You are on page 1of 99

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة البويرة‬
‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬
‫قسم العلوم االقتصادية‬

‫محاضرات في االقتصاد‬
‫النقدي وأسواق رأس المال‬
‫إعداد الدكتور‪ :‬رسول حميد‬

‫السنة الجامعية ‪2018_2017‬‬


‫فهرس المحتويات‬

‫فهرس المحتويات‪1...........................................................‬‬

‫تقديم ‪4.....................................................................‬‬

‫‪.1‬نشأة النقود وتطورها ‪5 ...................................................‬‬

‫‪ 1.1‬المقايضة‪5.............................................................‬‬
‫‪1.1.1‬مفهوم نظام المقايضة‪5...............................................‬‬
‫‪2.1.1‬صعوبات المقايضة‪6..................................................‬‬
‫‪2.1‬النقود السلعية‪7.........................................................‬‬

‫‪ 3.1‬النقود المعدنية………………‪7 …………………………….....‬‬


‫‪ 1.3.1‬مجاالت استخدام النقود المعدنية في التداول………‪8:………....‬‬
‫‪ _ 2.3.1‬أشكال النقود المعدنية‪9…………………………………….:‬‬

‫‪ _ 3.3.1‬خصائص النقود المعدنية‪9……………………………….. :‬‬

‫‪ 4.3.1‬مرحلة النقود الورقية والنقود الكتابية‪10…………………………:‬‬

‫‪_4.1‬وظائف النقود…………………………………………………‪11‬‬

‫‪1.4.1‬النقود وحدة قياس أو مقياس للقيمة‪12………………………….:‬‬

‫‪ .2.4.1‬النقود وسيط للتبادل‪12……………………………………….:‬‬

‫‪ .3.4.1‬النقود مستودع لللقيم‪12……………………………………….‬‬

‫‪4.4.1‬النقود مقياس للمدفوعات اآلجلة………………………………‪13‬‬

‫‪.2‬النظريات النقدية‪14……………………….……………….:‬‬
‫‪ 1.2‬النظرية النقدية الكالسيكية‪14……………………………….‬‬
‫‪ 1.1.2‬التطور التاريخي األفكار النقدية‪14……………………………..:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪2.1.2‬أسس وافتراضات النظريةالنقديةالكالسيكية‪14……………………….:‬‬
‫‪.3.1.2‬صيغ النظرية الكالسيكية‪16………………………..……………..‬‬

‫‪ 4.1.2‬تقييم النظرية النقدية الكالسيكية‪19……………………………….:‬‬


‫‪ .2.2‬النظرية النقدية الكينزية‪20………………………………………… :‬‬
‫‪ 1.2.2‬فرضيات التحليل الكينزي‪20……………………………………….:‬‬
‫‪ :2.2.2‬بناء النظرية النقدية الكينزية‪21………………………………….:‬‬

‫‪:3.2.2‬تقييم النظرية الكينزية‪30…………………………………………:‬‬


‫‪: 3.2‬النظرية النقدية المعــاصرة‪30………………………………………..:‬‬

‫‪ : 1 .3.2‬فرضيات التحليل النقدي المعاصر‪30………………..…………………….:‬‬


‫‪ : 2.3.2‬الطلب على النقود لدى فريدمان‪31………………..……………………….:‬‬
‫‪: 3.3.2‬عرض النقود لدى فريدمان‪33……………………………………………….‬‬
‫‪ :4.3.2‬دالة الطلب على النقود عند فريدمان‪33………………………………………:‬‬
‫‪ 5.3.2‬تقييم النظرية النقدية المعاصرة ‪34………….……………………….:‬‬
‫‪ .3‬السياسة النقدية ‪35………….…………………………………………..:‬‬

‫‪1.3‬مفهوم السياسة النقدية‪35………….…………………………………….:‬‬

‫‪ 2.3‬أهداف السياسة النقدية‪36……….……………………………………….‬‬

‫‪ 1.2.3‬األهداف النهائية‪36……………………………………………………:‬‬

‫‪2.2.3‬األهداف الوسطية……………………………………………………‪.37‬‬

‫‪3.2.3‬األهداف األولية‪41……………………………………………………..:‬‬
‫‪ 3.3‬أدوات السياسة النقدية ‪42………………………………………………..‬‬
‫‪: 1.3.3‬األدوات المباشرة‪42…………………………………………………:‬‬
‫‪:2.3.3‬األدوات غير المباشرة‪44……………………………………………….‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ 4.3‬قنوات انتقال آثار السياسة النقدية‪47……………………………………..‬‬
‫‪ 5.3‬عوامل نجاح السياسة النقدية‪49…………………………………………:‬‬
‫‪ 6.3‬السياسة النقدية وعالج الضخم‪50……………………………………….‬‬

‫‪ .4‬المؤسسات المالية………………………………………………………‪58‬‬

‫‪1.4‬تعريف المؤسسات المالية‪58…………………………………………….:‬‬

‫‪2.4‬وظائفوأهداف المؤسسات لمالية‪58………………………………………..‬‬

‫‪3.4‬أنواع المؤسسات المالية‪60………………………………………..:‬‬


‫‪.5‬األسواق النقدية‪63…………………………………………………..‬‬
‫‪ 1.5‬نشأة وتطور األسواق النقدية‪63…………………………………...‬‬
‫‪ 2.5‬تعريف وخصائص السوق النقدية‪64…………………………….. :‬‬
‫‪ 3.5‬وظائف وأهمية السوق النقدية ‪66………………………………….‬‬
‫‪4.5‬عمليات السوق النقدية والمتدخلون فيه‪70………………….……….:‬‬
‫‪.5.5‬أدوات السوق النقدي‪77…………………………………………….‬‬

‫‪ .6‬أسواق رأس المال…………………………………………………‪82‬‬

‫‪ 1.6‬ماهية سوق رؤوس األموال‪82…………………………………….:‬‬

‫‪.2.6‬تنظيم سوق األوراق المالية………………………………………‪83‬‬

‫أدوات سوق رؤوس األموال‪86……………………………………..‬‬ ‫‪3.6‬‬

‫‪ 4.6‬تسعيرة األوراق المالية في البورصة………………………………‪90‬‬

‫‪ 5.6‬وظائف البورصة‪91……………………………………………..:‬‬

‫‪ 6.6‬لعوامل المؤثرة في تحديد أسعار األوراق المالية‪92………………….‬‬

‫‪ 7.6‬نظام البورصة الداخلي‪93…………………………………………:‬‬

‫قائمة المراجع‪96..............................................................‬‬

‫‪3‬‬
‫تمهيــــــــد‬

‫جاءت هذه المطبوعة المعنونة بمحاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق رأس المال وهو مقياس‬
‫خاص بالسنة الثانية شعبة العلوم االقتصادية ‪،‬وقد راعينا مسار الطلبة في مشوارهم على مستوى الليسانس‬
‫لذلك كان تركيزنا منصب على جانب االقتصاد النقدي نظ ار لوجود مقياس األسواق المالية و في السنة‬
‫الثالثة تخصص اقتصاد نقدي وبنكي ‪،‬وعموما تطرقنا إلى كل ما يحتاجه الطالب في هذا المستوى في‬
‫المجال النقدي والمالي‪.‬‬

‫شملت المطبوعة ستة محاور رئيسية ‪.‬فالمحور األول تناولن فيه التطور التاريخي للنقود وكذا أنواعها‬
‫ووظائفها ‪،‬أما المحور الثاني نظريات فتطرقنا فيه إلى النظريات النقدية بالتفصيل والمحور الثالث تناولنا‬
‫فيه السياسة النقدية بمفهومها وهدافها وأدواتها وعوامل نجاحها ‪،‬أما المحور الرابع فتطرقنا فيه الى‬
‫المؤسسات المالية والنقدية تم خصصنا المحورين الخامس والسادس لألسواق النقدية وأسواق ِ‬
‫رؤوس‬
‫األموال وأدواتها وآليات عملها‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪. 1‬نشأة النقود وتطورها‬

‫مرت النقود في تطورها عبر التاريخ بمراحل عديدة ‪ ،‬فقد بدأت بمرحلة اقتصاد المقايضة‬
‫الذي انتشر في المجتمعات البدائية ثم مرحلة االقتصاد النقدي الذي شهد حي استخدام النقود‬
‫المعدنية والورقية‪ ،‬إلى أن وصل إلى مرحلة استخدام النقود االئتمانية‪.‬‬

‫‪1.1‬المقايضة‬
‫مرت عملية التبادل بالعديد من المراحل‪ ،‬فبدأت بمرحلة المقايضة‪ ،‬إال أن هذا النظام تعرض‬
‫لعدة صعوبات واجهته‪،‬وهو يؤدي عملية التبادل األمر الذي أدى إلى التخلي عنه‪.‬‬

‫‪1.1.1‬مفهوم نظام المقايضة‬


‫نظام المقايضة هو النظام القائم على أساسا تبادل المنتجات بمنتجات أخرى أي تبادل السلع‬
‫بسلع أو العكس وقد كان هذا النظام هو‬ ‫‪1‬‬
‫بسلع أخرى فضال عن إمكانية تبادل الخدمات‬
‫السائد والقائم في المجتمعات البدائية أي قبل تطور التجارة و الصناعة واتساع نطاقهما( أي‬
‫المرحلة التي سبقت الرأسمالية التجارية والصناعية)‪ .‬وهو يشكل مرحلة متطورة بالنسبة للفرد‬
‫فأصبح كل فرد يمارس نوعا خاصا من فروع اإلنتاج ‪ ،‬حيث أدرك الفرد صعوبات إنتاج كل‬
‫مايحتاج إليه من السلع والخدمات‪ ،‬فهو ينتج كمية أكبر من حاجياته ويحصل على باقي‬
‫السلع التي يحتاجها من منتجي تلك السلع أو الخدمات‪ ،‬عن طريق مبادلة فائض إنتاجه‬
‫بفائض إنتاج وخدمات اآلخرين‪ 2‬دون وجود وسيط نقدي وذلك مثل استبدال القمح بالماشية أو‬
‫خدمة زراعية مقابلة خدمة الري ‪...‬إلخ‪.‬‬

‫‪_1‬أحمد فريد مصطفى ‪ ،‬وآخرون االفتصاد النقدي والمصرفئ بين النظرية والتطبيق‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‬
‫اإلسكندري‪،2000،‬ص‪04‬‬

‫‪_2‬ضياء مجدي الموسوي االقتصاد النقدي‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2000،‬ص ‪14‬‬

‫‪5‬‬
‫وبفعل تطور العالقات التجارية لألفراد واتساع نطاقها أدى إلى ظهور االسواق بالمعنى‬
‫الضيق‪ ،‬وهذا بدوره ساهم في زيادة المتعاملين في هذه األسواق وكانت السمة الغالبة على‬
‫التعامل هي المقايضة والمبادلة المباشرة التي أصبحت تعيق عملية وحجم المبادالت‪ ،‬االمر‬
‫الذي أدى إلى ظهور العديد من الصعوبات‪.‬‬
‫‪2.1.1‬صعوبات المقايضة‬
‫إن تنوع الحاجات واتساع عمليات المبادلة بين األفراد لتشمل أنواعا عديدة من السلع و‬
‫الخدمات‪ ،‬طرح مشكلين أساسين و هما‪ :‬صعوبة توافق رغبات األفراد من جهة‪ ،‬و صعوبة‬
‫تقييم المبادلة من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ °‬صعوبة توافق رغبات األفراد ‪:‬‬
‫لتحقيق المبادلة على أساس المقايضة ال بد من ضرورة توافق الرغبة لدى الطرفين في‬
‫الحصول على السلع المقدمة من الطرف األخر ‪ ،‬و هذا ممكن عندما يكون السوق مكونا‬
‫من عدد قليل من األطراف والسلع‪ ،‬غير أنه كلما كثر عدد األفراد و السلع يصبح توافق‬
‫الرغبات صعبا جدا ‪ ( .‬مثال ‪ :‬الفالح الذي يريد الحصول على المثلجات‪ ،‬عليه الذهاب إلى‬
‫بائعها ليرى إن كان هذا األخير بحاجة لخدمات النجارة حتى يحصل مقابلها على المثلجات‪،‬‬
‫و لكن إذا كان بائع المثلجات غير راغب في سلعة الفالح فكيف يلبي رغبته في استهالك‬
‫المثلجات‪.‬‬
‫‪ °‬صعوبة تقييم المبادلة‪:‬‬
‫إذا افترضنا أن المشكل األول قد حل أي أن هناك طرفين يريدان إجراء المبادلة المباشرة‪،‬‬
‫فالمشكل اآلن هو المقياس الذي على أساسه تتم عملية التبادل أو ما هو معدل مبادلة كل‬
‫سلعة بأخرى؟ خاصة عندما تكون المبادلة‬
‫بين سلع مجزئة ( القمح مثال ) و سلع غير قابلة للتجزئة ( المواشي )‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪2.1‬النقود السلعية‬

‫نتيجة للصعوبات التي ميزت نظام المقايضة‪ ،‬فقد ظهر تبعا لذلك نظام النقود السلعية‬
‫الذي تقوم على مبدأاختيار سلعة معنية تحظى بقبول عام ( كالملح‪ ،‬البن الماشية‪،‬‬
‫اإلبل‪ ) ........‬في المجتمع واستخدامها كنقد لتسوية المبادالت ‪.‬‬
‫إن استعمال النقود السلعية يؤدى إلى انقسام عملية المقايضة الواحدة ( أو المباشرة ) إلى‬
‫عمليتين منفصلتين (مقايضة غير مباشرة ) مما يؤدى إلى تسهيل عمليات التبادل بين األفراد‬
‫‪ .‬و االنتقال من االقتصاد التبادلي إلى االقتصاد التقدي‪ .‬حيث أن السلعة التي تم اعتبارها‬
‫كنقد توصف بأنها حاملة حق الخيار أي أن هذه السلعة تمنح لحاملها خيار مبادلتها بأي‬
‫سلعة أخوى ألنها تتمتع بخصائص النقد ‪٠‬‬

‫كنتيجة يمكن القول أنة في اقتصاد النقد السلعي تنخفض نسب التبادل مقارنة باقتصاد‬
‫المقايضة ‪.‬رغم أن نظام النقد السلعي قد أزال بعض الصعوبات التي عرفها نظام المقايضة‬
‫إال أنه لم يخل من بعض الصعوبات األخرىكعدم قابلية بعض النقود السلعية للتجزئة (‬
‫كالبقر في بعض المجتمعات ) مثال‪ :‬كيف يمكن مبادلة جزء من القمح‬
‫بجزء من البقر؟نظ ار لصعوبة ثقلها أو حملها لألسواق البعيدة قد يعرضها للتلف و السرقة‪ ،‬و‬
‫صعوبة تخزينها‪ ،‬كما أن بعضها مدة حياته محدودة‪ ،‬و تبعا لذلك فقد ظهرت النقود المعدنية‬
‫كبديل لنظام النقد السلعي‪.‬‬

‫‪ 3.1‬النقود المعدنية‬
‫رأينا فيما سبق كيف تدرجت البشرية في اكتشاف خصائص النقود واستعمالها في المبادالت‪،‬‬
‫فمن مرحلة المقايضة إلى مرحلة النقود السلعية إلى مرحلة النقود المعدنية‪ ،‬فالمعادن وخاصة‬
‫النفيسة منها هي التي تتوفر فيها قبل غيرها تلك الشروط التي نجعلها تقبل في التداول قبوال‬
‫عاما‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ 1.3.1‬مجاالت استخدام النقود المعدنية في التداول‪:‬‬

‫‪ °‬نقود معدنية رئيسية أو كاملة‪ :‬تصنع عادة من الذهب أو الفضة وتكون قيمتها‬
‫االسمية كعملة مساوية لقيمتها الحقيقية كمعدن‪ ،‬وتكون لها قوة إبراء مطلقة أي تستعمل في‬
‫الوفاء بالدين دون حدود‪.‬‬

‫‪ °‬نقود معدنية مكملة أو مساعدة‪ :‬تكون قيمتها االسمية كنقد أكبر من قيمتها الحقيقية‬
‫كمعدن وتصنع عادة من البرونز‪.‬‬
‫يأخذ استخدام النقود المعنية في التداول صو ار عديدة‪ ،‬فقد يقتصر على سك النقود من معدن‬
‫نفيس واحد‪ ،‬الذهب أو الفضة‪ ،‬ويكون للقطع المصنوعة منها قوة إبراء مطلقة‪ ،‬ونقرر حرية‬
‫السك لألفراد أو ال نقرر حسب األحوال‪ ،‬ويكون ببولها في التداول اختياريا أو إجباريا‪.‬‬

‫يوجد إلى جانب هذه القطع الرئيسة قطع من معادن أخرى تكون صغيرة القيمة وال يكون لها‬
‫إال قوة إبراء محدودة ن كما قد تسك القطع النقدية من المعدنين معا ويتداوالن جنبا إلى جنبا‬
‫وتكون لهما قوة إبراء مطلقة وتتحدد نسبة إحداهما إلى األخرى‪.‬‬

‫إن في تداول النقود المعدنية قد تكون القيمة االسمية للعملة‪ ،‬أي القيمة القانونية التي تحددها‬
‫الدولة مساوية لقيمتها الحقيقية وهنا تتعادل القيمتان ويقال أن العملة جيدة‪ ،‬أماإذا كانت القيمة‬
‫القانونية للعملة أكبر من قيمتها الحقيقة فإنه يطلق على هذه العملة بالعملة الرديئة‪ .‬واذا ما‬
‫أحتوى تداول النقود المعدنية على قطع نقدية مختلفة ‪،‬إما من نفس المعدن أو من معدنيين‬
‫مختلفين أحدهما أثمن من األخر كان هذا النوع من تداول النقود مجاال لعمل قانون "جريشام"‬
‫وفكرته األساسية أن "العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة من التداول"‪ 3‬وهو ما يتحقق إذا أدت‬
‫الظروف إلى إن تكون القيمة الحقيقية للعملة كمعدن أعلى من قيمتها االسمية كقطعة نقدية‬
‫ففي هذه الحالة تنخفض القدرة الشرائية للنقود ويكون من مصلحة األفراد تحويل قطع العملة‬

‫‪،2001‬ص‪206:‬‬ ‫‪ _3‬محمود دو‪.‬بدار ‪ ،‬ميادئ االفتصاد السياسي الجزء الثاني‪ ،‬االقتصاد النقدي‪ ،‬منشورات الحلبي‪،‬لبنا‬

‫‪8‬‬
‫الجيدة إلى معدن‪ ،‬ومن ثم فإن العملة الرديئة تميل تدريجيا إلى طرد العملة الجيدة من التداول‬
‫واختفائها تدريجيا‪.‬‬

‫‪ _ 1.3.1‬خصائص النقود المعدنية‪:‬‬

‫تتميز النقود المعنية بعدة مميزات نذكر منها‪:4‬‬

‫*‪.‬خفة الوزن وارتفاع القيمة‪ :‬هذه الميزة تسهل عملية نقلها وحملها‪ ،‬ثم إن هذين المعدنين‬
‫النفيسين يعتبران من أفضل السلع الوسيطة للمبادالت فهي ال تستهلك بالتبادل ألنها أشياء‬
‫ثمينة‪ ،‬إذا ما قورنت بالسلع التي استخدمت في النقود السلعية‪.‬‬

‫صالحة للتخزين واالدخار‪ :‬النقود المعدنية التي تكون من الذهب غير معرضة للتآكل‬ ‫*‬
‫والتلف مع مرور الزمن كما هو الحال مع النقود السلعية ألن الذهب والفضة يعتبران من‬
‫المعادن المتجانسة فالقطع المتساوية منها يكون لها قيمة واحدة‪ ،‬بحيث تكون سهلة التحديد‬
‫كوسيلة للدفع ووحدة للحساب‪.‬‬

‫*‪ .‬قابلية هاذين المعدنين للتجزئة دون تعرض قيمتهما للتدهور ومن ثم فهما يستخدمان في‬
‫المبادالت الكبيرة وصغيرة الحجم‪.‬‬

‫‪ _ 2.3.1‬أشكال النقود المعدنية‪ :‬لقد تدرجت البشرية في استخدام النقود المعدنية"المعادن‬


‫النفيسة" إلى إن أصبحت في شكل قطع نقدية‪ ،‬وعلى هذا األساس اتخذت شكلين‬
‫أساسيان هما‪:‬‬

‫كان الناس يقبلون النقود المعدنية بعد وزنها و اختبار عيارها في كل‬ ‫أ _النقود الموزونة‪:‬‬
‫مرة يتعاملون بهاو المقصود هنا بالعيار هو مقدار ما تحتويه من معادن خالية من الشوائب‪-‬‬

‫‪_4‬صالح مفتاح‪،‬النقود والسياسة النقدية" المفهوم ‪-‬األهداف ‪-‬األدوات"‪ ،‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،2005،‬ص‪21‬‬

‫‪9‬‬
‫وذلك بحضور شخصية بارزة تدعى حامل الميزان الذي يقوم بوزن المعدن النفيس وذلك من‬
‫أجل إثبات شرعية المعامالت ومنع الغش‪ ،5‬واثبات للمجتمع أن الدولة حاضرة‪.‬‬

‫ب_‪:‬النقود الحسابية المضروبة‪ :‬أدخلت فيها تعديالت على السبائك النقدية حيث‬
‫وعيارها‬ ‫وزنها‬ ‫يضمن‬ ‫رسمي‬ ‫ختم‬ ‫عليها‬ ‫ووضع‬ ‫وأجزاء‬ ‫قطع‬ ‫إلى‬ ‫قسمت‬
‫حتى ال توزن وتختبر في كل مبادلة‪ ،‬كما بدأت السلطات تفكر في أن تقوم‬
‫بضمان سك النقود المعدنية حتى تنمح ضمانا للعمالت المعدنية المسكوكة‬
‫والتي تكون مطابقة للمواصفات القانونية‪ ،‬فلم يعد بإمكان األفراد سك النقود‬
‫المعدنية‪ ،‬بل تولت الدولة حق صك النقود‪ ،‬وهو ما يضفي عليها طابع‬
‫اإللزامية في التعامل بقوة القانون‪ ،‬كما أنه اتجاه نحو ربط النقود بسيادة‬
‫الدولة‪ ،‬وأصبحت العملة تأخذ في أحد وجهيها صورة أو أسم أو رمز من رموز الدولة‪.‬‬

‫‪3.3.1‬مرحلة النقود الورقية والنقود الكتابية‪ :‬تطورت النقود من معدنية إلى نقود ورقية ثم‬
‫إلى نقود كتابية‪.‬‬
‫أ‪-‬النقود الورقية‪:‬مع توسع العمليات التجارية وازدهارها ظهر نوع جديد من النشاط التجاري‬
‫يقوم على‬

‫إيداع األفراد لنقودهم لدى الصيارفة لحفظها في مخازن وحراستها‪ ،‬ويحصلون مقابل ذلك على‬
‫إيصاالت أوشهادات إيداع (صكوك أو سندات بقيمة الوديعة)‪ ،‬وكانت هذه األخيرة تمثل كمية‬
‫من الفضة أو الذهب‪ ،‬كما أن صاحب الوديعة كان يدفع أجرة للصيارفة مقابل الحفظ‬
‫والحراسة‪ ،‬ثم بدأ األفراد يتداولون هذه اإليصاالت ويستعملونها في سداد التزاماتهم كالنقود‬
‫المعدنية‪ ،‬والختالف حجم المعامالت بين األفراد شرع الصيارفة بإصدار صكوك بفئات‬
‫صغيره مختلفة‪.‬‬

‫‪ _5‬صالح مفتاح‪،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬نفسه‪ ،‬ص‪.22‬‬

‫‪10‬‬
‫ب‪-‬النقود الكتابية (نقود الودائع)‪:‬وهي مجموعة ودائع األفراد ورجال األعمال والمشروعات‬
‫والحكومات والقطاع العام والمؤسسات المالية لدى البنوك التجارية‪ ،‬وهي بدورها تستعمل في‬
‫المبادالت كالنقود الورقية والمعدنية ونتنقل ملكيتها من شخص آلخر بواسطة الشيكات‬
‫والحواالت وغيرها من أدوات استعمال الحساب الجاري‪.‬‬

‫فمصطلح النقد الكتابي أتى من كون المبلغ النقدي مدون في دفاتر المؤسسات المالية‬
‫(أي الودائع تحت الطلب) أما ظهور النقد الكتابي فقد كان سابقا الستحداث أوراق المصرف‬
‫المركزي‪،‬فكما مر بنا سابقا فإن أول الحسابات تلك التي كان يفتحها في القرون الوسطى‬
‫الوكالء الموجودون في مكان ما للذين وكلوهم وهم متفرقون في عدة بلدان‪ .‬ومثل هذه‬
‫الحسابات هي أصل المحاسبة المزدوجة‪.‬‬
‫وبالرغم مما قلناه فإن انتشار النقد الكتابي لم يحصل إال حديثا وبالتوافق مع مضاعفة وتنوع‬
‫المبادالت‪.‬‬
‫ويعود تطور النقد الكتابي إلى أسباب السهولة والضمانة‪ :‬سهولة التسديدات التي تجري عبر‬
‫عملية كتابية دون أن يستلزم ذلك انتقال الدائن والمدين‪ .‬وضمانة التسديد ألن استخدام النقد‬
‫الكتابي هو قابل وبسهولة لإلثبات بفضل نظام المحاسبة الذي تمسكه المؤسسات وقادر على‬
‫تقليل مخاطر الضياع ومخاطر السرقة‪.‬‬
‫ج _ النقود االلكترونية‪:‬هي عبارة عن نقود غبر ملموسة‪ ،‬تأخذ صورة وحدات‬
‫الكترونية وتخزن في مكان امن على أجهزة اإلعالم اآللي الخاص بالعميل يعرف باسم‬
‫المحفظة االلكترونية ‪ ،‬مع العلم أنه بإمكان العميل استعمال هذه المحفظة بواسطة بطاقات‬
‫خاصة بنظام الدفع اآللي‪،‬أوعىن طريق االنترنت للقيام بمجموعة من العمليات كالشراء‪ ،‬البيع‪،‬‬
‫التحويل‪...‬وغيرها‪.‬‬
‫‪_4.1‬وظائف النقود ‪:‬تؤدي النقود وظائف أساسية هي‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫‪1.4.1‬النقود وحدة قياس أو مقياس للقيمة‪ :‬النقود هي وحدة حساب تسمح بقياس‬
‫ومقارنة السلع الغير متجانسة‪ ،‬فهي تشكل أداة عامة للقياس قابلة للتطبيق على السلع‬
‫والخدمات والحقوق وسائر الموجودات‪،‬‬
‫سواء كانت حالية أو سابقة أو مستقبلية‪ .‬فاستعمال النقود يسمح بتحديد سلم عام لألسعار —‬
‫أي تحديد نسب تبادل قابلة للمقارنة‪ -‬في حين أن المقايضة ال تتيح الفرصة إال لنسب تبادل‬
‫خاصة دون توافر رابط فيما بينها وذلك نظ ار النعدام المقياس المشترك‪.‬‬
‫‪ .2.4.1‬النقود وسيط للتبادل‪ :‬تمكن النقود من تحاشي المقايضة‪ ،‬فهي تؤدي إلى‬
‫عمليتي تبادل مستقلتين‪ :‬وكما رأينا سابقا فالمقايضة تتطلب توافر شرطين أساسيين‪ :‬وجود‬
‫أداتين متقابلتين في الوقت نفسه ومتكاملتين فيما يتعلق برغبات الطرفين المتبادلين‪-‬يقدر‬
‫األداءان المتبادلين بنفس القيمة من قبل الطرفين المتبادلين‪ -‬وتتجلى مساوئ المقايضة في‬
‫كونها تحد من المبادالت وتجعل تكوين إطار لمجموعة األسعار ام أر غير ممكن‪ ،‬وبمعنى‬
‫آخر سلما من القيم يسهل تقييم السلع‪ ،‬إن استخدام النقود كسلعة وسيطة يمكن من فصل‬
‫األدائين المتبادلين في المقايضة‪ ،‬ويحللها إلى صفقتين مختلفتين‪ :‬بيع سلعة معروضة مقابل‬
‫النقود‪ ،‬وبعدها مبادلة النقود التي تم الحصول عليها مقابل شراء سلعة أخرى‪ .‬يعتقد مستخدمو‬
‫النقود في فترات معينة من االضطرابات النقدية أن النقود تشكل وسيطا سيئا‬
‫في المبادالت فيلجأون من جديد إلى تقنية المقايضة‪.‬‬
‫‪ .3.4.1‬النقود مستودع لللقيم‪ :‬عندما يحوز احد األشخاص مبلغا من النقود فإنه ليس‬
‫مجب ار على إنفاقه في الحين‪ ،‬وبهذا المعنى فإن النقود تسمح بتأجيل القدرة إلى الشراء إلى‬
‫المستقبل‪ ،‬واختبار تاريخ االستهالك‪ ،‬وعلى هذا األساس يمكن القول بان النقود تشكل صلة‬
‫بين الحاضر والمستقبل‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪4.4.1‬النقود مقياس للمدفوعات اآلجلة ‪ :‬أي تستخدم النقود في سداد قيمة الديون التي يقع‬
‫ميعاد استحقاقها في المستقبل‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪.2‬النظريات النقدية‪:‬‬
‫لقد أهتم الفكر االقتصادي بدراسة دور النقود في النشاط االقتصادي‪ ،‬وقد اختلفت اآلراء‬
‫حول مدى فعالية السياسية النقدية‪ .‬فالتيار الكالسيكي يرى أن التوسع النقدي الذي يترتب عليه أي‬
‫تغير من المستوى الحقيقي للنشاط االقتصادي‪ ،‬إنما سيؤدي مع افتراض التشغيل الكامل إلى‬
‫التضخم(‪.)6‬‬
‫في حين ترى المدرسة الكينزية أن التوسع النقدي ال ينعكس على التضخم‪ .‬ونادى‬
‫كينزبضرورة تدخل الدولة إلدارة الطلب الكلي الفعال‪ .‬وبظهور كتابات ميلتون فريدمان أعيد‬
‫االنتباه من جديد للنظرية الكالسيكية في صيغة جديدة‪.‬‬
‫‪ 1.2‬النظرية النقدية الكالسيكية‬
‫تعتبر النظرية الكمية للنقود من أهم األفكار التي جاء بها الكالسيك‪ ،‬ألنها ربطت بين كمية‬
‫النقود والمستوى العام لألسعار‪ .‬واستطاعت أن تفسر ظاهرة التضخم والنمو وحركة انتقال الذهب‬
‫بين الدول‪.‬‬
‫‪ 1.1.2‬التطور التاريخي األفكار النقدية‪ :‬تعود أفكار النظرية لكالسيكية إلى االقتصادي الفرنسي‬
‫جان بودان الذي نشر كتابه االقتصاد و السياسة عام ‪ ،1568‬وأشار فيه للعالقة بين ارتفاع‬
‫األسعار وتدفقات الذهب والفضة من المستعمرات إلى إسبانيا (‪.)7‬‬
‫ثم أخذ من بعده عدد من االقتصاديين بهذا التفسير‪ ،‬أمثال دافيد هيوم‪ ،‬وكانتون‪ ،‬وجون لوك‬
‫خالل القرن السابع عشر‪ .‬إلى أن جاء آدم سميث ودافيد ريكاردو وتبنوا هذه الفكرة وأسسوا لها‬
‫من الناحية النظرية‪.‬‬
‫يعتبر الفالسفة العرب أمثال ابن خلدون والمقريزي أول من وضح العالقة بين الذهب والفضة‬
‫والمستوى العام لألسعار‪ ،‬حيث أوضح المقريزي أن زيادة النقود تؤدي إلى التضخم وارتفاع‬
‫المستوى العام لألسعار (‪.)8‬‬
‫‪2.1.2‬أسس وافتراضات النظريةالنقديةالكالسيكية‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫‪.ficher irving, the purchasing power of money, mac millan, newyork, 1911, p234‬‬
‫‪ .7‬جورج انيهانز‪ ،‬النظرية االقتصادية‪ ،‬ترمجة صقر أمحد صقر‪ ،‬املكتبة األكادميية‪ ،‬القاهرة‪،1997 ،‬ص ‪.46 :‬‬
‫‪ .8‬على كنعان مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.94 :‬‬

