Professional Documents
Culture Documents
محاضرات تسيير المؤسسة فاتن باشا08
محاضرات تسيير المؤسسة فاتن باشا08
محاضرات في مقياس
تس يير المؤسسة
لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية
شعبة علم النفس
إعداد األستاذة:
فـــاتــن بــاشــا
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
2 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
مقدمة:
لقد أصبحت اإلدارة أو التسيير أعظم حقائق الحياة السياسية واالقتصادية واالجتماعية والعسكرية
في كل بلد من البلدان ،حيث يعول عليها في تحقيق األهداف التي هي مطمح كل مجتمع من
المجتمعات ،وكل تطور وازدهار أو عمل وإنتاج يعني جهوداً إدارية تبذل ،وعمالً متصالً بين اإلداريين،
وبناء ،يهتم باإلنجاز وتحقيق األهداف ،والوصول بالبشر إلى مستوى
ً وبذلك اعتبرت اإلدارة عمالً خالقاً
أفضل من إشباع الحاجات ،وكفاءة الخدمات في عصر يعتمد بالدرجة األولى على المد المعرفي.
هذه الحقيقة المتعلقة بعمومية وجود اإلدارة في جميع الحضارات اإلنسانية أشار إليها مارشال
ديموك في كتبه حول تاريخ اإلدارة حيث ذكر أن اإلدارة كانت موضع اهتمام الحضارة المصرية والحضارة
اإلغريقية والصينية وغيرها من الحضارات القديمة تدل على ذلك أقدم السجالت التي أمكن العثور عليها.
هذا االهتمام نابع من إدراك اإلنسان في جميع الحضارات والعصور بأن اإلدارة عنصر أساسي وموجه
رئيسي في كافة شؤون حياته.
فال يمكن ألحد الجزم إطالقا بأن نشأة وتطور اإلدارة قد ارتبط بأمة أو حضارة دون غيرها أو أنها
وجدت في زمان ومكان محدد .بل يمكن القول بأن التسيير نشاط الزم الجماعات البشرية منذ نشأتها سواء
م ارسته عن وعي أم لم تشعر به وهو يتمثل في كثير من النشاطات ابتداء من األسرة وانتهاء بأعمال
الدولة والمنظمات الدولية ،عبر سلسلة متتالية من تطور النظريات.
وجميع هذه النظريات التي سيتم التطرق إليها وغيرها ،ساهمت كثي ار في فهمنا المعاصر للتسيير
أو اإلدارة ومحددات ها في المؤسسات ولكن ال يجب االعتماد على نموذج واحد وتطبيقه على مؤسسات
اليوم .فالمؤسسة وجب عليها اليوم أن تقوم بتنظيم رسمي واضح لهم محدداتها ومستوياتها اإلدارية ،كما
يجب أن يسودها أيضا جو من العالقات اإلنسانية أين يعامل الفرد فيها كانسان له مكوناته وتطلعاته .كما
يجب النظر للمؤسسة على أنها نظام متكامل ومفتوح على البيئة المحيطة ،وأن فاعليتها تعتمد على
مكوناتها وعواملها الداخلية والخارجية.
إذن ،ومما ال شك فيه أن التسيير لمؤسسة الغد سوف يختلف إلى حد كبير عن مؤسسة اليوم،
ففي عالم تسيطر عليه آفاق العولمة و تغلفه التطورات التكنولوجية الهائلة ناقلة إياه بذلك إلى مرحلة
اقتصادية جديدة أهم ما يميزها هو اكتساب مستوى تنافسي من رأسملة المعرفة ،وجب على المؤسسات
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
3 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
مهما كانت المدرسة أو التوجه الفكري الذي تتبعه أن تسعى إلى تحقيق االستمرار ،وأن تتصف بقدرة
عالية من المرونة و السرع ة في رد الفعل و مواكبة التقدم ،حتى تتعامل بفعالية مع التغيرات شبه اليومية
في بيئة أعمالها.
وفي هذا السياق فقد تضمن محتوى هذه المحاضرات –والتي يتراوح تقديمها بين 00و 00محاضرة-
المحاور التالية:
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
4 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
تتعلق ماهية المؤسسة بمحاولة توضيح معنى محدد لها ،ثم بيان أبرز مسببات تكوينها وظهورها،
وما هو الدور المتوقع أن تلعبه في بيئة األعمال.
.1لغة :المؤسسة في اللغة هي من الفعل أسس أي بنى ووضع القواعد ،وهي كذلك تعني مجموع
i
المنشآت المقامة لعمل مشروع ما واستغالله.
.0اصطالحا :هناك عدة تعريفات للمؤسسة باختالف وجهات نظر الباحثين والدارسين ،وفيما يلي
بعض هذه التعريفات:
المؤسسة :هي تكوين اجتماعي منسق بوعي يتفاعل فيه األفراد ضمن حدود محددة وواضحة
نسبيا ،من أجل تحقيق أهداف مشتركة ،ويعمل هذا التكوين على أساس االستمرار النسبي
(البقاء).
يعرف Richard Hallالمؤسسة :بأنها مجموعة من وحدات الطاقة الفكرية والفيزيولوجية،
تجمع بأعداد ونوعيات معينة عن قصد لتحقيق هدف معين على أساس دائم ومستمر.
ّ
كما يعرف Robbinsالمنظمة :بأنها كيان اجتماعي منسق بشكل متكامل ومتعمد (عن
وعي وإد ارك) وله حدود مميزة عن بيئته الخارجية ،ويعمل على أساس االستمرار النسبي،
ii
لتحقيق أهداف مشتركة.
iii
يتضح من ذلك إلى أن المنظمة تتكون من اآلتي:
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
5 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
-المؤسسة :هي مصطلح يطلق على أي تجمع اقتصادي أو اجتماعي مؤسس بصفة رسمية،
حيث توجد مؤسسات سياسية ،اجتماعية ،تربوية ،ثقافية ،اقتصادية..الخ؛ ويمكن أن تتكون
المؤسسة من منشأة واحدة أو عدة منشآت.
-المنشأة :يعرفها M.L.Baudinبأنها" :مجموعة من األشخاص الدائمين ،العاملين في نفس
المسير؛ والمنشأة هي مصنع أو مكتب..الخ".
ّ المكان وهم تابعون لنفس المنظم أو
-الشركة :وهي عبارة عن مؤسسة يشترك فيها شخصان أو أكثر ،حيث يقدم كل واحد منهما
iv
حصة من رأسمال أو قوة عمل ،ويحصل في المقابل على نصيبه من الربح أو الخسارة.
v
إن لقيام منظمات األعمال مبررات وأسباب من أهمها وأبرزها اآلتي:
تتكون المؤسسة من عناصر متفاعلة ومتداخلة تؤثر في بعضها البعض ،باعتبار أن كل مؤسسة لديها
نظام تتفاعل من خالله عناصرها (فكل مؤسسة منظمة وليست كل منظمة مؤسسة) ،وهذه بعض
vi
المكونات األساسية لها:
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
6 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
.0األهداف والقيم :وتتميز األهداف بالتنوع والتغير على المدى القصير والطويل أما القيم والتي
تستمدها المنظمة من ثقافة المجتمع الذي توجد به ومن أعرافه وتقاليده ،كما تؤثر قيم المؤسسة
بدورها في المجتمع فتضيف قيما جديدة أو تحل قيما محل أخرى وإذا كانت األهداف والقيم تعد
مكونا أساسيا من مكونات المؤسسة فإنها تساعد على فهم البناء التنظيمي والسلوكي للمؤسسة.
.0الهيكل التنظيمي :هو البناء أو الشكل الذي تتخذه المؤسسة لتقوم بأعمالها وتحقيق أهدافها ويقوم
الهيكل التنظيمي على التخصيص وتقسيم العمل والتميز بين الوظائف واألنشطة المختلفة وكذلك
التنسيق بين هذه الوظائف في إطار فني تتحدد فيه السلطات والمسؤوليات وقنوات االتصال
وخطط سير العمل ويوضع الهيكل التنظيمي في شكل خرائط رئيسية وفرعية للمؤسسة.
.0الجانب اإلنساني :وهو مجموع األفراد وسلوكهم بالمؤسسة ودافعية هؤالء األفراد وطبيعة الحاجات
التي يريدون إشباعها والوسائل المختلفة إلشباعها ،والعالقات التي تجري بينهم عند قيامهم بأداء
األدوار التي يكلفون بها وديناميكية التنظيم الرسمي وغير الرسمي؛ ويعتبر هذا الجانب أو النظام
الفرعي من أهم أنظمة المؤسسة حيث يتأثر بعدة عوامل متداخلة مثل الظروف االقتصادية
المحيطة باألفراد والقيم والتقاليد السائدة في المجتمع والتكنولوجيا المتوفرة في الهيكل التنظيمي
وطبيعة العالقات التنظيمية ،كما أنه من جانب آخر يؤثر على أهداف المؤسسة وإنتاجها ومدى
تقدمها وتنافسها.
.0الجانب الفني والتقني :يعبر عن التكنولوجيا التي تستخدمها المؤسسة وتتكون من شقين :الهيكل
أو األجهزة ،والمحتوى أو البرامج ،فأما األولى فهي كافة اآلالت والمعدات واألدوات التي
تستخدمها المؤسسة في عملياتها الصناعية أو التجارية أو الخدمية ،وأما الثانية فتعبر عن
الطريقة واألسلوب الذي تعمل به اآلالت والمعدات بأقل تكاليف ووقت ومجهود وغالبا ما يؤثر
الجانب الفني على الشكل التنظيمي الذي تأخذ به المؤسسة وكذلك على سيكولوجية العاملين بها.
.0الجانب اإلداري :وفي هذا الجانب تندرج الوظائف التي تمارسها المؤسسة من وضع األهداف
والتخطيط والتنظيم والقيادة والتوجيه والرقابة؛ والمتابعة وعالقات المنظمة بالبيئة المحيطة بها
وتعتبر العملية اإلدارية شرطا هاما لتماسك المؤسسة وقيادتها ووظائفها وهي الخيط الذي يربط
أجزاء المؤسسة ببعضها وينسق بينها ويعمل على تكاملها ويحدد هوية المؤسسة والرسائل الصادرة
عنها.
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
7 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
إن المنظمة تعتبر كائنا بيولوجيا لها عقلها وجسمها وروحها وبيئتها التي تتفاعل معها داخليا وخارجيا ،كما
أن لها احتياجات أساسية أطلق عليها وليم بيين (" )0990هرم احتياجات المؤسسة" أو "دورة حياة
viii
المؤسسات"؛ viiوالتي يمكن رصد خمسة مراحل مختصرة من المراحل التالية:
.0مرحلة التكوين والتأسيس :وتتميز بأهداف طموحة وابداعات متعددة والحاجة إلى الموارد الالزمة.
.0مرحلة التجميع :وتتميز بأن المؤسسة تمتلك رسالة وأهداف واضحة وهيكل تنظيمي غير رسمي
والعاملين مخلصين ويعملون لساعات طويلة.
.0مرحلة السيطرة والتحكم :وتتميز بأن الهيكل التنظيمي واالتصاالت تكون رسمية وتكون المركزية
عالية.
.0مرحلة التوسع والنمو :وتتميز بتنوع المنتجات وتعدد الفرص وممارسة الالمركزية وتزداد
المبيعات والربح.
.0مرحلة الزوال واالنحدار :وتمتاز بتقلص حجم المبيعات واالرباح واألسواق والحصة السوقية مع
ارتفاع معدل دوران العاملين وتزداد حدة الصراع بين العاملين والمدراء.
التسيير أو اإلدارة ال تمارس في فراغ ،وإنما تمارس في وحدة لها هدف معين هو إما إنتاج سلعة أو تقديم
خدمة ،وهذه السلعة أو الخدمة ال تتحقق اال من خالل توافر مجموعة من عناصر اإلنتاج المناسبة،
وعناصر اإلنتاج ال تتحرك نحو الهدف إال من خالل مجموعة من األنشطة المقننة والمبرمجة ،يطلق
عليها وظائف المؤسسة ،ومن بينها:
.0وظيفة اإلنتاج والعمليات :وتتعلق بكافة العمليات الفنية المتعلقة بإنتاج السلع أو تحقيق الخدمات
موضوع النشاط للوحدة اإلدارية.
.0وظيفة التمويل والمالية :وتتعلق بتدبير األموال الالزمة إلقامة المشروع ،أو تشغيل المنظمة أو
الوحدة اإلدارية ،وما يلزم من أموال الستمرارها في العمل.
.0وظيفة األفراد :وتتعلق بالحصول على أفضل ما يمكن من الكوادر البشرية لتشغيل الوحدة
اإلدارية ،وكذلك كل ما يضمن استم ارريتهم في العمل بأعلى قدر من اإلنتاجية ،والرضا والنمو.
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
8 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
.0وظيفة التسويق والمبيعات :وتتعلق بالتعرف على احتياجات المجموعات المستهدفة بخدمات
الوحدة اإلدارية ،والتخطيط والعمل على سد هذه االحتياجات وإدارة وتشغيل هذه الوظائف وتحقيق
أهدافها هو موضوع اإلدارة ،وهو الهدف الذي وضعت من أجله وظائف وعمليات التسيير واإلدارة
وتتمثل في :التخطيط ،التنظيم ،التوجيه والرقابة ،حيث يتم ممارسة هذه الوظائف على كل
وظائف المؤسسة مجتمعة وكوحدة واحدة ،فيوجد تخطيط شامل للمنظمة ،وأيضا تمارس بمنظور
ix
جزئي ،فيوجد تخطيط لإلنتاج أو للتسويق...الخ.
.0وظيفة العالقات العامة ونظم المعلومات :تعرف جمعية العالقات العامة الدولية بأن وظيفة
العالقات العامة هي" :وظيفة اإلدارة المستمرة ،والمخططة والتي تسعى بها المنظمات لكسب
تفاهم وتعاطف وتأييد الجماهير التي تهمها (الداخلية والخارجية) والحفاظ على استمرار هذا
التفاهم والتعاطف ،وذلك من خالل قياس اتجاهات الرأي العام لضمان توافقه قدر االمكان مع
سياستها وأنشطتها وتحقيق المزيد من التعاون األخالقي واألداء الفعال للمصالح المشتركة،
باستخدام االعالم الشامل والمخطط".
.1وظيفة البحث والتطوير :وهي" :كل المجهودات المتضمنة تحويل المعارف المصادق عليها إلى
x
حلول فنية في صور أساليب أو طرق إنتاج ومنتجات مادية استهالكية أو استثمارية".
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
9 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
سعد علي حمود العنزي ،إدارة األعمال ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،األردن ،0109 ،ص.00
ناصر دادي عدون ،اقتصاد المؤسسة ،دار المحمدية العامة ،الجزائر ،ط ،0911 ،0ص ص .00-00
فالح الزعبي ،أحمد دودين ،األسس واألصول العلمية في إدارة األعمال ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع،
األردن ،0100 ،ص.00
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
10 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
xi
من بين أهم التحديات التي تواجهها المؤسسة نعدد ما يلي -على سبيل الذكر ال الحصر:-
الثقافة التنظيمية للمؤسسة ...وغيرها من التحديات التي تواجهها المؤسسة باستمرار وطيلة صمودها
وبقائها.
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
11 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
12 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
اإلستراتيجية الخاصة ضمن اإلطار العام لإلستراتيجية الخاصة بها ضمن اإلطار العام لإلستراتيجية
الكبرى التي تطور على مستوى اإلدارة العليا.
.9مستوى التسيير العملي:
يتم في هذا المستوى تشكيل بعض الخطط الهادفة إلى تعظيم إنتاجية التكنولوجيا و اآلالت
و الموارد األخرى ،في ظل اإلستراتيجيات التي تطور على مستوى اإلستراتيجيات الوسطى ،و تهدف
الممارسة اإلستراتيجية على هذا المستوى إلى زيادة فعالية األداء في المؤسسة بما يخدم أهداف
اإلستراتيجيات التي تطور على مستوى اإلدارة الوسطى و العليا.
-إن هذه المستويات الثالث يجب أن تتفاعل مع بعضها البعض لتحقيق األهداف اإلستراتيجية
xiii
للمؤسسة.
ثالثا :ماهية المسير:
- 1تعريف المسير :
يمكن تعريف المسير بعبارة بسيطة بأنه" :الشخص الذي يستطيع القيام باالعمالو إنجازالمهام من
خالل االخرين فهو المخطط،المنظم ،الموجه و المراقبلجهود االخرين لبلوغ هدف مشترك .
-4أدوار المسير
تتبع" هنتزبرج "سلوك عدد من المسيرين في مستوى القمة خاصة وذلك بهدف معرفة ما إذا
كان هؤالء
يقومون فعال بالوظائف المتعارف عليها من تخطيط وتنظيم وتوجيه ورقابة ،وجد أن المسيرين ال يؤدون
هذه الوظائف كلها ،وقد رأى أنهم يقومون بتمثيل أدوار معينة صنفها في ثالث مجموعات وهي:
-1األدوار العالئقية:
تستهدف تأمين سير العمل بصورة منتظمة وهي:
الواجهة :ويقصد بها بأن المسير هو الممثل أو صاحب األمر في وحدته أو دائرته.
القائد :يتمثل هذا الدور في توجيه المرؤوسين ونصحهم وتدريبهم.
الرابط :فهو يمثل دور همزة وصل بين وحدته وبين المسيرين والمسئولين اآلخرين من داخل
المؤسسة وخارجها.
-2األدوار اإلعالمية:
تستهدف الحصول على معلومات وإيصالها إلى الجهات المعنية:
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
13 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
14 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
15 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
16 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
17 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
* مارس الفراعنة نظام اإلدارة المحلية ،فقد قسمت الدولة الفرعونية إلى مقاطعات لكل منها حاكم مسؤول
أمام فرعون ،ومفوض منه بسلطات إلدارة وتسيير شؤون المقاطعة ،وقد كان للفرعون نوابا يخصهم ببعض
المهام اإلدارية في مركز الحكم.
-0الحضارة الرومانية :اشتهر الرومان بوجود فكر تنظيمي جيد ،مكنهم من حكم إمبراطورياتهم المترامية
األطراف التي شملت حوض البحر األبيض المتوسط ،فقد اعتمدوا على الالمركزية في الحكم وتفويض
xvi
السلطة لحكام المقاطعات من أجل تصريف األمور.
