You are on page 1of 4

‫قاعدة الخراج بالضمان‬

‫الستيفاء يعض املتطلبات يف مادة‪:‬‬

‫قواعد الفقهية في المعامالت‬

‫احملاضر‪:‬‬

‫األستاذ نور الفائزين‪M.H, S.H،‬‬

‫‪:‬الطالبة‬

‫ريهان نور العين‬

‫‪422021323118‬‬

‫كّلّية الشريعة‬

‫قانون الحكومية االقتصادية‬

‫جامعة دارالسالم كونتور منتيجان‬

‫‪2023/1444‬‬
‫‪ .1‬قاعدة‪ :‬اخلراج بالضمان‪ ،‬أو الغنم بالغرم‪.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬شرح قاعدة اخلراج بالضمان‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬معىن اخلراج بالضمان‪:‬‬
‫إن قاع ‪66‬دة اخلراج بالض ‪66‬مان من القواع ‪66‬د املهم ‪66‬ة يف الفق ‪66‬ه اإلس ‪66‬المي‪ ،‬إذ أهنا تتعل ‪66‬ق‬
‫بكث‪66‬ري من أب‪6‬واب املع‪66‬امالت املالي‪66‬ة من بي‪66‬ع وإج‪66‬ارة وكفال‪66‬ة ووكال‪66‬ة ورهن وش‪66‬ركة وغ‪66‬ري ذل‪66‬ك ‪.‬‬
‫وهي تعرب عن أهم مبدأ من مبادئ املعامالت املالية وهو مبدأ العدل‪.‬‬
‫وفيما يأيت بيان ألهم ما يتعلق هبذه القاعدة حىت حنس‪6‬ن ربطه‪6‬ا وتطبيقه‪6‬ا على الش‪6‬ق‬
‫الثاين من البحث أال وهو بيع املراحبة لآلمر بالشراء‬
‫‪ .‬الفرع األول‪ :‬معىن اخلراج‪ :‬لغة‪ :‬الغلة‪ ،‬يقال خارجت فالن‪66‬ا‪ :‬اذا وافقت‪66‬ه على ش‪66‬يء‬
‫من الغلة يؤدي إليك كل مدة‪.‬‬
‫ق‪66‬ال أب‪66‬و عبي‪66‬دة "ه‪66‬و الغل‪66‬ة أال ت‪66‬رى أهنم يس‪66‬مون غل‪66‬ة األرض وال‪66‬دار واململ‪66‬وك خراج‪66‬ا‬
‫ومن‪66‬ه احلديث‪ ،‬أن‪66‬ه قض‪66‬ى اخلراج بالض‪66‬مان"‪ ،‬وح‪66‬ديث الن‪66‬يب ص‪66‬لى اهلل علي‪66‬ه وس‪66‬لم ملا حجم‪66‬ه‬
‫أبو طيبة كلم أهله فوضعوا عنه من خراجه"‬
‫وع‪66‬رف اخلراج‪ :‬اس‪66‬م ملا خيرج من الف ‪6‬رائض يف األم ‪6‬وال ويق‪66‬ع على القرب‪66‬ة‪ ،‬ويق‪66‬ع على‬
‫الفيء وعلى اجلزية وعلى الغلة‪ ،‬واخلراج مصدر‪.‬‬
‫ويف املعجم الوس ‪66‬يط‪ :‬اخلراج م ‪66‬ا خيرج من غل ‪66‬ة األرض‪ ،‬ويق ‪66‬ال ه ‪66‬ذه التفاح ‪66‬ة طيب‬
‫رحيها طيب خراجها ‪ ،‬أي طعم مثرها ‪ .‬والبالد اخلراجية‪ :‬ما فتحت صلحا ووظف من صوحل‬
‫عليها من أهلها على أراضيهم ‪ .‬مجعها‪ :‬أخراج وأخرجه ومجع اجلموع أخاريج‪.‬‬
‫اص‪66‬طاحلا‪ :‬م‪66‬ا حص‪66‬ل من غل‪66‬ة العني املبيع‪66‬ة كائن‪66‬ا م‪66‬ا ك‪66‬انت وذل‪66‬ك أن يش‪66‬رتي ش‪66‬يئا ويس‪66‬تغله‬
‫م‪66 6‬دة‪ .‬و ق‪66 6‬د ذك‪66 6‬ر إم‪66 6‬ام الش‪66 6‬يخ علي الن‪66 6‬دوي يف كتاب‪66 6‬ه اجللي‪66 6‬ل "القواع‪66 6‬د الفقهي‪66 6‬ة" نقال من‬
‫الزركشي‪:‬‬
‫"ما خرج من الشيء من عني ومنفعة وغلة‪ ،‬فهي للمشرتي ع‪6‬وض م‪6‬ا ك‪6‬ان علي‪6‬ه من ض‪6‬مان‬
‫امللك؛ فإنه لو تلف ا ِبيع كان من ضمانه‪ ،‬فالغلة له؛ ليكون الُغنم يف مقابلة الُغرم"‪.‬‬
‫َمل‬
‫ِئ ِض‬
