Professional Documents
Culture Documents
رسول مطبوعة
رسول مطبوعة
جامعة البويرة
كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير
قسم العلوم االقتصادية
محاضرات في االقتصاد
النقدي وأسواق رأس المال
إعداد الدكتور :رسول حميد
فهرس المحتويات1...........................................................
تقديم 4.....................................................................
1.1المقايضة5.............................................................
1.1.1مفهوم نظام المقايضة5...............................................
2.1.1صعوبات المقايضة6..................................................
2.1النقود السلعية7.........................................................
_4.1وظائف النقود…………………………………………………11
.2النظريات النقدية14……………………….……………….:
1.2النظرية النقدية الكالسيكية14……………………………….
1.1.2التطور التاريخي األفكار النقدية14……………………………..:
1
2.1.2أسس وافتراضات النظريةالنقديةالكالسيكية14……………………….:
.3.1.2صيغ النظرية الكالسيكية16………………………..……………..
1.2.3األهداف النهائية36……………………………………………………:
2.2.3األهداف الوسطية…………………………………………………….37
3.2.3األهداف األولية41……………………………………………………..:
3.3أدوات السياسة النقدية 42………………………………………………..
: 1.3.3األدوات المباشرة42…………………………………………………:
:2.3.3األدوات غير المباشرة44……………………………………………….
2
4.3قنوات انتقال آثار السياسة النقدية47……………………………………..
5.3عوامل نجاح السياسة النقدية49…………………………………………:
6.3السياسة النقدية وعالج الضخم50……………………………………….
.4المؤسسات المالية………………………………………………………58
5.6وظائف البورصة91……………………………………………..:
قائمة المراجع96..............................................................
3
تمهيــــــــد
جاءت هذه المطبوعة المعنونة بمحاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق رأس المال وهو مقياس
خاص بالسنة الثانية شعبة العلوم االقتصادية ،وقد راعينا مسار الطلبة في مشوارهم على مستوى الليسانس
لذلك كان تركيزنا منصب على جانب االقتصاد النقدي نظ ار لوجود مقياس األسواق المالية و في السنة
الثالثة تخصص اقتصاد نقدي وبنكي ،وعموما تطرقنا إلى كل ما يحتاجه الطالب في هذا المستوى في
المجال النقدي والمالي.
شملت المطبوعة ستة محاور رئيسية .فالمحور األول تناولن فيه التطور التاريخي للنقود وكذا أنواعها
ووظائفها ،أما المحور الثاني نظريات فتطرقنا فيه إلى النظريات النقدية بالتفصيل والمحور الثالث تناولنا
فيه السياسة النقدية بمفهومها وهدافها وأدواتها وعوامل نجاحها ،أما المحور الرابع فتطرقنا فيه الى
المؤسسات المالية والنقدية تم خصصنا المحورين الخامس والسادس لألسواق النقدية وأسواق ِ
رؤوس
األموال وأدواتها وآليات عملها.
4
. 1نشأة النقود وتطورها
مرت النقود في تطورها عبر التاريخ بمراحل عديدة ،فقد بدأت بمرحلة اقتصاد المقايضة
الذي انتشر في المجتمعات البدائية ثم مرحلة االقتصاد النقدي الذي شهد حي استخدام النقود
المعدنية والورقية ،إلى أن وصل إلى مرحلة استخدام النقود االئتمانية.
1.1المقايضة
مرت عملية التبادل بالعديد من المراحل ،فبدأت بمرحلة المقايضة ،إال أن هذا النظام تعرض
لعدة صعوبات واجهته،وهو يؤدي عملية التبادل األمر الذي أدى إلى التخلي عنه.
_1أحمد فريد مصطفى ،وآخرون االفتصاد النقدي والمصرفئ بين النظرية والتطبيق ،مؤسسة شباب الجامعة
اإلسكندري،2000،ص04
_2ضياء مجدي الموسوي االقتصاد النقدي ،مؤسسة شباب الجامعة ،اإلسكندرية ،2000،ص 14
5
وبفعل تطور العالقات التجارية لألفراد واتساع نطاقها أدى إلى ظهور االسواق بالمعنى
الضيق ،وهذا بدوره ساهم في زيادة المتعاملين في هذه األسواق وكانت السمة الغالبة على
التعامل هي المقايضة والمبادلة المباشرة التي أصبحت تعيق عملية وحجم المبادالت ،االمر
الذي أدى إلى ظهور العديد من الصعوبات.
2.1.1صعوبات المقايضة
إن تنوع الحاجات واتساع عمليات المبادلة بين األفراد لتشمل أنواعا عديدة من السلع و
الخدمات ،طرح مشكلين أساسين و هما :صعوبة توافق رغبات األفراد من جهة ،و صعوبة
تقييم المبادلة من جهة أخرى.
°صعوبة توافق رغبات األفراد :
لتحقيق المبادلة على أساس المقايضة ال بد من ضرورة توافق الرغبة لدى الطرفين في
الحصول على السلع المقدمة من الطرف األخر ،و هذا ممكن عندما يكون السوق مكونا
من عدد قليل من األطراف والسلع ،غير أنه كلما كثر عدد األفراد و السلع يصبح توافق
الرغبات صعبا جدا ( .مثال :الفالح الذي يريد الحصول على المثلجات ،عليه الذهاب إلى
بائعها ليرى إن كان هذا األخير بحاجة لخدمات النجارة حتى يحصل مقابلها على المثلجات،
و لكن إذا كان بائع المثلجات غير راغب في سلعة الفالح فكيف يلبي رغبته في استهالك
المثلجات.
°صعوبة تقييم المبادلة:
إذا افترضنا أن المشكل األول قد حل أي أن هناك طرفين يريدان إجراء المبادلة المباشرة،
فالمشكل اآلن هو المقياس الذي على أساسه تتم عملية التبادل أو ما هو معدل مبادلة كل
سلعة بأخرى؟ خاصة عندما تكون المبادلة
بين سلع مجزئة ( القمح مثال ) و سلع غير قابلة للتجزئة ( المواشي ).
6
2.1النقود السلعية
نتيجة للصعوبات التي ميزت نظام المقايضة ،فقد ظهر تبعا لذلك نظام النقود السلعية
الذي تقوم على مبدأاختيار سلعة معنية تحظى بقبول عام ( كالملح ،البن الماشية،
اإلبل ) ........في المجتمع واستخدامها كنقد لتسوية المبادالت .
إن استعمال النقود السلعية يؤدى إلى انقسام عملية المقايضة الواحدة ( أو المباشرة ) إلى
عمليتين منفصلتين (مقايضة غير مباشرة ) مما يؤدى إلى تسهيل عمليات التبادل بين األفراد
.و االنتقال من االقتصاد التبادلي إلى االقتصاد التقدي .حيث أن السلعة التي تم اعتبارها
كنقد توصف بأنها حاملة حق الخيار أي أن هذه السلعة تمنح لحاملها خيار مبادلتها بأي
سلعة أخوى ألنها تتمتع بخصائص النقد ٠
كنتيجة يمكن القول أنة في اقتصاد النقد السلعي تنخفض نسب التبادل مقارنة باقتصاد
المقايضة .رغم أن نظام النقد السلعي قد أزال بعض الصعوبات التي عرفها نظام المقايضة
إال أنه لم يخل من بعض الصعوبات األخرىكعدم قابلية بعض النقود السلعية للتجزئة (
كالبقر في بعض المجتمعات ) مثال :كيف يمكن مبادلة جزء من القمح
بجزء من البقر؟نظ ار لصعوبة ثقلها أو حملها لألسواق البعيدة قد يعرضها للتلف و السرقة ،و
صعوبة تخزينها ،كما أن بعضها مدة حياته محدودة ،و تبعا لذلك فقد ظهرت النقود المعدنية
كبديل لنظام النقد السلعي.
3.1النقود المعدنية
رأينا فيما سبق كيف تدرجت البشرية في اكتشاف خصائص النقود واستعمالها في المبادالت،
فمن مرحلة المقايضة إلى مرحلة النقود السلعية إلى مرحلة النقود المعدنية ،فالمعادن وخاصة
النفيسة منها هي التي تتوفر فيها قبل غيرها تلك الشروط التي نجعلها تقبل في التداول قبوال
عاما.
7
1.3.1مجاالت استخدام النقود المعدنية في التداول:
°نقود معدنية رئيسية أو كاملة :تصنع عادة من الذهب أو الفضة وتكون قيمتها
االسمية كعملة مساوية لقيمتها الحقيقية كمعدن ،وتكون لها قوة إبراء مطلقة أي تستعمل في
الوفاء بالدين دون حدود.
°نقود معدنية مكملة أو مساعدة :تكون قيمتها االسمية كنقد أكبر من قيمتها الحقيقية
كمعدن وتصنع عادة من البرونز.
يأخذ استخدام النقود المعنية في التداول صو ار عديدة ،فقد يقتصر على سك النقود من معدن
نفيس واحد ،الذهب أو الفضة ،ويكون للقطع المصنوعة منها قوة إبراء مطلقة ،ونقرر حرية
السك لألفراد أو ال نقرر حسب األحوال ،ويكون ببولها في التداول اختياريا أو إجباريا.
يوجد إلى جانب هذه القطع الرئيسة قطع من معادن أخرى تكون صغيرة القيمة وال يكون لها
إال قوة إبراء محدودة ن كما قد تسك القطع النقدية من المعدنين معا ويتداوالن جنبا إلى جنبا
وتكون لهما قوة إبراء مطلقة وتتحدد نسبة إحداهما إلى األخرى.
إن في تداول النقود المعدنية قد تكون القيمة االسمية للعملة ،أي القيمة القانونية التي تحددها
الدولة مساوية لقيمتها الحقيقية وهنا تتعادل القيمتان ويقال أن العملة جيدة ،أماإذا كانت القيمة
القانونية للعملة أكبر من قيمتها الحقيقة فإنه يطلق على هذه العملة بالعملة الرديئة .واذا ما
أحتوى تداول النقود المعدنية على قطع نقدية مختلفة ،إما من نفس المعدن أو من معدنيين
مختلفين أحدهما أثمن من األخر كان هذا النوع من تداول النقود مجاال لعمل قانون "جريشام"
وفكرته األساسية أن "العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة من التداول" 3وهو ما يتحقق إذا أدت
الظروف إلى إن تكون القيمة الحقيقية للعملة كمعدن أعلى من قيمتها االسمية كقطعة نقدية
ففي هذه الحالة تنخفض القدرة الشرائية للنقود ويكون من مصلحة األفراد تحويل قطع العملة
،2001ص206: _3محمود دو.بدار ،ميادئ االفتصاد السياسي الجزء الثاني ،االقتصاد النقدي ،منشورات الحلبي،لبنا
8
الجيدة إلى معدن ،ومن ثم فإن العملة الرديئة تميل تدريجيا إلى طرد العملة الجيدة من التداول
واختفائها تدريجيا.
*.خفة الوزن وارتفاع القيمة :هذه الميزة تسهل عملية نقلها وحملها ،ثم إن هذين المعدنين
النفيسين يعتبران من أفضل السلع الوسيطة للمبادالت فهي ال تستهلك بالتبادل ألنها أشياء
ثمينة ،إذا ما قورنت بالسلع التي استخدمت في النقود السلعية.
صالحة للتخزين واالدخار :النقود المعدنية التي تكون من الذهب غير معرضة للتآكل *
والتلف مع مرور الزمن كما هو الحال مع النقود السلعية ألن الذهب والفضة يعتبران من
المعادن المتجانسة فالقطع المتساوية منها يكون لها قيمة واحدة ،بحيث تكون سهلة التحديد
كوسيلة للدفع ووحدة للحساب.
* .قابلية هاذين المعدنين للتجزئة دون تعرض قيمتهما للتدهور ومن ثم فهما يستخدمان في
المبادالت الكبيرة وصغيرة الحجم.
كان الناس يقبلون النقود المعدنية بعد وزنها و اختبار عيارها في كل أ _النقود الموزونة:
مرة يتعاملون بهاو المقصود هنا بالعيار هو مقدار ما تحتويه من معادن خالية من الشوائب-
_4صالح مفتاح،النقود والسياسة النقدية" المفهوم -األهداف -األدوات" ،دار الفجر للنشر والتوزيع ،الجزائر،2005،ص21
9
وذلك بحضور شخصية بارزة تدعى حامل الميزان الذي يقوم بوزن المعدن النفيس وذلك من
أجل إثبات شرعية المعامالت ومنع الغش ،5واثبات للمجتمع أن الدولة حاضرة.
ب_:النقود الحسابية المضروبة :أدخلت فيها تعديالت على السبائك النقدية حيث
وعيارها وزنها يضمن رسمي ختم عليها ووضع وأجزاء قطع إلى قسمت
حتى ال توزن وتختبر في كل مبادلة ،كما بدأت السلطات تفكر في أن تقوم
بضمان سك النقود المعدنية حتى تنمح ضمانا للعمالت المعدنية المسكوكة
والتي تكون مطابقة للمواصفات القانونية ،فلم يعد بإمكان األفراد سك النقود
المعدنية ،بل تولت الدولة حق صك النقود ،وهو ما يضفي عليها طابع
اإللزامية في التعامل بقوة القانون ،كما أنه اتجاه نحو ربط النقود بسيادة
الدولة ،وأصبحت العملة تأخذ في أحد وجهيها صورة أو أسم أو رمز من رموز الدولة.
3.3.1مرحلة النقود الورقية والنقود الكتابية :تطورت النقود من معدنية إلى نقود ورقية ثم
إلى نقود كتابية.
أ-النقود الورقية:مع توسع العمليات التجارية وازدهارها ظهر نوع جديد من النشاط التجاري
يقوم على
إيداع األفراد لنقودهم لدى الصيارفة لحفظها في مخازن وحراستها ،ويحصلون مقابل ذلك على
إيصاالت أوشهادات إيداع (صكوك أو سندات بقيمة الوديعة) ،وكانت هذه األخيرة تمثل كمية
من الفضة أو الذهب ،كما أن صاحب الوديعة كان يدفع أجرة للصيارفة مقابل الحفظ
والحراسة ،ثم بدأ األفراد يتداولون هذه اإليصاالت ويستعملونها في سداد التزاماتهم كالنقود
المعدنية ،والختالف حجم المعامالت بين األفراد شرع الصيارفة بإصدار صكوك بفئات
صغيره مختلفة.
10
ب-النقود الكتابية (نقود الودائع):وهي مجموعة ودائع األفراد ورجال األعمال والمشروعات
والحكومات والقطاع العام والمؤسسات المالية لدى البنوك التجارية ،وهي بدورها تستعمل في
المبادالت كالنقود الورقية والمعدنية ونتنقل ملكيتها من شخص آلخر بواسطة الشيكات
والحواالت وغيرها من أدوات استعمال الحساب الجاري.
فمصطلح النقد الكتابي أتى من كون المبلغ النقدي مدون في دفاتر المؤسسات المالية
(أي الودائع تحت الطلب) أما ظهور النقد الكتابي فقد كان سابقا الستحداث أوراق المصرف
المركزي،فكما مر بنا سابقا فإن أول الحسابات تلك التي كان يفتحها في القرون الوسطى
الوكالء الموجودون في مكان ما للذين وكلوهم وهم متفرقون في عدة بلدان .ومثل هذه
الحسابات هي أصل المحاسبة المزدوجة.
وبالرغم مما قلناه فإن انتشار النقد الكتابي لم يحصل إال حديثا وبالتوافق مع مضاعفة وتنوع
المبادالت.
ويعود تطور النقد الكتابي إلى أسباب السهولة والضمانة :سهولة التسديدات التي تجري عبر
عملية كتابية دون أن يستلزم ذلك انتقال الدائن والمدين .وضمانة التسديد ألن استخدام النقد
الكتابي هو قابل وبسهولة لإلثبات بفضل نظام المحاسبة الذي تمسكه المؤسسات وقادر على
تقليل مخاطر الضياع ومخاطر السرقة.
ج _ النقود االلكترونية:هي عبارة عن نقود غبر ملموسة ،تأخذ صورة وحدات
الكترونية وتخزن في مكان امن على أجهزة اإلعالم اآللي الخاص بالعميل يعرف باسم
المحفظة االلكترونية ،مع العلم أنه بإمكان العميل استعمال هذه المحفظة بواسطة بطاقات
خاصة بنظام الدفع اآللي،أوعىن طريق االنترنت للقيام بمجموعة من العمليات كالشراء ،البيع،
التحويل...وغيرها.
_4.1وظائف النقود :تؤدي النقود وظائف أساسية هي:
11
1.4.1النقود وحدة قياس أو مقياس للقيمة :النقود هي وحدة حساب تسمح بقياس
ومقارنة السلع الغير متجانسة ،فهي تشكل أداة عامة للقياس قابلة للتطبيق على السلع
والخدمات والحقوق وسائر الموجودات،
سواء كانت حالية أو سابقة أو مستقبلية .فاستعمال النقود يسمح بتحديد سلم عام لألسعار —
أي تحديد نسب تبادل قابلة للمقارنة -في حين أن المقايضة ال تتيح الفرصة إال لنسب تبادل
خاصة دون توافر رابط فيما بينها وذلك نظ ار النعدام المقياس المشترك.
.2.4.1النقود وسيط للتبادل :تمكن النقود من تحاشي المقايضة ،فهي تؤدي إلى
عمليتي تبادل مستقلتين :وكما رأينا سابقا فالمقايضة تتطلب توافر شرطين أساسيين :وجود
أداتين متقابلتين في الوقت نفسه ومتكاملتين فيما يتعلق برغبات الطرفين المتبادلين-يقدر
األداءان المتبادلين بنفس القيمة من قبل الطرفين المتبادلين -وتتجلى مساوئ المقايضة في
كونها تحد من المبادالت وتجعل تكوين إطار لمجموعة األسعار ام أر غير ممكن ،وبمعنى
آخر سلما من القيم يسهل تقييم السلع ،إن استخدام النقود كسلعة وسيطة يمكن من فصل
األدائين المتبادلين في المقايضة ،ويحللها إلى صفقتين مختلفتين :بيع سلعة معروضة مقابل
النقود ،وبعدها مبادلة النقود التي تم الحصول عليها مقابل شراء سلعة أخرى .يعتقد مستخدمو
النقود في فترات معينة من االضطرابات النقدية أن النقود تشكل وسيطا سيئا
في المبادالت فيلجأون من جديد إلى تقنية المقايضة.
.3.4.1النقود مستودع لللقيم :عندما يحوز احد األشخاص مبلغا من النقود فإنه ليس
مجب ار على إنفاقه في الحين ،وبهذا المعنى فإن النقود تسمح بتأجيل القدرة إلى الشراء إلى
المستقبل ،واختبار تاريخ االستهالك ،وعلى هذا األساس يمكن القول بان النقود تشكل صلة
بين الحاضر والمستقبل.
12
4.4.1النقود مقياس للمدفوعات اآلجلة :أي تستخدم النقود في سداد قيمة الديون التي يقع
ميعاد استحقاقها في المستقبل.
13
.2النظريات النقدية:
لقد أهتم الفكر االقتصادي بدراسة دور النقود في النشاط االقتصادي ،وقد اختلفت اآلراء
حول مدى فعالية السياسية النقدية .فالتيار الكالسيكي يرى أن التوسع النقدي الذي يترتب عليه أي
تغير من المستوى الحقيقي للنشاط االقتصادي ،إنما سيؤدي مع افتراض التشغيل الكامل إلى
التضخم(.)6
في حين ترى المدرسة الكينزية أن التوسع النقدي ال ينعكس على التضخم .ونادى
كينزبضرورة تدخل الدولة إلدارة الطلب الكلي الفعال .وبظهور كتابات ميلتون فريدمان أعيد
االنتباه من جديد للنظرية الكالسيكية في صيغة جديدة.
1.2النظرية النقدية الكالسيكية
تعتبر النظرية الكمية للنقود من أهم األفكار التي جاء بها الكالسيك ،ألنها ربطت بين كمية
النقود والمستوى العام لألسعار .واستطاعت أن تفسر ظاهرة التضخم والنمو وحركة انتقال الذهب
بين الدول.
1.1.2التطور التاريخي األفكار النقدية :تعود أفكار النظرية لكالسيكية إلى االقتصادي الفرنسي
جان بودان الذي نشر كتابه االقتصاد و السياسة عام ،1568وأشار فيه للعالقة بين ارتفاع
األسعار وتدفقات الذهب والفضة من المستعمرات إلى إسبانيا (.)7
ثم أخذ من بعده عدد من االقتصاديين بهذا التفسير ،أمثال دافيد هيوم ،وكانتون ،وجون لوك
خالل القرن السابع عشر .إلى أن جاء آدم سميث ودافيد ريكاردو وتبنوا هذه الفكرة وأسسوا لها
من الناحية النظرية.
يعتبر الفالسفة العرب أمثال ابن خلدون والمقريزي أول من وضح العالقة بين الذهب والفضة
والمستوى العام لألسعار ،حيث أوضح المقريزي أن زيادة النقود تؤدي إلى التضخم وارتفاع
المستوى العام لألسعار (.)8
2.1.2أسس وافتراضات النظريةالنقديةالكالسيكية:
6
.ficher irving, the purchasing power of money, mac millan, newyork, 1911, p234
.7جورج انيهانز ،النظرية االقتصادية ،ترمجة صقر أمحد صقر ،املكتبة األكادميية ،القاهرة،1997 ،ص .46 :
.8على كنعان مرجع سبق ذكره ،ص.94 :
14
أ .أسس ومبادئ النظرية :لقد قامت هذه النظرية على أسس ومبادئ تتمثل فيما يلي:
الحرية االقتصادية :يرتبط الفكر االقتصادي لهذه المدرسة بعبارة ( laissez faireدع األمور و
شأنها) أي ترك الفرد ح ار في اختيار نشاطه؛
عدم تدخل الدولة :أي أن الدولة ال تتدخل في األنشطة االقتصادية ،ويتوقف دورها على توفير
المتطلبات الالزمة لعمل القطاع الخاص .أو في توفير الحماية واألمن سواء ماديا أو عسكريا،أو
بإصدارها لمختلف التشريعات المنظمة ؛
الملكية الخاصة :الملكية الخاصة هي أهم صفة يتسم بها النظام الرأسمالي ،فالفرد يسعى بطبعه
إلى تحقيق أقصى منفعة ممكنة الفائدة تعود بالفائدة على أفرادأخرين؛
مبدأ الربح :كما هو معلوم أن كل مستثمر يسعى إلى تحقيق الربح ،واال لماذا يقوم بنشاطاته،
إذن فالربح هو جزاء أي جهد يبذله الفرد ويسعى إلى تعظيمه ،مما يؤدي إلى زيادة اإلنتاجية
وبالتالي يزيد اإلنتاج؛
مبدأ حيادية النقود :يرى الكالسيك أن النقود ماهي إال وسيط للتبادل ،ويتضح ذلك عند تحليل
(قانون ساي لألسواق ) ،حيث أن إنتاج كل فرد من األفراد (العرض) يمثل مقدار طلبه على السلع
األخرى التي يقايضها (الطلب) (.)9
مبدأ السوق :إن اقتصاد السوق في األساس هو اقتصاد مستقر وأن األسواق كفيلة بموازنة
العرض والطلب الكليين إذا توافرت فيها متطلبات االستقرار حيث ترجع التقلبات االقتصادية إلى
التغيرات غير المنتظمة لعرض النقود.
