Professional Documents
Culture Documents
ارةُ
ات ال ُْم ْختَ َ
اَألَبْ يَ ُ
ستب ِدى لَك اْألَيَّاـ ما ُكْنت ج ِ
َخػيَا ِر َما ََلْ تَُػزَّو ْد ك بِاْأل ْ َويَأْتِْي َ اىالً ¤ َ ُ َ َ َ َ ُْ
فَِإ َّف الْ َق ِريْ َػن بِالْ ُم َقا ِرِف ُم ْقتَ ِػد ع ِن الْمرِء الَ تَسأ َْؿ وأَب ِ
ص ْػر قَ ِريْػنَوُ ¤ ْ َْ َ َْ
فَ ُك ُّل ِرد ٍاء يػرتَ ِديػ ِػو َِ ِ ِ ِ ِ
َج ْػي ُل َ َْ ْ ضوُ ¤س م َن اللَّ ْوـ ع ْر ُ إذَا الْ َم ْرءُ ََلْ يَ ْدنَ ْ
ؼ بِ ْ َ ا﵁ َوالن ِ
َّاس الَ يَ ْ َى ُ الْعُ ْر ُ َم ْن يػَ ْف َػع ِل ْ
اخلَْيػَر الَ يػَ ْع َد ُـ َج َو َازهُ ¤
الرأْ ِس
س َعلَى َّ َوَزا ِرعُ الشَّّْر َمْن ُك ْو ُ ص ُد َما يُ َسُّر بِِو ¤ اخلَْيػَر َْػل ُ
َم ْن يػَ ْزَرِع ْ
المفردات:
تبدى = تظهر اللؤـ = الدناءة
تزود = تعطى الزاد عرض = شرؼ
ّ
ابصر = انظر يرتدى = يلبس
قرين = صاح جوازى ج جازية = جزاء
يدنس = يقبح
الشرح:
﴾ 1ال غلوز لك أف تكتفى دبا عندؾ من العلوـ وادلعارؼ والتجارب ظنا أنك أكثر الناس خرية وأف غريؾ
أقل منك تقدما ىف ميادين شىت ،فإ ّف األيّاـ الىت تعيشها ستظهر لك جهلك وتب ما عندؾ من
النقصاف ىف األمور الكثرية ،كما أف مرور الزماف سيدلك على أشياء َل يكن عليها ىف زادؾ وال ىف
31
معرفتك وك لك من َل تعطو زادا دلستقبلو ،فإنو استطاع أف يكوف أعلى منك مرتبة وأسرع منك
تقدما وأكثر منك علما وكفاءة ،ول لك يلزمك طوؿ حياتك أف تسعى بكل جهدؾ للحصوؿ على
ما يكوف مهما دلستقبل حياتك من العلوـ وادلعارؼ والتجارب وغريىا من الزاد والسيما مالو ارتباط
مت وعالقة قوية دبجاالت حياتك.
﴾ 2إذا أردت أف تعرؼ شخصية أحد فال تسألو مباشرة بل يكفيك أف تبصر أحواؿ قرينو وأف تنظر إىل
حركاتو وشؤونو ،أل ّف القرين أو الصاح ػل أف يقلّد ويقتدى بقرينو ىف صفاتو ىف أحوالو وىيئاتو،
فيستطيع ب لك أف تعرؼ واضحا أحواؿ ى ا ادلرء وشخصياتو ونفسياتو عن طريق معرفة صديقو
والطيور على أشكاذلا تقع.
يؤدى إىل سقوط عرضو ،فكل األعماؿ
﴾3إذا َل يرتك أحد شيئا من ادلعاصى أو َل يقرتؼ أى ذن ّ
الىت يقوـ ّٔا تكوف حسنة لو ،ول لك غل عليك أف ربفظ نفسك من كل رذيلة وأف تصوف
يؤدى إىل سقوطو ،أل ّف اإلنساف يعترب حسنا ىف َجيع أحوالو وحركاتو ما َل
عرضك من كل ما ّ
يرتك أى ذن وَل يقرتؼ أى جرؽلة.
أي مكاف كاف ،فإ ّف خريه لن يزوؿ ،بل ال ب ّد لو من
﴾4من يعمل اخلريات سواء كانت قليلة أـ كثرية ىف ّ
أف يناؿ جزاء خريه ىف وقت ما ،ألف اخلري لن ي ى ولن يضيع ب ا﵁ والناس ،ول لك غل
عليك أف تالزـ اخلري طوؿ عمرؾ واعتقد أف خريؾ ال ب ّد من أف يكوف رلزيا ولو َل تعرؼ كيف
شرا يره﴾﴿وا﵁
ذرة ّ
ذرة خريا يره ،ومن يعمل مثقاؿ ّ
يكوف اجلزاء ومىت سيكوف﴿ ،فمن يعمل مثقاؿ ّ
ال ؼللف ادليعاد﴾
يؤدى إىل سروره وفرحو على
﴾5من يعمل اخلري سواء كاف قليال أـ كثريا فال ب ّد لو من أف يناؿ اجلزاء ّ
الشر أو يقرتؼ من ال نوب أو الكبائر فإنو ال ب ّد من أف ػلصل جزاء
قدر عملو ،وأما من يعمل ّ
شره من العقوبات ا﵀زنة ،فكأنو قاـ منقل الرأس ،فإف ا﵁ ال ذبزى خلقو إالّ بقدر عملو فإنو ليس
ّ
شر ،فتكوف ب لك سادلا من
بظالّـ لعبيده ،فالالزـ عليك أف تعمل عمال صاحلا وأف تبتعد عن كل ّ
الضرر سعيدا ىف حياتك.
32
اإلستنباط:
البيت األوؿ :يأمرنا دبداومة التعلم والسعي إىل التقدـ دلستقبل حياتنا ،وأف ال ننخدع دبا عندنا
أى حاؿ.
من العلوـ وادلعارؼ ،أل ّف الناس يتقدموف ىف كل وقت وىف ّ
البيت الثاىن :يب أنك إذا أردت أف تعلم شخصية أحد فإنك يكفيك أف تبصر أحواؿ قرينو
وىيئاتو ،إف كاف قرينو خريا فهو مثلو ،وك لك إف كاف قرينو شريرا.
تؤدى إىل سقوط
البيت الثالث :يب أف ادلرء يعترب خريا ىف َجيع حركاتو ما َل يقرتؼ أية جرؽلة ّ
عرضو أو نقصاف شرفو ،فالواج عليك أف ربفظ نفسك من كل جرؽلة أو معصية ىف كل وقت
أى مكاف.
وىف ّ
البيت الرابع :يب أف كل من عمل اخلري ل يضيع جزاء خريه ،فإف ادلعروؼ لن يزوؿ ب ا﵁
والناس ،فعليك إذف أف تالزـ اخلريات وأف ال زباؼ من ضياع جزاء خريؾ.
يؤدى إىل سروره كما أف من عمل الشر ال ب ّد
البيت اخلامس :يب أف من عمل اخلري ناؿ جزاء ّ
يؤدى إىل خزنو ،فيج على كل إنساف مالزمة اخلري واإلبتعاد
شره ال ى ّ
لو من أف يناؿ جزاء ّ
الشر م ّدة حياتو فيكوف ب لك سعيدا ىف حياتو.