‫‪14‬‬
‫أ‪ .‬أسس ومبادئ النظرية‪ :‬لقد قامت هذه النظرية على أسس ومبادئ تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬الحرية االقتصادية‪ :‬يرتبط الفكر االقتصادي لهذه المدرسة بعبارة ‪( laissez faire‬دع األمور و‬
‫شأنها) أي ترك الفرد ح ار في اختيار نشاطه؛‬
‫‪ ‬عدم تدخل الدولة‪ :‬أي أن الدولة ال تتدخل في األنشطة االقتصادية‪ ،‬ويتوقف دورها على توفير‬
‫المتطلبات الالزمة لعمل القطاع الخاص‪ .‬أو في توفير الحماية واألمن سواء ماديا أو عسكريا‪،‬أو‬
‫بإصدارها لمختلف التشريعات المنظمة ؛‬
‫‪ ‬الملكية الخاصة‪ :‬الملكية الخاصة هي أهم صفة يتسم بها النظام الرأسمالي ‪،‬فالفرد يسعى بطبعه‬
‫إلى تحقيق أقصى منفعة ممكنة الفائدة تعود بالفائدة على أفرادأخرين؛‬
‫‪ ‬مبدأ الربح ‪ :‬كما هو معلوم أن كل مستثمر يسعى إلى تحقيق الربح‪ ،‬واال لماذا يقوم بنشاطاته‪،‬‬
‫إذن فالربح هو جزاء أي جهد يبذله الفرد ويسعى إلى تعظيمه ‪،‬مما يؤدي إلى زيادة اإلنتاجية‬
‫وبالتالي يزيد اإلنتاج؛‬
‫‪ ‬مبدأ حيادية النقود‪ :‬يرى الكالسيك أن النقود ماهي إال وسيط للتبادل ‪،‬ويتضح ذلك عند تحليل‬
‫(قانون ساي لألسواق ) ‪،‬حيث أن إنتاج كل فرد من األفراد (العرض) يمثل مقدار طلبه على السلع‬
‫األخرى التي يقايضها (الطلب) (‪.)9‬‬
‫‪ ‬مبدأ السوق‪ :‬إن اقتصاد السوق في األساس هو اقتصاد مستقر وأن األسواق كفيلة بموازنة‬
‫العرض والطلب الكليين إذا توافرت فيها متطلبات االستقرار حيث ترجع التقلبات االقتصادية إلى‬
‫التغيرات غير المنتظمة لعرض النقود‪.‬‬
‫كما أن المنافسة الحرة هي أساس نظام اقتصاد السوق‪ ،‬مادامت الحرية االقتصادية قائمة وبالتالي‬
‫تنشيط الحياة االقتصادية‪.‬‬
‫يرى التحليل الكالسيكي أن انخفاض مستوى األجور سوف يؤدي إلى تعظيم أرباح الرأسماليين‪.‬‬
‫ففي حالة الركود يكون الحل األمثل هو تخفيضها‪ ،‬فيزيد الطلب على العمالة‪،‬وهذه الزيادة في‬
‫أرباح الرأسماليين ‪،‬يعاد استثمارها في مشروعات إنتاجية جديدة(‪.)10‬‬

‫‪ .9‬شوقي‪ ،‬الظ‪ ،‬مدخل ف النظرية االقتصادية الكلية‪ ،‬دار النشر للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪ ،2‬بدون اتريخ‪ ،‬ص ‪.81:‬‬

‫‪ .10‬نزار سعد الدين العيسى‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.338 :‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ -‬مرونة جهاز سعر الفائدة‪ :‬تعمل الفائدة في نظر الكالسيك على تحقيق التوازن بين االدخار‬
‫واالستثمار‪ ،‬فإذا زادت المدخرات ينخفض سعر الفائدة وبالتالي يقل الحافز على االدخار‪ .‬إذن‬
‫فالفائدة حسب الكالسيك هي ثمن استخدام رأس المال‪.‬‬
‫ب‪ .‬افتراضات النظرية النقدية الكالسيكية‪:‬‬
‫قامت النظرية النقدية الكالسيكية على االفتراضات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ثبات سرعة دوران النقود‪ :‬ويقصد بها متوسط عدد المرات التي تنتقل فيها الوحدة النقدية الواحدة‬
‫من يد إلى أخرى في فترة زمنية معينة‪ ،‬فتفترض هذه النظرية ثبات سرعة التداول النقدي‪ ،‬ألن‬
‫االقتصاد وصل إلى التشغيل التام‪ ،‬وسيستمر على هذه الحالة ‪.‬أي طالما بقي على حاله تبقى‬
‫سرعة التداول للنقود ثابتة (‪)11‬؛‬
‫‪ -‬تحقيق التشغيل الكامل تلقائيا(‪ :)12‬اعتمدت فكرة التشغيل الكامل على فكرة قانون المنافذ‪ ،‬فكل‬
‫عرض يخلق طلبا موازيا له‪،‬فكلما أراد المنتجون زيادة إنتاجهم‪ ،‬يجدون طلبا يواجه هذا العرض‪.‬‬
‫إذن فالتوازن سيتحقق بشكل تلقائي (أي عدم تدخل الدولة فيه)؛‬
‫‪ -‬ارتباط تغير المستوى العام لألسعار بالنقود‪ :‬افترضت هذه النظرية ارتباط التغير في األسعار‬
‫بالتغيرات في كمية النقود ‪،‬ورأت أن ارتفاع األسعار يرجع أساسا لزيادة كمية النقود والعكس‪.‬‬
‫‪.3.1.2‬صيغ النظرية الكالسيكية‪ :‬لقد تطورت النظرية الكالسيكية كما ذكرنا سابقا في شكل‬
‫معادالت صاغها كل من فيشر ومارشال‪.‬‬
‫أ‪.‬معادلة التبادل لفيشر‪ :‬لقد صاغ أرفينج فيشر معادلته الشهيرة عن التبادل‪ ،‬والتي تعتبر من‬
‫األسس الهامة للتحليل النقدي الكالسيكي‪،‬وتم صياغتها على النحو التالي‪.)13( :‬‬
‫(‪M .V= P .T ................)1‬‬

‫‪ .11‬علي كنعان مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪100 :‬‬

‫‪ .12‬جورج انيهانز‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.414 :‬‬

‫‪ .1‬عبد الرمحان يسري أمحد واميان حممد زكي‪ ،‬النظرية االقتصادية لكلية‪ ،‬الداراجلامعة‪ ،2007 ،‬ص‪133:‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ :M‬النقود المتداولة خالل فترة معينه ‪،‬‬
‫‪ :V‬سرعة دوران النقود لنفس الفترة‪،‬‬
‫‪ :P‬المستوى العام لألسعار‪،‬‬
‫‪ :T‬حجم المعامالت التي تمت في تلك الفترة‪.‬‬
‫نظ ار لثبات كل من حجم المعامالت وسرعة دوران النقود‪ ،‬فمن المعادلة(‪)1‬يمكن استنتاج المستوى‬
‫(‪P=M(V/T).........)2‬‬ ‫العام لألسعار كما هو موضح في المعادلة(‪.)2‬‬
‫يتضح من المعادلة أن المقدار‪v /T‬هو مقدار ثابت ‪،‬إذن فأي تغير في كمية النقود يؤدي‬
‫إلى تغير في المستوى العام لألسعار بنفس النسبة وفي نفس االتجاه‪.‬‬
‫غير أن هذه المعادلة لم تسلم من االنتقادات‪،‬ومن أهمها أن حجم المعامالت يشمل جميع‬
‫أنواعها دون التمييز بين المعامالت التي تخص عمليات االنتاج والمعامالت التي تتم في األسواق‬
‫المالية‪.‬‬

‫كذلك فإن المستوى العام لألسعار ال يصلح أن يتخذ كأداة لتحليل النشاط االقتصادي‪ ،‬ألن‬
‫اهتمام رجال االقتصاد كان مرتك از على كيفية خلق سلع جديدة ‪،‬أي النشاط الخاص بالدخل‬
‫الوطني‪.‬‬

‫إذن فالمستوى العام لألسعار الذي يجب أن يؤخذ بعين االعتبار‪ ،‬هو مستوى األسعار‬
‫االستهالكية واإلنتاجية التي تنتج وتعرض في السوق خالل فترة زمنية معينة‪.‬وقد أدت هذه‬
‫االنتقادات إلى إدخال بعض التعديالت على معادلة فيشر‪.‬‬

‫ب‪.‬معادلة األرصدة النقدية الحاضرة(صيغة كمبريدج)‪:‬قام بصياغة هذه المعادلة فريق من‬
‫االقتصاديين في جامعة كمبريدج ببريطانيا بزعامة ألفريد مارشال‪ .‬فبدال من النظر إلى األمر من‬
‫زاوية النقود أو سرعة دورانها كما فعل فيشير‪ ،‬ركز مارشال على جانب الطلب على النقود و‬
‫العوامل المؤثرة فيه(‪.)14‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ .‬حممدجابر حسن السيد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬مرجع‪.135 :‬‬

‫‪17‬‬
‫وقد صاغ مارشال ومن بعده بيجو نظرية كمية النقود على النحو التالي(‪.)15‬‬

‫‪MV`= P` Q………………….1‬‬

‫‪ :M‬كمية النقود المتداولة‬

‫‪ :Q‬الناتج القومي الحقيقي أو حجم اإلنتاج‬

‫`‪ :P‬متوسط أسعار المنتجات النهائية‬

‫(‪ : P`)Q‬تعطينا القيمة النقدية لإلنتاج القومي وهو االنفاق النقدي ‪.‬‬

‫`‪ :V‬سرعة دوران النقود في حدود المعامالت التي تخص االنتاج فقط وتسمى سرعة الدوران‬
‫الداخلية‪.‬‬

‫يمكن استبدال ‪ P`Q‬بالرمز‪ Y‬للداللة على القيمة الجارية للناتج فتصبح المعادلة كما يلي‬

‫‪MV`= Y……………....2‬‬

‫‪M= 1/V`( Y)………...3‬‬

‫حيث (`‪ ) 1/ V‬تعبر عن نسبة السيولة النقدية أو معامل التفصيل النقدي وقد استبدل مارشال هذا‬
‫الرمز بالرمز ‪K.‬‬
‫فتصبح المعادلة بالشكل )‪M= Ky…….(4‬‬
‫‪K= M/Y‬‬
‫نسبة السيولة النقدية= (كمية النقود‪/‬الدخل القومي النقدي)‬
‫الشكل النهائي لمعادلة كمبريدج هو (‪M= K)P`.Q‬‬
‫وطالما أن كل من ‪ :K‬ثابت‪ ،‬و ‪:Q‬حجم اإلنتاج ثابت‪،‬و كمية النقود‪ :M‬هي عبارة عن (مقدار‬
‫ثابت مضروب في المستوى العام لألسعار)‪ ،‬وبالتالي فإن أي زيادة في كمية النقود تؤدي إلى‬

‫‪18‬‬
‫زيادة في المستوى العام لألسعار (‪ )P‬بنفس النسبة وفي نفس االتجاه‪ .‬إذن فالتغيير الذي أحدثه‬
‫مارشال هو استبداله حجم المعامالت بحجم اإلنتاج‪،‬وسرعة دوران النقود بمقلوبها ‪،‬وهو معامل‬
‫التفضيل النقدي ‪.‬‬
‫‪ 4.1.2‬تقييم النظرية النقدية الكالسيكية‪:‬‬
‫لقد ُو ًج َهت عدة انتقادات إلى النظرية النقدية الكالسيكية ‪،‬لكنها تعتبر رائدة في تفسير العالقة بين‬
‫كمية النقود والمستوى العام لألسعار في شكل رياضي‪.‬‬
‫أ‪.‬إيجابيات النظرية‪:‬‬
‫قامت النظرية على أساس معادالت رياضية مركبة من مجموعة من المتغيرات االقتصادية بشكل‬
‫موفق فيطرفيها‪ ،‬يعطينا في النهاية عالقة بين مجموعة من المتغيراتاالقتصادية ‪.‬تتمثل أساسا‬
‫في(‪P‬و‪)M‬في تلك الفترة؛‬
‫قامت بتفسير الواقع االقتصادي الفعلي المعاصر‪ ،‬وشكلت قفزة في عالم النقود (العالقة بين النقود‬
‫واألسعار وباقي المتغيرات األخرى)‪،‬ووصلت إلى نتائج استفاد منها كينز وبني على إثرها نظريته)‪.‬‬
‫ب‪.‬االنتقادات الموجهة إلى النظرية النقدية الكالسيكية‪:‬‬
‫_عدم صحة الفرضية القائمة على العالقة بين كمية النقود والمستوى العام لألسعار‪ ،‬إذ أن‬
‫األسعار قد تتغير ألسباب ال عالقة لها بكمية النقود‪ ،‬وانما تتعلق بعوامل أخرى تؤدي إلى التغير‬
‫في الطلب والعرض (الجانب الحقيقي وليس النقدي) (‪)16‬؛‬
‫افتراض أن المستوى العام لألسعار هو المتغير التابع وكمية النقود هي‬ ‫‪-‬‬
‫المتغير المستقل‪ ،‬في حين الواقع أثبت حاالت معاكسة‪ .‬أي إذا زادت سرعة التداول نتيجة توقعات‬
‫األفراد فإن األسعار سترتفع دون الزيادة في كمية النقود؛‬
‫افترضت النظرية ثبات سرعة تداول النقود ‪.‬وهذا غير صحيح ألن سرعة‬ ‫‪-‬‬
‫تداولها تعتمد على النفسية وظروف االستيراد والتصدير وعادات االستهالك وغيرها‪ ،‬فيمكن أن‬
‫تزداد سرعة دوران النقود دون زيادة كمية النقود ‪،‬فيؤدي ذلك إلى ارتفاع األسعار ؛‬

‫‪16‬‬
‫‪ .‬علي كنعان‪ ،‬مرجع سبقذ كره‪ ،‬ص‪.108 :‬‬

‫‪19‬‬
‫_افترضت النظرية أن زيادة المستوى العام لألسعار يكون بنفس نسبة زيادة كمية النقود‪ ،‬وهذا خطأ‬
‫فقد تتوسع الدولة في مزيد من اإلصدار النقدي وال يتم تداولها‪ .‬أي يتم اكتنازها فيبقى األثر عليه‬
‫كماكان قبل زيادة كمية النقود(‪)17‬؛‬
‫_افترضت النظرية ثبات جم اإلنتاج والمبادالت وربطتها بحالة التشغيل الكامل التي افترضتها‪.‬‬
‫وهذا غير مقبول ألن هناك دائما موارد عاطله‪،‬ففي ظل المنافسة الحرة وعندما ترغب السلطات‬
‫بزيادة تشغيلها يزيد التوظيف واإلنتاج؛‬
‫_أهمل الكالسيك سعر الفائدة ألن زيادة كمية النقود تؤدي إلى انخفاض أسعار الفائدة والعكس‪،‬‬
‫وهذا ما بينه كينز‪،‬فالفائدة كما ذكرنا سابقا عند الكالسيك هي ثمن استخدام رأس المال فقط‪.‬‬
‫‪ .2.2‬النظرية النقدية الكينزية‪:‬‬
‫بعد حدوث أزمة الكساد العالمي‪،‬وعجز الفكر الكالسيكي عن تقديم تفسيرات وحلول لما حدث‪.‬‬
‫ظهر ما يعرف بالفكر الكينزي بزعامة االقتصادي اإلنجليزي جون مينارد كينز‪،‬محاوال تفسير‬
‫األسباب التي أدت إلى هذه األوضاع ‪،‬والى حلول لها في ظل فرضيات جديدة‪.‬‬
‫‪ 1.2.2‬فرضيات التحليل الكينزي‪ :‬لقد قام الفكر الكينزي على عدة فرضيات هي‪:‬‬
‫‪ -‬قام كنيز بإحداث ثورة في علم االقتصاد‪ ،‬وذلك باعتبار نظرية كمية النقود ألصدقائه خاصة‬
‫بيجو وقانون ساي لألسواق مجرد معتقدات رديئة‪ ،‬ينبغي أن يتحرر االقتصاد من طغيانها‪،‬‬
‫‪ -‬يتمثل أهم افتراض لالنتقادات الكنيزية في جمود األجور النقدية‪ ،‬و بمجرد افتراض أن هذه‬
‫األخيرة‪ ،‬ال تتغير فإنه من المالئم من الناحية التحليلية أن يتم استخدامها (بدال من األسعار‬
‫السلعية) ‪.‬وبالتالي فقد عبر كينز عن كل المتغيرات الحقيقية بوحدات أجرية(‪)18‬؛‬
‫ـ‪-‬اهتم كي ــنز بالطلب الكلي الفعال ‪،‬حيث يتم التحكم في الدخل واإلنتاج في التحليل الكينزي‬
‫بواسطة مبدأ الطلب الكلي الفعال‪ .‬ففي حالة التوازن البد أن يتعادل الطلب الكلي مع العرض‬
‫الكلي‪ ،‬عند األسعار التي تغطي التكاليف ‪.‬عكس ماذهب إليه آدم سميث ودافيد ريكاردو‬

‫‪ .‬جورج انيهانز‪ ،‬مرجع سبقذكره‪ ،‬ص‪51017:‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ .‬مروان عطوان‪ ،‬األسواق النقدية واملالية‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعة‪ ،‬اجلزائر‪،‬اجلزء الثاين‪ ،2005 ،‬ص‪.170 :‬‬

‫‪20‬‬
‫ومارشال‪ ،‬الذين يرون أن التوازن يتحقق عند مستوى التشغيل الكامل‪ .‬لكن كينز رفض هذا الطرح‬
‫بافتراضه ثبات األجور كما رأينا ‪،‬وهي حالة يمكن أن يتحقق فيها التوازن مع وجود بطالة وحتى‬
‫في مستويات مرتفعة من البطالة‪.‬‬

‫شكل رقم ‪ 03‬محددات الطلب الكلي الفعال عند كينز‬

‫الدخل الوطن‬

‫الطلب الكلي الفعال‬

‫الطلب على االستثمار‬ ‫الطلب على االستهالك‬


‫ر‬

‫الكفاية الحدية رأس المال‬ ‫سعر الفائدة‬


‫عوامل موضوعية‬ ‫عوامل ذاتية‬

‫تكلفة‬ ‫الربح‬ ‫الطلب على‬ ‫عرض النقود‬


‫رأسالمال‬ ‫المتوقع‬ ‫النقود‬

‫المصدر‪ :‬بلعزوز بن علي ‪،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪36:‬‬

‫‪-‬اهتم كيز بدراسة الطلب على النقود كمخزن للقيمة ‪،‬وهذا الدور أهمله التقليديون باعتبارهم النقود‬
‫ماهي إال وسيط للمبادلة‪.‬‬

‫_ارتكز كينز في تحليله على السياسة المالية مع تهميشه للسياسة النقدية ‪،‬كما أنه نادى بضرورة‬
‫تدخل الدولة في النشاط االقتصادي‪.‬‬

‫‪ :2.2.2‬بناء النظرية النقدية الكينزية‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫لقد قام كينز عند بنائه لنظريته بإدخال متغيرات اقتصادية جديدة ‪،‬والتي تبرز االختالف‬
‫الواقع بين نظريته وبين اقتصاديي المدرسة الكالسيكية ‪.‬ويتجلى هذا من خالل الدور الذي يلعبه‬
‫سعر الفائدة في الطلب على النقود‪ ،‬كما يتجلى الفرق أيضا فيما يتعلق بمدى فعالية السياسة‬
‫المالية والسياسية النقدية‪ ،‬وقدرة كل منهما على معالجة االختالل االقتصادي‪.‬‬

‫أ‪ -‬سعر الفائدة‪:‬يعرف كينز سعر الفائدة على أنه "الثمن الذي يحصل عليه الفرد مقابل تخليه عن‬
‫النقود‪ ،‬السائلة التي بجوزته"(‪.)19‬‬

‫في حين عرفه الكالسيك على أنه "ثمن التضحية باالستهالك آني ‪،‬وانتظار استهالك أكبر‬
‫مستقبال ‪.‬أي أنه جزاء التضحية باالستهالك"(‪.)20‬‬

‫يتحدد سعر الفائدة عند كينز عند تعادل عرض النقود والطلب عليها‪ ،‬حيث أنه مع افتراض‬
‫ثبات العرض الكلي للنقود ‪ ،‬وزيادة طلب األفراد للنقود‪ ،‬أي زاد تفضيلهم للسيولة‪ .‬فإن سعر الفائدة‬
‫سوف ينخفض والعكس في حالة انخفاض كمية النقود المطلوبة فإن سعر الفائدة يرتفع(‪.)21‬‬

‫قامت النظرية الكالسيكية بتحديد العالقة بين كمية النقود والمستوى العام لألسعار‪ ،‬أما كينز‬
‫فقد قام بتحليل العالقة بين كمية النقود وسعر الفائدة ومن ثمة حجم االستثمار و الدخل‬
‫والناتج(‪ .)22‬كما يلي‪:‬‬

‫‪M‬‬ ‫‪i‬‬ ‫‪I‬‬ ‫‪Y‬‬

‫حيث أن أي زيادة في كمية النقود تؤدي إلى انخفاض سعر الفائدة‪ ،‬وهذا بدوره يحفز‬
‫المستثمرين على زيادة استثماراتهم‪،‬وبالتالي يزداد الدخل الوطني‪ .‬أما انخفاض كمية النقود يؤدي‬
‫إلى ارتفاع سعر الفائدة‪ ،‬وبالتالي انخفاض حجم االستثمار‪ ،‬ومن ثمة انخفاض الدخل الوطني‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ .‬أمحد زهري شامية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.54 :‬‬
‫‪ .1‬صبحي اتدرس قريصة‪ ،‬النقود والبنوك والعالقات االقتصادية الدولية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بريوت‪،‬لبنان‪ ،1983 ،‬ص‪.203 :‬‬
‫‪20‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ .‬علي كنعان مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.113 ،112 :‬‬
‫‪22‬‬
‫‪ .‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪113‬‬

‫‪22‬‬
‫من خالل هذا التحليل نستنج أن الفرق بين التحليل الكينزي والتحليل الكالسيكي‪ ،‬هو‬
‫أن زيادة كمية النقود عند الكالسيك يؤدي إلى ارتفاع المستوى العام لألسعار‪ ،‬بشكل تلقائي مع‬
‫بقاء الدخل ثابتا بافتراض حالة التشغيل الكامل للموارد اإلنتاجية دون التأثير على سعر الفائدة‪.‬‬
‫عكس التحليل الكينزي الذي رأيناه‪ ،‬حيث أن زيادة كمية النقود يؤدي في النهاية إلى زيادة حجم‬
‫االستثمار والدخل ‪.‬إذن فحسب كينز فالنقود ليست محايدة أو وسيط للمبادلة فقط(‪.)23‬‬

‫ب‪.‬نظرية االستثمار والدخل‪:‬تعتمد هذه النظرية على تحليل العالقة بين االستثمار والدخل‬
‫ومضاعف االستثمار‪.‬‬

‫ب‪ -1-‬العالقة بين االستثمار واالدخار والدخل‬

‫قام كينز بتحديد العالقة بين االستثمار والدخل وسنوضحها في المعادالت االتية‪:‬‬

‫‪Y=Q……………….…..….….1‬‬

‫‪ :Y‬الدخل‪ :Q‬االنتاج‬

‫‪Y= C+I…… ……………….…2‬‬

‫‪ :C‬االستهالك ‪:I‬االستثمار‬

‫‪I= Y-C……………………..….3‬‬

‫‪Y= C+S…………………..……4‬‬

‫‪S=Y-C…………………………5‬‬

‫من المعادالت ‪ 3‬و‪ 5‬نستنتج أن ‪،I=S‬ولكن هذا ليس بجديد عن الكالسيك ‪،‬والفرق بين كينز وبين‬
‫الكالسيك يتمثل في من يؤثر في اآلخر‪ .‬فالكالسيك يرون أن االدخار يؤثر مباشرة في االستثمار‪،‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ .‬مروان عطوان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.170 :‬‬

‫‪23‬‬
‫أماكينز فيرى غير ذلك‪ ،‬فاالستثمار حسبه يؤدي تلقائيا إلى االدخار‪ ،‬من خالل ما يحدثه من‬
‫تغير في الدخل بمقدار المضاعف‪.‬‬

‫ب‪ -2-‬نظرية مضاعف االستثمار‪:‬‬

‫لقد رأينا أن زيادة المعروض النقدي تؤدي في النهاية إلى زيادة الدخل الوطني‪ ،‬لكن السؤال‬
‫المطروح هو ما هو مقدار هذه الزيادة؟ ‪،‬لقد أعطى كنيز إجابة لهذا السؤال من خالل تطرقه‬
‫لمضاعف االستثمار ويقصد به المعامل الذي يبين الزيادة في الدخل الوطني‪ ،‬الناتجة عن حدوث‬
‫زيادة في االستثمار‪،‬وسنوضح هذه النظرية رياضيا كما يلي(‪.)24‬‬

‫‪DY = TDI . ……………………1‬‬ ‫‪:I‬االستثمار‬

‫‪T= DY/DI ………………… 2‬‬ ‫‪ :DY‬التغير في الدخل‬

‫‪Y= C+I…… … …………...3‬‬ ‫‪ :DI‬لزيادة في االستثمار‬

‫‪DY= DC+DI……… … …4‬‬ ‫‪ :DC‬الزيادة في االستهالك‪:‬‬

‫‪DI= DY- DC…..5‬‬

‫نقوم بقسمة طرفي المعادلة ‪ 5‬على ‪DY‬نجد‬

‫‪DI/DY= 1-(DC/DY)………6‬‬
‫الميل الحدي لالدخار=(‪ -1‬الميل الحدي لالستهالك)‬

‫‪DY/DY= 1/(1-(DC/ D y))………7‬‬


‫أي أن )‪ :T =(DY/DT‬المضاعف = ‪ -1(/1‬الميل الحدي لالستهالك)‬

‫المضاعف= ‪/1‬ا لميل الحدي لالدخار‬

‫‪24‬‬
‫‪.‬بلعزوز بن علي مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪43‬‬

‫‪24‬‬
‫إذن مضاعف االستثمار هو مقلوب الميل الحدي لالدخار‬

‫وحسب كينز فإن أي زيادة في االستثمار يقابلها زيادة في الدخل بقدار هذا المضاعف‪.‬‬

‫‪.3.3.2‬عرض النقود عند كيــــــنز‪:‬‬

‫السلطة‬ ‫تحددها الدولة ممثلة في‬ ‫يفترض كينز أن عرض النقود هو متغيرة خارجية‬
‫النقدية(‪،)25‬ويقصد بعرض النقود جميع أنواع وسائل الدفع المتداولة في االقتصاد ‪.‬وتشمل األوراق‬
‫النقدية القانونية والمعدنية والنقود المساعدة والنقود الكتابية(‪ .)26‬ويرى كينز أن منحنى عرض النقود‬
‫عديم المرونة للتغيرات في أسعار الفائدة كما هو موضح في الشكل التالي‪:‬‬

‫شكل رقم ‪ : 04‬عرض النقود عندكينز‬


‫سعر الفائدة‪I‬‬ ‫‪M‬‬
‫‪M2‬‬
‫‪I2‬‬

‫‪I0‬‬ ‫‪M0‬‬

‫‪M1‬‬
‫‪I1‬‬
‫‪M‬‬

‫المصدر‪:‬علي كنعان ‪,‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪122:‬‬

‫نالحظ من الشكل أن أي تغير في سعر الفائدة سواء بالزيادة أو بالنقصان ‪،‬ال يؤثر على‬
‫المعروض النقدي ويبقى ثابتا‪ ،‬وسبب ذلك أن السلطات النقدية ال تزيد من العرض النقدي في‬
‫الفترة القصيرة عكس الفترة الطويلة التي يمكن زيادته فيها حسب الحالة االقتصادية‪.‬‬

‫أ‪.‬الطلب على النقود‪ :‬قبل الحديث عن الطلب على النقود البد من تعريف الطلب الكلي في‬
‫االقتصاد‪.Aggregate demand‬‬

‫‪ .‬امساعيل حممد هاشم‪ ،‬النقود والبنوك‪ ،‬املكتب العريب احلديث‪ ،‬مصر‪ ،2005 ،‬ص ‪16425‬‬

‫‪ .‬أمحد زهري شامية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪10026 :‬‬

‫‪25‬‬
‫في التحليل الكينزي يتكون الطلب الكلي من اإلنفاق الكلي على السلع والخدمات االستهالكية‬
‫واالستثمارية والمشتريات الحكومية وصافي الصادرات‪،Y=C+I+G+)X-M(.)27(.‬ويقصد بالطلب‬
‫على النقود عند كينز(التفصيل النقدي) أو تفضيل السيولة ‪ :‬رغبة األفراد باالحتفاظ بالنقود السائلة‬
‫بهدف استثمارها والحصول على فوائد أفضل مستقبال‪ .‬ودوافع هذا الحتفاظ بالنقود هي ثالثة‪ :‬دافع‬
‫المعامالت و دافع االحتياط ودافع المضاربة‪.‬‬

‫*دافع المعامالت‪:‬‬

‫يقصد بالمعامالت جميع الصفقات التجارية ‪،‬وكافة أشكال البيع على مستوى االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫فهي تتضمن مشتريات األفراد من السلع والخدمات ومشتريات المصانع والمؤسسات من المواد‬
‫والخدمات اإلنتاجية‪.‬‬

‫تتوقف كمية النقود المطلوبة من أجل المعامالت بالدرجة األولى على مستوى الدخل فكلما زاد‬
‫الدخل زاد االستهالك‪ ،‬فيزداد طلب األفراد للنقود لتغطية معامالتهم والعكس‪ .‬إذن فهناك عالقة‬
‫طرديه بين الدخل وكمية النقود المحتفظ بها بدافع المعامالت‪.‬‬
‫‪MD1=F(Y)=A1‬‬
‫‪y‬‬

‫‪:MD1‬النقود المحتفظ بها لغرض المعامالت‬

‫شكل رقم ‪ :05‬النقود المحتفظ بها لغرض المعامالت‬


‫‪MD1‬‬
‫‪A1 Y‬‬ ‫‪ :A1‬النسبة المحتفظ بها على شكل رصيد نقدي سائل‬

‫‪ :Y‬الدخل‬

‫‪Y‬‬

‫الجامعية‬ ‫المطبوعات‬ ‫ديوان‬ ‫الكلي‪،‬‬ ‫االقتصاد‬ ‫مبادئ‬ ‫صخري‬ ‫عمر‬ ‫المصدر‪:‬‬


‫‪،‬الجزائر‪،1991،‬ص‪،224‬‬

‫‪27‬‬
‫‪.‬محيمس جوارتيين‪ ،‬رجيارد أسرتوب‪ ،‬االقتصاد الكلي ترمجة عبد الفتاح عبد العظيم حممد‪ ،‬دار املريخ الرايض‪ ،‬السعودية‪ :1988 ،‬ص ‪.230‬‬