كما أن المنافسة الحرة هي أساس نظام اقتصاد السوق ،مادامت الحرية االقتصادية قائمة وبالتالي
تنشيط الحياة االقتصادية.
يرى التحليل الكالسيكي أن انخفاض مستوى األجور سوف يؤدي إلى تعظيم أرباح الرأسماليين.
ففي حالة الركود يكون الحل األمثل هو تخفيضها ،فيزيد الطلب على العمالة،وهذه الزيادة في
أرباح الرأسماليين ،يعاد استثمارها في مشروعات إنتاجية جديدة(.)10
.9شوقي ،الظ ،مدخل ف النظرية االقتصادية الكلية ،دار النشر للطباعة والنشر ،القاهرة ،مصر ،ط ،2بدون اتريخ ،ص .81:
15
-مرونة جهاز سعر الفائدة :تعمل الفائدة في نظر الكالسيك على تحقيق التوازن بين االدخار
واالستثمار ،فإذا زادت المدخرات ينخفض سعر الفائدة وبالتالي يقل الحافز على االدخار .إذن
فالفائدة حسب الكالسيك هي ثمن استخدام رأس المال.
ب .افتراضات النظرية النقدية الكالسيكية:
قامت النظرية النقدية الكالسيكية على االفتراضات التالية:
-ثبات سرعة دوران النقود :ويقصد بها متوسط عدد المرات التي تنتقل فيها الوحدة النقدية الواحدة
من يد إلى أخرى في فترة زمنية معينة ،فتفترض هذه النظرية ثبات سرعة التداول النقدي ،ألن
االقتصاد وصل إلى التشغيل التام ،وسيستمر على هذه الحالة .أي طالما بقي على حاله تبقى
سرعة التداول للنقود ثابتة ()11؛
-تحقيق التشغيل الكامل تلقائيا( :)12اعتمدت فكرة التشغيل الكامل على فكرة قانون المنافذ ،فكل
عرض يخلق طلبا موازيا له،فكلما أراد المنتجون زيادة إنتاجهم ،يجدون طلبا يواجه هذا العرض.
إذن فالتوازن سيتحقق بشكل تلقائي (أي عدم تدخل الدولة فيه)؛
-ارتباط تغير المستوى العام لألسعار بالنقود :افترضت هذه النظرية ارتباط التغير في األسعار
بالتغيرات في كمية النقود ،ورأت أن ارتفاع األسعار يرجع أساسا لزيادة كمية النقود والعكس.
.3.1.2صيغ النظرية الكالسيكية :لقد تطورت النظرية الكالسيكية كما ذكرنا سابقا في شكل
معادالت صاغها كل من فيشر ومارشال.
أ.معادلة التبادل لفيشر :لقد صاغ أرفينج فيشر معادلته الشهيرة عن التبادل ،والتي تعتبر من
األسس الهامة للتحليل النقدي الكالسيكي،وتم صياغتها على النحو التالي.)13( :
(M .V= P .T ................)1
.1عبد الرمحان يسري أمحد واميان حممد زكي ،النظرية االقتصادية لكلية ،الداراجلامعة ،2007 ،ص133:
16
:Mالنقود المتداولة خالل فترة معينه ،
:Vسرعة دوران النقود لنفس الفترة،
:Pالمستوى العام لألسعار،
:Tحجم المعامالت التي تمت في تلك الفترة.
نظ ار لثبات كل من حجم المعامالت وسرعة دوران النقود ،فمن المعادلة()1يمكن استنتاج المستوى
(P=M(V/T).........)2 العام لألسعار كما هو موضح في المعادلة(.)2
يتضح من المعادلة أن المقدارv /Tهو مقدار ثابت ،إذن فأي تغير في كمية النقود يؤدي
إلى تغير في المستوى العام لألسعار بنفس النسبة وفي نفس االتجاه.
غير أن هذه المعادلة لم تسلم من االنتقادات،ومن أهمها أن حجم المعامالت يشمل جميع
أنواعها دون التمييز بين المعامالت التي تخص عمليات االنتاج والمعامالت التي تتم في األسواق
المالية.
كذلك فإن المستوى العام لألسعار ال يصلح أن يتخذ كأداة لتحليل النشاط االقتصادي ،ألن
اهتمام رجال االقتصاد كان مرتك از على كيفية خلق سلع جديدة ،أي النشاط الخاص بالدخل
الوطني.
إذن فالمستوى العام لألسعار الذي يجب أن يؤخذ بعين االعتبار ،هو مستوى األسعار
االستهالكية واإلنتاجية التي تنتج وتعرض في السوق خالل فترة زمنية معينة.وقد أدت هذه
االنتقادات إلى إدخال بعض التعديالت على معادلة فيشر.
ب.معادلة األرصدة النقدية الحاضرة(صيغة كمبريدج):قام بصياغة هذه المعادلة فريق من
االقتصاديين في جامعة كمبريدج ببريطانيا بزعامة ألفريد مارشال .فبدال من النظر إلى األمر من
زاوية النقود أو سرعة دورانها كما فعل فيشير ،ركز مارشال على جانب الطلب على النقود و
العوامل المؤثرة فيه(.)14
14
.حممدجابر حسن السيد ،مرجع سبق ذكره ،مرجع.135 :
17
وقد صاغ مارشال ومن بعده بيجو نظرية كمية النقود على النحو التالي(.)15
MV`= P` Q………………….1
( : P`)Qتعطينا القيمة النقدية لإلنتاج القومي وهو االنفاق النقدي .
` :Vسرعة دوران النقود في حدود المعامالت التي تخص االنتاج فقط وتسمى سرعة الدوران
الداخلية.
يمكن استبدال P`Qبالرمز Yللداللة على القيمة الجارية للناتج فتصبح المعادلة كما يلي
MV`= Y……………....2
حيث (` ) 1/ Vتعبر عن نسبة السيولة النقدية أو معامل التفصيل النقدي وقد استبدل مارشال هذا
الرمز بالرمز K.
فتصبح المعادلة بالشكل )M= Ky…….(4
K= M/Y
نسبة السيولة النقدية= (كمية النقود/الدخل القومي النقدي)
الشكل النهائي لمعادلة كمبريدج هو (M= K)P`.Q
وطالما أن كل من :Kثابت ،و :Qحجم اإلنتاج ثابت،و كمية النقود :Mهي عبارة عن (مقدار
ثابت مضروب في المستوى العام لألسعار) ،وبالتالي فإن أي زيادة في كمية النقود تؤدي إلى
18
زيادة في المستوى العام لألسعار ( )Pبنفس النسبة وفي نفس االتجاه .إذن فالتغيير الذي أحدثه
مارشال هو استبداله حجم المعامالت بحجم اإلنتاج،وسرعة دوران النقود بمقلوبها ،وهو معامل
التفضيل النقدي .
4.1.2تقييم النظرية النقدية الكالسيكية:
لقد ُو ًج َهت عدة انتقادات إلى النظرية النقدية الكالسيكية ،لكنها تعتبر رائدة في تفسير العالقة بين
كمية النقود والمستوى العام لألسعار في شكل رياضي.
أ.إيجابيات النظرية:
قامت النظرية على أساس معادالت رياضية مركبة من مجموعة من المتغيرات االقتصادية بشكل
موفق فيطرفيها ،يعطينا في النهاية عالقة بين مجموعة من المتغيراتاالقتصادية .تتمثل أساسا
في(Pو)Mفي تلك الفترة؛
قامت بتفسير الواقع االقتصادي الفعلي المعاصر ،وشكلت قفزة في عالم النقود (العالقة بين النقود
واألسعار وباقي المتغيرات األخرى)،ووصلت إلى نتائج استفاد منها كينز وبني على إثرها نظريته).
ب.االنتقادات الموجهة إلى النظرية النقدية الكالسيكية:
_عدم صحة الفرضية القائمة على العالقة بين كمية النقود والمستوى العام لألسعار ،إذ أن
األسعار قد تتغير ألسباب ال عالقة لها بكمية النقود ،وانما تتعلق بعوامل أخرى تؤدي إلى التغير
في الطلب والعرض (الجانب الحقيقي وليس النقدي) ()16؛
افتراض أن المستوى العام لألسعار هو المتغير التابع وكمية النقود هي -
المتغير المستقل ،في حين الواقع أثبت حاالت معاكسة .أي إذا زادت سرعة التداول نتيجة توقعات
األفراد فإن األسعار سترتفع دون الزيادة في كمية النقود؛
افترضت النظرية ثبات سرعة تداول النقود .وهذا غير صحيح ألن سرعة -
تداولها تعتمد على النفسية وظروف االستيراد والتصدير وعادات االستهالك وغيرها ،فيمكن أن
تزداد سرعة دوران النقود دون زيادة كمية النقود ،فيؤدي ذلك إلى ارتفاع األسعار ؛
16
.علي كنعان ،مرجع سبقذ كره ،ص.108 :
19
_افترضت النظرية أن زيادة المستوى العام لألسعار يكون بنفس نسبة زيادة كمية النقود ،وهذا خطأ
فقد تتوسع الدولة في مزيد من اإلصدار النقدي وال يتم تداولها .أي يتم اكتنازها فيبقى األثر عليه
كماكان قبل زيادة كمية النقود()17؛
_افترضت النظرية ثبات جم اإلنتاج والمبادالت وربطتها بحالة التشغيل الكامل التي افترضتها.
وهذا غير مقبول ألن هناك دائما موارد عاطله،ففي ظل المنافسة الحرة وعندما ترغب السلطات
بزيادة تشغيلها يزيد التوظيف واإلنتاج؛
_أهمل الكالسيك سعر الفائدة ألن زيادة كمية النقود تؤدي إلى انخفاض أسعار الفائدة والعكس،
وهذا ما بينه كينز،فالفائدة كما ذكرنا سابقا عند الكالسيك هي ثمن استخدام رأس المال فقط.
.2.2النظرية النقدية الكينزية:
بعد حدوث أزمة الكساد العالمي،وعجز الفكر الكالسيكي عن تقديم تفسيرات وحلول لما حدث.
ظهر ما يعرف بالفكر الكينزي بزعامة االقتصادي اإلنجليزي جون مينارد كينز،محاوال تفسير
األسباب التي أدت إلى هذه األوضاع ،والى حلول لها في ظل فرضيات جديدة.
1.2.2فرضيات التحليل الكينزي :لقد قام الفكر الكينزي على عدة فرضيات هي:
-قام كنيز بإحداث ثورة في علم االقتصاد ،وذلك باعتبار نظرية كمية النقود ألصدقائه خاصة
بيجو وقانون ساي لألسواق مجرد معتقدات رديئة ،ينبغي أن يتحرر االقتصاد من طغيانها،
-يتمثل أهم افتراض لالنتقادات الكنيزية في جمود األجور النقدية ،و بمجرد افتراض أن هذه
األخيرة ،ال تتغير فإنه من المالئم من الناحية التحليلية أن يتم استخدامها (بدال من األسعار
السلعية) .وبالتالي فقد عبر كينز عن كل المتغيرات الحقيقية بوحدات أجرية()18؛
ـ-اهتم كي ــنز بالطلب الكلي الفعال ،حيث يتم التحكم في الدخل واإلنتاج في التحليل الكينزي
بواسطة مبدأ الطلب الكلي الفعال .ففي حالة التوازن البد أن يتعادل الطلب الكلي مع العرض
الكلي ،عند األسعار التي تغطي التكاليف .عكس ماذهب إليه آدم سميث ودافيد ريكاردو
18
.مروان عطوان ،األسواق النقدية واملالية ،ديوان املطبوعات اجلامعة ،اجلزائر،اجلزء الثاين ،2005 ،ص.170 :
20
ومارشال ،الذين يرون أن التوازن يتحقق عند مستوى التشغيل الكامل .لكن كينز رفض هذا الطرح
بافتراضه ثبات األجور كما رأينا ،وهي حالة يمكن أن يتحقق فيها التوازن مع وجود بطالة وحتى
في مستويات مرتفعة من البطالة.
الدخل الوطن
-اهتم كيز بدراسة الطلب على النقود كمخزن للقيمة ،وهذا الدور أهمله التقليديون باعتبارهم النقود
ماهي إال وسيط للمبادلة.
_ارتكز كينز في تحليله على السياسة المالية مع تهميشه للسياسة النقدية ،كما أنه نادى بضرورة
تدخل الدولة في النشاط االقتصادي.
21
لقد قام كينز عند بنائه لنظريته بإدخال متغيرات اقتصادية جديدة ،والتي تبرز االختالف
الواقع بين نظريته وبين اقتصاديي المدرسة الكالسيكية .ويتجلى هذا من خالل الدور الذي يلعبه
سعر الفائدة في الطلب على النقود ،كما يتجلى الفرق أيضا فيما يتعلق بمدى فعالية السياسة
المالية والسياسية النقدية ،وقدرة كل منهما على معالجة االختالل االقتصادي.
أ -سعر الفائدة:يعرف كينز سعر الفائدة على أنه "الثمن الذي يحصل عليه الفرد مقابل تخليه عن
النقود ،السائلة التي بجوزته"(.)19
في حين عرفه الكالسيك على أنه "ثمن التضحية باالستهالك آني ،وانتظار استهالك أكبر
مستقبال .أي أنه جزاء التضحية باالستهالك"(.)20
يتحدد سعر الفائدة عند كينز عند تعادل عرض النقود والطلب عليها ،حيث أنه مع افتراض
ثبات العرض الكلي للنقود ،وزيادة طلب األفراد للنقود ،أي زاد تفضيلهم للسيولة .فإن سعر الفائدة
سوف ينخفض والعكس في حالة انخفاض كمية النقود المطلوبة فإن سعر الفائدة يرتفع(.)21
قامت النظرية الكالسيكية بتحديد العالقة بين كمية النقود والمستوى العام لألسعار ،أما كينز
فقد قام بتحليل العالقة بين كمية النقود وسعر الفائدة ومن ثمة حجم االستثمار و الدخل
والناتج( .)22كما يلي:
حيث أن أي زيادة في كمية النقود تؤدي إلى انخفاض سعر الفائدة ،وهذا بدوره يحفز
المستثمرين على زيادة استثماراتهم،وبالتالي يزداد الدخل الوطني .أما انخفاض كمية النقود يؤدي
إلى ارتفاع سعر الفائدة ،وبالتالي انخفاض حجم االستثمار ،ومن ثمة انخفاض الدخل الوطني.
19
.أمحد زهري شامية ،مرجع سبق ذكره ،ص.54 :
.1صبحي اتدرس قريصة ،النقود والبنوك والعالقات االقتصادية الدولية ،دار النهضة العربية ،بريوت،لبنان ،1983 ،ص.203 :
20
21
.علي كنعان مرجع سبق ذكره ،ص ،ص.113 ،112 :
22
.املرجع نفسه ،ص 113
22
من خالل هذا التحليل نستنج أن الفرق بين التحليل الكينزي والتحليل الكالسيكي ،هو
أن زيادة كمية النقود عند الكالسيك يؤدي إلى ارتفاع المستوى العام لألسعار ،بشكل تلقائي مع
بقاء الدخل ثابتا بافتراض حالة التشغيل الكامل للموارد اإلنتاجية دون التأثير على سعر الفائدة.
عكس التحليل الكينزي الذي رأيناه ،حيث أن زيادة كمية النقود يؤدي في النهاية إلى زيادة حجم
االستثمار والدخل .إذن فحسب كينز فالنقود ليست محايدة أو وسيط للمبادلة فقط(.)23
ب.نظرية االستثمار والدخل:تعتمد هذه النظرية على تحليل العالقة بين االستثمار والدخل
ومضاعف االستثمار.
قام كينز بتحديد العالقة بين االستثمار والدخل وسنوضحها في المعادالت االتية:
Y=Q……………….…..….….1
:Yالدخل :Qاالنتاج
:Cاالستهالك :Iاالستثمار
I= Y-C……………………..….3
Y= C+S…………………..……4
S=Y-C…………………………5
من المعادالت 3و 5نستنتج أن ،I=Sولكن هذا ليس بجديد عن الكالسيك ،والفرق بين كينز وبين
الكالسيك يتمثل في من يؤثر في اآلخر .فالكالسيك يرون أن االدخار يؤثر مباشرة في االستثمار،
23
.مروان عطوان ،مرجع سبق ذكره ،ص.170 :
23
أماكينز فيرى غير ذلك ،فاالستثمار حسبه يؤدي تلقائيا إلى االدخار ،من خالل ما يحدثه من
تغير في الدخل بمقدار المضاعف.
لقد رأينا أن زيادة المعروض النقدي تؤدي في النهاية إلى زيادة الدخل الوطني ،لكن السؤال
المطروح هو ما هو مقدار هذه الزيادة؟ ،لقد أعطى كنيز إجابة لهذا السؤال من خالل تطرقه
لمضاعف االستثمار ويقصد به المعامل الذي يبين الزيادة في الدخل الوطني ،الناتجة عن حدوث
زيادة في االستثمار،وسنوضح هذه النظرية رياضيا كما يلي(.)24
DI/DY= 1-(DC/DY)………6
الميل الحدي لالدخار=( -1الميل الحدي لالستهالك)
24
.بلعزوز بن علي مرجع سبق ذكره ،ص 43
24
إذن مضاعف االستثمار هو مقلوب الميل الحدي لالدخار
وحسب كينز فإن أي زيادة في االستثمار يقابلها زيادة في الدخل بقدار هذا المضاعف.
السلطة تحددها الدولة ممثلة في يفترض كينز أن عرض النقود هو متغيرة خارجية
النقدية(،)25ويقصد بعرض النقود جميع أنواع وسائل الدفع المتداولة في االقتصاد .وتشمل األوراق
النقدية القانونية والمعدنية والنقود المساعدة والنقود الكتابية( .)26ويرى كينز أن منحنى عرض النقود
عديم المرونة للتغيرات في أسعار الفائدة كما هو موضح في الشكل التالي:
I0 M0
M1
I1
M
نالحظ من الشكل أن أي تغير في سعر الفائدة سواء بالزيادة أو بالنقصان ،ال يؤثر على
المعروض النقدي ويبقى ثابتا ،وسبب ذلك أن السلطات النقدية ال تزيد من العرض النقدي في
الفترة القصيرة عكس الفترة الطويلة التي يمكن زيادته فيها حسب الحالة االقتصادية.
أ.الطلب على النقود :قبل الحديث عن الطلب على النقود البد من تعريف الطلب الكلي في
االقتصاد.Aggregate demand
.امساعيل حممد هاشم ،النقود والبنوك ،املكتب العريب احلديث ،مصر ،2005 ،ص 16425
25
في التحليل الكينزي يتكون الطلب الكلي من اإلنفاق الكلي على السلع والخدمات االستهالكية
واالستثمارية والمشتريات الحكومية وصافي الصادرات،Y=C+I+G+)X-M(.)27(.ويقصد بالطلب
على النقود عند كينز(التفصيل النقدي) أو تفضيل السيولة :رغبة األفراد باالحتفاظ بالنقود السائلة
بهدف استثمارها والحصول على فوائد أفضل مستقبال .ودوافع هذا الحتفاظ بالنقود هي ثالثة :دافع
المعامالت و دافع االحتياط ودافع المضاربة.
*دافع المعامالت:
يقصد بالمعامالت جميع الصفقات التجارية ،وكافة أشكال البيع على مستوى االقتصاد الوطني.
فهي تتضمن مشتريات األفراد من السلع والخدمات ومشتريات المصانع والمؤسسات من المواد
والخدمات اإلنتاجية.
تتوقف كمية النقود المطلوبة من أجل المعامالت بالدرجة األولى على مستوى الدخل فكلما زاد
الدخل زاد االستهالك ،فيزداد طلب األفراد للنقود لتغطية معامالتهم والعكس .إذن فهناك عالقة
طرديه بين الدخل وكمية النقود المحتفظ بها بدافع المعامالت.
MD1=F(Y)=A1
y
:Yالدخل
Y
27
.محيمس جوارتيين ،رجيارد أسرتوب ،االقتصاد الكلي ترمجة عبد الفتاح عبد العظيم حممد ،دار املريخ الرايض ،السعودية :1988 ،ص .230
26
ب_ دافع االحتياط :ويقصد به أن يحتفظ األفراد بنقود إضافية غير المعامالت لتغطية نفقات
مستقبلية متوقعة تتمثل في(:)28
احتمال التغير البرنامج السنوية ، -
انتهاز فرصة لعقد صفقات مربحة؛ -
مواجهة حوادث طارئة؛ -
يتوقف هذا الدافع بالدرجة األولى على الدخل وهناك عالقة طرديه بين الدخل والنسبة المحتفظ
بدافع االحتياط نوضحها في الشكل التالي:
Y
المصدر :عمرصخري،مرجع سبق ذكره،ص230
:MD2النقود المحتفظ بها لغرض االحتياط؛
:A2النسبة المحتفظ بها على شكل رصيد نقدي سائل؛
:Yالدخل.
جـ -دافع المضاربة:إضافة إلى الدافعين السابقين المرتبطين بوظيفة النقود كوسيط للمبادالت ،قام
كينز كما رأينا سابقا بإدخال دور جديد للنقود كمخزن للقيمة .أي أن األفراد والمؤسسات يقومون
باالحتفاظ بمقدار أخرمن النقود بغرض المضاربة .ويقصد بالمضاربة قيام األعوان االقتصاديين
بطلب مزيد من النقود لشراء أسهم أو سندات ،قصد الحصول على أرباح من خالل المضاربة
على االتجاهات المستقبلية ألسعار الفائدة.