عن ّ
33
العت ِ
اهيةألَبِ ْي ِ َ
وِزيْػنَةُ الْمػرِء تَػماـ اْأل ََد ِ
ب لِ ُك ّْل َش ْػي ٍء ِزيْػنَػةٌ ِىف الْ َوَرى ¤
َْ َ ُ َ
ِ
ؼ ِم ْػن َع ْقػل ِو َوأ ََدبِ ِػوأَ ْش َػر َ المػ ِر ٍئ ِىػبَّػةً ¤ َما َوَى َ ا﵁ ْ
وإِ ْف َكا َف و ِضػ ْػي َع النَّسػ ِ
َ َ َ ؼ الْ َم ْػرءُ بِأ ََدابِ ِػو فِْيػنَا ¤
قَ ْد يَ ْشَر ُ
بفَِإَّظلَا فَ ْخػرنَا بِالْعِػ ْل ِم واْأل ََد ِ َّس ِ ¤ ِ ِ ِ
َ ُ َم ْن َكا َف ُم ْفتَخًرا بالْ َماؿ َوالن َ
ِ
احلَػيَاة أَلْيَ ُػق بِ ِػو
فَِإ َّف فَػ ْق َػد ْ ُى َػما َحػيَاةُ الْ َف َػىت فَِإ ْف فُِق َدا ¤
ت تَػ ْع ِرفُوُ فَانْظُر إِ َىل اْأل ََد ِ
ب ْ إِ ْف ُرْم َ َح ٍد ¤ ٍ
الَ تَػْنظَُػر َّف ألَثْ َػواب َعلَى أ َ
المفردات:
ىبة = عطاء :نعمة ف ْقد = ضياع
وضيع = ذليل ْرمت = أردت
مفتخرا = مبتهبا :متكربا
الشرح:
﴾1ال يوجد شيء ىف ى ه الدنيا إالّ ولو زينة ىف خلقو أو ىف فطرتو ،وك لك شأف اإلنساف فإف كل فرد
من أفراده ال ؼللو عن زينة ،وأحسن زينة لإلنساف ىى كماؿ األدب وسباـ األخالؽ أو اخلصاؿ
ا﵀مودة واألخالؽ الكرؽلة ذل ا يلزمنا أف نتخلق بأخالؽ كرؽلة ونتأدب بأداب شريفة لنكوف رجاال
زلرتم ب الناس.
﴾ 2أعطى ا﵁ لك امرئ أنواعا من اذلبة لكن أشرؼ اذلبة الىت وىبها ا﵁ لو ىى العقل واألدب وال شيء
أحسن منهما فيلزمنا أف ضلافظ على عقلنا ليكوف سليما فنستطيع أف نفكر بو للموصوؿ إىل غاية
أمالنا ،وأف ضلافظ على أخالقنا وأدابنا احلسنة ،ألف قيمة كل امرئ متعلقة بأدابو وأخالقو.
34
﴾ 3إف اإلنساف ال يناؿ الشرؼ بسب علو مرتبتو بل الشرؼ يناؿ باألداب احلسنة وباألخالؽ الكرؽلة،
فال عج إذا وجدنا ادلرء شريفا بسب أدابو ولو كاف من نس حقري .ول ا ال غلوز ألحد أف
يفتخر بنسبو بل الواج عليو أف يتخلق بأخالؽ حسنة ويتزين بأداب طيبة فيكوف ب لك شريفا
زلرتما ب الناس.
﴾ 4وإذا وجدنا رجال متكربا بكثرة أموالو وبشرؼ نسبو فأننا نفتخر بالعلوـ الكثرية ادلتنوعة وباألداب
احلسنة الىت ظللكها ،ألف األمواؿ عرضة للضياع فال تدوـ ىف وجودىا وألف النس ال يكوف سببا
لشرؼ ادلرء ،ألف قيمة ادلرء حبس عملو دوف نسبو ،وبكثرة علومو ال بكثرة أموالو وحبسن أدابو ال
بعلو نسبو.
ّ
﴾ 5العلم واألدب علا السب الوحيد حلياة الفىت ىف ى ه الدنيا ،فإذا ضاع العلم واألدب منو فال اعتبار
حلياتو بل ادلوت أليق بو ول لك إذا أردت أف ربيّا حياة شريفة حقيقة وأف تكوف حياتك نافعة لألمة
فعليك أف ذبعل العلوـ واألدب روح حياتك.
﴾6ال تتعج جبماؿ أثواب أحد فتظنو شريفا بسب أثوابو اجلميلة ودبركبو اجل ّ اب ،وإذا أردت أف
تعرفو أشريف ىو أـ دنئ فانظر إىل أدابو وأخالقو ،إف كاف أدابو وأخالقو حسنة فهو شريف ،وإف
كانت قبيحة فهو دنئ.
35
اإلستنباط:
البيت األوؿ :يب أف أحسن زينة يتزيّن ّٔا ادلرء ىى األدب ،فالواج على كل واحد منا أف
يكوف لو أداب كاملة وأخالؽ كرؽلة.
البيت الثاىن :يب أف أفضل اذلبة الىت وىبها ا﵁ للناس ىى العقل واألدب ،فعلى كل فرد منا أف
يشكر على تلك النعمة ،وأف ػلفظ عقلو وأف يستعملو ىف اخلريات والصاحلات وأف يتأدب
أحسن األداب ىف َجيع حركاتو.
البيت الثالث :يأمرنا بأف ال نتعج دبن يفتخر بأموالو ونسبو وأف ال طلاؼ منو ،بل ال ب ّد لنا أف
نشعر بالفخر والشرؼ مادمنا متسك باألدب والعلم.
البيت الرابع :يب أف روح حياة الفىت ىى العلم واألدب ،وإذا َل يكن للفىت علم وال أدب فال
اعتبار حلياتو ،فالواج علينا أف يكوف لنا العلوـ الكثرة النافعة واألداب احلسنة لتكوف حياتنا
ذات قيمة.
36
المفردات:
خف
بادر = عاجل اح ر = ْ
بلوغ = وصوؿ مسعاؾ = سعيك
إباف الصباء = وقت الصغر يغرتب = يبتعد عن الوطن
اغتنم العمر = انتهزه :أسرع ىف استعمالو
الشرح:
العز والشرؼ ،وعليك أف زباؼ من ضياعها من غري
ّ ﴾1انتهز فرصك بأسرع ما تستطيع ألجل طل
العز وػلصل على مناه إالّ بسب
قائدة ،ألف ذلك خسارة عظيمة عليك فادلرء ال يستطيع أف يبلغ ّ
ج ّده ومهارتو ىف انتهاز الفرصة الثمينة.
﴾2وانتهز عمرؾ السيما وقت شبابك وانتفع بو أحسن اإلنتفاع ألجل مستقبلك ،ألف أحسن األوقات ىو وقت الشباب
وأنت تشعر بنقصاف عمرؾ عند ما ظهر منك شيبك وأنت تبدأ ىف شيوخة.
﴾3أشرع ىف سعيك وىف عملك م ّدة شبابك ،ألف ال ى استطاع أف يصيد حيوانات كثرية ىو ال ى
بادر وأسرع ىف اصطيادىا وقت الفجر وك لك إذا بادرت العمل وأسرعت ىف السعي فأنت تستطيع
أف ربصل على غرضك وتبلغ غايتك ادلرجوة" ،باكر تسعد".
37
﴾4إ ّف من لو حاجة ولو إرادة قوية لنيل مناه لكنو ال يريد أف يرتؾ مكانو أو أف يسافر عمن بلده ألجل
احلصوؿ على ما قصده كمثل طري زلبوس ىف قفصو فهو ال يستطيع أف يناؿ ما أراده ،ول لك غل
عليك أف تسعى جبدؾ لنيل ما أردتو حىت ولو اظطررت إىل اخلروج من بلدؾ.
اإلستنباط:
البيت األوؿ :يأمرنا بأف نتسرع ىف انتهاز فرصتنا ،ألف العز ال يناؿ إالّ بانتهاز الفرصة.
