬ ‫مجهشًا ومنفعال‪ ،‬في زيارته األولى لتل أبيب بعد‬
‫ّ‬
‫(ص‪ .)25 .‬وال ـت ـنــويــه ب ــذل ــك ضـ ـ ــروري أم ــام‬ ‫الذين واظـبــوا على نقد األنظمة‬ ‫اللبناني ّني َّ‬ ‫التحول‬ ‫فــي هــذه الـشـهــادة الـصــادقــة أنـهــا ن ــادرة ألن‬
‫على النحو اآلتي‪:‬‬ ‫األول‪ ،‬حـتــى قـبــل الـكـيــان الـصـهـيــونــي‪ ،‬كـمــا أشــار‬ ‫أي ــام مــن «طــوفــان األق ـصــى»‪ ،‬إنــه «ج ــاء كـيهودي»‬ ‫ج ـم ـهــرة «ال ــزم ــن ال ـج ـم ـيــل» امل ــأس ــوف عليه‬ ‫الخليجية وحذر مبكرًا من «الجزيرة» عندما‬ ‫من نقيض إلى نقيض (حازم صاغية كان قد‬ ‫معظم‪ ،‬إن لم نقل كل‪ ،‬الشهادات من قبل قادة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ -1‬تشكيل فريق إقليميي من تركيا والسعودية‬ ‫الرئيس األميركي نفسه في تصريح يوم ‪ 12‬كانون‬
‫ٌ‬
‫مطالب‬ ‫للخارجية األميركية‪،‬‬ ‫قبل أن يكون وزيـرًا ّ‬
‫اللبنانية في الحرب الباردة‬
‫رسميًا سياسات معاداة الشيوعية‬
‫دائمًا‪ .‬والدولة‬
‫ّ‬ ‫اعتنقت‬
‫قومية النزعة والحــظ أنها ال تعرض‬
‫ـازي ــة)‪.‬‬ ‫أي ن ـقــد ل ـل ـس ـيــاســات ال ـن ـف ـطـ ّـيــة والـ ـغ ـ ّ‬
‫كانت‬ ‫دعا‪ ،‬مثال‪ ،‬إلى قتل أنور السادات عندما زار‬
‫القدس)‪ .‬لكن النقيصة الوحيدة في الكتاب‬
‫اعتذارية ومن منظور‬
‫مضاد لليسار‪ .‬تلك الشهادات كانت شهادات‬
‫الوطنية كانت‬ ‫الحركة‬ ‫الكتاب‬
‫اآلن بإنجاز مهمتني معقدتني‪ .‬األولى دفع تل أبيب‪،‬‬
‫واألردن وقطر ومصر واإلمارات (أعلن بلينكن بعد‬
‫لقاءاته «الـتــزام» تلك ال ــدول) لــإشــراف على عملية‬
‫األول املاضي‪« :‬هناك مخاوف حقيقية في مختلف‬
‫أنحاء العالم من أن تفقد أميركا مركزها األخالقي‬ ‫املــوتــورة والـجــامـحــة‪ ،‬لعقلنة أولــويــاتـهــا وخططها‬
‫واالشـ ـت ــراك ـ ّـي ــة (وشـ ـ ـ ــارك ف ــي ه ـ ــذه الـحـمـلــة‬ ‫كنت كلما ألتقي بــاملــؤلــف أمـطــره باألسئلة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫هي التالية‪ :‬أن الكتاب يذكر أسماء كثيرين‬
‫ّ‬
‫تائبني ونــادمــن‪ ،‬على عكس شـهــادات قــادة‬ ‫يذكر أسماء‬
‫سياسية أمنية إعمارية‪ ،‬تبدأ من شمالي قطاع غزة‪،‬‬ ‫بسبب دعمنا إلسرائيل»!‬ ‫وأساليبها‪ .‬الثانية‪ :‬تمكينها من حصر خسائرها‬
‫بالتمويل صحف ودور نشر ومراكز‪ .‬يكفي‬
‫أن تنظر إل ــى «ال ـن ـهــار» فــي تـلــك امل ــدة لترى‬
‫كــي أسـتــزيــد عـلــى مــا ك ــان قــد كتبه مــن كتب‬
‫وم ـ ـق ـ ــاالت‪ ،‬رغ ـ ــم اخ ـ ـتـ ــاف س ـي ــاس ــي بـيـنـنــا‬
‫ويذكر‬ ‫من ّتاريخ اليسار الذي عايشه املؤلف ّ‬
‫تحوالت كثيرين منهم نحو اليمني ولكنه ال‬
‫امل ـع ـس ـكــر ال ـي ـم ـي ـنــي االنـ ـع ــزال ــي وم ـقــات ـل ـيــه‪.‬‬
‫شـ ـ ـه ـ ــادات ال ـي ـم ــن م ـل ــؤه ــا ال ـف ـخ ــر وال ــزه ــو‬ ‫كثيرين من‬
‫ّ‬
‫وتمتد‪ ،‬تدريجيًا‪ ،‬إلى الوسط والجنوب‪.‬‬ ‫ف ــي ال ـس ـي ــاق‪ ،‬ت ـك ـ َّـرس ــت ص ـ ــورة ال ــوزي ــر بلينكن‬
‫ّ‬
‫(وخسائر حلفائها وخصوصًا واشنطن)‪ ،‬عبر‬ ‫ّ‬
‫واالشتراكية‬ ‫ذم الشيوعية‬ ‫تخصصها فــي ّ‬ ‫ّ‬ ‫أحيانًا‪ ،‬كان آخرها عن زياد الرحباني‪.‬‬ ‫يـقـ ّـدم تفسيرًا لـهــذه الـظــاهــرة‪ ،‬وهــو األصلح‬ ‫واالع ـ ـت ـ ــزاز‪ ،‬ح ـتــى ب ـج ــرائ ــم ال ـق ـتــل وال ـعـ َ َـاقــة‬
‫مــع إســرائـيــل‪ .‬كيف يمكن أن ّ‬
‫تاريخ اليسار‬
‫‪ -2‬عودة حوالى ‪ 800‬ألف نازح من شمالي القطاع‬ ‫كمستسهل ل ـت ـكــرار رواي ـت ــه‪ ،‬حـتــى ب ــات ُيـصــنــف‬ ‫الـضـغــوط وال ــوع ــود‪ ،‬مــن تحقيق بـعــض أهــدافـهــا‪،‬‬ ‫والـ ـسـ ـخ ــري ــة الـ ــدائ ـ ـمـ ــة مـ ــن كـ ـم ــال ج ـن ـبــاط‬ ‫فكرة الكتاب انطلقت مــن أطــروحــة دكـتــوراه‬ ‫واألكفأ لتفسيرها ألنــه عايشها من الداخل‬ ‫نفسر أن نفس‬
‫الذي ّعايشه‬
‫إلى مدنهم وقراهم‪.‬‬ ‫«بياع حكي» وكاذبًا من الدرجة املبتذلة‪ ،‬واألخطر‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫بالوسائل السياسية بعد أن عجزت عن تحقيقها‬ ‫وشـ ـ ـع ـ ــارات ال ـ ـعـ ــدل االجـ ـتـ ـم ــاع ــي)‪ .‬وأوراق‬ ‫أع ـ ّـدت ـه ــا م ــري ــم ي ــون ــس وط ــرح ــت فـيـهــا على‬ ‫وع ــرف شـخـصـ ّـيــاتـهــا‪ .‬وملـ ــاذا منظمة العمل‬ ‫شهادات قادة اليسار والحركة الوطنية كان‬
‫ال ـش ـي ــوع ــي ق ـ ّـدم ــت م ـت ـح ـ ّـول ــن ومـ ـتـ ـح ـ ّـوالت‬ ‫ُم ّ‬
‫ّ‬
‫‪ -3‬ت ـب ــن ــي اق ـ ـتـ ــراح ق ـط ــر (املـ ـن ـ ّـس ــق م ــع بـلـيـنـكــن)‬ ‫نذير شؤم ودمــار ومذابح أطفال‪ ،‬وحصار وجوع‬ ‫بالوسائل العسكرية‪ :‬رغم ما ارتكبته من املجازر‬ ‫«فــريــد ش ـهــاب» (مــديــر األم ــن ال ـعــام الـنــافــذ)‬
‫تكشف أن جـهــاز االسـتـخـبــارات الـقــوي كان‬
‫طرابلسي عددًا من األسئلة (فصل «تقديم»)‪.‬‬
‫سجل لطرابلسي أنه يستجيب لكل طلبات‬ ‫وي َّ‬ ‫ُ‬ ‫ـريــة أكـثــر مــن غيرها من‬ ‫إلــى اليمني والـحــريـ ّ‬
‫نددًا ِبــ‪ ،‬وبمثابة إعــان طالق بالكامل مع‪،‬‬
‫املرحلة؟ فواز طرابلسي لم يقطع مع املرحلة‬
‫المؤلف‬
‫الستئناف مفاوضات تبادل األسرى على دفعات‪،‬‬ ‫ُّ‬
‫وتشرد!‬ ‫ومرض وأوبئة‬
‫لم ّ‬
‫والـحـصــار والتجويع ومـحــاولــة التهجير الشامل‬
‫ال ــذي اص ـطــدم بـصـمــود مــذهــل مــن قـبــل األهــالــي‪،‬‬
‫وصدها في لبنان‬ ‫ّ‬ ‫مكرسًا لرصد الشيوعية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الباحثني والباحثات‪ ،‬في الجامعات العربية‬
‫تعر ُ‬
‫التنظيمات؟‬ ‫وقدم خدمة جليلة لكل من شارك في النضال‬ ‫ّ‬ ‫ويذكر‬‫ّ‬
‫وإخراج قيادة املقاومة من القطاع‪ ،‬مقابل انسحاب‬ ‫تغير حكومة أقصى اليمني والتطرف والعنصرية‬ ‫ّ‬ ‫وأول ما ّ‬ ‫والغربية‪ّ .‬‬
‫ّ‬
‫القوات ّاإلسرائيلية منه‪.‬‬ ‫ف ــي ال ـك ـيــان الـصـهـيــونــي م ــن خـطــابـهــا وخـطـطـهــا‬ ‫وبمقاومة مدهشة من قبل املقاتلني‪.‬‬
‫(واستمر شهاب في عمله حتى بعد تقاعده‪،‬‬
‫ملـصـلـحــة ج ـهــة خــارج ـيــة ع ـلــى األرج ـ ـ ــح)‪ .‬لم‬
‫فت إليه كان في عام‬
‫‪ 1980‬أو ‪ 1981‬عندما زرت محسن إبراهيم‬ ‫ُ‬
‫كــان طرابلسي قد كتب عن تجربته من قبل‬
‫ف ــي ك ـت ــاب «ص ـ ــورة ال ـف ـتــى ب ــاألح ـم ــر»‪ ،‬وهــو‬
‫الــوطـنــي والفلسطيني فــي لـبـنــان‪ .‬الشهادة‬
‫كانت أمينة للمرحلة وكــان الكاتب صريحًا‬
‫تحوالت‬
‫ّ‬
‫قلنا ال ُيحسد على مهمته هذه‪ ،‬بسبب أن واشنطن‬ ‫ّ‬
‫كثيرين‬
‫‪ -4‬يـتــولــى ممثلو الـ ــدول امل ـشــاركــة تنظيم عملية‬ ‫ارتـبــاطــا بــإخـفــاقــات امل ـي ــدان‪ ،‬وبـتـعــاظــم خسائرها‬ ‫بحرية مطلقة إلى بعد اغتيال‬ ‫يتمتع لبنان ّ‬ ‫(بــوســاطــة عــائـلـيــة ألن ــه ل ــم يـكــن م ــن السهل‬ ‫كـتــاب جميل وم ـش ـ ّـوق‪ .‬دخ ــل طــرابـلـســي إلــى‬ ‫حـتــى فــي تقييم دوره (وه ــو ق ـ ّـدم مــا يشبه‬
‫ّ‬ ‫ـذم ــة املــالـ ّـيــة وه ــذا ن ــادر ج ـدًا ويجب‬ ‫ب ـيــان ال ـ ّ‬
‫ال ـعــودة ومستلزماتها األك ـثــر إلـحــاحــا وضبطها‬
‫تدريجيًا‪ ،‬بعد أن‬ ‫ّ‬ ‫وتمويلها لجعل الحياة ممكنة‪،‬‬
‫وخـســائــر الـحـلـفــاء‪ .‬أصـبــح مــن أولــويــات واشنطن‬
‫الـحـ ّـد مــن الخسائر وإنـقــاذ إســرائـيــل مــن نفسها‪.‬‬
‫كانت قد انتقلت إلى «الخطة ب»‪ ،‬منذ جولته األخيرة‬
‫فــي املـنـطـقــة‪ ،‬قـبــل ع ــدة أســابـيــع‪ ،‬وبـعــد اإلخـفــاقــات‬
‫الـ ـح ــري ــري وخ ـ ـ ــروج ال ـج ـي ــش ال ـ ـسـ ــوري مــن‬
‫ل ـب ـنــان‪ .‬وم ــن املـضـحــك أن ج ـمــاعــات ال ـثــورة‬
‫الوطنية)‬ ‫لقاء األمني العام التنفيذي للحركة‬
‫مقر الحركة (وهــو مبنى كامل في وطى‬ ‫في ّ‬
‫ـك على‬ ‫ـاب األدب فــأضـفــى ذل ـ ً‬
‫أدبية جميلة تضفي متعة على‬
‫الـسـيــاســة مــن ب ـ‬
‫كتاباته نفحة ّ‬ ‫ّ‬
‫أن يشكل قدوة في كتابات القادة الوطنيني‬
‫ّ‬ ‫منهم نحو‬
‫أصبحت منعدمة كليًا في الحالة الراهنة‪.‬‬ ‫هــذا هــو جوهر وظيفة الــوزيــر بلينكن فــي زيارته‬ ‫اإلسرائيلية العسكرية والخسائر «املــؤملــة» (كما‬ ‫وإع ـ ــام ت ـمــويــل س ـ ــوروس والـ ـغ ــرب ال ت ــزال‬ ‫املصيطبة)‪ .‬كــان لــدي مجموعة من األسئلة‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫القراءة‪ .‬يقول عن ذلك‪« :‬يمكنني القول إنني‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وخ ـ ـصـ ــوصـ ــا ال ـ ـي ـ ـسـ ــاريـ ــن‪ ،‬والـ ـسـ ـي ــاس ــي ــن‬
‫بصورة ّ‬
‫اليمين‬
‫ّ‬
‫تـصـ ّـر عـلــى أن مـيـشــال ع ــون ك ــان ديـكـتــاتــورًا‬
‫‪ -5‬تهدئة وضع الضفة الغربية مقرونة بتغييرات‬ ‫األخيرة‪ .‬جرت العادة‪ ،‬سابقًا‪ ،‬أن تخوض إسرائيل‬ ‫وصفتها القيادة اإلسرائيلية) فــي قطاع غ ـ ّـزة‪ .‬لم‬ ‫ْ‬ ‫األول ــى هــي أدبـ ّـيــة ولـكــن تالميذ ذلــك الجيل‬
‫الوطنية والفساد والعجز‬ ‫عن تجربة الحركة‬ ‫واالشتراكية من قراءاتي‬ ‫جئت إلــى اليسار‬
‫ّ‬
‫عامة)‪.‬‬
‫ولكنه‬
‫في قيادة السلطة‪ ،‬بضم شخصيات «موثوقة» في‬ ‫حروبها بدعم كبير من واشنطن خصوصًا‪ ،‬في‬
‫ّ‬
‫تفعل تلك القيادة‪ ،‬مــذاك‪ ،‬ســوى مراكمة املزيد من‬
‫املحمدين في الخليج‪.‬‬
‫يعرف فواز كل شخصيات املرحلة‪ ،‬أو أفرادًا‬ ‫ّ‬
‫حكم مثل‬ ‫ّ‬
‫ح ـظ ـيــوا بـتـنـشـئــة س ـيــاسـ ّـيــة بـسـبــب ت ـحــزب‬
‫ّ‬
‫املستشري فيها بغرض بحث في الجامعة‪.‬‬
‫طلب مني إبــراهـيــم ق ــراءة األسـئـلــة وعندما‬
‫األدب ــي ــة أك ـثــر م ــن الـتـحـصـيــل ال ـف ـكــري ال ــذي‬
‫سيأتي الحقًا» (ص‪ )25 .‬وهناك مالحظات‬
‫املــزعــج فــي مــوضــوع ت ـنــاول تــاريــخ الـيـســار‬
‫ـاري ــن ســاب ـقــن (اع ـت ـن ـقــوا‬ ‫ال ـل ـب ـنــانــي أن ي ـس ـ ّ‬
‫يقدم‬ ‫ال ّ‬
‫اإلخـفــاقــات‪ ،‬وارت ـكــاب املــزيــد مــن الـجــرائــم املـ ِّ‬ ‫املعلمني وألن شبح النكبة ّ‬ ‫ُ‬
‫مواقع أساسية‪.‬‬ ‫مرحلتي حصول الحرب وإنهائها‪ .‬كانت حروب‬ ‫ـروعــة‪،‬‬ ‫أص ـب ـحــوا فــي مــا بـعــد شـخـصـ ّـيــات املــرحـلــة‪.‬‬ ‫خيم على‬ ‫معظم‬ ‫كثيرة‬ ‫فــرغــت قــال لــي إنــه منهمك فــي أعـمــال ّ‬ ‫وح ــوارات ظريفة ج ـدًا تــرد فــي الـكـتــاب‪ ،‬مثل‬ ‫الـيـمــن وأص ـب ـحــوا فــي خـنــدق الخليج على‬
‫‪ -6‬إدراج ذلك تحت عنوان وقف الحرب‪ ،‬ومساعدة‬ ‫إسرائيل السابقة قصيرة‪ .‬قليلة التكلفة‪ .‬محدودة‬ ‫بشكل متواصل ضد املدنيني واملؤسسات الصحية‬ ‫ت ـع ـ ّـج ـب ـ ُـت ع ــن دور ك ـلــوف ـيــس م ـق ـص ــود فــي‬
‫ّ‬
‫جيل كــامــل‪ ،‬ال بــل أجـيــال‪ .‬تـعــرض طرابلسي‬ ‫وإنه سيحيلني إلى الرفيق فواز وإنه يمثله‬ ‫ـدرس الــذي كــان ال يتكلم بغير الفصحى‪:‬‬
‫ّ‬ ‫امل ـ ّ‬ ‫مهمة‬ ‫تخصصوا‪ ،‬ال بل احتكروا‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫أقل تقدير)‬ ‫تفسيرًا‬
‫ّ‬ ‫قـيــادتــه ملجموعة يـسـ ّ‬ ‫لـلـطــرد أك ـثــر مــن مـ ـ ّـرة‪ ،‬وواح ـ ــدة مـنـهــا كانت‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املدنيني‪ ،‬وإبعاد «حماس» و«الجهاد» وعدم تكرار‬ ‫ال ـخ ـســائــر ال ـب ـشــريــة ع ـلــى وج ــه ال ـخ ـص ــوص‪ .‬هــذا‬ ‫واإلعــامـيــة والــديـنـيــة والـتــربــويــة واإلغــاثـيــة املحلية‬ ‫ـاريــة بعد خــروجــه من‬
‫الحزب التقدمي االشتراكي (اعتراضًا على‬
‫ّ‬
‫اللبنانية‬ ‫ّ‬
‫«األكاديمية‬ ‫خريجي‬ ‫للتضامن مع ّ‬ ‫أعطيت أسئلتي إلى طرابلسي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وكان أن استجاب لي بود وقدم إلي بعد أيام‬ ‫ّ‬
‫في أجوبته‪.‬‬ ‫(ص‪ .)27 .‬لكن كتاب‬
‫األول كــان متحفظًا وقـلـ ُـت للكاتب‬
‫وراءك‪ ،‬يا فــواز» ّ‬ ‫التجربة ّ‬
‫«مــاذا‬ ‫الكتابة عنه‪« .‬مــؤسـســة روزا لوكسمبورغ»‬
‫ّ‬
‫صهيونية‬ ‫ّ‬
‫يمينية‬ ‫ـؤسـســة رجـعـ ّـيــة‬ ‫(وه ــي مـ ّ‬ ‫لهذه‬
‫عملية السابع من أكتوبر‪ ،‬وإبعاد شبح التهجير‪،‬‬ ‫يـجــري عكسه اآلن‪ ،‬ولــذلــك مهمة واشـنـطــن أعقد‬ ‫والدولية‪ ،‬ما أثار حملة إدانة عاملية هائلة‪ ،‬لم تسلم‬ ‫ّ‬
‫وإراح ـ ــة مـصــر واألردن‪ ،‬وإع ـط ــاء مـهـلــة إضــافـيــة‬ ‫وأصـعــب‪ ،‬بما ال يـقــاس‪ .‬عــام ‪ ،2006‬واجـهــت اآللــة‬ ‫منها واشنطن نفسها‪ :‬بوصفها داعمة وشريكة‬ ‫موقف كمال جنبالط غير اإليجابي من عبد‬ ‫للفنون الجميلة» التي طفقت تعلم الحقوق‬
‫اليسوعية والنظام‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫العربية (ص‪.)23 .‬‬ ‫باللغة‬
‫أجوبة مستفيضة مطبوعة على آلــة كاتبة‪.‬‬ ‫يومها إنه من الواضح أن لديه املزيد‪ .‬وهذا‬ ‫ت ـت ـس ـ ّـرب إلـ ــى ال ـع ــال ــم ال ّـع َــرب ــي ت ـح ــت س ـتــار‬ ‫الظاهرة‪،‬‬
‫ً‬
‫للحكومة اإلسرائيلية للقبض على قيادة املقاومة‪،‬‬
‫ّ‬
‫تحركت لغزو لبنان‬ ‫العسكرية اإلسرائيلية التي َّ‬ ‫ومـحـ ّـرضــة عـلــى الـقـتــل وعـلــى اس ـت ـمــراره أم ــا في‬
‫ّ‬
‫الـنــاصــر عـنــد الـتــأمـيــم‪ ،‬حـســب مــا أخـبــرنــي)‪.‬‬
‫وك ــان كلوفيس يعقد حلقات عــن مواضيع‬ ‫الطائفي رفضوا ذلك رفضًا قاطعًا‪ )1 :‬ألنهم‬ ‫ّ‬ ‫ـرمــانــا» التي‬ ‫ـويــة بـ ّ‬
‫وال أزال أحتفظ بها‪.‬‬
‫در َس طرابلسي فــي «ثــانـ ّ‬ ‫َ‬
‫حيث انتهى الكتاب األول‬
‫أو هو يسبقه‪ .‬ال يتحفظ املؤلف هنا ويروي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الكتاب يكمل من‬ ‫اسم امــرأة عظيمة‪ ،‬وتكشف دورهــا أكثر في‬
‫الـحــرب على غ ــزة) نـشــرت كتابًا عــن اليسار‬
‫وهو األصلح‬
‫ّ‬
‫أو لتصفيتها‪ ،‬إذا تمكنت‪.‬‬ ‫تحقيقًا ألهداف أميركية‪ ،‬بالدرجة األولــى‪ ،‬مقاومة‬ ‫تحقيق انتصار ما‪ ،‬لكل من واشنطن نفسها ولتل‬ ‫أتصور كلوفيس في هــذا الــدور‪،‬‬
‫ُ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تقدمية‪ .‬ال‬ ‫اليسوعية في تعليم‬ ‫فضلوا احتكار الجامعة‬ ‫كــانــت واقـعــة تحت تأثير «الـكــويـكــرز» (ص‪.‬‬ ‫لـلـمـ ّـرة األول ــى تجربته الصعبة مــع محسن‬
‫ّ‬
‫اللبناني بقلم يميني («الـيـســار اللبناني»‬ ‫واألكفأ‬
‫‪ -7‬إدراج ذلـ ــك ت ـح ــت عـ ـن ــوان ال ـت ـح ـض ـيــر ل ــ«ح ــل‬ ‫م ـيــدان ـيــة ع ـن ـيــدة‪ ،‬وص ـع ــوب ــات مـفــاجـئــة وخـسـ َّـائــر‬ ‫أبيب ولحلفائهما في األطلسي واملنطقة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الحقوق‪ )2 .‬ألن النظام لم يكن يريد تخريج‬ ‫‪ .)16‬وهـ ـ ــذه ط ــائ ـف ــة س ـل ـمـ ّـيــة (فـ ــي ال ـغ ــال ــب)‬ ‫ّ‬
‫الدولتني» وقطع الطريق على إيران‪.‬‬ ‫ف ــادح ــة‪ .‬وح ــن تـعــاظـمــت تـلــك ال ـص ـعــوبــات‪ ،‬تــولــت‬
‫ً‬
‫حرج الوزير األميركي ناجم عن أمرين‪ :‬أوال موقفه‬ ‫ُ‬
‫ربما ألنني تعرفت إليه في مرحلة الحقة من‬
‫حيويته وزخـمــه الــذي‬ ‫ّ‬ ‫حياته وكــان قــد فقد‬ ‫قضية بسبب‬ ‫ّ‬ ‫محامني مــن املسلمني‪ .‬قــامــت‬ ‫ولكن أفرادها ال يمانعون املقاومة لو كانت‬
‫شخصية رجل‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ويقدم لنا وصفًا عن‬
‫فــذ لعب دورًا فــي الـحــركــة الـقــومــيــة العربية‬
‫إبراهيم‬ ‫ّ‬
‫لـحـســن ي ـع ـقــوب‪ ،‬وك ــان ــت مــراس ـلــة «ال ـشــرق‬
‫األوسط» مرجعًا في الكتاب‪ ،‬الذي يبدأ بخبر‬ ‫لتفسيره‬
‫ّ‬ ‫اعـتــداء عنيف مــن حــزب الله فــي ‪ّ 7‬أي ــار على‬
‫رغ ــم أل ـغــام ه ــذه الـخـطــة وتلبيتها‪ ،‬تـقــريـبــا‪ ،‬ملعظم‬ ‫واشنطن العمل إليقاف القتال بعد أن كانت تعمل‬ ‫الـشـخـصــي ال ــذي يـفـضـحــه لـســانــه دائ ـم ــا بتبرير‬ ‫سمعت عنه عندما كان شابًا لفت جمال عبد‬ ‫رف ــض ن ـقــابــة امل ـح ــام ــن االعـ ـت ــراف بـشـهــادة‬
‫ّ‬ ‫سـلـمـ ّـيــة‪ .‬لـكــن يـكـفــي أن ن ـتــذكــر أن ريـتـشــارد‬ ‫والـيـســار العربي بعدها‪ .‬ومحسن إبراهيم‬
‫املطالب اإلسرائيلية‪ ،‬فـ ّ‬ ‫بشخصيته وذكائه ومعرفته‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الناصر‬ ‫العربية‪،‬‬ ‫هؤالء الذين درسوا الحقوق باللغة‬ ‫مذكراته‪ ،‬على ما نعلم (هــو ّ‬ ‫ّ‬ ‫مركز لـ«اليسار الديموقراطي»)‪ .‬واليساري‬
‫ـإن مهمة بلينكن لــن تكون‬ ‫إلطالة الحرب‪ .‬هي سعت‪ ،‬بكل الطاقة‪ ،‬إلــى تمكني‬ ‫اإلجرام اإلسرائيلي بذريعة «هول» ما حدث في ‪7‬‬ ‫ّ‬ ‫نيكسون كــان منتميًا إلــى هــذه الطائفة كي‬ ‫سجل‬ ‫لم يكتب‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫س ـه ـلــة‪ ،‬بـسـبــب ال ـت ـط ـ ّـرف ال ـح ــاك ــم ف ــي إس ــرائ ـي ــل‪.‬‬ ‫حكومة إســرائـيــل مــن تحقيق جــزء مــن أهــدافـهــا‪،‬‬ ‫أكتوبر‪ ،‬وملنع تكراره‪ .‬هو ال يرى هول حرب اإلبادة‬ ‫تـ ــأثـ ــر ط ــرابـ ـلـ ـس ــي ب ـ ـجـ ــده الـ ـع ــام ــة عـيـســى‬ ‫يا للهول‪ .‬إميل إده ما كان يريد أن يرافع إال‬
‫ّ‬ ‫نــدرك أن بعضهم يقبل الحرب والعنف ولو‬ ‫حـلـقــات مــع غـســان شــربــل ولكنها لــم تنشر‬ ‫ال ــذي يكتب عــن تجربته فــي لـبـنــان ُمطالب‬
‫ّ‬ ‫بالفرنسية في املحاكم‪ .‬ويقول طرابلسي إن‬
‫التي يشنها الجيش اإلسرائيلي ضـ ّـد كل أشكال‬
‫إس ـك ـنــدر امل ـع ـل ــوف‪ .‬ق ــد ي ـكــون امل ـع ـلــوف أول‬ ‫هجوميًا‪ ،‬والبعض اآلخــر يقبله للدفاع عن‬ ‫بعد)‪.‬‬ ‫دائمًا بتقريع اليسار والتنديد به كي تكون‬
‫واشـنـطــن ت ـعـ ّـول‪ ،‬كــالـعــادة‪ ،‬على خــدمــات حلفائها‬ ‫بالديبلوماسية وبالنفوذ إقليميًا وفي املؤسسات‬ ‫أكاديمي باملعنى الحديث في لبنان وشملت‬ ‫إضرابات تلك الحقبة ضغطت من أجل إنشاء‬ ‫ال ـن ـفــس‪ .‬وم ــوق ــف ال ـكــوي ـكــرز ف ــي أم ـيــركــا من‬ ‫ّ‬
‫وطنية‬ ‫ينطلق ف ــواز طــرابـلـســي مــن تـجــربــة‬ ‫كتابته مقبولة للنشر والـعــرض واملراجعة‬
‫وأتباعها في املنطقة وتنازالتهم‪« .‬طوفان األقصى»‪،‬‬ ‫الــدولـيــة‪ ،‬بعد أن عجزت عــن تحقيقها فــي املـيــدان‪.‬‬ ‫ال ـح ـيــاة ف ــي ال ـق ـطــاع الـفـلـسـطـيـنــي! ال ي ــرى أيـضــا‬ ‫ّ‬
‫معرفته الكثير مــن العلوم‪ .‬يــروي أن جمال‬ ‫اللبنانية (تــأخــر إنـشــاء الجامعة‬ ‫الجامعة‬ ‫ق ـضـ ّـيــة فـلـسـطــن ك ــان م ـت ـقـ ّـدمــا ع ـلــى مــوقــف‬ ‫ـري ــة ج ـ ـدًا‪ .‬ع ــرف الـجـمـيــع وأسـهــم‬ ‫ـاريــة ث ـ ّ‬
‫ي ـسـ ّ‬ ‫والتصفيق‪ .‬وعندما كتب وديع ّحمدان كتابه‬
‫ال ــذي فــاجــأ الجميع‪ ،‬لــن يـمـ ّـر مــن دون إزع ــاج على‬ ‫هكذا جاء القرار ‪ ،1701‬بتواطؤ أيضًا من حكومة‬ ‫أسـبــاب انتفاضة غــزة على اإلره ــاب اإلسرائيلي‬ ‫ّ‬
‫معزيًا‬ ‫عـبــد الـنــاصــر ك ــان معجبًا بــه وأب ــرق‬ ‫الـلـبـنــانـ ّـيــة ع ــن إن ـش ــاء جــام ـعــات وط ـنــيــة في‬
‫ّ‬
‫ب ــاق ــي الـ ـكـ ـن ــائ ــس‪ .‬م ـ ـ َّـر ع ـل ــى ط ــراب ـل ـس ــي فــي‬ ‫فـ ـ ــي م ـ ـفـ ــاصـ ــل ك ـ ـث ـ ـيـ ــرة‪ .‬هـ ـ ــل أح ـ ـ ـسـ ـ ــده ع ـلــى‬ ‫«أوراق من دفتر العمر» ُهرع وضــاح شرارة‬
‫ّ‬
‫أولئك الذين يجدر بهم أن يحذروا من ّأن العقاب قد‬ ‫الرئيس فؤاد السنيورة آنذاك‪ ،‬متوافقًا مع املصلحة‬ ‫املـ ـف ــروض عـلـيـهــا‪ ،‬وم ــا ك ــان يــراف ـقــه م ــن اح ـتــال‬ ‫عـنــد وف ــات ــه‪ .‬تـتـخـ ّـيــل حـكــام ال ـيــوم يتابعون‬ ‫العربية‪ :‬جامعة بيرزيت في ‪،1924‬‬ ‫األقطار‬ ‫ّ‬
‫امل ــدرس ــة ع ُــدد م ــن امل ـعــل ـمــن الـفـلـسـطـيـنـ ّـيــن‬ ‫تجربته؟ أحيانًا أريد أن أعيش تلك املفاصل‬ ‫إلى موقع «ميغافون» (املـ َـمـ َّـول من حكومات‬
‫يكون شديدًا هذه املرة!‬ ‫اإلسرائيلية‪ ،‬لجهة االنتشار على الحدود اللبنانية‬ ‫وانتهاكات وحصار وغــزوات وقتل ودمــار‪ .‬ولذلك‪،‬‬ ‫أكاديمية؟‬ ‫ّ‬ ‫نتاجات‬ ‫جامعة القاهرة في ‪ ،1908‬وجامعة دمشق في‬ ‫(ص‪ )19 .‬امل ـهـ ّـجــريــن م ــن فـلـسـطــن (وكــانــت‬ ‫أتصور‬ ‫ّ‬ ‫التاريخية التي سبقت زمني ولكن‬ ‫«الناتو» وسوروس) كي يهجو وديع حمدان‬
‫(يتبع)‬ ‫‪ .)1923‬السبب كــان من أجــل منع نشر العلم‬ ‫الستينيات‬ ‫ّ‬ ‫ذلــك حــالــي فــي ال ــ«آي‪.‬س ــي» فــي‬ ‫معاناة الخيبة من هزائم ّوفشل وانفصال‪.‬‬ ‫بقسوة ويلومه على عدم الذهاب بعيدًا في‬
‫فقط‪ ،‬ولجهة خطوط االنسحاب ونـقــاط التمركز‪.‬‬ ‫يجد نفسه في موقع املدافع املباشر عن استمرار‬ ‫ب ــن املـسـلـمــن ألن الـتـعـلـيــم بــاإلنـكـلـيــزيــة أو‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫نـقــده ومــراجـعـتــه‪ّ .‬‬
‫* كاتب وسياسي لبناني‬ ‫هذا ما تحاوله واشنطن‪ ،‬عبر الوزير بلينكن اآلن‪،‬‬ ‫املجازر وتصعيدها‪ .‬يضاعف من حرجه‪ ،‬أيضًا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املتميزين من معلمي‬ ‫وكــان معظم املعلمني‬ ‫حليم بركات (وهــو أكبر سنًا من طرابلسي‬ ‫ورد ح ـمــدان عـلــى ش ــرارة‬
‫واألميركية‬ ‫اليسوعية‬ ‫الفرنسية في الجامعة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫* كاتب عربي ‪ -‬حسابه على تويتر‬ ‫ّ‬ ‫كان منيعًا على ّ‬ ‫العربية» التي أسسها أحمد سامح‬ ‫«الكلية‬ ‫العربية‪ ،‬كما عرفنا من الكتاب) كان‬ ‫وعلمه‬ ‫م ــؤكـ ـدًا أنـ ــه ان ـت ـقــد ال ـي ـس ــار بــدل ـيــل هـجــومــه‬
‫‪@asadabukhalil‬‬ ‫خريجي املدارس اإلسالمية‪.‬‬ ‫ال ـ ـخـ ــالـ ــدي)‪ .‬ك ــان ــت اهـ ـتـ ـم ــام ــات طــراب ـل ـســي‬ ‫يحدثني عــن طــول تجربته ولكنه يختمها‬ ‫ّ‬ ‫على محسن إبراهيم‪ ،‬ولكن شــرارة لم يكفه‬

‫خرق‬
‫َ ُ َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫واملأكل واملشرب‪ ،‬وإيمان بأن ال منفعة ترتجى‬ ‫االختراعات التي يحشرها جيمس بوند في‬ ‫الوجود ببشره وحجره‪ .‬وألن األمر‬ ‫عن هــذا ّ‬ ‫فــي أذهــانـهــم؛ إن كــنــا كــأوربـ ّـيــن قــد أخضعنا‬ ‫تــوالــي الـظــواهــر ُالطبيعية واإلنـ ّســانـ ّـيــة على‬ ‫ـذب عن موقفه ومذهبه‬ ‫يكون قد استوفى الـ َّ‬ ‫الحتمية‪ .‬ومع أنهم تحاشوا غالبًا القول بأن‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ََ‬ ‫نحو ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫خيره وشره (وإسالمية‬ ‫ّ‬
‫أي شيء جاء منه‪ِ ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫من‬ ‫ابتداء‬ ‫ظننت في نفسك الضعف‬ ‫باب سيارته‪،‬‬ ‫ك ــذل ــك‪ ،‬ف ــإن ـه ــم ي ـف ـه ـمــون أن واج ـب ـه ــم يكمن‬ ‫ال ـط ـب ـي ـعــة بــاملــاح ـظــة وال ـن ـم ــذج َــة الــريــاض ـيــة‬ ‫وبتعاق ٍب ُمتك ّ ّرر‪ ،‬فظنت أن َبينها‬ ‫معي ِ‬ ‫ٍ ً‬ ‫(ولـ ـه ــذا‪ ،‬فـ ــإن ك ـث ـي ـرًا م ــن ك ـت ــب ال ـك ــام تـعـنــى‬ ‫ّ‬
‫هذه املجادالت تنطوي على مغالطات منطقية‪،‬‬ ‫ّ‬
‫امل ـق ـ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ـاوم ــات ال ـي ــوم‪ ،‬فــي ك ــل جـبـهــات ال ـق ـتــال‪ ،‬لم‬ ‫وصعبت عليها مالقاة الحتوف‪.‬‬ ‫فــي إيـصــال الخصم إلــى حــالــةٍ مــن التعارض‬ ‫والتقنية العلمية‪ ،‬فنحن‪ ،‬بطريق أولى‪ ،‬قادرون‬ ‫س ـب ـبـ ّـيــة‪ ،‬فـيـمــا الـحـقـيـقــة أن ــه جــري ــان لـلـعــادة‬ ‫ـ«الرد على كذا وكــذا»)‪ ،‬إذ ال بد في النهاية‬ ‫ِب‬ ‫فإنهم حني تكلموا على فلسفتهم رفعوها إلى‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تولد بمحض مصادفة)‪.‬‬ ‫امل ـقــاومــة تــراكــم ُم ـضـ ٍـن لـلـخـبــرات واإلن ـج ــازات‬ ‫الداخلي التي ُيمسي فيها كل وجوده وجهده‬ ‫ّ‬ ‫إخضاع «ســاالت القرود البائسة» األقل‬ ‫على ّ‬ ‫الفاعل هو الله وحـ َـده في كل‬ ‫ِ‬ ‫ليس أكثر‪ ،‬ألن‬ ‫َ‬ ‫نحو ّما‪ .‬وهذه‬ ‫على‬ ‫ناجية»‬ ‫«طائفةٍ‬ ‫بقاء‬ ‫من‬ ‫ّ‬
‫مستوى املخاطبات البرهانية‪ ،‬واعـتـبــروا أن‬
‫ـريــا بــال ـضــرورة‪ ،‬وال أتـبــع قــول‬ ‫أن ــا لـسـ ُـت أش ـعـ ّ‬ ‫ال ـص ـغ ـيــرة‪ ،‬وص ـبــر جـمـيــل ُم ـن ـهــك ع ـلــى الـ ُـيـتــم‬ ‫وح ــرب ــه عـبـثــا ووهـ ـم ــا‪ .‬ف ـمــا مـعـنــى أن تــأتــي‬ ‫لهيات ابن سينا‬ ‫منا‪ ،‬ولن تدفع عنهم إ ّ‬ ‫ّ‬
‫تطورًا‬ ‫المقاومة‬ ‫َ‬
‫شــيء؟ وهــذه نظرية الغزالي ومــن جاء بعده‬
‫ٍ‬
‫برهانية كما ترى‪ ،‬غير أنها نافعة‬ ‫ّ‬ ‫طريقة غير‬ ‫أتم املخاطبات وأجلبها لليقني‪.‬‬ ‫هذه األخيرة ّ‬

‫العادة‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ألن ال ـع ـ ّ‬‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ّ َ ُ ّ ّ‬
‫بكل نــارك ثـ ّـم ال تحرق قطن هــؤالء الفلحني‬
‫ـان‬
‫ال ـغــزالــي‪ ،‬ولـكــنــي أف ـهــم امل ّـقــاومــة كفعل إيـمـ ٍ‬
‫وإمكان لخرق كل عادة أميركية‪ .‬في‬ ‫ٍ‬ ‫باملعجز‪،‬‬
‫ـدو س ـي ـعــارضــك‪ ،‬ب ــال ـض ــرورة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بـكــل مــا أوت ـ َـي ِمــن قــوة فــي كــل م ـ ّـرة تفكر فيها‬
‫واأللـ ـ ــم‪.‬‬
‫ّ‬
‫وأبنائهم؟ أو أن تحشد كل جبروتك فيسخر‬
‫ّ‬
‫شروح ابن رشد من الحديد والنار شيئًا)‪.‬‬
‫َ‬
‫العادة َج َ ُرت في لحمنا َو َوعينا‬ ‫َ‬ ‫ّ ّ‬
‫والحق أن هذه‬
‫وال‬
‫ُتراكم‬ ‫حرق‬
‫ُ‬
‫ت‬ ‫ال‬ ‫النار‬
‫ّ‬
‫ـإن‬‫ـ‬‫ف‬ ‫املشهور‪،‬‬ ‫املثال‬
‫من األشاعرة‪.‬‬
‫وكما في‬
‫الحجاج باعتراف الفالسفة أنفسهم‪.‬‬
‫ومن أقدم األدوات التي لجأ إليها أهل الكالم‬
‫في ِ‬
‫ِ‬
‫حاج بــأن علم الكالم أنفع‬
‫الفلسفة‪ ،‬أو قل إن علم الكالم أنجز‬
‫ُ ّ‬
‫ومــع ذلــك‪ ،‬ثمة مــن ي‬
‫للدين ً من‬
‫ِّ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫ّ‬
‫كــل م ـ ّـر ٍة يظهر مقاتل على مسافة الصفر من‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ّ‬
‫يحب ويألف‪ .‬ولو لم يفعل‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بخرق عاداته التي‬
‫ً‬ ‫َ َ‬
‫ّ‬
‫مـنــك ح ـفــاة األقـ ـ ــدام ف ــي الـيـمــن وغـ ـ ــزة؟ أو أن‬ ‫رون إلى إلفتنا‬ ‫ستعم َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫عقودًا طويل ّة‪ ،‬واستكان امل‬ ‫ضن‬
‫م ٍ‬ ‫حرقه في كل‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫القطن بذاتها‪ ،‬بل الله هو من ي‬ ‫وثمة تنويعات‬ ‫مبدأ ُعــرف بـ«خرق الـعــادة»‪ّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫حقيقة مــا قــال إن ــه كفيل بــإنـجــازه‪ ،‬أي الــدفــاع‬
‫الــدبــابــة‪ ،‬إن ارت ــع ــش الـقـلــب أو تـشــكــك الــذهــن‪،‬‬ ‫ضـيــق بــالـتـحــالـفــات فتأتيك‬ ‫تـُمـخــر ع ـبــاب املـ ّ‬ ‫قر في عقله‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫بها‪ ،‬وجاء ّ ِمنا من ّلم ي ِحد عنها‪ِ ،‬لف ٍ‬ ‫َمـ ّـرة تقترب فيها ُ النار من القطن‪ .‬ولــذا‪ ،‬فإن‬
‫ـدبــابــة (ال ـنــار) تحرق البشر‬ ‫فألننا ألفنا أن الـ ّ‬
‫ِ‬
‫ل ــك ــان ذلـ ــك أص ـ ــا خ ــرق ــا لـ ـع ــادات أس ــاف ــه من‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫الغزاة املحتلني‪ .‬ولذلك‪ ،‬فكل مقاومةٍ ستواجه‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫املـ ـس ـ ّـي ــرات وامل ـج ــن ـح ــات تـ ـت ــرى؟ هـ ــذا ســاح‬ ‫ونفسه‪ .‬وكل َمن فكر في خرق هذه العادة –ّ أو‬ ‫للخبرات‬ ‫زمن ما‪ ،‬فليس ذلك‬
‫َ‬
‫حرق النار القطن في ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫لم ت ِ‬
‫عـلـيــه مــن قـبـيــل «خ ــرق الـطـبـيـعــة»‪ ،‬أو الـكــام‬
‫ـام ــة‪ .‬وال حاجة‬ ‫عـلــى «الـ ـخ ــوارق» ب ـصــورة ع ـ ّ‬
‫عــن مجموع االع ـت ـقــادات الـتــي تجتمع عليها‬
‫ّ‬
‫فــر ّقــة أو مــذهــب‪ّ .‬أم ــا الفلسفة‪ ،‬بـكــل تـ ّـيــاراتـهــا‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫في النفوس‪،‬‬
‫دي‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫وربما ما كنا ِلنهت َ‬
‫ّ‬
‫(القطن) بالضرورة‪ ،‬واستقر األمر‬
‫حتمية في ذلك‪ّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫مع أنه ال‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫وسيتم‬ ‫بضريبة كبيرة فــي الــدمــاء واألرواح‪،‬‬
‫تسخيفها والنيل منها‪ ،‬ثـ ّـم سيخرج ِمــن بني‬
‫العادة تلو‬
‫عجز‬
‫ُ‬
‫امل‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫ه‬
‫املقاومة األمضى في الوعي‪ :‬خرق‬
‫ال ـعــادة‪ ،‬حــتــى يصير هــذا الفعل‬
‫ّ‬
‫أي عاد ٍة أخرى ُيراد لنا أن نعتنقها‪ ،‬فقط ألنها‬
‫تسر الناظرين – لم يكن ليجد‬ ‫أوروبية ّ‬‫ّ‬ ‫بيضاء‬
‫واإلنجازات‬ ‫خــرقــا لـلـطـبـيـعــة‪ ،‬ب ــل ه ــو خ ــرق ل ـل ـعــادة الـتــي‬
‫أفهامنا‪.‬‬ ‫استقرت عليها الظواهر في مألوف‬ ‫ّ‬
‫إلــى التفصيل كـثـيـرًا‪ ،‬بــل ُيمكن اإلش ــارة إلى‬
‫الـجــدل ّ حــول مـعـجــزات َاألنـبـيــاء‪ ،‬إذ األســاس‬
‫ّ‬
‫فإنها ال تزال بعيدة عن توليد يقينيات يسلم‬
‫لها البشر أجمعون‪ .‬وعلى الرغم من «تطعيم»‬
‫غنية‪.‬‬‫قاومتنا ُم ّ‬
‫ّ ِ ً‬
‫نبي ُم َ‬ ‫الله فينا َّ‬ ‫َ‬
‫لوال أن بعث ُ‬ ‫ْ‬
‫يتحدث عــن التعب وهــو ال في‬ ‫ّ‬ ‫ظهرانيها َمــن‬
‫ِ‬ ‫ّ‬
‫الــذي ال يكفر ُبــه إل َمــن كــان فــي حاله كحال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ال فيلسوفًا برهانيًا وال متكلمًا جدليًا يــردان‬ ‫ّ‬ ‫الصغيرة‪،‬‬ ‫ّ ْ‬
‫ومهما يكن اآلن من أمر هذا التفسير‪ ،‬فإنه ّإن‬ ‫فيها أنـهــا تخرق مــا ّ ِألــفـتـ ُـه الفهوم وتـعـ ّـودت‬ ‫ومنطقية كثيرة على‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫برهانية‬ ‫الكالم بــأدوات‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ـإن س ــاح املـتـكـ ّـلــم األم ـضــى بـقــيَ‬ ‫ّ‬
‫فعلى هذه األرض «من» يستحق حياة أفضل‬
‫ِمن تلك التي ّقررتها أوسلو أو ثــورات أميركا‬
‫العير وال في النفير‪ .‬وليس ِمــن حــل ســوى أن‬
‫َ َ ّ‬
‫أبــي لهب (أو قــل إن شـئــت‪ ،‬وال أس ــف‪ ،‬كحال‬
‫أبي مازن)‪.‬‬
‫عليه‪ ،‬ال ِمــن املـشــرق وال ِمــن املـغــرب‪ ،‬فاإلجابة‬
‫الوحيدة في جعبة طالئع النهضة والحداثة‬
‫وصبر جميل‬‫ُ‬
‫كان لنا أن نحامي عن عقيدة املقاومات‪ ،‬فإنا‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫عليه األذهان‪ ،‬ولذا فإنها من أدل الدالئل ّعلى‬
‫ّ‬ ‫نوع من‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫م ـ ّـر ال ــوق ــت‪ ،‬ف ـ‬ ‫رضا الشيخ خليل *‬
‫تــتـنــزل على املـقــاومــن واملـقــاومــات‪ ،‬وأيتامهم‬ ‫إمكانية‬ ‫نجد خيوطها تحاك بالضبط حــول‬ ‫النبوات‪ .‬وقد صار هذا املبدأ طريقة مفضلة‬ ‫وإيصال محاجته إلى ٍ‬ ‫تغليط الخصم‪،‬‬
‫املـلـ ّـونــة‪َ .‬يــد الله التي َم ـ ّـدت إليهم الـســاح‪ ،‬من‬
‫ًّ‬ ‫ُ‬
‫ومــن خلفوا وراء ه ــم‪ ،‬آيــات املجابهة مــرة بعد‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫واملـســألــة ليست ب ـطــوالت عـلــى طــريـقــة أفــام‬ ‫هي القتل والتنكيل‪.‬‬ ‫نهك‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫املستعمر ال ـغــازي ج ــاء ِإلينا‬ ‫«خ ــرق ال ـع ــادة»‪.‬‬ ‫لدى املتكلمني لالستدالل‪ ،‬ولو بنحو القرينة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫العقم الذاتي الذي يتمثل في إظهار التعارض‬ ‫املنافسة بني علم الكالم والفلسفة في الثقافة‬
‫على ُاليتم‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫جنتا إلــى َحـ ّـجــة‪ ،‬هــي الـتــي دك ــت الــدبـشــة ذات‬ ‫املعجز‪ ،‬فال تعود النار تحرق‬ ‫ِ‬ ‫مرة‪ ،‬إلى أن يقع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫األميركي‬ ‫ـروي مآثر البطل‬ ‫هوليوود التي تـ‬ ‫فــالـتـمـثـيــل األقـ ـ ــرب إلـ ــى ّحـ ــال امل ـق ــاوم ــن في‬ ‫القوي يأكل‬ ‫ّ‬ ‫استقرت بأن‬ ‫َّ‬ ‫وفي ذهنه أن العادة‬ ‫على أمور كثيرة ترتبط باملعجزات وبغيرها‪.‬‬ ‫الــداخـلـ ّـي لـكــامــه‪ .‬وبــاملـثــل‪ ،‬ف ــإن دفــاعــه األقــوى‬ ‫ال ـعــربـ ّـيــة‪-‬اإلســامـ ّـيــة وق ـعــت م ـنــذ الـتـقــائـهـمــا؛‬
‫اقتحام‪ ،‬وحملت العبوة إلــى تلك الدبابة في‬ ‫القطن‪.‬‬ ‫ماد ّيون َحتى‬ ‫قت‪ ،‬فهم ّ‬ ‫إن َد َّق َ‬‫ْ‬ ‫ّ‬
‫املتفوق‪.‬‬ ‫وعتاده‬
‫ّ‬
‫دفاعهم وممانعتهم هو أنهم أشبه بمتكلمي‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫الضعيف‪ ،‬وأن الضعيف إمــا أن يقتل ويفنى‬‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ولكن وقع الخالف بني الفالسفة واملتكلمني‬ ‫حجته هو إلــى ِمثل هذه‬ ‫يكون في ّأل يوصل ّ‬ ‫ً‬
‫ال ـفــاس ـفــة‪ ،‬ك ــال ـف ــاراب ــي م ـث ــا‪ ،‬وم ــع تـقــديــرهــم‬
‫ور َمت يوم الطوفان وما بعده‪ ،‬وهي التي‬ ‫غزة‪َ ،‬‬ ‫وأب ـ ـعـ ـ ُـد ِمـ ــن ت ـج ــري ــد ال ـس ـي ــوف واالص ـط ـف ــاف‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ف ــي ه ــذا األم ـ ــر‪ :‬ه ــذا ال ـب ـطــل م ـج ــرد هـ ــراء من‬
‫ََ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫برهانيي هــذه األمــة‬
‫ُ‬
‫ّ‬ ‫ذلــك الــزمــان‪ .‬هــم ّليسوا‬ ‫واأللم‬ ‫ّ‬
‫وإمــا أن يخضع وي ــذل‪ .‬هـ َـذا ما تـعـ ّـوده هو في‬ ‫ّ‬ ‫وإمكانية‬ ‫ُ‬ ‫فــي تفسير ال ـخــوارق أو املـعـجــزات‬ ‫امل ـفــارقــة‪ .‬وم ـتـ ّـى ت ـهــاوى الـخـصــم وب ـطــل رأي ــه‪،‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ملهارات املتكلمني في خدمة ِامللة‪ ،‬أدرجوا أدوات‬
‫ّ‬
‫ستكون فوق أيديهم يوم الفتح األعظم‪.‬‬ ‫نهاية‬ ‫ّ‬
‫للقتال‪ ،‬فإن الفعل املقاوم برمته هو في ّ‬ ‫دون كل ذلك العتاد‪ ،‬ولكن َعليك ٌأن «تت َع َّو َد»‬ ‫ّ‬
‫ب ــالـ ـض ــرورة‪ ،‬ول ـكــن ـهــم ب ــا أدن ـ ــى شـ ــك أ ُع ـ ُقــل‬ ‫ّ‬
‫تـ َـاريـخــه ال ـخ ــاص وم ــا ِأل ــف ــه ِم ــن امل ـج ــازر التي‬ ‫عجز‬ ‫ِ‬ ‫امل‬ ‫بطلها‬ ‫وقوعها‪ .‬فهل للطبيعة قوانني ُي‬ ‫يــرى املتكلم أنـّـه قــد نجح فــي تكذيب النسخة‬ ‫ّ‬
‫علم الكالم عمومًا في الخطابات الجدلية التي‬
‫املـ ـط ــاف خـ ـ ــروج ع ـل ــى الـ ـ ـع ـ ــادات الـ ـت ــي َســن ـهــا‬ ‫أنـ َـت كذلك على أن العتاد مـقــدمــة لبطوالتك‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫َم ــن فـيـهــا‪ .‬وه ـ ّـم لـيـســوا بــالـضـبــط أه ــل املــثــل‬
‫َ َ‬
‫دان ــت لــه بـعــدهــا ِرق ــاب أفــريـقـيــا واألم ـيــركــتـ ْـن‬ ‫ّ‬
‫ص ــدق الـنـبــي؟‬ ‫ّ َ‬ ‫املعارضة للحق الذي هو عليه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لـبــر ّهــةٍ مــن الــزمــن حــتــى يـ ّبــن ِ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تهدف إلى إقناع السامع والتأثير فيه من غير‬
‫ِّ ً‬
‫* باحث لبناني‬ ‫املستعمر في السياسة والثقافة والفن وامل َلبس‬ ‫ال العكس‪ .‬فــإذا رأيــت أن سالحك ال ُيضاهي‬ ‫ـردد أفضل َمــن دافع‬ ‫الفلسفية‪ ،‬ولكنهم بال تـ ّ‬ ‫(وف ــي الـحـقـيـقــة ف ــإن ه ــذا هــو جــوهــر الـحــداثــة‬ ‫ـادت‬ ‫ّأم أن غــايــة مــا فــي األم ــر أن األذه ــان اعـتـ َ‬ ‫وإن نجح في تكذيب املعارضني كلهم‪ ،‬فإنه‬ ‫ّ‬
‫لليقينيات‬ ‫تامة أو مولدة‬ ‫أن تكون استدالالتها ّ‬
‫ِ‬
‫‪13‬‬ ‫لبنان‬
‫السبت ‪ 13‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪5106‬‬ ‫السبت ‪ 13‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪5106‬‬