27
فحسب كينز فإن األفراد يقوون بشراء أو بيع سندات ،استنادا إلى توقعات مستقبلية لتحركات
أسعارها في السوق المالي.
سعر الفائدة الحالي في السوق المالي مرتفع نوعا ما مقارنة بالسعر الذي إذااعتقد األفراد بأن
يجب أن يكون سائدا في نظرهم،إذن فهم يتوقعون انخفاض في أسعار الفائدة وبالتالي يتوقعون
أسعار لسندات.وبالتالي توقع مزيد من العوائد لمن يمتلك هذه السندات حين ترتفع
ا ارتفاعا في
أسعارها.وهنا رغبة األفراد في االحتفاظ بالنقود سوف تنخفض،ألنهم سيقومون بشراء سندات في
الوقت الحالي بأسعار منخفضة،مقارنة باألسعار المستقبلية (من وجهة نظر المضارب) .والعكس
إذا رأى األفراد أن سعر الفائدة ا لحالي منخفض بدال من السعر الذي يرونه مناسبا فإنهم في هذه
الحالة ووفقا للتحليل لسابق،سوف يتوقعون انخفاضا للسندات،فيتخلصون من السندات التي
بحوزتهم ببيعها،فتزداد النسبة المحتفظ بها من النقود.إذن هناك عالقة عكسية بين سعر الفائدة
وكمية النقود المحتفظ بها من أجل المضاربة.
فالنقود المحتفظ بها بدافع المضاربة هي دالة في سعر الفائدة ويمكن توضيح ذلك في الشكل
البياني التالي:
)MD3=MD3(1
مصيدة السيولة
الدخل
عند الجزء األفقي من المنحنى والذي يعرف بمصيدة السيولة :فإن األفراد يعتقدون أن أسعار
الفائدة في السوق وصلت إلى أدنى مستوى لها ،وبالتالي فاالتجاه الوحيد المتوقع ألسعار الفائدة
مستقبال هو الصعود .وفي هذه الحالة ال توجد أي رغبة لدى األفراد لإلبقاء على أوراقهم المالية
28
خوفا من انخفاض أسعارها في السوق المالي ،لهذا السبب يقوم األفراد ببيع كل ما لديهم من
سندات ويزداد طلبهم بشكل كبير على السيولة النقدية.
من خالل استعراض دوافع الطلب على النقود عند كينز تبين لنا أنها تتأثر بعاملين أساسيين:
هما الدخل وسعر الفائدة ،ويمكن صياغة ذلك في شكل معادلة تجمع الدوافع الثالث معا:
)Md/P = F( i_.Y+
حيث :iسعر الفائدة وتشير اإلشارة (_) إلى العالقة العكسية بين النقود المحتفظ به الغرض
المضاربة وسعر الفائدة.
:Yالدخل ويشير ( )+إلى العالقة الطردية بين الدخل والنقود المحتفظ بها لغرض االحتياط والمعامالت.
:Md/Pنسبة الرصيد النقدي المحتفظ بها للدوافع الثالثة.
29
أن تحليله لتغيرات سعر الفائدة وكذا عرض النقود من لسلطات النقدية كان منصبا على الفترة -
القصيرة فقط ،ولما سئل عن الفترة الطويلة قال :في الفترة الطويلة جميعنا نموت ،وهذا ما حدت
فقد توفي وترك هذا الجدل قائما،
أن آلية انتقال سعر الفائدة في الدول النامية ال تكون بنفس الطريقة التي تعمل بها الدول -
المتقدمة،ويرجع ذلك لق اررات االستثمار التي ال تعتمد على الكفاية الحدية لرأس المال ،وانما تتأثر
بعوامل أخرى.وكذلك فإن سعر الفائدة ال يتحدد بالضرورة تبعا للطلب والعرض الكليين للنقود ألنه
قد تزداد كمية النقود ويبقى سعر الفائدة مرتفعا لعوامل هيكليه تعرقل النشاط االقتصادي في الدول
النامية .
: 3.2النظرية النقدية المعــاصرة:
شهد الفكر النقدي بعد وفاة كينز مساهمات عديدة لتحليل الطلب على النقود ،وقد ارتبطت هذه
المساهمات بمدرسة شيكاغو،وعلى رأس هذه المدرسة االقتصادي األمريكي ميلتون فريدمان.وقد
استعرض أفكاره في مقال له بعنوان النظرية الكمية للنقود الذي صدر عام 1956وفي مقال
بعنوان الطلب على النقود عام .)29(1959
على عكس كينز الذي بحث عن دوافع الطلب على النقود واعتبر أن السندات هي بديل الرصيد
كبير بدوافع
ا النقدي ،الذي يمكن لألفراد أن يستثمروا ثروتهم فيها .فإن فريدمان لم يول اهتماما
الطلب على النقود .واعتبر أن الطلب عليها مثل أي سلعة يخضع لتحليل المنفعة والعائد.
كما أن نظريته تضمنت باإلضافة إلى السندات العديد من البدائل األخرى مثل األسهم
واألصول غير المادية ،باإلضافة إلى الدخل الدائم ومعدالت التضخم المتوقعة كمحددات للطلب
على النقود(.)30
أوال :فرضيات التحليل النقدي المعاصر:
يلعب عرض النقود دور المتغير الوحيد والفعال في تحديد مستويات الدخل والناتج الكليين أي -
أن عرض النقود هو المتغير المستقبل والطلب على النقود هو التغير التابع()31؛
.عبد الفتاح عبد لرمحن عبد اجمليد ،مرجع سبق ذكره ،ص 20129
30
تؤدي الزيادة فيعرض النقود إلى زيادة الدخل والناتج في األجل القصير ،في حين تؤدي إلى -
الزيادة في المستوى العام لألسعار في األجل الطويل؛
يعد الطلب على النقود دالة مستقرة في مستوى الدخل الدائم ،وهو الدخل الذي يتكون من -
الدخول المتوقعة مستقبال .أي أن الطلب على النقود يخضع لتغيرات كبيرة بسبب التغيرات الطارئة
على الدخل؛
رفض فكرة مصيدة السيولة عند بناء دالة الطلب على النقود()32؛ -
يرى فريدمان أن التضخم ظاهرة نقدية ناتجة عن التوسع في عرض النقود؛ -
أعاد فريدمان تثبيت سرعة دوران النقود كما كانت عليه أفكار فيشر ومارشال ،غير أن -
التقليديين استخدموا نسبة الناتج المحلي اإلجمالي إلى النقود (M2النقود التي يصدرها البنك
المركزي والودائع بمختلف أنواعها) واستخدم فريدمان ( M1النقود المصدرة والودائع تحت الطلب).
33
يعتبر الفكر النقدي الحديث أن توقعات المستثمرين رشيدة وهامة في أغلب األحيان وتؤدي إلى -
التوازن ،لكن تدخل الدولة عن طريقة اإلنفاق العام أو اإلصدار النقدي يؤثر على األسعار.
بالمقابل يسعى المستثمرون لمواجهة ارتفاع األسعار بق اررات جديدة.الشيء الذي يؤثر على القيم
التوازنية في االقتصاد ويحدث عدم توازن جديد؛
أعادت المدرسة النقدية طابع الفعالية مرة أخرى للسياسة النقدية ،كما أنها هاملت مرة أخرى -
خالفا للتحليل الكينزي دور السياسة المالية واعتبرته دو ار ثانويا .وقد ركز فريدمان على أهمية
هيكلة السياسة النقدية بطريقة تسمح لها بإحداث زيادة ثابتة ومستقرة في المعروض النقدي ،بنسبة
(.)34
تتراوح بين %3إلى %5سنويا
ثانيا :الطلب على النقود لدى فريدمان :يشير فريدمان إلى أن الطلب على النقود يعتمد على
ثالت عوامل هي:
31
-1الثروة الكلية للفرد :التي تتكون من مجموعة من األصول ،حيث أكد فريدمان على الثروة
وليس الدخل كمصدر رئيسي للطلب على النقود .والثروة هي أوسع من الدخل وتشمل إنتاجية
األفراد والموجودات النقدية والمالية والحقيقية .وقد استخدم فريدمان سعر الفائدة للربط بين الدخل
والثروة .فإذا كان :iسعر الفائدة ;:yالدخل و:wالثروة فإن مجموع الثروة هو) .( w=y/i
إذن فحسب فريدمان فالثروة هي القيمة الحالية لمختلف أنواع الدخول المتوقعة من مصادر الثروة
المختلفة ،ويرتبط الطلب على النقود برأي فريدمان بعالقة طردية مع الدخل الدائم فكلما زاد الدخل
النقدي الدائم وثروته زادت رغبة األفراد باالحتفاظ بأرصدة نقدية .والتي تعتبر شكال من أشكال
الثروة35.ألنها تعطي لألفراد منافع عديدة باعتبارها سلعة رأسمالية كما تعطي منفعة تتمثل في
حرية اختيار السلع االستهالكية مادام الفرد يحوز عليها .
36
_ 2عــــوائد الثروة:يرى فريدمان أن عوائد االحتفاظ بالثروة تتمثل في :
*السندات :ويتمثل عائدها في سعر الفائدة الثابت التي يحصل عليه حامل السند باإلضافة إلى
التغير في قيمة السند السوقية؛
*األسهم :ويتمثل عائدها في األرباح السنوية التي يحصل عليها حاملها باإلضافة إلى التغير في
قيمة السهم السوقية؛
*األصول الطبيعية األخرى :ويتمثل عائدها في الزيادة في ارتفاع أسعارها عند االحتفاظ بها
كالعقارات مثال؛
*رأس المال البشري:ويمكن قياس عائده من خالل األجر المدفوع لعنصر رأس المال البشري أو
من خالل إنتاجية العامل؛
*األذواق والتفصيالت :يرى فريدمان أن أذواق الوحدات االقتصادية تؤثر في الطلب على النقود
ولكنه افترض ثبات األذواق لفترة زمنية معينة.
35
Harry g johnston ;selected essays in monetary economics ;gerge allen and unwin ltd ; london ;1979 ;p36
ضياءجميد املوسوي اقتصادايت النقود والبنوك مؤسسة شباب اجلامعة،مصر،2002،ص14036:
32
ثالثا :عرض النقود لدى فريدمان:لم يختلف فريدمان مع كينز في كون عرض النقود متغيرة
خارجية تحددها السلطة النقدية .فحسب فريدمان فإن هذا التغير يؤثر في المدى الطويل على
المستوى العام لألسعار وال يؤثر على المتغيرات االقتصادية الكلية األخرى ،في حين أنه في
المدى القصير يؤثر التغير في عرض النقود تأثي ار مباش ار على اإلنفاق الحكومي ومن ثمة الدخل.
رابعا :دالة الطلب على النقود عند فريدمان :قام فريدمان بصياغة دالة الطلب على النقود وفق
37
المعادلة التالية:
=reعائد األسهم؛
:uاألذواق التفضيالت.
قام فريدمان بالتعاون مع مجموعة من االقتصاديين بتقدير دالة الطلب على النقود في الواليات
38
المتحدة األمريكية للفترة ( )1870-1954وتوصل إلى مايلي:
33
-الدخل الدائم يعتبر بديال للثروة وهو الحاسم في التأثير على دالة الطلب على النقود؛
-التغير في األسعار ال يؤثر في الطلب على النقود عندما يكون معتدال أما إذا كان معدل التضخم
كبي ار ،فإن أثر ذلك على الطلب على النقود يكون واضحا .
بناء على ما سبق يتضح أن التحليل النقدي وخالفا للتحليل الكينزي تضمن أفكا ار جديدة من
أهمها:39
-أن فريدمان أعطى مفهوما أوسع للثروة لتشمل األصول المادية والبشرية والمالية والنقدية؛
-نظر فريدمان إلى النقود والسلع كبدائل ولذلك فإن اختيار األفراد ال ينحصر في المفاضلة بين
النقود والسندات مثلما نظر إليه كينز ،وانما تعداه ليشمل أصوال مادية وبشرية والتي تؤثر بدورها
في الطلب على األرصدة النقدية؛
-يرى فريدمان أنه طالما ال يوجد هناك تشغيل كامل فإن أي زيادة في كمية لنقود يكون لها تأثير
على الجانب الحقيقي،حتى يقترب االقتصاد من التشغيل الكامل فترتفع األسعار؛
_تكلفة الفرصة البديلة لالحتفاظ بأرصدة نقدية حاضرة التي حددها كينز بالتغير في سعر الفائدة
،أضاف إليها فريدمان عنص ار جديدا هو التغير في معدل التضخم.
_ صعوبة تقدير متغيرات العائد على رأس المال البشري ومتغيرات األذواق؛
_ معادلة فريدمان هي امتداد لمعادلة فيشر ومارشال ،وهي معادلة يصعب تطبيقها في الواقع
العتمادها على عدد كبير من المتغيرات
34
.3السياسة النقدية :
تعتبر السياسة النقدية من أهم السياسات االقتصادية التي تتبعها الدولة لمعالجة اختالالتها الداخلية
والخارجية ،وفقا ألهداف مسطرة يتم الوصول إليها بعد تحديدها.
التعريف األول" :تتمثل السياسة النقدية في التحكم في المعروض النقدي من قبل السلطة النقدية
41
لتحقيق أهداف مسطرة حسب الظروف السائدة".
التعريف الثاني" :هي اإلجراءات التي تتخذها الحكومة بغض النظر عما إذا كانت أهدافها نقدية و
42
غير نقدية".
التعريف الثالث":هي مجموعة الوسائل التي تطبقها السلطة المشرفة على شؤون النقد واالئتمان،
قصد التحكم في حركة التوسع أو االنكماش في كمية النقود.بحيث ال تهبط إلى مستوى ركود
43
النشاط االقتصادي ،وال تزيد إلى مستوى ينتج عنه ضغوط تضخمية".
التعريف الرابع :هي" :مجموعة التدابير المتخذة من قبل السلطات النقدية بغية إحداث أثر على
44
االقتصاد لضمان استقرار أسعار الصرف".
.41مصطفي عبد الرؤوف عبد احلميد هاشم ،السياسة النقدية يف النظرية والواقع العملي يف الدول النامية ،مع إشارة خاصة للتجربة املصرية ،دار النهضة العربية،
القاهرة ،مصر ،2010 ،ص.26
.42جهاد امحد أبو السندس ،مبادئ االقتصاد الكلي ،دار تنسيم للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،2010 ،ص.267 :
.43مصطفي رشدي شيحة ،السياسات النقدية واملصرفية ،دار النهضة العربية ،مصر ،2003 ،ص .101
.44األخضر أبو العالء عزي ،الواقعية النقدية يف بلد برتويل ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن،2014 ،ص.159 :
35
من جملة التعاريف السابقة نستنتج أن السياسة النقدية تتمثل في مجموعة اإلجراءات
المتخذة من قبل السلطة النقدية،تهدف في مجملها إلى ضمان االستقرار النقدي واستقرار الصرف.
تسعى السياسة النقدية كأي سياسة إلى تحقيق جملة من األهداف المحددة ويمكن تقسيمها
إلى:
1.2.3األهداف النهائية:
تتركز األهداف النهائية للسياسة النقدية في المحافظة على استقرار األسعار ،وتحقيق معدل نمو
46
حقيقي أمثل يحقق أقصى تقليص ممكن للفرق بين الناتج الفعلي والناتج المحتمل.
كما قد يكون للسياسة النقدية أهداف أخرى كالمساهمة في تحقيق توازن ميزان
ظر إليه في غالب األحيان كهدف نهائي ،طالما أن االختالل
المدفوعات.إال أن هذا الهدف ال ُين َ
في ميزان المدفوعات هو اختالل خارجي .وهو محل اهتمام سياسات اقتصادية أخرى (سياسة
و تتمثل األهداف في البلدان العربية عموما في العناصر 47
مالية -سياسة التجارة الخارجية).
48
التالية:
45
. Suradj b, gupta, monettory economics (dell hi-s chand and company LTD- 1996. p356.
.46قدي عبد اجمليد ،املدخل إىل السياسات االقتصادية الكلية ،ديون ملطبوعات اجلامعية ،اجلزائر ،2003 ،ص .55
47
. Roger leory miller, vonhoose, modern mony and banking , third, edition, MC GRAW- hill. Inc,
international edition, 1993, p :624.
.48توماس ماير جيمس ،دومشربي وروبرت البري" ،النقود والبنوك واالقتصاد ،ترمجة الدكتور السيد أمحد عبد اخلالق ومراجعة د أمحد فليح ،دار املريخ للنشر
والتوزيع ،السعودية،2002،ص.487:
36
2.2.3األهداف الوسطية:
ظر إلى األهداف الوسيطية على أنها أداة توفيقية ،أو متغيرات إرشادية في حالة وجود
ُين َ
اختالف بين صانعي السياسة النقدية حول إمكانية تحقيق األهداف النهائية ،وتستخدم السلطات
النقدية الهدف الوسيط قصد الوصول إلى الهدف النهائي وتتمثل هذه األهداف في:
هي مؤشرات إحصائية لكمية النقود المتداولة ،وللتعمق أكثر في هذه المؤشرات يجب
49
التطرق إلى الطلب والعرض للنقود.
يعتمد على رغبة أفراد المجتمع في االحتفاظ بثروتهم بشكل أرصدة نقدية وهناك ثالثة دوافع
لالحتفاظ بالنقود هي:
* دافع المعامالت :يرتبط هذا الدافع مع وظيفة النقود كوسيط للمبادالت ويتناسب هذا الدافع
تناسبا طرديا مع حجم مشتريات الفرد وكذا دخله وهو دالة في الدخل.
* دافع االحتياط :ويقصد به احتفاظ الفرد بالنقود لتغطية مصاريف مستقبلية ،كرحلة سياحية أو
غرض متوقع ،وهذا الدافع كذلك مرتبط مع وظيفة النقود كوسيط للمبادالت ،ويتحدد أساسا على
التوقعات المستقبلية و الدخل.
* دافع المضاربة :يرتبط هذا الدافع مع وظيفة النقود كمخزن للقيمة*،وفي هذه الحالة ترتبط رغبة
الفرد في االحتفاظ بالنقود بالحافز الذي يدفعه إلى تغيير ثروته ،بين الشكل النقدي إلى أشكال
50
أخرى وأهمها األسهم والسندات.
.50نزار سعد الدين ،العيسى ،مبادئ االقتصاد الكلي ،الدار العلمية الدولية ودار الثقافة للنشر والتوزيع ،األردن ،ط ،2007 ،1ص .329
* .نشري إىل أن هذا الدافع هو من منظور كينزي ،وسنتطرق إليه الحقا يف لنظرية النقدية ،الكينزية.
37
يتناسب هذا الغرض تناسبا عكسيا مع سعر الفائدة في األسواق المالية ،فعند انخفاض
سعر الفائدة تزيد الكميات المطلوبة من النقود فتزيد رغبة األفراد في االحتفاظ بثروتهم في شكل
نقود ،والعكس عند ارتفاع سعر الفائدة تنخفض رغبة األفراد في االحتفاظ بنقودهم ويفضلون
استثمارها في شراء أسهم أو سندات.
أ-2-عرض النقود:
مع ارتباط النقود بوظيفتها كوسيط للمبادالت وكمخزن للقيمة ،نجد أن المجتمعات تحتفظ بكميات
معينة من النقود بمختلف أنواعها .وعرض النقود يمكن تقسيمه إلى نوعين رئيسيين :عرض النقود
بمعناها الضيقة ،وعرض النقود بمعناها الواسع:
أ -1-2-عرض النقد بمعناه الضيق:يدخل في هذا التعريف العمالت الورقية والمعدنية التي
Money in circulationويرمز لها بالرمز ،CR 51
بتداولها األشخاص في تعامالتهم اليومية
ويضاف إليها حجم النقود المحتفظة في البنوك في شكل حسابات جارية أو ودا ئع تحت
الطلبDemand deposits
M1= DD+C؛
:M1النقود؛
يشمل هذا الحجم النقود مضافا إليها الودائع ألجل وودائع االدخار وسندات الدولة ذات
األجل القصير وعقود التأمين (.)52
.51خالدواصف الوزين وأمحد حسني الرفاعي ،مبادئ القتصاد الكلي بني النظرية والتطبيق ،دار وائل للنشر والتوزيع ،2006 ،ص ص.285 ،284 :
.52قدي عبد اجمليد مرجع سبق ذكره،ص.68:
38
ويمكن كتابتها في شكل معادلة كما يليM2= M1=TD+S=BT:
:BTسندات الدولة،
:Sحسابات التوفير،
:TDودائع ألجل.
لكن السؤال المطروح هو :ما هي العوامل المؤثرة على عرض النقود؟ ألنالطلب على النقود كما
الحظنا سابقا هو دالة في الدخل وسعر الفائدة.
نشير هنا إلى أن عرض النقود حسب كينز ال يتأثر بالتغيرات التي تحدث في سعر الفائدة.
وأن كمية النقود المعروضة تحدد بالكامل بق اررات من السلطة النقدية وفقاللسياسة النقدية المسطرة.
يمكن توزيع الطلب على النقود وعرضها في الشكل البياني التالي (*)(:.)53
E
*i
Md
فائض الطلب
*** .دون اخلوض يف اشتقاق هذا املنحىن ألننا سنتطرق الحقا إليه ابلتفصيل يف اشتقاق منحين IS / LM
39
المصدر :محمد سعيد السمهوري ،اقتصاديات النقود والبنوك دارالشروق للنشر والتوزيع،
األردن 2004 ،ص.133 :
حيث تمثل كل من:
:Mdمنحنى الطلب على النقود؛
:MSعرض النقود؛
:*iسعر الفائدة التوازني؛
:Mكمية النقود في حالة التوازن.
ب :سعر الفائدة:
يقوم البنك المركزي باستهداف سعر الفائدة االسمي المناسب ،ويعمل على الوصول إليه
والحفاظ عليه لحين تحقيقه للهدف النهائي .وفي حالة تحقيق الهدف النهائي يبقى البنك المركزي
متمسكا به لحين إعادة النظر فيه وفقا لظروف جديدة ومن ثم أهداف نهائية ،جديدة(.)54
يتمسك البنك المركزي بسعر فائدة إسمي مستقر ألطول فترة ممكنه ،تفاديا لصدمات قد
تحدث في سوق النقد .لكن هذاالمتغير يعاب عليه افتراض ثبات جانب العرض الكلي وكذا ثبات
المستوى العام لألسعار ،ومن ثم يصبح تحقيق الهدف النهائي غير مضمون ومشكوك فيه .وعلى
هذا األساس هناك من يرفض استخدام سعر الفائدة كهدف وسيط ،إال في حالة محدودية التغي ارت
في الطلب و العرض الكليين.
