‫حرب أكتوبر‬

‫تعرف كذلك بحرب تشرين وحرب يوم الغفران هي ح رب دارت بين ك ل من مص ر وس وريا من‬
‫جانب وإسرائيل من الجانب اآلخر في عام ‪1973‬م‪ .‬بدأت الحرب في يوم السبت ‪ 6‬أكت وبر ‪1973‬‬
‫الموافق ليوم ‪ 10‬رمضان ‪ 1393‬هـ) بهجوم مف اجئ من قب ل الجيش المص ري والجيش الس وري‬
‫على القوات اإلسرائيلية التي كانت مرابطة في سيناء وهضبة الجوالن‪ .‬وقف الن ار في ‪ 24‬أكت وبر‬
‫‪ ، 1973‬وقد هدفت مصر وسورية إلى استرداد شبه جزيرة سيناء والجوالن التي سبق أن احتلتهم ا‬
‫إسرائيل‪.‬انتهت الحرب رسميا بالتوقيع على اتفاقية ف ك االش تباك في ‪ 31‬م ايو ‪ 1974‬حيث وافقت‬
‫إسرائيل على إعادة مدينة القنيطرة لسوريا وضفة قناة السويس الشرقية لمصر مقابل إبع اد الق وات‬
‫المصرية والسورية من خط الهدنة وتأسيس قوة خاصة لألمم المتحدة لمراقبة تحقيق االتفاقية‪.‬‬

‫األسباب ‪-:‬‬

‫حرب أكتوبر هي إحدى جوالت الصراع العربي اإلس رائيلي‪ ،‬حيث خططت القي ادة المص رية م ع‬
‫السورية لشن حرب في وقت واحد على إسرائيل بهدف استرداد شبه جزيرة سيناء والجوالن ال تي‬
‫سبق أن احتلتهما إسرائيل في حرب ‪ ،1967‬وقد كانت المحصلة النهائي ة للح رب هي ت دمير خ ط‬
‫بارليف في سيناء وخط آلون في الجوالن‪ ،‬وكانت إسرائيل ق د أمض ت الس نوات الس ت ال تي تلت‬
‫حرب يونيو في تحصين مراكزه ا في الج والن وس يناء‪ ،‬وأنفقت مب الغ ض خمة ل دعم سلس لة من‬
‫التحصينات على مواقعه ا في من اطق مرتفع ات الج والن وفي قن اة الس ويس‪ ،‬فيم ا ع رف بخ ط‬
‫بارليف‪.‬‬
‫في ‪ 29‬أغسطس ‪ 1967‬اجتمع قادة دول الجامعة العربية في مؤتمر الخرطوم بالعاصمة الس ودانية‬
‫ونشروا بيانًا تضمن ما يسمى ب"الالءات الثالثة"‪ :‬عدم االعتراف بإسرائيل‪ ،‬عدم التف اوض معه ا‬
‫ورفض العالقات السلمية معه ا‪ .‬في ‪ 22‬نوفم بر ‪ 1967‬أص در مجلس األمن الت ابع لألمم المتح دة‬
‫قرار ‪ 242‬الذي يطالب االنس حاب اإلس رائيلي من األراض ي (النس خة العربي ة من الق رار ‪242‬‬
‫تحتوي على كلمة األراضي بينما اإلنجليزية تحوي كلمة أراض) التي احتلتها في يونيو ‪ 1967‬م ع‬