‫و ه‪66‬ذا ال‪66‬دليل من ه‪66‬ذه القاع‪66‬دة‪َ :‬عْن َعا َش َة َر َي الَّل ُه َعْنَه ا َأَّن َرُج اًل اْبَت اَع ُغاَل ًم ا‪َ ،‬فَأَق اَم‬
‫ِه‬ ‫ِق‬ ‫ِع‬
‫ْنَد ُه َم ا َش اَء الَّل ُه َأْن ُي يَم ‪َّ ،‬مُث َوَج َد ِب َعْيًب ا‪َ ،‬فَخ اَص َم ُه ِإىَل الَّنِّيِب ص‪ّ6‬لى اهلل علي‪6‬ه وس‪ّ6‬لم‪َ ،‬فَرَّدُه‬
‫َعَلْيِه‪َ ،‬فَق اَل الَّرُج ُل‪َ :‬يا َرُس وَل الَّلِه َقْد اْس َتَغَّل ُغاَل ِم ي؟ َفَق اَل َرُس وُل الَّلِه صّلى اهلل علي‪6‬ه وس‪ّ6‬لم‪:‬‬
‫(اَخْلَراُج ِبالَّض َم اِن ) (رواه أبو داود والنسائي)‬
‫واألمثلة على هذه القاعدة يف املعاملة املالية و ذلك كما يلي‪:‬‬
‫‪ .i‬رجل رهن بقرة عند رجل آخر فكان حيلبها كل يوم‪ ،‬فلو ماتت يف يد املرهتن فإن‪66‬ه‬
‫يض‪66‬من‪ ،‬ول‪66‬ه أن يس‪66‬تفيد من لبنه‪66‬ا؛ ألن اخلراج بالض‪66‬مان‪ .‬وذل‪66‬ك حلديث عائش‪66‬ة‬
‫رض ‪66‬ي اهلل عن ‪66‬ه وأرض ‪66‬اها أن رجًال اش ‪66‬رتى عب ‪66‬دًا‪ ،‬واس ‪66‬تعمله ع ‪66‬دة أي ‪66‬ام مث وج ‪66‬د ب ‪66‬ه‬
‫عيب ‪ً6‬ا‪ ،‬ف ‪66‬رده إىل الب ‪66‬ائع‪ ،‬فق ‪66‬ال الب ‪66‬ائع‪ :‬ي ‪66‬ا رس ‪66‬ول اهلل‪ ،‬لق ‪66‬د اس ‪66‬تغله أو اس ‪66‬تفاد من ‪66‬ه‬
‫أي‪ :‬أخذ اخلراج‪ ،‬فقال له النيب صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬اخلراج بالضمان)‪.‬‬
‫‪ .ii‬وك‪66‬ذلك ل‪66‬و اش‪66‬رتى رج‪66‬ل س‪66‬يارة أج‪66‬رة‪ ،‬وأخ‪66‬ذها يف الي‪66‬وم األول فاس‪66‬تعملها وأخ‪66‬ذ‬
‫أجرة اليوم‪ ،‬مث استعملها يف اليوم الثاين والثالث والرابع‪ ،‬مث ظه‪6‬ر فيه‪6‬ا عيب أخف‪6‬اه‬
‫الب‪66‬ائع عن املش‪66‬رتي‪ ،‬فيص‪66‬ح للمش‪66‬رتي أن يفس‪66‬خ ال‪66‬بيع وي‪66‬رد الس‪66‬يارة للب‪66‬ائع‪ ،‬وأج‪66‬رة‬
‫السيارة يف ه‪6‬ذه املدة تك‪6‬ون للمش‪6‬رتي وليس للب‪6‬ائع؛ ألهنا ل‪6‬و تلفت قب‪6‬ل أن يرده‪6‬ا‬
‫فإن املشرتي يضمن؛ فإن اخلراج بالضمان‪.‬‬
‫وكذلك لو أن جمموعة من الناس أرادوا بناء شركة مواد غذائية‪ ،‬أو شركة س‪66‬يارات‪،‬‬ ‫‪.iii‬‬
‫وكل واحد منهم دفع مبلغًا معينًا‪ ،‬وصار لكل واحد منهم أس‪66‬هم معين‪66‬ة‪ ،‬فرحبوا يف‬
‫الس‪66 6‬نة األوىل‪ ،‬فقس‪66 6‬مت األرب‪66 6‬اح فيم‪66 6‬ا بينهم على حس‪66 6‬ب األس‪66 6‬هم‪ ،‬مث رحبوا يف‬
‫الس ‪66‬نة الثاني ‪66‬ة ف ‪66‬وزعت حص ‪66‬ة ك ‪66‬ل واح ‪66‬د منهم على حس ‪66‬ب األس ‪66‬هم‪ ،‬مث ج ‪66‬اءت‬
‫السنة الثالثة فخسروا فإهنم يوزع‪66‬ون اخلس‪66‬ارة على أنفس‪66‬هم بنفس احلص‪66‬ص وبنفس‬
‫األسهم‪ ،‬فإن الغنم بالغرم واخلراج بالضمان‪.‬‬
‫‪ .iv‬ومن األمثلة يف هذا الباب أيضًا‪ :‬اشرتى رجل شقة يف مبىن‪ ،‬واشرتى رجل آخر‬
‫شقة أخرى يف نفس العمارة‪ ،‬وهذا البيت أصبح امسه عند العامة (احتاد مالك)‪،‬‬
‫وحتتاج العمارة إىل صيانة‪ ،‬فيتحملها كل حسب نصيبه وحصته؛ ألن الغنم بالغرم‬
‫واخلراج بالضمان‪.‬‬