ج -سعر الصرف:
يستخدم سعر الصرف كهدف وسيط للسياسة النقدية.التي بدورها يمكن أن تساهم في
تخفيض العجز في ميزان المدفوعات نعن طريق تخفيض قيمة العملة.وتؤدي هذه السياسة إلى
تشجيع الصادرات ،واذا فشلت في تشجيع الصادرات فإنها تحد من الواردات .وهكذا تتحسن
وضعية ميزان المدفوعات.
تتم هذه العملية في إطار اتباع سياسة تحرير وتعويم سعر الصرف ،وفي ظل السيطرة على
التضخم وتحقيق استقرار األسعار ،الذي يحافظ بدوره على قيمة العملة من التدهور (.)55
.54مصطفى عبد الرؤوف عبد احلميد هاشم ،مرجع سبق ذكره ،ص.31
40
د -متغيــرات أخرى:
يمكن للبنك المركزي أن يستهدف الدخل اإلسمى كهدف وسيط ،ويعمل على التأثير فى الطلب
الكلي الحقيقي للوصول أو الحفاظ على الدخل اإلسمى المستهدف .كما يمكنه أيضا استهداف
حجم معين من القروض المقدمة لالقتصاد،باعتبارها أكثر األدوات استجابة للسياسة النقدية،من
خالل قنوات عديدة (االستهالك ،االستثمار ،الصادرات ،الواردات) (.)56
3.2.3األهداف األولية:
هي متغيرات يحاول البنك المركزي التأثير عليها بهدف تحفيز األهداف الوسيطية ،فهي وسيلة
ربط بين األدوات واألهداف( .)57وتتكون من مجموعتين من المتغيرات هي:
أ .مجاميع الحتياطي :وتتضمن القاعدة النقدية (مجموع النقود القانونية واالحتياطات المصرفية)
(*)
( .)58واالحتياطات الكلية للبنوك (المطلوبة والزائدة) واالحتياطي غير المفترض.
ب .أحوال سوق النقد:
تشير أحوال سوق النق دإلى قدرة المقترضين وموقفهم من السرعة أو إلبطاء في معدل نمو
االئتمان ،ومدى تشدد المقرضين في فرض أسعار الفائدة ،وصعوبة شروط اإلقراض األخرى على
المقترضين.وتحتوي ظروف سوق النقد على االحتياطات الحرة ،ومعدل األرصدة البنكية ،وأسعار
الفائدة في سوق النقد المراقبة من البنك المركزي(.)59
.55عبد املطلب عبد احلميد ،اقتصادايت النقود والبنوك،االساسيات واملستحداثت ،الدار اجلامعية ،اإلسكندرية مصر 2007 ،ص.275 :
56
.Roger leory miller ;OP_ CIT ,P 628-630..
.57مصطفى عبد لرؤوف عبد احلميد هاشم مرجع سبق ذكره :ص.31 :
.58قدي عبد اجمليد مرجع سبق ذكره ،ص.69 :
.59بوشنب موسى ،إشكالية التوفيق بني السياسة النقدية والسياسة املالية يف ضبط التوازن االقتصادي يف اجلزائر،رسالة ماجستري،كلية العلوم االقتصادية وعلوم
التسيري والعلوم التجارية،جامعة بومرداس،اجلزائر،2010،ص16:
41
هناك جدل قائم بين االقتصاديين حول من هو األكثر قوة :مجاميع االحتياطي أو أحوال سوق
النقد؟،حيث كان االهتمام في عشرينيات وخمسينيات القرن الماضي بأحوال سوق النقد غير أنه
في السبعينيات ظهر اهتمام أكثر بمجاميع االحتياطي(.)60
3.3أدوات السياسة النقدية
يتطلب تحقيق البنك المركزي لألهداف المرجوة استخدامه لعديد من األدوات المختلفة
للتأثير على أوضاع النقد واالئتمان .ويمكن تقسيم هذه األدوات إلى غير مباشرة (ويطلق عليها
أيضا الكمية) ،مثل (سعر الخصم ومعدل االحتياطي القانوني وعمليات السوق المفتوحة).وأخرى
مباشرة ويطلق عليها أيضا النوعية،وتستهدف الرقابة على سوق رؤوس األموال وعلى تدفق
االئتمان وتخصيصه بين القطاعات.
: 1.3.3األدوات المباشرة :تعكس هذه األدوات التدخل المباشر من قبل السلطات النقدية في
أحوال سوق النقد ومن أهم األدوات األكثر استخداما نجد:
أوال :التحكم في أسعار لفائدة:
تقوم السلطات النقدية أحيانا بتحديد أسعار الفائدة إداريا ،وذلك عندما تكون قادرة على
تحقيق سعر فائدة مستهدف من خالل آليات السوق ،ويتم هذا التحديد من خالل إلزام البنوك
التجارية بتطبيق سعر فائدة محدد ثابت .وقد استخدمت هذه األداة في الدول الصناعية الكبرى
حتى عام ، 1980ثم توقفت عن استخدامها ،ومازالت بعض الدول النامية تستخدمها حتى اآلن.
غير أن االتجاه العالمي األكثر يسير نحو إلغائها نظ ار لالتجاه نحو تبني آليات السوق في ظل
التحرير المالي.
ثانيا تحديد حجم االئتمان وتوجيهه
يحدد البنك المركزي بواسطة هذه األداة الحجم الكلي للقروض الممنوحة لالقتصاد ،و الحجم
الكلي لكل قطاع ،أو توجيه القروض إلى قطاع على حساب قطاع أخر(.)61و هذه اإلجراءات
تهدف إلى تشجيع االئتمان نحو االستثمارات المنتجة وتمنع توجيهه إلى قطاعات أخرى(.)62كالحد
.60صاحل مفتاح ،النقود والسياسة النقدية ،دار الفجر للنشر والتوزيع ،القاهرة ،مصر ،2005 ،ص .125
.61مصطفى عبد الرؤف عبد احلميد هاشم ،مرجع سبق ذكره ،ص .34
.62هيل عجمي مجيل اجلناين ،النقود واملصارف و النظرية النقدية ،دار وائل للنشر والتوزيع ،2009 ،ص.270 :
42
من القروض االستهالكية مثال ،وتشجيع القروض المقدمة في المجال الصناعي والزراعي وأهم
اإلجراءات المتخذة.
يتم حجم االئتمان بطريقتين:
تنظيم االئتمان االستهالكي يشمل هذا الجزء الرقابة على القروض االستهالكية ،ومدة .1
سدادها وكيفيه السداد .وهذه الرقابة تتضمن الحد األدنى من المبلغ الذي يدفعه المقترض كدفعه
أولية و مدة السداد .وبالتحكم في هذه اإلجراءات من رفع أو خفض تتجه القروض االستهالكية
إلى الزيادة أو النقصان ،حسب درجة واستجابة المستهلكين لهذه اإلجراءات(.)63
. 2االقتراض بضمان السندات مع التقييد بهامش الضمان:
يسمح لألفراد باالقتراض من البنوك بضمان السندات ،بشرط االلتزام بهامش الضمان الذي
يشير إلى النسبة من قيمة السندات السوقية التي تمنح القروض على أساسها .فلو اشترى مضارب
سندات بقيمة 1000دوالر ،وكان هامش الضمان ،%60فإن المفترض يستطيع اقتراض 4000
دوالر فقط .أي أن الزبون يستخدم السندات كضمان للحصول على 4000دوالر فقط.
فإذا أراد بنك المركزي أن يتبع سياسة انكماشيه للحد من هذه القروض،فإنه يرفع من هامش
الضمان والعكس.
ثالثــا :الودائع المشروطة من أجل االستيراد :هو أسلوب يقوم بموجبه المستوردون بإيداع المبلغ
الالزم لتسديد ثمن وارداتهم في صورة ودائع لدى البنك المركزي لمدة محددة ،وطالما أن
المستوردون ال يرغبون في هذا التجميد ألموالهم ،فإنهم يلجئون إلى البنوك التجارية لالقتراض
لتغطية ثمن وارداتهم(.)64
فإذا أراد البنك المركزي الحد من هذه الواردات ،فإنه يقوم بتطبيق هذه التقنية أو يطلب من
البنوك التجارية عدم التوسع في منح القروض للمستوردين .طالما أن التوسع في منح قروض من
هذا الشكل يشجع الواردات.
رابعا :النسبة الدنيا للسيولة:
.63عوض فاضل ،النقود والبنوك ،جامعة بغداد العراق ،1992 ،ص.613 :
43
يتمثل هذا اإلجراء في إلزام البنك المركزي للبنوك التجارية باالحتفاظ بنسبة دنيا من السيولة ،وهذا
تفاديا لإلفراط في منح القروض للقطاع االقتصادي(.)65
خامسا :اإلقناع األدبي :هو إجراء يحاول البنك المركزي من خالله وبطرق وديه إقناع البنوك
التجارية باتباع سياسة معينة ،لتشجيع االئتمان أو تخفيضه وتفضيل قطاع معين على حساب
قطاع أخر ،غير أن هذه السياسة تتطلب استجابة من قبل البنوك التجارية ،لذا نجد أن هذه األداة
غير فعالة في الدول النامية وقد حققت نجاحا في الدول المتقدمة ذات النظم المصرفية المتطورة.
سادسا :الحصول على موافقة البنك المركزي :تفرض البنوك المركزية على البنوك التجارية سقفا
معينا ال يجب تجاوزه عند منح القروض .واذا تجاوزت قيمة القرض هذا السقف ،فإنه يجب إبالغ
البنك المركزي،وهو الذي يقبل أو يرفض هذا النوع من القروض(.)66
:2.3.3األدوات غير المباشرة:
تسعى أدوات السياسة النقدية غير المباشرة إلى التأثير على القروض الممنوحة من قبل البنوك
التجارية ،دون التركيز على نوعية هذه القروض وتتمثل هذه األدوات في:
أوال :سعر إعادة الخصم :إن وجود احتياطات البنوك التجارية لدى البنك المركزي يزيد من قدرة
هذا األخير في منح القروض للبنوك التجارية .67وقد ارتبطت وظيفة البنك المركزي كملجأ أخير
لإلقراض من الناحية التاريخية بإعادة الخصم لدى البنك المركزي عندما استخدم بنك إنجلت ار هذه
األداة ألول مرة عام .1839حيث يقوم البنك المركزي بتزويد البنوك التجارية بالسيولة مقابل تلقيه
ألوراق مالية وتجارية قبل أجال استحقاقها ،مقابل سعر فائدة يدعى بسعر إعادة الخصم .الذي
تدفعه البنوك التجارية إلى البنك المركزي لقاء إعادة خصمه ألوراقه المالية ،يؤثر سعر إعادة
الخصم على قدرة البنوك في إعادة التمويل لدى البنك المركزي ،فإذا أراد البنك المركزي اتباع
سياسة نقدية توسعية فإنه يقوم بتخفيض سعر الخصم ،مما يجعل األعوان االقتصاديين يقبلون
على خصم أوراقهم المالية ،)*(68وتتجه البنوك التجارية كذلك إلى إعادة خصم أوراقها المالية ،نظ ار
44
النخفاض التكلفة مما يزيد من احتياطاتها النقدية .وهذا بدوره يؤدي إلى تمويل أكثر لالقتصاد
وبتكلفة أقل ،فتزداد كمية النقود المعروضة والعكس إذ ارغب البنك المركزي في اتباع سياسة نقدية
انكماشية ،فإنه يلجأ إلى رفع سعر إعادة الخصم ،الشيء الذي يؤدي في النهاية إلى تقليل من
اقتراض البنوك التجارية من البنك المركزي ،فتمنح قروض أقل لالقتصاد ومن ثمة يقل عرض
. 69
النقد
إن هذه األداة تصبح غير فعالة في التأثير على حجم االستثمارات في الحاالت التالية:
-وفرة االحتياطات النقدية لدى البنوك لتجارية ؛
-توفر مصادر أخرى للبنوك التجارية للتزود بالسيولة كالبورصة أومن فروعها األخرى بالخارج إن
وجدت،
-عدم استجابة األعوان االقتصاديين إذا كانت توقعاتهم االستثمارية متفائلة وبالتالي يتوسعون في
طلب مزيد من القروض بأي سعر،
ثانيا :عمليات السوق المفتوحة:
تتمثل هذه األداة في دخول البنك المركزي إلى السوق المالي بائعا و مشتريا لألوراق
المالية ،بهدف زيادة أو إنقاص حجم المعروض النقدي .فإذا رأى البنك المركزي أن سياسة سعر
إعادة الخصم غير فعالة ،ورأى أنه من الضروري التدخل المتصاص فائض السيولة.فإنه يدخل
في هذه الحالة بائعا لألوراق المالية ،مما يجعل األعوان االقتصاديين يقبلون على شرائها خاصة
إذا كانت أسعارها محفزة .وهذا بدوره يؤدي في النهاية إلى انتقال السيولة من الجمهور والبنوك إلى
البنك المركزي ،أي انخفاض في عرض النقد.
أما إذا كان االقتصاد في حالة ركود فالبنك المركزي يقوم بشراء األوراق المالية من السوق
المالي ،الشيء الذي يؤدي إلى زيادة السيولة لدى البنوك والمؤسسات وبالتالي تزداد القروض
،ومن ثمة يرتفع اإلنتاج والدخل(.)70
71
هناك عدة شروط لنجاح عمليات السوق المفتوحة نوجزها فيما يلي:
.هيل عجمي ومجيل اجلناين ،مرجع سبق ذكره ،ص ،ص 26269 ،261 :
70
. Suradj b.gupta. op _cit P :373
45
-أن تتغير احتياطات البنوك التجارية وكمية النقود المتداولة وفقا لعمليات السوق المفتوحة،
-أن تستجيب البنوك التجارية للزيادة أو االنخفاض في احتياطاتها النقدية عند منحها قروض لألفراد
والمؤسسات،
-توفر سوق مالية متطورة ،ألن أثر البنك المركزي على هذه السوق عن طريق عمليات السوق
المفتوحة مرتبط مقدار كمية األوراق المالية .وعدم وجود مثل هذه السوق يعني غياب عمليات
السوق المفتوحة .وتتميز عمليات السوق المفتوحة عن أدوات السياسة النقدية األخرى بما يلي(:)72
-تكون هذه األداة بمبادرة البنك المركزي الذي يكون له كامل الرقابة عليها؛
-هي عملية مرنة أي يمكن ممارستها بأي حجم أياكان كبي ار أو صغيرا؛
-يمكن عكس هذه العملية بسرعة طالما أن عكس البيع هو الشراء ،والفاعل في هذه العملية هو
البنك المركزي ،فإذا رأى زيادة في بيعه لألوراق المالية فإنه يقوم بشراء أوراق أخرى حتى يصل
إلى الحجم الذي يريده،
-هي عمله سهلة وسريعة وال تعيقها أي إجراءات ،فإذا أراد البنك المركزي شراء األوراق المالية
بسرعة فإنه يحفز البنوك التجارية برفع أسعارها.
ثالــــثا :نسبة االحتياطي القانوني:
يقوم البنك المركزي بفرض نسبة معينة من ودائع البنوك التجارية،تلتزم باالحتفاظ بها لديه
عند منحها القروض .وتسمى هذه النسبة باالحتياطي اإلجباري ويلتزم كل بنك باالحتياطي
المحتفظ به لدى البنك المركزي .وتأتي آلية عمل هذه األداة في رغبة البنك المركزي في الحد من
التوسع في منح القروض أو زيادتها(.)73
ففي حالة تعرض االقتصاد لضغوط تضخمية يجب على البنك المركزي اتباع سياسة نقدية
انكماشيه ،أي التقليل من المعروض النقدي وذلك عن طريق تقييد االئتمان .وفي هذه الحالة يقوم
71
R .Clean hubbard ;money the financial system and the economy (usa addition esleypubliching company
INC ;1995p ;500 .
.72بلعزوز بن علي ،حماضرات يف النظرايت والسياسات النقدية ،ديوان املطبوعات اجلامعية،اجلزائر، 2004،ص،ص.126،127:
46
برفع نسبة االحتياط اإلجباري(.)74مما يجبر المصارف التجارية على تقليل حجم القروض التي
تقدمها لزبائنها.
أما إذا أراد البنك المركزي اتباع سياسة نقدية توسعية فإنه يقوم بتخفيض نسبة االحتياطي
اإلجباري وبالتالي تزداد البنوك التجارية من التوسع في منح لقروض (.)75
غير أن نسبة االحتياطي اإلجباري قد تكون غير فعالة في الحاالت التالية(.)76
-في حالة الكساد تخفيض هذه النسبة قد ال يؤدي إلى استجابة األعوان االقتصاديين فال يطلبون
قروضا أكثر ،نظ ار لتوقعاتهم المتشائمة عند تقييمهم للمشاريع االستثمارية؛
-هذه األداة تكون ثابتة لفترة محددة ،ألنه من غير المعول أن يحدث البنك المركزي تغيي ارت متتالية
على هذه النسبة ألنها تحدث اضطرابات في عمل البنوك،
-إذا توفرت البنوك التجارية على احتياطات كبيرة ،فإن عمل هذه األداة قد يضعف من التأثير على
حجم االئتمان المصرفي .خاصة في حالة التضخم ،مادامت البنوك التجارية تملك هذه
االحتياطات.
-هذه األداة تعامل البنوك على حد سواء ،مما يجعل البنوك الصغيرة أكثر المتضررين منها .أما
البنوك التي تمتلك فروعا أجنبية فإنها ال تتأثر بهذه ألداة؛
فرض على المؤسسات المالية،
فرض على المؤسسات النقدية فقط ،وال تُ َ
كما أن هذه األداة تُ َ
كشركات التأمين والبنوك المتخصصة والصناديق المختلفة ؛
-إن رفع االحتياطي القانوني يؤثر بصورة سلبية على أسعار السندات ،إذ تلجأ البنوك إلى بيع
سنداتها،مما يؤدي إلى انخفاض أسعارها .ولهذا ينصح أن يصاحب هذه األداة( في حالة رفع نسبة
االحتياط اإلجباري) دخول البنك المركزي بائعا لألوراق المالية ،حتى ال يتعارض الهدف مع
األداتين (عمليات السوق المفتوحة واالحتياطي اإلجباري ).
4.3قنوات انتقال آثار السياسة النقدية
.74عبد احلميد الغزايل ،أساسيات االقتصادايت النقدية وضعيا وإسالميا مع االشارة إىل األزمة العاملة ،دار النشر للجامعات ،2009،ص.359 :
.75عبد الفتاح عبد الرمحن عبد اجمليد ،اقتصادايت النقود ،دار وائل ،األردن ،1996 ،ص .263
.76عوض فاضل مرجع سبق ذكره ،ص.610 :
47
يتوقف نجاح البنوك المركزية في تحقيق أهدافها على العديد من العوامل المختلفة .ويعد
مدى إدراكها لقنوات انتقال أثار السياسة النقدية إلى حد كبير من أهمها .ويمكن حصر قنوات
إبالغ السياسة النقدية في أربعة قنوات رئيسة هي:
أوال :قناة سعر الفائدة:هي قناة تقليدية النتقال أثر السياسة النقدية إلى هدف النمو( .)77حيث أن
السياسة النقدية التوسعية تعمل على رفع سعر الفائدة االسمي ،مما يؤدي إلى انخفاض تكلفة رأس
المال الشيء ،الذي يؤدي بدوره إلى زيادة الطلب على االستثمار.وبالتالي زيادة الطلب الكلي
،ومن ثمة ارتفاع معدل النمو والعكس في حالة سياسة نقدية تقييدية .
ثانيا :قناة سعر الصرف :يؤثر التغير في سعر الصرف على االقتصاد المحلي من خالل تأثيره
على حجم التجارة الخارجية ،لذلك فإن الحكومة تولي أهمية كبيرة لسعر الصرف ضمن سياستها
النقدية لتنشيط صادراتها .وتستخدم هذه األداة في الدول المتقدمة وعدد من الدول النامية إلى
جانب سعر الفائدة ،قصد جذب االستثمار األجنبي.
:قناة أسعار األوراق المالية:
تمثل هذه القناة وجهة نظر المدرسة النقدية في تحليل أثر السياسة النقدية على االقتصاد .حيث
وقناة أثر الثروة *78
ينتقل أثر السياسة النقدية من خالل قناتين رئيستين هما :قناة توبين لالستثمار
على االستهالك.
بالنسبة للقناة األولى:يؤدي انخفاض عرض النقود إلى انخفاض اإلنفاق الخاص على األو ارق
المالية .ألن انخفاض عرض النقود يزيد من نسبة األوراق المالية على حساب نسبة األرصدة
النقدية بالمحفظة االستثمارية لدى الجمهور ،مما يدفع المتعاملين إلى التخلص من األو ارق المالية
ببيعها في السوق ،مما يدفع بأسعارها إلى الهبوط فينخفض مؤشر توبين ،ويليه انخفاض في حجم
االستثمار ،وهذا بدوره يؤثر سلبيا على الناتج المحلي اإلجمالي.
*يعرفمؤشرتوبينبنسبةالقيمةالسوقيةللشركةمقسومةعلىتكلفةاستبدالرأس املاالملاديلديها ،ويعكس االرتفاع يف هذا املؤشر تزايد قدرة الشركة املالية على اقتناء اليات
جديدة ،ورفع حجم االستثمار للشركة .حيث أن الزايدة يف املؤشر تعين الزايدة يف أسعار أسهم الشركة مقارنة بتكلفة اقتناء اليات جديدة ،مما يسهل هذه العملية
على املؤسسة يف تشجيع االستثمار .حيث تستخدم الشركة الزايدة احملدودة نسبيا يف رأمساهلا يف اقتناء اليات جديدة.
48
أما بالنسبة للقناة الثانية :فإن انخفاض عرض النقود يؤدي إلى انخفاض أسعار األوراق المالية،
فتنخفض قيمة الثروة لدى الجمهور،ومنه الحد من االستهالك ،وبالتالي ينخفض الطلب الكلي و
79
يتراجع الناتج المحلي.