البيت الثاىن :يأمرنا بأف ننتهز أوقات شبابنا وىى أحسن األوقات للسعي ،ألف ذلك كماؿ القوة
والقدرة والعمر ىف احلقيقة يكوف ناقصا إذا زاد خصوصا بعد أف كاف الرجل يشتعل رأسو شيبا.
البيت الثالث :يأمرنا بأف نسرع ىف السعي ألف ال ى يستطيع أف يناؿ مقاصده ىو ال ى يسرع
ىف السعي" ،فاستبقوا اخلريات".
البيت الرابع :يب أف ال ى لو آماؿ كبرية وال يريد أف يسعى للوصوؿ إليها فمثلو كمثل طري ىف
داخل القفص فهو ال يستطيع أف يناؿ ما قصده ،فالواج علينا أف ذبد ىف السعي للحصوؿ
على غرضنا.
38
الشرح:
﴾ 1لو أمكن نيل العلوـ باخلياؿ أو دبجرد الرجاء دوف التعلم لكاف َجيع الناس ىف ى ه الدنيا علماء
ماىرين ىف أنواع العلوـ وادلعارؼ وال واحد منهم جاىل ألف َجيعهم يتمنوف أف يكونوا عادل
وترجوف أف ال يكونوا جهالء ،ولكن الطريقة إلدراؾ العلوـ ليست ك لك ،وإظلا ال ب ّد للحصوؿ
عليها من ج ّد ىف السعي ومن ب ؿ آّهود الالزـ للتعلم إىل جان اإلرادة القوية للوصوؿ إىل ى ه
الغاية ادلرجوة.
﴾ 2ول لك عليك أف ذبد ىف التعلم وأف تسعى جبميع طاقتك وأف تنتهز كل أوقاتك طلبا للعلوـ النافعة
وادلعارؼ ادلفيدة دلستقبلك وأف تكوف من ادلواظب ىف التعلم وأف ال تكوف من الغافل عن
يؤدى إىل الندامة واخليبة.
الواجبات وادلهمل ادلقصرين ىف األمور ،ألف ذلك ّ
39
اإلستنباط:
البيت األوؿ :يب أف العلم ال ؽلكن أف يناؿ باخلياؿ وادلَن والرجاء من غري تعلم ،والواج علينا
أف نتعلم طلبا للعلوـ.
البيت الثاىن :يأمرنا باجل ّد ىف التعلم وينهانا عن الكسل والغفلة ىف م اكرة الدروس ،ألف الكسل
ػلملنا إىل اخلسراف والندامة.
40
الشرح:
ك الَّ ِى الَ تػُ َعاتِبُوُ". ﴾1الرتكي األصلى من ى ا البيت "إِذَا ُكنْت معاتِبا ِىف ُكل اْألُموِر ََل تَػلْق ِ
صدي َق َ
ّْ ُ ْ ْ َ َ َ َُ ً
وبياف ى ا البيت :إذا عاتبت أو دلت ىف كل شيء وكلما وجدت شيئا أنت تلومو فإنك َل ذبد
صديقا إالّ وأنت تلومو ك لك ،إذ أنو ال يوجد ىف ى ه الدنيا أى إنساف ساَل من األخطاء واذلفوات
ال يوجد إنساف خالص عن العيوب ،وليس ىف مقدور اإلنساف أف غلعل غريه راضيا عن َجيع
طبائعو ،ألف كل فرد لو طبائع يرتضيها ما َل يرتض غريه.
فعش منفردا من غري صاح ،وإف َل تقدر فصاح
﴾2وإذا كاف ى ا شأنك وىك ا شأف أصحابك ْ
صديقك ال ى يقرتؼ ذنبا مرة ويبتعد عنو أخرى.
41
﴾3إذا َل ترد أف تشرب إالّ مشربا صافيا خالصا عن الوسائخ طوؿ حياتك فلن ذبده وستكوف ىف ظمإ،
أي إنساف رأيتك تكوف مشاربو صافية طوؿ حياتو ،وك لك شأنك ىف ادلصاحبة فإنك إذا َل ترد
وّ
أف تصاح إالّ من كاف خاليا من العيوب فلن ذبده وستبقى بغري صديق طوؿ حياتك ،فمن
ادلستحيل أف غلد صديقا من غري عي وال خطإ إنو لشيء غري شلكن أبدا.
﴾ 4ىل ؽلكن أف ذبد إنسانا ىف ى ه الدنيا سجاياه وطبائعو مرضية عند َجيع الناس خالصة من كل
عي ؟ كالّ انّو ال يوجد ولن يوجد ىف ى ه الدنيا أى شخص إالّ وكاف لو عيوب ىف طبائعو ،ول لك
يعترب ادلرء شريفا ما دامت عيوبو معدودة وىفواتو زلسوبة.
اإلستنباط:
البيت األوؿ :ينهانا عن ادلعاتبة ىف األمور ويب أننا ال صلد صديقا إالّ ومعو عيوب.
البيت الثاىن :يؤكد البيت األوؿ ىف عدـ وجود الصديق ال ى ال عي لو.
البيت الثالث :يب أف ال ى ال يريد أف يصاح إالّ من كاف صافيا من العيوب فلن غلد صديقا
أبدا.
البيت الرابع :يب أنو ال يوجد شخص كانت َجيع طبائعو ػلبها غريه ويب أف ال ى كانت
عيوبو معدودة يعترب شريفا.
42
اإلستنباط:
البيت األوؿ :يب أف كل إنساف ال ب ّد لو من صديق يساعده ىف زبفيف مشكالتو ىف حياتو
ويعاونو ىف محل أعبائو الثقيلة.
43
البيت الثاىن :مثل حاجة اإلنساف إىل الصديق كمثل حاجة اليد إىل الساعد والبناف ،وى ا البيت
يؤكد البيت األوؿ.
البيت الثالث :يب أف ال ى عرؼ ا﵁ أو ال ى لو إؽلاف سليم فإنو ال يظن با﵁ ظن السوء ،بل
اعتقد أف ا﵁ ال ؼللق شيئا إالّ وفيو حكمة.
44
المفردات:
جاريت = وافقت :عاشرت رخاء × شدة :صعوبة
اللحاء = قشر الشجرة رخاء = ىناءة
الشرح:
﴾ 1إذا عاشرت رجال دنيئا ىف األخالؽ قبيحا ىف األدات فإنك ستكوف مثلو ىف سوء أخالقو وفساد
مرؤتو ،فال فرؽ بينك وبينو ىف قبح طبائعو ،ألف سوء اخللق يع ّدى كيفما كاف ،ول لك إذا أردت أف
تكوف رجال كرؽلا ذا أخالؽ زلمودة ،فعليك أف تبتعد عن مصاحبة األشرار والعصاة وذوى األخالؽ
الفاسدة واخلصاؿ ادل مومة ،وعليك دبصاحبة الشرفاء الكراـ ا﵀مودين ىف أخالقهم وطبائعهم.
﴾ 2إذا وجدت مشقة ىف حياتك عندما سعيت ىف نيل ادلَن أو ىف اكتساب ادلعاىل فعليك أف تصرب وال
تيأس وال ربزف وال تكن متشائما ،ألف ادلشقة أو الشدة الىت تعيشها ال تأتى إالّ وبعدىا رخاء
وىناءة ولن ذبد سعادة ىف ى ه الدنيا إالّ بعد ادلشقات أو الشدائد ،وىك ا سنة ا﵁ الىت ذبرى ب
خلقو ،وذلك مثل ما ذكر ىف القرآف ﴿إ ّف مع العسر يسرا﴾.