‫وهذا يبني لنا خطأ وظالم من يس‪6‬تعمل ه‪6‬ذه املس‪6‬ألة ب‪6‬أن يأخ‪6‬ذ من الن‪6‬اس األم‪6‬وال ويوظفه‪6‬ا‪،‬‬
‫ويأخذ عليها نسبة مئوية معينة على مدار السنة كمائة جنيه يف الشهر‪ ،‬وهذا رب‪66‬ا حمض؛ ألن‬
‫املس‪66‬ألة كله‪66‬ا مس‪66‬ألة ربح وخس‪66‬ارة مقس‪66‬مة على نس‪66‬بة مش‪66‬اعة‪ ،‬فق‪66‬د تك‪66‬ون يف املائ‪66‬ة أربعني أو‬
‫مخس‪66‬ني أو غ‪66‬ري ذل‪66‬ك‪ ،‬فتوزي‪66‬ع ال ‪6‬ربح واخلس‪66‬ارة على األس‪66‬هم‪ .‬الَّض َم اَن ِب اَخْلَراِج َفِإَمَّنا ُه َو ِفيَم ا‬
‫ُاُّتِف ِم ْلًك ا ًد ا ‪َ .‬أَّم ا إَذا َك اَن اْلِم ْل ُك ِلَش ْخ ٍص اْل ُد آِل ؛ َق ْد ُك وُن اَخْل ا ِلْل اِل ِك‬
‫َر ُج َم‬ ‫َو َي َخ َر َف َي‬ ‫َوَي َو‬ ‫َق‬
‫َوالَّض َم اُن َعَلى اْلَق اِبِض ‪.‬‬

‫المرجعان‪:‬‬

‫كتاب القواعد الفقهية بني األصالة و التوجيه (حممد حسن بن عبد اهلل) ص‪10 :‬‬ ‫‪-‬‬

‫قاعدة اخلراج بالضمان وتطبيقاهتا املعاصرة ‪ :‬املراحبة لآلمر بالشراء يف البنك اإلساملي األردين‬ ‫‪-‬‬
‫(سهيل امحد فضل حوامده)‬

‫القواعد والضوابط الفقهية البن تيمية ‪2:258‬‬ ‫‪-‬‬

You might also like