‫لبنان‬ ‫‪12‬‬
‫تقرير‬ ‫تقرير‬ ‫في الواجهة‬
‫ّ‬
‫عون‪:‬‬ ‫‪-‬‬ ‫سليم‬ ‫خالف‬ ‫د‬ ‫ّ‬
‫تجد‬ ‫ميقاتي‪ :‬ال يمكن للبنان تجاهل حرب غزة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫المحكمة العسكرية‬
‫خارج الخدمة‬ ‫هوكشتين يخدم إسرائيل فقط‬ ‫بري‪ :‬فرنجية مرشح وحيد معلن‪ ...‬هل يذهبون إلى الجلسة؟‬
‫َ‬
‫عــاد الخالف بني وزيــر الـ ّـدفــاع موريس سليم‬ ‫يـحـصــل إال ب ـعــد ان ـت ـهــاء ال ـع ــدوان‬ ‫إل ــى ك ــون ال ـطــرح األمـيــركــي يقصد‬ ‫ميسم رزق‬ ‫كــانــون األول عـنــدمــا ص ــار إل ــى تمديد‬ ‫حـيــال االق ـت ــراح امل ـحــدث ال ــذي أضحى‬ ‫املسيحية املعارضة‪ ،‬إلــى كتلة النائب‬ ‫ب ـع ـض ـهــا ق ــدي ــم ال ي ـ ـ ــزال ع ـل ــى ِق ــدم ــه‪،‬‬ ‫ملزم‪ .‬صار املوقف من الشخص‪ ،‬ملن‬
‫وقائد الجيش العماد جوزيف عون إلى العلن‪.‬‬ ‫على غزة‪.‬‬ ‫انقالبًا إلطاحة ما تحققه املقاومة‬ ‫س ــن ت ـق ــاع ــده ك ــي ي ـب ـقــى ف ــي مـنـصـبــه‪،‬‬ ‫بدوره أسير املشكلة من جراء استمرار‬ ‫تيمور جنبالط‪ .‬ما عنته األصوات تلك‬ ‫وبعضها حديث يتقادم بمرور الوقت‪:‬‬ ‫وم ــن يناهضه‪ ،‬أق ــوى تأثيرًا‬ ‫يدعمه َ‬ ‫غدا معتادًا انتخاب الرئيس آخر‬
‫ّ‬
‫بجمر تحت‬ ‫في األصل بقي النزاع بينهما أشبه‬ ‫وبحسب مطلعني على املحادثات‬ ‫في دعم غزة‪.‬‬ ‫حـمـلــت زي ـ ــارة امل ـب ـعــوث األم ـيــركــي‬ ‫ويـسـتـمــر تــالـيــا طـ ــوال الـسـنــة الحالية‬ ‫الثنائي الشيعي فــي تأييد فرنجية‪،‬‬ ‫أنها ضد فرنجية أكثر منها رافعة فوز‬ ‫‪ 1‬ـ ال يـ ــزال فــرن ـج ـيــة م ــرش ــح الـثـنــائــي‬
‫ً‬
‫م ــن الـ ـخ ــروج م ــن مـعـضـلــة ال ـش ـغــور‪.‬‬ ‫االستحقاقات المهمة والالزمة‪ .‬ليس بين‬
‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫لشؤون الطاقة عاموس هوكشتني‬ ‫ـ إل ــى أن ُيـنـتـخــب رئ ـيــس للجمهورية‬ ‫غير املستعد بدوره إلخالء مكانه ألي‬ ‫ألزعور‪.‬‬ ‫الشيعي دون سواه‪ ،‬أوال وأخيرًا‪ .‬يعزز‬ ‫َع َب َر أكثر من مرشح على مر املرحلة‬
‫الـ ّـرمــاد‪ .‬ولم تفلح التدخالت لتأمني «مساكنة‬ ‫األم ـي ــرك ـي ــة‪ ،‬فـ ــإن «امل ـش ـك ـلــة ليست‬ ‫وعلى عكس زيارته األولى لبيروت‬
‫ـ مــرشـحــا رئـيـسـيــا‪ .‬مــع ذل ــك لــم ُيفصح‬ ‫‪ 2‬ـ تـ ُّ‬ ‫أي من المسؤولين الدوليين الذين زاروا‬
‫بيروت في األسابيع األخيرة َمن خطر له‬
‫هادئة» تحت سقف وزارة ّالدفاع‪ّ .‬‬ ‫فــي التوقيت ال ــذي أتــى هوكشتني‬ ‫بعد معركة «طــوفــان األقـصــى»‪ ،‬لم‬ ‫لـبـيــروت أول مــن أم ــس‪ ،‬الكثير من‬ ‫مرشح ثالث‪ .‬لم تعد املشكلة في اسم‬ ‫ـوســع الحديث حيال سبل إيجاد‬ ‫اسـ ـتـ ـم ــراره ك ــذل ــك‪ ،‬ت ــأك ـي ــده أنـ ــه لـيــس‬ ‫على‬ ‫الفائتة وداروا فــي فلك العثور َ‬
‫لكن الخالف‬ ‫ب ــه»‪ ،‬وال فــي مـ ّحــاولـتــه «اس ـت ــدراج‬ ‫يتحدث هوكشتني بتفاصيل إبعاد‬ ‫ّ‬ ‫ال ـت ــأوي ــات ُ وال ـت ـنــاق ـضــات م ــا بني‬ ‫إل ــى اآلن‪ ،‬م ـبــاشــرة أو عـلــى نـحــو غير‬ ‫ثــالــث‪ ،‬أيــا يكن‪ ُ،‬بــل فــي تأمني النصاب‬ ‫ثـ ـغ ــرة لـ ـلـ ـخ ــروج مـ ــن م ـ ــأزق ال ـش ـغ ــور‪،‬‬ ‫ف ــي وارد االن ـس ـح ــاب أو الـتـخـلــي عن‬ ‫حل ملنع انتخاب فرنجية بأي ثمن ملن‬
‫استمرارية العمل في‬ ‫ّ‬ ‫بينهما اآلن‪ ،‬بات ُي ّ‬
‫هدد‬ ‫ل ـب ـن ــان إلـ ــى فـ ــخ وقـ ــف إطـ ـ ــاق ُن ــار‬ ‫«حــزب الـلــه» عــن جـنــوب الليطاني‬ ‫ال ـعــروض امل ـسـ ّـربــة‪ ،‬والــوقــائــع غير‬ ‫مباشر‪ ،‬عن الكتلة التي يحظى القائد‪،‬‬ ‫الـ ــدس ـ ـتـ ــوري املـ ـ ـل ـ ــزم النـ ـعـ ـق ــاد جـلـســة‬ ‫وتاليًا عـقــدة فرنجية‪ ،‬بــالــوصــول إلى‬ ‫تــرش ـحــه‪ .‬يـسـتـمــد ق ــوت ــه م ــن ام ـتــاكــه‪،‬‬ ‫يـعــارضــه‪ ،‬دونـمــا أن يتمكن داعـمــوه‬ ‫أن يسأل عن االستحقاق‪ .‬ال حديث لهم‬
‫العسكرية‪ ،‬تحديدًا في الهيئة الدائمة‬ ‫ّ‬ ‫املحكمة‬ ‫ّ‬
‫يتبي‬ ‫املتناسبة مـعـهــا‪ .‬بينما لــم‬ ‫بإطالق‪ ،‬بتأييدها دونما أن تتزحزح‪.‬‬ ‫انتخابه (‪ 86‬نائبًا على األقــل)‪ .‬عندئذ‬ ‫طــرح فـكــرة «املــرشــح الـثــالــث»‪ .‬املعلوم‬ ‫ع ـل ــى األق ـ ـ ــل ب ـح ـس ــب أرق ـ ـ ـ ــام ال ـج ـل ـســة‬ ‫م ــن ف ـ ــرض ان ـت ـخ ــاب ــه‪ .‬ف ــي امل ــراج ـع ــة‬
‫مــؤقــت»‪ ،‬فحسب‪ ،‬إنـمــا فــي مــا ن ِقل‬ ‫وال عــن ال ـقــرار الــدولــي ال ـ ــ‪ ،1701‬بل‬
‫التي تعد أكثر املحاكم إنتاجًا‪ ،‬إذ وصل عدد‬
‫ُ‬
‫إلــى جهات لبنانية عــن محادثات‬ ‫إن افتتاحية كــامــه‪ ،‬كانت تنطلق‬
‫ّ‬
‫بعد مــا يضمره «مـهـنــدس» اتـفــاق‬ ‫بينما يقول فرنجية أنه مرشح‪ ،‬ال يسع‬ ‫يـمـســي ان ـت ـخــابــه ف ــي دورة ثــان ـيــة أو‬ ‫أن الـ ـ ـ ــدول ال ـخ ـم ــس امل ـع ـن ـي ــة ب ـل ـب ـنــان‬ ‫األخـ ـي ــرة ق ـبــل س ـتــة اش ـه ــر‪ 51 ،‬صــوتــا‬ ‫امل ـع ـك ــوس ــة ل ــواق ــع األشـ ـه ــر األخ ـي ــرة‬ ‫كاأليتام‪،‬‬
‫إال القرار ‪ 1701‬وجبهة الجنوب‪ّ .‬‬
‫ً‬
‫امل ـل ـفــات ال ـتــي أنـجــزتـهــا خ ــال ال ـع ــام املــاضــي‬ ‫جـ ـ ـ ــرت بـ ـ ــن الـ ـ ـج ـ ــان ـ ــب األم ـ ـيـ ــركـ ــي‬ ‫دائمًا من ضرورة إيجاد «ضمانات‬
‫َ‬
‫الترسيم البحري‪ ،‬وإن كــان طرحه‬ ‫العماد ج ــوزف عــون أن يفعل‪ .‬وبينما‬ ‫ثالثة تفصيال ثانويًا‪ .‬أول َمن يحتاج‬ ‫تــدعــم الـفـكــرة ه ــذه‪ ،‬وال تتفق على َمن‬ ‫غير قابلة للنقصان ّوراء ه ــا الثنائي‬ ‫أن خ ــروج فرنجية مــن الـسـبــاق بــات‬ ‫وحدهم المسؤولون اللبنانيون ذكروا به‬
‫إل ــى أكـثــر مــن ‪ 7400‬مـلــف‪ ،‬بينها نـحــو ‪750‬‬ ‫وعـ ــواصـ ــم ع ــرب ـي ــة ح ـي ــث ظ ـه ــر أن‬ ‫لعودة املستوطنني اإلسرائيليني»‪.‬‬ ‫ج ـ ـ ّـدي ـ ــا أو تـ ـعـ ـبـ ـيـ ـرًا ع ـ ــن س ـي ــاس ــة‬ ‫يطمئن رئيس تيار املردة إلى ‪ 51‬صوتًا‬
‫ُ‬ ‫إليه النصاب املوصوف هذا هو نواب‬ ‫ي ـم ـلــك م ــواصـ ـف ــات ص ــاح ـب ـه ــا‪ .‬تـخـلــى‬ ‫الشيعي وحـلـفــاؤه ســنــة ومسيحيني‪.‬‬ ‫ُي ـن ـظــر إل ـي ــه ل ــدى ف ــري ــق ان ــه الـطــريــق‬
‫جناية‪ .‬بالتالي‪ ،‬فـ ّ‬ ‫ً‬ ‫على األقــل إلــى جانبه‪ ،‬لم تجهر سوى‬ ‫الثنائي الشيعي (‪.)1+26‬‬ ‫الفرنسيون عن فرنجية‪ ،‬ووقــف ضده‬ ‫ذلك ما ليس متوافرًا ألي مرشح آخر‪.‬‬ ‫األقصر النتخاب رئيس للجمهورية‪،‬‬
‫ـإن مصير مئات املوقوفني‬ ‫«واش ـن ـطــن ال تــريــد ح ــا سياسيًا‬ ‫وعند إثارة هذه الفكرة من قبل مع‬ ‫التضليل التي تمارسها الواليات‬
‫يشمل الفلسطينيني على اإلطالق‪،‬‬ ‫رئـيــس مجلس ال ـنــواب نبيه بــري‪،‬‬ ‫املتحدة تجاه املنطقة‪.‬‬ ‫قـلــة مـتـفــرقــة أنـهــا تــدعــم انـتـخــاب قائد‬ ‫‪ 3‬ـ منذ مطلع الشغور‪ ،‬وفي الغالب قبله‬ ‫األمـ ـي ــركـ ـي ــون والـ ـسـ ـع ــودي ــون‪ ،‬بـيـنـمــا‬ ‫مــع أن منافسه آن ــذاك الــوزيــر السابق‬ ‫ول ــدى فــريــق آخ ــر أن ــه سـبــب إضــافــي‬
‫الذين ينتظرون أحكامهم‪ ،‬أو حصولهم على‬ ‫وأن كل كلمة قالها وزير الخارجية‬ ‫رد عـلـيــه األخ ـي ــر ب ـس ــؤال‪ :‬ك ــم عــدد‬‫ّ‬ ‫وإلـ ــى جــانــب «ان ـت ـق ــادات تـطــاول‬ ‫الجيش‪.‬‬ ‫عـلــى ج ــاري ال ـع ــادة فــي كــل استحقاق‬ ‫ارتـ ــأى ال ـق ـطــريــون مــرشـحــا م ــن خ ــارج‬ ‫جـهــاد أزع ــور ح ــاز ‪ 59‬صــوتــا‪ ،‬بـيــد أن‬ ‫لــدي ـمــومــة ال ـش ـغ ــور مـتـمـسـكــا بحقه‬ ‫نقوال ناصيف‬
‫ـات عـلــى طـلـبــات إخ ــاء سبيلهم‪ ،‬بــات‬ ‫مــواف ـقـ َ‬ ‫أن ـت ــون ــي بـلـيـنـكــن ف ــي اجـتـمــاعــاتــه‬ ‫امل ـس ـتــوط ـنــن الـ ـن ــازح ــن؟ فــأجــابــه‬ ‫شخص الرجل» فمن الواضح أنه‬ ‫ودوره‪ ،‬يحاط‬ ‫ّ‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ـو‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـوح‬‫ـ‬ ‫ض‬ ‫و‬ ‫م ـقــدار‬ ‫م ـمــاثــل‪ ،‬اس ــم قــائــد ال ـج ـيــش أح ــد أب ــرز‬ ‫األسـ ـم ــاء املـ ـت ــداول ــة ه ــو امل ــدي ــر ال ـعــام‬ ‫كتلة األصـ ــوات ه ــذه متحركة متقلبة‬ ‫فــي أن ي ـكــون لــه مــرشــح ويــرفــض ما‬ ‫عندما ُيسأل الرئيس نبيه بـ ّـري هل‬
‫صعب املنال‪.‬‬ ‫مــع نـظــرائــه ال ـعــرب‪ ،‬تـنــاولــت خطة‬ ‫هوكشتني بالقول «حوالي ‪ 80‬ألفًا»‪،‬‬ ‫يأت إلى لبنان من تلقاء نفسه‬ ‫لم‬ ‫تــرش ـيــح ع ــون ـ ول ـيــس تــرش ـحــه ـ بـكـ ّـم‬ ‫األسماء املتداولة‪ .‬ظل األمر كذلك وعاديًا‬ ‫ل ــأم ــن ال ـع ــام بّــاإلن ــاب ــة الـ ـل ــواء ال ـيــاس‬ ‫ب ـس ـبــب ان ـب ـثــاق ـهــا م ــن ت ـقــاطــع ال ـت ـيــار‬ ‫يرفضه اآلخرون‪.‬‬ ‫يعتزم تـحـ ّـركــا مــا إلع ــادة ال ــروح إلى‬
‫بداية العام الحالي‪ ،‬انتهت والية الهيئات العاملة‬ ‫ً‬ ‫ًِ‬ ‫مــن الغموض حـيــال مــآلــه مــن األفــرقــاء‬ ‫إلى موعد جلسة مجلس النواب في ‪15‬‬ ‫ال ـب ـي ـس ــري‪ .‬مـ ـ ــذاك ل ــم ُيـ ـ ْـحـ ـ َـرز أي تـقــدم‬ ‫ال ــوط ـن ــي ال ـح ــر م ــع األحـ ـ ـ ــزاب وال ـك ـتــل‬ ‫منذ جلسة ‪ 14‬حــزيــران ثمة معطيات‬
‫بعض‬ ‫حـ ــامـ ــا مـ ـش ــروع ــا م ـس ـت ـق ــا‪ ،‬بــل‬
‫لتهجير الفلسطينيني إلـ ًـى ّ‬ ‫ّ‬ ‫الــاع ـبــن الــرئـيـسـيــن‪ :‬ب ــن هـ ــؤالء َمــن‬
‫االستحقاق الرئاسي‪ ،‬يجيب بالنفي‬
‫داخل املحكمة‪ .‬املعنيون كانوا يأملون انتهاء‬ ‫ال ـ ـ ــدول ال ـت ــي بـ ـ ــدأت ف ـع ــا تـحــضــر‬
‫ّ‬
‫بتوجه اإلدارة األميركية‬ ‫مدفوعًا‬ ‫معطوفًا على أن أحدًا من األفرقاء «ال‬
‫املسألة خــال أي ــام‪ ،‬على اعتبار ّأن اتفاقًا ّتم‬ ‫نفسها لـلـمـهـ ّـمــة»‪ .‬وق ــال املطلعون‬
‫ّ‬
‫ال ـتــي تـنـظــر إل ــى ك ــام ال ـعــدو عن‬ ‫لـ ــم ي ـق ــل م ـ ــرة أن ـ ــه ف ــرص ــة ع ـل ــى األقـ ــل‬ ‫يريد حال من الداخل بل من الخارج»‪.‬‬
‫ً‬
‫إن بلينكن أكد أن «اإلجراءات بدأت‬ ‫االنـتـقــال إلــى املرحلة الثالثة من‬ ‫ولـيــس مــرشـحــه فــي ظــل املــرشــح الــذي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫باإلبقاء على الهيئات على حالها وباألسماء‬ ‫ً‬ ‫وع ـن ــدم ــا يـ ـس ــأل ه ــل يـ ـت ــرك تـجــاهــل‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يــدع ـمــه كــالـثـنــائــي ال ـش ـي ـعــي‪ ،‬وبينهم‬
‫فمرده إلى إحالة‬ ‫املعينة سابقًا‪ّ .‬أمــا التأخير‪،‬‬ ‫ف ـعــا‪ ،‬وأن عـلــى ال ــدول الـعــربـيــة أن‬
‫بري للموفد‬ ‫الحرب على غزة‪ ،‬كفرصة للملمة‬
‫َمن يعارض انتخابه ألسباب ظاهرها‬
‫ان ـت ـخــاب الــرئ ـيــس إل ــى م ــا ال نـهــايــة‪،‬‬
‫تتعاون فــي هــذا اإلط ــار»‪ .‬وتعليقًا‬ ‫الــوضــع ّ على الجبهة اللبنانية‪،‬‬ ‫ي ـج ـي ــب أن لـ ـي ــس إلـ ـ ــى اآلن «سـ ــوى‬
‫اقـ ـت ــراح ت ـجــديــد ع ـمــل ال ـه ـي ـئــات م ــن املـجـلــس‬ ‫على ذلك‪ ،‬اعتبرت مصادر سياسية‬ ‫األميركي‪ :‬لدينا‬ ‫ً‬
‫بما يــوفــر إلسرائيل حــا ملشكلة‬ ‫م ـبــدئــي وبــاط ـن ـهــا ش ـخ ـصــي كــرئـيــس‬
‫الـعـسـكــري وقــائــد الـجـيــش إل ــى وزي ــر الـ ّـدفـ ّـاع‬ ‫ال ـت ـيــار الــوط ـنــي ال ـحــر ال ـنــائــب جـبــران‬
‫مرشح واحــد» هو رئيس تيار املردة‬
‫مــن أجــل التوقيع على ال ـقــرار‪ .‬وبالفعل‪ ،‬وقــع‬
‫لبنانية بارزة‪ ،‬أن «املهمة التي أتى‬
‫بها هوكشتني‪ ،‬قد ال تكون مفيدة‬
‫أيضًا نازحون نريد‬ ‫امل ـ ـس ـ ـتـ ــوط ـ ـنـ ــن ال ـ ـ ـنـ ـ ــازحـ ـ ــن ع ــن‬
‫الشمال‪ .‬وبنى هوكشتني طرحه‬ ‫بــاس ـيــل‪ .‬وبـيـنـهــم َم ــن ي ــري ــده منافسًا‬
‫سـلـيـمــان فــرنـجـيــة‪« :‬ال ـبــاقــون إم ــا لم‬
‫األول قرار تمديد الهيئات (الهيئة‬ ‫سليم أمس ّ‬ ‫ً‬
‫ال اآلن وال مـسـتـقـبــا‪ ،‬مــا إذا أصـ ّـر‬ ‫إعادتهم إلى‬ ‫عـ ـل ــى أن «الـ ـعـ ـمـ ـلـ ـي ــات املـ ـ ـح ـ ـ ّـددة‬ ‫مستمرًا لفرنجية بغية إطاحة االثنني‬
‫الــدائـمــة والهيئة االحـتـيــاطـ ّـيــة وهيئة محاكمة‬ ‫األم ـي ــرك ـي ــون ع ـل ــى دعـ ــم ت ــل أب ـيــب‬ ‫منازلهم‪ ..‬وال حل‬ ‫واملحصورة»‪ ،‬أي املرحلة الثالثة‬ ‫معًا أكـثــر منه رئيسًا منتخبًا كحزب‬ ‫الدول الخمس مجتمعة‬
‫ّ‬ ‫ح ـتــى ال ـن ـهــايــة ف ــي هـ ــذا املـ ـش ــروع‪،‬‬ ‫م ــن الـ ـح ــرب ع ـل ــى غ ـ ــزة‪ ،‬سـتـكــون‬ ‫القوات اللبنانية‪ .‬إذ من غير املعروف‬
‫ولكن املفاجأة‬ ‫العمداء) والقضاة املنفردين‪،‬‬
‫ف ـهــذا م ــن شــأنــه أن يـجـعــل الــورقــة‬
‫من دون مزارع‬ ‫ُ‬
‫أفـ ـض ـ ّـل «طـ ـ ـع ـ ــم» ي ـل ـق ـي ــه ل ـل ـب ـنــان‬ ‫ود قديم أو محدث بـ َـن القائد‬ ‫وجــود ّ‬ ‫ومتفرقة ذات مراس في رئاسة‬
‫كانت بامتناع قيادة الجيش عن تعميم القرار‪،‬‬
‫وبــالـتــالــي الـتـعــامــل معها وكــأنـهــا لــم تـكــن‪ ،‬ما‬ ‫الدبلوماسية شبه مستحيلة»‪.‬‬ ‫شبعا‬ ‫ل ـي ـح ــق ــق بـ ــه مـ ــا أس ـ ـمـ ــاه «الـ ـح ــل‬ ‫والحزب‪ ،‬ومن غير املعروف ـ ملن عرف‬ ‫لبنان‪ 1958 :‬ثم ‪2008‬‬
‫وبشأن املوقف الرسمي اللبناني‪،‬‬ ‫املؤقت»‪ ،‬والذي يعني أن «املرحلة‬ ‫عون عن قرب ـ انه من طراز أولئك الذين‬
‫جعل هيئات املحكمة غير قابلة لاللتئام بعد‬ ‫كـ ـ ــان واض ـ ـحـ ــا فـ ــي بـ ـي ــان مـجـلــس‬ ‫ال ـث ــال ـث ــة ف ــي الـ ـح ــرب ع ـل ــى غ ــزة‪،‬‬ ‫يـسـتـسـلـمــون لـلـتـمـنــن‪ .‬وبـيـنـهــم كتلة‬
‫صدور قرار سليم‪.‬‬ ‫ُ َ‬ ‫جـنـبــاط امل ـنــاوئــة النـتـخــاب فرنجية‪،‬‬
‫الــوزراء الذي انعقد أمس وقال فيه‬ ‫يجب أن تواكب بوقف للعمليات‬ ‫ي ـ ـعـ ــودوا م ــوج ــودي ــن أو ال ي ــري ــدون‬
‫قـ ـي ــادة ال ـج ـي ــش ت ــرف ــض ال ـت ـع ـل ـيــق ع ـل ــى ه ــذا‬ ‫الــرئ ـيــس نـجـيــب مـيـقــاتــي إن ــه «اذا‬ ‫م ــن جــان ـبــي الـ ـح ــدود الـلـبـنــانـيــة‬ ‫بـيــد أن ـهــا تــذهــب إل ــى انـتـخــاب رئيس‬ ‫ال ـ ـتـ ــرشـ ــح»‪ .‬إال أنـ ـ ــه يـ ـضـ ـي ــف‪« :‬اآلن‬
‫األم ـ ــر‪ ،‬إال ّأن ب ـعــض امل ـتــاب ـعــن ي ـل ـف ـتــون إلــى‬ ‫كـ ــان امل ـط ـلــوب تـحـقـيــق االس ـت ـقــرار‬
‫َ‬
‫فرد بري بأن«هناك العدد نفسه من‬ ‫ّ‬ ‫والفلسطينية املحتلة‪ ،‬باعتبار‬ ‫ينبثق مــن تـســويــة ّ لـيــس إال‪ .‬وبينهم‬ ‫أمامنا مرشح هو سليمان فرنجية‪.‬‬
‫ّأن املـشـكـلــة األســاسـ ّـيــة تكمن فــي ع ــدم قيام‬ ‫فــي الـجـنــوب واملـنـطـقــة الـحــدوديــة‪،‬‬
‫ُ‬ ‫أهالي قــرى الجنوب الذين نزحوا‬ ‫أن ال ـحــرب الكثيفة وذات الــزخــم‬ ‫أخ ـي ـرًا ال ـنــواب الـســنــة يـنـتـظــرون كلمة‬ ‫إذا كانوا موافقني على ترشحه‪ ،‬أدعو‬
‫فلت ّ‬
‫بالتقيد بــاالقـتــراح ال ــذي أرسله‬ ‫ّ‬ ‫وزي ــر الـ ّـدفــاع‬ ‫طبق كــل ال ـقــرارات الدولية‪،‬‬ ‫إذًا‬ ‫م ـنــذ ب ــدء ال ـح ــرب وأول ــوي ـت ـن ــا هي‬ ‫ال ـعــالــي قــد ان ـت ـهــت‪ ،‬وم ــا يحصل‬ ‫الـ ـس ــر م ــن الـ ــريـ ــاض‪ .‬ل ـك ــن ب ــن ه ــؤالء‬ ‫إلى جلسة وليذهبوا إليها»‪.‬‬
‫ب ــدءًا بــاتـفــاق الـهــدنــة ال ـص ــادر عــام‬ ‫إع ــادت ـه ــم»‪ ،‬أي ـض ــا‪ .‬وت ــاب ــع ب ــري أن‬ ‫ل ـي ــس سـ ــوى مـ ـن ــاوش ــات‪ ،‬وع ـلــى‬ ‫وأول ـئ ــك ـ وه ــو ال ـشــق املـلـتـبــس ـ فريق‬ ‫يـ ـعـ ـك ــس بـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـري‪ ،‬دون ـ ـ ـمـ ـ ــا أن ي ــرغ ــب‬
‫امل ـج ـلــس ال ـع ـس ـكــري وق ــائ ــد ال ـج ـيــش ب ـشــأن‬ ‫آخر يعمل في الظل هو فريق عمل قائد‬
‫‪ ،1949‬وكـ ــل ال ـن ـق ــاط الـ ـ ـ ــواردة فيه‬ ‫«الحل يكون بتطبيق الـ ‪ 1701‬بكل‬ ‫حـ ـ ـ ــزب الـ ـ ـل ـ ــه وإسـ ـ ــرائ ـ ـ ـيـ ـ ــل وضـ ــع‬ ‫ً‬ ‫فـ ــي االسـ ـتـ ـف ــاض ــة فـ ــي الـ ـح ــدي ــث عــن‬
‫أسـمــاء األع ـضــاء‪ ،‬بــل عمد سليم إلــى تجزئة‬ ‫الـجـيــش‪ ،‬الـضـبــاط األك ـثــر اسـتـعـجــاال‪،‬‬
‫من دون أي تغيير‪ ،‬وعندها يمكن‬ ‫مـنــدرجــاتــه‪ ،‬ال بتطبيق تــدريـجـ ّـي‪،‬‬ ‫الـ ـ ـس ـ ــاح ج ــانـ ـب ــا‪ ،‬وف ـ ـتـ ــح م ـس ــار‬ ‫االسـتـحـقــاق املـعـطــل‪ ،‬امل ــأزق املستمر‬
‫بالتوقيع على التمديد لبعض الهيئات‬ ‫ّ‬
‫االقتراح ُ‬ ‫االنتقال إلى الحديث عن ترتيبات‬ ‫وإنما حل متكامل ال ُيمكن أن تكون‬ ‫تفاوضي ترعاه واشنطن»‪.‬‬ ‫على أنه مرشح الدول الخمس القادرة‬ ‫مـنــذ الـجـلـســة الـثــانـيــة ع ـشــرة فــي ‪14‬‬
‫واسـتـثـنــاء أخ ـ ــرى‪ ،‬كــالـهـيـئــة االحـتـيــاطـ ّـيــة في‬ ‫االس ـت ـق ــرار ف ــي ال ـج ـن ــوب»‪ .‬وأع ـلــن‬ ‫مزارع شبعا خارجه»‪.‬‬ ‫وبــدا طــرح هوكشتني‪ ،‬كمن يطلب‬ ‫ف ــي ن ـهــايــة امل ـط ــاف ع ـلــى إي ـصــالــه إلــى‬ ‫ُ‬
‫ح ــزي ــران‪ .‬الـسـنــة املـنـصــرمــة لــم تعقد‬
‫الــدائـمــة والهيئة األســاسـ ّـيــة واالحـتـيــاطـ ّـيــة في‬ ‫م ـي ـقــاتــي أن ـ ــه «ق ـ ــد أب ـل ـغ ـنــا جـمـيــع‬ ‫أهم نقطة‬ ‫مطلعة إن ّ‬ ‫ّ‬
‫وقالت مصادر‬ ‫الـ ـتـ ـن ــازالت م ــن ل ـب ـن ــان‪ ،‬ف ـهــو طلب‬ ‫رأس ال ـس ـل ـطــة‪ .‬م ـص ــدر اع ـت ـقــادهــم أن‬ ‫س ـ ـ ــوى ج ـل ـس ـت ــن أواله ـ ـ ـمـ ـ ــا ف ـ ــي ‪19‬‬
‫مـحـكـمــة الـتـمـيـيــز ال ـع ـس ـكــريــة‪ .‬وه ــو م ــا رأت‬ ‫املــوفــديــن ب ــأن الـحــديــث عــن تهدئة‬ ‫استمر حوالي ساعة‬ ‫ّ‬ ‫في اللقاء الذي‬ ‫وق ـفــا إلط ــاق ال ـن ــار عـنــد ال ـح ــدود‪،‬‬ ‫ال ـ ـ ـ ــدول الـ ـخـ ـم ــس هـ ـ ــذه‪ ،‬م ـج ـت ـم ـعــة أو‬ ‫كــانــون الـثــانــي‪ .‬قبلها سـنــة الشغور‬
‫فـيــه ق ـيــادة الـجـيــش ضــربــا لـصــاحـ ّـيــات عــون‬ ‫فــي لـبـنــان فـقــط أم ــر غـيــر منطقي‪،‬‬ ‫ورب ــع ســاعــة كــانــت أن «الـنـقــاش لم‬
‫َ‬
‫ق ـبــل وقـ ــف إط ـ ــاق الـ ـن ــار ف ــي غ ــزة‪،‬‬ ‫مـتـفــرقــة‪ ،‬ذات م ــراس فــي إي ـصــال قائد‬ ‫التأم البرملان في عشر جلسات غير‬
‫واملـجـلــس الـعـسـكــري امل ــذك ــورة فــي امل ــادة ‪27‬‬ ‫وانـطــاقــا مــن عروبتنا ومبادئنا‪،‬‬ ‫ُيغلق»‪ ،‬علمًا أن بري ربط الخواتيم‬ ‫م ــا يـعـنــي فـصــل املـ ـس ــارات‪ ،‬م ــع ما‬ ‫للجيش إلــى رئــاســة الجمهورية‪ :‬عام‬ ‫مـجــديــة مـنــذ عـشـيــة نـهــايــة الــرئـيــس‬
‫نطالب بــأن يـصــار فــي أس ــرع وقت‬ ‫بالتوقيت الفلسطيني‪ .‬وذلك ربطًا‬ ‫يعنيه ذل ــك مــن اسـتـهــداف مباشر‬ ‫‪ 1958‬كــان ال ـلــواء ف ــؤاد شـهــاب مرشح‬ ‫م ـي ـشــال عـ ــون ف ــي ‪ 31‬ت ـشــريــن األول‬
‫مــن قــانــون ال ــدف ــاع الــوط ـنــي‪« :‬ي ــواف ــق املجلس‬ ‫األميركيني واملصريني‪ .‬ثم بعد نصف‬
‫مـمـكــن إل ــى وق ــف إطـ ــاق ال ـن ــار في‬ ‫بـمــا قــالــه األم ــن ال ـعــام لـحــزب الله‬ ‫لـ ـتـ ـف ــاع ــل س ـ ــاح ـ ــات امل ـ ـقـ ــاومـ ــة مــع‬ ‫‪ 2022‬إلــى نهاية الـسـنــة‪ .‬منذ جلسة‬
‫ال ـع ـس ـكــري ع ـلــى‪ :‬تـنـظـيــم جـمـيــع املــؤس ـســات‬ ‫غزة‪ ،‬بالتوازي مع وقف إطالق نار‬ ‫ال ـس ـي ــد ح ـس ــن ن ـص ــرال ـل ــه‪ ،‬وأب ـل ـغــه‬ ‫يتأمل‬‫بعضها‪ .‬كما أن هوكشتني‪ّ ،‬‬ ‫قـ ــرن عـ ــام ‪ 2008‬كـ ــان ال ـع ـم ــاد مـيـشــال‬ ‫‪ 14‬حـ ـ ــزيـ ـ ــران‪ ،‬ال أحـ ـ ــد يـ ـتـ ـح ــدث عــن‬
‫الــرئ ـي ـسـ ّـيــة ال ـتــاب ـعــة ل ـ ـ ــوزارة ال ــدف ــاع الــوط ـنــي‬ ‫جــدي في لبنان‪ .‬نحن ال نقبل بأن‬ ‫ال ـحــزب لجميع األطـ ــراف فــي أكثر‬ ‫ف ــي إج ـ ــراء تـغـيـيــر لـ ــ«ال ــواق ــع» في‬ ‫سـلـيـمــان مــرشـحـهــم جميعًا باهتمام‬ ‫مصير االسـتـحـقــاق‪ .‬ال ت ــزال العقدة‬
‫الـ ـص ــادرة ف ــي امل ــرس ــوم (االشـ ـت ــراع ــي الــرقــم‬ ‫يكون إخوة لنا يتعرضون لإلبادة‬ ‫من مناسبة‪ ،‬أن التفاوض حــول الـ‬ ‫جنوب لبنان‪ ،‬شبيه بتغيير الواقع‬ ‫متفاوت ومتتال مصريني وفرنسيني‬ ‫تدور من حول ترشيح فرنجية أكثر‬
‫‪ 1983/102‬تاريخ ‪ 1983/9/16‬وتعديالته)»‪.‬‬ ‫الجماعية والتدمير‪ ،‬ونحن نبحث‬ ‫‪ 1701‬بـقــواعــد «الـتـحــريــر الـكــامــل»‪،‬‬ ‫ف ــي غـ ــزة‪ ،‬ل ـكــن م ــن دون أن يتغير‬ ‫وأم ـ ـيـ ــرك ـ ـيـ ــن وس ـ ـع ـ ــودي ـ ــن وأخـ ـ ـيـ ـ ـرًا‬ ‫مـنـهــا ال ــذه ــاب إل ــى ان ـت ـخــاب رئـيــس‬
‫وإذا ك ــان سـلـيــم يـتـمـ ّـســك ب ـصــاحـ ّـيــاتــه في‬ ‫فقط عن اتفاق خاص مع أحد»‪.‬‬ ‫أو أي ق ــواع ــد أخ ـ ــرى‪ ،‬ال ُي ـم ـكــن أن‬ ‫الواقع اإلسرائيلي‪ .‬ما يقود عمليًا‪،‬‬ ‫قطريني‪.‬‬ ‫لـلـجـمـهــوريــة كــاسـتـحـقــاق دس ـتــوري‬
‫فإن مقربني‬ ‫التمديد للهيئات‪ ،‬وليس تجديدها‪ّ ،‬‬
‫تقيد بــاالقـتــراح الــذي‬ ‫منه ي ـشـ ّـددون على ّأن ــه ّ‬

‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬


‫ّ‬
‫و ّصــل إليه مــن املجلس العسكري‪ ،‬إال أنــه لم‬
‫يوقع على الهيئات الخاصة بمحكمة التمييز‪،‬‬ ‫تقرير‬
‫ع ـلــى اع ـت ـبــار أن األعـ ـض ــاء ي ـجــب أن يـكــونــوا‬

‫الحكومة تعيد قوانين نافذة‪ :‬ميقاتي يخرق الدستور؟‬


‫ّ‬
‫ُمجازين بالحقوق‪ ،‬وهــو شــرط ال يتوفر في‬
‫األعضاء الذين اقترحهم املجلس العسكري‪.‬‬
‫ّ‬
‫العسكرية‬ ‫لكن النتيجة كانت في ّأن املحكمة‬
‫خرجت فعليًا عــن الـخــدمــة‪ ،‬بانتظار محاولة‬
‫أخ ـ ـيـ ــرة يـ ـق ــوم ب ـه ــا الـ ــوزيـ ــر الـ ـس ــاب ــق نــاجــي‬
‫أثار قرار مجلس الوزراء‪ ،‬أمس‪ّ ،‬رد ثالثة‬
‫البستاني‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫اليسوعية»‪ ،‬وسام اللحام‪ ،‬فاملشكلة‬
‫ع ــدم االس ـت ـقــرار االق ـت ـصــادي وعــدم‬ ‫وأخ ــا بــالــوعــد»‪ .‬وكــانــت «األخـبــار»‬ ‫ص ـ ـنـ ــدوق الـ ـتـ ـع ــويـ ـض ــات لـتـحـســن‬ ‫إن «مـخــالـفـتــن قــد ارت ـك ـب ـتــا‪ :‬األول ــى‬ ‫ال ـ ـيـ ــوم إلـ ـ ــى م ـج ـل ــس ال ـ ـ ـ ـ ـ ــوزراء‪ ،‬وال‬ ‫فاتن الحاج‬
‫ال ـيــوم لـيـســت فــي ّ‬
‫ثبات قيمة العملة الوطنية‪ ،‬املهلة‬ ‫قــد علمت أن امل ــدارس الكاثوليكية‬ ‫روات ـب ـه ــم ال ـت ـق ــاع ــدي ــة‪ ،‬أع ـل ــن نـقـيــب‬ ‫ه ــي ال ـت ــراج ــع ع ــن إصـ ـ ــدار ال ـقــوانــن‬
‫والثانية هــي ممارسة صالحية ّ‬
‫تـعــود إلـيــه شـخـصـيــا»‪ ،‬مــوضـحــا أن‬ ‫رد ه ــذه الـقــوانــن‬ ‫قوانين إلى المجلس النيابي‪ ،‬بعدما ّ‬
‫أقرها‬
‫عقود‬ ‫الزمنية غير املنطقية لتحرير‬ ‫ضـغـطــت ب ـشـ ّـدة فــي األيـ ــام األخ ـيــرة‬ ‫املعلمني‪ ،‬نعمة محفوض‪ ،‬أن النقابة‬ ‫رد‬ ‫«التبعية اإلداريــة ملصلحة الجريدة‬ ‫إل ــى امل ـج ـلــس ال ـن ـيــابــي‪ ،‬ك ــون «ه ــذه‬ ‫عندما قـ ّـرر رئيس حكومة تصريف‬
‫ّرد القوانين إلى‬
‫ً‬
‫اإليـ ـج ــار خ ــال ‪ 4‬سـ ـن ــوات‪ ،‬إض ــاف ــة‬ ‫عبر الـبـطــريــرك بـشــارة الــراعــي ملنع‬ ‫سترفع‪ ،‬عبر محاميها زياد بارود‪،‬‬ ‫الـ ـق ــوان ــن‪ ،‬وهـ ــي ص ــاح ـي ــة لـصـيـقــة‬
‫برئيس الجمهورية‪ ،‬ما ّ‬
‫الــرس ـم ـيــة إل ــى رئ ــاس ــة ال ـح ـكــومــة ال‬ ‫صــاحـيــة مـنــوطــة بمجلس ال ــوزراء‬
‫صــاحـيــات‬
‫األع ـ ـمـ ــال‪ ،‬ن ـج ـيــب م ـي ـق ــات ــي‪ ،‬تـعـلـيــق‬ ‫في جلسته السابقة‪ ،‬ردود فعل غاضبة‬
‫إل ــى م ـســألــة ال ـخ ـلــوات ال ـتــي دفـعـهــا‬ ‫نشر القوانني‪.‬‬ ‫دعوى أمام «مجلس شورى الدولة»‬ ‫يوسع إطار‬ ‫يـجــب أن تعني إطــاقــا مـنــح رئيس‬ ‫حــال ـيــا‪ ،‬والـ ــذي ي ـم ــارس ً‬ ‫ن ـش ــر ث ــاث ــة قـ ــوانـ ــن فـ ــي ال ـج ــري ــدة‬
‫في صفوف المتضررين من عدم نشر‬
‫املستأجر لصاحب امللك ولم يتطرق‬ ‫وبـشــأن قــانــون اإلي ـج ــارات لألماكن‬ ‫َ‬
‫املجلس‬ ‫رد الـقــوانــن‪ .‬كما دعــا‬ ‫ضـ ّـد ّ‬ ‫البرلمان من صالحية‬ ‫اسـتـغــال ال ـفــراغ فــي ه ــذا املــوقــع من‬ ‫مجلس الــوزراء القدرة على تعطيل‬ ‫رئ ـيــس الـجـمـهــوريــة وك ــال ــة‪ ،‬كـمــا أن‬ ‫الــرس ـم ـيــة‪ ،‬ك ــان مـجـلــس الـ ـ ــوزراء قد‬
‫ّ‬ ‫القوانين‪ ،‬وعدد النواب العتبارهم أن‬
‫إليها القانون»‪.‬‬ ‫غير السكنية‪ ،‬وصــف املستأجرون‬ ‫الـتـنـفـيــذي ل ـ «ن ـقــابــة املـعـلـمــن» إلــى‬
‫ُ‬ ‫الحكومة التي تمارس‬ ‫دون ضوابط»‪ .‬ورأى عون أن «الحل‬ ‫ال ـع ـمــل بــأح ـكــام دس ـت ــوري ــة»‪ .‬وي ــرى‬
‫اللحام أن املوقف ّ‬
‫الرد أتى خالل مهلة شهر من تاريخ‬ ‫أصــدرهــا فــي جلسته الـتــي انعقدت‬
‫ّأم ــا املــال ـكــون‪ ،‬فـلــم تـكـتـمــل فرحتهم‬ ‫بموجب عقود قديمة (قبل ‪ 23‬تموز‬ ‫ج ـم ـع ـيــات ع ـمــوم ـيــة ت ـع ـق ــد اإلث ـن ــن‬ ‫يكون بنشر القوانني‪ ،‬ومن ثم تقديم‬ ‫الدستوري السليم‬ ‫إحــالـتـهــا إل ــى الـحـكــومــة (‪ 18‬كــانــون‬ ‫فــي ‪ 19‬كــانــون األول الـفــائــت‪ ،‬ارتكب‬ ‫القرار صالحية لصيقة برئيس الجمهورية‬
‫بالقانون الجديد‪ ،‬إذ استنكر رئيس‬ ‫عام ‪ )1992‬الخطوة بـ «بادرة خير»‪،‬‬ ‫املـ ـقـ ـب ــل فـ ــي ب ـ ـيـ ــروت واملـ ـح ــافـ ـط ــات‬
‫صالحيات رئيس‬ ‫اقتراحات لتعديلها‪ ،‬خصوصًا أننا‬ ‫هو «أل ُيصدر مجلس ال ــوزراء تلك‬
‫ّ‬ ‫األول)»‪ .‬ولـكــن املشكلة تكمن أيضًا‬ ‫مخالفة دسـتــوريــة‪ .‬والـقــوانــن هــي‪:‬‬
‫ـؤج ــرة»‪،‬‬
‫ّ‬
‫«ن ـق ــاب ــة مــال ـكــي األب ـن ـي ــة امل ـ ّ‬
‫باتريك رزق الله‪ّ ،‬‬
‫عولني عليها إلعــادة فتح الحوار‬ ‫ُم ّ‬ ‫لـلـتـصــويــت عـلــى إض ـ ــراب‪ ،‬ي ـبــدأ من‬ ‫الجمهورية بالوكالة‬ ‫ال نريد للمدارس الخاصة أن تنكسر‪،‬‬
‫ّ‬
‫ال ـقــوانــن م ــن األس ـ ــاس‪ ،‬وأن يــردهــا‬ ‫ف ــي «االن ـت ـه ــاك ال ــدس ـت ــوري املتمثل‬ ‫ت ـحــريــر اإلي ـ ـجـ ــارات غ ـيــر الـسـكـنـيــة‪،‬‬
‫رد القانون‪ُ ،‬ملوحًا‬ ‫بـ ـش ــأن تـ ـح ــري ــر عـ ـق ــود اإليـ ـ ـج ـ ــارات‬ ‫ي ـ ــوم ال ـ ـثـ ــاثـ ــاء‪ .‬وحـ ـ ّـمـ ــل م ـح ـف ــوض‪،‬‬ ‫وال لـلـمـعـلــم أن ي ـج ــوع‪ ،‬وال لـلـمــالــك‬ ‫إلى مجلس النواب عبر مرسوم في‬ ‫فـ ــي ت ــوج ـي ـه ــات م ـي ـق ــات ــي ال ـســاب ـقــة‬ ‫تمويل صندوق التعويضات ألفراد‬
‫بتقديم شكوى أمام «مجلس شورى‬ ‫غ ـيــر الـسـكـنـيــة م ــع جـمـيــع األطـ ــراف‬ ‫ف ــي ات ـص ــال م ــع «األخ ـ ـبـ ــار»‪ ،‬رئـيــس‬ ‫الـقــديــم أن ُي ـعــدم‪ ،‬وال للمستأجر أن‬ ‫مجلس الــوزراء»‪ .‬واعتبر اللحام أن‬ ‫بعدم نشر القوانني‪ ،‬بعدما أصدرها‬ ‫ال ـه ـي ـئ ــة ال ـت ـع ـل ـي ـم ـي ــة فـ ــي املـ ـ ـ ــدارس‬
‫ال ــدول ــة» لـكـســر الـ ـق ــرار‪ ،‬وال ـتــواصــل‬ ‫املعنية‪ .‬ودعــا رئيس «لجنة الدفاع‬ ‫ال ـح ـك ــوم ــة ووزيـ ـ ــر ال ـت ــرب ـي ــة ع ـبــاس‬ ‫ي ـع ــان ــي أزمـ ـ ــة اق ـت ـص ــادي ــة ك ـب ـي ــرة»‪،‬‬ ‫الكالم عن أن صالحية الـ ّـرد لصيقة‬ ‫م ـج ـلــس ال ـ ـ ــوزراء ووج ـ ــب ّن ـشــرهــا»‪.‬‬ ‫الـ ـخ ــاص ــة وتـ ـع ــدي ــل بـ ـع ــض أحـ ـك ــام‬
‫مــع الـكـتــل الـنـيــابـيــة الت ـخــاذ مــوقــف‬ ‫عــن حـقــوق املـسـتــأجــريــن الـقــدامــى»‪،‬‬ ‫الـحـلـبــي «امل ـســؤول ـيــة امل ـبــاشــرة عن‬ ‫مـشـيـرًا إل ــى أن «الـتـعــاطــي بخفة مع‬ ‫ب ــرئـ ـي ــس الـ ـجـ ـمـ ـه ــوري ــة ه ـ ــو «ك ـ ــام‬ ‫ويؤكد اللحام أنه «ال يحق لرئيس‬ ‫ق ــوان ــن املـعـلـمــن وتـنـظـيــم امل ــوازن ــة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ـأي ش ـكــل م ــن األش ـك ــال‬ ‫ال ـح ـكــومــة ب ـ ـ ّ‬
‫ت ـج ــاه ال ــتـ ـع ــدي ع ـل ــى ال ـصــاح ـيــات‬ ‫كاسترو عبدالله‪ ،‬إلى «التوصل إلى‬ ‫حرمان أكثر من ‪ 5‬آالف متقاعد من‬ ‫نشر قانوني التعليم الـخــاص‪ ،‬وال‬ ‫القوانني سوف يعرض القرار للطعن‬ ‫سياسي ‪ -‬طائفي وغير دستوري»‪.‬‬ ‫املدرسية‪.‬‬
‫ال ـح ـصــريــة ال ـتــي مـنـحـهــا الــدس ـتــور‬ ‫قانون أكثر إنصافًا للمستأجرين‪،‬‬ ‫سبل العيش بكرامة‪ ،‬لكونهما وعدا‬ ‫سـيـمــا األس ــات ــذة املـتـقــاعــديــن الــذيــن‬ ‫أمام مجلس شورى الدولة»‪.‬‬ ‫ل ـك ــن ع ـض ــو ت ـك ـتــل «ل ـب ـن ــان الـ ـق ــوي»‬ ‫ذل ــك‪ ،‬كــون صالحية اإلص ــدار تعود‬ ‫وف ـقــا لـلـخـبـيــر ال ــدس ـت ــوري وأس ـتــاذ‬
‫ّ‬ ‫إلى رئيس الجمهورية‪ ،‬واستطرادًا‬
‫لرئيس الجمهورية‪.‬‬ ‫بعد مراجعة‪ :‬توقيت إقراره في ظل‬ ‫النقابة بدعم األســاتــذة املتقاعدين‬ ‫كـ ــانـ ــوا س ـي ـس ـت ـف ـي ــدون مـ ــن ت ـمــويــل‬ ‫وع ـل ــى م ـق ـلــب امل ـت ـض ــرري ــن م ــن عــدم‬ ‫ال ـنــائــب آالن ع ــون‪ ،‬ق ــال ل ــ«األخ ـب ــار»‬ ‫الـقــانــون الــدس ـتــوري فــي «الـجــامـعــة‬
‫‪15‬‬ ‫لبنان‬
‫السبت ‪ 13‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪5106‬‬ ‫السبت ‪ 13‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪5106‬‬

‫لبنان‬ ‫‪14‬‬
‫تقرير‬ ‫تقرير‬
‫المصارف والمضاربون يراهنون على سعر الصرف‬ ‫جوني القرم يتعاقد مع «إريكسون»‬
‫للتشريع فــي كــل شــأن‪ ،‬وإنـمــا هــو كما‬
‫ح ـ ّـددت ــه امل ـ ــادة ال ـخ ــام ـســة م ــن قــانــون‬
‫املحاسبة العمومية كما يـلــي‪ :‬قانون‬
‫املـ ــوازنـ ــة ه ــو ال ـن ــص امل ـت ـضـ ّـمــن إقـ ــرار‬
‫السلطة التشريعية ملـشــروع املــوازنــة‪.‬‬
‫ال ـع ــام ـل ــة فـ ــي ل ـب ـن ــان بـ ـت ــاري ــخ ســابــق‬
‫ل ــ‪ 2019/10/18‬وذلك على أساس ‪%40‬‬
‫منصة‬ ‫من سعر الدوالر األميركي على ّ‬