‫‪1‬‬
‫مطالبة الدول العربية المجاورة إلسرائيل باالعتراف بها وبحدودها‪ .‬في سبتمبر ‪ 1968‬تجدد القتال‬
‫بشكل محدود على خطوط وقف إطالق النار بين إسرائيل وكل من مصر وسوريا بما يسمى حرب‬
‫االستنزاف ‪ ،‬مما دفع الواليات المتحدة إلى اقتراح خطط لتسوية سلمية في الش رق األوس ط‪ ،‬وك ان‬
‫وزير الخارجية األمريكي وليام روجرز ق د إق ترح ثالث خط ط على كال الج انبين الخط ة األولى‬
‫كانت في ‪ 9‬ديس مبر ‪ ،1969‬ثم يوني و ‪ ،1970‬ثم ‪ 4‬أكت وبر ‪ .1971‬تم رفض المب ادرة األولى من‬
‫جميع الجوانب‪ ،‬وأعلنت مصر عن موافقتها لخطة روج رز الثاني ة ح تى تعطي نفس ها وقت ًا أك ثر‬
‫لتجهيز الجيش وتكملة حائط الصواريخ للمعركة المنتظرة‪ ،‬أدت هذه الموافق ة إلى وق ف القت ال في‬
‫منطقة قناة السويس‪ ،‬وإن لم تصل حكومة إس رائيل إلى ق رار واض ح بش أن ه ذه الخط ة‪ .‬في ‪28‬‬
‫سبتمبر ‪ 1970‬ت وفي ال رئيس المص ري جم ال عب د الناص ر‪ ،‬وتم تع يين أن ور الس ادات رئيس ًا‬
‫للجمهورية‪ .‬في فبراير ‪ 1971‬قدم أنور السادات لمبعوث األمم المتحدة غون ار ي ارينغ‪ ،‬ال ذي أدار‬
‫المفاوضات بين مصر وإسرائيل حسب خطة روجرز الثانية‪ ،‬شروطه للوصول إلى تس وية س لمية‬
‫بين مصر وإسرائيل وأهمها انسحاب إسرائيلي إلى ح دود ‪ 4‬يوني و ‪ .1967‬رفض ت إس رائيل ه ذه‬
‫الش روط مم ا أدى إلى تجم د المفاوض ات‪ .‬في ‪ 1973‬ق رر الرئيس ان المص ري أن ور الس ادات‬
‫والس وري حاف ظ األس د اللج وء إلى الح رب الس ترداد األرض ال تي خس رها الع رب في ح رب‬
‫‪1967‬م‪ .‬كانت الخطة ترمي االعتماد على المخابرات العامة المص رية والمخ ابرات الس ورية في‬
‫التخطيط للحرب وخداع أجه زة األمن واالس تخبارات اإلس رائيلية واألمريكي ة ومفاج أة إس رائيل‬
‫بهجوم غير متوق ع من كال الجبه تين المص رية والس ورية‪ ،‬وه ذا م ا ح دث‪ ،‬حيث ك انت المفاج أة‬
‫صاعقة لإلسرائليين‪.‬‬
‫حقق الجيشان المصري والسوري األه داف اإلس تراتيجية المرج وة من وراء المباغت ة العس كرية‬
‫إلسرائيل‪ ،‬كانت هناك إنجازات ملموسة في األيام األولى بع د ش ن الح رب‪ ،‬حيث ت وغلت الق وات‬
‫المص رية ‪ 20‬كم ش رق قن اة الس ويس‪ ،‬وتمكنت الق وات الس ورية من ال دخول في عم ق هض بة‬
‫الجوالن‪ .‬أما في نهاية الحرب فانتعش الجيش اإلسرائيلي فعلى الجبهة المصرية تمكن من فتح ثغرة‬
‫الدفرسوار وعبر للضفة الغربية للقناة وضرب الحصار على الجيش الثالث المي داني وعلى الجبه ة‬
‫السورية تمكن من طرد السوريون من هضبة الجوالن بل واستمر في دفع الح دود للخل ف لتوس يع‬
‫المستعمرة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫تدخلت الدولتان العظمى في ذلك الحين في س ياق الح رب بش كل غ ير مباش ر حيث زود االتح اد‬
‫السوفياتي باألسلحة سوريا ومصر‪ ,‬وان كان االتحاد الس وفيتى ق د رفض اعط اء مص ر االس لحة‬
‫الالزمة بعد أزمة طرد خبرائها عن طريق السادات اال ان االتح اد الس وفيتى رج ع واعطى مص ر‬
‫جزءًا من االس لحة ولكن تموي ل مص ر الرئيس ى فى االس لحة ج اء من التش يك بع د زي ارة وزي ر‬
‫الخارجي ة المص رى الى التش يك فى زي ارة س رية لم يعلم به ا اح د فى ذل ك ال وقت بينم ا زودت‬
‫الواليات المتحدة بالعت اد العس كري إس رائيل‪ .‬في نهاي ة الح رب عم ل وزي ر الخارجي ة األم ريكي‬
‫هنري كيسنجر وسيطًا بين الجانبين ووصل إلى اتفاقية هدنة ال ت زال س ارية المفع ول بين س وريا‬
‫وإسرائيل‪ .‬بدلت مصر وإسرائيل اتفاقية الهدنة باتفاقية سالم شاملة في "كامب ديفيد" ‪.1979‬‬
‫من أهم نتائج الحرب استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس‪ ،‬واسترداد جميع األراضي في شبه‬
‫جزيرة سيناء‪ .‬واسترداد جزء من مرتفعات الجوالن الس ورية بم ا فيه ا مدين ة الق نيطرة وعودته ا‬
‫للسيادة السورية‪ .‬ومن النتائج األخرى تحطم أسطورة أن جيش إسرائيل ال يقه ر وال تي ك ان يق ول‬
‫بها القادة العسكريون في إسرائيل[‪ ،]18‬كما أن هذه الحرب مهدت الطري ق لاتف اق ك امب ديفي د بين‬
‫مصر وإسرائيل والتي عقدت في س بتمبر ‪1978‬م على إث ر مب ادرة أن ور الس ادات التاريخي ة في‬
‫نوفمبر ‪1977‬م وزيارته للقدس‪ .‬وأدت الحرب أيضا إلى عودة المالحة في قناة الس ويس في يوني و‬
‫‪1975‬م‪.‬‬