﴾ 3احلياء من الصفات ا﵀مودة ،وذلك إذا كاف احلياء ىف موضعو ادلناس كاحلياء من ارتكاب اجلرائم
أو ادلعاصى أو احلياء عن كل عمل م موـ ،وما داـ ادلرء متصفا باحلياء ،فإنو يعيش خبري ،فمثل
45
احلياء حلياة ادلرء كمثل اللحاء لبقاء العود ،فإف العود يبقى حيا ما داـ اللحاء موجودا ،وك لك ادلرء
فإنو يبقى ىف خري ما داـ احلياء صفة لو.
﴾ 4إف خري العيش متعلق بوجود احلياء فإنك ستعيش خريا واتربت حياتك ىف حسن ما دمت متصفا
باحلياء ،ك لك شأف الدنيا فإهنا تبقى خريا ما داـ احلياء موجودا فيها ،فكلما وجد احلياء واتصف
الناس بو كثريا كانت الدنيا ىف خري وىف أماف ،ولكن إذا ذى احلياء من كل فرد من أفراد اإلنساف
ىف ى ه الدنيا فإف اخلري بعيد عنها.
إذا َل زبف من عواق اللياىل أى من عواق ارتكاب اجلرائم وادلعاصى والكبائر وأنت َل تستح أف ﴾5
ترتك قبائح ى ه األعماؿ ألنك تتبع أىواءؾ األمارة بالسوء ،فاصنع ما شئت فإف العواق عليك
أنت نفسك.
اإلستنباط:
يؤدى إىل
البيت األوؿ :ينهانا عن معاشرة األشرار ومصاحبة األدنياء ىف األخالؽ ،ألف ذلك ّ
فساد أخالقنا وطبائعنا.
البيت الثاىن :يب أف يعد كل شدة أو مشقة رخاء وىناءة ،فال غلوز لنا ىف السعي للحصوؿ على
السعادة اخلوؼ من الشدة وادلصائ .
البيت الثالث :يأمرنا باإلتصاؼ باحلياء سب من أسباب اخلري ،فادلرء خبري ما داـ متصفا باحلياء.
البيت الرابع :يؤكد البيت الثالث وىو أنو ال خري ىف العيش وال خري ىف الدنيا كلها إذا زاؿ احلياء،
فالواج على كل فرد أف يتصف باحلياء مدة حياتو ليكوف ىو والدنيا ىف اخلري دائما.
46
الشرح:
﴾1إذا أردت أف تدافع عن شيء شريف كالدفاع عن الوطن والدفاع عن الدين أو أردت أف ذباىد ىف
سبيل احلق والعدؿ أو عزمت على طل العال ،فعليك أف ذباىد جهادا حقيقا ألجل ى ا الشرؼ
وال تكن مرتابا ىف سعيك وعملك وىف حهادؾ ،وغل أف ال زباؼ من ب ؿ األمواؿ واألنفس
ألجل ى ا األمر العظيم وال ترض باحلصوؿ على ما ىو أقل من ذلك ،وال تقنع بالوصوؿ إىل نتيجة
أقل من غايتك األخرية ولو اضطررت إىل ب ؿ النفس والنفيس.
﴾2اعلم أنو ال فرؽ ب طعم ادلوت ألجل أمر حقري وطعم ادلوت ألجل أمر عظيم ،ول لك إذا أردت
أف تسعى ألمر عظيم كاجلهاد ىف سبيل احلق إلعالء كلمات ا﵁ ،فال زبف من ادلشقات أو
ادلضرات ادلتوالية ،وال زبف من ب ؿ األمواؿ واألنفس ألجل ى ا ادلبدأ الشريف ،فإف اجلهاد ىف
47
اإلستنباط:
البيت األوؿ :يأمرنا بب ؿ اجلهد الالزـ والتصميم للحصوؿ على الغاية السامية واجلهاد ىف سبيل
احلق والعدؿ ولو كاف ذلك يستلزـ االستماتة ألف ذلك من لوازـ الوصوؿ إىل الدرجة العالية.
البيت الثاىن :يؤكد البيت األوؿ يعَن أننا غل علينا التصميم والعزؽلة األكيدة وأف ال ؼلاؼ من
أية مصيبة تصيبنا وأية مضرة تضرنا للوصوؿ إىل أمالنا الرفيعة وال غلوز لنا اخلوؼ من ادلوت ألف
طعم ادلوت ىف أمر حقري مثل طعم ادلوت ألمر عظيم.
48
البيت الثالث :يب أف اجلبناء يروف ويفهموف بل يعتقدوف أف التخلف عن اجلهاد وعد اإلقداـ ىف
سبيل احلق وعجزىم عن السعي نتيجة لصحة الرأي ودليل على ذكاء العقل وال شك أهنم ىف
ذلك سلدوعوف ،ألف ذلك اخلطأ الضاؿ ال يكوف إالّ من الفهم الناتج من التفكري الضاؿ.
البيت الرابع :يب أف كل جهاد ػلتاج إىل شجاعة فائقة وكل سعي ػلتاج إىل اقداـ وجرأة ألهنا
ىى الىت تنفع كثريا للوصوؿ إىل النجاح والسيما إف كاف الشجاعة لدى رجل حكيم فإف منافعو
أكرب وفوائده أعظم.
البيت اخلامس :يب أف ال ى يعي قوال صحيحا أو رأيا مصيبا ىو ال ى ضل ىف التفكري وساء
ىف الفهم ،فالالزـ علينا اإلجتناب عن ى ا السلوؾ والتصرؼ وذلك يكوف بالتفكري الدقيق قبل
اصدار احلكم.
49
المفردات:
عَن = أعلو :أخ اىتمامو عوؿ على الصرب = ارجع إليو
آفة = عاىة ،مضرة ،ما يفسد أمنع = أسلم ،أمحى ،أقوى
عال = غل وعى = حفظ
الذ بػ = اعتمد على والنجا إىل ىوى = سقط
صلا = سلم أولو احلجا = العقالء ،أولو األلباب
الشرح:
﴾ 1قيمة ألف من الناس كقيمة واحد منهم ،وقيمة واحد منهم كقيمة ألف ،وذلك إف كاف الواحد
منهم لزمو أمور ىؤالء األلف واشتغل ألجل أعليتهم ،وإذا استطاع الواحد أف يعمل أعماال كثرية
وتكوف لو مسؤلية عن أمور ألف رجل فإف قدره مثل ألف رجل أو أكثر ،وكلما ازدادت مسؤلية
ازدادت قيمتو ب الناس ،فقدر كل امرئ بقدر مسؤليتو ،ل لك غل علينا أف نسعى بكل جهدنا
ألجل أعلية ديننا وشعينا ووطننا سللص ﵁ طلبا لرضاء فنكوف ب لك ىف أعلى الدرجات ب الناس.
50
﴾ 2العقل أفضل ىبة من ا﵁ وىو ال ى امتاز بو اإلنساف عن سائر احليوانات ،فالعقل السليم ىو ال ى
يرشد اإلنساف إىل سعادتو ويبعده عن اذلالؾ ،لكن اإلنساف إىل جان عقلو فإف ا﵁ خلق ىف نفسو
اذلوى ال ى قد يسوقو الشيطاف وقد يستوىل ى ا اذلوى على العقل فيقع اإلنساف ب لك ىف فساد
وىف ضالؿ وىف ح قد يكوف العقل يسيطر على اذلوى ويرشد اإلنساف إىل النجاة ،ول لك صار
اإلنساف ناجيا من الضرر وسادلا من الفساد ،فالواج علينا ا﵀افظة على عقولنا لتكوف سليمة من
وساوس اذلوى ال ى يسوقو الشياط فنكوف ب لك سادل ىف حياتنا ناج من اذلالؾ والفساد.