ثانيا :الفكر اإلداري في اإلسالم
للتدليل على وجود اإلدارة وأهميتها في جميع الحضارات نشير هنا إلى أن الحضارة اإلسالمية لم تكن
لتشهد هذا التطور والرقي الذي حققته بتوفيق الله ،لوال وجود اإلدارة التي كانت تستند إلى القرآن الكريم
والسنة النبوية المطهرة ،لقد كانت هذه اإلدارة تؤكد على قي اإليمان بالله واإلحسان واألمانة واإلخالص
في العمل والعدل ،لقد كانت هذه القيم متمثلة في كتابة أولئك الرواد في المجال اإلداري من أمثال أبو
نصر محمد الفارابي ،وأبو الحسن الماوردي ،وأبو العباس القلقشندى ،وأبو حامد الغزالي وتقي الدين أحمد
ابن تيمية ،وعبد الرحمن بن خلدون ،وأبو محمد عبد الله بن قتيبة.
وقد حث اإلسالم الناس على بذل الجهد المتواصل للتشبث واالستفادة من الموارد الكثيرة التي خلقها الله
تعالى بهدف إشباع حاجات اإلنسان وتحقيق سعادته واستمرار وجوده ،قال تعالى" :هو الذي جعل لكم
األرض ذلوال فامشوا في مناكبها وكلو من رزقه وإليه النشور" (الملك .)00
وإذا كانت المنشآت هي منظمات تهدف لتحقيق المردود االقتصادي ،فان اإلسالم قد وضع الكثير من
المبادئ لتأطير أدائها ألنشطتها ،وألداء وظائف المدير وتمكينها من تحقيق األهداف .كما حث اإلسالم
على التعامل مع الغير بأخالق عالية ،قال تعالى" :إن الله يأمركم أن تؤدوا األمانات إلى أهلها وإذا حكتم
بين الناس أن تحكموا بالعدل" (النساء .)00ووضع األسس ألداء مختلف الوظائف اإلدارية لتحقيق
الكفاءة والفاعلية:
-في أداء وظيفة التخطيط واتخاذ القرار بين سبحانه وتعالى ضرورة قيام اإلنسان بجمع المعلومات
الصحيحة في التخطيط ألعماله قال سبحانه وتعالى" :إن الظن ال يغني من الحق شيئا" (اإلسراء
.)00
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
18 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
-وفي أداء وظيفة الرقابة يأخذ اإلسالم أوال ،بمبدأ رقابة الضمير أو الرقابة الذاتية ،وثانيا رقابة الغير أو
الرقابة الخارجية ،قال سبحانه وتعالى" :وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى
عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون" (التوبة .)010
-
وفي ممارسة القيادة والتحفيز لدفع األفراد العاملين للمزيد من العطاء ،قال سبحانه وتعالى " :ادع إلى
سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن" (النحل .)000
كما يزخر التراث العربي – اإلسالمي بالممارسات اإلدارية المنظمة ،على صعيد الدولة وتقسيماتها ،فقد
برز المسلمون في اإلدارة في وقت كانت تعيش أوربا فترة مظلمة؛ حيث مارس عمر بن الخطاب مبدءا
تنظيميا معروفا وهو الالمركزية اإلدارية وتفويض السلطة ،حيث فوض أمراء الواليات جزاءا من سلطاته،
وكان يراقب األمراء من أجل الحد من إساءة استخدام السلطة ،كما أنشأ عمر بن الخطاب الدواوين
وطورها الخليفة المهدي في العصر العباسي؛ فقد كان هناك ديوانا للمكاتبات والمراجعات ،وديوانا لشؤون
الجيش وآخر للمظالم وديوانا لبيت المال ،ولإليرادات والمصاريف أيضا ،وقد أنشأ المهدي في األخير
ديونا للبريد وإعداد الخرائط الجغرافية ،وال شك أ نظام الو ازرات الذي ازدهر في العصر العباسي ألكبر
دليل على وجود فكر تنظيمي في اإلسالم ،وعلى تطبيق مبدأ تقسيم العمل والتخصص في إدارة الدولة
اإلسالمية.1
2
ثالثا :الفكر اإلداري في المرحلة االنتقالية
يقصد بالمرحلة االنتقالية الفترة الزمنية المحصورة تقريبا ما بين عامي .0911 – 0001هذه الفترة
تعتبر مرحلة انتقال ما بين مرحلة التخلف والتطور اإلداري ،حيث تزامنت مع ظهور اآللة وشهدت والدة
أفكار جديدة ومتطورة في مجال اإلدارة وظهر خاللها عدد من رواد الفكر اإلداري ،كان لهم دور
وإسهامات في تطور الفكر اإلداري الحالي ،وأبرز هؤالء الرواد "جيمس ستيوارت" الذي نادى بضرورة
تطبيق مبدأ تكافؤ السلطة والمسؤولية ،ومن الرواد أيضا ريتشارد أوكرميت الذي كانت أفكاره رائد التطبيق
في مجال صناعة القطن في انجلترا ،فقد استخدم أساليب إدارية ناجحة في مجال التنظيم
والتخطيط،والتنسيق.
أ .الفكر اإلداري الحديث :وظهر بعد عام 0911وتزامن مع والدة عصر صناعي جديد في أمريكا
وأوربا كان نتيجة االكتشافات العلمية التي ظهرت آنذاك ،وظهور منظمات صناعية وخدمية كبيرة .ويكمن
تصنيف الفكر اإلداري الحديث ورواده ضمن المدارس التالية:
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
19 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
20 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
21 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
كما ساهم فرانك في وضع خطة الوضع الثالثي البعاد للترقية ،ووفقا لهذه الخطة فان العامل يمكن أن
يؤدي وظيفته الحالية ،ومستعد للترقي لوظيفة أعلى ،ويقوم بتدريب من سوف يخلفه فيما بعد وذلك كله
في نفس الوقت ،وهكذا فان كل عامل يمكن ا يعمل ويتعلم ويعلم ،وينظر باستمرار لألمام لفرص
مستقبلية جديدة.
في ضوء البحوث والدراسات واألعمال التي قدمها الرواد المساهمات العامة لإلدارة العلمية:xxii
األوائل السباق اإلشارة إليهم وغيرهم يمكننا تلخيص أهم مساهمات حركة الدارة العلمية في بناء
نظرية اإلدارة ،وذلك على النحو التالي:
-0تعتبر حركة اإلدارة العلمية أول من فتح الطريق المهنية في اإلدارة ،باالضافة إلى النظر إليها كعلم
له مبادئه وأصوله.
-0تقديم العديد من الوسائل واألساليب العلمية للكفاءة االنتاجية والتي تم تطبيقها فيما بعد في العديد
من المؤسسات خارج الصناعة بدء بخدمات األكل السريع إلى تدريب الجراحين ،والتي جعلت أن
أي مهمة عمل يمكن أن تكون أكثر كفاءة في األداء من خالل إتباع هذه األساليب.
-0إن انتشار خطوط التجميع و السرعة التي أصبحت تتميز بها المصانع الحديثة في تجميع المنتجات
ترجع فكرتها إلى اإلدارة العلمية.
-0عن أثار مساهمات اإلدارة العلمية يمكن أيضا أن نلمسها من خالل حرص العديد من المؤسسات
المعاصرة على تصميم وتوصيف وتخليل الوظائف ،واالختبار العلمي للعاملين وتدريبهم لتنمية
مهاراتهم الوظيفية.
االنتقادات الموجهة لإلدارة العلمية:
اعتبر تايلور وزمالؤه الفرد مقبضا في آلة يخضع لميكانيكية وهندسة الحركات الضرورية
والتصرفات العقالنية والرقابة الصارمة ،وأهملت بذلك أنه كائن اجتماعي بطبيعته وله مكانته النفسية
واالجتماعية ،وله قدراته الخالقة.
اعتقادها أن الفرد كسول بطبيعته ومن ثم يجب مراقبته وتحفيزه باستمرار وخاصة في النواحي
المادية.
اعتمادها على التنظيم الرسمي والعالقات الرسمية في المؤسسة والنظر إلى التنظيم والعالقات غير
الرسمية التي تنشأ في المؤسسة على أنها شر يجب مكافحته ومحاربته باعتبارها موجهة ضد اإلدارة.
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
22 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
االعتقاد بأن الفرد شخص أناني يسعى على تعظيم مكاسبه الذاتية على حساب المصلحة
xxiii
العامة.
.4مدرسة التقسيمات اإلدارية:
ربما ال يعتبر من قبيل المبالغة عندما يعتبر الكثير من المتتبعين للتطور في الفكر التنظيمي أن من
أكثر النظريات الكالسيكية تأثي ار في الفكر اإلداري تلك النظرية التي يطلق عليها "نظرية مبادئ اإلدارة"،
والتي سنحاول تسليط الضوء على أبرز روادها ،ومنهم:
هنري فايول ( :)1341 – 1501ويعد هنري رجل أعمال فرنسي مؤسس هذه المدرسة ،فقد
ظهرت أفكاره في ذات الوقت الذي ظهرت فيه أفكار تايلور غير أن اهتمامه كان منصبا على اإلدارة
العليا على عكس تايلور التي كانت اهتماماته منصبة على اإلدارة المباشرة ،فقد كان فايول مهندسا وقد
عمل مدي ار لمدة طويلة في أحد مناجم الفحم في فرنسا ،وقد تميز عن تايلور في جانبين هامين وهما:
* اعتمد تايلور على الدراسة والتجارب العلمية ،بينما اعتمد فايول على خبرته ،كمدير ممارس.
* ركز تايلور على تنظيم العمل على مستوى ورشة العمل بينما سعى فايول لتطوير نظرية عامة لإلدارة
من خالل تطوير مبادئ عامة تصلح لكل مدير في كل مستوى وفي جميع المؤسسات وجميع
الظروف.xxiv
وقد كان له أتباع في جميع أنحاء العالم أشهرهم كوليك في الواليات المتحدة األمريكية ،موني ،رايلي،
واريك من بريطانيا.
كم ا اهتم فايول بوصف المدير ووظائفهن حيث ركز على أهم الصفات التي يجب توفرها فيه وصنفها
على النحو التالي:
* الصفات البدنية مثل الصحة والقوة.
* الصفقات العقلية مثل القدرة على التحكم والتقدير والتحليل واالبتكار.
* الصفات الخلقية مثل الحزم وتحمل المسؤولية والقدوة والوالء.
* الصفات الفنية مثل المعرفة لمتخصصة المتعلقة بجوانب الوظيفة.
* الصفات تتعلق بالخبرة والتجربة.
xxv
* صفات تربوية وتتعلق بالنواحي األخرى التي ال تتعلق بالوظيفة.
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
23 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
مبدءا
ولقد أفكاره هذه في كتابه "اإلدارة العامة والصناعية" الذي صدر في عام ،0900اقترح فيه ً 00
عالميا ،يمكن تعليمها في الكليات والجامعات .ومع أن كثي ار من هذه المبادئ تفتقر إلى العالمية ،إال أنها
تطبق في عصرنا الحاضر على نطاق واسع من قبل العديد من المديرين ،وهذه المبادئ هي:
.0تقسيم العمل.
.0السلطة (تكافؤ السلطة والمسؤولية).
.0االنضباط (التزام العامل باألنظمة).
.0وحدة األمر.
.0وحدة التوجيه.
.0خضوع المصلحة الشخصية للمصلحة العامة.
.0تعويض العاملين بشكل عادل لقاء خدماتهم.
.1المركزية وتحقيق الدرجة المثلى من المركزية لكل موقف.
.9التسلسل الهرمي الرئاسي.
.01العدالة.
.00االستقرار الوظيفي.
.00الترتيب والنظام.
.00المبادرة.
.00روح الفريق.
ومن ناحية أخرى فقد حدد فايول وظائف المدير بخمس وظائف هي :التخطيط ،التنظيم ،إصدار
األوامر،والتنسيق ،والرقابة ،كما أن فايول صنف أنشطة المؤسسة إلى ست مجموعات وهي:
* أنشطة فنية (إنتاج وتصنيع).
* أنشطة تجارية (البيع والشراء والمبادلة).
* أنشطة مالية (تأمين رأس المال واستخدام األموال).
* أنشطة محاسبية (تقدير التكاليف واإلحصاءات).
* أنشطة الضمان والوقاية (جماعة الممتلكات واألشخاص).
* أنشطة إدارية (تخطيط وتنظيم وتوجيه وتنسيق ورقابة).
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
24 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
وقد مثلت األفكار والمفاهيم التي قدمها فايول ثالثة جوانب ثورية في غاية األهمية في تطوير اإلدارة،
وهي:
-0مفهوم أن اإلدارة هي معرفة منفصلة وتصلح لجميع أنواع العمل الجماعي (عالمية اإلدارة).
-0أول نظرية شاملة في اإلدارة يمكن تطبيقها في جميع المجاالت.
xxvi
-0مفهوم تعليم وتطوير مناهج اإلدارة في الكليات والجامعات.
xxvii
:قدم Moneyإطا ار تحليليا وتكميليا لما جاء به فايول يقوم على جدل جيمس موني
وأفكار مترابطة من خالل االستنباط المنطقي ،يعتبر أساس فهم آلية عمل تسيير المؤسسات ،وكانت
مساهماته التي ضمنها كتابه "الصناعة المتقدمة عام "1391تفترض أن لكل مبدأ عملية وأثر ،وأن لكل
عملية وأثر إذا تم تحديدهما بكيفية صحيحة ومبدأ وعملية وأثر وهكذا.
ويعتبر التنسيق حسب موني المبدأ الرئيسي في المؤسسة أما بقية المبادئ األخرى فهي مساعدة لهذا
المبدأ الرئيسي ويشير التنسيق إلى الترتيب المنظم للمجهودات الجماعية لتكون وحدة نشاط تسعى لتحقيق
هدف مشترك ،وأن العملية التي تحقق التنسيق هو التسلسل والتدرج في السلطة والنتيجة التي تترتب على
هذه العملية "التسلسل السلطوي" يتمثل في تحديد الواجبات والمسؤوليات والشخص الذي يقوم بالعمل،
ولقد الحظ موني أن كل نشاط قاد بدراسته توجد له ثالثة وظائف منفصلة ومميزة وهي:
* الوظيفة التحديدية :تقوم هذه الوظيفة بتحديد األهداف والنتائج المنتظرة بما يجب عمله وهي تمثل مبدأ
األثر والنتيجة المنتظرة وهي وظيفة التخطيط.
* الوظيفة التطبيقية :وهي عملية التنفيذ أي عملية الوصول إلى الثر أو النتيجة أو الهدف المنتظر
والمحدد في الوظيفة التحديدية.
* الوظيفة اإليضاحية :هي عبارة عن أثر األثر أي تحديد ما إذا كان ما تم عمله (النتيجة) تنطبق واألثر
والنتيجة المتوقعة وهذه العملية هي الرقابة.
هذه الوظائف الثالثة توجد في كل األنشطة في المؤسسة وفي كل أنواع المؤسسات مهما اختلف مجال
نشاطها.
ليندل أرويك :xxviiiلقد قدم أرويك للدارسين والممارسين األساس الحقيقي لفهم عملية التسيير ،فلقد
قام بجمع وربط أفكار كل من سبقوه فايول ،تايلور،موني .في إطار نظري في كتابه "عناصر التسيير عام
"1300ويتضمن اإلطار التحليلي الذي استعمله ثالثة مستويات من التحليل النظري شكلت إطا ار نظريا
متكامال لوصف عملية التسيير في أية مؤسسة وقد طرح أرويك الثالثة أسئلة التالية:
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
25 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
-0ما هي المشكلة الرئيسية في عالقة الجزء بالكل؟ وهذا السؤال يثير موضوع تحديد المبدأ الذي
يوجه ويحدد هذه العالقة.
-0كيف يتم حل المشكلة عمليا؟ وهذا السؤال يثير موضوع تحديد العملية التي ترتبط بالمبدأ.
-0ما هي نتيجة حل المشكلة؟ وهذا السؤال يثير موضوع تحديد األثر المترتب عن المبدأ والعملية.
حيث أكد على أهمية بعض المبادئ وهي:
-وحدة األمر.
-االستفادة من المشورة.
-نطاق اإلشراف.
-توازن السلطة.
-المالئمة بين األفراد ووظائفهم.
-التقسيم الوظيفي للمنظمة.
كما أوضح أن العملية اإلدارية تتكون من سبع وظائف هي:
-0التنظيم. -0التخطيط.
-0القوى العاملة. -0التوجيه.
-0إعداد التقارير. -0التنسيق.
xxix
-0إعداد الموازنات.
مساهمات مدرسة التقسيمات اإلدارية :وقد ساهمت هذه المدرسة بزعامة هنري فايول في تطوير
اإلدارة العلمية من خالل مايلي:
* فصلت أنشطة اإلدارة عن باقي أنشطة المؤسسة وجعلها نشاطا مميزا ،وله كيانه المستقل ووظائفه
المحدد مثل التخطيط والتنظيم والتنسيق وإصدار األوامر والرقابة.
* التمييز بين أنشطة المشروع وأنشطة المؤسسة الالزمة إلنتاج السلع أو الخدمات (اإلنتاج ،الحسابات،
النشاط التجاري )...وبين وظائف اإلدارة (التخطيط ،التنظيم..الخ).
* وضعت قائمة بمبادئ اإلدارة التي ما زال يتم استخدامها حتى اآلن مثل تكافؤ السلطة والمسؤولية،
ووحدة اإلشراف ،وتدرج السلطة ،وتقسيم العمل وغيرها.
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
26 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
* حددت الصفات الواجب توافرها في المديرين والتي يتم األخذ بها حتى اآلن عند اختيار وتقييم المديرين
xxx
في المؤسسات المعاصرة.
االنتقادات الموجهة للمدرسة:
-0تعارض بعض المبادئ اإلدارية مع بعضها البعض مثل نطاق اإلشراف ومبدأ تقليل عدد المستويات
اإلدارية.
-0قد ال يمكن وضع بعض المبادئ موضع التنفيذ مثل مبدأ التخصص ووحدة األمر إذ ال يوجد
محددات دقيقة لها.
-0وجود خلط في مسميات المبادئ وداللتها حيث قد ال يوضح عنوان المبدأ ما يحتويه من دالالت.xxxi
-0يرى البعض أن نسبة كبيرة من أفكار ومبادئ هذه المدرسة تفتقر إلى التعميم على جميع المؤسسات.