رابـعـــــا:قناة االئتمان :تنقسم قناة االئتمان إلى قناة اإلقراض المصرفي ،وقناة ميزانية المؤسسات
*القناة األولى :ينتج عن التغير في حجم األموال المتاحة لدى المصارف نتيجة لتغير متطلبات
االحتياطي القانوني تغي ار في حجم القروض المقدمة لالقتصاد ،مما يقلل من االستثمار ويحد من
النمو.
*القناة الثانية:يؤدي انخفاض عرض النقود إلى رفع سعر الفائدة ،ومن ثمة ارتفاع تكلفة
االقتراض ،وبالتالي انخفاض االستثمار من القطاع الخاص ،فينخفض الناتج المحلي.
تجدر اإلشارة إلى أن التفكير في قناة االئتمان كإحدى القنوات الهامة النتقال أثر السياسة النقدية
جاء كنتيجة لعدم االقتناع بسعر الفائدة كقناة وحيدة النتقال تلك اآلثار.
5.3عوامل نجاح السياسة النقدية:
يتطلب نجاح السياسة النقدية في أي دولة توفر مجموعة من العوامل من أهمها:
_نظام معلومات فعال حول وضع الميزانية ونوعية وطبيعة االختالل ؛
_تحديد األهداف بدقة نظ ار لتعارض األهداف احيانا؛
-هيكل النشاط االقتصادي :بتكامل القطاعين العام والخاص ،وكذا سياسة الحكومة تجاه
المؤسسات اإلنتاجية ،وحجم التجارة الخارجية في السوق العالمية؛
-مرونة الجهاز اإلنتاجي للتغيرات التي تحدث على التغيرات االقتصادية؛
-درجة الوعي االدخاري لألعوان االقتصاديين ،إذ أن االكتناز يقف حاج از أمام عمل السياسة
النقدية .ألن النقود المكتنزة تعتبر نقودا خاملة وال تؤدي دورها المنوط بها؛
-توافر أسواق مالية ونقدية متطورة،
-سياسة االستثمار وطبيعة التسهيالت الممنوحة للمستثمرين المحلين واألجانب ،ومدى حساسية
االستثمار لسعر لفائدة .وهناك عامل مهم يلعب دو ار مهما في تحقيق التوازن في ميزان المدفوعات
49
وهو نظام سعر الصرف ،فخالل الفترة ما بين نهاية الحرب العالمية الثانية وأوائل السبعينيات
.جعل نظام بريتون وودز ألسعار الصرف السيطرة على التضخم ،من خالل التزام الواليات
المتحدة بتثبيت عملتها مقابل مقدار معين من الذهب .والتزمت باقي الدول بتثبيت عمالتها مقابل
الدوالر األمريكي ،و تم إرساء قواعد السيطرة على التضخم .باعتبار أسعار الصرف الثابتة أداة
ارتكاز للسياسة النقدية ،من أجل تحفيز استقرار األسعار في العديد من بلدان العالم.
إن ربط تثبيت أسعار الصرف يعني التزام تتحمله السلطات النقدية ،ويتم بموجبه الحد من
التذبذبات في أسعار الصرف ،بحيث تكون نقطة ارتكاز اسمية هامة للتوقعات الخاصة باتجاه
أسعار الصرف ،وبالتالي اتجاه مناسب للسياسة النقدية (.)80
6.3السياسة النقدية وعالج الضخم
يشير أنصار السياسة النقدية إلى أن الهدف الرئيسي ألي سياسة نقدية مطبقة في أي
مكان هو عالج التضخم ،باعتباره ظاهرة نقدية في نظريتهم النقدية.
50
*ارتفاع المستوى العام لألسعار :وهذا االرتفاع يكون في كافة أسعار السلع والخدمات المنتجة
في االقتصاد ،فاالرتفاع في سعر سلعة أو خدمة أو عددا محدودا من كليهما ال يعتبر تضخما
(.)81
* االستمرار :إذا أن األسعار قد ترتفع في شهر أو ثالثي أو سنة ،ثم تعود إلى مستوى مقبول
.فإذا حدث هذا في أي دولة ،فال يعتبر تضخما ،ألن هذا االرتفاع لم يستمر .
* أن يكون االرتفاع كبي ار:فال يمكن اعتبار الزيادة الطبيعية تضخما .وهناك عدد متعارف عليه
وهو في حدود ،%5فإذا ارتفعت االسعارفوق هذا المعدل فإنه يمكن القول أن االقتصاد يعاني من
التضخم أما دون هذه النسبة فيعتبر مقبوال ويطلق عليه المعدل الطبيعي للتضخم(.)82
ومصطلح معدل التضخم ( )INFRالسعر النسبي للمستوى العام لألسعار ويحسب كما يلي :
ثانيا :أسباب التضخم :إن البحث عن أسباب االرتفاع المتواصل في االسعار يقودنا إلى نظرة كل
مدرسة اقتصادية للتضخم ،وبالتالي تختلف أسباب التضخم وطرق عالجه من مدرسة ألخرى.
ومع اختالف األسباب من دولة ألخرى .ففرضيات النظرية الكينزية مثال ال تنطبق على
اقتصاديات البلدان النامية ،ولهذا ظهرت وجهات نظر مختلفة ألسباب التضخم.ويمكن أن نطلق
عليها نظريات مفسرة للتضخم ومن أهمها:
-1نظرية جذب بالطلب :Demand pull inflationيوضح أنصار هذه النظرية أن االرتفاع
في النفقات (أي زيادة الطلب) الممول عن طريق القروض أو األصواللمالية،أواالرتفاع في الطلب
51
الخارجي ،دون أن تعود هناك زيادة كافية في عرض السلع والخدمات لتغطية هذا الطلب .سوف
يؤدي إلى ارتفاع المستوى العام لألسعار( .)83ومن رواد هذه النظرية االقتصادية .اإلنجليزي جون
مينارد كنيز والسويدي فيكسلوترجع زيادة الطلب إلى العوامل التالية(.)84
تتوقف آثار هذه االرتفاعات في االسعار على حالة االقتصاد الوطني(التشغيل الكامل والناقص).
*حالة التشغيل الناقص:في هذه المرحلة تكون هناك موارد إنتاجيه معطلة .إذ أنه عند زيادة
الطلب الكلي بزيادة االنفاق الحكومي ،فإن الجهاز االنتاجي يستجيب لهذه الزيادة في الطلب
بتشغيل الموارد المعطلة .فيزداد اإلنتاج ويصاحبه زيادة في أسعار عوامل اإلنتاج .وهكذا تبدأ
سلسلة جديدة من االرتفاعات في األسعار ،إلى أن يصل االقتصاد إلى حالة التشغيل الكامل .وفي
هذه الحالة ال تعتبر ارتفاعات االسعار تضخما ،ألن األجور تزداد أيضا .كما أن فائض الطلب تم
تغطيته عن طريق التوظيف و اإلنتاج .
* حالة التشغيل الكامل :في هذه الحالة تكون كل الموارد اإلنتاجية مشتغله وتعمل بكامل طاقتها.
لذلك فزيادة الطلب ال تجد زيادة تقابلها في اإلنتاج .مما يدفع المنتجين إلى البحث عن أساليب
جديدة لإلنتاج ،فتحصل المنافسة على عوامل االنتاج فترتفع أسعارها .فترتفع األجور ولن يزداد
اإلنتاج بنفس نسبة زيادة الطلب فترتفع األسعار ،وترتفع الفجوة بين الطلب و العرض الكليين
(فجوة تضخمية).
52
-2نظرية زيادة التكاليف cost push inflation,
اهتمت المدرسة الكالسيكية بزيادة العرض وزيادة تكاليف اإلنتاج أكثر من اهتمامها
بالطلب ،حسب روايتهم الغير صحيحة (العرض يخلق الطلب الموازي له) ،وبالتالي كل منتج يعيد
تشغيل أمواله من جديد مادام الطلب تلقائيا حتى الوصول إلى التشغيل الكامل بشكل تلقائي.
وبالتالي قد يحقق المنتجون مستويات معينة من األرباح ،وال يفكرون بالنزول عنها .غير أنهم قد
يواجهون تزايدا مفاجئا في تكاليف اإلنتاج نتيجة ضغط العمال ،فترتفع أجورهم فال يجد المنتجون
سبيال لمواجهة هذه الزيادة في التكاليفن إال برفع األسعار قصد الحفاظ على أرباحهم.
كلما كانت زيادة تكاليف االنتاج كبيرة كزيادة أسعار بعض المواد األولية ،كلما كان األثر
ملموسا على معدل التضخم .وقد عانت أوروبا والواليات المتحدة منذ عام 1960إلى 1985من
هذه االرتباطات والصراعات بين األجور واألرباح ،خاصة دول أوروبا إبان أزمة النفط عام 1979
،حيث أسعار الوقود بأربع مرات مما أدخلها في دوامة تضخم النفقة فارتفعت األسعار بشكل كبير
.
ومستمر ( .)86طوال الفترة ()1973-1978
-3التضخم النقدي :تقوم الفرضية النقدية على أن زيادة وسائل الدفع في المجتمعيؤدي إلى زيادة
الطلب ومن ثم ارتفاع األسعار .وتتمثل وسائل الدفع في المعروض النقدي .وزيادته تعني زيادة
اإلصدار النقدي لمواجهة زيادة االنتاج .بهدف تسهيل عمليات تصريف الناتج ،وكذلك لتقديم
تسهيالت ائتمانية قصد دعم االنتاج أو لتمويل عجز الموازنة.
أما الفرضية الثانية للطرح النقدي للتضخم ،فتتمثل في زيادة سرعة التداول النقدي .ويرجع تغير
التضخم أو اعتباره ظاهرة نقدية إلى النظرية الكالسيكية التي تناولناها سابقا ،والتي تقر بأن ارتفاع
المستوى العام لألسعار ناتج عن زيادة كمية النقود بنفس النسبة .وقد طور فريدمان هذا التصور،
إذ أنه يؤكدهبعبارته الشهيرة".التضخم دائما و في أي مكان هو ظاهرة نقدية".إن تصور فريدمان
.86خالد واصف الوزين و أمحد حسني الرفاعي ،مرجع سبق ذكره ،ص.259 :
53
يبين أن التغير في كمية النقود يدعمه التغير في سرعة دورانها في نفس االتجاه ،وينعكس هذا
التعبير في إحداث تغيير في كل من األسعار والناتج لكن بنسب مختلفة(.)87
أوال:أنواع التضخم :إن اختالف االقتصاديين في تفسيرهم ألسباب التضخم جعلهم يختلفون في
تحديد أنواعه ،ويمكن إيجاز أنواعه حسب عدة معايير ،إذ يمكن االعتماد على معيار القوة ومعيار
تدخل الدولة ومعيار المنشأ وحسب معيار النتيجة(.)88
فحسب المعيار األول هناك تضخم جامح وتضخم زاحف ،وحسب معيار تدخل الدولة هناك
تضخم مكبوت وتضخم مكشوف ،وحسب معيار المنشأ هناك تضخم في ظل قاعدة الذهب
وتضخم دائموتضخم طلبي وتضخم تكاليف ،وحسب نتيجته هناك تضخم سلعي وربحي ورأسمالي
ودخلي وأجري وانفاقي(.)89
ثانيا:آثار التضخم :تختلف تأثيرات التضخم من حيث قوته ومن حيث طبيعته هل هو متوقع أو
ناتج عن صدمة ما .وعموما يترك التضخم أثا ار نلخصها فيما يلي:
-األثر على الدخل :فأصحاب الدخول الثابتة من موظفين ومتقاعدين يتأثرون سلبيا ،إذ أن
قدرتهم الشرائية سوف تنخفض .أما أصحاب الدخول المتغيرة كالتجارة وأصحاب المهن الحرة
يستفيدون من التضخم ،إذ أن دخولهم سترتفع مع ارتقاع األسعار؛
-األثر على سعر فائدة :يتأثر المقرضون بأسعار فائدة ثابتة بموجب كمبياالت أو سندات قرض
سلبيا ،أما المقترضون بأسعار فائدة ثابتة باختالف أنواعهم فيستفيدون من هذا االرتفاع في
األسعار .وعموما عند الحديث عن سعر الفائدة الذي يأخذ معدل التضخم بعين االعتبار ،فيجب
.87عبد الرمحن يسري أمحد وإميان حممد زكي ،النظرية االقتصادية الكلية ،الدار اجلامعية ،2007 ،ص.170 :
.88بلعزوز بن على ،مرجع سبق ذكره ،ص.146 :
.89ملزيد من التعميق حول أنواع التضخم أنظر وضاح جنيب رجب ،التضخم والكساد.دار النفائس للنشر والتوزيع األردن،210 ،ص.39-30 :
54
األخذ بسعر الفائدة الحقيقي بدل اإلسمي .حيث أن (سعر الفائدة الحقيقي يساوي سعر الفائدة
اإلسمي -معدل التضخم )؛
-األثر على التجارة الخارجية :يؤدي ارتفاع األسعار محليا إلى انخفاض تنافسيتها في األسواق
العالمية ،مما يعني انخفاض الصادرات .كما أن انخفاض أسعار السلع المستوردة مقابل المحلية
التي ارتفعت أسعارها ،يؤدي إلى زيادة الواردات ،مما يؤدي في النهاية إلى اختالل الميزان
التجاري.
في هذه الحالة أصحاب المدخرات من العمالت األجنبية هم المستفيدون .ألن القوة الشرائية
للعملة المحلية ستنخفض،مما يؤدي إلى ارتفاع سعر صرف العملة المحلية مقابل العمالت
األجنبية .أما المتعاقدون تجاريا على تسليم بضائع في المستقبل سواء في الداخل أو في الخارج،
فإنهم سيخسرون مقدار الزيادة في األسعار؛
-األثر االجتماعي :يتمثل األثر االجتماعي المهم بالنسبة للتضخم في البطالة ،حيث أن زيادة
الطلب الكلي التي تؤدي إلى رغبة المنتجين في زيادة إنتاجهم من خالل توظيف مزيد من العمال
واغرائهم بأجور مرتفعة يؤدي إلى ارتفاع األسعار .أي أنه قد تكون هناك عالقة عكسية بين
البطالة والتضخم*(..90
.91أمحد زهري شامية ،النقود واملصارف دار زهران للنشر والتوزيع ،2010ص.339 :
55
النقود،فينخفض عرض النقود وبالتالي يتجه مستوى األسعار إلى االنخفاض.فينخفض معدل
التضخم .أما إذا استخدم نسبة االحتياطي القانوني فإنه يقوم برفعه.
كذلك بالنسبة لسعر إعادة الخصم فإن البنك المركزي يقوم برفع هذا المعدل ،وكل هذا يصيب في
اتجاه واحد هو انخفاض المعروض النقدي ،مع األخذ بعين االعتبار اتجاه األداتين معا في اتجاه
واحد .ألنه إذا كانت األداتين في اتجاهين متعاكسين ،فإن ذلك ال يؤدي إلى إحداث التغيير
المرغوب فيه في كمية النقود ،التي تؤثر بدورها على المستوى العام لألسعار.
إذن فسلوك السياسة النقدية تجاه التضخم هو الحد من المعروض النقدي ،وبالتالي الحد من إنفاق
األفراد والهيئات على شراء السلع والخدمات .ويالحظ أنه في الوقت الذي يتم فيه تخصيص
عرض النقود ،من خالل تقييد االئتمان،يتم أيضا رفع سعر الفائدة( .)92وهذا ما يؤدي إلى خفض
معدل التضخم النقدي(*).
56
الضرائب أو لتقليل النفقات الحكومية بالقدر الذي يضر بنشاط االقتصادي أو تأجيل ببعض
مشروعات االقتصادية)93(.
3ـ الدين العام :تعتبر السياسة الدولة اتجاه الدين العام من حيث حجمه ومعدالت نموه وسبيل
الحصول عليه من الوسائل المهمة في تأثير على مستوى النشاط االقتصادي ,أما إذا كانت
الموازنة العامة تتحقق فائض فإن حجم هذا الفائض يمكن أن يؤثر بصفة مختلفة على االقتصاد
الوطني .
توجد إجراءات أخرى معالجة لتضخم منها:
*الرقابة المباشرة على أسعار بوضع حد أقصى وحد أدنى لها و استخدام نظام البطاقات في
توزيع السلع الضرورية
* إنتاج بعض السلع الضرورية على حساب بعض السلع الكمالية
* الرقابة على األجور فهي ضرورية إلنفاق األسعار واألجور وكذلك تخفيض القيود على
الواردات يساعد في زيادة عرض السلع األساسية وتخفيض الضغوط التضخمية ومن اإلجراءات
التي تساعد على عالج التضخم رفع اإلنتاجية بشكل عام وزيادة حجم االدخار القومي.94
-معتوق سهير محمود "،سياسات التثبيت االقتصادي المعاصرة،،القاهر ,1990 ،ص. 120 93
57
.4المؤسسات المالية
يتكون النظام المالي من شبكة من األسواق و المؤسسات المالية و رجال األعمال و األفراد و
الحكومات التي تشارك فيه و تنظم عملياته و تتمثل وظيفته األساسية في تحريك أموال المدخرين
إلى المقترضين أو من الوحدات ذات الفائض المالي إلى الوحدات ذات العجز المالي و يتم هذا
التحريك من خالل األسواق والمؤسسات المالية التي تتوسط المعامالت و قد تزامن ظهورها مع
ظهور البنوك لما لها من دور فعال في تمويل االقتصاد .
1.2.4وظائفها:
يعتبر التمويل من أساسيات االستثمار الشيء الذي يحفز النمو االقتصادي ،لهذا فالمؤسسات
المالية تلعب دو ار فعاال في النشاط االقتصادي ،حيث يمكن تحديد أبعاد و معالم هذا الدور من
خالل الوظائف الثالث األساسية لها وهي :
58
باستخدام أساليب و أدوات تودي إلى تبسيط وتسريع 95
االستعانة عن دفع األموال نقدا وذلك
عمليات التبادل مثل استخدام الصكوك بدل دفع العملة النقدية في سداد المدفوعات.
تعمل بعض المؤسسات المالية و منها شركات التأمين على ممارسة أنشطتها ضد المخاطر
المختلفة ،حيث أن جميع المخاطر لتي يتعرض لها األفراد و المؤسسات تتم عملية تغطيتها
بالتعويضات عند الحوادث وهذا سيؤدي إلى حمايتهم حيث سيمكنها هذا من إعادة نشاطها وتعزيز
.2
على االستثمار في تأدية أنشطتها اإلنتاجية قدرتها
2.2.4أهداف المؤسسات المالية :تركز معظم كتابات المؤسسات المالية على أن هدف الربحية
هو الهدف الذي يجب أن تسعى إليه هذه المؤسسات إلى تحقيقه ،فيقع على إدارتها الحصول على
المدخرات بأقل تكلفة ممكنة و استخدام األموال سواء في حالة القروض أو االستثمار بطريقة
تحقق أعلى عائد ممكن و لتحقيق هذا الهدف ،البد من االهتمام بالعديد من مجاالت اتخاذ
الق اررات مثل إدارة األصول و الخصوم و إدارة أرس المال و الرقابة على المصروفات و السياسات
التسويقية.
95عبد الغفار الحنفي ،رسمية قرياقص ،البورصات و المؤسسات المالية ،جامعة اإلسكندرية ( 2002ص .)13-12
59
اقل عائد للمدخرين وتحصل على أعلى عائد من المقترضين غير أن المنافسة من المؤسسات
األخرى تحد من قدرتها على ذلك وبالتالي تكون مهمة اإلدارة هي الحفاظ على هامش موجب بين
العائد و التكلفة حتى تبقى في السوق و أمام اإلدارة العديد من الفرص لزيادة هذا الهام96ش
كاستخدام لتطور التكنولوجي و زيادة حجم التنظيم و إدارة األصول والخصوم تتطلب األخذ بعين
االعتبار درجة المخاطر التي يمكن التعرض لها ،مثل خطر السيولة و اإلفالس.
إن مخاطر اإلفالس تجعل االهتمام يت ازيد بإدارة أرس المال فيحاول مالك المؤسسات المالية بقدر
اإلمكان تخفيض أرس المال إلى أدنى حد ممكن و االعتماد على أموال الغير لزياده العائد الذي
يحصلون عليه و هو ما يسمى بالمتاجرة بالملكية أو الرفع المالي و لكن زيادة أموال الغير تزيد
من درجة الخطر نتيجة لزيادة مخاطر عدم التسديد.
60
للوساطة المالية.
..4.2.3حسب الغرض من إنشائها و النشاط الممارس:يمكن تقسيمها الى مؤسسات ماليه نقديه
وغير نقدية .فالمؤسسات المالية النقدية تشمل:البنك المركزي و البنوك التجارية و البنوك
اإلسالمية أما المؤسسات المالية غير النقدية تشمل شركات التأمين وصناديق التقاعد البنوك
المتخصصة وباقي المؤسسات المالية التي ال تتلقى ودائع.
3.3.4حسب طبيعية العمل:
حسب هذا التقسيم نجد مؤسسات الوساطة المالية و مؤسسات مالية أخرى.
هي تلك الفئة التي تتعامل في األوراق المالية التي تصدرها الشركات المصدرة لهذه األوراق و
تسمى األوراق المالية األولية و في نفس الوقت تبيع هذه األوراق في السوق الثانوي إلى
المدخرين و تسمى باألوراق المالية
الثانوية فالمؤسسات الوساطة المالية لها فروع :تعاقدية ،ثانوية تتلقى ودائع وخاصة
61
للقروض التي يقدمها هؤالء الوسطاء تأتي من الودائع سواء من األفراد أو المشروعات التجارية
أو الصناعية أو الحكومة و مثال لهؤالء الوسطاء (البنوك التجارية).
حيث يدخل هؤالء الوسطاء في تعاقد مع عمالئهم لغرض االدخار لتوفير الحماية المالية ضد
الخسائر المحتملة سواء في ممتلكاتهم أو حياتهم و يتمثل هؤالء الوسطاء في :شركات التأمين
خيث يعتبر التأمين عبارة عن عقد يلتزم بموجبه الضامن (غالبا ما يكون شركة) ببعض
الموجبات عند نزول األخطار بالمضمون أو بأمواله مقابل دفع يسمى القسط .
إلى إذن فشركات التأمين تقوم بتجميع األموال من خالل أقساط التأمتن واعادة ضخها
السوق باإلضافة إلى هذا النوع من الوسطاء التعاقد يون نجد صناديق التقاعد و صناديق
97
التأمين .