‫‪26‬‬
‫ب_ دافع االحتياط‪ :‬ويقصد به أن يحتفظ األفراد بنقود إضافية غير المعامالت لتغطية نفقات‬
‫مستقبلية متوقعة تتمثل في(‪:)28‬‬
‫احتمال التغير البرنامج السنوية ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫انتهاز فرصة لعقد صفقات مربحة؛‬ ‫‪-‬‬
‫مواجهة حوادث طارئة؛‬ ‫‪-‬‬
‫يتوقف هذا الدافع بالدرجة األولى على الدخل وهناك عالقة طرديه بين الدخل والنسبة المحتفظ‬
‫بدافع االحتياط نوضحها في الشكل التالي‪:‬‬

‫شكل رقم‪06‬النقودالمحتفظ بها لغرض االحتياط‬


‫‪MD2‬‬
‫‪A2Y‬‬
‫‪MD2=F(Y)=A2y‬‬

‫‪Y‬‬
‫المصدر‪ :‬عمرصخري‪،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪230‬‬
‫‪:MD2‬النقود المحتفظ بها لغرض االحتياط؛‬
‫‪:A2‬النسبة المحتفظ بها على شكل رصيد نقدي سائل؛‬
‫‪:Y‬الدخل‪.‬‬
‫جـ‪ -‬دافع المضاربة‪:‬إضافة إلى الدافعين السابقين المرتبطين بوظيفة النقود كوسيط للمبادالت‪ ،‬قام‬
‫كينز كما رأينا سابقا بإدخال دور جديد للنقود كمخزن للقيمة‪ .‬أي أن األفراد والمؤسسات يقومون‬
‫باالحتفاظ بمقدار أخرمن النقود بغرض المضاربة ‪.‬ويقصد بالمضاربة قيام األعوان االقتصاديين‬
‫بطلب مزيد من النقود لشراء أسهم أو سندات‪ ،‬قصد الحصول على أرباح من خالل المضاربة‬
‫على االتجاهات المستقبلية ألسعار الفائدة‪.‬‬

‫‪ .‬صبحي تادرس قريصة‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪40528:‬‬

‫‪27‬‬
‫فحسب كينز فإن األفراد يقوون بشراء أو بيع سندات ‪،‬استنادا إلى توقعات مستقبلية لتحركات‬
‫أسعارها في السوق المالي‪.‬‬
‫سعر الفائدة الحالي في السوق المالي مرتفع نوعا ما مقارنة بالسعر الذي‬ ‫إذااعتقد األفراد بأن‬
‫يجب أن يكون سائدا في نظرهم‪،‬إذن فهم يتوقعون انخفاض في أسعار الفائدة وبالتالي يتوقعون‬
‫أسعار لسندات‪.‬وبالتالي توقع مزيد من العوائد لمن يمتلك هذه السندات حين ترتفع‬
‫ا‬ ‫ارتفاعا في‬
‫أسعارها‪.‬وهنا رغبة األفراد في االحتفاظ بالنقود سوف تنخفض‪،‬ألنهم سيقومون بشراء سندات في‬
‫الوقت الحالي بأسعار منخفضة‪،‬مقارنة باألسعار المستقبلية (من وجهة نظر المضارب) ‪.‬والعكس‬
‫إذا رأى األفراد أن سعر الفائدة ا لحالي منخفض بدال من السعر الذي يرونه مناسبا فإنهم في هذه‬
‫الحالة ووفقا للتحليل لسابق‪،‬سوف يتوقعون انخفاضا للسندات‪،‬فيتخلصون من السندات التي‬
‫بحوزتهم ببيعها‪،‬فتزداد النسبة المحتفظ بها من النقود‪.‬إذن هناك عالقة عكسية بين سعر الفائدة‬
‫وكمية النقود المحتفظ بها من أجل المضاربة‪.‬‬
‫فالنقود المحتفظ بها بدافع المضاربة هي دالة في سعر الفائدة ويمكن توضيح ذلك في الشكل‬
‫البياني التالي‪:‬‬

‫شكل رقم ‪07‬النقودالمحتفظ بهالغرض المضاربة‬


‫‪i‬سعر الفائدة‬

‫)‪MD3=MD3(1‬‬

‫مصيدة السيولة‬

‫الدخل‬

‫عند الجزء األفقي من المنحنى والذي يعرف بمصيدة السيولة‪ :‬فإن األفراد يعتقدون أن أسعار‬
‫الفائدة في السوق وصلت إلى أدنى مستوى لها‪ ،‬وبالتالي فاالتجاه الوحيد المتوقع ألسعار الفائدة‬
‫مستقبال هو الصعود‪ .‬وفي هذه الحالة ال توجد أي رغبة لدى األفراد لإلبقاء على أوراقهم المالية‬

‫‪28‬‬
‫خوفا من انخفاض أسعارها في السوق المالي‪ ،‬لهذا السبب يقوم األفراد ببيع كل ما لديهم من‬
‫سندات ويزداد طلبهم بشكل كبير على السيولة النقدية‪.‬‬
‫من خالل استعراض دوافع الطلب على النقود عند كينز تبين لنا أنها تتأثر بعاملين أساسيين‪:‬‬
‫هما الدخل وسعر الفائدة‪ ،‬ويمكن صياغة ذلك في شكل معادلة تجمع الدوافع الثالث معا‪:‬‬
‫)‪Md/P = F( i_.Y+‬‬
‫حيث ‪ :i‬سعر الفائدة وتشير اإلشارة (_) إلى العالقة العكسية بين النقود المحتفظ به الغرض‬
‫المضاربة وسعر الفائدة‪.‬‬
‫‪ :Y‬الدخل ويشير (‪ )+‬إلى العالقة الطردية بين الدخل والنقود المحتفظ بها لغرض االحتياط والمعامالت‪.‬‬
‫‪ :Md/P‬نسبة الرصيد النقدي المحتفظ بها للدوافع الثالثة‪.‬‬

‫‪4.3.2‬ا‪:‬تقييم النظرية الكينزية‪:‬‬


‫لقد قام كينز بإحداث ثورة فعلية في الحياة االقتصادية بفعل نظريته الشهيرة في كتابه" النظرية‬
‫العامة في االستخدام وسعر الفائدة"‪،‬حيث أنه خًلص العالم االقتصادي من األفكار البدائية للفكر‬
‫الكالسيكي‪ .‬كما أعطى حلوال ألزمة الكساد ‪،‬من خالل تحليل العالقة بين سعر الفائدة وكمية النقود‬
‫و تأثيراتها على حجم االستثمار والدخل والتشغيل‪ .‬إذن فيمكن القول أن نظريته كانت موفقه إلى‬
‫حد بعيد في إعطاء تحليل اقتصادي حديث‪ .‬غير أن كينز لقي انتقادات كثيرة‪ ،‬خاصة أنه توفي‬
‫بعد فترة قصيرة (عام‪.)1946‬بعد أن بنى نظريته عام‪ 1936‬وقد انتقدها ا القتصاديون الذين‬
‫جاءوا بعده من حيث‪:‬‬
‫أنه لم يعط أهمية للتضخم ولم يتنبأ بحدوث أزمة التضخم نظ ار إلهماله العالقة بين كمية النقود‬ ‫‪-‬‬
‫والمستوى العام لألسعار‪ ،‬ألنه ال يرى أن التضخم ظاهرة نقديه ‪،‬وانما ناجمة عن اختالل بين‬
‫الطلب والعرض الكلي للسلع والخدمات؛‬

‫‪29‬‬
‫أن تحليله لتغيرات سعر الفائدة وكذا عرض النقود من لسلطات النقدية كان منصبا على الفترة‬ ‫‪-‬‬
‫القصيرة فقط‪ ،‬ولما سئل عن الفترة الطويلة قال‪ :‬في الفترة الطويلة جميعنا نموت‪ ،‬وهذا ما حدت‬
‫فقد توفي وترك هذا الجدل قائما‪،‬‬
‫أن آلية انتقال سعر الفائدة في الدول النامية ال تكون بنفس الطريقة التي تعمل بها الدول‬ ‫‪-‬‬
‫المتقدمة‪،‬ويرجع ذلك لق اررات االستثمار التي ال تعتمد على الكفاية الحدية لرأس المال‪ ،‬وانما تتأثر‬
‫بعوامل أخرى‪.‬وكذلك فإن سعر الفائدة ال يتحدد بالضرورة تبعا للطلب والعرض الكليين للنقود ألنه‬
‫قد تزداد كمية النقود ويبقى سعر الفائدة مرتفعا لعوامل هيكليه تعرقل النشاط االقتصادي في الدول‬
‫النامية ‪.‬‬
‫‪: 3.2‬النظرية النقدية المعــاصرة‪:‬‬
‫شهد الفكر النقدي بعد وفاة كينز مساهمات عديدة لتحليل الطلب على النقود‪ ،‬وقد ارتبطت هذه‬
‫المساهمات بمدرسة شيكاغو‪،‬وعلى رأس هذه المدرسة االقتصادي األمريكي ميلتون فريدمان‪.‬وقد‬
‫استعرض أفكاره في مقال له بعنوان النظرية الكمية للنقود الذي صدر عام ‪ 1956‬وفي مقال‬
‫بعنوان الطلب على النقود عام ‪.)29(1959‬‬
‫على عكس كينز الذي بحث عن دوافع الطلب على النقود واعتبر أن السندات هي بديل الرصيد‬
‫كبير بدوافع‬
‫ا‬ ‫النقدي ‪،‬الذي يمكن لألفراد أن يستثمروا ثروتهم فيها‪ .‬فإن فريدمان لم يول اهتماما‬
‫الطلب على النقود‪ .‬واعتبر أن الطلب عليها مثل أي سلعة يخضع لتحليل المنفعة والعائد‪.‬‬
‫كما أن نظريته تضمنت باإلضافة إلى السندات العديد من البدائل األخرى مثل األسهم‬
‫واألصول غير المادية ‪،‬باإلضافة إلى الدخل الدائم ومعدالت التضخم المتوقعة كمحددات للطلب‬
‫على النقود(‪.)30‬‬
‫أوال ‪ :‬فرضيات التحليل النقدي المعاصر‪:‬‬
‫يلعب عرض النقود دور المتغير الوحيد والفعال في تحديد مستويات الدخل والناتج الكليين أي‬ ‫‪-‬‬
‫أن عرض النقود هو المتغير المستقبل والطلب على النقود هو التغير التابع(‪)31‬؛‬

‫‪ .‬عبد الفتاح عبد لرمحن عبد اجمليد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪20129‬‬

‫‪.‬حممد سعيد السمهوري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪28430:‬‬

‫‪30‬‬
‫تؤدي الزيادة فيعرض النقود إلى زيادة الدخل والناتج في األجل القصير‪ ،‬في حين تؤدي إلى‬ ‫‪-‬‬
‫الزيادة في المستوى العام لألسعار في األجل الطويل؛‬
‫يعد الطلب على النقود دالة مستقرة في مستوى الدخل الدائم ‪،‬وهو الدخل الذي يتكون من‬ ‫‪-‬‬
‫الدخول المتوقعة مستقبال ‪.‬أي أن الطلب على النقود يخضع لتغيرات كبيرة بسبب التغيرات الطارئة‬
‫على الدخل؛‬
‫رفض فكرة مصيدة السيولة عند بناء دالة الطلب على النقود(‪)32‬؛‬ ‫‪-‬‬
‫يرى فريدمان أن التضخم ظاهرة نقدية ناتجة عن التوسع في عرض النقود؛‬ ‫‪-‬‬
‫أعاد فريدمان تثبيت سرعة دوران النقود كما كانت عليه أفكار فيشر ومارشال‪ ،‬غير أن‬ ‫‪-‬‬
‫التقليديين استخدموا نسبة الناتج المحلي اإلجمالي إلى النقود ‪(M2‬النقود التي يصدرها البنك‬
‫المركزي والودائع بمختلف أنواعها) واستخدم فريدمان ‪( M1‬النقود المصدرة والودائع تحت الطلب)‪.‬‬
‫‪33‬‬

‫يعتبر الفكر النقدي الحديث أن توقعات المستثمرين رشيدة وهامة في أغلب األحيان وتؤدي إلى‬ ‫‪-‬‬
‫التوازن‪ ،‬لكن تدخل الدولة عن طريقة اإلنفاق العام أو اإلصدار النقدي يؤثر على األسعار‪.‬‬
‫بالمقابل يسعى المستثمرون لمواجهة ارتفاع األسعار بق اررات جديدة‪.‬الشيء الذي يؤثر على القيم‬
‫التوازنية في االقتصاد ويحدث عدم توازن جديد؛‬
‫أعادت المدرسة النقدية طابع الفعالية مرة أخرى للسياسة النقدية‪ ،‬كما أنها هاملت مرة أخرى‬ ‫‪-‬‬
‫خالفا للتحليل الكينزي دور السياسة المالية واعتبرته دو ار ثانويا‪ .‬وقد ركز فريدمان على أهمية‬
‫هيكلة السياسة النقدية بطريقة تسمح لها بإحداث زيادة ثابتة ومستقرة في المعروض النقدي‪ ،‬بنسبة‬
‫(‪.)34‬‬
‫تتراوح بين ‪%3‬إلى ‪ %5‬سنويا‬
‫ثانيا ‪ :‬الطلب على النقود لدى فريدمان‪ :‬يشير فريدمان إلى أن الطلب على النقود يعتمد على‬
‫ثالت عوامل هي‪:‬‬

‫‪ .‬عبد املطلب عبد احلميد‪،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪31331:‬‬


‫‪32‬‬
‫‪.‬عبد هللا عقيل جاسم‪،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.16،‬‬
‫جاردنزأكلي‪،‬االقتصاد الكلي‪،‬ترمجة عطية سليمان‪،‬اجلامعة املستنصرية‪،‬بغداد‪ ،‬العراق‪،1980 ،‬ص‪،‬ص‪575،57633،:‬‬
‫‪34‬‬
‫‪ .‬عبد املطلب عبد احلميد‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.215‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ -1‬الثروة الكلية للفرد‪ :‬التي تتكون من مجموعة من األصول‪ ،‬حيث أكد فريدمان على الثروة‬
‫وليس الدخل كمصدر رئيسي للطلب على النقود‪ .‬والثروة هي أوسع من الدخل وتشمل إنتاجية‬
‫األفراد والموجودات النقدية والمالية والحقيقية‪ .‬وقد استخدم فريدمان سعر الفائدة للربط بين الدخل‬
‫والثروة ‪.‬فإذا كان ‪:i‬سعر الفائدة ;‪:y‬الدخل و‪:w‬الثروة فإن مجموع الثروة هو) ‪.( w=y/i‬‬
‫إذن فحسب فريدمان فالثروة هي القيمة الحالية لمختلف أنواع الدخول المتوقعة من مصادر الثروة‬
‫المختلفة‪ ،‬ويرتبط الطلب على النقود برأي فريدمان بعالقة طردية مع الدخل الدائم فكلما زاد الدخل‬
‫النقدي الدائم وثروته زادت رغبة األفراد باالحتفاظ بأرصدة نقدية ‪.‬والتي تعتبر شكال من أشكال‬
‫الثروة‪35.‬ألنها تعطي لألفراد منافع عديدة باعتبارها سلعة رأسمالية كما تعطي منفعة تتمثل في‬
‫حرية اختيار السلع االستهالكية مادام الفرد يحوز عليها ‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫‪ _ 2‬عــــوائد الثروة‪:‬يرى فريدمان أن عوائد االحتفاظ بالثروة تتمثل في ‪:‬‬

‫*النقود‪ :‬ويتمثل عائدها في مقدار السلع التي نشتريها بها؛‬

‫*السندات‪ :‬ويتمثل عائدها في سعر الفائدة الثابت التي يحصل عليه حامل السند باإلضافة إلى‬
‫التغير في قيمة السند السوقية؛‬

‫*األسهم‪ :‬ويتمثل عائدها في األرباح السنوية التي يحصل عليها حاملها باإلضافة إلى التغير في‬
‫قيمة السهم السوقية؛‬

‫*األصول الطبيعية األخرى‪ :‬ويتمثل عائدها في الزيادة في ارتفاع أسعارها عند االحتفاظ بها‬
‫كالعقارات مثال؛‬

‫*رأس المال البشري‪:‬ويمكن قياس عائده من خالل األجر المدفوع لعنصر رأس المال البشري أو‬
‫من خالل إنتاجية العامل؛‬

‫*األذواق والتفصيالت‪ :‬يرى فريدمان أن أذواق الوحدات االقتصادية تؤثر في الطلب على النقود‬
‫ولكنه افترض ثبات األذواق لفترة زمنية معينة‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫‪Harry g johnston ;selected essays in monetary economics ;gerge allen and unwin ltd ; london ;1979 ;p36‬‬
‫ضياءجميد املوسوي اقتصادايت النقود والبنوك مؤسسة شباب اجلامعة‪،‬مصر‪،2002،‬ص‪14036:‬‬

‫‪32‬‬
‫ثالثا ‪:‬عرض النقود لدى فريدمان‪:‬لم يختلف فريدمان مع كينز في كون عرض النقود متغيرة‬
‫خارجية تحددها السلطة النقدية ‪ .‬فحسب فريدمان فإن هذا التغير يؤثر في المدى الطويل على‬
‫المستوى العام لألسعار وال يؤثر على المتغيرات االقتصادية الكلية األخرى ‪ ،‬في حين أنه في‬
‫المدى القصير يؤثر التغير في عرض النقود تأثي ار مباش ار على اإلنفاق الحكومي ومن ثمة الدخل‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬دالة الطلب على النقود عند فريدمان‪ :‬قام فريدمان بصياغة دالة الطلب على النقود وفق‬
‫‪37‬‬
‫المعادلة التالية‪:‬‬

‫)‪M/P= f(rb ;re ;1/P (dp /dt) ;w ;y/p ;u‬‬

‫حيث تمثل كل من‪:‬‬

‫‪ :M/P‬الطلب على النقود بشكل أرصدة نقدية حقيقية ؛‬

‫‪ =rb‬سعر الفائدة على السندات؛‬

‫‪=re‬عائد األسهم؛‬

‫)‪ =1 / P (dp /dt‬معدل التغير في األسعار؛‬

‫‪:W‬نسبة الثروة غير البشرية إلى الثروة لبشرية ؛‬

‫‪:y/p‬الدخل الدائم الحقيقي؛‬

‫‪ :u‬األذواق التفضيالت‪.‬‬

‫قام فريدمان بالتعاون مع مجموعة من االقتصاديين بتقدير دالة الطلب على النقود في الواليات‬
‫‪38‬‬
‫المتحدة األمريكية للفترة ( ‪ )1870-1954‬وتوصل إلى مايلي‪:‬‬

‫‪ -‬الطلب على النقود ال يتأثر بالتغيرات في أسعار الفائدة ؛‬

‫‪:‬عبد الفتاح عبد الرحمان عبد المجيد‪،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪30337‬‬


‫‪38‬‬
‫‪.M. Friedman and rank. H. Han, hand Book of arrantly ecomis V. 1. (nen York) libsay of congress cataloging- I n‬‬
‫‪publication.data ;1990 ;p 307 .‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ -‬الدخل الدائم يعتبر بديال للثروة وهو الحاسم في التأثير على دالة الطلب على النقود؛‬
‫‪ -‬التغير في األسعار ال يؤثر في الطلب على النقود عندما يكون معتدال أما إذا كان معدل التضخم‬
‫كبي ار ‪،‬فإن أثر ذلك على الطلب على النقود يكون واضحا ‪.‬‬

‫تقييم النظرية النقدية المعاصرة ‪:‬‬

‫بناء على ما سبق يتضح أن التحليل النقدي وخالفا للتحليل الكينزي تضمن أفكا ار جديدة من‬
‫أهمها‪:39‬‬

‫‪ -‬أن فريدمان أعطى مفهوما أوسع للثروة لتشمل األصول المادية والبشرية والمالية والنقدية؛‬
‫‪ -‬نظر فريدمان إلى النقود والسلع كبدائل ولذلك فإن اختيار األفراد ال ينحصر في المفاضلة بين‬
‫النقود والسندات مثلما نظر إليه كينز‪ ،‬وانما تعداه ليشمل أصوال مادية وبشرية والتي تؤثر بدورها‬
‫في الطلب على األرصدة النقدية؛‬
‫‪ -‬يرى فريدمان أنه طالما ال يوجد هناك تشغيل كامل فإن أي زيادة في كمية لنقود يكون لها تأثير‬
‫على الجانب الحقيقي‪،‬حتى يقترب االقتصاد من التشغيل الكامل فترتفع األسعار؛‬

‫_تكلفة الفرصة البديلة لالحتفاظ بأرصدة نقدية حاضرة التي حددها كينز بالتغير في سعر الفائدة‬
‫‪،‬أضاف إليها فريدمان عنص ار جديدا هو التغير في معدل التضخم‪.‬‬

‫غير أن الفكر النقدي الحديث تعرض لعدة انتقادات كسابقيه من أهمها‪:40‬‬

‫_ صعوبة تقدير متغيرات العائد على رأس المال البشري ومتغيرات األذواق؛‬

‫_ معادلة فريدمان هي امتداد لمعادلة فيشر ومارشال‪ ،‬وهي معادلة يصعب تطبيقها في الواقع‬
‫العتمادها على عدد كبير من المتغيرات‬

‫عوض فاضل ‪،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪37139:‬‬


‫‪ .40‬بلعزوز بن علي ‪،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.81:‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ .3‬السياسة النقدية ‪:‬‬

‫تعتبر السياسة النقدية من أهم السياسات االقتصادية التي تتبعها الدولة لمعالجة اختالالتها الداخلية‬
‫والخارجية‪ ،‬وفقا ألهداف مسطرة يتم الوصول إليها بعد تحديدها‪.‬‬

‫‪1.3‬مفهوم السياسة النقدية‪:‬‬

‫هناك عدة تعاريف السياسة النقدية نذكر منها‪:‬‬

‫التعريف األول‪" :‬تتمثل السياسة النقدية في التحكم في المعروض النقدي من قبل السلطة النقدية‬
‫‪41‬‬
‫لتحقيق أهداف مسطرة حسب الظروف السائدة"‪.‬‬

‫التعريف الثاني‪" :‬هي اإلجراءات التي تتخذها الحكومة بغض النظر عما إذا كانت أهدافها نقدية و‬
‫‪42‬‬
‫غير نقدية"‪.‬‬

‫التعريف الثالث‪":‬هي مجموعة الوسائل التي تطبقها السلطة المشرفة على شؤون النقد واالئتمان‪،‬‬
‫قصد التحكم في حركة التوسع أو االنكماش في كمية النقود‪.‬بحيث ال تهبط إلى مستوى ركود‬
‫‪43‬‬
‫النشاط االقتصادي‪ ،‬وال تزيد إلى مستوى ينتج عنه ضغوط تضخمية"‪.‬‬

‫التعريف الرابع‪ :‬هي‪" :‬مجموعة التدابير المتخذة من قبل السلطات النقدية بغية إحداث أثر على‬
‫‪44‬‬
‫االقتصاد لضمان استقرار أسعار الصرف"‪.‬‬

‫التعريف الخامس‪":‬السياسة النقدية هي مراقبة التغيرات في حركة النقد من خالل األثر‬


‫‪45‬‬
‫على سعر الفائدة في السوق النقدي وهذا من منظور كينزي‪.‬‬

‫‪ .41‬مصطفي عبد الرؤوف عبد احلميد هاشم‪ ،‬السياسة النقدية يف النظرية والواقع العملي يف الدول النامية‪ ،‬مع إشارة خاصة للتجربة املصرية‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2010 ،‬ص‪.26‬‬

‫‪ .42‬جهاد امحد أبو السندس‪ ،‬مبادئ االقتصاد الكلي‪ ،‬دار تنسيم للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2010 ،‬ص‪.267 :‬‬

‫‪ .43‬مصطفي رشدي شيحة‪ ،‬السياسات النقدية واملصرفية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪ ،2003 ،‬ص ‪.101‬‬

‫‪ .44‬األخضر أبو العالء عزي‪ ،‬الواقعية النقدية يف بلد برتويل‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،2014 ،‬ص‪.159 :‬‬

‫‪35‬‬
‫من جملة التعاريف السابقة نستنتج أن السياسة النقدية تتمثل في مجموعة اإلجراءات‬
‫المتخذة من قبل السلطة النقدية‪،‬تهدف في مجملها إلى ضمان االستقرار النقدي واستقرار الصرف‪.‬‬

‫‪ 2.3‬أهداف السياسة النقدية‬

‫تسعى السياسة النقدية كأي سياسة إلى تحقيق جملة من األهداف المحددة ويمكن تقسيمها‬
‫إلى‪:‬‬

‫‪ 1.2.3‬األهداف النهائية‪:‬‬

‫تتركز األهداف النهائية للسياسة النقدية في المحافظة على استقرار األسعار‪ ،‬وتحقيق معدل نمو‬
‫‪46‬‬
‫حقيقي أمثل يحقق أقصى تقليص ممكن للفرق بين الناتج الفعلي والناتج المحتمل‪.‬‬

‫كما قد يكون للسياسة النقدية أهداف أخرى كالمساهمة في تحقيق توازن ميزان‬
‫ظر إليه في غالب األحيان كهدف نهائي‪ ،‬طالما أن االختالل‬
‫المدفوعات‪.‬إال أن هذا الهدف ال ُين َ‬
‫في ميزان المدفوعات هو اختالل خارجي‪ .‬وهو محل اهتمام سياسات اقتصادية أخرى (سياسة‬
‫و تتمثل األهداف في البلدان العربية عموما في العناصر‬ ‫‪47‬‬
‫مالية‪ -‬سياسة التجارة الخارجية)‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ -‬تحقيق االستقرار النقدي؛‬


‫‪ -‬ضمان قابلية صرف العملة والحفاظ على قيمتها الخارجية؛‬
‫‪ -‬تشجيع النمو االقتصادي؛‬
‫‪ -‬المساهمة في إنشاء أسواق مالية ونقدية متطورة؛‬
‫‪ -‬تحقيق التوازن بين الداخلي والخارجي؛‬

‫‪45‬‬
‫‪. Suradj b, gupta, monettory economics (dell hi-s chand and company LTD- 1996. p356.‬‬
‫‪ .46‬قدي عبد اجمليد‪ ،‬املدخل إىل السياسات االقتصادية الكلية‪ ،‬ديون ملطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،2003 ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪47‬‬
‫‪. Roger leory miller, vonhoose, modern mony and banking , third, edition, MC GRAW- hill. Inc,‬‬
‫‪international edition, 1993, p :624.‬‬
‫‪ .48‬توماس ماير جيمس ‪ ،‬دومشربي وروبرت البري‪" ،‬النقود والبنوك واالقتصاد‪ ،‬ترمجة الدكتور السيد أمحد عبد اخلالق ومراجعة د أمحد فليح ‪،‬دار املريخ للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬السعودية‪،2002،‬ص‪.487:‬‬

‫‪36‬‬
‫‪2.2.3‬األهداف الوسطية‪:‬‬

‫ظر إلى األهداف الوسيطية على أنها أداة توفيقية‪ ،‬أو متغيرات إرشادية في حالة وجود‬
‫ُين َ‬
‫اختالف بين صانعي السياسة النقدية حول إمكانية تحقيق األهداف النهائية‪ ،‬وتستخدم السلطات‬
‫النقدية الهدف الوسيط قصد الوصول إلى الهدف النهائي وتتمثل هذه األهداف في‪:‬‬

‫أ‪ -‬المجتمعات النقدية‪:‬‬

‫هي مؤشرات إحصائية لكمية النقود المتداولة ‪،‬وللتعمق أكثر في هذه المؤشرات يجب‬
‫‪49‬‬
‫التطرق إلى الطلب والعرض للنقود‪.‬‬

‫أ‪ -1-‬الطلب على النقود‪:‬‬

‫يعتمد على رغبة أفراد المجتمع في االحتفاظ بثروتهم بشكل أرصدة نقدية وهناك ثالثة دوافع‬
‫لالحتفاظ بالنقود هي‪:‬‬

‫* دافع المعامالت‪ :‬يرتبط هذا الدافع مع وظيفة النقود كوسيط للمبادالت ويتناسب هذا الدافع‬
‫تناسبا طرديا مع حجم مشتريات الفرد وكذا دخله وهو دالة في الدخل‪.‬‬

‫* دافع االحتياط‪ :‬ويقصد به احتفاظ الفرد بالنقود لتغطية مصاريف مستقبلية‪ ،‬كرحلة سياحية أو‬
‫غرض متوقع‪ ،‬وهذا الدافع كذلك مرتبط مع وظيفة النقود كوسيط للمبادالت‪ ،‬ويتحدد أساسا على‬
‫التوقعات المستقبلية و الدخل‪.‬‬

‫* دافع المضاربة‪ :‬يرتبط هذا الدافع مع وظيفة النقود كمخزن للقيمة*‪،‬وفي هذه الحالة ترتبط رغبة‬
‫الفرد في االحتفاظ بالنقود بالحافز الذي يدفعه إلى تغيير ثروته ‪،‬بين الشكل النقدي إلى أشكال‬
‫‪50‬‬
‫أخرى وأهمها األسهم والسندات‪.‬‬

‫‪ .49‬قدي عبد اجمليد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.65‬‬

‫‪ .50‬نزار سعد الدين‪ ،‬العيسى‪ ،‬مبادئ االقتصاد الكلي‪ ،‬الدار العلمية الدولية ودار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪ ،2007 ،1‬ص ‪.329‬‬

‫*‪ .‬نشري إىل أن هذا الدافع هو من منظور كينزي‪ ،‬وسنتطرق إليه الحقا يف لنظرية النقدية‪ ،‬الكينزية‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫يتناسب هذا الغرض تناسبا عكسيا مع سعر الفائدة في األسواق المالية ‪،‬فعند انخفاض‬
‫سعر الفائدة تزيد الكميات المطلوبة من النقود فتزيد رغبة األفراد في االحتفاظ بثروتهم في شكل‬
‫نقود ‪،‬والعكس عند ارتفاع سعر الفائدة تنخفض رغبة األفراد في االحتفاظ بنقودهم ويفضلون‬
‫استثمارها في شراء أسهم أو سندات‪.‬‬

‫أ‪-2-‬عرض النقود‪:‬‬

‫مع ارتباط النقود بوظيفتها كوسيط للمبادالت وكمخزن للقيمة‪ ،‬نجد أن المجتمعات تحتفظ بكميات‬
‫معينة من النقود بمختلف أنواعها‪ .‬وعرض النقود يمكن تقسيمه إلى نوعين رئيسيين ‪:‬عرض النقود‬
‫بمعناها الضيقة ‪،‬وعرض النقود بمعناها الواسع‪:‬‬

‫أ‪ -1-2-‬عرض النقد بمعناه الضيق‪:‬يدخل في هذا التعريف العمالت الورقية والمعدنية التي‬
‫‪ Money in circulation‬ويرمز لها بالرمز ‪،CR‬‬ ‫‪51‬‬
‫بتداولها األشخاص في تعامالتهم اليومية‬
‫ويضاف إليها حجم النقود المحتفظة في البنوك في شكل حسابات جارية أو ودا ئع تحت‬
‫الطلب‪Demand deposits‬‬