أخيرا ،فان هذه المدرسة تشتالكم مع المدرسة العلمية في إهمالها للعنصر البشري واألبعاد النفسية
-0و ً
واالجتماعية للسلوك التنظيمي على اعتبار أنها عوامل ثانوية في ظل التنظيم المادي الذي تحكمه مبادئ
علمية رشيدة.
.9المدرسة البيروقراطية:
إن كلمة البيروقراطية تعكس عند سماعها اليوم ما يدور في أذهاننا حول المؤسسات الحكومية أو كبيرة
الحجم واللوائح واإلجراءات البطيئة وكذلك الروتين في العمل ...وغيرها من المظاهر السلبية لإلدارة،
ولكن البيروقراطية في تاريخ الفكر اإلداري للمدخل التقليدي تعني النظام المثالي الذي يعتمد على
العقالنية والكفاءة في اإلدارة.xxxii
مبادئ هذه المدرسة:
-0التدرج في السلطة والوظائف حيث تنساب السلطة من قمة الهرم الوظيفي حتى القاعدة حيث يأخذ
شكل العمل في المنظمة الشكل الهرمي.
-0تقسيم العمل على أساس التخصص على أن يقوم كل فرد بأداء عمل يتوافق معه.
-0القواعد والتعليمات والتي تحدد حقوق وواجبات األفراد العاملين وتحميهم من تعسف الرؤساء.
-0التدوين الكتابي وذلك من أجل حفظ الق اررات واألوامر واألنظمة والقوانين والتشريعات وكل ماله
عالقة ببيئة المؤسسة.
-0عدم التحيز بما يعني ممارسة اإلدارة بشكلها القانوني بعيدا عن المصلحة الشخصية واألعمال
الفردية,
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
27 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
-0الالشخصية في العالقات الوظيفية بما يعني أن تكون المصلحة العامة قبل المصلحة الشخصية.
-0الكفاءة بما يعني استخدام الخبرة واعتماد طرق علمية في تعيين األفراد وترقيتهم.
-1فصل اإلدارة عن الملكية فالعاملون في المنظمة ال يجب أن يمتلكوا وسائل العمل واإلنتاج وإنما
يزودون بها وهم مسؤولون عنها.
-9ال يوجد أي حق في تملك المنصب الرسمي أو في تملك المكتب أو ما فيه.
ماكس ويبر ( :xxxiii)1344 – 1510وتنسب إليه فكرة اإلدارة البيروقراطية ،وهو باحث اجتماعي
وعالم اقتصادي كان مهتما باإلنتاجية وضرورة تحفيز العاملين لذا فقد قدم نموذجا مثاليا للتنظيمات
الرسمية المعقدة أو كبيرة الحجم ،أطلق عليه "النموذج البيروقراطي" واعتبره األكثر كفاءة ودقة في تحقيق
أهداف المؤسسة ،لكونه يعتمد على الرشد في اتخاذ الق اررات ،واعتبر المعرفة والمقدرة أساسا للتنظيم بدال
من المحاباة والمحسوبية .واقترح ويبر عدة سمات لهذا النموذج البيروقراطي المثالي تجعله أكثر أنواع
التنظيم كفاءة في تحقيق األهداف ،وهذه السمات هي ما تعرضنا له من مبادئ في هذه المدرسة.
وبالرغم من األفكار والمفاهيم الهامة التي قدمها ويبر والتي كان تأثيرها كبي ار في تطوير نظرية
المنظمة ،إال أن هذه األفكار والمفاهيم لم تنل اهتماما يذكر حتى عام 0901حينما ترجم كتابه إلى اللغة
اإلنجليزية ،وبدأ االهتمام يتركز أكثر فأكثر على دراسة وتحليل المؤسسات.
االنتقادات الموجهة للمدرسة:
أنها ركزت على جل اهتماماتها على إجراءات العمل مع إغفال أهمية األهداف إذ تأخذ إجراءات
xxxiv
العمل وتعليمات األولوية على األهداف.
الرقابة الشديدة من خالل القوانين واللوائح وعالقات السلطة الهرمية.
التناقض والتعارض في المبادئ التنظيمية ،مثال ذلك تعارض مبدأ تدرج السلطة الهرمي مع مبدأ
xxxv
الخبرة والتدريب كأساس لالختيار والتعيين ،ومبدأ الكفاءة مع مبدأ الترقية باألقدمية.
الجمود وااللتزام الشديد باللوائح واإلجراءات في اتخاذ الق اررات والعمل ،ولعل هذا ما توارثه
الموظف في اإلدارة الحكومية وبالغ فيه ،ومن ثم تسبب ذلك في ارتباط معنى البيروقراطية لدى
الناس على أنها الجمود وعدم المرونة وتقديس اللوائح ...وما شابه ذلك.
xxxvi
التركيز على الناحية المظهرية والسيما في المستويات اإلدارية العليا مثل األلقاب والمراكز.
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
28 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
االرتباط بالحد األدنى لمعدالت األداء ،حيث أن اللوائح المجردة تخبر العاملين الحد األدنى
لمستويات األداء ،وعندما يلتزم األفراد به فان اإلدارة تصبح غير راضية ،ومن ثم تنشأ الصراعات
والخالفات التي تؤدي إلى التوتر بين األفراد الذي يؤثر سلبيا على معدالت األداء.
عالقات السلطة الرسمية من أعلى ألسفل والتي ال تكفي وحدها لإلدارة الفعالة ،حيث يفتقر التنظيم
العالقات األفقية الالزمة للتنسيق بين اإلدارات ،وكذلك تدفق المعلومات من أسفل إلى أعلى
xxxvii
لضمان الحيوية للتنظيم.
التركيز على المركزية في العمل مما قد يسيء إلى المؤسسة والعاملين فيها والسيما إذا كانت
اإلدارة العليا صاحبة السلطة غير مؤهلة أو غير مخلصة في عملها.
عجزت النظرية عن استيعاب التنظيم غير الرسمي ومعالجة المشكالت الطارئة استيعاب التنظيم
xxxviii
غير الرسمي ومعالجة المشكالت الطارئة واستيعاب التطور التكنولوجي.
إهمال الجوانب اإلنسانية ومعاملة الفرد في التنظيم كآلة وليس كإنسان له مكوناته النفسية
واالجتماعية ،وهذا بالطبع يترتب عليه نتائج عكسية متمثلة في انخفاض الكفاءة في التنظيم وربما
فشله تماما في تحقيق أهدافه.
التنظيم البيروقراطي في تنظيم مغلق ألن نجاحه يتوقف فقط على خصائصه ومحدداته الداخلية،
وهذا ال يتفق مع النظرة الحديثة للتنظيم على أنه نظام مفتوح يؤثر ويتأثر بالبيئة المحيطة ،ومن ثم
xxxix
فان محددات نجاح أي تنظيم تتمثل في كل من البيئة المحيطة وقدراته الذاتية.
وبالرغم من االنتقادات والتحفظات العديدة التي أثيرت حول النموذج البيروقراطي ،إال أن هذا النموذج
الذي اقترحه ويبر أصبح "نموذج تصميم" تطبقه الكثير من المنظمات الكبيرة في العصر الحالي في
xl
تصميم هياكلها التنظيمية.
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
29 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
لقد أثبتت هذه العلوم أن السلوك اإلنساني هو سلوك مركب تحكمه مبادئ ثالثة هي:
-مبدأ السببية :يقر هذا المبدأ أن السلوك اإلنساني ال ينشأ من العدم ،فهو نوع من التصرفات
والسلوكيات الناتجة عن سبب معين.
-مبدأ الهدف :يستند هذا المبدأ على فكرة مؤداها أن لكل تصرف بشري مهما كان سببه غاية أو هدف
معين يسعى لتحقيقه.
-مبدأ الدافعية :إضافة إلى أن سلوك الفرد هادف وله سبب معين فإن له دافع يؤدي إلى تحديد اتجاهه
ودرجة اإلصرار على السلوك وعلى تحقيق الهدف ،أي أن وراء السلوك البشري نجد دافعا تحكمه وتسيطر
عليه ،وتتمثل هذه الدوافع في الرغبات.
إن هذا التعقيد كان سببا في سقوط فرضية النظر إلى اإلنسان باعتباره آلة فيزيولوجية يمكن حساب
طاقتها على العمل وسرعتها ،وأن ذلك احتل جزءا بار از في النظريات الفسيولوجية باعتبار أن الطاقة
البشرية هي دالة لعدد من المتغيرات كاإلجهاد ،فترات الراحة ،الظروف المادية للعمل .وفي هذا اإلطار
جاءت دراسات المدرسة السلوكية في دراسة السلوك اإلنساني في المؤسسات باستخدام أساليب البحث
العلمي وبإتباع المنهج التجريبي مستعينة بنتائج أبحاث العلوم األخرى ،فكانت من أهم هذه التجارب تلك
التي أجراها إلتون مايو على جانب بعض المساهمات النظرية مثل ماري فوليت ،وبرنارد ،ليكرت..
هنجو منستربرغ ( :xlii)1311 – 1519وهو ألماني األصل ،ويعتبر مؤسس علم النفس التطبيقي،
فقد قضى منستربرغ عدة سنوات كأستاذ زائر في جامعة هارفارد بالواليات المتحدة ،وتمكن في عام 0900
من نشر كتابه "علم النفس والكفاءة الصناعية" والذي حمل أفكا ار جديدة كانت تمثل تطو ار كبي ار في علم
النفس الصناعي باالضافة إلى ما تضمنه هذا الكتاب من تفسير للعالقة بين اإلدارة والسلوك اإلنساني.
تشستر بارنارد ( :xliii)1311 – 1551والذي كان رئيسا إلحدى المؤسسات في الواليات المتحدة،
ونشر في نهاية فترة خدمته كتاب "وظائف المدير التنفيذي" ،والذي نادى من خالله بتدعيم من خالله
بتدعيم ونشر التعاون بين العمال والمشرفين من خالل تدريب العمال .وتشجيع عمليات الجماعة
والعالقات االجتماعية في المؤسسة .وقد تمكن بارنارد من خالل تجربته العملية وقراءته الواسعة في علم
االجتماع والفلسفة من بناء نظرياته في السلوك التنظيمي و المؤسسة .وقد توصل إلى:
-األفراد يعملون معاً في المؤسسات الرسمية بغرض تحقيق غايات ال يتمكنون من إنجازها بمفردهم.
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
30 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
-المنظمة "نظام تعاوني" من األفراد ،تنطوي على ثالثة عناصر أساسية هي:
* االستعداد للتعاون.
* وجود هدف أو غرض عام مشترك.
* االتصال؛ وأن غياب أي عنصر من هذه العناصر يمكن أن يؤدي إلى عدم التكامل في
المنظمة.
-السلطة يجب أن تستمد من المرؤوسين الذين يتمتعون بحق قبولها أو رفضها ،ويتم قبولها على
أساس:
* فهم األوامر.
* اتساق األوامر مع أهداف المؤسسة.
* انسجام األوامر مع اهتماماتهم الشخصية.
* القدرة البدنية والعقلية إلطاعة األمر؛ إن هذه النظرة للسلطة تعرف اليوم بـ "نظرية القبول".
ماري فوليت ( :xliv)1399 – 1515أستاذة أمريكية في الفلسفة السياسية ركزت مساهماتها على
تحليل دور الفرد في العملية االنتاجية ،لتشكل بذلك إطا ار مرجعيا للمسير في تعامله مع الفرد متكونا من
مجموعة من المبادئ هي:
.0القوة والسلطة :عارضت نظرية فوليت الدور البيروقراطي الرسمي للسلطة وترى أن الفرد يكتسب قوته
من خالل قدرته على اإلنجاز،بينما السلطة ال تعني التسلط واإللزام بقدر ما تعني حق الفرد أيا كان
نركزه في ممارسة هذه القوة.
.0إن تحقيق أعلى درجات الكفاءة في العمل إنما يتم عن طريق القوة المشتركة بدال من القوة المتسلطة.
.0مع كبر حجم نشاط المؤسسات وضرورة الخبرات المتخصصة يتطلب األمر تكامل األنشطة فيما
بينها من جهة ،ومن جهة ثانية وجوب العمل بقاعدة تفويض السلطة.
.0أما من حيث مبدأ إصدار األوامر ركزت نظرية فوليت على الناحية السيكولوجية في تطبيق هذا
المبدأ خاصة فيما يتعلق برد الفعل السيكولوجي للفرد عند تلقيه األوامر ،ألنها ترى أن األوامر
المتسلطة يقابلها مقاومة الفرد بطريقة أو بأخرى ،لذا يجب السيطرة على مثل هذه المواقف عن
طريق اللجوء إلى اإلقناع.
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
31 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
.0إن وجود الصراعات في المؤسسة يعد أم ار طبيعيا نتيجة سوء استعمال السلطة بالتسلط ولكن األمر
غير الطبيعي أن يتم تسيير هذه الصراعات على حساب أحد أطراف النزاع ،إن األمر يحتاج إلى
توفيق ال إلى تفريق ،ولن يتم هذا دون عملية تنسيق واتصال.
.0يشكل التنسيق مركز أو محور التسيير حسب فوليت لكونه أساس تكامل أنشطة المؤسسة وأداة
لتحقيق التفاعل بين كافة العوامل والموارد في المؤسسة على أن يتم هذا التنسيق عن طريق استخدام
أسلوب االتصال المباشر.
إلتون مايو :xlvولد إلتون مايو في استراليا والتحق بالدراسة في الواليات المتحدة األمريكية عام
0900وقد قاد خالل الفترة 0900-0900فريقا من الباحثين من جامعة هارفارد أجرى معهم تجاربه
المشهورة حول تأثير ظروف العمل المادية :الضجيج ،اإلضاءة ،فترات الراحة ...على إنتاجية العمل
ومعدالت اإلنتاج ،فكانت البداية من مصانع النسيج في فيالدلفيا ،وتتحدد خالصة هذه التجارب أنه
باإلضافة إلى ما للعوامل المتعلقة بظروف العمل المادية من تأثير على االنتاجية هناك عوامل أخرى
تؤثر أيضا وتشكل مدخال حقيقيا لزيادة االنتاجية وهي التي تعبر عن العالقات اإلنسانية في العمل،
وكانت هذه النتيجة البداية واألساس لالهتمام بأثر المنظمات غير الرسمية في العمل على االنتاجية.
وعلى وجه العموم فان مايو توصل إلى:
أن ما يقوم به الفرد من مجهودات في عمله ال يتوقف فقط على قدراته الجسمانية بل من خالل
الظروف االجتماعية في محيط العمل أيضا.
أن المكافآت والحوافز غير المادية (المعنوية) لها دور كبير في تحقيق مستويات من اإلشباع النفسي
للعامل وبالتالي الشعور بالرضا.
التفاعل االجتماعي في المؤسسة يلعب دو ار هاما في توجيه سلوك المؤسسة.
التخصص الدقيق في العمل ليس بالضرورة منطلق في تحسين االنتاجية وتحقيق في الكفاءة.
ولقد استمدت مدرسة العالقات اإلنسانية من تجارب مايو بعض المبادئ أهمها:
-أن المؤسسة عبارة عن شبكة من العالقات اإلنسانية التي تنشأ بين الجماعات العمالية ،وليست
مجرد من عدد األفراد منعزلين وغير مترابطين متواجدين ألداء مهام محددة فقط.
-أن سلوك الفرد في المؤسسة هو انعكاس عن اتجاهات الجماعة في العمل ،هذه الجماعة لها أعراف
وتقاليد يلتزم بها األفراد ويتأثر بها سلوك المؤسسة.
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
32 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
-أن تلك التقاليد الجماعية قد تكون عقبة أمام تحقيق أهداف المؤسسة إذا اختلفت أهداف الجماعة مع
أهداف المؤسسة وهنا تلعب القيادة دورها في التأثير على هذه التقاليد لتعديلها مما يتناسب مع
أهداف المؤسسة ،عن طريق التقارب والتعاون.
رنسيس ليكارت :في إطار المنهج السلوكي وتأثي ار بفلسفة النظام التعاوني لـ شيستر بارنارد جاءت
اإلسهامات العديدة لليكارت في علوم التسيير ،أهمها تلك التي تركزت على تفسير ظاهرة القيادة،
فالمؤسسة حسبه ليست هيكال تنظيميا يتكون من مجموعة هيئات عمالية ترتبط ببعضها من أدنى
المستويات التنظيمية إلى أعالها ،لهذا فإن أسلوب العمل في المؤسسة ونمط اتخاذ الق اررات فيجب أن
يأخذ في اعتباره فلسفة العمل الجماعي والمشاركة ،وهنا تبرز أدوار القيادة ،ووفقا لتفسيراته فالقيادة نوعان
األول يصب جل اهتمامه بالعمل والنوع الثاني يهتم باألفراد وحاجاتهم ،األول لتحقيق األهداف وتشكيل
اإلطار المرجعي في توجيه النشاطات ،ومنه يتحدد األثر الوظيفي لكل مبدأ من مبادئ العمليات ،ولذلك
يكل التخطيط عند أرويك الوظيفة التحديدية عند موني.
نظرية Xونظرية Yلدوجالس ماكجروجر ( :xlvi)1310 – 1341لقد شعر دوجالس بأن القيادات
اإلدارية تتبع غطاءا إداريا يستند إلى فروض خاطئة تتعلق بالسلوك اإلنساني ،والتي قام بتلخيصها
وتسميتها بنظرية ،Xثم قدم بعد ذلك نظرية أخرى تقوم على فروض بديلة لفروض النظرية األولى في
نمط اإلدارة وأطلق عليها نظرية :Y
نظرية :X
-معظم األفراد يكرهون العمل ويتجنبونه كلما أمكن.
-األفراد يجب قيادتهم عن طريق القوة واإلرغام.
-التهديد والرقابة والمباشرة هما الوسيلة المناسبة لتحقيق أهداف المؤسسة.
-يتصف معظم الناس بالكسل.
-يفضل الفرد أن يتم توجيهه عن طريق شخص آخر.
-الفرد يكره المسؤولية ويحاول التهرب منها.
-الفرد لديه القليل من الطموح ويريد األمان.
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
33 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
نظرية :Y
-العامل يحب العمل مثل حبه للعب والراحة.