‫تطرق إلــى أمــريــن‪ :‬أولهما أنه‬


‫صيرفة»‪.‬‬
‫النقاش ّ‬
‫يـصـبــح الـسـعــر املـعـتـمــد ف ــي امل ــوازن ــة‬
‫هو السعر املعتمد رسميًا‪ .‬وبالتالي‬
‫ال يـ ـ ـك ـ ــون لـ ـ ــه أي ع ـ ــاق ـ ــة ب ـت ـح ــدي ــد‬
‫س ـعــر ال ـص ــرف الـ ــذي سـ ُـي ـفــرض على‬
‫مصرف لبنان واملـصــارف أن تصوغ‬
‫الدوالر النقدي‪ ،‬ثم أصبح ‪ 16‬سنتًا‪.‬‬
‫لم يأت هذا األمر من فــراغ‪ .‬فللمسألة‬
‫أســاس بــدأ في مشروع موازنة ‪2024‬‬
‫عـ ـن ــدم ــا ُرفـ ـ ـع ـ ــت أسـ ـ ـع ـ ــار الـ ـض ــرائ ــب‬
‫ُ‬
‫والـ ــرسـ ــوم ب ـش ـكــل ك ـب ـيــر واحــت ـس ـبــت‬
‫محمد وهبة‬
‫ق ـ ـبـ ــل بـ ـضـ ـع ــة أيـ ـ ـ ـ ــام قـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـررت ب ـعــض‬
‫املـ ـ ـص ـ ــارف أن ت ـس ـت ــوف ــي الـ ـق ــروض‬
‫م ــن زبــائ ـ ّن ـهــا ب ـش ـي ـكــات ال ـ ـ ــدوالر في‬
‫شبهات بالجملة على طاولة مجلس الشورى‬
‫ي ـح ـت ــوي ه ـ ــذا الـ ـق ــان ــون ع ـل ــى أح ـك ــام‬ ‫ال ي ـم ـكــن اع ـت ـب ــار أن املـ ــوازنـ ــة حـ ـ ّـددت‬ ‫ميزانياتها وفــق سعر صــرف جديد‬ ‫ـاس سعر ال ــدوالر‬ ‫غالبيتها على ّ أس ـ ّ‬
‫إطـ ــار ت ــوق ـع ــات تـشـيــر إل ــى أن سعر‬
‫أس ــاسـ ـي ــة ت ـق ـض ــي ب ـت ـق ــدي ــر ال ـن ـف ـقــات‬ ‫سعر صرف رسميًا بل إنها زادت قيم‬ ‫يكبدهما خسائر أكبر بكثير من تلك‬ ‫ّ‬ ‫الحرة‪ .‬تلقف حاكم مصرف‬ ‫في السوق‬ ‫شيكات الــدوالر سيزداد عندما ُت ّ‬
‫قر‬
‫واسـ ـتـ ـقـ ـب ــاالت ل ـل ـح ـكــومــة ال ـل ـب ـنــان ـيــة‬ ‫رلى إبراهيم‬
‫ب ـل ـغــت قـيـمـتـهــا ‪ 800‬ألـ ــف دوالر بني‬
‫وال ـ ـ ـ ــواردات‪ ،‬وإج ـ ــازة ال ـج ـبــايــة‪ ،‬وفـتــح‬ ‫الرسوم والضرائب بمعدالت متفاوتة‪،‬‬ ‫ل ـب ـن ــان ب ــاإلن ــاب ــة وسـ ـي ــم م ـن ـص ــوري‬ ‫امل ــوازن ــة ال ـت ــي سـيـعـتـبــرهــا مـصــرف‬ ‫ّ‬ ‫عـ َ‬
‫ـام ــي ‪ 2010‬و‪ .2019‬ل ـك ــن الـضـغــط‬ ‫بـعــد إع ــداد عـقــد اتـفــاقـ ّـي بالتراضي‬
‫االع ـت ـم ــادات ال ــازم ــة ل ــإن ـف ــاق‪ ،‬وعـلــى‬ ‫وثــانـيـهـمــا أن صــاحـيــة تـحــديــد سعر‬ ‫هــذه الـخـطــوة وبـنــى عليها مشروعًا‬ ‫لبنان بمثابة تحديد لسعر الصرف‬
‫ُ‬ ‫األمـ ـي ــرك ــي ل ـل ـت ـم ـســك بـ ــ«إريـ ـكـ ـس ــون»‬ ‫ب ـ ـ ــن شـ ـ ــركـ ـ ــة ‪ 1 Mic‬ال ـ ـ ـتـ ـ ــي ت ــدي ــر‬
‫أحكام خاصة تقتصر على ما له عالقة‬ ‫ال ـصــرف ال تـعــود إل ــى مجلس الـنــواب‬ ‫يقضي بأن تحتسب أسعار الدوالرات‬ ‫الــرس ـمــي ب ـمــا ي ـ ــوازي س ـعــر ال ـســوق‬
‫واس ـت ـب ـعــاد «ه ـ ــواوي» الـصـيـنـيــة ّعن‬ ‫ش ـب ـكــة االتـ ـ ـص ـ ــاالت (أل ـ ـفـ ــا) وش ــرك ــة‬
‫مباشرة بتنفيذ املوازنة»‪.‬‬ ‫بل هي بيد الحكومة ومصرف لبنان‪.‬‬ ‫ألغت لجنة المال والموازنة المادة‬ ‫ال ـع ــال ـق ــة ب ــاملـ ـص ــارف والـ ـت ــي ي ـجــري‬ ‫الحرة‪ .‬وبحسب املعطيات السوقية‪،‬‬ ‫ّ‬
‫الفوز‪ ،‬كان عامال حاسمًا حتى يتجند‬
‫ً‬
‫«إريـ ـ ـكـ ـ ـس ـ ــون» الـ ـس ــوي ــدي ــة لـتـنـفـيــذ‬
‫وق ـ ّـدم رئـيــس اللجنة الـنــائــب إبــراهـيــم‬ ‫كانت تتيح تسديد الضريبة‬
‫التي ُ‬
‫م ـ ــا ح ـ ـصـ ــل‪ ،‬ب ـح ـس ــب مـ ـ ـص ـ ــادر ل ـج ـنــة‬ ‫تداولها بواسطة الشيكات‪ ،‬بالسعر‬ ‫مـنــح بـنــك بـيـبـلــوس الــزبــائــن فرصة‬
‫ً‬ ‫ك ــل مـجـلــس ال ـ ــوزراء لـتـفــويــض وزي ــر‬ ‫مشروع ‪،Packet core Modernization‬‬
‫امل ــال وامل ــوازن ــة‪ ،‬أن مـنـصــوري عــاد عن‬ ‫كـنـعــان‪ ،‬لـلـنــواب وال ـحــاضــريــن دراس ــة‬ ‫ال ــذي سـيـصــدر فــي امل ــوازن ــة ب ــدال من‬ ‫تـســديــد ال ـق ــروض بـشـيـكــات ال ــدوالر‬
‫كــامــه وب ــدأ يـعـ ّـد ال ـعـ ّـدة لتعديل سعر‬ ‫قانونية أفضت إلــى اآلت ــي‪« :‬إن القول‬ ‫بشيكات تحتسب على أساس ‪%40‬‬ ‫السعر املعتمد حاليًا والبالغ ‪15000‬‬ ‫املحتسبة على أســاس ‪ 15‬ألــف ليرة‬
‫االتصاالت بإتمام االتفاق بالتراضي‬
‫ومــن دون االلتفات إلــى االبـتــزاز التي‬
‫وق ـي ــام ال ـشــركــة بـنـشــر الـعـقــد مــرتــن‬
‫على التوالي على موقع هيئة الشراء‬
‫ال ـص ــرف ان ـطــاقــا م ــن ك ــون األمـ ــر يقع‬ ‫ب ــأن سـعــر ال ـصــرف سـ ُـي ـحـ ّـدد بموجب‬ ‫من قيمة الدوالر النقدي‬ ‫لـيــرة‪ .‬وج ــرى الـتــرويــج لـهــذا املـشــروع‬ ‫ل ـكــل دوالر م ـقــابــل تــوس ـيــع الـسـقــف‬
‫ال ـ ـع ـ ــام‪ ،‬تـ ـق ـ ّـدم ــت شـ ــركـ ــة «ريـ ـغـ ـت ــون‬
‫تمارسه الشركة السويدية برفع قيمة‬
‫بـ ــن ي ـ ــدي ال ـح ـك ــوم ــة وي ـ ـ ــدي م ـصــرف‬ ‫مشروع موازنة عام ‪ 2024‬ال أساس له‬ ‫ان ـط ــاق ــا م ــن ال ـن ـق ــاش ــات ال ـت ــي دارت‬ ‫األق ـ ـصـ ــى ل ـك ــل ش ـي ــك إل ـ ــى ‪ 100‬أل ــف‬
‫دوالر‪ .‬كذلك ّ‬ ‫ع ــرض ـه ــا إلـ ــى م ــا يـ ـق ــارب ‪ 17‬مـلـيــون‬ ‫ل ـ ــاتـ ـ ـص ـ ــاالت ش‪.‬م‪.‬ل» ب ــاعـ ـت ــراض‬
‫لـبـنــان‪ .‬وبــال ـتــوازي‪ ،‬ق ـ ّـررت لجنة املــال‬ ‫من الصحة ألن مشروع املوازنة املذكور‬ ‫ف ــي املـجـلــس امل ــرك ــزي مل ـصــرف لبنان‬ ‫قرر بنك لبنان والخليج‬
‫أم ـ ـ ـ ــام م ـج ـل ــس الـ ـ ـ ـش ـ ـ ــورى‪ ،‬م ـطــال ـبــة‬
‫بشأن التعميم ‪ 151‬الذي ّ‬ ‫دوالر ثم خفضه إلى ‪ 13‬مليون دوالر‬
‫وامل ــوازن ــة إل ـغــاء امل ــادة ‪ 21‬الـتــي تتيح‬ ‫لم يتضمن ال بالنص وال حتى باألرقام‬ ‫املـحـتـسـبــة عـلــى أس ــاس سـعــر صــرف‬ ‫يحدد بشكل‬ ‫أن يـتـيــح لــزبــائـنــه تـســديــد ال ـقــروض‬
‫ً‬ ‫ث ــم تـجــزئــة املـبـلــغ عـلــى دف ـع ــات طبقًا‬ ‫ب ــإل ـغ ــاء ال ـع ـق ــد بـصـفـتـهــا م ـت ـض ـ ّـررة‬
‫تسعير الـشـيــك عـلــى أس ــاس ‪ %40‬من‬ ‫تـحــديـدًا أو تـعــديــا أو تــوحـيـدًا لسعر‬ ‫يبلغ ‪ 15000‬ليرة‪.‬‬ ‫غـيــر مـبــاشــر سـعــر ص ــرف الـ ــدوالرات‬ ‫بـعــد احـتـســاب سـعــر الـشـيــك بمعدل‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ل ـل ـم ـش ــاري ــع امل ـ ـنـ ــوي إت ـم ــام ـه ــا حـتــى‬ ‫م ـنــه م ـب ــاش ــرة‪ .‬فــال ـشــركــة املـعـتــرضــة‬
‫قيمة ال ــدوالر الفعلي لـغــايــات تسديد‬ ‫الصرف‪ ...‬كل ما تضمنه هذا املشروع‬ ‫ج ــرى ن ـقــاش ه ــذا املـ ـش ــروع ف ــي لجنة‬ ‫املسحوبة من املصارف بقيمة ‪15000‬‬ ‫‪ %15‬ش ــرط تـســديــد ال ـق ــرض كــامــا‪.‬‬ ‫ُي ّ‬ ‫ّ‬
‫صور األمر وكأنه «إنجاز نوعي»‪.‬‬ ‫متخصصة في البرمجيات وخدمات‬
‫الـضــريـبــة‪ .‬وتـشـيــر إل ــى أن مــا يحصل‬ ‫هو تعديل بعض الضرائب والرسوم‬ ‫امل ـ ــال وامل ـ ــوازن ـ ــة ب ـح ـضــور م ـن ـصــوري‬ ‫ليرة ضمن سقف سحب يبلغ ‪1600‬‬ ‫وبـنـتـيـجــة ذلـ ــك‪ ،‬ارت ـف ــع ال ـط ـلــب على‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫في سوق الشيكات هو ّ‬ ‫ويفترض أن يبت مجلس الشورى في‬ ‫وتجهيزات االت ـصــاالت‪ ،‬وهــي تــورد‬
‫مجرد رهانات‬ ‫والغرامات بمضاعفة بعضها أربعني‬ ‫انـطــاقــا مــن امل ــادة ‪ 21‬الـتــي تشير إلى‬ ‫دوالر ل ـل ــزب ــون الـ ــواحـ ــد‪ .‬م ـن ـصــوري‬ ‫الشيكات املصرفية بالدوالر وازداد‬ ‫األجـهــزة والبرمجيات الـخـ ّ‬
‫هذا الطعن باتجاه وقف تنفيذ العقد‬ ‫ـاصــة بالـ‬
‫ّ‬
‫تـ ـق ــوم ب ـه ــا امل ـ ـصـ ــارف وبـ ـع ــض ت ــج ــار‬ ‫ضـ ـعـ ـف ــا‪ ،‬ومـ ـض ــاعـ ـف ــة الـ ـبـ ـع ــض اآلخـ ــر‬ ‫أنــه يـجــاز تسديد الـضــرائــب والــرســوم‬ ‫كــان يهدف إلــى إلـقــاء تبعات توحيد‬ ‫س ـع ــره ــا الـ ـ ــذي ك ـ ــان ُي ـح ـت ـســب عـلــى‬
‫والغرامات التي ّ‬ ‫اسـتـنــادًا إلــى ثــاثــة عناصر أساسية‬ ‫‪ ،Packet Core‬كما ذكرت في مراجعة‬
‫ال ـش ـي ـك ــات‪ .‬وت ـش ـي ــر امل ـ ـصـ ــادر إلـ ــى أن‬
‫ّ‬ ‫عشرين ضعفًا‪ ،‬وحتى مئة وخمسني‬ ‫توجبت على املكلفني‬ ‫س ـعــر ال ـص ــرف ع ـلــى مـجـلــس ال ـنــواب‬ ‫أســاس ما بني ‪ %12‬و‪ %13‬من سعر‬
‫عد جوهرية إلبطاله‪:‬‬ ‫ُت ّ‬ ‫اإلبطال‪ ،‬وترى أن اللجوء إلى اتفاق‬
‫اع ـت ـمــاد س ـعــر ص ــرف رس ـمــي يـتـطــلــب‬ ‫خص رسم تسجيل‬ ‫ألف ضعف في ما ّ‬ ‫قبل ‪ ،2022/11/15‬وضمن مهلة ستة‬ ‫والـحـكــومــة معتبرًا أن صالحيتهما‬ ‫الــدوالر النقدي‪ ،‬إلى ‪ %15‬و‪ .%16‬أي‬
‫‪ -‬ثـمــة تـنــاقــض م ــا ب ــن ال ـســريــة الـتــي‬ ‫بــال ـتــراضــي م ــع «إريـ ـكـ ـس ــون» وع ــدم‬
‫أيضًا إقــرار كابيتال كونترول حتى ال‬ ‫شركة في السجل التجاري‪ .‬ومن جهة‬ ‫أش ـ ـهـ ــر‪ ،‬مـ ــن «ح ـس ــاب ــات ـه ــم امل ـف ـتــوحــة‬ ‫تقتضي بتحديد سعر صرف الليرة‬ ‫أن كل دوالر مصرفي صادر بواسطة‬ ‫تـ ـ ـ ّ‬
‫ً‬ ‫ـذرع ب ـهــا وزيـ ــر االتـ ـص ــاالت لكسب‬ ‫اعـ ـتـ ـم ــاد ال ــوس ـي ـل ــة الـ ـع ــادي ــة إلب ـ ــرام‬
‫يصير إفالس املصارف واقعًا عمليًا‪.‬‬ ‫ثانية فــإن قانون املــوازنــة ليس مجاال‬ ‫ب ــال ـع ـم ـل ــة األج ـن ـب ـي ــة لـ ـ ــدى املـ ـص ــارف‬ ‫وأنـ ـ ــه بـ ــإقـ ــرار املـ ــوازنـ ــة ب ـه ــذا الـشـكــل‬ ‫الـشـيـكــات ك ــان يـ ــوازي ‪ 12‬سـنـتــا من‬
‫مــواف ـقــة مـجـلــس ال ـ ــوزراء ع ـلــى إت ـمــام‬ ‫عمليات الشراء‪ ،‬أي املناقصة العامة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫العقد بالتراضي‪ ،‬ونشر هذه االتفاقية‬ ‫يـ ـش ــك ــل م ـخ ــال ـف ــة لـ ـق ــواع ــد مــت ـص ـلــة‬
‫ع ـلــى م ــوق ــع الـ ـش ــراء الـ ـع ــام‪ .‬فــالـســريــة‬ ‫بــاالنـتـظــام الـعــام واملـنـصــوص عنها‬
‫◄ إعالنات رسمية ►‬
‫استراحة‬
‫تـقـضــي ب ـع ــدم ال ـت ـصــريــح ع ــن الـجـهــة‬ ‫فــي امل ــادة األول ــى مــن قــانــون الـشــراء‬
‫املتعاقد معها أو عــن املـشــروع نفسه‬ ‫الـ ـع ــام‪ .‬ل ـ ــذا‪ ،‬ل ـج ــأت «ريـ ـغـ ـت ــون» إلــى‬
‫وهــو أمــر تتيحه امل ــادة ‪ 62‬مــن قانون‬ ‫األصــول التي تتيح لها ضمن مهلة‬
‫الـشــراء بحيث تعفي الجهة الشارية‬ ‫عشرة أيــام منذ تاريخ نشر اإلعــان‬
‫إعالن‬
‫من أمانة السجل العقاري في بيروت‬
‫‪4499 sudoku‬‬ ‫كلمات متقاطعة ‪4 4 9 9‬‬ ‫مــن الـنـشــر عـلــى املـنـصــة اإللـكـتــرونـيــة‬ ‫على موقع الـشــراء الـعــام‪ ،‬االعتراض‬
‫في حاالت الطوارئ وعند شراء لوازم‬ ‫ل ـ ــدى قـ ـض ــاء ال ـع ـج ـل ــة فـ ــي الـ ـش ــورى‬
‫طلب حسني محمد حسن صـبــاح سند‬ ‫أو خدمات أو تنفيذ أشغال تستوجب‬
‫تمليك بدل عن ضائع للقسم رقم ‪ 29‬من‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫الـ ـ ـم ـح ــاف ـظ ــة عـ ـل ــى ط ــاب ـع ـه ــا الـ ـس ــري‬ ‫ّ‬
‫العقار رقم ‪ 1935‬املصيطبة‬
‫للمعترضني ُمراجعة األمانة خالل ‪15‬‬
‫ُ‬ ‫‪5‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬
‫مــن أج ــل مقتضيات األم ــن أو ا َلــدفــاع‬
‫َّ‬ ‫وهــذا املـشــروع يحتاج إلــى تجهيزات‬ ‫ت ـغ ـي ـيــر ل ـل ـن ـظ ــام ب ــال ـك ــام ــل‪ ،‬ي ـف ـتــرض‬ ‫يـتـفــاوض فعليًا إال مــع «إريـكـســون»‪.‬‬ ‫ماطل الوزير ‪ 6‬أشهرّ بعد تبلغه‬
‫الــوطـنــي‪ ،‬وذلــك وفقًا لـقــرار ُيــتــخــذ في‬ ‫وم ـعــدات (‪ )hardware‬بــاإلضــافــة إلــى‬ ‫إعداد مناقصة لحفظ حق التنافس»‪.‬‬ ‫وقــد حصل ذلــك بعدما ماطل الوزير‬
‫م ـج ـلــس ال ـ ـ ـ ــوزراء بـ ـن ـ ً‬ ‫وفي املرتني لم ّ‬ ‫‪ 6‬أش ـ ـهـ ــر ل ـ ـبـ ـ ّـت املـ ـ ــوضـ ـ ــوع‪ ،‬أي مـنــذ‬ ‫من «ألفا» بانتهاء مدة التراخيص‬
‫يوم‬
‫أمني السجل العقاري في بيروت‬ ‫‪7‬‬ ‫‪2‬‬
‫ـاء ع ـل ــى اق ـت ــراح‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫الوزير الـمختص الــذي يحدد الصفة‬
‫برمجيات (‪ )software‬مختلفة ال تعمل‬
‫َ‬
‫سوى على تجهيزات عائدة لشركتي‬
‫تتقدم «ألفا» وال وزير‬
‫االتـصــاالت بــأي استشارة خطية‪ ،‬بل‬ ‫تبلغه مــن إدارة «أل ـفــا» بانتهاء مـ ّـدة‬
‫ّ‬
‫من أجل فرض عقد الصفقة مع‬
‫جويس عقل‬ ‫ال ـس ــري ــة ل ـل ـش ــراء وأس ـ ـبـ ــاب ال ـت ـعــاقــد‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬
‫الرضائي‪.‬‬
‫‪ hp‬و‪ .dell‬كما أن هــذه الصفقة تأتي‬
‫بعدما باشرت «إريكسون» انسحابها‬
‫بقيت االستشارة شفهية للهروب من‬
‫القانون‪ .‬رغــم ذلــك‪ ،‬تفاوض القرم مع‬
‫ال ـتــراخ ـيــص ال ـخــاصــة بـنـظــام بــرامــج‬
‫الـبـنـيــة األســاس ـيــة للشبكة‪ .‬املماطلة‬
‫«إريكسون» كخيار وحيد‬
‫إعالن قضائي‬ ‫املتذرع بها بعدم‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬الضرورات األمنية‬ ‫من السوق الدولية وعمدت إلى إقفال‬ ‫إري ـك ـســون ح ـص ـرًا‪ .‬وعـنــدمــا انـفـجــرت‬ ‫ه ــدف ــت إلـ ــى فـ ــرض ع ـقــد ال ـص ـف ـقــة مع‬
‫‪4‬‬
‫صادر عن محكمة الدرجة األولى املدنية‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫تسرب الداتا واملعلومات إلى شركات‬
‫ُ‬
‫ّ‬ ‫جــزء أســاســي مــن مكاتبها فــي لبنان‬ ‫الفضيحة‪ ،‬عــرض األم ــر على مجلس‬ ‫إريكسون كخيار أول ووحيد ضمانًا‬
‫ّ‬
‫إلس ـ ـقـ ــاط ال ـص ـف ـق ــة الـ ـت ــي «ركـ ـبـ ـه ــا»‬
‫في بيروت‬ ‫أخـ ـ ــرى وبـ ــاألخـ ــص «هـ ـ ـ ـ ــواوي»‪ ،‬ت ـع ـ ّـد‬ ‫وهــي ذاهـبــة فــي اتـجــاه اإلقـفــال الـتــام‪.‬‬ ‫الوزراء‪.‬‬ ‫تضررها»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫«الستقرار الشبكة وعدم‬ ‫وزيــر االتـصــاالت جوني قــرم وإدارة‬
‫ُ‬ ‫‪5‬‬ ‫كـ ــذلـ ــك‪ّ ،‬‬
‫الغرفة السابعة العقارية‬ ‫‪4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪9‬‬ ‫ساقطة بما أن هذه الشركة تدير نظام‬
‫شبكة «تاتش»‪ .‬فهل الدولة اللبنانية‬
‫وج ـ ـهـ ــت اتـ ـه ــام ــات إل ـ ــى ه ــذه‬
‫ال ـشــركــة بـتـمــويــل داعـ ــش ف ــي ال ـعــراق‬
‫لم يقل القرم في مجلس الوزراء إن هذه‬
‫الشركة احتالت على الدولة اللبنانية‬
‫خـ ـ ـي ـ ــار ال ـ ـ ـقـ ـ ــرم بـ ـعـ ـق ــد الـ ـصـ ـفـ ـق ــة مــع‬
‫إري ـك ـس ــون ك ــان دائ ـم ــا ال ـخ ـيــار األول‬
‫«أل ـ ـفـ ــا» بـ ـه ــدف ف ـ ــرض «إريـ ـكـ ـس ــون»‬
‫ب ـقـ ّـوة األم ــر ال ــواق ــع‪ ،‬وب ـقـ ّـوة الضغط‬
‫برئاسة القاضي ناتالي الهبر‬ ‫‪6‬‬
‫ُ‬ ‫تـ ــرعـ ــى مـ ـص ــال ــح نـ ـص ــف امل ـش ـت ــرك ــن‬ ‫وب ــان ـت ـه ــاك ح ـق ــوق امل ــوظ ـف ــن وج ــرى‬ ‫عـ ـن ــدم ــا أبـ ـلـ ـغ ــت وزي ـ ـ ـ ــر االت ـ ـص ـ ــاالت‬ ‫والـ ــوح ـ ـيـ ــد‪ .‬ف ـع ـل ــى إث ـ ــر انـ ـتـ ـه ــاء مـ ـ ّـدة‬ ‫األميركي لإلطاحة بأي شركة أخرى‬
‫وعضوية القاضيني الضيقة ومرعشلي‬
‫رقم األوراق‪2024/2 :‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪8‬‬ ‫وترفع مسؤوليتها عن النصف اآلخر‬ ‫ت ـغــري ـم ـهــا ب ـت ـه ــم فـ ـس ــاد فـ ــي أم ـي ــرك ــا‬ ‫السابق جـمــال الـجــراح و‪ 1 MIc‬عقب‬ ‫التراخيص مبكرًا‪ ،‬زار فريق من «ألفا»‬ ‫وخصوصًا «هواوي»‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪7‬‬ ‫منهم؟‬ ‫ً‬
‫بـمـبـلــغ يـ ـق ــارب م ـل ـيــار دوالر‪ ،‬فـضــا‬ ‫ف ـفــي ت ـشــريــن ال ـثــانــي م ــن ع ــام ‪،2023‬‬
‫الجهة املستدعية‪ :‬شركة ‪ /1083/‬ش‪.‬م‪.‬ل‪.‬‬ ‫فوزها بالعقد في عام ‪ ،2017‬بأن مدة‬ ‫رئـ ـي ــس ه ـي ـئــة ال ـ ـشـ ــراء الـ ـع ــام مــرتــن‬
‫األوراق امل ـط ـلــوب إبــاغ ـهــا‪ :‬االس ـتــدعــاء‬ ‫‪2‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪ -‬ن ـ ـ ّـص ق ـ ـ ــرار م ـج ـل ــس ال ـ ـ ـ ـ ــوزراء عـلــى‬ ‫ع ــن ش ـب ـه ــات ب ــدف ــع رش ـ ـ ــاوى وغ ـســل‬ ‫تــرخـيــص بــرنــامــج الـصـيــانــة (‪)EOX‬‬ ‫ل ـلــوقــوف ع ـلــى رأيـ ــه ح ــول امل ــوض ــوع‪،‬‬ ‫اس ـت ـص ــدر وزي ـ ــر االت ـ ـصـ ــاالت جــونــي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫التعاقد مــع ‪ 3‬شــركــات‪ ،‬إال أن الــوزيــر‬ ‫أمـ ــوال ف ــي ‪ 10‬دول أخ ــرى م ــن بينها‬ ‫ل ـن ـظــام ‪ HDS‬يـنـتـهــي ف ــي ع ــام ‪،2026‬‬ ‫ف ـك ــان ــت اإلجـ ــابـ ــة واح ـ ـ ـ ــدة‪« :‬إذا ك ــان‬ ‫ال ـق ــرم تـفــويـضــا م ــن مـجـلــس ال ـ ــوزراء‬
‫املـ ـق ــدم م ــن ال ـج ـهــة امل ـس ـتــدع ـيــة بـتــاريــخ‬
‫‪ 2024/1/10‬تحت الرقم ‪ 2024/2‬والذي‬ ‫‪7‬‬ ‫لم يفاوض إال شركة واحدة فقط‪ ،‬كان‬ ‫لبنان‪ .‬فقد كشفت وثائق ُعرضت في‬ ‫املدة هي في نهاية ‪.2023‬‬ ‫تبي أن ّ‬ ‫لكن ّ‬ ‫املوضوع يتعلق بـتعديل بنية النظام‬ ‫إلبرام اتفاق بالتراضي مع ‪ 3‬شركات‬
‫‪9‬‬ ‫الـتـفــاوض معها يـقــع ضـمــن الشبهة‪.‬‬ ‫صحف أجنبية عن استخدام الشركة‬ ‫ولــم يبلغهم أن الشركة عرضت على‬ ‫أي القيام بـ‪ ،Upgrade‬يمكن إتمامه مع‬ ‫عــاملـيــة ه ــي‪« :‬ه ـ ـ ــواوي»‪« ،‬إري ـك ـســون»‬
‫تطلب بـ ُـمــوجـبــه‪ :‬إص ــدار ال ـقــرار بشطب‬ ‫فهل جــرى ذكــر الشركتني على سبيل‬ ‫ـذرع الـقــرم أم ــام املجلس‬ ‫و«نــوك ـيــا»‪ .‬ت ـ ّ‬
‫إشـ ـ ــارة ال ــدع ــوى قـسـمــة ج ـبــريــة ُمـقــامــة‬
‫ُ‬ ‫‪5‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪10‬‬ ‫«الديكور»؟‬
‫لـصـنــدوق رش ــاوى فــي لبنان لتقديم‬
‫ال ـه ــداي ــا وال ـتــرف ـيــه وح ـف ــات ضـيــافــة‬
‫«ألفا» نظامًا جديدًا ومختلفًا بالكامل‬
‫ُيعرف باسم ‪.Packet Switching Core‬‬
‫الشركة نفسها تلقائيًا (أي إريكسون)‬
‫ول ـكــن ف ــي ح ــال ك ــان األم ــر ع ـب ــارة عن‬ ‫بحجة «التهديدات األمنية»‪ ،‬لكنه لم‬ ‫ّ‬
‫بـتــاريــخ ‪ 1954/1/4‬مــن املـهـنــدس عــزت‬
‫فــرشــوخ ضــد كــل مــن مصطفى وأحـمــد‬
‫حل الشبكة ‪4498‬‬ ‫شروط اللعبة‬ ‫أفقيا‬
‫يموت عن الصحيفة العينية للعقار رقم‬
‫‪ /662/‬منطقة ميناء الحصن العقارية‪.‬‬ ‫مكونة من ‪ 9‬مربعات‬ ‫هذه الشبكة ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ -1‬لباس تراثي لبناني قديم – نجس ورديء – ‪ -2‬دولة أوروبية – للتمني – ‪-3‬‬
‫تقرير‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬
‫فعلى من لديه أي اعتراض أو ُمالحظات‬ ‫ّ‬
‫كبيرة وكل مربع كبير مقسم إلى‬ ‫آلة موسيقية – املداد – ‪ -4‬قديس – للنداء – ‪ -5‬والدة – عاشق تاريخي – جوابك‬

‫الوزراء يطالبون بمعاقبة رئيس التفتيش‬


‫‪7‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ّ‬
‫على ذلــك التقدم بها إلــى هــذه املحكمة‬ ‫‪ 9‬خ ــان ــات ص ـغ ـي ــرة‪ .‬م ــن ش ــروط‬ ‫– ‪ -6‬شعر الذقن – من أسماء األســد – ‪ -7‬عز ورفعة – حـ ّـرم – من الحيوانات –‬
‫وذلــك في ُمهلة عشرين يومًا من تاريخ‬ ‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫اللعبة وضع األرقــام من ‪ 1‬إلى ‪9‬‬ ‫‪ -8‬ورك – للنداء – أحرف متشابهة – ‪ -9‬بركان في اليابان أعلى قمة في البالد‬
‫النشر األخير‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ضمن الـخــانــات بحيث ال يتكرر‬ ‫– ‪ -10‬للنداء – والية اميركية عاصمتها اوغوستا – من الفاكهة‬
‫بيروت في ‪ 12‬كانون الثاني ‪2024‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9‬‬ ‫الرقم في كل مربع كبير وفي كل‬
‫َ‬
‫رئيس القلم‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬
‫خط أفقي أوعمودي‪.‬‬
‫عموديًا‬ ‫االسـتـفــادة مــن الـحــواسـيــب املفقودة‬ ‫أو مـسـتـنــدات ت ـبـ ّـن وج ـهــة الـصــرف‬ ‫حول استضافة املنصة على خوادم‬ ‫أو رئـ ـي ــس الـ ـجـ ـمـ ًـه ــوري ــة‪ ،‬وان ـت ـه ــت‬ ‫ُر ِّحــل البند السابع من جدول أعمال‬
‫بشرى البستاني‬ ‫ف ـ ــي مـ ـك ــاتـ ـبـ ـه ــا‪ ،‬ب ـي ـن ـم ــا رأى وزي ـ ــر‬ ‫واإلنفاق‪.‬‬ ‫أجـ ـنـ ـبـ ـي ــة ج ـ ـ ــرى اسـ ـتـ ـئـ ـج ــاره ــا مــن‬ ‫بصرف عطية هبة بقيمة ‪ 2.5‬مليون‬ ‫م ـج ـلــس ال ـ ـ ـ ــوزراء بــال ـت ـصــديــق عـلــى‬
‫‪3‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪ -1‬ملحن مصري راحل – ‪ -2‬غزال أبيض – مكان ُيقيم فيه املصابون باألمراض‬ ‫الصحة فراس األبيض أن الضرورات‬ ‫يـ ــوم أم ـ ــس‪ ،‬ن ــاق ــش مـجـلــس الـ ـ ــوزراء‬ ‫لحفظ‬ ‫‪ leaseweb‬في أملانيا وهولندا‬ ‫جنيه استرليني أي ‪ 3‬ماليني دوالر‬ ‫االت ـف ــاق ـي ــة امل ـطـ ّـب ـقــة م ـنــذ عـ ــام ‪2019‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪4‬‬
‫ّ‬
‫الوبائية – ‪ -3‬نيشان – في الجسم – ‪ -4‬أنثى الجمل – نهار وليل – ‪ -5‬حرف‬ ‫ت ـب ـيــح املـ ـحـ ـظ ــورات‪ ،‬وخ ـص ــوص ــا أن‬ ‫هــذه املخالفات واتـفــق على ضــرورة‬ ‫الداتا‪ ،‬من دون أن يعرف من له حق‬ ‫مــن دون التصريح عنها فــي وزارة‬ ‫ب ــن ال ـت ـف ـت ـيــش املـ ــركـ ــزي وال ـس ـف ــارة‬
‫نصب – سقي – مــاركــة شهيرة ملكعبات مــرق الــدجــاج واللحم والخضر – ‪-6‬‬ ‫ّ‬
‫‪9‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الوضع يوجب على الوزراء االلتفاف‬ ‫محاسبة عطية‪ ،‬وال سيما أن موقعه‬ ‫الـ ــولـ ــوج وال ـت ـح ـك ــم ب ـت ـلــك الـ ـخ ــوادم‬ ‫املال‪ .‬وبموجب مذكرة التفاهم تلك‪،‬‬ ‫الـبــريـطــانـيــة ف ــي لـبـنــان عـلــى سبيل‬
‫أمي – خاص بالرعاة‬‫نعم بالروسية – خدم الكعبة – عملة آسيوية – ‪ -7‬أخو ّ‬ ‫لـلـحـصــول عـلــى دع ــم لـتـسـيـيــر أم ــور‬ ‫يوجب عليه قمع املخالفات ال القيام‬ ‫وس ـح ــب ال ـب ـي ــان ــات م ـن ـهــا‪ .‬وهـ ــو مــا‬ ‫كـلـفــت ال ـس ـفــارة الـبــريـطــانـيــة إحــدى‬ ‫التسوية‪ ،‬الــى الجلسة املقبلة حيث‬
‫وبتربية املاشية – ‪ -8‬قاتل – وحدة ّ‬
‫القوة الكهربائية – ‪ -9‬فوالذ – اإلسم السابق‬ ‫وزاراتهم‪ ،‬ولكن ذلك ال يعفي الوزير‬ ‫بها‪ .‬وتـحــدث وزي ــرا حــزب الـلــه‪ :‬علي‬ ‫دفع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي‬ ‫مؤسساتها غير الحكومية وتدعى‬ ‫جــرى االتـفــاق على اسـتــدعــاء رئيس‬
‫لدولة بينني األفريقية – ‪ -10‬ثورة لبنانية في القرن التاسع عشر‬ ‫أو امل ـس ــؤول م ــن واجـ ــب الـكـشــف عن‬ ‫حمية ومصطفى بـيــرم عــن ضــرورة‬ ‫ول ــو م ـتــأخ ـرًا ال ــى إح ــال ــة مـخــالـفــات‬ ‫«‪ ”siren‬اإلشراف على منصة ‪impact‬‬ ‫دي ـ ـ ــوان امل ـح ــاس ـب ــة ال ـق ــاض ــي مـحـمــد‬
‫وجـهــة الـصــرف وآلـيـتــه‪ ،‬وخصوصًا‬ ‫معالجة املــوضــوع األم ـنــي وحماية‬ ‫عطية الى ديوان املحاسبة والنيابة‬ ‫ال ـ ـتـ ــي تـ ــديـ ــر بـ ــرنـ ــامـ ــج امل ـ ـسـ ــاعـ ــدات‬ ‫ب ــدران لـلــوقــوف على رأي ــه القانوني‬
‫مشاهير ‪4499‬‬ ‫أن عطية رفض الحضور الى الديوان‬ ‫الداتا مع عدم املوافقة على التسوية‬ ‫الـعــامــة الـتـمـيـيــزيــة‪ ،‬لـيـصــدر بعدها‬ ‫املــالـيــة لـلـعــائــات املـحـتــاجــة‪ ،‬والـتــي‬ ‫املوضوع‪.‬‬ ‫في هذا‬
‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫حلول الشبكة السابقة‬ ‫ورف ـ ــض إمـ ـ ــداد امل ــال ـي ــة بــاملـسـتـنــدات‬ ‫ال ـ ـتـ ــي ي ـط ـل ـب ـه ــا رئ ـ ـيـ ــس ال ـت ـف ـت ـيــش‬ ‫ت ـق ــري ــر عـ ــن ال ـ ــدي ـ ــوان ي ــدي ــن عـطـيــة‬ ‫سـبــق أن ُسـ ّـجـلــت عليها كــل طلبات‬ ‫االتفاقية التي أبــرمــت بشكل فــردي‬
‫ُ‬
‫أفقيا‬ ‫امل ـ ـط ـ ـلـ ــوبـ ــة‪ .‬أم ـ ـ ــا رئ ـ ـيـ ــس ال ـح ـك ــوم ــة‬
‫ـا‪“ :‬أنــا من ّ‬ ‫ً‬
‫حـتــى يـتـسـنــى ل ــه تـجــديــد االتـفــاقـيــة‬
‫ّ‬ ‫بشكل واضح لتجاوزه صالحياته‪،‬‬ ‫الحصول على اللقاحات واألذونات‬
‫ّ‬
‫بني رئيس التفتيش القاضي جورج‬
‫‪ -1‬الحريري – فج – ‪ -2‬مانيال – جرو – ‪ -3‬جام – حمار – ‪ -4‬نحرق – الهرج – ‪ -5‬آية – خوفو – ‪-6‬‬ ‫حول‬ ‫فأنهى النقاش قــائـ‬ ‫لسنة أخ ــرى‪ .‬وقــد علق ميقاتي بأن‬ ‫لجهة قيامه بمهام مخالفة للمادة‬ ‫في فترة «كورونا»‪ .‬وسلم التفتيش‬ ‫الخارجية والتنمية‬ ‫ّ‬ ‫عطية ووزارة‬
‫ّ‬
‫خبيرة إقتصادية من البيرو (‪ .)1974 -1921‬زوجــة تشي غيفارا‬ ‫لو – ريب – رار – ‪ -7‬جان دارك – لد – ‪ -8‬من – عري – ابا – ‪ -9‬فو – تمساح – ‪ -10‬لبنان – سوري‬
‫ّ‬
‫عطية الى الديوان وال مانع لدي من‬ ‫االتفاقية ُوقعت قبيل تسلمه رئاسة‬ ‫‪ 52‬مــن قــانــون املـحــاسـبــة العمومية‬ ‫بـ ـ ـ ــدوره م ـف ــات ـي ــح ال ـ ــدات ـ ــا ال ـخ ــاص ــة‬ ‫ال ـ ـبـ ــري ـ ـطـ ــان ـ ـيـ ــة مـ ـم ــثـ ـل ــة ب ــال ـس ـف ـي ــر‬
‫األولى‬ ‫تحويله الى املجلس التأديبي‪ .‬إنما‬ ‫الحكومة‪ ،‬وبالتالي إن كان ثمة خرق‬ ‫وع ـ ــدم اسـ ـتـ ـص ــدار أي ق ـ ــرار بـقـبــول‬ ‫باللبنانيني الــى البريطانيني‪ ،‬رغم‬ ‫البريطاني في بيروت إيــان كــوالرد‬
‫‪ = 11+8+5+10+8+6‬عاصمة كندا ■ ‪ = 3+2+4+1‬صوت الحمام ■‬ ‫عموديًا‬ ‫ّ‬
‫ســاعــدونــي ف ــي إي ـج ــاد ح ــل للسفير‬ ‫أمني فقد حصل‪.‬‬ ‫هبة الـ ‪ 3‬ماليني دوالر من الحكومة‬ ‫كل التحذيرات والكتب املرسلة من‬ ‫مـنــذ ‪ 5‬س ـن ــوات تـحــت ع ـن ــوان «دع ــم‬
‫يلم – خيار – ‪ -6‬را‬ ‫ّ‬
‫الجميل – ‪ -2‬ال – حيوان – ‪ -3‬حنجرة – فن – ‪ -4‬رياق – ردعوا – ‪ّ -5‬‬ ‫‪ -1‬امني‬
‫‪ = 9+6+7‬كوب ماء‬ ‫إعداد‬ ‫البريطاني الــذي يزورني باستمرار‬ ‫وط ــالـ ـب ــت وزيـ ـ ـ ــرة الـ ــدولـ ــة لـلـتـنـمـيــة‬ ‫وعــدم تقييدها ضمن ال ــواردات في‬ ‫األج ـ ـهـ ــزة األم ـن ـي ــة ال ـل ـب ـنــان ـيــة وم ــن‬ ‫ال ـحــوك ـمــة وال ــرق ــاب ــة وامل ـس ــاء ل ــة في‬
‫نعوم‬ ‫– اوبريت – ‪ -7‬حلف – مس – ‪ -8‬جمهور – اسو – ‪ -9‬فرار – البار – ‪ -10‬جورج قرداحي‬ ‫ويطالب بالتصديق على االتفاقية»‪.‬‬ ‫اإلداريـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة نـ ـ ـج ـ ــا ريـ ـ ـ ــاشـ ـ ـ ــي ب ـن ـق ــل‬ ‫قـســم ال ـ ــواردات م ــن امل ــوازن ــة؟ كــذلــك‬ ‫بـيـنـهــا ك ـتــاب امل ــدي ــر ال ـع ــام الـســابــق‬ ‫ل ـ ـب ـ ـنـ ــان»‪ ،‬ل ـ ــم ت ـ ـعـ ــرض عـ ـل ــى وزارة‬
‫حل الشبكة الماضية‪ :‬الشاب الظريف‬ ‫مسعود‬ ‫ر‪ .‬ا‪.‬‬ ‫املنصة الــى وزارت ـهــا‪ ،‬حيث يمكنها‬ ‫ع ـ ــدم إرفـ ـ ـ ــاق املـ ـل ــف ب ـ ـ ّ‬
‫ـأي ك ـش ــوف ــات‬ ‫لــأمــن الـعــام ال ـلــواء عـبــاس إبراهيم‬ ‫الخارجية وال على مجلس الــوزراء‬
‫السبت ‪ 13‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪5106‬‬

‫هوامش على دفتر الطوفان‬


‫«ميمز» على منصات التواصل واإلعالم الغربي يمارس سياسة النعامة‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫محكمة‪ ...‬إسرائيل مضحكة األمم‬
‫ّ‬
‫ّأن االحـتــال ال يملك سلطة على قـ ّـواتــه املسلحة‪،‬‬ ‫يتعمد إخراج األمور من سياقها والتالعب‬ ‫وصف ّ‬ ‫في املقابل‪ ،‬عمدت قناة «سكاي نيوز» وصحيفة‬ ‫أمس الجمعة‪ ،‬دخلت املعركة القانونية بني جنوب‬
‫ّ‬ ‫مثال إلــى نشر ّ‬ ‫ً‬
‫وأن أداءه ال يـعـكــس أوام ـ ــر ال ـق ــادة الـسـيــاسـيــن‪.‬‬ ‫بحقيقة األعمال القتالية الحالية»‪ ،‬مشددًا على أنّ‬ ‫البث‬ ‫«ذا غــارديــان» البريطانيتان‬ ‫أفريقيا وإســرائـيــل يومها الـثــانــي‪ .‬ق ـ ّـدم املمثلون‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫كذلك‪ ،‬بدا واضحًا أنهم يكررون سردية الحكومة‬ ‫إسرائيل «ال تسعى لتدمير» الشعب الفلسطيني‪.‬‬ ‫املباشر للدفاع اإلسرائيلي ضــد اتهامه بــاإلبــادة‬ ‫الرئيسيون عنّ كيان االحتالل حججهم في جلسة‬
‫اإلسرائيلية‪ ،‬محاولني إنـكــار فـيــديــوات محادثات‬ ‫وبعد العرض الذي قدمه بيكر‪ ،‬تحدث البروفيسور‬ ‫الجماعية في محكمة العدل الدولية‪.‬‬ ‫االستماع املتعلقة بتصرفات الصهاينة في غزة‪.‬‬
‫وخطابات املسؤولني اإلسرائيليني الذين وصفوا‬ ‫وخ ـب ـيــر ال ـق ــان ــون ال ــدول ــي ف ــي جــام ـعــة «لـيـسـتــر»‪،‬‬ ‫بــالـعــودة إلــى قــاعــة املحكمة‪ ،‬حــاولــت إســرائـيــل ردّ‬ ‫وألقى كبير املحامني واملستشار القانوني لـ «وزارة‬
‫شعب غزة بـ «الحيوانات البشرية»‪ ،‬ناهيك بمالكوم‬ ‫مــالـكــوم شــو‪ ،‬متابعًا الــدفــاع الـقــانــونــي إلسرائيل‬ ‫التهمة عبر الدفع بسردية ّأن تصرفاتها في غزة‬ ‫الـخــارجـيــة» اإلســرائـيـلـيــة‪ ،‬تــال بيكر‪ ،‬كلمة البيان‬
‫متخبطًا أثناء املطالعة‪ ،‬وذكــر علنًا‬ ‫ّ‬ ‫شو الــذي كان‬ ‫ض ــد ات ـهــامــات ج ـنــوب أفــريـقـيــا بــارت ـكــاب جــرائــم‬ ‫«دفــاع عن النفس»‪ ،‬ردًا على هجوم «حماس» في‬ ‫االفـتـتــاحــي‪ ،‬مــوضـحــا وجـهــة الـنـظــر اإلســرائـيـلـيــة‬
‫ّ‬
‫أنـ ــه أضـ ــاع ورقـ ــة م ــن مـلـفــاتــه‪ ،‬األمـ ــر الـ ــذي تـحــول‬ ‫إبادة جماعية‪ .‬لكن بمعزل عن ذلك‪ ،‬بدت إسرائيل‬ ‫السابع من تشرين األول (أكتوبر) املاضي‪ .‬ووفقًا‬ ‫القانونية أمام االتهامات‪.‬‬
‫سريعًا إلى نكات ّ و«ميمز» على منصات التواصل‬ ‫ضـعـيـفــة أم ــام املـحـكـمــة‪ .‬عـمـلـيــا‪ ،‬أظ ـهــر املـحــامــون‬ ‫فإن كامل حجج جنوب أفريقيا «تستند إلى‬ ‫لبيكر‪ّ ،‬‬ ‫وكانت جنوب أفريقيا قد رفعت الشهر املاضي‬
‫االج ـت ـمــاعــي‪ ،‬ل ـعــل أب ــرزه ــا صـ ــورة لـشــو مـقــرونــة‬ ‫شـكــوى إل ــى محكمة ال ـعــدل الــدول ـيــة ومـقــرهــا في‬
‫بعبارة‪« :‬محامي إسرائيل أضاع ورقة من ملفاته‬ ‫(كارلوس لطوف ــ البرازيل)‬ ‫الهاي‪ ،‬قالت فيها ّإن إسرائيل تنتهك اتفاقية ّمنع‬
‫باإلضافة إلى كرامته»‪ .‬وكان الفتًا أمس وأول من‬ ‫جريمة اإلب ــادة الجماعية واملعاقبة عليها املوقعة‬
‫أمس استعادة السوشال ميديا‪ ،‬وخصوصًا نشر‬ ‫في عام ‪ 1948‬على إثر املحرقة اليهودية في الحرب‬
‫الفيديوات التي نشرها الجنود الصهاينة على تيك‬ ‫العاملية الثانية‪ .‬وتطمح جنوب أفريقيا إلى فرض‬
‫توك‪ ،‬حيث كانوا في منازل الغزيني التي ّدمروها‬ ‫املحكمة «إجـ ــراءات مــوقـتــة»‪ ،‬وهــي أوام ــر قضائية‬
‫يستعرضون «عضالتهم» وسعادتهم بكل الخراب‬ ‫عاجلة توقف الحرب فــورًا فيما تنظر في جوهر‬
‫ال ــذي ألـحـقــوه بالبشر والـحـجــر‪ .‬وكــانــت تعليقات‬ ‫القضية‪ ،‬ما قد يستغرق سنوات‪.‬‬
‫كثيرين كـيــف ّأن ه ــذه الـفـيــديــوات الـتــي انتشرت‬ ‫هنا‪ ،‬تجدر اإلشــارة إلى ّأن ّاإلعــام الغربي مارس‬
‫الس ـت ـفــزاز الفلسطينيني وامل ـنــاصــريــن للقضية‬ ‫سياسة النعامة في ما يتعلق بمجريات املحكمة‪.‬‬
‫تحولت إلى‬ ‫وبـ ّـث إحساس الهزيمة في نفوسهم‪ّ ،‬‬ ‫ّأول مــن أمــس الخميس‪ ،‬امتنعت قـنــوات «فوكس‬
‫دلـيــل ووثـيـقــة تثبت الـنـ ّـيــة اإلب ــادي ــة وغــريــزة الـثــأر‬ ‫نيوز» و«سكاي نيوز» و«هيئة اإلذاعة البريطانية»‬
‫ّ‬
‫التي تـحـ ّـرك هــؤالء مــن كبيرهم السفاح نتنياهو‬ ‫و«دويـ ـتـ ـش ــه ف ـي ـل ـيــه» و‪ NBC‬و«سـ ـ ــي‪ .‬أن‪ .‬أن» و‬
‫إلى أصغر جندي في جيش جبان يستقوي على‬ ‫‪ MSNBC‬و‪ CNBC‬و‪ CBS‬عــن ع ــرض مرافعة‬
‫املدنيني!‬ ‫جنوب أفريقيا التي تفضح أفعال ونيات اإلبــادة‬
‫(األخبار)‬ ‫اإلسرائيلية في غــزة منذ أكثر من مئة يــوم‪ .‬لكن‬

‫فنون مسرحية‬

‫فاديا التنير‪ ...‬أو بيروت التي تفقد ذاكرتها‬


‫«الفصول األربـعــة» لفيفالدي‪ ،‬لم تخدم اللحظات التي‬ ‫خليل الحاج علي‬
‫يتبناها الـعــرض‪ ،‬ألن الخيار املوسيقي الكالسيكي‪،‬‬
‫ي ـت ـن ــاق ــض مـ ــع امل ـف ــاه ـي ــم املـ ـع ــاص ــرة الـ ـت ــي ي ـطــرح ـهــا‬ ‫الروتني والـفــراغ اإلنساني‪ ،‬واملصير املحتوم‪ .‬مفاهيم‬
‫العرض‪ .‬كان مهمًا بث موسيقى تحمل ثقل اللحظات‪،‬‬ ‫يـحــاول املـخــرج إبــراهـيــم خليل‪ ،‬رصــدهــا فــي تجربته‬
‫وقساوتها‪ ،‬على حساب خيار كالسيكي جمالي‪ .‬حتى‬ ‫املسرحية األول ــى «الـفـيــل يلي بــاألوضــة» على خشبة‬
‫إن هناك تساؤالت حول بث مقاطع من نشرات األخبار‬ ‫يرمم خليل عالقتنا باألم‪ ،‬أو باألحرى املدينة‪.‬‬ ‫«مونو»‪ّ .‬‬
‫(حادثة اغتيال العاروري‪ ،‬أو محاولة تشكيل الحكومة‬ ‫ضمن قالب فني وكالسيكي‪ ،‬يتخذ الذاكرة والنسيان‬
‫ّ‬
‫ال ـل ـب ـنــان ـيــة)‪ .‬ع ـلــى م ـس ـتــوى األزيـ ـ ــاء امل ـســرح ـيــة‪ ،‬أف ــرط‬ ‫محركًا أساسيًا للعب في النص وعلى الخشبة‪.‬‬
‫املـخــرج فــي اختيار أزي ــاء االبــن املتحرر‪ ،‬الــذي يرفض‬ ‫ت ـبــدأ حـبـكــة املـســرحـيــة م ــن حـيــث تـنـتـهــي‪ ،‬ف ــا شــيء‬
‫الزواج‪ ،‬ويخالف القواعد‪ .‬رجح املخرج كفة اإلبهار من‬ ‫متوقعًا مع النسيان الذي ُيعد ثيمة العرض األساسية‪.‬‬
‫ألــوان ترابية‪ ،‬وموضة كالسيكية‪ ،‬على حساب معالم‬ ‫األم (فاديا التنير) تعيش في شقة سكنية في بيروت‪.‬‬
‫الشخصية الحقيقية‪ ،‬مقابل االخـتـيــار الصائب لألم‬ ‫بدأت أخيرًا تظهر عليها معالم «الخرف»‪ ،‬وفقدان جزء‬
‫التي ترتدي الثياب القطنية والشتوية‪ ،‬التي تحمل روائح‬ ‫من ذاكرتها‪ .‬يعيش ابنها فؤاد (علي السمرا) تداعيات‬
‫ِّ‬ ‫ه ــذا ال ـنـسـيــان‪ ،‬وي ـبــذل ج ـه ـدًا لـلـتـكـ ّـيــف مــع الـتـغـيـيــرات‬
‫أمهاتنا في هــذه املــدن‪ .‬أمــا اإلض ــاءة‪ ،‬فقد وظفت فقط‬
‫لــإعــان عــن حلول الليل أو طلوع الـنـهــار‪ ،‬أو تجسيد‬ ‫الـتــي تحصل داخ ــل الـبـيــت‪ .‬ي ـحــاول ال ـتــواصــل مــع أمــه‬
‫نــافــذة‪ ،‬على العالم الـخــارجــي‪ ،‬بشكل مباشر وواضــح‬ ‫بشكل أفضل‪ ،‬واالهتمام بتفاصيل حياتهما اليومية‪،‬‬
‫للعيان‪.‬‬ ‫واستكشاف سبل التعايش مع الواقع الجديد‪ ،‬وترميم‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املحصلة‪ ،‬تندرج املسرحية ضمن إطار عمل الهواة‬ ‫في‬ ‫العالقة التي تذكرنا فــي كثير مــن األحـيــان‪ ،‬بعالقتنا‬
‫فاديا التنير في عرض «الفيل يلي باألوضة» (جو الخوري)‬
‫والـفـنــانــن الـصــاعــديــن (ج ــزء مــن الـبــرنــامــج الـشـتــوي لـ‬ ‫مع أمهاتنا‪ ،‬والخوف على مصيرهن وخوفهن علينا‪.‬‬
‫فــي خــدمــة املعنى األســاســي ال ــذي ّ‬ ‫املعقدة كافة‪ ،‬وذكرياتها ِّ‬ ‫ّ‬
‫«م ــدرس ــة ب ـيــروت لـلـمـســرح وف ـنــون األداء»)‪ ،‬أشــرفــت‬ ‫تكرسه املسرحية‬ ‫ال ـص ــوف‪ ،‬ت ـن ــاول األدويـ ـ ــة‪ ،‬تـحـضـيــر ال ـط ـعــام‪ ،‬ونـفــض‬ ‫املجملة‬ ‫تظهر األم بتفاصيلها‬
‫عليها زينة دكاش‪ .‬وحصلت على الدعم وشروط العمل‬ ‫برمتها‪.‬‬ ‫الغبار‪ .‬تحاول األم تذكر أي شيء‪« ،‬كيف يقفل الباب‪،‬‬ ‫لحياة تعيسة عاشتها‪ ،‬فــي حــن يــواصــل االبــن سبر‬
‫ّ‬ ‫ف ــي مـســرحـيــة «ال ـف ـيــل يـلــي ب ــاألوض ــة»‪ ،‬يـحـمــل األداء‬ ‫من اليمني إلى اليسار‪ ،‬أم العكس؟» وتصر على ابنها‪،‬‬ ‫أغــوار شخصية أمــه وتــدويــن األح ــداث التي مـ ّـرت بها‪،‬‬
‫في وقت قصير للكتابة‪ ،‬والتحضير‪ ،‬والتنفيذ‪ ،‬ما يحتم‬
‫على البرنامج إعادة التفكير في الشروط التي يحددها‬ ‫التمثيلي تقلبات عدة‪ .‬بالطبع‪ ،‬لفاديا التنير عالقة قوية‬ ‫يوميًا‪ ،‬لتعديل ساعة الزمن‪ ،‬ونفض الغبار عن اإلطار‬ ‫وتوثيق لحظاتها‪ ،‬خوفًا من الفقدان‪ .‬تشبه هذه العالقة‬
‫ببيروت‪ ،‬حتى تكاد الشخوص التي ّ‬ ‫ُ‬ ‫مع األم أيضًا عالقتنا باملدينة التي ّ‬
‫فــي الـ ــدورات الـتــالـيــة‪ .‬مــع ذل ــك‪ ،‬يبقى مـسـتــوى الكتابة‬ ‫مرت في حياتها‪،‬‬ ‫الخشبي الـفــارغ‪ .‬كلها أح ــداث روتينية داخلية‪ ،‬تنذر‬ ‫تغيرت مالمحها‪.‬‬
‫الشفافة والبسيطة‪ ،‬والحبكة غير األرسـطـيــة‪ ،‬تحفز‬ ‫تظهر فــي كثير مــن األحـيــان فــي إي ـمــاءات وجهها‪ ،‬أو‬ ‫بمعالم الخوف من الفضاء الخارجي‪ ،‬الذي نسمع عنه‬ ‫السينوغرافيا مقتضبة‪ ،‬مصنوعة مــن الخشب من‬
‫ّ‬
‫الـســؤال عما نعيشه فــي مدننا‪ ،‬الـتــي ص ــارت مظلمة‪،‬‬ ‫تعابير صوتها‪ ،‬أو انفعاالتها‪ .‬وللممثل علي السمرا‬ ‫عبر بث مقاطع من نشرات األخبار‪ ،‬ترتبط بالسياق‬ ‫الخام‪ ،‬وظفها املخرج بأكملها‪ ،‬ولم يستعملها للتزيني‬
‫وروتينية‪ ،‬تبعث على الخوف‪ ،‬في كثير من األحيان‪.‬‬ ‫ق ــدرات صوتية وجسمانية جيدة على الخشبة‪ .‬لكن‬ ‫الـسـيــاســي الـحــالــي‪ ،‬أو الـســابــق‪ .‬ال ـخــوف مــن ال ـخــارج‪،‬‬ ‫أو بـعــث ش ـعــور الـ ــدفء ف ـقــط‪ .‬الـقـطــع الـسـيـنــوغــرافـيــة‬
‫األداء كــان واضـحــا أنــه وليد لحظته‪ ،‬ألنــه يعتمد على‬ ‫ُيترجم على شكل جلسات مسائية‪ ،‬ب ــاردة وقاسية‬ ‫مـقـ َّـسـمــة ع ـلــى ش ـكــل ال ـب ـيــوت ال ـب ـيــروت ـيــة‪ ،‬وط ــرازه ــا‪،‬‬
‫«الفيل يلي بــاألوضــة»‪ :‬س‪ 19:30 :‬مساء اليوم‬ ‫انفعال خــارجــي غير مرتبط بشعور دفــن فــي أغلب‬ ‫ومـمـلــة‪ ،‬مـقــابــل جـنــون ال ـحــرب واألزم ـ ــات السياسية‪.‬‬ ‫وملساتها األصيلة‪ .‬املشهدية برمتها‪ ،‬تبعث شعورًا‬
‫وغد األحد ـ ـ مسرح «مونو» (األشرفية ـ بيروت)‬
‫ٍ‬ ‫اللحظات‪ .‬يبدو واضـحــا أن املـخــرج لــم يفلح فــي إبــراز‬ ‫وعـلـيــه يمكن ال ـقــول إن الـنــص فـيــه تــركـيـبــات بسيطة‬ ‫بالخوف من ذلك الروتني اليومي‪ ،‬الــذي قد يكون‪ ،‬في‬
‫ِّ‬
‫ـ الحجز في فروع مكتبة «أنطوان» أو «أونالين»‬ ‫ق ــدرات املـمـثـلــن كـمــا ي ـلــزم‪ .‬املــوسـيـقــى‪ ،‬وك ــان أبــرزهــا‬ ‫وشفافة‪ ،‬وال تحتمل تأويالت معقدة‪ .‬تركيبات ُوظفت‬ ‫يوم من األيام‪ ،‬محتومًا‪ .‬االستماع إلى األخبار‪ ،‬حياكة‬

‫¶ اإلعالنات‬ ‫¶ المكاتب‬ ‫¶ المدير الفني‬ ‫¶ مجلس التحرير‬ ‫¶ رئيس التحرير‬


‫الوكيل الحصري ‪ads@al-akhbar.com 01/759500‬‬ ‫‪/AlakhbarNews‬‬
‫صالح الموسى‬ ‫أمل األندري‬ ‫ابراهيم األمين‬
‫¶ التوزيع‬ ‫بيروت ــ فردان ــ شارع دونان ــ سنتر‬ ‫محمد وهبة‬
‫شركة األوائل‬ ‫‪@AlakhbarNews‬‬ ‫كونكورد الطابق الثامن‬ ‫¶ مدير التحرير المسؤول‬
‫وليد شرارة‬
‫‪15‬ــ ‪ 01 /666314‬ــ ‪03 / 828381‬‬ ‫وفيق قانصوه‬
‫¶ تلفاكس‪01759597 01759500 :‬‬ ‫دعاء سويدان‬ ‫صادرة عن‬
‫¶ الموقع االلكتروني‬ ‫¶ ص‪ .‬ب ‪113/5963‬‬ ‫جمال غصن‬ ‫شركة أخبار بيروت‬
‫‪/AlakhbarNews‬‬
‫‪www.al-akhbar.com‬‬ ‫حسين سمور‬
‫أسبوعي‬
‫ملحق‬

‫‪www.al-akhbar.com‬‬ ‫كلمات‬ ‫السبت ‪ 13‬كانون الثاني ‪2024‬‬


‫العدد ‪ 5106‬السنة الثامنة عشرة‬
‫‪Samedi 13 Janvier 2024 n o 5106 18ème année‬‬