‫ميزان القوى مصر‬

‫أعادت مص ر تنظيم قواته ا العس كرية بع د ح رب االس تنزاف حيث ألغيت قي ادة المنطق ة الش رقية‬
‫العسكرية وحل مكانها قيادتين لجيشين ميدانيين هما الجيش الثاني الميداني والجيش الثالث الميداني‬
‫وقيادة قطاع بور سعيد العسكري‪ ،‬وقيادة لمنطقة البحر األحمر العس كرية‪ ،‬باإلض افة إلى المن اطق‬
‫العسكرية األخرى في باقي أنحاء مصر‪.‬‬
‫الجيش الثاني الميداني‬ ‫‪‬‬

‫فرقة مدرعة‬ ‫‪o‬‬

‫فرقة ميكانيكية‬ ‫‪o‬‬

‫فرقة مشاة‬ ‫‪o‬‬

‫‪3‬‬
 ‫فرفة مشاة‬ ‫‪o‬‬

‫فرقة مشاة‬ ‫‪o‬‬

‫الجيش الثالث الميداني‬ ‫‪‬‬

‫فرفة مشاة‬ ‫‪o‬‬

‫فرقة مشاة‬ ‫‪o‬‬

‫فرقة مدرعة‬ ‫‪o‬‬

‫فرقة المشاة الخامسة (فرقة مستقلة)‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫سورية‬

‫كانت سوريا قد سلحت نفس ها بأس لحة متط ورة وامتلكت ص واريخ مض ادة للط ائرات ذات فعالي ة‬
‫كبيرة وشبكة دفاع جوي قوية ج دا ش لت حرك ة الط يران اإلس رائيلي وادت أثن اء الح رب لت دمير‬
‫وإسقاط عدد كبير من الطائرات اإلسرائيلية‪ ،‬وكان الجيش السوري قد نجح في التوزي ع واالنتش ار‬
‫في التقسيمات الثالثة للجبهة ساعد ذلك للتقدم التي اح رزه الجيش الس وري بقطاع ات المختلف ة في‬
‫عمق الجبهة‪.‬‬
‫الفرقة المدرعة األولى‬ ‫‪‬‬