‫‪M1= DD+C‬؛‬

‫‪ :M1‬النقود؛‬

‫‪ :DD‬الودائع تحت الطلب والحسابات الجارية؛‬

‫‪ :CR‬النقود الورقية والمعدية‪.‬‬

‫أ‪ .2-2-‬عرض النقد بمعناه الواسع‪:‬‬

‫يشمل هذا الحجم النقود مضافا إليها الودائع ألجل وودائع االدخار وسندات الدولة ذات‬
‫األجل القصير وعقود التأمين (‪.)52‬‬

‫‪ .51‬خالدواصف الوزين وأمحد حسني الرفاعي‪ ،‬مبادئ القتصاد الكلي بني النظرية والتطبيق‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،2006 ،‬ص ص‪.285 ،284 :‬‬
‫‪ .52‬قدي عبد اجمليد مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪.68:‬‬

‫‪38‬‬
‫ويمكن كتابتها في شكل معادلة كما يلي‪M2= M1=TD+S=BT:‬‬

‫‪:BT‬سندات الدولة‪،‬‬

‫‪ :S‬حسابات التوفير‪،‬‬

‫‪ :TD‬ودائع ألجل‪.‬‬

‫لكن السؤال المطروح هو‪ :‬ما هي العوامل المؤثرة على عرض النقود؟ ألنالطلب على النقود كما‬
‫الحظنا سابقا هو دالة في الدخل وسعر الفائدة‪.‬‬

‫نشير هنا إلى أن عرض النقود حسب كينز ال يتأثر بالتغيرات التي تحدث في سعر الفائدة‪.‬‬
‫وأن كمية النقود المعروضة تحدد بالكامل بق اررات من السلطة النقدية وفقاللسياسة النقدية المسطرة‪.‬‬

‫يمكن توزيع الطلب على النقود وعرضها في الشكل البياني التالي (*)(‪:.)53‬‬

‫شكل رقم(‪ )08‬عرض النقود والطلب عليها‬

‫سعر ‪i‬‬ ‫‪Ms‬‬


‫الفائدة‬
‫‪i‬‬

‫‪E‬‬
‫*‪i‬‬
‫‪Md‬‬
‫فائض الطلب‬

‫*‪M‬‬ ‫‪ :M‬كمية النقود‬

‫***‪ .‬دون اخلوض يف اشتقاق هذا املنحىن ألننا سنتطرق الحقا إليه ابلتفصيل يف اشتقاق منحين ‪IS / LM‬‬

‫‪39‬‬
‫المصدر‪ :‬محمد سعيد السمهوري‪ ،‬اقتصاديات النقود والبنوك دارالشروق للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫األردن‪ 2004 ،‬ص‪.133 :‬‬
‫حيث تمثل كل من‪:‬‬
‫‪:Md‬منحنى الطلب على النقود؛‬
‫‪:MS‬عرض النقود؛‬
‫‪ :*i‬سعر الفائدة التوازني؛‬
‫‪:M‬كمية النقود في حالة التوازن‪.‬‬
‫ب‪ :‬سعر الفائدة‪:‬‬
‫يقوم البنك المركزي باستهداف سعر الفائدة االسمي المناسب‪ ،‬ويعمل على الوصول إليه‬
‫والحفاظ عليه لحين تحقيقه للهدف النهائي ‪.‬وفي حالة تحقيق الهدف النهائي يبقى البنك المركزي‬
‫متمسكا به لحين إعادة النظر فيه وفقا لظروف جديدة ومن ثم أهداف نهائية‪ ،‬جديدة(‪.)54‬‬
‫يتمسك البنك المركزي بسعر فائدة إسمي مستقر ألطول فترة ممكنه‪ ،‬تفاديا لصدمات قد‬
‫تحدث في سوق النقد‪ .‬لكن هذاالمتغير يعاب عليه افتراض ثبات جانب العرض الكلي وكذا ثبات‬
‫المستوى العام لألسعار‪ ،‬ومن ثم يصبح تحقيق الهدف النهائي غير مضمون ومشكوك فيه ‪.‬وعلى‬
‫هذا األساس هناك من يرفض استخدام سعر الفائدة كهدف وسيط‪ ،‬إال في حالة محدودية التغي ارت‬
‫في الطلب و العرض الكليين‪.‬‬
‫ج‪ -‬سعر الصرف‪:‬‬
‫يستخدم سعر الصرف كهدف وسيط للسياسة النقدية‪.‬التي بدورها يمكن أن تساهم في‬
‫تخفيض العجز في ميزان المدفوعات نعن طريق تخفيض قيمة العملة‪.‬وتؤدي هذه السياسة إلى‬
‫تشجيع الصادرات‪ ،‬واذا فشلت في تشجيع الصادرات فإنها تحد من الواردات ‪.‬وهكذا تتحسن‬
‫وضعية ميزان المدفوعات‪.‬‬
‫تتم هذه العملية في إطار اتباع سياسة تحرير وتعويم سعر الصرف ‪،‬وفي ظل السيطرة على‬
‫التضخم وتحقيق استقرار األسعار ‪،‬الذي يحافظ بدوره على قيمة العملة من التدهور (‪.)55‬‬

‫‪.54‬مصطفى عبد الرؤوف عبد احلميد هاشم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.31‬‬

‫‪40‬‬
‫د‪ -‬متغيــرات أخرى‪:‬‬
‫يمكن للبنك المركزي أن يستهدف الدخل اإلسمى كهدف وسيط ‪،‬ويعمل على التأثير فى الطلب‬
‫الكلي الحقيقي للوصول أو الحفاظ على الدخل اإلسمى المستهدف ‪.‬كما يمكنه أيضا استهداف‬
‫حجم معين من القروض المقدمة لالقتصاد‪،‬باعتبارها أكثر األدوات استجابة للسياسة النقدية‪،‬من‬
‫خالل قنوات عديدة (االستهالك‪ ،‬االستثمار‪ ،‬الصادرات‪ ،‬الواردات) (‪.)56‬‬

‫‪3.2.3‬األهداف األولية‪:‬‬
‫هي متغيرات يحاول البنك المركزي التأثير عليها بهدف تحفيز األهداف الوسيطية‪ ،‬فهي وسيلة‬
‫ربط بين األدوات واألهداف(‪ .)57‬وتتكون من مجموعتين من المتغيرات هي‪:‬‬
‫أ‪ .‬مجاميع الحتياطي‪ :‬وتتضمن القاعدة النقدية (مجموع النقود القانونية واالحتياطات المصرفية)‬
‫(*)‬
‫(‪ .)58‬واالحتياطات الكلية للبنوك (المطلوبة والزائدة) واالحتياطي غير المفترض‪.‬‬
‫ب‪ .‬أحوال سوق النقد‪:‬‬
‫تشير أحوال سوق النق دإلى قدرة المقترضين وموقفهم من السرعة أو إلبطاء في معدل نمو‬
‫االئتمان‪ ،‬ومدى تشدد المقرضين في فرض أسعار الفائدة‪ ،‬وصعوبة شروط اإلقراض األخرى على‬
‫المقترضين‪.‬وتحتوي ظروف سوق النقد على االحتياطات الحرة ‪،‬ومعدل األرصدة البنكية‪ ،‬وأسعار‬
‫الفائدة في سوق النقد المراقبة من البنك المركزي(‪.)59‬‬

‫‪ .55‬عبد املطلب عبد احلميد‪ ،‬اقتصادايت النقود والبنوك‪،‬االساسيات واملستحداثت‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية مصر‪ 2007 ،‬ص‪.275 :‬‬
‫‪56‬‬
‫‪.Roger leory miller ;OP_ CIT ,P 628-630..‬‬
‫‪ .57‬مصطفى عبد لرؤوف عبد احلميد هاشم مرجع سبق ذكره‪ :‬ص‪.31 :‬‬
‫‪ .58‬قدي عبد اجمليد مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.69 :‬‬
‫‪ .59‬بوشنب موسى‪ ،‬إشكالية التوفيق بني السياسة النقدية والسياسة املالية يف ضبط التوازن االقتصادي يف اجلزائر‪،‬رسالة ماجستري‪،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم‬
‫التسيري والعلوم التجارية‪،‬جامعة بومرداس‪،‬اجلزائر‪،2010،‬ص‪16:‬‬

‫‪41‬‬
‫هناك جدل قائم بين االقتصاديين حول من هو األكثر قوة ‪:‬مجاميع االحتياطي أو أحوال سوق‬
‫النقد؟‪،‬حيث كان االهتمام في عشرينيات وخمسينيات القرن الماضي بأحوال سوق النقد غير أنه‬
‫في السبعينيات ظهر اهتمام أكثر بمجاميع االحتياطي(‪.)60‬‬
‫‪ 3.3‬أدوات السياسة النقدية‬
‫يتطلب تحقيق البنك المركزي لألهداف المرجوة استخدامه لعديد من األدوات المختلفة‬
‫للتأثير على أوضاع النقد واالئتمان ‪.‬ويمكن تقسيم هذه األدوات إلى غير مباشرة (ويطلق عليها‬
‫أيضا الكمية)‪ ،‬مثل (سعر الخصم ومعدل االحتياطي القانوني وعمليات السوق المفتوحة)‪.‬وأخرى‬
‫مباشرة ويطلق عليها أيضا النوعية‪،‬وتستهدف الرقابة على سوق رؤوس األموال وعلى تدفق‬
‫االئتمان وتخصيصه بين القطاعات‪.‬‬
‫‪: 1.3.3‬األدوات المباشرة‪ :‬تعكس هذه األدوات التدخل المباشر من قبل السلطات النقدية في‬
‫أحوال سوق النقد ومن أهم األدوات األكثر استخداما نجد‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬التحكم في أسعار لفائدة‪:‬‬
‫تقوم السلطات النقدية أحيانا بتحديد أسعار الفائدة إداريا‪ ،‬وذلك عندما تكون قادرة على‬
‫تحقيق سعر فائدة مستهدف من خالل آليات السوق‪ ،‬ويتم هذا التحديد من خالل إلزام البنوك‬
‫التجارية بتطبيق سعر فائدة محدد ثابت‪ .‬وقد استخدمت هذه األداة في الدول الصناعية الكبرى‬
‫حتى عام ‪ ، 1980‬ثم توقفت عن استخدامها ‪،‬ومازالت بعض الدول النامية تستخدمها حتى اآلن‪.‬‬
‫غير أن االتجاه العالمي األكثر يسير نحو إلغائها نظ ار لالتجاه نحو تبني آليات السوق في ظل‬
‫التحرير المالي‪.‬‬
‫ثانيا تحديد حجم االئتمان وتوجيهه‬
‫يحدد البنك المركزي بواسطة هذه األداة الحجم الكلي للقروض الممنوحة لالقتصاد‪ ،‬و الحجم‬
‫الكلي لكل قطاع ‪،‬أو توجيه القروض إلى قطاع على حساب قطاع أخر(‪.)61‬و هذه اإلجراءات‬
‫تهدف إلى تشجيع االئتمان نحو االستثمارات المنتجة وتمنع توجيهه إلى قطاعات أخرى(‪.)62‬كالحد‬

‫‪ .60‬صاحل مفتاح‪ ،‬النقود والسياسة النقدية‪ ،‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2005 ،‬ص ‪.125‬‬

‫‪ .61‬مصطفى عبد الرؤف عبد احلميد هاشم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.34‬‬

‫‪ .62‬هيل عجمي مجيل اجلناين‪ ،‬النقود واملصارف و النظرية النقدية‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،2009 ،‬ص‪.270 :‬‬

‫‪42‬‬
‫من القروض االستهالكية مثال‪ ،‬وتشجيع القروض المقدمة في المجال الصناعي والزراعي وأهم‬
‫اإلجراءات المتخذة‪.‬‬
‫يتم حجم االئتمان بطريقتين‪:‬‬
‫تنظيم االئتمان االستهالكي يشمل هذا الجزء الرقابة على القروض االستهالكية‪ ،‬ومدة‬ ‫‪.1‬‬
‫سدادها وكيفيه السداد ‪.‬وهذه الرقابة تتضمن الحد األدنى من المبلغ الذي يدفعه المقترض كدفعه‬
‫أولية و مدة السداد‪ .‬وبالتحكم في هذه اإلجراءات من رفع أو خفض تتجه القروض االستهالكية‬
‫إلى الزيادة أو النقصان‪ ،‬حسب درجة واستجابة المستهلكين لهذه اإلجراءات(‪.)63‬‬
‫‪. 2‬االقتراض بضمان السندات مع التقييد بهامش الضمان‪:‬‬
‫يسمح لألفراد باالقتراض من البنوك بضمان السندات‪ ،‬بشرط االلتزام بهامش الضمان الذي‬
‫يشير إلى النسبة من قيمة السندات السوقية التي تمنح القروض على أساسها‪ .‬فلو اشترى مضارب‬
‫سندات بقيمة ‪ 1000‬دوالر‪ ،‬وكان هامش الضمان ‪،%60‬فإن المفترض يستطيع اقتراض ‪4000‬‬
‫دوالر فقط‪ .‬أي أن الزبون يستخدم السندات كضمان للحصول على ‪ 4000‬دوالر فقط‪.‬‬
‫فإذا أراد بنك المركزي أن يتبع سياسة انكماشيه للحد من هذه القروض‪،‬فإنه يرفع من هامش‬
‫الضمان والعكس‪.‬‬
‫ثالثــا ‪:‬الودائع المشروطة من أجل االستيراد‪ :‬هو أسلوب يقوم بموجبه المستوردون بإيداع المبلغ‬
‫الالزم لتسديد ثمن وارداتهم في صورة ودائع لدى البنك المركزي لمدة محددة‪ ،‬وطالما أن‬
‫المستوردون ال يرغبون في هذا التجميد ألموالهم‪ ،‬فإنهم يلجئون إلى البنوك التجارية لالقتراض‬
‫لتغطية ثمن وارداتهم(‪.)64‬‬
‫فإذا أراد البنك المركزي الحد من هذه الواردات‪ ،‬فإنه يقوم بتطبيق هذه التقنية أو يطلب من‬
‫البنوك التجارية عدم التوسع في منح القروض للمستوردين‪ .‬طالما أن التوسع في منح قروض من‬
‫هذا الشكل يشجع الواردات‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬النسبة الدنيا للسيولة‪:‬‬

‫‪ .63‬عوض فاضل‪ ،‬النقود والبنوك‪ ،‬جامعة بغداد العراق‪ ،1992 ،‬ص‪.613 :‬‬

‫‪ .64‬قدي عبد اجمليد مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.82‬‬

‫‪43‬‬
‫يتمثل هذا اإلجراء في إلزام البنك المركزي للبنوك التجارية باالحتفاظ بنسبة دنيا من السيولة‪ ،‬وهذا‬
‫تفاديا لإلفراط في منح القروض للقطاع االقتصادي(‪.)65‬‬
‫خامسا‪ :‬اإلقناع األدبي‪ :‬هو إجراء يحاول البنك المركزي من خالله وبطرق وديه إقناع البنوك‬
‫التجارية باتباع سياسة معينة ‪،‬لتشجيع االئتمان أو تخفيضه وتفضيل قطاع معين على حساب‬
‫قطاع أخر‪ ،‬غير أن هذه السياسة تتطلب استجابة من قبل البنوك التجارية‪ ،‬لذا نجد أن هذه األداة‬
‫غير فعالة في الدول النامية وقد حققت نجاحا في الدول المتقدمة ذات النظم المصرفية المتطورة‪.‬‬
‫سادسا ‪:‬الحصول على موافقة البنك المركزي‪ :‬تفرض البنوك المركزية على البنوك التجارية سقفا‬
‫معينا ال يجب تجاوزه عند منح القروض‪ .‬واذا تجاوزت قيمة القرض هذا السقف‪ ،‬فإنه يجب إبالغ‬
‫البنك المركزي‪،‬وهو الذي يقبل أو يرفض هذا النوع من القروض(‪.)66‬‬
‫‪:2.3.3‬األدوات غير المباشرة‪:‬‬
‫تسعى أدوات السياسة النقدية غير المباشرة إلى التأثير على القروض الممنوحة من قبل البنوك‬
‫التجارية ‪،‬دون التركيز على نوعية هذه القروض وتتمثل هذه األدوات في‪:‬‬
‫أوال‪ :‬سعر إعادة الخصم‪ :‬إن وجود احتياطات البنوك التجارية لدى البنك المركزي يزيد من قدرة‬
‫هذا األخير في منح القروض للبنوك التجارية‪ .67‬وقد ارتبطت وظيفة البنك المركزي كملجأ أخير‬
‫لإلقراض من الناحية التاريخية بإعادة الخصم لدى البنك المركزي عندما استخدم بنك إنجلت ار هذه‬
‫األداة ألول مرة عام ‪ .1839‬حيث يقوم البنك المركزي بتزويد البنوك التجارية بالسيولة مقابل تلقيه‬
‫ألوراق مالية وتجارية قبل أجال استحقاقها‪ ،‬مقابل سعر فائدة يدعى بسعر إعادة الخصم‪ .‬الذي‬
‫تدفعه البنوك التجارية إلى البنك المركزي لقاء إعادة خصمه ألوراقه المالية‪ ،‬يؤثر سعر إعادة‬
‫الخصم على قدرة البنوك في إعادة التمويل لدى البنك المركزي‪ ،‬فإذا أراد البنك المركزي اتباع‬
‫سياسة نقدية توسعية فإنه يقوم بتخفيض سعر الخصم‪ ،‬مما يجعل األعوان االقتصاديين يقبلون‬
‫على خصم أوراقهم المالية‪ ،)*(68‬وتتجه البنوك التجارية كذلك إلى إعادة خصم أوراقها المالية‪ ،‬نظ ار‬

‫‪.65‬بوشنب موسى‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.93: ،‬‬

‫‪ .66‬عبد املطلب عبد احلميد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪.284 :‬‬


‫‪.‬عوض فاضل‪،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص ‪37967:‬‬

‫‪44‬‬
‫النخفاض التكلفة مما يزيد من احتياطاتها النقدية‪ .‬وهذا بدوره يؤدي إلى تمويل أكثر لالقتصاد‬
‫وبتكلفة أقل‪ ،‬فتزداد كمية النقود المعروضة والعكس إذ ارغب البنك المركزي في اتباع سياسة نقدية‬
‫انكماشية‪ ،‬فإنه يلجأ إلى رفع سعر إعادة الخصم‪ ،‬الشيء الذي يؤدي في النهاية إلى تقليل من‬
‫اقتراض البنوك التجارية من البنك المركزي‪ ،‬فتمنح قروض أقل لالقتصاد ومن ثمة يقل عرض‬
‫‪.‬‬ ‫‪69‬‬
‫النقد‬
‫إن هذه األداة تصبح غير فعالة في التأثير على حجم االستثمارات في الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬وفرة االحتياطات النقدية لدى البنوك لتجارية ؛‬
‫‪ -‬توفر مصادر أخرى للبنوك التجارية للتزود بالسيولة كالبورصة أومن فروعها األخرى بالخارج إن‬
‫وجدت‪،‬‬
‫‪ -‬عدم استجابة األعوان االقتصاديين إذا كانت توقعاتهم االستثمارية متفائلة وبالتالي يتوسعون في‬
‫طلب مزيد من القروض بأي سعر‪،‬‬
‫ثانيا‪ :‬عمليات السوق المفتوحة‪:‬‬
‫تتمثل هذه األداة في دخول البنك المركزي إلى السوق المالي بائعا و مشتريا لألوراق‬
‫المالية‪ ،‬بهدف زيادة أو إنقاص حجم المعروض النقدي‪ .‬فإذا رأى البنك المركزي أن سياسة سعر‬
‫إعادة الخصم غير فعالة ‪،‬ورأى أنه من الضروري التدخل المتصاص فائض السيولة‪.‬فإنه يدخل‬
‫في هذه الحالة بائعا لألوراق المالية‪ ،‬مما يجعل األعوان االقتصاديين يقبلون على شرائها خاصة‬
‫إذا كانت أسعارها محفزة‪ .‬وهذا بدوره يؤدي في النهاية إلى انتقال السيولة من الجمهور والبنوك إلى‬
‫البنك المركزي ‪،‬أي انخفاض في عرض النقد‪.‬‬
‫أما إذا كان االقتصاد في حالة ركود فالبنك المركزي يقوم بشراء األوراق المالية من السوق‬
‫المالي‪ ،‬الشيء الذي يؤدي إلى زيادة السيولة لدى البنوك والمؤسسات وبالتالي تزداد القروض‬
‫‪،‬ومن ثمة يرتفع اإلنتاج والدخل(‪.)70‬‬
‫‪71‬‬
‫هناك عدة شروط لنجاح عمليات السوق المفتوحة نوجزها فيما يلي‪:‬‬

‫‪.‬هيل عجمي ومجيل اجلناين‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ ،‬ص ‪26269 ،261 :‬‬
‫‪70‬‬
‫‪. Suradj b.gupta. op _cit P :373‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ -‬أن تتغير احتياطات البنوك التجارية وكمية النقود المتداولة وفقا لعمليات السوق المفتوحة‪،‬‬
‫‪ -‬أن تستجيب البنوك التجارية للزيادة أو االنخفاض في احتياطاتها النقدية عند منحها قروض لألفراد‬
‫والمؤسسات‪،‬‬
‫‪ -‬توفر سوق مالية متطورة ‪،‬ألن أثر البنك المركزي على هذه السوق عن طريق عمليات السوق‬
‫المفتوحة مرتبط مقدار كمية األوراق المالية‪ .‬وعدم وجود مثل هذه السوق يعني غياب عمليات‬
‫السوق المفتوحة‪ .‬وتتميز عمليات السوق المفتوحة عن أدوات السياسة النقدية األخرى بما يلي(‪:)72‬‬
‫‪ -‬تكون هذه األداة بمبادرة البنك المركزي الذي يكون له كامل الرقابة عليها؛‬
‫‪ -‬هي عملية مرنة أي يمكن ممارستها بأي حجم أياكان كبي ار أو صغيرا؛‬
‫‪ -‬يمكن عكس هذه العملية بسرعة طالما أن عكس البيع هو الشراء‪ ،‬والفاعل في هذه العملية هو‬
‫البنك المركزي ‪،‬فإذا رأى زيادة في بيعه لألوراق المالية فإنه يقوم بشراء أوراق أخرى حتى يصل‬
‫إلى الحجم الذي يريده‪،‬‬
‫‪ -‬هي عمله سهلة وسريعة وال تعيقها أي إجراءات‪ ،‬فإذا أراد البنك المركزي شراء األوراق المالية‬
‫بسرعة فإنه يحفز البنوك التجارية برفع أسعارها‪.‬‬
‫ثالــــثا ‪ :‬نسبة االحتياطي القانوني‪:‬‬
‫يقوم البنك المركزي بفرض نسبة معينة من ودائع البنوك التجارية‪،‬تلتزم باالحتفاظ بها لديه‬
‫عند منحها القروض‪ .‬وتسمى هذه النسبة باالحتياطي اإلجباري ويلتزم كل بنك باالحتياطي‬
‫المحتفظ به لدى البنك المركزي‪ .‬وتأتي آلية عمل هذه األداة في رغبة البنك المركزي في الحد من‬
‫التوسع في منح القروض أو زيادتها(‪.)73‬‬
‫ففي حالة تعرض االقتصاد لضغوط تضخمية يجب على البنك المركزي اتباع سياسة نقدية‬
‫انكماشيه‪ ،‬أي التقليل من المعروض النقدي وذلك عن طريق تقييد االئتمان‪ .‬وفي هذه الحالة يقوم‬

‫‪71‬‬
‫‪R .Clean hubbard ;money the financial system and the economy (usa addition esleypubliching company‬‬
‫‪INC ;1995p ;500 .‬‬
‫‪ .72‬بلعزوز بن علي ‪،‬حماضرات يف النظرايت والسياسات النقدية ‪،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪،‬اجلزائر‪، 2004،‬ص‪،‬ص‪.126،127:‬‬

‫‪ .73‬خالد واصف الوزين‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.308‬‬

‫‪46‬‬
‫برفع نسبة االحتياط اإلجباري(‪.)74‬مما يجبر المصارف التجارية على تقليل حجم القروض التي‬
‫تقدمها لزبائنها‪.‬‬
‫أما إذا أراد البنك المركزي اتباع سياسة نقدية توسعية فإنه يقوم بتخفيض نسبة االحتياطي‬
‫اإلجباري وبالتالي تزداد البنوك التجارية من التوسع في منح لقروض (‪.)75‬‬
‫غير أن نسبة االحتياطي اإلجباري قد تكون غير فعالة في الحاالت التالية(‪.)76‬‬
‫‪ -‬في حالة الكساد تخفيض هذه النسبة قد ال يؤدي إلى استجابة األعوان االقتصاديين فال يطلبون‬
‫قروضا أكثر‪ ،‬نظ ار لتوقعاتهم المتشائمة عند تقييمهم للمشاريع االستثمارية؛‬
‫‪ -‬هذه األداة تكون ثابتة لفترة محددة ‪،‬ألنه من غير المعول أن يحدث البنك المركزي تغيي ارت متتالية‬
‫على هذه النسبة ألنها تحدث اضطرابات في عمل البنوك‪،‬‬
‫‪ -‬إذا توفرت البنوك التجارية على احتياطات كبيرة‪ ،‬فإن عمل هذه األداة قد يضعف من التأثير على‬
‫حجم االئتمان المصرفي‪ .‬خاصة في حالة التضخم‪ ،‬مادامت البنوك التجارية تملك هذه‬
‫االحتياطات‪.‬‬
‫‪ -‬هذه األداة تعامل البنوك على حد سواء ‪،‬مما يجعل البنوك الصغيرة أكثر المتضررين منها‪ .‬أما‬
‫البنوك التي تمتلك فروعا أجنبية فإنها ال تتأثر بهذه ألداة؛‬
‫فرض على المؤسسات المالية‪،‬‬
‫فرض على المؤسسات النقدية فقط‪ ،‬وال تُ َ‬
‫كما أن هذه األداة تُ َ‬
‫كشركات التأمين والبنوك المتخصصة والصناديق المختلفة ؛‬
‫‪ -‬إن رفع االحتياطي القانوني يؤثر بصورة سلبية على أسعار السندات‪ ،‬إذ تلجأ البنوك إلى بيع‬
‫سنداتها‪،‬مما يؤدي إلى انخفاض أسعارها ‪.‬ولهذا ينصح أن يصاحب هذه األداة( في حالة رفع نسبة‬
‫االحتياط اإلجباري) دخول البنك المركزي بائعا لألوراق المالية ‪،‬حتى ال يتعارض الهدف مع‬
‫األداتين (عمليات السوق المفتوحة واالحتياطي اإلجباري )‪.‬‬
‫‪ 4.3‬قنوات انتقال آثار السياسة النقدية‬

‫‪ .74‬عبد احلميد الغزايل‪ ،‬أساسيات االقتصادايت النقدية وضعيا وإسالميا مع االشارة إىل األزمة العاملة‪ ،‬دار النشر للجامعات‪ ،2009،‬ص‪.359 :‬‬

‫‪ .75‬عبد الفتاح عبد الرمحن عبد اجمليد‪ ،‬اقتصادايت النقود‪ ،‬دار وائل‪ ،‬األردن‪ ،1996 ،‬ص ‪.263‬‬
‫‪ .76‬عوض فاضل مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.610 :‬‬

‫‪47‬‬
‫يتوقف نجاح البنوك المركزية في تحقيق أهدافها على العديد من العوامل المختلفة‪ .‬ويعد‬
‫مدى إدراكها لقنوات انتقال أثار السياسة النقدية إلى حد كبير من أهمها‪ .‬ويمكن حصر قنوات‬
‫إبالغ السياسة النقدية في أربعة قنوات رئيسة هي‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬قناة سعر الفائدة‪:‬هي قناة تقليدية النتقال أثر السياسة النقدية إلى هدف النمو(‪ .)77‬حيث أن‬
‫السياسة النقدية التوسعية تعمل على رفع سعر الفائدة االسمي‪ ،‬مما يؤدي إلى انخفاض تكلفة رأس‬
‫المال الشيء‪ ،‬الذي يؤدي بدوره إلى زيادة الطلب على االستثمار‪.‬وبالتالي زيادة الطلب الكلي‬
‫‪،‬ومن ثمة ارتفاع معدل النمو والعكس في حالة سياسة نقدية تقييدية ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬قناة سعر الصرف‪ :‬يؤثر التغير في سعر الصرف على االقتصاد المحلي من خالل تأثيره‬
‫على حجم التجارة الخارجية‪ ،‬لذلك فإن الحكومة تولي أهمية كبيرة لسعر الصرف ضمن سياستها‬
‫النقدية لتنشيط صادراتها‪ .‬وتستخدم هذه األداة في الدول المتقدمة وعدد من الدول النامية إلى‬
‫جانب سعر الفائدة ‪،‬قصد جذب االستثمار األجنبي‪.‬‬
‫‪:‬قناة أسعار األوراق المالية‪:‬‬
‫تمثل هذه القناة وجهة نظر المدرسة النقدية في تحليل أثر السياسة النقدية على االقتصاد‪ .‬حيث‬
‫وقناة أثر الثروة‬ ‫*‪78‬‬
‫ينتقل أثر السياسة النقدية من خالل قناتين رئيستين هما‪ :‬قناة توبين لالستثمار‬
‫على االستهالك‪.‬‬
‫بالنسبة للقناة األولى‪:‬يؤدي انخفاض عرض النقود إلى انخفاض اإلنفاق الخاص على األو ارق‬
‫المالية‪ .‬ألن انخفاض عرض النقود يزيد من نسبة األوراق المالية على حساب نسبة األرصدة‬
‫النقدية بالمحفظة االستثمارية لدى الجمهور‪ ،‬مما يدفع المتعاملين إلى التخلص من األو ارق المالية‬
‫ببيعها في السوق‪ ،‬مما يدفع بأسعارها إلى الهبوط فينخفض مؤشر توبين‪ ،‬ويليه انخفاض في حجم‬
‫االستثمار‪ ،‬وهذا بدوره يؤثر سلبيا على الناتج المحلي اإلجمالي‪.‬‬

‫‪ .77‬قدي عبد اجمليد مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪77:‬‬