‫نتالي حنظل‬
‫ثمة بالد على لساني‬
‫خليل صويلح‬
‫هويات نتالي حنظل (‪ )1969‬لم ُينسها بأنها فلسطينية حتى العظم‪ .‬فهذه الشاعرة واألكاديمية‬ ‫تعدد ّ‬ ‫ّ‬
‫واملسرحية نموذج استثنائي للمنفى بمعناه الشامل‪ :‬ولدت في هاييتي لعائلة من بيت لحم‪ ،‬لتتشظى‬
‫هويتها الحقًا بني أكثر من جغرافيا ولغة وذاكرة تبعًا لترحال عائلتها من جزر الكاريبي إلى أوروبا‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫وأميركا الالتينية‪ ،‬وصوال إلى الواليات املتحدة‪ .‬لكنها ما زالت تفكر في العربية وتكتب باإلنكليزية‬
‫تنطوي على أبعاد‬ ‫مهب هوية كونية انعكست على نصوصها التي‬ ‫واإلسـبــانـيــة‪ ،‬مــا وضعها فــي ّ‬
‫ّ‬
‫مكان من‬
‫ٍ‬ ‫إنسانية نظرًا إلــى فقدانها التاريخ الشخصي‪ .‬تاليًا‪ ،‬لن نستغرب عنوانًا مثل «فــي كــل‬
‫املنفى» ملختارات من أشعارها صدرت أخيرًا باللغة العربية (دار فواصل | ـ ـ ترجمة أحمد م‪ .‬أحمد)‪.‬‬
‫في هذه النصوص‪ ،‬تلملم صاحبة «الحقل الالمتناهي» الخيوط املتشابكة لهويتها ّ‬
‫املمزقة‪ ،‬كما‬ ‫ّ‬
‫لو أنها لم تغادر مكانها األول‪ ،‬هذا الجرح النازف الذي كلما أغلقته بضمادات الحنني‪ ،‬ينفتح‬
‫ـور يومية‬‫على ندبة وفـقــدان ومنفى‪ .‬هكذا تستدعي مدنًا فلسطينية طالها الــدمــار فــي صـ ٍ‬
‫املدينة بمقطع عرضي قبل ًأن‬ ‫قصيدتها عن غــزة‪ ،‬ترسم تضاريس ٌ‬ ‫لطبقات الحطام‪ .‬في‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫«أسير نحو النافذة املكسورة‪ ،‬ورأسي مائلة قليال وأحاول أن ألقي نظرة‬ ‫تقصفها الطائرات‪:‬‬
‫مدينة األشباح‪ ،‬أولئك القتلى الذين يمرون عبر الفتحات الضيقة لقبورهم»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫سريعة على‬
‫ّ‬
‫بيت هو سجن‪/‬‬ ‫ّثم تظهر الصورة بعدسة مقربة‪ ،‬فتختزل املشهد بإيماءات خاطفة‪« :‬كل ٍ‬
‫ّ‬
‫ُ‬
‫غرفة هي قفص كلب‪ .‬الجنازات فقط هي كذلك‪ .‬غزة حبلى بالناس‪ /‬ال شــوارع‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫كل‬
‫ال مستشفيات‪ ،‬ال مــدارس‪ ،‬ال مطار‪ ،‬ال هــواء للتنفس»‪ .‬ليست غزة وحدها «تحت‬
‫الجلد»‪ ،‬هناك صورة موازية ملدينة جنني باستدعاءات أخرى تبدأ من البيت الذي‬
‫ُ‬
‫يسكنه اآلخــر‪ ،‬فتجبر على أن ترحل بهدوء بعد أن تختزن «صفًا من أشجار‬
‫ً‬
‫بعيدًا عن متاهة األحشاء»‪ ،‬إلى أن تغلق القوس‬ ‫الزيتون‪ ،‬وحقال من الزنابق‪ّ ،‬‬
‫بمثل هذه الضربة املؤثرة‪« :‬كل ما أبتغي هو ما ورثناه عن الحمائم‪ ،‬سطرًا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ـؤاال ّ‬ ‫كامال من البياض‪ّ .‬‬ ‫ً‬
‫يتلبسني ليال‪ :‬أيــن هي األجـســاد؟»‪ .‬على‬ ‫لكن سـ‬
‫مقارعته تخييليًا بجرعة‬ ‫ّ‬ ‫األرجح‪ ،‬إن عنف املحتل ووحشيته أسهما في‬
‫عالية من الفانتازيا املقتبسة من فانتازيا املــوت املتنقل‪ .‬وهو ما أفرز‬
‫مدونة شعرية فلسطينية مضادة تعمل في فضاء بصري في املقام‬ ‫ّ‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫األول‪ ،‬وبأغراض َّشعرية لم تستعمل قبال بمثل هذه الفرادة في طهي‬
‫ربما يسوع َمـ ْـن يستطيع تفسير ما‬ ‫األلــم‪« :‬خــذوا كــل أشجارنا ـ َّ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫حدث‪ ،‬أو َّ‬
‫ربما كل ما أحتاج أن أتذكر أني سمعت‪ -‬وهذا ما أعرفه‪-‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫بأني عربية‪ ،‬وأن األحياء السبعة في املدينة القديمة قد تركت لي‬
‫سبعة مفاتيح كي أستطيع الدخول على الدوام»‪.‬‬
‫ف ــي ب ـحــرهــا ال ـل ـغــوي امل ـت ــاط ــم‪ ،‬سـتـتــوقــف سـفـيـنـتـهــا عند‬
‫شــواطــئ األبـجــديــة األول ــى مــن فلسطني إل ــى األن ــدل ــس‪ ،‬إذ‬
‫تردد «ثمة بالد على لساني»‪ ،‬و«أعطاك أسالفك خريطة‬ ‫ّ‬
‫بـلــدك‪ ،‬ولكن لــم يعطوك واح ــدة عــن فـقــدانــه»‪ ،‬و«ال أحد‬
‫يتمكن من الوصول إلى العزاء في الوقت ّ‬ ‫ّ‬
‫املحدد كي‬
‫يحزن كما يجب»‪ .‬هذا الطواف نحو البيت األول هو‬
‫املغناطيس الشعري الذي يجذب إليه ما ال يمكن‬
‫«تتصرف كما لو‬ ‫ّ‬ ‫نسيانه‪ ،‬ذلك أن نتالي حنظل‬
‫أن األمل ما زال موجودًا»‪.‬‬

‫(رايتشل إليزا غريفيث)‬


‫‪3‬‬ ‫السبت ‪ 13‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪5106‬‬
‫كلمات‬ ‫كلمات‬ ‫السبت ‪ 13‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪5106‬‬

‫‪2‬‬
‫طوفان األقصى‬

‫ّ‬
‫عودة إلى ألتوسير على ضوء محرقة غزة‬
‫ّ‬
‫«المؤسسات األيديولوجية للدولة» حــارسة الرأسمالية والصهيونية‬
‫ُ‬
‫أن أجـ ـب ــرت ع ـلــى ت ـقــديــم اسـتـقــالـتـهــا‪.‬‬ ‫بــالــذنــب‪ .‬وكــانــت هـنــاك أيـضــا حمالت‬ ‫كـ ـ ـ ــان الـ ـفـ ـيـ ـلـ ـس ــوف ال ـ ـفـ ــرن ـ ـسـ ــي لـ ــوي‬
‫ـف «ج ــام ـع ــة هـ ــارفـ ــارد» بـهــذا‬ ‫ل ــم ت ـك ـتـ ِ‬ ‫ـرد مل ــذي ـع ــن ف ــي ال ـق ـن ــوات‬ ‫ف ـص ــل وط ـ ـ ـ ٍ‬ ‫ألـ ـت ــوسـ ـي ــر (‪ )1918-1990‬املـ ــولـ ــود‬ ‫«طوفان األقصى» والعالم‬
‫ّ ً‬ ‫منذ عملية‬
‫والتعرض‬ ‫ّ‬ ‫القدر من «نشر الكراهية»‬ ‫الغربية بسبب مواقفهم مــن الحرب‬ ‫فـ ــي الـ ـج ــزائ ــر ت ـح ــت ح ـك ــم االحـ ـت ــال‬ ‫مسبوق‬
‫ٍ‬ ‫الغربي يشهد تحوال غير‬
‫لطالبها وأساتذتها بالتهديد وقمع‬ ‫على غزة‪ ،‬كما حدث مع مراسلة ‪BBC‬‬ ‫ال ـفــرن ـســي الـ ــذي دام ألك ـث ــر م ــن ق ــرن‪،‬‬ ‫في ّ‬
‫مؤسساته اإلعالمية والثقافية‬
‫حــري ـت ـهــم ف ــي ال ـت ـع ـب ـيــر ع ــن مــوقـفـهــم‬ ‫اللبنانية ندى عبدالصمد التي عملت‬ ‫م ــن أب ـ ــرز ال ـفــاس ـفــة امل ــارك ـس ـ ّـي ــن في‬
‫ال ـس ـيــاســي واإلنـ ـس ــان ــي واألخ ــاق ــي‪،‬‬ ‫معهم ألكثر من عشرين عامًا‪.‬‬ ‫القرن العشرين‪ .‬إضافة إلى انخراطه‬ ‫والرياضية بمختلف‬‫والتعليمية ّ‬
‫فقد طردت أيضًا الناشط إيلوم تيتي‬ ‫أمــا بالنسبة إلــى الجهاز التعليمي‪،‬‬ ‫فـ ــي ال ـ ـحـ ــزب الـ ـشـ ـي ــوع ــي ال ـف ــرن ـس ــي‪،‬‬
‫انتماءاتها‪ ،‬حتى إنها أظهرت بوتيرة‬
‫تاماكلو املؤيد للقضية الفلسطينية‪،‬‬ ‫فـبــإمـكــانـنــا ال ـحــديــث ع ــن امل ـمــارســات‬ ‫كـ ــان أله ـم ـيــة أل ـتــوس ـيــر ال ـف ـكــريــة أثــر‬
‫تدعيه من‬ ‫سريعة نقيض ما كانت ّ‬
‫ووص ـ ـف ـ ــه م ــوظـ ـف ــو الـ ـج ــامـ ـع ــة ب ــأن ــه‬ ‫الـ ـقـ ـمـ ـعـ ـي ــة الـ ـ ـت ـ ــي صـ ـ ـ ـ ــدرت عـ ـ ــن أهـ ــم‬ ‫عـ ـل ــى تـ ـط ــوي ــر الـ ـنـ ـظ ــري ــة امل ــارك ـس ـي ــة‬
‫«عضو عصابة» بعد حمايته للطلبة‬ ‫الجامعات في العالم؛ رابطة جامعات‬ ‫وت ـ ـقـ ــديـ ــم أط ـ ـ ــروح ـ ـ ــات نـ ـق ــدي ــة ه ــدف‬
‫عـبــرهــا إل ــى م ـحــاولــة س ـ ّـد ال ـه ــوة بني‬
‫ضوابط وقيم ومبادئ منذ تاريخ‬
‫املؤيدين لفلسطني من شخص حاول‬ ‫‪ .Ivy League‬تـفـخــر ه ــذه املـجـمــوعــة‬
‫قدمت‬ ‫تأسيسها‪ .‬في الوقت الذي ّ‬
‫التشهير بهم ‪( doxing‬نشر معلومات‬ ‫األكـ ــادي ـ ـم ـ ـيـ ــة ال ـ ـتـ ــي ب ـ ـ ـ ــدأت ب ـث ـمــانــي‬ ‫ال ـن ـظــريــة وال ـت ـط ـب ـيــق‪ ،‬وال ــوق ــوف في‬
‫شخصية عنهم عبر اإلنترنت)‪.‬‬ ‫ج ــام ـع ــات ق ـب ــل أن ت ـن ـضــم إل ـي ـه ــا ‪25‬‬ ‫وج ــه ال ـت ـهــديــدات ال ـتــي تــواجــه الفكر‬ ‫المؤسسات نفسها على‬ ‫ّ‬ ‫ّفيه هذه‬
‫ك ــذل ــك األمـ ـ ــر بــال ـن ـس ـبــة إل ـ ــى ال ـج ـهــاز‬ ‫ّ‬
‫م ــؤس ـس ــة أخـ ـ ــرى‪ ،‬ب ـنــوع ـيــة الـتـعـلـيــم‬ ‫املــارك ـســي‪ .‬ويـمـكــن ال ـقــول إن مــن أهــم‬
‫الثقافي‪ ،‬إذ قامت دار النشر الفرنسية‬ ‫املـتـمـ ّـيــز الـ ــذي ت ـقـ ّـدمــه إل ــى نـخـبــةٍ من‬ ‫مــا قــدمــه أسـتــاذ الفلسفة فــي مدرسة‬ ‫أنها حضارية قانونية ترفض العنف‬
‫«فايار» بسحب نسخ كتاب «التطهير‬
‫ـؤرخ‬ ‫ال ـ ـعـ ــرقـ ــي فـ ـ ــي فـ ـلـ ـسـ ـط ــن» ل ـ ـل ـ ـمـ ـ ّ‬
‫طالب «قــادة وأثرياء» العالم الغربي‪،‬‬
‫بــاألب ـحــاث ال ـتــي تـقـ ّـدمـهــا‪ ،‬واألنـشـطــة‬
‫األسـ ـ ــاتـ ـ ــذة ال ـع ـل ـي ــا فـ ــي بـ ــاريـ ــس هــو‬
‫نقده لأليديولوجيا وطرحه لنظرية‬
‫الجسدي واللفظي وتسعى إلى تقديم‬
‫اليهودي املـعــادي للصهيونية إيالن‬ ‫التي تحتضنها وحرية التعبير التي‬
‫ّ‬
‫«األجـ ـه ــزة األي ــدي ــول ــوج ـي ــة ل ـل ــدول ــة»؛‬ ‫المعرفة ُوالحقيقة والتبادل الثقافي‪،‬‬
‫ب ــاب ــه‪ ،‬وأل ـغ ــى «م ـع ــرض فــران ـك ـفــورت‬
‫الـ ــدولـ ــي ل ـل ـك ـت ــاب» ت ـك ــري ــم ال ــروائ ـي ــة‬
‫تمنحها ملـجـتـمـعــاتـهــا؛ ل ـكــن ك ــل ذلــك‬
‫سـقــط مـنــذ الـســابــع مــن تـشــريــن األول‬
‫متأثرًا بــدراســة الفيلسوف اإليطالي‬
‫أن ـط ــون ـي ــو غ ــرام ـش ــي (‪)1891-1937‬‬
‫وجدناها تمارس القمع والترهيب‬
‫ُ‬
‫الفلسطينية عدنية شبلي‪ .‬كما طردت‬ ‫(أكـ ـت ــوب ــر) عـ ــام ‪ .2023‬ف ــي «جــام ـعــة‬ ‫لــوضــع املـثـقــف ودوره ف ــي املـجـتـمــع‪.‬‬ ‫والتضليل والفبركة والكذب‬
‫املمثلة املكسيكية ميليسا باريرا من‬ ‫ك ــول ــومـ ـبـ ـي ــا»‪ ،‬تـ ـ ـع ـ ـ ّـرض األكـ ــادي ـ ـمـ ــي‬ ‫في مقالته األكاديمية «األيديولوجيا‬
‫دور البطولة في سلسلة أفالم ‪Scream‬‬ ‫الفلسطيني جــوزيــف مسعد (‪)1963‬‬ ‫واألج ـ ـهـ ــزة األي ــدي ــول ــوج ـي ــة ل ـلــدولــة»‬
‫ً‬
‫بسبب منشوراتها الداعمة لفلسطني‪.‬‬ ‫الـ ــذي ك ــان تـلـمـيـذًا ث ــم زم ـي ــا للمفكر‬ ‫(‪ ،)1970‬يـمـ ّـيــز ألـتــوسـيــر بــن «جـهــاز‬
‫ور ّحـلــت املناضلة الفلسطينية مريم‬ ‫ُ‬ ‫الفلسطيني ال ــراح ــل إدوارد سعيد‪،‬‬ ‫الــدولــة الـقـمـعــي» (‪RSA: Repressive‬‬
‫أب ـ ــو دق ـ ــة (األخـ ـ ـب ـ ــار ‪)2023/10/10‬‬ ‫للتهديد بالقتل والتشهير بسمعته‬ ‫‪ )State Apparatus‬ال ـ ـ ـ ــذي ت ـع ــرف ــه‬
‫ال ـتــي ت ـج ــاوزت الـسـبـعــن وك ــان ــت قد‬ ‫والـضـغــط لـطــرده مــن الـجــامـعــة تحت‬ ‫املـ ــارك ـ ـس ـ ـيـ ــة الـ ـتـ ـقـ ـلـ ـي ــدي ــة ج ـ ـي ـ ـدًا فــي‬ ‫تهاني نصار‬
‫ح ـضــرت بــدعــوة فــرنـسـيــة للمشاركة‬ ‫ذري ـع ــة «ال ـت ـحــريــض عـلــى الـكــراهـيــة»‬ ‫امل ــانـ ـيـ ـفـ ـسـ ـت ــو ال ـ ـش ـ ـيـ ــوعـ ــي‪ ،‬ف ـي ـش ـمــل‬
‫ف ـ ــي م ـ ــؤتـ ـ ـم ـ ــرات وم ـ ـح ـ ــا ّض ـ ــرات ق ـبــل‬ ‫و«مـ ـع ــاداة ال ـســام ـيــة» بـسـبــب مــوقـفــه‬ ‫أج ـهــزة الـجـيــش وال ـشــرطــة واملـحــاكــم‬ ‫فــي األيـ ــام الـقـلـيـلــة ال ـتــي تـلــت معركة‬
‫ال ـســابــع مــن أك ـتــوبــر‪ ،‬لـكــنـهــا ُوضـعــت‬ ‫والسجون‪ ...‬و«األجهزة األيديولوجية‬ ‫«طــوفــان األق ـصــى» وانـ ــدالع ال ـعــدوان‬
‫تحت اإلقــامــة الجبرية قبل الترحيل‪.‬‬ ‫اإلج ــرام ــي عـلــى ق ـطــاع غ ــزة‪ ،‬والـعــالــم‬
‫ولـ ـ ـ ــم تـ ـسـ ـل ــم ال ـ ــري ـ ــاض ـ ــة مـ ـ ــن ال ـق ـم ــع‬
‫كثيرة هي األمثلة التي تظهر‬ ‫ل ـل ــدول ــة» (‪ISA: Ideological State‬‬
‫‪ )Apparatuses‬الـ ـت ــي ت ـش ـمــل ج ـهــاز‬ ‫الـ ـ ـغ ـ ــرب ـ ــي يـ ـشـ ـه ــد ت ـ ـ ـ ـحـ ـ ـ ـ ّـوالت ح ـ ـ ــادة‬
‫وال ـت ــره ـي ــب‪ ،‬إذ ل ــم ت ـق ــف األم ـ ـ ــور مــع‬ ‫الموظفون‬
‫القمع الذي تعرض له ّ‬ ‫الـ ــدولـ ــة األي ــدي ــول ــوج ــي ال ـت ـع ـل ـي ـمــي‪،‬‬ ‫ـؤسـســاتــه‬ ‫وغ ـيــر مـسـبــوقــة ف ــي أداء مـ ّ‬
‫الالعب الجزائري يوسف عطال عند‬
‫الطرد من نادي «نيس» الفرنسي‪ ،‬بل‬
‫والطالب والفنانون والكتاب في‬
‫ّ‬
‫الديني‪ ،‬األســري‪ ،‬السياسي‪ ،‬النقابي‪،‬‬ ‫األك ــادي ـ ّم ـي ــة وال ـث ـقــاف ـيــة واإلع ــام ـي ــة‪.‬‬
‫ح ـتــى إن ـه ــا أظ ـه ــرت بــوت ـيــرة ســريـعــة‬
‫اإلعالمي‪ ،‬والثقافي‪.‬‬
‫واج ــه تـهــديــدات بالسجن فــي فرنسا‬ ‫المؤسسات الغربية‬ ‫يــوضــح صــاحـ ّـب ك ـتــاب «ق ـ ــراءة رأس‬ ‫نقيض مــا كــانــت تـ ّـدعـيــه مــن ضوابط‬
‫بسبب تعبيره عن رأيه وموقفه املؤيد‬ ‫املــال» (‪ ،)1970‬أنه على عكس الجهاز‬ ‫وقيم ومبادئ منذ تاريخ إنشائها‪ .‬هل‬
‫وح ـك ــم عليه‬ ‫لـلـقـضـيــة الـفـلـسـطـيـنـيــة‪ُ ،‬‬ ‫من عملية «الطوفان» (راجــع األخبار‬ ‫الـقـمـعــي ل ـلــدولــة الـ ــذي ي ـبــدو مـ ّ‬
‫ـوح ـدًا‬ ‫كانت تلك املؤسسات التي ال تنتمي‬
‫أخيرًا بالسجن ملدة ثمانية أشهر مع‬ ‫ّ‬ ‫إل ــى ال ــدول ــة بـشـكــل م ـبــاشــر مختلفة‬
‫‪ .)2023/10/25‬وف ـ ـ ـ ــي «ج ــامـ ـع ــة‬ ‫يـنـتـمــي ك ـلــه إلـ ــى املـ ـج ــال الـ ـع ــام‪ ،‬ف ــإن‬
‫وقف التنفيذ وغرامة مالية بقيمة ‪45‬‬ ‫بــراون» التي خــرج طالبها بفعاليات‬ ‫ّ‬ ‫فــي مــواقـفـهــا السياسية واإلنـســانـيــة‬
‫«الوحدة التي تشكل هذه الجملة من‬
‫أل ــف ي ــورو بـتـهـمــة «ال ـت ـحــريــض على‬ ‫مناهضة لـلـعــدوان على غــزة تطالب‬ ‫األجهزة األيديولوجية للدولة كجسد‪،‬‬ ‫واألخالقية عن قرارات حكوماتها؟ أم‬
‫ال ـكــراه ـيــة»‪ .‬وح ــذف االت ـح ــاد الــدولــي‬ ‫اإلدارة ب ـس ـح ــب اس ـت ـث ـم ــارات ـه ــا مــن‬ ‫ل ـي ـســت ظ ــاه ــرة ف ـ ــورًا لـ ـلـ ـع ــن»‪ ،‬فـهــي‬ ‫بشكل أو بآخر صورة ثانية عن‬ ‫ٍ‬ ‫أنها‬
‫ّ‬
‫ص ـ ـ ـ ــورة تـ ـت ــوي ــج ال ـ ـسـ ـ ّـبـ ــاح املـ ـص ــري‬ ‫الشركات املتواطئة في جريمة اإلبادة‬ ‫تابعة للمجال الخاص على اختالف‬ ‫أجهزة الدولة القمعية التي تحل أي‬
‫ع ـب ــدال ــرح ـم ــن س ــام ــح بـ ـك ــأس ال ـعــالــم‬ ‫وإص ـ ـ ـ ــدار بـ ـي ــان ي ــدع ــم وق ـ ــف إطـ ــاق‬ ‫ـؤس ـســات ـهــا‪ .‬ل ـكــن الـ ـف ــرق األس ــاس ــي‬ ‫مـ ّ‬ ‫مشكلة تعترضها بــالـعـنــف؟ أليست‬
‫للسباحة بسبب تضامنه مع غزة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ـؤس ـس ــات اإلن ـســان ـيــة والـسـيــاسـيــة‬ ‫امل ـ ّ‬
‫النار‪ ،‬قامت إدارة الجامعة باستدعاء‬ ‫واألهم بني االثنني يكمن في أن «جهاز‬
‫كثيرة هــي األمثلة التي تظهر القمع‬ ‫األمن الطالبي وقمع الطالب واعتقال‬ ‫ال ــدول ــة ال ـق ـم ـعــي يـعـمــل بــاالسـتـعــانــة‬ ‫ـودهـ ــا قــائ ـمــة‬ ‫واألك ــاديـ ـمـ ـي ــة فـ ــي وجـ ـ ّ‬
‫وال ـت ــره ـي ــب والـ ـعـ ـن ــف الـ ـ ــذي ت ـعــرض‬ ‫ال ـع ـش ــرات مـنـهــم ف ــي ت ـشــريــن الـثــانــي‬ ‫ب ــالـ ـعـ ـن ــف‪ ،‬ب ـي ـن ـم ــا أج ـ ـه ـ ــزة الـ ــدولـ ــة‬ ‫ع ـلــى خ ـلــق أن ـ ــاس م ـت ـحــضــريــن ذوي‬
‫ل ــه امل ــوظـ ـف ــون واألس ـ ــات ـ ــذة وال ـط ــاب‬ ‫(نــوفـمـبــر) وكــانــون األول (ديسمبر)‬ ‫األيديولوجية تعمل باأليديولوجيا»‪.‬‬ ‫عـلـ ٍـم ومـعــرفــة وإدراك لقيمة اإلنـســان‬
‫ـؤسـســات‬ ‫والـفـنــانــون وال ـكـ ّـتــاب فــي املـ ّ‬ ‫‪ .2023‬كما أصيب أحد طالب الجامعة‬ ‫هـنــا يـضـيــف ألـتــوسـيــر وج ـهــة نـظــره‬ ‫وأس ـ ــالـ ـ ـي ـ ــب الـ ـ ـت ـ ــواص ـ ــل ب ـ ــن ال ـب ـش ــر‬
‫ال ـغــرب ـيــة ب ـس ـبــب تــأي ـيــدهــم للقضية‬ ‫هـشــام عــورتــانــي مــع زميليه تحسني‬ ‫الـخــاصــة بــأن ِكــا الـجـسـ َـديــن يعمالن‬ ‫لتحقيق الغايات واأله ــداف مــن دون‬
‫ال ـف ـل ـس ـط ـي ـن ـيــة وم ـط ــال ـب ـت ـه ــم ب ــوق ــف‬ ‫عـلــي وك ـنــان عبدالحميد (م ــن خــارج‬ ‫آن معًا‪،‬‬ ‫بالعنف واأل ّيــديــولــوجـيــا فــي ٍ‬ ‫حــاجــة إل ــى ال ـل ـجــوء إل ــى ال ـع ـنــف؟ أال‬
‫آل ــة ال ـح ــرب ال ـص ـه ـيــون ـيــة‪ ،‬ف ــا يمكن‬ ‫«جــامـعــة بـ ــراون») فــي جريمة هجوم‬ ‫ففي حني يكثف جهاز الدولة القمعي‬ ‫يجدر باملؤسسات اإلعالمية أن تعمل‬
‫ّ‬
‫حـصــرهــا فــي مـقــال واح ــد‪ .‬لـكــن األهــم‬ ‫م ـ ّس ــل ــح فـ ــي ف ـي ــرم ــون ــت اس ـت ـهــدف ـهــم‬ ‫استعماله للعنف فــي سبيل تحقيق‬ ‫وفقًا لـشـعــارات املهنية واملوضوعية‬
‫مــن رصــدهــا‪ ،‬هــو الـتــأكـيــد عـلــى فكرة‬ ‫ألنـ ـ ـه ـ ــم «كـ ـ ــانـ ـ ــوا يـ ـ ــرتـ ـ ــدون ال ـك ــوف ـي ــة‬ ‫وظ ـي ـف ـتــه ويـسـتـعـمــل األيــديــولــوج ـيــا‬ ‫ومحاربة األخبار الكاذبة؟ أليس على‬
‫ـؤسـســات الـتــي تنتمي إلى‬ ‫ّأن هــذه املـ ّ‬ ‫(ال ـ ـح ـ ـطـ ــة) ال ـف ـل ـس ـط ـي ـن ـي ــة» ب ـح ـســب‬ ‫بـ ـص ــورة ث ــان ــوي ــة ل ـل ـت ــروي ــج ل ـقـ َـي ـمــه‪،‬‬ ‫تشجع حــريــة التعبير‬ ‫ّ‬ ‫الجامعات أن‬
‫ُ‬
‫القطاع الـخــاص‪ ،‬ويبدو في ظاهرها‬ ‫تـ ـغ ــري ــدة ال ـس ـف ـي ــر ال ـف ـل ـس ـط ـي ـنــي فــي‬ ‫ت ـقــوم أج ـه ــزة ال ــدول ــة األيــديــولــوجـيــة‬ ‫لتخلق مـجـتـمـعــات تـجـيــد استعمال‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫أنها تشتغل بشكل مستقل عن الدولة‪،‬‬ ‫الحصة‬ ‫بريطانيا حـســام زمـلــط‪ .‬أمــا‬ ‫ب ــاس ـت ـع ـم ــال األي ــدي ــول ــوجـ ـ ّي ــا ب ـق ــوة‬ ‫امل ـعــرفــة وال ـل ـغــة وال ـخ ـط ــاب بـ ــدال من‬
‫وتعمل بـصــورة أيديولوجية ناعمة‬ ‫األكـ ـب ــر م ــن ال ـت ـن ــاق ـض ــات ب ــن ّادعـ ـ ــاء‬ ‫لـلــوصــول إل ــى غــايــاتـهــا‪ ،‬لكنها تلجأ‬ ‫ال ـل ـج ــوء إلـ ــى ال ـع ـن ـصــريــة والـتـنـكـيــل‬
‫ال تتقاطع مع أجهزة الدولة القمعية‬ ‫الديموقراطية وحرية التعبير والفكر‬ ‫وبشكل‬
‫ٍ‬ ‫إل ـ َـى الـعـنــف ب ّـصــورة ثــانــويــة‬ ‫والتهديد بالقتل على أراضيها وبني‬
‫التي تستخدم العنف بـصــورة أولية‬ ‫ُ َ‬
‫واأليــديــولــوج ـيــا‪ ،‬فـكــانــت مــن نصيب‬ ‫ومتخف وحتى رمــزي‪ .‬وهكذا‬ ‫«خ ِفي‬ ‫رعاياها؟ تحاول هــذه املقالة اإلفــادة‬
‫ل ـض ـمــان عـمـلـهــا وتـحـقـيــق غــايــاتـهــا‪،‬‬ ‫ـأس ـســت‬ ‫«ج ــام ـع ــة ه ـ ــارف ـ ــارد» ال ـت ــي تـ ّ‬ ‫فـ ــإن املـ ـ ـ ــدارس وال ـك ـن ــائ ــس تـسـتـخــدم‬ ‫مـ ــن نـ ـظ ــري ــة ال ـف ـي ـل ـس ــوف ال ـف ــرن ـس ــي‬
‫م ــا ه ــي إال مــؤس ـســات «ت ـع ـيــد إن ـتــاج‬ ‫ع ـ ـ ــام ‪ 1636‬ف ـ ــي م ــديـ ـن ــة ك ــامـ ـب ــردج‬ ‫أس ــال ـي ــب م ـنــاس ـبــة ل ـل ـع ـقــاب وال ـط ــرد‬ ‫ل ـ ـ ـ ــوي أل ـ ـتـ ــوس ـ ـيـ ــر ع ـ ـ ــن امل ـ ـ ّ‬
‫ـؤسـ ـ ـس ـ ــات‬
‫وإقناع النفس الجماعية (‪collective‬‬ ‫ـرد عليها‪:‬‬ ‫في الحديث عن التاريخ‪ ،‬فـ ّ‬ ‫إلى تقديم املعرفة والحقيقة والتبادل‬ ‫البنية الرأسمالية نفسها‪.‬‬ ‫ت ـكــون ديـمــوقــراطـيــة‪ ،‬وإن ّادعـ ــت ذلــك‬
‫ظـ ـ ـ ـ ـ ــروف اإلن ـ ـ ـ ـ ـتـ ـ ـ ـ ــاج» ال ـ ـ ـتـ ـ ــي ت ـض ـم ــن‬ ‫تعرضت رئيسة الجامعة‬ ‫األميركية‪ّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫بــازدواجـيــة املعايير فــي نقل األخبار‬ ‫واالخـتـيــار‪ ...‬من أجــل فــرض انضباط‬ ‫األيــديــولــوجـيــة لـلــدولــة (‪Ideological‬‬
‫ّ‬
‫استمرارية أيديولوجية الرأسمالية‬ ‫كـلــوديــن غــاي للضغط مــن قبل إدارة‬ ‫‪ )psyche‬بأن اإلعالم هو منتج للواقع‪.‬‬ ‫«كلما أتحدث عن حقوق الفلسطينيني‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وم ـح ــاورة ضـيــوفـهــا (راجـ ــع األخ ـبــار‬ ‫ال ـث ـق ــاف ــي‪ ،‬وج ــدن ــاه ــا تـ ـق ــوم بــالـقـمــع‬ ‫منذ عملية «طوفان األقصى» والعالم‬
‫ّ ً‬
‫عبر املؤسسات األيديولوجية للدولة‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُعـ ـم ــالـ ـه ــا‪ ،‬وأيـ ـ ـض ـ ــا ل ـ ـفـ ــرض ت ـه ــذي ــب‬ ‫‪ )State Apparatuses‬الـتــي وإن كانت‬
‫ّ‬
‫ومـ ـعـ ـه ــا ال ـص ـه ـي ــون ـي ــة‪ .‬عـ ـب ــر الـ ـط ــرد‬ ‫الـ ـج ــامـ ـع ــة ن ـف ـس ـه ــا‪ ،‬وت ـ ـ ـ ّـم ال ـت ـح ـق ـيــق‬ ‫ع ـم ــل ت ـشــوم ـس ـكــي ع ـل ــى ف ـض ــح ه ــذه‬ ‫أو وضـ ـعـ ـه ــم‪ ،‬تـ ــدعـ ــن ب ـ ـ ــأن ذل ـ ــك مــن‬
‫ّ‬ ‫‪ .)2023/10/16‬في مقابلة عبر ‪BBC‬‬ ‫والـ ـت ــرهـ ـي ــب وال ـت ـض ـل ـي ــل وال ـف ـب ــرك ــة‬ ‫مسبوق في‬
‫ٍ‬ ‫تحوال غير‬ ‫الغربي يشهد‬ ‫فهي في النهاية تعيد إنتاج العامل‬ ‫جمهورها»‪ .‬يحاول املنظر املاركسي‬ ‫مؤسسات ناعمة وتنتمي إلى القطاع‬ ‫ّ‬
‫والـ ـ ـفـ ـ ـص ـ ــل والـ ـ ـضـ ـ ـغ ـ ــط والـ ـتـ ـحـ ـقـ ـي ــق‬ ‫معها واملـطــالـبــة بمحاكمتها بسبب‬ ‫امل ـم ــارس ــات وأع ـ ـ ّـد الئ ـحــة بتكتيكات‬ ‫املاضي»‪ ،‬فما كان منها إل أن أجابته‬ ‫أجرتها أخـيـرًا املذيعة جوليا بروير‬ ‫والـكــذب‪ّ .‬ربـمــا كــان أوضحها للقارئ‬ ‫مؤسساته اإلعالمية والثقافية‬ ‫قرارات ّ‬ ‫وامل ــوظ ــف وامل ــواط ــن وامل ـث ـقــف‪ ،‬الــذيــن‬ ‫ال ــوص ــول إل ــى اسـتـنـتــاج أن األج ـهــزة‬ ‫ال ـخــاص مـثــل الـجــامـعــات واملـ ّحـطــات‬
‫ّ‬
‫وس ـح ــب االمـ ـتـ ـي ــازات ع ــن الـنــاشـطــن‬ ‫سـمــاحـهــا ل ـل ـطــاب بــال ـت ـظــاهــر دعـمــا‬ ‫يقوم بها اإلعــام في سبيل التالعب‬ ‫بكل وقاحة‪« :‬ربما لم تكن معتادًا على‬ ‫مـ ــع الـ ـن ــاش ــط الـ ـسـ ـي ــاس ــي مـصـطـفــى‬ ‫ع ـمــل «جـ ـه ــاز ال ــدول ــة األي ــدي ــول ــوج ــي‬ ‫والـتـعـلـيـمـيــة وال ــري ــاض ـي ــة بمختلف‬ ‫يشكلون استمرارية الدولة والسلطة‬ ‫األيــديــولــوج ـيــة بــاخ ـتــاف طبيعتها‬ ‫اإلع ـ ــامـ ـ ـي ـ ــة وال ـ ـك ـ ـنـ ــائـ ــس‪ ،‬فـ ــإن ـ ـهـ ــا ال‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫واألسـ ـ ـ ـت ـ ـ ــاذة ال ـج ــام ـع ـي ــن والـ ـط ــاب‬ ‫لفلسطني ورفعهم شعار االنتفاضة‬ ‫بــالـنــاس أشـهــرهــا اسـتـخــدام الجانب‬ ‫حــديــث ال ـن ـس ــاء‪ ..‬وأع ـت ــذر ع ــن وج ــود‬ ‫‪،)2024/1/12‬‬ ‫ال ـبــرغــوثــي (األخـ ـب ــار‬ ‫اإلع ـ ــام ـ ــي» ك ـم ــا ي ـس ـم ـيــه أل ـتــوس ـيــر‪،‬‬ ‫انتماءاتها‪ ،‬حتى إنها أظهرت بوتيرة‬ ‫ال ـق ـم ـع ـيــة ذاتـ ـه ــا‪ .‬ي ـظ ـهــر الـفـيـلـســوف‬ ‫«تسهم في تحقيق النتيجة نفسها‪:‬‬ ‫تـ ـع ــارض اس ـت ـخ ــدام ال ـع ـنــف ال ـظــاهــر‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وغـ ـي ــره ــا مـ ــن األف ـ ـع ـ ــال‪ ،‬ت ـخ ـل ــق ه ــذه‬ ‫(األخ ـبــار ‪ .)2024/1/11‬اتـهـ َـمــت غاي‬ ‫العاطفي في تغطية األح ــداث الهامة‬ ‫امــرأة تتحدث إليك»‪ .‬يوضح اللغوي‬ ‫أظ ـه ــرت امل ــذي ـع ــة ع ـن ـصــريــة مـبــاشــرة‬ ‫فـهــذه الـقـنــوات التلفزيونية واملــواقــع‬ ‫ســريـعــة نـقـيــض مــا كــانــت تــدعـيــه من‬ ‫الـفــرنـســي أن املــؤس ـســات التعليمية‬ ‫إع ـ ـ ــادة إنـ ـت ــاج ع ــاق ــات اإلن ـ ـتـ ــاج‪ ،‬أي‬ ‫والـجـســدي‪ّ ،‬مثلها مثل جهاز الدولة‬
‫املؤسسات املؤدلجة نفس األشخاص‬ ‫بـ ـمـ ـع ــاداة ال ـس ــام ـي ــة وب ــ«ال ـت ـح ــري ــض‬ ‫ب ـ ـه ـ ــدف تـ ـحـ ـيـ ـي ــد ال ـ ـح ـ ــس امل ـن ـط ـق ــي‬ ‫والـنــاقــد األمـيــركــي نـعــوم تشومسكي‬ ‫بانت في لغة حوارها ونبرة صوتها‬ ‫اإلخ ـ ـبـ ــاريـ ــة والـ ـصـ ـح ــف «الـ ـع ــريـ ـق ــة»‬ ‫ض ــواب ــط وق ـيــم وم ـب ــادئ مـنــذ تــاريــخ‬ ‫والثقافية واإلعــامـيــة الـخــاصــة‪ ،‬غير‬ ‫ع ــاق ــات االسـ ـتـ ـغ ــال ال ــرأس ـم ــال ـي ــة»‪.‬‬ ‫القمعي املتمثل ّ في الشرطة واملحاكم‪،‬‬
‫والتحليل العقالني من قبل املشاهد‪،‬‬ ‫أن الدعاية اإلعالمية أسهمت في خلق‬ ‫ّ‬ ‫و«املهنية» و«االحترافية» مثل ‪BBC‬‬ ‫تــأس ـي ـس ـهــا‪ .‬ف ــي ال ــوق ــت ال ـ ــذي قـ ّـدمــت‬ ‫التابعة للدولة بشكل مباشر‪ ،‬ليست‬
‫ذوي األجـ ـس ــاد ال ـخــاض ـعــة للسلطة‪.‬‬ ‫عـلــى كــراهـيــة ال ـي ـهــود»‪ .‬كـمــا لــم يسلم‬ ‫وح ــرك ــات ج ـس ــده ــا‪ ،‬ألن ال ـض ـيــف لم‬ ‫ّ‬ ‫تسهم مقالة ألتوسير هذه في تشكيل‬ ‫لـتـسـتـخـلــص أنـ ـ ــه ف ــي ضـ ــوء ال ـح ــرب‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ب ــأم ــاكـ ـنـ ـه ــم واخـ ـ ـت ـ ــاف وظ ــائـ ـفـ ـه ــم‪،‬‬ ‫م ــاض ـي ـه ــا مـ ــن الـ ـتـ ـع ـ ّـرض لــان ـت ـهــاك‬ ‫وتعزيز الشعور بالذنب لديه‪ .‬هذا ما‬ ‫حركات اجتماعية‪ ،‬أو تحجيمها‪ ،‬أو‬ ‫يعطها اإلجابة التي حاولت انتزاعها‬ ‫وصحيفتي الـ«تايمز» والـ«غارديان»‬ ‫املؤسسات نفسها على أنها‬ ‫فيه هذه‬ ‫حيادية ومستقلة بالكامل‪ ،‬وأن الفكر‬ ‫وعينا تجاه فهم طبيعة وجودنا في‬ ‫ع ـل ــى غ ـ ــزة ت ـش ــك ــل ه ـ ــذه امل ــؤس ـس ــات‬
‫يـقــوم ه ــؤالء ب ــدور األجـهــزة القمعية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الـقـضــاء عليها عـبــر تـبــريــر ال ـحــروب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أيـ ـض ــا‪ ،‬فـ ـح ــاول ــوا ت ـش ــوي ــه سـمـعـتـهــا‬ ‫رك ــزت عليه املــذيـعــة‪ :‬تــوجـيــه االتـهــام‬ ‫مـنــه‪ ،‬وقاطعته أكـثــر ّمــن م ــرة‪ ،‬إلــى أن‬ ‫وغيرها‪ ،‬نشرت أخبارًا غير صحيحة‬ ‫مؤسسات حضارية قانونية ترفض‬ ‫ل ـي ــس حـ ـ ـرًا واألي ــدي ــول ــوجـ ـي ــا لـيـســت‬ ‫مجتمعاتنا التي نسكنها‪ ،‬وإدراك أن‬ ‫بطريقة عملها وقوانيها استمرارية‬
‫فيطيلون ُعمر االستعمار واالحتالل‪.‬‬ ‫واتـ ـهـ ـم ــوه ــا ب ــال ـس ــرق ــة األدبـ ـ ـي ـ ــة إل ــى‬ ‫إلى البرغوثي ومحاولة جعله يشعر‬ ‫وتـ ـحـ ـفـ ـي ــز أيـ ــديـ ــولـ ــوج ـ ـيـ ــات م ـع ـي ـنــة‬ ‫عال صوتها مشيرة أنه أضاع الوقت‬ ‫بـ ــا دل ـ ـيـ ـ ٍـل مـ ـلـ ـم ــوس‪ .‬كـ ـم ــا ت ـعــام ـلــت‬ ‫الـعـنــف ال ـج ـســدي والـلـفـظــي وتسعى‬ ‫ب ــري ـئ ــة‪ ،‬ب ــل ه ــي أداة إلع ـ ـ ــادة إن ـت ــاج‬ ‫املـجـتـمـعــات الــرأسـمــالـيــة ال يـمـكــن أن‬ ‫الرأسمالية واملشروع الصهيوني‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫السبت ‪ 13‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪5106‬‬
‫كلمات‬ ‫كلمات‬ ‫السبت ‪ 13‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪5106‬‬