‫الفرقة المدرعة الثالثة‬ ‫‪‬‬

‫فرقة المشاة الخامسة‬ ‫‪‬‬

‫فرقة المشا السابعة‬ ‫‪‬‬

‫فرقة المشاة التاسعة‬ ‫‪‬‬

‫إسرائيل‬

‫لق د أنف ق اإلس رائيليون ح والي ‪ 268‬ملي ون دوالر إلنش اء سلس لة من الحص ون والط رق‬ ‫‪‬‬

‫والمنشآت الخلفية أطلق عليها خط بارليف بهدف ال دفاع عن الش اطئ الش رقي للقن اة‪ .‬ولق د‬

‫‪4‬‬
‫امتدت هذه الدفاعات أكثر من ‪ 160‬كم على طول الشاطئ الشرقي للقناة من بور فؤاد شماال‬
‫إلى رأس مسلة على خليج السويس‪ ،‬وبعمق ‪30‬ـ‪ 35‬كم شرقًا‪.‬‬
‫وغطت هذه الدفاعات مس طحا ق دره ح والي ‪ 5000‬كم‪ 2‬واحت وت على نظ ام من المالجئ‬ ‫‪‬‬

‫المحصنة والموان ع القوي ة وحق ول األلغ ام المض ادة لألف راد وال دبابات‪ ،‬وتك ونت المنطق ة‬
‫المحصنة من عدة خطوط مزودة بمناطق إدارية وتجمعات ق وات مدرع ة ومواق ع مدفعي ة‪،‬‬
‫وصواريخ ه وك مض ادة للط ائرات‪ ،‬ومدفعي ة مض ادة للط ائرات‪ ،‬وخط وط أن ابيب مي اه‪،‬‬
‫وشبكة طرق طولها ‪ 750‬كم‪ .‬وتمركزت من اطق تجم ع الم درعات على مس افات من ‪– 5‬‬
‫‪ 30‬كم شرق القناة‪ .‬كما جهز ‪ 240‬موقع للمدفعية بعيدة ومتوسطة المدى‪ ،‬كان من بينها ‪30‬‬
‫موقع محتل فعًال‪ .‬وكانت ه ذه ال دفاعات ترتك ز ش ماال على البح ر المتوس ط‪ .‬وفي الش رق‬
‫جبال وسط سيناء وفي الجنوب جبال عجمة وخليج السويس‪.‬‬
‫إن القناة ُتعد عائقًا مائيًا أمام اآلالف من الرجال‪ ،‬والذي يتطلب األمر لعبوره جه ودا إداري ة‬ ‫‪‬‬

‫ضخمة وتخطيط جيد وصعوبات عديدة عند نقطة العبور‪ ،‬وخسائر بش رية نتيج ة الح وادث‬
‫والنيران المعادية‪ .‬إنها عميقة وواسعة بدرجة يستحيل عبورها بدون وسائل عب ور خاص ة‪،‬‬
‫ولسوء حظ اإلسرائيليين فإن القوات المصرية لم تعبر في المكان وفي الوقت ال ذي خططت ه‬
‫إسرائيل‪.‬‬
‫حاول اإلسرائيليون تطوير نظام ُص ّم م لتحوي ل القن اة إلى خن دق مش تعل‪ ،‬من خالل وض ع‬ ‫‪‬‬

‫خزانات تحت األرض‪ ،‬ووضع أنابيب لضخ البترول الذي يتم نثره على س طح القن اة‪ ،‬عن د‬
‫ذلك يتم إشعال هذا البترول ليكون ح اجزا من اللهب عن د النقط ة الحص ينة‪ .‬وم ع ذل ك نف ذ‬
‫المصريون عمليات ضفادع بشرية ضد هذا النظام وسدوا األنابيب وعطلوها عن العمل‪.‬‬
‫كانت العقبة الدفاعية األولى هي الجانب الخرساني للقناة (الشواطئ المكساة) ال تي ص ممت‬ ‫‪‬‬