‫*يعرفمؤشرتوبينبنسبةالقيمةالسوقيةللشركةمقسومةعلىتكلفةاستبدالرأس املاالملاديلديها ‪،‬ويعكس االرتفاع يف هذا املؤشر تزايد قدرة الشركة املالية على اقتناء اليات‬
‫جديدة‪ ،‬ورفع حجم االستثمار للشركة ‪.‬حيث أن الزايدة يف املؤشر تعين الزايدة يف أسعار أسهم الشركة مقارنة بتكلفة اقتناء اليات جديدة ‪،‬مما يسهل هذه العملية‬
‫على املؤسسة يف تشجيع االستثمار‪ .‬حيث تستخدم الشركة الزايدة احملدودة نسبيا يف رأمساهلا يف اقتناء اليات جديدة‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫أما بالنسبة للقناة الثانية‪ :‬فإن انخفاض عرض النقود يؤدي إلى انخفاض أسعار األوراق المالية‪،‬‬
‫فتنخفض قيمة الثروة لدى الجمهور‪،‬ومنه الحد من االستهالك‪ ،‬وبالتالي ينخفض الطلب الكلي و‬
‫‪79‬‬
‫يتراجع الناتج المحلي‪.‬‬
‫رابـعـــــا‪:‬قناة االئتمان‪ :‬تنقسم قناة االئتمان إلى قناة اإلقراض المصرفي ‪،‬وقناة ميزانية المؤسسات‬
‫*القناة األولى‪ :‬ينتج عن التغير في حجم األموال المتاحة لدى المصارف نتيجة لتغير متطلبات‬
‫االحتياطي القانوني تغي ار في حجم القروض المقدمة لالقتصاد‪ ،‬مما يقلل من االستثمار ويحد من‬
‫النمو‪.‬‬
‫*القناة الثانية‪:‬يؤدي انخفاض عرض النقود إلى رفع سعر الفائدة ‪،‬ومن ثمة ارتفاع تكلفة‬
‫االقتراض‪ ،‬وبالتالي انخفاض االستثمار من القطاع الخاص‪ ،‬فينخفض الناتج المحلي‪.‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن التفكير في قناة االئتمان كإحدى القنوات الهامة النتقال أثر السياسة النقدية‬
‫جاء كنتيجة لعدم االقتناع بسعر الفائدة كقناة وحيدة النتقال تلك اآلثار‪.‬‬
‫‪ 5.3‬عوامل نجاح السياسة النقدية‪:‬‬
‫يتطلب نجاح السياسة النقدية في أي دولة توفر مجموعة من العوامل من أهمها‪:‬‬
‫_نظام معلومات فعال حول وضع الميزانية ونوعية وطبيعة االختالل ؛‬
‫_تحديد األهداف بدقة نظ ار لتعارض األهداف احيانا؛‬
‫‪-‬هيكل النشاط االقتصادي‪ :‬بتكامل القطاعين العام والخاص‪ ،‬وكذا سياسة الحكومة تجاه‬
‫المؤسسات اإلنتاجية‪ ،‬وحجم التجارة الخارجية في السوق العالمية؛‬
‫‪ -‬مرونة الجهاز اإلنتاجي للتغيرات التي تحدث على التغيرات االقتصادية؛‬
‫‪ -‬درجة الوعي االدخاري لألعوان االقتصاديين‪ ،‬إذ أن االكتناز يقف حاج از أمام عمل السياسة‬
‫النقدية‪ .‬ألن النقود المكتنزة تعتبر نقودا خاملة وال تؤدي دورها المنوط بها؛‬
‫‪ -‬توافر أسواق مالية ونقدية متطورة‪،‬‬
‫‪ -‬سياسة االستثمار وطبيعة التسهيالت الممنوحة للمستثمرين المحلين واألجانب ‪،‬ومدى حساسية‬
‫االستثمار لسعر لفائدة‪ .‬وهناك عامل مهم يلعب دو ار مهما في تحقيق التوازن في ميزان المدفوعات‬

‫‪ .‬قدي عبد اجمليد مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪7779:‬‬

‫‪49‬‬
‫وهو نظام سعر الصرف‪ ،‬فخالل الفترة ما بين نهاية الحرب العالمية الثانية وأوائل السبعينيات‬
‫‪.‬جعل نظام بريتون وودز ألسعار الصرف السيطرة على التضخم‪ ،‬من خالل التزام الواليات‬
‫المتحدة بتثبيت عملتها مقابل مقدار معين من الذهب ‪.‬والتزمت باقي الدول بتثبيت عمالتها مقابل‬
‫الدوالر األمريكي‪ ،‬و تم إرساء قواعد السيطرة على التضخم‪ .‬باعتبار أسعار الصرف الثابتة أداة‬
‫ارتكاز للسياسة النقدية‪ ،‬من أجل تحفيز استقرار األسعار في العديد من بلدان العالم‪.‬‬
‫إن ربط تثبيت أسعار الصرف يعني التزام تتحمله السلطات النقدية‪ ،‬ويتم بموجبه الحد من‬
‫التذبذبات في أسعار الصرف ‪،‬بحيث تكون نقطة ارتكاز اسمية هامة للتوقعات الخاصة باتجاه‬
‫أسعار الصرف‪ ،‬وبالتالي اتجاه مناسب للسياسة النقدية (‪.)80‬‬
‫‪ 6.3‬السياسة النقدية وعالج الضخم‬
‫يشير أنصار السياسة النقدية إلى أن الهدف الرئيسي ألي سياسة نقدية مطبقة في أي‬
‫مكان هو عالج التضخم‪ ،‬باعتباره ظاهرة نقدية في نظريتهم النقدية‪.‬‬

‫‪1.6.3‬مفهوم التضخم وأسبابه‪.‬‬


‫يعتبر التضخم أهم مشكل اقتصادي تسعى كل دولة إلى مكافحته‪ ،‬ويمكن اعتباره ظاهرة‬
‫حتمية نظ ار للواقع االقتصادي الذي أثبت تضاعف هذا المعدل بمئات المرات بل بآالف الم ارت‪،‬‬
‫وفقا للسنين والقرون الماضية‪.‬‬
‫أوال ‪:‬مفهوم التضخم‪ :‬لقد أجمع كل االقتصاديين على أن التضخم هو "االرتفاع المستمر‬
‫والمتواصل للمستوى العام لألسعار لفترة زمنية معينة عادة ما تكون سنة‪".‬‬
‫نستخلص من هذا التعريف أن هناك شروط لكي نطلق على الظاهرة "تضخما"تتمثل في ‪:‬‬

‫‪ .80‬مصطفى عبد الرؤوف عبد احلميد هاشم‪،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪.48 :‬‬

‫‪50‬‬
‫*ارتفاع المستوى العام لألسعار‪ :‬وهذا االرتفاع يكون في كافة أسعار السلع والخدمات المنتجة‬
‫في االقتصاد‪ ،‬فاالرتفاع في سعر سلعة أو خدمة أو عددا محدودا من كليهما ال يعتبر تضخما‬
‫(‪.)81‬‬
‫* االستمرار‪ :‬إذا أن األسعار قد ترتفع في شهر أو ثالثي أو سنة‪ ،‬ثم تعود إلى مستوى مقبول‬
‫‪.‬فإذا حدث هذا في أي دولة‪ ،‬فال يعتبر تضخما‪ ،‬ألن هذا االرتفاع لم يستمر ‪.‬‬
‫* أن يكون االرتفاع كبي ار‪:‬فال يمكن اعتبار الزيادة الطبيعية تضخما ‪.‬وهناك عدد متعارف عليه‬
‫وهو في حدود ‪،%5‬فإذا ارتفعت االسعارفوق هذا المعدل فإنه يمكن القول أن االقتصاد يعاني من‬
‫التضخم أما دون هذه النسبة فيعتبر مقبوال ويطلق عليه المعدل الطبيعي للتضخم(‪.)82‬‬
‫ومصطلح معدل التضخم (‪ )INFR‬السعر النسبي للمستوى العام لألسعار ويحسب كما يلي ‪:‬‬

‫ثانيا ‪:‬أسباب التضخم‪ :‬إن البحث عن أسباب االرتفاع المتواصل في االسعار يقودنا إلى نظرة كل‬
‫مدرسة اقتصادية للتضخم‪ ،‬وبالتالي تختلف أسباب التضخم وطرق عالجه من مدرسة ألخرى‪.‬‬
‫ومع اختالف األسباب من دولة ألخرى ‪.‬ففرضيات النظرية الكينزية مثال ال تنطبق على‬
‫اقتصاديات البلدان النامية‪ ،‬ولهذا ظهرت وجهات نظر مختلفة ألسباب التضخم‪.‬ويمكن أن نطلق‬
‫عليها نظريات مفسرة للتضخم ومن أهمها‪:‬‬

‫‪ -1‬نظرية جذب بالطلب ‪ :Demand pull inflation‬يوضح أنصار هذه النظرية أن االرتفاع‬
‫في النفقات (أي زيادة الطلب) الممول عن طريق القروض أو األصواللمالية‪،‬أواالرتفاع في الطلب‬

‫‪ .81‬جمدي الشورجبي‪ ،‬مرجع بق ذكره‪ ،‬ص‪.34 :‬‬


‫‪ .82‬عبد املطلب عبد احلميد‪ ،‬اقتصادايت النقود والبنوك‪ ،‬األساسيات واملستحداثت‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.320 :‬‬

‫‪51‬‬
‫الخارجي‪ ،‬دون أن تعود هناك زيادة كافية في عرض السلع والخدمات لتغطية هذا الطلب‪ .‬سوف‬
‫يؤدي إلى ارتفاع المستوى العام لألسعار(‪ .)83‬ومن رواد هذه النظرية االقتصادية‪ .‬اإلنجليزي جون‬
‫مينارد كنيز والسويدي فيكسلوترجع زيادة الطلب إلى العوامل التالية(‪.)84‬‬

‫‪ ‬زيادة طلب األفراد على االستثمار أو االستهالك من أموال مكتنزة؛‬


‫‪ ‬زيادة حجم اإلنفاق الحكومي وتمويل هذا االنفاق عن طريق العجز (أي عن طريق اإلصدار‬
‫النقدي)؛‬
‫‪ ‬التوسع في حجم القروض المصرفية ألغراض استهالكية‪.‬‬

‫تتوقف آثار هذه االرتفاعات في االسعار على حالة االقتصاد الوطني(التشغيل الكامل والناقص)‪.‬‬

‫*حالة التشغيل الناقص‪:‬في هذه المرحلة تكون هناك موارد إنتاجيه معطلة ‪.‬إذ أنه عند زيادة‬
‫الطلب الكلي بزيادة االنفاق الحكومي‪ ،‬فإن الجهاز االنتاجي يستجيب لهذه الزيادة في الطلب‬
‫بتشغيل الموارد المعطلة‪ .‬فيزداد اإلنتاج ويصاحبه زيادة في أسعار عوامل اإلنتاج‪ .‬وهكذا تبدأ‬
‫سلسلة جديدة من االرتفاعات في األسعار‪ ،‬إلى أن يصل االقتصاد إلى حالة التشغيل الكامل‪ .‬وفي‬
‫هذه الحالة ال تعتبر ارتفاعات االسعار تضخما ‪،‬ألن األجور تزداد أيضا‪ .‬كما أن فائض الطلب تم‬
‫تغطيته عن طريق التوظيف و اإلنتاج ‪.‬‬

‫* حالة التشغيل الكامل‪ :‬في هذه الحالة تكون كل الموارد اإلنتاجية مشتغله وتعمل بكامل طاقتها‪.‬‬
‫لذلك فزيادة الطلب ال تجد زيادة تقابلها في اإلنتاج‪ .‬مما يدفع المنتجين إلى البحث عن أساليب‬
‫جديدة لإلنتاج‪ ،‬فتحصل المنافسة على عوامل االنتاج فترتفع أسعارها‪ .‬فترتفع األجور ولن يزداد‬
‫اإلنتاج بنفس نسبة زيادة الطلب فترتفع األسعار‪ ،‬وترتفع الفجوة بين الطلب و العرض الكليين‬
‫(فجوة تضخمية)‪.‬‬

‫ويسمى كنيز هذا التضخم بالتضخم البحت(‪.)85‬‬

‫‪ .83‬قدي عبد اجمليد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.50 :‬‬


‫‪ .84‬علي كنعان مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.288 :‬‬
‫‪ .85‬بلعزوز بن علي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.144 :‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ -2‬نظرية زيادة التكاليف ‪cost push inflation,‬‬

‫اهتمت المدرسة الكالسيكية بزيادة العرض وزيادة تكاليف اإلنتاج أكثر من اهتمامها‬
‫بالطلب‪ ،‬حسب روايتهم الغير صحيحة (العرض يخلق الطلب الموازي له)‪ ،‬وبالتالي كل منتج يعيد‬
‫تشغيل أمواله من جديد مادام الطلب تلقائيا حتى الوصول إلى التشغيل الكامل بشكل تلقائي‪.‬‬
‫وبالتالي قد يحقق المنتجون مستويات معينة من األرباح‪ ،‬وال يفكرون بالنزول عنها‪ .‬غير أنهم قد‬
‫يواجهون تزايدا مفاجئا في تكاليف اإلنتاج نتيجة ضغط العمال‪ ،‬فترتفع أجورهم فال يجد المنتجون‬
‫سبيال لمواجهة هذه الزيادة في التكاليفن إال برفع األسعار قصد الحفاظ على أرباحهم‪.‬‬

‫كلما كانت زيادة تكاليف االنتاج كبيرة كزيادة أسعار بعض المواد األولية ‪ ،‬كلما كان األثر‬
‫ملموسا على معدل التضخم‪ .‬وقد عانت أوروبا والواليات المتحدة منذ عام ‪ 1960‬إلى ‪ 1985‬من‬
‫هذه االرتباطات والصراعات بين األجور واألرباح‪ ،‬خاصة دول أوروبا إبان أزمة النفط عام ‪1979‬‬
‫‪،‬حيث أسعار الوقود بأربع مرات مما أدخلها في دوامة تضخم النفقة فارتفعت األسعار بشكل كبير‬
‫‪.‬‬
‫ومستمر (‪ .)86‬طوال الفترة (‪)1973-1978‬‬

‫‪-3‬التضخم النقدي‪ :‬تقوم الفرضية النقدية على أن زيادة وسائل الدفع في المجتمعيؤدي إلى زيادة‬
‫الطلب ومن ثم ارتفاع األسعار‪ .‬وتتمثل وسائل الدفع في المعروض النقدي‪ .‬وزيادته تعني زيادة‬
‫اإلصدار النقدي لمواجهة زيادة االنتاج‪ .‬بهدف تسهيل عمليات تصريف الناتج ‪،‬وكذلك لتقديم‬
‫تسهيالت ائتمانية قصد دعم االنتاج أو لتمويل عجز الموازنة‪.‬‬

‫أما الفرضية الثانية للطرح النقدي للتضخم ‪،‬فتتمثل في زيادة سرعة التداول النقدي‪ .‬ويرجع تغير‬
‫التضخم أو اعتباره ظاهرة نقدية إلى النظرية الكالسيكية التي تناولناها سابقا‪ ،‬والتي تقر بأن ارتفاع‬
‫المستوى العام لألسعار ناتج عن زيادة كمية النقود بنفس النسبة ‪.‬وقد طور فريدمان هذا التصور‪،‬‬
‫إذ أنه يؤكدهبعبارته الشهيرة‪".‬التضخم دائما و في أي مكان هو ظاهرة نقدية"‪.‬إن تصور فريدمان‬

‫‪ .86‬خالد واصف الوزين و أمحد حسني الرفاعي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.259 :‬‬

‫‪53‬‬
‫يبين أن التغير في كمية النقود يدعمه التغير في سرعة دورانها في نفس االتجاه‪ ،‬وينعكس هذا‬
‫التعبير في إحداث تغيير في كل من األسعار والناتج لكن بنسب مختلفة(‪.)87‬‬

‫‪ 3.6.3‬أنواع التضخم وآثاره‪:‬‬

‫أوال‪:‬أنواع التضخم‪ :‬إن اختالف االقتصاديين في تفسيرهم ألسباب التضخم جعلهم يختلفون في‬
‫تحديد أنواعه‪ ،‬ويمكن إيجاز أنواعه حسب عدة معايير‪ ،‬إذ يمكن االعتماد على معيار القوة ومعيار‬
‫تدخل الدولة ومعيار المنشأ وحسب معيار النتيجة(‪.)88‬‬

‫فحسب المعيار األول هناك تضخم جامح وتضخم زاحف ‪،‬وحسب معيار تدخل الدولة هناك‬
‫تضخم مكبوت وتضخم مكشوف‪ ،‬وحسب معيار المنشأ هناك تضخم في ظل قاعدة الذهب‬
‫وتضخم دائموتضخم طلبي وتضخم تكاليف‪ ،‬وحسب نتيجته هناك تضخم سلعي وربحي ورأسمالي‬
‫ودخلي وأجري وانفاقي(‪.)89‬‬

‫ثانيا‪:‬آثار التضخم‪ :‬تختلف تأثيرات التضخم من حيث قوته ومن حيث طبيعته هل هو متوقع أو‬
‫ناتج عن صدمة ما‪ .‬وعموما يترك التضخم أثا ار نلخصها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬األثر على الدخل‪ :‬فأصحاب الدخول الثابتة من موظفين ومتقاعدين يتأثرون سلبيا ‪،‬إذ أن‬
‫قدرتهم الشرائية سوف تنخفض ‪.‬أما أصحاب الدخول المتغيرة كالتجارة وأصحاب المهن الحرة‬
‫يستفيدون من التضخم‪ ،‬إذ أن دخولهم سترتفع مع ارتقاع األسعار؛‬

‫‪ -‬األثر على سعر فائدة‪ :‬يتأثر المقرضون بأسعار فائدة ثابتة بموجب كمبياالت أو سندات قرض‬
‫سلبيا‪ ،‬أما المقترضون بأسعار فائدة ثابتة باختالف أنواعهم فيستفيدون من هذا االرتفاع في‬
‫األسعار‪ .‬وعموما عند الحديث عن سعر الفائدة الذي يأخذ معدل التضخم بعين االعتبار‪ ،‬فيجب‬

‫‪ .87‬عبد الرمحن يسري أمحد وإميان حممد زكي‪ ،‬النظرية االقتصادية الكلية‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،2007 ،‬ص‪.170 :‬‬
‫‪ .88‬بلعزوز بن على‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.146 :‬‬
‫‪ .89‬ملزيد من التعميق حول أنواع التضخم أنظر وضاح جنيب رجب‪ ،‬التضخم والكساد‪.‬دار النفائس للنشر والتوزيع األردن‪،210 ،‬ص‪.39-30 :‬‬

‫‪54‬‬
‫األخذ بسعر الفائدة الحقيقي بدل اإلسمي‪ .‬حيث أن (سعر الفائدة الحقيقي يساوي سعر الفائدة‬
‫اإلسمي ‪-‬معدل التضخم )؛‬

‫‪ -‬األثر على التجارة الخارجية‪ :‬يؤدي ارتفاع األسعار محليا إلى انخفاض تنافسيتها في األسواق‬
‫العالمية‪ ،‬مما يعني انخفاض الصادرات‪ .‬كما أن انخفاض أسعار السلع المستوردة مقابل المحلية‬
‫التي ارتفعت أسعارها‪ ،‬يؤدي إلى زيادة الواردات‪ ،‬مما يؤدي في النهاية إلى اختالل الميزان‬
‫التجاري‪.‬‬

‫في هذه الحالة أصحاب المدخرات من العمالت األجنبية هم المستفيدون ‪.‬ألن القوة الشرائية‬
‫للعملة المحلية ستنخفض‪،‬مما يؤدي إلى ارتفاع سعر صرف العملة المحلية مقابل العمالت‬
‫األجنبية‪ .‬أما المتعاقدون تجاريا على تسليم بضائع في المستقبل سواء في الداخل أو في الخارج‪،‬‬
‫فإنهم سيخسرون مقدار الزيادة في األسعار؛‬

‫‪ -‬األثر االجتماعي‪ :‬يتمثل األثر االجتماعي المهم بالنسبة للتضخم في البطالة‪ ،‬حيث أن زيادة‬
‫الطلب الكلي التي تؤدي إلى رغبة المنتجين في زيادة إنتاجهم من خالل توظيف مزيد من العمال‬
‫واغرائهم بأجور مرتفعة يؤدي إلى ارتفاع األسعار‪ .‬أي أنه قد تكون هناك عالقة عكسية بين‬
‫البطالة والتضخم*(‪..90‬‬

‫‪4.6.3‬عالج التضخم عن طريق السياسة النقدية‬


‫بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عاد االهتمام بالسياسة النقدية لمعالجة التضخم فقط‪.‬‬
‫حيث ظهر في مختلف الدول الرأسمالية ‪،‬فاستخدمت السياسة النقدية االنكماشية لعالجه عن‬
‫طريق التأثير على الحجم الكلي لالئتمان الذي تمنحه المصارف التجارية(‪.)91‬‬
‫ففي حالة التضخم يقوم البنك المركزي ببيع األوراق المالية للحكومة واألفراد والمؤسسات‪ ،‬وبذلك‬
‫تزداد ديون البنوك التجارية لدى البنك المركزي‪،‬فتقل قدرتها على منح االئتمان ويقل إنشاء‬

‫‪ .91‬أمحد زهري شامية‪ ،‬النقود واملصارف دار زهران للنشر والتوزيع ‪ ،2010‬ص‪.339 :‬‬

‫‪55‬‬
‫النقود‪،‬فينخفض عرض النقود وبالتالي يتجه مستوى األسعار إلى االنخفاض‪.‬فينخفض معدل‬
‫التضخم‪ .‬أما إذا استخدم نسبة االحتياطي القانوني فإنه يقوم برفعه‪.‬‬
‫كذلك بالنسبة لسعر إعادة الخصم فإن البنك المركزي يقوم برفع هذا المعدل‪ ،‬وكل هذا يصيب في‬
‫اتجاه واحد هو انخفاض المعروض النقدي‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار اتجاه األداتين معا في اتجاه‬
‫واحد ‪.‬ألنه إذا كانت األداتين في اتجاهين متعاكسين‪ ،‬فإن ذلك ال يؤدي إلى إحداث التغيير‬
‫المرغوب فيه في كمية النقود ‪،‬التي تؤثر بدورها على المستوى العام لألسعار‪.‬‬
‫إذن فسلوك السياسة النقدية تجاه التضخم هو الحد من المعروض النقدي‪ ،‬وبالتالي الحد من إنفاق‬
‫األفراد والهيئات على شراء السلع والخدمات‪ .‬ويالحظ أنه في الوقت الذي يتم فيه تخصيص‬
‫عرض النقود‪ ،‬من خالل تقييد االئتمان‪،‬يتم أيضا رفع سعر الفائدة(‪ .)92‬وهذا ما يؤدي إلى خفض‬
‫معدل التضخم النقدي(*)‪.‬‬

‫‪ 5.6.3‬عالج التضخم عن طريق السياسة المالية ‪.‬‬


‫يقصد بالسياسة المالية سياسة الحكومة في تحديد المصادر المتلفة لألدوات العامة لدولة‬
‫وتحديد أهمية هذه المصادر من جهة وتحديد الكيفية التي تستخدم بها من جهة أخرى لتمويل‬
‫اإلنفاق العام بحيث تحقق األهداف االقتصادية و االجتماعية لدولة وأهم أدواتها هي ‪:‬‬
‫‪1‬ـ الضرائب بكافة أنواعها ‪ :‬مثل ضرائب الشركات والرسوم الجمركية الغير المباشرة على السلع‬
‫المحلية أو المستوردة وتحد سياسة الحكومة الضريبة وما يتناسب مع أهدافها العامة التي تعكس‬
‫إستراتجية الحكومة ‪.‬‬
‫فالجداول المختلفة لضريبة الدخل تعتبر من األدوات الهامة التي يمكن أن تلعب دو اًر ممي از في‬
‫إعادة توزيع الدخل القومي باإلضافة إلى اعتبارها أداة هامة لحماية المنتجات المحلية والصناعات‬
‫الوطنية الناشئة ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ اإلنفاق الحكومي‪ :‬فحجم اإلنفاق الحكومي وكيفية توزيع مستوى النشاط في كل القطاعات‬
‫االقتصادية وما يرتبط به من نشاطات إنتاجية أخرى أي تحويل النفقات الحكومية عن طريق زيادة‬

‫‪ .92‬عبد املطلب عبد احلميد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.285 :‬‬

‫‪56‬‬
‫الضرائب أو لتقليل النفقات الحكومية بالقدر الذي يضر بنشاط االقتصادي أو تأجيل ببعض‬
‫مشروعات االقتصادية‪)93(.‬‬
‫‪ 3‬ـ الدين العام ‪ :‬تعتبر السياسة الدولة اتجاه الدين العام من حيث حجمه ومعدالت نموه وسبيل‬
‫الحصول عليه من الوسائل المهمة في تأثير على مستوى النشاط االقتصادي ‪ ,‬أما إذا كانت‬
‫الموازنة العامة تتحقق فائض فإن حجم هذا الفائض يمكن أن يؤثر بصفة مختلفة على االقتصاد‬
‫الوطني ‪.‬‬
‫توجد إجراءات أخرى معالجة لتضخم منها‪:‬‬
‫*الرقابة المباشرة على أسعار بوضع حد أقصى وحد أدنى لها و استخدام نظام البطاقات في‬
‫توزيع السلع الضرورية‬
‫* إنتاج بعض السلع الضرورية على حساب بعض السلع الكمالية‬
‫* الرقابة على األجور فهي ضرورية إلنفاق األسعار واألجور وكذلك تخفيض القيود على‬
‫الواردات يساعد في زيادة عرض السلع األساسية وتخفيض الضغوط التضخمية ومن اإلجراءات‬
‫التي تساعد على عالج التضخم رفع اإلنتاجية بشكل عام وزيادة حجم االدخار القومي‪.94‬‬

‫‪-‬معتوق سهير محمود‪ "،‬سياسات التثبيت االقتصادي المعاصرة‪،،‬القاهر‪ ,1990 ،‬ص‪. 120‬‬ ‫‪93‬‬

‫‪57‬‬
‫‪ .4‬المؤسسات المالية‬

‫يتكون النظام المالي من شبكة من األسواق و المؤسسات المالية و رجال األعمال و األفراد و‬
‫الحكومات التي تشارك فيه و تنظم عملياته و تتمثل وظيفته األساسية في تحريك أموال المدخرين‬
‫إلى المقترضين أو من الوحدات ذات الفائض المالي إلى الوحدات ذات العجز المالي و يتم هذا‬
‫التحريك من خالل األسواق والمؤسسات المالية التي تتوسط المعامالت و قد تزامن ظهورها مع‬
‫ظهور البنوك لما لها من دور فعال في تمويل االقتصاد ‪.‬‬

‫‪1.4‬تعريف المؤسسات المالية‪:‬‬


‫تعرف المؤسسات المالية على ألها عبارة عن منشآت أو شركات أعمال‪ ،‬تتكون أصولها‬
‫بصفة أساسية من األصول المالية أو االلتزامات و مستحقات لدى الغير (أسهم سندات) أما‬
‫خصومها فتتمثل في الودائع والمدخرات بأنواعها‪ .‬كما نجد أن المؤسسات المالية تقوم ب‪:‬تقديم‬
‫قروض للعمالء لالستثمار في األوراق المالية باإلضافة إلى تقديم العديد من الخدمات المالية‬
‫األخرى كالتأمين‪،،‬المعاشات‪ ،‬التحويالت المالية و غيرها‪ ،‬و تعتبر هذه المؤسسات حيوية‬
‫لالقتصاد الوطني‪.‬‬
‫‪ 2.4‬وظائف و أهداف المؤسسات المالية‬

‫‪1.2.4‬وظائفها‪:‬‬
‫يعتبر التمويل من أساسيات االستثمار الشيء الذي يحفز النمو االقتصادي‪ ،‬لهذا فالمؤسسات‬
‫المالية تلعب دو ار فعاال في النشاط االقتصادي ‪ ،‬حيث يمكن تحديد أبعاد و معالم هذا الدور من‬
‫خالل الوظائف الثالث األساسية لها وهي ‪:‬‬

‫وسيلة تبادل ‪،‬توجيه االدخار نحو االستثمار ‪،‬التأمين ضد الحوادث‬


‫أوال‪:‬وسيلة تبادل ‪:‬‬
‫تركز األنشطة االقتصادية على ممارسة البيع والشراء للسلع و الخدمات وهناك جهة تبيع منتجاتها‬
‫و أخرى تشتريها و غالبا ما يرافق هذا النشاط عملية سداد قيمة هذه السلع والخدمات وحتى تتم‬
‫هذه العمليات بسرعة و بتكلفة منخفضة‪ ،‬فإن المؤسسة المالية تسهل هذا النشاط من خالل إمكانية‬

‫‪58‬‬
‫باستخدام أساليب و أدوات تودي إلى تبسيط وتسريع‬ ‫‪95‬‬
‫االستعانة عن دفع األموال نقدا وذلك‬
‫عمليات التبادل مثل استخدام الصكوك بدل دفع العملة النقدية في سداد المدفوعات‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬توجيه االدخار نحو االستثمار ‪:‬‬


‫تعمل المؤسسات المالية على توفير المدخرات للمستثمرين من خالل منح القروض و اإلعتمادات‬
‫الخاصة حيث تساهم في عرض األموال لمن يحتاجها و يتمكن من توظيفها في أنشطة و فعاليات‬
‫استثمارية تخدم المجتمع وتعمل على دعم الحركة التنموية فيها و تعتمد حجم المدخرات الفردية‬
‫على الفائض من الدخل عن االستهالك‬

‫التأمين ضد الحوادث‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫تعمل بعض المؤسسات المالية و منها شركات التأمين على ممارسة أنشطتها ضد المخاطر‬
‫المختلفة‪ ،‬حيث أن جميع المخاطر لتي يتعرض لها األفراد و المؤسسات تتم عملية تغطيتها‬
‫بالتعويضات عند الحوادث وهذا سيؤدي إلى حمايتهم حيث سيمكنها هذا من إعادة نشاطها وتعزيز‬
‫‪.2‬‬
‫على االستثمار في تأدية أنشطتها اإلنتاجية‬ ‫قدرتها‬

‫‪2.2.4‬أهداف المؤسسات المالية‪ :‬تركز معظم كتابات المؤسسات المالية على أن هدف الربحية‬
‫هو الهدف الذي يجب أن تسعى إليه هذه المؤسسات إلى تحقيقه‪ ،‬فيقع على إدارتها الحصول على‬
‫المدخرات بأقل تكلفة ممكنة و استخدام األموال سواء في حالة القروض أو االستثمار بطريقة‬
‫تحقق أعلى عائد ممكن و لتحقيق هذا الهدف‪ ،‬البد من االهتمام بالعديد من مجاالت اتخاذ‬
‫الق اررات مثل إدارة األصول و الخصوم و إدارة أرس المال و الرقابة على المصروفات و السياسات‬
‫التسويقية‪.‬‬

‫أ‪.‬إدارة األصول و الخصوم‪:‬‬


‫تركز هنا على زيادة الفرق بين التكلفة المدفوعة للمدخرين أو المودعين و بين العائد المتحقق من‬
‫القروض أو االستثمار‪ ،‬هذا الفرق يسمى هامش صافي الربح‪ ،‬فكل مؤسسة مالية تحاول أن تقدم‬

‫‪ 95‬عبد الغفار الحنفي‪ ،‬رسمية قرياقص‪ ،‬البورصات و المؤسسات المالية‪ ،‬جامعة اإلسكندرية ‪( 2002‬ص ‪.)13-12‬‬

‫‪59‬‬
‫اقل عائد للمدخرين وتحصل على أعلى عائد من المقترضين غير أن المنافسة من المؤسسات‬
‫األخرى تحد من قدرتها على ذلك وبالتالي تكون مهمة اإلدارة هي الحفاظ على هامش موجب بين‬
‫العائد و التكلفة حتى تبقى في السوق و أمام اإلدارة العديد من الفرص لزيادة هذا الهام‪96‬ش‬
‫كاستخدام لتطور التكنولوجي و زيادة حجم التنظيم و إدارة األصول والخصوم تتطلب األخذ بعين‬
‫االعتبار درجة المخاطر التي يمكن التعرض لها‪ ،‬مثل خطر السيولة و اإلفالس‪.‬‬

‫ب‪.‬إدارة رأس المال‪:‬‬

‫إن مخاطر اإلفالس تجعل االهتمام يت ازيد بإدارة أرس المال فيحاول مالك المؤسسات المالية بقدر‬
‫اإلمكان تخفيض أرس المال إلى أدنى حد ممكن و االعتماد على أموال الغير لزياده العائد الذي‬
‫يحصلون عليه و هو ما يسمى بالمتاجرة بالملكية أو الرفع المالي و لكن زيادة أموال الغير تزيد‬
‫من درجة الخطر نتيجة لزيادة مخاطر عدم التسديد‪.‬‬