﴾ 3عليك أف تعتمد ىف علمك على الصرب اجلميل أو الثبات وادلداومة وعدـ اليأس مع قوة اإلؽلاف با﵁
والتوكل عليو ،واترؾ الغض ال ى ؽليت العقل ،فإف الصرب ال ى يكوف مثل ى ا شأنو فهو أحسن
صفة اتصف ّٔا العقالء ألجل صلاة حياتو وصلاحو ىف سعيو وىو أحسن حصن ؽلنعو من األذى
والضرر واخليبة واخلسراف.
﴾ 4ال تعج إذا رأيت أحدا وقع ىف ىالؾ وخيبة ىف سعيو ،ألف ذلك ىو ادلألوؼ وادلعتادة ال ى
حدث كثريا ،إظلا يلزمك أف تكوف معجبا دبن سلم ىف علمو وجح ىف سعيو مع معرفة أسباب النجاح
لتقتدى بو فتستطيع ب لك احلصوؿ على النجاح والنجاة بدال من اخليبة واخلسراف.
ال يكوف ادلرء بعد موتو إال حديثا غلرى ب الناس إف خريا فيتكلموف عن خريه وإف كاف شرا فيتكلموف ﴾5
عن شره ،بل قد غلعلونو عربة لألحياء ال ين بعده ،وذل ا عليك أف تعمل عمال حسنا طوؿ حياتك
وأف تكوف رجال مثاليا اغلابيا ىف سعيك لتكوف أنت حديثا حسنا وقدوة حسنة دلن بعدؾ ىف َجيع
األمور.
51
اإلستنباط:
البيت األوؿ :يب أف قيمة كل امرئ بقدر مسؤليتو من حيث صغرىا أو كربىا أو بقدر ما
يشتغلو من األعماؿ وما اىتم بو منها ،فالالزـ علينا أف نكوف رجاال نافع وبيدنا أعماؿ ذات
قيمة عالية وفائدة كبرية للدين واألمة والوطن.
البيت الثاىن :يأمرنا حبفظ عقولنا من وساوس اذلوى والشياط ،ألف سالمة ادلرء متوفقة على
استيالء عقلو على ىواه وشقاوة اإلنساف إظلا تأتى بسب غلبة ىواه على عقلو.
البيت الثالث :يأمرنا باإلعتماد على الصرب اجلميل وىو قوة العزؽلة وعدـ اليأس والثبات ىف ادلبدإ
أي نوع من ادلشقات أو الباليا ،فإف الصرب
دوف اإلستسالـ وادلثابرة ىف السعى دوف خوؼ من ّ
ال ى يكوف ى ا شأنو ىو ال ى ػلفظنا من َجيع ما يضرنا وىو ال ى ػلملنا إىل النجاة ىف احلياة
والنجاح ىف السعى.
البيت الرابع :ينهانا عن التعج من أسباب وقوع ادلرء ىف ىوة الشقاوة ،بل الواج علينا أف
نعرؼ األسباب ادلؤدية إىل السالمة ادلرء ىف حياتو وصلاحو ىف سعيو لتقتدى بو حىت تكوف مثلو.
البيت اخلامس :يأمرنا بأف نعمل أعماال صاحلة ونسعى جبدنا وجهدنا حىت نكوف أسوة حسنة
ب الناس ونكوف قدوة ذلم بعد شلاتنا ،ألف ادلرء يكوف عربة لغريه بعد موتو.
52
الشرح:
﴾ 1الصداقة احلقيقة ب األصدقاء تلزـ وجود ادلساعدة بينهم ىف حياهتم ،ألف ادلساعدة ىى روح
الصداقة ،فال معَن للصداقة بينهم إذا َل يساعد بعضهم بعضا ،وك لك ادلودة ب الناس ،فادلطلوب
من ى ه ادلودة ىو وجود ادلعاونة ،ألف اإلنساف بطبيعتو أهنم ال يعيش إال ىف اجلماعة وال معَن
جلماعتهم إالّ بوجود ادلودة بينهم الىت تأتى بادلعاونة ،ول لك عليك أف تظهر زلبتك إىل غريؾ
دبساعدتك إياه ودبعاونتك لو فيما ػلتاج إليو خبلوص نيتك والسيما إذا وجدتو ىف ضيق العيش ،وإذا
كاف ى ا شأنك فأنت ستجد منو مساعدتو أو مساعدة غريه فيما بعده.
53
﴾ 2عليك أف تنتهز أوقاتك الثمينة وتنظمها ،ألهنا إذا تركها من غري سعي فإهنا ستصري غصة ىف حلقك
سبنعك عن التنفس وىك ا شأف الفرصة الىت تركتها شلر من غري فائدة ،فإهنا تصري سببا لندامتك
طوؿ حياتك من حيث ال تنفعك ى ه الندامة ،فالواج عليك إذف انتهاز ى ه الفرصة الثمينة
بصورة أحسن حىت ال تكوف من النادم .
﴾ 3عليك أف تنتهز أوقاتك الثمينة وتنظمها ،ألهنا إذا تركها من غري سعي فإهنا ستصري غصة ىف حلقك
سبنعك عن التنفس وىك ا شأف الفرصة الىت تركتها شلر من غري فائدة ،فإهنا تصري سببا لندامتك
طوؿ حياتك من حيث ال تنفعك ى ه الندامة ،فالواج عليك إذف انتهاز ى ه الفرصة الثمينة
بصورة أحسن حىت ال تكوف من النادم .
هتتم بو
﴾4ال غلوز لك أف ربتقر أمرا بسيطا أو هتملو ولو كاف ذلك األمر صغريا بل ال ب ّد من أف ّ
وتسعى إلزالتو واستصالو ألف الواقع أف الشيء الصغري قد يضر بل قد غلر اإلنساف إىل اذلالؾ،
فمثلو كمثل اإلبرة فإهنا شيء صغري لكنها تستطيع أف تريق الدـ ،ول لك اح ر كثريا من شيء ضار
يؤدى إىل اذلالؾ.
ولو كاف صغريا فإف الشيء الصغري يستطيع أف يأتى بضرر كبري بل قد ّ
الظلم والعصياف كل واحد منهما داء مضر وال دواء لو ،وى ا الداء يصي كثريا من الرؤساء أو ذوى ﴾5
أي بلد كانوا من حيث ال يشعروف بأف ى ا الداء يؤدى إىل سقوطهم عن مرتبتهم ،وقد
السلطة ىف ّ
نبأتنا التواريخ كثريا أف اكثر ما يؤدى إىل سقوط ادللوؾ أو العظماء ال يكوف إالّ بغيهم وظلمهم
وعصاياهنم وخروجهم عن احلدود ،ول لك غل عليك أف ذبتن كثريا ى ه الكبائر ،وى ه الصفة
ادل مومة مدة حياتك وال تغرت جباىك وعظمة سلطانك حىت نسيت سنن ا﵁ اجلارية ب خلقو.
﴾ 6غل عليك أف تكوف زلافظا على عهدؾ مؤسبنا فيو تكن سلالفا للوعد خائنا ىف العهد فإف اخليانة
بالعهد أقبح العيوب وأكرب ال نوب ،فال ى ال يرعى عهده وإظلا ؼلالفو كثريا وال يصونو ،فإف مثل ى ا
الرجل يعد من شر الناس ،فال يرجى منو خريه وصالحو بل أصبح موضح اللوـ اإلحتقار طوؿ عمره.
54
اإلستنباط:
البيت األوؿ :يب أف روح ادلودة أو الصداقة ب الناس ادلساعدة ،فالواج علينا التعاوف بيننا ىف
اخلريات والصالح فتكوف حياتنا ب لك ىف سعادة.