‫‪4‬‬
‫طوفان األقصى‬

‫مروان عبد العال‪ ...‬رواية النبوءة واالستشراف‬ ‫فلسطين تعتلي الخشبة‪« ...‬في ظل الشهيد»‬
‫وال سيما فــي وصــف هـنــد‪ ،‬تلك املــرأة‬ ‫ليثير غضب الطفل ويجعله يركض‬ ‫ليقول‪ :‬كي تتمكن من اإلجــابــة‪ ،‬عليك‬ ‫ت ـت ـضــح الـ ــداللـ ــة مـ ــن االس ـ ــم بــوص ـفــه‬ ‫أحمد علي هالل‬ ‫االح ـ ـتـ ــال‪ ،‬وك ـي ـف ـيــة تـمـثـيــل ال ـف ـضــاء‬
‫الـشـهـيــة ع ـلــى ج ـســدهــا ث ـم ــر‪ ،‬وحــاملــة‬ ‫إل ــى ال ـب ـيــت م ـســرعــا‪ ،‬وسـ ــوف يـتـبــدى‬ ‫أن تكون على أتم االستعداد للفوضى‬ ‫أك ـثــر مــن عــامــة لـغــويــة‪ ،‬وستتماهى‬ ‫الفلسطيني في النصوص الدرامية‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫كطفلة في حقل ربيع‪.‬‬ ‫لنا السؤال الكبير الذي سيطيف هذا‬ ‫ف ــي امل ـح ـيــط الــان ـهــائــي لـلـتـنــاقـضــات‬ ‫الشخصيات في مركب ذهبي‪ :‬الراوي‬ ‫ع ـل ــى األرجـ ـ ـ ــح أن م ـ ـشـ ــروع الـ ــروائـ ــي‬ ‫وعلى خشبة املسرح‪ .‬ترى الباحثة أن‬
‫الشنفرى ثئر لرغيف الخبز والكلب‪،‬‬ ‫الشنفرى على أزمنة وأمكنة وأحداث‬ ‫ال ـف ـل ـس ـف ـيــة الـ ـت ــي ت ـش ـبــه داء م ــا بـعــد‬ ‫الضمني‪ ،‬الشنفرى‪ ،‬حنظلة العربي‪،‬‬ ‫والـفـنــان التشكيلي واملـنــاضــل مــروان‬ ‫يتميز‬ ‫ّ‬ ‫املـســرح الفلسطيني املعاصر‬
‫ورسـ ـ ــم حـ ـ ــدود امل ـس ــاف ــة ب ــن ال ــاج ــئ‬ ‫ومصائر بزخم درام ــي الفــت‪ ،‬السؤال‬ ‫الهوية‪.‬‬ ‫ل ـك ـن ـنــا مـ ــع ذل ـ ــك ال ـش ـب ـي ــه فـ ــي ت ــوات ــر‬ ‫ع ـب ــد ال ـ ـعـ ــال‪ ،‬ال ـ ـ ــذي ب ـ ــدأ زم ـن ـي ــا عـلــى‬ ‫ب ـقــدرتــه ع ـلــى االرتـ ـق ــاء ف ــوق املـشـهــد‬
‫والـ ـ ـف ـ ــدائ ـ ــي‪ ،‬بـ ــن املـ ـق ــات ــل والـ ـط ــال ــب‪،‬‬ ‫الــذي يقول‪ :‬هل األسـطــورة في لغزها‬ ‫س ـت ــأخ ــذنــا الـ ــروايـ ــة ع ـبــر مـنــاخــاتـهــا‬ ‫الحكاية التي يبنيها الــروائــي مــروان‬ ‫األقـ ــل بــرواي ـتــه األول ـ ــى «س ـفــر أي ــوب»‬ ‫ال ـس ـيــاســي‪ ،‬وال ـتــرك ـيــز ع ـلــى تحقيق‬
‫ُ‬
‫مـ ـت ــأبـ ـط ــا إلـ ـ ـي ـ ــاذة ج ـ ـ ـ ــده‪ ،‬وت ـ ـ ـ ـ ــرك مــع‬ ‫حتى تكتمل؟‪.‬‬ ‫وتعبير صورها إلى ملحات فانتازية‬ ‫عبد العال‪ ،‬بفكرة رئيس هي الهوية‪،‬‬ ‫(‪ ،)2002‬واس ـت ـم ــر ب ـع ــام ــات روائ ـي ــة‬ ‫رؤية فنية تجمع بني الجمال والشعر‬
‫ّ‬
‫هوميروس ضائعًا في مالحم من ورق‬ ‫والـ ـشـ ـنـ ـف ــرى الـ ـض ــد فـ ــي م ـق ــاب ــل هـنــد‬ ‫مطعمة بــأجــواء الــواقـعـيــة السحرية‪،‬‬ ‫ولـ ـعـ ـل ــه ي ـس ـت ـب ـط ــن ف ـ ــي امل ـ ـت ـ ــون ت ـلــك‬ ‫ف ــارق ــة مـنـهــا «زهـ ــرة ال ـط ــن» (‪،)2006‬‬ ‫واألدب‪ ،‬وبذلك ُيسهم في إثراء املسرح‬
‫وعـلــى ورق‪ ،‬لكن ال ــدرس ال ــذي تعلمه‬ ‫املسكونة بالهوية والـتــراث والتاريخ‬ ‫إلــى الشنفرى اآلخــر‪ ،‬بوصفه الناجي‬ ‫الهويات القاتلة التي فتكت بالنسيج‬ ‫و«ح ــاس ــة ه ــارب ــة» (‪ ،)2008‬و«ج ـف ــرا‬ ‫تعبر عن‬ ‫العاملي بمواضيع وأساليب ّ‬
‫من جده‪ :‬أن حكاية الشنفرى األصلية‬ ‫وعـ ـل ــم اآلثـ ـ ـ ــار وامل ـث ـي ــول ــوج ـي ــا‪ ،‬الـ ــذي‬ ‫ال ــوحـ ـي ــد مـ ــن ل ـ ـقـ ــاح شـ ـل ــوم ــو‪ ،‬وإلـ ــى‬ ‫ال ـث ـق ــاف ــي ال ـف ـل ـس ـط ـي ـنــي والـ ـع ــرب ــي و‬ ‫لـغــايــة فــي نفسها» (‪ ،)2010‬و«اي ـفــان‬ ‫متجددة ومتنوعة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫هوية فلسطينية‬ ‫ّ‬
‫ً‬
‫عبارة عن جملة اعتراضية في حكاية‬ ‫يعترف لها قائال‪« :‬أنــا اآلن الشنفرى‬ ‫س ــرادي ــب ال ــذئ ــاب وال ـغ ــاب ــة امل ـحــرمــة‬ ‫اإلنساني‪.‬‬ ‫ال ـف ـل ـس ـط ـي ـنــي» (‪ ،)2011‬و«ش ـي ــردي ــل‬ ‫ت ـ ـل ـ ـحـ ــظ ال ـ ـبـ ــاح ـ ـثـ ــة أي ـ ـ ـضـ ـ ــا ه ـي ـم ـن ــة‬
‫اللجوء‪ .‬الشنفرى صار يعني الفدائي‬ ‫الالجئ النموذجي الذي عرف العيش‬ ‫وت ـ ــاب ـ ــوت الـ ـعـ ـه ــد‪ ،‬وح ـك ـم ــة األش ـ ـ ــرم‪،‬‬ ‫الرواية في حديث مراياها املتقابلة‪،‬‬ ‫الـ ـث ــان ــي» (‪ ،)2013‬و«سـ ـت ــن مـلـيــون‬ ‫املــونــولــوج ال ــذي يعتمد عـلــى ممثل‬
‫ُحـ َّـد الـتـطــرف ال ــذي قــاتــل حتى بعدما‬ ‫في مخيم‪ ...‬كأنما الالجئ الصالح هو‬ ‫واإلمبراطورية النهائية‪ ،‬لكن ذلك لن‬ ‫س ـ ـت ـ ـك ـ ـشـ ــف ل ـ ـ ـنـ ـ ــا ع ـ ـ ـبـ ـ ــر مـ ـ ــونـ ـ ــولـ ـ ــوج‬ ‫زهرة» (‪ ،)2016‬و«الزعتر الفلسطيني»‬ ‫واح ــد يـســرد قـصــة أو ُيـعـ ّـبــر عــن رأي‬
‫قتل‪.‬‬ ‫اإلنسان السلبي‪ ...‬يريدونني أنا سبب‬ ‫يستقيم إال ببناء شخصيات إشكالية‬ ‫ال ـ ـش ـ ـخ ـ ـص ـ ـيـ ــات‪ ،‬وال سـ ـيـ ـم ــا ش ـب ـيــه‬ ‫ً‬ ‫وشعور ّ‬
‫َ‬ ‫(‪ )2017‬و«أوكسجني» (‪ ،)2019‬وصوال‬ ‫معينني‪ ،‬أو يناقش موضوعًا‬
‫ف ــا ب ــد م ــن ت ـط ــوي ــر ال ـل ـق ــاح لـيـصـبــح‬ ‫ال ـح ــروب الـعـبـثـيــة وال ـج ــاد الــرهـيــب‪،‬‬ ‫كـشـخـصـيــة ه ـنــد‪ ،‬وشـخـصـيــة شـيـلــر‪،‬‬ ‫ال ـش ـن ـفــرى‪ ،‬ك ـيــف تـ ـك ـ ّـون وع ـي ــه‪ ،‬وهــو‬ ‫إلى روايته الجديدة «ضد الشنفرى»‬ ‫ما بأسلوب يذكر بالحكواتي‪ ،‬وهذا‬
‫ضــد الـشـنـفــرى‪ ،‬وليكتشف الشنفرى‬ ‫والقاتل املتواضع واألسير املحتمل»‪.‬‬ ‫وح ـن ـظ ـلــة ال ـع ــرب ــي‪ ،‬وراح ـ ـيـ ــل‪ ،‬ودونـ ــا‬ ‫الــذي تـســاءل مــن أنــا ولـ َـم أنــا هنا‪ ،‬من‬ ‫(دار الـفــارابــي ـ ‪ .)2022‬وهــذا سيعني‬ ‫يـجـعـلــه مـنــاسـبــا ل ـل ـظــروف الـصـعـبــة‬
‫ُ‬
‫ضــده‪ ،‬مدركًا معنى املــؤامــرة والتهكم‬ ‫تـ ـعـ ـي ــد الـ ـ ـ ــروايـ ـ ـ ــة ت ــركـ ـي ــب ال ـح ـك ــاي ــة‬ ‫الـغـجــريــة ال ـتــي تــرفــض االن ـت ـمــاء إلــى‬ ‫أك ـ ــون ف ــي هـ ــذه ال ـل ـح ـظــة‪ ،‬ه ــل أنـ ــا في‬ ‫بدءًا وداخل حقل السردية الفلسطينية‬ ‫الـتــي يعيشها الفلسطينيون تحت‬
‫وال ـت ـه ـم ـيــش‪ ،‬ولـيـنـتـقــل ال ـج ـن ــرال من‬ ‫ً‬
‫بمنظورات مختلفة ابتداء من الذاكرة‬ ‫ساللة الخزر‪ ،‬تلك األجــواء الفانتازية‬ ‫العالم السفلي أم في العالم العلوي‪،‬‬ ‫ّ‬
‫أن ثمة تـحــوالت واتـجــاهــات ستعني‬ ‫االح ـ ـ ـ ـتـ ـ ـ ــال‪ ،‬بـ ـسـ ـب ــب نـ ـ ـ ـ ــدرة املـ ـ ـ ـ ــوارد‬
‫أن يـكــون مـجـنـدًا ض ــده‪ ،‬إلــى أن يكون‬ ‫الفلسطينية بحموالتها التاريخية‪/‬‬ ‫التي تندغم فيها سير صغرى وكبرى‪،‬‬ ‫أم ب ــن ب ــن؟ لـعـلـنــا سـنــذهــب م ــع هــذا‬ ‫ديـ ـن ــامـ ـي ــة ال ـ ـس ـ ــرد وسـ ـتـ ـعـ ـن ــي أك ـث ــر‬ ‫وت ـض ـي ـي ــق ال ـ ـحـ ــريـ ــات‪ .‬كـ ـم ــا يـسـمــح‬
‫م ـج ـن ـدًا م ـع ــه‪ ،‬وت ـب ـق ــى ه ـن ــد ت ـعــويــذة‬ ‫الـصــراعـ ّـيــة‪ ،‬ليبدو ال ـصــراع ع ــودًا إلى‬ ‫لتؤدي مدونة مــروان عبد العال أكثر‬ ‫الشبيه إل ــى وط ــن افـتــراضــي سيكون‬
‫املونولوج بإبراز الصوت الفلسطيني‬
‫للثورات‪ ،‬وليولد الشنفرى من كل لقاح‬ ‫حقيقة القضية‪ .‬وعلى املستوى الفني‪،‬‬ ‫مــن وظيفة معرفية‪ ،‬وال سيما داخــل‬ ‫ج ـ ــزي ـ ــرة ش ـ ـلـ ــومـ ــو‪ ،‬ال ـ ـتـ ــي ت ـس ـت ـق ـطــب‬ ‫ً‬
‫ضــد الـشـنـفــرى‪ ،‬رغ ــم قتله ومـطــاردتــه‬ ‫راو يـقــف خـلـفــه مــؤلـفــا ضمنيًا؟‬ ‫ثـمــة ٍ‬ ‫س ـي ـكــولــوج ـيــة ال ـع ـق ــل الـ ـيـ ـه ــودي‪ ،‬بــل‬ ‫املـ ـه ــاج ــري ــن ال ـ ـعـ ــرب وس ـ ــواه ـ ــم‪ .‬وف ــي‬
‫ّ‬
‫رواية تنهض على مرجعيات‬ ‫بشكل مباشر‪ ،‬ويخلق اتصاال وثيقًا‬
‫م ــع ال ـج ـم ـه ــور‪ .‬وقـ ــد بـ ــدأ امل ــون ــول ــوج‬
‫نتساءل‪ :‬هل هي حكاية ّ‬
‫وبيعه‪ ،‬واخـتــراع املناسبات وافتعال‬
‫األحداث واللقاحات القاتلة‪.‬‬
‫املهمش الذي‬
‫يتجاوز املاضي وال يكتفي بتأثيمه‪،‬‬
‫عـقــل اآلخ ــر الـغــربــي‪ ،‬ال ــذي تنقلب في‬
‫وعيه الصورة تمامًا ليصبح من أشد‬
‫الـجــزيــرة ثـمــة ج ـنــرال مـكــلــف بمراقبة‬
‫ه ــؤالء ال ــواف ــدي ــن م ــن أج ــل الـتـجـ ّـســس‬
‫ثقافية من عوالم جورج أورويل‬ ‫ينتشر فــي املـســرح الفلسطيني منذ‬
‫هـ ـ ــو إذن لـ ـ ــن يـ ـ ـخ ـ ــرج مـ ـ ــن ال ـح ـك ــاي ــة‬ ‫حكاية الهوية بوصفها بنية تاريخية‬ ‫املتعاطفني ال املراقبني لنماذج عربية‬ ‫على أفـكــارهــم‪ ،‬هــو املـســؤول عــن ملف‬ ‫إلى سرديات غسان كنفاني‬ ‫ب ــداي ــة الـ ـق ــرن ال ـ ـحـ ــادي وال ـع ـش ــري ــن‪،‬‬
‫ً‬
‫املـفـتــوحــة بــوصـفـهــا حـكــايــة الضمير‬ ‫وث ـقــاف ـيــة‪ ،‬وع ـل ـيــه س ـت ـبــدو شخصية‬ ‫سيعلي الكاتب مــن شأن‬ ‫بعينها‪ ،‬إذ ُ‬ ‫اإلرهاب في جهاز املباحث الفيدرالي‪.‬‬ ‫متناوال موضوعات مهمة في الحياة‬
‫ّ‬
‫الجمعي بسردية األدب املقاوم‪ ،‬رواية‬ ‫ش ـب ـي ــه ال ـش ـن ـف ــرى ب ــوص ـف ـه ــا ال ـب ـطــل‬ ‫جدلية الحب والحرب‪ ،‬وخصوصًا في‬ ‫لــذا سيخترع لهم لقاحًا ضد الهوية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬مـثــل الــل ـغــة‪ ،‬واألرض‪،‬‬
‫ّ‬ ‫عالمات متحققة في سياق صيرورة‬ ‫والـنـكـبــة‪ ،‬وح ــق ال ـع ــودة‪ ،‬واالع ـت ـقــال‪،‬‬
‫تنهض على مرجعيات ثقافية باذخة‬ ‫امللحمي ال ـقــادر على الفعل الــدرامــي‪،‬‬ ‫العالقة ما بني هند وشبيه الشنفرى‪،‬‬ ‫سيسمى لقاح شلومو‪ ،‬هــذا الجنرال‬ ‫روائـ ـي ــة تـتـكــامــل ب ـم ـشــروعــه املـفـتــوح‬
‫من الرعب والـجــرأة إلــى عوالم جورج‬ ‫وبـمـنـظــور غ ـيــري وداللـ ــي وتـعـبـيــري‪،‬‬ ‫امللتحف بماضيه وحكايته مــع أبيه‬ ‫اس ـمــه ب ـل ـفــور‪ ،‬وت ـلــك إح ــال ــة دالـ ــة إلــى‬ ‫وأبـلــغ مثال على ذلــك «مونولوجات‬
‫على أسئلة الوعي واستثماره وأسئلة‬ ‫غ ــزة» وهــي مجموعة مــن النصوص‬
‫أوروي ـ ـ ــل ف ــي «‪ ،»1984‬إلـ ــى س ــردي ــات‬ ‫يحيلنا كما ذهــب ميخائيل باختني‬ ‫وأمــه‪ .‬هي مرايا التقابل ما بني الحب‬ ‫السياق والتاريخ االستعماريني‪ .‬فهل‬ ‫املثقف وخطابه داخل وخارج الثقافة‬
‫غـ ـس ــان ك ـن ـف ــان ــي ت ـع ــال ـق ــا وت ـخ ـط ـي ــا‪،‬‬ ‫إلــى «التعدد اللساني»‪ ،‬داخــل أنساق‬ ‫والـحــرب‪ ،‬وكيف تغدو املعركة عرسًا‬ ‫فعل لقاح شلومو مع الشنفرى شيئًا؟‬ ‫ك ـت ـب ـه ــا أط ـ ـف ـ ــال ف ـل ـس ـط ـي ـن ـي ــون عــن‬
‫ّ‬ ‫الـفـلـسـطـيـنـيــة بــوصـفـهــا أي ‪-‬الـثـقــافــة‬ ‫تجاربهم ومعايشتهم الذاتية للحرب‬
‫واإلعـ ـ ـ ــاء م ــن شـ ــأن أسـ ـط ــورة ال ـب ـقــاء‬ ‫الرواية وأفكارها‪ ،‬وحــوارات أبطالها‪،‬‬ ‫والـشـهـيــد عــريـســا وفـلـسـطــن عــروســا‬ ‫بـمـعـنــى آخـ ــر‪ ،‬ه ــل ت ـمــكــن ه ــذا الـلـقــاح‬
‫الفلسطينية‪ -‬مكونًا إنسانيًا وثقافيًا‬ ‫ع ـل ــى ق ـط ــاع غ ـ ــزة‪ ،‬وقـ ــد القـ ــت ش ـهــرة‬
‫ع ـلــى ق ـيــد ال ـح ـي ــاة‪ ،‬أي االن ـت ـص ــار‪ .‬إذ‬ ‫وفي التناقض الرئيس الذي يقع فيه‬ ‫والـجـنــازة زفــافــا والتضحية بــالــروح‬ ‫مــن قتل الـهــويــة؟ وقتلها يـســاوي في‬
‫ووطـنـيــا واألك ـث ــر دالل ــة فــي تعبيرات‬ ‫عاملية‪.‬‬
‫إن ال ـح ـضــارة اإلنـســانـيــة هــي الـهــويــة‬ ‫ب ـل ـفــور‪ ،‬ب ــن هــوي ـتــن‪ :‬مــاضـيــه كــرجــل‬ ‫فعل حرية‪.‬‬ ‫وعي الشنفرى الهزيمة‪ ،‬لكن الشنفرى‬ ‫ّ‬
‫الوعي الجمعي والفردي في آن معًا‪.‬‬ ‫ترى نجالء نخلة سيروتي أن املسرح‬
‫اإلنـ ـس ــانـ ـي ــة املـ ـشـ ـت ــرك ــة‪ ،‬كـ ـم ــا تـجـهــر‬ ‫فـ ـض ــول ــي م ـه ـن ـت ــه األم ـ ـ ـ ــن‪ ،‬وح ــاض ــره‬ ‫الشنفرى كائن الرواية املحتمل‪ ،‬هوية‬ ‫املسكون بهويته وبرائحة بــاده‪ ،‬هو‬
‫املـغـتــرب فــي جــزيــرة شـلــومــو‪ ،‬سيدرك‬ ‫مــن ســرديــة الــوعــي املتعالقة بسردية‬ ‫املـ ـع ــاص ــر ي ـش ـهــد ان ـع ـط ــاف ــة كـبـيــرة‬
‫الرواية في كبرى مقوالتها‪ ،‬وينهض‬ ‫كإنسان حالم يراوده الندم ولو أصبح‬ ‫ال تـشـبــه أحـ ـدًا ق ــط‪ ،‬ه ــو املـنـفـجــر منذ‬
‫عقاره باسم جديد هو «بابا بلفور»‪.‬‬ ‫الطفولة عندما طلب منه جـنــدي من‬ ‫أن هــوي ـتــه مــرك ـبــة داخ ـل ــه ف ــي خــايــا‬ ‫املقاومة‪ ،‬تبني رواية «ضد الشنفرى»‬ ‫عـبــر الـتــركـيــز عـلــى ال ـســرديــة الــذاتـيــة‬
‫م ـع ـمــارهــا الـ ـس ــردي طـلـيـقــا ونــاهـضــا‬
‫بثقافة األسئلة والحساسية النقدية‪...‬‬ ‫إذن أيـ ـ ـ ــن يـ ـقـ ـب ــع ال ـ ـش ـ ـن ـ ـفـ ــرى داخـ ـ ــل‬ ‫جـيــش ال ـغ ــزاة مـمــن ك ــان ــوا يـحــرســون‬ ‫صغيرة ومبعثرة‪ ،‬لن يعبر إليها أحد‬ ‫واق ـع ـه ــا وم ـت ـخ ـي ـل ـهــا‪ .‬رواي ـ ـ ــة مــرك ـبــة‬ ‫وال ـش ـه ــادات الـشـخـصـيــة‪ .‬ه ـنــاك ميل‬
‫حساسية فكر نقدي ُيسائل ليستنتج‬ ‫الشخصية؟ سنعلم هنا أن الشنفرى‬ ‫مكتب العمل‪ ،‬رغيفًا مقابل املــال‪ ،‬لكن‬ ‫عبر غالفها الـخــارجــي‪ ،‬إنـمــا بمعرفة‬ ‫بــامـتـيــاز‪ ،‬بـكـثــافــة مـتـنــوهــا الحكائية‬ ‫واض ــح ل ــدى الـجـيــل الـجــديــد لتفكيك‬
‫وي ـ ـب ـ ـنـ ــي‪ ،‬ل ـي ـن ـت ـص ــر كـ ـم ــا ه ـ ــو ش ــرط‬ ‫الغريب هو الهوية التي فينا‪ ،‬تتطير‬ ‫ك ـي ــف ي ـم ـنــح ال ـش ـن ـف ــرى رغـ ـي ــف خـبــز‬ ‫ال ــروح الـتــي تشكلها وال ـظــروف التي‬ ‫لتصبح ب ـهــذا املـعـنــى وك ـمــا اصطلح‬ ‫الـ ـ ـ ـص ـ ـ ــورة األسـ ـ ـط ـ ــوري ـ ــة ل ـف ـل ـس ـطــن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عـلـيــه ال ـ ــدرس ال ـن ـقــدي «امل ـي ـت ــارواي ــة»‬ ‫كـ ـ ـ ــأرض مـ ـق ـ ّـدس ــة وم ـ ـبـ ــاركـ ــة تـحـمــي‬
‫اإلنسان أبدًا‪.‬‬ ‫اللغة إلــى خطاب أثير يعني العشق‪،‬‬ ‫ملحتل؟ إذ إن الجندي قد سرق الرغيف‬ ‫تـعـيـشـهــا‪ .‬ص ــار اس ــم ال ـش ـن ـفــرى لـغـزًا‬
‫ال ـ ـتـ ــي تـ ـسـ ـم ــح مل ـت ـل ـق ـي ـه ــا ب ــال ــدخ ــول‬ ‫أبـ ـن ــاء ه ــا وت ـغ ــذي ـه ــم‪ ،‬وت ـق ــدي ــم رؤى‬
‫واإلقـ ــامـ ــة داخ ـ ــل م ـتــون ـهــا الـحـكــائـيــة‬ ‫أكـثــر تعقيدًا تتمحور حــول مفهوم‬
‫وقوفًا عند دالالتها املعرفية بوصفها‬ ‫ّ‬
‫(نهاد علم الدين)‬ ‫الـنـفــي الــداخ ـلــي وال ـت ـشــتــت النفسي‬
‫أح ــد ح ــوام ــل ه ــذه ال ــرواي ــة ال ـشــديــدة‬ ‫ال ــذي يعيشه الفلسطينيون بسبب‬
‫ال ـح ـس ــاس ـي ــة ل ـج ـهــة ب ـن ـي ـت ـهــا الـفـنـيــة‬ ‫واقعهم املــأســاوي‪ .‬يلجأ املسرحيون‬
‫وتناغم الخطابني الشعري والروائي‬ ‫إلـ ــى االسـ ـتـ ـخ ــدام ال ـك ـث ـيــف لـلـحـجــرة‬
‫فـ ـيـ ـه ــا‪ ،‬ولـ ـجـ ـه ــة خ ـ ـطـ ــاب م ـق ــوالت ـه ــا‬ ‫امل ـغ ـل ـق ــة كـ ــرمـ ــز ل ـف ـل ـس ـطــن امل ـح ـت ـلــة‬ ‫يبدأ كتاب‬
‫الـحــاكـمــة الـتــي مــن شــأنـهــا أن تضبط‬ ‫ف ـ ــي إشـ ـ ـ ـ ــارة واضـ ـ ـح ـ ــة إل ـ ــى ال ـس ـجــن‬ ‫«فلسطين على‬
‫إيـ ـق ــاعـ ـه ــا‪ ،‬ل ـي ـك ـت ـمــل ت ـع ـب ـيــر رؤي ـت ـه ــا‬ ‫ت ـت ـن ــاول ال ـ ــدراس ـ ــة أيـ ـض ــا مـســرحـيــة‬ ‫المسرح» بحادثة‬ ‫يعانيه املسرح الفلسطيني‪ ،‬ما ُيجبر‬ ‫ال ـت ـج ــرب ــة امل ـس ــرح ـي ــة لـفـلـسـطـيـنـيــي‬ ‫سلوى دبوق‬
‫ال ـج ـســدي والـنـفـســي ال ــذي يـشـعــر به‬ ‫«خ ـ ــارج املـ ـك ــان» (‪ )2012‬وه ــي نص‬ ‫انتحار مؤسس‬ ‫الـفــرق املسرحية على االعـتـمــاد على‬ ‫ال ــداخ ــل ف ــي حـيـفــا وال ـن ــاص ــرة حيث‬
‫وش ـ ـكـ ــل ت ـل ـق ـي ـه ــا طـ ــاملـ ــا أن ـ ـهـ ــا روايـ ـ ــة‬ ‫الفلسطينيون فــي ظــل االح ـت ــال‪ ،‬أو‬ ‫المسرح‬ ‫ّ‬
‫درامـ ـ ـ ـ ــي ل ـ ــرام ـ ــي خـ ـض ــر يـ ـت ــأم ــل فــي‬ ‫دعم املؤسسات واملنظمات الدولية‪.‬‬ ‫تـ ـت ــرك ــز فـ ـ ــرق م ـس ــرح ـي ــة غــال ـب ـي ـت ـهــا‬ ‫تبدأ الباحثة الفرنسية نجالء نخلة‬
‫األسئلة الكبيرة بامتياز ال اإلجابات‬ ‫لـلـحـظــات مـشـهــديــة م ــؤث ــرة كمشهد‬ ‫الوطني‬ ‫ّ‬
‫ً‬ ‫أشكال االحتالل وعواقبه على الفرد‬ ‫فرانسوا أبو‬ ‫تـعـتـمــد هـ ــذه الـ ــدراسـ ــة ع ـلــى تحليل‬ ‫«م ـس ـت ـق ــل ــة»‪ ،‬ول ـك ـن ـهــا ت ـت ـبــع لـ ـ ــوزارة‬ ‫سـ ـي ــروت ــي ك ـت ــاب ـه ــا «ف ـل ـس ـط ــن عـلــى‬
‫الناجزة فقط‪ ،‬فلماذا «ضد الشنفرى»‬ ‫األسير حامال صليبه على شكل سلم‬ ‫والـ ـجـ ـم ــاع ــة‪ .‬أم ـ ــا م ـســرح ـيــة «ال ــزم ــن‬ ‫سالم (الصورة‬ ‫عميق لـسـ ّـت مـســرحـيــات تــم تأليفها‬ ‫ال ـث ـق ــاف ــة اإلس ــرائـ ـيـ ـلـ ـي ــة‪ ،‬وال ـت ـج ــرب ــة‬ ‫امل ـس ــرح» ( ‪La Palestine sur scène‬‬
‫وقوفًا على هوية العنوان؟‬ ‫خـشـبــي ثـقـيــل فــي دالل ــة عـلــى الــوجــع‬ ‫من أرشيف‬ ‫ـ ـ ـ ـ ـ م ـن ـشــورات جــامـعــة ري ــن ـ ـ ـ ‪) 2022‬‬
‫ّ‬ ‫املوازي» (‪ 2014‬ـ تأليف وإخراج بشار‬ ‫في املــدة املمتدة من ‪ 2006‬إلى ‪،2016‬‬ ‫املسرحية فــي الضفة الغربية حيث‬
‫ذلــك مــا يحيلنا إلــى تــاريــخ شخصية‬ ‫السجان‬ ‫واالضطهاد الــذي يلقاه من‬ ‫«المتحف‬ ‫ّ‬ ‫بـ ـح ــادث ــة انـ ـتـ ـح ــار م ــؤس ــس امل ـس ــرح‬
‫مرقس)‪ ،‬فتعيد لألسرى إنسانيتهم‪،‬‬ ‫متنوعة‪ ،‬تعكس‬ ‫تعرض وجهات نظر‬ ‫بـ ـ ــدأ امل ـ ـسـ ــرح ي ـت ـب ـل ــور اع ـ ـت ـ ـبـ ــارًا مــن‬
‫م ـت ـف ـ ّـردة ول ـع ـل ـهــا اس ـت ـث ـنــائ ـيــة‪ .‬وه ــذا‬ ‫الفلسطيني‬
‫اإلسرائيلي كما في مسرحية «الزمن‬ ‫وه ــي ُم ـس ـتــوحــاة م ــن ح ـي ــاة األس ـيــر‬ ‫الرقمي» تعود‬ ‫تعقيد الواقع الفلسطيني‪ .‬املسرحية‬ ‫سبعينيات الـقــرن العشرين‪ ،‬وقطاع‬
‫ّ‬
‫الــوط ـنــي الـفـلـسـطـيـنــي فــران ـســوا أبــو‬
‫االسـتـثـنــاء سيشكل مـحـمــول الــروايــة‬ ‫املوازي»‪.‬‬ ‫األولى «ركب» (‪ )2006‬لطاهر نجيب‬ ‫س ــال ــم (‪ 1951‬ـ ـ ـ ـ ‪ )2011‬ال ـ ــذي سبقه‬
‫ّ‬ ‫الفلسطيني وليد دقة ورسائله‪ ،‬الذي‬ ‫إلى عام ‪)1983‬‬ ‫غزة الذي ظلت الحركة املسرحية فيه‬
‫وانـ ـ ـفـ ـ ـت ـ ــاح حـ ـق ــل دالالت ـ ـ ـهـ ـ ــا عـ ـل ــى مــا‬ ‫يمكن القول إن كتاب «فلسطني على‬ ‫مــونــودرامــا تـحـكــي بــأسـلــوب ساخر‬ ‫أقرب إلى تجارب الهواة‪.‬‬ ‫بـ ـبـ ـضـ ـع ــة أشـ ـ ـه ـ ــر اغـ ـ ـتـ ـ ـي ـ ــال امل ـ ـخـ ــرج‬
‫ّ‬ ‫يـقـبــع ف ــي س ـجــون االح ـت ــال مـنــذ ‪38‬‬ ‫ُ‬
‫تعنيه هــذه الشخصية في السياقات‬ ‫امل ـ ـسـ ــرح» ي ــوف ــر دراس ـ ـ ــة ش ــام ـل ــة عــن‬ ‫عامًا‪ .‬املسرحية األخيرة «طه» (‪)2014‬‬ ‫قصة ممثل فلسطيني مــن األراض ــي‬ ‫تعتبر هذه الدراسة جديدة ومبتكرة‬ ‫ج ــول ـي ــان ــو م ـي ــر خ ـم ـيــس فـ ــي مـخـيــم‬
‫ال ـت ــاري ـخ ـي ــة وال ـث ـق ــاف ـي ــة‪ .‬ت ـش ــي بــذلــك‬ ‫امل ـس ــرح الـفـلـسـطـيـنــي امل ـعــاصــر‪ ،‬وقــد‬ ‫لعامر حليحل‪ ،‬تستلهم حياة الشاعر‬ ‫املحتلة عام ‪ ،1948‬يسافر من رام الله‬ ‫ألن ـ ـهـ ــا اعـ ـتـ ـم ــدت م ـن ـه ـج ـيــة بـحـثـيــة‬ ‫جـنــن فــي الـضـفــة الـغــربـيــة‪ .‬لـقــد تــرك‬
‫املقدمة العتبة بالزمة أولى ُ«يحكى أن»‬ ‫ت ـمــك ـنــت ال ـبــاح ـثــة م ــن إلـ ـق ــاء ال ـضــوء‬
‫ّ‬
‫طــه محمد عـلــي‪ ،‬ألن مــا مـ ّـر بــه يشبه‬ ‫إلــى باريس لتقديم عــرض مسرحي‪،‬‬ ‫حــدي ـثــة ه ــي «املـ ـق ــارب ــة ال ـج ـ ُغــراف ـيــة»‬ ‫غياب هذين الرجلني فراغًا كبيرًا في‬
‫ُ‬
‫تعيدنا إلــى سـيــرة الشنفرى الشاعر‬ ‫على تعقيد تمثيالت فلسطني على‬ ‫كثيرًا ما عايشه الفلسطيني نتيجة‬ ‫ويصادف موعد عودته إلى فلسطني‬ ‫‪ géocritique‬الـ ـت ــي وض ـ ــع أس ـس ـه ــا‬ ‫املـشـهــد الـثـقــافــي الفلسطيني وطــرح‬
‫ال ـج ــاه ـل ــي الـ ـش ــري ــد‪ ،‬ال ـ ـ ــذي اخ ـت ـل ـفــت‬ ‫الخشبة وثرائها في عقد من الزمن‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ُ‬ ‫التهجير‪ ،‬ولكنه انتصر على النكبة‬ ‫العاشر من أيلول (سبتمبر)‪ ،‬أي قبل‬ ‫البروفسور الفرنسي برتران وستفال‬ ‫إشكالية كبرى تتعلق بالتفكير في‬
‫الـ ـع ــرب ف ــي ق ـص ـتــه وس ـي ــرت ــه واس ـمــه‬ ‫واستطاعت أن تبرز تأثير املكان على‬ ‫بـشـعــره ال ــذي خ ــرج مــن املـحـلـ ّـيــة إلــى‬ ‫يــوم واح ــد مــن أح ــداث ال ـحــادي عشر‬ ‫(‪ .)1962‬تهتم ه ــذه امل ـقــاربــة باملكان‬ ‫اإلنـ ـت ــاج امل ـس ــرح ــي ف ــي بـ ــاد تـجـتــاز‬
‫ولـقـبــه وم ـي ــاده ووف ــات ــه‪ ،‬فـهــو ثــابــت‬ ‫التجربة املسرحية‪.‬‬ ‫ّ‬
‫العاملية‪.‬‬ ‫من سبتمبر ‪ .2001‬املسرحية الثانية‬ ‫وت ـطـ ُّـور تمثيله فــي األع ـ ّمــال األدبـيــة‬ ‫صـ ــراعـ ــا دمـ ــويـ ــا ع ـن ـي ـفــا م ـن ــذ ع ـقــود‬
‫بــن أواس األزدي‪ .‬فـمــا بــن الشنفري‬ ‫فـ ــي الـ ـخـ ـت ــام تـ ـشـ ـي ــر الـ ـب ــاحـ ـث ــة إل ــى‬ ‫«فــي ظــل الشهيد» (‪ )2010‬لفرانسوا‬ ‫وتأثيره في اإلبــداع الفني والتعبير‬ ‫طويلة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والشنفرى ال نعدم الداللة هنا‪ ،‬داللة‬ ‫أن ال ـن ـم ــوذج ال ـحــالــي ل ـل ـم ـســارح في‬ ‫أبـ ــو س ــال ــم وب ـ ـ ــاوال ف ــون ـف ـي ــك‪ ،‬ت ــروي‬ ‫الـلـغــوي‪ ،‬خصوصًا أن املـســرح ُيـقـ ّـدم‬ ‫تثير الباحثة مسألة الصعوبات التي‬
‫املثل الذي ضرب به في سرعة الجري‪،‬‬
‫ُ‬
‫فلسطني‪ ،‬مع القاعات املبنية بطريقة‬ ‫يسمح المونولوج بإبراز الصوت‬ ‫ق ـص ــة هـ ــذيـ ــان ش ـ ــاب فـ ــي مـسـتـشـفــى‬ ‫ّ‬
‫اقـ ـت ــران ــا ف ــريـ ـ َّدًا ب ــن ف ـ ـضـ ــاءات عـ ــدة‪:‬‬ ‫واجـهـتـهــا أث ـنــاء إع ــداد دراسـتـهــا عن‬
‫ُ‬
‫واالنتقام من قتلة والــده وعزمه على‬ ‫كالسيكية (ركيزة مرتفعة في الجهة‬ ‫الفلسطيني بشكل مباشر‬ ‫االضـ ـط ــراب ــات ال ـع ـق ـل ـيــة‪ .‬ب ـعــدمــا كــان‬ ‫ال ـف ـضــاء امل ـمــثــل (امل ــرج ــع)‪ ،‬والـفـضــاء‬ ‫املسرح الفلسطيني املعاصر بسبب‬
‫أن ينتقم بقتل مئة رجل منهم‪ ،‬لكنهم‬ ‫األمامية)‪ ،‬ال يتناسب مع اإلنتاجات‬ ‫ي ــدرس ال ـطــب‪ ،‬أصـيــب بـحــالــة نفسية‬ ‫ال ـ ـس ـ ـي ـ ـنـ ــوغـ ــرافـ ــي وف ـ ـ ـضـ ـ ــاء ال ـ ـنـ ــص‪.‬‬ ‫غ ـيــاب املـ ـص ــادر ال ــواف ـي ــة واألرش ـي ــف‬
‫كمينًا في النهاية‪ ،‬فأوقعوا‬ ‫رصدوا له‬ ‫يقدمها ممثل واحــد‪.‬‬ ‫املسرحية التي ّ‬ ‫بـ ـسـ ـب ــب ف ـ ـقـ ــدانـ ــه أخ ـ ـ ـ ــاه ف ـ ــي ع ـم ـل ـيــة‬ ‫حـ ــول املـ ـس ــرح ال ـع ــرب ــي ب ـش ـكــل ع ــام‪،‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫وقامت املؤلفة برحالت ميدانية إلى‬
‫ويقال‬ ‫تمثيال‪ُ .‬‬ ‫بــه وقتلوه ومثلوا بــه‬ ‫ّ‬
‫ُ‬ ‫لذلك‪ ،‬تقترح الباحثة نموذجًا جديدًا‬ ‫يتميز عـمــل نـجــاء نخلة سيروتي‬ ‫اسـتـشـهــاديــة داخ ــل ال ـخــط األخ ـضــر‪.‬‬ ‫املسارح في رام الله‪ ،‬وحيفا‪ ،‬والقدس‪،‬‬ ‫وال ـ ـف ـ ـل ـ ـس ـ ـط ـ ـي ـ ـنـ ــي بـ ـ ـشـ ـ ـك ـ ــل خ ـ ـ ـ ــاص‪.‬‬
‫إن ح ـل ـمــه ت ـح ـقــق ب ـع ــد وفـ ــاتـ ــه‪ :‬ط ــرح‬ ‫ل ـل ـب ـن ــاء يـ ـت ـ ّـم ف ـي ــه وض ـ ــع ال ـج ـم ـهــور‬ ‫ب ـت ــرك ـي ــزه ع ـل ــى الـ ـج ــان ــب ال ـج ـمــالــي‬ ‫امل ـس ــرح ـي ــة ال ـث ــال ـث ــة بـ ـعـ ـن ــوان «ن ــص‬ ‫وب ـيــت لـحــم ب ـهــدف جـمــع الـنـصــوص‬ ‫تـتـطــرق إل ــى الـتـعـقـيــدات ال ـتــي تعيق‬
‫ّ‬
‫رأسه أرضًا‪ ،‬مر به رجل منهم فضرب‬ ‫ف ــي م ــرك ــز عـمـلـيــة اإلبـ ـ ـ ــداع‪ ،‬ل ـي ـشــارك‬ ‫امل ـ ـحـ ــض ل ـل ـم ـس ــرح ـي ــات بـ ـعـ ـيـ ـدًا عــن‬ ‫كيس رصاص» (‪ 2011‬ـ ـ تأليف كامل‬ ‫املسرحية ولقاء املمثلني واملخرجني‬ ‫اإلب ــداع املـســرحــي على أرض ُمـجــزأة‬
‫جمجمته بقدمه فعقرت قدمه فمات‪،‬‬ ‫ف ــي ص ـنــاعــة امل ـع ـن ــى‪ .‬هـ ــذا ال ـن ـمــوذج‬ ‫األيــديــولــوج ـيــا الـسـيــاسـيــة لـلـصــراع‬ ‫الـبــاشــا ـ ـ ـ إخ ــراج عـبــد ال ـســام عـبــده)‬ ‫وم ـّـراقـ ـب ــة ظ ـ ــروف اإلنـ ـت ــاج وكـيـفـيــة‬ ‫ومـ ـح ــاص ــرة وص ـع ــوب ــة ال ـت ـن ـقــل بــن‬
‫فتمت به املائة‪.‬‬ ‫ُ‬
‫األف ـق ــي يـقـضــي ع ـلــى هـيـمـنــة املـمـثــل‬ ‫الـ ـع ــرب ــي اإلسـ ــرائ ـ ـي ـ ـلـ ــي‪ .‬تـسـتـكـشــف‬ ‫تدور أحداثها حول محاولة كاميليا‬ ‫ت ـلــقـ ّـي ال ـج ـم ـهــور ل ـل ـعــرض املـســرحــي‬ ‫املـ ــدن‪ ،‬خـصــوصــا بـعــد إقــامــة ال ـجــدار‬
‫ال ـش ـن ـفــرى ص ــاح ــب «المـ ـي ــة الـ ـع ــرب»‪،‬‬ ‫على الجمهور الناتج عــن استخدام‬ ‫ال ـ ـكـ ــات ـ ـبـ ــة املـ ـ ـس ـ ــاح ـ ــات الـ ـجـ ـغ ــرافـ ـي ــة‬ ‫إع ـ ــادة اف ـت ـتــاح مـقـهــى ح ـجــي صــالــح‬ ‫ب ـش ــق ـي ــه ال ـس ـم ـع ــي وال ـ ـب ـ ـصـ ــري‪ .‬أم ــر‬ ‫ال ـ ـعـ ــازل عـ ــام ‪ ،2002‬ب ــاإلض ــاف ــة إل ــى‬
‫ً‬ ‫أت ــاح لـهــا دراسـ ــة مـعـ ّـمـق ًــة للممارسة‬ ‫ّ‬
‫سـيـغــدو م ـثــال الشخصية الرئيسية‬ ‫املـ ـن ـ ّـص ــة‪ ،‬وي ـخ ـل ــق تـ ــواصـ ــا ب ــن كــل‬ ‫الـ ـحـ ـقـ ـيـ ـقـ ـي ــة ال ـ ـت ـ ــي يـ ـ ـ ـم ـ ـ ــارس ف ـي ـه ــا‬ ‫الذي مات شهيدًا إثر معركة القسطل‬ ‫املعوقات اإلسرائيلية (رقابة‪ ،‬ومنع‪،‬‬
‫التي ستلتحم بالرواية ليأتي العنوان‬ ‫عناصر عملية اإلبداع‪ :‬الفنان‪ ،‬النص‪،‬‬ ‫الفلسطينيون املسرح‪ ،‬وخصوصية‬ ‫تاركًا ميراثًا عظيمًا‪ ،‬تحاول كاميليا‬ ‫املسرحية بأبعادها كافة‪ .‬كما أثارت‬ ‫وتعقيدات الحصول على التصاريح‬
‫ُ‬
‫م ـ ـجـ ــزوءًا ويـ ـت ــرك اك ـت ـم ــال ــه ل ـل ـن ـهــايــة‪.‬‬ ‫الجمهور‪ ،‬واملسرح‪.‬‬ ‫الشكل املسرحي الذي ينبثق في ظل‬ ‫إحياءه بعد أربعني عامًا من رحيله‪.‬‬ ‫الباحثة مسألة نقص التمويل الذي‬ ‫واألذونـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات)‪ .‬تـ ـم ـ ّـي ــز شـ ـي ــروت ــي بــن‬
‫‪7‬‬ ‫السبت ‪ 13‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪5106‬‬
‫كلمات‬ ‫كلمات‬ ‫السبت ‪ 13‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪5106‬‬