‫ج‪.‬الرقابة على المصروفات‪:‬‬


‫تعتبر الرقابة على المصروفات عامل مهم لزيادة الربحية رغم المنافسة بين المؤسسات المالية‬
‫(جنب المدخرات غالبا ما يؤدي إلى زيادة المصروفات نتيجة لزيادة معدالت الفائدة المدفوعة‬
‫للمدخرين) إال أن هناك طرق أخرى مثل تقليل العمالة أو المصروفات غير المباشره وزيادة‬
‫المصروفات‪.‬‬ ‫هذه‬ ‫تخفيض‬ ‫على‬ ‫تساعد‬ ‫قد‬ ‫الحديثة‬ ‫التكنولوجيا‬ ‫استخدام‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬أنواع المؤسسات المالية ‪:‬‬

‫‪3.4‬أنواع المؤسسات المالية‪:‬‬


‫تقسم المؤسسات المالية حسب عدة معايير نوجزها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ..13.4‬حسب معيار الربحية‪ :‬حسب هذا التقسيم نجد مؤسسات مالية ربحية (تحقق أرباح) و‬
‫غير ربحية ال تحقق أرباح فالمؤسسات المالية الربحية تشمل البنوك التجارية بمختلف أنواعها‬
‫والبنوك المتخصصة و مؤسسات االستثمار شركات التامين والمؤسسات المالية والنقدية الدولية‪.‬أما‬
‫المؤسسات المالية غير ربحية فتشمل البنك المركزي و الخزينة العمومية والمؤسسات المالية‬

‫‪60‬‬
‫للوساطة المالية‪.‬‬

‫‪ ..4.2.3‬حسب الغرض من إنشائها و النشاط الممارس‪:‬يمكن تقسيمها الى مؤسسات ماليه نقديه‬
‫وغير نقدية‪ .‬فالمؤسسات المالية النقدية تشمل‪:‬البنك المركزي و البنوك التجارية و البنوك‬
‫اإلسالمية أما المؤسسات المالية غير النقدية تشمل شركات التأمين وصناديق التقاعد البنوك‬
‫المتخصصة وباقي المؤسسات المالية التي ال تتلقى ودائع‪.‬‬
‫‪ 3.3.4‬حسب طبيعية العمل‪:‬‬

‫حسب هذا التقسيم نجد مؤسسات الوساطة المالية و مؤسسات مالية أخرى‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مؤسسات الوساطة المالية‬

‫أ‪ -‬تعريف الوساطة المالية ‪:‬‬


‫هي عملية إقراض أموال تتم اقتراضها من قبل تقوم منه المهمة المؤسسات المالية البنكية و غير‬
‫البنكية‪ ،‬تقوم هذه األخيرة بجمع المدخرات الفائضة لدى األفراد‪ ،‬المؤسسات و غيرها وتقوم‬
‫بتوزيعها على الطالبين لها‪ ،‬و ذلك للتوفيق بين مصادر االدخار متطلبات مصادر التمويل‬

‫ب‪ -‬تعريف مؤسسات الوساطة المالية ‪ (:‬الوسطاء الماليون)‬

‫هي تلك الفئة التي تتعامل في األوراق المالية التي تصدرها الشركات المصدرة لهذه األوراق و‬
‫تسمى األوراق المالية األولية و في نفس الوقت تبيع هذه األوراق في السوق الثانوي إلى‬
‫المدخرين و تسمى باألوراق المالية‬
‫الثانوية فالمؤسسات الوساطة المالية لها فروع‪ :‬تعاقدية‪ ،‬ثانوية تتلقى ودائع وخاصة‬

‫باالستثمار و سيتم التطرق لهذه األنواع من الوسطاء الماليين‪،‬كما يلي ‪:‬‬


‫* الوسطاء اللذين يتلقون الودائع‪ :‬إن معظم األوراق المالية الثانوية و التي هي مصدر‬

‫‪61‬‬
‫للقروض التي يقدمها هؤالء الوسطاء تأتي من الودائع سواء من األفراد أو المشروعات التجارية‬
‫أو الصناعية أو الحكومة و مثال لهؤالء الوسطاء (البنوك التجارية)‪.‬‬

‫* الوسطاء التعاقد يون‪:‬‬

‫حيث يدخل هؤالء الوسطاء في تعاقد مع عمالئهم لغرض االدخار لتوفير الحماية المالية ضد‬
‫الخسائر المحتملة سواء في ممتلكاتهم أو حياتهم و يتمثل هؤالء الوسطاء في ‪:‬شركات التأمين‬
‫خيث يعتبر التأمين عبارة عن عقد يلتزم بموجبه الضامن (غالبا ما يكون شركة) ببعض‬
‫الموجبات عند نزول األخطار بالمضمون أو بأمواله مقابل دفع يسمى القسط ‪.‬‬

‫إلى‬ ‫إذن فشركات التأمين تقوم بتجميع األموال من خالل أقساط التأمتن واعادة ضخها‬
‫السوق باإلضافة إلى هذا النوع من الوسطاء التعاقد يون نجد صناديق التقاعد و صناديق‬
‫‪97‬‬
‫التأمين ‪.‬‬

‫* الوسطاء الثانويون‪ :‬يطلق عليهم هذا المسمى ألنهم يعتمدون بدرجة كبيرة على مؤسسات‬
‫مالية أخرى مثل البنوك التجارية لتمويل قروضهم و مثال لهؤالء الوسطاء شركات التمويل‪.‬‬

‫‪97‬عبد الغفار حنفي‪ ،‬مرجع سابق ص ‪205‬‬

‫‪62‬‬
‫‪.5‬األسواق النقدية‬
‫‪ 1.5‬نشأة وتطور األسواق النقدية‪.‬‬
‫األسواق النقدية وزيادة بروزها على مستوى‬ ‫أدت العوامل المختلفة والعديدة‪ ،‬إلى نشأة‬
‫االقتصاديات الحديثة و مرت في نشأتها بالعديد من المراحل يتم عرضها فيما يلي‪:98‬‬
‫المرحلة األولى‪ :‬هي موحلة بداية نشأة وتطور األسواق النقدية والتي تتضمن وجود عدد محدود من‬
‫البنوك الخاصة و وارتباطها بتحقق ارتفاع نسبي في االدخار ‪ ،‬الذي أتاح االستثمار في عدد من‬
‫المؤسسات‪١‬لتجارية والعقارية‪ ،‬مما استدعى التوجه تحو البنوك لالقتراض بهدف التمويل‪.‬‬
‫المرحلة الثانية‪ :‬وهي المرحلة التي ارتبطت بالتطور الذي تحقق في المرحلة األولى‪ ،‬والمتمثلة في‬
‫ظهوربعض البنوك و الذي فرض الحاجة على السلطات النقدية من اجل العمل على تنظيم عمل‬
‫البنوك التجارية و السيطرة عليها في حدود ما يتاح لها من أعمال ونشاطات‪ ،‬في ضوء السياسات‬
‫التي تحكم عملها والتي يضعها البنك المركزي (السلطة النقدية )‪.‬‬
‫المرحلة الثالثة‪ :‬أدى تطور النشاطات االقتصادية‪ ،‬إلى ظهور البنوك المتخصصة التي توفر‬
‫التمويل القصير المتوسط وطويل األجل‪ ،‬باإلضافة إلى ما صاحب التطور االقتصادي من تطور‬
‫حاصل في األسواق المالية والنقدية‪ ،‬من خال زيادة وتنع الوسائل واألدوات المستخدمة في األسواق‬
‫المالية والنقدية وبشكل خاص األوراق المالية ‪ ،‬الشئ الذي شكل بداية ارتباط السوق النقدية بالسوق‬
‫المالية‪.‬‬
‫وأخي ار المرحلة الربعة‪ :‬وهي الموحلة التي تتضمن تطو ار كبي ار في األسواق النقدية والمالية‪ ،‬من‬
‫خالل تطور عمل هذه األسواق‪ ،‬والذي أدى إلى استم ارر االندماج بين األسواق النقدية والمالية‪،‬‬
‫بدرجة اكبر‪،‬حيث أصبحت األسواق المالية والنقدية سوق واحدة يصعب التمييز بينها‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫‪ 2.5‬تعريف وخصائص السوق النقدية‪:‬‬

‫تتميز السوق النقدية على غرار مختلف األسواق المالية األخرى بالعديد من تعريفاتها‬
‫نظر للدور المهم الذي تلعبه في االقتصاد‪.‬‬
‫وخصائصها ا‬
‫أوال‪ :‬تعريف‪١‬لسوق النقدية‪.‬‬
‫هناك عدة تعاريف للسوق النقدية من أهمها‪:‬‬
‫ااالسوق النقدي هو ذلك الجزء من سوق المال والذي يتم فيه تداول األوراق المالية قصيرة األجل‬
‫و التي ال يتجاوز فترة سدادها عاما واحدا ‪،‬ولهذا فان السوق النقدي يتم فيها تعويض النقود بأشباه‬
‫النقود ويلجأ إلى السوق النقد عادة المقترضون الذين يعانون من شح في السيولة وبتالي يقومون‬
‫‪99‬‬
‫ببيع األوراق المالية قصيرة األجل‪.‬‬
‫كما تعرف على أنها‪ :‬اا األسواق التي تتداول فيها األو ارق المالية قصيره األجل والتي يزيد‬
‫أجلها عن عام‪100 .‬ومجرد ما يتم إصدار هذه ‪١‬لألوراق يتم تداولها في السوق الثانوية‪ ،‬ويحصل‬
‫المستثمرون على احتياجاتهم من السيولة‪.‬من خالل هذه األسواق‪ ،‬حيث يحتفظون بالحد األدنى من‬
‫أموالهم في صور نقدية الستخدامها في المعامالت اليومية ويستخدم الباقي في االستثمارات قصيرة‬
‫األجل أوفي أدوات سوق النقد‪ ،‬وذلك إلمكانية تحويلها بسرعة إلى نقود إذا اقتضت الحاجة‪ ،‬أي أن‬
‫األدوات أو األوراق المالية في سوق النقد تحقق عادا أعلى عن االحتفاظ بالنقود سائلة مع مخاطر‬
‫ائتمان وتغير سعري منخفض نسبيا‪ ،‬مقاربة األوراق المالية في سوق ارس المال‪.‬‬
‫كماتعرف السوق النقدية على أنها‪:‬ااسوق مالية يتم فيها تبادل السندات القصيرة األجل مقابل‬
‫السيولة‪.‬وهي مخصصة للمؤسسات المالية والمقاوالت التي يمكنها أن تقرضوتقترض السيولة في‬
‫مدة زمنية قصيرة‪.‬‬

‫‪ 99‬محمود حامد محمود عبد الرزق‪،‬اقتصاديات النقود والبنوك و األسواق المالية‪،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،2013 ،‬ص ‪.340‬‬
‫‪ 100‬نهال فريد مصطفى‪ ،‬السيدة عبد الفتاح إسماعيل‪،‬األسواق والمؤسسات المالية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬مصر‪ ،2007،‬ص‪53‬‬
‫‪64‬‬
‫هناك من عرف السوق النقدية‪ :‬بسوق التعامل بين البنوك الذي يضمن تحقيق التوازن اليومي بين‬
‫آجال العمليات الدائنة والمدينة لمؤسسات االئتمان‪ .‬حيث تقوم البنوك باستثمار فوائضها لدى هذه‬
‫السوق كما تحصل منه على القروض الالزمة استنادا إلى وضعية إحتياطاتها لدى البنك‬
‫المركزي‪.101‬‬

‫ثانيا‪:‬خصائص ‪١‬لسوق النقدية‪:‬‬


‫تتميز السوق النقدية بالعديد من الخصائص يمكن إيجازها كما يلي‪:102‬‬
‫_تعتبر السوق النقدية سوقا وطنية يتم فيها تداول أوراق مالية بالعملة الوطنية ‪،‬فضال‬
‫عن تنظيم هذه السوق من طرف البنك المركزي ‪.‬‬
‫_ السوق النقدية هي سوق رؤوس األموال متوسطة وقصير األجل‪،‬‬

‫_تتكون من السوق فيما بين البنوك وسوق األصول المالية القابل للتداول‬

‫_ توفير السيولة وهي قدره تحول السندات التي تعبر عن مديونية قصير أو متوسطة األجل إلى‬
‫نقود قانونية بأقل قدر ممكن من الخطر‪ ،‬و تتمثل أهم السندات في أذونات الخزينة‪ ،‬األوراق‬
‫التجاربة والقروض المباشرة‪.‬‬
‫_المتعاملون في هذه السوق هم أساسا المؤسسات النقدية والمالية (البنك المركزي ‪،‬البنوك التجارية‪،‬‬
‫شركات التأمين ‪ )...‬باعتبارهم وسطاء بين الحكومة واألشخاص فمن جهة يتلقون إدخاراتهم ومن‬
‫جهة أخرى يمنحونهم األموال الالزمة لنشاطاتهم‪.‬‬
‫_ السوق النقدية كما أشرنا سابقا غير مجسدة ماديا حيث ال تتم الصفقات على مستواها في مكان‬
‫محدد وتدخل العمليات في عالقة مع بعضها البعض على مجال استخدام الهاتف أو الفاكس‪.‬‬

‫‪101‬سوزي عدلي ناشد‪ ،‬مقدمة في االقتصاد النقدي و المصرفي‪ ،‬منشورت الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،‬ص ‪175‬‬
‫جزئر‪ ،1993،‬ص‬
‫‪102‬مروان عطوان‪ ،‬األسواق النقدية والمالية (البورصات ومشكالتها في عالم النقد والمال)‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪، ،‬ال ا‬
‫‪65‬‬
‫تعتبر سوق لندن النقدية‪ ،‬سوق نيويورك‪ ،‬وطوكيو من أكبر األسواق النقدية في العالم‪ ،‬كما أن‬
‫السوق النقدية تمثل عالقة اقتصادية قبل أن تكون تجسيدا ماديا والمقابل لهذه للنقود هو أدوات‬
‫مالية ذات أجل قصير ومتوسط‪.‬‬
‫_ درجة المخاطر منخفضة إذا ما قورنت المخاطر في السوق النقدية بغيرها من األسواق األخرى‬
‫ويرجع ذلك إلى غالبية أجال االستحقاق ال تزيد عن السنة الواحدة ‪.‬مما يعني بقاء الظروف في‬
‫الحالة الطبيعية مستقرة حتى ولو حدث تغير مفاجئ‪ ،‬فلن يكون أثره كبير‪،‬ومادامتالجهة المصدر‬
‫غالبا ما تكون ذات سمعة مالية جيدة‪ ،‬وال يتوقع المتعامل تغي ار كبير ومثال على ذلك المؤسسات‬
‫الحكومية‪.‬‬

‫‪ 3.5‬وظائف وأهمية السوق النقدية‬

‫للسوق النقدية أهمية تمس العديد من الجوانب في االقتصاد كما لها وظائف متعددة من أهمها‬
‫أوال‪:‬وظائف السوق النقدية‬
‫على الرغم من أن الدوالر األمريكي يعد اآلن هو العملة الرئيسية في المدفوعات الدولية‪ ،‬إال أن‬
‫بعض العمالت القوية الزالت تتمتع بمكانة متزايدة في هذا المجال‪ .‬فعلى سبيل المثال يوجد‬
‫عمليات كبيرة ا الزلت تتم في سوق لندن أكتر من أي سوق عالمية أخرى للخصم‪.‬ففي انجلت ار نجد‬
‫أن سماسرة األو ارق التجارية يقترضون من البنوك التجارية عند سعر فائدة منخفض جدا‪ ،‬الن‬
‫القصير‪.‬‬ ‫األجل‬ ‫خالل‬ ‫رده‬ ‫يمكن‬ ‫‪١‬لقرض‬
‫وتعتبر هذه ميزه تتمتع بها البنوك االنجليزية ألنها تمدها بأصل مميز من أصول السيولة‪،‬وبتالي‬
‫تمكن البنوك االنجليزية من االحتفاظ باحتياطات نقدية منخفضة مقارنة بمعظم البنوك العالمية‬
‫‪٠‬‬ ‫‪103‬‬
‫األخرى‬
‫وقد تطور الواقع العملي‪ ،‬وصبح سماسرة األوراق التجارية يستخدمون هذه األداة لخصم األوراق‬

‫‪ 103‬مجدي محمود شهاب‪ ،‬اقتصاديات النقود و المال(النظريات و المؤسسات النقدية)‪ ،‬دار الجامعة الجديدة ‪ ،‬مصر‪ ،2000 ،‬ص‪-140:‬‬
‫‪.141‬‬
‫‪66‬‬
‫التجارية التي يحتفظون بها لمدة معينة‪ ،‬عادة شهر‪ ،‬وبعد ذلك يقومون بإعادة خصمها لدى‬
‫‪١‬لبنوك‪ ،‬ونتيجة لذلك فقد استطاع هؤالء السماسرة تحقيق أرباح عن طريق تقاضي نسبة خصم‬
‫مرتفعة قليال عن نسبة الفائدة التي يقترضون على أساسها من البنوك‪ .‬فالبنوك في ذاتها تقوم‬
‫بخصم األوراق التجارية ‪ ،‬ولكنها تفضل خصم األوراق التجارية التي تكون مستحقة األداء بعد‬
‫شهرن على األكثر‪ .‬كما أن البنوك التجارية تفضل خصم األوراق التجارية التي تكون قيمتها قبل‬
‫وبعد الخصم متساوية تقريبا‪ ،‬حيث يتم استحقاقها كل أسبوع‪ .‬ولذلك فان البنوك تكون مستعدة‬
‫إلعادة خصم األوراق التجارية للسماسرة عند سعر فائدة أقل من السعر الذي يمكنهم تقاضيه على‬
‫قروضهم قصيرة األجل‪ .‬وهذه الخسائر تعتبرها البنوك نوعا من الرسوم يحصل عليها سماسرة‬
‫األوراق التجارية الحتفاظهم باألوراق لفترة معينة ثم تنسيقها وترتيبها على شكل مجموعات يتم‬
‫خصمها لدى هذه البنوك‪ ،‬وبمجرد اكتساب البنك التجاري لورقة التجارية فانه عادة يحتفظ بها لحين‬
‫حلول موعد استحقاقها‪.‬‬

‫يالحظ أن توافر سوق جيدة يجنب البنوك التجارية االقتراض من البنك المركزي‪ .‬فإذا وجدت‬
‫هذه البنوك مثال أن لديها عج از في السيولة فانه يمكنها استرداد جزءا من قرضها في السوق النقدي‬
‫وبالتالي تجبر المشتركين اآلخرين في السوق على االقتراض من البنك المركزي‪ .‬و هذا االقتراض‬
‫يتقاضى سعر فائدة‬ ‫البنك المركزي‬ ‫ألن‬ ‫المشتركين‬ ‫يعتبر أكتر تكلفة بالنسبة لهؤالء‬
‫أكبر من السعر الذي يحصل عليه البنك التجاري سواء بالنسبة للقروض قصير األجل أم‬
‫ذلك‬ ‫إلى‬ ‫باإلضافة‬ ‫التجارية‪.‬‬ ‫األوراق‬ ‫خصم‬ ‫إلعادة‬ ‫بالنسبة‬
‫التجارية‬ ‫األوراق‬ ‫بخصم‬ ‫يقوم‬ ‫أن‬ ‫من‬ ‫تمنعه‬ ‫المركزي‬ ‫البنك‬ ‫تعليمات‬ ‫فإن‬

‫‪67‬‬
‫ثانيا‪ :‬أهمية ‪١‬لسوق النقدية‬

‫تعود أهمية السوق النقدية بشكل أساسي إلى دوره في إعادة تجديد سيوالت البنوك التجارية‬
‫وفي تلبية متطلبات االقتصاد بصفة عامة‪.104‬‬

‫من وجهة نظر االقتصاد القومي تؤمن هذه السوق سرعة حصول المقترضين على األموال التي‬

‫يحتاجها‪،‬كما يؤمن للمقرض إمكانية تحول أصوله المالية قصيرة األجل بسرعة إلى أرصدة نقدية‬

‫سائلة وبذلك تؤمن السوق النقدية السيولة النقدية حسب حاجات االقتصاد‪.‬أما من وجهة نظر‬

‫المصارف المركزية يعتبر وجود هذه السوق وسيلة مهمة في التأثير على حجم االحتياطات النقدية‬

‫للبنوك التجارية وبالتالي في التأثير على مستويات الفائدة سواء قصير األجل أو طويلة األجل وكلها‬

‫من األمور الحاسمة عند رسم السياسة النقدية‪.‬‬

‫إلى جانب ذلك فإن أهمية السياسة النقدية مكمن في كونها تؤمن السيولة النقدية وتوفر أدوات الدفع‬

‫للجهاز المصرفي‪ ،‬وبذلك يتمكن هذا األخير من القيام بدوره في تمويل النشاط االقتصادي‪.‬‬

‫ومن خالل العمليات المقدمة تجد البنوك التجارية مجاال لتوظيف فوائضها النقدية لديها والمتمثلة‬

‫في األرصدة الدائنة للبنك التجاري لدى البنك المركزي عن طريق عرضها في السوق النقدية‪.‬‬

‫من الواضح أن صالحية السوق النقدية لتأمين سيولة النظام المصرفي‪ ،‬أو لتوفير أسباب‬

‫تنفيذ سياسات البنك المركزي إنما تتوقف على مدى نمائه‪ ،‬ويستدل على نماء السوق النقدية بمقدار‬

‫‪104.‬حدة رايس‪ ،‬دور السوق النقدية في تامين سيولة النظام المصرفي‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة محمد خيضر سكر‪ ،٠‬العدد ‪،09‬‬
‫‪ ،2006‬ص‪:10‬‬
‫‪68‬‬
‫ما يتصف به من سعة وما يتمتع به من سيولة ونشاط‪ ،‬ومنافسة وفقا لشروط التعامل فيه‪ ،‬ويتوقف‬

‫اتساع السوق النقدية على تنوع األصول التي تباع وتشترى فيه‪ .‬وعلى مدى توافر القدر المالئم لسد‬

‫حاجات التعامل منه‪،‬وتتوقف سيولة السوق على مدى سهولة تحويل تلك األصول إلى نقود عند‬

‫الضرورة‪،‬األمر الذي يتوقف على مبلغ النشاط وعلى مقدار ما يتوفر للسوق من الموارد‪.‬‬

‫عموما تشترك البلدان حديثة العهد بالنظام ‪١‬لمصرفي ومعظمها بلدان في مرحل النمو‬

‫االقتصادي بقصر أسواقها النقدية ويرجع ذلك إلى ضيق نطاق التعامل األوراق التجارية في‬

‫المعامالت الداخلية‪ ،‬وعدم توافر أسواق للتعامل في األموال المقرضة‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫‪4.5‬عمليات السوق النقدية والمتدخلون فيه‪:‬‬

‫تنقسم العمليات في السوق النقدية إلى قسمين أولهما يتمثل في عمليات السوق فيما بين‬
‫البنوك ‪ ،‬أما الثانية فهي عمليات السوق المفتوحة ‪.‬والمتدخلون في السوق النقدي هم أولئك‬
‫األشخاص الذين يعرضون ويطلبون العملة‪.‬‬

‫طبيعة عمليات السوق النقدية‪:‬‬ ‫‪1.4.5‬‬

‫يمكننا تقسيم العمليات في السوق النقدي إلى قسمين‪:105‬‬

‫أ‪ .‬عمليات سوق فيما بين البنوك‪:‬وتتمثل هذه العمليات في‪:‬‬

‫*األخذ ألجل هي عمليـه تحصل من خاللها المؤسسـة على قـرض من زميالتها في شكل‬
‫تسهيالت استغالل مقابل سندات عموميه أو خاصة ‪ :‬أي هي شراء للسندات مع وعد للبيع‬
‫عند اجل محدد‪.‬‬

‫*القرض األبيض ‪ :‬وهو تحويل بسيط لألموال بدون سندات في المقابل‬

‫*شراء أو بيع للسندات‬

‫ب‪ .‬عمليات السوق المفتوحة‬

‫إن البنك المركزي ملزم بتوفير اعادة التمويل للقطاع البنكي وهذا عن طريق إما عمليه اعاده‬
‫الخصم بسعر ثابت لسندات تمثل ديونا متوسطه األجل أو االستغالل بواسطة عمليات بسعر‬
‫متغير‪ .‬فإذا كانت عمليه إعادة الخصم ال تدل على أي معلومة عن سياسة سعر الفائدة‬
‫المتبعة من السلطات النقدية فان عمليات البنك المركزي بسعر متغير تحدد بوضوح األهداف‬

‫‪105‬‬
‫بخراز يعدل فريدة – تقنيات وسياسات التسيير المصرفي ‪ ,‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬الجزائر‪ ,2003 ،‬ص ‪120‬‬
‫‪70‬‬
‫المسطرة في إطار السياسة النقدية‪ .‬العناصر السائدة في هذا المجال هي سعر نداء العرض‬
‫وسعر األخذ ألجل لسبعه أيام ‪،‬فالسعرين يمثالن المجال الذي يحدد أعلى وأدني حد لتقلبات‬
‫سعر السوق فيما بين البنوك يوميا‪ .‬وبهذا يتمكن البنك المركزي من التأثير على السوق فيما‬
‫بين البنوك قصيرة األجل في محيط ذو سيوله كبيره فباإلضافة إلى اعاده الخصم والتدخل‬
‫بسعر متغير ‪ ،‬يعمل البنك المركزي على شراء وبيع أذونات الخزينة ( عمليات السوق‬
‫المفتوح) وهذا بسعر السوق‪ .‬فبتدخله هذا ‪ ،‬يؤثر البنك المركزي على السيولة البنكية بالزيادة‬
‫عند الشراء وبالنقصان عند البيع لألذونات فمن عمليات البنك المركزي بالسعر المتغير ما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪:‬فهي تسهيالت تمنح للنظام المصرفي والمبادرة تكون في ذلك‬ ‫عمليات بالنداء للعرض‬
‫للبنك المركزي‪ ،‬وهذا آلجال مختلفة عن طريق األخذ ألجل ‪.‬يقوم البنك المركزي بإحصاء‬
‫عدد ومقدار الطلب للنقود المركزية لمؤسسات القرض عند مختلف أسعار الفائدة المفتوحة‬
‫‪.‬ثم يقوم البنك المركزي بعرض النقود بالمستويات المحددة باألسعار المناسبة‪ .‬ويكون مقابل‬
‫هذه العمليات وثيقة تعبئ عدد من السندات الخاصة أو العامة وتخضع للشروط المحددة من‬
‫طرف البنك المركزي‪.‬‬

‫*األخذ ألجل لسبعة أيام مقابل اذونات الخزينة أو السندات الخاصة ‪ ،‬يمكن لمؤسسات‬
‫القرض أن تتقدم للبنك المركزي طالبة منه قرض تحت شكل األخذ ألجل لسبعة أيام بشرط‬
‫أن يكون لديها قدر ونوع محدد من السندات القابلة للتعبئة‪.‬‬

‫*يملك البنك المركزي إمكانية التدخل في السوق النقدي بشراء ‪ ،‬بيع ‪ ،‬األخذ ألجل ‪،‬وهذا‬
‫عندما يشعر بضرورة ذلك وبأسعار محددة في السوق‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫ب‪.‬المتدخلون في السوق النقدية‪:‬‬

‫المشاركون في السوق النقدية ‪ ،‬بالمعنى العام لسوق األموال قصيرة األجل‪ ،‬هم أولئك‬
‫األشخاص الذين يعرضون أو يطلبون العملة سواء كانوا من األفراد أم المؤسسات ‪ ،‬وتشمل‬
‫التسمية أيضا الجهاز المالي وخزينة الدولة ‪ ،‬والمتعاملين معها‪ .‬ويمكن تلخيصهم فيما‬
‫‪106‬‬
‫يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬األفراد والمؤسسات‪:‬‬

‫يشترك األفراد مع المؤسسات في خاصيتين أساسيتين ؛ فهم نظ ار لعدم قدرتهم على خلق‬
‫العملة ‪،‬ال يستطيعون عرض العملة إال إذا كان لديهم موجودات صندوقية فائضة مؤقتا ‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى ‪ ،‬إذا اقترضوا نقودا فمن أجل الحصول على السلع والخدمات من السوق‬
‫وكلمة فرد تدل بصورة أساسية على الشخص الطبيعي الذي يقوم بنشاط بشري ‪ .‬فمن جهة‬
‫هناك استهالك أو استعمال للسلع والخدمات لغايات شخصية ‪ ،‬وهناك أيضا التوفير الفردي‬
‫فنشاط األفراد ‪ ،‬حتى ولو تناول العمليات االقتصادية األبسط في الحياة اليومية ‪،‬يشكل‬
‫العنصر المحرك لدورات النقود‪.‬‬

‫أما المؤسسات فسواء ظهرت بشكل أشخاص معنوية أو بشكل مشاريع فردية‬
‫تلعب دو ار اقتصاديا أساسيا في دمج عوامل اإلنتاج بقصد إنتاج السلع أو تقديم الخدمات‬

‫ثانيا‪ :‬المؤسسات النقدية والمالية‪:‬‬

‫*البنوك التجارية‪ :‬من ابرز العوامل التي جعلتها من أهم المتدخلين في السوق النقـدية هي‬
‫قبـول الودائع وادارتها‪ ،‬تمويـل التجارة الخارجية ‪ ،‬تعبئة الموارد المتاحة في المجتمع من خالل‬
‫قبول الودائع ‪ ،‬منح القروض ‪ ،‬وشراء األوراق المالية الحكومية ‪ .‬ونظ ار للتطور الذي حدث‬

‫‪ .106‬احمد بوراس ‪ -‬أسواق رؤوس األموال ‪ ,‬مطبوعات جامعة متنوري قسنطينة ‪ – 2003/2002‬ص‪86‬‬
‫‪72‬‬
‫على مستوى البنوك التجارية من جهة و األهمية البالغة للتجارة الخارجية‪ ،‬ظهرت بنوك‬
‫متخصصة في تمويل التجارة الخارجية وتسيير عمليات االستيراد و التصدير‪ ،‬وهي عمليات‬
‫قصيرة األجل بطبيعتها ‪.‬‬

‫لقد نشأت هذه البنوك في الدول الصناعية الكبرى‪ ،‬التي يحتل فيها قطـاع التصدير مكانة‬
‫كبيرة ‪ ،‬حيث عرفتـها فرنسا أوال ثم انتقلت إلى انجلت ار ‪ ،‬أمريكا ‪ ،‬اليابان ‪ ،‬وباقي الدول‬
‫الصناعية الكبرى‪ .‬أما في دول العالم الثالث فان هذا النوع من البنوك لم يظهر بعد وانما‬
‫‪.‬‬ ‫الخارجية‬ ‫التجارة‬ ‫بنوك‬ ‫نشاط‬ ‫نفس‬ ‫التجارية‬ ‫البنوك‬ ‫تمارس‬
‫إن مهمة البنك المركزي هي وضع األوراق المصرفية تحت تصرف‬ ‫*البنك المركزي‪:‬‬
‫األفراد والمؤسسات أو اإلدارة ‪ .‬وعلى اثر التطور التاريخي وجهت البنوك المركزية نشاطها‬
‫األساسي نحو عالقاتها بغيرها من البنوك ‪ ،‬وباألجهزة المالية المختلفة ثم نحو الخزينة‬
‫العامة‪ .‬وهذا يعني أن البنك المركزي يضع تحت تصـرف هذه المؤسسات المختلفـة تنظيما‬
‫يمكنها من إقامـة عالقات مالية فيما بينها ‪ ،‬وذلك عن طريق خلق سيولة من شانها أن تؤمـن‬
‫التوازن العام في الموجودات الصندوقيـة ‪ .‬هذا الدور المزدوج و المتمثل في إصدار األو ارق‬
‫النقديـة ووضعها في التـداول ‪ ،‬إدارة وخلق السيولة من شانه أن يؤمن للبنك المركزي سيطرة‬
‫على تسيير السوق النقدية ذات األجل القصير ‪.‬‬