* الوسطاء الثانويون :يطلق عليهم هذا المسمى ألنهم يعتمدون بدرجة كبيرة على مؤسسات
مالية أخرى مثل البنوك التجارية لتمويل قروضهم و مثال لهؤالء الوسطاء شركات التمويل.
62
.5األسواق النقدية
1.5نشأة وتطور األسواق النقدية.
األسواق النقدية وزيادة بروزها على مستوى أدت العوامل المختلفة والعديدة ،إلى نشأة
االقتصاديات الحديثة و مرت في نشأتها بالعديد من المراحل يتم عرضها فيما يلي:98
المرحلة األولى :هي موحلة بداية نشأة وتطور األسواق النقدية والتي تتضمن وجود عدد محدود من
البنوك الخاصة و وارتباطها بتحقق ارتفاع نسبي في االدخار ،الذي أتاح االستثمار في عدد من
المؤسسات١لتجارية والعقارية ،مما استدعى التوجه تحو البنوك لالقتراض بهدف التمويل.
المرحلة الثانية :وهي المرحلة التي ارتبطت بالتطور الذي تحقق في المرحلة األولى ،والمتمثلة في
ظهوربعض البنوك و الذي فرض الحاجة على السلطات النقدية من اجل العمل على تنظيم عمل
البنوك التجارية و السيطرة عليها في حدود ما يتاح لها من أعمال ونشاطات ،في ضوء السياسات
التي تحكم عملها والتي يضعها البنك المركزي (السلطة النقدية ).
المرحلة الثالثة :أدى تطور النشاطات االقتصادية ،إلى ظهور البنوك المتخصصة التي توفر
التمويل القصير المتوسط وطويل األجل ،باإلضافة إلى ما صاحب التطور االقتصادي من تطور
حاصل في األسواق المالية والنقدية ،من خال زيادة وتنع الوسائل واألدوات المستخدمة في األسواق
المالية والنقدية وبشكل خاص األوراق المالية ،الشئ الذي شكل بداية ارتباط السوق النقدية بالسوق
المالية.
وأخي ار المرحلة الربعة :وهي الموحلة التي تتضمن تطو ار كبي ار في األسواق النقدية والمالية ،من
خالل تطور عمل هذه األسواق ،والذي أدى إلى استم ارر االندماج بين األسواق النقدية والمالية،
بدرجة اكبر،حيث أصبحت األسواق المالية والنقدية سوق واحدة يصعب التمييز بينها.
63
2.5تعريف وخصائص السوق النقدية:
تتميز السوق النقدية على غرار مختلف األسواق المالية األخرى بالعديد من تعريفاتها
نظر للدور المهم الذي تلعبه في االقتصاد.
وخصائصها ا
أوال :تعريف١لسوق النقدية.
هناك عدة تعاريف للسوق النقدية من أهمها:
ااالسوق النقدي هو ذلك الجزء من سوق المال والذي يتم فيه تداول األوراق المالية قصيرة األجل
و التي ال يتجاوز فترة سدادها عاما واحدا ،ولهذا فان السوق النقدي يتم فيها تعويض النقود بأشباه
النقود ويلجأ إلى السوق النقد عادة المقترضون الذين يعانون من شح في السيولة وبتالي يقومون
99
ببيع األوراق المالية قصيرة األجل.
كما تعرف على أنها :اا األسواق التي تتداول فيها األو ارق المالية قصيره األجل والتي يزيد
أجلها عن عام100 .ومجرد ما يتم إصدار هذه ١لألوراق يتم تداولها في السوق الثانوية ،ويحصل
المستثمرون على احتياجاتهم من السيولة.من خالل هذه األسواق ،حيث يحتفظون بالحد األدنى من
أموالهم في صور نقدية الستخدامها في المعامالت اليومية ويستخدم الباقي في االستثمارات قصيرة
األجل أوفي أدوات سوق النقد ،وذلك إلمكانية تحويلها بسرعة إلى نقود إذا اقتضت الحاجة ،أي أن
األدوات أو األوراق المالية في سوق النقد تحقق عادا أعلى عن االحتفاظ بالنقود سائلة مع مخاطر
ائتمان وتغير سعري منخفض نسبيا ،مقاربة األوراق المالية في سوق ارس المال.
كماتعرف السوق النقدية على أنها:ااسوق مالية يتم فيها تبادل السندات القصيرة األجل مقابل
السيولة.وهي مخصصة للمؤسسات المالية والمقاوالت التي يمكنها أن تقرضوتقترض السيولة في
مدة زمنية قصيرة.
99محمود حامد محمود عبد الرزق،اقتصاديات النقود والبنوك و األسواق المالية،الدار الجامعية ،مصر ،2013 ،ص .340
100نهال فريد مصطفى ،السيدة عبد الفتاح إسماعيل،األسواق والمؤسسات المالية ،دار الفكر الجامعي ،مصر ،2007،ص53
64
هناك من عرف السوق النقدية :بسوق التعامل بين البنوك الذي يضمن تحقيق التوازن اليومي بين
آجال العمليات الدائنة والمدينة لمؤسسات االئتمان .حيث تقوم البنوك باستثمار فوائضها لدى هذه
السوق كما تحصل منه على القروض الالزمة استنادا إلى وضعية إحتياطاتها لدى البنك
المركزي.101
_تتكون من السوق فيما بين البنوك وسوق األصول المالية القابل للتداول
_ توفير السيولة وهي قدره تحول السندات التي تعبر عن مديونية قصير أو متوسطة األجل إلى
نقود قانونية بأقل قدر ممكن من الخطر ،و تتمثل أهم السندات في أذونات الخزينة ،األوراق
التجاربة والقروض المباشرة.
_المتعاملون في هذه السوق هم أساسا المؤسسات النقدية والمالية (البنك المركزي ،البنوك التجارية،
شركات التأمين )...باعتبارهم وسطاء بين الحكومة واألشخاص فمن جهة يتلقون إدخاراتهم ومن
جهة أخرى يمنحونهم األموال الالزمة لنشاطاتهم.
_ السوق النقدية كما أشرنا سابقا غير مجسدة ماديا حيث ال تتم الصفقات على مستواها في مكان
محدد وتدخل العمليات في عالقة مع بعضها البعض على مجال استخدام الهاتف أو الفاكس.
101سوزي عدلي ناشد ،مقدمة في االقتصاد النقدي و المصرفي ،منشورت الحلبي الحقوقية ،لبنان ،ص 175
جزئر ،1993،ص
102مروان عطوان ،األسواق النقدية والمالية (البورصات ومشكالتها في عالم النقد والمال) ،ديوان المطبوعات الجامعية، ،ال ا
65
تعتبر سوق لندن النقدية ،سوق نيويورك ،وطوكيو من أكبر األسواق النقدية في العالم ،كما أن
السوق النقدية تمثل عالقة اقتصادية قبل أن تكون تجسيدا ماديا والمقابل لهذه للنقود هو أدوات
مالية ذات أجل قصير ومتوسط.
_ درجة المخاطر منخفضة إذا ما قورنت المخاطر في السوق النقدية بغيرها من األسواق األخرى
ويرجع ذلك إلى غالبية أجال االستحقاق ال تزيد عن السنة الواحدة .مما يعني بقاء الظروف في
الحالة الطبيعية مستقرة حتى ولو حدث تغير مفاجئ ،فلن يكون أثره كبير،ومادامتالجهة المصدر
غالبا ما تكون ذات سمعة مالية جيدة ،وال يتوقع المتعامل تغي ار كبير ومثال على ذلك المؤسسات
الحكومية.
للسوق النقدية أهمية تمس العديد من الجوانب في االقتصاد كما لها وظائف متعددة من أهمها
أوال:وظائف السوق النقدية
على الرغم من أن الدوالر األمريكي يعد اآلن هو العملة الرئيسية في المدفوعات الدولية ،إال أن
بعض العمالت القوية الزالت تتمتع بمكانة متزايدة في هذا المجال .فعلى سبيل المثال يوجد
عمليات كبيرة ا الزلت تتم في سوق لندن أكتر من أي سوق عالمية أخرى للخصم.ففي انجلت ار نجد
أن سماسرة األو ارق التجارية يقترضون من البنوك التجارية عند سعر فائدة منخفض جدا ،الن
القصير. األجل خالل رده يمكن ١لقرض
وتعتبر هذه ميزه تتمتع بها البنوك االنجليزية ألنها تمدها بأصل مميز من أصول السيولة،وبتالي
تمكن البنوك االنجليزية من االحتفاظ باحتياطات نقدية منخفضة مقارنة بمعظم البنوك العالمية
٠ 103
األخرى
وقد تطور الواقع العملي ،وصبح سماسرة األوراق التجارية يستخدمون هذه األداة لخصم األوراق
103مجدي محمود شهاب ،اقتصاديات النقود و المال(النظريات و المؤسسات النقدية) ،دار الجامعة الجديدة ،مصر ،2000 ،ص-140:
.141
66
التجارية التي يحتفظون بها لمدة معينة ،عادة شهر ،وبعد ذلك يقومون بإعادة خصمها لدى
١لبنوك ،ونتيجة لذلك فقد استطاع هؤالء السماسرة تحقيق أرباح عن طريق تقاضي نسبة خصم
مرتفعة قليال عن نسبة الفائدة التي يقترضون على أساسها من البنوك .فالبنوك في ذاتها تقوم
بخصم األوراق التجارية ،ولكنها تفضل خصم األوراق التجارية التي تكون مستحقة األداء بعد
شهرن على األكثر .كما أن البنوك التجارية تفضل خصم األوراق التجارية التي تكون قيمتها قبل
وبعد الخصم متساوية تقريبا ،حيث يتم استحقاقها كل أسبوع .ولذلك فان البنوك تكون مستعدة
إلعادة خصم األوراق التجارية للسماسرة عند سعر فائدة أقل من السعر الذي يمكنهم تقاضيه على
قروضهم قصيرة األجل .وهذه الخسائر تعتبرها البنوك نوعا من الرسوم يحصل عليها سماسرة
األوراق التجارية الحتفاظهم باألوراق لفترة معينة ثم تنسيقها وترتيبها على شكل مجموعات يتم
خصمها لدى هذه البنوك ،وبمجرد اكتساب البنك التجاري لورقة التجارية فانه عادة يحتفظ بها لحين
حلول موعد استحقاقها.
يالحظ أن توافر سوق جيدة يجنب البنوك التجارية االقتراض من البنك المركزي .فإذا وجدت
هذه البنوك مثال أن لديها عج از في السيولة فانه يمكنها استرداد جزءا من قرضها في السوق النقدي
وبالتالي تجبر المشتركين اآلخرين في السوق على االقتراض من البنك المركزي .و هذا االقتراض
يتقاضى سعر فائدة البنك المركزي ألن المشتركين يعتبر أكتر تكلفة بالنسبة لهؤالء
أكبر من السعر الذي يحصل عليه البنك التجاري سواء بالنسبة للقروض قصير األجل أم
ذلك إلى باإلضافة التجارية. األوراق خصم إلعادة بالنسبة
التجارية األوراق بخصم يقوم أن من تمنعه المركزي البنك تعليمات فإن
67
ثانيا :أهمية ١لسوق النقدية
تعود أهمية السوق النقدية بشكل أساسي إلى دوره في إعادة تجديد سيوالت البنوك التجارية
وفي تلبية متطلبات االقتصاد بصفة عامة.104
من وجهة نظر االقتصاد القومي تؤمن هذه السوق سرعة حصول المقترضين على األموال التي
يحتاجها،كما يؤمن للمقرض إمكانية تحول أصوله المالية قصيرة األجل بسرعة إلى أرصدة نقدية
سائلة وبذلك تؤمن السوق النقدية السيولة النقدية حسب حاجات االقتصاد.أما من وجهة نظر
المصارف المركزية يعتبر وجود هذه السوق وسيلة مهمة في التأثير على حجم االحتياطات النقدية
للبنوك التجارية وبالتالي في التأثير على مستويات الفائدة سواء قصير األجل أو طويلة األجل وكلها
إلى جانب ذلك فإن أهمية السياسة النقدية مكمن في كونها تؤمن السيولة النقدية وتوفر أدوات الدفع
للجهاز المصرفي ،وبذلك يتمكن هذا األخير من القيام بدوره في تمويل النشاط االقتصادي.
ومن خالل العمليات المقدمة تجد البنوك التجارية مجاال لتوظيف فوائضها النقدية لديها والمتمثلة
في األرصدة الدائنة للبنك التجاري لدى البنك المركزي عن طريق عرضها في السوق النقدية.
من الواضح أن صالحية السوق النقدية لتأمين سيولة النظام المصرفي ،أو لتوفير أسباب
تنفيذ سياسات البنك المركزي إنما تتوقف على مدى نمائه ،ويستدل على نماء السوق النقدية بمقدار
104.حدة رايس ،دور السوق النقدية في تامين سيولة النظام المصرفي ،مجلة العلوم اإلنسانية ،جامعة محمد خيضر سكر ،٠العدد ،09
،2006ص:10
68
ما يتصف به من سعة وما يتمتع به من سيولة ونشاط ،ومنافسة وفقا لشروط التعامل فيه ،ويتوقف
اتساع السوق النقدية على تنوع األصول التي تباع وتشترى فيه .وعلى مدى توافر القدر المالئم لسد
حاجات التعامل منه،وتتوقف سيولة السوق على مدى سهولة تحويل تلك األصول إلى نقود عند
الضرورة،األمر الذي يتوقف على مبلغ النشاط وعلى مقدار ما يتوفر للسوق من الموارد.
عموما تشترك البلدان حديثة العهد بالنظام ١لمصرفي ومعظمها بلدان في مرحل النمو
االقتصادي بقصر أسواقها النقدية ويرجع ذلك إلى ضيق نطاق التعامل األوراق التجارية في
69
4.5عمليات السوق النقدية والمتدخلون فيه:
تنقسم العمليات في السوق النقدية إلى قسمين أولهما يتمثل في عمليات السوق فيما بين
البنوك ،أما الثانية فهي عمليات السوق المفتوحة .والمتدخلون في السوق النقدي هم أولئك
األشخاص الذين يعرضون ويطلبون العملة.
*األخذ ألجل هي عمليـه تحصل من خاللها المؤسسـة على قـرض من زميالتها في شكل
تسهيالت استغالل مقابل سندات عموميه أو خاصة :أي هي شراء للسندات مع وعد للبيع
عند اجل محدد.
إن البنك المركزي ملزم بتوفير اعادة التمويل للقطاع البنكي وهذا عن طريق إما عمليه اعاده
الخصم بسعر ثابت لسندات تمثل ديونا متوسطه األجل أو االستغالل بواسطة عمليات بسعر
متغير .فإذا كانت عمليه إعادة الخصم ال تدل على أي معلومة عن سياسة سعر الفائدة
المتبعة من السلطات النقدية فان عمليات البنك المركزي بسعر متغير تحدد بوضوح األهداف
105
بخراز يعدل فريدة – تقنيات وسياسات التسيير المصرفي ,ديوان المطبوعات الجامعية،الجزائر ,2003 ،ص 120
70
المسطرة في إطار السياسة النقدية .العناصر السائدة في هذا المجال هي سعر نداء العرض
وسعر األخذ ألجل لسبعه أيام ،فالسعرين يمثالن المجال الذي يحدد أعلى وأدني حد لتقلبات
سعر السوق فيما بين البنوك يوميا .وبهذا يتمكن البنك المركزي من التأثير على السوق فيما
بين البنوك قصيرة األجل في محيط ذو سيوله كبيره فباإلضافة إلى اعاده الخصم والتدخل
بسعر متغير ،يعمل البنك المركزي على شراء وبيع أذونات الخزينة ( عمليات السوق
المفتوح) وهذا بسعر السوق .فبتدخله هذا ،يؤثر البنك المركزي على السيولة البنكية بالزيادة
عند الشراء وبالنقصان عند البيع لألذونات فمن عمليات البنك المركزي بالسعر المتغير ما
يلي:
:فهي تسهيالت تمنح للنظام المصرفي والمبادرة تكون في ذلك عمليات بالنداء للعرض
للبنك المركزي ،وهذا آلجال مختلفة عن طريق األخذ ألجل .يقوم البنك المركزي بإحصاء
عدد ومقدار الطلب للنقود المركزية لمؤسسات القرض عند مختلف أسعار الفائدة المفتوحة
.ثم يقوم البنك المركزي بعرض النقود بالمستويات المحددة باألسعار المناسبة .ويكون مقابل
هذه العمليات وثيقة تعبئ عدد من السندات الخاصة أو العامة وتخضع للشروط المحددة من
طرف البنك المركزي.
*األخذ ألجل لسبعة أيام مقابل اذونات الخزينة أو السندات الخاصة ،يمكن لمؤسسات
القرض أن تتقدم للبنك المركزي طالبة منه قرض تحت شكل األخذ ألجل لسبعة أيام بشرط
أن يكون لديها قدر ونوع محدد من السندات القابلة للتعبئة.
*يملك البنك المركزي إمكانية التدخل في السوق النقدي بشراء ،بيع ،األخذ ألجل ،وهذا
عندما يشعر بضرورة ذلك وبأسعار محددة في السوق.
71
ب.المتدخلون في السوق النقدية:
المشاركون في السوق النقدية ،بالمعنى العام لسوق األموال قصيرة األجل ،هم أولئك
األشخاص الذين يعرضون أو يطلبون العملة سواء كانوا من األفراد أم المؤسسات ،وتشمل
التسمية أيضا الجهاز المالي وخزينة الدولة ،والمتعاملين معها .ويمكن تلخيصهم فيما
106
يلي:
يشترك األفراد مع المؤسسات في خاصيتين أساسيتين ؛ فهم نظ ار لعدم قدرتهم على خلق
العملة ،ال يستطيعون عرض العملة إال إذا كان لديهم موجودات صندوقية فائضة مؤقتا .
ومن جهة أخرى ،إذا اقترضوا نقودا فمن أجل الحصول على السلع والخدمات من السوق
وكلمة فرد تدل بصورة أساسية على الشخص الطبيعي الذي يقوم بنشاط بشري .فمن جهة
هناك استهالك أو استعمال للسلع والخدمات لغايات شخصية ،وهناك أيضا التوفير الفردي
فنشاط األفراد ،حتى ولو تناول العمليات االقتصادية األبسط في الحياة اليومية ،يشكل
العنصر المحرك لدورات النقود.
أما المؤسسات فسواء ظهرت بشكل أشخاص معنوية أو بشكل مشاريع فردية
تلعب دو ار اقتصاديا أساسيا في دمج عوامل اإلنتاج بقصد إنتاج السلع أو تقديم الخدمات
*البنوك التجارية :من ابرز العوامل التي جعلتها من أهم المتدخلين في السوق النقـدية هي
قبـول الودائع وادارتها ،تمويـل التجارة الخارجية ،تعبئة الموارد المتاحة في المجتمع من خالل
قبول الودائع ،منح القروض ،وشراء األوراق المالية الحكومية .ونظ ار للتطور الذي حدث
.106احمد بوراس -أسواق رؤوس األموال ,مطبوعات جامعة متنوري قسنطينة – 2003/2002ص86
72
على مستوى البنوك التجارية من جهة و األهمية البالغة للتجارة الخارجية ،ظهرت بنوك
متخصصة في تمويل التجارة الخارجية وتسيير عمليات االستيراد و التصدير ،وهي عمليات
قصيرة األجل بطبيعتها .
لقد نشأت هذه البنوك في الدول الصناعية الكبرى ،التي يحتل فيها قطـاع التصدير مكانة
كبيرة ،حيث عرفتـها فرنسا أوال ثم انتقلت إلى انجلت ار ،أمريكا ،اليابان ،وباقي الدول
الصناعية الكبرى .أما في دول العالم الثالث فان هذا النوع من البنوك لم يظهر بعد وانما
. الخارجية التجارة بنوك نشاط نفس التجارية البنوك تمارس
إن مهمة البنك المركزي هي وضع األوراق المصرفية تحت تصرف *البنك المركزي:
األفراد والمؤسسات أو اإلدارة .وعلى اثر التطور التاريخي وجهت البنوك المركزية نشاطها
األساسي نحو عالقاتها بغيرها من البنوك ،وباألجهزة المالية المختلفة ثم نحو الخزينة
العامة .وهذا يعني أن البنك المركزي يضع تحت تصـرف هذه المؤسسات المختلفـة تنظيما
يمكنها من إقامـة عالقات مالية فيما بينها ،وذلك عن طريق خلق سيولة من شانها أن تؤمـن
التوازن العام في الموجودات الصندوقيـة .هذا الدور المزدوج و المتمثل في إصدار األو ارق
النقديـة ووضعها في التـداول ،إدارة وخلق السيولة من شانه أن يؤمن للبنك المركزي سيطرة
على تسيير السوق النقدية ذات األجل القصير .
من هنا يمكن القول أن البنك المركزي هو تلك المؤسسة التي تقف على قمة النظام
المصرفي ألي بلد ،سواء من ناحية اإلصدار النقدي أو من ناحية العمليات المصرفية و
تحقيق الرقابة عليها ،فهو سلطة الرقابة على باقي البنوك األخرى ،كما انه يعتبر األداة
. القتصادية سياساتها لتنفيذ الدولة بها تتدخل التي الرئيسية
*الوسطاء غير القادرين على إنشاء النقود :إتماما لوصف النظام النقـدي و المالي،
يجب اإلشارة إلى المؤسسات التي ليست لها صالحيات إنشاء النقود ،كصناديق التوفير و
73
االدخار ،و المؤسسات المالية التي يمتد دورها فيشمل أسواق األموال ذات األجل القصير،
وكالوسطاء وبيوت الحسم الذين يتدخلون في السوق النقدية تدخال ضيقا و محصو ار.
فبالنسبة لصناديق التوفير واالدخار فإنها تتولى تقليديا مهمة إدارة التوظيفات ذات المبالغ
البسيطة وفي مجال االستخدام تعتبر صالحياتها محدودة ،حيث يعود إلى صندوق الودائع
والتأمينات أمر إدارة األموال التي تتجمع على يد هذه الصناديق.