-يمارس الناس توجيها ورقابة ذاتية إذا ما التزموا باألهداف.
-الفرد العادي قادر على أن يتعلم قبول المسؤولية ،وحتى السعي لها.
-الناس بصفة عامة لديهم قدرات كامنة،وليست تلك القدرات بالضرورة محصورة فقط في أولئك
الذين يشغلون وظائف قيادية.
وقد فضل ماكجروجر افتراضات نظرية Yواقترح أن توجه للمديرين في تصميم المنظمات وتحفيز
مرؤوسيهم ،ويمكن أن يعزى الحماس الكبير في أوائل الستينات من القرن الماضي ،للمشاركة في اتخاذ
القرار ،وإيجاد أعمال تتضمن المسؤولية والتحدي للعاملين ،وتطوير عالقات جيدة في الجماعة ،إلى تبني
افتراضات نظرية .Yxlvii
أبراهام ماسلو :لقد حاول عالم النفس ماسلو عبر عدد من السنوات تقويم نظرية عامة لتفسير
الدافعية لدى األفراد ولقد نجح عام 0900في تقديم أول نظرية في هذا المجال والتي سميت بنظرية "هرم
الحاجات لماسلو" ،هذا وتعتبر نظرية ماسلو في الدافعية من أكثر النظريات التي ظهرت في هذا المجال
معرفة وانتشا ار .xlviiiحيث صنف حاجات اإلنسان إلى خمس مجموعات مرتبة على شكل سلم في قاعدته
الحاجات الفسيولوجية ،تليها حاجات األمان واالستقرار ،ثم حاجات االنتماء ،فحاجات االحترام أو المكانة،
وأخي ار تأتي حاجات تحقيق الذات في أعلى السلم .فالحاجات غير المشبعة تؤثر في سلوك الفرد ،وإذا ما
تم إشباع حاجة يتوقف تأثيرها على سلوك الفرد.xlix
فريدريك هيرزبرغ :lوهو صاحب نظرية ذات العاملين أو السببين في الدافعية ،وقسم عوامل العمل
إلى مجموعتين:
-عوامل الصيانة :وإن لم تتوفر تسبب عدم الرضا للفرد ،وتتعلق هذه العوامل بظروف العمل (ظروف
العمل ،الراتب ،نوع اإلشراف.)..
-العوامل الدافعية :إذا توفرت تسبب الرضا وتحفز الفرد إلى مزيد من العمل والجهد ،وتتعلق هذه العوامل
بجوهر العمل (الترقية ،االعتراف ،االنجاز .)..وقد استنتج بأن إثراء العمل هو أساس الدافعية.
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
34 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
لكرس أرجيرس :liويرى أن هناك إمكانيات كبيرة كامنة لدى األفراد ال بد من إطالقها ولن يتم ذلك
إال من خالل إدارة متنورة تستطيع إيجاد الفرص المناسبة إلطالق تلك الطاقات ويقدم أرجيرس إطا ار
إليجاد نوع من التكامل بين األفراد والتنظيم عن طريق تغيير التنظيم ليناسب حاجات األفراد وتهيئة األفراد
للتجاوب مع التغيرات التنظيمية ولتحقيق هذا التكامل البد من التأكد من نضوج العاملين وانتقال اإلدارة
من الجانب السلبي إلى الجانب اإليجابي.
تقييم المدرسة:
* االيجابيات:
تعتبر هذه النظرية أولى النظريات التي ركزت على الجانب اإلنساني في سياسات اإلدارة ،فقد قدم
رواد المدخل السلوكي العديد من اإلسهامات الهامة التي كان لها عظيم األثر في وقتنا الحاضر
في مجال فهم العالقات اإلنسانية ،السلوك اإلنساني ،وسلوك الجماعات ،العالقات الشخصية،
الدافعية في العمل ،وكذلك أنماط القيادة للعنصر البشري.
ساعدت على توفير قاعدة عريضة من المعرفة للمديرين حول وظيفتهم أثناء التعامل مع
المرؤوسين.
* السلبيات:
بالرغم من اإلضافات المتميزة التي قدمها المدخل السلوكي للفكر االقتصادي فانه – شأنه في
ذلك شأن المدخل الكالسيكي -لم يقد تفسي ار متكامال ألبعاد اإلدارة ،حيث ركز على الجانب
اإلنساني فقط والبيئة الداخلية ،وأهمل العوامل األخرى المؤثرة في اإلدارة مثل البيئة الخارجية
المحيطة بالفرد وما تشتمل عليه من عوامل مادية .وبالتالي فإنها تنظر إلى العمل على اعتبار
أنه عنصر ثابت ال يتغير بتغير الزمن.
رغم االهتمام بالفرد إال أن جهود مايو وزمالئه لم تمتد إلى مفهوم هذه الحاجات بالتفصيل والعمق
الالزمين.
بسبب تعقد السلوك اإلنساني فان الباحثين السلوكيين كثي ار ما يختلفون في تفسيرهم وتوصياتهم
على النحو الذي جعل المدير في الحياة العملية يواجه حيرة وصعوبة في االختيار ما بين آراء
ونصائح هؤالء ،والتي قد تصل إلى حد التضارب أحيانا.
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
35 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
أنها توصلت إلى الكثير من التصميمات اعتمادا على عدد محدد من البحوث التي ال توفر أساسا
كافيا لبناء نظرية علمية في التسيير.
.IIIالمدرسة اإلدارية الحديثة:
.1نظرية النظم :liiلقد قدم كل من الكالسيكيين والسلوكيين إطا ار عالج جانبا من المؤسسة وأغفل
الجانب اآلخر .وقد شهد النصف الثاني من القرن العشرين تطو ار بار از في الفكر اإلداري نتيجة البتكار ما
يسمى بالنظرية العامة للنظم وقد أحدثت تلك النظرية قفزة نوعية كبيرة في جال الدراسات العلمية
للمنظمات كانت حصيلتها تحول العلوم اإلدارية في تحليلها من حالة التأكد التام إلى حالة عدم التأكد
واالحتماالت المتعددة ،والنظر للمؤسسة كنظام مفتوح يتأثر ببيئته الخارجية .
مفهوم النظم :وتعني أن كل نظام من هذه النظم يتكون من مكونات أساسية تتفاعل فيما بينها
وتعمل ضمن ظروف بيئية محددة لتحقيق الهدف من وجودها ،تميزها مجموعة من الخصائص مثل:
الشمولية ،االنفتاح ،التحويل ،الترابط واالنسجام.
مكونات النظام :يتكون النظام من مجموعة أساسية من العناصر تتمثل في :
* المدخالت :وهي كل ما يدخل من عناصر ومواد وطاقات وبيانات،سواء كان مصدر هذه العناصر
البيئية التنظيمية الداخلية للمنظمة أو البيئة الخارجية لها.
* المعالجات :هي كل األنشطة الوظيفية وغير الوظيفية المطلوب انجازها لغرض تحويل المدخالت إلى
مخرجات تحقق أهداف النظام المحددة وما يتم بينها من تفاعل.
* المخرجات :ونعني بها كل ما ينتج عن النظام نتيجة العمليات واألنشطة التحويلية التي جرت على
المدخالت والمخرجات وهي قد تكون معلومات أو سلع تامة الصنع أو شبه مصنعة أو خدمات.
*التغذية العكسية :وتعني عملية تصحيح االنحرافات التي تعزى عمل النظام وهي أشيه ما تكون بالرقابة
الذاتية للتأكد من مدى فاعلية النظام وكفاءته في تحقيق األهداف وتلبية احتياجات البيئة ،وهي تعمد
أساسا على المعلومات والمعطيات القامة من كل من الداخل المؤسسة وخارجها.
ومن أبرز إسهامات رواد هذه النظرية ،التالي:
إسهامات :A.K.Riceيرى A.K.Riceمن خالل دراسته في مصانع القماش المنشورة في كتابه
المعنون "االنتاجية والتنظيم االجتماعي "0901أن المؤسسة هي نظام مفتوح يستورد من البيئة عناصر
معينة يحولها إلى سلع وخدمات وفضالت ويعيد تصديرها للبيئة فهي "المؤسسة" نظام كلي يحتوي على
نظامين فرعيين أساسيين يتعلق النظام األول بوظائف المؤسسة المختلفة ويرتبط الثاني بوظائف المسير،
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
36 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
ويرى أنه من الضروري العمل على تطوير النظام الثاني والذي أسماه النظام اإلداري ،كما يمكن تجزئة
هذين النظامين إلى أنظمة تحتية إذا تطلب األمر ،ويؤكد من خالل نتائج دراسته أن هناك عالقة طردية
بين االنتاجية العالية والعالقات االجتماعية الجيدة.
إسهامات :Kahn Katzفي كتاب "علم النفس االجتماعي للمنظمات "0900يرى الباحثان أن
المؤسسات ما هي إال أنظمة مصطنعة وأن القوى التي تربط هذه األنظمة هي نفسية أكثر مكنها بيولوجية
ولن تحاكي في بنيتها وتكامل أجزائها األنظمة البيولوجية ،وأن األنظمة االجتماعية تعد أكثر قابلية لتغيير
liii
من األنظمة البيولوجية وأكثر صعوبة في الدراسة نظ ار لصعوبة تمييز حدودها بدقة.
.4نظرية التركيز على اتخاذ الق اررات :livيعتبر Herbert Simonواحدا من العديد من رواد
النظريات اإلدارية الذين اقترحوا أن أكثر الطرق فعالية لتحقيق التكامل بين المدخل الكالسيكي وبين
المدخل السلوكي واالجتماعي في التنظيم هو التركيز على عملية اتخاذ الف اررات .والهدف هنا يتمثل في
تحقيق نوع من العدالة بين التفسير غير الرشيد للسلوك وفقا للنماذج السلوكية والعالقات اإلنسانية وبين
االفتراضات الرشيدة بدرجة كبيرة للنماذج الكالسيكية في التسيير.
ولقد كانت مجهودات Simonفي اتخاذ الق اررات بمثابة انطالقة لمجهودات الكثيرين من رواد الفكر
اإلداري في تطوير نظرية اتخاذ الق اررات باعتبارها عملية تمزج بين الرشد وواقعية في تحديد وتعريف
المشكلة موضوع القرار ،وتنمية البدائل الممكنة لحل المشكلة.
.9النظرية الموقفية:
تعتبر هذه النظرية امتدادا لمدرسة النظم ،حيث اعتمدت أساسا على مفهوم "النظام المفتوح" .وهي تمثل
"اتجاها حديثا يقوم على أساس أنه ليست هنالك نظرية أو مدرسة في التنظيم يمكن تطبيقها في مختلف
الظروف وفي كل أنواع المؤسسات ،وغنما يجب استخدام النظرية بشكل انتقائي بحيث تتالءم مع الظروف
واألوضاع التي تعيشها المؤسسة " أي أن جوهر هذه المدرسة هو أن عالقات المنظمة ككل وأنظمتها
الفرعية بالمنظمات األخرى ،وبالبيئة العامة تعمد على الموقف.lvوسنتطرق إلى أهم رواد هذه المدرسة على
سبيل الذكر ال الحصر ،على التوالي:lvi
جوان ويدورد :حيث صنف الصناعات حسب نظام اإلنتاج المتبع ،وأوضح أن هناك ارتباط بينها
وبين النمط التنظيمي المتبع فيها كما أن هناك عالقة بين الفاعلية التنظيمية ودرجة التوافق بين
التكنولوجيا والهيكل التنظيمي وبين حجم التكاليف اإلدارية والتكنولوجيا المتبعة.
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
37 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
إسهامات تشارلز بيرو :وقد اهتم بدراسة أثر التكنولوجيا على الهياكل التنظيمية وهو قد نظر
على التكنولوجيا على أنها تعني المعرفة وليس اآللة وقد قسم التكنولوجيا إللى :تكنولوجيا روتينية ،غير
روتينية (تتصف بتنوع العمال ،)..تكنولوجيا هندسية (تتصف بوجود عدد كبير من المشاكل،),,
وتكنولوجيا حرفية (تتعامل مع القضايا المتكررة.)..
إسهامات لورنس ولورتش :حيث تمركزت هذه اإلسهامات في فحص أثر البيئة الخارجية التي
تعمل فيها المؤسسات المختلفة من حيث سرعة وديناميكية التغير ودرجة الغموض وعدم اليقين الذي
يحيط بها وقد بينت تلك الدراسات أن التنظيم المرن وغير المعقد يتناسب مع الهيئات األكثر تغي ار بينما
يتناسب التنظيم الثابت والمعقد والذي فيه درجة كبير من الرسمية مع التنظيمات األقل تغي ار في
الظروف ببيئة مستقرة.
.0نظرية Jاليابانية :lviiومنطوق هذه النظرية أن مشاركة العاملين في اإلدارة هو األساس في
االرتقاء بمستوى اإلنتاج ،فاإلنتاج والثقة توأمان ال يفترقان فيجب أن يكون هناك إيمانا كامال بقدرة كل فرد
على حسن تقدير األمور والعمل المستقل دون الحاجة إلى اإلشراف الدقيق من قبل رئيسه مع مالحظة أنه
كلما زادت درجة الثقة بالعامل زادت إنتاجيته .كما أن توصيف العمال يكون مدى الحياة ،وهذا نتيجة
لتوفر بيئة اجتماعية واقتصادية كطاعة النظام واالنضباط ،احترام العالقات والتقاليد ،األصالة..الخ.
.1نظرية Aاألمريكية :وتقوم هذه النظرية على أن الوظائف يجب أن تبنى على أساس التخصص
والتقسيم الدقيق للعمل مع ضرورة وجود نظم محكمة للرقابة ،فالتوظيف يكون قصير المدى بما يتيح
للموظف حرية االنتقال بين المنظمات المختلفة،بينما يكون االهتمام بالموظف جزئي مما يضعف من
الدافعية تجاه المؤسسات وتكوين الصداقات الشخصية لتصبح العالقات اإلنسانية بالمنظمة ضعيفة.
وتنسب إلى وليم اوتشي ،William Ouchiفقد استطاع اوتشي أن يقارن بيم .1نظرية :Z
الممارسة اليابانية اإلدارية والممارسة اإلدارية األمريكية ،وتوصل إلى مزيج يمثل أفل المجاالت والطرق
لزيادة الجودة والكفاءة في المنتجات األمريكية ،ومن ثم زيادة قدرتها التنافسية في مقابل المنتجات
األجنبية.
ويدعي أوتشي أنه من خالل تبني هذه النظرية من جانب اإلدارة فإن العاملين سوف يشعرون بدرجة
كبيرة من االنتماء على المؤسسة .كما أن كل من االنتاجية وجودة اإلنتاج سوف يحققان مستويات أعلى
بسبب شعور كل موظف أو عامل في المنظمة بالفخر في عمله .إضافة إلى أن كل من الغياب ومعدل
دوران العمال ،والذي يكلف المنظمة الكثير سوف ينخفض بشكل ملحوظ .ولقد كان لنظرية اوتشي صدى
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
38 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
كبير بين مؤسسات العمال األمريكية ،وقامت العديد من هذه المنظمات بدراسة أبعادها واستخدمتها في
فلسفتها اإلدارية ،ومن اكثر األمثلة على تطبيقات نظرية استخدام ما يعرف بدوائر الجودة Quality
Circlesفي اإلدارة المعاصرة.
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
39 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
قدمت لنا فكرة النظم وسيلة جيدة لفهم سلوكيات المؤسسات وكيفية صياغة معالمها األساسية من
خالل التركيز على المتغيرات الداخلية فقط أو المتغيرات الداخلية والخارجية معا ،وفكرة النظم كما نعلم
ترتبط مباشرة بحركية واستم اررية األنشطة التي تتم داخل المؤسسات .وسوف نحاول هنا تفهم محددات
تسيير المؤسسة وتصميمها من زاوية أخرى ،أي من خالل التركيز على األبعاد التي تصف خصائص
تنظيمية معينة تؤثر على عملية التسيير.
تتمحور المحددات التنظيمية في بعدي :الهيكل والموقف ،وترتبط المحددات الهيكلية بالخصائص
الداخلية للمؤسسة ،أي أنها تنشئ قاعدة لقياس ومقارنة المنظمات مع بعضها البعض .أما المحددات
الموقفية ،فترتبط بالمؤسسة ككل ،وتتضمن متغيرات عديدة من بينها ،الحجم ،والتكنولوجيا ،والبيئة
واألهداف .وتقوم هذه المتغيرات المجاالت التنظيمية التي تؤثر وتحدد المالمح النهائية البنائية .ومن
الصعب فرز هذه المتغيرات الموقفية نظ ار ألنها تمثل كل من المؤسسة والبيئة ،إنها متداخلة مع بعضها،
والوسيلة المفيدة لفهم وتقييم المؤسسات تكمن في تفحص كل من المحددات الهيكلية والموقفية معا،
األساسية في تسيير المؤسسة.
أوال :المحددات الهيكلية
هناك العديد من المحددات الهيكلية ،اختلف رواد التنظيم في عددها ،تعمل معا على رسم المعالم
lviii
: األساسية لهيكل المؤسسة ،وسوف نتناول فقط البعض منها
-1الرسمية :ترتبط الرسمية بمدى وجود وثائق مكتوبة تكون بمثابة أدلة عمل أو سجالت رسمية يتم
بموجبها وصف سلوك العاملين ،وتحديد مواصفات األعمال التي يجب أن يؤديها ،هذا إلى جانب
اإلجراءات والقواعد والسياسات العديدة .وفي الوقت الذي يختلف فيه مستوى الرسمية من منظمة إلى
أخرى ،يوجد أيضا طرق عديدة لقياس الرسمية.
-4التخصص :هو المدى الذي يتم فيه تقسيم المهام التنظيمية إلى أعمال فرعية متشابهة أو متخصصة
في حقل معين ومنفصلة عن المهام األخرى .وكلما كانت درجة التخصص واطئة أدى الفرد واسع من
المهام المتنوعة في عمله ويشار إلى التخصص أحيانا بتقسيم العمل .
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
40 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
-9المعيارية :هي مدى انجاز األنشطة أو المهام المتشابهة بطريقة موحدة ومحددة رسميا من قبل اإلدارة
عبر األقسام و المواقع المختلفة .ومن أمثلة المنظمات التي تركز على المعيارية بشكل كبير ما نراه في
شركة ماكدونالد McDonaldsلألطعمة.