البيت الثاىن :ينهانا عن التكرب اإلعلاؿ إذا وجدنا النجاح أو النصر إىل جان أنو يأمرنا باحلصر
على حفظو لئال نكوف من اذلالك .
البيت الثالث :يأمرنا بانتهاز الفرصة كثريا وهنانا عن أف نرتكها شلر من غري فائدة ،فإف إضاعة
الفرصة ندامة وخيبة كبرية ال عالج ذلا.
البيت الرابع :ينهانا عن اإلحتقار لشيء صغري وعدـ اإلىتماـ بو فإف صغري الشيء قد يأتى
بالعواق الكبرية.
البيت اخلامس :يب شدة ضرر البغي أو الظلم واخلروج عن احلدود والسيما للرؤساء أو ادللوؾ
فإذا بغوا فال بقاء ذلم فالالزـ علينا اإلبتعاد عن الكبائر ادلضرة.
البيت السادس :ينهانا عن خيانة الوعد فإهنا أقبح ال نوب فادلتصف بالغدر بالعهد يعد من شر
الناس.
55
س الْعُلَ َماءَ
َما َخ َ ُّ ِ ٍ
اب قَط لَبْي َجالَ َ س ِىف َرلَالِ ِس ِػو ¤ تَػعلَّ ِم الْعِْلم و ِ
اجل ْ َ َ ْ َ
َوالَ تَ ُك ْن نَ ِكْي ًدا تَ ْستَػ ْوِج ُ النّْػ َق َما ضَرٍر ¤ والْوال َدي ِن فَا ْكػ ِرـ تَػْن ِ
ػج م ْن َ ْ ُ ََ ْ
ِ
ك لَوُ ُى َػرَما َوأَ ْك ِرِـ ْ
اجلَ َار الَ تَػ ْهتِ ْ اح َش ٍػة ¤ الصمت الَ تَػْن ِطق بَِف ِ
ْ َوالَ ِزـ ُّ ْ َ
ِ
َكم ِمن ِ
ص َما
اختَ َصديْػ َق ْ ِ بػَ ْع َد الْ َم ْزِح فَ ْ
ْ ْ َ َو ْاح َ ْر ِم َن الْ َم ْزِح َك ْم ِىف الْ َم ْزِح ِم ْن َخطَ ٍر ¤
المفردات:
بادلرة
ط= ّ خاب = فشلَ :ل يظفر ق ّ
نكد = قليل اخلري لبي = عاقل
النقما = العقاب × النعما تستوج = الظلم :العصياف
هتتك = تفسد الصمت = السكوت
اختصما = ذبادؿ
حق أو صحبة
حرـ ج حرمة = ما ال ػلل إفساده من ذمة أو ّ
الشرح:
﴾ 1عليك أف تتعلم العلوـ الكثرية النافعة لنفسك ولغريؾ وعليك أف ذبلس ىف رلالس العلوـ كثريا وال
بضيع أوقاتك لغري فائدة ،فإ ّف العاقل ال ى جالس العلماء والزمهم كثريا للتعلم منهم لن ؼلسر ولن
وفرط ىف حياتو وسبتع دبا عنده من نعيم الدنيا
يندـ طوؿ حياتو ،خبالؼ من استوىل عليو اإلعلاؿ ّ
اتباعا ذلواه وشهوتو حىت فاتو التعلم ،فإنو ال ب ّد لو من أف يقع ىف خيبة وفشل فندـ طوؿ حياتو من
حيث ال تنفعو الندامة.
56
اإلستنباط:
البيت األوؿ :يأمرنا بالتعلم ورلالسة العلماء ،ألف ال ى تعلم والزـ العلماء ألجل التعلم لن يقع
ىف اخليبة واخلسراف.
يؤدى إىل النجاة من ضرر ،وينهانا عن البخل
البيت الثاىن :يأمرنا باكراـ الوالدين أل ّف إكرامهما ّ
ىف اخلري واإلكثار من الشر ألف ذلك ػلملنا إىل العقوبة.
البيت الثالث :يأمرنا باإلكثار من الصمت واجتناب فاحشة الكالـ واكراـ اجلار واجتناب ما
يؤدى إىل سقوط عرضو ونزوؿ مرتبتو.
ّ
البيت الرابع :ينهانا عن كثرة ادلزاح ال ى خرج عن حدود اإلعتداؿ فإف ذلك يأتى بضرر كبري
ويؤدى إىل اخلصاـ ب الصديق ِ .
ّ
57
58
الشرح:
﴾1غل عليك أف ربفظ لسانك من الكالـ الفاحش ادلضر ،وال تكلم إالّ بعد التفكري العميق فيما
تقولو ،وأف ال تتكلم إالّ ما رأيتو نافعا وال تكوف مضرا عليك وال على غريؾ ألف سالمة اإلنساف أو
ىالكو متوقف على كالمو إف كاف كالمو حسنا فيكوف سادلا وإف كاف كالمو قبيحا أو مضرا فيكوف
ىف ىالكا.
59
﴾2عليك أف تفكر كثريا قبل اخراج كالمك وال تتكلم إالّ ما رأيتو نافعا ووجدت لو موضعا مناسبا وأف
تؤدى إىل الضرر واذلالؾ ،واعلم أف الصمت
ال تتكلم كثريا ىف كل مكاف ،ألف كثرة الكالـ قد ّ
حكمة ولو كاف فاعلو قليال.
سرؾ وأف ال تتكلم بو مع غريؾ ولو كاف صديقك ال ى ائتمنتو ىف أمورؾ
﴾3غل عليك أف تكتم ّ
السر كمثل األسري ال ين ال يقف عن التحرؾ لطل اخلروج ،وإذا خرج منك فال ب ّد من أف
فمثل ّ
يؤدى إىل موتك.
ينتشر ب الناس ،ومن ادلستحيل أف تستويل عليو فيأتيك بضرر كبري فردبا ّ
يؤدى إىل الغض والتنافر وأف ال تعمل
﴾4وعليك أف تكوف حريصا على حفظ قلوب غريؾ من كل ما ّ
يؤدى إىل عدـ رضاه ،فإ ّف القلوب إذا شعرت باألذى وضاعت منها ا﵀بة
عمال أو أف تتكلم دبا ّ
صع إصالحها ،فإف العداوة أو البغضاء باقية مدى احلياة.
﴾ 5فمثل القلوب الىت ضاعت منها ا﵀بة وامتألت بالبغضاء كمثل الزجاجة فإهنا إذا تكسرت ال ؽلكن
اصالحها فالقلوب انكسرت أو جرحت وشعرت بالغض وتنافرت منها ادلودة فال ؽلكن اصالحها
وارجاعها كما كانت ،ول لك غل على كل واحد من األصدقاء أف ػلفظ مصاحبتو مع غريه برتؾ
يؤدى إىل التنافر وفساد الصداقة ،فتكوف ا﵀بة متينة وادلصاحبة قوية ،فيكوف ادلرء ب لك
كل ما ّ
مطمئنا ىف حياتو ناجحا ىف سعيو.
اإلستنباط:
البيت األوؿ :يأمرنا حبفظ لساننا من كل كالـ قبيح مضر ،أل ّف سالمة اإلنساف وىالكو بسب
كالمو.
البيت الثاىن :يأمرنا بالتفكري قبل الكالـ وينهانا عن كثرة الكالـ ،ألف كثرة الكالـ قد تأتى بضرر
كبري.