أما فيما يخص المؤسسات المالية فان مواردها تتكون أساسا من رؤوس األموال الخاصة بها
،بعض من القروض المستندية ،أو من المساعدات المتأتية عن البنوك بواسطة الحسم ،أو
بعد اللجوء إلى السوق المالية .وبالمقابل تستطيع هذه المؤسسات المالية استعمال مواردها
في عمليات اإلقراض واالقتراض.وهي تلعب دو ار مهما في تمويل المبيعات التقسيطية .هذا
باإلضافة إلى أنها تقوم بوظائف أخرى خارج نطاق األجل القصير ،كالقيام بعمليات تتعلق
بالقيم المنقولة ،أو القروض لقاء رهن عقاري.
أما الفئة الثانية من المتدخلين في السوق النقدية ،والمتمثلة في الوسطاء وبيوت الحسم
واعادة الحسم ،فهي تعتبر من العناصر المهمة في السوق النقدية ،وذلك راجع لكون أن
هذه األخيرة السوق النقدية تعمل بواسطة شبكة من الوسطاء.
تعتبر الخزينة العامة ذلك المرفق الذي يؤمن إدارة أموال الدولة ،وهي تلعب دو ار مهما
تأثير ذا
ا ومتشبعا في مسار أسواق األموال القصيرة األجل .حيث تمارس هذه الخزينة العامة
وزن بسبب أهمية العمليات وكذا الوضع المميز للخزينة :الذي تعمل من خالله.
74
*أهمية العمليات :تمثل النفقات السنوية للدولة ما يقارب ثلث الدخل الوطني .أما فيما
الديون القصيرة األجل ،وبأرقام النظام المصرفي ،نالحظ أن الديون على الخزينة تساوي
حوالي %14من مجموع مكونات الكتلة النقدية.
ويستدل من هذه األرقام أن إدارة الخزينة العامة تمارس تأثي ار كبي ار على سلوك أسواق رأس
المال حيث أن :إصدار قرض حكومي ،دفع استحقاق ضريبي ،سياسة أسعار الفائدة
المطبقة من قبل المصالح المسؤولة عن أموال الدولة ،والتطـور في الميزانية العامة بالذات.
كل هذا من شانه أن يتسبب في انعكاسات ايجابيـة أو سلبية في سلوكيـة السوق ال تتناسب
مع االنعكاسات الناتجة عن عمليات العوامل االقتصادية التي يحد من أثارها تشتت الق اررات
الفردية.
*الوضع المميز للخزينة :ليس االمتياز هنا امتياز الضرائب على مملوكات المكلفين ،أي
امتياز الدائن على المدين .بل هو وضع امتيازي تستفيد منه الخزينة كمقترض بالنسبة إلى
وضع المدينين الخواص سواء كانوا أفراد أو مؤسسات ،الن الدولة ال تخضع لنظام اإلفالس
وذلك لسببين ،أولهما حقوقي يتمثل في كون ممتلكـات الدولـة ال تحجز وال تباع .ومن هنا
فهي ال تخضع إلجراءات التصفية كما هو الحال بالنسبة لثروة المنشأة الخاصة أو الفردية .
أما السبب الثاني فيخص الوضعية التي تكون عليها الدولة ،والتي بحكم تسلطها وقدرتها ،
فإنها لن تكون أبدا في وضع متوقف عن الدفع ،الن الحكام يلجئون إلى سلطة خلق العملة
عندما تعوزهم وسائل الدفع في االستحقاقات.
وبتحرر الدولة من الحلول اإلفالسية ،فإنها تقف موقف مختلف جدا عن موقف المؤسسات
،في السوق النقدية ذات األجل القصير .إذ لو وجدت مؤسسة في حالة توقف عن دفع
ديونها في تاريخ االستحقاق ،فإنها تلزم بتصفية عناصر أصولها ،أو أن تقدم طلب لدائنيها
75
من اجل منحها عددا من التدابير منها ،تأخير تواريخ االستحقاق ،تخفيض مقدار الدين ،أو
إسقاطه ....الخ.
فإذا لم تكف الموجودات التي يمكن مصادرتها ،يؤدي التوقف عن الدفـع إلى خسارة نصيب
الدائنين وتحصر هذه الخسائر الناتجة عن ذلك بحيث ال تؤثر على وضع العملة .وعلى
هذا يكلف اإلفالس ،فيما يخص مسار النظام النقدي ،قيام إجراءات تصحيحية واحت ارزية
وذلك بإيجاد التناسق بين حلقات الدفع والوقائع االقتصادية.
أما إذا كان المدين أوهو الخزينة العامة فان الوضع سوف يختلف .الن أسلوب الدولة فيما
يخص مواجهة اإلفالس ال يتمثل في تخفيض القيمة االسمية للدين وانما في دفعها بعملة
تصدرها دون تعهد أكيد بالسداد .ومن هنا فهي تعرضها لتدني قيمتها بمقدار ما تزيد
اإلصدارات عن االحتياجات الصندوقية للعوامل االقتصادية.
كنتيجة لذلك ،فان هذا الوضع من شانه أن يحدث تأثيرات حاسمة فيما يخص إدارة البنوك،
فعندما تقوم هذه البنوك بإقراض المؤسسات أو اإلفراد فإنها عادة ما تأخذ بعين االعتبار ،
وفي آن واحد ،اعتبارات اإلنتاجيـة ،والمخاطر ،بقصـد التحكم في سيولة ديونها لدى الغير
وبمالئمة مدينيها .وبالعكس من ذلك ،وفي حالة قيام البنوك بتقديم قروض إلى الخزينة
العامة ،فان االعتبارات التي تلعب دورها بصورة أساسية ،تتعلق باإلنتاجية أو بسهولة
العمليات ويسرها .حيث أن عنصر المخاطرة يزول.
تحكم األوضاع السائدة في سوق األموال قصيرة األجل عندما تقدم هذه السوق لالقتصاد
وسائل التمويل الالزمة ،والى حد كبير ،باإلمكانات التي من شانها إيجاد التوازن النقدي ،
وبصورة أدق التي من شانها تحقيق الهـدف المزدوج للسلطات العامة وهو االزدهار
76
االقتصادي واالستقرار النسبي للعملة .ولهـذا تخضع أشكال التقاء العـرض والطلب على
العملـة ،وقواعده ،لمراقبة شديدة من قبل السلطات النقدية .وبحسب الخـط الموجـه الذي
،أو بحسب الظروف االقتصادية والمالية ،ترتكز السياسة 107
تعتمـده السلطات العامة
المعتمدة في هذا المجال على االحتياجات وعلى أسعار الفائدة
108
.5.5أدوات السوق النقدي :تتمثل أدوات السوق النقدي في :
إن القوانين التجارية في كل دولة تحدد بالتفصيل األحكام التي تنظم التعامل بالسندات
التجارية بالشكل الذي يظهر بكل وضوح حقوق والتزامات كافة أطرافها .وبنفس الوقت تقدم
مختلف أنواع الضمانات الالزمة بهدف تامين الدرجة المناسبة من الثقة بها لتسهيل أداء
. االقتصاد في ائتمان كأداة وظيفتها
يتم تحرير السندات التجارية بمناسبة العمليات التجارية التي تتم بين التجـار ،حيث تمثل
هذه السنـدات إثباتا خطيا لاللتزامات بالدفع المترتبة عن عمليات البيع والشراء .لهذا فان
السندات التجاريـة تعتبر مصد ار هاما لتمويل جزء من رأس المال العامل في االقتصاد.
وفيما يلي نتعرض لخصائص وأهم أنواع السندات التجارية من حيث كونها أدوات ائتمان
قصي ار ألجل :
أ /السند ألمر:
عند إبرام صفقة تجارية ما ،قد ال تتم تسوية االلتزامات المترتبة عنها نقدا ،بل يتعهد
المشتري بدفع قيمـة البضاعة بعد فترة من الزمن من خالل تحرير المدين(المشتري) سندا
107
مجدي محمود شهاب ،مرجع سابق ،ص 138
.
مروان عطوان ،مرجع سابق ،ص 27 108
77
ألمر الدائن(البائع) يتعهد فيه بدفع قيمة البضاعة بعد فترة معينة من الزمن وبذلك -فإن
تحرير انتقال السند من دائن آلخر يتم من خالل تظهير السند أي قيام الدائن بكتابة عبارة
على ظهر السند تفيد بنقل حقه فيه إلى دائن آخر .أما بالنسبة للمدين في السند فانه ملزم
قانونا بدفع مبلغ السند ألي شخص يقدمه له بتاريخ االستحقاق ر السند ألمر إنما يعني إثباتا
خطيا مقدما من قبل المدين لتعهده بالدفع بتاريخ معين.
وهكذا يمكن تداول هذا السند و انتقاله من يد ألخرى عن طريق التظهير الذي يتيح استعمال
السند كأداة لسداد االلتزامات .
ب /السفتجة(الكمبيالة)
إن صيغة السند ألمر هي عبارة عن تعهد بالدفع ،أي أن السند ألمر ينظم العالقة بين
طرفين – هما الدائن و المدين ...أما بالنسبة للسفتجة فإنها تنظم العالقة بين ثالثة أطراف
هي :الدائن ،المدين ،و المدين اتجاه هذا المدين .وبذلك فان صيغة سند السحب تكون
عبارة عن أمر يوجهه المدين ( الساحب) إلى مدينه ( المسحوب عليه ) بأن يدفع مبلغا
معينا من المال إلى الدائن ( المستفيد ) بتاريخ معين.
كما أن السند ألمر يستعمل عادة في سداد دين واحد (بين الدائن و المدين) ،أما السفتجة
فإنها تتيح سداد دينين معا .وحيث أن السفتجة ( كالسند ألمر ) تتضمن التزاما بسداد -
مبلغ معين ألمر المستفيـد ،فإن هذا يمنح المستفيد إمكانيـة استعمال هذه السفتجة في سداد
االلتزامات المترتبة عليه اتجاه دائنيه عن طريق تظهيرها .بذلك يمكن تداول السفتجة و
انتقالها من مستفيد ألخر عن طريق تظهيرها .وينتج عن ذلك قيام هذه السفتجة بدور أو
بوظيفة أداة لالئتمان ،أو وسيلة لسداد االلتزامات .
78
تنطبق على السفتجة نفس أحكام السند ألمر من حيث أن المستفيد األخير يستطيع -عند
امتناع المسحوب عليه عن سداد المبلغ بتاريخ االستحقاق -أن يرجع إلى المستفيدين
السابقين الموقعين على السفتجة باعتبارهم أيضا متكافلين متضامنين عن سداد المبلغ المحدد
في السفتجة.
يشبه السند ألمر في صيغته ...لكنه يختلف عنه بكونه مضمونا بسلع (غالبا ما تكون سلع
زراعية) .في كثير من الدول تقام مستودعات( أو مخازن) عامـة ،يمكن لصاحب السلع أن
يودعها فيها لفترة معينة (مقابل اجر أو عمولة متفق عليها ) ،ويحصل على إيصال من إدارة
المخـزن أو المستودع يثبت عمليـة اإليداع ويكون مرفقا عادة بسند الرهن ...وبذلك فإن
إيصال اإليداع و سند الرهن تمثل السلع المودعة -حيث إن مالكها ال يستطيع استردادها إال
بإظهار اإليصال وسند الرهن.
2.5.5الحسابات الجارية:
الحسابات الجارية هي عبارة عن سجالت للمتعاملين معها ،تسجل فيها المدفوعات بين هذه
و المتعاملين معها ( أصحاب الحسابات ) وكذلك الفوائد المستحقة ألحد المؤسسات
الطرفين ،هذان حسابات تفتحها المؤسسة المالية ( البنوك ،الخزينـة العامة ،دوائر البريد ،
) ...في سجالتها للمتعاملين معها ،تسجل فيها المدفوعات بين هذه المؤسسات و
المتعاملين معها ( أصحاب الحسابات ) وكذلك الفوائد المستحقة ألحد الطرفين ،هذا
باإلضافة إلى العمالت و المصاريف التي تقتطعها هذه المؤسسات من أرصدة الحسابات
لقاء الخدمات التي تقدمها ألصحابها.
79
تنقسم الحسابات الجارية بشكل عام إلى نوعين رئيسيين :الحسابات الجارية الدائنة و
الحسابات الجارية المدينة .حيث أن األولى تمثل التزامات على المؤسسة التي توجد لديها
هذه الحسابات ( تتألف في معظمها من الودائع ) ،أما الثانية – فعلى العكس ألنها تمثل
التزامات على المتعاملين اتجاه المؤسسة التي تقدمها.
ب /الحسابات الجارية المدينة :إن الودائع التي تتلقاها البنوك ال تبقى مجمدة لديها بل
تستعمل القسم األكبر منها في تقديم القروض والقيام باالستثمارات وأيضا تحتفظ بالقسم
األخر لمواجهة طلبات السحب من الودائع.
إن الحسابات الجارية المدينة لدى البنوك تتكون في معظمها من القروض التي تقدمها
البنوك لمختلف الجهات :كاإلفراد ،ولهيأت ،والمؤسسات ...،
سندات الخزينة العامة عبارة عن سندات قرض صادرة عن الخزينـة العامة التي تعتبر
الطرف المدين فيها ،أما دائنوها ( حملة هذه السندات )فهم البنوك و المؤسسات المالية
األخرى ،الشركات و المؤسسات العامة و الخاصة أيضا.
وعلى هذا األساس – فان السندات المذكورة تعتبر وسيلة هامة تقترض بواسطتها الخزينة
العامة من مختلف الجهات .وتتكون هذه السندات من نوعين رئيسيين هما :
80
أ /سندات الخزينة العامة المطبوعة (على شكل وثائق أو استمارات ):تتمثل في وثائق أو
أوراق تثبت عملية القرض بين الخزينة العامة و دائنيها بكافة شروطها وخصائصها.
ب /شهادات وسندات الخزينة العامة في الحساب الجاري :تختلف هذه الشهادات والسندات
عن سابقتها في كونها ال تتمثل في استمارات أو وثائـق مطبوعـة تحتفظ بها الجهات التي
اكتتبت بها ،بل بقيود في سجالت الخزينة ( أو البنك المركزي) ،حيث تفتح بها حسابات
جارية ألصحابها.
81
.6أسواق رأس المال
يلعب سوق المال بما يتضمنه من سوق األوراق المالية أو سوق رأس المال إلى جانب
المؤسسات المالية األخرى مثل البنوك شركات التأمين شركات االستثمار دو ار هاما في توفير
الموارد المالية الالزمة للتنمية االقتصادية لذلك لجأت الكثير من الدول إلى تطوير و تنشيط
سوق األوراق المالية من خالل إجراءات وقواعد المنضمة للعمل داخل سوق األوراق المالية
وذلك للوصول لسوق نشطة و فعالة.
هو السوق الذي تتداول فيه األوراق المالية التي تصدرها منضمات األعمال ويهتم
بالمعامالت طويلة األجل والذي يأخذ شكلين هما أسواق حاضرة وأسواق آجلة.
1.1.6أسواق أجلة :ويطلق عليها أسواق العقود المستقبلية وهي تتعامل أيضا في األسهم
و السندات ولكن من خالل عقود واتفاقيات يتم تنفيذها في تاريخ الحق بمعنى أن يدفع
المشتري قيمة الورقة ويتسلمها في تاريخ الحق والغرض من وجود هذه األسواق هو تخفيض
أو تجنيب مخاطر تغير السعر مما يدفع أو يشجع المستثمر المتردد الذي طبيعته بتجنيب
المخاطر في توجيه مدخراته نحو االستثمار في األوراق المالية وخاصة األسهم.
من العرض السابق يتضح أن سوق رأس المال بما يتضمنه منه مكونات يمكن أن يطلق
عليه سوق األوراق المالية وذلك سواء كان التعامل في هذه األوراق في الحال أو في فترة
الحقة أيضا سواء تم التعامل و تداول هذه األوراق داخل مكان معروف ومحدد وهو ما يطلق
عليه لفض السوق المنظم (البورصة).
2.1.6أسواق حاضرة:
82
األسواق الحاضرة هي تلك األسواق التي تتعامل في األوراق المالية طويلة األجل(أسهم،
سندات) وأحيانا يطلق عليها أسواق األوراق المالية وهنا تنتقل ملكية الورقة إلى المشتري فو ار
عند إتمام الصفقة وذلك بعد أن يدفع قيمة الورقة أو جزء منها ،أما في كيفية التداول فقد تتم
من خالل إما أسواق منظمة أو غير منضمة.
إن العمل داخل البورصات يتم بداية من خالل قيام مصدري األوراق المالية بعرض أوراقهم
على المدخرين لالكتتاب وتحقيق هذا اللقاء بين مصدري األوراق المالية والمدخرين يتم من
خالل ما يسمى بالسوق األولى أوسوق اإلصدار.
1.2.6 -السوق األولى أو سوق اإلصدار:
يختص هذا السوق بالتعامل في اإلصدارات الجديدة سواء لتمويل مشروعات جديدة أو
التوسع في مشروع قائم ودلك من خالل زيادة رأس مالها وهذا يعني أن المنشأة التي تحتاج
إلى أموال يمكنها إصدار عدد من األوراق المالية وطرحها لالكتتاب سواء اكتتاب عام أو
خاص وهذا يعطي فرصة لجميع األفراد والهيئات المختلفة عن طريق مدخ ار م للمشاركة في
توفير األموال.
إذا هذا السوق ما هو إال أداة لتجميع المدخرات وتقديمها للمشروعات ،وتنشأ نتيجة لذلك
عالقة بين مقدمي األموال (لمكتتبين ) وبين تلك المشروعات ،وقد يتم إصدار تعريف هذه
األوراق إما بطريق مباشر حين تقوم الجهة المصدرة باالتصال بعدد من كبار المستثمرين
سواء أفراد أو مؤسسات مالية لكي تبيع لها األسهم والسندات التي أصدره واما أن يتم ذلك
بطريق غير مباشر وهو قيام مؤسسة متخصصة عادة ما تكون مؤسسة مالية بإصدار
. 109
(هذه األوراق وهو األسلوب األكثر شيوعا
109سعيد توفيق عبيد -االستثمار في األوراق المالية -مكتبة عين شمس 1998، ،القاهرة ،ص 70
83
يقصد به أيضا سوق اإلصدار التي يتم من خاللها إصدار األوراق المالية الجديدة ألول مرة،
حيث يتم بيع األسهم والسندات للمستثمرين في مقابل نقدي تذهب حصيلته إلى الجهات
والشركات المصدرة لهذه األوراق المالية وعادة ما يتم تصريف وبيع هذه األوراق من خالل ما
يسمى مصرفي االستثمار أو باألسلوب المباشر للبيع.
2.2.6السوق الثانوي:
يختص هذا السوق بالتعامل في األوراق المالية التي تتم إصدارها من قبل أي بعد توزيعها
سواء مباشرة أو بواسطة إحدى المؤسسات المالية المتخصصة .يطلق على هذه السوق
بالبورصة ،وقد يتخذ السوق الثانوي أي التداول شكلين هما ،األسواق المنظمة وغير
المنظمة.
ويمكن تقسيم أسواق رؤوس األموال إلى منظمة وغير منظمة.
* األسواق المنظمة:
هي سوق تتميز بوجود مكان محدد يلتقي فيه المتعاملين للبيع والشراء ويدار هذا المكان
بواسطة مجلس منتخب من أعضاء السوق يتعاملون باألوراق المالية التي تتطلب ضرورة
تسجيلها بتلك السوق والسوق المنظمة تنعقد في مكان معين وفي أوقات دورية بين
المتعاملين في البيع والشراء لمختلف األوراق المالية ،وتعتبر أهم أقسام السوق الثانوي ألنها
تعتبر أسواق رسمية محكوم العمل فيها بقانون البورصة واجراءات عمل محددة ،وتخضع
لرقابة
الحكومة لتنظيم تداول األوراق المالية بيعا وشراء أو انتقال ملكيتها من مستثمر إلى آخر
دون خداع أو غش أوتدليس من جانب العاملين في البورصة أو من الشركات المتداولة
أسهمها أو سنداتها في بورصة األوراق المالية.
84
*األسواق غير المنظمة:
يطلق اصطالح األسواق غير المنظمة على المعامالت التي تجري خارج البورصات والتي
يطلق عليها السوق الموازية تتوالها بيوت السمسرة المنتشرة في جميع أنحاء العالم وال يوجد
مكان محدد إلجراء تلك المعامالت إذ تتم من خالل شبكة اتصاالت قوية تتمثل في خطوط
تليفونية أو إطراف الحاسوب اآللي أو غيرها من وسائل االتصال التي تربط بين السماسرة
والتجار والمستثمرين ،ويطلق على تلك السوق بالسوق التنافسية ويمكن من خالل شبكة
االتصاالت هذه للسمسار أي يجري اتصاالته بالتجار المعنيين ليختار من بينهم من يقدم له
أفضل سعر وكل هذاما دعى إليه فيشر وجوردان إلى اعتبار األسواق غير المنظمة طرفا
إلجراء المعامالت أكثر من كونهاا مكان إلجراء تلك المعامالت ،وتتعامل األسواق غير
المنظمة أساسا في األوراق المالية غير المفيدة في األسواق المنظمة )البورصات) وعلى
األخص السندات ،ذلك أن تعاملها باألسهم عادة ما يكون على نطاق ضيق كما يكاد أن
يقتصر على أسهم شركات صغيرة ومحلية ،يملك معظم أسهمها المؤسسين أو أفراد عائال م
،غير أن ذلك ال يمنع تلك األسواق من التعامل في األوراق المقيدة في األسواق المنظمة
وفي مقدمتها السندات الحكومية وسندات بغض النظر المنشأة لألعمال.
وفي السوق غير المنظم يتحدد سعر الورقة بالتفاوض وعادة ما تسبق عملية التفاوض هذه
محاولة الوقوف على األسعار التي يعرضها مختلف التجار وهم في حقيقة األمر بيوت كبيرة
للسمسرة تمارس أيضا نشاط االتجار.
ولكي تنشر أسعار ورقة مالية متعامل بها في سوق غير منظمة ال بد أن يتوفر عدد من
الشروط من أهمها:110
-أن تكون أسهم المنشأة مملوكة لعدد ال يقل عن 1500مستثمر .
-أن ال يقل عدد البيوت السمسرة المعتمدة للتعامل في أسهم المنشأة المعنية ثالث بيوت.
110منير ابراهيم الهندي -أساسيات االستثمار في األوراق المالية -مركز الدلتا طبعة 1999 -ص67
85
-أن تتوفر معلومات مستمرة عن اهتمامات المستثمرين بأسهم المنشاة المعنية وهو ما يقاس
بحجم التعامل عليهاكل ستة أشهر.