‫‪6‬‬
‫طوفان األقصى‬

‫ّ‬
‫جزء من تفاصيل الحياة اليومية والتراث الشعبي أسواق فلسطين إن حكت‬
‫كيلومترين مــن شـمــال غــرب مدينة‬ ‫الـغــربـيــة ل ــرام الـلــه عـلــى بـعــد ‪12‬كـلــم‪،‬‬
‫والـ ـ ـ ّـدواب‪ ،‬وفـيـهــا مـحــاكــم ومـحـطـ ٌ‬
‫ـات‬ ‫على إقامتها لتسهيل أمــور األهالي‬ ‫ّ ّ‬
‫ُ‬
‫طـُـول ـكــرم وت ـت ـبــع ل ـه ــا‪ .‬ه ـ ّـج ــر أهـلـهــا‬
‫َ‬
‫وهـ ــي ق ــري ــة زراعـ ـي ــة ُم ـن ـت ـجــة‪ ،‬تـ ــزرع‬
‫بيوت سوق‬
‫أفتيموس‬ ‫ورواد‬ ‫للباصات التي تنقل الـ ّـركــاب ّ‬ ‫وإنـ ـع ــاش اق ـت ـصــادهــم ورفــاه ـي ـت ـهــم‪،‬‬ ‫ككل الشعوب األصيلة‪ ،‬عمل‬
‫ُلت ّ‬ ‫وقـ ــد ّاتـ ـس ــع ب ـع ـض ـهــا ل ـي ـت ـ ّ‬
‫وق ِتل كثيرون منهم على يد االحتالل‬
‫ُ‬
‫صدر ولتفتح األس ــواق فــي حيفا‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ومتاجرها‬ ‫األسـ ـ ــواق م ــن مـخـتـلــف امل ـنــاطــق إلــى‬
‫ّ‬ ‫ـى‬
‫ح ــول إل ـ ّ ً‬
‫َ‬ ‫ُّ‬
‫الفلسطينيون في التجارة وبنوا‬
‫ت ـن ـتــج ال ـح ـبــوب وال ــزي ـت ــون وال ــزي ــت‬ ‫في البلدة‬ ‫امل ـجــدل وبــالـعـكــس‪ ،‬مـثــل يــافــا وغ ــزة‬ ‫بضائع محلية‬ ‫تضم‬ ‫ـوق ًإقليميةٍ‬
‫قام فيها قبل‬ ‫اإلسرائيلي‪ٌ ،‬وكانت ت ّ ٌ‬ ‫ّ‬ ‫وعربية‪ّ ،‬‬ ‫سـ ٍ‬ ‫األسواق منذ البدء‪ ،‬وأسهم في‬
‫االحتالل سوق أسبوعية‪ ،‬يقصدها‬ ‫والـ ـ ـخـ ـ ـض ـ ــار وبـ ـ ـع ـ ــض الـ ـ ّـص ـ ـنـ ــاعـ ــات‬ ‫القديمة‬ ‫املمتدة‬ ‫والرملة‪ ،‬ويعود ذلك إلى املدة‬ ‫ّ‬ ‫وتجارًا عربًا وفلسطينيني‪،‬‬
‫ّ‬
‫الناس من مختلف املناطق للتبضع‬ ‫الـ ـغ ــذائـ ـي ــة‪ ،‬وتـ ـسـ ـت ــورد فـ ــي امل ـق ــاب ــل‬ ‫في القدس‬ ‫ما بني ‪.1936-1930‬‬ ‫لـ ـتـ ـحـ ـك ــي هـ ـ ـ ــذه األسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــواق لـ ـلـ ـق ــارئ‬ ‫شهرتهم التجارية موقع فلسطين‬
‫مستلزمات البيوت من أدوات منزلية‬
‫(تصوير‬ ‫ّ‬
‫قارات‪،‬‬ ‫اإلستراتيجي الذي ّ‬
‫وق ـص ــد اآلبـ ـ ــار االرت ـ ــوازي ـ ــة‪ ،‬وكــانــت‬
‫الـ ّـســوق بالقرب مــن مسجدها الــذي‬ ‫فيها‬
‫يوسف ألبينا‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫وتجارها ووافديها عن‬
‫ّ‬
‫ببضائعها‬
‫يتوسط ثالث ٍ‬ ‫ما أكسبها دورًا ّ‬
‫وبعض الخضار غير املزروعة ٌ‬ ‫في عشرينيات‬ ‫وتاريخ وثقافةٍ تجاريةٍ ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫بأرض‬
‫ٍ‬ ‫شعب‬‫ٍّ‬
‫مـثــل ا ٌل ـبــاذن ـجــان‪ .‬كــانــت فـيـهــا ســوق‬ ‫وثالثينيات‬ ‫ســوق غــزة ومدنها وقــراهــا‬ ‫ت ـم ــت ــع ق ـب ـ ّـل االح ـ ـت ُـ ــال اإلس ــرائ ـي ـل ــي‬ ‫مهمًا في التجارة عبر‬
‫كــانــت عـلـيــه كـتــابــة ت ـعــود إل ــى امل ــدة‬
‫تحول إلى كنيسة في‬ ‫اململوكية‪ ،‬وقد ّ‬ ‫محلية تحوي متاجر لبيع األقمشة‬ ‫ّ‬ ‫القرن العشرين‬ ‫األسبوعية‬ ‫دنه لتبادل‬ ‫ُ‬
‫بحرية التنقل بني قراه وم ِ‬
‫ّ‬
‫أسواقها‬ ‫ازدهار‬ ‫إلى‬ ‫ى‬ ‫التاريخ‪ ،‬ما ّ‬
‫أد‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُت ّ‬
‫عهد الصليبني‪ ،‬ليعود إلــى مسجد‬
‫ّ‬
‫وال ـقــرطــاس ـيــة والــط ـحــن والــسـمـســم‬ ‫ــ أرشيف‬ ‫األسبوعية «سوق‬ ‫ّ‬ ‫سمى سوق غزة‬ ‫البضائع وممارسة الحياة وتمكني‬ ‫ً‬ ‫وتنوعها على ّ‬ ‫ّ‬
‫بعد تحرير الظاهر بيبرس املنطقة‬ ‫وحـبــة الـبــركــة واألس ـمــاك والـخـضــار‪،‬‬
‫ً‬
‫المتحف‬
‫الفلسطيني)‬
‫ال ـح ـي ــوان ــات» أو «س ـ ــوق ال ـج ـم ـعــة»‪،‬‬
‫ُ‬ ‫أواص ـ ــر ال ـعــاقــات االج ـت ـمــاع ـيــة‪ ،‬عن‬ ‫مر العصور وصوال إلى‬
‫ومحاال للحرف اليدوية من ّ‬ ‫ـح ع ـلــى ج ـي ــران ــه‪ُ ،‬يـقـيــم‬
‫من الغزو الصليبي‪.‬‬ ‫خياطني‬
‫ّ‬
‫مركزية‬ ‫امني‪ ،‬وسوقًا‬ ‫وحـ ّـذائــن ّ‬
‫ولح‬
‫وكانت تقام في بركة شرقي املدينة‪،‬‬
‫ّ‬
‫حـ ـي ــث ُي ـ ـ ـشـ ـ ــارك األهـ ـ ــالـ ـ ــي م ـ ــن غ ـ ــزة‬ ‫معهم العالقات التجارية‪ ،‬ويتبادل‬
‫ش ـع ـ ٍـب م ـن ـف ـتـ ٍ‬ ‫العصر الحديث‪ .‬نستعرض هنا بعضًا‬
‫‪ -‬سـ ـ ـ ــوق أسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدود‪ :‬أسـ ـ ـ ـ ـ ــدود ق ــري ــة‬
‫فـلـسـطـيـنـيــة ذات أه ـم ـيــة تــاريـخـيــة‬ ‫إلى‬
‫زول‪ .‬إضافة ٌ‬
‫ّ‬
‫كائنة ُ في ساحة الن ٌ‬
‫ُ‬
‫وق ـضــائ ـهــا وبـ ــدوهـ ــا‪ ،‬تـ ـع ـ َـرض فيها‬ ‫ـام‬
‫م ـع ـه ــم املـ ـص ــال ــح امل ـش ـت ــرك ــة ب ـس ـ ٍ‬
‫أهم األسواق األسبوعية التي‬ ‫من ُ‬
‫ودينية كبيرة‪ ،‬تحوي آثارًا عائدة إلى‬ ‫ذل ــك‪ ،‬أق ـي ـمــت فـيـهــا س ــوق أسـبــوعـ ّـيــة‬ ‫الـخـيــل والـحـمـيــر والـبـغــال واملّــاشـيــة‬ ‫بعيدًا عن الحروب واملطامع‪:‬‬ ‫كانت تقام في أنحاء فلسطين قبل‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫اقتصاديًا بني القرية‬ ‫شكلت تفاعال ً‬ ‫واإلب ــل‪ ،‬خـصــوصــا األغ ـنــام النجدية‬
‫أيام الكنعانيني‪ .‬قامت على أرضها‬
‫العصر‬ ‫ُ ّ‬
‫ً‬
‫واملــدي ـنــة وح ــرك ــة مـسـتـمــرة بينهما‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التي يأتي بها ت ّجار من عقيل‪ .‬يرجع‬
‫ُ‬ ‫عام النكبة‪ ،‬أي قبل أن يوجد ّالكيان‬
‫مــديـنــة كنعانية دمـ ــرت فــي ُ‬ ‫وعـ ـ ــاوة ع ـلــى امل ـن ـت ـجــات ال ــزراعـ ـي ــة‪،‬‬ ‫تــاريــخ ال ـســوق إل ــى مــا قـبــل اإلس ــام‪،‬‬ ‫سوق القدس األسبوعي‬ ‫اإلسرائيلي بإرهابه الذي لم يتوقف عن‬
‫الـبــرونــزي‪ ،‬وكــانــت مــن أوائ ــل الــقــرى‬ ‫ّ‬ ‫تـ ّ‬ ‫وم ـ ـع ـ ــن‪ُ ،‬‬ ‫إلـ ـ ــى بـ ـن ــي سـ ـب ــأ َ‬ ‫ُ‬
‫ـزود الــطـيــرة ميناء حيفا وسوقها‬ ‫وي ـع َـت ـق ــد‬ ‫ك ــان ــت ت ـع ـقــد ف ــي الـ ـق ـٌـدس أسـبــوعـيــا‬
‫ال ـت ــي ارتـ ـك ــب ف ـي ـهــا اإلســرائ ـي ـل ـيــون‬ ‫َ‬
‫والحرف‪.‬‬ ‫باأليدي العاملة‬ ‫شي‬ ‫غزة أو أول من غ َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بأنهم من ُبناة‬
‫ّ‬
‫بركة‬
‫ّ‬ ‫إبادة مناطق بأكملها ليمحي تراثها‬
‫ودم ــروه ــا‬ ‫امل ـج ــازر وه ـ ّـج ــروا أهـلـهــا ّ‬ ‫ِ‬ ‫ك ــل ي ــوم جـمـعــة س ــوق بـجــانــب ٌ‬
‫عــام ‪ 1948‬ليحولوها بعد ذلــك إلى‬
‫أســواقـهــا مــن الـعــرب األوائ ــل‪ .‬إضافة‬
‫ّ‬
‫السلطان وإلــى شمالها‪ ،‬وهــي سوق‬ ‫وتقاليد أبنائها‬
‫مدينة إسرائيلية حديثة ّ‬ ‫إل ــى س ــوق غـ ــزة‪ُ ،‬ثـ ّـمــة أسـ ــواق أخ ــرى‬ ‫ح ـ ـيـ ــوانـ ــات‪ ،‬وي ـ ــوج ـ ــد عـلــى‬
‫ل ـب ـي ــع ال ـ ـ ّ‬
‫يتم فيها‬ ‫سوق اللد األسبوعية‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫الش ّ‬
‫تقام في املدن والقرى التابعة لقضاء‬ ‫رقي من البركة املذكورة‬ ‫الجانب‬
‫ّ‬
‫ال ـت ـن ـق ـيــب‪ .‬ب ـل ــغ عـ ــدد س ـكــان ـهــا قـبــل‬ ‫اشـتـهــرت الـلــد بـســوقـهــا األسـبــوعـ ّـيـ ٌـة‬ ‫غزة‪ ،‬وأشهرها‪:‬‬ ‫م ـس ـت ـش ـفــى حـ ـك ــوم ـ ّـي ل ـل ـح ـي ــوان ــات‪،‬‬
‫ُ‬
‫ذلـ ــك ‪ 4910‬ن ـس ـمــة م ـن ـهــم مـسـلـمــون‬ ‫منذ آالف الـ ّـسـنــن‪ .‬كانت تـقــام ســوق‬ ‫‪ -‬سـ ــوق خـ ــان ي ــون ــس‪ :‬خـ ــان يــونــس‬ ‫وك ــان ــت هـ ــذه الـ ـس ــوق ت ــرف ــد أسـ ــواق‬
‫ومسيحيون كاثوليك‪ ،‬كــانــوا ـ ـ قبل‬ ‫ّ‬ ‫فاطما خضر‬
‫ِ‬
‫تـبــدأ بـعــد ظـهــر ي ــوم األح ــد وتستمر‬ ‫ضــاء غ ــزة‪ ،‬الـ ٌتــي كانت‬
‫إبادة قريتهم التي ُمنحت أراضيها‬ ‫ّ ّ‬ ‫ُإح ـ َـدى م ــدن قـ ٌ‬ ‫امل ــدي ـن ــة ب ـس ـيـ ٍـل م ــن رواده ـ ـ ــا إلن ـجــاز‬
‫ُ‬
‫مل ــا ُ ب ـعــد ظ ـهــر اإلثـ ـن ــن‪ ،‬ي ـصــل إلـيـهــا‬ ‫تعقد فيها ســوق أسبوعية كــل يوم‬ ‫مـ ـع ــام ــاتـ ـه ــم وق ـ ـ ـضـ ـ ــاء ح ــوائ ـج ـه ــم‬ ‫ت ـع ـت ـبــر األسـ ـ ـ ــواق أحـ ــد أبـ ـ ــرز مـعــالــم‬
‫آالف رؤوس األغنام واملاعز‪ ،‬وأعـ ٌ‬
‫لإلسرائيليني بموجب اتفاقية هدنة‬
‫ً‬ ‫ـداد‬
‫ٌ‬ ‫خ ـم ـي ــس‪ُ ،‬مـ ـس ـ ّـم ــاة «سـ ـ ــوق ال ـب ـل ــدة»‪،‬‬ ‫وسعيهم للصالة في األقصى ونيل‬ ‫ال ـب ـلــدان وامل ـمــالــك واإلم ـبــراطــوريــات‬
‫‪ 1949‬ـ ـ ُيقيمون فيها سوقًا شهيرة‬ ‫ك ـب ـيــرة م ــن رؤوس الـبـقــر وال ـج ـمــال‪،‬‬ ‫يقصدها الباعة والت ّجار من جميع‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التجارية‬ ‫الـ َـبـ َـركــات‪ ،‬فتنشط الحركة‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ع ـ ـبـ ــر ال ـ ـ ـتـ ـ ــاريـ ـ ــخ‪ ،‬ظـ ـ ـه ـ ــرت م ـ ـنـ ــذ بـ ــدأ‬
‫كـ ــل أربـ ـع ــاء تـ ـب ــاع ف ـي ـهــا مـحــاصـيــل‬ ‫وخيل‬
‫ٍ‬ ‫فـضــا عــن الـ ـ ّـدواب مــن َحـمـيـ ٍـر‬ ‫أنحاء املنطقة ملوقعها املميز‪ ،‬وفيها‬ ‫في املدينة ككل‪.‬‬ ‫ُ‬
‫اإلنـســان العمل بالتجارة‪ ،‬إذ تعتبر‬
‫ّ‬
‫القرية من حمضيات ُوموز وحبوب‪،‬‬ ‫ـال‪ ،‬يحضر ال ــواف ــدون إليها من‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫وب ـغـ ٍ‬ ‫الجمال والحيوانات بأنواعها‬ ‫بيعت ِ‬ ‫ـارة س ـ ـ ـ ــواء أك ــان ــت‬ ‫ُم ـ ـحـ ــرك ًـ ــا ل ـ ـلـ ــت ـ ـجـ ـ‬
‫وتستقطب سـكــان الــقــرى امل ـجــاورة‪.‬‬ ‫ج ـم ـي ــع أن ـ ـحـ ــاء ف ـل ـس ـط ــن وسـ ــوريـ ــا‬ ‫ً‬
‫واألق ـ ـم ـ ـش ـ ــة وال ـ ـف ـ ـخ ـ ــار وال ـ ـح ـ ـبـ ــوب‬
‫سوق المجدل األسبوعي‬ ‫م ـح ـلـ ّـيــة أم خ ــارج ـي ــة‪ ،‬ف ــال ـ ّـس ــوق ّ هي‬
‫وما زاد روادهــا وجود محطة قطار‬ ‫وم ـص ــر ول ـب ـن ــان واألردن والـ ـع ــراق‪.‬‬ ‫واألل ـ ـبـ ــان واألج ـ ـبـ ــان وال ـ ّـسـ ـم ــن‪ ،‬كما‬ ‫املكان العام الــذي يلتقي فيه الناس‬
‫ولـ ــذلـ ــك ُسـ ـم ـ ّـي ــت «س ـ ـ ــوق الـ ـ َـبـ ـ َّـريـ ــن»‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ف ـي ـه ــا كـ ــانـ ــت جـ ـ ـ ــزءًا مـ ــن خـ ــط سـكــة‬ ‫ع ـ ـ َـرض ع ـبــرهــا ال ـ ّـس ـك ــان م ــا عـنــدهــم‬ ‫يـ ـ ـق ـ ــول امل ـ ـجـ ــدل ـ ـيـ ــون إن م ــدي ـن ـت ـه ــم‬ ‫السلعية والخدمية‬ ‫لبيع املنتجات ّ‬
‫الحديد ّ‬ ‫إشـ ـ ـ ــارة إل ـ ــى الـ ـ َـبـ ـ ِّـر ال ـ ـ ّـس ـ ــوري والـ ـ َـبـ ـ ِّـر‬ ‫ّ‬
‫الساحلية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫م ــن ب ـض ـ ُـاع ــةٍ ‪ ،‬لـبـيـعـهــا أو مـبــادلـتـهــا‬ ‫اش ـت ـه ــرت ب ـص ـنــاعــة ال ـن ـس ـيــج حــتــى‬ ‫وش ــرائ ـه ــا س ـ ــواء ب ـش ـكـ ٍـل م ـب ــاش ـ ٍـر أو‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫امل ـصـ ّ‬ ‫ُ‬
‫ُ‪ -‬س ـ ــوق الـ ــلـ ــجـ ــون‪ :‬ال ـل ـج ــون إح ــدى‬ ‫ـري‪ .‬مــا إن يـحــل صـبــاح اإلثنني‬ ‫ببضائع أخرى يحتاجونها‪.‬‬ ‫وصــل عــدد أنواعها إلــى ثالثة آالف‪،‬‬ ‫عبر وسـطــاء‪ ،‬وقــد تقام األس ــواق في‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫قــرى قضاء جنني تقع على بعد ‪16‬‬ ‫ح ــت ــى تـ ـع ــج ب ــال ــتـ ـج ــار والـ ــوافـ ــديـ ــن‬ ‫ُ‪ -‬س ــوق الـفــالــوجــة‪ :‬الـفــالــوجــة إحــدى‬ ‫وك ـ ـ ــان ـ ـ ــوا يـ ـنـ ـسـ ـج ــون املـ ـنـ ـس ــوج ــات‬ ‫ـان‪ ،‬وقــد‬
‫ُ‬ ‫ال ــذي ــن ي ـب ـي ـعــون ويـ ـشـ ـت ــرون‪ ،‬وك ــان‬ ‫ّ‬
‫ال ـح ــري ــري ــة وال ـق ـط ـن ـي ــة‪ ،‬وي ـ ـصـ ـ ّـدرون‬ ‫ُ‬ ‫ال ـه ــواء الــط ـلــق أو داخ ــل م ّـب ـ ٍ‬
‫شمال غــرب جنني‪ ،‬كانت تعقد‬ ‫ٌ‬ ‫كلم‬ ‫قرى قضاء غزة تقع وسط املسافة بني‬ ‫تعمل بعضها بصفةٍ يوميةٍ ويطلق‬
‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فيها سوق صغيرة يقصدها الناس‬ ‫هــذا اليوم بمنزلة يــوم ّاملدينة‪ .‬لذلك‬ ‫الخليل وغــزة ّوتبعد عنهما ‪ 30‬كلم‪.‬‬ ‫القماش بكل أنواعه إلى جميع أنحاء‬ ‫عليها اســم «األسـ ــواق الـ ّـدائ ـمــة»‪ ،‬في‬
‫والتجار المتيازات القرية‬ ‫ّ‬ ‫والباعة‬ ‫اإلثنني بني الناس بـ «يوم‬ ‫ُعرف يوم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫لذلك كانت تمثل مركزًا تجاريًا مهمًا‬
‫ُ‬
‫فلسطني مثل‪ :‬قماش امليزر والتوستا‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ـن ق ــد ُي ـق ــام بـعـضـهــا مـ ـ ّـرة واحـ ــدة‬
‫الـ ّـســوق» كناية عن أهمية هــذا اليوم‬
‫ً‬ ‫ُ ّ‬ ‫حـ ٍ‬
‫ومركز‬
‫ٍ‬ ‫طواحني‪،‬‬ ‫ـود‬ ‫ـ‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫من‬ ‫الكثيرة‬ ‫ّ‬ ‫ي ــرت ــاده ال ـتـ ّـجــار وال ـن ــاس م ــن الـقــرى‬ ‫امل ـ ـقـ ــل ـ ـمـ ــن‪ ،‬وال ـ ـكـ ــوف ـ ـيـ ــات ال ـق ـط ـن ـيــة‬ ‫مناسبات معينةٍ‬ ‫ٍ‬ ‫في األسبوع أو في‬
‫الـ ــذي تـنـشــط فـيــه ال ــت ـج ــارة ب ـصــور ٍة‬ ‫امل ـجــاورة‪ ،‬ويـ ّ‬
‫ط ـب ـ ٍّـي‪ ،‬ودك ــاك ــن‪ ،‬وش ــرك ــة ب ــاص ــات‪.‬‬ ‫ـؤمــون جامعها القديم‬ ‫والحريرية‪ ،‬وقماش الفرش املالطي‬ ‫ك ــاألعـ ـي ــاد واملـ ـه ــرج ــان ــات وم ــواس ــم‬
‫كـبـيــر ٍة‪ ،‬حـيــث يـشـتــري ال ــواف ــدون من‬ ‫أروقة وقباب‬ ‫الكبير ّ‬ ‫والـبـفــت وق ـمــاش ال ـبــدل والـشــراشــف‬ ‫وت ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫وزاد مـ ــن ازدح ـ ـ ـ ــام واف ــديـ ـه ــا وفـ ــرة‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ثالثة ّ‬ ‫ُ‬
‫املكون من‬ ‫سمى «األسواق الدورية»‪.‬‬ ‫الص ّيف ّ‬
‫مـيــاهـهــا ال ـت ــي ّت ـع ــرف بــأن ـهــا «امل ــاء‬ ‫خ ــارج املــديـنــة جميع حــاجــاتـهــم من‬ ‫الفالحون والتجار معهم من أشياء‪.‬‬ ‫م ــن ال ـق ــري ــة ث ــاث ــة مـ ـن ــازل فـ ـق ــط‪ ،‬ت ـ ّـم‬ ‫‪ -‬س ــوق ب ـيــت ج ـبــريــن‪ :‬ب ـيــت جـبــريــن‬ ‫الـ ـشـ ـم ــال بـ ـل ــدة ب ـي ــت جـ ـب ــري ــن‪ ،‬وم ــن‬ ‫ت ـق ــام ف ــي مــركــزهــا سـ ــوق أس ـبــوعـ ّـيــة‬ ‫عدة وصحن‪ ،‬وفيه د ِفن الشيخ أحمد‬ ‫واملناشف والبشاكير‪ .‬حازت املجدل‬ ‫ك ـ ـك ـ ــل الـ ـ ــش ـ ـ ـعـ ـ ــوب األص ـ ـ ـي ـ ـ ـلـ ـ ــة‪ ،‬ع ـمــل‬
‫ّ‬ ‫الفالوجي‪ .‬إضافة إلــى الجامع‪ّ ،‬‬
‫الــذي أخرجه النبي إبراهيم عندما‬ ‫ســوق املــواشــي ومــن مختلف أســواق‬ ‫ثمة أسواق‬ ‫إضافة إلى هذه السوق‪ّ ،‬‬ ‫تجديدها عام ‪ 2000‬من قبل عائالت‬ ‫ق ــري ــة ف ـل ـس ـط ـي ـن ـيــة‪ ،‬ت ـق ــع ع ـل ــى ُب ـعــد‬ ‫ال ـج ـن ــوب والـ ـجـ ـن ــوب ال ـغ ــرب ــي ب ـلــدة‬ ‫ك ــل ي ــوم خـمـيــس‪ ،‬يـبـيــع فـيـهــا سكان‬ ‫ثمة‬ ‫الجائزة األولــى في صناعة النسيج‬ ‫الـفـلـسـطـيـنـيــون ف ــي ال ـت ـجــارة وبـنــوا‬
‫املدينة‪ .‬وقد ّ‬ ‫ّ‬
‫ضرب بعصاه صخرة‪ ،‬فخرج منها‬
‫ً‬ ‫خصصت البلدية لهذه‬ ‫أخرى كانت تقام في القرى املحيطة‬ ‫إسرائيلية استوطنوا فيها‪.‬‬ ‫‪ 21‬كـلــم ش ـمــال غ ــرب الـخـلـيــل‪ ،‬كــانــت‬ ‫دورا وخــراب ـهــا‪ ،‬وم ــن ال ـغــرب منطقة‬ ‫الـقــريــة الــطـيــور وال ـ ّـدواج ــن والبيض‬ ‫أضرحة ومقامات ألولياء مجاهدين‬ ‫فــي «امل ـع ــرض ال ـعــربــي ال ـقــومــي» في‬ ‫األسـ ـ ـ ـ ــواق م ـن ــذ الـ ـ ـب ـ ــدء‪ ،‬وأس ـ ـهـ ــم فــي‬
‫ّ‬ ‫القدس سنة ‪ّ .1934‬‬
‫ـاء واف ـ ـ ٌـر» ات ـســع عـلــى أه ــل الـقــريــة‬ ‫مـ ـ ٌ‬ ‫أرض واس ـع ــة شـمــال‬ ‫ٍ‬ ‫ال ــس ــوق قـطـعــةً‬ ‫بالرملة‪ ،‬أهمها‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ت ـب ـل ــغ م ـس ــاح ـت ـه ــا ح ـ ــوال ـ ــى ‪56185‬‬ ‫بـئــر الـ ّـس ـبــع‪ .‬بـلــغ ع ــدد سـكــانـهــا قبل‬ ‫والبرتقال‪ .‬اشتهرت املسمية الكبيرة‬ ‫ت ـ ـعـ ــود مل ـ ـ ــدة الـ ـ ـح ـ ــروب ال ـص ـل ـي ـب ـي ــة‬ ‫طور أهلها أنوالهم‬ ‫شـهــرتـهــم الـتـجــاريــة مــوقــع فلسطني‬
‫فأصبحت جـ ّـرارة‪ ،‬وقد استطاع عددٌ‬
‫بعدما كــانــت قليلة امل ـيــاه‪ .‬كــان ذلك‬ ‫امل ــدي ـن ــة ق ــري ـب ــة م ــن امل ـس ـلــخ وال ـب ـئــر‪،‬‬ ‫‪ -‬ســوق زرنــوقــة‪ :‬زرنــوقــة إحــدى قرى‬ ‫مخصصة‬ ‫ّ‬ ‫دونـمــا‪ ،‬منها ‪ ّ 287‬دونـمــا‬ ‫النكبة ‪ 4304‬نسمة‪ ،‬ثـ ّـم ارتـكــب فيها‬ ‫ببساتني الـبــرتـقــال الـتــي تـمـتـ ّـد على‬ ‫يقصدها الناس للزيارة‪ ،‬وأسهم ذلك‬ ‫ـوســط ثــاث‬ ‫اإلس ـتــرات ـي ـجــي ال ــذي ي ـتـ ّ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫سوق يافا وقراها األسبوعية‬ ‫ً‬
‫عند مروره بالقرية أثناء مسيره إلى‬ ‫قـضــاء الـ ّـرم ـلــة‪ ،‬كـ ٌـانــت ت ـقــام فيها كــل‬ ‫أراض زراعـيــة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫للمباني‪ ،‬ومــا تبقى‬ ‫االح ـ ـتـ ــال م ـ ـجـ ــزرة ذهـ ــب ضـحـيـتـهــا‬ ‫مـســاحــة ‪ 1005‬دون ـمــا مــن أراضـيـهــا‪،‬‬ ‫وقد‬ ‫نشاط حركة ّالتجارة فيها‪ٌ ،‬‬ ‫في‬ ‫كـبـيـ ٌـر مــن تـ ّـجــار امل ـجــدل أن يـجــوبــوا‬ ‫ّ‬
‫ـارات‪ ،‬م ــا أكـسـبـهــا دورًا م ـهــمــا في‬ ‫قـــ ٍ‬
‫ُ‬
‫مصر ومعه قطيعه من الغنم‪.‬‬ ‫انتهت هذه األسواق‬ ‫يـ ــوم س ـبــت س ـ ــوق ت ـم ـلــؤهــا بـضــائــع‬ ‫اش ـت ـه ــرت ف ــي ي ــاف ــا سـ ــوق ال ـخ ـضــار‬ ‫ينحدر سكان املخيم األصليون من‬ ‫مــا ُي ـقــارب ‪ 500‬فلسطيني‪ ،‬فــي حني‬ ‫وبتربية أهلها لـلــدواجــن والـطـيــور‪،‬‬ ‫كانت تقام فيها كل يوم أربعاء سوق‬
‫ّ‬
‫م ـع ـظــم أنـ ـح ــاء ف ـل ـس ـطــن‪ ،‬خـصــوصــا‬ ‫ال ـت ـجــارة عـبــر ال ـتــاريــخ‪ ،‬مــا ّأدى إلــى‬
‫وف ــي ‪ 30‬أيـ ــار (م ــاي ــو) ‪ُ 1948‬د ّمـ ــرت‬ ‫ّ‬
‫الفالوجة لمدة‬ ‫بعد مقاومة أهل‬
‫ّ‬
‫ال ــتـ ـج ــار الـ ـق ــادم ــن مـ ــن ي ــاف ــا وال ـل ــد‬ ‫والـ ـف ــاكـ ـه ــة مـ ــن م ـخ ـت ـلــف األصـ ـن ــاف‬
‫ُ‬
‫ـدم ــرة لبيت جـبــريــن التي‬ ‫الـبـيــوت امل ـ ّ‬
‫ّ‬
‫ه ِّجر من بقي من أبنائها‪ ،‬وقبل ذلك‬
‫ّ‬
‫ُ‬
‫التجار‬ ‫وكــان يحضر إليها عــدد مــن ّ‬ ‫يقصدها التجار والباعة من جميع‬
‫ّ‬
‫جبل الخليل والقدس ونابلس لبيع‬ ‫ازده ـ ـ ـ ــار أس ــواقـ ـه ــا وت ـن ـ ّـوع ـه ــا عـلــى‬
‫ً‬
‫القرية على يد املنظمات الصهيونية‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫والرملة‪ ،‬لتباع فيه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫واألن ـ ـ ـ ـ ــواع‪ ،‬ح ـي ــث ك ــان ــت ت ـع ـق ــد ي ــوم‬ ‫شــكـلــت ـ ـ قـبــل االح ـت ـ َـال اإلســرائـيـلــي‬ ‫كــان فيها عــدد مــن الــدكــاكــن (‪50-30‬‬ ‫والـ ـ ـب ـ ــاع ـ ــة‪ ،‬وم ـ ـ ــا أس ـ ـهـ ــم ف ـ ــي ك ـث ــاف ــة‬ ‫أنحاء املنطقة وبلداتها تستمر حتى‬
‫ّ‬
‫أنــواع األقمشة كافة‪ .‬وكان لعالقتهم‬
‫ٌ ّ ٌ‬ ‫ّ‬ ‫مـ ـ ّـر ال ـع ـص ــور وص ـ ـ ــوال إلـ ــى الـعـصــر‬
‫املسلحة‪ ،‬وه ّجر سكانها ثـ ّـم أقاموا‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫كامل من ‪ 1948‬حتى‬ ‫ٍ‬ ‫عام‬
‫ٍ‬ ‫‪ -‬سوق القباب‪ :‬القباب قرية من قرى‬
‫ُ‬
‫الـ ـجـ ـمـ ـع ــة قـ ـب ــل الـ ـ ـ ّـصـ ـ ــاة وبـ ـع ــده ــا‪،‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ـ ـ ـ م ــرك ـزًا ت ـجــاريــا مــرف ـقــا بــالـخــدمــات‬ ‫دك ــان ــا)‪ ،‬إض ــاف ــة إل ــى ع ـشــرة مـحــات‬ ‫رواده ـ ـ ـ ــا وج ـ ــود م ـس ـتــوصــف فـيـهــا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ظـهــر الـخـمـيــس‪ .‬اهــتــم ب ـهــذه الـ ّـســوق‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فعال في تقوية أواصر‬
‫ّ‬
‫التجارية أثر‬ ‫أسواقها‬ ‫الـحــديــث ال ــذي شـهــدت فيه ّ‬
‫قضاء ّ‬ ‫وت ـ ـ ـقـ ـ ــام خـ ـ ـ ــارج ال ـ ـ ـ ّـس ـ ـ ــور‪ ،‬ف ـي ـت ـقــاطــر‬ ‫الصداقة وامل ــودة بينهم وبــن تجار‬ ‫ت ـنـ ّـوعــا يـعـكــس ت ـنـ ّـوع ح ـيــاة الــشـعــب‬
‫فوق أراضيها كيبوتس مجدو‪ ،‬ولم‬
‫َّ‬ ‫كامل بعتاده‬
‫ٍ‬ ‫لجيش‬
‫ٍ‬ ‫‪1949‬‬ ‫الرملة‪ ،‬كان تقام فيها أسبوعيًا‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫لجميع قرى املنطقة‪ ،‬وتوافرت فيها‬
‫م ــدرسـ ـت ــان وع ـ ـيـ ــادة ط ـب ـ ّـي ــة وم ــرك ــز‬
‫ج ـ ــزارة‪ ،‬ومـطـحـنـتــن لـطـحــن ال ـغــال‪.‬‬
‫ّ‬
‫وكـثــرة موظفي الجيش البريطاني‬ ‫املجلس املحلي للقرية‪ ،‬فزودها بما‬
‫ـت‬ ‫الـفـلـسـطـيـنــي وت ـ ـعـ ـ ّـدد أع ـم ــال ـه ــم مــن‬
‫يتبق منها الـيــوم ســوى القليل من‬ ‫محالت‬
‫ٍ‬ ‫سوق ‪ ،1948‬التي كانت تضم‬
‫ّ‬
‫إلـيـهــا ال ـقــرويــون مــن شــتــى األن ـحــاء‪،‬‬ ‫سنة‬
‫الحياة التجارية ٌفيها ّ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ازدهــرت‬ ‫وم ـع ـس ـكــراتــه ف ـي ـهــا‪ ،‬وآبـ ــارهـ ــا الـتــي‬ ‫تحتاجه مــن خــدمــات‪ .‬واشـتـهــر أهــل‬ ‫اُمل ـ ـ ــدن األخـ ـ ـ ــرى وسـ ـك ــا ٌنـ ـه ــا‪ .‬وك ــان ـ ٌ‬
‫َ‬ ‫م ــؤل ـف ــة م ــن م ـت ــاج ـ َـر ص ـغ ـي ــر ٍة تـبـيــع‬ ‫ويبيعون محاصيلهم ومنتوجاتهم‪،‬‬ ‫للباصات ومركز للشرطة‪ ،‬ما أسهم‬ ‫‪ 1944‬عـنــدمــا فـتـحــت س ــوق تـجــاريــة‬ ‫ت ــراوح مــن ‪ 20‬إلــى ‪ 50‬مـتـرًا‪ ،‬ووجــود‬ ‫الفلوجة بتربية الحيوانات والزراعة‬ ‫تـ ـق ــام ف ــي املـ ـج ــدل س ـ ــوق أس ـبــوعـ ّـيــة‬ ‫زراعـ ــةٍ إل ــى تــربـيــة املــواشــي والـ ّـصـيــد‬
‫آثارها‪.‬‬ ‫ـري‪ ،‬وبــنــت‬‫وأحــاط ـت ـهــا ب ـس ــور صـ ـخ ـ ٍّ‬ ‫ٌ‬ ‫كبيرة َ‬ ‫ٌ‬
‫ّ‬ ‫ٍّ‬ ‫مختلف أنواع البضائع‪.‬‬ ‫وي ـ ـ ـش ـ ـ ـتـ ـ ــرون م ـ ـ ــا ي ـ ـح ـ ـتـ ــاجـ ــونـ ــه م ــن‬ ‫فــي ازده ــار سوقها األسـبــوعــي التي‬ ‫ك ـب ـي ــرة ف ـي ـه ــا‪ ،‬ف ــي َ م ـن ـط ـقــة ال ـج ــرون‬ ‫مـ ــدرس ـ ـتـ ــن فـ ـيـ ـه ــا األول ـ ـ ـ ـ ــى ل ـل ـب ـنــن‬ ‫وال ـ ـت ـ ـطـ ــريـ ــز وال ـ ـح ـ ـيـ ــاكـ ــة وصـ ـن ــاع ــة‬ ‫يومي الخميس والجمعة من‬ ‫والصناعات اليدوية وتبادل السلع‬
‫ب ــاإلض ــاف ــة إل ــى األسـ ـ ــواق الــشـعـبـيــة‬ ‫لجباية الرسوم‬ ‫إداريًا‬ ‫داخلها مكتبًا‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬س ـ ــوق طـ ـ ُي ــرة دن ـ ـ ــدن‪ :‬طـ ـي ــرة دن ــدن‬ ‫مـ ـصـ ـن ــوع ــات‪ .‬وإض ـ ُــاف ـ ــة إلـ ـ ــى س ــوق‬ ‫كانت تقام كل يوم ثالثاء‪ ،‬وقد جذبت‬ ‫«البيادر» التي عرفت بسوق البرين‬ ‫تأسست عام ‪ ،1922‬والثانية للبنات‬ ‫الفخار‪ ،‬وكان فيها مطحنة للحبوب‬ ‫كـ ُـل أسـبــوع‪ ،‬يــأتــي إليها الــسـكــان من‬ ‫ع ـلــى امل ـس ـت ــوى امل ـح ــلــي واإلق ـل ـي ـمــي‪.‬‬
‫األسبوعية املذكورة في املقال‪ ،‬هناك‬ ‫وال ــض ــرائ ــب وال ـخ ــدم ــات الــضــروريــة‬ ‫هي إحــدى قــرى قضاء ّ‬ ‫املدينة‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫الر ٌملة‪ ،‬كانت‬ ‫ثمة أسواق أقيمت في قراها‬ ‫إليها بتنوع بضائعها جميع أبناء‬ ‫ُ‬ ‫ألنها كانت تجمع بني تجارة الجبل‬ ‫تأسست عام ‪.1944‬‬ ‫مـ ـشـ ـه ــورة‪ .‬ج ــذب ــت هـ ــذه الـتـفــاصـيــل‬ ‫الــقــرى امل ـجــاورة ومــن قـضــاء الخليل‬ ‫ع ــرف ــت م ـن ــاط ــق ف ـل ـس ـطــن املـخـتـلـفــة‬
‫عشرات األسواق األخرى‪ ،‬مثل‪ :‬سوق‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫طبريا‪ ،‬سوق َ‬ ‫األخرى‪ ،‬وقامت بتأجير هذه السوق‬ ‫للماشية‬ ‫ّ‬
‫أسبوعية‬ ‫تقام فيها ســوق‬ ‫وأشهرها‪:‬‬ ‫القرى املجاورة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وت ـج ــارة الــس ـهــل أس ـبــوعــيــا ك ــل يــوم‬ ‫لكن فــي ‪ 8‬تموز (يوليو) عــام ‪،1948‬‬ ‫س ـك ــان امل ـن ـط ـقــة وال ـ ـجـ ــوار‪ .‬وإض ــاف ــة‬ ‫وغـ ـ ــزة وع ـش ــائ ــر ب ـئــر ال ـ ّـس ـب ــع‪ ،‬حيث‬ ‫األسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــواق بـ ـ ــأنـ ـ ــواع ـ ـ ـهـ ـ ــا‪ :‬الـ ـي ــومـ ـي ــة‬
‫الجش‪ -‬سوق الجمعة‬ ‫وتضمينها لـتـ ّـجــار مــن املــديـنــة لقاء‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫تستمر ليومني‪ ،‬تشترك فيها القرى‬ ‫ُ‪ -‬ســوق العباسية‪ :‬العباسية إحــدى‬
‫ُ‬
‫‪ -‬س ــوق ع ـج ــور‪ :‬ع ـجــور إحـ ــدى ق ــرى‬
‫ّ‬
‫جمعة‪ .‬وال مبالغة في القول إن سوق‬ ‫ه ـ ــدم ـ ــت امل ـ ـن ـ ـظ ـ ـمـ ــات ال ـ ّـصـ ـهـ ـي ــونـ ـي ــة‬ ‫إلـ ــى األض ــرح ــة واألس ـ ـ ـ ــواق‪ ،‬ت ـمـ ّـيــزت‬ ‫والدواجن واأللبان‬ ‫ُتباع الحيوانات ّ‬
‫والدورية‪.‬‬
‫فــي نابلس‪ ،‬ســوق كفر بــرعــم‪ ،‬سوق‬ ‫ّ‬ ‫ّ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫سنويًا‪ .‬ولهذا فقد‬ ‫مالية تدفع‬ ‫مبالغ‬ ‫قـ ـض ــاء ال ـخ ـل ـي ــل ت ـق ــع شـ ـم ــال غــربــي‬ ‫ّ‬ ‫األولــى‬ ‫واألج ـ ـبـ ــان والـ ـخـ ـض ــروات وال ـف ــواك ــه‬
‫كـفــر يــاس ـيــف‪ ،‬س ــوق بـيــت ســاحــور‪،‬‬ ‫دخل كبيرًا‬ ‫مثلت هذه السوق مصدر‬
‫ّ‬ ‫املجاورة‪.‬‬ ‫قــرى قضاء يافا‪ ،‬كانت تحتضن كل‬
‫ُ‬ ‫يوم سبت سوقًا‪ُّ ،‬‬
‫الدوايمة ـ رغم قصر أجلها ـ قد فاقت‬ ‫وشردت أهلها البالغ‬ ‫املسلحة القرية‬ ‫ُالفالوجة بوجود مدرستني‪ّ :‬‬ ‫ن ـس ـت ـع ــرض فـ ــي ه ـ ــذا امل ـ ـقـ ــال بـعـضــا‬
‫ٍ‬ ‫يؤمها سكان القرى‬ ‫الـقـضــاء عـلــى بـعــد ‪ 25‬كـلــم مــن مركز‬ ‫ف ــي ت ـجــارت ـهــا وازدح ـ ُـام ـه ــا بــالـبــاعــة‬ ‫ع ــدده ــم آن ـ ــذاك ‪ 2923‬ن ـس ـمــة‪ ،‬لتفقد‬ ‫أنـشـئــت للبنني عــام ‪ ،1919‬والثانية‬ ‫واألقمشة والفخار والعطارة‪ ...‬وكان‬ ‫مـ ـ ــن أهـ ـ ـ ــم األس ـ ـ ـ ـ ـ ــواق ال ـف ـل ـس ـط ـي ـن ـيــة‬
‫سـ ـ ــوق الـ ـ ـّح ـ ــال‪ ،‬سـ ـ ــوق ال ـخ ــال ـص ــة‪،‬‬ ‫للبلدية‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫املـ ـج ــاورة ي ـش ـتــرون ويـبـيـعــون فيها‬ ‫ال ـخ ـل ـي ــل‪ .‬ك ــان ــت ت ـع ـق ــد ف ـي ـهــا س ــوق‬
‫ّ ّ‬ ‫وامل ـش ـتــريــن‪ ،‬أسـ ــواق ق ــرى أخـ ــرى‪ ،‬إذ‬
‫ّ‬ ‫القرية بذلك كل معاملها‪.‬‬ ‫لـلـبـنــات ع ــام ‪ ،1940‬ووج ـ ــود مــوقـ ٍـع‬ ‫فــي امل ـجــدل ع ــدد مــن دكــاكــن البقالة‬ ‫األسـ ـب ــوعـ ـي ــة الـ ـت ــي ك ــان ــت ت ـ ـقـ ــام فــي‬
‫س ــوق ال ــن ــاص ــرة‪ ،‬س ــوق طــرشـيـحــا‪،‬‬ ‫إضــافــة إل ــى س ــوق امل ٌــواش ــي‪ ،‬أقـيـمــت‬ ‫سوق رام الله وقراها‬ ‫امل ـن ـت ــوج ــات ال ــزراعـ ـي ــة وال ـح ـيــوان ـيــة‬ ‫أسبوعية كــل يــوم جمعة على رقعة‬ ‫كـ ــان ال ــت ـج ــار ي ـت ـســاب ـقــون إل ـي ـهــا من‬ ‫أثري ُيدعى خربة الجلس‪.‬‬ ‫ٍّ‬ ‫والسمانة والـعـطــارة‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫أنـ ـح ــاء فـل ُـسـطــن ك ــاف ــة‪ ،‬ب ــال ـق ــرب من‬
‫س ــوق ص ـفــد‪ ،‬س ــوق حـسـبــة الـبـ ّـصــة‪،‬‬ ‫في مدينة اللد أســواق أخــرى كسوق‬ ‫األسبوعية‬ ‫إلى الشرق من القرية‪ .‬جذبت‬
‫ّ‬
‫ُ‬ ‫ِاملهن كالحدادة والخراطة والسنكرة‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫واألقـمـشــة وغـيــرهــا مــن املـعــروضــات‬ ‫ّ‬ ‫واسعة ّ‬ ‫كــل املناطق البعيدة أو القريبة‪ ،‬من‬
‫ّ‬ ‫أسواق قرى الخليل األسبوعي‬
‫انتهت هــذه األس ــواق وه ــذه الحياة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املــدن والــقــرى والتجمعات السكنية‬
‫س ـ ـ ــوق رف ـ ـ ـ ــح‪ ،‬س ـ ـ ــوق الـ ـصـ ـفـ ـص ــاف‪،‬‬ ‫القماش الواقعة في البلدة القديمة‪،‬‬ ‫كان ٌتقام في رام الله كل يوم خميس‬ ‫واملصنوعات‪...‬‬ ‫إلـيـهــا ال ــنــاس والــتـ ّـجــار مــن مختلف‬ ‫الفالوجة وبيت جبرين والظاهرية‬ ‫ّ‬ ‫عام‬‫الفالوجة ملــدة ٍ‬ ‫بعد مقاومة أهــل‬ ‫وال ــتـ ـج ــارة‪ ...‬وي ـقــع مـعـظــم الــدكــاكــن‬ ‫والطرق الرئيسية‪ ،‬وتحديدًا قبل عام‬
‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ســوق ن ــورس وغـيــرهــا مــن األس ــواق‬ ‫سوق املواد الغذائية‪ ،‬سوق الخضار‪،‬‬
‫ّ‬ ‫سوق ّ‬ ‫سوق كبيرة للمواشي‪ ،‬تجذب الناس‬ ‫املــدن الفلسطينية لكثرة مــا ُيعرض‬ ‫ودورا ال ـخ ـل ـيــل وغـ ـ ـ ــزة‪ ،‬مـ ـس ــاء ي ــوم‬ ‫الـخـلـيــل ّ أك ـبــر م ــدن الــضـفــة الـغــربـيــة‪.‬‬ ‫لجيش‬
‫ٍ‬ ‫‪1949‬‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬‫ـت‬ ‫ـ‬‫ح‬ ‫كــامـ ٍـل مــن ‪1948‬‬ ‫في منطقة السوق بالقرب من جامع‬ ‫النكبة‪ ،‬أي قبل أن يــوجــد ثـ ّـم يسمع‬
‫الـشـعـبـيــة األس ـب ــوع ـي ــة‪ .‬ورغـ ــم آالف‬ ‫الدواجن وسوق الطيور‪.‬‬ ‫ـاء ع ــد ٍة نـظـرًا إل ــى مــوقــع رام‬ ‫مــن أنُ ـحـ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ومنتجات للقرية‬ ‫فيها مــن بـضــائـ َـع‬ ‫الـخـمـيــس وف ــي ج ــوف ال ـل ـيــل‪ ،‬فينام‬ ‫كامل بعتاده‪ ،‬لينتهي األمر باستيالء‬ ‫صناعة‬ ‫املدينة‪ ،‬كما اشتهر أهلها في ّ‬
‫سوق ّالرملة وقراها‬
‫ُ‬ ‫ٍَ‬ ‫ورغ ـ ــم أنـ ـه ــا ف ـق ــدت ن ـصــف قـضــائـهــا‬ ‫ٍ‬ ‫بالكيان اإلسرائيلي وإرهابه‬ ‫ّ‬ ‫العالم‬
‫امل ـجــازر اإلســرائـيـلـيــة الـتــي ارتـكـبــت‬ ‫الله امل ّ‬ ‫ـح وش ـع ـي ـ ٍـر وف ـ ــواك ـ ــه وع ـن ـ ٍـب‬
‫ميز‪ ،‬ودماثة أهلها وأخالقهم‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األسبوعية‬ ‫م ــن قـ ـم ـ ٍ‬ ‫بعضهم فــي الطرقات أو فــي القرية‪،‬‬ ‫عام ‪ ،1948‬ما زالت تمتاز إلى يومنا‬ ‫اليهود عليها بموجب هدنة‪ ،‬بعدما‬ ‫الـ ـس ــروج وال ـ ـبـ ــرادع وع ــرب ــات الــنـقــل‬ ‫الـ ــذي ل ــم ي ـتــوقــف ع ــن إب ـ ــادة مناطق‬
‫لتمحي مالمح هذه األرض وثقافتها‬ ‫ونـ ـش ــاطـ ـه ــا ال ـ ـ ــزراع ـ ـ ــي وال ــصـ ـن ــاع ــي‬ ‫ـون وزي ــت‬ ‫ـ‬ ‫ت‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫وز‬ ‫ـز‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫وع ـس ـ ٍـل‬ ‫اس ـت ـعــدادًا ل ـعــرض مــا يـحـمـلــونــه من‬ ‫بأهميتها االقـتـصــاديــة والـتـجــاريــة‪.‬‬ ‫بقي‬ ‫شامل ملن َ‬ ‫ٍ‬ ‫عرقي‬‫ٍّ‬ ‫بتطهير‬ ‫قاموا‬ ‫واملـ ـخ ــارط وب ـيــع ال ـل ـحــوم ومـعــاصــر‬ ‫بــأكـمـلـهــا لـيـمـحــي ت ــراث ـه ــا وتـقــالـ ّيــد‬
‫وتــاريـخـهــا‪ ،‬مــا زال ــت ه ــذه األس ــواق‬ ‫قرى فلسطينية‬ ‫وأ َ‬‫ُأس ّــواق في ُ‬ ‫والتجاري‪ ،‬وكثرة املحالت واملصانع‬
‫ّ‬
‫تاريخيًا‬ ‫الرملة من املدن ّ‬
‫املهمة‬ ‫ُتعتبر ّ‬ ‫ٍ‬
‫زي ـ ـتـ ــون‪ .‬ام ـ ـتـ ــازت الـ ـق ــري ــة ب ــأش ـج ــار‬ ‫بضائع فــي ســاحــة الـســوق صبيحة‬ ‫اش ـ ـت ـ ـه ـ ــرت ب ـ ــأس ـ ــواقـ ـ ـه ـ ــا الـ ـي ــومـ ـي ــة‬
‫ّ‬
‫من أهلها‪ّ .‬أمــا من نزح عنها‪ ،‬فاتجه‬
‫ٍ‬
‫ال ــزي ـت ــون وم ـطــاحــن ال ـح ـبــوب‪ ،‬وك ــان‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ّ‬ ‫بيدت بعد النكبة‬ ‫هجر أهلها‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫أبـنــائـهــا‪ ...‬تلك األس ــواق كــانــت تمثل‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫شعبيًا فلسطينيًا يؤكد‬ ‫تشكل إرثًا‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫فـ ـيـ ـه ــا‪ .‬إضـ ٌــافـ ــة إلـ ـ ــى ٌهـ ـ ــذه الـ ـ ّـسـ ــوق‪،‬‬ ‫وحضاريًا وصناعيًا‪ ،‬كان فيها سوق‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫املتجمعة قــرب‬ ‫زيـتــونـهــا وببيوتها‬ ‫يـ ــوم ال ـج ـم ـع ــة‪ .‬وك ــان ــت م ـع ــروض ــات‬ ‫واألس ـبــوع ـيــة م ـنــذ الـ ـق ــدم‪ ،‬وم ــن أهــم‬
‫ُ‬
‫إلــى غ ــزة والخليل ومخيم اليرموك‬ ‫مقاه‪ّ .‬‬
‫ٍ‬ ‫فيها أيضًا عدة‬ ‫ج ــزءًا مـهـ ّـمــا مــن الـتـفــاصـيــل اليومية‬
‫ّ‬
‫أن هذه األرض لشعبها الفلسطيني‪،‬‬ ‫‪ -‬س ـ ـ ـ ــوق قـ ـ ـ ــانـ ـ ـ ــون‪ :‬قـ ـ ـ ــاقـ ـ ـ ــون ق ــري ــة‬ ‫ثـ ّـمــة أسـ ــواق ُ أسـبــوعـيــة أخ ــرى كانت‬ ‫تعقد كــل يــوم أرب ـعــاء‪ ،‬تـعــرض فيها‬ ‫ب ـع ـض ـه ــا‪ ،‬ول ـك ـن ـه ــا ل ــأس ــف ُد ّم ـ ـ ــرت‬ ‫ال ـ ـ ّـس ـ ــوق ت ـت ــأل ــف فـ ــي م ـج ـم ـل ـهــا م ــن‪:‬‬ ‫األسواق األسبوعية التي كانت تقام‬ ‫ُ‬ ‫وغيره من املخيمات في سوريا‪ُ .‬‬ ‫ي ـق ــول أه ــال ــي امل ـج ــدل إنـ ــه ك ــان ــت في‬ ‫لـ ـحـ ـي ــاة شـ ـع ـ ٍـب ب ــأكـ ـمـ ـل ــه‪ ،‬إذ يـجـلــب‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫فـمــا انــدثــر مـنـهــا سـيـعــود يــومــا مــا‪،‬‬ ‫فلسطينية أثرية تحتوي على بقايا‬ ‫ت ـق ــام ف ــي ال ــق ــرى املـحـيـطــة بـ ــرام الـلــه‬ ‫ال ـح ـي ــوان ــات واألل ـ ـبـ ــان ومـشـتـقــاتـهــا‬ ‫بــال ـكــامــل ب ـتــاريــخ ‪ 23‬ت ـشــريــن األول‬ ‫خ ـض ــراوات‪ ،‬ح ـبــوب‪ ،‬فــواكــه‪ ،‬أقمشة‪،‬‬ ‫في قراها‪:‬‬ ‫‪ -‬سوق املسمية الكبيرة‪ :‬إحدى قرى‬ ‫مدينتهم دائ ــرة بيطرة تحوي عــددًا‬ ‫إل ـي ـهــا ال ــت ـ ّـج ــار وال ـف ــاح ــون وال ـب ــدو‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وم ــا بـقــي مـنـهــا قــائـمــا يـشــكــل ج ــزءًا‬ ‫ب ـ ــرج يـ ـع ــود إل ـ ــى املـ ـ ــدة ال ـصـل ـي ـب ـيــة‪،‬‬ ‫وأشهرها‪:‬‬ ‫وامل ـ ـ ــواش ـ ـ ــي والـ ـ ـخـ ـ ـض ـ ــار وال ـ ـفـ ــواكـ ــه‬ ‫(أكـ ـت ــوب ــر) ‪ 1948‬ع ـل ــى ي ــد الـكـتـيـبــة‬ ‫حلويات‪ ،‬وبعض منتوجات القرية‪.‬‬ ‫‪ -‬سـ ــوق الـ ــدواي ـ ـمـ ــة‪ :‬ال ــدوايـ ـم ــة قــريــة‬ ‫قضاء غزة‪ ،‬تقع إلى الشمال الشرقي‬ ‫م ــن األط ـ ـبـ ــاء ال ــذي ــن ُيـ ـش ــرف ــون عـلــى‬ ‫الفائض من بضائعهم الفلسطينية‬
‫م ــن تـفــاصـيــل ال ـح ـيــاة الفلسطينية‬ ‫وقـ ـلـ ـع ــة وق ـ ـطـ ــع مـ ـعـ ـم ــاري ــة وعـ ـق ــود‬ ‫ّ‬
‫‪ -‬س ــوق الــطـيــرة األس ـبــوعــي‪ :‬الــطـيــرة‬
‫ّ‬
‫ـزود املنطقة‬ ‫وامل ـص ـنــوعــات‪ ،‬حـيــث ُت ـ ـ ّ‬ ‫الرابعة للواء ّغيفعاتي اإلسرائيلي‪،‬‬ ‫وكــانــت لجنة مــن أه ــل الـقــريــة ترعى‬ ‫فـلـسـطـيـنـيــة ت ـقــع ع ـلــى ب ـعــد ‪ 25‬كلم‬ ‫م ــن مــدي ـنــة غـ ــزة وإلـ ــى ال ـج ـنــوب من‬
‫ّ‬
‫امل ــواش ــي املـ ــوجـ ــودة وال ــداخـ ـل ــة إلــى‬ ‫يحتاجونه‬ ‫ويبادلونها بما‬ ‫املحلية ُ‬‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫اليومية‪.‬‬ ‫وب ـ ـئـ ــران ارت ـ ــوازي ـ ــة‪ ،‬ت ـق ــع ع ـل ــى بـعــد‬ ‫ق ــري ــة ف ـل ـس ـط ـي ـن ـيــة‪ ،‬ت ـق ــع م ــن الـجـهــة‬ ‫بما تحتاجه من بضائع وبما يجلبه‬ ‫لـيـنــزح مــن تـبــقــى مــن أهـلـهــا‪ ،‬ويبقى‬ ‫شؤون السوق وشؤون القرية‪.‬‬ ‫غ ــرب ــي مــدي ـنــة ال ـخ ـل ـيــل‪ ،‬ت ـحـ ّـدهــا من‬ ‫مــدي ـنــة ال ــرم ـل ــة‪ .‬ق ـبــل ال ـن ـك ـبــة‪ ،‬كــانــت‬ ‫ب ـ ــاده ـ ــم‪ ،‬واملـ ـ ـ ــاء مـ ـت ــواف ــر ل ــإن ـس ــان‬ ‫أدوات‪ .‬وك ــان ال ـحــكــام يـحــضــون‬ ‫ٍ‬ ‫مــن‬
‫كلمات‬ ‫السبت ‪ 13‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪5106‬‬

‫طوفان األقصى‬

‫سوق الزاوية في غزة (وكالة وفا ــ ‪)2018‬‬

‫سوق الزاوية‬
‫(*)‬

‫أسطح «العقدات»‬ ‫وأدوات ُلكل شيء‬ ‫خالد جمعة **‬


‫الجنود على ّ ِ‬ ‫نحصي خطى َ ِ‬
‫ُ‬ ‫والقذيفة ُّ‬
‫وندرس تفاصيل بائع ِة «الحبلق»‬ ‫تلم الجميع‬
‫وحني نساومها على ما زرعت يداها‬ ‫لتقول‪ :‬ال فرق‬ ‫[‪]1‬‬
‫املنحوت من الصلوات‪:‬‬
‫ِ‬ ‫تقول بوجهها‬ ‫في السوق القديم‬
‫ازرعوا وسأشتري منكم‬ ‫[‪]4‬‬ ‫ٌ‬
‫امرأة َ‬ ‫ُّ‬
‫ُ‬ ‫أعوامها‬ ‫تجر‬
‫فنخجل كطفلني ال يعرفان الحقيقة‬ ‫في السوق القديم‬ ‫ّ‬
‫بخف ِة حمام ٍة على عجل‬
‫بائع التحف‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫عمرها األخضر‬
‫وتبيع نصف ِ‬
‫[‪]6‬‬ ‫يعرف تاريخ كل صور ٍة في دكانه‬ ‫كي ال تحتويها‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫في السوق القديم‬ ‫مقدار العاطف ِة في مسبح ِة الكهرمان‬ ‫يعرف‬ ‫أسباب الزكاة الثمانية‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫نصير أشخاصًا آخرين‬ ‫ألطفالهن‬ ‫أمهات‬
‫ٍ‬ ‫بقبالت‬
‫ِ‬ ‫يحتفظ‬
‫ُ‬
‫تسبح فوق أعشاب الجدران‬ ‫عيوننا التي‬ ‫أحباب بعيدين‬ ‫بسالمات من‬ ‫ٍّ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫[‪]2‬‬
‫ُ‬
‫العالم‬ ‫ينتهي‬ ‫بخط ٍّ‬
‫يدوي‬
‫حني ُ نخطو داخل القوس املحنى باألزمنة‬ ‫وحبر أزرق مرتعش‬ ‫في ُالسوق القديم ُ‬
‫حف ذاك‬
‫ُ ٍّ‬ ‫الشواء َ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫رائحة املماليك ورائحة‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ويبدأ ُ وقتنا ُ األزلي َ‬ ‫بائع الت ِ‬ ‫استفهام‬
‫ٍ‬ ‫عالمة‬ ‫عينيك‬ ‫يصنع من‬ ‫الفرق‬
‫الفرح‬ ‫خرخشة‬ ‫ونعود نحمل‬ ‫دائمًا أراه‬ ‫ال ُ‬
‫يجيبها أحد‬
‫ِ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫وصورة ال تنمحي‬ ‫يقرأ الكتاب نفسه عن تاريخ املدين ِة‬
‫للسوق القديم‬ ‫َ‬
‫التاريخ من جديد‬ ‫ودائمًا ُ‬
‫يفهم‬ ‫[‪]3‬‬
‫في السوق القديم‬
‫(*) سوق الزاوية‪ :‬من أقدم أسواق مدينة غزة يعود تأسيسه إلى‬ ‫[‪]5‬‬ ‫بالضبط بمحاذاة بائع الراديوهات‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫العصر اململوكي‬ ‫القديم‬
‫ِ‬ ‫في السوق‬ ‫األخبار مع حلوى أطفال‬ ‫تسقط‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫(**)‪ :‬رام الله‬ ‫أنا وصديقي الذي لم تثلمه الحضارة‬ ‫وبيض بلدي‬
‫‪Samedi 13 Janviér 2024 n o96‬‬
‫السبت ‪ 13‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪96‬‬

‫‪www.alqaous.com‬‬

‫‪ 8‬صفحات‬
‫ملحق أسبوعي ّ‬
‫مخصص للعدل واإلنصاف يصدر مع األخبار كل سبت‬

‫[‪]7‬‬ ‫‪ :2024‬انفراج أو انفجار السجون؟‬

‫{إذا خسرنا‪}...‬‬
‫[‪ 2‬ـ ‪]5‬‬
‫(أ ف ب)‬
‫‪3‬‬ ‫السبت ‪ 13‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪96‬‬ ‫السبت ‪ 13‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪96‬‬ ‫‪2‬‬
‫القضية المركزية‬ ‫القضية المركزية‬
‫جرائم االحتالل‬

‫الليل واشتراط الدفن الفوري لمنع ذوي الشهيد أو السلطات الفلسطينية‬ ‫نبش جيش االحتالل اإلسرائيلي قرابة ‪ 1,100‬قبر في مقبرة حي التفاح‪،‬‬
‫تفكيك استراتيجية فريق دفاع العدو في محكمة العدل الدولية‬ ‫من تشريحها للتحقيق في قضية سرقة األعضاء والجلد‪ ،‬وبحضور‬
‫عدد محدود من األقارب‪ .‬وفي ظل االرتكابات اإلسرائيلية المستمرة‬
‫حيث قامت اآلليات بتجريفها وإخراج جثامين الشهداء منها‪ ،‬وداستها‪،‬‬
‫وامتهنت كرامتها‪ ،‬وسرق قرابة ‪ 150‬جثمانًا من جثامين الشهداء‬
‫والممنهجة إلبادة الشعب الفلسطيني «األحياء واألموات» هل ستكون‬ ‫التي ُدفنت حديثًا‪ .‬تستغل «إسرائيل» جثث الشهداء وتنتهكها وتسرق‬
‫التصريحات" لكن بعد إعادة التدقيق في كامل نص‬ ‫مرارا وتكرارًا مشاريع قرارات وقف اطالق النار التي‬ ‫عمر نشابة‬
‫التصريحات اإلسرائيلية يتبني ان معظمها يشدد‬ ‫عــرضــت عـلــى مجلس االم ــن ال ــدول ــي‪ ،‬وبــالـتــالــي فهي‬ ‫دولة االحتالل‪ ،‬كالعادة‪ ،‬بمعزل عن المساءلة؟ وهل سترى محكمة‬ ‫أعضائها وجلودها كجزء من جهود «اإلبادة الجماعية المنهجية» التي‬
‫عـلــى الـتــدمـيــر ال ـشــامــل وال ـســاحــق‪ ،‬ويـتـخـلـلــه ضحك‬
‫ّ‬
‫ساهمت (ومازالت تساهم) في تمديد جريمة اإلبادة‬ ‫امل ـحــامــي الـبــريـطــانــي املـكـلــف ال ــدف ــاع عــن "إســرائ ـيــل"‬
‫ّ‬
‫العدل الدولية في حيثيات القضية ما يدل على إقدام «إسرائيل» على‬ ‫ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني‪ .‬يأتي ذلك مع تشديد سلطات االحتالل‬
‫وتهكم وتعابير كراهية وعنف وحشي (مثل تصريح‬ ‫الجماعية في غزة التي أدت حتى اآلن الى استشهاد‬ ‫مالكوم نايثان شــو ذكــر أمــس قضاة محكمة العدل‬ ‫أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين؟ بل وأكثر من إبادة؟‬ ‫اإلسرائيلي اإلجراءات الخاصة بتسليم الجثامين‪ ،‬كالتسليم بعد منتصف‬
‫مسجل لجندي إسرائيلي يـقــول فيه انــه يبحث عن‬ ‫اكثر من ‪ 25‬الف انسان والى جرح اكثر من ‪ 60‬الفا‪.‬‬ ‫الدولية بتصريحات رئيسة االتحاد األوروبي اورسوال‬
‫طفل رضيع ليقتله)‪.‬‬ ‫إضافة الى ذلك تشمل استراتيجية الدفاع اإلسرائيلية‬ ‫فــون ديــر لـيــان الـتــي ب ـ ّـررت لجيش االحـتــال هجومه‬

‫كيف تنير المباحث العلمية طريق التحقيق في جرائم العدو اإلسرائيلي‬


‫‪" -‬الـجـيــش اإلســرائـيـلــي يسمح بــدخــول املـســاعــدات‬ ‫كما بدا امس‪:‬‬ ‫عـلــى املــدنـيــن الفلسطينيني فــي غ ــزة بـحـجــة الــدفــاع‬
‫اإلنسانية واملــؤن الغذائية واملياه واألدوي ــة"‪ .‬لكن ذلك‬ ‫عن النفس بعد بداية طوفان األقصى في ‪ 7‬تشرين‬
‫يجافي الحقيقة بحسب املنظمات اإلنسانية الدولية‪،‬‬ ‫‪ .1‬لعب دور الضحية‬ ‫األول ‪ .2023‬كـمــا أش ــار شــو ال ــى ان االط ــار الزمني‬