‫من هنا يمكن القول أن البنك المركزي هو تلك المؤسسة التي تقف على قمة النظام‬
‫المصرفي ألي بلد‪ ،‬سواء من ناحية اإلصدار النقدي أو من ناحية العمليات المصرفية و‬
‫تحقيق الرقابة عليها ‪ ،‬فهو سلطة الرقابة على باقي البنوك األخرى ‪ ،‬كما انه يعتبر األداة‬
‫‪.‬‬ ‫القتصادية‬ ‫سياساتها‬ ‫لتنفيذ‬ ‫الدولة‬ ‫بها‬ ‫تتدخل‬ ‫التي‬ ‫الرئيسية‬
‫*الوسطاء غير القادرين على إنشاء النقود ‪ :‬إتماما لوصف النظام النقـدي و المالي‪،‬‬
‫يجب اإلشارة إلى المؤسسات التي ليست لها صالحيات إنشاء النقود ‪ ،‬كصناديق التوفير و‬

‫‪73‬‬
‫االدخار ‪ ،‬و المؤسسات المالية التي يمتد دورها فيشمل أسواق األموال ذات األجل القصير‪،‬‬
‫وكالوسطاء وبيوت الحسم الذين يتدخلون في السوق النقدية تدخال ضيقا و محصو ار‪.‬‬

‫فبالنسبة لصناديق التوفير واالدخار فإنها تتولى تقليديا مهمة إدارة التوظيفات ذات المبالغ‬
‫البسيطة وفي مجال االستخدام تعتبر صالحياتها محدودة ‪ ،‬حيث يعود إلى صندوق الودائع‬
‫والتأمينات أمر إدارة األموال التي تتجمع على يد هذه الصناديق‪.‬‬

‫أما فيما يخص المؤسسات المالية فان مواردها تتكون أساسا من رؤوس األموال الخاصة بها‬
‫‪ ،‬بعض من القروض المستندية‪ ،‬أو من المساعدات المتأتية عن البنوك بواسطة الحسم ‪ ،‬أو‬
‫بعد اللجوء إلى السوق المالية ‪.‬وبالمقابل تستطيع هذه المؤسسات المالية استعمال مواردها‬
‫في عمليات اإلقراض واالقتراض‪.‬وهي تلعب دو ار مهما في تمويل المبيعات التقسيطية ‪.‬هذا‬
‫باإلضافة إلى أنها تقوم بوظائف أخرى خارج نطاق األجل القصير ‪ ،‬كالقيام بعمليات تتعلق‬
‫بالقيم المنقولة ‪ ،‬أو القروض لقاء رهن عقاري‪.‬‬

‫أما الفئة الثانية من المتدخلين في السوق النقدية ‪ ،‬والمتمثلة في الوسطاء وبيوت الحسم‬
‫واعادة الحسم ‪ ،‬فهي تعتبر من العناصر المهمة في السوق النقدية ‪ ،‬وذلك راجع لكون أن‬
‫هذه األخيرة السوق النقدية تعمل بواسطة شبكة من الوسطاء‪.‬‬

‫ثالثا‪:‬الخزينة العامة والمتعاملون معها‬

‫تعتبر الخزينة العامة ذلك المرفق الذي يؤمن إدارة أموال الدولة ‪،‬وهي تلعب دو ار مهما‬
‫تأثير ذا‬
‫ا‬ ‫ومتشبعا في مسار أسواق األموال القصيرة األجل ‪.‬حيث تمارس هذه الخزينة العامة‬
‫وزن بسبب أهمية العمليات وكذا الوضع المميز للخزينة ‪ :‬الذي تعمل من خالله‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫*أهمية العمليات ‪ :‬تمثل النفقات السنوية للدولة ما يقارب ثلث الدخل الوطني ‪.‬أما فيما‬
‫الديون القصيرة األجل ‪ ،‬وبأرقام النظام المصرفي ‪ ،‬نالحظ أن الديون على الخزينة تساوي‬
‫حوالي ‪ %14‬من مجموع مكونات الكتلة النقدية‪.‬‬

‫ويستدل من هذه األرقام أن إدارة الخزينة العامة تمارس تأثي ار كبي ار على سلوك أسواق رأس‬
‫المال حيث أن‪ :‬إصدار قرض حكومي ‪ ،‬دفع استحقاق ضريبي ‪ ،‬سياسة أسعار الفائدة‬
‫المطبقة من قبل المصالح المسؤولة عن أموال الدولة ‪ ،‬والتطـور في الميزانية العامة بالذات‪.‬‬
‫كل هذا من شانه أن يتسبب في انعكاسات ايجابيـة أو سلبية في سلوكيـة السوق ال تتناسب‬
‫مع االنعكاسات الناتجة عن عمليات العوامل االقتصادية التي يحد من أثارها تشتت الق اررات‬
‫الفردية‪.‬‬

‫*الوضع المميز للخزينة ‪ :‬ليس االمتياز هنا امتياز الضرائب على مملوكات المكلفين ‪ ،‬أي‬
‫امتياز الدائن على المدين ‪ .‬بل هو وضع امتيازي تستفيد منه الخزينة كمقترض بالنسبة إلى‬
‫وضع المدينين الخواص سواء كانوا أفراد أو مؤسسات ‪ ،‬الن الدولة ال تخضع لنظام اإلفالس‬
‫وذلك لسببين ‪ ،‬أولهما حقوقي يتمثل في كون ممتلكـات الدولـة ال تحجز وال تباع ‪.‬ومن هنا‬
‫فهي ال تخضع إلجراءات التصفية كما هو الحال بالنسبة لثروة المنشأة الخاصة أو الفردية ‪.‬‬
‫أما السبب الثاني فيخص الوضعية التي تكون عليها الدولة ‪ ،‬والتي بحكم تسلطها وقدرتها ‪،‬‬
‫فإنها لن تكون أبدا في وضع متوقف عن الدفع ‪ ،‬الن الحكام يلجئون إلى سلطة خلق العملة‬
‫عندما تعوزهم وسائل الدفع في االستحقاقات‪.‬‬

‫وبتحرر الدولة من الحلول اإلفالسية ‪ ،‬فإنها تقف موقف مختلف جدا عن موقف المؤسسات‬
‫‪،‬في السوق النقدية ذات األجل القصير ‪.‬إذ لو وجدت مؤسسة في حالة توقف عن دفع‬
‫ديونها في تاريخ االستحقاق ‪ ،‬فإنها تلزم بتصفية عناصر أصولها ‪ ،‬أو أن تقدم طلب لدائنيها‬

‫‪75‬‬
‫من اجل منحها عددا من التدابير منها‪ ،‬تأخير تواريخ االستحقاق‪ ،‬تخفيض مقدار الدين‪ ،‬أو‬
‫إسقاطه ‪....‬الخ‪.‬‬

‫فإذا لم تكف الموجودات التي يمكن مصادرتها ‪ ،‬يؤدي التوقف عن الدفـع إلى خسارة نصيب‬
‫الدائنين وتحصر هذه الخسائر الناتجة عن ذلك بحيث ال تؤثر على وضع العملة ‪ .‬وعلى‬
‫هذا يكلف اإلفالس ‪،‬فيما يخص مسار النظام النقدي ‪ ،‬قيام إجراءات تصحيحية واحت ارزية‬
‫وذلك بإيجاد التناسق بين حلقات الدفع والوقائع االقتصادية‪.‬‬

‫أما إذا كان المدين أوهو الخزينة العامة فان الوضع سوف يختلف ‪.‬الن أسلوب الدولة فيما‬
‫يخص مواجهة اإلفالس ال يتمثل في تخفيض القيمة االسمية للدين وانما في دفعها بعملة‬
‫تصدرها دون تعهد أكيد بالسداد ‪.‬ومن هنا فهي تعرضها لتدني قيمتها بمقدار ما تزيد‬
‫اإلصدارات عن االحتياجات الصندوقية للعوامل االقتصادية‪.‬‬

‫كنتيجة لذلك ‪ ،‬فان هذا الوضع من شانه أن يحدث تأثيرات حاسمة فيما يخص إدارة البنوك‪،‬‬
‫فعندما تقوم هذه البنوك بإقراض المؤسسات أو اإلفراد فإنها عادة ما تأخذ بعين االعتبار ‪،‬‬
‫وفي آن واحد ‪ ،‬اعتبارات اإلنتاجيـة ‪ ،‬والمخاطر‪ ،‬بقصـد التحكم في سيولة ديونها لدى الغير‬
‫وبمالئمة مدينيها ‪.‬وبالعكس من ذلك ‪ ،‬وفي حالة قيام البنوك بتقديم قروض إلى الخزينة‬
‫العامة ‪ ،‬فان االعتبارات التي تلعب دورها بصورة أساسية ‪ ،‬تتعلق باإلنتاجية أو بسهولة‬
‫العمليات ويسرها ‪.‬حيث أن عنصر المخاطرة يزول‪.‬‬

‫سير العمل في السوق النقدية ‪:‬‬

‫تحكم األوضاع السائدة في سوق األموال قصيرة األجل عندما تقدم هذه السوق لالقتصاد‬
‫وسائل التمويل الالزمة ‪،‬والى حد كبير ‪،‬باإلمكانات التي من شانها إيجاد التوازن النقدي ‪،‬‬
‫وبصورة أدق التي من شانها تحقيق الهـدف المزدوج للسلطات العامة وهو االزدهار‬

‫‪76‬‬
‫االقتصادي واالستقرار النسبي للعملة ‪ .‬ولهـذا تخضع أشكال التقاء العـرض والطلب على‬
‫العملـة‪ ،‬وقواعده ‪ ،‬لمراقبة شديدة من قبل السلطات النقدية ‪.‬وبحسب الخـط الموجـه الذي‬
‫‪ ،‬أو بحسب الظروف االقتصادية والمالية ‪ ،‬ترتكز السياسة‬ ‫‪107‬‬
‫تعتمـده السلطات العامة‬
‫المعتمدة في هذا المجال على االحتياجات وعلى أسعار الفائدة‬

‫‪108‬‬
‫‪.5.5‬أدوات السوق النقدي ‪:‬تتمثل أدوات السوق النقدي في ‪:‬‬

‫‪ 1.5.5‬األو ارق التجارية‪:‬‬

‫إن القوانين التجارية في كل دولة تحدد بالتفصيل األحكام التي تنظم التعامل بالسندات‬
‫التجارية بالشكل الذي يظهر بكل وضوح حقوق والتزامات كافة أطرافها ‪.‬وبنفس الوقت تقدم‬
‫مختلف أنواع الضمانات الالزمة بهدف تامين الدرجة المناسبة من الثقة بها لتسهيل أداء‬
‫‪.‬‬ ‫االقتصاد‬ ‫في‬ ‫ائتمان‬ ‫كأداة‬ ‫وظيفتها‬
‫يتم تحرير السندات التجارية بمناسبة العمليات التجارية التي تتم بين التجـار ‪ ،‬حيث تمثل‬
‫هذه السنـدات إثباتا خطيا لاللتزامات بالدفع المترتبة عن عمليات البيع والشراء ‪.‬لهذا فان‬
‫السندات التجاريـة تعتبر مصد ار هاما لتمويل جزء من رأس المال العامل في االقتصاد‪.‬‬

‫وفيما يلي نتعرض لخصائص وأهم أنواع السندات التجارية من حيث كونها أدوات ائتمان‬
‫قصي ار ألجل ‪:‬‬

‫أ ‪/‬السند ألمر‪:‬‬

‫عند إبرام صفقة تجارية ما ‪ ،‬قد ال تتم تسوية االلتزامات المترتبة عنها نقدا ‪ ،‬بل يتعهد‬
‫المشتري بدفع قيمـة البضاعة بعد فترة من الزمن من خالل تحرير المدين(المشتري) سندا‬

‫‪107‬‬
‫مجدي محمود شهاب‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪138‬‬

‫‪.‬‬
‫مروان عطوان‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪27‬‬ ‫‪108‬‬

‫‪77‬‬
‫ألمر الدائن(البائع) يتعهد فيه بدفع قيمة البضاعة بعد فترة معينة من الزمن وبذلك‪ -‬فإن‬
‫تحرير انتقال السند من دائن آلخر يتم من خالل تظهير السند أي قيام الدائن بكتابة عبارة‬
‫على ظهر السند تفيد بنقل حقه فيه إلى دائن آخر ‪ .‬أما بالنسبة للمدين في السند فانه ملزم‬
‫قانونا بدفع مبلغ السند ألي شخص يقدمه له بتاريخ االستحقاق ر السند ألمر إنما يعني إثباتا‬
‫خطيا مقدما من قبل المدين لتعهده بالدفع بتاريخ معين‪.‬‬

‫وهكذا يمكن تداول هذا السند و انتقاله من يد ألخرى عن طريق التظهير الذي يتيح استعمال‬
‫السند كأداة لسداد االلتزامات ‪.‬‬

‫ب ‪ /‬السفتجة(الكمبيالة)‬

‫إن صيغة السند ألمر هي عبارة عن تعهد بالدفع ‪ ،‬أي أن السند ألمر ينظم العالقة بين‬
‫طرفين – هما الدائن و المدين‪ ...‬أما بالنسبة للسفتجة فإنها تنظم العالقة بين ثالثة أطراف‬
‫هي ‪ :‬الدائن ‪ ،‬المدين ‪،‬و المدين اتجاه هذا المدين ‪ .‬وبذلك فان صيغة سند السحب تكون‬
‫عبارة عن أمر يوجهه المدين ( الساحب) إلى مدينه ( المسحوب عليه ) بأن يدفع مبلغا‬
‫معينا من المال إلى الدائن ( المستفيد ) بتاريخ معين‪.‬‬

‫كما أن السند ألمر يستعمل عادة في سداد دين واحد (بين الدائن و المدين)‪ ،‬أما السفتجة‬
‫فإنها تتيح سداد دينين معا‪ .‬وحيث أن السفتجة ( كالسند ألمر ) تتضمن التزاما بسداد ‪-‬‬
‫مبلغ معين ألمر المستفيـد ‪ ،‬فإن هذا يمنح المستفيد إمكانيـة استعمال هذه السفتجة في سداد‬
‫االلتزامات المترتبة عليه اتجاه دائنيه عن طريق تظهيرها‪ .‬بذلك يمكن تداول السفتجة و‬
‫انتقالها من مستفيد ألخر عن طريق تظهيرها ‪ .‬وينتج عن ذلك قيام هذه السفتجة بدور أو‬
‫بوظيفة أداة لالئتمان ‪ ،‬أو وسيلة لسداد االلتزامات ‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫تنطبق على السفتجة نفس أحكام السند ألمر من حيث أن المستفيد األخير يستطيع‪ -‬عند‬
‫امتناع المسحوب عليه عن سداد المبلغ بتاريخ االستحقاق‪ -‬أن يرجع إلى المستفيدين‬
‫السابقين الموقعين على السفتجة باعتبارهم أيضا متكافلين متضامنين عن سداد المبلغ المحدد‬
‫في السفتجة‪.‬‬

‫ج‪ /‬سند الرهن‪:‬‬

‫يشبه السند ألمر في صيغته‪ ...‬لكنه يختلف عنه بكونه مضمونا بسلع (غالبا ما تكون سلع‬
‫زراعية)‪ .‬في كثير من الدول تقام مستودعات( أو مخازن) عامـة ‪ ،‬يمكن لصاحب السلع أن‬
‫يودعها فيها لفترة معينة (مقابل اجر أو عمولة متفق عليها )‪ ،‬ويحصل على إيصال من إدارة‬
‫المخـزن أو المستودع يثبت عمليـة اإليداع ويكون مرفقا عادة بسند الرهن‪ ...‬وبذلك فإن‬
‫إيصال اإليداع و سند الرهن تمثل السلع المودعة ‪-‬حيث إن مالكها ال يستطيع استردادها إال‬
‫بإظهار اإليصال وسند الرهن‪.‬‬

‫‪ 2.5.5‬الحسابات الجارية‪:‬‬

‫الحسابات الجارية هي عبارة عن سجالت للمتعاملين معها ‪ ،‬تسجل فيها المدفوعات بين هذه‬
‫و المتعاملين معها ( أصحاب الحسابات ) وكذلك الفوائد المستحقة ألحد‬ ‫المؤسسات‬
‫الطرفين ‪ ،‬هذان حسابات تفتحها المؤسسة المالية ( البنوك ‪ ،‬الخزينـة العامة ‪ ،‬دوائر البريد ‪،‬‬
‫‪ ) ...‬في سجالتها للمتعاملين معها ‪ ،‬تسجل فيها المدفوعات بين هذه المؤسسات و‬
‫المتعاملين معها ( أصحاب الحسابات ) وكذلك الفوائد المستحقة ألحد الطرفين ‪ ،‬هذا‬
‫باإلضافة إلى العمالت و المصاريف التي تقتطعها هذه المؤسسات من أرصدة الحسابات‬
‫لقاء الخدمات التي تقدمها ألصحابها‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫تنقسم الحسابات الجارية بشكل عام إلى نوعين رئيسيين ‪ :‬الحسابات الجارية الدائنة و‬
‫الحسابات الجارية المدينة ‪ .‬حيث أن األولى تمثل التزامات على المؤسسة التي توجد لديها‬
‫هذه الحسابات ( تتألف في معظمها من الودائع ) ‪ ،‬أما الثانية – فعلى العكس ألنها تمثل‬
‫التزامات على المتعاملين اتجاه المؤسسة التي تقدمها‪.‬‬

‫أ ‪ /‬الحسابات الجارية الدائنة ‪ :‬تتكون في معظمها من الودائع التي تتلقاها المؤسسات‬


‫المالية من المتعاملين معها‪.‬‬

‫ب ‪/‬الحسابات الجارية المدينة ‪ :‬إن الودائع التي تتلقاها البنوك ال تبقى مجمدة لديها بل‬
‫تستعمل القسم األكبر منها في تقديم القروض والقيام باالستثمارات وأيضا تحتفظ بالقسم‬
‫األخر لمواجهة طلبات السحب من الودائع‪.‬‬

‫إن الحسابات الجارية المدينة لدى البنوك تتكون في معظمها من القروض التي تقدمها‬
‫البنوك لمختلف الجهات‪ :‬كاإلفراد‪ ،‬ولهيأت‪ ،‬والمؤسسات ‪...،‬‬

‫‪ 3.5.5‬سندات الخزينة العامة‪:‬‬

‫سندات الخزينة العامة عبارة عن سندات قرض صادرة عن الخزينـة العامة التي تعتبر‬
‫الطرف المدين فيها ‪ ،‬أما دائنوها ( حملة هذه السندات )فهم البنوك و المؤسسات المالية‬
‫األخرى ‪ ،‬الشركات و المؤسسات العامة و الخاصة أيضا‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس – فان السندات المذكورة تعتبر وسيلة هامة تقترض بواسطتها الخزينة‬
‫العامة من مختلف الجهات‪ .‬وتتكون هذه السندات من نوعين رئيسيين هما ‪:‬‬

‫‪80‬‬
‫أ ‪ /‬سندات الخزينة العامة المطبوعة (على شكل وثائق أو استمارات ‪):‬تتمثل في وثائق أو‬
‫أوراق تثبت عملية القرض بين الخزينة العامة و دائنيها بكافة شروطها وخصائصها‪.‬‬

‫ب ‪/‬شهادات وسندات الخزينة العامة في الحساب الجاري‪ :‬تختلف هذه الشهادات والسندات‬
‫عن سابقتها في كونها ال تتمثل في استمارات أو وثائـق مطبوعـة تحتفظ بها الجهات التي‬
‫اكتتبت بها ‪ ،‬بل بقيود في سجالت الخزينة ( أو البنك المركزي)‪ ،‬حيث تفتح بها حسابات‬
‫جارية ألصحابها‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫‪ .6‬أسواق رأس المال‬

‫يلعب سوق المال بما يتضمنه من سوق األوراق المالية أو سوق رأس المال إلى جانب‬
‫المؤسسات المالية األخرى مثل البنوك شركات التأمين شركات االستثمار دو ار هاما في توفير‬
‫الموارد المالية الالزمة للتنمية االقتصادية لذلك لجأت الكثير من الدول إلى تطوير و تنشيط‬
‫سوق األوراق المالية من خالل إجراءات وقواعد المنضمة للعمل داخل سوق األوراق المالية‬
‫وذلك للوصول لسوق نشطة و فعالة‪.‬‬

‫‪ 1.6‬ماهية سوق رؤوس األموال‪:‬‬

‫هو السوق الذي تتداول فيه األوراق المالية التي تصدرها منضمات األعمال ويهتم‬
‫بالمعامالت طويلة األجل والذي يأخذ شكلين هما أسواق حاضرة وأسواق آجلة‪.‬‬

‫‪ 1.1.6‬أسواق أجلة‪ :‬ويطلق عليها أسواق العقود المستقبلية وهي تتعامل أيضا في األسهم‬
‫و السندات ولكن من خالل عقود واتفاقيات يتم تنفيذها في تاريخ الحق بمعنى أن يدفع‬
‫المشتري قيمة الورقة ويتسلمها في تاريخ الحق والغرض من وجود هذه األسواق هو تخفيض‬
‫أو تجنيب مخاطر تغير السعر مما يدفع أو يشجع المستثمر المتردد الذي طبيعته بتجنيب‬
‫المخاطر في توجيه مدخراته نحو االستثمار في األوراق المالية وخاصة األسهم‪.‬‬

‫من العرض السابق يتضح أن سوق رأس المال بما يتضمنه منه مكونات يمكن أن يطلق‬
‫عليه سوق األوراق المالية وذلك سواء كان التعامل في هذه األوراق في الحال أو في فترة‬
‫الحقة أيضا سواء تم التعامل و تداول هذه األوراق داخل مكان معروف ومحدد وهو ما يطلق‬
‫عليه لفض السوق المنظم (البورصة)‪.‬‬

‫‪ 2.1.6‬أسواق حاضرة‪:‬‬

‫‪82‬‬
‫األسواق الحاضرة هي تلك األسواق التي تتعامل في األوراق المالية طويلة األجل(أسهم‪،‬‬
‫سندات) وأحيانا يطلق عليها أسواق األوراق المالية وهنا تنتقل ملكية الورقة إلى المشتري فو ار‬
‫عند إتمام الصفقة وذلك بعد أن يدفع قيمة الورقة أو جزء منها‪ ،‬أما في كيفية التداول فقد تتم‬
‫من خالل إما أسواق منظمة أو غير منضمة‪.‬‬

‫‪.2.6‬تنظيم سوق األوراق المالية‪:‬‬

‫إن العمل داخل البورصات يتم بداية من خالل قيام مصدري األوراق المالية بعرض أوراقهم‬
‫على المدخرين لالكتتاب وتحقيق هذا اللقاء بين مصدري األوراق المالية والمدخرين يتم من‬
‫خالل ما يسمى بالسوق األولى أوسوق اإلصدار‪.‬‬
‫‪ 1.2.6 -‬السوق األولى أو سوق اإلصدار‪:‬‬
‫يختص هذا السوق بالتعامل في اإلصدارات الجديدة سواء لتمويل مشروعات جديدة أو‬
‫التوسع في مشروع قائم ودلك من خالل زيادة رأس مالها وهذا يعني أن المنشأة التي تحتاج‬
‫إلى أموال يمكنها إصدار عدد من األوراق المالية وطرحها لالكتتاب سواء اكتتاب عام أو‬
‫خاص وهذا يعطي فرصة لجميع األفراد والهيئات المختلفة عن طريق مدخ ار م للمشاركة في‬
‫توفير األموال‪.‬‬
‫إذا هذا السوق ما هو إال أداة لتجميع المدخرات وتقديمها للمشروعات ‪ ،‬وتنشأ نتيجة لذلك‬
‫عالقة بين مقدمي األموال (لمكتتبين ) وبين تلك المشروعات ‪ ،‬وقد يتم إصدار تعريف هذه‬
‫األوراق إما بطريق مباشر حين تقوم الجهة المصدرة باالتصال بعدد من كبار المستثمرين‬
‫سواء أفراد أو مؤسسات مالية لكي تبيع لها األسهم والسندات التي أصدره واما أن يتم ذلك‬
‫بطريق غير مباشر وهو قيام مؤسسة متخصصة عادة ما تكون مؤسسة مالية بإصدار‬
‫‪.‬‬ ‫‪109‬‬
‫(هذه األوراق وهو األسلوب األكثر شيوعا‬

‫‪109‬سعيد توفيق عبيد ‪ -‬االستثمار في األوراق المالية ‪ -‬مكتبة عين شمس ‪1998، ،‬القاهرة ‪ ،‬ص ‪70‬‬
‫‪83‬‬
‫يقصد به أيضا سوق اإلصدار التي يتم من خاللها إصدار األوراق المالية الجديدة ألول مرة‪،‬‬
‫حيث يتم بيع األسهم والسندات للمستثمرين في مقابل نقدي تذهب حصيلته إلى الجهات‬
‫والشركات المصدرة لهذه األوراق المالية وعادة ما يتم تصريف وبيع هذه األوراق من خالل ما‬
‫يسمى مصرفي االستثمار أو باألسلوب المباشر للبيع‪.‬‬

‫‪2.2.6‬السوق الثانوي‪:‬‬
‫يختص هذا السوق بالتعامل في األوراق المالية التي تتم إصدارها من قبل أي بعد توزيعها‬
‫سواء مباشرة أو بواسطة إحدى المؤسسات المالية المتخصصة ‪.‬يطلق على هذه السوق‬
‫بالبورصة ‪ ،‬وقد يتخذ السوق الثانوي أي التداول شكلين هما ‪ ،‬األسواق المنظمة وغير‬
‫المنظمة‪.‬‬
‫ويمكن تقسيم أسواق رؤوس األموال إلى منظمة وغير منظمة‪.‬‬

‫* األسواق المنظمة‪:‬‬
‫هي سوق تتميز بوجود مكان محدد يلتقي فيه المتعاملين للبيع والشراء ويدار هذا المكان‬
‫بواسطة مجلس منتخب من أعضاء السوق يتعاملون باألوراق المالية التي تتطلب ضرورة‬
‫تسجيلها بتلك السوق والسوق المنظمة تنعقد في مكان معين وفي أوقات دورية بين‬
‫المتعاملين في البيع والشراء لمختلف األوراق المالية ‪ ،‬وتعتبر أهم أقسام السوق الثانوي ألنها‬
‫تعتبر أسواق رسمية محكوم العمل فيها بقانون البورصة واجراءات عمل محددة ‪ ،‬وتخضع‬
‫لرقابة‬
‫الحكومة لتنظيم تداول األوراق المالية بيعا وشراء أو انتقال ملكيتها من مستثمر إلى آخر‬
‫دون خداع أو غش أوتدليس من جانب العاملين في البورصة أو من الشركات المتداولة‬
‫أسهمها أو سنداتها في بورصة األوراق المالية‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫*األسواق غير المنظمة‪:‬‬
‫يطلق اصطالح األسواق غير المنظمة على المعامالت التي تجري خارج البورصات والتي‬
‫يطلق عليها السوق الموازية تتوالها بيوت السمسرة المنتشرة في جميع أنحاء العالم وال يوجد‬
‫مكان محدد إلجراء تلك المعامالت إذ تتم من خالل شبكة اتصاالت قوية تتمثل في خطوط‬
‫تليفونية أو إطراف الحاسوب اآللي أو غيرها من وسائل االتصال التي تربط بين السماسرة‬
‫والتجار والمستثمرين ‪ ،‬ويطلق على تلك السوق بالسوق التنافسية ويمكن من خالل شبكة‬
‫االتصاالت هذه للسمسار أي يجري اتصاالته بالتجار المعنيين ليختار من بينهم من يقدم له‬
‫أفضل سعر وكل هذاما دعى إليه فيشر وجوردان إلى اعتبار األسواق غير المنظمة طرفا‬
‫إلجراء المعامالت أكثر من كونهاا مكان إلجراء تلك المعامالت ‪ ،‬وتتعامل األسواق غير‬
‫المنظمة أساسا في األوراق المالية غير المفيدة في األسواق المنظمة )البورصات) وعلى‬
‫األخص السندات ‪ ،‬ذلك أن تعاملها باألسهم عادة ما يكون على نطاق ضيق كما يكاد أن‬
‫يقتصر على أسهم شركات صغيرة ومحلية ‪ ،‬يملك معظم أسهمها المؤسسين أو أفراد عائال م‬
‫‪ ،‬غير أن ذلك ال يمنع تلك األسواق من التعامل في األوراق المقيدة في األسواق المنظمة‬
‫وفي مقدمتها السندات الحكومية وسندات بغض النظر المنشأة لألعمال‪.‬‬
‫وفي السوق غير المنظم يتحدد سعر الورقة بالتفاوض وعادة ما تسبق عملية التفاوض هذه‬
‫محاولة الوقوف على األسعار التي يعرضها مختلف التجار وهم في حقيقة األمر بيوت كبيرة‬
‫للسمسرة تمارس أيضا نشاط االتجار‪.‬‬
‫ولكي تنشر أسعار ورقة مالية متعامل بها في سوق غير منظمة ال بد أن يتوفر عدد من‬
‫الشروط من أهمها‪:110‬‬
‫‪-‬أن تكون أسهم المنشأة مملوكة لعدد ال يقل عن ‪ 1500‬مستثمر ‪.‬‬
‫‪-‬أن ال يقل عدد البيوت السمسرة المعتمدة للتعامل في أسهم المنشأة المعنية ثالث بيوت‪.‬‬

‫‪110‬منير ابراهيم الهندي ‪ -‬أساسيات االستثمار في األوراق المالية ‪ -‬مركز الدلتا طبعة ‪ 1999 -‬ص‪67‬‬
‫‪85‬‬
‫‪-‬أن تتوفر معلومات مستمرة عن اهتمامات المستثمرين بأسهم المنشاة المعنية وهو ما يقاس‬
‫بحجم التعامل عليهاكل ستة أشهر‪.‬‬
‫يتضمن السوق غير المنظم الذي هو أحد مكونات السوق الثانوي أسواق فرعية أخرى هي‬
‫السوق الثالث ‪،‬والسوق الرابع ‪ ،‬و أسواق أخرى تخلقها مجموعة أخرى من صناع السوق‪.‬‬

‫بصورة عامة تشير السوق الثالثة لعمليات التداول التي تتم على األوراق المالية غير المسجلة‬
‫في البورصة في أسواق غير منظمة وقد انتشرت هذه األسواق ألن التعامل في هذه األوراق‬
‫ال يقتصر على ساعات محددة خالل اليوم باإلضافة إلى أنه يمكن التعامل في هذه األو ارق‬
‫حتى بعد التوقف على التعامل فيها داخل السوق المنظمة‪.‬ومن ناحية أخرى تخلت مؤسسات‬
‫كبيرة عن السماسرة و البورصات في تعاملها بأوراق مالية مسجلة في إحدى البورصات أو‬
‫في أوراق غير مسجلة على اإلطالق وفي هذه الحالة يتم التعامل مباشرة بين البائع‬
‫السوق الرابع وهو يشبه السوق الثالث في أن‬ ‫والمشتري وبطلق على هذه المبادالت‬
‫الصفقات تتم خارج السوق المنظم غير أن التعامل يتم عن طريق االتصال المباشر بين‬
‫المؤسسات االستثمارية الكبيرة أو بين األفراد األغنياء دون الحاجة أعضاء بيوت السمسرة‬
‫ومما يسهل هذا االتصال وجود شبكة قوية من االتصاالت سواء عن طريق التلفون أو‬
‫الحاسب اآللي‪.‬‬
‫إن أهم أسباب وجود هذا السوق هو الحد من العموالت التي تدفع السماسرة والجدير بأنه‬
‫يذكر أنه قد يتم االستعانة بوسيط إلتمام الصفقة‪.‬حيث أن أعباء الوسيط تكون أقل بكثير من‬
‫تكلفة وعمولة السماسرة ‪.‬‬