يتضمن السوق غير المنظم الذي هو أحد مكونات السوق الثانوي أسواق فرعية أخرى هي
السوق الثالث ،والسوق الرابع ،و أسواق أخرى تخلقها مجموعة أخرى من صناع السوق.
بصورة عامة تشير السوق الثالثة لعمليات التداول التي تتم على األوراق المالية غير المسجلة
في البورصة في أسواق غير منظمة وقد انتشرت هذه األسواق ألن التعامل في هذه األوراق
ال يقتصر على ساعات محددة خالل اليوم باإلضافة إلى أنه يمكن التعامل في هذه األو ارق
حتى بعد التوقف على التعامل فيها داخل السوق المنظمة.ومن ناحية أخرى تخلت مؤسسات
كبيرة عن السماسرة و البورصات في تعاملها بأوراق مالية مسجلة في إحدى البورصات أو
في أوراق غير مسجلة على اإلطالق وفي هذه الحالة يتم التعامل مباشرة بين البائع
السوق الرابع وهو يشبه السوق الثالث في أن والمشتري وبطلق على هذه المبادالت
الصفقات تتم خارج السوق المنظم غير أن التعامل يتم عن طريق االتصال المباشر بين
المؤسسات االستثمارية الكبيرة أو بين األفراد األغنياء دون الحاجة أعضاء بيوت السمسرة
ومما يسهل هذا االتصال وجود شبكة قوية من االتصاالت سواء عن طريق التلفون أو
الحاسب اآللي.
إن أهم أسباب وجود هذا السوق هو الحد من العموالت التي تدفع السماسرة والجدير بأنه
يذكر أنه قد يتم االستعانة بوسيط إلتمام الصفقة.حيث أن أعباء الوسيط تكون أقل بكثير من
تكلفة وعمولة السماسرة .
86
أوالً :تعريف األسهم وأنواعها
أ.تعريف األسهم :السهم هو حق المساهم في شركة أموال وهو الصك الذي يثبت هذا
الحق القابل للتداول ،وفًقا لقواعد القانون التجاري ،ويمثل حق المساهم في االشتراك في
الجمعيات العامة وحق التصويت فيها وحق اإلنتخاب وحق األولوية في االكتتاب عند
عرض زيادة في رأس المال ،كما أنه يعطي حق الحصول على جزء من أرباح الشركة عند
تصفيتها.
ب.أنواع األسهم :تنقسم األسهم إلى ثالثة أنواع:
*من حيث الشكل :وتنقسم بدورها إلى:أسهم إسمية – أسهم لحاملها – أسهم ألمر.
السهم االسمي :وهو الذي يحمل إسم صاحبة ويحتوى على البيانات التالية :االسم –
اللقب – العنوان – الجنسية – نوع ورقة األسهم التي يمتلكها ونوع الشركة ،عنوانها ورأس
مالها ومركزها.
باإلضافة إلى بيان المدفوع من قيمة األسهم ،وعملية التنازل التي تمت وتاريخ حدوثها.
السهم لحامله :ويعتبر حامله هو مالكه ،ويتم التنازل على بانتقاله من يد إلى أخرى.
ويتمتع صاحب هذا السهم بكل حقوق الشريك.
السهم ألمر :للشركة أن تصدر أسهم ألمر وتشترط فيها أن تكون كاملة الوفاء ،بمعنى تم
دفع كل قيمتها االسمية والشركة هنا ال يستطيع التعرض لتداول هذه األسهم وال التعرف
على المساهم األخير الملزم برصد القيمة التي لم تدفع من السهم.
تبديل السهم :التبديل هنا هو تغيير شكل السهم االسمي إلى سهم لحامله و ُ
العكس
مصرحا بذلك في قانون الشركة ،وعند إجراء التحويل ال بد
ً بالعكس ،بشرط أن يكون
لصاحب السهم أن يدفع قيمة هذا األخير كاملة.
*من حيث الحصة التي يدفعها :وتنقسم إلى:أسهم نقدية – أسهم عينية.
87
السهم النقدي :وهو الذي يكتتب به المساهم شريطة أن يدفع قيمته نقدا ،ويصبح السهم
هنا غير قابل للتداول بالطرق التجارية إال بعد تأسيس الشركة بصفة نهائية أو صدور
المرسوم المرخص بتأسيسها.
السهم العيني :وهو الذي يمثل حصة عينية كعقار أو مصنع ،أو موجدات لشركة قائمة
مصادق عليها في الجمعية العامة التأسيسية ويمنع القانون تداول هذه األسهم قبل 2سنة
من إلصدارها.
*من حيث الحقوق التي يتمتع بها أصحابها :وتنقسم إلى:أسهم عادية – أسهم ممتازة –
أسهم التمتع.
السهم الممتاز :ويطلق عليه اسم سهم األولوية أو سهم األفضلية ويتخذ االمتياز الممنوح
لصاحب هذا السهم إحدى الصور التالية:
_حق األولوية في األرباح (ربح ال يقل عن %5قبل توزيع األرباح على بقية الشركاء
العاديين.
_حق األولوية عند تصفية الشركة (يستوفي قيمة السهم قبل أصحاب األسهم العادية)
_ حق األولوية في االكتتاب عند زيادة رأس مال الشركة.
سهم التمتع :وهو الصك الذي يستلمه المساهم عندما يستولي على كل القيمة االسمية
للسهم ،وشرط إعطاء هذه األسهم أن يكون مصرح بذلك في القانون النظامي للشركة ويتم
ذلك بالقرعة.
إهتالك األسهم :إهتالك األسهم ال يكون من رأس مال الشركة بل من أرباحها فقط واذا
لم يتم تحقيق الشركة لألرباح في إحدى السنتين يتم إيقاف عملية االهتالك.وان لم يعتبر
باطال ألنه يعتبر إنقاص من رأس مال الضمان لوفاء دائني الشركة.
88
:2.3.6السندات
أ.تعريف السند :هو صك قابل للتداول تصدره شركة أو شخص معنوي ويتعلق بقرض
طويل األجل فيتم اإلعالن عن المبلغ الذي تحتاجه الشركة وتقسمه إلى أجزاء متساوية
القيمة وتحدد أجل طويل للدفع مقابل فوائد ثابتة.
ومن خصائص السند نذكر:
ب.أنواع السندات:
يمكن التمييز بين عدة أنواع من السندات
*السند المضمون :أحيانا تحاول بعض الشركات جدب رؤوس األموال فتقوم بتقديم
ضمانات عينية لوفاء القرض كان ترهن عقاراتها أو بعضها رهنا تأمينيا .
*السندات الحكومية :إن حاجة الدولة لألموال الجاهزة في حالة الطوارئ أو لتنفيذ
مشاريع التنمية جعلتها تلجأ إلى ادخار األفراد عن طريق عقد قروض طويلة األجل مقابل
فائدة ثابتة فهده السندات ال تختلف في مضمونها عن السندات التجارية .
أ.سعر البورصة :هو القيمة التي يبلغها سند ما أثناء إحدى جلسات البورصة والذي
يسجل بعد انتهائها في لوح التسعيرة.
ب.كيفية تحديد األسعار :يتم تحديد أسعار األوراق المالية بعدة طرق هي:
*طريقة المناداة :وتكون باجتماع ممثلو جميع العروض والطلبات في المقصورة وينادون
بأعلى أصواتهم ،عن ماهية العروض والطلبات التي بحوزتهم ،ولكن المتفاوضين عادة ما
يلجؤون إلى اإلشا ارت ًا
نظر للفوضى العارمة والضجيج.
90
* طريقة المعارضة :وفيها يدون في سجل خاص لكل ورقة مالية عروض البيع والشراء،
وبناءا على هذه التسجيالت لهذه العروض يتم تحديد سعر التوازن من بين األسعار
ً
المعروضة.
* طريقة الصندوق :وهنا يعمد الوسطاء إلى وضع عروضهم وطلباتهم في صندوق
خاص ،وتقوم لجنة البورصة بعد هذه العروض والطلبات وتحدد األسعار على أساسها.
ج.التسعيرة الرسمية :وهي الوثيقة التي تنشرها لجان التسعيرة في البورصة في كل جلسة،
وتحتوي على المعلومات التالية:
(عدد السندات بقيمة القرض المقبول،عدد السندات بقيمة القرض الموضوع للتداول،إسم
الورقة المالية،عرض اسم والفائدة والضريبة وموعد االستحقاق بالنسبة لألوراق المالية
ذات الدخل الثابت ،موعد السحب ،أسعار األوراق المالية في جلسة اليوم ،السعر
السابق ،أسهم الشركات الوطنية).
5.6وظائف البورصة:
تؤدي سوق األوراق المالية وظائف على قدر كبير من األهمية في سوق راس المال وفي
االقتصاد القومي ككل وسنبحث فيما يلي بعض أهم الوظائف :
-1تؤمن البورصة سوق مستمر للتداول األمر الذي يوفر للمستثمرين درجة عالية من
السيولة
-2يشجع وجود البورصة بنوك االستثمار على اإلقدام على ضمان إصدارات أوراق
مالية .
-3تقوم البورصة بتقييم وتحديد أسعار األوراق المالية على ضوء أخر المعلومات عنها
من خالل عمليات تداول ما بين المستثمرين .
91
-4تمثل البورصة سلطة رقابة خارجية غير رسمية على كفاءة السياسات االستثمارية
والتمويلية والتشغيلية والتسويقية للشركات المدرجة أوراقها المالية فيها .
-6تراقب إدارات أسواق الرأس المال عمليات التداول في مراكز البورصة أو على
شاشات الكمبيوتر لضمان التداول العادل في السوق والحيلولة دون حدوث أي تالعب
في األسعار والهدف األساسي هو حماية المستثمرين خاصة الصغار منه.
-8يؤدي ت ازيد عمليات االدخار واالستثمار في المجتمع إلى تسارع معدالت النمو
االقتصادي.
*العوامل االقتصادية:إن نجاح مؤسسة وازدهارها وما ينتج عن ذلك من ازدياد األرباح
الموزعة على المساهمين له كل األثر في توجيه المضاربين في سوق األوراق المالية إلى
طلب أسهم هذه المؤسسة ،واذا ما قل دخل األسهم الصادرة عن هذه المؤسسة من جراء سوء
اإلدارة للمشروع ،أحجم المتعاملون عن شراء هذه األسهم مما يؤدي إلى هبوط أسعارها.
*العوامل المـاليـة :ينطبق على البورصة قانون العرض والطلب ،فكلما زادت كمية رؤوس
األموال الموضوعة للتداول كلما تحسن األسعار ،والعكس ،وتتأثر األسعار هنا باالدخار إذ
أن توفير اإلنفاق على االستهالك يتجه إلى المساهمة في اإلنتاج وذلك عن طريق تملك
أسهم الشركات وسندات القروض .وتتأثر األسعار كذلك بسياسة االئتمان من حيث تمويل
البنوك للبورصات .وتتأثر كذلك بزيادة رأسمال الشركة الصادرة عنها األوراق المالية،
92
خصوصا فيما تعلق بالضرائب المفروضة على
ً باإلضافة لتأثرها بالسياسة المالية للدولة
أرباح الشركات.
*العوامـل النفسية :وترتكز بعضها على معلومات ذات أهمية حقيقية والبعض اآلخر على
الترقب ،وخاصة باإلشاعات مثل خبر استقالة و ازرة أو حكومة خاصة وأن البورصة هي آلة
ال قطة لكل األخبار هامة أو تافهة ،وهذا التأثير الكبير على أسعار األوراق المالية.
يهدف تنظيم بورصة األوراق المالية إلى حماية المستثمر من الغش والتالعب
والمعلومات المظللة وحماية المصلحة العامة بالحفاظ على أسواق حرة مفتوحة ودلك بسن
القوانين واللوائح لضبط التعامل في سوق األوراق المالية.
-1المقصورة :المقصورة عادة ما تكون على شكل مدرج نظ ار لدقة وخطورة العمليات
التي تتم فيها وهي مكان تعينه لجنة البورصة لتنفيذ أوامر البيع والشراء ويحرم الدخول إليها
ماعدا السماسرة والوسطاء المقيدة أسماءهم في جدول البورصة .
93
-2هيئة التحكيم :ودورها الفصل في النزاعات القائمة بين أعضاء البورصة وتتكون من
رئيس لجنة البورصة وأربعة أعضاء تختارهم اللجنة.
-3مجلس التأديب :ويختص هذا المجلس بالنظر فيما يقع من مخالفات ألحكام وقوانين
البورصة ولوائحها وكذا اإلخالل بقواعد الشرف والسلوك مثل إخفاء المركز المالي الحقيقي أو
تقديم مستندات كاذبة والعقوبات المفروضة هي :اإلنذار – الغرامة -الوقف – الشطب.
-4غرفة المقاصة :وهي التي تسوى فقيها كل العمليات بين السماسرة .
-5نقابة السماسرة :وتتألف من رئيس ونائب رئيس ،وأمين الصندوق ومستشارين وتسهر
على حماية حقوق السماسرة وتديرها الجمعية العامة.
-6مندوب الحكومة :تشرف الحكومة على جميع البورصات في الدولة لذا فهي تعين في
كل بورصة مندوبا أو أكثر مهمته مراقبة تنفيذ اللوائح والقوانين ويحضر المندوب جلسات
الجمعية العامة ولجنة البورصة ومجلس التاديب وهيئة التحكيم ويتمتع بحق االعتراض.
8.6عمليـات البـورصة
تنقسم عمليات البورصة سواء في البيع أو الشراء إلى عمليات عاجلة وعمليات آجلة.
العمليات العاجلة :تتميز بأنها تتم فو ار فيجرى دفع الثمن واستالم األوراق المالية
حاال ويجب أن تتضمن أوامر البورصة في هده العمليات بيان نوع وصفة الورقة
المالية وكمية األوراق المالية المطلوبة أو المعروضة وهدا بكل وضوح ودقة.
العمليات اآلجلة :وتتميز في إن دفع الثمن وتسليم األوراق ال يتمان عند عقد
الصفقة بل بعد فترة تعين مسبقا تدعى موعد التصفية وتكون هده األخيرة عادة مرة
في كل شهر.
94
قائمة المراجع:
.1احمد بوراس -أسواق رؤوس األموال ,مطبوعات جامعة متنوري قسنطينة 2003/2002
.2أحمد زهير شامية ،النقود والمصارف دار زهران للنشر والتوزيع،األردن .2010،
.3أحم د ددد فري د ددد مص د ددطن ،و د ددرون االقتص د دداد النق د دددي والمصد د درف ب د ددين النوري د ددة والتطبيد د د ،مؤسس د ددة
شباب الجامعة اإلسكندرية2000،
.4األ ض د ددر أب د ددو الع د ددلن ع د ددزي ،الواقعي د ددة النقدي د ددة فد د د بل د ددد بترولد د د ،دار الي د ددازوري العلمي د ددة للنش د ددر
والتوزيع ،عمان ،األردن.2014 ،
.5اسماعيل محمد هاشم ،النقود والبنوك ،المكتب العرب الحديث ،مصر.2005 ،
.6بلع د د د ددزوز ب د د د ددن علد د د د د ،محاضد د د د درات فد د د د د النوري د د د ددات والسياس د د د ددات النقدي د د د ددة ،ديد د د د دوان المطبوع د د د ددات
الجامعية،الجزائر. 2004،
.7توم د دداس م د دداير ج د دديمس ،دوش د ددمبري وروب د ددرت البي د ددر ،ةالنق د ددود والبن د ددوك واالقتص د دداد ،ترجم د ددة ال د دددكتور
السد د د د د دديد أحمد د د د د ددد عبد د د د د ددد ال د د د د د ددال ومراجعد د د د د ددة د أحمد د د د د ددد فلد د د د د ددي ،دار الم د د د د د دري للنشد د د د د ددر والتوزيد د د د د ددع،
السعودية.2002،
.8جد د د د د د د دداردنز أكل ،االقتصد د د د د د د دداد الكل ،ترجمد د د د د د د ددة عطيد د د د د د د ددة سد د د د د د د ددليمان،الجامعة المستنص د د د د د د د درية،بغداد،
العراق2005،
.9ج د ددوره ناي د ددانز ،النوري د ددة االقتص د ددادية ،ترجم د ددة ص د ددقر أحم د ددد ص د ددقر ،المكتب د ددة األكاديمي د ددة ،الق د دداهر ،
.1997
ج د د د يمس ج د د دوارتين ،ريجد د ددارد أسد د ددتروب ،االقتصد د دداد الكل د د د ترجمد د ددة عبد د ددد النتد د ددا عبد د ددد العود د دديم .10
محمد ،دار المري الرياض ،السعودية.
ج د د دداد احمد د ددد أبد د ددو السد د ددندس ،مبد د دداد االقتصد د دداد الكل د د د ،دار تنسد د دديم للنشد د ددر والتوزيد د ددع ،عمد د ددان، .11
األردن.2010 ،
95
حد د د ددد اريد د د ددس ،دور السد د د ددوق النقديد د د ددة ف د د د د تد د د ددامين سد د د دديولة النود د د ددام المص د د د درف ،مجلد د د ددة العلد د د ددوم .12
اإلنسانية ،جامعة محمد يضر سكر ،٠العدد 09
ضيان مجدي الموسوي االقتصاد النقدي ،مؤسسة شباب الجامعة ،اإلسكندرية2000، .13
الد د د ددوزن وأحمد د د ددد حسد د د ددين الرفد د د دداع ،مبد د د دداد القتصد د د دداد الكل د د د د بد د د ددين النوريد د د ددة الد د د ددد واص د د د د .14
والتطبي ،دار وائل للنشر والتوزيع.2006 ،
سد ددوزي عد دددل ناشد ددد ،مقدمد ددة ف د د االقتصد دداد النقد دددي و المص د درف ،منشد ددورت الحلب د د الحقوقيد ددة، .15
لبنان.2006،
ش د ددوق ،الل ،م د ددد ل ف النوري د ددة االقتص د ددادية الكلي د ددة ،دار النش د ددر للطباع د ددة والنش د ددر ،الق د دداهر ، .16
مصر.2010،
عبد ددد الرحمد ددان يسد ددري أحمد ددد وايمد ددان محمد ددد زك د د ،النوريد ددة االقتصد ددادية لكليد ددة ،الد دددار الجامعد ددة، .17
.2007
عبد د ددد الحميد د ددد الغ ازل د د د ،أساسد د دديات االقتصد د دداديات النقديد د ددة وضد د ددعيا واسد د ددلميا مد د ددع االشد د ددار ل د د د .18
األزمة العالمة ،دار النشر للجامعات.2009،
،البورصد د د د ددات و المؤسسد د د د ددات الماليد د د د ددة ،جامعد د د د ددة عب د د د د دد الغند د د د ددار الحنن د د د د د ،رسد د د د ددمية قريد د د د دداق .19
اإلسكندرية .2002
عبد النتا عبد الرحمن عبد المجيد ،اقتصاديات النقود ،دار وائل ،األردن.1996، .20
عل كنعان،النقود والصيرفة والسياسة النقدية،دار المن ل اللبنان ،لبنان. 2012، .21
عمر ص ري مباد االقتصاد الكل ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر1991 ، .22
ص د د ددال منت د د ددا ،النقود والسياس د د ددة النقدي د د ددةة المن د د ددوم -األه د د ددداف -األدواتة ،دار النج د د ددر للنش د د ددر .24
والتوزيع ،الجزائر.2005،
96
صد د د ددبح تد د د ددادرس قريصد د د ددة ،النقد د د ددود والبند د د ددوك والعلقد د د ددات االقتص د د د دادية الدوليد د د ددة ،دار الن ضد د د ددة .25
العربية ،بيروت،لبنان.1983 ،
قد دددي عبد ددد المجيد ددد ،المد ددد ل ل د د السياسد ددات االقتصد ددادية الكليد ددة ،ديد ددون لمطبوعد ددات الجامعيد ددة، .26
الجزائر.2003 ،
محمد د د ددود حامد د د ددد محمد د د ددود عبد د د ددد الرزق،اقتصد د د دداديات النقد د د ددود والبند د د ددوك و األس د د د دواق المالية،الد د د دددار .27
الجامعية ،مصر.2013 ،
محم د ددود دويد د ددار ،مب د دداد االقتص د دداد السياسد د د ،الج د ددزن ال د ددان ،االقتص د دداد النق د دددي ،منش د ددورات .28
الحلب ،لبنان .2000
مجد د دددي محمد د ددود ش د د د اب ،اقتصد د دداديات النقد د ددود و المال النوريد د ددات و المؤسسد د ددات النقديد د ددة ،دار .29
الجامعة الجديد ،مصر.2000 ،
م د د ددروان عطد د د دوان ،األسد د د دواق النقدي د د ددة والمالي د د ددة ،ديد د د دوان المطبوع د د ددات الجامع د د ددة ،الجزائر،الج د د ددزن .30
ال ان .2005 ،
مص د د ددطن رش د د دددي ش د د دديحة ،السياس د د ددات النقدي د د ددة والمصد د د درفية ،دار الن ض د د ددة العربي د د ددة ،مص د د ددر، .31
.2003
مص د ددطن عب د ددد ال د ددرؤوف عب د ددد الحمي د ددد هاش د ددم ،السياس د ددة النقدي د ددة فد د د النوري د ددة والواق د ددع العملد د د .32
ف د د الد دددول الناميد ددة ،مد ددع شد ددار اصد ددة للتجربد ددة المص د درية ،دار الن ضد ددة العربيد ددة ،القد دداهر ،مصد ددر،
.2010
معتوق س ير محمود "،سياسات الت بيت االقتصادي المعاصر ،،القاهر.1990 ، .33
ن د د دزار سد د ددعد الد د دددين ،العيس د د د ،مبد د دداد االقتصد د دداد الكل د د د ،الد د دددار العلميد د ددة الدوليد د ددة ودار ال قاف د د دة .34
للنشر والتوزيع ،األردن ،ط.1،2011
سماعيل،األس د د د دواق والمؤسسد د د ددات الماليد د د ددة ،دار ن د د د ددال فريد د د ددد مصد د د ددطن ،السد د د دديد عبد د د ددد النتد د د ددا .35
النكر الجامع ،مصر. 2007،
97
هي د د ددل عجمد د د د جمي د د ددل الجن د د ددان ،النق د د ددود والمص د د ددارف و النوري د د ددة النقدي د د ددة ،دار وائ د د ددل للنش د د ددر .36
والتوزيع.2009 ،
98