-0تدرج السلطة :عدد العاملين تصف من يكتب لمن ،وكذلك نطاق السيطرة لكل مدير.ويقصد بنطاق
السيطرة الذين يشرف عليهم المدير .
-1التعقيد :lixيشير التعقيد إلى عدد الوظائف المتخصصة ،أو عدد األقسام في المؤسسة ،واألنشطة
المهنية واالحترافية ،وباإلمكان قياس التعقيد بثالثة أساليب ؛أفقيا ،وعموديا ،وجغرافيا :
*التعقيد األفقي :ويشير إلى عدد األقسام أو الوحدات اإلدارية ،أو عدد الوظائف واألعمال في المؤسسة.
كلما ازدادت ازداد التعقيد .
*التعقيد العمودي :عدد المستويات التنظيمية في المؤسسة .كلما ازدادت ازداد التعقيد .
*التعقيد الجغرافي :عدد المواقع الجغرافية .أي مدي انتشار المكاتب أو األقسام أو الفروع على مساحة
جغرافية واسعة (.التباعد المكاني بين الوحدات اإلدارية ).
-1المركزية :وتشير إلى المستوى التنظيمي المالك لسلطة اتخاذ القرار .فحينما تفوض الق اررات إلى
مستويات تنظيمية دنيا تكون المؤسسة المركزية .أما عندما تحصر عملية اتخاذ الق اررات في قمة
المؤسسة ،تكون الحالة مركزية شديدة.
-1االحترافية :الدرجة التي يعتمد فيها الموظف على مؤسسة مهنية معينة كمرجع أساسي لتصرفه
الوظيفي .كما تشير إلى مستوى التعليم والتدريب الرسمي للعاملين .فيكون االحتراف عاليا عندما يحتاج
الموظف إلى فترة طويلة من التدريب المتخصص للحصول على عمل في المؤسسة أو لممارسة عمل
معين .
-8توزيع األفراد :أي توزيع األفراد على الوظائف واألقسام اإلدارية المختلفة في المؤسسة .ويقاس هذا
الترتيب بواسطة النسب .كنسب اإلداريين ،ونسبة الكتبة أو نسبة االستشاريين إلى مجموع العاملين .
ثانيا :المحددات الموقفية
-1الحجم :هو ضخامة المؤسسة التي يتم قياسها إما بواسطة مجموع عدد العاملين ،أو بكمية إنتاجها
أو مجموع رؤوس أموالها ،أو بكمية مبيعاتها....الخ .ونقطة االنطالق هنا ،أنه مادامت المؤسسات نظم
اجتماعية ،فيفضل اعتماد قوة العمل كوسيلة لقياس الحجم.على أية حال إن اتفاق أغلب الباحثين على أن
أفضل مقياس للحجم هو عدد العاملين،ال يعني بالضرورة استخدام أكثر من متغير لقياس الحجم.
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
41 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
-4تكنولوجيا التغيير :أي طبيعة المهام في أقسام اإلنتاج ،ويدخل في ذلك األفعال ،والمعرفة والوسائل
المستخدمة في تغيير المدخالت إلى مخرجات معينة .فالخط اإلنتاجي ،والقاعة الدراسية ،ومصفاة النفط
أمثلة على التكنولوجيا وإن اختلفت في مضامينها.
ووفقا للمحتوى التنظيمي باإلمكان النظر إلى التكنولوجيا على أنها أحد المحددات الهيكلية ألنها تؤثر
وبشكل مباشر ومستمر في عالقات األفراد في المؤسسة .فاآلالت سواء كانت بسيطة أم معقدة ،تؤثر على
قدرات األفراد الذاتية ومعنوياتهم وعلى مواردهم وعلى مواردهم سلبا أو إيجابا ،كم تؤثر في نظم االتصال
أيضا.
-9البيئة :هي اإلطار الذي توجد فيه المؤسسة ،إذ تضم كل العناصر التي تقع خارج حدود المؤسسة.
ومن بين هذه العناصر الصناعة ،الحكومة ،الزبائن ،الموردين ..إن العديد من هذه العناصر التي تؤثر
في المؤسسة هي مؤسسات أيضا.
-0األهداف اإلستراتيجية :تحدد األهداف واالستراتيجيات الخاصة بالمؤسسة الغرض وأساليب التنافس
التي تميزها عن غيرها من المؤسسات .وغالبا ما تتم صياغة األهداف بأساليب تبين توجهات المؤسسة
المستقبلية .أما اإلستراتيجية فهي خطة العمل التي تصف موقع الموارد واألنشطة للتعامل مع البيئة
بأسلوب يحقق أهداف المؤسسة .وتحدد كل من األهداف واالستراتيجيات مجال العمليات ،والعالقات
الخاصة بكل من العاملين ،والعمالء ،والمنافسين.
-1ثقافة المؤسسة :وتمثل القيم األساسية والمعتقدات ،والمشاعر واألحاسيس واألعراف المشتركة بين
العاملين .هذه القيم األساسية ترتبط عادة بأخالقيات :السلوك ،والوالء والكفاءة ،والخدمات المقدمة
للمستهلك ،وهي تمثل المادة الالصقة التي تقارب بين األعضاء بعضهم ببعض ،إن ثقافة المؤسسة شيء
غير مكتوب لكننا نالحظها في القصص والشعارات التي يتداولها العاملون ،أو في المالبس والمصطلحات
lx
اللغوية التي يستخدمونها في العمل ،أو في أساليب ترتيب مكاتبهم في المؤسسة.
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
42 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
يتفق كثير من الدارسين والباحثين على أن الوظائف الرئيسية لإلدارة هي أربعة وهي تمثل
الحلقات المتكاملة لإلدارة ،وهي مترابطة ومتزامنة من أجل تحقيق أهداف المنظمة وهي تتمثل في
التخطيط ،تنظيم التوجيه ،الرقابة.
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
43 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
المنظمة وتمارسه اإلدارة العليا وتأثيره بعيد المدى ومن أمثلته :التخطيط إلضافة خط إنتاجي جديد أو
التخطيط لفتح سوق جديد.
ب -التخطيط التكتيكي:
يهدف إلى مساندة التخطيط االستراتيجي للمؤسسة ويهتم بتقييم صالحية البدائل المختلفة من
األهداف واالستراتيجيات واقت راح الجديد منها ،إذ يتميز بالمرونة في اختيار ومراجعة البدائل وتمارسه
() 0
اإلدارة الوسطى وتأثيره متوسط المدى ،ومن أمثلته :تقدير حجم الطلب على سلعة معينة في السوق.
ج -التخطيط التشغيلي:
وتختص به اإلدارة الدنيا ويتم فيه تحديد تفاصيل التخطيط التكتيكي بوضع خطط لألنشطة
المتكررة في المؤسسة والقابلة للقياس وهذا في شكل تنبؤات ،وتوضع الخطط التشغيلية في شكل
موازنات ومعايير تقديرية تسمح بتحديد النتائج بطريقة واضحة وقد تكون هذه الموازنات شهرية أو
أسبوعية أو يومية ،وبالتالي فهو يعمل على تقييم مدى تنفيذ خطة النوعين السابقين في شكل أرقام
()0
وقيم ومن أمثلته :تحديد احتياجات إدارة اإلنتاج من المواد وقطع الغيار.
- 9مراحل التخطيط
إن التخطيط كعملية أساسية في كل مؤسسة ينطوي على مجموعة مترابطة من المراحل تتمثل فيما
يلي:
-1التعرف على الفرص المتاحة و اكتشافها:
إن الخطوة األولى في عملية التخطيط هي محاولة التعرف على الفرص ( المشاكل) المتوقعة
الحدوث في المستقبل ،ثم دراسة هذه الفرص دراسة كاملة لمعرفة جوانب القوة و الضعف فيها و تتم
دراسة الفرص من خالل معالجة الجوانب التالية:
أ -العوامل المحيطة بالمنظمة مثل العوامل االقتصادية ،و السياسية ،و االجتماعية.
ب -طبيعة السوق الذي تنشط فيه المنظمة.
ج -درجة المنافسة السائدة .
د -معرفة رغبات العمالء و المستهلكين.
ه -ظروف البيئة الداخلية مثل نوع الخبرات و الكفاءات لدى األفراد و نوع اآلالت و المعدات.
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
44 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
-4تحديد األهداف :تعتبر األهداف مزيج من الغايات الواقعية التي تصبو المؤسسة إلى تحقيقها
،و األهداف تعكس مدى قدرة المؤسسة على التفاعل مع المحيط و يعتبر تحديد األهداف األساس في
() 0
العملية التخطيطية ألنه يمكن من:
-وضع خطة متكاملة و متناسقة خاصة إذا كانت األهداف دقيقة .
-تحديد رسالة المؤسسة في المجتمع.
-توحيد جهود اإلدارات و األقسام و األفراد.
-توليد الدافع لدى كل فرد على العمل و هذا عن طريق ربط أهدافه بأهداف المؤسسة.
-المساعدة على تقييم الق اررات المتخذة.
-المساعدة على التنبؤ بالسلوك و األحداث المستقبلية.
-تحدي د المطلوب أداؤه فهو مقياس للرقابة(خاصة إذا كانت كمية)حيث يقدم المعايير الالزمة
للقياس.
-9وضع الفروض التخطيطية :إن المرحلة الثالثة في التخطيط هي وضع الفروض التي تمثل
المستقبل الذي على أساسه ستوضع الخطط ،أي بعبارة أخرى البيئة المستقبلية التي ستعمل فيها
الخطط و لهذا فإن التنبؤ ضروري لوضع الفروض التخطيطية ،حيث توجد أربع أنواع للتنبؤ تتمثل فيما
يلي:
أ -التنبؤ االقتصادي :التنبؤ بحالة االقتصاد من حيث احتمال حدوث رواج أو كساد أو انتعاش
فيه.
ب -التنبؤ التكنولوجي :محاولة التعرف على الطرق و المعارف الفنية و التقنية المتوقع إدخالها
في عملية اإلنتاج.
ج -التنبؤ بدرجة المنافسة :محاولة التعرف على ردود أفعال المؤسسات المنافسة عند تغيير
أنواع و أسعار المنتوجات.
د -التنبؤ بسلوك المستهلك :من حيث الرغبات ،األذواق ،الطلب...إلخ.
-0تحديد البدائل :و تقتضي هذه المرحلة تجميع كل البدائل و طرق العمل حتى يتسنى للمؤسسة
التعرف على البديل المناسب لتحقيق األهداف المرجوة.
و حسب كونتر " أنه من النادر وجود خطة يمكن تنفيذها من خالل بديل واحد فقط بل يوجد
أكثر من بديل و في الغالب ما يكون البديل الغير ظاهر هو عادة أفضل البدائل".
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
45 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
-1تقييم البدائل :بعد تحديد أفضل البدائل و اختبار نقاط القوة و الضعف فيها تأتي الخطوة
التالية و هي تقييم هذه البدائل عن طريق وزن العوامل المختلفة على ضوء الفروض و األهداف ،فأحد
البدائل قد يبدو أكثرها ربحية لكنه يستلزم مدفوعات نقدية ضخمة ،بينما بديل آخر يكون أقل ربحية و
لكنه ينطوي على خطر أقل ،في الشركات الكبيرة قد تنطوي البدائل على عدد ضخم من المتغيرات و
العديد من القيود مما يجعل عملية التقييم من أصعب األمور و أعقدها وبسبب هذه التعقيدات نجد
االتجاه المتزايد نحو استخدام الطرق و األساليب الجديدة من بحوث العمليات و التحليل الرياضي و
أيضا الحاسب اإللكتروني للمساعدة في القيام بعملية تقييم البدائل.
اختيار البديل المناسب :بعد تقييم البدائل المتوفرة تأتي مرحلة اختيار البديل المناسب الذي سيحقق
األهدا ف بأقل مخاطرة و أقل تكاليف و أعلى عائد و الذي حاز على رضا و قبول األفراد القائمين
على عملية التنفيذ ،و من ثم تحديد األنشطة و األعمال التي يجب القيام بها لوضع البديل المختار
() 0
موضع التنفيذ.
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
46 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
47 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
الفهم الكافي لطبيعتها" ،ونظ اًر لسعة وحيوية القيادة اإلدارية تعددت تعاريفها إال أن أكثر العناصر اشتراكاً
في تلك التعاريف هو" :أن القيادة تتضمن عملية تأثير القائد في أتباعه لبلوغ هدف فردي أو جماعي أو
تنظيمي".
ولقد عرف هيرسي وبالنشارد ) ( Heresy & Blanchardعام 0990القيادة اإلدارية بأنها:
lxii
"عملية التأثير في أنشطة الفرد أو الجماعة لغرض تحقيق هدف معين في ظرف محدد".
ب .أركان وعناصر القيادة اإلدارية:
إذا سلمنا أن القيادة هي من العالقات التي تنتظم فيها هذه العناصر ،تصبح دراسة أي منها بمعزل
أمر مضِّّلالً قد يكتنفه الّلبس والغموض في محاولة للفهم العميق للقيادة؛ إالّ أن هذا
عن العناصر الباقية ًا
ال يمنع من وضع األطر األكاديمية في محاولة إللقاء الضوء على كل من هذه العناصر إلثرائه وتعميق
lxiii
وفيما يلي عرض لهاته العناصر: طريقة تناولها وفهمها،
.1القائد :وهو فرد من المجموعة تتوفر فيه صفات متميزة يتعاون معها ويساعدها على تحقيق
أهدافها ،ويكون مر ً
غوبا فيه من قبل هذه الجماعة باإلجماع أو األغلبية.
.0جماعة :وهي مجموعة من األفراد لها طموحات وتطلعات مشروعة متقاربة متجانسة في مشاعرها
وتوجهاتها ،تتجمع على شكل أهداف تعمل على تحقيقها من خالل قيادة يتحمل فيها كل عضو
جزًءا من المسؤولية وبإيمان وقناعة تامة.
.0القضية :أو المهمة التي تعمل الجماعة من أجل إنجازها والنضال لصالح تحقيقها ،سواء أكانت
قدر معيناً من المسؤوليات ،يتقبل
طويلة المدى أم قصيرة المدى ،يتحمل فيها كل فرد جزًءا أو ًا
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
48 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
فيها أداء هذه المهمة بإطار التضحية وفي ضوء التوجيهات ،انطالقا من إيمانه بسياقات العمل
lxiv
والتنفيذ من قبل القائد.
.0الموقف أو الظرف :يعتبر الموقف عنص ار أساسيا في القيادة ،وهو يمثل الظروف التي تمر بها
الجماعة سواء داخل المنظمة أو في البيئة الخارجية ،ففي بعض المواقف قد ترغب الجماعة في
قائد يشعرها باألبوة والعطف وفي مواقف أخرى مثل حاالت األزمات والخطر الداهم الذي يهدد
عدائيا ،لذلك يمكن القول أن الموقف
ً حياة الجماعة ،ترغب في قائد حازم وحاسم حتى ولو كان
هو الذي يوجد أو يظهر القائد في الكثير من األحيان ،إال أنه رغم ذلك يمكن للقائد الماهر أن
يتكيف مع المواقف والظروف أو حتى يكيفها ،وهذا ما يعبر عنه باتخاذ القرار أو التصرف
lxv
المناسب في الوقت المناسب.
ت .أهمية القيادة اإلدارية
لقد أبان كل من وارن بنيس و بيرت نانوس ( )warren Bennis & Burt Nanusأهمية
القيادة اإلدارية في قولهم" :إن األعمال التي تعاني من رأسمال صغير يمكنها االقتراض ،واألعمال التي
تعاني من موقع ضعيف يمكنها االنتقال ،أما األعمال التي تفتقر إلى القيادة فإن إمكانية بقائها ضئيلة
lxvi
جدا".
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
49 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
يستدعي التعديل في بناء المنظمة .باإلضافة إلى اتخاذ عدد من اإلجراءات بهدف زيادة التنسيق
وإحداث التوازن بين فروع ووحدات المنظمة ،مما يستدعي وجود قيادة فاعلة للقيام بذلك.
يعتبر العامل البشري كعامل من عوامل الحاجة إلى وجود القيادة في المنظمة ،فلكل فرد دوافعه
وميوله واتجاهاته واهتماماته التي تتفاوت فيما بينهم؛ كما أن انتساب الفرد لجماعة قد يتطلب منه
أمور قد تتعارض مع أهداف المنظمة .هذه األمور تنعكس على سلوك العاملين مما يتطلب اتخاذ
اإلجراءات المناسبة من قبل قيادة فاعلة لمواجهة ذلك وإيجاد التعاون في سبيل تحقيق األهداف.
وقد حاول محمد العجمي إضافة إلى ما سبق ،أن يعدد األسباب الرئيسية التي تدعوا إلى وجود القائد،
lxix
حيث ذكر منها:
أهمية العمل الجماعي ونتائجه الجيدة مقارنة بالجهد الفردي من حيث التفاعل والتعامل
والتفاهم المشترط بين القائد والعاملين معه.
التأثير االيجابي من حيث تشجيع وتحفيز ودفع العاملين لبذل أقصى جهد ممكن واالستمرار
في األداء المتميز.
توجيه أداء العاملين نحو اإلنجاز والنتائج وتشجيع اإلبداع واالبتكار في العمل.
يستطيع القائد التغير نحو األفضل بتطبيق ما لديه من أفكار وأساليب عمل جديدة.
ث .األنماط األساسية للقيادية اإلدارية
لم تكن أساليب القيادة الثالثة – األوتوقراطية ،الديمقراطية ،الحرة -هذه معروفة في اإلدارة إال
بشكل محدود حتى بداية القرن التاسع عشر ،حين بدأ اهتمام الفكر اإلداري في تطبيق هذه األساليب في
مجال اإلدارة ،مستعينا ومسترشدا بالنتائج التي توصل إليها علماء النفس واالجتماع من خالل دراساتهم
المتعددة في هذا المجال.
فقد كان للنتائج التي توصلت إليها تجارب "هوثورن" ،ولألفكار التي تبناها جورج التون مايو أثر
في إلقاء بعض الضوء على هذه األساليب الثالثة للقيادة ،ثم تبعتها دراسات تجريبية هامة قامت بها
جامعة أيوا ( )Iowaاألمريكية في أواخر الثالثينيات من القرن الحالي ،والتي أوجدت –على حد تعبير
أوريس ( -)Urisمدخال أساسيا وهاما لدراسة أساليب القيادة الثالثة ،وكشفت عن نتائج هامة ترتبط
lxx
يمكن توضيحها بادئاً ذي بدء في الشكل الموالي ،معقبين باآلثار التي ترتبت على كل أسلوب منها.