السر مثل األسري ،ال يهدأ عن السعي
السر وأف ال تتكلم بو ،ألف ّ
البيت الثالث :يأمرنا بكتماف ّ
لطل اخلروج ،وإذا زبلص منا فال ؽلكن اإلستيالء عليو.
60
البيت الرابع :يأمرنا بأف ضلفظ القلوب من كل ما يؤ ّذيها ،فإهنا إذا تنافرت صع علينا
يؤدى إىل فساد احل ّ واألخوة بيننا وب
اصالحها ،فالواج علينا ذبن عن كل قوؿ أو فعل ّ
أصدقائنا.
البيت اخلامس :يؤكد البيت الرابع على وجوب حفظ دواـ الصداقة واألخوة ب األصحاب وأف
يسعى كل واحد ىف حياتو من أجل ا﵀افظة على سالمة القلوب من التنافر وفساد ا﵀بة.
61
اإلستنباط:
البيت األوؿ :يب أ ّف أكثر الناس يصاحبوف غريىم ألجل ادلاؿ دوف مصاحبة حقيقة فاعرؼ ى ا حىت ال زبدع دبثل
ى ه ادلصاحبة.
البيت الثاىن :يؤكد البيت األوؿ ويب أ ّف األعداء صاروا أصحابا بسب األمواؿ واألصدقاء أصبحوا أعداء بسب
الفقر ،فه ا األمر ليس بغري ،فعليك أف تكوف حكيما ىف ادلصاحبة.
62
الشرح:
بين غل عليك أف ربفظ عَن وصايا أربعا وأربعا أخرى ،وإذا عملت ذلك فال يصيبك ىف ضرر ،أما األربع األوىل
يا ّ
فهى:
63
﴾1أغَن الغَن العقل أى أنفع األشياء وأكربىا فائدة لك ىو العقل ،وىو ال ى ؽليز ب اإلنساف وغريه ،فعليك أف ربفظ
عقلك لتستطيع أف تفكر ألجل سالمتك وألجل سعادتك ىف احلياة.
﴾2وأكرب الفقر احلمق أى أشد األشياء ضررا حلياة اإلنساف ىو اجلهالة ،فكاف متصف ّٔا ال يستطيع أف يفرؽ ب النافع
والضار ،وال يدرى ما الواج عليو أف يعملو ،وما ال ى يلزمو أف يرتكو ،فوقع كثريا ىف ضرر ،ل لك غل عليك
اإلجتناب عن اجلهالة ادلضرة حلياة اإلنساف.
﴾3وأوحش الوحشة العج أى أقبح ما يتصف بو اإلنساف اعجابو بنفسو ،فإف ال ى يتعج دبهارتو أو عظمتو أو كفائتو
أو غري ذلك سيقع ىف خيبة وفشل من حيث ال يدرى ما ال ى سيقع عليو من الضرر.
يؤدى إىل شرؼ اإلنساف وعلو مرتبتو ىو حسن اخللق دوف
﴾4وأكرب احلس حسن اخللق أى أ ّف السب الوحيد ال ى ّ
غريه ،ل لك يلزمك أف ربسن أخالقك ب الناس وأف تتصف وتتزين بادلروءة احلسنة وبالعادات ا﵀مودة ،ألف قيمة كل
امرئ حبسن أخالقو وأدابو ،فكل ما سبق وبياف الوصايا األربع األوىل من علىّ .أما وصاياه األربع األخرى فكما يلى:
تؤدى إىل ضرر ىف حياتك ،أل ّف األمحق حينما يريد أف
﴾1عليك أف تبتعد عن مصاحبة الغين األمحق ،أل ّف ى ه ادلصاحبة ّ
يأتيك بالنافع ال يأتيك بو بسب جهلو بل يأتيك بادلضرات وادلشقات.
﴾2عليك أف ترتؾ مصاحبة البخيل وىو ال ى ال يريد أف يساعدؾ دباؿ أو فكر أو شيء آخر ،ألنك إذا صاحبتو فال
يفيدؾ شيئا بل يبعد عنك كل ما ربتاج إليو فال تستطيع الوصوؿ إىل مقاصدؾ.
﴾ 3وغل عليك أف تبتعد عن الفاجر وىو ال ى يتعود على ارتكاب اجلرائم كثريا ،ألنك إذا صاحبتو أو عاشرتو فأنت
ستقع معو ىف سوء عواق أعمالو فتسقط من مرتبتك إىل ىوة الدناءة ،فكأنك بضاعة رخيصة.
﴾ 4إذا أردت أف تبلغ آمالك فعليك أف ذبتن ىف حياتك مصاحبة الك اب وأف ال تصدؽ كالمو وأف ال تعتمد على
وعده ،فإنو غل أف يعد كثريا فيخالفو ويتكلم كالما ؼلالف الواقع ،وإذا صدقتو واعتمدتو عليو وقعت ىف ضرر ،ألنو
يظهر لك أنو يريد أف يساعدؾ للوصوؿ إىل آمالك ولكن الواقع أنو ؽلنعك عن الوصوؿ إىل رجائك القري .
64
ك،ك قَػْب َل َس َق ِم َكَ ،و ِص َّحتَ َ ك قَػْب َل َىَرِم َسَ :شبَابَ َ ﴾1إِ ْغتَنِ ْم َْس قَػْبل َْ ٍ
ً َ
ِ
ك، ك قَػْب َل َم ْوتِ َ
كَ ،و َحيَاتَ َ ك قَػْب َل ُش ْغل َ اؾ قَػْب َل فَػ ْق ِرَؾَ ،وفَػَرا َغ ََو ِغنَ َ
ص َد. اؿ َم ِن اقْػتَ َ
َ ﴾2ما َع َ
ِ
استَ َش َار.َ ﴾3ما نَد َـ َم ِن ْ
ي بِِو. ت فَِإن َ
َّك َْرل ِز ّّ ِ
َ ﴾4و ْاع َم ْل َما شْئ َ
ت ُخ ْزنًا طَ ِويْالً. ٍ
اعةً أ َْوَرثَ ْ
ب َش ْه َوة َس َ ُ ﴾5ر َّ
﴾6قُ ِل ْ
احلَ َّق َولَ ْو َكا َف ُمِّرا.
تَ ،وإِذَا ِ ِِ
ت َع َدلَ ْ تَ ،وإِذَا َح َك َم ْ ص َدقَ ْ
ت َ ﴾7الَتَػَز ُاؿ ى ه اْأل َُّمةُ خبٍَْري َما إِذَا قَالَ ْ
ت. استػرِمح ِ
ت َرمحَ ْ ْ ُْ َ ْ
َّاس ِخبُلُ ٍق َح َس ٍن. ِِ ِ
احلَ َسنَةَ سبَْ ُح َها َو َخالق الن َ تَ ،واتَّبِ ْع ُّ
السنَّةَ ْ ﴾8ات َِّق ا﵁ َحْيثُ َما ُكْن َ
المفردات:
اغتنم سا = انتهز سا :اسرع إىل تناوؿ س
سقم = مرض رلزى = مكافأ
ىرـ = شيوخة استشار = طل ادلشاورة
أورث = ترؾ :أعق اسرتمحت = طل منها الرمحة
خالق = صاح عاؿ = افتقر :احتاج
65
الشرح:
بين غل عليك أف ربفظ عَن وصايا أربعا وأربعا أخرى ،وإذا عملت ذلك فال يصيبك ىف ضرر، يا ّ
أما األربع األوىل فهى:
﴾ 1أغَن الغَن العقل أى أنفع األشياء وأكربىا فائدة لك ىو العقل ،وىو ال ى ؽليز ب اإلنساف وغريه،
فعليك أف ربفظ عقلك لتستطيع أف تفكر ألجل سالمتك وألجل سعادتك ىف احلياة.