‫أكثر من إبادة جماعية‪ :‬سرقة أعضاء الشهداء‬


‫بحسب تقارير وكاالت األمم املتحدة واملقررة الخاصة‬ ‫تناول فريق الدفاع اإلسرائيلي طبعًا معاناة اليهود من‬ ‫ال ـعــام للقضية ال يـحــدد فــي حقبة زمـنـيــة ب ــدأت منذ‬
‫بفلسطني‪.‬‬ ‫الهولوكوست خالل منتصف القرن املاضي‪ ،‬وقال ان‬ ‫‪ 75‬عامًا (منذ عام ‪ )1948‬كما قال الفريق القانوني‬
‫‪" -‬الجيش اإلسرائيلي نصح املدنيني الفلسطينيني‬ ‫اتفاقية منع اإلبادة الجماعية واملعاقبة عليها وضعت‬ ‫الجنوب افريقي اول من امس‪ ،‬بل يشمل وعد بلفور‬
‫باالنتقال الــى مناطق آمـنــة" ولـكــن مراجعة تسلسل‬ ‫تعرض اليهود في أوروبا لإلبادة الجماعية على‬ ‫بعد ّ‬ ‫الــذي صــدر عــام ‪ 1917‬والــذي يعد مستندا مؤسسا‬
‫ال ـحــوادث يــدل الــى ان الجيش اإلســرائـيـلــي استهدف‬ ‫يد النازيني‪ .‬وأضاف ان استخدام هذه االتفاقية اليوم‬ ‫للكيان االسرائيلي‪ .‬يدل ذلك الى ان شو اختار اعتماد‬
‫"املناطق اآلمنة" بعد هروب بعض الغزيني اليها‪.‬‬ ‫ضد "إسرائيل" يفقدها قيمتها ومعناها‪ .‬هل يفهم من‬ ‫اسـتــراتـيـجـيــة ت ــوري ــط ح ـل ـفــاء إس ــرائ ـي ــل األوروبـ ـي ــن‬
‫والـتـعـ ّـرف إلــى الـتـشـ ّـوهــات‪ ،‬والتعاون‬ ‫ال ـن ـمــط ال ـظ ــاه ــري لـلـحـمــض ال ـن ــووي‪،‬‬ ‫ب ـعــد اإلفـ ـ ــراج ع ـن ـهــا‪ ،‬والح ـظ ــوا ســرقــة‬ ‫فــي مستشفى الشفاء فــي مدينة غزة‬ ‫جنان الخطيب‬
‫ذلك ان االتفاقية ال تنطبق على ضحايا الهولوكوست‬ ‫فــي القضية حـيــث ان االتـفــاقـيــة الــدول ـيــة ملـنــع اإلب ــادة‬ ‫ّ‬
‫‪ .3‬توسيع شروط اإلجراءات المؤقتة‬ ‫املتخصصني اآلخرين‪:‬‬ ‫مع‬ ‫ال ـت ـن ـب ــؤ ب ــال ـخ ـص ــائ ــص ال ـف ـيــزيــائ ـيــة‬ ‫أعـ ـض ــاء م ـث ــل ق ــرن ـي ــة ال ـع ــن وقــوق ـعــة‬ ‫أن الـجـيــش اإلســرائ ـي ـلــي اع ـتــدى على‬
‫الــذيــن يحق لهم إع ــادة ارتـكــاب جــرائــم إب ــادة جماعية‬ ‫الجماعية تنص على وجــوب معاقبة املـشــاركــن في‬ ‫ـاء عـلــى حـمـضــه ال ـنــووي‪.‬‬ ‫لـلـجــانــي ب ـنـ ً‬ ‫األذن‪ ،‬وأعـضــاء حيوية أخــرى كالكبد‬ ‫الطواقم الطبية واعتقل مرضى وسرق‬ ‫فـ ـ ــي ‪ ،2023/12/26‬أعـ ـ ـل ـ ــن امل ـك ـت ــب‬
‫■ تحليل األنسجة‪:‬‬
‫ش ــدد فــريــق ال ــدف ــاع اإلســرائ ـي ـلــي عـلــى ضـ ــرورة منع‬ ‫بحق آخرين؟‬ ‫اإلبــادة الجماعية واملحرضني عليها‪ .‬ومن خالل هذه‬ ‫ي ـف ـح ــص أطـ ـ ـب ـ ــاء األمـ ـ ـ ـ ـ ــراض ع ـ ّـي ـن ــات‬ ‫إلــى ذل ــك‪ ،‬يساعد تحليل عينات الــدم‬ ‫والكلى والقلب‪.‬‬ ‫جـثـثــا أث ـنــاء مـحــاصــرتــه للمستشفى‪.‬‬ ‫اإلع ــام ــي ال ـح ـكــومــي ف ــي ق ـط ــاع غــزة‬
‫ّ‬
‫ص ــدور ق ــرار قـضــائــي يـفــرض عـلــى إســرائ ـيــل وقــف‬ ‫تابع فريق الدفاع اإلسرائيلي لعب دور الضحية من‬ ‫االستراتيجية يذكر شو القضاة األوروبـيــن بشكل‬ ‫األن ـس ـج ــة م ــن األعـ ـض ــاء «امل ـس ــروق ــة»‬ ‫أو األنـسـجــة مــن الضحية أو املشتبه‬ ‫وب ـس ـبــب خ ـض ــوع ال ـب ـعــض لـعـمـلـيــات‬ ‫وقـ ــال الـطـبـيــب مـعـتــز ح ـ ــرارة‪« :‬أث ـن ــاء‬ ‫«انتهاك جيش االحـتــال اإلسرائيلي‬
‫اطــاق نار (إج ــراءات مؤقتة) ألنه ادرك ان ذلك يكون‬ ‫خــال عــرض مـطــول ملــزاعــم تتعلق بما حــدث يــوم ‪7‬‬ ‫خاص واملحكمة املنعقدة في دولــة أوروبية (هولندا)‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التشوهات أو الندبات أو‬ ‫للكشف عن‬ ‫بهم للكشف عن وجود أدوية أو مواد‬ ‫جراحية سابقة‪ ،‬أكد عاملون صحيون‬ ‫مـ ـ ـح ـ ــاص ـ ــرة ال ـ ـج ـ ـيـ ــش اإلسـ ــرائ ـ ـي ـ ـلـ ــي‬ ‫لكرامة جثامني ‪ 80‬شهيدًا من شهداء‬
‫بمثابة ادانة واثبات بأن العدوان على غزة ُيعد‪ ،‬بشكل‬ ‫تشرين األول ‪ 2023‬وادعــاءات مضللة بوقوع مجازر‬ ‫بأن الكيان اإلسرائيلي هو وليدة الغرب االستعماري‪،‬‬ ‫ُ‬
‫التقنيات الـجــراحـيــة الـتــي تـشـيــر إلــى‬ ‫كيميائية أخــرى قد تكون استخدمت‬ ‫أن الـ ـكـ ـش ــف ال ـ ـظـ ــاهـ ــري لـ ـي ــس كــاف ـيــا‬ ‫مـسـتـشـفــى ال ـش ـفــاء اق ـت ـح ـمــوا املـبــانــي‬ ‫شـعـبـنــا الـفـلـسـطـيـنــي‪ ،‬ك ــان االح ـت ــال‬
‫اولــي (‪ ،)Prima Facie‬جريمة إبــادة جماعية‪ .‬فتذرع‬ ‫واغتصاب جماعي وقتل وحشي من دون تقديم أي‬ ‫وبالتالي ان مــا قــد يتعرض لــه مــن مالحقة ال بــد ان‬ ‫االستخراج غير القانوني‪ .‬على سبيل‬ ‫أث ـ ـ ـنـ ـ ــاء ال ـ ـجـ ــري ـ ـمـ ــة‪ ،‬م ـ ـثـ ــل امل ـ ـهـ ـ ّـدئـ ــات‬ ‫لتأكيد أو اسـتـبـعــاد ســرقــة األع ـضــاء‪.‬‬ ‫واعتدوا على الطواقم الطبية‪ ،‬وأوقفوا‬ ‫س ــرقـ ـه ــا س ــابـ ـق ــا ف ـ ــي ح ـ ـ ــرب اإلب ـ ـ ـ ــادة‬
‫ّ‬
‫املحامون الصهاينة بإثارة فريق جنوب افريقيا للنية‬ ‫دليل دامغ يثبت ذلك‪.‬‬ ‫يشمل داعميه‪.‬‬ ‫املتعددة أو‬ ‫ّ‬ ‫املثال‪ ،‬قد تشير الوخزات‬ ‫أو الـ ـتـ ـخ ــدي ــر‪ .‬ك ـم ــا ُيـ ـس ــاع ــد تـحـلـيــل‬ ‫وقــال أطـبــاء إن «مــن املستحيل إجــراء‬ ‫م ــرض ــى واصـ ـطـ ـحـ ـب ــوه ــم إلـ ـ ــى م ـك ــان‬ ‫الـجـمــاعـيــة ال ـتــي يــرتـكـبـهــا‪ ،‬وســلـمـهــا‬
‫اول من امس‪ ،‬للقول بأن أي قرار‬ ‫ُم َّ‬
‫الجرمية اإلسرائيلية ّ‬ ‫واقتبس املحامون الصهاينة خطابا ألحد املسؤولني‬ ‫فقد تبني ملالكوم شو‪ ،‬وهو من ابرز املحامني وأساتذة‬ ‫الـشـقــوق غـيــر املـنـتـظـمــة إل ــى عمليات‬ ‫السجالت الطبية من املستشفيات أو‬ ‫فـحــص تحليلي دقـيــق لجثث القتلى‬ ‫مجهول»‪.‬‬ ‫شوهة من معبر كرم أبو سالم للدفن‬
‫األساسية تشير الى القصف اإلسرائيلي املكثف على‬ ‫اولي من هذا النوع يتطلب اثبات النية الجرمية بشكل‬ ‫ف ــي حــركــة ح ـمــاس يــدعــو ال ــى إزال ـ ــة "إس ــرائ ـي ــل" من‬ ‫القانون في العالم ويتمتع بخبرة واسعة في املحاكم‬ ‫جراحية سرية أجريت في ظروف غير‬ ‫ال ـت ــي ك ــان ــت م ـح ـت ـجــزة لـ ــدى الـجـيــش‬ ‫ودعا املرصد األورومتوسطي لحقوق‬ ‫في محافظة رفح»‪.‬‬
‫االحياء السكنية واملستشفيات ومدارس االنروا‪ .‬كما‬
‫تشير تلك التقارير بوضوح الى الحصار اإلسرائيلي‬
‫اولي‪ ،‬وهذا غير ممكن بحسب زعمهم‪ .‬علمًا ان نظام‬
‫محكمة العدل الدولية ال يستدعي اثبات النية الجرمية‪،‬‬
‫الوجود‪ ،‬وحسموا بأن هذا يعني تحريض على اإلبادة‬
‫الجماعية لليهود‪ .‬علمًا ان حركات التحرر في جنوب‬
‫الدولية‪ ،‬ان الدفاع عن "إسرائيل" ونفي ضلوعها في‬
‫ارت ـك ــاب جــرائــم إبـ ــادة جـمــاعـيــة فــي غ ـ ّـزة بـعــد تقديم‬ ‫■ تقييم حفظ األعضاء‪:‬‬
‫صحية‪.‬‬
‫اإلفراج عن‬ ‫االحتالل‬ ‫قوات‬ ‫د‬ ‫ّ‬
‫تعم‬
‫الجوية‬
‫ّ‬ ‫اإلســرائـيـلــي تـحــت الـهـجـمــات‬
‫واملــدف ـع ـيــة املـكـثـفــة واس ـت ـم ــرار تــدفــق‬
‫اإلنـ ـس ــان إل ــى تـشـكـيــل لـجـنــة تحقيق‬
‫دولـ ـي ــة مـسـتـقـلــة ف ــي اح ـت ـج ــاز جيش‬
‫وأضـ ـ ــاف ال ـب ـي ــان أن «االح ـ ـتـ ــال سلم‬
‫الـجـثــامــن املـجـهــولــة ال ـهــويــة ورف ــض‬
‫املستمر على قطاع غزة ومنع ادخال املساعدات‪ .‬كما‬ ‫ال بشكل اول ــي وال بشكل حــاســم‪ ،‬لـفــرض إج ــراءات‬ ‫افريقيا كانت قد دعت الى إزالة نظام "االبارتايد" في‬ ‫ج ـم ـهــوريــة ج ـن ــوب افــري ـق ـيــا ق ــرائ ــن دام ـغ ــة وحـجـجــا‬ ‫غالبًا مــا يتضمن اإلتـجــار باألعضاء‬ ‫ّ‬
‫متجمدة‬ ‫جثث الشهداء وهي‬ ‫ال ـج ــرح ــى»‪ ،‬لـكـنـهــم رصـ ــدوا «عــامــات‬ ‫االح ـت ــال اإلســرائ ـي ـلــي جـثــث عـشــرات‬ ‫تحديد أسماء الشهداء واألماكن التي‬
‫ان املسؤولني اإلسرائيليني انفسهم كانوا قد ّ‬ ‫مؤقتة بل تعد تلك اإلجــراءات ضرورية وطارئة "ملنع‬ ‫يعد ذلك دعوة الى اإلبادة الجماعية‬ ‫جنوب افريقيا ولم ّ‬ ‫قانونية دقيقة تثبت ذلك‪ ،‬يستدعي ابتكار حيلة تمنع‬ ‫طرق حفظ غير مناسبة‪ ،‬ما يؤدي إلى‬ ‫عدة تشير إلى احتمال سرقة أعضاء»‪.‬‬ ‫الشهداء الفلسطينيني في حربه على‬ ‫ســرقـهــا مـنـهــا‪ ،‬وبـعــد معاينتها تبني‬
‫صرحوا‬
‫علنًا انهم امــروا بقطع املياه والكهرباء عن غزة‪ .‬فهل‬ ‫حصول ضرر ال يمكن إصالحه"‪.‬‬ ‫للرجل األبيض‪.‬‬ ‫الـقـضــاة مــن الـقـبــول بـفــرض إجـ ــراءات مــؤقـتــة (وقــف‬ ‫تلف األنسجة ويقلل من قابلية الزرع‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بدرجة قد تصل إلى أربعين تحت‬ ‫ق ـط ــاع غ ــزة م ـنــذ ال ـســابــع م ــن تـشــريــن‬ ‫أن م ــام ــح ال ـش ـه ــداء ُم ـت ـغ ـيــرة بشكل‬
‫يـقـ ّـيــم أط ـبــاء األمـ ــراض صـحــة العضو‬ ‫الدور الحاسم للفحص الجنائي‬
‫قرر اإلسرائيليون اصالح انابيب املياه بعد ان امروا‬
‫‪ .4‬تبييض صورة الجيش اإلسرائيلي‬ ‫‪ .2‬التبرؤ من النية الجرمية‬
‫اط ــاق ن ــار فـ ــوري) عـلــى "إس ــرائ ـي ــل"‪ .‬وق ــرر بالتالي‬ ‫ّ‬ ‫مع اشتراط عدم تشريح‬ ‫ُ‬ ‫الصفر‪،‬‬ ‫األول امل ــاض ــي‪ ،‬واالش ـت ـبــاه فــي سرقة‬ ‫كـبـيــر ف ــي إشـ ــارة واض ـح ــة إل ــى ســرقــة‬
‫ويحددون عالمات التحلل أو تقنيات‬ ‫وفـيـمــا تشكل ســرقــة األع ـضــاء تحديًا‬ ‫أعـ ـض ـ ّـاء م ـن ـه ــا‪ .‬وأشـ ـ ــار امل ــرص ــد إل ــى‬ ‫االحـتــال ألعـضــاء حيوية مــن أجساد‬
‫بقطعها؟‬
‫تــولــى فــريــق امل ـحــامــن اإلســرائ ـي ـل ـيــن مـهـمــة تبييض‬ ‫زعم فريق الدفاع اإلسرائيلي ان التصريحات الصادرة‬
‫توجيه رسالة غير مباشرة الى القضاة والى حكومات‬
‫ال ـ ـ ــدول ال ـغ ــرب ـي ــة واالت ـ ـحـ ــاد األوروب ـ ـ ـ ــي بـ ــأن خ ـس ــارة‬ ‫ال ـح ـفــظ غ ـيــر ال ـكــاف ـيــة‪ ،‬م ــا يـشـيــر إلــى‬
‫الجثث قد يخفي وراءه سرقة‬ ‫حقيقيًا معقدًا‪ ،‬يظل الفحص الجنائي‬ ‫أن ــه وثـ ــق اح ـت ـجــاز ج ـثــامــن ال ـش ـهــداء‬ ‫هؤالء الشهداء»‪ .‬وأشار البيان إلى أن‬
‫‪ .5‬االدعاء باحترام التناسبية‬ ‫ال ـص ــورة املـهـمـشــة لـلـجـيــش اإلســرائ ـي ـلــي خصوصًا‬ ‫عن رئيس الوزراء ووزراء ونواب وضباط وعسكريني‬ ‫"إسرائيل" في محكمة ّالعدل الدولية تؤدي الى خسارة‬ ‫أصول غير قانونية‪.‬‬ ‫بعض األعضاء‬ ‫أداة حيوية لتجميع لغز هذه الجريمة‬ ‫م ــن م ـج ـمــع ال ـش ـف ــاء ال ـط ـبــي ف ــي غ ــزة‪،‬‬ ‫«االحتالل كـ ّـرر هذه الجريمة أكثر من‬
‫ك ــرر امل ـحــامــي الـبــريـطــانــي ب ــأن الـجـيــش اإلســرائـيـلــي‬ ‫بـعــد نـقــل وس ــائ ــل االعـ ــام الـعــاملـيــة مـشــاهــد الـجـنــود‬ ‫إسرائيليني والـتــي تـحـ ّـرض بشكل واض ــح ومباشر‬ ‫الـ ــدول ال ـتــي دع ـمــت "حــق ـهــا" ف ــي ال ــدف ــاع ع ــن الـنـفــس‪.‬‬ ‫■ تحديد العمر وسبب الوفاة‪:‬‬ ‫وتـقــديــم الـجـنــاة إل ــى ال ـعــدالــة‪ .‬ويمكن‬ ‫واملـسـتـشـفــى اإلنــدون ـي ـســي فــي شمال‬ ‫مرة في حرب اإلبــادة الجماعية‪ ،‬وقام‬
‫اإلس ــرائ ـي ـل ـيــن ف ــي غـ ــزة ي ـه ـل ـلــون لـلـقـتــل وال ـت ـخــريــب‬ ‫على اإلبادة الجماعية والدمار الشامل في غزة ال ّ‬
‫تعبر‬ ‫ويـ ّ‬ ‫املتبرع وسبب الوفاة‬ ‫ّ‬ ‫يعد تحديد عمر‬ ‫لـلـمـبــاحــث الـعـلـمـيــة الـجـنــائـيــة تقديم‬ ‫ال ـ ـق ـ ـطـ ــاع‪ ،‬وأخـ ـ ـ ـ ــرى م ـ ــن م ـح ـي ــط مـمــر‬ ‫سابقًا بنبش قبور في جباليا وسرق‬
‫احترم مبدأ التناسبية في حربه على حماس في قطاع‬ ‫ـرجــح ان يـتــأثــر مــوقــف رئـيـســة املحكمة القاضية‬
‫غــزة‪ .‬ويقول شو ان "الــرد اإلسرائيلي على هجوم ‪7‬‬ ‫وال ـت ـف ـج ـي ــر والـ ـ ــدمـ ـ ــار ال ـ ـشـ ــامـ ــل‪ .‬وادع ـ ـ ـ ــت امل ـحــام ـيــة‬ ‫عن ّنية جرمية‪ ،‬حيث ان‪:‬‬ ‫األمـيــركـيــة ج ــوان دونــاهـيــو والـقــاضــي الـفــرنـســي في‬ ‫أم ـرًا حاسمًا للكشف عــن التناقضات‬ ‫ال ـع ـيــادات الـتــي شــاركــت فــي الـجــراحــة‬ ‫م ـس ــاع ــدة ك ـب ـي ــرة ف ــي ال ـت ـح ـق ـيــق عـبــر‬ ‫النزوح في شارع صالح الدين‪ .‬ولفت‬ ‫جثامني شهداء‪ ،‬إضافة إلى أنه ال يزال‬
‫تشرين األول ‪ 2023‬جاء متناسبًا ولم يخرق القانون‬ ‫اإلســرائ ـي ـل ـيــة رغ ـ ــوان ان ال ـج ـيــش اإلســرائ ـي ـلــي يـقــدم‬ ‫تحرض على قتل املدنيني بل فقط‬ ‫‪" -‬التصريحات ال ّ‬ ‫املحكمة روني ابراهام والقاضي األملاني غيورغ نولتي‬ ‫فـ ـ ــي ال ـ ــوث ـ ــائ ـ ــق أو ك ـ ـشـ ــف الـ ـ ـظ ـ ــروف‬ ‫غـيــر الـقــانــونـيــة ف ــي تـقــديــم أدل ــة على‬ ‫م ـج ـم ــوع ــة مـ ــن األدوات وال ـت ـق ـن ـيــات‬ ‫إل ــى أن قـ ــوات االح ـت ــال اإلســرائـيـلـيــة‬ ‫يحتجز ع ـشــرات مــن جـثــامــن شـهــداء‬
‫الدولي"‪ .‬لكن مقارنة عدد الضحايا وحجم الدمار يدل‬ ‫مساعدات إنسانية للفلسطينيني و"يسعى دائمًا الى‬ ‫األش ـخ ــاص الـتــابـعــن لـحــركــة ح ـم ــاس"‪ .‬لـكــن بنفس‬ ‫املشبوهة املحيطة باستخراج العضو‪.‬‬ ‫اإلجـ ــراء وتـحــديــد الـجـنــاة املحتملني‪.‬‬ ‫التي تكشف األدلــة وتــدل إلــى الجناة‪،‬‬ ‫عـمــدت إلــى نـبــش مـقـبــرة جماعية في‬ ‫قطاع غزة»‪.‬‬
‫والقاضية األسترالية هيالري تشارزورث والقاضي‬
‫تجنب قتل املدنيني" ويساهم في تجهيز املستشفيات‬ ‫الوقت قال احد املحامني امس ان حماس تضم عددا‬ ‫يـمـكــن لـتـحـلـيــل األن ـس ـجــة والـتـقـنـيــات‬ ‫وي ـم ـك ــن ل ـل ـت ـن ــاق ـض ــات وامل ـس ـتـ ـن ــدات‬ ‫كـتـحـلـيــل ال ـح ـم ــض ال ـ ـنـ ــووي‪ ،‬وج ـمــع‬ ‫إحــدى ســاحــات مجمع الشفاء الطبي‬ ‫وك ـ ـ ـ ــان ق ـ ــد أع ـ ـلـ ــن مـ ــديـ ــر ع ـ ـ ــام وزارة‬
‫الــى عكس ذلــك تمامًا‪ ،‬وبالتالي فــان مــزاعــم املحامي‬ ‫الياباني يوجي ايواساوا بذلك حيث ان أرفع املسؤولني‬ ‫امل ـ ّ‬
‫الـجـنــائـيــة امل ـســاعــدة فــي تـحــديــد هــذه‬ ‫ـزورة و«الـفــواتـيــر» ّغير املـعـتــادة أن‬ ‫وت ـح ـل ـيــل ال ـج ـس ـي ـمــات ال ــدق ـي ـق ــة مـثــل‬ ‫واس ـت ـخ ــرج ــت ج ـث ــث الـ ـشـ ـه ــداء مـنـهــا‬ ‫الصحة فــي قطاع غــزة الدكتور منير‬
‫ال ـبــري ـطــانــي تـسـتـنــد ال ــى عـمـلـيــة حـســابـيــة بـمـعــايـيــر‬ ‫وإصــاح "شبكة املياه التي تضررت بسبب الحرب"‪.‬‬ ‫كبيرا من األطـفــال وان إدارة املستشفيات في غزة‬ ‫الرسميني في دولهم كانوا قد ّبرروا استمرار الحرب‬ ‫تثير الشكوك لدى املحققني‪.‬‬ ‫األلـ ـي ــاف أو ال ـش ـعــر أو خ ــاي ــا الـجـلــد‬ ‫واحتجزتها‪.‬‬ ‫ال ـبــرش (‪ )2023/11/17‬أن االح ـتــال‬
‫الـتـفــاصـيــل‪ ،‬مــا قــد يـكـشــف عــن أوراق‬
‫عنصرية حيث ان التناسبية التي ّيدعيها شو تساوي‬ ‫لكن ذلك يجافي الحقيقة حيث ان تقارير األمم املتحدة‬ ‫تتبع لحركة حماس‪.‬‬ ‫اإلسرائيلية على غزة التي تشكل قانونيًا جريمة إبادة‬ ‫ّ‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬يلعب علم األمراض الجنائي‬ ‫التي يتم نقلها أثناء الجريمة لوضع‬ ‫كـمــا أثـ ــار امل ــرص ــد الـحـقــوقــي شبهات‬ ‫اإلســرائـيـلــي اختطف جثامني شهداء‬
‫نفسها التي تشكل محكمة العدل الدولية احد أجهزتها‬ ‫‪" -‬قام الفريق القانوني لجنوب افريقيا باجتزاء هذه‬ ‫مزورة أو عمل إجرامي‪.‬‬
‫‪ 25000‬فلسطيني بـ‪ 1400‬إسرائيلي‪.‬‬ ‫جماعية للشعب الفلسطيني‪ .‬فتلك ال ــدول رفضت‬ ‫‪ Forensic Pathology‬دورًا حــاسـمــا‬ ‫امل ـش ـت ـب ــه ب ـه ــم امل ـح ـت ـم ـل ــن فـ ــي م ـكــان‬ ‫ســرقــة أع ـض ــاء م ــن ال ـج ـثــامــن‪ ،‬بينها‬ ‫فلسطينيني من مجمع الشفاء الطبي‪،‬‬
‫■ مطابقة األنسجة واملنشأ‪:‬‬
‫املتقدمة مثل التنميط‬ ‫ّ‬ ‫يمكن للتقنيات‬ ‫فــي التحقيق فــي اإلت ـج ــار بــاألعـضــاء‬ ‫الـ ـح ــادث أو رب ـط ـهــم بــال ـض ـح ـيــة‪ .‬كما‬ ‫مــاح ـظــات أدلـ ــى ب ـهــا أط ـب ــاء ف ــي غــزة‬ ‫وأخـ ــذهـ ــا إل ـ ــى مـ ـك ــان مـ ـجـ ـه ــول‪ .‬وف ــي‬
‫الجينيّ ومطابقة األنسجة املساعدة‬ ‫وإثـبــاتــه عـبــر تحليل األنـسـجــة بــدقــة‪،‬‬ ‫ي ـم ـكــن لـلـتـقـنـيــات امل ـت ـقــدمــة كـتـحــديــد‬ ‫أج ــروا فحصًا سريعًا لبعض الجثث‬ ‫‪ ،2023/11/26‬أفـ ــاد أط ـب ــاء وجــرحــى‬
‫فــي تـعــقــب م ـصــدر الـعـضــو وال ـت ـعـ ّـرف‬
‫إلــى «املـتـبــرعــن» املحتملني‪ .‬يمكن أن‬
‫بـ ـت ــاري ــخ األول م ــن ك ــان ــون ال ـثــانــي‬ ‫وهــي مقابر سرية جماعية يتم فيها‬ ‫قانوني‪ ،‬واملتاجرة بها ضمن شبكة‬ ‫وجـ ــودي فــي امل ـع ـهــد‪ ،‬شــاهــدت كيف‬ ‫تكشف هذه املعلومات عن التناقضات‬
‫الـجــاري‪ ،‬أوردت إذاع ــة جيش العدو‬ ‫الدفن بشكل مجهول بأرقام محفورة‬ ‫دولية غير قانونية‪.‬‬ ‫يأخذون أعضاء من جسد فلسطيني‬ ‫فـ ـ ــي الـ ـ ـسـ ـ ـج ـ ــات الـ ـطـ ـبـ ـي ــة أو ت ــرب ــط‬
‫اإلسرائيلي عن إقــدام قائد فرقة في‬ ‫على لوحات معدنية ملحقة بالجثث‬ ‫وفــي ‪ 23‬تشرين الـثــانــي ‪ ،2015‬بثت‬ ‫وال ي ــأخ ــذون أي ش ــيء م ــن الـجـنــود‬ ‫الضحايا بشبكات اإلتجار‪.‬‬ ‫أكبر بنك‬
‫ل ــواء جـفـعــاتــي عـلــى خـطــف رضيعة‬
‫فـلـسـطـيـنـيــة م ــن داخ ـ ــل م ـنــزل ـهــا فــي‬ ‫تــوجــد إح ــدى امل ـقــابــر األربـ ــع ال ـتــي تم‬
‫أو الرفات‪.‬‬ ‫القناة الثانية اإلسرائيلية‪ ،‬تحقيقًا‬
‫ـورط م ـع ـه ــد الـ ـط ــب ال ـش ــرع ــي‬ ‫عـ ــن تـ ـ ـ ـ ّ‬
‫ف ــي املـ ـق ــاب ــل»‪ .‬وأضـ ــافـ ــت‪« :‬ي ــأخ ــذون‬
‫وصمامات القلب‪،‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫القرنيات والجلد‬ ‫توثيق سرقة األعضاء‬ ‫للجلود البشرية‬
‫ق ـط ــاع غـ ـ ــزة‪ ،‬ب ـع ــد اس ـت ـش ـه ــاد أفـ ــراد‬ ‫الـكـشــف عنها فــي الـسـنــوات األخ ـيــرة‪،‬‬ ‫اإلس ـ ــرائـ ـ ـيـ ـ ـل ـ ــي فـ ـ ــي س ـ ــرق ـ ــة أع ـ ـضـ ــاء‬ ‫مع اإلشارة إلى أن غير املتخصصني‬ ‫ف ـ ـ ــي ت ـ ـقـ ــريـ ــر ال ـ ـص ـ ـحـ ــافـ ــي دون ـ ــال ـ ــد‬
‫ّ‬
‫عــائ ـل ـت ـهــا ف ــي غ ـ ــارة إس ــرائ ـي ـل ـي ــة‪ ،‬إذ‬ ‫وهي مقبرة «جسر بنات يعقوب»‪ ،‬في‬ ‫مـ ــن ج ـث ــام ــن ش ـ ـهـ ــداء فـلـسـطـيـنـيــن‬ ‫ل ــن ي ــاح ـظ ــوا غ ـي ــاب هـ ــذه األع ـض ــاء‬ ‫ب ـ ـ ــوسـ ـ ـ ـت ـ ـ ــروم‪ ،‬ع ـ ـ ـ ــام ‪ُ ،2001‬س ـ ــل ـ ــط‬ ‫بـ ـن ــك ال ـ ـج ـ ـلـ ــود ه ـ ــو م ـن ـش ــأة‬
‫ي ـب ـق ــى م ـص ـي ــر الـ ـطـ ـفـ ـل ــة ال ــرض ـي ـع ــة‬ ‫منطقة عـسـكــريــة وت ـضــم رف ــات ُمئات‬ ‫محتجزين لدى الجيش اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫ح ـي ــث ي ـض ـع ــون ش ـي ـئــا بــاسـتـيـكـيــا‬ ‫الـضــوء على سرقة أعـضــاء الشهداء‬ ‫طبية تخزن الجلود البشرية‬
‫ً‬
‫ومكان وجودها مجهولني بعد مقتل‬ ‫الفلسطينيني واللبنانيني الذين قتلوا‬ ‫وت ـ ـضـ ـ ّـمـ ــن الـ ـتـ ـق ــري ــر ش ـ ـ ـهـ ـ ــادات مــن‬ ‫بــدال مــن القرنيات ويــأخــذون الجلد‬ ‫الفلسطينيني واملتاجرة بها من قوات‬ ‫السـ ـتـ ـعـ ـم ــالـ ـه ــا الح ـ ـق ـ ــا ف ــي‬
‫الضابط املذكور في ‪ 22‬كانون األول‬ ‫على يد االحتالل اإلسرائيلي في حرب‬ ‫ال ـ ــرئـ ـ ـي ـ ــس الـ ـ ـس ـ ــاب ـ ــق ملـ ـعـ ـه ــد الـ ـط ــب‬ ‫من الخلف‪ ،‬كما يتم استخدام جثث‬ ‫االحتالل‪ .‬وجاء في التقرير «الحديث‬ ‫معالجة الحروق والسرطانات‬
‫‪.2023‬‬ ‫‪.1982‬‬ ‫الشرعي «اإلسرائيلي»‪ ،‬يهودا هيس‪،‬‬ ‫الـشـهــداء املعتقلني فــي كليات الطب‬ ‫ه ـ ـنـ ــا ال يـ ـ ـ ـ ــدور ف ـ ـقـ ــط حـ ـ ـ ــول س ــرق ــة‬ ‫الجلدية‪ .‬تمتلك دولة االحتالل‬
‫وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية‬ ‫وضـ ـ ـم ـ ــن س ـ ـيـ ــاسـ ــة م ـم ـن ـه ـج ــة ت ـت ـيــح‬ ‫أف ـ ـ ــاد ف ـي ـه ــا ب ـ ــأن أع ـ ـضـ ــاء وأن ـس ـج ــة‬ ‫في الجامعات اإلسرائيلية ألغراض‬ ‫األع ـضــاء‪ ،‬بــل أيـضــا حــول االحتفاظ‬
‫فـ ــي ب ـ ـيـ ــان‪ :‬إن «اخـ ـتـ ـط ــاف ال ـج ـيــش‬ ‫وجلودًا انتزعت من أجساد الشهداء‬
‫ُ‬
‫بحثية»‪.‬‬ ‫ال ـكــامــل بــال ـج ـثــث‪ .‬وت ـص ــاع ــدت هــذه‬ ‫أك ـبــر ب ـنــك لـلـجـلــود الـبـشــريــة‬
‫ل ـه ــا س ــرق ــة امل ــزي ــد م ــن األعـ ـ ـض ـ ــاء‪ ،‬أو‬
‫اإلســرائـيـلــي رضـيـعــة مــن قـطــاع غــزة‬ ‫الفلسطينيني من دون علم أو موافقة‬ ‫وق ــال ــت فــايــس إن ــه «ف ــي االنـتـفــاضــة‬ ‫القضية فــي الـسـنــوات املــاضـيــة‪ ،‬من‬ ‫فــي العالم مــع احتياطي جلد‬
‫استعمالها إلجــراء تجارب ودراســات‬
‫دل ـي ــل ع ـلــى ارتـ ـك ــاب أب ـش ــع ال ـجــرائــم‬ ‫فــي كـلـيــات ال ـطــب اإلســرائـيـلـيــة‪ ،‬بــدأت‬ ‫ذوي ـهــم‪ ،‬وأض ــاف‪« :‬أخــذنــا القرنيات‬ ‫األولى‪ ،‬سمح الجيش فعليًا للمعهد‬ ‫‪ 36‬ش ـه ـي ـدًا م ـح ـت ـج ـزًا فـ ــي ث ــاج ــات‬ ‫بـ ـش ــري ي ـ ـعـ ــادل ‪ 170‬م ـت ـرًا‬
‫ب ـح ــق امل ــدنـ ـي ــن مـ ــن دون رقـ ــابـ ــة أو‬ ‫«إس ــرائ ـي ــل» مـنــذ ع ــام ‪ 2015‬احـتـجــاز‬ ‫والجلد وصمامات القلب والعظام‪...‬‬ ‫باستخراج أعضاء من الفلسطينيني‬ ‫االح ـت ــال فــي ش ـبــاط ‪ ،2019‬إل ــى ‪72‬‬ ‫مــرب ـعــا‪ .‬ج ــرى تـشـيـيــد البنك‬
‫ّ‬
‫محاسبة»‪.‬‬ ‫الجثامني في الثالجات‪.‬‬ ‫كـ ــل شـ ـ ــيء ت ـق ــري ـب ــا تـ ـ ـ ّـم ب ـش ـك ــل غـيــر‬ ‫ب ـم ــوج ــب إجـ ـ ـ ــراء ع ـس ـك ــري ي ـت ـطــلــب‬ ‫شهيدًا في شباط ‪ ،2021‬و‪ 93‬شهيدًا‬ ‫عـ ـ ــام ‪ ،1986‬ب ـ ــإش ـ ــراف مــن‬
‫قـ ــد ال تـ ـك ــون هـ ـ ــذه ال ـ ـحـ ــادثـ ــة ح ــال ــة‬ ‫وأش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــار تـ ـ ـق ـ ــري ـ ــر لـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوزارة اإلعـ ـ ـ ـ ــام‬ ‫رسمي إلى حد كبير‪ ...‬ولم يتم طلب‬ ‫تشريح جثة أسير فلسطيني‪ .‬ورافق‬ ‫ف ــي ش ـب ــاط ‪ ،2022‬ل ـي ـصــل إلـ ــى ‪105‬‬ ‫قطاع الطب العسكري التابع‬
‫منفردة‪ ،‬وال سيما أن قوات االحتالل‬ ‫الفلسطينية إل ــى أن ق ــوات االح ـتــال‬ ‫اإلذن من العائالت»‪ .‬وفي ‪ 27‬شباط‬ ‫إجراء التشريح إزالة األعضاء‪ ،‬والتي‬ ‫شهداء في نيسان ‪ .2022‬وبلغ عدد‬ ‫لجيش االحتالل اإلسرائيلي‪.‬‬
‫تـ ـق ــوم‪ ،‬وب ـش ـك ــل م ـت ـك ــرر‪ ،‬بــاح ـت ـجــاز‬ ‫تحتجز ‪ 104‬جـثــامــن فــي الـثــاجــات‪،‬‬ ‫‪ ،2016‬كشف تقرير نشرته صحيفة‬ ‫استخدمها بنك الجلد اإلسرائيلي‬ ‫ال ـش ـهــداء املـعـتـقـلــن ف ــي امل ـقــابــر ‪256‬‬ ‫على م ــدار الـسـنــوات ُس ّجلت‬
‫ون ـقــل أط ـف ــال فلسطينيني م ــن دون‬ ‫و‪ 256‬في «مقابر األرقــام»‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫«هــآرتــس» اإلسرائيلية عــن اعـتــراف‬ ‫ال ـ ـ ـ ـ ــذي أن ـ ـش ـ ــئ ع ـ ـ ـ ــام ‪ 1985‬لـ ـع ــاج‬ ‫شهيدًا»‪.‬‬
‫م ـع ــرف ــة م ـص ـي ــره ــم الح ـ ـقـ ــا‪ُ .‬ي ـض ــاف‬ ‫دولة االحتالل بأنها «فقدت» عشرات‬ ‫ال ـح ــروق ال ـتــي أص ـيــب بـهــا الـجـنــود‬ ‫وت ـح ــدث ــت ال ــدكـ ـت ــورة مـ ـي ــرا ف ــاي ــس‪،‬‬
‫ع ـم ـل ـي ــات س ــرق ــة جـ ـل ــود مــن‬
‫احتجاز ‪ 13‬جثمانًا منذ مطلع ‪.2022‬‬ ‫جثث الضحايا الفلسطينيني‪،‬‬
‫إلــى ذلــك فقدان العديد من العائالت‬ ‫وف ـ ـ ـ ــي ه ـ ـ ـ ــذا الـ ـ ـسـ ـ ـي ـ ــاق ذك ـ ـ ـ ــر املـ ــرصـ ــد‬ ‫من جثث الشهداء الفلسطينيني‪.‬‬ ‫اإلسرائيليون»‪.‬‬ ‫ال ـط ـب ـي ـبــة «اإلس ــرائ ـي ـل ـي ــة» وخ ـب ـيــرة‬
‫الفلسطينية اتصالها بأطفالها‪.‬‬ ‫وفــي عــام ‪ ،2008‬نشرت شبكة ‪CNN‬‬ ‫األنـثــروبــولــوجـيــا‪ ،‬فــي كتابها «على‬ ‫وبـ ــال ـ ـتـ ــالـ ــي ي ـخ ـت ـل ــف ال ـب ـن ــك‬
‫األورومـ ـ ـت ـ ــوسـ ـ ـط ـ ــي أن ـ ـ ــه سـ ـب ــق رص ــد‬ ‫«مقابر األرقام»‬
‫وفـ ــي ظ ــل ت ـش ـتــت الـ ـع ــائ ــات بـسـبــب‬ ‫تعمد قوات االحتالل اإلفراج عن جثث‬ ‫ّ‬ ‫األم ـي ــرك ـي ــة تـحـقـيـقــا ك ـش ـفــت ف ـيــه أن‬ ‫جثتهم املـيـتــة – ال ـقــوة واملـعــرفــة في‬ ‫اإلسرائيلي عن باقي البنوك‬
‫النزوح القسري‪ ،‬ومع وجود أكثر من‬ ‫ّ‬
‫ال ـش ـه ــداء وهـ ــي م ـت ـجــمــدة ب ــدرج ــة قد‬ ‫فــي آب ‪ ،2022‬أف ــاد تـقــريــر ص ــادر عن‬ ‫«إسرائيل» تعتبر «أكبر مركز عاملي‬ ‫املعهد الوطني للطب الشرعي» عن‬ ‫ح ـ ــول ال ـع ــال ــم ب ـ ــأن إمـ ــداداتـ ــه‬
‫‪ 7‬آالف مـفـقــود فلسطيني‪ ،‬وبسبب‬ ‫ت ـصــل إل ــى أرب ـع ــن ت ـحــت ال ـص ـفــر‪ ،‬مع‬ ‫املركز الفلسطيني ألبحاث السياسات‬ ‫لــإتـجــار غـيــر امل ـشــروع بــاألعـضــاء»‪.‬‬ ‫مشاهدتها ســرقــة أعـضــاء مــن جثث‬ ‫ومـ ـخ ــزون ــات ــه م ــن األعـ ـض ــاء‬
‫ص ـ ـعـ ــوبـ ــة رفـ ـ ـ ــع ال ـ ـ ــرك ـ ـ ــام وان ـ ـق ـ ـطـ ــاع‬ ‫والدراسات اإلستراتيجية «مسارات»‪،‬‬ ‫وتحدث التقرير عن تــورط إسرائيل‬ ‫ّ‬ ‫فـلـسـطـيـنـيــن ف ــي مـعـهــد «أبـ ــو كبير‬ ‫الحيوية ال تأتي من ّ‬
‫اش ـت ــراط ع ــدم تـشــريــح ال ـج ـثــث‪ ،‬مــا قد‬ ‫ّ‬ ‫متبرعني‬
‫االتـ ـ ـص ـ ــاالت واإلن ـ ـتـ ــرنـ ــت فـ ــي أغ ـلــب‬ ‫يخفي وراءه سرقة بعض األعضاء‪.‬‬ ‫بــأن إســرائـيــل تتبع ‏سياسة ‏احتجاز‬ ‫فـ ـ ــي جـ ــري ـ ـمـ ــة ق ـ ـتـ ــل ال ـف ـل ـس ـط ـي ـن ـي ــن‬ ‫لـلـطــب ال ـشــرعــي» ف ــي ت ــل أب ـي ــب‪ ،‬بني‬ ‫طوعيني فقط‪.‬‬
‫قطاع غزة‪ ،‬تزداد خطورة جريمة نقل‬ ‫الـجـثــامــن وســرقــة األع ـضــاء مـنــذ عــام‬ ‫ب ـهــدف ســرقــة أعـضــائـهــم الــداخـلـيــة‪،‬‬ ‫ـام ــي ‪ 1996‬و‪ ،2002‬ح ـي ــث كــانــت‬ ‫عـ َ‬
‫األطفال قسرًا وإخفائهم‪.‬‬ ‫نقل أطفال قسرًا من قطاع غزة‬ ‫‪ ،1948‬‏في ما ُيعرف بـ«مقابر األرقام»‪،‬‬ ‫واالسـ ـ ـ ـتـ ـ ـ ـف ـ ـ ــادة مـ ـنـ ـه ــا بـ ـشـ ـك ــل غ ـيــر‬ ‫تـجــري بحثًا علميًا‪ .‬وقــالــت‪« :‬أثـنــاء‬
‫‪5‬‬ ‫السبت ‪ 13‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪96‬‬ ‫السبت ‪ 13‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪96‬‬ ‫‪4‬‬
‫القضية المركزية‬ ‫القضية المركزية‬
‫في القانون‬

‫بانتظار التدابير المؤقتة‪ ..‬غزة تستغيث‬


‫املزعومة على األقل ‪ ...‬قابلة للوقوع‬ ‫تـشـكــل ان ـت ـهــاكــات التـفــاقـيــة اإلبـ ــادة‬ ‫الـ ـجـ ـم ــاعـ ـي ــة‪ .‬ومـ ـ ــن ال ـص ـح ـي ــح أي ـض ــا‬ ‫ع ـن ـه ــا واتـ ـخ ــذتـ ـه ــا وتـ ـتـ ـخ ــذه ــا ضــد‬ ‫االحترازية ‪ .‬وفقا للمادة ‪ 41‬في فقرتها‬
‫ضمن أحكام االتفاقية"‪.‬‬ ‫الجماعية أو تــؤدي إلى انتهاكاتها‬ ‫استنتاج تلك النية من طبيعة وسير‬ ‫الـشـعــب الفلسطيني‪ ،‬وه ــو مجموعة‬ ‫الثانية املوضحة اعاله‪ .‬التي لم تحدد‬
‫ريثما تعقد جلسة االسـتـمــاع هــذه‪،‬‬ ‫الـعـمـلـيــة الـعـسـكــريــة اإلســرائـيـلـيــة في‬ ‫قــومـيــة وعــرقـيــة وإثـنـيــة مـتـمـيــزة‪ ،‬في‬ ‫الـصــاحـيــات املتعلقة بمجلس األمــن‬
‫قضايا مماثلة أمام محكمة‬ ‫وذل ـ ــك لـتـمـكــن أي أمـ ــر ق ــد ت ـصــدره‬ ‫غزة‪ ،‬مع األخذ في االعتبار‪ ،‬في جملة‬ ‫أع ـقــاب الـهـجـمــات الـتــي وق ـعــت فــي ‪7‬‬ ‫ويستنتج من ذلك أن‬ ‫في هذه الحالة ‪ُ .‬‬
‫العدل الدولية‬ ‫املحكمة بشأن طلب اإلشارة بتدابير‬ ‫أمـ ـ ــور‪ ،‬ف ـشــل إس ــرائ ـي ــل ف ــي تــوف ـيــر أو‬ ‫أكتوبر ‪" .2023‬وتدين جنوب أفريقيا‬ ‫ملجلس األم ــن السلطة الـتـقــديــريــة في‬
‫أمــرت محكمة العدل الدولية باتخاذ‬ ‫تحفظية‪ .‬آث ــاره املناسبة‪ .‬وتحقيقا‬ ‫ضمان الغذاء واملــاء وال ــدواء والوقود‬ ‫إدانة قاطعة جميع انتهاكات القانون‬ ‫اخـتـيــار االجـ ـ ــراءات املـنــاسـبــة لتنفيذ‬
‫ت ــداب ـيــر م ــؤق ـت ــة ف ــي اك ـث ــر م ــن قضية‬ ‫ل ـهــذه ال ـغــايــة‪ ،‬يـنـبـغــي للمحكمة أن‬ ‫واملـ ـ ـ ــأوى وغ ـي ــر ذلـ ــك م ــن امل ـس ــاع ــدات‬ ‫الدولي من جانب جميع األطراف‪ ،‬بما‬ ‫ال ـتــداب ـيــر املــؤق ـتــة‪ .‬ع ـلــى أن ــه ق ــد يلجأ‬ ‫لونا فرحات‬
‫عــرضــت عـلـيـهــا‪ .‬ول ـكــن أك ـثــر القضايا‬ ‫ت ــأم ــر إس ــرائـ ـي ــل ب ــال ـك ــف ع ــن الـقـتــل‬ ‫اإلن ـ ـسـ ــان ـ ـيـ ــة ل ـل ـش ـع ــب ال ـف ـل ـس ـط ـي ـنــي‬ ‫في ذلك االستهداف املباشر للمدنيني‬ ‫صــاحــب املـصـلـحــة فــي تـنـفـيــذهــا إلــى‬
‫الـ ـت ــي ل ـه ــا ع ــاق ــة مـ ـب ــاش ــرة ب ــدع ــوى‬ ‫والتسبب في أضرار عقلية وجسدية‬ ‫امل ـ ـحـ ــاصـ ــر ‪ ،‬مـ ـم ــا دفـ ـع ــه إلـ ـ ــى ح ــاف ــة‬ ‫اإلســرائـيـلـيــن وغـيــرهــم مــن املواطنني‬ ‫مجلس األمــن للمطالبة بــاصــدار قرار‬ ‫ت ـت ـض ـمــن الـ ــدعـ ــوى املـ ـق ــام ــة م ــن قـبــل‬
‫جنوب افريقيا والتي استندت عليها‬ ‫جـسـيـمــة لـلـشـعــب الـفـلـسـطـيـنــي في‬ ‫امل ـجــاعــة‪ .‬ويـتـضــح أي ـضــا م ــن طبيعة‬ ‫وأخ ـ ـ ــذ ال ــره ــائ ــن مـ ــن ج ــان ــب ح ـمــاس‬ ‫يضمن تنفيذها ‪.‬‬ ‫ج ـن ــوب افــري ـق ـيــا ض ــد اس ــرائ ـي ــل أم ــام‬
‫في كتابة مذكرتها ‪،‬هي قضية غامبيا‬ ‫غ ــزة‪ ،‬وال ـكــف عــن التسبب عـمــدا في‬ ‫ون ـط ــاق وم ــدى الـهـجـمــات الـعـسـكــريــة‬ ‫وغـيــرهــا مــن الـجـمــاعــات الفلسطينية‬ ‫محكمة العدل الدولية طلبا مستعجال‬
‫ضــد ماينمار وقضية أوكــرانـيــا ضد‬ ‫ف ــرض ظ ــروف معيشية يقصد بها‬ ‫اإلسرائيلية على غــزة‪ ،‬والـتــي شملت‬ ‫املـسـلـحــة" حـســب م ــا ج ــاء ف ــي املــذكــرة‬ ‫جنوب افريقيا تطلب التدابير‬ ‫وه ــو ات ـخ ــاذ تــداب ـيــر مــؤق ـتــة م ــن اجــل‬
‫روسـيــا‪ .‬فعناصر التشابه بني هاتني‬ ‫تــدمـيــره جـســديــا كـمـجـمــوعــة‪ ،‬ومنع‬ ‫القصف املستمر على مدى أكثر من ‪11‬‬ ‫ولكن جنوب افريقيا ترى أنه ال يمكن‬ ‫المؤقتة لحماية الفلسطينيين‬ ‫ال ـح ـف ــاظ ع ـلــى ال ـح ـق ــوق امل ـح ـم ـيــة في‬
‫الـقـضـيـتــن وق ـض ـيــة ج ـن ــوب افــريـقـيــا‬ ‫الـتـحــريــض امل ـبــاشــر والـعـلـنــي على‬ ‫أسبوعا لواحدة (منذ تقديم الدعوى)‬ ‫ألي هجوم مسلح على إقليم دولــة ما‬ ‫قــدمــت ج ـنــوب أفــري ـق ـيــا طـلـبــا إلقــامــة‬ ‫اتفاقية منع االب ــادة واملعاقبة عليها‬
‫تـتـمـثــل ف ــي أن ه ــذه ال ـق ـضــايــا ال ـثــاث‬ ‫اإلبـ ــادة الـجـمــاعـيــة واملـعــاقـبــة عليه‪،‬‬ ‫من أكثر األماكن اكتظاظا بالسكان في‬ ‫مهما كــانــت خـطــورتــه ‪ -‬حتى لــو كان‬ ‫دع ـ ــوى ض ــد إس ــرائـ ـي ــل أم ـ ــام مـحـكـمــة‬ ‫‪ .‬فما املقصود أوال بالتدابير املؤقتة؟‬
‫تتعلق بـمــزاعــم انـتـهــاك اتـفــاقـيــة منع‬ ‫وإل ـ ـغـ ــاء الـ ـسـ ـي ــاس ــات واملـ ـم ــارس ــات‬ ‫العالم‪ ،‬مما أجبر ‪ 1.9‬مليون شخص‬ ‫هجوما ينطوي على جرائم فظيعة ‪-‬‬ ‫ال ـ ـعـ ــدل الـ ــدول ـ ـيـ ــة‪ ،‬بـ ـش ــأن ان ـت ـه ــاك ــات‬ ‫تنص امل ــادة ‪ 41‬مــن النظام االســاســي‬
‫الـبــادة واملعاقبة عليها و الطلب من‬ ‫ذات الصلة‪ ،‬بما في ذلــك ما يتعلق‬ ‫أو ‪ ٪85‬من سكان غــزة على إجالئهم‬ ‫أن يــوفــر أي مـبــرر ممكن أو دف ــاع عن‬ ‫م ـ ــزع ـ ــوم ـ ــة مـ ـ ـ ــن ج ـ ـ ــان ـ ـ ــب إس ـ ــرائ ـ ـي ـ ــل‬ ‫ملحكمة ال ـعــدل الــدول ـيــة عـلــى الـتــالــي"‬
‫املحكمة وبصفة االستعجال تطبيق‬ ‫بالقيود املفروضة على املساعدات‬ ‫مــن مـنــازلـهــم واقـتـيــادهــم إل ــى مناطق‬ ‫انتهاكات اتفاقية منع جريمة اإلبادة‬ ‫الل ـت ــزام ــات ـه ــا ب ـم ــوج ــب ات ـف ــاق ـي ــة مـنــع‬ ‫‪-1‬للمحكمة أن تقرر التدابير املؤقتة‬
‫امل ـ ــادة ‪ 41‬امل ــذك ــورة اعـ ــاه أي الـطـلــب‬ ‫أصغر من أي وقت مضى‪ .‬دون مأوى‬ ‫الجماعية واملعاقبة عليها سواء من‬ ‫جــريـمــة اإلبـ ــادة الـجـمــاعـيــة واملـعــاقـبــة‬ ‫التي يجب اتخاذها لحفظ حق كل من‬
‫م ــن امل ـح ـك ـمــة اتـ ـخ ــاذ ت ــداب ـي ــر مــؤقـتــة‬ ‫مــائــم ‪ ،‬ح ـيــث ال ي ــزال ــون يـتـعــرضــون‬ ‫حيث الـقــانــون أو األخ ــاق‪ .‬و اعتبرت‬ ‫عليها فيما يتعلق بالفلسطينيني‬ ‫االط ــراف وذل ــك مـتــى رأت أن الـظــروف‬
‫ك ــاج ــراء اح ـ ـتـ ــرازي إلـ ــى أن ي ـن ـظــر في‬ ‫لـلـهـجــوم وال ـق ـتــل واألذى‪ .‬وق ــد قتلت‬ ‫ج ـن ــوب افــري ـق ـيــا أن أفـ ـع ــال إســرائ ـيــل‬ ‫ف ــي ق ـط ــاع غ ـ ــزة‪ .‬ووفـ ـق ــا ل ـل ـط ـلــب‪ ،‬فــإن‬ ‫ت ـق ـت ـضــي بـ ــذلـ ــك‪ -2 .‬إل ـ ــى أن ي ـصــدر‬
‫االس ــس املوضوعية لالتهام االصلي‬ ‫ينبغي للمحكمة أن تأمر إسرائيل‬ ‫إســرائـيــل حـتــى اآلن أكـثــر مــن ‪21,110‬‬ ‫ه ـ ــي إب ـ ـ ـ ـ ــادة جـ ـم ــاعـ ـي ــة ف ـ ــي ط ــاب ـع ـه ــا‬ ‫أفعال اسرائيل هي إبادة جماعية في‬ ‫ال ـح ـكــم ال ـن ـهــائــي‪ ،‬يـبـلــغ فـ ــورا أط ــراف‬
‫في الدعوى وهو انتهاك اتفاقية منع‬ ‫بالكف عن القتل والتسبب في‬ ‫فلسطيني ‪ ،‬من بينهم أكثر من ‪7,729‬‬ ‫وتشمل هذه األفعال قتل فلسطينيني‬ ‫طبيعتها ‪ ،‬ألنها ترتكب بنية محددة‬ ‫الــدعــوى ومجلس األم ــن نبأ التدابير‬
‫االبــادة واملعاقبة عليها‪ .‬وقد صدرت‬ ‫أضرار عقلية وجسدية جسيمة‬ ‫طفال (وصل العدد إلى ‪ 10‬االف طفل)‬ ‫فـ ــي غ ـ ـ ــزة‪ ،‬وإل ـ ـحـ ــاق أضـ ـ ـ ــرار ج ـســديــة‬ ‫مطلوبة‪ . . .‬تدمير الفلسطينيني في‬ ‫ال ـت ــي ُي ـ ــرى ات ـخ ــاذه ــا "‪ .‬نـ ـظ ـ ًـرا لـلـمــدة‬
‫ف ـع ــا الـ ـت ــدابـ ـي ــر امل ــؤقـ ـت ــة فـ ــي قـضـيــة‬ ‫– مع أكثر من ‪ 7,780‬آخرين في عداد‬ ‫وعـقـلـيــة جسيمة ب ـهــم‪ ،‬والـتـسـبــب في‬ ‫غزة كجزء من املجموعة الفلسطينية‬ ‫التي تستغرقها اإلجــراءات القانونية‬
‫غامبيا ضد ميانمار بتاريخ ‪ 23‬يناير‬ ‫للشعب الفلسطيني في غزة‪،‬‬ ‫املفقودين‪ ،‬ويفترض أنهم ماتوا تحت‬ ‫ظروف معيشية تهدف إلى تدميرهم‬ ‫الـقــومـيــة والـعــرقـيــة واإلث ـن ـيــة األوس ــع‬ ‫وبــطء وتيرتها‪ ،‬يجوز ملحكمة العدل‬
‫‪ 2020‬علما أن غامبيا كانت قد تقدمت‬ ‫والكف عن التسبب عمدا في‬ ‫األنقاض – وأصابت أكثر من ‪55,243‬‬ ‫جـســديــا‪ .‬وت ـعــزى جميع ه ــذه األفـعــال‬ ‫وأن "س ـ ـلـ ــوك إسـ ــرائ ـ ـيـ ــل ‪ -‬مـ ــن خ ــال‬ ‫الدولية ‪ ،‬عندما تستوجب ذلك طبيعة‬
‫ب ــال ــدع ــوى ف ــي ‪ 11‬نــوفـمـبــر م ــن ال ـعــام‬ ‫فلسطينيا آخ ــري ــن‪ ،‬مـمــا تـسـبــب لهم‬ ‫إل ــى إس ــرائ ـي ــل‪ ،‬ال ـت ــي فـشـلــت ف ــي منع‬ ‫أجهزة الدولة ووكالء الدولة وغيرهم‬ ‫ال ــدع ــوى‪ ،‬ات ـخــاذ ق ــرار ب ـفــرض تــدابـيــر‬
‫‪ ، 2019‬وعـ ـق ــدت ج ـل ـســات االس ـت ـمــاع‬
‫فرض ظروف معيشية يقصد بها‬ ‫فــي أضـ ــرار جـســديــة وعـقـلـيــة شــديــدة‪.‬‬ ‫اإلب ـ ــادة ال ـج ـمــاع ـيــة وتــرت ـك ــب اإلبـ ــادة‬ ‫مـ ــن األشـ ـ ـخ ـ ــاص والـ ـكـ ـي ــان ــات ال ــذي ــن‬ ‫أي من أطراف الدعوى‬ ‫احتياطية على ٍ‬
‫ال ـش ـفــويــة ف ــي ‪ 10‬ديـسـمـبــر م ــن ال ـعــام‬ ‫تدميره جسديا كمجموعة‬ ‫كما دم ــرت إســرائـيــل مناطق شاسعة‬ ‫الجماعية في انتهاك واضح التفاقية‬ ‫يـتـصــرفــون ب ـنــاء عـلــى تعليماتها أو‬ ‫‪،‬وال ـش ــيء ال ــذي يـتـعــرض للخطر هنا‬
‫نفسه‪.‬اما قضية اوكرانيا ضد روسيا‬ ‫من غــزة‪ ،‬بما في ذلــك أحياء بأكملها‪،‬‬ ‫اإلب ـ ـ ــادة ال ـج ـمــاع ـيــة‪ ،‬والـ ـت ــي انـتـهـكــت‬ ‫ت ـح ــت ت ــوج ـي ـه ـه ــا أو س ـي ـط ــرت ـه ــا أو‬ ‫أي مــن األط ــراف ومنع‬ ‫حماية حـقــوق ٍ‬
‫ف ـق ــد ت ـق ــدم ــت اوكـ ــران ـ ـيـ ــا بـ ـت ــاري ــخ ‪27‬‬ ‫وأل ـح ـقــت أضـ ـ ــرارا أو دمـ ــرت أك ـثــر من‬ ‫أي ـض ــا وال ت ـ ــزال ت ـن ـت ـهــك ال ـتــزامــات ـهــا‬ ‫نفوذها ‪ -‬فيما يتعلق بالفلسطينيني‬ ‫أف ـعــال خـطـيــرة ال رج ـعــة فـيـهــا يجري‬
‫فبراير من العام ‪ 2022‬وعقدت جلسات‬ ‫‪ 355,000‬منزل فلسطيني‪ ،‬إلى جانب‬ ‫األســاس ـيــة األخـ ــرى بـمــوجــب اتـفــاقـيــة‬ ‫فــي غ ــزة‪ ،‬ينتهك الـتــزامــاتـهــا بموجب‬ ‫ارتكابها أثـنــاء الفترة التي يتطلبها‬
‫االسـتـمــاع فــي ‪ 7‬م ــارس ‪ ،‬وص ــدر قــرار‬ ‫وإصدار توجيهات اإلخالء‪.‬‬ ‫مساحات واسعة من األراضي الزراعية‬ ‫اإلبـ ــادة الـجـمــاعـيــة‪ ،‬بـمــا فــي ذل ــك عــدم‬ ‫ات ـف ــاق ـي ــة اإلبـ ـ ـ ــادة ال ـج ـم ــاع ـي ــة"‪ .‬و أن‬ ‫التحقيق في حيثيات القضية‪ .‬وتعتبر‬
‫امل ـح ـك ـم ــة ب ــات ـخ ــذ الـ ـت ــدابـ ـي ــر امل ــؤق ـت ــة‬ ‫وألغـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــراض اإلشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة بـ ـت ــدابـ ـي ــر‬ ‫وامل ـ ـخـ ــابـ ــز وامل ـ ـ ـ ـ ـ ــدارس والـ ـج ــامـ ـع ــات‬ ‫م ـنــع أو مـعــاقـبــة ال ـت ـحــريــض املـبــاشــر‬ ‫"إسرائيل‪ ،‬منذ ‪ 7‬تشرين األول‪/‬أكتوبر‬ ‫ه ــذه ال ـتــدابـيــر‪ ،‬دون امل ـســاس بــالـقــرار‬
‫ب ـت ــاري ــخ ‪ 16‬م ـ ــارس م ــن الـ ـع ــام ‪2022‬‬ ‫ت ـح ـف ـظ ـيــة‪ ،‬امل ـح ـك ـمــة غ ـي ــر مـطــالـبــة‬ ‫وال ـشــركــات وأمــاكــن الـعـبــادة واملـقــابــر‬ ‫والـعـلـنــي عـلــى اإلبـ ــادة الـجـمــاعـيــة من‬ ‫‪ 2023‬عـلــى وج ــه ال ـخ ـصــوص‪ ،‬فشلت‬ ‫النهائي‪ ،‬إلزامية بطبيعتها‪ .‬ويشكل‬
‫‪ .‬وال ــاف ــت أن ــه و عـقــب ص ــدور هذين‬ ‫بــال ـتــأكــد م ـمــا إذا ك ــان ق ــد ح ــدث أي‬ ‫وامل ــواق ــع الـثـقــافـيــة واألث ــري ــة ومـبــانــي‬ ‫جــانــب كـبــار املـســؤولــن اإلسرائيليني‬ ‫في منع اإلبادة الجماعية وفشلت في‬ ‫عدم احترام هذه التدابير االحتياطية‬
‫ً‬
‫القرارين في القضيتينت‪ ،‬اتخذت عدة‬ ‫انتهاك اللتزامات إسرائيل بموجب‬ ‫الـبـلــديــة وامل ـحــاكــم والـبـنـيــة التحتية‬ ‫وغيرهم‪.‬‬ ‫مقاضاة التحريض املباشر والعلني‬ ‫إخ ـ ــال ب ــاالل ـت ــزام ــات ال ــدول ـي ــة ل ـلــدول‬
‫دول ق ــرارا بالتدخل فــي الــدعــوى‪ ،‬في‬ ‫ات ـف ــاق ـي ــة اإلبـ ـ ـ ــادة ال ـج ـم ــاع ـي ــة‪ .‬وم ــن‬ ‫ال ـح ـيــويــة‪ ،‬بـمــا ف ــي ذل ــك م ــراف ــق املـيــاه‬ ‫إن الحقائق التي استندت إليها جنوب‬ ‫على اإلبادة الجماعية" وانها شاركت‬ ‫امل ـع ـن ـي ــة وتـ ـت ــرت ــب ع ـل ـي ــه م ـس ــؤول ـي ــة‬
‫‪ 15‬نوفمبر من العام ‪ 2023‬تقدمت كل‬ ‫األهـمـيــة بـمـكــان‪( ،‬كـمــا رأت املحكمة‬ ‫والصرف الصحي وشبكات الكهرباء‪.‬‬ ‫أفريقيا فــي هــذا الطلب والـتــي سيتم‬ ‫في أعمال إبــادة جماعية ضد الشعب‬ ‫قانونية‪ .‬والهدف من التدابير املؤقتة‬
‫مــن كندا والــدنـمــارك وفرنسا وأملانيا‬ ‫س ــابـ ـق ــا ف ـ ــي قـ ـضـ ـي ــة غ ــامـ ـبـ ـي ــا ضــد‬ ‫بينما يواصلون هجوما ال هوادة فيه‬ ‫تـطــويــرهــا فــي ه ــذه اإلجـ ـ ــراءات تثبت‬ ‫الـفـلـسـطـيـنــي ف ــي غ ــزة وت ـش ــارك فيها‬ ‫هــو توفير الحماية الـفــوريــة لــأفــراد‬
‫ب ــاع ــان م ـش ـتــرك لـلـتــدخــل ف ــي قضية‬ ‫ميانمار)‪ ،‬أن "أي استنتاج‪ ،‬يتوقف‬ ‫على النظام الطبي والرعاية الصحية‬ ‫أن ــه ‪ -‬عـلــى خلفية الـفـصــل العنصري‬ ‫وتخاطر باالنخراط فيها ‪.‬‬ ‫(أ ف ب)‬ ‫إذا كــانــت حـقــوقـهــم بـمــوجــب اتـفــاقـيــة‬
‫غامبيا ضد ماينمار نظرا للمصلحة‬ ‫بشكل خاص على تقييم وجود نية‬ ‫الفلسطيني‪ .‬لقد حولت إسرائيل وال‬ ‫والـ ـط ــرد وال ـت ـط ـه ـيــر ال ـع ــرق ــي وال ـضــم‬ ‫ويتضمن الطلب أيضا اتخاذ تدابير‬ ‫معرضة لخطر وشيك للمعاناة‬ ‫تعتبر ّ‬
‫املشتركة في تحقيق االغراض السامية‬ ‫لتدمير الـجـمــاعــة كليا أو جــزئـيــا‪...‬‬ ‫تـ ــزال ت ـحــول غ ــزة إل ــى أنـ ـق ــاض‪ ،‬تقتل‬ ‫واالحتالل والتمييز واإلنكار املستمر‬ ‫مــؤق ـتــة‪ ،‬عـمــا ب ــامل ــادة ‪ 41‬م ــن الـنـظــام‬ ‫التدخل في نطاق هذه املادة وبالتالي‬ ‫إلى ضمان تنفيذ الحكم النهائي عند‬ ‫ف ــي ال ـن ــزاع أو تـســويـتــه‪ .‬ف ــاالج ــراءات‬ ‫إلـ ــى أربـ ـع ــة اس ــاب ـي ــع‪ .‬أمـ ــا خـصــائــص‬ ‫ولـ ـض ــرر الي ـم ـكــن اص ــاح ــه‪ ،‬وح ـمــايــة‬
‫التفاقية منع االبــادة واملعاقبة عليها‬ ‫[لـلـفـلـسـطـيـنـيــن] ف ــي ح ــد ذات ـه ــم‪ ،‬ال‬ ‫وتؤذي وتدمر شعبها‪ ،‬وتهيئ ظروف‬ ‫لـحــق الـشـعــب الفلسطيني فــي تقرير‬ ‫األساسي للمحكمة ‪ .‬وتطلب جنوب‬ ‫هــي غـيــر مـلــزمــة‪ .‬لـكــن ثـمــة فــريــق آخــر‬ ‫صدوره ‪.‬‬ ‫التحفظية ينبثق عنها حماية مؤقتة‬ ‫ال ـتــداب ـيــر املــؤق ـتــة فـيـمـكــن تلخيصها‬ ‫وسـ ــائـ ــل االثـ ـ ـب ـ ــات فـ ــي الـ ـ ـن ـ ــزاع وم ـنــع‬
‫‪.‬كـ ـم ــا ق ــدم ــت ج ـ ــزر امل ــال ــدي ــف اع ــان ــا‬ ‫يـمـكــن أن ت ـق ــوم ب ــه املـحـكـمــة إال في‬ ‫حـيــاة مـحـســوبــة إلح ــداث دم ــار مــادي‬ ‫املصير ‪ -‬أن اسرائيل قد فشلت منذ ‪7‬‬ ‫أف ــريـ ـقـ ـي ــا م ـ ــن امل ـح ـك ـم ــة أن تـتـتـخــذ‬ ‫يرى أن كل ما يصدر عن محكمة العدل‬ ‫تستنفذ دورها بمجرد صدور الحكم‬ ‫عـلــى أن ـهــا م ـجــرد اجـ ـ ــراءات تمهيدية‬ ‫تفاقمه إلــى حــن الفصل فيه‪ .‬ويمكن‬
‫للتدخل مشيرة إلى قلقها العميق ازاء‬ ‫مرحلة النظر في األسس املوضوعية‬ ‫لهم كمجموعة‪.‬‬ ‫أكتوبر ‪ ، 2023‬على وجه الخصوص ‪،‬‬ ‫تــدابـيــر مــؤقـتــة مــن أجــل "الـحـمــايــة من‬ ‫الدولية من قرارات وأحكام هي ملزمة‬ ‫القيمة القانونية للتدابير‬ ‫القضائي ‪ .‬كما أن من أهم خصائصها‪،‬‬ ‫تسبق عادة اجــراءات الفصل النهائي‬ ‫للمحكمة أن تقضي بتدابير تحفظية‬
‫اس ـت ـمــرار ان ـت ـهــاكــات ح ـقــوق االن ـســان‬ ‫للقضية الراهنة"‪ .‬وبدال من ذلك‪" ،‬ما‬ ‫وفـ ــي ضـ ــوء اإللـ ـح ــاح غ ـيــر ال ـع ــادي‬ ‫في منع اإلبادة الجماعية وفشلت في‬ ‫إلحاق املزيد من الضرر الشديد الذي‬ ‫خ ـص ــوص ــا وأن امل ـ ـ ــادة امل ـ ــذك ـ ــورة فــي‬ ‫المؤقتة‬ ‫أن ال ـت ــداب ـي ــر امل ــؤق ـت ــة ت ـت ـم ـيــز بـطــابــع‬ ‫في الدعوى‪ ،‬وتهدف إلى إيجاد أفضل‬ ‫أو مؤقتة بناء على أحــد االط ــراف‪ ،‬أو‬
‫واالعتداءات على مسلمي الروهينجا‬ ‫يـتـعــن عـلــى املـحـكـمــة ال ـق ـيــام بــه في‬ ‫ل ـل ـح ــال ــة‪ ،‬ت ـل ـت ـمــس جـ ـن ــوب أفــري ـق ـيــا‬ ‫مقاضاة التحريض املباشر والعلني‬ ‫ال ي ـم ـكــن إص ــاح ــه ب ـح ـق ــوق ال ـش ـعــب‬ ‫ترجمتها باللغة الفرنسية تستعمل‬ ‫ثـ ــار خـ ــاف حـ ــول ال ـق ـي ـمــة ال ـقــانــون ـيــة‬ ‫االس ـت ـع ـجــال ن ـظــرا ألن االن ـت ـظ ــار إلــى‬ ‫ال ـ ـظـ ــروف ل ـح ــل ال ـ ـنـ ــزاع م ــن ال ـنــاح ـيــة‬ ‫بمبادرة منها إذا رأت أن الحقوق التي‬
‫واالع ـ ـتـ ــراف بــال ـحــاجــة إلـ ــى ال ـت ـعــاون‬ ‫مــرحـلــة إصـ ــدار أم ــر بـشــأن الـتــدابـيــر‬ ‫ع ـ ـق ـ ــد ج ـ ـل ـ ـسـ ــة اس ـ ـ ـت ـ ـ ـمـ ـ ــاع ع ــاجـ ـل ــة‬ ‫ع ـل ــى اإلب ـ ـ ـ ــادة ال ـج ـم ــاع ـي ــة‪ .‬واألخـ ـط ــر‬ ‫الفلسطيني بموجب اتفاقية اإلبــادة‬ ‫مصطلح "قــرار" وهو مصطلح أوسع‬ ‫ل ـل ـتــداب ـيــر االحـ ـت ــرازي ــة ال ـ ـصـ ــادرة عن‬ ‫ح ـ ــن ص ـ ـ ـ ــدور الـ ـحـ ـك ــم الـ ـنـ ـه ــائ ــي فــي‬ ‫املوضوعية‪ .‬وتعتبر التدابير املؤقتة‬ ‫تشكل موضوع الحكم الذي ستصدره‬
‫الـ ـ ــدولـ ـ ــي ف ـ ــي الـ ـسـ ـع ــي ملـ ـن ــع االب ـ ـ ـ ــادة‬ ‫امل ــؤق ـت ــة ه ــو ت ـح ــدي ــد م ــا إذا كــانــت‬ ‫لطلبها اإلش ــارة بتدابير تحفظية‪.‬‬ ‫مــن ذلــك أن إســرائـيــل قــد انخرطت في‬ ‫الجماعية" و "ضمان امتثال إسرائيل‬ ‫وأشـمــل مــن مصطلح حكم ‪ .‬والثابت‬ ‫محكمة العدل الدولية فيرى البعض‬ ‫الدعوى أي في موضوع الحق يجعل‬ ‫اجراءات غير نهائية ترتب آثارها في‬ ‫ف ـي ـمــا ب ـع ــد مـ ـه ــددة ب ـخ ـطــر م ـب ــاش ــر ‪.‬‬
‫الجماعية واملعاقبة عليها‪ .‬وهــو ما‬ ‫األف ـعــال املشتكى منها ‪ ...‬يمكن أن‬ ‫وباإلضافة إلــى ذلــك‪ ،‬وعمال باملادة‬ ‫أعـ ـم ــال إبـ ـ ــادة ج ـمــاع ـيــة ض ــد الـشـعــب‬ ‫اللـتــزامــاتـهــا بموجب اتفاقية اإلب ــادة‬ ‫في املمارسة أن األمر الصادر بتطبيق‬ ‫أن امل ـ ــادة ‪ 94‬ف ــي فـقــرتـهــا االول ـ ــى من‬ ‫حـمــايــة ه ــذا األخ ـي ــر عــديـمــة ال ـجــدوى‬ ‫الفترة السابقة لصدور الحكم النهائي‬ ‫والتدابير التحفظية أو املؤقتة تهدف‬
‫حدث ايضا بالنسبة لقضية اوكرانيا‬ ‫تندرج ضمن أحكام اتفاقية اإلبــادة‬ ‫‪ )4( 74‬م ــن الئ ـحــة املـحـكـمــة‪ ،‬تطلب‬ ‫ال ـف ـل ـس ـط ـي ـنــي ف ــي غـ ـ ــزة‪ ،‬فــال ـب ـيــانــات‬ ‫الجماعية بعدم االنـخــراط في اإلبــادة‬ ‫التدابير املؤقتة هو ملزم حاله كحال‬ ‫ميثاق االمم املتحدة والتي تنص على‬ ‫فــال ـهــدف ه ــو حـمــايــة ال ـحــق مـنـعــا من‬ ‫في الــدعــوى‪ ،‬لذلك يمكن للمحكمة أن‬ ‫ع ـمــومــا إلـ ــى تـجـمـيــد ال ــوض ــع ريـثـمــا‬
‫ضـ ــد روس ـ ـيـ ــا ف ـق ــد ب ـل ــغ ع ـ ــدد ال ـ ــدول‬ ‫الجماعية"‪ .‬وال يتعني على املحكمة‬ ‫جنوب أفريقيا إلــى رئيس املحكمة‬ ‫املتكررة التي يدلي بها ممثلو الدولة‬ ‫الـجـمــاعـيــة‪ ،‬وم ـنــع اإلب ـ ــادة الجماعية‬ ‫االحكام القضائية‪.‬‬ ‫أن يتعهد كــل عضو مــن أعـضــاء األمــم‬ ‫تــاشـيــه أو تـبــديــده ‪ .‬وم ــا يميز هــذه‬ ‫ت ـق ــوم بــإل ـغــائ ـهــا أو تـعــديـلـهــا ف ــي أي‬ ‫تـصــدر املحكمة حكمها الـنـهــائــي في‬
‫املـتــدخـلــة فــي دع ــوى اوكــران ـيــا ضد‬ ‫أن تقرر أن جميع األفعال املشتكى‬ ‫حماية الشعب الفلسطيني في غزة‬ ‫اإلسرائيلية‪ ،‬على أعلى املستويات‪،‬‬ ‫واملعاقبة عليها"‪ .‬يتعلق هــذا الطلب‬ ‫أمــا فيما يتعلق بتنفيذ قــرار التدبير‬ ‫املتحدة أن يطبق حكم محكمة العدل‬ ‫الـتــدابـيــر أن ـهــا ت ـهــدف لـيــس فـقــط إلــى‬ ‫وقــت إذا تغيرت الـظــروف الـتــي بــررت‬ ‫الدعوى ‪ .‬وقرار التدبير املؤقت يأخذ‬
‫روسيا بتاريخ ‪ 21‬يوليو من العام‬ ‫منها يمكن أن تـنــدرج ضمن أحكام‬ ‫بدعوة إسرائيل إلى الوقف الفوري‬ ‫كالرئيس اإلسرائيلي ورئيس الوزراء‬ ‫ب ــاألع ـم ــال ال ـت ــي ه ـ ــددت ب ـهــا حـكــومــة‬ ‫املــؤقــت فــإن املحكمة بمجرد صــدوره‪،‬‬ ‫الدولية في أية قضية يكون طرفا فيها‬ ‫حماية الحقوق والحفاظ على األدلــة‬ ‫وج ــوده ــا‪ .‬وف ــي جـمـيــع االح ـ ــوال فــإن‬ ‫شكل أمر ُيتلى في جلسة علنية خالل‬
‫‪ 32 2023،‬دولة‪.‬‬ ‫االتـفــاقـيــة‪ .‬يكفي أن "بـعــض األفـعــال‬ ‫لجميع الـهـجـمــات الـعـسـكــريــة التي‬ ‫ووزيـ ــر ال ــدف ــاع تـعـبــر عــن نـيــة اإلب ــادة‬ ‫وجيش إسرائيل وتبنتها وتغاضت‬ ‫تخطر مجلس األمن بشأن االجراءات‬ ‫‪ .‬فهذا الفريق يرى أن التدابير املؤقتة‬ ‫وم ـنــع تـفــاقــم ال ـن ــزاع بــل أي ـضــا تهدف‬ ‫التدابير املؤقتة تسقط بمجرد الفصل‬ ‫فترة زمنية تتراوح ما بني يوم واحد‬