بشرح تفصيلي لها فيما يلي.
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
50 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
األتبـاع القائــد
القائــد
القائــد
األتبـاع األتبـاع
األتبـاع
إن الجدير بالذكر أن الدراسات التي أجريت في هذا المجال قد توصلت إلى عدة تصنيفات ألنماط
ّ
القيادة اإلدارية ،إال أن المدقق لهذه التصنيفات يالحظ أنها تتمحور حول هذه األنماط الثالثة ،وسنعرض
فيما يلي جدوال مقارناً يتضمن على الترتيب :القيادة األوتوقراطية ،القيادة الديمقراطية ،القيادة الحرة؛
باإلضافة إلى عرض توضيحي لمفهومي القيادة الرسمية والقيادة غير الرسمية لما لهما من أبعاد عميقة
في الطرح الثقافي-اإلداري لمنظمات األعمال.
وعلى ضوء ما تقدم عرضه من أنماط ،يتبين لنا أن هناك آراء مختلفة حول األنماط الثالثة للقيادة
والسمات الخاصة بها ،وهي إما في صالحهم أو ضدهم ،ويمكن تلخيص تلك الفروق بمساعدة الجدول
التالي:
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
51 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
52 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
53 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
والجدير بالذكر أن كال القيادتين الرسمية وغير الرسمية يمكنها االستفادة من عدة أنواع من التأثير
القيادي ،بما في ذلك القدرة على منح مكافآت أو فرض عقوبات ،وحيازة المعرفة الفنية ،وجاذبية
الشخصية أو الكاريزما .كما أن القيادة غير الرسمية إذا تطابقت أهدافها مع أهداف المنظمة يمكنها أن
هاما لها؛ ومع ذلك ،يمكن للمنظمة أن تجثو على ركبتيها –على
قيما ألية منظمة وإنجا از ً
رصيدا ً
ً تحقق
حد تعبير كل من بريد ،هيغز وكابور -أمام القادة غير الرسميين الذين يقودون مجموعات العمل ضد
lxxiv
اإلدارة.
-4االتصال
أوال .مفهوم االتصال:
.1تعريف االتصال :هو عملية تتم بين طرفين ،فهو ال يعني مجرد االخبار من الشخص المرسل أو
مجرد االستماع من الشخص المرسل إليه وإنما يعني المشاركة في األفكار والمعلومات المراد نقلها بمعنى
lxxv
وحدة الفكر.
.4تعريف االتصال التنظيمي :تعني تدفق المعلومات والتعليمات والتوجيهات واألوامر والق اررات من
جهة إدارة األعمال إلى المرؤوسين ،وتلقي المعلومات والبيانات الضرورية منهم في شكل تقارير وأبحاث
lxxvi
ومذكرات واقتراحات وشكاوي وذلك بقصد اتخاذ قرار معين وتنفيذه.
ثانيا .عناصر عملية االتصال:
إن عملية االتصال هي طريق ذو اتجاهين ،بمعنى إن كل فرد في عملية االتصال هو مرسل ومستقبل
لألفكار والمعلومات التي تتضمنها العملية ،ولكي تتم عملية االتصال يجب أن تتوفر عدة عناصر أساسية
ويتكون النموذج األساسي لالتصاالت كما يلي:
.1المرسل :وهو مصدر االتصال الذي يقدم المعلومات أو يبدي االقتراح ،وقد يكون رئيسا أو
مرؤوسا.
.4المستقبل :وهو الشخص الذي يتصل به المرسل ،وقد يكون فردا أو جزء من جماعة أو الجماعة
كلها ،وتتوقف فاعلية االتصال على استقبال هذا الطرف للرسالة بالصورة التي قصدها أو أرادها المرسل.
.9الرسالة :وهي موضوع االتصال الذي قد يكون أم اًر أو طلبا أو رجاء أو نصيحة أو مجموعة من
المعاني موجهة إلى المستقبل ،وتقوم الرسالة الناجحة على الفكرة المعبرة عنها باألسلوب الواضح التي يمكن
تنفيذها على الوجهة األكمل الذي قصده المرسل ويجب أن تكون الرسالة واضحة ومختصرة.
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
54 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
.0الوسيلة :وهي الوسيط الناقل للرسالة عن طريق حاستي السمع أو البصر ،فقد تكون الرسالة
مرئية أو مسموعة أو مكتوبة أو مطبوعة على الورق أو منطوقة باللسان أو بأي وسيلة أخرى ،ويجب أن
تكون قنوات االتصال دقيقة وفعالة نقية ونظيفة.
.1الهدف :وهو الغرض من االتصال ،فاالتصال من غير هدف ال يمثل إال جهدا ضائعا ال ثمرة
منه.
.1الوقت :وهو الزمن الذي يكون فيه المستقبل مستعد لتلقي الرسالة ،إذ ينبغي أن توجه الرسالة في
الوقت المالئم لموضوعها حتى إذا نفذت أتت ثمارها.
.8األسلوب :وهو يمثل الطريقة التي ترسل بها الرسالة فينبغي أن تكون لغتها واضحة ومناسبة
ويسهل فهمها للمستقبل.
.5المكان :أي الجهة التي يتم فيها االتصال ،فبالنسبة للمرسل ال بد وأن يكون المكان هو مقر
نشاطه ،أما المستقبل فيختلف المكان المالئم لتبليغه الرسالة وفقا لموضوعها ،فالموضوع الخطير والعاجل
ينبغي أن يبلغ له في أي مكان موجود هو فيه ،أما المواضيع التي يلزم أن يهضمها المستقبل تماما
ويستوعبها ويحلق في خيالها ،فمن األفضل أن تبلغ له وهو في بيته حيث يكون في حالة نفسية طبيعية
تساعده على استيعاب الرسالة.
.3التغذية الراجعة :وهي رد الفعل الذي يحدث لدى المستقبل نتيجة عملية االتصال ،فعملية
lxxvii
االتصال ال تنتهي باستالم الرسالة ،بل يجب التأكد من فهمها بالشكل الصحيح.
.14التشويش :هو مفهوم يشمل كل ما يؤثر في كفاءة وفاعلية وصول الرسالة بشكل جيد إلى
المستقبل وإدراكها ،وقد تأتي هذه المؤثرات من المرسل أو من القناة أو الوسيلة وحتى من المستقبل أو من
lxxviii
المحيط أو البيئة الخارجية ،وهو أي عائق يحول دون القدرة على االرسال أو االستقبال.
ثالثا .أهمية االتصال:
lxxix
تتحدد أهمية االتصال في المؤسسة بما يأتي:
-بواسطته يتم اتخاذ الق اررات المختلفة بشأن المؤسسة والخطط الكفيلة بتحقيق هذا النشاط.
-يسهم في إيجاد نظام تعاوني داخل الجهات التي تسهم في ممارسة نشاط المؤسسة وفيما بينها.
-يسهم في إحكام المتابعة والرقابة على النشاط الذي تمارسه المؤسسة بهدف الوقوف على نقاط القوة
والضعف في هذا النشاط.
-يعد واحدا من أهم األساليب في قيادة نشاط المؤسسة.
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
55 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
56 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
-9التحفيز
()0
ويمكن تعريف التحفيز بأنه" :عملية التأثير إلثارة دوافع اإلنجاز لدى األفراد العاملين".
أوال :نظريات الحوافز
هناك عدة نظريات التي أوالها العلماء في ميدان التحفيز ،حيث كان لكل واحد منها بعد معين
لكنها بمجموعها تغطي أبعاد كثيرة تشكل بمجموعها دراسات البد منها لكل مدير أو قائد .ومن أهم
النظريات التي عالجت موضوع التحفيز نجد:
- 1نظرية ماسلو :
من أشهر نظريات التحفيز ،فبعد عقدين من حركة العالقات اإلنسانية ،حدد إبراهام ماسلو هرم
للحاجات اإلنسانية يتكون من خمس مستويات .هذه المستويات هي:
المهمة للبقاء.
ّ األساسية
ّ البيولوجية
ّ •فسيولوجي :الحاجات
ّ
•األمن :الحاجة للحماية ضد خطر.
الصداقة ،القبول واالنتماء لجماعة.
للحبّ ،
اجتماعي :الحاجة ّ •
ّ
السلطة واالحترام من اآلخرين.
•اّلتقدير :الحاجة الحترام الذات ،اّلثقةّ ،
•إدراك ذات :الحاجة لإلنجاز.
- 4نموذج العامَلْين لهيرزبيرج:
طور هيرزبيرج نموذج" العامَل ْين "في عام 1957بعد أن قام مقابالت مع مجموعة من العاملين
ّ
بغرض تحديد أسباب الرضى وعدم الرضى الوظيفي .فوجد أن الموظفين يمكن تحفيزهم من خالل
محفزات داخلية ،وهو العامل األول .المحفزات الداخلية هي أمور توجد في الوظيفة أو العمل نفسه،
المسؤولية ،واإلنجاز .أما العامل اآلخر فهو المحفزات الخارجية .إال أن هذه المحفزات ال تزيد من الرضى
الوظيفي ،وإنما وجودها أو زيادتها يمنع عدم الرضى .أمثلة على هذه المحفزات :الراتب ،ظروف العمل،
وسياسات الشركة بشكل عام.
ثانيا :األنواع المختلفة للحوافز
-1الحوافز المادية:
تتعدد أشكال هذه الحوافز وتختلف صورها من مؤسسة إلى أخرى وتتمثل هذه الحوافز في المكافآت
المادية ،ويعتبر الحافز النقدي المادي من أهم طرق الحوافز في أيامنا هذه وذلك الن النقود تشبع كل
حاجات اإلنسان.
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
57 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
-4الحوافز المعنوية:
يوجد اتجاه عام كبير يشير إلى أن البواعث المالية النقدية أو نظام األجور ال يعتبر إال عامال
واحدا ضمن مجموعة كبيرة من العوامل التي تثير كفاءة العامل الواحد تأثير ضئيل.
إن العمال ال يهتمون بالزيادة باألجر بالدرجة األولى بل يفضلون عليه نواحي أخرى تتمثل
باالطمئنان على المستقبل في عضوية الجماعة والتوحد معها وبناء على ما برهنت عليه التجارب
والدراسات اخذ المسؤولون في مواقع العمل واإلنتاج المختلفة على عاتقهم البحث عن حوافز أخرى تثير
قدرات العامل وتربطه بعمله وهي الحوافز المعنوية والتي تتمثل في المدح والتشجيع ووضع أسماء
()0
المجدين في لوحات الشرف أو إعطائهم األوسمة والمكافآت.
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
58 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
وبالرغم من اختالف الوظائف األساسية للمنظمة باختالف أحجام المنظمات وطبيعة القطاعات
التي تعمل فيها ودرجة االتمتة واتساع نطاق أعمال هذه المنظمات جغرافياً ورغبة االدارات بدمج بعض
الوظائف واألنشطة في إدارة واحدة فإنه يمكن االجماع على أن الرقابة التنظيمية هي أحد أهم الوظائف
الرئيسية لمنظمات األعمال -سواء كانت صناعية أم ذات إنتاج خدمي ،كبيرة أو صغيرة ،مشروعاً عائلياً
أم شركة مساهمة ،-فمن خاللها يمكن للمنظمة أن تمارس :االشراف ،التنسيق ،التقييم والتقويم على كل
من وظيفة :االنتاج والعمليات ،التسويق ،إدارة الموارد البشرية ،االدارة المالية والمحاسبية ،إدارة الموارد
المعلوماتية واألصول المعرفية وإدارة البحث والتطوير وكذلك إدارة العالقات العامة.
أوال :تعريف الرقابة
تعددت التعاريف حول موضوع الرقابة ومن بين هذه التعاريف ما قدمه هشام كحيل بأنها" :هي التأكد
من أن كل شيء بالمنظمة يسير وفق الخطط الموضوعة ووفق التعليمات الصادرة والمبادئ المعتمدة
lxxx
وهدفها اكتشاف مواقع الضعف واألخطاء وتصحيحها ومنع تكرارها".
أما هنري فايول فيعرف الرقابة بأنها هي" :التأكد من أن كل شيء في المنظمة يتم وفق الخطط
lxxxi
الموضوعة والتعليمات الصادرة ومبادئ المعتمدة وذلك لهدف كشف مواطن الضعف وتصحيحها".
كما تعرف الرقابة أيضاً بأنها " :عملية تنظيم وضبط وتعديل األنشطة التنظيمية بطريقة تؤدي إلى
lxxxii
المساعدة في إنجاز األهداف".
lxxxiii
والمدقق في هذه التعاريف يمكنه إدراك أن للرقابة عدة أبعاد تتمثل في:
-/0أن الرقابة ليست مهمة واحدة أو نشاط واحد ،ولكنها عملية تتكون من مراحل متتابعة ومتكاملة.
-/0أن عملية الرقابة عملية مستمرة مالزمة للتنفيذ الفعلي المخطط منذ اللحظة األولى.
-/0إن المادة الخام الرئيسة التي تستخدمها عملية الرقابة تتكون من:
معايير الخطط المرسومة
نتائج األداء الفعلي للتنفيذ.
-/0أن الرقابة عملية مكملة أو متممة لعملية التخطيط ،فتحقيق النتائج المخططة ال يتم إال إذا
كانت الرقابة فعالة.
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
59 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
أما من أكثر الطرق شيوعا لمتابعة التنفيذ فهي طريقة "المتابعة الشهرية" ،وهي طريقة يتمكن من
خاللها القائد اإلداري من رصد ومراجعة مدى تقدم العمل باتجاه أهدافها بشكل منتظم ومركز .ويمكن
إيجازها فيما يلي:
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
60 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
ونعني به اتخاذ ما يلزم لتصحيح األخطاء والتباينات التي قد تظهر نتيجة تصحيح االنحرافات وتقويم -9-
التقويم ،وقد يتطلب ذلك أمو ار عديدة منها :تعديل الخطط واألهداف والبرامج، األخطاء
وتغيير السياسات وتبديل اإلجراءات ،واتخاذ ق اررات جديدة وإعادة توزيع
المهام والواجبات وتحديد المسؤوليات ،وإدخال كوادر جديدة في المؤسسة،
والقيام بدورات تدريب وإعادة التأهيل ،وإصدار تعليمات وتوجيهات ،وتطبيق
نظام الثواب والعقاب.
المصدر :محمد أكرم العدلوني ،العمل المؤسسي ،اإلبداع الخليجي ،الكويت ،الطبعة األولى ،0110 ،ص .010
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
61 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
في ضوء هذا االستعراض لمفهومي الرقابة التقليدية والحديثة ،نشير إلى أن الرقابة الحديثة هي النمط
المجسد لمفاهيم المسؤولية االجتماعية للمنظمة –والتي سبق االشارة لها ،-وعليه سنوضح أهم
ّ الرقابي
الجوانب االجتماعية واألخالقية التي يجب مراعاتها في النظام الرقابي من منظور المسؤولية االجتماعية
للمنظمات وأنشطة العملية الرقابية التي تحققه بفعالية وفاعلية ،ونوردها اتفاقاً مع عرضه كل من طاهر
lxxxvi
الغالبي وصالح العامري كالتالي:
أن تشمل األنشطة الرقابية إجراءات متعددة ترتبط بعضها بالجوانب الفنية ويرتبط البعض اآلخر
بالجوانب السلوكية والذاتية للعاملين وبهذا فإن مؤشرات الرقابة يعتمد عليها في إحقاق الحقوق
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
62 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
وتحميل المسؤوليات لذلك يفترض أن تكون دقيقة وصادقة وشاملة وبإجراءات مقبولة وعادلة لكي ال
تهدر حقوق العاملين أو حقوق المنظمة.
يفترض بالنظام الرقابي أن ينمي جوانب االستقاللية والحرية وأن يكون بعيدا في إجراءاته عن القهر
والخوف واالستبداد لذلك فإن أنظمة الرقابة الحديثة تنمي روح النقد واالبداع والحوار ومناقشة مختلف
االجراءات والنتائج من قبل المعنيين مباشرة أو المهتمين بشكل غير مباشر بهذه النتائج.
يجب أن ال ينظر إلى النظام الرقابي بمنظور ضيق وخاصة في العمليات الكبرى في منظمات
األعمال والتي يكون الخطأ فيها مكلفاً على الصعيد االنساني والبيئي؛ فال يعقل أن تقلل شركات
الطيران من تكاليف نظام الرقابة من خالل تقليص عمليات الصيانة إلى حدودها الدنيا وبذلك فإنه
في حالة وقوع حادث طيران تكون كلفته المادية أقل من المبالغ التي تم توفيرها من جراء تقليص
عمليات الصيانة؛ في هذه الحالة يفترض بالنظام الرقابي أن يؤشر التكاليف النفسية واالجتماعية
والسياسية جراء حدوث مثل هذا النوع من الخلل وهكذا بالنسبة للشركات المتخصصة بإنتاج الكهرباء
من الطاقة الذرية أو قطارات االنفاق وغيرها.
يرتبط النظام الرقابي بعمليات وأنشطة متعددة مثل تقييم األداء والتدريب والتطوير ونظام الحوافز
واألجور وتطوير منتجات جديدة وغيرها ،وفي جميع هذه القضايا فإن الخلل في النظام الرقابي وعدم
دقته سيؤثر سلباً على الروح المعنوية للعاملين أو العالقة مع المجهزين أو العالقة مع الزبائن أو
العالقة مع جهات أخرى وهذه كلها تؤثر سلباً على النظرة االجتماعية للمنظمة وتحملها لمسؤوليتها
تجاه هذه األطراف.
يمكن تحميل بعض مهام وأنشطة الرقابة مسؤوليات جسام كما هو الحال في الرقابة على أنشطة
البحث والتطوير واتجاهاتها والنتائج المتوخاة منها؛ وهذا يفترض بالعاملين في النظام الرقابي أن
يكونوا دقيقين وصادقين وشفافين عند ممارستهم لألنشطة الرقابية وأن يتوخوا الصدق عند تعاملهم مع
مختلف فئات المجتمع.