‫لتغطية الشاطئ الرملي‪ ،‬وهي ترتفع ثالثة أقدام فوق سطح الماء في المد العالي وس تة أق دام‬
‫في حالة المد المنخفض‪ .‬ويح ّد ه ذا الح اجز من ال دخول إلى والخ روج من القن اة للوس ائل‬
‫البرمائية الخفيفة التي يمكن رفعها ميكانيكي ا أو ب األفراد ف وق الج انب اآلخ ر‪ ،‬وعملي ًا فق د‬
‫تطلبت اس تخدام الكب اري العس كرية المتحرك ة المص ممة لعب ور األنه ار‪ .‬وطبق ًا لم ا قال ه‬
‫الجنرال ديان كانت القناة في حد ذاتها‪ ،‬واحدة من أحسن الخنادق المضادة لل دبابات المتاح ة‬
‫وفوق الجوانب المقواة للقناة‪ ،‬أنشأ اإلسرائيليون ساترًا ترابيًا ضخمًا امتد على طول مواجهة‬

‫‪5‬‬
‫الضفة الشرقية للقناة بدءًا من جنوب القنطرة‪ .‬وك ان ارتف اع ه ذا الس اتر ي راوح بين ‪ 10‬م‪،‬‬
‫‪ 25‬م‪ ،‬واستخدم كوسيلة إلخف اء التحرك ات اإلس رائيلية‪ ،‬وُص ّم م ليمن ع العب ور بالمركب ات‬
‫البرمائية بفضل ميله الحاد‪.‬‬
‫ُيعد هذا الساتر أول ساتر من ثالث‪ ،‬وكان يشمل مواقع إلطالق نيران المدفعية والم درعات‬ ‫‪‬‬

‫كل مائة متر‪ ،‬واحتوى على ‪ 22‬موقع ًا حص ينًا به ا ‪ 31‬نقط ة قوي ة‪ ،‬حوله ا ‪ 15‬دائ رة من‬
‫األسالك الشائكة تفصلها حقول ألغام‪ ،‬وأجهزة إنذار مبكر‪ ،‬وش راك خداعي ة‪ .‬وك انت النق ط‬
‫القوية ذات تصميم هندسي معقد‪ ،‬وتتكون من عدة طوابق ُبنَيت بحيث تصل إلى قمة الساتر‪،‬‬
‫وشملت المنشآت‪ ،‬في كل نقطة قوي ة‪ ،‬مع دات طبي ة خ ط أول ومجموع ة طبي ة وحمام ات‬
‫ومركز للكتابة والطباعة وصالة سينما وصالة ألع اب وتس لية‪ .‬وك ل دور من أدوار النقط ة‬
‫القوي ة ك ان يتك ون من ع دة مالجئ خرس انية محص نة بقض بان س كك حدي د وأل واح من‬
‫الص لب‪ ،‬ويفص لها عن المالجئ األخ رى طبق ات من القض بان الحدي د مق واة بالخرس انة‬
‫المس لحة والرم ل وس الل حج ارة س مكها من م ترين إلى ثالث ة أمت ار‪ .‬وك انت ك ل دش مة‬
‫خرسانية مجهزة ضد نيران المدفعية والدبابات‪ ،‬ولها عدة فتح ات لل رمي منه ا حيث تس مح‬
‫بقطاع نيران كبير‪ ،‬وكانت الدشم تتصل بعض ها البعض بخن ادق مواص الت عميق ة مكس اة‬
‫بألواح من الصلب وشكاير الرمل‪ ،‬وكان له ذه النقط ة الحص ينة الق درة على تحم ل انفج ار‬
‫قنبلة زنة ألف رطل وبها احتياطي من كاف ة االحتياج ات؛ يمكنه ا الص مود أم ام أي هج وم‬
‫رئيسي‪.‬‬
‫وفي مؤخرة الخط كان يوجد نظام من حقول األلغام مركزة حول النقط القوية‪ ،‬ولكنه لم يكن‬ ‫‪‬‬