‫‪ 3.6‬أدوات سوق رؤوس األموال‪:‬تتمثل هذه األدوات في‪:‬‬

‫‪ 1.3.6‬األسهم‪:‬تعتبر األسهم من أهم أدوات سوق رؤوس األموال‬

‫‪86‬‬
‫أوالً‪ :‬تعريف األسهم وأنواعها‬

‫أ‪.‬تعريف األسهم‪ :‬السهم هو حق المساهم في شركة أموال وهو الصك الذي يثبت هذا‬
‫الحق القابل للتداول‪ ،‬وفًقا لقواعد القانون التجاري‪ ،‬ويمثل حق المساهم في االشتراك في‬
‫الجمعيات العامة وحق التصويت فيها وحق اإلنتخاب وحق األولوية في االكتتاب عند‬
‫عرض زيادة في رأس المال‪ ،‬كما أنه يعطي حق الحصول على جزء من أرباح الشركة عند‬
‫تصفيتها‪.‬‬
‫ب‪.‬أنواع األسهم‪ :‬تنقسم األسهم إلى ثالثة أنواع‪:‬‬
‫*من حيث الشكل‪ :‬وتنقسم بدورها إلى‪:‬أسهم إسمية – أسهم لحاملها – أسهم ألمر‪.‬‬
‫السهم االسمي‪ :‬وهو الذي يحمل إسم صاحبة ويحتوى على البيانات التالية‪ :‬االسم –‬
‫اللقب – العنوان – الجنسية – نوع ورقة األسهم التي يمتلكها ونوع الشركة‪ ،‬عنوانها ورأس‬
‫مالها ومركزها‪.‬‬
‫باإلضافة إلى بيان المدفوع من قيمة األسهم‪ ،‬وعملية التنازل التي تمت وتاريخ حدوثها‪.‬‬

‫السهم لحامله‪ :‬ويعتبر حامله هو مالكه‪ ،‬ويتم التنازل على بانتقاله من يد إلى أخرى‪.‬‬
‫ويتمتع صاحب هذا السهم بكل حقوق الشريك‪.‬‬
‫السهم ألمر‪ :‬للشركة أن تصدر أسهم ألمر وتشترط فيها أن تكون كاملة الوفاء‪ ،‬بمعنى تم‬
‫دفع كل قيمتها االسمية والشركة هنا ال يستطيع التعرض لتداول هذه األسهم وال التعرف‬
‫على المساهم األخير الملزم برصد القيمة التي لم تدفع من السهم‪.‬‬

‫تبديل السهم‪ :‬التبديل هنا هو تغيير شكل السهم االسمي إلى سهم لحامله و ُ‬
‫العكس‬
‫مصرحا بذلك في قانون الشركة‪ ،‬وعند إجراء التحويل ال بد‬
‫ً‬ ‫بالعكس‪ ،‬بشرط أن يكون‬
‫لصاحب السهم أن يدفع قيمة هذا األخير كاملة‪.‬‬

‫*من حيث الحصة التي يدفعها‪ :‬وتنقسم إلى‪:‬أسهم نقدية – أسهم عينية‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫السهم النقدي‪ :‬وهو الذي يكتتب به المساهم شريطة أن يدفع قيمته نقدا‪ ،‬ويصبح السهم‬
‫هنا غير قابل للتداول بالطرق التجارية إال بعد تأسيس الشركة بصفة نهائية أو صدور‬
‫المرسوم المرخص بتأسيسها‪.‬‬
‫السهم العيني‪ :‬وهو الذي يمثل حصة عينية كعقار أو مصنع‪ ،‬أو موجدات لشركة قائمة‬
‫مصادق عليها في الجمعية العامة التأسيسية ويمنع القانون تداول هذه األسهم قبل ‪2‬سنة‬
‫من إلصدارها‪.‬‬
‫*من حيث الحقوق التي يتمتع بها أصحابها‪ :‬وتنقسم إلى‪:‬أسهم عادية – أسهم ممتازة –‬
‫أسهم التمتع‪.‬‬
‫السهم الممتاز‪ :‬ويطلق عليه اسم سهم األولوية أو سهم األفضلية ويتخذ االمتياز الممنوح‬
‫لصاحب هذا السهم إحدى الصور التالية‪:‬‬
‫_حق األولوية في األرباح (ربح ال يقل عن ‪ %5‬قبل توزيع األرباح على بقية الشركاء‬
‫العاديين‪.‬‬
‫_حق األولوية عند تصفية الشركة (يستوفي قيمة السهم قبل أصحاب األسهم العادية)‬
‫_ حق األولوية في االكتتاب عند زيادة رأس مال الشركة‪.‬‬
‫سهم التمتع‪ :‬وهو الصك الذي يستلمه المساهم عندما يستولي على كل القيمة االسمية‬
‫للسهم‪ ،‬وشرط إعطاء هذه األسهم أن يكون مصرح بذلك في القانون النظامي للشركة ويتم‬
‫ذلك بالقرعة‪.‬‬
‫إهتالك األسهم‪ :‬إهتالك األسهم ال يكون من رأس مال الشركة بل من أرباحها فقط واذا‬
‫لم يتم تحقيق الشركة لألرباح في إحدى السنتين يتم إيقاف عملية االهتالك‪.‬وان لم يعتبر‬
‫باطال ألنه يعتبر إنقاص من رأس مال الضمان لوفاء دائني الشركة‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫‪ :2.3.6‬السندات‬

‫أ‪.‬تعريف السند‪ :‬هو صك قابل للتداول تصدره شركة أو شخص معنوي ويتعلق بقرض‬
‫طويل األجل فيتم اإلعالن عن المبلغ الذي تحتاجه الشركة وتقسمه إلى أجزاء متساوية‬
‫القيمة وتحدد أجل طويل للدفع مقابل فوائد ثابتة‪.‬‬
‫ومن خصائص السند نذكر‪:‬‬

‫_ يعطي السند حق االستفادة من فوائد سنوية ثابتة‪.‬‬


‫_ال يشارك حامل السند في جمعيات المساهمين العامة وال يؤثر على ق اررات هذه‬
‫الهيئات‪.‬‬
‫_ال يجوز للشركة أن تعدل التعاقد الذي يربط بينها وبين حامل السند (المقرض) وهذا‬
‫مهما تغيرت ظروف وأرباح الشركة‪.‬‬
‫عادة‬
‫ً‬ ‫_السند طويل األجل في حين األوراق التجارية قصيرة األجل ويتضمن السند‬
‫العناصر التالية (المبلغ الذي يدفعه المكتتب للحصول على السند‪ .‬المبلغ الذي تتعهد‬
‫الشركة بوفائه لحامل السند)‪.‬‬

‫ب‪.‬أنواع السندات‪:‬‬
‫يمكن التمييز بين عدة أنواع من السندات‬

‫*السند مستحق الوفاء بعالوة إصدار‪:‬‬


‫تقوم بعض الشركات أحيانا وهدا بغرض تشجيع المدخرين على االكتساب من‬
‫إصدار سندات تمنح المكتتبين فيها بعض المزايا فتصدر سندات بمبلغ معين يسمى سعر‬
‫اإلصدار وتقر أن يكون رد هدا المبلغ في ميعاد الوفاء مضاف إليه مبلغ آخر يسمى عالوة‬
‫‪89‬‬
‫*سند النصيب‪ :‬النصيب هو مبلغ معين يمنح إلى حملة السندات التي تعينهم القرعة‬
‫وهو نوع من أنواع اليناصيب ال يجوز إصدارها إال بإذن الحكومة‪.‬‬
‫*سند ذو االستحقاق الثابت الصادر بسعر اإلصدار‪:‬‬
‫هو السند العادي ويستعمل في القروض المعقودة لمدة قصيرة ويعطي فائدة مرتفعة ‪.‬‬

‫*السند المضمون‪ :‬أحيانا تحاول بعض الشركات جدب رؤوس األموال فتقوم بتقديم‬
‫ضمانات عينية لوفاء القرض كان ترهن عقاراتها أو بعضها رهنا تأمينيا ‪.‬‬

‫*السندات الحكومية‪ :‬إن حاجة الدولة لألموال الجاهزة في حالة الطوارئ أو لتنفيذ‬
‫مشاريع التنمية جعلتها تلجأ إلى ادخار األفراد عن طريق عقد قروض طويلة األجل مقابل‬
‫فائدة ثابتة فهده السندات ال تختلف في مضمونها عن السندات التجارية ‪.‬‬

‫ج‪.‬حقوق حاملي السند‪ :‬يتمتع حامل السند بالحقوق التالية‪:‬‬


‫‪ -‬استفادته من الفوائد في مواعيدها المعينة وعلى الشركة أن تقوم بتأديتها قبل توزيع‬
‫األرباح على المساهمين‪ ،‬االستفادة بقيمة السند قبل حلول األجل ‪،‬إقامة دعوى اإلفالس على‬
‫الشركة عند تأخرها عن دفع قيمة السند‪ ،‬وضع السند في التداول وفقا لألصول التجارية ‪.‬‬

‫‪ 4.6‬تسعيرة األوراق المالية في البورصة‬

‫أ‪.‬سعر البورصة‪ :‬هو القيمة التي يبلغها سند ما أثناء إحدى جلسات البورصة والذي‬
‫يسجل بعد انتهائها في لوح التسعيرة‪.‬‬
‫ب‪.‬كيفية تحديد األسعار‪ :‬يتم تحديد أسعار األوراق المالية بعدة طرق هي‪:‬‬
‫*طريقة المناداة‪ :‬وتكون باجتماع ممثلو جميع العروض والطلبات في المقصورة وينادون‬
‫بأعلى أصواتهم‪ ،‬عن ماهية العروض والطلبات التي بحوزتهم‪ ،‬ولكن المتفاوضين عادة ما‬
‫يلجؤون إلى اإلشا ارت ًا‬
‫نظر للفوضى العارمة والضجيج‪.‬‬
‫‪90‬‬
‫* طريقة المعارضة ‪ :‬وفيها يدون في سجل خاص لكل ورقة مالية عروض البيع والشراء‪،‬‬
‫وبناءا على هذه التسجيالت لهذه العروض يتم تحديد سعر التوازن من بين األسعار‬
‫ً‬
‫المعروضة‪.‬‬
‫* طريقة الصندوق ‪ :‬وهنا يعمد الوسطاء إلى وضع عروضهم وطلباتهم في صندوق‬
‫خاص‪ ،‬وتقوم لجنة البورصة بعد هذه العروض والطلبات وتحدد األسعار على أساسها‪.‬‬
‫ج‪.‬التسعيرة الرسمية‪ :‬وهي الوثيقة التي تنشرها لجان التسعيرة في البورصة في كل جلسة‪،‬‬
‫وتحتوي على المعلومات التالية‪:‬‬

‫(عدد السندات بقيمة القرض المقبول‪،‬عدد السندات بقيمة القرض الموضوع للتداول‪،‬إسم‬
‫الورقة المالية‪،‬عرض اسم والفائدة والضريبة وموعد االستحقاق بالنسبة لألوراق المالية‬
‫ذات الدخل الثابت ‪،‬موعد السحب ‪ ،‬أسعار األوراق المالية في جلسة اليوم ‪،‬السعر‬
‫السابق ‪،‬أسهم الشركات الوطنية)‪.‬‬
‫‪ 5.6‬وظائف البورصة‪:‬‬

‫تؤدي سوق األوراق المالية وظائف على قدر كبير من األهمية في سوق راس المال وفي‬
‫االقتصاد القومي ككل وسنبحث فيما يلي بعض أهم الوظائف ‪:‬‬

‫‪ -1‬تؤمن البورصة سوق مستمر للتداول األمر الذي يوفر للمستثمرين درجة عالية من‬
‫السيولة‬

‫‪ -2‬يشجع وجود البورصة بنوك االستثمار على اإلقدام على ضمان إصدارات أوراق‬
‫مالية ‪.‬‬

‫‪ -3‬تقوم البورصة بتقييم وتحديد أسعار األوراق المالية على ضوء أخر المعلومات عنها‬
‫من خالل عمليات تداول ما بين المستثمرين ‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫‪ -4‬تمثل البورصة سلطة رقابة خارجية غير رسمية على كفاءة السياسات االستثمارية‬
‫والتمويلية والتشغيلية والتسويقية للشركات المدرجة أوراقها المالية فيها ‪.‬‬

‫‪ -5‬تلزم قوانين أسواق رأس مال الشركات المساهمة في اإلفصاح عن المعلومات‬


‫المتعلقة بأدائها وعن األوراق المالية التي ترغب في إصدارها مما يوفر للمستثمرين‬
‫المعلومات اآلنية والدقيقة إلتخاذ ق اررات االستثمار‪.‬‬

‫‪ -6‬تراقب إدارات أسواق الرأس المال عمليات التداول في مراكز البورصة أو على‬
‫شاشات الكمبيوتر لضمان التداول العادل في السوق والحيلولة دون حدوث أي تالعب‬
‫في األسعار والهدف األساسي هو حماية المستثمرين خاصة الصغار منه‪.‬‬

‫‪ -7‬تساهم البورصات في عمليات االدخار واالستثمار في المجتمع‪.‬‬

‫‪ -8‬يؤدي ت ازيد عمليات االدخار واالستثمار في المجتمع إلى تسارع معدالت النمو‬
‫االقتصادي‪.‬‬

‫‪ 6.6‬العوامل المؤثرة في تحديد أسعار األوراق المالية‬

‫*العوامل االقتصادية‪:‬إن نجاح مؤسسة وازدهارها وما ينتج عن ذلك من ازدياد األرباح‬
‫الموزعة على المساهمين له كل األثر في توجيه المضاربين في سوق األوراق المالية إلى‬
‫طلب أسهم هذه المؤسسة‪ ،‬واذا ما قل دخل األسهم الصادرة عن هذه المؤسسة من جراء سوء‬
‫اإلدارة للمشروع‪ ،‬أحجم المتعاملون عن شراء هذه األسهم مما يؤدي إلى هبوط أسعارها‪.‬‬
‫*العوامل المـاليـة‪ :‬ينطبق على البورصة قانون العرض والطلب‪ ،‬فكلما زادت كمية رؤوس‬
‫األموال الموضوعة للتداول كلما تحسن األسعار‪ ،‬والعكس‪ ،‬وتتأثر األسعار هنا باالدخار إذ‬
‫أن توفير اإلنفاق على االستهالك يتجه إلى المساهمة في اإلنتاج وذلك عن طريق تملك‬
‫أسهم الشركات وسندات القروض‪ .‬وتتأثر األسعار كذلك بسياسة االئتمان من حيث تمويل‬
‫البنوك للبورصات‪ .‬وتتأثر كذلك بزيادة رأسمال الشركة الصادرة عنها األوراق المالية‪،‬‬
‫‪92‬‬
‫خصوصا فيما تعلق بالضرائب المفروضة على‬
‫ً‬ ‫باإلضافة لتأثرها بالسياسة المالية للدولة‬
‫أرباح الشركات‪.‬‬
‫*العوامـل النفسية‪ :‬وترتكز بعضها على معلومات ذات أهمية حقيقية والبعض اآلخر على‬
‫الترقب ‪ ،‬وخاصة باإلشاعات مثل خبر استقالة و ازرة أو حكومة خاصة وأن البورصة هي آلة‬
‫ال قطة لكل األخبار هامة أو تافهة‪ ،‬وهذا التأثير الكبير على أسعار األوراق المالية‪.‬‬

‫‪7.6‬نظام البورصة الداخلي‪:‬‬

‫يهدف تنظيم بورصة األوراق المالية إلى حماية المستثمر من الغش والتالعب‬
‫والمعلومات المظللة وحماية المصلحة العامة بالحفاظ على أسواق حرة مفتوحة ودلك بسن‬
‫القوانين واللوائح لضبط التعامل في سوق األوراق المالية‪.‬‬

‫‪ ‬الجمعية العامة‪:‬وتتكون من األعضاء العاملين؛ يرأسها رئيس لجنة البورصة أو نائبه‪،‬‬


‫وتختص بالتصديق على الميزانية‪ ،‬ولها حق التدخل في جميع المسائل في البورصة‪.‬‬
‫‪ ‬لجنة البورصة‪ :‬وهي لجنة مؤلفة من عدة أعضاء يختارون من بين السماسرة ومن‬
‫قبل الدولة ‪ ،‬مهمتها تحقيق حسن تسيير العمل في البورصة بإصدار نشرة األسعار‬
‫كل يوم عمل أو جلسة في البورصة على أن توزع في اليوم الثاني وتسقط العضوية‬
‫عن كل من يرتكب مخالفة‪.‬‬
‫* الالئحة الداخلية‪ :‬وتعين نظام العمل الداخلي‪ ،‬وتتناول ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬طريقة العمل في المقصورة – مواعيد العمل وأيام العطل‪ -‬العمليات وجداول األسعار‪.‬‬

‫‪ -1‬المقصورة‪ :‬المقصورة عادة ما تكون على شكل مدرج نظ ار لدقة وخطورة العمليات‬
‫التي تتم فيها وهي مكان تعينه لجنة البورصة لتنفيذ أوامر البيع والشراء ويحرم الدخول إليها‬
‫ماعدا السماسرة والوسطاء المقيدة أسماءهم في جدول البورصة ‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫‪ -2‬هيئة التحكيم‪ :‬ودورها الفصل في النزاعات القائمة بين أعضاء البورصة وتتكون من‬
‫رئيس لجنة البورصة وأربعة أعضاء تختارهم اللجنة‪.‬‬
‫‪ -3‬مجلس التأديب‪ :‬ويختص هذا المجلس بالنظر فيما يقع من مخالفات ألحكام وقوانين‬
‫البورصة ولوائحها وكذا اإلخالل بقواعد الشرف والسلوك مثل إخفاء المركز المالي الحقيقي أو‬
‫تقديم مستندات كاذبة والعقوبات المفروضة هي ‪ :‬اإلنذار – الغرامة‪ -‬الوقف – الشطب‪.‬‬
‫‪ -4‬غرفة المقاصة‪ :‬وهي التي تسوى فقيها كل العمليات بين السماسرة ‪.‬‬
‫‪ -5‬نقابة السماسرة‪ :‬وتتألف من رئيس ونائب رئيس‪ ،‬وأمين الصندوق ومستشارين وتسهر‬
‫على حماية حقوق السماسرة وتديرها الجمعية العامة‪.‬‬
‫‪ -6‬مندوب الحكومة‪ :‬تشرف الحكومة على جميع البورصات في الدولة لذا فهي تعين في‬
‫كل بورصة مندوبا أو أكثر مهمته مراقبة تنفيذ اللوائح والقوانين ويحضر المندوب جلسات‬
‫الجمعية العامة ولجنة البورصة ومجلس التاديب وهيئة التحكيم ويتمتع بحق االعتراض‪.‬‬

‫‪ 8.6‬عمليـات البـورصة‬

‫تنقسم عمليات البورصة سواء في البيع أو الشراء إلى عمليات عاجلة وعمليات آجلة‪.‬‬

‫العمليات العاجلة‪ :‬تتميز بأنها تتم فو ار فيجرى دفع الثمن واستالم األوراق المالية‬ ‫‪‬‬
‫حاال ويجب أن تتضمن أوامر البورصة في هده العمليات بيان نوع وصفة الورقة‬
‫المالية وكمية األوراق المالية المطلوبة أو المعروضة وهدا بكل وضوح ودقة‪.‬‬

‫العمليات اآلجلة‪ :‬وتتميز في إن دفع الثمن وتسليم األوراق ال يتمان عند عقد‬ ‫‪‬‬
‫الصفقة بل بعد فترة تعين مسبقا تدعى موعد التصفية وتكون هده األخيرة عادة مرة‬
‫في كل شهر‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫‪ .1‬احمد بوراس ‪ -‬أسواق رؤوس األموال ‪ ,‬مطبوعات جامعة متنوري قسنطينة ‪2003/2002‬‬

‫‪ .2‬أحمد زهير شامية‪ ،‬النقود والمصارف دار زهران للنشر والتوزيع‪،‬األردن ‪.2010،‬‬

‫‪ .3‬أحم د ددد فري د ددد مص د ددطن ‪ ،‬و د ددرون االقتص د دداد النق د دددي والمصد د درف ب د ددين النوري د ددة والتطبيد د د ‪ ،‬مؤسس د ددة‬
‫شباب الجامعة اإلسكندرية‪2000،‬‬

‫‪ .4‬األ ض د ددر أب د ددو الع د ددلن ع د ددزي‪ ،‬الواقعي د ددة النقدي د ددة فد د د بل د ددد بترولد د د ‪ ،‬دار الي د ددازوري العلمي د ددة للنش د ددر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2014 ،‬‬

‫‪ .5‬اسماعيل محمد هاشم‪ ،‬النقود والبنوك‪ ،‬المكتب العرب الحديث‪ ،‬مصر‪.2005 ،‬‬

‫‪ .6‬بلع د د د ددزوز ب د د د ددن علد د د د د ‪،‬محاضد د د د درات فد د د د د النوري د د د ددات والسياس د د د ددات النقدي د د د ددة ‪،‬ديد د د د دوان المطبوع د د د ددات‬
‫الجامعية‪،‬الجزائر‪. 2004،‬‬

‫‪ .7‬توم د دداس م د دداير ج د دديمس ‪ ،‬دوش د ددمبري وروب د ددرت البي د ددر‪ ،‬ةالنق د ددود والبن د ددوك واالقتص د دداد‪ ،‬ترجم د ددة ال د دددكتور‬
‫السد د د د د دديد أحمد د د د د ددد عبد د د د د ددد ال د د د د د ددال ومراجعد د د د د ددة د أحمد د د د د ددد فلد د د د د ددي ‪،‬دار الم د د د د د دري للنشد د د د د ددر والتوزيد د د د د ددع‪،‬‬
‫السعودية‪.2002،‬‬

‫‪ .8‬جد د د د د د د دداردنز أكل ‪،‬االقتصد د د د د د د دداد الكل ‪،‬ترجمد د د د د د د ددة عطيد د د د د د د ددة سد د د د د د د ددليمان‪،‬الجامعة المستنص د د د د د د د درية‪،‬بغداد‪،‬‬
‫العراق‪2005،‬‬

‫‪ .9‬ج د ددوره ناي د ددانز‪ ،‬النوري د ددة االقتص د ددادية‪ ،‬ترجم د ددة ص د ددقر أحم د ددد ص د ددقر‪ ،‬المكتب د ددة األكاديمي د ددة‪ ،‬الق د دداهر ‪،‬‬
‫‪.1997‬‬

‫ج د د د يمس ج د د دوارتين ‪ ،‬ريجد د ددارد أسد د ددتروب‪ ،‬االقتصد د دداد الكل د د د ترجمد د ددة عبد د ددد النتد د ددا عبد د ددد العود د دديم‬ ‫‪.10‬‬
‫محمد‪ ،‬دار المري الرياض‪ ،‬السعودية‪.‬‬

‫ج د د دداد احمد د ددد أبد د ددو السد د ددندس‪ ،‬مبد د دداد االقتصد د دداد الكل د د د ‪ ،‬دار تنسد د دديم للنشد د ددر والتوزيد د ددع‪ ،‬عمد د ددان‪،‬‬ ‫‪.11‬‬
‫األردن‪.2010 ،‬‬

‫‪95‬‬
‫حد د د ددد اريد د د ددس‪ ،‬دور السد د د ددوق النقديد د د ددة ف د د د د تد د د ددامين سد د د دديولة النود د د ددام المص د د د درف ‪ ،‬مجلد د د ددة العلد د د ددوم‬ ‫‪.12‬‬
‫اإلنسانية‪ ،‬جامعة محمد يضر سكر‪ ،٠‬العدد ‪09‬‬

‫ضيان مجدي الموسوي االقتصاد النقدي‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪2000،‬‬ ‫‪.13‬‬

‫الد د د ددوزن وأحمد د د ددد حسد د د ددين الرفد د د دداع ‪ ،‬مبد د د دداد القتصد د د دداد الكل د د د د بد د د ددين النوريد د د ددة‬ ‫الد د د ددد واص د د د د‬ ‫‪.14‬‬
‫والتطبي ‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪.2006 ،‬‬

‫سد ددوزي عد دددل ناشد ددد‪ ،‬مقدمد ددة ف د د االقتصد دداد النقد دددي و المص د درف ‪ ،‬منشد ددورت الحلب د د الحقوقيد ددة‪،‬‬ ‫‪.15‬‬
‫لبنان‪.2006،‬‬

‫ش د ددوق ‪ ،‬الل‪ ،‬م د ددد ل ف النوري د ددة االقتص د ددادية الكلي د ددة‪ ،‬دار النش د ددر للطباع د ددة والنش د ددر‪ ،‬الق د دداهر ‪،‬‬ ‫‪.16‬‬
‫مصر‪.2010،‬‬

‫عبد ددد الرحمد ددان يسد ددري أحمد ددد وايمد ددان محمد ددد زك د د ‪ ،‬النوريد ددة االقتصد ددادية لكليد ددة‪ ،‬الد دددار الجامعد ددة‪،‬‬ ‫‪.17‬‬
‫‪.2007‬‬

‫عبد د ددد الحميد د ددد الغ ازل د د د ‪ ،‬أساسد د دديات االقتصد د دداديات النقديد د ددة وضد د ددعيا واسد د ددلميا مد د ددع االشد د ددار ل د د د‬ ‫‪.18‬‬
‫األزمة العالمة‪ ،‬دار النشر للجامعات‪.2009،‬‬

‫‪ ،‬البورصد د د د ددات و المؤسسد د د د ددات الماليد د د د ددة‪ ،‬جامعد د د د ددة‬ ‫عب د د د د دد الغند د د د ددار الحنن د د د د د ‪ ،‬رسد د د د ددمية قريد د د د دداق‬ ‫‪.19‬‬
‫اإلسكندرية ‪.2002‬‬

‫عبد النتا عبد الرحمن عبد المجيد‪ ،‬اقتصاديات النقود‪ ،‬دار وائل‪ ،‬األردن‪.1996،‬‬ ‫‪.20‬‬

‫عل كنعان‪،‬النقود والصيرفة والسياسة النقدية‪،‬دار المن ل اللبنان ‪،‬لبنان‪. 2012،‬‬ ‫‪.21‬‬

‫عمر ص ري مباد االقتصاد الكل ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪،‬الجزائر‪1991 ،‬‬ ‫‪.22‬‬

‫عوض فاضل‪ ،‬النقود والبنوك‪ ،‬جامعة بغداد العراق‪.1992 ،‬‬ ‫‪.23‬‬

‫ص د د ددال منت د د ددا ‪،‬النقود والسياس د د ددة النقدي د د ددةة المن د د ددوم ‪-‬األه د د ددداف ‪-‬األدواتة‪ ،‬دار النج د د ددر للنش د د ددر‬ ‫‪.24‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2005،‬‬
‫‪96‬‬
‫صد د د ددبح تد د د ددادرس قريصد د د ددة‪ ،‬النقد د د ددود والبند د د ددوك والعلقد د د ددات االقتص د د د دادية الدوليد د د ددة‪ ،‬دار الن ضد د د ددة‬ ‫‪.25‬‬
‫العربية‪ ،‬بيروت‪،‬لبنان‪.1983 ،‬‬

‫قد دددي عبد ددد المجيد ددد‪ ،‬المد ددد ل ل د د السياسد ددات االقتصد ددادية الكليد ددة‪ ،‬ديد ددون لمطبوعد ددات الجامعيد ددة‪،‬‬ ‫‪.26‬‬
‫الجزائر‪.2003 ،‬‬

‫محمد د د ددود حامد د د ددد محمد د د ددود عبد د د ددد الرزق‪،‬اقتصد د د دداديات النقد د د ددود والبند د د ددوك و األس د د د دواق المالية‪،‬الد د د دددار‬ ‫‪.27‬‬
‫الجامعية‪ ،‬مصر‪.2013 ،‬‬

‫محم د ددود دويد د ددار‪ ،‬مب د دداد االقتص د دداد السياسد د د ‪ ،‬الج د ددزن ال د ددان ‪ ،‬االقتص د دداد النق د دددي‪ ،‬منش د ددورات‬ ‫‪.28‬‬
‫الحلب ‪،‬لبنان ‪.2000‬‬

‫مجد د دددي محمد د ددود ش د د د اب‪ ،‬اقتصد د دداديات النقد د ددود و المال النوريد د ددات و المؤسسد د ددات النقديد د ددة ‪ ،‬دار‬ ‫‪.29‬‬
‫الجامعة الجديد ‪ ،‬مصر‪.2000 ،‬‬

‫م د د ددروان عطد د د دوان‪ ،‬األسد د د دواق النقدي د د ددة والمالي د د ددة‪ ،‬ديد د د دوان المطبوع د د ددات الجامع د د ددة‪ ،‬الجزائر‪،‬الج د د ددزن‬ ‫‪.30‬‬
‫ال ان ‪.2005 ،‬‬

‫مص د د ددطن رش د د دددي ش د د دديحة‪ ،‬السياس د د ددات النقدي د د ددة والمصد د د درفية‪ ،‬دار الن ض د د ددة العربي د د ددة‪ ،‬مص د د ددر‪،‬‬ ‫‪.31‬‬
‫‪.2003‬‬

‫مص د ددطن عب د ددد ال د ددرؤوف عب د ددد الحمي د ددد هاش د ددم‪ ،‬السياس د ددة النقدي د ددة فد د د النوري د ددة والواق د ددع العملد د د‬ ‫‪.32‬‬
‫ف د د الد دددول الناميد ددة‪ ،‬مد ددع شد ددار اصد ددة للتجربد ددة المص د درية‪ ،‬دار الن ضد ددة العربيد ددة‪ ،‬القد دداهر ‪ ،‬مصد ددر‪،‬‬
‫‪.2010‬‬

‫معتوق س ير محمود‪ "،‬سياسات الت بيت االقتصادي المعاصر ‪،،‬القاهر‪.1990 ،‬‬ ‫‪.33‬‬

‫ن د د دزار سد د ددعد الد د دددين‪ ،‬العيس د د د ‪ ،‬مبد د دداد االقتصد د دداد الكل د د د ‪ ،‬الد د دددار العلميد د ددة الدوليد د ددة ودار ال قاف د د دة‬ ‫‪.34‬‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪.1،2011‬‬

‫سماعيل‪،‬األس د د د دواق والمؤسسد د د ددات الماليد د د ددة‪ ،‬دار‬ ‫ن د د د ددال فريد د د ددد مصد د د ددطن ‪ ،‬السد د د دديد عبد د د ددد النتد د د ددا‬ ‫‪.35‬‬
‫النكر الجامع ‪ ،‬مصر‪. 2007،‬‬
‫‪97‬‬
‫هي د د ددل عجمد د د د جمي د د ددل الجن د د ددان ‪ ،‬النق د د ددود والمص د د ددارف و النوري د د ددة النقدي د د ددة‪ ،‬دار وائ د د ددل للنش د د ددر‬ ‫‪.36‬‬
‫والتوزيع‪.2009 ،‬‬

‫‪98‬‬

You might also like