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
63 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
اتجه الفكر اإلداري الحديث في ظل تزاوج تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت والتطور السريع في
معدالت النمو للصناعة إلى أهمية تقييم األداء داخل المؤسسة في ضوء بعد استراتيجي محدد .ولقد حفز
ذلك المفكرين إلى تطوير أساليب تقييم األداء ومحاولة إدخال أبعاد مهمة لقياس وتقييم األداء للمؤسسة
لمعرفة ما إذا كان هذا األداء يتفق والهدف االستراتيجي لها أم ال .ولقد ظهر اتجاه نحو استخدام التقييم
المتوازن لألداء the Balanced Score Cardليواكب التغيير الواجب إدخاله على النموذج التقليدي
لتحليل النشاط االقتصادي مع إدخال العالقات المتداخلة و اإلرتباطية بين مجاالت العمل المختلفة
كالتعليم والنمو وتحقيق رضا العمالء مع المؤسسة.
أوال :األداء المؤسسي
يمثل موضوع األداء المنظمي أهمية حرجة في القاموس اإلداري العتبارات تتعلق بكونه محو ار مركزيا
لتخمين نجاح أو فشل المنظمات أوال ،ولعدم اتفاق الباحثين على معايير محددة يمكنها تفسير جميع
جوانب األداء المؤسسي ثانيا.
ويعد األداء المؤسسي من المصطلحات الجذابة التي تحمل بين طياتها نكهة العمل وديناميكية وهو يقترح
فصل العمل الجيد عن السيئ ،وبذلك أصبح األداء المنظمي من المفاهيم األساسية للمديرين في كافة
المستويات التنظيمية ولكافة أنواع المنظمات ،ألن مخرجات هذا األداء قد تكون ذات أثار ضارة بأرباح
المنظمة أو قد تكون األساس في بقائها ونموها وتعزيز قدراتها التنافسية.
أ .مفهوم األداء المؤسسي
يعد مصطلح األداء مصطلحا متعدد الجوانب واألبعاد القترانه ,وتداخله مع عدة مصطلحات ومفاهيم
ّ
مشابهة له كالمردودية واإلنتاجية والنتيجة وحتى التنافسية ,1رغم أنه يختلف عن هذه المفاهيم اختالفا كليا.
وهذا ما يفسر اختالف الباحثين في تحديد مفهومه ,فيعتبره البعض القدرة على إنجاز المهام 2أو تحقيق
نتيجة معينة ,أي النظر لألداء من جانب بعدي الكفاءة والفعالية ,ويقصد بالكفاءة مدى تحقيق األهداف
أي العالقة بين النتائج المحققة واألهداف المنتظرة ,أما الفعالية فهي العالقة بين النتائج المحققة والوسائل
المستعملة ,وتجدر اإلشارة إلى أن العديد من الباحثين يعكسون مدلول المصطلحين.3
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
64 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
65 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
.0تحديد مؤشرات قياس األداء :وقد حددت مجموعات هذه المؤشرات لتشمل مجموعات أربعة الرئيسية
تتضمن مؤشرات الفاعلية ،الكفاءة ،االنتاجية وأخي ار مؤشرات قياس مستوى الجودة.
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
66 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
67 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
-0مؤشرات االنتاجية :و تشمل مؤشرات إنتاجية العمل و األجر و المواد الخام و رأس المال.
-0المؤشرات المالية :و تشمل مؤشرات الربحية و عائد االستثمار بإضافة إلى المؤشرات التي تعكس
الوضع المالي.
-0مؤشرات كفاءة اإلدارة :و تشمل مؤشرات تحقيق و تطور المبيعات و الصادرات و كذا كفاءة
اإلدارة.
ج .أسس تحديد مؤشرات قياس األداء المؤسسي
يقترح لتحديد مؤشرات قياس األداء المؤسسي إتباع أسس محددة هي على النحو التالي:
تحليل األداء :ويعتبر أحد األسس التي يحدد على أساسها مقياس الكفاية ويبدأ بربط حجم
العمل المنفذ في كل نشاط بالوقت الذي يستنفذه الموظفون في أداء العمل.
اختيار الطريقة المناسبة لقياس العمل :بمعنى أن مقياس العمل المؤدى يمكن أن يتم في
ضوء عدد الساعات التي تم استنفاذها ،أو في ضوء عدد الوحدات المنتجة الجيدة أو المباعة.
تحديد وحدة األداء التي يتم على أساسها قياس العمل :من األهمية بمكان تحديد وحدة
القياس لهذا األداء حيث يحدد لكل نشاط وحدة قياس.
أمكانية تحديد وحدة قياس نمطية لبعض األنشطة ذات الطبيعة المتشابهة :كاألعمال
1
اإلدارية والمالية المتواجدة في وحدات وأقسام مختلفة.
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
68 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
69 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
لقــد مــرت المؤسســة باالقتصــادية الجزائريــة بم ارحــل عديــدة منــذ االســتقالل إلــى يومنــا هــذا ،متــأثرة
بالسياسات المنتهجة من قبل الدولـة و النظـام االقتصـادي المعتمـد ،و فيمـا يلـي سـنتطرق إلـى أهـم األطـوار
lxxxix
التي مرت بها والتي يمكن تقسيمها إلى مرحلتين أساسيتين محددتين زمانيا كما يلي:
-0مرحلة الريع النفطي :والتي بدأت منذ االستقالل إلى ما قبل ،0911والتي دامت 01سنة.
-0مرحلة استقاللية المؤسسات :والتي امتدت منذ 0911إلى .0991
-0مرحلة اقتصاد السوق (الخصخصة) :من 0991إلى اآلن.
أوال .مرحلة الريع النفطي (:)1354-1314
اعتمدت عملية البناء االقتصادي واالجتماعي في هذه المرحلة على ما يسمى "بـالريع النفطـي" الـذي يعتبـر
الينبوع المتدفق في تغذية وتعويض ميزانيات المؤسسات العمومية ،ويمكن تقسيم هـذه المرحلـة إلـى فتـرتين،
والتي مازالت آثارهما ومعالهما قائمة حتى اآلن:
.0الفترة األولى ( :)1384-114ويمكن تقسيمها إلى:
مرحلة التسيير الـذاتي :التـي أعقبـت االسـتقالل مباشـرة وامتـدت إلـى حـوالي 0900وهـي 0.0
المسيرة ذاتيا" ،وتعتبـر هـذه التجربـة للمؤسسـات االقتصـادية الجزائريـة تكريسـا
ّ مرحلـة "المؤسسة
لتوجهــات سياســية معينــة ،ذلــك أن األســاليب والتقنيــات المعتمــدة لضــمان التنميــة االقتصــادية قــد
سادتها وطغت عليها فكرة األيديولوجية االشتراكية.
مرحلة التسيير البيروقراطي :والتي امتدت حتى سنة ،0901حيث تقلص حجم المشاركة 0.0
العمالية إلى درجة كبيرة ،وتعتبر هذه الفترة فترة هيمنة الدولة علـى القطـاع العـام واالسـتمرار فـي
إضفاء الطابع االشتراكي للمؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري.
كمــا عرفــت هــذه المرحلــة تراكمــات كثي ـرة مــن التجــارب واإلصــالحات المتكــررة فــي خضــم ســيرة
التنمية الوطنية ،بحيث بادرت السلطة السياسية آنذاك إلى فـك االرتبـاط بالفرنـك الفرنسـي ،قصـد
تقليص التبعية اتجاه الخارج ،وبعث قطاع اقتصادي تـابع للدولـة يأخـذ علـى عاتقـه عمليـة البنـاء
االقتصادي واالجتماعي.
وقــد تميــزت هــذه الفتـرة بخصوصــية المبــادرة بمجموعــة مــن التأمينــات للشــركات األجنبيــة العاملــة
بــالجزائر آنــذاك ،والتــي كانــت فرنســية فــي معظمهــا وباعتبــار أن ســنة 0900نقطــة االنطــالق
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
70 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
واألس ــاس ،حي ــث تم ــت ص ــياغة األه ــداف المتوخ ــاة م ــن البن ــاء االقتص ــادي االجتم ــاعي ض ــمن
استراتيجية تنموية تهدف بالدرجة األولى إلى:
العمل على استغالل الثروات الوطنية التي تزخر بها البالد.
قطع دابر التبعية االقتصادية من خالل بعث قطاع صناعي قـوي يأخـذ علـى كاهلـه إنتـاج
الصناعات المختلفة.
بعث تكامل منسجم بين القطاعـات المش ّـكلة لالقتصـاد الـوطني ،ال سـيما فيمـا بـين القطـاع
الصناعي والزراعي.
نتائج الفترة األولى ( :)1384-1314ممـا اسـتنتاجه فـي هـذه الفتـرة األولـى هـو صـياغة 0.0
األهداف العامة السـتراتيجية التنميـة الوطنيـة ،وتـوفير األرضـية الصـلبة لقيامهـا فـي الواقـع وذلـك
من خالل ما يلي:
التوســع فــي عمليــات التــأميم لالحتكــارات األجنبيــة وخاصــة فــي المجــال الصــناعي باعتبــاره
"المتعامل الرئيسي لعملية التصنيع المستهدفة آنذاك".
بعث مؤسسات وطنية بديلة عن هذه االحتكارات ،تضطلع بعمليات البناء والتشييد لمواكبة
مخططات التنمية الوطنية عن كثب.
اعتبــار المؤسســات الوطنيــة العموميــة الركيـ ـزة األساســية للتنميــة االقتصــادية واالجتماعي ــة
وفرض نفسها ،ال سيما تبنيها نموذج منفرد للتنمية المستقلة.
التركيز علـى إظهـار المؤسسـة الوطنيـة العموميـة إلـى حيـز الوجـود باعتبارهـا هـدفا فـي حـد
ذاته.
االعتم ــاد عل ــى األس ــلوب التقلي ــدي ف ــي تنظ ــيم وتس ــيير المؤسس ــة ،وذل ــك العتب ــارات قل ــة
اإلطــارات الكفــؤة والمؤهلــة ،وانعــدام التجربــة الكافيــة لهــا ،والوضــعية السياســية واالقتصــادية
واالجتماعية السائدة آنذاك...الخ.
.4الفترة الثانية ( :)1354-1381وهي فترة أسلوب "التسيير االشتراكي للمؤسسـات" ،وتعتبـر فتـرة
االنتقــال مــن شــكل المؤسســة العامــة أو المشــروع العــام إلــى شــكل المؤسســة االشــتراكية ،وكــان هــذا
بتــأثير عوامــل عــدة أهمهــا اعتبــار تجربــة "التســيير الــذاتي" بكــل ايجابياتهــا وســلبياتها باعثــا عل ــى
ضرورة إيجاد صيغة لتجسيد المشاركة الفعالة في التسيير ،وكذلك تحـول تسـيير المؤسسـة الوطنيـة
العمومية من األسلوب التقليدي إلى أسلوب جديد يتخذ من العاملين عناصر نشطة تضطلع بمهام
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
71 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
التسيير والرقابة من خـالل مسـاهماتهم الفعليـة فـي ذلـك ،إضـافة إلـى تجسـيد المشـاركة العماليـة فـي
تسيير المؤسسة الوطنية العمومية ،وفقا لميثـاق التسـيير االشـتراكي للمؤسسـات مـن خـالل المجلـس
المنتخــب الــذي يســهر علــى حســن تســيير المؤسســة ،وعلــى زيــادة اإلنتــاج وعلــى التحســين المســتمر
للجودة وعلى القضاء على التبذير ،ومراعاة النظام في العمل وتحقيق أهداف المخطط.
وعليه فالمشاركة العمالية في الجزائر هي نتيجة مباشرة للتسـيير االشـتراكي للمؤسسـات الـذي يـنظم
وظيفتين رئيسيتين لمصلحة هؤالء العاملين والتي تتمثل في:
المساهمة في اتخاذ القرار
الرقابة على سير المؤسسة.
ولقد عرفت هذه الفترة عوائق عديدة يمكن الوقوف عليها على مستويين:
.1على مستوى المحيط الداخلي للمؤسسة:
تعدد مراكز اتخاذ القرار :إن األسـباب التـي أدت إلـى الثنائيـة فـي التسـيير وتعدديـة م اركـز
الق ـرار والقيــادة (الشــيء الــذي أدى إلــى ظهــور تــوترات أخــرى بحســب ســير المؤسســات)
ترجع أساسا إلى:
-جهل العامل ألسس وميادين التسيير وقلة ثقافته ونقص تكوينه التقني والسياسي.
-بروز نوع من العالقة التنافرية بين المسيرين وممثلي العمال.
-ت ــأثر المس ــؤولين المس ــيرين بنم ــاذج التس ــيير المس ــتوردة ،وس ــعيهم لتطبيقه ــا دون األخ ــذ
بعين االعتبار حقائق وخصوصيات االقتصاد الوطني وطبيعة المحيط السائد الذي وّلد
نوعاً من الثنائية على مستوى تنظيم المؤسسة الوطنية العمومية وتسييرها.
تعــــدد المهــــام والوظــــائف :تع ــدد المه ــام الثانوي ــة وتبعث ــر مجه ــودات المؤسس ــة الوطني ــة
العموميـ ــة صـ ــوب اهتمامـ ــات أخـ ــرى ذات طـ ــابع اجتمـ ــاعي ،إذ حظيـ ــت مشـ ــاكل الصـ ــحة
والس ــكن والنق ــل والرياض ــة والترفي ــه ،ودور أطف ــال الع ــاملين باهتمام ــات وانش ــغاالت بالغ ــة
أثــرت بشــكل أو بــآخر علــى ســير العمــل اإلنتــاجي للمؤسســة ومواردهــا الماليــة ،وانعكســت
آثار ذلك على اإلنتاج واإلنتاجية وبالتالي على أداء المؤسسة وفعاليتها.
ضخامة حجم المؤسسة :إن اضطالع المؤسسة العمومية بعـدد كثيـر مـن المهـام الثانويـة
والتقليدي ــة م ــن تم ــوين وتوزي ــع وإنت ــاج ،أف ــرز تض ــخما ف ــي جهازه ــا اإلداري وف ــي هيكله ــا
ـعبا
ووســائلها ،ممــا ســبب تبــذي ار فــي الجهــود ،تك ـرار العمــل ،تــداخل فــي المســؤوليات ،وتشـ ً
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
72 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
طا لوحداتها ووظائفها ..وأدى ذلك إلى صعوبة التحكم في تسييرها ،وعدم القـدرة علـى
مفر ً
ضــبط تكاليفهــا ،واخــتالل وقصــور نظــام المعلومــات بــداخلها ومركزيــة القـرار فيهــا؛ الشــيء
الذي أدى إلى تحقيق خسائر كبيرة في نهاية العملية اإلنتاجية لمعظم المؤسسات.
نقــص تــأطير الكفــاءات وتهمــيش اإلطــارات :نقــص التــأطير وعــدم االســتيعاب للمهــارات
وعــدم الــتحكم فــي ســير العمــل اإلنتــاجي بالصــورة المطلوبــة ،والتهمــيش العمــدي لإلطــارات
الوطنية من طرف الشركات المتعددة الجنسيات المنفذة لمشـاريع التنميـة الوطنيـة فـي هـذه
الفترة ،وهذا رغم المساعدات الفنية الكتساب المهارات والتجربة من الخبرات األجنبية ممـا
حال دون االندماج الفعلي لإلطارات ال سيما في المجال التطبيقي لكي يتمكنـوا مـن إبـراز
قدراتهم وكفاءاتهم وفق اختصاصاتهم وميوالتهم الذهنية والمعرفية.
التضخم المفـرط للعمالـة (البطالـة المقنعـة) :إن تكـدس العمالـة وعـدم احتـرام حجمهـا مـن
ط ــرف مؤسس ــة إنتاجي ــة وال س ــيما منه ــا الص ــناعية ،حي ــث وص ــلت أكث ــر م ــن %01م ــن
الحجـ ــم الكلـ ــي للعمالـ ــة فـ ــي بعـ ــض الحـ ــاالت ،ارجـ ــع إلـ ــى انعـ ــدام الد ارسـ ــات االقتصـ ــادية
المرجعية وجهل المسؤولين ألدوات التسيير وسوء التخطيط لالحتياجات الدورية وتوظيف
مناصب العمل بحيث ظلت المؤسسة الوطنيـة العموميـة موقعـاً خصـباً السـتقطاب األيـدي
العاملة بسبب طغيان النزعة الفردية في التسيير من طرف بعض المديرين (توظيف غير
مناسب باستخدام المحسوبية ،الرشوة والالكفاءة).
.0على مستوى المحيط الخارجي للمؤسسـة :مـن أهـم نقـائص المؤسسـة الوطنيـة العموميـة التـي
جاءته ــا م ــن محيطه ــا الخ ــارجي خ ــالل ه ــذه الفتـ ـرة ،ه ــي مجموع ــة م ــن اإلجـ ـراءات والقـ ـوانين
المنظمـ ــة للعالقـ ــات المتولـ ــدة بـ ــين المؤسسـ ــة وجهـ ــات متعـ ــددة أسـ ــندت إليهـ ــا مه ـ ـام الوصـ ــاية
واالش ـراف والرقابــة والوســاطة فــي بعــض األمــور ،كمــا عرفــت هــذه الفت ـرة بالمركزيــة المفرطــة
للعالقــات ،التــي كبلــت المؤسســة العموميــة وأعاقتهــا عــن أيــة مبــادرة للنهــوض بهــذا النشــاط أو
تطويره ومن بين هذه اإلجراءات ما يلي:
تــدخل الجهــة الوصــية فــي كــل صــغيرة وكبي ـرة داخــل المؤسســة ممــا أدى بالمش ـرفين
اإلداري ــين إلـ ــى اعتمـ ــاد سياسـ ــة المراوغـــة واخف ــاء الحق ــائق عن ــد إع ــداد تقـ ــارير األداء
الموجهــة إليهــا؛ كمــا أن اإلطــارات البش ـرية الموكــل إليهــا مهمــة تحليــل ومتابعــة هــذه
التقارير على مسـتوى الجهـة الوصـية ليسـوا فـي أغلـب األحيـان مـن ذوي االختصـاص
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
73 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
التقني أو االقتصادي الـذي يـؤهلهم لإللمـام بمحتويـات تلـك التقـارير ومواكبـة المشـاكل
المستجدة على مستوى مواقع التنفيذ.