‫نظاما شامال‪ .‬وك ان من المحتم ل أن تك ون ه ذه المن اطق مغط اة بمص اطب لل دبابات على‬
‫الجسور الرئيسية وعلى خط الجسور الثاني‪ .‬وكان الخط الثاني من الجسور مص ممًا لل دفاع‬
‫ضد الهجمات التي تنجح في اختراق الجسور األولى‪ ،‬وعلى ط ول المح اور الرئيس ية ك ان‬
‫يوجد خط ثالث من الس واتر لتوف ير غط اء إض افي ون يران جانبي ة للمن اطق ذات األهمي ة‬
‫التكتيكية‪.‬‬
‫وخلف هذه الخطوط الدفاعية كانت توجد االحتياطيات خفيفة الحركة في العم ق‪ ،‬ومعظمه ا‬ ‫‪‬‬

‫وحدات مدرعة‪ .‬ولتسهيل خفة حركتها أنشئت ش بكة ط رق كثيف ة لس رعة تحري ك الق وات‪.‬‬
‫وكان الطريق العرضي رقم (‪ )1‬الذي سمي لكس يكون ‪ Lexicon‬يق ع على مس افة ح والي‬

‫‪6‬‬
‫‪ 1000‬م من القن اة‪ ،‬حيث ص مم للرب ط بين النق ط القوي ة لخ ط ب ارليف‪ .‬وس مي الطري ق‬
‫العرضي رقم (‪ )2‬طريق المدفعية‪ ،‬وكان ُم خصصا لتحركات المدفعية العرضية‪ ،‬ويتمرك ز‬
‫شرق هذا الطريق ستة مراكز قيادة وسيطرة‪ ،‬من أجل الس يطرة على الخ ط األم امي للنق ط‬
‫[‪]19‬‬
‫القوية من خط بارليف‪.‬‬
‫حجم القوات اإلسرائيلية أمام الجبهة المصرية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪ .‬القوات المكلفة بالدفاع عن شمال سيناء‬

‫المجموعة ‪ 252‬عمليات‪ ،‬المكونة من ‪ 4‬لواء مدرع‪ ،‬لواء مشاه آلي‪ ،‬لواء مشاه‪ ،‬كتيبة نحال‬
‫(للدفاع عن المناطق الحيوية)‪ .‬باإلضافة إلى أسلحة دعم مكونة من ‪ 3‬كتيبة مدفعية‪ 3 ،‬كتيبة‬
‫هاون ثقيل‪ ،‬وكتيبة مقذوفات مضادة للدبابات‪ ،‬وعناصر إدارية وفنية‪.‬‬
‫توزع على ثالث أنساق‪:‬‬
‫النسق األول العملي اتي‪ :‬ل واء مش اه‪ ،‬ل واء م درع‪ ،‬كتيب ة ناح ال موزع ة في النق ط القوي ة‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫واالحتياطات القريبة (حتى ‪ 5‬كم)‪.‬‬
‫النسق الثاني العملي اتي‪ 2 :‬ل واء م درع موزع ة بالكت ائب‪ ،‬في عم ق س يناء على تقاطع ات‬ ‫‪.2‬‬
‫الطرق الهامة‪.‬‬
‫االحتياطي العملياتي‪ ،‬لواء مشاه آلي في رفح‪ ،‬ولواء مدرع في تمادا (بعد التعبئة)‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫يص ل إجم الي القط ع الرئيس ية في ه ذا الحجم من الق وات إلى‪ :‬ح والي ‪ 491‬دباب ة قت ال‬
‫متوسطة‪ 216 ،‬مدفع ميدان وهاون‪ ،‬وذلك بعد استكمال التعبئة‪.‬‬
‫ب‪ .‬جنوب سيناء‬
‫"قوة مارشال" من ق دامى المظل يين‪ ،‬تك ون الل واء ‪ 99‬مش اه‪ ،‬ول واء م درع (مك ون من ‪4‬‬
‫كتائب من الدبابات العربية المستولى عليها من الجبهة المصرية والسورية في ح رب يوني ه‬
‫‪ ،1967‬بعد تجهيزها بمدفع ‪ 105‬ملليمتر المستخدم في القوات المدرعة اإلسرائيلية)‪.‬‬
‫جـ‪ .‬حجم القوات اإلسرائيلية المكلفة بالقيام بالضربات المضادة على الجبهة المصرية‪ ،‬أو‬
‫التي تحشد في سيناء في حالة اكتشاف نوايا القوات المصرية للهجوم‪:‬‬
‫‪ 3‬قيادة مجموعة عمليات (تعبأ مع األلوية التابعة لها وتعمل كاحتياطي إستراتيجي متمركزة‬ ‫‪.1‬‬
‫داخل إسرائيل‪ ،‬حتى يتقرر الجبهة التي يركز ضدها الجهود الرئيسية للقتال أوًال‪.‬‬
‫‪ 5‬لواء مدرع‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫‪7‬‬
 ‫‪ 2‬لواء مشاه آلية‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪ 1‬لواء مشاه‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫‪ 1‬لواء مظلي‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫يصل إجمالي هذه القوات من القطع الرئيسية إلى‪:‬‬
‫حوالي ‪ 649‬دبابة قتال متوسطة‪ ،‬حتى ‪ 272‬مدفع ميدان وهاون‪.‬‬
‫تعبأ القوات المذكورة من االحتياطي المستدعى‪ ،‬وتعم ل كاحتي اطي إس تراتيجي‪ ،‬متمرك زة‬
‫داخل إسرائيل‪ ،‬حتى يتقرر الجبهة التي يرك ز ض دها الجه ود الرئيس ية للقت ال أوًال‪ ،‬فتنق ل‬
‫باستخدام الناقالت إلى مناطق الفتح العملياتي لبدء أعمالها القتالية‪ ،‬وهو ما يستغرق ع ادة ‪3‬‬
‫[‪]20‬‬
‫ـ ‪ 5‬يوم‪.‬‬