﴾ 2وأكرب الفقر احلمق أى أشد األشياء ضررا حلياة اإلنساف ىو اجلهالة ،فكاف متصف ّٔا ال يستطيع
أف يفرؽ ب النافع والضار ،وال يدرى ما الواج عليو أف يعملو ،وما ال ى يلزمو أف يرتكو ،فوقع
كثريا ىف ضرر ،ل لك غل عليك اإلجتناب عن اجلهالة ادلضرة حلياة اإلنساف.
﴾ 3وأوحش الوحشة العج أى أقبح ما يتصف بو اإلنساف اعجابو بنفسو ،فإف ال ى يتعج دبهارتو
أو عظمتو أو كفائتو أو غري ذلك سيقع ىف خيبة وفشل من حيث ال يدرى ما ال ى سيقع عليو من
الضرر.
يؤدى إىل شرؼ اإلنساف وعلو مرتبتو ىو
﴾4وأكرب احلس حسن اخللق أى أ ّف السب الوحيد ال ى ّ
حسن اخللق دوف غريه ،ل لك يلزمك أف ربسن أخالقك ب الناس وأف تتصف وتتزين بادلروءة
احلسنة وبالعادات ا﵀مودة ،ألف قيمة كل امرئ حبسن أخالقو وأدابو ،فكل ما سبق وبياف الوصايا
األربع األوىل من علىّ .أما وصاياه األربع األخرى فكما يلى:
﴾1عليك أف تسرع إىل سة أمور قبل أف يأتيك سة أمور أخرى:
أوال ،عليك أف تنتهر فرصة شبابك ألجل صاحل األعماؿ وكل ما ينفعك ىف مستقبلك قبل أف
تكوف شيخا ،فإف أحسن األوقات للسعى والعمل وقت الشباب .فأنت لن تستطيع أف تعمل أكثر
إذا بلغت شيوختك.
ثانيا ،عليك أف تنتهز صحتك جسمية كانت أـ روحية ألجل ما يفيدؾ ىف مستقبلك وال تضيع
صحتك بغري عمل ينفعك ىف األياـ ادلقبلة ،فإف الصحة ال تدوـ على أحد ،فإذا أصابك مرض فال
تستطيع أف تعمل عمال فتقع ىف ندامة وخسراف.
66
ثالثا ،إذا كنت غنيا وأعطاؾ ا﵁ نعما كثرية فعليك أف تستفيد من غناؾ ىف سبيل اخلري والصالح
دلستقبلك ومستقبل أقربائك أو دلستقبل ادلسلم ،فإف الغَن ال يدوـ على أحد ،وإذا وقعت ىف فقر
وىف ضيق من العيش فال يصبح كل شيء سهال عليك.
رابعا ،عليك أف سبأل وقت فراغك دبا يفيدؾ دلستقبلك وأف تنتهزه ألعماؿ نافعة ،ألنك إذا ضاؽ
عليك الوقت بكثرة األشغاؿ الىت تعملها فال تستطيع أف تسعى دبا ىو أكثر لضيق وقتك.
خامسا ،عليك أف تكثر من األعماؿ الصاحلات الىت ستساعدؾ وتكوف زادا لك بعد موتك ،ألنك
مت فال تستطيع أف تعمل عمال ،فما الباقى لك إالّ اجلزاء من عملك ال ى عملتو وقت إذا ّ
ِ حياتك ،إف كاف خريا فخري ،وإف كاف شرا فشر﴿ .وأَ ْف لَي ِ
س ل ِإلنْ َساف إِالَّ َما َس َعىَ ،وأ ََّف َس ْعيَوُ
ّ َ ْ َ
ؼ يػَُرى﴾ ،فال شيء يعاونك بعد شلاتك ويصاحبك مصابة حسنة وتأتنس بو إالّ عملك الصاحل َس ْو َ
ال ى عملتو مدة حياتك.
﴾2غل على كل أف يكوف مقتصدا ىف انفاؽ أموالو بأف ال ينفقها إالّ ىف وجوه اخلري والصالح كيال
يكوف نادما بعد ذلك ،وال غلوز لو أف يب ر أموالو فيما ال يفيد وك لك غل عليو أف يقتصد ىف
أوقاتو وأف ال يرتكها بغري عمل نافع ،ألنك وإذا كنت مقتصدا فال تكوف فقريا أو زلتاجا إىل غريؾ
بعد ذلك وال تكوف نادما.
﴾3غل عليك أف تستشري غريؾ كثريا ىف َجيع األمور والسيما إف كانت األمور مهمة تشمل مصاحل
آّتمع ،ألف ال ى استشار كثريا ال يندـ غادا ،فإذا وقع ىف خطإ بعد استشارة غريه فال يلومو أحد
ألنو قد سعى ودلعرفة الصحيح.
أي عمل كما أردت ولكن ال ب ّد من أف تت كر دائما لكل عمل جزاء مثلو وإف كاف خريا
﴾4اعمل ّ
فشر وأنت ىف ى ا سلتار.
شرا ّ
فخري ،وإف كاف ّ
﴾5ال غلوز لك ىف حياتك أف تتبع شهوت وىوى نفسك ولو كاف ىف أمر صغري أو ىف وقت قصري،
يؤدى
يؤدى إىل الوقوع ىف خزف طويل ،أى أف السب القليل قد ّ
ألف اتباع الشهوة ىف وقت قليل قد ّ
67
إىل عواق باقية مدة طويلة ول لك عليك أف رب ر شهوتك وأىواء نفسك لتكوف سادلا مدة
حياتك.
مرا عليك أو على
احلق ولو كاف ذلك ِّ
احلق وكن عادال ىف إظهار ّ
﴾6كن صادقا ىف قولك واظهر ّ
أقربائك أو على غريؾ فإف احلق حق وىو باؽ والباطل وىو زاىق.
﴾7إ ّف ىؤالء ادلسلم من أمة زلمد صلى ا﵁ عليو وسلم ال يزالوف خبري ما داموا صادق ىف أقواذلم
وأفعاذلم تارك الك ب والزور وىم عدوؿ ىف حكمهم ب من غري أف يفرقوا ىف حكمهم ب
الشرفاء والضعفاء منهم كما أهنم يرمحوف من يطل منهم الرمحة أو ادلساعدة فريمحونو ويعاونونو
بكل ما ػلتاج إليو وك لك على كل واحد منا أف يسعى جبهده ىف أف يكوف صادقا ىف قولو عادال
ىف حكمو رحيما لغريه من ادلسلم والسيما ضعفائهم.
أي شأف كنت ،ألف خري الزاد لإلنساف ىو التقوى ،وإذا
أي مكاف سكنت وىف ّ
﴾8عليك بتقوى ا﵁ ىف ّ
انزلقت بارتكاب السيئة أو ادلعصية غل عليك أف تتبع ى ه السيئة احلسنة أى أنك تعمل احلسنة
سرتا لسيئتك فإف احلسنة تستطيع أف تزيل السيئة ،غل عليك أف تصاح الناس وأف تعاملهم
معاملة حسنة وأف يكوف اساس معاشرتك إياىم األخالؽ احلسنة واخلصاؿ ا﵀مودة وال غلوز أف
تؤذيهم بقوؿ أو بعمل أو ىيئة ال يرضوهنا إذا كنت مثل ذلك أصبحت خري الناس زلبوبا لدينهم.
68
اإلستنباط:
إذا كنت ىف ميالدؾ باكيا والناس مسروروف ،فكن ىف وفاتك مسرورا والناس ػلزنوف وذلك ألهنم
يشعروف باحلزف على غيابك وأنت رجل كثري احلسنات عندىم.