إعادة تقنين الدور المنوط بالمؤسسة وفق منظور جديد يأخذ على عاتقه ما يلي:
-التكليــف الحقيقــي باالحتياجــات االجتماعيــة ،قصــد تــدارك الــنقص المســجل فيهــا تحســين ظــروف
المعيشة في ظل التحديات القائمة.
-الرفع من مستوى الكفاءات اإلنتاجية لالستفادة من الطاقات المتاحة.
-توجيــه النظــام اإلنت ــاجي الــوطني نحــو االس ــتخدام األمثــل واألفضــل عب ــر تحســين ظ ــروف األداء
والتكفل بضمان االنسجام والتكامل والتأمين لقنوات هذا النظام.
-اعتمــاد إطــار تنظيمــي يرمــي بالدرجــة األولــى إلــى رفــع القيــود واكتســاح الع ـوارض والمعوقــات مــن
خ ــالل إنه ــاء الوص ــاية البيروقراطي ــة ذات المش ــارب المتع ــددة والس ــعي لت ــوفير المح ــيط المناس ــب
والكفيل بتجسيد الغايات السابقة الذكر ،آخذا في الحسبان واقع التجربة المتحققة.
ثانيا .مرحلة استقاللية المؤسسات ()1334 -1354
كانت المؤسسة العمومية بحكم التجربة المتحققة مستهدفة آنذاك لعملية إصالح شامل تأخذ على عاتقها
الفعالية والكفاءة ،أو المهارة التي يمكن تحقيقها نتيجة حرية العمل وحرية أخذ القرار لالرتقاء بمستوى أداء
المؤسسة ،وتحفيزها على النشاط الموكل إليها مستوى األهداف المرجوة في هذه المرحلة ،وهذا ما أكده
الميثاق الوطني لسنة 0910على صنع المزيد من االستقاللية االقتصادية قصد تحسين فعاليتها سواء
على مستوى نموها الخاص أو على مستوى مساهمتها في التنمية االقتصادية واالجتماعية والشاملة،
خاصة عن طريق احترام معايير اإلنتاج واإلنتاجية ،وعن طريق تحكم أفضل في قواعد التسيير ،ومما
تجدر اإلشارة إليه أنه سبق عملية "استقاللية المؤسسات" إجراءان أساسيان في عام 0911تمثال فيما
يلي:
.1إعادة الهيكلة العضوية :وكان الغرض منه تحويل مؤسسات القطاع العام إلى مؤسسات صغيرة
الحجم وأكثر تخصصا وكفاءة؛ ولقد كان تعداد المؤسسات الوطنية آنذاك 10مؤسسة ،وتعداد
المؤسسات الجهوية والمحلية 000مؤسسة ،وكان العمل المستهدف هو تفتيت األولى إلى 000
مؤسسة والثانية إلى 001مؤسسة؛ وقد أسهمت هذه اإلجراءات في زيادة إجمالي الناتج الوطني؛
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
74 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
ويتوقع أن ترتفع زيادة إنتاجية القطاع العام ارتفاعا ملحوظا بعد التطبيق الكامل الستقاللية
المؤسسات وتزداد بذلك الطاقة اإلنتاجية للمؤسسات العامة بنسب كبيرة.
.4إعادة الهيكلة المالية :وتعتبر بمثابة إعادة توزيع جغرافي لمراكز اتخاذ القرار وتتويج العادة
الهيكلة العضوية وكان الغرض منها إعادة هيكلة ديون المؤسسة بإعادة تنظيم سجالت استحقاقات
الفائدة ورأس المال وتصفية الذمم بين المؤسسات؛ كما ويهدف هذا اإلصالح (استقاللية
المؤسسات) إلى ما يلي:
إعادة تنظيم المؤسسات الوطنية والعمومية وتجنيبها التشوهات والنقائص واالنحرافات التي
واكبت المرحلة السابقة.
إعادة ترتيب أولويات المهام المنوطة بالمؤسسة في إطار هذا التوجه الجديد الذي يستمد
أبعاده من شعار "من أجل حياة أفضل" ،كما ويرتكز هذا اإلصالح على مبادئ نوجزها فيما
يلي:
-استغالل الطاقات البشرية :يعتبر العنصر البشري بالغ األهمية للمؤسسة لذلك انصب
السعي على النظر في توزيع واستغالل هذه الطاقات البشرية على مستوى الوحدات
والفروع اإلنتاجية عوضا أن تتمركز في مقراتها الرئيسية وتهمش عن اختصاصها
ومنصب عملها الفعلي.
-كفاءة التسيير :لتحقيق أهداف المؤسسة وبلوغ غاياتها المخططة ،وذلك برد االعتبار
إلى المعايير والمؤشرات االقتصادية الكفيلة بتمكين المؤسسة من قياس مدى فعاليتها
وكفاءتها.
-الالمركزية في التصرف :وذلك بالنظر في أسلوب الالمركزية المفرطة للموارد المالية
سواء الداخلية منها أو الخارجية ،وبعث ميكانيزمات جديدة لتمكين المؤسسة من
التصرف في مواردها المتاحة بسهولة وبحكمة ،وإلغاء تمركز اإلطارات والكفاءات
البشرية بالمقرات الرئيسية.
-تفادي سلبيات المرحلة السابقة :وذلك من خالل إعادة النظر في المواضيع الشائكة
التالية:
.0تعدد المهام وكثرة الوظائف الملحقة بالمهام الرئيسية للمؤسسة.
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
75 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
المشكلة للمؤسسة
ّ .0كبر الحجم من خالل إعادة تقسيم العمل إلى مجموعة الوحدات
الواحدة.
.0استيعاب التكنولوجيا وذلك بإرساء هياكل تكوين وتدريب كفيلة بذلك.
.0التوزيع الجغرافي والقطاعي للمشاريع ،واالعتماد على الخارطة االقتصادية للوطن
والتنويع في المشاريع الجهوية وتوزيع الكفاءات البشرية عبر أرجاء البالد.
لم تحقق عملية إعادة هيكلة المؤسسات االقتصادية العمومية التي تمت في المرحلة السابقة األهداف
المنتظرة منها ،و أمام الوضعية الصعبة التي مر بها االقتصاد الوطني خالل الثمانينيات ،أين شهدت
أسعار البترول انخفاضا كبيرا ،الشيء الذي جعل الدولة في وضع مالي حرج ،و للخروج من هذه
الوضعية الصعبة جاءت اإلصالحات االقتصادية التي ترافقت مع اإلصالحات الجذرية في المجال
السياسي ،و التي انبثقت عن الدستور الجديد لسنة 0919الذي كرس التعددية السياسية و حرية التعبير،
و قد تمثلت اإلصالحات االقتصادية الجديدة في إعطاء االستقاللية للمؤسسات العمومية ،حيث تغير
و أصبحت شركات مساهمة أو شركات محدودية المسؤولية تعود ملكية كل أسهمها أو شكلها القانوني
حصصها للدولة ،و بهذا أصبحت هذه المؤسسات ذات شخصية معنوية لها رأسمال وتتمتع باالستقاللية
xc
وبالتالي تم الفصل بشكل واضح بين حق الملكية من جهة ،و المالية ،و تسير طبقا لمبدأ الربحية،
اإلدارة و التسيير من جهة أخرى ،فالدولة مالكة رأس المال هذه المؤسسات لكن ال تسيرها.
لكن رغم هذه االستقاللية التي منحت للمؤسسات العمومية إال أنها لم تستطيع الخروج من وضعية
العجز و سوء التسيير التي ميزتها تراكمـات ضعف ضبـط تنظيم و تسيير المراحل السابقة ،مما زاد في
تأزم االقتصاد الوطني وزاد من ثقل العبء المالي للدولة ،خاصة أمام الضائقة المالية التي عرفتها البالد
خالل هذه المرحلة جراء انخفاض أسعار البترول ،و ارتفاع حجم المديونية و خدمتها ،مما تسبب في
ارتفاع التضخم إلى أكثر من ( )%01و ارتفاع نسبة البطالة التي تجاوزت ( )%00و كذا اختالل في
ميزانية الدولة الناتج عن عجز مؤسسات القطاع العام التي أصبحت تمتص 0/0من إرادات
الصادرات xci،و هذا كله ادخل االقتصاد في حالة ركود شامل.
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
76 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
وأمام هذه الوضعية الصعبة قامت الدولة بإعادة الهيكلة االقتصادية والصناعية للمؤسسات العمومية،
xcii
وذلك وفق ركيزتين أساسيتين:
* إعادة الهيكلة للمؤسسات االقتصادية :وهي تخص المؤسسات االستراتيجية و التي ترغب الدولة في
االستغناء عنها ،و ذلك من خالل إتباع برنامج تعديل هيكلي وفق خطة متوسطة األجل ،عن طريق عقد
نجاعة بين الجهات المعنية (البنوك ،الو ازرة الوصية )..والهدف من هذه العملية هو الوصول بهذه
المؤسسات لتحقيق فعالية وكفاءة تمكنانها من دخول اقتصاد السوق بكل ثقة.
* عملية الخوصصة :وتمس المؤسسات غير االستراتيجية التي ترغب الدولة في التنازل عنها للخواص،
ويمكن التمييز بين طريقتين للخوصصة هما:
أ-الطريقة األولى :وهي الخوصصة التي ال تمس ملكية المؤسسة ،بل تقتصر على تنازل الدولة في
تسيير هذه المؤسسة للقطاع الخاص ،وذلك عن طريق تأجيرها أو إبرام عقد تسيير معه أو طلب مساعدته
في التسيير.
ب-الطريقة الثانية :وهي الخوصصة التي تمس ملكية الدولة للمؤسسة ،وذلك من خالل التحويل الجزئي
أو الكلي لهذه الملكية للقطاع الخاص بواسطة عدة تقنيات منها :دخول العمال كشركاء في رأس مال
المؤسسة العمومية أو بيع أصولها وتصفيتها.
من مجموع ولعل أكبر قطاع مسته عملية الخوصصة هو قطاع الصناعة بنسبة % 00
المؤسسات ،يليه قطاع البناء واألشغال العمومية بنسبة % 01من المؤسسات وقد بلغ عدد العمال
xciii
المسرحين من عملهم إلى غاية 0991حوالي 000ألف عامل.
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
77 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
وإلى غاية 0119مازالت هناك مجموعة كبيرة من المؤسسات العمومية لم يفصل في أمرها
وتنتظر مصيرها إما الغلق أو الخوصصة ،وهذا نتيجة عدم وجود عروض مقبولة لشراء هذه المؤسسات
من قبل الخواص أو بسبب معارضة العمال لعملية الخوصصة.
وخالل هذه المرحلة بدأ يبرز دور القطاع الخاص في االقتصاد الوطني شيئا فشيئا وذلك من
خالل شراء المؤسسات العمومية المخوصصة ،ومن خالل إنشاء مؤسسات جديدة خاصة بعد إنشاء
الوكالة الوطنية لالستثمار الخاص سنة 0990والقيام بإجراءات تحفيزية على االستثمار كمنح األراضي
بأسعار رمزية والتخفيف من الضرائب وتقديم القروض البنكية وغيرها.
ولقد تدعمت مكانة القطاع الخاص في االقتصاد الوطني بصورة واضحة خاصة قطاع المؤسسات
الصغيرة والمتوسطة ،من خالل سياسة اإلصالح االقتصادي التي شرعت فيها الجزائر منذ مطلع
التسعينات ،حيث أولت الدولة أهمية بالغة لترقية ودعم القطاع ألخذ مكانته في إنجاح عملية اإلنعاش
االقتصادي ،وإعادة الديناميكية للقطاع الصناعي الذي كان شبه معطل باعتباره من أهم القطاعات القادرة
على خلق االستثمارات ،وتوفير مناصب شغل جديدة ،إضافة إلى مساهمته الفعالة في إعادة تنشيط
المحيط االقتصادي وتحقيق التنمية.
أما فيما يخص التشغيل ،فإن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تساهم مساهمة فعالة في خلق
مناصب عمل جديدة ،فقد بلغت نسبة مساهمتها في التشغيل %01سنة 0990وهي نسبة جد معتبرة لم
xciv
تستطع قطاعات هامة تحقيقها.
ولقد واصل القطاع الخاص تطوره في مجال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مع بداية األلفية
الثالثة مقارنة مع القطاع العمومي ،وهذا سواء من حيث عدد المؤسسات التي أنشأها أم من حيث عدد
المناصب التي وفـرهـا في إطـار ما يسمى بالتدعيم للشبـاب وتشغيله.
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
78 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
قائمة المراجع:
-iبوخناف هشام ،وظيفة العالقات العامة وانعكاساتها على أداء المؤسسة العمومية الجزائرية ،مذكرة نيل ماجستير في علم االجتماع ،جامعة
عنابة ،0200-0202 ،ص.02
-iiأحمد يوسف دودين ،إدارة األعمال الحديثة (وظائف المنظمة) ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،األردن ،0200 ،ص.02
-iiiنعمة الخفاجي ،طاهر الغالبي ،نظرية المنظمة-مدخل التصميم ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،األردن ،0222 ،ص.01
-ivعمر صخري ،اقتصاد المؤسسة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،ط ،0991 ،4ص.01
-vفالح الزعبي ،أحمد دودين ،األسس واألصول العلمية في إدارة األعمال ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،األردن ،0202 ،ص ص -00
01
-viفؤاد البكري ،العالقات العامة وتغيير ثقافة المنظمات ،دار عالم الكتب ،القاهرة ،0204 ،ص.22
-viiمحمد أكرم العدلوني ،العمل المؤسسي ،االبداع الخليجي ،الكويت ،ط ،0220 ،0ص.01
-viiiفالح الزعبي ،أحمد دودين ،مرجع سابق ،ص.11
-ixفالح الزعبي ،أحمد دودين ،مرجع سابق ،ص ،12بتصرف.
-xعبد اللطيف مصطفى ،عبد القادر مراد ،أثر استراتيجية البحث والتطوير على ربحية المؤسسة ،مجلة أداء المؤسسات الجزائرية ،العدد ،24
ديسمبر ،0201ص02؛ بتصرف.
-xiفالح الزعبي ،أحمد دودين ،مرجع سابق ،ص.12
xiiماهر ،اإلدارة – المبادئ و المهارات – الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،0224،ص .00
xiiiأحمد القطامين ،التخطيط اإلستراتيجي واإلدارة اإلستراتجية ،در مجدالوي للنشر والتوزيع ،عمان ،0991ص .11
xivجالل إبراهيم العبد،إدارة األعمال،دار الجامعة الجديدة ،االسكندرية ،0110،ص00
xvعبد الرزاق بن حبيب ،االقتصاد وتسيير المؤسسة ،ديوان المطبوعات الجامعية ، 0111 ،ص .000
-xviعمر وصفي عقيلي :الوجيز في مبادئ وأصول اإلدارة ،المطبعة الوطنية ،0991 ،ص .01-00
-0خليل محمد حسن الشماع :مبادئ اإلدارة مع التركيز على إدارة األعمال ،دار المسير للنشر والتوزيع ،األردن ،0999 ،ص .01 – 01
- 1عمر وصفي عقيلي ،مرجع سابق ،ص .04
- 2عمر وصفي عقيلي ،المرجع السابق ،ص .04
- xviiحسين حريم :إدارة المنظمات منظور كلي ،دار الحامد للنشر والتوزيع ،األردن ،0221 ،ص .02
- xviiiثابت عبد الرحمن إدريس :إدارة األعمال نظريات ونماذج وتطبيقات ،الدار الجامعية ،مصر ،0222 ،ص .21
- xixثابت عبد الرحمن إدريس ،المرجع السابق ،ص .29
- xxمحمد الصيرفي :أصول التنظيم واإلدارة للمدير المبدع "النظريات واألنماط اإلدارية" ،الجزء األول ،مؤسسة حورس الدولية
للطباعة،مصر ،0220 ،ص .022
- xxiثابت عبد الرحمن إدريس ،مرجع سابق ،ص .90
- xxiiثابت عبد الرحمن إدريس ،المرجع السابق ،ص .90
- xxiiiمحمد الصيرفي ،مرجع سابق ،ص .022
- xxivحسين حريم ،مرجع سابق ،ص .00
- xxvثابت عبد الرحمن إدريس ،مرجع سابق ،ص .022
- xxviحسين حريم ،مرجع سابق ،ص .04 - 01
- xxviiمحمد الصيرفي ،مرجع سابق ،ص .002
- xxviiiمحمد الصيرفي ،مرجع سابق ،ص .002
- xxixمحمد الصيرفي ،مرجع سابق ،ص .001 - 002
- xxxثابت عبد الرحمن إدريس ،مرجع سابق ص .020 – 020
- xxxiمحمد الصيرفي ،مرجع سابق ،ص .002
- xxxiiثابت عبد الرحمن إدريس ،مرجع سابق ص .90
- xxxiiiمحمد الصيرفي ،مرجع سابق ،ص .002
- xxxivمحمد الصيرفي ،مرجع سابق ،ص .002
- xxxvثابت عبد الرحمن إدريس ،مرجع سابق ص .91
.- xxxviمحمد الصيرفي ،مرجع سابق ،ص .002
.- xxxviiثابت عبد الرحمن إدريس ،مرجع سابق ص .91
.- xxxviiiمحمد الصيرفي ،مرجع سابق ،ص .002
- xxxixثابت عبد الرحمن إدريس ،مرجع سابق ص .91
- xlحسين حريم ،مرجع سابق ،ص .02
- xliحسين حريم ،المرجع السابق ،ص .02
- xliiثابت عبد الرحمن إدريس ،مرجع سابق ص .021
- xliiiحسين حريم ،مرجع سابق ،ص .02
- xlivمحمد الصيرفي ،مرجع سابق ،ص .010
- xlvحسين حريم ،مرجع سابق ،ص 02
- xlviثابت عبد الرحمن إدريس ،مرجع سابق ص .029 – 022
- xlviiحسين حريم ،مرجع سابق ،ص .02
- xlviiiثابت عبد الرحمن إدريس ،مرجع سابق ص .002
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
79 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD
80 الدكتورة فاتن باشا محاضرات مقياس تسيير المؤسسة
ميدان العلوم اإلنسانية واالجتماعية-شعبة علم النفس لطلبة السنة الثالثة علم النفس العمل والتنظيم للنظام التعليمي LMD