‫الحرب‬

‫حطام طائرة إيه‪ 4-‬سكاي هوك إسرائيلية أسقطتها القوات المصرية في حرب ‪.1973‬‬
‫هدفت مصر وسورية إلى استرداد األرض التي احتلتها إسرائيل بالقوة‪ ،‬بهج وم موح د مف اجئ‪ ،‬في‬
‫يوم ‪ 6‬أكتوبر الذي وافق عيد الغفران اليهودي‪ ،‬هاجمت القوات السورية تحصينات وقواعد القوات‬
‫اإلسرائيلية في مرتفعات الجوالن‪ ،‬بينما هاجمت القوات المصرية تحصينات إس رائيل بط ول قن اة‬
‫السويس وفي عمق شبه جزيرة سيناء‪.‬‬
‫وقد نجحت سوريا ومصر في تحقيق نصر لهما‪ ،‬إذ تم اختراق خط بارليف "الحصين"‪ ،‬خالل ست‬
‫ساعات فقط من بداية المعرك ة‪ ،‬بينم ا دم رت الق وات الس ورية التحص ينات الكب يرة ال تي أقامته ا‬

‫‪8‬‬
‫إسرائيل في هضبة الجوالن‪ ،‬وحقق الجيش السوري تقدم كب ير في االي ام األولى للقت ال مم ا ارب ك‬
‫الجيش اإلسرائيلي كما قامت القوات المصرية بمنع القوات اإلسرائيلية من اس تخدام أن ابيب الناب الم‬
‫بخط ة مدهش ة‪ ،‬كم ا حطمت أس طورة الجيش اإلس رائيلي ال ذي ال يقه ر‪ ،‬في س يناء المص ري‬
‫والجوالن السوري‪ ،‬كما تم استرداد قناة الس ويس وج زء من س يناء في مص ر‪ ،‬وج زء من من اطق‬
‫مرتفعات الجوالن ومدينة القنيطرة في سورية‪.‬‬
‫سيناء‬
‫الجبهة المصرية ‪-:‬‬

‫طائرة ميج‪ 21-‬شاركت في حرب ‪ 1973‬في ساحة العرض المكشوف بالمتحف الحربي المصري‪.‬‬

‫‪9‬‬