‫المختبر الجنائي‬
‫ّ‬
‫عدو متعثر يستخدم فنون التزوير والتنصت‬
‫ُّ‬
‫وبـ ــال ـ ـعـ ــودة إل ـ ــى تـ ــاريـ ــخ ال ـ ـعـ ــدو ال ـح ــاف ــل‬ ‫استقاء معلومات حول أفراد عائلة املت َصل‬ ‫الـحــدوديــة بسبب استهدافها وتدميرها‬ ‫ُيـعـ ّـرض العمليات للخطر ُويـهــدد األرواح‬ ‫فــي عــدوانــه عـلــى الفلسطينيني وجـنــوب‬
‫ّ‬
‫ب ــال ـت ـض ـل ـي ــل وال ـ ـك ـ ــذب (راج ـ ـ ـ ــع ال ـ ـقـ ــوس‪:‬‬ ‫به وأماكن وجودهم‪ ،‬أو معطيات مختلفة‬ ‫من قبل املقاومة‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬يلجأ‬ ‫ويمنح العدو ميزة تكتيكية‪.‬‬ ‫لبنان‪ ،‬يسعى الـعــدو اإلسرائيلي‪ ،‬بشتى‬
‫«ه ــاس ـب ــارا»‪ :‬ت ـمــويــه إل ـك ـتــرونــي لـلـجــرائــم‬ ‫تتعلق باملحيط‪ ،‬وذلك تحت ساتر إظهار‬ ‫الـعــدو اإلســرائـيـلــي إلــى اإلت ـصــال ببعض‬ ‫مؤخرًا يسعى العدو إلى تضليل املعلومات‬ ‫الــوســائــل‪ ،‬إل ــى اخ ـتــراق فـصــائــل املـقــاومــة‬
‫اإلسرائيلية) قد يلجأ العدو في املراحل‬ ‫ال ـحــرص والـسـعــي إل ــى تـقــديــم املـســاعــدة‪.‬‬ ‫أهــالـيـنــا ال ـك ــرام م ــن أرق ـ ــام ه ــوات ــف تـبــدو‬ ‫م ــن خ ـ ــال اس ـت ـغ ــال قـ ـن ــوات االتـ ـص ــال‬ ‫م ـ ــن خ ـ ـ ــال امل ـ ـع ـ ـلـ ــومـ ــات األم ـ ـنـ ـ ّـيـ ــة ال ـت ــي‬
‫الــاحـقــة إلــى املــزيــد مــن «الـتــزويــر» لنشر‬ ‫ويـسـتـغــل ال ـعــدو ه ــذه املـعـلــومــات للتثبت‬ ‫لبنانية‪ ،‬عبر الشبكتني الثابتة والخليوية‪،‬‬ ‫وان ـ ـت ـ ـحـ ــال صـ ـف ــات رسـ ـمـ ـي ــة والـ ـتـ ـح ــدث‬ ‫التجسس‬ ‫ّ‬ ‫يـسـتـحــوذ عليها عـبــر أدوات‬
‫الدعاية وتحريض العنف وبث الفرقة بني‬ ‫من وضعية وجود اإلخوة املجاهدين في‬ ‫بـ ـه ــدف االسـ ـتـ ـع ــام ع ــن ب ـع ــض األفـ ـ ــراد‬ ‫باللهجة اللبنانية‪ ,‬بهدف جمع معلومات‬ ‫واالستخبارات لديه‪ .‬من بني تلك الوسائل‬
‫السكان املدنيني‪ .‬وبالتالي‪ ،‬من الضروري‬ ‫بعض الـبـيــوت الـتــي يعتزم استهدافها»‪.‬‬ ‫وأماكن وجودهم ووضعية بعض املنازل‪.‬‬ ‫معينة‪ .‬فــي هــذا الـسـيــاق صــدر بـيــان عن‬ ‫اخ ـتــراق الـكــامـيــرات وش ًـبـكــات االت ـصــال‪،‬‬
‫أن ي ـك ــون ال ـج ـم ـيــع ع ـلــى دراي ـ ــة بـمـخــاطــر‬ ‫وأضـ ــاف ال ـب ـيــان «نـهـيــب بــأهـلـنــا األعـ ــزاء‬ ‫وينتحل العدو في هذه االتصاالت صفات‬ ‫اإلع ــام الـحــربــي فــي املـقــاومــة اإلسالمية‬ ‫األم ـ ــر ال ـ ــذي ي ـع ـ ّـرض ك ــا م ــن الـعـمـلـيــات‬
‫اختراق العدو لشبكات االتصال وكيفية‬ ‫عمومًا‪ ،‬وخصوصا أبناء القرى األمامية‬ ‫متعددة‪ ،‬تــارة صفة مخافر تابعة لقوى‬ ‫في ‪ 2024/1/10‬جاء فيه‪« :‬يستمر العدو‬ ‫ال ـع ـس ـكــريــة وال ـس ــام ــة امل ــدن ـي ــة لـلـخـطــر‪.‬‬
‫حماية أنفسهم‪ ،‬باإلضافة إلى اإلجراءات‬ ‫عــدم الـتـجــاوب مــع املتصل فــي أيــة عملية‬ ‫األمن الداخلي في مناطق الجنوب‪ ،‬وأخرى‬ ‫اإلسرائيلي في البحث عن بدائل لتحصيل‬ ‫فمن خــال اخـتــراق الكاميرات املــوجــودة‬
‫االس ـت ـبــاق ـيــة وال ـي ـق ـظــة امل ـس ـت ـمــرة (راج ــع‬ ‫استعالم تتعلق باملحيط وحركة األفــراد‬ ‫صفة مراكز لألمن العام اللبناني‪ ،‬وتارة‬ ‫م ـع ـلــومــات ع ــن امل ـق ــاوم ــة وأم ــاك ــن وج ــود‬ ‫خــارج املـنــازل واملـحــال التجارية وغيرها‬
‫القوس‪ :‬كيف تحمي حسابك؟)‪.‬‬ ‫فيه واملـبــادرة إلى قطع اإلتصال فــورًا‪ ،‬ثم‬ ‫ثالثة ينتحل صفة هيئات إغــاثـيــة تقدم‬ ‫مجاهديها في قــرى الجنوب‪ ،‬خصوصًا‬ ‫م ــن املـ ـنـ ـش ــآت‪ ،‬ي ـم ـكــن لـ ـق ــوات االحـ ـت ــال‬
‫املسارعة إلــى إبــاغ الجهات املعنية دون‬ ‫املـســاعــدات وغير ذلــك‪ .‬ويسعى املتصل‪،‬‬ ‫بعد فقدانه قسمًا كبيرًا من فعالية أجهزة‬ ‫الــوصــول إل ــى تـحــركــات ال ـقــوات والخطط‬
‫(القوس)‬ ‫تلكؤ»‪.‬‬ ‫الــذي يتحدث بلهجة لبنانية سليمة‪ ،‬إلى‬ ‫املنصبة في مواقعه‬ ‫التنصت والتجسس ّ‬ ‫واالستخبارات الحساسة‪ .‬وهذا يمكن أن‬
‫‪7‬‬ ‫السبت ‪ 13‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪96‬‬ ‫السبت ‪ 13‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪96‬‬ ‫‪6‬‬
‫المرحلة الثالثة‬ ‫القضية المركزية‬
‫قاووش‬ ‫جرائم االحتالل‬

‫‪%339.9‬‬
‫االكتظاظ يخنق أماكن االحتجاز‬
‫نسبة االكتظاظ في سجن‬
‫رومية‬
‫يبلغ عدد سجناء رومية‬ ‫‪ :2024‬انفراج أو انفجار السجون؟‬ ‫حرمة الجسد في القانون الدولي اإلنساني‬
‫جريمة سرقة جثامين الشهداء‬
‫‪ .3620‬السجن الذي يتسع‬
‫فقط نحو ‪ 1050‬سجينًا‪.‬‬ ‫استئناف قــرار اخــاء السبيل الصادر‬ ‫الـ ـ ــذي ق ــد ي ـل ـع ـبــه ال ـق ــاض ــي الـ ـي ــوم فــي‬ ‫الجرائم من ترويج وتعاطي املخدرات‬ ‫أحمد مدلج‬
‫عـ ــن الـ ـنـ ـي ــاب ــة ال ـ ـعـ ــامـ ــة‪ .‬وهـ ـ ـ ــذه امل ـه ـلــة‬ ‫تخفيف نسبة االكتظاظ عبر اإلســراع‬ ‫وح ـتــى ال ـســرقــة ل ـل ـهــروب م ــن واقـعـهــم‬
‫مـحــددة ضمن الـقــانــون للبت فــي قــرار‬ ‫فــي الـبــت باملحاكمات وتطبيق املــادة‬ ‫امل ـ ـ ـ ــزري‪ .‬واألخ ـ ـطـ ــر م ــن ذلـ ـ ــك‪ ،‬بـحـســب‬ ‫دخ ـ ـل ـ ــت أم ـ ـ ــاك ـ ـ ــن ً االح ـ ـ ـت ـ ـ ـجـ ـ ــاز الـ ـسـ ـن ــة‬
‫‪753‬‬ ‫االس ـت ـئ ـن ــاف‪ .‬أل ـي ــس م ــن امل ـف ـتــرض إذًا‬
‫النظر فــي تحديد مهلة مـحــددة للبت‬
‫‪ 108‬من أصــول املحاكمات الجزائية»‪.‬‬
‫تحمل‬‫وي ـشــدد ال ـضــابــط عـلــى ض ــروة ّ‬
‫املحامي‪ ،‬هــو توقيف القاصرمن دون‬
‫إج ـ ـ ــراء م ـح ــاك ـم ــة‪ .‬ف ـي ـق ـضــي أس ــاب ـي ــع‬
‫ال ـج ــدي ــدة حــام ـل ــة مـعـهــا م ـشــاكـ ٍـل عــدة‬
‫وم ـت ــراك ـم ــة‪ .‬س ـن ــوات ش ـه ــدت اعـتـكــاف‬
‫سجينًا خالل سنتين‬ ‫بــاملـلـفــات الـعــالـقــة فــي الهيئة لتسريع‬ ‫كــل ال ــوزارات مسؤولياتها‪« .‬صحيح‬ ‫وش ـ ـهـ ــورًا فـ ــي ن ـ ـظـ ــارات م ـك ـت ـظــة غـيــر‬ ‫ال ـق ـضــاة واسـتـقــالــة بـعـضـهــم‪ .‬وأزم ــات‬
‫بناء على‬ ‫لتسهيل عودة رفات املوتى ً‬
‫ارتفع عدد السجناء‬ ‫إجراءات املحاكمة؟»‪.‬‬ ‫أن املـ ـنـ ـظـ ـم ــات والـ ـجـ ـمـ ـعـ ـي ــات ت ـق ــوم‬ ‫صــالـحــة لــأحــداث‪ .‬لــذلــك‪« ،‬ال يفترض‬ ‫مالية واقتصادية ساهمت في تدهور‬ ‫طلب الطرف الذي ينتمون إليه أو بناءً‬ ‫لونا فرحات‬
‫ما بين ‪2021/10/22‬‬ ‫وبالنسبة للمحامية‪ ،‬تتلقى النيابة‬ ‫ب ـم ـســاعــدت ـنــا‪ ،‬ول ـك ــن هـ ــذا ل ـيــس الـحــل‬ ‫ألح ــد أن يـفــاجــأ إن ع ــاد ج ــاد أو غيره‬ ‫ح ــال ــة ال ـس ـج ــون وال ـ ـن ـ ـظـ ــارات‪ .‬م ــا كــان‬
‫و‪ 2023/10/06‬من ‪7515‬‬ ‫الـ ـع ــام ــة فـ ــي بـ ـعـ ـب ــدا كـ ـم ــا هـ ــائـ ــا مــن‬ ‫بـ ــل ج ــرع ــة اوكـ ـسـ ـيـ ـج ــن‪ ،‬وم ـ ــع ت ـفــاقــم‬ ‫مـ ــن الـ ـق ــاص ــري ــن ب ـع ــد خ ــروجـ ـه ــم مــن‬ ‫يخصص من مــوارد ألماكن االحتجاز‬ ‫عـلــى طـلــب أق ــرب الـنــاس إلــى املـتــوفــى‪.‬‬ ‫يــواصــل الـكـيــان الصهيوني احتجاز‬
‫ُ‬
‫الشكاوى‪ ،‬بشكل يومي‪ .‬كل ذلك يؤثر‬ ‫الصعوبات قد تصبح هذه املساعدات‬ ‫السجن‪ ،‬إلــى ارتكاب الجرائم‪ ،‬بعد كل‬ ‫يكاد ال تكفي لعدد معني من السجناء‬ ‫وتـعــد إع ــادة جثث املــوتــى إلــى ذويهم‬ ‫مـعــاقـبــة امل ــوتــى واح ـت ـجــاز تــاريـخـهــم‬
‫إلى ‪8268‬‬ ‫هدفًا إنسانيًا أساسيًا يقر به القانون‬ ‫املشرف وسيرتهم الذاتية وجثامينهم‬
‫سلبًا على الهيئة االتهامية مما يؤدي‬ ‫ب ــا قـيـمــة ول ــن ت ـجــدي نـفـعــا دون حل‬ ‫هــذه الـظــروف القاسية التي عاشوها‬ ‫واملــوقــوفــن‪ ،‬فكيف لــو زاد هــذا العدد؟‬
‫ّ‬
‫إل ــى تــراكــم امل ـل ـفــات‪ .‬وم ــن جـهــة أخــرى‬ ‫نهائي بدل من الحلول املؤقتة»‪.‬‬ ‫فــي املـخــافــر‪ ،‬وتـعــرضـهــم لـشــتــى أنــواع‬ ‫ي ـع ـ ّـد االك ـت ـظ ــاظ امل ـش ـك ـلــة األك ـب ــر الـتــي‬ ‫الدولي اإلنساني التعاهدي والعرفي‪.‬‬ ‫في إهانة إلنسانية اإلنسان في موته‪،‬‬
‫تـسـتـغــرب املـحــامـيــة وج ــود مـلـفــات لم‬ ‫العنف الجسدي واملعنوي‪ ،‬ما يساهم‬ ‫ت ـع ــان ــي م ـن ـهــا الـ ـسـ ـج ــون والـ ـنـ ـظ ــارات‬ ‫كــذلــك يـحـظــر امل ـل ـحــق (ال ـب ــروت ــوك ــول)‬ ‫مرتكبًا فــي ذلــك انتهاكات تــرقــى إلى‬
‫‪474‬‬ ‫ي ـصــدر فـيـهــا أي مضبطة ات ـهــام منذ‬ ‫ف ــي تـنـمـيــة مـشــاعــر االن ـت ـقــام والـنـقـمــة‬ ‫ألسـبــاب كـثـيــرة‪ ،‬منها الـبــطء فــي سير‬ ‫األول اإلضــافــي إلــى اتفاقيات جنيف‬
‫لعام ‪ 1977‬املساس بجسد املحتجزين‬
‫جرائم حــرب‪ .‬وتفيد وحــدة الدراسات‬
‫والتوثيق في هيئة األسرى واملحررين‬
‫الغرفة التي يفترض أن تستقبل ً‬
‫موقوفًا خالل سنتين‬ ‫سـ ـن ــوات‪ ،‬وم ـن ـهــا م ـل ـفــات بـسـيـطــة تم‬ ‫على املجتمع»‪.‬‬ ‫امل ـح ــاك ـم ــات وات ـ ـخـ ــاذ ب ـع ــض ال ـق ـضــاة‬
‫ً‬
‫اسقاط الحق فيها‪ .‬وتعطي مثال مللف‬ ‫«م ـكـ ّـدســن ك ــدس ف ــوق ب ـعــض»‪ ،‬هكذا‬ ‫نهج التوقيف االلــزامــي ال االحتياطي‪.‬‬ ‫األحياء بالنص في املادة ‪ 11‬على أنه‪:‬‬ ‫ال ـف ـل ـس ـط ـي ـن ـيــة أن سـ ـلـ ـط ــات ال ـك ـي ــان‬
‫ارتفع عدد الموقوفين‬ ‫بقي عالقًا ألكثر من سنة أمــام الهيئة‬ ‫عشرة نزالء يوضع بداخلها ‪ 26‬نزيال‬ ‫يصف املوقوف رامــي االكتظاظ داخل‬ ‫التوقيف أصبح القاعدة ال االستثناء‪.‬‬ ‫يجب أال يمس أي عمل أو إحـجــام ال‬ ‫تحتجز أكثر من ‪ 370‬جثمانًا لشهداء‬
‫في نظارات وقصور‬ ‫االتـهــامـيــة يتعلق بـتــرويــج امل ـخــدرات‪،‬‬ ‫غ ــرف ــة إحـ ـ ـ ــدى الـ ـ ـنـ ـ ـظ ـ ــارات‪ .‬وي ـض ـيــف‬ ‫ومــع عــدم البت بإخالء سبيل عــدد من‬ ‫مبرر لهما بالصحة والسالمة البدنية‬ ‫فلسطينيني وعرب‪ ،‬منها ‪ 253‬جثمانًا‬
‫العدل وأماكن االحتجاز‬ ‫والـعـقـلـيــة لــأش ـخــاص الــذيــن هــم في‬ ‫ويعتبر حجز‬ ‫محتجزة منذ عام ‪ُ .1967‬‬
‫حيث بقي املــوقــوف املتهم بالتعاطي‬ ‫«داخـ ــل غــرفــة مـســاحـتـهــا ث ــاث أمـتــار‬ ‫امل ــوق ــوف ــن‪ ،‬ك ــان م ــن امل ـف ـتــرض إي ـجــاد‬
‫التابعة لقوى األمن‬ ‫والـ ـت ــروي ــج س ـن ـتــن ف ــي ال ـس ـج ــن ول ــم‬ ‫توقيف الملفات في اتهامية‬ ‫باثنني نحو ‪ 30‬شخصا‪ .‬عــم مــن نام‬ ‫الـحــل املـنــاســب ملشكلة االكـتـظــاظ‪ .‬لكن‬ ‫ق ـب ـضــة ال ـخ ـصــم أو ي ـتــم اح ـت ـجــازهــم‬ ‫الجثامني إجراء انتقاميًا من الشهداء‬
‫ما بين ‪2021/10/22‬‬ ‫يصدر بحقه أي قرار اتهامي‪.‬‬ ‫بعبدا‬ ‫بالحمام داخ ــل الـغــرفــة كــون الــزنــزانــة‬ ‫«أجـ ــل عـمــل ال ـيــوم إل ــى الـغــد»‬ ‫سـيــاســة ّ‬ ‫أو اعـ ـتـ ـق ــالـ ـه ــم‪ ،‬ويـ ـحـ ـظ ــر ت ـع ــري ــض‬ ‫الذين قاوموا العدو‪ ،‬ورادعــا آلخرين‬
‫و‪ 2023/10/06‬من ‪1589‬‬ ‫تنهي املـحــامـيــة ب ــأن مشكلة اتهامية‬ ‫«سبعة أشـهــرمــن دون الـبــت بامللف»‪،‬‬ ‫مـســاحـتـهــا م ــا بـتـحـمــل‪ ،‬صــرلــي ثــاث‬ ‫هـ ــي عـ ـل ــى مـ ــا ي ـ ـبـ ــدو امل ـت ـب ـع ــة ال ـ ـيـ ــوم‪.‬‬ ‫األشخاص املشار إليهم في هذه املادة‬ ‫ملـنـعـهــم م ــن م ـقــاومــة امل ـح ـتــل‪ ،‬وعـقــابــا‬
‫إلى ‪2063‬‬ ‫ب ـع ـب ــدا ت ـع ــود إلـ ــى م ــا ق ـب ــل ‪ 2019‬أي‬ ‫ت ـت ـح ــدث إح ـ ــدى امل ـح ــام ـي ــات ع ــن دور‬ ‫أشهر موقوف ناطر ليعملولي سوق‬ ‫ونظرًا لصعوبة الظروف داخــل أماكن‬ ‫ألي إجـ ــراء طـبــي ال تقتضيه الـحــالــة‬ ‫جـمــاعـيــا ل ـعــائــات ال ـش ـه ــداء ملـفــاقـمــة‬
‫عندما كانت الظروف طبيعية‪ ،‬فكيف‬ ‫الـهـيـئــة االت ـهــام ـيــة كـمــرحـلــة مفصلية‬ ‫ألتحاكم‪ ،‬وملــا اتحاكم‪ ،‬عــد ومــد لــروح‬ ‫االحتجاز هل ستتخذ السلطات الثالث‬ ‫الصحية للشخص املعني وال يتفق‬ ‫م ـع ــان ــات ـه ــم وأخ ـ ـي ـ ـرًا ورقـ ـ ــة م ـســاومــة‬
‫ً‬ ‫مــع املعايير الطبية املــرعـيــة الـتــي قد‬ ‫للضغط واالبـ ـت ــزاز‪ .‬ويـحـيــي الشعب‬
‫ال ـحــال ال ـيــوم فــي ظ ــروف استثنائية؟‬ ‫ف ــي إط ـ ــار املـ ـس ــار ال ـق ـضــائــي ل ـلــدعــوى‬ ‫عـلــى ال ـس ـجــن‪ ،‬وال ـس ـجــون أص ــا مش‬ ‫(التشريعية‪ ،‬التنفيذية والقضائية) أي‬
‫المصدر‪ :‬المديرية العامة‬ ‫«امل ـلــف بـيـقـطــع بـخـيــر وســامــة وبــس‬ ‫العامة‪ .‬ملاذا؟ ألن الهيئة االتهامية هي‬ ‫أحـ ـس ــن ب ـك ـث ـي ــر مـ ــن ه ـ ـ ـ ــون»‪ .‬يـضـيــف‬ ‫إج ــراء لتخفيف الـعــبء عـلــى السجون‬ ‫يطبقها الـطــرف الــذي يقوم بــاإلجــراء‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬فــي ‪ 27‬آب مــن كــل عــام‪،‬‬
‫لقوى األمن الداخلي‬ ‫ّ‬
‫يوصل عند الهيئة التهامية ما منعود‬ ‫الـتــي تـصــدر ال ـقــرار الـظـنــي‪ ،‬أي الـقــرار‬ ‫رامــي أن األزم ــة االقـتـصــاديــة ساهمت‬ ‫وال ـن ـظــارات فــي عــام ‪2024‬؟ أم ستبقى‬ ‫على رعاياه املتمتعني بكامل حريتهم‬ ‫«الـ ـي ــوم الــوط ـنــي السـ ـت ــرداد جـثــامــن‬
‫غرفة العمليات تاريخ‬ ‫منخلص»‪ .‬ومن الهيئة االتهامية إلى‬ ‫الــذي يظن باملتهم الرتـكــابــه جنحة ام‬ ‫بمضاعفة معاناته «ال محامي بقدر‬ ‫سياسة "التطنيش" قائمة؟‪.‬‬ ‫في الظروف الطبية املماثلة‪.‬‬ ‫الشهداء الفلسطينيني والعرب»‪.‬‬
‫‪2023/10/06‬‬ ‫نهج النيابة العامة وقضاة التحقيق‬ ‫جـنــايــة إلح ــال ــة امل ـلــف إل ــى املـحـكـمــة أو‬ ‫ج ـيــب وال أه ـل ــي ب ـي ـق ــدروا ي ــزورون ــي‬ ‫«ه ــول عــامــات سـيـجــارة يـلــي طفوها‬ ‫وي ـح ـظ ــر ب ـص ـفــة خ ــاص ــة أن ي ـجــري‬ ‫ي ـح ـمــي الـ ـق ــان ــون الـ ــدولـ ــي اإلن ـس ــان ــي‬
‫فــي عــدم الـبــت بــإخــاء السبيل‪ ،‬تسأل‬ ‫اع ــان ب ــراء ت ــه‪ .‬أي أن دوره ــا مفصلي‬ ‫ويجيبوا أكل ومواد تنظيف‪ .‬أنا متكل‬ ‫بـ ــوج ـ ـهـ ــه»‪ ،‬يـ ـتـ ـح ــدث أح ـ ـ ــد امل ـح ــام ــن‬ ‫لهؤالء األشـخــاص‪ ،‬ولــو بموافقتهم‪،‬‬ ‫األش ـ ـ ـ ـ ـخـ ـ ـ ـ ــاص م ـ ـ ـ ــن أخـ ـ ـ ـط ـ ـ ــر أش ـ ـ ـكـ ـ ــال‬
‫املحامية‪« :‬هل النيابة العامة وقضاة‬ ‫ف ــي ن ـقــل امل ـل ــف إل ــى امل ـح ـك ـمــة ل ـصــدور‬ ‫على شو ممكن يتبرعولي»‪.‬‬ ‫ل ــ«ال ـقــوس» عــن مـعــانــاة الـقــاصــر جــاد‬ ‫أي م ـ ـمـ ــا ي ـ ـ ـلـ ـ ــي‪ :‬ع ـ ـم ـ ـل ـ ـيـ ــات ال ـ ـب ـ ـتـ ــر‪،‬‬ ‫االنـ ـتـ ـه ــاك ــات م ـث ــل ان ـ ـتـ ــزاع األعـ ـض ــاء‬
‫التحقيق والهيئة االتهامية مطلعون‬ ‫الحكم‪ .‬أما بالنسبة للهيئة االتهامية‬ ‫مــن التنمر والعنف الجسدي مــن قبل‬ ‫الـ ـ ـتـ ـ ـج ـ ــارب الـ ـطـ ـبـ ـي ــة أو ال ـع ـل ـم ـي ــة‪،‬‬ ‫م ــن ش ـخ ــص ح ــي أو ال ـق ـت ــل م ــن أج ــل‬
‫عـ ـل ــى أوض ـ ـ ـ ـ ــاع ال ـ ـس ـ ـجـ ــون ومـ ـش ــاك ــل‬ ‫ف ــي ب ـع ـبــدا‪ ،‬ف ـه ـنــاك م ـل ـفــات عــال ـقــة من‬ ‫اكتظاظ بنسبة ‪%260‬‬ ‫األحــداث الذين يشاركونه الزنزانة في‬ ‫اس ـت ـئ ـص ــال األنـ ـسـ ـج ــة أو األعـ ـض ــاء‬ ‫اسـتـخــراج أعـضــائــه‪ ،‬ويــوفــر الحماية‬
‫ّ‬
‫االكتظاظ؟»‪.‬‬ ‫دون صدور قرار ملدة تتخطى الخمسة‬ ‫يوضح أحد ضباط قوى األمن املكلفني‬ ‫أحد املخافر‪ .‬لدى ذهاب املحامي لرؤية‬ ‫بـغـيــة اس ـتــزراع ـهــا‪ ،‬وذل ــك إال حيثما‬ ‫لـ ـلـ ـم ــوت ــى م ـ ــن خ ـ ـ ــال ال ـ ـح ـ ـفـ ــاظ ع ـلــى‬
‫القريبة من مناطق القصف إلى مراكز‬ ‫وال ـس ـتــة أش ـه ــر‪ .‬وذلـ ــك ي ـعــود ألس ـبــاب‬ ‫إدارة ال ـس ـج ــن أن امل ـش ـك ـل ــة واح ـ ـ ــدة‪:‬‬ ‫جـ ــاد‪ ،‬اب ــن ال ـس ــادس ــة ع ـش ــرة امل ــوق ــوف‬ ‫يكون لهذه األعـمــال ما يبررها وفقًا‬ ‫كــرامــة الجسد وحـظــر تشويه الجثث‬
‫أخرى‪ ،‬مما زاد نسبة االكتظاظ‪ ،‬ناهيك‬ ‫االعتداءات اإلسرائيلية تساهم‬ ‫ع ــدي ــدة‪ ،‬مـنـهــا اع ـت ـكــاف ال ـق ـضــاة ال ــذي‬ ‫االكتظاظ الذي يصل إلى نسبة ‪.%260‬‬ ‫بتهمة ال ـســرقــة‪ ،‬فــوجــئ ب ـحــروق على‬ ‫ل ـ ـل ـ ـشـ ــروط امل ـ ـن ـ ـصـ ــوص ع ـل ـي ـه ــا فــي‬ ‫واملـ ـس ــاس ب ـه ــا‪ .‬وت ـ ـ ــزداد أه ـم ـيــة هــذه‬
‫عــن وض ــع بـعــض املــوقــوفــن األح ــداث‬ ‫في االكتظاظ‬ ‫ن ـتــج ع ـنــه ت ـكــديــس امل ـل ـف ــات ف ــي هيئة‬ ‫فــال ـغــرفــة ال ـت ــي ي ـف ـتــرض أن تستقبل‬ ‫وجــه القاصر‪ ،‬نتيجة إطفاء السجائر‬ ‫هــذه امل ــادة‪ .‬وال يجوز االستثناء من‬ ‫الحماية بالنظر إلــى واقــع استئصال‬
‫ً‬
‫في مخافر مختلطة مع بالغني‪.‬‬ ‫ال تقتصر آثار االعتداءات اإلسرائيلية‬ ‫تتألف فقط من ثــاث غــرف‪ ،‬في إحدى‬ ‫عشرة نزالء يوضع بداخلها ‪ 26‬نزيال‪.‬‬ ‫فـ ــي وج ـ ـهـ ــه‪« .‬ال ي ـم ـك ـن ــك لـ ـ ــوم هـ ــؤالء‬ ‫الـحـظــر ال ـ ــوارد إال ف ــي حــالــة الـتـبــرع‬ ‫أع ـض ــاء الـسـجـنــاء ق ـس ـرًا‪ .‬لــذلــك ينص‬
‫على املـنــاطــق الجنوبية على تهجير‬ ‫أكبر املحافظات‪ .‬وتضيف املحامية أن‬ ‫يـضـيــف ال ـضــابــط أن ه ـن ــاك مـشـكــات‬ ‫القاصرين على تصرفاتهم‪ ،‬ذلــك كون‬ ‫ب ــال ــدم لـنـقـلــه أو ال ـت ـب ــرع بــاألنـسـجــة‬ ‫القانون الدولي اإلنساني على حماية‬
‫تعريف الهيئة االتهامية‬ ‫أهـ ـلـ ـه ــا‪ ،‬بـ ــل تـ ـط ــال أيـ ـض ــا امل ــوق ــوف ــن‬ ‫الكمية الهائلة من امللفات ال يمكن أن‬ ‫أخــرى‪ ،‬من نقص في العديد واآلليات‬ ‫ال ـق ــاص ــر ي ـف ـتــرض م ـحــاك ـم ـتــه ســريـعــا‬ ‫الجلدية الستزراعها شريطة أن يتم‬ ‫أج ـس ــاد األحـ ـي ــاء واألم ـ ـ ــوات ع ـلــى حد‬
‫ه ــي هـيـئــة قـضــائـيــة أع ـل ــى درجـ ــة من‬ ‫واملـ ـحـ ـك ــوم ــن داخـ ـ ـ ــل ن ـ ـ ـظـ ـ ــارات ق ــرب‬ ‫تقتصر على مناوبة القضاة ليومني‬ ‫التي تتطلب جميعها صيانة دوريــة‪.‬‬ ‫ونـقـلــه إل ــى الـسـجــن إلع ـ ــادة تــأهـيـلــه»‪.‬‬ ‫ذلــك بطريقة طوعية وب ــدون قهر أو‬ ‫س ـ ــواء ويـ ـف ــرض ع ـلــى أطـ ـ ــراف ال ـن ــزاع‬
‫قــاضــي التحقيق وم ــن الـنــائــب الـعــام‪،‬‬ ‫الـحــدود اللبنانية‪ .‬وعلمت «الـقــوس»‬ ‫فــي األسـبــوع فـقــط‪ .‬وتشير أن ال مهلة‬ ‫أم ـ ــا بــال ـن ـس ـبــة ل ـل ـق ـض ــاء فـ ـ ـ «امل ـح ــاك ــم‬ ‫ويـ ـش ــدد امل ـح ــام ــي ع ـل ــى أن جـ ــاد كـمــا‬ ‫غــوايــة‪ .‬وأن يجري ألغ ــراض عالجية‬ ‫امل ـس ـلــح ات ـخ ــاذ ك ــل ال ـتــداب ـيــر املـمـكـنــة‬
‫مـ ــن م ـه ــام ـه ــا األسـ ــاس ـ ـيـ ــة أن ت ــراق ــب‬ ‫أنــه بسبب األوض ــاع األمـنـيــة‪ ،‬تــم نقل‬ ‫قانونية تلزم الهيئة بــإصــدار قرارها‪.‬‬ ‫تعمل ضمن استطاعتها مع إمكانات‬ ‫العديد من القاصرين الذين هم ضحية‬ ‫ف ـقــط وبـ ـش ــروط ت ـت ـفــق م ــع املـعــايـيــر‬ ‫لحماية الـجــرحــى واملــرضــى مــن سوء‬
‫ً‬
‫أعمال التحقيق بما في ذلك القرارات‬ ‫املوقوفني واملحكومني داخل النظارات‬ ‫«املهل فقط تتعلق باالستئناف كطلب‬ ‫م ـحــدودة‪ .‬لكن ال يمكن تجاهل الــدور‬ ‫إه ـمــال والــديـهــم يـلـجــأون إل ــى ارتـكــاب‬ ‫والـ ـض ــواب ــط ال ـط ـب ـيــة امل ــرع ـي ــة عـ ــادة‬ ‫املعاملة في كل اتفاقيات جنيف األربع‬
‫(هيثم‬
‫الـنـهــائـيــة ع ـنــدمــا ت ـكــون لـلـفـعــل صفة‬ ‫الموسوي)‬ ‫وبالصورة التي تكفل صالح كل من‬ ‫والبروتوكوالت اإلضافية‪.‬‬
‫جنائية‪ ،‬وأن تبت فــي املـنــازعــات بني‬ ‫وي ـعــد انتهاكًا‬ ‫املـتـبــرع وامل ـت ـبــرع ل ــه‪ُ .‬‬
‫قاضي التحقيق والنائب العام وسائر‬ ‫عدد الموقوفين في لبنان‬ ‫جسيمًا لـهــذا امللحق (الـبــروتــوكــول)‬ ‫قواعد حماية الموتى من‬
‫فرقاء الدعوى العامة‪ .‬دور هذه الهيئة‬ ‫كــل عـمــل ع ـمــدي أو إح ـجــام مقصود‬ ‫التشويه والسلب‬
‫الموقوفون‬ ‫النظارات‬ ‫المكان‬
‫ال يقتصر فقط على الرقابة بل يتعداه‬ ‫ي ـم ــس بـ ــدرجـ ــة ب ــال ـغ ــة ب ــال ـص ـح ــة أو‬ ‫يجب احترام جثث املوتى وحمايتها‬
‫إل ــى حــق ال ـت ـصــدي بنفسها لـلــدعــوى‬ ‫‪455‬‬ ‫‪8‬‬ ‫قصور العدل‬ ‫بــال ـســامــة ال ـبــدن ـيــة أو الـعـقـلـيــة ألي‬ ‫أثناء النزاعات املسلحة الدولية وغير‬
‫ً‬ ‫مــن األش ـخــاص الــذيــن هــم فــي قبضة‬ ‫اتـفــاقــا لتسهيل ع ــودة رف ــات املــوتــى‬ ‫الدينية‪ .‬وعلى السلطات الحاجزة أن‬ ‫رغـ ــم عـ ــدم وجـ ـ ــود ن ــص ص ــري ــح‪ ،‬ف ــإن‬ ‫الدولية على النحو املنصوص عليه‬
‫الـ ـع ــام ــة وال ـت ـح ـق ـي ــق ف ـي ـه ــا ب ـ ـ ــدال مــن‬ ‫‪180‬‬ ‫‪14‬‬ ‫شرطة بيروت‬
‫قاضي التحقيق‪ .‬وأج ــاز لها القانون‬ ‫ط ـ ــرف غ ـي ــر ال ـ ـطـ ــرف ال ـ ــذي ي ـنـت ـمــون‬ ‫وأمتعتهم الشخصية إلى وطنهم‪ ،‬أو‬ ‫تتأكد من أن املتوفني من أسرى الحرب‬ ‫الـ ـق ــان ــون الـ ــدولـ ــي اإلنـ ـس ــان ــي يـحـمــي‬ ‫في اتفاقيات جنيف األربع لعام ‪1949‬‬
‫الحق في البت بطلبات إعادة االعتبار‬
‫‪98‬‬ ‫‪13‬‬ ‫سرية الجديدة‬ ‫إل ـيــه‪ .‬ويـسـعــى كــل ط ــرف فــي ال ـنــزاع‪،‬‬ ‫كان استخراج الجثث يشكل ضرورة‬ ‫الذين يتبعون دولة واحدة ُيدفنون في‬ ‫أج ـســاد املــوتــى ويـحـظــر ن ــزع أي جــزء‬ ‫وبروتوكوليها اإلضافيني لعام ‪1977‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫التي يتقدم بها املحكوم عليه‪ .‬تتألف‬ ‫‪131‬‬ ‫‪13‬‬ ‫سرية جونية‬ ‫فضال عن ذلك‪ ،‬إلى إعــداد سجل بكل‬ ‫ملقتضيات التحقيق لتحديد هوية‬ ‫مكان واحد‪.‬‬ ‫من األعضاء من خالل تحريم التمثيل‬ ‫وق ــواع ــد ال ـق ــان ــون ال ــدول ــي اإلن ـســانــي‬
‫الـ ـهـ ـيـ ـئ ــة م ـ ــن رئ ـ ـيـ ــس وم ـس ـت ـش ــاري ــن‬ ‫‪26‬‬ ‫‪11‬‬ ‫سرية بعبدا‬ ‫اإلج ــراءات الطبية التي تم اتخاذها‬ ‫الجثث‪.‬‬ ‫بها (تشويهها) ومنع نهبها بموجب‬ ‫العرفي‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫المقابر الجماعية‬
‫وتجتمع كلما دعــت الحاجة‪ .‬وتتخذ‬ ‫بـشــأن أي شخص احــتـجــز أو اعتقل‬ ‫امل ــادة الثالثة املشتركة فــي اتفاقيات‬ ‫إن ن ـق ـط ــة ال ـ ـبـ ــدايـ ــة ل ـح ـم ــاي ــة امل ــوت ــى‬
‫قراراتها بإجماع اآلراء أو بأكثريتها‪.‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪15‬‬ ‫سرية بيت الدين‬ ‫أو ُحرم من حريته‪ .‬ويجب أن توضع‬ ‫الوفاة في أماكن االحتجاز‬ ‫يتحقق أطــراف الـنــزاع املسلح الدولي‬ ‫ُج ـن ـيــف ال ـت ــي ت ــوف ــر ال ـح ـمــايــة لجسد‬ ‫م ــن س ــرق ــة األعـ ـض ــاء ه ــي ال ـب ـحــث عن‬
‫ّ‬
‫وهذه القرارات هي‪:‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪10‬‬ ‫سرية عاليه‬ ‫ه ــذه ال ـس ـج ــات ف ــي جـمـيــع األوقـ ــات‬ ‫في حال وفاة املحتجزين سواء أكانوا‬ ‫مــن أن دف ــن الـجـثــث أو حــرقـهــا يجري‬ ‫املتوفى من خــال حظر االعـتــداء على‬ ‫املوتى‪ ،‬لذلك تلتزم األطــراف املتنازعة‬
‫‪ -‬م ـن ــع امل ـح ــاك ـم ــة عـ ــن املـ ــدعـ ــى عـلـيــه‬ ‫تحت تصرف الدولة الحامية‪.‬‬ ‫أس ــرى أم معتقلني مــدنـيــن فــي مكان‬ ‫لـكــل حــالــة عـلــى ح ــدة ب ـقــدر املستطاع‬ ‫ال ـكــرامــة الـشـخـصـيــة‪ .‬وق ــد تــم التطرق‬ ‫فـ ـ ــي كـ ـ ــل األوقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات‪ ،‬وعـ ـ ـل ـ ــى األخـ ـ ــص‬
‫وإطــاق سراحه اذا تبني لها ان االدلة‬ ‫‪69‬‬ ‫‪6‬‬ ‫سرية الضاحية‬ ‫لذلك فالحماية هي مطلقة وبموجب‬ ‫االح ـت ـج ــاز‪ ،‬ت ـج ــري ال ــدول ــة ال ـحــاجــزة‬ ‫ويدفن أسرى الحرب‬ ‫ووفقًا للظروف‪ُ ،‬‬ ‫إل ــى ه ــذه ال ـجــري ـمــة م ــن ق ـبــل املحكمة‬ ‫ب ـعــد االش ـت ـب ــاك ف ــي ال ـق ـت ــال‪ ،‬بــات ـخــاذ‬
‫ً‬
‫غـيــر كــافـيــة التـهــامــه بــالـجـنــايــة‪ ،‬أو ان‬ ‫‪91‬‬ ‫‪14‬‬ ‫سرية صور‬ ‫الـقــانــون الــدولــي اإلنـســانــي‪ ،‬فــإن نزع‬ ‫ت ـح ـق ـي ـق ــا رسـ ـمـ ـي ــا ع ـ ــاج ـ ــا وات ـ ـخـ ــاذ‬ ‫واملعتقلون في مقابر فردية باستثناء‬ ‫الـ ـجـ ـن ــائـ ـي ــة الـ ــدول ـ ـيـ ــة ل ـي ــوغ ـس ــاف ـي ــا‬ ‫جـمـيــع ال ـتــداب ـيــر املـمـكـنــة دون إبـطــاء‬
‫الفعل املسند اليه ال يؤلف جرمًا أو ان‬ ‫األعضاء من األشخاص املحميني هو‬ ‫التدابير القضائية ضد املسؤولني‪.‬‬ ‫ال ـحــاالت الـتــي تستدعي فيها ظــروف‬ ‫السابقة واملحكمة الجنائية الدولية‬ ‫ل ـل ـب ـحــث ع ــن ج ـث ــث امل ــوت ــى وجـمـعـهــا‬
‫الصفة الجرمية قــد زال ــت عنه لسبب‬ ‫‪54‬‬ ‫‪9‬‬ ‫سرية صيدا‬ ‫مـحـظــور تـمــامــا‪ .‬ل ــذا ُيعتبر إخـضــاع‬ ‫قهرية استخدام مقابر جماعية‪.‬‬ ‫لـ ــروانـ ــدا بــال ـتــأك ـيــد ع ـلــى أن إزالـ ـ ــة أو‬ ‫وإجالئها دون تمييز مجحف (املــادة‬
‫من اسباب التبرير أو بصدور قانون‬ ‫‪29‬‬ ‫‪14‬‬ ‫سرية النبطية‬ ‫األشـخــاص املــوجــوديــن تحت سلطة‬ ‫تحديد الهوية‬ ‫بتر أج ــزاء مــن شخص متوفى يشكل‬ ‫‪ 3‬مــن اتفاقيات جنيف األرب ــع واملــادة‬
‫جــديــد ي ـعــدل ال ـقــانــون ال ـســابــق أو ان‬ ‫طرف آخر في النزاع للتشويه البدني‬ ‫على أطراف النزاع أن تسجل البيانات‬ ‫ُ‬ ‫اع ـتــداء على الـكــرامــة الشخصية ضد‬ ‫‪ 4‬مــن ال ـبــروتــوكــول اإلض ــاف ــي الـثــانــي‬
‫الــدعــوى العامة قد سقطت لسبب من‬
‫‪63‬‬ ‫‪8‬‬ ‫سرية طرابلس‬
‫أو ألي نـ ـ ــوع مـ ــن أن ـ ـ ـ ــواع الـ ـتـ ـج ــارب‬ ‫املتاحة املتعلقة باملوتى للتحقق من‬ ‫تعد إعادة جثث الموتى إلى‬ ‫املوتى وجريمة حرب بموجب النظام‬ ‫والـ ـق ــاع ــدة ‪ 113‬م ــن دراس ـ ــة ال ـقــانــون‬
‫اسباب السقوط املحددة في القانون‪.‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪12‬‬ ‫سرية حلبا‬ ‫الـطـبـيــة أو العلمية ال ـتــي ال تـبــررهــا‬ ‫هوية أصحاب هذه الجثث أو الرفات‬ ‫ذويهم هدفًا إنسانيًا أساسيًا‬ ‫األساسي للمحكمة‪.‬‬ ‫ال ــدول ــي ال ـعــرفــي اإلن ـس ــان ــي)‪ .‬ويـجــوز‬
‫‪ -‬اع ـت ـب ــار ال ـف ـع ــل ج ـن ـحــة أو مـخــالـفــة‬ ‫امل ـعــال ـجــة ال ـط ـب ـيــة‪ ،‬وال ـت ــي ال تـجــري‬ ‫البشري في وقت الحق (املــواد ‪ 16‬من‬ ‫ألطراف النزاع املسلح مناشدة السكان‬
‫ت ـح ـيــل ب ـمــوج ـبــه امل ــدع ــى ع ـل ـيــه عـلــى‬
‫‪35‬‬ ‫‪8‬‬ ‫سرية زغرتا‬
‫ل ـصــال ـحــه وت ـت ـس ـبــب ف ــي وفـ ـ ــاة ذل ــك‬ ‫اتفاقية جنيف األول ــى وامل ــادة ‪ 19‬من‬ ‫يقر به القانون الدولي اإلنساني‬ ‫الدفن والحرق‬ ‫املدنيني وجمعيات الغوث للبحث عن‬
‫ال ـق ــاض ــي امل ـن ـف ــرد الـ ـج ــزائ ــي وت ـط ـلــق‬ ‫‪33‬‬ ‫‪10‬‬ ‫سرية اميون‬ ‫ال ـش ـخ ــص أو ف ــي ت ـع ــري ــض صـحـتــه‬ ‫اتفاقية جنيف الثانية واملادة ‪ 120‬من‬ ‫التعاهدي والعرفي‬ ‫تعامل جثث املوتى بطريقة يجب أن‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫املوتى واإلبــاغ عن أماكنهم‪ ،‬وعليها‬
‫ســراحــه اذا اعتبرت الفعل مخالفة او‬ ‫‪69‬‬ ‫‪21‬‬ ‫سرية بعلبك‬ ‫لخطر شديد‪ ،‬جريمة حــرب‪ ،‬وهو ما‬ ‫اتفاقية جنيف الثالثة )‪ .‬وتحديد هوية‬ ‫تـتـســم ب ــاالح ـت ــرام‪ ،‬وال يـسـمــح بـحــرق‬ ‫أن تـسـعــى لـلــوصــول إل ــى ات ـفــاق حــول‬
‫جـنـحــة ال تـسـتــوجــب عـقــوبــة الحبس‬ ‫أكــدتــه أيضًا امل ــادة الثامنة مــن نظام‬ ‫املوتى هو التزام بوسيلة يتطلب بذل‬ ‫ال ـج ـثــث ألنـ ــه س ـي ـحــول دون الـتـحـقــق‬ ‫تــرت ـي ـبــات تـتـيــح ل ـفــرق أن تـبـحــث عن‬
‫اكثر من سنة‪.‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪7‬‬ ‫سرية زحلة‬ ‫روم ــا األســاســي للمحكمة الجنائية‬ ‫األطــراف كل ما في وسعها بالوسائل‬ ‫استخراج الجثث‬ ‫من هوية املتوفى في املستقبل‪ .‬ولكن‬ ‫امل ــوت ــى وتـ ـح ــدد ه ــوي ــات ـه ــم وتـلـتـقــط‬
‫ُ‬
‫‪ -‬ات ـهــام املــدعــى عليه إذا تـبــن لـهــا ان‬ ‫‪18‬‬ ‫‪8‬‬ ‫سرية جب جنني‬ ‫الدولية التي يدخل في نطاقها حظر‬ ‫املتاحة‪ .‬وترسل أطراف النزاع املسلح‪،‬‬
‫ّ‬
‫فـ ــي ال ـ ـنـ ــزاعـ ــات امل ـس ـل ـح ــة ال ــدولـ ـي ــة‪،‬‬ ‫يسمح بحرقها في حاالت استثنائية‬ ‫جثثهم مــن مـنــاطــق الـقـتــال‪ ،‬مــا يعني‬
‫الوقائع واالدلــة عليها كافية التهامه‬ ‫وتعمد إحداث معاناة‬ ‫ّ‬ ‫تشويه الجثث‬ ‫كــل منها إلــى اآلخــر شـهــادات وفــاة أو‬ ‫تـسـمــح اإلدارة الــرس ـم ـيــة لتسجيل‬ ‫ألسـ ـب ــاب ص ـح ـيــة ق ـهــريــة أو ألس ـبــاب‬ ‫أنه في النزاعات الدولية وغير الدولية‬
‫‪461‬‬ ‫‪26‬‬ ‫وحدة الشرطة القضائية‬ ‫ّ‬
‫بعد ان تعطي الفعل املسند اليه وصفًا‬ ‫شديدة أو إلحاق أذى خطير بالجسم‬ ‫قــوائــم بأسماء املــوتــى مصدقًا عليها‬ ‫امل ـقــابــر ب ــإج ــراء عـمـلـيــات اس ـت ـخــراج‬ ‫ديـنـيــة تستند إل ــى ديــانــة املـتــوفــى أو‬ ‫مـ ــن غ ـي ــر املـ ـقـ ـب ــول إج ـ ـبـ ــار ال ـض ـحــايــا‬
‫جنائيًا‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫وحدة أمن السفارات‬ ‫أو ال ـص ـح ــة‪ ،‬ال ـت ـع ــذي ــب أو امل ـعــام ـلــة‬ ‫رس ـم ـي ــا‪ ،‬تـتـضـمــن جـمـيــع الـتـفــاصـيــل‬ ‫ل ـلــرفــات ف ــي ال ــدول ــة ال ـتــي تــوجــد في‬ ‫ت ـن ـف ـي ـذًا ل ــوص ـي ـت ــه‪ ،‬وع ـل ــى ال ـس ـل ـطــات‬ ‫على جمع جثث أشخاص آخرين من‬
‫(قانون أصول املحاكمات الجزائية من‬ ‫‪5111‬‬ ‫سجون لبنان‬ ‫ال ــاإنـ ـس ــانـ ـي ــة بـ ـم ــا فـ ــي ذلـ ـ ــك إجـ ـ ــراء‬ ‫الالزمة لتحديد هوية املتوفني‪.‬‬ ‫أراض ـي ـه ــا املـ ــدافـ ــن‪ .‬وال ُي ـس ـمــح ذلــك‬ ‫ال ـ ـحـ ــاجـ ــزة ال ـت ـح ـق ــق م ـ ــن أن امل ــوت ــى‬ ‫جماعتهم العرقية نفسها‪ ،‬وقــد ُيعد‬
‫املادة ‪ 129‬إلى املادة ‪)146‬‬ ‫تجارب بيولوجية‪.‬‬ ‫ك ــذل ــك‪ ،‬تـسـعــى أطـ ــراف ال ـن ــزاع املسلح‬ ‫إال إذا كــانــت ال ــدول ــة املـعـنـيــة عـقــدت‬ ‫ُيــدفـنــون بــاحـتــرام وطـبـقــا لشعائرهم‬ ‫ذلك من قبيل التعذيب‪.‬‬
‫السبت ‪ 13‬كانون الثاني ‪ 2024‬العدد ‪96‬‬

‫■ فريق التحرير‪ :‬عمر نشابة (المسؤول)‪ ،‬وفيق قانصوه‪ ،‬جنان الخطيب‪ ،‬صادق علوية‪ ،‬ألف باء القانون‬
‫■ تصميم فني وإنفوغرافيك‪ :‬رامي ّ‬
‫عليان‬

You might also like